ما بين ضال المنحني وظلاله
ما بَينَ ضالِ المُنحَنى وظِلالِهِ، ابن الفارض:
| ما بَينَ ضالِ المُنحَنى وظِلالِهِ | ضلَّ المتيَّمُ واهتدى بضلالهِ |
| وبذلكَ الشِّعبُ اليَمانِيُّ مُنية ٌ | لِلصّبِّ، قد بَعُدَتْ على آمـالِهِ |
| يا صاحِبي، هذا العقيقُ، فقِفْ بهِ | متـوالهاً إنْ كـنتَ لـستَ بـوالهِ |
| وانظرهُ عنِّي إنَّ طـرفي عاقـني | إرسالُ دَمعي فيهِ عن إرسالِهِ |
| واسْألْ غزالَ كِناسِهِ:هل عندَهُ | علـمٌ بقلـبي في هـواهُ وحالهِ |
| وأَظُنّهُ لم يَدْرِ ذُلَّ صَبـابَتي | إذْ ظلَّ ملتهياً بعزِّ جمالهِ |
| تَفديهِ مُهجَتي، الّـتي تَلِـفَتْ | ولامنٌّ عليهِ لأنَّها منْ مالهِ |
| أتُرَى درى أنّـي أحِنّ لهَجْـرِهِ | إذْ كُنْتُ مُشْتاقاً لهُ كوِصالِهِ |
| وأبيتُ سهـراناً أمثِّـلُ طيـفهُ | للطّرْفِ، كي ألْقى خيالَ خيالِهِ |
| لاذُقْتُ يوماً راحة ً مِن عاذلٍ | إنْ كنتُ ملتُ لقيلهِ ولقالهِ |
| فوحقِّ طيبِ رضى الحبيبِ ووصلهِ | مـا مـلَّ قلـبي حبَّـهُ لملـالهِ |
| واهاً إلى ماءِ العذيبِ وكيفَ لي | بحشايَ لـوْ يطـفى ببـردِ زلالهِ |
| ولَقَدْ يَجِلّ، عنِ اشتِياقي، ماؤُه | شـرفاً فواظمـئي لـلامـعِ آلـهِ |