كتاب الجنائز
==6- كتاب الجنائز==
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
((1)) باب ما جاء في عيادة المريض
1433 - حَدَّثَنَا هناد بْن السري. حَدَّثَنَا أبو الأحوص، عَن أبي إِسْحَاق، عَن الحارث، عَن علي؛ قَالَ:
- قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((للمسلم على المسلم ستة بالمعروف: يسلم عليه إذا لقيه. ويجيبه إذا دعاه. ويشمته إذا عطس. ويعوده إذا مرض. ويتبع جنازته إذا مات. ويحب له ما يحب لنفسه)).
1434 - حَدَّثَنَا أبو بشر، بكر بْن خلف، ومحمد بْن بشار. قالا: حَدَّثَنَا يحيى بْن سعيد. حَدَّثَنَا عَبْدُ الحميد بْن جعفر، عَن أبيه، عَن حكيم بْن أفلح، عَن أبي مسعود،
- عَن النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ قال: ((للمسلم على المسلم أربع خلال: يشمته إذا عطس، ويجيبه إذا دعاه، ويشهده إذا مات، ويعوده إذا مرض)).
فِي الزَوائِد: إسناد حديث أبي مسعود صَحِيْح. وأصل الحديث في الصحيحين وغيرهما، من رواية غيره. 1435 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْنُ أَبِي شَيْبَة. حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بشر، عَن مُحَمَّد بْن عمرو، عَن أبي سلمة، عَن أبي هُرَيْرَة؛ قَالَ:
- قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((خمس من حق المسلم على المسلم: رد التحية، وإجابة الدعوة، وشهود الجنازة، وعيادة المريض، وتشميت العاطس إذا حمد اللَّه)).
فِي الزَوائِد: إسناده صَحِيْح ورجاله ثقات. والحديث بهذا الوجه في الصحيحين، لكن بغير هذا السياق. 1436 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللّه الصنعاني. حَدَّثَنَا سُفْيَان؛ قَالَ: سمعت مُحَمَّد بْن المنكدر يقول:
- سمعت جابر بْن عَبْد اللّه يقول: عادني رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ ماشيا، وأبو بكر، وأنا في بني سلمة.
1437 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ. حَدَّثَنَا مسلمة بْن علي. حَدَّثَنَا ابن جريج، عَن حميد الطويل، عَن أَنَس بْن مَالِك؛ قَالَ:
- كان النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ لا يعود مريضاً إلا بعد ثلاث.
فِي الزَوائِد: في إسناده مسلمة بْن علي، قال فيه البخاري وأبو حاتم وأبو زرعة: منكر الحديث. ومن منكراته حديث ((كان لا يعود مريضاً إلا بعد ثلاثة أيام)) قال فيه أبو حاتم: هذا منكر باطل. وقال ابن عدي: أحاديثه غير محفوظة. واتفقوا على تضعيفه. قال السندي: قلت لكن بعض الأحاديث ذكرها السخاوي في المقاصد الحسنة، وقال: يتقوى بعضها ببعض. وكذلك أخذ به بعض التابعين. 1438 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْنُ أَبِي شَيْبَة. حَدَّثَنَا عقبة بْن خالد السكوني، عَن موسى بْن مُحَمَّد ابن إبراهيم التيمي، عَن أبيه، عَن أبي سعيد الخدري؛ قَالَ:
- قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((إذا دخلتم على المريض فنفسوا له في الأجل. فإن ذلك لا يرد شيئاً. وهو يطيب بنفس المريض)).
1439 - حَدَّثَنَا الحسن بْن علي الخلال. حَدَّثَنَا صفوان بْن هبيرة. حَدَّثَنَا أبو مكين، عَن عكرمة، عَن ابن عباس؛
- أن النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ عاد رجلاً فقال: ((ما تشتهي؟)) قَالَ: أشتهي خبز بر. قال النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ: ((من كان عنده خبز بز فليبعث إلى أخيه)) ثم قال النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ: ((إذا اشتهى مريض أحدكم شيئاً، فليطعمه)).
فِي الزَوائِد: في إسناده صفوان بْن هبيرة، ذكره ابن حبان في الثقات. وقال النفيلي: لا يتابع على حديثه. قلت: وقال في تقريب التهذيب: لين الحديث. 1440 - حَدَّثَنَا سُفْيَان بْن وَكِيع. حَدَّثَنَا أبو يحيى الحماني، عَن الأعمش، عَن يزيد الرقاشي، عَن أَنَس بْن مَالِك؛ قَالَ:
- دخل النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ على مريض يعوده. فقال: ((أتشتهي شيئاً؟ أتشتهي كعكاً؟)) قال: نعم. فطلبوا له.
فِي الزَوائِد: إسناده ضعيف، لضعف يزيد بْن أبان الرقاشي. 1441 - حَدَّثَنَا جعفر بْن مسافر. حَدَّثَني كثير بْن هشام. حَدَّثَنَا جعفر بْن برقان، عَن ميمون بْن مهران، عَن عمر بن اْلخطَّاب؛ قَالَ:
- قال لي النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ: ((إذا دخلت على مريض فمره أن يدعو لك. فإن دعاءه كدعاء الملائكة)).
فِي الزَوائِد: إسناده صَحِيْح ورجاله ثقات. إلا أنه منقطع. قال العلامي في المراسيل والمزي: في رواية ميمون بْن مهران عَن عمر ثلمة. اهـ. وفي الأذكار للنووي: ميمون لم يدرك عمر.
((2)) باب ما جاء في ثواب من عاد مريضاً
1442 - حَدَّثَنَا عثمان بْنُ أَبِي شَيْبَة. حَدَّثَنَا أبو معاوية. حَدَّثَنَا الأعمش، عَن الحكم، عَن عَبْدُ الرحمن بْن أبي ليلى، عَن علي؛ قَالَ:
- سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ يقول: ((من أتى أخاه المسلم عائداً، مشى في خرافة الجنة حتى يجلس. فإذا جلس غمرته الرحمة. فإن كان غدوة صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي. وإن كان مساء صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح)).
1443 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بشار. حَدَّثَنَا يوسف بْن يعقوب. حَدَّثَنَا أبو سنان القسلمي، عَن عثمان بْن أبي سودة، عَن أبي هُرَيْرَة؛ قَالَ:
- قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ ((من عاد مريضا نادى مناد من السماء: طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلاً)).
((3)) باب ما جاء في تلقين الميت لا إله إلا اللّه
1444 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْنُ أَبِي شَيْبَة. حَدَّثَنَا أبو خالد الأحمر، عَن يزيد بْن كيسان، عَن أبي حازم، عَن أبي هُرَيْرَة؛ قَالَ:
- قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ ((لقنوا موتاكم: لاَ إله إِلا اللّه)).
1445 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يحيى. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرحمن بْن مهدي، عَن سليمان بْن بلال، عَن عمارة بْن غزية، عَن يحيى بْن عمارة، عَن أبي سعيد الخدري؛ قَالَ:
- قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ ((لقنوا موتاكم: لا إله إلا الله)).
1446 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بشار. حَدَّثَنَا أبو عامر. حَدَّثَنَا كثير بْن زيد، عَن إِسْحَاق بْن عَبْد اللّه ابن جعفر، عَن أبيه؛ قَالَ:
- قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ ((لقنوا موتاكم: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان اللَّه رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين)) قالوا: يا رسول اللَّه! كيف للأحياء؟ قال ((أجود، وأجود)).
فِي الزَوائِد: في إسناده إِسْحَاق. لم أر من وثقه ولا من جرحه. وكثير بْن يزيد، قال فيه أحمد: ما أرى به بأسا. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال مرة: ليس به بأس. وقال مرة: صالح، ليس بالقوي. وقال النسائي: ضعيف. وقيل: ثقة. وباقي رجاله ثقات.
((4)) باب ما جاء فيما يقال عند المريض إذا حضر
1447 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْنُ أَبِي شَيْبَة، وعلي بْن مُحَمَّد. قالا: حَدَّثَنَا أبو معاوية، عَن الأعمش، عَن شقيق، عَن أم سلمة؛ قالت:
- قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ ((إذا حضرتم المريض أو الميت، فقولوا خيراً. فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون)).
فلما مات أبو سلمة أتيت النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ فقلت: يا رسول اللَّه! إن أبا سلمة قد مات. قال ((قولي اللّهم اغفر لي وله، وأعقبني منه حسنة)). قالت: ففعلت. فأعقبني اللَّه من هو خير منه. محمد رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ. 1448 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْنُ أَبِي شَيْبَة. حَدَّثَنَا علي بْن الحسن بْن شقيق، عَن ابن المبارك، عَن سليمان التيمي، عَن أبي عثمان ((وليس بالنهدي))، عَن أبيه، عَن معقل بْن يسار؛ قَالَ:
- قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ ((اقرءوها عند موتاكم)) يعني ياسين.
1449 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يحيى. حَدَّثَنَا يزيد بْن هارون. ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إسماعيل. حَدَّثَنَا المحاربي. جميعا عَن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عَن الحارث بْن فضيل، عَن الزهري، عَن عَبْدُ الرحمن ابن كعب بْن مالك، عَن أبيه؛
- قال: لما حضرت كعبا الوفاة، أتته أم بشر بنت البراء بْن معرور. فقالت: يا أبا عَبْدُ الرحمن! إن لقيت فلانا فاقرأ عليه مني السلام. قَالَ: غفر اللَّه لك يا أم بشر! نحن أشغل من ذلك. قالت: يا أبا عَبْدُ الرحمن! أما سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ يقول ((إن أرواح المؤمنين في طير خضر، تعلق بشجر الجنة)) قَالَ: بلى. قالت: فهو ذاك.
1450 - حَدَّثَنَا أحمد بْن الأزهر. حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عيسى. حَدَّثَنَا يوسف بْن الماجشون. حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن النكدر؛
- قَالَ: دخلت على جابر بْن عَبْد اللّه وهو يموت. فقلت: اقرأ على رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ السلام.
فِي الزَوائِد: هذا إسناد صَحِيْح ورجاله ثقات إلا أنه موقوف.
((5)) باب ما جاء في المؤمن يؤجر في النزع
1451 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ. حَدَّثَنَا الوليد بْن مسلم. حَدَّثَنَا الأوزاعي، عَن عطاء، عَن عائشة؛
- أن رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ دخل عليها وعندها حميم لها يخنقه الموت. فلما رأى النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ ما بها قال لها ((لا تبتئس على حميمك. فإن ذلك من حسناته)).
فِي الزَوائِد: هذا إسناد صَحِيْح ورجاله ثقات. والوليد بْن مسلم، وإن كان يدلس، فقد صرح بالتحديث، فزال ما يخشى. 1452 - حَدَّثَنَا بكر بْن خلف، أبو بشر. حَدَّثَنَا يحيى بْن سعيد، عَن المثنى بْن سعيد، عَن قتادة، عَن ابن بريدة، عَن أبيه؛
- أن النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ قال ((المؤمن يموت بعرق الجبين)).
1453 - حَدَّثَنَا روح بْن الفرج. حَدَّثَنَا نصر بْن حماد. حَدَّثَنَا موسى بْن كردم، عَن مُحَمَّد ابن قيس، عَن أبي بردة، عَن أبي موسى؛
- قَالَ: سألت رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ، متى تنقطع معرفة العبد من الناس؟ قال ((إذا عاين)).
فِي الزَوائِد: في إسناده نصر بْن حماد، كذبه يحيى بْن معين وغيره. ونسبه أبو الفتح الأزدي لوضع الحديث.
((6)) باب ما جاء في تغميض الميت
1454 - حَدَّثَنَا إسماعيل بْن أسد. حَدَّثَنَا معاوية بْن عمرو. حَدَّثَنَا أبو إِسْحَاق الفزاري، عَن خالد الحذاء، عَن أبي قلابة، عَن قبيصة بْن ذؤيب، عَن أم سلمة؛
- قالت: دخل رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ على أبي سلمة، وقد شق بصره، فأغمضه. ثم قال ((إن الروح إذا قبض، تبعه البصر)).
1455 - حَدَّثَنَا أبو داود، سليمان بْن توبة. حَدَّثَنَا عاصم بْن علي. حَدَّثَنَا قزعة بْن سويد، عَن حميد الأعرج، عَن الزهري، عَن محمود بْن لبيد، عَن شداد بْن أوس؛ قَالَ:
- قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ ((إذا حضرتم موتاكم، فأغمضوا البصر. فإن البصر يتبع الروح. وقولوا خيراً. فإن الملائكة تؤمن على ما قال أهل البيت)).
فِي الزَوائِد: إسناده حسن، لأن قزعة بْن سويد مختلف فيه. وباقي رجاله ثقات.
((7)) باب ما جاء في تقبيل الميت
1456 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْنُ أَبِي شَيْبَة، وعلي بْن مُحَمَّد؛ قالا: حَدَّثَنَا وَكِيع، عَن سُفْيَان، عَن عاصم بْن عبيد اللَّه، عَن القاسم بْن مُحَمَّد، عَن عائشة؛
- قَالَت: قبل رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ عثمان بْن مظعون وهو ميت. فكأني أنظر إلى دموعه تسيل على خديه.
1457 - حَدَّثَنَا أحمد بْن سنان، والعباس بْن عَبْدُ العظيم، وسهل بْن أبي سهل؛ قالوا: حَدَّثَنَا يحيى بْن سعيد، عَن سُفْيَان، عَن موسى بْن أبي عائشة، عَن عبيد اللَّه، عَن ابن عباس وعائشة؛
- أن أبا بكر قبل النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ وهو ميت.
((8)) باب ما جاء في غسل الميت
1458 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْنُ أَبِي شَيْبَة. حَدَّثَنَا عَبْدُ الوهاب الثقفي، عَن أيوب، عَن مُحَمَّد بْن سيرين، عَن أم عطية؛
- قالت: دخل علينا رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ ونحن نغسل ابنته أم كلثوم. فقال ((اغسلنها ثلاثاً أو خمساً أو أكثر من ذلك، إن رأيتن ذلك، بماء وسدر. واجعلن في الآخرة كافوراً أو شيئاً من كافور. فإذا فرغتن فآذنني)) فلما آذناه. فألقى إلينا حقوه. وقال ((أشعرنها إياه)).
1459 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْنُ أَبِي شَيْبَة. حَدَّثَنَا عَبْدُ الوهاب الثقفي، عَن أيوب. حدثتني حفصة، عَن أم عطية بمثل حديث مُحَمَّد.
- وكان في حديث حفصة ((اغسلنها وتراً)) وكان فيه ((اغسلنها ثلاثا أو خمسا)) وكان فيه ((ابدءوا بميامينها ومواضع الضوء منها)) وكان فيه: أن أم عطية قالت: ومشطناها ثلاثة قرون.
1460 - حَدَّثَنَا بشر بْن آدم. حَدَّثَنَا روح بْن عبادة، عَن ابن جريج، عَن حبيب بْن أبي ثابت، عَن عاصم بْن ضمرة، عَن علي؛ قَالَ:
- قال لي النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ ((لا تبرز فخذك، ولا تنظر إلى فخذ حي ولا ميت)).
1461 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن المصفى الحمصي. حَدَّثَنَا بقية بْن الوليد، عَن مبشر بْن عبيد، عَن زيد بْن أسلم، عَن عَبْد اللّه بْن عمر؛ قَالَ:
- قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ ((ليغسل موتاكم المأمونون)).
فِي الزَوائِد: في إسناده بقية، وهو مدلس، وقد رواه بالعنعنة. ومبشر بْن عبيد، قال فيه أحمد: أحاديثه كذب موضوعة. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال الدارقطني: متروك الحديث، يضع الأحاديث ويكذب. 1462 - حَدَّثَنَا علي بْن مُحَمَّد. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرحمن المحاربي. حَدَّثَنَا عباد بْن كثير، عَن عمرو ابن خالد، عَن حبيب بْن أبي ثابت، عَن عاصم بْن ضمرة، عَن علي؛ قَالَ:
- قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((من غسل ميتاً وكفنه وحنطه وحمله وصلى عليه، ولم يفش عليه ما رأى، خرج من خطيئته مثل يوم ولدته أمه)).
فِي الزَوائِد: هذا إسناد ضعيف. فيه عمر بْن خالد، كذبه أحمد وابن معين. 1463 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْدُ الملك بْن أبي الشوارب. حَدَّثَنَا عَبْدُ العزيز بْن المختار، عَن سهل بْن أبي صالح، عَن أبيه، عَن أبي هُرَيْرَة؛ قَالَ:
- قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((من غسل ميتاً فليغتسل)).
((9)) باب ما جاء في غسل الرجل امرأته وغسل المرأة زوجها
1464 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يحيى. حَدَّثَنَا أحمد بْن خالد الذهبي. حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عَن يحيى بْن عباد بْن عَبْد اللّه بْن الزبير، عَن أبيه، عَن عائشة؛
- قالت: لو كنت استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسل النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ غير نسائه.
قال السندي: والحديث قد رواه أبو داود، ومع ذلك ذكره صاحب الزوائد أيضاً فقال: إسناده صَحِيْح، ورجاله ثقات. لأن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، وإن كان مدلسا، لكن قد جاء عنه التصريح بالتحديث، في رواية الحاكم وغيره. 1465 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يحيى. حَدَّثَنَا أحمد بْن حنبل. حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سلمة، عَن مُحَمَّد ابن إِسْحَاق، عَن يعقوب بْن عتبة، عَن الزهري، عَن عبيد اللَّه بْن عَبْد اللّه، عَن عائشة؛
- قالت: رجع رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ من البقيع. فوجدني وأنا صداعا في رأسي. وأنا أقول: وارأساه. فقال ((بل أنا، يا عائشة! وارأساه)) ثم قال: ((ما ضرك لو مت قبلي فقمت عليك فغسلتك وكفنتك وصليت عليك ودفنتك)).
فِي الزَوائِد: إسناد رجاله ثقات. رواه البخاري من وجه آخر مختصرا.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
((10)) باب ما جاء في غسل النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ
1466 - حَدَّثَنَا سعيد بْن يحيى بْن الأزهر الواسطي. حَدَّثَنَا أبو معاوية. حَدَّثَنَا أبو بردة، عَن علقمة بْن مرثد، عَن ابن بريدة، عَن أبيه؛
- قَالَ: لما أخذوا في غسل النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ ناداهم مناد من الداخل: لا تنزعوا عن رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ قميصه.
فِي الزَوائِد: إسناده ضعيف، لضعف أبي بردة، واسمه عمر بْن يزيد التيمي. وقول الحاكم: إن الحديث صَحِيْح، وأبو بردة هو يزيد بْن عَبْد اللّه وهم. لما ذكره المزي في الأطراف والتهذيب. 1467 - حَدَّثَنَا يحيى بْن خذام. حَدَّثَنَا صفوان بْن عيسى. أَنْبَأَنَا معمر، عَن الزهري، عَن سعيد بْن المسيب، عَن علي بْن أبي طالب؛
- قَالَ: لما غسل النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ ذهب يلتمس منه ما يلتمس من الميت، فلم يجده. فقال: بأبي الطيب. طبت حياً وطبت ميتاً.
فِي الزَوائِد: هذا إسناده صَحِيْح ورجاله ثقات. لأن يحيى بْن خذام ذكره ابن حبان في الثقات. وصفوان ابن عيسى احتج به مسلم. والباقي مشهورون. 1468 - حَدَّثَنَا عباد بْن يعقوب. حَدَّثَنَا الحسين بْن زيد بْن علي بْن الحسين بْن علي، عَن إسماعيل بْن عَبْد اللّه بْن جعفر، عَن أبيه، عَن علي؛ قَالَ:
- قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((إذا أنا مت فاغسلوني بسبع قرب، من بئري، بئر غرس)).
فِي الزَوائِد: هذا إسناد ضعيف. لأن عباد بْن يعقوب قال فيه ابن حبان: كان رافضيا داعيا. ومع ذلك كان يروي المناكير عن المشاهير. فاستحق الترك. وقال ابن طاهر: هو من غلاة الروافض، مستحق الترك لأنه يروي المناكير في المشاهير. والبخاري، وإن روى عنه حديثا واحدا، فقد أنكر الأئمة في عصره عليه روايته عنه. وترك الرواية عنه جماعة من الحفاظ. وقال الذهبي: روى عنه البخاري مقرونا بغيره. وشيخه مختلف فيه.
((11)) باب ما جاء في كفن النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ
1469 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْنُ أَبِي شَيْبَة. حَدَّثَنَا حفص بْن غياث، عَن هِشَامُ بْنُ عروة، عَن أبيه، عَن عائشة؛
- أن النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ كُفنَ في ثلاثةِ أثواب بيض يمانية، ليس فيها قميص ولا عمامة. فقيل لعائشة: إنهم كانوا يزعمون أنه قد كفن في حبرة. فقالت عائشة: قد جاءوا ببرد حبرة، فلم يكفنوه.
1470 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن خلف العسقلاني. حَدَّثَنَا عمرو بْن أبي سلمة، قَالَ: هذا ما سمعت من أبي معيد، حفص بْن غيلان، عَن سليمان بْن موسى، عَن نافع، عَن عَبْد اللّه بْن عمر؛
- قَالَ: كفن رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ في ثلاث رياط بيض سحولية.
فِي الزَوائِد: قلت أصله في الصحيحين من حديث عائشة وابن عباس. وإسناد حديث ابن عمر حسن، لقصور سليمان بْن موسى وحفص بْن غيلان عَن درجة أهل الحفظ والضبط والإتقان. 1471 - حَدَّثَنَا علي بْن مُحَمَّد. حَدَّثَنَا عَبْد اللّه بْن إدريس، عَن يزيد بْن أبي زياد، عَن الحكم، عَن مقسم، عَن ابن عباس؛ قَالَ:
- كفن رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ في ثلاثة أثواب: قميصه الذي قبض فيه، وحلة نجرانية.
قال النووي: هذا الحديث ضعيف، لا يصح الاحتجاج به. لأن يزيد بْن أبي زياد مجمع على ضعفه.
((12)) باب ما جاء فيما يستحب من الكفن
1472 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ الصَّبَّاح. أَنْبَأَنَا عَبْد اللّه بْن رجاء المكي، عَن عَبْد اللّه بْن عثمان ابن خيثم، عَن سعيد بْن جبير، عَن ابن عباس؛ قَالَ:
- قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((خير ثيابكم البياض. فكفنوا فيها موتاكم، والبسوها)).
1473 - حَدَّثَنَا يونس بْن عَبْدُ الأعلى. حَدَّثَنَا ابن وهب. أَنْبَأَنَا هشام بْن سعد، عَن حاتم ابن أبي نصر، عَن عبادة بْن نسي، عَن أبيه، عَن عبادة بْن الصامت؛
- أن رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ قال: ((خير الكفن الحلة)).
1474 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بشار. حَدَّثَنَا عمر بْن يونس. حَدَّثَنَا عكرمة بْن عمار، عَن هشام ابن حسان، عَن مُحَمَّد بْن سيرين، عَن أبي قتادة؛ قَالَ:
- قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((إذا وُلى أحدكم أخاه فليحسن كفنه)).
((13)) باب ما جاء في النظر إلى الميت إذا أدرج في أكفانه
1475 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إسماعيل بْن سمرة. حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الحسن. حَدَّثَنَا أبي شيبة، عَن أَنَس بْن مَالِك؛ قَالَ:
- لما قبض إبراهيم، ابن النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ قال لهم النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ: ((لا تدرجوه في أكفانه حتى أنظر إليه)) فأتاه فانكب عليه، وبكى.
فِي الزَوائِد: إسناده ضعيف، لأن أبا شيبة، قال ابن حبان: روى عَن أَنَس ما ليس من حديثه، لا يحل الرواية عنه. وقال البخاري: صاحب عجائب. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث، عنه عجائب.
((14)) باب ما جاء في النهي عن النعي
1476 - حَدَّثَنَا عمرو بْن رافع. حَدَّثَنَا عَبْد اللّه بْن المبارك، عَن حبيب بْن سليم، عَن بلال بْن يحيى؛ قَالَ:
- كان حذيفة، إذا مات له الميت قَالَ: لا تؤذنوا به أحداً. إني أخاف أن يكون نعياً. إني سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ، بإذني هاتين، ينهى عن النعي.
((15)) باب ما جاء في شهود الجنائز
1477 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْنُ أَبِي شَيْبَة، وهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ؛ قالا: حَدَّثَنَا سُفْيَان بْن عيينة، عَن الزهري، عَن سعيد بْن المسيب، عَن أبي هُرَيْرَة؛ قَالَ:
- قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((أسرعوا بالجنازة، فإن تكن صالحة فخير تقدمونها إليه. وإن تكن غير ذلك فشر تضعونه عَن رقابكم)).
1478 - حَدَّثَنَا حميد بْن مسعدة. حَدَّثَنَا حماد بْن زيد، عَن منصور، عَن عبيد بْن نسطاس، عَن أبي عبيدة؛ قَالَ:
- قال عَبْد اللّه بْن مسعود: من اتبع جنازة فليحمل بجوانب السرير كلها. فإنه من السنة. ثم إن شاء فليتطوع. وإن شاء فليدع.
فِي الزَوائِد: رجال الإسناد ثقات، لكن الحديث موقوف. حكمه الرفع. وأيضاً، هو منقطع. فإن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه. قاله أبو حاتم وأبو زرعة وغيرهما. 1479 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عبيد بْن عقيل. حَدَّثَنَا بشر بْن ثابت. حَدَّثَنَا شعبة، عَن ليث، عَن أبي بردة، عَن أبي موسى،
- عَن النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ أنه رأى جنازة يسرعون بها. قال ((لتكن عليكم السكينة)).
فِي الزَوائِد: ليث هو ابن سليم، ضعيف. وتركه يحيى بْن القطان وابن معين وابن مهدي. ومع ضعفه فالحديث يخالف ما في الصحيحين من حديث أسرعوا بالجنازة. 1480 - حَدَّثَنَا كثير بْن عبيد الحمصي. حَدَّثَنَا بقية بْن الوليد، عَن أبي بكر بْن أبي مريم، عَن راشد بْن سعد، عَن ثوبان مولى رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ قَالَ:
- رأى رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ ناسا ركبانا على دوابهم، في جنازة. فقال: ((ألا تستحيون أن ملائكة اللَّه يمشون على أقدامهم وأنتم ركبان؟)).
1481 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بشار. حَدَّثَنَا روح بْن عبادة. حَدَّثَنَا سعيد بْن عبيد اللَّه بْن جبير بْن حية. حَدَّثَني زياد بْن جبير بْن حية. سمع المغيرة بْن شعبة يقول:
- سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ يقول: ((الراكب خلف الجنازة والماشي منها حيث شاء)).
((16)) باب ما جاء في المشي أمام الجنازة
1482 - حَدَّثَنَا علي بْن مُحَمَّد، وهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وسهل بْن أبي سهل؛ قالوا: حَدَّثَنَا سُفْيَان، عَن الزهري، عَن سالم، عَن أبيه؛ قَالَ:
- رأيت النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ وأبا بكر وعمر يمشون أمام الجنازة.
1483 - حَدَّثَنَا نصر بْن علي الجهضمي، وهارون بْن عَبْد اللّه الحمال؛ قالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّد ابن أبي بكر البرساني. أَنْبَأَنَا يونس بْن يزيد الأيلي، عَن الزهري، عَن أَنَس بْن مَالِك؛ قَالَ:
- كان رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ وأبو بكر وعمر وعثمان يمشون أمام الجنازة.
1484 - حَدَّثَنَا أحمد بْن عبدة. أَنْبَأَنَا عَبْدُ الواحد بْن زياد، عَن يحيى بْن عَبْد اللّه التيمي، عَن أبي ماجدة الحنفي، عَن عَبْد اللّه بْن مسعود؛ قَالَ:
- قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ ((الجنازة متبوعة وليست بتابعة. ليس معها من تقدمها)).
قال السندي: قد ضعفه الترمذي وغيره هذا الحديث بحالة أبي ماجدة. وقد وجد تضعيف الحديث بذلك في بعض نسخ أبي داود أيضاً. قال الترمذي: سمعت مُحَمَّد بْن إسماعيل يضعف أبا ماجدة هذا. وقال مُحَمَّد: قال الحميدي: قال ابن عيينة ليحيى: من أبو ماجدة هذا؟ قال: طائر طار فحدثنا اهـ.
((17)) باب ما جاء في النهي عن التسلب مع الجنازة
1485 - حَدَّثَنَا أحمد بْن عبدة. أخبرني عمرو بْن النعمان. حَدَّثَنَا علي بْن الحزور، عَن نفيع، عَن عمران بْن الحصين وأبي بزرة؛ قالا:
- خرجنا مع رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ في جنازة. فرأى قوما قد طرحوا أرديتهم يمشون في قمص. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((أبفعل الجاهلية تأخذون؟ أو بصنع الجاهلية تشبهون؟ لقد هممت أن أدعوا عليكم دعوة ترجعون في غير صوركم)) قال، فأخذوا أرديتهم ولم يعودوا لذلك.
فِي الزَوائِد: هذا إسناد ضعيف. فيه نفيع بْن الحارث أبو داود الأعمى، تركه غير واحد. ونسبه يحيى بْن معين وغيره للوضع. وعلي بْن الحزور، كذلك متروك الحديث. وقال البخاري: منكر الحديث عنه عجائب. وقال مرة: فيه نظر.
((18)) باب ما جاء في الجنازة لا تؤخر إذا حضرت ولا تتبع بنار
1486 - حَدَّثَنَا حرملة بْن يحيى. حَدَّثَنَا عَبْد اللّه بْن وهب. أخبرني سعيد بْن عَبْد اللّه الجهني؛ أن مُحَمَّد بْن عمر بْن علي بْن أبي طالب حدثه عَن أبيه، عَن جده علي بْن أبي طالب؛
- أن رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ قال: (( لا تؤخروا الجنازة إذا حضرت)).
1487 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْدُ الأعلى الصنعاني. أَنْبَأَنَا معتمر بْن سليمان، قال: قرأت على الفضيل بْن ميسرة، عَن أبي حريز؛ أن أبا بردة حدثه قَالَ:
- أوصى أبو موسى الأشعري، حين حضره الموت، فقال: لا تتبعوني بمجمر. قالوا: أو سمعت فيه شيئاً؟ قَالَ: نعم. من رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ.
فِي الزَوائِد: إسناده حسن. لأن عَبْد اللّه بْن حسين ((أبا حريز)) مختلف فيه. قال أبو زرعة: ثقة. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال أبو حاتم: حسن الحديث، ليس بمنكر الحديث، يكتب حديث. وقال أحمد: منكر الحديث. وقال النسائي: ضعيف. وقال ابن عدي: عامة ما يروى لا يتابع عليه. واختلف قول ابن معين فيه. فمرة قال: ثقة. ومرة قال: ضعيف. وله شاهد من حديث أبي هُرَيْرَة. رواه مالك في الموطأ، وأبو داود في سننه.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
((19)) باب ما جاء فيمن صلى عليه جماعة من المسلمين
1488 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْنُ أَبِي شَيْبَة. حَدَّثَنَا عبيد اللَّه. أَنْبَأَنَا شيبان، عَن الأعمش، عَن أبي صالح، عَن أبي هُرَيْرَة،
- أن النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ قال: ((من صلى عليه مائة من المسلمين غفر له)).
فِي الزَوائِد: قد جاء عَن عائشة في والنسائي مثله. وإسناده صَحِيْح ورجاله رجال الصحيحين. 1489 - حَدَّثَنَا إبراهيم بْن المنذر الحزامي. حَدَّثَنَا بكر بْن سليم. حَدَّثَني حميد بْن زياد الخراط، عَن كريب مولى عَبْد اللّه بْن عباس؛ قَالَ:
- هلك ابن لعبد اللَّه بْن عباس فقال لي: يا كريب! قم فانظر هل اجتمع لابني أحد؟ فقلت: نعم. فقال: ويحك! كم تراهم؟ أربعين؟ قلت: لا. بل هم أكثر. قَالَ: فاخرجوا بابني. فأشهد لسمعت رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ يقول: ((ما من أربعين من مؤمن يشفعون لمؤمن إلا شفعهم اللّه)).
1490 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْنُ أَبِي شَيْبَة، وعلي بْن مُحَمَّد. قالا: حَدَّثَنَا عَبْد اللّه بْن نمير، عَن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عَن يزيد بْن أبي حبيب، عَن مرثد بْن عَبْد اللّه اليزني، عَن مالك بْن هبيرة الشامي، وكانت له صحبة، قَالَ:
- كان إذا أتي بجنازة، فتقال من تبعها، جزأهم ثلاثة صفوف، ثم صلى عليها. وقال: إن رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ قال: ((ما صف صفوف ثلاثة من المسلمين على ميت إلا أوجب)).
((20)) باب ما جاء في الثناء على الميت
1491 - حَدَّثَنَا أحمد بْن عبدة. حَدَّثَنَا حماد بْن زيد، عَن ثابت، عَن أَنَس بْن مَالِك؛ قَالَ: مر على النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ بجنازة فأثنى عليها خيراً، فقال: ((وجبت)). ثم مر عليه بجنازة، فأثنى عليها شراً، فقال: ((وجبت)) فقيل: يا رسول اللَّه! قلت لهذه وجبت. ولهذه وجبت. فقال ((شهادة القوم. والمؤمنون شهود اللَّه في الأرض)). 1492 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْنُ أَبِي شَيْبَة. حَدَّثَنَا علي بْن مسهر، عَن مُحَمَّد بْن عمرو، عَن أبي سلمة، عَن أبي هُرَيْرَة؛ قَالَ: مر على النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ بجنازة، فأثنى عليها خيراً، في مناقب الخير. فقال: ((وجبت)). ثم مروا عليه بأخرى. فأثنى عليها شراً، في مناقب الشر. فقال: ((وجبت. إنكم شهداء اللَّه في الأرض)). فِي الزَوائِد: رواه النسائي إلا قوله في مناقب الخير ومناقب الشر. وأصله في الصحيحين من حديث أنس. ويوافقه حديث عمر، رواه الترمذي والنسائي. وإسناد ابن ماجة صَحِيْح، ورجاله رجال الصحيحين.
((21)) باب ما جاء في أين يقوم الإمام إذا صلى على الجنازة
1493 - حَدَّثَنَا علي بْن مُحَمَّد. حَدَّثَنَا أبو أسامة. قال الحسين بْن ذكوان. أخبرني، عَن عَبْد اللّه بْن بريدة الأسلمي، عَن سمرة بْن جندب الفزاري،
- أن رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ صلى على امرأة ماتت في نفاسها. فقام وسطها.
1494 - حَدَّثَنَا نصر بْن علي الجهضمي. حَدَّثَنَا سعيد بْن عامر، عَن همام، عَن أبي غالب؛ قَالَ:
- رأيت أَنَس بْن مَالِك صلى على جنازة رجل. فقام حيال رأسه. فجيء بجنازة أخرى، بامرأة. فقالوا: يا أبا حمزة! صل عليها فقام حيال وسط السرير. فقال له العلاء بْن زياد: يا أبا حمزة! هكذا رأيت رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ قام من الجنازة مقامك من الرجل. وقام من المرأة مقامك من المرأة؟ قال: نعم. فأقبل علينا، فقال: احفظوا.
((22)) باب ما جاء في القراءة على الجنازة
1495 - حَدَّثَنَا أحمد بْن منيع. حَدَّثَنَا زيد بْن الحباب. حَدَّثَنَا إبراهيم بْن عثمان، عَن الحكم عَن مقسم، عَن ابن عباس؛
- أن النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ قرأ على الجنازة بفاتحة الكتاب.
1496 - حَدَّثَنَا عمرو بْن أبي عاصم، النبيل، وإبراهيم بْن المستمر؛ قالا: حَدَّثَنَا أبو عاصم. حَدَّثَنَا حماد بْن جعفر العبدي. حَدَّثَني شهر بْن حوشب. حَدَّثَتني أم شريك الأنصارية؛ قالت:
- أمرنا رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ أن نقرأ على الجنازة بفاتحة الكتاب.
فِي الزَوائِد: في إسناده شهر بْن حوشب، وثقه أحمد وابن معين وغيرهما. وتركه ابن عوف. وضعفه البيهقي. ولينه النسائي وحماد وغيرهم.
((23)) باب ما جاء في الدعاء في الصلاة على الجنازة
1497 - حَدَّثَنَا أبو عبيد، مُحَمَّد بْن عبيد بْن ميمون المديني. حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سلمة الحراني، عَن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عَن مُحَمَّد بْن إبراهيم بْن الحارث التيمي، عَن أبي سلمة بْن عَبْدُ الرحمن، عَن أبي هُرَيْرَة؛ قَالَ:
- سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ يقول: ((إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء)).
1498 - حَدَّثَنَا سويد بْن سعيد. حَدَّثَنَا علي بْن مسهر، عَن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عَن مُحَمَّد ابن إبراهيم، عَن أبي سلمة، عَن أبي هُرَيْرَة؛ قَالَ:
- كان رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ، إذا صلى على جنازة، يقول: ((اللهم اغفر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا. اللهم! من أحييته منا فأحيه على الأسلام. ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان. اللهم لا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده)).
1499 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرحمن بْن إبراهيم الدمشقي. حَدَّثَنَا الوليد بْن مسلم. حَدَّثَنَا مروان بْن جناح. حَدَّثَني يونس بْن ميسرة بْن حلبس، عَن واثلة بْن الأسقع؛ قَالَ:
- صلى رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ على رجل من المسلمين فأسمعه يقول: ((اللهم! إن فلان بْن فلان في ذمتك، وحبل جوارك. فقه من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت اهل الوفاء والحق. فاغفر له وارحمه إنك أنت الغفور الرحيم)).
1500 - حَدَّثَنَا يحيى بْن حكيم. حَدَّثَنَا أبو داود الطيالسي. حَدَّثَنَا فرج بْن الفضالة. حَدَّثَني عصمة بْن راشد، عَن حبيب بْن عبيد، عَن عوف بْن مالك؛ قَالَ:
- شهدت رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ صلى على رجل من الأنصار. فسمعته يقول: ((اللهم! صل عليه واغفر له وارحمه. وعافه واعف عنه. واغسله بماء وثلج وبرد. ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس. وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله. وقه فتنة القبر وعذاب النار)).
قال عوف: فلقد رأيتني في مقامي ذلك أتمنى أن أكون مكان ذلك الرجل. 1501 - حَدَّثَنَا عَبْد اللّه بْن سعيد. حَدَّثَنَا حفص بْن غياث، عَن حجاج، عَن أبي الزبير، عَن جابر؛ قَالَ:
- ما أباح لنا رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ، ولا أبو بكر، ولا عمر في شيء ما أباحوا في الصلاة على الميت. يعني لم يوقت.
فِي الزَوائِد: حجاج بْن أرطاة قد كان كثير التدليس مشهورا بذلك. وقد رواه بالعنعنة.
((24)) باب ما جاء في التكبير على الجنازة أربعا
1502 - حَدَّثَنَا يعقوب بْن حميد بْن كاسب. حَدَّثَنَا المغيرة بْن عَبْدُ الرحمن. حَدَّثَنَا خالد بْن الإياس، عَن إسماعيل بْن عمرو بْن سعيد بْن العاص، عَن عثمان بْن عَبْد اللّه بْن الحكم بْن الحارث، عَن عثمان بْن عفان؛
- أن النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ صلى على عثمان بْن مظعون وكبر عليه أربعاً.
فِي الزَوائِد: هذا الحديث في إسناده خالد بْن إلياس، وقد اتفقوا على تضعيفه. 1503 - حَدَّثَنَا علي بْن مُحَمَّد. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرحمن المحاربي. حَدَّثَنَا الهجري؛ قَالَ:
- صليت مع عَبْد اللّه بْن أبي أوفى الأسلمي، صاحب رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ على جنازة ابنة له. فكبر عليها أربعا. فمكث بعد الرابعة شيئاً. قال فسمعت القوم يسبحون به من نواحي الصفوف. فسلم ثم قال: أكنتم ترون أني مكبر خمسا؟ قالوا: تخوفنا ذلك. قَالَ: لم أكن لأفعل. ولكن رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ كان يكبر أربعا. ثم يمكث ساعة فيقول ما شاء اللَّه أن يقول، ثم يسلم.
فِي الزَوائِد: في إسناده الهجري، واسمه إبراهيم بْن مسلم الكوفي. ضعفه سُفْيَان بْن عيينة ويحيى بْن معين والنسائي وغيرهم. 1504 - حَدَّثَنَا أبو هشام الرفاعي، ومُحَمَّد بْنُ الصَّبَّاح، وأبو بكر بْن خلاد؛ قالوا: حَدَّثَنَا يحيى بْن اليمان، عَن المنهال بْن خليفة، عَن حجاج، عَن عطاء، عَن ابن عباس؛
- أن النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ كبر أربعاً.
((25)) باب ما جاء فيمن كبر خمساً
1505 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بشار. حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جعفر. حَدَّثَنَا شعبة. ح وحَدَّثَنَا يحيى بْن حكيم. حَدَّثَنَا ابن أبي عدي، وأبو داود، عَن شعبة، عَن عمرو بْن مرة، عَن عَبْدُ الرحمن ابن أبي ليلى؛
- قَالَ: كان زيد بْن أرقم يكبر على جنائزنا أربعا. وأنه كبر على جنازة خمسا. فسألته، فقال: كان رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ يكبرها.
1506 - حَدَّثَنَا إبراهيم بْن المنذر الحزامي. حَدَّثَنَا إبراهيم بْن علي الرافعي، عَن كثير ابن عَبْد اللّه، عَن أبيه، عَن جده؛
- أن رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ كبرها خمساً.
فِي الزَوائِد: قال الشافعي في كثير بْن عَبْد اللّه: إنه ركن من أركان الكذب. وقال ابن حبان: روى عَن أبيه عَن جده نسخة موضوعة. وقال ابن عَبْدُ البر: مجمع على ضعفه. وقال النووي: ضعيف بالاتفاق. قلت: هو كذلك. إلا أن الترمذي صحح له حديث الصلح جائز بين المسلمين وحديث التكبيرات في العيد. والراوي عنه إبراهيم بْن علي، ضعفه البخاري وابن حبان ورماه بعضهم بالكذب.
((26)) باب ما جاء في الصلاة على الطفل
1507 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بشار. حَدَّثَنَا روح بْن عبادة. قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد بْن عبيد بْن جبير بْن حية. حَدَّثَني عمي زياد بْن جبير. حَدَّثَني أبي جبير بْن حية؛
- انه سمع المغيرة بْن شعبة يقول: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ يقول ((الطفل يصلى عليه)).
1508 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ. حَدَّثَنَا الربيع بْن بدر. حَدَّثَنَا أبو الزبير، عَن جابر بْن عَبْد اللّه؛
- قَالَ: قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((إذا استهل الصبي صلى عليه وورث)).
1509 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ. حَدَّثَنَا البختري بْن عبيد، عَن أبيه، عَن أبي هُرَيْرَة؛ قَالَ:
- قال النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ: ((صلوا على أطفالكم فإنهم من أفراطكم)).
فِي الزَوائِد: في إسناده البختري بْن عبيد. قال فيه أبو نعيم الأصبهاني والحاكم والنقاش: روى عَن أبيه موضوعات. وضعفه أبو حاتم وابن عدي وابن حبان والدارقطني. وكذبه الأزدي. وقال يعقوب بْن شيبة: مجهول.
((27)) باب ما جاء في الصلاة على ابن رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ وذكر وفاته
1510 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللّه بْن نمير. حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بشر. حَدَّثَنَا إسماعيل بْن أبي خالد؛ قَالَ:
- قلت لعبد بْن أبي أوفى: رأيت إبراهيم ابن رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ؟ قَالَ: مات وهو صغير. ولو قضي أن يكون مُحَمَّد اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ نبي لعاش ابنه. ولكن لا نبي بعده.
الحديث قد أخرجه البخاري بعين هذا الإسناد في الأدب، في باب من سمى بأسماء الأنبياء. 1511 - حَدَّثَنَا عَبْدُ القدوس بْن مُحَمَّد. حَدَّثَنَا داود بْن شبيب الباهلي. حَدَّثَنَا إبراهيم بْن عثمان. حَدَّثَنَا الحكم بْن عتيبة، عَن مقسم، عَن ابن عباس؛ قَالَ:
- لما مات إبراهيم ابن رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ صلى رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ وقال: ((إن له مرضعاً في الجنة. ولو عاش لكان صديقاً نبياً. ولو عاش لعتقت أخواله القبط، وما استرق قبطي)).
فِي الزَوائِد: في إسناده إبراهيم بْن عثمان أبو شيبة قاضي واسط، قال فيه البخاري: سكتوا عنه. وقال ابن المبارك: ارم به. وقال ابن معين: ليست بثقة. وقال أحمد: منكر الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث. 1512 - حَدَّثَنَا عَبْد اللّه بْن عمران. حَدَّثَنَا أبو داود. حَدَّثَنَا هشام بْن أبي الوليد، عَن أمه، عَن فاطمة بنت الحسين، عَن أبيها الحسين بْن علي؛ قَالَ:
- لما توفي القاسم ابن رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ قالت خديجة: يا رَسُول اللَّهِ! درت لُبينة القاسم. فلو كان اللَّه أبقاه حتى يستكمل رضاعه. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((إن تمام رضاعه في الجنة)) قالت: لو أعلم ذلك يا رَسُول الله! لهون علي أمره. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((إن شئت دعوت اللَّه تعالى فأسمعك صوته)) قالت: يا رسول اللَّه! بل أصدق اللَّه ورسوله.
فِي الزَوائِد: إسناد هشام بْن أبي الوليد لم أر من وثقه ولا من جرحه. قال السندي: قلت بل نقل أنه قال في التقريب: إنه متروك. وعَبْد اللّه بْن عمران الأصبهاني ثم الرازي، قال فيه أبو حاتم: صالح. وذكره ابن حبان في الثقات. وباقي رجال الإسناد ثقات.
((28)) باب ما جاء في الصلاة على الشهداء ودفنهم
1513 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللّه بْن نمير. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْنُ عياش، عَن يزيد بْن أبي زياد، عَن مقسم، عَن ابن عباس؛ قَالَ:
- أتي بهم رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ يوم أحد. فجعل يصلي على عشرة عشرة. وحمزة هو كما هو. يرفعون وهو كما هو موضوع.
قال السندي: يظهر من الزوائد أن إسناده حسن. 1514 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن رمح. أَنْبَأَنَا الليث بْن سعد، عَن ابن شهاب، عَن عَبْدُ الرحمن ابن كعب بْن مالك، عَن جابر بْن عَبْد اللّه؛
- أن رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ كان يجمع بين الرجلين والثلاثة من قتلى أحد في ثوب واحد ثم يقول: ((أيهم أكثر أخذاً للقرآن؟)) فإذا أشير له إلى أحدهم قدمه في اللحد وقال: ((أنا شهيد على هؤلاء)) وأمر بدفنهم في دمائهم، ولم يصل عليهم، ولم يغسلوا.
1515 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن زياد. حَدَّثَنَا علي بْن عاصم، عَن عطاء بْن السائب، عَن سعيد بْن جبير، عَن ابن عباس؛
- أن رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ أمر بقتلى أحد أن ينزع عنهم الحديد والجلود، وأن يدفنوا في ثيابهم بدمائهم.
1516 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وسهل بْن أبي سهل. قالا: حَدَّثَنَا سُفْيَان بْن عيينة، عَن الأسود بْن قيس، سمع نبيحاً العنزي يقول:
- سمعت جابر بْن عَبْد اللّه يقول: إن رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ أمر بقتلى أحد أن يردوا إلى مصارعهم. وكانوا نقلوا إلى المدينة.
((29)) باب ما جاء في الصلاة على الجنائز في المسجد
1517 - حَدَّثَنَا علي بْن مُحَمَّد. حَدَّثَنَا وَكِيع، عَن ابن أبي ذئب، عَن صالح مولى التوأمة، عَن أبي هُرَيْرَة؛ قَالَ:
- قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((من صلى على جنازة في المسجد، فليس له شيء)).
1518 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْنُ أَبِي شَيْبَة. حَدَّثَنَا يونس بْن مُحَمَّد. حَدَّثَنَا فليح بْن سليمان عَن صالح بْن عجلان، عَن عباد بْن عَبْد اللّه بْن الزبير، عَن عائشة؛
- قالت: والله! ما صلى رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ على سهيل بْن بيضاء إلا في المسجد.
قال ابن ماجه: حديث عائشة أقوى.
((30)) باب ما جاء في الأوقات التي لا يصلى فيها على الميت ولا يدفن
1519 - حَدَّثَنَا علي بْن مُحَمَّد. حَدَّثَنَا وَكِيع. ح وحَدَّثَنَا عمرو بْن رافع. حَدَّثَنَا عَبْد اللّه بْن المبارك، جميعاً، عَن موسى بْن علي بْن رباح؛ قَالَ:
- سمعت أبي يقول: سمعت عقبة بْن عامر الجهني يقول: ثلاث ساعات كان رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ ينهانا أن نصلي فيهن أو نقبر فيهن موتانا حين تطلع الشمس بازغة، وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تميل الشمس، وحين تضيف للغروب حتى تغرب.
1520 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ الصَّبَّاح. أَنْبَأَنَا يحيى بْن اليمان، عَن منهال بْن خليفة، عَن عطاء، عَن ابن عباس؛
- أن رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ أدخل رجلاً قبره ليلاً، وأسرج في قبره.
1521 - حَدَّثَنَا عمرو بْن عَبْد اللّه الأودي. حَدَّثَنَا وَكِيع، عَن إبراهيم بْن يزيد المكي، عَن أبي الزبير، عَن جابر بْن عَبْد اللّه؛ قَالَ:
- قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((لا تدفنوا موتاكم بالليل إلا أن تضطروا)).
1522 - حَدَّثَنَا العباس بْن عثمان الدمشقي. حَدَّثَنَا الوليد بْن مسلم، عَن ابن لهيعة، عَن أبي الزبير، عَن جابر بْن عَبْد اللّه؛
- أن النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ قال: ((صلوا على موتاكم بالليل والنهار)).
فِي الزَوائِد: قلت: ابن لهيعة ضعيف. والوليد مدلس.
((31)) باب في الصلاة على أهل القبلة
1523 - حَدَّثَنَا أبو شر، بكر بْن خلف. حَدَّثَنَا يحيى بْن سعيد، عَن عبيد اللَّه، عَن نافع، عَن ابن عمر؛ قَالَ:
- لما توفي عَبْد اللّه بْن أبي جاء ابنه إلى النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ فقال: يا رسول اللَّه! أعطني قميصك أكفنه فيه. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((آذنوني به)) فلما أراد النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ أن يصلي عليه قال له عمر بن اْلخطَّاب: ما ذاك لك. فصلى عليه النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ. فقال له النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ: ((أنا بين خيرتين: استغفر لهم أو لا تستغفر لهم)). فأنزل اللَّه سبحانه: {ولا تصل على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره}.
1524 - حَدَّثَنَا عمار بْن خالد الواسطي، وسهل بْن أبي سهل. قالا: حَدَّثَنَا يحيى بْن سعيد، عَن مجالد، عَن عامر، عَن جابر؛ قَالَ:
- مات رأس المنافقين بالمدينة. وأوصى أن يصلى عليه النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ. وأن يكفنه في قميصه. فصلى عليه وكفنه في قميصه وقام على قبره. فأنزل اللَّه: {ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره}.
1525 - حَدَّثَنَا أحمد بْن يوسف السلمي. حَدَّثَنَا مسام بْن إبراهيم. حَدَّثَنَا الحارث بْن نبهان. حَدَّثَنَا عتبة بْن يقظان، عَن أبي سعيد، عَن مكحول، عَن واثلة بْن الأسقع؛ قَالَ:
- قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((صلوا على كل ميت. وجاهدوا مع كل أمير)).
فِي الزَوائِد: في إسناده عتبة بْن يقظان، وهو ضعيف. والحارث بْن نبهان، مجمع على ضعفه. وأبو سعيد، هو المطلوب، كذاب. 1526 - حَدَّثَنَا عَبْد اللّه بْن عامر بْن زرارة. حَدَّثَنَا شريك بْن عَبْد اللّه، عَن سماك بْن حرب، عَن جابر بْن سمرة؛
- أن رجلاً من أصحاب النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ جرح، فآذته الجراحة. فدب إلى مشاقص، فذبح بها نفسه. فلم يصل عليه النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ. قَالَ: وكان ذلك منه أدباً.
((32)) باب ما جاء في الصلاة على القبر
1527 - حَدَّثَنَا أحمد بْن عبدة. أَنْبَأَنَا حماد بْن زيد. حَدَّثَنَا ثابت، عَن أبي رافع، عَن أبي هُرَيْرَة؛
- أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد. ففقدها رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ. فسأل عنها بعد أيام. فقيل له: إنها ماتت. قال: ((فهلا آذنتموني)) فأتى قبرها، فصلى عليها.
1528 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْنُ أَبِي شَيْبَة. حَدَّثَنَا هشيم. حَدَّثَنَا عثمان بْن حكيم. حَدَّثَنَا خارجة ابن زيد بْن ثابت، عَن يزيد بْن ثابت، وكان أكبر من زيد. قَالَ:
- خرجنا مع النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ. فلما ورد البقيع فإذا هو بقبر جديد. فسأل عنه. فقالوا: فلانة. قال فعرفها وقال: ((ألا آذنتموني بها)) قالوا: كنت قائلاً صائماً. فكرهنا أن نؤذيك. قال: ((فلا تفعلوا. لا أعرفن ما مات منكم ميت، ماكنت بين أظهركم، إلا آذنتموني به. فإن صلاتي عليه له رحمة)) ثم أتى القبر، فصففنا خلفه، فكبر عليه أربعاً.
1529 - حَدَّثَنَا يعقوب بْن حميد بْن كاسب. حَدَّثَنَا عَبْدُ العزيز بْن مُحَمَّد الدراوردي، عَن مُحَمَّد بْن زيد بْن المهاجر بْن قنفذ، عَن عَبْد اللّه بْن عامر بْن ربيعة، عَن أبيه؛
- أن امرأة سوداء ماتت لم يؤذن بها النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ. فأخبر بذلك. فقال ((هلا آذنتموني بها)) ثم قال لأصحابه ((صفوا عليها)) فصلى عليها.
فِي الزَوائِد: أصل الحديث قد رواه غيره. وهذا الإسناد حسن، لأن يعقوب بْن حميد مختلف فيه. 1530 - حَدَّثَنَا علي بْن مُحَمَّد. حَدَّثَنَا أبو معاوية، عَن أبي إِسْحَاق الشيباني، عَن الشعبي، عَن ابن عباس؛
- قَالَ: مات رجل. وكان رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ يعوده. فدفنوه بالليل. فلما أصبح أعلموه. فقال: ((ما منعكم أن تعلموني؟)) قالوا: كان الليل. وكانت الظلمة. فكرهنا أن نشق عليك. فأتى قبره، فصلى عليه.
1531 - حَدَّثَنَا العباس بْن عَبْدُ العظيم العنبري، ومحمد بْن يحيى. قالا: حَدَّثَنَا أحمد بْن حنبل. حَدَّثَنَا غندر، عَن شعبة، عَن حبيب بْن الشهيد، عَن ثابت، عَن أنس؛
- أن النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ صلى على قبر بعد ما قبر.
1532 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن حميد. حَدَّثَنَا مهران بْن أبي عمر، عَن أبي سنان، عَن علقمة ابن مرثد، عَن ابن بريدة، عَن أبيه؛
- أن النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ صلى على ميت بعد ما دفن.
فِي الزَوائِد: إسناده حسن. أبو سنان، فمن دونه، مختلف فيهم. 1533 - حَدَّثَنَا أبو كريب. حَدَّثَنَا سعيد بْن شرحبيل، عَن ابن لهيعة، عَن عبيد اللَّه ابن المغيرة، عَن أبي الهيثم، عَن أبي سعيد؛ قَالَ:
- كانت سوداء تقم المسجد. فتوفيت ليلا. فلما أصبح رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ أخبر بموتها. فقال: ((ألا آذنتموني بها؟)) فخرج بأصحابه، فوقف على قبرها، فكبر عليها والناس من خلفه، ودعا لها، ثم انصرف.
فِي الزَوائِد: في إسناده ابن لهيعة، وهو ضعيف.
((33)) باب ما جاء في الصلاة على النجاشي
1534 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْنُ أَبِي شَيْبَة. حَدَّثَنَا عَبْدُ الأعلى، عَن معمر، عَن الزهري، عَن سعيد بْن المسيب، عَن هُرَيْرَة؛
- أن رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ قال: ((إن النجاشي قد مات)) فخرج رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ وأصحابه إلى البقيع. فصفنا خلفه. وتقدم رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ، فكبر أربع تكبيرات.
1535 - حَدَّثَنَا يحيى بْن خلف، ومحمد بْن زياد. قالا: حَدَّثَنَا بشر بْن المفضل. ح وحَدَّثَنَا عمرو بْن رافع. حَدَّثَنَا هشيم، جميعاً عَن يونس، عَن أبي قلابة، عَن أبي المهلب، عَن عمران ابن الحصين؛
- أن رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ قال: ((إن أخاكم النجاشي قد مات، فصلوا عليه)) قال فقام فصلينا خلفه. وإني لفي الصف الثاني. فصلى عليه صفين.
1536 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْنُ أَبِي شَيْبَة. حَدَّثَنَا معاوية بْن هشام. حَدَّثَنَا سُفْيَان، عَن حمران بْن أعين، عَن أبي الطفيل، عَن مجمع بْن جارية الأنصاري؛
- أن رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ قال: ((إن أخاكم النجاشي قد مات. فقوموا فصلوا عليه)) فصففنا خلفه صفين.
فِي الزَوائِد: إسناده صَحِيْح، ورجاله ثقات. 1537 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن المثنى. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرحمن بْن مهدي، عَن المثنى بْن سعيد، عَن قتادة، عَن أبي الطفيل، عَن حذيفة بْن أسيد؛
- أن النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ خرج بهم فقال: ((صلوا على أخ لكم مات بغير أرضكم)) قالوا: من هو؟ قال: ((النجاشي)).
1538 - حَدَّثَنَا سهل بْن أبي سهل. حَدَّثَنَا مكي بْن إبراهيم أبو السكن، عَن مالك، عَن نافع، عَن ابن عمر؛
- أن النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ صلى على النجاشي، فكبر أربعاً.
فِي الزَوائِد: إسناده صَحِيْح، ورجاله ثقات.
((34)) باب ما جاء في ثواب من صلى على جنازة ومن انتظر دفنها
1539 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْنُ أَبِي شَيْبَة. حَدَّثَنَا عَبْدُ الأعلى، عَن معمر، عَن الزهري، عَن سعيد بْن المسيب، عَن أبي هُرَيْرَة؛
- عَن النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ قال: ((من صلى على جنازة فله قيراط. ومن انتظر حتى يفرغ منها فله قيراطان)) قالوا: وما القيراطان؟ قال: ((مثل الجبلين)).
1540 - حَدَّثَنَا حميد بْن مسعدة. حَدَّثَنَا خالد بْن الحارث. حَدَّثَنَا سعيد، عَن قتادة. حَدَّثَني سالم بْن أبي الجعد، عَن معدان بْن أبي طلحة، عَن ثوبان؛
- قَالَ: قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((من صلى على جنازة فله قيراط. ومن شهد دفنها فله قيراطان)) قال: فسئل النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ عَن القيراط؟ فقال ((مثل أحد)).
1541 - حَدَّثَنَا عَبْد اللّه بْن سعيد. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرحمن المحاربي، عَن حجاج بْن أرطاة، عَن عدي بْن ثابت، عَن زر بْن حبيش، عَن أبي بْن كعب؛ قَالَ:
- قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((من صلى على جنازة فله قيراط. ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان. والذي نفس محمد بيده! القيراط أعظم من أحد هذا)).
فِي الزَوائِد: في إسناده حجاج بْن أرطاة، وهو مدلس. فالإسناد ضعيف.
((35)) باب ما جاء في القيام للجنازة
1542 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن رمح. أَنْبَأَنَا الليث بْن سعد، عَن نافع، عَن ابن عمر، عَن عامر بْن ربيعة، عَن النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ. ح وحَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ. حَدَّثَنَا سُفْيَان، عَن الزهري، عَن سالم، عَن أبيه، عَن عامر بْن ربيعة،
- سمعه يحدث عَن النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ قال: ((إذا رأيتم الجنازة فقوموا لها حتى تخلفكم أو توضع)).
1543 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْنُ أَبِي شَيْبَة، وهناد بْن السري. قالا: حَدَّثَنَا عبدة بْن سليمان، عَن مُحَمَّد بْن عمرو، عَن أبي سلمة، عَن أبي هُرَيْرَة؛
- قَالَ: مر على النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ بجنازة. فقام، وقال ((قوموا. فإن للموت فزعاً)).
فِي الزَوائِد: إسناده صَحِيْح، ورجاله ثقات. 1544 - حَدَّثَنَا علي بْن مُحَمَّد. حَدَّثَنَا وَكِيع، عَن شعبة، عَن مُحَمَّد بْن المنكدر، عَن مسعود بْن الحكم، عَن علي بْن أبي طالب؛ قَالَ:
- قام رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ لجنازة، فقمنا. حتى جلس، فجلسنا.
1545 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بشار، وعقبة بْن مكرم. قالا: حَدَّثَنَا صفوان بْن عيسى. حَدَّثَنَا بشر بْن رافع، عَن عَبْد اللّه بْن سليمان بْن جنادة بْن أبي أمية، عَن أبيه، عَن جده، عَن عبادة بْن الصامت؛ قَالَ:
- كان رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ إذا اتبع جنازة، لم يقعد حتى توضع في اللحد. فعرض له حبر فقال: هكذا نصنع يا محمد! فجلس رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ وقال ((خالفوهم)).
قال السندي: قيل إسناده ضعيف.
((36)) باب ما جاء فيما يقال إذا دخل المقابر
1546 - حَدَّثَنَا إسماعيل بْن موسى. حَدَّثَنَا شريك بْن عَبْد اللّه، عَن عاصم بْن عبيد اللَّه، عَن عَبْد اللّه بْن عامر بْن ربيعة، عَن عائشة؛
- قالت: فقدته ((تعني النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمْ)) فإذا هو بالبقيع. فقال ((السلام عليكم، دار قوم مؤمنين. أنتم فرط لنا وإنا بكم لاحقون. اللهم! لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم)).
1547 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عباد بْن آدم. حَدَّثَنَا أحمد. حَدَّثَنَا سُفْيَان، عَن علقمة بْن مرثد، عَن سليمان بْن بريدة، عَن أبيه؛ قَالَ:
- كان رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر. كان قائلهم يقول: السلام عليكم، أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء اللَّه بكم لاحقون. نسأل اللَّه لنا ولكم العافية.
((37)) باب ما جاء في الجلوس في المقابر
1548 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن زياد. حَدَّثَنَا حماد بْن زيد، عَن يونس بْن خباب، عَن المنهال بْن عمرو، عَن زاذان، عَن البراء بْن عازب؛ قَالَ:
- خرجنا مع رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ في جنازة. فقعد حيال القبلة.
1549 - حَدَّثَنَا أبو كريب. حَدَّثَنَا أبو خالد الأحمر، عَن عمرو بْن قيس، عَن المنهال بْن عمرو، عَن زاذان، عَن البراء بْن عازب؛ قَالَ:
- خرجنا مع رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ في جنازة فانتهينا إلى القبر. فجلس. كأن على رؤسنا الطير.
((38)) باب ما جاء في إدخال الميت القبر
1550 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ. حَدَّثَنَا إسماعيل بْن عياش. حَدَّثَنَا ليث بْن أبي سليم، عَن نافع، عَن ابن عمر، عَن النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ. ح وحَدَّثَنَا عَبْد اللّه بْن سعيد. حَدَّثَنَا أبو خالد الأحمر. حَدَّثَنَا الحجاج، عَن نافع، عَن ابن عمر، قَالَ:
- كان النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ إذا أدخل الميت القبر، قال: ((بسم اللَّه. وعلى ملة رسول اللَّه)). وقال أبو خالد مرة: إذا وضع الميت في لحده قال: ((بسم اللَّه. وعلى سنة رسول اللَّه)). وقال هشام في حديثه ((بسم اللَّه. وفي سبيل الله. وعلى ملة رسول اللَّه)).
1551 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الملك بْن مُحَمَّد الرقاشي. حَدَّثَنَا عَبْدُ العزيز بْن الخطاب. حَدَّثَنَا مندل بْن علي. أخبرني مُحَمَّد بْن عبيد بْن أبي رافع، عَن داود بْن الحصين، عَن أبيه، عَن أبي رافع؛ قَالَ:
- سل رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ سعداً ورش على قبره ماء.
فِي الزَوائِد: في إسناده مندل بْن علي ضعيف. ومحمد بْن عبيد اللَّه متفق على ضعفه. 1552 - حَدَّثَنَا هارون بْن إِسْحَاق. حَدَّثَنَا المحاربي، عَن عمرو بْن قيس، عَن عطية، عَن أبي سعيد؛
- أن رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ أخذ من القبلة، واستقبل استقبالا، ((واستل استلالا)).
فِي الزَوائِد: في إسناده عطية العوفي، وضعفه الإمام أحمد. 1553 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ. حَدَّثَنَا حماد بْن عَبْدُ الرحمن الكلبي. حَدَّثَنَا إدريس الأودي، عَن سعيد بْن المسيب؛ قَالَ:
- حضرت ابن عمر في جنازة. فلما وضعها في اللحد قَالَ: بسم اللَّه. وفي سبيل الله. وعلى ملة رسول الله. فلما أخذ في تسوية اللبن على اللحد؛ قَالَ: اللهم! أجرها من الشيطان ومن عذاب القبر. اللهم! جاف الأرض عن جنبيها، وصعد روحها، ولقها منك رضوانا. قلت: يا ابن عمر! أشيء سمعته من رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ أم قلته برأيك؟ قَالَ: إني إذا لقادر على القول. بل شيء سمعته من رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ.
فِي الزَوائِد: في إسناده حماد بْن عَبْدُ الرحمن، وهو متفق على تضعيفه.
((39)) باب ما جاء في استحباب اللحد
1554 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللّه بْن نمير. حَدَّثَنَا حكام بْن سلم الرازي. قال: سمعت علي بْن عَبْدُ الأعلى يذكر عَن أبيه، عَن سعيد بْن جبير، عَن ابن عباس؛ قَالَ:
- قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((اللحد لنا، والشق لغيرنا)).
1555 - حَدَّثَنَا إسماعيل بْن موسى السدي. حَدَّثَنَا شريك، عَن أبي اليقظان، عَن زاذان، عَن جرير بْن عَبْد اللّه البجلي؛ قَالَ:
- قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((اللحد لنا، والشق لغيرنا)).
فِي الزَوائِد: إسناده ضعيف لاتفاقهم على تضعيف أبي اليقظان، واسمه عثمان بْن عمير. والحديث من رواية ابن عباس في السنن الأربعة. ومن رواية سعد بْن أبي وقاص في مسلم وغيره. 1556 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن المثنى. حَدَّثَنَا أبو عامر. حَدَّثَنَا عَبْد اللّه بْن جعفر الزهري، عَن إسماعيل بْن مُحَمَّد بْن سعد، عَن عامر بْن سعد؛
- أنه قَالَ: ألحدوا لي لحدا، وانصبوا على اللبن نصبا، كما فعل برَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ.
((40)) باب ما جاء في الشق
1557 - حَدَّثَنَا محمود بْن غيلان. حَدَّثَنَا هاشم بْن القاسم. حَدَّثَنَا مبارك بْن فضالة. حَدَّثَني حميد الطويل، عَن أَنَس بْن مَالِك؛ قَالَ:
- لما توفي النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ كان بالمدين رجل يلحد وآخر يضرح. فقالوا: نستخير ربنا ونبعث إليهما. فأيهما سبق تركناه. فأرسل إليهما. فسبق صاحب اللحد. فلحدوا للنَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ.
فِي الزَوائِد: في إسناده مبارك بْن فضالة، وثقه الجمهور. وصرح بالتحديث، فزال تهمة تدليسه. وباقي رجال الإسناد ثقات. فالإسناد صَحِيْح. 1558 - حَدَّثَنَا عمر بْن شبة بْن عبيدة بْن زيد. حَدَّثَنَا عبيد بْن طفيل المقريء. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرحمن ابن أبي مليكة القرشي. حَدَّثَنَا ابن أبي مليكة، عَن عائشة؛ قالت:
- لما مات رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ اختلفوا في اللحد والشق. حتى تكلموا في ذلك. وارتفعت أصواتهم. فقال عمر: لا تصخبوا عند رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ حياً ولا ميتاً. أو كلمة نحوها. فأرسلوا إلى الشقاق واللاحد جميعاً. فجاء اللاحد، فلحد لرَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ. ثم دفن صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ.
فِي الزَوائِد: هذا إسناده صَحِيْح ورجاله ثقات.
((41)) باب ما جاء في حفر القبر
1559 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْنُ أَبِي شَيْبَة. حَدَّثَنَا زيد بْن الحباب. حَدَّثَنَا موسى بْن عبيدة. حَدَّثَني سعيد ابن أبي سعيد، عَن الأدرع السلمي؛ قَالَ:
- جئت ليلة أحرس النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ. فإذا رجل قراءته عالية. فخرج النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ. فقلت: يا رسول اللَّه! هذا مراء. قال فمات بالمدينة. ففزعوا من جهازه. فحملوا نعشه. فقال النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ: ((ارفقوا به، رفق اللَّه به. إنه كان يحب اللَّه ورسوله)). قال وحفر حفرته فقال: ((أوسعوا له. أوسع اللَّه عليه)) فقال بعض أصحابه: يا رسول اللَّه! لقد حزنت عليه. فقال ((أجل. إنه كان يحب الله ورسوله)).
فِي الزَوائِد: ليس لأروع السلمي في الكتب الستة سوى هذا الحديث. وفي إسناده موسى بْن عبيدة. قيل: منكر الحديث أو ضعيف. وقيل: ثقة، وليس بحجة. 1560 - حَدَّثَنَا أزهر بْن مروان. حَدَّثَنَا عَبْدُ الوارث بْن سعيد. حَدَّثَنَا أيوب، عَن حميد بْن هلال، عَن أبي الدهماء، عَن هِشَامُ بْنُ عَامر؛ قَالَ:
- قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((احفروا وأوسعوا وأحسنوا)).
((42)) باب ما جاء في العلامة في القبر
1561 - حَدَّثَنَا العباس بْن جعفر. حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أيوب أبو هُرَيْرَة الواسطي. حَدَّثَنَا عَبْدُ العزيز ابن مُحَمَّد، عَن كثير بْن زيد، عَن زينب بنت نبيط، عَن أَنَس بْن مَالِك؛
- أن رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ أعلم قبر عثمان بْن مظعون بصخرة.
فِي الزَوائِد: هذا إسناد حسن. وله شاهد من حديث المطلب بْن أبي وداعة، رواه أبو داود.
((43)) باب ما جاء في النهي عن البناء على القبور وتجصيصها والكتابة عليها
1562 - حَدَّثَنَا أزهر بْن مروان، ومحمد بْن زياد. قالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الوارث، عَن أيوب، عَن أبي الزبير، عَن جابر؛
- قَالَ: نهى رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ عن تجصيص القبور.
1563 - حَدَّثَنَا عَبْد اللّه بْن سعيد. حَدَّثَنَا حفص بْن غياث، عَن ابن جريج، عَن سليمان ابن موسى، عَن جابر؛ قَالَ:
- نهى رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ أن يكتب على القبر شيء.
قال السندي: قال الحاكم بعد تخريج هذا الحديث في المستدرك: الإسناد صَحِيْح. وليس العمل عليه. فإن أئمة المسلمين من الشرق إلى الغرب يكتبون على قبورهم. وهو شيء أخذه الخلف عن السلف. وتعقبه الذهبي في مختصره: بأنه محدث، ولم يبلغهم النهي. 1564 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يحيى. حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللّه الرقاشي. حَدَّثَنَا وهب. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرحمن ابن يزيد بْن جابر، عَن القاسم بْن مخيمرة، عَن أبي سعيد؛
- أن النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ نهى أن يبنى على القبر.
فِي الزَوائِد: رجال إسناده صَحِيْح، ورجاله ثقات.
((44)) باب ما جاء في حثو التراب في القبر
1565 - حَدَّثَنَا العباس بْن الوليد الدمشقي. حَدَّثَنَا يحيى بْن صالح. حَدَّثَنَا سلمة بْن كلثوم. حَدَّثَنَا الأوزاعي، عَن يحيى بْن أبي كثير، عَن أبي سلمة، عَن أبي هُرَيْرَة؛
- أن رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ صلى على جنازة، ثم أتى قبر الميت. فحثى عليه من قبل رأسه ثلاثا.
((45)) باب ما جاء في النهي عن المشي على القبور والجلوس عليها
1566 - حَدَّثَنَا سويد بْن سعيد. حَدَّثَنَا عَبْدُ العزيز بْن أبي حازم، عَن سهيل، عَن أبيه، عَن أبي هُرَيْرَة؛ قَالَ:
- قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((لأن يجلس أحدكم على جمرة تحرقه خير له من أن يجلس على قبر)).
1567 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إسماعيل بْن سمرة. حَدَّثَنَا المحاربي، عَن الليث بْن سعد، عَن يزيد ابن أبي حبيب، عَن أبي الخير، مرثد بْن عَبْد اللّه اليزني، عَن عقبة بْن عامر؛ قَالَ:
- قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((لأن أمشي على جمرة أو سيف، أو أخصف نعلي برجلي، أحب إلي من أن أمشي على قبر مسلم. وما أبالي أوسط القبور قضيت حاجتي، أو وسط السوق)).
فِي الزَوائِد: إسناده صَحِيْح. لأن مُحَمَّد بْن إسماعيل، شيخ ابن ماجة، وثقه أبو حاتم والنسائي وابن حبان. وباقي رجال الإسناد على شرط الشيخين.
((46)) باب ما جاء في خلع النعلين في المقابر
1568 - حَدَّثَنَا علي بْن مُحَمَّد. حَدَّثَنَا وَكِيع. حَدَّثَنَا الأسود بْن شيبان، عَن خالد بْن سمير، عَن بشير بْن نهيك، عَن بشير بْن الخصاصية؛ قَالَ:
- بينما أنا أمشي مع رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ، فقال ((يا ابن الخصاصية! ما تنقم على الله؟ أصبحت تماشي رسول الله)) فقلت: يا رسول الله! ما أنقم على الله شيئاً. كل خير قد أتانيه الله. فمر على مقابر المسلمين. فقال: ((أدرك هؤلاء خيراً كثيراً)). ثم مر على مقابر المشركين. فقال: ((سبق هؤلاء خيراً كثيراً)) قال: فالتفت فرأى رجلاً يمشي بين المقابر في نعليه. فقال: ((يا صاحب السبتيتين! ألقهما)).
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بشار. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرحمن بْن مهدي؛ قَالَ: كان عَبْد اللّه بْن عثمان يقول: حديث جيد، ورجل ثقة.
((47)) باب ما جاء في زيارة القبور
1569 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْنُ أَبِي شَيْبَة. حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عبيد، عَن يزيد بْن كيسان، عَن أبي حازم، عَن أبي هُرَيْرَة؛ قال:
- قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((زوروا القبور. فإنها تذكركم الآخرة)).
1570 - حَدَّثَنَا إبراهيم بْن سعيد الجوهري. حَدَّثَنَا روح. حَدَّثَنَا بسطام بْن مسلم. قَالَ: سمعت أبا التياح. قَالَ: سمعت ابن أبي مليكة، عَن عائشة؛
- أن رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ رخص في زيارة القبور.
فِي الزَوائِد: رجال إسناده ثقات. لأن بسطام بْن مسلم، وثقه ابن معين وأبو زرعة وابو داود وغيرهم. وباقي رجاله على شرط مسلم. 1571 - حَدَّثَنَا يونس بْن عَبْدُ الأعلى. حَدَّثَنَا ابن وهب. أَنْبَأَنَا ابن جريج، عَن أيوب ابن هانئ، عَن مسروق بْن الأجدع، عَن ابن مسعود؛
- أن رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ قال: ((كنت نهيتكم عَن زيارة القبور، فزوروها. فإنها تزهد في الدنيا، وتذكر الآخرة)).
فِي الزَوائِد: إسناده حسن. وأيوب بْن هانئ، قال ابن معين: ضعيف. وقال ابن حاتم: صالح. وذكره ابن حبان في الثقات.
((48)) باب ما جاء في زيارة قبور المشركين
1572 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْنُ أَبِي شَيْبَة. حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عبيد. حَدَّثَنَا يزيد بْن كيسان، عَن أبي حازم، عَن أبي هُرَيْرَة؛ قَالَ:
- زار النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ قبر أمه فبكى وأبكى من حوله. فقال: ((استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يأذن لي. واستأذنت ربي في أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور. فإنها تذكركم الموت)).
1573 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إسماعيل بْن البختري الواسطي. حَدَّثَنَا يزيد بْن هارون، عَن إبراهيم ابن سعد، عَن الزهري، عَن سالم، عَن أبيه؛
- قال: جاء أعرابي إلى النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ فقال: يا رَسُول اللَّهِ! إن أبي كان يصل الرحم، وكان وكان. فأين هو؟ قال: ((في النار)) قال فكأنه وجد من ذلك. فقال: يا رسول اللَّه! فأين أبوك؟ فقال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((حيثما مررت بقبر مشرك، فبشره بالنار)) قال فأسلم الأعرابي، بعد. وقال: لقد كلفني رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ تعباً. ما مررت بقبر كافر إلا بشرته بالنار.
فِي الزَوائِد: إسناد هذا الحديث صَحِيْح.
((49)) باب ما جاء في النهي عن زيارة النساء القبور
1574 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْنُ أَبِي شَيْبَة، وأبو بشر. قالا: حَدَّثَنَا قبيصة. ح وحَدَّثَنَا أبو كريب. حَدَّثَنَا عبيد بْن سعيد. ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن خلف العسقلاني. حَدَّثَنَا الفريابي وقبيصة كلهم عَن سُفْيَان، عَن عَبْد اللّه بْن عثمان بْن خثيم، عَن عَبْدُ الرحمن بْن بهمان، عَن عَبْدُ الرحمن بْن حسان بْن ثابت، عَن أبيه؛
- قال: لعن رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ زوارات القبور.
فِي الزَوائِد: إسناد حديث حسان بْن ثابت صَحِيْح، ورجاله ثقات. 1575 - حَدَّثَنَا أزهر بْن مروان. حَدَّثَنَا عَبْدُ الوارث. حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جحادة، عَن أبي صالح، عَن ابن عباس؛
- قَالَ: لعن رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ زوارات القبور.
1576 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن خلف العسقلاني أبو نصر. حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن طالب. حَدَّثَنَا أبو عوانة، عَن عمر بْن أبي سلمة، عَن أبيه، عَن أبي هُرَيْرَة؛ قَالَ:
- لعن رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ زوارات القبور.
((50)) باب ما جاء في اتباع النساء الجنائز
1577 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْنُ أَبِي شَيْبَة. حَدَّثَنَا أبو أسامة، عَن هشام، عَن حفصة، عَن أم عطية؛ قالت:
- نهينا عن اتباع الجنائز، ولم يعزم علينا.
1578 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن المصفى. حَدَّثَنَا أحمد بْن خالد. حَدَّثَنَا إسرائيل، عَن إسماعيل بْن سلمان، عَن دينار أبي عمر، عَن ابن الحنفية، عَن علي؛ قَالَ:
- خرج رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ فإذا نسوة جلوس. فقال ((ما يجلسكن؟)) قلن: ننتظر الجنازة. قال: ((هل تغسلن؟)) قلن: لا. قال: ((هل تحملن؟)) قلن: لا. قال: ((هل تدلين فيمن يدلي؟)) قلن: لا. قال: ((فارجعن مأزورات، غير مأجورات)).
فِي الزَوائِد: في إسناده دينار بْن عمر ((أبو عمر)) وهو، وإن وثقه وَكِيع وذكره ابن حبان في الثقات، فقد قال أبو حاتم: ليس بالمشهور. وقال الأزدي: متروك. وقال الخليلي في الإرشاد: كذاب. وإسماعيل بْن سليمان، قال فيه أبو حاتم: صالح. لكن ذكره ابن حبان في الثقات وقال: يخطئ. وباقي رجاله ثقات.
((51)) باب في النهي عن النياحة
1579 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْنُ أَبِي شَيْبَة. حَدَّثَنَا وَكِيع، عَن يزيد بْن عَبْد اللّه مولى الصهباء، عَن شهر بْن حوشب، عَن أم سلمة،
- عَن النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمْ: ولا يعصينك في معروف، قال ((النوح)).
فِي الزَوائِد: في إسناده يزيد بْن عَبْد اللّه، وهو مختلف فيه. 1580 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ. حَدَّثَنَا إسماعيل بْن عياش. حَدَّثَنَا عَبْد اللّه بْن دينار. حَدَّثَنَا جرير، مولى معاوية؛ قَالَ:
- خطب معاوية بحمص، فذكر في خطبته أن رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ نهى عَن النوح.
فِي الزَوائِد: في إسناده جرير، ويقال أبو جرير. لم أر من جرحه ولا من وثقه. وعبد اللَّه بْن دينار، وهو الحمصي. وقال في أبو حاتم: ليس بالقوي. وقال ابن معين ضعيف. وقال أبو علي الحافظ: وهو عندي ثقة. وذكره ابن حبان في الثقات. 1581 - حَدَّثَنَا العباس بْن عَبْدُ العظيم العنبري، ومحمد بْن يحيى. قالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرزاق. أَنْبَأَنَا معمر، عَن يحيى بْن كثير، عَن ابن معانق أو أبي معانق، عَن أبي مالك الأشعري، قَالَ:
- قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((النياحة من أمر الجاهلية. وإن النائحة إذا ماتت ولم تتب قطع اللَّه لها ثيبا من قطران، ودرعا من لهب النار)).
فِي الزَوائِد: إسناده صَحِيْح، ورجاله ثقات. 1582 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يحيى. حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف. حَدَّثَنَا عمر بْن راشد اليمامي، عَن يحيى بْن أبي كثير، عَن عكرمة، عَن ابن عباس؛ قَالَ:
- قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((النياحة على الميت من أمر الجاهلية. فإن النائحة إن لم تتب قبل أن تموت، فإنها تبعث يوم القيامة عليها سرابيل من قطران. ثم يعلى عليها بدرع من لهب النار)).
فِي الزَوائِد: في إسناده عمر بْن راشد، قال فيه الإمام أحمد: حديثه ضعيف ليس بمستقيم. وقال ابن معين: ضعيف. وقال البخاري: حديثه عَن يحيى بْن أبي كثير مضطرب، ليس بالقائم. وقال ابن حبان: يضع الحديث، لا يحل ذكره إلا على سبيل القدح فيه. وقال الدارقطني في العلل: متروك. 1583 - حَدَّثَنَا أحمد بْن يوسف. حَدَّثَنَا عبيد اللَّه. أَنْبَأَنَا إسرائيل، عَن أبي يحيى، عَن مجاهد، عَن ابن عمر؛
- قَالَ: نهى رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ أن تتبع جنازة معها رانة.
فِي الزَوائِد: في إسناده أبو يحيى القتات الكوفي زاذان، وقيل: دينار. قال الإمام أحمد: روى عنه إسرائيل أحاديث كثيرة، مناكير جدا. وقال ابن معين: في حديثه ضعف. وقال يعقوب بْن سفيان والبزار: لابأس به.
((52)) باب ما جاء في النهي عَن ضرب الخدود وشق الجيوب
1584 - حَدَّثَنَا علي بْن مُحَمَّد. حَدَّثَنَا وَكِيع. ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بشار. حَدَّثَنَا يحيى بْن سعيد، وعبد الرحمن، جميعا عَن سُفْيَان، عَن زبيد، عَن إبراهيم، عَن مسروق. ح وحَدَّثَنَا علي بْن مُحَمَّد وأبو بكر بْن خلاد. قالا: حَدَّثَنَا وَكِيع. حَدَّثَنَا الأعمش، عَن عَبْد اللّه بْن مرة، عَن مسروق، عَن عَبْد اللّه؛ قَالَ:
- قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((ليس منا من شق الجيوب وضرب الخدود، ودعا بدعوى الجاهلية)).
1585 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جابر المحاربي، ومحمد بْن كرامة. قالا: حَدَّثَنَا أبو أسامة، عَن عَبْدُ الرحمن بْن يزيد بْن جابر، عَن مكحول، والقاسم عَن أبي أمامة؛
- أن رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ لعن الخامشة وجهها، والشاقة جيبها، والداعية بالويل والثبور.
فِي الزَوائِد: إسناده صَحِيْح. لأن مُحَمَّد بْن جابر، شيخ ابن ماجة، وثقه مُحَمَّد بْن عَبْد اللّه الحضرمي، ومسلمة، والذهبي في الكاشف. وباقي رجال الإسناد ثقات على شرط مسلم. 1586 - حَدَّثَنَا أحمد بْن عثمان بْن حكيم الأودي. حَدَّثَنَا جعفر بْن عون، عَن أبي العميس؛
- قَالَ: سمعت أبا صخرة يذكر عَن عَبْدُ الرحمن بْن يزيد، وأبي بردة. قالا: لما ثقل أبو موسى أقبلت امرأته أم عَبْد اللّه تصيح برنة. فأفاق، فقال لها: أو ما علمت أني برئ ممن برئ منه رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ؟ وكان يحدثها أن رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ قال: ((أنا برئ ممن حلق وسلق وخرق)).
((53)) باب ما جاء في البكاء على الميت
1587 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْنُ أَبِي شَيْبَة، وعلي بْن مُحَمَّد. قالا: حَدَّثَنَا وَكِيع، عَن هشام بْن عروة، عَن وهب بْن كيسان، عَن مُحَمَّد بْن عمرو بْن عطاء، عَن أبي هُرَيْرَة؛
- أن النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ كان في جنازة. فرأى عمر امرأة فصاح بها. فقال النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ: ((دعها يا عمر. فإن العين دامعة، والنفس مصابة، والعهد قريب)).
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْنُ أَبِي شَيْبَة. حَدَّثَنَا عفان، عَن حماد بْن سلمة، عَن هِشَامُ بْنُ عَروة، عَن وهب بْن كيسان، عَن مُحَمَّد بْن عمرو بْن عطاء، عَن سلمة بْن عطاء، عَن سلمة بْن الأزرق، عَن أبي هُرَيْرة، عَن النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمْ، بنحوه. قال السندي: قال في الفتح: رجاله ثقات. 1588 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْدُ الملك بْن أبي الشوارب. حَدَّثَنَا عَبْدُ الواحد بْن زياد. حَدَّثَنَا عاصم الأحول، عَن أبي عثمان عَن أسامة بْن زيد؛ قَالَ:
- كان ابن لبعض بنات رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ يقضي. فأرسلت إليه أن يأتيها. فأرسل إليها أن ((لله ما أخذ وله ما أعطى. وكل شيء عنده إلى أجل مسمى. فلتصبر ولتحتسب)). فأرسلت إليه، فأقسمت عليه. فقام رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ وقمت معه. ومعه معاذ بْن جبل، وأبي بْن كعب، وعبادة بْن الصامت. فلما دخلنا ناولوا الصبي رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ، وروحه تقلقل في صدره. قال حسبته قَالَ: كأنها شنة. قال فبكى رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ. فقال له عبادة بْن الصامت: ما هذا يا رسول اللَّه؟ قال: ((الرحمة التي جعلها اللَّه في بني آدم. وإنما يرحم اللَّه من عباده الرحماء)).
1589 - حَدَّثَنَا سويد بْن سعيد. حَدَّثَنَا يحيى بْن سليم، عَن ابن خثيم، عَن شهر بْن حوشب، عَن أسماء بنت يزيد؛ قالت:
- لما توفي ابن رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ، إبراهيم، بكى، رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ. فقال له المعزي: ((إما أبو بكر وإما عمر)) أنت أحق من عظم اللَّه حقه، قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((تدمع العين ويحزن القلب، ولا نقول ما يسخط الرب. لولا أنه وعد صادق وموعود جامع، وأن الآخر تابع للأول لوجدنا عليك يا إبراهيم أفضل مما وجدنا. وإنا بك لمحزونون)).
فِي الزَوائِد: إسناده حسن. رواه البخاري ومسلم وأبو داود، من حديث أنس. 1590 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يحيى. حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن مُحَمَّد الفروي. حَدَّثَنَا عَبْد اللّه بْن عمر، عَن إبراهيم بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللّه بْن جحش، عَن أبيه، عَن حمنة بنت جحش؛
- أنه قيل لها: قتل أخوك. فقالت: رحمه اللَّه، وإنا لله وإنا إليه راجعون. قالوا: قتل زوجك. قالت: واحزناه. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ ((إن للزوج من المرأة لشعبة، ما هي لشيء)).
فِي الزَوائِد: في إسناده عَبْد اللّه بْن عمر العمري، وهو ضعيف. 1591 - حَدَّثَنَا هارون بْن سعيد المصري. حَدَّثَنَا عَبْد اللّه بْن وهب. أَنْبَأَنَا أسامة بْن زيد عَن نافع، عَن ابن عمر؛
- أن رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ مر بنساء عَبْدُ الأشهل يبكين هلكاهن يوم أحد. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((لكن حمزة لا بواكي له)) فجاء نساء الأنصار يبكين حمزة. فاستيقظ رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ فقال: ((ويحهن! ما انقلبن بعد؟ مروهن فلينقلبن، ولا يبكين على هالك بعد اليوم)).
قال السندي: وضع الزوائد يقتضي أن الحديث من الزوائد، لكن ما تعرض لإسناده. 1592 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ. حَدَّثَنَا سُفْيَان، عَن إبراهيم الهجري، عَن ابن أبي أوفى؛ قَالَ:
- نهى رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ عَن المراثي.
فِي الزَوائِد: في إسناده الهجري، وهو ضعيف جدا، ضعفه غير واحد.
((54)) باب ما جاء في الميت يعذب بما نيح عليه
1593 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْنُ أَبِي شَيْبَة. حَدَّثَنَا شاذان. ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بشار، ومحمد ابن الوليد. قالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جعفر. ح وحَدَّثَنَا نصر بْن علي. حَدَّثَنَا عَبْدُ الصمد ووهب بْن جرير. قالوا: حَدَّثَنَا شعبة، عَن قتادة، عَن سعيد بْن المسيب، عَن ابن عمر، عَن عمر بن اْلخطَّاب،
- عَن النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ قال: ((الميت يعذب بما نيح عليه)).
1594 - حَدَّثَنَا يعقوب بْن حميد بْن كاسب. حَدَّثَنَا عَبْدُ العزيز بْن مُحَمَّد الدراوردي. حَدَّثَنَا أسيد بْن أبي أسيد، عَن موسى بْن أبي موسى الأشعري، عَن أبيه؛
- أن النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ قال: ((الميت يعذب ببكاء الحي، إذا قالوا: واعضداه. واكاسياه. واناصراه. واجبلاه. ونحو هذا. يتعتع ويقال: أنت كذلك؟ أنت كذلك؟)).
قال أسيد: فقلت سبحان اللَّه. إن اللَّه يقول: ولا تزر وازرة وزر أخرى. قَالَ: ويحك! أحدثك أن أبا موسى حَدَّثَني عَن رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ. فترى أن أبا موسى كذب على النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ؟ أو ترى أني كذبت على أبي موسى؟ فِي الزَوائِد: إسناده حسن. لأن يعقوب بْن حميد مختلف فيه. 1595 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ. حَدَّثَنَا سُفْيَان بْن عيينة، عَن عمرو، عَن ابن أبي مليكة، عَن عائشة؛ قالت:
- إنما كانت يهودية ماتت. فسمعهم النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ يبكون عليها. قال: ((فإن أهلها يبكون عليها وإنها تعذب في قبرها)).
((55)) باب ما جاء في الصبر على المصيبة
1596 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن رمح. أَنْبَأَنَا الليث بْن سعد، عَن يزيد بْن أبي حبيب، عَن سعد بْن سنان، عَن أَنَس بْن مَالِك؛ قَالَ:
- قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((إنما الصبر عند الصدمة الأولى)).
1597 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ. حَدَّثَنَا إسماعيل بْن عياش. حَدَّثَنَا ثابت بْن عجلان، عَن القاسم، عَن أبي أمامة،
- عَن النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ قال: ((يقول اللَّه سبحانه: ابن آدم! أن صبرت واحتسبت عند الصدمة الأولى، لم أرض لك ثوابا دون الجنة)).
فِي الزَوائِد: إسناد حديث أبي أمامة صَحِيْح، ورجاله ثقات. 1598 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْنُ أَبِي شَيْبَة. حَدَّثَنَا يزيد بْن هارون. أَنْبَأَنَا عَبْدُ الملك بْن قدامة الجمحي، عَن أبيه، عَن عمر بْن أبي سلمة، عَن أم سلمة؛
- أن أبا سلمة حدثها أنه سمع رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ يقول ((ما من مسلم يصاب بمصيبة فيفزع إلى ما أمر اللَّه به، من قوله: إنا لله وإنا إليه راجعون. اللهم! عندك احتسبت مصيبتي، فأجرني فيها، وعوضني منها أجره اللَّه عليها، وعاضه خيراً منها)).
قالت: فلما توفي أبو سلمة ذكرت الذي حَدَّثَني عَن رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ. فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون. اللهم! عندك احتسبت مصيبتي هذه. فأجرني عليها. فإذا أردت أن أقول: وعضني خيراً منها، قلت في نفسي: أعاض خيراً من أبي سلمة؟ ثم قلتها. فعاضني اللَّه مُحَمَّدا صلى اللَّه عليه وسلم. وآجرني في مصيبتي. 1599 - حَدَّثَنَا الوليد بْن عمرو بْن السكين. حَدَّثَنَا أبو همام. حَدَّثَنَا موسى بْن عبيدة حَدَّثَنَا مصعب بْن مُحَمَّد، عَن أبي سلمة بْن عَبْدُ الرحمن، عَن عائشة؛
- قالت: فتح رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ بابا بينه وبين الناس. أو كشف ستراً فإذا الناس يصلون وراء أبي بكر. فحمد اللَّه على ما رأى من حسن حالهم، ورجاء أن يخلفه اللَّه فيهم بالذي رآهم. فقال ((يا أيها الناس! أيما أحد من الناس، أو من المؤمنين أصيب بمصيبة فليتعز، بمصيبته بي، عَن المصيبة التي تصيبه بغيري. فإن أحداً من أمتي لن يصاب بمصيبة بعدي، أشد عليه من مصيبتي)).
فِي الزَوائِد: في إسناده موسى بْن عبيدة الربدي، وهو ضعيف. 1600 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْنُ أَبِي شَيْبَة. حَدَّثَنَا وَكِيع بْن الجراح، عَن هشام بْن زياد، عَن أمه، عَن فاطمة بنت الحسين، عَن أبيها؛
- قَالَ: قال النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ: ((من أصيب بمصيبة، فذكر مصيبته، فأحدث استرجاعاً، وإن تقادم عهدها، كتب اللَّه له من الأجر مثله يوم أصيب)).
فِي الزَوائِد: في إسناده ضعف، لضعف هشام بْن زياد. وقد اختلف الشيخ هل هو روى عَن أبيه أو عَن أمه، ولا يعرف لهما حال. قيل: ضعفه الإمام أحمد. وقال ابن حبان: روى الموضوعات عَن الثقات.
((56)) باب ما جاء في ثواب من عزى مصابا
1601 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْنُ أَبِي شَيْبَة. حَدَّثَنَا خالد بْن مخلد. حَدَّثَني قيس أبو عمارة، مولى الأنصار؛ قَالَ: سمعت عَبْد اللّه بْن أبي بكر بْن مُحَمَّد بْن عمرو بْن حزم يحدث عَن أبيه، عَن جده،
- عَن النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ أنه قال: ((ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبتة إلا كساه اللَّه سبحانه من حلل الكرامة يوم القيامة)).
فِي الزَوائِد: في إسناده قيس أبو عمارة، ذكره ابن حبان في الثقات. وقال الذهبي في الكاشف: ثقة. وقال البخاري: فيه نظر. وباقي رجاله على شرط مسلم. 1602 - حَدَّثَنَا عمرو بْن رافع. قال: حَدَّثَنَا علي بْن عاصم، عَن محمد بْن سوقة، عَن إبراهيم، عَن الأسود، عَن عَبْد اللّه؛ قَالَ:
- قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((من عزى مصابا فله مثل أجره)).
قال السندي: قال السيوطي في حاشية الكتاب: هذا الحديث أورده ابن الجوزي في الموضوعات. وقال: تفرد به علي بن عاصم عَن مُحَمَّد بْن سراقة. وقد كذبه في سنده يزيد بْن هارون ويحيى بْن معين. وقال الترمذي، بعد إخراجه: أكثر ما ابتلى به علي بْن عاصم لهذا الحديث نقموه عليه. وقال البيهقي: تفرد به علي بْن عاصم، وهو أحد ما أنكر عليه. قال: وقد روى أيضاً عَن غيره. وقال الخطيب: هذا الحديث مما أنكر الناس على علي بْن عاصم، وكان أكثر كلامهم فيه بسببه. وقد رواه عَبْدُ الحكم بْن منصور. وروى عَن سُفْيَان الثوري وشعبة وإسرائيل ومحمد بْن الفضل بْن عطية وغيرهم عَن ابن سراقة، وليس شيئا منها ثابتا. وقال الحافظ بْن حجر: كان المتابعين لعلي بْن عاصم أضعف منه بكثير، وليس منها رواية يمكن التعلق بها إلا طريق إسرائيل، فقد ذكرها صاحب الكمال من طريق وَكِيع عنه، ولم أقف على إسناده بعد. وقال الصلاح العلائي: قد رواه إبراهيم بْن مسلم الخوارزمي عَن وَكِيع عَن قيس بْن الربيع عَن مُحَمَّد بْن سراقة وإبراهيم بْن مسلم. وذكره ابن حبان في الثقات. ولم يتكلم فيه أحد. وقيس بْن الربيع صدوق، متكلم فيه، لكن حديثه يؤيد رواية علي بْن عاصم ويخرج، عَن أن يكون ضعيفا واهيا، فضلا عَن أن يكون موضوعا والله أعلم. اه ما نقله السندي في الحاشية. ((قلت)) لكن سند الحديث حسب النسختين اللتين تحت يدي، وهما من الصحة بالمكان الذي لا يتطرق إليه احتمال الشك، إن علي بْن عاصم رواه عَن مُحَمَّد بْن سوقة لا عَن مُحَمَّد بْن سراقة. وفوق كل ذي علم عليم.
((57)) باب ما جاء في ثواب من أصيب بولده
1603 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْنُ أَبِي شَيْبَة. حَدَّثَنَا سُفْيَان بْن عيينة، عَن الزهري، عَن سعيد بْن المسيب، عَن أبي هُرَيْرَة،
- عَن النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ قال: ((لا يموت لرجل ثلاثة من الولد فيلج النار إلا تحلة القسم)).
1604 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللّه بْن نمير. قَالَ: إِسْحَاق بْن سليمان. حَدَّثَنَا حريز ابن عثمان، عَن شرحبيل بْن شفعة؛ قَالَ:
- لقيني عتبة بْن عَبْدُ السلمي فقال: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ يقول: ((ما من مسلم يموت له ثلاثة من الولد، لم يبلغوا الحنث، إلا تلقوه من أبواب الجنة الثمانية، من أيها شاء دخل)).
فِي الزَوائِد: في إسناده شرحبيل بْن شفعة، ذكره ابن حبان في الثقات. وقال أبو داود: شرحبيل وجرير، كلهم ثقات اه. وباقي رجاله، رجال الإسناد، على شرط البخاري. 1605 - حَدَّثَنَا يوسف بْن حماد المعني. حَدَّثَنَا عَبْدُ الوارث بْن سعيد، عَن عَبْدُ العزيز بْن صهيب، عَن أَنَس بْن مَالِك،
- عَن النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ قال: ((ما من مسلمين يتوفى لهما ثلاثة من الولد، لم يبلغوا الحنث، إلا أدخلهم اللَّه الجنة بفضل رحمة اللَّه إياهم)).
1606 - حَدَّثَنَا نصر بْن علي الجهضمي. حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن يوسف، عَن العوام بْن حوشب، عَن أبي مُحَمَّد، مولى عمر بن اْلخطَّاب، عَن أبي عبيدة، عَن عَبْد اللّه؛ قَالَ:
- قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((من قدم ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث كانوا له حصنا حصينا من النار)) فقال أبو ذر: قدمت اثنين. قال: ((واثنين)) فقال أبي بْن كعب سيد القراء: قدمت واحداً. قال: ((وواحداً)).
((58)) باب ما جاء فيمن أصيب بسقط
1607 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْنُ أَبِي شَيْبَة. قال: حَدَّثَنَا خالد بْن مخلد. حَدَّثَنَا يزيد بْن عَبْدُ الملك النوفلي، عَن يزيد بْن رومان، عَن أبي هُرَيْرَة؛ قَالَ:
- قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((لسقط أقدمه بين يدي، أحب إلي من فارس أخلفه خلفي)).
فِي الزَوائِد: قلت: قال المزي في التهذيب والأطراف: يزيد لم يدرك أبا هُرَيْرَة. ويزيد بْن عَبْدُ الملك، وإن وثقه ابن سعد، فقد ضعفه أحمد وابن معين وخلف. 1608 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يحيى، ومحمد بْن إِسْحَاق، أبو بكر البكائي. قالا: حَدَّثَنَا أبو غسان. قال: حَدَّثَنَا مندل، عَن الحسن بْن الحكم النخعي، عَن أسماء بنت عابس بْن ربيعة، عَن أبيها، عَن علي؛ قَالَ:
- قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((إن السقط ليراغم ربه إذا أدخل أبويه النار. فيقال: أيها السقط المراغم ربه! أدخل أبويك الجنة. فيجرهما بسرره حتى يدخلهما الجنة)).
قال أبو علي: يراغم ربه، يغاضب. فِي الزَوائِد: إسناده ضعيف، لاتفاقهم على ضعف مندل بْن علي. 1609 - حَدَّثَنَا علي بْن هاشم بْن مرزوق. حَدَّثَنَا عبيدة بْن حميد. حَدَّثَنَا يحيى بْن عبيد اللَّه، عَن عبيد اللَّه بْن مسلم الحضرمي، عَن معاذ بْن جبل،
- عَن النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ قال: ((والذي نفسي بيده! إن السقط ليجر أمه بسرره إلى الجنة، إذا احتسبته)).
فِي الزَوائِد: في إسناده يحيى بْن عبيد اللَّه بْن موهب، وقد اتفقوا على ضعفه.
((59)) باب ما جاء في الطعام يبعث إلى أهل الميت
1610 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، ومُحَمَّد بْنُ الصَّبَّاح. قالا: حَدَّثَنَا سُفْيَان بْن عيينة، عَن جعفر بْن خالد، عَن أبيه، عَن عَبْد اللّه بْن جعفر؛ قَالَ:
- لما جاء نعي جعفر قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((اصنعوا لآل جعفر طعاما. فقد أتاهم ما يشغلهم، أو أمر يشغلهم)).
1611 - حَدَّثَنَا يحيى بْن خلف، أبو سلمة. قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الأعلى، عَن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق. حَدَّثَني عَبْد اللّه بْن أبي بكر، عَن أم عيسى الجزار؛ قالت: حدثتني أم عون ابنة محمد بْن جعفر، عَن جدتها أسماء بنت عميس؛ قالت:
- لما أصيب جعفر رجع رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ إلى أهله فقال ((إن آل جعفر قد شغلوا بشأن ميتهم، فاصنعوا لهم طعاما)).
قال عَبْد اللّه: فما زالت سنة، حتى كان حديثا فترك. قال السندي: في إسناده أم عيسى، وهي مجهولة لم تسم. وكذلك أم عون.
((60)) باب ما جاء في النهي عَن الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام
1612 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يحيى. قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد بْن منصور. حَدَّثَنَا هشيم. ح وحَدَّثَنَا شجاع بْن مخلد، أبو الفضل. قَالَ: حَدَّثَنَا هشيم، عَن إسماعيل بْن أبي خالد، عَن قيس بْن أبي حازم، عَن جرير بْن عَبْد اللّه البجلي؛ قَالَ:
- كنا نرى الاجتماع إلى أهل الميت، وصنعة الطعام، من النياحة.
فِي الزَوائِد: إسناده صَحِيْح. رجال الطريق الأول على شرط البخاري. والثاني، على شرط مسلم.
((61)) باب ما جاء فيمن مات غريبا
1613 - حَدَّثَنَا جميل بْن الحسن. قَالَ: حَدَّثَنَا أبو المنذر الهذيل بْن الحكم. حَدَّثَنَا عَبْدُ العزيز ابن أبي رواد، عَن عكرمة، عَن ابن عباس؛ قَالَ:
- قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((موت غربة شهادة)).
قال السندي: قال السيوطي: أورد ابن الجوزي هذا الحديث في الموضوعات من وجه آخر عَن عَبْدُ العزيز، ولم يصب في ذلك. وقد سقطت له طرقا كثيرة في اللآلئ المصنوعة. قال الحافظ ابن حجر في الترجيح: إسناد ابن ماجة ضعيف لأن الهذيل منكر الحديث. وذكر الدارقطني في العلل الخلاف فيه على الهذيل، وصح قول من قال: عَن الهذيل عَن عَبْدُ العزيز عَن نافع عَن ابن عمر. فِي الزَوائِد: هذا إسناد فيه الهذيل بْن الحكم، قال فيه البخاري: منكر الحديث. وقال ابن عدي: لا يقيم الحديث. وقال ابن حبان: منكر الحديث جداً. وقال ابن معين: هذا الحديث منكر ليس بشيء. وقد كتبت عَن الهذيل ولم يكن به بأس. 1614 - حَدَّثَنَا حرملة بْن يحيى. قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللّه بْن وهب. حَدَّثَني حيي بْن عَبْد اللّه المعافري، عَن أبي عَبْدُ الرحمن الحبلي، عَن عَبْد اللّه بْن عمرو؛ قَالَ:
- توفي رجل بالمدينة ممن ولد بالمدينة. فصلى عليه النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ فقال: ((ياليته مات في غير مولده)). فقال رجل من الناس: ولم؟ يا رسول اللَّه! قال: ((إن الرجل إذا مات في غير مولده قيس له من مولده إلى منقطع أثره في الجنة)).
((62)) باب ما جاء فيمن مات مريضاً
1615 - حَدَّثَنَا أحمد بْن يوسف. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرزاق. قَالَ: أَنْبَأَنَا ابن جريج. ح وحَدَّثَنَا أبو عبيدة بْن أبي السفر. قَالَ: حَدَّثَنَا حجاج بْن مُحَمَّد؛ قَالَ: قال ابن جريج: أخبرني إبراهيم بْن مُحَمَّد بْن أبي عطاء، عَن موسى بْن وردان، عَن أبي هُرَيْرَة؛ قَالَ:
- قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((من مات مريضاً مات شهيداً ووقي فتنة القبر وغدي وريح عليه برزقه من الجنة)).
قال السندي: قال السيوطي: هذا الحديث أورده ابن الجوزي في الموضوعات وأعله بـ ((إبراهيم ابن مُحَمَّد بْن أبي يحيى الأسلمي))، فإنه متروك. قال وقال أحمد بْن حنبل، إنما هو من مات مرابطا. قال الدارقطني بإسناده عَن إبراهيم بْن يحيى يقول: حدثت ابن جريج هذا الحديث ((من مات مرابطا)) فروي عني ((من مات مريضا)) وما هكذا حدثته. فِي الزَوائِد: قلت قال أبو الحسن الدارقطني: حَدَّثَنَا مُحَمَّد. حَدَّثَنَا أحمد بْن علي. حَدَّثَنَا ابن أبي سكينة الحلبي. سمعت إبراهيم بْن أبي يحيى يقول: حكم اللَّه بيني وبين مالك، هو سماني قدريا. وأما ابن جريج فإني حدثته عَن موسى بْن وردان، عَن إبراهيم عَن النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ قال: ((من مات مرابطا مات شهيدا)) فنسبني إلى جدي من قبل أمي. وروي عني ((من مات مريضا مات شهيدا)) وما هكذا حدثته. ثم قال في الزوائد: في إسناده إبراهيم بْن مُحَمَّد. كذبه مالك ويحيى بْن سعيد القطان وابن معين. وقال الإمام أحمد بْن حنبل: قدري، معتزلي، جهمي، كل بلاء فيه. وقال البخاري: جهمي تركه ابن المبارك والناس. فقد كذبه مالك وابن معين.
((63)) باب في النهي عَن كسر عظام الميت
1616 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ. قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ العزيز بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الداروردي. قَالَ: حَدَّثَنَا سعد بْن سعيد، عَن عمرة، عَن عائشة؛ قالت:
- قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((كسر عظم الميت ككسره حياً)).
1617 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن معمر. حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بكر. حَدَّثَنَا عَبْد اللّه بْن زياد. أخبرني أبو عبيدة ابن عَبْد اللّه بْن زمعة، عَن أمه، عَن أم سلمة،
- عَن النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمْ؛ قال: ((كسر عظم الميت ككسر عظم الحي في الإثم)).
فِي الزَوائِد: في إسناده عَبْد اللّه بْن زياد، مجهول. ولعله عَبْد اللّه بْن زياد بْن سمعان المدني، أحد المتروكين.
((64)) باب ما جاء في ذكر مرض رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ
1618 - حَدَّثَنَا سهل بْن أبي سهل. حَدَّثَنَا سُفْيَان بْن عيينة، عَن الزهري، عَن عبيد اللَّه ابن عَبْد اللّه؛ قَالَ:
- سألت عائشة فقلت: أي أمه! أخبريني عَن مرض رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ. قالت: اشتكى فعلق ينفث. فجعلنا نشبه نفثه بنفثة آكل الزبيب. وكان يدور على نسائه. فلما ثقل استأذنهن أن يكون في بيت عائشة وأن يدرن عليه.
قالت: فدخل على رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ وهو بين رجلين. ورجلاه تخطان بالأرض. أحدهما العباس. فحدثت به ابن عباس فقال: أتدري من الرجل الذي لم تسمه عائشة؟ هو علي بْن أبي طالب. 1619 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْنُ أَبِي شَيْبَة. حَدَّثَنَا أبو معاوية، عَن الأعمش، عَن مسلم، عَن مسروق، عَن عائشة؛ قالت:
- كان النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ يتعوذ بهؤلاء الكلمات ((أذهب البأس. رب الناس. واشف أنت الشافي. لا شفاء إلا شفاؤك. شفاء لا يغادر سقما)) فلما ثقل النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ في مرضه الذي مات فيه أخذت بيده فجعلت أمسحه وأقولها. فنزع يده من يدي ثم قال: ((اللهم اغفر لي وألحقني بالرفيق الأعلى)). قالت: فكان هذا آخر ما سمعت من كلامه صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ.
1620 - حَدَّثَنَا أبو مروان العثماني. حَدَّثَنَا إبراهيم بْن سعد، عَن أبيه، عَن عروة، عَن عائشة؛ قالت:
- سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ يقول ((ما من نبي يمرض إلا خير بين الدنيا والآخرة)). قالت: فلما كان مرضه الذي قبض فيه أخذته بحة فسمعته يقول ((مع الذين أنعم اللَّه عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين)) فعلمت أنه خير.
1621 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْنُ أَبِي شَيْبَة. حَدَّثَنَا عَبْد اللّه بْن نمير، عَن زكريا، عَن فراس، عَن عامر، عَن مسروق، عَن عائشة؛ قالت:
- اجتمعن نساء النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ. فلم تغادر منهن امرأة. فجاءت فاطمة كأن مشيتها مشية رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ. فقال ((مرحبا بابنتي)) ثم أجلسها عَن شماله. ثم إنه أسر إليها حديثا. فبكت فاطمة. ثم إنه سارها. فضحكت أيضا. فقلت لها: ما يبكيك؟ قالت: ماكنت لأفشي سر رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ. فقلت: ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن. فقلت لها حين بكت: أخصك رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ بحديث دوننا ثم تبكين؟ وسألتها عما قال. فقالت: ما كنت لأفشي سر رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ. حتى إذا قبض سألتها عما قال. فقالت: إنه كان يحدثني أن جبرائيل كان يعارضه بالقرآن في كل عام مرة. وأنه عارضه به العام مرتين. ((ولا أراني إلا قد حضر أجلي. وأنك أول أهلي لحوقا بي. ونعم السلف أنا لك)) فبكيت. ثم إنه سارني فقال: ((ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين، أو نساء هذه الأمة؟)) فضحكت لذلك.
1622 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللّه بْن نمير. حَدَّثَنَا صعب بْن المقدام. حَدَّثَنَا سُفْيَان، عَن الأعمش، عَن شقيق، عَن مسروق؛ قَالَ:
- قالت عائشة: ما رأيت أحدا أشد عليه الوجع من رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ.
1623 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْنُ أَبِي شَيْبَة. حَدَّثَنَا يونس بْن مُحَمَّد. حَدَّثَنَا ليث بْن سعد، عَن يزيد بْن أبي حبيب، عَن موسى بْن سرجس، عَن القاسم بْن مُحَمَّد، عَن عائشة؛ قالت: رأيت رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ وهو يموت وعنده قدح فيه ماء. فيدخل يده في القدح، ثم يمسح وجهه بالماء ثم يقول ((اللهم! أعني على سكرات الموت)). 1624 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ. حَدَّثَنَا سُفْيَان بْن عيينة، عَن الزهري، سمع أَنَس بْن مَالِك يقول: آخر نظرة نظرتها إلى رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ، كشف الستارة يوم الاثنين. فنظرت إلى وجهه كأنه ورقة مصحف والناس خلف أبي بكر في الصلاة. فأراد أن يتحرك فأشار إليه أن اثبت. وألقى السجف. ومات في آخر ذلك اليوم. 1625 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْنُ أَبِي شَيْبَة. حَدَّثَنَا يزيد بْن هارون. حَدَّثَنَا همام، عَن قتادة، عَن صالح أبي الخليل، عَن سفينة، عَن أم سلمة؛
- أن رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ كان يقول في مرضه الذي توفي فيه ((الصلاة، وما ملكت أيمانكم)). فما زال يقولها حتى ما يفيض بها لسانه.
فِي الزَوائِد: إسناده صَحِيْح على شرط الصحيحين. 1626 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْنُ أَبِي شَيْبَة. حَدَّثَنَا إسماعيل بْن علية، عَن ابن عون، عَن إبراهيم، عَن الأسود؛ قَالَ:
- ذكروا عند عائشة أن عليا كان وصيا. فقالت: متى أوصى إليه؟ فلقد كنت مسندته إلى صدري، أو إلى حجري. فدعا بطست. فلقد انخنث في حجري فمات، وما شعرت به. فمتى أوصى صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمْ؟
((65)) باب ذكر وفاته صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ
1627 - حَدَّثَنَا علي بْن مُحَمَّد. حَدَّثَنَا أبو معاوية، عَن عَبْدُ الرحمن بْن أبي بكر، عَن ابن أبي مليكة، عَن عائشة؛ قالت:
- لما قبض رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ، وأبو بكر عند امرأته، ابنة خارجة، بالعوالي. فجعلوا يقولون: لم يمت النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ. إنما هو بعض ما كان يأخذه عند الوحي. فجاء أبو بكر، فكشف عَن وجهه، وقبل بين عينيه وقال: أنت أكرم على اللَّه أن يميتك مرتين. قد، والله! مات رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ. وعمر في ناحية المسجد يقول: والله! ما مات رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ. ولا يموت حتى يقطع أيدي أناس من المنافقين، كثير، وأرجلهم. فقام أبو بكر فصعد المنبر فقال: من كان يعبد اللَّه فإن اللَّه حي لم يمت. ومن كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات. وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل. أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم. ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر اللَّه شيئا وسيجزي اللَّه الشاكرين.
قال عمر: فلكأني لم أقرأها إلا يومئذ. 1628 - حَدَّثَنَا نصر بْن علي الجهضمي. أَنْبَأَنَا وهب بْن جرير. حَدَّثَنَا أبي عَن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق. حَدَّثَني حسين بْن عَبْد اللّه، عَن عكرمة، عَن ابن عباس؛ قَالَ:
- لما أرادوا أن يحفروا لرَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ بعثوا إلى أبي عبيدة بْن الجراح، وكان يضرح كضريح أهل مكة. وبعثوا إلى أبي طلحة. وكان هو الذي يحفر لأهل المدينة. وكان يلحد. فبعثوا إليهما رسولين. فقالوا: اللهم! خر لرسولك. فوجدوا أبا طلحة. فجيء به. ولم يوجد أبو عبيدة. فلحد لرَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ.
قال، فلما فرغوا من جهازه يوم الثلاثاء، وضع على سريره في بيته. ثم دخل الناس على رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ أرسالا. يصلون عليه. حتى إذا فرغوا أدخلوا النساء. حتى إذا فرغوا أدخلوا الصبيان. ولم يؤم الناس على رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ أحد. لقد اختلف المسلمون في المكان الذي يحفر له. فقال قائلون: يدفن في مسجده. وقال قائلون: يدفن مع أصحابه. فقال أبو بكر: إني سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ يقول ((ما قبض نبي إلا دفن حيث يقبض)). قال، فرفعوا فراش رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ الذي توفي عليه. فحفروا له، ثم دفن صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ وسط الليل من ليلة الأربعاء. ونزل في حفرته علي بْن أبي طالب، والفضل بن العباس، وقثم أخوه، وشقران مولى رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ. وقال أوس بْن خولى، وهو أبو ليلى، لعلي بْن أبي طالب: أنشدك اللَّه وحظنا من رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ. قال له علي: أنزل. وكان شقران، مولاه، أخذ قطيفة كان رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ يلبسها. فدفنها في القبر وقال: والله! لا يلبسها أحد بعدك أبداً. فدفنت مع رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ. فِي الزَوائِد: إسناد فيه الحسين بْن عَبْد اللّه بْن عبيد اللَّه بْن عباس الهاشمي، تركه أحمد بْن حنبل وعلي بْن المديني والنسائي. وقال البخاري: يقال إنه كان يتهم بالزندقة. وقواه ابن عدي. وباقي رجال الإسناد ثقات. 1629 - حَدَّثَنَا نصر بْن علي. حَدَّثَنَا عَبْد اللّه بْن الزبير، أبو الزبير. حَدَّثَنَا ثابت البناني، عَن أَنَس بْن مَالِك؛ قَالَ:
- لما وجد رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ من كرب الموت ما وجد، قالت فاطمة واكرب أبتاه، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ ((لا كرب على أبيك بعد اليوم. إنه قد حضر من أبيك ما ليس بتارك منه أحدا. الموافاة يوم القيامة)).
فِي الزَوائِد: في إسناده عَبْد اللّه بْن الزبير الباهلي، أبو الزبير. ويقال: أبو معبد المصري، ذكره ابن حبان في الثقات. وقال أبو حاتم: مجهول. وقال الدارقطني: صالح. وباقي رجاله على شرط الشيخين. 1630 - حَدَّثَنَا علي بْن مُحَمَّد. حَدَّثَنَا أبو أسامة. حَدَّثَني حماد بْن زيد. حَدَّثَني ثابت، عَن أَنَس بْن مَالِك؛ قَالَ:
- قالت لي فاطمة: يا أنس! كيف سخت أنفسكم أن تحثوا التراب على رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ؟.
وحَدَّثَنَا ثابت، عَن أنس؛ أن فاطمة قالت، حين قبض رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: وا أبتاه. إلى جبريل أنعاه. وا أبتاه. من ربه ما أدناه. وا أبتاه. جنة الفردوس مأواه. وا أبتاه. أجاب رباً دعاه. قال حماد: فرأيت ثابتاً، حين حدث بهذا الحديث، بكى حتى رأيت أضلاعه تختلف. 1631 - حَدَّثَنَا بشر بْن هلال الصواف. حَدَّثَنَا جعفر بْن سليمان الضبعي. حَدَّثَنَا ثابت، عَن أنس؛ قَالَ:
- لما كان اليوم الذي دخل فيه رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ المدينة، أضاء منها كل شيء. فلما كان اليوم الذي مات فيه، أظلم منها كل شيء. وما نفضنا عَن النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ الأيدي حتى أنكرنا قلوبنا.
1632 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بشار. أخبرنا عَبْدُ الرحمن بْن مهدي. حَدَّثَنَا سُفْيَان، عَن عَبْد اللّه ابن دينار، عَن ابن عمر؛ قَالَ:
- كنا نتقي الكلام والانبساط إلى نسائنا على عهد رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ، مخافة أن ينزل فينا القرآن رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ تكلمنا.
فِي الزَوائِد: إسناده صَحِيْح على شرط مسلم. إلا أنه منقطع بين الحسن وأبي بْن كعب، يدخل بينهما يحيى ابن ضمرة. 1633 - حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن منصور. أَنْبَأَنَا عَبْدُ الوهاب بْن عطاء العجلي، عَن ابن عون، عَن الحسن، عَن أبي بْن كعب؛ قَالَ:
- كنا مع رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ وإنما وجهنا واحد. فلما قبض نظرنا هكذا وهكذا.
1634 - حَدَّثَنَا إبراهيم بْن المنذر الحزامي. حَدَّثَنَا خالد بْن مُحَمَّد بْن إبراهيم بْن المطلب ابن السائب بْن أبي وداعة السهمي. حَدَّثَني موسى بْن عَبْد اللّه بْن أبي أمية المخزومي. حَدَّثَني مصعب بْن عَبْد اللّه، عَن أم سلمة بنت أبي أمية، زوج النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمْ؛
- أنها قالت: كان الناس في عهد رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ، إذا قام المصلي يصلي لم يعد بصر أحدهم موضع قدميه.
فلما توفي رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ، فكان الناس إذا قام أحدهم يصلي لم يعد بصر أحدهم موضع جبينه. فتوفي أبو بكر، وكان عمر. فكان الناس إذا قام الناس إذا قام أحدهم يصلي لم يعد بصر أحدهم موضع القبلة. وكان عثمان بْن عفان، فكانت الفتنة. فتلفت الناس يمينا وشمالا. فِي الزَوائِد: في إسناده مصعب بْن عَبْد اللّه، ذكره ابن حبان في الثقات. قال العجلي: ثقة. وموسى بْن عَبْد اللّه، لم أر من جرحه ولا وثقه. ومحمد بْن إبراهيم، ذكره ابن حبان في الثقات. 1635 - حَدَّثَنَا الحسن بْن علي الخلاد. حَدَّثَنَا عمرو بْن عاصم. حَدَّثَنَا سليمان بْن المغيرة، عَن ثابت، عَن أنس؛ قَالَ:
- قال أبو بكر، بعد وفاة رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ لعمر: انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ يزورها. قال، فلما انتهينا إليها بكت. فقالا لها: ما يبكيك؟ فما عند اللَّه خير لرسوله. قالت: إني لأعلم أن ما عند اللَّه خير لرسوله. ولكن أبكي لأن الوحي قد انقطع من السماء. قال، فهيجتهما على البكاء، فجعلا يبكيان معها.
فِي الزَوائِد: إسناده صَحِيْح على شرط الشيخين، فقد احتجا بجميع رواته. 1636 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْنُ أَبِي شَيْبَة. حَدَّثَنَا الحسين بْن علي، عَن عَبْدُ الرحمن بْن يزيد بْن جابر، عَن أبي الأشعث الصنعاني، عَن أوس بْن أوس؛ قَالَ:
- قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة. فيه خلق آدم. وفيه النفخة. وفيه الصعقة. فأكثروا علي من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة علي، فقال رجل: يا رسول الله! كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ يعني بليت. ((إن اللَّه حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء)).
1637 - حَدَّثَنَا عمرو بْن سواد المصري. حَدَّثَنَا عَبْد اللّه بْن وهب، عَن عمرو بْن الحارث، عَن سعيد بْن أبي هلال، عَن زيد بْن أيمن، عَن عبادة بْن نسي، عَن أبي الدرداء؛ قَالَ:
- قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة. فإنه مشهود تشهده الملائكة. وإن أحداً لن يصلي علي إلا عرضت علي صلاته حتى يفرغ منها)) قال قلت: وبعد الموت؟ قال: ((وبعد الموت. إن اللَّه حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء. فنبي اللَّه حي يرزق)).
فِي الزَوائِد: هذا الحديث صَحِيْح إلا أنه منقطع في موضعين. لأن عبادة، روايته عَن أبي الدرداء مرسلة، قاله العلاء. وزيد بْن أيمن عَن عبادة مرسلة، قاله البخاري.