سفر باروخ
سفر باروخ أو سفر نبوة باروخ أو باروخ 1، هو أحد أسفار الكتاب المقدس. بالرغم من أنه غير موجود في التوراة، إلا أنه موجود في السبعونية وفي الڤولگاته، الكتاب المقدس الأرثوذكسي الإرتري/الإثيوپي وكذلك في نسخة ثيودوتيون. وهو يجمع أسفار إشعياء، إرميا، مراثي إرميا، حزقيال، دانيال، وأسفار الأنبياء الصغار الإثنى عشر. سُمي السفر على اسم باروخ بن نيريل، وقد كتبه سفر في بابل بعد السبي، وكان ذلك في السنة الخامسة في السابع من الشهر حين أخذ الكلدانيون أورشليم وأحرقوها بالنار. وقد نسب السفر إلى باروخ لأنه كتب الأصحاحات الخمسة الأولى منه. أما الأصحاح السادس والأخير فقد كتبه إرميا لليهود الذين كان ملك بابل مزمعًا أن يسوقهم في السبي إلى بابل.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الإصحاح الأول
- هذا كلام الكتاب الذي كتبه باروك بن نيريا بن معسيا بن صدقيا بن حسديا ابن حلقيا في بابل
- في السنة الخامسة في السابع من الشهر حين اخذ الكلدانيون اورشليم واحرقوها بالنار
- وتلا باروك كلام هذا الكتاب على مسمعي يكنيا بن يوياقيم ملك يهوذا وعلى مسامع جميع الشعب الذين جاءوا لاستماع الكتاب
- وعلى مسامع المقتدرين وبني الملوك ومسامع الشيوخ ومسامع جميع الشعب من الصغار الى الكبار جميع الساكنين في بابل على نهر سود
- فبكوا وصاموا وصلوا امام الرب
- وجمعوا من الفضة قدر ما استطاعت يد كل واحد
- وبعثوا الى اورشليم الى يوياقيم بن حلقيا بن شلوم الكاهن والى الكهنة والى جميع الشعب الذين معه في اورشليم
- عندما اخذ انية بيت الرب المسلوبة من الهيكل ليردها الى ارض يهوذا في العاشر من سيوان وهي انية الفضة التي صنعها صدقيا ابن يوشيا ملك يهوذا
- بعدما اجلى نبوكد نصر ملك بابل يكنيا والرؤساء والمحصنين والمقتدرين وشعب الارض من اورشليم وذهب بهم الى بابل
- وقالوا انا قد ارسلنا اليكم فضة فابتاعوا بالفضة محرقات وذبائح للخطية ولبانا واصنعوا تقادم وقدموها علىمذبح الرب الهنا
- وصلوا من اجل حياة نبوكد نصر ملك بابل وحياة بلشصر ابنه لكي تكون ايامهما كايام السماء على الارض
- فيؤتينا الرب قوة وينير عيوننا ونحيا تحت ظل نبوكد نصر ملك بابل وظل بلشصر ابنه ونتعبد لهما اياما كثيرة ونحننائلون لديهما حظوة
- وصلوا من اجلنا الى الرب الهنا فانا قد خطئنا الى الرب الهنا ولم يرتد سخط الرب وغضبه عنا الى هذا اليوم
- واتلوا هذا الكتاب الذي ارسلناه اليكم لينادى به في بيت الرب في يوم العيد وفي ايام المحفل
- وقولوا للرب الهنا العدل ولنا خزي الوجوه كما في هذا اليوم لرجال يهوذا وسكان اورشليم
- ولملوكنا ورؤسائنا وكهنتنا وانبيائنا وابائنا
- لانا خطئنا امام الرب وعصيناه
- ولم نسمع لصوت الرب الهنا لنسلك في اوامر الرب التي جعلها امام وجوهنا
- من يوم اخرج الرب اباءنا من ارض مصر الى هذا اليوم ما زلنا نعاصي الرب الهنا ونعرض عن استماع صوته
- فلحق بنا الشر واللعنة اللذان امر الرب موسى عبده ان يوعد بهما يوم اخرج اباءنا من ارض مصر ليعطينا ارضا تدر لبنا وعسلا كما في هذا اليوم
- فلم نسمع لصوت الرب الهنا ولا لجميع كلام الانبياء الذين ارسلهم الينا
- ومضينا كل واحد على اصرار قلبه الشرير عابدين الهة اخر صانعين الشر امام عيني الرب الهنا
الإصحاح الثاني
- فاقام الرب كلامه الذي تكلم به علينا وعلى قضاتنا الذين يقضون في اسرائيل وعلى ملوكنا ورؤسائنا وعلى رجال اسرائيل ويهوذا
- جالبا علينا شرا عظيما بحيث لم يحدث تحت السماء باسرها مثل ما احدثه في اورشليم على حسب ما كتب في شريعة موسى
- حتى اكل بعضنا لحم ابنه والاخر لحم بنته
- واخضعهم تحت ايدي جميع الممالك التي حولنا وجعلهم عارا ودهشا في جميع الشعوب الذين شتتهم الرب بينهم
- فاذا هم في الانحطاط بدل الرفعة لانا خطئنا الى الرب الهنا غير سامعين لصوته
- للرب الهنا العدل ولنا ولابائنا خزي الوجوه كما في هذا اليوم
- لان الرب تكلم علينا بجميع هذا الشر الذي حل بنا
- ونحن لم نستعطف وجه الرب تائبين كل واحد عن افكار قلبه الشرير
- فسهر الرب على الشر وجلبه الرب علينا لان الرب عادل في جميع اعماله التي اوصانا بها
- فلم نسمع لصوته لنسلك في اوامر الرب التي جعلها امام وجوهنا
- فالان ايها الرب اله اسرائيل الذي اخرج شعبه من ارض مصر بيد قديرة وبايات ومعجزات وقوة عظيمة وذراع مبسوطة واقام له اسما كما في هذا اليوم
- انا خطئنا ونافقنا واثمنا ايها الرب الهنا في جميع رسومك
- لينصرف غضبك عنا فقد بقينا نفرا قليلا في الامم الذين شتتنا بينهم
- اسمع يا رب صلاتنا وتضرعنا وانقذنا لاجلك وانلنا حظوة امام وجوه الذين اجلونا
- لكي تعرف الارض باسرها انك انت الرب الهنا وانه باسمك دعي اسرائيل وعشائره
- ايها الرب التفت من بيت قدسك وانظر الينا وامل ايها الرب اذنك واستجب
- افتح عينيك وانظر فانه ليس الاموات في الجحيم الذين اخذت ارواحهم عن احشائهم يعترفون للرب بالمجد والعدل
- لكن الروح الكئيب من الشدة والذي يمشي منحنيا ضعيفا والعيون الكليلة والنفس الجائعة هم يعترفون لك بالمجد والعدل يا رب
- فانا لا لاجل بر ابائنا وملوكنا نلقي تضرعنا امامك ايها الرب الهنا
- بل لانك ارسلت سخطك وغضبك علينا كما تكلمت على السنة عبيدك الانبياء
- هكذا قال الرب احنوا مناكبكم وتعبدوا لملك بابل فتسكنوا في الارض التي اعطيتها لابائكم
- وان لم تسمعوا لصوت الرب بان تتعبدوا لملك بابل
- فاني ابطل من مدن يهوذا ومن شوارع اورشليم صوت الطرب وصوت الفرح صوت العروس وصوت العروسة وتكون كل الارض مستوحشة لا ساكن فيها
- فلم نسمع لصوتك بان نتعبد لملك بابل فاقمت كلامك الذي تكلمت به على السنة عبيدك الانبياء ان تخرج عظام ملوكنا وعظام ابائنا من مواضعها
- وها انها مطروحة لحر النهار وقرس الليل وقد ماتوا في اوجاع اليمة بالجوع والسيف والطرد
- وجعلت البيت الذي دعي باسمك كما في هذا اليوم لاجل شر ال اسرائيل وال يهوذا
- وقد عاملتنا ايها الرب الهنا بكل رافتك وكل رحمتك العظيمة
- كما تكلمت على لسان عبدك موسى يوم امرته ان يكتب شريعتك امام بني اسرائيل قائلا
- ان لم تسمعوا لصوتي فان هذا الجمع العظيم الكثير ليصيرن نفرا قليلا في الامم الذين اشتتهم بينهم
- فاني عالم بانهم لا يسمعون لي لانهم شعب قساة الرقاب لكنهم سيرجعون الى قلوبهم في ارض جلائهم
- ويعلمون اني انا الرب الههم واعطيهم قلوبا واذانا سامعة
- فيسبحونني في ارض جلائهم ويذكرون اسمي
- ويتوبون عن صلابة رقابهم وعن شر اعمالهم لانهم يتذكرون طريق ابائهم الذين خطئوا امام الرب
- واعيدهم الى الارض التي حلفت عليها لابائهم ابراهيم واسحق ويعقوب فيتسلطون عليها واكثرهم فلا يقلون
رواقيم لهم عهدا ابديا فاكون لهم الها ويكونون لي شعبا ولا اعود ازعزع شعبي اسرائيل من الارض التي اعطيتها لهم
الإصحاح الثالث
- ايها الرب القدير اله اسرائيل قد صرخت اليك النفس في المضايق والروح في الكروب
- فاسمع يا رب وارحم فانك اله رحيم ارحم فانا قد خطئنا اليك
- فانك انت تدوم الى الابد اما نحن فنهلك الى الابد
- ايها الرب القدير اله اسرائيل اسمع صلاة قوم اسرائيل وبني الذين خطئوا اليك الذين لم يسمعوا لصوت الههم وقد لحق الشر بنا
- لا تذكر اثام ابائنا بل اذكر يدك واسمك في هذا الزمان
- فانك انت الرب الهنا واياك نسبح يا رب
- لانك لذلك جعلت مخافتك في قلوبنا ولندعو باسمك انا نسبحك في جلائنا لانا قد نبذنا عن قلوبنا كل اثم ابائنا الذين خطئوا امامك
- وها انا اليوم في الجلاء حيث شتتنا للتعيير واللعنة والعقاب لاجل جميع اثام ابائنا الذين ارتدوا عن الرب الهنا
- اسمع يا اسرائيل وصايا الحياة اصغوا وتعلموا الفطنة
- لماذا يا اسرائيل لماذا انت في ارض الاعداء
- قد ذبلت في ارض الغربة وتنجست بالاموات وحسبت مع الذين هم في الجحيم
- انك قد تركت ينبوع الحكمة
- ولو انك سلكت في طريق الله لسكنت في السلام مدى الدهر
- تعلم اين الفطنة واين القوة واين التعقل لكي تعلم ايضا اين طول الايام والحياة واين نور العيون والسلام
- من وجد موضعها ومن بلغ الى كنوزها
- اين رؤساء الامم والذين يتسلطون على وحوش الارض
- والذين يلاعبون طيور السماء
- ويكنزون الفضة والذهب مما يتوكل عليه البشر ولا حد لكسبهم ويصوغون الفضة ويهتمون ولا استقصاء لمساعيهم
- انهم قد اضمحلوا والى الجحيم هبطوا واخرون قاموا من مكانهم
- احداث راوا النور وسكنوا الارض لكنهم لم يعرفوا طريق التادب
- ولم يفهموا سبله وبنوهم لم يدركوه وابتعدوا عن طريقه
- لم يسمع به في كنعان ولا تراءى في تيمان
- وبنو هاجر ايضا المبتغون للتعقل على الارض وتجار مران وتيمان وقائلو الامثال ومبتغو التعقل لم يعرفوا طريق الحكمة ولم يتذكروا سبلها
- يا اسرائيل ما اعظم بيت الله وما اوسع موضع ملكه
- عظيم هو بغير حد وعال بغير قياس
- هناك ولد الجبابرة المذكورون الذين كانوا في البدء الطوال القامات الحاذقون بالقتال
- اولئك لم يخترهم الرب ولم يجعل لهم طريق التادب
- فهلكوا لعدم الفطنة هلكوا لغباوتهم
- من صعد الى السماء فتناولها ونزل بها من الغيوم
- من اجتاز الى عبر البحر ووجدها واثرها على الذهب الابريز
- ليس احد يعرف طريقها ويطلع على سبيلها
- لكن العالم بكل شيء هو يعلمها وبعقله وجدها الذي ثبت الارض الى الابد وملاها حيوانا ذا اربع
- الذي يرسل النور فينطلق يدعوه فيطيعه برعدة
- ان النجوم اشرقت في محارسها وتهللت
- دعاها فقالت نحن لديك واشرقت متهللة للذي صنعها
- هذا هو الهنا ولا يعتبر حذاءه اخر
- هو وجد طريق التادب بكماله وجعله ليعقوب عبده ولاسرائيل حبيبه
- وبعد ذلك تراءى على الارض وتردد بين البشر
الإصحاح الرابع
- هذا كتاب اوامر الله والشريعة التي الى الابد كل من تمسك بها فله الحياة والذين يهملونها يموتون
- كتب يا يعقوب واتخذها وسر في الضياء تجاه نورها
- لا تعط مجدك لاخر ومزيتك لامة غريبة
- طوبى لنا يا اسرائيل لان ما يرضي عند الله معروف لدينا
- ثقوا يا شعبي يا تذكار اسرائيل
- فانكم لم تباعوا للامم لهلاككم ولكن بما انكم اسخطتم الله قد اسلمتم الى اعدائكم
- لانكم اغضبتم صانعكم اذ ذبحتم للشياطين لا لله
- ونسيتم رازقكم الاله الازلي وحزنتم مربيتكم اورشليم
- انها رات الغضب الذي حل بكم من قبل الله فقالت اسمعن يا جارات صهيون ان الله قد جلب علي نوحا عظيما
- فاني رايت سبي بني وبناتي الذي جلبه عليهم الازلي
- اني ربيتهم بفرح ثم ودعتهم ببكاء ونوح
- لا يشمتن احد بي انا الارملة التي ثكلت كثيرين فاني قد اوحشت لاجل خطايا بني لانهم زاغوا عن شريعة الله
- ولم يعرفوا رسومه ولم يسلكوا في طرق وصايا الله ولم يسيروا في سبل التادب ببره
- هلم يا جارات صهيون فاذكرن سبي بني وبناتي الذي جلبه عليهم الازلي
- فانه جلب عليهم امة من بعيد امة وقحة اعجمية اللسان
- لم تهب شيخا ولم تشفق على طفل فذهبوا باحباء الارملة واثكلوا المتوحدة بناتها
- باي شيء استطيع ان اغيثكم
- الذي جلب عليكم الشر هو ينقذكم من ايدي اعدائكم
- سيروا يا بني سيروا اني بقيت مستوحشة
- قد خلعت حلة السلام ولبست مسح التضرع اصرخ الى الازلي مدى ايامي
- ثقوا يا بني واستغيثوا بالله فينقذكم من ايدي الاعداء المتسلطين عليكم
- فاني قد رجوت بالازلي خلاصكم وحلت بي مسرة من لدن القدوس بالرحمة التي تؤتونها عما قليل من عند الازلي مخلصكم
- قد ودعتكم ببكاء ونوح ولكن الله سيردكم لي بفرح ومسرة الى الابد
- فكما ترى الان جارات صهيون سبيكم هكذا عما قليل سيرين خلاصكم من عند الله تؤتونه بمجد عظيم وببهاء الازلي
- يا بني احتملوا بالصبر الغضب الذي حل بكم من الله قد اضطهدك العدو لكنك سترى هلاكه عن قليل وتطا رقابهم
- ان مترفي سلكوا طرقا وعرة وسيقوا كغنم نهبتها الاعداء
- ثقوا يا بني واستغيثوا بالله فان الذي جلب عليكم هذه سيتذكركم
- وكما كنتم تهوون ان تشردوا عن الله فبقدر ذلك عشر مرات تلتمسونه تائبين
- والذي جلب عليكم الشر يجلب لكم المسرة الابدية مع خلاصكم
- ثقي يا اورشليم فان الذي سماك باسمه يعزيك
- ويل للذين جاروا عليك وشمتوا بسقوطك
- ويل للمدن التي استعبدت بنيك ويل للتي اخذت اولادك
- فانها كما شمتت بسقوطك وفرحت بخرابك كذلك ستكتئب عند دمارها
- وابطل مفاخرتها بكثرة سكانها واحول مرحها الى نوح
- لان نار تنزل عليها من عند الازلي الى ايام كثيرة وتسكنها الشياطين طول الزمان
- تطلعي يا اورشليم من حولك نحو المشرق وانظري المسرة الوافدة عليك من عند الله
- ها ان بنيك الذين ودعتهم قادمون يقدمون مجتمعين من المشرق الى المغرب بكلمة القدوس مبتهجين بمجد الله
الإصحاح الخامس
- اخلعي يا اورشليم حلة النوح والمذلة والبسي بهاء المجد من عند الله الى الابد
- تسربلي ثوب البر الذي من الله واجعلي على راسك تاج مجد الازلي
- فان الله يظهر سناك لكل ما تحت السماء
- ويكون اسمك من قبل الله الى الابد سلام البر ومجد عبادة الله
- انهضي يا اورشليم وقفي في الاعالي وتطلعي من حولك نحو المشرق وانظري بنيك مجتمعين من مغرب الشمس الى مشرقها بكلمة القدوس مبتهجين بذكر الله
- قد ذهبوا عنك راجلين تسوقهم الاعداء لكن الله يعيدهم اليك راكبين بكرامة كمن هو على عرش الملك
- لان الرب قد عزم ان يخفض كل جبل عال والتلال الدهرية وان يملا الاودية لتمهيد الارض كيما يسير اسرائيل بغير عثار لمجد الله
- حتى ان الغاب وكل شجر طيب العرف قد ظلل على اسرائيل بامر الله
- ان الله سيعيد اسرائيل بسرور في نور مجده برحمة وعدل من عنده
الإصحاح السادس
- نسخة الرسالة التي ارسل بها ارميا الى الذين كان ملك بابل مزمعا ان يسوقهم في الجلاء الى بابل يخبرهم بما امره الله به
- انه لاجل الخطايا التي خطئتم امام الله يسوقكم نبوكد نصر ملك بابل في الجلاء الى بابل
- فاذا دخلتم بابل فستكونون هناك سنين كثيرة وزمانا طويلا الى سبعة اجيال وبعد ذلك اخرجكم من هناك بسلام
- والان فانكم سترون في بابل الهة من الفضة والذهب والخشب تحمل على المناكب وتلقي الرهبة على الامم
- فاحترزوا ان تتشبهوا بالغرباء وتاخذكم منها رهبة
- واذا رايتم الجموع امامها ووراءها يسجدون لها فقولوا في قلوبكم لك يا رب ينبغي السجود
- فان ملاكي معكم وهو يطالب بانفسكم
- اما تلك فان لها السنة قد نحتها النجار وهي مغشاة بالذهب والفضة لكنها الهة زور لا تستطيع نطقا
- ياخذ الناس لها ذهبا كما يؤخذ لعذراء تحب الزينة
- فيصوغون اكاليل يجعلونها على رؤوس الهتهم وربما سرق الكهنة من الهتهم الذهب والفضة لمنفعة انفسهم
- وقد يبذلون منهما بالزواني اللاتي في البيت يزينون الالهة بالملابس كالبشر وهي من الفضة والذهب والخشب
- فهي لا تسلم من الصدا والسوس وان كانت تلبس الارجوان
- ويمسحون وجوهها من غبار البيت المتراكم عليها
- وفي يد كل منها صولجان كالحاكم على بلد لكنه لا يقتل من يجرم اليه
- وفي يمينه سيف وفاس لكنه لا ينجي نفسه من الحرب واللصوص فحق بذلك انها ليست الهة
- فلا تخافوها فانه كما ان الاناء المكسور لا ينفع صاحبه كذلك الهتهم
- اذا نصبت في البيوت فعيونها تمتلئ غبارا من اقدام الداخلين
- يحظر عليها في الديار كما يحظر على من اجرم الى الملك وكهنتها يحصنون بيوتها بابواب واقفال ومزاليج كما يفعل بمن حكم عليه بالموت لئلا تسلبها اللصوص
- يوقدون لها من السرج اكثر مما يوقدون لانفسهم وهي لا تستطيع ان ترى منها شيئا
- انما هي كجوائز البيت وقد ذكر ان حشرات الارض تنهش قلوبها فتؤكل هي وثيابها ولا تشعر
- تسود وجوهها من الدخان الذي في البيت
- على ابدانها ورؤوسها تثب البوم والخطاف وسائر الطيور والسنانير
- فاعلموا من ذلك انها ليست الهة فلا تخافوها
- والذهب الذي يغشيها للزينة ان لم يمسح صداه لم يكن لها رونق كما انها اذ صيغ عليها لم تشعر
- تبتاع بكل ثمن وان لم يكن فيها روح
- ليس لها ارجل فتحمل على المناكب وبذلك تبدي للناس هوانها والذين يعبدونها هم ايضا يخزون
- لانها اذا سقطت على الارض لا تقوم من نفسها ولا اذا نصبها احد تتحرك من نفسها ولا اذا اميلت تستقيم بل تقدم اليها الهدايا كما تقدم الى اموات
- وكهنتها يبيعون ذبائحها لمنفعة انفسهم وكذلك نساؤهم يملحن ما بقي منها ولا يجعلن فيها حظا لمسكين ولا سقيم
- الطامث والنفساء تلمسان ذبائحها فاذ قد علمتم من ذلك انها ليست الهة فلا تخافوها
- لماذا تسمى الهة لان النساء يقدمن الهدايا لهذه الالهة التي هي من الفضة والذهب والخشب
- ولان الكهنة يجلسون في بيوتها باقمصة ممزقة وهم محلوقو الرؤوس واللحى ورؤوسهم مكشوفة
- ويعجون صائحين امام الهتهم كالجالسين على مادبة الميت
- الكهنة ينزعون من ثيابها ما يكسون نساؤهم واولادهم
- واذا اساء اليها احد او احسن فلا تستطيع المكافاة ولا في وسعها ان تقيم ملكا او تخلعه
- ولا تقدر ان تهب عرضا ولا نقدا واذا نذر احد نذرا ولم يقضه فلا تطالب
- لا تنحي احدا من الموت ولا تنقذ الضعيف من يد القوي
- لا ترد البصر لاعمى ولا تفرج عن ذي شدة
- لا ترحم ارملة ولا تحسن الى يتيم
- فهذه الالهة التي هي من الخشب مغشاة بالذهب والفضة تماثل حجارة من الجبل والذين يعبدونها يخزون
- فكيف يسوغ ان تحسب او تسمى الهة
- بل الكلدانيون انفسهم يزدرونها فانهم اذا راوا ابكم لا ينطق يقدمونه الى بال ويطلبون منه النطق كانه يشعر
- ومع اختبارهم لها لا يتركون عبادتها لانهم لا يشعرون
- والنساء يقعدن على الطرق متحزمات بالحبال يبخرن بالنخالة
- فاذا اجتذب مجتاز واحدة منهن وضاجعها عيرت صاحبتها بانها لم تحظ مثلها ولم يقطع حبلها
- وكل ما يصنع لهذه الالهة انما هو زور فكيف يسوغ ان تحسب او تسمى الهة
- هي صنعة النجار والصايغ فلا تكون الا ما يريد صانعها
- والذين صنعوها قصيرو بقاء فكيف يكون ما صنعوه
- انهم تركوا لمن يليهم زورا وعارا
- واذا اتى عليها حرب وشر ياتمر الكهنة فيما بينهم اين يختبئون بها
- فكيف لا يشعر انها ليست بالهة وهي لا تخلص انفسها من الحرب والشر
- وبما انها من الخشب مغشاة بالذهب والفضة فسيعلم فيما بعد انها زور ويتبين لجميع الامم والملوك انها ليست الهة بل صنعة ايدي الناس ولا شيء فيها من صنعة الله
- فهل من حاجة الى التنبيه على انها ليست الهة
- فانها لا تقيم ملكا على بلد ولا تعطي الناس مطرا
- ولا تخاصم حتى لخصومة انفسها ولا تنقذ احدا من مظلمة اذ لا تستطيع شيئا وانما هي كالغربان التي بين السماء والارض
- واذا وقعت نار في بيت هذه الالهة المصنوعة من الخشب المغشاة بالذهب او الفضة فكهنتها يفرون وينجون اما هي فتحترق كجوائز البيت
- انها لا تقاوم ملكا ولا عدوا فكيف يسوغ ان تحسب او تعد الهة
- وهذه الالهة المصنوعة من الخشب المغشاة بالفضة والذهب لا تنجي انفسها من السراق او اللصوص
- والذين يستولون عليها ينزعون عنها الذهب والفضة والثياب التي عليها ويذهبون بها وهي لا تدافع عن انفسها
- لا جرم ان ملكا من ذوي الباس او اناء نافعا في البيت يستخدمه مالكه خير من الهة الزور وبابا في البيت يحفظ ما فيه خير من الهة الزور وعمود من الخشب في قصر خير من الهة الزور
- ان الشمس والقمر والنجوم تضيء وترسل لمنفعة الخلق وتطيع مرسلها
- وكذلك البرق اذا لمع يروق العين والريح تهب في كل ناحية
- والسحب يامرها الله ان تمر على كل المسكونة فتقضي ما امرت به
- والنار المرسلة من فوق لتفني الجبال والغاب تفعل ما اوصيت به اما تلك فلا تعدل بهذه منظرا ولا قوة
- فلا يسوغ ان تحسب او تسمى الهة اذ لا تستطيع ان تجري حكما او تصنع احسانا
- فاذ قد علمتم انها ليست بالهة فلا تخافوها
- فانها لا تلعن الملوك ولا تباركهم
- ولا تبدي ايات في الامم ولا في السماء ولا تنير كالشمس ولا تضيء كالقمر
- الوحوش خير منها لان في طاقتها ان تهرب الى ملجا وتنفع انفسها
- وبالجملة فلا يتبين لنا بوجه من الوجوه انها الهة فلا تخافوها
- مثل الهتهم المصنوعة من الخشب المغشاة بالذهب والفضة مثل شخص منصوب في مقثاة لا يحرس شيئا
- وايضا مثل الهتهم المصنوعة من الخشب المغشاة بالذهب والفضة مثل عوسج في بستان يقع عليه كل طير او مثل ميت مطروح في الظلمة
- ومن الارجوان والقرمز اللذين ياكلهما العث عليها يعلم انها ليست الهة وفي اخر الامر هي ايضا تؤكل وتصير عارا في الافاق
- ان الرجل الصديق الذي لا صنم له افضل لانه بمعزل عن العار