طائرة إسرائيلية بدون طيار تقصف وتقتل مصريين فى سيناء، مقال

Egyisraelicoop.jpg


قافلة جنازة تحمل جثث أربعة من الجهاديين المصريين الشهداء فى قرية صغيرة فى سيناء الشيخ زويد وعدد من المدن الحدودية في شمال شبه جزيرة سيناء في 10 أغسطس 2013.

وقفت قوات الأمن المصرية ترقب عند نقاط التفتيش أكثر من 100 سيارة، تحمل بعض عشرات من الجهاديين الذين خرجو وشاركوا في موكب جنائزي لأربعة رجال قتلوا في شمال جزء من شبه جزيرة سيناء يوم السبت.

منظمة متشددة لها صلات مزعومة بتنظيم القاعدة أعلنت السبت ان أربعة من أعضائها - "أفضل الجهاديين في سيناء" -قد قتلوا في انفجار غامض على طول حدود مصر مع اسرائيل يوم الجمعة.

غارة على سيناء

الخبر السيئ ان طائرة إسرائيلية قتلت خمسة من أبناء سيناء قيل إنهم «جهاديون» كانوا يعتزمون إطلاق صاروخ موجه ضدها، الخبر الأسوأ أن العملية تمت بتنسيق مع الجيش المصرى. أما الأشد سوءا فإن قضية بهذه الخطورة تمس الأمن القومى لمصر اقحمت فى الاستقطاب الراهن، حتى صار البعض شامتين فيما حدث، فى حين ان البعض الآخر ــ مؤيدو العسكر والرافضون للدكتور مرسى ــ ينفون الخبر ويشككون فى حدوثه استنادا إلى التصريحات الرسمية التى تأرجحت بين النفى والتصديق للخبر.

هذا الارتباك فى الأداء المصرى كان واضحا منذ اللحظة الأولى. ففى حين ذكر المتحدث العسكرى المصرى ان الحدود العسكرية المصرية خط أحمر ولن يسمح بالمساس به، فإنه أشار أيضا إلى أن السلطات المصرية تقوم بتمشيط منطقة الانفجار. حدث ذلك فى الوقت الذى تناقلت فيه وكالات الأنباء العالمية الخبر، مؤكدة قيام إسرائيل بهذه الغارة، التى اخترقت منها الحدود بين البلدين واستهدفت «الجهاديين» الخمسة. وقد استوقفنى فى هذا الصدد ان القنوات الإسرائيلية الثلاث الأولى والثانية والعاشرة بثت الخبر دون مواربة فى برامجها الاخبارية مساء يوم الجمعة. وقالت القناة العاشرة بصراحة إن طائرة إسرائىلية شنت الغارة فى سيناء. أما القناة الأولى فقد أثارت الموضوع فى برنامج «يومان» الإخبارى الذى تقدمه أيالا حسون، واشترك فى الحوار كل من عويد غرانوت معلق الشئون العربية واير بارشالوم معلق الشئون العسكرية. ومما ذكر فى الحوار ما يلى:

● ايالا حسون: كان نظام مبارك يتعاون معنا بشكل كبير وعميق. وكان مدير مخابراته عمر سليمان يمثل قناة الاتصال التى يتم من خلالها التنسيق والتعاون فى كل المجالات. لكن الاثنين ــ مبارك وسليمان ــ حرصا على ان يظل التعاون الأمنى سريا. أما الفريق عبدالفتاح السيسى فإنه يتعاون معنا بشكل علنى وصريح، ووجهت إلى الضيفين السؤال قائلة: هل لديكما تفسير لذلك؟

● اير بارشالوم رد قائلا: إذا طرح السؤال على أى من قادة الجيش والمؤسسة الأمنية (فى إسرائىل) فإنهم جميعا سيذكرون لك ان التعاون الأمنى الذى تبديه قيادة الجيش المصرى فى الوقت الراهن غير مسبوق ومفاجئ. لأنها تعتبر ذلك من قبيل الحرب على الإرهاب التى لا هوادة فيها فى سيناء، ثم ان التعاون الأمنى الذى يحرص عليه الجيش المصرى يعد بمثابة رسالة للمسئولين الأمريكيين الذين أكثروا من الانتقادات للانقلاب الذى قام به الفريق السيسى وهو محاولة لاقناع مؤيدى إسرائيل فى الولايات المتحدة بأهمية التحرك لمحاصرة الأصوات داخل الكونجرس الداعية لانتقاد الانقلاب الذى قام به الجيش، كما فعل السيناتور جون ماكين أثناء زيارته الأخيرة لمصر، وبهذه المناسبة ينبغى أن يكون معلوما للجميع أن الحكومة الإسرائيلية منزعجة للغاية من الحملة التى يشنها بعض النواب الجمهوريين ضد الوضع الجديد فى مصر، وتعتبر انه من الأهمية بمكان ان يستمر دعم الجيش المصرى لأنه ضامن للاستقرار فى مصر والمنطقة بأسرها. ● عويد غرانوت قال: ان الغارة التى قامت بها إسرائيل بمثابة استثمار وتوظيف لما يحدث فى العالم العربى خصوصا تلك الارتدادات التى حدثت لموجات الربيع العربى. وما يحدث فى مصر وسوريا يمثل فرصة لإسرائيل لضمان هامش مناورة كبير ومؤثر.

● تدخل اير بارشالوم فى الحديث قائلا: يجب ألا ننسى ان الجيش المصرى هو الذى زود إسرائيل بالمعلومات التى جعلتها تقوم بإغلاق مطار إيلات قبل يوم من المغارة.

أفهم ان ما يصدر عن إسرائيل من تحليلات أو معلومات ينبغى أن يتم التعامل معه بحذر، بما فى ذلك ما يمكن ان يعد مديحا وإعجابا بالقادة العسكريين فى مصر. لكننى لم أفهم التردد المصرى فى الإعلان عن الغارة التى وقعت فى سيناء، ولا أجد غضاضة من الاعتراف بأن ذلك يعد عدوانا غير مقبول على سيادة الأراضى المصرية، حتى إذا تم تحت غطاء مكافحة الإرهاب. وأزعم ان الموقف المصرى سيكون أكثر شفافية واحتراما إذا طالب إسرائىل بالاعتذار عما حدث، وإذا ما اعتبر ما جرى مناسبة للمطالبة بإعادة النظر فى الترتيبات الأمنية التى وصت عليها معاهدة السلام بخصوص سيناء.

وللعلم فإن إسرائيل اعتذرت لمصر مرة واحدة فى شهر أغسطس عام 2011 (أثناء فترة حكم المجلس العسكرى) حين قصفت موقعا أمنيا آنذاك (فى منطقة الكونتيللا) مما أدى إلى قتل وإصابة 5 من أفراد الأمن المركزى بينهم ضابط. وقد تذرعت فى ذلك بملاحقتها لمجموعة جهادية. وقد اضطرت إلى ذلك لأن الثورة المصرية كانت فى أشهرها الأولى التى هاجم فيها المتظاهرون المصريون مقر السفارة الإسرائيلية واضطروا سفيرها للهروب تحت جنح الظلام إلى تل أبيب.

لو تم التعامل مع الموضوع بشفافية لصار الموقف الوطنى واضحا ومحسوما، ولكان احتشاد الرأى العام وراء الجيش واجبا لا لبس فيه، سواء لتأييده ومساندته، أو حتى لإعذاره.
—الكاتب:فهمى هويدى


نشرت جماعة أنصار بيت المقدس بيان على موقعها الجهادي على الانترنت مدعيا أن أعضائها كانو يستعدون لاطلاق صواريخ من قاعدة انطلاق في مصر عبر الحدود في إسرائيل عندما تعرضوا لهجوم من قبل طائرة استطلاع إسرائيلية بدون طيار.

"أصبح لدينا أبطال الذين نعدهم من الشهداء أثناء مهمتهم الجهادية ضد اليهود"، وقال البيان، الذي ذكر أسماء الرجال الأربعة، وأسماء القبائل التى ينتمون إليها فى سيناء.

في يوم السبت جنازة أربع جثث ملفوفة في الأعلام السوداء مع آيات من القرآن، وفقا لصور من مكان الحادث. ولم يؤكد أى مسئول عسكري إسرائيلي ولا مصري المسؤولية عن الهجوم.

مسؤولون أمنيون مصريون، تحدثو إلى وكالة اسوشيتد برس عن الواقعة وقال مع عدم الكشف عن هويته أن طائرة بدون طيار أطلقت النار من الجانب الإسرائيلي من الحدود وقتلت خمسة، وليس أربعة،من المتشددين مشتبه بهم.

وقال المسؤولون ان تنسيقا قد تم للضربة الإسرائيلية مع مصر، والذي سيمثل أحد أول أوجه التعاون في شراكة غالبا ما تكون سرية بين الجيشين.

وقال متحدث باسم الجيش المصري، العقيد أحمد محمد علي، الجيش يحقق انفجارين في المنطقة. ونفى ان يكون هناك اي هجوم على الأراضي المصرية قد تم من جانب إسرائيل. "ونفى الادعاء بأن هناك تنسيقا بين الجانبين المصري والإسرائيلي وقال انه فيما يتعلق بهذا الموضوع هو خاطئ تماما ".

وقد إلتزمت اسرائيل الصمت الرسمي حول الضربة، مما يشير إلى أنه إذا كانت الدولة اليهودية، متورطة قد تكون محاولة لتجنب إحراج الجيش المصري. ونفى متحدث باسم الجيش المصري في وقت لاحق التقرير ولكنها لم تقدم سببا آخر للانفجار.

الهجوم قد يكون مؤشرا على مستوى جديدا هاما للتعاون الأمني ​​بين مصر وإسرائيل في أعقاب الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس المصري، محمد مرسي، الشهر الماضي. وزعم الجيش أن مرسي وحركة الإخوان مسلم كان قد غضت الطرف عن المتشددين الاسلاميين في سيناء.

وقال البيان مشددا وجود نشاط جوي مصري في المنطقة ولكن بعد انسحاب الطائرات المصرية، هاجمت طائرة اسرائيلية بدون طيار. وقال زعيم قبلي في المنطقة ان مروحية مصرية حلقت فوق الموقع بعد بضع دقائق من الضربة بطائرات بدون طيار.

وقال زعيم قبلي في المنطقة، عبد الكريم، في مقابلة، "لا أعتقد أن التلفزيون المصري يقول الحقيقة. انهم جميعا كذابون. جاءت الطائرات عبر الحدود. هم جاؤا وأطلقوا النار، ثم غادروا ".

البيان الإلكتروني من مجموعة جهادية، مصدره لا يمكن التحقق منه، قال إن الجيش المصري يعمل مع الإسرائيليين. "هل توجد خيانة معلن عنها أكبر من هذا؟ الجيش المصري يسمح للطائرات بدون طيار الصهيونية لاختراق حدودنا بشكل متكرر ".

ورفض متحدثون باسم قوات الدفاع الاسرائيلية للتعليق على الحادث. ويقول مسؤولون عسكريون إسرائيليون أن طائراتهم بدون طيار لا تحمل أسلحة هجومية.