مبدأ الاغتيالات والتصفيات الجسدية .. انتهاك صارخ لحق الإنسان في الحياة
مبدأ الاغتيالات والتصفيات الجسدية انتهاك صارخ لحق الإنسان في الحياة، بقلم عبد الرحمن الفرا، محلل سياسي وحامي في مكتب المحاماة والاستشارات القانونية.
لو : .. شرع كل إنسان حقه في قتل أو اختطاف خصمه تحت أي مسمى .. .. أطلقنا العنان للكرة والغضب والحقد الدفين في قلب كل إنسان مجروح أو منتهكة حقوقه أو مظلوم أوغلبان .. سمحنا لكل إنسان يأخذ القانون بنفسه ويطبقه ضد خصومه وأعدائه ومنافسيه في
السلطة أو في الجهاز أو في الديوان أو في الشارع أو في المحاكم دون وازع يردعه
ويوقفه عند حدوده . .. كانت الحريات مباحة بلا حدود .. الحبل سايب على الغارب .. وكل يغني على ليلاه وينشد ما حب له ويمنع ما يكره أن يسمع .
لوجدنا :
.. كل بيت أصبح مليشاء مسلحة أو وكر من السلاح ومجموعات هاربة من العدالة .
.. الأطفال تحكم البيت والشارع والحارة والزقاق والآباء والأمهات تقومان بواجبات المنزل .
.. الدم يسيل في الشوارع والجرحى نتفرج عليهم في الشوارع والمنقذين يتفرجون خوفا على رؤوسهم أن تطير . .. البلاد قد خربت ودمرت على رؤوس أهلها القاطنين فيها ومن أعمالكم سلط الله عليكم
.. لو : ... لوجدنا ... الرد على التساؤل .. لصلح حالنا ولأصبحنا أحسن من الأمم ( القوم الصالحين )وليست الجبارين .. ولوسعت قلوبنا جراحنا
وفتح باب المحبة والإخاء والتراحم ولأحببنا الخير لبعضنا البعض بعيدا عن ( لو ) وبعيدا عن ( لوجدنا )
.. وأصرخ واستنجد .. أصرخ من المسئول .. وأستنجد بالخنساء أم بصلاح الدين
إذا ما نسينا اللجوء إلى الله لينجينا من كل هذا البلاء والمصائب ..
وأنا أعرف مثل أي مواطن فلسطيني تناول طعام الغداء والفطور والعشاء على
( الطبلية ) وأغمس لقمته من الزبدية وذاق زيتون فلسطين وزعترها بأن
المسئولية تاريخية ولا يعفي أي مصطلح يتداوله الانهزاميين والانبطاحيين ويعلقوه على شماعة ( سيبك ) ( انسى الموضوع ) فهؤلاء المنتفعين مثل عصفور التمساح متواجدين أربعة وعشرون ساعة على ظهر التمساح
ينتظرون منه أن يتتاوب أو يفتح فاه فأصبحو مثل الدببة آكلة عسل النحل ..
وعندما يشعرون بالخطر يلجئون إلى الماء وأي ماء !!؟..
.. إن لكل مخالف رادع ولكل معربد .. مراقب .. ولكل أوعر قائد ولكل مسدس ورشاش ضاغط .. فكيف بخير
كل هؤلاء ليصبحوا أيدي فاعلة لبناء الوطن الغالي فلسطين .. كيف تحافظ على تراب
الوطن من المتربصين والطامعين .. الحاقدين والمرتزقة .
.. هل آن الأوان لنقف جميعا وقفة رجل واحد لنقول كفى كما خرج المواطن المصري وقال مقولته الشهيرة
( كفاية ) وتوحد صفوفنا وكلمتنا تتوجه إلى الله بقلوب صادقة غير منافقة ودون رياء
ونقول لفلان أنت صح وأنت غلط وهذا حرام وهذا حلال وهذا ممنوع وهذا حلال ..
متى يترك صاحب المحل دكانه ويذهب إلى المسجد ويصلي ثم يعود ويجده غير مسروق !!
.. متى نوقف الاعتداء على بعضنا البعض تحت مسميات ما أنزل الله بها من سلطان !! متى نقتل ( فرخة الزبل )
( النباشة ) ونكسر الشماعة التي يتشدق بها المزايدين ممن يدعون بالحريصين .. وما
هم بحريصين إلا على زيادة حساباتهم في البنوك الأوروبية والعربية ..
.. أن مبدأ الإزاحة سهل جدا وما أسرع زوجتي بعد أن يتناول طعام الفطور أطفالي ( البراء والشريف والولاء والأحمد )
تحضر حاوية الزبالة وتسحب بفوطة ما زاد إلى الحاوية في لمح البصر تصبح السفرة فاضية ..
.. أنني أبكي حسرة وألم .. ولم أقل الدمع .. لأن الدمع قد جف منذ اعتقالي في مصر 1985م وإبعادي إلى غزة لأسباب
أمنية
وقد حرمت الدمع على عيني في الاعتقال الثاني أبان احتلال إسرائيل إلى غزة
واعتقالي في الانتفاضة الأولى 36 شهرا لأسباب نضالية ..
.. ولكن المهم .. هل نكف .. أم نستمر .. نكف عن الانتهاكات ونترك القانون والسلطة الفلسطينية
تأخذ القانون بنفسها وننخرط تحت لوائها أم نستمر في العربدة والزعرنة
ونكيل التهم إلى الوزير الفلاني أو الرئيس الفلاني وما أفظعها من تهم ..
.. هل تلون الشعب أم نحن تلونا .. أم أقلامنا أصابها عمى الألوان أم بيعت الأقلام في
سوق النجاسة والانحطاط الأخلاقي الهابط الساقط حتى قعر البئر ..
.. من أنت ومن أنا لنصفي فلان بجرة قلم أو بمكالمة تلفونية .... ألسنا من المجتمع الفلسطيني الواحد ..
والنهاية ... :
فلنصحو من غفلتنا قبل فوات الاحتلال إلى صدورنا وقلوبنا ولنكتفي بما حصل
ولنعد إلى أولي الألباب ولنحتكم إلى القانون كي يطبق على الجميع دون تحيز
وليحفظ الله شعب فلسطين آمين...
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .