ابن زيدون
394 - 463 هـ / 1003 - 1070 م
أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي، أبو الوليد. شاعر أندلسي. أشهر قصائده، نونيته التي مطلعها: أضحى التنائي بديلاً من تدانينا.
برع "ابن زيدون" في الشعر كما برع في فنون النثر، حتى صار من أبرز شعراء الأندلس المبدعين وأجملهم شعرًا وأدقهم وصفًا وأصفاهم خيالا، كما تميزت كتاباته النثرية بالجودة والبلاغة، وتعد رسائله من عيون الأدب العربي.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الميلاد والنشأة
ولد الشاعر "أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أحمد بن غالب بن زيد المخزومي" سنة [[[394هـ]]= 1003م] بالرصافة من ضواحي قرطبة، وهي الضاحية التي أنشأها "عبد الرحمن الداخل" بقرطبة، واتخذها متنزهًا له ومقرًا لحكمه، ونقل إليها النباتات والأشجار النادرة، وشق فيها الجداول البديعة حتى صارت مضرب الأمثال في الروعة والجمال، وتغنّى بها الكثير من الشعراء.
وفي هذا الجو الرائع والطبيعة البديعة الخلابة نشأ ابن زيدون؛ فتفتحت عيناه على تلك المناظر الساحرة والطبيعة الجميلة، وتشربت روحه بذلك الجمال الساحر، وتفتحت مشاعره، ونمت ملكاته الشاعرية والأدبية في هذا الجو الرائع البديع.
وينتمي "ابن زيدون" إلى قبيلة "بني مخزوم" العربية، التي كانت لها مكانة عظيمة في الجاهلية والإسلام، وعرفت بالفروسية والشجاعة.
وكان والده من فقهاء "قرطبة" وأعلامها المعدودين، كما كان ضليعًا في علوم اللغة العربية، بصيرًا بفنون الأدب، على قدر وافر من الثقافة والعلم.
أما جده لأمة "محمد بن محمد بن إبراهيم بن سعيد القيسي" فكان من العلماء البارزين في عصره، وكان شديد العناية بالعلوم، وقد تولى القضاء بمدينة "سالم"، ثم تولى أحكام الشرطة في "قرطبة".
كفالة الجد
وما كاد "ابن زيدون" يبلغ الحادية عشرة من عمره حتى فقد أباه، فتولى جده تربيته، وكان ذا حزم وصرامة، وقد انعكس ذلك على أسلوب تربيته لحفيده، وهو ما جنبه مزالق الانحراف والسقوط التي قد يتعرض لها الأيتام من ذوي الثراء.
واهتم الجد بتربية حفيده وتنشئته تنشئة صحيحة وتعليمه العربية والقرآن والنحو والشعر والأدب، إلى غير ذلك من العلوم التي يدرسها عادةً الناشئة، ويقبل عليها الدارسون.
وتهيأت لابن زيدون -منذ الصغر- عوامل التفوق والنبوغ، فقد كان ينتمي إلى أسرة واسعة الثراء، ويتمتع بالرعاية الواعية من جده وأصدقاء أبيه، ويعيش في مستوى اجتماعي وثقافي رفيع، فضلا عما حباه الله به من ذكاء ونبوغ، وما فطره عليه من حب للعلم والشعر وفنون الأدب.
ابن زيدون متعلمً
ومما لا شك فيه أن "ابن زيدون" تلقى ثقافته الواسعة وحصيلته اللغوية والأدبية على عدد كبير من علماء عصره وأعلام الفكر والأدب في الأندلس، في مقدمتهم أبوه وجده، ومنهم كذلك "أبو بكر مسلم بن أحمد بن أفلح" النحوي المتوفى سنة [[[433هـ]]=1042م] وكان رجلاً متدينًا، وافر الحظ من العلم والعقيدة، سالكًا فيها طريق أهل السنة، له باع كبير في العربية ورواية الشعر.
كما اتصل "ابن زيدون" بكثير من أعلام عصره وأدبائه المشاهير، فتوطدت علاقته -في سن مبكرة- بأبي الوليد بن جَهْور الذي كان قد ولي العهد ثم صار حاكمًا، وكان حافظًا للقرآن الكريم مجيدًا للتلاوة، يهتم بسماع العلم من الشيوخ والرواية عنهم، وقد امتدت هذه الصداقة بينهما حتى جاوز الخمسين، وتوثقت علاقته كذلك بأبي بكر بن ذَكْوان الذي ولي منصب الوزارة، وعرف بالعلم والعفة والفضل، ثم تولى القضاء بقربة فكان مثالا للحزم والعدل، فأظهر الحق ونصر المظلوم، وردع الظالم.
وزيرًا
كان "ابن زيدون" من الصفوة المرموقة من شباب قرطبة؛ ومن ثم فقد كان من الطبيعي أن يشارك في سير الأحداث التي تمر بها.
وقد ساهم "ابن زيدون" بدور رئيسي في إلغاء الخلافة الأموية بقرطبة، كما شارك في تأسيس حكومة جَهْوَرِيّة بزعامة "ابن جهور"، وإن كان لم يشارك في ذلك بالسيف والقتال، وإنما كان له دور رئيسي في توجيه السياسة وتحريك الجماهير، وذلك باعتباره شاعرًا ذائع الصيت، وأحد أعلام "قرطبة" ومن أبرز أدبائها المعروفين، فسخر جاهه وثراءه وبيانه في التأثير في الجماهير، وتوجيه الرأي العام وتحريك الناس نحو الوجهة التي يريدها.
وحظي "ابن زيدون" بمنصب الوزارة في دولة "ابن جهور"، واعتمد عليه الحاكم الجديد في السفارة بينه وبين الملوك المجاورين، إلا أن "ابن زيدون" لم يقنع بأن يكون ظلا للحاكم، واستغل أعداء الشاعر ومنافسوه هذا الغرور منه وميله إلى التحرر والتهور فأوغروا عليه صدر صديقه القديم، ونجحوا في الوقيعة بينهما، حتى انتهت العلاقة بين الشاعر والأمير إلى مصيرها المحتوم.
ابن زيدون وولادة
كان ابن زيدون شاعرًا مبدعًا مرهف الإحساس، وقد حركت هذه الشاعرية فيه زهرة من زهرات البيت الأموي، وابنة أحد الخلفاء الأمويين، وهي "ولادة بنت المستكفي"، وكانت شاعرة أديبة، جميلة الشكل، شريفة الأصل، عريقة الحسب، وقد وصفت بأنها "نادرة زمانها ظرفًا وحسنًا وأدبًا".
وأثنى عليها كثير من معاصريها من الأدباء والشعراء، وأجمعوا على فصاحتها ونباهتها، وسرعة بديهتها، وموهبتها الشعرية الفائقة، فقال عنها "الصنبي": "إنها أديبة شاعرة جزلة القول، مطبوعة الشعر، تساجل الأدباء، وتفوق البرعاء".
وبعد سقوط الخلافة الأموية في "الأندلس" فتحت ولادة أبواب قصرها للأدباء والشعراء والعظماء، وجعلت منه منتديًا أدبيًا، وصالونًا ثقافيًا، فتهافت على ندوتها الشعراء والوزراء مأخوذين ببيانها الساحر وعلمها الغزير.
وكان "ابن زيدون" واحدًا من أبرز الأدباء والشعراء الذين ارتادوا ندوتها، وتنافسوا في التودد إليها، ومنهم "أبو عبد الله بن القلاس"، و"أبو عامر بن عبدوس" اللذان كانا من أشد منافسي ابن زيدون في حبها، وقد هجاهما "ابن زيدون" بقصائد لاذعة، فانسحب "ابن القلاسي"، ولكن "ابن عبدوس" غالى في التودد إليها، وأرسل لها برسالة يستميلها إليه، فلما علم "ابن زيدون" كتب إليه رسالة على لسان "ولادة" وهي المعروفة بالرسالة الهزلية، التي سخر منه فيها، وجعله أضحوكة على كل لسان، وهو ما أثار حفيظته على "ابن زيدون"؛ فصرف جهده إلى تأليب الأمير عليه حتى سجنه، وأصبح الطريق خاليًا أمام "ابن عبدوس" ليسترد مودة "ولادة".
الفرار من السجن
وفشلت توسلات "ابن زيدون" ورسائله في استعطاف الأمير حتى تمكن من الفرار من سجنه إلى "إشبيلية"، وكتب إلى ولادة بقصيدته النونية الشهيرة التي مطلعها:
وما لبث الأمير أن عفا عنه، فعاد إلى "قرطبة" وبالغ في التودد إلى "ولادة"، ولكن العلاقة بينهما لم تعد أبدًا إلى سالف ما كانت عليه من قبل، وإن ظل ابن زيدون يذكرها في أشعاره، ويردد اسمها طوال حياته في قصائده.
ولم تمض بضعة أشهر حتى توفي الأمير، وتولى ابنه "أبو الوليد بن جمهور" صديق الشاعر الحميم، فبدأت صفحة جديدة من حياة الشاعر، ينعم فيها بالحرية والحظوة والمكانة الرفعية.
ولكن خصوم الشاعر ومنافسيه لم يكفوا عن ملاحقته بالوشايات والفتن والدسائس حتى اضطر الشاعر ـ في النهاية ـ إلى مغادرة "قرطبة" إلى "إشبيلية" وأحسن "المعتضد بن عباد" إليه وقربه، وجعله من خواصه وجلسائه، وأكرمه وغمره بحفاوته وبره.
في إشبيلية
واستطاع "ابن زيدون" بما حباه الله من ذكاء ونبوغ أن يأخذ مكانة بارزة في بلاط "المعتضد"، حتى أصبح المستشار الأول للأمير، وعهد إليه "المعتضد"، بالسفارة بينه وبين أمراء الطوائف في الأمور الجليلة والسفارات المهمة، ثم جعله كبيرًا لوزرائه، ولكن "ابن زيدون" كان يتطلع إلى أن يتقلد الكتابة وهي من أهم مناصب الدولة وأخطرها، وظل يسعى للفوز بهذا المنصب ولا يألو جهدًا في إزاحة كل من يعترض طريقه إليه حتى استطاع أن يظفر بهذا المنصب الجليل، وأصبح بذلك يجمع في يديه أهم مناصب الدولة وأخطرها وأصبحت معظم مقاليد الأمور في يده.
وقضى "ابن زيدون" عشرين عامًا في بلاط المعتضد، بلغ فيها أعلى مكانة، وجمع بين أهم المناصب وأخطرها.
فلما توفي "المعتضد" تولى الحكم من بعده ابنه "المعتمد بن عباد"، وكانت تربطه بابن زيدون أوثق صلات المودة والألفة والصداقة، وكان مفتونًا به متتلمذًا عليه طوال عشرين عامًا، وكان بينهما كثير من المطارحات الشعرية العذبة التي تكشف عن ود غامر وصداقة وطيدة.
المؤامرة على الشاعر
وحاول أعداء الشاعر ومنافسيه أن يوقعوا بينه وبين الأمير الجديد، وظنوا أن الفرصة قد سنحت لهم بعدما تولى "المعتمد" العرش خلفًا لأبيه، فدسوا إليه قصائد يغرونه بالفتك بالشاعر، ويدعون أنه فرح بموت "المعتضد"، ولكن الأمير أدرك المؤامرة، فزجرهم وعنفهم، ووقّع على الرقعة بأبيات جاء فيها:
وختمها بقوله محذرًا ومعتذرًا:
وكان الشاعر عند ظن أميره به، فبذل جهده في خدمته، وأخلص له، فكان خير عون له في فتح "قرطبة"، ثم أرسله المعتمد إلى "إشبيلية" على رأس جيشه لإخماد الفتنة التي ثارت بها، وكان "ابن زيدون" قد أصابه المرض وأوهنته الشيخوخة، فما لبث أن توفي بعد أن أتمّ مهمته في [ أول رجب 463هـ= 4 من إبريل 1071م] عن عمر بلغ نحو ثمانية وستين عامًا.
غزليات ابن زيدون
يحتل شعر الغزل نحو ثلث ديوان "ابن زيدون"، وهو في قصائد المدح يبدأ بمقدمات غزلية دقيقة، ويتميز غزله بالعذوبة والرقة والعاطفة الجياشة القوية والمعاني المبتكرة والمشاعر الدافقة التي لا نكاد نجد لها مثيلا عند غيره من الشعراء إلا المنقطعين للغزل وحده من أمثال "عمر بن أبي ربيعة"، "و جميل بن مَعْمَر"، و"العبّاس بن الأحنف".
ومن عيون شعره في الغزل تلك القصيدة الرائعة الخالدة التي كتبها بعد فراره من سجنه بقرطبة إلى "إشبيلية"، ولكن قلبه جذبه إلى محبوبته بقرطبة فأرسل إليها بتلك الدرة الفريدة (النونية) التي يقول في مطلعها:
الوصف عند ابن زيدون
انطبع شعر "ابن زيدون" بالجمال والدقة وانعكست آثار الطبيعة الخلابة في شعره، فجاء وصفه للطبيعة ينضح بالخيال، ويفيض بالعاطفة المشبوبة والمشاعر الجياشة، وامتزج سحر الطبيعة بلوعة الحب وذكريات الهوى، فكان وصفه مزيجًا عبقريًا من الصور الجميلة والمشاعر الدافقة، ومن ذلك قوله:
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الإخوانيات الشعرية عند ابن زيدون
كان "ابن زيدون" شاعرًا أصيلا متمكنا في شتى ضروب الشعر ومختلف أغراضه، وكان شعره يتميز بالصدق والحرارة والبعد عن التكلف، كما كان يميل إلى التجديد في المعاني، وابتكار الصور الجديدة، والاعتماد على الخيال المجنح؛ ولذا فقد حظي فن الإخوانيات عنده بنصيب وافر من هذا التجديد وتلك العاطفة، ومن ذلك مناجاته الرقيقة لصديقه الوفي "أبي القاسم":
الفنون النثرية عند ابن زيدون
اتسم النثر عند "ابن زيدون" بجمال الصياغة، وكثرة الصور والأخيلة، والاعتماد على الموسيقا، ودقة انتقاء الألفاظ حتى أشبه نثره شعره في صياغته وموسيقاه، وقد وصف "ابن بسام" رسائله بأنها "بالنظم الخطير أشبه منها بالمنثور".
وبالرغم من جودة نثر "ابن زيدون" فإنه لم يصل إلينا من آثاره النثرية إلا بعض رسائله الأدبية، ومنها:
الرسالة الهزلية: التي كتبها على لسان "ولادة بنت المستكفي" إلى "ابن عبدوس" وقد حمل عليه فيها، وأوجعه سخرية وتهكمًا، وتتسم هذه الرسالة بالنقد اللاذع والسخرية المريرة، وتعتمد على الأسلوب التهكمي المثير للضحك، كما تحمل عاطفة قوية عنيفة من المشاعر المتبانية: من الغيرة والبغض والحب، والحقد، وتدل على عمق ثقافة "ابن زيدون" وسعة اطلاعه. وقد شرحها "جمال الدين بن نباتة المصري" في كتابه: "سرح العيون"، كما شرحها "محمد بن البنا المصري" في كتابه: "العيون". الرسالة الجدية: وقد كتبها الشاعر في سجنه في أخريات أيامه، يستعطف فيها الأمير "أبا الحزم" ويستدر عفوه ورحمته، وهي أيضًا تشتمل على الكثير من الاقتباسات والأحداث والأسماء.
ومع أن الغرض من رسالته كان استعطاف الأمير إلا أن شخصية "ابن زيدون" القوية المتعالية تغلب عليه، فإذا به يدلّ على الأمير بما يشبه المنّ عليه، ويأخذه العتب مبلغ الشطط فيهدد الأمير باللجوء إلى خصومه. ولكن الرسالة ـ مع ذلك ـ تنبض بالعاطفة القوية وتحرك المشاعر في القلوب، وتثير الأشجان في النفوس. وقد شرحها "صلاح الدين الصفدي" في كتابه: "تمام المتون"، و"عبد القادر البغدادي" في كتابه: "مختصر تمام المتون". بالإضافة إلى هاتين الرسالتين فهناك رسالة الاستعطاف التي كتبها الشاعر بعد فراره من سجنه وعودته من "إشبيلية" إلى "قرطبة" مستخفيًا ينشد الأمان، ويستشفع بأستاذه "أبي بكر مسلم بن أحمد" عند الأمير.
وهذه الرسالة تعد أقوى رسائل "ابن زيدون" جميعًا من الناحية الفنية، وتمثل نضجًا ملحوظًا وخبرة كبيرة ودراية فائقة بأساليب الكتابة، وبراعة وإتقان في مجال الكتابة النثرية. ولابن زيدون كتاب في تاريخ بني أمية سماه "التبيين" وقد ضاع الكتاب، ولم تبق منه إلا مقطوعتان، حفظهما لنا "المقري" في كتابه الكبير: "نفح الطيب".
ديوان ابن زيدون
- ما على ظني باس
- ورامشة يشفي العليل نسيمها
- يا مخجل الغصن الفينان إن خطرا
- يا دمع صب ما شئت أن تصوبا
- أكرم بولادة ذخرا لمدخر
- كأن عشي القطر في شاطئ النهر
- عرفت عرف الصبا إذ هب عاطره
- وما ضربت عتبى لذنب أتت به
- لقد سرنا أن النعي موكل
- أنا ظرف للهو كل ظريف
- وبنفسي وإن أضر بنفسي
- قد علقنا سواك علقا نفيسا
- لَحا اللَهُ يَوماً لَستُ فيهِ بِمُلتَقِ
- أيتها النفس إليه اذهبي
- قل لأبي حفص ولم تكذب
- قد بعثناه ينفع الأعضاء
- يا بانيا كل مجد
- أفدتني من نفائس الدرر
- إن للأرض والسماء وللما
- الدهر إن أملى فصيح أعجم
- جاءتك وافدة الشمول
- دونك الراح جامده
- أتاك محييا عني اعتذارا
- لست من بابة الملوك أبا ال
- وليل أدمنا فيه شرب مدامة
- اخطب فملكك يفقد الإملاكا
- قد أحسن الله في الذي صنعه
- يا من تزينت الريا
- لا افتنان كافتناني
- خنت عهدي ولم أخن
- أتتك بلون المحب الخجل
- ولما التقينا للوداع غدية
- أصخ لمقالتي واسمع
- قل للوزير وقد قطعت بمدحه
- بني جهور أحرقتم بجفائكم
- طابت لنا ليلتنا الخاليه
- هواي وإن تناءت عنك داري
- لو أنني لك في الأهواء مختار
- أنت المسبب للولوع
- يقصر قربك ليلي الطويلا
- هل يشكرن أبو الوليد
- أيها الظافر أبشر بالظفر
- أفاض سماحك بحر الندى
- أمولاي بلغت أقصى الأمل
- رضاك لنا قبل الطهور مطهر
- أسقيط الطل فوق النرجس
- كم لريح الغرب من عرف ندي
- سل المعشر الأعداء إن رمت صرفهم
- هي الشمس مغربها في الكلل
- ليهن الهدى إنجاح سعيك في العدا
- للحب في تلك القباب مراد
- ألا هل درى الداعي المثوب إذ دعا
- أجل إن ليلى حيث أحياؤها الأسد
- هو الدهر فاصبر للذي أحدث الدهر
- عذري إن عذلت في خلع عذري
- سأهدي النفس في نفس الشمال
- أقدم كما قدم الربيع الباكر
- لست بالجاحد آلاء العلل
- أعرفك راح في عرف الرياح
- إعجب لحال السرو كيف تحال
- ألم تر أن الشمس قد ضمها القبر
- فز بالنجاح وأحرز الإقبالا
- هو الدهر فاصبر للذي أحدث الدهر
- هل النداء الذي أعلنت مستمع
- لبيض الطلى ولسود اللمم
- في جواركم الذليل
- ألم يأن أن يبكي الغمام على مثلي
- عمر من يعمر ذا المجلسا
- مرادهم حيث السلاح خمائل
- يا أيها الملك الجلي
- ما جال بعدك لحظي في سنا القمر
- أَما وَأَلحاظٍ مِراضٍ صِحاح
- غمرتني لك الأيادي البيض
- ما طول عذلك للمحب بنافع
- أدرها فقد حسن المجلس
- ليهنك أن أحمدت عاقبة الفصد
- أحمدت عاقبة الدواء
- سرك الدهر وساء
- هذا الصباح على سراك رقيبا
- هل عهدنا الشمس تعتاد الكلل
- الهوى في طلوع تلك النجوم
- أما علمت أن الشفيع شباب
- راحت فصح بها السقيم
- أما في نسيم الريح عرف معرف
- ما للمدام تديرها عيناك
- ودع الصبر محب ودعك
- أثرت هزبر الشرى إذ ربض
- بنيت فلا تهدم ورشت فلا تبر
- شحطنا وما بالدار نأي ولا شحط
- ما على ظني باس
- عذيري من خليل يستطيل
- سري وجهري أنني هائم
- أما رضاك فعلق ما له ثمن
- أذكرتني سالف العيش الذي طابا
- أتهجرني وتغصبني كتابي
- يا معطشي من وصال كنت وارده
- يا غزالا جمعت فيه
- أجد ومن أهواه في الحب عابث
- لم يكن هجر حبيبي عن قلى
- على الثغب الشهدي مني تحية
- قد نالني منك ما حسبي به وكفى
- من مبلغ عني البدر الذي كملا
- لو كان قولك مت ما كان ردي لا
- بيني وبينك ما لو شئت لم يضع
- أشمت بي فيك العدا
- لو تركنا بأن نعودك عدنا
- جازيتني عن تمادي الوصل هجرانا
- يا قاطعا حبل ودي
- أرخصتني من بعد ما أغليتني
- يا ناسيا لي على عرفانه تلفي
- هل لداعيك مجيب
- سأقنع منك بلحظ البصر
- لئن فاتني منك حظ النظر
- يا ليل طل لا أشتهي
- لَمّا اِتَّصَلتِ اِتِّصالَ الخِلبِ بِالكَبِدِ
- سأحب أعدائي لأنك منهم
- أغائبة عني وحاضرة معي
- إن ساء فعلك بي فما ذنبي أنا
- أهدي إلي بقية المسواك
- أنت معنى الضنى وسر الدموع
- ثقي بي يا معذبتي فإني
- باعدت بالإعراض غير مباعد
- أأجفى بلا جرم وأقصى بلا ذنب
- أيها البدر الذي
- لئن كنت في السن ترب الهلال
- يا سؤل نفسي إن أحكم
- إن تكن نالتك بالضرب يدي
- عاودت ذكرى الهوى من بعد نسيان
- أنى أضيع عهدك
- قال لي اعتل من هويت حسود
- أأسلب من وصالك ما كسيت
- يا مستخفا بعاشقيه
- يا قمرا مطلعه المغرب
- أستودع الله من أصفي الوداد له
- كم ذا أريد ولا أراد
- متى أبثك ما بي
- يا من غدوت به في الناس مشتهرا
- إليك من الأنام غدا ارتياحي
- يا نازحا وضمير القلب مثواه
- إني ذكرتك بازهراء مشتاقا
- ألا ليت شعري هل أصادف خلوة
- لعمري لئن قلت إليك رسائلي
- تنشق من عرف الصبا ما تنشقا
- يا ظبية لطفت مني منازلها
- لئن قصر اليأس منك الأمل
- سقى الغيث أطلال الأحبة بالحمى
- ورامشة يشفي العليل نسيمها
- كما تشاء فقل لي لست منتقلا
- هل راكب ذاهب عنهم يحييني
- أيوحشني الزمان وأنت أنسي
- يا مخجل الغصن الفينان إن خطرا
- أحين علمت حظك من ودادي
- وشادن أسأله قهوة
- ما ضر لو أنك لي راحم
- خليلي لا فطر يسر ولا أضحى
- يا غزالا أصارني
- وضح الحق المبين
- علام صرمت حبلك من وصول
- غريب بأقصى الشرق يشكر للصبا
- بالله خذ من حياتي
- يا دمع صب ما شئت أن تصوبا
- أضحى التنائي بديلا من تدانينا
المصادر
- ابن زيدون: علي عبد العظيم ـ دار الكتاب العربي للطباعة والنشر ـ القاهرة: [1387هـ=1967م] ـ ( أعلام العرب : 66).
- ديوان ابن زيدون ورسائله: تحقيق / علي عبد العظيم ـ دار نهضة مصر للطبع والنشر ـ القاهرة: [ 1400 هـ= 1980م]
- الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة: أبو الحسن علي بن بسام الشنتريني ـ تحقيق : د. إحسان عباس ـ دار الثقافة ـ بيروت [1399هـ=1979م].
- سير أعلام النبلاء: شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ـ (الجزء الثامن)ـ تحقيق: شعيب الأرنؤوط ـ مؤسسة الرسالةـ بيروت [1410هـ=1990م]كتاب جديد نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب: أحمد بن محمد المقري التلمساني ـ تحقيق: يوسف الشيخ محمد البقاعي ـ دار الفكر للطباعة والنشر ـ بيروت [ 1406هـ=1986م]
- الوافي بالوفيات: صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي ـ (الجزء السابع) ـ تحقيق: إحسان عباس ـ دار النشر فرنز شتانير ـ شتوتغارت: [1411هـ=1991م].