هوامــش

من معرفة المصادر

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الشــاعر : جمال الصليعي/ خريف 1991

أمست أميّة قفرا مــا تكلمنــــا     منـه الرسوم ولم تفصح لنــا الدمـن
فلا ابـن مــروان مزهو بجلقــة        ولا بجلــق من أيــامه سنـــن
حتـى مللنـا وقوف الشعر فـي طلل     أخنــت على أهلـه الأيام مذ ظعنـوا
ضاقت بنـا النفس او قل ضيقت ألمـا    والنفـس سلطـانها الإسعاد والحزن
وطاولت نائحـات البوم مـن سفــه جوق العنــادل  ميــاسا بهــا الفنن
مذ جئت يــا هبل الأشواق ملتحفــا بردا ينــافر مـا قد تنســج اليمــن
لم يبق للشعر إلا أن يسيــر علــى نقــر الدفوف ومكــيال كمـا تــزن
ليسـت شواغلك الكبــرى مشاغلنـا من للمجــامير يذكيــها ويرتكــن
فاحمـل بخورك واركض خلف غانيـة تظـل في أثــرها ترجـو فتمتـــن
وعد على البـدء تسكــابا وأخيلــة بالمخمليــات أنت المفلق اللســـن
لسنـا نلومك في شيـيء فما تركــت زهــر القصــائد نهــدا لفـه الشجن
قد كـان في شعرك النهدي مفخــرة إذا تحدث عـن أمجــادك الوطــن
و فــي نوارسك الحيري مرنقــة آيــات سحر بهــا الإبداع يرتهــن
يــا ضوعة العطر تسري في قصائده قولي لذي النهــد لا أودت بك المحــن
ما كان شانك أن تبكي على وطــن وأنــت في ريبة فــي نشـره الأسن
فجئت مثل الصدى رجعــا لما هترت به الأعادي على أن العدى دهنـوا
لكن مثلــك قد هــزت ستــائره هوج الريــاح وأبدى عريه الزمــن
مازال شعرك مــن عقديــن ذاكرة في طيه ريبــة في نشــره الأسن
حتـى رجعـت وريخ النفط قــائلة أن الشيــوخ بني بترول قد حضنــوا
وأنها لحيـة رفـت  لمــاشطهــا من آل نفطــان تستفلــي وتدهــن
وأنهـا صــرة لاحـت عمامتهــا بين الثنــايا وكيس  حشـوة الثمــن
لمـا شممنا وراء اللفــظ خلعتهــم قلنــا تنفط منه الســـر والعلــن
وخبـرتنـا منــحي القول أن لــه عنــا منـازع يخفيــها ويختــزن
مــا ضـر لـو خفيت عنا منازعــه سيــان منكشـتف منهــا ومنـدفن
دع عنك هذا وعــد القول في لغــة ذوب العناقيد لم يلمــم بهـا العفــن
ضـادية اللفظ إعرابــا وأبنيــة مـا كان غمغمهــا من عيـه اللكـن
هبهــا تنكرت الدنيـا لصــاحبها وحــاصرته علــى علاتـها الفتـن
وأقبلت من فجاج الأرض عـاويــة كل الذئـاب إذ الرعيــان قد ركنــوا
ويممــوا أمــة كانت لهم لبــدا صخرا تلاشــى على شطآنــه السفن
ليست بحانية هاما وأن جمعت كل الأبالس منصاعا لها الزمــن
وحافتهم عروش ليس من عجب أن تلتقي ثم ريــح النفــط والنتـن
أو معشر باتجاه الريخ مــا عبـرت حتى إذا سكنت  عن سيرهــا سكنوا
تجارة الأرض تدنيهم وتربطهــــم كمـا ترابط في أشجــارها الغصن
ظنوا القضية إرثــا ضمن ما ورثوا من الخيانات والخزي الذي وطنـوا
كأنما أورثــوهــا تركـــة لأب حلت به لعنـة التاريخ مـا  لعنـــوا
وما دروا أن هذي الأرض سيدهــا شعب تحاربــه الدنيــا ولا يــهن
مــدت إلينا مواضي الفتــح ما نهلت منه اللواحق أمـا هدها الحزن
نحن الذين جدعنــا الفرس أن فهمــوا... لم ينج كسرى ولا أحفــاده أمنــوا
كلنا لهم صفعة الدهر التي بقيــت وشمــا بأقفائهم يخضر ما هدنوا
والروم مــا غلبت إلا بقبضتنــا يـا قبضة العزم تلك البيض والردن
وقد قرعنــا على الإفرنج بابهموا.... إن بذلو ليلكم بالنور واتزنوا
نحن الهداة ونحن الفاتحــون علـــى غير المطامع والتاريخ مختزن
لكن رأينــا وقد جــاءت قوافلهــم أي الأبالس يعلوهم ويقتــرن
صفيحة النفط قادتهــم وأوهمهـــم عدّ الثلاثين أن الكيـل مـا وزنوا
كــانوا تتارا وكنــا أمة عجبــا أن غيبت طنجة قلنا أتت عدن
فمــا دروا أن هذي أرض سيدهـــا شعب تحاربه الدنيا ولا يهن
تفني العروش ويطوي كل مغتصب طي السجل ويبقى الشعب والوطــن