سنن ابن ماجه - كتاب الفتن

من معرفة المصادر

- كتاب الفتن

((1)) باب الكف عمن قال: لاإله إلا الله

3927- حدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. حدّثنا مُعَاوِيَةَ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ:

قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم ((أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتى يُقُولُوا. لاَإِلهَ إلاَّ اللهُ. فَإِذَا قَالُوهَا، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ، إِلاَّ بِحَقِّهَا. وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ، عَزَّ وَجَلَّ)).

3928- حدّثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعيدٍ. حدّثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ((أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتى يُقُولُوا. لاَإِلهَ إلاَّ اللهُ. فَإِذَا قَالُوا: لاَإِلهَ إلاَّ اللهُ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ، إِلاَّ بِحَقِّهَا. وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ)).

3929- حدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. حدّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ. حدّثنا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ عَنِ النُّعْمَانِ بْنُ سَالِمٍ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ أَوْسٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَاهُ أَوْساً أَخْبَرَهُ؛ قَالَ: إِنَّا لَقُعُودٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ يقُصُّ عَلَيْنَا وَيُذَكَّرُنَا، إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ فَسَارَّهُ.

فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ((اذْهَبُوا بِهِ فَاقْتُلُوهُ)) فَلمَّا وَلَّى الرَّجلُ ، دَعَاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
فَقَالَ هَلْ تَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إلاَّ اللهُ)) قَالَ: نَعَمْ. قَالَ ((اذْهَبُوا فَخَلُّوا سَبِيلَهُ. فَإِنَّمَا أُمِرتْ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ. فَإِذَا فَعَلُوا ذلِكَ، حَرُمَ عَلَيَّ دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالُهُمْ)).

في الزوائد: إسناده، رجاله ثقات. لكن الحديث في النسائيّ أيضاً موجود. وأشار في الزوائد إلى شيء من ذلك. 3930- حدّثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعيدٍ. حدّثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ السُّمَيْدِ بْنِ السَّمِيرِ، عَنْ عِمَرَأنَ بْنَ الْحُصَيْنِ؛ قَالَ: أَتَى نَافَعُ بْنُ الأَوْرَقِ وَأصْحَابُهُ. فَقالُوات: هَلَكْتَ يَاعِمْرَانُ! قَالَ مَاهَلَكْتُ. قَالُوا: بَلَى. قَالَ مَا الَّذِي أَهْلَكَنِي؟ قَالُوا: قَالَ الله {وَقَتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكوُنَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كَلُّه للهِ. قَالَ: قَدْ قَاتَلْنَاهُمْ حَتَّى نَفَيْنَاهُمْ. فَكَانَ الدِّينُ كُلُّهُ للهِ} إِنْ شِئْتُمْ حَدَّثْتُكُمْ حَدِيثاً سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالُوا: وَأَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ شَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ بَعَثَ جَيْشاً مِنَ الْمُسْلِمِنَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ بِالرُّمْحِ. فَلَمَّا غَشِيَةُ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ. إِنِّي مُسْلِمٌ.فَطَعَنَهُ فَقَتَلَهُ. فَأَتَى رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! هَلَكْتُ.

قَالَ ((وَمَا الَّذي صَنَعْتَ؟)) مَرّأةً أَوْ مَرَّتَيْنِ. فَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي صَنَعَ. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ((فَهَلاَّ شقَقْتَ عَنْ بَطْنِهِ فَعَلِمْتَ مَافِي قَلْبِهِ؟)) قَالَ يَا رسُولَ اللهِ! لَوْ شَقَقْتُ بَطْنَهُ لَكُنْتُ أَعْلَمُ مَافِي قَلْبِهِ.
قَالَ ((فَلاَ أَنْتَ قَبِلْتَ مَا تَكَلَّمَ بِهِ وَلاَ أَنْتَ تَعْلَمُ مَافِي قَلْبهِ!)).

قَالَ، فَسَكَتَ عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ يَلْبَثْ إِلاَّ يَسِيراً حَتَّى مَاتَ. فَدَفَنَّاهُ فَأَصْبَحَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ. فَقَالُوا: لَعَلَّ عَدُوّاً نَبَشَهُ. فَدَفَنَّاهُ. ثُمَّ أَمَرْنَا غِلْمَانِنَا يَحْرُسُونَهُ. فَأَصْبَحَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ. فَقُلْنَا: لَعَلَّ الْغِلْمَانَ نَعَسُوا. فَدَفَنَّاهُ. ثُمَّ حَرَسْنَاهُ بِأَنْفُسِنَا فَأَصْبَحَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ. فأََلْقَيْنَاهُ فِي بَعْضِ تِلْكَ الشِّعَابِ. في الزوائد: هذا إسناد حسن. والسميط وثقه العجليّ وروى له مسلم في صحيحه. وعاصم هو الأحول، ويروى له مسلم أيضاً في صحيحه، وذكره ابن حبان في الثقات. وسويد بن سعيد مختلف فيه. حدّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَفْصٍ الأَيْليُّ. حدّثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ السُّمَيْطِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ؛ قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي تسَرَّيةٍ. فَحَمَلَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. وَزَادَ فِيهِ: فَنَبَذَتْهُ الأَرْضُ: فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

قَالَ ((إِنَّ الأَرْضَ لَتَقْبَلُ مَنْ هُوَ شَرٌ مِنْهُ. وَلكِنَّ اللهَ أَحَبَّ أَنْ يُرِيَكُمْ تَعْظِيمَ حُرْمَةِ - لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ - )).
((2)) باب حرمة دم المؤمن وماله

3931- حدّثنا هِشَأمُ بْنُ عَمَّارٍ. حدّثنا عِيسى بْنُ يُونُسَ. حدّثنا الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ؛ قَالَ:

قَالَ رِسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فِي حِجَّةِ الْوَدَاعِ ((أَلاَ إِنَّ أَخْرَمَ الأَيَّامِ يَوْمُكُمْ هذَا. ألاَ وَأِنَّ أَحْرَمَ الشُّهُورِ شَهْرُكُمْ هذَا. أَلاَ وَإِنَّ أَحْرَمَ الْبَلَدِ بَلَدُكُمْ هذَا. أَلاَ وَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمةِ يَوْمِكُمْ هذَا، فِي شَهْرِكُمْ هذَا، فِي بَلَدِكُمْ هذَا. أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ؟)) قَالُوا: نَعَمْ.
قَالَ ((اللّهُمَّ! اشْهَدْ)).

في الزوائد: إسناده صحيح، رجاله ثقات. 3932- حدّثنا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي ضَمْرَةَ، نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحِمْصِيُّ. حدّثنا أَبِي. حدّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي قَيْسٍ النَّصْرِيُّ. حدّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو؛ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَطُوفُ بِالْكَعِبَةِ وَيَقُولُ ((مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ. مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ. وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بَيَدِهَ! لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ الله حُرْمَةً مِنْكِ. مَالِهِ وَدَمِهِ، وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إلاَّخَيْراً)). في الزوائد: في إسناده مقال. ونصر بن محمد شيخ ابن ماجة، ضعفه أبو حاتم، وذكره ابن حبان في الثقات. 3933- حدّثنا بَكْرُ بْنُ عَبْدُ الْوَهَّابِ. حدّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ وَيُونُسُ بْنُ يَحْيَى. جَمِيعاً عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي سَعِيد، مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ، عَنْ أضبِي هُرَيْرَة؛ أَنَّ رَسُولَ اللهَ صلى الله عليه وسلم

قَالَ ((كُلُّ الْمُسْلِمِ حَرَامق. دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ)).

3934- حدّثنا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ الْمِصْرِيُّ. حدّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ عَنْ أَبِي هَانِيءٍ، عَنْ عَمرِو بْنِ مَالِكٍ الْبجَنْبِيِّ؛ أَنَّ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ حَدَّثَةُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم

قَالَ ((الْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ. وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ الْخَطَايَا وَالذُّنُوبَ)).

في الزوائد: إسناده صحيح، ورجاله ثقات. وأبو هانيء اسمه حميد بن هانيء الخولانيّ.

((3)) باب النهي عن النهبة

3935- حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالاَ: حدّثنا أَبُو عَاصِمٍ. حدّثنا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ((مَنِ انْتَهَبَ نُهْبَةً مَشْهُوَرَةً، فَلَيْسَ مِنَّا)).

3936- حدّثنا عِيسى بْنُ حَمَّادٍ. أَنْبَأَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحرِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم

قَالَ ((لاَ يَزْنِي الزَّانِي، حِينَ يَزْنِي، وَهُوَ وُؤْمِنٌ. وَلاَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ، حِينَ يَشْرَبُهَا، وَهُوَ مُؤْمِنٌ. وَلاَ يَسْرِقُ السَّارِقُ، حِينَ يَسْرِقُ، وَهُوَ مُؤْمِنٌ. وَلاَ يَنْتَهبُ نُهْبَةً، يَرْفَعُ النَّاسُ إِليْهِ أَبْصَارَهُمْ، حِينَ يَنْتَهِبُهَا، وَهُوَ مُؤْمِنٌ)).

3937- حدّثنا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ. حدّثنا يَزيِدُ بْنُ زُرَيْعٍ. حدّثنا حُمَيْدٌ. حدّثنا الْحَسَنُ عَنْ عِمْرَانَ ابْنُ الْحُصَيْنِ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم

قَالَ((مَنِ انْتَهَبَ نُهْبَةً، فَلَيْسَ مِنَّا)).

3938- حدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْيَةَ. حدّثنا أَبُو الأَحْوَصِ عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَكَمِ؛ قَالَ: أصَبْنَا غَنَماً لِلْعَدُوِّ. فَانْتَهَبْنَاهَا. فَنَصَبْنَا قُدُورَنَا. فَمَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْقُدُورِ. فَأَمَرَ بِهَا فَأُكْفِئَتْ. ثُمَّ

قَالَ ((إِنَّ النُّهْبَةَ لاَ تَحِلُّ)).

في الزوائد: إسناده صحيح. رجاله ثقات. ولم يخرج له أحد من بقية الكتب الخمسة شيئاً.

((4)) باب سباب المسلم فسوق وقتاله كفر

3939- حدّثنا هِشَأمُ بْنُ عَمَّارٍ. حدّثنا عِيسى بْنُ يُونُسَ. حدّثنا الأَعْمَشُ عَنْ شَقِيقٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ((سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ)).

3940- حدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْيَةَ. حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الأَسْدِيُّ. حدّثنا أَبُو هِلاَلٍ عَنِ ابْنِ سِيرِيِنَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ ((سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ)). في الزوائد: إسناد حديث أبي هريرة حسن. وأبو هلال اسمه محمد سليم، ومختلف فيه وكذلك محمد ابن الحسن الأسديّ. وباقي رجال الإسناد ثقات. 3941- حدّثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ. حدّثنا وَكِيعٌ عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ؛ قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ((سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ)). في الزوائد: إسناد حديث سعد بن أبي وقاص صحيح. رجاله ثقات.
((5)) باب لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض

3942- حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ. حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَعَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالاَ: حدّثنا شُعْبَةُ عَنْ عضلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ؛ قَالَ: سَمْعْتُ أَبَا زُرْعَةَ بْنَ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ يُحَدِّثُ عَنْ جَريرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم

قَالَ، فِي حِجَّةِ الْوَدَاعِ ((اسْتَنْصِتِ النَّاسَ))
فَقَالَ ((لاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّاراً، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ)).

3943- حدّثنا عَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. حدّثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ. أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم

قَالَ ((وَيْحَكُمْ! ((أوْ وَيْلَكُمْ!)) لاَ تَرْجِعُوا بعْدِي كُفَّاراً، يَضْربُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ)).

3944- حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ نُمَيْرٍ. حدّثنا أَبِي وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالاَ: حدّثنا إِسْمَاعِيلُ عَنْ قَيْسٍ، عَنِ الصُّنَابِحِ الأْحَمِسيِّ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ((أَلاَ إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ. وَإِنِّي مُكَاثِرٌ بَكُمُ الأُمَمَ. فَلاَ تَقَتَّلُنَّ بَعْدِي)). في الزوائد: إسناده صحيح، ورجاله ثقات. وقيس هو ابن أبي حازم. وإسماعيل هو ابن أبي خالد. وليس للصنابحيّ هذا عند المصنف سوى هذا الحديث. وليس له في بقية الكتب الستة. قلت: اختلف في صحة اسم هذا الصحابيّ. فبعضهم سماه، كما هنا ((الصنابحيّ)) بياء النسبة: وبعضهم سماه ((الصنابح)) بدون ياء. وهو الذي رجحه البخاريّ وغيره من العلماء. وأصل الحديث في مسند أحمد: الجزء الرابع، ص 351 وقد وراه ((الصنابحيّ)) بياء النسبة.

((6)) باب المسلمون في ذمة الله عز وجل

3945- حدّثنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ الْحِمْصيُّ. حدّثنا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الذَّهَبِيُّ. حدّثنا عَبْدُ الْعَزِيِزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونُ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَوْنٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ حَابِسٍ الْيَمَامِيِّ ((الْيَمَانِيِّ))، عَنْ أَبِي بَكْرس الصِّدِّيقِ؛ قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ((مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ، فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللهِ. فَلاَ تُخْفِرُوا اللهَ فِي عَهْدِهِ، فَمَنْ قَتَلَهُ، طَلَبَهُ اللهُ حَتَّى يَكُبَّهُ فِي النَّارِ عَلَى وَجْهِهِ)).

في الزوائد: رجال إسناده ثقات. إلا انه منقطع. وسعد بن إبراهيم لم يدرك حابس بن سعد، قاله في التهذيب. 3946- حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ. حدّثنا رُوْحُ بْنُ عُبَادَةَ. ثتا أَشْعَثُ عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمْرَةَ ابْنِ جُنْدَبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

قَالَ ((مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ، فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللهِ، عَزَّ وَجَلَّ)).

في الزوائد: إسناده صحيح، إن كان الحسن سمع من سمرة. وأشعث هو عبد الملك. 3947- حدّثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ. حدّثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ. حدّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ. حدّثنا أَبُو الْمُهَزِّمِ، يَزِيدُ يْنُ سُفْيَانَ. سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ:

قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ((الْمُؤْمِنُ أَكْرَمُ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، مِنْ بَعْضِ مَلاَئِكَتِهِ)).

في الزوائد: إسناده ضعيف لضعف يزيد بن سفيان، أبي المهزّم.

((7)) باب العصبية

3948- حدّثنا بِشْرُ بْنُ هِلاَلٍ الصَّوَّافُ. حدّثنا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدس. حدّثنا أَيُّوبُ عَنْ غَيْلاَنَ ابْنِ جَرِيرٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ رِيَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ:

قَالَ رَسُوُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ((مَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِّمَّيةٍ، يَدْعُو إِلَى عَصَبِيَّةٍ، أَوْ يَغْضَبُ لِعَصَبِيَّةٍ، فَقِتْلَتُهُ جَاهِليَّةٌ)).

3949- حدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْيَةَ. حدّثنا زِيَادُ بْنُ الرَّبِيعِ الْيُحْمِدِيُّ عَنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ الشَّامِيَّ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهَا: فَسيِلَةُ. قَالَتْ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَمِنَ الْعَصَبِيَّةِ أَنْ يُحِبَّ الرَّجُلُ قَوْمَهُ؟

قَالَ ((لاَ. وَلِكنْ مِنَ الْعَصَبِيَّةِ أَنْ بُعِينَ الرَّجُل قَوْمَهُ عَلَى الظُّلْمِ)).

في الزوائد: روى أبو داود بعض هذا الحديث. وهو: قلت يا رسول الله: ما العصبية؟ قال ((أن يعين الرجل قومه على الظلم)).

((8)) باب السواد الأعظم

3950- حدّثنا العَبَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ. حدّثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ. حدّثنا مُعَانُ بْنُ رِفَاعَةَ السَّلاَمِيُّ. حَدَّثَنِي أَبُو خَلَفٍ الأَعْمى: قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقَولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم

يَقُولُ ((إِنَّ أُمَّتِي لاَ تَجْتَمِعُ عَلَى ضَلاَلَةٍ. فَإِذَا رَأَيْتُمُ اخَتِلاَفاً، فَعَلَيْكُمْ بِالسَّوَادِ الأَعْظَمِ)).

في الزوائد: في إسناده أبو خلف الأعمى، واسمه حازم بْنُ عطاء، وهو ضعيف. وقد جاء الحديث بطرق، في كلها نظر. قَالَه شيخنا العراقيّ في تخريج أحاديث البيضاويّ.

((9)) باب ما يكون من الفتن

3951- حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ وَعلَيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالاَ: حدّثنا أَبُو مُعَاوِيةَ عَنِ الأَعَمشِ، عَنْ رَجَاءٍ الأَنْصَاِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، عنم مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ؛ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَوْماً، صلاةً، فَأَطَالَ فِيهَأ. فَلَمَّا انْصَرَفَ قُلْنَأ ((أَوْ قَالُوا(( يَا رسُولَ اللهِ! أَطَلْتَ، الْيَوْمَ، الصلاةَ.

قَالَ ((إِنِّي صَلَّيْتُ صلاةَ رَغْبَةٍ وَرَهْبَةٍ. سَأَلْتُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، لأُمَّتِيِ ثَلاَثاً. فَأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ، وَرَدَّ عَلَيَّ وَاحِدَةٍ. سَأَلْتُهُ أَنْ لاَ يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوّاً مِنْ عَيْيرِهِمْ، فَأَعْطَانِيَها. وَسَأَلْتُهُ أَنْ لاَ يُهْلِكُهُمْ غَرَقاً. فَأَعْطَانِيَها وَسَأَلْتُهُ أَنْ لاَ يَجَعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ، فَرَدَّهَا عَلَيَّ)).

في الزوائد: إسناده صحيح . رجاله ثقات. 3952- حدّثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ. حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ. حدّثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ عَنْ قَتَادَةَ؛ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ الْجَرْمِيِّ، عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ، مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم

قَالَ ((زُوِيَتْ لِيَ الأَرْضُ حَتَّى رَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا. وأُعْطِيتُ الكَنْزَيْنِ: الأَصْفَرَ ((أَوِ الأَحْمَرَ)) وَالأَبْيَضَ ((يَعْنِي الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ)) وَقِيلَ لِي: إِنَّ مَلْكَكَ إِلَى حَيْثُ زُوِىَ لَكَ. وَإِنِّي سأَلْتُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ ثَلاَثَا: أَنْ لاَ يُسَلِّطَ عَلَى أُمَّتِي جُوعاً فُيُهْلِكَهُمْ فِيهِ. وَلَنْ أَجْمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بَيْنَ أَقْطَارِهَا، حَتَّى يُفْنِي بَعْضُهُمْ بَعْضاً، وَيَقُتلَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً. وَإِذَا وَضِعَ السّيْفُ فِي أُمَّتِي، فَلَنْ يُرْفَعَ عَنْهُمَ إِلَى يَوْم الْقِيَامَةَ. وَإِنَّ مِمَّا أَتَخَوَّفُ عَلَى أُمَّتِي أَئِمَّةً مُضِلِّينَ. وَسَتَعْبُدُ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي الأَوْثَانَ. وَسَتَلْحَقُ قَبَائَلُ مِنْ أُمَّتِي بٍالْمُشْرِكِينَ.. وَإِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ دَجَّالِينَ كَذَّابِينَ. قَرِيياً مِنْ ثَلاَثِين. كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ. وَلَنْ تَزَالَ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ مَنْصَورِينَ. لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ، عَزَّ وَجَلَّ)).

قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: لَمَّا فَرَغَ أَبُو عَبْدِ اللهِ مِنْ الْحَديِثَ قَالَ: مَا أَهْوَلَهُ!! 3953- حدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْيَةَ. حدّثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيَّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ حَبِيَبةَ، عَنْ أُمَِّ حَبِيَبةَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ؛ أَنَّهَا قَالَتِ: اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، مِنْ نَوْمِهِ، وَهُوَ مُحْمَرٌّ وَجْهُهُ، وَهُوَ

يَقُولُ ((لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ. وَيْلٌ لْلِعَرَبِ مِنْ شَرٍّ اْقَتَربَ. فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ)) وَعَقَدَ بِيَدَيْهِ عَشَرَةً. قَالَتْ زَيْنَبُ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟
قَالَ ((إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ)).

3954- حدّثنا رَاشِدُ بْنُ سَعِيدٍ الرَّمْلِيُّ. حدّثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ الْوَليِدِ بْنِ سُليْمَانَ بْنِ أَبِي السَّائِبِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، أَبِي عَبْدِ الرَّحْمنِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ؛ قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ((سَتَكُونُ فِتَنٌ. يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِناً وَيُمْسِى كَافِراً. إِلاَّ مَنْ بأَحْيَأهُ اللهُ بِالْعِلْمِ)).

في الزوائد: إسناده ضعيف. قال ابن معين: على بن زيد عن القاسم عَنْ أبي أمامة، هي ضعاف كلها وقال البخاريّ وغيره، في على بن يزيد: منكر الحديث. 3955- حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ نُمَيْرٍ. حدّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ وَأَبِي، عَنِ الأَعَمَشُ عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ؛ قَالَ: كُنَّا جُلُوساً عِنْدَ عُمَرَ، فَقَالَ: أَيُّكمْ يَحْفَظُ حَدِيثَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْفَتْنَةِ؟ قَالَ حُذَيْفَةُ: فَقُلْتُ: أَنَا. قَالَ: إِنَّكَ لَجَرِيءٌ. قَالَ: كَيْفَ" قَالَ: سَمُعْتُهُ

يَقُولُ ((فِنْتَنةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَوَلَدِهَ وَجَارِهِ تُكَفِّرُهَا الصلاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ. وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ)) فَقَالَ عُمَرُ: لَيْسَ هذَا أَرِيدُ. إِنَّمَا أَرِيدُ الَّتِي تَمُوجُ كَمَوْجِ الْبَحْرِ. فَقَالَ: مَالَكَ وَلَهَا؟ يَا أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ! إِنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَاباً مُغْلَقاً. قَالَ: فَيُكْسَرُ الْبَابُ أَوْ يُفْتَحُ؟ قَالَ: لاَ. بَلْ يُكْسَرُ. قَالَ: ذَاكَ أَجْدَرُ أَنْ لاَ يُغْلَقَ.

قُلْنَا لِحُذَيْفَةَ: أَكَانَ عُمَرُ يَعْلَمُ مِنَ الْبَابُ؟ قَالَ: نَعَمْ. كَمَا يَعْلَمُ أَنَّ غَدٍ اللَّيْلَةَ. إِنِّي حَدَّثْتُهُ لَيْسَ بِالأَغَالِيطِ. فَهِبْنَا أَنْ نَسْأَلَهُ: مِنْ الْبَأبُ؟ فَقُلْنَا لِمَسْرُوقٍ: سَلْهُ. فَسَأَلَهُ. فَقَالَ: عُمَرُ. 3956- حدّثنا أَبُو كُرَيْبٍ. حدّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ وَ عَبْدُ الرَّحْمنِ الْمُحَارِبِيُّ وَوَكِيعٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنُ عَبْدِ رَبِّ الْكَعْبَةِ؛ قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنُ عَمْرِو ابْنِ الْعَاصِ، وَهُوَ جَالِسٌ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ. وَالنَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ. فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: بضيْنَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ. إِذْ نَزَلَ مَنْزِلاً. فَمِنَّا مَنْ يَضْرِبُ خِبَاءَهُ. وَمِنَّا مَنْ يَنْتَضِلُ. وَمِنَّا مَنْ هُوَ جَشَرِهِ. إِذْ نَادَى مُنَادِ بِهِ. الصلاةُ جَامِعَةٌ. فَاجْتَمَعْنَا. فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَخَطَبَنَا،

فَقَالَ ((إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلاَّ كَانَ حَقّاً عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى مَا يَعْلَمُهُ خَيْراً لَهُمْ. وَيُنْذِرَهُمْ مَا يَعْلَمُهُ شَرّاً لَهُمْ. وَإِنَّ أُمَّتكُمْ هذِهِ، جُعِلَتْ عَافِيَتُهَا فِي أُوَّلِهَا. وَإِنَّ آخِرَهُمْ يُصيِبُهُمْ بَلاَءٌ، وَاُمُورٌ نُنْكِرُونَهَا. ثُمَّ تَجِيءُ فتَنٌ يُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضاً. فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: هذِهِ مُهْلِكَتِي. ثُمَّ تَنْكَشِفُ. ثُمَّ تَجِيُْ فِتْنَةٌ فَيَقثولُ الْمْؤْمِنُ. هذِهِ مُهْلِكَتِي. ثُمَّ تَنْكَشِفُ.. فَمَنْ سَرَّهُ أَنْ يُزَجْزَحَ عَنِ النَّارِ وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ، فَلْتُدْرِكْهُ مَوْتَتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بَاللهِ وَالْيَوْمِ الآْخِرِ، وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذي يُحِبُّ أَنْ يَأْتُوا إِلَيْهِ وَمَنْ يَايَعَ إِمَاماً فَأَعْطَاهُ يَمِيِنِهِ، وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ فَلْيُطِعْهُ مَا اسْتَطَاعَ. فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهَ. فَاضْرِبُوا عُنَقَ الآْخَرِ)).

قَالَ: فَأَدْخَلْتُ رَأْسِي مِنْ بَيْنِ النَّاسِ، فَقُلْتَ: أَنْشُدُكَ اللهَ! أَنْتَ سَمِعْتَ هذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ، فَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى أُذُنَيْهِ، فَقَالَ: سَمِعَتْهُ أُذُنَأيَ، وَوَعَاهُ قَلْبِي. ((10)) باب التثبت في الفتنة 3957- حدّثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ. حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالاَ: حدّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازمٍ. حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم

قَالَ ((كَيْفَ بِكُمْ وَبِزَمَانٍ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ، بُغَرْبَلُ النَّاسُ فِيهِ غَرْبَلَةً، وَتَبْقَى حُثَالَةٌ مِنَ النَّاسِ، قَدْ مَرِجَتْ عُهُودُهُمْ وَأَمَانَانُهُمْ، فاخْتَفُوا، وَكَانُوا هكَذَا؟)) ((وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ)) قَالُوا: كَيْفَ بِنَا يَا رَسُولَ اللهِ! إِذَا كَانَ ذلِكَ؟ قَالَ ((تَأْخُذُونَ بِمَا تَعْرِفُونَ. وَتَدَعُونَ مَا تُنْكِرُونَ. وَتُقْبِلُونَ عَلَى خَاصَّتِكُمْ. وَتَذَرُونَ أَمْرَ عَوَامْكُمْ)).

3958- حدّثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ. حدّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنِ الْمُشَعَّثِ ابْنِ طَرِيفٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ؛ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :

((كَيْفَ أَنْتَ، يَا أَبَا ذَرٍّ! وَمَوْتاً يُضِيبُ النَّاسَ حَتَّى يُقَوَّمَ الْبَيْتُ بَالْوَصِيفِ؟)) ((يَعْنِي الْقَبْرَ)) قَلْتُ: مَاخَارَ اللهُ لِي وَرَسُولُهُ ((أَوْ قَالَ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ)) قَالَ ((تَصَبَّرْ)) قَالَ ((كَيْفَ أَنْتَ وَجُوعاً يُصِبُ النَّاسَ حَتَّى تَأْتِيَ مَسْجِدَكَ؟)) قَالَ، قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ((أَوْ مَاخَارَ اللهُ لِي وَرَسُولُهُ)) قَالَ ((عَلَيْكَ بِالْعِفَّةِ)) ثُمَّ قَالَ ((كَيْفَ أَنْتَ وَقَتْلاً يَصِيبُ النَّاسَ حَتَّى تُغْرَقَ حِجَارَةُ الزَّيْتِ بِالدَّمِ؟)) قُلْتُ: مَاخَارَ اللهُ لِي وَرَسُولُهُ. قَالَ ((الْحَقْ بِمَنْ أَنْتَ مِنْهُ)) قَالَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! أفَلاَ آخُذُ بِسَيْفيِ فَأَضْرِبِ بِهِ مَنْ فَعَلَ ذلِكَ؟ قَالَ ((شَارَكْتَ الْقَوْمَ إِذاً. وَلِكنِ ادْخُلْ بَيْتَكَ)) قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! فَإِنْ دُخِلَ بَيْتِي؟ قَالَ ((إِنْ خشِيتَ أَنْ يَبْهَرَكَ شُعَاعُ السَّيْفِ، فَأَلْقِ رِدَائِكَ عَلَى وَجْهِكَ فَيَبُوءِ بِإِئْمِهِ وَإِئْمِكَ، فَيَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ)).

3959- حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ. ثتا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ. حدّثنا عَوْفٌ عَنِ الْحَسَنِ. حدّثنا أَسِيدُ بْنُ الْنُتَبَشِّمسِ، قَالَ: حدّثنا أَبُو مُوسى. حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ((إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ لَهَرْجاً)) قَالَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَالْهَرْجُ؟ قَالَ:

((الْقَتْلُ)) فَقَالَ بَعْضُ الْمُسْلِمِنَ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّا نَقْتُلُ الآْنَ فِي الْعامِ الْوَاحِدِ، مِنْ الْمُشرِكِينَ كَذَا وكَذَا. فَقَالَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ((لَيْسَ بَقَتْلِ الْمُشرِكِينَ وَلكِنْ يَقْتُلُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً، حَتَّى يَقْتُلُ الرَّجُلُ جَارَهُ وَابْنَ عَمِّهِ وَذَا قَرَابَتِهِ)) فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللهِ! وَمَعَنَا عُقُولُنَا، ذلِكَ الْيَوْمَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ((لاَ. تُنْزَعُ عُقُولُ أَكْثَرِ ذِلكَ الزَّمَانِ. وَيَخْلُفُ لَهُ هَبَاءٌ مِنَ النَّاسِ لاَ عُقُولَ لَهُمْ)).

ثُمَّ قَالَ الأَسْعَرِيُّ: وَأيْمُ اللهِ! إِنِّي لأَظُنَها مُدْرِكَتِي وَإِيَّاكُمْ. وَأيْمُ اللهِ مَالِي وَلَكُمْ مِنْهَا مَخْرَجٌ، إِنْ أَدْرَكَتْنَا فِيَما عَهِدَ إِلَيْنَا نَبِيُّنَا صلى الله عليه وسلم، إِلاَّ أَنْ نَخْرُجَ كَمَا دَخَلْنَا فِيهَا. 3960- حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ. ثتا صَفْوَانُ بْنُ عِيسى. حدّثنا عَبْدُ اللهِ بْنَ عُبَيْدٍ، مُؤَذِّنُ مَسْجِدِ حُرْدَانَ؛ قَالَ: حَدَّثَتْنِي عُدَيْسَةُ بِنْتُ أُهْبَانَ؛ قَالَتْ: لَمَّا جَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ هُهُنَا، الْبَصْرَةَ، دَخَلَ عَلَى أَبِي. فَقَالَ: يَا أَبَامُسْلِمٍ! أَلاَ تُعِينُنِي عَلَى هَؤْلاَءِ الْقَومِ؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ، فَدَعَا جَارِيَةً لَهُ. فَقَالَ: يَاجَارَيِةُ! أَخْرِجِي سَيْفِي. قَالَ: فَأَخْرَجَتْهُ. فَسَلَّ مِنْهُ قَدْرَ شِبْرٍ، فَإِذَا هُوَخَشَبٌ. فَقَالَ: إِنَّ خَلِيليِ وَابْنَ عَمِّكَ صلى الله عليه وسلم عَهِدَ إِلَيَّ، إِذَا كَانَتِ الْفِتْنَةُ بَيْنَ الْمُسْلمِيِنَ. فَأَتَّخِذُ سَيْفاً مِنْ خَشَبٍ. فَإِنْ شِئْتَ خَرَجْتُ مَعَكِ. قَالَ: لاَحَاجَةَ لِي فِيكَ وَلاَ فِي سَيْفِكَ. 3961- حدّثنا عِمْرَانُ بْنُ مُوسى اللَّيْثِيُّ. حدّثنا عَبْدُ الْوَارِاثِ بْنُ سَعيِدٍ. حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ ثَرْوَانَ، عَنْ هُذَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ أَبِي مُوسى الأَشْعَريَّ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

((إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ فِتَناً كَقِطَعَ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ. يُصْبِحُ الرَّجُلِ فيهَا مُؤْمِناً، وَيُمْسِي كَافِراً. وَيُمْسِي مُؤْمِناً وَيُصْبِحُ كَافِراً. الْقَاعِدُ فِيَها خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمُ . وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي. وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي. فَكَسِّرُوا قِسِيَّكُمْ، وَقَطَّعثوا أَوْ تَارَكُمْ، وَاضْرِبُوا بِسُيوفِكُمُ الْحِجَارَةَ. فَإِنْ دُخِلَ عَلَى أَحَدِكُمْ ، فَلْيَكُنْ كَخَيْرِ ابْنَيْ آدَمَ)).

3962- حدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْيَةَ. حدّثنا يَزِيدُ بْنُ هارُونَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابتٍ ((أَوْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جَدْعَانَ. شَكَّ أَبُو بَكْرٍ)) ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ؛ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى مُحَمَّدِ ابْنِ مَسْلَمَةَ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

((إِنَّها سَتَكوُونُ فِتْنَةٌ وَفُرْقَةٌ وَاخْتِلاَفٌ. فَإِذَا كَانَ كَذلِكَ، فأْتِ بِسَيْفِكَ أُحُداً، فَاضْرِبْهُ حَتَّى يَنْقَطِعَ. ثُمَّ اجْلِسْ فِي بَيْتِكَ حَتَّى تَأْتِيَكَ يَدٌ خَاطِئَةٌ، أَوْ مَنِيَّةٌ قَاضِيةٌ)).

فقَدْ وَقَعَتْ. وَفَعَلْتُ مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. في الزوائد: هذا إسناد صحيح. إن ثبت سماع حماد بن سلمة من ثابت البنانيّ.

((11)) باب إذا التقى بسيفهما

3963- حدّثنا سُوِيْدُ بْنُ سَعيدٍ. حدّثنا مُبَارَكُ بْنُ سُحَيْمٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ ((مضا مِنْ مُسْلِمَيْنِ الْتَقَيَا بِأَسْيَافِهِمَا، إِلاَّ كَانَ الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ)). 3964- حدّثنا أَحْمَدُ بْنَ سِنَانٍ، حدّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوَبَةض، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي مُوسى؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

((إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَهْيِمَا، فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ)) قَالُوا: يَا رسُولَ اللهِ! هذَا الْقَاتِلُ، فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ؟ قَالَ ((إِنَّهُ أَرَادَ قَتْلَ صَاحِبِهِ)).

في الزوائد: إسناده صحيح. رجال ثقات. 3965- حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ. حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ. حدّثنا شُعْبَةُ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ ابْنِ حِرَاشٍ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:

((إِذاَ الْمُسْلِمَانِ، حَمَلَ أَحَدُهُمَا عَلَى أَخِيِهِ السَّلاَحَ، فَهُمَا عَلَى جُرُفِ جَهَنَّمَ. فَإِذَا قَتَلَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ، دَخَلاَهَا جَمِيعاً)).

3966- حدّثنا سُوِيْدُ بْنُ سَعيدٍ. حدّثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَبْدِ الْحَكَمِ السَّدُوسِيِّ. حدّثنا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((مِنْ شَرِّ النَّاسِ مَنْزِلَةٍ عِنْدَ اللهِ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ، عَبْدٌ أَذْهَبَ آخِرَتَهُ بِدُنْيَا غَيْرِهِ)). في الزوائد: هذا إسناد حسن. سويد بن سعيد مختلف فيه. قال السنديّ" قلت: وكذا شهر بن حوشب.

((12)) باب كف اللسان في الفتنة

3967- حدّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجُمَحِيُّ. حدّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طضاوُسٍ، عَنْ زِيَادٍ سَيْمِينْ كَوُشْ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ابْنِ عَمْرٍو؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

((تَكُونُ فِتْنَةٌ تَسْتَنْظِفُ الْعَرَبَ. قَتْلاَهَا فِي النَّارِ. اللِّسَانُ فِيهَا أَشَدُّ مِنْ وَقْعِ السَّيْفِ)).

3968- حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ. حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَرِثِ.حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنُ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

((إِيَّكُمْ وَالْفِتَنَ. فَإِنَّ اللَّسَانَ فِيهَا مِثْلُ وَقْعِ السَّيْفِ.))

في الزوائد: في إسناده محمد بن عبد الرحمن، وهو ضعيف. وأبوه لم يسمع من ابن عمر. 3969-حدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْيَةَ. حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ. حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو. حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ؛ قَالَ: مرَّ بِهِ رَجُلٌ شَرَفٌ. فَقَالَ لَهُ عَلْقَمَةُ: إِنَّ لَكَ رَحِماً. وَإِنَّ لَكَ حَقّاً. وَإِنَّي رَأَيْتُكَ تَدْخُلُ عَلَى هؤْلاَءِ الأُمَرَاءِ. وَتَتَكَلَّمِ عِنْدَهُمْ بِمَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَتَكَلَّمَ بِهِ. وَإِنِّي سَمِعْتُ بِلاَلَ بْنُ الْحَارِثِ الْمُزَنِيَّ، صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

((إِنَّ أَحَدِكُمْ لَيَتَكلَّمُ بَالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللهِ. مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ . فَبَكْتُبُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. وَأِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكلَّمُ بِالْكَلِمضةِ مِنْ سُخْطِ اللهِ. مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ. فَيَكْتُبُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ بِهَا سُخْطَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ)).

قَالَ عَلْقَمَةُ: فَانْظُرْ، وَيْحَكَ! مَاذّا تَقُولُ، وَمَاذَا تَكَلَّمُ. فَرُبَّ كَلاَمٍ، ((قَدْ)) مَنَعَنِي أَنْ أَتَكَلَّمَ بِهِ، مَا سَمِعْتُ مِنْ بِلاَل بْنِ الْحَارِثِ. 3970- حدّثنا أَبُو يُوسُفَ الصَّيْدَلاَنِيُّ؛ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الرَّقِّيُّ. حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

((إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بَالْكَلِمَةِ مِنء سُخْطِ اللهِ. لاَ يَرَى بِهَا بَأْساً. فَيَهْوِي بِهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ سَبْعِينَ خَرِيفاً)).

في الزوائد: في إسناده مُحَمَّد بن إسحق، وهو مدلس. 3971- حدثّنا أَبُو بَكْرٍ. حدّثنا أَبُو الأَحْوِصِ عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أضبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

((مَنْ كَانَ يُؤمْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآْخِرِ، فَلْيَقُلْ خَيْراً، أَوْ لِيَسْكُتْ)).

3972- حدّثنا أَبُو مَرْوَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعُثْمَانِيُّ. حدّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ مَاعِزٍ الْعَامِريِّ؛ أَنَّ سُفْيَانَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيَّ قَالَ: قَلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! حَدِّثْنِي بَأَمْرٍ أَعْتَصِمُ بِهِ: قَالَ:

((قُلْ رَبِّيِ اللهُ ثُمَّ اسْتَقِمْ)) قُلْتُ: يَا رَسثولَ اللهِ! مَا أَكْثَرُ مَا تَخَافُ عَلَيَّ؟ فَأَخَدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِلِسَانِ نَفْسِهِ، ثُمَّ قَالَ ((هذَا)).

3973- حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ. حدّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النُّجُودِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مُعَاذِ جَبَلٍ؛ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ. فَأَصْبَحْتُ يَوْماً قَرِيباً مِنْهُ، وَنَحْنُ نَسِيرُ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَخْبِرْنِي بَعَمَلٍ يُدْخُلِنِي الْجَنَّةَ وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ. قَالَ:

((لَقَدْ سَأَلْتَ عَظِيماً. وَإِنَّه لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللهُ عَلَيْهِ: تَعْبُدُ اللهَ لاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً. وَتُقِيمُ الصلاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ وَتَحُجَّ الْبَيْتَ)) ثُمَّ قَالَ ((أَلاَ أَدلُّكَ عَلَى أَبْوابِ الْخَيْرِ؟ الصَّوْمُ جُنَّةٌ. وَالصَّدَقَةَ تُطْفِيءُ الْحَطِيئَةَ، كمَا يُطْفِيءُ النارَ الْمَاءُ. وَصلاةُ الرَّجُلِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ)). ثَمَّ قَرَأض - تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ - حَتَّى بَلَغَ - جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ - ثُمَّ قَالَ ((أَلاَ أُخْبِرُكَ بَرَأْسِ الأَمْرِ وَعَمُوِدِهِ وَذُرْوَةِ سَنَامِهِ؟ الْجِهَادُ)) . ثُمَّ قَالَ ((أَلاَ أُخْبِرُكَ بِمِلاَكِ ذلِكَ كُلِّهِ؟)) قُلْتُ: بَلَى. فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ فَقَالَ ((تَكُفُّ عَلَيْكَ هذَا)) قُلْتُ: يَانَبِيَّ اللهِ! وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ قَالَ ((ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَامُعَاذُ! هَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى وَجَوهِهِمْ فِي النَّارِ، إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟)).

3974- حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ. حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ الْمَكِّيُّ: قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ ابْنَ حَسَّانَ الْمَخْزُوِميَّ قَالَ: حَدَّثَنْنِي أُمُّ صَالِحٍ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

((كَلاَمُ ابْنِ آدَمَ عَلَيْهِ، لاَ لَهُ، إِلاَّ الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَذَكْرَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ)).

3975- حدّثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ. حدّثنا خَالِي يَعْلَي عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَأهِيمَ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ قَالَ: قِيَلَ لاِبْنِ عُمَرَ: إِنَّا نَدْخُلُ عَلَى أُمَرَائِنَا فَنَقُولُ الْقَوْلَ. فَإِذَا خَرَجْنَا، قُلْنَا غَيْرَهُ. قَالَ: كُنَّا نَعُدُّ ذِلكَ، عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، النِّفَاقَ. في الزوائد: إسناده صحيح. رجاله ثقات. أبو الشعثاء اسمه سليمان بن الأسود. 3976- حدّثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ. حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ بشَابُورٍ. حدّثنا الأَوْزَاعِيُّ عَنْ قُرَّةَ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ حَيْوَئِيلَ، عَنِ الزُّهْرَيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ((مِنْ حُسْنِ إسْلاَمِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَالاَ يَعْنِيِه)).

((13)) باب العزلة

3977- حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ. حدّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازمٍ. أَحْبَرَنِي أَبِي عَنْ بَعَجَةَ ابْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَدْرٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

((خَيْرُ مَعَايِشِ النَّاس لَهُمْ. رَجُلٌ مُمْسِكٌ بِعِنَانِ فَرَسِهِ في سَبِيلِ اللهِ. وَيَطِيرُ عَلَى مَنْنِهِ. كَلَّمَا سَمِعَ هَيْعَةَ أَوْ فَزْعَةً طَارَ عَلَيْهِ إِلَيْهَا. يَبْتَغِي الْمَوْتَ أَوِ الْقَتْلَ، مَظَانَّهُ. وَرَجُلٌ فِي غُنَيْمَةٍ، فِي رَأْسِ شَغَفَةِ مِنْ هذِهِ الشِّعافِ، أَوْ وَادٍ مِنْ هذِهِ الأَوْدِيَةِ. يُقِيمُ الصلاةَ، وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَيَعْبُدُ رَبَّهُ حَتَّى يَأْتِيَهُ الْيَقِينُ. لَيْسَ مِنَ النَّاسِ إِلاَّ فِي خَيْرٍ)).

3978- هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ. حدّثنا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ. حدّثنا الزَّبِيديُّ. حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ؛ أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ:

((رَجُلٌ مُجَاهِدٌ فِيسَبِيلِ اللهِ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ)) قَالَ: ثُمَّ مِنْ؟ قَالَ ((ثَمَّ امْرُؤٌ فِي شَعْبٍ مِنَ الشَّعَابِ، يَعْبُدُ اللهَ عَزَّ وَجَّلَ، ويَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرَّهِ)).

3979- حدّثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ. حدّثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ يَزِيدَ بْنُ جَابِرٍ. حَدَّثَنِي بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ. حَدَّثَنِي أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلاَنِيُّ؛ أَنَّهُ سَمِعَ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :

((يَكُونُ دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ. مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا)) قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! صِفَهُمْ لَنَا. قَالَ ((هُمْ قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا، يَتَكَلَّمُونَ بَأَلْسِنَتِنَا)) قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُونِي، إِنْ أَدْرَكَنِي ذلِكَ؟ قَالَ ((فَالْزَم جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِنَ وَإِمَامَهُمْ. فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةَ وَلاَ إِمَامٌ، فَأعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا. وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ، وَأَنْتَ كَذلِكَ)).

3980- حدّثنا أَبُو كَريْبٍ. حدّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَن يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَن عَبْدُ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّه سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

((يُوسِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ الْمُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ الْجِبَالِ، وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ. يَفِرُّ بِدِيِنِه مِنَ الْفِتَنِ)).

3981- حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ. حدّثنا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ. حدّثنا أَبُو عَامِرٍ الْجَزَّازُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ قُرْطٍ، عَنْ حُذَيفَةَ بْنِ الْيَمَانِ؛ قَالَ: قَالَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم:

((تَكُونُ فِتَنٌ. عَلَى أَبْوَابِهَا دُعَاةٌ إِلَى النَّارِ. فَأَنْ تَمُوتَ وَأَنْتَ عَاضٌ عَلَى جِذْلِ شَجَرَةٍ، خَيْرٌ لَكَ مِنْ أنْ تَتْبَعَ أَحَداً مِنْهُمْ)).

3982- مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ الْمِصْرِيُّ. حدّثنا اللَّيْثُ بْنَ سَعْدٍ. حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابِز أَخْبَرَنِي سَعِيدُ يْنُ الْمُسَيَّبِ؛ أَنَّ أَبَأ هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: ((لاَيُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ حُجْرٍ مَرَّتَيْنِ)). 3983- حدّثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. قَالَ:حدّثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ. حدّثنا زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ. عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ((لاَيُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ حُجْرٍ مَرَّتَيْنِ)).

((14)) باب الوقوف عند الشبهات

3984- حدّثنا عَمْرُو بْنُ رَافعٍ. حدّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ، عَلَى الْمِنْبَرِ. وَأَهْوَى بإصْبَعَيْهَ إِلَى أُذُنَيْهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ باللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

((الْحَلالُ بَيِّنٌ، وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لاَ يَعْلَمُها كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ. فَمَنِ اتقّىَ الشُّبُهاتِ، واسْتَبْرَأَ لِدِيِنِهِ وَعِرُّضِهَ. وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ، وَقَعَ فِي الْحَرَمِ كَالرَّاعِي حَوْلَ الْحِمَى، يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ. أَلاَ، وَإِنَّ لِكَلِّ مَلِكٍ حِمَى. أَلاَ، وَإِنَّ حِمَى اللهِ مَحَارِمُهُ. أَلاَ، وَإِنَّ فِي الْجِسَدِ مُضْغَةً، إِذَا صَلُحَتْ صَلُحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ. وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كَلُّهُ. ألاَ، وَهِيَ الْقَلْبُ)).

3985- حدّثنا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ. حدّثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنِ الْمُعَلِّي بْنِ زِيادس، عَنْ مُعَاوِيَةَ ابْنِ قُرَّةَ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

((الْعِبَادةُ فِي الْهَرْجِ، كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ)).
((15)) باب بدأ الإسلام غربيا

3986- حدّثنا عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَيَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، سُوَيْدُ بْنُ سَعيدٍ؛ قَالُوا: حدّثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ. حدّثنا يَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

((إِنَّ الإِسْلاَمَ بَدَأَ غَرِيباً، وَسَيَعُودُ غَرِيبياً. فَطُوبِى لِلْغُرَبَاء)).

3987- حدّثنا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى. حدّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْب. أَنْبَأَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَابْنُ لَهِيَعةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سِنَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

((إِنَّ الإِسْلاَمَ بَدَأَ غَرِيباً، وَسَيَعُودُ غَرِيبياً. فَطُوبِى لِلْغُرَبَاء)).

في الزوائد: حديث أنس حسن. وسنان بن سعد بن سنان مختلف فيه، وفي اسمه. 3988- حدّثنا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ. حدّثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

((إِنَّ الإِسْلاَمَ بَدَأَ غَرِيباً، وَسَيَعُودُ غَرِيبياً. فَطُوبِى لِلْغُرَبَاء)).

قَالَ، قِيلَ : وَمَنِ الْغُرَبَاءُ؟ قَالَ: النُّزَّاعُ مِنَ الْقَبَائِلِ.

((16)) باب من ترجى له السلامة من الفتن

3989- حدّثنا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى. حدّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْب. أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيَعةَ عَنْ عِيسى ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ؛ أَنَّهُ خَرَجَ يَوْماً إِلَى مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَوَجَدَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ قَاعِداً عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَبْكِي. فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: يُبْكِيِني شَيْءٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم . سَمِعْتُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ ((إِنَّ يَسِيرَ الرِّيَاءِ شِرْكٌ. وَإِنَّ مَنْ عَادى للهِ وَليّاً، فَقَدْ بَارَزَ اللهِ بِالْمُحَارَبَةِ. إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الأَبْرَارَ الأَتْقِيَاءَ الأَخْفِيَاءَ، الَّذِينَ ، إِذَا غَابُوا، لَمْ يُفْتَقَدُوا. وَإِنْ حَضَرُوا، لَمْ يُعْرَفُوا. قُلُوبُهُمْ مَصَابِيحُ الْهُدَى. يَخْرُجونَ مِنْ كُلِّ غَبْرَاءَ مُظْلِمَةٍ)). في الزوائد: في إسناده عَبْد الله بن لهيعة، وهو ضعيف. 3990- حدّثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ. حدّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ. حدّثنا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

((النَّاسُ كَإِبِلِ مِائَةٍ. لاَ تَكَادُ تَجِد فِيهَا رَاحِلَةً)).

في الزوائد: إسناده صحيح. رجاله ثقات. إن ثبت سماع زيد بن أسلم من عَبْد الله بن عمر.

((17)) باب افتراق الأمم

3991- حدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْيَةَ. حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ. حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

((تَفَرَّقَتِ الْيَهُودُ

عَلَى إِحْدَى وَسَبَعْيِنَ فِرْقَةً. وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةُ)). 3992- حدّثنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ الْحِمْصيُّ. حدّثنا عَبَّادُ بْنُ يُوسُفَ. حدّثنا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((افْتَرَقَتِ الْيُهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبَعْيِنَ فِرْقَةً. فَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّة. وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ, وَافْتَرَقَتِ النَّصَارَى عَلَى ثِنْتَيْينِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً. فَإِحْدَى وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ، وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ. وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِه! لَتَفْتَرِقَنَّ أُمَّتِي عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةُ. وَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ)). قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَنْ هُمْ؟ قَالَ ((الْجَمَاعةُ)). في الزوائد: إسناده حديث عوف بن مالك فيه مقال. وراشد بن سعد، قال فيه أبو حاتم: صدوق. وعباد ابن يوسف لم يخرج له أحد سوى ابن ماجة. وليس له عنده سوى هذا الحدي. قَالَ ابن عديّ: روى أحاديث تفرد بها. وذكر ابن حبان في الثقات. وباقي رجال الإسناد ثقات. 3993- حدّثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ. حدّثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ. حدّثنا أَبُو عَمْرٍو، حدّثنا قَتَادّةُ عَنْ أنَسِ ابْنِ مَالِكِ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

((إنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ افْتَرَقَتِ عَلَى إِحْدَى وَسَبَعْيِنَ فِرْقَةً. وإِنَّ أُمَّتِي سَتَفْتَرقُ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً. كُلُّهَا فِي النَّارِ، إلاَّ وَاحِدَةً. وَهَي الْجَمَاعَةُ)).

في الزوائد: إسناده صحيح. رجاله ثقات. 3994- حدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْيَةَ. حدّثنا يَزِيدُ بْنُ هرُوْنَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

(( لَتَبَّعُنَّ سُنَّةَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، بَاعاً بِبَاعٍ، وَذِرَاعاً بِذِرَاعٍ، وَشِبْراً بِشِبْرٍ، حّتَّى لَوْ دَخلُوا فِي جُحْرِ ضّبٍّ، لَدَخَلْتُمْ فِيهِ)) قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ ((فَمَنْ، إِذاً؟)).

في الزوائد: إسناده صحيح. رجال ثقات.

((18)) باب فتنة المال

3995- حدّثنا عِيسى بْنُ حَمَّادٍ الْمِصْريُّ. أَنْبَأَنَا اللَّيْثُ بْنَ سَعْدٍ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُريِّ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ أَنَّه سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْريَّ يَقُولُ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَخَطَبَ النَّاسَ، فَقَالاَ:

((لاَ. وَاللهِ! مَا أَخْشَى عَلَيْكُمْ، أَيُّهَا النَّاسُ! إِلاَّ مَا يُخْرِجُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ ((كَيْفَ قُلْتَ؟)) قَالَ: قُلْتُ: وَهَلْ يَأْتِي الْخِيْرُ بِالشَّرِّ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ((إِن الْخَيْرَ لاَ يَأْتِي إلاَّ بَخِيْرٍ. أوَ خَيْرٌ هُوَ؟ إِنَّ كَلَّ مَا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ يَقْتُلَ حَبَطاً أَوْ يُلِمُّ. إِلاَّ آكِلَةَ الْخَضِرِ. أَكَلَتْ، حَتَّى إِذَا امْتَلأَتْ ((امْتَدَّتْ)) خَاصِرَ تَاهَا، اسْتَقْبَلَتِ الشَّمْسَ، فَثَلَطَتْ وَبَالَتْ ثُمَّ اجْتَرَّتْ، فَعَادَتْ، فَأَكَلَتْ، فَمَنْ يَأْخُذُ مَالاً بِحَقِّهِ، يُبَارَكُ لَهُ. وَمَنْ يَأْخُذُ مَالاً بَغَيْرِ حَقِّهِ، فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الَّذِي يَأْكُلُ وَلاَ يَشْبَعَ)).

3996- حدّثنا عَمْرُو بْنُ سَوَّادٍ الْمِصْرِيُّ. أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ. أَنَبَأنَا عُمْرُو بْنُ الْحَرِثِ؛ أَنَّ بَكْرَ بْنَ سَوَادَةَ حَدَّثَهُ؛ أَنَّ يَزيِدَ بْنَ رَبَاحٍ حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:

((إِذَا فُتِحَتْ عَلَيْكُمْ خَزَائِنُ فَارِسَ وَالرُّومِ، أَيُّ قَوْمٍ أَنْتُمْ؟)) قَالَ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنُ عَوْفٍ: نَقولُ كَمَا أَمَرَنَا اللهُ. قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ((أَوْ عَيْرَ ذلِكَ. تَتَنَافَسُونَ، ثُمَّ تَتَحَاسَدُونَ، ثُمَّ تَتَدابرَونَ، ثُمَّ تَتَبَاغَضوُنَ. أَوْ نَحْوَ ذلِكَ. ثُمَّ تَنْطَلِقُونَ فِي مَسَاكِينِ الْمُهَاجِرِينَ. فَتَجْعَلُونَ بَعْضَهُمْ عَلَى رِقَابِ بَعْضٍ)).

3997- حدّثنا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الْمِصْرِيُّ. أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ؛ أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَهُ عَنْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ، إِلَى الْبَحْرَيْنِ، يَأْتِي بِجزْيَتِهَا. وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وهُوَ صَالَحَ أَهْلَ الْبَحْرَيْنِ، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمُ الْعَلاَءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ. فَقَدِمَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِمَالٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ، فَسَمِعَتِ الأَنْصَارُ بَقُدُومِ أَبِي عُبَيْدَةَ. فَوَافَوْا صلاةَ الْفَجْرِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، انْصَرَفَ. فَتَعَرَّضُوا لَهُ. فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ رَآهُمْ. ثُمَّ قَالَ:

((أَظُنُّكُمْ سَمِعْتُمْ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ قَدِمَ بِشَيْءٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ؟)) قَالُوا: أَجَلْ. يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ ((أَبْشْرُوا وَأَمِّلُوا مَا يَسُرُّكُمْ. فَوَاللهِ! مَا الْفَقْرَ أَخُشى عَلَيْكُمْ. وَلِكِّني أَخْشى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ، كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ. فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا. فَتُهْلِكَتَهُمْ)).
((19)) باب فتنة النساء

3998- حدّثنا بِشْرُ بْنُ هِلاَلٍ الصَّوَّافُ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارَثِ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ. ح وَحَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ. حدّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّـ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

((مَا أَدَعُ بَعْديِ فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ)).

3999- حدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْيَةَ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ. قَالاَ: حدّثنا وَكِيعٌ عَنْ خَارِجَةَ ابْنِ مُصْعَبٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعيدٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

((مَامِنْ صَبَاحٍ إلاَّ وَمَلَكَانِ يُنَادِيَانِ: وَيْلٌ للِرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ وَوَيْلٌ للِنَّسَاءِ مِنَ الرِّجَالِ)).

في الزوائد: في إسناده خارجة بن مصعب، وهو ضعيف. 4000- حدّثنا عِمْرَانُ بْنُ مُوسى اللَّيْثِيُّ. حدّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ. حدّثنا عَلِيُّ بْنُ جَدْعَانَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ خَطِيباً. فَكَانَ فِيمَا قَالَ:

((إِنَّ الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ. وَإِنَّ اللهِ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا، فَنَاظِرٌ كَيْفَ تَعْمَلُونَ. أَلاَ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا. وَاتَّقُوا النَّسَاءَ)).

4001- حدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَلَيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالاَ: حدّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسى عَنْ مُوسى بْنِ مُوسى بْنِ عُبَيْدةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ مُدْرِكٍ، عَنْ عَرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ؛ قَالَتْ: بَيْنَمَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ. إِذَ دَخَلَتِ امْرَأَةٌ مِنْ مُزَيْنَةَ تَرْفُلُ فِي زِيَنِةٍ لَهَا فِي الْمَسْجِدِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

((يَا أَيُّهَا النَّاسُ! انْهَوْا نِسَاءَكُمْ عَنْ لُبْسِ الزِّيَنِةِ وَالتَّبَخْتُرِ فِي الْمَسْجِدِ. فَإِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يُلْعَنُوا، حَتَّى لَبِس نِسَاؤُهُمُ الزِّيِنَةَ، وَتَبَخْتَرْنَ فِي الْمَسَاجِدِ)).

في الزوائد: في إسناده داود بن مدرك. قال فيه الذهبيّ، في كتاب الطبقات: نكره لا يعرف. وموسى ابن عبيدة ضعيف. 4002- حدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ مَوْلَى أَبِي رُهْمٍ ((واسْمُهُ عُبَيْدٌ))؛ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ لَقِىَ امْرَأَةٌ مُتَطَيِّبَةً، تُرِيدُ الْمَسْجِدَ. فَقَالَ: يَا أَمَةَ الْجَبَّارِ! أَيْنَ تُرِيِدينَ؟ قَالَتِ: الْمَسْجِدَ. قَالَ: وَلَهُ تَطَيَّبْتِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

((أَيُّمَا امْرأَةٍ تَطَيَّبَتْ، ثُمَّ خَرَجَتْ إِلَى الْمَسْجِدِ، لَمْ تُقْبَلْ لَهَا صلاةٌ، حَتَى تَغْتَسِلَ)).

4003- حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ. أَنْبَأَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ أَنَّهُ قَالَ:

((يَامَعْشَرَ النِّسَاءِ! تَصَدَّقْنَ وَأَكْثِرْنَ مِنْ الاِسْتِغْفَارِ. فَإِنِّي رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ)) فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مَنْهُنَّ جَزْلَةٌ: مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَغْلَبَ لِذِي لُبٍّ مِنْكُنَّ. قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ! وَمَا نُقْصَانُ الْعَقْلِ وَالدِّينِ؟ قَالَ ((أضمَّا نُقْصَانُ الْعَقْلِ فَشَهَادَةُ امْرَأَتَيْنِ تَعْدِلُ شَهَادَةَ رَجُلٌ. فَهَذَا مِنْ نُقْصَانِ الْعَقْلِ. وَتَمْكُثُ اللَّيَالِيَ مَا تُصَلِّي. وتُفْطِرُ فِي رَمَضَانَ. فَهذَا مِنْ نُقْصَانِ الدِّينِ)).
((20)) باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

4004- حدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. حدّثنا مُعَاوِيَةَ بْنُ هِشَامٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعِدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عُرْوَةَ، عم عَائِشَةَ؛ قَالَتْ سَمْعَتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

((مُرُوا بِالْمَعْرُوفِ، وَانْهَوْا عَنِ الْمُكْكَرِ. قَبْلَ أَنْ تَدْعُوا فَلاَ يُسْتَجَابَ لَكُمْ)).

4005- حدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حدّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو أُسَامَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ؛ قَالَ أَبُو بَكْرٍ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ . ثُمَّ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّكَمْ تَقْرَأُونَ هذِهِ الآْيَةَ ((5/ 105)) يَا أَيُّهَا الَّذِين آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهَتَدَيْتُمْ. وَإِنَّا سَمِعْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقولُ:

((إِنَّ النَّاسَ، إِذَا رَأَوُا الْمُنْكَرَ لاَ يُغَيِّرُونَهُ، أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللهُ بِعَقَابِهِ)).

قَالَ أَبُو أُسَامَةَ، مَرَّةً أُخْرَى: فَإِنِّ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ. 4006- حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ. حدّثنا عَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ مَهْدِيٍّ. حدّثنا سُفْيَانُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ بَدِيَمةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

((إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ، لَمَّا وَقَعَ فِيهِمُ النَّقْصُ، كَانَ الرَّجُلُ يَرَى أَخَاهُ عَلَى الذَّنْبِ فَيَنْهَاهُ عَنْهُ. فَإِذَا كَانَ الْغَدُ، لَمْ يَمْنَعْهُ مَارَأَى مِنْهُ أَنْ يَكُونَ أَكِيَلهُ وَشَرِيَبُه وَخَلِيطَهُ. فَضَرَبَ اللهُ قُلُولَ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ. وَنَزَلَ فِيِهمُ الْقُرْآنُ. فَقَالَ: ((5/78)) لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسى ابْنِ مَرْيَمَ - حَتَّى بَلَغَ - ((5/ 81)) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فَاسِقُونَ)).

قَالَ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ مُتَّكِئاً. فَجَلَسَ وَقَالَ ((لاَ. حَتَّى تَأْخُذُوا عَلَى يَدَيِ الظَّالِمِ، فَتَأْطْرُوهُ عَلَى الْحَقِّ أَطْراً)). حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ. حدّثنا أَبُو دَاوُدَ، أَمْلاَهُ عَلَيَّ. حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْوَضَّاحِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ بَذِيِمَةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، بِمِثْلهِ. 4007- حدّثنا عِمْرَانُ بْنُ مُوسى. أَنْبَأَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ. حدّثنا عَلِيُّ بْتُ زَيْدِ بْنِ جَدْعَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَامَ خَطِيباً. فَكَانَ فِيمَا قَالَ:

((أَلاَ، لاَ يَمْنَعَنَّ رَجُلاً، هَيْبَةُ النَّاسِ، أَنْ يَقُولَ بِحَقٍّ، إِذَا عَلِمَهث)).

قَالَ، فَبَكى أَبُو سَعِيدٍ، وَقَالَ وَاللهِ! رَأَيْنَأ أَشْيَأءِ فَهِبْنَا. 4008- حدّثنا أَبُو كُريْبٍ. حدّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو ابْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

(( لاَ يَحْقِرْ أَحَدُكُمْ نَفْسَهُ)) قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! كَيْفَ أَحَدُنَا نَفْسَهُ؟ قَالَ ((يَرَى أَمْراً، للهِ عَلَيْهِ فِيهِ مَقَالٌ، ثُمَّ لاَ يَقُولُ فِيهِ. فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: مَا مَنعَكَ أَنْ تَقُولَ فِي كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: خَشْيَةُ النَّاسِ. فَيَقُولُ: فَإِيَّايَ. كُنْتَ أَحَقَّ أَنْ تَخْشَى)).

في الزوائد: إسناده صحيح رجاله ثقات. وأبو البختريّ، اسمه سعيد بن فيروز الطائيّ. 4009- حدّثنا عَلَيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ. حدّثنا وَكيِعٌ عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ ابْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

((مَامِنْ قَوْمٍ يُعْمَلَ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي، هُمْ أَعَزُّ مِنْهُمْ وَأَمْنَعُ، لاَيُغَيِّرُونَ، إِلاَّ عَمَّهُمُاللهُ بِعِقَابٍ)).

4010- حدّثنا سَعِيدُ بْنُ سُوَيدٍ. حدّثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خَثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: لَمَّا رَجَعَتْ إِلَىرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُهَاجِرَةُ الْبَحْرِ، قَالَ:

((أَلاَ تُحَدِّثُونِي، بِأَعَاجِيبِ مَارَأَيْتُمْ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ؟)) قَالَ فِتْيَةٌ مِنْهُمْ: بَلَى. بَارَسُولَ اللهِ! بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ. مَرَّتْ بِنَا عَجُوزٌ مِنْ عَجَائِزِ رَهَابِينِهِمْ تَحْمِلُ عَلَى رَأْسِهَا قُلَّةً مِنْ مَاءٍ. فَمَرَّتْ بِفَتًى مِنْهُمْ. فَجَعَلَ إِحْدَى يَدَيْهِ بَيْنَ كَتِفَيْهَا، ثُمَّ دَفَعَهَا. فَحَرَّتْ عَلَى رُكْبَتَيْهَا. فَانْكَسَرتْ قُلَّتُهَا. فَلَمَّا ارْتَفَعَتِ، الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ فَقَالَتْ: سَوْفَ تَعْلَمُ، يَاغُدَرُ! إِذَا وَضَعَ اللهُ الْكُرْسِيَّ، وَجَمَعَ الأَوَّلِينَ وَالآْخِرِينَ. وَتَكَلَّمَتِ الأَيْدِي وَالأَرْجُلُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ، فَسَوْفَ تَعْلَمُ كَيْفَ أَمْري وَأَمْرُكَ، عِنْدَهُ غَداً.

قَالَ: يَقُولُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ((صَدَقَتْ: صَدَقَتْ. كَيْفَ يُقَدِّسُ اللهُ أُمَّةً لاَيُؤْخَذُ لِضَعِيِفِهِمْ مِنْ شَدِيدِهِمْ؟)). في الزوائد: إسناده حسن. وسعيد بن سويد مختلف فيه. 4011- حدّثنا الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ دِينَارٍ. حدّثنا عَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ مُصْعَبٍ ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَادَةَ الْوَسِطِيُّ. حدّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ. قَالاَ: حدّثنا إِسْرَائِيلَ. أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

((أَفْضَلُ الْجِهَادِ، كَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ)).

4012- حدّثنا رَاشِدُ بْنُ سَعِيدٍ الرَّمْلِيُّ. حدّثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ. حدّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ إَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ؛ قَالَ: عَرَضَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الأُوَّلَى. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَيُّ الْحِهَادِ أَفْضَلُ؟ فَسَكَنَ عَنْهُ. فَلَمَّا رَأى الْجَمْرَةَ الثَّانِيَةَ سَأَلَهُ. فَسَكَتَ عَنْهُ فَلَمَّا رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ، وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ كَبَ. قَالَ:

((أَيْنَ السَّائِلُ؟)) قَالَ: أَنَا. يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ ((كَلَمِةُ حَقٍّ عِنْدَ ذِي سُلْطَانٍ جَائِرٍ)).

في الزوائد: في إسناده أبو غالب، وهو مختلف فيه. ضعفه ابن سعد وأبو جاتم والنسائيّ ووثقه الدار قطنىّ وقال ابن عديّ:لا بأس به. وراشد بن سعيد، قَالَ فيه أبو حاتم: صدوق.وباقي رجال الإسناد ثقات. 4013- حدّثنا أَبُو كُريْبٍ. حدّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ. وَعَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ؛ قَالَ: أَخْرَجَ مَرْوَانُ الْمِنْبَرَ فِي هذَا الْيَوْمِ. وَلَمْ يَكُنْ يُخْرَجُ. وَبَدَأْتَ بِالْخُطْبَةِ قَبْلَ الصلاةِ, وَلَمْ يَكُنْ يُبْدَأُ بِهَا. فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: أَمَّا هذَا فَقَدْ قَضَ مَاعَليْهِ. سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

((مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَراً. فَاسْتَطَاعَ أَنْ يُغِّيَرهُ بِيَدِهِ، فَلْيُغِّيْرهُ بِيَدِهِ. فَإِنْ لِمْ يَسْتَطِعْ، فَبِلِسَانِهِ. فَإِنْ لِمْ يَسْتَطِعْ، فَبِقَلْبِهِ. وذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ)).
((21)) باب قوله تعالى: يأيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم

4041- هِشَامُ بْنُ عَمَّارِ. حدّثنا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ. حَدَّثَنِي عُتْبَةُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ. حَدَّثَني عَمِّي عَنْ عَمْرِو بْنِ جَارِيَةَ، عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيِّ؛ قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخشَنِيَّ؛ قَالَ: قُلْتُ كَيْفَ تَصْنَعُ فِي هذِهِ الآية؟ قَالَ: أَيَّةُ آيَةٍ؟ قَلْتُ: ((5/ 105)) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُركُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ. قَالَ: سَأَلْتُ عَنْهَا خَبِيراً. سَأَلْتُ عَنْها رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:

((بَلِ ائْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ. وَتَنَاهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ. حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحّاً مُطَاعاً. وَهَوىً مُتَّبَعاً. وَدُنْيَات مُؤْثَرَةً. وَإعْجَابَ كَلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ. وَرَأَيْتَ أَمْراً لاَ يَدَانِ لَكَ بِهِ، فَعَلَيْكَ خُوَيْصَّةَ نَفْسِكَ. فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ. الصَّبْرُ فِيهِنَّ علَى مِثْلِ قَبْضٍ عَلَى الْجَمْرِ. لَلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْل أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلاً يَعْمَلُونَ بِمِثْلِ عَمَلِهِ))

4015- حدّثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ الدَّمَشْقِيُّ. حدّثنا زَيْدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ الْخُزَاعِيُّ. حدّثنا الْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ. حدّثنا أَبُو مُعَيْدٍ حَفْصُ بْنُ غَيْلاَنَ الرُّعَيْنِي عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَتَى نَتْرُكَ الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ؟ قَالَ:

((إِذَا ظَهَرَ فِيكُمْ مَا ظَهَرَ فِي الأُمَمَ قَبْلَكُمْ)) قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ! وَمَا ظَهَرَ فِي الأُمَمَ قَبْلَنَا؟ قَالَ ((الْمُلْكُ فِي صِغَارِكُمْ. وَالْفَاحِشَةُ فِي كِبَارِكُمْ. وَالْعِلْمُ فِي رُذَالَتِكُمْ)).

قَالَ زَيْدٌ: تَفْسِيرُ مَعْنَى قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ((وَالْعِلْمُ فِي رُذالَتِكُمْ)) إِذَا كَانَ الْعِلْمُ فِي الْفُسَّاقِ. عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جُنْدَبٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ((لاَ يَنْبَعِي لِلْمُؤْمِنَ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ)) قَالُوا وَكَيْفَ يُذِلُّ نَفْسَهُ؟ قَالَ ((يَتَعَرَّضُ، مِنَ الْبَلاَءِ، لِمَا لاَيُطِيقُهُ)). في الزوائد: إسناده صحيح. رجاله ثقات. 4017- حدّثنا عَلَيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ. حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ. حدّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ. حدّثنا عَبْد اللهِ بْنُ عَبْد الرَّحْمنِ، أَبُو طُوَالَةَ. حدّثنا نَهَارٌ الْعَبْدِيُّ؛ أَنَّه سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

((إِنَّ اللهَ لَيَسْأَلُ الْعَبْدَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. حَتَّى يَقُولَ. مَا مَنَعَكَ، إِذَ رَأَيْتَ الْمُنْكَرَ، أَنْ تُنْكِرَهُ؟ فَإِذَا لَقَّنَ اللهُ عَبْداً حُجَّتَهُ، قَالَ: يَا رَبَّ! رَجَوْتُكَ، وَفَرِقْتُ مِنَ النَّاسِ)).

في الزوائد: إسناده صحيح. رجاله ثقات.

((22)) باب العقوبات

4018- حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالاَ : حدّثنا أَبُو مَعَاوِيَةَ، عَنْ بُرَيْد بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسى؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

((إِنَّ اللهَ يُمْليِ للِظَّالِمِ. فَإِذَا أَخَذَهُ، لَمْ يُفْلِتْهُ)) ثُمَّ قَرَأَ ((11/ 102)) وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ.

4019- حدّثنا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ الدَّمَشْقِيُّ. حدّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ، أَبُو أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ:

((يَامَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ! خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ، وَأَعُوذُ بِاللهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ: لَمْ تَظْهَرَ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ. حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا، إِلاَّ فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلاَفِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا.

وَلَمْ يَنْقَصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ، إِلاَّ أثخِذَوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّة الْمَئُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ. وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ، إِلاَّ مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلاَ الْبَهَائِمُ لَمْ يُمَطَرُوا. وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللهِ وَعَهْدَ رَسُوِلِهِ، إِلاَّ سَلَّطَ اللهُ عَلَيْهِمْ عَدُوّاً مِنء غَيْرِهِمْ، فَأَخَذُوا بَعْضَ مَافِي بأَيْدِيِهمْ. وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللهِ، وَيَتَخَّيُروا ممَّا أَنْزَلَ اللهُ، إِلاَّ جَعَلَ اللهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ)). في الزوائد: هذا حديث صالح للعمل به. وقد اختلفوا في ابن أبي مالك وأبيه. 4020- حدّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ. حدّثنا مَعْنُ بْنُ عِيسى عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ حَاتِمِ ابْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ غَنْمٍ الأَشْعَرِيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ((لَيَشَرَبَنَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ. يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا. يُعْزَفُ عَلَى رُءُوِسِهِمْ بِالْمَعَازِفِ وَالْمُغَنّيَاتِ، يَخْسِفُ اللهُ بِهِمُ الأَرْضَ. وَيَجْعَلُ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيِرَ)). 4021- حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ. حدّثنا عَمَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ لَيْثٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم

((يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونِّ)) قَالَ ((دوَابُّ الأَرْضِ)).

في الزوائد: في إسناده الليث، وهو ابن سليم، ضعيف. 4022- حدّثنا عَلَيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ. حدّثنا وَكيِعٌ عَنْ سُفيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسى، عَنْ عَبْدِ اللهِ ابْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

((لاَ يَزِيدُ فِي الْعُمْرِ إِلاَّ الْبِرُّ. وَلاَ يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلاَّ. وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ)).

في الزوائد: إسناده حسن.

((23)) باب الصبر على البلاء

4023- حدّثنا يُوسُفُ بْنُ حَمَّادٍ الْمَعْنِيُّ، وَيَحيْيَ بْنُ بدُرَسْتَ ، قَالاَ: حدّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، سَعْدِ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَيُّ النَّاسِ أَشَدّث بَلاَءً؟ قَالَ:

((الأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الأَمْثَلُ. يُيْتَلَى عَلَى حَسَبِ دِينِهِ. فَمَا يَبْرَحُ الْبَلاَءُ بَالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرَكَهُ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ، وَمَا عَلَيْهِ مِنْ خَطِيئَةٍ)).

4024- حدّثنا عَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. حدّثنا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ. حَدَّثَنِي هِشَامِ بْنُ سَعْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ؛ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ يُوعَكُ. فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَيْهِ. فَوَجَدْتُ حَرَّةُ بَيْنَ يَدَيَّ، فَوْقَ اللِّحَافِ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَاَشَدَّهَا عَلَيْكَ! قَالَ:

((إِنَّا كَذلِكَ. يُضَعَّفُ لَنَا الْبَلاَءُ وَيُضَعَّفُ لَنَا الأَجْرُ)) قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاَء: قَالَ ((الأَنِبَياءُ)) قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ ((ثُمَّ الصَّالِحُونَ. إِنْ كَانَ أَحَدُهُمْ لَيُبْتَلَى بِالْفَقْرِ. حَتَّى مَا يَجِدُ أَحَدُهُمْ إِلاَّ الْعَبَاءَة يُحَوِّيِهَا. وَإِنْ كَانَ أَحَدُهُمْ لَيَفْرَحُ بِالْبَلاَءِ كَمَا يَفْرَحُ أَحَدْكُمْ بِالرَّخَاءِ)).

في الزوائد: إسناده صحيح. رجاله ثقات. 4025- حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حدّثنا وَكيِعٌ الأَعْمَشُ عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ يَحْكِي نَبِيّاً مِنَ الأَنِبَياءِ. ضَرَبَهُ قَوْبمُهُ، وَهُوَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ وَيَقُولُ: رَبِّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ. 4026- حدّثنا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، وَيَونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالاَ: حدّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ. أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْن شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمِ بْنِ عَوْفٍ، وَسَعِيدِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

(( نَحْنُ أَحَقُّ بِالشَّكِّ مِنْ إِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ: رَبِّ! أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمُوْتَى. قَالَ: أَوَلْمْ تُؤْمِنْ؟ قَالَك أَوَلَمْ تُؤْمِنْ؟ قَالَ: بَلَى. وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي. وَيَرْحَمُ اللهُ لَوطاً، لَقَدْ كَانَ يَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ. وَلَوْ لَبِثْتُ فِي السِّجْنِ طُوَلَ مَالَبِثَ يُوسُفُ، لأَجَبْتُ الدَّاعِىَ)).

4027- حدّثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضِميُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَّنى؛ قَالاَ: حدّثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ. حدّثنا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ، كُسِرَتْ رَبَاعِيَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَشُجَّ. فَجَعَلَ الدَّمُ يَسِيلُ عَلَى وَجْهِهِ. وَجَعَلَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ وَيَقُولُ:

((كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْبمٌ خَضَبُوا وَجْهَ نَبِيِّهِمْ بِالدَّمِ، وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللهِ؟)) فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَّلَ ((3/ 128)) لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ.

في الزوائد: إسناده صحيح، رجاله ثقات. 4028- حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ طَريفٍ. حدّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَنَسِ؛ قَالَ: أَتُحِبَّ أَنْ أَرِيَكَ آيَةً؟ قَالَ:

((نَعَمْ. أَرِنِي)) فَنَظَرَ إِلَى شَجَرَةٍ مِنْ وَرَاءِ الْوَادِي. قَالَ: ادْعُ تِلْكَ الشَّجَرَةَ. فَدَعَاهَا. فَجَاءَتْ تَمْشِي حَتَّى قَامَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ. قَالَ: قُلْ لَهَا فَلْتَرْجِعْ. فَقَالَ لَهَا فَرِجَعَتْ، حَتَّى عَادَتْ إِلَى مَكَانِهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ((حَسْبِي)).

في الزوائد: هذا إسناد صحيح، إن كان أبو سفيان، واسمه طلحة بن نافع سمع من جابر. 4029- حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالاَ : حدّثنا أَبُو مَعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :

((أحْصُوا لِي كُلَّ مَنْ تَلَفَّظَ بِالإِسْلاَمِ)) قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ! أَتَخَافُ عَلَيْنَا، وَنَحْنُ مَا بَيْنَ السِّتِّمِائَةِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ((إِنَّكُمْ لاَ تَدْرُونَ. لَعَلَّكُمْ أَنْ تُبْتَلُوا)).

قَالَ: فَابْتُلِينَا، حَتَّى جَعَلَ الرَّجُلُ مِنَّا مَا يُصَلِّى إِلاَّ سِرّاً. 4030- هِشَامُ بْنُ عَمَّارِ. حدّثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ. حدّثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ أَنَّهث لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ، وَجِدَ رِيحاً طَيَّبَةً. فَقَالَ:

((يَاجِبْرِيلُ! مَاهِذِهِ الرِّيحُ الطَّيِّبَةُ؟ قَالَ: هذِهِ رِيحُ قَبْرٍ الْمَاشِطَةِ وَابْنَيْهَا وَزَوْجِهَا. قَالَ: وَكَانَ بدْءُ ذلِكَ أَنَّ الْخَضِرَ كَانَ مِنْ أَشْرَافِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. وَكَانَ مَمَرُّهُ بَرَاهِبٍ فِي صَوْمَعَتِهِ. فَيَطِلعُ عَلَيْهِ الرَّاهِبُ. فَيُعَلِّمُهَ الإسْلاَمَ. فَلَمَّا الْخَضِرُ، زَوَّجِهُ أَبُوهُ امْرَأَةً. فَعَلَّمَهَا الْخَضِرُ. وَأَخَذَ عَلَيْهَا أَنْ لاَ تعْلِمَهُ أَحَداً. وَكَانَ لاَ يَقْرَبُ النِّسَاءَ. فَطَلَّقَهَا. ثُمَّ زَوَّجَةُ أَبُوهُ أُخْرَى. فَعَلَّمَهَا وَأَخَذَ عَلَيْهَا أَنْ لاَ تعْلِمَهُ أَحَداً. فَكَتَمَتْ إِحْدَاهُمَا وَأَفِشَتْ عَلَيْهِ الأُخْرَى. فَانْطَلَقَ هَارِباً. حَتَّى أَتَى جَزِيرَةً فِي الْبَحْرِ، فَأَقْبَلَ رَجُلاَنِ يَحْتَطِبَانِ. فَرَأَيَاهُ. فَكَتَمَ أَحَدُهُمَا وَأَفْشَى الآْخَرُـ وَقَالَ: قَدْ رَأَيْتُ الخَضِرَ. فَقِيلَ: وَمَنْ رَآهُ مَعَكَ؟ قَالَ: فُلاَنٌ. فَسُئِلَ فَكَتَمَ. وَكَانَ فِي دِينِهِمْ أَنَّ مَنْ كَذْبَ قُتِلَ. قَالَ، وفَتَزَوَّجَ الْمَرْأَةَ الْكَاتِمَةَ. فَبَيَنْمَا هِي تَمْشُطُ ابْنَةَ فِرْعَوْنَ، إِذْ سَقَطَ الْمُشْطُ. فَقَالَ: تَعِسَ فِرْعَوْنُ! فَأَخْبَرَتْ أَبَاهَا. وَكَانَ لِلْمَرْأَةِ ابْنَانِ وَزَوْجٌ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ. فَرَاوَدَ الْمَرْأَةَ وَزَوْجَهَا أَنْ يَرْجِعَا عَنْ دِنِيِهِمَا. فَأَبَيَا. فَقَالَ: إِنِّي قَاتِلُكُمَا. فَقَالاَ: إِحْسَأناً مِنْكَ إِلَيْنَا، وإِنْ قَتَلْتَنَا، أَنْ تَجْعَلَنَا فِي بَيْتٍ. فَفَعَل. فَلَمَّا أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَجَدَ رِيحاً طَيِّبَةً. فَسَأَلَ جِبْرِيلَ، فَأَخْبَ رُهُ)).

في الزوائد: في إسناده سعيد بن بشير، قَالَ فيه البخاريّ: يتكلمون في حفظه. وقال أبو حاتم: سمعت بي وأبي زرعة قالا. حله الصدق قلت: يحتج به؟ قالا: لا. وضعفه غيرهم. 4031- حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ. أَنْبَأَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ أَنَّهُ قَالَ ((عِظَمُ الْجِزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاَءِ. إِنَّ اللهَ، إِذَا أَحَبَّ قَوْماً ابْتَلاَهُمْ. فَمَنْ رَضِىَ، فَلَهُ الرِّضَا. وَمَنْ سَخِطَ، فَلَهُ السُّخْطُ)). 4032- حدّثنا عَلِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ الرَّقيُّ. حدّثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ صَالِحٍ. حدّثنا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

((الْمُؤْمِنُ الَّذِي يََالِطُ النَّاسَ، وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ، وأَهْظَمُ أَجْراً مِنَ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لاَ يُخَالِطُّ النَّاسَ، وَلا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ)).

4033- حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالاَ: حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرس. حدّثنا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يَحدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

((ثَلاَثٌ. مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ طَعْمَ الإِيمَانِ. ((وَقَالَ بِنْدَارٌ: حَلاَوَةَ الإيمَانِ)):

مَنْ كَانَ يُحِبُّ الْمَرْءَ، لاَ يَحبُّهُ إِلاَّ للهِ. وَمَنْ كَانَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا. وَمَنْ كَانَ أَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ أَحَبَّ إِليْهِ مِنْ أَنْ يَرْجِعَ فِي الْكُفْرِ، بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللهُ مِنْهُ)). 4034- حدّثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ. حدّثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ. حَ وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ ابْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ. حدّثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالاَ: حدّثنا رَاشدٌ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحِمَّانِيُّ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أُمُّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ؛ قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي، صلى الله عليه وسلم :

((أَنْ لاَ تُشْرِكْ بِاللهِ شَيْئاً، وَإِنْ قطِّعْتَ وَحُرِّقْتَ. وَلاَ تَتْرُكْ صلاةْ مَكْتُوَبةً، مُعَتَمِّداً، فَمَنْ تَرَكَهَا، مُتَعَمِّداً، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّة. وَلاَ تَشْرَبِ الْخَمَرَ، فَإِنَّهَا مَفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ)).

في الزوائد: إسناده حسن. شهر مختلف فيه. 4035- حدّثنا غِيَاثُ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّحَبِيُّ. أَنْبَأَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ. سَمِعْتُ ابْنُ جَابِرٍ يَقُولُ: قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ رَبِّهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(( لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ بَلاَءٌ وَفِتْنَةٌ)).

في الزوائد: إسناده صحيح رجاله ثقات. 4036- حدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. حدّثنا يَزِيدُ بْنُ هارُونَ. حدّثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ الْجُمَحِيُّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي الْفَراتِ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتٌ. يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ. وَيْؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ وَيَخُونُ فِيهَا الأَمِينُ. وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ ((قِيلَ: وَمَا الرَّوَيْبِضَةُ. قَالَ: الرَّجُلُ التَّافِهُ)) فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ)). في الزوائد: في إسناده إسحاق بن أبي الفرات، قال الذهبيّ في الكاشف: مجهول. وقيل: منكر. وذكره ابن حبان في الثقات. 4037- حدّثنا وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى. حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ الأَسْلِميِّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

((وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لاَ تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَمُرَّ عَلَى الْقَبْرِ، فَيَتَمَرَّغَ عَلَيْهِ وَيَقُولَ: يَالَيْتَنِي كُنْتُ مَكَانَ صَاحبِ هذَا الْقَبْرِ. وَلَيْسَ بِهِ الدَّينُ. إِلاَّ الْبَلاَءُ)).

4038- حدّثنا عُثْمَانَ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. حدّثنا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ، يَعْنِي مُوْلَى مُسَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

(( لَتُنْتَقَوُنَّ كَمَا يُنْتَقَى التَّمْرُ مِنْ أَغْفَالِهِ. فَلْيَذْهَبَنَّ خِيَارُكُمْ، وَلَيَبْقَيَنَّ شِرَارُكُمْ. فَمُوتُوا إِنِ اسْتَطْتُمْ)).

في الزوائد: في إسناده مقال. وأبو حميد، لم أر من جرّحه ولاثقه. ويونس هو ابن يزيد الأبليّ. وباقي رجال الإسناد ثقات. 4039- حدّثنا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأعْلَى. حدّثنا مُحَمَّدُ بنن إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْجَنَدِيُّ عَنْ أَبَانِ بْنُ صَالِحِ، عِنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

((لاَ يَزْدَادُ الأَمْرُ إِلاَّ شِدَّةً. وَ لاَ الدُّنْيَا إِلاَّ إِدْبَاراً. وَلاَ النَّاسُ إِلاَّ شُحّاً. وَلاَ تَقُومُ السَّاعَةُ إِلاَّ عَلَى شِرَارِ النَّاسِ. وَلاَ الْمَهْدِيُّ إِلاَّ عِيسى بْنُ مَرْيَمَ)).

في الزوائد: قال الحاكم في المستدرك، بعد أن روى هذا المتن بهذا الإسناد: هذا حديث يعد في أفراد الشافعيّ، وليس كذلك. فقد حدّث به غيره. وقد بسط السيوطي القول فيه. وخلاصة ما نقل عن الحافظ عماد الدين بن كثير أنه قال: هذا حديث مشهور بمحمد بن خالد الجنديّ الصنانيّ المؤذن، شيخ الشافعيّ. وروى عنه غير واحد أيضاً. وليس هو بمجهول. بل روى عن ابن معين أنه ثقة.

((25)) باب أشراط الساعة

4040- حدّثنا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيَّ، وَأَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، قَالاَ: حدّثنا أَبُو بَكْرِ ابْنِ عَيَّاِشٍ. حدّثنا أَبُو حَصِينٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

(( بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنش)) وَجَمَعَ بَيْنَ إِضْبَعَيْهِ.

4041- حدّثنا أَبُو بَكْرِ أَبِي شَيْبَةَ. حدّثنا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ فُرَاتٍ الْقَزَّازِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ حُذْيَفَةَ لن أَسِيدٍ؛ قَالَ: اطَّلَعَ عَلَيْنَا النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ غُرْفَةٍ، وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ السَّاعَةَ. فَقَالَ:

((لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَكُونْ عَشْرُ آيَتٍ: الدَّجَالُ. وَللُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا)).

4042- حدّثنا عَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. حدّثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ. حدّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْعَلاَءِ. حَدَّنَنِي بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ. حَدَّثَنِي أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلاَ نِيُّ. حَدَّثَنِي عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ؛ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي غَزْوَةِ تَبْوكَ، وَهُوَ فِي خِبَاءٍ مِنْ أَدَمٍ. فَجَلَسْتُ بِفِنَاءِ الْخِبَاءِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

(( ادْخُلْ يَاعَوْفُ!)) فَقُلْتُ: بُكُلِّي؟ يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ ((بِكُلِّكَ)) ثُمَّ قَالَ ((يَاعَوْفَ ! احْفَظْ خِلاَلاً سِتّاُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ : إِحْدَاهُنَّ مَوْتِي)) قَالَ، فَوَجَمْتُ عِنْدَهَا ذَرَارِيَّكُمْ وَأَنْفُسَكُمْ، وَيْزَكِّي بِهِ أَعْمَالَكُمْ ثُمَّ تَكُونُ الأَمْوَالُ فِيكُمْ. حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينَارٍ، فَيَظَلَّ سَاخِطاً، وَفِتْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ. لاَ تَبْقَى بَيْتَ مُسْلِمٍ إِلاَّ دَخَلَتْهُ ثُمَّ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الأَصْفَرِ هُدْنَةٌ. فَيَغْدِرُونَ بِكُمْ. فَيَسِيرُونَ إِلَيْكُمْ فِي ثَمَانِينَ غَايَةٍ. تَحْتَ كَلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَاً)).

4043- حدّثنا هِشَامٍ بْنُ عَمَّارٍ. حدّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّارَوَرْدِيُّ. حدّثنا عَمْرٌو، مَوْلَى الْمُطَّلِب، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

((لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقْتُلُوا إِمَامَكُمْ، وَ تَجْتَلِدُوا بِأَسْيَافِكُمْ. وَيَرِثُ دُنْيَاكُمْ شِرَارُكُمْ)).

4044- حدّثنا أَبُو بَكْرِ أَبِي شَيْبَةَ. حدّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ عَنْ أَبِي حَيَّانَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَوْماً بَارِزاً لِلنَّاسِ. فَأَتَتهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَتى السَّاعَةُ: فَقَالَ:

((مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ. وَلِكنْ سَأَخْبِرُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا: إِذَا وَلَدَتِ الأَمَةُ رَبَّتَهَا، فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطَهَا وَإِذَا كَانَتَ الْحُفَاةُ الْعُرَاةُ رٌؤُوسَ النَّاسِ، فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا. وَإِذَا تَطَاوَلَ رِعَاءُ الْغَنَمِ فِي الْبُنْيَانِ، فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا. فِي خَمْسٍ لاَ يَعْلَمُهُنَّ إِلاَّ اللهُ)) فَتَلاَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ((31/ 34)) إِنَّ الله عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَافِي الأَرْحَامِ. الآْيَةَ.

4045- حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالاَ: مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ. حدّثنا شُعْبَةُ. سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ حَدِيِثاً سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لاَ يُحَدِثُكُمْ بِهِ أَحَدٌ بَعْدِي. سَمْعُتُهُ مِنْهِ ((إِنَّ مِنْ أَشَراطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ، وَيَظْهَرَ الَجَهْلُ، وَيَفْشَوَ الزِّنَا، وَيُشْرَبَ الْخَمْرُ، وَيَذْهَبَ الرِّجَالُ وَيَبْقَى النِّسَاءُ. حَتَّى يَكُونَ لِخَمْسِينَ امْرَأَةً، قَيِّمٌ وَاحِدٌ)).؟ 4046- حدّثنا أَبُو بَكْرِ أَبِي شَيْبَةَ. حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هَرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

((لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَحْسِرَ الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَب. فَيُقَتَلُ النَّاسُ عَلَيْهِ. فَيُقْتَلُ، مِنْ كُلِّ عَشَرَةٍ، تِسْعَةٌ)).

في الزوائد: إسناده صحيح، رجاله ثقات. ورواية أبي داود بلفظ: يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب. فمن حضر فلا يأخذ منه شيئاً. 4047- حدّثنا أَبُو مَرْوَانَ الْعُثَمَانِيُّ . حدّثنا عَبْدُ الَعَزَيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنِ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ :

((لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَفِيضَ الْمَالُ، وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ، ويَكْثُرَ الْهَرْجُ)) قَالُوا: وَمَا الْهَرْجُ يَا رَسْولَ اللهِ! قَالَ ((الْقَتْلُ. الْقَتْلُ. الْقَتْلُ)) ثَلاَثاً.

في الزوائد: إسناده صحيح، رجاله ثقات.وقد روى الترمذيّ بعضه.

((26)) باب ذهاب القرآن والعلم

4048- حدّثنا أَبُو بَكْرِ أَبِي شَيْبَةَ. حدّثنا وَكِيعٌ. حدّثنا الأَعْمَشُ عَنْ سَالِمِ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ زِيَادِ بْنِ لَبِيدٍ؛ قَالَ: ذَكَرِ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم شَيْئاً. فَقَالَ:

((ذَاكَ عِنْدِ أَوَانِ ذَهَابِ الْعِلْمِ)) قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! وَكيْفَ يَذْهَبُ الْعِلْمُ وَنَحْنُ نَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَنُقْرِئُهُ أَبْنَاءَنَا وأَبْنَاءَهُمْ، إِلَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ ((ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، زِيَادُ! إِنْ كُنْتُ لأَرَاكَ مِنْ أَفْقَهِ رَجُلٍ بِالْمَدِيِنَةِ. أَوَ لَيْسَ هذِهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى يَقْرَأُوَنَ التَّوَارَةَ وَالإِنْجِيلَ، لاَ يَعْمَلُونَ بِشَيْءٍ مِمَّا فِيهِمَا؟))

في الززوائد: هذا إسناده صحيح، رجاله ثقات. إلا أنه منقطع. قال البخاريّ في التاريخ الصغير: لم يسمع سالم بْنُ أبي الجعد من زياد بْنُ لبيد. وتبعه على ذلك الذهبيّ في الكاشف . وقال: ليس لزياد، عند المصنف، سوى هذا الحديث. وليس له شيء في بقية الكتب. 4049- حدّثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ. حدّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حَراشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

(( يَدْرُسُ الإِسْلاَمُ كَمَا يَدْرُسُ وَشْيُ الثَّوْبَ. حَتَّى لاَيُدْرِي مَاصِيَامٌ وَلاَ صلاةٌ وَلاَ نُسُكٌ. وَلاَ صَدَقَةٌ. وَلَيُسْرَى عَلَى كِتَابِ اللهِ، عَزَّ وَجَلَّ، فِي لَيْلَةٍ. فَلاَ يَبْقَى فِي الأَرْضِ مِنْهُ أيَةٌ. وَتَبْقَى طَوَائِفَ مِنَ النَّاسِ، والشَّيْخُ الْكَبِيرُ وَالْعَجُوزُ. يَقُولُونَ: أَدْرَكْنَا آبَاءَنَا عَلَى هذِهِ الْكَلِمَةِ : لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ. فَنَحْنُ نَقُولُهَا)) فَقَالَ لَهُ صِلَةُ: مَا تُغْنِي عَنْهُمْ: لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، وَهُمْ لاَ يَدْرُونَ مَا صلاةٌ وَلاَ صِيَامٌ وَلاَ نُسُكٌ وَلاَ صَدَقَةٌ؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ حُذَيْفَةُ. ثُمَّ رَدَّهَا عَلَيْهِ ثَلاَثاً. كُلَّ ذلِكَ يُعْرِضُ عَنْهُ حُذَيْفَةُ. ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ فِي الثَّالِثَةِ، فَقَالَ: يَاصَلَةُ! تُنْجِيهِمْ مِنَ النَّارِ. ثَلاَثاً.

في الزوائد: إسناده صحيح. رجاله ثقات. رواره الحاكم وقال: إسناده صحيح على شرط مسلم. 4050- حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ. حدّثنا أَبِي وَوَكِيعٌ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ الله؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:

((يَكُونُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةَ أَيَّامٌ. يُرْفَعَ فِيهَا الْعِلْمُ، وَينْزِلُ فِيهَا الْجَهْلُ، وَيَكْثُرُ فِيهَا الْهَرْجُ)) وَالْهَرْجُ الْقَتْلُ.

4051- حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ؛ قَالاَ: حدّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي مُوسى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

(( إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّاماً. يَنْزِلُ فِيهَا الْجَهْلُ. وَيُرْفَعُ فِيهَا الْعِلْمُ، وَيَكْثُرُ فِيهَا الْهَرْجُ)) قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ ((الْقَتْلُ)).

4052- حدّثنا أَبُو بَكْرٍ. حدّثنا عَبْدُ الأَعِلَى عَنْ مُعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَرْفَعُهُ قَالَ:

((يَتَقَاربُ الزَّمَانُ، وَيَنْقُصُ الْعِلْمُ. وَيُلْقَى الشُّحُّ، وَتَظْهَرُ الْفِتَنُ، وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ)) قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ ((الْقَتْلُ)).

4053- حدّثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ. حدّثنا وَكِيعٌ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثَيْنِ: قَدْ رَأَيْتُ أَحَدَهُما وَأَنَأ أَنْتَظَرُ الآْخَرَ. حَدَّثَنَا:

(( أَنَّ الأَمَانَةَ نَزَلَتْ فِي جَذْرِ قُلُوبِ الرَّجَالِ)) ((قَالَ الطَّنَافِسِيُّ : يَعْنِي وَسْطَ قُلُوبِ الرَّجَالِ)).

وَنَزلَ الْقَرْآنُ. فَعَلِمْنَا مِنَ الْقُرْآنِ وَعَلِمْنَا مِنَ السُّنَّةِ. ثُمَّ حَدَّثَنَا عَنْ رَفْعِها فَقَالَ ((يَنَامُ الرَّجُلُ النَّوْمَةَ، فَتُرْفَعُ الأََمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ. فَيَظَلُّ أَثَرُهَا كَأَثَرِ تؤَكْتِ. ثُمَّ يَنَامُ النَّوْمَةَ، فَتَنْزَعُ الأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ. فَيَظَلُّ أَثَرُهَا كَأَثَرِ الْمَجْلِ. كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ عَلَى رِجْلِكَ فَنَفِظِ، فَتَرَاهُ مُنْتَبِراً، وَليْسَ فِيهِ شَيْيٌ)). ثُمَّ أَخَذَ حُذَيْفَةُ كَفّاً مِنْ حَصىً، فَدَحْرَجَهُ عَلَى سَاقِهِ. قَالَ ((فَيُصْبِحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ وَلاَ يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّي الأَمَانَةَ. حَتَّى يُقَالَ: إِنَّ فِي بَنِي فُلاَنٍ رَجُلاً أَمِيناً. وَحَتَّى يُقَالَ للِرَّجُلِ: مَا أَعْقَلَهُ! وَأَجْلَدَهُ! وَأَظْرَفَهُ! وَمَا فِي قَلْبِهِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ مِنْ إِيِمَانٍ)). وَلَقَدْ أَتَى عَلَيَّ زَمَانٌ. وَلَسْتُ أُبَالِي أَيَّكُمْ بَايَعْتُ. لِئِنْ كَانَ مُسْلِماً لَيَرُدَّنَّهُ عَلَى إِسْلاَمُهُ. وَلَئِنْ كَانَ يَهُوِديّاً أَوْ نَصْرَانِيَاً لَيَرُدَّنَّهُ عَلَىَّ سَاعِيِهِ. فَأَمَّا الْيَومَ، فَمَا كُنْتُ لأُبَايِعَ إِلاَّ فُلاَناً وَفُلاَناً. 4054- حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى. ثتا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ عَنْ سَعِيدٍ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ أَبِي شَجَرَةَ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَِ ابْنِ عُمَرَ؛ أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(( إَنَّ اللهَ، عَزَّ وَجَلَّ، إِذَا أَرَادَ أنْ يُهْلِكَ عَبْداً نَزَعً مَنْهَ الْحَيَاءَ فَإِذَا نَزَعً مَنْهَ الْحَيَاءَ، لَمْ تَلْقَهُ إِلاَّ مَقِيتاً مُمَقَّتاً. فَإِذَا لَمْ تَلْقَهُ إِلاَّ مَقِيتاً مُمَقَّتاً، نُزَعتْ مِنْهُ الأَمَانَةُ. فَإِذَا نُزَعَتْ مِنْهُ الأَمَانَةُ، لَمْ تَلْقَهُ إِلاَّ خَائِناً مَخَوَّناً، نُزِعَتْ مِنْهُ الرَّحْمَةُ. فَإِذَا نُزِعَتْ مِنْهُ الرَّحْمَةُ، لَمْ تَلْقَهُ إِلاَّ رَجِيماً مُلَعَّناً، فَإِذَا لَمْ تَلْقَهُ إِلاَّ رَجِيماً مُلَعَّناً، نُزِعَتْ ِنْهُ رِبْقَةُ الإِسْلاَمِ)).

في الزوائد: في إسناده سعيد بْنُ سنان، وهو ضعيف، مختلف في اسمه.

((28)) باب الآيات

4055- حدّثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ. حدّثنا سُفْيَانُ عَنْ فُرَاتٍ الْقَزَّازِ، عَنْ عَامرِ بْنِ وَاثِلَةَ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ الْكِنَانِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أِسِيدٍ، أَبِي سَرِيِحَةَ؛ قَالَ: اطَّلَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ غُرْفَةٍ، وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ السَّاعَةُ. فَقَالَ:

((لاَ تَقُومُ السَّاعَة حَتَّى تَكُونَ عَشْرُ آيَاتٍ طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا. وَالدَّجَّالُ. وَ الدُّخَانُ. وَالدّابَّةُ. وَيأَجُوجُ وَمَأْجُوجُ. وَخُرُوجُ عِيسى بْنِ مَرْيَمَ، عَلَيْهِ السَّلامً. وَثَلاَثُ خُسُوفٍ: وَخَسْفٌ بِالْمشْرِقِ. وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ. وَخَسْفٌ بِحَزِيرَةِ الْعَرَبِ. وَنَارٌ تَخْرُجُ مْنِ قَعْرِ عَدَنِ أبْيَنَ، تَسُوقُ النَّاسَ إِلَى الْمَحْشَرِ. تَبِيتُ مَعَهُمْ إِذَا بَاتُوا. وَتَقِيلُ مَعَهُمْ إِذَا قَالُوا)).

4056- حدثّنا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى. حدّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ. أَخْبَرَنِي عَمْرُ بْنُ الْحَارِثَ وَابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سِنَانَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(( بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ سِتّاً: طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَ، وَالدُّخَانَ، وَدَابَّةَ الأَرْضِ، وَالدَّجَالَ، وَخوَيْضَّةَ أَحَدِكُمْ، وَأَمْرَ الْعَامَّةِ)).

في الزوائد: إسناده حسن. وسنان بن سعد مختلف فيه، وفي اسمه. 4057- حدّثنا الْحَسَُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَّلالُ. حدّثنا عَوْنُ بْنُ عُمَارَةَ. حدّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُثّنَّى بْنِ ثُمَامَةَ ابْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَهَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ((الآْيَاتُ بَعْدَ الْمِائَتَيْنِ)). في الزوائد: في إسناده عون بن عمارة العبديّ ، وهو ضعيف. وقال السيوطيّ: هذا الحديث أورده ابن الجوزيّ في الموضوعات. من طريق محمد بن يونس الكديميّ عن عون به. وقال: هذا حديث موضوع. وعون وابن المثنى ضعيفان. غير أن لمتهم به الكديمي. قلت: ولقد تبين انه توبع عليه كما ترى ((أي في رواية المصنف))وأخرجه الحاكم في المستدرك في طريق آخر عَنْ عون به. وقال: صحيح. وتعقبه الذهبيّ في تلخيصه فقال: عون ضعفوه . وقال ابْنِ كثير: هذا الحديث لا يصح. وإن صح فمحمول على ما وقع من الفتنه، بسبب القول بخلق القرآن، والمحنة للإمام أحمد بْنُ حنبل، وأصحابه من أئمة الحديث. 4058- حدّثنا نَصْرُ بْنُ عَلَيٍّ الْجَهْضَميُّ. حدّثنا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ. . حدّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُغَفَّلٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ قَالَ:

(( أُمَّتِي عَلَى خَمْسِ طَبَقَاتٍ: فَأَرْبَعُونَ سَنَةَ، أَهْلُ بِرٍّ وَتَقْوَى. ثُمَّ الَّذِينَ يَلَوَنَهُمْ إِلَى عِشْرِينَ وَمِائِةَ سَنَةٍ، أهْلُ تَرَاحُمٍ وَتَوَاصُلٍ. ثُمَّ الَّذِينَ يَلُوَنَهُمْ، إِلَى سِتِّينَ وَمِائَةِ سَنَةٍ، أَهْلُ تَدَابُرٍ وَتَقَاطُعٍ. ثُمَّ الْهَرْجُ الْهَرْجُ. النَّجَا النَّجَا)).

في الزوائد: في إسناده يزيد بن أبان الرقاشيّ، وهو ضعيف. وقال السيوطي: هذا أيضاً أورده ابن الجوزيّ في الموضوعات من طريق كامل بن طلحة عن عباد بن عبد الله عن أنس وقال: لا أصل له. والمتهم به عباد. وقد تبين أن له متابعات عن أنس. له عدة شواهد. حدّثنا نَصْرُ بْنُ عَلَيٍّ خَازِمٌ أَبُو مُحَمَّدٍ الْعَنَزِيُّ. حدّثنا الْمِسْوَرُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي مَعْنٍ، عَنْ أنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ((أُمَّتِي عَلَى خَمْسِ طَبَقَاتٍ: كُلُّ طَبَقَةِ أَرْبَعُونَ عَاماً. فَأَمَّا طَبَقَتِي وَ طَبَقَةُ أَصْحَابِي، فَأَهْلُ عِلْمٍ وَإيمَانٍ. وَأَمَّا الطَّبَقَةُ الثَّانِيَةُ، مَا بَيْنَ الأَرْبَعِينَ إِلَى الثَّمَانِينَ، فَأَهْلُ بِرٍّ وَتَقْوَى)) ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَهُ. في الزوائد: إسناده ضعيف . أبو معن والمسور بْنُ الحسن وخازم العنزيّ مجهولون. وقال أبو حاتم: هذا الحديث باطل. وقال الذهبيّ، في طبقات رجال التهذيب، في ترجمة المسور: حديثه منكر.

((29)) باب الخسوف

4059- حدّثنا نَصْرُ بْنُ عَلَيٍّ الْجَهْضَميُّ. حدّثنا أَبُو أَحْمَدَ. حدّثنا بَشِيرُ بْنُ سُلَيْمانَ عَنْ سَيَّرٍ، عَنْ طَارِقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:

((بَيْنَ يَدَيَ السَّاعَةِ مَسْخٌ وَخَسْفٌ وَقَذْفٌ)).

في الزوائد: حديث عبد الله، ورجال إسناده ثقات. إلا أنه منقطع . سيّار أبو الحكم لم يحدّث عن طارق ابْنِ شهاب. قاله الإمام أحمد. وله شاهد من حديث أبي هريرة، رواه ابن حبان في صحيحه. 4060- حدّثنا أَبُو مُصْعَبٍ. حدّثنا عَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِي حَازِمِ بْنِ دِيناَرٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ؛ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ ((يَكُونْ فِي آخِرِ أُمُّتِي خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ)). في الزوائد: إسناده ضعيف، لضعف عبد الرحمن بن زيد بن أسلم. 4061- حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالاَ: حدّثنا أَبُو عَاصِمٍ . حدّثنا حَيْوَةَ بْنُ شُرَيْحٍ. حدّثنا أَبُو صَخْرٍعن نَافِعٍ؛ أَنَّ رَجُلاً أَتَى عُمَرَ فَقَالَ: إِنَّ فُلاَناً يَقْرَؤْكَ السَّلاَمَ. قَالَ: إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّه قَدْ أَحْدَثَ. فَإِنْ كَانَ قَدْ أَحْدَثَ، فَلاَ تُقْرِئْهُ مِنِّي السَّلاَمَ. فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(( يَكُونُ فِي أُمَّتِي أَنْ فِي هذِهِ الأُمَّةِ)) مَسْخٌ وَخَسْفٌ وَقَذْفٌ)) وَذلِكَ فِي أَهْلِ الْقَدَرِ.

4062- حدّثنا أَبُو كَرَيْبٍ. حدّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عمْرٍو، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو؛ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

((يَكُونُ فِي أُمَّتِي خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ)).

في الزوائد: رجال إسناده ثقات. إلا أنه منقطع. وأبو الزبير سمه محمد بن مسلم بن تدرس، لم يسمع من عبد الله بن عمرو قاله ابن معين. وقال أبو حاتم: لك يلقه.

((30)) باب جيش البيداء

4063- حدّثنا هِشَامٍ بْنُ عَمَّارٍ. حدّثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ أَُمَيَّةَ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ ابْنِ صَفْوَانَ سَمِعَ جَدَّهُ عَبْدَ اللهِ بْنِ صَفْوَانَ يَقُولُ: أَخْبَرَتْنِي حَفْصَةُ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(( لَيَؤْمَّنَّ هذَا الْبَيْتَ جيْشٌ يَغْزُونَهُ. حَتَّى إِذَا كَانُوا بِيَيْداءَ مِنْ الأَرْضِ خُسِفَ بِأَوْسَطِهِمْ. وَيتَنَادَى أَوَّلُهُمْ آخِرَهُمْ. فَيُخْسَفُ بِهِمْ. فَلاَ يَبْقَى مِنْهُمْ إِلاَّ الشَّرِيدُ الَّذِي يُخْبِرُ عَنْهُمْ)).

فَلَمَّا جَاءَ جَيْشُ الْحَجَّاجِ، ظَنَنَّا أَنَّهُمْ هُمْ. فَقَالَ رَجُلٌ: أَشْهَدُ عَلَيْكَ أَنَّكَ لَمْ تَكْذِبْ عَلَى حَفْصَةَ، وَأَنَّ حَفْصَةَ لَمْ تَكْذِبْ عَلَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم. 4064- حدّثنا أَبُو بَكْرِ أَبِي شَيْبَةَ. حدّثنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَنْنٍ. حدّثنا سُفْيَانُ عَنْ سَلَمَةَ ابْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ المُرْهِبِيِّ، عَنْ مُسْلِمِ بْنُ صَفْوَانَ، عَنْ صَفِيَّةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

((لاَ يَنْتَهِي النَّاسُ عَنْ غَزْوِ هذَا الْبَيْتِ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ ((أَوْ بَيْدَاءَ مِنَ الأَرْضِ)) خُسِفَ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرهِمْ. وَلَمْ يَنْجُ أُوْسَطهُمْ)).

قُلْتُ: فَإظِنْ كَانَ فِيهِمْ مَنْ يُكْرَهُ؟ قَالَ ((يبْعَثُهُمُ اللهُ عَلَى مَا فِي أَنْفسِهِمْ)). 4065- حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، وَنَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، وَهرُونُ بْنُ عَبْدُ اللهِ الَحْمَّالُ، قَالُوا: حدّثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ مُحَمَّدُ بْنِ سُوقَةَ، سَمِعَ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ بُخِْرُ عَنْ أُمَّ سَلَمَةَ؛ قَالَتْ: ذَكَرَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم اَلجْيْشَ الَّذِي يُخْسَفُ بِهِمْ. فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا رَسُول اللهِ! لَعَلَّ فِيهِمُ الْمُكْرَهُ؟ قَالَ:

((إِنَّهُمْ يُْعَثُونَ عَلَى نِيَّاتِهِمْ)).

((31)) باب دابة الأرض 4066- حدّثنا أَبُو بَكْرِ أَبِي شَيْبَةَ. حدّثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدُ. حدّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ ابْنِ زَنْدٍ، عَنْ اَوْسِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

((تَخْرُجُ الدَّابَّةُ وَمَعَهَا خَاتَمُ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ، وَعَصَا مُوسى بْنِ عِمْرَانَ، عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ. فَتَجْلُو وَجْهَ الْمُؤْمِنِ بِالْعَصَا. وَتَخْطِمُ أَنْفَ الْكَافِرِ بِالْخَاتَمِ، حَتَّى أَنَّ أَهْلَ الْحِوَاءِ لَيَجَتَمِعُونَ. فَيَقُولُ هذَا: يَاكَافِرُ!)).

قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الْقَطَّانُ: حَدَّثَنَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَحْيَى. حدّثنا مُوسى بْنُ إِسْمَاعِيلَ. حدّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ. فَذَكَرَ نَحْوَهُ. وَقَالَ فِيهِ مَرَّةً. فَيَقُولُ هذَا: يَامْؤْمِنُ! وَهذَا: يَاكَافِرُ! 4067- حدّثنا أَبُو عَسَّانَ، مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، زَنَيْجٌ. حدّثنا أَبُو تثمَيْلَةَ. حدّثنا خَالِدُ بْنُ عُبَيْدٍ. حدّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: ذَهَبَ بِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى مَوْضِعٍ بِالْبَادِيَةِ، قَرِيبٍ مِنْ مَكَّةَ. فَإِذَا أَرْضٌ يَابِسَةٌ، حَوْلَهَا رَمْلٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

((تَخْرُجُ الدَّابَّةُ مِنْ هذَا الْمَوْضِعِ)) فَإِذَا فِتْرٌ فِي شِبْرٍ.

قَالَ ابْنُ بُرَيْدَةَ: فَحَجِجْتُ بَعْدَ ذلِكَ بِسِنِينَ. فَأَرَانَا عَصاً لَهُ. فَإِذَا هُوَ بَعَصَاىَ هذِهِ. هكَذَا وَهكَذَا. في الزوائد: هذا إسناده ضعيف لأن خالد بن عبيد، قال البخاريّ: في حديثه نظر. وقال ابن حبان والحاكم: يحدث عن أنس بأحاديث موضوعة.

((32)) باب طلوع الشمس من مغربها

4068- حدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْعَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(( لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْربِهَا. فَإِذَا طَلَعَتْ وَرَآهَا النَّاسُ، آمَنَ مَنْ عَلَيْهَا. فَذِلِكَ حِينَ لاَ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ)).

4069- حدّثنا عَلَيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ. حدّثنا وَكيِعٌ سُفْيَانُ عَنْ أَبِي التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ ابْنُ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ:

(( أَوَّلُ الآيَأتِ خُرُوجاً، طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَخُرُوجُ الدَّابَّةِ عَلَى النَّاسِ، ضُحىً)).

قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَأَيَّتُخُمَا مَاخَرَجَتْ قَبْلَ الأُخْرَى، فالأُخْرَى مِنْهَا قَرِيبٌ. قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَلاَ أَطُنُّهَا إِلاَّ طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا. 4070- حدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسى عَنْ إِسْرَائِيلَ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

((إِنَّ مِنْ قِبَلِ مَغْربِ الشَّمْسِ بَاباً مَفْتُوحاً. عَرْضُهُ سَبْعُونَ سَنَةً. فَلاَ يَزَالُ ذلِكَ الْبَابُ مَفْتُوحاً لِلتَّوْبَةِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسَ مِنْ نَحْةِهِ. فَإِذَا طَلَعَتْ مِنْ نَحْوِهِ، لَمْ يَنْفَعْ نَفْساً إِيَمانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً)).
((33)) باب فتنة الدجال وخروج عيسى بن مريم وخروج يأجوج ومأجوج

4071- حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالاَ : حدّثنا أَبُو مَعَاوِيَةَ. الأَعْمَشُ عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ؛ قَالَ؛ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

((الدَّجَّالُ أَعْورَ عَيْنِ الْيُسْرَى. جُفَألُ الشَّعَرِ.مَعَهُ جَنَّةٌ وَنَارٌ. فَنَاوُهُ جَنَّةٌ، وَجَنَّتُهُ نَارٌ)).

4072- حدّثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضِميُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَّنى، قَالُوا: حدّثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ. حدّثنا سَعِيدٍ بْنُ أَبِي عَرُوَبَةَ عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنِ الْمُغِيرَة بْنِ سَبَيْعٍ، عَنْ عَمْرِو ابْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ؛ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

((إِنَّ الدَّجَّالَ يَخْرَجُ مِنْ أَرْضِ بِالْمَشْرِقِ، يُقَالُ لَهضا خُرَاسَانُ. يَتْبَعُهُ أَقْوَامٌ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ)).

4073- حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالاَ : حدّثنا وَكِيعٌ. حدّثنا إسْمَاعِيلُ ابْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ إَبِي حَازِمٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ؛ قَالَ: مَا سْأَلَ أَحَدٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، عَنِ الدَّجَّالِ أَكْثَرَ مِمَّا سَأَلْتُهُ (( وَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: أَشَدَّ سُؤَالاً مِنِّي)). فَقَالَ لِي:

((مَا تَسْأَلُ عَنْهُ؟))

قُلْتُ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ: إِنَّ مَعَهُ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ. قَالَ ((هُوَ أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ ذلِكَ)). 4074- حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ. حدّثنا إسْمَاعِيلُ ابْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ: قَالَتْ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ذَاتَ يَوْمٍ. وَصَعِدَ الْمِنْبَرَ. وَكَانَ لاَ يَصْعَدُ عَلَيْهِ، قَبْلَ ذلِكَ، إِلاَّ يَوْمَ الْجُمَعِةَ. فَاشْتَدَّ ذلِكَ عَلَى النَّاسِ. فَمِنْ بَيْنِ قَائِمٍ وَجَالِسٍ. فَأشَارَ إِلَيْهِمْ بِيَدِهِ أَنْ اقْعُدَوا ((فَإِنِّي، وَاللهِ! مَا قُمْتُ مُقَامِي هذَا لأَمْرٍ يَنْفَعُكُمْ، لِرَغْبَةٍ وَلاَ لِرَهْبَةٍ. وَلِكنَّ تَمِيماً الدَّارِيَّ أَتَانِي فَأَخْبَرنِي خَيَراً مَنَعَنِي الْقَيْلُولَةَ، مِنَ الْفَرَحِ وَقُرَّةِ الْعَيْنِ. فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَنْشُرَ عَلَيْكُمْ فَرَحَ نَبِيَّكُمْ. أَلاَ إِنَّ ابْنَ عَمٍّ لِتَمِيمٍ الدَّارِيِّ أَخْبَرَنِي أَنَّ الرَّيحَ أَلْجَأَتْهُمْ إِلَى جَزِيرَةٍ لاَ يَعْرفُونَهَا. فَقَعَدُوا فِي قَوَارِبِ السَّفِينَةِ. فَخَرَجُوا فِيهَا. فَإِذَا هُمْ بِشَيْءٍ أَهْدَبَ، أَسْوَدَ، قَالُوا لَهُ: مَا أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا الْجَسَّاسَةُ. قَالُوا: أَخْبِرِينَا. قَالَتْ: مَأ أَنَا بِمُخْبِرَتِكُمْ شَيْئاً. وَلاَ سَائِلَتِكُمْ. وَلِكنْ هذَا الدَّيرُ، قَدْ رَمَقْتُمُوهُ. فَأْتُوهُ. فَإِنَّ فِيهِ رَجُلاً بالأَشْوَاقِ إِلَى أَنْ تُخْبِرُوهُ وَيُخْبِرَكُمْ، فَأْتُوهُ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ. فَإِذَا هُمْ بِشَيْخٍ مُوثَقٍ، شَدِيدٍ الْوَثاقِ. يُظَهِرُ الْخُزَنَ. شَدِيدِ التَّشَكِّي. فَقَالَ لَهُمْ: مِنْ أَيْنَ؟ قَالُوا: مِنَ الشَّمِ. قَالَ: نَا فَعَلَتِ الْعَرَبُ؟ قَالُوا: نَحْنُ قَوْمٌ مِنَ الْعَرَبِ. عَمَّ تَسْأَلُ؟ قَالَ: مَافَعَلَ هذَا الرَّجُلُ الَّذِي خَرَجَ فِيكُمْ؟ قَالُوا: خَيْراً: نَاوَى قَوْماً. فَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِمْ. فَأَمْرُهُمُ، الْيَوْمَ، جَمِيعٌ: إلهُهُمْ وَاحِدٌ، وَدِينُهُمْ وَاِحدٌ. قَالَ: مَافَعَلَتْ عَيْنُ زُغَرَ؟ قَالُوا: خَيْراً. يَسْقُونَ مِنْهَا زَرُعَهُمْ. وَيَسْقُونَ مِنْهَا لِسَقْيِهِمْ. قَالَ: فَمَا فَعَلَ نَخْلٌ بَيْنَ عَمَّانَ وَبَيْسَانَ؟ قَالُوا: يُطْعِمُ ثَمَرَهُ كُلَّ عَامٍ. قَالَ: فَمَا فَعَلَتْ بُحَيْرَةُ الطَّبَريَّةِ؟ قَالُوا: تَدَفَّقُ جَنَبَاتُهَا مِنْ كَثْرَةِ الْمَاءِ. قَالَ. فَزَفَر ثَلاَثَ زَفَرَاتٍ، ثُمَّ قَالَ: لَوِ انْفَلَتُّ مِنْ وَثَاقِي هذَا، لَمْ أَدَعْ أَرْضاً إِلاَّ وَطِئْتُهَا بِرِجْلَيَّ هَاتَيْنِ. إِلاَّ طَيْبَةَ. لَيْسَ لِي عَلَيْهَا سِبيلٌ)). قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ((إِلَى هذَا يَنْتَهِي فَرَحِي. هذِهِ طَبْيَةَ. وَالَّذِي نَفْسي بِيَدِهِ! مَافِيهَا طَرِيقٌ ضَيِّقٌ وَلاَ وَاسِعٌ، وَلاَ سَهْلٌ وَلاَجَبَلٌ، إِلاَّ وَعَلَيْهِ مَلَكٌ شَاهِرق سَيْفَةُ إِلَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ)). 4075- هِشَامُ بْنُ عَمَّارِ. حدّثنا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ. حدّثنا عَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرِ. حَدَّثَنِي أَبِي؛ أَنَّهُ سَمِعَ النَّوَّاسَ بْنَ سَمْعَانَ الْكِلاَبِيَّ يَقُولُ: ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الدَّجَّالَ، الْغَدَاةَ، فَخَفَضَ فِيهِ وَرَفَعَ. حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ. فَلَمَّا رُحْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، عَرَفَ ذلِكَ فِينَا. فَقَالَ:

(( مَاشَأْنَكُمْ؟)) فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ! ذَكَرْتَ الدَّجَّالَ الْغَدَاةَ. فَخَفَضْتَ فِيهِ ثُمَّ رَفَعْتَ. حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ. قَالَ ((غَيْرُ الدَّجَّالُ أَخْوفَنِي حَجِيجُ نَفْسِهِ. وَاللهُ خَلِفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ. إِنَّهُ شَابّق قَطَطٌ. عَيْنُةُ قَائِمةٌ. كأَنِّي أُشَبِّهُهُ بِعَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قَطَنٍ. فَمَنْ رَآهُ مِنْكُمْ، فَلْيَقْرَأْ عَلَيْهِ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ. إِنَّه يَخْرُجُ مِنْ رحَلَّةٍ بَيْنَ الشَّامِ وَالْعِرَاقِ. فَعَاثَ يَميِناً، وَعَاثَ شِمالاً. يَاعِبَادَ اللهِ! اثْبُتثوا)) قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ! وَمَالُبْثُهُ فِي الأَرْضِ؟ قَالَ ((أَرْبَعُونَ يَوْماً. يَوْمٌ كَسَنَةٍ. وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ. وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ. وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّأمِكُمْ)) قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ! فذلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَسَنَةٍ، تَكْفِينَا فِيهِ صلاةُ يَوْمٍ؟ قَالَ ((فَاقْدُرُوا لَهُ قَدْرَةُ)). قَالَ قُلْنَا: فَمَا إِسْرَاعُهُ فِي الأَرْضِ؟ قَالَ: ((كَالْغَيْثِ اسْتَدْبَرَتْهث الرَّيحُ)). قَالَ ((فَيَأْتِي الْقَوْمَ فَيَدْعُوهُمْ فَيَسْتَجِيبُونَ لَهُ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ. فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ أَنْ نُمْطِرَ فَنُمْطِرَ. وَيَأْمُرُ الأَرْضَ أَنْ تُنْبِتَ فَتْنْبِتَ. وَتَرُوحُ عَلَيْهِمْ سَارِحَتُهُمْ أَطْوَلَ مَاكَانَتْ ذُرّى وَأَسْبَغَهُ ضُرَوعاً وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ. ثُمَّ يَأْتِي الْقَوْمَ فَيَدْعُونُ فَيَرُدُّونَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ. فَيَنْصرِفُ عَنْهُمْ. فَيُصْبِحُونَ مُمْحِلِينَ. مَا بِأَيْدِيِهِمْ شَيْءٌ. ثُمَّ يَمُرَّ بِالْجرَبَةِ فَيَقُولُ لَهَا: أَخْرِجِي كَنُوزَكِ. فَيَنْطَلقُ. فَتَبْعُهُ كُنُوزُهَا كَبَعَاسِيبِ النَّحْلِ. ثُمَّ يَدْعُو رَجُلاً مُمْتْلِئاً شَبَاباًن فَيَضْربَهُ بِالسَّيْفِ ضَرْبةً، فَيَقْطَعُهُ جزْلَتَيْنِ. رَمْيَةَ الْغَرَضِ. ثُمَّ يَدْعُوهُ فَيُقْبلُ يَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ يَضْحَكُ. فَبَيْنَمَا هُمْ كَذلِكَ، إِذْ بَعَثَ اللهُ عِيسى بْنَ مَرْيَمَ. فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ، شَرْقِيَّ دِمَشْقَ. بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ. وَاضِعً. كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنحَةِ مَلَكَيْنِ. إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ. وَإِذَأ رَفَعضهُ يَنْحَدِرُ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ. وَلاَ يَحلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُريحَ نَفَسهِ إِلاَّ مَاتَ. وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرَفُهُ. فَيَنْطَلِقُ حَتَّى يُدْرِكَهُ عِنْدَ بَابِ لُدٍّ، فَيَقْتُلُهُ. ثُمَّ يَأْتِي نَبِيُّ اللهِ عِيسى قَوْماً قَدْ عَصَمَهُمُ اللهُ. فَيَمْسَحُ وُجُوهَهُمْ وَيُحَدِّثُهُمْ بِدَرَجَاتِهِمْ فِي الْجَنَّةِ. فَبَيْنَمَاهُمْ كَذلِكَ إِذْ أَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ: يَاعِيسى إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَاداً لِي. لاَ يَدَانِ لأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ. وَأَحْرِزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ. وَبَيْعَثُ اللهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَهُمْ، كَمَا قَالَ اللهُ، مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ، فَمَمُرُّ أَوْائِلُهُمْ عَلَى بُحَيْرَةِ الطَّبَرَّيِةِ. فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهَا. ثُمَّ يَمُرُّ آخِرُهُمْ فَيَقُولُونَ: لَقَدْ كَانَ فِي هذَا مَاءٌ، مَرَّةً. وَيَحْضُرُ نَبِيُّ اللهِ عِيسى وَأصْحَابُهُ. حَتَّى يَكُونَ رَأْسُ الثَّوْرِ لأَحَدهِمْ خَيْراً مِنْ مَائَةِ دِيِنَارٍ لأَحَدِكُمُ الْيَوْمَ. فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللهِ عِيسى وَأَصْحَابُهُ إِلَى اللهِ. فَيُرْسِلُ اللهُ عَلَيْهِمُ النَّغَفَ فِي رِقَابِهِمْ. فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ. وَيَهْبِطُ نَبِيُّ اللهِ عِيسى وَأَصْحَابُهُ فَلاَ يَجِدُونَ مَوْضِعَ شِبْرٍ إِلاَّ قَدْ مَلأَهُ زَهَمُهُمْ وَنَتْنُهُمْ وَدِمَاؤُهُمْ. فَيَرْغَبُونَ إِلَى اللهِ سُبْحَانَهُ. فَيُرْسِلُ عَلَيْهِمْ طَيْراً كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ. فَتَحْمِلُهُمْ فَتطْرحُهُمْ حَيْثُ شَاءِ اللهُ. ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ عَلَيْهِمْ مَطَراً لاَيُكِنُّ مِنْهُ بَيْتُ مَدَرٍ وَلاوَبَرٍ. فَيَغْسِلُهُ حَتَّى يَتْرُكَهُ كَالزَّلَقَةِ. ثُمَّ يُقَالُ لِلأَرْضِ: أَنْبِتِي ثَمَرَتَكِ. وَرُدِّي بَرَكَتَكِ. فَيَوْمَئِذٍ تَأْكُلُ الْعِصَابَةُ مِنَ الرُّمَّانَة. فَتُشْبِعُهُمْ. وَيسْتَظِلُّونَ بَقِحْفِهَا. وَيُبَارِكُ اللهُ فِي الرِّسْلِ حَتَّى إِنَّ اللِّقْحَةَ مِنَ الإِبِلِ تَكْفِي الفِئَامِ مِنض النَّاسِ. وَاللِّقْحَةَ مِنَ الْبَقَرِ تَكْفِي الْقَبِيَلَةَ. وَاللِّقْحَةَ مِنَ الْغَنَمِ تَكْفِي الفَخِذَ. فَبَيْنَمَاهُمْ كَذلِكَ، إِذْ بَعَثَ اللهُ عَلَيْهِمْ رِيحاً طَيِّبَةً. فَتَأْخُذُ تَحْتَ آبَاطِهِمْ. فَتَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُسْلِمٍ. وَيَبْقَى سَائِرُ النَّاسِ يَتَهَارَجُونَ كَمَا تَتَهَارَجُ الْحُمُرُ. فَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ)).

4076- هِشَامُ بْنُ عَمَّارِ. حدّثنا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ. حدّثنا ابْنُ جَابِرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ الطَّائِيِّ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ خُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّهُ سَمِعَ النَّوَّاسَ بْنَ سَمْعَانَ يَقُولُ: قَالَ رِسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

((سَيُوقِدُ الْمُسْلِمُونَ، مِنْ قِسِيِّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَنُشَّابِهِمْ وَأَتْرِسَتِهِمْ، سَبْعَ سِنِينَ)).

4077- حدّثنا عَلَيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ.حدّثنا عَبْدُ الرَّحْمنِ الْمُحَارِبِيْ عَنْ إِسْماعِيلَ بْنِ رَافِعٍ، أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ الشَّيْبَانِيِّ، يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ؛ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَكَانَ أَكْثَرُ خُطْبَتِهِ حَديِثاً عَنِ الدَّجَّالِ. وَحَذَّرَنَاهُ. فَكَانَ مِنْ قَوْلِهِ أَنْ قَالَ:

((إنَّهُ لَمْ تَكُنْ فِتْتَةٌ فِي الأَرْضِ، مُنْذُ ذَرَأَ اللهُ ذُرِّيَّةَ آدَمَ، أَعْظَمَ مِنْ فَتْنَةِ الدَّجَّالِ. وَإِنَّ اللهَ لَمْ يَبْعَثْ نَبِيّاً إِلاَّ حَذَّرَ أُمَّتَهُ الدَّجَّالَ. وَأَنَا آخِرُ الأَنْبِيَاءِ. وَأَنْتُمْ آخِرُ بالأُمَمِ. وَهُوَ خَارِجٌ فِيكْم، لاَمَحَالَةَ. وَإِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا بَيْنَ طَهْرانَيْكُمْ، فَأَنَا حَجِيجٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ. وَإِنْ يَخْرُجْ مِنْ بَعْدِي فَكُلُّ امْرِيءٍ حَجِيجُ نَفْسِهِ. وَاللهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلُّ مُسْلِمٍ. وَإِنَّهُ يَخْرُجُ مِنء خَلَّةٍ بِيْنَ الشَّامِ وَالْعِرَاقِ. فَيَعِيثُ شِمَالاً. يَاعِبَادَ اللهِ! فَاثْبُتُوا. فَإِنِّي سَأَصِفُهُ لَكُمْ صِفُةُ لَمْ يِصِفْهَا إِيَّاهُ نَبِيُّ قَبْلِي. إِنَّهُ يَبْدَأُ فَيُقُولٌ: أَنَا نَبِيٌّ وَلاَ نَبِيَّ بَعْدِي. ثُمَّ يُثَنِّي فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ. وَلاَ تَرَوْنَ رَبَّكُمْ حَتَّى تَمُوتُوا. وَإِنَّه أَعْوَرُ. وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ. وَإِنَّهُ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ: كَافْرٌ. يَقْرَؤُهُ كَلُّ مُؤْمِنٍ، كَاتِبٍ أَوْ غَيْرِ كَاتِبٍ. وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنَّ مَعَهُ جَنَّةً وَنَاراً. فَنَارُهُ جَنَّةٌ وَجنَّتُهُ نَارٌ، فَمَنِ ابْتُلِيَ بِنَارِهِ، فَلْيَسْتَغِثْ بِاللهِ وَلْيَقْرَأْ فَوَاتِحَ الْكَهْفِ. فَتَكُونَ عَلَيْهِ بَرْداً وَسَلاَماً. كَمَا كَانَتِ النَّارُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ. وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يَقُولُ، لأَعْرَابِيٍّ: أَرَأَيْتَ إِنْ بَعَثْتُ لَكَ أَبَاكَ وَأُمَّكَ، وأَتَشْهَدُ أَنِّي رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ. فَيَتَمَثَّلُ لَهُ شَيْطَانَانَ فِي صُورَةِ أَبِيهِ وَأُمِّه. فَيَقُولاَنَ: يَابُنَيَّ! اتَّبْعْهُ. فَإِنَّهُ رَبُّكَ. وَإِنْ مِنْ فِتْنتِهِ أَنْ يُسَلَّطَ عَلَى نَفْسٍ وَاحِدَةٍ، فَيَقْتُلَهَا، وَيَنْشُرَهَا بِالْمِشَارِ، حَتَّى يُلْقَى شِقَّتَيْنِ.ثُمَّ يَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هذَا. فإِنِّي أَبْعَثُهُ الآْنَ، ثُمَّ يَزْعُمُ أَنَّ لَهُ رَبّاً غَيْرِي، فَيَبْعَثُهُ اللهُ. وَيَقُولُ لَهُ الْخَبيثُ: مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: رَبِّي اللهُ، وَأَنْتَ عَدُوُّ اللهِ. أَنْتَ الدَّجَّالُ. وَاللهِ! مَاكُنْتُ، بَعْدُ، أَشَدَّ بَصِيرَةً بِكَ مِنِّي الْيَوْمَ)).

قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الطَّنَافِسِيُّ: فَحَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ. حدّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْوَصَّافِيُّ عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ((ذلِكَ الرَّجُلُ أَرْفَعُ أُمَّتيِ دَرَجَةً فِي الْجَنَّةِ)). قَالَ: قَالَ أَبُو سِعِيدٍ: وَاللهِ! مَاكُنَّا نُرَى ذلِكَ الرَّجُلَ إِلاَّ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. حَتَّى مَضَى لِسَبِيِلهِ. قَالَ الْمُحَارِبيُّ: ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى حَدِيثِ أَبِي رَافِعٍ. قَالَ ((وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يَمْرَّ بِالْحيِّ فِيَكَذِّبَونَهُ. فَلاَ تَبْقَى لَهُمْ سَائِمةٌ إِلاَّ هَلَكَتْ. وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يَمُرَّ بِالْحِيِّ فَيُصَدِّقُونَهُ. فَيَأْمُرَ السَّمَاءَ أَنْ تُمْطِرَ فَتُمْطِرَ. وَيَأْمُرَ الأَرْضَ أَنْ تُنْبِتَ فَتُنْبِتَ. حَتَّى تَرْوحَ مَوَاشيِهِمْ، مِنْ يَوْمِهِمْ ذلِكَ، أَسْمَنَ مَاكَانَتْ وَأَعْظَمَهُ. وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ، وَأَدَرَّهُ ضُرَوعاً. وَإِنَّهُ لاَ يَبْقَى شَيْءٌ مشنَ الأَرْضِ إِلاَّ وَطِئَهُ وَظَهَرَ عَلَيْهِ. إِلاَّ مَكَّةَ وَالْمَديِنَةَ. لاَ يَأَتِيِهِمَا مِنْ نَقْبٍ مِنْ نِقابِهِمَا إِلاَّ لَقِيَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ بِالسُّيُوفِ وَظَهَرَ صَلْتَةً. حَتَّى يَنْزِلَ عِنْدِ الظُّرَيْبِ الأَحَمرِ، عِنْدَ مَنْقَطَعِ السَّبَخَةِ. فَتَرْجُفُ الْمَدِيَنةُ بِأَهْلِهَا ثَلاَثَ رَجَفَاتٍ. فَلاَ يَبْقضى مُنَافَقٌ وَلاَمُنَافِقَةٌ إِلاَّ خَرَجَ إِلَيْهِ. فَتَنْفِي الْخَبَثَ مِنْهَا كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ، وَيُدْعَى ذلِكَ الْيَوْمَ يَوْمَ الْخَلاَصِ)). فَقَالَتْ أُمَّ شَرِيكٍ بِنْتُ أَبِي الْعَكَرِ: يَا رَسُولَ اللهِ! فَأَيْنَ الْعَرَبُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ ((هُمْ يَوْمَئِذً قَلِيلٌ. وَجُلُّهُمْ بِبَيْتِ الْمَقْدِسٍ. وَإِمَامُهُمْ رَجُلٌ صَالِحُ. فَبَيْنَمَا إِمَامُهُمْ قَدْ تَقَدَّمَ يُصَلِّي بِهِمُ الصُّبْحَ، إِذْ نَزَلَ عَلَيْهِمَ عِيسى بْنُ مَرْيَمَ الصُّبْحُ. فَرَجَعَ ذلِكَ الإِمَامُ يَنْكُصُ، يَمْشِي الْقَهْقَريِ، لَيَتَقَدَّمَ عِيسى يُصَلِّى بِالنَّاسِ. فَيَضَعُ عِيسى بَدَهُ بِيْنَ كَتِفَيْهِ ثُمَّ يَقُولُ لَهُ: تَقَدَّمْ فَصَلِّ. فَإِنَّهَا لَكَ أُقِيَمتْ. فَيُصَلِّى بِهِمْ إِمَامُهُمْ. فَإِذَا انْصَرَفَ، قَالَ عِيسى عَلَيْهِ السَّلاَمُ: افْتَحُوا الْبَابَ. فَيُفْتَحُ، وَوَراءَهُ الدَّجَّالُ. مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفِ يَهُودِيٍّ. كُلَُهُمْ ذُو سَيْفٍ مَحَلَّى وَسَاجٍ. فَإِذَا نَظَرَ إِلَيْهِ الدَّجَّالُ ذَابَ كَمَا يذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ، وَيَنْطَلِقُ هَارِباً. وَيَقُولُ عِيسى عَلَيْهِ السَّلامُ: إِنَّ لِي فِيكَ ضَرْبَةً لَنْ تَسْبِقَنِي بِهَا. فَيُدْرِكُهُ عِنْدَ بَابِ اللُّدِّ الشِّرْقِيِّ فَيَقْتُلُهُ. فَيَهْزِمُ اللهُ الْيَهُودَ. فَلاَ يَبْقَى شَيْءٌ مِمَّا خَلَقَ اللهُ يَتَوَارَى بِهِ يَهُودِيٌّ إِلاَّ أَنْطَقَ اللهُ ذلِكَ الشَّيْءَ. لاَحَجَرَ وَلاَشَجَرَ وَلاَ حَائِطَ وَلاَ دَابَّةَ ((إِلاَّ الْغَرْقَدَةَ، فَإِنَّهَا مِنْ شَجَرِهِمْ، لاَ تَنْطِقُ)) إِلاَّ قَالَ: يَاعَبْدَ اللهِ الْمُسْلِمَ! هذَا يَهُودِيٌّ. فَتَعَالَ اقْتُلْهُ)). قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ((وَإِنَّ أَيَّامَهُ أَرْبَعُونَ سَنَةً. السَّنَةُ كَنِصْفِ السَّنَةِ. وَالسَّنَةُ كَالشَّهْرِ وَالشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ. وَآخِرُ أَيَّمِهِ كَالشَّرَرَةِ. يُصْبِحُ أَحَدُكُمْ عَلَى بَابِ الْمَدِيَنةَ. فَلاَ يَبْلُغُ بَابَهَا الآخَرَ حَتَّى يُمْسِيَ)) فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ! كَيْفَ نُصَلِّي فِي تِلْكَ الأَيَّامِ الْقِصَارِ؟ قَالَ ((تَقْدُرُونَ فِيهَا الصلاةَ كَمَا تَقْدُرُونَهَا فِي الأَيَّامِ الطِّوَالِ، ثُمَّ صَلُّوا)) قَالَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ((فَيَكُونُ عِيسى بْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي أُمَّتِي حَكَماً عَدْلاً، وَإِمَاماً مُقْسِطاً. يَدُقُّ الصَّلِيبَ، الشَّحْنَاءُ وَالتَّبَاغَضَ. وَتُنْزَعُ حَمَةُ كَلِّ ذَاتِ حَمَةٍ، حَتَّى يُدْخِلَ الْوَلِيدُ يَدَهُ فِي الْحَيَّةِ، فَلاَ تَضُرَّهُ. وَتُفِرُّ الْوَلِيدَةُ الأَسَدَ، فَلاَ تَضُرَّهاُ. وَيَكُونُ الذِّئْبُ فِي الْغَنَمِ كَأَنَّهُ كَلْبَهَا. وَتُمْلأُ الأَرْضُ مِنَ السِّلْمِ كَمَا يُمْلأُ الإِنَاءُ مِنَ الْمَاءِ. وَتَكُونُ الْكَلِمَةُ وَاحِدَةً، فَلاَ يُعْبَدُ إِلاَّ اللهُ. ونَضَعُ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا. وَتُسْلَبُ قَرَيْشٌ مُلْكَهَا. وَتَكُونُ الأَرْضُ كَفَاثُورِ الْفِضَّةِ، تُنْبِتُ نَبَاتَهَا بِعَهْدِ آدَمَ. حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّفَرُ عَلَى الْقِطْفِ مِنَ السِّلْمِ كَمَا يُمْلأُ الإنَاءُ مِنَ الْمَاءِ. وَتَكُونَ الْكَلِمَةُ وَاحِدَةً، فَلاَ يُعْبَدُ إِلاَّ اللهُ. وَنضَعُ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا. وَتُسْلَبُ قَرَيَشٌ مُلْكَهَا. وَتَكُونُ الأَرْضُ كَفَاثُورِ الْفِضَّةِ، تُنْبِتُ نَبَاتَهَا بَعَهْدِ آدَمَ. حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّفَرُ عَلَى الْقِطْفِ مِنَ الْعِنَبِ فَيُشْبِعَهُمْ. وَيَجْتَمِعَ النَّفَرُ عَلَى الرُّمَّانَةِ فَيُشْبِعَهُمْ. وَيَكُونَ الثَّوْرُ بَكَذَا وَكَذَا، مِنَ الْمَالِ. وَتَكُونَ الْفَرَسُ بَالدُّرَيْهِمَانِ)) قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! وَمَا يُرْخِصُ الْفَرَسَ؟ قَالَ ((لاَيُرْكَبُ لِحَرْبٍ أَبَداً)) قِيلَ لَهُ: فَمَا يُغْلِي الثَّوْرَ؟ قَالَ ((تُحْرَثُ الأَرْضُ كُلُّهَا. وَأِنَّ قَبْلَ خُرَوجِ الدَّجَّالِ ثَلاَثَ سَنَوَاتٍ شِدَادس، يُصِيبُ النَّاسض فِيهَا جوعٌ شَدِيدٌ. يَأْمُرُ اللهُ السَّمَاءَ فِي السَّنَةِ الأُولَى أَنْ تَحْبسَ ثُلثَ مضطَرِهَا. وَيَأْمُرُ الأَرْضَ، فَتَحْبِسُ ثَلُثَيْ نَبَاتِهَا. ثُمَّ يَأْمُرُ اللهُ السَّمَاءَ، فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ، فَتَحْبِسُ مَطَرَهَا كَلَّهُ، فَلاَ تَقْطُرُ قَطْرَةٌ. وَيَأْمُرُ الأَرْضَ، فَتَحْبِسُ نَبَاتَهَا كُلَّهُ، فَلاَ تُنْبِتُ خَضْراءِ. فَلاَ تَبْقَى ذَاتُ ظِلْفٍ إِلاَّهَلَكَتْ، إِلاَّ مَاشَاءَ اللهُ)). قِيلَ: فَمَا يُعِيشُ النَّاسَ فِي ذلِكَ الزَّمَانِ؟ قَالَ ((التَّهْلِيلُ وَالتَّكْبِيرُ وَالتَّسْبيحُ وَالتَّحْمِيدُ، وَيُجْرى ذلِكَ عَلَيْهِمِ مُجْرَى الطَّعَامِ)). قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الطَّنَافِسِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمنِ الْمَحارِبِيَّ يَقُولُ: يَنْبَغِي أَنْ يُدْفَعَ هذَا الْحَدِيِثُ إِلَى الْمُؤَدِّبِ، حَتَّى يُعَلِّمَهُ الصِّبْيَانِ فِي الْكُتَّابِ. 4078- حدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. حدّثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(( لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ عِيسى بْنُ مَرْيَمَ حَكَماً مُقْسِطاً، وَإِمَاماً عَدْلاً. فَيَكْسَرُ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزيِرَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ، وَيَفِيضلُ الْمَالُ حَتَّى لاَ يَقْبَلَهُ أَحَدٌ)).

4079- حدّثنا أَبُو كُريْبٍ. حدّثنا يَونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إٍسْحَاقَ. حَدَّثَنِي عَاصِمُ ابْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(( تُفْتَحُ يأَجُوجُ وَمَأْجُوجُ. فَخَرْجُونَ كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى ((21/ 96)) وَهْمْ مِنْ كَلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ. فَيَعُمُّونَ الأَرْضَ. وَيَنْحَازُ مِنْهُمُ الْمُسْلِمُونَ. حَتَّى تَصِيرَ بَقِيَّةُ الْمُسْلِمِينَ فِي مَدَائِنَهِمْ وَحُصُونِهِمْ. وَيَضُمُّونَ إِلَيْهِمْ مَوَاشِيَهْمْ. حَتَّى أَنَّهُمْ لَيَمُرُّونَ بِالنَّهَرِ فَيَشْرَبُونَهُ، حَتَّى مَا يَذرُونَ؟ فِيهِ شَيْئاً فَيَمُرُّ آخِرُهُمْ عَلَى أَثَرِهِمْ. فَيَقُولُ قَائِلُهُمْ: لَقَدْ كَان بَهذَا الْمَكَانِن مَرَّةً. وَيَظْهَرُونَ عَلَى الأَرْضِ. فَيَقُولُ قَائِلُهُمْ: هؤُلاءِ أَهْلُ الأَرْضِ، قَدْ فَرَغْنَا مِنْهُمْ وَلَنُنَازِلَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ. حَتَّى إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيَهُزُّ حَرْبَتَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَتَرْجِعُ مُخَضَّبَةً بِالدَّمِ. فَيَقُولُونَ: قَدْ قَتَلْنَا أَهْلَ السَّمَاءِ. فَبَنَيْنَمَا هُمْ كَذلِكَ، إِذْ بَعَثَ اللهُ دَوَابَّ كَنَغَفِ الْجَرَادِ. فَتَأَخُذُ بِأَعْنَاقِهِمْ فَيَمُوتُونَ: مَوْتَ الْجِرَادِ. يَرْكَبُ بَعٍضُهُمْ بَعْضاً. فَيُصْبِحُ الْمُسْلِمُونَ لاَ سَسْمَعُونَ لَهُمْ حِساً. فَيَقُولُونَ: مَنِ رَجُلٌ يَشْرِي نَفْسَهُ، وَيْنْظَرُ مَافَعَلُوا. فَيَنْزِلُ مَنْهُمْ رَجُلٌ قَدْ وَطَّنَ نَفْسَهُ عَلَى أنْ يَقتُلُوهُ. فَيَجِدُهُمْ مَوْتَى. فَيْنَادِيِهِمْ: أَلاَ أَبْشِرُوا. فَقَدْ هَلَكَ عَدُوُّكُمْ. فَيَخْرُجُ النَّاسُ وَيخْلُونَ سَبِيلَ مَوَاشِيهِمْ. فَمَا يَكُونُ لَهُمْ رَعْيٌ إِلاَّ لُحُومُهُمْ. فَتَشْكَرُ عَلَيْهَا، كَأَحْسَنِ مَاشَكِرَتْ مِنْ نَبَاتٍ أَصَابَتْهُ قَطُ)).

4080- حدّثنا أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ. حدّثنا عَبْدُ الأَعْلَى. حدّثنا سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ.قال: حَدَّثَنَا أَبُو رَافِعٍ عَنْ أَبِي هَرَيْرَةَ؛ قَالَ:قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

((يأَجُوجَ وَمَأْجُوجَ يَحْفِرُونَ كَلَّ يَوْمٍ. حَتَّى إِذَا كَادُوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشَّمْسِ، قَالَ الَّذِي عَلَيْهِمُ: ارْجِعُوا فَسَنَحْفِرُهُ غَداً. فَيُعِيدُهُ اللهُ أِشَدّ مَاكَانَ. حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ مُدَّتُهُمْ، وأَرَادَ اللهُ أَنْ يَبْعَيُهُمْ عَلَى النَّاسِ، حَفَرُوا.حَتَّى إِذَا كَادُوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشَّمْسِ، قَالَ الَّذِي عَلَيْهِمُ: ارْجِعُوا. فَسَتَحْفِرُونَهُ غَداً، إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. وَاسْتَثْنُوَا. فَيَعُودُونَ إِلَيْهِ. وَهُوَ كَهَيْئَتِهِ حِينَ تَرَكُوهُ. فَيَحْفِرُونَهُ وَيَخْرُجُونَ عَلَى النَّاسِ فَيَنْشِفُونَ الْمَاءَ. وَيَتَحَصَّنُ النَّاسُ مِنْهُمْ فِي حُصُونِهِمْ. فَيَرْمُونَ بِسِهَامِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ. فَتَرْجِعُ، عَلَيْهَا الدَّمُ الَّذِي احْفَظَّ. فَيَقُولُونَ: قَهَرْنَا أَهْلَ الأَرْضِ، وَعَلَوْنَا أَهْلَ السَّمَاءِ. فَيَبْعثُ اللهُ نَغَفَاً فِي أَقْفَائِهِمْ فَيَقْتُلُهُمْ بِهضا)).

قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ((والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! إِنَّ دَوَابَّ الأَرْضِ لَتَسْمَنُ وَتَشْكَرُ شَكَراً مِنْ لُحُومِهِمْ)). في الزوائد: إسناده صحيح.رجاله ثقات. ورواه الحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم. 4081- حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ. حدّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ.الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ. حَدَّثَنِي جَبَللَةُ بْنُ سُحَيْمٍ عَنْ مُؤْثِرِ بْنُ عَفَازَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: لَمَّا كَانَ لَيْلَةَ أُسْرِىَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، لَقَيِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى. فَتَذَاكَرُوا السَّاعَةَ. فَبَدَأُ بِإِبْرَاهِيمَ. فَسَأَلُوهُ عَنْهَا. فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مَنْهَا عِلْمٌ. ثُمَّ سَأَلُوا مُوسى. فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مِنهَا عِلْمق. فَرُدَّ الْحَدِيثُ إِلَى عِيسى بْنِ مَرْيَمَ. فَقَالَ: قَدْ عُهِدَ إِلَيَّ فِيمَا دُونَ وَجْبَتِهَا. فَأَمَّا وَجْبَتُهَا فَلاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ اللهُ. فَذَكَرَ خُروجَ الدَّجَّالُ. قَالَ: فَأَنْزلُ فَأَقْتُلُهُ. فَيَرْجِعُ النَّاسُ إِلَى بِلاَدِهِمْ. فَيَسْتَقْبِلهُمْ يَأجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ. فَلاَ يَمُرُّونَ بِمَاءٍ إِلاَّ شَرِبُوهُ. وَلاَ بِشَيْءٍ إِلاَّ أَفْسَدُوهُ. فَيَجْأَرَونَ إِليَة اللهِ. فَأَدْعُو اللهَ أَنْ يُمِيَتَهُمْ. فَتَنْتُنُ الأَرْضُ مِنْ رِيِهِمْ. فَيَجْأَرُونَ إِلَى اللهِ. فَأَدْعْو اللهَ. فَيُرْسِلُ السَّمَاءَ بِالْمَاءِ. فِيَحْمِلُهُمْ فِي الْبَحْرِ. ثُمَّ تُنْسَفَ الْجِبَالُ وَتُمَدُّ الأَرْضُ مَدَّ الأَدِيمِ. فَعُهِدَ إِلَيَّ: مَتَى كَانَ ذلِكَ، كَانَتِ السَّاعَةُ مِنَ النَّاسِ. كَالْحَامِلِ الَّتِي لاَ تَدْرِي أَهْلُهَا مَتَى تَفْجَؤُهُمْ بِوِلاَدَتِهَا. قَالَ الْعَوَّامُ: وَوُجِدَ تَصْدِيقُ ذلِكَ فِي كِتضابِ اللهش تَعَالَى ((21/ 96)) حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجٌ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ. في الزوائد: هذا إسناده صحيح. رجاله ثقات. مؤثر بن عفازة، ذكره ابن حبان في الثقات. وباقي رجال الإسناد ثقات. ورواه الحاكم، وقال: هذا صحيح الإسناد.

((34)) باب خروج المهرى

4082- حدّثنا عُثْمَانَ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. حدّثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ. حدّثنا عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ عَنْ يَزِيدَ ابْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ أَقْبَلَ فِتْيَةٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ. فَلَمَّا رَآهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، اغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ وَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ. قَالَ، فَقلْتُ: مَا نَزَالُ نَرَى فِي وَجْهكَ شَيْئاً نَكْرَهُهُ. فَقَالَ:

(( إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ اخْتَارَ اللهِ لَنَا الآخِرَةَ عَلَى الدٌّنْيَا. وَإِنَّ أَهْلَ بَيْتِي سَيَلْقَوْنَ بَعْدِي بَلاَءً وَتَشْرِيداً وَتَطْرِيداً. حَتَّى يَأْتِىَ قَوْمٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ مَعَهُمْ رَايَأتٌ سُودٌ. فَيَسْأَلونَ الْخَيْرَ، فَلاَ يُعْطَوْنَهُ. فَيُقَاتِلُونَ فَيُنْصَرُونَ. فَيُعطَوْنَ مَا سَأَلُوا. فَلاَ يَقْبَلُونَهُ. حَتَّى يَدْفَعُوهَا إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي فَيَمْلَؤُهَا قِسْطاً. كَمَا مَلَؤُوهَا جَوْراً. فَمَنْ أَدْرَكَ ذلِكَ مِنْكُمْ، فَلْيَأْتِهِمْ وَلَوْ حَبْواً عَلَى الثَّلْجِ)).

في الزوائد: إسناده ضعيف، لضعف يزيد بن أبي زياد الكوفيّ. لكن لم ينفرد بن أبي زياتد عن إبراهيم. فقد رواه الحاكم في المستدرك من طريق عمر بن قيس عن الحكم عن إبراهيم. 4083- حدّثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضِميُّ. حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ الْعُقَيْلِيُّ. حدّثنا عُمَارَةُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ أَبِي صِدَّيقٍ النَّاجِي، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:

((يَكُونُ فِي أُمَّتِي الْمَهْدِيُّ. إِنْ قُصِرَ فَسَبْعٌ. وَإِلاَّ فَتِسْعٌ. فَتَنْعَمُ فِيهِ أُمَّتِي نَعْمَةً لَمْ يَنْعَمُوا مِثْلَهَا قَطُّ تُؤْتَى أُكُلَهَا. وَلاَ تَدَّخِرُ مِنْهُمْ شَيْئاً. وَالْمَالُ يَوْمَئِذٍ كُدُرٍسٌ. فَيَقُومُ الرَّجُلُ فَيَقُولُ: يَامَهْدِيُّ! أَعْطِنِي. فَيَقُولُ: خُذْ)).

4084- حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى وَأَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالاَ: حدّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قَلاَبَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءِ الرَّحَبِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

((يَقْتَيِلُ عِنْدَ كَنْزِكُمْ ثَلاَثَةٌ كُلُّهُمُ ابْنُ خَلِيفَةٍ. ثُمَّ لاَ يَصِيرُ إِلَى وَاحِدٍ مِنْهُمْ. ثُمَّ نَطْلُعُ الرَّايَاتُ السُّودُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ. فَيَقْتُلُوَنَكُمْ قَتْلاً لَمْ يُقْتَلْهُ قَوْمٌ)).

ثُمَّ ذَكَرَ شَيْئاً لاَ أَحْفَظُهُ. فَقَالَ ((فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَبَايِعُوهُ وَلَوْ حَبْواً عَلَى الثَّلْجِ. فَإِنَّهُ خَلِيفَةُ اللهِ، الْمَهْدِيُّ)). في الزوائد: هذا إسناده صحيح. رجاله ثقات. ورواه الحاكم في المستدرك، وقال. صحيح على شرط الشيخين. 4085- حدّثنا عُثْمَانَ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. حدّثنا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ. حدّثنا يَاسِينُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

((الْمَهْدِيُّ مِنَّا، أَهْلَ الْبيَيْتِ، يُصْلِحُهُ اللهُ في لَيْلَةٍ)).

في الزوائد: قال البخاريّ في التاريخ، عقب حديث إبراهيم بن محمد بن الحنفية هذا: في إسناده نظر. وذكره ابن حبان ف يالثقات. ووثق العجليّ. العجليّ، قال البخاريّ: فيه نظر. ولا أعلم له حديث غير هذا. وقال ابن معين وأبو زرعة:لا بأس به. وأبو داود الحفريّ، اسمه عمر بن سعد، احتج به مسلم في صحيحه. وباقيهم ثقات. 4086- حدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حدّثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ. حدّثنا أَبُو الْمَلِيحِ الرَّقِّيُّعن زِيَادِ بْنِ بَيَانٍ، عَنْ عَلَّيِ بْنِ نُفَيْلٍ، عَنْ سَعِيدٍ بْنِ الْمُسَيَّبِ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أُمِّ سَلَمَةَ. فَتَذَاكَرْنَا الْمَهْدِيِّ. فَقَالَتْ:سَمْعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ((الْمَهْدِيُّ مِنْ وَلَدِ فَاطِمَةَ)). 4087- هَدِيَّةُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ. حدّثنا سَعْدُ بْنُ عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ الْيَمَامِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

((نَحْنُ، وَلَدَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، سَادَةُ أَهْلِ الْجَنَّةِ، أَنَا وَحَمْزَةُ. وَعَلِيُّ وَجَعْفَرٌ وَالْحَسَنُ وَالْحِسَيْنُ وَالْمَهْدِيُّ)).

في الزوائد: في إسناده مقال. وعليّ بن زياد، لم أر من وثقه ولامن جرّحه. وباقي رجال الإسناد موثقون. 4088- حدّثنا حَرْمَلَةُ. بْنُ يَحْيَى الْمِصْرِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، قَالاَ: حدّثنا أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ الْغَفَّار بْنُ دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ. حدّثنا ابْنُ لَهِيعضةَ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَمْرِو بْنِ جَابِرٍ الْخَضْرَمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحرِثِ بْنَ جَزْءٍ الزَّبِيدِيِّ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

((يَخْرُجُ نَاسٌ مِمَ الْمَشْرِقِ. فَيُوَطِّئُونَ لِلْمَهْدِيِّ)) يَعْنِي سُلْطَانَهُ.

في الزوائد: في إسناده عمرو بن جابر الحضرميّ وعبد الله بن لهيعة، وهما ضعيفات.

((35)) باب الملاحم

4089- حدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. حدّثنا عِيسى بْنُ يُونُسَ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ حَسَّانَ ابْنِ عَطِيَّةَ؛ قَالَ: مَالَ مَكْحُولٌ وَابْنُ أَبِي زَكَريَّا إِلَى خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، وَمِلْتُ مَعَهُمَا. فَحَدَّثَنَا عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرِ؛ قَالَ: قَالَ لِي جُبَيْرِ: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى ذِي مِخْمَر، وَكَانَ رَجُلاً مَنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. فَانْطَلَقْتُ مَعَهُمَا.فَسَأَلَهُ عَنِ الْهُدْنَةِ. فَقَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

((سَتُصَالِحُكُمُ الرُّومُ صُلْحاً آمِناً. ثُمَّ تَغْزُونَ، أَنْتُمْ وَهُمْ، عَدُوّاً. فَتَنْتَصِرُونَ وَتَغْنَمُونَ وَتَسْلَمُونَ ثُمَّ تَنْصَرِفُونَ. حَتَّى تَنْزِلُوا بَمَرْجٍ ذِي تُلَولٍ. فَيَرْفَعُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الصَّلِيبِ الصَّلِيبَ، فَيَقُولُ: غَلَبَ الصَّلِيبُ. فَيَغْضَبُ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ. فَيَقُومُ إِلَيْهِ فَيَدُقُّهُ. فَعِنْدَ ذلِكَ تَغْدِرُ الرُّومُ، وَيَجْتَمِعُونَ لِلَمَلْحَمَةِ)).

في الزوائد: إسناده حسن. وروى أبو داود بعضه. حدثنا عَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ. حدّثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ. حدّثنا الأَوْزَاعِيُّ عَنْ حَسَّانَ ابْنِ عَطِيَّةَ، بِإِسْنَادِهِ، نَحْرَهُ، وَزَادَ فِيهِ، فَيَجْتَمِعُونَ لِلْمَلْحَمَةِ فَيأْتُونَ حِينَئذٍ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةٍ. تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً. 4090- حدّثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارِ. حدّثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ. ثتا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاتِكَةِ عَنْ سَلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ الْمَحَارِبِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

((إِذَا وَقَعَتِ الْمَلاَحِمُ، بَعَثَ اللهُ بَعْثَا مِنَ الْمَوَالِي، هُمْ أَكْرَمُ الْعَرَبِ فَرَساً وَأجْوَدُهُ سِلاَحاً، يُؤَيِّدُ بِهِمُ الدِّينَ)).

في الزوائد: هذا إسناد حسن. وعثمان بن أبي العاتكة مختلف فيه. 4091- حدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. حدّثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ ابْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

((سَتُقَاتِلونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ. فَيَفْتَحُهَا اللهُ. ثُمَّ تُقَاتِلُونَ الرُّومَ فَتَفْتَحُهَا اللهُ. ثُمَّ تُقَاتِلُونَ الدَّجَّالَ فَيَفْتَحُهَا اللهُ)).

قَالَ جَابِرٌ: فَمَا يَخْرُجُ الدَّجَّالُ حَتَّى تُفَتَحَ الرُّومُ. 4092- هِشَامُ بْنُ عَمَّارِ. حدّثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالاَ: حدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ قُطَيْبٍ السَّكُونِيِّ ((وَقَالَ الْوَلِيدُ: يَزِيدُ بْنُ قُطْبَةَ))، عَنْ أَبِي بَحْرَّيةَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:

((الْمَلْحَمَةُ الْكُيْرَى وَفَتْحُ الْقُسْطُنْطِينِيَّةِ وَخُرُوجُ الدَّجَّالِ، فِي سَبْعَةِ أَشْهُرٍ)).

4093- حدّثنا سُوَيدُ بْنُ سَعِيدٍ. حدّثنا بَقِيَّةُ عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي بِلاَلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

((بَيْنَ الْمَلْحَمَةِ وفَتْحِ الْمَديِنَةِ، سِتُّ سِنِينَ. وَيَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي السَّابِعَةِ)).

4094- حدّثنا عَلِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ الرَّقيُّ. حدّثنا أَبُو يَعْقُوبَ الْحُنَيْنِيُّ عَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهَ:

((لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَكُونَ أَدْنَى مَسَالِحِ الْمُسْلِمِينَ بِبَوءلاِءَ)). ثَمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم ((يَاعَلِيُّ! يَاعَلِيُّ! يَاعَلِيُّ!)) قَالَ: بِأَبِي وَأُمِّي! قَالَ ((إِنَّكُمْ سَتُقَاتِلُونَ بَنِي الأَصْفَرِ وَيُقَاتِلُهُمُ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِكُمْ حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ رَوقَةُ الإِسْلاَمِ، أَهْلُ الْحِجَازِ الَّذِينَ لاَ يَخَافُونَ فِي اللهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ. فَيَفْتَتِحُونَ الْقُسْطَنْطِينِيّةَ بَالتَّسْبِيحِ وَالتَّكْبِيرِ. فَيُصِيبُونَ غَنَائِمَ لَمْ يُصِيبُوا مِثْلَهَا. حَتَّى يَقْتَسِمُوا بِالأَتْرِسَةِ. وَيَأْتِي آتٍ فَيَقُولُ: إِنَّ الْمَسِيحَ قَدْ خَرَجَ فِي بِلاَدِكُمْ. أَلاَ وَهِي كِذْبَةُ. فَالاْخِذُ نَادِمٌ)).

في الزوائد: في إسناده كثير بن عبد الله، كذبه الشافعيّ وأبو داود. وقال ابن حبان: روى عن أبيه عن جده نسخة موضوعة لا يحلّ ذكرها في كتب، ولا الرواية عنه إلا جهة التعجب. 4095- حدّثنا عَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. حدّثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ. حدّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْعَلاَءِ. حَدَّنَنِي بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ. حَدَّثَنِي أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلاَ نِيُّ. حَدَّثَنِي عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

((تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الأَصْفَرِ هُدْنَةٌ. فَيَغْدِرُونَ بِكُمْ. فَيَسِيُرونَ إِلَيْكُمْ فِي ثَمَانِينَ غَايَةً. نَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلَفاً)).
((36)) باب الترك

4096- حدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. حدّثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يبْلُغَ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:

((لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْماً نِعَالُهُمُ الشَّعَرُ. وَلاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْماً صِغَارَ الأَعْيُنِ)).

4097- حدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. حدّثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

((لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْماً صِغَارَ الأَعْيُنِ، ذُلْفَ الأُنوفِ. كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ. َلاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْماً نِعَالُهُمُ الشَّعَرُ)).

4098- حدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. حدّثنا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ. حدّثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ. حدّثنا الْحَسَنُ عَنْ عَمْرِو بْنِ تَغْلِبَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

((إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تُقَاتِلُوا قَوْماً عِرَاضَ الْوُجُوهِ. كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانٌّ الْمُطْرَقَةُ. وَإِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تُقَاتِلُوا قَوْماً يَنْتَعِلُونَ الشَّعَرَ)).

4099- حدّثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ. حدّثنا عَمَّار بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الأْعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

((لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْماً صِغَارَ الأَعْيُنِ، عِرَاضَ الْوُجُوهِ. كَأَنَّ أَعْيُنَهُمْ حَدَقُ الْجَرَادِ. كَأَنَ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانٌّ الْمُطْرَقَةُ. يَنْتَعِلُونَ الشَّعَرَ وَيَتَّخِذُونَ الدَّرَقَ. يَرْبُطُونَ خَيْلَهُمْ بَالنَّخْلِ)).

في الزوائد: إسناده حسن. وعمار بن محمد مختلف فيه. والحديث رواه ابن حبان في صحيحه من طريق الأعمش.