قصيدة الفرزدق في علي بن الحسين

من معرفة المصادر

القصيدة التي أنشأها الفرزدق في الإمام علي بن الحسين (ع)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

القصيدة

يا سائلي أيـــن حل الجود والكرم
 
عــنـــدي بـــــيان إذا طــــلابه قدموا
هذا الذي تعـــرف البطحاء وطأته
 
والبــيت يعــرفه والحــل والحـــــرم
هــذا ابــن خــــير عــباد الله كلهم
 
هــــذا التــــقي النــقي الطاهر العلم‏
هــــذا الـــذي أحمد المختار والده
 
صلى عــــليه إلهـــي ما جرى القلم
لو يعــلم الركن من قد جاء يلثمه
 
لخر يلثــــم منــــه مـوطــئ الــقدم‏
هــــذا عــــلي رســــول الله والده
 
أمســــت بــــنور هــداه تهتدي الأمم‏
هــــذا الــــذي عـمه الطيار جعفر
 
والمقــــتــــول حــمزة ليث حبه قسم‏
هــــذا ابـن سيدة النسوان فاطمة
 
وابــــن الــوصي الذي في سيفه نقم‏
إذا رأتــــه قــــريش قــــال قائلها
 
إلــــى مكــــارم هــــذا ينــتهي الكرم‏
يكــــاد يمســــكه عـــرفان راحته
 
ركــــن الحــــطيم إذا ما جـاء يستلم

وليــــس قـــولك من هذا بضائره
 
العرب تعــــرف مـــن أنكرت والعجم‏
ينمي إلى ذروة العز التي قصرت
 
عــــن نيلها عــــرب الإسلام والعجم
يغـضي حياء ويُغضى من مهابته
 
فمــا يكــــلم إلا حــــين يــــبــــتســــم‏
ينجاب نور الدجى عن نور غرته
 
كـالشمس ينجاب عن إشراقها الظلم‏
بكــــفه خــــيزران ريحــــه عــبق
 
مــــن كــــف أروع في عرنينه شمم‏
مــــا قــــال لا قــــط إلا في تشهده
 
لــــولا التــــشهد كــــانت لاؤه نــــعم‏
مشتــــقة مــــن رســول الله نبعته
 
طــــابت عــــناصره والخــيم والشيم‏
حــــمال أثــــقال أقـــوام إذا فدحوا
 
حــــلو الشمــــائل تحــــلو عـنده نعم‏
إن قــــال قـــال بما يهوى جميعهم
 
وإن تكــــلم يــــوما زانــــه الــــكـلم‏
هــــذا ابــن فاطمة إن كنت جاهله
 
بجــــده أنبــــياء الله قــــد خــــتــموا
الله فضـله قــــدما وشــــرفــــــه
 
جــــرى بــــذاك لــــه في لوحه القلم

من جده دان فضل الأنبياء له
 
وفــــضل أمــــتــه دانــــت لهـا الأمم‏
عـم البرية بالإحسان وانقشعت
 
عــــنها العــــماية والإملاق والظلم‏
كلتــــا يديــــه غــــياث عـم نفعهما
 
يستوكفــــان ولا يعــــروهما عدم

سهــــل الخليـــقة لا تخشى بوادره
 
يزينه خصلتان الحلم والكرم

لا يخــــلف الوعــــد ميـمونا نقيبته
 
رحب الفناء أريب حين يعترم
من معــــشر حبهم دين وبغـــضهم
 
كفر وقربهم منجى ومعــــتصــم‏
يستدفــــع الســوء والبلوى بحبهم
 
ويستزاد به الإحــــسان والنعـــــم

مقــــدم بعــــد ذكــــر الله ذكــــرهم
 
في كــــل فــــرض ومختــوم به الكلم‏
إن عــــد أهــل التقى كانوا أئمتهم
 
أو قيـل من خير أهل الأرض قيل هم
لا يستــــطيع جــــواد بعـــد غايتهم
 
ولا يــــدانيهم قــــوم وإن كــــرمـــوا
هــــم الغــــيوث إذا ما أزمة أزمت
 
والأسد أسد الشـرى والبأس محتدم
يأبى لهـــم أن يحل الذم ساحتهم
 
خــــيم كــــريم وأيــــد بالنــدى هضم‏
لا يقـــبض العسر بسطا من أكفهم
 
سيــــان ذلك إن أثـــروا وإن عدموا
إن القبائل ليسـت في رقابهم
 
لأولية هذا أو ه نعم
من يعــــرف الله يعــــرف أوليـة ذا
 
فالدين من بيت هـذا ناله الأمم
بــــيوتهم فـــي قريش يستضاء بها
 
في النائبات وعند الحكم إن حكموا
فجــــده مــــن قـــريش في أرومتها
 
محمد وعـلي بعـده عـلم

بــــدر لــــه شاهد والشعب من أحد
 
والخندقــــان ويـوم الفتح قد علموا
وخيــــبر وحنــــين يشــــهدان له
 
وفي قريظة يـوم صيلم قـــتم

مواطــــن قــــد عــــلت في كل نائبة
 
عـــلى الصحابة لم أكتم كما كتموا