قصيدة القرع السلطاني - بيرم التونسي

من معرفة المصادر

كان أول هجوم لبيرم التونسي على السلطان (الملك لاحقاً) فؤاد الأول هو نشره ما ذاع من أن سراي السلطان فؤاد كانت مسرحاً لعلاقة غرامية بين فايقة، ابنته من زوجته الأولى شويكار. تلك العلاقة كثرت حولها الأقاويل حيث شاع بين الناس أن محافظ القاهرة حينذاك، حسين فخري على علاقة غير شريفة بالأميرة، فطلب فؤاد من المحافظ أن يتزوجها فرفض. فعرض الأمر على أخيه محمود فخري باشا وأغراه بتعيينه في منصب مرموق فقبل. فكتب بيرم زجلاً على وزن أغنية شعبية كانت شائعة حينئذ مطلعها "مرمر زماني، يا زماني مرمر" بعنوان القرع السلطاني، الذي يقول:

البنت ماشية من زمان تتمخطر والغفلة زارعة في الديوان قرع أخضر
تشوف حبيبها في الجاكتة الكاكي والستة خيل والقمشجي الملاكي
تسمع قولتها ... يا وراكي والعافية هبلة والجدع متشطر
الوزة من قبل الفرح مدبوحة والعطفة من قبل النظام مفتوحة
والديك بيدن والهانم مسطوحة تقرا الحوادث في جريدة كتر
يا راكب الفايتون[1] وقلبك حامي حود على القبة[2] وسوق قدامي
تلقى العروسة شبه محمل شامي وابوها يشبه في الشوارب عنتر[3]
وحط زهر الفل فوقها وفوقك وجيب لها شبشب يكون على ذوقك
ونزل النونو القديم من طوقك ينزل في طوعك لا الولد يتكبر
دا ياما مزع كل بدلة وبدلة وياما شمع بالقطان والفتلة
ولما جه الأمر الكريم بالدخلة قلنا اسكتوا خلوا البنات تتستر
نهايته يمكن ربنا يوفقكم ما دام حفيظة الماشطة بتزوقكم
دي سكرة مالطي داهية ما تفوقكم بس ابقى سيبك م اللي فات دا مقدار

وعندما علم فؤاد بهذا الزجل هاج وماج، ولكن الامتيازات الأجنبية حالت دون ينال من بيرم شيئاً.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الهامش

  1. الفايتون عربة صغيرة ذات جواد واحد كان يركبها الأعيان قبل شيوع السيارات.
  2. قصر القبة كان قصر الملك فؤاد
  3. كانت شوارب فؤاد مقوسة إلى أعلى مثل شوارب عنتر