الحضرة الزكية، فؤاد حداد

من معرفة المصادر

الحضرة الزكية، لفؤاد حداد.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

القصيدة

يا اهل الأمانه والندى والشوق، يا مجمّعين

الشمل الحضره الزكية، أوِّل ما نبدي

القول نصلّي على النبي

المصطفى سيّد ولد عدنان

آه يا مُنَى عَيْني مُنَى عَيْني

يا سيّدي يا ابن الذبيحينِ

انت الأمين في هلال محرّم هاجر

ذكر هلال نادى على الأم هاجر

إذ هَرْوَلَت بينَ الصفا والمرْوَه

وبكت ليالي واسماعيل لم يَرْوَ

بتواجه الريح اللي تعوِي وتجلد

وحجر وظلمه وخوف وشمس ورمل

وكأنها بتحمل ضناها وتولد

واتوحّمتْ ع الميّه طول الحمل

حفيتْ عينيها ولمّا سالت زمزم

بعينيها سالت وارتوى الظمآن

قالت عينيها تبسَّم

عدّت غمامه تنسَّم

ريح الحجاز وَتَوسَّم

أحب أرض الله وطن للزمان

ورجع خياله لحدّ أوِّل يوم

سمع الخليل يطلب من الرحمن

تهوِي إليهم أفئده من القوم

اقبل فؤاد من أفئده

تهوِي إليك

يا خالق العود البريء

كان الفؤاد زي الحريق

لا ماء ولا زرع يبلّ ريق

والأم تبكي على الطريق

هاجر هناك الوالِده

اقبل فؤاد من أفئده

تهوِي إليك

العين ما تعدمش الدليل

الدمع في الخد البليل

من فجر أيّام اسماعيل

هاجر تنادي على السبيل

زمزم تردّ على الندا

اقبل فؤاد من أفئده

تهوِي إليك

لما رأى الرؤيا خليل الله

نادى وأخد ولده على يمناه

ما أبعده منّه وما أدناه

فين تبدأ الأشواق وفين المرسى

أنا شفت من برَّه وجوَّه عينيَّ

الشمس ماشيه بتبكي زيّ الخرسا

وبلغ معاه السعي قال يا بنيَّ

شفت اسماعيل في عيونه إنسانان

دمعة حنان زيّ ابتسامة حنان

بيقولوا يا أبتي بأجمل حسّ

كان نصل ما يحتاج إلى سنّان

ورمش نايم في الحجر بيمسّ

اللهُ أكبر أيها المؤمنان

سجد ابراهيم للي ناداه يا ابراهيم

ورأى اسماعيل الدنيا زيّ الميدان

الله هُوَ الرحمنُ وَهوَ الرحيم

والناس إلى الكعبه في نور الأدان

أقبل فؤاد من أفئده

تهوِي إليك

يا قوة الجفن الجريح

لا يرضى بالدمع المريح

ينظر إلى الموت الصريح

النصل فوق نحر الذبيح

الله قبل فيه الفدا

اقبل فؤاد من أفئده

تهوِي إليك

أمري إلى الله الرحيم

على الصراط المستقيم

سبّحت للعرش العظيم

تحت السما وكان إبراهيم

يرفع أساس الأعمده

اقبل فؤاد من أفئده

تهوِي إليك

لما فؤادي اهتدى لمعناه

سجد في صدري شاكرًا لله

اقبل فؤاد بيقول أنا لبّيت

وسعيت لأعتاب الذي حبّيت

من أرض خضرا ومن جبل حجّيت

ومن البراري والعواصم جيت

لك يا بلد يا آمنًا يا بيت

وكأني طاير أو كأني حبيت

اقبل فؤاد من أفئده

تهوِي إليك

يهوي إليك في كل حين

يهوي إليك في الخاشِعِين

والطائِفين والعاكِفين

وفي كل دعوه تقول آمين

منّى ومن أمّ البنين

والأرض تتلقّى الجبين

بين الجموع الساجِده

اقبل فؤاد من أفئده

تهوِي إليك

يقولُ عبدٌ من عبادِ الله

شاعر ولا مرّه فؤادي انعصر

إلا استفاد المعرفه وانتصر

ويبوس على هذا الأثر والأثر

وفي حبّ هاجر يختم الراوِيَه

بكلمه أطيب في النبات والوتر

مما لو انّ السيل وكلّ المطر

وكلّ أنهار البلاد راوِيَه

صلّى الإلهُ على الرسولِ وسلّم

"صلّوا عليهِ وسلّموا تسليما"


المصادر