صحيح البخاري - كتاب تفسير القرآن

من معرفة المصادر

68 - كتاب التفسير. {الرحمن الرحيم} اسمان من الرحمة، الرحيم والراحم بمعنى واحد، كالعليم والعالم.

1 - باب: ماجاء في فاتحة الكتاب.

وسميت أم الكتاب أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة. والدين: الجزاء في الخير والشر، كما تدين ندان. وقال مجاهد: {بالدين} /الماعون: 1/، /الانفطار: 9/: بالحساب. {مدينين} /الواقعة: 86/: محاسبين. 4204 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن شعبة قال: حدثني خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن المعلى قال: كنت أصلي في المسجد، فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبه، فقلت: يا رسول الله، إني كنت أصلي، فقال: (ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}). ثم قال لي: (لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد). ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: ألم تقل: (لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن). قال: ({الحمد لله رب العالمين}: هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته). [4370، 4426، 4720]

2 - باب: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين}.

4205 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا قال الإمام: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين}. فقالوا آمين، فمن وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه).

[747] سورة البقرة.

3 - باب: قول الله: {وعلم آدم الأسماء كلها} /31/.

4206 - حدثنا مسلم بن إبراهيم: حدثنا هشام: حدثنا قتادة، عن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال لي خليفة: حدثنا يزيد ابن زريع: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يجتمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا، فيأتون آدم فيقولون: أنت أبو الناس، خلقك الله بيده، وأسجد لك ملائكته، وعلمك أسماء كل شيء، فاشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا. فيقول: لست هناكم، ويذكر ذنبه فيستحي، ائتونا نوحا، فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض. فيأتون فيقول: لست هناكم، ويذكر سؤاله ربه ما ليس ليه به علم فيستحي، فيقول: ائتوا خليل الرحمن. فيأتونه فيقول: لست هناكم، ائتوا موسى، عبدا كلمه الله وأعطاه التوراة. فيأتونه فيقول: لست هناكم، ويذكر قتل النفس بغير نفس، فيستحي من ربه فيقول: ائتوا عيسى عبد الله ورسوله، وكلمة الله وروحه. فيقول: لست هناكم، ائتوا محمد صلى الله عليه وسلم، عبدا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فيأتونني، فأنطلق حتى أستأذن على ربي فيؤذن لي، فإذا رأيت ربي وقت ساجدا، فيدعني ما شاء الله، ثم يقال: ارفع رأسك، وسل تعطه، وقل يسمع، واشفع تشفع. فأرفع رأسي، فأحمده بتحميد يعلمنيه، ثم أشفع، فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة، ثم أعود إليه، فإذا رأيت ربي، مثله، ثم أشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة، ثم أعود الرابعة فأقول: ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن، ووجب عليه الخلود). قال أبو عبد الله: إلا من حبسه القرآن، يعني قول الله تعالى: {خالدين فيها}. [6197، 6975، 7002، 7078، وانظر: 3182] 4 - باب: قال مجاهد: {إلى شياطينهم} /14/: أصحابهم من المنافقين والمشركين. {محيط بالكافرين} /19/: الله جامعهم. {صبغة} /138/: دين. {على الخاشعين} /45/: على المؤمنين حقا. قال مجاهد: {بقوة} /63/: يعمل بما فيه. وقال أبو العالية: {مرض} /10/: شك. {وما خلفها} /66/: عبرة لمن بقي. {لا شية} /71/: لا بياض. وقال غيره: {يسومونكم} /49/: يولونكم. الولاية - مفتوحة - مصدر الولاء، الربوبية، وإذا كسرت الواو فهي الإمارة. وقال بعضهم: الحبوب التي تؤكل كلها فوم. وقال قتادة: {فباؤوا} /90/: فانقلبوا. وقال غيره: {يستفتحون} /89/: يستنصرون. {شروا} /102/: باعوا. {راعنا} /104/: من الرعونة، إذا أرادوا أن يحمقوا إنسانا قالوا: راعنا. {لا تجزي} /48، 123/: لاتغني. {خطوات} /168/: من الخطو، والمعني: آثاره. {ابتلى} /124/: اختبر. 5 - باب: قوله تعالى: {فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون} /22/. 4207 - حدثني عثمان بن أبي شيبة: حدثنا جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن عمرو بن شرحبيل، عن عبد الله قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أي الذنب أعظم عند الله؟ قال: ( أن تجعل لله ندا وهو خلقك). قلت: إن ذلك لعظيم، قلت: ثم أي؟ قال: (وأن تقتل ولدك تخاف أن يطعم معك). قلت: ثم أي؟ قال: (أن تزاني حليلة جارك). [4483، 5655، 6426، 6468، 7082، 7094]

6 - باب: وقوله تعالى: {وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} /57/

وقال مجاهد: المن صمغة، والسلوى الطير. 4208 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا سفيان، عن عبد الملك، عن عمرو بن حريث، عن سعيد بن زيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين). [4363، 5381] 7 - باب: {وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين} /58/ رغدا: واسعا كثيرا. 4209 - حدثني محمد: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن ابن المبارك، عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قيل لبني إسرائيل: {ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة}. فدخلوا يزحفون على أستاههم، فبدلوا، وقالوا: حطة، حبة في شعرة). [3222] 8 - باب: قوله: {من كان عدوا لجبريل}. وقال عكرمة: جبر وميك وسراف: عبد، إيل: الله. 4210 - حدثنا عبد الله بن منير: سمع عبد الله بن بكر: حدثنا حميد، عن أنس قال:

سمع عبد الله بن سلام بقدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في أرض يحترف، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي: فما أول شرط الساعة، وما أول طعام أهل الجنة، وما ينزع الولد إلى أبيه أو إلى أمه؟ قال: (أخبرني جبريل آنفا). قال: جبريل؟ قال: (نعم). قال: ذاك عدو اليهود من الملائكة، فقرأ هذه الآية: ({من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله}. أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب، وأما أول طعام أهل الجنة فزيادة كبد حوت، وإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد، وإذا سبق ماء المرأة نزعت). قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك رسول الله، يا رسول الله، أن اليهود قوم بهت، وإنهم إن يعلموا بإسلامي قبل أن تسألهم يبهتوني، فجاءت اليهود، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أي رجل عبد الله فيكم). قالوا: خيرنا وابن خيرنا، وسيدنا وابن سيدنا. قال: (أرأيتم إن أسلم عبد الله بن سلام). فقالوا: أعاذه الله من ذلك، فخرج عبد الله فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله. فقالوا: شرنا وابن شرنا، وانتقصوه، قال: فهذا الذي كنت أخاف يا رسول الله.

[3151] 9 - باب: قوله: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها} /106/. 4211 - حدثنا عمرو بن علي: حدثنا يحيى: حدثنا سفيان، عن حبيب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال عمر رضي الله عنه: أقرؤنا أبي، وأقضانا علي، وإنا لندع من قول أبي، وذاك أن أبيا يقول: لا أدع شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد قال الله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها}. [4719] 10 - باب: {وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه} /116/. 4212 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن عبد الله بن أبي حسين: حدثنا نافع بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله: كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذبيه إياي فزعم أني لا أقدر أن أعيده كما كان، وأما شتمه أياي فقوله لي ولد، فسبحاني أن أتخذ صاحبة أو ولدا). 11 - باب: قوله: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} /125/. 4213 - حدثنا مسدد، عن يحيى بن سعيد، عن حميد، عن أنس قال: قال عمر:

وافقت الله في ثلاث، أو وافقني ربي في ثلاث، قلت: يا رسول الله، لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى، وقلت: يا رسول الله، يدخل عليك البر والفاجر، فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب، فأنزل الله آية الحجاب، قال: وبلغني معاتبة النبي صلى الله عليه وسلم بعض نسائه، فدخلت عليهن، قلت: إن انتهيتن أو ليبدلن الله رسوله صلى الله عليه وسلم خيرا منكن، حتى أتيت إحدى نسائه، قالت: يا عمر، أما في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعظ نساءه، حتى تعظهن أنت؟ فأنزل الله: {عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات}. الآية.

وقال ابن أبي مريم: أخبرنا يحيى بن أيوب: حدثني حميد: سمعت أنسا، عن عمر. [393]

12 - باب: قوله تعالى: {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت سميع العليم} /127/.

القواعد: أساسه، واحدتها قاعدة. {والقواعد من النساء} /النور:60/: واحدها قاعد. 4214 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله: أن عبد الله بن محمد بن أبي بكر: أخبر عبد الله بن عمر، عن عائشة رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ألم تري أن قومك بنوا الكعبة واقتصروا عن قواعد إبراهيم). فقلت: يا رسول الله، ألا تردها على قواعد إبراهيم؟ قال: (لولا حدثان قومك بالكفر). فقال عبد الله بن عمر: لئن كانت عائشة سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك استلام الركنين اللذين يليان الحجر إلا أن البيت لم يتمم على قواعد إبراهيم. [126]

13 - باب: {قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا} /136/.

4215 - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا عثمان بن عمر: أخبرنا علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية، ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم، وقولوا: {آمنا بالله وما أنزل إلينا} الآية). [6928، 7103]

14 - باب: {سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم} /142/.

4216 - حدثنا أبو نعيم: سمع زهيرا، عن أبي إسحاق، عن البراء رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا، أو سبعة عشر شهرا، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وأنه صلى، أو صلاها، صلاة العصر وصلى معه قوم، فخرج رجل ممن كان صلى معه فمر على أهل المسجد وهم راكعون، قال: أشهد بالله، لقد صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم قبل مكة، فداروا كما هم قبل البيت، وكان الذي مات على القبلة قبل أن تحول قبل البيت رجال قتلوا، لم ندر ما نقول فيهم، فأنزل الله: {وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم}. [40]

15 - باب: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا} /143].

4217 - حدثنا يوسف بن راشد: حدثنا يوسف بن راشد: حدثنا جرير وأبو أسامة، واللفظ لجرير، عن الأعمش، عن أبي صالح. وقال أبو أسامة: حدثنا أبو صالح، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يدعى نوح يوم القيامة، فيقول: لبيك وسعديك يا رب، فيقول: هل بلغت؟ فيقول: نعم، فيقال لأمته: هل بلغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذير، فيقول: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته، فيشهدون أنه قد بلغ: {ويكون الرسول عليكم شهيدا}. فذلك قوله جل ذكره: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا}). والوسط العدل. [3161] 16 - باب: قوله: {وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم} /143/.

4218 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن سفيان، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر رضي الله عنهما: بينا الناس يصلون الصبح في مسجد قباء، إذ جاء جاء فقال: أنزل الله على النبي صلى الله عليه وسلم قرآنا: أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها، فتوجهوا إلى الكعبة. [395]

17 - باب: {قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام}.

إلى: {عما تعملون} /144/. 4219 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا معتمر، عن أبيه، عن أنس رضي الله عنه قال: لم يبق ممن صلى القبلتين غيري.

18 - باب: {ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك}.

إلى قوله: {إنك إذا لمن الظالمين} /145/. 4220 - حدثنا خالد بن مخلد: حدثنا سليمان: حدثني عبد الله بن دينار، عن ابن عمر رضي الله عنهما: بينما الناس في الصبح بقباء، جاءهم رجل فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن، وأمر أن يستقبل الكعبة، ألا فاستقبلوها، وكان وجه الناس إلى الشأم، فاستداروا بوجوههم إلى الكعبة. [395]

19 - باب: {الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق - إلى قوله - فلا تكونن من الممترين} /146، 147/

4221 - حدثنا يحيى بن قزعة: حدثنا مالك، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال:

بينا الناس في الصبح بقباء في صلاة الصبح، إذ جاءهم آت فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن، وقد أمر أن يستقبل الكعبة، ألا فاستقبلوها، وكانت وجوههم الناس إلى الشأم، فاستداروا إلى الكعبة.

[395]

20 - باب: {ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شيء قدير} /148/.
4222 - حدثنا محمد بن المثنى: حدثنا يحيى، عن سفيان: حدثني أبو إسحاق قال: سمعت البراء رضي الله عنه قال: صلينا مع النبي صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس ستة عشر، أو سبعة عشر شهرا، ثم صرفة نحو القبلة.

[40]

21 - باب: {ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وإنه للحق من ربك وما الله بغافل عما تعملون} /149/.

شطره: تلقاؤه. 4223 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا عبد العزيز بن مسلم: حدثنا عبد الله بن دينار قال: سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول:

بينا الناس في الصبح بقباء، إذ جاءهم رجل فقال: أنزل الليلة قرآن، فأمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها، فاستداروا كهيئتهم، فتوجهوا إلى الكعبة، وكان وجه الناس إلى الشأم.

[395]

22 - باب: {ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره - إلى قوله - ولعلكم تهتدون} /150/.

4224 - حدثنا قتيبة بن سعيد: عن مالك، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال:

بينما الناس في صلاة الصبح بقباء، إذ جاءهم آت فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة، وقد أمر أن يستقبل الكعبة، فاستقبلوها، وكانت وجوههم الناس إلى الشأم، فاستداروا إلى القبلة: الكعبة.

[395]

23 - باب: قوله: {إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم} /158/.

شعائر: علامات، واحدتها شعيرة. وقال ابن عباس: الصفوان الحجر، ويقال: الحجارة الملس التي تنبت شيئا، والواحدة صفوانة، بمعنى الصفا، والصفا للجميع.

4225 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه أنه قال:

قلت لعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وأنا يومئذ حديث السن: أرأيت قول الله تبارك وتعالى: {ن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما}. فما أرى على أحد شيئا أن لا يطوف بهما؟ فقالت عائشة: كلا، لو كانت كما تقول، كانت: فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما، إنما أنزلت هذه الآية في الأنصار، كانوا يهلون لمناة، وكانت مناة حذو قديد، وكانوا يتحرجون أن يطوفوا بين الصفا والمروة، فلما جاء الإسلام سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فأنزل الله: {إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما}.

[1561] 4226 - حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا سفيان، عن عاصم بن سليمان قال: سألت أنس بن مالك رضي الله عنه عن الصفا والمروة، فقال: كنا نرى أنهما من أمر الجاهلية، فلما كان الإسلام أمسكنا عنهما، فأنزل الله تعالى: {إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما}. [1565]

24 - باب: قوله: {ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله} /165/.

يعني أضدادا، واحدها ند. 4227 - حدثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله: قال النبي صلى الله عليه وسلم كلمة، وقلت أخرى، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من مات وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار). وقلت أنا: من مات وهو لا يدعو لله ندا دخل الجنة. [1181]

25 - باب: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر - إلى قوله - عذاب أليم} /178/.

{عفي} /178/: ترك. 4228 - حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان: حدثنا عمرو قال: سمعت مجاهدا قال: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول: كان في بني إسرائيل القصاص ولم تكن فيهم الدية، فقال الله تعالى لهذه الأمة: {كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفي له من أخيه شيء} فالعفو أن يقبل الدية في العمد {فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان} يتبع بالمعروف ويؤدي بإحسان {ذلك تخفيف من ربكم ورحمة} مما كتب على من كان قبلكم {فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم} قتل بعد قبول الدية. [6487]

4229/4230 - حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري: حدثنا حميد: أن أنسا حدثهم، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كتاب الله القصاص). (4230) - حدثني عبد الله بن منير: سمع عبد الله بن بكر السهمي: حدثنا حميد، عن أنس: أن الربيع عمته كسرت ثنية جارية، فطلبوا إليها العفو فأبوا، فعرضوا الأرش فأبوا، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبوا إلا القصاص، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقصاص، فقال أنس بن النضر: يا رسول الله، أتكسر ثنية الربيع؟ لا والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يا أنس، كتاب الله القصاص) فرضي القوم فعفوا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره). [2556]

26 - باب: {ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} /183/.

4231 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن عبيد الله قال: أخبرني نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كانت عاشوراء يصومه أهل الجاهلية، فلما نزل رمضان، قال: (من شاء صامه، ومن شاء لم يصمه). [1793]

4232 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا ابن عيينة، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها: كان عاشوراء يصام قبل رمضان، فلما نزل رمضان قال: (من شاء صام ومن شاء أفطر). [1515] 4233 - حدثني محمود: أخبرنا عبيد الله، عن إسرائيل، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبيد الله قال: دخل الأشعث وهو يطعم، فقال: اليوم عاشوراء؟ فقال: كان يصام قبل أن ينزل رمضان، فلما نزل رمضان ترك، فادن فكل. 4234 - حدثني محمد بن المثنى: حدثنا يحيى: حدثنا هشام قال: أخبرني أبي، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصومه، فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه، فلما نزل رمضان كان رمضان الفريضه، وترك عاشوراء، فكان من شاء صامه ومن شاء لم يصمه. [1515]

27 - باب: قوله: {أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا

فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون} /184/. وقال عطاء: يفطر من المرض كله، كما قال الله تعالى. وقال الحسن وإبراهيم في المرضع والحامل: إذا خافتا على أنفسهما أو ولدهما تفطران ثم تقضيان، وأما الشيخ الكبير إذا لم يطق الصيام، فقد أطعم أنس بعد ما كبر عاما أو عامين، كل يوم مسكينا، خبزا ولحما، وأفطر. قراءة العامة {يطيقونه} وهو أكثر. 4235 - حدثني إسحاق: أخبرنا روح: حدثنا زكرياء بن إسحاق: حدثنا عمرو بن دينار، عن عطاء: سمع ابن عباس يقرأ: {وعلى الذين يطوقونه فدية طعام مسكين}. قال ابن عباس: ليست بمنسوخة، هو الشيخ الكبير، والمرأة الكبيرة، لا يستطيعان أن يصوما، فيطعمان مكان كل يوم مسكينا.

28 - باب: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه} /185/.

4236 - حدثنا عياش بن الوليد: حدثنا عبد الأعلى: حدثنا عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قرأ: {فدية طعام مساكين}. قال: هي منسوخة. [1848] 4237 - حدثنا قتيبة: حدثنا بكر بن مضر، عن عمرو بن الحارث، عن بكير بن عبد الله، عن يزيد، مولى سلمة بن الأكواع، عن سلمة قال: لما نزلت: {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين}. كان من أراد أن يفطر ويفتدي، حتى نزلت الآية التي بعدها فنسختها. قال أبو عبد الله: مات بكير قبل يزيد.

29 - باب: {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم} /187/.

4238 - حدثنا عبيد الله، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء. وحدثنا أحمد بن عثمان: حدثنا شريح بن مسلمة قال: حدثني إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء رضي الله عنه: لما نزل صوم رمضان، كانوا لا يقربون النساء رمضان كله، وكان رجال يخونون أنفسهم، فأنزل الله: {علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم}. [1816]

30 - باب: {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد}.

إلى قوله: {يتقون} /187/. "العاكف" /الحج: 25/: المقيم. 4239/4240 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا أبو عوانة، عن حصين، عن الشعبي، عن عدي قال: أخذ عدي عقالا أبيض وعقالا أسود، حتى كان بعض الليل نظر، فلم يستبينا، فلما أصبح قال: يا رسول الله، جعلت تحت وسادي، قال: (إن وسادك إذا لعريض: أن كان الخيط الأبيض والأسود تحت وسادتك).

(4240) - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا جرير، عن مطرف، عن الشعبي، عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله، ما الخيط الأبيض من الخيط الأسود، أهما خيطان؟ قال: (إنك لعريض القفا إن أبصرت الخيطين). ثم قال: (لا، بل هو سواد الليل وبياض النهار).

[1817] 4241 - حدثنا ابن أبي مريم: حدثنا أبو غسان، محمد بن مطرف: حدثني أبو حازم، عن سهل بن سعد قال: وأنزلت: {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود}. ولم ينزل {من الفجر} وكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجليه الخيط الأبيض والخيط الأسود، ولا يزال يأكل حتى يتبين له رؤيتهما، فأنزل الله بعده: {من الفجر} فعلموا أنما يعني الليل من النهار. [1818]

31 - باب: {ليس من البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون} /189/.

4242 - حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء قال:

كانوا إذا أحرموا في الجاهلية أتوا البيت من ظهره، فأنزل الله: {وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها}.

[1709]

32 - باب: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين} /193/.

4243 - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا عبد الوهاب: حدثنا عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما:

أتاه رجلان في فتنة ابن الزبير فقالا: إن الناس ضيعوا وأنت ابن عمر، وصاحب النبي صلى الله عليه وسلم، فما يمنعك أن تخرج؟ فقال: يمنعني أن الله حرم دم أخي، فقالا: ألم يقل الله: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة}. فقال: قاتلنا حتى لم تكن فتنة، وكان الدين لله، وأنتم تريدون أن تقاتلوا حتى تكون فتنة، ويكون الدين لغير الله.

وزاد عثمان بن صالح، عن ابن وهب قال: أخبرني فلان، وحيوة بن شريح، عن بكر بن عمرو المعافري: أن بكير بن عبد الله حدثه، عن نافع: أن رجلا أتى ابن عمر فقال: يا أبا عبد الرحمن، ما حملك على أن تحج وتعتمر عاما، وتترك الجهاد في سبيل الله عز وجل، فد علمت ما رغب الله فيه؟ قال: يا ابن أخي، بني الإسلام على خمس: إيمان بالله ورسوله، والصلاة الخمس، وصيام رمضان، وأداء الزكاة، وحج البيت. قال: يا أبا عبد الرحمن، ألا تسمع ما ذكر الله في كتابه: {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله }. {قاتلوهم حتى لا تكون فتنة}. قال: فعلنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان الإسلام قليلا، فكان الرجل يفتن في دينه: إما قتلوه وإما يعذبونه، حتى كثر الإسلام فلم تكن فتنة، قال: فما قولك في علي وعثمان؟ قال: أما عثمان فكأن الله عفا عنه، وأما أنتم فكرهتم أن تعفوا عنه. أما علي فابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه، وأشار بيده، فقال: هذا بيته حيث ترون. [4373، 4374، 6682، وانظر: 8]

33 - باب: {وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين} /195/.

التهلكة والهلاك واحد. 4244 - حدثنا إسحاق: أخبرنا النضر: حدثنا شعبة، عن سليمان قال: سمعت أبا وائل، عن حذيفة: {وأنفقوا في سبيل ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة}. قال: نزلت في النفقة.

34 - باب: {فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه} /196/.

4245 - حدثنا آدم: حدثنا شعبة، عن عبد الرحمن بن الأصبهاني قال: سمعت عبد الله بن معقل قال:

قعدت إلى كعب بن عجزة في هذا المسجد - يعني مسجد الكوفة - فسألته عن {فدية من صيام}. فقال: حملت إلى النبي صلى الله عليه وسلم والقمل يتناثر على وجهي، فقال: (ما كنت أرى أن الجهد قد بلغ بك هذا، أما تجد شاة). قلت: لا، قال: (صم ثلاثة أيام، أو أطعم ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع من طعام، واحلق رأسك).

فنزلت في خاصة، وهي لكم عامة. [1721]

35 - باب: {فمن تمتع بالعمرة إلى الحج} /البقرة: 196/.

4246 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن عمران أبي بكر: حدثنا أبو رجاء، عن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال:

أنزلت آية المتعة في كتاب الله، ففعلناها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم ينزل قرآن يحرمه، ولم ينه عنها حتى مات، قال رجل برأيه ما شاء.

[1496]

36 - باب: {ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم} /198/.

4247 - حدثني محمد قال: أخبرني ابن عيينة، عن عمرو، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقا في الجاهلية، فتأثموا أن يتجروا في المواسم، فنزلت: {ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم}. في مواسم الحج.

[1681]

37 - باب: {ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس} /199/.

4248 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا محمد بن حازم: حدثنا هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها:

كانت قريش ومن دان دينها يقفون بالمزدلفة، وكانوا يسمون الحمس، وكان سائر العرب يقفون بعرفات، فلما جاء الإسلام، أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأتي عرفات، ثم يقف بها، ثم يفيض منها، فذلك قوله تعالى: {ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس}

[1582] 4249 - حدثني محمد بن أبي بكر: حدثنا فضيل بن سليمان: حدثنا موسى ابن عقبة: أخبرني كريب، عن ابن عباس قال: يطوف الرجل بالبيت ما كان حلالا حتى يهل بالحج، فإذا ركب إلى عرفة فمن تيسر له هدية من الإبل أو البقر أو الغنم، ما تيسر له من ذلك، أي ذلك شاء، غير أنه إن لم يتيسر له فعليه ثلاثة أيام في الحج، وذلك قبل يوم عرفة، فإن كان آخر يوم من الأيام الثلاثة يوم عرفة فلا جناح عليه، ثم لينطلق حتى يقف بعرفات من صلاة العصر إلى أن يكون الظلام، ثم ليدفعوا من عرفات إذا أفاضوا منها حتى يبلغوا جمعا الذي يتبرر فيه، ثم ليذكروا الله كثيرا، أو أكثروا التكبير والتهليل قبل أن تصبحوا، ثم أفيضوا فإن الناس كانوا يفيضون، وقال الله تعالى: {ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم}. حتى ترموا الجمرة.

38 - باب:

{ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} /201/. 4250 - حدثنا أبو معمر: حدثنا عبد الوارث، عن عبد العزيز، عن أنس قال:

كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار).

[6026]

39 - باب: {وهو ألد الخصام} /204/.

وقال عطاء: النسل الحيوان. 4251 - حدثنا قبيضة: حدثنا سفيان، عن ابن جرير، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة ترفعه قال:

(أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم).

وقال عبد الله: حدثنا سفيان: حدثني ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم. [2325]

40 - باب: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب} /214/.

4252 - حدثنا إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام، عن ابن جرير قال: سمعت ابن أبي مليكة يقول: قال ابن عباس رضي الله عنهما:

{حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا}. خفيفة، ذهب بها هناك، وتلا: {حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب}. فلقيت عروة بن الزبير فذكرت له ذلك، فقال: قالت عائشة: معاذ الله، والله ما وعد الله رسوله من شيء قط إلا علم أنه كائن قبل أن يموت، ولكن لم يزل البلاء بالرسل، حتى خافوا أن يكون من معهم يكذبونهم. فكانت تقرؤها: {وظنوا أنهم قد كذبوا}. مثقلة.

[3209]

41 - باب: {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم}. الآية /223/

4253 - حدثني إسحاق: أخبرنا النضر بن شميل: أخبرنا ابن عون، عن نافع قال:

كان ابن عمر رضي الله عنهما إذا قرأ القرآن لم يتكلم حتى يفرغ منه، فأخذت عليه يوما، فقرأ سورة البقرة، حتى انتهى إلى مكان قال: تدري فيم أنزلت؟ قلت: لا، قال: أنزلت في كذا وكذا، ثم مضى.

وعن عبد الصمد: حدثني أبي: حدثني أيوب، عن نافع، عن ابن عمر: {فأتوا حرثكم أنى شئتم}. قال يأتيها في. وراه محمد بن يحيى بن سعيد، عن أبيه، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر. 4254 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا سفيان، عن المنكدر: سمعت جابرا رضي الله عنه قال: كانت اليهود تقول: إذا جامعها من ورائها جاء الولد أحول، فنزلت: {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم}]

42 - باب: {واذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن} /232/.

4255 - حدثنا عبيد الله بن سعيد: حدثنا أبو عامر العقدي: حدثنا عباد بن راشد: حدثنا الحسن قال: حدثني معقل بن يسار قال:

كانت لي أخت تخطب إلي.

وقال إبراهيم، عن يونس، عن الحسن: حدثني معقل بن يسار. حدثنا أبو معمر: حدثنا عبد الوارث: حدثنا يونس، عن الحسن: أن أخت معقل بن يسار طلقها زوجها، فتركها حتى انقضت عدتها فخطبها، فأبى معقل، فنزلت: {فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن}. [4837، 5020، 5021]

43 - باب: {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا فإذا بلغن أجلهن فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف والله بما تعملون خبير} /234/.

{يعفون} /237/: يهبن. 4256 - حدثني أمية بن بسطام: حدثنا يزيد بن زريع، عن حبيب، عن ابن أبي مليكة: قال ابن الزبير: قلت لعثمان بن عفان: {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا}. قال: قد نسختها الآية الأخرى، فلم تكتبها؟ أو: تدعها؟ قال: يا ابن أخي لا أغير شيئا منه من مكانه. [4262] 4257 - حدثنا إسحاق: حدثنا روح: حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد:

{والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا}. قال: كانت هذه العدة، تعتد عند أهل زوجها واجب، فأنزل الله: {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج فإن خرجن فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن من معروف}. قال: جعل الله لها تمام السنة سبعة أشهر وعشرين ليلة وصية، إن شاءت سكنت في وصيتها، وإن شاءت خرجت، وهو قول الله تعالى: {غير أخراج فإن خرجن فلا جناح عليكم}. فالعدة كما هي واجب عليها. زعم ذلك مجاهد.

وقال عطاء: قال ابن عباس: نسخت هذه الآية عدتها عند أهلها، فتعتد حيث شاءت، وهو قول الله تعالى: {غير إخراج}. قال عطاء: إن شاءت اعتدت عند أهله وسكنت في وصيتها، وإن شاءت خرجت، لقول الله تعالى: {فلا جناح عليكم فيما فعلن}. قال عطاء: ثم جاء الميراث، فنسخ السكنى، فتعتد حيث شاءت، ولا سكنى لها. وعن محمد بن يوسف: حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: بهذا. وعن ابن أبي نجيح، عن عطاء، عن ابن عباس قال: نسخت هذه الآية عدتها في أهلها، فتعتد حيث شاءت، لقول الله: {غير إخراج}. نحوه. [5029]

4258 - حدثنا حبان: حدثنا عبد الله: أخبرنا عبد الله بن عون، عن محمد بن سيرين قال:

جلست إلى مجلس فيه عظم من الأنصار، وفيهم عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكرت حديث عبد الله بن عتبة في شأن سبيعة بنت الحارث، فقال عبد الرحمن: ولكن عمه كان يقول ذلك، فقلت: إني لجريء إن كذبت على رجل في جانب الكوفة، ورفع صوته، قال: ثم خرجت فلقيت مالك بن عامر، أو مالك بن عوف، قلت: كيف كان قول ابن مسعود في المتوفى عنها زوجها وهي حامل؟ فقال: قال ابن مسعود: أتجعلون عليها التغليظ، ولا تجعلون لها الرخصة؟ أنزلت سورة النساء القصرى بعد الطولى.

وقال أيوب، عن محمد: لقيت أبا عطية مالك بن عامر. [4626 مكرر] 44 - باب: {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى} /238/.

4259 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا يزيد: أخبرنا هشام، عن محمد، عن عبيدة، عن علي رضي الله عنه: قال النبي صلى الله عليه وسلم. حدثني عبد الرحمن: حدثنا يحيى بن سعيد: حدثنا هشام قال: حدثنا محمد، عن عبيدة، عن علي رضي الله عنه:

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم الخندق: (حبسونا عن الصلاة الوسطى حتى غابت الشمس، ملأ الله قبورهم وبيوتهم، أو: أجوافهم - شك يحيى - نارا).

[2773] 45 - باب: {وقوموا لله قانتين} /238/: مطيعين.

4260 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الحارث بن شبيل، عن أبي عمرو الشيباني، عن زيد بن أرقم قال:

كنا نتكلم في الصلاة، يكلم أحدنا أخاه في حاجته، حتى نزلت هذه الآية: {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين} فأمرنا بالسكوت.

[1142]

46 - باب: {فإن خفتم فرجالا أو ركبانا فإذا أمنتم فاذكروا الله كما

علمكم ما لم تكونوا تعلمون} /239/.

وقال ابن جبير: {كرسيه} /255/: علمه. يقال: {بسطة} /247/: زيادة وفضلا. {أفرغ} /250/: أنزل. {ولا يؤوده} /255/: لا يثقله، آدني أثقلني، والآد والأيد القوة. السنة: نعاس. {لم يتسنه}/259/: لم يتغير. (فبهت)/258/: ذهبت حجته. {خاوية} /295/: لا أنيس فيها. {عروشها} /259/: أبنيتها. {ننشرها} /259/: نخرجها. {إعصار} /266/: ريح عاصف تهب من الأرض إلى السماء، كعمود فيه نار. وقال ابن عباس: {صلدا} /264/: ليس عليه شيء. وقال عكرمة: {وابل} /264/ و/265/: مطر شديد. الطل: الندى، وهو مثل عمل المؤمن. {يتسنه} /259/. يتغير.

4261 - حدثنا عبد الله بن يوسف: حدثنا مالك، عن نافع: أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:

كان إذا سئل عن صلاة الخوف، قال: يتقدم الإمام وطائفة من الناس، فيصلي بهم الإمام ركعة، وتكون طائفة منهم بينهم وبني العدو لم يصلوا، فإذا صلى الذين معه ركعة استأخروا مكان الذين لم يصلوا، ولا يسلمون، ويتقدم الذين لم يصلوا فيصلون معه ركعة، ثم ينصرف الإمام وقد صلى ركعتين، فيقوم كل واحد من الطائفتين فيصلون لأنفسهم ركعة بعد أن ينصرف الإمام، فيكون كل واحد من الطائفتين قد صلى ركعتين، فإن كان خوف هو أشد من ذلك، صلوا رجالا وقياما على أقدامهم أو ركبانا، مستقبلي القبلة أو غير مستقبليها.

قال مالك: قال نافع: لا أرى عبد الله بن عمر ذكر ذلك إلا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. [900]

47 - باب: {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا} /240/.

2462 - حدثني عبد الله بن أبي الأسود: حدثنا حميد بن الأسود ويزيد بن زريع قالا: حدثنا حبيب بن الشهيد، عن ابن أبي مليكة قال: قال ابن الزبير: قلت لعثمان هذه الآية التي في البقرة: {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا - إلى قوله - غير إخراج}. قد نسختها الآية الأخرى، فلم تكتبها؟ قال: تدعها يا ابن أخي، لا أغير شيئا منه من مكانه. قال حميد: أو نحو هذا. [4256]

48 - باب: {وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى} /260/.

{فصرهن} /260/: قطعهن. 4263 - حدثنا أحمد بن صالح: حدثنا ابن وهب: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة وسعيد، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال: {رب أرني كيف تحيي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي}).

[3192]

49 - باب: قوله: {أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب}

إلى قوله: {لعلكم تتفكرون} /266/. (جنة) بستان. (إلى قوله) وتتمتها: {من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصـابه الكبر وله ذرية ضعفـاء فأصـابها إعصـار فيه نـار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون}..). (ذرية) نسل من بنين وبنات. (إعصار) ريح شديدة.) 4264 - حدثنا إبراهيم: أخبرنا هشام، عن ابن جريج: سمعت عبد الله بن أبي مليكة يحدث، عن ابن عباس قال، سمعت أخاه أبا بكر بن أبي مليكة يحدث، عن عبيد بن عمير قال:

قال عمر رضي الله عنه يوما لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: فيم ترون هذه الآية نزلت: {أيود أحدكم أن تكون له جنة}؟ قالوا: الله أعلم، فغضب عمر، فقال: قولوا: نعلم أو لا نعلم، فقال ابن عباس: في نفسي منها شيء يا أمير المؤمنين، قال عمر: يا أخي قل ولا تحقر نفسك، قال ابن عباس: ضربت مثلا لعمل، قال عمر: أي عمل؟ قال ابن عباس: لعمل، قال عمر: لرجل غني يعلم بطاعة الله عز وجل، ثم بعث الله له الشيطان، فعمل بالمعاصي حتى أغرق أعماله.
50 - باب: {لا يسألون الناس إلحافا} /273/.

يقال: ألحف علي، وألح علي، وأحفاني بالمسألة. {فيحفكم} /محمد: 37/: يجهدكم. 4265 - حدثنا ابن أبي مريم: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثني شريك ابن أبي نمر: أن عطاء بن يسار وعبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري قالا: سمعنا أبا هريرة رضي الله عنه يقول:

قال النبي صلى الله عليه وسلم: ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان، ولا اللقمة ولا اللقمتان، إنما المسكين الذي يتعفف. واقرؤوا إن شئتم). يعني قوله: {لا يسألون الناس إلحافا}

[1406]

51 - باب: {وأحل الله البيع وحرم الربا} /275/.

المس: الجنون. 4266 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش: حدثنا مسلم، عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها قالت:

لما نزلت الآيات من آخر سورة البقرة في الربا، قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس، ثم حرم التجارة في الخمر.

[447]

52 - باب: {يمحق الله الربا} /276/: يذهبه.

4267 - حدثنا بشر بن خالد: أخبرنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن سليمان: سمعت أبا الضحى يحدث عن مسروق، عن عائشة أنها قالت:

لما أنزلت الآيات الأواخر من سورة البقرة، خرج رسول الله صلى الله عليه سلم فتلاهن في المسجد، فحرم التجارة في الخمر.

[447]

53 - باب: {فأذنوا بحرب} /279/: فاعلموا.

4268 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، عن منصور، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة قالت:

لما أنزلت الآيات من آخر سورة البقر، قرأهن النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد، وحرم التجارة في الخمر.

[447]

54 - باب:

{وان كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون} /280/. 4269 - وقال لنا محمد بن يوسف عن سفيان، عن منصور والأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة قالت:

لما أنزلت الآيات من آخر سورة البقرة، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأهن علينا، ثم حرم التجارة في الخمر.

[447]

55 - باب: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} /281/.

4270 - حدثنا قبيضة بن عقبة: حدثنا سفيان، عن عاصم، عن الشعبي، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

آخر آية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم آية الربا.
56 - باب: {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير} /284/.

4271 - حدثنا محمد: حدثنا النفيلي: حدثنا مسكين، عن شعبة، عن خالد الحذاء، عن مروان الأصفر، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ابن عمر:

أنها قد نسخت: {وإن تبدوا ما في أنفسكم أوتخفوه}. الآية.

[4272]

57 - باب: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه} /285/.

وقال ابن عباس: {إصرا} /286/: عهدا. ويقال: {غفرانك} /285/: مغفرتك، فاغفر لنا.

4272 - حدثني إسحاق بن منصور: أخبرنا روح: أخبرنا شعبة، عن خالد الحذاء، عن مروان الأصفر، عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: أحسبه ابن عمر: {إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه}. قال: نسختها الآية التي بعدها. [4271] 58 - باب: تفسير سورة آل عمران. تقاة وتقية واحدة. {صر} /117/: برد. {شفا حفرة} /103/: مثل شفا الركية، وهو حرفها. {تبوئ} /121/: تتخذ معسكرا. المسوم: الذي له سيماء بعلامة أو بصوفة أو بما كان. {ربيون} /146/: الجموع، واحدها ربي. {تحسونهم} /152/: تستأصلونهم قتلا. {غزا} /156/. واحدها غاز. {سنكتب} /181/. سنحفظ. {نزلا} /198/: ثوابا، ويجوز: ومنزل من عند الله، كقولك: أنزلته. وقال مجاهد: {والخيل المسومة} /14/: المطهمة الحسان. وقال سعيد بن جبير وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى: الرعية

المسومة.

وقال ابن جبير: {وحصورا} /39/: لا يأتي النساء. وقال عكرمة: {من فورهم} /125/: من غضبهم يوم بدر. وقال مجاهد: يخرج الحي من الميت: النطفة تخرج ميتة، ويخرج منها الحي. {الابكار} /41/: أو الفجر، {والعشي} /41/: ميل الشمس - أراه - إلى أن تغرب. 59 - باب: {منه أيات محكمات} /7/. وقال مجاهد: الحلال والحرام. {وأخر متشابهات} /7/: يصدق بعضه بعضا، كقوله تعالى: {وما يضل به إلا الفاسقين} /البقرة:26/. وكقوله جل ذكره: {ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون} /يونس: 100/. وكقوله: {والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم} /محمد: 17/. {زيغ} شك.. {ابتغاء الفتنة} المشتبهات.. {والراسخون في العلم}. يعلمون {يقولون آمنا به} /7/. 4273 - حدثنا عبد الله بن مسلمة: حدثنا يزيد بن إبراهيم التستري، عن ابن أبي مليكة، عن القاسم بن محمد، عن عائشة رضي الله عنها قال:

تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب}. قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمى الله، فاحذروهم).

60 - باب: {واني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم} /36/.

4274 - حدثني عبد الله بن محمد: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه:

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من مولود يولد إلا والشيطان يمسه حين يولد، فيستهل صارخا من مس الشيطان إياه، إلا مريم وابنها). ثم يقول أبو هريرة: واقرؤوا إن شئتم: {وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم}.

[3112]

61 - باب: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم} /77/:

{أليم} /77/: مؤلم موجع، من الألم، وهو في موضع مفعل. 4275 - حدثنا حجاج بن منهال: حدثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حلف يمين صبر، ليتقطع بها مال امرئ مسلم، لقي الله وهو عليه غضبان). فأنزل الله تصديق لذلك: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة}. إلى آخر الآية. قال: فدخل الأشعث بن قيس وقال: ما يحدثكم أبو عبد الرحمن؟ قلنا: كذا وكذا، قال: في أنزلت، كانت لي بئر في أرض ابن عم لي، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (بينتك أويمينه). فقلت: إذا يحلف يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من حلف على يمين صبر، يقتطع بها مال امرئ مسلم، وهو فيها فاجر، لقي الله وهو عليه غضبان).

[2229] 4276 - حدثنا علي، هو ابن أبي هاشم، سمع هشيما: أخبرنا العوام بن حوشب، عن إبراهيم بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما:

أن رجلا أقام سلعة في السوق، فحلف فيها: لقد أعطى بها ما لم يعطه، ليوقع فيها رجلا من المسلمين، فنزلت: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا}. إلى آخر الآية.

[1982] 4277 - حدثنا نصر بن علي بن نصر: حدثنا عبد الله بن داود، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة: أن امرأتين كانتا تخرزان بيت، أو في الحجرة، فخرجت إحداهما وقد أنفذ بإشفى في كفها، فادعت على الأخرى، فرفع أمرهما إلى ابن عباس، فقال ابن عباس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو يعطى الناس بدعواهم، لذهب دماء قوم وأموالهم). ذكروها بالله، واقرؤوا عليها: {إن الذين يشترون بعهد الله}. فذكروها فاعترفت، فقال ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اليمين على المدعى عليه). [2379]

62 - باب: {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله} /64/.

سواء: قصد. 4278 - حدثني إبراهيم بن موسى، عن هشام، عن معمر. حدثني عبد الله بن محمد: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزهري قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: حدثني ابن عباس قال: حدثني أبو سفيان من فيه إلى في قال:

انطلقت في المدة التي كانت بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فينا أنا بالشأم، إذ جيئ بكتاب من النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل، قال: وكان دحية الكلبي جاء به، فدفعه إلى عظيم بصرى، فدفعه

عظيم بصرى إلى هرقل، قال هرقل: هل هنا أحد من قوم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ فقالوا: نعم، قال: فدعيت في نفر من قريش، فدخلنا على هرقل، فاجلسنا بين يديه، فقال: أيكم أقرب نسبا من هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ فقال أبو سفيان: فقلت: أنا، فأجلسوني بين يديه، وأجلسوا أصحابي خلفي، ثم دعا بترجمانه، فقال: قل لهم إني سائل هذا عن هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي، فإن كذبني فكذبوه، قال أبو سفيان: وايم الله، لولا أن يؤثروا علي الكذب لكذبت، ثم قال لترجمانه: سله كيف حسبه فيكم؟ قال: قلت: هو فينا ذو حسب، قال: فهل كان من آبائه ملك؟ قال: قلت: لا، قال: فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قلت: لا، قال: أيتبعه أشراف الناس أم ضعفاؤهم؟ قال: قلت: بل ضعفاؤهم، قال: يزيدون أو ينقصون؟ قال: قلت: لا بل يزيدون، قال: هل يرتد أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل فيه سخطة له؟ قال: قلت: لا، قال: فهل قاتلتموه؟ قال: قلت: نعم، قال: فكيف كان قتالكم إياه؟ قال: قلت: تكون الحرب بينا وبينه سجالا، يصيب منا ونصيب منه، قال: فهل يغدر؟ قال: قلت: لا، ونحن منه في هذه المدة لا ندري ما هو صانع فيها، قال: والله ما أمكنني من كلمة أدخل فيها شيئا غير هذه، قال: فهل قال هذا القول أحد قبله؟ قلت: لا، ثم قال لترجمانه: قل له: إني سألتك عن حسبه فيكم، فزعمت أنه فيكم ذو حسب، وكذلك الرسل تبعث في أحساب قومها، وسألتك هل كان في آبائه ملك، فزعمت أن لا، فقلت: لو كان من آبائه ملك، قلت رجل يطلب ملك آبائه، وسألتك عن أتباعه: أضعفاؤهم أم أشرافهم، قلت: بل ضعفاؤهم، وهم أتباع الرسل، وسألتك: هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال، فزعمت أن لا، فعرفت أنه لم يكن ليدع الكذب على الناس، ثم يذهب فيكذب على الله، وسألتك: هل يرتد أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل فيه سخطة له، فزعمت أن لا، وكذلك الإيمان إذا خالط بشاشة القلوب، وسألتك هل يزيدون أم ينقصون، فزعمت أنهم يزيدون، وكذلك الإيمان حتى يتم، وسألتك هل قاتلتمون، فزعمت أنكم قاتلتموه، فتكون الحرب بينكم وبينه سجالا، ينال منكم وتنالون منه، وكذلك الرسل تبتلى، ثم تكون لهم العاقبة، وسألتك هل يغدر فزعمت أنه لا يغدر، وكذلك الرسل لا تغدر، وسألتك هل قال أحد هذا القول قبله، فزعمت أن لا، فقلت: لو كان قال هذا القول أحد قبله، قلت رجل ائتم بقول قيل قبله، قال: ثم قال: بم يأمركم؟ قال: قلت: يأمرنا بالصلاة، والزكاة، والصلة، والعفاف، قال: إن يك ما تقول فيه حقا فإنه نبي؟ وقد كنت أعلم أنه خارج، ولم أك أظنه منكم، ولو أني أعلم أني أخلص إليه لأحببت لقاءه، ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه، ولبيلغن ملكه ما تحت قدمي، قال: ثم دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأه، فإذا فيه: (بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد: فاني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فان عليك اثم الأريسيين، و: {يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله - إلى قوله - اشهدوا بأنا مسلمون}). فلما فرغ من قراءة الكتاب، ارتفعت الأصوات عند وكثر اللغط، وأمر بنا فأخرجنا، قال: فقلت لأصحابي حين خرجنا: لقد أمر ابن أبي كبشة، إنه ليخافه ملك بني الأصفر، فما زلت موقنا بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سيظهر حتى أدخل الله علي الاسلام. قال الزهري: فدعا هرقل عظماء الروم، فجمعهم في دار له، فقال: يا معشر الروم، هل لكم في الفلاح والرشد آخر الأبد، وأن يثبت لكم ملككم؟ قال: فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب، فوجدها قد غلقت، فقال: علي بهم، فدعا بهم فقال: إني إنما اختبرت شدتكم على دينكم، فقد رأيت منكم الذي أحببت، فسجدوا له ورضوا عنه. [7]

63 - {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون - إلى - به عليم} /92/.

4279 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة: أنه سمع أنس بن مالك رضي الله عنه يقول:

كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة نخلا، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب، فلما نزلت: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}. قام أبو طلحة، فقال: يا رسول الله، إن الله يقول: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}. وإن أحب أموالي إلي بيرحاء، وإنها صدقة لله، أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بخ، ذلك مال رايح، ذلك مال رايح، وقد سمعت ما قلت، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين). قال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه.

قال عبد الله بن يوسف وروح بن عبادة: (ذلك مال رابح). حدثني يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك: (مال رايح). حدثنا محمد بن عبد الله: حدثنا الأنصاري قال: حدثني أبي، عن ثمامة، عن أنس رضي الله عنه قال: فجعلها لحسان وأبي، وأنا أقرب إليه، ولم يجعل لي منها شيئا. [1392]

64 - باب: {قل فأتوا بالتوارة فاتلوها إن كنتم صادقين} /93/.

4280 - حدثني إبراهيم بن المنذر: حدثنا أبو ضمرة: حدثنا موسى بن عقبة، عن نافع، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:

أن اليهود جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم برجل منهم وامرأة وقد زنيا، فقال لهم: (كيف تفعلون بمن زنى منكم). قالوا: نحممهما ونضربهما، فقال: (لا تجدون في التوراة الرجم). فقالوا: لا نجد فيها شيئا، فقال لهم عبد الله بن سلام: كذبتم، فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين، فوضع مدراسها الذي يدرسها منهم كفه على آية الرجم، فنزع يده عن آية الرجم،

فطفق يقرأ ما دون يده وما وراءها، ولا يقرأ آية الرجم، فنزع يده عن آية الرجم فقال: ما هذه؟ فلما رأوا ذلك قالوا: هي آية الرجم، فأمر بهما فرجما قريبا من حيث موضع الجنائز عند المسجد، فرأيت صاحبها يجنأ عليها، يقيها الحجارة. [1264]

65 - باب: {كنتم خير أمة أخرجت للناس} /110/.

4281 - حدثنا محمد بن يوسف، عن سفيان، عن ميسرة، عن أبي حازم، عن أبي هريرة رضي الله عنه:

{كنتم خير أمة أخرجت للناس}. قال: خير الناس للناس، تأتون بهم في السلاسل في أعناقهم، حتى يدخلوا في الإسلام.
66 - باب: {اذ همت طائفتان منكم أن تفشلا} /122/.

4282 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان قال: قال عمرو: سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول:

فينا نزلت: {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما}. قال نحن طائفتان: بنو حارثة وبنو سلمة، وما نحب - وقال سفيان مرة: وما يسرني - أنها لم تنزل، لقول الله: {والله وليهما}.

[3825] 67 - باب: {ليس لك من الأمر شيء} /128/. 4283 - حدثنا حبان بن موسى: أخبرنا عبد الله: أخبرنا معمر، عن الزهري قال: حدثني سالم، عن أبيه:

أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الآخرة من الفجر يقول: (اللهم العن فلانا وفلانا وفلانا). بعد ما يقول: (سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد). فأنزل الله: {ليس لك من الأمر شيء - إلى قوله - فإنهم ظالمون}.

رواه إسحاق بن راشد، عن الزهري. [3842]

4284 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا إبراهيم بن سعد: حدثنا ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يدعو على أحد، أو يدعو لأحد، قنت بعد الركوع، فربما قال، إذا قال: (سمع الله لمن حمده): (اللهم ربنا لك الحمد، اللهم أنج الوليد بن الوليد، وسلمة بن هشام، وعياش ابن أبي ربيعة، اللهم اشدد وطأتك على مضر، واجعلها سنين كسني يوسف). يجهر بذلك، وكان يقول في بعض صلاته في صلاة الفجر: (اللهم العن فلانا وفلانا). لأحياء من العرب، حتى أنزل الله: {ليس لك من الأمر شيء}. الآية.

[961]

68 - باب: {والرسول يدعوكم في أخراكم} /153/:

وهو تأنيث آخركم. وقال ابن عباس: {احدى الحسنيين} /التوبة: 52/: فتحا أو شهادة.

4285 - حدثنا عمرو بن خالد: حدثنا زهير: حدثنا أبو إسحاق قال: سمعت البراء بن عازب رضي الله عنهما قال:

جعل النبي صلى الله عليه وسلم على الرجالة يوم أحد عبد الله بن جبير، وأقبلوا منهزمين، فذاك: إذ يدعوهم الرسول في أخراهم، ولم يبق مع النبي صلى الله عليه وسلم غير اثني عشر رجلا.

[2874]

69 - باب: {أمنة نعاسا} /154/.

4286 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن أبو يعقوب: حدثنا حسين بن محمد: حدثنا شيبان، عن قتادة: حدثنا أنس: أن أبا طلحة قال:

غشينا النعاس ونحن في مصافنا يوم أحد، قال: فجعل سيفي يسقط من يدي وآخذه، ويسقط وآخذه.

[3841]

70 - باب: {الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم} /172/.

القرح: الجراح، واستجابوا: أجابوا، يستجيب: يجيب.

71 - باب: {إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم}. الآية /173/.

4287/4288 - حدثنا أحمد بن يونس: أراه قال: حدثنا أبو بكر، عن أبي حصين، عن أبي الضحى، عن ابن عباس:

{حسبنا الله ونعم الوكيل}. قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا: {إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل}.
(4288) - حدثنا مالك بن إسماعيل: حدثنا إسرائيل، عن أبي حصين، عن أبي الضحى، عن ابن عباس قال:
كان آخر قول إبراهيم حين ألقي في النار: حسبي الله ونعم الوكيل.
72 - باب: {ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير} /180/.

سيطوقون: كقولك طوقته بطوق.

4289 - حدثني عبد الله بن منير: سمع أبا النضر: حدثنا عبد الرحمن، هو ابن عبد الله بن دينار، عن أبيه، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له ماله شجاعا أقرع، له زبيبتان، يطوقه يوم القيامة، يأخذ بلهزمتيه - يعني بشدقيه - يقول: أنا مالك أنا كنزك). ثم تلا هذه الآية: {ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله}. إلى آخر الآية.

[1338]

73 - باب: {ولتسمعن من الذين أتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا} /186/.

4290 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني عروة بن الزبير: أن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أخبره:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب على حمار، على قطيفة فدكية، وأردف أسامة بن زيد وراءه، يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج، قبل وقعة بدر. قال: حتى مر بمجلس فيه عبد الله بن أبي ابن سلول، وذلك قبل أن يسلم عبد الله بن أبي، فإذا في المجلس أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان، واليهود والمسلمين، وفي المجلس عبد الله بن رواحة، فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة، خمر عبد الله بن أبي أنفه بردائه، ثم قال: لا تغبروا علينا، فسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم ثم وقف، فنزل فدعاهم إلى الله، وقرأ عليهم القرآن، فقال عبد الله بن أبي ابن سلول: أيها المرء، إنه لا أحسن مما تقول إن كان حقا، فلا تؤذنا به في مجالسنا، ارجع إلى رحلك، فمن جاءك فاقصص عليه. فقال عبد الله ابن رواحة: بلى يا رسول الله، فاغشنا به في مجالسنا، فإنا نحب ذلك. فاستب المسلمون والمشركون واليهود حتى كادوا يتثاورون، فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكنوا، ثم ركب النبي صلى الله عليه وسلم دابته، فسار حتى دخل على سعد بن عبادة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (يا سعد، ألم تسمع ما قال أبو حباب - يريد عبد الله بن أبي - قال: كذا وكذا). قال سعد بن عبادة: يا رسول الله، اعف عنه، واصفح عنه، فوالذي أنزل عليك الكتاب، لقد جاء الله بالحق الذي أنزل عليك ولقد اصطلح أهل هذه البحيرة على أن يتوجوه فيعصبوه بالعصابة، فلما أبي الله ذلك بالحق الذي أعطاك الله شرق بذلك، فذلك فعل به ما رأيت. فعفا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يعفون عن المشركين وأهل الكتاب كما أمرهم الله، ويصبرون على الأذى، قال الله عز وجل:{ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا}. الآية، وقال الله: {ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم}. إلى آخر الآية، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتأول العفو ما أمره الله به، حتى أذن الله فيهم، فلما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا، فقتل الله به صناديد كفار قريش، قال ابن أبي سلول ومن معه من المشركين وعبدة الأوثان: هذا أمر قد توجه، فيايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم على الإسلام فأسلموا.

[2825] 74 - باب: {ولا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا} /188/. 4291 - حدثنا سعيد بن أبي مريم: أخبرنا محمد بن جعفر قال: حدثني زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:

أن رجالا من المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان إذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الغزو تخلفوا عنه، وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتذروا إليه وحلفوا، وأحبوا أن يحمدوا بما لا يفعلوا، فنزلت: {لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا}. الآية.

4292 - حدثني إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام: أن ابن جريج أخبرهم، عن ابن أبي مليكة: أن علقمة بن وقاص أخبره:

أن مروان قال لبوابة: اذهب يا رافع إلى ابن عباس فقل: لئن كان كل امرئ فرح بما أوتي، وأحب أن يحمد بما لا يفعل، معذبا لنعذبن أجمعون. فقال ابن عباس: وما لكم ولهذه، إنما دعا النبي صلى الله عليه وسلم يهود فسألهم عن شيء فكتموه إياه، وأخبروه بغيره، فأروه أن قد استحمدوا إليه بما أخبروه عنه فيما سألهم، وفرحوا بما أتوا من كتمانهم، ثم قرأ ابن عباس: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أتوا الكتاب - كذلك، حتى قوله - يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا}.

تابعه عبد الرزاق، عن ابن جريج. حدثنا مقاتل: أخبرنا الحجاج، عن جريج: أخبرني ابن أبي مليكة، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أنه أخبره: أن مروان: بهذا. 75 - باب: {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب} /190/. 4293 - حدثنا سعيد بن أبي مريم: أخبرنا محمد بن جعفر قال: أخبرني شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن كريب، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

بت عند خالتي ميمونة، فتحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أهله ساعة ثم رقد، فلما كان ثلث الليل الآخر قعد، فنظر إلى السماء فقال: {إن في خلق المساوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب}. ثم قام فتوضأ واستن، فصلى إحدى عشرة ركعة، ثم أذن بلال فصلى ركعتين، ثم خرج فصلى الصبح.

[117] 76 - باب: {الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض} /191/.

4294 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك ابن أنس، عن مخرمة بن سليمان، عن كريب، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

بت عند خالتي ميمونة، فقلت لأنظرن إلى صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فطرحت لرسول الله صلى الله عليه وسلم وسادة، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم في طولها، فجعل يمسح النوم عن وجهه، ثم قرأ الآيات العشر الأواخر من آل عمران حتى ختم، ثم أتى شنا معلقا، فأخذه فتوضأ، ثم قام يصلي، فقمت فصنعت مثل ما صنع، ثم جئت فقمت إلى جنبه، فوضع يده على رأسي، ثم أخذ بأذني فجعل يفتلها، ثم صلى ركعتين، ثم صلى ركعتين، ثم صلى ركعتينن، ثم صلى ركعتين، ثم صلى ركعتين، ثم صلى ركعتين، ثم أوتر.

[117]

77 - باب: {ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار} /192/.

4295 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا معن بن عيسى: حدثنا مالك، عن مخرمة بن سليمان، عن كريب مولى عبد الله بن عباس: أن عبد الله بن عباس أخبره:

أنه بات عند ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وهي خالته، قال: فاضطجعت في عرض الوسادة، واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله في طولها، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتصف الليل، أو قبله بقليل، أو بعده بقليل، ثم استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يمسح النوم عن وجهه بيديه، ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران، ثم قام إلى شن معلقة فتوضأ منها، فأحسن وضوءه، ثم قام يصلي، فصنعت مثل ما صنع، ثم ذهبت فقمت إلى جنبه، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده اليمنى على رأسي، وأخذ بيده اليمنى يفتلها، فصلى ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم أوتر، ثم اضطجع حتى جاءه المؤذن، فقام فصلى ركعتين خفيفتين، ثم خرج فصلى الصبح.

[117] 78 - باب: {ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان} /193/. الآية.

4296 - حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك، عن مخرمة بن سليمان، عن كريب مولى ابن عباس: أن ابن عباس رضي الله عنهما أخبره: أنه بات عند ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وهي خالته، قال: فاضطجعت في عرض الوسادة، واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله في طولها، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذ انتصف الليل، أو قبله بقليل، أو بعده بقليل، استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس يمسح النوم عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران، ثم قام إلى شن معلقة فتوضأ منها، فأحسن وضوءه، ثم قام يصلي. قال ابن عباس: فقمت فصنعت مثل ما صنع، ثم ذهبت فقمت إلى جنبه، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده اليمنى على رأسي، وأخذ بأذني اليمنى يفتلها، فصلى ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم أوتر، ثم اضطجع حتى جاءه المؤذن، فقام فصلى ركعتين خفيفتين، ثم خرج فصلى الصبح. [117]

79 - باب: تفسير سورة النساء.

قال ابن عباس: {يستنكف} /172/: يستكبر. قواما: قوامكم من معايشكم. {لهن سبيلا} /15/: يعني الرجم للثيب والجلد للبكر. وقال غيره: {مثنى وثلاث} /3/: يعني اثنتين وثلاثا وأربعا، ولا تجاوز العرب رباع. 80 - باب: {وان خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى} /3/. 4297/4298 - حدثنا إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام، عن ابن جريج قال: أخبرني هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها:

أن رجلا كانت له يتيمة فنكحها، وكان لها عذق، وكان يمسكها عليه، ولم يكن لها في نفسه شي، فنزلت فيه: {وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى}. أحسبه قال: كانت شريكته في ذلك العذق وفي ماله.
(4298) - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة بن الزبير: أنه سأل عائشة عن قول الله تعالى:
{وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى}. فقالت: يا ابن أختي، هذه اليتيمة تكون في حجر وليها، تشركه في ماله، ويعجبه مالها وجمالها، فيريد وليها أن يتزوجها بغير أن يقسط في صداقها، فيعطيها مثل ما يعطيها غيره، فنهوا عن أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا لهن ويبلغوا لهن أعلى سنتهن في الصداق، فأمروا أن ينكحوا ما طاب لهم من النساء سواهن. قال عروة: قال عائشة: وإن الناس استفتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية، فأنزل الله: {ويستفتونك في النساء}. قالت عائشة: وقول الله تعالى في آية أخرى: {وترغبون أن تنكحوهن}. رغبة أحدكم عن يتيمته، حين تكون قليلة المال والجمال، قالت: فنهوا - أن ينكحوا - عمن رغبوا في ماله وجماله في يتامى النساء إلا بالقسط، من أجل رغبتهم عنهن إذا كن قليلات المال والجمال.

[2362]

81 - باب: {ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم وكفى بالله حسيبا} /6/.

{وبدارا} /6/: مبادرة. {أعتدنا} /18/: أعددنا، أفعلنا من العتاد. 4299 - حدثني إسحاق: أخبرنا عبد الله بن نمير: حدثنا هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها:

في قوله تعالى: {ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف}. أنها نزلت في والي اليتيم إذا كان فقيرا: أنه يأكل منه مكان قيامه عليه بمعروف.

[2098]

82 - باب: {وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين} /8/. الآية.

4300 - حدثنا أحمد بن حميد: أخبرنا عبيد الله الأشجعي، عن سفيان، عن الشيباني، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما: {وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين}. قال: هي محكمة، وليست بمنسوخة. تابعه سعيد، عن ابن عباس. [2608]

83 - باب: {يوصيكم الله في أولادكم} /11/.

4301 - حدثنا إبراهيم بن موسى: حدثنا هشام: أن ابن جريج أخبرهم قال: أخبرني ابن منكدر، عن جابر رضي الله عنه قال:

عادني النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر في بني سلمة ماشيين،

فوجدني النبي صلى الله عليه وسلم لا أعقل، فدعا بماء فتوضأ منه ثم رش علي فأفقت، فقلت: ما تأمرني أن أصنع في مالي يا رسول الله، فنزلت: {يوصيكم الله في أولادكم}. [191]

84 - باب: {ولكم نصف ما ترك أزواجكم} /12/.

4302 - حدثنا محمد بن يوسف، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

كان المال للولد، وكانت الوصية للوالدين، فنسخ الله من ذلك ما أحب، فجعل للذكر مثل الأنثيين، وجعل للأبوين لكل واحد منهما السدس والثلث، وجعل للمرأة الثمن والربع، وللزوج الشطر والربع.

[2596]

85 - باب: {لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن} /19/. الآية.

ويذكر عن ابن عباس: {لا تعضلوهن} لا تقهروهن. {حوبا} /2/: إثما. {تعولوا} /3/: تميلوا. {نحلة} /4/: النحلة المهر.

4303 - حدثنا محمد بن مقاتل: حدثنا أسباط بن محمد: حدثنا الشيباني، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال الشيباني: وذكره أبو الحسن السوائي، ولا أظنه ذكره إلا عن ابن عباس: {يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن}. قال: كانوا إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته، إن شاء بعضهم تزوجها، وإن شاؤوا زوجوها، وإن شاؤوالم يزوجوها، فهم أحق بها من أهلها فنزلت هذه الآية في ذلك. [6549] 86 - باب: {ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون والذين عاقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم إن الله كان على كل شيء شهيدا} /33/. وقال معمر: أولياء موالي، وأولياء ورثة، عاقدت أيمانكم: هو مولى اليمين، وهو الحليف، والمولى أيضا ابن العم، والمولى المنعم المعتق، والمولى المعتق، والمولى المليك، والمولى مولى في الدين. 4304 - حدثني الصلت بن محمد: حدثنا أبو أسامة، عن إدريس، عن طلحة بن مصرف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما:

{ولكل جعلنا موالي}. قال: ورثة. {والذين عاقدت أيمانكم}: كان المهاجرون لما قدموا المدينة يرث المهاجر الأنصاري دون ذوي رحمه، للأخوة التي آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينهم، فلما نزلت: {ولكل جعلنا موالي}. نسخت. ثم قال: {والذين عاقدت أيمانكم}: من النصر والرفادة والنصيحة، وقد ذهب الميراث، ويوصي له.

سمع أبو أسامة إدريس، وسمع إدريس طلحة. [2170]

87 - باب: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة} /40/.

يعني زنة ذرة.

4305 - حدثني محمد بن عبد العزيز: حدثنا أبو عمر حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:

أن أناسا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: (نعم، هل تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة، ضوء ليس فيها سحاب). قالوا: لا، قال: (وهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر، ضوء ليس فيها سحاب). قالوا: لا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما تضارون في رؤية الله عز وجل يوم القيامة إلا كما تضارون في رؤية أحدهما، إذا كان يوم القيامة أذن مؤذن: تتبع كل أمة ما كانت تعبد، فلا يبقى من كان يعبد غير الله من الأصنام والأنصاب إلا يتساقطون في النار. حتى إذا لم يبقى إلا من كان يعبد الله، بر أو فاجر، وغبرات أهل الكتاب، فيدعى اليهود، فيقال لهم: ما كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد عزيرا ابن الله، فيقال لهم: كذبتم، ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد، فماذا تبغون؟ فقالوا: عطشنا ربنا فاسقنا، فيشار: ألا تردون؟ فيحشرون إلى النار، كأنها سراب يحطم بعضها بعضا، فيتساقطون في النار. ثم يدعى النصارى فيقال لهم: ما كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد المسيح ابن الله، فيقال لهم: كذبتم، ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد، فيقال لهم: ما تبغون؟ فكذلك مثل الأول. حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله، من بر أو فاجر، أتاهم رب العالمين في أدنى صورة من التي رأوه فيها، فيقال: ماذا تنتظرون، تتبع كل أمة ما كانت تعبد، قالوا: فارقنا الناس في الدنيا على أفقر ما كنا إليهم لم نصاحبهم، ونحن ننتظر ربنا الذي كنا نعبد، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: لا نشرك بالله شيئا). مرتين أو ثلاثا.

[4635، 7001]

88 - باب: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} /41/.

المختال والختال واحد. {نطمس وجوها} /47/: نسويها حتى تعود كأقفائهم، طمس الكتاب محاه. {سعيرا} /55/: وقودا. 4306 - حدثنا صدقة: أخبرنا يحيى، عن سفيان، عن سليمان، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله. قال يحيى: بعض الحديث عن عمرو بن مرة، قال:

قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: (اقرأ علي). قلت: آقرأ عليك أنزل؟ قال: (فإني أحب أن أسمعه من غيري). فقرأت عليه سورة النساء، حتى بلغت: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا}.

قال: (أمسك). فإذا عيناه تذرفان. [4762، 4763، 4768، 4769]

89 - باب: {وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط} /43/.

{صعيدا} /43/: وجه الأرض. وقال جابر: كانت الطواغيت التي يتحاكمون إليها: في جهينة واحد، وفي أسلم واحد، وفي كل حي واحد، كهان ينزل عليهم الشيطان. وقال عمر: الجبت السحر، والطاغوت الشيطان. وقال عكرمة: الجبت بلسان الحبشة شيطان، والطاغوت الكاهن.

4307 - حدثنا محمد: أخبرنا عبدة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت:

هلكت قلادة لأسماء، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم في طلبها رجالا، فحضرت الصلاة، وليسوا على وضوء، ولم يجدوا ماء، فصلوا وهم على غير وضوء، فأنزل الله، يعني: آية التيمم.

[327]

90 - باب: قوله: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} /59/.

4308 - حدثنا صدقة بن الفضل: أخبرنا حجاج بن محمد، عن ابن جريج، عن يعلى بن مسلم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما:

{أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}. قال: نزلت في عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي، إذ بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في سرية.
91 - باب: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم} /65/.

4309 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا محمد بن جعفر: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عروة قال: خاصم الزبير رجلا من الأنصار في شريج من الحرة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (اسق يا زبير، ثم أرسل الماء إلى جارك). فقال الأنصاري: يا رسول الله، أن كان ابن عمتك، فتلون وجهه ثم قال: (اسق يا زبير، ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر، ثم أرسل الماء إلى جارك). واستوعى النبي صلى الله عليه وسلم حقه في صريح الحكم، حين أحفظه الأنصاري، كان أشار عليهما بأمر لهما فيه سعة. قال الزبير: فما أحسب هذه الآيات إلا نزلت في ذلك: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم}. [2231]

92 - باب: {فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين} /69/.

4310 - حدثنا محمد بن عبد الله بن حوشب: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت:

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما من نبي، يمرض إلا خير بين الدنيا والآخرة). وكان في شكواه الذي قبض فيه، أخذته بحة شديدة، فسمعته يقول: ({مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين}). فعلمت أنه خير.

[4171]

93 - باب: {وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء}. الآية /75/.

4311/4312 - حدثني عبد الله بن محمد: حدثنا سفيان، عن عبيد الله قال: سمعت ابن عباس قال: كنت أنا وأمي من المستضعفين. (4312) - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة: أن ابن عباس تلا: {إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان}. قال: كنت أنا وأمي ممن عذر الله. [1291] ويذكر ابن عباس: {حصرت} /90/: ضاقت. {تلووا} /135/: ألسنتكم بالشهادة. وقال غيره: المرغم المهاجر، راغمت: هاجرت قومي. {موقوتا} /103/: موقتا وقته عليهم.

94 - باب: {فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا} /88/.

قال ابن عباس: بددهم، فئة: جماعة. 4313 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا غندر وعبد الرحمن قالا: حدثنا شعبة، عن عدي، عن عبد الله بن يزيد، عن زيد بن ثابت رضي الله عنه: {فما لكم في المنافقين فئتين}. رجع ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من أحد، وكان الناس فيهم فرقتين: فريق يقول: اقتلهم، وفريق يقول: لا، فنزلت: {فما لكم في المنافقين فئتين}. وقال: (إنها طيبة تنفي الخبث، كما تنفي النار خبث الفضة). [1785]

95 - باب: {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به} /83/: أفشوه.

{يستنبطونه} /83/: يستخرجونه. {حسيبا} /86/: كافيا. {إلا إناثا} /117/: يعني الموات، حجرا أو مدرا، وما أشبهه. {مريدا} /117/: متمردا. {فليبتكن} /119/: بتكه قطعه. {قيلا} /122/: وقولا واحد. {طبع} /155/: ختم. 96 - باب: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم} /93/. 4314 - حدثنا آدم بن أبي إياس: حدثنا شعبة: حدثنا مغيرة بن النعمان قال: سمعت بن جبير قال: آية اختلف فيها أهل الكوفة، فرحلت فيها إلى ابن عباس فسألته عنها، فقال: نزلت هذه الآية: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم}. هي آخر ما نزل، وما نسخها شيء. [3642]

97 - باب: {ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا} /94/.

السلم والسلم والسلام واحد.

4315 - حدثني علي بن عبد الله: حدثنا سفيان، عن عمرو، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما: {ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا}. قال: قال ابن عباس: كان رجل في غنيمة له فلحقه المسلمون، فقال: السلام عليكم، فقتلوه وأخذوا غنيمته، فأنزل الله في ذلك إلى قوله: {تبتغون عرض الحياة الدنيا}: تلك الغنيمة. قال: قرأ ابن عباس: السلام.

98 - باب: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين.. والمجاهدون في سبيل الله} /95/.

4316 - حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال: حدثني إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب قال: حدثني سهل بن سعد الساعدي: أنه رأى مراون بن الحكم في المسجد، فأقبلت حتى جلست إلى جنبه، فأخبرنا أن زيد بن ثابت أخبره:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أملى عليه: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله}. فجاءه ابن أم مكتوم وهو يملها علي، قال: يا رسول الله، والله لو أستطيع الجهاد لجاهدت. وكان أعمى، فأنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم، وفخذه على فخذي، فثقلت علي حتى خفت أن ترض فخذي، ثم سري عنه، فأنزل الله: {غير أولي الضرر}.

[2677] 4317/ 4318 - حدثنا حفص بن عمر: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن البراء رضي الله عنه قال:

لما نزلت: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين}. دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدا فكتبها، فجاء ابن أم مكتوم فشكا ضرارته، فأنزل الله: {غير أولي الضرر}.

(4318) - حدثنا محمد بن يوسف، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: لما نزلت: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين}. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ادعوا فلانا). فجاءه ومعه الدواة واللوح، أو الكتف، فقال: (اكتب: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله}). وخلف النبي صلى الله عليه وسلم ابن أم مكتوم، فقال: يا رسول الله أنا ضرير، فنزلت مكانها: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله}. [2676] 4319 - حدثنا إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام: أن ابن جريج أخبرهم (ح). وحدثني إسحاق: أخبرنا عبد الرزاق: أخبرنا ابن جريح: أخبرني عبد الكريم: أن مقسما مولى عبد الله بن الحارث أخبره: أن ابن عباس رضي الله عنهما أخبره: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين}: عن بدر، والخارجون إلى بدر. [3738]

99 - باب: {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها} /97/. الآية.

4320 - حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ: حدثنا حيوة وغيره قالا: حدثنا محمد بن عبد الرحمن أبو الأسود قال: قطع على أهل المدينة بعث، فاكتتبت فيه، فلقيت عكرمة مولى ابن عباس فأخبرته، فنهاني عن ذلك أشد النهي، ثم قال: أخبرني ابن عباس: أن ناسا من المسلمين كانوا مع المشركين، يكثرون سواد المشركين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، يأتي السهم فيرمى به، فيصيب أحدهم فيقتله، أو يضرب فيقتل، فأنزل الله: {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم}. الآية. رواه الليث، عن أبي الأسود. [6674]

100 - باب: {إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا

يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا} /98/.

4321 - حدثنا أبو النعمان: حدثنا حماد، عن أيوب، عن أبي مليكة، عن ابن عباس رضي الله عنهما: {إلا المستضعفين}. قال: كانت أمي ممن عذر الله. [1291]

101 - باب: قوله: {فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا} /99/.

4322 - ؟؟ نقص ؟؟

102 - باب: {ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم} /102/.

4323 - حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن: أخبرنا حجاج عن ابن جريج قال: أخبرني يعلى، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما:

{إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى}. قال: عبد الرحمن بن عوف كان جريحا.
103 - باب: {ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء} /127/.

4324 - حدثنا عبيد بن إسماعيل: حدثنا أبو أسامة: حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها:

{ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن - إلى قوله - وترغبون أن

تنكحوهن}. قالت: هو الرجل تكون عنده اليتيمة، هو وليها ووارثها، فأشركته في ماله حتى في العذق، فيرغب أن ينكحها ويكره أن يزوجها رجلا، فيشركه في ماله بما شركته، فيعضلها، فنزلت هذه الآية. [2362]

104 - باب: {وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا} /128/.

وقال ابن عباس: {شقاق} /35/: تفاسد. {وأحضرت الأنفس الشح} /128/: هواه في الشيء يحرص عليه. {كالمعلقة} /129/: لا هي أيم ولا ذات زوج. {نشوزا}: بغضا.

4325 - حدثنا محمد بن مقاتل: أخبرنا عبد الله: أخبرنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها:

{وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا}. قالت: الرجل تكون عنده المرأة ليس بمستكثر منها، يريد أن يفارقها، فتقول: أجعلك من شأني في حل، فنزلت هذه الآية في ذلك.

[2318]

105 - باب: {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار} /145/.

وقال ابن عباس: أسفل النار. {نفقا} /الأنعام: 35/: سربا.

4326 - حدثنا عمر بن حفص: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش قال: حدثني إبراهيم، عن الأسود قال: كنا في حلقة عبد الله، فجاء حذيفة حتى قام علينا فسلم، ثم قال:

لقد أنزل النفاق على قوم خير منكم، قال الأسود: سبحان الله، إن الله يقول: {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار}. فتبسم عبد الله، وجلس

حذيفة في ناحية المسجد، فقام عبد الله فتفرق أصحابه، فرماني بالحصا، فأتيته، فقال حذيفة: عجبت من ضحكه، وقد عرف ما قالت، لقد أنزل النفاق على قوم كانوا خيرا منكم ثم تابوا، فتاب الله عليهم. 106 - باب: {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح} /163/.

4327 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن سفيان قال: حدثني الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله،

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما ينبغي لأحد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى).

[3231] 4328 - حدثنا محمد بن سنان: حدثنا فليح: حدثنا هلال، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة رضي الله عنه،

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قال: أنا خير من يونس بن متى، فقد كذب).

[ر: 3234]

107 - باب: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة إن امرؤ هلك ليس له

ولد وله أخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها إن لم يكن لها ولد} /176/. والكلالة: من لم يرثه أب أو ابن، وهو مصدر، من تكلله النسب. 4329 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق: سمعت البراء رضي الله عنه قال:

آخر سورة نزلت: [براءة]. وآخر آية نزلت: {يستفتونك قل الله يفتيكم

في الكلالة}. [4106]

108 - باب: تفسير سورة المائدة.

{حرم} /1/: واحدها حرام. {فبما نقضهم} /13/: بنقضهم. {التي كتب الله} /21/: جعل الله. {تبوء} /29/: تحمل. {دائرة} /52/: دولة. وقال غيره: الإغراء التسليط. {أجورهن} /5/: مهورهن. قال سفيان: ما في القرآن آية أشد علي من: {لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم} /68/. {من أحياها} /32/: يعني من حرم قتلها إلا بحق، حيي الناس منه جميعا. {شرعة ومنهاجا} /48/: سبيلا وسنة. المهيمن: الأمين، القرآن أمين على كل كتاب قبله. 109 - باب: {اليوم أكملت لكم دينكم} /3/. وقال ابن عباس: {مخمصة} /3/: مجاعة. 4330 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا عبد الرحمن: حدثنا سفيان، عن قيس، عن طارق بن شهاب:

قالت اليهود لعمر: إنكم تقرؤون آية، لو نزلت فينا لاتخذناها عيدا. فقال عمر: إني لأعلم حيث أنزلت، وأين أنزلت، وأين رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزلت: يوم عرفة، وإنا والله بعرفة.

قال سفيان: وأشك كان يوم الجمعة أم لا: {اليوم أكملت لكم دينكم}. [45]

110 - باب: قوله: [فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا} /6/.

تيمموا: تعمدوا. {آمين} /2/: عامدين، أممت وتيممت واحد. وقال ابن عباس: {لمستم} /النساء: 43/ و/المائدة: 6/ و{تمسوهن} /البقرة: 236، 237/ و/الأحزاب: 49/ و{اللاتي دخلتم بهن} /النساء: 23/ والإفضاء: النكاح. 4331/4332 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت:

خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، حتى إذا كنا بالبيداء، أو بذات الجيش، انقطع عقد لي، فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسه، وأقام الناس معه، وليسوا على ماء، وليس معهم ماء، فأتى الناس إلى أبي بكر الصديق فقالوا: ألا ترى ما صنعت عائشة، أقامت برسول الله صلى الله عليه وسلم وبالناس، وليسوا على ماء، وليس معهم ماء؟ فجاء أبو بكر، ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع رأسه على فخذي قد نام، فقال: حبست رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس، وليسوا على ماء وليس معهم ماء. قالت عائشة: فعاتبني أبو بكر، وقال ما شاء الله أن يقول، وجعل يطعنني بيده في خاصرتي، ولا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أصبح على غير ماء، فأنزل الله آية التيمم، فقال أسيد بن حضير: ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر. قالت: فبعثنا البعير الذي كنت عليه فإذا العقد تحته.

(4332) - حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثني ابن وهب قال: أخبرني عمرو: أن عبد الرحمن بن القاسم حدثه عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها:

سقطت قلادة لي بالبيداء، ونحن داخلون المدينة، فأناخ النبي صلى الله عليه وسلم ونزل، فثنى رأسه في حجري راقدا، أقبل أبو بكر فلكزني لكزة شديدة. وقال: حبست الناس في قلادة، فبي الموت لمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أوجعني، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ، وحضرت الصبح، فالتمس الماء فلم يوجد، فنزلت: {يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة}. الآية. فقال أسيد بن حضير: لقد بارك الله للناس فيكم يا آل أبي بكر، ما أنتم إلا بركة لهم.

[327]

111 - باب: {فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون} /24/.

4333 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا إسرائيل، عن مخارق، عن طارق بن شهاب: سمعت ابن مسعود رضي الله عنه قال: شهدت من المقداد (ح). وحدثني حمدان بن عمر: حدثنا أبو النضر: حدثنا الأشجعي، عن سفيان، عن مخارق، عن طارق، عن عبد الله قال:

قال المقداد يوم بدر: يا رسول الله، إنا لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: {فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون}. ولكن امض ونحن معك. فكأنه سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ورواه وكيع، عن سفيان، عن مخارق، عن طارق: أن المقداد قال ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم. [3736]

112 - باب: {إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا - إلى قوله - أو ينفوا من الأرض} /33/.

المحاربة لله الكفر به. 4334 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري: حدثنا ابن عون قال: حدثني سلمان أبو رجاء مولى أبي قلابة، عن أبي قلابة: أنه كان جالسا خلف عمر بن عبد العزيز، فذكروا وذكروا، فقالوا وقالوا: قد أقادت بها الخلفاء، فالتفت إلي أبي قلابة، وهو خلف ظهره: فقال:

ما تقول يا عبد الله بن زيد، أو قال: ما تقول يا أبا قلابة؟ قلت: ما علمت نفسا حل قتلها في الإسلام، إلا رجل زنى بعد إحصان، أو قتل نفسا بغير نفس، أو حارب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. فقال عنبسة: حدثنا أنس بكذا وكذا؟ قلت: إياي حدث أنس، قال: قدم قوم على النبي صلى الله عليه وسلم فكلموه، فقالوا: قد استوخمنا هذه الأرض، فقال: (هذه نعم لنا تخرج، فاخرجوا فيها، فاشربوا من ألبانها وأبوالها). فخرجوا فيها، فشربوا من أبوالها وألبانها، واستصحوا، ومالوا على الرعي فقتلوه، واطردوا النعم، فما يستبطأ من هؤلاء؟ قتلوا النفس، وحاربوا الله ورسوله، وخوفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: سبحان الله، فقلت: تتهمني؟ قال: حدثنا بهذا أنس. قال: وقال: يا أهل كذا، إنكم لن تزلوا بخير ما أبقي هذا فيكم، ومثل هذا.

[231]

113 - باب: {والجروح قصاص} /45/.

4335 - حدثني محمد بن سلام: أخبرنا الفزاري، عن حميد، عن أنس رضي الله عنه قال:

كسرت الربيع، وهي عمة أنس بن مالك، ثنية جارية من الأنصار، فطلب القوم القصاص، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالقصاص، فقال أنس بن النضر، عم أنس بن مالك: لا والله لا تكسر سنها يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أنس، كتاب الله القصاص). فرضي القوم وقبلوا الأرش، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره).

[2556]

114 - باب: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} /67/.

4336 - حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا سفيان، عن إسماعيل، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها قالت:

من حدثك أن محمدا صلى الله عليه وسلم كتم شيئا مما أنزل عليه فقد كذب، والله يقول: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك}. الآية.

[3062]

115 - باب: {لا يؤاخذكم الله باللغو في إيمانكم} /89/.

4337 - حدثنا علي بن سلمة: حدثنا مالك بن سعير: حدثنا هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها: أنزلت هذه الآية: {لا يؤاخذكم الله باللغو في إيمانكم}. في قول الرجل: لا والله، وبلى والله. [6286] 4338 - حدثنا أحمد بن أبي رجاء: حدثنا النضر، عن هشام قال: أخبرني أبي، عن عائشة رضي الله عنها:

أن أباها لا يحنث في يمين، حتى أنزل الله كفارة اليمين، قال أبو بكر: لا أرى يمينا أرى غيرها خيرا منها إلا قبلت رخصة الله، وفعلت الذي هو خير.

[6247]

116 - باب: قوله: {يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم} /87/.

4339 - حدثنا عمرو بن عون: حدثنا خالد، عن إسماعيل، عن قيس، عن عبد الله رضي الله عنه قال:

كنا نغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم وليس معنا نساء، فقلنا: ألا نختصي؟ فنهانا عن ذلك، فرخص لنا بعد ذلك أن نتزوج المرأة بالثوب، ثم قرأ: {يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم}.

[4784 - 4787] 117 - باب: قوله: {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان} /90/. وقال ابن عباس: الأزلام: القداح يقتسمون بها في الأمور، والنصب: أنصاب يذبحون عليها. وقال غيره: الزلم: القدح لا ريش له، وهو واحد الأزلام، والاستقسام: أن يجيل القداح، فإن نهته انتهى، وإن أمرته فعل ما تأمره، وقد أعلموا القداح أعلاما، بضروب يستقسمون بها، وفعلت منه قسمت، والقسوم المصدر. يجيل: يدير. 4340 - حدثنا إسحق بن إبراهيم: أخبرنا محمد بن بشر: حدثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز قال: حدثني نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:

نزل تحريم الخمر، وإن في المدينة يومئذ لخمسة أشربة، ما فيها شراب العنب.

[4343 - 5257 - 5259 - 5266 - 5267] 4341 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم: حدثنا ابن علية: حدثنا عبد العزيز بن صهيب قال: قال أنس بن مالك رضي الله عنه:

ما كان لنا خمر غير فضيخكم هذا الذي تسمونه الفضيخ، فإني لقائم أسقي أبا طلحة وفلانا وفلانا إذ جاء رجل فقال: وهل بلغكم الخبر؟ فقالوا: وما ذاك؟ قال: حرمت الخمر، قالوا: أهرق هذه القلال يا أنس، قال: فما سألوا عنها ولا راجعوها بعد خبر الرجل.

[2332] 4342 - حدثنا صدقة بن الفضل: أخبرنا ابن عيينة، عن عمرو، عن جابر قال:

صبح أناس صباح أحد الخمر، فقتلوا من يومهم جميعا شهداء، وذلك قبل تحريمها.

[2660] 4343 - حدثنا إسحق بن إبراهيم الحنظلي: أخبرنا عيسى وابن إدريس، عن أبي حيان، عن الشعبي، عن ابن عمر قال: سمعت عمر رضي الله عنه على منبر النبي صلى الله عليه وسلم يقول:

أما بعد، أيها الناس إنه نزل تحريم الخمر، وهي من خمسة: من العنب والتمر والعسل والحنطة والشعير، والخمر ما خامر العقل.

[4340]

118 - باب: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا} الآية /93/.

4344 - حدثنا أبو النعمان: حدثنا حماد بن زيد: حدثنا ثابت، عن أنس رضي الله عنه: أن الخمر التي أهريقت الفضيخ. وزادني محمد، عن أبي النعمان قال:

كنت ساقي القوم في منزل أبي طلحة، فنزل تحريم الخمر، فأمر مناديا فنادى، فقال أبو طلحة: اخرج فانظر ما هذا الصوت؟ قال: فخرجت فقلت: هذا مناد ينادي: ألا إن الخمر قد حرمت، فقال لي: اذهب فأهرقها، قال: فجرت في سكك المدينة. قال: وكانت خمرهم يومئذ الفضيخ، فقال بعض القوم: قتل قوم وهي في بطونهم، قال: فأنزل الله: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا}.

[2332]

119 - باب: {لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} /101/.

4345 - حدثنا منذر بن الوليد بن عبد الرحمن الجارودي: حدثنا أبي: حدثنا شعبة، عن موسى بن أنس، عن أنس رضي الله عنه قال:

خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمعت مثلها قط قال: (لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا). قال فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم لهم خنين، فقال رجل: من أبي؟ قال: (فلان). فنزلت هذه الآية: {لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم}.

رواه النضر، وروح بن عبادة، عن شعبة. [6121 - 6865 0 وانظر: 93 - 6001] 4346 - حدثنا الفضل بن سهل: حدثنا أبو النضر: حدثنا أبو خيثمة: حدثنا أبو الجويرية، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

كان قوم يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم استهزاء، فيقول الرجل: من أبي؟ ويقول الرجل تضل ناقته: أين ناقتي؟ فأنزل الله فيهم هذه الآية: {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم}. حتى فرغ من الآية كلها.
120 - باب: {ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام} /103/.

{وإذ قال الله} /116/: يقول: قال الله، وإذ ها هنا صلة. المائدة: أصلها مفعولة، كعيشة راضية، وتطليقه بائنة، والمعنى: ميد بها صاحبها من خير، يقال مادني يميدني. وقال ابن عباس: {متوفيك} /آل عمران: 55/: مميتك. 4347 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب قال: البحيرة: التي يمنع درها للطواغيت، فلا يحلبها أحد من الناس، والسائبة: كانوا يسيبونها لآلهتهم لا يحمل عليها شيء. قال: وقال أبو هريرة:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه في النار، كان أول من سيب السوائب). والوصيلة الناقة البكر، تبكر في أول نتاج الإبل، ثم تثني بعد بأنثى، وكانوا يسيبونها لطواغيتهم، إن وصلت إحداهما بالأخرى ليس بينهما ذكر، والحام: فحل الإبل يضرب الضراب المعدود، فإذا قضى ضرابه ودعوه للطواغيت وأعفوه من الحمل، فلم يحمل عليه شيء، وسموه الحامي.

وقال أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري: سمعت سعيدا قال: يخبره بهذا. قال: وقال أبو هريرة: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم: نحوه. ورواه ابن الهاد، عن ابن شهاب، عن سعيد، عن أبي هريرة رضي الله عنه: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم. [3332] 4348 - حدثني محمد بن أبي يعقوب أبو عبد الله الكرماني: حدثنا حسان ابن إبراهيم: حدثنا يونس، عن الزهري، عن عروة: أن عائشة رضي الله عنها قالت:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رأيت جهنم يحطم بعضها بعضا، ورأيت عمرا يجر قصبه، وهو أول من سيب السوائب).

[997]

121 - باب: {وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد} /117/.

4349 - حدثنا أبو الوليد: حدثنا شعبة: أخبرنا المغيرة بن النعمان قال: سمعت سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (يا أيها الناس، إنكم محشورون إلى الله حفاة عراة غرلا، ثم قال: {كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين}. إلى آخر الآية، ثم قال: ألا وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم، ألا وإنه يجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: يا رب أصيحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال العبد الصالح: {وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد}. فيقال: إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم).

[3171]

122 - باب: قوله: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} /118/.

4350 - حدثنا محمد بن كثير: حدثنا سفيان: حدثنا المغيرة بن النعمان قال: حدثني سعيد بن جبير، عن ابن عباس،

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنكم محشورون، وإن ناسا يؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول كما قال العبد الصالح: {وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم - إلى قوله - العزيز الحكيم}).

[3171]

123 - باب: تفسير سورة الأنعام.

قال ابن عباس: {ثم لم تكن فتنتهم} /23/: معذرتهم. {معروشات} /141/: ما يعرش من الكرم وغير ذلك. {حمولة} /142/: ما يحمل عليها. {وللبسنا} /9/: لشبهنا. {ينأون} /26/: يتباعدون. {تبسل}/70/: تفضح. {أبسلوا} /70/: أفضحوا. {باسطوا أيديهم} /93/: البسط الضرب. {استكثرتم من الإنس} /128/: أضللتم كثيرا. {مما ذرأ من الحرث} /136/: جعلوا لله من ثمراتهم ومالهم نصيبا، وللشيطان والأوثان نصيبا. {أما اشتملت} /143 - 144/: يعني هل تشتمل إلا على ذكر أو أنثى، فلم تحرمون بعضا وتحلون بعضا؟. {مسفوحا} /145/: مهراقا. {صدف} /157/: أعرض. أبلسوا: أويسوا، و{أبسلوا} /70/: أسلموا. {سرمدا} /القصص: 71 - 72/: دائما. {استهوته} /71/: أضلته. {تمترون} /2/: تشكون. {وقرا} /25/: صمما. وأما الوقر: فإنه الحمل. {أساطير} /25/: واحدها أسطورة وإسطارة، وهي الترهات. {البأساء} /42/: من البأس، ويكون من البؤس. {جهرة} /47/: معاينة. {الصور} /73/: جماعة صورة، كقوله سورة وسور. {ملكوت} /75/: ملك، مثل: رهبوت خير من رحموت، ويقول: ترهب خيرا من أن ترحم. {وإن تعدل} /70/: تقسط، لا يقبل منها في ذلك اليوم. {جن} /76/: أظلم. {تعالى} /100/: علا. يقال: على الله حسبانه أي حسابه، ويقال: {حسبانا} /96/: مرامي و{رجوما للشياطين} /الملك: 5/. {مستقر} /98/: في الصلب {ومستودع} /98/: في الرحم. القنو العذق، والاثنان قنوان، والجماعة أيضا قنوان، مثل صنو و{صنوان} /الرعد: 4/./ {أكنة} /25/: واحدها كنان. 124 - باب: {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو} /59/. 4351 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مفاتح الغيب خمس: إن الله عنده علم الساعة، وينزل الغيث، ويعلم ما في الأرحام، وما تدري نفس ماذا تكسب غدا، وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير).

[992]

125 - باب: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم} /65/.

{يلبسكم} /65/: يخلطكم، من الالتباس. {يلبسوا} /82/: يخلطوا. {شيعا} /65/: فرقا. 4352 - حدثنا أبو النعمان: حدثنا حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن جابر رضي الله عنه قال:

لما نزلت هذه الآية: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم}. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أعوذ بوجهك). قال: {أو من تحت أرجلكم}. قال: (أعوذ بوجهك). {أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض}. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هذا أهون، أو: هذا أيسر).

[6883 - 6971]

126 - باب: {ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} /82/.

4353 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن سليمان، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله رضي الله عنه قال:

لما نزلت: {ولم يلبسوا إيمانهم بظلم}. قال أصحابه: وأينا لم يظلم؟ فنزلت: {إن الشرك لظلم عظيم}.

[32]

127 - باب: {ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين} /86/.

4354 - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا ابن مهدي: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أبي العالية قال: حدثني ابن عم نبيكم، يعني ابن عباس رضي الله عنهما،

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى).

[3067] 4355 - حدثنا آدم بن أبي إياس: حدثنا شعبة: أخبرنا سعد بن إبراهيم قال: سمعت حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة رضي الله عنه،

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى).

[3234]

128 - باب: قوله: {أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده} /90/.

4356 - حدثني إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام: أن ابن جريج أخبرهم قال: أخبرني سليمان الأحول: أن مجاهدا أخبره:

أنه سـأل ابن عباس: أفي {ص} سجدة؟ فقال: نعم، ثم تلا: {ووهبنا له إسحق ويعقوب - إلى قوله - فبهداهم اقتده}. ثم قال: هو منهم.

زاد يزيد بن هارون، ومحمد بن عبيد، وسهل بن يوسف، عن العوام، عن مجاهد: قلت لابن عباس، فقال: نبيكم صلى الله عليه وسلم ممن أمر أن يقتدي بهم. [3239]

129 - باب: {وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهما شحومهما} الآية /146/.

وقال ابن عباس: {كل ذي ظفر}: البعير والنعامة. {الحوايا}/146/: المباعر. وقال غيره: {هادوا}: صاروا يهودا. وأما قوله: {هدنا} /الأعراف: 156/: تبنا، هائد تائب. 4357 - حدثنا عمرو بن خالد: حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب: قال عطاء: سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما:

سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قاتل الله اليهود، لما حرم الله عليهما شحومها جملوها، ثم باعوها، فأكلوها).

وقال أبو عاصم: حدثنا عبد الحميد: حدثنا يزيد: كتب إلي عطاء: سمعت جابرا، عن النبي صلى الله عليه وسلم. [2121]

130 - باب: قوله: {ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن} /151/.

4358 - حدثنا حفص بن عمر: حدثنا شعبة، عن عمرو، عن أبي وائل، عن عبد الله رضي الله عنه قال:

(لا أحد أغير من الله، ولذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا شيء أحب إليه المدح من الله، ولذلك مدح نفسه). قلت: سمعته من عبد الله؟ قال: نعم، قلت: ورفعه؟ قال: نعم.

[4361 - 4922 - 6968] {وكيل} /102/: حفيظ ومحيط به. {قبلا} /111/: جمع قبيل، والمعنى: أنه ضروب للعذاب، كل ضرب منها قبيل. {زخرف القول} /112/: كحل شيء حسنته ووشيته، وهو باطل، فهو زخرف. {وحرث حجر} /138/: حرام، وكل ممنوع فهو حجر محجور، والحجر كل بناء بنيته، ويقال للأنثى من الخيل: حجر، ويقال للعقل: حجر وحجى، وأما الحجر فموضع ثمود، وما حجرت عليه من الأرض فهو حجر، ومنه سمي حطيم البيت حجرا، كأنه مشتق من محطوم، مثل: قتيل من مقتول، وأما حجر اليمامة فهو منزل. 131 - باب: {هلم شهداءكم} /150/. لغة أهل الحجاز هلم للواحد والاثنين والجميع.

132 - باب: {لا ينفع نفسا إيمانها} /158/.

4359/4360 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا عبد الواحد: حدثنا عمارة: حدثنا أبقو زرعة: حدثنا أبو هريرة رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا رآها الناس آمن من عليها، فذاك حين: {لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل}).

(4360) - حدثني إسحاق: أخبرنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن همام، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون، وذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها). ثم قرأ الآية.

[6141] 133 - باب: تفسير سورة الأعراف. قال ابن عباس: {ورياشا} /26/: المال. {أنه لا يحب المعتدين} /55/: في الدعاء وفي غيره. {عفوا} /95/: كثروا وكثرت أموالهم. {الفتاح} /سبأ: 26/: القاضي. {افتح بيننا} /89/: اقض بيننا. {نتقنا} /171/: رفعنا. {انبجست} /160/: انفجرت. {متبر} /139/: خسران. {آسى} /93/: أحزن. {تأس} /المائدة: 26 - 68/: تحزن. وقال غيره: {ما منعك أن لا تسجد} /12/: يقول: ما منعك أن تسجد. {يخصفان} /22/: أخذا الخصاف من ورق الجنة، يؤلفان الورق، يخصفان الورق بعضه إلى بعض. {سوآتهما} /20/: كناية عن فرجيهما. {ومتاع إلى حين} /24/: هو ههنا إلى يوم القيامة، والحين عند العرب من ساعة إلى ما لا يحصى عدده. الرياش والريش واحد، وهو ما ظهر من اللباس. {قبيلة} /27/: جيله الذي هو منهم. {اداركوا} /38/: اجتمعوا. ومشاق الإنسان والدابة كلها يسمى سموما، واحدها سم، وهي: عيناه ومنخراه وفمه وأذناه ودبره وإحليله. {غواش} /41/: ما غشوا به. {نشرا} /57/: متفرقة. {نكدا} /58/: قليلا. {يغنوا} /92/: يعيشوا. {حقيق} /105/: حق. {استرهبوهم} /116/: من الرهبة. {تلقف} /117/: تلقم. {طائرهم} /131/: حظهم. طوفان من السيل، ويقال للموت الكثير الطوفان. {القمل} /133/: الحمنان يشبه صغار الحلم. عروش وعريش بناء. {سقط} /149/: كل من ندم فقد سقط في يده. الأسباط قبائل بني إسرائيل. {يعدون في السبت} /163/: يتعدون له، يجاوزون. {تعد} /الكهف: 28/: تجاوز. {شرعا} /163/: شوارع. {بئيس} /165/: شديد. {أخلد} /176/: قعد وتقاعس. {سنستدرجهم} /182/: نأتيهم من مأمنهم، كقوله تعالى: {فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا} /الحشر: 2/. {من جنة} /184/: من جنون. {فمرت به} /189/: استمر بها الحمل فأتمته. (ينزغنك) /200/: يستخفنك. {طيف} /201/: ملم به لمم، ويقال: {طائف} وهو واحد. {يمدونهم} /202/: يزينون. {وخيفة} /205/: خوفا، {وخفية} /55/: من الإخفاء. {والآصال} /205/: واحدها أصيل، وهو ما بين العصر إلى المغرب، كقوله: {بكرة وأصيلا} الفرقان: 5/ 134 - باب: إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن /33/. 4361 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي وائل، عن عبد الله رضي الله عنه قال: - قلت: أنت سمعت هذا من عبد الله؟ قال: نعم، ورفعه، قال - :

(لا أحد أغير من الله، فلذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحد أحب إليه المدحة من الله، فلذلك مدح نفسه).

[4358]

135 - باب: {ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين} /143/.

قال ابن عباس: أرني: أعطني. 4362 - حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا سفيان، عن عمرو بن يحيى المازني، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:

جاء رجل من اليود إلى النبي صلى الله عليه وسلم قد لطم وجهه، وقال: يا محمد، إن رجلا من أصحابك من الأنصار لطم في وجهي، قال: (ادعوه). فدعوه، قال: (لم لطمت وجهه). قال: يا رسول الله، إني مررت باليهود، فسمعته يقول: والذي اصطفى موسى على البشر، فقلت: وعلى محمد، وأخذتني غضبة فلطمته، قال: (لا تخيروني من بين الأنبياء، فإن الناس يصعقون يوم القيامة، فأكون أول من يفيق، فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش، فلا أدري أفاق قبلي أم جزي بصعقة الطور).

[2281]

136 - باب: {المن والسلوى} /160/.

4363 - حدثنا مسلم: حدثنا شعبة، عن عبد الملك، عن عمرو بن حريث، عن سعيد بن زيد،

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الكمأة من المن، وماؤها شفاء العين).

[4208]

137 - باب: {قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السموات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون} /158/.

4364 - حدثنا عبد الله: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن وموسى بن هارون قالا: حدثنا الوليد بن مسلم: حدثنا عبد الله بن العلاء بن زبر قال: حدثني بسر بن عبد الله قال: حدثني أبو إدريس الخولاني قال: سمعت أبا الدرداء يقول:

كانت بين أبي بكر وعمر محاورة، فأغضب أبو بكر عمر، فانصرف عنه عمر مغضبا، فاتبعه أبو بكر يسأله أن يستغفر له فلم يفعل، حتى أغلق بابه في وجهه، فأقبل أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال أبو الدرداء: ونحن عنده، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أما صاحبكم هذا فقد غامر). قال: وندم عمر على ما كان منه، فأقبل حتى سلم وجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقص على رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر. قال أبو الدرداء: وغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعل أبو بكر يقول: والله يا رسول الله، لأنا كنت أظلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هل أنتم تاركون لي صاحبي، هل أنتم تاركون لي صاحبي، إني قلت: يا أيها الناس، إني رسول الله إليكم جميعا، فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر: صدقت).

[3461]

138 - باب: {وقولوا حطة} /161/.

4365 - حدثنا إسحاق: أخبرنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن همام بن منبه: أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قيل لبني إسرائيل: {ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم}. فبدلوا، فدخلوا يزحفون على أستاههم، وقالوا: حبة في شعرة).

[3222]

139 - باب: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} /199/.

العرف: المعروف. 4366 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: أن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

قدم عيينة بن حصن بن حذيفة، فنزل على ابن أخيه الحر بن قيس، وكان من النفر الذين يدنيهم عمر، وكان القراء أصحاب مجالس عمر ومشاورته، كهولا كانوا أو شبابا، فقال عيينة لابن أخيه: يا ابن أخي، لك وجه عند هذا الأمير، فاستأذن لي عليه، قال: سأستأذن لك عليه، قال ابن عباس: فاستأذن الحر لعيينة، فأذن له عمر، فلما دخل عليه قال: هي يا ابن الخطاب، فوالله ما تعطينا الجزل ولا تحكم بيننا بالعدل. فغضب عمر حتى هم به، فقال له الحر: يا أمير المؤمنين، إن الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين}. وإن هذا من الجاهلين. والله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه، وكان وقافا عند كتاب الله.

[6856] 4367 - حدثنا يحيى: حدثنا وكيع، عن هشام، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير: {خذ العفو وأمر بالعرف}. قال: ما أنزل الله إلا في أخلاق الناس. وقال عبد الله بن براد: حدثنا أبو أسامة: حدثنا هشام، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير قال:

أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأخذ العفو من أخلاق الناس، أو كما قال.

تفسير سورة الأنفال.

140 - باب: قوله: {يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم} /1/.

قال ابن عباس: {الأنفال} المغانم. قال قتادة: {ريحكم} /46/: الحرب. يقال: نافلة عطية. 4368 - حدثني محمد بن عبد الرحيم: حدثنا سعيد بن سليمان: أخبرنا هشيم: أخبرنا أبو بشر، عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس رضي الله عنهما:

سورة الأنفال، قال: نزلت في بدر.

[3805] {الشوكة} /7/: الحد. {مردفين} /9/: فوجا بعد فوج، ردفني وأردفني جاء بعدي. {ذوقوا} /50/: باشروا وجربوا، وليس هذا من ذوق الفم. {فيركمه} /37/: يجمعه. {وإن جنحوا} /61/: طلبوا، السلم والسلم والسلام واحد. {يثخن} /67/: يغلب. وقال مجاهد: {مكاء} إدخال أصابعهم في أفواههم {وتصدية} /35/: الصفير. {ليثبتوك} /30/: ليحبسوك. 141 - باب: {إن شر الدواب عند الله الصم والبكم الذين لا يعقلون} /22/. 4369 - حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس: {إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون}. قال: هم نفر من بني عبد الدار.

142 - باب: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون} /24/.

استجيبوا: أجيبوا. لما يحييكم: يصلحكم. 4370 - حدثني إسحاق: أخبرنا روح: حدثنا شعبة، عن خبيب بن عبد الرحمن: سمعت حفص بن عاصم يحدث، عن أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه قال:

كنت أصلي، فمر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاني، فلم آته حتى صليت، ثم أتيته فقال: (ما منعك أن تأتيني؟ ألم يقل الله: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم}. ثم قال: لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج). فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخرج فذكرت له.

وقال معاذ: حدثنا شعبة، عن خبيب: سمع حفصا: سمع أبا سعيد، رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، بهذا. وقال: (وهي: {الحمد لله رب العالمين}. السبع المثاني). [4204]

143 - باب: {وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم} /32/.

قال ابن عيينة: ما سمى الله تعالى مطرا في القرآن إلا عذابا، وتسميه العرب الغيث، وهو قوله تعالى: {ينزل الغيث من بعد ما قنطوا} /الشورى: 28/. 4371 - حدثني أحمد: حدثنا عبيد الله بن معاذ: حدثنا أبي: حدثنا شعبة، عن عبد الحميد، هو ابن كرديد، صاحب الزيادي: سمع أنس بن مالك رضي الله عنه:

قال أبو جهل: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك، فأمطر علينا حجارة من السماء، أو ائتنا بعذاب أليم. فنزلت: {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون. وما لهم أن لا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام}. الآية.

[4372] 144 - باب: {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون} /33/. 4372 - حدثنا محمد بن النضر: حدثنا عبيد الله بن معاذ: حدثنا أبي: حدثنا شعبة، عن عبد الحميد صاحب الزيادي: سمع أنس بن مالك قال:

قال أبو جهل: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك، فأمطر علينا حجارة من السماء، أو ائتنا بعذاب أليم. فنزلت: {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون. وما لهم أن لا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام}. الآية.

[4371]

145 - باب: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله} /39/.

4373/4374 - حدثنا الحسن بن عبد العزيز: حدثنا عبد الله بن يحيى: حدثنا حيوة، عن بكر بن عمرو، عن بكير، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما:

أن رجلا جاءه فقال: يا أبا عبد الرحمن، ألا تسمع ما ذكر الله في كتابه: {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا}. إلى آخر الآية، فما يمنعك أن لا تقاتل كما ذكر الله في كتابه؟ فقال: يا ابن أخي، أغتر بهذه الآية ولا أقاتل، أحب إلي من أن أغتر بهذه الآية التي يقول الله تعالى: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا}. إلى آخرها. قال: فإن الله يقول: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة}. قال ابن عمر: قد فعلنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ كان الإسلام قليلا، فكان الرجل يفتن في دينه: إما يقتلونه وإما يوثقونه، حتى كثر الإسلام فلم تكن فتنة. فلما رأى أنه لا يوافقه فيما يريد قال: فما قولك في علي وعثمان؟ قال ابن عمر: ما قولي في علي وعثمان؟ أما عثمان: فكان الله قد عفا عنه، فكرهتم أن يعفو عنه. وأما علي: فابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه - وأشار بيده - وهذه ابنته - أو ابنته - حيث ترون.
(4374) - حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا زهير: حدثنا بيان: أن وبرة حدثه قال: حدثني سعيد بن جبير قال: خرج علينا - أو: إلينا - ابن عمر،
فقال رجل: كيف ترى في قتال الفتنة؟ فقال: وهل تدري ما الفتنة؟ كان محمد صلى الله عليه وسلم يقاتل المشركين، وكان الدخول عليهم فتنة، وليس كقتالكم على الملك.

[4243] 146 - باب: {يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون} /65/.

4375 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان، عن عمرو، عن ابن عباس رضي الله عنهما:

لما نزلت: {إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين}. فكتب عليهم أن لا يفر واحد من عشرة. فقال سفيان غير مرة: أن لا يفر عشرون من مائتين، ثم نزلت: {الآن خفف الله عنكم}. الآية. فكتب أن لا يفر مائة من مائتين. زاد سفيان مرة نزلت: {حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون}.

قال سفيان: وقال ابن شبرمة: ورأى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مثل هذا. [4376]

147 - باب: {الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا}. الآية /66/.

إلى قوله: {والله مع الصابرين}. 4376 - حدثنا يحيى بن عبد الله السلمي: أخبرنا عبد الله بن المبارك: أخبرنا جرير ابن حازم قال: أخبرني الزبير بن خريت، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

لما نزلت: {إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين}. شق ذلك على المسلمين، حين فرض عليهم أن لا يفر واحد من عشرة، فجاء التخفيف، فقال: {الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين}. قال: فلما خفف الله عنهم من العدة، نقص من الصبر بقدر ما خفف عنهم.

[4375]

148 - باب: تفسير سورة {براءة} [التوبة].

{وليجة} /16/: كل شيء أدخلته في شيء. {الشقة} /42/: السفر. الخبال الفساد، والخبال الموت. {ولا تفتني} /49/: لا توبخني. {كرها} و{كرها} /53/: واحد. {مدخلا} /57/: يدخلون فيه. {يجمحون} /57/: يسرعون. {والمؤتفكات} /70/: ائتفكت انقلبت بها الأرض. {أهوى} /النجم: 53/: ألقاه في هوة. {عدن} /72/: خلد، عدنت بأرض أي أقمت، ومنه: معدن، ويقال: في معدن صدق، في منبت صدق. {الخوالف} /93/: الخالف الذي خلفني فقعد بعدي، ومنه: يخلفه في الغابرين، ويجوز أن يكون النساء، من الخالفة، وإن كان جمع الذكور، فإنه لم يوجد على تقدير جمعه إلا حرفان: فارس وفوارس، وهالك وهوالك. {الخيرات} /88/: واحدها خيرة، وهي الفواضل. {مرجون} /106/: مؤخرون. الشفا: الشفير، وهو حده، والجرف ما تجرف من السيول والأودية. {هار} /109/: هائر، يقال: تهورت البئر إذا انهدمت، وانهار مثله. {لأواه} /114/: شفقا وفرقا. وقال الشاعر: إذا ما قمت أرحلها بليل *** تأوه آهة الرجل الحزين 149 - باب: {براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين} /1/. {أذان} /3/: إعلام. وقال ابن عباس: {أذن} /61/: يصدق. {تطهرهم وتزكيهم بها} /103/: ونحوها كثير، والزكاة: الطاعة والإخلاص. {لا يؤتون الزكاة} /فصلت: 7/: لا يشهدون أن لا إله إلا الله. {يضاهون} /30/: يشبهون.

4377 - حدثنا أبو الوليد: حدثنا شعبة، عن أبي إسحق قال: سمعت البراء رضي الله عنه يقول: آخر آية نزلت: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة}. وآخر سورة نزلت براءة. [4106]

150 - باب: قوله: {فسيحوا في الأرض أربعة أشهر واعلموا أنكم غير معجزي الله وأن الله مخزي الكافرين} /2/.

سيحوا: سيروا.

4378 - حدثنا سعيد بن عفير قال: حدثني الليث قال: حدثني عقيل، عن ابن شهاب. وأخبرني حميد بن عبد الرحمن: أن أبا هريرة رضي الله عنه قال:

بعثني أبو بكر في تلك الحجة، في مؤذنين بعثهم يوم النحر، يؤذنون بمنى: أن لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان.

قال حميد بن عبد الرحمن: ثم أردف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعلي ابن أبي طالب، وأمره أن يؤذن ببراءة. قال أبو هريرة: فأذن معنا علي يوم النحر في أهل منى ببراءة، وأن لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان. [362]

151 - باب: {وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله برئ من المشركين ورسوله فإن تبتم فهو خير لكم وإن توليتم فاعلموا أنكم غير معجزي الله وبشر الذين كفروا بعذاب أليم} /3/.

آذنهم: أعلمهم. 4379 - حدثنا عبد الله بن يوسف: حدثنا الليث: حدثني عقيل قال ابن شهاب: فأخبرني حميد بن عبد الرحمن: أن أبا هريرة قال:

بعثني أبو بكر رضي الله عنه في تلك الحجة في المؤذنين، بعثهم يوم النحر يؤذنون بمنى: أن لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان.

قال حميد: ثم أردف النبي صلى الله عليه وسلم بعلي بن أبي طالب، فأمره أن يؤذن ببراءة. قال أبو هريرة: فأذن معنا علي في أهل منى يوم النحر ببراءة، وأن لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان. [362]

152 - باب: {إلا الذين عاهدتم من المشركين} /4/.

4380 - حدثنا إسحاق: حدثقنا يعقوب بن إبراهيم: حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب: أن حميد بن عبد الرحمن أخبره: أن أبا هريرة أخبره:

أن أبا بكر رضي الله عنه بعثه، في الحجة التي أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها قبل حجة الوداع، في رهط، يؤذن في الناس: أن لا يحجن بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان.

فكان حميد يقول: يوم النحر يوم الحج الأكبر، من أجل حديث أبي هريرة. [362]

153 - باب: {فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم} /12/.

4381 - حدثنا محمد بن المثنى: حدثنا يحيى: حدثنا إسماعيل: حدثنا زيد ابن وهب قال:

كنا عند حذيفة فقال: ما بقي من أصحاب هذه الآية إلا ثلاثة، ولا من المنافقين إلا أربعة. فقال أعرابي: إنكم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم تخبروننا فلا ندري، فما بال هؤلاء الذين يبقرون بيوتنا، ويسرقون أعلاقنا؟ قال: أولئك الفساق، أجل، لم يبق منهم إلا أربعة، أحدهم شيخ كبير، لو شرب الماء البارد لما وجد برده.

154 - باب: قوله: {والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم} /34/. 4382 - حدثنا الحكم بن نافع: أخبرنا شعيب: حدثنا أبو الزناد: أن عبد الرحمن الأعرج حدثه أنه قال: حدثني أبو هريرة رضي الله عنه:

أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (يكون كنز أحدكم يوم القيامة شجاعا أقرع).

[1338] 4383 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا جرير، عن حصين، عن زيد بن وهب قال:

مررت على أبي ذر بالربذة، فقلت: ما أنزلك بهذه الأرض؟ قال: كنا بالشأم، فقرأت: {والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم}. قال معاوية: ما هذه فينا، ما هذه إلا في أهل الكتاب، قال: قلت: إنها لفينا وفيهم.

[1341]

155 - باب: قوله: {يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون} /35/.

4384 - وقال أحمد بن شبيب بن سعيد: حدثنا أبي، عن يونس، عن ابن شهاب، عن خالد بن أسلم قال:

خرجنا مع عبد الله بن عمر فقال: هذا قبل أن تنزل الزكاة، فلما أنزلت جعلها الله طهرا للأموال.

[1339]

156 - باب: قوله: {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم} /36/.

القيم: هو القائم. 4385 - حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن محمد، عن ابن أبي بكرة، عن أبي بكرة،

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهرا، منها أربعة حرم، ثلاث متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان).

[67]

157 - باب: قوله: {ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا} /40/.

أي ناصرنا. السكينة: فعيلة من السكون. 4386 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا حبان: حدثنا همام: حدثنا ثابت: حدثنا أنس قال: حدثني أبو بكر رضي الله عنه قال:

كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار، فرأيت آثار المشركين، قلت: يا رسول الله، لو أن أحدهم رفع قدمه رآنا، قال: (ما ظنك باثنين الله ثالثهما).

[3453] 4387/4389 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا ابن عيينة، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه قال حين وقع بينه وبين ابن الزبير: قلت: أبوه الزبير، وأمه أسماء، وخالته عائشة، وجده أبو بكر، وجدته صفية. فقلت لسفيان: إسناده؟ فقال: حدثنا، فشغله إنسان، ولم يقل: ابن جريج.

(4388) - حدثني عبد الله بن محمد قال: حدثني يحيى بن معين: حدثنا حجاج: قال ابن جريج: قال ابن أبي مليكة:
وكان بينهما شيء، فغدوت على ابن عباس، فقلت: أتريد أن تقاتل ابن الزبير، فتحل حرم الله؟ فقال: معاذ الله، إن الله كتب ابن الزبير وبني أمية محلين، وإني والله لا أحله أبدا. قال: قال الناس: بايع لابن الزبير، فقلت: وأين بهذا الأمر عنه، أما أبوه: فحواري النبي صلى الله عليه وسلم، يريد الزبير، وأما جده: فصاحب الغار، يريد أبا بكر، وأما أمه: فذات النطاق، يريد أسماء، وأما خالته: فأم المؤمنين، يريد عائشة، وأما عمته: فزوج النبي صلى الله عليه وسلم، يريد خديجة، وأما عمة النبي صلى الله عليه وسلم فجدته، يريد صفية، ثم عفيف في الإسلام، قارئ للقرآن، والله إن وصلوني وصلوني من قريب، وإن ربوني ربني أكفاء كرام، فآثر التويتات والأسامات والحميدات، يريد أبطنا من بني أسد: بني تويت وبني أسامة وبني أسد، إن ابن أبي العاص برز يمشي القدمية، يعني عبد الملك بن مروان، وإنه لوى ذنبه، يعني ابن الزبير.
(4389) - حدثنا محمد بن عبيد بن ميمون: حدثنا عيسى بن يونس، عن عمر بن سعيد قال: أخبرني ابن أبي مليكة: دخلنا على ابن عباس فقال:
ألا تعجبون لابن الزبير، قام في أمره هذا، فقلت: لأحاسبن نفسي له ما حاسبتها لأبي بكر ولا لعمر، ولهما كان أولى بكل خير منه، وقلت: ابن عمة النبي صلى الله عليه وسلم، وابن الزبير، وابن أبي بكر، وابن أخي خديجة، وابن أخت عائشة، فإذا هو يتعلى عني ولا يريد ذلك، فقلت: ما كنت أظن أني أعرض هذا من نفسي فيدعه، وما أراه يريد خيرا، وإن كان لابد، لأن يربني بنو عمي أحب إلي من أن يربني غيرهم.

158 - باب: {والمؤلفة قلوبهم} /60/. قال مجاهد: يتألفهم بالعطية. 4390 - حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان، عن أبيه، عن ابن أبي نعم، عن أبي سعيد رضي الله عنه قال:

بعث إلي النبي صلى الله عليه وسلم بشيء فقسمه بين أربعة وقال: (أتألفهم). فقال رجل: ما عدلت، فقال: (يخرج من ضئضئ هذا قوم يمرقون من الدين).

[4094]

159 - باب: قوله: {الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين} /79/.

يلمزون: يعيبون. و{جهدهم} /79/ وجهدهم: طاقتهم. 4391 - حدثني بشر بن خالد، أبو محمد: أخبرنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن سليمان، عن أبي وائل، عن أبي مسعود قال:

لما أمرنا بالصدقة كنا نتحامل، فجاء أبو عقيل بنصف صاع، وجاء إنسان بأكثر منه، فقال المنافقون: إن الله لغني عن صدقة هذا، وما فعل هذا الآخر إلا رئاء، فنزلت: {الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم}. الآية.

[1349] 4392 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: قلت لأبي أسامة: أحدثكم زائدة، عن سليمان، عن شقيق، عن أبي مسعود الأنصاري قال:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بالصدقة، فيحتال أحدنا حتى يجيء بالمد، وإن لأحدهم اليوم مائة ألف. كأنه يعرض بنفسه.

[1350]

160 - باب: {استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم} /80/.

4393 - حدثنا عبيد بن إسماعيل، عن أبي أسامة، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:

لما توفي عبد الله، جاء ابنه عبد الله بن عبد الله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأله أن يعطيه قميصه يكفن فيه أباه فأعطاه، ثم سأله أن يصلي عليه، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي، فقام عمر فأخذ بثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله تصلي عليه، وقد نهاك ربك أن تصلي عليه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما خيرني الله فقال: {استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة}. وسأزيده على السبعين). قال: أنه منافق، قال: فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله: {ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره}.

[1210] 4394 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل. وقال غيره: حدثني عقيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال:

لما مات عبد الله بن أبي سلول، دعي له رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبت إليه، فقلت: يا رسول الله، أتصلي على ابن أبي، وقد قال يوم كذا: كذا وكذا، قال: أعدد عليه قوله، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: (أخر

عني يا عمر). فلما أكثرت عليه، قال: (إني خيرت فاخترت، لو أعلم أني إن زدت على السبعين يغفر له لزدت عليها). قال: فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم انصرف، فلم يمكث إلا يسيرا، حتى نزلت الآيتان من براءة: {ولا تصل على أحد منهم مات أبدا - إلى قوله - وهم فاسقون}. قال: فعجبت بعد من جرأتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله ورسوله أعلم. [1300]

161 - باب: {ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره} /84/.

4395 - حدثني إبراهيم بن المنذر: حدثنا أنس بن عياض، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال:

لما توفي عبد الله بن أبي، جاء ابنه عبد الله بن عبد الله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعطاه قميصه، وأمره أن يكفنه فيه، ثم قام يصلي عليه، فأخذ عمر بن الخطاب بثوبه، فقال: تصلي عليه وهو منافق، وقد نهاك الله أن تستغفر لهم، قال: (إنما خيرني الله - أو أخبرني - فقال: {استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم}. فقال: سأزيده على سبعين). قال: فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلينا معه، ثم أنزل الله عليه: {ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون}.

[1210]

162 - باب: قوله: {سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون} /95/.

4396 - حدثنا يحيى: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن عبد الله: أن عبد الله بن كعب بن مالك قال:

سمعت كعب بن مالك، حين تخلف عن تبوك: والله ما أنعم الله علي من نعمة، بعد إذ هداني، أعظم من صدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن لا أكون كذبته، فأهلك كما هلك الذين كذبوا حين أنزل الوحي: {سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم - إلى - الفاسقين}.

[2606]

163 - باب: قوله: {يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم}. إلى قوله: {الفاسقين} /96/.
164 - باب: قوله: {وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم} /102/.

4397 - حدثنا مؤمل، هو ابن هشام: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم: حدثنا عوف: حدثنا أبو رجاء: حدثنا سمرة بن جندب رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا: (أتاني الليلة آتيان، فابتعثاني، فانتهيا بي إلى مدينة مبنية بلبن ذهب ولبن فضة، فتلقانا رجال: شطر من خلقهم، كأحسن ما أنت راء، وشطر كأقبح ما أنت راء، قالا لهم: اذهبوا فقعوا في ذلك النهر، فوقعوا فيه، ثم رجعوا إلينا، قد ذهب ذلك السوء عنهم، فصاروا في أحسن صورة، قالا لي: هذه جنة عدن، وهذاك منزلك، قالا: أما القوم الذين كانوا شطر منهم حسن، وشطر منهم قبيح، فإنهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، تجاوز الله عنهم).

[809]

165 - باب: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين} /113/.

4398 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبيه قال:

لما حضرت أبا طالب الوفاة، دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أي عم، قل لا إله إلا الله، أحاج لك بها عند الله). فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب، أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لأستغفرن لك ما لم أنه عنك). فنزلت: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم}.

[1294]

166 - باب: {لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم} /117/.

4399 - حدثنا أحمد بن صالح قال: حدثني ابن وهب قال: أخبرني يونس: قال أحمد. وحدثنا عنبسة: حدثنا يونس، عن ابن شهاب قال: أخبرني عبد الرحمن بن كعب قال: أخبرني عبد الله بن كعب، وكان قائد كعب من بنيه حين عمي، قال:

سمعت كعب بن مالك في حديثه: {وعلى الثلاثة الذين خلفوا}. قال في آخر حديثه: إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله ورسوله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أمسك بعض مالك فهو خير لك).

[2606]

167 - باب: {وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم} /118/.

4400 - حدثني محمد: حدثنا أحمد بن أبي شعيب: حدثنا موسى بن أعين: حدثنا إسحاق بن راشد: أن الزهري حدثه قال: أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه قال:

سمعت أبي كعب بن مالك، وهو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم: أنه لم يتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها قط غير غزوتين: غزوة العسرة وغزوة بدر، قال: فأجمعت صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى، وكان قلما يقدم من سفر سافره إلا ضحى، وكان يبدأ بالمسجد، فيركع ركعتين، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كلامي وكلام صاحبي، ولم ينه عن كلام أحد من المتخلفين غيرنا، فاجتنب الناس كلامنا، فلبثت كذلك حتى طال علي الأمر، وما من شيء أهم إلي من أن أموت فلا يصلي علي النبي صلى الله عليه وسلم، أو يموت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكون من الناس بتلك المنزلة، فلا يكلمني أحد منهم ولا يصلي علي، فأنزل الله توبتنا على نبيه صلى الله عليه وسلم حين بقي الثلث الآخر من الليل، ورسول الله صلى الله عليه وسلم عند أم سلمة، وكانت أم سلمة محسنة في شأني، معنية في أمري، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أم سلمة، تيب على كعب). قالت: أفلا أرسل إليه فأبشره، قال: (إذا يحطمكم الناس فيمنعونكم النوم سائر الليلة). حتى إذا صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر آذن بتوبة الله علينا، وكان إذا استبشر استنار وجهه، حتى كأنه قطعة من القمر، وكنا أيها الثلاثة الذين خلفوا عن الأمر الذي قبل من هؤلاء الذين اعتذروا، حين أنزل الله لنا التوبة، فلما ذكر الذين كذبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من المتخلفين واعتذروا بالباطل، ذكروا بشر ما ذكر به أحد، قال الله سبحانه: {يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم قل لاتعتذروا لن نؤمن لكم قد نبأنا الله من أخباركم وسيرى الله عملكم ورسوله}. الآية.

[2606]

168 - باب: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} /119/.

4401 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك: أن عبد الله بن كعب بن مالك، وكان قائد كعب بن مالك، قال:

سمعت كعب بن مالك يحدث، حين تخلف، عن قصة تبوك: فوالله ما أعلم أحد أبلاه الله في صدق الحديث أحسن مما أبلاني، ما تعمدت منذ ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومي هذا كذبا، وأنزل الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم: {لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار - إلى قوله - وكونوا مع الصادقين}.

[2606]

169 - باب: قوله: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم} /128/: من الرأفة.

4402 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني ابن السباق: أن زيد بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه، وكان ممن يكتب الوحي، قال:

أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة، وعنده عمر، فقال أبو بكر: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بالناس، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن، فيذهب كثير من القرآن، إلا أن تجمعوه، وإني لأرى أن تجمع القرآن. قال أبو بكر: قلت لعمر: كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال عمر: هو والله خير، فلم يزل عمر يراجعني فيه حتى شرح الله لذلك صدري، ورأيت الذي رأى عمر، قال زيد بن ثابت، وعمر عنده جالس لا يتكلم، فقال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل ولا نتهمك، كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه. فوالله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلان شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال أبو بكر: هو والله خير، فلم أزل أراجعه حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له صدر أبي بكر وعمر، فقمت فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعسب، وصدور الرجال، حتى وجدت من سورة التوبة آيتين مع خزيمة الأنصاري لم أجدهما مع أحد غيره: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم}. إلى آخرهما.

وكانت الصحف التي جمع فيها القرآن عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حتى توفاه الله، ثم عند حفصة بنت عمر. تابعه عثمان بن عمر، والليث، عن يونس، عن ابن شهاب. وقال الليث: حدثني عبد الرحمن بن خالد، عن ابن شهاب، وقال: مع أبي خزيمة الأنصاري. وقال موسى، عن إبراهيم: حدثنا ابن شهاب: مع أبي خزيمة. وتابعه يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه. وقال أبو ثابت: حدثنا إبراهيم وقال: مع خزيمة، أو أبي خزيمة. [4701 - 4703 - 6768 - 6989 - وانظر: 2652 - 4702] 170 - باب: تفسير سورة يونس. وقال ابن عباس: {فاختلط به نبات الأرض} /24/: فنبت بالماء من كل لون. {قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغني} /68/. وقال زيد بن أسلم: {أن لهم قدم صدق} /2/: محمد صلى الله عليه وسلم، وقال مجاهد: خير. يقال: {تلك آيات} /1/: يعني هذه أعلام القرآن، ومثله: {حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم} /22/: المعنى بكم. {دعواهم} /10/: دعاؤهم. {أحيط بهم} /22/: دنوا من الهلكة. {أحاطت به خطيئته} /البقرة: 81/. {فأتبعهم} /90/: واتبعهم واحد. {عدوا} /90/: من العدوان. وقال مجاهد: {ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير} قول الإنسان لولده وماله إذا غضب: اللهم لا تبارك فيه والعنه {لقضي إليهم أجلهم} /11/: لأهلك من دعي عليه ولأماته. {للذين أحسنوا الحسنى} مثلها حسنى {وزيادة} /26/: مغفرة. {الكبرياء} /78/: الملك. 171 - باب: {وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين} /90/. {ننجيك} /92/: نلقيك على نجوة من الأرض، وهو النشز: المكان المرتفع. 4403 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:

قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، واليهود تصوم عاشوراء، فقالوا: هذا يوم ظهر فيه موسى على فرعون، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: (أنتم أحق بموسى منهم، فصوموا).

[1900]

172 - باب: تفسير سورة هود.

قال ابن عباس: {عصيب} /77/: شديد. {لاجرم} /22/: بلى. وقال غيره: {وحاق} /8/: نزل، {يحيق} /فاطر: 43/: ينزل. {يؤوس} /9/: فعول من يئست. وقال مجاهد: {تبتئس} /36/: تحزن. {يثنون صدورهم} شك وامتراء في الحق {ليستخفوا منه} /5/: من الله إن استطاعوا. وقال أبو ميسرة: الأواه الرحيم بالحبشية. وقال ابن عباس: {بادي الرأي} /27/: ما ظهر لنا. وقال مجاهد: {الجودي} /44/: جبل بالجزيرة. وقال الحسن: {إنك لأنت الحليم} /87/: يستهزئون به. وقال ابن عباس: {أقلعي} /44/: أمسكي. {وفار التنور} /40/: نبع الماء، وقال عكرمة: وجه الأرض.

173 - باب: {ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه عليم بذات الصدور} /5/.

4404/4406 - حدثنا الحسن بن محمد بن صباح: حدثنا حجاج قال: قال ابن جريج: أخبرني محمد بن عباد بن جعفر: أنه سمع ابن عباس يقرأ:

{ألا إنهم تثنوني صدورهم}. قال: سألته عنها. فقال: أناس كانوا يستحيون أن يتخلوا فيفضوا إلى السماء، وأن يجامعوا نساءهم فيفضوا إلى السماء، فنزل ذلك فيهم.
(4405) - حدثني إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام، عن ابن جريج. وأخبرني محمد بن عباد بن جعفر: أن ابن عباس قرأ:
{ألا إنهم تثنوني صدورهم}. قلت: يا أبا العباس ما تثنوني صدورهم؟ قال: كان الرجل يجامع امرأته فيستحي، أو يتخلى فيستحي، فنزلت: {ألا إنهم تثنوني صدورهم}.

(4406) - حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان: حدثنا عمرو قال: قرأ ابن عباس: {ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه ألا حين يستغشون ثيابهم}. وقال غيره: عن ابن عباس: {يستغشون} يغطون رؤوسهم. {سيئ بهم} ساء ظنه بقومه {وضاق بهم} /77/: بأضيافه. {بقطع من الليل} /81/: بسواد. وقال مجاهد: {أنيب} /88/: أرجع.

174 - باب: قوله: {وكان عرشه على الماء} /7/.

4407 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب: حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله عز وجل: أنفق أنفق عليك، وقال: يد الله ملائ لا تغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار. وقال:

أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماء والأرض فإنه لم يغض ما في يده، وكان عرشه على الماء، وبيده الميزان يخفض ويرفع). [5037 - 6976 - 6983 - 7057] {اعتراك} /54/: افتعلك، من عروته أي أصبته، ومنه يعروه واعتراني. {آخذ بناصيتها} /56/: أي في ملكه وسلطانه. {عنيد} /59/: وعنود وعاند واحد، هو تأكيد التجبر. {استعمركم}:61/: جعلكم عمارا، أعمرته الدار فهي عمرى جعلتها له. {نكرهم} /70/: وأنكرهم واستنكرهم واحد. {حميد مجيد} /73/: كأنه فعيل من ماجد، محمود من حمد. {سجيل} /82/: الشديد الكبير، سجيل وسجين، واللام والنون أختان، وقال تميم بن مقبل: ورجلة يضربون البيض ضاحية *** ضربا تواصى به الأبطال سجينا {وإلى مدين أخاهم شعيبا} /84/: إلى أهل مدين، لأن مدين بلد، ومثله {واسأل القرية} /يوسف: 82/: واسأل العير، يعني أهل القرية وأصحاب العير. {وراءكم ظهريا} /92/: يقول: لم تلتفتوا إليه، ويقال إذا لم يقض الرجل حاجته: ظهرت بحاجتي وجعلتني ظهريا، والظهري هاهنا: أن تأخذ معك دابة أو وعاء تستظهر به. {أرذالنا} /27/: سقاطنا. {إجرامي} /35/: هو مصدر من أجرمت، وبعضهم يقول: جرمت. {الفلك} /37/: والفلك واحد، وهي السفينة والسفن. {مجرها} /41/: مدفعها، وهو مصدر أجريت، وأرسيت: حبست، ويقرأ: {مرساها} من رست هي، و{مجراها} من جرت هي. {ومجريها ومرسيها} من فعل بها. {راسيات} /سبأ: 13/: ثابتات. 175 - باب: {ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين} /18/. واحد الأشهاد شاهد، مثل: صاحب وأصحاب. 4408 - حدثنا مسدد: حدثنا يزيد بن زريع: حدثنا سعيد وهشام قالا: حدثنا قتادة، عن صفوان بن محرز قال: بينا ابن عمر يطوف، إذ عرض رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن، أو قال: يا ابن عمر:

سمعت النبي صلى الله عليه وسلم في النجوى؟ فقال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (يدنى المؤمن من ربه - وقال هشام: يدنو المؤمن - حتى يضع عليه كنفه، فيقرره بذنوبه، تعرف ذنب كذا؟ يقول: أعرف، يقول: رب أعرف، مرتين، فيقول: سترتها في الدنيا، وأغفرها لك اليوم، ثم تطوى صحيفة حسناته. وأما الآخرون أو الكفار، فينادى على رؤوس الأشهاد: {هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين}).

وقال شيبان، عن قتادة: حدثنا صفوان. [ 2309]

176 - باب: قوله: {وكذلك أخذ ربك إذ أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد} /102/.

{الرفد المرفود} /99/: العون المعين، رفدته أعنته. {تركنوا} /113/: تميلوا. {فلولا كان} /116/: فهلا كان. {أترفوا} /116/: أهلكوا. وقال ابن عباس: {زفير وشهيق} /106/: شديد وصوت ضعيف.

4409 - حدثنا صدقة بن الفضل: أخبرنا أبو معاوية: حدثنا بريد بن أبي بردة، عن أبي بردة، عن أبي موسى رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله ليملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته). قال: ثم قرأ: {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد}.

177 - باب: قوله: {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين} /114/. وزلفا: ساعات بعد ساعات، ومنه سميت المزدلفة، الزلف: منزلة بعد منزلة، وأما {زلفى} /الزمر: 3/: فمصدر من القربى، ازدلفوا: اجتمعوا، {أزلفنا} /الشعراء: 64/: جمعنا. 4410 - حدثنا مسدد: حدثنا يزيد، هو ابن زريع: حدثنا سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن ابن مسعود رضي الله عنه:

أن رجلا أصاب من امرأة قبلة، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فأنزلت عليه: {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين}. قال الرجل: ألي هذه؟ قال: (لمن عمل بها من أمتي).

[503]

178 - باب: تفسير سورة يوسف.

وقال فضيل: عن حصين، عن مجاهد: {متكأ} /31/: الأترج، قال فضيل: الأترج بالحبشية متكا. وقال ابن عيينة: عن رجل، عن مجاهد: متكا: كل شيء قطع بالسكين. وقال قتادة: {لذو علم لما علمناه} /68/: عامل بما علم. وقال سعيد بن جبير: {صواع} /72/: مكوكا الفارسي الذي يلتقي طرفاه، كانت تشرب به الأعاجم. وقال ابن عباس: {تفندون}/94/: تجهلون. وقال غيره: {غيابة } /10 - 15/: كل شيء غيب عنك شيئا فهو غيابة. والجب: الركية التي لم تطو. {بمؤمن لنا} /17/: بمصدق. {أشده} /22/: قبل أن يأخذ في النقصان، يقال: بلغوا أشده وبلغوا أشدهم، وقال بعضهم: واحدها شد. والمتكأ: ما اتكأت عليه لشراب أو لحديث أو لطعام، وأبطل الذي قال الأترج، وليس في كلام العرب الأترج، فلما احتج عليهم بأن المتكأ من نمارق، فروا إلى شر منه، فقالوا: إنما هو المتك، ساكنة التاء، وإنما المتك طرف البظر، ومن ذلك قيل لها: متكاء وابن المتكاء، فإن كان ثم أترج فإنه بعد المتكأ. {شغفها} /30/: يقال: بلغ شغافها، وهو غلاف قلبها، وأما شغفها فمن المشغوف. {أصب} /33/: أمل، صبا مال. {أضغاث أحلام} /44/: ما لا تأويل له، والضغث: ملء اليد من حشيش وما أشبهه، ومنه: {وخذ بيدك ضغثا} /ص: 44/: لا من قوله أضغاث أحلام، واحدها ضغث. {نمير} /65/: من الميرة. {ونزداد كيل بعير} /65/: ما يحمل بعير. {آوى إليه} /69/: ضم إليه. {السقاية} /70/: مكيال. {تفتأ} /85/: لا تزال. {حرضا} /85/: محرضا، يذيبك الهم. {تحسسوا} /87/: تخبروا. {مزجاة} /88/: قليلة. {غاشية من عذاب الله} /107/: عامة مجللة. {استيأسوا} /80/: يئسوا. {لا تيأسوا من روح الله} /87/: معناه الرجاء. {خلصوا نجيا} /80/: اعتزلوا نجيا، والجميع أنجية. 179 - باب: قوله: {ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق} /6/.

4411 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا عبد الصمد، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أبيه، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما،

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الكريم، ابن الكريم، ابن الكريم، يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم).

[3202]

180 - باب: {لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين} /7/.

4412 - حدثني محمد: أخبرنا عبدة، عن عبيد الله، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أكرم؟ قال: (أكرمهم عند الله أتقاهم). قالوا: ليس عن هذا نسألك، قال: (فأكرم الناس يوسف نبي الله، ابن نبي الله، ابن نبي الله، ابن خليل الله). قالوا: ليس عن هذا نسألك، قال: (فعن معادن العرب تسألونني). قالوا: نعم، قال: (فخياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام، إذا فقهوا).

تابعه أبو أسامة، عن عبيد الله. [3175]

181 - باب: قوله: {قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا} /18/.

سولت: زينت. 4413/4414 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح، عن ابن شهاب. قال: وحدثنا الحجاج: حدثنا عبد الله بن عمر النميري: حدثنا يونس بن يزيد الأيلي قال: سمعت الزهري: سمعت عروة ابن الزبير، وسعيد بن المسيب، وعلقمة بن وقاص، وعبيد الله بن عبد الله،

عن حديث عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، حين قال لها أهل الإفك ما قالوا، فبرأها الله، كل حدثني طائفة من الحديث، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب، فاستغفري الله وتوبي إليه). قلت: إني والله لا أجد مثلا إلا أبا يوسف: {فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون}. وأنزل الله: {إن الذين جاؤوا بالإفك}. العشر الآيات.
(4414) - حدثنا موسى: حدثنا أبو عوانة، عن حصين، عن أبي وائل قال: حدثني مسروق بن الأجدع قال: حدثتني أم رومان وهي أم عائشة قالت:
بينا أنا وعائشة أخذتها الحمى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لعل في حديث تحدث). قالت: نعم، وقعدت عائشة، قالت: مثلي ومثلكم كيعقوب وبنيه: {والله المستعان على ما تصفون}.

[2453]

182 - باب: {وروادته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك} /23/.

وقال عكرمة: هيت لك: بالحورانية: هلم. وقال ابن جبير: تعاله. 4415 - حدثني أحمد بن سعيد: حدثنا بشر بن عمر: حدثنا شعبة، عن سليمان، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود قال: {هيت لك}. قال: وإنما نقرؤها كما علمناها. {مثواه} /21/: مقامه. {وألفيا} /25/: وجدا. {ألفوا آباءهم} /الصافات: 69/. {ألفينا} /البقرة: 170/. وعن ابن مسعود: {بل عجبت ويسخرون} /الصافات: 12/. 4416 - حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، عن عبد الله رضي الله عنه:

أن قريشا لما أبطؤوا على النبي صلى الله عليه وسلم بالإسلام، قال: (اللهم اكفنيهم بسبع كسبع يوسف). فأصابتهم سنة حصت كل شيء، حتى أكلوا العظام، حتى جعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى بينه وبينها مثل الدخان، قال الله: {فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين}. قال الله: {إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون}. أفيكشف عنهم العذاب يوم القيامة؟ وقد مضى الدخان، ومضت البطشة.

[962]

183 - باب: قوله: {فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم. قال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن حاشى لله} /50 - 51/.

وحاش وحاشى: تنزيه واستثناء. {حصحص} /51/: وضح. 4417 - حدثنا سعيد بن تليد: حدثنا عبد الرحمن بن القاسم، عن بكر بن مضر، عن عمرو بن الحارث، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يرحم الله لوطا، لقد كان يأوي إلى ركن شديد، ولو لبثت في السجن ما لبث يوسف لأجبت الداعي، ونحن أحق من إبراهيم إذ قال له: {أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي}).

[3192]

184 - باب: قوله: {حتى إذا استيأس الرسل} /110/.

4418/4419 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح، عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها قالت له،

وهو يسألها عن قول الله تعالى: {حتى إذا استيأس الرسل}. قال: قلت: أكذبوا أم كذبوا؟ قالت: عائشة: كذبوا، قلت: فقد استيقنوا أن قومهم كذبوهم فما هو بالظن؟ قالت: أجل لعمري لقد استيقنوا بذلك، فقلت لها: وظنوا أنهم قد كذبوا، قالت: معاذ الله، لم تكن الرسل تظن ذلك بربها، قلت: فما هذه الآية؟ قالت: هم أتباع الرسل الذين آمنوا بربهم وصدقوهم، فطال عليهم البلاء واستأخر عنهم النصر، حتى إذا استيأس الرسل ممن كذبهم من قومهم، وظنت الرسل أن أتباعهم قد كذبوهم، جاءهم نصر الله عند ذلك.

(4419) - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني عروة: فقلت: لعلها {كذبوا} مخففة، قالت: معاذ الله. [3209].

185 - باب: تفسير سورة الرعد.

وقال ابن عباس: {كباسط كفيه} /14/: مثل المشرك الذي عبد مع الله إلها غيره، كمثل العطشان الذي ينظر إلى خياله في الماء من بعيد، وهو يريد أن يتناوله ولا يقدر. وقال غيره: {سخر} /2/: ذلل. {متجاورات} /4/: متدانيات. {المثلات} /6/: واحدها مثلة، وهي الأشباه والأمثال. وقال: {إلا مثل أيام الذين خلوا} /يونس: 102/. {بمقدار} /8/: بقدر. {معقبات} /11/: ملائكة حفظة، تعقب الأولى منها الأخرى، ومنه قيل العقيب، يقال: عقبت في إثره. {المحال} /13/: العقوبة. {كباسط كفيه إلى الماء} /14/: ليقبض على الماء. {رابيا} /17/: من ربا يربو. {أو متاع زبد مثله} /17/: المتاع ما تمتعت به. {جفاء} /17/: أجفأت القدر، إذا غلت فعلاها الزبد، ثم تسكن فيذهب الزبد بلا منفعة، فكذلك يميز الحق من الباطل. {المهاد} /18/: الفراش. {يدرؤون} /22/: يدفعون، درأته عني دفعته. {سلام عليكم} /24/: أي يقولون: سلام عليكم. {وإليه متاب} /30/: توبتي. {أفلم ييأس} /31/: أفلم يتبين. {قارعة} /31/: داهية. {فأمليت} /32/: أطلت، من الملي والملاوة، ومنه {مليا} /مريم: 46/: ويقال للواسع الطويل من الأرض: ملى من الأرض. {أشق} /34/: أشد من المشقة. {معقب} /41/: مغير. وقال مجاهد: {متجاورات} /4/: طيبها عذبها، وخبيثها السباخ. {صنوان} النخلتان أو أكثر في أصل واحد. {وغير صنوان} /4/: وحدها. {بماء واحد} /4/: كصالح بني آدم وخبيثهم، أبوهم واحد. {السحاب الثقال} /12/: الذي فيه الماء. {كباسط كفيه} /14/: يدعو الماء بلسانه، ويشير إليه بيده، فلا يأتيه أبدا. {سالت أودية بقدرها} /17/: تملأ بطن كل واد بحسبه. {زبدا رابيا} /17/: الزبد زبد السيل. {زبد مثله} /17/: خبث الحديد والحلية. 186 - باب: قوله: {الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام} /8/. {غيض} /هود:44/: نقص. 4420 - حدثني إبراهيم بن المنذر: حدثنا معن قال: حدثني مالك، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر رضي الله عنهما:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله: لا يعلم ما في غد إلا الله، ولا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله، ولا يعلم متى يأتي المطر أحد إلا الله، ولا تدري نفس بأي أرض تموت، ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله).

[992]

187 - باب: تفسير سورة إبراهيم.

قال ابن عباس: {هاد} /الرعد: 7/: داع. وقال مجاهد: {صديد} /16/: قيح ودم. وقال ابن عيينة: {اذكروا نعمة الله عليكم} /6/: أيادي الله عندكم وأيامه. وقال مجاهد: {من كل ما سألتموه} /34/: رغبتم إليه فيه. {يبغونها عوجا} /3/و/هود: 19/: يلتمسون لها عوجا. {وإذ تأذن ربكم} /7/: أعلمكم، آذنكم. {ردوا أيديهم في أفواههم} /9/: هذا مثل، كفوا عما أمروا به. {مقامي} /14/: حيث يقيمه الله بين يديه. {من ورائه} /16/: قدامه. {لكم تبعا} /21/: واحدها تابع، مثل غيب وغائب. {بمصرخكم} /22/: استصرخني استغاثني. {يستصرخه} /القصص: 18/: من الصراخ. {ولا خلال} /31/: مصدر خاللته خلالا، ويجوز - أيضا - جمع خلة وخلال. {اجتثت} /26/: استؤصلت. 188 - باب: قوله: {كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء. تؤتي أكلها كل حين} /24 - 25/.

4421 - حدثني عبيد بن إسماعيل، عن أبي أسامة، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:

كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (أخبروني بشجرة تشبه، أو: كالرجل المسلم، لا يتحات ورقها، ولا ولا ولا، تؤتي أكلها كل حين). قال ابن عمر: فوقع في نفسي أنها النخلة، ورأيت أبا بكر وعمر لا يتكلمان، فكرهت أن أتكلم، فلما لم يقولوا شيئا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هي النخلة). فلما قمنا قلت لعمر: يا أبتاه، والله لقد وقع في نفسي أنها النخلة، فقال: ما منعك أن تكلم؟ قال: لم أركم تكلمون، فكرهت أن أتكلم أو أقول شيئا، قال عمر: لأن تكون قلتها، أحب إلي من كذا وكذا.

[61]

189 - باب: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت} /27/.

4422 - حدثنا أبو الوليد: حدثنا شعبة قال: أخبرني علقمة بن مرثد قال: سمعت سعد بن عبيدة، عن البراء بن عازب:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (المسلم إذا سئل في القبر: يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله. فذلك قوله: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة}).

[1303]

190 - باب: {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا} /28/.

ألم تر: ألم تعلم؟ كقوله: {ألم تر كيف} /24/. {ألم تر إلى الذين خرجوا} /البقرة: 243/. {البوار} /28/: الهلاك، بار يبور بورا. {قوما بورا} /الفرقان: 18/: هالكين. 4423 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان، عن عمرو، عن عطاء: سمع ابن عباس:

{ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا}. قال: هم كفار أهل مكة.

[3758]

191 - باب: تفسير سورة الحجر.

وقال مجاهد: {صراط علي مستقيم} /41/: الحق يرجع إلى الله وعليه طريقه. {وإنهما لبإمام مبين} /79/: الإمام كل ما ائتمت واهتديت به إلى الطريق. وقال ابن عباس: {لعمرك} /72/: لعيشك. {قوم منكرون}/62/: أنكرهم لوط. وقال غيره: {كتاب معلوم} /4/: أجل. {لوما تأتينا} /7/: هلا تأتينا. {شيع} /10/: أمم، وللأولياء أيضا شيع. وقال ابن عباس: {يهرعون} /هود: 78/: مسرعين. {للمتوسمين} /75/: للناظرين. {سكرت} /15/: غشيت. {بروجا} /16/: منازل للشمس والقمر. {لواقح} /22/: ملاقح ملقحة. {حمإ} /26/: جماعة حمأة، وهو الطين المتغير، والمسنون المصبوب. {توجل} /53/: تخف. {دابر} /66/: آخر. {الصيحة} /83/: الهلكة. 192 - باب: قوله: {إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين} /18/.

4424 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان، عن عمرو، عن عكرمة، عن أبي هريرة،

يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (إذا قضى الله الأمر في السماء، ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله، كالسلسة على صفوان - قال علي: وقال غيره: صفوان، ينفذهم ذلك - فإذا فزع عن قلوبهم، قالوا: ماذا قال ربكم، قالوا للذي قال: الحق، وهو العلي الكبير. فيسمعها مسترقو السمع، ومسترقو السمع هكذا واحد فوق الآخر - ووصف سفيان بيده وفرج بين أصابع يده اليمنى، نصبها بعضها فوق بعض - فربما أدرك الشهاب المستمع قبل أن يرمي بها إلى صاحبه فيحرقه، وربما لم يدركه حتى يرمي بها الذي يليه، إلى الذي هو أسفل منه، حتى يلقوها إلى الأرض - وربما قال سفيان: حتى تنتهي إلى الأرض - فتلقى على فم الساحر، فيكذب معها مائة كذبة، فيصدق فيقولون: ألم يخبرنا يوم كذا وكذا، يكون كذا وكذا، فوجدنا حقا؟ للكلمة التي سمعت من السماء).

حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان: حدثنا عمرو، عن عكرمة، عن أبي هريرة: (إذا قضى الله الأمر). وزاد: (والكاهن). وحدثنا سفيان فقال: قال عمرو: سمعت عكرمة: حدثنا أبو هريرة قال: (إذا قضى الله الأمر، وقال: على فم الساحر). قلت لسفيان: أأنت سمعت عمرا قال: سمعت عكرمة قال: سمعت أبا هريرة؟ قال: نعم. قلت لسفيان: إن إنسانا روى عنك: عن عمرو، عن عكرمة، عن أبي هريرة، ويرفعه: أنه قرأ: {فرغ}. قال سفيان: هكذا قرأ عمرو، فلا أدري: سمعه هكذا أم لا، قال سفيان: وهي قراءتنا. [4522 - 7043]

193 - باب: قوله: {ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين} /80/.
4425 - حدثنا إبراهيم بن المنذر: حدثنا معن قال: حدثني مالك، عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحاب الحجر: (لا تدخلوا على هؤلاء القوم إلا أن تكونوا باكين، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم، أن يصيبكم مثل ما أصابهم).

[423]

194 - باب: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم} /87/.

4426 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا عندر: حدثنا شعبة، عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن المعلى قال:

مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي، فدعاني فلم آته حتى صليت، ثم أتيت فقال: (ما منعك أن تأتي). فقلت: كنت أصلي، فقال: (ألم يقل الله: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}. ثم قال: (ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد). فذهب النبي صلى الله عليه وسلم ليخرج من المسجد فذكرته، فقال: ({الحمد لله رب العالمين}. هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته).

[4204] 4427 - حدثنا آدم: حدثنا ابن أبي ذئب: حدثنا سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم).
195 - باب: قوله: {الذين جعلوا القرآن عضين} /91/.

{المقتسمين} /90/: الذين حلفوا، ومنه {لا أقسم} /البلد: 1/: أي أقسم، وتقرأ {لأقسم}. {قاسمتها} /الأعراف: 21/: حلف لهما ولم يحلفا له. وقال مجاهد: {تقاسموا} /النمل: 49/: تحالفوا. 4428/4429 - حدثني يعقوب بن إبراهيم: حدثنا هشيم: أخبرنا أبو بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما:

{الذين جعلوا القرآن عضين}. قال هم أهل الكتاب، جزؤوه أجزاء، فآمنوا ببعضه وكفروا ببعضه.

(4429) - حدثني عبيد الله بن موسى، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس رضي الله عنهما:

{كما أنزلنا على المقتسمين}. قال: آمنوا ببعض وكفروا ببعض، اليهود والنصارى.

[3729]

196 - باب: {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين} /99/.

قال سالم: اليقين الموت.

197 - باب: تفسير سورة النحل.

{روح القدس} /102/: جبريل. {نزل به الوح الأمين} /الشعراء: 193/. {في ضيق} /127/: يقال: أمر ضيق وضيق، مثل هين وهين، ولين ولين، وميت وميت. قال ابن عباس: {تتفيأ ظلاله} /48/: تتهيأ. {سبل ربك ذللا} /69/: لا يتوعر عليها مكان سلكته. وقال ابنة عباس: {في تقلبهم} /46/: اختلافهم. وقال مجاهد: {تميد} /15/: تكفأ. {مفرطون} /62/: منسيون. وقال غيره: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله} /98/: هذا مقدم ومؤخر، وذلك أن الاستعاذة قبل القراءة، ومعناها: الاعتصام بالله. وقال ابن عباس: {تسيمون} /10/: ترعون. {قصد السبيل} /9/: البيان. الدفء: ما استدفأت. {تريحون} /6/: بالعشي، و{تسرحون} /6/: بالغداة. {بشق} /7/: يعني المشقة. {على تخوف} /47/: تنقص. {الأنعام لعبرة} /66/: وهي تؤنث وتذكر، وكذلك: الأنعام جماعة النعم. {أكنانا} /81/: واحدها كن مثل: حمل وأحمال. {سرابيل} قمص {تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم} /81/: فإنها الدروع. {دخلا بينكم} /92 - 94/: كل شيء لم يصح فهو دخل. قال ابن عباس: {حفدة} /72/: من ولد الرجل. السكر ما حرم من ثمرتها، والرزق الحسن ما أحل الله. وقال ابن عيينة، عن صدقة: {أنكاثا} /92/: هي خرقاء، كانت إذا أبرمت غزلها نقضته. وقال ابن مسعود: الأمة معلم الخير، والقانت المطيع. 198 - باب: {ومنكم من يرد إلى أرذل العمر} /70/.

4430 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا هارون بن موسى، أبو عبد الله الأعور، عن شعيب، عن أنس بن مالك رضي الله عنه:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو: (أعوذ بك من البخل والكسل، وأرذل العمر، وعذاب القبر، وفتنة الدجال، وفتنة المحيا والممات).

[2668]

199 - باب: سورة بني إسرائيل [الإسراء].

4431 - حدثنا آدم: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت عبد الرحمن بن يزيد قال: سمعت ابن مسعود رضي الله عنه قال، في بني إسرائيل والكهف ومريم:

إنهن من العتاق الأول، وهن من تلادي.

[4462 - 4708] قال ابن عباس: {فسينغضون إليك رؤوسهم} /51/: يهزون. وقال غيره: نغصت سنك أي تحركت. {وقضينا إلى بني إسرائيل} /4/: أخبرناهم أنهم سيفسدون، والقضاء على وجوه: {وقضى ربك} /23/: أمر ربك. ومنه: الحكم: {إن ربك يقضي بينهم} /يونس: 93/ و/النمل: 78/ و/الجاثية: 17/. ومنه: الخلق: {فقضاهن سبع سماوات} /فصلت: 12/: خلقهن. [نفيرا} /6/: من ينفر معه. {وليتبروا} يدمروا {ما علوا} /7/. {حصيرا} /8/: محبسا، محصرا. {حق} /16/: وجب. {ميسورا} /28/: لينا. {خطئا} /31/: إثما، وهو اسم من خطئت، والخطأ - مفتوح - مصدره من الإثم، خطئت بمعنى أخطأت. {لن تخرق} /37/: لن تقطع. {وإذ هم نجوى} /47/: مصدر من ناجيت، فوصفهم بها، والمعنى: يتناجون. {رفاتا} /49 - 98/: حطاما. {واستفزز} /64/: استخف. {بخيلك} /64/: الفرسان، والرجل: الرجالة، واحدها راجل، مثل صاحب وصحب، وتاجر وتجر. {حاصبا} /68/: الريح العاصف، والخاصب أيضا: ما ترمي به الريح، ومنه {حصب جهنم} /الأنبياء: 98/: يرمى به في جهنم، وهو حصبها، ويقال: حصب في الأرض ذهب، والحصب: مشتق من الحصباء والحجارة. {تارة} /69/: مرة، وجماعته تيرة وتارات. {لأحتنكن} /62/: لأستأصلنهم، يقال: احتنك فلان ما عند فلان من علم استقصاه. {طائره} /13/: حظه. وقال ابن عباس: كل سلطان في القرآن فهو حجة. {ولي من الذل} /111/: لم يحالف أحدا. 200 - باب: قوله: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام} /1/.

4432 - حدثنا عبدان: حدثنا عبد الله: أخبرنا يونس (ح). وحدثنا أحمد ابن صالح: حدثنا عنبسة: حدثنا يونس، عن ابن شهاب: قال ابن المسيب: قال أبو هريرة:

أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به بإيلياء بقدحين من خمر ولبن، فنظر إليهما، فأخذ اللبن، قال جبريل: الحمد لله الذي هداك للفطرة، لو أخذت الخمر غوت أمتك.

[3214] 4433 - حدثنا أحمد بن صالح: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب: قال أبو سلمة: سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال:

سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لما كذبني قريش، قمت في الحجر، فجلى الله لي بيت المقدس، فطفقت أخبرهم عن آياته، وأنا أنظر إليه).

زاد يعقوب بن إبراهيم: حدثنا ابن أخي ابن شهاب، عن عمه: (لما كذبني قريش، حين أسري بي إلى بيت المقدس). نحوه. [3673] {قاصفا} /69/: ريح تقصف كل شيء.

201 - باب: {ولقد كرمنا بني آدم} /70/.

كرمنا وأكرمنا واحد. {ضعف الحياة} عذاب الحياة. {وضعف الممات} /75/: عذاب الممات. {خلافك} /76/ و{خلفك} سواء. {ونأى} /83/: تباعد. {شاكلته} /84/: ناحيته، وهي من شكلته. {صرفنا} /41 - 89/: وجهنا. {قبيلا} /92/: معاينة ومقابلة، وقيل: القابلة لأنها مقابلتها وتقبل ولدها. {خشية الإنفاق} /100/: أنفق الرجل أملق، ونفق الشيء ذهب. {قتورا} /100/: مقترا. {للأذقان} /107 - 109/: مجتمع اللحيين، والواحد ذقن. وقال مجاهد: {موفورا} /63/: وافرا. {تبيعا} /69/: ثائرا، وقال ابن عباس: نصيرا. {خبت} /97/: طفئت. وقال ابن عباس: {لاتبذر} /26/: لا تنفق في الباطل. {ابتغاء رحمة} /28/: رزق. {مثبورا} /102/: ملعونا. {لاتقف} /36/: لا تقل. {فجاسوا} /5/: تيمموا. يزجي الفلك: يجري الفلك. {يخرون للأذقان} /107 - 109/: للوجوه. 202 - باب: قوله: {وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها}. الآية /16/.

4434 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان: أخبرنا منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله قال:

كنا نقول للحي إذا كثروا في الجاهلية: أمر بنو فلان.

حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان وقال: أمر.

203 - باب: {ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا} /3/.

4435 - حدثنا محمد بن مقاتل: أخبرنا عبد الله: أخبرنا أبو حيان التيمي، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بلحم، فرفع إليه الذراع، وكانت تعجبه، فنهس منها نهسة ثم قال: (أنا سيد الناس يوم القيامة، وهل تدرون مم ذلك؟ يجمع الله الناس الأولين والآخرين في صعيد واحد، يسمعهم الداعي وينفذهم البصر، وتدنو الشمس، فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون، فيقول الناس: ألا ترون ما قد بلغكم، ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟ فيقول بعض الناس لبعض: عليكم بآدم، فيأتون آدم عليه السلام فيقولون له: أنت أبو البشر، خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه، ألا ترى إلى ما قد بلغنا؟ فيقول آدم: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنه نهاني عن الشجرة فعصيته، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى نوح. فيأتون نوحا فيقولون: يا نوح، إنك أنت أول الرسل إلى أهل الأرض، وقد سماك الله عبدا شكورا، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول: إن ربي عز وجل قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنه قد كانت لي دعوة دعوتها على قومي، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى إبراهيم. فيأتون إبراهيم فيقولون: يا إبراهيم، أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول لهم: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإني قد كنت كذبت ثلاث كذبات - فذكرهن أبو حيان في الحديث - نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى موسى. فيأتون موسى فيقولون: يا موسى، أنت رسول الله، فضلك الله برسالته وبكلامه على الناس، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإني قد قتلت نفسا لم أومر بقتلها، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى عيسى. فيأتون عيسى فيقولون: يا عيسى، أنت رسول الله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وكلمت الناس في المهد صبيا، اشفع لنا، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول عيسى: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله قط، ولن يغضب بعده مثله - ولم يذكر ذنبا - نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى محمد صلى الله عليه وسلم. فيأتون محمدا صلى الله عليه وسلم فيقولون: يا محمد أنت رسول الله، وخاتم الأنبياء، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فأنطلق فآتي تحت العرش، فأقع ساجدا لربي عز وجل، ثم يفتح الله علي من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على أحد قبلي، ثم يقال: يا محمد ارفع رأسك، سل تعطه، واشفع تشفع، فأرفع رأسي فأقول: أمتي يا رب، أمتي يا رب، فيقال: يا محمد أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب، ثم قال: والذي نفسي بيده، إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وحمير، أو: كما بين مكة وبصرى).

[3162] 204 - باب: {وآتينا داود زبورا} /55/.

4436 - حدثني إسحاق بن نصر: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن همام، عن أبي هريرة رضي الله عنه،

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خفف على داود القراءة، فكان يأمر بدابته لتسرج، فكان يقرأ قبل أن يفرغ - يعني - القرآن).

[1967]

205 - باب: {قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا} /56/.

4437 - حدثني عمرو بن علي: حدثنا يحيى: حدثنا سفيان: حدثني سليمان، عن إبراهيم، عن أبي معمر، عن عبد الله: {إلى ربهم وسيلة}. قال:

كان ناس من الإنس يعبدون ناسا من الجن، فأسلم الجن وتمسك هؤلاء بدينهم. زاد الأشجعي: عن سفيان، عن الأعمش: {قل ادعوا الذين زعمتم}.

[4438]

206 - باب: {أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة}. الآية /57/.

4438 - حدثنا بشر بن خالد: أخبرنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن سليمان، عن إبرهيم، عن أبي معمر، عن عبد الله رضي الله عنه: في هذه الآية:

{الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة}. قال: كان ناس من الجن يعبدون، فأسلموا.

[ر: 4437]

207 - باب: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس} /60/.

4439 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان، عن عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنه:

{وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس}. قال هي رؤيا عين، أريها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به. {والشجرة الملعونة} شجرة الزقوم.

[ر: 3675 ]

208 - باب: {إن قرآن الفجر كان مشهودا} /78/.

قال مجاهد: صلاة الفجر. 4440 - حدثني عبد الله بن محمد: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة وابن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه،

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فضل صلاة الجميع على صلاة الواحد خمس وعشرون درجة، وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الصبح). يقول أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: {وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا}.

[662]

209 - باب: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} /79/.

4441 - حدثني إسماعيل بن أبان: حدثنا أبو الأحوص، عن آدم بن علي قال: سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول:

إن الناس يصيرون يوم القيامة جثا، كل أمة تتبع نبيها يقولون: يا فلان اشفع، حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود.

4442 - حدثنا علي بن عياش: حدثنا شعيب بن أبي حمزة، عن محمد ابن المنكدر، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة).

رواه حمزة بن عبد الله، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم. [589]

210 - باب: {وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا} /81/.

يزهق: يهلك. 4443 - حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن أبي معمر، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:

دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة، وحول البيت ستون وثلاثمائة نصب، فجعل يطعنها بعود في يده ويقول: {جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا}. {جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد}.

[2346]

211 - باب: {ويسألونك عن الروح} /85/.

4444 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش قال: حدثني إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله رضي الله عنه قال:

بينا أنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرث، وهو متكئ على عسيب، إذ مر اليهود، فقال بعضهم لبعض: سلوه عن الروح؟ فقال: ما رابكم إليه؟ وقال بعضهم: لا يستقبلكم بشيء تكرهونه، فقالوا: سلوه، فسألوه عن الروح، فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم فلم يرد عليهم شيئا، فعلمت

أنه يوحى إليه، فقمت مقامي، فلما نزل الوحي قال: {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا}. [125]

212 - باب: {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها} /110/.

4445 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم: حدثنا هشيم: حدثنا أبو بشر، عن سعيد ابن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما:

في قوله تعالى: {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها}. قال: نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم مختف بمكة، كان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن، فإذا سمعه المشركون سبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به، فقال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: {ولا تجهر بصلاتك} أي بقراءتك، فيسمع المشركون فيسبوا القرآن {ولا تخافت بها} عن أصحابك فلا تسمعهم {وابتغ بين ذلك سبيلا}.

[7052 - 7087 - 7108]

4446 - حدثني طلق بن غنام: حدثنا زائدة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت:

أنزل ذلك في الدعاء.

[5968 - 7088] 4447 - ؟؟ ناقص ؟؟

213 - باب: تفسير سورة الكهف.

وقال مجاهد: { تقرضهم } /17/: تتركهم. { وكان له ثمر} /304/: ذهب وفضة، وقال غيره: جماعة الثمر. {باخع} /6/: مهلك. {أسفا} /6/: ندما. {الكهف} /9/: الفتح في الجبل. {والرقيم} /9/: الكتاب. {مرقوم} /المطففين: 20/: مكتوب، من الرقم. {ربطنا على قلوبهم} /14/: ألهمناهم صبرا. {لولا أن ربطنا على قلبها} /القصص: 10/. {شططا} /14/: إفراطا. {الوصيد} /18/: الفناء، جمعه: وصائد ووصد. ويقال: الوصيد الباب. {مؤصدة} /البلد: 20/ و /الهمزة: 8/: مطبقة، آصد الباب وأوصد. {بعثناهم} /19/: أحييناهم. {أزكى} /19/: أكثر، ويقال: أحل، ويقال: أكثر ريعا. قال ابن عباس: {أكلها}. وقال غيره: {ولم تظلم} /33/: لم تنقص وقال سعيد، عن ابن عباس: {الرقيم} اللوح من رصاص، كتب عاملهم أسماءهم، ثم طرحه في خزانته، فضرب الله على آذانهم فناموا. وقال غيره: وألت تئل تنجو، وقال مجاهد: {موئلا} /58/: محرزا. {لا يستطيعون سمعا} /101/: لا يعقلون. 214 - باب: {وكان الإنسان أكثر شيء جدلا} /54/.

4447 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد: حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب قال: أخبرني علي بن حسين: أن حسين ابن علي أخبره، عن علي رضي الله عنه:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة، قال: (ألا تصليان). [1075]

{رجما بالغيب} /22/: لم يستبن. {فرطا} /28/: ندما. {سرادقها} /29/: مثل السرادق، والحجرة التي تطيف بالفساطيط. {يحاوره} /34، 37/: من المحاورة. { لكن هو الله ربي} /38/: أي لكن أنا هو الله ربي، ثم حذف الألف وأدغم إحدى النونين في الأخرى. { وفجرنا خلالهما نهرا} /33/: يقول: بينهما. {زلقا} /40/: لا يثبت فيه قدم. {هنالك الولاية} /44/: مصدر الولي. {عقبا} /44/: عاقبة وعقبى وعقبة واحد، وهي الآخرة. قبلا و {قبلا} /55/: وقبلا: استئنافا. {ليدحضوا} /56/: ليزيلوا، الدحض الزلق

215 - باب: { وإذا قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا } /60/: زمانا، وجمعه أحقاب.

4448 - حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان: حدثنا عمرو بن دينار قال: أخبرني سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس:

إن نوفا البكالي يزعم أن موسى صاحب الخضر ليس هو موسى صاحب بني إسرائيل، فقال ابن عباس: كذب عدو الله: حدثني أبي بن كعب: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن موسى قام خطيبا في بني إسرائيل، فسئل: أي الناس أعلم؟ فقال: أنا، فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه، فأوحى الله إليه: إن لي عبدا بمجمع البحرين هو أعلم منك، قال موسى: يارب فكيف لي به؟ قال: تأخذ معك حوتا فتجعله في مكتل، فحيثما فقدت الحوت فهو ثم، فأخذ حوتا فجعله في مكتل، ثم انطلق وانطلق معه بفتاه يوشع بن نون، حتى إذا أتيا الصخرة وضعا رؤوسهما فناما، واضطرب الحوت في المكتل فخرج منه فسقط في البحر، فاتخذ سبيله في البحر سربا، وأمسك الله عن الحوت جرية الماء فصار عليه مثل الطاق، فلما استيقظ نسي صاحبه أن يخبره بالحوت، فانطلقا بقية يومهما وليلتهما، حتى إذا كان من الغد قال موسى لفتاه: آتنا غدائنا، لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا، قال: ولم يجد موسى النصب حتى جاوزا المكان الذي أمر الله به، فقال له فتاه: أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة، فإني نسيت الحوت، وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره، واتخذ سبيله في البحر عجبا، قال: فكان للحوت سربا، ولموسى ولفتاه عجبا، فقال موسى: ذلك ما كنا نبغي، فارتدا على آثارهما قصصا، قال: رجعا يقصان آثارهما حتى انتهيا إلى الصخرة، فإذا رجل مسجى ثوبا، فسلم عليه موسى، فقال الخضر: وأنى بأرضك السلام، قال: أنا موسى، قال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم، أتيتك لتعلمني مما علمت رشدا قال: إنك لن تستطيع معي صبرا، يا موسى إني على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه أنت، وأنت على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه، فقال موسى: ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا، فقال له الخضر: فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء، حتى أحدث لك منه ذكرا، فانطلقا يمشيان على ساحل البحر، فمرت سفينة فكلموهم أن يحملوهم، فعرفوا الخضر فحملوهم بغير نول، فلما ركبا في السفينة، لم يفجأ إلا والخضر قد قلع لوحا من ألواح السفينة بالقدوم، فقال له موسى: قوم حملونا بغير نول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها، لقد جئت شيئا إ مرا، قال: ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا، قال: لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا، قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وكانت الأولى من موسى نسيانا، قال: وجاء عصفور فوقع على حرف السفينة، فنقر في البحر نقرة، فقال له الخضر: ما علمي وعلمك من علم الله، إلا مثل ما نقص هذا العصفور من هذا البحر، ثم خرجا من السفينة، فبينا هما يمشيان على الساحل، إذ أبصر الخضر غلاما يلعب مع الغلمان، فأخذ الخضر رأسه بيده فاقتلعه بيده فقتله، فقال له موسى: أقتلت نفسا زاكية بغير نفس، لقد جئت شيئا نكرا، قال: ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا، قال: وهذا أشد من الأولى، قال: إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا، فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما، فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض، قال: مائل، فقام الخضر فأقامه بيده، فقال موسى: قوم أتيناهم فلم يطعمونا ولم يضيفونا، لو شئت لا تخذت عليه أجرا، قال: {هذا فراق بيني وبينك - إلى قوله - ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا}. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وددنا أن موسى كان صبر حتى يقص الله علينا من خبرهما).

قال سعيد بن جبير: فكان ابن عباس يقرأ: وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا. وكان يقرأ: وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين. [74] 216 - باب: { فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربا } /61/. مذهبا، يسرب يسلك، ومنه: { وسارب بالنهار} /الرعد: 10/. 4449 - حدثنا إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام بن يوسف: أن ابن جريح أخبرهم قال: أخبرني يعلى بن مسلم وعمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، يزيد أحدهما على صاحبه، وغيرهما قد سمعته يحدثه عن سعيد قال:

إنا لعند ابن عباس في بيته، إذ قال: سلوني، قلت: أي أبا عباس، جعلني الله فداءك، بالكوفة رجل قاص يقال له نوف، يزعم أنه ليس بموسى بني إسرائيل، أما عمرو فقال لي: قد كذب عدو الله، وأما يعلى فقال لي: قال ابن عباس: حدثني أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (موسى رسول الله عليه السلام، قال: ذكر الناس يوما، حتى إذا فاضت العيون ورقت القلوب ولى، فأدركه رجل فقال: أي رسول الله، هل في الأرض أحد أعلم منك؟ قال: لا، فعتب عليه إذ لم يرد العلم إلى الله، قيل: بلى، قال: أي رب، فأين؟ قال: بمجمع البحرين، قال: أي رب، اجعل لي علما أعلم ذلك به، فقال لي عمرو: قال: حيث يفارقك الحوت، وقال لي يعلى: قال: خذ نونا ميتا، حيث ينفخ فيه الروح، فأخذ حوتا فجعله في مكتل، فقال لفتاه: لا أكلفك إلا أن تخبرني بحيث يفارقك الحوت، قال: ما كلفت كثيرا، فذلك قوله جل ذكره {وإذ قال موسى لفتاه}. يوشع بن نون، - ليست عن سعيد - قال: فبينما هو في ظل صخرة في مكان ثريان، إذ تضرب الحوت وموسى نائم، فقال فتاه: لا أوقظه، حتى إذا استيقظ نسي أن يخبره، وتضرب الحوت حتى دخل البحر، فأمسك الله عنه جرية البحر، حتى كأن أثره في حجر. قال لي عمرو: هكذا كأن أثره في حجر - وحلق بين إبهاميه واللتين تليانهما - لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا، قال: قد قطع الله عنك النصب - ليست هذه عن سعيد - أخبره فرجعا، فوجدا خضرا. قال لي عثمان بن أبي سليمان: على طنفسة خضراء على كبد البحر، قال سعيد بن جبير: مسجى بثوبه، قد جعل طرفه تحت رجليه وطرفه تحت رأسه، فسلم عليه موسى فكشف عن وجهه وقال: هل بأرضي من سلام، من أنت: قال: أنا موسى، قال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم. قال: فما شأنك؟ قال: جئت لتعلمني مما علمت رشدا، قال: أما يكفيك أن التوراة بيديك، وأن الوحي يأتيك؟ يا موسى، إن لي علما لا ينبغي لك أن تعلمه وإن لك علما لا ينبغي لي أن أعلمه، فأخذ طائر بمنقاره من البحر، فقال: والله ما علمي وما علمك في جنب علم الله، إلا كما أخذ هذا الطائر بمنقاره من البحر، حتى إذا ركبا في السفينة وجدا معابر صغارا، تحمل أهل هذا الساحل إلى أهل الساحل الآخر، عرفوه، فقالوا: عبد الله الصالح - قال:

قلنا لسعيد: خضر، قال: نعم - لا نحمله بأجر، فخرقها ووتد فيها وتدا، قال موسى: أخرقتها لتغرق أهلها، لقد جئت شيئا إمرا - قال مجاهد: منكرا - قال: ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا، كانت الأولى نسيانا، والوسطى شرطا، والثالثة عمدا، قال: لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا، لقيا غلاما فقتله. قال يعلى: قال سعيد: وجد غلمانا يلعبون، فأخذ غلاما كافرا ظريفا فأضجعه ثم ذبحه بالسكين، قال: أقتلت نفسا زكية بغير نفس - لم تعمل بالحنث، وكان ابن عباس قرأها: زكية زاكية مسلمة، كقولك غلاما زكيا - فانطلقا فوجدا جدارا يريد أن ينقض فأقامه - قال سعيد بيده هكذا، ورفع يده - فاستقام - قال يعلى: حسبت أن سعيدا قال: فمسحه بيده فاستقام - لو شئت لا تخذت عليه أجرا - قال سعيد: أجرا نأكله - وكان وراءهم - وكان أمامهم، قرأها ابن عباس: أمامهم ملك. يزعمون عن غير سعيد: أنه هدد بن بدد، والغلام المقتول اسمه يزعمون جيسور - ملك يأخذ كل سفينة غصبا، فأردت إذا هي مرت به أن يدعها لعيبها، فإذا جاوزوا أصلحوها فانتفعوا بها - ومنهم من يقول سدوها بقارورة، ومنهم من يقول بالقار - كان أبواه مؤمنين وكان كافرا، فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا، أن يحملهما حبه على أن يتابعاه على دينه، فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة، لقوله أقتلت نفسا زكية، وأقرب رحما، هما به أرحم منهما بالأول الذي قتل خضر). وزعم غير سعيد: أنهما أبدلا جارية، وأما داوا بن أبي عاصم فقال: عن غير واحد: إنها جارية. [74] 217 - باب: {فلما جاوزا قال لفتاه آتنا غدائنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا. قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت}. إلى قوله: {عجبا} /62، 63/. {صنعا} /104/: عملا. {حولا} /108/: تحولا. {قال ذلك ما كنا نبغ فارتد على آثارهما قصصا} /64/. {إمرا} /71/: و{نكرا} /74/: داهية. {ينقض} /77/: ينقاض كما تنقاض السن.{لتخذت} /77/: واتخذت واحد. {رحما} /81/: من الرحم، وهي أشد مبالغة من الرحمة، ونظن أنه من الرحيم، وتدعى مكة أم رحم، أي الرحمة تنزل بها. 4450 - حدثني قتيبة بن سعيد قال: حدثني سفيان بن عيينة، عن عمرو ابن دينار، عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس:

إن نوفا البالكي يزعم: أن موسى بني إسرائيل ليس بموسى الخضر، فقال: كذب عدو الله. حدثنا أبي بن كعب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قام موسى خطيبا في بني إسرائيل، فقيل له: أي الناس أعلم؟ قال: أنا، فعتب الله عليه، إذ لم يرد العلم إليه، وأوحى إليه: بلى، عبد من عبادي بمجمع البحرين، هو أعلم منك. قال: أي رب، كيف السبيل إليه؟ قال: تأخذ حوتا في مكتل، فحيثما فقدت الحوت فاتبعه، قال: فخرج موسى ومعه فتاه يوشع بن نون، ومعهما الحوت، حتى انتهيا إلى الصخرة فنزلا عندها، قال: فوضع موسى رأسه فنام. قال سفيان: وفي حديث غير عمرو قال: وفي أصل الصخرة عين يقال لها الحياة، لا يصيب من مائها شيء إلا حيي، فأصاب الحوت من ماء تلك العين، قال: فتحرك وانسل من المكتل فدخل البحر، فلما استيقظ موسى قال لفتاه: {آتنا غداءنا}. الآية، قال: ولم يجد النصب حتى جاوز ما أمر به، قال له فتاه يوشع بن نون: {أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت}. الآية، قال: فرجعا يقصان في آثارهما، فوجدا في البحر كالطاق ممر الحوت، فكان لفتاه عجبا وللحوت سربا، قال: فلما انتهيا إلى الصخرة، إذ هما برجل مسجى بثوب، فسلم عليه موسى، قال: وأنى بأرضك السلام، فقال: أنا موسى، قال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم، قال: هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا. قال له الخضر: يا موسى إنك على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه، وأنا على علم من علم الله علمنيه الله لا تعلمه. قال: بل أتبعك؟ قال: فإن

اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا. فانطلقا يمشيان على الساحل، فمرت بهما سفينة فعرف الخضر، فحملوهم في سفينتهم بغير نول، يقول: بغير أجر، فركبا السفينة. قال: ووقع عصفور على حرف السفينة، فغمس منقاره في البحر، فقال الخضر لموسى: ما علمك وعلمي وعلم الخلائق في علم الله، إلا مقدار ما غمس هذا العصفور منقاره، قال: فلم يفجأ موسى إذ عمد الخضر إلى قدوم فخرق السفينة، فقال له موسى: قوم حملونا بغير نول، عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها: {لقد جئت} الآية، فانطلقا إذا هما بغلام يلعب مع الغلمان، فأخذ الخضر برأسه فقطعه، قال له موسى: أقتلت نفسا زكية بغير نفس، لقد جئت شيئا نكرا، قال: ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا - إلى قوله - فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض، فقال بيده: هكذا فأقامه، فقال له موسى: إنا دخلنا هذه القرية فلم يضيفونا ولم يطعمونا، لو شئت لا تخذت عليه أجر، قال: هذا فراق بيني وبينك، سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وددنا أن موسى صبر حتى يقص علينا من أمرهما). قال: وكان ابن عباس يقرأ: وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا، وأما الغلام فكان كافرا. [74] 218 - باب: {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا} /103/. 4451 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا محمد بن جعفر: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن مصعب بن سعد قال:

سألت أبي: {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا}. هم الحرورية؟ قال: لا، هم اليهود والنصارى، أما اليهود: فكذبوا محمدا صلى الله عليه وسلم، وأما النصارى: كفروا بالجنة وقالوا: لاطعام فيها ولا شراب، والحرورية: {الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه}. وكان سعد يسميهم الفاسقين.

219 - باب: {أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم}. الآية/105/.

4452 - حدثنا محمد بن عبد الله: حدثنا سعيد بن أبي مريم: أخبرنا المغيرة قال: حدثني أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

(إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة، لا يزن عند الله جناح بعوضة. وقال: اقرؤوا إن شئتم: {فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا}).

وعن يحيى بن بكير، عن المغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزناد مثله.

220 - باب: تفسير سورة مريم.

قال ابن عباس: {أسمع بهم وأبصر} الله يقوله، وهم اليوم لا يسمعون ولا يبصرون {في ضلال مبين} /38/: يعني قوله {اسمع بهم وأبصر}: الكفار يومئذ أسمع شيء وأبصره. {لأرجمنك} /46/: لأشتمنك. {ورئيا} /74/: منظرا. وقال أبو وائل: علمت مريم أن التقي ذو نهية حتى قالت: {إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا} /18/. وقال ابن عيينة: {تؤزهم أزا} /83/: تزعجهم إلى المعاصي إزعاجا. وقال مجاهد: {لدا} /97/: عوجا. قال ابن عباس: {وردا} /86/: عطاشا. {أثاثا} /74/: مالا. {إدا} /89/: قولا عظيما. {ركزا} /98/: صوتا. وقال مجاهد: {فليمدد} /75/: فليدعه. {غيا} /59/: خسرانا. {بكيا} /58/: جماعة باك. {صليا} /70/: صلي يصلى. {نديا} /73/: والنادي واحد، مجلسا. 221 - باب: {وأنذرهم يوم الحسرة} /39/. 4453 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش: حدثنا أبو صالح، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(يؤتى بالموت كهيئة كبش أملح، فينادي مناد: يا أهل الجنة، فيشرئبون وينظرون، فيقول: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم، هذا الموت، وكلهم قد رآه. ثم ينادي: يا أهل النار، فيشرئبون وينظرون، فيقول: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم، هذا الموت، وكلهم قد رآه، فيذبح. ثم يقول: يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت. ثم قرأ: {وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة - وهؤلاء في غفلة أهل الدنيا - وهم لا يؤمنون}).

222 - باب: {وما نتنزل إلا بأمر ربك} /64/. 4454 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا عمر بن ذر قال: سمعت أبي، عن سعيد ابن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل:

(ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا). فنزلت: {وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا}.

[3046]

223 - باب: {أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا} /77/.

4455 - حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق قال: سمعت خبابا قال:

جئت العاصي بن وائل السهمي أتقاضاه حقا لي عنده، فقال: لا أعطيك حتى تكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم، فقلت: لا، حتى تموت ثم تبعث، قال: وإني لميت ثم مبعوث؟ قلت: نعم، قال: إن لي هناك مالا وولدا فأقضيكه، فنزلت هذه الآية: {أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا}.

رواه الثوري، وشعبة، وحفص، وأبو معاوية، ووكيع، عن الأعمش. [1985]

224 - باب: قوله: {أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا} /78/.

قال: موثقا. 4456 - حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن خباب قال:

كنت قينا بمكة، فعملت للعاصي بن وائل السهمي سيفا، فجئت أتقاضاه، فقال: لاأعطيك حتى تكفر بمحمد، قلت: لاأكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم حتى يميتك الله ثم يحييك، قال: إذا أماتني الله ثم بعثني ولي مال وولد، فأنزل الله: {أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا. أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا}. قال: موثقا.

لم يقل الأشجعي عن سفيان: سيفا، ولا موثقا. [1985]

225 - باب: {كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا} /79/.

4457 - حدثنا بشر بن خالد: حدثنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن سليمان: سمعت أبا الضحى يحدث عن مسروق، عن خباب قال:

كنت قينا في الجاهلية، وكان لي دين على العاصي بن وائل، قال: فأتاه يتقاضاه، فقال: لاأعطيك حتى تكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم، فقال: والله لا أكفر حتى يميتك الله ثم تبعث، قال: فذرني حتى أموت ثم أبعث، فسوف أوتى مالا وولدا فأقضيك، فنزلت هذه الآية: {أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا}.

[1985]

226 - باب: قوله عز وجل: {ونرثه ما يقول ويأتينا فردا} /80/.

وقال ابن عباس: {الجبال هدا} /90/: هدما. 4458 - حدثنا يحيى: حدثنا وكيع، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن خباب قال:

كنت رجلا قينا، وكان لي على العاصي بن وائل دين، فأتيته أتقاضاه، فقال لي: لا أقضيك حتى تكفر بمحمد، قال: قلت: لن أكفر به حتى تموت ثم تبعث، قال: وإني لمبعوث من بعد الموت، فسوف أقضيك إذا رجعت إلى مال وولد، قال: فنزلت: {أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا. أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا. كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا. ونرثه ما يقول ويأتينا فردا}.

[1985] 227 - باب: تفسير سورة طه. قال ابن جبير: بالنبطية {طه} /1/: يا رجل. قال مجاهد: {ألقى} /87/: صنع. يقال: كل ما لم ينطق بحرف، أو فيه تمتمة، أو فأفأة، فهي عقدة. {أزري} /31/: ظهري. {فيسحتكم} /61/: يهلككم. {المثلى} /63/: تأنيث الأمثل، يقول: بدينكم، يقال: خذ المثلى خذ الأمثل. {ثم ائتوا صفا} /64/: يقال: هل أتيت الصف اليوم، يعني المصلى الذي يصلى فيه. {فأوجس} /67/: أضمر خوفا، فذهبت الواو من {خيفة} لكسرة الخاء. {في جذوع} /71/: أي على جذوع. {خطبك} /95/: بالك. {مساس} /97/: مصدر ماسه مساسا. {لننسفنه} /97/: لنذرينه: {قاعا} /106/: يعلوه الماء، والصفصف المستوي من الأرض. وقال مجاهد: {أوزارا} أثقالا {من زينة القوم} وهي الحلي التي استعاروا من آل فرعون {فقذفناها} /87/: فألقيناها. {ألقى} /87/: صنع. {فنسي} /88/: موساهم، يقولونه: أخطأ الرب. {لا يرجع إليهم قولا} /89/: العجل. {همسا} /108/: حس الأقدام. {حشرتني أعمى} /125/: عن حجتي. {وقد كنت بصيرا} /125/: في الدنيا. قال ابن عباس: {بقبس} /10/: ضلوا الطريق، وكانوا شاتين، فقال: إن لم أجد عليها من يهدي الطريق آتكم بنار توقدون. وقال ابن عيينة: {أمثلهم} /104/: أعدلهم طريقة. وقال ابن عباس: {هضما} /112/: ليظلم فيهضم من حسناته. {عوجا} /107/: واديا. {أمتا} /107/: رابية. {سيرتها} حالتها {الأولى} /21/. {النهى} /54/: التقى. {ضنكا} /124/: الشقاء. {هوى} /81/: شقي. {بالوادي المقدس} المبارك {طوى} /12/: اسم الوادي. {بملكنا} /87/: بأمرنا. {مكانا سوى} /58/: منصف بينهم. {يبسا} /77/: يابسا. {على قدر} /40/: موعد. {لاتينا} /42/: تضعفا. 228 - باب: قوله: {واصطنعتك لنفسي} /41/.

4459 - حدثنا الصلت بن محمد: حدثنا مهدي بن ميمون: حدثنا محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

(التقى آدم وموسى، فقال موسى لآدم: آنت الذي أشقيت الناس وأخرجتهم من الجنة؟ قال له آدم: آنت الذي اصطفاك الله برسالته، واصطفاك لنفسه، وأنزل عليك التوراة؟ قال: نعم، قال: فوجدتها كتب علي قبل أن يخلقني؟ قال: نعم، فحج آدم موسى)

[3228] {اليم} /39/: البحر.

229 - باب: قوله: {ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى. فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم وأضل فرعون قومه وما هدى} /77، 78/.

4460 - حدثني يعقوب بن إبراهيم: حدثنا روح: حدثنا شعبة: حدثنا أبو بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، واليهود تصوم عاشوراء، فسألهم فقالوا: هذا اليوم الذي ظهر فيه موسى على فرعون، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (نحن أولى بموسى منهم، فصوموه).

[1900]

230 - باب: {فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى} /117/.

4461 - حدثنا قتيبة: حدثنا أيوب بن النجار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(حاج موسى آدم، فقال له: أنت الذي أخرجت الناس من الجنة بذنبك وأشقيتهم، قال:

قال آدم: يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه، أتلومني على أمر كتبه الله علي قبل أن يخلقني، أو قدره علي قبل أن يخلقني؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فحج آدم موسى). [3228]

231 - باب: تفسير سورة الأنبياء.

4462 - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت عبد الرحمن بن يزيد،

عن عبد الله قال: بني إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء: هن من العتاق الأول، وهن من تلادي.

[4431] وقال قتادة: {جذاذا} /58/: قطعهن. وقال الحسن: {في فلك} /33/: مثل فلكة المغزل {يسبحون} يدورون. قال ابن عباس: {نفشت} /78/: رعت ليلا. {يصحبون} /43/: يمنعون. {أمتكم أمة واحدة} /92/: قال: دينكم دين واحد. وقال عكرمة: {حصب} /98/: حطب بالحبشية. وقال غيره: {أحسوا} /12/: توقعوا، من أحسست. {خامدين} /15/: هامدين. {حصيد} /هود: 100/: مستأصل، يقع على الواحد والاثنين والجميع. {لا يستحسرون} /19/: لا يعيون، ومنه: {حسير} /الملك: 4/. وحسرت بعيري. {عميق} /الحج: 27/: بعيد. {نكسوا} /65/: ردوا. {صنعة لبوس} /80/: الدروع. {تقطعوا أمرهم} /93/: اختلفوا. الحسيس والحس والجرس والهمس واحد، وهو من الصوت الخفي. {آذناك} /فصلت: 47/: أعلمناك. {آذنتكم} /109/: إذا أعلمته، فأنت وهو {على سواء} /109/: لم تغدر. وقال مجاهد: {لعلكم تسألون} /13/: تفهمون. {ارتضى} /28/: رضي. {التماثيل} /52/: الأصنام. {السجل} /104/: الصحيفة. 232 - باب: {كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا} /104/. 4463 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا شعبة، عن المغيرة بن النعمان، شيخ من النخع، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: خطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال:

(إنكم محشورون إلى الله حفاة عراة غرلا: {كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين}. ثم إن أول من يكسى يوم القيامة إبراهيم، ألا إنه يجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: يارب أصحابي، فيقال: لاتدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال العبد الصالح: {وكنت عليهم شهيدا ما دمت - إلى قوله - شهيد}. فيقال: إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم).

[3171]

233 - باب: تفسير سورة الحج.

وقال ابن عيينة: {المخبتين} /34/: المطمئنين. وقال ابن عباس: {في أمنيته} /52/: إذا حدث ألقى الشيطان في حديثه، فيبطل الله ما يلقي الشيطان ويحكم آياته، ويقال: أمنيته قراءته، {إلا أماني} /البقرة: 78/: يقرؤون ولا يكتبون. وقال مجاهد: {مشيد} /45/: بالقصة. وقال غيره: {يسطون} /72/: يفرطون، من السطوة، ويقال: {يسطون} يبطشون. {وهدوا إلى الطيب من القول} /24/: ألهموا. قال ابن عباس: {بسبب} /15/: بحبل إلى سقف البيت. {وهدوا إلى الطيب} ألهموا إلى القرآن. {تذهل} /2/: تشغل. 234 - باب: {وترى الناس سكارى} /2/. 4464 - حدثنا عمر بن حفص: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش: حدثنا أبو صالح، عن أبي سعيد الخدري قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:

(يقول الله عز وجل يوم القيامة: يا آدم، يقول: لبيك ربنا وسعديك، فينادى بصوت: إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا إلى النار، قال: يارب وما بعث النار؟ قال: من كل ألف - أراه قال - تسعمائة وتسعة وتسعين، فحينئذ تضع الحامل حملها، ويشيب الوليد، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد). فشق ذلك على الناس حتى تغيرت وجوههم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من يأجوج ومأجوج تسعمائة وتسعة وتسعين ومنكم واحد، ثم أنتم في الناس كالشعرة السوداء في جنب الثور الأبيض، أو كالشعرة البيضاء في جنب الثور الأسود، وإني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة). فكبرنا، ثم قال: (ثلث أهل الجنة). فكبرنا، ثم قال: (شطر أهل الجنة). فكبرنا.

قال أبو أسامة، عن الأعمش: {ترى الناس سكارى وماهم بسكارى}. وقال: (من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين). وقال جرير وعيسى بن يونس وأبو معاوية: {سكرى وماهم بسكرى}. [3170]

235 - باب: {ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة}.

إلى قوله: {ذلك هو الضلال البعيد} /11، 12/. {أترفناهم} /المؤمنون: 33/: وسعناهم. 4465 - حدثني إبراهيم بن الحارث: حدثنا بن أبي بكير: حدثنا إسرائيل، عن أبي حصين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

{ومن الناس من يعبد الله على حرف}. قال: كان الرجل يقدم المدينة، فإن ولدت امرأته غلاما، ونتجت خيله، قال: هذا دين صالح، وإن لم تلد امرأته ولم تنتج خيله، قال: هذا دين سوء.
236 - باب: {هذان خصمان اختصموا في ربهم} /19/.

4466 - حدثنا حجاج بن منهال: حدثنا هشيم: أخبرنا أبو هاشم، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، عن أبي ذر رضي الله عنه:

أنه كان يقسم فيها: إن هذه الآية: {هذان خصمان اختصموا في ربهم}. نزلت في: حمزة وصاحبيه، وعتبة وصاحبيه، يوم برزوا في يوم بدر.

رواه سفيان، عن أبي هاشم. وقال عثمان: عن جرير، عن منصور، عن أبي هاشم، عن أبي مجلز: قوله. [3748] 4467 - حدثنا حجاج بن منهال: حدثنا معتمر بن سليمان قال: سمعت أبي قال: حدثنا أبو مجلز، عن قيس بن عباد، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال:

أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة. قال قيس: وفيهم نزلت: {هذان خصمان اختصموا في ربهم}. قال هم الذين بارزوا يوم بدر: علي وحمزة وعبيدة، وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة.

[3747]

237 - باب: تفسير سورة المؤمنين.

قال ابن عيينة: {سبع طرائق} /7/: سبع سماوات. {لها سابقون} /61/: سبقت لهم السعادة. {قلوبهم وجلة} /60/: خائفين. قال ابن عباس: {هيهات هيهات} /36/: بعيد بعيد. {فاسأل العادين} /113/: الملائكة. {لناكبون} /74/: لعادون. {كالحون} /104/: عابسون. وقال غيره: {من سلالة} /12/: الولد، والنطفة السلالة. والجنة والجنون واحد. والغثاء الزبد، وما ارتفع عن الماء، ومالا ينتفع به. {يجأرون} /64/: يرفعون أصواتهم كما تجأر البقرة. {على أعقابكم} /66/: رجع على عقبيه. {سامرا} /67/: من السمر، والجميع السمار، والسامر ها هنا في موضع الجمع. {تسحرون} /89/: تعمون، من السحر. 238 - باب: تفسير سورة النور. {من خلاله} /43/: من بين أضعاف السحاب. {سنا برقه} /43/: الضياء. {مذعنين} /49/: يقال للمستخذي مذعن. {أشتاتا} /61/: وشتى وشتات وشت واحد. وقال ابن عباس: {سورة أنزلناها} /1/: بيناها. وقال غيره: سمي القرآن لجماعة السور، وسميت السورة لأنها مقطوعة من الأخرى، فلما قرن بعضها إلى بعض سمي قرآنا. وقال سعد بن عياض الثمالي: المشكاة: الكوة بلسان الحبشة. وقوله تعالى: {إن علينا جمعه وقرآنه} /القيامة: 17/: تأليف بعضه إلى بعض {فإذا قرأناه فاتبع قرآنه} /القيامة: 18/: فإذا جمعناه وألفناه فاتبع قرآنه، أي ما جمع فيه، فاعمل بما أمرك وانته عما نهاك الله. ويقال: ليس لشعره قرآن، أي تأليف. وسمي الفرقان، لأنه يفرق بين الحق والباطل. ويقال: للمرأة: ما قرأت بسلا قط، أي لم تجمع في بطنها ولدا. وقال: {فرضناها} /1/: أنزلنا فيها فرائض مختلفة، ومن قرأ: {فرضناها} يقول فرضنا عليكم وعلى من بعدكم. قال مجاهد: {أو الطفل الذين لم يظهروا} /31/: لم يدروا، لما بهم من الصغر. وقال الشعبي: {غير أولي الإربة} /31/: من ليس له أرب، وقال طاوس: هو الأحمق الذي لا حاجة له في النساء. وقال مجاهد: لا يهمه إلا بطنه، ولا يخاف على النساء. 239 - باب: قوله عز وجل: {والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين} /6/.

4468 - حدثنا إسحاق: حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا الأوزاعي قال: حدثني الزهري، عن سهل بن سعد:

أن عويمرا أتى عاصم بن عدي، وكان سيد بني عجلان، فقال: كيف

تقولون في رجل وجد مع امرأته رجلا، أيقتله فتقتلونه، أم كيف يصنع؟ سل لي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك. فأتى عاصم النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم المسائل، فسأله عويمر فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كره المسائل وعابها، قال عويمر: والله لا أنتهي حتى أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فجاء عويمر فقال: يا رسول الله، رجل وجد مع امرأته رجلا، أيقتله فتقتلونه، أم كيف يصنع؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قد أنزل الله القرآن فيك وفي صاحبتك). فأمرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بالملاعنة بما سمى الله في كتابه، فلاعنها، ثم قال: يا رسول الله، إن حبستها فقد ظلمتها، فطلقها، فكانت سنة لمن كان بعدهما في المتلاعنين، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (انظروا، فإن جاءت به أسحم، أدعج العينين، عظيم الأليتين، خدلج الساقين، فلا أحسب عويمرا إلا قد صدق عليها. وإن جاءت به أحيمر، كأنه وحرة، فلا أحسب عويمرا إلا قد كذب عليها). فجاءت به على النعت الذي نعت به رسول الله صلى الله عليه وسلم من تصديق عويمر، فكان بعد ينسب إلى أمه. [413] 240 - باب: {والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين} /7/ 4469 - حدثني سليمان بن داود أبو الربيع: حدثنا فليح، عن الزهري، عن سهل بن سعد:

أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يارسول الله، أرأيت

رجلا رأى مع امرأته رجلا، أيقتله فتقتلونه، أم كيف يفعل؟ فأنزل الله فيهما ما ذكر في القرآن من التلاعن، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قضى الله فيك وفي امرأتك). وكانت حاملا، فأنكر حملها، وكان ابنها يدعى إليها، ثم جرت السنة في الميراث: أن يرثها وترث منه، ما فرض الله لها. [413] 241 - باب: {ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين} /8/.

4470 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا ابن أبي عدي، عن هشام بن حسان: حدثنا عكرمة، عن ابن عباس:

أن هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي صلى الله عليه وسلم بشريك ابن سحماء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (البينة أو حد في ظهرك). فقال: يا رسول الله، إذا رأى أحدنا على امرأته رجلا ينطلق يلتمس البينة، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (البينة وإلا حد في ظهرك). فقال هلال: والذي بعثك بالحق إني لصادق، فلينزلن الله ما يبرىء ظهري

من الحد، فنزل جبريل وأنزل عليه: {والذين يرمون أزواجهم - فقرأ حتى بلغ - إن كان من الصادقين}. فانصرف النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل إليها، فجاء هلال فشهد، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الله يعلم أن أحدكما كاذب، فهل منكما تائب). ثم قامت فشهدت، فلما كانت عند الخامسة وقفوها وقالوا: إنها موجبة. قال ابن عباس: فتلكأت ونكصت، حتى ظننا أنها ترجع، ثم قالت: لاأفضح قومي سائر اليوم، فمضت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أبصروها، فإن جاءت به أكحل العينين، سابغ الأليتين، خدلج الساقين، فهو لشريك بن سحماء). فجاءت به كذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لولا ما مضى من كتاب الله، لكان لي ولها شأن). [2526] 242 - باب: قوله: {والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين} /9/.

4471 - حدثنا مقدم بن محمد بن يحيى: حدثنا عمي القاسم بن يحيى، عن عبيد الله، وقد سمع منه، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما:

أن رجلا رمى امرأته، فانتفى من ولدها، في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاعنا كما قال الله، ثم قضى بالولد للمرأة، وفرق بين المتلاعنين.

[5000، 5005 - 5009، 5034، 5035، 6367] 243 - باب: قوله: {إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم} /11/. {أفاك} / الشعراء: 222/ و/الجاثية: 7/: كذاب. 244 - باب: قوله: { لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين. لولا جاؤوا عليه بأربعة شهداء فإذا لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون} /12، 13/. 4473 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن يونس، عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة بن الزبير، وسعيد بن المسيب، وعلقمة بن وقاص، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن حديث عائشة رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، حين قال لها أهل الإفك ما قالوا، فبرأها الله مما قالوا، وكل حدثني طائفة من الحديث، وبعض حديثهم يصدق بعضا، وإن كان بعضهم أوعى له من بعض، الذي حدثني عروة عن عائشة رضي الله عنها:

أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج أقرع بين أزواجه، فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله صلى الله عليه وسلم معه، قالت عائشة: فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج سهمي، فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما نزل الحجاب، فأنا أحمل في هودجي وأنزل فيه، فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوته تلك وقفل، ودنونا من المدينة قافلين، آذن ليلة بالرحيل، فقمت حين آذنوا بالرحيل، فمشيت حتى جاوزت الجيش، فلما قضيت شأني أقبلت إلى رحيلي، فإذا عقد لي من جزع ظفار قد انقطع فالتمست عقدي وحبسني ابتغاؤه، وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلون لي فاحتملوا هودجي، فرحلوه على بعيري الذي كنت ركبت وهم يحسبون أني فيه، وكان النساء إذ ذاك خفافا لم يثقلهن اللحم، إنما تأكل العلقة من الطعام، فلم يستنكر القوم خفة الهودج حين رفعوه، وكنت جارية حديثة السن، فبعثوا الجمل وساروا، فوجدت عقدي بعد ما استمر الجيش، فجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب، فأممت منزلي الذي كنت به، وظننت أنهم سيفقدونني فيرجعون إلي، فبينا أنا جالسة في منزلي غلبتني عيني فنمت، وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني من وراء الجيش، فأدلج فأصبح عند منزلي، فرأى سواد إنسان نائم، فأتاني فعرفني حين رآني، وكان يراني قبل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني، فخمرت وجهي بجلبابي، والله ما كلمني كلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه، حين أناخ راحلته فوطئ على يديها فركبتها، فانطلق يقود بي الراحلة، حتى أتينا الجيش بعد ما نزلوا موغرين في نحر الظهيرة، فهلك من هلك وكان الذي تولى الإفك عبد الله

ابن أبي ابن سلول، فقدمنا المدينة، فاشتكيت حين قدمت شهرا، والناس يفيضون في قول أصحاب الإفك، لاأشعر بشيء من ذلك، وهو يريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي، إنما يدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسلم ثم يقول: (كيف تيكم). ثم ينصرف، فذاك الذي يريبني ولا أشعر، حتى خرجت بعد ما نقهت، فخرجت معي أم مسطح قبل المناصع، وهو متبرزنا، وكنا لانخرج إلا ليلا إلى ليل، وذلك قبل أن نتخذ الكنف قريبا من بيوتنا، وأمرنا أمر العرب الأول في التبرز قبل الغائط، فكنا نتأذى بالكنف أن نتخذها عند بيوتنا، فانطلقت أنا وأم مسطح، وهي ابنة أبي رهم بن عبد مناف، وأمها بنت صخر بن عامر خالة أبي بكر الصديق، وابنها مسطح ابن أثاثة، فأقبلت أنا وأم مسطح قبل بيتي قد فرغنا من شأننا، فعثرت أم مسطح في مرطها، فقالت: تعس مسطح، فقلت لها: بئس ما قلت، أتسبين رجلا شهد بدرا، قالت: أي هنتاه، أو لم تسمعي ما قال؟ قالت: قلت: وما قال؟ فأخبرتني بقول أهل الإفك، فازددت مرضا على مرضي، فلما رجعت إلى بيتي ودخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم - تعني - سلم ثم قال: (كيف تيكم). فقلت: أتأذن لي أن آتي أبوي؟ قالت: وأنا حينئذ أريد أن أستيقن الخبر من قبلهما، قالت: فأذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت أبوي فقلت لأمي: يا أمتاه ما يتحدث الناس؟ قالت: يابنية هوني عليك، فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة، عند رجل يحبها، ولها ضرائر إلا كثرنا عليها. قالت: سبحان الله، ولقد تحدث الناس بهذا؟ قالت: فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع، ولا أكتحل بنوم حتى أصبحت أبكي، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد رضي الله عنهما حين استلبث الوحي، يستأمرهما في فراق أهله، قالت: فأما أسامة بن زيد فأشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي يعلم من براءة أهله، وبالذي يعلم لهم في نفسه من الود، فقال: يارسول الله، أهلك وما نعلم إلا خيرا. وأما علي بن أبي طالب فقال: يارسول الله لم يضيق الله عليك، والنساء سواها كثير، وإن تسأل الجارية تصدقك، قالت: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة فقال: (أي بريرة، هل رأيت من شيء يريبك). قالت بريرة: لا والذي بعثك بالحق، إني رأيت عليها أمرا أغمصه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن، تنام عن عجين أهلها، فتأتي الداجن فتأكله. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستعذر يومئذ من عبد الله بن أبي ابن سلول، فقالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر: (يامعشر المسلمين، من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهل بيتي، فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا، ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا، وما كان يدخل على أهلي إلا معي). فقام سعد بن معاذ الأنصاري فقال: يارسول الله أنا أعذرك منه، إن كان من الأوس ضربت عنقه، وإن كان من إخواننا من الخزرج، أمرتنا ففعلنا أمرك. قالت: فقام سعد بن عبادة، وهو سيد الخزرج، وكان قبل ذلك رجلا صالحا، ولكن احتملته الحمية، فقال لسعد: كذبت لعمر الله، لاتقتله ولا تقدر على قتله. فقام أسيد بن حضير، وهو ابن عم سعد، فقال لسعد بن عبادة: كذبت لعمر الله لنقتلنه، فإنك منافق تجادل عن المنافقين. فتثاور الحيان الأوس والخزرج حتى هموا أن يقتتلوا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر، فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكتوا وسكت. قالت: فمكثت يومي ذلك لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم، قالت: فأصبح أبواي عندي وقد بكيت ليلتين ويوما، لا أكتحل بنوم، ولا يرقأ لي دمع، يظنان أن البكاء فالق كبدي، قالت: فبينما هما جالسان عندي وأنا أبكي، فاستأذنت علي امرأة من الأنصار فأذنت لها، فجلست تبكي معي، قالت: فبينما نحن على ذلك دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم ثم جلس، قالت: ولم يجلس عندي منذ قيل ما قيل قبلها، وقد لبث شهرا لا يوحى إليه في شأني. قالت: فتشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جلس، ثم قال: (أما بعد، يا عائشة فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله تاب الله عليه). قالت: فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته قلص دمعي، حتى ما أحس منه قطرة، فقلت لأبي: أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال، قال: والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت لأمي: أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: فقلت، وأنا جارية حديثة السن لاأقرأ كثيرا من القرآن: إني والله لقد علمت: لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به، فلئن قلت لكم إني بريئة، والله يعلم أني بريئة، لا تصدقونني بذلك، ولأن اعترفت لكم بأمر، والله يعلم أني منه بريئة لتصدقني، والله ما أجد لكم مثلا إلا قول أبي يوسف قال: {فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون}. قالت: ثم تحولت فاضطجعت على فراشي، قالت وأنا حينئذ أعلم أني بريئة، وأن الله مبرئي ببراءتي، ولكن والله ما كنت أظن أن الله منزل في شأني وحيا يتلى، ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بأمر يتلى، ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله بها. قالت: فوالله ما رام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولاخرج أحد من أهل البيت، حتى أنزل عليه، فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء، حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق، وهو في يوم شات، من ثقل القول الذي ينزل عليه. قالت: فلما سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سري عنه وهو يضحك، فكانت أول كلمة تكلم بها: (ياعائشة، أما الله عز وجل فقد برأك). فقالت أمي: قومي إليه، قالت: فقلت: والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله عز وجل، وأنزل الله: {إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم لاتحسبوه}. العشر الآيات كلها، فلما أنزل الله هذا في براءتي، قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه وفقره: والله لاأنفق على مسطح شيئا أبدا، بعد الذي قال لعائشة ماقال، فأنزل الله: {ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم}. قال أبو بكر: بلى والله إني أحب أن يغفر الله لي، فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه، وقال: والله لاأنزعها منه أبدا، قالت عائشة: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل زينب ابنة جحش عن أمري، فقال: (يا زينب ماذا علمت، أو رأيت). فقالت: يارسول الله، أحمي سمعي وبصري، ماعلمت إلا خيرا، قالت: وهي التي كانت تساميني من أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم فعصمها الله بالورع، وطفقت أختها حمنة تحارب لها، فهلمت فيمن هلك من أصحاب الإفك. [2453]

245 - باب: قوله: {ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم} /14/.

وقال مجاهد: {تلقونه} /15/: يرويه بعضكم عن بعض. {تفيضون} /يونس: 61/ و/الأحقاف: 8/: تقولون. 4474 - حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا سليمان، عن حصين، عن أبي وائل، عن مسروق، عن أم عائشة أنها قالت:

لما رميت عائشة خرت مغشيا عليها.

[2453]

246 - باب: {إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم} /15/.

4475 - حدثنا إبراهيم بن موسى: حدثنا هشام: أن ابن جريج أخبرهم: قال ابن أبي مليكة:

سمعت عائشة تقرأ: إذ تلقونه بألسنتكم.

[3913]

247 - باب: {ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم} /16/.

4476 - حدثنا محمد بن المثنى: حدثنا يحيى، عن عمر بن سعيد بن أبي حسين قال: حدثني ابن أبي مليكة قال:

استأذن ابن عباس، قبل موتها، على عائشة، وهي مغلوبة، قالت: أخشى أن يثني علي، فقيل: ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن وجوه المسلمين؟ قالت: ائذنوا له، فقال كيف تجدينك؟ قالت: بخير إن اتقيت، قال: فأنت بخير إن شاء الله، زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم ينكح بكرا غيرك، ونزل عذرك من السماء. ودخل ابن الزبير خلافه، فقالت: دخل ابن عباس، فأثنى علي، ووددت أني كنت نسيا منسيا.

حدثنا محمد بن المثنى: حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد: حدثنا ابن عون، عن القاسم: أن ابن عباس رضي الله عنه استأذن على عائشة نحوه، ولم يذكر: نسيا منسيا. [3560]

248 - باب: {يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا} /17/.

4477 - حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها قالت:

جاء حسان بن ثابت يستأذن عليها، قلت: أتأذنين لهذا؟ قالت: أو ليس قد أصابه عذاب عظيم، قال سفيان: تعني ذهاب بصره، فقال:

حصان رزان ما تزن بربية *** وتصبح غرثى من لحوم الغوافل قالت: لكن أنت. [3915]

249 - باب: قوله: {ويبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم} /18/.

4478 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا ابن أبي عدي: أنبأنا شعبة، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق قال:

دخل حسان بن ثابت على عائشة فشبب وقال:

حصان رزان ما تزن بربية *** وتصبح غرثى من لحوم الغوافل قالت: لست كذاك. قلت: تدعين مثل هذا يدخل عليك، وقد أنزل الله: {والذي تولى كبره منهم}. فقالت: وأي عذاب أشد من العمى. وقالت: وقد كان يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. [3915]

250 - باب: قوله: {إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون. ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رؤوف رحيم} /19، 20/.

{ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم} /22/. 4479 - وقال أبو أسامة، عن هشام بن عروة قال: أخبرني أبي، عن عائشة قالت:

لما ذكر من شأني الذي ذكر، وما علمت به، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطيبا، فتشهد، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: (أما بعد: أشيروا علي في أناس أبنوا أهلي، وأيم الله ما علمت على أهلي من سوء، وأبنوهم بمن والله ما علمت عليه من سوء قط، ولا يدخل بيتي قط إلا وأنا حاضر، ولا غبت في سفر إلا غاب معي). فقام سعد بن معاذ فقال: ائذن لي يا رسول الله أن نضرب ذلك الرجل، فقال: كذبت، أما والله أن لو كانوا من الأوس ما أحببت أن تضرب أعناقهم. حتى كاد أن يكون بين الأوس والخزرج شر في المسجد، وما علمت. فلما كان مساء ذلك اليوم خرجت لبعض حاجتي ومعي أم مسطح، فعثرت وقالت: تعس مسطح، فقلت: أي أم تسبين ابنك، وسكتت ثم عثرت الثانية فقالت: تعس مسطح، فقلت لها: تسبين ابنك، ثم عثرت الثالثة فقالت: تعس مسطح، فانتهزتها، فقالت: والله ما أسبه إلا فيك، فقلت: في أي شأني؟ قالت: فبقرت لي الحديث، فقلت: وقد كان هذا؟ قالت: نعم والله، فرجعت إلى بيتي، كأن الذي خرجت له لا أجد منه قليلا ولا كثيرا. ووعكت، فقلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرسلني إلى بيت أبي، فأرسل معي الغلام، فدخلت الدار فوجدت أم رومان في السفل وأبا بكر فوق البيت يقرأ، فقالت أمي: ما جاء بك يا بنية؟ فأخبرتها وذكرت لها الحديث، وإذا هو لم يبلغ منها مثل ما بلغ مني، فقالت: يابنية، خفضي عليك الشأن، فإنه - والله - لقلما كانت امرأة حسناء، عند رجل يحبها، لها ضرائر إلا حسدنها، وقيل فيها، وإذا هو لم يبلغ منها ما بلغ مني، قلت: وقد علم به أبي؟ قالت: نعم، قلت: ورسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: نعم ورسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستعبرت وبكيت، فسمع أبو بكر صوتي وهو فوق البيت يقرأ فنزل، فقال لأمي: ما شأنها؟ قالت: بلغها الذي ذكر من شأنها، ففاضت عيناه، قال: أقسمت عليك أي بنية إلا رجعت إلى بيتك، فرجعت. ولقد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيتي فسأل عني خادمتي فقالت: لا والله ما علمت عليها عيبا، إلا أنها كانت ترقد حتى تدخل الشاة فتأكل خميرها، أو عجينها، وانتهرها بعض أصحابه فقال: اصدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى أسقطوا لها به، فقالت: سبحان الله، والله ماعلمت عليها إلا ما يعلم الصائغ على تبر الذهب الأحمر، وبلغ الأمر إلى ذلك الرجل الذي قيل له، فقال: سبحان الله، والله ما كشفت كنف أنثى قط. قالت عائشة: فقتل شهيدا في سبيل الله. قالت: وأصبح أبواي عندي فلم يزالا حتى دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد صلى العصر، ثم دخل وقد اكتنفني أبواي عن يميني وعن شمالي، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: (أما بعد، يا عائشة إن كنت قارفت سوءا، أو ظلمت، فتوبي إلى الله، فإن الله يقبل التوبة من عباده). قالت: وقد جاءت امرأة من الأنصار، فهي جالسة بالباب، فقلت: ألا تستحي من هذه المرأة أن تذكر شيئا، فوعظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فالتفت إلى أبي، فقلت: أجبه، قال: فماذا أقول، فالتفت إلى أمي، فقلت: أجيبيه، فقالت: أقول ماذا، فلما لم يجيباه، تشهدت، فحمدت الله وأثنيت عليه بما هو أهله، ثم قلت: أما بعد، فو الله لئن قلت لكم إني لم أفعل، والله عز وجل يشهد إني لصادقة، ما ذاك بنافعي عندكم، لقد تكلمتم به وأشربته قلوبكم، وإن قلت: إني فعلت، والله يعلم أني لم أفعل، لتقولن قد باءت به على نفسها، وإني والله ما أجد لي ولكم مثلا، والتمست اسم يعقوب فلم أقدر عليه، إلا أبا يوسف حين قال: {فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون}. وأنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم من ساعته، فسكتنا، فرفع عنه وإني لأتبين السرور في وجهه، وهو يمسح جبينه ويقول: (أبشري يا عائشة، فقد أنزل الله براءتك). قالت: وكنت أشد ما كنت غضبا، فقال لي أبواي: قومي إليه، فقلت: والله لا أقوم إليه ولا

أحمده ولا أحمدكما، ولكن أحمد الله الذي أنزل براءتي، لقد سمعتموه فما أنكرتموه ولا غيرتموه. وكانت عائشة تقول: أما زينب بنت جحش فعصمها الله بدينها، فلم تقل إلا خيرا، وأما أختها حمنة فهلكت فيمن هلك، وكان الذي يتكلم فيه مسطح، وحسان بن ثابت، والمنافق عبد الله بن أبي، وهو الذي كان يستوشيه ويجمعه، وهو الذي تولى كبره منهم هو وحمنة، قالت: فحلف أبو بكر أن لا ينفع مسطحا بنافعة أبدا، فأنزل الله عز وجل: {ولا يأتل أولو الفضل منكم - إلى آخر الآية، يعني أبا بكر - والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين - يعني مسطحا، إلى قوله - ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم}. حتى قال أبو بكر: بلا والله ياربنا، إنا لنحب أن تغفر لنا، وعاد له بما كان يصنع. [2453]

251 - باب: {وليضربن بخمرهن على جيوبهن} /31/.

4480/4481 - وقال أحمد بن شبيب: حدثنا أبي، عن يونس: قال ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت:

يرحم الله نساء المهاجرات الأول، لما أنزل الله: {وليضربن بخمرهن على جيوبهن}. شققن مروطهن فاختمرن بها.

4481 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا إبراهيم بن نافع، عن الحسن بن مسلم، عن صفية بنت شيبة: أن عائشة رضي الله عنها كانت تقول:

لما نزلت هذه الآية: {وليضربن بخمرهن على جيوبهن}. أخذن أزرهن فشققنها من قبل الحواشي، فاختمرن بها.

4482 - ؟؟ نقص ؟؟

252 - باب: تفسير سورة الفرقان

وقال ابن عباس: {هباء منثورا} /23/: ما تسفي به الريح. {مد الظل} /45/: مابين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس. {ساكنا} /45/: دائما. {عليه دليلا} /45/: طلوع الشمس. {خلفة} /62/: من فاته من الليل عمل أدركه بالنهار، أو فاته بالنهار أدركه بالليل. وقال الحسن: {هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين} /74/: في طاعة الله، وما شيء أقر لعين المؤمن من أن يرى حبيبه في طاعة الله. وقال ابن عباس: {ثبورا} /13/: ويلا. وقال غيره: السعير مذكر، والتسعر والاضطرام التوقد الشديد. {تملى عليه} /5/: تقرأ عليه، من أمليت وأمللت. {الرس} /38/: المعدن، جمعه رساس. {ما يعبأ} /77/: يقال: ما عبأت به شيئا، أي لم تعتد به. {غراما} /65/: هلاكا. وقال مجاهد: {وعتوا} /21/: طغوا. وقال ابن عيينة: {عاتية} /الحاقة: 6/: عتت عن الخزان. 253 - باب: قوله: {الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم أولئك شر مكانا وأضل سبيلا} /34/. 4482 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا يونس بن محمد البغدادي: حدثنا شيبان، عن قتادة: حدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه:

أن رجلا قال: يانبي الله، كيف يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة؟ قال: (أليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنيا قادرا على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة). قال قتادة: بلى وعزة ربنا.

[6158]

254 - باب: قوله: {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما} /68/: العقوبة.

4483 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن سفيان قال: حدثني منصور وسليمان، عن أبي وائل، عن أبي ميسرة، عن عبد الله. قال: وحدثني واصل، عن أبي وائل، عن عبد الله رضي الله عنه قال:

سألت، أو سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الذنب عند الله أكبر؟ قال: (أن تجعل لله ندا وهو خلقك) قلت: ثم أي؟ قال: (ثم أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك). قلت: ثم أي؟ قال: (أن تزاني بحليلة جارك). قال: ونزلت هذه الآية تصديقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

{والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون}. [4207] 4484/4486 - حدثنا إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام بن يوسف: أن ابن جريج أخبرهم قال: أخبرني القاسم بن أبي بزة:

أنه سأل سعيد بن جبير: هل لمن قتل مؤمنا متعمدا من توبة؟ فقرأت عليه: {ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق}. فقال سعيد: قرأتها على ابن عباس كما قرأتها علي، فقال: هذه مكية، نسختها آية مدنية، التي في سورة النساء.

(4485) - حدثني محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، عن المغيرة ابن النعمان، عن سعيد بن جبير قال:

اختلف أهل الكوفة في قتل المؤمن، فرحلت فيه إلى ابن عباس، فقال: نزلت في آخر ما نزل، ولم ينسخها شيء.

(4486) - حدثنا آدم: حدثنا شعبة: حدثنا منصور، عن سعيد بن جبير قال:

سألت ابن عباس رضي الله عنهما، عن قوله تعالى: {فجزاؤه جهنم}. قال: لا توبة له. وعن قوله جل ذكره: {لا يدعون مع الله إلها آخر}. قال: كانت هذه في الجاهلية.

[3642]

255 - باب: {يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا} /69/.

4487 - حدثنا سعد بن حفص: حدثنا شيبان، عن منصور، عن سعيد بن جبير قال: قال ابن أبزى:

سئل ابن عباس عن قوله تعالى: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم}. وقوله: {ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق - حتى بلغ - إلا من تاب}. فسألته فقال: لما نزلت قال أهل مكة: فقد عدلنا بالله وقتلنا النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأتينا الفواحش، فأنزل الله: {إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا - إلى قوله - غفورا رحيما}.

[3642]

256 - باب: {إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما} /70/.

4488 - حدثنا عبدان: أخبرنا أبي، عن شعبة، عن منصور، عن سعيد ابن جبير قال:

أمرني عبد الرحمن بن أبزى: أن أسأل ابن عباس عن هاتين الآيتين: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا}. فسألته فقال: لم ينسخها شيء، وعن: {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر}. قال: نزلت في أهل الشرك.

[3642]

257 - باب: {فسوف يكون لزاما} /77/: هلكة.

4489 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش: حدثنا مسلم، عن مسروق قال: قال عبد الله:

خمس قد مضين: الدخان، والقمر، والروم، والبطشة، واللزام. {فسوف

يكون لزاما}. [962]

258 - باب: تفسير سورة الشعراء.

وقال مجاهد: {تعبثون} /128/: تبنون. {هضيم} /148/: يتفتت إذا مس. مسحرين: المسحورين. {ليكة} /176/: والأيكة جمع أيكة، وهي جمع الشجر. {يوم الظلة} /189/: إظلال العذاب إياهم. {موزون} /الحجر: 19/: معلوم. {كالطود} /63/: الجبل. وقال غيره: {لشرذمة} /54/: طائفة قليلة. {في الساجدين} /219/: المصلين. قال ابن عباس: {لعلكم تخلدون} /129/: كأنكم. الريع: الأيفاع من الأرض، وجمعه ريعة وأرياع، واحده ريعة. {مصانع} /129/: كل بناء فهو مصنعة. {فرهين} /149/: مرحين، {فارهين} بمعناه، ويقال: {فارهين} حاذقين. {تعثوا} /183/: هو أشد الفساد، وعاث يعيث عيثا. {الجبلة} /184/: الخلق، جبل خلق، ومنه جبلا وجبلا وجبلا يعني الخلق، قاله ابن عباس. 259 - باب: {ولا تخزني يوم يبعثون} /87/.

4490/4491 - وقال إبراهيم بن طهمان، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد ابن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(إن إبراهيم عليه الصلاة والسلام يرى أباه يوم القيامة عليه الغبرة والقترة). الغبرة هي القترة.

(4491) - حدثنا إسماعيل: حدثنا أخي، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(يلقى إبراهيم أباه، فيقول: يا رب، إنك وعدتني أن لا تخزني يوم يبعثون، فيقول الله: إني حرمت الجنة على الكافرين).

[3172]

260 - باب: {وأنذر عشيرتك الأقربين. واخفض جناحك} /214، 215/: ألن جانبك.

4492 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش قال: حدثني عمرو بن مرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباسرضي الله عنهما قال:

لما نزلت: {وأنذر عشيرتك الأقربين}. صعد النبي صلى الله عليه وسلم على الصفا، فجعل ينادي: يا بني فهر، يا بني عدي، لبطون قريش، حتى اجتمعوا، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا لينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش، فقال: (أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي). قالوا: نعم، ما جربنا عليك إلا صدقا، قال: (فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد). فقال أبو لهب: تبا لك سائر اليوم، ألهذا جمعتنا، فنزلت: {تبت يدا أبي لهب وتب. ما أغنى عنه ماله وما كسب}.

[1330]

4493 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني سعيد ابن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن: أن أبا هريرة قال:

قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل الله: {وأنذر عشيرتك الأقربين}. قال: (يا معشر قريش، أو كلمة نحوها، اشتروا أنفسكم، لا أغني عنكم من الله شيئا، يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئا، يا عباس ابن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئا، ويا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا، ويا فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم، سليني ما شئت من مالي، لا أغني عنك من الله شيئا).

تابعه أصبغ، عن ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب. [2602]

261 - باب: تفسير سورة النمل.

و{الخبء} /25/: ما خبأت. {لا قبل} /37/: لا طاقة. {الصرح} /44/: كل ملاط اتخذ من القوارير، والصرح: القصر، وجماعته صروح. وقال ابن عباس: {ولها عرش عظيم} /23/: سرير كريم، حسن الصنعة وغلاء الثمن. {مسلمين} /38/: طائعين. {ردف} /72/: اقترب. {جامدة} /88/: قائمة. {أوزعني} /19/: اجعلني. وقال مجاهد: {نكروا} /41/: غيروا. {وأوتينا العلم} /42/: يقوله سليمان. الصرح بركة ماء، ضرب عليها سليمان قوارير، ألبسها إياها.

262 - باب: تفسير سورة القصص.

{كل شيء هالك إلا وجهه} /88/: إلا ملكه، ويقال: إلا ما أريد به وجه الله. وقال مجاهد: {الأنباء} /66/: الحجج.

263 - باب: {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء} /56/.

4494 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني سعيد ابن المسيب، عن أبيه قال:

لما حضرت أبا طالب الوفاة، جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة، فقال: (أي عم، قل لا إله إلا الله، كلمة أحاج لك بها عند الله). فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: أترغب عن ملة عبد المطلب، فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه، ويعيدانه بتلك المقالة، حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم: على ملة عبد المطلب، وأبى أن يقول: لا إله إلا الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك). فأنزل الله: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين}. وأنزل الله في أبي طالب، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء}.

[1294] قال ابن عباس: {أولي القوة} /76/: لا يرفعها العصبة من الرجال. {لتنوء} /76/: لتثقل. {فارغا} /10/: إلا من ذكر موسى. {الفرحين} /76/: المرحين. {قصيه} /11/: اتبعي أثره، وقد يكون: أن يقص الكلام. {نحن نقص عليك} /يوسف: 3/. {عن جنب} /11/: عن بعد، عن جنابة واحد، وعن اجتناب أيضا. {يبطش} /19/: ويبطش. {يأتمرون} /20/: يتشاورون. العدوان والعداء والتعدي واحد. {آنس} /29/: أبصر. الجذوة قطعة غليظة من الخشب ليس فيها لهب، والشهاب فيه لهب. {كأنها جان} /31/: وهي في آية أخرى: كأنها {حية تسعى} /طه: 20/. والحيات أجناس: الجان، والأفاعي، والأساود. {ردأ} /34/: معينا، قال ابن عباس: لكي {يصدقني}. وقال غيره: {سنشد} /35/: سنعينك، كلما عززت شيئا فقد جعلت له عضدا. مقبوحين: مهلكين. {وصلنا} /51/: بيناه وأتممناه. {يجبى} /57/: يجلب. {بطرت} /58/: أشرت. {في أمها رسولا} /59/: أم القرى مكة وما حولها. {تكن} /69/: تخفي، أكننت الشيء أخفيته، وكننته أخفيته وأظهرته. {ويكأن الله} /82/: مثل: ألم تر أن الله يبسط الزق لمن يشاء ويقدر: يوسع عليه، ويضيق عليه. 264 - باب: {إن الذي فرض عليك القرآن}. الآية /85/.

2495 - حدثنا محمد بن مقاتل: أخبرنا يعلى: حدثنا سفيان العصفري، عن عكرمة، عن ابن عباس:

{لرادك إلى معاد}. قال: إلى مكة.
265 - باب: تفسير سورة العنكبوت.

قال مجاهد: {وكانوا مستبصرين} /38/: ضللة. وقال غيره: {الحيوان} /64/: والحي واحد. {وليعلمن الله} /11/: علم الله ذلك، إنما هي بمنزلة فليميز الله، كقوله: {ليميز الله الخبيث من الطيب} /الأنفال: 37/. {أثقالا مع أثقالهم} /13/: أوزارا مع أوزارهم.

266 - باب: تفسير سورة آلم غلبت الروم.

قال مجاهد: {يحبرون} /15/: ينعمون. {فلا يربو عند الله} /39/: من أعطى عطية يبتغي أفضل منه فلا أجر له فيها. {يمهدون} /44/: يسوون المضاجع. {الودق} /48/: المطر. قال ابن عباس: {هل لكم مما ملكت أيمانكم} /28/: في الآلهة، وفيه {تخافونهم} /28/: أن يرثوكم كما يرث بعضكم بعضا. {يصدعون} /43/: يتفرقون. {فاصدع} /الحجر: 94/. وقال غيره: {ضعف} /54/: وضعف لغتان. وقال مجاهد: {السوأى} /10/: الإساءة جزاء المسيئين. 4496 - حدثنا محمد بن كثير: حدثنا سفيان: حدثنا منصور والأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق قال:

بينما رجل يحدث في كندة فقال: يجيء دخان يوم القيامة، فيأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم، يأخذ المؤمن كهيئة الزكام، ففزعنا، فأتيت ابن مسعود، وكان متكئا، فغضب، فجلس فقال: من علم فليقل، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم، فإن من العلم أن تقول لما لا تعلم لا أعلم، فإن الله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: {قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين}. وإن قريشا أبطؤوا عن الإسلام، فدعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف). فأخذتهم سنة حتى هلكوا فيها، وأكلوا الميتة والعظام، ويرى الرجل ما بين السماء والأرض كهيئة الدخان، فجاءه أبو سفيان فقال: يا محمد، جئت تأمرنا بصلة الرحم، وإن قومك قد هلكوا فادع الله. فقرأ: {فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين - إلى قوله - عائدون}. أفيكشف عنهم عذاب الآخرة إذا جاء ثم عادوا إلى كفرهم، فذلك قوله تعالى: {يوم نبطش البطشة الكبرى}. يوم بدر، {ولزاما} يوم بدر، {آلم غلبت الروم - إلى - سيغلبون}. والروم قد مضى.

[962] 267 - باب: {لا تبديل لخلق الله} /30/: لدين الله. خلق الأولين: دين الأولين، والفطرة الإسلام. 4497 - حدثنا عبدان: أخبرنا عبد الله: أخبرنا يونس، عن الزهري قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن: أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء، ثم يقول: {فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم}).

[1292] سورة لقمان

268 - باب: {لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم} /13/.

4498 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله رضي الله عنه قال:

لما نزلت هذه الآية: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم}. شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا: أينا لم يلبس إيمانه بظلم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنه ليس بذاك، ألا تسمع إلى قول لقمان لابنه: {إن الشرك لظلم عظيم}).

[32]

269 - باب: {إنه الله عنده علم الساعة} /34/.

4499 - حدثني إسحاق، عن جرير، عن أبي حيان، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة رضي الله عنه:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوما بارزا للناس، إذ أتاه رجل يمشي، فقال: يا رسول الله ما الإيمان؟ قال: (الإيمان: أن تؤمن بالله وملائكته ورسله ولقائه، وتؤمن بالبعث الآخر). قال: يا رسول الله ما الإسلام؟ قال: (الإسلام: أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان). قال: يا رسول الله ما الإحسان؟ قال: (الإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك). قال: يا رسول الله متى الساعة؟ قال: (ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، ولكن سأحدثك عن أشراطها: إذا ولدت المرأة ربتها، فذاك من أشرطها، وإذا كان الحفاة العراة رؤوس الناس، فذاك من أشراطها، في خمس لا يعلمهن إلا الله: {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما

في الأرحام}). ثم انصرف الرجل، فقال: (ردوا علي). فأخذوا ليردوا فلم يروا شيئا، فقال: (هذا جبريل، جاء ليعلم الناس دينهم). [50] 4500 - حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثني ابن وهب قال: حدثني عمر ابن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر: أن أباه حدثه: أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:

(مفاتيح الغيب خمس، ثم قرأ: {إن الله عنده علم الساعة}).

[992]

270 – باب: تفسير سورة تنزيل [السجدة].

وقال مجاهد: {مهين} /8/: ضعيف: نطفة الرجل. {ضللنا} /10/ هلكنا. وقال ابن عباس: {الجرز} /27/: التي لا تمطر إلا مطرا لا يغني عنها شيئا. {يهد} /26/: يبين.

271 - باب: قوله: {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين} /17/.

4501/ 4502 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

(قال الله تبارك وتعالى: أعددت لعبادي الصالحين: ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر). قال أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين}. وحدثنا سفيان: حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال الله، مثله، قيل لسفيان: رواية؟ قال: فأي شيء. قال أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح: قرأ أبو هريرة: قرات أعين.
(4502) - حدثني إسحاق بن نصر: حدثنا أبو أسامة، عن الأعمش: حدثنا أبو صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم:
(يقول الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين: ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ذخرا، بله ما أطلعتم عليه). ثم قرأ: {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون}.

[3072]

272 - باب: تفسير سورة الأحزاب.

وقال مجاهد: {صياصيهم} /26/: قصورهم. 273 - باب: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم} /6/. 4503 - حدثني إبراهيم بن المنذر: حدثنا محمد بن فليح: حدثنا أبي، عن هلال بن علي، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(ما من مؤمن إلا وأنا أولى الناس به في الدنيا والآخرة، اقرؤوا إن شئتم: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم}. فأيما مؤمن ترك مالا فليرثه عصبته من كانوا، فإن ترك دينا، أو ضياعا فليأتني وأنا مولاه).

[2176]

274 - باب: {ادعوهم لآبائهم هو اقسط عند الله} /5/.

4504 - حدثنا معلى بن أسد: حدثنا عبد العزيز بن المختار: حدثنا موسى ابن عقبة قال: حدثني سالم، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:

أن زيد بن حارثة، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما كنا ندعوه إلا زيد ابن محمد، حتى نزل القرآن: {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله}.

275 - باب: {فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا} /23/. نحبه: عهده. {أقطارها} /14/: جوانبها. {الفتنة لآتوها} /14/: لأعطوها. 4505 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حدثني أبي، عن ثمامة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:

نرى هذه الآية نزلت في أنس بن النضر: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه}.

[2651] 4506 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني خارجة بن زيد بن ثابت: أن زيد بن ثابت قال:

لما نسخنا الصحف في المصاحف، فقدت آية من سورة الأحزاب، كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها، لم أجدها مع أحد إلا مع خزيمة الأنصاري، الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته شهادة رجلين: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه}.

[2652]

276 - باب: قوله: {يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا} /28/.

وقال معمر: التبرج: أن تخرج محاسنها. {سنة الله} /62/: استنها جعلها. 4507 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن: أن عائشة رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءها حين أمر الله أن يخير أزواجه، فبدأ بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (إني ذاكر لك أمرا، فلا عليك أن لا تستعجلي حتى تستأمري أبويك). وقد علم أن أبوي لم يكونا يأمراني بفراقه، قالت: ثم قال: (إن الله قال: {يا أيها النبي قل لأزواجك}): إلى تمام الآيتين، فقلت له: ففي أي هذا أستأمر أبوي؟ فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة.

[4508] 277 - باب: {وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما} /29/. وقال قتادة: {واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة} /34/: القرآن والسنة. 4508 - وقال الليث: حدثني يونس، عن ابن شهاب قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن: أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت:

لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتخيير أزواجه بدأ بي فقال: (إني ذاكرا لك أمرا، فلا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك). قالت: وقد علم أن أبوي لم يكونا يأمراني بفراقه، قالت: ثم قال: إن الله جل ثناؤه قال: {يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها - إلى - أجرا عظيما}). قالت: فقلت: ففي أي هذا أستأمر أبوي، فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة. قالت: ثم فعل أزواج النبي صلى اله عليه وسلم مثل ما فعلت.

تابعه موسى بن أعين، عن معمر، عن الزهري قال: أخبرني أبو سلمة. وقال عبد الرزاق وأبو سفيان المعمري، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة. [4507]

278 - باب: {وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق

أن تخشاه} /37/. 4509 - حدثنا محمد بن عبد الرحيم: حدثنا معلى بن منصور، عن حماد ابن زيد: حدثنا ثابت، عن أنس بن مالك رضي الله عنه:

أن هذه الآية: {وتخفي في نفسك ما الله مبديه}. نزلت في شأن زينب بنت جحش وزيد بن حارثه.

[6984، 6985، وانظر: 4513]

279 - باب: قوله: {ترجئ من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك} /51/.

قال ابن عباس: {ترجىء} تؤخر، {أرجئه} /الأعراف: 111/ و /الشعراء: 36/: أخره. 4510 - حدثنا زكرياء بن يحيى: حدثنا أبو أسامة قال: هشام حدثنا عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت:

كنت أغار على اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقول أتهب المرأة نفسها؟ فلما أنزل الله تعالى: {ترجىء من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك}. قلت: ما أرى ربك إلا يسارع في هواك.

[4823] 4511 - حدثنا حبان بن موسى: أخبرنا عبد الله: أخبرنا عاصم الأحول، عن معاذة، عن عائشة رضي الله عنها:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستأذن في يوم المرأة منا، بعد أن أنزلت هذه الآية: {ترجىء من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك}. فقلت لها: ما كنت تقولين؟ قالت: كنت أقول له: إن كان ذاك إلي، فإني لا أريد يا رسول الله أن أوثر عليك أحدا. تابعه عباد بن عباد: سمع عاصما.

280 - باب: قوله: {لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما} /53/. يقال: إناه: إدراكه، أنى يأني أناة فهو آن. {لعل الساعة تكون قريبا} /63/: إذا وصفت صفة المؤنث، قلت: قريبة، وإذا جعلته ظرفا وبدلا، ولم ترد الصفة، نزعت الهاء من المؤنث، وكذلك لفظها في الواحد والاثنين والجميع، للذكر والأنثى. 4512 - حدثنا مسدد، عن يحيى، عن حميد، عن أنس قال: قال عمر رضي الله عنه:

قلت: يا رسول الله، يدخل عليك البر والفاجر، فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب، فأنزل الله آية الحجاب.

[393] 4513/4516 - حدثنا محمد بن عبد الله الرقاشي: حدثنا معتمر بن سليمان قال: سمعت أبي يقول: حدثنا أبو مجلز، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:

لما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش دعا القوم فطعموا، ثم جلسوا يتحدثون، وإذا هو كأنه يتهيأ للقيام فلم يقوموا، فلما رأى ذلك قام، فلما قام قام من قام وقعد ثلاثة نفر، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ليدخل فإذا القوم جلوس، ثم إنهم قاموا، فانطلقت فجئت، فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم أنهم قد انطلقوا، فجاء حتى دخل، فذهبت أدخل، فألقى الحجاب بيني وبينه، فأنزل الله: {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي}. الآية.
(4514) - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حماد بن زيد، عنأيوب، عن أبي قلابة: قال أنس بن مالك:
أنا أعلم الناس بهذه الآية آية الحجاب، لما أهديت زينب بنت جحش رضي الله عنها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت معه في البيت، صنع طعاما ودعا القوم، فقعدوا يتحدثون، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يخرج ثم يرجع وهم قعود يتحدثون، فأنزل الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه - إلى قوله - من وراء الحجاب}. فضرب الحجاب وقام القوم.
(4515) - حدثنا أبو معمر: حدثنا عبد الوارث: حدثنا عبد العزيز بن صهيب، عن أنس رضي الله عنه قال:
بني على النبي صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش بخبز ولحم، فأرسلت على الطعام داعيا، فيجيء قوم فيأكلون ويخرجون، ثم يجيء قوم فيأكلون ويخرجون، فدعوت حتى ما أجد أحدا أدعوا، فقلت: يا نبي الله ما أجد أحدا أدعوه، قال: (ارفعوا طعامكم) وبقي ثلاثة رهط يتحدثون في البيت، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق إلى حجرة عائشة، فقال:

( السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله). فقالت: وعليك السلام ورحمة الله، كيف وجدت أهلك، بارك الله لك. فتقرى حجر نسائه كلهن، يقول لهن كما يقول لعائشة، ويقلن له كما قالت عائشة، ثم رجع النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا ثلاثة من رهط في البيت يتحدثون، وكان النبي صلى الله عليه وسلم شديد الحياء، فخرج منطلقا نحو حجرة عائشة، فما أدري: آخبرته أو أخبر أن القوم خرجوا، فرجع، حتى إذا وضع رجله في أسفكة الباب داخلة وأخرى خارجة، أرخى الستر بيني وبينه، وأنزلت آية الحجاب.

(4516) - حدثنا إسحق بن منصور: أخبرنا عبد الله بن بكر السهمي: حدثنا حميد، عن أنس رضي الله عنه قال:
أولم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بنى بزينب بنت جحش، فأشبع الناس خبزا ولحما، ثم خرج إلى حجر أمهات المؤمنين، كما كان يصنع صبيحة بنائه، فيسلم عليهن ويسلمن عليه، ويدعو لهن ويدعون له، فلما رجع إلى بيته رأى رجلين جرى بهما الحديث، فلما رآهما رجع عن بيته، فلما رأى الرجلان نبي الله صلى الله عليه وسلم رجع عن بيته

وثبا مسرعين، فما أدري أنا أخبرته بخروجهما أم أخبر، فرجع حتى دخل البيت، وأرخى الستر بيني وبينه، وأنزلت آية الحجاب. وقال ابن أبي مريم: أخبرنا يحيى: حدثني حميد: سمع أنسا، عن النبي صلى الله عليه وسلم. [4859، 4868، 4871، 4873، 4875، 4876، 5149، 5884، 5885، 5916، وانظر: 4509] 4517 - حدثني زكرياء بن يحيى: حدثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت:

خرجت سودة بعد ما ضرب الحجاب لحاجتها، وكانت امرأة جسيمة، لا تخفى على من يعرفها، فرآها عمر بن الخطاب، فقال: ياسودة، أما والله ما تخفين علينا، فانظري كيف تخرجين. قالت: فانكفأت راجعة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي، وإنه ليتعشى وفي يده عرق، فدخلت، فقالت: يا رسول الله، إني خرجت لبعض حاجتي، فقال لي عمر كذا وكذا، قالت: فأوحى الله إليه، ثم رفع عنه، وإن العرق في يده ما وضعه، فقال: (إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن).

[146] 281 - باب: قوله: {إن تبدوا شيئا أو تخفوه فإن الله كان بكل شيء عليما. لا جناح عليهن في آبائهن ولا أبنائهن ولا إخواتهن ولا أبناء إخوانهن ولا أبناء أخواتهن ولا نسائهن ولا ما ملكت أيمانهن واتقين الله إن الله كان على كل شيء شهيدا} /54، 55/.

4518 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري: حدثني عروة بن الزبير: أن عائشة رضي الله عنها قالت:

استأذن علي أفلح، أخو أبي القعيس، بعد ما أنزل الحجاب، فقلت: لا آذن له حتى أستأذن فيه النبي صلى الله عليه وسلم، فإن أخاه أبا القعيس ليس هو أرضعني، ولكن أرضعتني امرأة أبي القعيس، فدخل علي النبي صلى الله عليه وسلم فقلت له: يا رسول الله، إن أفلح أخا القعيس استأذن، فأبيت أن آذن له حتى استأذنك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (وما منعك أن تأذني، عمك). قلت: يا رسول الله، إن الرجل ليس هو أرضعني، ولكن أرضعتني امرأة أبي القعيس، فقال: (ائذني له، فإنه عمك تربت يمينك)

قال عروة: فلذلك كانت عائشة تقول: حرموا من الرضاعة ما تحرمون من النسب. [2501] 282 - باب: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما} /56/. قال أبو العالية: صلاة الله عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة: الدعاء. وقال ابن عباس: يصلون: يبركون. {لنغرينك} /60/: لنسلطنك. 4519 - حدثني سعيد بن يحيى: حدثنا أبي: حدثنا مسعر، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة رضي الله عنه: قيل:

يا رسول الله، أما السلام عليك فقد عرفناه، فكيف الصلاة؟ قال: (قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، إنك حميد مجيد).

[3190] 4520 - حدثنا عبد الله بن يوسف: حدثنا الليث قال: حدثني ابن الهاد، عن عبد الله بن خباب، عن أبي سعيد الخدري قال:

قلنا: يا رسول الله، هذا التسليم فكيف نصلي عليك؟ قال: (قولوا: اللهم صل على محمد عبدك ورسولك، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم).

قال أبو صالح، عن الليث: (على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم). حدثنا إبراهيم بن حمزة: حدثنا ابن أبي حازم، والدراوردي عن يزيد، وقال: (كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وآل محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم). [5997] 283 - باب: قوله: {لا تكونوا كالذين آذوا مويى} /69/. 4521 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم: أخبرنا روح بن عبادة: حدثنا عوف، عن الحسن ومحمد وخلاس، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(إن موسى كان رجلا حييا، وذلك قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها}).

[274]

284 - باب: تفسير سورة سبأ.

يقال: {معاجزين} /5، 38/: مسابقين. {بمعجزين} /الأنعام: 134/: بفائتين. {سبقوا} /الأنفال: 59/: فاتوا. {لا يعجزون} /الأنفال: 59/: لا يفوتون. {يسبقونا} /العنكبوت: 4/: يعجزونا، ومعنى {معاجزين} مغالبين، يريد كل واحد منهما أن يظهر عجز صاحبه. {معاشر} /45/: عشر. الأكل: الثمر. {باعد} /19/: وبعد واحد. وقال مجاهد: {لا يعزب} /3/: لا يغيب. {العرم} /16/: السد، ماء أحمر، أرسله الله في السد، فشقه وهدمه، وحفر الوادي، فارتفعت على الجنتين، وغاب عنهما الماء فيبستا، ولم يكن الماء الأحمر من السد، ولكن كان عذابا أرسله الله عليهم من حيث شاء. وقال عمرو بن شرحبيل: {العرم} المسناة بلحن أهل اليمن. وقال غيره: العرم الوادي. السابغات: الدروع. وقال مجاهد: {يجازى} /17/: يعاقب. {أعظكم بواحدة} /46/: بطاعة الله. {مثنى وفرادى} /46/: واحد واثنين. {التناوش} /52/: الرد من الآخرة إلى الدنيا. {وبين ما يشتهون} /54/: من مال أو ولد أو زهرة. {بأشياعهم} /54/: بأمثالهم. وقال ابن عباس: {كالجواب} /13/: كالجوبة من الأرض. الخمط: الأرك. والأثل: الطرفاء. {العرم}: الشديد. 285 - باب: {حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير} /23/. 4522 - حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان: حدثنا عمرو قال: سمعت عكرمة يقول: سمعت أبا هريرة يقول: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال:

(إذا قضى الله الأمر في السماء، ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله، كأنه سلسلة على صفوان، فإذا فزع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا للذي قال: الحق، وهو العلي الكبير، فيسمعها مسترق السمع، ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض - ووصف سفيان بكفه فحرفها، وبدد بين أصابعه - فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته، ثم يلقيها الآخر إلى من تحته، حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن، فربما أدرك الشهاب قبل أن يلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركه، فيكذب معها مائة كذبة، فيقال: أليس قد قال لنا: يوم كذا وكذا، كذا وكذا، فيصدق بتلك الكلمة التي سمع من السماء).

[4424]

286 - باب: قوله: {إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد} /46/.

4523 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا محمد بن حازم: حدثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

صعد النبي صلى الله عليه وسلم الصفا ذات يوم، فقال: (يا صباحاه). فاجتمعت إليه قريش، قالوا: ما لك؟ قال: (أرأيتم لو أخبرتكم أن العدو يصبحكم أو يمسيكم، أما كنتم تصدقونني). قالوا: بلى، قال: (فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد) فقال أبو لهب: تبا لك، ألهذا جمعتنا؟ فأنزل الله: {تبت يدا أبي لهب}.

[1330]

287 - باب: تفسير سورة الملائكة. [فاطر]

قال مجاهد: القطمير: لفافة النواة. {مثقلة} /18/: مثقلة. وقال غيره: {الحرور} /21/: بالنهار مع الشمس، وقال ابن عباس: الحرور: بالليل، والسموم بالنهار. {وغرابيب} /27/: أشد سواد، الغربيب: الشديد السواد. 288 - باب: تفسير سورة يس. وقال مجاهد: {فعززنا} /14/: شددنا. {يا حسرة على العباد} /30/: كان حسرة عليهم استهزاؤهم بالرسل. {أن تدرك القمر} /40/: لا يستر ضوء أحدهما ضوء الآخر، ولا ينبغي لهما ذلك. {سابق النهار} /40/: يتطالبان حثيثين. {نسلخ} /37/: نخرج أحدهما من الآخر، ويجري كل واحد منهما. {من مثله} /42/: من الأنعام. {فكهون} /55/: معجبون. {جند محضرون} /75/: عند الحساب. ويذكر عن عكرمة: {المشحون} /41/: الموقر. وقال ابن عباس: {طائركم} /19/: مصائبكم. {ينسلون} /51/: يخرجون. {مرقدنا} /52/: مخرجنا. {أحصيناه} /12/: حفظناه. {مكانتهم} /67/: ومكانهم واحد. 289 - باب: {والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم} /38/. 4524/4525 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر رضي الله عنه قال:

كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد عند غروب الشمس، فقال: (يا أبا ذر، أتدري أين تغرب الشمس). قلت: الله ورسوله أعلم، قال: (فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش، فذلك قوله تعالى: {والشمس تجري لمستقر لها ذلك لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم})

(4525) - حدثنا الحميدي: حدثنا وكيع: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر قال:

سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: {والشمس تجري لمستقر لها}. قال: (مستقرها تحت العرش).

[3027] 290 - باب: تفسير سورة الصافات. وقال مجاهد: {ويقذفون بالغيب من مكان بعيد} /سبأ: 53/: من كل مكان. {ويقذفون من كل جانب} /8/: يرمون. {واصب} /9/: دائم. {لازب} /11/: لازم. {تأتوننا عن اليمين} /28/: يعني الحق، الكفار تقوله للشيطان. {غول} /47/: وجع بطن. {ينزفون} /47/: لا تذهب عقولهم. {قرين} /51/: شيطان. {يهرعون} /70/: كهيئة الهرولة. {يزفون} /94/: النسلان في المشي. {وبين الجنة نسبا} /158/: قال كفار قريش: الملائكة بنات الله، وأمهاتهم بنات سروات الجن. وقال الله تعالى: {ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون} /158/: ستحضر للحساب. وقال ابن عباس: {لنحن الصافون} /165/: الملائكة. {صراط الجحيم} /23/: {سواء الجحيم} /55/: ووسط الجحيم. {لشوبا} /67/: يخلط طعامهم، ويساط بالحميم. {مدحورا} /الأعراف: 18/: مطرودا. {بيض مكنون} /49/: اللؤلؤ المكنون. {وتركنا عليه في الآخرين} /78، 108، 129/: يذكر بخير. {يستسخرون} /14/: يسخرون. {بعلا} /125/: ربا. 291 - باب: {وإن يونس لمن المرسلين} /139/. 4526 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(ما ينبغي لأحد أن يكون خيرا من يونس بن متى).

[3231] 4527 - حدثني إبراهيم بن المنذر: حدثنا محمد بن فليح قال: حدثني أبي، عن هلال بن علي، من بني عامر بن لؤي، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(من قال أنا خير من يونس بن متى فقد كذب)

[3234]

292 - باب: تفسير سورة ص.

4528/4529 - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، عن العوام قال:

سألت مجاهدا عن السجدة في ص، قال: سئل ابن عباس فقال: {أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده}. وكان ابن عباس يسجد فيها.

(4529) - حدثني محمد بن عبد الله: حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي، عن العوام قال:

سألت مجاهدا عن سجدة ص، فقال: سألت ابن عباس: من أين سجدت؟ فقال: أو ما تقرأ: {ومن ذريته داود وسليمان}. {أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده}. فكان داود ممن أمر نبيكم صلى الله عليه وسلم أن يقتدي به، فسجدها داود عليه السلام فسجدها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

[3240] {عجاب} /5/: عجيب. القط: الصحيفة، هو ها هنا صحيفة الحسنات. وقال مجاهد: {في عزة} /2/: معازين. {الملة الآخرة} /7/: ملة قريش. الاختلاق: الكذب. {الأسباب} /10/: طرق السماء في أبوابها. {جند ما هنالك مهزوم} /11/: يعني قريشا. {أولئك الأحزاب} /13/: القرون الماضية. {فواق} /15/: رجوع. {قطنا} /16/: عذابنا. {اتخذناهم سخريا} /63/: أحطنا بهم. {أتراب} /52/: أمثال. وقال ابن عباس: {الأيد} /17/: القوة في العبادة. {الأبصار} /45/: البصر في أمرالله. {حب الغير عن ذكر ربي} /32/: من ذكر. {طفق مسحا} /33/: يمسح أعراف الخيل وعراقيبها. {الأصفاد} /38/: الوثاق. 293 - باب: قوله: {هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب} /35/. 4530 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم: حدثنا روح ومحمد بن جعفر، عن شعبة، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(إن عفريتا من الجن تفلت علي البارحة، أو كلمة نحوها، ليقطع علي الصلاة، فأمكنني الله منه، وأردت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد، حتى تصبحوا وتنظروا إليه كلكم، فذكرت قول أخي سليمان: {رب اغفر لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي}). قال روح: فرده خاسئا.

[449]

294 - باب: قوله: {وما أنا من المتكلفين} /76/.

4531 - حدثنا قتيبة: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق قال:

دخلنا على عبد الله بن مسعود قال: يا أيها الناس، من علم شيئا فليقل به، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم، فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم الله أعلم، قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم: {قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين}. وسأحدثكم عن الدخان، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا قريشا إلى الإسلام فأبطؤوا عليه فقال: (اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف). فأخذتهم سنة فحصت كل شيء، حتى أكلوا الميتة والجلود، حتى جعل الرجل يرى بينه وبين السماء دخانا من الجوع. قال الله عز وجل: {فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين. يغشى الناس هذا عذاب أليم}. قال: فدعوا: {ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون.

أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين. ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون. إنا كاشفو العذاب قليلا إنكم عائدون}. أفيكشف العذاب يوم القيامة؟ قال: فكشف، ثم عادوا في كفرهم، فأخذهم الله يوم بدر، قال الله تعالى: {يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون}. [962] 295 - باب: تفسير سورة الزمر. وقال مجاهد: {أفمن يتقي بوجهه} /24/: يجر على وجهه في النار، وهو قوله تعالى: {أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي يوم القيامة} /فصلت: 40/. {ذي عوج} /28/: لبس. {ورجلا سلما لرجل} /29/: مثل لآلهتهم الباطل والإله الحق. {ويخوفونك بالذين من دونه} /36/: بالأوثان. خولنا: أعطينا. {والذي جاء بالصدق} القرآن {وصدق به} /33/: المؤمن يجيء يوم القيامة يقول: هذا الذي أعطيتني، عملت بما فيه. {متشاكسون} /29/: الشكس: العسر لا يرضى بالإنصاف. {ورجلا سلما} /29/: ويقال: سالما: صالحا. {اشمأزت} /45/: نفرت. {بمفازتهم} /61/: من الفوز. {حافين} /75/: أطافوا به، مطيفين بحفافيه: بجوانبه. {متشابها} /23/: ليس من الاشتباه، ولكن يشبه بعضه بعضا في التصديق. 296 - باب: {يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم} /53/. 4532 - حدثني إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام بن يوسف: أن ابن جريج أخبرهم: قال يعلى: إن سعيد بن جبير أخبره، عن ابن عباس رضي الله عنهما:

أن أناسا من أهل الشرك، كانوا قد قتلوا وأكثروا، وزنوا وأكثروا، فأتوا محمحدا صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن الذين تقول وتدعو إليه لحسن، لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة، فنزل: {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون}. ونزل: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله}.
297 - باب: {وما قدروا الله حق قدره} /67/.

4533 - حدثنا آدم: حدثنا شيبان، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله رضي الله عنه قال:

جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، إنا نجد: أن الله يجعل السماوات على إصبع والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع، والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلائق على إصبع، فيقول أنا الملك، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت

نواجذه تصديقا لقول الحبر، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون}. [6978، 6979، 7013، 7075] 298 - باب: قوله: {والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه} /67/.

4534 - حدثنا سعيد بن عفير قال: حدثني الليث قال: حدثني عبد الرحمن ابن خالد بن مسافر، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة: أن أبا هريرة قال:

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (يقبض الله الأرض، ويطوي السماوات بيمينه، ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض).

[6154، 6947] 299 - باب: {ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون} /68/.

4535 - حدثني الحسن: حدثنا إسماعيل بن خليل: أخبرنا عبد الرحيم، عن زكرياء ابن أبي زائدة، عن عامر، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(إني أول من يرفع رأسه بعد النفخة الآخرة، فإذا أنا بموسى متعلق بالعرش، فلا أدري أكذلك كان، أم بعد النفخة).

[2280] 4536 - حدثنا عمر بن حفص: حدثنا أبي قال: حدثنا الأعمش قال: سمعت أبا صالح قال: سمعت أبا هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(بين النفختين أربعون). قالوا: يا أبا هريرة، أربعون يوما؟ قال: أبيت، قال: أربعون سنة؟ قال: أبيت، قال: أربعون شهرا؟ قال: أبيت. (ويبلى كل شيء من الإنسان إلا عجب ذنبه، فيه يركب الخلق).

[4651] 300 - باب: تفسير سورة المؤمن (غافر). قال مجاهد: {حم} /1/: مجازها مجاز أوائل السور، ويقال: بل هو اسم، لقول شريح بن أبي أوفى العبسي: يذكرني حاميم والرمح شاجر *** فهلا تلا حاميم قبل التقدم {الطول} /3/: التفضل. {داخرين} /87/: خاضعين. وقال مجاهد: {إلى النجاة} /41/: الإيمان. {ليس له دعوة} /43/: يعني الوثن. {يسجرون} /72/: توقد بهم النار. {تمرحون} /75/: تبطرون. وكان العلاء بن زياد يذكر النار، فقال رجل: لم تقنط الناس؟ قال: وأنا أقدر أن أقنط الناس، والله عز وجل يقول: {يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله} /الزمر: 53/. ويقول: {وأن المسرفين هم أصحاب النار} /43/؟ ولكنكم تحبون أن تبشروا بالجنة على مساوئ أعمالكم، وإنما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم مبشرا بالجنة لمن أطاعه، ومنذرا بالنار من عصاه. .- حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا الوليد بن مسلم: حدثنا الأوزاعي قال: حدثني يحيى بن أبي كثير قال: حدثني محمد بن إبراهيم التيمي قال: حدثني عروة بن الزبير قال:

قلت لعبد الله بن عمرو بن العاص: أخبرني بأشد ما صنع المشركون برسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بفناء الكعبة، إذ أقبل عقبة بن أبي معيط، فأخذ بمنكب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولوى ثوبه في عنقه، فخنقه خنقا شديدا، فأقبل أبو بكر، فأخذ بمنكبه ودفع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال:

{أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم}. [3475] 301 - باب: تفسير سورة حم السجدة (فصلت) وقال طاوس، عن ابن عباس: {ائتيا طوعا} /11/: اعطيا. {قالتا أتينا طائعين} /11/: أعطينا. 4537 - [؟؟مكرر؟؟] وقال المنهال، عن سعيد بن جبير قال: قال رجل لابن عباس:

إني أجد في القرآن أشياء تختلف علي؟

قال: {فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتسائلون} /المؤمنون: 101/. {وأقبل بعضهم على بعض يتسائلون} /الصافات: 27/. {ولا يكتمون الله حديثا} /النساء: 42/. {والله ربنا ما كنا مشركين} /الأنعام: 23/: فقد كتموا هذه الآية؟ وقال: {أم السماء بناها - إلى قوله - دحاها} /النازعات: 27 - 30/: فذكر خلق السماء قبل خلق الأرض، ثم قال: {أئنكم لتفكرون بالذي خلق الأرض في يومين - إلى قوله - طائعين} /9 - 11/: فذكر في هذه خلق الأرض قبل السماء؟ وقال: {وكان الله غفورا رحيما} /النساء: 96/. {عزيزا حكيما} /النساء: 56/. {سميعا بصيرا} /النساء: 58/: فكأنه كان ثم مضى؟ فقال: {فلا أنساب بينهم} في النفخة الأولى، ثم ينفخ في الصور: {فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله} /الزمر: 68/: فلا أنساب بينهم عند ذلك ولا يتسائلون، ثم في النفخة الآخرة: {أقبل بعضهم على بعض يتسائلون}. وأما قوله: {ما كنا مشركين}. {ولا يكتمون الله حديثا}: فإن الله يغفر لأهل الإخلاص ذنوبهم، فقال المشركون: تعالوا نقول لم نكن مشركين، فختم على أفواههم، فتنطق أيديهم، فعند ذلك عرف أن الله لا يكتم حديثا، وعنده: {يود الذين كفروا} الآية /النساء: 42/. وخلق الأرض في يومين ثم خلق السماء، ثم استوى إلى السماء فسواهن في يومين آخرين، ثم دحا الأرض، ودحوها: أن أخرج منها الماء والمرعى، وخلق الجبال والجمال والآكام وما بينهما في يومين آخرين، فذلك قوله: {دحاها}. وقوله: {خلق الأرض في يومين}. فجعلت الأرض وما فيها من شيء في أربعة أيام، وخلقت السماوات في يومين. {وكان الله غفورا رحيما} سمى نفسه بذلك، وذلك قوله، أي لم يزل كذلك، فإن الله لم يرد شيئا إلا أصاب به الذي أراد، فلا يختلف عليك القرآن، فإن كلا من عند الله. قال أبو عبد الله: حدثنيه يوسف بن عدي: حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن المنهال، بهذا. وقال مجاهد: {لهم أجر غير ممنون} /8/: محسوب. {أقواتها} /10/: أرزاقها. {في كل سماء أمرها} /12/: مما أمر به. {نحسات} /16/: مشائيم. {وقيضنا لهم قرناء} /25/: قرناهم بهم. {تتنزل عليهم الملائكة} /30/: عند الموت. {اهتزت} بالنبات {وربت} /39/: ارتفعت. وقال غيره: {من أكمامها} /47/: حين تطلع. {ليقولن هذا لي} /50/: أي بعملي أنا محقوق بهذا. {سواء للسائلين} /10/: قدرها سواء. {فهديناهم} /17/: دللناهم على الخير والشر، كقوله: {وهديناه النجدين} /البلد: 10/. وكقوله: {هديناه السبيل} /الإنسان: 3/: والهدى الذي هو الإرشاد بمنزلة أصعدناه، من ذلك قوله: {أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده} /الأنعام: 90/. {يوزعون} /19/: يكفون. {من أكمامها} /47/: قشر الكفرى هي الكم. وقال غيره: ويقال للعنب إذا خرج أيضا كافور وكفرى. {ولي حميم} /34/: قريب. {من محيص} /48/: حاص حاد. {مرية} /54/: ومرية واحد، أي امتراء. وقال مجاهد: {اعلموا ما شئتم} /40/: هي وعيد. وقال ابن عباس: {ادفع بالتي هي أحسن} /34/: الصبر عند الغضب والعفو عند الإساءة، فإذا فعلوه عصمهم الله، وخضع لهم عدوهم: {كأنه ولي حميم}. 302 - باب: قوله: {وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون} /22/.

4538 - حدثنا الصلت بن محمد: حدثنا يزيد بن زريع، عن روح بن القاسم، عن منصور، عن مجاهد، عن أبي معمر، عن ابن مسعود:

{وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم}. الآية: كان رجلان من قريش وختن لهما من ثقيف، أو رجلان من ثقيف وختن لهما من قريش، في بيت، فقال بعضهم لبعض: أترون أن الله يسمع حديثنا؟ قال بعضهم: يسمع بعضه، وقال بعضهم: لئن كان يسمع بعضه لقد يسمع كله، فأنزلت: {وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم}.

الآية. [4539 - 4540 - 7083] 303 - باب: قوله: {وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرادكم فأصبحتم من الخاسرين} /23/.

4539/4540 - حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان: حدثنا منصور، عن مجاهد، عن أبي معمر، عن عبد الله رضي الله عنه قال:

اجتمع عند البيت قرشيان وثقفي، أو ثقفيان وقرشي، كثيرة شحم بطونهم قليلة فقه قلوبهم، فقال أحدهم: أترون أن الله يسمع ما نقول؟ قال الآخر: يسمع إن جهرنا، ولا يسمع إن أخفينا. وقال الآخر: إن كان يسمع إذا جهرنا فإنه يسمع إذا أخفينا، فأنزل الله عز وجل: {وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم}. الآية.

وكان سفيان يحدثنا بهذا فيقول: حدثنا منصور، أو ابن أبي نجيح، أو حميد، أحدهم أو اثنان منهم، ثم ثبت على منصور، وترك ذلك مرارا غير واحدة. قوله: {فإن يصبروا فالنار مثوى لهم}. الآية.

(4540) - حدثنا عمرو بن علي: حدثنا يحيى: حدثنا سفيان الثوري قال: حدثني منصور، عن مجاهد، عن أبي معمر، عن عبد الله بنحوه. [4538]

304 - باب: تفسير سورة حم عسق (الشورى).

ويذكر عن ابن عباس: {عقيما} /50/: لا تلد. {روحا من أمرنا} /52/: القرآن. وقال مجاهد: {يذرؤكم فيه} /11/: نسل بعد نسل. {لا حجة بيننا وبينكم} /15/: لا خصومة بيننا وبينكم. {من طرف خفي} /45/: ذليل. وقال غيره: {فيظللن رواكد على ظهره} /33/: يتحركن ولا يجرين في البحر. {شرعوا} /21/: ابتدعوا. 305 - باب: قوله: {إلا المودة في القربى} /23/. 4541 - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا محمد بن جعفر: حدثنا شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة قال: سمعت طاوسا، عن ابن عباس رضي الله عنهما:

أنه سئل عن قوله: {إلا المودة في القربى}. فقال سعيد بن جبير: قربى آل محمد صلى الله عليه وسلم، فقال ابن عباس: عجلت، إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن بطن من قريش إلا كان له فيهم قرابة. فقال: (إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة).

[3306] 306 - باب: تفسير سورة حم الزخرف. وقال مجاهد: {على أمة} /22، 23/: على إمام. {وقيله يا رب} /88/: تفسيره: أيحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم، ولا نسمع قيلهم. وقال ابن عباس: {ولولا أن يكون الناس أمة واحدة} /33/: لولا أن يجعل الناس كلهم كفارا، لجعلت لبيوت الكفار {سقفا من فضة ومعارج} من فضة، وهي درج، وسرر فضة. {مقرنين} /13/: مطيقين. {آسفونا} /55/: أسخطونا. {يعش} /36/: يعمى. وقال مجاهد: {أفنضرب عنكم الذكر} /5/: أي تكذبون بالقرآن، ثم لا تعاقبون عليه؟ {ومضى مثل الأولين} /8/: سنة الأولين. {وما كنا له مقرنين} /13/: يعني الإبل والخيل والبغال والحمير. {ينشأ في الحلية} /18/: الجواري، يقول: جعلتموهن للرحمن ولدا، فكيف تحكمون؟ {لو شاء الرحمن ما عبدناهم} /20/: يعنون الأوثان، يقول الله تعالى: {ما لهم بذلك من علم} أي الأوثان، إنهم لا يعلمون. {في عقبه} /28/: ولده. {مقترنين} /53/: يمشون معا. {سلفا} /56/: قوم فرعون سابقا لكفار أمة محمد صلى الله عليه وسلم. {ومثلا} عبرة. {يصدون} /57/: يضجون. {مبرمون} /79/: مجمعون. {أول العابدين} /81/: أول المؤمنين. وقال غيره: {إنني براء مما تعبدون} /26/: العرب تقول: نحن منك البراء والخلاء، والواحد والاثنان والجميع، من المذكر والمؤنث، يقال فيه: براء، لأنه مصدر، ولو قال: بريء، لقيل في الاثنين: بريئان، وفي الجميع: بريئون، وقرأ عبد الله: {إنني بريء} بالياء. والزخرف: الذهب. {ملائكة يخلفون} /60/: يخلف بعضهم بعضا. 307 - باب: قوله: {ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون} /77/.

4542 - حدثنا حجاج بن منهال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن عطاء، عن صفوان بن يعلى، عن أبيه قال:

سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ على المنبر: {ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك}.

[3058] وقال قتادة: {مثلا للآخرين} /56/: عظة لمن بعدهم. وقال غيره: {مقرنين} /13/: ضابطين، يقال: فلان مقرن لفلان ضابط له. والأكواب: الأباريق التي لا خراطيم لها. {أول العابدين} /81/: أي ما كان، فأنا أول الآنفين، وهما لغتان: رجل عابد وعبد. وقرأ عبد الله: وقال الرسول يا رب. ويقال: {أول العابدين} الجاحدين، من عبد يعبد. وقال قتادة: {في أم الكتاب} /4/: جملة الكتاب، أصل الكتاب. {أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين} /5/: مشركين، والله لو أن هذا القرآن رفع حيث رده أوائل هذه الأمة لهلكوا. {فأهلكنا أشد منهم بطشا ومضى مثل الأولين} /8/: عقوبة الأولين. {جزءا} /15/: عدلا. 308 - باب: تفسير سورة حم (الدخان) وقال مجاهد: {رهوا) /24/: طريقا يابسا، ويقال: {رهوا} ساكنا. {على علم على العالمين} /32/: على من بين ظهريه. {فاعتلوه} /47/: ادفعوه. {وزوجناهم بحور عين} /54/: أنكحناهم حورا عينا يحار فيها الطرف. {ترجمون} /20/: القتل. وقال ابن عباس: {كالمهل} /45/: أسود كمهل الزيت. وقال غيره: {تبع} /37/: ملوك اليمن، كل واحد منهم يسمى تبعا، لأنه يتبع صاحبه، والظل يسمى تبعا، لأنه يتبع الشمس. 309 - باب: {فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين} /10/. قال قتادة: فارتقب: فانتظر.

4543 - حدثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسرق، عن عبد الله قال:

مضى خمس: الخان، والروم، والقمر، والبطشة، واللزام.

[962]

310 - باب: {يغشى الناس هذا عذاب أليم} /11/.

4544 - حدثنا يحيى: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق قال: قال عبد الله:

إنما كان هذا، لأن قريشا لما استعصوا على النبي صلى الله عليه وسلم دعا عليهم بسنين كسني يوسف، فأصابهم قحط وجهد حتى أكلوا العظام، فجعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى ما بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد، فأنزل الله تعالى: {فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين. يغشى الناس هذا عذاب أليم}. قال: فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل: يا رسول الله، استسق الله لمضر، فإنها قد هلكت. قال: (لمضر؟ إنك لجريء). فاستسقى فسقوا. فنزلت: {إنكم عائدون}. فلما أصابتهم الرفاهية عادوا إلى حالهم حين أصابتهم الرفاهية، فأنزل الله عز وجل: {يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون}. قال: يعني يوم بدر.

[962]

311 - باب: {ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون} /12/.

4545 - حدثنا يحيى: حدثنا وكيع، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق قال:

دخلت على عبد الله فقال: إن من العلم أن تقول لما لا تعلم الله أعلم، إن الله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: {قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين}. إن قريشا لما غلبوا النبي صلى الله عليه وسلم واستعصوا عليه، قال: (اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف). فأخذتهم سنة أكلوا فيها العظام والميتة من الجهد، حتى جعل أحدهم يرى ما بينه وبين السماء كهيئة الدخان من الجوع قالوا: {ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون}. فقيل له: إن كشفنا عنهم عادوا، فدعا ربه فكشف عنهم فعادوا، فانتقم الله منهم يوم بدر، فذلك قوله تعالى: {يوم تأتي السماء بدخان مبين - إلى قوله جل ذكره - إنا منتقمون}.

[962]

312 - باب: {أنا لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين} /13/.

الذكر والذكرى واحد.

4546 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا جرير بن حازم، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق قال: دخلت على عبد الله، ثم قال:

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دعا قريشا كذبوه واستعصوا عليه، فقال: (اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف). فأصابتهم سنة حصت - يعني - كل شيء، حتى كانوا يأكلوا الميتة، فكان يقوم أحدهم، فكان يرى بينه وبين السماء مثل الدخان من الجهد والجوع، ثم قرأ:

{فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين. يغشى الناس هذا عذاب أليم - حتى بلغ - إنا كاشفو العذاب قليلا إنكم عائدون}. قال عبد الله: أفيكشف عنهم العذاب يوم القيامة؟ قال: والبطشة الكبرى يوم بدر. [962]

313 - باب: {ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون} /14/.

4547 - حدثنا بشر بن خالد: أخبرنا محمد، عن شعبة، عن سليمان ومنصور، عن أبي الضحى، عن مسروق قال: قال عبد الله:

إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم وقال: {قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين}. فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى قريشا استعصوا عليه قال: (اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف). فأخذتهم السنة حتى حصت كل شيء، حتى أكلوا العظام والجلود، فقال أحدهم: حتى أكلوا الجلود والميتة، وجعل يخرج من الأرض كهيئة الدخان، فأتاه أبو سفيان، فقال: أي محمد، إن قومك قد هلكوا، فادع الله أن يكشف عنهم، فدعا، ثم قال: (تعودون بعد هذا). في حديث منصور: ثم قرأ: {فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين - إلى - عائدون}. أيكشف عذاب الآخرة؟ فقد مضى: الدخان، والبطشة، واللزام. وقال أحدهم: القمر. وقال الآخر: الروم.

[962]

314 - باب: {يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون} /16/.

4548 - حدثنا يحيى: حدثنا وكيع، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، عن عبد الله قال:

خمس قد مضين: اللزام، والروم، والبطشة، والقمر، والدخان.

[962]

315 - باب: تفسير سورة حم (الجاثية).

{جاثية} /28/: مستوفزين على الركب. وقال مجاهد: {نستنسخ} /29/: نكتب. {ننساكم} /34/: نترككم.

316 - باب: {وما يهلكنا إلا الدهر} /24/. الآية.

4549 - حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان: حدثنا الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(قال الله عز وجل: يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر وأنا الدهر، بيدي الأمر، أقلب الليل والنهار).

[5827 - 5829 - 7053]

317 - باب: تفسير سورة حم (الأحقاف)

وقال مجاهد: {تفيضون} /8/: تقولون. وقال بعضهم: أثرة وأثرة و: {أثارة} /4/: بقية. وقال ابن عباس: {بدعا من الرسل} /9/: لست بأول الرسل. وقال غيره: {أرأيتم} /4/: هذه الألف إنما هي توعد، إن صح ما تدعون لا يستحق أن يعبد، وليس قوله: {أرأيتم} برؤية العين، إنما هو: أتعلمون، أبلغكم أن ما تدعون من دون الله خلقوا شيئا؟

318 - باب: {والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني أن أخرج وقد خلت القرون من قبلي وهما يستغيثان الله ويلك آمن إن وعد الله حق فيقول ما هذا إلا أساطير الأولين} /17/.

4550 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن يوسف بن ماهك قال:

كان مروان على الحجاز، استعمله معاوية، فخطب فجعل يذكر يزيد بن معاوية لكي يبايع له بعد أبيه، فقال له عبد الرحمن بن أبي بكر شيئا، فقال: خذوه، فدخل بيت عائشة فلم يقدروا، فقال مروان: إن هذا الذي أنزل الله فيه: {والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني}. فقالت عائشة من وراء الحجاب: ما أنزل الله فينا شيئا من القرآن، إلا أن الله أنزل عذري.
319 - باب: قوله: {فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم} /24/.

قال ابن عباس: عارض: السحاب.

4551 - حدثنا أحمد: حدثنا ابن وهب: أخبرنا عمرو: أن أبا النضر حدثه، عن سليمان بن يسار، عن عائشة رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت:

ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكا حتى أرى منه لهواته، إنما كان يبتسم. قالت: وكان إذا رأى غيما أو ريحا عرف في وجهه، قالت: يا رسول الله، إن الناس إذا رأوا الغيم فرحوا، رجاء أن يكون فيه المطر، وأراك إذا رأيته عرف في وجهك الكراهية؟ فقال: (يا عائشة، ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب؟ عذب قوم بالريح، وقد رأى قوم العذاب، فقالوا: هذا عارض ممطرنا).
320 - باب: تفسير سورة محمد صلى الله عليه وسلم.

{أوزارها} /4/: آثامها، حتى لا يبقى مسلم. {عرفها} /6/: بينها. وقال مجاهد: {مولى الذين آمنوا} /11/: وليهم. {عزم الأمر} /21/: جد الأمر. {فلا تهنوا} /35/: لا تضعفوا. وقال ابن عباس: {أضغانهم} /29/: حسدهم. {آسن} /15/: متغير. 321 - باب: {وتقطعوا أرحامكم} /22/. 4552 - حدثنا خالد بن مخلد: حدثنا سليمان قال: حدثني معاوية بن أبي مزرد، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(خلق الله الخلق، فلما فرغ منه قامت الرحم، فأخذت بحقو الرحمن، فقال له: مه، قالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: ألا ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى يا رب، قال: فذاك). قال أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: {فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم}.

حدثنا إبراهيم بن حمزة: حدثنا حاتم، عن معاوية قال: حدثني عمي أبو الحباب سعيد بن يسار، عن أبي هريرة بهذا، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقرؤوا إن شئتم: {فهل عسيتم}). حدثنا بشر بن محمد: أخبرنا عبد الله: أخبرنا معاوية بن أبي المزرد بهذا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (واقرؤوا إن شئتم: {فهل عسيتم}). [5641 - 5642 - 7063] 322 - باب: تفسير سورة الفتح. وقال مجاهد: {سيماهم في وجوههم} /29/: السحنة، وقال منصور، عن مجاهد: التواضع. {شطأه} /29/: فراخه. {فاستغلظ} /29/: غلظ. {سوقه} /29/: الساق حاملة الشجرة. ويقال: {دائرة السوء} /6/: كقولك: رجل السوء، ودائرة السوء: العذاب. {تعزروه} /9/: تنصروه. {شطأه} شطء السنبل، تنبت الحبة عشرا، أو ثمانيا، وسبعا، فيقوى بعضه ببعض، فذاك قوله تعالى: {فآزره} /29/: قواه، ولو كانت واحدة لم تقم على ساق، وهو مثل ضربه الله للنبي صلى الله عليه وسلم إذ خرج وحده، ثم قواه بأصحابه، كما قوى الحبة بما ينبت منها. 323 - باب: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا} /1/. 4553 - حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن أبيه:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسير في بعض أسفاره، وعمر ابن الخطاب يسير معه ليلا، فسأله عمر بن الخطاب عن شيء فلم يجبه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم سأله فلم يجبه، ثم سأله فلم يجبه، فقال عمر بن الخطاب: ثكلت أم عمر، نزرت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات، كل ذلك لا يجيبك، قال عمر: فحركت بعيري ثم تقدمت أمام الناس، وخشيت أن ينزل في القرآن، فما نشبت أن سمعت صارخا يصرخ بي، فقلت: لقد خشيت أن يكون نزل في قرآن، فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه، فقال: (لقد أنزلت علي الليلة سورة لهي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس. ثم قرأ: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا}.

[3943] 4554 - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة: سمعت قتادة، عن أنس رضي الله عنه:

{إنا فتحنا لك فتحا مبينا}. قال: الحديبة

[3939] 4555 - حدثنا مسلم بن إبراهيم: حدثنا شعبة: حدثنا معاوية بن قرة، عن عبد الله بن مغفل قال:

قرأ النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة سورة الفتح، فرجع فيها. قال معاوية: لو شئت أن أحكي لكم قراءة النبي صلى الله عليه وسلم لفعلت.

[4031]

324 - باب: قوله: {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما} /2/.

4556 - حدثنا صدقة بن الفضل: أخبرنا ابن عيينة: حدثنا زياد، هو ابن علاقة: أنه المغيرة يقول:

قام النبي صلى الله عليه وسلم حتى تورمت قدماه، فقيل له: غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، قال: (أفلا أكون عبدا شكورا).

[1078] 4557 - حدثنا الحسن بن عبد العزيز: حدثنا عبد الله بن يحيى: أخبرنا حيوة، عن أبي الأسود: سمع عروة، عن عائشة رضي الله عنها:

أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقالت عائشة: لم تصنع هذا يا رسول الله، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: (أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا). فلما كثر لحمه صلى جالسا، فإذا أراد أن يركع، قام فقرأ ثم ركع.
325 - باب: {إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا} /8/.

4558 - حدثنا عبد الله بن مسلمة: حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة، عن هلال بن أبي هلال، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما:

أن هذه الآية التي في القرآن: {يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا}. قال في التوراة: يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا، وحرزا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ، ولا سخاب بالأسواق، ولا يدفع السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويصفح، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء، بأن يقولوا: لا إله إلا الله، فيفتح

بها أعينا عميا، وآذانا صما، وقلوبا غلفا. [2018]

326 - باب: {هو الذي أنزل الكينة في قلوب المؤمنين} /4/.

4559 - حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء رضي الله عنه قال:

بينما رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ، وفرس له مربوط في الدار، فجعل ينفر، فخرج الرجل فنظر فلم ير شيئا، وجعل ينفر، فلما أصبح ذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: (السكينة تنزلت بالقرآن)

[3418]

327 - باب: {إذ يبايعونك تحت الشجرة} /18/.

4560 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا سفيان، عن عمرو، عن جابر قال:

كنا يوم الحديبية ألفا وأربعمائة.

[3383] 4561 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا شبابة: حدثنا شعبة، عن قتادة قال: سمعت عقبة بن صهبان، عن عبد الله بن مغفل المزني:

إني ممن شهد الشجرة، نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الخذف.

وعن عقبة بن صهبان قال: سمعت عبد الله بن المغفل المزني: في البول في المغتسل. [5162، 5866] 4562 - حدثني محمد بن الوليد: حدثنا محمد بن جعفر: حدثنا شعبة، عن خالد، عن أبي قلابة، عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه، وكان من أصحاب الشجرة. [3938] 4563 - حدثنا أحمد بن إسحاق السلمي: حدثنا يعلى: حدثنا عبد العزيز ابن سياه، عن حبيب بن أبي ثابت قال:

أتيت أبا وائل أسأله. فقال: كنا بصفين، فقال رجل: ألم تر إلى الذين يدعون إلى كتاب الله، فقال علي: نعم، فقال سهل بن حنيف: اتهموا أنفسكم، فلقد رأيتنا يوم الحديبية، يعني الصلح الذي كان بين النبي صلى الله عليه وسلم والمشركين، ولو نرى قتالا لقاتلنا، فجاء عمر فقال: ألسنا على الحق وهم على الباطل، أليس قتلانا في الجنة، وقتلاهم في النار؟ قال: (بلى). قال: ففيم نعطي الدنية في ديننا ونرجع، ولما يحكم الله بيننا؟ فقال: (يا ابن الخطاب، إني رسول الله، ولن يضيعني الله أبدا). فرجع متغيظا فلم يصبر حتى جاء أبا بكر فقال: يا أبا بكر، ألسنا على الحق وهم على الباطل، قال: يا ابن الخطاب، إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولن يضيعه الله أبدا، فنزلت سورة الفتح.

[3010]

328 - باب: تفسير سورة الحجرات.

وقال مجاهد: {لا تقدموا} /1/: لا تفتاتوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يقضي الله على لسانه. {امتحن} /3/: أخلص. {تنابزوا} /11/: يدعى بالكفر بعد الإسلام. {يلتكم} /14/: ينقصكم. ألتنا: نقصنا.

329 - باب: {لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي} الآية /2/.

{تشعرون} تعلمون، ومنه الشاعر.

4564 - حدثنا يسرة بن صفوان بن جميا اللخمي: حدثنا نافع بن عمر، عن ابن أبي ملكية قال:

كاد الخيران أن يهلكا أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، رفعا أصواتهما عند النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم عليه ركب بني تميم، فأشار أحدهما بالأقرع بن حابس أخي بني مجاشع، وأشار الآخر برجل آخر، قال نافع: لا أحفظ اسمه، فقال: أبو بكر لعمر: ما أردت إلا خلافي، قال: ما أردت خلافك، فارتفعت أصواتهما في ذلك، فأنزل الله: {يا أيها الذين آمنوا لاترفعوا أصواتكم}. الآية. قال ابن الزبير: فما كان عمر يسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية حتى يستفهمه. ولم يذكر ذلك عن أبيه، يعني أبا بكر.

[4109] 4565 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا أزهر بن سعد: أخبرنا ابن عون قال: أنبأني موسى بن أنس، عن أنس بن مالك رضي الله عنه:

أن النبي صلى الله عليه وسلم افتقد ثابت بن قيس، فقال رجل: يا رسول الله، أنا أعلم لك علمه، فأتاه فوجده جالسا في بيته، منكسا رأسه، فقال له: ما شأنك؟ فقال: شر، كان يرفع صوته فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم، فقد حبط عمله، وهو من أهل النار. فأتى الرجل النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره أنه قال كذا وكذا، فقال موسى: فرجع إليه المرة الآخرة ببشارة عظيمة، فقال: (اذهب إليه فقل له: إنك لست من أهل النار، ولكنك

من أهل الجنة). [3417]

330 - باب: {إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون} /4/.

4566 - حدثنا الحسن بن محمد: حدثنا حجاج، عن ابن جريج قال: أخبرني ابن أبي ملكية: أن عبد الله بن الزبير أخبرهم:

أنه قدم ركب من بني تميم على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال أبو بكر: أمر القعقاع بن معبد، وقال عمر: بل أمر الأقرع بن حابس، فقال أبو بكر: ما أردت إلى - أو: إلا - خلافي، فقال عمر: ما أردت خلافك، فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما، فنزل في ذلك: {يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله}. حتى انقضت الآية.

[4109]

331 - باب: قوله: {ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم} /5/.
332 - باب: تفسير سورة ق

{رجع بعيد} /3/: رد. {فروج} /6/: فتوق، واحدها فرج. {من حبل الوريد} /16/: وريداه في حلقه، والحبل: حبل العاتق. وقال مجاهد: {ما تنقص الأرض} /4/: من عظامهم. {تبصرة} /8/: بصيرة. {حب الحصيد} /9/: الحنطة. {باسقات} /10/: الطوال. {أفعيينا} /15/: أفأعيا علينا، حين أنشأكم وأنشأ خلقكم. {وقال قرينه} /23/: الشيطان الذي قيض له. {فنقبوا} /36/: ضربوا. {أو ألقى السمع} /37/: لا يحدث نفسه بغيره. {رقيب عتيد} /18/: رصد. {سائق وشهيد} /21/: الملكان: كاتب وشهيد. {شهيد} /37/: شاهد بالقلب. {لغوب} /38/: نصب. وقال غيره: {نضيد} /10/: الكفرى ما دام في أكمامه، ومعناه: منضود بعضه على بعض، فإذا خرج من أكمامه فليس بنضيد. {وإدبار النجوم} /الطور: 49/. {وأدبار السجود} /40/: كان عاصم يفتح التي في (ق) ويكسر التي في (الطور)، ويكسران جميعا وينصبان. وقال ابن عباس: {يوم الخروج} /42/: يوم يخرجون من القبور. 333 - باب: قوله: {وتقول هل من مزيد} /30/.

4567 - حدثنا عبد الله بن أبي الأسود: حدثنا حرمي بن عمارة: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(يلقى في النار وتقول: هل من مزيد، حتى يضع قدمه، فتقول: قط قط).

[6284 - 6949] 4568/4569 - حدثنا محمد بن موسى القطان: حدثنا أبو سفيان الحميري سعيد بن يحيى بن مهدي: حدثنا عوف، عن محمد، عن أبي هريرة رفعه، وأكثر ما كان يوقفه أبو سفيان:

(يقال لجهنم: هل امتلأت، وتقول: هل من مزيد، فيضع الرب تبارك وتعالى قدمه عليها، فتقول: قط قط).

4569 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن همام، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:

(تحاجت الجنة والنار، فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين، وقالت الجنة: ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم. قال الله تبارك وتعالى للجنة: أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنار: إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي، ولكل واحدة منهما ملؤها، فأما النار: فلا تمتلئ حتى يضع رجله فتقول: قط قط قط، فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض، ولا يظلم الله عز وجل من خلقه أحدا، وأما الجنة: فإن الله عز وجل ينشئ لها خلقا).

[7011] 334 - باب: {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب} /39/. 4570 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم، عن جرير، عن إسماعيل، عن قيس ابن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله قال:

كنا جلوسا ليلة مع النبي صلى الله عليه وسلم، فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة، فقال:

(إنكم سترون ربكم كما ترون هذا، لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا. ثم قرأ: {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب}). [529] 4571 - حدثنا آدم: حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: قال ابن عباس:

أمره أن يسبح في أدبار الصلوات كلها، يعني قوله: {وأدبار السجود}.
335 - باب: تفسير سورة: {والذاريات} /1/.

قال علي عليه السلام: الذاريات الرياح. وقال غيره: {تذروه} /الكهف: 45/: تفرقه. {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} /21/: تأكل وتشرب في مدخل واحد، ويخرج من موضعين. {فراغ} /26/: فرجع. {فصكت} /29/: فجمعت أصابعها، فضربت جبهتها. والرميم: نبات الأرض إذا يبس وديس. {لموسعون} /47/: أي لذوو سعة، وكذلك {على الموسع قدره} /البقرة: 236/: يعني القوي. {خلقنا زوجين} /49/: الذكر والأنثى، واختلاف الألوان: حلو وحامض، فهما زوجان. {ففروا إلى الله} /50/: معناه: من الله إليه. {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} /56/: ما خلقت أهل السعادة من أهل الفريقين إلا ليوحدون، وقال بعضهم: خلقهم ليفعلوا، ففعل بعض وترك بعض، وليس فيه حجة لأهل القدر. والذنوب: الدلو العظيم. وقال مجاهد: {صرة} /29/: صيحة. {ذنوبا} /59: سبيلا. {العقيم}: التي لا تلد. وقال ابن عباس: والحبك: استواؤها وحسنها. {في غمرة} /11/: في ضلالتهم يتمادون. وقال غيره: {تواصوا} /53/: تواطؤوا. وقال: {مسومة} /34/: معلمة، من السيما. {قتل الخراصون} /10/: لعنوا. 336 - باب: تفسير سورة: {والطور} /1/. وقال قتادة: {مسطور} /2/: مكتوب. وقال مجاهد: الطور: الجبل بالسرياينية. {رق منشور} /3/: صحيفة. {والسقف المرفوع} /5/: سماء. {المسجور} /6/: الموقد، وقال الحسن: تسجر حتى يذهب ماؤها فلا يبقى فيها قطرة. وقال مجاهد: {ألتناهم} /21/: نقصناهم. وقال غيره: {تمور} /9/: تدور. {أحلامهم} /32/: العقول. وقال ابن عباس: {البر} /28/: اللطيف. {كسفا} /44/: قطعا. {المنون} /30/: الموت. وقال غيره: {يتنازعون} /23/: يتعاطون. 4572 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، عن عروة، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أم سلمة قالت:

شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أشتكي، فقال: (طوفي من وراء الناس وأنت راكبة). فطفت ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إلى جنب البيت، يقرأ بالطور وكتاب مسطور.

[452] 4573 - حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان قال: حدثوني عن الزهري، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه رضي الله عنه قال:

سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور، فلما بلغ هذه الآية: {أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون. أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون. أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون}. كاد قلبي أن يطير.

قال سفيان: فأما أنا، فإنما سمعت الزهري يحدث عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور. لم أسمعه زاد الذي قالوا لي. [731] 337 - باب: تفسير سورة {والنجم} /1/. وقال مجاهد: {ذو مرة} /6/: ذو قوة. {قاب قوسين} /9/: حيث الوتر من القوس. {ضيزى} /22/: عوجاء. {وأكدى} /34/: قطع عطاءه. {رب الشعرى} /49/: هو مرزم الجوزاء. {الذي وفى} /37/: وفى ما فرض عليه. {أزفت الآزفة} /57/: اقتربت الساعة. {سامدون} /61/: البرطمة، وقال عكرمة: يتغنون، بالحميرية. وقال إبراهيم: {أفتمارونه} /12/: أفتجادلونه، ومن قرأ: {أفتمرونه} يعني أفتجحدونه. {ما زاغ البصر} /17/: بصر محمد صلى الله عليه وسلم. {وما طغى} ولا جاوز ما رأى. {فتماروا} /القمر: 36/: كذبوا. وقال الحسن: {إذ هوى} /1/: غاب. وقال ابن عباس: {أغنى وأقنى} /48/: أعطى فأرضى. 4574 - حدثنا يحيى: حدثنا وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر، عن مسروق قال:

قلت لعائشة رضي الله عنها: يا أمتاه، هل رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه؟ فقالت: لقد قف شعري مما قلت، أين أنت من ثلاث، من حدثكهن فقد كذب: من حدثك أن محمدا صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد كذب، ثم قرأت: {لا تركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير}. {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب}. ومن حدثك أنه يعلم ما في غد فقد كذب، ثم قرأت: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك}. الآية، ولكنه رأى جبريل عليه السلام في صورته مرتين.

[3062] 338 - باب: {فكان قاب قوسين أو أدنى} /9/. حيث الوتر من القوس.؟؟ 4575 - حدثنا أبو النعمان: حدثنا عبد الواحد: حدثنا الشيباني قال: سمعت زرا عن عبد الله:

{فكان قاب قوسين أو أدنى. فأوحى إلى عبده ما أوحى}. قال: حدثنا ابن مسعود: أنه رأى جبريل له ستمائة جناح.

[3060] 339 - باب: قوله: {فأوحى إلى عبده ما أوحى} /10/. 4576 - حدثنا طلق بن غنام: حدثنا زائدة، عن الشيباني قال:

سألت زرا؟؟ عن قوله تعالى: {فكان قاب قوسين أو أدنى. فأوحى إلى عبده ما أوحى}. قال: أخبرنا عبد الله: أن محمدا صلى الله عليه وسلم رأى جبريل له ستمائة جناح.

[3060]

340 - باب: {لقد رأى من آيات ربه الكبرى} /18/.

4577 - حدثنا قبيصة: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله رضي الله عنه:

{لقد رأى من آيات ربه الكبرى}. قال: رأى رفرفا أخضر قد سد الأفق.

[3061]

341 - باب: {أفرأيتم اللات والعزى} /19/.

4578 - حدثنا مسلم بن إبراهيم: حدثنا أبو الأشهب: حدثنا أبو الجوزاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما،

في قوله: {اللات والعزى} كان اللات رجلا يلت سويق الحاج.

4579 - حدثنا عبد الله بن محمد: أخبرنا هشام بن يوسف: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(من حلف فقال في حلفه: واللات والعزى، فليقل: لا إله إلا الله، ومن قال لصاحبه: تعال أقامرك، فليتصدق).

[5756، 5942، 6274] 342 - باب: {ومناة الثالثة الأخرى} /20/. 4580 - حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان: حدثنا الزهري: سمعت عروة: قلت لعائشة رضي الله عنها، فقالت:

إنما كان من أهل بمناة الطاغية التي بالمشلل لا يطوفون بين الصفا والمروة، فأنزل الله تعالى: {إن الصفا والمروة من شعائر الله}. فطاف رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون.

قال سفيان: مناة بالمشلل من قديد. وقال عبد الرحمن بن خالد، عن ابن شهاب. قال عروة: قالت عائشة: نزلت في الأنصار، كانوا هم وغسان قبل أن يسلموا يهلون لمناة، مثله. وقال معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة: كان رجال من الأنصار ممن كان يهل لمناة، ومناة صنم بين مكة والمدينة، قالوا يا نبي الله، كنا لا نطوف بين الصفا والمروة تعظيما لمناة، نحوه. [1561]

343 - باب: {فاسجدوا لله واعبدوا} /62/.

4581 - حدثنا أبو معمر: حدثنا عبد الوارث: حدثنا أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

سجد النبي صلى الله عليه وسلم بالنجم، وسجد معه المسلمون والمشركون، والجن والإنس.

تابعه ابن طهمان، عن أيوب، ولم يذكر ابن علية ابن عباس. [1021] 4582 - حدثنا نصر بن علي: أخبرني أبو أحمد: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الأسود بن يزيد، عن عبد الله رضي الله عنه قال:

أول سورة أنزلت فيها سجدة {والنجم} قال: فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وسجد من خلفه إلا رجلا، رأيته أخذ كفا من تراب فسجد عليه، فرأيته بعد ذلك قتل كافرا، وهو أمية بن خلف.

[1017]

344 - باب: تفسير سورة (القمر): {اقتربت الساعة} /1/.

قال مجاهد: {مستمر} /2/: ذاهب. {مزدجر} /4/: متناه. {وازدجر} /9/: فاستطير جنونا. {دسر} /13/: أضلاع السفينة. {لمن كان كفر} /14/: يقول: كفر له جزاء من الله. {محتضر} /28/: يحضرون الماء. وقال ابن جبير: {مهطعين} /8/: النسلان: الخبب السراع. وقال غيره: {فتعاطى} /29/: فعاطها بيده فعقرها. {المحتظر} /31/: كحظار من الشجر محترق. {ازدجر} /9/: افتعل من زجرت. {كفر} /14/: فعلنا به وبهم ما فعلنا جزاء لما صنع بنوح وأصحابه. {مستقر} /3/: عذاب حق. يقال: الأشر المرح والتجبر. 345 - باب: {وانشق القمر. وإن يروا آية يعرضوا} /1، 2/.


4583/4584 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن شعبة، وسفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن أبي معمر، عن ابن مسعود قال:
انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرقتين: فرقة فوق الجبل، وفرقة دونه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اشهدوا).

(4584) - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان: أخبرنا ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن أبي معمر، عن عبد الله قال:

انشق القمر ونحن مع النبي صلى الله عليه وسلم، فصار فرقتين، فقال لنا: (اشهدوا اشهدوا).

[3437] 4585 - حدثنا يحيى بن بكير قال: حدثني بكر، عن جعفر، عن عراك بن مالك، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

انشق القمر في زمان النبي صلى الله عليه وسلم.

[3439] 4586/4587 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا يونس بن محمد: حدثنا شيبان، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه قال:

سأل أهل مكة أن يريهم آية، فأراهم انشقاق القمر.

(4587) - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن شعبة، عن قتادة، عن أنس قال:

انشق القمر فرقتين.

[3438]

346 - باب: {تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر. ولقد تركناها آية فهل من مدكر} /14، 15/.

قال قتادة: أبقى الله سفينة نوح حتى أدركها أوائل هذه الامة. 4588 - حدثنا حفص بن عمر: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن عبد الله قال:

كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ: {فهل من مدكر}.

[3163] 347 - باب: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر} /17، 22، 32، 40/. قال مجاهد: يسرنا: هونا قراءته. 4589 - حدثنا مسدد، عن يحيى، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن عبد الله رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم:

أنه كان يقرأ: {فهل من مدكر}.

[3163]

348 - باب: {أعجاز نخل منقعر. فكيف كان عذابي ونذر} /20، 21/.

4590 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا زهير، عن أبي إسحاق:

أنه سمع رجلا سأل الأسود: {فهل من مدكر} أو {مذكر}؟ فقال: سمعت عبد الله يقرؤها: {فهل من مدكر}. قال: وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤها: {فهل من مدكر}. دالا.

[3163]

349 - باب: {فكانوا كهشيم المحتظر. ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر} /31، 32/.

4591 - حدثنا عبدان: أخبرنا أبي، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن عبد الله رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ:

{فهل من مدكر}. الآية.

[3163]

350 - باب: {ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر. فذوقوا عذابي ونذر} إلى: {فهل من مدكر} /38 - 40/.

4592 - حدثنا محمد: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ:

{فهل من مدكر}.

[3163]

351 - باب: {ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مدكر} /51/.

4593 - حدثنا يحيى: حدثنا وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الأسود بن يزيد، عن عبد الله قال:

قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم: {فهل من مذكر}. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: {فهل من مدكر}.

[3163]

352 - باب: قوله: {سيهزم الجمع ويولون الدبر} /45/.
4594 - حدثنا محمد بن عبد الله بن حوشب: حدثنا عبد الوهاب: حدثنا خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس. وحدثني محمد: حدثنا عفان بن مسلم، عن وهيب: حدثنا خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو في قبة يوم بدر:
(اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك، اللهم إن تشأ لا تعبد بعد اليوم). فأخذ أبو بكر بيده فقال: حسبك يا رسول الله، ألححت على ربك، وهو يثب في الدرع، فخرج وهو يقول: {سيهزم الجمع ويولون الدبر}.

[2758]

353 - باب: {بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر} /46/.

يعني من المرارة. 4595 - حدثنا إبراهيم بن موسى: حدثنا هشام بن يوسف: أن ابن جريج أخبرهم قال: أخبرني يوسف بن ماهك قال:

إني عند عائشة أم المؤمنين، قالت: لقد أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم بمكة، وإني لجارية ألعب: {بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمرا}.

[4707] 4596 - حدثني إسحاق: حدثنا خالد، عن خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال، وهو في قبة له يوم بدر:

(أنشدك عهدك ووعدك، اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم أبدا). فأخذ أبو بكر بيده وقال: حسبك يا رسول الله، فقد ألححت على ربك، وهو في الدرع، فخرج وهو يقول: {سيهزم الجمع ويولون الدبر بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر}.

[2758] 354 - باب: تفسير سورة الرحمن. وقال مجاهد: {بحسبان} /5/: كحسبان الرحى. وقال غيره: {وأقيموا الوزن} /9/: يريد لسان الميزان. والعصف: بقل الزرع إذا قطع منه شيء قبل أن يدرك فذلك العصف، والريحان: رزقه والحب الذي يؤكل منه، والريحان: في كلام العرب الرزق. وقال بعضهم: والعصف يريد: المأكول من الحب، والريحان: النضيج الذي لم يؤكل. وقال غيره: العصف ورق الحنطة. وقال الضحاك: العصف التبن. وقال أبو مالك: العصف أول ما ينبت، تسميه النبط: هبورا. وقال مجاهد: العصف ورق الحنطة، والريحان الرزق، والمارج: اللهب الأصفر والأخضر الذي يعلو النار إذا أوقدت. وقال بعضهم عن مجاهد: {رب المشرقين} /17/: للشمس: في الشتاء مشرق، ومشرق في الصيف {ورب المغربين} مغربها في الشتاء والصيف. {لا يبغيان} /20/: لا يختلطان. {المنشآت} /24/: ما رفع قلعه من السفن، فأما ما لم يرفع قلعه فليس بمنشأة. وقال مجاهد: {كالفخار} /14/: كما يصنع الفخار. الشواظ: لهب من نار. {ونحاس} /35/: الصفر يصب على رؤوسهم، فيعذبون به. {خاف مقام ربه} /46/: يهم بالمعصية فيذكر الله عز وجل فيتركها. {مدهامتان} /64/: سوداوان من الري. {صلصال} /14/: طين خلط برمل فصلصل كما يصلصل الفخار، ويقال: منتن، يريدون به: صل، يقال: صلصال، كما يقال: صر الباب عند الإغلاق وصرصر، مثل: كبكبته يعني كببته. {فاكهة ونخل ورمان} /68/: وقال بعضهم: ليس الرمان والنخل بالفاكهة، وأما العرب فإنها تعدها فاكهة، كقوله عز وجل: {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى} /البقرة: 238/: فأمرهم بالمحافظة على كل الصلوات، ثم أعاد العصر تشديدا لها، كما أعيد النخل والرمان، ومثلها: {ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض} /الحج: 18/: ثم قال: {وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب} /الحج: 18/: وقد ذكرهم الله عز وجل في أول قوله: {من في السماوات ومن في الأرض}. وقال غيره: {أفنان} /48/: أغصان. {وجنى الجنتين دان} /54/: ما يجتنى قريب. وقال الحسن: {فبأي آلاء} /13/: نعمه. وقال قتادة: {ربكما} /13/: يعني الجن والإنس. وقال أبو الدرداء: {كل يوم هو في شأن} /29/: يغفر ذنبا، ويكشف كربا، ويرفع قوما، ويضع آخرين. وقال ابن عباس: {برزخ} /20/: حاجز. الأنام: الخلق. {نضاختان} /66/: فياضتان. {ذو الجلال} /78/: ذو العظمة. وقال غيره: {مارج} /15/: خالص من النار، يقال: مرج الأمير رعيته إذا خلاهم يعدو بعضهم على بعض، من مرجت دابتك تركتها، ويقال: مرج أمر الناس: {مريج} /ق: 5/: ملتبس. {مرج} /19/: اختلط البحران. {سنفرغ لكم} /31/: سنحاسبكم، لا يشغله شيء عن شيء، وهو معروف في كلام العرب، يقال: لأتفرغن لك، وما به شغل، يقول: لآخذنك على غرتك. 355 - باب: قوله: {ومن دونهما جنتان} /62/. 4597 - حدثنا عبد الله بن أبي الأسود: حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمي: حدثنا أبو عمران الجوني، عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس، عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

(جنتان من فضة، آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب، آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبر، على وجهه في جنة عدن).

[3071] 356 - باب: {حور مقصورات في الخيام} /72/. وقال ابن عباس: حور: سود الحدق. وقال مجاهد: مقصورات: محبوسات، قصر طرفهن وأنفسهن على أزواجهن. {قاصرات} /56/: لا يبغين غير أزواجهن. 4598 - حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثني عبد العزيز بن عبد الصمد: حدثنا أبو عمران الجوني، عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس، عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة، عرضها ستون ميلا، في كل زاوية منها أهل ما يرون الآخرين، يطوف عليهم المؤمنون، وجنتان من فضة، آنيتهما وما فيهما، وجنتان من كذا، آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبر على وجهه في جنة عدن). [3071]

357 - باب: تفسير سورة الواقعة.

وقال مجاهد: {رجت} /4/: زلزلت. {بست} /5/: فتت ولتت كما يلت السويق. المخضود: الموقر حملا، ويقال أيضا: لا شوك له. {منضود} /29/: الموز. والعرب: المحببات إلى أزواجهن. {ثلة} /12، 39، 40/: أمة. {يحموم} /43/: دخان أسود. {يصرون} /46/: يديمون. {الهيم} /55/: الإبل الظماء. {لمغرمون} /66/: لملزمون. {فروح} /89/: جنة ورخاء. {وريحان} /89/: الرزق. {وننشئكم فيما لا تعلمون} /61/: في أي خلق نشاء. وقال غيره: {تفكهون} /65/: تعجبون. {عربا} /37/: مثقلة، واحدها عروب، مثل صبور وصبر، يسميها أهل مكة العربة، وأهل المدينة الغنجة، وأهل العراق الشكلة. وقال في: {خافضة} /3/: لقوم إلى النار. {رافعة} /3/: إلى الجنة. {موضونة} /15/: منسوجة، ومنه: وضين الناقة. والكوب: لا آذان له ولا عروة. والأباريق: ذوات الآذان والعرى. {مسكوب} /31/: جار. {وفرش مرفوعة} /34/: بعضها فوق بعض. {مترفين} /45/: متنعمين. {ما تمنون} /58/: هي النطفة في أرحام النساء. {للمقوين} /73/: للمسافرين، والقي القفز. {بمواقع النجوم} /75/: بمحكم القرآن، ويقال: بمسقط النجوم إذا سقطن، ومواقع وموقع واحد. {مدهنون} /81/: مكذبون، مثل: {لو تدهن فيدهنون} /القلم: 9/. {فسلام لك} /91/: أي مسلم لك: إنك من أصحاب اليمين، وألغيت إن وهو معناها، كما تقول: أنت مصدق، مسافر عن قليل، إذا كان قد قال: إني مسافر عن قليل، وقد يكون كالدعاء له، كقولك: فسقيا من الرجال، إن رفعت السلام، فهو من الدعاء. {تورون} /71/: تستخرجون، أوريت: أوقدت. {لغوا} /25/: باطلا. {تأثيما} /25/: كذبا. 358- باب: قوله: {وظل ممدود} /30/.

4599 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه، يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(إن في الجنة شجرة، يسير الراكب في ظلها مائة عام، لا يقطعها، واقرؤا إن شئتم: {وظل ممدود}).

[3080]

359 - باب: تفسير سورة الحديد.

قال مجاهد: {جعلكم مستخلفين} /7/: معمرين فيه. {من الظلمات إلى النور} /9/: من الضلالة إلى الهدى. {فيه بأس شديد ومنافع للناس} /25/: جنة وسلاح. {مولاكم} /15/: أولى بكم. {لئلا يعلم أهل الكتاب} /29/: ليعلم أهل الكتاب، يقال: الظاهر على كل شيء علما، والباطن على كل شيء علما. {أنظرونا} /13/: انتظرونا.

360 - باب: تفسير سورة المجادلة.

وقال مجاهد: {يحادون} /20/: يشاقون الله. {كبتوا} /5/: أخزوا، من الخزي. {استحوذ} /19/: غلب.

361 - باب: تفسير سورة الحشر.

{الجلاء} /3/: الإخراج من أرض إلى أرض. 4600/4601 - حدثنا محمد بن عبد الرحيم: حدثنا سعيد بن سليمان: حدثنا هشيم: أخبرنا أبو بشر، عن سعيد بن جبير قال:

قلت لابن عباس: سورة التوبة، قال: التوبة هي الفاضحة، ما زلت تنزل، ومنهم ومنهم، حتى ظنوا أنها لن تبقي أحدا منهم إلا ذكر فيها، قال: قلت: سورة الأنفال، قال: نزلت في بدر، قال: قلت: سورة الحشر، قال: نزلت في بني النضير.

(4601) - حدثنا الحسن بن مدرك: حدثنا يحيى بن حماد: أخبرنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد قال:

قلت لابن عباس رضي الله عنهما: سورة الحشر، قال: قل: سورة النضير.

[3805]

362 - باب: {ما قطعتم من لينة} /5/.

نخلة، ما لم تكن عجوة أو برنية.

4602 - حدثنا قتيبة: حدثنا ليث، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرق نخل بني النضير وقطع، وهي البويرة، فأنزل الله تعالى: {ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين}.

[2201]

363 - باب: قوله: {ما أفاء الله على رسوله} /6، 7/.

4603 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان، غير مرة، عن عمرو، عن الزهري، عن مالك بن أوس بن الحدثان، عن عمر رضي الله عنه قال:

كانت أموال بني النضير مما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم، مما لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب، فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة، ينفق على أهله منها نفقة سنته، ثم يجعل ما بقي في السلاح والكراع، عدة في سبيل الله.

[2748]

364 - باب: {وما آتاكم الرسول فخذوه} /7/.

4604/4605 - حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال:

(لعن الله الواشمات والمتوشمات، والمتنمصات والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله).

فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها أم يعقوب، فجاءت فقالت: إنه بلغني أنك لعنت كيت وكيت، فقال: وما لي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن هو في كتاب الله، فقالت: لقد قرأت ما بين اللوحين، فما وجدت فيه ما تقول، قال: لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه، أما قرأت: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}. قالت: بلى، قال: فإنه قد نهى عنه، قالت: فإني أرى أهلك يفعلونه، قال: فاذهبي فانظري، فذهبت فنظرت، فلم تر من حاجتها شيئا، فقال: لو كانت كذلك ما جامعتنا.

(4605) - حدثنا علي: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان قال: ذكرت لعبد الرحمن بن عباس حديث منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله رضي الله عنه قال:
لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الواصلة. فقال: سمعته من امرأة يقال لها أم يعقوب، عن عبد الله، مثل حديث منصور.

[5587، 5595، 5599، 5604]

365 - باب: {والذين تبوؤوا الدار والإيمان} /9/.
4606 - حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا أبو بكر، يعني: ابن عياش، عن حصين، عن عمرو بن ميمون قال: قال عمر رضي الله عنه:
أوصي الخليفة بالمهاجرين الأولين: أن يعرف لهم حقهم، وأوصي الخليفة بالأنصار، الذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبل أن يهاجر النبي صلى الله عليه وسلم: أن يقبل من محسنهم، ويعفو عن مسيئهم.

[1328]

366 - باب: {ويؤثرون على أنفسهم}. الآية /9/.

الخصاصة: الفاقة. {المفلحون}: الفائزون بالخلود، الفلاح: البقاء، حي على الفلاح: عجل. وقال الحسن: {حاجة} /9/: حسدا. 4607 - حدثني يعقوب بن إبراهيم بن كثير: حدثنا أبو أسامة: حدثنا فضيل بن غزوان: حدثنا أبو حازم الأشجعي، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أصابني الجهد، فأرسل إلى نسائه فلم يجد عندهن شيئا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا رجل يضيفه هذه الليلة، يرحمه الله). فقام رجل من الأنصار فقال: أنا يا رسول الله، فذهب إلى أهله فقال لامرأته: ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا تدخريه شيئا، قالت: والله ما عندي إلا قوت الصبية، قال: فإذا أراد الصبية العشاء فنوميهم وتعالي، فأطفئي السراج، ونطوي بطوننا الليلة، ففعلت، ثم غدا الرجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (لقد عجب الله عز وجل، أو: ضحك من فلان وفلانة). فأنزل الله عز وجل: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة}.

[3587] 367 - باب: تفسير سورة الممتحنة. وقال مجاهد: {لا تجعلنا فتنة} /5/: لا تعذبنا بأيديهم، فيقولون: لو كان هؤلاء على الحق ما أصابهم هذا. {بعصم الكوافر} /10/: أمر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بفراق نسائهم، كن كوافر بمكة.

368 - باب: {لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء} /1/.

4608 - حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان: حدثنا عمرو بن دينار قال: حدثني الحسن بن محمد بن علي: أنه سمع عبيد الله بن أبي رافع كاتب علي يقول: سمعت عليا رضي الله عنه يقول:

بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد، فقال: (انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها ظعينة معها كتاب، فخذوه منها). فذهبنا تعادى بنا خيلنا حتى أتينا الروضة، فإذا نحن بالظعينة، فقلنا: أخرجي الكتاب، فقالت: ما معي من كتاب، فقلنا: لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب، فأخرجته من عقاصها، فأتينا به النبي صلى الله عليه وسلم فإذا فيه: من حاطب ابن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين ممن بمكة، يخبرهم ببعض أمر النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما هذا يا حاطب). قال: لا تعجل علي يا رسول الله، إني كنت امرأ من قريش، ولم أكن من أنفسهم، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها أهليهم وأموالهم بمكة، فأحببت إذ فاتني من النسب فيهم، أن أصطنع إليهم يدا يحمون قرابتي، وما فعلت ذلك كفرا، ولا ارتدادا عن ديني. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنه قد صدقكم). فقال عمر: دعني يا رسول الله فأضرب عنقه، فقال: (إنه شهد بدرا، وما يدريك؟ لعل الله عز وجل اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم). قال عمرو: ونزلت فيه: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء}. قال: لا أدري الآية في الحديث، أو قول عمرو.

حدثنا علي: قيل لسفيان في هذا، فنزلت: {لا تتخذوا عدوي}. قال سفيان: هذا في حديث الناس، حفظته من عمرو، ما تركت منه حرفا، وما أرى أحدا حفظه غيري. [2845] 369 - باب: {إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات} /10/.

4609 - حدثنا إسحاق: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد: حدثنا ابن أخي ابن شهاب، عن عمه: أخبرني عروة: أن عائشة رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمتحن من هاجر إليه من المؤمنات بهذه الآية بقول الله: {يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك - إلى قوله - غفور رحيم}. قال عروة: قالت عائشة: فمن أقرأ بهذا الشرط من المؤمنات، قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قد بايعتك). كلاما، ولا والله ما مست يده يد امرأة قط في المبايعة، ما يبايعهن إلا بقوله: (قد بايعتك على ذلك). تابعه يونس ومعمر وعبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري. وقال إسحاق بن راشد، عن الزهري، عن عروة، وعمرة.

[4983، 6788] 370 - باب: {إذا جاءك المؤمنات يبايعنك} /12/. 4610 - حدثنا أبو معمر: حدثنا عبد الوارث: حدثنا أيوب، عن حفصة بنت سيرين، عن أم عطية رضي الله عنها قالت:

بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرأ علينا: {أن لا يشركن بالله شيئا}. ونهانا عن النياحة، فقبضت امرأة يدها، فقالت: أسعدتني فلانة، أريد أن أجزيها، فما قال لها النبي صلى الله عليه وسلم شيئا، فانطلقت ورجعت، فبايعها.

[1244] 4611 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا وهب بن جرير قال: حدثنا أبي قال: سمعت الزبير، عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله تعالى: {ولا يعصينك في معروف}. قال:

إنما هو شرط شرطه الله للنساء.

4612 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان: قال الزهري: حدثناه، قال: حدثني أبو إدريس: سمع عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال:

كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (أتبايعونني على أن لا تشركوا بالله شيئا، ولا تزنوا، ولا تسرقوا - وقرأ آية النساء، وأكثر لفظ سليمان: قرأ الآية - فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب فهو كفارة له، ومن أصاب منها شيئا من ذلك فستره الله فهو إلى الله، إن شاء عذبه وإن شاء غفر له).

تابعه عبد الرزاق عن معمر في الآية. [18] 4613 - حدثنا محمد بن عبد الرحيم: حدثنا هارون بن معروف: حدثنا عبد الله بن وهب قال: وأخبرني ابن جريج: أن الحسن بن مسلم أخبره، عن طاوس، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

شهدت الصلاة يوم الفطر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان، فكلهم يصليها قبل الخطبة، ثم يخطب بعد، فنزل نبي الله صلى الله عليه وسلم، فكأني أنظر إليه حين يجلس الرجال بيده، ثم أقبل يشقهم حتى أتى النساء مع بلال، فقال: {يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات

على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن}. حتى فرغ من الآية كلها، ثم قال حين فرغ: (أنتن على ذلك). وقالت امرأة واحدة، لم يجبه غيرها: نعم يا رسول الله. لا يدري الحسن من هي. قال: (فتصدقن). وبسط بلال ثوبه، فجعلن يلقين الفتخ والخواتيم في ثوب بلال. [98]

371 - باب: تفسير سورة الصف.

وقال مجاهد: {من أنصاري إلى الله} /14/: من يتبعني إلى الله. وقال ابن عباس: {مرصوص} /4/: ملصق بعضه ببعض، وقال غيره: بالرصاص.

372 - باب: قوله تعالى: {من بعدي اسمه أحمد} /6/.

4614 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

(إن لي أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب).

[3339] سورة الجمعة

373 - باب: قوله: {وآخرين منهم لما يلحقوا بهم} /3/.

وقرأ عمر: فامضوا إلى ذكر الله. 4615 - حدثني عبد العزيز بن عبد الله قال: حدثني سليمان بن بلال، عن ثور، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأنزلت عليه سورة الجمعة: {وآخرين منهم لما يلحقوا بهم}. قال: قلت: من هم يا رسول الله؟ فلم يراجعه حتى سأل ثلاثا، وفينا سلمان الفارسي، وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على سلمان، ثم قال: (لو كان الإيمان عند الثريا، لناله رجال، أو رجل، من هؤلاء).

حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب: حدثنا عبد العزيز: أخبرني ثور، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (لناله رجال من هؤلاء).

374 - باب: {وإذا رأوا تجارة أو لهوا} /11/.

4616 - حدثني حفص بن عمر: حدثنا خالد بن عبد الله: حدثنا حصين، عن سالم بن أبي الجعد، وعن أبي سفيان، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال:

أقبلت عير يوم الجمعة، ونحن مع النبي صلى الله عليه وسلم، فثار الناس إلا اثني عشر رجلا، فأنزل الله: {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما}.

[894] سورة المنافقين.

375 - باب: قوله: {إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله}. الآية /1/.

4617 - حدثنا عبد الله بن رجاء: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن زيد بن أرقم قال:

كنت في غزاة، فسمعت عبد الله بن أبي يقول: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله، ولئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل. فذكرت ذلك لعمي أو لعمر، فذكره للنبي صلى الله عليه وسلم، فدعاني فحدثته، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عبد الله بن أبي وأصحابه، فحلفوا ما قالوا، فكذبني رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدقه، فأصابني هم لم يصبني مثله قط، فجلست في البيت، فقال لي عمي: ما أردت إلى أن كذبك رسول الله صلى الله عليه وسلم ومقتك؟ فأنزل الله تعالى: {إذا جاءك المنافقون}. فبعث إلي النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ فقال: (إن الله قد صدقك يا زيد).

[4618 - 4621]

376 - باب: {اتخذوا أيمانهم جنة} /2/: يجتنون بها.

4618 - حدثنا آدم بن أبي إياس: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: كنت مع عمي، فسمعت عبد الله بن أبي ابن سلول يقول:

لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا. وقال أيضا: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فذكرت ذلك لعمي، فذكر عمي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عبد الله بن أبي وأصحابه، فحلفوا ما قالوا، فصدقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذبني، فأصابني هم لم يصبني مثله، فجلست في بيتي، فأنزل الله عز وجل: {إذا جاءك المنافقون - إلى قوله - هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله - إلى قوله - ليخرجن الأعز منها الأذل}. فأرسل إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأها علي، ثم قال: (إن الله قد صدقك).

[4617]

377 - باب: {ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون} /3/.

4619 - حدثنا آدم: حدثنا شعبة، عن الحكم قال: سمعت محمد بن كعب القرظي قال: سمعت زيد بن أرقم رضي الله عنه قال:

لما قال عبد الله بن أبي: لا تنفقوا على من عند رسول الله، وقال أيضا: لئن رجعنا إلى المدينة، أخبرت به النبي صلى الله عليه وسلم فلامني الأنصار، وحلف عبد الله بن أبي ما قال ذلك، فرجعت إلى المنزل فنمت، فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته، فقال: (إن الله قد صدقك). ونزل: {هم الذين يقولون لا تنفقوا}. الآية. وقال ابن أبي زائدة، عن الأعمش، عن عمرو، عن ابن أبي ليلى، عن زيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

[4617]

378 - باب: {وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون} /4/.

4620 - حدثنا عمرو بن خالد: حدثنا زهير بن معاوية: حدثنا أبو إسحاق قال: سمعت زيد بن أرقم قال:

خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر أصاب الناس فيه شدة، فقال عبد الله بن أبي لأصحابه: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله. وقال: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فأرسل إلى عبد الله بن أبي فسأله، فاجتهد يمينه ما فعل، قالوا: كذب زيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوقع في نفسي مما قالوا شدة، حتى أنزل الله عز وجل تصديقي في: {إذا جاءك المنافقون}. فدعاهم النبي صلى الله عليه وسلم ليستغفر لهم فلووا رؤوسهم. وقوله: {خشب مسندة}. قال: كانوا رجالا أجمل شيء.

[4617]

379 - باب: قوله: {وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون} /5/.

حركوا، استهزؤوا بالنبي صلى الله عليه وسلم، ويقرأ بالتخفيف من: لويت. 4621 - حدثنا عبيد الله بن موسى: عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن زيد بن أرقم قال: كنت مع عمي، فسمعت عبد الله بن أبي ابن سلول يقول:

لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا، ولئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فذكرت ذلك لعمي، فذكر عمي للنبي صلى الله عليه وسلم، فدعاني فحدثته، فأرسل إلى عبد الله بن أبي وأصحابه، فحلفوا ما قالوا، وكذبني النبي صلى الله عليه وسلم وصدقهم، فأصابني غم لم يصبني مثله قط، فجلست في بيتي، وقال عمي: ما أردت إلى أن كذبك النبي صلى الله عليه وسلم ومقتك؟ فأنزل الله تعالى: {إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله}. فأرسل إلي النبي صلى الله عليه وسلم فقرأها وقال: (إن الله قد صدقك).

[4617]

380 - باب: قوله: {سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين} /6/.

4622 - حدثنا علي: حدثنا سفيان: قال عمرو: سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال:

كنا في غزاة - قال سفيان مرة: في جيش - فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين، فسمع ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (ما بال دعوى جاهلية). قالوا: يا رسول الله، كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال: (دعوها فإنها منتنة). فسمع بذلك عبد الله بن أبي فقال: فعلوها، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم، فقام عمر فقال: يا رسول الله، دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (دعه، لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه). وكانت الأنصار أكثر من المهاجرين حين قدموا المدينة، ثم إن المهاجرين كثروا بعد.

قال سفيان: فحفظته من عمرو: قال عمرو: سمعت جابرا: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم. [3330]

381 - باب: قوله: {هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ولله خزائن السماوات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون} /7/.

4623 - حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال: حدثني إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن موسى بن عقبة قال: حدثني عبد الله بن الفضل: أنه سمع أنس ابن مالك يقول:

حزنت على من أصيب بالحرة، فكتب إلي زيد بن أرقم، وبلغه شدة حزني، يذكر: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار). وشك ابن الفضل في: (أبناء أبناء الأنصار). فسأل أنسا بعض من كان عنده، فقال: هو الذي يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هذا الذي أوفى الله له بإذنه).

382 - باب: قوله: {يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون} /8/.

4624 - حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان قال: حفظناه من عمرو بن دينار قال: سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول:

كنا في غزاة، فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين، فسمعها الله رسوله صلى الله عليه وسلم، قال: (ما هذا). فقالوا: كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (دعوها فإنها منتنة). قال جابر: وكانت الأنصار حين قدم النبي صلى الله عليه وسلم أكثر، ثم كثر المهاجرون بعد. فقال عبد الله بن أبي: أو قد فعلوا، والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق، قال النبي صلى الله عليه وسلم (دعه، لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه).

[3330]

383 - باب: تفسير سورة التغابن.

{التغابن} /9/: غبن أهل الجنة أهل النار. وقال علقمة، عن عبد الله: {ومن يؤمن بالله يهدي قلبه} /11/: هو الذي إذا أصابته مصيبة رضي وعرف أنها من الله.

384 - باب: تفسير سورة الطلاق

وقال مجاهد: {إن ارتبتم} /4/: إن لم تعلموا: أتحيض أم لا تحيض، فاللائي قعدن عن المحيض واللائي لم يحضن بعد: فعدتهن ثلاثة أشهر. {وبال أمرها} /9/: جزاء أمرها. 4625 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث قال: حدثني عقيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني سالم: أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أخبره:

أنه طلق امرأته وهي حائض، فذكر عمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتغيظ فيه رسول الله صلى الله عليه ثم قال: (ليراجعها، ثم يمسكها حتى تطهر، ثم تحيض فتطهر، فإن بدا له أن يطلقها فليطلقها طاهرا قبل أن يمسها، فتلك العدة كما أمره الله).

[4953، 4954، 4958، 5022، 5023، 6741] 385 - باب: {وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا} /4/. وأولات الأحمال: واحدها: ذات حمل.

4626 - : حدثنا سعد بن حفص: حدثنا شيبان، عن يحيى قال: أخبرني أبو سلمة قال:

جاء رجل إلى ابن عباس، وأبو هريرة جالس عنده، فقال: أفتني في امرأة ولدت بعد زوجها بأربعين ليلة؟ فقال ابن عباس: آخر الأجلين، قلت أنا: {وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن}. قال أبو هريرة: أنا مع ابن أخي، يعني أبا سلمة، فأرسل ابن عباس غلامه كريبا إلى أم سلمة يسألها، فقالت: قتل زوج سبيعة الأسلمية وهي حبلى، فوضعت بعد موته بأربعين ليلة، فخطبت، فأنكحها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أبو السنابل فيمن خطبها.

[5012] 4626 م - وقال سليمان بن حرب وأبو النعمان: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن محمد قال:

كنت في حلقة فيها عبد الرحمن بن أبي ليلى، وكان أصحابه يعظمونه، فذكر آخر الأجلين، فحدثت بحديث سبيعة بنت الحارث عن عبد الله بن عتبة، قال فضمز لي بعض أصحابه، قال محمد: ففطنت له، فقلت: إني إذا لجريء إن كذبت على عبد الله بن عتبة وهو في ناحية الكوفة، فاستحيا وقال: لكن عمه لم يقل ذاك. فلقيت أبا عطية مالك بن عامر فسألته، فذهب يحدثني حديث سبيعة، فقلت: هل سمعت عن عبد الله فيها شيئا؟ فقال: كنا عند عبد الله، فقال: أتجعلون عليها التغليظ، ولا تجعلون عليها الرخصة؟ لنزلت سورة النساء القصرى بعد الطولى: {وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن}.

[4258] سورة التحريم.

386 - باب: {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم} /1/.

4627 - حدثنا معاذ بن فضالة: حدثنا هشام، عن يحيى، عن ابن حكيم، هو يعلى بن حكيم الثقفي، عن سعيد بن جبير: أن ابن عباس رضي الله عنهما قال في الحرام:

يكفر. وقال ابن عباس: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة}.

[4965] 4628 - حدثنا إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام بن يوسف، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن عائشة رضي الله عنها قالت:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب عسلا عند زينب بنت جحش، ويمكث عندها، فواطيت أنا وحفصة على: أيتنا دخل عليها فلتقل له: أكلت مغافير، إني أجد منك ريح مغافير، قال: (لا، ولكني كنت أشرب عسلا عند زينب بنت جحش، فلن أعود له، وقد حلفت، لا تخبري بذلك أحدا).

[4966، 6313، وانظر: 4918] 387 - باب: {تبتغي مرضاة أزواجك} /1/. {قد فرض لله لكم تحلة أيمانكم والله مولاكم وهو العليم الحكيم} /2/. 4629 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا سليمان بن بلال، عن يحيى، عن عبيد بن حنين: أنه سمع ابن عباس رضي الله عنهما يحدث أنه قال:

مكثت سنة أريد أن أسأل عمر بن الخطاب عن آية، فما أستطيع أن أسأله هيبة له، حتى خرج حاجا فخرجت معه، فلما رجعت وكنا ببعض الطريق، عدل إلى الأراك لحاجة له، قال: فوقفت له حتى فرغ، ثم سرت معه فقلت: يا أمير المؤمنين، من اللتان تظاهرتا على النبي صلى الله عليه وسلم من أزواجه، فقال: تلك حفصة وعائشة، قال: فقلت: والله إن كنت لأريد أن أسألك عن هذا منذ سنة، فما أستطيع هيبة لك، قال: فلا تفعل، ما ظننت أن عندي من علم فاسألني، فإن كان لي علم خبرتك به، قال: ثم قال عمر: والله إن كنا في الجاهلية ما نعد للنساء أمرا، حتى أنزل الله فيهن ما أنزل وقسم لهن ما قسم، قال: فبينا أنا في أمر أتأمره إذ قالت امرأتي: لو صنعت كذا وكذا، قال: فقلت لها: ما لك ولما ها هنا، فيما تكلفك في أمر أريده؟ فقالت لي: عجبا لك يا ابن الخطاب، ما تريد أن تراجع أنت، وإن ابنتك لتراجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يظل يومه غضبان، فقام عمر، فأخذ رداءه مكانه حتى دخل على حفصة فقال لها: يا بنية إنك لتراجعين رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يظل يومه غضبان؟ فقالت حفصة: والله إنا لنراجعه، فقلت: تعلمين أني أحذرك عقوبة الله، وغضب رسوله صلى الله عليه وسلم، يا بنية لا تغرنك هذه التي أعجبها حسنها حب رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها، يريد عائشة، قال: ثم خرجت حتى دخلت على أم سلمة لقرابتي منها فكلمتها، فقالت أم سلمة: عجبا لك يا ابن الخطاب، دخلت في كل شيء، حتى تبتغي أن تدخل بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه، فأخذتني والله أخذا كسرتني عن بعض ما كنت أجد، فخرجت من عندها. وكان لي صاحب من الأنصار إذا غبت أتاني بالخبر، وإذا غاب كنت أنا آتيه بالخبر، ونحن نتخوف ملكا من ملوك غسان، ذكر لنا أنه يريد أن يسير إلينا، فقد امتلأت صدورنا منه، فإذا صاحبي الأنصاري يدق الباب، فقال: افتح افتح، فقلت: جاء الغساني؟ فقال: بل أشد من ذلك، اعتزل رسول الله صلى الله عليه وسلم أزواجه، فقلت: رغم أنف حفصة وعائشة، فأخذت ثوبي فأخرج حتى جئت، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مشربة له، يرقى عليها بعجلة، وغلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم أسود على رأس الدرجة، فقلت له: قل هذا عمر بن الخطاب، فأذن لي، قال عمر: فقصصت على رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الحديث، فلما بلغت حديث أم سلمة تبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنه لعلى حصير ما بينه وبينه شيء، وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف، وإن عند رجليه قرظا مصبوبا، وعند رأسه أهب معلقة، فرأيت أثر الحصير في جنبه فبكيت، فقال: (ما يبكيك). فقلت: يا رسول الله، إن كسرى وقيصر فيما هما فيه، وأنت رسول الله، فقال: (أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة).

[89] 388 - باب: {وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير} /3/. فيه عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. [4628] 4630 - حدثنا علي: حدثنا سفيان: حدثنا يحيى بن سعيد قال: سمعت عبيد بن حنين قال: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول:

أردت أن أسأل عمر، فقلت: يا أمير المؤمنين، من المرأتان اللتان تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فما أتممت كلامي حتى قال: عائشة وحفصة.

[89]

389 - باب: قوله: {إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما} /4/.

صغوت وأصغيت: ملت. {لتصغى} /الأنعام: 113/: لتميل. {وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير} /4/: عون، تظاهرا: تعاونا. وقال مجاهد: {قوا أنفسكم وأهليكم} /6/: أوصوا أنفسكم وأهليكم بتقوى الله وأدبوهم. 4631 - حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان: حدثنا يحيى بن سعيد قال: سمعت عبيد بن حنين يقول: سمعت ابن عباس يقول:

أردت أن أسأل عمر عن المرأتين اللتين تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمكثت سنة فلم أجد له موضعا، حتى خرجت معه حاجا، فلما كنا بظهران، ذهب عمر لحاجته فقال: أدركني بالوضوء، فأدركته بالإداوة، فجعلت أسكب عليه الماء، ورأيت موضعا، فقلت يا أمير المؤمنين: من المرأتان اللتان تظاهرتا؟

قال ابن عباس: فما أتممت كلامي حتى قال: عائشة وحفصة. [89]

390 - باب: قوله: {عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا} /5/.

4632 - حدثنا عمرو بن عون: حدثنا هشيم، عن حميد، عن أنس قال: قال عمر رضي الله عنه:

اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الغيرة عليه، فقلت لهن: عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن، فنزلت هذه الآية.

[393]

391 - باب: تفسير سورة الملك: {تبارك الذي بيده الملك} /1/.

التفاوت: الآختلاف، والتفاوت والتفوت واحد. {تميز} /8/: تقطع. {مناكبها} /15/: جوانبها. {تدعون} /27/: وتدعون واحد، مثل تذكرون وتذكرون. {ويقبضن} /19/: يضربن بأجنحتهن. وقال مجاهد: {صافات} /19/: بسط أجنحتهن. {ونفور} /21/: الكفور.

392 - باب: تفسير سورة: {ن والقلم} /1/.

وقال قتادة: {حرد} /25/: جد في أنفسهم. وقال ابن عباس: {يتخافتون} /23/: ينتجون السرار والكلام الخفي. {لضالون} /26/: أضللنا مكان جنتنا. وقال غيره: {كالصريم} /20/: كالصبح انصرم من الليل، والليل انصرم من النهار، وهو أيضا: كل رملة انصرمت من معظم الرمل، والصريم أيضا المصروم، مثل: قتيل ومقتول. 393 - باب: {عتل بعد ذلك زنيم} /13/. 4633 - حدثنا محمود: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي حصين، عن مجاهد، عن ابن عباس رضي الله عنهما:

{عتل بعد ذلك زنيم}. قال: رجل من قريش، له زنمة مثل زنمة الشاة.

4634 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا سفيان، عن معبد بن خالد قال: سمعت حارثة بن وهب الخزاعي قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:

(ألا أخبركم بأهل الجنة؟ كل ضعيف متضعف، لو أقسم على الله لأبره. ألا أخبركم بأهل النار: كل عتل، جواظ، مستكبر).

[5723، 6281] 394 - باب: {يوم يكشف عن ساق} /42/.

4635 - حدثنا آدم: حدثنا الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:

(يكشف ربنا عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، ويبقى كل من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة، فيذهب ليسجد، فيعود ظهره طبقا واحدا).

[4305]

395 - باب: تفسير سورة الحاقة.

قال ابن جبير: {حسوما} /7/: متتابعة. {عيشة راضية} /21/: يريد: فيها الرضا. {القاضية} /27/: الموتة الأولى التي متها لم أحي بعدها. {من أحد عنه حاجزين} /47/: أحد يكون للجمع وللواحد. وقال ابن عباس: {الوتين} /46/: نياط القلب. قال ابن عباس: {طغى} /11/: كثر، ويقال: {بالطاغية} /5/: بطغيانهم، ويقال: طغت على الخزان كما طغى الماء على قوم نوح. و: {غسلين} /36/: ما يسيل من صديد أهل النار. وقال غيره: {من غسلين} كل شيء غسلته فخرج منه شيء فهو غسلين، فعلين من الغسل، من الجرح والدبر. {أعجاز نخل} /7/: أصولها. {باقية} /8/: بقية. 395 - باب: تفسير سورة الحاقة. قال ابن جبير: {حسوما} /7/: متتابعة. {عيشة راضية} /21/: يريد: فيها الرضا. {القاضية} /27/: الموتة الأولى التي متها لم أحي بعدها. {من أحد عنه حاجزين} /47/: أحد يكون للجمع وللواحد. وقال ابن عباس: {الوتين} /46/ك نياط القلب. قال ابن عباس: {طغى} /11/: كثر، ويقال: {بالطاغية} /5/: بطغيانهم، ويقال: طغت على الخزان كما طغى الماء على قوم نوح. و: {غسلين} /36/: ما يسيل من صديد أهل النار. وقال غيره: {من غسلين} كل شيء غسلته فخرج منه شيء فهو غسلين، فعلين من الغسل، من الجرح والدبر. {أعجاز نخل} /7/: أصولها. {باقية} /8/: بقية. 396 - باب: تفسير سورة المعارج {سأل سائل} /1/. الفصيلة: أصغر آبائه القربى، إليه ينتمي من انتمى. {للشوى} /16/: اليدان والرجلان والأطراف، وجلدة الرأس يقال لها شواة، وما كان غير مقتل فهو شوى. والعزون: الحلق والجماعات، وواحدها عزة. {يوفضون} /43/: الإيفاض الإسراع. 397 - باب: تفسير سورة نوح: {إنا أرسلنا} /1/. {أطوارا} /14/: طورا كذا وطورا كذا، يقال: عدا طوره أي قدره. والكبار أشد من الكبار، وكذلك جمال وجميل لأنها أشد مبالغة، وكبار الكبير، وكبارا أيضا بالتخفيف، والعرب تقول: رجل حسان وجمال، وحسان، مخفف، وجمال، مخفف. {ديارا} /26/: من دور، ولكنه فيعال من الدوران، كما قرأ عمر: الحي القيام. /البقرة: 255/: وهي من قمت، وقال غيره: {ديارا} أحدا. {تبارا} /28/: هلاكا. وقال ابن عباس: {مدرارا} /11/: يتبع بعضه بعضا. {وقارا} /13/: عظمة. 398 - باب: {ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق} /23/. 4636 - حدثنا إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام، عن ابن جريج. وقال عطاء: عن ابن عباس رضي الله عنهما:

صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد، أما ود: كانت لكلب بدومة الجندل، وأما سواع: كانت لهذيل، وأما يغوث: فكانت لمراد، ثم لبني غطيف بالجوف عند سبأ، وأما يعوق: فكانت لهمدان، وأما نسر: فكانت لحمير، لآل ذي الكلاع، أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم: أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا

يجلسون أنصابا وسموها بأسمائهم، ففعلوا، فلم تعبد، حتى إذا هلك أولئك، وتنسخ العلم عبدت. 399 - باب: تفسير سورة (الجن): {قل أوحي إلي} /1/. قال ابن عباس: {لبدا} /19/: أعوانا. 4637 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:

انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه، عامدين إلى سوق عكاظ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء، وأرسلت عليهم الشهب، فرجعت الشياطين، فقالوا: ما لكم؟ فقالوا: حيل بيننا وبين خبر السماء، وأرسلت علينا الشهب، قال: ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا ما حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها، فانظروا ما هذا الأمر الذي حدث. فانطلقوا، فضربوا مشارق الأرض ومغاربها، ينظرون ما هذا الأمر الذي حال بينهم وبين خبر السماء، قال: فانطلق الذين توجهوا نحو تهامة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنخلة، وهو عامد إلى سوق عكاظ، وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن تسمعوا له، فقالوا: هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء، فهنالك رجعوا إلى قومهم، فقالوا: {يا قومنا إنا سمعنا قرآنا عجبا. يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا}. وأنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم: {قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن}. وإنما إليه قول الجن.

[739]

400 - باب: تفسير سورة المزمل.

وقال مجاهد: {وتبتل} /8/: أخلص. وقال الحسن: {أنكالا} /12/: قيودا. {منفطر به} /18/: مثقلة به. وقال ابن عباس: {كثيبا مهيلا} /14/: الرمل السائل. {وبيلا} /16/: شديدا. 401 - باب: تفسير سورة المدثر. قال ابن عباس: {عسير} /9/: شديد. {قسورة} /51/: ركز الناس وأصواتهم، وقال أبو هريرة: الأسد، وكل شديد قسورة وقسور. {مستنفرة} /51/: نافرة مذعورة. 4638 - حدثنا يحيى: حدثنا وكيع، عن علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير:

سألت أبا سلمة بن عبد الرحمن، عن أول ما نزل من القرآن، قال: {يا أيها المدثر}. قلت: يقولون: {اقرأ باسم ربك الذي خلق}. فقال أبو سلمة: سألت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن ذلك، وقلت له مثل الذي قلت، فقال جابر: لا أحدثك إلا ما حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (جاورت بحراء، فلما قضيت جواري هبطت، فنوديت، فنظرت عن يميني فلم أر شيئا، ونظرت عن شمالي فلم أر شيئا، ونظرت أمامي فلم أر شيئا، ونظرت خلفي فلم أر شيئا، فرفعت رأسي فرأيت شيئا، فأتيت خديجة فقلت: دثروني، وصبوا علي ماء باردا، قال: فدثروني وصبوا علي ماء باردا، قال: فنزلت: {يا أيها المدثر. قم فأنذر. وربك فكبر}).

[4] 402 - باب: {قم فأنذر} /2/. 4639 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي وغيره قالا: حدثنا حرب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(جاورت بحراء). مثل حديث عثمان بن عمر، عن علي بن المبارك.

[4]

403 - باب: {وربك فكبر} /3/.

4640 - حدثنا إسحاق بن منصور: حدثنا عبد الصمد: حدثنا حرب: حدثنا يحيى قال:

سألت أبا سلمة: أي القرآن أنزل أول؟ فقال: {يا أيها المدثر}. فقلت: أنبئت أنه: {اقرأ باسم ربك الذي خلق}. فقال أبو سلمة: سألت جابر بن عبد الله: أي القرآن أنزل أول؟ فقال: {يا أيها المدثر}. فقلت: أنبئت أنه: {اقرأ باسم ربك}. فقال: لا أخبرك إلا بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (جاورت في حراء، فلما قضيت جواري هبطت، فاستبطنت الوادي، فنوديت، فنظرت أمامي وخلفي، وعن يميني وعن شمالي، فإذا هو جالس على عرش بين السماء والأرض، فأتيت خديجة فقلت: دثروني وصبوا علي ماء باردا، وأنزل علي: {يا أيها المدثر. قم فأنذر. وربك فكبر}).

[4] 404 - باب: {وثيابك فطهر} /4/. 4641 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب. وحدثني عبد الله بن محمد: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزهري: فأخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال:

سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يحدث عن فترة الوحي، فقال في حديثه: (فبينا أنا أمشي، إذ سمعت صوتا من السماء، فرفعت رأسي، فإذا الملك الذي جاءني بحراء، جالس على كرسي بين السماء والأرض، فجئثت منه رعبا، فرجعت فقلت: زملوني زملوني، فدثروني، فأنزل الله تعالى: {يا أيها المدثر. إلى: والرجز فاهجر}. قبل أن تفرض الصلاة، وهي الأوثان.

[4]

405 - باب: قوله: {والرجز فاهجر} /5/.

يقال: الرجز والرجس العذاب. 4642 - حدثنا عبد الله بن يوسف: حدثنا الليث، عن عقيل: قال ابن شهاب: سمعت أبا سلمة قال: أخبرني جابر بن عبد الله:

أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يحدث عن فترة الوحي: (فبينا أنا أمشي، سمعت صوتا من السماء، فرفعت بصري قبل السماء، فإذا الملك الذي جاءني بحراء، قاعد على كرسي بين السماء والأرض، فجئثت منه، حتى هويت إلى الأرض، فجئت أهلي فقلت: زملوني زملوني، فزملوني، فأنزل الله تعالى: {يا أيها المدثر. قم فأنذر - إلى قوله - فاهجر}. قال أبو سلمة: والرجز الأوثان - ثم حمي الوحي وتتابع).

[4]

406 - باب: تفسير سورة القيامة.

وقوله: {لاتحرك به لسانك لتعجل به} /16/: وقال ابن عباس: {سدى} /36/: هملا. {ليفجر أمامه} /5/: سوف أتوب، سوف أعمل. {لاوزر} /11/: لا حصن. 4643/4645 - حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان: حدثنا موسى بن أبي عائشة، وكان ثقة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي حرك به لسانه - ووصف سفيان - يريد أن يحفظه، فأنزل الله: {لا تحرك به لسانك لتعجل به}.

[5] 407 - باب: {إن علينا جمعه وقرآنه} /17/. (4644) - حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن موسى بن أبي عائشة:

أنه سأل سعيد بن جبير عن قوله تعالى: {لا تحرك به لسانك}. قال: وقال ابن عباس: كان يحرك شفتيه إذا أنزل عليه، فقيل له: {لاتحرك به لسانك}. يخشى أن ينفلت منه، {إن علينا جمعه وقرآنه} أن نجمعه في صدرك، {وقرآنه} أن تقرأه، {فإذا قرأناه} يقول: أنزل عليه {فاتبع قرآنه. ثم إن علينا بيانه} أن نبينه على لسانك.

[5] 408 - باب: قوله: {فأذا قرأناه فاتبع قرآنه} /18/. قال ابن عباس: قرأناه: بيناه، فاتبع: اعمل به. (4645) - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا جرير، عن موسى بن أبي عائشة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، في قوله:

{لا تحرك به لسانك لتعجل به}. قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل جبريل بالوحي، وكان مما يحرك به لسانه وشفتيه فيشتد عليه، وكان يعرف منه، فأنزل الله الآية التي في: {لا أقسم بيوم القيامة}، {لاتحرك به لسانك لتعجل به. إن علينا جمعه وقرآنه}. قال: علينا أن نجمعه في صدرك، {وقرآنه. فإذا قرأناه فاتبع قرآنه} فإذا أنزلناه فاستمع، {ثم إن علينا بيانه} علينا أن نبينه بلسانك. قال: فكان إذا أتاه جبريل أطرق، فإذا ذهب قرأه كما وعد الله.

[5] {أولى لك فأولى} /34/: توعد.

409 - باب: تفسير سورة (الإنسان، الدهر): {هل أتى على الإنسان} /1/.

يقال معناه: أتى على الإنسان، وهل: تكون جحدا، وتكون خبرا، وهذا من الخبر، يقول: كان شيئا، فلم يكن مذكورا، وذلك من حين خلقه من طين إلى أن ينفخ فيه الروح. {أمشاج} /2/: الأخلاط، ماء المرأة وماء الرجل، الدم والعلقة، ويقال إذا خلط: مشيج كقولك: خليط، وممشوج مثل: مخلوط. ويقرأ: {سلاسلا وأغلالا} /4/: ولم يجر بعضهم. {مستطيرا} /7/: ممتدا البلاء. والقمطرير: الشديد، يقال: يوم قمطرير ويوم قماطر، والعبوس والقمطرير والقماطر والعصيب: أشد ما يكون من الأيام في البلاء. وقال الحسن: النضرة في الوجه والسرور في القلب. وقال ابن عباس: {الأرائك} /13/: السرر. وقال البراء: {وذللت قطوفها} /14/: يقطفون كيف شاؤوا. وقال معمر: {أسرهم} /28/: شدة الخلق، وكل شيء شددته من قتب وغبيط فهو مأسور. 410 - باب: تفسير سورة: {والمرسلات}. وقال مجاهد: {جمالات} /33/: حبال. {اركعوا} صلوا {لا يركعون} /48/: لا يصلون. وسئل ابن عباس: {لا ينطقون} /35/. {والله ربنا ما كنا مشركين} / الأنعام: 23/. {اليوم نختم على أفواههم} /يس: 65/. فقال: إنه ذو ألوان، مرة ينطقون، ومرة يختم عليهم. 4646/4647 - حدثني محمود: حدثنا عبيد الله، عن إسرائيل، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله رضي الله عنه قال:

كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنزلت عليه: {والمرسلات}. وإنا لنتلقاها من فيه، فخرجت حية، فابتدرناها، فسبقتنا فدخلت جحرها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وقيت شركم، كما وقيتم شرها).

حدثنا عبدة بن عبد الله: أخبرنا يحيى بن آدم، عن إسرائيل، عن منصور: بهذا. وعن إسرائيل، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله: مثله. وتابعه أسود بن عامر، عن إسرائيل. وقال حفص وأبو معاوية وسليمان بن قرم، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود. قال يحيى بن حماد: أخبرنا أبو عوانة، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله. وقال ابن إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن عبد الله.

(4647) - حدثنا قتيبة: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود قال: قال عبد الله:
بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غار، إذ نزلت عليه: {والمرسلات}. فتلقيناها من فيه، وإن فاه لرطب بها، إذ خرجت حية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عليكم اقتلوها). قال: فابتدرناها فسبقتنا، قال: فقال: (وقيت شركم، كما وقيتم شرها).

[1733]

411 - باب: قوله: {إنها ترمي بشرر كالقصر} /32/.

4648 - حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان: حدثنا عبد الرحمن بن عابس قال: سمعت ابن عباس:

{إنها ترمي بشرر كالقصر}. قال: كنا نرفع الخشب بقصر ثلاثة أذرع أو أقل، فنرفعه للشتاء، فنسميه القصر.

[4649] 412 - باب: قوله: {كأنه جمالات صفر} /33/. 4649 - حدثنا عمرو بن علي: حدثنا يحيى: أخبرنا سفيان: حدثني عبد الرحمن ابن عابس: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما:

{ترمي بشرر}. كنا نعمد إلى الخشبة ثلاثة أذرع أو فوق ذلك، فنرفعه للشتاء، فنسميه القصر. {كأنه جمالات صفر} حبال السفن تجمع حتى تكون كأوساط الرجال.

[4648] 413 - باب: قوله: {هذا يوم لا ينطقون} /35/.

4650 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش: حدثني إبراهيم، عن الأسود، عن عبد الله قال:

بينما نحن مع النبي صلى الله عليه وسلم في غار، إذ نزلت عليه: {والمرسلات}. فإنه ليتلوها، وإني لأتلقاها من فيه، وإن فاه لرطب بها، إذ وثبت علينا حية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (اقتلوها). فابتدرناها فذهبت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (وقيت شركم، كما وقيتم شرها).

قال عمر: حفظته من أبي: في غار بمنى. [1733]

414 - باب: تفسير سورة النبأ: {عم يتساءلون} /1/.

قال مجاهد: {لا يرجون حسابا} /27/: لا يخافونه. {لا يملكون منه خطابا} /37/: لا يملكونه إلا أن يأذن لهم. {صوابا} /38/: حقا في الدنيا وعمل به. وقال ابن عباس: {وهاجا} /13/: مضيئا. {ثجاجا} /14/: منصبا. {ألفافا} /16/: ملتفة. وقال غيره: {غساقا} /25/: غسقت عينه، ويغسق الجرح: يسيل، كأن الغساق والغسيق واحد. {عطاء حسابا} /36/: جزاء كافيا، أعطاني ما أحسبني، أي كفاني.

415 - باب: {يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا} /18/: زمرا.

4651 - حدثني محمد: أخبرنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(ما بين النفختين أربعون). قال: أربعون يوما؟ قال: أبيت، قال: أربعون شهرا؟ قال: أبيت، قال: أربعون سنة؟ قال: أبيت. قال: (ثم ينزل الله من السماء ماء، فينبتون كما ينبت البقل، ليس من الإنسان شيء إلا يبلى، إلا عظما واحدا وهو عجب الذنب، ومنه يركب الخلق يوم القيامة).

[4536]

416 - باب: تفسير سورة: {والنازعات}.

{زجرة} /13/: صيحة. وقال مجاهد: {ترجف الراجفة} /6/: هي الزلزلة. {الآية الكبرى} /20/: عصاه ويده. {سمكها} /28/: بناها بغير عمد. {طغى} /17/: عصى. يقال: الناخرة والنخرة سواء، مثل الطامع والطمع، والباخل والبخل. وقال بعضهم: النخرة البالية، والناخرة: العظم المجوف الذي تمر فيه الريح فينخر. وقال ابن عباس: {الحافرة} /10/: إلى أمرنا الأول، إلى الحياة. وقال غيره: {أيان مرساها} /42/: متى منتهاها، ومرسى السفينة حيث تنتهي. {الراجفة} /6/: النفخة الأولى. {الرادفة} /7/: النفخة الثانية.

4652 - حدثنا أحمد بن المقدام: حدثنا الفضيل بن سليمان: حدثنا أبو حازم: حدثنا سهل بن سعد رضي الله عنه قال:

رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بإصبعيه هكذا، بالوسطى والتي تلي الإبهام: (بعثت أنا والساعة كهاتين).

[4995، 6138] قال ابن عباس: {أغطش} /29/: أظلم. {الطامة} /34/: تطم كل شيء. 417 - باب: تفسير سورة: {عبس}. {عبس وتولى} /1/: كلح وأعرض. وقال غيره: {مطهرة} /14/: لا يمسها إلا المطهرون، وهم الملائكة، وهذا مثل قوله: {فالمدبرات أمرا} /النازعات: 5/: جعل الملائكة والصحف مطهرة، لأن الصحف يقع عليها التطهير، فجعل التطهير لمن حملها أيضا. وقال مجاهد: الغلب: الملتفة، والأب: ما يأكل الأنعام. {سفرة} /15/: الملائكة، واحدهم سافر، سفرت: أصلحت بينهم، وجعلت الملائكة - إذا نزلت بوحي الله وتأديبه - كالسفير الذي يصلح بين القوم. وقال غيره: {تصدى} /6/: تغافل عنه. وقال مجاهد: {لما يقض} /23/: لا يقضي أحد ما أمر به. وقال ابن عباس: {ترهقها} /41/: تغشاها شدة. {مسفرة} /38/: مشرقة. {بأيدي سفرة} /15/: وقال ابن عباس: كتبة أسفارا، كتبا. {تلهى} /10/: تشاغل. يقال: واحد الأسفار سفر. {فأقبره} /21/: يقال أقبرت الرجل جعلت له قبرا، قبرته دفنته. 4653 - حدثنا آدم: حدثنا شعبة: حدثنا قتادة قال: سمعت زرارة بن أوفى يحدث، عن سعد بن هشام، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(مثل الذي يقرأ القرآن، وهو حافظ له، مع السفرة الكرام البررة، ومثل الذي يقرأ، وهو يتعاهده، وهو عليه شديد، فله أجران).

418 - باب: تفسير سورة: {إذا الشمس كورت}. (التكوير) {انكدرت} /2/: انتثرت. وقال الحسن: {سجرت} /6/: ذهب ماؤها فلا تبقى قطرة، وقال مجاهد: {المسجور} /الطور: 6/: المملوء، وقال غيره: {سجرت} أفضى بعضها إلى بعض، فصارت بحرا واحدا. والخنس: تخنس في مجراها: ترجع، وتكنس: تستتر كما تكنس الظباء. {تنفس} /18/: ارتفع النهار. والظنين المتهم، والضنين يضن به. وقال عمر: {النفوس زوجت} /7/: يزوج نظيره من أهل الجنة والنار، ثم قرأ: {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} /الصافات: 22/. {عسعس} /17/: أدبر. 419 - باب: تفسير سورة: {إذا السماء انفطرت}. (الانفطار) انفطارها: انشقاقها. ويذكر عن ابن عباس: {بعثرت} /4/: يخرج من فيها من الأموات. وقال الربيع بن خثيم: {فجرت} /3/: فاضت. وقرأ الأعمش وعاصم: {فعدلك} /7/: بالتخفيف، وقرأه أهل الحجاز بالتشديد، وأراد: معتدل الخلق، ومن خفف يعني: {في أي صورة} /8/: شاء: إما حسن، وإما قبيح، وطويل أو قصير. 420 - باب: تفسير سورة: {ويل للمطففين}. (المطففين) وقال مجاهد: {ران} /14/: ثبت الخطايا. {ثوب} /36/: جوزي. وقال غيره: المطفف لا يوفي غيره. الرحيق: الخمر. {ختامه مسك} /26/: طينته. التسنيم: يعلو شراب أهل الجنة. {يوم يقوم الناس لرب العالمين} /6/. 4654 - حدثنا إبراهيم بن المنذر: حدثنا معن قال: حدثني مالك، عن نافع، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

({يوم يقوم الناس لرب العالمين}. حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه).

[6166] 421 - باب: تفسير سورة: {إذا السماء انشقت}. (الانشقاق) قال مجاهد: {كتابه بشماله} /الحاقة: 25/: يأخذ كتابه من وراء ظهره. {أذنت} /2، 5/: سمعت وأطاعت {لربها}. {وألقت ما فيها} من الموتى {وتخلت} /4/: عنهم. {وسق} /17/: جمع من دابة. {ظن أن لن يحور} /14/: لا يرجع إلينا. 422 - باب: {فسوف يحاسب حسابا يسيرا} /8/. 4655 - حدثنا عمرو بن علي: حدثنا يحيى، عن عثمان بن الأسود قال: سمعت ابن أبي مليكة: سمعت عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم. حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. حدثنا مسدد، عن يحيى، عن أبي يونس حاتم بن أبي صغيرة، عن ابن أبي مليكة، عن القاسم، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(ليس أحد يحاسب إلا هلك). قالت: قلت: يا رسول الله، جعلني الله فداءك، أليس يقول الله عز وجل: {فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا}. قال: (ذاك العرض يعرضون، ومن نوقش الحساب هلك)

[103]

423 - باب: {لتركبن طبقا عن طبق} /19/.

4656 - حدثنا سعيد بن النضر: أخبرنا هشيم: أخبرنا أبو بشر جعفر بن إياس، عن مجاهد قال: قال ابن عباس:

{لتركبن طبقا عن طبق}. حالا بعد حال، قال هذا نبيكم صلى الله عليه وسلم.

424 - باب: تفسير سورة البروج. وقال مجاهد: {الأخدود} /4/: شق في الأرض. {فتنوا} /10/: عذبوا. وقال ابن عباس في قوله تعالى: {الودود} /14/: الحبيب. {المجيد} /15/: الكريم. 425 - باب: تفسير سورة الطارق. هو النجم، وما أتاك ليلا فهو طارق. {النجم الثاقب} /3/: المضيء، وقال مجاهد: {الثاقب} الذي يتوهج. وقال مجاهد: {ذات الرجع} /11/: سحاب يرجع بالمطر. {ذات الصدع} /12/: تتصدع بالنبات. وقال ابن عباس: {لقول فصل} /13/: لحق. {لما عليها حافظ} /4/: إلا عليها حافظ. 426 - باب: تفسير سورة: {سبح اسم ربك الأعلى}. (الأعلى) وقال مجاهد: {قدر فهدى} /3/: قدر الإنسان الشقاء والسعادة، وهدى الأنعام لمراتعها. وقال ابن عباس: {غثاء أحوى} /5/: هشيما متغيرا. 4657 - حدثنا عبدان قال: أخبرني أبي، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن البراء رضي الله عنه قال:

أول من قدم علينا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير وابن أم مكتوم، فجعلا يقرئاننا القرآن، ثم جاء عمار وبلال وسعد، ثم جاء عمر بن الخطاب في عشرين، ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم، فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم به، حتى رأيت الولائد والصبيان يقولون: هذا رسول الله قد جاء، فما جاء حتى قرأت: {سبح اسم ربك الأعلى}. في سور مثلها.

[3709]

427 - باب: تفسير سورة: {هل أتاك حديث الغاشية}. (الغاشية)

وقال ابن عباس: {عاملة ناصبة} /3/: النصارى. وقال مجاهد: {عين آنية} /5/: بلغ إناها وحان شربها. {حميم آن} /الرحمن: 44/: بلغ إناه. {لاتسمع فيها لاغية} /11/: شتما. ويقال: الضريع: نبت يقال له الشبرق، يسميه أهل الحجاز الضريع إذا يبس، وهو سم. {بمسيطر} /22/: بمسلط، ويقرأ بالصاد والسين. وقال ابن عباس: {إيابهم} /25/: مرجعهم. 428 - باب: تفسير سورة: {والفجر}. (الفجر) وقال مجاهد: {الوتر} /3/: الله. {إرم ذات العماد} /7/: يعني القديمة، والعماد أهل عمود لا يقيمون. {سوط عذاب} /13/: الذي عذبوا به. {أكلا لما} /19/: السف. و{جما} /20/: الكثير. وقال مجاهد: كل شيء خلقه فهو شفع، السماء شفع، والوتر: الله تبارك وتعالى. وقال غيره: {سوط عذاب} /13/: كلمة تقولها العرب لكل نوع من العذاب يدخل فيه السوط. {لبالمرصاد} /14/: إليه المصير. {تحاضون} /18/: تحافظون، و{تحضون} تأمرون بإطعامه. {المطمئنة} /27/: المصدقة بالثواب. وقال الحسن: {يا أيتها النفس المطمئنة}: إذا أراد الله عز وجل قبضها اطمأنت إلى الله واطمأن الله إليها، ورضيت عن الله ورضي الله عنها، فأمر بقبض روحها، وأدخلها الله الجنة، وجعله من عباده الصالحين. وقال غيره: {جابوا} /9/: نقبوا، من جيب القميص: قطع له جيب، يجوب الفلاة يقطعها. {لما} /19/: لممته أجمع: أتيت على آخره. 429 - باب: تفسير سورة: {لا أقسم}. (البلد) وقال مجاهد: {وأنت حل بهذا البلد} /2/: مكة، ليس عليك ما على الناس فيه من الإثم. {ووالد} آدم {وما ولد} /3/. {لبدا} /6/: كثيرا. و{النجدين} /10/: الخير والشر. {مسغبة} /14/: مجاعة. {متربة} /16/: الساقط في التراب، يقال: {فلا اقتحم العقبة} /11/: فلم يقتحم العقبة في الدنيا، ثم فسر العقبة فقال: {وما أدراك ما العقبة. فك رقبة. أو إطعام في يوم ذي مسغبة} /12 - 14/. 430 - باب: تفسير سورة: {والشمس وضحاها}. (الشمس) وقال مجاهد: ضحاها: ضوؤها. {إذا تلاها} /2/: تبعها. و{طحاها} /6/: دحاها. {دساها} /10/: أغواها. {فألهمها} /8/: عرفها الشقاء والسعادة. {بطغواها} /11/: بمعاصيها. {ولا يخاف عقباها} /15/: عقبى أحد. 4658 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا وهيب: حدثنا هشام، عن أبيه: أنه أخبره عبد الله بن زمعة: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يخطب، وذكر الناقة والذي عقر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

({إذا انبعث أشقاها}: انبعث لها رجل عزيز عارم، منيع في رهطه، مثل أبي زمعة). وذكر النساء فقال: (يعمد أحدكم يجلد امرأته جلد العبد، فلعله يضاجعها من آخر يومه). ثم وعظهم في ضحكهم من الضرطة، وقال: (لم يضحك أحدكم مما يفعل).

وقال أبو معاوية: حدثنا هشام، عن أبيه، عن عبد الله بن زمعة: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مثل أبي زمعة عم الزبير بن العوام). [3197]

431 - باب: تفسير سورة: {والليل إذا يغشى}. (الليل)

وقال ابن عباس: {وكذب بالحسنى} /9/: بالخلف. وقال مجاهد: {تردى} /11/: مات. و{تلظى} /14/: توهج، وقرأ عبيد بن عمير: {تتلظى}.

432 - باب: {والنهار إذا تجلى} /2/.

4659 - حدثنا قبيصة بن عقبة: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة قال:

دخلت في نفر من أصحاب عبد الله الشأم، فسمع بنا أبو الدرداء فأتانا، فقال: أفيكم من يقرأ؟ فقلنا نعم. قال: فأيكم أقرأ؟ فأشاروا إلي، فقال: اقرأ، فقرأت: {والليل إذا يغشى. والنهار إذا تجلى. والذكر والأنثى}. قال: أنت سمعتها من في صاحبك؟ قلت: نعم، قال: وأنا سمعتها من في النبي صلى

الله عليه وسلم، وهؤلاء يأبون علينا. [4660]

433 - باب: {وما خلق الذكر والأنثى} /3/.

4660 - حدثنا عمر: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم قال:

قدم أصحاب عبد الله على أبي الدرداء، فطلبهم فوجدهم، فقال: أيكم يقرأ على قراءة عبد الله؟ قال: كلنا، قال: فأيكم أحفظ؟ فأشاروا إلى علقمة، قال: كيف سمعته يقرأ: {والليل إذا يغشى}. قال علقمة: {والذكر والأنثى}. قال: أشهد أني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هكذا، وهؤلاء يريدونني على أن أقرأ: {وما خلق الذكر والأنثى}. والله لا أتابعهم.

[4659]

434 - باب: قوله: {فأما من أعطى واتقى} /5/.

4661 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي رضي الله عنه قال:

كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بقيع الغرقد في جنازة، فقال: (ما منكم من أحد، إلا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار). فقالوا: يا رسول الله، أفلا نتكل؟ فقال: (اعملوا فكل ميسر. ثم قرأ: {فأما من أعطى واتقى. وصدق بالحسنى - إلى قوله - للعسرى}).

[1296] 435 - باب: قوله: {وصدق بالحسنى} /6/. 4662 - حدثنا مسدد: حدثنا عبد الواحد: حدثنا الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن، عن علي رضي الله عنه قال:

كنا قعودا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر الحديث.

[1296]

436 - باب: {فسنيسره لليسرى} /7/.

4663 - حدثنا بشر بن خالد: أخبرنا محمد بن جعفر: حدثنا شعبة، عن سليمان، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم:

أنه كان في جنازة، فأخذ عودا ينكت في الأرض، فقال: (ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار أو من الجنة). قالوا: يا رسول الله، أفلا نتكل؟ قال: (اعملوا فكل ميسر. فأما من أعطى واتقى. وصدق بالحسنى}). الآية.

قال شعبة: وحدثني به منصور، فلم أنكره من حديث سليمان. [1296]

437 - باب: {وأما من بخل واستغنى} /8/.

4464 - حدثنا يحيى: حدثنا وكيع، عن الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن، عن علي عليه السلام قال:

كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (مامنكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار). فقلنا يا رسول، أفلا نتكل؟ قال: (لا، اعملوا فكل ميسر. ثم قرأ: {فأما من أعطى واتقى. وصدق بالحسنى. فسنيسره لليسرى - إلى قوله - فسنيسره للعسرى).

[1296]

438 - باب: قوله: {وكذب بالحسنى} /9/.

4665 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة: حدثنا جرير، عن منصور، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي رضي الله عنه قال: كنا في جنازة في بقيع الغرقد، فأتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقعد وقعدنا حوله، ومعه مخصرة، فنكس، فجعل ينكت بمخصرته، ثم قال: (ما منكم من أحد، وما من نفس منفوسة، إلا كتب مكانها من الجنة والنار، وإلا قد كتبت شقية أو سعيدة). قال رجل: يا رسول الله، أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل، فمن كان منا من أهل السعادة فسيصير إلى أهل السعادة، ومن كان منا من أهل الشقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة؟ قال: (أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاء. ثم قرأ: {فأما من أعطى واتقى. وصدق بالحسنى}). الآية. [1296]

439 - باب: {فسنيسره للعسرى} /10/.

4666 - حدثنا آدم: حدثنا شعبة، عن الأعمش قال: سمعت سعد بن عبيدة يحدث، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي رضي الله عنه قال:

كان النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة، فأخذ شيئا فجعل ينكت به الأرض، فقال: (ما منكم من أحد، إلا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة). قالوا: يا رسول الله، أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ قال: (اعملوا فكل ميسر لما خلق له، أما من كان من أهل السعادة فييسر لعمل أهل السعادة، وأما من كان من أهل الشقاء فييسر لعمل أهل الشقاوة. ثم قرأ: {فأما من أعطى واتقى. وصدق بالحسنى}). الآية.

[1296]

440 - باب: تفسير سورة: {والضحى}. (الضحى)

وقال مجاهد: {إذا سجى} /3/: استوى، وقال غيره: أظلم وسكن. {عائلا} /8/: ذو عيال. 4667 - حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا زهير: حدثنا الأسود بن قيس قال: سمعت جندب بن سفيان رضي الله عنه قال:

اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يقم ليلتين أو ثلاثا، فجاءت امرأة فقالت: يا محمد، إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك، لم أره قربك منذ ليلتين أو ثلاثا. فأنزل الله عز وجل: {والضحى والليل إذا سجى. ما ودعك ربك وما قلى}.

[1072] 441 - باب: قوله: {ما ودعك ربك وما قلى} /3/. تقرأ بالتشديد والتخفيف، بمعنى واحد، ما تركك ربك، وقال ابن عباس: ما تركك وما أبغضك. 4668 - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا محمد بن جعفر غندر: حدثنا شعبة، عن الأسود بن قيس قال:

سمعت جندبا البجلي: قالت امرأة: يا رسول الله، ما أرى صاحبك إلا أبطأك، فنزلت: {ما ودعك ربك وما قلى}.

[1072] 442 - باب: تفسير سورة: {ألم نشرح}. (الشرح) وقال مجاهد: {ووزرك} /2/: في الجاهلية. {أنقض} /3/: أثقل. {مع العسر يسرا} /5، 6/: قال ابن عيينة: أي مع ذلك العسر يسرا آخر، كقوله: {هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنين} /التوبة: 52/: ولن يغلب عسر يسرين. وقال مجاهد: {فانصب} /7/: في حاجتك إلى ربك. ويذكر عن ابن عباس: {ألم نشرح لك صدرك} /1/: شرح الله صدره للإسلام. 443 - باب: تفسير سورة: {والتين}. (التين) وقال مجاهد: هو التين والزيتون الذي يأكل الناس. يقال: {فما يكذبك} /7/: فما الذي يكذبك بأن الناس يدانون بأعمالهم؟ كأنه قال: ومن يقدر على تكذيبك بالثواب والعقاب؟ 4669 - حدثنا حجاج بن منهال: حدثنا شعبة قال: أخبرني عدي قال: سمعت البراء رضي الله عنه:

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في سفر، فقرأ في العشاء في إحدى الركعتين بالتين والزيتون. {تقويم}: الخلق.

[733]

444 - باب: تفسير سورة: {اقرأ باسم ربك الذي خلق}. (العلق)

وقال قتيبة: حدثنا حماد، عن يحيى بن عتيق، عن الحسن قال: اكتب في المصحف في أول الإمام: بسم الله الرحمن الرحيم، واجعل بين السورتين خطا. وقال مجاهد: {ناديه} /17/: عشيرته. {الزبانية} /18/: الملائكة. وقال: {الرجعى} /8/: المرجع. {لنسفعن} /15/: قال: لنأخذن، ولنسفعن بالنون، وهي الخفيفة، سفعت بيده: أخذت. 4670 - حدثنا يحيى: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب. حدثني سعيد بن مروان: حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة: أخبرنا أبو صالح سلموية قال: حدثني عبد اللع، عن يونس بن يزيد قال: أخبرني ابن شهاب: أن عروة ابن الزبير أخبره: أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت:

كان أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، فكان يلحق بغار حراء، فيتحنث فيه - قال: والتحنث التعبد - الليالي ذوات العدد قبل أن يرجع إلى أهله، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة، فيتزود بمثلها، حتى فجئه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال: اقرأ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أنا بقارئ). قال: (فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، قلت: ما أنا بقارىء، فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: {اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم. الذي علم بالقلم}. الآيات إلى قوله: {علم الإنسان ما لم يعلم}). فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ترجف بوادره، حتى دخل على خديجة، فقال: (زملوني زملوني). فزملوه حتى ذهب عنه الروع. قال لخديجة: (أي خديجة، ما لي، لقد خشيت على نفسي). فأخبرها الخبر، قالت خديجة: كلا، أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا، فوالله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق. فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل، وهو ابن عم خديجة أخي أبيها، وكان امرأ تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العربي، ويكتب من الإنجيل بالعربية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخا كبيرا قد عمي، فقالت خديجة: يا ابن عم، اسمع من ابن أخيك، قال ورقة: يا ابن أخي، ماذا ترى؟ فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى، فقال ورقة: هذا الناموس الذي أنزل على موسى، ليتني فيها جذعا، ليتني أكون حيا، ذكر حرفا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أو مخرجي هم). قال ورقة: نعم، لم يأت رجل بما جئت به إلا أوذي، وإن يدركني يومك حيا أنصرك نصرا مؤزرا. ثم لم ينشب ورقة أن توفي، وفتر الوحي فترة، حتى حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

[3] 4671 - قال محمد بن شهاب: فأخبرني أبو سلمة: أن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يحدث عن فترة الوحي، قال في حديثه:

(بينا أنا أمشي، سمعت صوتا من السماء، فرفعت بصري، فإذا الملك الذي جاءني بحراء، جالس على كرسي بين السماء والأرض، ففرقت منه، فرجعت، فقلت: زملوني زملوني، فدثروه، فأنزل الله تعالى: {يا أيها المدثر. قم فأنذر. وربك فكبر. وثيابك فطهر. والرجز فاهجر}. - قال أبو سلمة: وهي الأوثان التي كان أهل الجاهلية يعبدون - قال: ثم تتابع الوحي).

[4]

445 - باب: قوله: {خلق الإنسان من علق} /2/.

4672 - حدثنا ابن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة: أن عائشة رضي الله عنها قالت:

أول ما بدىء به رسول الله صلى الله عليه وسلم الرؤيا الصالحة، فجاءه الملك، فقال: {اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم}.

[3]

446 - باب: قوله: {اقرأ وربك الأكرم} /3/.

4673 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزهري (ح) وقال الليث: حدثني عقيل: قال محمد: أخبرني عروة، عن عائشة رضي الله عنها:

أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم الرؤيا الصادقة، جاءه الملك فقال: {اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم. الذي علم بالقلم}.

[3]

447 - باب: {الذي علم بالقلم} /4/.

4674 - حدثنا عبد الله بن يوسف: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب قال: سمعت عروة: قالت عائشة رضي الله عنها:

فرجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى خديجة، فقال: (زملوني زملوني). فذكر الحديث.

[3]

448 - باب: {كلا لئن لم ينته لنسفعن بالناصية. ناصية كاذبة خاطئة} /15، 16/.
4675 - حدثنا يحيى: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن عبد الكريم الجزري، عن عكرمة: قال ابن عباس: قال أبو جهل:
لئن رأيت محمدا يصلي عند الكعبة لأطان على عنقه. فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (لو فعله لأخذته الملائكة).

تابعه عمرو بن خالد، عن عبيد الله، عن عبد الكريم.

449 - باب: تفسير سورة: {إنا أنزلناه}. (القدر)

يقال: المطلع: هو الطلوع، والمطلع: الموضع الذي يطلع منه. {أنزلناه} الهاء كناية عن القرآن، {أنزلناه} مخرج الجميع، والمنزل هو الله، والعرب تؤكد فعل الواحد فتجعله بلفظ الجميع، ليكون أثبت وأوكد.

450 - باب: تفسير سورة: {لم يكن}. (البينة)

{منفكين} /1/: زائلين. {قيمة} /3/: القائمة. {دين القيمة} /5/: أضاف الدين إلى المؤنث. 4676/4677 - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة: سمعت قتادة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه. قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي:

(إن الله أمرني أن أقرأ عليك: {لم يكن الذين كفروا}). قال: وسماني؟ قال: (نعم). فبكى.

حدثنا حسان بن حسان: حدثنا همام، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي: (إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن). قال أبي: آلله سماني لك؟ قال: (الله سماك لي). فجعل أبي يبكي. قال قتادة: فأنبئت أنه قرأ عليه: {لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب}. (4677) - حدثنا أحمد بن أبي داود أبو جعفر المنادي: حدثنا روح: حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بن كعب:

(إن الله أمرني أن أقرئك القرآن). قال: آلله سماني لك؟ قال: (نعم). قال: وقد ذكرت عند رب العالمين؟ قال: (نعم). فذرفت عيناه.

[3598]

451 - باب: تفسير سورة: {إذا زلزلت الأرض زلزالها}. (الزلزلة)

قوله: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره} /7/. يقال: {أوحى لها} /5/: أوحى إليها، ووحى لها ووحى إليها واحد. 4678 - حدثنا إسماعيل بن عبد الله: حدثنا مالك، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الخيل لثلاثة: لرجل أجر، ولرجل ستر، وعلى رجل وزر، فأما الذي له أجر، فرجل ربطها في سبيل الله، فأطال لها في مرج أو روضة، فما أصابت في طيلها ذلك في المرج والروضة، كان له حسنات، ولو أنها قطعت طيلها فاستنت شرفا أو شرفين، كانت آثارها وأوراثها حسنات له، ولو أنها مرت بنهر فشربت منه ولم يرد أن يسقي به كان ذلك حسنات له، فهي لذلك الرجل أجر. ورجل ربطها تغنيا وتعففا، ولم ينس حق الله في رقابها ولا ظهورها، فهي له ستر. ورجل ربطها فخرا ونواء، فهي على ذلك وزر). فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحمر، قال: (ما أنزل الله علي فيها إلا هذه الآية الفاذة الجامعة: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره}). [2242]

452 - باب: {ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره} /8/.

4679 - حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثني ابن وهب قال: أخبرني مالك، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة رضي الله عنه:

سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الحمر، فقال: (لم ينزل علي فيها شيء إلا هذه الآية الجامعة الفاذة: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره}).

[2242]

453 - باب: تفسير سورة: {والعاديات}.

وقال مجاهد: الكنود: الكفور. يقال: {فأثرن به نقعا} /4/: رفعن به غبارا. {لحب الخير} من أجل حب الخير {لشديد} /8/: لبخيل، ويقال للبخيل شديد. {حصل} /10/: ميز.

454 - باب: تفسير سورة: {القارعة}.

{كالفراش المبثوث} /4/: كغوغاء الجراد، يركب بعضه بعضا، كذلك الناس يجول بعضهم في بعض. {كالعهن} /8/: كألوان العهن، وقرأ عبد الله: كالصوف. 455 - باب: تفسير سورة: {ألهاكم}. (التكاثر) وقال ابن عباس: {التكاثر} /1/: من الأموال والأولاد.

456 - باب: تفسير سورة: {والعصر}. (العصر)

وقال يحيى: العصر: الدهر، أقسم به. 457 - باب: تفسير سورة: {ويل لكل همزة}. (الهمزة) {الحطمة} /4/: اسم النار، مثل: {سقر} /القمر: 48/ و/المدثر: 26، 27، 42/. و: {لظى} /المعارج: 15/. 458 - باب: تفسير سورة: {ألم تر} /الفيل:1/: ألم تعلم. قال مجاهد: {أبابيل} /3/: متتابعة مجتمعة. وقال ابن عباس: {من سجيل} /4/: هي سنك وكل. 459 - باب: تفسير سورة: {لإيلاف قريش}. (قريش) وقال مجاهد: {لإيلاف} /1/: ألفوا ذلك، فلا يشق عليهم في الشتاء والصيف. {وآمنهم} /4/: من كل عدوهم في حرمهم. قال ابن عيينة: لإيلاف: لنعمتي على قريش. 460 - باب: تفسير سورة: {أرأيت}. (الماعون) وقال مجاهد: {يدع} /2/: يدفع عن حقه، يقال: هو من دععت. {يدعون} /الطور: 13/: يدفعون. {ساهون} /5/: لاهون. {والماعون} /7/: المعروف كله، وقال بعض العرب: الماعون: الماء، وقال عكرمة: أعلاها الزكاة المفروضة، وأدناها عارية المتاع. 461 - باب: تفسير سورة: {إنا أعطيناك الكوثر}. (الكوثر) وقال ابن عباس: {شانئك} /3/: عدوك. 4680 - حدثنا آدم: حدثنا شيبان: حدثنا قتادة، عن أنس رضي الله عنه قال:

لما عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء، قال: (أتيت على نهر، حافتاه قباب اللؤلؤ مجوفا، فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر).

[6210] 4681 - حدثنا خالد بن يزيد الكاهلي: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عائشة رضي الله عنها، قال:

سألتها عن قوله تعالى: {إنا أعطيناك الكوثر}. قالت: نهر أعطيه نبيكم صلى الله عليه وسلم، شاطئاه عليه در مجوف، آنيته كعدد النجوم.

رواه زكرياء، وأبو الأحوص، ومطرف، عن أبي إسحق. 4682 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم: حدثنا هشيم: حدثنا أبو بشر، عن سعيد ابن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في الكوثر:

هو الخير الذي أعطاه الله إياه. قال أبو بشر: قلت لسعيد بن جبير: فإن الناس يزعمون أنه نهر في الجنة؟ فقال سعيد: النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله إياه.

[6207]

462 - باب: تفسير سورة: {قل يا أيها الكافرون}. (الكافرون)

يقال: {لكم دينكم} الكفر {ولي دين} /6/: الإسلام، ولم يقل ديني، لأن الآيات بالنون، فحذفت الياء، كما قال: {يهدين} /الشعراء: 78/: و{يشفين} /الشعراء: 80/. وقال غيره: {لا أعبد ما تعبدون} /2/: الآن، ولا أجيبكم فيما بقي من عمري. {ولا أنتم عابدون ما أعبد} /3، 5/: وهم الذين قال: {وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا} /المائدة: 64، 68/.

463 - باب: تفسير سورة: {إذا جاء نصر الله}. (النصر)

4683/4684 - حدثنا الحسن بن الربيع: حدثنا أبو الأحوص، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة بعد أن نزلت عليه: {إذا جاء نصر الله والفتح}. إلا يقول فيها: (سبحانك ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي). (4684) - حدثنا عثمان بن أبي شيبة: حدثنا جرير، عن منصور، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها قالت:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي). يتأول القرآن.

[761]

464 - باب: قوله: {ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا} /2/.

4685 - حدثنا عبد الله بن أبي شيبة: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس:

أن عمر رضي الله عنه سألهم عن قوله تعالى: {إذا جاء نصر الله والفتح}. قالوا: فتح المدائن والقصور، قال: ما تقول يا ابن عباس؟ قال: أجل، أو مثل ضرب لمحمد صلى الله عليه وسلم، نعيت له نفسه.

[3428]

465 - باب: قوله: {فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا} /3/.

تواب على العباد، والتواب من الناس التائب من الذنب. 4686 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:

كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر، فكأن بعضهم وجد في نفسه، فقال: لم تدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله؟ فقال عمر: إنه من حيث علمتم، فدعاه ذات يوم فأدخله معهم، فما رئيت أنه دعاني يومئذ إلا ليريهم، قال: ما تقولون في قول الله تعالى: {إذا جاء نصر الله والفتح}. فقال بعضهم: أمرنا نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا، وسكت بعضهم فلم يقل شيئا، فقال لي: أكذاك تقول يا ابن عباس؟ فقلت: لا، قال: فما تقول؟ قلت: هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه له، قال: {فإذا جاء نصر الله والفتح}. وذلك علامة أجلك. {فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا}. فقال عمر: ما أعلم منها إلا ما تقول.

[3428]

466 - باب: تفسير سورة: {تبت يدا أبي لهب}. (المسد)

{وتب} /1/: خسر. {تباب} /غافر: 37/: خسران. {تتبيب} /هود: 101/: تدمير. 4678 - حدثنا يوسف بن موسى: حدثنا أبو أسامة: حدثنا الأعمش: حدثنا عمرو ابن مرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

لما نزلت: {وأنذر عشيرتك الأقربين}. ورهطك منهم المخلصين، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا، فهتف: (يا صباحاه). فقالوا: من هذا، فاجتمعوا إليه، فقال: (أرأيتم إن أخبرتكم أن خيلا تخرج من سفح هذا الجبل، أكنتم مصدقي). قالوا: ما جربنا عليك كذبا، قال: (فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد). قال أبو لهب: تبا لك، ما جمعتنا إلا لهذا، ثم قام. فنزلت: {تبت يدا أبي لهب وتب}. وقد تب. هكذا قرأها الأعمش يومئذ.

[1330]

467 - باب: قوله: {وتب. ما أغنى عنه ماله وما كسب} /2، 3/.

4688 - حدثنا محمد بن سلام: أخبرنا أبو معاوية: حدثنا الأعمش، عن عمرو ابن مرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس:

أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى البطحاء، فصعد إلى الجبل فنادى: (يا صباحاه). فاجتمعت إليه قريش، فقال: (أرأيتم إن حدثتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم، أكنتم تصدقونني). قالوا: نعم، قال: (فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد). فقال أبو لهب: ألهذا جمعتنا تبا لك، فأنزل الله عز وجل: {تبت يدا أبي لهب}.

[1330]

468 - باب: قوله: {سيصلى نارا ذات لهب} /3/.

4689 - حدثنا عمر بن حفص: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش: حدثني عمرو بن مرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما: قال أبو لهب:

تبا لك، ألهذا جمعتنا، فنزلت: {تبت يدا أبي لهب}.

[1330]

469 - باب: {وامرأته حمالة الحطب} /4/.

وقال مجاهد: {حمالة حطب} /4/: تمشي بالنميمة. {في جيدها حبل من مسد} /5/: يقال: من مسد: ليف المقل، وهي السلسلة التي في النار. 470 - باب: تفسير قوله: {قل هو الله أحد}. (الإخلاص) يقال: لا ينون {أحد} أي واحد. 4690 - حدثنا أبو اليمان: حدثنا شعيب: حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(قال الله: كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إياي فقوله: لن يعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته، وأما شتمه إياي فقوله: اتخذ الله ولدا وأنا الأحد الصمد، لم ألد ولم أولد، ولم يكن لي كفأ أحد).

[3021]

471 - باب: قوله: {الله الصمد} /2/.

والعرب تسمي أشرافها الصمد، قال أبو وائل: هو السيد الذي انتهى سودده. 4691 - حدثنا إسحاق بن منصور قال: وحدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن همام، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، أما تكذيبه إياي أن يقول: إني لن أعيده كما بدأته، وأما شتمه إياي أن يقول: اتخذ الله ولدا، وأنا الصمد الذي لم ألد ولم أولد، ولم يكن لي كفؤا أحد. {لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفوا أحد}).

كفؤا وكفيئا وكفاء واحد. [3021]

472 - باب: تفسير سورة: {قل أعوذ برب الفلق}. (الفلق)

وقال مجاهد: {غاسق} الليل {إذا وقب} /3/: غروب الشمس. يقال: أبين من فرق وفلق الصبح. {وقب} إذا دخل في كل شيء وأظلم. 4692 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا سفيان، عن عاصم وعبدة، عن زر ابن حبيش قال: سألت أبي بن كعب عن المعوذتين فقال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (قيل لي فقلت). فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. [4693]

473 - باب: تفسير سورة: {قل أعوذ برب الناس}. (الناس)

ويذكر عن ابن عباس: {الوسواس} /4/: إذا ولد خنسه الشيطان، فإذا ذكر الله عز وجل ذهب، وإذا لم يذكر الله ثبت على قلبه. 4693 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان: حدثنا عبدة بن أبي لبابة، عن زر بن حبيش. وحدثنا عاصم، عن زر قال:

سألت أبي بن كعب: قلت: يا أبا المنذر، إن أخاك ابن مسعود يقول كذا وكذا؟ فقال أبي: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: (قيل لي فقلت). قال: فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.