نص خطاب أسامة بن لادن 20 ذو الحجة 1426 هـ – 20 يناير/كانون الثاني 2006 م

من معرفة المصادر

بسم الله الرحمن الرحيم،


من أسامة بن محمد بن لادن إلى الشعب الأمريكي؛


السلام على من اتبع الهدى.


رسالتي هذه إليكم عن الحرب في العراق وأفغانستان، وكيف السبيل لإنهائها، ولم أكن أنوى أن أحدثكم بهذا الخصوص؛ لأن هذا الأمر محسوم عندنا، ولا يفل الحديد إلا الحديد، وأحوالنا بفضل الله من حسن إلى أحسن، وأحوالكم على العكس من ذلك.


ولكن استنهض همتي للحديث مغالطات رئيسكم بوش المتكررة في تعليقه على نتائج استطلاعات الرأي عندكم، والتي أفادت أن الغالبية العظمي منكم يرغبون بسحب القوات من العراق، ولكنه اعترض على هذه الرغبة وقال إن سحب القوات يعطي رسالة خاطئة للخصوم وإنه من الأفضل أن نقاتلهم على أرضهم خيرا من أن يقاتلونا على أرضنا.


وبين يدي الرد على هذه المغالطات أقول: إن الحرب في العراق مستعرة بلا هوادة والعمليات في أفغانستان في تصاعد مستمر لصالحنا والحمد لله، و أن أرقام البنتاغون تشير إلى تصاعد عدد قتلاكم وجرحاكم، فضلا عن الخسائر المادية الهائلة، ناهيك عن انهيار معنويات الجنود هناك وارتفاع نسبه الانتحار بينهم.


فلكم أن تتصوروا حالة الانهيار النفسي الذي يصيب الجندي وهو يلملم أشلاء رفقائه بعد أن وطئوا الألغام فمزقتهم، وعقب هذا الموقف يصبح الجندي بين نارين إن يرفض الخروج في الدوريات من ثكنته العسكرية لحقته عقوبات جزار فيتنام الصارمة، وإن خرج أكله غول الألغام؛ فهو بين أمرين أحلامها مر مما يجعله يقع تحت ضغط نفسي رهيب؛ خوف وذل وقهر وشعبه غافل عنه، فلا يجد أمامه حلا إلا أن ينتحر وهذا الذي تسمعون عنه، و إن انتحاره رسالة قوية لكم كتبها بروحه ودمه والحسرة والألم يعتصرانه كي تنقذوا ما يمكن إنقاذه من هذا الجحيم، إلا أن الحل بأيديكم إن كان يهمكم أمرهم.


أما أخبار إخواننا المجاهدين: فهي مختلفة عما ينشره البنتاغون، إذ تشير إلى أن ما تناقلته وسائل الإعلام لا يتجاوز عُشر الحقيقة مما هو واقع على الأرض، ومما يعمق الشكوك في معلومات إدارة البيت الأبيض استهدافها لوسائل الإعلام التي تنقل بعض الحقائق من الواقع، ولقد ظهر مؤخرا بالوثائق أن جزار الحرية في العالم كان قد عزم على قصف المكاتب الرئيسية لفضائية الجزيرة في دولة قطر بعد أن قصف مقرها في كابل وبغداد وهي على علاتها صنيعة صنائعكم هناك.


ومن جهة أخرى، فإن الجهاد مستمر ولله الفضل والمنة رغم جميع الإجراءات القمعية التي يتخذها الجيش الأميركي وعملاؤه، إلى درجة م يعد هناك فرق يذكر بين هذا الإجرام وإجرام صدام؛ فقد وصل الإجرام إلى اغتصاب النساء وأسرهن كرهائن بدل أزواجهن ولاحول ولا قوة إلا بالله.


وأما تعذيب الرجال فقد وصل إلى استخدام الأحماض الكيميائية الحارقة واستخدام الثاقب الكهربائي (الدرل) في مفاصلهم، وإذا يئسوا منهم وضعوه أحيانا على رؤوسهم حتى الموت، واقرؤوا إن شئتم التقارير الإنسانية التي تتحدث عن الفظائع في سجن أبوغريب وغونتانامو و بغرام.

فأقول: برغم جميع الأساليب الوحشية فإنها لم تكسر من حدة المقاومة، والمجاهدون بفضل الله في ازدياد و قوة، بل إن التقارير تشير إلى الهزيمة و الفشل الذريع لمشروع الرباعي المشؤوم؛ بوش و تشيني و رمسفيلد و ولفويتز... و إعلان هذه الهزيمة و العمل على إخراجها إنما هو مسألة وقت، ترتبط إلى حد ما بوعي الشعب الأميركي بحجم هذه المأساة... و إن العقلاء يعلمون أن بوش لا يملك خطة لتحقيق نصره المزعوم في العراق.

ولو قارنتم عدد القتلى القليل يوم أن أعلن بوش ذلك الإعلان الاستعراضي الزائف السخيف من فوق حاملة الطائرات عن انتهاء العمليات الكبرى مع عشرات الأضعاف من عدد القتلى والجرحى الذين قتلوا في العمليات الصغرى لعلمتم حقيقة ما أقول، وإن بوش وإدارته لا يملكون الرغبة ولا الإرادة للخروج من العراق لأسبابهم الخاصة المشبوهة.

وعوداً على ذي بدء، أقول: إن نتيجة الاستطلاع ترضي العقلاء وإن اعتراض بوش عليها مغلوط، والواقع يشهد أن الحرب ضد أميركا وحلفائها لم تبق محصورة في العراق كما يزعم، بل أصحبت العراق نقطة جذب وتجديد للطاقات المؤهلة، ومن جهة أخرى استطاع المجاهدون بفضل الله أن يخترقوا جميع الإجراءات الأمنية التي تتخذها دول التحالف الظالمة، مرة بعد أخرى، والدليل على ذلك ما رأيتم من تفجيرات في عواصم أهم الدول الأوروبية في هذا التحالف العدواني.


وأما تأخر وقوع عمليات مشابهة في أميركا لم يكن بسبب تعذر اختراق إجراءاتكم الأمنية، فالعمليات تحت الإعداد وسترونها في عقر داركم حال الانتهاء منها بإذن الله.


وبناء على ما تقدم: يظهر بطلان مقولة بوش، ولكن القول الذي تهرب منه -وهو جوهر نتائج استطلاعات الرأي بسحب الجنود- هو أنه من الأفضل أن لا نقاتل المسلمين على أرضهم ولا يقاتلونا على أرضنا، ولا مانع لدينا من إجابتكم إلى هدنة طويلة الأمد، بشروط عادلة نفي بها، فنحن أمة حرم الله علينا الغدر والكذب، لينعم في هذه الهدنة الطرفان بالأمن والاستقرار، ولنبني العراق وأفغانستان اللتين دمرتهما الحرب، ولا عيب في هذا الحل؛ لولا أنه يحول دون انسياب مئات المليارات إلى أصحاب النفوذ وتجار الحروب في أميركا، الذين دعموا حملة بوش الانتخابية بمليارات الدولارات، ومن هنا نستطيع أن نفهم إصرار بوش وعصابته على استمرار الحرب.


فإن صدقتم في إرادتكم للأمن والصلح فها قد أجبناكم، وإن أبى بوش إلا مواصلة الكذب والبغي فمن المفيد أن تقرؤوا كتاب الدولة المارقة، الذي جاء في مقدمته:


"لوكنت رئيسا سأوقف العمليات ضد الولايات المتحدة...


أولاً: سأقدم اعتذاري لكل الأرامل واليتامي والأشخاص الذين تعرضوا للتعذيب،

وبعد ذلك سأعلن أن التدخل الأميركي في دول العالم قد انتهى وبشكل نهائي".

وختاماً أقول لكم: إن الحرب إما لنا وإما لكم، فإن كانت الأولي فهي خسارتكم وخزيكم أبد الدهر وفي هذا الاتجاه بفضل الله تجري الريح، وإن كانت الأخرى فأقرؤوا التاريخ فإننا قوم لا ننام على الضيم، ونطلب الثأر مدى العمر ولن تذهب الأيام والليالي حتى نثأر كيوم الحادي عشر من سبتمر بإذن الله، و بذا يظل ذهنكم مكدودا، وعيشكم منكودا، ويصير الأمر إلى ما تكرهون، وأما نحن فليس عندنا ما نخسره، والسابح في البحر لا يخشى المطر، فقد احتللتم أرضنا، واعتديتم على أعراضنا وكرامتنا، وسفكتم دماءنا، ونهبتم أموالنا، وهدمتم دورنا وشردتمونا، وعبثتم بأمننا، وسنعاملكم بالمثل.


لقد حاولتم أن تمنعونا الحياة الكريمة ولكن لن تستطيعوا أن تمنعونا من الموت الكريم، فالقعود عن الجهاد المتعين في ديننا إثم مخوف، وخير القتل عندنا ما كان تحت ظلال السيوف، ولا تغرنكم قوتكم وأسلحتكم الحديثة، فهي تكسب بعض المعارك ولكنها تخسر الحرب، والصبر والثبات خير منها، والعبرة بالخواتيم.


ولقد صبرنا في قتال الاتحاد السوفياتي بأسلحة بسيطة عشر سنين، فاستنزفنا اقتصادهم فصاروا بفضل الله أثرا بعد عين، ولكم في ذلك عبرة، ولنصبرن في قتالكم بإذن الله حتى يموت الأعجل منا ولن نفر من الكفاح حتى يفر السلاح.


أقسمت لا أموت إلا حرا ...

وإن وجدت الموت طعما مرا ...

أخاف أن أُذل أو أُغرا ...


والسلام على من اتبع الهدى