حسان بن ثابث - رسم دارسة

من معرفة المصادر

هل رسم دارسة

هَل رَسمُ دارِسَـةِ المَقـامِ يَبـابِ *** مُتَكَلِّـمٌ لِمُسـائِـلٍ بِجَـوابِ

قَفرٌ عَفا رِهَمُ السَحابِ رُسومَـهُ *** وَهُبـوبُ كُلِّ مُطِلَّـةٍ مِربـابِ

وَلَقَد رَأيتُ بِها الحلـولَ يزينهـمْ *** بِيضُ الوُجوهِ ثَواقِـبُ الأَحسَـابِ

فَدَعِ الدِّيارَ وَذِكـرَ كُلِّ خَريـدَةٍ *** بَيضاءَ، آنِسةِ الحَديـثِ، كَعَـابِ

وَاشكُ الهُمومَ إلى الإلهِ ومَا تَـرَى *** مِـن مَعشَـرٍ مُتَأَلِّبيـنَ غِضـابِ

أَمّوا بِغَزوِهِـمِ الرَّسـولَ وَأَلَّبـوا *** أَهلَ القُرى وَبَـوادِيَ الأَعـرابِ

جَيشٌ عُيَينَـةُ وَاِبنُ حَـربٍ فيهِـمِ *** مُتَخَمِّطيـنَ بِحَلـبَـةِ الأَحـزابِ

حتّى إذا وردوا المدينـةَ وارتَجـوا *** قتـلَ النبِـيّ ومغنـمَ الأسـلابِ

وَغَدَوا عَلَينـا قادِريـنَ بِأَيدِهِـم *** رُدّوا بِغَيظِهِـمِ عَلـى الأَعقـابِ

بِهبوبِ معصفةٍ تفـرقُ جـمعهمْ *** وجنـودِ ربكَ سيـدِ الأربـابِ

وكَفَى الإلـهُ المؤمنيـنَ قتالـهمْ *** وأثابَهمْ فِي الأجرِ خيـرَ ثـوابِ

منْ بعدِ ما قنطوا، ففـرجَ عنهـمُ *** تنـزيلُ نـصّ مليكنـا الوهَّـابِ

وأقـرَّ عيـنَ محمـدٍ وصحابـهِ *** وأذلَّ كـلَّ مكـذبٍ مـرتـابِ

مُستَشعِـرٍ لِلكُـفـرِ دونَ ثِيابِـهِ *** وَالكُفرُ لَيـسَ بِطاهِـرِ الأَثـوابِ

عَلِـقَ الشَقـاءُ بِقَلبِـهِ فَـأَرانَـهُ *** فِي الكُفرِ آخِرَ هَـذِهِ الأَحقـابِ