علـــم الشيكولاته

من معرفة المصادر

علـــم الشيكولاته

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

إعداد د.إيهاب عبد الرحيم محمد

الشيكولاته أكثر من مجرد حلوى، أكثر من سرور مبهج؛ فعندما تُشرب على هيئة كاكاو أو تؤكل كلوح صلب من الشيكولاته، يتشارك مستهلكوها رابطة مشترك عبر طيف واسع من الزمن. والشجرة التي تحمل القرنات والثمار التي تتحول في النهاية إلى الشيكولاته، واسمها Theobroma cacao وهو مشتق من الإغريقية بمعنى «طعام الآلهة»، ربما تم تدجينها لأول مرة في المناطق الغربية لحوض الأمازون قبل حوالي 4000 سنة. وهناك اقتراح آخر بأن التدجين والاستعمال البشري للكاكاو حدثا أولاً ضمن المنطقة الجغرافية التي تحيط اليوم بولايات تاباسكو Tabasco، واكساكا Oaxaca ، وشياباسChiapas في جنوب المكسيك، وشمال جواتيمالا، وبليز.

تبدأ قصة الكاكاو والشيكولاته بالأولمكيين Olmecs الأوائل الذين عاشوا في أمريكا الوسطى قبل أكثر من 3000 سنة. وتمتد القصة طوال القرن السادس عشر، حيث وقع الغزو الأسباني واستعمار أمريكا الوسطى، عندما قُدّمت مشروبات الكاكاو المزبدة المُعدة في بلاط الملك مونتيزوماMontezuma إلى كورتيز Cortes ورجاله. وترتبط الحقائق والأساطير المتعلقة بالشيكولاته بانتشار هذا الشراب إلى أوروبا وأمريكا الشمالية خلال أواخر القرن السادس عشر وأوائل القرن السابع عشر. أما اليوم، وفي القرن الحادي والعشرين، يرحب المستهلكون بتناول الشيكولاته بطرق متنوعة، سواء كوجبة طعام أساسية أو كحلوى، لكنها دائماً تمنحهم سرورا مبهجا.

اقترح اختصاصيون لغويون، ومنهم مارثا مارسي وطلابها في جامعة كاليفورنيا، ديفيس، أن المصطلحات المتعلق بالشيكولاته ربما نشأت مع حضارة الأولمكيين المبكرة، ومنهم انتقلت إلى المايا، وبعد ذلك إلى الأزتيك. كان الأقدمون يصنفون حبوب أشجار الكاكاو إلى نوعين رئيسيين: فالمصطلح quauhcacahuatl إلى أفضل الحبوب ذات الجودة الممتازة التي استعملت كضرب من العملات، بينلم تكن كلمة tlacacahuatl تشير إلى الحبوب الأقل جودة، والتي تستعمل لصنع المشروبات. أما الكلمة الإنجليزية cacao فمشتقة لغويا من كلمتين من لغة الأزتيك، هما cacahuatl أو xoxocatl، واللتان تترجمان عموماً "كشراب يعد من الكاكاو والماء.


كيف وصل الكاكاو إلى البشر؟

في نصوص شعب المايا القديمة، للكاكاو أصل قدسي - إذ كانوا يعتبرونه هدية من الآلهة؛ فتحكي الأسطورة أن Xmucane، وهو أحد آلهة الخلق، قد اخترع تسعة مشروبات، ومن هذه، تكون البشر القادرين على إطعام أنفسهم. ومن بين هذه المشروبات التسعة، يصنع ثلاثة من الكاكاو والذرة. وبعد ذلك جاء وقت انتقلت فيه الأحداث التاريخية جغرافيا من سهول المايا والمناطق الجنوبية للمكسيك الحديثة مع وصول مهاجرين جدد من الشمال واستقرارهم في الوادي المركزي للمكسيك. قام أولئك المهاجرون، وهم التولتيكيين Toltecs، ببناء الأهرام المذهلة الموجودة في Teotihuacan وحسب نصوص التولتيكيين الدينية، قام الإله Quetzalcoatl؛ بزرع أولى أشجار الكاكاو الدنيوية في حقل بمنطقة تولا لتكريم البشر الكادحين الذين عاشوا وكدّوا هناك.

واجه التولتيكيون أنفسهم ثورة ثقافية في القرن الرابع عشر، عندما اضطرب عالمهم بوصول الشعب المعروف بالميخيكاMexica أو الأزتيك. أخضع محاربو الأزتيك القبائل الأصلية التي كانت مزدهرة في الوادي وبنوا عاصمتهم، Tenochtitlan، على جزيرتين في بحيرة Texcoco. وبحلول القرن السادس عشر، كان الأزتيك قد فرضوا حضورا اقتصاديا، وعسكريا، و سياسيا قويا على الوادي. كانت Tenochtitlan في ذلك الوقت تعد إنجازاً معمارياً استثنائياً، كما كان عدد سكانها حسب تقديرات العلماء يتراوح بين 250 -350,000، مما جعل تلك العاصمة واحدة من المدن الأكبر في العالم في ذلك الوقت.

كان الأزتيك يحبون الشيكولاته. وإذا أردنا أن نكون أكثر دقة، لقلنا أن طبقة النبلاء الأزتيك والجنود الذكور كانوا يحبون الشيكولاته. لم يكن الكاكاو/الشيكولاته متوفرين لجميع أفراد شعب الأزتيك وغيرهم من سكان الوادي المركزي؛ إذ كان يقدم كشراب فقط للذكور البالغين، وخصوصا الكهنة، والمسؤولين الحكوميين، وضباط الجيش، والمحاربين البارزين، وأحياناً إلى أشجع أسرى العدو قبل التضحية بهم. اعتقد الأزتيك بأن مشروبات الكاكاو/الشيكولاته كانت سامة ومنبهة، وبالتالي فهي غير مناسبة للنساء والأطفال.

وصول الأسبان

كما حل الأزتيك محل التولتيكيين، أتت قوة غازية جديدة لتغير ثقافة العالم الجديد؛ فقد وصلت الحملات العسكرية الأسبانية إلى الشاطئ الشرقي لما يمثل الآن المكسيك الحديثة في العام 1519، وهو الحدث الذي استهل تغييرات إقليمية ثورية وسطر فصولا جديدة في التاريخ المعقد للشيكولاته. هبط هرناندو كورتيز قرب موقع مدينة فيرا كروز الحديثة. وبعد أن أحرق سفنه، قاد قواته للداخل نحو عاصمة الأزتيك حيث استقبل جيشه الملك مونتيزوما كتب كورتيز نفسه، والعديد من ضباطه المثقفين تقارير عن زحفهم هذا، مما وثّق لأحداث غزو الأزتيك. وهناك فقرات عديدة تعكس بصورة مباشرة ملاحظته لباعة الكاكاو في Tenochtitlan ، بينما وصف آخرون أحداث حفلات العشاء في ضيافة مونتيزوما، حيث كانت تقدم لهم الشيكولاته، فكتب ديل كاستيللو في العام 1560:

«من وقتٍ لآخر، كان حراس مونتيزوما يجلبون له، في كؤوس من الذهب الخالص، شرابا مصنوعا من نبات الكاكاو، والذي قالوا بأنه كان يتناوله قبل زيارة زوجاته... رأيتهم يجلبون خمسين دورقا كبيرا من الشيكولاته، جميعها مزبدة، شرب منها الملك قليلاً». يعد هذا المقطع أول توثيق بلغة أوروبية يربط بين شرب الشيكولاته وبين النشاط الجنسي (لكنه لن يكون الأخير!). وعلى أية حال، فأوائل التوثيقات الأسبانية تفتقر إلى أية إشارة لأن الشيكولاته كانت تستهلك كغذاء وكدواء معا - وهما الدورين اللذين سيطرا في النهاية على الأوصاف الأوروبية اللاحقة لهذا الغذاء المثير للاهتمام.

الاستعمالات الطبية للشيكولاته في نصوص الأزتيك

في حين لا تشير التقارير الأسبانية المبكرة إلى وجود استعمالات طبية للشيكولاته، إلا أن السجل المكتوب لا يغفل عن ذكرها؛ فالآراء الطبية للأزتيك الأصليين حول الكاكاو/الشيكولاته مسجلة في عدة وثائق، من بينها مخطوطة باديانوس Badianus (1552) ومخطوطة فلورنتين Florentine (1590) وفي حين أن كلتا المخطوطتين تالية للاستعمار الأسباني، فقد وضعتا من قبل القساوسة الأسبان الذين حصلوا على المعلومات من الأزتيك، لذا فإن من المحتمل أن تلك الآراء تعكس سلوكا سابقا لأولئك السكان، قبل الاتصال مع الأوروبيين.

إن مخطوطة باديانوس، والتي كُتبت بلغة الأزتيك وباللاتينية، تمثل كتابا في علم الأعشاب لدى الأزتيك يميّز أكثر من 100 حالة طبية شائعة عند الوادي المركزي، ومعالجاتها. وتحتوي المخطوطة صورة ذات ألوان صارخة لشجرة كاكاو بين النباتات العلاجية المذكورة في النص (شكل 2). هناك أيضاً مقطع يصف كيف كانت زهور الكاكاو تنثر في الحمامات المعطرة لتخفيض الإجهاد الذي يستشعره موظفو الأزتيك الحكوميين.

أعدت مخطوطة فلورنتين من قبل الكاهن برناردينو دي ساهاخون الذي وصل إلى أسبانيا الجديدة في عام 1529، وفي حين أن العديد من الكهنة الذين ارتبطوا بالعقود المبكرة من الحكم الاستعماري الأسباني في المكسيك (أو أسبانيا الجديدة) كانوا ينظرون إلى السكان المحليين كهمج، وإلى عاداتهم، وتقاليدهم، ووثائقهم الأدبية باعتبارها «شريرة»، لم يكن ساهاخون كذلك؛ فقد كان متشوقا للتعرف على المعارف الطبية للأزتيك ،بالإضافة إلى تقاليدهم وتاريخهم الاجتماعي. ذكر مخبرو ساهاخون الأزتيك طيفا واسعا من المعارف التي سجلها بكل أمانة وحفظها للأجيال القادمة. وبدون عمله وجهوده على تلك المعلومات، لكان لدى باحثي القرن الحادي والعشرين العلماء وثائق قليلة نسبياً للعمل عليها وترجمتها عند محاولة فهم وإعادة بناء العصر قبل الاستعماري.

إن المعلومات المحتواة في مخطوطة فلورنتين بالغة الأهمية لفهم التاريخ المبكر للجوانب الطبية للشيكولاته؛فتذكر الوثيقة أن الأزتيك حذروا ضد الشراب المفرط للكاكاو المعد من الحبوب غير المحمصة، لكنهم مدحوا تناوله إذا استخدم باعتدال؛ فذكروا أن شرب كميات كبيرة من الكاكاو الأخضر تصيب المرء بالارتباك و التشوش، لكن إذا استعمل بكمية معقولة، فذلك الشراب منشط ومنعش في الوقت نفسه. ويكشف مقطع آخر من مخطوطة فلورنتين أن الكاكاو يخلط بمنتجات طبية مختلفة ويستعمل لمعادلة أو إخفاء نكهة الأدوية ذات المذاق الكريه. ذكر مخبرو ساهاخون أيضاً أن المنتج المحلي المعروف باسم quinametli والذي عرفوه على أنه «عظام شعب من القدماء اسمهم العمالقة» كان يمزج بالشيكولاته ويستعمل لمعالجة الزحار الدموي.

وصول الشيكولاته إلى أوروبا

في حين أن العديد من النصوص الحديثة ومواقع الإنترنت تزود القراء بسنة محددة وحدث معين فيما يتعلق بوصول الشيكولاته إلى أوروبا لأول مرة، يدور جدل دائم بين مؤرخي الغذاء حول «أوائل الأشياء»، وما يسمى بالوصول «الأول» للشيكولاته إلى أوروبا هو محل للتخمين - ناهيك عن الخرافات . ربما طرحت الشيكولاته في أوروبا لأول مرة عن طريق البلاط الأسباني في العام 1544، حيث يقال أن الرهبان الدومنيكيين جلبوا بعض نبلاء المايا لمقابلة الأمير فيليب. وفي خلال قرن من وصول الأسبان إلى المكسيك، انتشرت الاستعمالات المطبخية والطبية للشيكولاته من المكسيك إلى أسبانيا، وفرنسا، وإنجلترا، وبقية بلدان أوربا الغربية (عبر أسبانيا والبرتغال) ومن المحتمل أمريكا الشمالية أيضاً (عبر المستوطنة الأسبانية في سانت أوغسطين، فلوريدا).

وفي كافة أرجاء أوروبا، اعتُبرت الشيكولاته شرابا «غريبا» - يتنافس مع القهوة والشاي - وقد طور المستهلكون بسهولة شغفهم ورغبتهم في هذا الشراب الداكن، «المثير» على خلاف العادة. في إنجلترا ظهرت مقاهي الشيكولاته، وفيها تناقش الرجال الأغنياء من ذوي النفوذ، حول السياسة والشؤون العالمية وهم يحتسون أقداح الشيكولاته الحارة .

وفي الحقيقة، فإن ما يسمى «بمقهى زقاق الملكة على الشارع العام»، بمدينة أكسفورد، بدأ تقديم القهوة والشيكولاته في 1650 وما زال يقدم المشروبين حتى اليوم في القرن الحادي والعشرين.

الشيكولاته كغذاء

الشيكولاته كدواء

من القرن السادس عشر إلى أوائل القرن التاسع عشر، وثقت العديد من تقارير السفر والنصوص الطبية الأوروبية المميزات المفترضة والقيمة الطبية للشيكولاته. وباستعمال مقتنيات مكتبة الكونجرس، والمتحف البريطاني، وجامعة كاليفورنيا، بالإضافة إلى ترجمات المخطوطات الأصلية الموجودة في أرشيفات مختلفة في المكسيك، وأسبانيا، وغيرهما، تعرف فريق بحثي على أكثر من 100 استعمال طبي للشيكولاته موصوف من قبل الأطباء خلال السنوات الـ475 الماضية.

وسنعرض هنا مقاطع موجزة من النصوص الغنية المتعلقة بالشيكولاته من دراسات تاريخية مختارة. وتكشف هذه العينات أن منتجات الشيكولاته كانت تستخدم لمعالجة عدد كبير من الاضطرابات البشرية:

- في عام 1577، كتب فرانسيسكو هرنانديز Hernondez أن معجون الكاكاو الصافي المعد كشراب يعالج مرض الكبد والحمى؛ وذكر أيضاً أن حبوب الكاكاو الأرضية المحمصة المخلوطة بالراتنج كانت فعالة ضد الزحار، وأن مشروبات الشيكولاته كانت توصف عموماً للمرضى المصابين بالنحافة ليكتسبوا «لحما».

- في عام 1592 ،سجل أوغسطين فارفان Farfan أن الفلفل الحار، وعشب الراوند، والفانيليا كانت تستعمل من قبل الأزتيك كمسهلات، وأن مشروبات الشيكولاته التي تقدّم حارة استخدمت كمسهلات قوية.

- كتب خوزيه دي أكوستا de Acosta (1604) أن الفلفل الحار كان يضاف أحياناً إلى مشروبات الشيكولاته ،وأن أكل معجون الشيكولاته مفيد لاضطرابات المعدة.

- في عام 1624، استنتج سانتياجو دي بالبيردي de Valverde أن شرب الشيكولاته بكميات كبيرة جدا، يفيد في معالجة أمراض الصدر، لكنها إذا شربت بكميات صغيرة كانت مفيدة كعلاج لاضطرابات المعدة.

- في عام 1631، ذكر كولمينيرو دي ليديسما de Ledesma، أن الكاكاو يحافظ على صحة المستهلكين، ويجعلهم سمانا، ويحسن طباعهم، وكتب أن شرب الشيكولاته مقو جنسي، ويؤدي إلى الحمل في النساء، ويسهل الولادة، كما ادعى أيضاً أن الشيكولاته تساعد الهضم وتشفي السل.

- وصف توماس جايج Gage (1648) استعمالا طبيا للشيكولاته التي تُعد بالفلفل الأسود وتستخدم لمعالجة «الكبد الباردة». وكتب جايج أن الشيكولاته المخلوطة بالقرفة تزيد جريان البول ،وأنها تمثل طريقة فعالة لمعالجة اضطرابات الكلية.

- في عام 1662، كتب هنري ستاب Stubbe أن المستهلكين يجب أن يتناولوا المشروبات الشوكولاتية مرة أو مرتين يوميا لتخفيف التعب الناتج عن أنشطة العمل المرهقة، وذكر أن تناول زيت الكاكاو فعال في معالجة التسمم بالإرجوت، كما وصف أيضاً طبخة طبية تصنع من الشيكولاته الممزوجة بفلفل جامايكا، وتستعمل لمعالجة اضطرابات الطمث، ومستحضرات شوكولاتية أخرى ممزوجة بالفانيليا لتقوية القلب ولتحسين الهضم.

- ذكر وليام هيوز Hughes (1672) أن من الممكن معالجة السعال بشرب الشيكولاته الممزوجة بالقرفة أو جوز الطيب nutmeg؛ وكتب أن الشيكولاته تغذي الجسم، وتساعد على النوم، وتعالج «البثور، والأورام، والتورمات التي تصيب عموماً رجال البحر الأشداء الذين كانوا يبقون لفترة طويلة محرومين من الطعام الطازج»، وهي أعراض قريبة من أعراض الأسقربوط.

- في عام 1685، كتب سلفستر دوفور Dufour أن الشيكولاته الطبية تحتوي عموماً على بذرة اليانسون كمكون، وأن مثل هذه الخلطات كانت تستعمل لمعالجة اضطرابات الكلية والمثانة. وقد وصف نوعا من الشيكولاته الطبية الممزوجة بنبات البقسة Bixa orellana التي ينتج عنها منتج ذا لون أحمر قان، يستعمل لمعالجة «حمى الحُب».

- في عام 1687، ذكر نيكولاس دي بليني de Blégny أن الشيكولاته الممزوجة بشراب الفانيليا تلطّف التهابات الرئة وتقلل «شراسة السعال». وقد ميّز الشيكولاته الطبية بأنها تلك التي تضم مكوناتها «شراب العملات المعدنية»، «قطرات من الصبغة الذهبية»، و «زيت الكهرمان»، والتي تُعالج خفقان القلب وعسر الهضم.

- في عام 1718، كتب دو كيلوس De Quélus أن شرب الشيكولاته مغذ و ضروري للصحة الجيدة؛ وقال أن شرب الشيكولاته «يُصلح الأرواح المنهكة»، ويحافظ على الصحةً، ويطيل حياة الرجال المسنين. وبالإضافة إلى ذلك، ادعى أن الأونصة1 الواحدة من الشيكولاته تحتوى على نفس قدر الغذاء الذي يحتويه رطل2 كامل من لحم البقر.

- ادعى أنطونيو لافيدان Lavedan ((1796 أن الشيكولاته تكون مفيدة فقط إذا شُربت في الصباح، وحذر بقوة من مغبة تناول هذا الشراب في فترة بعد الظهر؛ وكتب أن الشيكولاته لوحدها - بدون غذاء آخر - يمكنها أن تجعل المستهلكين يعيشون أقوياء البنية وأصحاء لعدة سنوات، وأشار إلى أن شرب الشيكولاته يطيل العمر.

- وفي عام 1825، كتب بريلا-سافاران Brillat-Savarin أن الشيكولاته تمثل «غذاء صحيا،مستساغ الطعم، وسهل الهضم، وترياق للمضايقات المنسوبة إلى القهوة». وادعى أن الشيكولاته كانت أفضل ملاءمة لذوي المهن التي تحتاج جهدا عقليلا، وخصوصاً رجال الدين، والمحامين، والرحالة، وأوصى بإعداد الكاكاو الممزوج بغبار العنبر لمعالجة لتأثيرات المرضية للصداع الناجم عن الإفراط في تعاطي الكحول.

- في عام 1846، ذكر أوجست سان أرومان Saint-Arroman أن الشيكولاته - برغم أنها مناسبة لكل من المسنين والضعفاء - كانت خطرة إذا شربها الصغار. وقد ذكر وصفة للشيكولاته الطبية تتضمن برادة الحديد، وتستعمل لمعالجة داء الاخضرار chlorosis في النساء. وتتسم دراسة سان أرومان عن الشيكولاته بكونها مثيرة للاهتمام لأسباب أخرى؛ فقد ذكر وصفة تُعد فيها الشيكولاته من الكاكاو المحمص، والسكر، ومواد عطرية، مثل الزنجبيل، والفلفل الحلو، والقرنفل، وأحياناً الفانيليا والقرفة. وكتب أيضاً أن نوعا شائعا من الشيكولاته الأسبانية كان يحتوي على بصلة جذر نبات الفستق الأرضي، والمعروف أكثر باسم الفول السوداني، والذي دجّن أولياً في الأمريكتين (ربما البرازيل)، أُخذ إلى أوروبا وبدأت زراعته هناك كمحصول حقلي. يمثل تقرير سان أرومان أحد أوائل التقارير التي وثقت مزج الشيكولاته والفول السوداني، سواء كدواء أو كغذاء، وهو المزيج الذي يمثل اليوم - في القرن الحادي والعشرين- خليطا مفضلا لملايين المستهلكين في جميع أنحاء العالم.

في حين وصفت الشيكولاته في القرون الماضية للمرضى الذين يعانون من «ألفا إلى الأوميجا» (من فقر الدم، والذبحة الصدرية، والربو إلى الهزال، والضعف، والديدان)، فقد ظل تاريخها الطويل في المعالجة الطبية محل جدل كبير. وفي حين لا يدّعي أطباء القرن الحادي والعشرين أن الشيكولاته تعالج السرطان، أو النقرس، واليرقان، والروماتيزم، والأسقربوط، وعضة الأفاعي، أو الزهري (كما كان يدعى في الماضي)، فإن دراسة التقارير التاريخية تُظهر خمسة استعمالات معقولة للشيكولاته متعلقة بالطب:

1- للمرضى المصابين بالهزال لكي يستعيدوا وزنهم - وهي معالجة مهمة بالتأكيد للمصابين بالأمراض المسببة للهزال مثل السل.

2- لتحفيز الأنظمة العصبية للمرضى الضعفاء، خصوصاً أولئك الذين يعانون من اللا مبالاة، أو الإعياء، أو التعب - وهو عمل يمكننا الآن عزوه إلى الثيوبرومين والكافيين الموجودين في الشيكولاته.

3- لتهدئة، وتسكين المرضى المعروفين بأنهم «مفرطي التحفز»، خصوصاً أولئك الذين يعانون من العمل المرهق أو «النشاط العقلي الوخيم» - وهنا، أحاسيس الطعم والنكهة الممتعة، مقترنة بتأثير مسبب للاسترخاء، هي التي تُنتج المزاج اللطيف.

4- لتحسين الهضم والإخراج؛ يقال أن الشيكولاته تقوي، وتلطف، أو تسكّن «المعدة الراكدة»، وتنشط الكلى وتسرّع جريان البول، وتحسن وظيفة الأمعاء، وتلين البراز، وتخفف أو حتى تشفي البواسير.

5- لربط المكونات الطبية ولإخفاء النكهات الكريهة للأدوية، وهي استعمالات تنعكس في وجهة النظر الحديثة القائلة بأن «قليلاً من الشيكولاته تخفض من جرعات الأدوية».

وبرغم أن ذلك ليس ثابتا طوال الوقت، هناك تقارير تاريخية مثيرة أيضاً تقترح أن أكل أو شرب الشيكولاته له تأثير إيجابي على المرضى يتخطى مجرد تأثير العلاج الغُفل ومتعة تناول هذا الطعام. كتب هيوز في عام 1672 أن شرب الشيكولاته يخفف تشنجات الربو؛ وكتب ستاب في عام 1662 أن شرب الشيكولاته يزيد من إفراز حليب الثدي لدى المرضعات؛ كما اقترح دي ليديسما في عام 1631 أن شرب الشيكولاته يمكنه طرد الحصيات الكلوية.

وقد تعرّف العلم الحديث على التأثير الموسّع للأوعية والمدر للبول الذي يلي تناول الشيكولاته، ومع الطاقة العالية للشيكولاته، فإن مفهوم أن الشيكولاته قد تكون مدرة للحليب يجبأن يوضع في الاعتبار على أقل تقدير.

لكن الشيكولاته، بالطبع، ليست دواء عاما لجميع أمراض الحياة. وبالإضافة إلى التأثيرات الطبية الإيجابية والمحتملة الموثقة جيدا في الوثائق التاريخية لتناول الشيكولاته، تعرض هذه النصوص نفسها ادعاءات أخرى يمكن إسقاطها من الاعتبار: فعالة ضد التسمم بالإرجوت (حسب ادعاء ستاب في عام 1662)؛ فعالة في تأخير ظهور الشعر الأبيض في الرجال (حسب ادعاء لافيدان في عام 1796)؛ فعال في تقليل حجم الأورام / البثور (حسب ادعاء هيوز في عام 1672).


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الأبحاث الميدانية الحديثة حول الشيكولاته

على مدى قرون، استعملت الشيكولاته كغذاء و دواء في العديد من مناطق العالم. ومنذ العام 2000، أجرى باحثون من جامعة كاليفورنيا في ديفيز، بقيادة لويس جريفيتي، دراسة ميدانية في بلدان مختارة من أمريكا الوسطى وبلدان الكاريبي حيث قاموا بتجميع معلومات عن الاستعمالات المطبخية، والصحية، و الطبية للشيكولاته كما يذكرها السكان المحليون.

المكسيك. في المنطقة الجغرافية لشعب Mixtec Alta في وادي أوكساكا المركزي فالي بالمكسيك، ذكر المعالجون التقليديون أن مشروبات الشيكولاته توصف لمعالجة التهاب الشعب الهوائية. وفي تلك المنطقة، يستخدم المعالجون التقليديون حبوب الكاكاو لمعالجة الحالة الطبية المعروفة باسم espanto أو susto، وهي مرض يعتقد أنه ينتج عندما يروّع الأشخاص أو تتم إخافتهم فجأة؛ وتعكس معالجة هذا المرض الأهمية الكبرى للكاكاو في ذلك المجتمع، والقيمة التي يخلعها على حبوب الكاكاو: يعود كل من المريض والمعالج إلى نفس الموقع الذي حدثت فيه التخويف: يجلب المُعالج كميات من التبغ، وأقداح من المشروبات المتخمرة، والأعشاب، وحبوب الكاكاو. يغذي المعالج الأرض بزراعة حبوب الكاكاو كنوع من الدفع إلى القوى التي سببت المرض.

أما التفسير الذي ذكره السكان المحليون لذلك فهو أنه عند إعادة الثروة إلى الأرض (في عصور ما قبل الغزو الأسباني، استخدمت حبوب الكاكاو كنوع من المال)، يتبدد الشر الذي سبب الخوف، ومن ثم فإن الشخص الذي يعاني من تلك الحالة يمكن علاجه واستعادة صحته.

وفي أماكن أخرى من منطقة إل إستمو بشرق أوكساكا، يذكر السكان أن المشروبات الشيكولاتية كانت تقدم عموماً إلى الأطفال في وجبة طعام الصباح كضرب من التعاويذ التي تحمي الأطفال ضد لدغ العقارب، أو النحل، أو الزنابير.

تتضمن الاستعمالات الأكثر إثارةً للشيكولاته في المكسيك طقوسا ثقافية قديمة ممزوجة مع مظاهر خادعة للمسيحية؛ فالاحتفال المسمى "بيوم الموتى" يمتد ما بين 31أكتوبر إلى الثاني من نوفمبر.

في الوقت الحاضر، تلعب الشيكولاته دورا مركزيا في الحياة الثقافية/ الاجتماعية للعائلات المكسيكية. أثناء احتفالات يوم الموتى، يجب أن ينجز الأحياء التزاماتهم نحو الموتى، وهي مسؤولية تعرف باسم guelaguetza (التبادلية). تحضّر الشيكولاته محلياً على هيئة كرات، وأقراص، وكمشروبات حارة يتم تبادلها بين الأصدقاء والأقرباء. توضع الأطعمة، والمشروبات، وخصوصاً منتجات الشيكولاته على ofrendas مناضد القرابين / مذابح مقامة في البيوت والمقابر المحلية .

تقدّم الشيكولاته في صورة صلبة أو سائلة لإحياء ذكرى الأطفال المتوفين في ليلة الحادي والثلاثين من أكتوبر، وهو اليوم المعروف تحديدا باسم «يوم الملائكة الصغار Dia de los Angelitos؛ ويكرّم البالغين الميتين بتقديم الشيكولاته في الأول من نوفمبر في يوم جميع القديسين أو Todos Santos ؛ تزور العائلات المقابر في الليل حيث يتجمعون في جو عائلي للتفكير بالموتى وتذكرهم. وخلال «نوبة» المساء، يتناول أفراد الأسرة مشروب الشيكولاته الحارة.

أما المسيحيون المخلصون في أوكساكا، فيستخدمون الشيكولاته في احتفالات دينية أخرى أيضاً. يستهل يوم 25 ديسمبر الأيام الإثنا عشر لعيد الميلاد، وهي فترة تمتد عبر بداية السنة الجديدة وتنتهي في السادس من يناير (عيد الظهور: وهو التاريخ التقليدي لوصول المجوس إلى بيت لحم).

وخلال يوم وليلة الخامس من يناير، تتم زيارة بيوت الأهل والأصدقاء، ويقدم للضيوف طعام احتفالي يسمى «خبز الملوك الثلاثة». يؤكل هذا الخبز بالشيكولاته الحارة، ويعد باستخدام الماء أو الحليب.

جمهورية الدومنيكان. لازالت مشروبات الشيكولاته واسعة الاستخدام في جمهورية الدومنيكان كدواء تقليدي، سواء لتحسين وظيفة الكلية، أو لعلاج فقر الدم، أو لإيقاف الإسهال. توصف الشيكولاته من قبل المعالجين لعلاج التهاب الحنجرة، وتهدئة «الأدمغة المُجهدة أكثر من اللازم» (بين الأشخاص المنخرطين في تفكير عميق)، ولتسكين أوجاع المعدة. وتذكر نصوص أخرى أن مشروبات الشيكولاته الممزوجة مع البصل وحليب جوز الهند تخفف أعراض الزكام؛ وأن مشروبات الشيكولاته تقوي الرئتين وتنشط الجسم.

كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية. عمل أعضاء فريق جامعة كاليفورنيا أيضاً بين جالية الهنود الحمر في ماديرا ،وهي بلدة صغيرة في وادي سان جوكين بكاليفورنيا، والذين تعود جذورهم الثقافية إلى ولاية أوكساكا في جنوب المكسيك. وتركز البحث عن معرفة مدى مواصلة أو هجر العادات والتقاليد المتعلقة بالشيكولاته بعد الهجرة إلى الولايات المتحدة.

قرر السكان الذين التقى بهم فريق البحث أن الشيكولاته تستهلك بثلاثة طرق في ماديرا:

(1) كشامبورادو Champurado ، وهو مزيج من الشيكولاته، ودقيق الذرة الصفراء، والماء المغلي.

(2) كشراب أساسي يعد بالماء أو الحليب؛ أو

(3) كمول Mole، وهي صلصة شيكولاته تقدم عادة مع صحون الديك الرومي في الأعياد.

أما وصفات أوكساكا المفضلة التي تُعد عادة بمزج الكاكاو، والسكر، والقرفة، واللوز فمرغوبة ومُفتقدة على نطاق واسع - لدرجة أن الأفراد الذين يعودون إلى أوكساكا في زيارات قصيرة يعطون "قوائم للطلبات" لتلبيتها وجلبها إلى ماديرا، وهي مواد تتضمن الشيكولاته أوكساكية الطراز .

أما الشيكولاته على الطراز الأمريكي، والمتوفرة على نطاق واسع في كافة أرجاء الجالية، فتؤكل أيضا، لكنها لا تعتبر شيكولاته «حقيقية»، أو من الأنواع المرغوبة كثيرا هناك.

كان الهنود الذين تمت دراستهم في كاليفورنيا جالية تمر بمرحلة انتقالية وكان أفرادها يمرون بمستويات مختلفة من المثاقفة (الاستيعاب الثقافي). ومع ذلك، فقد أظهروا وجود استعمال ثابت وقوي للشيكولاته في السياق الطبي؛ فقد ذكر المستجيبون أن شرب الشيكولاته بانتظام يعد صحيا؛ وأن الشيكولاته الممزوجة مع البيض الطازج المخفوق تقوم التعب؛ وأن الشيكولاته الممزوجة بالشاي العشبي المحضر من المنزنيلة (شراب أسباني) تلطف الألم ؛ وأن الشيكولاته الممزوجة بالقرفة والحرملruda تخفف أوجاع المعدة.

عولمة الشيكولاته

ذكرنا أن الشيكولاته هي أكثر من مجرد شراب، وأكثر من حلوى، وأن الشيكولاته هي أكثر من مجموع كيماوياتها النباتية phytochemicals المثيرة للاهتمام. إن تذوق الشيكولاته هو أن تتقاسم اتصالا مشتركا عبر التاريخ - من الأولمكيين الأوائل قبل أكثر من ثلاثة آلاف سنة، إلى فترة مشروبات الكاكاو المزبدة التي كانت تُعد في بلاط الملك مونتيزوما، إلى عصر قالب الشيكولاته الحديث في القرنين العشرين والحادي والعشرين.

نُشر مؤخراً عدد من الكتب عن علم النبات، والاقتصاد، والتاريخ، والمعرفة، والخصائص الطبية / الغذائية المتعلقة بالشيكولاته. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن للمهتمين بتاريخ و«علم» الشيكولاته أن يجدوا معلومات مفيدة على شبكة الإنترنت: فالبحث بكلمات الدليلية «شيكولاته»

chocolate و«كاكاو» caca، سيظهر آلاف العناوين للكتب ونحو 98 مليون موقع ويب (في مارس 2005، على موقع Google، على سبيل المثال).

تدعي مئات من هذه المواقع أنها تضم «حقائق» شوكولاتية «حقيقية» و«تأريخ زمنية صحيح للشيكولاته»، وبعض هذه صحيح عموماً، لكن هناك مواقع أخرى، على أية حال، تتلاءم أكثر مع عالم القصص، في حين أن الأغلبية تكتفي بنسخ التواريخ والأحداث المتعلقة بالشيكولاته من موقع لآخر دون فحص نقدي بخصوص مصدر المعلومات وما إن كانت المعلومات صحيحة أم لا.

ومن المثير للاهتمام أكثر، بدلاً من ذلك، أن تبحث في الويب عن خصائص اجتماعية -ثقافية معينة متعلقة بالشيكولاته: ابحث عن الإعلانات المتعلقة بالشيكولاته في المجلات، والصحف، واللافتات؛ أو المقتنيات المتعلقة بالشيكولاته، سواء الصناديق والعلب، أو قوالب الحلوى، أو الملصقات ، أو عن قدور / كؤوس / صحون الشيكولاته، وحتى الدمى المتعلقة بالشيكولاته. وما يصادفه المرء خلال عمليات البحث هو التعرف على مدى توافق الشيكولاته مع العديد من ملامح الثقافات في كافة أنحاء العالم، وكيف تربط بين الشعوب والثقافات عبر الفضاء الزمني والجغرافي - من النمسا إلى زامبيا، من أمريكا الجنوبية والوسطى قبل الاستعمار الأسباني إلى المرحلة المشتركة في القرن الحادي والعشرين: أصبحت الشيكولاته جزءا من «البريق الاجتماعي» للملايين في كافة أنحاء العالم اليوم.

تكشف الأبحاث المتعلقة بالشيكولاته افتتانا عالميا ثابتا بهذا الغذاء الرائع. قد يعدل أكل الشيكولاته العقل ويكون ممتعا للمستهلكين بسبب محتواها من الثيوبرومين theobromine. لكن الشيكولاته أكثر من ذلك؛ فالشيكولاته تعدل العقل من خلال عدد كبير من الأحاسيس الممتعة كأحاسيس الطعم والنكهة التي تغرق الفم، واستدعاء ذكريات الطفولة، والشباب، والكهولة لدى المستهلك. وليست الشيكولاته مثل الأطعمة الأخرى: فذكريات تناول القرنبيط، والكبد، واللفت مثلا ليس لها مثل هذه الأماكن في القلب، لكن ذكريات الشيكولاته تسمح للمستهلكين بتذكير الأيام الرائعة والأحداث الممتعة. وإذا كان هناك «تاريخ حقيقي للشيكولاته،» فسيبقى مراوغا إلى الأبد، فخيوطه طويلة جداً، ومتشابكة جداً لدرجة لا يمكن معها أن تنحل بالكامل أبداً.

تمتد آثار الشيكولاته عبر أغلب حقول العلوم البشرية (الفن، الأدب، الموسيقى، الشعر، المسرح)، وعلوم الاجتماعيات (علم الأجناس البشرية، الاقتصاد، الجغرافيا، التاريخ، علم النفس، علم الاجتماع)، بالإضافة إلى العلوم الطبية والزراعية والأحيائية، لكن ربما كان هذا اللغز تحديدا- وهو ما أغراني بكتابة هذ االمقال - بالإضافة إلى الابتكارية البشرية اللانهائية في استعمالها، ستضمن أن تبقى الشيكولاته واحدة من أكثر الأطعمة المثيرة للاهتمام على ظهر هذا الكوكب!