سيدة الجليد

العنوان الأصلى "سيدة الجليد" عنوان الترجمة المصرية صــياد الشــمواه وجِــنيَّة الجـــليد كتبها: هانز كريستيان أندرسون – عام 1861 (The Ice Maiden عنوان النسخة الانجليزية) ترجمة : غادة عبد المنعم عام 2007


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

فقرة الغلاف الاخير

فى ذاك الصراع الأبدى بين بنات ضوء الشمس اللائى تنتصرن للحياة والإنسان من جهة، وبين جِنيَّة الجليد، التى تحتال على البشر ليقعوا فى فخاخها، ترى من ينتصر؟ ثم كيف سيدير ""رودى"" صياد الشمواه الشاب حياته بين أرواح طيبة تتمنى نصرته وقوى شريرة تسعى لهدمه؟



عن هانز كريستيان أندرسون:

هانز كريستيان أندرسون هو نموذج للكاتب الطفل المنبهر دوما بتجليات الله فى خلقه بجمال الطبيعة الخلاب. والحقيقة أن قراءة اعمال أندرسون مبهجة دوما لانه بوصفه المسهب الطويل وجمله المتلاحقة الكثيرة ُيشعر قارئه بأنه يمسك بالمكان الذى يتكلم عنه وينقل له روح كل ما يحيط به من كائنات.


الفصل الأول " رودى" الصغير

سوف نزور سويسرا، نتجول فى جبال هذا البلد، الذى ينام وجانبه الصخرى مغطى بأشجار الغابات، دعنا نتسلق حقول الجليد المدهشة حتى قممها ثم ننزل مرة أخرى للمروج الخضراء حيث الجداول والأنهار تجرى متسارعة بطول الوديان، كأنها تفقد قدرتها على الاحتمال اشتياقا للوصول للبحر والإختفاء فيه. وحيث يتألق لمعان الشمس الآخاذ عبر هذه الوديان العميقة وفوق كتل الجليد الثقيلة التى تتساقط فوق الجبال، مكونة هذا التراكم الذى يذوب على مدى العام أو قد يسقط فى تدافق، أو يتكوم فى ثلج مشع مكونا نهرا جليديا . هنا بين "سكريكون" و"ويرهون" بالقرب من مدينة صغيرة فى "جريندلوان" يقع اثنين من هذه الأنهار الجليدية فى منحدر صخرى متسع ،.مكونان منظرا رائعا حتى أن الناس تأتى فى الصيف إليها من كل أطراف العالم. وقد يعبر هؤلاء الغرباء قمم الجبال المغطاة بالجليد ويسافرون عبر الأودية أو يصعدون لساعات لأعلى فلأعلى حيث تبدو الوديان صغيرة أسفل فأسفل وكلما استمروا فى الصعود، تصبح أصغر فأصغر وكأنك تراها من بالون هوائى. أما القمم الشاهقة لهذه الجبال فغالبا ما تعانق السحب كغلالة غامقة بينما أسفل الجبال فى الوادى توجد العديد من البيوت الخشبية بنية اللون تشع عبر الرقعات الصغيرة المتألقة من المساحات الخضراء حيث تنتثر عليها الآشعة المضيئة للشمس. رغوة الماء ُتقذَف بطول الوادى ؛ عبر الجداول التى تسيل من أعلى ، يدمدم الماء بينما يسقط لأسفل من الجوانب الصخرية للجبال فيبدو كروابط متألقة من الفضة. فى كلا جانبي الطريق الجبلى تقف هذه البيوت الخشبية الصغيرة ولأنه يوجد فيها العديد من الأطفال والعديد من الأفواه لإطعامها ، ففى كل بيت حقل صغير لزراعة البطاطس. وأطفال هذه البيوت يزدحمون خارجها فى حشود ويحيطون بالمسافرين الذين يسافرون بالعربات أو مترجلين. الأطفال كلهم ماهرون فى المساومة يبيعوم لعب تمثل نماذج مصنوعة فى بيوت سويسرا، نماذج صغيرة لطيفة جدا للبيوت والجبال التى تحيطهم،. وسواء كان الجو ممطرا أو مشمسا فهذه الحشود من الأطفال تجدها دائما على الطريق ومعها سلعها. منذ حوالى عشرين عاما مضت ،ربما شوهد بالصدفة طفلا واقفا على مسافة صغيرة من الأطفال الآخرين ، ولد صغير متلهف ليبيع هو أيضا سلعه العجيبة . لديه جدية هى بالنسبة له امكانية نجاح وكسب ، يحمل الصندوق المحتوى على ألعابه، بقوة، بكلتا يديه، غير راغب فى العودة بما فيه. جدية مظهره وكونه على الرغم من تلك الجدية مجرد ولد صغير، جعله ملحوظا من قبل الغرباء؛ ودون أن تعلم لماذا..! غالبا ما يبيع هذا الطفل أكثر من أى طفل غيره. يمشى الطفل كل يوم ساعة صعودا لأعلى حيث يسكن جده، الذى ينشر ويَّقِوس بيوت اللعب الصغيرة ؛ فى حجرة الجد العجوز ينتصب حشد كبير من كل الأشياء المنحوتة بندق، جوز، سكاكين وشوك، صناديق بتقويسات جميلة النحت ، ظبيان تقفز .. فى حجرته يوجد كل ما يمكن أن يبهج عين طفل، ولكن الصبى الذى كان يسمى "رودى" كان ينظر دائما وطويلا وبسعادة بالغة فى بعض البنادق المعلقة على عارضة خشبية ، تحت سقف الحجرة. والتى وعده جده أنه سوف يحصل عليها يوما ما . ولكن عليه أولا أن يكبر ويصير قويا حتى يتعلم كيف يستخدمها. صغيرة كما هو صغير الماعز المتروكة فى رعاية "رودى"، وأى حارس ماعز جيد عليه أن يكون متسلقا جيدا، كـ"رودى" ، الذى كان فى الحقيقة، غالبا ما يتسلق لأعلى من الماعز، فقد كان مغرما بالبحث عن الطيور البديعة فى قمم الأشجار العالية؛ كان جسورا وجريئا ، لكنه كان، وحتى فى اللحظات الأكثر توقعا عندما يقف شلال هادر، أو عند سماع سقوط كتلة من الجليد فى انهيار جليدى كان قليلا ما يُرى مبتسما. "رودى" لم يلعب أبدا مع الأطفال الآخرين ولم يُرى معهم إلا عندما كان جده يرسله للوادى ليبيع منتجات ورشته المثيرة للفضول. "رودى" لا يحب التجارة كثيرا ، يحب تسلق الجبال، أو الجلوس بجوار جده والاستماع لحكاياته عن الأيام الخوالى أو عن الناس فى "ميرينجن"، بلد مولد الجد. يقول الجد العجوز: " فى الأيام الخوالى لم يكن من الممكن رؤية هؤلاء الناس فى سويسرا إنهم معمرون أتوا من الشمال حيث أجدادهم مازالو يقطنون هناك ويسمون السويد ." كان هذا الحكى مصدرا مهما للمعرفة بالنسبة لـ"رودى" لكنه تعلم أيضا الكثير من مصادر أخرى، خاصة من الحيوانات المنزلية التى يملكها فى البيت . فقد كان لديه كلبا كبيرا يسمى "أجولا" الذى كان فى الأصل ملكا لوالده؛ والحيوان الآخر الهام والذى كان "رودى" يوليه الكثير من عطفه كان القط الذى علم " رودى" تسلق الجبال.

حين يقول القط " تعالى للخروج معى للسطح " يفهمه "رودى" على الفور فـ "رودى" يفهم تماما لغات الطيور والقطط والكلاب فهى لغات مفهومة بسهولة للطفل الصغير، تماما كاللغة البشرية . يفهم هذه اللغات تماما كما يعرف أن عصا جده فى ليلة ما قد تحولت لحصان له رأس وأرجل وذيل - بعض الأطفال يحتفظون بتصديقهم لهذه الأفكار لفترة أطول من الآخرين، وهؤلاء يقول الناس عنهم أنهم متراجعون عن أعمارهم وطفوليون بالنسبة لسنهم؛ ولكن هل هم كذلك؟ - 

ـ تعالى معى نخرج سويا للسطح " ، كانت هذه أول جملة يسمعها "رودى" على لسان القط ، ويفهمها، قال القط: "كل ما يقوله الناس عن السقوط، كله هراء" ثم أكمل " لن تسقط إلا إذا كنت خائفا .تعالى الآن قف على قدم هنا وأخرى هناك وتحسس طريقك بأرجلك الأربعة . حافظ على عيونك مفتوحة جيدا وتحرك بنعومة ،وإذا صادفت حفرة إقفز فوقها ،وتشبث بسرعة كما أفعل" وكان هذا هو كل ما فعله "رودى" . والذى كان غالبا ما يقضى وقته فوق السطح المنحدر مع القط أو فى أعالى شجرة مرتفعة .وبالتكرار الكثير الآلى تعلم " رودى" التسلق ولكن مازال هناك الكثيرمن الجبال ، التلال والأحجار ليتسلقها. فالاشجار تناديه قائلتا "لا يوجد مستحيل أبدا، تسلق أعلى، فأعلى أنظر.. لأى علو يمكنك الوصول؟ انظر.. بأى سرعة يمكنك الإمساك بفرع الشجرة، أو الإمساك بالحافات المتقاربة للصخور؟" غالبا ما يصل "رودى" لقمة الجبل قبل شروق الشمس، وهناك يستنشق سحر نسمة الصباح المنعشة وهواء الجبل الطازج. لله عطاياه، ومنها ما يطلق عليه البشر عطر النباتات والأعشاب .. الأعشاب التى تنمو فى سفوح الجبال والأخرى التى تنمو فى الوديان كالنعناع والزعتر. السحب المتدلية تمتص كل الثقل من الهواء ، والرياح تحمل تلك الأثقال بعيدا فوق قمم شجر الصنوبر. وروح الشذا المنبعثة من الأعشاب العطرية تضيئ وتنعش النسمة، هذه هى نسمة الصباح التى يسنشقها "رودى". بنات آشعة الشمس – المباركة من الآشعة – تقبل خده. أما "الدوخة" فربما كانت موجودة فى هذا المشهد الصباحى، لكنها متوارية عن الأنظار حيث لم تجرؤ على الاقتراب منه أودفعه للسقوط. طيور السنونو التى لها ما لا يقل عن سبعة أعشاش فى بيت جده كانت بصحبته هو ومعزاته وهم يصعدون طريقهم مغنيين " نحن وأنت.. أنت ونحن" وقد أحضرت له طيور السنونو تحيات دجاجتين صغيرتين من بيت جده ، هما كل ما تحتويه عشة البيت من طيور داجنة، وهما على الرغم من ذلك لستا مقربتين كثيرا من " رودى". رغم من حجم "رودى" الضئيل وصغر سنه إلا أنه قد سافر كثيرا . فقد ولد فى كنتون "فاليز" وجاء لجده عبر الجبال . ُأحضِر مشيا حتى مدينة "ستوباش" الصغيرة التى تبدو كأنها ترفرف فى الهواء كخمار فضى فوق جبال "جنجفرو" الجليدية البراقة حيث مر عبر جبال الجليد الضخمة؛ إن رحلة مجيئه هذه مرتبطة بقصة حزينة ؛ فهناك لقيت أمه حتفها، وقد اعتاد جده القول أن كل ذكريات طفولة "رودى" المبهجة قد تبددت منذ تلك اللحظة . والدته ذكرت فى خطاباتها للجد أن "رودى" عندما كان عمره عام واحد كان يضحك أكثر مما يبكى؛ ولكن بعد سقوطه فى الشق الجليدى وانهيار الجليد عليه ليغطيه، تغيرت طبيعته وتغيرت شخصيته تماما . جده قليلا ما يذكر له ذلك ، ولكن الحقيقة عموما كانت معروفة. والد "رودى" كان يعمل رجل بريد والكلب الكبير الذى يعيش الآن فى كوخ جده كان كلب بريد يتبع الأب فى رحلاته من مدينة "سيمبلون" وحتى بحيرة "جينيف" . أقارب "رودى" ، من جانب والده يعيشون فى كانتون "فاليس" فى وادى "رونه". عمه كان صائدا لماعز الشمواة ومرشدا معروفا جدا . كان عمر "رودى" عام واحد عندما مات والده ، لذا فقد كانت والدته متلهفة للعودة مع طفلها لأقاربها ، الذين يعيشون فى "برنيز أوبرلاند". والدها كان يسكن على بعد عدة ساعات من "جريندلواند"؛ كان نحات خشب يكسب كثيرا من صنعته لذا كان لديه القدرة للعيش فى عزلة فوق الجبل، ارتحلت الأم فى اتجاه بيت أبيها فى شهر يونيو، وهى تحمل طفلها على زراعيها، ترافقها اثنتين من ماعز الشمواة ، وفى طريقها لـ "جريندلواند" وبينما كانوا قد قطعوا بالفعل أكثر من نصف الرحلة. حيث عبروا تلال عالية وحقول ثلجية ؛ وربما حتى كانوا قد تمكنوا من رؤية الوادى من أعلى حيث تظهر الأكواخ الخشبية المألوفة، وحيث لم يعد أمامهم سوى قمة ثلجية واحدة لتسلقها ظهرت أمامهم بضع مساقط جديدة للجليد تجمعت مكونة شق ، وعلى الرغم من أن الشق لم يحتوى ماء سائل فى أعماقه إلا أن عمقه كان يمتد لأكثر من طول الفرد. الأم الشابة التى كانت تحمل طفلها فوق زراعيها زلت قدمها وانزلقت فى هذا الشق وانهارت الثلوج فوقها واختفت. لم يُسمع لها صراخ ولا أنين ؛ لاشىء سوى صراخ طفلها الصغير . أكثر من ساعة انقضت قبل أن يتمكن مرافقيها من الحصول على حبل وعامود من أقرب بيت ليساعدوا على رفعها هى والطفل، وبصعوبة وكَّد نجحوا فى النهاية فى رفعهم من الشق. مرافقيهم بزلوا كل الطرق لإعادتهم للحياة فقد كانا رودى وأمه كأنهما جسدين لأموات،.. نجحوا مع الطفل ولكن للأسف ليس مع والدته ؛ لذا فقد استقبل الجد حفيده الصغير فى بيته يتيما، الصبى الصغير الذى كان يضحك أكثر مما يبكى، بدى كأن الضحك قد غادره عندما سقط فى شق الجليد البارد، هناك، حيث المكان الذى يقول عنه القرويون أن أرواح المفقودين فيه تبقى مقيدة ومحتجزة حتى يوم القيامة. يبدو كما لو أن السيول والجداول المندفعة تتجمد فى مسار الأنهار الجليدية ، وتحتشد فى قوالب ومصادات من كريستال أخضر ، يتوازن أحدها فوق الآخر، تاركة الأعجب منها والذى يبدو كالكريستال الصافى ليصبح قصرا لـ"سيدة الجليد"– ملكة الأنهار المتجمدة. السيدة التى من الأنهار المتجمدة تحوز قوتها الكبرى، القوة التى بها تتمكن من صدم وتحطيم الرحالة حتى الموت ، بل وتوقيف مجرى نهر متدفق. "سيدة الجليد" هى أيضا ابنة الهواء، وبرشاقة وخفة الشمواة يمكنها الوصول لقمم الجبال المغطاة بالجليد حيث لابد أن يتوقف أشجع وأجرأ متسلقى الجبال عن الصعود. أما هى فتفرد شراعها مبحرة صاعدة لأعلى، يمكنك رؤية شراعها عبر الصنوبر، وعبر السيل الجارف المنحدر لأسفل، تثب بسهولة من قمة جليدية لأخرى، بشعرها الطويل الجليدى الذى يتبعها محيطا بها ، وفستانها الأخضر الغامق المتألق البراق كماء البحيرات السويسرية العميقة. تصيح قائلة " أنا قوة الإستيلاء، قوة الإمساك والتحطيم " زات مرة سرقوا منى صبى، سرقوه من سلطتى، طفل كنت قد قبلته ، لكننى لم أقبله حتى الموت . لقد عاد الآن ليحيا مرة أخرى بين البشر، يرعى الماعز فى الجبال . و دائما ما يتسلق لأعلى وأعلى بعيدا جدا عن كل الآخرين ، لكن ليس بعيدا عنى . إنه لى؛ سوف أرسل له خادمتى " الدوخة" قالت "سيدة الجليد" هذا ثم أعطت "الدوخة" الأمر بالذهاب اليه. كان وقت الصيف و"سيدة الجليد" تذوب بين خضرة الأعشاب عندما أرجحت "الدوخة" نفسها لأعلى وأسفل. "الدوخة" لديها الكثير من الإخوة يتحلقون حولها دائما و"سيدة الجليد" تختار الأقوى منهم ليكونوا فى خدمتها حيث يختبرون قوتهم بطرق مختلفة وفى كل مكان. البعض منهم يدخل فى أعمدة درابزين السلم وآخرون يقتحمون الحواجز الخارجية للأبراج العالية، أو يثبوا كالسناجب بين التلال والجبال. ومنهم من يطأ الهواء كما يطأ السباح الماء حيث يقودون ضحاياهم من هنا وهناك ليقعوا فى الهاوية العميقة. "الدوخة" و"سيدة الجليد" يمسكوا بالبشر كما يمسك بهم، القيح وكل الجنود من أخوة " الدوخة" يحضرون بمجرد ظهور أختهم أو "سيدة الجليد". والآن هل أمسكت " الدوخة" بـ"رودى"؟ قالت "سيدة الجليد" للدوخة: أمسكيه ردت عليها " الدوخة" : فى الحقيقة لا يمكننى أن أفعل. فهذا القط البرى قد علمه كل حيلة لديه. هذا الطفل البشرى لديه من القوة ما يدفعنى لأبقى بعيدة عنه. قد يمكننى الوصول للفتى بينما هو متعلق بفروع الأشجار؛ أو وهو واقفا أعلى الجرف ربما أدغدغ له قدميه بسعادة حينها أوأرسله رأسا على عقب عبر الهواء؛ ولكن لا يمكننى الذهاب معه لأبعد من ذلك". قالت "سيدة الجليد" للدوخة : علينا أن نذهب به أبعد من ذلك يوما ما، أنت أوأنا ..وسوف أفعل.. سوف أفعل. تردد صوت عبر الهواء وكأنه صدى جرس الكنيسة عبر الجبال " لا ، لا!" كان ردا فى أغنية، فى نغمة ذائبة من كورس من أرواح الطبيعة الطيبة والمحبة ، من بنات آشعة الشمس. الذين يتجمعوا كل مساء فوق رؤؤس الجبال فى دائرة؛ هناك يبسطون أجنحتهم الوردية اللون، بينما تزوى الشمس ويميل لونها للأحمر المتوهج فيبدوالألب العظيم كأنه يشتعل بالنيران، البشر يسمون تلك اللحظة للشمس عند الغروب فوق جبال الألب بالتألق الألبى. بعد غروب الشمس تختفى بنات آشعة الشمس، داخل الثلوج البيضاء فى قمم الجبال، يهجعون هناك فى ثبات حتى شروق الشمس فى اليوم التالى، ليصعدوا مرة أخرى، لدى بنات الآشعة حب عظيم للزهور، للفراشات، وللبشر ومن بين هذا النوع الأخير اختارت البنات "رودى" الصغير. وغنوا له: لن تمسكى به، لن تستولى عليه!" قالت "سيدة الجليد" " بل أستولى على من هوأعظم وأقوى منه و سوف أستولى عليه!! " غنت بنات آشعة الشمس أغنية للمسافر الرحال، الذى تغطيه وتحمله الريح بعيدا (الريح تسعى لأخذ الرحال الغامض ، لن تتمكن من الإمساك به؛ لن تسرع وتخطفه. فأطفال القوة أكثر صلابة من الريح، أكثر أثيرية وسماوية حتى منا نحن بنات آشعة الشمس. يمكنهم الصعود لأعلى فأعلى.. لأعلى من أمنا الشمس . يملكون كلمات سحرية تتحكم فى الريح والأمواج، وتلزمهم بخدمتهم وطاعتهم ؛ ويمكنهم فى النهاية الخروج من الحمول من الظلم وثقل الفناء، ليرتفعون لأعلى.. وأعلى) كانت نغمات الكورس الحلوة هذه هى أغنية بنات الآشعة. فى كل نهارتشرق آشعة الشمس عبر نافذة صغيرة لبيت الجد على الطفل الهادئ. حيث تقبله بنات الآشعة؛ متمنيات ذوبان البرودة وانصهارها، وطمس قبلة الجليد الملكية التى أعطته إياها "سيدة الجليد" عندما كان راقدا فى حَجر والدته الميتة فى الشق الجليدى ، الذى كان انقاذه منه أعجوبة.


المصادر

روابط خارجية

  • صفحة غادة عبد المنعم على موقع

بلوج http://ghadaamoneim.blogspot.com/