قصة الحضارة - ول ديورانت - م 8 المقدمة

من معرفة المصادر

صفحة رقم : 10416

قصة الحضارة -> عصر لويس الرابع عشر -> مقدمة -> إلى القارئ العزيز


المجلد الثامن: عصر لويس الرابع عشر


تاريخ الحضارة الأوروبية في عصر بسكال وموليير وكرومول وملتن وبطرس الأكبر ونيوتن وسبينوزا 1648 - 1715


إلى القارئ العزيز


هذا المجلد هو الجزء الثامن من تاريخ نسيت بدايته، ولن ندرك نهايته أبداً. موضوعه الحضارة، وتعريفنا لها أنها ذلك النظام الاجتماعي الذي يدعم الإبداع الثقافي، فهو إذن ينظم أبواب الحكم، والاقتصاد (أي الزراعة والصناعة والتجارة والمالية)، والأخلاق، وآداب السلوك، والدين، والفن، والأدب، والموسيقى، والعلم، والفلسفة، وهدفه التاريخ المتكامل-أي تغطية جميع نواحي النشاط لشعب ما في منظور واحد ورواية موحدة. وقد حققنا هذا الهدف ولكن في قصور شديد. ومسرحه أوربا، وزمانه يمتد من معاهدة وستفاليا (1648) إلى وفاة لويس الرابع عشر، الذي غلب حكمه (1643-1715) على العصر وسماه باسمه. أما الموضوع الغالب على هذا الجزء فهو "المناظرة الكبرى" بين الإيمان والعقل. لقد كان الإيمان متربعاً على العرش إبان هذه الحقبة، ولكن العقل كان يجد أصواتاً جديدة تفصح عنه في هوبز، ولوك، ونيوتن، وبيل، وفونتنيل، وسبينورا، و"كان هذا العصر الكلاسيكي من أوله إلى آخره ما أطلقه على ذاته في ختامه، أي عصر العقل" وقد خصصنا ثلث الكتاب تقريباً لتلك المغامرة الفكرية التي انطلقت من الخرافة والظلامية والتعصب إلى الدرس والعلم والفلسفة. وقد بذل المؤلفان محاولة لرواية هذا النقاش في إنصاف رغم انحيازهما الواضح إلى أحد الجانبين، ومن ثم كان تناولهما المستفيض، المتعاطف، لنفر من المنافحين الأكفاء عن الإيمان، أمثال بسكال، وبوسويه، وفنيلون، وباركلي، ومالبرانش، وليبنز. وسوف يعيش أبناؤنا فصلاً جديداً في صراع المثل هذا، وهو صراع لا بد لكل انتصار فيه أن يكسب من جديد المرة بعد المرة.

وأملنا أن نقدم للقراء الجزء التاسع الذي يتناول "عصر فولتير" 1965، والجزء العاشر "روسو والثورة" في 1968، ولقد اعترضتنا عقبات، يعضها نجم عن ضخامة المادة التي أتاحها لنا القرن الثامن عشر، وكلها يتطلب الدرس والحيز الكافي. وإنا خلال ذلك راكسنان إلى "القوي العظمى" في ألا تدمر موضوعنا هذا قبل أن تدمرنا.

مايو 1963

ول وايريل ديورانت


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

إقرار بالفضل

لقد لقي ربه أحد الناشرين المشاركين اللذين بدأنا معهما "مشروع الكلام" هذا في 1926، ولن ننسى أبداً روحه النيرة المتألقة. وما زال الثاني صديقاً لنا، وهو لايفتأ متحمساً، سمحاً، غفوراً. إنه ناشر لم يطغ عمله على شاعريته. وعسى ألا يفسر انتهازنا هذه الفرصة- التي قد تكون الأخيرة- للإعراب عن عرفاننا بجميل النقاد الكثيرين الذين أتونا بقراء لهذه المجلدات- نقول عسى ألا يفسر هذا بأنه "إحساس قوي بأفضال قادمة"، فما كنا بغير معونتهم إلا صوتين صارخين في البرية. ونحن مدينان ديناً كبيراً لابنتنا إيثل لما بذلت من جهد مخلص في نسخ مسودتنا الثانية، التي لم تكن واضحة تمام الوضوح، على الآلة الكاتبة نسخاً قارب الكمال، لما أدخلت عليها من تنقيحات صائبة؛ ولأخواتنا وأخينا- ساره، وفلورا، وماري، وهاري كاوفمان- لما قاموا به من تصنيف صابر لنحو أربعين ألف جزازة تحت اثني عشر ألف عنوان، وللسيدة آن روبرتس بمكتبة لوس أنجلوس العامة، والآنسة داجني وليمز بمكتبة هوليوود الإقليمية، لما قدمتا من معونة قيمة في توفير الكتب النادرة لنا من جميع أرجاء أمريكا، فما كان لهذه المجلدات أن تكتب لولا مكتباتنا السخية العظيمة، وللسيدة فيرا شنيدر، عضو هيئة التحرير بمؤسسة سيمون وشوستر، لما لقي هذا المجلد وسابقة على يدها من تحقيق علمي دقيق لم يظفر بمثله في أغلب الظن إلا القليل من المخطوطات.