شنق زهران
شنق زهران، قصيدة للشاعر المصري صلاح عبد الصبور.
وثوى فى جبهة الأرض الضياء
ومشى الحزن إلى الأكواخ
تنين
له ألف زراع
كل دهليز زراع
من أذان الظهر حتى الليل
يا الله
فى نصف نهار
كل هذي المحن الصماء فى نصف نهار
مذ تدلى رأس زهران الوديع
كان زهران غلاما
أمه سمراء ، والأب مولّّّّّد
ُوبعينيه وسامه
وعلى الصدغ حمامه
وعلى الزند أبو زيد سلامه
ممسكا سيفا ، وتحت الوشم نبش كالكتابه
اسم قرية
( دنشواي )
شب زهران قويا
ونقيا
يطأ الأرض خفيفا
وأليفا
كان ضحاكا ولوعا بالغناء
وسماع الشعر في ليل الشتاء
ونمت في قلب زهران ، زهيره
ساقها خضراء من ماء الحياه
تاجها احمر كالنار التي تصنع قبله
حينما مر بظهر السوق يوما
ذات يوم...
مر زهران بظهر السوق يوما
واشترى شالا منمنم
ومشى يختال عجبا ، مثل تركى معمم
ويحيل الطرف ..... ما أحلى الشباب
عندما يصنع حبا
عندما يجهد أن يصطاد قلبا
كان ياما كان
أن زفت لزهران جميله
كان ياما كان
ان انجب زهران غلاما .. وغلاما
كان ياما كان
أن مرت لياليه الطويله
ونمت فى قلب زهران شجيره
ساقها سوداء من طين الحياه
فرعها أحمر كالنار التى تحرق حقلا
عندما مر بظهر السوق يوما
ذات يوم
مر زهران بظهر السوق يوما
ورأى النار التى تحرق حقلا
ورأى النار التى تصرع طفلا
كان زهران صديقا للحياه
ورأى النيران تجتاح الحياه
مد زهران إلى الأنجم كفا
ودعا يسأل لطفا
ربما ... سورة حقد فى الدماء
ربما استعدى على النار السماء
وضع النطع على السكة والغيلان جاءوا
وأتى السياف مسرور وأعداء الحياه
صنعوا الموت لأحباب الحياه
وتدلى رأس زهران الوديع
قريتي من يومها لم تأتدم إلا الدموع
قريتي من يومها تأوى إلى الركن الصديع
قريتي من يومها تخشى الحياه
كان زهران صديقا للحياه
مات زهران وعيناه حياه
فلماذا قريتي تخشى الحياه .