قصيدة طرطرا، محمد مهدي الجواهري

قصيدة طرطرا ، قصيدة من تأليف الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري ، نظمت عام 1945, نشرت في 24 اذار 1946.


أْي طرطرا تطر طري تقدمي , تأخري
تشيّعي , تسنني تهودّي , تنصري
تكرّدي , تعرّبي تهاتري بالعنصري
تعمّميي , تبرنطي تعقّلي تسدري
تقلبي تقلب الدهر بشتى الغير
تصرفي كما تشائين ولا تعتذري
لمن؟ أْللناس؟!! وهم حثالة في سقر
أْم للقوانين و ما جائت بغير الهذر
ونزل النونو القديم من طوقك ينزل في طوعك لا الولد يتكبر
دا ياما مزع كل بدلة وبدلة وياما شمع بالقطان والفتلة
ولما جه الأمر الكريم بالدخلة قلنا اسكتوا خلوا البنات تتستر
نهايته يمكن ربنا يوفقكم ما دام حفيظة الماشطة بتزوقكم
دي سكرة مالطي داهية ما تفوقكم بس ابقى سيبك م اللي فات دا مقدار
تأمر بالمعروف و المنكر فوق المنبر
أم للضمير والضمير صنع هذا البشر؟!
تعلةٌ ٌلصائم فطيرة لمفطر
لمن ؟!!أ للتاريخ وهو في يد المحبّر ٍ
مسخّر طوع بناـ ن الحاكم المسخّر
بدرهمِ ِتقلب ال حال ُ يد المحرر ٍ
قد تطراْ الأجيال في دفة هذا المحضر
عن مثل هذا العصر ان قد كان زين الأعصر
وانه من ذهب وانه من جوهر
أم للمقاييس اقتضاـ هن اختلاف المنظر؟
ان أخا طرطر من كل المقاييس بري
وانتٍ ان لم تجدي اْباً حميد الأثر
و مفخرا من الجدوـ د طيب المنحدر
ولم ترى في النفس ما يغنيك ان تفتخري
ه النفس شر مفخر
فالتمسي اباً سوا ءً ًا ْشرا ذا بطر
طوفي على الأعراب من باد ومن محتضر
اْي طرطرا تطر طري وهللي و كبري
وطبلي لكل ماْ يخزي الفتى وزمّري
وسبحي بحمد مأـ فون و شكر ابتر ( 1)
أعطي سمات فارع ِ شمردل لبحتري ( 2)
واغتصبي لضفدع سمات ليث قسور
و عطري قاذورة وبالمديح بخّري
و صيري من جعل حديقة من زهر
وشبهي الظلام ظلما بالصباح المسفر
والبسي الغبي والاْـ حمق ثوب عبقري
وافرغي على المخاـ نيث دروع عنتر
ان قيل ان مجدهم مزيف, فأنكري
أو قيل ان بطشهم من بطشة المستعمر
وان هذا المستعير صولة الغضنفر
أهون من ذبابة في مستحم قذر
فهي تطير حرة جناحها لم يعر
وذاك لو لم يستعر جناحه لم يطر
فغالطي وكبري و حوري و زوري


(1) :تعقلي, من العقال, تسدري, من السدارة

(2) : الأبتر: الخبيث من الحيات

(3) :الشمردل الطويل, والبحتر:القصير