عزف على حرف مشدود
عزف .....على حرف مشدود
الشاعر جمال الصليعي
لولا رفيق وافي سخي المدامع ولولا السهر يطفي لهيب المواجع ونجمات طول الليل يضاون توابع ولولا وتر حنت عليه الاصابع كان انفجار قلبي يضيق الخواطر وما الصبر ملت و ضاقن ضلوعي
يا لوعة الحرف ما عيبي بمنكشف حتى انـازع اطيــاف المني جهــدا وليس مستترا شوقي ولا شجني وبين جنبــي هــذا الخافق اتقـــدا ولست أطوي على الآلام جانحـة مذ جئت يـا صاحبي من لوعتي سنـدا فابذل رحيقك لا تبخل على وجعي عهدي بما أوجع الخلين رجع صــدى أو فانغمد وارتشف من خافق قلق واسكب نجعيــك منسـلا ومنغمــدا واستمطر النفس واستخبر مغالقها تهطــل سيــولا تناهي سكبها مددا فإن تزاحمت الأوجــاع ياسكني فثم بورك حــر الحـرف متقـــدا اضرمه يوقد سلا ما رب مضطرم بالشوق لو لا اشتعال الحرف مــا بردا هذا اشتياقك أم حقا نسائمها أم رفرفت في سمــا أحلامنـا صعــدا هلت غماما بقفز النفس منسكبا وداعبتهــا فحالـت أنفســا عــددا جاءت أجل اشرفت لا طيف خاطرة ولا خيــال بليل زار وابتعـــدا جاءت على غير ميعـاد واحستها جـاءت تضاعــف أوجـاعي بها كمدا جـاءت كان نهار قائضا عبرت بـه علـى قيضــه الأنســام فاتـأدا جاءت تلملم أشواقــا تعــاورها ريب الليالي فاضحــى وقدهـا خمدا رفت فراشة روض أمطرته على طيب الربيع بواك ذرفت أمـــدا يـا بردهـا حينما مرت على ظمئي ظلا ظليلا وأشواقا شذى ونــدا كانت ربيعا وروحي صيف مقفرة راح الهجيـر على أرجـائها وغــدا وكان ثمة بقـايا لست منفقهــا أو أستبين عمود الصبــح مـا وعدا آلان بعد ربيع العمر ما انحسرت عنه الأمــاني وأمسى زهره بــدد تأتين يـا بهجة الدنيا ورونقها ويا منارا على الإدلاج قـد وفــدا تأتين يـاري حران قضى ظمأ رغـم الينابيع من عينيك ما وردا رغم احضرار الأماني خلف بحرهما ما عاد لي مركـب أرجيه مبتعدا قد اتلف الجوب مجدا في وأشرعتي وهد من عزمتي الإبحار منفردا مذ حدثتني عوالي النجم عن وطني هممت بالشوق أو قل هم بي غردا أنفقت عمري إبحارا إلى حلم في الغيب تصنعه الآمال بي غردا كانت أمــاني – أدناها وأبعدها- إني أقول لومض البرق علّ غــدا حتى إذا اجتمعت مزني تعقبها للريـح سـار أبت عــاداته سنــدا مارت فسيقت غماما ممطرا هطلا مـا كان أحوج أن نسقي به مددا هبت على خاطري الآلام عاصفة عصف الشمال كأن لم أحي منكبدا يا عـابر الغيث مهلا إنني ظمئ لا تأخذني بمـا لم آته قودا هبني تنجس بالصمت المريب فمي فإن لي بعض عذر أن كففت يــدا وإن لي بعض عذر أن قافيتــي ولم تتخذ من مهاوي الرجس ملتحدا لست المقسم هذي الأرض أروقـة ولم أقرب لعزاها جـدا أبـدا ولا جمعت كنوز الأرض في طبـق ولا هرعت بها للطامعين سـدى يا كم تبوات للسقيـا مساقطهــا حين انتحيت ارتقاب الغيث مقتعــدا انفقت عمــري إبحــارا إلى وطـن لا مثل أوطانهم مملوءة رصــدا أو مثلما يصطفي البهتـان في حقب من الأراجيف أشبــاحا علت زبــدا ثم انثنيت لصحرائي وما اكتنزت مما تضيق به الأرجـــاء مطـــردا وعشت اقطع منها حين شـاردة بكرا من الأرض أعلــى اســها عمدا فابتني لي فيها بدعة وطنــا على الأماني تعطيني الذي فقدا أصوغ من خفقـات القلب آيته ومن ضلوعي احتضانا مورقا ومدي فانهل ذلك الذي ابتعدت روحي معالمه من ذوبــها ريــان مبتـــردا لم يصطفوني ولــم اختر سوى وطني ولا هواي ارتضى إلاه لي جســدا لم يصطفوني ولم أعبأ فلي وطن اسكنتــه من ثنــايا الروح مغتمدا فما دنت ديمة سحــاء عابرة إلا هتفت انسكب يا غيث فانعقدا ويا هبوب الصبا رواح شواطئنــا ويـا أريح الخزامى عطر البلدان ابحرت عبر المدى اختار زخرفه وانتقي من بديع اللون ما انتضدا حتى نسجت المنى في ثوبه ضربــا وقلت يـا آية العشــاق من شهــدا وطاف بي واختلاج الحرف صـاحبنا فملت انسج من آيــاته بردا وقد تزاحمت الأوجـاع يــا سكني فالآن بورك حر الحرف متقــدا أضرمه يوقد ســلاما رب مضطرم بالشوق لو لا إشتعال الحرف ما بردا دوز :ربيع : 1992