عبد الله البردوني - لص تحت الأمطار

من معرفة المصادر

الليل خريفى أرعن

يهمى..يدوى..يروى..يطعن

يستل حرابا ملهبة

يستلقى كالجبل المثخن

يأتى ويعود كطاحون

أحجارا وزجاجا يطحن

يعدو كالأدغال الغضبى

يسترخى يفغر كالمدفن

يعرى...يتزيا...يتبدى

أشكالا...يبسم...يتغضن

فى كل جدار يتلوى

وبكل ممر ... يتأسن

وبلا أسماء يتسمى

وبلا ألوان ... يتلون

ويشم بأذنيه , يرنو

قلقا كرقيب يتكهن

من أين أمر ؟ هنا وكر

ملعون...رادته ألعن

وخصصوصيات... واقفة

تهذى كالمذياع الألكن

وتقل براميلا تسطو

تحت الأضواء ولا تسجن

أخشابا جد مبروزة

بأسامى ناس تتزين

وهنا شباك يلحظنى

شبح فى وجهى يتمعن

شئ...يهتز كعوجسة

وعلى قدميه...يتوثن

باب يستجلى...زاوية

تصغى...منعطف كالمكمن

قنديل يسهو كالغافى

ويعى كغبى يتفطن

كبرئ عاص يتلقى

اعداما عن حكم معلن

ما هذا ؟ جمع مصطخب

يعوى أو يشدو...يتفنن

حفر ترتج روادفها

حزم من قش تتلحن

طرب فى ذا القصر العالى

أو عرس فى هذا المسكن

ولماذا أحسد من يبدو

فرحا من عيشته ممتن ؟

لا ... لست لئيما يؤسفنى

أن يهنا غيرى فى مأمن

لكن مسرات الهانى

توحى للعانى أن يحزن

حسنا , كف المطر الهامى

وبدأت كدربى أتعفن

وأخذت كأمسى أهمى

أترمد...أدمى...أتعجن

أيسارا يا (صنعا) أمضى

أم انتهج الدرب الأيمن

هل هذا الأحسن أم هذا ؟

يبدو لا شئ هنا أحسن

فلتقدم يا (فرحان) بلا

خوف..ما جدوى أن تأمن

أقدمت..أظن بلا ظن

وبدون يقين أتيقن

ومضيت , مضيت..وصلت الى

حى..كدخيل يتيم

فهنا اقطاعى دسم

وهنا اقطاعى أسمن

هذا ما أعى حارسه

بل هذا حارسه أخشن

والدار الشامخة الأخرى

تبدو أغنى..لكن أحصن

وهناك عجوز وارثة

تعطى...لو عندى ما أرهن

هل أغشى منزلها ؟ أغشى

فلعل فوائده أضمن

لا , لا ... فيه جبن امرأة

وأنا لو أخنقها أجبن

البنك حراسته اقوى

ويقال ودائعه أثمن

لو كان الأمر حراسته

لحسبت صعوبته أمكن

البنك مغالة أخرى

تحتاج لصوصا من (لندن)

كل الأموال مسلحة

بفنون الارهاب المتقن

فلأرجع , حسنا...لا أدرى

أرجوعى...أم تيهى أغبن ؟

سيهل غد ... ولد طرق

أنقى ... ومتاعبه أهون

وبدأت أحس بزوغ فتى

غيرى , من مزقى يتكون