زاد المعاد

من معرفة المصادر

إسم الكتاب زاد المعاد في هدي خير العباد

إسم المؤلف محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله

ولادة المؤلف 691

وفاة المؤلف 751

عدد الأجزاء 5


عرض اليكترونى : براء الخطيب


زاد المعاد في هدي خير العباد

بسم الله الرحمن الرحيم

حسبي الله ونعم الوكيل

مقدمة المؤلف


الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين ولا إله إلا الله إله الأولين والآخرين وقيوم السماوات والأرضين ومالك يوم الدين الذي لا فوز إلا في طاعته ولا عز إلا في التذلل لعظمته ولا غنى إلا في الإفتقار إلى رحمته ولا هدى إلا في الإستهداء بنوره ولا حياة إلا في رضاه ولا نعيم إلا في قربه ولا صلاح للقلب ولا فلاح إلا في الإخلاص له وتوحيد حبه الذي إذا أطيع شكر وإذا عصي تاب وغفر وإذا دعي أجاب وإذا عومل أثاب والحمد لله الذي شهدت له بالربوبية جميع مخلوقاته وأقرن له بالإلهية جميع مصنوعاته وشهدت بأنه الله الذي لا إله إلا هو بما أودعها من عجائب صنعته وبدائع آياته وسبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضى نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته ولا إله إلاالله وحده لا شريك له في إلهيته كما لا شريك له في ربوبيته ولا شبيه له في ذاته ولا في أفعاله ولا في صفاته والله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا وسبحان من سبحت له السماوات وأملاكها والنجوم وأفلاكها والأرض وسكانها من عباده وخيرته من خلقه وكان هذا الإختيار راجعا إلى حكمته وعلمه سبحانه لمن هو أهل له لا إلى اختيار هؤلاء المشركين واقتراحهم فسبحان الله وتعالى عما يشركون

فصل


وإذا تأملت أحوال هذا الخلق رأيت هذا الإختيار والتخصيص فيه دالا على ربوبيته تعالى ووحدانيته وكمال حكمته وعلمه وقدرته وأنه الله الذي لا إله إلا هو فلا شريك له يخلق كخلقه ويختار كإختياره ويدبر كتدبيره فهذا الإختيار والتدبير والتخصيص المشهود أثره في هذا العالم من أعظم آيات ربوبيته وأكبر شواهد وحدانيته وصفات كماله وصدق رسله فنشير منه إلى يسير يكون منبها على ما وراءه دالا على ما سواه فخلق الله السماوات سبعا فاختار العليا منها فجعلها مستقر المقربين من ملائكته واختصها بالقرب من كرسيه ومن عرشه وأسكنها من شاء من خلقه فلها مزية وفضل على سائر السماوات ولو لم يكن إلا قربها منه تبارك وتعالى وهذا التفضيل والتخصيص مع تساوي مادة السماوات من أبين الأدلة على كمال قدرته وحكمته وأنه يخلق ما يشاء ويختار ومن هذا تفضيله سبحانه جنة الفردوس على سائر الجنان وتخصيصها بأن جعل عرشه سقفها وفي بعض الآثار إن الله سبحانه غرسها

وكرمه فبهذه الوجوه وغيرها فضلت وقفة يوم الجمعة على غيرها وأما ما استفاض على ألسنة العوام بأنها تعدل ثنتين وسبعين حجة فباطل لا أصل له عن رسول الله ولا عن أحد من الصحابة والتابعين والله أعلم

فصل


والمقصود أن الله سبحانه وتعالى اختار من كل جنس من أجناس المخلوقات أطيبه واختصه لنفسه وارتضاه دون غيره فإنه تعالى طيب لا يحب إلا الطيب ولا يقبل من العمل والكلام والصدقة إلا الطيب فالطيب من كل شيء هو مختاره تعالى وأما خلقه تعالى فعام للنوعين وبهذا يعلم عنوان سعادة العبد وشقاوته فإن الطيب لا يناسبه إلا الطيب ولا يرضى إلا به ولا يسكن إلا إليه ولا يطمئن قلبه إلا به فله من الكلام الكلم الطيب الذي لا يصعد إلى الله تعالى إلا هو وهو أشد شيء نفرة عن الفحش في المقال والتفحش في اللسان والبذاء والكذب والغيبة والنميمة والبهت وقول الزور وكل كلام خبيث وكذلك لا يألف من الأعمال إلا أطيبها وهي الأعمال التي اجتمعت على حسنها الفطر السليمة مع الشرائع النبوية وزكتها العقول الصحيحة فاتفق على حسنها الشرع والعقل والفطرة مثل أن يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا ويؤثر مرضاته على هواه ويتحبب إليه جهده وطاقته ويحسن إلى خلقه ما استطاع فيفعل بهم ما يحب أن يفعلوا به ويعاملوه به ويدعهم مما يحب أن يدعوه منه وينصحهم بما ينصح به نفسه ويحكم لهم بما يحب أن يحكم له به ويحمل أذاهم ولا يحملهم أذاه ويكف عن فصل


ومن ها هنا تعلم اضطرار العباد فوق كل ضرورة إلى معرفة الرسول وما جاء به وتصديقه فيما أخبر به وطاعته فيما أمر فإنه لا سبيل إلى السعادة والفلاح لا في الدنيا ولا في الآخرة إلا على أيدي الرسل ولا سبيل إلى معرفة الطيب والخبيث على التفصيل إلا من جهتهم ولا ينال رضى الله البتة إلا على أيديهم فالطيب من الأعمال والأقوال والأخلاق ليس إلا هديهم وما جاؤوا به فهم الميزان الراجح الذي على أقوالهم وأعمالهم وأخلاقهم توزن الأقوال والأخلاق والأعمال وبمتابعتهم يتميز أهل الهدى من أهل الضلال فالضرورة إليهم أعظم من ضرورة البدن إلى روحه والعين إلى نورها والروح إلى حياتها فأي ضرورة وحاجة فرضت فضرورة العبد وحاجته إلى الرسل فوقها بكثير وما ظنك بمن إذا غاب عنك هديه وما جاء به طرفة عين فسد قلبك وصار كالحوت إذا فارق الماء ووضع في المقلاة فحال العبد عند مفارقه قلبه لما جاء به الرسل كهذه الحال بل أعظم ولكن لا يحسن بهذا إلا قلب حي و ( ما لجرح بميت إيلام % ) وإذا كانت سعادة العبد في الدارين معلقة بهدي النبي فيجب على كل من نصح نفسه وأحب نجاتها وسعادتها أن يعرف من هديه وسيرته وشأنه ما يخرج به عن الجاهلين به ويدخل به في عداد أتباعه وشيعته وحزبه والناس في هذا بين مستقل ومستكثر ومحروم والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم

فصل


وهذه كلمات يسيرة لا يستغني عن معرفتها من له أدنى همة إلى معرفة نبيه وسيرته وهديه اقتضاها الخاطر المكدود على عجره وبجره مع البضاعة المزجاة التي لا تنفتح لها أبواب السدد ولا يتنافس فيها المتنافسون مع تعليقها في حال السفر لا الإقامة والقلب بكل واد منه شعبة والهمة قد تفرقت شذر مذر والكتاب مفقود ومن يفتح باب العلم لمذاكرته معدوم غير موجود فعود العلم النافع الكفيل بالسعادة قد أصبح ذاويا وربعه قد أوحش من أهله وعاد منهم خاليا فلسان العالم قد ملىء بالغلول مضاربة لغلبة الجاهلين وعادت موارد شفائه وهي معاطبه لكثرة المنحرفين والمحرفين فليس له معول إلا على الصبر الجميل وما له ناصر ولا معين إلا الله وحده وهو حسبنا ونعم الوكيل فصل في نسبه صلى الله عليه وسلم


وهو خير أهل الأرض نسبا على الإطلاق فلنسبه من الشرف أعلى ذروة وأعداؤه كانوا يشهدون له بذلك ولهذا شهد له به عدوه إذ ذاك أبو سفيان بين يدي ملك الروم فأشرف القوم قومه وأشرف القبائل قبيله وأشرف الأفخاذ فخذه فهو محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف ابن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر ابن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس ابن مضر بن نزار بن معد بن عدنان إلى ها هنا معلوم الصحة متفق عليه بين النسابين ولا خلاف فيه البتة وما فوق عدنان مختلف فيه ولا خلاف بينهم أن عدنان من ولد إسماعيل عليه السلام وإسماعيل هو الذبيح على القول الصواب عند علماء الصحابة والتابعين ومن بعدهم وأما القول بأنه إسحاق فباطل بأكثر من عشرين وجها وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول هذا القول إنما هو متلقى عن أهل الكتاب مع أنه باطل بنص كتابهم فإن فيه إن الله أمر إبراهيم أن يذبح ابنه بكره وفي لفظ وحيده ولا يشك أهل الكتاب مع المسلمين فصل في ختان صلى الله عليه وسلم


وقد اختلف فيه على ثلاثة أقوال أحدها أنه ولد مختونا مسرورا وروي في ذلك حديث لا يصح ذكره أبو الفرج بن الجوزي في الموضوعات وليس فيه حديث ثابت وليس هذا من خواصه فإن كثيرا من الناس يولد مختونا وقال الميموني قلت لأبي عبدالله مسألة سئلت عنها ختان ختن صبيا فلم يستقص قال إذا كان الختان جاوز نصف الحشفة إلى فوق فلا يعيد لأن الحشفة تغلظ وكلما غلظت ارتفع الختان فأما إذا كان الختان دون النصف فكنت أرى أن يعيد قلت فإن الإعادة شديدة جدا وقد يخاف عليه من الإعادة فقال لا أدري ثم قال لي فإن ها هنا رجلا ولد له ابن مختون فاغتم لذلك غما شديدا فقلت له إذا كان الله قد كفاك المؤنة فما غمك بهذا انتهى وحدثني صاحبنا أبو عبدالله محمد بن عثمان الخليلي المحدث ببيت المقدس أنه ولد كذلك وأن أهله لم يختنوه والناس يقولون لمن ولد كذلك ختنه القمر وهذا من خرافاتهم القول الثاني أنه ختن يوم شق قلبه الملائكة عند ظئره حليمة القول الثالث أن جده عبدالمطلب ختنه يوم سابعه وصنع له مأدبة وسماه محمدا قال أبو عمر بن عبدالبر وفي هذا الباب حديث مسند غريب حدثناه أحمد بن محمد بن أحمد حدثنا محمد بن عيسى حدثنا يحيى ابن أيوب العلاف حدثنا محمد بن أبي السري العسقلاني حدثنا الوليد ابن مسلم عن شعيب عن عطاء الخراساني عن عكرمة عن ابن عباس أن عبدالمطلب ختن النبي يوم سابعه وجعل له مأدبةوسماه محمدا قال يحيى بن أيوب طلبت هذا الحديث فلم أجده عند أحد من أهل الحديث ممن لقيته إلا عند ابن أبي السري وقد وقعت هذه المسألة بين رجلين فاضلين صنف أحدهما مصنفا في أنه ولد مختونا وأجلب فيه من الأحاديث التي لا خطام لها ولا زمام وهو كمال الدين ابن طلحة فنقضه عليه كمال الدين بن العديم وبين فيه أنه ختن على عادة العرب وكان عموم هذه السنة للعرب قاطبة مغنيا عن نقل معين فيها والله أعلم

فصل في أمهاته اللاتي أرضعنه


فمنهن ثويبة مولاة أبي لهب أرضعته أياما وأرضعت معه أبا سلمة عبدالله بن عبد الأسد المخزومي بلبن ابنها مسروح وأرضعت معهما عمه حمزة بن عبدالملطب واختلف في إسلامها فالله أعلم ثم أرضعته حليمة السعدية بلبن ابنها عبدالله أخي أنيسة وجدامة وهي الشيماء أولاد الحارث بن عبدالعزى بن رفاعة السعدي واختلف في إسلام أبويه من الرضاعة فالله أعلم وأرضعت معه ابن عمه أبا سفيان ابن الحارث بن عبدالمطلب وكان شديد العداوة لرسول الله ثم أسلم عام الفتح وحسن إسلامه وكان معه حمزة مسترضعا في بني سعد بن بكر فأرضعت أمه رسول الله يوما وهو عند أمه حليمة فكان حمزة رضيع رسول الله من جهتين من جهة ثويبة ومن جهة السعدية

فصل في حواضنه صلى الله عليه وسلم


فمنهن أمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب ومنهن ثويبة وحليمة والشيماء ابنتها وهي أخته من الرضاعة كانت تحضنه مع أمها وهي التي قدمت عليه في وفد هوازن فبسط لها رداءه وأجلسها عليه رعاية لحقها ومنهن الفاضلة الجليلة أم أيمن بركة الحبشية وكان ورثها من أبيه وكانت دايته وزوجها من حبه زيد بن حارثة فولدت له أسامة وهي التي دخل عليها أبو بكر وعمر بعد موت النبي وهي تبكي فقالا يا أم أيمن ما يبكيك فما عند الله خير لرسوله قالت إني لأعلم أن ما عند الله خير لرسوله وإنما أبكي لإنقطاع خبر السماء فهيجتهما على البكاء فبكيا

فصل في مبعثه وأول ما نزل عليه


بعثه الله على رأس أربعين وهي سن الكمال قيل ولها تبعث الرسل وأما ما يذكر عن المسيح أنه رفع إلى السماء وله ثلاث وثلاثون سنة فهذا لا يعرف له أثر متصل يجب المصير إليه وأول ما بدىء به رسول الله من أمر النبوة الرؤيا فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح قيل وكان ذلك ستة أشهر ومدة النبوة ثلاث وعشرون سنة فهذه الرؤيا جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة والله أعلم ثم أكرمه الله تعالى بالنبوة فجاءه الملك وهو بغار حراء وكان يحب الخلوة فيه فأول ما أنزل عليه ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) العلق1 هذا قول عائشة والجمهور فصل في ترتيب الدعوة ولها مراتب


المرتبة الأولى النبوة الثانية إنذار عشيرته الأقربين الثالثة إنذار قومه الرابعة إنذار قوم ما أتاهم من نذير من قبله وهم العرب قاطبة الخامسة إنذار جميع من بلغته دعوته من الجن والإنس إلى آخر الدهر

فصل

وأقام بعد ذلك ثلاث سنين يدعو إلى الله سبحانه مستخفيا ثم نزل عليه ( فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين ) الحجر 94 فأعلن بالدعوة وجاهر قومه بالعداوة واشتد الأذى عليه وعلى المسلمين حتى أذن الله لهم بالهجرتين

فصل في أسمائه صلى الله عليه وسلم


وكلها نعوت ليست أعلاما محضة لمجرد التعريف بل أسماء مشتقة من صفات قائمة به توجب له المدح والكمال فصل في ترتيب الدعوة ولها مراتب


المرتبة الأولى النبوة الثانية إنذار عشيرته الأقربين الثالثة إنذار قومه الرابعة إنذار قوم ما أتاهم من نذير من قبله وهم العرب قاطبة الخامسة إنذار جميع من بلغته دعوته من الجن والإنس إلى آخر الدهر

فصل

وأقام بعد ذلك ثلاث سنين يدعو إلى الله سبحانه مستخفيا ثم نزل عليه ( فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين ) الحجر 94 فأعلن بالدعوة وجاهر قومه بالعداوة واشتد الأذى عليه وعلى المسلمين حتى أذن الله لهم بالهجرتين

فصل في أسمائه صلى الله عليه وسلم


وكلها نعوت ليست أعلاما محضة لمجرد التعريف بل أسماء مشتقة من صفات قائمة به توجب له المدح والكمال فصل في ترتيب الدعوة ولها مراتب


المرتبة الأولى النبوة الثانية إنذار عشيرته الأقربين الثالثة إنذار قومه الرابعة إنذار قوم ما أتاهم من نذير من قبله وهم العرب قاطبة الخامسة إنذار جميع من بلغته دعوته من الجن والإنس إلى آخر الدهر

فصل

وأقام بعد ذلك ثلاث سنين يدعو إلى الله سبحانه مستخفيا ثم نزل عليه ( فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين ) الحجر 94 فأعلن بالدعوة وجاهر قومه بالعداوة واشتد الأذى عليه وعلى المسلمين حتى أذن الله لهم بالهجرتين

فصل في أسمائه صلى الله عليه وسلم


وكلها نعوت ليست أعلاما محضة لمجرد التعريف بل أسماء مشتقة من صفات قائمة به توجب له المدح والكمال

فصل في ترتيب الدعوة ولها مراتب 


المرتبة الأولى النبوة الثانية إنذار عشيرته الأقربين الثالثة إنذار قومه الرابعة إنذار قوم ما أتاهم من نذير من قبله وهم العرب قاطبة الخامسة إنذار جميع من بلغته دعوته من الجن والإنس إلى آخر الدهر

فصل

وأقام بعد ذلك ثلاث سنين يدعو إلى الله سبحانه مستخفيا ثم نزل عليه ( فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين ) الحجر 94 فأعلن بالدعوة وجاهر قومه بالعداوة واشتد الأذى عليه وعلى المسلمين حتى أذن الله لهم بالهجرتين

فصل في أسمائه صلى الله عليه وسلم


وكلها نعوت ليست أعلاما محضة لمجرد التعريف بل أسماء مشتقة من صفات قائمة به توجب له المدح والكمال فصل في شرح معاني أسمائه صلى الله عليه وسلم


أما محمد فهو اسم مفعول من حمد فهو محمد إذا كان كثير الخصال التي يحمد عليها ولذلك كان أبلغ من محمود فإن محمودا من الثلاثي المجرد ومحمد من المضاعف للمبالغة فهو الذي يحمد أكثر مما يحمد غيره من البشر ولهذا والله أعلم سمي به في التوراة لكثرة الخصال المحمودة التي وصف بها هو ودينه وأمته في التوراة حتى تمنى موسى عليه الصلاة والسلام أن يكون منهم وقد أتينا على هذا المعنى بشواهده هناك وبينا غلط أبي القاسم السهيلي حيث جعل الأمر بالعكس وأنه اسمه في التوراة أحمد وأما أحمد فهو اسم على زنة أفعل التفضيل مشتق أيضا من الحمد وقد اختلف الناس فيه هل هو بمعنى فاعل أو مفعول فقالت طائفة هو بمعنى الفاعل أي حمده لله أكثر من حمد غيره له فمعناه أحمد

وسماه الله سراجا منيرا وسمى الشمس سراجا وهاجا والمنير هو الذي ينير من غير إحراق بخلاف الوهاج فإن فيه نوع إحراق وتوهج

فصل في ذكرى الهجرتين الأولى والثانية


لما كثر المسلمون وخاف منهم الكفار اشتد أذاهم له وفتنتهم إياهم فأذن لهم رسول الله في الهجرة إلى الحبشة وقال إن بها ملكا لا يظلم الناس عنده فهاجر من المسلمين اثنا عشر رجلا وأربع نسوة منهم عثمان بن عفان وهو أول من خرج ومعه زوجته رقية بنت رسول الله فأقاموا في الحبشة في أحسن جوار فبلغهم أن قريشا أسلمت وكان هذا الخبر كذبا فرجعوا إلى مكة فلما بلغهم أن الأمر أشد مما كان رجع منهم من رجع ودخل جماعة فلقوا من قريش أذى شديدا وكان ممن دخل عبدالله بن مسعود فصل في أولاده صلى الله عليه وسلم


أولهم القاسم وبه كان يكنى مات طفلا وقيل عاش إلى أن ركب الدابة وسار على النجيبة ثم زينب وقيل هي أسن من القاسم ثم رقية وأم كلثوم وفاطمة وقد قيل في كل واحدة منهن إنها أسن من أختيها وقد ذكر عن ابن عباس أن رقية أسن الثلاث وأم كلثوم أصغرهن ثم ولد له عبدالله وهل ولد بعد النبوة أو قبلها فيه اختلاف وصحح بعضهم أنه ولد بعد النبوة وهل هو الطيب والطاهر أو هما غيره على قولين والصحيح أنهما لقبان له والله أعلم وهؤلاء كلهم من خديجة ولم يولد له من زوجة غيرها ثم ولد له إبراهيم من سريته مارية القبطية سنة ثمان من الهجرة

وبشره به أبو رافع مولاه فوهب له عبدا ومات طفلا قبل الفطام واختلف هل صلى عليه أم لا على قولين وكل أولاده توفي قبله إلا فاطمة فإنها تأخرت بعده بستة أشهر فرفع الله لها بصبرها واحتسابها من الدرجات ما فضلت به على نساء العالمين وفاطمة أفضل بناته على الإطلاق وقيل إنها أفضل نساء العالمين وقيل بل أمها خديجة وقيل بل عائشة وقيل بل بالوقف في ذلك

فصل في أعمامه وعماته صلى الله عليه وسلم


فمنهم أسد الله وأسد رسوله سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب والعباس وأبو طالب واسمه عبد مناف وأبو لهب واسمه عبد العزى والزبير وعبد الكعبة والمقوم وضرار وقثم والمغيرة ولقبه حجل والغيداق واسمه مصعب وقيل نوفل وزاد بعضهم العوام ولم يسلم منهم إلا حمزة والعباس وأما عماته فصفية أم الزبير بن العوام وعاتكة وبرة وأروى وأميمة وأم حكيم البيضاء أسلم منهن صفية واختلف في إسلام عاتكة وأروى وصحح بعضهم إسلام أروى وأسن أعمامه الحارث وأصغرهم سنا العباس وعقب منه حتى ملأ أولاده الأرض وقيل أحصوا في زمن المأمون فبلغوا ستمائة ألف وفي ذلك بعد لا يخفى وكذلك أعقب أبو طالب وأكثر والحارث وأبو لهب وجعل بعضهم الحارث والمقوم واحدا وبعضهم الغيداق وحجلا واحدا

فصل في أزواجه صلى الله عليه وسلم


أولاهن خديجة بنت خويلد القرشية الأسدية تزوجها قبل النبوة ولها أربعون سنة ولم يتزوج عليها حتى ماتت وأولاده كلهم منها إلا إبراهيم وهي التي آزرته على النبوة وجاهدت معه وواسته بنفسها ومالها وأرسل الله إليها السلام مع جبريل وهذه خاصة لا تعرف لامرأة سواها وماتت قبل الهجرة بثلاث سنين ثم تزوج بعد موتها بأيام سودة بنت زمعة القرشية وهي التي وهبت يومها لعائشة ثم تزوج بعدها أم عبدالله عائشة الصديقة بنت الصديق المبرأة من فوق سبع سماوات حبيبة رسول الله عائشة بنت أبي بكر الصديق وعرضها عليه الملك قبل نكاحها في سرقة من حرير وقال هذه زوجتك تزوج

ليخطبها فاستعاذت منه فأعاذها ولم يتزوجها وكذلك الكلبية وكذلك التي رأى بكشحها بياضا فلم يدخل بها والتي وهبت نفسها له فزوجها غيره على سور من القرآن هذا هو المحفوظ والله أعلم ولا خلاف أنه توفي عن تسع وكان يقسم منهن لثمان عائشة وحفصة وزينب بنت جحش وأم سلمة وصفية وأم حبيبة وميمونة وسودة وجويرية وأول نسائه لحوقا به بعد وفاته زينب بنت جحش سنة عشرين وآخرهن موتا أم سلمة سنة اثنتين وستين في خلافة يزيد والله أعلم

فصل في سرارية صلى الله عليه وسلم


قال أبو عبيدة كان له أربع مارية وهي أم ولده إبراهيم وريحانة وجارية أخرى جميلة أصابها في بعض السبي وجارية وهبتها له زينب بنت جحش

فصل في مواليه صلى الله عليه وسلم


فمنهم زيد بن حارثة بن شراحيل حب رسول الله أعتقه وزوجه مولاته أم أيمن فولدت له أسامة ومنهم أسلم وأبو رافع وثوبان وأبو كبشة سليم وشقران واسمه

ليخطبها فاستعاذت منه فأعاذها ولم يتزوجها وكذلك الكلبية وكذلك التي رأى بكشحها بياضا فلم يدخل بها والتي وهبت نفسها له فزوجها غيره على سور من القرآن هذا هو المحفوظ والله أعلم ولا خلاف أنه توفي عن تسع وكان يقسم منهن لثمان عائشة وحفصة وزينب بنت جحش وأم سلمة وصفية وأم حبيبة وميمونة وسودة وجويرية وأول نسائه لحوقا به بعد وفاته زينب بنت جحش سنة عشرين وآخرهن موتا أم سلمة سنة اثنتين وستين في خلافة يزيد والله أعلم

فصل في سرارية صلى الله عليه وسلم


قال أبو عبيدة كان له أربع مارية وهي أم ولده إبراهيم وريحانة وجارية أخرى جميلة أصابها في بعض السبي وجارية وهبتها له زينب بنت جحش

فصل في مواليه صلى الله عليه وسلم


فمنهم زيد بن حارثة بن شراحيل حب رسول الله أعتقه وزوجه مولاته أم أيمن فولدت له أسامة ومنهم أسلم وأبو رافع وثوبان وأبو كبشة سليم وشقران واسمه أنت سفينة قال أبو حاتم أعتقه رسول الله وقال غيره أعتقته أم سلمة ومنهم أنسة ويكنى أبا مشرح وأفلح وعبيد وطهمان وهو كيسان وذكوان ومهران ومروان وقيل هذا خلاف في اسم طهمان والله أعلم ومنهم حنين وسندر وفضالة يماني ومابور خصي وواقد وأبو واقد وقسام وأبو عسيب وأبو مويهبة ومن النساء سلمى أم رافع وميمونة بنت سعد وخضرة ورضوى ورزينة وأم ضميرة وميمونة بنت أبي عسيب ومارية وريحانة

فصل في خدامه صلى الله عليه وسلم


فمنهم أنس بن مالك وكان على حوائجه وعبدالله بن مسعود

صاحب نعله وسواكه وعقبة بن عامر الجهني صاحب بغلته يقود به في الأسفار وأسلع بن شريك وكان صاحب راحلته وبلال بن رباح المؤذن وسعد موليا أبي بكر الصديق وأبو ذر الغفاري وأيمن بن عبيد وأمه أم أيمن موليا النبي وكان أيمن على مطهرته وحاجته

فصل في كتابه صلى الله عليه وسلم


أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والزبير وعامر بن فهيرة وعمرو ابن العاص وأبي بن كعب وعبدالله بن الأرقم وثابت بن قيس بن شماس وحنظلة بن الربيع الأسيدي والمغيرة بن شعبة وعبدالله بن رواحة وخالد بن الوليد وخالد بن سعيد بن العاص وقيل إنه أول من كتب له ومعاوية بن أبي سفيان وزيد بن ثابت وكان ألزمهم لهذا الشأن وأخصهم به

فصل في كتبه التي كتبها إلى أهل الإسلام في الشرائع


فمنها كتابه في الصدقات الذي كان عند أبي بكر وكتبه أبو بكر لأنس صاحب نعله وسواكه وعقبة بن عامر الجهني صاحب بغلته يقود به في الأسفار وأسلع بن شريك وكان صاحب راحلته وبلال بن رباح المؤذن وسعد موليا أبي بكر الصديق وأبو ذر الغفاري وأيمن بن عبيد وأمه أم أيمن موليا النبي وكان أيمن على مطهرته وحاجته

فصل في كتابه صلى الله عليه وسلم


أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والزبير وعامر بن فهيرة وعمرو ابن العاص وأبي بن كعب وعبدالله بن الأرقم وثابت بن قيس بن شماس وحنظلة بن الربيع الأسيدي والمغيرة بن شعبة وعبدالله بن رواحة وخالد بن الوليد وخالد بن سعيد بن العاص وقيل إنه أول من كتب له ومعاوية بن أبي سفيان وزيد بن ثابت وكان ألزمهم لهذا الشأن وأخصهم به

فصل في كتبه التي كتبها إلى أهل الإسلام في الشرائع


فمنها كتابه في الصدقات الذي كان عند أبي بكر وكتبه أبو بكر لأنس فيه ومس المصحف وغير ذلك قال الإمام أحمد لا شك أن رسول الله كتبه واحتج الفقهاء كلهم بما فيه من مقادير الديات ومنها كتابه إلى بني زهير ومنها كتابه الذي كان عند عمر بن الخطاب في نصب الزكاة وغيرها

فصل في كتبه ورسله إلى الملوك


لما رجع من الحديبية كتب إلى ملوك الأرض وأرسل إليهم رسله فكتب إلى ملك الروم فقيل له إنهم لا يقرؤون كتابا إلا إذا كان مختوما

فضة وفرس يقال له الظرب وحمار يقال له يعفور كذا قاله جماعة والظاهر والله أعلم أن عفيرا ويعفور واحد عفير تصغير يعفور تصغير الترخيم وبعث أثوابا وقباء من سندس مخوص بالذهب فقبل هديته ووهب لمسعود بن سعد اثنتي عشرة أوقية ونشا وبعث عياش بن أبي ربيعة المخزومي بكتاب إلى الحارث ومسروح ونعيم بني عبد كلال من حمير

فصل في مؤذنيه صلى الله عليه وسلم


وكانوا أربعة اثنان بالمدينة بلال بن رباح وهو أول من أذن لرسول الله وعمرو بن أم مكتوم القرشي العامري الأعمى وبقباء سعد القرظ مولى عمار بن ياسر وبمكة أبو محذورة واسمه أوس بن مغيرة الجمحي وكان أبو محذورة منهم يرجع الأذان ويثني الإقامة وبلال

لا يرجع ويفرد الإقامة فأخذ الشافعي رحمه الله وأهل مكة بأذان أبي محذورة وإقامة بلال وأخذ أبو حنيفة رحمه الله وأهل العراق بأذان بلال وإقامة أبي محذورة وأخذ الإمام أحمد رحمه الله وأهل الحديث وأهل المدينة بأذان بلال وإقامته وخالف مالك رحمه الله في الموضعين إعادة التكبير وتثنية لفظ الإقامة فإنه لا يكررها

فصل في أمرائه صلى الله عليه وسلم


منهم باذان بن ساسان من ولد بهرام جور أمره رسول الله على أهل اليمن كلها بعد موت كسرى فهو أول أمير في الإسلام على اليمن وأول من أسلم من ملوك العجم ثم أمر رسول الله بعد موت باذان ابنه شهر بن باذان على صنعاء وأعمالها ثم قتل شهر فأمر رسول الله على صنعاء خالد بن سعيد ابن العاص وولى رسول الله المهاجر بن أبي أمية المخزومي كندة والصدف فتوفي رسول الله ولم يسر إليها فبعثه أبو بكر إلى قتال أناس من المرتدين وولى زياد بن الأنصاري حضرموت وولى أبا موسى الأشعري زبيد وعدن والساحل وولى معاذ بن جبل الجند وولى أبا سفيان صخر بن حرب نجران فصل في حرسه صلى الله عليه وسلم


فمنهم سعد بن معاذ حرسه يوم بدر حين نام في العريش ومحمد ابن مسلمة حرسه يوم أحد والزبير بن العوام حرسه يوم الخندق ومنهم عباد بن بشر وهو الذي كان على حرسه وحرسه جماعة آخرون غير هؤلاء فلما نزل قوله تعالى ( والله يعصمك من الناس ) المائدة 67 خرج على الناس فأخبرهم بها وصرف الحرس

فصل فيمن كان يضرب الأعناق بين يديه صلى الله عليه وسلم ) علي بن أبي طالب والزبير بن العوام والمقداد بن عمرو ومحمد ابن مسلمة وعاصم بن ثابت بن ابي الأقلح والضحاك بن سفيان الكلابي وكان قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري منه بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير ووقف المغيرة بن شعبة على رأسه بالسيف يوم الحديبية

فصل في حرسه صلى الله عليه وسلم


فمنهم سعد بن معاذ حرسه يوم بدر حين نام في العريش ومحمد ابن مسلمة حرسه يوم أحد والزبير بن العوام حرسه يوم الخندق ومنهم عباد بن بشر وهو الذي كان على حرسه وحرسه جماعة آخرون غير هؤلاء فلما نزل قوله تعالى ( والله يعصمك من الناس ) المائدة 67 خرج على الناس فأخبرهم بها وصرف الحرس

فصل فيمن كان يضرب الأعناق بين يديه صلى الله عليه وسلم ) علي بن أبي طالب والزبير بن العوام والمقداد بن عمرو ومحمد ابن مسلمة وعاصم بن ثابت بن ابي الأقلح والضحاك بن سفيان الكلابي وكان قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري منه بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير ووقف المغيرة بن شعبة على رأسه بالسيف يوم الحديبية فصل فيمن كان على نفقاته وخاتمه ونعله وسواكه ومن كان يأذن عليه


كان بلال على نفقاته ومعيقيب بن أبي فاطمة الدوسي على خاتمه وابن مسعود على سواكه ونعله وأذن عليه رباح الأسود وأنسة مولياه وأنس بن مالك وأبو موسى الأشعري

فصل في شعرائه وخطبائه صلى الله عليه وسلم


كان من شعرائه الذين يذبون عن الإسلام كعب بن مالك وعبدالله بن رواحة وحسان بن ثابت وكان أشدهم على الكفار حسان بن ثابت وكعب بن مالك يعيرهم بالكفر والشرك وكان خطيبه ثابت بن قيس ابن شماس

فصل في حداته الذين كانوا يحدون بين يديه في السفر


منهم عبدالله بن رواحة وأنجشة وعامر بن الأكوع وعمه سلمة ابن الأكوع وفي صحيح مسلم كان لرسول الله حاد حسن

فصل فيمن كان على نفقاته وخاتمه ونعله وسواكه ومن كان يأذن عليه


كان بلال على نفقاته ومعيقيب بن أبي فاطمة الدوسي على خاتمه وابن مسعود على سواكه ونعله وأذن عليه رباح الأسود وأنسة مولياه وأنس بن مالك وأبو موسى الأشعري

فصل في شعرائه وخطبائه صلى الله عليه وسلم


كان من شعرائه الذين يذبون عن الإسلام كعب بن مالك وعبدالله بن رواحة وحسان بن ثابت وكان أشدهم على الكفار حسان بن ثابت وكعب بن مالك يعيرهم بالكفر والشرك وكان خطيبه ثابت بن قيس ابن شماس

فصل في حداته الذين كانوا يحدون بين يديه في السفر


منهم عبدالله بن رواحة وأنجشة وعامر بن الأكوع وعمه سلمة ابن الأكوع وفي صحيح مسلم كان لرسول الله حاد حسن فصل فيمن كان على نفقاته وخاتمه ونعله وسواكه ومن كان يأذن عليه


كان بلال على نفقاته ومعيقيب بن أبي فاطمة الدوسي على خاتمه وابن مسعود على سواكه ونعله وأذن عليه رباح الأسود وأنسة مولياه وأنس بن مالك وأبو موسى الأشعري

فصل في شعرائه وخطبائه صلى الله عليه وسلم


كان من شعرائه الذين يذبون عن الإسلام كعب بن مالك وعبدالله بن رواحة وحسان بن ثابت وكان أشدهم على الكفار حسان بن ثابت وكعب بن مالك يعيرهم بالكفر والشرك وكان خطيبه ثابت بن قيس ابن شماس

فصل في حداته الذين كانوا يحدون بين يديه في السفر


منهم عبدالله بن رواحة وأنجشة وعامر بن الأكوع وعمه سلمة ابن الأكوع وفي صحيح مسلم كان لرسول الله حاد حسن الصوت فقال له رسول الله رويدا يا أنجشة لا تكسر القوارير يعني ضعفة النساء

فصل في غزواته وبعوثه وسراياه صلى الله عليه وسلم


غزواته كلها وبعوثه وسراياه كانت بعد الهجرة في مدة عشرة سنين فالغزوات سبع وعشرون وقيل خمس وعشرون وقيل تسع وعشرون وقيل غير ذلك قاتل منها في تسع بدر وأحد والخندق وقريظة والمصطلق وخيبر والفتح وحنين والطائف وقيل قاتل في بني النضير والغابة ووادي القرى من أعمال خيبر وأما سراياه وبعوثه فقريب من ستين والغزوات الكبار الأمهات سبع بدر وأحد والخندق وخيبر والفتح وحنين وتبوك وفي شأن هذه الغزوات نزل القرآن فسورة الأنفال سورة بدر وفي أحد آخر سورة آل عمران من قوله ( وإذ غدوت من أهلك تبوىء المؤمنين مقاعد للقتال ) آل عمران 121 إلى قبيل آخرها بيسير وفي قصة الخندق وقريظة وخيبر صدر سورة الأحزاب وسورة الحشر في بني النضير وفي قصة الحديبية وخيبر سورة الفتح وأشير فيها إلى الفتح وذكر الفتح صريحا في سورة النصر

وجرح منها في غزوة واحدة وهي أحد وقاتلت معه الملائكة منها في بدر وحنين ونزلت الملائكة يوم الخندق فزلزلت المشركين وهزمتهم ورمى فيها الحصباء في وجوه المشركين فهربوا وكان الفتح في غزوتين بدر وحنين وقاتل بالمنجنيق منها في غزوة واحدة وهي الطائف وتحصن في الخندق في واحدة وهي الأحزاب أشار به عليه سلمان الفارسي رضي الله عنه

فصل في ذكر سلاحه وأثاثه صلى الله عليه وسلم


كان له تسعة أسياف مأثور وهو أول سيف ملكه ورثه من أبيه والعضب وذو الفقار بكسر الفاء وبفتح الفاء وكان لا يكاد يفارقه وكانت قائمته وقبيعته وحلقته وذؤابته وبكراته ونعله من فضة والقلعي والبتار والحتف والرسوب والمخذم والقضيب وكان نعل سيفه فضة وما بين ذلك حلق فضة وكان سيفه ذو الفقار تنفله يوم بدر وهو الذي أري فيها الرؤيا ودخل يوم الفتح مكة وعلى سيفه ذهب وفضة وكان له سبعة أدرع ذات الفضول وهي التي رهنها عند أبي الشحم اليهودي على شعير لعياله وكان ثلاثين صاعا وكان الدين إلى سنة وكانت الدرع من حديد وذات الوشاح وذات الحواشي والسعدية وفضة والبتراء والخرنق

له كنانة تسمى الجمع وكانت له درع موشحة بالنحاس تسمى ذات الفضول وكانت له حربة تسمى النبعاء وكان له محجن يسمى الدقن وكان له ترس أبيض يسمى الموجز وكان له فرس أدهم يسمى السكب وكان له سرح يسمى الداج وكانت له بغلة شهباء تسمى دلدل وكانت له ناقة تسمى القصواء وكان له حمار يسمى يعفور وكان له بساط يسمى الكن وكانت له عنزة تسمى القمرة وكانت له ركوة تسمى الصادرة وكان له مقراض اسمه الجامع ومرآة وقضيب شوحط يسمى الموت

فصل في دوابه صلى الله عليه وسلم


فمن الخيل السكب قيل وهو أول فرس ملكه وكان اسمه عند الأعرابي الذي اشتراه منه بعشر أواق الضرس وكان أغر محجلا طلق اليمين كميتا وقيل كان أدهم والمرتجز وكان أشهب وهو الذي شهد فيه خزيمة بن ثابت واللحيف واللزاز والظرب وسبحة والورد فهذه سبعة متفق عليها جمعها الإمام أبو عبدالله محمد بن إسحاق بن جماعة الشافعي في بيت فقال ( والخيل سكب لحيف سبحة ظرب % لزاز مرتجز ورد لها أسرار ) مهريا لأبي جهل في أنفه برة من فضة فأهداه يوم الحديبية ليغيظ به المشركين وكانت له خمس وأربعون لقحة وكانت له مهرية أرسل بها إليه سعد ابن عبادة من نعم بني عقيل وكانت له مائة شاة وكان لا يريد أن تزيد كلما ولد له الراعي بهمة ذبح مكانها شاة وكانت له سبع أعنر منائح ترعاهن أم أيمن

فصل في ملابسه صلى الله عليه وسلم


كانت له عمامة تسمى السحاب كساها عليا وكان يلبسها ويلبس تحتها القلنسوة وكان يلبس القلنسوة بغير عمامة ويلبس العمامة بغير قلنسوة وكان إذا اعتم أرخى عمامته بين كتفيه كما رواه مسلم في صحيحه عن عمرو بن حريث قال رأيت رسول الله على المنبر وعليه عمامة سوداء قد أرخى طرفيها بين كتفيه وفي مسلم أيضا عن جابر بن عبدالله أن رسول الله دخل مكة

وفي جواز لبس الأحمر من الثياب والجوخ وغيرها نظر وأما كراهته فشديدة جدا فكيف يظن بالنبي أنه لبس الأحمر القاني كلا لقد أعاذه الله منه وإنما وقعت الشبهة من لفظ الحلة الحمراء والله أعلم ولبس الخميصة المعلمة والساذجة ولبس ثوبا أسود ولبس الفروة المكفوفة بالسندس وروى الإمام أحمد وأبو داود بإسنادهما عن أنس بن مالك أن ملك الروم أهدى للنبي مستقة من سندس فلبسها فكأني أنظر إلى يديه تذبذبان قال الأصمعي المساتق فراء طوال الأكمام قال الخطابي يشبه أن تكون هذه المستقة مكففة بالسندس لأن نفس الفروة لا تكون سندسا

فصل


واشترى سراويل والظاهر أنه إنما اشتراها ليلبسها وقد روي في غير حديث أنه لبس السراويل وكانوا يلبسون السراويلات بإذنه ولبس الخفين ولبس النعل الذي يسمى التاسومة ولبس الخاتم واختلفت الأحاديث هل كان في يمناه أو يسراه وكلها صحيحة السند وأما الطيلسان فلم ينقل عنه أنه لبسه ولا أحد من أصحابه بل قد ثبت في صحيح مسلم من حديث أنس بن مالك عن النبي أنه ذكر الدجال فقال يخرج معه سبعون ألفا من يهود أصبهان عليهم الطيالسة ورأى أنس جماعة عليهم الطيالسة فقال ما أشبههم بيهود خيبر ومن ها هنا كره لبسها جماعة من السلف والخلف لما روى أبو داود والحاكم في المستدرك عن ابن عمر عن النبي أنه قال من تشبه بقوم فهو منهم وفي الترمذي عنه ليس منا من تشبه بقوم غيرنا وأما ما جاء في حديث الهجرة أن النبي جاء إلى أبي بكر متقنعا بالهاجرة فإنما فعله النبي تلك الساعة ليختفي بذلك ففعله للحاجة ولم تكن عادته التقنع وقد ذكر أنس عنه أنه كان يكثر القناع وهذا إنما كان يفعله والله أعلم للحاجة من الحر ونحوه وأيضا ليس التقنع من التطيلس

فصل


وكان غالب ما يلبس هو وأصحابه ما نسج من القطن وربما لبسوا في قلبه مثال حبة خردل من إيمان فقال رجل يا رسول الله إني أحب أن يكون ثوبي حسنا ونعلي حسنة أفمن الكبر ذاك فقال لا إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس

فصل


وكذلك كان هديه وسيرته في الطعام لا يرد موجودا ولا يتكلف مفقودا فما قرب إليه شيء من الطيبات إلا أكله إلا أن تعافه نفسه فيتركه من غير تحريم وما عاب طعاما قط إن اشتهاه أكله وإلا تركه كما ترك أكل الضب لما لم يعتده ولم يحرمه على الأمة بل أكل على مائدته وهو ينظر وأكل الحلوى والعسل وكان يحبهما وأكل لحم الجزور والضأن والدجاج ولحم الحبارى ولحم حمار الوحش والأرنب وطعام البحر وأكل الشواء وأكل الرطب والتمر وشرب اللبن خالصا ومشوبا والسويق والعسل بالماء وشرب نقيع التمر وأكل الخزيرة وهي من القعود وبهذا تجمع أحاديث الباب والله أعلم وكان إذا شرب ناول من على يمينه وإن كان من على يساره أكبر منه

فصل في هديه في النكاح ومعاشرته أهله


صح عنه من حديث أنس رضي الله عنه أنه قال حبب إلي من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة هذا لفظ الحديث فصل في هديه وسيرته في نومه وانتباهه


كان ينام على الفراش تارة وعلى النطع تارة وعلى الحصير تارةوعلى الأرض تارة وعلى السرير تارة بين رماله وتارة على كساء أسود قال عباد بن تميم عن عمه رأيت رسول الله مستلقيا في المسجد واضعا إحدى رجليه على الأخرى وكان فراشه أدما حشوه ليف وكان له مسح ينام عليه يثنى بثنيتين وثني له يوما أربع ثنيات فنهاهم عن ذلك وقال ردوه إلى حاله الأول فإنه منعني صلاتي الليلة والمقصود أنه نام علىالفراش وتغطى باللحاف وقال لنسائه ما أتاني جبريل وأنا في لحاف امرأة منكن غير عائشة وكانت وسادته أدما حشوها ليف وكان إذا أوى إلى فراشه للنوم قال باسمك اللهم أحيا وأموت

وكان نومه أعدل النوم وهو أنفع ما يكون من النوم والأطباء يقولون هو ثلث الليل والنهار ثمان ساعات

فصل في هديه في الركوب ) ركب الخيل والإبل والبغال والحمير وركب الفرس مسرجة تارة وعريا أخرى وكان يجريها في بعض الأحيان وكان يركب وحده وهو الأكثر وربما أردف خلفه على البعير وربما أردف خلفه وأركب أمامه وكانوا ثلاثة على بعير وأردف الرجال وأردف بعض نسائه وكان أكثر مراكبه الخيل والإبل وأما البغال فالمعروف أنه كان عنده منها بغلة واحدة أهداها له بعض الملوك ولم تكن البغال مشهورة بأرض العرب بل لما أهديت له البغلة قيل ألا ننزي الخيل على الحمر فقال إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون

فصل


واتخذ رسول الله الغنم وكان له مائة شاة وكان لا يحب أن تزيد

وكان نومه أعدل النوم وهو أنفع ما يكون من النوم والأطباء يقولون هو ثلث الليل والنهار ثمان ساعات

فصل في هديه في الركوب ) ركب الخيل والإبل والبغال والحمير وركب الفرس مسرجة تارة وعريا أخرى وكان يجريها في بعض الأحيان وكان يركب وحده وهو الأكثر وربما أردف خلفه على البعير وربما أردف خلفه وأركب أمامه وكانوا ثلاثة على بعير وأردف الرجال وأردف بعض نسائه وكان أكثر مراكبه الخيل والإبل وأما البغال فالمعروف أنه كان عنده منها بغلة واحدة أهداها له بعض الملوك ولم تكن البغال مشهورة بأرض العرب بل لما أهديت له البغلة قيل ألا ننزي الخيل على الحمر فقال إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون

فصل


واتخذ رسول الله الغنم وكان له مائة شاة وكان لا يحب أن تزيد

على مائة فإذا زادت بهمة ذبح مكانها أخرى واتخذ الرقيق من الإماء والعبيد وكان مواليه وعتقاؤه من العبيد أكثر من الإماء وقد روى الترمذي في جامعه من حديث أبي أمامة وغيره عن النبي أنه قال أيما امرىء أعتق امرءا مسلما كان فكاكه من النار يجزىء كل عضو منه عضوا منه وأيما امرىء مسلم أعتق امرأتين مسلمتين كانتا فكاكه من النار يجزىء كل عضوين منهما عضو منه وقال هذا حديث صحيح وهذا يدل على أن عتق العبد أفضل وأن عتق العبد يعدل عتق أمتين فكان أكثر عتقائه من العبيد وهذا أحد المواضع الخمسة التي تكون فيها الأنثى على النصف من الذكر والثاني العقيقة فإنه عن الأنثى شاة وعن الذكر شاتان عند الجمهور وفيه عدة أحاديث صحاح وحسان والثالث الشهادة فإن شهادة امرأتين بشهادة رجل والرابع الميراث والخامس الدية

فصل


وباع رسول الله واشترى وكان شراؤه بعد أن أكرمه الله تعالى برسالته أكثر من بيعه وكذلك بعد الهجرة لا يكاد يحفظ عنه البيع إلا قضايا يسيرة أكثرها لغيره كبيعه القدح والحلس فيمن يزيد وبيعه يعقوب المدبر غلام أبي مذكور وبيعه عبدا أسود بعبدين وأما شراؤه فكثير وآجر واستأجر واستئجاره أكثر من إيجاره وإنما

ولكن ما قيل فيه من المديح فهو جزء يسير جدا من محامده وأثاب على الحق وأما مدح غيره من الناس فأكثر ما يكون بالكذب فلذلك أمر أن يحثى في وجوه المداحين التراب

فصل


وسابق رسول الله بنفسه على الأقدام وصارع وخصف نعله بيده ورقع ثوبه بيده ورقع دلوه وحلب شاته وفلى ثوبه وخدم أهله ونفسه وحمل معهم اللبن في بناء المسجد وربط على بطنه الحجر من الجوع تارة وشبع تارة وأضاف وأضيف واحتجم في وسط رأسه وعلى ظهر قدمه واحتجم في الأخدعين والكاهل وهو ما بين الكتفين وتداوى وكوى ولم يكتو ورقى ولم يسترق وحمى المريض مما يؤذيه وأصول الطب ثلاثة الحمية وحفظ الصحة واستفراغ المادة المضرة وقد جمعها الله تعالى له ولأمته في ثلاثة مواضع من كتابه فحمى المريض من استعمال الماء خشية من الضرر فقال تعالى ( وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا ) النساء 42 والمائدة6 فأباح

الفطر في رمضان حفظا لصحته لئلا يجتمع على قوته الصوم ومشقة السفر فيضعف القوة والصحة وقال في الإستفراغ في حلق الرأس للمحرم ( فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك ) البقرة 196 فأباح للمريض ومن به أذى من رأسه وهو محرم أن يحلق رأسه ويستفرغ المواد الفاسدة والأبخرة الرديئة التي تولد عليه القمل كما حصل لكعب بن عجرة أو تولد عليه المرض وهذه الثلاثة هي قواعد الطب وأصوله فذكر من كل جنس منها شيئا وصورة تنبيها بها على نعمته على عباده في أمثالها من حيمتهم وحفظ صحتهم واستفراغ مواد أذاهم رحمة لعباده ولطفا بهم ورأفة بهم وهو الرؤوف الرحيم

فصل في هديه في معاملته


كان أحسن الناس معاملة وكان إذا استسلف سلفا قضى خيرا منه وكان إذا استسلف من رجل سلفا قضاه إياه ودعا له فقال بارك الله لك في أهلك ومالك إنما جزاء السلف الحمد والأداء اليهودي إنكم لمطل يا بني عبدالمطلب فهم به أصحابه فناهم فلم يزده ذلك إلا حلما فقال اليهودي كل شيء منه قد عرفته من علامات النبوة وبقيت واحدة وهي أنه لا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلما فأردت أن أعرفها فأسلم اليهودي

فصل في هديه في مشيه وحده ومع أصحابه ) كان إذا مشى تكفأ تكفؤا وكان أسرع الناس مشية وأحسنها وأسكنها قال أبو هريرة ما رأيت شيئا أحسن من رسول الله كأن الشمس تجري في وجهه وما رأيت أحدا أسرع في مشيته من رسول الله كأنما الأرض تطوى له وإنا لنجهد أنفسنا وإنه لغير مكترث وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان رسول الله إذا مشى تكفأ تكفؤا كأنما ينحط من صبب وقال مرة إذا مشى تقلع قلت والتقلع الإرتفاع من الأرض بجملته كحال المنحط من الصبب وهي مشية أولي العزم والهمة والشجاعة وهي أعدل المشيات وأروحها للأعضاء وأبعدها من مشية الهوج والمهانة

فصل في هديه في جلوسه واتكائه


كان يجلس على الأرض وعلى الحصير والبساط وقالت قيلة بنت مخرمة أتيت رسول الله وهو قاعد القرفصاء قالت فلما رأيت رسول الله كالمتخشع في الجلسة أرعدت من الفرق ولما قدم عليه عدي بن حاتم دعاه إلى منزله فألقت إليه الجارية وسادة يجلس عليها فجعلها بينه وبين عدي وجلس على الأرض قال عدي فعرفت أنه ليس بملك وكان يستلقي أحيانا وربما وضع إحدى رجليه على الأخرى وكان يتكىء علىالوسادة وربما اتكأ على يساره وربما اتكأ على يمينه وكان إذا احتاج في خروجه توكأ على بعض أصحابه من الضعف

فصل في هديه عند قضاء الحاجة


كان إذا دخل الخلاء قال اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث فيه إلا أنه من رواية عبدالله بن مسلم بن جندب عن أبيه عن ابن عمر ومن مراسيل أبي عثمان النهدي قال قال رسول الله إذا أعطي أحدكم الريحان فلا يرده فإنه خرج من الجنة وكان لرسول الله سكة يتطيب منها وكان أحب الطيب إليه المسك وكان يعجبه الفاغية قيل وهي نور الحناء

فصل في هديه في قص الشارب


قال أبو عمر بن عبدالبر روى الحسن بن صالح عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله كان يقص شاربه ويذكر أن إبراهيم كان يقص شاربه ووقفه طائفة على ابن عباس وروى الترمذي من حديث زيد بن أرقم قال قال رسول الله من لم يأخذ من شاربه فليس منا وقال حديث صحيح وفي صحيح

الرأس أفضل من تقصيره فكذلك الشارب

فصل في هديه في كلامه وسكوته وضحكه وبكائه


كان أفصح خلق الله وأعذبهم كلاما وأسرعهم أداء وأحلاهم منطقا حتى إن كلامه ليأخذ بمجامع القلوب ويسبي الأرواح ويشهد له بذلك أعداؤه وكان إذا تكلم تكلم بكلام مفصل مبين يعده العاد ليس بهذ مسرع لا يحفظ ولا منقطع تخلله السكتات بين أفراده الكلام بل هديه فيه أكمل الهدي قالت عائشة ما كان رسول الله يسرد سردكم هذا ولكن كان يتكلم بكلام بين فصل يحفظه من جلس إليه وكان كثيرا ما يعيد الكلام ثلاثا ليعقل عنه وكان إذا سلم سلم ثلاثا وكان طويل السكوت لا يتكلم في غير حاجة يفتتح الكلام ويختتمه بأشداقه ويتكلم بجوامع الكلام فصل لا فضول ولا تقصير وكان لا يتكلم فيما لا يعنيه ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه وإذا كره الشيء عرف في وجهه ولم يكن فاحشا ولا متفحشا ولا صخابا وكان جل ضحكه التبسم بل كله التبسم فكان نهاية ضحكه أن تبدو نواجذه وكان يضحك مما يضحك منه وهو مما يتعجب من مثله ويستغرب

تبكوا فتباكوا

فصل في هديه في خطبته


خطب على الأرض وعلى المنبر وعلى البعير وعلى الناقة وكان إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم ويقول بعثت أنا والساعة كهاتين ويقرن بين أصبعيه السبابة والوسطى ويقول أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة وكان لا يخطب خطبة إلا افتتحها بحمد الله وأما قول كثير من الفقهاء إنه يفتتح خطبة الإستسقاء بالإستغفار وخطبة العيدين بالتكبير فليس معهم فيه سنة عن النبي البتة وسنته تقتضي خلافه وهو افتتاح جميع الخطب ب الحمد لله وهو أحد الوجوه الثلاثة لأصحاب أحمد وهو اختيار شيخنا قدس الله سره وكان يخطب قائما وفي مراسيل عطاء وغيره أنه كان إذا صعد المنبر أقبل بوجهه على الناس ثم قال السلام عليكم قال الشعبي وكان وكان يقصر خطبته أحيانا ويطيلها أحيانا بحسب حاجة الناس وكانت خطبته العارضة أطول من خطبته الراتبة وكان يخطب النساء على حدة في الأعياد ويحرضهن على الصدقة والله أعلم

فصول في هديه في العبادات


فصل في هديه في الوضوء


كان يتوضأ لكل صلاة في غالب أحيانه وربما صلى الصلوات بوضوء واحد وكان يتوضأ بالمد تارة وبثلثيه تارة وبأزيد منه تارة وذلك نحو أربع أواق بالدمشقي إلى أوقيتين وثلاث وكان من أيسر الناس صبا لماء الوضوء وكان يحذر أمته من الإسراف فيه وأخبر أنه يكون في أمته من يعتدي في الطهور وقال إن للوضوء شيطانا يقال له الولهان وكان يقصر خطبته أحيانا ويطيلها أحيانا بحسب حاجة الناس وكانت خطبته العارضة أطول من خطبته الراتبة وكان يخطب النساء على حدة في الأعياد ويحرضهن على الصدقة والله أعلم

فصول في هديه في العبادات


فصل في هديه في الوضوء


كان يتوضأ لكل صلاة في غالب أحيانه وربما صلى الصلوات بوضوء واحد وكان يتوضأ بالمد تارة وبثلثيه تارة وبأزيد منه تارة وذلك نحو أربع أواق بالدمشقي إلى أوقيتين وثلاث وكان من أيسر الناس صبا لماء الوضوء وكان يحذر أمته من الإسراف فيه وأخبر أنه يكون في أمته من يعتدي في الطهور وقال إن للوضوء شيطانا يقال له الولهان

فصل في هديه في المسح على الخفين


صح عنه أنه مسح في الحضر والسفر ولم ينسخ ذلك حتى توفي ووقت للمقيم يوما وليلة وللمسافر ثلاثة أيام ولياليهن في عدة أحاديث حسان وصحاح وكان يمسح ظاهر الخفين ولم يصح عنه مسح أسفلهما إلا في حديث منقطع والأحاديث الصحيحة على خلافه ومسح على الجوربين والنعلين ومسح على العمامة مقتصرا عليها ومع الناصية وثبت عنه ذلك فعلا وأمرا في عدة أحاديث لكن في قضايا أعيان يحتمل أن تكون خاصة بحال الحاجة والضرورة ويحتمل العموم كالخفين وهو أظهر والله أعلم ولم يكن يتكلف ضد حاله التي عليها قدماه بل إن كانتا في الخف مسح عليهما ولم ينزعهما وإن كانتا مكشوفتين غسل القدمين ولم يلبس الخف ليمسح عليه وهذا أعدل الأقوال في مسألة الأفضل من المسح والغسل قاله شيخنا والله أعلم

فصل في هديه في التيمم


كان يتيمم بضربة واحدة للوجه والكفين ولم يصح عنه أنه فصل في هديه في المسح على الخفين


صح عنه أنه مسح في الحضر والسفر ولم ينسخ ذلك حتى توفي ووقت للمقيم يوما وليلة وللمسافر ثلاثة أيام ولياليهن في عدة أحاديث حسان وصحاح وكان يمسح ظاهر الخفين ولم يصح عنه مسح أسفلهما إلا في حديث منقطع والأحاديث الصحيحة على خلافه ومسح على الجوربين والنعلين ومسح على العمامة مقتصرا عليها ومع الناصية وثبت عنه ذلك فعلا وأمرا في عدة أحاديث لكن في قضايا أعيان يحتمل أن تكون خاصة بحال الحاجة والضرورة ويحتمل العموم كالخفين وهو أظهر والله أعلم ولم يكن يتكلف ضد حاله التي عليها قدماه بل إن كانتا في الخف مسح عليهما ولم ينزعهما وإن كانتا مكشوفتين غسل القدمين ولم يلبس الخف ليمسح عليه وهذا أعدل الأقوال في مسألة الأفضل من المسح والغسل قاله شيخنا والله أعلم

فصل في هديه في التيمم


كان يتيمم بضربة واحدة للوجه والكفين ولم يصح عنه أنه فصل في هديه في المسح على الخفين


صح عنه أنه مسح في الحضر والسفر ولم ينسخ ذلك حتى توفي ووقت للمقيم يوما وليلة وللمسافر ثلاثة أيام ولياليهن في عدة أحاديث حسان وصحاح وكان يمسح ظاهر الخفين ولم يصح عنه مسح أسفلهما إلا في حديث منقطع والأحاديث الصحيحة على خلافه ومسح على الجوربين والنعلين ومسح على العمامة مقتصرا عليها ومع الناصية وثبت عنه ذلك فعلا وأمرا في عدة أحاديث لكن في قضايا أعيان يحتمل أن تكون خاصة بحال الحاجة والضرورة ويحتمل العموم كالخفين وهو أظهر والله أعلم ولم يكن يتكلف ضد حاله التي عليها قدماه بل إن كانتا في الخف مسح عليهما ولم ينزعهما وإن كانتا مكشوفتين غسل القدمين ولم يلبس الخف ليمسح عليه وهذا أعدل الأقوال في مسألة الأفضل من المسح والغسل قاله شيخنا والله أعلم

فصل في هديه في التيمم


كان يتيمم بضربة واحدة للوجه والكفين ولم يصح عنه أنه فصل في هديه في المسح على الخفين


صح عنه أنه مسح في الحضر والسفر ولم ينسخ ذلك حتى توفي ووقت للمقيم يوما وليلة وللمسافر ثلاثة أيام ولياليهن في عدة أحاديث حسان وصحاح وكان يمسح ظاهر الخفين ولم يصح عنه مسح أسفلهما إلا في حديث منقطع والأحاديث الصحيحة على خلافه ومسح على الجوربين والنعلين ومسح على العمامة مقتصرا عليها ومع الناصية وثبت عنه ذلك فعلا وأمرا في عدة أحاديث لكن في قضايا أعيان يحتمل أن تكون خاصة بحال الحاجة والضرورة ويحتمل العموم كالخفين وهو أظهر والله أعلم ولم يكن يتكلف ضد حاله التي عليها قدماه بل إن كانتا في الخف مسح عليهما ولم ينزعهما وإن كانتا مكشوفتين غسل القدمين ولم يلبس الخف ليمسح عليه وهذا أعدل الأقوال في مسألة الأفضل من المسح والغسل قاله شيخنا والله أعلم

فصل في هديه في التيمم


كان يتيمم بضربة واحدة للوجه والكفين ولم يصح عنه أنه

وهذا يقتضي أن يكون حكمه حكمه إلا فيما اقتضى الدليل خلافه

فصل في هديه في الصلاة


كان إذا قام إلى الصلاة قال الله أكبر ولم يقل شيئا قبلها ولا تلفظ بالنية البتة ولا قال أصلي لله صلاة كذا مستقبل القبلة أربع ركعات إماما أو مأموما ولا قال اداء ولا قضاء ولا فرض الوقت وهذه عشر بدع لم ينقل عنه أحد قط بإسناد صحيح ولا ضعيف ولا مسند ولا مرسل لفظة واحدة منها البتة بل ولا عن أحد من أصحابه ولا استحسنه أحد من التابعين ولا الأئمة الأربعة وإنما غر بعض المتأخرين قول الشافعي رضي الله عنه في الصلاة إنها ليست كالصيام ولا يدخل فيها أحد إلا بذكر فظن أن الذكر تلفظ المصلي بالنية وإنما أراد الشافعي رحمه الله بالذكر تكبيرة الإحرام ليس إلا وكيف يستحب الشافعي أمرا لم يفعله النبي في صلاة واحدة ولا أحد من خلفائه وأصحابه وهذا هديهم وسيرتهم فإن أوجدنا أحد حرفا واحدا عنهم في ذلك قبلناه وقابلناه بالتسليم والقبول ولا هدي أكمل من هديهم ولا سنة إلا ما تلقوه عن صاحب الشرع وكان دأبه في إحرامه لفظة الله أكبر لا غيرها ولم ينقل أحد

هذا الظن وإنما كان يقرأ هاتين السورتين لما اشتملتا عليه من ذكر المبدإ والمعاد وخلق آدم ودخول الجنة والنار وذلك مما كان ويكون في يوم الجمعة فكان يقرأ في فجرها ما كان ويكون في ذلك اليوم تذكيرا للأمة بحوادث هذا اليوم كما كان يقرأ في المجامع العظام كالأعياد والجمعة بسورة ق واقتربت وسبح والغاشية

فصل


وأما الظهر فكان يطيل قراءتها أحيانا حتى قال أبو سعيد كانت صلاة الظهر تقام فيذهب الذاهب إلى البقيع فيقضي حاجته ثم يأتي أهله فيتوضأ ويدرك النبي في الركعة الأولى مما يطيلها رواه مسلم وكان يقرأ فيها تارة بقدر ( ألم تنزيل ) وتارة ب ( سبح اسم ربك الأعلى ) ( والليل إذا يغشى ) وتارةب ( السماء ذات البروج ) و ( السماء والطارق ) وأما العصر فعلى النصف من قراءة صلاة الظهر إذا طالت وبقدرها إذا قصرت وأما المغرب فكان هديه فيها خلاف عمل الناس اليوم فإنه صلاها مرة ب الأعراف فرقها في الركعتين ومرة ب الطور ومرة ب المرسلات قال أبو عمر بن عبد البر روي عن النبي أنه قرأ في المغرب ب ( المص ) وأنه قرأ فيها ب الصافات وأنه قرأ فيها ب ( حم ) الدخان وأنه أمر نسبي يرجع إلى ما فعله النبي وواظب عليه لا إلى الشهوة المأمومين فإنه لم يكن يأمرهم بأمر ثم يخالفه وقد علم أن من ورائه الكبير والضعيف وذا الحاجة فالذي فعله هو التخفيف الذي أمر به فإنه كان يمكن أن تكون صلاته أطول من ذلك بأضعاف مضاعفة فهي خفيفة بالنسبة إلى أطول منها وهديه الذي كان واظب عليه هو الحاكم على كل ما تنازع فيه المتنازعون ويدل عليه ما رواه النسائي وغيره عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كان رسول الله يأمرنا بالتخفيف ويؤمنا ب الصافات فالقراء ب الصافات من التخفيف الذي كان يأمر به والله أعلم

فصل


وكان لا يعين سورة في الصلاة بعينها لا يقرا إلا بها إلا في الجمعة والعيدين وأما في سائر الصلوات فقد ذكر أبو داود من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنه قال ما من المفصل سورة صغيرة ولا كبيرة إلا وقد سمعت رسول الله يؤم الناس بها في الصلاة المكتوبة وكان من هديه قراءة السورة كاملة وربما قرأها في الركعتين وربما