وفاء، خليل مطران
وفاء، للشاعر خليل مطران.
- وفاء كهذا العهد فليكن العهد وعدلاً كهذا العقد فليكن العقد
- قرانكما ما ساءه لكما الهوى وبيتكما ما شاده لكما السعد
- هناءً وطيباً فالمنى مارضيتما ودهركما صفوٌ وعيشكما رغد
- وما جمع اللَه النظيرين مرةً كجمعكما والند أولى به الند
- تضاهيتما قدراً وحسناً وشيمةً كما يتضاهى في تقابله الورد
- أعز أعزاء الحمى أبواكما وأسطع جدٍّ في العلى لكما جد
- كفى بحبيبٍ في أساطين عصره هماماً على الأقران قدمه الجد
- إذا ما بدا دلت جلالة شخصه على أنه في قوم العلم الفرد
- قضى في جهاد الدهر أطول حقبةٍ فما خانه فيها الذكاء ولا الجهد
- وما زاده زيغ السنين بلحظة سوى نظر في حالك الأمر يستد
- له البيت غايات المعالي حدوده ولكن بلطف اللَه ليس له حد
- مشيد على التقوى منيع على العدى قريب إلى العافين عذب به الورد
- متين على الأركان وهي ثلاثة بأمثالها تحيي أبوتها الولد
- ذكرت شباباً لو سردت صفاتهم وآياتهم في الفضل لم يحصها السرد
- أولئك هم يوم الفخار شهودنا على أننا أكفاء ما يبتغي المجد
- وأنا إذا استكفت بلاد حماتها ففينا الحكيم الضرب والأسد الورد
- ومن لك في الفتيان بالفاضل الذي له نبل ميخائيل والحلم والرفد
- كبير المنى جم الفضائل جامع إلى الأدب السلسال طبعاً هو الشهد
- يصغر للعافي من الناس نفسه ويكبرها عن أن يلم بها الحقد
- ومن كحبيب عادل الخلق صادقٌ له فعل ما يرجى وليس له وعد
- أخو ترفٍ قد تعرف الخيل بأسه ويحفظ من آثاره الطود والوهد
- ومن مثل جرح طاهر النفس والهوى ومن مثله حر ومن مثله نجد
- وثوب إلى كشف الظلامات ساكن إلى بأسه في حين لا تأمن الأسد
- تخير في الأنساب أصدقها على وأبعدها مرمىً فتم له القصد
- وأي نسيبٍ بالغٌ بمقامه مقام نجيب في الكرام إذا عدوا
- إذا فاق سادات الحمى آل سرسق فإن نجيباً فيهم السيد الجعد
- سري يرى الإقدام في كل خطةٍ وخطته في كل حالٍ هي القصد
- تراه بلا ظلٍّ نحولاً وجاهه عريض له ظل على الشرق ممتد
- محبوه في نعمى وقرة أعيونٍ وحساده مما بأنفسهم رمد
- وما الناس إلا عاثر جنب ناهضٍ وما الأرض إلا الغور جاوره النجد
- ألا أيها الشهم النبيل الذي له على صغر في سنه المنصب النهد
- لو أنك لم تمنع لوافي مهنئاً بعرسك وفدٌ حافلٌ تلوه وفد
- فإن مكاناً في القلوب حللته ليزهى على ملكٍ تؤيده جند
- فذاك أناسٌ قل في الخير شأنه فلا قربهم قرب ولا بعدهم بعد
- يرومون أن يثنى عليهم بوفرهم وأفضله عنهم إلا البر لا يعدو
- إذا رخص الغالي من السلعة اشتروا ولا يشترون الحر إن رخص العبد
- أعذت برب العرش من عين حاسدٍ طلاقة ذاك النور في الوجه إذ تبدو
- ورة ذاك اللفظ في كل موقفٍ يصان به عرض ويقني به ود
- وبسطه كف منك في موضع الندى يعاد بها غمضٌ وينفى بها سهد
- شكا الدهر ما تأسو جراح كرامه وأنكر منك الرفق جانبه الصلد
- ولكن هذا البر طبع مغلب عليك وهل يهدي سوى طيبه الند
- فمهما تصب خيراً فقد جدرت به فضائل لم يضمم على مثلها برد
- حظيت بملء العين حسناً وروعةً عروس كبعض الحور جاد بها الخلد
- يود بهاء الصبح لو أنه لها محياً وغر الزهر لو أنها عقد
- فإن خطرت في الرائعات من الحلى تمنت حلاها الروض والأغصن الملد
- كفاها تجاريب الحداثة رشدها وقد جاز ريعان الصبي قبلها الرشد
- ولو لم يكن قهراً لها غير عقلها لكان الغنى لا المال يقنى ولا النقد
- غنىً لا يحل الزهد فيه لفاضلٍ حصيفٍ إذا في غيره حسن الزهد
- ليهنئكم هذا القران فإنه سرورٌ بما نلقى وبشرى بما بعد
- ففي يومه رقت وراقت سماؤه لمن يجتلي وانزاحت السحب الربد
- وفي غده سلم تقربه النهى وحلمٌ تصافى عنده الأنفس اللد
- هناك تجد الأرض حلى رياضها ويثني إلى أوقاته البرق والرعد
- فلا حشد إلا ما تلاقى أحبةٌ ولا شجو إلا ما شجا طائر يشدو
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .