في الأصيل

من معرفة المصادر

في الأصيل،

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

النص

أقبلَتْ في الأصيل والبسمْةُ العذراءُ في ثَغْرِهَا تُنيرُ صباحَا

وعلى قدِّها من الهَيف الراقص حسانةٌ تجيد المزاحا

غادةٌ .. زانها التورُّدُ في الخدِّ وناغت بالعطر منه الإقاحا

أتلَعتْ جيدَها وفيها من الإغراء ما يكسر العيون الصحاحا

وأماطت لثامها عن جمالٍ زاده الظُّرف رِقّةً ومَراحا

وتغنت بطرفها واستدارت بعد أن رف هدبُها صدَّاحا

جاذبَتْني الهوى بهمسة أجفان تجيد الإعراب والإفصاحا

عن فتون الدلال، عن سطوة الحسن، وعن خافق سَبَتْه فناحا

وانبرت ترسل الحديث أغاريدًا، أذابت في رجْعها الأرواحا

قيدتني ولم أكن أعرف القيد ولكن حملْتُه مرتاحا


أقبلتْ في الأصيل، والخصلة الرعناء تلتف بالمحيَّا وشاحا

فإذا بالصباح يضحك بالإسفار، والليل قد غفا واستراحا

عند مجرى السنا ليرتشف العطر وقد مدَّ بالظلال جناحا

في فتونٍ يعابث النور بالسحر بلحظٍ قد أشهرتْه سلاحا

والتعابير باللحاظ سهام فتحت في الضلوع منا جراحا

والفؤاد المجروح من حرقة اللوعة عانى وما تشكَّى وباحا

واللقاءُ المقدور كان على الدرب قطعناه غُدوةً ورواحا

لحظة واختفت وراء المسافات وما زال شوقنا مِلْحاحا

وعلى جسرِ وجْدِنا في دروب الحب نرجو لوَصْلِنا أن يُتاحا

فنذوق الهوى ، وننعم بالنجوى وبالصفو نُترعُ الأقداحا