هَانَتْ مَعَالِمُ مَاتَ سَيِّدُهَا، خليل مطران
هَانَتْ مَعَالِمُ مَاتَ سَيِّدُهَا، للشاعر اللبناني خليل مطران.
- هَانَتْ مَعَالِمُ مَاتَ سَيِّدُهَا وَوَهَتْ دَعَائِمُ مَادَ أَيِّدُهَا
- وَرَحَّبَتْ سَمَاءٌ كَانَ فَرْقَدُهَا مِلْءَ العُيُونِ فَبَانَ فَرْقَدُهَا
- وَيْحُ المَنِيَّةِ أَيُّ مُعْتَصِمٍ مَدَّت إِلَى عَلْيَائِهِ يَدُهَا
- فِي مِصْرَ أَنَّاتٌ مُصَعَّدَةٌ لُبْنَانُ مِنْ أَسَفٍ يُرَدِّدُهَا
- أَمُؤَلِّفِ الشَّرِكَاتِ مُقْتَحِماً غَمَرَاتِهَا إِذْ عَزَّ مُوجِدُهَا
- وَمُهَنْدِسُ الأَمْصَارِ تَحْكُمُهَا أُسُساً وَلا تُوَطِّدُهَا
- وَمَعَالِجُ الأَرْضَيْنِ تُصْلِحُهَا مِنْ حَيْثُ كَانَ الجَهْلُ يُفْسِدُهَا
- لِلْمَالِ فِيهَا كُلُّ عَائِدَةٍ تَزْكُو وَلِلأَوْطَانِ أَعْوَدُهَا
- تِلْكَ الحَدَائِقُ رَاعَ مَنْظَرُهَا لِلآهِلينَ وَرَاقَ مَوْرِدُهَا
- تِلْكَ المَرَافِقُ فِي تَعَدُّدِهَا يَخْتَالُ عُجْباً مَنْ يُعَدِّدُهَا
- يَا لِلأَسَى أَقْضَى مِصْرَ مِنْهَا بِذَكَائِهِ وَتَوَى مُشَيِّدُهَا
- ذَاكَ الَّذِي وَرَدَ الرَّدَى نَصِفاً وَلَهُ مِنَ الآثَارِ أَخْلَدُهَا
- كَانَتْ تُيَمِّمُ بَابَهُ زُمَرٌ مَا اسْطَاعَ يُسْعِفُهَا وَيُسْعِدُهَا
- يَهِبُ الهِبَاتِ لِغَيْرِ مَا عِلَلٍ فَيَزِيدُهَا بِرّاً تَجَرُّدُهَا
- وَيَكَادُ يُنْقَضُ فَضْلُ بَاذِلِهَا فِي غِبْنِ نَائِلهَا تَعَوَّدَهَا
- شَأْنُ النُّفُوسِ وَقَدْ تَنَزَّهَ عَنْ إِحْرَازِ شُكْرٍ النَّاسِ مَقْصَدُهَا
- خَلُصَتْ لِوَجْهِ الخَيْرِ نِيَّتُهَا فَزَكَا مِنَ الذِّكْرَى تَزَوُّدِهَا
- يَا رَاحِلاً رُزْءُ القُلوبِ بِهِ لَمْ يَنْتَقِصْ مِنْهُ تَعَدُّدُهَا
- مَا النَّارُ فِي حَطَبٍ تَضَرُّمِهَا كَالنَّارِ فِي كَبِدٍ تَوَقُّدِهَا
- هَلْ رُحْتَ تَسْتَبِقُ المَرَاحِلَ فِي دُنْيَاكَ حَتَّى حَانَ أَبْعَدُهَا
- لَكَأَنَّ مَشْهَدَكَ المَهِيبُ وَقَدْ مَشَتِ المَحَامِدُ فِيهِ مَشْهَدَهَا
- تَبْكِي الشَّمَائِلُ أُنْسَ مُوحِشِهَا وَمَكَارِمُ الأَخْلاقِ تُسْعِدُهَا
- كَانَ المِضَنَّةَ لِلنُّفُوسِ فَلَمْ يَشْفَعْ بِهِ أَنْ ضَنَّ أَجْوَدُهَا
- مَادَتْ بِهَا شُمُّ الصُّرُوحِ فَهَلْ شَعَرَتْ بِحَدْثَانٍ يُهَدِّدُهَا
- كَيْفَ الثَّبَاتُ وَكَانَ أَرْسَخَ مِنْ طَوْدٍ فَلَمْ يَثْبُتْ مُشَيِّدُهَا
- تَبْكِي المُرُوءةُ أَنَّ نَاصِرَهَا وَلَّى وَأَقْوَى مِنْهُ مَعْهَدُهَا
- تَوَتِ العَزَائِمُ غَيْرَ أَنَّ لَهَا بَيْنَ الوَرَى سِيَراً تُخَلِّدُهَا
- وَلَهَا ذَخائِرُ فِي الحَيَاةِ وَفِي مَا بَعْدُ يَبْلِي الدَّهْرَ سَرْمَدُهَا
- قَدْ كَانَ يُنْشِيءُ كُلَّ مَنْقَبَةٍ يُدْعَى إِلَيْهَا أَوْ يُجَدِّدُهَا
- صَرَّفْتَ عَقْلَكَ فِي الفُنُونِ فَلَمْ يَفْلُتْهُ أَجْدَاهَا وَأَجْوَدُهَا
- وَشَرَعْتَ فِي الأَعْمَالِ تُحْكِمُهَا أُسُساً وَلا تَأْلُو تُوَطِّدُهَا
- اللهُ فِي أُمٍّ تُقِيمُ عَلَى مَا نَابَهَا وَيَزُولُ أَوْحَدُهَا
- وَحَلِيلَةٌ فَقَدَتْ مُدَلَّهَةً مَنْ كَانَ بَعْدَ اللهِ يَعْبُدُهَا
- وَشَقِيقَةٌ شَقَّتْ مَرَارَتَهَا مِنْ حُزْنِهَا إِذْ بَانَ مُنْجِدُهَا
- وَعَشِيرَةٌ أَدْمَى مَآقِيَهَا بِنَوَاهُ أَسْرَاهَا وَأَمْجَدَهَا
- هِيَ أُسْرَةٌ كَشَفَتْ مَقَاتِلَهَا لِلدَّهْرِ لَمَّا صِيدَ أَصْيَدُهَا
- تَرْجُو ابْنَهُ لِمَفَاخِرَ وَعُلَى فِي إِثْرِ وَالدِهِ يُجَدِّدُهَا
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .