زو بن طهماسب
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ذكر نوبة زوّ بن طهماسب و ما جرى فى عهده
نوبة زوّ بن طهماسب و ما جرى فى عهد ملكه خمسة أعوام قال: فلما قدموا على زوّ أخبروه بأن زال بن سام و عساكر إيران كلهم اتفقوا على تقديمه و تتويجه.
فأجاب و قدم مجلس على السرير و اعتصب بالتاج. و كان كبير السن قد أناف على ثمانين سنة.
فساس الرعية و أجرى الأمور على قانون العدل و طريقة السداد، و كف أيدى الظلمة و قلم أظفار الجورة. و وقع فى ذلك العهد قحط عظيم عز فيه الطعام حتى كان يقابل بالدراهم.
و أمسكت السماء عنهم، و صوّح النبات، و عدمت الأقوات. و بقيت عساكر الفريقين ثمانية أشهر متقاتلين و متقابلين على حالة واحدة. فأضعفتهم الأزمة و استغاثوا و قالوا إن اللّه تعالى قد أبلانا بهذا البلاء و الغلاء بشؤم فعلنا فى أرضه، و سوء صنيعنا بخلقه. فتردّدت الرسل بين الفريقين، فاصطلحواو تهادنوا.
و اتفقوا على أن يقسموا بينهم الأرض. فاستقرت الحال على أن يكون من حدّ رُوزابد ، و شير الى منتهى أقصى الصين و ألُخلَتن لأفراسياب و التورانية، و من هذا الجانب لزوّ و الايرانية.
فتعاقدوا على ذلك، و تعاهدوا على أن لا يتجاوز كل واحد منهما حدّه المحدود. فرجع كلا الفريقين إلى ممالكهم، و أخذ زوّ على طريق فارس، و عاد زال الى زوالستان. ففتح اللّه على الخلق أبواب السماء و أدر عليهم شآبيب الأنداء. حتى أخصبت المرابع، و اعشوشبت المرابع. و استقر زوّ على سريره بفارس و اجتمع عليه الايرانية. و بقى على سيرة العدل و الإِحسان ، و قاعدة الأمن و الأمان، يقيم الميل و يزيل الأود على وتيرة مرضية و شاكلة حميدة الى أن مضى لسبيله بعد خمس سنين من ملكه. فانتكست أمور الايرانية و اختلت أحوالهم.