ليس جيشا إنه قاعدة أميريكية يديرها مرتزقة، مقال
ليس جيشا إنه قاعدة أميريكية يديرها مرتزقة
بقلم: دكتور يوسف يوسف
المتأمل لحال الجيش المصري منذ 1952 يعرف كيف أن هذا الجيش كان سبباً في تخلف هذه البلاد وكيف أنه كان آلة يستخدمها الفراعنة لتسخير الشعب و التنكيل بمن يجرؤ على الكلام .
المتأمل لما فعله مجلس قيادة الثورة والثراء الذي عاشوا فيه بعد أن كانوا معدمين يعرف أنهم حررونا من عبودية الملك ليستعبدونا هم .
المتأمل للخطاب الأمريكي وأخبار الجيش المصري في الإعلام الأمريكي لا يملك إلا ألشعور بالخزي والعار على جيش المرتزقه المصري.
كنت في الجيش عام 1995 كطبييب في الفرقه 21 مدرعات بسيدي براني ؛ أقول لك بمنتهى الأمانه أنه جيش يسر العدو و يغيظ الحبيب . الجنود في حالة إستعباد تام .
العسكري "السيكه" هو ذلك العسكري الذي يخدم الضابط بشكل شخصي جداً ؛ يغسل ملابسه ومنها الملابس الداخليه و يحضر الطعام والشاي و يكنس و ينظف وينزل اجازت لا لشيء إلا ليعطي المرتب لزوجة السيد الضابط. كان عندنا عسكري حلواني ، معظم جيشه كان اجازات في أي حفلة لأي ضابط ليحضر الحلويات. نفس الشيء مع النجارين والمحارين وباقي الصنيعية ، يأخذون اجازات لخدمة الضباط بلا مقابل، سخرة تامة . الصيف الماضي فكرت أن اشتري فيلا في قرية سيدي كرير وهي إحدى القرى السياحية التابعة للقوات المسلحة و تتميز بخدمة أفضل من أي قرية أخرى . لماذا . لأن الخدمه هناك من إختصاص الجنود . يعملون كخدم و عبيد عند القادة .
على البحر هناك بحيرة صناعية يخترقها كوبري علوي خشبي أنيق جداً للمشاه فقط - كوبري صغير -. و تأخر بنا الوقت و أثناء عبورنا لهذا الكوبري ليلاً كان هناك عسكري مجند في جيش سوسو يشوي ذرة على الكوبري . لم يكن هناك أحد يذكر ولم أرى داعي لوقوف هذا العسكري ليشوي ذرة دون وجود عدد كاف ليشتري . سألت السمسار بشيء من الإستغراب ؛ العسكري الغلبان ده بيبيع ذرة لمين ؟ كان الرد صاعق و صادم و قاسي . قال " أبداً ، هو بس واقف لزوم الديكور " .
طبعاً لم اشتري الفيلة لأن ثمنها كان 4 مليون . سألت السمسار لماذا يريد أن يبيعها ، موقعها متميز جداً ؟ الاجابة " عنده أفضل منها ، البلد بتاعتهم يا باشا. لم يدخلها منذ أربع سنوات "
هذه أموالنا توزع لشراء ضمائر قادة الجيش .
هل زرت فندق القوات المسلحة برشدي الأسكندرية ، رويال توليب ؟؟
https://www.facebook.com/RoyalTulipAlex
يمكنك أن ترى كيف يتم إنفاق أموال الشعب على موقع الفندق أعلاه .
هذا الفندق وكافة أراضي مساكن الضباط برشدي كانت معسكر ملك للدولة إلا أن الجيش يتعامل مع هذه الأراضي كملكية خاصة . تخيل لو أطباء جامعة الأسكندرية قاموا بنقل الجامعة إلى منطقه أخرى وبنوا الجامعة كمنازل خاصة بهم !! هذا بالضبط ما يفعله الجيش . هذا غير نهب الأراضي و وضع اليد عليها و من يعمل في هذا المجال يعرف حجم المأساة .
هناك الكثير يمكن أن يقال عن هذا الجيش الذي نكذب على أنفسنا ليل نهار لأننا لا نريد ن نواجه الحقيقه ونقول أن هناك شرفاء وأن الجيش وقف مع الثورة وأن الجيش لم يضرب الشعب وإنحاز للشعب . كل هذا كلام فارغ . الجيش لم ينحاز للثورة إلا بعد أن أتت الأوامر من أمريكا و قد عرفنا بذلك قبل أن يحدث . الأمريكان كانوا يتحدثون عن الخطوات القادمة للجيش المصري بمنتهى الثقة .
هذا الجيش لا يسمح لأحد يصلي أو حتى أن تكون أسرته ملتزمة أن يلتحق به أصلاً وإن حدث فل يمكن أن يعمل كلواء عامل بل يتقاعد بعد كونه عميد ويتم ترقيته إلى لواء و تقاعده في نفس الوقت . رأيت ذلك مع قائد اللواء 51 دفاع جوي وكان أفضل قائد بالمنطقة الشمالية كلها وقد قالها لنا قبل أن تحدث . قال سيحيلوني على التقاعد لأني أصلي وزوجتي محجبة والتحريات الأمنية ستثبت ذلك . وهذا ما حدث بالضبط .
أيها العبيد ؛ لكم الله . إن اردتم الحرية سيكون هناك دم بحجم النيل. جيشكم يقف بينكم وبين حريتكم . هؤلاء لا يشعرون نحوكم بأي عاطفة عكس ما تتخيلون. هؤلاء سيقتلونكم دون أن يذرفوا دمعة واحدة لأنهم لن يفرطوا في كل ما هم فيه .