مريم
مريم
إنها العذراءُ
لمّتْ طرفيْ جلبابها الطاهرِ
وانسلت بعيدا
ودعتنا دونما تهمس شيئا
آمنت يوما بأن الله عادل
وبأن الحب عادل
وبأنا عبر هذا ( العالم الوهمي ) حمقى
وبأيدينا بنينا حاجز الإثم سويا
فمضت من دون أن تهمس شيئا
إنها العذراء
لم تستمريء الإثم وماكانت بغيا
غافلتها أمنيات الطين يوما
فاستدارت تسأل المرآة عن أسرارها:
من يقطف التوت الذي تكنزه عمرا ؟
وهذا الدفء من يحظى به ؟
من يُسكِن الخوفَ الذي ينفض هذا الأرنب المذعور ؟
من .. ؟
ومضى فيها التساؤل
وسريعا غادرت مرآتها تبكي
إلى سجادة النور
وفي محرابها كانت تناجي زكريا
كان يسّاءلُ : يا مريم أنى لكِ هذا ؟
أطفأت بسمتها الخجلى وقالت :
" هو من عند الله "
إن الله عادل
إنها العذراء
كانت بيننا
لم يلحظ السمّار
نور الله في أطرافها
كانوا كثيرا ما يسيئون اقتداء النور
لكني تنورت الحروف البيض
واستشرفت قنديل الأنامل
كانت تحدثنا بصوت لا يعيه الناس
إلا من جرب السحر المماثل .