طهمورث

من معرفة المصادر

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ذکر طهمورث زیناوند و ماجری فی عهده

قال صاحب الكتاب ثم ورث مكان هوشنغ ابنه طهمورث. فسلك منهج أبيه فى تمهيد قواعد العدل، و إحياء محامد السير، و إخراج دقائق الصناعات، بجودة الذكاء، و فخامة الرأى. و هو أوّل من أمر يجز الأصواف و عزالها و اتخاذ البسط منها. و كذلك هو أوّل من علق الشعير.

و فى زمانه ظهر تعليم الجوارح الصيد، مثل الباز و الشاهين و غيرهما من ذوات المناسر و المخالب.

و كذلك هو أوّل من اتخذ الفهود و كلَّبها لما أعجبه لونها و ذكاؤها و وثوبها. فسخرها اللّه تعالى له‏.

و كان له وزير موصوف بحسن السيرة و سداد الطريقة فلم يزل يرشده الى معالى الأمور، و مكارم الأخلاق، و بث المعدلة بين كافة الرعية، و ملاحظة أحوالهم بنظر الرأفة و الرحمة. ثم أنه سجن عفريتا من الجن فاجتمعت الجن كلهم على مخالفته، و خلع ربقة طاعته، و احتشدوا لمحاربته. فلما أحسن بذلك ناجزهم الحرب فنصر عليهم، و أوثق بعضهم بالرقى و السحر، و استذل البعض تحت و وطأة القهر. فطلبوا الأمان، و قالوا ان كففت عنا يد القتل، و وطأت لنا جانب العفو أطلعناك على سر من الرموز التى لا بد للملوك منها. فآمنهم على ذلك فعلموه الخط و الكتابة على ثلاثين نوعا من‏ الألسنة المختلفة، من الرومية و العربية و الفهلوية و غيرها من أنواع الألسنة. و ذلك مبدأ ظهور الخط بين الخلق. ثم انه هجم عليه الموت و تل عرشه، و جعل تراب الأرض فرشه. و كانت مدة ملكه ثلاثين سنة.