صحيح البخاري/كتاب فضائل الصحابة
بسم الله الرحمن الرحيم كتاب فضائل الصحابة
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
باب فضائل أصحاب النبي ورضي الله عنهم ومن صحب النبي أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه
[ 3449 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو قال : سمعت جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما يقول : حدثنا أبو سعيد الخدري قال : قال رسول الله : يأتي على الناس زمان فيغزو فئام من الناس فيقولون فيكم من صاحب رسول الله فيقولون نعم فيفتح لهم ثم يأتي على الناس زمان فيغزو فئام من الناس فيقال هل فيكم من صاحب أصحاب رسول الله فيقولون نعم فيفتح لهم ثم يأتي على الناس زمان فيغزو فئام من الناس فيقال هل فيكم من صاحب من صاحب أصحاب رسول الله فيقولون نعم فيفتح لهم
[ 3450 ] حدثنا إسحاق حدثنا النضر أخبرنا شعبة عن أبي جمرة سمعت زهدم بن مضرب سمعت عمران بن حصين رضى الله تعالى عنهما يقول : قال رسول الله : خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم قال عمران فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثا ثم إن بعدكم قوما يشهدون ولا يستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون وينذرون ولا يوفون ويظهر فيهم السمن
[ 3451 ] حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله رضى الله تعالى عنه أن النبي قال : خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته قال إبراهيم وكانوا يضربوننا على الشهادة والعهد ونحن صغار باب مناقب المهاجرين وفضلهم منهم أبو بكر عبد الله بن أبي قحافة التيمي رضى الله تعالى عنه وقول الله تعالى { للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون } ، وقال { إلا تنصروه فقد نصره الله } إلى قوله { إن الله معنا } قالت عائشة وأبو سعيد وابن عباس رضى الله تعالى عنهم وكان أبو بكر مع النبي في الغار
[ 3452 ] حدثنا عبد الله بن رجاء حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء قال اشترى أبو بكر رضى الله تعالى عنه من عازب رحلا بثلاثة عشر درهما ، فقال أبو بكر لعازب مر البراء فليحمل إلي رحلي ، فقال عازب لا حتى تحدثنا كيف صنعت أنت ورسول الله حين خرجتما من مكة والمشركون يطلبونكم قال ارتحلنا من مكة فأحيينا أو سرينا ليلتنا ويومنا حتى أظهرنا وقام قائم الظهيرة فرميت ببصري هل أرى من ظل فآوي إليه فإذا صخرة أتيتها فنظرت بقية ظل لها فسويته ثم فرشت للنبي فيه ثم قلت له اضطجع يا نبي الله فاضطجع النبي ثم انطلقت أنظر ما حولي هل أرى من الطلب أحدا فإذا أنا براعي غنم يسوق غنمه إلى الصخرة يريد منها الذي أردنا فسألته فقلت له لمن أنت يا غلام قال لرجل من قريش سماه فعرفته فقلت : هل في غنمك من لبن قال : نعم قلت : فهل أنت حالب لبنا لنا قال : نعم فأمرته فاعتقل شاة من غنمه ثم أمرته أن ينفض ضرعها من الغبار ثم أمرته أن ينفض كفيه ، فقال هكذا ضرب إحدى كفيه بالأخرى فحلب لي كثبة من لبن وقد جعلت لرسول الله إداوة على فمها خرقة فصببت على اللبن حتى برد أسفله فانطلقت به إلى النبي فوافقته قد استيقظ فقلت : اشرب يا رسول الله فشرب حتى رضيت ثم قلت : قد آن الرحيل يا رسول الله قال بلى فارتحلنا والقوم يطلبوننا فلم يدركنا أحد منهم غير سراقة بن مالك بن جعشم على فرس له فقلت : هذا الطلب قد لحقنا يا رسول الله ، فقال { لا تحزن إن الله معنا }
[ 3453 ] حدثنا محمد بن سنان حدثنا همام عن ثابت عن أنس عن أبي بكر رضى الله تعالى عنه قال : قلت للنبي وأنا في الغار لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا ، فقال : ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما باب قول النبي سدوا الأبواب إلا باب أبي بكر قاله ابن عباس عن النبي
[ 3454 ] حدثني عبد الله بن محمد حدثنا أبو عامر حدثنا فليح قال : حدثني سالم أبو النضر عن بسر بن سعيد عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه قال خطب رسول الله الناس ، وقال إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ذلك العبد ما عند الله قال : فبكى أبو بكر فعجبنا لبكائه أن يخبر رسول الله عن عبد خير فكان رسول الله هو المخير وكان أبو بكر أعلمنا ، فقال رسول الله : إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبا بكر ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر ولكن أخوة الإسلام ومودته لا يبقين في المسجد باب إلا سد إلا باب أبي بكر
باب فضل أبي بكر بعد النبي
[ 3455 ] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا سليمان عن يحيى بن سعيد عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال كنا نخير بين الناس في زمن النبي فنخير أبا بكر ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنهم
باب قول النبي لو كنت متخذا خليلا قاله أبو سعيد
[ 3456 ] حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا وهيب حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما عن النبي قال لو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر ولكن أخي وصاحبي
[ 3457 ] حدثنا معلى بن أسد وموسى قالا : حدثنا وهيب عن أيوب ، وقال لو كنت متخذا خليلا لاتخذته خليلا ولكن أخوة الإسلام أفضل حدثنا قتيبة حدثنا عبد الوهاب عن أيوب مثله
[ 3458 ] حدثنا سليمان بن حرب أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب عن عبد الله بن أبي مليكة قال كتب أهل الكوفة إلى بن الزبير في الجد ، فقال : أما الذي قال رسول الله : لو كنت متخذا من هذه الأمة خليلا لاتخذته أنزله أبا يعني أبا بكر
[ 3459 ] حدثنا الحميدي ومحمد بن عبد الله قالا : حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال أتت امرأة النبي فأمرها أن ترجع إليه قالت أرأيت إن جئت ولم أجدك كأنها تقول الموت قال إن لم تجديني فأتي أبا بكر
[ 3460 ] حدثني أحمد بن أبي الطيب حدثنا إسماعيل بن مجالد حدثنا بيان بن بشر عن وبرة بن عبد الرحمن عن همام قال : سمعت عمارا يقول رأيت رسول الله وما معه إلا خمسة أعبد وامرأتان وأبو بكر
[ 3461 ] حدثني هشام بن عمار حدثنا صدقة بن خالد حدثنا زيد بن واقد عن بسر بن عبيد الله عن عائذ الله أبي إدريس عن أبي الدرداء رضى الله تعالى عنه قال : كنت جالسا عند النبي إذ أقبل أبو بكر آخذا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته ، فقال النبي أما صاحبكم فقد غامر فسلم ، وقال إني كان بيني وبين بن الخطاب شيء فأسرعت إليه ثم ندمت فسألته أن يغفر لي فأبى علي فأقبلت إليك ، فقال يغفر الله لك يا أبا بكر ثلاثا ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر فسأل أثم أبو بكر فقالوا لا فأتى إلى النبي فسلم فجعل وجه النبي يتمعر حتى أشفق أبو بكر فجثا على ركبتيه ، فقال : يا رسول الله والله أنا كنت أظلم مرتين ، فقال النبي إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت ، وقال أبو بكر صدق وواساني بنفسه وماله فهل أنتم تاركو لي صاحبي مرتين فما أوذي بعدها
[ 3462 ] حدثنا معلى بن أسد حدثنا عبد العزيز بن المختار قال خالد الحذاء حدثنا عن أبي عثمان قال : حدثني عمرو بن العاص رضى الله تعالى عنه أن النبي بعثه على جيش ذات السلاسل فأتيته فقلت : أي الناس أحب إليك قال عائشة فقلت : من الرجال ، فقال أبوها قلت : ثم من قال عمر بن الخطاب فعد رجالا
[ 3463 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أن أبا هريرة رضى الله تعالى عنه قال : سمعت رسول الله يقول : بينما راع في غنمه عدا عليه الذئب فأخذ منها شاة فطلبه الراعي فالتفت إليه الذئب ، فقال من لها يوم السبع يوم ليس لها راع غيري وبينا رجل يسوق بقرة قد حمل عليها فالتفتت إليه فكلمته فقالت إني لم أخلق لهذا ولكني خلقت للحرث قال الناس سبحان الله قال النبي فإني أومن بذلك وأبو بكر وعمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنهما
[ 3464 ] حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله عن يونس عن الزهري قال : أخبرني ابن المسيب سمع أبا هريرة رضى الله تعالى عنه قال : سمعت النبي يقول : بينا أنا نائم رأيتني على قليب عليها دلو فنزعت منها ما شاء الله ثم أخذها بن أبي قحافة فنزع بها ذنوبا أو ذنوبين وفي نزعه ضعف والله يغفر له ضعفه ثم استحالت غربا فأخذها بن الخطاب فلم أر عبقريا من الناس ينزع نزع عمر حتى ضرب الناس بعطن
[ 3465 ] حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله : من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة ، فقال أبو بكر إن أحد شقي ثوبي يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه ، فقال رسول الله : إنك لست تصنع ذلك خيلاء قال موسى فقلت لسالم أذكر عبد الله من جر إزاره قال لم أسمعه ذكر إلا ثوبه
[ 3466 ] حدثنا أبو اليمان حدثنا شعيب عن الزهري قال : أخبرنا حميد بن عبد الرحمن بن عوف أن أبا هريرة قال : سمعت رسول الله يقول : من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دعي من أبواب يعني الجنة يا عبد الله هذا خير فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام وباب الريان ، فقال أبو بكر ما على هذا الذي يدعى من تلك الأبواب من ضرورة ، وقال هل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله قال : نعم وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر
[ 3467 ] حدثنا إسماعيل بن عبد الله حدثنا سليمان بن بلال عن هشام بن عروة عن عروة بن الزبير عن عائشة رضى الله تعالى عنها زوج النبي أن رسول الله مات وأبو بكر بالسنح قال إسماعيل يعني بالعالية فقام عمر يقول والله ما مات رسول الله قالت ، وقال عمر والله ما كان يقع في نفسي إلا ذاك وليبعثنه الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم فجاء أبو بكر فكشف عن رسول الله فقبله قال بأبي أنت وأمي طبت حيا وميتا والذي نفسي بيده لا يذيقك الله الموتتين أبدا ثم خرج ، فقال أيها الحالف على رسلك فلما تكلم أبو بكر جلس عمر فحمد الله أبو بكر وأثنى عليه ، وقال ألا من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ، وقال { إنك ميت وإنهم ميتون } ، وقال { وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين } فنشج الناس يبكون قال واجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة فقالوا منا أمير ومنكم أمير فذهب إليهم أبو بكر وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح فذهب عمر يتكلم فأسكته أبو بكر وكان عمر يقول والله ما أردت بذلك إلا أني قد هيأت كلاما قد أعجبني خشيت أن لا يبلغه أبو بكر ثم تكلم أبو بكر فتكلم أبلغ الناس ، فقال في كلامه نحن الأمراء وأنتم الوزراء ، فقال حباب بن المنذر لا والله لا نفعل منا أمير ومنكم أمير ، فقال أبو بكر لا ولكنا الأمراء وأنتم الوزراء هم أوسط العرب دارا وأعربهم أحسابا فبايعوا عمر أو أبا عبيدة بن الجراح ، فقال عمر بل نبايعك أنت فأنت سيدنا وخيرنا وأحبنا إلى رسول الله فأخذ عمر بيده فبايعه وبايعه الناس ، فقال قائل قتلتم سعدا ، فقال عمر قتله الله ، وقال عبد الله بن سالم عن الزبيدي قال عبد الرحمن بن القاسم أخبرني القاسم أن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت شخص بصر النبي ، ثم قال في الرفيق الأعلى ثلاثا وقص الحديث قالت فما كانت من خطبتهما من خطبة إلا نفع الله بها لقد خوف عمر الناس وإن فيهم لنفاقا فردهم الله بذلك ثم لقد بصر أبو بكر الناس الهدى وعرفهم الحق الذي عليهم وخرجوا به يتلون { وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل } إلى { الشاكرين
[ 3468 ] حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان حدثنا جامع بن أبي راشد حدثنا أبو يعلى عن محمد بن الحنفية قال : قلت لأبي أي الناس خير بعد رسول الله قال : أبو بكر قلت : ثم من قال ثم عمر وخشيت أن يقول عثمان قلت : ثم أنت قال : ما أنا إلا رجل من المسلمين
[ 3469 ] حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها أنها قالت خرجنا مع رسول الله في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش انقطع عقد لي فأقام رسول الله على التماسه وأقام الناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء فأتى الناس أبا بكر فقالوا ألا ترى ما صنعت عائشة أقامت برسول الله وبالناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء فجاء أبو بكر ورسول الله واضع رأسه على فخذي قد نام ، فقال حبست رسول الله والناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء قالت فعاتبني ، وقال : ما شاء الله أن يقول وجعل يطعنني بيده في خاصرتي فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله على فخذي فنام رسول الله حتى أصبح على غير ماء فأنزل الله آية التيمم فتيمموا ، فقال أسيد بن الحضير ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر فقالت عائشة فبعثنا البعير الذي كنت عليه فوجدنا العقد تحته
[ 3470 ] حدثنا آدم بن أبي إياس حدثنا شعبة عن الأعمش قال : سمعت ذكوان يحدث عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي لا تسبوا أصحابي فلوا أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه تابعه جرير وعبد الله بن داود وأبو معاوية ومحاضر عن الأعمش
[ 3471 ] حدثنا محمد بن مسكين أبو الحسن حدثنا يحيى بن حسان حدثنا سليمان عن شريك بن أبي نمر عن سعيد بن المسيب قال : أخبرني أبو موسى الأشعري أنه توضأ في بيته ثم خرج فقلت لألزمن رسول الله ولأكونن معه يومي هذا قال : فجاء المسجد فسأل عن النبي فقالوا خرج ووجه ها هنا فخرجت على إثره أسأل عنه حتى دخل بئر أريس فجلست عند الباب وبابها من جريد حتى قضى رسول الله حاجته فتوضأ فقمت إليه فإذا هو جالس على بئر أريس وتوسط قفها وكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر فسلمت عليه ثم انصرفت فجلست عند الباب فقلت لأكونن بواب رسول الله اليوم فجاء أبو بكر فدفع الباب فقلت : من هذا ، فقال أبو بكر فقلت : على رسلك ثم ذهبت فقلت : يا رسول الله هذا أبو بكر يستأذن ، فقال ائذن له وبشره بالجنة فأقبلت حتى قلت لأبي بكر ادخل ورسول الله يبشرك بالجنة فدخل أبو بكر فجلس عن يمين رسول الله معه في القف ودلى رجليه في البئر كما صنع النبي وكشف عن ساقيه ثم رجعت فجلست وقد تركت أخي يتوضأ ويلحقني فقلت : إن يرد الله بفلان خيرا يريد أخاه يأت به فإذا إنسان يحرك الباب فقلت : من هذا ، فقال عمر بن الخطاب فقلت : على رسلك ثم جئت إلى رسول الله فسلمت عليه فقلت : هذا عمر بن الخطاب يستأذن ، فقال ائذن له وبشره بالجنة فجئت فقلت : ادخل وبشرك رسول الله بالجنة فدخل فجلس مع رسول الله في القف عن يساره ودلى رجليه في البئر ثم رجعت فجلست فقلت : إن يرد الله بفلان خيرا يأت به فجاء إنسان يحرك الباب فقلت : من هذا ، فقال عثمان بن عفان فقلت : على رسلك فجئت إلى رسول الله فأخبرته ، فقال ائذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه فجئته فقلت له ادخل وبشرك رسول الله بالجنة على بلوى تصيبك فدخل فوجد القف قد ملئ فجلس وجاهه من الشق الآخر قال شريك قال سعيد بن المسيب فأولتها قبورهم
[ 3472 ] حدثني محمد بن بشار حدثنا يحيى عن سعيد عن قتادة أن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه حدثهم أن النبي صعد أحدا وأبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم ، فقال اثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان
[ 3473 ] حدثني أحمد بن سعيد أبو عبد الله حدثنا وهب بن جرير حدثنا صخر عن نافع أن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله : بينما أنا على بئر أنزع منها جاءني أبو بكر وعمر فأخذ أبو بكر الدلو فنزع ذنوبا أو ذنوبين وفي نزعه ضعف والله يغفر له ثم أخذها بن الخطاب من يد أبي بكر فاستحالت في يده غربا فلم أر عبقريا من الناس يفري فريه فنزع حتى ضرب الناس بعطن قال وهب العطن مبرك الإبل يقول حتى رويت الإبل فأناخت
[ 3474 ] حدثني الوليد بن صالح حدثنا عيسى بن يونس حدثنا عمر بن سعيد بن أبي الحسين المكي عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال إني لواقف في قوم فدعوا الله لعمر بن الخطاب وقد وضع على سريره إذا رجل من خلفي قد وضع مرفقه على منكبي يقول رحمك الله إن كنت لأرجو أن يجعلك الله مع صاحبيك لأني كثيرا مما كنت أسمع رسول الله يقول : كنت وأبو بكر وعمر وفعلت وأبو بكر وعمر وانطلقت وأبو بكر وعمر فإن كنت لأرجو أن يجعلك الله معهما فالتفت فإذا هو علي بن أبي طالب
[ 3475 ] حدثني محمد بن يزيد الكوفي حدثنا الوليد عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم عن عروة بن الزبير قال : سألت عبد الله بن عمرو عن أشد ما صنع المشركون برسول الله قال : رأيت عقبة بن أبي معيط جاء إلى النبي وهو يصلي فوضع رداءه في عنقه فخنقه به خنقا شديدا فجاء أبو بكر حتى دفعه عنه ، فقال { أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم }
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
باب مناقب عمر بن الخطاب أبي حفص القرشي العدوي رضى الله تعالى عنه
[ 3476 ] حدثنا حجاج بن منهال حدثنا عبد العزيز بن الماجشون حدثنا محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال : قال النبي رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة وسمعت خشفة فقلت : من هذا ، فقال هذا بلال ورأيت قصرا بفنائه جارية فقلت لمن هذا فقالوا لعمر فأردت أن أدخله فأنظر إليه فذكرت غيرتك ، فقال عمر بأبي وأمي يا رسول الله أعليك أغار
[ 3477 ] حدثنا سعيد بن أبي مريم أخبرنا الليث قال : حدثني عقيل عن ابن شهاب قال : أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة رضى الله تعالى عنه قال بينا نحن عند رسول الله إذ قال بينا أنا نائم رأيتني في الجنة فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر فقلت لمن هذا القصر قالوا لعمر فذكرت غيرته فوليت مدبرا فبكى عمر ، وقال أعليك أغار يا رسول الله
[ 3478 ] حدثني محمد بن الصلت أبو جعفر الكوفي حدثنا ابن المبارك عن يونس عن الزهري قال : أخبرني حمزة عن أبيه أن رسول الله قال : بينا أنا نائم شربت يعني اللبن حتى أنظر إلى الري يجري في ظفري أو في أظفاري ثم ناولت عمر فقالوا يا رسول الله فما أولته قال العلم
[ 3479 ] حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا محمد بن بشر حدثنا عبيد الله قال : حدثني أبو بكر ابن سالم عن سالم عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن النبي قال : أريت في المنام أني أنزع بدلو بكرة على قليب فجاء أبو بكر فنزع ذنوبا أو ذنوبين نزعا ضعيفا والله يغفر له ثم جاء عمر بن الخطاب فاستحالت غربا فلم أر عبقريا يفري فريه حتى روي الناس وضربوا بعطن قال ابن جبير العبقري عتاق الزرابي ، وقال يحيى الزرابي الطنافس لها خمل رقيق { مبثوثة } كثيرة
[ 3480 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال : حدثني أبي عن صالح عن ابن شهاب أخبرني عبد الحميد أن محمد بن سعد أخبره أن أباه قال : حدثني عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن أبي شهاب عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد عن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال استأذن عمر بن الخطاب على رسول الله وعنده نسوة من قريش يكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتهن على صوته فلما استأذن عمر بن الخطاب قمن فبادرن الحجاب فأذن له رسول الله فدخل عمر ورسول الله يضحك ، فقال عمر أضحك الله سنك يا رسول الله ، فقال النبي عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب ، فقال عمر فأنت أحق أن يهبن يا رسول الله ، ثم قال عمر يا عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله فقلن نعم أنت أفظ وأغلظ من رسول الله ، فقال رسول الله : إيها يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط إلا سلك فجا غير فجك
[ 3481 ] حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى عن إسماعيل حدثنا قيس قال : قال عبد الله ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر
[ 3482 ] حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله حدثنا عمر بن سعيد عن ابن أبي مليكة أنه سمع ابن عباس يقول وضع عمر على سريره فتكنفه الناس يدعون ويصلون قبل أن يرفع وأنا فيهم فلم يرعني إلا رجل آخذ منكبي فإذا علي بن أبي طالب فترحم على عمر ، وقال : ما خلفت أحدا أحب إلي أن ألقي الله بمثل عمله منك وأيم الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك وحسبت إني كنت كثيرا أسمع النبي يقول : ذهبت أنا وأبو بكر وعمر ودخلت أنا وأبو بكر وعمر وخرجت أنا وأبو بكر وعمر
[ 3483 ] حدثنا مسدد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد بن أبي عروبة ، وقال لي خليفة حدثنا محمد بن سواء وكهمس بن المنهال قالا : حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال صعد النبي أحدا ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فضربه برجله ، وقال اثبت أحد فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيدان
[ 3484 ] حدثنا يحيى بن سليمان قال : حدثني ابن وهب قال : حدثني عمر هو ابن محمد أن زيد بن أسلم حدثه عن أبيه قال سألني بن عمر عن بعض شأنه يعني عمر فأخبرته ، فقال : ما رأيت أحدا قط بعد رسول الله من حين قبض كان أجد وأجود حتى انتهى من عمر بن الخطاب
[ 3485 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس رضى الله تعالى عنه أن رجلا سأل النبي عن الساعة ، فقال متى الساعة قال وماذا أعددت لها قال لا شيء إلا أني أحب الله ورسوله ، فقال أنت مع من أحببت قال أنس فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي أنت مع من أحببت قال أنس فأنا أحب النبي وأبو بكر وعمر وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم وإن لم أعمل بمثل أعمالهم
[ 3486 ] حدثنا يحيى بن قزعة حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله : لقد كان فيما قبلكم من الأمم ناس محدثون فإن يك في أمتي أحد فإنه عمر زاد زكريا بن أبي زائدة عن سعد عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال النبي لقد كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء فإن يكن من أمتي منهم أحد فعمر
[ 3487 ] حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث حدثنا عقيل عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن قالا سمعنا أبا هريرة رضى الله تعالى عنه يقول : قال رسول الله : بينما راع في غنمه عدا الذئب فأخذ منها شاة فطلبها حتى استنقذها فالتفت إليه الذئب ، فقال له من لها يوم السبع ليس لها راع غيري ، فقال الناس سبحان الله ، فقال النبي فإني أومن به وأبو بكر وعمر وما ثم أبو بكر وعمر
[ 3488 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال : أخبرني أبو أمامة بن سهل بن حنيف عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه قال : سمعت رسول الله يقول : بينا أنا نائم رأيت الناس عرضوا علي وعليهم قمص فمنها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ دون ذلك وعرض علي عمر وعليه قميص اجتره قالوا فما أولته يا رسول الله قال الدين
[ 3489 ] حدثنا الصلت بن محمد حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا أيوب عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة قال لما طعن عمر جعل يألم ، فقال له بن عباس وكأنه يجزعه يا أمير المؤمنين ولئن كان ذاك لقد صحبت رسول الله فأحسنت صحبته ثم فارقته وهو عنك راض ثم صحبت أبا بكر فأحسنت صحبته ثم فارقته وهو عنك راض ثم صحبتهم فأحسنت صحبتهم ولئن فارقتهم لتفارقنهم وهم عنك راضون قال : أما ما ذكرت من صحبة رسول الله ورضاه فإنما ذاك من من الله تعالى من به علي وأما ما ذكرت من صحبة أبي بكر ورضاه فإنما ذاك من من الله جل ذكره من به علي وأما ما ترى من جزعي فهو من أجلك وأجل أصحابك والله لو أن لي طلاع الأرض ذهبا لافتديت به من عذاب الله عز وجل قبل أن أراه قال حماد بن زيد حدثنا أيوب عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس دخلت على عمر بهذا
[ 3490 ] حدثنا يوسف بن موسى حدثنا أبو أسامة قال : حدثني عثمان بن غياث حدثنا أبو عثمان النهدي عن أبي موسى رضى الله تعالى عنه قال : كنت مع النبي في حائط من حيطان المدينة فجاء رجل فاستفتح ، فقال النبي افتح له وبشره بالجنة ففتحت له فإذا أبو بكر فبشرته بما قال النبي فحمد الله ثم جاء رجل فاستفتح ، فقال النبي افتح له وبشره بالجنة ففتحت له فإذا هو عمر فأخبرته بما قال النبي فحمد الله ثم استفتح رجل ، فقال لي افتح له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه فإذا عثمان فأخبرته بما قال رسول الله : فحمد الله ، ثم قال الله المستعان
[ 3491 ] حدثنا يحيى بن سليمان قال : حدثني ابن وهب قال : أخبرني حيوة قال : حدثني أبو عقيل زهرة بن معبد أنه سمع جده عبد الله بن هشام قال كنا مع النبي وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
باب مناقب عثمان بن عفان أبي عمرو القرشي رضى الله تعالى عنه ، وقال النبي من يحفر بئر رومة فله الجنة فحفرها عثمان ، وقال من جهز جيش العسرة فله الجنة فجهزه عثمان
[ 3492 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن أيوب عن أبي عثمان عن أبي موسى رضى الله تعالى عنه أن النبي دخل حائطا وأمرني بحفظ باب الحائط فجاء رجل يستأذن ، فقال ائذن له وبشره بالجنة فإذا أبو بكر ثم جاء آخر يستأذن ، فقال ائذن له وبشره بالجنة فإذا عمر ثم جاء آخر يستأذن فسكت هنيهة ، ثم قال ائذن له وبشره بالجنة على بلوى ستصيبه فإذا عثمان بن عفان قال حماد وحدثنا عاصم الأحول وعلي بن الحكم سمعا أبا عثمان يحدث عن أبي موسى بنحوه وزاد فيه عاصم أن النبي كان قاعدا في مكان فيه ماء قد انكشف عن ركبتيه أو ركبته فلما دخل عثمان غطاها
[ 3493 ] حدثني أحمد بن شبيب بن سعيد قال : حدثني أبي عن يونس قال ابن شهاب أخبرني عروة أن عبيد الله بن عدي بن الخيار أخبره أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث قالا ما يمنعك أن تكلم عثمان لأخيه الوليد فقد أكثر الناس فيه فقصدت لعثمان حين خرج إلى الصلاة قلت : إن لي إليك حاجة وهي نصيحة لك قال : يا أيها المرء منك قال معمر أراه قال أعوذ بالله منك فانصرفت فرجعت إليهم إذ جاء رسول عثمان فأتيته ، فقال : ما نصيحتك فقلت : إن الله سبحانه بعث محمدا بالحق وأنزل عليه الكتاب وكنت ممن استجاب لله ولرسوله فهاجرت الهجرتين وصحبت رسول الله ورأيت هديه وقد أكثر الناس في شأن الوليد قال أدركت رسول الله قلت لا ولكن خلص إلي من علمه ما يخلص إلى العذراء في سترها قال : أما بعد فإن الله بعث محمدا بالحق فكنت ممن استجاب لله ولرسوله وآمنت بما بعث به وهاجرت الهجرتين كما قلت : وصحبت رسول الله وبايعته فوالله ما عصيته ولا غششته حتى توفاه الله عز وجل ثم أبو بكر مثله ثم عمر مثله ثم استخلفت أفليس لي من الحق مثل الذي لهم قلت : بلى قال : فما هذه الأحاديث التي تبلغني عنكم أما ما ذكرت من شأن الوليد فسنأخذ فيه بالحق إن شاء الله ثم دعا عليا فأمره أن يجلده فجلده ثمانين
[ 3494 ] حدثني محمد بن حاتم بن بزيغ حدثنا شاذان حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال كنا في زمن النبي لا نعدل بأبي بكر أحدا ثم عمر ثم عثمان ثم نترك أصحاب النبي لا نفاضل بينهم تابعه عبد الله عن عبد العزيز
[ 3495 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة حدثنا عثمان هو ابن موهب قال جاء رجل من أهل مصر وحج البيت فرأى قوما جلوسا ، فقال من هؤلاء القوم فقالوا هؤلاء قريش قال : فمن الشيخ فيهم قالوا عبد الله بن عمر قال : يا ابن عمر إني سائلك عن شيء فحدثني هل تعلم أن عثمان فر يوم أحد قال : نعم ، فقال تعلم أنه تغيب عن بدر ولم يشهد قال : نعم قال تعلم أنه تغيب عن بيعة الرضوان فلم يشهدها قال : نعم قال الله أكبر قال ابن عمر تعال أبين لك أما فراره يوم أحد فأشهد أن الله عفا عنه وغفر له وأما تغيبه عن بدر فإنه كانت تحته بنت رسول الله وكانت مريضة ، فقال له رسول الله إن لك أجر رجل ممن شهد بدرا وسهمه وأما تغيبه عن بيعة الرضوان فلو كان أحد أعز ببطن مكة من عثمان لبعثه مكانه فبعث رسول الله عثمان وكانت بيعة الرضوان بعد ما ذهب عثمان إلى مكة ، فقال رسول الله : بيده اليمنى هذه يد عثمان فضرب بها على يده ، فقال هذه لعثمان ، فقال له بن عمر اذهب بها الآن معك
[ 3496 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن سعيد عن قتادة أن أنسا رضى الله تعالى عنه حدثهم قال صعد النبي أحدا ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف ، فقال اسكن أحد أظنه ضربه برجله فليس عليك إلا نبي وصديق وشهيدان
باب قصة البيعة والاتفاق على عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه
[ 3497 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن حصين عن عمرو بن ميمون قال : رأيت عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه قبل أن يصاب بأيام بالمدينة وقف على حذيفة بن اليمان وعثمان بن حنيف قال كيف فعلتما أتخافان أن تكونا قد حملتما الأرض ما لا تطيق قالا حملناها أمرا هي له مطيقة ما فيها كبير فضل قال انظرا أن تكونا حملتما الأرض ما لا تطيق قال قالا لا ، فقال عمر لئن سلمني الله لأدعن أرامل أهل العراق لا يحتجن إلى رجل بعدي أبدا قال : فما أتت عليه إلا رابعة حتى أصيب قال إني لقائم ما بيني بينه إلا عبد الله بن عباس غداة أصيب وكان إذا مر بين الصفين قال استووا حتى إذا لم ير فيهم خللا تقدم فكبر وربما قرأ سورة يوسف أو النحل أو نحو ذلك في الركعة الأولى حتى يجتمع الناس فما هو إلا أن كبر فسمعته يقول قتلني أو أكلني الكلب حين طعنه فطار العلج بسكين ذات طرفين لا يمر على أحد يمينا ولا شمالا إلا طعنه حتى طعن ثلاثة عشر رجلا مات منهم سبعة فلما رأى ذلك رجل من المسلمين طرح عليه برنسا فلما ظن العلج أنه مأخوذ نحر نفسه وتناول عمر يد عبد الرحمن بن عوف فقدمه فمن يلي عمر فقد رأى الذي أرى وأما نواحي المسجد فإنهم لا يدرون غير أنهم قد فقدوا صوت عمر وهم يقولون سبحان الله سبحان الله فصلى بهم عبد الرحمن صلاة خفيفة فلما انصرفوا قال : يا ابن عباس انظر من قتلني فجال ساعة ثم جاء ، فقال غلام المغيرة قال الصنع قال : نعم قال قاتله الله لقد أمرت به معروفا الحمد لله الذي لم يجعل ميتتي بيد رجل يدعي الإسلام قد كنت أنت وأبوك تحبان أن تكثر العلوج بالمدينة وكان العباس أكثرهم رقيقا ، فقال إن شئت فعلت أي إن شئت قتلنا قال كذبت بعد ما تكلموا بلسانكم وصلوا قبلتكم وحجوا حجكم فاحتمل إلى بيته فانطلقنا معه وكأن الناس لم تصبهم مصيبة قبل يومئذ فقائل يقول لا بأس وقائل يقول أخاف عليه فأتي بنبيذ فشربه فخرج من جوفه ثم أتي بلبن فشربه فخرج من جرحه فعلموا أنه ميت فدخلنا عليه وجاء الناس فجعلوا يثنون عليه وجاء رجل شاب ، فقال أبشر يا أمير المؤمنين ببشرى الله لك من صحبة رسول الله وقدم في الإسلام ما قد علمت ثم وليت فعدلت ثم شهادة قال وددت أن ذلك كفاف لا علي ولا لي فلما أدبر إذا إزاره يمس الأرض قال ردوا علي الغلام قال ابن أخي ارفع ثوبك فإنه أنقى لثوبك وأتقى لربك يا عبد الله بن عمر انظر ما علي من الدين فحسبوه فوجدوه ستة وثمانين ألفا أو نحوه قال إن وفي له مال آل عمر فأده من أموالهم وإلا فسل في بني عدي بن كعب فإن لم تف أموالهم فسل في قريش ولا تعدهم إلى غيرهم فأد عني هذا المال انطلق إلى عائشة أم المؤمنين فقل يقرأ عليك عمر السلام ولا تقل أمير المؤمنين فإني لست اليوم للمؤمنين أميرا وقل يستأذن عمر بن الخطاب أن يدفن مع صاحبيه فسلم واستأذن ثم دخل عليها فوجدها قاعدة تبكي ، فقال يقرأ عليك عمر بن الخطاب السلام ويستأذن أن يدفن مع صاحبيه فقالت كنت أريده لنفسي ولأوثرن به اليوم على نفسي فلما أقبل قيل هذا عبد الله بن عمر قد جاء قال ارفعوني فأسنده رجل إليه ، فقال : ما لديك قال الذي تحب يا أمير المؤمنين أذنت قال الحمد لله ما كان من شيء أهم إلي من ذلك فإذا أنا قضيت فاحملوني ثم سلم فقل يستأذن عمر بن الخطاب فإن أذنت لي فأدخلوني وإن ردتني ردوني إلى مقابر المسلمين وجاءت أم المؤمنين حفصة والنساء تسير معها فلما رأيناها قمنا فولجت عليه فبكت عنده ساعة واستأذن الرجال فولجت داخلا لهم فسمعنا بكاءها من الداخل فقالوا أوص يا أمير المؤمنين استخلف قال : ما أجد أحدا أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر أو الرهط الذين توفي رسول الله وهو عنهم راض فسمى عليا وعثمان والزبير وطلحة وسعدا وعبد الرحمن ، وقال يشهدكم عبد الله بن عمر وليس له من الأمر شيء كهيئة التعزية له فإن أصابت الإمرة سعدا فهو ذاك وإلا فليستعن به أيكم ما أمر فإني لم أعزله عن عجز ولا خيانة ، وقال أوصي الخليفة من بعدي بالمهاجرين الأولين أن يعرف لهم حقهم ويحفظ لهم حرمتهم وأوصيه بالأنصار خيرا { الذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم } أن يقبل من محسنهم وأن يعفى عن مسيئهم وأوصيه بأهل الأمصار خيرا فإنهم ردء الإسلام وجباة المال وغيظ العدو وأن لا يؤخذ منهم إلا فضلهم عن رضاهم وأوصيه بالأعراب خيرا فإنهم أصل العرب ومادة الإسلام أن يؤخذ من حواشي أموالهم ويرد على فقرائهم وأوصيه بذمة الله تعالى وذمة رسوله أن يوفى لهم بعهدهم وأن يقاتل من ورائهم ولا يكلفوا إلا طاقتهم فلما قبض خرجنا به فانطلقنا نمشي فسلم عبد الله بن عمر قال يستأذن عمر بن الخطاب قالت أدخلوه فأدخل فوضع هنالك مع صاحبيه فلما فرغ من دفنه اجتمع هؤلاء الرهط ، فقال عبد الرحمن اجعلوا أمركم إلى ثلاثة منكم ، فقال الزبير قد جعلت أمري إلى علي ، فقال طلحة قد جعلت أمري إلى عثمان ، وقال سعد قد جعلت أمري إلى عبد الرحمن بن عوف ، فقال عبد الرحمن أيكما تبرأ من هذا الأمر فنجعله إليه والله عليه والإسلام لينظرن أفضلهم في نفسه فأسكت الشيخان ، فقال عبد الرحمن أفتجعلونه إلي والله علي أن لا آلو عن أفضلكم قالا نعم فأخذ بيد أحدهما ، فقال لك قرابة من رسول الله والقدم في الإسلام ما قد علمت فالله عليك لئن أمرتك لتعدلن ولئن أمرت عثمان لتسمعن ولتطيعن ثم خلا بالآخر ، فقال له مثل ذلك فلما أخذ الميثاق قال ارفع يدك يا عثمان فبايعه فبايع له علي وولج أهل الدار فبايعوه
باب مناقب علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي أبي الحسن رضى الله تعالى عنه ، وقال النبي لعلي أنت مني وأنا منك ، وقال عمر توفي رسول الله وهو عنه راض
[ 3498 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضى الله تعالى عنه أن رسول الله قال لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه قال : فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله كلهم يرجو أن يعطاها ، فقال أين علي بن أبي طالب فقالوا يشتكي عينيه يا رسول الله قال : فأرسلوا إليه فأتوني به فلما جاء بصق في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية ، فقال علي يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ، فقال انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم
[ 3499 ] حدثنا قتيبة حدثنا حاتم عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة قال : كان علي قد تخلف عن النبي في خيبر وكان به رمد ، فقال : أنا أتخلف عن رسول الله فخرج علي فلحق بالنبي فلما كان مساء الليلة التي فتحها الله في صباحها قال رسول الله : لأعطين الراية أو ليأخذن الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله أو قال يحب الله ورسوله يفتح الله عليه فإذا نحن بعلي وما نرجوه فقالوا هذا علي فأعطاه رسول الله الراية ففتح الله عليه
[ 3500 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه أن رجلا جاء إلى سهل بن سعد ، فقال هذا فلان لأمير المدينة يدعو عليا عند المنبر قال : فيقول : ماذا قال يقول له أبو تراب فضحك قال والله ما سماه إلا النبي وما كان والله له اسم أحب إليه منه فاستطعمت الحديث سهلا وقلت : يا أبا عباس كيف ذلك قال دخل علي على فاطمة ثم خرج فاضطجع في المسجد ، فقال النبي أين بن عمك قالت في المسجد فخرج إليه فوجد رداءه قد سقط عن ظهره وخلص التراب إلى ظهره فجعل يمسح التراب عن ظهره فيقول اجلس يا أبا تراب مرتين
[ 3501 ] حدثنا محمد بن رافع حدثنا حسين عن زائدة عن أبي حصين عن سعد بن عبيدة قال جاء رجل إلى بن عمر فسأله عن عثمان فذكر عن محاسن عمله قال لعل ذاك يسوؤك قال : نعم قال : فأرغم الله بأنفك ثم سأله عن علي فذكر محاسن عمله قال هو ذاك بيته أوسط بيوت النبي ، ثم قال لعل ذاك يسوؤك قال أجل قال : فأرغم الله بأنفك انطلق فاجهد علي جهدك
[ 3502 ] حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن الحكم سمعت ابن أبي ليلى قال : حدثنا علي أن فاطمة عليها السلام شكت ما تلقى من أثر الرحى فأتى النبي سبي فانطلقت فلم تجده فوجدت عائشة فأخبرتها فلما جاء النبي أخبرته عائشة بمجيء فاطمة فجاء النبي إلينا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبت لأقوم ، فقال على مكانكما فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري ، وقال ألا أعلمكما خيرا مما سألتماني إذا أخذتما مضاجعكما تكبران أربعا وثلاثين وتسبحان ثلاثا وثلاثين وتحمدان ثلاثا وثلاثين فهو خير لكما من خادم
[ 3503 ] حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن سعد قال : سمعت إبراهيم بن سعد عن أبيه قال : قال النبي لعلي أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى
[ 3504 ] حدثنا علي بن الجعد أخبرنا شعبة عن أيوب عن ابن سيرين عن عبيدة عن علي رضى الله تعالى عنه قال اقضوا كما كنتم تقضون فإني أكره الاختلاف حتى يكون للناس جماعة أو أموت كما مات أصحابي فكان ابن سيرين يرى أن عامة ما يروي عن علي الكذب
باب مناقب جعفر بن أبي طالب الهاشمي رضى الله تعالى عنه ، وقال النبي أشبهت خلقي وخلقي
[ 3505 ] حدثنا أحمد بن أبي بكر حدثنا محمد بن إبراهيم بن دينار أبو عبد الله الجهني عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن الناس كانوا يقولون أكثر أبو هريرة وإني كنت ألزم رسول الله بشبع بطني حين لا آكل الخمير ولا ألبس الحبير ولا يخدمني فلان ولا فلانة وكنت ألصق بطني بالحصباء من الجوع وإن كنت لأستقرىء الرجل الآية هي معي كي ينقلب بي فيطعمني وكان أخير الناس للمسكين جعفر بن أبي طالب كان ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته حتى إن كان ليخرج إلينا العكة التي ليس فيها شيء فنشقها فنلعق ما فيها
[ 3506 ] حدثني عمرو بن علي حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي ان ابن عمر رضى الله تعالى عنهما كان إذا سلم على بن جعفر قال السلام عليك يا ابن ذي الجناحين
باب ذكر العباس بن عبد المطلب رضى الله تعالى عنه
[ 3507 ] حدثنا الحسن بن محمد حدثنا محمد بن عبد الله الأنصارى حدثني أبي عبد الله ابن المثنى عن ثمامة بن عبد الله بن أنس عن أنس رضى الله تعالى عنه أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب ، فقال اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا قال : فيسقون
باب مناقب قرابة رسول الله ومنقبة فاطمة عليها السلام بنت النبي ، وقال النبي فاطمة سيدة نساء أهل الجنة
[ 3508 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : حدثني عروة بن الزبير عن عائشة أن فاطمة عليها السلام أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من النبي مما أفاء الله على رسوله تطلب صدقة النبي التي بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر ، فقال أبو بكر أن رسول الله قال لا نورث ما تركنا فهو صدقة إنما يأكل آل محمد من هذا المال يعني مال الله ليس لهم أن يزيدوا على المأكل وإني والله لا أغير شيئا من صدقات النبي التي كانت عليها في عهد النبي ولأعملن فيها بما عمل فيها رسول الله فتشهد علي ، ثم قال : أنا قد عرفنا يا أبا بكر فضيلتك وذكر قرابتهم من رسول الله وحقهم فتكلم أبو بكر ، فقال والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله أحب إلي أن أصل من قرابتي
[ 3509 ] أخبرني عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا خالد حدثنا شعبة عن واقد قال : سمعت أبي يحدث عن ابن عمر عن أبي بكر رضى الله تعالى عنهم قال ارقبوا محمدا في أهل بيته
[ 3510 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة أن رسول الله قال : فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني
[ 3511 ] حدثنا يحيى بن قزعة حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت دعا النبي فاطمة ابنته في شكواه الذي قبض فيها فسارها بشيء فبكت ثم دعاها فسارها فضحكت قالت فسألتها عن ذلك فقالت سارني النبي فأخبرني أنه يقبض في وجعه الذي توفي فيه فبكيت ثم سارني فأخبرني أني أول أهل بيته أتبعه فضحكت
باب مناقب الزبير بن العوام رضى الله تعالى عنه ، وقال ابن عباس هو حواري النبي وسمي الحواريون لبياض ثيابهم
[ 3512 ] حدثنا خالد بن مخلد حدثنا علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه قال : أخبرني مروان بن الحكم قال أصاب عثمان بن عفان رعاف شديد سنة الرعاف حتى حبسه عن الحج وأوصى فدخل عليه رجل من قريش قال استخلف قال وقالوه قال : نعم قال ومن فسكت فدخل عليه رجل آخر أحسبه الحارث ، فقال استخلف ، فقال عثمان وقالوا ، فقال : نعم قال ومن هو فسكت قال : فلعلهم قالوا الزبير قال : نعم قال : أما والذي نفسي بيده إنه لخيرهم ما علمت وإن كان لأحبهم إلى رسول الله
[ 3513 ] حدثني عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام أخبرني أبي سمعت مروان كنت عند عثمان أتاه رجل ، فقال استخلف قال وقيل ذاك قال : نعم الزبير قال : أما والله إنكم لتعلمون أنه خيركم ثلاثا
[ 3514 ] حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا عبد العزيز هو ابن أبي سلمة عن محمد بن المنكدر عن جابر رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي إن لكل نبي حواريا وإن حواري الزبير بن العوام
[ 3515 ] حدثنا أحمد بن محمد أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير قال : كنت يوم الأحزاب جعلت أنا وعمر بن أبي سلمة في النساء فنظرت فإذا أنا بالزبير على فرسه يختلف إلى بني قريظة مرتين أو ثلاثا فلما رجعت قلت : يا أبت رأيتك تختلف قال أو هل رأيتني يا بني قلت : نعم قال : كان رسول الله قال : من يأت بني قريظة فيأتيني بخبرهم فانطلقت فلما رجعت جمع لي رسول الله أبويه ، فقال : فداك أبي وأمي
[ 3516 ] حدثنا علي بن حفص حدثنا ابن المبارك أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه أن أصحاب النبي قالوا للزبير يوم اليرموك ألا تشد فنشد معك فحمل عليهم فضربوه ضربتين على عاتقه بينهما ضربة ضربها يوم بدر قال عروة فكنت أدخل أصابعي في تلك الضربات ألعب وأنا صغير
باب ذكر مناقب طلحة بن عبيد الله رضى الله تعالى عنه ، وقال عمر توفي النبي وهو عنه راض
[ 3517 ] حدثني محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا معتمر عن أبيه عن أبي عثمان قال لم يبق مع النبي في بعض تلك الأيام التي قاتل فيهن رسول الله غير طلحة وسعد عن حديثهما
[ 3518 ] حدثنا مسدد حدثنا خالد حدثنا ابن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال : رأيت يد طلحة التي وقى بها النبي قد شلت
باب مناقب سعد بن أبي وقاص الزهري وبنو زهرة أخوال النبي وهو سعد بن مالك رضى الله تعالى عنه
[ 3519 ] حدثني محمد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب قال : سمعت يحيى قال : سمعت سعيد بن المسيب قال : سمعت سعدا يقول جمع لي النبي أبويه يوم أحد
[ 3520 ] حدثنا مكي بن إبراهيم حدثنا هاشم بن هاشم عن عامر بن سعد عن أبيه قال لقد رأيتني وأنا ثلث الإسلام
[ 3521 ] حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا ابن زائدة حدثنا هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص قال : سمعت سعيد بن المسيب يقول : سمعت سعد بن أبي وقاص يقول : ما أسلم أحد إلا في اليوم الذي أسلمت فيه ولقد مكثت سبعة أيام وإني لثلث الإسلام تابعه أبو أسامة حدثنا هاشم
[ 3522 ] حدثنا عمرو بن عون حدثنا خالد بن عبد الله عن إسماعيل عن قيس قال : سمعت سعدا رضى الله تعالى عنه يقول إني لأول العرب رمى بسهم في سبيل الله وكنا نغزو مع النبي وما لنا طعام إلا ورق الشجر حتى إن أحدنا ليضع كما يضع البعير أو الشاة ما له خلط ثم أصبحت بنو أسد تعزرني على الإسلام لقد خبت إذا وضل عملي وكانوا وشوا به إلى عمر قالوا لا يحسن يصلي
باب ذكر أصهار النبي منهم أبو العاص بن الربيع رضى الله تعالى عنه
[ 3523 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : حدثني علي بن حسين أن المسور بن مخرمة قال إن عليا خطب بنت أبي جهل فسمعت بذلك فاطمة فأتت رسول الله فقالت يزعم قومك أنك لا تغضب لبناتك وهذا علي ناكح بنت أبي جهل فقام رسول الله فسمعته حين تشهد يقول أما بعد أنكحت أبا العاص بن الربيع فحدثني وصدقني وإن فاطمة بضعة مني وإني أكره أن يسوءها والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدوالله عند رجل واحد فترك علي الخطبة وزاد محمد بن عمرو بن حلحلة عن ابن شهاب عن علي بن الحسين عن مسور سمعت النبي وذكر صهرا له من بني عبد شمس فأثنى عليه في مصاهرته إياه فأحسن قال : حدثني فصدقني ووعدني فوفى لي
باب مناقب زيد بن حارثة مولى النبي ، وقال البراء عن النبي أنت أخونا ومولانا
[ 3524 ] حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان قال : حدثني عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال بعث النبي بعثا وأمر عليهم أسامة بن زيد فطعن بعض الناس في إمارته ، فقال النبي إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل وايم الله إن كان لخليقا للإمارة وإن كان لمن أحب الناس إلي وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده
[ 3525 ] حدثنا يحيى بن قزعة حدثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت دخل علي قائف والنبي شاهد وأسامة بن زيد وزيد بن حارثة مضطجعان ، فقال إن هذه الأقدام بعضها من بعض قال : فسر بذلك النبي وأعجبه فأخبر به عائشة
باب ذكر أسامة بن زيد رضى الله تعالى عنه
[ 3526 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن الزهري عن عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن قريشا أهمهم شأن المخزومية فقالوا من يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله وحدثنا علي حدثنا سفيان قال ذهبت أسأل الزهري عن حديث المخزومية فصاح بي قلت لسفيان فلم تحتمله عن أحد قال وجدته في كتاب كان كتبه أيوب بن موسى عن الزهري عن عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن امرأة من بني مخزوم سرقت فقالوا من يكلم فيها النبي فلم يجترئ أحد أن يكلمه فكلمه أسامة بن زيد ، فقال إن بني إسرائيل كان إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف قطعوه لو كانت فاطمة لقطعت يدها
[ 3527 ] حدثني الحسن بن محمد حدثنا أبو عباد يحيى بن عباد حدثنا الماجشون أخبرنا عبد الله بن دينار قال نظر بن عمر يوما وهو في المسجد إلى رجل يسحب ثيابه في ناحية من المسجد ، فقال انظر من هذا ليت هذا عندي قال له إنسان أما تعرف هذا يا أبا عبد الرحمن هذا محمد بن أسامة قال : فطأطأ بن عمر رأسه ونقر بيديه في الأرض ، ثم قال لو رآه رسول الله لأحبه
[ 3528 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا معتمر قال : سمعت أبي حدثنا أبو عثمان عن أسامة بن زيد رضى الله تعالى عنهما حدث عن النبي أنه كان يأخذه والحسن فيقول اللهم أحبهما فإني أحبهما
[ 3529 ] وقال نعيم عن ابن المبارك أخبرنا معمر عن الزهري أخبرني مولى لأسامة بن زيد أن الحجاج بن أيمن بن أم أيمن وكان أيمن بن أم أيمن أخا أسامة بن زيد لأمه وهو رجل من الأنصار فرآه بن عمر لم يتم ركوعه ولا سجوده ، فقال أعد قال أبو عبد الله وحدثني سليمان بن عبد الرحمن حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا عبد الرحمن بن نمر عن الزهري حدثني حرملة مولى أسامة بن زيد أنه بينما هو مع عبد الله بن عمر إذ دخل الحجاج بن أيمن بن أم أيمن فلم يتم ركوعه ولا سجوده ، فقال أعد فلما ولى قال لي ابن عمر من هذا قلت : الحجاج بن أيمن بن أم أيمن ، فقال ابن عمر لو رأى هذا رسول الله لأحبه فذكر حبه وما ولدته أم أيمن قال وحدثني بعض أصحابي عن سليمان وكانت حاضنة النبي
باب مناقب عبد الله بن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنهما
[ 3530 ] حدثنا إسحاق بن نصر حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال : كان الرجل في حياة النبي إذا رأى رؤيا قصها على النبي فتمنيت أن أرى رؤيا أقصها على النبي وكنت غلاما شابا عزبا وكنت أنام في المسجد على عهد النبي فرأيت في المنام كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النار فإذا هي مطوية كطي البئر وإذا لها قرنان كقرني البئر وإذا فيها ناس قد عرفتهم فجعلت أقول أعوذ بالله من النار أعوذ بالله من النار فلقيهما ملك آخر ، فقال لي لن تراع فقصصتها على حفصة فقصتها حفصة على النبي ، فقال : نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي بالليل قال سالم فكان عبد الله لا ينام من الليل إلا قليلا
[ 3531 ] حدثنا يحيى بن سليمان حدثنا ابن وهب عن يونس عن الزهري عن سالم عن ابن عمر عن أخته حفصة أن النبي قال لها إن عبد الله رجل صالح
باب مناقب عمار وحذيفة رضى الله تعالى عنهما
[ 3532 ] حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا إسرائيل عن المغيرة عن إبراهيم عن علقمة قال قدمت الشام فصليت ركعتين ثم قلت : اللهم يسر لي جليسا صالحا فأتيت قوما فجلست إليهم فإذا شيخ قد جاء حتى جلس إلى جنبي قلت : من هذا قالوا أبو الدرداء فقلت : إني دعوت الله أن ييسر لي جليسا صالحا فيسرك لي قال ممن أنت قلت : من أهل الكوفة قال أو ليس عندكم بن أم عبد صاحب النعلين والوساد والمطهرة وفيكم الذي أجاره الله من الشيطان يعني على لسان نبيه أو ليس فيكم صاحب سر النبي الذي لا يعلمه أحد غيره ، ثم قال كيف يقرأ عبد الله { والليل إذا يغشى } فقرأت عليه { والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى } والذكر والأنثى قال والله لقد أقرأنيها رسول الله من فيه إلى في
[ 3533 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن مغيرة عن إبراهيم قال ذهب علقمة إلى الشام فلما دخل المسجد قال اللهم يسر لي جليسا صالحا فجلس إلى أبي الدرداء ، فقال أبو الدرداء ممن أنت قال من أهل الكوفة قال أليس فيكم أو منكم صاحب السر الذي لا يعلمه غيره يعني حذيفة قال : قلت : بلى قال أليس فيكم أو منكم الذي أجاره الله على لسان نبيه يعني من الشيطان يعني عمارا قلت : بلى قال أليس فيكم أو منكم صاحب السواك أو السرار قال بلى قال كيف كان عبد الله يقرأ { والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى } قلت : والذكر والأنثى قال : ما زال بي هؤلاء حتى كادوا يستنزلونني عن شيء سمعته من رسول الله
باب مناقب أبي عبيدة بن الجراح رضى الله تعالى عنه
[ 3534 ] حدثنا عمرو بن علي حدثنا عبد الأعلى حدثنا خالد عن أبي قلابة قال : حدثني أنس بن مالك أن رسول الله قال : إن لكل أمة أمينا وإن أميننا أيتها الأمة أبو عبيدة بن الجراح
[ 3535 ] حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن صلة عن حذيفة رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي لأهل نجران لأبعثن يعني عليكم أمينا حق أمين فأشرف أصحابه فبعث أبا عبيدة رضى الله تعالى عنه
باب مناقب الحسن والحسين رضى الله تعالى عنهما قال نافع بن جبير عن أبي هريرة عانق النبي الحسن
[ 3536 ] حدثنا صدقة حدثنا ابن عيينة حدثنا أبو موسى عن الحسن سمع أبا بكرة سمعت النبي على المنبر والحسن إلى جنبه ينظر إلى الناس مرة وإليه مرة ويقول ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين
[ 3537 ] حدثنا مسدد حدثنا المعتمر قال : سمعت أبي قال : حدثنا أبو عثمان عن أسامة بن زيد رضى الله تعالى عنهما عن النبي أنه كان يأخذه والحسن ويقول اللهم إني أحبهما فأحبهما أو كما قال
[ 3538 ] حدثنا محمد بن الحسين بن إبراهيم قال : حدثني حسين بن محمد حدثنا جرير عن محمد عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أتي عبيد الله بن زياد برأس الحسين بن علي عليه السلام فجعل في طست فجعل ينكت ، وقال في حسنه شيئا ، فقال أنس كان أشبههم برسول الله وكان مخضوبا بالوسمة
[ 3539 ] حدثنا حجاج بن المنهال حدثنا شعبة قال : أخبرني عدي قال : سمعت البراء رضى الله تعالى عنه قال : رأيت النبي والحسن بن علي على عاتقه يقول اللهم إني أحبه فأحبه
[ 3540 ] حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله قال : أخبرني عمر بن سعيد بن أبي حسين عن ابن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث قال : رأيت أبا بكر رضى الله تعالى عنه وحمل الحسن وهو يقول بأبي شبيه بالنبي ليس شبيه بعلي وعلي يضحك
[ 3541 ] حدثنا يحيى بن معين وصدقة قالا : أخبرنا محمد بن جعفر عن شعبة عن واقد بن محمد عن أبيه عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال : قال أبو بكر ارقبوا محمدا في أهل بيته
[ 3542 ] حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام بن يوسف عن معمر عن الزهري عن أنس ، وقال عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري أخبرني أنس قال لم يكن أحد أشبه بالنبي من الحسن بن علي
[ 3543 ] حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن محمد بن أبي يعقوب سمعت ابن أبي نعم سمعت عبد الله بن عمر وسأله عن المحرم قال شعبة أحسبه يقتل الذباب ، فقال أهل العراق يسألون عن الذباب وقد قتلوا بن ابنة رسول الله ، وقال النبي هما ريحانتاي من الدنيا
باب مناقب بلال بن رباح مولى أبي بكر رضى الله تعالى عنهما ، وقال النبي سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة
[ 3544 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة عن محمد بن المنكدر أخبرنا جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال : كان عمر يقول أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا يعني بلالا
[ 3545 ] حدثنا ابن نمير عن محمد بن عبيد حدثنا إسماعيل عن قيس أن بلالا قال لأبي بكر إن كنت إنما اشتريتني لنفسك فأمسكني وإن كنت إنما اشتريتني لله فدعني وعملي لله
باب ذكر ابن عباس رضى الله تعالى عنهما
[ 3546 ] حدثنا مسدد حدثنا عبد الوارث عن خالد عن عكرمة عن ابن عباس قال ضمني النبي إلى صدره ، وقال اللهم علمه الحكمة حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث ، وقال علمه الكتاب حدثنا موسى حدثنا وهيب عن خالد مثله والحكمة الإصابة في غير النبوة
باب مناقب خالد بن الوليد رضى الله تعالى عنه
[ 3547 ] حدثنا أحمد بن واقد حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن حميد بن هلال عن أنس رضى الله تعالى عنه أن النبي نعى زيدا وجعفرا وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم ، فقال أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذها جعفر فأصيب ثم أخذ بن رواحة فأصيب وعيناه تذرفان حتى أخذها سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم
باب مناقب سالم مولى أبي حذيفة رضى الله تعالى عنه
[ 3548 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن إبراهيم عن مسروق قال : ذكر عبد الله عند عبد الله بن عمرو ، فقال ذاك رجل لا أزال أحبه بعد ما سمعت رسول الله يقول : استقرئوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود فبدأ به وسالم مولى أبي حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل قال لا أدري بدأ بأبي أو بمعاذ
باب مناقب عبد الله بن مسعود رضى الله تعالى عنه
[ 3549 ] حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن سليمان قال : سمعت أبا وائل قال : سمعت مسروقا قال : قال عبد الله بن عمرو إن رسول الله لم يكن فاحشا ولا متفحشا ، وقال إن من أحبكم إلي أحسنكم أخلاقا ، وقال استقرئوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل
[ 3550 ] حدثنا موسى عن أبي عوانة عن مغيرة عن إبراهيم عن علقمة دخلت الشام فصليت ركعتين فقلت : اللهم يسر لي جليسا صالحا فرأيت شيخا مقبلا فلما دنا قلت : أرجو أن يكون استجاب قال من أين أنت قلت : من أهل الكوفة قال أفلم يكن فيكم صاحب النعلين والوساد والمطهرة أو لم يكن فيكم الذي أجير من الشيطان أو لم يكن فيكم صاحب السر الذي لا يعلمه غيره كيف قرأ بن أم عبد { والليل إذا يغشى } فقرأت { والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى } والذكر والأنثى قال أقرأنيها النبي فاه إلي في فما زال هؤلاء حتى كادوا يردونني
[ 3551 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد قال سألنا حذيفة عن رجل قريب السمت والهدي من النبي حتى نأخذ عنه ، فقال : ما أعرف أحدا أقرب سمتا وهديا ودلا بالنبي من ابن أم عبد
[ 3552 ] حدثني محمد بن العلاء حدثنا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق قال : حدثني أبي عن أبي إسحاق قال : حدثني الأسود بن يزيد قال : سمعت أبا موسى الأشعري رضى الله تعالى عنه يقول قدمت أنا وأخي من اليمن فمكثنا حينا ما نرى إلا أن عبد الله بن مسعود رجل من أهل بيت النبي لما نرى من دخوله ودخول أمه على النبي
باب ذكر معاوية رضى الله تعالى عنه
[ 3553 ] حدثنا الحسن بن بشر حدثنا المعافى عن عثمان بن الأسود عن ابن أبي مليكة قال أوتر معاوية بعد العشاء بركعة وعنده مولى لابن عباس فأتى بن عباس ، فقال دعه فإنه صحب رسول الله
[ 3554 ] حدثنا ابن أبي مريم حدثنا نافع بن عمر حدثني ابن أبي مليكة قيل لابن عباس هل لك في أمير المؤمنين معاوية فإنه ما أوتر إلا بواحدة قال أصاب إنه فقيه
[ 3555 ] حدثني عمرو بن عباس حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي التياح قال : سمعت حمران بن أبان عن معاوية رضى الله تعالى عنه قال إنكم لتصلون صلاة لقد صحبنا النبي فما رأيناه يصليها ولقد نهى عنهما يعني الركعتين بعد العصر
باب مناقب فاطمة عليها السلام ، وقال النبي فاطمة سيدة نساء أهل الجنة
[ 3556 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله قال : فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني
باب فضل عائشة رضى الله تعالى عنها
[ 3557 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب قال أبو سلمة إن عائشة رضى الله تعالى عنها قال : قال رسول الله : يوما يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام فقلت : وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ترى ما لا أرى تريد رسول الله
[ 3558 ] حدثنا آدم حدثنا شعبة قال وحدثنا عمرو أخبرنا شعبة عن عمرو بن مرة عن مرة عن أبي موسى الأشعري رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله : كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام
[ 3559 ] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال : حدثني محمد بن جعفر عن عبد الله بن عبد الرحمن أنه سمع أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه يقول : سمعت رسول الله يقول : فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام
[ 3560 ] حدثني محمد بن بشار حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد حدثنا ابن عون عن القاسم بن محمد أن عائشة اشتكت فجاء بن عباس ، فقال : يا أم المؤمنين تقدمين على فرط صدق على رسول الله وعلى أبي بكر
[ 3561 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن الحكم سمعت أبا وائل قال لما بعث علي عمارا والحسن إلى الكوفة ليستنفرهم خطب عمار ، فقال إني لأعلم أنها زوجته في الدنيا والآخرة ولكن الله ابتلاكم لتتبعوه أو إياها
[ 3562 ] حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها أنها استعارت من أسماء قلادة فهلكت فأرسل رسول الله ناسا من أصحابه في طلبها فأدركتهم الصلاة فصلوا بغير وضوء فلما أتوا النبي شكوا ذلك إليه فنزلت آية التيمم ، فقال أسيد بن حضير جزاك الله خيرا فوالله ما نزل بك أمر قط إلا جعل الله لك منه مخرجا وجعل للمسلمين فيه بركة
[ 3563 ] حدثني عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه أن رسول الله لما كان في مرضه جعل يدور في نسائه ويقول أين أنا غدا أين أنا غدا حرصا على بيت عائشة قالت عائشة فلما كان يومي سكن
[ 3564 ] حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا حماد حدثنا هشام عن أبيه قال : كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة قالت عائشة فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة فقلن يا أم سلمة والله إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة وإنا نريد الخير كما تريده عائشة فمري رسول الله أن يأمر الناس أن يهدوا إليه حيثما ما كان أو حيثما ما دار قالت فذكرت ذلك أم سلمة للنبي قالت فأعرض عني فلما عاد إلي ذكرت له ذلك فأعرض عني فلما كان في الثالثة ذكرت له ، فقال : يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها باب مناقب الأنصار { والذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا }
[ 3565 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا مهدي بن ميمون حدثنا غيلان بن جرير قال : قلت لأنس أرأيت اسم الأنصار كنتم تسمون به أم سماكم الله قال بل سمانا الله كنا ندخل على أنس فيحدثنا مناقب الأنصار ومشاهدهم ويقبل علي أو على رجل من الأزد فيقول فعل قومك يوم كذا وكذا كذا وكذا
[ 3566 ] حدثني عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت كان يوم بعاث يوما قدمه الله لرسوله فقدم رسول الله وقد افترق ملأهم وقتلت سرواتهم وجرحوا فقدمه الله لرسوله في دخولهم في الإسلام
[ 3567 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن أبي التياح قال : سمعت أنسا رضى الله تعالى عنه يقول : قالت الأنصار يوم فتح مكة وأعطى قريشا والله إن هذا لهو العجب إن سيوفنا تقطر من دماء قريش وغنائمنا ترد عليهم فبلغ ذلك النبي فدعا الأنصار قال ، فقال : ما الذي بلغني عنكم وكانوا لا يكذبون فقالوا هو الذي بلغك قال أو لا ترضون أن يرجع الناس بالغنائم إلى بيوتهم وترجعون برسول الله إلى بيوتكم لو سلكت الأنصار واديا أو شعبا لسلكت وادي الأنصار أو شعبهم باب قول النبي لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار قاله عبد الله بن زيد عن النبي
[ 3568 ] حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي أو قال أبو القاسم لو أن الأنصار سلكوا واديا أو شعبا لسلكت في وادي الأنصار ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ، فقال أبو هريرة ما ظلم بأبي وأمي آووه ونصروه أو كلمة أخرى
باب إخاء النبي بين المهاجرين والأنصار
[ 3569 ] حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال : حدثني إبراهيم بن سعد عن أبيه عن جده قال لما قدموا المدينة آخى رسول الله بين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع قال لعبد الرحمن إني أكثر الأنصار مالا فأقسم مالي نصفين ولي امرأتان فانظر أعجبهما إليك فسمها لي أطلقها فإذا انقضت عدتها فتزوجها قال بارك الله لك في أهلك ومالك أين سوقكم فدلوه على سوق بني قينقاع فما انقلب إلا ومعه فضل من أقط وسمن ثم تابع الغدو ثم جاء يوما وبه أثر صفرة ، فقال النبي مهيم قال تزوجت قال كم سقت إليها قال نواة من ذهب أو وزن نواة من ذهب شك إبراهيم
[ 3570 ] حدثنا قتيبة حدثنا إسماعيل بن جعفر عن حميد عن أنس رضى الله تعالى عنه أنه قال قدم علينا عبد الرحمن بن عوف وآخى رسول الله بينه وبين سعد بن الربيع وكان كثير المال ، فقال سعد قد علمت الأنصار أني من أكثرها مالا سأقسم مالي بيني وبينك شطرين ولي امرأتان فانظر أعجبهما إليك فأطلقها حتى إذا حلت تزوجتها ، فقال عبد الرحمن بارك الله لك في أهلك فلم يرجع يومئذ حتى أفضل شيئا من سمن وأقط فلم يلبث إلا يسيرا حتى جاء رسول الله وعليه وضر من صفرة ، فقال له رسول الله مهيم قال تزوجت امرأة من الأنصار ، فقال : ما سقت إليها قال وزن نواة من ذهب أو نواة من ذهب ، فقال أولم ولو بشاة
[ 3571 ] حدثنا الصلت بن محمد أبو همام قال : سمعت المغيرة بن عبد الرحمن حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قالت الأنصار اقسم بيننا وبينهم النخل قال لا قال تكفوننا المئونة وتشركوننا في التمر قالوا سمعنا وأطعنا
باب حب الأنصار من الإيمان
[ 3572 ] حدثنا حجاج بن منهال حدثنا شعبة قال : أخبرني عدي بن ثابت قال : سمعت البراء رضى الله تعالى عنه قال : سمعت النبي أو قال : قال النبي الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق فمن أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله
[ 3573 ] حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا شعبة عن عبد الرحمن بن عبد الله بن جبر عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه عن النبي قال : آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغض الأنصار
باب قول النبي للأنصار أنتم أحب الناس إلي
[ 3574 ] حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا عبد العزيز عن أنس رضى الله تعالى عنه قال رأى النبي النساء والصبيان مقبلين قال حسبت أنه قال من عرس فقام النبي ممثلا ، فقال اللهم أنتم من أحب الناس إلي قالها ثلاث مرار
[ 3575 ] حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن كثير حدثنا بهز بن أسد حدثنا شعبة قال : أخبرني هشام بن زيد قال : سمعت أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال جاءت امرأة من الأنصار إلى رسول الله ومعها صبي لها فكلمها رسول الله ، فقال والذي نفسي بيده إنكم أحب الناس إلي مرتين
باب أتباع الأنصار
[ 3576 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن عمرو سمعت أبا حمزة عن زيد بن أرقم قالت الأنصار يا رسول الله لكل نبي أتباع وإنا قد اتبعناك فادع الله أن يجعل أتباعنا منا فدعا به فنميت ذلك إلى بن أبي ليلى قال قد زعم ذلك زيد
[ 3577 ] حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا عمرو بن مرة قال : سمعت أبا حمزة رجلا من الأنصار قالت الأنصار إن لكل قوم أتباعا وإنا قد اتبعناك فادع الله أن يجعل أتباعنا منا قال النبي اللهم اجعل أتباعهم منهم قال عمرو فذكرته لابن أبي ليلى قال قد زعم ذاك زيد قال شعبة أظنه زيد بن أرقم
باب فضل دور الأنصار
[ 3578 ] حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة قال : سمعت قتادة عن أنس بن مالك عن أبي أسيد رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي خير دور الأنصار بنو النجار ثم بنو عبد الأشهل ثم بنو الحارث بن الخزرج ثم بنو ساعدة وفي كل دور الأنصار خير ، فقال سعد ما أرى النبي إلا قد فضل علينا فقيل قد فضلكم على كثير ، وقال عبد الصمد حدثنا شعبة حدثنا قتادة سمعت أنسا قال أبو أسيد عن النبي بهذا ، وقال سعد بن عبادة
[ 3579 ] حدثنا سعد بن حفص الطلحي حدثنا شيبان عن يحيى قال أبو سلمة أخبرني أبو أسيد أنه سمع النبي يقول : خير الأنصار أو قال خير دور الأنصار بنو النجار وبنو عبد الأشهل وبنو الحارث وبنو ساعدة
[ 3580 ] حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان قال : حدثني عمرو بن يحيى عن عباس بن سهل عن أبي حميد عن النبي قال : إن خير دور الأنصار دار بني النجار ثم بني عبد الأشهل ثم دار بني الحارث ثم بني ساعدة وفي كل دور الأنصار خير فلحقنا سعد بن عبادة ، فقال أبو أسيد ألم تر أن نبي الله خير الأنصار فجعلنا أخيرا فأدرك سعد النبي ، فقال : يا رسول الله خير دور الأنصار فجعلنا أخرا ، فقال أو ليس بحسبكم أن تكونوا من الخيار
باب قول النبي للأنصار اصبروا حتى تلقوني على الحوض قاله عبد الله بن زيد عن النبي
[ 3581 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة قال : سمعت قتادة عن أنس بن مالك عن أسيد بن حضير رضى الله تعالى عنهم أن رجلا من الأنصار قال : يا رسول الله ألا تستعملني كما استعملت فلانا قال ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض
[ 3582 ] حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن هشام قال : سمعت أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه يقول : قال النبي للأنصار إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني وموعدكم الحوض
[ 3583 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن يحيى بن سعيد سمع أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه حين خرج معه إلى الوليد قال دعا النبي الأنصار إلى أن يقطع لهم البحرين فقالوا لا إلا أن تقطع لإخواننا من المهاجرين مثلها قال : أما لا فاصبروا حتى تلقوني فإنه ستصيبكم بعدي أثرة
باب دعاء النبي أصلح الأنصار والمهاجرة
[ 3584 ] حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا أبو إياس معاوية بن قرة عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله : لا عيش إلا عيش الآخرة فأصلح الأنصار والمهاجرة وعن قتادة عن أنس عن النبي مثله ، وقال : فاغفر للأنصار
[ 3585 ] حدثنا آدم حدثنا شعبة عن حميد الطويل سمعت أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال : كانت الأنصار يوم الخندق تقول - نحن الذين بايعوا محمدا - على الجهاد ما حيينا أبدا فأجابهم - اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة - فأكرم الأنصار والمهاجره
[ 3586 ] حدثني محمد بن عبيد الله حدثنا ابن أبي حازم عن أبيه عن سهل قال جاءنا رسول الله ونحن نحفر الخندق وننقل التراب على أكتادنا ، فقال رسول الله : اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فاغفر للمهاجرين والأنصار
باب قول الله { ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة }
[ 3587 ] حدثنا مسدد حدثنا عبد الله بن داود عن فضيل بن غزوان عن أبي حازم عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رجلا أتى النبي فبعث إلى نسائه فقلن ما معنا إلا الماء ، فقال رسول الله : من يضم أو يضيف هذا ، فقال رجل من الأنصار أنا فانطلق به إلى امرأته ، فقال أكرمي ضيف رسول الله فقالت ما عندنا إلا قوت صبياني ، فقال هيئي طعامك وأصبحي سراجك ونومي صبيانك إذا أرادوا عشاء فهيأت طعامها وأصبحت سراجها ونومت صبيانها ثم قامت كأنها تصلح سراجها فأطفأته فجعلا يريانه أنهما يأكلان فباتا طاويين فلما أصبح غدا إلى رسول الله ، فقال ضحك الله الليلة أو عجب من فعالكما فأنزل الله { ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون }
باب قول النبي اقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم
[ 3588 ] حدثني محمد بن يحيى أبو علي حدثنا شاذان أخو عبدان حدثنا أبي أخبرنا شعبة بن الحجاج عن هشام بن زيد قال : سمعت أنس بن مالك يقول مر أبو بكر والعباس رضى الله تعالى عنهما بمجلس من مجالس الأنصار وهم يبكون ، فقال : ما يبكيكم قالوا ذكرنا مجلس النبي منا فدخل على النبي فأخبره بذلك قال : فخرج النبي وقد عصب على رأسه حاشية برد قال : فصعد المنبر ولم يصعده بعد ذلك اليوم فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال أوصيكم بالأنصار فإنهم كرشي وعيبتي وقد قضوا الذي عليهم وبقي الذي لهم فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم
[ 3589 ] حدثنا أحمد بن يعقوب حدثنا ابن الغسيل سمعت عكرمة يقول : سمعت ابن عباس رضى الله تعالى عنهما يقول خرج رسول الله وعليه ملحفة متعطفا بها على منكبيه وعليه عصابة دسماء حتى جلس على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد أيها الناس فإن الناس يكثرون وتقل الأنصار حتى يكونوا كالملح في الطعام فمن ولي منكم أمرا يضر فيه أحدا أو ينفعه فليقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم
[ 3590 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة قال : سمعت قتادة عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه عن النبي قال : الأنصار كرشي وعيبتي والناس سيكثرون ويقلون فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم
باب مناقب سعد بن معاذ رضى الله تعالى عنه
[ 3591 ] حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال : سمعت البراء رضى الله تعالى عنه يقول أهديت للنبي حلة حرير فجعل أصحابه يمسونها ويعجبون من لينها ، فقال أتعجبون من لين هذه لمناديل سعد بن معاذ خير منها وألين رواه قتادة والزهري سمعا أنسا عن النبي
[ 3592 ] حدثني محمد بن المثنى حدثنا فضل بن مساور ختن أبي عوانة حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر رضى الله تعالى عنه سمعت النبي يقول : اهتز العرش لموت سعد بن معاذ وعن الأعمش حدثنا أبو صالح عن جابر عن النبي مثله ، فقال رجل لجابر فإن البراء يقول اهتز السرير ، فقال إنه كان بين هذين الحيين ضغائن سمعت النبي يقول : اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ
[ 3593 ] حدثنا محمد بن عرعرة حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه أن أناسا نزلوا على حكم سعد بن معاذ فأرسل إليه فجاء على حمار فلما بلغ قريبا من المسجد قال النبي قوموا إلى خيركم أو سيدكم ، فقال : يا سعد إن هؤلاء نزلوا على حكمك قال : فإني أحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم قال حكمت بحكم الله أو بحكم الملك
باب منقبة أسيد بن حضير وعباد بن بشر رضى الله تعالى عنهما
[ 3594 ] حدثنا علي بن مسلم حدثنا حبان بن هلال حدثنا همام أخبرنا قتادة عن أنس رضى الله تعالى عنه أن رجلين خرجا من عند النبي في ليلة مظلمة وإذا نور بين أيديهما حتى تفرقا فتفرق النور معهما ، وقال معمر عن ثابت عن أنس إن أسيد بن حضير ورجلا من الأنصار ، وقال حماد أخبرنا ثابت عن أنس كان أسيد بن حضير وعباد بن بشر عند النبي
باب مناقب معاذ بن جبل رضى الله تعالى عنه
[ 3595 ] حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن عمرو عن إبراهيم عن مسروق عن عبد الله بن عمرو رضى الله تعالى عنهما سمعت النبي يقول : استقرئوا القرآن من أربعة من ابن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة وأبي ومعاذ بن جبل
باب منقبة سعد بن عبادة رضى الله تعالى عنه وقالت عائشة وكان قبل ذلك رجلا صالحا
[ 3596 ] حدثنا إسحاق حدثنا عبد الصمد حدثنا شعبة حدثنا قتادة قال : سمعت أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال أبو أسيد قال رسول الله خير دور الأنصار بنو النجار ثم بنو عبد الأشهل ثم بنو الحارث بن الخزرج ثم بنو ساعدة وفي كل دور الأنصار خير ، فقال سعد بن عبادة وكان ذا قدم في الإسلام أرى رسول الله قد فضل علينا فقيل له قد فضلكم على ناس كثير
باب مناقب أبي بن كعب رضى الله تعالى عنه
[ 3597 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن إبراهيم عن مسروق قال : ذكر عبد الله بن مسعود عند عبد الله بن عمرو ، فقال ذاك رجل لا أزال أحبه سمعت النبي يقول : خذوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود فبدأ به وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب
[ 3598 ] حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر قال : سمعت شعبة سمعت قتادة عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال النبي لأبي إن الله أمرني أن أقرأ عليك { لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب } قال وسماني قال : نعم فبكى
باب مناقب زيد بن ثابت رضى الله تعالى عنه
[ 3599 ] حدثني محمد بن بشار حدثنا يحيى حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس رضى الله تعالى عنه جمع القرآن على عهد النبي أربعة كلهم من الأنصار أبي ومعاذ بن جبل وأبو زيد وزيد بن ثابت قلت لأنس من أبو زيد قال أحد عمومتي
باب مناقب أبي طلحة رضى الله تعالى عنه
[ 3600 ] حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا عبد العزيز عن أنس رضى الله تعالى عنه قال لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي وأبو طلحة بين يدي النبي مجوب به عليه بحجفة له وكان أبو طلحة رجلا راميا شديد القد يكسر يومئذ قوسين أو ثلاثا وكان الرجل يمر معه الجعبة من النبل فيقول انثرها لأبي طلحة فأشرف النبي ينظر إلى القوم فيقول أبو طلحة يا نبي الله بأبي أنت وأمي لا تشرف يصبك سهم من سهام القوم نحري دون نحرك ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم وإنهما لمشمرتان أرى خدم سوقهما تنقزان القرب على متونهما تفرغانه في أفواه القوم ثم ترجعان فتملآنها ثم تجيآن فتفرغانه في أفواه القوم ولقد وقع السيف من يدي أبي طلحة إما مرتين وإما ثلاثا
باب مناقب عبد الله بن سلام رضى الله تعالى عنه
[ 3601 ] حدثنا عبد الله بن يوسف قال : سمعت مالكا يحدث عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : ما سمعت النبي يقول : لأحد يمشي على الأرض إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام قال وفيه نزلت هذه الآية { وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله } الآية قال لا أدري قال : مالك الآية أو في الحديث
[ 3602 ] حدثني عبد الله بن محمد حدثنا أزهر السمان عن ابن عون عن محمد عن قيس بن عباد قال : كنت جالسا في مسجد المدينة فدخل رجل على وجهه أثر الخشوع فقالوا هذا رجل من أهل الجنة فصلى ركعتين تجوز فيهما ثم خرج وتبعته فقلت : إنك حين دخلت المسجد قالوا هذا رجل من أهل الجنة قال والله ما ينبغي لأحد أن يقول : ما لا يعلم وسأحدثك لم ذاك رأيت رؤيا على عهد النبي فقصصتها عليه ورأيت كأني في روضة ذكر من سعتها وخضرتها وسطها عمود من حديد أسفله في الأرض وأعلاه في السماء في أعلاه عروة فقيل لي ارقه قلت لا أستطيع فأتاني منصف فرفع ثيابي من خلفي فرقيت حتى كنت في أعلاها فأخذت بالعروة فقيل لي استمسك فاستيقظت وإنها لفي يدي فقصصتها على النبي قال : تلك الروضة الإسلام وذلك العمود عمود الإسلام وتلك العروة عروة الوثقى فأنت على الإسلام حتى تموت وذاك الرجل عبد الله بن سلام ، وقال لي خليفة حدثنا معاذ حدثنا ابن عون عن محمد حدثنا قيس بن عباد عن ابن سلام قال وصيف مكان منصف
[ 3603 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه أتيت المدينة فلقيت عبد الله بن سلام رضى الله تعالى عنه ، فقال ألا تجيء فأطعمك سويقا وتمرا وتدخل في بيت ، ثم قال إنك بأرض الربا بها فاش إذا كان لك على رجل حق فأهدى إليك حمل تبن أو حمل شعير أو حمل قت فلا تأخذه فإنه ربا ولم يذكر النضر وأبو داود ووهب عن شعبة البيت
باب تزويج النبي خديجة وفضلها رضى الله تعالى عنها
[ 3604 ] حدثنا محمد أخبرنا عبدة عن هشام بن عروة عن أبيه قال : سمعت عبد الله بن جعفر قال : سمعت عليا رضى الله تعالى عنه يقول : سمعت رسول الله يقول : حدثني صدقة أخبرنا عبدة عن هشام عن أبيه قال : سمعت عبد الله بن جعفر عن علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنهم عن النبي قال : خير نسائها مريم وخير نسائها خديجة
[ 3605 ] حدثنا سعيد بن عفير حدثنا الليث قال كتب إلي هشام عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت ما غرت على امرأة للنبي ما غرت على خديجة هلكت قبل أن يتزوجني لما كنت أسمعه يذكرها وأمره الله أن يبشرها ببيت من قصب وإن كان ليذبح الشاة فيهدي في خلائلها منها ما يسعهن
[ 3606 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة من كثرة ذكر رسول الله إياها قالت وتزوجني بعدها بثلاث سنين وأمره ربه عز وجل أو جبريل عليه السلام أن يبشرها ببيت في الجنة من قصب
[ 3607 ] حدثني عمر بن محمد بن حسن حدثنا أبي حدثنا حفص عن هشام عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت ما غرت على أحد من نساء النبي ما غرت على خديجة وما رأيتها ولكن كان النبي يكثر ذكرها وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة فربما قلت له كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة فيقول إنها كانت وكانت وكان لي منها ولد
[ 3608 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن إسماعيل قال : قلت لعبد الله بن أبي أوفى رضى الله تعالى عنهما بشر النبي خديجة قال : نعم ببيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب
[ 3609 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا محمد بن فضيل عن عمارة عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال أتى جبريل النبي ، فقال : يا رسول الله هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب
[ 3610 ] وقال إسماعيل بن خليل أخبرنا علي بن مسهر عن هشام عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول الله فعرف استئذان خديجة فارتاع لذلك ، فقال اللهم هالة قالت فغرت فقلت : ما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر قد أبدلك الله خيرا منها
باب ذكر جرير بن عبد الله البجلي رضى الله تعالى عنه
[ 3611 ] حدثنا إسحاق الواسطي حدثنا خالد عن بيان عن قيس قال : سمعته يقول : قال جرير بن عبد الله رضى الله تعالى عنه ما حجبني رسول الله منذ أسلمت ولا رآني إلا ضحك وعن قيس عن جرير بن عبد الله قال : كان في الجاهلية بيت يقال له ذو الخلصة وكان يقال له الكعبة اليمانية أو الكعبة الشأمية ، فقال لي رسول الله : هل أنت مريحي من ذي الخلصة قال : فنفرت إليه في خمسين ومائة فارس من أحمس قال : فكسرنا وقتلنا من وجدنا عنده فأتيناه فأخبرناه فدعا لنا ولأحمس
باب ذكر حذيفة بن اليمان العبسي رضى الله تعالى عنه
[ 3612 ] حدثني إسماعيل بن خليل أخبرنا سلمة بن رجاء عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت لما كان يوم أحد هزم المشركون هزيمة بينة فصاح إبليس أي عباد الله أخراكم فرجعت أولاهم على أخراهم فاجتلدت أخراهم فنظر حذيفة فإذا هو بأبيه فنادى أي عباد الله أبي أبي فقالت فوالله ما احتجزوا حتى قتلوه ، فقال حذيفة غفر الله لكم قال أبي فوالله ما زالت في حذيفة منها بقية خير حتى لقي الله عز وجل
باب ذكر هند بنت عتبة بن ربيعة رضى الله تعالى عنها
[ 3613 ] وقال عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري حدثني عروة أن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت جاءت هند بنت عتبة قالت : يا رسول الله ما كان على ظهر الأرض من أهل خباء أحب إلي أن يذلوا من أهل خبائك ثم ما أصبح اليوم على ظهر الأرض أهل خباء أحب إلي أن يعزوا من أهل خبائك قال وأيضا والذي نفسي بيده قالت : يا رسول الله إن أبا سفيان رجل مسيك فهل علي حرج أن أطعم من الذي له عيالنا قال لا أراه إلا بالمعروف
باب حديث زيد بن عمرو بن نفيل
[ 3614 ] حدثني محمد بن أبي بكر حدثنا فضيل بن سليمان حدثنا موسى بن عقبة حدثنا سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن النبي لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح قبل أن ينزل على النبي الوحي فقدمت إلى النبي سفرة فأبى أن يأكل منها ، ثم قال زيد إني لست آكل مما تذبحون على أنصابكم ولا آكل إلا ما ذكر اسم الله عليه وأن زيد بن عمرو كان يعيب على قريش ذبائحهم ويقول الشاة خلقها الله وأنزل لها من السماء الماء وأنبت لها من الأرض ثم تذبحونها على غير اسم الله إنكارا لذلك وإعظاما له
[ 3615 ] قال موسى حدثني سالم بن عبد الله ولا أعلمه إلا تحدث به عن ابن عمر أن زيد بن عمرو بن نفيل خرج إلى الشام يسأل عن الدين ويتبعه فلقي عالما من اليهود فسأله عن دينهم ، فقال إني لعلي أن أدين دينكم فأخبرني ، فقال لا تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من غضب الله قال زيد ما أفر إلا من غضب الله ولا أحمل من غضب الله شيئا أبدا وأنى أستطيعه فهل تدلني على غيره قال : ما أعلمه إلا أن يكون حنيفا قال زيد وما الحنيف قال دين إبراهيم لم يكن يهوديا ولا نصرانيا ولا يعبد إلا الله فخرج زيد فلقي عالما من النصارى فذكر مثله ، فقال لن تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من لعنة الله قال : ما أفر إلا من لعنة الله ولا أحمل من لعنة الله ولا من غضبه شيئا أبدا وأنى أستطيع فهل تدلني على غيره قال : ما أعلمه إلا أن يكون حنيفا قال وما الحنيف قال دين إبراهيم لم يكن يهوديا ولا نصرانيا ولا يعبد إلا الله فلما رأى زيد قولهم في إبراهيم عليه السلام خرج فلما برز رفع يديه ، فقال اللهم إني أشهد أني على دين إبراهيم
[ 3616 ] وقال الليث كتب إلي هشام عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر رضى الله تعالى عنهما قالت رأيت زيد بن عمرو بن نفيل قائما مسندا ظهره إلى الكعبة يقول يا معاشر قريش والله ما منكم على دين إبراهيم غيري وكان يحيي الموؤودة يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته لا تقتلها أنا أكفيكها مؤونتها فيأخذها فإذا ترعرعت قال لأبيها إن شئت دفعتها إليك وإن شئت كفيتك مؤونتها
باب بنيان الكعبة
[ 3617 ] حدثني محمود حدثنا عبد الرزاق قال : أخبرني ابن جريج قال : أخبرني عمرو بن دينار سمع جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال لما بنيت الكعبة ذهب النبي وعباس ينقلان الحجارة ، فقال عباس للنبي اجعل إزارك على رقبتك يقيك من الحجارة فخر إلى الأرض وطمحت عيناه إلى السماء ثم أفاق ، فقال إزاري إزاري فشد عليه إزاره
[ 3618 ] حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار وعبيد الله بن أبي يزيد قالا لم يكن على عهد النبي حول البيت حائط كانوا يصلون حول البيت حتى كان عمر فبنى حوله حائطا قال عبيد الله جدره قصير فبناه بن الزبير
باب أيام الجاهلية
[ 3619 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى قال هشام حدثني أبي عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت كان عاشوراء يوما تصومه قريش في الجاهلية وكان النبي يصومه فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه فلما نزل رمضان كان من شاء صامه ومن شاء لا يصومه
[ 3620 ] حدثنا مسلم حدثنا وهيب حدثنا ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : كانوا يرون أن العمرة في أشهر الحج من الفجور في الأرض وكانوا يسمون المحرم صفرا ويقولون إذا برا الدبر وعفا الأثر حلت العمرة لمن اعتمر قال : فقدم رسول الله وأصحابه رابعة مهلين بالحج وأمرهم النبي أن يجعلوها عمرة قالوا يا رسول الله أي الحل قال الحل كله
[ 3621 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال : كان عمرو يقول : حدثنا سعيد بن المسيب عن أبيه عن جده قال جاء سيل في الجاهلية فكسا ما بين الجبلين قال سفيان ويقول إن هذا لحديث له شأن
[ 3622 ] حدثنا أبو النعمان حدثنا أبو عوانة عن بيان أبي بشر عن قيس بن أبي حازم قال دخل أبو بكر على امرأة من أحمس يقال لها زينب فرآها لا تكلم ، فقال : ما لها لا تكلم قالوا حجت مصمتة قال لها تكلمي فإن هذا لا يحل هذا من عمل الجاهلية فتكلمت فقالت من أنت قال امرؤ من المهاجرين قالت أي المهاجرين قال من قريش قالت من أي قريش أنت قال إنك لسؤول أنا أبو بكر قالت ما بقاؤنا على هذا الأمر الصالح الذي جاء الله به بعد الجاهلية قال بقاؤكم عليه ما استقامت بكم أئمتكم قالت وما الأئمة قال : أما كان لقومك رؤوس وأشراف يأمرونهم فيطيعونهم قالت بلى قال : فهم أولئك على الناس
[ 3623 ] حدثني فروة بن أبي المغراء أخبرنا علي بن مسهر عن هشام عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت أسلمت امرأة سوداء لبعض العرب وكان لها حفش في المسجد قالت فكانت تأتينا فتحدث عندنا فإذا فرغت من حديثها قالت ويوم الوشاح من تعاجيب ربنا ألا إنه من بلدة الكفر أنجاني فلما أكثرت قالت لها عائشة وما يوم الوشاح قالت خرجت جويرية لبعض أهلي وعليها وشاح من آدم فسقط منها فانحطت عليه الحديا وهي تحسبه لحما فأخذته فاتهموني به فعذبوني حتى بلغ من أمري أنهم طلبوا في قبلي فبينا هم حولي وأنا في كربي إذ أقبلت الحديا حتى وازت برؤوسنا ثم ألقته فأخذوه فقلت لهم هذا الذي اتهمتموني به وأنا منه بريئة
[ 3624 ] حدثنا قتيبة حدثنا إسماعيل بن جعفر عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما عن النبي قال : ألا من كان حالفا فلا يحلف إلا بالله فكانت قريش تحلف بآبائها ، فقال لا تحلفوا بآبائكم
[ 3625 ] حدثنا يحيى بن سليمان قال : حدثني ابن وهب قال : أخبرني عمرو أن عبد الرحمن بن القاسم حدثه أن القاسم كان يمشي بين يدي الجنازة ولا يقوم لها ويخبر عن عائشة قالت كان أهل الجاهلية يقومون لها يقولون إذا رأوها كنت في أهلك ما أنت مرتين
[ 3626 ] حدثني عمرو بن عباس حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون قال : قال عمر رضى الله تعالى عنه إن المشركين كانوا لا يفيضون من جمع حتى تشرق الشمس على ثبير فخالفهم النبي فأفاض قبل أن تطلع الشمس
[ 3627 ] حدثني إسحاق بن إبراهيم قال : قلت لأبي أسامة حدثكم يحيى بن المهلب حدثنا حصين عن عكرمة { وكأسا دهاقا } قال ملأى متتابعة قال ، وقال ابن عباس سمعت أبي يقول : في الجاهلية اسقنا كأسا دهاقا
[ 3628 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن عبد الملك عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد ألا كل شيء ما خلا الله باطل وكاد أمية بن أبي الصلت أن يسلم
[ 3629 ] حدثنا إسماعيل حدثني أخي عن سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن عبد الرحمن بن القاسم عن القاسم بن محمد عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت كان لأبي بكر غلام يخرج له الخراج وكان أبو بكر يأكل من خراجه فجاء يوما بشيء فأكل منه أبو بكر ، فقال له الغلام تدري ما هذا ، فقال أبو بكر وما هو قال : كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية وما أحسن الكهانة إلا أني خدعته فلقيني فأعطاني بذلك فهذا الذي أكلت منه فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه
[ 3630 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن عبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال : كان أهل الجاهلية يتبايعون لحوم الجزور إلى حبل الحبلة قال وحبل الحبلة أن تنتج الناقة ما في بطنها ثم تحمل التي نتجت فنهاهم النبي عن ذلك
[ 3631 ] حدثنا أبو النعمان حدثنا مهدي قال غيلان بن جرير كنا نأتي أنس بن مالك فيحدثنا عن الأنصار وكان يقول لي فعل قومك كذا وكذا يوم كذا وكذا وفعل قومك كذا وكذا يوم كذا وكذا القسامة في الجاهلية
[ 3632 ] حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا قطن أبو الهيثم حدثنا أبو يزيد المدني عن عكرمة عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال إن أول قسامة كانت في الجاهلية لفينا بني هاشم كان رجل من بني هاشم استأجره رجل من قريش من فخذ أخرى فانطلق معه في إبله فمر رجل به من بني هاشم قد انقطعت عروة جوالقه ، فقال أغثني بعقال أشد به عروة جوالقي لا تنفر الإبل فأعطاه عقالا فشد به عروة جوالقه فلما نزلوا عقلت : الإبل إلا بعيرا واحدا ، فقال الذي استأجره ما شأن هذا البعير لم يعقل من بين الإبل قال ليس له عقال : قال : فأين عقاله قال : فحذفه بعصا كان فيها أجله فمر به رجل من أهل اليمن ، فقال أتشهد الموسم قال : ما أشهد وربما شهدته قال هل أنت مبلغ عني رسالة مرة من الدهر قال : نعم قال : فكنت إذا أنت شهدت الموسم فناد يا آل قريش فإذا أجابوك فناد يا آل بني هاشم فإن أجابوك فسل عن أبي طالب فأخبره أن فلانا قتلني في عقال ، ومات المستأجر فلما قدم الذي استأجره أتاه أبو طالب ، فقال : ما فعل صاحبنا قال مرض فأحسنت القيام عليه فوليت دفنه قال قد كان أهل ذاك منك فمكث حينا ثم إن الرجل الذي أوصى إليه أن يبلغ عنه وافى الموسم ، فقال : يا آل قريش قالوا هذه قريش قال : يا آل بني هاشم قالوا هذه بنو هاشم قال أين أبو طالب قالوا هذا أبو طالب قال أمرني فلان أن أبلغك رسالة أن فلانا قتله في عقال فأتاه أبو طالب ، فقال له اختر منا إحدى ثلاث إن شئت أن تؤدي مائة من الإبل فإنك قتلت صاحبنا وإن شئت حلف خمسون من قومك أنك لم تقتله فإن أبيت قتلناك به فأتى قومه فقالوا نحلف فأتته امرأة من بني هاشم كانت تحت رجل منهم قد ولدت له فقالت : يا أبا طالب أحب أن تجيز ابني هذا برجل من الخمسين ولا تصبر يمينه حيث تصبر الأيمان ففعل فأتاه رجل منهم ، فقال : يا أبا طالب أردت خمسين رجلا أن يحلفوا مكان مائة من الإبل يصيب كل رجل بعيران هذان بعيران فاقبلهما عني ولا تصبر يميني حيث تصبر الأيمان فقبلهما وجاء ثمانية وأربعون فحلفوا قال ابن عباس فوالذي نفسي بيده ما حال الحول ومن الثمانية والأربعين عين تطرف
[ 3633 ] حدثني عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت كان يوم بعاث يوما قدمه الله لرسوله فقدم رسول الله وقد افترق ملأهم وقتلت سرواتهم وجرحوا قدمه الله لرسوله في دخولهم في الإسلام
[ 3634 ] وقال ابن وهب أخبرنا عمرو عن بكير بن الأشج أن كريبا مولى ابن عباس حدثه ان ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال ليس السعي ببطن الوادي بين الصفا والمروة سنة إنما كان أهل الجاهلية يسعونها ويقولون لا نجيز البطحاء إلا شدا
[ 3635 ] حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي حدثنا سفيان أخبرنا مطرف سمعت أبا السفر يقول : سمعت ابن عباس رضى الله تعالى عنهما يقول يا أيها الناس اسمعوا مني ما أقول لكم وأسمعوني ما تقولون ولا تذهبوا فتقولوا قال ابن عباس قال ابن عباس من طاف بالبيت فليطف من وراء الحجر ولا تقولوا الحطيم فإن الرجل في الجاهلية كان يحلف فيلقي سوطه أو نعله أو قوسه
[ 3636 ] حدثنا نعيم بن حماد حدثنا هشيم عن حصين عن عمرو بن ميمون قال : رأيت في الجاهلية قردة اجتمع عليها قردة قد زنت فرجموها فرجمتها معهم
[ 3637 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عبيد الله سمع ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال خلال من خلال الجاهلية الطعن في الأنساب والنياحة ونسي الثالثة قال سفيان ويقولون إنها الاستسقاء بالأنواء
باب مبعث النبي محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان
[ 3638 ] حدثنا أحمد بن أبي رجاء حدثنا النضر عن هشام عن عكرمة عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال أنزل على رسول الله وهو ابن أربعين فمكث بمكة ثلاث عشرة سنة ثم أمر بالهجرة فهاجر إلى المدينة فمكث بها عشر سنين ثم توفي
باب ما لقي النبي وأصحابه من المشركين بمكة
[ 3639 ] حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا بيان وإسماعيل قالا سمعنا قيسا يقول : سمعت خبابا يقول أتيت النبي وهو متوسد بردة وهو في ظل الكعبة وقد لقينا من المشركين شدة فقلت : يا رسول الله ألا تدعوالله فقعد وهو محمر وجهه ، فقال لقد كان من قبلكم ليمشط بمشاط الحديد ما دون عظامه من لحم أو عصب ما يصرفه ذلك عن دينه ويوضع المنشار على مفرق رأسه فيشق باثنين ما يصرفه ذلك عن دينه وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا الله زاد بيان والذئب على غنمه
[ 3640 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن الأسود عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال قرأ النبي النجم فسجد فما بقي أحد إلا سجد إلا رجل رأيته أخذ كفا من حصا فرفعه فسجد عليه ، وقال هذا يكفيني فلقد رأيته بعد قتل كافرا بالله
[ 3641 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال بينا النبي ساجد وحوله ناس من قريش جاء عقبة بن أبي معيط بسلى جزور فقذفه على ظهر النبي فلم يرفع رأسه فجاءت فاطمة عليها السلام فأخذته من ظهره ودعت على من صنع ، فقال النبي اللهم عليك الملأ من قريش أبا جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأمية بن خلف أو أبي بن خلف شعبة الشاك فرأيتهم قتلوا يوم بدر فألقوا في بئر غير أمية أو أبي تقطعت أوصاله فلم يلق في البئر
[ 3642 ] حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور حدثني سعيد بن جبير أو قال : حدثني الحكم عن سعيد بن جبير قال أمرني عبد الرحمن بن أبزى قال سل بن عباس عن هاتين الآيتين ما أمرهما { ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ومن يقتل مؤمنا متعمدا } فسألت بن عباس ، فقال لما أنزلت التي في الفرقان قال مشركوا أهل مكة فقد قتلنا النفس التي حرم الله ودعونا مع الله إلها آخر وقد أتينا الفواحش فأنزل الله { إلا من تاب وآمن } الآية فهذه لأولئك وأما التي في النساء الرجل إذا عرف الإسلام وشرائعه ثم قتل فجزاؤه جهنم فذكرته لمجاهد ، فقال إلا من ندم
[ 3643 ] حدثنا عياش بن الوليد حدثنا الوليد بن مسلم حدثني الأوزاعي حدثني يحيى بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم التيمي قال : حدثني عروة بن الزبير قال : سألت بن عمرو بن العاص أخبرني بأشد شيء صنعه المشركون بالنبي قال : بينا النبي يصلي في حجر الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبي معيط فوضع ثوبه في عنقه فخنقه خنقا شديدا فأقبل أبو بكر حتى أخذ بمنكبه ودفعه عن النبي قال : { أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله } الآية تابعه بن إسحاق حدثني يحيى بن عروة عن عروة قلت لعبد الله بن عمرو ، وقال عبدة عن هشام عن أبيه قيل لعمرو بن العاص ، وقال محمد بن عمرو عن أبي سلمة حدثني عمرو بن العاص
باب إسلام أبي بكر الصديق رضى الله تعالى عنه
[ 3644 ] حدثني عبد الله بن حماد الآملي قال : حدثني يحيى بن معين حدثنا إسماعيل بن مجالد عن بيان عن وبرة عن همام بن الحارث قال : قال عمار بن ياسر رأيت رسول الله وما معه إلا خمسة أعبد وامرأتان وأبو بكر
باب إسلام سعد بن أبي وقاص رضى الله تعالى عنه
[ 3645 ] حدثني إسحاق أخبرنا أبو أسامة حدثنا هاشم قال : سمعت سعيد بن المسيب قال : سمعت أبا إسحاق سعد بن أبي وقاص يقول : ما أسلم أحد إلا في اليوم الذي أسلمت فيه ولقد مكثت سبعة أيام وإني لثلث الإسلام
باب ذكر الجن وقول الله تعالى { قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن }
[ 3646 ] حدثني عبيد الله بن سعيد حدثنا أبو أسامة حدثنا مسعر عن معن ابن عبد الرحمن قال : سمعت أبي قال : سألت مسروقا من إذن النبي بالجن ليلة استمعوا القرآن ، فقال : حدثني أبوك يعني عبد الله أنه آذنت بهم شجرة
[ 3647 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد قال : أخبرني جدي عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أنه كان يحمل مع النبي إداوة لوضوئه وحاجته فبينما هو يتبعه بها ، فقال من هذا ، فقال : أنا أبو هريرة ، فقال ابغني أحجارا أستنفض بها ولا تأتني بعظم ولا بروثة فأتيته بأحجار أحملها في طرف ثوبي حتى وضعت إلى جنبه ثم انصرفت حتى إذا فرغ مشيت فقلت : ما بال العظم والروثة قال هما من طعام الجن وإنه أتاني وفد جن نصيبين ونعم الجن فسألوني الزاد فدعوت الله لهم أن لا يمروا بعظم ولا بروثة إلا وجدوا عليها طعاما
باب إسلام أبي ذر الغفاري رضى الله تعالى عنه
[ 3648 ] حدثني عمرو بن عباس حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا المثنى عن أبي جمرة عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال لما بلغ أبا ذر مبعث النبي قال لأخيه اركب إلى هذا الوادي فاعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي يأتيه الخبر من السماء واسمع من قوله ثم ائتني فانطلق الأخ حتى قدمه وسمع من قوله ثم رجع إلى أبي ذر ، فقال له رأيته يأمر بمكارم الأخلاق وكلاما ما هو بالشعر ، فقال : ما شفيتني مما أردت فتزود وحمل شنة له فيها ماء حتى قدم مكة فأتى المسجد فالتمس النبي ولا يعرفه وكره أن يسأل عنه حتى أدركه بعض الليل فرآه علي فعرف أنه غريب فلما رآه تبعه فلم يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء حتى أصبح ثم احتمل قربته وزاده إلى المسجد وظل ذلك اليوم ولا يراه النبي حتى أمسى فعاد إلى مضجعه فمر به علي ، فقال : أما نال للرجل أن يعلم منزله فأقامه فذهب به معه لا يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء حتى إذا كان يوم الثالث فعاد علي مثل ذلك فأقام معه ، ثم قال ألا تحدثني ما الذي أقدمك قال إن أعطيتني عهدا وميثاقا لترشدنني فعلت ففعل فأخبره قال : فإنه حق وهو رسول الله فإذا أصبحت فاتبعني فإني إن رأيت شيئا أخاف عليك قمت كأني أريق الماء فإن مضيت فاتبعني حتى تدخل مدخلي ففعل فانطلق يقفوه حتى دخل على النبي ودخل معه فسمع من قوله وأسلم مكانه ، فقال له النبي ارجع إلى قومك فأخبرهم حتى يأتيك أمري قال والذي نفسي بيده لأصرخن بها بين ظهرانيهم فخرج حتى أتى المسجد فنادى بأعلى صوته أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ثم قام القوم فضربوه حتى أضجعوه وأتى العباس فأكب عليه قال ويلكم ألستم تعلمون أنه من غفار وأن طريق تجاركم إلى الشام فأنقذه منهم ثم عاد من الغد لمثلها فضربوه وثاروا إليه فأكب العباس عليه
باب إسلام سعيد بن زيد رضى الله تعالى عنه
[ 3649 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن إسماعيل عن قيس قال : سمعت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل في مسجد الكوفة يقول والله لقد رأيتني وإن عمر لموثقي على الإسلام قبل أن يسلم عمر ولو أن أحدا ارفض للذي صنعتم بعثمان لكان
باب إسلام عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه
[ 3650 ] حدثني محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن عبد الله بن مسعود رضى الله تعالى عنه قال : ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر
[ 3651 ] حدثنا يحيى بن سليمان قال : حدثني ابن وهب قال : حدثني عمر بن محمد قال : فأخبرني جدي زيد بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال بينما هو في الدار خائفا إذ جاءه العاص بن وائل السهمي أبو عمرو عليه حلة حبرة وقميص مكفوف بحرير وهو من بني سهم وهم حلفاؤنا في الجاهلية ، فقال له ما بالك قال زعم قومك أنهم سيقتلونني إن أسلمت قال لا سبيل إليك بعد أن قالها أمنت فخرج العاص فلقي الناس قد سأل بهم الوادي ، فقال أين تريدون فقالوا نريد هذا بن الخطاب الذي صبأ قال لا سبيل إليه فكر الناس
[ 3652 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال عمرو بن دينار سمعته قال : قال عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما لما أسلم عمر اجتمع الناس عند داره وقالوا صبأ عمر وأنا غلام فوق ظهر بيتي فجاء رجل عليه قباء من ديباج ، فقال قد صبأ عمر فما ذاك فأنا له جار قال : فرأيت الناس تصدعوا عنه فقلت : من هذا قالوا العاص بن وائل
[ 3653 ] حدثنا يحيى بن سليمان قال : حدثني ابن وهب قال : حدثني عمر أن سالما حدثه عن عبد الله بن عمر قال : ما سمعت عمر لشيء قط يقول إني لأظنه كذا إلا كان كما يظن بينما عمر جالس إذ مر به رجل جميل ، فقال لقد أخطأ ظني أو إن هذا على دينه في الجاهلية أو لقد كان كاهنهم علي الرجل فدعي له ، فقال له ذلك ، فقال : ما رأيت كاليوم استقبل به رجل مسلم قال : فإني أعزم عليك إلا ما أخبرتني قال : كنت كاهنهم في الجاهلية قال : فما أعجب ما جاءتك به جنيتك قال بينما أنا يوما في السوق جاءتني أعرف فيها الفزع فقالت ألم تر الجن وإبلاسها ويأسها من بعد إنكاسها ولحوقها بالقلاص وأحلاسها قال عمر صدق بينما أنا عند آلهتهم إذ جاء رجل بعجل فذبحه فصرخ به صارخ لم أسمع صارخا قط أشد صوتا منه يقول يا جليح أمر نجيح رجل فصيح يقول لا إله إلا أنت فوثب القوم قلت لا أبرح حتى أعلم ما وراء هذا ثم نادى يا جليح أمر نجيح رجل فصيح يقول لا إله إلا الله فقمت فما نشبنا أن قيل هذا نبي
[ 3654 ] حدثني محمد بن المثنى حدثنا يحيى حدثنا إسماعيل حدثنا قيس قال : سمعت سعيد بن زيد يقول للقوم لو رأيتني موثقي عمر على الإسلام أنا وأخته وما أسلم ولو أن أحدا انقض لما صنعتم بعثمان لكان محقوقا أن ينقض
باب انشقاق القمر
[ 3655 ] حدثني عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا بشر بن المفضل حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أن أهل مكة سألوا رسول الله أن يريهم آية فأراهم القمر شقتين حتى رأوا حراء بينهما
[ 3656 ] حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن إبراهيم عن أبي معمر عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال انشق القمر ونحن مع النبي بمنى ، فقال اشهدوا وذهبت فرقة نحو الجبل ، وقال أبو الضحى عن مسروق عن عبد الله انشق بمكة وتابعه محمد بن مسلم عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله
[ 3657 ] حدثنا عثمان بن صالح حدثنا بكر بن مضر قال : حدثني جعفر بن ربيعة عن عراك بن مالك عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن عبد الله بن عباس رضى الله تعالى عنهما أن القمر انشق على زمان رسول الله
[ 3658 ] حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا إبراهيم عن أبي معمر عن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال انشق القمر
باب هجرة الحبشة وقالت عائشة قال النبي أريت دار هجرتكم ذات نخل بين لابتين فهاجر من هاجر قبل المدينة ورجع عامة من كان هاجر بأرض الحبشة إلى المدينة فيه عن أبي موسى وأسماء عن النبي
[ 3659 ] حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي حدثنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري حدثنا عروة بن الزبير أن عبيد الله بن عدي بن الخيار أخبره أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث قالا له ما يمنعك أن تكلم خالك عثمان في أخيه الوليد بن عقبة وكان أكثر الناس فيما فعل به قال عبيد الله فانتصبت لعثمان حين خرج إلى الصلاة فقلت له إن لي إليك حاجة وهي نصيحة ، فقال أيها المرء أعوذ بالله منك فانصرفت فلما قضيت الصلاة جلست إلى المسور وإلى بن عبد يغوث فحدثتهما بالذي قلت لعثمان ، وقال لي فقالا قد قضيت الذي كان عليك فبينما أنا جالس معهما إذ جاءني رسول عثمان فقالا لي قد ابتلاك الله فانطلقت حتى دخلت عليه ، فقال : ما نصيحتك التي ذكرت آنفا قال : فتشهدت ثم قلت : إن الله بعث محمدا وأنزل عليه الكتاب وكنت ممن استجاب لله ورسوله وآمنت به وهاجرت الهجرتين الأوليين وصحبت رسول الله ورأيت هديه وقد أكثر الناس في شأن الوليد بن عقبة فحق عليك أن تقيم عليه الحد ، فقال لي يا ابن أختي آدركت رسول الله قال : قلت لا ولكن قد خلص إلي من علمه ما خلص إلى العذراء في سترها قال : فتشهد عثمان ، فقال إن الله قد بعث محمدا بالحق وأنزل عليه الكتاب وكنت ممن استجاب لله ورسوله وآمنت بما بعث به محمد وهاجرت الهجرتين الأوليين كما قلت : وصحبت رسول الله وبايعته والله ما عصيته ولا غششته حتى توفاه الله ثم استخلف الله أبا بكر فوالله ما عصيته ولا غششته ثم استخلف عمر فوالله ما عصيته ولا غششته ثم استخلفت أفليس لي عليكم مثل الذي كان لهم علي قال بلى قال : فما هذه الأحاديث التي تبلغني عنكم فأما ما ذكرت من شأن الوليد بن عقبة فسنأخذ فيه إن شاء الله بالحق قال : فجلد الوليد أربعين جلدة وأمر عليا أن يجلده وكان هو يجلده ، وقال يونس وابن أخي الزهري عن الزهري أفليس لي عليكم من الحق مثل الذي كان لهم قال أبو عبد الله { بلاء من ربكم } ما ابتليتم به من شدة وفي موضع { البلاء } الابتلاء والتمحيص من بلوته ومحصته أي استخرجت ما عنده يبلو يختبر { مبتليكم } مختبركم وأما قوله { بلاء عظيم } النعم وهي من أبليته وتلك من ابتليته
[ 3660 ] حدثني محمد بن المثنى حدثنا يحيى عن هشام قال : حدثني أبي عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا كنيسة رأينها بالحبشة فيها تصاوير فذكرتا للنبي ، فقال إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تيك الصور أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة
[ 3661 ] حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا إسحاق بن سعيد السعيدي عن أبيه عن أم خالد بنت خالد قالت قدمت من أرض الحبشة وأنا جويرية فكساني رسول الله خميصة لها أعلام فجعل رسول الله يمسح الأعلام بيده ويقول سناه سناه قال الحميدي يعني حسن حسن
[ 3662 ] حدثنا يحيى بن حماد حدثنا أبو عوانة عن سليمان عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال كنا نسلم على النبي وهو يصلي فيرد علينا فلما رجعنا من عند النجاشي سلمنا عليه فلم يرد علينا فقلنا يا رسول الله إنا كنا نسلم عليك فترد علينا قال إن في الصلاة شغلا فقلت لإبراهيم كيف تصنع أنت قال أرد في نفسي
[ 3663 ] حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة حدثنا بريد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى رضى الله تعالى عنه بلغنا مخرج النبي ونحن باليمن فركبنا سفينة فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة فوافقنا جعفر بن أبي طالب فأقمنا معه حتى قدمنا فوافقنا النبي حين افتتح خيبر ، فقال النبي لكم أنتم يا أهل السفينة هجرتان
باب موت النجاشي
[ 3664 ] حدثنا أبو الربيع حدثنا ابن عيينة عن ابن جريج عن عطاء عن جابر رضى الله تعالى عنه قال النبي حين مات النجاشي مات اليوم رجل صالح فقوموا فصلوا على أخيكم أصحمة
[ 3665 ] حدثنا عبد الأعلى بن حماد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد حدثنا قتادة أن عطاء حدثهم عن جابر بن عبد الله الأنصارى رضى الله تعالى عنهما أن نبي الله صلى على النجاشي فصفنا وراءه فكنت في الصف الثاني أو الثالث
[ 3666 ] حدثني عبد الله بن أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون عن سليم بن حيان حدثنا سعيد بن ميناء عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما أن النبي صلى على أصحمة النجاشي فكبر عليه أربعا تابعه عبد الصمد
[ 3667 ] حدثنا زهير بن حرب حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب قال : حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن وابن المسيب أن أبا هريرة رضى الله تعالى عنه أخبرهما أن رسول الله نعى لهم النجاشي صاحب الحبشة في اليوم الذي مات فيه ، وقال استغفروا لأخيكم
[ 3668 ] وعن صالح عن ابن شهاب قال : حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب أن أبا هريرة رضى الله تعالى عنه أخبرهم أن رسول الله صف بهم في المصلى فصلى عليه وكبر أربعا
باب تقاسم المشركين على النبي
[ 3669 ] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال : حدثني إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله : حين أراد حنينا منزلنا غدا إن شاء الله بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر
باب قصة أبي طالب
[ 3670 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن سفيان حدثنا عبد الملك حدثنا عبد الله بن الحارث حدثنا العباس بن عبد المطلب رضى الله تعالى عنه قال للنبي ما أغنيت عن عمك فإنه كان يحوطك ويغضب لك قال هو في ضحضاح من نار ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار
[ 3671 ] حدثنا محمود حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبيه أن أبا طالب لما حضرته الوفاة دخل عليه النبي وعنده أبو جهل ، فقال أي عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله ، فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية يا أبا طالب ترغب عن ملة عبد المطلب فلم يزالا يكلمانه حتى قال آخر شيء كلمهم به على ملة عبد المطلب ، فقال النبي لأستغفرن لك ما لم أنه عنه فنزلت { ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم } ونزلت { إنك لا تهدي من أحببت }
[ 3672 ] حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث حدثنا ابن الهاد عن عبد الله بن خباب عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه أنه سمع النبي وذكر عنده عمه ، فقال لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه حدثنا إبراهيم بن حمزة حدثنا ابن أبي حازم والدراوردي عن يزيد بهذا ، وقال تغلي منه أم دماغه
باب حديث الإسراء وقول الله تعالى { سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى }
[ 3673 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن سمعت جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما أنه سمع رسول الله يقول : لما كذبني قريش قمت في الحجر فجلا الله لي بيت المقدس فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه
باب المعراج
[ 3674 ] حدثنا هدبة بن خالد حدثنا همام بن يحيى حدثنا قتادة عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة رضى الله تعالى عنهما أن نبي الله حدثهم عن ليلة أسري به بينما أنا في الحطيم وربما قال في الحجر مضطجعا إذ أتاني آت فقد قال وسمعته يقول : فشق ما بين هذه إلى هذه فقلت للجارود وهو إلى جنبي ما يعني به قال من ثغرة نحره إلى شعرته وسمعته يقول من قصه إلى شعرته فاستخرج قلبي ثم أتيت بطست من ذهب مملوءة إيمانا فغسل قلبي ثم حشي ثم أعيد ثم أتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار أبيض ، فقال له الجارود هو البراق يا أبا حمزة قال أنس نعم يضع خطوه عند أقصى طرفه فحملت عليه فانطلق بي جبريل حتى أتى السماء الدنيا فاستفتح فقيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال : نعم قيل مرحبا به فنعم المجيء جاء ففتح فلما خلصت فإذا فيها آدم ، فقال هذا أبوك آدم فسلم عليه فسلمت عليه فرد السلام ، ثم قال مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح ثم صعد حتى أتى السماء الثانية فاستفتح قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال : نعم قيل مرحبا به فنعم المجيء جاء ففتح فلما خلصت إذا يحيى وعيسى وهما ابنا الخالة قال هذا يحيى وعيسى فسلم عليهما فسلمت فردا ، ثم قالا مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ثم صعد بي إلى السماء الثالثة فاستفتح قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال : نعم قيل مرحبا به فنعم المجيء جاء ففتح فلما خلصت إذا يوسف قال هذا يوسف فسلم عليه فسلمت عليه فرد ، ثم قال مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ثم صعد بي حتى أتى السماء الرابعة فاستفتح قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل أو قد أرسل إليه قال : نعم قيل مرحبا به فنعم المجيء جاء ففتح فلما خلصت إلى إدريس قال هذا إدريس فسلم عليه فسلمت عليه فرد ، ثم قال مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ثم صعد بي حتى أتى السماء الخامسة فاستفتح قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال : نعم قيل مرحبا به فنعم المجيء جاء فلما خلصت فإذا هارون قال هذا هارون فسلم عليه فسلمت عليه فرد ، ثم قال مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ثم صعد بي حتى أتى السماء السادسة فاستفتح قيل من هذا قال جبريل قيل من معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال : نعم قال مرحبا به فنعم المجيء جاء فلما خلصت فإذا موسى قال هذا موسى فسلم عليه فسلمت عليه فرد ، ثم قال مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح فلما تجاوزت بكى قيل له ما يبكيك قال أبكي لأن غلاما بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخلها من أمتي ثم صعد بي إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال : نعم قال مرحبا به فنعم المجيء جاء فلما خلصت فإذا إبراهيم قال هذا أبوك فسلم عليه قال : فسلمت عليه فرد السلام قال مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح ثم رفعت لي سدرة المنتهى فإذا نبقها مثل قلال هجر وإذا ورقها مثل آذان الفيلة قال هذه سدرة المنتهى وإذا أربعة أنهار نهران باطنان ونهران ظاهران فقلت : ما هذان يا جبريل قال : أما الباطنان فنهران في الجنة وأما الظاهران فالنيل والفرات ثم رفع لي البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم أتيت بإناء من خمر وإناء من لبن وإناء من عسل فأخذت اللبن ، فقال هي الفطرة أنت عليها وأمتك ثم فرضت علي الصلوات خمسين صلاة كل يوم فرجعت فمررت على موسى ، فقال بم أمرت قال أمرت بخمسين صلاة كل يوم قال أمتك لا تستطيع خمسين صلاة كل يوم وإني والله قد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك فرجعت فوضع عني عشرا فرجعت إلى موسى ، فقال مثله فرجعت فوضع عني عشرا فرجعت إلى موسى ، فقال مثله فرجعت فوضع عني عشرا فرجعت إلى موسى ، فقال مثله فرجعت فأمرت بعشر صلوات كل يوم فرجعت ، فقال مثله فرجعت فأمرت بخمس صلوات كل يوم فرجعت إلى موسى ، فقال بما أمرت قلت : أمرت بخمس صلوات كل يوم قال إن أمتك لا تستطيع خمس صلوات كل يوم وإني قد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك قال : سألت ربي حتى استحييت ولكن أرضى وأسلم قال : فلما جاوزت نادى مناد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي
[ 3675 ] حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو عن عكرمة عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما في قوله تعالى { وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس } قال هي رؤيا عين أريها رسول الله ليلة أسري به إلى بيت المقدس قال { والشجرة الملعونة في القرآن } قال هي شجرة الزقوم
باب وفود الأنصار إلى النبي بمكة وبيعة العقبة
[ 3676 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب وحدثنا أحمد بن صالح حدثنا عنبسة حدثنا يونس عن ابن شهاب قال : أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أن عبد الله بن كعب وكان قائد كعب حين عمي قال : سمعت كعب بن مالك يحدث حين تخلف عن النبي في غزوة تبوك بطوله قال ابن بكير في حديثه ولقد شهدت مع النبي ليلة العقبة حين تواثقنا على الإسلام وما أحب أن لي بها مشهد بدر وإن كانت بدر أذكر في الناس منها
[ 3677 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال : كان عمرو يقول : سمعت جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما يقول شهد بي خالاي العقبة قال أبو عبد الله قال ابن عيينة أحدهما البراء بن معرور
[ 3678 ] حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام ان ابن جريج أخبرهم قال عطاء قال جابر أنا وأبي وخالاي من أصحاب العقبة
[ 3679 ] حدثني إسحاق بن منصور أخبرنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا ابن أخي بن شهاب عن عمه قال : أخبرني أبو إدريس عائذ الله أن عبادة بن الصامت من الذين شهدوا بدرا مع رسول الله ومن أصحابه ليلة العقبة أخبره أن رسول الله قال : وحوله عصابة من أصحابه تعالوا بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا أولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ولا تعصوني في معروف فمن وفي منكم فأجره على الله ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب به في الدنيا فهو له كفارة ومن أصاب من ذلك شيئا فستره الله فأمره إلى الله إن شاء عاقبه وإن شاء عفا عنه قال : فبايعته على ذلك
[ 3680 ] حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن الصنابحي عن عبادة بن الصامت رضى الله تعالى عنه أنه قال إني من النقباء الذين بايعوا رسول الله ، وقال بايعناه على أن لا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا ننتهب ولا نعصي بالجنة إن فعلنا ذلك فإن غشينا من ذلك شيئا كان قضاء ذلك إلى الله
باب تزويج النبي عائشة وقدومها المدينة وبنائه بها
[ 3681 ] حدثني فروة بن أبي المغراء حدثنا علي بن مسهر عن هشام عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت تزوجني النبي وأنا بنت ست سنين فقدمنا المدينة فنزلنا في بني الحارث بن خزرج فوعكت فتمزق شعري فوفى جميمة فأتتني أمي أم رومان وإني لفي أرجوحة ومعي صواحب لي فصرخت بي فأتيتها لا أدري ما تريد بي فأخذت بيدي حتى أوقفتني على باب الدار وإني لأنهج حتى سكن بعض نفسي ثم أخذت شيئا من ماء فمسحت به وجهي ورأسي ثم أدخلتني الدار فإذا نسوة من الأنصار في البيت فقلن على الخير والبركة وعلى خير طائر فأسلمتني إليهن فأصلحن من شأني فلم يرعني إلا رسول الله ضحى فأسلمتني إليه وأنا يومئذ بنت تسع سنين
[ 3682 ] حدثنا معلى حدثنا وهيب عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن النبي قال لها أريتك في المنام مرتين أرى أنك في سرقة من حرير ، ويقال هذه امرأتك فاكشف عنها فإذا هي أنت فأقول إن يك هذا من عند الله يمضه
[ 3683 ] حدثني عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه قال توفيت خديجة قبل مخرج النبي إلى المدينة بثلاث سنين فلبث سنتين أو قريبا من ذلك ونكح عائشة وهي بنت ست سنين ثم بنى بها وهي بنت تسع سنين
باب هجرة النبي وأصحابه إلى المدينة
، وقال عبد الله بن زيد وأبو هريرة رضى الله تعالى عنهما عن النبي لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ، وقال أبو موسى عن النبي رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل فذهب وهلي إلى أنها اليمامة أو هجر فإذا هي المدينة يثرب
[ 3684 ] حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا الأعمش قال : سمعت أبا وائل يقول عدنا خبابا ، فقال هاجرنا مع النبي نريد وجه الله فوقع أجرنا على الله فمنا من مضى لم يأخذ من أجره شيئا منهم مصعب بن عمير قتل يوم أحد وترك نمرة فكنا إذا غطينا بها رأسه بدت رجلاه وإذا غطينا رجليه بدا رأسه فأمرنا رسول الله أن نغطي رأسه ونجعل على رجليه شيئا من إذخر ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها
[ 3685 ] حدثنا مسدد حدثنا حماد هو ابن زيد عن يحيى عن محمد بن إبراهيم عن علقمة بن وقاص قال : سمعت عمر رضى الله تعالى عنه قال : سمعت النبي يقول : الأعمال بالنية فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه ومن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله
[ 3686 ] حدثني إسحاق بن يزيد الدمشقي حدثنا يحيى بن حمزة قال : حدثني أبو عمرو الأوزاعي عن عبدة بن أبي لبابة عن مجاهد بن جبر المكي أن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما كان يقول لا هجرة بعد الفتح
[ 3687 ] قال يحيى بن حمزة وحدثني الأوزاعي عن عطاء بن أبي رباح قال زرت عائشة مع عبيد بن عمير الليثي فسألناها عن الهجرة فقالت لا هجرة اليوم كان المؤمنون يفر أحدهم بدينه إلى الله تعالى وإلى رسوله مخافة أن يفتن عليه فأما اليوم فقد أظهر الله الإسلام والمؤمن يعبد ربه حيث شاء ولكن جهاد ونية
[ 3688 ] حدثني زكريا بن يحيى حدثنا ابن نمير قال هشام فأخبرني أبي عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن سعدا قال اللهم إنك تعلم أنه ليس أحد أحب إلي أن أجاهدهم فيك من قوم كذبوا رسولك وأخرجوه اللهم فإني أظن أنك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم ، وقال أبان بن يزيد حدثنا هشام عن أبيه أخبرتني عائشة من قوم كذبوا نبيك وأخرجوه من قريش
[ 3689 ] حدثنا مطر بن الفضل حدثنا روح بن عبادة حدثنا هشام حدثنا عكرمة عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال بعث رسول الله لأربعين سنة فمكث بمكة ثلاث عشرة سنة يوحى إليه ثم أمر بالهجرة فهاجر عشر سنين ، ومات وهو ابن ثلاث وستين
[ 3690 ] حدثني مطر بن الفضل حدثنا روح بن عبادة حدثنا زكريا بن إسحاق حدثنا عمرو بن دينار عن ابن عباس قال مكث رسول الله بمكة ثلاث عشرة وتوفي وهو ابن ثلاث وستين
[ 3691 ] حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال : حدثني مالك عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن عبيد يعني ابن حنين عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه أن رسول الله جلس على المنبر ، فقال إن عبدا خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء وبين ما عنده فاختار ما عنده فبكى أبو بكر ، وقال : فديناك بآبائنا وأمهاتنا فعجبنا له ، وقال الناس انظروا إلى هذا الشيخ يخبر رسول الله عن عبد خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا وبين ما عنده وهو يقول : فديناك بآبائنا وأمهاتنا فكان رسول الله هو المخير وكان أبو بكر هو أعلمنا به ، وقال رسول الله : إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبا بكر ولو كنت متخذا خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكر إلا خلة الإسلام لا يبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر
[ 3692 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل قال ابن شهاب فأخبرني عروة بن الزبير أن عائشة رضى الله تعالى عنها زوج النبي قالت لم لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان الدين ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله طرفي النهار بكرة وعشية فلما ابتلي المسلمون خرج أبو بكر مهاجرا نحو أرض الحبشة حتى إذا بلغ برك الغماد لقيه بن الدغنة وهو سيد القارة ، فقال أين تريد يا أبا بكر ، فقال أبو بكر أخرجني قومي فأريد أن أسيح في الأرض وأعبد ربي قال ابن الدغنة فإن مثلك يا أبا بكر لا يخرج ولا يخرج إنك تكسب المعدوم وتصل الرحم وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق فأنا لك جار ارجع واعبد ربك ببلدك فرجع وارتحل معه بن الدغنة فطاف بن الدغنة عشية في أشراف قريش ، فقال لهم إن أبا بكر لا يخرج مثله ولا يخرج أتخرجون رجلا يكسب المعدوم ويصل الرحم ويحمل الكل ويقري الضيف ويعين على نوائب الحق فلم تكذب قريش بجوار بن الدغنة وقالوا لابن الدغنة مر أبا بكر فليعبد ربه في داره فليصل فيها وليقرأ ما شاء ولا يؤذينا بذلك ولا يستعلن به فإنا نخشى أن يفتن نساءنا وأبناءنا ، فقال ذلك بن الدغنة لأبي بكر فلبث أبو بكر بذلك يعبد ربه في داره ولا يستعلن بصلاته ولا يقرأ في غير داره ثم بدا لأبي بكر فابتنى مسجدا بفناء داره وكان يصلي فيه ويقرأ القرآن فينقذف عليه نساء المشركين وأبناؤهم وهم يعجبون منه وينظرون إليه وكان أبو بكر رجلا بكاء لا يملك عينيه إذا قرأ القرآن وأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين فأرسلوا إلى بن الدغنة فقدم عليهم فقالوا إنا كنا أجرنا أبا بكر بجوارك على أن يعبد ربه في داره فقد جاوز ذلك فابتنى مسجدا بفناء داره فأعلن بالصلاة والقراءة فيه وإنا قد خشينا أن يفتن نساءنا وأبناءنا فانهه فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد ربه في داره فعل وإن أبى إلا أن يعلن بذلك فسله أن يرد إليك ذمتك فإنا قد كرهنا أن نخفرك ولسنا مقرين لأبي بكر الاستعلان قالت عائشة فأتى بن الدغنة إلى أبي بكر ، فقال قد علمت الذي عاقدت لك عليه فإما أن تقتصر على ذلك وإما أن ترجع إلي ذمتي فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أخفرت في رجل عقدت له ، فقال أبو بكر فإني أرد إليك جوارك وأرضى بجوار الله عز وجل والنبي يومئذ بمكة ، فقال النبي للمسلمين إني أريت دار هجرتكم ذات نخل بين لابتين وهما الحرتان فهاجر من هاجر قبل المدينة ورجع عامة من كان هاجر بأرض الحبشة إلى المدينة وتجهز أبو بكر قبل المدينة ، فقال له رسول الله على رسلك فإني أرجو أن يؤذن لي ، فقال أبو بكر وهل ترجو ذلك بأبي أنت قال : نعم فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله ليصحبه وعلف راحلتين كانتا عنده ورق السمر وهو الخبط أربعة أشهر قال ابن شهاب قال عروة قالت عائشة فبينما نحن يوما جلوس في بيت أبي بكر في نحر الظهيرة قال قائل لأبي بكر هذا رسول الله متقنعا في ساعة لم يكن يأتينا فيها ، فقال أبو بكر فداء له أبي وأمي والله ما جاء به في هذه الساعة إلا أمر قالت فجاء رسول الله فاستأذن فأذن له فدخل ، فقال النبي لأبي بكر أخرج من عندك ، فقال أبو بكر إنما هم أهلك بأبي أنت يا رسول الله قال : فإني قد إذن لي في الخروج ، فقال أبو بكر الصحابة بأبي أنت يا رسول الله قال رسول الله : نعم قال أبو بكر فخذ بأبي أنت يا رسول الله إحدى راحلتي هاتين قال رسول الله : بالثمن قالت عائشة فجهزناهما أحث الجهاز وصنعنا لهما سفرة في جراب فقطعت أسماء بنت أبي بكر قطعة من نطاقها فربطت به على فم الجراب فبذلك سميت ذات النطاقين قالت ثم لحق رسول الله أبو بكر بغار في جبل ثور فكمنا فيه ثلاث ليال يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر وهو غلام شاب ثقف لقن فيدلج من عندهما بسحر فيصبح مع قريش بمكة كبائت فلا يسمع أمرا يكتادان به إلا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام ويرعى عليهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر منحة من غنم فيريحها عليهما حين تذهب ساعة من العشاء فيبيتان في رسل وهو لبن منحتهما ورضيفهما حتى ينعق بها عامر بن فهيرة بغلس يفعل ذلك في كل ليلة من تلك الليالي الثلاث واستأجر رسول الله وأبو بكر رجلا من بني الديل وهو من بني عبد بن عدي هاديا خريتا والخريت الماهر بالهداية قد غمس حلفا في آل العاص بن وائل السهمي وهو على دين كفار قريش فأمناه فدفعا إليه راحلتيهما وواعداه غار ثور بعد ثلاث ليال فأتاهما براحلتيهما صبح ثلاث وانطلق معهما عامر بن فهيرة والدليل فأخذ بهم طريق السواحل
[ 3693 ] قال ابن شهاب وأخبرني عبد الرحمن بن مالك المدلجي وهو ابن أخي سراقة بن مالك بن جعشم أن أباه أخبره أنه سمع سراقة بن جعشم يقول جاءنا رسل كفار قريش يجعلون في رسول الله وأبي بكر دية كل واحد منهما لمن قتله أو أسره فبينما أنا جالس في مجلس من مجالس قومي بني مدلج أقبل رجل منهم حتى قام علينا ونحن جلوس ، فقال : يا سراقة إني قد رأيت آنفا أسودة بالساحل أراها محمدا وأصحابه قال سراقة فعرفت أنهم هم فقلت له إنهم ليسوا بهم ولكنك رأيت فلانا وفلانا انطلقوا بأعيننا ثم لبثت في المجلس ساعة ثم قمت فدخلت فأمرت جاريتي أن تخرج بفرسي وهي من وراء أكمة فتحبسها علي وأخذت رمحي فخرجت به من ظهر البيت فحططت بزجه الأرض وخفضت عاليه حتى أتيت فرسي فركبتها فرفعتها تقرب بي حتى دنوت منهم فعثرت بي فرسي فخررت عنها فقمت فأهويت يدي إلى كنانتي فاستخرجت منها الأزلام فاستقسمت بها أضرهم أم لا فخرج الذي أكره فركبت فرسي وعصيت الأزلام تقرب بي حتى إذا سمعت قراءة رسول الله وهو لا يلتفت وأبو بكر يكثر الالتفات ساخت يدا فرسي في الأرض حتى بلغتا الركبتين فخررت عنها ثم زجرتها فنهضت فلم تكد تخرج يديها فلما استوت قائمة إذا لأثر يديها عثان ساطع في السماء مثل الدخان فاستقسمت بالأزلام فخرج الذي أكره فناديتهم بالأمان فوقفوا فركبت فرسي حتى جئتهم ووقع في نفسي حين لقيت ما لقيت من الحبس عنهم أن سيظهر أمر رسول الله فقلت له إن قومك قد جعلوا فيك الدية وأخبرتهم أخبار ما يريد الناس بهم وعرضت عليهم الزاد والمتاع فلم يرزآني ولم يسألاني إلا أن قال أخف عنا فسألته أن يكتب لي كتاب أمن فأمر عامر بن فهيرة فكتب في رقعة من أديم ثم مضى رسول الله
[ 3694 ] قال ابن شهاب فأخبرني عروة بن الزبير أن رسول الله لقي الزبير في ركب من المسلمين كانوا تجارا قافلين من الشام فكسا الزبير رسول الله وأبا بكر ثياب بياض وسمع المسلمون بالمدينة بمخرج رسول الله من مكة فكانوا يغدون كل غداة إلى الحرة فينتظرونه حتى يردهم حر الظهيرة فانقلبوا يوما بعد ما أطالوا انتظارهم فلما أووا إلى بيوتهم أوفى رجل من يهود على أطم من آطامهم لأمر ينظر إليه فبصر برسول الله وأصحابه مبيضين يزول بهم السراب فلم يملك اليهودي أن قال بأعلى صوته يا معاشر العرب هذا جدكم الذي تنتظرون فثار المسلمون إلى السلاح فتلقوا رسول الله بظهر الحرة فعدل بهم ذات اليمين حتى نزل بهم في بني عمرو بن عوف وذلك يوم الإثنين من شهر ربيع الأول فقام أبو بكر للناس وجلس رسول الله صامتا فطفق من جاء من الأنصار ممن لم ير رسول الله يحيي أبا بكر حتى أصابت الشمس رسول الله فأقبل أبو بكر حتى ظلل عليه بردائه فعرف الناس رسول الله عند ذلك فلبث رسول الله في بني عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة وأسس المسجد الذي أسس على التقوى وصلى فيه رسول الله ثم ركب راحلته فسار يمشي معه الناس حتى بركت عند مسجد الرسول بالمدينة وهو يصلي فيه يومئذ رجال من المسلمين وكان مربدا للتمر لسهيل وسهل غلامين يتيمين في حجر أسعد بن زرارة ، فقال رسول الله : حين بركت به راحلته هذا إن شاء الله المنزل ثم دعا رسول الله الغلامين فساومهما بالمربد ليتخذه مسجدا فقالا لا بل نهبه لك يا رسول الله فأبى رسول الله أن يقبله منهما هبة حتى ابتاعه منهما ثم بناه مسجدا وطفق رسول الله ينقل معهم اللبن في بنيانه ويقول وهو ينقل اللبن - هذا الحمال لا حمال خيبر - هذا أبر ربنا وأطهر ويقول - اللهم إن الأجر أجر الآخرة - فارحم الأنصار والمهاجره فتمثل بشعر رجل من المسلمين لم يسم لي قال ابن شهاب ولم يبلغنا في الأحاديث أن رسول الله تمثل ببيت شعر تام غير هذا البيت
[ 3695 ] حدثنا عبد الله بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة حدثنا هشام عن أبيه وفاطمة عن أسماء رضى الله تعالى عنها صنعت سفرة للنبي وأبي بكر حين أراد المدينة فقلت لأبي ما أجد شيئا أربطه إلا نطاقي قال : فشقيه ففعلت فسميت ذات النطاقين قال ابن عباس أسماء ذات النطاق
[ 3696 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال : سمعت البراء رضى الله تعالى عنه قال لما أقبل النبي إلى المدينة تبعه سراقة بن مالك بن جعشم فدعا عليه النبي فساخت به فرسه قال ادع الله لي ولا أضرك فدعا له قال : فعطش رسول الله فمر براع قال أبو بكر فأخذت قدحا فحلبت فيه كثبة من لبن فأتيته فشرب حتى رضيت
[ 3697 ] حدثني زكريا بن يحيى عن أبي أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء رضى الله تعالى عنها أنها حملت بعبد الله بن الزبير قالت فخرجت وأنا متم فأتيت المدينة فنزلت بقباء فولدته بقباء ثم أتيت به النبي فوضعته في حجره ثم دعا بتمرة فمضغها ثم تفل في فيه فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله ثم حنكه بتمرة ثم دعا له وبرك عليه وكان أول مولود في الإسلام تابعه خالد بن مخلد عن علي بن مسهر عن هشام عن أبيه عن أسماء رضى الله تعالى عنها أنها هاجرت إلى النبي وهي حبلى
[ 3698 ] حدثنا قتيبة عن أبي أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت أول مولود ولد في الإسلام عبد الله بن الزبير أتوا به النبي فأخذ النبي تمرة فلاكها ثم أدخلها في فيه فأول ما دخل بطنه ريق النبي
[ 3699 ] حدثنا محمد حدثنا عبد الصمد حدثنا أبي حدثنا عبد العزيز بن صهيب حدثنا أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال أقبل نبي الله إلى المدينة وهو مردف أبا بكر وأبو بكر شيخ يعرف ونبي الله شاب لا يعرف قال : فيلقى الرجل أبا بكر فيقول يا أبا بكر من هذا الرجل الذي بين يديك فيقول هذا الرجل يهديني السبيل قال : فيحسب الحاسب أنه إنما يعني الطريق وإنما يعني سبيل الخير فالتفت أبو بكر فإذا هو بفارس قد لحقهم ، فقال : يا رسول الله هذا فارس قد لحق بنا فالتفت نبي الله ، فقال اللهم اصرعه فصرعه الفرس ثم قامت تحمحم ، فقال : يا نبي الله مرني بما شئت قال : فقف مكانك لا تتركن أحدا يلحق بنا قال : فكان أول النهار جاهدا على نبي الله وكان آخر النهار مسلحة له فنزل رسول الله جانب الحرة ثم بعث إلى الأنصار فجاؤوا إلى نبي الله وأبي بكر فسلموا عليهما وقالوا اركبا آمنين مطاعين فركب نبي الله وأبو بكر وحفوا دونهما بالسلاح فقيل في المدينة جاء نبي الله جاء نبي الله فأشرفوا ينظرون ويقولون جاء نبي الله جاء نبي الله فأقبل يسير حتى نزل جانب دار أبي أيوب فإنه ليحدث أهله إذ سمع به عبد الله بن سلام وهو في نخل لأهله يخترف لهم فعجل أن يضع الذي يخترف لهم فيها فجاء وهي معه فسمع من نبي الله ثم رجع إلى أهله ، فقال نبي الله أي بيوت أهلنا أقرب ، فقال أبو أيوب أنا يا نبي الله هذه داري وهذا بابي قال : فانطلق فهيئ لنا مقيلا قال قوما على بركة الله فلما جاء نبي الله جاء عبد الله بن سلام ، فقال أشهد أنك رسول الله وأنك جئت بحق وقد علمت يهود أني سيدهم وابن سيدهم وأعلمهم وابن أعلمهم فادعهم فاسألهم عني قبل أن يعلموا أني قد أسلمت فإنهم إن يعلموا أني قد أسلمت قالوا في ما ليس في فأرسل نبي الله فأقبلوا فدخلوا عليه ، فقال لهم رسول الله يا معشر اليهود ويلكم اتقوا الله فوالله الذي لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أني رسول الله حقا وأني جئتكم بحق فأسلموا قالوا ما نعلمه قالوا للنبي قالها ثلاث مرار قال : فأي رجل فيكم عبد الله بن سلام قالوا ذاك سيدنا وابن سيدنا وأعلمنا وابن أعلمنا قال أفرأيتم إن أسلم قالوا حاشى لله ما كان ليسلم قال أفرأيتم إن أسلم قالوا حاشى لله ما كان ليسلم قال أفرأيتم إن أسلم قالوا حاشى لله ما كان ليسلم قال : يا ابن سلام اخرج عليهم فخرج ، فقال : يا معشر اليهود اتقوا الله فوالله الذي لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أنه رسول الله وأنه جاء بحق فقالوا كذبت فأخرجهم رسول الله
[ 3700 ] حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن ابن جريج قال : أخبرني عبيد الله بن عمر عن نافع يعني عن ابن عمر عن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه قال : كان فرض للمهاجرين الأولين أربعة آلاف في أربعة وفرض لابن عمر ثلاثة آلاف وخمسمائة فقيل له هو من المهاجرين فلم نقصته من أربعة آلاف ، فقال إنما هاجر به أبواه يقول ليس هو كمن هاجر بنفسه
[ 3701 ] حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن خباب قال هاجرنا مع رسول الله وحدثنا مسدد حدثنا يحيى عن الأعمش قال : سمعت شقيق بن سلمة قال : حدثنا خباب قال هاجرنا مع رسول الله نبتغي وجه الله ووجب أجرنا على الله فمنا من مضى لم يأكل من أجره شيئا منهم مصعب بن عمير قتل يوم أحد فلم نجد شيئا نكفنه فيه إلا نمرة كنا إذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاه فإذا غطينا رجليه خرج رأسه فأمرنا رسول الله أن نغطي رأسه بها ونجعل على رجليه من إذخر ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها
[ 3702 ] حدثنا يحيى بن بشر حدثنا روح حدثنا عوف عن معاوية بن قرة قال : حدثني أبو بردة بن أبي موسى الأشعري قال : قال لي عبد الله بن عمر هل تدري ما قال أبي لأبيك قال : قلت لا قال : فإن أبي قال لأبيك يا أبا موسى هل يسرك إسلامنا مع رسول الله وهجرتنا معه وجهادنا معه وعملنا كله معه برد لنا وأن كل عمل عملناه بعده نجونا منه كفافا رأسا برأس ، فقال أبي لا والله قد جاهدنا بعد رسول الله وصلينا وصمنا وعملنا خيرا كثيرا وأسلم على أيدينا بشر كثير وإنا لنرجو ذلك ، فقال أبي لكني أنا والذي نفس عمر بيده لوددت أن ذلك برد لنا وأن كل شيء عملناه بعد نجونا منه كفافا رأسا برأس فقلت : إن أباك والله خير من أبي
[ 3703 ] حدثني محمد بن صباح أو بلغني عنه حدثنا إسماعيل عن عاصم عن أبي عثمان قال : سمعت ابن عمر رضى الله تعالى عنهما إذا قيل له هاجر قبل أبيه يغضب قال وقدمت أنا وعمر على رسول الله فوجدناه قائلا فرجعنا إلى المنزل فأرسلني عمر ، وقال اذهب فانظر هل استيقظ فأتيته فدخلت عليه فبايعته ثم انطلقت إلى عمر فأخبرته أنه قد استيقظ فانطلقنا إليه نهرول هرولة حتى دخل عليه فبايعه ثم بايعته
[ 3704 ] حدثنا أحمد بن عثمان حدثنا شريح بن مسلمة حدثنا إبراهيم بن يوسف عن أبيه عن أبي إسحاق قال : سمعت البراء يحدث قال ابتاع أبو بكر من عازب رحلا فحملته معه قال : فسأله عازب عن مسير رسول الله قال : أخذ علينا بالرصد فخرجنا ليلا فأحثثنا ليلتنا ويومنا حتى قام قائم الظهيرة ثم رفعت لنا صخرة فأتيناها ولها شيء من ظل قال : ففرشت لرسول الله فروة معي ثم اضطجع عليها النبي فانطلقت أنفض ما حوله فإذا أنا براع قد أقبل في غنيمة يريد من الصخرة مثل الذي أردنا فسألته لمن أنت يا غلام ، فقال : أنا لفلان فقلت له هل في غنمك من لبن قال : نعم قلت له هل أنت حالب قال : نعم فأخذ شاة من غنمه فقلت له انفض الضرع قال : فحلب كثبة من لبن ومعي إداوة من ماء عليها خرقة قد روأتها لرسول الله فصببت على اللبن حتى برد أسفله ثم أتيت به النبي فقلت : اشرب يا رسول الله فشرب رسول الله حتى رضيت ثم ارتحلنا والطلب في إثرنا قال البراء فدخلت مع أبي بكر على أهله فإذا عائشة ابنته مضطجعة قد أصابتها حمى فرأيت أباها يقبل خدها ، وقال كيف أنت يا بنية
[ 3705 ] حدثنا سليمان بن عبد الرحمن حدثنا محمد بن حمير حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة أن عقبة بن وساج حدثه عن أنس خادم النبي قال : قدم النبي وليس في أصحابه أشمط غير أبي بكر فغلفها بالحناء والكتم ، وقال دحيم حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي حدثني أبو عبيد عن عقبة بن وساج حدثني أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال قدم النبي المدينة فكان أسن أصحابه أبو بكر فغلفها بالحناء والكتم حتى قنأ لونها
[ 3706 ] حدثنا أصبغ حدثنا ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة أن أبا بكر رضى الله تعالى عنه تزوج امرأة من كلب يقال لها أم بكر فلما هاجر أبو بكر طلقها فتزوجها بن عمها هذا الشاعر الذي قال هذه القصيدة رثى كفار قريش - وماذا بالقليب قليب بدر - من الشيزى تزين بالسنام - وماذا بالقليب قليب بدر - من القينات والشرب الكرام - تحيينا بالسلامة أم بكر - وهل لي بعد قومي من سلام - يحدثنا الرسول بأن سنحيا - وكيف حياة أصداء وهام
[ 3707 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا همام عن ثابت عن أنس عن أبي بكر رضى الله تعالى عنه قال : كنت مع النبي في الغار فرفعت رأسي فإذا أنا بأقدام القوم فقلت : يا نبي الله لو أن بعضهم طأطأ بصره رآنا قال اسكت يا أبا بكر اثنان الله ثالثهما
[ 3708 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي ، وقال محمد بن يوسف حدثنا الأوزاعي حدثنا الزهري قال : حدثني عطاء بن يزيد الليثي قال : حدثني أبو سعيد رضى الله تعالى عنه قال جاء أعرابي إلى النبي فسأله عن الهجرة ، فقال ويحك إن الهجرة شأنها شديد فهل لك من إبل قال : نعم قال : فتعطي صدقتها قال : نعم قال : فهل تمنح منها قال : نعم قال : فتحلبها يوم ورودها قال : نعم قال : فاعمل من وراء البحار فإن الله لن يترك من عملك شيئا
باب مقدم النبي وأصحابه المدينة
[ 3709 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة قال : أنبأنا أبو إسحاق سمع البراء رضى الله تعالى عنه قال أول من قدم علينا مصعب بن عمير وابن مكتوم ثم قدم علينا عمار بن ياسر وبلال رضى الله تعالى عنهم
[ 3710 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال : سمعت البراء بن عازب رضى الله تعالى عنهما قال أول من قدم علينا مصعب بن عمير وابن أم مكتوم وكانا يقرئان الناس فقدم بلال وسعد وعمار بن ياسر ثم قدم عمر بن الخطاب في عشرين من أصحاب النبي ثم قدم النبي فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم برسول الله حتى جعل الإماء يقلن قدم رسول الله فما قدم حتى قرأت سبح اسم ربك الأعلى في سور من المفصل
[ 3711 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها أنها قالت لما قدم رسول الله المدينة وعك أبو بكر وبلال قالت فدخلت عليهما فقلت : يا أبت كيف تجدك ويا بلال كيف تجدك قالت فكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول : كل امرئ مصبح في أهله والموت أدنى من شراك نعله وكان بلال إذا أقلع عنه يرفع عقيرته ويقول : ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة - بواد وحولي إذخر وجليل - وهل أردن يوما مياه مجنة - وهل يبدون لي شامة وطفيل قالت عائشة فجئت رسول الله فأخبرته ، فقال اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد وصححها وبارك لنا في صاعها ومدها وانقل حماها فاجعلها بالجحفة
[ 3712 ] حدثني عبد الله بن محمد حدثنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري حدثني عروة بن الزبير أن عبيد الله بن عدي بن الخيار أخبره دخلت على عثمان ، وقال بشر بن شعيب حدثني أبي عن الزهري حدثني عروة بن الزبير أن عبيد الله بن عدي بن الخيار أخبره قال دخلت على عثمان فتشهد ، ثم قال : أما بعد فإن الله بعث محمدا بالحق وكنت ممن استجاب لله ولرسوله وآمن بما بعث به محمد ثم هاجرت هجرتين ونلت صهر رسول الله وبايعته فوالله ما عصيته ولا غششته حتى توفاه الله تابعه إسحاق الكلبي حدثني الزهري مثله
[ 3713 ] حدثنا يحيى بن سليمان حدثني ابن وهب حدثنا مالك وأخبرني يونس عن ابن شهاب قال : أخبرني عبيد الله بن عبد الله أن عبد الله بن عباس أخبره أن عبد الرحمن بن عوف رجع إلى أهله وهو بمنى في آخر حجة حجها عمر فوجدني ، فقال عبد الرحمن فقلت : يا أمير المؤمنين إن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغاءهم وإني أرى أن تمهل حتى تقدم المدينة فإنها دار الهجرة والسنة والسلامة وتخلص لأهل الفقه وأشراف الناس وذوي رأيهم قال عمر لأقومن في أول مقام أقومه بالمدينة
[ 3714 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا إبراهيم بن سعد أخبرنا ابن شهاب عن خارجة بن زيد بن ثابت أن أم العلاء امرأة من نسائهم بايعت النبي أخبرته أن عثمان بن مظعون طار لهم في السكنى حين اقترعت الأنصار على سكنى المهاجرين قالت أم العلاء فاشتكى عثمان عندنا فمرضته حتى توفي وجعلناه في أثوابه فدخل علينا النبي فقلت : رحمة الله عليك أبا السائب شهادتي عليك لقد أكرمك الله ، فقال النبي وما يدريك أن الله أكرمه قالت قلت لا أدري بأبي أنت وأمي يا رسول الله فمن قال : أما هو فقد جاءه والله اليقين والله إني لأرجو له الخير وما أدري والله وأنا رسول الله ما يفعل بي قالت فوالله لا أزكي أحدا بعده قالت فأحزنني ذلك فنمت فأريت لعثمان بن مظعون عينا تجري فجئت رسول الله فأخبرته ، فقال ذلك عمله
[ 3715 ] حدثنا عبيد الله بن سعيد حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت كان يوم بعاث يوما قدمه الله عز وجل لرسوله فقدم رسول الله المدينة وقد افترق ملأهم وقتلت سراتهم في دخولهم في الإسلام
[ 3716 ] حدثني محمد بن المثنى حدثنا غندر حدثنا شعبة عن هشام عن أبيه عن عائشة أن أبا بكر دخل عليها والنبي عندها يوم فطر أو أضحى وعندها قينتان تغنيان بما تقاذفت الأنصار يوم بعاث ، فقال أبو بكر مزمار الشيطان مرتين ، فقال النبي دعهما يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وإن عيدنا هذا اليوم
[ 3717 ] حدثنا مسدد حدثنا عبد الوارث وحدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا عبد الصمد قال : سمعت أبي يحدث حدثنا أبو التياح يزيد بن حميد الضبعي قال : حدثني أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال لما قدم رسول الله المدينة نزل في علو المدينة في حي يقال لهم بنو عمرو بن عوف قال : فأقام فيهم أربع عشرة ليلة ثم أرسل إلى ملأ بني النجار قال : فجاؤوا متقلدي سيوفهم قال : وكاني أنظر إلى رسول الله على راحلته وأبو بكر ردفه وملأ بني النجار حوله حتى ألقى بفناء أبي أيوب قال : فكان يصلي حيث أدركته الصلاة ويصلي في مرابض الغنم قال ثم أمر ببناء المسجد فأرسل إلى ملإ بني النجار فجاؤوا ، فقال : يا بني النجار ثامنوني حائطكم هذا فقالوا لا والله لا نطلب ثمنه إلا إلى الله قال : فكان فيه ما أقول لكم كانت فيه قبور المشركين وكانت فيه خرب وكان فيه نخل فأمر رسول الله بقبور المشركين فنبشت وبالخرب فسويت وبالنخل فقطع قال : فصفوا النخل قبلة المسجد قال وجعلوا عضادتيه حجارة قال جعلوا ينقلون ذاك الصخر وهم يرتجزون ورسول الله معهم يقولون - اللهم إنه لا خير إلا خير الآخرة - فانصر الأنصار والمهاجره
باب إقامة المهاجر بمكة بعد قضاء نسكه
[ 3718 ] حدثني إبراهيم بن حمزة حدثنا حاتم عن عبد الرحمن بن حميد الزهري قال : سمعت عمر بن عبد العزيز يسأل السائب ابن أخت النمر ما سمعت في سكنى مكة قال : سمعت العلاء بن الحضرمي قال : قال رسول الله : ثلاث للمهاجر بعد الصدر
باب التاريخ من أين أرخوا التاريخ
[ 3719 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا عبد العزيز عن أبيه عن سهل بن سعد قال : ما عدوا من مبعث النبي ولا من وفاته ما عدوا إلا من مقدمه المدينة
[ 3720 ] حدثنا مسدد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت فرضت الصلاة ركعتين ثم هاجر النبي ففرضت أربعا وتركت صلاة السفر على الأول تابعه عبد الرزاق عن معمر
باب قول النبي اللهم أمض لأصحابي هجرتهم ومرثيته لمن مات بمكة
[ 3721 ] حدثنا يحيى بن قزعة حدثنا إبراهيم عن الزهري عن عامر بن سعد بن مالك عن أبيه قال عادني النبي عام حجة الوداع من مرض أشفيت منه على الموت فقلت : يا رسول الله بلغ بي من الوجع ما ترى وأنا ذو مال ولا يرثني إلا ابنة لي واحدة أفأتصدق بثلثي مالي قال لا قال : فأتصدق بشطره قال لا قال الثلث يا سعد والثلث كثير إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس قال أحمد بن يونس عن إبراهيم أن تذر ورثتك ولست بنافق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا آجرك الله بها حتى اللقمة تجعلها في في امرأتك قلت : يا رسول الله أخلف بعد أصحابي قال إنك لن تخلف فتعمل عملا تبتغي به وجه الله إلا ازددت به درجة ورفعة ولعلك تخلف حتى ينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون اللهم أمض لأصحابي هجرتهم ولا تردهم على أعقابهم لكن البائس سعد بن خولة يرثي له رسول الله أن توفي بمكة ، وقال أحمد بن يونس وموسى عن إبراهيم أن تذر ورثتك
باب كيف آخى النبي بين أصحابه ، وقال عبد الرحمن بن عوف آخى النبي بيني وبين سعد بن الربيع لما قدمنا المدينة ، وقال أبو جحيفة آخى النبي بين سلمان وأبي الدرداء
[ 3722 ] حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن حميد عن أنس رضى الله تعالى عنه قال قدم عبد الرحمن بن عوف المدينة فآخى النبي بينه وبين سعد بن الربيع الأنصارى فعرض عليه أن يناصفه أهله وماله ، فقال عبد الرحمن بارك الله لك في أهلك ومالك دلني على السوق فربح شيئا من أقط وسمن فرآه النبي بعد أيام وعليه وضر من صفرة ، فقال النبي مهيم يا عبد الرحمن قال : يا رسول الله تزوجت امرأة من الأنصار قال : فما سقت فيها ، فقال وزن نواة من ذهب ، فقال النبي أولم ولو بشاة
[ 3723 ] حدثني حامد بن عمر عن بشر بن المفضل حدثنا حميد حدثنا أنس أن عبد الله بن سلام بلغه مقدم النبي المدينة فأتاه يسأله عن أشياء ، فقال إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي ما أول أشراط الساعة وما أول طعام يأكله أهل الجنة وما بال الولد ينزع إلى أبيه أو إلى أمه قال : أخبرني به جبريل آنفا قال ابن سلام ذاك عدو اليهود من الملائكة قال : أما أول أشراط الساعة فنار تحشرهم من المشرق إلى المغرب وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت وأما الولد فإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل نزعت الولد قال أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله قال : يا رسول الله إن اليهود قوم بهت فاسألهم عني قبل أن يعلموا بإسلامي فجاءت اليهود ، فقال النبي أي رجل عبد الله بن سلام فيكم قالوا خيرنا وابن خيرنا وأفضلنا وابن أفضلنا ، فقال النبي أرأيتم إن أسلم عبد الله بن سلام قالوا أعاذه الله من ذلك فأعاد عليهم فقالوا مثل ذلك فخرج إليهم عبد الله ، فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قالوا شرنا وابن شرنا وتنقصوه قال هذا كنت أخاف يا رسول الله
[ 3724 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو سمع أبا المنهال عبد الرحمن بن مطعم قال باع شريك لي دراهم في السوق نسيئة فقلت : سبحان الله أيصلح هذا ، فقال سبحان الله والله لقد بعتها في السوق فما عابها علي أحد فسألت البراء بن عازب ، فقال قدم النبي المدينة ونحن نتبايع هذا البيع ، فقال : ما كان يدا بيد فليس به بأس وما كان نسيئة فلا يصلح والق زيد بن أرقم فاسأله فإنه كان أعظمنا تجارة فسألت زيد بن أرقم ، فقال مثله ، وقال سفيان مرة ، فقال قدم علينا النبي المدينة ونحن نتبايع ، وقال نسيئة إلى الموسم أو الحج
باب إتيان اليهود النبي حين قدم المدينة { هادوا } صاروا يهودا وأما قوله { هدنا } تبنا هائد تائب
[ 3725 ] حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا قرة عن محمد عن أبي هريرة عن النبي قال لو آمن بي عشرة من اليهود لآمن بي اليهود
[ 3726 ] حدثني أحمد أو محمد بن عبيد الله الغداني حدثنا حماد بن أسامة أخبرنا أبو عميس عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن أبي موسى رضى الله تعالى عنه قال قدم النبي المدينة وإذا أناس من اليهود يعظمون عاشوراء ويصومونه ، فقال النبي نحن أحق بصومه فأمر بصومه
[ 3727 ] حدثنا زياد بن أيوب حدثنا هشيم حدثنا أبو بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال لما قدم النبي المدينة وجد اليهود يصومون عاشوراء فسئلوا عن ذلك فقالوا هذا اليوم الذي أظفر الله فيه موسى وبني إسرائيل على فرعون ونحن نصومه تعظيما له ، فقال رسول الله : نحن أولى بموسى منكم ثم أمر بصومه
[ 3728 ] حدثنا عبدان حدثنا عبد الله عن يونس عن الزهري قال : أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عبد الله بن عباس رضى الله تعالى عنهما أن النبي كان يسدل شعره وكان المشركون يفرقون رؤوسهم وكان أهل الكتاب يسدلون رؤوسهم وكان النبي يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء ثم فرق النبي رأسه
[ 3729 ] حدثني زياد بن أيوب حدثنا هشيم أخبرنا أبو بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال هم أهل الكتاب جزؤوه أجزاء فآمنوا ببعضه وكفروا ببعضه يعني قول الله تعالى { الذين جعلوا القرآن عضين
باب إسلام سلمان الفارسي رضى الله تعالى عنه
[ 3730 ] حدثني الحسن بن عمر بن شقيق حدثنا معتمر قال أبي وحدثنا أبو عثمان عن سلمان الفارسي أنه تداوله بضعة عشر من رب إلى رب
[ 3731 ] حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن عوف عن أبي عثمان قال : سمعت سلمان رضى الله تعالى عنه يقول أنا من رام هرمز
[ 3732 ] حدثني الحسن بن مدرك حدثنا يحيى بن حماد أخبرنا أبو عوانة عن عاصم الأحول عن أبي عثمان عن سلمان قال : فترة بين عيسى ومحمد صلى الله عليهما وسلم ستمائة سنة
الجامع الصحيح المسند المختصر من حديث رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه | ||||||||||||
بدء الوحي | الإيمان | العلم | الوضوء | الغسل | الحيض | التيمم | الصلاة | مواقيت الصلاة | الأذان | الجماعة والإمامة | صفة الصلاة | الجمعة | العيدين | الزكاة | الحج | الصوم | البيوع | المظالم | الوصايا | الجهاد والسير | الأنبياء | فضائل الصحابة | المغازي | تفسير القرآن | فضائل سور القرآن | الطلاق | النفقات | العقيقة | الصيد والذبائح | الأضاحي | الأشربة | المرضى | الطب | اللباس | الأدب | الاستئذان | الدعوات | الرقاق | القدر | الأيمان والنذور | كفارات الأيمان | الفرائض | الحدود | المحاربين من أهل الردة والكفر | الديات | استتابة المرتدين و المعاندين وقتالهم | الإكراه | الحيل | التعبير | الفتن | الأحكام | التمني | أخبار الآحاد | الاعتصام بالكتاب والسنة | التوحيد | ||||||||||||