تهذيب اللغة
تهذيب اللغة للأزهري1 نسخ وترتيب وتنسيق مكتبة مشكاة الإسلامية من مشاهير أولى معاجم اللغة العربية. قال ابن منظور (ولم أجد في كتب اللغة أجمل من تهذيب اللغة للأزهري، ولا أكمل من المحكم لابن سيده...وما عداهما ثنيات الطريق) وقال القفطي: (رزق هذا التصنيف سعادة، وسار في الآفاق، واشتهر ذكره اشتهار الشمس) ألفه الأزهري بعد ما تجاوز السبعين، ونهج فيه على منوال كتاب (العين) واتبع نظامه في تقليب الكلمة وذكر وجوهها . الملف الأول من الكتاب عق روت أم كُرْزٍ أن الرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "في العقيقة عن الغلام شاتان مثلان، وعن الجارية شاة". وروى عنه سليمان بن عامر أنه قال صلى الله عليه وسلم: "مع الغلام عقيقتُه فأهرقوا عنه دما، وأميطوا عنه الأذى". قال أبو عبيد فيما اخبرني به عبد الله بن محمد بن هاجك عن أحمد بن عبد الله بن جبلة عنه أنه قال: قال الأصمعي وغيره: العقيقة أصلها اشعر الذي يكون على راس الصبي حين يولد. وإنما سميت الشاةُ التي تُذَبح عنه في تلك الحال عقيقةً لأنه يحلق عنه ذلك الشعر عن الذبح. ولهذا قال في الحديث: "أميطوا عنه لأذى" يعني بالأذى ذلك الشعر الذي يحلق عنه. قال: وهذا مما قلت لك إنهم ربما سموا الشيء باسم غيره إذا كان معه أو من سببه، فسميت الشاة عقيقة لعقيقة الشعر. قال أبو عبيد: وكذلك كل مولد من البهائم فإن الشعر الذي يكون عليه حين يولد عقيقة وعقة. وأنشد لزهير: أذلك أم أقبُ البطن جأبٌ عليه من عقيقته عفاءُ فجعل العقيقة الشعر لا الشاة. وقال الآخر يصف العير: تحسَّرت عِقّةٌ عنه فأنـسـلـهـا واجتاب أخرى جديداً بعد ما بتقلا يقول: لما تربع ورعى لربيع وبقوله أنسل الشعر المولد معه، وأنبت آخر فاجتابه، أي لبسه فاكتساه. قلت: ويقال لهذا الشعر عقيق، بغير هاء، ومنه قول الشماخ: أطار عقيقهُ عنـه نُـسـالاً وأُدمجَ دَمْجَ ذي شطن بديع أراد شعره الذي ولد وهو علىه، أنه أنسله عنه،أي أسقطه. قلت: وأصل العَقّ الشَّق والقطع، وسميت الشعرة التي يخرج المولود من بطن أمه وهي على عقيقة، لأنها إن كانت على رأس الإنسى حُلقت عنه فقطعت، وإن كانت على بهيمة فإنها تنسلها. وقيل للذبيحة عقيقة لأنها تذبح ويشق حلقومها ومَرِيُّها وودجاها قطعاً، كما سميت ذبيحة بالذبح وهو الشق. وأخبرني أبو الفضل المنذري عن الحرَّاني عن ابن السكيت أنه قال: يقال عق فلان عن ولده، إذا ذبَحَ عنه يوم أسبوعه. قال: وعقّ فلانٌ أباه يعقُّه عقا. وأعقّ الرجلُ، أي جاء بالعُقوق. وقال الأعشى: فإني وما كلّفتموني وربـكـم ليعلمُ من أمسى أعقَّ وأحربا أي جاء بالحَرَب. قال: ويقال أعقّت الفرسُ فهي عَقُوق، ولا يقال مُعِقّ. وهي فرس عقوق، إذا انفتَقَ بطُنها واتَّسَع للوَلد. ال: وكل انشقاق فهو اتعقاق، وكل شقِّ وخَرق فهو عق، ومنه قيل للبرق إذا انشق: عقيقة. وقال غيره: عقّ فلانٌ والديه يعقهما عقوقا، إذا قطعهما ولم يصل رحمه منهما. وقال أبو سفيان بن حرب لحمزة سيد الشهداء رضي الله عنه يو أحد حين مر به وهو مقتولٌ: "ذُقْ عُقَق"، معناه ذق القتل يا عاق كما قتلت، يعني من قتلت يومَ بدر. وجمع العاقّ القاطع لرحمه عَقَقةُ. ويقال أيضا رجلُ عَقُ. وقال الزَّفَيانُ الراجز: أنا أبو المِرقالِ عقَّا فَظ لمن أعادي محكا مِلظّا وقيل: أراد بالعَقّ المُرَّ، من الماء العُقاق، وهو القُعاع. وأخبرني المنذري عن محمد بن يزيد الثمالي أنه قال في قول الحعدّى: بَحُركَ عذبُ الماء ما أعقّـهُ سَيبُك والمحروم مَنْ لم يُسقَهُ قال: أراد ما أقعَّه. يقال ماء قُعاع وعُقَاقٌ إذا كان مُرَّا غليظا. وقد أقعَّه الله وأعقَّه. وقال ابن الأعرابي فيما رَوَى عنه أحمد بن يحيى البغدادي: العُقُق: البعداء الأعداء. قال: والعُقُق أيضاً: قاطعوا الأرحام. وقال أبو زيد في نوادره: يقال عاققتُ فلاناً أعاُّقه عِقاقاً، إذا خالفته. قال: والعُقَّة: الحفرة في الأرض، وجمعها عُقّات. وقال أبو عبيد: قال الأصمعي في باب السحاب: الانعقاق، شبه بعقيقة البرق. قال: ومنه التَّبوُّج وهو تكشف البرق. وقال غيره: يقال عقت الريحُ المُزْن تُعقة عقَّ، إذا استدرته كأنها تُشقه شقا. وقال الهذلي يصف غيثاً: حار وعقَّت مُزنَهُ الريح وانْ قارَ به العَرْضُ ولم يُشمَلِ حار، أي تحّير وتردد، يعني السحاب، واستدارته ريح الجنوب ولم تهب به الشمال فتقشعه. وقوله "وانقار به العرض" أي كأن عرض السحاب انقار، أي وقعت منه قطعة، وأصله من قُرت جيب القميص فانقار، وقُرتٌ عينه إذا قلعتها. ويقال سحابةٌ معقوقة، إذا عُقّت فانقعّت، أي تبعّجت بالماء. وسحابة عقّاقة، إذا دَفقَت ماءها. وقد عَقَّت.
وقال عبد بني الحسحاس يصف غيثاً: فمرَّ على الأنهاءِ فانثجَّ مًـرْنُـه فعقَّ طويلا يكسب الماء ساجيا ويقال اعتقَّت السحابة بمعنى عَقَّتْ. وقال أبو وَجْزة: واعتقَّ منبعجٌ بالوبل مبقُور ويقال للمعتذر إذا أفرط في اعتذاره: قد اعتقَّ اعتقاقاً. وروى شمر عن بعض أصحابه أن معقِّر ابن حمارٍ البارقي كُفَّ بصره، فسمع يوماً صوت راعدةٍ، ومعه بنتُ له تقُوده، فقال لها: مإذا ترين؟ فقالت: أرى سَحماء عَقَّاقة، كأنها حُوَلاء ناقة. فقال. لها: وائلى بى إلى جانب قَفْلة، فإنها لا تنبت إلا بمنجاة من السيل. والقَفْلة: نبتة معروفة. قلت: والعرب تقول لكل مسيل ماء شقّه ماءُ السيل في الأرض فأنهره ووسِّعه: عقيق. وفي بلاد العرب أربعة أعِقّة، وهي أودية عاديَّة شقَّتها السيول. فمنها عقيق عارض اليمامة، وهو وادٍ واسع مما يلي العرَمة تندفق فيه شعاب العارض، وفيه عيون عذبة الماء. ومنها عقيق بناحية المدينة فيه عيون ونخيل ومنها عقيق آخر يدفُق سيله في غورىّ تِهامة، وهو الذي ذكره الشافعي فقال: "ولو أهُّلوا من العقيق كان أحبَّ إليَّ". ومنها عقيق القَنَان، تجرى إليه مياهُ قُللٍ نجد وجباله. وذكر الباهلي عن الأصمعي أنه قال: الأعقّة الأودية. ويقال للصبي إذا نشأ في حيً من أحياء العرب حتى شبَّ وقوى فيهم:عُقّتْ تميمة فلانٍ في بني فلان. والأصل في ذلك أن الصبيَّ مادام طفلاً تعِّلق عليه أمُّه التمائم، وهي الخَرزُ تعوِّذه بها العين ، فإذا كبِر قُطعتْ عنه. ومنه قول الشاعر: بلاد بها عَقَّ الشباب تميمـتـي وأوَّلُ أرض مسَّ جلدي ترابُها وروى أبو عُمر عن أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي أنه قال: العقيقة: المزادة. والعقيقة: نواة رخوة من نوى العجوة تؤكل. قال: والعقيقة: سهم الاعتذار. قال أبو العباس: قلت لابن الأعرابي: وما سهم الاعتذار؟ فقال: قالت الأعراب: إن أصل هذا أن يُقتل رجلُ من القبيلة فيطاَلب القاتل بدمه، فيجتمع جماعة من الرؤساء إلى أولياء القتيل ويعرضون عليهم الدية ويسألونهم العفو عن الدم. قالت الأعراب: فإن كان وليه أبيا حميا أبى أخذ الدية، وان كان ضعيفا شاور أهل قبيلته، فيقولون للطالبين:إن بيننا وبين خالقنا علامةً للأمر والنهي. قال: فيقول الآخرون: وما علامتكم؟ فيقولون: نأخذ سهماً فنركِّبه على قوس ثم نرمي به نحو السماء فإن رَجعَ إلينا ملطخاً بالدم فقد نهينا عن أخذ الدية، وإن رجع إلينا كما صعد فقد أمرنا بأخذ الدية. قال ابن الأعرابي: قال أبو المكارم وغيره: فما رجع هذا السهمُ قَط إلا نِقيَّا، ولكن لهم بهذا عُذرٌ عنده جُهّالهم. قال: وقال الأسعر الجعفي من أهل القييل وكان غائباً عن هذا الصلح: عقُّوا بسهم ثمَّ قـالـوا سـالـمـوا يا ليتني في القوم إذْ مسحوا اللِّحي قال: وعلامة الصُّلح مَسْحُ اللحي. قُلت: وأخبرني عبد الملك البغوي عن الربيع عن الشافعي. أنه أنشده: عُّقوا بسهم ولم يشعُر بـه أحـد ثم استفاءوا وقالوا حبَّذا الوَضحُ أخبر أنهم آثروا إبل الدية وألبانها على دم قاتل صاحبهم. والوضح: اللبن ها هنا. ويقال للدلو هذا طلعت من الركيّة ملأى: قد عَقّتْ عقا. ومن العرب من يقول عقتْ تعقِيَة، وأصلها عققت، فلما توالى ثلاث قافات قلبوا إحداها ياء كما قالوا تظَّنيت من الظن. وأنشد ابنُ الأعرابي فيما أخبرني المنذري عن ثعلب عنه: عَقتْ كما عقت دلوف العِقْبان شبه الدلو إذا نزعت من البئر وهي تعقُّ هواء البئر طالعةً بسرعةٍ بالعقاب إذا انقضَّتْ على الصَّيدِ مسرعة. وروى الحراني عن ابن السكيت أنه قال: العقيقة: صُوف الجَذَع. والجنيبة: صوف الثني. وقال أبو عبيد: العِقاق الحوامل من كل ذات حافر. والواحدة عَقوق. وقال ابن المظفر: يقال أعقت الفرَسُ والأتان فهي مُعِقٌ وعَقوق، وذلك إذا نبتت العقيقة في بطنها على الولد الذي حملتْه. وأنشده لرؤبة: قد عتق الأجدعُ بعد رقِّ بقارٍح أو زولةٍ مُعِقِّ وأنشد له أيضا في لغة من يقول أعقت فهي عقوق وجمعهاعُقُق: سرا وقد أوّنَ تأوبن العُقُ والعقاق والعَقَق: الحَمْل. قال عدىّ: وتركت العَيْر يدمي نحِـره ونحَوصاً سَمْحجاً فيها عقق
وقال أبو خِرَاش: أبن عَقاقاً ئم يَرْمَحْنَ ظلْمَه إباءً وفيه صَولةٌ وذَمِيل وقال أبو عمرو: أظهرت الأتان عَقاقاً بفتح العين، إذا تبيِّن حملها قلت: وهكذا قال الشافعي العَقاق بهذا المعنى في آخر كتاب الصَّرف. وأما الأصمعي فإنه يقول: العقاق مصدر العَقُوق ورُوى عن أبي عمرو أنه كان يقول: عقّت فهي عقوق، وأعقّت فهي مُعِقّ. قلت: واللغة الفصيحة أعقَّت فهي عقوق، قاله ابن السكِّيت وغيره. وقال أبو حاتم في كتاب الأضداد: زعم بعض شيوخنا أنه يقال للفرس الحامل عقوق. قال: ويقال للحائل أيضا عَقُوق. قال أبو حاتم: وأطنُّ هذا على التفاؤل. قلت: وهذا يَروى عن أبي زيد. وقال أبو عبيدة: عقيقة الصبيّ: غُرْلته إذا خُتِن. وقال الليث: نوى العَقُوقِ نوًى هشٌّ رِخوٌ ليِّن الممضَغة تأكله العجوز وتلوكه، وتُعلِفه العَقوقُ إلطافاً بها، ولذك أضيف إليها، وهو من كلام أهل البصرة ولا تعرفه الأعرابُ في باديتها. وقال ابن الأعرابي: العقيقة: نواة رِخوةٌ ليِّنة كالعجوة تؤكل. وقال شمر: عقان الكَروم والنخيل: ما يخرج من أصولها. وإذا تقطع العِقَّان فسدت الأصول. وقد أعقَّت النخلةُ والكَرْمة إذا أخرجت عِقَّانَها. والعَقْعَق: طائر معروف، وصوته العَقْعَقة. ومن أمثال العرب السائرة في الرجل يسأل مالا يكون ومالا يُقدر عليه: "كلفَّفْتَني الأبلق العقوق"، ومثلهُ: "كلَّفتني بيض الأنوق". والأبلق ذكر، والعقوق الحامل، ولا يحمل الذكر. وأنشد اللحياني: طلب الأبلق العقوق فلمـا لم يجده أراد بيض الأنوق وفي نوادر الأعراب: اهتلبَ السيف من غمده، وامترقه، واعتقَّه، واجتلطه، إذا استلّه. وأما قول الفرزدق: قفي ودِّعينـا يا هـنـيد فـإنـنـي أرى الحيَّ قد شاموا العقيق اليمانيا فإن بعضهم قال: أراد شاموا البرق من ناحية اليمن. والعَقُوق: موضع. وأنشد ابن السكيت: ولو طلبوني بالعَقوق أتيتهـم بألف أؤدِّيه إلى القومِ أقرعا يريد: ألف بعير. وأنشد لكثِّير يصف امرأة: إذا خرجت من بيتها راَق عَينها مُعَوِذها وأعجبتها العـقـائق يعني إن هذه المرأة إذا خرجت من بيتها راقها معوّذ النبت حوالي بيتها. والمعوّذ من النيت: ما ينبت في أصل شجر أو حجر يستره. وقيل العقائق: الغُدْران، وقيل: هي الرمال الحمر. وعَقّة: بطن من النَّمِر بن قاسط. قال الأخطل: وموقَّعٍ أثَرُ السِّفار بخَطْـمـه من سُود عَقّة أو بني الجوّالِ وبنو الجَوَّال في بني تغلب. وقال الليث: انعقَّ البرق، إذا انسرَب في السحاب. قع أبو عمر عن أحمد بن يحيى عن عمرو بن أبى عمرو عن أبيه قال: القُعقُع بضم القافين: العَقعَق. وقال الليث: القعقع طائر وصوته القعقعَة. قال: وهو طائر أبلق ببياض وسوادٍ، ضخمٌ، من طير البرّ، طويل المنقار. قلت: وسمعت البحرانيين يقولون للقَسْب من التمر إذا ييس وتقعقع: تمر سَحُّ. وتمر قعقاع. وقُعَيقِعان: موضع بمكة اقتتل عنده قبيلان من قريش، فسمِّى قعيقعان لتقعقع السلاح فيه. قال الليث: وبالاهواز جبل يقال له قعيقعان. قال: ومنه نحتت أساطين مسجد البصرة. والقعقاع: طريق يأخذ من اليمامة إلى مكة معروف. ويقال للجلد اليابس والتِّرسة إذا تخشخشت فحكيت صوت حركاتها قد قعقعت قعقعة ومنه قول النابغة: كأنك من جمال بني أقيش يُقعقع خلف رِجلَيه بشنِّ وقال ابن الأعرابي فيما يروى عنه أحمد بن يحيي: القعقعة والعقعقة، والشخشخة، والخفخفة،والفخفخة والنشنة والشنشنة، كلّه حركة القرطاس والثوب الجديد. ومن أمثلة العرب:" من يجتمع يتقعقع عمده"" المعنى: غبط بكثرة العدد واتساق الأسباب فهو بعَرَض الزَّوال والانتشار. وهذا كقول لبيد يصف تغير الزمان بأهله: إن يُغبَطوا يُهبَطوا وإن أمروا يوماً يَصيروا للهُـلْـك والـنَّـكَـدِ ويقال للرجل إذا مشى فسمعت لمفاصل رجليه تَقعقُعاً: انه لقَعْقَعاني. كذلك العَيْر إذا حَمل على العانة فتقعقع لحَياهُ: قعقعاني. وقال رؤبة: شاحيَ لحَيىْ قَعقعانيِّ الصَّلـقْ قعقعة المِحورِ خُطاف العَلَقْ وأسَدٌ ذو قعاقع، إذا مشى فسمعت لمفاصله قعقعة.
أبو عبيد عن الأصمعي: خمْس قعقاع وحثحاث، إذا كان بعيداً والسَّير فيه متعباً لا وتيرة فيه، أى لا فتور فيه. وكذلك طريق قعقاع ومتقعقع، إذا بعُد واحتاج السائر فيه إلى الجد. وسمى قعقاعا لأنه يقعقع الرِكاب ويتعبها. وقال ابن مقبل يصف ناقته: عَمَل قوائمها على متقعقـع عَتِبِ المراتب خارج متنشِّرَ وبالشُّريف من بلاد قيس مواضع يقال لها القعاقع. ويقال قعقعتٌ القارورةَ وزعزعتها، إذا أرغت نزع صمامها من رأسها. ويقال للذي يحرك قداح المسير ليجليها: المقعقع. وقال ابن مقبِل: بقدحين فازا من قداح المقعقع وقال الليث: يقال للمهزول: صار عظاماً تقعقع. قال: وكل شيء دَقَّتُهُ صوتٌ واحد فإنك تقول يقعقع. وإذا قلت لمثل الأدم اليابسة والسلاح قلت يتقعقع. قلت: وقول النابغة يدل على خلاف ما قال؛ لأنه قد قال: يُقعقَع خلف رجليه بشنِّ والشّنَ من الأدَم، وكأنه أراد أنه يقعقع فيتقعقع. ويقال: أقعَّ القومُ، إذا حفروا فأنبطوا ماء قعاعا. ومياه الملاَّحات كلها قعاع. ويقال للقوم إذا كانوا نزولا ببلد فاحتملوا عنه: قد تقعقعت عَمَدهم. وقال جرير: تقعقع نحو أرضكم عمادي وقال أبو زيد: القعقعة: تتابع صوت الرعد في شدّة. وجماعُهُ القَعاقع. ويقال للحَّمى النافض قعقاع. وقال مزرِّد أخو الشماخ: إذا ذُكرت سلمى على النأي عادَني ثُلاجي قعقاعٍ من الورد مـردِمِ وقال بعض الظائيِّين: يقال قعّ فلان فلاناً يقُعُّه قعا، إذا اجترأ عليه بالكلام والقعاقع: الحجارة التي ترمى بها النخل لينتثر من ثمره. والمقعِقع: الذي يقعقع القداح من الميسر. وقال ابن هرمة: وقعقعت القداح ففزت منها بما أخذ السَّمينُ من القداح وروى عن السُدِّى أنه قال: سميِّ الجبل الذي بمكة قعيقعان لأنّ جُرهما كانت تجعل فيه قسها وجعابها ودَرَقها، فكانت تُقِعقِعُ وتصوِّت عك أبو عبيد عن الفراء: يقال عككُته أعكُّه عكًّا، إذا حبسته عن حاجته. وكذلك يقال عجبته عن حاجته. ويقال عكته الحمى عكّا، إذا لزمته حتى تُضْنيَه. قال: وقال أبو زيد: عككته أعته عكاً، إذا استعدته الحديثَ كي يكرره مرتين. وروى ابن حبيب عن ابن الأعرابي: أعكّت العُشَراء من الإبل تُعِكّ. والاسم العِكَّة، وهي أن تستبدل لَوناً غير لونها، وكذلك إذا سمنت فأخصبت. وقال في قول رؤبة: مإذا ترى رأي أخٍ قد عَكَّا قال: عك الرجل، إذا احتبس وأقام. قال الأصمعي: عكَّنى بالقول عكًّا، إذا ردهُ عليك متعنتا، ورجلٌ مِعَكُّ، إذا كان ذا لدَدٍ والتواء وخُصومة. وقال ابن الأعرابي: العرب تقول ائتزر فلان إزرةَ عكَّ وَكَّ؛ وهو أن يُسِبل طرَفىْ إزاره وأنشد: إن زرته تجده عَـكَّ ركـا مشيته في الدار هاكَ ركَّا قال: هاك ركّ: حكاية تبختره. أبو عُبيد الله عن أبي زيد: إذا سكنت الريج مع شدة الحر قيل: يوم عكِيك، ويقال يوم عكٌّ أكُّ، وقد عكَّ يومنا. قال: وقال غيره: العُكَّة والعكيك: شدّة الحر. وقال ساجع العرب: "إذا طلعت العُذْرة، لم يبق! بعُمان بُسْرة، ولا لأكّار بُرَّة، وكانت عكة نُكْرة، على أهل البصرة". والمِعَك من الخيل: الذي يجري قليلاً ثم يحتاج إلى الضرب، قاله الليث. قال أبو عبيد: العَكَوّك السمين، وقال غيره: هو القصير المقتدر: الخَلق. وقال الراجز: عكوَّك إذا مَشىَ دِرحايه والعُكة: زُقيق صغير يُجعَل فيه السمن. ويُجمَع عُكَكا وعِكا كا. وأخبرني المنذريُّ عن الغَسَّانيّ عن سلمة، أنه قال: سقعت ابا القمقام الأعرابي يقول: غبت غيبة عن أهل قفدِمت، فقدَّمَت إلى امراني عكّتين صغيرتين من سمن، ثم قالت: حاني اكسُنى، فقلت: نسلأ كلّ حُرَّةٍ نِحْيين وإنما سَلاُتِ عُكَّتَينِ ثم تقول اشتر لي قرطين وقال الليث: عكُّ بن عَدنان هم اليومَ في اليمن، وقال بعض النسَّابين، إنما هو معدّ ابن عدنان، فأما عَكّ فهو ابن عُدثان بالثاء، وهم من ولد قحظان، وعدنان من ولد إسماعيل عليه السلام. ثعلب عن ابن الأعرابي: يقال عُكَّ إذا حُمَّ، وعَكَّ إذا غَلى من الحرّ. وقال أبو زيد: العَكّة: رملة حميت عليها الشمس. وأما قول العجاج: عكٌّ شديدُ الأَسْر قُسبُرى
قال أبو زيد: العَكُّ: الصُّلب الشديد المجتمع. وقال الليث: العَكَّه من الحرّ: فَورةٌ شديدة في القيظ، وهو الوقت الذي تركد فيه الريح وفي لغةٍ: أكَّة. كع ابن حبيب عن ابن الأعرابي: رجل كَعُّ الوجه، أي رقيق الوجه؛ ورجلٌ كُعكُعٌ: جبان. وقد تككع تكأ كأ، إذا ارتدع. ورجلٌ كَعٌّ كاعُّ، إذا كان جباناً ضعيفا. وقد كعّ يكعّ كعُوعاً. وقال أبو زيد: يقال كَعِعتُ أكَعّ وكَععتُ بالفتح أكِعُّ. وكذلك زَلِلت وَزَلَلتُ، وشَحِحْتُ وشحَحْتُ أشَحُّ وأشِحُّ. وقال العجَّاج: كعكعتُه بالرجم والتنجُّه وقال ابن المظفر: رجل كعُّ كاعٌّ، وهو الذي لايمضي في حزم ولا عزم، وهو الناكص على عقبيه. والكاعُّ: الضعيف العاجز. وأنشد: إذا كان كَعُّ القوم للرَّحْلِ لازما وقال أبو زيد: يقال ككعته فتكعكع. وأنشد لمتمِّم بن نويرة: ولكنّنـي أمـضـي ذاكَ مُـقَـدِمـاً إذا بَعضُ من يلقي الخطوبَ تكعكعاً قال: واصل كعكعت: كعَّعْت، فاستثقلت العرب الجمع بين ثلاث أحرف من جنس واحد ففرقوا بينها بحرف مكرر ومثله كفكفتُه عن كذا، وأصله كفَّفته. وقال غيره: أكَعَّه الفَرَقُ إكعاعاً، إذا حَبسهَ عن وجهه. والكَعْك: الخبز اليابس. قال الليث: أطنّه معربا. وانشد: يا حَبّذا الكعك بلحمٍ مثـرود وخُشْكَنان مع سويقٍ مَقنود عج روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أفضل الحجّ العَجّ والثَّجّ وقال أبو عبيد: العجّ: رفع الصوت بالتلبية، والثّجّ: سيلان دماء الهدى. ويقال عج القوم يَعِجّون، وضجُّوا يَضِجُّون، إذا رفعوا أصواتهم بالدُّعاء والاستغاثة. وقال الليث: سمِّى العجّاج الرّجاز عجَّاجاً بقوله: حتَّى يعجّ ثخَناً من عجعجا قال الليث: لما لم يستقم له في القاقبة عجَّا ولم يصحَّ معنى عجَّجا ضاعفه فقال:عجعجا وهم فُعَلاء لذلك. قال: والتعجيج: اثارة الغبار، وهو العَجَاج. ويقال عججَّت البيت دخانا حتى تعجَّج والعَجَاج: غبار تثور به الريح، الواحدة عَجاجة. وفعله التعجيج. وفي النوادر: عجّ القوم وأعجُّوا، وأهجُّوا، وخجُّوا وأخجُّوا، إذا أكثروا في فنوِنِه الركوبَ. اللحياني: رجل عجْعاجٌ بجباج، إذا كان صيَّاحا. وقال أبو زيد: أعجت الريح، إذا اشتد هبوبها واثارت الغبار. قال: والعجعجة في قضاعة كالعنعنة في تميم، يحولون الياء جيما كقوله: المطعمون اللحم بالعَشجِّ وبالغداة كِسَرا البّرْنجِّ يقُلَع بالودِّ وبالصِّـيجِّ أراد: بالعشىّ، والبرنيّ، والصِّيصي. وأخبرني المنذريّ ابن الأعرابي قال: النُّكب من الرياح أربع: فنكباء الصبا والجّنوب مهياف ملواح، ونكباء الصبا والشمال مِعجاجٌ مِصراد لا مَطر فيها ولا خير، ونكباء الشمال والدَّبور قَرّة، ونكباء الدَّبور والجنوب حارّة. قال: والمِعجاج هي التي تثير الغبار. ويقال: عجّ البعير في هديره يعجّ، فإن كرر هديره قيل عجعج. ويقال للناقة إذا زجرتها عاجٌ. وقد عجعجت بها. أبو عبيد عن الفراء: العجَاجة: الإبل الكثيرة. وقال شمر: لا أعرف العجاجة بهذا المعنى. قال ابن حبيب: العَجَاج من الخيل: النجيب المسنّ. وروى شمر بإسناد له عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا تقوم الساعة حتى يأخذ الله شريطته من أهل الأرض، فيبقى عَجَاجٌ لا يعرفون معروفا ولا يُنكرون مُنكَراً". قال شمر: العَجَاج من الناس نحو الرَّجَاج والرَّعاع. وأنشد: يرضى إذا رضى النساء عجاجةٌ وإذا تُعُمّدَ عَمْدُه لم يَغـضَـبِ عمرو عن أبيه: عجّ، إذا صاح. وجَعّ، إذا كل الطين. وقال غيره: طريق عاجُّ زاجٌّ، إذا امتلأ جع أبو العباس عن ابن الأعرابي: جعّ فلان فلانا، إذا رماه بالجعْو، وهو الطين. وكتب عبيد الله بن زياد اللعين إلى عُمر بن سَعْد: "أن جعجعْ بالحسين بن علي" رضي الله عنهما. قال ابن الاعرابى: معناه ضيق عليه. قال: والجعجَع: الموضع الضّيق الخشِن. وقال ابو عبيد: قال الأصمعي: الجعجعة الحَبْس. قال: وإنما أراد بقوله "جعجع بالحسين" أي احبسه. ومنه قول أوس ابن حَجَر: إذا جعجعوا بين الإناخة والحبس قال: والعججاع: المحَبِس. وأنشد:
وباتوا بجعجاعٍ حديث المعرَّجِ قال أبو عبيد: وقال غيره: الجعجاع: الأرض الغليظة. وقال ابو قيس بن الأسلت: مَنْ يَذُقِ الحربَ يجدْ طعمها مُرًّا وتتركْه بجعـجـاعِ سَلَمة عن الفراء قال: الجعجة: التضيق على الغريم في المطالبة. والعجعة: الترشيد بالقوم. وقال أبو العباس: قال ابن الأعرابي: الجعجع: صوت الرحى، ومنه مثل العرب: "جَعجعة ولا أرى طِحْناً، يضرب للذي يعد ولا يفي. قال: والجعجعة: أصوات الجمال إذا اجتمعت. وقال الليث: جعجعت الإبل، إذا حرّكتها لإناخة أو نُهوض. وانشد: عَوْد إذا جُعجِعَ بعد الهبِّ وفحل جُعجاع: شديد الرُّغاء. وقال حُميد بن ثور: يطفن بعـجـاعٍ كـأن جـرانـه نجيب على جال من البئر أجوف ويقال: تعجع البعير وغيره، إذا ضرب بنفسه الأرض باركا، لمرض يصيبه أو ضرب يُثخنه. وقال أبو ذؤيب: فأبدهن حتوفهن فهارب بذمائه أو باركٌ متجعج وقال إسحاق بن الفرج: سمعت أبا الربيع البكري يقول: الجعجع والجفجف من الأرض المتطامِن، وذلك أنَّ الماء يتجفجف فيه فيقوم، أي يدوم. قال: وأردته أن يقول يتجعجعَ فلم يقُلْها في الماء. وقال: جعجعَ الماشية وجفجفها، إذا حبسَها. وقال شمر: قال أبو عمرو: الجَعجاع: الأرض. قال: وكلُّ أرضٍ جعجاع. قال شمر: وأنشدنا ا!بن الأعرابي: نحلُّ الـديار وراء الـديا رِثمَّ نجعجع فيها الجُزُرْ قال: نجعجعها: نحبسها على مكروهها. ويقال: جعجعّ: بهم، أي أناخ بهم وألزمهم الجعجاع. قال: وجعجع البعيرُ إذا برك وأنشد: حتى أنخنا عزَّه فجعجعا أي اسناخ. وجعجعَ القومُ، أي أناخوا. عش أخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: العَشُّ: المهزول. وقال بعضُ رجاز العرب: تضحك منى أن رأتني عَشَّـا لبستُ عَصْرىْ عُصُرٍ فامتشَّا بشاشَتي وعَمـلاً فـفـشّـا وامرأةٌ عَشَّةٌ: ضئيلة الخَلْقِ. وقال شمر: قال ابن الأعرابي: عشَّ بدنُ الإنسان، إذا ضُمر ونَحَل، وأعشَّهُ الله قال: والعَشُّ: الجمع والكسب. وقال الليث: عش الرجل معروفه يَعُشُّه، إذا أقله وقال رؤبة: حَجَّاح ما سَجْلُكَ بالمعشوشِ قال: وسقاه سجلا عشا، أي قليلا. وأنشد: يُسقَينَ لا عَشًّا ولا مصرَّدا قال: وقال أبو خَيرة العدويّ، العشّةُ: الأرض الغليظة. قال: واعششنا، أي وقعنا في أرضٍ عشَّة. وعشَّش الخُبزُ، إذا يبس وتكرَّج، فهو معشِّش. أبو عبيد عن أبي زيد: أعششتُ القوم، إذا نزلت بهم على كَره حتى يتحولوا من أجلك. وأنشد للفرزدق يصف القطا: فلو تُركتْ نامت ولكن أعـشَّـهـا أذى من قلاصٍ كالحنيّ المعطَّف وقال أبو مالك: قال أبو الصقر: أعششتُ القوم إعشاشاً، إذا أعجلتهم عن أمرهم. وأعشاش: موضع معروف في ديار بني تميم، ذكر الفرزدق فقال: عزَفت بأعشاشِ وما كدت تـعـزِف وأنكرت من حَدراء ما كنت تعرف وشجرةٌ عَشَّةٌ: دقيقة الأغصان لئِيمة المنبت. وقال جرير: فما شجراتُ عِيصكَ في قُريشِ بعشات الفروع ولا ضواحي وعشّشت النخلة، إذا قل سَعَفُها ودقَّ أسفلها. قال: وعَششتُ القميص إذا رقعته، فانعشَّ. وقال شمر: قال: أبو زيد: يقال جاء باالمال من عَشِّهِ وَبشِّه، وعَسِّه وبسِّه. أي من حيث شاء. وقال أبو عبيدة: فرسٌ عَشٌّ القوائم: دقيق القوائم. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: العّشعّش: العُشُّ إذا تراكبَ بعضُه على بعض. وقال الليث: العُشّ للغراب وغيره على الشجر إذا كثُف وضَحُم، ويجمع عِشَشَة. وقال ابن الفرج: قال الخليل: المَشُّ المطلب قال: وقال غيره: المعَسُّ: المطلب. وقال ابن شميل: قال أبو خيرة: أرض عشة: قليلة الشجر في جَلَد عَزَار، وليس بجبل ولارمل. وهي لينة في ذلك. قال: وعشهَّ بالقضيب عشا: ضربه ضربات. أبو عبيد: من أمثالهم: "ليس هذا بشِّك فادرجى". يضرب مثلاً لمن يرفع نفسه فوق قدره. ونحو منه: "تلمَّسْ أعشاشك"، أي تلمَّس التجني والعلل في ذويك وقال الو عبيدة لرجل أتاه: لمن يُضرَب هذا؟ فقال: لمن يُرفع له بخيال. فقيل: ما معناه؟ فقال: لمن يطرد. شع أبو العباس عن ابن الأعرابي: شعَّ القومُ إذا تفرقوا وأنشد للاخطل: عصابه سَبْىٍ شعَّ أن يتَقَّسما أي تفرَّقوا حذار أن يُتَقسَّموا. قال: والشَّعُّ: العَجَلة. قال: وانشعَّ الذئب في الغنم، وانشل فيها، وانشنَّ، وأغتر فيها واستغار، بمعنى واحد. عمرو عن ابيه: يقال لبيت العكبوت الشَّعّ وحُقَّ الكَهُول. أبو عبيد عن الأصمعي: الشعَّشع والشعشان: الطويل. وقال الطويل في موضع آخر: الشعَّشاع الحسن، وقال الطويل. وقال ذو الرُّمة: إلى كلِّ مشيوح الذراعين تُتقى به الحرب شعشاع وآخر فدغمِ وقال الليث: الشعشعان من كلِّ شيء: الطويلُ العنق. ويقال شعشعتُ الشرابَ، إذا مزجته بالماء. ويقال للثريدة الزُّريقاء: شعشِعها بالزيت. وروي شمر بإسناد له حديث وائلة بن الأسقع، أن النبي (" ثرد ثريدة ثم شعشعها ثم لبقها ثم صَعَنبها" قال شمر: وقال ابن المبارك: شعشها: خلط بعضها ببعض كما يُشعشع الشراب بالماء إذا مزج به. قال: ويقول القائل للثريدة الزريقاء: شعشعها بالزيت. قال شعر: وقال بعضهم: شعشع الثريدة إذا رفع رأسها، وكذلك صعلكها وصعنبها. قال: وروي أبو داود عن ابن شميل: شعشع خرق الثريدة إذا أكثر سَمنَها. قال: وقال بعضم شعشعها طول رأسها، من الشعشع، وهو الطويل. من الناس. قلت: وروي أبو عبيد هذا الحرف في حديث وائلة "ثم سغسَغَها" بالسين والغين أي رواها دسماً. وهكذا قاله ابن الأعرابي. ويقال: شَعَّ بولَه يُشُّعه، قرَّقه، فشع يِشعُّ إذا انتشر. وشععنا عليهم الخيل نشُعُّها. أبو عبيد عن الفراء: الشَّعَاع: المتفرق، ويقال: تطايَر القومُ شُعاعاً،إذا تفرقوا. وتطايرت العصا شعاعاً، إذا تكسرتْ قصداً. وشَعاعُ السنبل: سَفاه إذا يبس مادام على السنبل وبَعْدَ انتشاره. وأشَّع السُّنبل، إذا اكتنزَ حَبَّة وانتشر صفاء. ويقال: ذهبت نفسي شَعَاعاً، إذا انتشر رأيها فام تتجه لأمر حزم وشَعَاع الدم: ما انتشر إذا استنَّ من خرق الطَّعنة. وأنشد ابن السكيت: طعنتُ ابن عبد القيس طعنةَ ثائر لها نَفذٌ لولا الشُّعاع أضاءهـا يقول: لولا انتشار سَنَن الدم لأضاءها النفذ ختى تُسقبان. وقال ابن شميل،: يقال سقيته لبناً شعاعاً أي ضَيَاحاً أكثر ماؤه. قلت: والشعشعة: المَزْج مأخوذ منه. وكل ما مر في الشعاع فهو بفتح الشين، وأما ضوء الشمس فهو الشعاع بضم الشين،وجمعه شُعُعٌ وأشِعّة، وهو ماتَرَى من ضوئها عند ذُرورٍها مثل القضباب. عمرو عن أبيه قال : الشُّعشُع: الغلام الحسن لوجه الخفيف الرُّوح، بضم الشينين. عض أبو عبيد: ما عندنا أكال ولا عَضَاض، أي ما يُعَضّ عليه وأنشد شمر: أخْدَرَ سَبْعا لم يذُق عَضاضا وقال ابن بزرج: ما أتانا من عَاضٍ وعَضوضٍ ومعضوص، أي م أتانا بشيء نعضه. قال: وإذا كان القومُ لا بِنَيِنَ فلا عليهم إلا يَرَواَ عضاضا. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من تَعزَّى بعزاءٍ الجاهلية فأعِضُّوه بَهنِ أبيه ولاتَكنوُا" معنى قوله "أعضّوه بهَنِ أبيه قولوا له اعضَضْ بأير أبيك، ولا تكنوا عن الأير بالهن وأمر صلى الله عليه وسلم بذلك تأديباً لمن دعا دعوة الجاهلية. أبو عبيد عن الأحمر قال: العِضّ من الرَّجال: الداهي المنكر وقال القطامي: أحاديث من عادٍ وجُرهُمَ جمّة يُثَوِّرها العِضّانِ زيدٌ ودَغْفَلُ أراد بالعِضَّين: زيداً النم ري ودِغفلا النسابة، وكانا عالمي العرب بأنسابها وأيامها وحِكَمها. ويقال: برئت إليك من العِضاض، إذا باعِ داّبةَ وبرئ إلى مشتريها من عَضِّها من الناس. والعيوب تجئ على فِعال بكسر الفاء. وسمعت العرب تقول: بئر عَضوض وماء عَضوض، إذا كان بعيد القعر يُستقَى منه بالسانية. وقال ابن بزرج: يقال ما كانت عَضُوضا ولقد أعضّت، وما كانت جُدًّا ولقد أجدتَّ، وما كانت جُدًّا ولقد أجَرّت. والعضُّ بالأسنان، والفعل عَضِضْتُ وأعَضُّ ، الأمر منه عضَّ واعضَضْ. ومُلك عَضوض: شديد فيه عَسفْ وعُنْف. والعَضُوض من أسماء الدواهي. الحراني عن ابن السكيت قال: العِضُّ: العِضاهُ بكسر العين. وبنو فلانٍ مُعِضُّون، إذا كانت إبليهم ترعى العِضَّ. وارض مُعِضّة: كثيرة العِضّ. وبعير عاضّ. وقال أبو زيد فيما روى عنه ابن هانئ: العِضاه اسمٌ يقع على شجر من شجر الشوك له أسماءً مختلفة يجمعها العِضاه، والعضاه الخالص منه: ما عظُم واشتد شوكه. وما صغُر من شجر الشوك فانه يقال له العِضّ والشِّرْس.د قال: وإذا اجتمعت جموع ذلك قيل لما له شوك من صغاره عِضُّ وشِرسُ، ولا يُدعَيان عِضاهاً. فمن العِضاه السمُر، والعُرفُط، والسَّيًال، والقَرَظ، والقَتَاد الأعظَم، والكَنَهُبل، والسِّدْر، والغافُ!، والغَرَب فهذه عضاهٌ أجمع. ومن عَضاه القياس وليس بالعضاه الخالص: الشَّوحط والنبع، والشِّريان، والسَّرَاء، والنَّشَم، والعُجُرم، والتألب، والغَرَف فهذه كلها تُدعى عضاه القياس وليست بالعضاه الخالص ولا بالعِضِّ. ومن العِضَّ والشِّرس القتاد الأصغر، وهي التي ثمرتُها نُفّاخة كنُفّاخة العُشَر، إذا حُرّكت انفقأت. ومنها الشُّبْرُم، والشَّبرِق، والحاجُ، واللَّصَف، والكلبة، والعِتْر، والثغْرُ. فهذه عِضّ وليست بعضله ومن شجر الشوك الذي ليس بِعِضّ ولا عضاه: الشُّكاعَي، والحُلاَوَى، والحاذُ، والكُبّ، والسُّلَّج. وفي النوادر: هذا بلدٌ به عِضُّ وأعضاض وعَضاض، أي شجرُ ذو شوك. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: العُضّ بضم العين: عَلَف الأمصار،مثل الكُسْب والنَّوي المرضوخ. قال: وقال المفضل: العُضُّ: العجين. وقال أبو عبيدة: العُضّاض عِرنين الأنف. وأنشد غيره: لما رأيت العبدَ مشرحِفَّـا أعدَمته عُضَّاضَهُ والكفّا سلمة عن الفراء، قال: العُضَاضيُّ: الرجل الناعم الليّن، مأخوذ من العُضاض، وهو ما لانَ من الأنف. ويقال: أعضَّ الحجّام المِحجَمةَ قفاء. ويقال أبو زيد: يقال عضّ الرجل بصاحبه يَعضَّه، إذا لَزِمَه. وقال النظر: إنه لعِضُ مالٍ، إذا كان حسنَ القيام عليه وفلانٌ عِضٌّ سفَر: وعِضٌّ قتال. وأنشد الأصمعي: إنا إذا قُدنا لقـومٍ عَـرضـا لم نُبقِ من بغي الأعادي عِضّا ابن شميل: عاضّ القوم العيش منذ العام فاشتد عِضاضهم، أي اشتد عيشهم. وإنه لعِضاض عيش أي صَبورٌ على الشدة. وغَلَقٌ عِضٌّ: لا يكاد ينفتح. الأصمعي: ماء عَضوض: بعيد القعر. ونحوَ ذلك قال النضر. وقوس عَضوض، إذا لزِق وترها بكبدها. وقال أبو زيد: البئر العضوض، هي الضيقة. وقال أبو عمرو: هي الكثيرة الماء. وقال أبو خيرة: امرأة عَضوض: لأينفُذ فيها الذكر من ضِيقها. وفلانٌ عِضٌ فلان وعضيضه، أي قرنه. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: العَضعَض العِضُّ الشديد. قال: والعَضعَض: الضعيف. والتَّعضوض: تمر أسود، التاء فيه ليست بأصلية. وفي الحديث أن وفد عبد القيس قدموا على النبي صلى الله عليه، فكان فيما أهدوا له قِرَب من تعضوض. وانشد الرياشيُّ في صفة النخل: أسود كاللَّيل تدجَى أخضره مخالط تعضوضه وُعمُره بَرنيَّ عَيدانٍ قليلٍ قِشَـره والعُمُر: نخل السكّر. قلت: وقد أكلت التعضوض بالبحرين فما أعلمني أكلت تمرا أحَمتَ حلاوةً منه، ومنبته هَجَر وقُراها. ضع ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الضّعُّ: تأديب الناقة والجمل إذا كانا قضيبَين. قال أبو العباس: هو أن يقال له ضَعْ ليتأدًب. قال: والضَّعضع: الضعيف. وقال ابن شميل: رجلٌ ضَعضاع: لا رأي له ولا حَزْم. والضعضاع: الضعيف من كل شيء. وقال غيره: تضعضعَ فلانٌ، إذا خضع وذل. وقد ضعضعه الدهر. والعرب تسمى الفقير متضعضِعا. وقد تضعضع، إذا افتفر. قلت: وأصل الباب من الوضع. عص أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: العَصُّ هو الأصل الكريم، وكذلك الأصّ. قال: والعَصعَص: عَجْب الذنَبِ بفتح العين وجمعه عَصاعص. وقال ابن الأعرابي في موضع آخر: هو العُصعُص والعَصعَص والعُصَص والعُصُص، لغاتٌ كلها صحيحة. وهو العُصعوص أيضاً. وقال ابن دريد: عصَّ الشيء، إذا اشتد. صع ثعلب عن ابن الأعرابي: الصَّعصَع: المتفرَّق. وقال أبو حاتم: الصَّعصَع: طائر أبرشُ يصيد الجنادب، وجمعه صعاصع. وقال الأصمعي: الصَّعصعة: التفريق. والصَّعصعة: التحريك. وأنشد لأبي النجم: تحسبه يُنحِي لها المعاولا ليثاً إذا صعصعته مقاتلا أي حرَّكتَه للقتال. وقال أبو النجم أيضاً في التفريق: ومُرثعِنَ وَبْلُه يُصعصِعُ
أي يفرق الطَّيرَ وينفرُه. قلت: وأصله صاعه يَصُوعه، إذ ا فرَّقه. و قال أبو سعيد: تصعصع وتضعضع بمعنى واحد، إذا ذلَّ وخضع. قال: وسمعت أبا المقدام السلمي يقول: تصرع الرجل لصاحبه وتضرع، إذا تذلل واستخذى. وقال أبو السميدع: تصعصع الرجل، إذا جبُن. قال: والصَّعصعة: الفَرَق. وقال ابن شميل: صعصعهم. أي حرَّكهم. وقال أيضا: إذا فرَّق ما بينهم. وقال الأصمعي: الزعزعة والصعصعة، بمعنى واحد. وقال أبو الحسن اللحياني: صعصع رأسَه بالدُّهن وصَغصغَه، إذا روّاه وروّغه. وقال أبو سعيد: الصعصعة: نَبْتٌ يُستمشى به. وقال إسحاق بن الفرج: قال أبو الوازع: قال اليمامي: هو نَبْتٌ يشرب ماؤه للمَشْيِ. عس قال الله تعالى (وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ)" التكوير17، 18" قال ابن جُريج: قال مجاهد في قوله: "والليل إذا عسعس" قال: هو إقباله وقال قتادة: هو إدباره وإليه ذهب الكلبي. قال الفراء: اجتمع المفسِّرون على أن معنى عسعس أدبر. قال: وكان بعض أصحابنا يزعم أن عسعَسَ معناه دنا من أوَله وأظلم. وكان أبو البلاد النحوي ينشد بيتاً: عسعسَ حتى لو يشاء ادَّنا كان له من ضَوئِه مَقْبِسُ قال: ادَّنا: إذ دنا، فأدغم. قال الفراء: وكانوا يُرَون أن هذا البيت مصنوع. وكان أبو حائم وقطرب يذهبان إلى أن هذا الحرف من الأضداد. وكان أبو عبيدة يقول ذلك أيضا: عسعس الليل أي أقبل، وعسعس إذا أدبر. وأنشد: مدّرعات اللّيلِ لَما عسعَسا أي اقبل. وقال الزِّبرقان: وردتُ بأفراسِ عتـاقٍ وفـتـيةٍ فوارِطَ في أعجازِ ليل معسعسِ أي مدبر. وقال أبو إسحاق بن السري: عسعس الليل إذا اقبل، وعسعس إذا أدبر. قال: والمعنيان يرجعان إلى أصل واحد، وهو ابتداء الظلام في أوله وإدباره في آخره. أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: العسعسة: ظلمة الليل كله، ويقال إدباره وإقباله. قال أبو العباس: وهذا هو الاختيار. واخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: العسوس الناقة التي إذا ثارت طوفت ثم درت. ونحو ذلك قال أبو عبيد وقال آخرون: ناقة عسوس، إذا ضجرت وساء خلقها عند الحلب. وأنشد أبو عبيد لابن أحمر الباهلي: وراحت الشَّولُ ولم يحبُها فحلٌ ولم يعتسَّ فيها مُدِرّ قال شمر: قال الهُجيمي لم يعتسها: لم يطلب لبنها. وقال الليث: المَعَسُّ. المطلب. وأنشد قول الأخطل: مُعقرة لا تنكر السيف وسطها إذا لم يكن فيها مَعَس لحالب أبو زيد: عسست القوم أعُسُّهم، إذا أطعمتَهم شياً قليلا، ومنه أخذ العَسوس من الإبل. وقال الفراء: العَسُوس من النساء: التي لا تُبالي أن تدنُوَا من الرجال. وقال أبو عمرو: إنه لعسوس ُمن الرجال إذا قل خَيره. وقد عَسَّ علىّ بخيره، وإن فيه لعُسُساً قال: والاعتساس والاعتسام: الاكتساب. وقال ابن المظفر: العَسَّ: نفض الليل عن أهل الرِّيبة يقال عسّ يعُسُّ فهو عاس. قال: والعاس اسمٌ يقع على الواحد والجمع. قلت: العاسَ واحد وجمعه العَسَس، كما يقال خادم وخَدم، وحارس وحرس. ثعلب عن ابن الأعرابي: العُسُّ: القدح الذي يعب فيه الاثنان والثلاثة والعِدّة. قال: والرِّفد أكبر منه. وقال أيضاً: العُسُس: التُّجار الحُرصاء، والعُسُس: الآنية الكبار. قال: والعَسِيس: الذئب الكثير الحركة. أبو عبيد: من أمثالهم في الحثَ على الكسب قولهم: "كلبٌ عَسَّ خيرٌ من كلبٍ ربَضَ". وبعضهم يقول: "كلبٌ عاسٌّ خير من كلب رابضِ". والعاسُّ: الطالب، يقال عَس يعُسُّ إذا طلب. والذَّئب العسوس: الطالب للصيد. وقال الأصمعي: يقال للذِّئب العَسعَسُ لأنه يعُس بالليل ويَطلُب، ويقال له العسعاس. والقنافذ يقال لها العَساعِس؛ لكثرة تردُّدها بالليل. ويقال: عسعس فلانٌ الأمر، إذا لبَّسه وعمّاه، وأصله من عسعسة الليل. ويقال: جاء بالليل من عَسِّهِ وبَسِّه، أي من طلبه وجهده. قال: وعَسعْسُ موضع معروف في بلاد العرب. وعسعسٌ: اسم رجل. وقال الليث: عسعست السحابةُ، إذا دنت من الأرض، لا يقال ذلك إلا بالليل في ظلمة وبرق. وقال أبو الوازع: العُسُّ: الذّكر. وانشد: لاقت غلاماَ قد تشظَى عُسَهُّ ما كان إلاّ مَسـهُّ قـدسُّـه
قال: عُسُّه: ذكَره. ويقال: اعتسستُ الشيء، واجتسستُهُ، واقتسستُه، واشتممتُه، واهتممته، واختششته. والأصل في هذا أن تقول: شمِمتُ بلد كذا وخَششَته، إذا وطئته فعَرفتَ خبِرته. ويقال: عَسّ عليَّ خَبَرُ فلن، أي أبطأ. سع أبو العباس عن عمر عن أبيه قال: السَّمِيع الشَّيلم. قال: وقال ابنُ الأعرابي: السَّعيع: الردىْ من الطعام. وقال ابن بُزْرج: طعامٌ مسعوع من السَّعيع، وهو الذي أصابهَ السَّهام. وفي حديث عمر انه سفار في عقب رمضان فقال: "إن الشهر قد تَسَعسع فلو صٌمْنا بقيّته" قال أبو عبيد: قوله "تَسَعسع" أي أدبر وفَنِيَ إلا أقله. وكذلك يقال للإنسان إذا كبِر حتى يهرمَ ويولّيَ: قد تسعسَعَ. وانشد لرؤبة يذكر امرأة تخاطب صاحبةً لها فقال يذكرها: قالت وما تأتوا به أن ينفعنا ياهندُ ما أسرعَ ما تسعسعا يعني أنها أخبرت صاحبتَها عن رؤبة أنه قد أدبَر وفنىَ. ثعلب عن سلمة عن الفراء قال: السعسعة الفَنَاء. ونحو ذلك قال ابن الأعرابي. وقال الفراء: سعسعتُ بالعَناق، إذا زجرتها فقلت لها: سَعْ سَعْ. وقال غيره: سعسع شعرَه وسغسغه، إذا روّاه بالدُّهن. أبو الوازع: تسعسعت حاله إذا انحطت. وتسعسعت فمه، إذا انحسرت شفتُه عن أسنانه. شمر عن أبي حاتم: تسعسع الرجلُ، إذا اضطرب وأسنَّ. ولا يكون التسعسُع عُمره وقال عمرو بن شأسِ: وما زال يُزْجِي حبَّ ليلى أمامَه وليدَين حتى عُمُره قد تسعسعا وكل شيء قد بلى وتغير إلى الفساد فقد تسعسع. وقال شِمر: من روى حديث عمر: "أن الشهر قد تشعشع"وذهب به إلى رقَّة الشَّهر وقلَّة ما بقى منه، كما يشعشع اللبن وغيره إذا رُقِّق بالماء، كان وجهاً. عز العزيز من صفات الله جلّ وعزّ وأسمائه الحسنى. وقال أبو إسحاق بن السريّ: العزيز في صفة الله تعالى: الممتنع، فلا يغلبه شيء. وقال غيره: هو الذي ليس كمثله شيء. ويقال مَلكٌ أعزُّ وعزيز بمعنى واحد. وقال الله جل وعز: (وعَزَّنِي في الخِطاب) "ص23 "معناه غلبني. وقرأ بعضهم (وعازّني فيِ الخِطَابِ) أي غالبني. واخبرني المنذري عن الحراني عن ابن السكيت قال: يقال عزّه يُعزُّه إذا غلبه وقهره. وانشد في صفة جمل: يعُزُّ على الطريق بمنـكِـبَـيْهِ كما ابتركَ الخليعُ على القِداح يقول: يغلب هذا الجمل الإبلَ على لزوم الطريق فشبَّه حرصَه على لزوم الطريقِ والحلحه على السيَّر، بِحرص هذا الخليعِ على الضَّرب بالقداح، لعلَّه أن يسترجعَ بعضَ ما ذهبَ من ماله. والخليع: المخلوع المقمور ماله. وأما قول الله عزّ وجلّ: (فعزَّزْنا بثالثٍ) "يس 14" فمعناه قوّيناه وشدّدناه. وقال الفراء: ويجوز عَزَزْنا مخففْا بهذا المعنى، كقولك شدَدنا قال: ويقال عَزَّ يَعَزّ بفتح العين من يعَزّ، إذا اشتد. ويقال عز كذا وكذا، جامعٌ في كل شيء، إذا قل ّحتَّى لا يكاد يوجد. وهو يَعِزُّ بكسر العين عِزْةً فهو عزيز أبو عبيد عن أبي زيد: يقال عزّ الرجل يعِزّ عِزَّا وعِزَة إذا قويَ بعد ذلّ. وعززت عليه أعِزُّ عِزَّا وعَزازاة. قال: وعَزتّ الناقة تُعزُّ عُزوزاً فهي عَزُوزُ، إذا كانت ضيقة الإحليل. قال: وأعززتُ الرجل: جعلته عزيزا. وأعززته: أكرمته وأحببته. وقال الليث:يقال تعزَّزَت، لهذا المعنى. أبو عبيد عن أبو زيد: إذا استبان حمل الشاة وعظُم ضرعُها قيل رمّدت، وأعزّت وأضَرعت، بمعنى واحد. وقول الله عزّ وجلّ: (ليُخْرِجَنَّ الأعزُّ منها الأذلَّ ) وقرئ: (ليَخْرُجَن الأعزَّ منها الأذلَّ) "المنافقون 8" أي ليُخرُجنَّ العزيز منها ذليلا، فادخل الألف واللام على الحال. وقال: جلّ وعزّ: (فسوف يأتي الله بقومٍ يحبُّهم ويحبّونه أذلّةٍ على المؤمنين أعِزّةِ على الكافرين) "المائدة54 "يقول: يتذللون للمؤمنين وإن كانوا أعزة، ويتعززون على الكافرين إن كانوا في شرف الأحساب دونهم. والعرب تقول: "إذا عزّ أخوك فهُنْ" المعنى إذا غلبك وقهرَك فلم تقاومْه فتواضعْ له؛ فأن اضطرابك عليه يزيدك ذُلاًّ. ومن كلام العرب: "مَن عَزّ بَزَ" ومعناه من غَلَب سَلب. والعَزَاز: الأرض الصُّلبة. ويقال للمطر الوابل إذا ضرب الأرض السهلة بغيبتها فشددها حتى لا تسوخ فيها القوائم ويذهب وعوثتها: قد شدّد منها وعزّزَ. وقال: عزّزَ منه وهو معطى الإسهالْ ضربُ السواري متْنَه بالتِّهتال ويقال أعززنا: أي وقعنا في الأرض العَزاز، كما يقال أسهلنا، أي وقعنا في ارض سهلة. وفي الحديث انه: "استُعِزَّ برسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذب مات فيه" قال أبو عمرو: واستُعِزَّ بفلان، أي غُلِب، يقال في ذلك من كل مرض أو عاهة. قال: وأستَعزّ الله بفلان. وأستعز فلان بحقي، أي غلبني. وفلان مِعزازُ المرض، إذا كان شديد المرض. ويقال له إذا مات: استُعِزَّ به. وفي حديث ابن عمر "أن قوما اشتركوا في لحم صيدٍ وهو محرومون، فسألوا بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عما يجب عليهم، فأمر كلّ واحدٍ منهم بكفّارة ثم سألوا عمر وَأخبروه بفتيا الذي أفتاهم، فقال: إنكم معزّزَ بكم" أي مشدّد بكم، ومثقل عليكم الأمر. أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: العِزُّ المطر الشديد الوابل. قال: والعَزَّاء. الشدة: . وقال الفراء: يقال للأرض العَزَاز عزاء أيضا. وقال ابن شميل: العَزَاز: ما غلُظ من الأرض وأسرعُ سيلُ مطره، يكون من القِيعان والصَّحاح وأسناد الجبال والآكام وظهور الِقفاف. وقال العجّاج: من الصَّفا العاسي ويَدهَسْنَ الغَدَرْ عَزَازَه ويَهتمِرْن ما انهمَرْ وتعزَّز لحمُ الناقة، إذا اشتد وصلُب. وقال أبو عمرو في مسائل الوادي: أبعدها سيلا الرَّحبة، ثم الشُّعبة، ثم التَّلعة، ثم المِذنب، ثم العَزَازه. وقال الفراء: العَزَّه: بنت الظَّبية، وبها سمَّيت المرأة عَزّه. وقال أبو عبيدة في كتاب الخيل: العزيزاء وهما عُزَيزاوا الفرس: ما بين جاعرتيه. وقال أبو مالك: العُزَيزاء: عصبة رقيقة مركّبة. في عظم الخوران إلى الورك. وانشد في صفة الفرس: أمِرَّت عُزيزاهُ ونيطت كُرومهُ إلى كفلٍ رابٍ وصُلْبٍ موثَّقٍ قال: والكرمة: رأس الفخذ المستديرُ كأنه جَوْزة، وموضعها الذي تدور فيه من الورك القَلْت. وقال ابنُ شميل: يقال للعنز إذا زُجرتْ: عَزْعَزْ، وعزعزتُ بها فلم تَعَزعَز، أي لم تتنحَّ. ثعلبُ عن ابن الأعرابي: العَزعزُ الغلبة. قال: والزَّعزع الفالوذ. قال: وعزّ الماء يعزّ، وعزّت القرَحة تَعِزّ، إذا سال ما فيها. وكذلك مَذَع وبَذَعَ، وصَهَى، وهمى، وفز، إذا سال. ويقال عَزُزت الناقة، إذا ضاق إحليلُها ولها لبن ٌكثير. قلت: أظهر التضعيف في عززت، وليس ذلك بقياس. وقول الله جلّ وعزّ: (أَفَرَأَيْتُمْ اللَّاتَ وَالْعُزَّى) "النجم19" جاء في التفسير أن اللاتَ صنَم كان لثقيف، وأن العُزَّى سمُرةٌ كانت لغطًفانَ يعبدونها، وكانوا بنَوْا عليها بيتا وأقاموا لها سَدَنة، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إليها، فهدم البيت وأحرق السَّمُرة. والعُزي: تأنيث الأعزَ، مثل الكبرى والأكبر. والأعزُّ بمعنى العزيز، والعُزَّى بمعنى العزيزة. وقال أبو زيد: يقال: إنما فلانٌ عنزٌّ عَزُوزٌ لها دًرٌّ جَمٌّ، إذا كان كثير المال شحيحا والعزوز: الضيقة الإحليل. وقال ابن شميل: شاةٌ عَزوزٌ بيَّنة العِزاز. زع يقال للرَّيح الشديدة التي تقلع الأشجار وتحرّكها تحريكا شديداً: ريح زَعزعانٌ وزَعْزَعٌ وزَعزاع، كل ذلك مسموع من العرب، والجميع الزعزاع. وقال أبو ذؤيب: وراحتْه بَليِلٌ زَعزَع وزعزعتُ الشيء إذا أرَغْتَ إزالته من من مُثَبَّته فحرّكتَه تحريكا. وقال: لزُعزِعَ من هذا السَّرير جوانبُه والزَّعزاعة: الكتيبة الكثيرة الخيل وقال زهَيرٌ يمدح رجلا: يُعطىِ جزيلا ويسمو غير مـتَـئدِ بالخيل للقوم في الزَّعزاعة الجُولِ أراد بالكتيبة التي يتحرك جولها، أي ناحيتها، وتترمز. فأضاف الزعزاعة إلى الجول. وزعزعت الإبل، إذا سُقتَها سَوْقا عنيفا وسَيرٌ زَعزَعٌ: شديد. أبو عمرو والأصمعي: الزَّعازع والزّلازل هي الشدائد. أبو العباس عن ابن الأعرابي: يقال للفالوذ الزَّعزَع، والمُزَعزَع، والملوَّص، والمُزَعفَر، واللَّمْص. عط أبو العباس عن الأعرابي قال، الأعط: الطويل قال: والعطعطة: صِياح المُجّان.
وقال الليث: العطعطة: حكأية أصوات المُجّان إذا قالوا عِيطّ عِيط عند الغلبة فيقال: هم يعطعطون. الحراني عن ابن السكيت قال: العُطعُط: الجَدْي، ويقال له العُتعُتُ أيضا. والعَطُّ: شَقٌ الثوب يقال عَطّ ثوبَه فانعطَّ وعَطِّطْه، أي شقَّقْه. ويقال: ليثٌ عَطاَط: جسيمٌ شديد. قال ذلك أبو عمرو، وانشد قول المتنخل: وذلك يَقتُل الفِتيانَ شفـعـاً ويسلُب حُلّةَ اللَّيث العَطاطِ أبو عبيد عن أبي زيد: انعطَّ العُود انعطاطاً، إذا تننَّى من غير كسر يَبين. وقال غيره: العَطُّ في الفعل، والعَتٌّ في القول. وقال أبو عمرو: عطَ فلانٌ فلانا إلى الأرض يعُطُّه عَطَّا، إذا صَرَعه. ورجلٌ معطوط معتوت، إذا غُلِبَ قولاً وفعلاً. وقال ابن الأعرابي: العُطُطُ: الملاحف المقطّعة. طع أبو العباس عن ابن الأعرابي: الطَّعُّ: اللَّحس. قال: والطَّعطع من الأرض: المطمئنّ. وقال الليث: الطعطعة: حكاية صوت اللاطع والناطع والمتمطِّق، وذلك إذا الصقَ لسانَه بالغار الأعلى ثم لَطع من طيب شيء أكله. عد روى إن النبي صلى الله عليه وسلم، أن أبيضَ بن حَمَّالٍ المأربي قدِمَ عليه، فاستقطعه الملح الذي بمأرب، فاقطعَه أياه، فلما ولى قال رجلٌ: يا رسول الله أتدري ما أقطعته؟ إنما أَقْطعت له الماء الِعدَّ قال: فرجعَه منه. قال ابن المظّفر: العِدّ: موضع يتَّخذه الناس يجتمع فيه ماء كثير، والجميع الأعداد. قال: والعِدُّ: ماء يُجمَع ويُعَدّ. قلت: غلط الليثُ في تفسير العِدّ، والصواب في تفسير العِدّ ما رواه أبو عبيد عن الأصمعي انه قال: الماء العِدّ: الدائم الذي لا انقطاع له، مثل ماء العين وماء البئر. وجمع العِدّ أعداد، وانشد لذي الرمة يذكر امرأةً حضرتْ ماءً عِدَّا بعدما نشّت مِياه الغُدران في القيظ، فقال: دعت ميَّةَ الأعدادُ واستبدلت بها خَناطيل آجالٍ من العِين خُذْلِ استبدلت بها، يعني منازلها التي ظعنت عنها حاضرة أعداد المياه، فخالفها إليها الوحش وأقامت في منازلها. قال شِمر: قال أبو عبيدة: العِد??ّ القديمة من الركايا. قال: ومنه قولهم: حسَبٌ عِدٌ، أي قديم. وانشد: فوردَتْ عِدَّا من الأعداد أقدمَ من عادٍٍ وقوم عادِ قال: وقال أبو عدنان: سألت أبا عبيدة عن الماء العِدّ فقال لي: الماء العِدّ بلغة تميم: الكثير. قال: وهو بلغة بكر بن وائل: الماء القليل. قال: بنو تميم يقولون: الماء العِدّ مثل كاظمة جاهليٌّ أسلاميّ لم يَنزَح قطّ. قال: وقالت لي الكلابية: الماء العِدّ الرَّكيّ يقال أمِن العِدَّ هذا أم من ماء السماء. وأنشدتني: وماء ليس من عِدِّ الـركـايا ولا حلَب السماء قد استيقت وقالت: ماءُ كلِّ ركية عِدٌّ، قلَّ أو كثُر. وقال أبو زيد: حسبٌ عِدٌّ، أي قديم. وقال الحطيئة: والحسَبُ العِدُّ وقال أبو زيد: يقال انقضت عِدّةُ الرجل، إذا انقضى أجَله وجمعها العِدَد. ومثله انقضت، مُدّته، وهي المُدَد. أبو العباس عن ابن الأعرابي: يقال: هذا عِدادُه وعِدُّه، ونِدُّه ونديده، وبِدّه وبديده، وسِيُّه، وزِنُّه وزَنُّه، وحَيدُه وحِيدُه، وغَفرْه وغَفَره، ودِنُّه، أي مثله. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما زالت أكْله خَيبر تُعادُّني، فهذا أوانَ قطعَتْ أبهَري" قال أبو عبيد: قال الأصمعي: هو من العِداد، وهو الشيء الذي يأتيك لوقتٍ، مثل الحُمَّى الرَّبْع والغِبّ؛ وكذلك السمّ الذي يقتل لوقتٍ. وانشد: يلاقى من تذكُّر آل ليلـى كما يلقى السَّليمُ من العِدادِ ومعنى قوله "تُعادُّني" أي تراجعني بألم السم في أوقات معدودة، كما قال النابغة في حية عضت رجلا فقال: تطلقّه حيناً وحيناً تراجعُ وأما قول الهذلي في العداد: هل أنتِ عارفةُ العداد فتُقصِرِي فمعناه هل تعرفين وقت وفاتي. وقال ابن السكيت: إذا كان لأهل الميت يومٌ أو ليلة يجتمع فيه النِّساء للنياحة عليه فهو عِدادٌ لهم. ويقال: فلانٌ عِدادُه في بني فلانٍ إذا كان ديوانه معهم.
ثعلب عن عمرو عن أبيه قال: العداد والبداد. المناهدة. قال: وقال ابن الأعرابي: فلانٌ عِدٌّ فلانٍ وبِدُّه أي قِرنه، والجميع أعدادٌ وأبداد. والعدائد: النظراء، واحدهم عديد. أبو عبيد عن الأصمعي: عداد القوس صوتها. وقال غيره: العِدة جماعة قلّت أو كثرة يقال: رأيت عدّة رجال وعدّة نساء. والعِدّة: مصدر عددت الشيء عَدَّا وعِدّة. والعِدّة: عدّة المرأة شهوراً كانت أو أقراءً أو وضع حمل كانت حملته من الذي تعتد يقال: اعتدَّت المرأة عِدَّتَها من وفاة زوجها ومن تطليقه إياها اعتدادا. وجمع العِدّة عِدَد، وأصل ذلك كلّه من العَدّ. والعَدَدُ في قوله جلً وعزّ: (وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا)"الجن 38" له معنيان: أحدهما أي أحصى أي أحاط علمُه بكل شيء عدداً أي معدوداً، فيكون نصبه على الحال. يقال عددت الدراهم عداً وما عد فهو معدود وعدَدَ، كما يقال نفضتُ ثمر الشجر نفضاً، والمنفوض نفَضَ. ويجوز إن يكون معنى قوله (أحصَى كل شيء عددا) أي أحصاه إحصاء. فالعدد أسم من العد أقيم مقام المصدر الذي هو معنى الإحصاء، كما قال امرؤ القيس: ورُضْتُ فذلّتْ صعبهً أي إذلالِ والعديد: الكثرة، يقال ما اكثر عديدَ بني فلان. وبنو فلانِ عديدُ الحصى، إذا كانوا لا يحصون كثرة كما لا يحصى الحصى. ويقال: هذه الدراهم عَديدُ هذه الدراهِم، إذا كانت بعددها. ويقال: إنَّهم ليتعادُّون على عشرة آلاف أي يزيدون عليها في العدد. ويقال هم يتعادُّون كذا وكذا رجلا ويتعدّدون بمعناها. وقال الليث: هم يتعدّدون على عشرة آلاف، أي يزيدون عليها في العدد. ويقال: هم يتعادُّون. إذا اشتركوا فيما يعادُّ به بعضُهم بعضاً من المكارم وغيرها. والعُدَّة: ما أعِدَّ لأمرٍ يحدُث، مثل الأهبة. يقال أعددت للأمر عُدَّتَه. وقال أبو عبيد: العِدَّان، الزَّمان. وانشد قول الفرزدق: ككِسرى على عِدّانه أو كقيصرا وقال الليث: يقال كان ذلك في عِدّان شبابه وعِدِّان مُلكه، وهو أفضله وأكثرُه. قال: واشتقاقه من إن ذلك كان مهيَأَ مُعَدَّا. قلت: وأما العِدَّان الذي هو جمع عتود، فهو مفسَّر في أبواب الثلاثي الصحيح من العين. وقال ابن الأعرابي: العديدة: الحصة، والعدائد: الحِصَص في قول لبيد: تطير عدائد الأشراك شفعاً ووتراً والزعامةُ للغلامِ قال شمر: وقيل العدائع الذين يعادٌّ بعضُهم بعضاً في الميراث. وأما قول أبي دُوَاد في صفة الفرس: وطِمِرَّةٍ كـهـراوة ال أعزابِ ليس لها عَدائدْ فمعناها ليس لها نظائر. أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: العَدْعَدة: العجلة. أبو العباس عن عمرو عن أبيه: العُدّ والعُدّ: البَثْر يخرج على وجوه المِلاَح، يقال قد استَمْسكَتَ العُدّ فاْقبَحْه، أي ابيض رأسه من القيح فافضحه، حتى تمسح عنه قيحه. وقال أبو العمثيل: العداد: يوم العطاء ويوم العرض. وانشد شمر لجهم بن سبل: من البيض العقائل لم يقصِّر بها الآباء في يوم العِـدادِ قال شمر: أراد في يوم الفخار ومعادة بعضهم بعضا. وقال ابن شميل: يقال أتيت فلانا في يوم عداد، أي يوم جمعة أو فطر أو عيد والعرب تقول: ما يأتينا فلان إلا عداد القمر الثريا، وإلا قران الثريا، أي ما يأتينا في السنة إلا مره. وأنشدني المنذري وذكر إن أبا الهيثم انشده: إذا ما قارن القمرُ الثريا لثالثةٍ فقد ذهب الشتاء قال أبو الهيثم: وإنما يقارن القمر الثريا ليلة ثالثة من الهلال، وذلك أول الربيع وآخر الشتاء. وقال أبو عمرو: يقال به عداد من اللمم وهو شبه الجنون يأخذ الإنسان في أوقات معلومة. وقال الأصمعي: يقال ما نراك إلا عدة الثريا القمر، أي في عدة نزول القمر بالثريا. وقال أبو زيد: يقال للبغل عَدْ عَدْ، إذا زجرته. قال: وعدس مثله. وقال أبو عبيدة: العدعدة: صوت القطا، وكأنه حكاية. وقال طرفة: أرى الموت أعدادَ النفوس ولا أرى بعيداً غداً ما أقرب اليوم من غدِ يقول: لكل إنسان ميتة فإذا ذهبت النفوس ذهبت مِيَتُهم كلها. وقال تعالى: (واذكُروا الله في أيامٍ معدوداتٍ) "البقرة203" قال الشافعي: المعدودات ثلاثة أيام بعد يوم النَّحر. ورُوى هذا عن أبو الهيثم عن ابن بزرج: يقال فلان إنما يأتي أهله العدة، وهي من العداد، إن يأتي أهله في الشهر والشهرين. وقال ابن عباس في قوله عز وجل: (في أيامٍ معدودات) قال: هي أيام التشريق. وقال الزجاج: كل عدد قل أو كثُر فهو معدود، ولكن معدودات أدل على القلة؛ لان كل قليل يجمع بالألف والتاء نحو دريهمات. وقد يجوز أن يقع الألف والتاء للتكثير. دع قال الله (يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا) "الطور "قال المفسرون-وهو قول أهل اللغة-يدعون: يدفعون إلى نار جهنم دفعا عنيفا. والدّعُّ: الدفْع. وقال مجاهد: يدعون إلى نار جهنم قال: دَفْراً في أقفيتهم. وقال ابن الأعرابي: الدَّفر: الدفع. وكذلك قوله: (فذلك الذي يدُعُّ اليتيم)، أي يعنف به دفعا وانتهارا. ويقال: دعدعَ فلانٌ جفنتَه، إذا ملأها من الثريد واللحم ودعدَعَ السيلُ الوادي، إذا ملأه وقال لبيد: فدعدعاَ سُرَّة الرِّكاء كـمـا دعدعَ ساقي الأعاجم الغَرَبا أبو عبيد عن أبي عمرو: الدَّعداع والدَّحداح: الرجل القصير. وقال غيره: الدعدعة: أن يقول الراعي للمعزى: داعْ داعْ، وداعٍ وداعٍ، وهو زجر لها. ثعلب عن ابن الأعرابي: يقال للراعي: دُعْ دُعْ، إذا أمرته بالنعيق بغنمه. وقال غيره: دَعدِعْ بها. ومنه قول الفرزدق: دَعدِعْ بأعنُقِك التـوائم إنـنـي في باذخ يا ابن المراغة عالي والدعدعة أيضاً: أن يقول الرجل للعاثر: دَعْ. ومنه قول رؤبة: وإنْ هوَى العاثرُ قلنا دعدَعا قال أبو سعيد: معناه دع العِثار. أبو عبيد عن أبي زيد: إذا دُعيَ للعاثر قيل لعاً لك عالياً. ومثله دَعْ دَعْ. وانشد: لحا اللهُ قوماً لم يقولوا لعـاثـرِ ولا لابن عّمٍ ناله العَثْرُ دَعْ دعا قلت: جعل لعاً ودَعْ دعا دُعاءً له بالانتعاش. وروى ابن هانئ عن أبي زيد: دعدعتُ بالصبي دعدعة، إذا عثر فقلت له دع، أي ارتفع. وقال الليث نحوه، وقال: الدعدعة: أن تقول للعاثر: دَعْ دَعْ، أي قم وانتعش. وقال شمر في قول رؤبة: وإن هوى العاثر قلنا دَعْ دعا له وعالَينا بتنعيشٍ لَعَا قال: قال الأصمعي: معناه إذا وقع منا واقع نَعَشْناه ولم ندَعْه يَهلِك. قال: وقال غيرهما: دَعْ دعا، معناه أن يقول له: رفَعَك الله، وهو مثل لعاً. وروى الشاه عن المؤرج بيت طرفه بالدال: وعـذاريكـم مـقـلـصة في دُعَاع النخل تصطرمه وفسَّر الدُّعاعَ ما بين النخلتين. وهكذا رايته بخط شمر رواية عن ابن الأعرابي قال: والدُّعاع: متفرق النخل. قال: وقال أبو منجوف: الدُّعاع: النخل المتفرق. وقال أبو عبيدة: ما بين النخلة إلى النخلة دُعاع. قلت، ورواه بعضهم: "في ذُعاع النخل" بالذال أي متفرِّقه، من ذعذعت الشيء، إذا فرّقتَه. وقال الليث: الدعدعة: عَدْوٌ في التواء وبُطء. وانشد: أسقى كل قومٍ كان سـعـيُهـم وسطَ العشيرة سعياً غير دعداعِ أي غير بطيء. قال: والدَّعدع: نبتٌ يكون فيه ماء في الصيف يأكله البقر. وانشد: رعَى القَسْوَرَ الجوني من حول أشمس ومن بطن سقمان الدعاع سـديمـا يصف فحلا. وانشد شعر للطرماح، يصف امرأة: لم تعالج دمحقـا بـائتـا شُجَّ بالطخف لَلدْم الدَّعاع قال: الطَّخْف: اللبن الحامض. واللَّدْم: اللَّعْق. والدَّعاَع: عيال الرجل الصغار. يقال أدع الرجل، إذا كثر دَعاعثه. قال شمر: ابن عباس، وهو قول الضحاك. الدُّعاع بضم الدال: حبُّ شجرة برّيّة. وانشد للطرماح أيضاً: أجُد كالأتان لم ترتع الفـث ثَ ولم ينتقل عليها الدُّعاعْ والفَثُّ: حبُّ شجرة برّيّة أيضاً. والأتان: صخرة الماء وقال الليث: الدُّعاعة: حبة سوداء يأكلها فقراء البادية إذا أجدبوا. قال: ويقال لنملةٍ سوداء تشاكل هذه الحبة دعاعة، والجميع دُعاع. ورجل دَعّاع فثاث: يجمع الدُّعاع والفَثَّ ليأكلهما. قلت: هما حبتان بريتان إذا جاع البدوي في القحط دقهما وعجنهما واختبزهما فأكلهما. وقال الليث: الدعدعة: إن تحرك مكيالا أو جُوالقا أو غير ذلك حتى يكتنز. وانشد للبيد: المطمعون الجَفْنة المدعدعه دَعْد من أسماء العرب. وقال بعض الأعراب: يقال لام حُبَين: دعد. قال الأزهري: لا اعرفه. وحكى أبو الوازع ذلك عن بعض الأعراب.
وقال ابن الأعرابي: قال أعرابي: كم تدعُّ ليلتكم هذه من الشهر؟ أي كم تُبقى سواها. وانشد:
لسنا لأضيافكم بالدُّعُع عت أبو العباس عن ابن الأعرابي: العُتْعُت: الجدي. وقال أبو عمرو: يقال للشاب الشديد القوي عُتعُت. وانشد: لما رأته مُؤدَناً عِظْيَرّا قالت أريدُ العُتعُتَ الذفرا فلا سقاها الوابلَ الجِوَراّ إلهُها ولا وقاَها العَراّ وقال ابن الأعرابي: العَتُّ: غَطُّ الرجل بالكلام وغيره. أبو عبيد عن أبي عمرو: وما زلتُ أُعاتُّه وأصاتُّه عِتاتاً وصِتاتاً، وهي الخصومة. ويقال عنه عتا، إذا رد عليه قوله. وتعتَّت في الكلام تعُّتتّاً، إذا تردد فيه. عمرو عن أبيه: العَتعَت: الجدي، بالفتح. وقال ابن الأعرابي: هو العُتعُت، والعُطُعط، والعَرِيض، والإمر، والهِلع، والطلي، واليَعْر، واليَعْمور، والرَّعّام، والعرّام، والرغّام، واللَّسَّاد. وقرأ ابن مسعود: (عَتَّى حين) في موضع: (حتى حين). تع أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: التَّعُّ: الاسترخاء ورُوى عن عمرو عن أبيه انه قال: التَّعتَع: الفأفاء، وهو التعتعة في الكلام. ويقال تُعتِعَ فلان، إذا رُدَّ عليه قولهُ. ولا ادري ما الذي تعتعه؟ وقد تَعتَعَ البعيرُ وغيرُه، إذا ساخَ في الخباري أو في وُعُوثة الرمال. وقال الشاعر: يتُعتِع في الخَبـار إذا عَـلاهُ ويعثُر في الطريق المستقيم وقال أبو عمرو: تَعتَعْتُ الرجلَ وتلتلْتُه، وهو أن تقبل به وتُدبر به وتعنُف علبه في ذلك. وهي إن التعتعة والتلتلة. عظ قال يونس بن حبيب فيما قرأت له بخط شمر: يقال عظ فلان فلانا بالأرض، إذا ألزقه بها فهو معظوظ بالأرض قال: والعظِاظ شبه المظاظ، يقال عاظَّه وماظَّه عِظاظاً ومِظاظاً إذا لاحاه ولاجه. وقال أبو سعيد: العِظاظ والعضِاض واحد، ولكنهم فرقوا بين اللفظين لما فرقوا من المعنيين. ويقال عضته الحُروب، وغطَّتْه بمعنى واحد. عمرو عن أبيه: عظعظَ في البل، وعصعص وبَرْقَط، وبقَّط، وعتَّب، إذا صِعد فيه. أبو عبي عن الأصمعي: المعظعِظ من السهام: الذي يضطرب إذا رُمى به وانشد لرؤبة: وعظعظَتْ سِهامُهم عِظعَاظا وعظعظ الكلبُ، إذا نكص عن الصيد وحاد عن القتال. أبو عبيد عن الأصمعي في باب ادّعا. الرجل علماً لا يُحسِنه: يقال "لا تَعظعظي وتَعظعَظى"، أي لا توصيني وأوصي نفسك وقيل معني تعظعظي، أي كُفي وارتدعي عن وعظك، إياي. وقيل معنى تعظعظي، اتعظى، أصله من الوعظ، نقله إلى المضاعف. ذع قال الليث: الذعذعة: التفريق. قلت: وأصله من باب ذاع يذيع، وأذعته أنا، فنقل إلى المكرر المضاعف، كما يقال نخنخ بعيره فتنخنخ من الإناخة. ويقال ذعذع فلانٌ مالَه، إذا بذّره. وذعذعت الرِّيحُ التراب، إذا فرَّققه وذرَته وسَفَتْه، كل ذلك معناه واحد وقال النابغة: غَشِيتُ لها منازلَ مُقْوياتٍ تذعذِعها مُذعذِعةٌ حَنونُ ورجل ذَعذاع، إذا كان مِذياعاً للسرِّ نماما لا يكتُم سرّاً. وتذعذعَ شعرُه، إذا تشعَّث وتمرَّط. وقال بعضهم: رجلٌ مُذعذَع، إذا كان دعيا. قلت: ولم يصحَّ لي هذا الحرف من جهة من يوثق به، والمعروف بهذا المعنى رجل مدغدغ. وقرأت بخط أبي الهيثم: وعذاريكـم مـقـلـصة في ذُعاع النَّخلِ تجترمه قال أبو الهيثم: الرواية "في ذُعاع النَّخل". قال: ودُعاع تصحيف. قال: والذَّعاع: الفِرَق، واحدتها ذَعاعة. قال: والذَّعاع النَّخل المقفرق. قال: ويقال الدُّعاع: ما بين النخلتين، بضم الدال. عث أبو عبيد: العَثعَث: الكثيب من السهل، وجمعه العثاث. وقال رؤبة: أقفرت الوعساءَ والعَثاعِثُ وقال غيره: يقل عثعثَ فلان متاعه وحثحثَه وبثبثه، إذا بذَّره وفرَّقه. واخبرني المنذري عن أحمد بن يحيى أنه قال: العثعث الفساد. قال: وعثعثَ متاعه، إذا حركه. قال وذُكر لعلى زمان فقال: "ذاك زمن العَثَاعث"، أي الشدائد. وفي نواد الأعراب: عثعثَ بالمكان وغنغث به، إذا أقام به، بالعين والغين. ويقال أطعمني سَوِيقاً حُثّاً وعُثّاً، إذا كان غير ملتوث بدسم. والعُثُّ: السُّوس، الواحدة عُثّة. وقد عُثَّ الصُّوف، إذا أكله العُثّ.
ويقال للمرأة الزَّريّة: ما هي إلا عُثَّة. وقال ابن حبيب: العِثاث: رفع الصَّوت بالغناء والترنُّمُ فيه. يقال عَثَّثَ وعاثَّ عِثاثا. وقال كثير يصف قوساً: هتوفاً إذا ذاقها النـازعـون سَمِعتَ لها بعد حَبضٍ عِثاثاً وقال بعضهم: هو شبه ترنُّم الطَّست إذا ضُرِب. عمرو عن أبيه قال: العِثاَث: الأفاعي التي يأكل بعضُها بعضاً في الجدب. ويقال للحية: العَثَّاء والنكْزاء. وفي النوادر: تعاثثت فلانا وتعاللته. ويقال اعتثه عِرقُ سَوء واغتثه عِرقُ سَوء، إذا تعقله عن بلوغ الخير والشرف. ثع روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أن امرأة أتته بولد لها فقالت: إن ابني هذا به جنون يُصيبه في الأوقات. فمسح النبي صلى الله عليه وسلم صدره ودعا له فثعَّ ثَعَّةً فخرج من جوفه جِرْوٌ أسود يسعَى. قال أبو عبيد: فقوله ثعَّ ثَعةً أي قاء قيئة. وقد ثَعَعت يارجل. وروى أبو العباس عن بن الأعرابي يقال: ثع يثعّ، وانثعّ ينثعّ، وهاع يَهَاع، وأتاع يُتيع، كل ذلك إذا قاء. قلت: وقد جاء هذا الحرف في باب التاء والعين من كتاب الليث، وهو خطأ، وصوابه بالثاء. وقال المبرد: الثعثعة والثغثغة: كلامٌ فيه لثغة. وروى أبو العباس عن عمرو عن أبيه أنه قال الثَّعثَع: اللؤلؤ قال: ويقال للصَّدَف ثَعثَع، وللصوف الأحمر ثَعثع. قال أبو عمرو: وسألت المبرد عنها فروى عن البصريين نحواً مما قال ثعلب وعَرَفه. عر قال الله جل وعز: (وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ) "الحج36" قال أهل اللغة-وهو قول أهل التفسير-القانع: الذي يسال. والمعتُّر: الذي يُطيف بك يطلب ما عندك سألك أو سكت عن السؤال. وقال أبو العباس: قال ابن الأعرابي: يقال عَرَوت فلانا واعتريته، وعَررته واعترته، إذا أتيته تطلب معروفه. وقال: وقال الله جل وعز: (فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ) "الفتح 25" قال شمر: قال عبد الله بن محمد بن هانئ.: المَعَرَّة: الجناية كجناية العَرّ، وهو الجرب. وأنشد: قل للفوارسِ من غَزِيّة إنّهم عند اللقاء مَعرَّةُ الأبطالِ قال: وقال ابن شُميل: يقال عَرَّه بَشّرٍ، أي ظَلمه وسَبَّه وأخذَ ماله. وقال محمد بن إسحاق بن يسار: المَعَرَّة في تفسير الآية الغُرْم. يقول: لولا إن تصيبوا منهم مؤمنا بغير علم فتغرموا ديتَه، فأما إثمُه فإنّه لم يَخْشَه عليهم. وقال شمر: المَعَرَّة: الأذى. ومَعرَّة الجيش: إن ينزلوا بقومٍ فيأكلوا من زروعهم شيء بغير علم، وهو الذي أراده عمر بقوله: "اللهم إني إبرأ إليك من مَعرَّة الجيش". فأما قول الله عز وجل (وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ)"الفتح 25" فالمعرة التي كانت تصيب المؤمنين انهم لو كسبوا أهل مكّة، وبين ظهر انيهم قوم مؤمنون لم يتميزوا من الكفار، لم يأمنوا إن يطؤوا المؤمنين بغير علم فيقتلوهم فتلزمهم دياتهم، وتلحقهم سُبَّةٌ بأنهم قتلوا من هم على دينهم إذا كانوا مختلطين بهم. يقول الله: لو تميز المؤمنون من الكفار لسلطانكم عليهم وعذبناهم عذابا أليما. فهذه المعرّة التي صانَ الله المؤمنين عنها، وهي غُرم الدِّيات ومَسَبّة الكُفّار إياهم. وأما معَرَّة الجيش التي تبرَّا عمر منها، فهي وطأتهم من مَرُّوا به من مسلم أو مُعاهَده، وإصابتهم إياهم في حريمهم وأموالهم ومزارعهم بما لم يؤذن لهم فيه. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي انه قال: المعَرَّة الشدّة. والمعرَة: كوكٌب في السماء دون المجرَّة. والمعَّرة: الدية. والمعرة: قتال: الجيش دون إذن الأمير. والمعرّة: تلوُّن الوجه من الغضب. قلت: روى أبو العباس هذا الحرف بتشديد الراء. وان كان من تمَّعر وجهُه أي تغيّرَ فلا تشديد فيه. وان كان مفعلة من العَرّ فهي مشددة كأخواتها.
وفي حديث حاطب بن أبي بَلتَعه أنّه لمَّا كتب أهل مكة كتابَه يُنذرهم أمْرَ النبي صلى عليه وسلم، اطلع الله عز وجل رسوله على الكتاب، فلما عُوِتب حاطب فيما كتب قال: "كنت رجلا عريراً في أهل مكة، فاحببتُ إن أتقرّب إليهم ليحفظوني في عيالاتي عندهم". أراد بقوله "كنت فيهم عريراً" أي غريباً مجاوراً لهم، ولم أك من صميمهم ولا لي فيهم شبكة رحم. والعرير بمعنى فاعل، واصله من قولك عررته عَرًّا فأنا عارُّ وعرير، إذا أتيتَه تطلب معروفه. واعتررته بمعناه.
وفي حديث سلمان الفارسي انه "كان إذا تعارَّ من الليل قال: سبحان رب النبيَّين" قال أبو عبيده: قال الكسائيّ: تعار: إذا استيقظ من نومه. قال: ولا أحسب يكون ذلك إلا مع كلام. قال أبو عبيد: وكان بعض أهل العلم يجعله مأخوذا من عِرار الظليم، وهو صوته. ولا ادري اهو من ذلك أم لا. وقال أبو عمرو: يقال عَرَّ الظَّليم يَعِرُّ عِراراً. وقال أبو الجرَّاح: عارّ الظليم يُعارّ عراراً، وزمرت النعامة زِمارا. وفي حديث أبي بكر انه أعطى سيفاً محًّلى، فنزع عمُر الحلية وأتاه بها وقال: "أتيتك بهذا لما يَعْرُرُك من أمور الناس" قال أبو عبيد: أراه: لما يَعرُوك، أي لما يأتيك. ولو كان من العَرّ لقال: لما يعُّرك. قلت عرَه وعَرَاه بمعنى واحد، إذا أتاه. وقال ابن احمر: ترعى القطاةُ الخمِسَ قَفُّورَها ثم تعرُّ الماءَ فيمـن يعُـرّ أي تأتي الماءَ وتَردُه. وفي حديث سعد انه "كان يدمُل أرضَه بالعُرَّة ويقول: مِكتَل عُرّةٍ مِكتَلُ بُر" قال أبو عبيد: قال الأصمعي: أراد بالعُرّة عذِرَةَ الناس. قال: ومنه قيل: عمَّر فلانٌ قومه بشرٍ إذا لطخهم به. قال أبو عبيد: وقد يكون عَّرهم بشرٍ من العَرّ، وهو الجرب، أي أعداهم شرُّه. وقال الأخطل: ونَعررْ بقوٍم عَرّةً يكرهونهـا ونحيا جميعا أو نموت فنقتل ويقال: لقيت منه شَرًّا وعَرًّا، وأنت شر منه واعر. أبو عبيد عن الأموي: العَرّ الجرب. يقال عَرَّت الإبلُ تَعِرُّ عرًّا فهي عارّة. قال: والعَرُّ: قَرح يخرج مِن أعناق الفُصلان، يقال قد عُرَّْتْ فهي معرورة. قال أبو عبيد: وقال أبو عبيدة: كل شئ باء بشيءٍ فهو له عَرار. وانشد قول الأعشى: فقد كان لهم عَرار ومن أمثال العرب: "باءت عَرارِ بكَحْلٍ" و"عَرَارِ بكَحْلَ" غير مُجْرىً. وانشد ابن حبيب فيمن أَجْرى: باءت عرار بكحلٍ والرِّفاقُ معًا فلا تمنَّوْا أمانيَّ الأضـالـيل قال: كحل وعرار: ثور وبقرة كانا في سِبْطينِ من بني إسرائيل فعُقِر كحل وعقرت به عرار، فوقعتْ حرب بينهما حتى تفانَوا، فضُرِبا مثلاً في التساوي. وقال الآخر: باءت عرارِ بكَحْلَ فيما بيننا والحقُّ يعرفُه ذَوُو الألباب واخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي: يقال تزوج فلان في عرارة نساء يلدن الذُّكور وفي شَرِيِةّ نساء يلدن الإناث. وقال أبو عبيد: العَرارة: الشدّة. وانشد قول الأخطل: إنّ العرارةَ والنُّبوحَ لـدارمٍ والمستخف أخوهم الأثقالا قال: وقال الأصمعي: العَرار: بَهار البَرّ. قلت: الواحدة عَرارة، وهي الحَنْوة التي يتيَّمن العجم من الفرس بها. وأرى إن فرس كلحبة اليربوعي سميت العرارة بها. وهو القائل: يسائلني بنو جُشَمَ بنِ بكر أغرَّاء العرَارةُ أم بهيمُ وقال بعضُهم: العرارة: الجراده، وبها سمَّيت الفرس، وقال بشر: عرارة هَبْوةٍ فيها اصفرارُ والعُرَّة: الابنة في العصا، وجمعها عُرَر. وقال الليث: حمار أعرُّ، إذا كان السِّمَن منه في صدره وعنقه اكثر منه في سائر خلقه. قال: والعَرّ والعَرَّة والعَرار والعَرارة: الغلام والجاريةُ المُعْجَلانِ عن الفطام والمعرور: المقرور. ورجلٌ معرور أتاه مالا قوام له معه وعُر عرة الجبل: أعلاه. وعُرعُرة السَّنام: غاربه. وعَرار القوم: ساداتهم، أخِذ من عُرعرة الجبل وقال المهَلهِل: خَلعَ الملوكَ وسار تحت لـوائه شجرُ العُرَى وعَراعرُ الأقوام وقال أبو عبيد: قال الأصمعي: عُرعرة الجبل: غلظه ومعظمه. قال: وكتب يحيى ابن يعمر إلى الحجاج: "إنا نزلنا بعُرعرة الجبل والعدوُّ بحضيضه" فعرعرته: غلظه وحَضيضُه: أصلُه.
قال أبو عبيد: ومن عيوب الإبل العَرَر، وهو قِصَر السَّنام يقال بعيرٌ أعرّ وناقة عرّاء. وقال ابن الأعرابي: العَرعَر: شجر يقال له السَّاسَم، ويقال له الشِّيزَي. ويقال هو شجرٌ يعمل منه القَطِران. وقال أبو عُبيد: عَرعارَ: لعبة لصبيان الأعراب. قال الكميت: وبلدة لا ينال الذئبُ أفـرخَـهـا ولا وَحَى الوِلْدِة الداعِينَ عَرعارِ أي ليس بها ذئبٌ لبعدها عن الناس. وقال ابن الأعرابي: يقال عرعرت القارورةَ، إذا نزعتَ منها سدادها. ويقال ذلك إذا سددتها. ويقال عَرعَرَتُها: سدادها. قال: وعُرعُرتها: وكاؤها. وعُرعُرة الإنسان: جلد رأسه. قال الأصمعي: يقال للجارية العذراء عرّاء. وقال أبو عمرو في قول الشاعر يذكر امرأة: وركبَتْ صَومَها وعُرعُرَها أي ساء خلقها وقال غيره: معناه أنها ركبت القذر من أفعالها. وأراد بعرعرتها عُرّتها وكذلك الصَّوم عُرَّة النعام. ثعلب عن ابن الأعرابي: يقال في مثل: "عُرَّ فقرَه بفيه لعلَّه يُلهيه" يقال خَلِّه وغَيَّه إذا لم يُطِعْك في الإرشاد فلعلَّه إن يقعَ في هَلكة تُلهيه عنك وتشغله. وقال قيس ابن زهير: يا قومنا لا تعرُّونـا بـداهـية يا قومنا واذكروا الآباء والقُدَما وقال ابن الأعرابي: يقال عُرّ فلانٌ، إذا لقب بلقب يعرُّة. قال: وعَرَّ، إذا نقصَ. وعَرَّه يعُرُّه، إذا لقَّبه بما يَشينُه. وعر يعُرُّ، إذا صادفَ نوبتَه من الماء وغيره. وقال أبو عمرو: العرَّى: المَعِيبة من النساء. أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: العَرَّة: الخَلَّة القبيحه. وقال أبو عمرو: العِرار القتال، يقال عاررتُه إذا قاتلتَه. رع أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: الرَّعّ السكون. وقال أبو عبيد المترعرِع هو المتحرك. قلت وسمعت العرب تقول للقصب الرطب إذا طال في منبته: قَصَبٌ رعراع. ومنه قيل للغلام الذي شب وامتدّت قامته: رعراعٌ ورَعْرَع، والجميع رَعارع. ومنه قول لبيد: ألاَ إن إخوانِ الشَّبابِ الرَّعارعُ ويقال رعرعِ الفارسُ دابّتَه، إذا كان ريّضاً فرِكبه ليروضَه ويُذلَّه. وقال أبو وَجْزة السعديّ: تَرِعاً يرعرعه الغلامُ كأنه صَدَعُ ينازع هِزَّةً ومِراحا وقال شِمر فيما قرأت بخطِّه: الرَّعاع كالرَّجاج من الناس، وهم الرُّذَالُ والضُّعفاء، وهم الذين إذا فزعوا طاروا. وقال أبو العميثل: يقال للنعامة رَعاًعة، لأنها كأنها أبداً منخوبة فزعة. وقال ابن دريد: الرعرعة: اضطراب الماء الصافي الرَّقيق على الأرض، ومنه قيل غلام رعرَعِ. قال: ويقال ترعرت سِنُّة وتزعزت، إذا نغضت عل قال أبو زيد في كتاب النوادر: يقال هما أخوان من علة، وهما ابنا عَلّة، إذا كانت أُمَّاتهما شتّى والأب واحد وهم بنو العَلاَّتٍ، كل هذا من كلامهم ونحن أخَوَانِ من علة: وهو أخي من عَلّة: من ضَرّتين، ولم يقولوا من ضَرّة. والعَلّة: الرابَّة. وبنو العَلاّت: بنو رجل واحد من أمَّهاتٍ شّتى. وقال ابن شميل: هم بنو عَلّةٍ وأولاد عَلّة. وقال اوس بن حَجَر: وهمَ لمـقـلِّ الـمـال أولادُ عَـلّةٍ وإن كان محضاً في العمومة مُخْوَلا أبو عبيد عن الأصمعي: تعلَّلُت بالمراة تعلُّلا، أي لهوتُ بها. ويقال علَّلَنا فلانٌ بأغانيهِ، إذا غنّاهم بأغنّية بعد أخرى. وقال أبو عمرو: العليلة المرأة المطيَّبة طيباً بعد طيب. قال: ومنه قول امرئ القيس: ولا تُبعَدَيني من جَنَاكِ المُعلَّلِ أي المطيَّب مرة بعد اخرى. ومن وراء المعلِّل فهو الذي يعلِّل مُتر شِّفه بالريق. وقال ابن الأعرابي: المعلِّل المُعِين بالبرّ بعد البرّ. قال: والمعلِّل: دافع جابي الخَراج بالعِلل. وفي الحديث: "يتوارث بنو الأعيان من الأخوات دون بني العَلاّت" أي يتوارث بنو الاخوة للأب والأم دون الاخوة للأب. والعِلال هو الحلب قبل استيجاب الضرع للحلب بكثرة اللبن. وقال بعض الأعراب فيه: العَنز تعلم أنّـي لا أكـرّمـهـا عن العِلالِ ولا عن قِدر أضيافي أبو العباس عن ابن الأعرابي: العُلالة والعُراكة والدُّلاكة: ما حلبتَه قبل الفِيقة الأولى وقبل إن تجتمع الثانية. ويقال لأوّل جري الفرس بُداهتُه، وللذي يكون بعده عُلالته. وقال الأعشى: إلا عُـلالةَ أو بُـــدا هة سابحٍ نهد الجُزاره علَّ ولعلَّ حرفان وُضِعا للترجّي في قول النحويّين. وأثبِتَ عن ابن الأنباري انه قال: لعل يكون ترجيا، ويكون بمعنى كي، ويكون ظنا كقولك: لعلى أحج العام، معناه أظنُّني سأحج. ويكون بمعنى عَسَى لعل عبد الله يقوم معناه عسى عبد الله. ويكون بمعنى الاستفهام كقولك: لعلك تشتمني فأعاقَبك، معناه هل تشتمني؟ واخبرني المنذري عن الحسين بن فهم إن محمد بن سلام اخبره عن يونس انه سأله عن قول الله تعالى(فلعلَّك باخعٌ نفسَكَ)، و(لعلّك تاركٌ بعضَ ماُ يوحَى إليك) قال: معناه كأنك فاعل ذلك إن لم يؤمنوا. قال: ولعل لها مواضع في كلام العرب، من ذلك قوله (لعّلكم تذكرون) و (لعلَّهم يتّقون ) و(لعله يتذكر) قال: معناه كي تذكروا، وكي يتقوا، كقولك: ابعثْ إلي بدابّتك لعلَى أركبها، بمعنى كي. قال: وتقول انطلق بنا لعلنا نتحدث، أي كي نتحدث. الحرّاني عن ابن السكيت: في لعل لغات، يقول بعض العرب لعلّي، وبعضهم لعلّني، وبعضهم لعَنِّي، وبعضهم عَلِّي، وبعضهم علَّني، وبعضهم لاَنّي، وبعضهم لأَنّني، وبعضهم لوَنَّني. وقال العجاج حاكيا قول ابنته: يا أبتا عَلَّكَ أو عساكا ويقال: تعاللتُ نفسي وتلوَّمْتها، أي استزدتها أبو عبيد عن الأصمعي: إذا وردت الإبل الماء فالسَّقْية الأولى النَّهَل، والثانية العَلَل. قلت: وسمعتُ العرب تقول: عَلَّت الإبل تَعِلّ، إذا شربت الشربة الثانية، وقد عللتُها أنا أعُلُّها، بضم العين. واخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي، علَ الرجلُ يَعِلًّ من المرض، وعلّ يِعلَ ويُعّل من عَلَل الشراب. وقد اعتلَّ العليل عِلَّةً صعبة. أبو عبيد: العَلُّ: الكبير المُسِنُّ. والعَلُّ: القُراد. والجمع أعلال قاله الأصمعي، قال: وبه شبه الرجل الضعيف، فيقال كأنه عَلّ. أبو عبيد عن أبي عبيدة: اليعلول: المطر بعد المطر، وجمعه اليعاليل. قال. واليعاليل أيضاً: حَباب الماء. قال: وقال. الأصمعي: اليعلول: غدير ابيض مطّرد. قال: وهو السحاب المطرد أيضاً. ثعلب عن ابن الأعرابي: العُلعُل: اسم ذكر الرجُل. والعُلعل: ذكر القَنَابر. والعُلعُل: طرف الضِّلع التي تُشرف على الرَّهابة وهي طرف المعده. ويجمع العلعلُ منها كلها على عُلُل وعَلالل. قال: والعُلُل أيضاً: جمع العَلول، وهو ما يعلَّل به المريض من الطعام الخفيف، فإذا قوي أكله فهو الغُلُل جمع غَلول. وقال اللحياني: عاللت الناقةَ عِلالاً، إذا حلبتها صباحا ومساء ونصف النهار وقال أبو زيد: العُلالة: إن تحلب الناقة أوّل النهار وأخره وتحلب وسط النهار، فتلك الحلبة الوسطى هي العُلالة، وقد يُدعَى كلُّهن عُلالة. وقال الفراء: يقال انه لفي عُلعُولِ شرٍ وزُلزُول شر، أي في قتال واضطراب. وقال أبو سعيد: تقول العرب: أنا عَلاَّنُ بأرضِ كذا كذا، أي جاهل. قال: وامرأة علاّنة: جااهله. قال: وهي لغة معروفه. قلت: لا اعرف هذا الحرف ولا ادري من رواه عن أبي سعيد. وقال الفراء: العرب تقول للعاثر: لعاً لك. وتقول عَلْ ولَعَلْ، وعَلكََّ ولعلَّك واحد. وقال الفرزدق: إذا عثَرت بي قلت عَلّكِ وانتهَى إلى باب أبواب الوليد كلالُها وانشد أيضاً: فهنّ على أكتافهم ورماحـهـم يقلن لمن أدركن تَعْساً ولا لَعَلْ قلت: شُدَّدت اللام في قولهم عَلَّكِ لأنهم أرادوا عَلْ لك. وكذلك لعلَّك إنما هو لَعَلْ لك. ثعلب عن ابن الأعرابي: يقال للبعير ذي السَّنامين: يَعلول، وقِرعَوْس، وعُصفوري. لع أبو عبيد عن أبي زيد: لعل فلانٌ عظمَ فلانٍ، إذا كسره. قال: وقال أبو عمرو: فلان يتلعلع من الجوع والعطش، أي يتضور. واللَّعلَع: السراب. ولعلعتُه: بصيصُه. ولَعلَعٌ: ماء في البادية معروف وقد وردتُه. أبو عبيد عن الفراء: الُّلعَاع: أول النبت، وقد ألعَّت الأرض. سلمة عن الفراء: خرجنا نتلَّعى، أي نأكل الُّلعاع. كان ذلك في الأصل نتلَّع، فكثرت العيناتُ فقلبت إحداهَا ياء، كما قالوا تظّنيت من الظنّ. واخبرني المنذري عن أبي الهيثم انه قال: عسلٌ متلِّعع، وهو إذا رفعته امتد معك فلم ينقطع للزُوجته. قال: واللُّعاعة: كل نباتٍ لين من أحرار البقول فيه ماء كثير لزج. ويقال له النٌّعاعة أيضاً. وانشد:
كادَ الُّلعاع من الحَوذانِ يَسحَطُها ورِجرِجٌ بين لحَييها خَناطـيلُ وقال الليث: امرأة لعبة: مليحة عفيفة. ورجل لعَّاعة: يتكلف الألحان من غير صواب. وروي عن المؤرِّج انه قال: اللعلاع: الجبان. وقال أبو الحسن اللحياني: في الإناء لُعاعة، أي جزعة من الشراب. وقال الأصمعي: ببلد بني فلان لُعاعةٌ حسنة، ونٌعاعة حسنة، وهو نبتٌ ناعم في أول ما ينبت. ومنه قيل: "إنّما الدٌّنيا لُعاعة" ثعلب عن ابن الأعرابي قال. الُّلعاعة: الهِندِ باء، يمد ويقصر. وقال أبو عمرو: الُّلعاعة: الكلأ الخفيف، رُعى أو لم يُرْعَ. عن اخبرني المنذري عن أبي العباس عن سلمة عن الفراء انه قال: العَنّة والعُنَة: الاعتراض بالفضول. قال: وشاركه شِركة عنان، أي في شئ عن لهما، أي عرض. الحرانّي عن ابن السكيت: يقال شاركه شركة عنان، وذلك إذا اشتركا في مال معلوم وبانَ كل واحد منهما بسائر ماله دون صاحبه، وكأن أصله انه لهما شئ فاشتر كافيه، أي عرض. قال: وقال شاركه شركة مفاوضة، وذلك إن يكون مالهما جميعا من كل شئ يملكانه بينهما. وقال غيره: سميت شركة العنان عنانا لمعارضة كل واحد منهما صاحبه بمال مثل مال صاحبه، وعمل فيه مثل عمله بيعا وشراء. يقال عانّه عِناناً ومُعانّةً، كما يقال عارضه يعارضه عِراضاً ومعارضة. والعَنن: الاعتراض، اسمٌ من عَنّ. قال ابن حلِّزة: عَنناً باطلا وظلما كـمـا تُـع تر عن حَجَرة الربيض الظباءُ وسمي عِنانُ اللجام عنانا لاعتراض سَيْرَيه على صفحتي عنق الدابة عن يمينه وشماله. قلت: والشركة شركتان: شركة العنان وشركة المفاوضة. فأما شركة العِنَان فهو إن يحضر كل واحد من الشريكين دنانير أو دراهم مثل ما يخرج الآخر ويخلطانها وبإذن كل واحد منهما لصاحبه بان يتجر فيه. ولم يختلف الفقهاء في جواز هذه الشركة وانهما إن ربحا فيما تجرا فيه فالربح بينهما، وان وضعا فعلى رؤس أموالهما. وأما شركة المفاوضة فان يشتركا في كل شئ يملكانه أو يستفيد انه من بعد وهذه الشركة عند الشافعية باطلة. أبو عبيد عن الكسائي: أعننت اللجامَ، إذا عملت له عنانا. وقال يعقوب بن السكيت: قال الأصمعي: أعننت الفرس وعَنَنته، بالألف وغير الألف، إذا عملت له عنانا، وأهل العراق يقولون: أعَنَّ الفارس، إذا شد دابته إليه ليَثِنَيه عن السير، فهو مُعِنَّ وعَنَّ دابّته عَنًّا: جعل لها عِنانا وجمع العِنان أعِنة. والعَنُون من الدواب: التي تُبارى في سيرها الدواب فتقدُمها. قال النابغة: كأن الرحلَ شُدَّ به خَذوفٌ من الجَونات هاديةٌ عَنونُ والخَذوف: السَّمينة من حُمر الوحش. وفي حديث عبد الله بن مسعود انه قال: "وكان رجلٌ في أرض، له إذا مرت به عَنَانةٌ تَرَهْيَأُ". قال أبو عبيد: العَنانة: السحابة، وجمعها عنان. قال: وفي بعض الحديث: "لو بلغت خطيئته عنان السماء" ورواه بعضهم: "أعنانَ السماء". فان كان المحفوظ أعنان السماء فهي النواحي. وأعنان كل شئٍ: نواحيه، قاله يونس النحوي، الواحد عِنُّ. ومنه يقال: أخذَ في كلِّ عَنٍ وسَنٍ وفَنّ. وقال الليث: عنان السماء: ما عن لك منها إذا نظرت أليها، أي ما بدا لك منها. وأما قوله: جرى في عنان الشِّعريينِ الأماعزُ فمعناه جرى في عراضها سراب الأماعز حيت يشتدٌّ الحرٌّ. واخبرني المنذري عن أبي الهيثم انه قال: يقال عن الرجل يعن عَنّاً وعنناً، إذا اعترض لك من أحد جانبيك من عن يمينك أو من عن شمالك بمكروه. قال: والعَنّ المصدَر، والعَنَن اسم، وهو الموضع الذي يعن فيه العان. قال: وسمِّى العِنان من اللجام عِناناً لأنه يعترضه من ناحيتيه ولا يدخل فمه منه شئ. قال: وسمي عنوان الكتاب عنوانا لأنه يعن له من ناحيتيه. قال: واصله عنان، فلما كثرت النونات قلبت إحداها واوا. قال: ومن قال عُلوان جعل النون لاما، لأنها أخف واظهر من النون. قال: ويقال للرجل الذي يصرح بالشيء بل يعرض: قد جعل كذا وكذا عنوانا لحاجته ومنه قول الشاعر: وتعرف في عنوانها بعضَ لحنـهـا وفي جوفها صمعاء تحكي الدَّواهيا قال: وكلَّما استدللت بشيء تُظْهِره على غيره فهو عنوان له. وقال حسان بن ثابت يرثي عثمان رحمه الله: ضحَّوا بأشمطَ عُنوانُ السُّجودِ به يقطع الليل تسبيحـاً وقـرآن قال: ويقال للحظيرة من الشجر يحظر بها على الغنم والإبل في الشتاء لتتذرّى بها من برد الشَّماَل عُنّة. وجمعها عُنَنٌ وعِنان، مثل قُبّة وقباب. قال: وسمِّي العِنِّينُ عِنّيناَ لأنه يعنّ ذكرُه لقبل المرأةِ من عن يمينه وعن شماله فلا يقصده. قال: وعَنَنتُ الكتاب، وعَنّنته، وعلونُته بمعنى واحد. أبو عبيد عن الأموي، امرأة عِنّينة، وهي التي لا تريد الرجال. قال أبو عبيد: وقال الأحمر: عنونت الكتاب وعنّنته. وقال الِّلحياني: عنّنت الكتاب تعنيناً، وعنَّيُته تعنيهً، إذا عنونته. وقال غيره: فلانٌ عَنّانٌ على آنُف القوم، إذا كان سّباقاً لهم. وفلانُ عنّانُ عن الخير وخَنَّاسُ وكزَّام، أي بطئ عنه وعنعنة بني تميم: إبدالهم الهمزة عيناً، كما قال ذو الرمَّة: أعَنْ توسَّمتَ مِن خَرفاءَ منـزِلةً ماء الصبابة من عينيكَ مسجُومُ وقال جرانُ العود: فما أُبن حّتى قُلْنَ يالـيت عَـنَّـنـا ترابٌ وعَنَّ الأرضَ بالناس تخْسَفُ وقال الفراء: لغة قريش ومن جاورهم أنَّ، وتميم وقيس وأسدٌ ومن جاورَهم يجعلون ألف إن إذا كانت مفتوحة عينا، يقولون: أشهد عَنَّك رسولُ الله، فإذا كسروا رجعوا إلى الألف. قال: العرب تقول: لأنّك تقول ذاك، ولَعَنَّك تقول ذاك، معناهما لعلَّك. ويقال ملأ فلان عِناَن دابته، إذا أعداه وحمله على الحضر الشديد. وانشد ابن السكيت: حرف بعيد من الحـادي إذا مـلأت شمسُ النهار عِناَن الأبْرَقِ الصَّخِبِ قال: أراد بالأبرق الصَّخِب الجندب. وعِنانه: جَهده. يقول: يَرمَضُ فيستغيث بالطيران فتقع رجله في جناحيه فتسمع لهما صوتا. وليس صوته من فيه؛ ولذلك يقال صرَّ الجندب. وللعرب في العنان أمثال سائرة. يقال: ذَلّ عنانُ فلانٌ، إذا انقاد. وفلانٌ أبي العنان، إذا كان ممتنعا. ويقال أرْخِ من عنانه، أي رفِّة عنه. ووهما يجريان في عِنانٍ إذا استَويا في فضل أو غيره. وقال الطرمَّاح: سيعلم كلُّهم أنـي مُـسِـنُ إذا رفَعوا عناناً عن عِنانِ المعنى سيعلم الشعراء كلُّهم أني قارِح. وجري الفرسُ عِناناً، إذا جرى شوطا. ويقال: اثنِ علَّى عنانَه، أي رُدَّه على. وثنيت على الفرس عِنانَه، إذا ألجمتَه. وقال ابن مُقبل يذكر فرساً: وحاوطني حتَّى ثنيتُ عنـانـهَ على مُدبر العِلْباء ريانَ كاهلُه حاوطني، أي داورني وعالجني. ومدبِر عِلبائه: عنقه. أراد انه طويل العنق، في علبائه إدبار. ويقال للرجل الشريف العظيم السُّودَد. إنه لطويل العنان. وفرسٌ طويل العنان، إذا ذُمَّ بقصر عنقه. فإذا قالوا قصير العِذار فهو مدح، لأنه وصف حينئذ بسعة جَحفلته. ويقال امرأة معنَّنة، إذا كانت مجدولة جدلَ العنان، غيرَ مسترخية البطن. ورجل مِعَنُّ، إذا كان عِرِّيضاً مِتْيَحا. وامرأة مِعَنّة: تعتَنُّ وتعترض في كل شئ. وروى عن بعض العرب أنه قال: إنَّ لنا لكَنَّهْ مِعَنَّةً مِفَنَّهْ سِمعنَّةً نِظرَنَّة أي تعتنُّ وتفتنُّ في كل شئ. وبقال: إنه ليأخذ في كل عَنٍ وفن، بمعنّى واحد. وسمِعتُ العربَ تقول: كُنَّا في عُنّةٍ من الكلأ وفُنّة، وثُنة، وعانكة من الكلأ، بمعنى واحد، أي كنا في كلأ كثير وخِصب. ابن شميل: العانُّ، من صفة الجبال: الذي يعتَنُّ لك في صَوبِك ويقطع عليك طريقك. يقال: بموضع كذا عانٌ يعتنُّ للسالك. ثعلبٌ عن ابن الأعرابي قال: العُنُن: المعترضون بالفضول، الواحد عان وعَنُون. قال: والعُنُن جمع العِنيِّن وجمع المعنون أيضاً. ويقال عُن الرجل وعُنِّن وعُنِنَ وأُعْنِنَ، فهو عَنِين مَعنونٌ مُعَنٌّ مُعَنّن. قال: والتعنين: الحَبْس في المطْبَق الطويل. عمرو عن أبيه: يقال للمجنون: معنون ومهروع، ومخضوع، ومعتوه، وممتوه، ومُمَتّهٌ، إذا كان مجنوناً. قال ابن الأعرابي: لعنّك لبني تميم. قال: وبنو تميم الله بن ثعلبة يقولون: رَعَنَّك تقول ذاكَ ولغَنك، بمعنى لعلك، بالغين. وقال الليث: العُلوان لغة في العنوان غير جيّدة. قال: ويقال عننت الكتابَ عنًّا. قال: وعَنْوته. قال: وهو فيما ذَكر مشتقٌ من المعنى. قال: وعَنّيتُه تعنيه، كلُّها لغات.
وقال النحويون: عن حرفُ صفةٍ، وهو اسم. ومِن من الحروف الخافضة. والدليل على ذلك أنك تقول أتيته من عن يمينه ومن عن شماله، ولا تقدم عن على من. وقال الشاعر: من عن يمين الحُبَيَّا نظرةٌ عَجَل وتقول: أخذت الشيء منه، وحدثني فلانٌ عن فلان. ويقال تنح عني وانصرف عني، وخذ منه كذا وكذا. وقال أبو زيد: العرب تزيد عنك في كلامها، يقال، خذ ذا عنك، المعنى خذ ذا، وعنك زيادة. وقال الجعدىّ يخاطب ليلى: دَعي عنكِ تَشتامَ الرجال وأقبلي علَى إذلغىّ يملأ استكِ فيشلا أراد يملأ استَك فيشلةً، فخرج فيشلا نصباً على التفسير. نع ثعلب عن ابن الأعرابي قال: النَّعْ: الضَّعْف سلمة عن الفراء قال: النَّعَّة ضَعفُ الغُرمول بعد قوّته. عمرو عن أبيه قال: النُّّعنع: الفرج الدقيق الطويل. وانشد: سَلُوا نساءً أشـجـع أيُّ الأُيور أنـفَـعْ أ الطويل النُّـعْـنُـعْ أم القصير القَرصَع قال: والقرصَع: القصير المعجَّر. أبو عبيد عن الأصمعي: يقال للطويل من الرجال نُعنُع. وقال غيره: تنعنت الدارُ، إذا نأت وبعُدت. أبو عبيد عن الأصمعي: النُّعاعة: بقلة ناعمة. وقال شِمْر: لم اسمع نُعاعة إلا للأصمعي. قال: ونُعاعة: موضع. وانشد: لا عيش إلاّ إبلٌ جُمّاعـه موردها الَجْيأة أو نُعاعه ويقال لبَظر المرأة إذا طال نُعنُع ونُغنُع. وقال المغيرة بن حبناء: وإلاّ جُبتُ نُعنُعَها بقولٍ يُصيّره ثمانٍ في ثمانِ قوله ثمان في موضع النصب، وهو على لغة من يقول: رأيت قاضٍ وهذا قاضٍ ومررت بقاض. عف أبو عبيد: العُفافة: بقية اللبن في الضرع بعد ما يُمتَكُّ أكثره. قال: وهي العُفّة أيضاً. وقال الأعشى: وتَعادَى عنه النهارَ فما تع جوه إلا عُفافةٌ أو فُواق وقال غيره: العُفافة: القليل من اللبن في الضّرع قبل نزول الدِّرّة. واخبرني المنذري عن ثعلب عن سلمة عن الفراء قال: العُفافة إن تأخذ الشيء بعد الشيء، فأنت تعتفُّه. وروى عمرو عن أبيه: العَفْعَف: ثمر الطَّلح. وقال أبو زيد: العُفافة: الرَّمَث يرضعه الفصيل في قول بعضهم، قال: وبعضهم يقول: العُفافة إن تترك الناقُة على الفصيل بعد ما ينفض ما في ضرعها فتجمع له اللبنَ فُواقاً خفيفاً. وقال ابن الفرج: يقال للعجوز عُفّة وعُثّة قال: والعُفّة: سمكة جرداء بيضاء صغيرة إذا طبخت فهي كالأرُزّ في طعمها. ويقال عفّ الإنسان عن المحارم يَعِفُّ عِفَةً وعَفافاً، فهو عَفيفٌ وجمعه أعِفّاء. وامرأة عفيفه الفرج ونسوةٌ عفائف. فع أبو العباس عن سلمة عن الفراء: يقال للقصاب فَعفَعاني، وهَبْهَبي، وسطّار. قال: ورجل فَعفَع وفُعافِعُ، إذا كان خفيفا ويقال للجدي فَعفَع. قال: وقال ابن الأعرابي: الفعفعيُّ: القصَاب وأنشد غيره لصخر الغي: فنادَى أخاه ثم طَارَ بـشَـفـرةٍ إليه اجتزارَ العفعفيّ المُناهِبِ عمرو عن أبيه: الفعفع: زجرُ الغنم. قلت: وهي الفعفعة. وقال المؤرج: رجل فعفاعٌ وَعواعٌ لَعلاعٌ رَعراعٌ، أي جبان. عب جاء في الخبر: "مُصُّوا الماء مَصّاً ولا تُعبُّوه عَبّاً" والعبُّ: إن يشرب الماء ولا يتنفس. وقيل: "الكُباد من العبّ" وهو وجع الكبد. وروى أبو العباس عن عمرو عن أبيه انه قال: العبُّ إن يشرب دغرقة بلا غَنْث. والدغرقة: إن يصبَّ الماءَ مرة واحدة. والغَنْث: إن يقطع الجَرْع. وقال الشافعي: الحَمَام من الطيَّر: ماعبّ وهدر. وذلك أنّ الحمام يعُبُّ الماء عبَّا ولا يشرب كما يشرب سائر الطير نقرا. أبو عبيد: فرسٌ يعبوب: جوادٌ بعيد القَدْر في الجري. قال: وقال المنتجع: هو الطويل. وقال ابن الأعرابي: اليعبوب: كلُّ جدول ماء سريع الجري، وبه شّبه الفرس اليعبوب. واخبرني المنذري عن ثعلب عنه انه قال: العُنْبَب: كثرة الماء. وأنشد: فصّبحتْ والشَّمس لم تَقضَّبِ عينا بغضبانَ ثجوجَ العُنْبَبِ قلت: عُنَبب فُنَعل من العبّ، والنون ليست بأصلية، وهي كنون عُنْصَل وجندب. عمرو عن أبيه: العَبعَبة: الصُّوفة الحمراء. وقال ابن الأعرابي: العَبعَب: كساءٌ مخطَّط. وأنشد: تخلُّجَ المجنونِ جَرَّ العَبعَبا وقال أبو عمرو فيما روى أبو عبيد عنه: العَبْعَب الشاب التامّ. وروى عمرو عن أبيه: العَبعَب: نَعْمة الشّباب. واخبرني الأيادي عن شمر انه قال: العَبعَب والعَباب: الطويل من الرجال. وقال الليث: العَبعَب من الأكسية: الناعم الرقيق. قلت: ورأيت في البادية ضربا من الثُّمام يُلْثِي صمغاً حلوا يُؤخَذ من قضبانه ويؤكل، يقال له لَثَى الثُّمام، فإن أتى عليه الزمانُ تناثرَ في أصول الثُّمام، فيؤخذ بترابه ويجعل في ثوب ويصبُّ عليه الماء ويُشْخَل به-أي يصفّى-ثم يغلى بالنار حتى يخثر ثم يؤكل. وما سال منه فهو العبيبة. وقد تعبَّبتُها أي شربتها. ويقال: هو يتعّبب النبيذ، أي يتجرعه. وروى محمد ابن حبيب عن ابن الأعرابي انه قال: العُبَب: عن الثعلب. قال: وشجرُهُ يقال له الراء، ممدود. وقال ابن حبيب: هو العُبضب. ومن قال عِنَب الثعلب فقد أخطأ. وروي أبو عبيد عن الأصمعي أنه قال: الفَنا مقصور: عنب الثعلب. فقال عنبٌ ولم يقل عُبَب. وقد وجدتُ بيتا لأبي وجزة السعدي يدلُّ على قول ابن الأعرابي، وهو قوله: إذا تربَّعتِ ما بينَ الـشُّـريف إلـى أرض الفَلاَح أولاتِ السَّرح والعُبَبِ وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: "إن الله عز وجل وضَعض عنكم عُبِّبَّة الجاهلية وتعظمها بآبائها". أبو عبيد: العُبِّيّة والمِبِّيّة: الكِبْر. قلت: ولا ادري اهو فعليّة من العَبّ، أم هو من العَبْوِ وهو الضوء. أبو عبيد: العُباب: معظَم السيل وارتفاعه وكثرته. عمرو عن أبيه: عبعَبَ، إذا انهزم. قال: وعُبَّ الشيء، إذا شُرِب. وعَبَّ، إذا حسُن وجهُه بعد تغيُّر. ثعلب عن ابن الأعرابي: عُبْ عُب، إذا أمرتَه أن يستتر. وفي نوادر الأعراب: رجٌل عَبعابٌ قبقاب، إذ كان واسعَ الحلق والجوف جليلَ الكلام. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: العُبثب: المياه المتدفّقة. بع عمرو وعن أبيه: بعّ الماء بعّاً، إذا صبه. قال: ويقال أتيتُه في عَبعَب شبابه وعِهِبَّي شبابه. قال والبَعبَع: صبُّ الماء المُدارِكُ. قلت لأنه أراد حكاية صوته إذا خرج من الإناء ونحو ذلك. قال الليث: وقال أبو زيد: البعابعة: الصعاليك الذين لا مالَ لهم ولا ضَيعة. قال: والبُعّة من أولاد الإبل: الذي يولد بين الرُّبع والهُبَع. وقال الفراء مثله. وقال الليث: بع السحابُ يُبعّ بعّاً وبعَاعاً، إذا لجّ بمطره. وقال أبو عبيد: القي عليه بَعاعَه، أي ثِقْله. وأخرجت الأرض بَعاعُها، إذا أنبَتت أنواع العشب أيامَ الربيع. وألقت السحابةُ بَعاعَها، أي ماءها وثقل مطرها. وقال امرؤ القيس: وألقى بصَحراء الغَبيطِ بَعـاعَـه نزولَ اليماني ذي العِياب المحمَّلِ شمر عن أبي عمرو: العُباب: كثرة الماء. وقال ابن الأعرابي: العُباب: المطر الكثير وقال المَرّار: عوامد للحمى متصّفيات إذا أمسى لصيفته عُباب وقال رؤية: كأن في الأقتاد ساجاً عوهـقـا في الماء يفرُقنَ العُبابَ الغلفقاَ الغَلْفَق جعله نعتاً للماء الكثير. ويقال للعرمِضِ فوق الماء غلفق. عم روي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه اختصم إليه رجلان في نخلٍ غرسه أحدهما في ارض الآخر، قال الراوي للحديث: "فلقد رأيت النخل يُضرَب في أصولها بالفؤوس وإنّها لَنخلٌ عُمُّ" قال أبو عبيد: العُمُّ: التامّة في طولها، والتفافها واحدتها عميمة. قال: ومنه قيل للمرأة عميمة إذا كانت وثيرة. وأنشد للبيد في صفة نحيل طالت: سُحُق يمتِّعها الصّفا وسَرِيُّه عُمُّ نواعم بينهنَّ كـروم الصَّفا: نهر بالبحرَين. والسريّ: خليجٌ ينخلج منه. ويقال: اعتم النبتُ اعتماماً، إذا التف وطال. ونبت عميم. وقال الأعشى: مؤزَّرٌ بعَميمِ النبت مُكتهِلُ واخبرني المنذري عن الحراني عن ابن السكيت قال: العّمُّ الجماعة من الحيّ. والعمّ: أخ الأب. والعَمَم: الجسم التامّ، يقال: إن جسمَه لعَممٌ، وانه لعَمَمُ الجسم. ويقال استوى شبابُ فلانٍ على عَمَمه وعُمُمه، أي على طوله وتمامه.
أبو عبيد عن أبي عمرو قال: العماعم: الجماعات، وأحدها عَمُّ غير قياس قال أبوعبيد: وقال الكسائي: استعمَّ الرجلُ عَمّاً، إذا اتخذَ عَماًّ. قال: وقال أبو زيد: يقال تعمَّمتُ الرجل، إذا دعوتَه عَماُّ. ومثله تخوَّلتُ خال. ويجمع العمّ أعماماً وعُموماً وعُمومة. واخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي أنه أنشدَهُ: عَلاَمَ بنَتْ أختُ اليرابيع بيتَها علىَّ وقالت لي بليلٍ تعمَّمِ معناه أنّه لما رأت الشيبَ برأسه قالت له: لا تأتنا خِلْماً ولكن ائتِنا عَماًّ الحراني عن ابن السكيت: يقال هما ابنا عما ولا يقال هما ابنا خال، ويقال هما ابنا خالة ولا يقال ابنا عمة. وفي حديث عروه بن الزُّبير انه ذكر أُحَيحةَ بن الجُلاَح وقول أخواله فيه: "كنّا أهل ثُمِّهِ ورُمِّه، حتى استوى على عُمُمِّه" قال: قال أبو عبيد: قوله "حتى استوى على عُممِّه" أراد على طوله واعتدال شبابه، يقال للنبات إذا طال: قد اعتم. وقال شمر: قال أبو منجوف: يقال قد عَمَّمناك امرنا، أي ألزمناك. قال شمر: والمعمم: السيد الذي يقلده القوم امورهم، ويلجا إليه عوامُّهم. وقال أبو ذؤيب الهذلي: ومن خير ما جمع الناشئ ال معمَّم خِـيرُ وزنـدُ وَرِئ قال: والعَمَمُ من الرجال: الكافي الذي يعمُّهم بالخير. وقال الكميت: بحر جريرُ بن شقٍ من أرومته وخالدٌ من بنيه المِدره العممُ قال: والعمم أيضاً في الطول والتمام. وقال أبو النجم: وقَصَب رؤد الشباِب عَمَمهُ وقال ابن الأعرابي: خَلْق عَمَمُ، أي تامّ. وفي حديث عطاء: "إذا توضّأت فلم تعمُمْ فتيمَّم" قال شمر: قوله "فلم تعمُمْ" يقول: إذا لم يكن في الماء وضوء تام فتيمَّم. وأصله من العموم. ثعلب عن ابن الأعرابي: عُمَّ، إذا طُوّل. وعَمَّ، إذا طال. قال: وعمعم الرجُل، إذا كثُر جيشُه بعد قلّة. ومن أمثالهم: "عَمَّ ثؤباء الناعسِ، يضرب للحدَث يحدُث ببلدة ثم إلى سائر البُلدان. وأصله أن الناعسَ يتثاءب في المجلس فيُعدي ثؤباؤه أهلَ مجلسِه. ويقال رجل عُمِّي ورجل قُصري. فالعُمّي: العامَ، والقُصريّ: الخاص. والعِمامة من لباس الرأس معروفة، وجمعها العمائم. وقد تعممّها الرجل واعتم بها. وإنه لحسَن العِمّة. وقال ذو الرمة: واعتمَّ بالزَّبد الجَعْد الخراطيم. والعرب تقول للرجل إذا سُوِّد: قد عُمِّم وذلك أنَّ العمائم تيجانُ العرب. وكانوا إذا سوّدوا رجلا عمَّموه عمامةً حمراء. ومنه قول الشاعر: رأيتُك هرَّيتَ العمامةَ بعـدمـا رأيتكَ دهراً فاصعاً لم تعصَّبِ وكانت الفرسُ إذا ملكت رجلا توجوه، فكانوا يقولون للملك مَتوّج. وقال أبو عبيدة: فرسٌ معمَّم، إذا انحدرَ بياض ناصيته إلى منبتها، وما حولها من الرأس والناصية معمم أيضاً. قال: ومن شيات الخيل: أدرعُ معمَّم، وهو الذي بكون بياضهُ في هامته دون عنقه. والعرب تقول رجلُ مُعَمُّ مُخْوَل، إذا كان كريم الأعمام والاخوال، ومنه قول امرئ القيس: بجيدِ مُعَمٍّ في العشيرة مُخْوَلُ وقال الليث: يقال فيه مُعَمٍّ مخول أيضاً. قلت: ولم اسمعه لغيره، ولكن يقال رجل مِعَمُّ مِلَمُّ، إذا كان يعمُّ الناس فضلُه ومعروفُه ويَلُمّهم، أي يجمعهم ويصلح أمورَهم. وقال الليث: العامة: عيدانٌ يُشَدُّ بعضُها إلى بعض: ويُعبَر عليها. قلت خفف ابنُ الأعرابي الميم من العامة بمعنى المَعْبَر، وجعله هامة الرأس وقامة العلق، في حروف مخففة الميم، وهو الصواب. وقول الله عز وجل: (عمّ يتساءلون) أصله عن ما يتساءلون، فأدغمت النون من عن في الميم من ما وشُدِّدتاَ ميما، وحذفت الألف فرقاً بين الاستفهام والخبر في هذا الباب. والخبر كقولك: عما أمرتك به، المعنى عن الذي أمرتك به وأما قول ذي الرّمّة: بّراهن عما هنَ إما بَـوادي لحاجٍ وإما راجعات عوائدُ فإن الفراء قال: ما صلة: والعين مبدلة من ألف أنْ. المعنى براهن يعني الركاب أن هن إما بَوادي لحاجة في سفر مبتدأ، وإما أن عُدْن راجعات من السفر، وهي لغة تميم يقولون عن هُنّ. وأما قول الآخر يخاطب امرأة اسمها عَمَّى: فقِعدَكِ عَمَّى اللهَ هلا نعيتِـهِ إلى أهل حيٍ بالقنافذ أوردوا
فإن عِمَّى اسم امرأة، أراد يا عَمَّى. وقِعدَكِ والله يمينان. وقال المسّيب بن علَس يصف ناقة: ولها إذا لحِقتْ ثمائلهـا جَوزٌ أعمُّ ومِشفَرٌ خَفِقُ قال أبو عمرو: الجوز الأعم: الغليظ التام. والجوز: الوسط. قال: ومِشفَرٌ خَفِق: أهدَلُ، فهو يضطرب إذا عَدَتْ. مع أبو العباس عن الأعرابي قال: المعُّ الذَّوَبان. أبو عبيد: المعمعاني: اليم الشديد الحرّ. قال: والمعمعة: حكاية صوت لهب النّار إذا شُبّت بالضِّرام. ومنه قول امرئ القيس: كمعمعة السَّعَف الموقَدِ ويقال للحرب مَعمعة: ولهل معنيان: أحدهما أصوات المقاتلة، والآخر استعار نارها. وقال شمِر: امرأة معمع، وهي الذكية المتوقِّدَة. وفي حديث مرفوع: "لا تَهْلك أمتي حتى يكون التماُيل والتماُيز والمعامع" يريد بالمعامع الحروبَ وهَيْج الفتن والتهاب نيرانها، والأصل فيه معمعة النار، وهو شرعة تلهُّبِها. ومثله معمعة الحر. ومثل هذا قولهم: "الآن حينَ حِمى الوطيس" والمَعمعة: الدَّمْشقة، وهو عَملٌ في عجَل. وأما "مَعَ" فهي كلمة تضم الشيء إلى الشيء، واصلها معا، وستراها في معتل العين بأوضح من هذا التفسير إن شاء الله. وقال الليث: إذا اكثر الرجل من قول "مَعَ" قيل يُمعمِع معمعةً. قال: ودِرهم مَعمعيُّ: كتب عليه "مَع مَع". ثعلب عن ابن الأعرابي: مَعمَع الرجلُ، إذا لم يحصُل على مذهب، فهو يقول لكل: أنا مَعَك ومنه قيل لمن هذه صفتُه: إمّعٌ وإمعة. عهق قال الليث: العهيقة: النشاط. وانشد: إن لرَيعان الشباب عَيهقا قلت: الذي سمعناه من الثقات الغَيْهقة بالغين معجمه، بمعنى النشاط. واخبرني أبو الفضل المنذري عن أبي الحسن الصيداوي عن الرياشي عن أبي عبيدة قال: الغَيهق: النشاط، بالغين. وانشد: كأنّما بي مِن إرانِي أولَقُ وللشَّباب شِرًّةُ وغيهق قال: فالغَيهق بالغين محفوظ صحيح، وأما العيهقة بالعين فإني لا احفظها لغير الليث، ولا ادري أهي لغة حفظت عن العرب، أم العين تصحيف والله أعلم. ورُوى عن أبي عمرو انه قال: العِيهاقُ: الضَّلال. ولا أدري ما الذي عوهقَك، أي الذي رمَى بك في العِيهاق. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي انه قال: العَوهق: الخُطّاف. والعَوهق: الغراب الجبلي، ويقال هو الشِّقِرّاق. وقال أبو عبيدة: العوهق: اللازَوَرْد الذي يُصبغ به. والعوهق من شجر النَّبْع الذي يتخذ منه القسىُّ أجودُه وأنشد لبعض الرجاز يصف قوسا: وكلّ صفراءَ طَروحٍ عَوهقِ والطَّروح من القسى: التي تُبعِد السهمَ إذا رُمِى به عليها. وقال الليث: العوهق الغراب الأسود الجسيم. والعوهق: اسم جمل للعرب نُسبت إليه النجائب. وقال رؤية: قوراء فيها من بنات العَوْهَقِ قال: والعوهق لونٌ كلون السماء مُشرَبٌ سوادا. قال: والعوهقانِ: كوكبان بحذاء الفرقدين على نسقٍ، طريقتهما مما يلي القطب وانشد: بحيث بارى الفرقدانِ العوهـقـا عند مَسَكِّ القطبِ حيث استوسقا وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي في موضع آخر قال: الغَقَقَة: العواهق. قال: وهي الخطاطيف الجبلية. والعوهق أيضاً: اللازورد. والعوهق: لون الرماد. قلت وكلُّ ما ذكرت في العوهق من الوجوه صحيح بلا شكّ. هقع أبو عبيد عن الأموي: رجل هُقَعةٌ: يكثر الاتّكاء والاضطجاعَ بين القوم. وقال شمر: لا أعرف هُقَعة بهذا المعنى. قلت: هو صحيح وان أنكره شمَر. اخبرني المنذري عن الأعرابي عن ابن السكيت عن ابن الفراء قال يقال للأحمق الذي إذا جلس لم يكد يبرح: انه لهُكَعة. وقال بعض العرب: اهتكعَ فلاناً عِرقُ سَوء، واهتقَعه، واهتنعه، واختضمه، وارتكسه، إذا تعقَّله وأقْعَده عن بلوغ الشرف والخير. وروى أبو عبيد عن الفراء انه قال: الهَكعة الناقة التي استرخت من الضَّبَعة. وقد هكِعَت هَكعا. وقال أبو عبيدة: هَقِعت الناقة هَقَعا فهي هَقِعة، وهي التي إذا أرادت الفحل وقعت من شدة الضَّبَعة. قلت فقد استبان لك إن القاف والكاف لغتان في الهَقِعة والهَكِعة.
و يقال: قَشط فلانٌ عن فرسه الجُلَّ وكشَطه، إذا كشفه وهو القُسط والكُشط للعُود. وقد تعاقبت القاف والكاف في حروف كثيرة ليس موضعَ استقصاء لذكرها. فما قاله الأموي في الهقعة صحيح لا يضره إنكار شمر إياه. وقد روى شمر عن ابن شميل انه قال: يقال سان الفحل الناقة حتى اهتقعها، يتقوَّعها حتى ثم يَعِيسها. قلت: معنى اهتقعها، أي نوَّخها ثم علاها وتسداها. وروى أبو عبيد عن الفراء وغيره: اهتُقِع لونُه وامتُقِع لونه، إذا تغيّر لونُه. وقال غيره: تهقَّع فلانٌ علينا، وتترَّع وتطبَّخ، بمعنى واحد، أي تكبّر وعدا طوره. وقال رؤبة: إذا امرؤ ذو سَورَةٍ تهقّعا والاهتقاع في الحمّى: أن تدع المحمومَ يوما ثم تهتقعه، أي تعاوده فُتْثخنه. وكل شئ عاودك فقد اهتقعك. والهَقْعه منزل من منازل القمر، وهي ثلاث كواكب تكون فوق منكبي الجوزاء كأنها أثافٍ وبها شُبّهت الدائرة التي تكون بجْنب الدوابّ في مَعَدِّه ومَركَلِه، وهي دائرة يُتشاءم بها. يقال هُقِع الفرسُ فهو مهقوع. وانشد أبو عبيدة: إذا عَرِق المهقوع بالمرء أنعظت حليلته وازداد حَرًّا عجانُـهـا والهيقعة: حكاية أصوات السيوف في معركة القتال إذا ضرب بها. وقد ذكره الهذلىُّ في شعره قال: الطعن شغشغةٌ والضرب هـيقـعةٌ ضربَ المعوِّل تحت الدِّيمة العضَدا شبه أصوات المضاربة بالسيوف بضرب العَضَّاد للشجر بفأس لبناء عالةٍ يستكنُّ بها من المطر. قهقع روى ابن شميل عن أبي خيرة قال: يقال قهقع الدُّبٌّ قهقاعاً، وهي حكاية صوت الدب في ضحكه، وهو حكاية مؤلفة. هكع روى أبو العباس عن سلمة عن الفراء قال: الهُكاعي مأخوذ من الهُكاع، وهو شهوة الجماع. قال: والهُكاع أيضاً النوم بعد التعب: وقال أعرابي: مررت بإراخ هُكَّعٍ في مئرانها، أي نيام في مأواها، وانشد ابن السكيت قول الهذلي: وتبوأ الأبطال بـعـد حَـزاحـزٍ هكْعَ النواحز في مناخ الموحِفِ قال: أنهم تبوءوا ف مراكزهم في الحرب بعد حزاحز كانت لهم حتى هكعوا بعد ذلك وهُكوعهم: بروكهم للقتال كما تهكع النواحز من الإبل في مباركها، أي تسكن وتطمئن. وقال الطِرمّاح يذكر بقر الوحش: ترى العِينَ فيها من لدن مَتَع الضُّحى إلى الليل في الغَضْيا وهُنَّ هكوعُ قال بعضهم هن هُكوع أي نيام، وقال بعضهم: مُكِبّات إلى الأرض، قيل مطمئنات. والمعني متقاربة. والبقر تهكع في كِناسها عند اشتداد الحر نصفَ النهار. والهُكاع: السُّعالُ أيضاً. وٌال ابن شميل: هكعَ عظمُه، إذا انكسر بعدما جَبَر. سلمةُ عن الفراء قال: الهكِعة من النوق: التي استرخت من شدة الضَّبَعة. وناقةٌ مِهكاعٌ: تكاد يُغشَى عليها من الضَّبَعة. ويقال: هكَع الرجلُ إلى القوم، إذا نزل بهم بعد ما يُمِسي. وقال الشاعر: وان هكعَ الأضيافُ تحت عشيّةٍ مصدَّقة الشَّفّان كاذِبة القطرِ وهكَع الليل هكوعا، إذا أرخى سُدوله. ورأيت فلاناً هاكعا، أي مُكِباً. وقد هكع إلى الأرض، إذا أكبَّ. عهك أهمله الليث وغيره. ووجدت حرفا قرأته في نوادر الأعراب، يقال: تركتهم في عيهكة وعهوكه، ومَعْوَكه وعَوِيكة، ومَحْوَكة. وقد تعاوكوا، إذا اقتتَلوا. عهج أبو عبيد عن أبي عمرو الشيباني: العَوهج: الظَّبية الطويلة العنق. وقال الليث: يقال للناقة الفتية عَوهَج. ويقال للنعامة عوهج. وقال العجاج: في شملةٍ أو ذات زِفٍ عوهجا كأنه أراد الطّويلة الرجلين. وروى أبو تراب للأصمعي انه قال: العَهج والعوهج: الطويلة عجه أهمله الليث وقرأت في كتاب الجيم لابن شميل: عجهت بين فلان وفلان، معناه انه أصابهما حتى وقعت الفُرقة بينهما. قال: وقال أعرابي: اندر الله عينَ فلان، لقد عجَّهَ بين ناقتي وولدها. قلت: وهذا حرفٌ غريب لا احفظه لغير النضر، وهو ثقة. هجع يقال أتيت فلان بعد هَجْعة، أي بعد نومة خفيفة من أول الليل. وقد هجع يهجع هجوعاً، إذا نام. وقومٌ هجوع، ونسوةٌ هُجَّع وهواجع. وروى ابن حبيب عن ابن الأعرابي: يقال للرجل الأحمق الغافل عما يراد به: هِجْع وهِجعة، وهُجَهة، ومِهجَع. واصله من الهُجوع وهو النوم.
وقال أبو تراب: معنى هجيع من الليل وهزيع، بمعنى واحد. قال: وقال ابن الأعرابي: هجَع غَرَثُه وهَجَا، إذا سكن. قال: وقال ابن شميل: هجع جوعُ الرجل يهجع هَجعاً، أي انكسر جوعُه ولم يشبع بعد قال: وهجأ فلان غَرَثَه وهجع غرثُه، وهجا غرثه أيضاً. قال: واهجع غرثَه وأهجأه، إذا سكَّن ضَرَمه. قال: وهجع القومُ تهجيعا، إذا نوموا. قلت: وسمعت أعرابيا من بني تميم يقول: هجعنا هجعةً خفيفة وقت السَّحَر جعه الجِعَة من الأشربة. وهو عندي من الحروف الناقصة وقد أخرجتُه في معتل العين والجيم فأوضحته. عضه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: "إلا أنبئكم ما العِضَهُ؟" قالوا: بلى يا رسول الله. قال: "هي النَّميمة" قال أبو عبيد: وكذلك هي في العربية. وأنشد قوله: أعوذُ بربي من الـنـافـثـا ت في عُقَد العاضه المُعْضِه وفي حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: "إياكم والعِضَهَ، أتدرون ما العِضَه؟ هي النميمة" وروى الليث في كتابه "لعن رسولُ الله صلى الله عليه وسلم العاضهة والمستعضهة"، وفسره: الساحرة والمستسحرة. وروى أبو عبيد عن الكسائي انه قال: العِضَهُ الكذب، وجمعه عِضُونَ، وهو من الضيهة. قال: ويقال: يا للعضيهة، ويا لِلأَفِيكة، ويالِلْبَهِيتة. قال شمر وغيره من النحويين: كسرت هذه اللام على معنى اعجبوا لهذه الضيهة. وإذا نُصِبت اللام فمعناها الاستغاثة، يقال ذلك عند التعجب من الإفك العُظِيم. وأما قول الله جل وعز (الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ) "الحجر91 " فقد اختلف أهل العربية في اشتفاق اصله وتفسيره: فمنهم من قال واحدها عِضَة، وأصلها عِضْوة، من عضَّيتُ الشيء، إذا فرقته، جعلوا النقصان الواو. المعنى انهم فرقوا-يعني المشركون-أقاويلهم في القرآن، أي فجعلوه مرة كذبا، ومرة سحرا، ومرة شعرا، ومرة كهانة. ومنهم من قال اصل العِضَة عِضْهة، فاستثقلوا الجمع بين هاذين فقالوا عِضَة، كما قالوا شَفَة والأصل شَفْهة، وكذلك سَنَة واصلها سَنْهة. وقال الفراء: العِضُون في كلام العرب السحر، وذلك انه جعله من العِضْه. وروى عن عكرمة انه قال: العِضْةُ السِّحر بلسان قريش. وهم يقولون للساحر عاضه. والكسائي ذهب إلى هذا. وروى أبو عبيد عن أبي عبيدة انه قال: الحية العاضة والعاضهة: التي تقتُل إذا نهست عن ساعتها. وقال ابن السكيت: العضيهة: إن تعضه الإنسانَ وتقولَ فيه ما ليس فيه. قال: وإذا كان البعير يرعى العِضاهَ قلت بعيرٌ عَضِهٌ. وإذا نسبت إلى العضاه قلت عِضاهيٌّ. قال: وارض مُعضِهة: كثيرة العِضاه. وانشد: وقرَّبوا كلَّ جُمالي عَضِهْ ِقلت واختلفوا في عضاه الشجر. فأما النحويون فانهم يقولون: العضاه من الشجر ما فيه شوك. واخبرني المنذري عن أبي الهيثم انه قال: العضاه واحدها عِضَة، ويقال عضة، ويقال عِضَةٌ. قال: وهي كل شجرة جازت البقول كان لها شوك أو لم يكن. قال: والزَّيتون من العِضاه. أبو عبيد عن الأصمعي انه قال: العضاه كل شجر له شوك. قال: ومِن أعرف ذلك الطلح، والسلم، والعرقط. وروى ابن هانئ عن أبي زيد انه قال: العِضَاُه اسم يقع على شجر من شجر الشوك له أسماء مختلفة يجمعها العِضاه. قال: وواحد العِضاه عضاهة وعِضْهة وعِضَة. قال: وإنما العضاه الخالصُ منه ما عظُم واشتد شوكه. قال: وما صغُر من الشوك فانه يقال له العِضُّ والشِّرس. قال: والعِضُّ والشِّرس لا يدعَيانِ عِضاهاً. قلت: وقد مر هذا في باب العض بأكثر من هذا الشرح. ومن أمثال العرب: "فلان ينتجب عِضاهَ فلان" معناه أنه ينتحل شِعره والانتجاب: اخذ النَّجَب من الشجر، وهو قِشره. ومن أمثالهم السائرة: ومن عِضَةٍ ما يَنْبُتنَّ شَكيُرها وهو كقولهم. "العصا من العُصَيّة" وقال الشاعر: إذا مات منهم ميّتٌ سُرِق ابنُه ومن عِضَةٍ ما يَنبتنَّ شكيرها يريد أنّ الابنَ يشبه الأبَ. فمن رأى هذا ظنه هذا، فكأن الابن مسروق. والشَّكير: ما ينبُت في اصل الشجرة. هزع أبو عبيد عن الأحمر: مضى هزيع من الليل كقولك: مضى جَرْسٌ وجَرشٌ وهَدِئ كله بمعنى واحد.
قال أبو عمرو: تهزّعت المرأة في مِشيتها، إذا اضطربت. وقال أبو عبيد: وأنشدنا قولَ الراجز في صفة امرأة: إذا مَشَتْ سالت ولم تُقَرصِعِ هزّ القَناةِ لَدَنْه التـهـزُّعِ قال: قرصعت في مشيتها، إذا قرمطت خُطاها. وقال الأصمعي: مرّ فلان يَهزَع ويَمْزَع أي يُسرع. وفرس مهتزِع: سريع وسيف مهتزع: جيد الاهتزاز وانشد ابنُ السكيت: من كلِّ عَرّاصٍ إذا هُزَّ اهتَزَعْ مثل قُدامَى النَّسرِ مامَسَّ بَضَعْ أراد بالعرّاص السيف البرّاق المضطرب. وقوله "إذا هُزّ اهتزع" أي إذا اهتز. وسيف مهتزِعٌ: جيد الاهتزاز إذا هُزّ. وفرسٌ مهتزِع: شديد العَدْو. أبو تراب: قال الأصمعي: مر فلان يَهْزع ويَقْزع، أي يَعرُج، وهو إن يعدوَ عدوًا شديدا أيضاً. وانشد ابن السكيت لرؤبة يصف الثور والكلاب: وإن دنتْ من أرضه تهزَّعا أراد أن الكلاب إن دنت من قوائم الثور تهزَّعَ، أي اسرع في عدوه. وقال الأصمعي وغيره: انهزَعَ عَظمُه انهزاعاً، إذا انكسر. وقد هزعته تهزيعا. وأنشد: لَفتاُ وتهزيعاً سَوَاءَ اللَّفْتِ أي سِوي الَّلفت، وهو اللَّيُّ دون الكسر. الحراني عن ابن السكيت: يقال: ما في كنانته أهزع، أي ما فيها سهم. قال: فيتكلم بحرف الجحد. إلا أنَّ النمر بن تولب قال: فأرسل سهماً له أهزعا فشكَّ نواهقَه والفَمـا وقال الليث: الأهزع من السِّهام: ما يبقى في الكنانة وحده، وهو اردؤها قال: ويقال ما في الجَعْبة إلأ سهمُ هِزَاعٍ، أي وحدَه. وانشد: وبقيتُ بعدهُم كسهمِ هِزَاعِ وقال العجاج: لا تك كالرامي بغير أهَزعا يعني كمن ليس في كنانته أهزع ولا غيره، فهو يتكلف الرمي بلا سهٍم معه. قال: والتهزُّع: العُبوس والتنكُّر. يقال تهزَّعَ فلان لفلان. قال: واشتقاقه من هزيع الليل، وهي ساعة ذاتُ وحشة. عزه أبو عبيد الأصمعي: رجلُ عِزهاة وعِنْزهوة، كلاهما العازف عن اللهو قال: وقال الكسائي: فيه عِنزهوة، أي كِبْر. قلت، النون والواو والهاء الأخيرة زائدات في العنزهوة. وقال الليث: جمع العِزهاةِ عِزْهُونَ، تسقط منه تلك الهاء والألف الممالة، لأنها زائدة فلا تستخِلف فتحه، ولو كانت أصلية مثل ألف مثنّى لاستخَلفت فتحةً كقولك مُثَنّوْن. قال: وكلٌّ ياء ممالة مثل ياء عيسى وياء موسى فهي مضمومة بلا فتحة، تقول في جمع موسى وعيسى عِيسُونَ ومُوسُونَ. وتقول في جمع أعشى أعشَوْن، ويحيى يحَيون لأنه على بناء افعل ويفعل، فلذلك فتحت في الجمع. هطع قال الله عزّ وجلّ (مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ)" إبراهيم 43 " سمت أنا الفضل المنذري يقول: المهطِع: الذي ينظر في ذل وخشوع. والمُقْنِعُ: الذي يرفع رأسه وينظر في ذل. وقال إبراهيم بن السري في قوله "مهطِعين": مسرعين. وانشد: بدجلة أهلُها ولقـد أراهـم بدجلةَ مُهطِعين إلى السماعِ أي مسرعين. وهو قول أبو عبيدة. ويقال: أهطَع البعير في سيره واستهطع إذا أسرع. وقال بعض المفسرين في قوله "مهطِعين" قال: محمِّجين. والتحميج: إدامة النظر مع فتح العينين. والى هذا ذهب أبو العباس. وقال الليث: بعير مهطِع: في عنقه تصويب. ويقال للرجل إذا قرّو ذل: قد أربخَ وأهطَع وانشد الليث: تَعَبدّني نمر بن سَعـدٍ وقـد أرى ونمر بن سَعدٍ لي مطِيعٌ ومُهطِعُ قال: وهطَع يهطَع، إذا اقبل على الشيء ببصره. وقال شمر: لم أسمع هاطع "هاطع" إلا لطُفيل، وهو الناكس. وقال أبو عبيدة: أهطع وهَطَع، إذا أسرع مقبلا خائفا، لا يكن إلا مع خوف. وقال أبو دريد، الهَطِيع: الطريق الواسع. قلت: ولم اسمع الهَطِيع بمعنى الطريق لغيره، وهو من منا كيره التي يتفرد بها. عهد
وفي الحديث إن عجوزا زارت النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة، فأقبل عليها وتحفّى بها، فعاتَبتْهُ عائشةُ في إقباله عليها فقال: "أنها كانت تأتينا أزمان خديجة، وإن حُسْنَ العهد من الإيمان". قال أبو عبيد: العهد في أشياء مختلفة: فمنها الحفاظ ورعاية الحرمة، وهو هذا الذي في الحديث. قال: ومنها الوصية، كقول سعد حين خاصم عبد بن زَمعْة في ابنَ أمة زمْعة فقال: "هو ابن أخي، عَهِدَ إلى فيه أخي" أي أوصي. قال: ومنه قول الله جلّ وعز: (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَابَنِي آدَمَ) "يس60 " يعني الوصية. قال: والعهد: الأمان قال لله جلّ وعزّ (لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) "البقرة 124"، (فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ) "التوبة4 ". قال: ومن العهد أيضاً اليمين يحلف بها الرجل يقول: على عهد الله قال: ومن العهد أيضاً إن تعهد الرجل على حال أو في مكان فتقول: عهدي به في مكان كذا وكذا، وبحال كذا وكذا. قال: وأا قول الناس: أخذت عليه عهد الله وميثاقه، فان العهد هاهنا اليمين، وقد ذكرناه. قلت: والعهد: الميثاق، ومنه قول اله جل وعز: (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إذا عَاهَدْتُمْ). "النحل 91" واخبرني المنذري عن ابن الهيثم انه قال: العَهْد: جمع العَهْادة، وهو الميثاق واليمين التي تستوثق بها ممن يعاهدك؛ وإنما سمي اليهود والنصارى أهل العهد للذمة التي أعطوها والعهدة المشترطة عليهم ولهم. قال: والعهد والعهدة واحد. تقول: برئت إليك من عهدة هذا العبد، أي مما يدركك فيه من عيب كان معهودا فيه عندي قال: ويقال استعهَدَ فلانٌ من فلان، أي كتب عليه عُهدة وانشد لجرير يهجو الفرزدقَ حين تزوّجَ بنتَ زِيق: وما استعهدَ الأقوامُ من ذي خُتونةٍ من الناس إلا منك من محارب قال: وإنما قيل "ولي العهد" لأنه ولي الميثاق الذي يؤخذ على من بايَعَ الخليفة. قال: والعهدة، بفتح العين: أول مطر، وجمعُها العهِاد. والولي: الذي يليها من الامطار، أي يتصل بها من الأمطار. قال: والعهد: ما عهدته فثافنتَه. تقول: عهدي بفلان هو شاب، أي أدركته فرايته كذلك. وكذلك المعهد. وقال الليث: المعهد: الموضع الذي كنت عهدته أو عهدت به هوى لك. والجميع المعاهد. قال: والمعاهدة والاعتماد والتَّعاهُد والتعهُّد واحد، وهو إحداث العهد بما عهدته. شمر عن ابن الأعرابي قال: العِهاد: أوائلُ الوسمي، واحدها عهد. وقال أبو زيد: العَهْد المطر الاول، وجمعها العهاد. يقال ارض معهودة. إذا عمها المطر. قال: والأرض المعهَّدة تعهيداً: التي تصيبها النُّفضة من المطر. والنُّفضة: المَطْرة تصيب القطعة من الأرض وتخطئ القطعة. يقال ارض منفّضة تنفيضاً. وقال ابن شُميل: يقال متى عهدُك بفلان؟ أي متى رؤيتك إياه؟ وعَهده: رؤيته: ويقال أنا أعهِدُك من هذا الأمر، أي أنا كفيلك وأنا أعهدك من إباقه، أي أبرئك من إباقه. وقال أبو عبيد: قال الأحمر يقال في كراهة المعايب: "المَلَسَى لا عُهدة له" قال أبو عبيد: معناه انه خرج من الأمر سالما وانقص عنه، لا له ولا عليه. قلت: وفسره غيره فقال: المَلَسَى أن يبيع الرجل سلعة يكون قد سرقها فيمَّلِسُ ويغيب عن مشتريها ساعة يقبض ثمنها، فإن استُحقّت في يدَيِ المشتري لم يتهيَّأ له أن يتبع البائع بضمان عهدتها، لأنه امَّلسَ هاربا واستخفي. وعهدتها: إن يبيعها وبها عيب ترد من مثله، أو يكون فيها استحقاق لمالكها. والمَلَسَى ذَهاب في خُفية، كأنها صفةٌ لفَعْلته. وقال الِّلحياني: يقال في عقله عُهدة، أي ضعف. وفي خطِّه عُهدة، إذا لم يُقِم حروفَه. وقال أبو سعيد: العَهِد: الذي يحبُّ الولايات والعهود. وقال الكميت: نامَ المهلَّب عنها فـي إمـارتـه حتى مضَت سَنَةٌ لم يَقْضِها العَهِدُ قال: وكان المهلْب يحبُّ العهود وانشد أبو زيد: فهنَّ مُناخـاتٌ يُجـلَّـلـن زينةً كما اقتانَ بالنَّبت العِهادُ المحوَّف قال أبو مالك: المحوَّف الذي قد نبتت حافاته، واستدار به النبات. والعِهاد: مواقع الوسميّ من الأرض. وقال النضر بن شميل: قال الخليل ابن احمد: فَعَلَ له معهود ومشهود وليس له موعود. قال: مشهود يقول هو الساعةَ، والمعهود ما كان من أمس، والموعود ما يكون غدا.
أبو حاتم عن أبي زيد: تعهدت ضيعتي وكل شئ، ولا يقال تعاهدت. قلت: وقد أجاز الفرّاء تعاهدت، رواه عنه ابن السكيت. ويقال: تعاهدتُ الله ألا أفعل كذا وكذا. ومنه الذمي المعاهد الذي أومنَ على شُروط استُوِثقَ منه بها، وعلى جزيةٍ يؤديها، فإن لم يفِ بها حلَّ سفكُ دمه. وقال أبو زيد: من أمثالهم: "متى عهدُك بأسفلَ فيك" وذلك إذا سألته عن أمر قديم لا عهد له به. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يُقتل مؤمنٌ بكافر، ولا ذو عهدٍ في عَهْدِه"، معناه لا يقتل مؤمن بكافر بتّةً لأنهما غير متكافئ الدم، وإنما يتكافأ دماء المؤمنين. ثم قال: ولا يقتل ذو العهد من الكفار، أي ذو الذمّة والأمان، ما دام على عهده الذي عُوهِد عليه، فنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل المؤمن بالكافر، أيَّ كافر كان. ونهي عن قتل الذميّ المعاهَد الثابت على عهده. عده العَيْدَه: السيّئ الخُلق من الإبل وغيره. قال رؤبة: وخَبْطَ صِهميم اليدين عَيدِه ويقال: فيه عَيدهَةٌ وعيدهّية، أي كِبْر وكلُّ من لا ينقاد للحق ويتعظم فهو عَيدَهٌ وعَيداه. وقال الشاعر: وإني على ما كان من عَيْد هِيّتي ولُوثه أعـرابـيّتـي لأرِيبٌ هدع قال الباهليّ: الهَودع: النعام. وقال ابن شميل: هِدَعْ زجر للبكر تسكته. ويقال إن رجلا أتى السُّوقَ ببكرٍ له يبيعه، فساومَه به رجل فقال: بكم البَكر؟ قال: انه جمل قال: هو بَكر فبينما هو يماريه إذ نفر البكر فقال صاحبه، هِدَعْ وإنما يقال هِدَعْ للبكر ليسكن، فقال: "صدقني سِنُّ بكرِه" دهع قال الليث: دَهاِع ودَهْدَاع: زجر للعُنوق. ويقال دَهدعَ بها راعيها دَهدعة، وكلاهما مجروران. ويقال دَهَّع بها أيضاً. عته أبو العباس عن عمرو عن أبيه قال: المعتوه والمخفوق: المجنون. قال: وقال ابن الأعرابي: قال المفضل: رجل معتّه، إذا كان مجنونا مضطربا في خلقه. ورجل معتّه، إذا كان عاقلا معتدلا في خَلْقه. قال أبو العباس: وقال الأصمعي نحوا من ذلك. وقال أبو سعيد الضرير: تعتّه فلانٌ كذا في كذا، وتأرب. إذا تنوَّقَ وبالغ. وفلانٌ يتعتّه لك عن كثير مما تأتيه، أي يتغافل عنك فيه. وقال الليث: المعتوه: المدهوش من غير مَسِّ جُنون قال: والتعتُّه: التجنُّن وانشد لرؤبة: عن التصابي وعن التعتُّهِ وقال غيره: عُتِه فلان في العلم، إذا أولعَ به وحَرَص عليه. وعُتِه فلان في فلان. إذا أولع بايذائه ومحاكاة كلامه وحركاته ويقال هو عَتيُهه، وجمعه العُتَهاء. وهو العتاهة والعتاهية: مصدر عُتِهَ، مثل الرفاهة والرَّفاهَية. أبو العباس عن ابن الأعرابي: ما كان فلان معتوها ولقد عُتِه عتْها. عهت روى أبو الوازع عن بعض الأعراب: فلان متعهِّتٌ، إذا كان ذا نيقة وتخير؛ وكأنه مقلوب من المتعة. عهر قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الولد للفِراش والعاهر للحجر"، العاهر، الزاني. قال أبو زيد: ويقال للمرأة الفاجرة عاهرة، ومُعاهرة، ومسافحة وقال أبو عبيد: معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "وللعاهر الحجر"، أي لا حق له في النسب ؛وهو كقولك: له التُّراب، وبفِيه الأثلب، أي لا شئ له. وروى أبو عمر عن احمد بن يحيى ومحمد ابن يزيد انهما قالا: يقال للمرأة الفاجرة العيهَرَةُ. قالا: والياء فيها زائدة، والأصل عَهَرة مثل ثمرة. واخبرني المنذري عن المفضل بن سلمة انه قال: لقي عبد الله بن صفوان بن أمية أبا حاضرٍ الأسدي-أسيد ابن عمرو بن تميم-فراعه جماله فقال له: ممن أنت؟ قال: من بني أسيد ابن عمرو، وأنا أبو حاضر. فقال: أُفَّةً لك: عُهيرَة تيّاس. قال أبو طالب: والعُهَيرة: تصغير العَهِر. قال: والعَهر: العاهر، وهو الزاني. وقال ابن شُميل: قال رؤبة: العاهر: الذي يتبع الشر، زانياً كان أو سارقا. وقال الليث: العَيْهرة من النساء: التي لا تستقر نَزَقاً في مكان في غير عِفّة. هعر قال الليث: يقال هيعرت المرأة وتهيعرت، إذا كانت لا تستقر في مكان. قلت: كأنه عند الليث مقلوب من العيهرة، لأنه جعل معناهما واحداً. هرع أبو العباس عن عمرو عن أبيه قال: يقال للمجنون: مهروع مخفوع ممسوس.
وقال غيرة: الهَرِعة من النساء: التي تُنزِل حين يخالطها الرجل قبلَه شَبَقاً وحرصا على جماعه إياها. والهَيْرَع: الرجل الجَبان ومنه قول ابن احمر: ولستُ بَهْيَرعٍ خَفِقٍ حَشَـاه إذا ما طيّرته الريحُ طارا وأما قول الله عز وجل: (وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ) "هود78" فأن أبا الفضل اخبرني عن ابن العباس احمد بن يحيى انه قال: الإهراع: إسراع في طمأنينة. ثم قيل له: إسراع في فَزَع؟ فقال: نعم. وقال الكسائي: الإهراع: إسراع في رعدة. وقال المهلهل: فجاءوا يُهرَعون وهم أساري نَقُودهم على رغم الأنوفِ وقال الليث: "يُهرَعون وهم إساري"، أي يساقون ويعجلون. يقال هرعوا واهرعوا قال: إذا اشرع القومُ رماحَهم ثمَّ مضَوا بها قيل: هرعوا بها. وقد تهرَّعت الرِّماحُ، إذا أقبلت شوارع. وأنشد قوله. عند البديهة والرماح تهرّعُ قال ورجلٌ هَرِع: سريع البكاء. أبو عبيد عن الأصمعي وأبي عمرو: الهَرِع: الجاري، وقد هَرع وهَمع، إذا سال قالا: وريحٌ هَيْرَعٌ: تسفِي التراب. وروى أبو تراب لأبي عمرو قال: المهروع: المصروع من الجهد. وقاله الكسائي. وقال أبو عمرو: الهَيرع والهَيْلع: الضعيف. وقال الباهلي: هي الفَرَعة والهَرَعَة للقملة الصغيرة. وقال أبو سعيد: هي الفَرْعة والهَرْعَة. أبو عبيد عن أبي زيد: أهرع الرجلُ إهراعاً، إذا أتاك وهو يرعد من البرد. وقد يكون الرجل مهرعاً من الحمى والغَضَب، وهو حين يُرعَد. والمُهَرع أيضاً: الحرص جاء به كله أبو عبيد في باب ما جاء في لفظ مفعول بمعنى فاعل. هعر قال بعضُهم: الهَيْعرونُ: الدَّاهية. ويقال للعجوز المسنَّة هَيعرون، كأنَّها سمِّيت بالداهية. قلت: ولا أحقُّ الهَيعَرون ولا أثبته ولا أدري ما صحته. عله أبو عبيد قال: العَلِهُ: الذي يتردد متحيرا. والمتلبد مثله. ومنه قول لبيد يصف بقرة وحشية أكل السباع ولدها: عَلِهت تبلَّدُ في نِهاء صُعائدٍ سَبعاً تُؤاماً كاملاً أيامُها وقال غيره: فرس عَلْهَي: نشيطة نزقة. وقال الليث: العَلْهان: من تنازعه نفسُه إلى الشرّ. والفعلُ عَلِهَ عَلَهاً. قال: والعَلْهان: الجائع، والمرأة عَلْهَى،. قال. والعَلَه أصله الحِدّة والانهماك وانشد: وجُردٍ يَعْلَهُ الـداعـي إلـيهـا متى ركب الفوارسُ أو متى لا قال: والعَلْهان. الظَّلم. والعالِهُ: النعامة قال والعَلَه أيضاً: خُبثُ النفس وأذى الخُمار. وقال أبو سعيد: رجل عَلْهان عَلاَّن. فالعَلْهان: الجازع. والعَلان: الجائع. وقال شمر: قال خالد ابن كلثوم: العَلْهاء: ثوبان يُندَف فيهما وبر الإبل يلبسهما الشجاع تحت الدرع يتوقى بهما من الطعن. وقال عمرو ابن قمئة: وتَصَدَّى لتَصرَعَ البطل الأر وَعَ بين العَلْهاء والسِّربال وقال شمر في كتابه في السلاح: من أسماء الدروع العلماء بالميم، قال: ولم أسمعه إلا في بيت زهير بن جَنَاب: وتصدَّى لتصرعَ البَطلَ الأر وَعَ بين العَلْماء والسِّربالِ قال: تصدى يعني المنية لتصيب البطل المتحصِّن بدرعه وثيابه. وقرأت القول الأول له بخطه أيضاً في كتابه غريب الحديث فظننت انه رواه مرة بالهاء ومرة بالميم. عهل أبو عبيد: العيهل: السريعة من الإبل. وقال الليث مثله. قال: وامرأة عيهلة: لا تستقر نَزقاً تَرَدَّدُ إقبالاً وإدباراً. قال: يقال للمرأة عيهل وعيهلة، ول يقال للناقة إلا عيهل. وانشد: لبَيكِ أبا الجدعاء ضيفٌ مُعـيَّلٌ وارملةٌ تغشى الدَّواخنَ عَيهلُ وانشد غيره: فنعم مُناخ ضِيفان وتَجْـر ومُلقَى زِفر عيهلةٍ بَجَالِ وقال شمر: ناقة عَيْهلة: ضخمة عظيمة. قال: ولا يقال جمل عيهل، ويقال ناقة عيهلة وعَيهل، وقال عبد الله بن الزَّبير الأسدي: جُماليّة أو عَـيْهـل شَـدْقـمـية بها من نُدوب النِّسعِ والكُور عاذرُ لهع أبو العباس عن ابن الأعرابي: في فلانٍ لهيعةٌ، إذا كان فيه فترة وكسل. وقال الليث: اللَّهِع من الرجال: المسترسل إلى كل. وقد لَهِعَ لَهَعاً، فهو لَهِعٌ ولهيع.
وقال غيره: رجل فيه لَهيعةٌ ولهًاعةٌ، أي غفلة. وقيل: اللهِيعة: التواني في الشراء والبيع حتى يُغبَن. وقال الأصمعي: تلَهَيعَ في كلامه، إذا أفرطَ، وكذلك تَبلتَعَ. قال: ودخل معبد ابن طوق العنبري على أمير فتكلم وهو قائم فأحسن، فلما جلس تَلهيَعَ في كلامه فقيل له: يا معبد، ما أظرفك قائماً وأمْوَقك جالسا! فقال: إذا قُمت جَدَدْت، وإذا جلستُ هزلت هلع قال الله جل وعز: (إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا) "المعارج 19 "اخبرني المنذري عن أبي طالب عن أبيه عن الفراء انه قال: الهلوع: الضجور، وصفته كما قال الله تعالى ذكره: (إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا. وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا) "المعارج20، 21 "فهذه صفة الهلوع. وقد هلع يهلع هلعا. وروى أبو العباس عن سلمة عن الفراء انه قال: ناقة هلوع، وهي التي تضجر فتسرع بالسير. وقال أبو إسحاق: الهَلُوع: الذي يفزع ويجزع من الشر. وقال الليث: ناقة هِلواع: حديدة سريعة مِذعان. قال الطِّرِمَّاح: قد تبطّنت بـهِـلـواعةٍ عُبْرِ أسفارٍ كَتوم البُغامْ وقد هَلْوَعَتْ هَلْوعةً، إذا مضت وجدتَّ قال: والهوالع من النَّعام، الواحدة هالع وهالعة، وهي الحديدة في مُضيها، وانشد الباهليُّ قول المسيَّب بن عَلَس يصف ناقةً شبهها بالنعامة: صَكَّاء ذِ عِلبة إذا استدبرتها حَرَج إذا استقبلتها هِلواعِ قال: وقال الأصمعي: ناقة هِلواع: فيها نَزَق وخفة. وقال غيره: هي النَّفور. وقال الباهلي: قوله: "صَكّاء" شبهها بالنعامة ثم وصف النعامة بالصَّكَك، وليس الصكَّاء من صفة الناقة. أبو عبيد عن أبي زيد: يقال: ما لَهُ هِلّع ولا هِلّعة، أي ماله جدي ولا عَنَاق. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الهَوْلع: الجَزَع. وقال أبو الوازع عن الأشجعي: رجل هَمَلَّع وهَوَلَّعٌ، وهو من السُّرعة. وقال غيره: ذئب هُلَعٌ بُلَع. والهُلَع: الحرص على الشيء. والبُلَع من الابتلاع. عهن أبو العباس: عن سلمة عن الفراء: فلان عاهن أي مسترخ كسلان. وقاله ابن الأعرابي. وقال أبو العباس: أصل العاهن إن يتقصف القضيب من الشجرة ولا يبين منها فيبقى معلقا مسترخيا. قال: والعاهن في غير هذا: الطّعام الحاضر، والشراب الحاضر. وقال أبو عبيد العاهن: الحاضر. وانشد قول كثير: وإذ معروفٌها لك عاهنٌ قلت: ورأيت في البادية شجرة لها وردة حمراء يسمٌّونها العٍهْنة. والعهن: الصُّوف المصبوغ ألواناً، وجمعه عهون. ومنه قول جل وعز: (كالعِهنِ المنفُوشِ) "القارعة5" وقال الليث: يقال لكل صُوفٍ عهن، والقطعة عِهنة وانشد أبو عبيدٍ: فاضَ فيه مثلُ العهون من الرَّوْ ضِ وما ضَنَّ بالإخاذ غُـدُرْ وقال أبو عبيد: قال الأصمعي: يقال للسَّعَفات اللواتي يَلِينَ القِلَبةَ العَواهن في لغة أهل الحجاز قال: وأما أهل نجد فيسمُّونها الخَوَافي. قال: وقال أبو عمر والشيباني: العَواهن: عُروق في رحم الناقة. وقال ابنُ الرِّفاع: أوكَتْ عليه مَضِيقاً من عواهنها كما تضمَّنَ كشحُ الحُرَّةِ الحَبلاَ "عليه": على الجنين. وقال شمر: قال ابن الأعرابي: عواهنها: موضع رحمها من باطن، كعواهن النخل. وقال أبو الجراح: عَهَنت عواهن النخل تَعَهنُ، إذا يبست. قال: وهي الجرائد. وقال أبو زيد: رمى بالكلام على عواهنه، إذا لم يبال أصاب أم أخطأ. أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: العِهاَن والإهان، والعُرهون والعُرجون، والفِتاق، والعَسَق، والطَّريدة، واللَّعِين، والضِّلَع والعُرجُدُّ، واحد. قلت: والكلُّ اصل الكِباسة. وقال ابن الأعرابي: ويقال انه ليَحْدِسُ الكلام على عواهنه، وهو إن يتعسف الكلام ولا يتأتى. ويقال انه لعهن مال، إذا كان حسن القيام عليه ويقال: خذ من عاهن المال وآهنِه، أي من عاجله وحاضره. ويقال عَهَنتُ على كذا أعْهَنُ، المعنى أي أثبِّي منه مَعرِفةً هنع أبو عبيد عن أبي زيد: الهَنْعَة من سمات الإبل في منخفض العنق؛ يقال بعير مهنوع، وقد هُنِع هَنْعا. والهَنْعة: كوكبان أبيضان بينهما قيد سوط يطلعان على إثر الهَقْعة في المجرة. وقال بعضهم: الهَنْعة قوس الجوزاء يرمى بها ذراع الأسد، وهي ثمانية انجم في صورة قوس.
والهَنَع: تطامن والتواء في عُنق البعير. وقد هَنِع هَنَعاً. وظليم أهنع ونعامة هنعاء، وهو التواء في عنقها حتى يقصر لذلك عما يفعل الطائر الطويل العنق من بنات الماء والبر. وفي الحديث ذكر رجل "فيه هَنَعٌ" قال شمر: الهَنَع: أن يكون فيه انحناء قليل مثل الجنأ. وقال رؤبة: والجنّ والإنس إليها هُنَّعُ أي خُضوع. وقال أبو زيد: الهَنْعاء من النوق: التي انحدرت قَصَرتُها وأشرفَ حاركُها. وقال بعض العرب: ندعو البعير القائل بعنقه إلى الأرض أهنع، وهو عيب. قال: والهَنَع في العُفر من الظبا. خاصه دون الأدْم، وذلك أن في أعناق العُفْر قِصَراً. قاله ابن الأعرابي. نهع قال الليث: نهع يَنهَع نُهوعاً، إذا تهوَّع للقيء ولم يَقِلسْ شيئا. قلت: هذا حرف مُريبٌ ولا أحقه. عفه أهمله الليث وغيره. وروى بعضهم بيت الشَّنقرَي: عُفاهّية لا يُقصر السِّترُ دونَها ولا تُرتجى للبيت مالم تُبَيِّتِ قيل العُفاهّية. الضخمة. وقيل هي مثل العُفاهمة يقال عَيش عُفاهم، أي ناعم. قلت: أما العُفاهية فلا اعرفها، وأما العُفاهمة فمعروف صحيح. هبع أبو عبيد عن الأصمعي: الهُبَع: الحُوار الذي يُنْتج في الصيف في آخر النِتاج، والأنثى هُبَعة. وسمِّى هُبَعاً لأنه يهبَع إذا مشى، أي يمد عنقه و يتكاره ليدرك أمه. وأنشد الأصمعي: كأنَّ أوبَ ضَبْعِه الـمَـلاَّذِ ذَرعُ اليمانينَ سَدَى المِشواذِ يستهبع المُواهِقَ المحـاذي عافيهِ سَهواً غير ما إجراذِ قوله "يستهبع المواهق" أي يبطره ذَرْعَه فيحمله على أن يهبع. والمواهقُ: المباري. وقيل الحُمُر كلُّها تَهَبع في مشيتها، أي تمد عنقَها وقال ابن السكيت: العرب تقول: ماله هُبَع ولا رُبَع. فالرُّبع: ما نتج في أول الربيع. والهُبَع: ما نتج في الصَّيف. قال: وقال الأصمعي: سألت جبر بن حبيب: لم سُمِّي الهُبَع هُبَعاً؟ فقال لان الرِّباع تنتج في رِبْعّية النتاج، أي في أوله، ويُنتَج الهُبَع في الصيفية، فإذا ماشى الرِّباعَ أبطرْتَهُ ذرعه لأنَّها أقوى منه فهَبَع، أي استعان بعنقه في مِشيته. عهب أبو العباس عن عمرو عن أبيه أنه قال: أتيته في رُبَّى شبابه، وحَدِثْيَ وعِهِبَّي شبابه وعِهِبَّاء شبابه، يقصر ويمد. وانشد: على عِهِبَّى عَيِشها المخرفَجِ وقال أبو عمرو: يقال عَوهَبَه وعَوهَقَه، إذا ضلله. وهو العِيهابُ والعِيهاق. وقال الليث: العيهب: الضعيف من الرجال عن طلبِ وِتره. وانشد: وحللتُ به وِتري وأدركتُ ثُؤرتي إذا ما تناسى ذَحَله كلُّ عَيهـبِ وقال أبو زيد: عَهِبتُ الشيء أعهَبه، وغَهِبته أغهَبه، إذا جهلته وأنشد: وكأن ترى من آمل جـمـع هـمةٍ تقضَّت لياليه ولم تقض أنحُـبُـه لِمُ المرءَ إن جاء الإساءة عـامـداً ولا تُحْفِ لوماً إنْ أتى الذنبَ يعهبُه أي يجهله. وكأن العيهب مأخوذ من هذا. قلت : والمعروف في هذه الحروف الغين، وقد أوضحُته في بابه. همع أبو عبيد عن أبي عمرو: هَمَعت عينُه إذا سالت دموعها وقال: غيره: تهمَّع الرجلُ إذا تباكى. وسحابٌ هَمِعٌ: ماطر. وإذا سقط الطَّلُّ على الشجر ثم سال قيل: هَمَع. وقال العجاج: بادَرَ مِن ليل وطَل أهمعا الليث: الهَيْمَع: الموت الوحِيّ قال: وذبحه ذبحاً هميعا، أي سريعاً. قلت: هكذا قال الليث الهيمع بالعين والياء قبل الميم. وقال أبو عبيد: سمعت الأصمعي يقول الهِمْيغ: الموت. وأنشد للهذلي: من المُربِعين ومن آزلٍ إذا جنَّه الليلُ كالناحط قبله: إذا وَرَدُوا مصرهم عُوجلوا من الموت بالهِميغِ الذَّاعطِ هكذا رواه الرواة بكسر الهاء والياء بعد الميم. قلت وهو الصواب. قلت والهيمع عند البصراء تصحيف. مهع وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي أنه قال: المَهْع، الميم قبل الهاء: تلون الوجه من عارض فادح. وأما المَهْيَع فهو مَفعَل من هاع يهيع، والميم ليست بأصلية. عمه
قال الله جل وعز: (فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ) " البقرة15 والانعام 110 والاعراف186 و يونس 11" قال أهل اللغة: العَمِه والعامه: الذي يتردد متحيزا لا يهتدي لطريقه ومذهبه. وقال رؤبة. ومَهمهٍ أطرافُه في مَهـمـهِ أعمى الهُدى بالجاهلين العُمَّهِ ومعنى يعمهون يتحيّرون. وقد عَمِه يَعمَهُ عَمَهاً. وقال بعضهم: العَمَه في الرأي والعَمَى في البصر. قلت: ويكون العَمَى عَمَى القلب، يقال رجلٌ عَمٍ، إذا كان لا يبصر بقلبه. عهم أبو عبيد: ناقة عَيْهم عيهل، وهي السَّريعة. وقال غيره: عَيهم: موضع بالغور من تهامة. وروي ثعلب ابن الأعرابي قال: العَهْمىُّ الضُّخم الطويل. وقال ابن شيمل: العَيهمانُ: الرجل الذي لا يُدلج، ينام على ظهر الطريق. وانشد: وقد أُثيرُ العَيهَمانُ الراقدا قال: والعياهم: نجائب الإبل، وقيل العياهيم الشدادُ من الإبل، الواحد عَيهم وعيهوم. ويقال للفيل الذكر عَيْهم. وقال الليث: ناقة عيهامة: ماضية. قال: وعيهمتها: سرعتها. وجمعها عياهم. وقال ذو الرمّة: هيهات خَرقاءُ إلا أن يُقـرِّبَـهـا ذو العرش والشَّعشعاناتُ العياهيمُ وقال غيره: العَيهوم: الأدبم الأملس. وأنشد لأبى دُوَاد: فتعفَّت بعد الرَّباب زماناً فهي قَفرٌ كأنَّهما عيهومُ وقيل شّبه الدار في دروسها بالعَيْهم من الابل، وهو الذي أنضاه السَّير حتى بلاه، كما قال حُميد بن ثور: عَفَتْ مثلما يَعفُو الطَّليحُ وأصبحت بها كِبرياءُ الصَّعب وهي رَكوبُ خشع في الحديث: "كانت الكعبة خُشعةً على الماء-وبعضهم رواه: كانت حَشَفة فدُحِيتْ منها الأرض" وسمعت العرب تقول للحَثْمة اللاطئة بالأرض:هي الخُشْعة، وجمعها خُشَع. ثعلب عن ابن الأعرابي: الخُشعة: الأكَمة قال: وهي الحَثْمة، والسَّرْوَعة، والصائد، والقائد. وقال شمر: قال أبو زيد: خشعت الشمس وكَسفَتْ وخسفت بمعنًى واحد قال: وقال أبو صالح الكلابي: خشوع الكواكب إذا غارت فكادت تغيب في مَغيبها. وأنشد: بدر تَكاد له الكواكبُ تخشعُ وقال أبو عدنان: خشعت الكواكب، إذا دنت من المغيب. وخضعت أيدي الكواكب، إذا مالت لتغيب. وقال الله جل ثناؤه: (خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنْ الْأَجْدَاثِ ) "القمر7" وقرئ (خاشعاً أبصارهم ). قال الزجاج: نَصب خُشَّعًا على الحال، المعنى يخرجون من الأجداث خشعا قال:ومن قرأ خاشعا فعلى إن لك في أسماء الفاعلين إذا تقدمت على الجماعة التوحيد نحو "خاشعا أبصارهم" ولك التوحيد والتأنيث لتأنيث الجماعة كقولك "خاشعةً أبصارهم". قال: ولك الجمع نحو "خُشَّعًا أبصارهم" تقول مررت بشباب حسن أوجههم، وحسان أوجههم، وحسنة أوجههم. وأنشد: وشبابٍ حَسَنٍ أوجهُـهـم من إياد بن نزار بن مَعَدّْ وقال جل وعز: (وخشَعتِ الأصواتُ للرَّحمن )"طه108" أي سكنت وكل ساكن خاضع خاشع. والتخشُّع لله: الإخبات والتذلل. واذا يبست الأرض ولم تُمطَر قيل: قد خشَعت. قال الله تعالى: (وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ) "الحج5" سمعت العرب تقول: رأيت أرض بني فلان خاشعة هامدة ما فيها خضراء. وخشَعَ سَنامُ البعير، إذا أنْضِىَ فذهب شحمُه وتطأطأ شرفُه. وجدار خاشع، إذا تداعى واستوي مع الأرض. وقال النابغة: ونُؤى كجِذم الحوضِ أثلم خاشعُ قال الليث: خشع الرجل يخشَع خشوعا، إذا رمَى ببصره إلى الأرض. واختَشَع، إذا طأطأ صدره وتواضع. قال: والخُشُوع قريبٌ من الخضوع، إلا أن الخضوع في البدن والإقرار بالاستخداء. ، والخشوع في البدن والصَّوت والبصر. قال الله: ( وخشَعت الأصواتُ للرَّحمنِ ) وقال ابن دريد: خشَع الرجل خَراشيَّ صدره، إذا رمَى بها. قلت: جعل خشَع واقعاً، ولم أسمعه لغيره. خضع قال الله جل وعز: ( فظَلَّت أعناقُهمْ لها خاضعِين)" الشعراء4" اخبرني المنذري عن أبى جعفر الغساني عن سلمة عن أبى عبيدة، أن يونس أخبره عن أبى عمرو انه قال: خاضعين ليس من صفة الأعناق، إنما هو من صفة الكناية عن القوم الذين في آخر الأعناق، فكأنه في التمثيل: فظلت أعناق القوم خاضعين، فالقوم في موضع هم.
وقال الكسائي: أراد فظلت أعناقُهم خاضِعِيها هم، كما تقول: يدُك باسطها، تريد أنت، فاكتفيت بما ابتدأتَ من الاسم أن تكُرَّه. قلت:وهذا غير ما قال أبو عمرو. وقال الفراء: الأعناق إذا خضعت فأربابها خاضعون. فجعل الفعل أول للأعناق ثم جعل خاضعين للرجال. قال:وهذا كما تقول: خضعت لك، فتكتفي من قولك خضعت لك رقبتي. وقال أبو إسحاق: قال خاضعين وذكر الأعناق، لان معنى خضوع الأعناق هو خضوع أصحاب الأعناق، لما لم يكن، الخضوع إلا بخضوع الأعناق جاز أن يخبر عن المضاف إليه، كما قال الشاعر: رأت مَرَّ السَّنينَ أَخذْنَ منـي كما أخذَ السِّرارُ من الهلالِ لما كانت السنون لا تكون إلا بمر أخبر عن السنين وان كان أضاف إليها المرور. قال: وذكر بعضُهم وجهاً آخر، قالوا: معناه فظلت أعناقهم لها خاضعين هم، وأضمر "هُمْ". وأنشد: ترى أرباَقهم مـتـفـلِّـدِيهـا كما صَدِئ الحديدُ على الكُماةِ قال: وهذا لا يجوز في مثله في القرآن. فهذا على بدل الغلَط يجوز في الشعر، كأنه قال ترى أرباقهم ترى متقلّديها، كأنه قال: ترى قوما متقلدي أرباقهم. وقلت: وهذا الذي قاله الزجاج مذهب الخليل. ومذهب سيبويه أن بدل الغلط لا يجوز في كتاب الله عز وجل. قلت: وخضع في كلام العرب يكون لازم وواقعاً، تقول خضعتُه فخضع ومنه قول جرير: أعد الله للـشـعـراء مـنـى صواعقَ يَخضَعون لها الرقابا فجعله واقعاً متعديا. ويقال خضع الرجلُ رقبَته فاختضَعتْ. وخضعت. وقال ذو الرمة: يظلُّ مختضِعاً يبدو فتنكـرهُ حالا ويسطع أحيانا فينتسبُ مختضعا: مطأطئ الرأس. والسُّطوع: الانتصاب، ومنه قيل للرجل الأَعنَق: أسطع. وفي حديث عمر أن رجلا في زمانه مر برجل وامرأة قد خَضَعا بينهما حديثا، فضربَ الرجلَ حتى شجه، فرُفِع إلى عُمرَ فأهدره. شِمر عن ابن الأعرابي قال: العرب تقول: اللهم أني أعوذ بك من الخنوع والخضوع. فالخانع: الذي يدعو إلى السوءة. والخانع نحوه. وقال رؤبة: مِن خالباتٍ يختلبن الخُضّعا قال ابن الأعرابي: الخُضَّع: اللواتي قد خضَعن بالقول ومِلْن. قال: والرجل يخاضع المرأة وهي تخاضعه، إذا خضَع لها بكلام وخضعت له فيطمع فيها. ومن هذا قول الله عز وجل: (فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ) "الاحزاب 32" . وقال الكميت يصف نساء ذواتِ عفاف: إذْ هُنّ لا خُضُع الحـدي ث ولا تكشَّفت المَفاضِلْ واخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الاختضاع: المرّ السريع. وأنشد في صفة فرسٍ جواد: إذا اختلط المسيحُ بها تولّت بسَومٍ بين جرى واختضاعِ المسيح: العَرق يقول: إذا عرقت أخرجت أفانينَ جَربها أبو عبيد: الخَيضَعة: البيضة. وروي أبو العباس عن الأثرم عن أبى عبيدة قال: يقال لبيضه الحديد الخَيضَعَة، والرّبيعة. وانشد: والضاربون الهامَ فوق الخيضَعَهْ. وقال شمر: قال ابن الأعرابي: الخيضعة: الغُبار قال: وقال أبو عمرو: هو صوت القتال. قال: وقال الليث: الخيضعة حيث يخضع الأقرانُ بعضهم لبعض. قال: ويقال "للسُّيوف خَضَعة "، وهو صوت وقعها. أبو عبيد عن زيد قال: الخَضيِعة: صَوتٌ يخرج من قنب الفرس الحِصانِ، وهو الوقيب. وأنشد: كأن خَضِيعةَ بطن الـجـوا دِ وعوعةُ الذئب في الفدفدِ والأخضع من الرجال: الذي فيه جَنَأ، وقد خَضِع يخضَع خَضَعاً، فهو أخضَع. وخضَعت أيدي 1لكواكب، إذا مالت لتغيب. وقال ابن أحمر: تكاد الشمس تخضع حين تبدو لهنَّ وما وَبِدنَ وما لُحِينـا وقال ذو الرمة: إذا جعلت أيدي الكواكب تخضعُ وخضعت الابل، إذا جَدّت في سيرها. وقال الكُميت: خواضع في كل ديمومة يكاد الظليم بها ينحَـلُ وإنما قيل ذلك لأنها خضعت أعناقها حين جد بها السَّير. ومنه قول جرير: ولقد ذكرتكِ والمطىُّ خواضعٌ وكأنهن قطا فلاةٍ مَجـهـلِ خزع يقال خَزضعت الشيء. فانخزعَ، كقولك قطعته فانقطع وخزَّعتُ اللحم تخزيعاً، إذا قطعته قطعا. ويقال: تخزّعت من فلانٍ شيئا، إذا أخذته منه. وهذه خِزْعة لحم تخزَّعتها. من الجَزُور، أي اقتطعتها.
وقال مبتكر الكلابي: اختزعتُه عن القوم واخنزلته، إذا قطعته عنهم. وقال إسحاق بن الفرج: سمعت خليفة الحُصينى يقول: اختزعَ فلاناً عِرْقُ سَوء فاختنزله، أي أقتطعه دون الكلام وقعد به. وفي نوادر الأعراب: يقال به خَزعة، و به خَمعة، و به خزلة، و به قَزْلة، إذا كان يظلع من إحدى رجليه. وقال ابن السكيت: قال أبو عيسى: يبلغ الرجل عن مملوكه بعضُ ما يكره فيقول:. ما يزالُ خُزَعَةٌ خَزَعَهُ، أي شيء. سَنَحه عن الطريق. ومعنى سنَحه أي عَدَله وصرفه، وهو الرجل. قال: وخزعنى ظَلْع في رجلي، أي قطعني عن المشي. وقال الليث: يقال خزعَ فلانٌ عن أصحابه، إذا كان معهم في مسير: فخنس عنهم. قال: وسميت خزاعة بهذا الاسم لأنهم لما ساروا من مأرِبَ فانتهوا إلى مكة تخزَّعوا عنهم فأقاموا، وسار الآخرون إلى إلى الشام. وقال حسان: فلما هبَطْنا بطْنَ مّرٍ تخزَّعتْ خُزاعةُ عنا بالحُلول الكَراكرِ وقال ابن السكيت: قال ابن الكلبي: إنما سُمُّوا خُزَاعة لأنهم انخزعوا من قومهم حين أقبلوا من مأرب فنزلوا بظاهر مكة. قال: وهم بنو عمرو بن ربيعة وهو لحى بن حارثة، أول من بحر البحائر وغير دين إبراهيم عليه السلام. خدع قال أبو عبيد: قال أبو زيد: يقال خدعته خدعا وخديعة. وانشد قول رؤبة: فقد أُداهى خِدْعَ من تخدَّعا وأجاز غيره خَدْعاً بالفتح. وقال أبو الحسن اللحياني: يقال خدعَتِ السوقُ وانخدعت، أي كسدت. قال: وقال أبو الدينار في حديثه: والسوق خادعة، أي كاسدة. قال: ويقال رجل خداع وخَدُوع وخُدَعة، إذا كان خَبًّا. والخُدْعة: ما يُخدَع به. وقال أبو عبيد: سمعتُ الكسائي يقول الحر ب خدعة. قال: وقال أبو زيد مثله خدعة قال: ورجل خُدْعة، إذا كان يُخدَع. وروي في الحديث: "الحربُ خَدْعةٌ" أي ينقضي أمُرها بخَدْعةٍ واحدة وقيل "الحربُ خُدْعة" ثلاث لغات، وأجودها ما قال الكسائي وأبو زيد "خُدَعة". ويقال: خدعت عين الرجل، إذا غارت وخدع خير الرجل، أي قل. وخدعت الضبعُ في وجاره. وقال أبو العميثل: خَدَعَ الضبعُ إذا دخل في وجاره ملتويا. وخدع الثعلب، إذا أخذ في الرَّوَغان ورفعَ رجل إلى عمر بن الخطاب ما أهمَّه من قُحوط المطر، فقال له: "خدَعَتِ الضَّباب وجاعت الأعراب" والخَدوعُ من النُّوق: التي تدُرُّ مرة وترفع لبنَها مرة. وطريق خَدوع، إذا كان يبين مرة ويخفى أخرى وقال الشاعر: ومستكره من دارس الدَّعس دائر إذا غفلت عنه العيون خَـدوعُ وقال اللحياني: خدعتُ ثوبى خَدْعاً وثنيُته ثَنْياً، بمعنى واحد. وخادعت الرجل خدعته، وعلى هذا يوجه قول الله جل و عز: ( يُخادعون الله وهو خادِعُهم ) "النساء 124" ومعناه أنهم يقدرون في أنفسهم أنهم يخدعون الله والله هو الخادعُ لهم، أي المجازي لهم جزاء خداعهم. وقال شمر: روي الأصمعي بيت الراعي: وخادعَ المجدَ أقـوامُ لـهـم وَرَقٌ راحَ العضاهُ به والعرقُ مد خولُ قال: خادعَ: ترك. قال شمر: ورواه أبو عمرو: "وخادعَ الحمدَ"، قال: وفسره أنهم تركوا الحمد، أي أنهم ليسوا من أهله. وأخبرني المنذري عن أبى العباس عن ابن الأعرابي قال: الخِداع: المنْع. والخِداع: الحيلة. وقال الليث: خادعتُه مخادعةً وخداعاً. ورجل مخدَّع: خُدِع مراراً. قال: والخَيْدع: الرجل الخدوع. وطريق خَيدعٌ وخادع، وغَوْلُ خديع: جائر عن القصد ولا يُفطَن له. والأخدعان: عرقان في صفحتي العنق قد خَفِيا وبَطَنا. والأخادعُ الجميعُ. ورجل مخدوع: قد أصيب أخدعُه. والمُخْدَع والمِخدع: الخِزَانة. وأخدعتُ الشيء، إذا أخفيتَه. ومن أمثال العرب: "أخدع من ضبٍ حَرشْته"، وهو من قولك خدَع مني فلان، إذا توارى ولم يظهر. وروي ابن الأنباري عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الخادع: الفاسد من الطعام وغيره. وانشد قوله: إذا الرِّيقُ خَدَعْ قال أبو بكر: فتأويل قوله جل وعز:( يُخادعون الله) يفسدون ما يُظهرون من الإيمان بما يُضِمرون من الكفر، كما أفسَد الله نِعَمهم في الدنيا بأن أصارَهم إلى عذاب النار.
وفي حديث مرفوع: "يكون قبل خروج الدجّال سنون خداعة" ، قال شمر: السنون الخوادع: القليلة الخير الفواسد. قال: و يقال السوق خادعة. إذا لم يقدر على الشيء. إلا بغلاء. قال: وكان فلان يعطِي فخدَعَ، أي أمسك ومَنَعَ.
وقال ابن الأعرابي: خدع الريقُ أي فسد وقال غيره: نقصَ فتغَّير. وماء خادعٌ: لا يُهتدي له.
أبو عبيد عن الأحمر: خدعتِ السُّوق، إذا قامت.
وقال الفراء: بنو أسد يقولون: إن السُّوق الخادع، وإن السعر الخادع. وقد خدع إذا ارتفع وغلا.
وقال الأصمعي في قوله "سنون خدّاعة"، قال: سنون. يقل فيها المطر. يقال خدع المطر إذا قل، وخدع الرِّيقُ في فمه إذا قلّ. وقال غيره: الخدّعة التي يكثُر فيها المطر، ويقلُّ النباتُ والرَّيع. كأنه من الخديعة: والتفسير هو الأول.
ثعلب عن ابن الأعرابي: الخَدْع: منع الحق. والختم: منع القلب من الإيمان. قال: والخدعة هم ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم.
ابنُ شميل: رجل مخدَّع، أي مجرس صاحب دهاء ومَكر. وقد خُدِّع وانشد:
أبايع بَيْعاً من أريب مخدّعِ
وانه لذو خُدْعة، وذو خُدَعاتٍ، أي ذو تجريب للأمور.
وبعير به خادع وخالع، وهو أن يزول عَصَبُهُ في وظيف رجله إذا برك وبه خُويدِع وخُوَيلع والخادع أقل من الخالع. وفلان خادع الرأي، إذا كان متلوِّناً لا يثبت على رأي واحد. وقد خدَعَ الدهرُ، إذا تلوَّن.
ختع
أبو عبيد عن الأصمعي: دَليلٌ خُتَعٌ، وهو الماهر بالدلالة.
وقال الليث: يقال ختع يختع خُتوعاً، وهو ركوبُ الخيل الظُّلمة والمضي على القصد بالليل كما يفعل الدليلُ بالقوم. قال رؤبة:
أعيَتْ إدلأَء الفلاة الخُتَّما
قال: والخُتْعة: بالنَّمِرة الأنثى. والخَتيعة: تتخذ من أدم يغشى بها الإبهام لرمي السهام.
قلت: وقال ابن شميل مثله في الخَتِيعة. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: الخِتاع: الدَّستبانات.
وقال شمر: يقال رجل خُتَعة وخُتَع، وهو السريع المشي الدَّليلُ. تقول: وجدته خُتَعَ لا سُكَعَ، أي لا يتحير. والخَوتع: الدليل أيضاً. وأنشد:
بها يَضِلُّ الخَوتعُ المشهَّرُ
والخَوتع: الذُّباب الأزرق ذبابُ العُشْب. ومن أمثالهم: "هو أشأم من خَوتعهةَ"، وكان رجلا من بنى غُفَيلةَ بن قاسط مشئوما. رواه أبو عبيدٍ عن ابن الكلبي .
خذع
وقال الأصمعي: يقال خذعته: بالسيف تخذيعا، إذا قطعته. وروي بيت أبي ذؤيب الهذليّ:
وكلاهما بطلُ اللقاء مخذَّعُ
معناه أنه مُعاودٌ للحروب قد جُرح فيها جَرحاً بعد جَرح، وقد شطب بالسيوف.
قال: ومن رواه "مخدَّع" فمعناه المدرب الذي خُدع مرارا حتى حَذَقِ.
وقال الليث: الخَذْع قَطع في اللحم، أو في شيء رطب لا صلبة له، مثل القَرعة تُخذَّع بالسكين، ولا يكون قطعا في عظم أو في شيء صُلْب .
وقال غيره: الخَذِيعة: طعام يتخذ من اللحم بالشام.
وقول رؤبة:
كأنه حاملُ جنبٍ أخذَعا
قال ابن الأعرابي: معناه أنه خُذع لحمُ جنبِه فتدلى عنه وروى أبو العباس عن ابن لأعرابي انه يقال للشواء: المخذَّع والمَعلَّس، والوزيم ، والسَّحساح .
خرع
أبو العباس عن ابن الأعرابي: ثوب مخَّرع: مصبوغ بالخِرِّيع، وهو العُصْفر.
أبو عبيد عن أبي زيد قال: الخرِيع: الفاجرة من النساء. قال شمر: وكان الأصمعي يكره أن تكون الخريع الفاجرة، قال: وهي التي تتثنى من اللين. وأنشد لعُتْبة بن مرداس يَصِف مشفر البعير:
تكفُّ شبا الأنياب عنها بمِشْـفـرٍ خَريعٍ كسِبْتِ الأحورىّ المخصَّرِ
قال: والخَرَاعة: الرَّخاوة، وكذلك الخَرَع. ومنه قيل لهذه الشجرة الخِرْوع، لرخاوته، وهي شجرة تحمل حَبَّها كأنه بيضُ العصافير، يسمى السمسم الهندي.
وقال غيره: يقال للمرأة الشابة الناعمة اللينة خَرِيع. قال: وبعضهم يذهب بالمرأة الخَرِيع إلى الفجور. وقال كثير:
وفيهنَّ أشباه المها رعتَ الـمـلأ نواعمُ بيضٌ في الهوى غير خُرَّعِ
وإنَّما نفَي عنها المقابح لا الممادح. أراد غير فواجر.
ويقال: اخترعَ فلان الباطل، إذا اخترقه.
والخَرْع: الشقُّ، يقال خرعته فانحرع، اي شققته فانشق. وانخرعت القناة، إذا انشقت. وانخرع أعضاءُ البعير إذا زالت عن مواضعها. وقال العجاج:
ومن همزنا رأسَه تخرَّعا ورُوي عن بعض التابعين انه قال: "لا يَجزي في الصَّدقة الخَرِع"، وهو الفصيل الضعيف وكل ضعيف خَرِعٌ وغُضن خَرِعُ: لين ناعم. وقال الراعي يذكر ماء: معانقاً ساق رَيَّا ساقُها خَرِعُ أبو عمرو: الخَرَاوبع من النساء: الحِسان. وامرأة خِرْوعة: رخصة لّينة. قال أبو سعيد: الاختراع و الاختزاع: الخيانة والأخذ من المال. قال ابن شميل: الاختراع: الاستهلاك. وفي الحديث: "إن المُغِيبةَ يُنفَق عليها من مال زَوجها مالم تخترع ماله". وتقول: اختزع فلان عُوداً من الشجرة، إذا كسرها. أبو عبيد عن الكسائي: من أدواء الإبل الخراع، وهو جنونُها. وناقة مخروعة. وقال غيره: ناقة خريع ومخروعة، وهي التي أصابها خراع، وهو انقطاع في ظهرها فتصبح باركة لا تقوم. قال: وهو مرض يفاجئها فإذا هي مخروعة. وقال شمر: قال ابن بزرج: الجنون، والطُّوفان، والثَّوَلُ، والخُراع، واحد. وروي أبو سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لو سمع أحدكم ضغطة القبر لجزِع" أو"لخَرِع". قال شمر: من رواه خرع فمعناه انكسر وضعُف. قال: وكلُّ رِخْو ضَعيف خَرِيع وخَرِع. وانشد لرؤبة: لا خرِعَ العظم ولا موصَّما قال: وقال أبو عمرو: الخرِيع: الضعيف. وقال أبو النجم يصف جارية: فهي تَمَطَّي في شبابٍ خرِوَعِ أي ناعم. وروي أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: خَرِعَ الرجلُ إذا استرخى رأيه بعد قوة، وضعُف جسمُه بعد صلابة. وقيل: الخرَع الدهَش. وقد خرِع خَرِعا إذا دَهِش. خلع يقال خلع الرجل ثوبه. وخلعَ امرأته وخالعها، إذا افتدت منه بمالها فطاقها وأبانها من نفسه. وسمي ذلك الفراق خُلْعاً لان الله جل وعز جعل النساء لباساً للرجل والرجال لباساً لهن، فقال: (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ) "البقره187" وهي ضجيعته وضَجِيُعه، فإذا افتدت المرأة بمال تعطيه لزوجها ليبينها منه فأجابها إلى ذلك فقد بانت منه وخلع كل واحد منهما لباس صاحبه، والاسم من ذلك الخُلْع والمصدر الخَلْع. وقد اختلعت المرأة منه اختلاعا، إذا افتدت بمالها. فهذا معنى الخُلْع عند الفقهاء. والخلع، بفتح الخاء: اللحم يؤخذ من العظام و يطبخ ويبزّرُ ثم يجعل في وعاء يقال له القَرف ويُتزوَد في الأسفار. قال ذلك ابن السكيت وغيره. وروي أبو العباس عن ابن الأعرابي انه قال: الخَولع: الفزَع. والخَولع: الرجل الأحمق والخولع: الحنظل المدقوق الملتوت بما يطيبه ثم يؤكل، وهو المبسَّل. قال: والخولع: اللحم يُغلَى بالخَلِّ ثم يُحمل في الأسفار. والخولع الغُول: والخَولع: الذئب. والخولع: المقامر المحدود الذي يقمر أبدأ. والخولع: الغلام الكثير الجنابات، مثل الخليع وانشد غيره لجرير في الخولع: الفَزَع: لا يعجبِّك أن ترى لمـجـاشـعٍ جَلدَ الرِّجال وفي القلوب الخَولعُ يعني الفزَع. وخُلعه المال وخِلعته: خياره. أبو سعيد: سمي خيار المال خُلْعة لأنه يخلع قلب الناظر إليه. وانشد الزجاج: وكانت خُلْعَةً دُهساً صَفـايا يَصُور عُنُوقَها أحوى زَنيم يعني المعِزَى، أنها كانت خياراً. والخِلْعة من الثياب: ما خلعتَه فطرحته على آخر أو لم تطرحه. والخليع: الذي يجني الجنايات يؤخذ بها أولياؤه فيتبرءون منه ومن جناياته ويقولون: أنا قد خلعنا فلانا فلا نأخذ أحدا بجناية تجنى. عليه، ولا تؤاخذ بجناياته التي يجنيها. وكان يسمى في الجاهلية الخليع. و يقال للذئب خليع و يقال للشاطر من الفتيان: خليع لأنه خَلَعَ رَسَنَه. و يقال للصياد: خَليع. والخَلْع كالنَّزْع إلا أن فيه مُهلة وقال الليث: المخلَّع من الناس: الذي كأن به هَبْتَةً أو مَسا. ويقال فلان يتخلَّع في مشيه، وهو هزُّه يديه. ورجل مخلوع الفؤاد، إذا كان فزعا قال والمخلَّع من العروض: ضرب. من البسيط ، كقول الأسود بن يعفر: ماذا وقوفي على رسمٍ عفا مُخلَولقٍ دارسٍ مستعجمِ ويقال أصابه في بعض أعضائه خلع، وهو زوال المفاصل. من غير بينونة. قال: والبُسرة إذا نضجت كلُّها فهي خالع. وإذا أسفَى السُّنُبل فهو خالع. قال خلَع الزرع يَخلَع خَلاَعةً. والخَلَعْلَع من أسماء الضِّباع.
و يقال: خُلع الشيخُ، إذا أصابه الخالع، وهو التواء العرقوب. وقال الراجز: وجُرّةٍ تَنْشَصها فتنَتشِـصْ من خالعٍ يُدركه فيهتبصْ الجُرَّة: خشبة يثقَّل بها حِباله الصائد، فإذا نشب الصيد فيها أثقلْته. وقال الأصمعي: الخالع من الشجر:الهشيم الساقط. وقال ابن الأعرابي فيما روي عنه أبو العباس: خلعت العضاه ، إذا أورقت. وقال غيره: خلع الشجر، إذا أنبتَ ورقاً طرياً. والخالع: داء يأخذ في عرقوب الدابة. وفي حديث: عثمان أنه كان إذا أتى بالرجل الذي قد تخلَّع في الشراب المسكر جلده ثمانين جلدة وقال ابن شميل: معنى قوله تخلَّع في الشراب هو أن يدمن فيشرب الليل والنهار. قال: والخليع: الذي قد خلعه أهله وتبرءوا منه. ويقال خُلِع فلانٌ من الدين والحياء. وقومٌ مبِّينو الخلاعة خعل أبو عبيد عن أبي عمرو قال: الخيعل: قميص لا كُمَّىْ له. وقال غيره قد يقلب فيقال الخَيْلع، وربما كان غير منصوح الفَرجَيْن. وقال تأبط شراً: مَشىَ الهَلوكِ عليها الخَيْعَلُ الفضل أبو العباس عن سلمة عن الفراء قال: الخَوْعلة: الاختباء من ريبة وفي نوادر. الأعراب: اختعلوا فلانا، أي أخذوا ماله. خنع روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إنّ أنخعَ الأسماء عند الله أن يتسمَّى الرجلُ باسم مَلِكِ الأملاك "، وبعضهم يرويه: "إن أخنع الأسماء" . قال أبو عبيد: فمن رواه أنخع أراد: إن أقتل الأسماء وأهلكَها له. والنَّخْع هو القتل الشديد، ومنه النَّخْع للذبيحة، وهو أن يجوز بالذبح إلى النخاع ومن روي "إن أنخعَ الأسماء"، أراد أن أشد الأسماء ذلا وأوضَعها عند الله. والخانع: الذليل الخاضع. أبو العباس عن سلمة عن الفراء عن الدُّبيرية: يقال للجمل المتّنوِّق مخَّنع. وموضَّع. وأخبرني المنذري عن الصيداوي عن الرياشي: رجل ذو خُنُعات، إذا كان فيه فساد. وقد خنع فلان إلى الأمر السيئ، إذا مال إليه. ويقال: لقيت فلاناً يخَنْعةٍ فقهرته، أي لقيتُه بخلاء. ويقال لئن لقيتك بخَنْعة لا تُفلتْ مني. وأنشد: تمنيت أن ألقي فلاناً بخَـنْـعةٍ معي صارم قد أحدثتْه صياقلُه وقال الليث: الخانع: الفاجر. يقال خنع إليها، إذا مال إليها للفجور. واطلعتُ منه على خَنْعة، أي على فَجْرة. وقال الأعشى: ولا يُرَونَ إلى جارَتهم خُنُعا وخُناعة: قبيلة من هُذيل. والنَّخَع: قبيلة. من الأزد. وقال أبو زيد: خنَع له وإليه، فهو يَخنع خُنوعاً، إذا ضرع له وطلب إليه وليس بأهل أن يِطلُب إليه. وأخنعتْه. إليه الحاجةُ، أي اضطرته: والاسم الخُنْعة. واطّلعتُ منه على خُنْعة، أي فَجْرة. قلت: يقال خَنَعةٌ وخُنْعه للفجرة. نخع وفي الحديث: "ألا لا تخنعوا الذبيحة حتى تجِبَ". والنَّخع للذبيحة: أن يجعل الذابحُ فيبلغ القطعُ إلى النخاع. والنُّخاع فيما أخبر أبو العباس عن ابن الأعرابي: خيط ابيض يكون داخل عظم الرقبة، و يكون ممتدا إلى الصُّلب. والمَنْخَع: مفصِل الفَهْقة بين الرأس والعُنق من باطن. وقال ابن الأعرابي: يقال نَخَع فلانٌ لي بحقي و بَخَع، بالباء والنون، إذا أذعن. وهكذا حكى أبو عبيد عن أبى زيد. وقال ابن الأعرابي الناخع: الذي يبين الأمور. قال: والنِّخاع والنُّخاع: خَيط الفَقاَر المتصل بالدِّماغ. وتنخَّع السحابُ، إذا قاء ما فيه من المطر. وقال الشاعر: وحالكة الليالي من جُمـادي تَنَخَّعَ في جَواشنِها السَّحابُ خفع أبو العباس عن عمرو عن أبيه قال: المخفوع: المجنون. وقال الليث خُفِع الرجلُ من الجوع فهو مخفوع. وانشد لجرير: يمشونَ قد نفخَ الخزيرُ بطونَهـم وغدَوا وضيفُ بني عِقالٍ يُخفَع قال: وانخفعت رئُته، إذا انشقَّتْ من داء يقال له الخُفاع. ورجل خَوفَعٌ، وهو الذي به اكتئاب ووجوم. وكل من ضعُف ووجَم فقد انخفَع وخُفِع وهو الخُفَاع وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي انه قال: انجعفت النخلة وانخفعت وانقعرت، وتجوخت، إذا انقلعتْ من أصلها بخع قال الله عز وجل: (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ) "الكهف6 " قال الفراء: أي مخرج نفسَك وقاتل نفسَك. وقال الأخفش: يقال بخعت لك. نفسي ونضحي، أي جَهَدتهما، أبخع بخوعاً.
وفي حديث عائشة أنها ذكرت عُمَر فقالت: "بَخع الأرضَ فقاءت أكُلَها"، أي استخرج ما فيها من الكنوز وأموال الملوك. ويقال بخعت الأرض بالزراعة، إذا نهكتَها وتابعت حراثتها ولم تِجمَّها عاما. وبخعَ الوجدُ نفسَه، إذا نهكها. وقال الشاعر: ألا أيُّهذا الباخعُ الوجدِ نفسـه لشيء نَحتْه عن يديه المقادرُ وقال أبو زيد: بَخَع له بحقِّه، إذا أقر. وبَخَع له بالطاعة بُخوعا. وفي حديث عقبة بن عامر إن النبي صلى الله عليه وسلم قال "أتاكم أهل اليمن" هم ارق قلوبا والين أفئدة وأبخعُ طاعة" ورواه نصر بن علي بإسناد له، قال نصر: قلت للأصمعي: ما ابخعُ طاعة؟ قال: أنصح طاعةً. وقال غيره: أبلغ طاعة. خبع قال الليث: الخَبْع لغة تميم في الخَبْء. وامرأةٌ خُبَعةٌ خُبأة بمعنى واحد قال: وخبعَ الصبيُّ خُبوعاً. خُبوعاً إذا فُحِم من البكاء أي انقطعَ نفَسُه. خعب الخَيعابة والخَيعامة: المأبون. قال تأبط شراً: ولا خَرعٍ خيعابةً ذي غوائل هَيامٍ كجفْر الأبطح المتَهَيِّلِ ويروى: "خيعامة" خمع أبو عبيد عن الفراء: الخِمْع: الذِّئب، وجمعه أخماعٌ. قال: ومنه قيل للصّ خِمْع. عمرو عن أبيه قال: الخِمع: اللصُّ والخِمْع: الذئب وقال شمر: الخوامع: الضِّباع، اسم لها لازم: لأنها تخمع خُماعا وخَمَعاناً وخُموعا. وقال ابن المظفر: خَمَع في مشيه، إذا عَرَج والخُمَاع: العَرَج خعم ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الخَيْعامة: المأبون. قال: وقال أبو عمرو: الضْمَج هَيَجان الخَيْعامة، وهو المأبون. وقال ابن الأعرابي: الخوعم: الأحمق. وروى عمرو عن أبي عمرو عن أبيه قال: الخيعم والخيعامة، والمجبوس والجَبِيس، والمأبون والمتدثِّر، والمِثْفُر، والمِثفار، والممسوح واحد. قال الليث : وقال الخليل بن احمد: لم يأتلف العين والغين في شيء من كلام العرب. . عشق سئل أبو العباس أحمد بن يحيى عن الحب والعشق أيهما احمد؟ فقال الحب لان العشق فيه إفراط قال: وقال ابن الأعرابي: العُشُق المصالحون غُروسَ الرياحين ومُسوُّوها. قال: والعُشُق من الإبل: الذي يلزم طَروقَته ولا يحنُّ إلى غيرها. قال والعُشُق: اللَّبلابُ، واحدتها عَشَقةٌ. قال والعُشُق الأراك أيضاً. قال: وسمي العاشق عاشقا لأنه يذبل. من شدة الهوى كما تذُبل العَشَقة إذا قُطعت. وقال أبو عبيد: امرأة عاشقٌ بغير هاء، ورجل عاشقٌ مثله. قلت: والعرب حذَفت الهاء من نعت امرأة من حُروف كثيرة. منها قولهم "تحسبها حَمقاء وهي باخس" ويقولون: امرأة بالغٌ، إذا أدركت. و يقولون للأمة خادم، والرجل كذلك في هذه الحروف. وقال الليث: يقال عَشِق يَعشَق عِشْقاً. قال والعَشَق المصدر والعِشْق الاسم. وقال رؤبة يصف العَير والأتان: ولم يُضِعْها بين فرِكٍ وعَشَق وقال أبو تراب: العَشَق والعَسَق، بالشين والسين: اللزوم للشيء لا يفارقه، ولذلك قيل للكَلِيفِ عاشق للزومه هواه. والمَعْشَق والعِشْقُ واحد. وقال الأعشى. وما بي من سُقْم وما بي مَعْشَقُ عقش أبو سعيد: العَقْش: أطراف قُضبان الكرم. وروي أبو العباس عن عمرو عن أبيه قال العَقَش: ثمر الأراك، وهو الحَثَر، والجَهاَض، والغَيلْة والكَباث. قعش ثعلب عن ابن الأعرابي قال: القعُوش من مراكب النساء شبه الهوادج، وقال رؤبة يصف السَّنَة: حدباء فكّت أُسُر القُعوشِ قال: واحدها قَعْش. وقال الليث نحوا مما قاله، قال: والقَعْش كالقَعْض وهو العطف ثعلب عن ابن الأعرابي: تَقَعْوَشَ البناء وتقعوَسَ، إذا انهدمَ. قال: وانقعش الحائط إذا انقلع. وانقعشَ القومُ، انقلعوا فذهبوا. قشع روي عن ابى هريرة أنه قال: لو حدثتكم بكل ما اعلم لرميتموني بالقِشِع" قال أبو عبيد: قال الأصمعي وغيره: القِشَع: الجلود اليابسة، الواحد منها قشع. قال أبو عبيد: وهذا على غير قياس العربية ولكنه هكذا يقال وأنشد قول متمم يرثي أخاه: ولا بَرَمٍ تُهدِي النساءُ لـعِـرْسِـهِ إذا القَشْع من حِسِّ الشتاء تقعقعا وقال ابن الأعرابي: القَشْعة: النُّخامة، وجمعها قِشَع. كأنه أراد رميتموني بها استخفافا بي. وقال غيره: القَشْعة: ما تقلَّف من يابس الطين إذا نَشّت الغُدران عنه ورسَب فيها طين السيل فجف ونشق. وجمعها قشع فكأنه أراد: لو حدثتكم بكل ما اعلم لرميتموني بالحجر والمدر تكذيباً لحديثي. ويقال للجلد. اليابس قَشْع وقِشْع. أبو عبيد عن الكسائي: قشعت الريح السحابة فأقشعت. قال: وأفشع القومُ، إذا تفرقوا. وقال الليث: القَشْع: السَّحاب المتقشِّع عن وجه السماء. قال: وانقشع الهم عن القلب . قال: والقَشْعة: قطعة من السحاب، إذا انقشع الغيم تبقى القَشْعة في نواحي الأفق. قال: والقَشْعة: بيت من أدَمٍ يُتّخَذ من جلود الإبل، والجميع قشع قال: وربما اتخِذ من جلود الإبل صوان للمتاع. يسمى قَشْعاً. قال شمر: قال ابن المبارك: القَشْعة: النّطَع. قال: وقال غيره: هي القشربة البالية. قال: ومات رجل بالبادية فأوصى: أن ادفنوني في مكاني ولا تنقلوني عنه، فقال: لا تَجْتَوِي القَشْعةُ الخرقاءُ مَبناها الناس ناسٌ وأرض الله سَوَّاها قال: الخرقاء: المتخرفة. وقوله. مبناها، يعنى به حيث بُنيت القَشْعة. قال: والاجتواء: ألا يوافقَك المكانُ ولا ماؤه. أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: القِشَع: الأنطاعُ المُخْلِقة. قال: وقول أبي هريرة: "لرميتموني بالقِشعَ" قال: القِشَع هاهنا: البُزَاق. وقال أبو سعيد: القِشَع: النُّخامة يقشعها الرجلُ من صدره، أي يخرجها بالتنخُّم، أي لبزقتم في وجهي. شقع قال الليث: يقال شَقَع الرجل في الإناء، إذا كرِع فيه. ومثله قَمعَ، ومَقَع، وقَبَع ، كلُّ ذلك من شدة الشُّرب. وقال غيره: شَقَعه بعينه، إذا لَقَعَه. قعض قال الليث وغيره: القَعْض: عطفك الخشبة، كما تٌعطَف عُروش الكَرْم. وقد قعضه فانقعضَ، أي انحني. وقال رؤبة: أَطْرَ الصَّنَاعَينِ العريشَ القَعْضا قضع أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: قُضاعة مأخوذ من القَضْع، وهو القهر. يقال قَضَعه قَضْعاً. قال: والقُضاعة أيضاً: كلبة الماء. قال: وكانوا أشدّاء كَلِبينَ في الحروب ونحوِ ذلك. قال الليث: وقال ابن الأعرابي في موضع آخر: القُضاعة: القَهْر. وبه سمِّيت قضاعة. عقص روي عن عمر بن الخطاب أنه قال: "من لبد أو عَقَص فعليه الحلق" يعنى من المحرِمينَ بالحج أو العمرة. قال أبو عبيد: العَقْص: ضربُ من الضفر، وهو أن يُلوي الشعر على الرأس، ولهذا يقال: للمرأة عقصه وجمعها عِقَصٌ وعقِاص. وقال امرؤ القيس يصف شعر. امرأة: غدائره مستشزِراتٌ إلى الـعُـلاَ تَضِلُّ العِقاصُ في مثنًّى ومرسَلَ وصَفها بكثرة الشعر والتفافِه وقال اليث: العَقْص: أن تأخذ المرأة كلُّ خُصْلة من شعرها فتلويَها ثم تَعِقدَها حتى يبقي فيها التواء تم تُرسلها وكل. خُصلة عقيصة. قال: والمرأة ربما اتّخذَتْ عقيصةً من شعر غيرها. وقال شمر: سمعت ابن الأعرابي يقول: العِقاص: المَدَارِي في قول امرئ القيس. قال: العَقْص والضَّفر ثلاث قُوًي، وقُوَّتان. قال: والرجل يجعل شعره عقيصتين وضفيرتين فيرُخيهما من جانبيه. ثعلب عن ابن الأعرابي: العِقاص، والرَّبَض، والحوِيّة، والحاوية واحد، وهي الدُّوَّارة التي في بطن الشاة. أبو عبيد عن أبي زيد: العَقْصاء من المِعْزي: التي قد التوَي قرناها على أذنيها من خلفها. والقَصماء: المكسورة القرن الخارج. والقَضْباء: المكسورة القرن الداخل، وهو المُشاش والنَّصْباء:: المنتصبة القرنين. وقال أبو عبيد: العَقِص من لرجال: الضَيِّق البخيل. . وقال أبو عمرو. العقص من الرَّمل كالعَقِد وقال الأصمعي: المِعقَص: السهم ينكسر نصلُه فيبقي سِنْخُه في السهم، فُيخرج ويُضرب حتى يُطَوَّل ويرد إلى موضعه. فلا يسدّ مسدّهُ لأنه دُقِّق وطُوِّل. قال الأصمعي: ولم يدر الناس ما مَعاقص فقالوا مَشاقص، للنصال التي ليست بعريضة. وأنشد للأعشى: ولو كنتمُ نبْلاً لكنتم معاقصا ورواه غيره: "مشاقصا". فال: وعقص أمره، إذا لواه فلبَّسَه. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: المِعقاص. من الجواري: السيئة الخُلُق. قال: والمِعقاص هي النِّهاية في سوء الخلق. قال: والمِعقاص: الشاة المعوَّجة القرن.
وفي النوادر: يقال أخذْتُه معاقصة ومقاعصة، أي مُعازَّةً ومغالبة. قعص روي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال "مَن خَرج في سبيلِ الله فُقتِل قَعْصاً فقد استوجب المآب". قلت: أراد صلى الله عليه أنه استوجب حسن المآب، وهو قول الله جل وعز: (وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ) "ص40"، فاختصر الكلام. قال أبو عبيد: القَعْص: أن يُضرب الرجل بالسلاح أو بغيره فيموت مكانَه قبلَ أن يَرِيِمَه. وقد أقعصَه الضاربُ إقعاصا. وكذلك الصيد. وفي حديث آخر جاء في أشراط الساعة قال: "ومُوتانٌ يكون في الناس كقُعاص الغنم"، قال أبو عبيد: القُعاص: داء يأخُذ الغنم لا يُلبِثها إلى أن تموت. قال: ومنه أخذ الإقعاص في الصيد، يُرمى فيموت مكانَه. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: المِقعاص: الشاة التي بها القُعاص، وهو داء قاتل. وقال بعض الأعراب: انقعص وانقعف وانغرفَ، إذا مات. وأخذت المال منه قَعصاً، وقعصتُه إياه، إذا اعتززته. الليث: شاةُ قعوص: تضرب حالبَها وتمنع درتها. وما كانت قعوصا لقد قَعِصتْ قَعَصاً. قصع في حديث روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه "خطب على ناقة وهى تَقَصَع بجِرّتها" قال أبو عبيد: القَصْع: ضمك الشيء. على الشيء، حتى تقتله أو تهشمه. قال: ومنه قَصْع القملة. وإنما قيل للصبي إذا كان بطيء. الشباب قَصِيع يريدون أنه مردد الخلق بعضه إلى بعض فليس يَطُول. قال: وقَصْع الجِرَّة: شدّة المضْغ وضم بعض الأسنان إلى بعض. وأخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: قُصَعة اليربوع وقاصعاؤه: أن يحفر حُفيرةً ئم يسدُّ بابها بترابها. وقال الفرزدَق يهجو جريراً: وإذا أخذتُ بقاصعائك لم تَجِدْ أحداً يُعِينُك غيرَ من يتقصَّعُ يقول: أنت في ضعفك إذا قصدت لك كبني يربوع لا يُعينك إلا ضعيف مثلك. وإنما شبههم بهذا لأنه عني جريرا، وهو من بنى يربوع. وقال أبو الهيثم: القاصعاء والقُصَعة: فم حُجر اليربوع أول ما يبتدئ. في حفره. قال: ومأخذه من القَصْع، وهو ضمُّ الشيء إلى الشيء. أبو عبيد: قَصَع العطشان غلته بالماء، إذا سكنها. ومنه قول ذي الرمة يصف الوحش: فانصاعت الحقب لم تقصع جرائرها وقد نَشَحْـنَ فـلا ريٌّ ولا هِـيمُ وقال أبو سعيد الضَّرير: قَصْع الناقةِ الجرَّةَ: استقامة خروجها من الجوف إلى الشدق غير منقطعةٍ. ولا نزرة، ومتابعة بعضها بعضاً. وإنما تفعل الناقة ذلك إذا كانت مطمئنة ساكنة لا تسير، فإذا خافت شيئا قطعت الجرة. قال: وأصل هذا من تقصيع اليربوع، وهو إخراجه تراب جحره وقاصعائه. فجعل هذه الجرة إذا دست بها الناقة بمنزلة التراب الذي يخرجه اليربوع من قاصعائه. وقال أبو زيد: قصعت الناقةُ بجِرتها قصعا، وهو المضغ، وهو بعد الدّسْع. والدسْع: أن تنزع الجرة من كَرِشها، ثم القَصْع بعد ذلك، والمضْغ، والإفاضة. وقال أبو شميل: قصّع الزرعُ تقصيعاً، إذا خرج من الأرض قال: وإذا صار له شعب قيل: قد شعب. وقال غيره: قصَّع أول القوم من نَقْب الجبل، إذا طلعوا وسيفٌ مِقْصَعٌ ومِقصَلٌ: قطاع. وقال أبو سعيد: القَصِيع: الرَّحَى. ويقال تقصَّع الدُّمّل بالصَّديد، إذا امتلأ منه. وقَصَّع مثلُه. ويقال قصعتُه قصعاً وقمعتُه قمعاً بمعنى واحد. وقصَّع الرجل في بيته، إذا لزمه ولم يبرحه. وقال ابن الرٌّقيات: أني لأخلى لهـا الـفـراشَ إذا قَصَّع في حِضْنَ عِرْسِه الفُرِقُ وجمع القَصْعة قِصاع. صعق قال الله جل وعز: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ )الزمر 68 "فسروه الموت هاهنا. وقوله جل وعز: (وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا)" الأعراف 143 " معناه مغشيا عليه. ونصب صعقاً على الحال، وقيل انه خر ميتا. وقوله " فلما أفاق" دليل على الغَشي لأنه يقال للذي غشى عليه والذي يذهب عقله: قد أفاق. وقال الله في الذين ماتوا: (ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ)" البقرة 56 ". والصَّاعقة والصَّعْقة: الصَّيحة يُغْشي منها على من يسمعها أو يموت. قال لله جل وعز: (وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ) " الرعد 13 " يعنى أصوات الرعد. ويقال لها الصواعق أيضاً، ومنه قولُ الأخطل: كأنما كانوا غـرابـاً واقـع فطار لما أبصر الصواقعا وقال رؤبة: إذا تتلاهن صلصالُ الصَّعَقْ أراد الصَّعْق فثقله، وهو شدة نهيقه وصوته. وقال جل وعز: (فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمْ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ) "الطور 45 "، وقرئت "يُصعَقون": أي فذرْهم إلى يوم القيامة حين يُنفَخ في الصور فيصعق الخلقُ، أي يموتون. وقال الليث: الصَّعق: مثل الغَشْى يأخذ الإنسان من الحر وغيره. ويقال أصعقته الصيحةُ: قتلته. وأنشد الفراء: أُحادَ ومَثْنَى أصعقتها صواهلُه أي قتلها صوته. و يقال للبرق والرعد إذا قتلا إنسانا: أصابته صاعقة. وقال لبيد يرثي أخاه: فجّعِني الرعدُ والصَّواعق بال فارس يوم الكريهة النَّجُـدِ وقيل: أراد بالصواعق صوت الرعد، يدل على ذلك قوله جل وعز: (يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنْ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ)" البقرة 19 " فلا يسدُّون آذانهم إلا من شدة صوت الرعد. ويقال صَعِق وصُعِق. فمن قال صَعِق قال: فهو صَعِق، ومن قال صُعِقَ قال: فهو مصعوق. وقرئ: "يَصعَقون" و "يُصعَقون"، يقال صعقتْه الصاعقةُ وأصعَقته. صقع أبو عبيد: صُقِعت الأرض، إذا أصابها الصقيع. شمر عن ابن الأعرابي: صُقِعت الأرض وأصقِعْنا، وأرض صَقِعةٌ ومصقوعة وكذلك ضُرِبت الأرضُ وأضرِبْنا، وجُلِدت وأجِلدَ الناسُ. وقد ضُرِب البقل، وجُلِدَ، وصُقِعَ. وقال ابن بزرج: يقال أصقع الصقيعُ الشجرَ، فالشجر صَقِعٌ ومُصْقَع. وأصبحت الأرضُ صَقِعةً وضَرِبة. ويقال أضْربَ الضريبُ النبات، فالنبات ضريبٌ. ومُضرَبٌ. أبو عبيد عن أبى زيد: صَقِعت الرّكيّةٌ تَصقَع صَقَعاً، إذا انهارت. وقال أبو عبيد: الصِّقاع: خِرقة تكون على رأس المرأة توقي بها الخِمارَ من الدُّهن. وقال غيره: الصِّقاع: صِقاع الخباء، وهو أن يؤخذ حبل فيمد على أعلاه ويوتر يشد طرفاه إلى وتدين رُزَّا في الأرض من ناحيتي الخباء، وذلك إذا اشتدَّت الريحُ فخافوا تقويضّها الأخبية. وسمِعتُ العرب تقول: اصقعوا بيتكم فقد عَصَفت الريح. فيَصعقونه بالحبل كما وصفته. والصَّقيع: صوت الدِّيك. وقد صقَع يصقَع إذا صاح. قلت: والصِّقاع: حديدة تكون في موضع الحَكَمة من اللجام. وقال ربيعة بن مقروم الضبِّيُّ: وخصمٍ يركب العَوصَاء طاطٍ على المُثْلى غُناماه القِـذاعُ طَموِح الرأس كنتُ له لجاماً يُخَيِّسُه، له منه صِـقـاعُ وقال أبو عبيد: يقال للخِرقة التي يشدُّ بها أنف الناقة إذا ظُئرت على ولد غيرها: الغمِامة، وللذي يُشَدُّ به عيناها: الصَّقاع. وأنشد: إذا رأسٌ رأيتُ به طِماحـاً شددت له الغمائم والصِّقاعا ويقال: ما أدري أين صَقَع وبَقَع، أي ما أدري أين ذهب فلما يتكلم به إلا بجرف نفي. وقال أبو زيد: الصَّقَعي: الحُوار الذي يُنَتج في الصَّقيع، وهو من خير النتاج. وأنشد بيت الراعي: خَراخر تُحسِب الصَّقعيَّ حتى يظلُّ يقُرُّه الراعي سِجـالا قال: الخراخر: العزيرات اللبن، الواحد خِرخِر. يعني أن اللبن يكثر حتى يأخذه الراعي فيصبه في سقائه سجالا سِجالاً. قال: والإحساب: الإكفاء. وقال أبو نصر: الصَّقعي: أول النتاج، وذلك حين تَصقَع الشمس فيه رءوس البَهْم صَقْعاً قال: وبعض العرب يسميه الشمسيَّ والقيظِيَّ، ثم الصفري بعد الصَّقعي. وأنشد بيت الراعي. وقال أبو حاتم: سمعت طائفيا يقول لزُنبور عندهم: الصَّقيع. والصُّقْع: الناحية، والجميع الأصقاع. وقد صَقَع فلان نحو صُقْع كذا وكذا، أي قَصَده. ثعلب عن ابن الأعرابي: ما ادري أين صَقَع وبَقَع. والصَّقِع: الغائب البعيد الذي لا يدري أين هو قال: ويقال صَهٍ صاقعُ إذا سمع رجل يكذب قال: اسكتْ، قد ضَللَتَ عن الحق. قال: والصَّاقع: الذي يَصقع في كل النواحي. ويقال صقعتُه بكَي، ، إذا وسمتَه على رأسه أو وجهه. وصُقِع الرجل آمة إذا شُجَّ آمَّة. وظليمٌ أصقعُ: قد ابيض رأسُه. وعُقَابٌ أصقع والجميع صُقْع، إذا كان في رءوسها بياض. وقال ذو الرمة: من الزُّرق أو صُقْع كأن رءوسها من الِقَهْزِ والقُوهى بيضُ المقانعِ
ثعلب عن ابن الأعرابي: الصَّوقعة من البرقُع. رأسه. قال: ويقال لكف عين البرقُع الضَّرس، ولخيطه الشَّبامان. ويقال صَوقعَ الثريدة، إذا سطَحها. قال: وصومعَها وصعنَبَها إذا طوّلها. أبو زيد: يقال ما يُدرَي أين صَقَع فلانٌ، أي ما يدري أين توجه. وانشد: فلله صُـعـلـوكٌ تـشـدَّد هـمُّـه عليه وفي الأرض العريضة مَصقَعُ يقول: متوجه وقال الليث: الأصقع من الفرس: ناصيتُه البيضاء وقال غيره: الأصقع طائر، وهو الصُّفارية، قاله قطرب وقال أبو حاتم: الصَّقْعاء: دُخَّلة كدراء اللون صغيرة، ورأسها أصفر، قصيرةُ الزمكى. قال أبو الوازع: الصُّقعة: بياض في وسط راس الشاة السوداء وموقُعها من الرأس الصَّوقعة. عسق أبو عبيد عن أبي عمرو: عَسِق به الشيء يَعسَق عَسَقاً، إذا لصِق به. ثعلب عن ابن الأعرابي: عَسِقَ به وعَكِس به بمعنى واحد. قال: والعُسُق: المتشددون على غرمائهم في التقاضي. قال: والعُسُق: اللقَّاحون. والعُسُق: عراجين، النخل، واحدها عَسَق. وقال الليث وابن دريد: هو العَسَق للعُرجون الردى. والعرب تقول: عَسِق بي جُعَلُ فلانٍ، إذا ألح عليه في شيء. يطالبه به. عقس ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الأعقَس من الرجال: الشديد السكة في شرائه وبيعه. قال: وليس هذا مذموماً لأنه يخاف الغبن ومنه قول عمر في بعضهم: "عَقِسٌ لَقِسٌ" وقال، أبو زيد: العَوقس: ضربٌ من النبت: وقد ذكره ابن، دريد في كتابه وقال: هو العَسَق. وقال الليث: في خُلقُه عَقَسٌ، أي التواء. قعس أبو عبيد عن الأصمعي: عزة قعساء: ثابتة: قال: وقال أبو عمرو: الأقعَس: الذي في عنقه انكباب إلى ظهره. وقال ابن الأعرابي: الأقعَس: الذي في ظهره انكباب وفي عنقه ارتداد. وقال في موضع اخر: الأقعس الذي قاد خرجت عجيزته. وقال غيره: هو المنكب على صدره. قال أبو العباس: والقول قول صاحبنا. وأنشد: أقعس أبْزى في استه استئخار أبو زيد: بعير أقَعس: في رجليه قِصَر وفي حاركه انصِباب. وقال الأصمعي: ليل أقعَس: شديد وتقاعسَ الليلُ، إذا طال. وقال أبو عبيدة: ألاقعسان هما أقعَس ومُقاعِس ابنا ضَمرة، من بنى مُجاشع. وقال أبو عبيد: المُقْعنس: الشديد.قال: وهو المتأخِّر أيضاً. وقال اللِّحياني: اقعِنسس البعير وغيرُه، إذا امتنع فلم يتبع. وكلُّ ممتنع فهو مقعنس. وقال الليث: القًعَس: نقيض الحدَب. قال: والقعساء من النَّمل: الرّافعةُ صدرها وذنَبها. قال والقُعاس: التواء يأخذ في العنق من ريح كأنها تهصره إلى ما وراءه. قال: والقَوعس: الغليظ العنق: الشديد الظهر من كل شيء. قال: والقَعْوَس: الشيخ الكبير. وتقعْوَسَ البيت، إذا تهدم. وتقعوسَ الشيخ، إذا كبِر. ذكر ذلك أبو عبيدٍ عن الفراء. سقع أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: الأسقع: المتباعد من الأعداء والحسَدة. وقال الخليل: كل صادٍ تجيء قبل القاف وكل سين تجيء قبل القاف فللعرب فيه لغتان: منهم من يجعلها سينا ومنهم من يجعلها صاداً، لا يبالون أمتصلة كانت بالقاف أو متصلة، بعد أن تكونا في كلمة واحدة، إلا أن الصاد في بعض أحسنُ والسينَ في بعضها أحسن. قال: والسُّقع: ما تحت الركية وجُولُها من نواحيها، والجميع الأسقاع، وكل ناحيةٍ سُقْع وصُقْع، والسين احسن. والعُقاب أسقع وأصقع. والأسقع: اسم طويئر كأنه.عصفور في ريشه خضرة ورأسه أبيض، يكون بُقرب الماء. والجميع الأساقع. وان أردت بالأسقَع نعتاً فالجميع السُّقْع. قال: والسَّوقعة من العمامة والرداء والخمار: الموضع الذي يلي الرأس، وهو أسرعه وسَخاً، بالسين أحسن. قال: ووَقْبة الثَّريد سَوقعة، بالسين أحسن. وقال أبو تراب: قال النضر: هو صُقْع الركية وأصقاعها، لنواحيها. قال: ويقال سُقْع والديك يسقَع ويَصقَع. ثعلب عن ابن الأعرابي، قال: ضاف رجل من العرب رجلاً فقدم إليه ثريد وقال له المضيف: لا تَصقَعها ولا تَقعَرْهَا ولا تَشرِمْها. قال: فقال له الضيف: فمن أين آكل قال: لا أدري. فانصرف جائعاً.
قلت: قوله لا تَصقَعْها، أي لا تأكلها من أعلاها. وقوله لا تقعرها، أي لا تبتدئ في أكلها من أسفلها. وقوله لا تشرِمْها، أي تأكلها من حروفها وجوانبها. فلمَّا قال له المضيفُ ذلك لم يجد سبيلاً إلى أكلها. عزق أبو عبيد عن أبي زيد: ارض معزوقة، إذا شققتها بفأسٍ أو غيرها.عزقتها أعزِقُتها عَزْقاً. ولا يقال في غير الأرض. قال شمر: ويقال للفأس والمسِحاة مِعزَق، وجمعه المَعَازق. وأنشد: وإنا لنُمِضي بالأ كف رماحَنا إذا أُرعِشَتُ أيديكُم بالمعازِق قال: البيلة المعقَّفة. وقال بعضهم: هي الفؤوس، واحدها معزَقة. قال: وهي فاس لرأسها طرفان. وقال الليث: رجل عزق، أي في خُلقه عُسر وبُخل. قال: والعَزْوَقُ: حمل الفستق في السنة التي لا ينعقد لُبُّه. وهو دباغ. قال: وعَزْوَقُته: تقُبضه. وأنشد هو أو غيره: ما تَصنع العنزُ بذي عَزْوَق يثبتها في جِلْدِها العَزْوَقُ وذلك انه يدبغ جلدُها بالعَزْوَق قال: والعَزَق: علاج في عسر. أبو العباس عن ابن الأعرابي: العَزْوَق: الفُستُق. قال: والعُزُق: السَّيِّئو الأخلاق، وأحدهم عزق. يقال هو عَزِقٌ نَزِقٌ زَنِقٌ زَعِق. قال: والعُزُق: مُذرُّو الحِنطة. والعُزُق: الحفارون. قال: وأعزَقَ، إذا عمل بالمِعْزقة، وهى الحفِراة والعَضْم. وأعزقَ بالمِعزَقة، وهي المَرُّ الذي يكون مع الحفارين. وأنشد المفضّل: يا كفّ ذوقي نَزوانَ المِعزقه زعق أبو عبيد عن الأصمعي: أزعقتُه فهو مزعوق، ومعناه المذعور، في باب أفعلته فهو مفعول. قال: وقال الأموي: زعقته بغير ألف فانزعق، أي فزع. وأنشدنا: تعلَّمي أنَّ عليكِ سـائقـا لا مبطئاً ولا عنيفا زاعقا لَباًّ بأعجاز المطى لاحقا وقال الليث وغيره: الزُّعاق الماء المُرُّ الغليظ الذي لا يُطاق شُربه من أجوجة. قال: وطعام مزعوق: اكثر ملحه. وأزعق القوم، إذا حفروا فهجموا على ماء زُعاق. قال: والزُّعقوقة: فَرخ ُالقَبَج. وانشد الليث: كأن الزعاقيق والحَيقُطَـانَ يُبادِرْنَ في المنزل الضَّيْوَنا وفي نوادر الأعراب: أرض مزعوقة، ومدعوقة، وممعوقة، ومبعوقة، ومشحوذة، ومَسْنِيَّة، إذا أصابَها مطرٌ وابل شديد. قزع روي عن النبي صلى الله عليه أنه نهي عن القَزَع. قال أبو عبيد: هو أن يُحلق رأس الصبي ويترك منه مواضع فيها الشَّعَر متفرِّفة. وكذلك كل شيء يكون قطعا متفرقة فهو قَزَع. ومنه قيل لقطع السحاب في السماء قَزَع. وفي حديث على رضى الله عنه حين ذكر يعسوب الدين فقال: "يجتمعون إليه كما يجتمع قَزَع الخريف" يعني قِطَع السَّحاب. وقال ذو الرمة: ترى عُصَب القطا هَمَلاً عليه كأن رِعالَه قَزَعُ الجَـهَـامِ وقال الأصمعي: قَزَع الفرسُ يعدو، ومَزَع يعدو، إذا أحْضَر. قال: ورجل مقزَّعٌ، إذا كان خفيفا. وبشير مُقزَّعٌ، إذا جرد للبُشارة. قال متمم: وجئتَ به تعدو بشيراً مفزَّعا وقال أبو عمرو: كل إنسان جردته لأمرٍ ولم تشغَلْه بغيره فقد قَزَّعتَه والمقزَّع من الخيل: المهلوب الذي جُزَّ عُرقُه وناصيتُه. وقال أبو عبيد: هو الفرس الشديد الخَلْق والأشْر. وقال ابن الأعرابي: التقزيع: الحُضْر الشديد. وقال أبو عبيد: قال الأصمعي: المقزّع: السَّريع الخفيف: قال ذو الرمة: مُقَزَّعٌ أطلسُ الأطمار ليس له إلا الضراء وإلا صيدها نشَبُ وقال الليث: رجل مقزّع: لا يرى على رأسه إلا شُعَيرات متفرقة تطاير في الريح. قال: والمقزَّع من الخيل ما تَنَتَّفُ ناصيتُه حتى تَرقّ. وانشد: نزائع للِصّريحِ وأعْـوَجِـىٍ من الجُرْدِ المقزعة العِجالِ قال: والمقزَّع: الرقيق الناصية خلقة. قال أبو سعيد: قَزَعُ الوادي: غُثاؤه. وقَزَع الجمل: لُغامه على نُخْرته. وقال ابن السكيت: يقال قَوزَعَ الديك ولا يقال قنزع. وقال أبو حاتم عن الأصمعي: تقول العامة إذا اقتتل الديكان فهرب أحدُهما: قَنزَع الديك وإنما يقال قَوزَع الديك إذا غُلِب؛ ولا يقال قَنزعَ. قلت: والأصل فيه قَزَع، إذا عدا هارباً. وقَوزَعَ فوعل منه. وقال إسحاق بن الفرج: تقول العرب. أقزع له في المنطق وأقذع وأزهف، إذا تعدى في القول.
وفي النوادر: القَزَعة ولد الزِّنى سلمة عن ابن الفراء: قَزَع قَزَعاناً، وزمَع زَمَعاناً، وهو مَشْى متقارب. وقال النضر نحوه. وقال ابن السكيت: ما عليه قِزَاع ولا قَزَعة، أي ما عليه شيء من الثياب. زقع قال الليث: الزَّقْع: أشدُّ ضُراطِ الحمار وقد زَقَع يَزقع زَقْعاً. وقال النضر: الزَّقاقيع: فِراخ القَبَج. وقال الخليل: هي الزعاقيق، واحدتها زُعقوقة. قعط روي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه أمر المتعمِّم بالتلحي ونهي عن الاقتعاط. قال أبو العباس احمد بن يحيى: قال ابن الأعرابي: يقال للعمامة المِقْعطة. وجاء فلان مقتعطاً، إذا جاء متعمِّما طابِقياً وقد نهي عنها. ونحو ذلك قال الليث. قال: ويقال قعطت العمامة قعطاً. وانشد: طُهَيّة مقعوطاً عليها العمائمُ وقال أبو عمرو: القاعط: اليابس. وقَعَط شعرُه من الحُفوف إذا يبس. وقال الأصمعي: قَعَط فلان على غريمه، إذا شدد عليه في التقاضي. وقعَّط وَثاقه، إذا شدده. أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: المِعْسَر: الذي يقِّعط على غريمه في حال عُسرته. ويقال قعّط على غريمه، إذا ألح عليه. قال: والقاعط: المضِّيق على غريمه. وفي نوادر الأعراب: يقال قعَّط فلان على غريمه، إذا صاح أعلى صياحه. وكذلك جَوَّق، وثَهَّتَ وجوَّر. وقال أبو حاتم: يقال للأنثى من الحِجْلان قُعَيطة. قال أبو عمرو: القَعْوطة: تقويض البناء، مثل القَعْوشة. وقال ابن السكيت: القَعْط: الطرد. ورجل قَعَّاطٌ: شديد السوق. قال: والقعط: الكَشْف وقد أقعط القوم عنه إقعاطاً، إذا انكشفوا انكشافا. قطع قال الله جل وعز.( قِطَعًا مِنْ اللَّيْلِ مُظْلِمًا) " يونس 27 " وقرئ "قطعا": والقطع: اسم ما قُطِع. يقال قطعت الشيء قطعاً، واسم ما قُطِع فسقَطَ قِطْع. واخبرني المنذري عن ثعلب أنه قال: من قرأ قِطْعاً جعل المظلم من نعته، ومن قرأ قِطَعاً من الليل فهو الذي له يقول البصريُّون الحال. واخبرني عن الحراني عن ابن السكيت قال: والقِطْع: مصدر قطعت. والقِطْع: الطائفة من الليل. قال: والقطع: طِنْفسة تكون تحت الرحل على كتفي البعير. والجميع قُطوع. وأنشد: أتتك العِيسُ تنفُخُ في بُراهـا تَكَشَّفُ عن مناكبها القُطوعُ قال: والقِطع: نصل قصير، وجمعه أقطاع. وقال الله جل وعز: (وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا)ً الاعراف 168 " أي فرقناهم فرقا قال: (وَتَقَطَّعَتْ بِهِمْ الْأَسْبَابُ) " البقرة166 " أي انقطعت أسبابُهم ووُصلهم. وأما قوله: (فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا) المؤمنون53 " فانه واقع، ، كقولك : قطعوا أمرهم. وقال لبيد: بمعنى اللازم: وتقطّعَتْ أسبابها ورمامُها أي انقطعت حبال مودتها. وقوله: (وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ)" يوسف 31 "أي قطعنها قطعا بعد قطع، وخدشن فيها خدوشا كثيرة، و لذلك ثقل. وقال جل وعز: (فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ)" الحج 15 " أجمع المفسرون على أن تأويل قوله " ثم ليقطع": ثم ليختنق. وهو محتاج إلى شرح يريد في.بيانه، والمعنى- والله أعلم - من كان يظن من الكفار أن الله لا ينصر محمداً حتى يظهره على الملل كلها فليُمتْ غيظاً، وهو تفسير قوله (فليمْدُد بسببٍ إلى السَّماء) والسبب: الحبل يشده المختنقُ إلى سقف بيته. وسماء كل شيء: سقُفه. ثم ليقطع، أي ليمد الحبل مشدوداً على حَلْقه مدًّا شديدا يوتره حتى يقطع حياته ونفسه خنقا. وقال الفراء: أراد ثم ليجعل في سماء بيته حبلا ثم ليختنق، به، فذلك قوله ثم ليقطع اختناقاً. قال: وفي قراءة عبد الله: (ثم ليقطَعْه) يعني السبب، وهو الحْبلُ المشدود في عنقه حتى تنقطع نفسه فيموت. وقال جل ذكره: (قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ) " الحج 19 " أي خيطت وسويت وجعلت لَبُوساً لهم.
وفي حديث ابن عباس قال: " نخل الجنة سعفها كسوة لأهل الجنة، منها مقطّعاتُهم وحُلَلُهم" وفي حديث آخر" أن رجلاً أتى إلى النبي، صلى الله عليه وعليه مقطعات له"، وفي حديث ثالث "وقت الضحى إذا تقطعت الظلال" أي قصرت. قال أبو عبيد: قال الكسائي: المقطعات: الثياب القصار. قال: وسميت الأراجيز مقطعات لقصرها. وقال شمر في كتابه في غريب الحديث: المقطعات من الثياب : كل ثوب يقطع من قميص وغيره. أراد أن من الثياب الأردية والمطارف، والأكسية والرباط التي لم تقطع وإنما يتعطف بها مَرَّهً ويُتَلفَّع بها أخرى ومنها القُمُص والجِبَاب والسَّراويلات التي تقطع ثم تخاط. فهذه هي المقطعات. وانشد شمر لرؤبة يصف ثورا وحشيا: كأنَّ نصِعاً فوقه مقطَّعـا مخالطَ التقليص إذْ تدرَّعا قال: وقال ابن الأعرابي: يقول: كأن عليه نصعا مقلصا عنه. يقول: تخال أنه ألبس ثوبا أبيض. مقلصا عنه لم يَبُلغْ كُراعَه، لأنها سود ليست على لونه. قال: والمَقطَّعات: برودٌ عليها وشى مقطع. قال: ولا يقال للثياب القصار. مقطَّعات. قال شمر: ومما يقوى قوله حديث ابن عباس في وصف سعف نخل الجنة: "منها مقطعاتهم". ولم يكن ليصف ثيابهم بالقصر، لأنه ذم وعيب. وأما قوله "إذا تقطعت الظلال" فان أبا عبيد قال: الظلال تكون ممتدة في أول النهار، فكلما ارتفعت الشمس قصرت الظلال فذلك تقطعه. وفي حديث الأبيض بن حَمّال المأرِبىّ أنه "استقطع النبي صلى الله عليه المِلْح الذي بمأرب فأقطعه إياه" يقال استَقطع فلان الإمام قطيعة من عفو البلاد فأقطعه إياها، إذا سأله أن يقطعها له مفروزة محدودة يملكه إياها، إذا أعطاه إياها كذلك فقد اقطعه إياها. والقطائع من السلطان إنما في عفو البلاد التي لا ملك لأحد عليها ولا عمارة توجب مِلْكا لأحد، فيقطع الإمام المستقطع منها قدر ما يتهيأ له عمارته بإجراء الماء إليه، أو باستخراج عين فيه، أو بتحجير عليه بيناء أو حائط يحرزه. وقال ابن السكيت: قال أبو عمرو: قِطاع النخل وقَطاعه، مثل الصِّرام والصِّرام، والجِداد والجَدادَ. قال: وأقطع النخل إقطاعا، إذا أصَرم وحان قطافه. ومقاطع القران: مواضع الوقوف، ومبادئه: مواضع الابتداء وعود مُقْطَع، إذا انقطع عن الضراب قال النمر بن تولب يصف امرأته: قامت تَبَاكَي أن سَبأتُ لفتيةٍ زقا وخابية بعودٍ مُقْطَعِ وقد أُقطع، إذا جَفَر. وناقة قَطُوع: ينقطع لبنها سريعا. ويقال هذا فرس يقطع الجري، أي يجري ضروبا من الجري لمرحه ونشاطه. وقطعت الخمر بالماء، إذا مزجتها. وقد تقطع فيها الماء. وقال ذو الرمة: تقطُّع ماء المُزْن في نُطف الخمرِ ويقال أقطع القوم، إذا انقطعت مياه السماء المزنِ فرجعوا إلى أعداد المياه. وقال أبو وَجْزة السعدي: تَزُور بي القَرْمَ الحَواري إنهـم مناهل أعداد إذا الناسُ أَقطعوا وبئر مِقطاع: ينقطع ماؤها سريعا. وأقطعت الدجاجُة، إذا انقطع بيضُها. أبو عبيد في الشيات: ومن الغُر المتقطعة، وهي التي ارتفع بياضها من المنخرين حتى تبلغ الغرة عينيه دون جبهته. وقال غيره: المقطع من الحلي هو الشيء اليسير منه القليل. وفي الحديث: "نُهى عن لُبْس الذهب إلا مقطَّعا"، وهو مثل الحَلْقَة والخُرْص وما أشبهه. والقُطَيعاء ممدود: التمر الشِّهريز. وقال الشاعر: باتوا يعشُّون القُطَيعاءَ ضيفَهم وعندهم البَرنيُّ في جُلَل دُسْمِ ويقال: مد فلان إلى فلان بثدي غير أقطعَ، ومَتَّ بالتَّاء مثلُه، إذا توسَّلَ إليه بقرابةٍ ومنه قول الشاعر: دعاني فلم أُورَأ به فأجبُته فمدَّ بثدي بيننا غير أقطعا ويقال قطع فلان على فلان العذاب، إذا لون عليه ضروباً من العذاب. ويقال قطع فلان ورحمه قطعا، إذا لم يصلها، والاسم القطيعة. وجاء في الحديث: "مَن زَوّج كريمَته من فاسق فقد قَطَع رحِمَها". وذلك أن الفاسق يطلقها ثم لا يُبالي أن يغشاها. ويقال قطعت الحبل قَطْعاً فانقطع، وقطعت النهر قَطعاً وقُطوعا. وقطعَتِ الطير تقطع قطوعاً، إذا جاءت من بلد إلى بلد في وقت حر أو برد؛ وهى قواطع الطير. وقال أبو زيد: قطعت الغربان إلينا في الشتاء قُطوعاً. ورجعت في الصيف رُجوعاً والطير المقيمة ببلد شتاءها وصيفها هي الأوابد.
وقطع بالرجل، إذا انقطع رجاؤه. ورجل متقطع به، إذا كان مسافراً فأبدع به وعطبت راحلته وذهب زاده وماله. ومتقطع كل شيء: حيث ينقطع، مثل منقطع الرمل والحرة وما أشبهها. والمنقطع الشيء نفسه. الحراني عن ابن السكيت قال: ما كان من شيء قطع من شيء. فإن كان المقطوع قد يبقي منه الشيء ويقطع قلت أعطني قطعة. ومثله الخرقة. وإذا أردت أن تجمع الشيء بأسره حتى تسمي به قلت: أعطني قطعة. قال: وأما المرة من الفعل فبالفتح قطعت قطعة. وقال الفراء: سمعت بعض العرب. يقول: غلبني فلان على قطعة من أرض يريد، أرضاً مفروزة مثل القطيعة. فإذا أردت بها قطعة من شيء قطع منه قلت قطعة. وقال غيره: القطعة موضع القطع من يد الأقطع، يقال ضربه بقطعته. وقال الليث: يقولون قُطِع الرجل، ولا يقولون قَطِع الأقطع لان الأقطع لا يكون أقطعَ حتى يقطعه غيره. ولو لزمه ذلك من قبل نفسه لقيل قَطِع أو قَطُع. ويجمع الأقطع قُطعانا. وامرأة قطيع الكلام، إذا لم تكن سليطة. ورجل قطيع القيام، إذا كان ضعيفا. وقد قطعت المرأةُ، إذا صارت قطيعا. ويقال أقطعني فلان نهراً، إذا أذن له في حفره. وأقطعني قُضباناً من كرمه، إذا أذن له في قطعها. وقال الليث: القِطْع: القضيب الذي يُقطع لبَرْي السهام، وجمعه قُطعانٌ وأَقطُع. قال الهذلي: في كفِّه جَشْءٌ أجش وأقطُعُ أراد بالأقطع السهام. قلت: هذا غلط، قال أبو عبيد: قال الأصمعي: القِطع من النصال: القصير العريض. وكذلك قال غيره، وسواء كان النصل مركبا في السهم أو لم يكن مركبا. وسمي النَّصل قِطْعاً لأنه مقطوع من الحديد، وربما سموه مقطوعا وجمعه المقاطيع. وقال الشاعر: أشفَّتْ مقاطيع الرُّماةِ فـؤادَهـا إذا سمعَتْ صوتَ المغرِّد تَصلِدُ قال: المقاطيع: النصال هاهنا. وقال الليث: يقال هذا الثوبُ يُقْطِعك قميصا، ويقطِّع لك تقطيعا، إذا صلح أن يقطع قميصا. وروي أبو حاتم عن الأصمعي أنه قال: لا اعرف هذا ثوبٌ يُقْطِع ولا يُقطِّع، ولا يقطِّعني ولا يَقْطعني، هذا كلُّه من كلام المولَّدين. قال أبو حاتم: وقد حكاها أبو عبيدة عن العرب. وقال الليث: يقال قاطعت فلانا على كذا وكذا من الأجر والعمل مقاطعة. وقال: ومقطَّعة الشَّعَر: هَنات صغار مثل شعر الأرانب. قلت: هذا ليس بشيء، واراه أراد ما قاله ابن شميل في كتاب الصفات: يقال للأرنب السريعة مقطَّعة النِّياط، ومقطِّعة الأسحار، ومقطعة السُّحور، لشدة عَدْوها، أنها تقطع رئات من يعدو على إثرها ليصيدها فلا يلحقها. ويقال للفرس الجواد: انه ليقطّع الخيل تقطيعا، إذا كان يسبقهن فلا يلحقنه ومنه قولُ الجمدي يصف فرساً: يقطّعهـن بـتـقـريبـه ويأوى إلى حُضُرٍ مُلْهِبِ ومن هذا قول عُمر في أبى بكر: "وليس فيكم من تَقَطَّعُ عليه الأعناق مثلُ أبي بكر" معناه ليس فيكم سابق إلى الخيرات تَقَطَّعُ أعناقُ مسابقيه إلى كل خير حتى يلحق شأوه أحد مثل أبي بكر، رضى الله عنهما. عمرو عن أبيه: يقال فلانٌ قطيعُ فلان، أي شبيهه في قدَّه وخَلْقه، وجمعه أقطعاء. والتقطيع: مَغْص يجده الإنسان في بطنه وأمعائه. ويقال جاءت الطير مُقْطَوطِعات وقواطعَ، بمعنى واحد. وفلان منقطع القرين، إذا لم يكن له مِثْلٌ في سخاءٍ أو فضل. و يقال قاطع فلانٌ فلانا بسيفيهما، إذا نظرا أيُّهما أقطع. وسيف قاطع وقطّاع ومِقطَع. وكل شيءٍ يُقطع. فهو مِقطَع. قال: والمَقطَع. موضع القَطْع. والمَقْطع: مصدر كالقَطع. والمَقْطَع: غاية ما قُطِع. ويقال مَقْطع الثَّوب، ومِقطع الرمل إلى حيث لا رمل وراءه. والمقطع: الموضع الذي يُقطع فيه النهر من المعابر. ورجل قَطُوعٌ لإخوانه ومِقطاع: لا يثبتٌ على مؤاخاة. وشيء حسنُ التقطيع، إذا كان حسنَ القَدّ ويقال لقاطع رحمه: إنه لقُطَعةٌ قُطَعٌ. وبنو قُطَيعة: حيُّ من العرب، والنسبة إليهم قُطعي. وقال الليث: القَطِيع: السوط المتقطّع. قلت: سمي السَّوط قَطِيعاً لأنهم يأخذون القد المحرم فيقطعونه أربعة سيور، ثم يفتلونه ويلوونه ويعلقونه حتى يجف، فيقوم قائما كأنه عصاً. سمي قطيعاً لأنه يقطع أربعة طاقات ثم يلوى. ومَقطَع الحق: حيثُ يفصَل بين الخصوم بنص الحكم. وقال زهير: فإنّ الحقَّ مقطَعُه ثلاثٌ يمين أو نفارٌ أو جِلاءُ
وقُطَّاع الطُّرق: الذين يُعارضون أبناء السبيل. فيقطعون بهم الطريق. وقال الليث: القاطع: مثال كالمِقْطَع يقطع عليه الأديم والثوب ونحوه. وقال أبو الهيثم: إنما هو القطاع لا القاطع قال: وهو مثل لحِاف ومِلحف، وسراد ومِسرد وقِرام ومِقرم، وإزار ومئزر، ونطاق ومنطق. وقَطَعات ا لشجر: أطراف أبنها التي تخرج منها إذا قُطِعت، الواحدة قطعة. والقُطع: البُهر. يقال قُطع الرجلُ فهو مقطوع. والفرس أيضا يأخُذه القُطْع. ويقال للفرس إذا انقطع عرق في بطنه أو شحم.: مقطوع، وقد قُطِع. وقال الليث: الأقطوعة: شيء تبعث به الجاريةُ إلى صاحبها علامة أنها صارَمته. وأنشد: قالت لجاريتيها اذهبـا اليه بأُقطوعةٍ إذ هَجَرْ وتقطيع البيت في بيوت الشعر: تجزئته بالأفعال. قال أبو ذؤيب: كأن ابنة السَّهمي دُرَّةُ قامسٍ لها بعد تقطيع النُّبوح وهيجُ أراد بعد هَدْء من الليل، والأصل فيه القطع وهو طائفة من الليل. والنُّبُوح: الجماعات. ويقال قطعتُ الحوض قَطْعاً، إذا ملأته إلى نصفه أو ثلثه ثم قطعت الماء منه. ومنه قول ابن مُقُبل، يذكر إبلا سقي لها في الحوض على عجلة ولم يروها: قطعنا لهنَّ الحوضَ فابتلَّ شَطرُه بشُربٍ غِشاشٍ وهو ظمآنُ سائرُه وأقطعت السماء بموضع كذا وكذا، إذا انقطع المطرُ هناك وأقلعت. ويقال: مَطرت السماء ببلد كذا. ورجل مُقْطَعٌ: لا ديوان له. وقال شمر: القَطْع: مَغَسٌ يجده الإنسان في بطنه. يقال قُطِّع فلان في بطنه تقطيعا، وهو مَغَس يجده في أمعائه. قال: ويقال للقوم إذا جفت مياه ركاياهم: أصابتهم قُطعة منكرة. وقد قَطَع ماء قليبكم، إذا ذهب ماؤها. وقال ابن شميل: تقول العربُ: اتَّقُوا القُطَيعاء، أي أن ينقطع بعضُكم من بعضٍ. في الحرب. ويقال للرجل القصير: انه لمقطَّع مجذر. أبو زيد: أقطع الرجل إقطاعاً فهو مُقطِعٌ، إذا لم يرد النساء ولم ينقشر عُجارٍمُه. قال: وقُطع بفلان قطعاً، إذا قطع به الطريق وإذا عجز عن سفره لنفقة هلكت أو راحلة عطبت، فقد انقطع به. ويقال للرجل الغريب بالبلد: قد أُقطِع عن أهله إقطاعاً فهو مُقْطَعٌ عنهم. وأقطعَ كلام الرجل إقطاعا فهو مُقْطِع، إذا بكتوه بالحق فلم يقدر على الجواب. وقَطَع ما قليبكم قُطوعاً، إذا قل ماؤها وذهب. وروي ابن شميل حديثا. مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أنه "نَهى عن لُبْس الذَّهَب إلا مقطَّعاً". قال النضر: المقطَّع: الخاتم، والقُرطُ، والشَّنْف. وقال أبو عبيد: المقطع هو الشيء اليسير منه: مثل الحَلْقة والشَّذرة ونحوها. وقال أبو سعيد: يقال: لأقطِّعن عنُق دابتي، أي لأبيعنه . وأنشد لأعرابي تزوج امرأة وساق إليها مهرها إبلا فقال: أقول والعَيساءُ تمشى والفُضُـلْ في جِلّةٍ منها عَراميسَ عُطُلْ قطعْتُ بالأحراحٍ أعناقَ الإبل. يقول: اشتريتُ الأحراح بإبلي. أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: الأقطع: الأصم. قال: وأنشدني أبو المكارم: إنَّ الأحيمِر حين أرجو رفـده غَمْراً لأقطَعٌ سيِّئُ الإصْرَانِ قال: والإصران: جمع إصر، وهو الخّنابة، وهو سم الأنف. قال: والحنّابتان: مَجرَياَ النفَس في المنخربن. أراد أنه يتصامم على ولا مَشَمَّ له مع ذلك، فهو أخشَمُ أصمّ . وقال أبو تراب: القُطْعة في طيِّئ كالعنعنة في تميم، وهو أن يقول يا أبا الحكا، يريد يا أبا الحكم، فيقطع كلامَه. قلت: وكل مامر في الباب من هذه الألفاظ واختلاف معانيها فالأصل واحد والمعاني متقاربة وإن اختلفت الألفاظ. وكلام العرب أخذ بعضه برقاب بعض، وهذا يدلك على أن لسان العرب أوسع الألسنة نطقا وكلاماً. عقد
قال الله جل وعز: ( يا أيُّها الذين آمنوا أَوْفُوا بالعُقود) "المائدة1" قيل العُقود العهود، وقيل الفرائض التي أُلزِموها. وقال الزَّجاج في قوله: "أوفوا بالعقود": خاطب الله جل وعز المؤمنين بالوفاء بالعقود التي عقدها عليهم و العقود التي يَعقدها بعضُهم على بعضٍ على ما يوجبه الدين. قال: والعُقود: العهود، واحدُها عَقْد، وهي أوكدُ العهود. يقال: عهِدتُ إلى فلان في كذا وكذا، فتأويله ألزمته ذلك، فإذا قلت عاقدته أو عَقَدتُ عليه، فتأويله أنك ألزمته ذلك باستيثاق. ويقال: عقدتُ الحبل فهو معقود، وكذلك العهد. وأعقدت العمل ونحوه فهو مُعْقَدٌ وعَقيد وروي بعضهم: عقدت العسل والكلامَ: أعقدت. وانشد: وكأنَّ رُبَّا أو كُحَيلاً مُعْقداً ويقال عقد فلان اليمين، إذا وكدها. وأخبرني المنذري عن ابن اليزيدي عن أبى زيد في قوله عز وجل: (وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ)" النساء 23" و (عاقدَتْ أيمانُكم) وقرئ: (عَقَّدت) بالتشديد، معناه: التوكيد كقوله: (وَلَا تَنقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا)" النحل91" في الحلف أيضاً. قال: فإما الحرف في سورة المائدة: (وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمْ)" المائدة 89" بالتشديد في القاف قراءة الأعمش وغيره، وقد قرئ بالتخفيف: (عقدتم). وقال الحطيئة: أولئك قومي إن بَنوْا أحسنوا البـنـا وان عاهدوا أوفَوْا وإن عاقدوا شدُّوا وقال في عقد: قومٌ إذا عَقُدوا عَقْداً لجارهم فقال في بيتٍ: عقدوا، وفي بيت عاقدوا. والحرف قرئ بالوجهين. ثعلب عن ابن الأعرابي: عقدة الكلب: قضيبه. وانما قيل له عقدة إذا عقدت عليه الكلبة فانتفخ طرفه. قال: والعقد: تشبُّث ظَبية اللَّعوة ببُسرة قضيب الثَّمثَم. والثَّمثَم: كلب الصيد. واللَّعوة: الأنثى. وظَبيتُها: حياؤها. وقال الأصمعي: العقدة من الأرض: البقعة الكثيرة الشجر، ذكره أبو عبيد عنه. وقال غيره: كل ما يعتقده الإنسان من العقار فهو عقدة له. ويقال: في ارض بني فلان عُقدةٌ تكفيهم سَنتَهم.معنا البلد ذو الشجر والكلأ والمرتع. وقال أبو عبيد: العَقِدة من الرمل والعَقَدة: المتعقِّد بعضُه على بعض، والجميع عقد وعقد وقال هميان: يفُتق طُرْقَ العَقدِ الرَّواتجا قال: وقال الأحمر: التعقُّد في البئر: أن يَخرُج أسفل الطي ويدخل أعلاه إلى جِراب البئر وجرابُها: اتساعها. ثعلب عن ابن الأعرابي: الذّنب الأعقَد: المْعوَجّ. وفحل أعقدُ، إذا رفع ذنَبه، وانما يفعل ذلك من النشاط. والعرب تقول: عَقد فلان ناصيُته، إذا غضِب وتهيّأ للشر. وقال ابنُ مُقْبل: أثابوا أخاهم إذْ أرادوا زياله بأسواط قِدٍ عاقدين النواصيا والعَقْد: عَقد طاق البناء، وجمعه عُقود، وقد عقَّده البناءُ تعقيداً. وموضع العَقْد من الحبل عُقْدة، ومنه عُقدة النكاح والأعقدة من التيوس: الذي في قرنه التواء. ورجلٌ أعقد، إذا كان في لسانه رَتَج. وأعقدت العسل فعَقَد وانعقَد، وعسل عقيد ، وكذلك عقيد عصير العنب. وتعقد القوس في السماء، إذا صار كأنه عَقْدٌ مبنى. والعاقد من الظباء: الذي ثنى عنقه والجميع العواقد. وقال النابغة الذبياني: حسانِ الوُجوِه كالظِّباء العواقدِ وهى العواطف أيضاً. واليعقيد: طعام يُعقَد بالعسل. والعِقْد: القلادة، وجمُعه العقود. وإذا أَرتَجَت الناقة على ماء الفحل فهي عاقد، وذلك أنها تعقد بذنبها فيعلم أنها قد حملت وعقدت فم الرحم على الماء فارتج. والحاسب يعقد بأصابعه إذا حسب. والعَقَد: قبيلة من العرب ينسب إليهم فلانٌ العَقَدي. وناقة معقودة القَرَا، إذا كانت وثيقة الظَّهر. وانعقَد النكاحُ بين الزَّوجين، والبيع بين البِّيعين. وانعقد عقد الحبل انعقاداً. ومَوضع العقد من الحبل مَعِقد، وجمعه مَعاقد. أبو العباس عن ابن الأعرابي: العَقَد: ترطب الرمل من كثرة المطر. وروضة عقدة، إذا اتصل نبتها. والعَقْد: الجمل القصير الصَّبور على العمل. وقال عرّام: عَقدَ فلانٌ عنقَه إلى فلانٍ وعكَدها، إذا لجأ إليه. شمر عن ابن الأعرابي: العُقدة من المرعى هي الجنْبة ما كان فيها من مرعى عام أول فهو عُقدةٌ وعروة، فهذا من الجَنْبة. وقد يضطر المال إلى الشجر فيسمى عُقدةً وعروة.
فإذا كانت الجنبة لم يقل للشجر عقدة ولا عروة. قال: ومنه سمِّيت العُقدة. وانشد: خضَبَتْ لها عُقَدُ البراق جَبينها من عَركها عَلجانَها وعرادَها عدق ثعلب عن ابن الأعرابي قال: هي العَودقة والعَدْوقةُ لخُطَّاف الدّلو. قال: وجمعها عُدُق. وقال الليث: العودقة: حديدة ثلاثُ شعب يستخرج بها الدّلو من البئر. وأعدقَ بيده في نواحي البئر والحوض كأنه يطلب شيئاً ولا يراه. وقال غيره: رجل عادقُ الرأي: ليس له صَيُّور يصير إليه. يقال عَدَق بطنه عدقاً، إذا رجمَ بطنِّة ووجّه الرأي إلى مالا يستبين رُشده. وقال ابن الأعرابي: العَدق: الخطاطيف التي تُخرج بها الدِّلاء، واحدها عَدَقة. قعد قال الله جل وعز: (وَالْقَوَاعِدُ مِنْ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا) "النور60" أخبرني المنذري عن الحرانى عن ابن السكيت قال: امرأة قاعدٌ، قعدَتْ عن المَحيض.فإذا أردت القُعود قلت قاعدة قال: ويقولون: امرأة واضع: إذا لم يكن عليها خمار.وأتان جامع، إذا حملتْ، قال: وقال: أبو الهيثم: القواعد من صفات الإناث، لا يقال رجال قواعد. قال: ويقال رجل قاعد عن الغَزْو، وقوم قُعَّادٌ وقاعدون. قال: وقعيدة الرجل: امرأته، والجمع قعائد، سمِّيت قعيدة لأنها تقاعدة. أبو عبيد عن الكسائي: يقول قِعْدَك الله مثل نشدتك الله.قال أيضاً قعِدَك الله، أي الله معك. وانشد: قَعيدَ كما الله الذي أنتما لـه ألم تسمعا بالبيضَتَين المناديا قال وأنشد غيره عن قُرَيبة الأعرابية: قعيدَكِ عَمرَ الله يا بنت مالـكٍ ألم تعلمينا نعِمَ مأوى المعصِّبِ قال: ولم أسمع بيتاً اجتمع فيه العَمْر والقَعِيد إلا هذا. قال: وقال الأصمعي: قِعدَك لا أفعلُ ذاك وقعيدَك. وقال متمِّم: قَعيدَكِ ألا تُسمِعينـي مَـلامةً ولا تنكئى قَرْحَ الفؤاد فييجَعا وقال أبو عبيد أيضاً في كتابه في النحو: عُليا مُضَر تقول: قَعيدَك لتفعلن كذا. قال: القعيد: الأب. واخبرني المنذري عن أبي الهيثم قال: القعيد: المقاعد. وانشد: قعيدَ كما الله الذي أنتما لـه ألم تسمعا بالبيضتين المناديا يقول: أينما قَعدت فأنت مُقاعِد لله، أي هو معك. قال: ويقال قعيدَك الله لا تفعل كذا، وقَعدك الله بفتح القاف، وأما قِعْدَكَ فلا أعرفه. ويقال قَعَد قَعْداً وقُعوداً. وأنشد: فقَعْدكِ ألا تُسمعيني مَلامةً قال: ويقال قعدت الرجل وأقعدته، أي خدمته، فأنا مُقْعِدٌ له ومقعد له. وأنشد: تَخِذَها سُرِّيّةً تقعِّده أي تخدمه. وقال الآخر: وليس لي مُقعِدٌ في البيت يُقْعدني ولا سَوامٌ ولا مِن فضّةٍ كـيِسُ وأما قول الله عز وجل: (عَنْ الْيَمِينِ وَعَنْ الشِّمَالِ قَعِيدٌ)" ق 17 " فإن النحويين قالوا: معناه عن اليمين قعيد وعن الشمال قعيد، فاكتفى بذكر الواحد عن صاحبه، كما قال الشاعر: نحن بما عندنا وأنـت بـمـا عندك راضٍ والرأي مختلف أراد: نحن بما عندنا راضون، وأنت بما عندك راضٍ. وقال الفرزدق: إنّي ضمنت لمن أتاني ما جنى وأبى وكان وكنت غير غَدُورِ ولم يقل غدورين. سلمة عن القراء: تقول العرب: قعد فلان يشتُمني وقام يشتمني، بمعنى طفِق. وأنشد لبعض بنى عامر: لا يٌقنِع الجاريةَ الخِضـابُ ولا الوشاحانِ ولا الجلبابُ من دون إن تلتقي الأركابُ ويَقُعدَ الأيُرَ له لـعـابُ كقولك يصير. وقول الله جل وعز: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ)" البقرة 127 " القواعد: الآساس، واحدتها قاعدة. وقال أبو عبيد: قواعد السَّحاب: أصولُها المعترِضة في آفاق السماء، شبهت بقواعد البناء، قاله في تفسير حديث النبي صلى الله عليه وسلم حين سأل عن سحابةٍ: "كيف ترون قواعدها و بواسقَها". فالقواعد: أسافلها والبواسق: أعاليها. ومن أمثال العرب السائرة: "إذا قام بك الشَّرُّ فاقعُدْ" يفسر على وجهين: أحدهما أن الشر إذا غلبك فذل له ولا تضطربْ فيه. والوجه الثاني أن معناه إذا انتصب لك للشرُّ ولم تجدْ منه بدا فانتصب له وجاهدْه. وهذا يروى عن الفراء.
أبو عبيد عن أبى عبيدة قال: القعيد: الذي يجيء من ورائك من الظباء التي يُتطير منها. قال: ومنه قول عبيد بن الأبرص. تَيسٌ قعيدٌ كالوشيجة أعضبُ ذكره في باب السائح والبارح. ومن دُعاء الأعراب على الرجل بالشر يقول أحدُهم للرجل: "حلبتَ قاعداً وشربتَ قائماً"، يقول: لا ملكتَ غير الشاء التي تُحلب من قُعود، ولا ملكت إبلا تحلبها قاتما. والشاءُ مال الضَّعْفَي والذُّلاّن، والإبل مال الأشراف والأقوياء. أبو عبيد عن الأصمعي: إذا صارت للفسيلة لها جذع قيل قد قَعَدت، وفي أرض افلان من القاعد كذا وكذا أصلا. وقال: فلان مُقْعَد الحسب، إذا لم يكن شرف. وقد أقَعَده آباؤه وتقعدوه. ومنه قول الطرِمّاح يهجو رجلا: ولكنَّـه عـبـدٌ تـقَـعَّـد رأيَه لئامُ الفحول وارتخاص المُناكح أي أقعد حسبه عن الكرم لؤمُ آبائه. وقال الخليل: إذا كان بيت فيه زحاف قيل له مُقْعَد. قلت: وأما قولهم رجل قُعدُدٌ وقُعدَدٌ إذا كان لئيما، فهو من الحسب المُقْعَد. وقال أبو عبيد: قال أبو عبيدة: الإقواء: نُقصان الحرف من الفاصلة، كقوله: أفبعدَ مقتلِ مالك بـن زُهَـيرٍ ترجو النساء عواقب الأطهار فنقَص من عروضه قوة. قال: وكان يسمِّى هذا المُقْعَد. قلت: وهذا هو الصحيح عن الخليل، وهذا غير الزحاف، وهو عيب في الشعر، والزحاف ليس بعيب. قلت: ويقال رجل قعيد النسب ذو قُعدُد، إذا كان قليل الآباء إلى الجد الأكبر. وفلان اقعد بني فلان، إذا كان أقربهم إلى الجد الأكبر. وكان عبد الصمد بن على بن عبد الله بن العباس الهاشمي أقعد بنى العباس نسباً في زمانه. وليس هذا ذما عندهم، وأما القعدد المذموم فهو اللئيم في حسبه. وروى أبو العباس عن عمرو عن أبيه قال: القُعدُد القريب النسب من الجد الكبر. والقُعددُ: البعيد النسب من الجد الأكبر، وهو من الأضداد. وقال ابن السكيت في قول البعيث: لقى مُقعَد الأنساب منقَطَعٌ به قال معناه انه قصير النَّسب، من القُعدد. وقوله "منقطَع به" أي لا سعى به، إن أراد أن يسمى لم يكن به على ذلك قوة بلغة أي شيء يَتَبلّغ به. وقال ابن شُميل: رجل مُقَعد الأنف، وهو الذي في منخريه سَعةٌ وقصر. وأما قول عاصم بن ثابت الأنصاري: أبو سليمان وريشُ المقعَـدِ ومُجْنأ من مَسْكِ ثَورٍ أجردِ فإن أبا العباس قال: قال ابنُ الأعرابي: المُقْعَد: فَرخ النَّسر، وريشُه أجودُ الرِّيش. قال: ومن رواه "المعقد" فهو اسم رجل كان يَريشُ السِّهام. وقيل: المقعَد: النَّسر الذي قُشَّب له حتى صِيدَ فأخِذ ريشُه. ورجل مقعد، إذا أزمَنَه داء في جَسَده حتى لا حَرَاكَ به. والإفساد والقُعاد: داء يأخذ النجائبَ في أوراكها، وهو شِبهُ ميل العجُز إلى الأرض. يقال أقعِدَ البعيرُ فهو مُقعَد. والمقعدة من الآبار: التي احتْفِرت فلم يُنبَط ماؤها فتُركت. وهي المُسهَبة عندهم. ويقال: اقتعَد فلاناً عن السَّخاء لؤمُ جِنْثِه. ومنه قول الشاعر: فاز قِدْحُ الكلبيِّ واقتعدت مَغْ راء عن سعيه عروقُ لئيم وقال الليث: القُعْدة من الدواب: الذي يقتعده الرجلُ للركوب خاصة. قال: والقَعُود والقَعودة من الإبل خاصة: ما اقتعده الراعي فركبه وحمل عليه زاده ومتاعه. والجميع قِعدان. وقال النضر بن شميل: القَعود من الذكور، والقَلوص من الإناث. وأخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: هي قَلوصٌ للبكْرة الأنثى، والبكر قَعودٌ مثل القلوص، إلى ان يُثْنِيا، ثم هو جَمَلٌ. قلت: وعلى هذا التفسير قولُ من شاهدتُ. من العرب: لا يكون القَعودُ إلا البكر الذّكَر، وجمعه قِعدانٌ ، ثم القَعَادين جمع الجمع. ولم أسمعْ قعودة بالهاء لغير الليث. وأخبرني المنذري أنه قرأ يخط أبي الهيثم للكسائي أنه سمع من يقول قَعودةٌ للقلوص، وللذكر قَعود. قلت: وهذا للكسائي من نوادر الكلام الذي سمعه من بعضهم، وكلام أكثر العرب على غيره. وقال النضْر: القُعدة: أن يقتعد الراعي قَعوداً من إبله فيركبه. فجعل القُعدة والقَعودَ وشيئاً واحدا. وقال الليث: القعيدة الجراد الذي لم يستو جناحاه. ثعلب عن ابن الأعرابي: القَعَد: الشُّراة الذين يحكِّمون ولا يحاربون قال: والقَعَد النَّخْلُ الصغار.
قلت: القَعَد جمع قاعدٍ في المعنيين، كما يقال خادمٌ وخَدَم، وحارس وحَرَس. والقَعَدي من الخوارج: الذي يرى رأي القَعَد الذين يَرَون التحكيم حق غير أنهم قعدوا عن الخروج على الناس. وجعل ذو الرمة فراخ القَطَا قبل نهوضها للطَّيرَان مُقْعَدات، فقال. إلى مُقعَداتٍ تطرُد الريحُ بالضَّحى عليهنَّ رَفْضاً من حَصاد القلاقلِ والمقعَدات: الضَّفادع أيضاً. وثَدي مقعد، إذا كان ناهدا. والقعِدة: ضرب من القعود كالجلسة. والقَعْدة: جلسة واحدة. وذو القَعْدة: الشهر الذي يلي شوالا. وقواعد الهودج: خشَبات معْتِرضاتٌ في أسفله يركب عيدان الهودج فيها. أبو عبيد عن أبي عمرو: القعيدة من الرمال: التي ليست بمستطيلة. وقال ابن دريد: القُعُدات: الرحال والسُّروج. عمرو عن أبيه، قال: المقُعَدة: الدَّوخلة من الخوص. قال: ورجل قُعدَد: لئيم الأصل. وقال: الإقعاد: قلة الأجداد، والإطراف كثرة الأجداد وكلاهما مدح. وقال النضر: القُعدة: أن يقتعد الراعي قَعُوداً من إبله فيركبه. والاقتعاد: الركوب يقول الرجل للراعي: نستأجرك بكذا وعلينا قُعدتك، أي علينا مركبك ، تركب من الإبل ما شئت ومتي ما شئت. وأنشد أبو عبيد للكميت: لم يقتعدها المعـجِّـلـون ولـم يَمسخْ مطاها الوُسوقُ والحَقَبُ وقال ابن بُزْرُج: قالوا: أقْعَدَ بذلك المكان، كما يقال أقام وأنشد: أقعدَ حتى لم يجد مُقْعنـدَدا ولا غداً ولا الذي يلي غداً وقال ابن الأعرابي في قول الراجز: تُعجِل إضجاعَ الجَشير القاعد قال: القاعد: الجوالق الممتلئ حباًّ، كأنه من امتلائه قاعد. والجشير: الجُوالق. ورحى قاعدة: يطحن الطاحن بها بالرائد بيده. وقال ابن السكيت: يقال: ما تقعدني عن ذلك الأمر إلا شغل، أي ما حبسني. وقال ابن دريد: رجل قُعدُد: قريب من الجد الأكبر، ورجل قُعدُد إذا كان خاملا. دعق أبو حاتم عن الأصمعي: دعق الخيل يدعقُها دعقاً، إذا دفعها في الغارة. وقال: أساء لبيد في قوله: لا يهمُّون بإدعاق الشْلَلْ وقال غيره: دعقَها وأدعقها لغتان. ويقال دعقت الإبل الحوض، إذا خبطته حتى تَثلمه قال: وطريق دعْق ومدعوقٌ ، أي موطوء ودعقَتْ الإبل الحوض دعقاً، إذا وردت فازدحمت على الحوض. وقال الراجز: كانت لنا كدَعقةٍ الوِردٍ الصَّدى قال إسحاق بن الفرج: قال أبو عمرو: طريق مدعوس ومدعوق، وهو الذي دعقه الناس وقال الأصمعي: طريق دَعْسٌ ودعقٌ، أي موطٌوء كثير الآثار. وفي نوادر الأعراب: مداعق الوادي، ومَثادقه، ومذابحه، ومهارقه: مَدافعه. ويقال أصابتنا دَعقهٌ من مطر، أي دُفعة شديدة. دقع روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال للنساء: "إنكنّ إذا جُعْتُنَّ دَقِعْتُنَّ، وإذا شبعتُنُّ خجِلتُنَّ" قال أبو عبيد قال أبو عمرو: الدَّقَع: الخضوع في طلب الحاجة والحرص عليها. والخجل: الكسل والتواني عن طلب الرزق. قال أبو عبيد: والدَّقَع مأخوذ من الدقعاء، وهو التراب، يعنى أنهن يلصقن بالأرض من الفقر والخضوع. وقال الكميت: ولم يَدقعوا عندما نـابـهـم لوقْع الحروب ولم يخجلوا يقول: لم يستكينوا للحرب. وقال ابن الأعرابي: الدَّقَع: سوء احتمال الفقر. والخجل: سوء احتمال الغنى. أبو عبيد عن الأحمر: الجُوع الدَّيقوع: الشديد، وهو اليرقوع أيضاً. وقال النضر: جوعٌ أدقَع ودَيْقوع، وهو من الدَّقعاء أبو عبيد: قال الفراء: المداقيع: الإبل التي تأكل النبت حتى تُلصقَه بالأرض. وقال أبو زيد: أدقعَ إلى فلان في الشيمة، إذا لم يتكرم عن قبيح القول ولم يألُ قَذْعَا. والمُدِقع: الفقير الذي قد لصِق بالتُراب من الفقر. وقال الليث: الداقع من الرجال: الذي يطلب مداقّ الكَسْب. قال: والداقع: الكئيب المتمُّ أيضاً. وقال شمر: أدقعَ فلان فهو مُدقع، إذا لزِق بالأرض فقرا. ويقال قد دَقِع أيضاً. ورأيت القوم صَقْعى دَقْعى، أي لازقين بالأرض. وقال ابن شميل. يقال بقية الدَّقعاء والأدقَع، يعني التُّراب. قال: والدُّقَاع: التُّراب. وقال الكميت يصف الكلاب: مَجازيع قَفـرٍ مَـداقـيعُـه مَسَاريفُ حين يُصِبْن اليسارا قال: ومَداقيع: ترضى بشء يسير. قال: والداقع الذي يرضى بالشيء الدُّون. وقال ابن دريد: يدعي على الرجل فيقال: رماك الله بالدَّوقَعة، فوعلة من الدقَع. قدع أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: القَدَع: الكفّ-قلت: جعله من قدِع يَقدع قَدَعاً -وفلان لا يَقدع، أي لا يرتدع قال: والقَدَع: انسلاق العين من كثرة البكاء. وكان عبد الله بن عمر قَدِعاً. أبو عبيد عن أبي زيد: قدِعَتْ عينُه قَدَعاً، إذا ضُعفتْ من طول النَّظر إلى الشيء وانشد شمر: كم فيهم من هجين أمُّـه أمَـهٌ في عينها قَدَعٌ في رجلها فَدَعُ أبو عبيد عن أبى زيد: تقادع القوم تقادُعاً، وهو أن يموت بعضُهم في اثر بعض. قال: وقال الفرّاء: قُدِعت لي الخمسون، إذا دنت منه. وأنشد: ما يسأل الناسُ عن سِنّي وقد قُدِعَتْ لي أربعون وطالَ الوِردُ والصَّدَرُ وقال شمر: سمعت ابن الأعرابي يقول قُدِعَتْ لي أربعون، أي أُمضِيَتْ. ويقال قَدَعها، أي أمضاها، كما يُقدع الرجل عن الشيء وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: قَدَع السِّتيِّنَ: جازها قلت: فاحتمل أن تُقدع فتَقْدَع، كما تقول: قدعت الرجلُ عن الأمر فقدع، أي كففتُه فكف وارتدع والقَدوع: الذي يُقدَع، فَعول بمعنى مفعول. وقال عرّام: امرأة قَدوع: تأنف من كل شيء. وقال الطرماح: وإلا فمد خول الفِناء قَدوعُ. قَدوع بمعنى مقدوع هاهنا. وقال أبو عبيد: قدعتُ الرجلَ وأقدعتهُ، إذا كففتُه عنك. والقِدعة من الثياب: دُرّاعة قصيرة. وقال ملُيحٌ الهذلي: بتلك عَلقِتُ الشوقَ أيام بِكـرُهـا قصيرُ الخُطَى في قِدعةٍ يَتعطَّفُ وامرأة قَدِعة: حيية قليلة الكلام. وانقدع فلان عن الشيء، إذا استحيا منه. والمِقدعة: عصاً يَقدع بها الإنسانُ عن نفسه. وتقادعَ القوم بالرماح، إذا تطاعنوا. وتقادعت الذِّبّان في المَرَق، إذا تهافتت فيه. وقال أبو مالك: يقال: مر به فرسُه يَقْدَع. ويقال: اقدعْ من هذا الشراب، أي اقطع منه، أي اشربه قطعا. وقال أبو العباس: المِجْوَل: الصُّدرة، وهي الصَّدار، والقِدعة، والعِدفة. عتق قال الله جل وعز: (وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ)"الج29" قال الحسن: هو البن القديم، ودليله قول الله تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا)"آل عمران 96" وقال غيره: البيت العتيق أُعتِق من الغرق أيام الطُّوفان، ودليله قوله تعالى: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ)"الحج26 )، وهذا دليل على إن البيت رُفِع وبقى مكانُه. وقيل إنه أُعتِق من الجبابرة ولم يدعه منهم أحد. أبو عبيد عن الأصمعي: عَتَقَت الفرسُ، إذا سبقت الخيل فنجَتْ. ويقال فلان مِعتاق الوَسِيقة، إذا أنجاها وسبق بها. ويقال عَتَّق بفيه يعتِّق، إذا بزَمَ، أي عضَّ. وعتَق التمرُ وغيره وعَتُق يعتق، إذا صار قديما. وعتَق فلان بعد استعلاج، إذا صار عتيقاً، وهو رقة الجلد. ورجل عتيق وامرأة عتيقة، إذا عَتَقا من الرِّقّة. ويقال هذا فرخ قطاةٍ عاتقٌ، إذا كان قد استقل وطار، ونُرى أنه من السَّبْق. وقال غيره: عَتَق من الرقّ يَعتق عِتقا، وعَتاقاً، وعتاقة. أبو عبيد عن الفراء قال: العِتْق: صلاحُ المال. يقال عتقتُ المال فَعَتق. أي أصلحُته فصَلَح. وأخبرني الإيادي عن شمِر أنه قال: العاتق: الجارية التي قد أدركت و بلغَتْ ولم تنزوَّج بعد. وأنشد: أقيدي دَماً يا أم عمرو هرقِتـهِ يكفَّيك يوم السِّتْر إذ أنت عاتقُ أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: العاتق: الجارية التي قد بلغت أن تدَّرع وعتَقَت من الصِّبا والاستعانة: بها في مِهَنْةِ أهلها، سمِّيت عاتقاً بهذا. وقال شمِر: يقال لجِّيد الشراب عاتق. وقال الأصمعي: عتَقت مني يمينٌ، أي سبقت. وقال أوس: علىَّ ألِيَّةٌ عتَقَتْ قديما وقال أبو زيد: أعتق يميَنه، أي ليس لها كفارة. قال: وقوله: "على أليةٌ عتقت قديما، أي لزمَتْني. وقال الليث: فرسٌ عتيق: رائعٌ بين العِتْق. قال: والعاتقان: ما بين المنكبين والعُنق، والجميع العواتق. قال: والعاتق من الزِّقاق: الجِّيد الواسع. وقال لبيد: أغلى السَّباء أدكـن عـاتـقٍ أو جَونةٍ قُدِحَتْ وفُتَّ خِتامُها قلت: جعل العاتق تبعاً للأدكن، لأنه أراد بكل أدكن عاتقٍ خمره التي فيه، وهو كقوله: "أو جونة قُدحت" وهي الخابية، وإنما يُقدح ما فيها. والقَدْح: الغَرْف. والمعَّتقة ضرب من العِطْر. وأما قول عنترة: كذَب العتيقُ وماءُ شَنٍ باردٌ فانه أراد بالعتيق التمرَ الذي قد عَتَق. خاطب امرأته حين عاتبتْه على إيثارة فرسَه بألبان إبله فقال لها: عليك بالتمر والماء البارد، وذري اللبن لفرسي الذي أحميك بركوبي ظهره. وعتِيق الطَّير هو البازي، في قول لبيد: كعتيق الطَّيرِ يُغْضي ويُجَلّْ وقال أبو عبيد: العاتق: الخمر القديمة. قال: ويقال هي التي لم يفُضَّ ختامها أحد. وقال حسَّان: أو عاتقٍ كدم الذَّبيح مُدامِ وقال الليث: المعتَّقة من أسماء الطِّلاَ والخمر. وقال الأعشى: وسَبِيّةٍ ممَا تعتِّـق بـابـلٌ كدم الذَّبيح سلبتُها جريالهَا وبَكْرةٌ عتيقة، إذا كانت نجيبة كريمة. أبو العباس عن الأعرابي: كل شيء بلغ النهاية جودة أو رداءة، أو حُسْنٍ أو قُبحٍ، فهو عتيق وجمعه عُتُقٌ. قال: والعتيق: التَّمر السِّهريز. قتع قال الليث: القَتَع: دُودٌ حمر تأكل الخشب، الواحدة قَتَعة. وقيل: القَتَع: الأرَضة. وأنشد: غادرتُهمْ باللِّوى صَرْعَى كأنهـم خُشْبٌ تقصَّف في أجوافها القَتَعُ أبو العباس عن ابن الأعرابي: هي السُّرْفة، والقَتَعة، والهِر نِصانة، والحُطْيِّطة، والبُطيِّطة، والسَّرْوَعة، والعَوَانة، والطُّحَنة. أبو عبيد: قاتَعه، إذا قاتله. وهي المقاتعة. قعظ أهمل غيرَ حرفٍ واحد جاء به العجاج: أقعِظوا إقعاظا قال الليث: أقعظَني فلان إقعاظاً، إذا أدخلَ عليك مشقَّةً في أمرٍ. كنت عنه بمَعزِل. عذق قال الأصمعي وغيره: العَذْق بالفتح: النَّخلة نفسها؛ والعذق بالكسر: الكِباسة، وجمعه عُذوق وأعذاق. قال: وأعذَقَ الإذخرُ، إذا أخرَجَ ثمرَه. وقال ابن الأعرابي: عَذَق السَّخبَرُ، إذا طال نباتُه، وثمرته عَذَقةٌ. وخَبْراء العَذَق معروفة بناحية الصَّمَّان. وقال الأصمعي: عذَقَ فلانٌ شاة له، إذا علَّق عليها صوفةً يَعرِفُها بها. قلت: وقد سمعت غير واحد من العرب يقول اعتذقت بكْرةً لأقتضبَها، أي أعلمت عليها لنفسي. وقال ابن الأعرابي: اعتذقَ الرجل واعتذقَ الرجلُ واعتذبَ، إذا أسبل لعمامته عَذبتين من خلف. وقال أعرابي: مِنّا من عُذِق باسمه، أي شُهر وعرف به. ويقال للذي يقوم بأمر النخل وإباره وتذليل عُذوقه: عاذق. وقال كعب ابن زهير يصف ناقة له: تنجو ويقطُر ذِفْراها على عُنقٍ كالجِذْع شذَّب عنه عاذقٌ سَعَفا ويقال: في بني فلانٍ عِذْقٌ كهل أي عز قد بلغَ غايتَه، وأصله الكِباسة إذا أينعت، تضرب مثلاً للشرف القديم. قال ابن مُقْبل: وفي غَطَفانَ عِذْق صِدقٍ مَّمنعٌ على رغم أقوام من الناس يانعُ فقوله عذق يانع، كقولك: عز كهل، وعِذْقٌ كهل وقال أبو تراب: سمعتُ عرّامًا يقول: كذَبتْ عَذَّاقته وعذّانته، وهي استه. وامرأة عَذَقانة، وشَقَذانة، وغَذَوانةٌ، أي بذيَّةُ سليطة. وكذلك امرأة سَلَطانة وسَلَمتَانة. وفي نوادر الأعراب: فلان عَذِق بالقلوب ولَبِق. وطِيب عَذِق، إذا كان ذكي الريح طيبا. ذعق قال الليث: الذُّعاق بمنزلة الزُّعاق: المُرّ. سمعنا ذلك من بعضهم، فلا أدري ألغةٌ هي أو لُثغة. قلت: ولم اسمع ذُعاق بالذال في شيء من كلام العرب، وليس بمحفوظ عندي. قذع جاء في الحديث: "من رَوى في الإسلام هجاء مُقْذِعاً فهو أحدا لشاتِمِيْنِ" والهجاء المُقْذِع: الذي فيه فُحش وقَذْفٌ وسَبُّ يقُبح ذكره. يقال أقذعَ فلان لفلان إقذاعاً، إذا شَتَمه شتما يُستفحَش، وهو القَذْع. وقال الليث: قذعتُ الرجل أقذَعه قَذْعا، إذا رميتَه بالفُحش من يقول. قلت: ولم اسمع قَذَعت بغير ألفٍ لغير الليث. وقال العجاج: بل أيُّها القائلُ قولاً أقذَعا أراد أنه أقذع فيه، وقيل أقذعا نعتٌ للقول، أراد قولا ذا قَذَع. وقال أبو زيد عن الكلابيين: أقذعتُه، بلساني إقذاعاً، إذا قهرته بلسانك. وقذعته بالعصا، إذا ضربتَه. قلت: أحسب الذي رُوى لأبى زيد عن الكلابيين بالدال لا بالذال. وروي أبو عبيد عن أبى عمرو: قدَعته عن الأمر، إذا كففته، وأقذعته بالذال إذا شتمته. وهذا هو الصحيح الغايةُ. وقرأت في نوادر الأعراب: تقذَّعَ له بالذال والدال، وتقذّح وتقزَّح، إذا استعد له بالشر. وقال ابن دريد: ذَعقه وزَعقَه إذا صاح به وأفزعه: قلت: وهذا من زيادات ابن دريد. قعث أبو عبيد عن أبى عمرو قال: إذا حفَن له من مالِه حَفنةً قال: قَعثْتُ له قَعثةً. وقال أبو زيد مثله. قال: وكذلك هِثْتُ و هَيْثاً له، إذا حَثَوتَ له وقال ابن المظفر: الإفعاث: الإكثار من العطية. قلت: وقد أباه الأصمعي. وقال رؤبة في أرجوزة له: أقَعثَني منه بسيبً مُقْعَثِ ليس بمنزورٍ ولا بريِّثِ وقال الأصمعي: قد أساء رؤبة حين قال "بسَيبٍ مُقْعَثِ" فجعل سيبه قعثا، وإنما القَعْثُ الهيِّن اليسر. وقال غيره: يقال أنه لقَعيث كثير، أي واسع. ومطر قعيثٌ: غزير. وروي ابن الفرج للأصمعي أنه قال: انقعثَ الجدارُ وانقعر وانقعف، إذا سقط من أصله. وروي عنه أيضاً أنه قال: اقتعثَ الحافر اقتعاثاً، إذا استخرج ترابا كثيراً من البئر. قال أبو تراب: وقال عَرّام: القُعَاث: داء يأخذ في أنوفها. قال: واقعثَ الشيء وانقعفَ، إذا انقلع. عثق أهمله الليث. وقال أبو عمرو: سحاب متعثِّق، إذا اختلط بعضُه ببعض. وفي لغات هذيل: أعثقت الأرض، إذا أخصَبت. عقر أبو عبيد عن أبي عبيدة: العاقر العظيم من الرمل. وعنه عن الأصمعي: العاقر من الرمال: الرَّملة التي لا تنبت شيئاً. وقال ابن شُمَيل: يقال ناقة عقير وجملٌ عَقير. قال: والعَقْر لا يكون إلا في القوائم عَقَره، إذا قطع قائمة من قوائمه. وقال الله في قصة ثمود: (فَتَعاَطَى فَعَقَرَ )"القمر29"، أي تعاطَى الشقيُّ عَقر الناقة فبلغَ ما أراد قلت: والعَقْر عند العرب: كَسْف عرقوب ا لبعير، ثم جُعِل النَّحر عقراً لأن العَقْر سبب لنحره، وناحِرُ البعير يعَقِره ثم ينحره. وفي حديث النبي صلى الله عليه حين قيل له يوم النَّفْر في أمر صفّية: إنها حائض، فقال: "عَقْرَي حَلْقَي، ما أراها إلا حابستَنا" قال أبو عبيد: معنى عَقْرَي عقَرها الله، وحَلْقَي: حَلَقَها . فقوله عقرها يعني عقر جسَدها. وحَلَقَها: أصابها الله بوجعٍ في حَلْقها. قال أبو عبيد، أصحاب الحديث يروونه "عَقْرَي حَلْقَي" وإنما هو "عَقراً حَلْقاً" قال: وهذا على مذهب العرب في الدعاء على الشيء من غير إرادة لوقوعه، لا يراد به الوقوع. وقال شمر: قلت لأبى عبيد: لم لا تجيز عَقْرَي؟ فقال: لان فعَلَى تجيء نعتاً، ولم تجيء في الدعاء. فقلتُ: روي ابن شُميل عن العرب: "مُطَّيرَي" وعَقري أخفُّ منها؟ فلم ينكره وقال: صيروه على وجهين. وفي حديث عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما مات قرأ أبو بكر حين صعِد إلى منبره فخطب: (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ)" الزمر30 " قال عمر: "فعَقِرتُ حتى خَرَرتُ إلى الأرض" قال أبو عبيد : يقال عَقِر وبَعِل، وهو مثل الدَّهَش. وأخبرني المنذري عن إبراهيم الحربي عن محمود بن غيلان عن النضر بن شُميل عن الهرماس بن حبيبٍ عن أبيه عن جده قال: بعث رسول الله عليه صلى الله عليه عيينة بن بدر حين أسلم الناسُ ودجاً الإسلام، فهجم على بني عدي بن جندب بذات الشُّقوق، فأغاروا عليهم وأخذوا أموالهم حتى أحضروها المدينة عند نبي الله صلى الله عليه، فقالت وفود بني العنبر أخذنا يارسول الله مسلمين غير مشركين حين خَضْرَ منا النعم. فرد النبي صلى الله عليه عليهم ذراريهم وعَقارَ بيوتهم. قال أبو الفضل: قال الحربي: رد النبي صلى الله عليه عليهم ذراريهم لأنهم لم يَرَ أن يَسبيَهم إلا على أمر صحيح، ووجَدَهم مُقِرّين بالإسلام. قال إبراهيم: أراد بعَقار بيوتهم أرَضِيهم. قلت: غلط أبو إسحاق في تفسير العَقَار هاهنا، وإنما أراد بعقار بيوتهم أمتعه بيوتهم من الثياب والأدوات.
أخبرني المنذري عن أبى العباس عن ابن الأعرابي أنه قال: أنشدني أبو محضة قصيدة وأنشدني منها أبياتا، فقال: هذه الأبياتُ عَقَار هذه القصيدة، أي خيارُها. قال: وعَقارُ البيت ونَضَده: متاعُه الذي لا يبتذل إلا في الأعياد والحقوق الكبار. قال: ومنه قيل: البُهْمَي عُقْر الكلأ أي خير ما رعَت الإبل. قال: بيتٌ حسنُ الأهَرة، والظَّهَرَة، والعَقار. قلت: والقول ما قال ابن الأعرابي: وعقار كل شيء: خياره. وقال أبو عبيد: سمعت الأصمعي يقول: عُقر الدار: أصلهُا في لغة أهل الحجاز، فأما أهل نجد فيقولون عقر قال: ومنه قيل العقار، وهو المنزل، والأرض، والضياع. قال: وقال أبو عبيدة: العُقْر والعُقُر، يخفف ويثقل: مؤخر الحوض. قال: ويقال للناقة التي تشرب من عُقر الحوض عَقِرة. وقال ابن الأعرابي: مَفْرغ الدلو من مؤخرة عُقْره، ومن مقدمة إزاؤه. قال أبو عبيد: العَقَاراء: اسم موضع. وانشد لحميد بن ثور يصف الخمر: ركودُ الحُميَّا طَلَّةٌ شابَ ماؤها لها من عَقاراء الكروم زَبيبُ قال شمر: ويروي هذا البيت لحميد: لها من عُقارات الكروم رَبيبُ قال: والعُقارات: الخمور ربيب، من يربُّها ويملكها. أبو عبيد عن الأصمعي: العقار: اسم الخمر. وروى شمر عن ابن الأعرابي: سميت الخمر عقارا لأنها تَعقِر العقل وقال غيره: سميت عقارا لأنها تلزم الدَّنَّ. يقال عاقَره، إذا لازمَه وداوم عليه. والمعاقرة: الإدمان. وقيل: سمِّيت عقاراً لمعاقرتها الدن ، أي ملازمتها إياه. أبو عبيد عن الأصمعي قال: المِعقَر من الرَّحال: الذي ليس بواق. قال أبو عبيد: لا يقال مِعقَرٌ إلاّ لما كانت تلك عادته فأما ما عَقَر مَرَّةً فلا يكون إلا عاقراً. قال أبو عبيد: وقال أبو زيد: سَرج عُقَر. وأنشد قول البعَيث: ألحَّ على أكتافهم قَتَب عُقَرْ وفي حديث النبي صلى الله عليه أنه قال: "خَمسٌ مَن قتلهنَّ وهو حرامٌ فلا جُناح عليه: العقرب، والفأرة، والغراب، والحدأ، والكلب العقور". قال أبو عبيد: بلغني عن سفيان بن عيينة أنه قال: معناه كل سبع عَقور ولم يخص به الكلب. قال أبو عبيد: ولهذا يقال لكل جارح أو عاقر من السباع: كلب عَقور مثل الأسد والفهد والنمر والذئب وما أشبهها. قلت: ولنساء الأعراب خَرَزة يقال لها العُقَرَة، يزعمن أنُها إذا علِّقت على حَقْو المرأة لم تحمل إذا وطئت. وروي عن ابن بزرج أنه قال: يقال امرأة عاقر، ولقد عَقُرت أشد العُقْر، وأعقر الله رحمها فهي مُعقَرة، وقد عَقُر الرجل مثل المرأة، ورجال عُقُر ونساء عُقر. وقالوا: امرأة عُقَرة مثل هُمَزة، وهو داء في الرحم. وأنشد ابن بزرج: سقَى الكلابيُّ العُقيلي العُقُرْ قال: والعُقُر: كل ما شربه إنسان فلم يُولدَ له، فهو عُقثر له. قال: ويقال أيضاً عَقَرَ وعَقِر، إذا عَقُر فلم يحمل له قال: وعُقَرة العلم النسيان. ويقال عَقرتُ ظهر الدابة، إذا أدبرتَه فانعقر، ومنه قوله: عقرتَ بعيري يا امرأ القيسِ فانزلِ وأما قوله: ويوم عقرتُ للعذارى مطّيتي فمعناه أنه نحرها لهن. والعُقْر للمغتَصَبة من الإماء كمهر المثل للحُّرَّة. وبَيْضة العُقرء يقال هي بيضة الديك، يقال انه يبيض في السنة بيضة واحدة ثم لا يعود، يضرب مثلا للعطِية النَّزْة التي لا يربُّها مُولِيها ببرَّ يتلوها. وقال الليث: بيضة العقر: بيضة الديك، تُنسب إلى العُقر لان الجارية العذراء يُبلَى ذلك منها ببيضة الديك، فيعلم شأنها، فتضرب بيضة الديك مثلا لكل شيء لا يستطاع مَسُّه رخاوةً وضعفا. وخلَّط الليث في تفسير عَقْر الدار وعَقْر الحوض، فخالف بما قال الأمة، وقد أمضيت تفسيرهما على الصحة، ولذلك أضربت عن ذكر ما قال الليث. قال: وقال الخليل: سمعتُ أعرابيا من أهل الصَّمَّان: يقول: كل فُرجة. تكون بين شيئين فهو عَقْر وعُقْر لغتان. قال: ووضع يديه على قائمتى المائدة ونحن نتغدى فقال: ما بينهما عُقْر. قال والعَقْر: القصر الذي يكون معتمدا لأهل القرية. وقال لبيد: كعَقْر الهاجري إذا ابتناه بأشباه حُذِينَ على مثالِ وقال غيره: العَقْر: القصر على أي حال كان.
وقال الليث: العقر: غيم ينشا من قبل العين فيغشي عين الشمس وما حواليها. قال: وقال بعضهم: العقر غيم همي ينشأ في عُرض السماء ثم يقصد على حياله من غير أن تبصره إذا مر بك، ولكن تسمع رعده من بعيد. وأنشد لحميد بن ثور يصف ناقة: وإذا احزألَّت في المُنَاخ رأيتَها كالعَقْر أفرده العَماءُ الممطرُ قال: وقال بعضُهم: العَقْر في هذا البيت: القصر، أفرده العماء فلم يظَلِّلْه وأضاء لعين الناظر لإشراق نور الشمس عليه من خلال السحاب. وقال بعضهم: العَقْر: القطعة من الغمام. ولكل مقال لأن قطع السحاب تشبه بالقصور. وإما قول لبيد: لما رأى لُبَدُ النُّسورَ تطـايرتْ رفَعَ القوادمَ كالعقير الأعزل من رواه "العقير" قال: شبَّه النَّسر لما تساقطَ ريشُه فلم يَطِرْ بفرس كُسِف عرقوباهُ فلم يُحضِر. والأعزل: المائل الذنَب. وقال بعضهم: عَقْر النخلة: أن يُكشَط ليفُها عن قُلْبها ويُستخرج جَذَبُها، وهو جُمَّارُها، فإذا فُعِل بها ذلك يبست ولم تصلح إلا للحطَب. يقال عَقر فلان ا لنخلة، فهي معقورة وعقير. ومعاقرة الخمر: إدمانُ شُربها، أخذ من عُقر الحوض، وهو مقام الواردة، فكأن شاربها يلازم شربها ملازمة الإبل الواردة عُقرَ الحوض حتى تَروَي. ويقال رفع فلان عقِيرتَه يتغنى، إذا رفع صوته بالغناء. واصله أن رجلا أصيب عضو من أعضائه وله إبل اعتادت حداءه، فانتشرت عليه إبلُه فرفع صوته بالأنين لما أصابه من العقر في بدنه، فتسَّمعت له إبلُه فخيِّل إليها أنه يحدو بها فاجتمعت وراعَتْ إلى صوته، فقيل كل من رفع صوتَه بالغناء: قد رفَع عقيرته. وأما قول طُفيل يصف هوادج الظعائن: عَقاراً يظلُّ الطَّيرُ يخطف زهوَه وعاَلْينَ أعلاقاً على كل مُفْـأمِ فإن الأصمعي رفع العين من قوله "عُقارا"، وقال: هو متاع البيت. وإما أبو زيد وابن الأعرابي فروياه "عَقارا" بالفتح، وقد مر تفسيره في حديث الهِرماس. وقال أبو زيد: عقار البيت: متاعه الحسن. قال: ويقال للنخل خاصة من بين المال عَقَار. ثعلب عن ابن الأعرابي: العُقَرة: خَرزةٌ تعلَّق على العاقر لتلد. قال: والقُرَرة: خرزة للعين. والسُّلْوانة: خرزة للإبغاض بعد المحبة. وقال الأصمعي: العَقَر: أن يُسلم الرجل قوائمه فلا يقدر أن يمشي من الفَرَق. و يقال رجَعت الحربُ إلى عُقْرٍ، إذا سكنت. وعَقْر النوى: صرفها حالا بعد حال. وقال أبو وَجزةَ: حلّت به حَلّةً أسمـاء نـاجـعة ثم استمرت بِعقرٍ من نَوًى قَذَفِ والعَقْر: موضع. والعُقير: قرية على شاطئ البحر بحذاء هَجَر. وقال أبو سعيد: المعاقَرة: المُلاعَنة، وبه سمي أبو عبيدة كتاب المعاقرات. وكلا عُقار: يعَقِر الإبل و يقتلُها. قال: ومنه سمي الخمر عقارا لأنها تعقر العقل. وقد قاله ابن الأعرابي. وعُقْر النار: مُعظَمها ووسطه، ومنه قول الهذلي: كأن ظُباتِها عُقُرٌ بعيجُ شبه النصال وحدها بالجمر إذا سُخِيَ وتعقَّر شحم الناقة، إذا اكتنز كل موضع منها شحما. و يقال عُقِر كلأ هذه الأرض، إذا أكل. وقد أعقرتك كلأ موضع كذا فاعقِره، أي ارعَهُ. وأخبرني المنذري عن أبى الهيثم أنه قال: العَقَّار والعقاقير: كل نبتٍ ينبُت مما فيه شفاء يُستَمشى به قال: ولا يسمى شيء من العقاقير فُوهاً، يعنى واحد أفواه الطِّيب إلا التي لها رائحة تُشَمُّ. وروي عن الشعبي أنه قال: ليس على زان عُقرٌ. قال ابن شميل: عُقر المرأة: مَهرها، وجمعه أعقار. وقال أحمد بن حنبل: العقر: المهر. وقال ابن المظفر. عُقر المرأة: دية فرجها إذا غُصِبت فَرجَها. وقال أبو عبيدة: عُقر المرأة: ثواب تُثابُه المرأة من نكاحها. ويقال عُقِرت ركيّتهم، إذا هُدمت. وقال أبو عبيد في باب البخيل يعطي مرة ثم لا يعود: "كانت بيضة الديك". قال: فأن كان يعطى شيئا ثم يقطعه آخر الدهر قيل للمرة الأخيرة: "كانت بيضة العُقْر" عرق شمر قال: أبو عمرو: العِراق مياه بنى سعد بن مالك، وبني مازن بن عمرو بن تميم. ويقال: هذه ابل عراقية. قال: وسمِّيت الِعراق عِراقاً لقربها من البحر. قال: وأهل الحجاز يسمون ما كان قريبا من البحر عِراقا. ويقال أعرق الرجلُ فهو مُعرِقٌ، إذا أخَذَ في بلد العراق.
وقال أبو سعيد: المُعْرِقة: طريق كانت قريش تسلكه إذا سارت إلى الشام تأخذ على ساحل البحر، وفيه سلكت عير قريش حين كانت وقعة بدر. ومن هذا قول عمر لسَلْمان: "أين تأخذ إذا صَدَرت، أعلى المُعْرِقة أم على المدينة". وأخبرني المنذري عن إبراهيم الحربي أنه قال في تفسير الحديث الذي جاء عن النبي صلى الله عليه أنه "وقّتَ لأهل العراق ذات عرق" قال: العِراق شاطئ البحر أو النهر، فقيل العراق لأنه على شاطئ دجلة والفرات حتى يتصل البحر، وهو اسم للموضع. وعَلِمَ النبيُّ صلى الله عليه انهم سيُسلمون ويحجُّون، فبيَّن ميقاتهم. وقال الليث: العراق: شاطئ البحر على طوله، وقيل لبلد العراق عراق لأنه على شاطئ دجلة والفرات عداء حتى يتصل بالبحر. وقال أبو عبيد: قال الكسائي والأصمعي: أعرقنا، أي أخذنا في العراق. وقال بعضهم: العراق مُعَرَّبٌ، وأصله إيران فعرّبته العرب فقالت: عراق. قلت: والقول هو الأول. وقال أبو زيد: استعرقت الإبل، إذا رعَت قُرب البحر، وكلُّ ما اتصل بالبحر من مَرعًى فهو عِراق. وقال أبو عبيد: قال أبو زيد: إذا كان الجلد في أسافل الادأوة مثْنياًّ ثم خُرِزَ عليه فهو عِراق، فإذا سُوَّىَ ثم خُرِزَ عليه غير مَثنى فهو طِباب. أبو العباس عن ابن الأعرابي، قال: العُرُق: أهل الشرف، وأحدهم عريق وعَرُوق. قال: والعُرُق: أهل السلامة في الدين. وغلام عَريق: نحيف الجسم خفيف الروح. والمِعْرق: حديدة يُبرَى بها العُراق من العِظام. يقال عَرقت ما عليه من اللحم بمِعرق، أي بشفرة. وفي حديث مرفوع أن النبي صلى الله عليه أتِىَ بعَرَقٍ من تَمْر. هكذا رواه ابن جَبَلة وغيره عن أبى عبيد، وأصحاب الحديث يخففون فيقولون عَرْق. وقال أبو عبيد: قال الأصمعي: العَرَق: السَّفيفة المنسوجة من الخُوص قبل أن يسوى منها زَبيلٌ، فسمي الزَّبيل عَرَقاً، لذلك، ويقال له عَرَقَةٌ أيضا. قال: وكذلك كل شيء يصطف مثل الطير إذا اصطَّفْت في السماء، فهو عَرَقة. وقال غيره: وكذلك كل شيء مضفور عَرْضاً. فهو عَرَق. وقال أبو كبير الهذلي: نغدو فنترك في المزاحف مَن ثَوى ونُمِرُّ في العَرقات من لم نقتـلِ يعني نأسرهم فنشُدُّهم في العَرَقات، وهي النُّسوع. وفي حديث آخر أن النبي صلى الله عليه فال: من أحيا أرضاً مَيْتةً فهي له، وليس لعرقٍ ظالم حق. قال أبو عبيد: قال هشام بن عروة وهو الذي روي الحديث-العِرق الظالم: أن يجيء. الرجل إلى ارض قد أحياها رجل قبله فيَغرِس فيها غرساً، أو يُحدث فيها شيئاً ليستوجب به الأرض. فلم يجعل له النبي صلى الله عليه به شيئا، وأمره بقلع غراسه ونقض بنائه، وتفريغه لمالكه. وفي حديث آخر روي عن عِكراش ابن ذؤيب انه قدم على النبي صلى الله عليه بإبل من صَدَقات قومه كأنها عُروق الأرطَي. قلت: عُروق الأرطي طوال ذاهبة في ثرى الرمال الممطورة في الشتاء، تراها إذا استخرجت من الثرى حمرا تقطر ماء وفيها اكتناز. فشبه الإبل في ألوانها وسمنها وحسنها واكتناز لحومها، بعروق الأرطي. وعروق الأرطي يقطر منها الماء لانسرابها في ري الثرى الذي انسابت فيه. والضباء و بقر الوحش تجيء إليها في القيظ فتستثيرها من مساربها وتترشّف ماءها، فتَجزا به عن ورود الماء وقال ذو الرمة يصف ثورا حفر اصل أرطاة ليكنس فيه من الحر فقال: تَوخّاه بالأظلاف حتـى كـأنّـمـا يُثير الكُبابَ الجعدَ عن مَتن مِحمَلِ الكُباب: ما تكبب من الثرى وجَعُد لرطوبته. والمِحْمَل: حمالة السيف من السُّيور. شبه حمرةَ عروقِ الأرطي بحمرتها. وفي حديث آخران النبي صلى الله عليه "دخل على أم سلمة وتناول عِرقْاً ثم صلى ولم يتوضأ" العَرْق جمعُه عُراق، وهي العظام التي اعترِق منها هَبْر اللحم وبقي عليها لحوم رقيقة طيبة، فتكسر وتطبخ، ويؤخذ إهالتها من طُفاحتها، ويؤكل ما على العظام من عُوَّذ اللحم الرقيق، ويُتَمَشش مُشاشُها. ولحمُها من امرأ اللُّحمان وأطيبها. يقال عرقن العظم وتعرَّقته واعترقُته، إذا أخذت اللحمَ عنه نَهْساً بأسنانك وعظم معروق، إذا نُفِيَ عنه لحمه. وانشد أبو عبيد لبعض الشُّعراء: ولا تُهدِي الأمر وما عليه ولا تُهدِنَّ معروقَ العظامِ
والعُرام مثل العُراق، قاله الرياشي. يقال عَرَمت العظم أعرُمه. قال: والعِظامُ إذا كان عليها شيء من اللحم تسمى عُراقا. وإذا جردت من اللحم تسمَّى عُراقا أيضاً، وهو قول أبي زيد. وفرس معروق ومُعتَرَق، إذا لم يكن على قصبه لحْمُ. وقال الشاعر: قد أشهد الغارةَ الشعواءَ تَحملنـي جرداء معروقة الَّلحيينِ سُرحُوبُ وإذا عرى لَحْياها من اللحم فهو من علامات العِتْق. وفرس معرَّق، إذا كان مضَّمرًا، يقال عرّق فرسَه تعريقا، إذا أجراه حتى سال عَرقُه وضَمَر وذهب رَهَلُ لحمه. والعريق من الخيل: الذي له عِرْقٌ كريم. وقد أعرق الفرسُ، إذا صار عريقا كريما. والعرب تقول: إن فلان لمُعَرقٌ له في الكرم، وفي اللؤم أيضا. ويقال أعرق فيه أعمامه وأخواله وعرَّقُوا فيه. وقال عمر ابن عبد العزيز: "إن امرأ ليس بينه وبين آدم أبٌ حيُّ لمُعْرَق له في الموت". ويقال أعرقتِ الشجرةُ، إذا انساب عروقُها في الأرض. وتعرّقَتْ مثله. والعروق: عُروق نبات فيها صُفرة يصبغ بها. ومنها عروق حُمر يصّبغ بها أيضا. أبو عبيد عن الأصمعي: العَرَقة: الطُّرَّة. تنسج على جوانب الفُسطاط. والعَرَقة: خشبة. تُعرض على الحائط بين اللَّبِن. وجَرَى الفرس عَرَقاً أو عَرَقين، أي طَلَقاً أو طَلَقين. والمعرق من الشراب: الذي قُلِّل مِزاجُه، كأنه جُعل فيه عِرقٌ من الماء. والعَرَق: السَّطْر من الخيل، وهو الصف. وقال طُفيلٌ الغَنَويُّ يصف الخيل: كأنهن وقد صَدَّرن مِن عَرَقٍ سيدٌ تمَطَّرَ جُنْحَ اللَّيلُ مبلولُ قال شمر: صدرن، أي أخرجن صدورهنَّ من الصف، زعم ذلك أبو نصر. قال: وخالفه ابن الأعرابي، فرواه "صُدِّرنَ من عَرَق"، أي صُدِّرن بعدما عَرِقْن، يذهب إلى العرق الذي يخرج منهن إذا اجرِينَ. وقال ابن الأعرابي: أعرقت الكأس وعرقتها، إذا أقللت ماءها. وانشد قول القطامي: ومصرَّعِينَ من الكَـلالِ كـأنـمـا شرِبوا الطَّلاءَ من الغبوقِ المُعْرَقِ قال: وعرّقت في الدلو وأعرقت فيها، إذا جعلت فيها ماء قليلا وأنشد هو أو غيره: لا تملأ الدَّلوَ وعرَّقْ فيهـا ألاَ تَرَى حَبارَ من يسقيها وفي حديث عمر انه قال: "ألاَ لا تُغالوا صُدُقَ النساء. فإن الرجل يغالي بصداقها حتى يقول جَشِمتُ إليك عَرَق القِربة". قال أبو عبيد: قال الكسائي: عَرَق القربة: أن يقول نَصِبتُ لك وتكلفتُ حتى عرِقتُ كعرَق القِربة. وعَرَقها: سيلان مائها. قال: وقال أبو عبيدة: عرق القربة: أن يقول تكلفت إليك مالم يبلغه أحد حتى جَشِمتُ ما لا يكون لان القربة لا تعرق. وهذا مثلُ قولهم: "حتّى يَشيب الغُرابُ ويبيضَّ القار" وقال شمر: قال ابن الأعرابي: عَرَق القربة وعلَقها واحد، وهو مِعلاق تُحمَل به القربة. قال: ويقال فلان عِلْق مَضِنَةّ وعِرقُ مَضِنّةِ، بمعنى واحد، سمي عِلْقاً لأنه عَلِق به لحبه اياه يقال ذلك لكل ما أحبه. وقال أبو عبيد: وقال الأصمعي: عَرَق القربة كلمة معناها الشدة قال: ولا ادري ما أصلها. وانشد قول ابن الأحمر: ليست بمَشْتَمةٍ تُعـدُّ وعَـفـوُهـا عَرَق السقاء على القَعود اللاغبِ قال أبو عبيد أراد انه يسمع الكلمة تغيظه وليست بمشتمةٍ فيأخذ بها صاحبها وقد أبِلغَتْ إليه كعَرَق السقاء على القعود اللاغب وأراد بالسِّقاء القربة. وقال شمر: والعَرَق: النَّفْع والثَّواب. تقول العرب: اتَّخذْت عند فلان يدا بيضاء وأخرى خضراء فما نِلتُ منه عَرَقاً. وانشد: سأجعلُه مكانَ النُّون منِّـى وما أعطِيتُه عَرَقَ الخِلالِ يقول: لم أعطَه للمخالَّة والموادَّة كما يعطى الخليلُ خليلَه، ولكني أخذتُه قَسراً. أبو عبيد عن أبى زيد: يقال لقيتُ منه ذاتَ العَرَاقيِ، وهي الداهية. قال: وقال الأصمعي: يقال للخشبتين اللتين تُعرَضان على الدلو كالصليب: العَرْقُوَتان، وهي العَراقي. وقال الكسائي: يقال إذا شددتهما عليها: قد عَرقَيتُ الدَّلوَ عَرقاةً. وقال الأصمعي أيضا: العَرقوتان: الخشبتان اللتان تضمان ما بين واسط الرجل والمؤخرة. والعرب تقول في الدعاء على الرجل: استأصل الله عرقاته، ينصبون التاء لأنهم يجعلونها واحدة مؤنثة.
وقال الليث: العِرقاة من الشجر أرومُه الأوسط، ومنه تنشعب العروقُ، وهي على تقدير فِعلاة. قلت: ومن كسر التاء في موضع النصب وجعلها جمع عِرْقةٍ فقد أخطأ. وقال شمر: قال ابن شميل: العَرقُوة: أكَمة تنقاد ليست بطويلة في السماء، وهي على ذلك تُشرِف على ما حولها، وهي قريب من الروض أو غير قريب من الروض. قال: وهي مختلفة، مكان منها لين ومكان منها غليظ، وإنما هي جانب من أرض مستوية، مشرف على ما حوله. والعراقي: ما اتصل من الإكام وآض كأنه حرف واحد طويل على وجه الأرض. وأما الأكمة فإنها تكون ملمومة. وأما العَرقُوةُ فتطول على وجه الأرض وظهرها، قليلهُ العرض، لها سَنَدٌ، وقُبْلها نجافٌ وبِرَاقٌ ليس بسهل ولا غليظ جدا، يبت، فإما ظهره فغليظ خَشِنٌ لا يُنبت خيراً. وقال أبو خيرة: العَرقُوة والعَراقي: ما غلُظ منه فمنعك من عُلوِّه. قلت: وبها سميت الدَّاهيةُ العظيمة ذات العراقي، ومنه قول عوفِ بن الأحوص: لقِينا من تدرُّئكم عـلـينـا وقَتْلِ سَراتنا ذاتَ العَرَاقي ويقال: إن بِغنَمك لعِرْقاً من لبن، قليلا كان أو كثير. وقال أبو عمرو: العِراق تقارب الخَرْز، يضرب مثلا للأمر فيقال: لأمره عراق إذا استوى. و إذا لم يستو قيل: ليس لأمره عراق. ويقال عرقت القرية فهي معروقة من العراق. وقال أبو زيد: يقال ما أكثَرَ عَرَقَ غنمِه، إذا كثرة لبنها عند ولادها. وقال الليث: اللبن: عَرَق يتحلب في العروق حتى ينتهي إلى الضَّرْع. وقال الشماخ يصف إبلا: تُضحي وقد ضَمِنَتْ ضَرّاتُهاعَرَقـاً من ناصع اللَّون حُلو الطَّعم مجهود قلت: ورواه الرواة "غُرَقا" وهو جمع الغُرقة، وهي الجُرعة من اللَّبَن وقال الليث: لبِن عَرِقٌ، وهو الذي يُخضُّ في السِّقاء ويعلق على البعير ليس بينه وبين جنب البعير وقاء، فيعرق ويفسد طعمُه من عَرَقه. قال: والعِرق: الحَبْل الصغير. وقال الشماخ: ما إن يزال لها شـأوٌ يقـدِّمـهـا مُحرَّب مثلُ طوطِ العِرق مجدول وفي النوادر: يقال تركت الحق مُعْرِقاً وصادحاً، وسائحاً، أي لائحاً بينا. أبو عبيد عن الكسائي: عَرَق في الأرض عُروقاً، إذا ذهب فيها. وقال غيره: العِرْق: الواحد من أعراق الحائط يقال رفع الحائط بعِرقٍ أو عِرْقين. ورجلٌ عُرَقةٌ: كثير العَرَق. وقد تعرَّقَ في الحّمام. قعر قال الله جل وعز: (كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ)" القمر20 " معنى المنقعر المنقلع من أصله. وقال ابن السكيت: يقال قعرتُ النخلة، إذا قلعتَها من أصلها حتى تسقُط. وقد انقعرت هي. وقال لبيد يرثى أخاه: وأربَدُ فارسُ الهيجا إذا ما تقعّرت المَشاجر بالفئامِ وأخبرني الإيادي عن شمر عن ابن الأعرابي أنه قال: أبو عبيدة في مجلس واحد في ثلاثة أحرف فقال: ضربته فانعقر، وانما هو فانقعر. وقال: في صدره حَشك والصحيح حَسَك. وقال: شُلَّت يدُه، والصواب شَلَّت يده. أبو عبيد عن ا لكسائي: إناء نَصْفانُ وشَطْرانُ: بلغ ما فيه شَطرَه، وهو النصف. وإناء قَعرَانُ: في قعره شيء. ونَهْدَانُ، وهو الذي علا وأشرف والمؤنث من هذا كله فَعْلَى. وقال الكسائي: قَعَرْتُ الإناء، إذا شربتَ ما فيه حتى تنتهيَ إلى قَعْرهِ. وأقعرْت البئر، إذا جعلتَ لها قعراً. ويقال بئر قَعِيرة، وقد قَعُرتْ قَعارةً. وقَعَرتُ شجرة من أرومتها فانقعرت. وامرأة قعيرةٌ وقَعِرة، نَعتُ سوء في الجماع. وقَعر كل شي: أقصاه. وقعر الرجلُ، إذا روي فنظر فيما يغمض من الرأي حتى يستخرجه. ثعلب عن أبن الأعرابي: القَعَر: العقل التام. و يقال هو يتقعر في كلامه، إذا كان يتنحى وهو لحانة، ويتعاقل وهو هِلباجة. وقال أبو زيد: يقال ما خرج من أهل هذا القعر أحد مثله، كقولك: من أهل هذا الغائط، مثل البصرة والكوفة. وقال ابن الأعرابي: قالت الدُّبيرية: القَعْر: الجَفْنة، وكذلك المِعجَن، والشِّيزي والدَّسيعة. روي ذلك الفراء عن الدُّبيرية. قرع يقال أقرعت بين الشُّركاء. في شيء يقتسمونه فاقترعوا عليه وتقارعوا فقرعهم فلان. وهي القرعة. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا أعتق ستة أعبد له عند موته لا مال له غيرهم، فأقرع بينهم وأعتق اثنين وأرَق أربعة.
ثعلب عن ابن الأعرابي. قال القَرَع والسَّبَقق والنَّدَب: الخَطَر الذي يُستَبَقُ عليه. أبو عبيد عن الأصمعي قال: القَرَع: بئْرٌ يخرح بأعناق الفُصلان وقوائمها ، فإذا أرادوا أن يعالجوها نَضَحوها بالماء ثم جروها في التُّراب. يقال قرَّعت الفصيلَ تقريعا. وقال أوس بن حجَر يذكر الخيل: لدي كلِّ أخدود يغادرن دارعـاً يُجّرُّ كما جُر الفصيلُ المُقَرَّعُ ومن أمثالهم السائرة: "استنَّتِ الفِصائلُ حتى القَرْعَى"، يضرب مثلا لمن تعدى طَورَهُ وادعى ما ليس له. وقال شمر: العوام يقولون: هو"أحَرُّ من القَرْع"، وإنما هو من القَرَع. والقَرَع: قَرَعُ الفِناء من المرعى، وقَرَعُ مأوى المال ومُراحها من المال. ويقال أيضا قَرَعُ فِناء فلانٍ، إذا لم تكن له غاشية يَغْشَونه. وقال الهذلي: وخذَّالٌ لمـولاه إذا مـا أتاه عائلا قَرِع المُراحِ والقَرَع: قَرَع الكرش، وهو أن يذهب زئُيره ويرق في شدة الحر. والقَرَع: قَرَع الرأس، وهو أن يَصلَع فلا يبقي على رأسه شعر، يقال رجل أقرع وامرأة قرعاء. وقال ابن الأعرابي: قرعاء الدار: ساحتها. وقال النضر. أرض قرعة: لا تنبت شيئا. والقرعاء مَنْهَلة من مناهل طريق مَكَّة بين العَقَبة والعُذَيب. وجاء فلان بالسوءة القرعاء. والسَّوءة الصَّلعاء، وهي المنكشفة. وأصبحت الرياض قُرْعاً: قد جردتها المواشي فلم تَدَع بها شيئاً من الكلأ. وفي حديث النبي صلى الله عليه: "يجيء كنز أحدهم يوم القيامة شجاعاً أقرعَ له زَبيتبان" قال أبو عمرو: هو الذي لا شعر على رأسه. وقال أبو عبيد: والشُّجاع: الحيّة، وسمي أقرعَ لنه يَقرِى السم ويجمعه في رأسه حتى يتمعَّط منه. فروةُ رأسه. وقال ذو الرمة يصف حية. قرى السمَّ حتى انمازَ فروةُ رأسِـه عن العظم صِلُّ فاتك اللسع ماردُه وقال أبو عمرو: أما قولهم ألف أقرعُ فهو التام. وقال ابن السكيت: تُرس أقرعُ، إذا كان صلبا، وهو القراع أيضا. وقال أبو قيس ابن الأسلت: ومُجْنأ أسمرَ قرّاعِ وقال آخر: فلما فني ما في الكتائب ضـاربـوا إلى القرع من جِلد الهجان المجوَّبِ أي ضربوا بأيدهم إلى الترَسةِ لما فنيت سهامهم. وفني بمعنى فني في لغة طِّيء. وقِدْح أقرع، و. هو الذي حُك بالحصى حتى بدت سَفاسِقُه، أي طرائقه. وعُود أقرع، إذا قَرِع من لحائه. والقريع: الفحل الذي يُصَوَّى للضراب. ويقال فلان قَريعُ الكتيبة وقرِّيعها، أي رئيسها. وقال ابن السكيت: قريعةُ البيت: خير موضع فيه، إن كان في حر فخيارُ ظله، وإن كان في برد فخيار كِنِّه. وقُرعة كل شيء خيارُه. ويقال إن ناقتك لقريعة، أي مؤخرة للضَّبَعة. وقد قَرَع الفحل الناقةَ، إذا ضربها. واستقرعت الناقة، إذا اشتهت الضراب، وكذلك البقرة. والقُرعة: الجِرابُ الواسع يُلقَي فيه طعام. وقال أبو عمرو: القُرعة: الجرابُ الصغير، وجمعها قُرَعٌ، رواه ثعلب عن عمرو عن أبيه. واخبرني المنذري عن الحربي أنه قال في حديث عمار قال: قال عمرو بن أسد بن عبد العُزَّى حين قيل له: محمد يخطب خديجة، قال: نعم البُضْع لا يُقرِع أنفه. قال أبو إسحاق: قوله "لا يُقرَع أنفه" كان الرجل يأتي بناقة كريمة إلى رجل له فحل يسأله أن يُطرقَها فحلَه، فإن أخرج إليه فحلا ليس بكريم قرع أنفه وقال: لا أريده. وهو مثل للخاطب الكفىء. الذي لا يردْ إذا خطب كريمة قوم. وفي حديث آخر: "قَرِع المسجدُ حين أصيب أصحابُ النَّهْر". قال الحربي: معنى قوله "قَرِع المسجدُ" أي قل اهله، كما يَقرع الرأس إذا قل شعره. وفي حديث النبي صلى الله عليه أنه لما أتى على مُحَسَّر "قَرَع راحلتَه"، أي ضربها بسوطه. قال: وحدثني أبو نصر عن الأصمعي، يقال "العَصَا قُرِعتْ لذي الحلم"، يقول: إذ نُبِّه انتبه. وأنشد: لِذِي الحلم قبلَ اليوم ما تُقرَعُ العصا وما علم الإنسان إلا ليعـلـمـا قال: وقال الأصمعي: يقال فلان لا يُقرع، أي لا يرتدع. قال: وقَرَع فلان سِنَّهُ ندما. وأنشدنا أبو نصر: ولو أني أطعُتك في أمـورٍ قَرعتُ ندامة من ذاك سِنّي
قال. وأخبرني أبو نصر عن الأصمعي قال: قارعة الطريق: ساحتُها. وقَرِع المُراح، إذا لم يكن فيه إبل. وقارعة الطريق: أعلاه. وأنشد لبعضهم، ويقال انه لعمر بن الخطاب: متى ألقَ زِنباعَ بـن رَوحٍ بـبـلـدة لي النصف منها يَقرع السنَّ من نَدَمْ وكان زنباع بن رَوْح في الجاهلية ينزلُ مَشارفَ الشام، وكان يَعْشُر من مَرَّ به، فخرجَ في تجارة إلى الشام ومعه ذَهَبة قد جعلها في دَبِيل وألقَمَها شارفاً له، . فنظر إليها زنباع تَذرِف عيناها فقال: إنّ لها لشأناً. فنحرها ووجد الذهبةَ، فعَشَرها، فقال عمر هذا البيت. وفي حديث آخر أن عُمر أخذ قَدَحَ سَويقٍ فشرِبَه حتى قرعَ القدحُ جبينه. قال إبراهيم: يقال قرع الإناء جبهة الشارب، إذا استوفى ما فيه. وانشد: كأن الشُّهبَ في الآذان منها إذا قَرَعوا بحافتها الجبينا قال: وفي حديث أبى أمامة أن النبي صلى الله عليه قال: "مَن لم يغْزُو أو يجهِّزْ غازياً أصابه الله بقارعة". قال: وأخبرني أبو نصر عن الأصمعي: يقال أصابته قارعة، يعني أمراً عظيما يقرعُه. وقال الكسائي: القارِعةُ: القيامة. وقاله الفراء. وقال أبو إسحاق: والقراع: طائر له منقارٌ غليظ أعقف، يأتي العُودَ اليابسَ فلا يزال يَقرعُه حتى يدخُلَ فيه. قال: واقتُرِع فلان، إذا اختير، ومنه قيل للفحل قريع. وقال أبو عمرو: القراع: أن يأخذ الرجل الناقة الصَّعبةَ فُير بضها للفحل فيبُسرها. يقال قرِّع لجملك. وقريعة الإبل: كريمتها. والمُقْرَع: الفحل يُعقَل فلا يترك أن يضرب في الإبل، رغبةً عنه. قال: وتميم تقول: خُفَّانِ مُقْرَعانِ، أي مُنقلان. وأقرعت نعلي وخُفِّي، إذا جعلتَ عليها رُقعةً كثيفة. قال: والقريع من الإبل: الذي يأخذ بذراع الناقة فينيخها. واخبرني أبو نصر عن الأصمعي قال: إذا أسرعت الناقةُ اللَّقَح فهي مِقراع. وأنشد: تري كلَّ مِقراعٍ سريع لقاحُها تُسِرُّ لِقاحَ الفحل ساعةً تُقرَعُ وقرعَ التَّيْسُ العَنْز، إذا قفطَها. أبو عبيد عن الأموي: يقال للضأن قد استوبلت، وللمعزي استدَرَّت. وللبقر: استقرعت، وللكلبة: استحرمت. وقال النضر: القَرْعة: سِمَةُ على أيبَسِ الساق، وهي رَكَزةٌ بطرف المِيسَم، وربَّما قُرعَ قرعةً أو قرعتين. وبعير مقروع وإبل مقرعة. أبو عبيد عن الأصمعي: يقال فلان لا يُقرَع، أي لا يرتدع. فإذا كان يرتدع قيل رجل قَرِع ويقال أقرعته، إذا كففتَه وقال رؤبة: دَعني فقد يُقـرِع لـلأضـزِّ صكي حجاجَيْ رأسه وبَهزي وقال أبو سعيد: يقال فلان مُقْرِع له ومُقْرِن له، أي مطيق، وأنشد بيت رؤبة هذا. فقد يكون الإقراع كفاًّ، ويكون إطاقة وقال رؤبة في الكف: أقرعَه عّني لجامٌ يُلجُمه أبو عبيد عن الفراء: أقرعتُ إلى الحقِّ إقراعا، إذا رجعتَ إليه. وقال ابنُ السكيت: قرَّع الرجلُ مكان يده من المائدة فارغا، أي جعله فارغا. أبو عبيد عن الفراء: بتُّ أتقرَّعُ البارحةَ، أي أتقلَّب. قال: وقرّعتُ القوم، أي أقلقتُهم. وانشد: يقرِّع للرجـال إذا أتَـوه وللِنِّسوان إن جئن السَّلامُ وقال غيره: قرّعتُ الرجالُ إذا وبَّختَه وعذَلتَه. ومرجعه إلى ما قال الفراء. واستقرعَ حافرُ الدابة، إذا إشتد واستقرع الكرِشُ، إذا استوكَعَ والأ كراش يقال لها القُرْع. وقال الراعي: رعَينَ الحَمْضَ حَمضَ خُناصراتٍ بما في القُرع من سَبَل الغوَاديِ قيل: أراد بالقُرع غُدراناً في صلابة. من الأرض. والأ كراش يقال لها قُرعٌ إذا ذهب خَملُها ومكان أقرع: شديد صلب، وجمعه الأقارع. وقال ذو الرمة: كَسا الأكمَ بُهمَى غَضَّةً حبشـية تؤاماً ونُقعانَ الظهور الأقارعِ ويقال أقرع المسافر، إذا دنا من منزله. وأقرعَ دَارَه آجُرًّا، إذا فرشَها بالآجر. وأقرعَ الشَّرُّ، إذا دام. وأقرع الرجل عن صاحبه وانقرعَ، إذا كف. وفي حديث علقمة انه كان "يقرِّع غنمَه" أي يُنْزِي التَّيسَ عليها.
أبو عمرو: القَروع من الركايا: التي تُحفَر في الجبل من أعلاها إلى أسفلها. وقال الفرّاء: هي القليلة الماء. وأقرع الغائص والمائح، إذا انتهى إلى الأرض. والقرّاعة والقدَاحة: التي يُقتدح بها النار. والقراع والمقارعة: المضاربة بالسيوف. والقَرْع: حَمْل اليقطين. وكان النبي صلى الله عليه يحب القَرْع. و يقال قوارعُ القرآن: الآيات التي من قراها أمِنَ، مثل آية الكرسي وآيات آخر سورة البقرة. وقول الله سبحانه: (وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ) "الرعد 31" وقيل في التفسير: سِرّيٌة من سرايا رسولِ الله صلى عليه ومعنى القارعة في اللغة: النازلة الشديدة تنزل عليهم بأمرٍ عظيم ولذلك قيل ليوم القيامة القارعة. ويقال أنزل الله به قَرعاءَ وقارعة ومُقْرِعة، وأنزل به بيضاء ومبيِّضة، وهي المصيبة التي لا تدَعُ مالاً ولا غيره. والمِقْرعة: التي يضُرَب بها الدابة . والإقراع: صكُّ الحمير بعضِها بعضاً بحوافرها. وقال رؤبة: أو مُقْرَعٌ من ركضها دامى الزَّنَقْ عمرو عن أبيه: القريع: المقروع. والقريع: الغالب. ثعلب عن ابن الأعرابي: يقال: قَرَعَ فلان في مِقْرعهِ، ، وقَلَد في مِقْلده، وكَرص في مِكرصه، وصَربَ في مِصربه، كلُّه السِّقاء. والزِّقّ. قال: والمِقْرع: وعاء يُجبَى فيه التمر، أي يجمع. وقال أبو عمرو الشيباني: يقال إنما قَرَعناك واقترعناك، وقَرحناك واقترحناك، ومَخَرْناك وامتَخَرْناك، وانتضلناك، أي اخترناك. ثعلب عن ابن الأعرابي: قَرِع الرجل إذا قُمِر في النضال. وقَرِع، إذا افتقرَ. وقرِع، إذا اتعَّظ. ابن السكيت: القَرِيعة والقُرعة: خيار المال. قد أقرعوه، إذا أعطوه خير النَّهب. ويقال ناقة قريعة، إذا كان الفحل يكثر ضرِابها و يبطئ لقاحها. رقع قالوا: الرقيع: الرجل الأحمق، سمى رقيعا لان عقله كأنه قد اخلق واسترم واحتاج إلى إلى أن يُرقَع بُرقعة. ورجل مَرْقَعانٌ وامرأة مَرْقَعانة. وقد رقُع يرقُع رقاعة. ويقال رقَعت الثوب ورقَّعته. والسموات السبع يقال لها سبعة أرقعة، كل سماء منها رقعت التي تليها فكانت طبقاً لها، كما يُرقع الثوب بالرُّقعة. ويقال الرَّقيع: السماء الدنيا التي تلي الأرض، سميت رقيعا لأنها رقِعت بالأنوار التي فيها. وقال قَرْعني فلان بلومِه فما ارتقعت به، أي لم أكترث له. ثعلب عن عمرو عن أبيه قال: جوع يَرقُوع ودَيقوع و يُرقوع، إذا كان شديداً. ويقال رقَع الغرض بسهمه، إذا أصابه، وكل إصابة رقْع. وقال ابن الأعرابي: رَقْعة السَّهم صوتُه في الرُّقعة. ويقال رقعَه رقعاً قبيحا، إذا شتَمه وهجاه. و يقال رقع ذَنَبه بسوطه، إذا ضربَه. ويقال: بهذا البعير رُقعةٌ من جرب ونُقبة من جرب، وهي أول الجرب. وقال ابن السكيت: يقال ما ترتقع مني منى برَقاِع، أي ما تطيعني ولا تقبل مما أنصحك به شيئاً. ويقال للذي يزيد في الحديث: هو صاحب تَبْنيق وترقيع وتوصيل، وهو صاحبُ رَمِيّةٍ: يزيد في الحديث. رعق أبو العباس عن ابن الأعرابي: الرَّعيق والرُّعاق والوَعيق: الصوت الذي يُسمَع من بطن الدابة، وهو الوُعاَق. وقال الأصمعي: هو صوت جُردانه إذا تقلقل في قُنْبِه. وقال الليث: الرُّعاق: صوت يُسمَع من قُنب الدابة كما يُسمَع الوعيق من ثَغْر الأنثى. يقال رعَق يَرعَق رُعاقا. ففرَّق بين الرعيق والوعيق والصواب ما قاله ابنُ الأعرابي. عقل في الحديث أن امرأتين من هُذيل اقتلتا، فرمت إحداهما الأخرى بحجر فأصاب بطنها فقتلها، فقضي رسول الله عليه بديتها على عاقلة الأخرى. أخبرنا عبد الملك عن الربيع عن الشافعي انه قال: العاقلة هي العَصَبة. قال: وقضى رسول الله صلى الله عليه بدية شبه العمد والخطأ المحض على العاقلة، يؤدُّونها في ثلاث سنين إلى ورثة المقتول. قال: والعاقلة هم القَرابة من قبل الأب. قال: ومعرفة العاقلة أن يُنظَر إلى إخوة الجاني على من قبل الأب فيحملون ما تحمل العاقلة، فإن احتملوها أدَّوها في ثلاث سنين، وإن لم يحتملوها رُفعت إلى بني جده، فان لم يحتملوها رفعت إلى بني جد أبيه، فإن لم يحتملوها رفعت إلى بني جد أبي جده، ثم هكذا لا ترفع عن بني أب حتى يعجزوا قال ومن في الديوان ومَن لا ديوانَ له في العقل سواء.
وقال إسحاق بن منصور: قلت لأحمد ابن حنبل: مَن العاقلة؟ فقال: القبيلة، إلا أنهم يُحمَّلون بقدر ما لا يطيقون، فإن لم تكن عاقلة لم يُجعَل في مال الجاني ولكن يُهدر عنه. وقال إسحاق: إذا لم تكن العاقلة أصلا فإنه يكون في بيت المال ولا تُهدر الدية. قلت: والعَقْل في كلام العرب: الدِّية، سميت عَقلاً لان الدية كانت عند العرب في الجاهلية إبلا، وكانت أموال القوم التي يرقئون بها الدماء، فسِّميت الدية عَقْلاً لان القاتل كان يكلف أن يسوق إبل الدية إلى فناء. ورثة المقتول، ثم يعقلها بالعقل ويسلمها إلى أوليائه. وأصل العقل مصدر عقلت البعير بالعقال أعقله عقلا، والعِقال: حبل يُثنَى به يد البعير إلى ركبتيه فيشد به. وقضى رسول الله صلى الله عليه في دية الخطأ المحض ويشِبه العمد أن يغرَمها عَصَبةُ القاتل ويُخرج منها ولده وأبوه فإما دية الخطأ المحض فإنها تقسم أخماساً: عشرين بنت مخاض، وعشرين بنت لبون، وعشرين ابن لبون، وعشرين حِقّة، وعشرين جذعة. وأما دية شبه العمد فإنها تغَلظة وهى مائة بعير أيضا، منها ثلاثون حقة، وثلاثون جذعة، وأربعون ما بين ثنية إلى بازل عامها، كلها خَلِفة. فعصبة القاتل إن كان القتل خطأ محضاً غرموا الدية لأولياء القتيل أخماساً كما وصفت، وان كان القتل شبه العمد غَرِموها مغلَّظة كما وصفت في ثلاث سنين. وهو العَقْل، وهم العاقلة. ويقال عقلتُ فلان، إذا أعطيت ديته ورثتَه. وعقلتُ عن فلان، إذا لزمتْه جنايةٌ فغرِمتَ ديتها عنه. وهذا كلام العرب. وروي عن الشعبي أنه قال: "لا تعقل العاقلة عمداً ولا عبداً ولا صلحاً ولا اعترافا". المعنى أن القتل إذا كان عمداً محضاً لم تلزم الدية عاقلة القاتل وكذلك إنْ صولح الجاني من الدية على مال بإقرار منه لم يلزم عاقلته ما صُولح عليه. وإذا جنى عبد لرجل حر على إنسان جناية خطأ لم تغرم عاقلة مولاة جناية العبد، ولكن يقال لسيده: إما أن تسلمه برمته إلى ولي المقتول أو تفديه بمال يؤديه من عنده. وقيل معنى قوله "لا تعقل العاقلة عبداً" أن يجني حر على عبد جناية خطأ فلا يغرم عاقلة الجاني ثمن العبد. وهذا أشبه بالمعنى. ورواه بعضهم: "لا تعقل العاقلة العَمْد ولا العبد." وقال سعيد بن المسيب في تابعيه من أهل المدينة: المرأة تعاقل الرجل إلى ثلث ديتها، فإذا جازت الثلث ردت إلى نصف دية الرجل. ومعناه أن دية المرأة في أصل شريعة الإسلام على النصف من دية الرجل، كما أنها ترث نصف ما يرث الذكر، فجعلها سعيد بن المسيب جراحها مساوية جراح الذكر فيما دون ثلث الدية، تأخذكما يأخذ الرجل إذا جني عليه، فلها في إصبع من أصابعها عشر من الإبل كإصبع الرجل، وفي إصبعين من أصابعها عشرون من الإبل، وفي ثلاث أصابع ثلاثون كالرجل. فإذا أصيب أربع من أصابعها ردت إلى عشرين لأنها جاوزت ثلث الدية فردت إلى عشرين لأنها جاوزت ثلث الدية فردّت إلى النصف مما للرجل. وأما الشافعي وأهل الكوفة فانهم جعلوا في إصبع المرأة خمساً من الإبل، وفي إصبعين لها عشراً. ولم يعتبر الثلث الذي اعتبره ابن المسيب. وفي حديث أبى بكر الصديق أنه قال حين امتنعت العرب من أداء الزكاة إليه بد موت النبي صلى الله عليه: "لو منعوني عقالا مما أدوا إلى رسول الله صلى الله عليه لقاتلهم عليه". ، قال أبو عبيد، قال الكسائي: العقال صدقة عام، يقال خذ منهم عقال هذا العام، إذا أخذت منهم صدقته. وأنشد غيره لعمرو بن العداء الكلبي: سَعَى عِقالاً فلم يَتركْ لنا سَـبَـداً فكيف لو قد سعى عمرو عِقالينِ لأصبحَ الحي أوباداً ولـم يجـدوا عند التفرُّق في الهيجا جِمالـينِ وقال بعضهم: أراد أبو بكر رضى الله عنه بالعقال الحبل الذي كان يعقل به الفريضة التي كانت تؤخذ في الصدقة، إذا قبضها المصدق أخذ معها عقالا يعقلها به. وذلك انه كان على صاحب الإبل أن يؤدي على فريضة عِقالاً تُعقَل به، ورواء أي حبلاً. ويقال: فلان قَيدُ مائة، وعِقالُ مائة، إذا كان فداؤه إذا أسر مائة من الإبل. وقال يزيد بن الصعق: أساور بَيض الدراعـين وأبـتـغـى عقال المئين في الصباح وفي الدهر
وقال أبو عبيد: قال الأصمعي: يقال عَقَلَ الرجلُ يَعقِل عَقلاً، إذا كان عاقلاً. وقال غيره: سمي عقلُ الإنسان-وهو تميز الذي به فارق جميع الحيوان-عقلا لأنه يعقله، أي يمنعه من التورط في الهَلَكة، كما يعقل العقالُ البعيرَ عن ركوب رأسه. وقيل إن الدية سمِّيت عقلاً لأنها إذا وصلت إلى ولى المقتول عقلَتْه عن قتل الجاني الذي أداها، أي منعته. وقال الأصمعي: عقل الظبيُ يَعقِل عُقولاً، أي امتنع وبه سمي الوَعِل عاقلا. ومنه المَعِقل، وهو الملجأ. وعقل الدواء بطَنه يعقله عقلا، إذا أمسكه بعد استطلاقه. ويقال: أعطني عَقلاً، فيعطيه دواء يُمسِك بطنه. وقال ابن شميل: إذا استَطْلَق بطنُ الإنسان ثم استمسك فقد عَقَل بطنُه، وقد عقل الدواء بطنه، سواء. ويقال القوم على معاقلهم الأولى من الدية، أي يؤدونها كما كانوا يؤدُّونها في الجاهلية، واحدتها معقُلة. وعقل المصدِّقُ الصدقة إذا قبضَها. ويقال لا تشتر الصَّدقة حتى يعقلها المصدق، أي يقبضها. ويقال ناقة عَقْلاء وبعير أعقل بين العقل، وهو أن يكون في رجله التواء. والعقال: أن يكون بالفرس ظَلْعٌ ساعةً ثم ينبسط. وقد اعتقل فلان رمحه، إذا وضعه بين ركابه وساقه. واعتقل الشاة، إذا وضع رجليها بين فخذه وساقه فحلبها. ويقال لفلان عقلة يعقل بها الناس، يعني انه إذا صارعهم عقل أرجلهم، وهي الشَّغزَبية والاعتقال. قال: وقال غير واحد: العقل: ضرب من الوشى. والعقيلة: الكريمة من النساء والإبل وغيرها، والجميع العقائل. وعَقَل الظلُّ إذا قام قائم الظهيرة. ويقال اعتقل فلان الرجل، إذا ثنى رجله فوضعها على المورك. وقال ذو الرمة: أطَلْتُ اعتقالَ الرَّحل في مدلهَّمةٍ إذا شرَك الموماة أودى نظامُها أي خفيت آثار طرقها. ويقال تعقَّل فلان قادمة رحلِهِ، بمعنى اعتقله. وقال النابغة: متعقّلين قوادمَ الأكوارِ. وسمعت أعرابيا يقول لآخر: تعقَّلْ لي بكفَّيك حتى أركب بعيري. وذلك أن بعيره كان قائما مثقلا، ولو أناخه لم ينهض به وبِحِمله، فجمع له يديه وشبَّك بين أصابعه حتى وضع فيهما رِجلَه وركب. ويقال اعتقِل لسانه، إذا لم يقدر على الكلام. وقال ذو الرمة: ومعتقل اللسان بغير خَبْلٍ يَميد كأنه رجلٌ أمـيمُ قال أبو سعيد: يقال عقلَ فلاناً وعَكَله، إذا أقامَه على إحدى رجليه، وهو معقول منذ اليوم. وكل عقلٍ رَفْع. وصار دم فلانٍ مَعقُلةً على قومه، إذا غَرِموه. ويقال اعتقل فلان من دم صاحبه ومن طائلته، إذا أخذ العقل. والمعاقل: حيث تعقل الإبل. وعقلت المرأة شعرها، إذا مشطته. والماشطة: العاقلة. والدرة الكبيرة الصافية عقيلة البحر. والمعقول: العقل، يقال ماله معقول، أي ما له عقل. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: العقل: التثبُّت في الأمور. والعقل: القلب، والقلب: العقل. الليث: العَقْل: المعِقل، وهو الحِصن، وجمعه عقول. وأنشد: وقد أعددت للحدَثانِ حصنـا لو انّ المرء ينفعه العُقولُ قلت: أراه أراد بالعقول التحصُّن في الجبل؛ يقال وَعِلٌ عاقل، إذا تحصن بوَزَرِه عن الصياد. ولم اسمع العقل بمعنى المَعقِل لغير الليث. وعاقل: اسم جبل بعينه. وبالدَّهْنَاء خَبْرَاءُ يقال لها مَعقُله قلت: وقد رأيتها وفيها حوايا كثيرة تمسك ماء السماء دهراً طويلا. وإنما سميت مَعْقُلة لإمساكها الماء. وعواقيل الأدوية: دواقيعها في معاطفها، واحدها عاقول. والقعنقل من الرمل: ما اردتكم وتعقل بعضه ببعض، ويجمع عَقنقَلات وعَقاقِل وقال ابن الأعرابي: عقنقل الضَّبّ: كُشْيُته في بطنه. ويقال لفلان قلب عقول ولسانٌ سَئول. وفي حديث الدجال وصفته: ثم يأتي الخصب فيعقل الكرم. روى سلمة عن ابن الفراء انه قال في قوله "يعقَل الكرم" قال: معناه انه يخرج من العُقَّيَلي-وهو الحصرم-ثم يمج، أي يطيب طعمه. ويقال أعقلتُ فلانا، أي ألفيتُه عاقلا. وعقلت فلانًا، أي صيرته عاقلا. ومَعقِل: اسم رجل، وكذلك عَقيلٌ، وعُقيل. علق أبو عبيد عن الفراء قال: القامة هي العَلَق، وجمعه أعلاق. وانشد: عيونها خُزرٌ لصوت الأعلاقْ
قلت: العلق: اسم جامع لجميع آلات الاستقاء بالبكرة ويدخل فيه الخشبتان، اللتان تنصبان على رأس البئر ويلاقي بين طرفيهما العاليين بحبل، ثم يوتدان على الأرض بحبل آخر يمد طرفاه إلى الأرض، ويمدان إلى وتدين اثبتا في الأرض وتعلق القامة-وهي البكرة-من شعبتي طرفي الخشبتين، ويستقي عليها بدلوين ينزع بهما ساقيان. ولا يكون العَلَق للسَّانية. وجملة الأداة من الخطَّاف والمِحور والبكرة والنعامتين وحِبالها علق هكذا حفظته العرب. واخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: العلق: الحبل المعلق بالبكرة وانشد: بئس مَقام الشيخ ذى الكرامة مَحالة صرَّارةٌ وقـامـه وعَلَق يزقو زُقاء الهامـه قال: لما كانت البكرة معلقة بالحبل جعل الزُّقاء له، وإنما هو للبكرة قال: والعلق: الحبل في أعلى البكرة. قال: وقوله "كَلِفْتُ إليكَ عَلَق القربة" و "عَرَق القِربة" فأما علقها فالذي تشد به ثم تعلق وإما عرقها فان تعرق من جهدها. قال وإنما كلفت إليك علق القربة لان اشد العمل عندهم السقي. وفي الحديث أن امرأة جاءت بابن لها إلى رسول الله صلى الله عليه وقد أعلقت عنه من العُذْرة، فقال: "عَلامَ تَدْغَرن أولادكن بهذه العُلَق، عليكم بكذا" وقال عثمان بن سعيد في حديث أم قيس: "دخلت على النبي صلى الله عليه بابن لي وقد أعلقْتُ عنه" قال: قال علي بن المديني: قال سفيان : حفظته من في الزُّهري: "وقد أعلَقتُ عنه". قلت: والإعلاقُ: معالجة عُذْرة الصبي ورفْعُها بالإصبع. يقال أعلقَتْ عنه أمه، إذا فعلَتْ ذلك به وغمزَتْ ذلك الموضع بإصبعيها ودفعتْه. وقال ابن الاعرابي فيما روى عنه أبو العباس: أعلقَ، إذا غمَزَ حلْقَ الصبي المعذور؛ وكذلك دَغَرَ. قال: والعُلُق: الدواهي. والعُلقُ: المنايا أيضاً والعُلُق أيضاً: الأشغال. وقال الله عز وجل : (ثُمَّ خَلَقْناَ النُّطْفَةَ عَلَقَةً) "المؤمنون 14 " العَلَقة: الدم الجامد الغليظ، ومنه قيل لهذه الدابة التي تكون في الماء عَلَقة ،لأنَّها حمراء كالدم. وكلُّ دمٍ غليظٍ عَلقٌ. ويقال عَلِق العَلَق بِحنَك الدابة يَعْلَق عَلَقاً، إذا عض على مَوضع العُذرة من حلقه يشربُ الدم .وقد يُشرَط موضع المحاجم من الإنسان ويرسَل عليه العَلَق حتى يمصَّ دمَه. قال: والمعلوق من الدواب والناس: الذي أخذ العلقُ بحَلْقه عند شُربه الماء من عين أو غيره. ويقال عَلِق فلان فلانة، إذا أحبها؛ وقد عُلِّقها تعليقاً، وهو معلَّق القلب بها. والعَلاَقة: الهوى اللازمُ للقلب. والعِلاقة بالكسر: علاقة السيف والسَّوط. ويقال: عَلِق فلان يفعل كذا، كقولك: طفِق يفعل كذا. ويقال جاء بُعلَقَ فُلَقَ. وقد أعلقَ وأفلقَ، إذا جاء بالداهية. وعُلَق فُلَق لا ينصرف. حكاه أبو عبيد عن الكسائي. الحرّاني عن ابن السكيت: ناقة عَلوقٌ، إذا رئمت بأنفها ومنعَتْ دِرتها. وأنشد للجعْدي: وما نَحَنِي كمِناِح العَـلُـو ق ماتَرَ من غِرّةٍ تضربِ يقول: أعطاني من نفسه غير ما في قلبه، كالناقة التي تُظهر بشمها الرأم والعطف، ولم ترأمه. أبو عبيد عن الكسائى: المعالق من الإبل مثل العَلوق. وأنشد غيره: أم كيف ينفع ما تعطى العَلوقُ به رئماِنَ أنفٍ إذا ما ضُنَّ باللَّبـنِ وقال ابن السكيت: العَلِيقة: الناقة يعطيها الرجلُ للقوم يَمتارون، ويعطيهم دراهمَ ليمتاروا له عليها. وأنشد: أرسلَها عليقةً وقد عـلِـمْ أنَّ العَليقاتِ يُلاقين الرَّقِمْ يعني أنهم يودعون ركابهم ويخففِّون عنها: بهذه العليقة يركبونها. وقال غيره: يقال للدابة عَلوقٌ. والعَلوق: المَغْرة أيضاً. والعلوق: نبت. وقال الأعشى: هو الواهب المائة المصطفا ة لاط العَلوقُ بهن احمرارا أي حسن هذا النبتُ ألوانها. وقال أبو الهيثم: العَلوق: ماء الفحل، لان الإبل إذا عَلِقَتْ وعقدت على الماء انقلبت ألوانها واحمرَّت، فكانت أنفَسَ لها في نفس صاحبها. وفي الحديث: "أرواح الشُّهداء في أجواف طَيرٍ خُضرٍ تَعلُق من ثمار الجنّة" قال أبو عبيد: قال الأصمعي: تعلُق يعنى تَنَاوَلُ بأفواهها. يقال علقَتْ تعلُق عُلوقاً. وأنشد: إنْ تدنُ من فَنَ الأ لاءة تعلُقِ
الأصمعي: المِعلق: قَدَحٌ يعلقه الراكب معه، وجمعه مَعَالق. أبو عبيد عن الأحمر: حديث طويل العَوْلق، أي طويل الذنب. ويقال فلان عِلْقُ علم، وطِلبُ علمٍ، وتِبعُ علم. والعُلقة من الطعام والمركب: ما يُتبلَّغ به وإن لم تكن تاماًّ. ومنه قولهم: "ارضَ من المركب بالتعليق" يضرب مثلا لرجل يؤمر بأن يقنع ببعض حاجته دون تمامها، كالراكب عليقة من الإبل ساعة بعد ساعة. ويقال: هذا الكلأ لنا فيه عُلقة أي بلغة. وعندهم عُلقةٌ من متاعهم، أي بقية. والعُلْقة من الطعام: القليل الذي يُتَبَلَّغ به. وقال ابن السكيت: العَلْقَي: نبت. وبعيرٌ عالق: يَرعَى العَلْقَي. قال: و يقال ما في الأرض عَلاَق، وما فيها لَبَاقٌ، أي ما فيها مُرتَقَع، ويقال ما فيها ما يتبلَّغ به. وقال ليسَ إلا الرّجيعَ فيها عَلاَقُ الرَّجيع: الجِرَّة. وقال الله عز وجل في صفة المرأة التي لا ينُصِفها زوجُها ولا يُحسِن مُعاشرتَها ولا يخلى سبيلها: (فَتَذَروُهاَ كالمعَلَّقَة ) "النساء 129" وامرأة معلَّقةٌ، إذا لم يُنفق عليها زوجُها ولم يطلِّقْها، فهي لا أيم ولا ذاتُ بعل. ويقال عّلق فلان لراحلته، إذا فسخَ خِطامها عن خَطْمها وألقاء على غاربها فيكون أهنأ لرعيها. والعِلْقة: الإقْب، يلبسها نساء الأعراب وقال ابن السكيت: العِلْق: الشيء. النفيس. قال: والعَلْق في الثَّوب: ما عَلِق به. يقال هذا الشيء عِلْق مَضَنّةٍ، أي يُضَنَّ به، وجمعه أعلاق. ويقال ما عليه عِلقة، إذا لم يكن عليه ثوب له أدني قيمة. وقال أبو العباس العِلقة: الصُّدرَة تلبسها الجارية تتبذَّل به. ويقال فلانٌ ذو معلاقٍ وفلانٌ مفِلاقٌ، إذا كان شديد الخصومة، ومنه قول مهلهل يرثى كليبا: إن تحتَ الأحجار حزماً وعزما وخصيما ألـدَّ ذا مـعِـلاقِ ومعِلاق الرجُل: لسانه إذا كان جَدِلا. ويقال للمعِلاق مُعلوق، وهو ما يعلَّق عليه الشيء. وقال الليث: أدخلوا على المعلوق الضمة والمدة، كأنهم أرادوا حد المُدهُن والمنخل ثم أدخلوا عليه المدَّة. وكلَّ شيء عُلِّق به شيء فهو مِعلاقُه. قال: وفرقُ ما بين المعلاق والمِغْلاق أن المغلاق يفتح بالمفتاح، والمعلاق يعلق به الباب ثم يدفع المعلاق من غير مفتاح فيفتح. يقال علق الباب وأزلجْه. قال: ويكون تعليق الباب تركيبه ونصبه. وقيل الليث: والعَولَق: الغُول. وكلبة عَولقةٌ: حريصة. وقال الطرِمّاح. عَوْلَقُ الحِرصِ إذا أمشَرَتْ ساوِرِتْ فيه سُؤورَ المسَامْ والعليق: القَضيم يعلق على الدابة. قال: ويقال للشراب عليق. وانشد لبعض الشعراء شعرا مصنوعا: اسقِ هذا وذا وذاك وعلِّقْ لا تسم الشرابَ إلاّ عليقا ويقال للشيخ: لقد عَلِقَ الكِبَرُ منه مَعالِقَه، جمع مَعلَق. ومعاليق العقود والشُّنوف: ما يجعل فيها من كل ما يحسُن فيها. والعُليق: نبات معروف يتعلُق بالشجر ويلتوي عليه. وقال ابن السكيت: العَلوق: ما يعلق بالإنسان قال: والمنيّةُ عَلوق. وقال المفضَّل النُّكرى: وسائلةٍ بثعلبةَ بـن سَـيرٍ وقد علقت بثعلبةَ العَلوقُ ومَعاليقُ: ضرب من النخل معروف. وقال الراجز يصفه: لئن نجوتُ ونَجتْ معالـيقْ من الدَّبا إني إذا لمرزوقْ أبو الحسن اللحياني: سلق فلان فلاناً بلسانِه وعَلَقه، إذا تناولَه. وقال ابن شميل: يقال لفلان في هذه الدار عِلاقة، أي بقيةُ نصيب والدَّعوى يقال لها علاقة. وقال ابن السكيت: بعير عالق: يرعى العَلْقَى وبعير عالق يعلُق العضاهَ. أي ينتِف منها، سمي عالقاً لأنه يعلُق العضاهَ لطُوله. لعق يقال لعقت الشيء ألعَقُه لَعْقاً واللَّعوق: اسم كل ما يُلعَق من دواء أو عَسل أو غيره. والمِلعقة: ما يلعَق به. واللُّعقة: الشيء القليل منه. ولَعِقتُ لَعقةَ واحدة. واللُّعاق: ما بقي في فِيكَ من طعامٍ لعِقتَه. وفي الحديث "إن للشيطان لَعوقاً" واللَّعوق: اسم لما تلعقه. أبو عبيد عن الفراء: يقال للرجل إذا مات: قد لَعِق إصبَعَه. ويقال قد ألعقُته من الطعام ما يَلعقُه، إلعاقاً. وقال ابن دريد: اللَّعْوَقة: سُرعة الإنسان فيما أخذَ فيه من عمل وخِفّةٌ فيما أهوى. ورجل لَعْوَقٌ مع: مسلوس العقل. لقع
أبو عبيد عن الفراء قال: اللُّقاعة والتِّلِقَّاعة: الكثير الكلام. وقال غيره: الُّلقُّاعة: الدَّاهية من الرجال. ويقال لَقَعه بالبعرة، إذا رماه: بها، ولقعَه بعينه، إذا أصابه بها. وفي حديث سالم بن عبد الله بن عمر أنه دخل على هشام بن عبد الملك فقال له: انك لذو كُدْنة، فلما خرج من عنده أخذته قفقفةٌ، أي رِعدة، فقال لصاحبه: أتُرى الأحول لقَعَني بعينة؟ يعنى هشاماً أصابه بعينه وكان أحول. وقال الليث: اللِّقاَع: الكساء الغليظ. قلت: هذا تصحيف، والذي أراده اللِّفاع بالفاء، وهو كساء يُتلفع به. ومنه قول أبى كبير يصف ريش النسر: حَشْرِ القوادِم كاللِّفاع الأطحَلِ وقال أبو عبيدة: فلان لُقَعة، للذي يتلقّع الكلام ولا شيء وراء الكلام. وامرأة مِلقَعة: فحّاشة. وأنشد: وإن تكلَّمتِ فكوني مِلقَعه ثعلب عن ابن الأعرابي: يقال التُقِع لونُه، والتُفع لونه، واستُفِع لونه، ونُطِع وانتُطِعَ، واستُنطِع لونه، بمعنى واحد. وقال ابن شميل: إذا أخذ الذباب شيئاً بِمُتكِ أنْفِه من عسل وغيره قيل لقَعه يلقَعُه. وقال غيره: مر فلان يلقع، إذا أسرع. وقال بعض الرجاز: صَلَنْقَعُ بـلَـنْـقـعُ وَسطَ الرِّكاب يَلقع وقال اللحياني: التُقِع لونُه، والتَمِع لونُه، إذا تغير لونُه. قلع روي عن النبي صلى الله عليه أنه قال: "لا يدخل الجنة قَلاَّعٌ ولا دَيْبوب". قال أبو العباس: سمعت ابن نجدة يقول: قال أبو زيد: القلاع: الساعي بالرجل إلى السلطان بالباطل. قال: والقلاع: القواد. والقلاع: النباش. والقلاَع: الكذاب. قال: وقال ابن الأعرابي: القلاع: الذي يقع في الناس عند الأمراء، سمي قلاعا لأنه يأتي الرجل المتمكن عند الأمير، فلا يزال يقع فيه ويَشيِ به حتى يقلعَه ويُزيلَه عن مرتبته. والدّيبوب: النمّام القَتَّات. وقال الليث: يقال: قد أقلعوا بهذه البلاد قِلاعاً، إذا ابتنوها. وأنشد في صفة السُّفن: مَواخرٌ في سَواء اليم مُـقْـلَـعةٌ إذا علَوْا ظهرَ قُفٍ ثُمّت انحدروا قال: شبُهها بالقلعة. أقلعِتْ: جُعلِت كأنها قلعة. قلت: أخطأ الليث في تفسير قوله مُقْلَعة أنها جُعِلت كالقلعة وهي الحصن في الجبل. والسفن المقلعة: التي سويت عليها القلاع، وهي الشراع والجلال التي إذا رُفعت ساقت الريحُ السفينة بها. وأخبرني أبو الفضل عن أبى العباس عن ابن الأعرابي أنه قال: القلاع: شراع السفينة، والجميع: القُلُع. قال: والقُلاَع والخُرَاع واحد، وهو أن يكون صحيحا فيقعَ ميتاً، يقال انقلع وانخرع. قال: والقَلْع: الكِنْف تكون فيه الأدوات. قال: ومن أمثالهم: "شحمي في قَلْعي"، والجميع قِلَعة وقلاع. قال. ومعنى قولهم" شحمِي في قَلْعي" مثل لمن حصَّل ما يريد قال: وقول عمر في ابن مسعود: "كُنَيْفٌ ملئ عِلماً" شبه عمر قلب ابن مسعود بكِنْف الراعي، لأن فيه مِبراتَه ومِقَصَّيْة وشَغِيزته ونُصُحَه، ففيه كل ما يريد هكذا قلْبُ ابن مسعود قد جمع فيه كل ما يحتاج إليه الناس من العلوم. وقال ابن الأعرابي: القَلَعة: السَّحابة الضخَمة، والجميع قَلَع. والحجارة الضخمة هي القَلَع أيضاً. قال: والقَلْعة: الحصن، وجمعه قُلوع قال: والقُلاَّع: الحجارة والقِلْع: الرجل البليد الذي لا يفهم. والقِلْع: الذي لا يثبت على الخيل. وفي حديث الني صلى الله عليه وصفته، أنه "كان إذا مشى تَقَلَّع"، وفي حديث أبى هالة: "إذا زال قَلِعاً" ويروي "قُلْعاً" والمعنى واحد، أراد أنه كان يقل قَدَمه على الأرض إقلالاً بائنا ويباعد بين خطاه، لا كمن يمشى اختيالا وتنعما. أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: القَلُوع: القوس التي إذا نُزِع فيها انقلبت وقال غيره: القلوع: النَّاقة الضَّخمة الثَّقيلة، ولا يقال للجمل؛ وهي الدَّلوح أيضاً. والقَيلع: المرأة الضخمة الجافية. قلت: وهذا كلُّه مأخوذ من القَلَعة وهي السَّحابة الضخمة. وكذلك قَلَعة الجبل والحجارة. وقال الفراء: يقال مَرْج القَلَعة: للقرية التي دون حُلوانِ العراق، ولا يقال مرج القَلْعة. وقال أبو عبيد: قال الأصمعي: القَلَع: الوقت الذي تُقِلع فيه الحمَّى. والقُلُوع: من الإقلاع. وأنشد: كأن نَطاة خَيبـرَ زوّدَتْـه بَكورَ الوِرد ريِّثةَ القُلوعِ
ونَطاة خَيبر: قرية منها على عين ماء مُؤبٍ، وهي كثيرة الحمى. أبو عبيد عن الفراء قال: القُلاّعة والقُلاَعة، يشدد ويجفف، هما قِشْر الأرض الذي يرتفع من الكمأة فيدلُّ عليها، وهي القِلْفِعة. وقال الليث: القُلاَّع: الطين الذي يتشقّق إذا نصب عنه الماء كل قطعة منها قُلاّعة. وقال ابن الأعرابي: القُلاّع: نبت من الجَنْبة، ونعم المرعى هو رطباً كان أو يابساً. رواه ابن حبيب عنه. والقُلاَع بالتخفيف من أدواء الفم والحلق. ويقال أقلعَ الرجلُ عن عمله، إذا كفَّ عنه. وأقلعت السماء بعدما مَطَرت، إذا أمسكت. وقال أبو عبيدة: دائرة القالع هي التي تكون تحت الِّلبْد، وهي لا تُستَحبّ. الحراني عن ابن السكيت قال: القَلْعانِ هما من بني نُمير، وهما صَلاَءةُ وشُريحٌ ابنا عمرو بن خُوَيلفة بن عبد الله بن الحارث بن نُمير. وأنشد: رغبنا عن دماء بني قُريعٍ إلى القَلْعِينِ إنهما اللُّبابُ وقلنا للدّليل أقِمْ إلـيهـم فلا تلغى بغيرهم كلابٌ قعل قال ابن المظفر: القُعال: ما تناثَرَ من نَور العِنب وفاغية الحناء وأشباهه وقد أفَعلَ النور، إذا انشق عن قُعالته. واقتعله الرجلُ، إذا اسقنفضه في يده عن شجرِه. وقال غيره: اقعالَّ النَّور بمعنى أقعَلَ. وقال الأصمعي: القواعل: رءوس الجبال. وقال امرؤ القيس: عُقابُ يَنُوفَ لا عقابُ القواعلِ والقيعلة: العُقاب التي تسكن قواعل الجبال. وانشد: وحلَّقتْ بك العُقابُ القَيعَلهْ وقال ابن الأعرابي: القيعلة: المرأة الجافية الغليظة العظيمة. وقال غيره: الاقعِيلال: الانتصاب في الركوب. وصخرة مُقْعالَّقه أي منتصبة لا أصل لها في الأرض. وقال الأصمعي: القَعْوَلة في المشي: أن تُقْبَل إحدى القدمّين على الأخرى. يقال قَعوَلَ في مشيه قَعولة. ثعلب عن ابن الأعرابي: قَعولَ، إذا مشى مشية قبيحة. قال: والقَعْل: الرجل القصير البخيل المشؤوم، كأنه يَغرِف بقدميه التراب، يعنى المقَعْوِل والقَعَل: عود يسمى المِشحَط، يُجعَل تحت سُرُوع القطوف لئلا تتعفر. عقن فإنه مهمل، إلا أن يكون العِقْيانُ فعيالاً منه، وهو الذَّهب، والأقرب انه فِعلان من عَقى يعَقِي، والنون زائدة. عنق قال الله جل وعز: (فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ)" الشعراء4 " أكثر المفسرين ذهبوا بمعنى الأعناق في هذه الآية إلى الجماعات، يقال جاء القوم عُنُقاً عنقاً، إذا جاءوا فرقا، كلُّ جماعة منهم عُنق. ومنه قوله: إن العراقَ وأهـلـهُ عنقٌ إليك فهَيْتَ هَيتا أراد أنهم مالوا إليك جميعا. ويقال هم عُنُق واحد عليه، وإلب واحد. وقيل في تفسير الآية: فظلَّت أعناقهم، أي رقابهم، كقولك: ذلّت رقاب القوم وأعناقهم. وقد مر تفسير قوله "خاضعين" على ما قال فيه النحويون. والعُنُق. مؤنثة، وقد ذكره بعضهم، قالهُ الفراء وغيره. يقالُ ضُرَبتْ عنقه. وقال رؤبة يصف السَّراب أو الآل: تبدو لنا أعلامُه بعد الغَرَقْ خارجةً أعناقُها من مُعتَنَقْ ذكر السرابَ وانقماس الجبال فيه إلى ما دون ذُراها. والمعتنق مخرج أعناق الجبال من السراب، أي اعتنقت فأخرجت أعناقها. ويقال عانق الرجلُ جاريته، وقد تعانقا. فأما الاعتناق فأكثره ما يستعمل في الحرب، ومنه قول زهير: إذا ما ضاربوا اعتنقا وقد يجوز الاعتناق في غير الحرب بمعنى التعانق، وكل في كل جائز. وروي أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: العُنُق: الجمع الكثير من الناس. قال: والعنُق: القطعة من المال. قال: والعنق أيضاً: القطعة من العمل، خيراً كان أو شراً. وفي حديث النبي صلى الله عليه: "المؤذنون أطولُ الناس أعناقا يوم القيامة". قال ابن الأعرابي: يقال لفلان عنقٌ من الخير، أي قطعة، فمعناه أنهم أكثر الناس أعمالاً. وقال غيره: هو من طول الأعناق؛ لأن الناس يومئذ في الكرب وهم في الرَّوح والنشاط مشرئبون لما أُعِدَّ لهم من النعيم. وفي حديث آخر: "يخرج عُنُق من النار". وقد تخفف العُنُق فيقال عُنق. والعانقاء: جُحر من جِحَرة اليربوع يملؤه تراباً، فإذا خاف اندس فيه إلى عنقه فيقال: تعنَّق.
قال: وأخبرني المفضل أنه يقال لجِحَرة اليربوع: الناعقاء والعانقاء، والقاصعاء، والنافقاء، والراهطاء، والدَّامّاء. أبو عبيد: عن أمثال العرب: "طارت بهم العَنْقاء. الُمْغرِب" ولم يفسره، . وقال الليث: العنقاء: اسم مِلِك، والتأنيث عنده للفظ العنقاء. وقال غيره: للعنقاء من أسماء الدهية. وقيل العنقاء طائر لم يَبقَ في أيدي الناس من صفتها غير اسمها؛ يقال: "ألوَى به العُنْقاء المُغْرب". وقال أبو زيد: العنقاء: أكمة فوق جبل مُشْرف. وقال الزجاج: العنقاءُ المُغرب: طائر لم ير أحد. وقال عكرمة في قول الله جل وعز: (طَيْرًا أَبَابِيلَ) "الفيل 3 " قال: هي عنقاءُ مُغْرِبة. فهذا جميع ما جاه في العنقاء المغرب. وقال ابن شميل: إذا خرج من النهر ماء فجرى فقد خرج عُنُق. قال: والعُنُق من الناس الجماعة. وجاء القوم عُنقاً عُنقاً، إذا جاءوا أرسالاً. وقال الأخطل: وإذا المِئونُ تواكَلتْ أعناقُـهـا فاحملْ هناك على فتىً حَمَّالِ قال ابن الأعرابي: أعناقها: جماعاتها. وقال غيره ساداتها. وقال: المِعْنَقة: القلادة والمَعنَّقة: دويبَّة والعَنَق والعَنيق: ضرب من السير، وقد أعنقت الدابة. وقال أبو زيد: كان ذلك على عُنُق الدهر أي على قديم الدهر. والعَناق: الأنثى من أولاد المعزى إذا أتت عليها السنة، وجمعها عُنُوق، وهذا جمع نادر. ويقولون في العدد الأقل: ثلاث أعنُقٍ وأربعُ أعنُق وقال الفرزدق: دعدِعْ بأعنُقِك التـوائِم إنـنـي في باذخٍ يا ابن المراغة عالي وقال أوس بن حجر في العُنوق: يَصُوع عُنوقَها أحوى زنـيمٌ له ظَأبٌ كما صَخِب الغريمُ ومن أمثال العرب: "هذه العُنُوق بعد النُّوق" يضرب مثلا للذي يُحَطُّ عن مرتبته بعد الرفعة، أنه صار يرعى العُنوق بعد ما كان يرعى الإبل. وراعى الشاء عند العرب مهين ذليل، وراعى الإبل قوي ممتنع. وعَنَاق الأرض: دابة فُويق الكلب الصَّينى يصيد كما يصيد الفهدُ ويأكل اللحم، وهو من السَّباع، يقال إنه ليس شيء من الدواب يوبر-أي يعفى أثره إذا عدا-غيره وغير الأرنب وجمعة عُنوق أيضاً، والفُرْسُ تسمِّية "سياه قُوشْ" وقد رأيته في البادية اسود الرأس أبيض سائره. ورأيت بالدهناء شبه منارة عادية مبنية بالحجارة، ورأيت غلاما من بني كليب بن يربوع يقول: هذه عناق ذي الرمة، لأنه ذكرها في شعره. وأخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: يقال: لقيتُ منه أذُنَيْ عَنَاقٍ، أي داهيةً وأمراً شديدا. قال: و يقال جاء فلان بأذنَىْ عناق، أي جاء بالكذب الفاحش. ويقال رجع فلانٌ بالعنَاق، إذا رجع خائبا يوضع العَناقُ موضع الخيبة. وأنشد ابن الأعرابي: أمِن ترجيع قاريَةٍ ترتكم سبايا كم وأبتُمْ بالعَنَاقِ وصفهم بالجُبْن والأعنَق: فحل من خيل العرب معروف، إليه تنسب بنات أعنق من الخيل الجياد. وأنشد ابن الأعرابي: تظلُّ بناتُ أعنَقَ مُسْرَجاتٍ ويروى: "مُسرِجات". قال أبو العباس: اختلفوا في أعنَقَ، فقال قائل: هو اسم فرَس. وقال آخرون: هو دِهقان كثير المال من الدَّهاقين. فمن جعله رجلا رواهْ: "مُسرِجات" ومن جعله فرساً رواه "مُسرَجات ". وفي حديث مُعاذٍ وأبي موسى أنهما كانا مع النبي صلى الله عليه في سفر ومعه أصحابُه فأناخوا ليلةً مُعرِّسين، وتوسد كل ذراع راحلته. قالا: فانتبهنا ولم نر رسول الله صلى الله عليه عند راحلته، فاتبعناه فاخبرنا عليه إسلام انه خُيِّر بين أن يدخل نصف أمته الجنة وبين الشفاعة، وانه اختار الشفاعة. قال: "فانطلقْنا إلى الناس مَعاِنقينَ نبشِّرهم"، قال شمر: قوله معانقينَ أي مُسرعين، يقال أعنقْتُ إليه أُعنِقُ أعناقاً. ورجل مُعْنِقٌ وقوم مُعْنِقون ومعانيق .وقال القُطامّي: طرقَتْ جَنوبُ رِحالَنا من مَطْرَقِ ما كنت أحسبها قريب المُعنَقِ وقال ذو الرمة: أشاقتك أخلاقُ الـرُّسـوم الـدَّوائِرِ بأدعاص حَوضَي المُعِنقات النوادر قال شمر: قال أبو حاتم: المُعْنِقات: المتقدمات فيها. قال: والعَنَق والعَنيق من السير معروف، وهما اسمان من أعنقَ إعناقاً. وفي النوادر: أعلقْتُ في الأرض وأعنقت، وبلادٌ مُعْلِقة ومُعْنِقة، أي بعيدة. ووادي العَنَاق بالحِمَى في ارض غنىّ.
وقال أبو حاتم: المعاَنق هي مُقَرِّضات الأساقي، لها أطواق في أعناقها ببياضٍ.
ويقال عَنَّقت السحابةُ، إذا خرجت من معظم الغَيم، تراها بيضاء لإشراق الشمس عليها وأنشد شمر:
ما الشُّرب إلا نَغَباتٌ فالصَّـدَرْ في يوم غَيمٍ عنَّقَتْ فيه الصُّبُر
وقال ابن شميل: معانيق الرمال: حِبالُ صغار بين أيدي الرمال، الواحدة مُعْنِقة.
ويقال: أعنقت الثريا، إذا غابت وأنشد:
كأني حين أعنقَتِ الـثـرياّ سُقِيتُ الراحَ أو سُماًّ مَدُوفا
وأعنقت النُّجومُ، إذا تقدمت للمغيب. والمُعْنِق: السابق ؛يقال جاء الفرسُ مُعْنِقاً. ودابّة مِعناقٌ: قد أعْنَقَ.
نعق
قال الله عز. وجل: (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً) "البقرة171" قال أهل اللُّغة الفراءُ وغيره: النعيق: دعاء الراعي الشاء. يقال انعِقْ بضأنك، أي ادعُها. وقد نعَقَ بها ينعق نعيقا.
واخبرني المنذري عن أبى طالب عن أبيه عن الفراء في قول الله عز وجل: (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ) "الآية البقرة 171" قال: أضاف المَثَل إلى الذين كفروا ثم شبههم بالراعي ولم يقل كالغَنَم. والمعنى والله اعلم: مثل الذين كفروا كالبهائم التي تفقه ما يقول الراعي أكثر من الصَّوت، فأضاف التشبيه إلى الراعي والمعنى في المرعىّ. قال: ومثله في الكلام: فلانٌ يخافك كخوف الأسد، المعنى كخوفه الأسد، لأن الأسد معروف أنه المخوف.
قلت: ونحوَ ذلك قال أبو عبيدة فيما اخبرني المنذري عن الغساني عن سلمة عن أبى عبيدة.
وقال الزّجاج: ضرب الله لهم هذا المثل وشبههم بالغم المنعوق بها بما لا تسمع منه إلا الصوت، فالمعنى يا محمد ومثلهم كمثل الناعق والمنعوق به: بما لا يسمع، لأن سمعهم لم يكن ينفعهم، فكانوا في تركهم قبول ما يسمعون بمنزلة من لم يسمع.
وقال الليث: يقال نَغَق الغراب ونَعَق، بالعين والغَين.
قلت كلام العرب نَغَق بالعين ونعق الراعي بالشاء بالعين، ولم أسمعهم يقولون في الغراب نَعَق، ولكنهم يقولون نَعَب بالعين.
والناعقان: كوكبانِ من كواكب الجوزاء، وهما أضوأ كوكبين فيها، يقال إن أحدهما رجلُها اليسرى والآخر منكبها الأيمن الذب يسمى الهَنْعة.
قعن
قُعَين: حيٌّ من بني أسد. وانشد أبو عبيدة:
فداءُ خالتي وفِدَى خليلي وأهلي كلُّهمْ لبني قُعَينِ
وقال أبو بكر بن دريد: القَعَن: قِصرٌ فاحش في الأنف. ومنه اسم قُعَين.
قلت: والدي صحّ للثقات في عيوب الأنف القَعَم بالميم. روى أبو العباس عن ابن الأعرابي: القَعَم: ضِخَم الأرنبة ونتوءُها وانخفاض القَصَبة. وقال: والقَعَم أحسن من الخَنَس والفَطَس.
قلت: وقد عاقبت العربُ بين الميم والنون في حروف كثيرة لقرب مخرجيهما، مثل الأيْم والأبْن، والغَيم والغَين، ولا ابعد أن يكون القَعَم والقَعَن منها.
وقال الليث: القَيعون من العُشب معروف، على بناء فيعول، وهو ما طال منه. قال: واشتقاقه من قَعن. قال: ويجوز أن يكون قيعون فعلوناً من القَيع كما قالوا زَيْتون من الزيت، والنون مزيدة.
قنع
أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: أقبَعَ الرجلُ، إذا صادفَ القِنْعَ، وهو الرَّمل المجتمع وقال أبو عبيد: القِنْعُ: أسفل الرمل وأعلاه.
وقال الأصمعي.: القِنْع: متَّسَع الحَزْن حيث يُسهِل. وقال ذو الرّمة:
وأبصرنَ أنَّ القِنعَ صارت نِطافُه فَرَاشاً وان البقل ذاو ويابـسُ
قال: ويُجمَع القِنع قِنَعةً وقِنْعاناً.
وقال ابن شميل: القَنَعة من الرمل: ما استوي أسفله من الأرض إلى جنبه، وهو الَّلبَبُ وما استرق من الرمل.
وأخبرني المنذري عن أبي العباس عن ابن الأعرابي قال: قنعت. بما رزقتُ، مكسورة، وهي القَناعة. وقَنَعت إلى فلان، يريد خَضَعت له والتزقْت به وانقطعت إليه. وقال الله جل وعز: (وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ) "الحج 36 " وأفادني المنذري عن ابن اليزيدي لأبى زيد النحوي قال: بعضُهم القانع السائل، وقال بعضهم: المتعفِّف كل يصلُح. وقال الفراء: القانع: الذي يسألك، فإذا أعطيتَه شيئا قَبِله.
وقال أبو عبيد في تفسير حديث رواه: "لا يجوز شهادة كذا وكذا، ولا شهادة القانع مع أهل البيت لهم. قال: القانع الرجل يكون مع الرجل يطلب فضلَه ويسأل معروفه. قال: و يقال قَنَع يقنَع قُنوعاً، إذا سأل، وقَنِع يقنَع قناعة، إذا رضى، الأول بفتح النون من قنَع، والآخر بكسرها من قنِع. وأنشد أبو عبيد قول الشماخ: لَمالُ المرء يُصلِحه فيُغِنى مفاقرَه أعفٌّ من القُنوع أي من المسألة. وهكذا قال ابن السكيت. ومن العرب من أجاز القُنوع بمعنى القناعة، وكلام العرب الجيّدُ هو الأوّل . وقول الله جل وعز: (مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ) "إبراهيم 43 " قال لي أبو الفضل: سمعت أحمد بن يحيى يقول: المُقنِع: الذي يرفع رأسه ينظر في ذل. قال: والإقناع: رفع الرأس والنظر في ذل وخشوع. ويروى عن النبي صلى الله عليه انه قال في الدعاء: "تُقْنِع يديكَ في الدُّعاء" تقنع يديك في الدعاء، أي ترفعهما. وقال ابن السكيت: قال أقنعَ رأسَه، إذا رفَعه. قال: وأقنعنَي كذا وكذا، أي أرضاني. قال: وقَنَعت الإبل والغنمُ للمرتع، إذا مالت إليه وأقنعتُها أنا. وقال القتيبي: المُقْنِع رأسَه: الذي رفَعَه وأقبل بطَرْفه إلى ما بين يديه. قال: والإقناع في الصلاة من تمامها. وقال الليث: الإقناع: أن يُقْنع البعير رأسَه إلى الحوض ليشربَ منه، وهو مده رأسَه. قال: والرجل يُقنع الإناء للماء الذي يسهل من شِعْبٍ، ويُقنِع رأسه نحو الشيء إذا أقبل به إليه لا يصرفه عنه. وقال العجاج: أشرف رَوقاه صَليفاً مُقْنِعاَ يعني عنق الثور فيه كالانتصاب أمامه. وأقنع الإناء في النهر، إذا استقبلَ به جِريةَ الماء. قال: والمُقْنَعة من الشَّاء: المرتفعة للضَّرع ليس في ضَرعها تصوُّب. وأخبرني المنذري عن ثعلب عن سلمة عن الفراء: ناقة مقنَعة الضَّرع: التي أخلافُها ترتفعُ إلى بطنها. قال: والمقْنَع من الإبل: الذي يرفع رأسه خلفة. وأنشد: بمُقنَعٍ من رأسه جُحاشِرِ وقال ابن شميل: أقنع فلانٌ رأسَه، وهو أن يرفعَ بصرَه ووجهَه إلى ما حيالَ رأسِه من السماء. قال: والمُقِنع: الرافع رأسه إلى السماء. وقال شِمر: قال الغنوي: الإقناع: إن تضع الناقة عُثنونَها في الماء وترفع من رأسِها قليلا إلى الماء، تجتذبه اجتذابا. وقال الأصمعي: المقُنَع: الفم الذي يكون عطفُ أسنانه إلى داخل الفم، وذلك القوي الذي يقطع به كل شيء فإذا كان انصبابُها إلى خارج فهو أَدْفَق، وذلك ضعيف لا خير فيه. وقال الشماخ يصف الإبل: يُباكرنَ العِضاهَ بُمقنَعَاتٍ نواجذُهنَّ كالحَدَأ الوَقيعِ وقال ابن ميادة يصف الإبل أيضاً: تباكر العضاهَ قبل الإشراقْ بمقنَعاتٍ كقعاب الأوراق قال: قوله كقعاب الأوراق، يقول: هي أفتاءُ فأسنانها بيض. وأما قول الراعي: زَجِل الحُداء كأنَّ في حيزومه قَصَباً ومُقنَعةَ الحنينِ عَجولا فان عُمارة بن عقيل زعمَ أنه عنى بمقنَعة الحنين النَّاي لأن الزامر إذا زمر أقنعَ رأسه. فقيل له: قد ذكر القصَب مَرَّةً، فقال: هي ضروب. وقال غيره: أراد وصوت مُقْنَعة الحنين، فحذف الصَّوت وأقام مقنَعة مقامه. ومن رواه "ومُقنِعةَ الحنين" أراد ناقة رفعت حنينها. وروي الحديث أن الرُّبِّيعَ بنتَ معوِّذ قالت: "أتيتُ النبي صلى الله عليه بقِناع من رُطبٍ وأَجْرِ زُغْب" قال أبو عبيد: قال أبو زيد: القُنِعْ والقناع: الطَبق الذي يؤكل عليه الطعام. وقال غيره: وتجعَل فيه الفاكهة. وقوله "وأَجرٍ زُغْب "جمع جَرو، وأراد بها صِغاَر القثاء، شبهها بأجري الكلاب لطراءتها. ويقال رجل مَقْنَع وقُنْعانٌ، ورجال مَقانع وقُنعان، إذا كانوا مرضيين. وانشد أبو عبيد: فقلتُ له بُؤ بامرئ لستَ مثـلَـه وإن كنتَ قُنعاناً من يطلُب الدَّما والقِناع والمِقْنعة: ما تتقنُع به المرأة من ثوب يغطي محاسنَها ورأسها. وقنع فلان فلانا بالسَّوط إذا علا به رأسه. وقنَّعه الشيبُ خِمارَه، إذا علا رأسه الشيب. وقال الأعشى: وقنّعه الشيبُ منه خِمارا
وقال الليث: القَنوع بمنزلة الهَبوط بلغة هذيل، مؤنثة. وقال المفضل: انه للئيمُ القِنْع بكسر القاف، إذا كان لئيم الأصل. ويقال أقنعَ فلان الصبي فَقبَّله، وذلك إذا وضَعَ إحدى يديه على فاس قفاه وجعل الأخر تحت ذقنه وأماله إليه فقَّبله. وقَنَعةُ الجبل والسَّنام: أعلاهما وكذلك قَمَعتُهما. ويقال قنعت راس الجبل وقَنَعته، إذا علوته. وقال الليث: المِقَنعة: ما تقنع به المرأةُ رأسها. قال: والقناع أوسع منها. قلت: ولا فرق بينهما عند العرب، وهما مثل لِحافٍ ومِلحفة، وقِرامٍ ومِقرمة. أبو عبيد عن الكسائي: القِنعان: العظيم من الوعول. نقع أبو عبيد عن الأصمعي: النِّقاع، وأحدها نَقْع، وهي الأرض الحُرة الطين الطّيبةُ التي لا حزونة فيها ولا ارتفاع ولا انهباط. وقال: والقاع مثله وقال غيره: النِّقاع: قيعان الأرض. وانشد الأصمعي: يَسُوف بأنفـيه الـنِّـقـاعَ كـأنّـه عن الرَّوض من فَرط النَّشاط كعيمُ قال: وقال صبغَ فلانٌ ثوبَه بنَقُوع وهو صبغٌ يُجعَل فيه من أفواه الطِّيب. قال: وسمٌ ناقع.: ثابت. وقال ابن الأعرابي: النقيع: السمُّ الثابت. يقال سمُّ منقوع، ونقيع، وناقع. وأنشد: فبتُّ كأني ساورتـنـي ضـئيلة من الرُّقش في أنيابها السمُّ ناقعُ وقال غيره: يقال سم مُنْقَع، وموتٌ ناقع: دائم. أبو عبيد عن أبي زيد: نَقَعتُ بالماء. ومنه أنقعُ نُقوعاً، إذا شرب حتى يروى، وقد أنقعني الماء قال: وسمعت أبا زيد يقول: الطعام الذي يصنع عند الإملاك: النَّقيعة. يُقال منه نَقَعت أنقَع نُقوعا. وقال الفراء: النَّقيعة: ما صَنَعه الرجلُ عند قدومه من السَّفَر، يقال أنقعتُ إنقاعا وأنشد: إنا لنضربُ بالصوارم هامَهم ضَربَ القُدارِ نقبعة القُدّامِ وقال شمر: قال ابن شميل: النقيعة طعام الملاك . يقال دعونا على نقيعتهم. قال: وربما نقعوا عن عدة من الإبل إذا بلغَتْها، جَزوراً منها، أي نحروه، فتلك النَّقيعة.وأنشد: ميمونة الطير لم تَنعِقْ أشائمها دائمة القدر بالأفراع والنقُعِ وقال خالد بن جَنْبة: إذا زُوِّج الرجل فأطعمَ عَيْبَتَه قلنا: نَقَع لهم، أي نحر. وقال الأصمعي: النَّقيعة: ما نُحِر من النهب قبل القَسْم وقال ابن السكيت: النَّقيعة: المحض من اللبن يبرَّد. حكاه عن بعض الأعراب. وقال الأصمعي: يقال انقَعَ بنو فلانٍ نقيعةً إذا جاءوا بناقة. من نهبٍ فنحروها. قلت: وقد ذكرتُ اختلافهم في النَّحيرة التي تُدعَى النَّقيعة، ومأخذها عندي من النَّقْع والنَّحر والقتل، يقال سم ناقع، أي قاتل وقد نقَعه، إذا قَتله. وأما اللبنُ الذي يبرَّد فهو النَّقيع والنقيعة، وأصله من أنقعتُ اللبن فهو نقيع، ولا يقال مُنْقَع ولا يقولون نقعتُه. وهذا سماعي من العرب. ووجدت للمؤرج حروفاً في الإنقاع ما عِجْتُ بها، ولا علمت ثقة من رواها عنه. يقال أنقعت الرجل، إذا ضربت انفه بإصبعك. وأنقعت البيت، إذا دفنته. قال: وأنقعت البيت، إذا زخرفته وأنقعت الجارية، إذا افترعتها. وأنقعت البيت، إذا جعلت أعلاه أسفله. قلت: وهذه حروف لم أسمعها لغير المؤرج. وروى عن عمر أنه قال: "ما على نساء بنى المغيرة أن يسفكن من دموعهن عل أبى سليمان مالم يكن نَقعٌ ولا لقلقة". قال أبو عبيد: النَّقع: رفع الصوت. قال لبيد: فمتى يَنْقَع صُراخٌ صـادقٌ يُحْلِبوها ذاتَ جَرسٍ وزَجَلْ ويروى "يَحْلبوها" يقول: متى سمعوا صارخاً، أي مستغيثا، أحلبوا الحربَ، أي جمعوا لها. النَّقع في غير هذا: الغبار، قال الله جل وعز: (فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا) "العاديلت 4" أي غبارا. وقال شمر: فال أبو عمرو: معنى فمتي ينقع صُراخ، أي يرتفع وقال غيره: يدوم و يثبت. وقال الفراء: يقال نَقَع الصارخ بصوته وأنقع صوتَه، إذا تابعه وأدامه. شمر عن ابن الأعرابي: النَّقْع: الغبار المرتفع والنَّقْع: الصُّراخ المرتفع قال شمر: وقيل في قول عُمر: "مالم يكن نَقع ولا لقلقةٌ" أنه شق الجيوب. قال: ووجدت للمرّار الأسَدي فيه بيتاً: نقَعنَ جيوبهنَّ علـىّ حـياًّ وأعددنَ المرائيَ والعويلا ويقال: فلان مَنْقَع، أي يُشتَفى برأيه، أصله من نَقعتُ بالري.
وقال أبو عبيد: مِنْقع البُرَم: تَوْرٌ صغير، وجمعه مَنافع، ولا يكون إلا من حجارة. وقال أبو عمرو: هي المِنْقعة والمِنقع. وفي حديث النبي صلى الله عليه أنه "نَهَى أن يُمنَع نَقْع البئر"، قال أبو عبيد: نقع البئر: فَضل مائه الذي يخرج منه أو من العين قبل أن يصير في إناء أو وعاء قال: وفسره الحديث الآخر: "مَن مَنَع فضْل الماء ليمنع به فَضْلَ الكلأ منَعَه الله فضله يوم القيامة" قال: وأصل هذا في البئر يحتفرها الرجلُ بالفلاة من الأرض يسقي بها مواشيه، فإذا سقاها فليس له أن يمنع الماء الفاضَل عن مواشيه مواشي غيره، أو شارباً يشرب بشفته. وإنما قيل للماء نَقْعٌ لأنه يُنقَع به أي يُروى به. يقال: نَقَع بالري وبضع. ويقال: ما نقعت بخبره، أي لم أشتفِ به. وقال الليث: النَّفع: البئر الكثيرة الماء، والجميع الأنقعة. ويقال نقع الماء غُلّتَه، إذا أروى عطشه. ومن أمثال العرب: "إن فلاناً لشَرَّابٌ بأنقُع" يضرب مثلاً للرجل الذي قد جرب الأمور وعرفها ومارسها حتى خبرها. والأصل فيه أن الدليل العرب في باديتها إذا عرف المياه الغامضة في الفلَوات ووردها وشرب منها، حَذِق سُلوكَ الطرق التي تؤَّديه إلى المحاضر والأمواه. والأنقُع: جمع النَّقْع، وهو كل ماءٍ مستنقِع من ماءٍ عدٍ أو غدير. وقال الأصمعي: نقع الماء ينقع نُقوعا، إذا ثبت. والنَّقوع: ما أنقعت من شيء. يقال سَقونا نَقوعاً، لدواءٍ أُنِقعَ من الليل. وفي حديث محمد بن كعب القُرظي قال: "إذا استَنقَعتْ نفس المؤمن جاءه ملك فقال له السلام عليك ولي الله. ثم نَزَع هذه الآية: (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمْ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ)" االنحل32 " وقال شمر: قوله إذا استنقعت نفس المؤمن، قال بعضهم: بمعنى إذا خرجت. قال شمر: ولا اعرفها. وقال ابن مقبل: مستنقِعان على فضول المِشْقرِ قال: وقال أبو عمرو: يعني نابى الناقة، انهما مستنقعان في اللُّغام. وقال خالد بن جَنْبَة: معناه مصوِّتان. قلت: قوله "إذا استنقَعَتْ نفس المؤمن "له مخرجان: أحدهما أنها اجتمعت في فيه كما يستنقع الماء في مكان، والثاني خرجت، من قوله نقعته، إذا قتلته. وقال الليث: الأُ نقوعة: وَقْبة الثريد التي فيها الوَدك. وكل شيء سال إليه الماء من مَثْعبٍ ونحوه فهو أُنقوعة. قال: والنَّقيع: شراب يُتّخذ من الزبيب ينقع في الماء من غير طبخ وقيل في السكر انه نَقيع الزبيب. والنَّقوع: شراب ينقع فيه زبيب وأشياء ثم يصفى ماؤه ويُشرَب وذلك الماء اسمه النَّقوع. ويقال استَنقع الماء، إذا اجتمع في نهِيْ وغيره، وكذلك نَقَع ينقَع نُقوعاً. وقال النضر: يقال نقَعه بالشتم، إذا شتمه شتماً. قبيحا. قال: والنقائع: خَبارى في بلاد بني تميم. ويقال نقَعت بذاك نفسي، أي اطمأنَّتْ إليه وروِيَتْ به. وفي حديث المَبعث "أنه أتى رسول الله صلى الله عليه مَلَكان فأضجعاه وشَقَّا بطنَه، فرجَع وقد انتُقِع لونه في حديث طويل قال أبو عبيد واللحياني: يقال انتُقِع لونه وامتُقِع لونه، إذا تغيُر. وقال النضر: يقال ذلك إذا ذهب دمُه وتغير لونُ بشرته، إما من خوف، وإما من مرض. حكاه بالنون عن أبى ذؤابة. عقف أبو العباس عن عمرو عن أبيه: قال النسابة البكري: للنمل جدّان: فازر وعُقْفان. ففازر: جد السُّود. وعُقفان: جد الحُمر. وأخبرني المنذري عن إبراهيم الحربي انه قال: النمل ثلاثة، أصناف: النمل، والفازر، والعُقَيفان. قال: والعُقيفان الطويلة القوائم تكون في المقابر والخرابات وأنشد: سُلِّط الذرُّ فازراً وعقيفا ن?? قال: والذر: الذي يكون في البيوت يؤذي الناس. قال: والفازر: المدوَّر الأسود يكون في التمر. وقال الليث: يقال للفقير المحتاج أعقَف، والجمع عُقفان. وأنشد: يأيُّها الأعقف المُزْجى مطَّيتَـه لا نعمةً تَبتِغي عندي ولا نَشَبا قال: والعَقْفاء: ضرب من البقول معروف. قلت :الذي أعرفه في بُقول البادية القفعاء، ولا أعرف العقفاء.
وقال الليث: العُقَاف: داء يأخذ الشاة في قوائمها حتى تعوج. يقال عُقفت الشاة فهي معقوفة. والعُقّافة: خشبه في رأسها حُجنةٌ يجتجن بها الشيء. والعقفاء: حديدة قد لَوىِ طرفها. والعقْفُ والعَطف واحد. وعقفت الشيء أَعْقِفُه عقفاً فانعقَف، أي عطفتُه فانعطف. قال: وعُقْفانُ: حيٌّ من خُزاعة. قعف أبو عبيد عن الفراء: سيل جُحافٌ وقُعافٌ وجُراف، بمعنى واحد. وقال الليث: القاعف من المطر: الشديد يقعَف الحجارة ويجرفه. والقَعف: شدّة الوطء واجترافُ التراب بالقوائم. وأنشد: يَقعفْنَ قاعا كفَراشِ الغِضرمِ مظلومة وضاحياً لم يُظلَم أبو عمرو: انقعف الجُرف، إذا انهار وانقعَر وانشد الأصمعي: واقتعفِ الجَلْمةَ منها واقتثِثْ فإنما تكدحها لمـن يَرِثْ قوله منها، أي الدنيا وما فيها. اقتعفِ الجَلْمة، أي أقلع اللحم بجملته. أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: السُّقوط في كل شيء. وقال في موضع: القَعَف محركاً: سقوطا الحائط. قال: والنَّعَف: الجبال الصغار بعضُها على بعض، الواحدة نَعَفة. عفق سمعتُ غير واحد من العرب يقول للذي يُثير الصيد ناجش. وللذي يَثنى وجهه و يردُّة على الصائد عافق. ويقال اعفقْ على الصيد، أي اثنه وعطفه. وقال رؤبة: فما اشتلاها صَفقةً للمنصفَـقْ حتَّى تَردَّى أربع في المنعَفَقْ يصف عيراً أورد أتُنَه الماء فرماها الصائد فصَفَقها العَير لينجوَ بها، فرماها الصائد في منعفقها، أي في مكان عَفْق العير إياها. وقال أبو تراب: قال بعضُ العرب: عفقت الإبلُ تَعِفق عَفْقاً، إذا كانت ترجع إلى الماء في كل يوم أو كل يومين. وكل راجعٍ مختلفٍ عافقٌ وغافق. ويقال انك لتعَفِق، أي تكثر الرجوع. وقال أبو عمرو: إنه ليعفّق الغنم بعضها على بعض، أي يردها عن وجهها. وأنشد: ولاتكٌ مِعفاقَ الزيارة واجتنبْ إذا جئت إكثار الكلامِ المعَيَّبِ وقال الليث: عفَق الرجلُ يَعفِق، إذا رِكبَ رأسَه ومضى. قال: وعفقَ يعفق، إذا خنس وارتد ورجع. أبو عبيد عن الأصمعي: يقال للرجل وغيره: عَفَق بها وحبَجَ بها، إذا ضَرَط. قال: وقال أبو زيد: يقال كذبَتْ عَفّاقته، وهي استُه. ثعلب عن ابن الأعرابي: أعفقَ الرجلُ، إذا أكثر الذهاب والمجيء في غير حاجة. قال: وعافقَ الذئبُ الغنْمَ، إذا عاث فيها ذاهبا وجائيا. وتعفَّق فلانٌ بفلان، إذا لاذ به. وقال علقمة: تعفَّى بالأرطَى لها وأرادها قال: والعُفُق: الضرّاطون في المجالس. والعُفُق: الأستاه. قال: والعُفُق: الذئاب التي لا تنام ولا تُنيم تردُّاً في الفساد وقال غيره: اعتفق الأسد فريسته، إذا عطف عليه فافترسه وقال: وما أسدٌ من أسود العري نِ يعتفق السائلين اعتفاقا وعفقَ الرجل جاريته، إذا جامَعها. وقال القتيبي في تفسير قول لقمان: "خذى مني أخي ذا العِفَاق": أخبرني أبو سفيان عن الأصمعي قال: عفَق يِعفِق، إذا ذهبَ ذهاباً سريعا. قال: والعَفْقُ هو العطف أيضا. فقع تقول العرب: "فلانٌ أذلُّ من فَقْع بقَرقر"، قال أبو عبيد: قال أبو زيد والأحمر: الفِقَعة: البيض من الكمأة، واحدها فَقْع. وقال الليث: الفَقْع: كمءٌ يخرج من أصل الإجرد، وهو نبت، وهو من أردأ الكمأة وأسرعها فساداً. قال: والفُقّاع هو الشَّراب المعروف. قال: والفقاقيع واحدتها فُقّاعة، وهي الحَجَا التي تعلو ماء المطر والشراب إذا مزج بالماء، كأنها قوارير صغار مستديرة. وفي الحديث النَّهي عن التفقع في الصلاة يقال فقَّعَ فلانٌ أصابعه تفقيعا، إذا غمز مفاصلها فأنقضَت،ْ وهو الفرقعة أيضاً، وكل ذلك قد جاء في الحديث. وقال بعضهم: التفقبع: التشدُّق في الكلام؛ يقال قد فقّع، إذا تشدَّق وجاء بكلامٍ لا معنى له. وتفقيع الوردة: أن تُضرَب بالكف فتفقع حتى تسمعَ لها صوتا عاليا. وفقَع الحمار، إذا ضرط. وإنه لفَقَّاعُ، أي ضرّاط. وقال الله جل ذكره: (صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا)"البقرة 69" قال أبو إسحاق: فاقع نعت للأصفر الشديد الصفرة. يقال أصفر فاقع، وأبيض ناصع، وأحمر قانىء. وقال أبو عبيد: يقال أبيض ناصع. وقال اللحياني: يقال أصفر فاقع وفُقّاعي.
وقال الليث: الإفقاع: سوء الحال، وقد أفقَعَ فهو مُفْقِع: فقير مجهود. يقال فقير مُفْقِع مُدقع. قال: والمُفْقِع أسوا ما يكون من حالاته. وقال عدي بن زيد فقاقيع الخمر إذا مزجت: وطفا فوقَها فقاقيعُ كـالـيا قوتِ حمرٌ يٌثيرها التصفيقُ قفع قال الليث: يقال أحمر قُفَاعيٌّ، وهو الأحمر لذي يتقشر أنفه من شدة حمرته. قلت: لم أسمع لغير الليث أحمر قُفاَعي القاف قبل الفاء، والمعروف في باب الألوان أصفر فاقع وفُقَاعيٌّ الفاء قبل القاف، وهو الصحيح. ويقال شاهٌ قفعاء، والقصيرة الذّنب، وقد قَفِعتْ قَفَعاً. وكبش أفقَع، وهي كباش قُفْع. وقال الشاعر: إن وجدنا العِيس خـيراً بـقّـيةً من القُفْع أذناباً إذا ما اقشعرَّتِ قلت: أراه أراد بالقُفْع أذناباً المعِزَى؛ لأنها إذا صَرِدت اقشعرت. وأما الضأن فإنها لا تقشعر من الصَّرَد. والقفعاء من أحرار البقول، وقد رأيتها في بلاد تميم، ولها نُوَير أحمر. وقد ذكرها زهير فقال: بالسِّيِّ ما تنُبتُ القَفْعاء والحَسَكُ وقال الليث: القَفْعاء: حشيشة خوّارة من نبات الربيع خَشْناء الورق، لها نَورٌ أحمر مثل شَرَر النار، وورقها تراها مستعليات من فوق، وثمرها مُقَفَّعٌ من تحت قال: والأذن القَفعاء كأنما أصابَتْها نار فتزوت من أعلاها وأسفلها. قال: والرِّجل القفعاء: التي ارتدت أصابعها إلى القدم، وقد قفعت قفعاً. ويقال تقفعت الأصابعُ من البرد، وقد قَفَّعها البرد. قال: ونظر أعرابي إلى قُنفذةٍ قد تقبضه فقال: أتُرى البرد قَفَّعها. قال: والمِقْفعة: خشبةُ يضرب بها الأصابع. والقُفاع: نبات متقفِّع كأنه قرون صَلابةً إذا يبس، يقال له كفُّ الكلب. وفي حديث عمر انه ذكر عنده الجرادُ فقال: "ليت عِندنا منه قَفعةً أو قَفعتين". قال أبو عبيد: القَفْعة: شيء شبيه بالزَّبِيلِ ليس بالكبير، يعمل من خُوص، وليس له عُرًى. وقال شمر: القَفعة مثل القُفَّة تُتَّخذ واسعة الأسفل ضّيقة الأعلى، حشوها مكان الحَلفاء عَراجين تُدَقُّ، وظاهرها خوصٌ على عمل سلال الخوص. قال: وسمعت محمد بن يحيى يقول: القَفعة الجُلة، بلغة اليمن، يُحمل فيها القُطن. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: القَفْع: القِفاف، واحدتها قَفعة. قال: والقَفْع: الدَّبَابات التي يقاتل تحتها، واحدتها قفَعة. وقال الليث: القَفْع ضَبْرٌ يتخذ من خشب يمشي بها الرجال إلى الحصون في الحروب، يدخل تحتها الرجال. قال: ويقال لهذه الدُّوَّارت التي يجعل الدَّهّانون فيها السِّمسم المطحون ويضعون بعضها على بعض ثم يضغطونها حتى تُسيلَ الدهن: القَفَعات. ويقال قفَعُته عما أراد قفعاً، إذا منعتَه فانقفَعَ انقفاعا. ويقال قفع هذا، أي أوعه. ورجلٌ قفَّاعٌ لماله، إذا كان لا ينفقه. ولا يبالي ما وقع في قفعته، أي وعائه. عقب قال أبو العباس: قال ابن الأعرابي: العاقب والعَقُوب: الذي يَخْلُف من كان قبله في الخير. وروي عن النبي صلى الله عليه انه قال: "لي خمسة أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، والماحي يمحو الله بي الكفر، والحاشر أحشُر الناس على قدمّي، والعاقب" قال أبو عبيد: العاقب: آخر الأنبياء. قال:وكل شيء خَلَفَ بعد شيء فهو عاقب له، وقد عَقَب يَعقِب عَقْباً وعُقوبا. ولهذا قيل لولد الرجل عَقِبه وعَقْبه، وكذلك آخر كل شيء عَقِبه. وفي حديث عمر انه سافَرَ عَقِبَ رمضان، أي في آخره. قال: وقال أبو زيد: جاء فلان على عُقْب رمضان وفي عُقْبه بالضم والتخفيف، إذا جاء وقد ذهب الشهر كلُّه. وجاء فلانٌ على عَقِب رمضان وفي عَقِبه، إذا جاء وقد بقيتْ في آخره أيام. قال: وقال الأصمعي: فرس ذو عَقْبٍ، أي جرى بعد جري. ومن العرب من يقول ذو عَقِبٍ فيه. الحراني عن ابن السكيت قال: ابل مُعاقِبَةٌ: ترعى مرة في حَمض ومرّة في خُلَّة. ويقال عاقبتُ الرجل من العُقبة، إذا راوحتَه فكانت لك عُقْبةٌ وله عُقْبة. وكذلك أعقبته. ويقول الرجل لزميله: أعقِبْ وعاقِبْ، أي انزل حتى أركب عُقبتي. وكذلك كل عمل. وقال الله جل وعز: (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ) "الرعد 11" قال الفراء: المقَّبات: الملائكةُ ملائكةُ الليل تعقِّب ملائكة النهار.
قلت: جعل الفراءُ عقَّبَ بمعنى عاقب، كما يقال ضاعَفَ وضعَّف وعاقد وعَقَّد بمعنىً واحد، فكأنَّ ملائكة النهار تحفظ العباد فإذا جاء الليلُ جاء معه ملائكة الليل وصَعِد ملائكةُ النهار، فإذا أقبل النهار عاد من صعِد وصعِد ملائكةُ الليل، كأنما جَعَلوا حِفَظهُ عُقَباً أي نُوَبا.
وقال أبو الهيثم:كلُّ من عمل عملاً ثم عاد فقد عقَّب؛ ومنه قيل للذي يغزو غزْواً بعد غَزْوٍ، وللذي يتقاضى الدَّينَ فيعود إلى غريمه في تقاضيه: مُعَقِّب. وقال لبيد: حتَّى تهجَّرَ في الرَّواحِ وهاجَه طلبَ المعقَّب حقه المظلومُ وقال سلامة بن جندل: إذا لم يُصِبْ في أوّل الغَزْو عَقَّبا أي غزا غزوةً أخرى. قال: وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "معَقِّباتٌ لا يَخِيب قائلُهنّ، وهو أن يسبّح في دُبر صلاته ثلاثاً وثلاثين تسبيحة، ويكبر أربعاً وثلاثين تكبيرة، ويحمد الله ثلاثا وثلاثين تحميدة". فسمِّين معقِّباتٍ لأنها عادت مرة بعد مرة. وقال شمر: أراد بقوله: معقِّبات لا يخيب قائلهن: تسبيحات تَخْلُف بأعقاب الناس. قال: والمُعقَّب من كل شيء. ما خَلَفَ يُعقِّب ما قبله. وأنشد: ولكنْ فًتى من صالح القوم عقّبا يقول: عُمِّر بعدهم وبقَي. ويقال عقَّب في الشَّيب بأخلاق حسنة. وأخبرني المنذري عن أحمد بن يحيى قال: قال الأخفش في قوله: (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ): إنما أنثت لكثرة ذلك منها نحو نسابة وعلامة وهو ذكَر. وقال أبو العباس: قال الفراء: ملائكة معقِّبةٌ، ومعقِّبات جمع الجمع. وقال أبو سعيد في قول لبيد: طلب المعقِّب حقَّه المظلوم قال: المعِّقب: الغريم الماطل في قول لبيد. قال: والمعقِّب الذي أغير عليه فحُرِبَ فأغار على الذي كان أغارَ عليه فاسترجع ماله. وأما قوله عز وجل: (لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ) "الرعد 41 " فإنَّ الفراء قال: معناه لا راد لحكمه. قال: والمعقِّب: الذي يكُرُّ على الشيء ولا يكرُّ أحد على ما أحكمه الله. وروي شمر عن عبد الصمد عن سفيان أنه قال في قول الله: (وَلَمْ يُعَقِّبْ) "النمل 31 القصص 31 " لم يلتفت وقال مجاهد: لم يرجع. قال شمر: وكل راجع معقب. وقال الطرمّاح: وإن تونَّي التّالياتُ عقَّبا أي رجع. وأخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي أنه أنشده في صفة الفرس: يملأ عينَيك بـالـفِـنـاء ويُر ضيك عِقاباً إن شثتَ أو نَزَقا قال: عقاباً: يعقِّب عليه صاحُبه، أي يغزو عليه مرة بعد أخرى. قال: وقالوا عِقاقاً أي جرياً بعد جري. قلت: هو جمع عَقِب. قال: وقال الحارث بن بدر: "كنت مرّةً نُشْبةً وأنا اليوم عُقْبة". قال: معناه كنت إذا نَشِبتُ بإنسانِ وعَلِقتُ به لقي منى شرًّا، فقد أعقبتُ اليوم ورجعت. قلت: ولما حول الله الخلافةَ من بني أمية إلى بنى هاشم قال سُدَيف، شاعر ولد العَباس، لبنى أمية في قصيدة له: أعقبي آل هاشمٍ يا أمَيَّا يقول: أنزلي عن الحلافة حتى يعلوَها بنو هاشم فإن العٌقبة لهم اليوم عليكم. أبو عبيد: قال الأصمعي: عَقَّبتُ الخَوْقَ، وهو حَلْقة القُرط، وهو أن يُشَدَّ بعَقبٍ إذا خَشُوا أن يَزِيغ. وأنشدنا: كأن خَوقَ قُرطها المعقوبِ على دَباة أو على يعسُوبِ وعقَبت القدح بالعَقَب مثله. وعقَبَ فلانٌ مكان أبيه عَقْباً. وعقَبتُ الرجل في أهله، إذا بغيته بشر وخلفتَه. وعقبت الرجل: ضريت عقبه. وعقَبت الرجُل، إذا ركِبتَ عُقْبةً وركب عُقبة ويقال أكل فلانٌ أكلةً أعقبتْه سَقَماً. وعقِب القدم: مؤخّرها، ويقال عَقْبٌ معه وجمعه أعقاب. ومنه قوله: "ويلٌ للأعقاب من النار". وقال الله جل وعز: (وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ) الممتحنة 11" هكذا قرأها مسروق وفسرها: فغنِمتُم، وقرأها حُميد: (فعقَّبتم) قال الفراء: وهو بمعنى عاقبتم. قال: وهي كقوله: (ولا تُصاعر) و (لا تصعِّر) لقمان 18". وقرئ (فعَقَبتُم) خفيفة. وقال أبو إسحاق: من قرأ فعاقبتم فمعناه أصبتموهم في القتال بالعقوبة حتى غنمتم قال: ومن قرأ فَعَقَبتُم، فمعناه فغنمتم. قال: وأجودها في اللغة فعقَّبتم. وعَقَبتم جيد أيضاً، أي صارت لكم عُقْبى. إلا أنَّ التشديد أبلغ. وقال طرفة: فعقَبُتم بذَنُوبٍ غَيْرَ مَرّْ قال: والمعنى أن من مضت امرأته منكم إلى من لا عهد بينكم وبينه، أو إلى من بينكم وبينه عهدٌ فنكث في إعطاه المهر فغَلبتم عليهم فالذي ذهبت امرأته يُعطَى من الغنية المهر من غير أن ينُقَص من حقِّه في الغنائم شيء، يُعطَى حقَّه كَمَلاً بع إخراج مهور النساء. أبو عبيد عن أبى زيد: تعقبت الرجلَ، إذا أخذته بذنبِ كان منه. وفي حديث: "المُعْتَقِبُ ضامن لما اعتَقَب". وهذا يُروي عن إبراهيم النَّخعىّ. يقال: اعتقبت الشيء، إذا حبستَه عندك. ومعناه أن البائع إذا باع الشيء ثم منعه المشتري حتى تلف عند البائع هلك من ماله، وضمانُه منه. شمر عن أبى عمرو الشيباني: المِعقب: الخِمار. وأنشد: كمِعقَب الرَّيْط إذْ نَشّرت هُدَّابَه قال: وسمي الخِمار معقباً لأنه يعقُب المُلاءة يكون خلفاً منها. وقال أبو العباس: قال ابنُ الأعرابي: المِعقَب: القُرط. والمِعقَب: السائق الحاذق بالسَّوق. والمِعقب: بَعير العُقَب. والمِعَب: الذي يرشح للخلافة بعد الإمام. والمِعْقَب: النجم الذي يطلُع فيركب بطلوعه الزميلُ المعاقب. ومنه قول الراجز: كأنها بين السُّجوف مِعقَبٌ وقال شمر: العُقبة: الشيء من المرق يردُّه مستعير القدر إذا ردَّها. وقال الكميت: وحاردتِ النُّكْدُ الجلادُ ولم يكن لعُقبةِ قِدر المستعيرين مُعْقِبُ وقال الأخفش في قول الله: (هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا) أي عاقبة. وقال أبو سعيد: يقال رأيت عاقبةً طير، إذا رأيت طيراً يعقًب بعضُها بعضا، تقع هذه فتطير ثم تقع هذه موقع الأولى. وقال الفراء: يقال عاقبَه عاقبةً بمعنىالعقاب والمعاقبة، جعله مصدراً على فاعلة كالعافية وما أشبها. وقال الليث: عاقبة كل شيء: آخره؛ وكذلك عاِقُبه، والجميع العواقب والعُقُب. قال: والعُقبانُ والعُقْبَى كالعاقبة والعُقُب. قال: ويقال أتى فلانٌ إلى خيراً فَعقَبَ بخير منه. وأنشد: فعقَبتم بذَنوب غير مَرّْ قال: والفرق بين العَقَب والعَصَب أن العصَب يضرب إلى الصُّفرة والعَقَب يضرب إلى البياض، وهو أصلبُها وأمتنُها. وإما العَقِب مؤخر القدم فهو من العَصَب لا من العَقَب. قال: والعَقِب مؤنّثة، وثلاث أعقب، وتجمع على الأعقاب. وفي الحديث: "ويلٌ للأعقاب من النار" وهذا يدل على أن المسحَ على القدمين غير جائز، وأنه لا بدّ من غسل الرجلين إلى الكعبين، لان النبي صل الله عليه لا يُوعِد بالنار إلا في ترك العَبد ما فرض عليه. وهو قول أكثر أهل العلم. والليلُ والنهار يتعاقبان، وهما عَقيبانِ كلُّ واحد منهما عَقِيبُ صاحبه. ويقال تعقّبت الخبَرَ، إذا سألت غير من كنتَ سألته أول مرة. ويقال أعقِبَ عِزُّ فلانٌ. ذُلا، أي أُبدِل. أبو عبيد عن الأحمر قال: الأعقاب هي الخَزَف التي تُجعَل بين الآجر في الطي لكي يشتد. وقال شمر: أعقاب الطي: دوائر إلى مؤخره. وقد عقبنا الركية، أي طويناها بحجر من وراء حجر. قال: والعُقاب: حجرٌ يستَنْتِل على الطي في البئر، أي يَفْضُل. وقال الليث: العُقاب: صخرة ناتئة ناشزة في البئر في جُولها، وربما كانت من قِبل الطي، وذلك أن تزول الصَّخرة عن موضعها. قال: والرجل الذي ينزل في البئر فيرفعها يقال له المعقِّب. ثعالب ابن الأعرابي قال: القبيلة: صخرة على رأس البئر، والعقابانِ من جنبيتها يَعْضدانها. وقال الليث: العُقاب هذا الطائر يؤنث، والجميع العِقْبان وثلاث أعقب، إلا أن يقولوا: هذا عُقابٌ ذكَر. قال: والعُقاب: العَلَم الضخم. والعُقاب: اللِّواء الذي يعقَد للوُلاة، شُبِّه بالعقاب الطائر. قال: والعُقاب: الصَّخرة العظيمة في عُرض الجَبَل. والعِقاب والمعاقبة: أن تجزيَ الرج بما فعل سُوءا، والاسم العُقوبة. ويقال أعقبته بمعنى عوَّضَه. ويقال استعقبَ فلاق من فعله ندماً. ويقال أعقبَه الله خيراً بإحسانه، بمعنى عوَّضَه وأبدله، وهو معنى قوله: ومن أطاع فأعقِبْه بـطـاعـيه كما أطاعك وادلُلْه على الرَّشَدِ واليعقوب: ذكر الحَجَل، وجمعه يعاقيب. وقال الليث: يعقوب بن إسحاق اسمه إسرائيل، سمي بهذا الاسم لأنه ولُد مع عِيصُو في بطنِ واحد، وُلِد عيصو قبله ويعقوبُ متعلق بعَقِبه، خرجا معاً، فعِيصو أبو الرُّوم.
وتسمى الخيل يعاقيب تشبيها بيعاقيب الحجَل، ومنه قول سلامة بن جندل: ولي حثيثاً وهذا الشيبُ يطلـبُـه لو كان يُدركُه ركضُ اليعاقيبِ وقال الله جل وعز في قصة إبراهيم وامرأته: (فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ) "هود71 " قرئ يعقوبُ بالرفع وقرئ يعقوب بفتح الباء. فمن رفَعَ قالمعنى ومن وراء إسحاق يعقوبُ مبشَّر به. ومن فتح يعقوب فإن أبا زيد والأخفش زعما انه منصوب وهو موضع الخفض، عطفاً على قوله بإسحاق. المعنى فبشرناها إسحاق ومن وراء إسحاق بِيعقوبَ. قلت: وهذا غير جائز عند حذاق النحويين من البَصريين والكوفيين. فأما أبو العباس احمد بن يحيى فانه قال: نصب يعقوب بإضمار فعل آخر، قال: كأنه قال فبشرناها بإسحاق ووهبا لها من وراء إسحاق يعقوب. ويعقوب عنده في موضع النصب لا في موضع الخفض بالفِعلِ المضَمر. وقال أبو إسحاق الزجاج: عطف يعقوب على المعنى الذي في قوله: "فبشرناها" كأنه قال: وهبنا لها إسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب، أي وهبناه لها أيضاً. وهكذا قال ابن الأنباري. وقول الفراء. قريب منه. وقول الأخفش وأبي زيد عندهم، خطأ. وقال الليث: المِعقاب من النساء: التي تلد ذكرا بعد أنثى. قال: والعُقَب: نُوَب الواردة تَرِدُ قطعةٌ فتشرب، فإذا وردت قطعة بعدها فشربت ذالك عُقبتها. وعُقبة الماشية في المرعي: أن ترعى الخُلّةَ عُقبةً ثم تُحول إلى الحمض، قالحَضُ عُقبتُها. وكذلك إذا حولت من الحمض إلى الخُلَة قالخٌلة عُقبتها. وهذا المعنى أراد ذو الرمة: من لائح المَرْو والمرعى له عُقَبُ وأوله: ألهاه آءُ وتَنُّومٌ وعٌقٌبْته من لائح المَرْو??? ويقال فلان عٌقبة بني فلان، أي آخر مًن بقي منهم. أبو عبيد: يقال على فلان. عِقْبة السًّرْو والجَمَال، إذا كان عليه اثر ذلك. وقال الفراء في الجَمَال: عِقبةٌ، بكسر العين أيضاً، أي بقية. وأما عُقبة القدر فان الأصمعي والبصريين جعلوها بضم العين، وكان الفراء يجزيها بالكسر أيضاً بمعنى البقية. ومن قال عُبقة القدر جعلها من الاعتقاب. وقال اللِّحياني: العِقبة والعِقمة: ضربٌ من ثياب الهَودج مَوْشِى، ومنهم من يقول عَقْمة وعَقْبة بالفتح. وقال: عُقبة القمر: عودته، ويقال عَقْبة بالفتح، وذلك إذا غاب ثم طلع. ونخل مُعاِقبة: تحمل عاما وتُخلِف آخر وقال ابن السكيت: إبلٌ مُعاِقبة: ترعَى مرة في حَمض ومرة في خُلَّة. وجاء فلانٌ مُعْقِباً، إذا جاء في آخر النهار. وروي أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: عَقَب فلان على فلانة،إذا تزوجها بعد زَوْجِها الأول، فهو عاقبٌ معنا، أي آخر أزواجها. وعقب فلان في الصلاةً تعقيبا، إذا صلَّى فأقام في موضعه ينتظر صلاةً أخرى. وفي الحديث: "من عَقَّب في صلاةٍ فهو في الصلاة". وقُرارة القِدْر: عُقبته. وعَقيبك: الذي يعاقبك في العمل، يعمل مرّة وتعمل أنت مرّة. وقال أبو سعيد: قِدحٌ معقَّبٌ، وهو المعاد في الرِّبابة مرّةً بعد مرةٍ تيُّناً بفوزه. وانشد: بمثنَى الأيادي والمَنيح المعَقَّب وقال أبو زيد: جَزور سَحُوف المعقَّب إذا كان سميناً. وانشد: بجلَمةِ عِليانٍ سَحوفِ المعقب أبو عبيدة: المِعْقَب: نجم يتعاقب به الزميلان في السَّفَر، إذا غاب نجم وطلعَ نجمٌ آخر ركب الذي كان يمشي. وانشد: كأنَّها بين السُّحوفِ مِعقَب وقال اللحياني: عقَبتُ في إثر الرجُل أعقُب عَقباً، إذا تناولته بما يكره ووقعت فيه. وأعقب الرجلُ إعقاباً إذا وسع من شر إلى خير. ويقال: لم أجد عن قولك متعقباً، أي رجوعاً انظر فيه، أي لم أرخص لنفسي التعقُّب فيه لأنظرَ آتيتهِ أم أدعُه. وقال أبو عمرو: العرب تسمي الناقة السوداء عٌقابا، على التشبيه. وقال اللحياني: عَقَبونا مِن خلفنا وعقبونا، أي نزلوا بعد ما ارتحلنا. ويقال عقَبت الإبل تعَقُبُ عَقْباً، إذا تحولت من مكان إلى مكان ترعى فيه. وعقَب فلانٌ يعقُب عَقْباً، إذا طلب مالاً أو شيئاً. وقال الأصمعي: العَقْب: العِقاب. وأنشد: لَيْنُ لأهل الحق ذو عَقْبٍ ذكَرْ والعَقْب: الرجوع. وأنشد لذي الرّمة: كأن صياحَ الكُدرِ ينظرن عَقْبنا تراطُنُ أنباط عليه طَـغـاِم معناه ينتطرنَ صَدَرنا ليرِدْنَ بعدنا.
وقال ابن الأعرابي: إبل عاقبة: تَعقُب في مرتعٍ بعد الحمض ؛ ولا تكون عاقبة إلا في سنة شديدة، تأكل الشجر ثم الحمض. قال: ولا تكون عاقبة في العُشْب. والمعقّب: الرجل يخرج من حانة الخمار إذا دخلها من هو أعظمُ قدراً منه. ومنه قوله:
وان تلتمِسني في الحوانيت تصطدِ
أي أكون معقِّبا.
وفي حديث أنس بن مالك أنه سئل عن التعقيب في رمضان فقال: "إنهم لا يرجعون إلا لخير يرجونه أو شر يخافونه". قال شمر: قال إسحاق بن راهويه: إذا صلى الإمام في شهر رمضان بالناس ترويحة أو ترويحتين ثم قام الإمام من آخر الليل فأرسل إلى قوم فاجتمعوا فصلى بهم بعد ما ناموا فإن ذلك جائز إذا أراد به قيام ما أمر أن يصلي من الترْويح. وأقل ذلك خمس ترويحات، وأهل العراق عليه. قال: فأما أن يكون إمامٌ صلى بهم على أول الليل الترويحات ثم رجع آخر الليل ليصلي بهم جماعة فإن ذلك مكروه؛ لما روي عن أنس وسعيد بن جُبير في كراهيتما التعقيب. وكان أنس يأمرهم أن يصلُّوا في بيوتهم.
وقال شمر: والتعقيب: أن يعمل عملاً من صلاةٍ أو غيرها ثم يعود فيه من يومه. يقال: عقَّبِ بصلاة بعد صلاة، وغزوة بعد غزوة. قال: وسمعتُ ابن الأعرابي يقول: هو الذي يفعل الشيء. ثم يعود ثانية. يقال صلى من الليل ثم عقَّب، أي عاد في تلك الصلاة.
وفي حديث عمر أنه "كان يعقَّب الجيوش في كل عام"، قال شمر: معناه انه يردُّ قوماً ويبعث آخرين يعاقبونهم. يقال قد عُقِّبَ الغازيةُ بأمثالهم وأعقبوا، إذا وُجِّه مكانهم غيرُهم.
قال: ويقال عقَّبت الأمر، إذا تدبرته. قال: والتعقُّب: التدبُّر والنظر ثانيةً. قال طفيلٌ الغنوى:
فلن يجد الأقوامُ فينا مَسَـبَّةً إذا استُدبرتْ أيَّامنا بالتعقُّبِ
يقول: إذا تعقبوا أيامنا لم يجدوا مَسَبَّةً.
واستعقبتُ الرجل وتعقّبتُه، إذا طلبت عورَتَهُ وعثرته. ويقال استعقبَ فلانٌ من كذا وكذا خيرا وشرا.
ويقال هما يعتقبان ويتعقّبان: إذا ذهب أحدهما جاء الآخر مكانه.
ابن شميل: يقال باعنى فلان سِلعةً وعليه تعقِبة إن كانت فيها، وقد أدركتني في تلك السلعة تعقِبة. ويقال: ما عَقَب فيها فعليك في مالك، أي ما أدركني فيها من دَرَكٍ فعليكَ ضمانهُ.
وقال شمر: العَقَبة: الجبل الطويل يَعرِض للطَّريق فيأخذ فيه، وهو طويل صعب شديد وإن كانت خُرمت بعد أن تشدَّ، وتطول في السماء. في صعود وهبوط، أطْوَلُ من النَّقْب وأصعب مرتقى، وقد يكون طولهما واحداً. سنَد النِّقْب فيه شيء من اسلنقاء، وسَنَد العَقبة مستوٍ كهيئة الجدار.
قلت: وتجمع العقبة عِقاباً وعَقَبات.
وقال أبو زيد: .قال من أين كان عَقِبُك أي من أين أقبلت؟ ويقال لقي فلانٌ من فلانٍ عُقْبةَ الضَّبع، أي شِدَّة. وهو كقولك: لقي منه استَ الكلبة. قال: والعِقاب: الخيط الذي يشدُّ به طرفا حلقة القُرْط.
ثعلب عن ابن الأعرابي: عَقِب النبتُ يعَقَب عَقَباً أشدَّ العَقَب، إذا دَقّ عودُه واصفرَّ ورقُه. وكلُّ شيءٍ كانَ بعد شيءٍ. فقد عَقَبه. وقال جرير:
عقَبَ الرّذاذُ خلافَهم فكأنّما بسَطَ الشواطبُ بينهن حصيرا
وقال ابن السكيت: فلان يَسقِي على عَقِب آل فلان، أي بعدهم. وذهب فلانٌ وعَقَبة فلانٌ: يتلو عَقِبه.
قعب
اخبرني المنذري عن أبي العباس عن ابن الأعرابي قال: أول الأقداح الغُمَر، وهو الذي لا يبلغُ الري ثم القَعْب، وهو قَدرُ ريِّ الرجل، وقد يروي الاثنين والثلاثة؛ ثم العُسُّ. قال ابن الأعرابي أيضاً: والقاعب: الذئب الصّيَّاح.
وقال الليث: القعب: قدح ضخمٌ جاف غليظ. والقَعبة: شبه حُقّة مطَبقة يكون فبها سَوِيق المرأة. وحافر مقعَّب: كأنه قعبةٌ لاستدارته.
وقال غيره: قعَّب فلانٌ في كلامه وقّعر في كلامه بمعنى واحد. وهذا كلام له قعبٌ، أي غَور.
قبع
في الحديث: "كانت قَبيعةٌ سيف رسول الله صلى الله عليه من فضَّة" قال شم قبيعة السيف: ما تحت الشاربين مما يكون فوق الغمد فيجيء مع قائم السيف. والشاربان: أنفان طويلان اسفل القائم، أحدهما من هذا الجنب والآخر من هذا الجانب. قال: وقال خالد بن جَنْبة: قبيعة السيف: رأسه الذي منتهى اليد إليه.
أبو حاتم عن الأصمعي: القَوبَع: قَبِيعة السيف وأنشد لمُزاحم العُقَيلي:
فصاحُوا صِياحَ الطَّير من مُخرئلّةٍ عَبوٍر لهاديها سِنـان وقَـوبَـعُ وروي عن الزِّبرِقان بن بدر السعدي أنه قال: "أبغضُ كنائني إلى الطُّلَعة القُبَعَة"، وهي التي تُطلِع رأسها ثم تخبؤه كأنها قنفذةٌ تقبع رأسها. ويقال قبَعَ فلانٌ رأس القربة والمزادة، وذلك إذا أراد أن يسقي فيها فيدخل رأسها في جوفها ليكون أمكن للسقي فيها، فإذا قلب رأسها على خارجها قِيل قَمَعه بالميم، هكذا حفظت الحرفين عن العرب. وقال شمر: قال المفضل: يقال قبَعتُ السِّقَاء قَبْعا، إذا ثنيتَ فَمه فجعلت بشرته الداخلة ثم صببتَ فيه اللبن أو الماء. قال: وخنث سقاءَه، إذا ثني فمه فأخرج أدَمتَه، وهي الداخلة. وقال ابن شميل: خنث فم السقاء: قلبَ فمه داخلاً كان أو خارجاً. وكلُّ قلبٍ يقال له حَنْث. أبو عبيد عن أبي عمرو: القُبوع: أن يدخل الإنسان رأسه في قميصه أو ثوبه. وقد قبع يقبع قُبوعاً. وأنشد: ولا أطرقُ الجاراتِ بالليْل قابعاً قُبوعَ القَرَنْبي أخطأته مجاحره وقال الليث: قبع الحنزير يقبع قَبْعاً وقُباعاً. وقال أبو عبيدة: القَبْع: صوتٌ يردده الفرس من منخريه إلى الحلق، ولا يكون إلا من نفار أو شيءٍ يكرهه. وقال عنترة: إذا وقَع الرماح بِمَنْكِبَيه تولى قابعاً فيه صُدودُ أبو العباس عن ابن الأعرابي: يقال لصوتِ الفيل القَبْعُ والنَّخَفة. قال: والقَبْع: الصياح. والقَبْع: أن يطاطئ الرجل رأسه في الرُّكوع شديداً. والقَبْع: تغطية الرأس بالليل لرِيبة. وقال الليث: القُباع: الأحمق وكان في الجاهلية رجل أحمق يقال له قُباع بن ضَبّة، يضرب مثلا لكل أحمق. وقال أبو عبيدة: يقال للقنفذ قُبَاع لأنه يقبع، أي يخبأ رأسه. وقال: وكان بالبصرة مكيالٌ واسع لأهلها، فمرَّ وإليها به فرآه واسعاً فقال: "أنه لقُباَع"، فلقب ذلك الوالي قُباعا. ويقال المرأة الواسعة الجَهَاز: إنها لقُبَاع. وروي أبو العباس عن سلمة عن الفراء أنه قال: القُباعي من الرجال: العظيم الرأس، مأخوذ من القُباَع، وهو المِكيال الكبير. وقال الليث: قَبَع الإنسان يقيع قبوعاً، إذا تخلف عن أصحابه. وأنشد: قَوَابِعَ في غَمَّى عَجاجٍ وعِثْيَرِ قال: وقُبَع: دويْبَّة من دَوابّ البحر. أبو عبيد عن أبي زيد: قبع الرجل في في الأرض يقبع قُبوعاً، إذا ذهب فيها. قال: وقال الأموي: قَبَع الرجلُ فهو قابع، إذا أعيا وانبهر. يقال عدا حَّتى قبع. وقال ابن شميل: القُبَعة: طُويِّرٌ أبقع مثل العصفور يكون عند جِحَرة الجرذان، فإذا فزع أورُمى دخلَ الجُحر. بقع في الحديث: "يُوشك أن يُستَعمَل عليكم بُقعانُ الشام" قال أبو عبيد: أراد ببُقعان الشام سَبْيَها ومماليكها؛ سموا بذلك لأنَّ الغالب على ألوانهم البياض والصُّفرة، وقيل لهم بقَعْانٌ لاختلاط ألوانهم وتناسلهم من جنسين مختلفين. وقال أبو عبيد: يقال ما أدري أين سكع وبقع، أي أين ذهب. وقال غيره: انبقَعَ فلانٌ انبقاعاً، إذا ذَهبَ مسرعاً وعَدَا وقال ابن أحمر: كالثلعب الرائح الممطور صِبغَتُه شَلَّ الحواملُ منه كيف ينبقـعُ قوله "شلَّ الحوامل منه" دَعاَ عليه أن تَشَلَّ قوائمه لسرعته. ويقال للضَّبع باقع. ويقال للغراب أبقع، وجمعهُ بُقعانٌ، لاختلاط لونه. وإذا انتضح الماءُ على بدن المستقي من ركّيةٍ ينزع منها بالعَلَق فابتلَّتْ مواضعُ من جسَده قيل قد بقَّع. ومنه قيل للسُّقاة بُقْع. وأنشد ابن الأعرابي: كفَوْا سَنِتِينَ بالأسياف بُقْعـاً على تلك الجفار من النفي السَّنِتُ: الذي أصابته السنة. والنفيُّ: الماء الذي ينتضح عليه. أبو الحسن اللَّحياني: أرض بَقِعةٌ: فيها بُقَع من الجراد. وقال أبو عمرو: يقال عليه خُرء بقاعِ وهو العرق يصُيب الإنسانَ فيْبَيضُّ على جلده شبه لُمَع. قال: والبقعة: قطعة من الأرض على غير هئية التي إلى جنبها، والجميع بُقَع وبقاع. والباقعة: الرّجل الداهية. يقال ما فلانٌ إلا باقعة من البواقع، لحلوله بقع الأرض وكثرة تنقيبه في البلاد ومعرفته بها، فشبه الرجل البصير بالأمور به، ودخلت الهاء في نعت الرجل مبالغة في صفته، كما قالوا: رجلٌ داهية، وعَلاَّمة، ونسّابة.
وقال أبو زيد: يقال أصابه خُرء بَقَاعَ وبَقاَعِ يافتي، وبَقاعٍ مصروف وغير مصررف، وهو أن يصيبه غبارٌ وعرقٌ، فتبقى لمع منه على جسده. قال: وأرادوا ببقاعِ أرضاً بعينها. قال: ويقال تشاتما وتقاذفا بما أبقى ابنُ بُقَيع قال: وابن بُقَيع: الكلب، وما أبقى من الجيفة. وقال أبو عمرو: الباقعه: الطائر الحَذِر، إذا شرِب الماء نظر يَمنةً ويَسرة. وقال اللِّحياني: يقال ابُتقِع لونه، وامتُقِع لونُه، وانُتقِع لونه، بمعنى واحد. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: يقال للأبرص: الأبقع، والأسلَع، والأقْشَر، والأصلخ، والأعرم، والملمَّع،والأذمل. والجميع بُقْع. وبقيع الغَرْقَدِ: مَقُبرة بالمدينة، كان منبتاً لشجر الغَرقد فنُسب إليه وعُرفَ به. والغرقد: شجر العَوسَج. عبق أبو الحسن اللِّحياني، ويعقوب بن السكيت: يقال مافي نِحْيِه عَبَقةٌ ولا عَمَقة، أي ما فيه وضَر من السَّمْن. وأصل ذلك من قولك: عِبق به الشيء يَعَبق عَبَقاً، إذا لصِق به. وقال طرفة: ثم راحوا عَبَقُ المسكِ بـهـم يُلحفون الأرض هُدَّابَ الأُزُرْ أبو عبيد عن أبي عمرو: عَسِق به وعَبِق به، إذا لصق به. وريح عَبِق: لاصق. وقال ابن شميل: قال الخُزاعيُّون-وهم من أعرب الناس-رجل عبِقٌ لبق، وهو الظريف. أبو عبيد: شَيْنٌ عَباِقَيةٌ، وهو الذي له أثر باق. وقال غيره: العَباقية: شجرة ذات شوك تُؤذي مَن عَلِق بها. وأنشد: غداةَ شُواحطٍ لَنَجَوْتَ شَدًّا وثوبُك في عَباقيةٍ هريدُ وقال الليث: العَباقية: الرجلُ الداهيةُ ذو شرٍ ونُكر. وأنشد: أطفَّ لها عَباقـيةٍ سَـرَنـدًى جريء الصدر منبسط اليمينِ وقال ابن شُميل: العَباقية: اللص الخارب الذي لا يُحجم عن شيء. وروي عن الأصمعي انه قال رجلٌ عِبِقَّانة زِبِقانه، إذا كان سيء الخلق والمرؤة كذلك. وقال الليث: امرأة عَبِقة ورجل عَبِق، إذا تطيَّبا بطيبٍ فلم تذهب رائحتُه أياما. بعق أبو عبيد عن الأصمعي: البُعاق: المطر الذي يتبعَّق بالماء تبعُّقا. وفي حديث حذيفة أنه قال: ما بقي من المنافقين إلا أربعة. فقال رجل: "فأين الذين يبعِّقون لقاحَنا وينقبُون بيوتنا؟" يعني أنهم ينحرونها. فقال حذيفة: أولئك هم الفاسقون. قال أبو عبيدة: قوله "يبعِّقون لقاحنا"، يعني أنهم ينحرونها ويُسيلون دماءها يقال انبعق المطر، إذا سال بكثرة. وقال الليث: الانبعاق: أن ينبعق عليك الشيء مفاجأة من حيثُ لم تحتسبْه. وأنشد: بينما المرء آمنـا راعـهُ را ئعُ حتفٍ لم يَخْشَ منه انباقَه وفي نوادر الأعراب: ابتعقَ فلانٌ كذا وكذا ابتعاقاً، إذا أخذه تلقاء نفسه، فهو مبتعق. وقال الليث: البُعاق: شدّة الصوت. والباعق: المطَر يفاجيء. بوابل. وقد بَعَق بُعاقا. وأنشد: تيمَّمتُ بالكدِيَوْنِ كي لا يفوتنَـي من المَقْلة البيضاء تفريطُ باعقِ قال: يعنى ترجيع المؤذّن إذا مَدَّ صوته في إذانه. قلت: ورواه غيره: "تفريط ناعق" من نعَق الراعي بغنمه، إذا زجَرحا ودعاها. عقم عمرو عن أبيه قال: العَقْميُّ: الرجل القديمُ الكرم والشَّرف. قال: والعُقمُّي من الكلام: غريب لغريب. وقال أبو الهيثم: قال أبن بُزءرج: امرأة عَقَام ورجل عَقَام، إذا كانا سَيِّئِ الخُلُق. وما كان عَقاماً ولقد عَقُم تَخّلقه. قال وامرأة عقيم: لا تلد. ورجلٌ عقيم: لا يُولَد له. قال: وجمع العَقام والعَقيم العُقْم. ويقال للعقيم من النساء: قد عَقِمَتْ، وفي سوء الخلق: قد عقُمتْ. قال وقد قالوا في العقيم أيضاً: ما كانت عقيما، ولقد عُقمتْ فهي معقومة. وهو العُقْم والعَقْم. وقد عَقَم الله رحمهاَ. وقال أبو عبيد: سمعتُ الأصمعي يقول: عَقامٌ وعقيمٌ بمعنًى واحد، مثل بَجَال وبجيل، وشَحاحٍ وشحيح. وقال الليث: يقال حَربٌ عَقَام وعُقام: لا يَلوي فيها أحدٌ على أحد. قال: ويقال عُقِمت الرحم عُقماً، وذلك هَزمةٌ تقع في الرحم فلا تقبل الولد.
قال: والريح العَقيم في كتاب الله يقال هي الدَّبور، لا تُلقح شجراً ولا تحمل مطراً. وقال جل وعز(وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ الرِّيحَ الْعَقِيمَ) الذاريات 41. قال أبو إسحاق: الريح العقيم: التي لا يكون معها لَقْحٌ، أي لا تأتي بمطر، إنما هي ريح الإهلاك. ويقال المُلْكُ عقيم يقتُل الوالد فيه ولده، والولَدُ والدَه. وحربٌ عقيمٌ: يكثر فيها القَتل فيبقى النِّساءُ أيامَي. وفي حديث ابن مسعود حين ذكر القيامةَ وأن الله يظَهَر للخَلْق، قال:"فيخرُّ المسلمون سجوداً لربِّ العالمين وتُعقَم أصلاب المنافقين فلا يقدرون على السجود". قال أبو عبيد: قوله تُعقَم أصلابُ المنافقين، يعني تيبس مفاصلهم فتبقى أصلابهم طبقاً واحداً. قال: والمفاصل يقال لها المعاقم. وقال النابغة: نخطُو على مُعُحٍ عُوجٍ معاقمهـا يحسبن أن تُراب الأرض منتهب وقال أبو عبيد: يقال المرأة معقومة الرحم، كأنها مسدودتها. وقال أبو عبيد: وقال الأصمعي: الاعتقام أن يحفروا البئر فإذا اقتربوا من الماء احتفرُوا بئرً صغيرة في وسعطها بقدر ما يجدرن طعمَ الماء، فإن كان عذباً حفروا بقّيتَها. قال: وأنشدنا للعجاج: إذا انتحى معتقماً ولجَّفاً وقال الليث في الاعتقام: إنه المضيُّ في الحفر سُفْلاً. وقال هو وغيره: العَقْم: ضربٌ من الوشي، الواحدة عَقْمة. وقال الأصمعي: العُقمىُّ: كلامٌ عقيم، لا يشتقُّ منه فعل. وقال ابن شميل: إنه لعالمٌ بعُقمى الكلام وعُقْبيّ الكلام، وهو غامض الكلام الذي لا يعرفُه الناس، وهو مثلُ النوادر. وقال أبو عمرو: سألت رجلا من هُذيل عن حرفٍ غريب فقال: هذا كلام عُقْمى، يعنى أنه من كلام الجاهلية لا يُعرَف اليوم. وقال ابن الأعرابي: يقال فلان ذو عُقْميّاتٍ، إذا كان يلوي يخصمه. وقال أبو حاتم السِّجزي: العَقَام: اسم حّية تسكن البحر. قال: وحدَّثني من أثق به أن الأسودَ الحّياتِ يأتي شط البحر فيصْفِر فتخرج إليه العَقَام، فيتَلاويان ثم يفترقان، فيذهب هذا في البر ويرجع العَقَام إلى البحر. عمرو عن أبيه قال: العَقْم: القطع. ومنه قيل المُلْكُ عقيم؛ لأنه تقطع فيه الأرحام بالقتل والعقوق. قال: ويقال عُقِمت المرأة تُعقَم عَقْماً، وعَقِمَتْ تَعقَم عَقَما، وعَقَمت تَعقُم عُقما. ورجل عقيم: لا يولد له. وامرأة عقيم: لا تحمل. قعم أبو العباس عن ابن الأعرابيّ قال: القَعَم: ضِخَم الأرنبة ونتوءُها وانخفاض القَصَبة. قال: والقَعَم أحسن من الخَنَس الفَطَس. وقال في موضعٍ آخر: في أنفه قَعَم أي عَوَج. قال: والقَيعَم: السنّور. عمرو عن أبيه قال: القَعْم: صِياحُ السنور. وقال الليث: أقعِم الرجلُ، إذا أصابه الطاعون فمات. قال: وأقعمته الحية، إذا لدغَتْه فماتَ من ساعه. وقال الأصمعي: لك قُعْمة هذا المال ولك قُمْعته، أي لك خياره وأجود. عمق قال الله جل وعز: (يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) الحج 27" قال الفراء: لغة أهل الحجاز عميق. وبنو تميم يقولون معيق. وقال مجاهد في قله: من كل فح عمق، قال: من كل طريقٍ بعيد. وقال الليث في قوله "مِن كل فجٍ عميق". قال: ويقال مَعِيق. والعميق أكثر من المَعِيق في الطريق. قال: والفج: المضربُ البعيد. قلت: وقد قال غيره: هو الشَّعب الواسع بين الجبلين. وتقول العرب: بئر عميقة ومعيقة، وقد أعمقتها وأمعقتها، وقد عمُقَت ومعُقت مَعاقةً وإنها لبعيدةُ العَمْق والمعْق. وقال ابن شميل: يقال لي في هذه الدار عَمَق أي حقّ، ومالي فيها عَمَق أي حقُّ. وقال الليث: الأعماق والأمعاق: أطراف المفازة البعيدة؛ وكذلك الأماعق. وقال رؤبة: وقائم الأعماق خاوي المختَرَقْ مشتبه الأعلام لمَاع الخَـفَـقْ وقرات بخط. شِمر لابن شُميل قال: المَعْق: بُعد أجواف الأرض على وجه الأرض يقود المعقٌ الأيامَ. يُقال عَلَونا مُعُوقاً من الأرض منكرة، وعلَونا أرضاً مَعْقاً. وأمّا المَعيِق قالتشديد الدُّخول في جوف الأرض، يقال غائظ مَعيق. قال شمر: وقال الأصمعي وابن الأعرابي: الأعماق شيئان: المطمئن، ويجوز أن يكون بعيد الغَور. وقال ابن الأعرابي في قول رؤبة: "وقاتم الأعماق": يعني الأطراف.
ويقال تعمَّق فلانٌ في الأمر، إذا تنوق فيه، فهو يتعمَّق. وقال ابن السكيت: العُمَق: موضع على جادّة طريق مكة، بين معدِن بني سُلَيم وذات عِرق. والعامة تقول العُمُق، وهو خطأ. قاله الفراء وعَمقْ: موضع آخر. وقال ابن السكيت: العِمْقَي: نبت وبعيرٌ عامق: يرعى العِمْقَي. قمع أبو عبيد: قَمعتُ الرجلَ وأقمعتُه بمعنى واحد وروي الحرّاني عن ابن السكيت قال: أقمعت الرجلَ بالألف، إذا طلع عليك فرددتَه. قال: وقمعته، إذا قهرته. وقال غيره: قمعت الوَطْبِ، إذا جعلتَ القِمَع في فمه لتصبَّ فيه لبناً أو ماء. وقمعت القِربة، إذا ثنيت فمها إلى خارجها، فهي مقموعة. والقَمَع: ورم يكون في مؤق العين، يقال قَمِعتَ العينُ تَقَمع قَمَعاً، إذا ورِمَ مُؤقها. ومنه قول الأعشى: ومأقاً لم يكن قَمِعاً أبو عبيد عن الأصمعي: القَمَعة: ذباب عظيم أزرق، وجمعها قَمَعٌ، يقع على رءوس الدواب فيؤذيها. وقال أوس بن حجر: ألم تَرَ أن اللـه أنـزلَ مُـزنةً وعُفرُ الظِّباء في الكِناس تَقَمَّعُ يعنى تحرِّك رءوسَها من القَمَع. الحراني عن ابن السكيت قال: القَمْع: مصدر قمعتُه أقمعُه قمعاً. قال: والقَمَع: بَثْر يخرج في أصول الأشفار. قال: وقال الأصمعي: القَمَع :فساد في موق العين واحمرار. قال: والقَمَع أيضاً: جمع قَمَعة، وهي السَّنام. قال: والقَحَدة أصلُه. وأنشد: وهم يُطعِمون الشَّحمَ من قَمَع الذُّرى قال: والقَمَع أيضاً: ذباب يركب الإبل والظباء إذا اشعتده الحر، فإذا وقع عليها تقمعت منها. وروي عن النبي صلى الله عليه أنه قال: "ويلٌ لأقماع القول، ويلٌ للمصرِّين" قوله: ويلٌ لأقماع القول، عني به الدين يسمعون القولَ ولا يَعُونه ولا يعملون به، كما أن الأقماع لا تُمسِك شيئا مما يصبُّ، فيها. شّبه آذانهم بها في كثرة ما يدخلها من المواعظ وهم مُصِرُّونَ على ترك العَمَل بها. وواحد الأقماع قِمَع، وهو الأداة التي يُصَبُّ فيها ما يُحقَن في السقاء وغيره من الأوعية. وقيل الأقماعأاريد بها الأسماع. شمر عن أبي عمرو قال: القَمِيعة: الناتئة بين الأذنين من الدواب، وجمعها قمائع وقال أبو عبيدة: القميعة: طَرف الذَّنِب، وهو من الفرس منقطع العسيب، وجمعها قمائع. وأنشد لذى الرمة: وينفُضنَ عن أقرابهـنَّ بـأرجـلٍ وأذنابٍ حُصِّ الهُلْب زُعْر القعائع وقَمَة العرقوب مثل قَمَعة الذَنب. والقَمَع: ضِخَم قَمعة العُرقوب، وهو من عيوب الخيل، يستحبُّ أن يكون الفرس حديد طرف العُرقوب. وقال بعضهم: القَمَعة: الرأس، وجمعها قَمَع. وقال قائل من العرب: "لأجزن قَمَعكم"، أي لأضربنّ رءوسكم. وقال الأصمعي: حدثني أبو عمرو بن العلاء قال: قال سيف بن ذي يزن حين قاتل الحبشة: قد علمَتْ ذاتُم نِطَعْ أني إذمْ موتْ كَنَعْ أضربُهم بذِم. قَلَعْ اقتِربوا قِرفَمْ قِمَعْ قال: أراد: النطع، وإذا الموت كنع، فأبدل من لام المعرفة ميما. وقوله "قِرف القمع" أرادأنهم أوساخ أذلاء. كالوسخ الذي يُقرَف من القِمَع. ونصب "قرِفَ" لأنه أراد ياقرف القِمَع. والقِمَع: ما التزق بالعنقود من حب العنب والتَّمْر. والثُّفروق: قِمَع البُسرة والتمرة. والمِقَمعة: شِبه الجِرَزة من الحديد والعَمَد يُضرب بها الرأس، وجمعها المقامع. قال الله تعالى: (وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ) الحج 21" وهي الجِرَزَة من الحديد. والله أعلم. وقَمَعة بن الياس بن مُضَر: أحد ولد خِندِف، يقال إنه لقّب بقَمَعةً لأنه انقمع في ثوبه حين خرج أخوه مدركةُ بن الياس في بُغاه إبل أبيه، وقعد الأخ الثالث يطبخُ القدر، فسمِّي باغي الإبل مُدركة، وسمي طابخ القدر طابخة، وسمِّي المنقمع في ثوبه قَمَعة. وهذا قول النسابين. ومتقمع الدابة: رأسها وجَحافلها، ويجمع على المقامع. قال ذو الرمّة: وأذناب زُعر الهُلْب صُحْم المقامعِ يريد أن رءوسها سُود. وقال الأصمعي: يقال لك قُمْعة هذا المال، أي خياره. وقال غيره: إبل مقموعة: أُخذ خياُرها. وقد قمعتُها قَمعاً. ويقال تقمّعتها، أي أخذت قُمْعتَها. وقال الراجز: تقمَّعوا قُمعتَها العقائلا أبو خيرة: القَمَع: مثل العَجاجة تثور في السماء.
وقال ابن شميل: من ألوان العنب الأقماعي، وهو الفارسيّ. وقال أبو عبيدة: القَمَعة: ما في مؤخرّ الثُّنّة من طرف العُجايه مما لا يُنبت الشعر. وقال شمر: القَمَع: طبَق الحلقوم، وهو مجرى النّفَس إلى الرئه. وفي حديث عائشة أنها كانت تلعب بالبناتٍ مع صواحبَ لها، قالت: "فإذا رأين النبي صلى الله عليه انقمعْن"، أي تغيَّبْن، يقال قَمعتُه فانقَمعَ، أي ذلّلتهُ. قال: وانقماعهن: دخولهنَّ في بيتٍ أو سِتر. وحكى شمر عن أعرابية أنها قالت: القَمْع أن تَقْمع آخَرَ بالكلام حتى تتصاغر إليه نفسُه. قال: وقال الأصمعي: سمِّي القِمَع قِمعا لانه يُدخَل في الإناء. يقال قمعتُ الإناء أقمعه. قال: والقَمْع: أن يوضع القِمَع في فم السقاء ثم يُملأ. قال أبو تراب: سمعت أبا سعيد وغيره من أهل العلم يقولون: إداوة مقموعة ومعنوعة، بالميم والنون: خُنِثَ رأسها. وقال شمر: وقال بعضهم: القَمضع: طَبَق الحُلقوم ثعلب عن ابن الأعرابي قال: القَمْع: الذُّلّ. والقَمْع: الدُّخول فِراراً وهرباً. أبو عبيد عن الأموي: اقتمعتُ ما في السقاء، أي شربته كلَّه وأخذته. سلمة عن الفراء: يقال خُذْ هذا الإناء فاقمَعه في فمه ثم اكْلِتْه في فيه. مقع أبو عبيد عن الأحمر: يقال: امتقَع الفصيلُ ما في ضَرع أمِّه، إذا شرِب ما فيه أجمع. وكذلك امتقَّه وامتكه. وقال أبو عبيد: قال الفراء: مُقِعَ فلان بسوءة.، إذا رُمي: بها. وقال غيره: مقَعته بشرٍ ولقَعتُه بمعناه، إذا رميتَه بها. وقال غيره: امتُقِع لونُه وانتُقِع لونه، إذا تغير لونه من فزعٍ أو علّة. وقال الليث: المَقْع والمَعْق: الشُّرب الشديد. قال: والفصِيل يَمقَع أمَّه: ذا رَضِعَها. شكع أبو عبيد: الشُّكاعَي: نبتٌ، وقد رأيتُه في البادية، وهو من أحرار البقول. قال: وقال الأحمر: أشكعَني وأحمشني وأذرأني وأحفَظَني، كلَّه وأغضبَي. وقال غيره: شَكِع الرجلُ يَشكع شَكَعاً، إذا كثُر أنينُه وضجرُه من مَرضٍ يُقلقه. ويقال لكل متأذٍ من شيء: شَكِعٌ وشاكع. ويقال لكل اللبخيل اللئيم شَكِعٌ. وقال ابن أحمر الباهلي يذكر الشُّكاعَي وتداويه به حين سَقَي بَطنُه. شربت الشكاعي والتددْتُ ألِـدَّةً وأقبَلْت أفواهَ العروقِ المكاوِيا عكش أهمله الليث. أبو العباس عن عمرو بن أبي عمرو الشيباني عن أبيه أنه قال: هي العنكبوت، والمُولَةُ، والعُكاَشة، والعُكَّاشة، وبه سمُّي الرجلُ عُكّاشة. وكلُّ شيء لزمَ بعضُه بعضاً فقد تعكَّش. وقال الأصمعي: شعر عَكِشُ ومتعكِّشٌ، إذا تلبَّد. وشعرٌ عِكشُ الأطراف، إذا كان جعداً. وشجرة عكِشَة: كثيرةُ الفروع متشجِّنة. قال والعُكَّاشُ: اللَّوَّاء الذي يتفشَّغ الشجر ويلتوي عليه. وقال ابن شميل: العَوْكشة من أدوات الحرَّاثين: ما يُذرَّي به الأكداسُ المَدُوسة،وهي الحِفراة أيضاً. وقال شدَّ ما عَكِشَ رأسُه، أي لزمَ بعضُه بعضاً. ضكع روي أبو عبيد عن الفراء: رجلٌ ضَوكَعةٌ، وهو الاحمق. وقال غيره: الوضَّكَع: المسترخي القوانم في ثقل. وأما العَضَنّكُ فقد أثبتناه في رباعيّ العين. عكص أبو عبيد عن الفراء: رجل عَكِصٌ عَقِص: شكس الخُلق سيِّئُه. ورأيت منه عَكَصاً، أي عسرا وسوءَ خُلُق. ورملة عكِصَةٌ: شاقّة المسلك. كعص قال بعضهم: الكَعْص: الئيم. قالت: ولا أعرفه أنا. عكس أبو عبيد عن أبي عمرو: العَكيس: الدقيق يُصَبُّ عليه الماءُ ثم يُشرب. وأنشدنا لمنظور الأسدي: لما سقيناها العكيسَ تـمـذحـت خَواصرُها وزداد رشحاً وريدها وقال أبو عبيد: وقال الأصمعي: إذا صُبَّ لبنٌ على مرقٍ كائنا ما كان فهو العكيس. أبو عبيد عن الأحمر: عكست البعير عكسا، وهو أن تشدَّ عنقه إلى إحدى يديه وهو بارك، والاسم العِكاس. وقال ابن الأعرابي مثله. وروي عن الربيع بن خُثَيم أنه قال: "اعكِسوا أنفسَكم عكس الخيل باللُّجُم". قال شمر: بمعناه اقدعوها وكفوها. قال أعرابيٌّ من بني نُفَيل: شنقتُ البعير وعكسُته، إذا جذبتَ من جريرِه ولزمت من رأسه فهملج. قال: وقال الجعدي: العَكْس أن يَجعلَ في رأس البعير خطاماً ثم يعقده إلى ركبته لئلا يصُول. وقال الليث: العكس: ردُّك آخرَ الشيء على أوّله وأنشد: وهٌنَّ لدى الأكوار يُعكَسْنَ بالبُري على عَجَلٍ منها ومنهنَّ يُكسَعُ قال: والرجل يمشي مَشي الأفعى فهو يتعكَّس تعكُّساً، كأنه قد يبِست عرو وربما سمِّي السكرانُ كذلك. وقال أبو زيد: يقال مِن دون ذلك مِكاسٌ وعكاس، وذلك أن تأخد بناصيته ويأخذ بناصيتك. عسك أبو عبيد عن أبي عمرو: عَسِك به، وسَدِك به، إذا لزمه. أبو العباس عن ابن الأعرابي: عسق به وعَسِك به، إذا لصِق به. كعس الليث: الكَعْس: عِظام السُّلامَي، وجمعه الكِعاس. وهي أيضاً عظام البراجم في الأصابع، وكذلك من الشاء وغيرها. كسع روي عن النبي صلى الله عليه أنه قال: "ليس في الكُسْعة صَدَقة"، قال أبوعبيدة: قال أبوعبيدة: الكُسْعة: الحمير. واخبرني المنذري عن الطوسي الخرّاز قال: قال ابن الأعرابي: الكُسْعة: الرَّقيق، سمِّيت كُسْعة لأنك تكسعها إلى حاجتك. قال: والنُّخّة: الحمير. والجَبْهة: الخيل. قلت: سميت الحمير كُسعةً لأنها تُكَسعُ في أدبارها إذا سِيقتْ وعليها أحمالها. وفي النوادر: كسعَ فلان فلانا وكسَحه، وثَفَنَه، ولَظَّه ولاظَه ولأظه، يلُوظُه، ويلُظُّه ويَلأَظُه، إذا طرده. والكَسع أيضاً: أن يؤخذ ماء بارد فيضرب به ضروع الحلائب إذا أرادوا تغريزها ليبقى لها طِرقُها ويكون أقوى لأولادها التي تُنتَجُها فيما تقتبل. وقال ابن حلّزة: لا تكسَع الشُّول بأغبارها إنك لا تدري من الناتجُ واحلُبْ لأضيافك ألبانَها فإن شرَّ اللبنِ الوالـجُ والأغبار: جمع غُبْر، وهو بقية اللبن في الضرع. يقول: لا تغرِّز إبلك وأنت تُريغُ بذلك قوَّة نسلها، واحلبْها لأضيافك فلعل عدوّك يُغير عليها فيكون الناتحَ دونك. وقال ابن الأعرابي: قال أعرابي: ضِفتُ قوماً فأتوني بكُسِعٍ جَبِيزاتٍ معشِّشات. قال: الكُسَع: الكِسَر. والجَبيزات: اليابسات. ويقال: كَسَعَ فلانٌ فلاناً: بما ساءه، إذا همَزه من ورائه بكلام قبيح. ويقال: ولي القومُ أدبارَهم فكسَعَوهم بسيوفهم، أي ضربوا دوابرهم. وكُسَع: حيُّ من العرب رُماة، وكان فيهم رجل رامٍ، فرمَى بعد ما أسدفَ الليلُ عيراً فأصابه، فظنَّ أنه أخطأه: فكسر قوسَه، ثم ندم من الغد حين نظر إلى العَير قد اسبطَرَّ ميتاً وسهمُه فيه. فصار مثلا لكلِّ نادمٍ على فعلٍ فعَلَه. وفيه يقول الفرزدقٌ وقد ضربه مثلا لنفسه حين طلّق امرأته نوار: ندمتُ ندامه الكُسَعيِّ لما غدت مني مطلَّقةً نوار وقال الليث: الكُسْعة: الرِّيش المجتمع الأبيض تحت ذنب العُقاب، وجمعها الكُسَع. وكَسَعتِ الظَّبية والناقةُ، إذا أدخلت ذَنبها بين رجليها. وناقة كاسع بغير هاء. والكَسَع في شِيات الخيل من وضح القوائم: أن يكون البياض في طرف الثُّنّة في الرِّجل. قاله أبو عبيدة. وقال أبو سعيد: إذا خطَرَ الفحلُ فضربَ بين فخذيه فذلك الاكتساع، فإن شال به ثم طَواه فقد عَقْرَبَه. وقال أبو سعيد: الكُسْعة تقع على الإبل العوامل، والبقر الحوامل، والحمير، والرَّقيق. وإنما كَسْعُها أنها تُكْسَع بالعصيِّ إذا سِيقتْ. سكع قال ابن السكيت: ما أدري أين سَكَع وبكع وبقع، أي ما أدري أين ذهب. وقاله أبو زيد: المسكِّعة من الأرَضينَ: المِضَلَّة. عمرو عن أبيه: رجل نَفِيح ونِفيح، وساكع، وشَصِيب، أي غريب. وفي النوادر: يقال فلانٌ في مُسَكِّعةٍ ومُسَكَّعة من أمره، وهي المضلِّلة المودِّرة التي لا يهُتَدي فيها لوجه الأمر. وأنشد الليث: ألاَ إنّه في غَمْرَةٍ يتسكَّعُ أي لا يدري أين يأخذ من أرض الله. زعك أبو عبيد عن أصحابه: الأزعكي: القصير اللئم. وقال غيره: هو المسنُّ الفاني. عكز عمرو عن أبيه: العِكْز: الرجل السيئ الخلق البخيل المشئوم. وقال غيره: العُكّازة عصاً في أسفلها زُجُّ يتوكّأ عليها الرجل، وجمعها عكا كيز وعُكَّازات. عكد أبو عبيدة: في القلب عَكَدته، وهو أصل القلب بين الرئتين. وقال الليث: العكَدة: أصل اللسان وعُقْدته.
واخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: يقال حَباَبُك وشَبَابُك وأم معكودِك، ومَعودُك، ومجهودُك أن تفعل كذا وكذا، معناه كلَّه غايتك وآخر أمرك. و يقال استعكد الضبُّ بحجر أو شجر، إذا تعصَّم به مخافة عُقابٍ أو باز. وأنشد ابنُ الأعرابي في صفة الضب: إذا استعكَدَت منـه بـكـل كُـداية من الصّخر وافاها لدى كل مَسرحِ وقال الليث: عَكِد الضبُّ يعكَد عَكَداً، إذا سمِنَ وصلُب. دعك أبو عبيد: الداعكة من النساء: الحمقاء الجاريئة والدَّعَك: الحُمق والرُّعونه وقد دعِك دعكاً، ورجل داعك من قومٍ داعكين، إذا هلكوا حُمقاً، والدَّعُك: دعْك الأديم. ودعَكتُ الثوب باللُّبْس، إذا ليّنتَه. ودعكت الحصم دعكاً، ومعكتُه مَعكاً، إذا ذلَّلتَه. وقال ابنُ الأعرابي: يقال تنح من دَعْكة الطريق وعن ضَحْكه وضَحّاكِهِ، وعن حنّانِه وجَدِيّته وسليقته. قال: ويقال للرجل الأحمق داعكةٌ بالهاء وأنشد: هبَنَّقيُّ ضعيفُ النَّهْـض داعـكة يَقْني المُنى ويراها أفضل النَّشبِ دكع أبو عبيد عن أبي زيد: من أمراض الإبل الدُّكاع، وهو سعالٌ يأخذُها. قال: ويقال دكَعَ البعيرُد كْعاً، وقَحَب يَقحَب، ونَحب ينَحِب، ونَحَز ينحَز وينحِز،كلُّه بمعنى السُّعال. وقال الليث: الدُّكاع: داءُ يأخذ الخيل في صدورها كالخبْطة في الناس يقال دُكِع الفرس، فهو مدكوع. عتك ابن هانيء عن أبي زيد: العاتك من اللبن: الحازر، وقد عتك يعَتِك عُتوكاً. وقال أبو مالك: العاتك: الراجع من حالٍ إلى حال. عمرو عن أبيه: العتيك: الأحمر من القِدَم، وهو نعتٌ. ثعلب عن ابن الأعرابي: العاتك: اللَّجوح الذي لا ينثني الأمر. وأنشد: نُتبعهم خيْلاً لنا عواتكا قال: وسمِّيت المرأة عاتكة لصفائها وحُمرتها. وقال: عتكت المرأة على زوجها، إذا نَشَزت. أبو عبيد عن أبي عمرو: عتك فلان يَعتِك عَتْكاً، إذا كرَّ في القتال. وعتكَ عتكة مُنكرةً، إذا حَمَل. وروي عن النبي صلى الله عليه أنه قال: "أنا ابنُ العواتك من سُليم"، روي القتيبى لأبي اليقظان أنه قال: العواتك ثلاث نسوة تسمَّي كلُّ واحدةٍ عاتكة: إحداهن عاتكة بنت هلال بن قالج بن ذَكْوان، وهي أمُّ عبد مناف بن قصيّ. والثانية: عاتكة بنت مُرّة بن هلال بن قالج بن ذكوان، وهي أمُّ هاشم بن عبد مناف. الثالثة: عاتكة بنت الأوقص بن مُرّة بن هلا بن قالج بن ذكوان، وهي أم وهب أبي آمنة أم النبي صلى الله عليه. قالأولى من العواتك عمة الوسطى، والوسطى عمة الأخرى. وبنو سُليم تفخر بهذه الولادة. أبو عبيد عن الأصمعي: العاتكة من القسي: التي طال بها العهدُ فاحمرَّ عودُها. ثعلب عن ابن الأعرابي: نبيذٌ عاتك، إذا صفاَ. اللحياني: أحمر عاتك، وأحمر أقشر، إذا كان شديد الحمرة. ونخلة عاتكة، إذا كانت لا تأتبر، أي لا تقبل الإبار، وهي الصَّلود تحمل الشِّيص. وقال الحرمازي: عتك القومُ إلى موضع كذا، إذا عدولوا إليه. وقال جرير: ??ولا أدري على أيِّ صَرفَيْ نّية عَتكوا وقال الليث: عتك في الأرض يعَتِك، إذا ذهبَ فيها. وعتيك: أبو قبيلة من اليمن. كتع ابن السكيت وغيره: ما بالدار كَتِيع، كقولك ما بها عَرِيب. عمرو عن أبيه: الكُْتعة: الدُّلو الصغير، وجمعها كُتَع. أبو عبيد: كاتعه وقاتعه، إذا قاتله. ويقال جاء القوم أجمعون أكتعون أبصعون أبتعون بالتاء، تؤكد الكلمة يهذه التواكيد كلِّها. اخبرني بذلك المنذري عن أبي الهيثم. وقال غيره: وقال: بعضهم: الكُتَع: الذِّئب بلغة أهل اليمن. وقال الليث: الكُتَع من أولاد الثعلب، ويجمع كُتْعاناً. قال: وأكتع حرف ويصل به أجمع لا يفرد. وجمعاء كتعاء، وجُمَع كُتَع، وأجمعون أكتعون؛ كل هذا توكيد. قال: ورجلٌ كُتَع: لئيم، وهم الكُتَعون. لم أسمعه لغيره. عمرو عن أبيه قال: الكتيع: المفرَد من الناس. سلمة عن الفراء: إذا كانت الدلو صغيرة فهي الحُرْجة والكُتْعة، وإذا كانت كبيرة فهي السَّجيلة. وفي النوادر: جاء فلانٌ مُكَوتعاً ومُكْتِعاً ومُكْعِراً ومُكعِتراً، إذا جاه يمشي مشياً سريعا. كعت أهمله الليث. واخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الكُعَيت: البُلبُل جاء مصغَّرا كما ترى.
وقال أبو زيد: رجلٌ كَعْتٌ وامرأة كَعْتة وهما القصيران. لم أسمعه لغيره. عكظ أخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: إذا اشتد على الرجل السفرُ وبعُد قيل: قد تنكَّظه فإذا التوي عليه أمره فقد تعكَّظ. وقال إسحاق بن الفرج: سمعت بعض بني سليم يقولون: عكِّظه عن حاجته ونكَّظة،إذا صرفه عنها. وعكظ عليه حاجته ونكَّظها، إذا نكَّدها. وقال غير واحد: عُكاظ: أسم سوق من أسواق العرب، وموسم من مواسهم الجاهلية. وكانت قبائل العرب تجتمع بعكاظ كل سنة ويتفاخرون بها ويحضرها شعراؤهم فيتناشدون ما أحدثوا من الشعر ثم يتفرقون. وأديم عُكاظيٌّ نسب إلى عكاظ، وهو ما يُحمل إلى عكاظ فيباع به. وقال الليث: سمي عكاظ عُكاظَ لأنَّ العرب كانت تجتمع بها فيعكظ بعضُهم بعضاً بالفَخار، أي يَدْعَك. وعكظ فلانٌ خصمَه باللَّدد والحُجَج عَكْظاً. وقال غيره: عكَظ الرجلُ دابّتَه يعكِظها عكظاً، إذا حبَسَها. وتعكظ القومُ تَعكُّظاً، إذا تَحبَّسوا ينظرون في أمورهم. قال: و به سميت عكاظ. كعظ قال ابن المظفر: يقال للرجل القصير الضّخم كَعيظٌ ومكعَّظٌ. كشع أبو عبيد عين الأصمعي قال: الكَثْعة والكَثْأة: اللّبن الخاثر. يقال كَثَع وكثأ. شمر عن ابن الأعرابي: كثأ اللبن، إذا ارتفع وصفا الماء من تحته. وقال الأصمعي: يقل أكْثَعَ سقاؤك، إذا خرج زُبده. وشرِبتٌ كَثعْةً من لبن، أي حين ظهرت زُبدتُه. وقال المفضل: كثَّعتِ اللحيةُ وكثّأت، إذا كثُرت وكثُفت. ويقال كثعت الغنم تكثَعُ فهي كاثعة، إذا سَلَحتْ. ورمَت الغنم بكُثوعها، إذا رمت بسُلوحها. واحدها كَثْع. وقال الليث: شفةٌ كاثعة، إذا كثر دمُها حتى كادت تنقلب. ولِثة كاثعة أيضاً. وامرأة. مكثعِّة. وقال ابن الفرج: قال الأصمعي: يقال للقوم: ذروني أكثِّع سقاءكم وأكثئه، أي آكل ما علاه من الدَّسَم. عكث وأما عكث فإني لا أحفظ في ثلاثيِّه حرفاً أعتمده. وفي رُباعيه العنكث، وهو نبتٌ معروف، وكأن النون فيه زائدة. عكر أبو عبيد: عَكِرَ الماءُ عكَراً، إذا كدر؛ وكذلك النبيذ. وأعكرته وعكُرته: جعلت فيه عكراً. وفي الحديث: "أنتم العكارون لا الفرَّاررن" قال ابن الأعرابي: العكار: الذي يحمل في الحرب تارة بعد تارة. وقال غيره: العكار: الذي يولي في الحرب ثم يكرُّ راجعا. يقال عكر واعتكر بمعنًى واحد. وقال اللحياني: اعتكر الشبابُ، إذا دام وثبت حتى ينتهي منتهاه. وقال غيره: اعتكر الليلُ، إذا ختلط سوادُه. وأنشد: وأعسف الليل إذا الليلُ اعتكرْ وحدثني بن محبوب عن عبد الجبار عن سفيان عن عبد الملك بن عمير قال: عاد عمرو ابن حُريث أبا العُريانِ الأسدي فقال له: كيف تجدك؟ فأنشد: تقارُبُ المشي وسُوءٌ في البصر وكثرة النسيان فيما يُدَّكَر وقلُة النوم إذَا الَّليلُ اعتكَرْ وتركيَ الحسناء في قُبل الطُّهُرْ وقال الليث: اعتكر العكسرُ، إذا رجَعَ بعضُه على بعض فلم يُقدَرعلى عدِّه. واعتكر المطر، إذا اشتدَّ. واعتكرت الرياح، إذا جاءت بالغُبار. وقال ابن شميل: طعام معتكرِ، أي كثير. أبو عبيد عن أبي زيد: العكَرة: الكثير من الإبل. وقال الليث: العكَرة: دُردىُّ النبيذ. قال: والعَكَر من الإبل: ما فوق الخمسمائة. أبو عبيد عن أبي عبيدة: العِكْر: الأصل. ورجع فلان إلى عِكره. وأنشد: ليَعُودَْن لمعدٍ عِكْرهـا دَلُج الليلِ وتأخاذ المِنَحْ وقال أبو عمرو: لبنٌ عكركرٌ: غليظ. وأنشد: فجَّعهم باللَّبنِ العـكـركـرِ عِضُّ لئيمُ المنتمَي والعُنصُرِ ويقال: باَع فلانٌ عِكرةَ أرضه، أي أصلها. وللعكَدة والعَكَر: أصل اللسان. ثعلب عن ابن الأعرابي: العكَر: الصَّدأ على السَّيف وغيره. قال: وأنشدني المفضَّل: فصرتُ كالسَّيفِ لا فِرِنْدَ له وقد علاه الخَباَطُ والعكَرَا قال: الخباط: الغُبار: ونسَقَ بالعكر على الهاء فكأنه قال: وقد علاه- يعنى السيف- وعكرَه الغبارُ. قال: ومن جعل الهاء للخباط فقد لحنَ، لأن العرب لا تقدِّم المكنىَّ على الظاهر. عرك
في الحديث أن العَرَكىَّ سأل النبي صلى الله عليه عن الطُّهور بما البحر. قال أبو عبيد عن أبي عمرو: والعَرَكىُّ: صّياد السمَك، وجمعه عَرَك. قال: ومنه قيل للملاّحين عَرَك لأنهم يَصيدرن السمكَ. وقال زُهير:
يَغْشَى الحداةُ بهم حُرَّ الكثيب كمـا يُغْشِى السَّفائنَ موج اللُّجّة العَرَكُ
أبو عبيد عن الأصمعي: العَرَك والعَرِك: الصوت.
وقال غيره: العروك: ناقة فيها بقيَّة من سَمِنها وسَنامها، لا يعلم ذلك حتى يُعرَك سَنامُها باليد. وقال غيره: العرَكيّة المرأة، الفاجرة. وقال ابن مقبل يهجوا النجاشي:
وجاءت به حيّاكة عَـرَكـية تنازعَها في طُهرها رجُلانِ
والعِراك: ازدحام الإبل على الماء، وقد اعتركت اعتراكا. واعتراك الرِّجال في الحرب: ازدحامُهم، وعَرْكُ بعضِهم بعضاً.
والمعركة: الموضع الذي يعتركون فيه إذا التقَوا؛ والجميع المعارك. و يقال عاركتُه عِراكاً ومعاركة، وبه سميى الرجلُ مُعاركاً.
ويقال عركتُ الأديم عَرْكاً، إذا دلكتَه دَلَكا. وعركت القومَ في الحرب عَركاً.
وعريكة البعير: سَنامه إذا عرَكه الحِمْل، وجمعه العَرِيكُ. ويقال: إن فلاناً لليِّنُ العريكة، إذا كان سَلِس الأخلاق سهلها. وفلان شديد العريكة، إذا كان شديد النفس أبيا.
وأرضٌ معروكة، وقد عُرِكت، إذا جرَدتها الماشيةُ من الرَّعي.
وناقةٌث عَرُوك، إذا لم يعُلَم سمِنُها من هُزالها إلا بالجنس.
ويقال لقيتُةه عَرْكةً أو عَرْكتين، أي مرة أو مرَّتين. ولقيتُه عَرَكات.
وفي الحديث: أن بعض أزواج النبي صلى الله عليه كانت مُحرِمةً فذكرت العِراك قبل أن تُفِيض. والعِراك: المحيض. وامرأة عارك، أي حائض. وقد عَرَكت تَعْركُ عِراكا ونساءُ عواركُ، أي حُيَّض.
ورجل عَرِكٌ، إذا كان شديداً صِرِّيعا لايُطاق. وقوم عركون.
أبو عبيد عن العد بَّس الكناني قال. العَرْك والحازّ واحد، وهو أن يَحُزَّ المرِفَق في الذراع حتى يخلُص إلى اللحم ويقطع الجلد بحد الكرِكرِة. وقال الشاعر يصف بعيراَ بائن المرِفَق، فقال:
قليل العرك يهَجر مرفقاها
أبو عبيد عن أبي زيد قال: العركركة من النساء: الكثير اللَّحم الرَّسحاء القبيحة. وسمعتُ غير واحد من العرب يقول: ناقةٌ عركركة وجمعها عَرَكْركات، إذا كانت ضخمةً سيمنة وأنشدني أعرابي:
ياصاحبَيْ رحلى بلَيلٍ قوما
وقرِّبا عَركركاتٍ كُوما
أبو العباس عن ابن الأعرابي: بعيرٌ به ضاغط عركرك. وأنشد:
أصبر من ذي ضاغطٍ عَرَكْركِ
ألقي بَوَاني زَوْره للمبرَكِ
وقال الليث: ركَبُ عركرك، وهو الطَّخم من أركاب النساء. قال: وأصله ثلاثي، ولفظه خماسي.
وقال شجاع السُّلمي: اعتركَ القوم واعتوَكوا، إذا ازدحموا.
عمرو ه عن أبيه: فلان ميمون العريكة، والحريكة، والسَّليقة، والنقيمة، والنقيبة، والنخيجة، والجَبِيلة، والطبيعة، بمعنى واحد.
كرع
شمر عن أبي عمرو: أكرعَ القومُ، إذا صَبَّتْ عليهم السماء فاسقنقع الماء حَّتى سقَوا إبلَهم من ماء السماء.
قلت: وسمعت العرب تقول لماء السماء إذا اجتمع في غدير كَرَعٌ، وقد شرِبنا الكَرَع، وأروينا نَعمَنا بالكَرَع. ومنه قول الراعي يصف إبلاً وراعيَها:
يَسُنُّها آبِلٌ ما إن يجزِّئها
جَزْءًا شديداً وما إن. ترتوي كَرَعار
رروي عن عكرمة أنه "كرِه الكَرْع في النهر".
شمر عن أبي زيد: الكَرْع: أن يشرب الرجل بفيه 5من النهر غير أن يشرب بكفَّيه أو بإناء. وكلُّ شيء شربتَ منه بفيك من إناء أو غيره فقد كَرَعت فيه. وقال الأخطل:
يُروي العِطاشَ لها عَذْبٌ مَقَّبلـهُ إذا العٍطاشُ على أمثاله كَرَعوا
والكارع: الذي رمي بفمه في الماء.
وقال أبو عمرو: الكَرِيع: الذي يشرب بيديه من النهر إذا فقَدَ الإناء.
وقال أبو عبيد: الكارعات والمُكْرِعات من النخيل: التي على الماء. وقد أكرعَتْ كرعت، وهي كارعةٌ ومُكْرِعة. وقال ابن الأعرابي: المكرِعات من الإبل: اللواتي تدخل رءوسهها إلى الصِّلاء فيسود أعناقها. وقال الأخطل:
ولا تنزلْ بجـعـديِ إذا مـا تردَّي المُكرِعاتُ من الدُّخانِ
وجعل غيره المكرعات هاهنا النَّخيلَ النابتةَ على الماء، كما قال لبيدٌ يصف نخلاً:
يشربن رِفْهاً عراكا غير صادرة فكلها كارعٌ في الماء مغتَمرُ وقال الليث: كرعَ الإنسان في الماء يكرع كرْعا وكُروعا، إذا تناوله بفيه من موضعه. وكرع في الإناء، إذا أمال نحو عنقَه فشرِب منه. وقال النابغة: بصهباء في حافاتها المسك كارع أي مجعول فيه. وقال شمر: أنشدَ فيه أبو عدنان: بزوراء في أكنافها المسك كارع قال: والكارع الإنسان، أي أنتَ المسك لأنك أنت الكارعُ فيها، أي نَفَسُك مثل المسك. أبو عبيد عن الأصمعي: إذا سالَ أنفٌ من الحرََّة فهو كُر اع. وقال غيره: الكُراع: ركنٌ من الجبل يعترض في الطريق. وكُراع الغَمِيم: موضع معروف بناحية الحجاز. وفرسٌ مُكرَع القوائم: شديدها. قال أبو النجم: أحقبُ مجلوزٌ شَواهُ مُكرَع وأكارعُ الأرض: أطرافها القاصية، شبِّهت بأكارع الشاة، وهي قوائمها. والأكارع من الناس: السَّفِلة، شُبِّهوا بأكارع الدواب، وهي قوائمها. وفي الحديث: "لا بأس بالطلب في أكارع الأرض" . وقال الليث: جارية كرعةٌ : مِغْليم. ورجل كرِعٌ، وقد كَرِعت إلى العمل كَرَعا. قال: والكُراع من الإنسان: مادونَ الرُّكبة، ومن الدوابّ: مادُونَ كعوبها. وقال هذه كُراعٌ؛ وهي الوظيف. قال: وكُراع كلِّ شيء: طرَفه. وكُراعٌ الأرض: ناحيتُها. أبو عبيد عن أبي عمرو: الأكراع: الدقيق مقدَمِ الساقين، وفيه كَرَعٌ، أي دقة. وقال أبو عمرو أيضاً فيما روي عمرو عنه: تطَّهر الغلام، وتكرَّع، وتمكَّى، إذا تطَّهر للصلاة. وقال الليث: الكُراع: اسمٌ يجمع الخَيلَ والسِّلاح إذا ذُكر مع السلاح. والكراع: الخيلُ نفسُها. ورِجلا الجنْدَب: كُراعاه ومنه قول أبي زبُيَدٍ الطائي: ونفي الجُندَبُ الحَصَى بكُوَاعي ه وأوفى في عُوده الحِرباء ثعلب عن ابن الأعرابي: يقال أكرعَك الصَّيدُ، وأخْطَبك، وأصقبك، وأقنى لك، بمعنى أمكنك. وكرِع الرجلٌ، إذا تطيَّبَ بطيب فصاكَ به، أي لصِقَ به. والكَرَّاع: الذي يخادِن الكَرَعَ، وهم السِّفَلُ من الناس، يقال للواحد كَرَعٌ ثم هلم جرًّا. والكَراع: الذي يسقي مالَه بالكَرَع، وهو ما. السماء وفي الحديث: أن رجلا سمع قائلا يقول في سحابة: "اسقىِ كَرَعَ فلان"، وإنَّما أراد موضعاً يجتمع فيه ماء السماء فيسقي به صاحبُه زرعَه. أبو عبيد عن أبي زيد: أكرعَ القومُ، إذا أصابوا الكرَع، وهو ماء السماء، فأوردره إبلهم. كعر أبو عبيد عن الأصمعي: إذا حَمَل الحُوارُ في سَنامه شحماً فهو مُكْعِرٌ، وقد أكعرَ أكعاراً. وفي النوادر: مرَّ فلانٌ مُكْعِراً، إذا مرَّ يعدو مسُرِعاً. والكَيْعَر من الأشبال: الذي قد سَمِين وحَدَرَ لحمه. الليث: كَعِر الصبيُّ كَعَراً، إذا امتلأ بطنُه من كثرة الأكل. وكَعِرَ بطنُه كَعَراً أيضاً، إذا سَمِنَ. وقال ابن الأعرابي في كَعِر الصبي وكَعِر بطنُه مثله. ركع صلاة الصُّبح ركعتان، وصلاة الظهر أربع ركعات. وكلُّ قَومةٍ يتلوها الركوع والسجدتان من الصَّلوات كلها فهي ركعة. ويقال ركَع المصلى ركعةً وركعتين وثلاث ركَعات. وأما الرُّكوع فهو أن ينخفض المصلي رأسَه بعد القَومة التي فيها القراءةُ حَّتى يطمئن ظهره راكعا. يقال ركع ركوعا، والأول تقول فيه رَكع ركعةً. وقال لبيد: أدِبُّ وكأنِّي كلما قُمتث راكعُ فالراكع المنحنى في قول لبيد. وكلُّ شيء ينكَبُّ لوجه فتمسُّ ركبتُه الأرض أولا تمسُّها بعد أن يخفض رأسه فهو راكع، وجمع الراكع رُكَّعٌ ورُكوع. وكانت العرب في الجاهلية تسمِّى الحنيفَ راكعاً، إذا لم يعبُد الأوثان. ويقولون: ركَعَ إلى الله. ومنه قول الشاعر: إلى ربّه ربِّ البرية راكعُ ويقال: ركع الرجلُ، إذا افتقرَ بعد غنًى وانحطَّت حالُه. وقال الشاعر: ولا تهينَ الفقير عَلَّكَ أن ترْ كعَ يوماً والدَّهرُ قد رفَعَه أراد: ولا تهيننْ، فجعل النون ألفاً ساكة، فاستقبلها ساكن آخر فسقطت. عكل أبو عبيده عن الفراء: عكَل يعكُلُ عَكْلاً، مثل حدس يحدس حدساً، إذا قال برأيه. وقال أبو عمرو: العَوكل: المرأة الحمقاء. وقال أبو عبيد: العَوكلة: الرَّملة العظيمة. وقال ذو الرمة: وقد قابلتْهُ عَوكلاتٌ عوانكٌ
ثعلب عن ابن الأعرابي: العُكْل: الَّلئيم من الرجل ، وجمعه أعكل. الليث: عكَل السائقُ الإبل يعَكِلُها عكلاً، إذا ساقها وضم قواصيَها. وأنشد: نَعَمٌ تُشَلُّ إلى الرئيس وتعُكَلُ قال: والعَكَل: لغة في العَكَر من الإبل، والراء أحسن. وعُكْل وتيمٌ وعدىٌّ: قبائل من الرِّباب. والعربُ تذكر عكلاً بالغباوة وقلة الفطنة، ويقولون لمن يُستَحمَق: عُكلىٌّ. وإبل معكولة، أي معقولة برجلٍ، واسم الحبل عكل. قال ذلك أبو عمرو. وقد عكلُته أعكُلُه عكلاً. رواه أبو عبيد عنه. وروي أبو العباس عن ابن الأعرابي: العوكلة: الأرنب، وهي الرَّملة أيضاً. أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: العاكل، والمُعْكِل، والغَيذَانُ، والمخمِّن: الذي يظنُّ فيصيب. قال: ورجلٌ عاكل، وهو القصير البخيل المشئوم، وجمه عُكُلٌ. ويقال: أعكَلَ علىّ الأمرو أحكلَ، واعتكل واحتكل، إذا أشكلَ. علك يقال علك الفرسُ اللجام يعلُكه عَلكا. وقال النابغة: تحتَ العجاج وأخرى تعلك الُّلجُما والعَلِكَة: الشِّقشقة عند الهدير. وقال رؤبة: يجمعن زأراً وهديراً مَحْضا في عَلِكاتٍ يعتلين النَّهْضا والعِلْك: صمع يُمضغ فلا يماع، وجمعه عُلوكٌ وأعلاك. وفي حديث جرير بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه سأله عن منزله ببِيشَةَ، فوصَفَها جرير فقال: "سَهلٌ ودَ كدَاك، وسَلَم وأراك، وحَمْضٌ وعَلاَك". والعَلاَك: شجر ينبت بناحية الحجاز، ويقال له العَلكَ. وقال لبيد: لتقيَّظَتْ عَلَكَ الحجاز مقـيمة فجنوب ناصفةٍ لقاحُ الحَوْأبِ أبو عبيد عن العدبس الكنانيّ قال: العَولك: عِرق في الخيل والحُمرُ والغَنَم يكون في البُظارَة غامضاً داخلا فيها. قال: والبُّظارة: ما بين الإسكَتَينِ. وأنشدنا: ياصاِح ما أصبَرَ ظهرَ غَّنامْ خشِيتُ أن يظْهَرَ فيه أورامْ. من عَوْلكين غلَبا، بالإبْلام وذلك أن امرأتين ركبتا غّناماً، وهو اسم جمل. وجمع العَوللك عوالك. وقال أبو عبيد: وقال الفراء: العَولك: عِرقٌ في رَحِم الشاة. كلع سلمة عن الفراء: الكُلاعىُّ مأخوذ من الكُلاع، وهو البسأس والشدة والصَّبر في المواطن. وقال ابن الأعرابي: الكولَع: الوسَخ. أبو عبيد عن الفراء: كَلَعَ عليه الوسخ. كَلَعام، إذا يبس. وعن الأصمعي: كلِعَتْ رجلُه كلَعاً، إذا تشققت وتوسّختْ. الليث: كَلِعٌ البعيرُ، كلَعاً، إذا تشقَّقَ فرْسِنُه، هو كَلِع. قال: والكَلَعة: داء يأخذ البعير في مؤخره، وهو أن يَجرَد الشعرُ عن مؤخره و ينشقَّ ويسودّ، وربما هلَكَ منه. ورجلٌ كلِعٌ، وهو الأسود الذي سواده كالوسَخ. وذو الكَلاَع: ملك من ملوك حمير. وقال ابن دريد: التكلُّع: التحاَلف؛ لغة يمانية. قال: وبه سمي ذو الكَلاَع لأنهم تكلَّعوا على يده، أي تجمَّعوا. أبو عبيد عن الفراء: إذا كثرت الغنمُ فهي للكَلِعة. وقال النضر: الكلَع: أشدُّ الجرَب، وهو الذي يَبِصُّ جرباً فييبس فلا ينجع فيه الهناء. وقال ابن حبيب: إذا اجتمعت القبائل وتناصرت فقد تكلَّعت. وأصل هذا من الكلَع يركب الرِّجْلَ. لكع في الحديث: "أسعد الناس في آخر الزَّمان لُكَعٌ. ابن لُكَع" قال أبو عبيد: الُّلكع عند العرب: العبد اللئيم. وقاب غيره: اللُّكَع: الأحمق. وامرأة لَكاَع ولكيعة. وقال الليث: يقال لكِعَ الرجلُ يَلكَع لكَعاً، فهو ألكَعٌ مَلْكعان، وامرأة لَكَاِع مَلْكعانة. ورجلٌ لكيع وامرأة لكعية، كلٌّ ذلك يوصَف به الحُمق والمُوق. ثعلب عن ابن الأعرابي : الملاكيع: ما يخرج مع الولد من سُخْدٍ وصاءةٍ وغيرها، ومن ذلك قيل للعبد ومن لا أصل له لُكَع. وقال الليث: ويقال لكَوع. وأنشد: أنت الفتى ما دام في الزَّهَر الندى وأنت إذا اشتدَّ الزمانُ لَـكُـوعُ أبو عبيدة: إذا سقطت أضراس الفَرَس فهو لُكَعٌ والأنثى لُكَعة. واذا سقط فمُه فهو الألكع. ورجل وكيع لكيع، ووَكوع لَكوع: لئيم. وقال أبو تراب: سمعتُ شجاعاً السُّلمي يقول: لكَع الرجل الشاة، إذا نَهَزها. ونكعها، إذا فعل بها ذلك عند حَلْبِها، وهو أن يضرب ضرعَها لتدر. قال وعبد ألكعُ أوكَع، وامرأة لمكعاء ووَكْعاء، وهي الحمقاء. قال البكري: هذا شتمٌ للعبد واللئيم. شمر عن أبي نهشل: يقال هو لُكَعٌ لا كع. قال: وهو الضيِّق الصدر، القليل الغَناء الذي تؤخر الرجال عن أمورها فلا يكون له مَوقع، فذلك الُّلكَع. وقال ابن شميل: يقال للرجل إذا كان خبيثَ الفَعالِ شحيحاً قليل الخير: إنه للَكُوع. كعل أهمله الليث. وأخنرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الخِثْى للثَّور، والكَعْل لكلِّ شيءٍ، إذا وضَعَه. وقال غيره الكَعْل من الرجل: القصير الأسود. وقال جندل الطُّهوي: وأصبحتْ ليلى لها زَوجٌ قَذِرْ كَعْلٌ تَغشَّاهُ سَوادٌ وقِـصَـرْ عنك ابن شميل: جاء من السَّمَك بعِنْك، أي شيء كثير منه. وجاءنا من الطَّعام بعْنكٍ، أي بشيء. كثير منه. أبو عبيد عن الأصمعي قال: العانك: الرَّملة التي فيها تعقُّد حتى يبقى فيها البعير لا يقدر على السَّير فيها. يقال قد اعتنك. وقال الليث: العانك: لونٌ من الحمرة. دم عانك، إذا كان في لونه صُفرة. وأنشد: أو عانكٍ كدم الذبيح مُدامِ قال: والعانك من الرَّمل في لونه حُمرة. قلت: كلُّ ما قاله الليث في العانك، قهو خطأٌ. وتصحيف والذي أراده الليث من صفة الحُمرة فهو عاتك بالتاء.، وقد مرَّ تفسيره في بابه. واخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: سمعتُ أعرابياً يقول: "أتانا فلان بليذ عاتكٍ، يصيِّر الناسكَ مثل الفاتك". وأما العانك من الرمال فهو الذي فسره الأصمعي، لا ما فيه حُمرة. وأما ما استشهد به من قوله: أو عانكٍ كدم الذَّبيح مُدامِ فأني سمعت الإيادي يروي عن شمر أن أبا عبيد أنشده: أو عاتقٍ كدم الذبيح ?? فإن كان وفع لليث بالكاف فهو عاتك بالتاء، كما روي ابن الأعرابي نع من قال من الأعراب: أتانا بنبيذ عاتك، أي بنبيذ أحمر. قال الليث: العِنْك: سُدفة من الليل. وقال الأصمعي وغيره: أتانا فلان بعد عِنكٍ من الليل، أي بعد ساعة وبعد هُدْه. ويقال مكث عِنكاً أي عصراً وزمانا. ثعلب عن عمرو عن أبيه: أعنكَ الرجلُ، إذا تَجَر في العُنوك، وهي الأبواب. وأعنك: وقَعَ في العِنْكة، واحدها عِنْك، وهو الرَّمل الكثير. وقال ابن دريد: عنكْتُ الباب وأعنكتُه، إذا أغلقتَه، لغة يمانية. أبو تراب عن الأصمعي: العِنْك: الثلث الباقي من الليل. وقال أبو عمرو: العِنْك ثلثُه الثاني. وقال ابن الأعرابي: يقال للباب العِنْك، ولصانِعه الفَيْتَق. عكن قال الليث وغيره: العُكَن: الأطواء في بطن الجارية من السمن. ولو قيل جارية عكناء لجاز،ولكنهم يقولون معكنة. وواحدة العُكَن عُكْنة. ويقال تمكَّن الشيء تعكُّنا، إذا رُكِمَ بعضُه على بعض وانثى. وقال ابن الأعرابي: عُكَن الدِّرع: أثناؤها؛ يقال درعلإ ذاتُ عُكَن ، إذا كانت واسعةً تَثَنَّى على اللابس من سَعَتها. أبو عبيد عن الفراء قال: العَكْنانُ والعَكَنانُ: الإبل الكثيرة العظيمة. وأنشد: هل باللِّوَى من عَكَرٍ عَكْنَانْ كنع أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: قال أعرابي: "لا والذي أكنَعُ به"، أي أحلف به. وروي عن الأصمعي أنه قال: سمعت أعرابيا يدعو: "رب أعوذ بك من الخُنوع والكُنوع " فسألته عنهما فقال: الخُنوع: الغدر. والخانع: الذي يضع رأسه للسَّوْءة يأتي أمراً قبيحا فيرجع عارُه عليه فيستحي منه وينكِّس رأسه. قال: والكُنوع: التَّصاغُر عند المسألة. والكنوع: الذلُّ والخضوع. وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه بعث خالد بن الوليد إلى ذي الخَلَصَة ليهدمها، وفيها صنم يعبدونه، فقال له السَّادن :"لا تفعلْ فإنهما. مُكنِّعُتك"، أخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: المكنَّع: المتقفِّع اليد. وقال أبو عبيد: الكانع: الذي تقبضت يده ويبست. وأراد الكافر بقوله إنها مكنِّعتُك، أي تخبل أعضاءك وتيبسها. وفي حديث آخر: أن المشركين يوم أُحُد لمَّا قَرُبوا من المدينة "كنَّعوا عنها" ومعنى كنَّعُوا، أي أحجموا عن الدُّخول فيها وانقبضوا. ويقال اكتنع الَّليل، اذا حضَر ودنا. وقال الشاعر: آبَ هذا الليل واكتنعا وأما من روى بيت النابغة: بزوراء في أكنافها المسكُ كانع فمعناه اللاصق بها.
وأمرٌ أكنعُ: ناقص؛ وأمور كُنْع. ومنه قول الأحنف بن قيس: "كلَّ أمرٍ ذي بالٍ لم يُحمَدِ الله عليه فهو أكنع". وقال أبو عمرو: الكُنوع: الطمع. والكانع: السائل الخاضع وروي بيتاً فيه: رمَى الله في تلك الأكف الكوانع ومعناه الدَّواني للسؤال والطمع. أبو عبيد عن الأصمعي: الكانع :الذي قد تدانى وتصاغر وتقارب بعضُه من بعض. والمكتنع: الحاضر. وقال ابن دريد. أسير كانع: قد ضمَّه القِدُّ وانشد بيت النابغة: بزَوراء في حافاتها المسكُ كانعُ قال: أراد تكاتفَ المسك وتراكُبَه. وروي إسحاق بن الفرج للأصمعي: يقال بضَّعه، وكنَّعه، وكوّعه، بمعنى واحد. عمرو عن أبيه: الكنيع: المكسور اليد. والكنيع: العادل من طريقِ. إلى غيره. يقال كنعوا عنا، أي عدلوا. سلمة عن الفراء قال: المُكنَعَة: اليد الشَّلاَّء. وقال ابن شميل :كُنِع الرجلُ ،إذا صُرع على حَنَكه. واكتنع فلان مني، أي دنا مني. وقال الليث: الأكنع والكَنِع: الذي قد تشنَّجتْ يدُه .قال: وتكنَّعَ فلان بفلانٍ، إذا تضبَّثَ بة وتعلَّق. وقال متمم: وعانٍ ثَوَيِ في القِدِّ حتى تكنَّعا أي تقَّبض واجتمع. وكنع الموتُ كنوعاً، إذا دنا وقرب. وانشد: إنّي إذا الموتُ كنَعْ وكنعت العُقابُ، إذا ضمَّت جناحيها للانقضاض، فهي كانعة جانحة. وقال في قوله: رمى اللهُ في تلك الأنوفِ الكوانعِ قاال: هي اللازقةُ بالوجوه. قال: والاكتناع: التعطُّف؛ يقال اكتَنَع عليه، أي عطفَ عليه. قال: وكنعان بن سام بن نُوح، إليه ينسب الكنعانيُّون، وكانوا أمة يتكلمون بلغةٍ تضارع العربيَّة. قال: وأكنع الرجل، للشيء، إذا ذلّ له وخضع. وقال العجاج: مِن نفثهِ والرِّفقِ حتى أكنَعا نكع أبو عبيد عن أبي عمرو: النَّكِعة من النساء: الحمراء اللون. قال: والنَّكوع: القصيرة من النساء، وجمعها نُكُع. وأنشد لابن مقبل: لا سُودٌ ولا نُكُعُ واخبرني المنذري عن الحراني عن ابن السكيت قال: سمعت ابن الأعرابي يقول: أحمر كالنَّكَعة: قال وهي ثمرة النُّقاوِى، وهو نبتٌ أحمر. قال: ويقال هو أحمر مثل نَكَعة الطُّرثوث،. قال: واخبرنا ثعلب عن ابن الأعرابي حكى عن بعضهم أنه قال: "فكانت عيناه أشد حمرة من النُّكعة" هكذا رواه بضم النون لنا-قلت: وسماعي من الأعراب نَكَعضة-قال: وهي جَنَاةُ شجرة حمراءُ كالنَّبق في استدارته. وقال اللحياني: أحمر نكِعُ وأحمر عاتك. وقال الليث: الأنكع: المتقشِّر الانف، وقد نَكِع ينكَع نكَعاً مع حمرة لون شديدة. قلت: وقد رأيت نكَعة الطُّرثوث في أعلاها كأنها ثُومة ذكرِ الرجل مشربة حُمرة. وقال الليث: يقال كسعه ونكَعه، إذا ضربَ دبرَه بظهر قدمِه وأنشد: بنِى ثُعِلٍ لا تَنكَعوا العنزَ إنـه بنِى ثُعَلٍ من ينكَع العنزَ ظالمُ وقال الأصمعي: النَّكع: الإعجال عن الأمر؛ يقال نكعته عن ذلك الأمر، إذا أعجلته. وقال عدي بن زيد: تُقْنصك الخيل وتصطادك ال طير ولا تُنكَع لَهْوَ القَنِيصْ وقال ابن الأعرابي: لا تُنكَع: لاتُمنَع. وقال ابن شميل: المنكَع: الراجع وراءه، وقد أنكعه. وروى أبو تراب عن واقع. السُّلمي: نكَع عن الأمر ونَكلَ بمعنى واحد. وأنشد أبو حاتم في الإنكاع بمعنى الإعجال: أرى إبل لا تُنكَعُ الـوِردَ شُـرَّداً إذا شُلَّ قومٌ عن وُرودٍ وكُعِكعوا كعن أبو عمرو: الإكعان: فتور النشاط. وقد أكعنَ إكعاناً. وأنشد لطَلْق بن عديٍ يصف نعامتين وقد شد فارس عليهما: والمرُ في آثارهنّ يَقِـبـصُ قَبصاً تخال الهِقلَ منه يَنكِصُ حتى اشمعلَّ مُكْعِناً ما يَهِبَصُ قلت: وأنا واقف في هذا الحرف. عكف قال الله جل وعز: (وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ) "البقرة 187" عاكفون: مقيمون في المساجد، عكَف يعكُف ويعكِفُ، إذا أقام. ومنه قوله: (يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ) الأعراف 138" أي يقيمون. وأما قوله جل وعز: (وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ) "الفتح 25" فإن مجاهدا وعطاء قالا: محبوساً. وكذلك قال الفراء. يقال عكفته أعكفه عكفاً، إذا حبستَه. وقد عكَّفْت القوم عن كذا، أي حبَستُهم. وقال الأعشى: وكأن السُّموط عكفها السِّل كُ بعِطَفْي جَيداء أُمِّ غزالِ أي حبسها ولم يدعها تتفرق. ويقال إنك لتعكفني عن حاجتي، أي تصرفني عنها. قلت: يقال عكفتُه عكفاً، فعكف يعكف عكوفا. وهو لازم وواقع، كما يقال رجَعتُه فرجع، إلا أن مصدر اللازم العكوف، ومصدر الواقع العَكْف. وقال الليث: يقال عكَف يعكِفُ و يعكُف عَكْفاً وعكوفاً، وهو إقبالك على الشيء. لا ترفع عنه وجهَك. وقال العجاج يصف ثوراً: فهنَّ يعكُفن به إذا حَجَا أي يقْبلنَ عليه. قال: وعكفت الخيلُ بقائدها، إذا أقبلَتْ عليه. وعكفت الطير بالقتلى. وروي عن النبي صلى الله عليه أنه "كان يعتكف في العَشْر الأواخر في المسجد" والاعتكاف في المسجد: الإقامة فيه وتركُ الخروج منه إلا لحاجة الإنسان، يصلى فيه ويقرا القرآن. وقومٌ عَكوف: مقيمون. وقال أبو ذؤيب يصف الأثافي: فهن عُكُوفٌ كنوح الكـري يم قد شفّ أكبادَهن الهوِى وقوله: (ظَلْت عَلَيْهِ عاَكفِا)، أي مقيما. وعكف على الشيء: أقام عليه. عفك أبو عبيد عن الأموي: الأعفك: الأحمق. أخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي: 5امرأة عَفْتاء وعفكاء. ولفَعْا.، إذا كانت خرقاء. قال: والعفَكَ والعَفَت يكونان العَسَر والخُرق. وقال الليث: الأعفك: الأحمق الذي لا يثبت على كلمة واحدة ولا يتم أمراً حتى يأخذ في غيره. قال: وهو المخلَّع من الرجال. وأنشد: صاِح ألم تعجب لقول الضيطرِ الأعفك الأحدِل ثُمَّ الأعسرِ وقال بعض العرب: هؤلاء الطْماطمة يعفِكون الكلام عفكاً. ويَلفِتونه لفتاً. وقال أبو عمرو: العَفيك واللَّفيك: المشبَع حمقاً عكب أبو عبيد عن أبى عبيدة العَكوب: الغبار، بفتح العين. وأنشد قول بشر بن أبى خازم: على كلِّ مَعْلُوبٍ يثور عكوبُها قال: والمعلوب: الطريق الذي يعُلَب بجَنْبَتَيَهْ. وقال أبو عمرو: عكفت الخيل عكوفاً، وعكبت عُكوب. وأنشد لمزاحم العُقَيلى: تظلٌّ نُسورٌ من شَماِم علـيهـم عُكوباً مع العِقْبانِ عِقبانِ يذُبلِ قال الباء لغة بني خَفاجة من بني عُقيل. ويقال عكبت القدر تعكُب عكوباً، إذا ثار عُكابُها، وهو بخُارُها وشدة غليانها. وأنشد: كأن مُغيرات الجيوش التقتْ بـهـا إذ استحمشَتْ غَلْيا وفاضتْ عُكوبُها أبو العباس عن ابن الأعرابي: غلام عَضْبٌ وعَصْبٌ وعَكْبٌ، إذا كان خفيفاً نشيطاً في عمله. قال: والعَكْب: الشدةُ في في الشرِّ والشَّيطنة، ومنه قيل للمارد من الجن والإنس عِكَبّ. قال والعَكْب: الغُبار، ومنه قيل للأمة عَكْباء. وقال غيره: العِكَبُّ: الجافي الغليظ، وكذلك الأعكب. والعِكبُّ العجليُّ: شاعر جيد الشِّعر. والعاكب من الإبل: الكثيرة. وقال الراجز: فغَشِيَ الذادة منها عاكبُ وقال الليث: العَكَب: غِلَظٌ في لَحْى الإنسان ومنة أمة عَكْباء: جافية الخَلْق عِلجهٌ، من آم عُكْب. عبك أخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي: يقال ما أغْنَى عنّي عَبَكة. قال: والعَبَكة: ما يتعاق بالسِّقاء من الوضَر، ويقال الشيء الهيِّن. قال: والعَبْك: السَّويق. عمرو عن أبيه: ما ذُقتُ عَبَكةً، وهي الحبة من السويق، ولا لَبَكةً وهي الحبّة من الثريد. وقال الليث: ما ذفت عبكة ولا لبَكة، والعَبَكة: قطعة من السويق أو كسره واللَّبَكة: لُقْمة من ثريدٍ أو نحوه. وقال ابن دريد: العَبْك: خَلْطُك الشيء. كعب قال الله تعالى: (وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ)"المائدة 6" قرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر عن عاصم وحمزة (وأرجلِكم) خفضاً، والأعشى عن أبي بكر بالنصب حفص. وقرأ يعقوب الحضرمي والكسائي ونافع وابن عامر(وأرجلَكم) نصباً، وهي قراءة ابن العباس، يردُّ على قوله: (فاغسلوا وجوهكم ). وكان الشافعي يقرأ بالنصب (وأرجلَكم ) واختلف الناس بالكعبين. وسأل ابن جابر احمد بن يحيى عن الكعب، فأومأ ثعلب إلى رجله إلى المفصل منها بسبابته فوض السباية عليه، ثم قال: هذا قول المفضل وابن الأعرابي. قال: ثم أومأ إلى المَنْجِمَيْن وقال: هذا قول أبي عمرو بن العلاء والأصمعي قال: وكلٌّ قد ذهب مَذهباً.
وقال ابن المظفر: الكعب: العظم لكل ذي أربع. وكعب الإنسان: ما أشرف فوق رُسغِهِ عند قدميه. وكعب الفرس: بين عظم الوظيف وعظم الساق الناتئ من خلف. والكعب من القصب والقنا: أنبوب ما بين العُقدتين، والجمبع الكعوب والعرب تقول: جارية دَرْماء الكعب، إذا لم يكن لرؤس عظامها حَجْم، وذلك أوثَر لها. قال الراجز يصف جاربة: سافاً بَخنَداةً وكعباً أدرما أبو عبيد عن الأصمعي: الكَعْب من السمن: الكُتْلة. والكَعْب من الرُّمح: طرف الأنبوب الناشز. والكعبان: الناشزان من جانبي القدمين. وأنكر قول الناس إنه في ظهر القدم. أبو عبيد: الكاعب: الجارية التي كَعَب ثدياها، بالتشديد والتخفيف، والجميع الكواعب. وقال الله: (وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً) "النبأ33 ". ووجه مكعَّب. إذا كان جافيا ناتئا. ويقال جارية كَعاب أيضاً بمعنى الكاعب. أبو عمرو وابن الأعرابي: الكُعبة: عُذرة الجارية. وانشد قول الراجز: ركَبٌ تَمَّ وتَمَّتْ رَبَّتهُ قد كان مختوماً ففُضَّتْ كُعبتُه فأما البيت الحرام فهو الكَعبة بفتح الكاف، سمي كعبةً لارتفاعه وتربُّعه. وكلُّ بيتٍ مربَّع عند العرب فهو كعبة. وذو الكَعَبات: بيت كان لربيعة، وقد ذكره الأسود من يعفر في شعره فقال: والبيت ذي الشُّرُفات من سِندادِ وقال الليث: الثوب المكعب: المطوي الشديد الإدراج. يقال كعَّبت الثوبَ تكعيباً. قال: والكعب من القَصَب: أنبوب ما بين العُقدتين، وجمعه كعوب. وقال أوس بن حجر يصف رمحاً واستواء كعوبه: تَقاكَ بكعـبٍ واحـد وتـلَـذُّه يداك إذا ما هُزَّ بالكفّ يعَسِلُ وقال الليث: ثدي كاعب، ومكعِّب، ومتكعِّبٌ، يعني واحد. وقال الأصمعي: سميت الكعبة للتربيع. وقال أبو عبيد: الكعب: القطعة من السمن الجامس. وقال الليث: كعَّبت الشيء تكعيباً، إذا ملأته. أبو عبيد عن الفراء: المكعَب من الثياب: المُوَشَّي. وقال أبو سعيد: أعلى الله كعبه أي أعلى جَدَّه. وقال غيره: معناه أعلى الله شرفه. وقال أبو زيد: أكعبَ الرجلُ إكعاباً، وهو الذي ينطلق مضارًّا لا يبالي ما وراءه. ومثله كلَّل تكليلا. عمرو عن أبيه: يقال للدَّوخلَّة: المكعَّبة والوشيجَة والمقُعَدة، والشَّوغرة. كبع أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: الكُبَع: جمل البحْر. ويقال للمرأة الدميمة: يا وجه الكُبع. وقال أبو عمرو: الكَبْع: النَّقْد. وأنشد: قالوا ليَ اكبَعْ قلت لستُ كابعا والكَبْع: لقطع. وأنشد: تركتُ لصوصً المصر من بين بائس صليبٍ ومكبوع الكراسـيع بـاركِ والكبْع: المنْع. وقال أبو تراب: الكُبوع والكُنوع: الذل والخضوع. بكع في حديث أبي موسى الأشعري: "لقد خَشِيتُ أن تبكعَنى بها". أبو عبيد عن الأصمعي: التبكيت والبَكْع: أن تستقبل الرجل بما يكره. وقال شمر: يقال بكعّه تبكيعا، إذا واجَههَ بالسيف والكلام. وقال الليث: البَكْع: شدة الضّرب المتتابع، تقول بكعتُه بالسيف والعصا. بعك ابن السكيت: تقول العرب: وقعنا في بَعكُوكاء ومَعْكوكاء.، أي في جَلَبةٍ وصياح. وقال غيره: البَعْكوكة من الإبل: المجتمعة العظيمة. وقال الراجز: يخرُجن من بَعكوكة الخِلاطِ وقال اللحياني: تركته في بَعْكوكةِ القوم، أي في جماعتهم. قال: وبَعْكوكة الشَّرّ: وسطه قلت: وهذا حرف جاء. نادراً على فَعلولة وأكثر كلامهم على فُعلولة وفُعلول، مثل بُهلول وكُهْلول وزُغلول. وقال ابن دريد: البَعَك: الغلِظَ والكزازة في الجسم، ومنه اشتق بَعْكَك. قلت: ولم أجد هذا لغيره. عكم أبو عبيد: عكم يعكِم، إذا كرَّ راجعا وقال لبيد: فجال ولم يَعْكِم أي هرب ولم يكر. وقال شمر: يكون عكَم في بيت لبيد بمعنى انتظر، فكأنه قال: فجال ولم ينتظر، يعنى الثورَ هربَ ولم. ينتظر. وأنشد شمر بيت الهذلي: أزُهَيْرُ هَل ْعن شَيبةٍ من مَعْكِمِ وقال أبو عمرو: العِكم: بَكَرة البئر وأنشد: وعُنق مثل عمود السَّـيْسَـبِ رُكِّبَ في زَورٍ وثيق المَشعَبِ كالعِكم بين القامتين المُنْشَـبِ
وفي حديث أمّ زَرْع: "عُكومها رَدَاح"، وبيتها فَياَح". قال: قال أبو عبيد: العُكوم: الأحمال والأعدال التي فيها الأوعية من صُنوف. الأطعمة والمتاع، واحِدها عِكم. قلت: وسمعت العرب تقول يوم الظَّعن لخدَمهم: اعتكموا. وقد اعتكموا، إذا سوَّوا الأعدال ليشدُّرها على الحَمُولة وكلُّ عِدلً عِكمٌ، وجمعه عكومٌ وأعكام. وقال الفراء: يقول الرجل لصاحبه اعكُمني وأعكمِني، فمعنى اعكُم لي، ويجوز بكسر الكاف. وأما أعكمنى بقطع الألف فمعناه أعنى على العَكْم. ومثله احلُبْنى أي احلُبْ لي، وأَحلبنى أي أعنى على الحَلْب ومثله المُسْنِي وألمِسني، وابغِنى وأبغِنى. وقال الليث: عكمتُ المتاع أعكمه، عكماً، إذا بسطتَ ثوباً وجعلت فيه متاعا فشددته، ويسمَّى حينئذ عِكْما. والعِكام: الحبل الذي يُعكم عليه. قال: والعِكْم عِكم الثِّياب الذي يشد به العكَمة، والعكَمتان تُشدَّان من جانبي الهودج بثوب. ويقال للدابة إذا شرِبت فامتلأ. بطنُها: ما بقيَتْ في جوفها هَزْمةٌ ولا عَكْمةٌ إلاَّ امتلأت. وانشد: حتى إذا ما بلَّتْ العكوما من قَصب الأجوافِ والهُزوما قال: و يقال الهَزْم: داخل الخاصرة. والعِكْم: داخل الجَنْب. قال: ويقال عُكِم عنّا فلانٌ يُعكَم، إذا رُدّ عن زيارتنا. وانشد: ولاحتْه من بعد الجُزُوء ظَماءةٌ ولم يك عن وِرد المياه عُكومُ وقال ابن السكيت: العِكم: نَمَط المرأة تجعله كالوعاء وتجعل فيه ذخيرتها. أبو العباس عن ابن الأعرابي: يقال للغلام الشابل المنعَّم: معكّم، ومكتَّل، ومصدَّر، وكلثوم، وحِضَجْر. كعم روي عن النبي صلى الله عليه أنه نهى عن المكاعمة والمكامعة. قال أبو عبيد: قال غير واحد: أما المكاعمة فأن يلثَم الرجلُ صاحبهَ، أُخِذ من كِعام البعير، وهو أن يُشَّد فمُه إذا هاج، يقال منه كَعَمته أكْعَمُه كَعْماً، فهو مكعوم. وقال ذو الرمة: يهماء خابِطُها بالخوف مكعومُ يقول: قد شد الخوف فمه فمنعَه من الكلام، فجعل النبي عليه السلام لئمَه إياه بمنزلة الكعام. وقال الليث: الكِعْم: شيء من الأوعية يُوعَى فيه السلاح وغيره، والجميع الكعِام وقال أبو سعيد: كُعوم الطريق: أفواهه وانشد: ألا نام الخلىُّ وبتُّ حِلـسـاً بظهر الغَيب سُدَّ به الكُعومُ قال: بات هذا الشاعر حِلساً لما يحفظ ويرعى، كأنه حِلسٌ قد سُدَّ به كُعوم الطريق، وهي أفواهه. كمع قال أبو عبيد: المكامعة في الحديث: أن يُضاجع الرجلُ صاحبه في ثوب واحد، أخذ من الكمِعْ والكميع، وهو الضَّجيج. ومنه قيل لزَوْج المرأة هو كَمِيعها. وانشد لأوس: وهّبت الشمألُ البليلُ وإذْ بات كَميعُ الفتاة مُلتفِعا وقال الليث: يقال كامعتُ المرأة، إذا ضمَّها إليه يصونُها. وقال أبو عمرو: الكمِعْ من الأرض: الغائط المتطأطئ وانشد: فظلَّت على الأكماع أكماع دَعْلجٍ على جِهَتَيها من ضُحَى وهَجيرِ وقال شمر: الكمِعْ: المطمئن من الأرض، ويقال مستقر الماء. قال: وقال أبو نصر: الأكماع: أماكن من الأرض يرتفع حروفها تطمئن أوساطها. وقال أبو العباس عن ابن الأعرابي: الكمِعَ: الإمَّعة من الرجال، والعامّة تسميد المعمى واللِّبْدى. وقال ابن شميل: كَمَع في الإناء، وكَرَع فيه، وشرَع. وأنشد: أو أعوجي كبُرد العَصْب ذي حجل وغُرّةٍ زيَّنَتْـه كـامـعٍ فـيهـا قال إسحاق بن الفرج: سمعت أبا السَّمَيْدع يقول: كمع الفرسُ والرجلُ والبعير في الماء وكرع، ومعناهما شرع. معك روي عن ابن مسعود أنه قال: "لو كان المعْك رجلاً كان رجلَ سَوء". وفي حديث آخر: "المعك طَرَفٌ من الظُّلْم" المعْك: المَطْل واللَّيُّ بالدَّين، يقال معكَة بَديِنه يمعكُه مِعْكاً إذا مَطَله ودافعه. وما عَكَه ودالكَه، إذا ماطَلَه. وقال زهير: . . . . ولا ولا تمعك بعرضِك إنَّ الغادرَ المَعِكُ والمَعْك: الدَّلْك. يقال معكت الأديم أمعَكُه معكاً، إذا دلكته دلكاً شديدا. ويقال معّكته في التراب تمعيكا، إذا مرَّغتَه فيه. وقد تمعَّك في التراب وتمرَّغ. والحمار يتمعك ويتمرَّغ في التراب. ومعَكت الرجلَ أمعكُه، إذا ذَللََّته وأهنته. شجع
روي عن النبي صلى الله عليه انه قال: "يجيء كنز أحدهم يوم القيامة شجاعاً أقرعَ له زبيبتان". أما الأقرع فقد مر تفسيره وأما الشُّجاع فإن أبا عبيد وغيره قالوا: الشجاع: الحية الذكر. وانشد الأحمر: قد سالمَ الحياتُ منه القدما الأفعوان والشُّجاع الشجعما نصب الأفعوان والشُّجاعَ بمعنى الكلام، لان الحيات إذا سالمت القدم فقد سالَمهاَ القدمُ، فكأنه قال: قد سالم القدمُ الحيات؛ ثم جعَلَ الأفعوان بدلاً منها. والشَّجعم من الحيات: الخبيث المارد. وقال اللحياني: يقال للحية شُجاع وشِجاع. وقال شمر في كتاب الحيات: الشجاع ضرب من الحيات لطيف دقيق، وهو-زعموا-أجرؤها. وقال ابن احمر: وحبت له أذن يراقبُ سمعَهـا بصَر كناصبة الشُّجاع المُسْخِدِ حبَتْ: انتصبت. وناصبةُ الشجاع: عينه التي ينصبها للنَّظَر إذا نظر. وقال الليث: جمع الشُّجاِع الحية الشُّجعان، وثلاثة أشجعة. قال: ورجل شجاع وامرأة شُجاعة ونسوة شجاعات، وقوم شُجعاء وشُجْعان وشَجْعة. قال: ويقال رجل شَجيع وشُجاع، مثل عَجيب وعُجاب. قال: والشُّجاعة: شدَّة القلب عند البأس. قال: ويقال للأسد أشجع، وللبؤةِ شَجْعاء. وانشد للعجاج: فولَدَتَ فَرَّاسَ أُسْدٍ أشجعا يعني أم تميم ولدته أسداً من الأسود وانشد للأعشى: بأشجعَ أخاذٍ على الدهر حُكمَـه فمن أي ما تأتي الحوادثُ أٌفرَقُ وقال غيره: يقال للحية الأشجعَ. وانشد: قد عضَّه فقضَى عليه الأشجعُ والأشجع: المجنون، وبه شجَع أي جنون. وقال الليث: قد قيل أن الأشجع من الرجال: الذي كأن به جنونا. قال. وهذا خطأ، لو كان كذلك ما مدح به الشعراء. قال: والشَّجِعة من النساء: الجريئة على الرجال في كلامها وسلاطتها. وقال اللحياني: يقال للجبان الضعيف إنه لشَجْعة. وقال الأصمعي: شُجاع البطن: شدة الجوع. وانشد لأبى خِراشٍ الهذلي: أردُّث شُجاعَ البطن لو تعلمينـه وأوثر غيري من عِيالِك بالطُّعمِ والشَّجْعة: الفصيل تضعُه أمُّه كالمخبَّل. قلت: ومنه قيل للرجل الضعيف شَجْعة. ويقال شجُع الرجلُ يشجُع شجاعة. قال: ويقال لقد تشجَّعَ فلان أمراً عظيما، أي ركبه. والمشجوع: المغْلوب بالشجاعة. والأشجع: الرجُل الطويل، والمصدر الشَّجَع وقال سُويد: بصِلاب الأرض فيهنَّ شَجَعْ وقال الليث: الشَّجَع في الإبل: سرعة نقلها قوائمها. جَمل شَجِعٌ وناقة شَجِعة وانشد: على شَجِعاتٍ لا شِخاتِ ولا عُصْلِ أراد بالشْجِعات قوائم الإبل أنها طِوال. وقال ابن دريد: رجل أشجع: طويل. وامرأة شَجْعاء. قال: وشَجْع: قبيلة من عذره. وشُجَعُ: قبيلة من كنانة وأشجع في قيس. أبو عبيد عن الأصمعي وأبى عمرو قالا: الأشاجع: عرق ظاهر الكف، وهو مَغْرِز الأصابع. وقال ابن السكيت: واحدها أشجع. وقال الليث: الأشجع في اليد والرجل: العصَب الممدود فوق السُّلامَي ما بين الرُّسغ إلى أصول الأصابع التي يقال لها أطناب الأصابع فوق ظهر الكف. قال: وقال. بعضهم: هو العُظَيم الذي يصل الإصبعَ بالرُّسْغ لكل إصبع أشجَع. قال: واحتج الذي قال هو العصب بقولهم للذئب والأسد: عاري الاشاجع. فمن جعل الأشاجع. فمن جعل الأشاجع العصب قال لتلك العظام هي الأسناع، واحدها سِنْع. جشع في الحديث أن مُعاذاً لما خرج إلى اليمن شيَّمه رسول الله صلى الله عليه، فبكى معاذ جشعا لفراق رسول الله صلى الله عليه . قال ابن السكيت: الجَشَعُ: أسوا الحرص. وقال سُوَيد: وكلابُ الصَّيد فيهنَّ جَشَعْ وقال شمر: الجشَع. شدة الجزع لفراق الإلْف. قال: والجشَع: الحرص الشديد على الأكل وغيره. رجل جَشِعٌ وقوم جَشِعون. وقال ابن شُميل: رجل جَشِعٌ بَشِع: يجمع جَزعاً وحِرصاً وخُبثَ نفس. وقال بعض الأعراب: تجاشعنا الماء نتجاشعه تجاَشُعا، وتناهبناه، وتشاححناه إذا تضايقنا عليه وتعاطشنا. ومن الأسماء مجاشع. جعش أبو عبيد عن الأصمعي: الجُعشوس: الرجل الطويل. وقال شمر: الجُعشوش: الرجلُ الدقيقُ النحيف، وكذلك الجعسوس. وقال غيره: رجل جُعشوش وجُعسوسٌ، إذا كان قميًّا زريًّا. وقيل: اجُعشوش اللئيم.
وأخبرني المنذري عن أبي العباس عن ابن الأعرابي قال: الجُعشوش: النحيف الضامر. وأنشد: ياربَّ قَرْم سَرِس عَنَطنَـطِ ليس بجعسُوسٍ ولا بأذْوِط وقال ابن حِلِّزة: بنو لُجيم وجَعَاسيسُ مُضَرْ كل ذلك يقال بالسين والشين ضجع قال النحويين: أصل بناء الفعل من الاضطجاع، ضجع يضجَع فهو. ضاجع. وقلما. تستعمل. والافتعال منه اضطجع يضطجع اضطجاعاً فهو مضطجع. وقال ابن المظفر: وكانت هذه الطاء في الأصل تاء، ولكنَّه قَبُح عندهم أن يقولوا اضتجع فأبدلوا التاء طاء. وله نظائر أذكرها في مواضعها. قلت: وقال الفراء: من العرب من يقول اضجع بتشديد الضاد، في موضع اضطجع. وانشد: لما رأى أن لادَعَه ولا شِبَـعْ مال إلى أرطاةِ حِقْفٍ فاضَّجَعْ وقال: أدغم الضاد في التاء فجعلها ضاداً شديدة. وقال ابن الفرج: قال الفراء: يقال أضجعتُه فاضطجع. قال: وبعضهم يقول: "فالْضَجَعْ" بإظهار اللام، وهو نادر. قال: وربما أبدلوا اللام. ضاداً كما أبدلوا الضاد لاما، قال بعضهم: الْطراد واضْطِرادُ، لطرادِ الخيل. وقال: وروي إسحاق عن المعتمر بن سليمان عن ليث عن مجاهد والحكم قالا: "إذا كان عند اضطراد وعند ظل السيوف أجزي الرجل أن تكون صلاته تكبيرا"، قال: وفسره ابن إسحاق الطراد. ويقال ضاجع الرجل امرأته مضاجعةً، إذا نام معَها في شعارٍ واحد، وهو ضَجِيعها وهي ضجيعتَهُ. وقال الليث: يقال أضجعتُ فلانا، إذا وضعت جنبه بالأرض، وضَجَعَ، وهو يَضجَع نفسه. قال: وكل شيء تخفضه فقد أضجعته. والإضجاع في باب الحركات مثل الإمالة والخفض. قال: والإضجاع في القوافي. وانشد: والأعوج الضاجع من إكفائها وهو أن يختلف إعراب القوافي، يقال: أكفأ وأضجع بمعنى واحد. واخبرني المنذري عن أبي العباس ابن الأعرابي: رجل ضاحع أي أحمق، ودلو ضاجعة أي ممتلئة. وغنم ضاجعة: كثيرة لازمة للحمض ورجل ضُجْعي وضِجعي، وقُعدي وقِعدي: كثير الاضطجاع في بيته. وقال الأصمعي: ضَجَعت الشمسُ للغروب وضَجَع النجمُ فهو ضاجع، إذا مال للمغيب ونجوم ضواجع. و يقال أراك ضاجعاً إلى فلان: مائلا إليه. ويقال ضجْع فلان إلى فلان، كقولك: صِغْوُه إليه. ومضاجع الغيث: مساقطه. ورجل أضجع الثنايا: مائلُها؛ والجميع الضُّجْع. ويقال تضاجع فلان عن أمر كذا وكذا، إذا تغافل عنه أبو عمرو: الضواجع: مصاَبُّ الأودية، واحدها ضاجعة، كأنَّ الضاجعة رَحْبةٌ ثم تستقيم بعد فتصير واديا. وسحابة ضَجوع: بطيئة من كثرة مائها والضِّجوع: رملة بعينها معروفة والضُّجوع: بضم الضاد: حي في بنى عامر. والمَضاجع: اسم موضع. والمضاجع: جمع المَضْجَع أيضاً. قال الله جل وعز: ( تَتَجاَفَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضاَجِع ) "السجدة16 " أي تتجافى عن مضاجعها التي اضطجعت فيها. والاضطجاع في السجود: أن يتضام ويُلصق صدره بالأرض. وإذا قالوا: صلَّى مضطجعاً فمعناه أن يضطجع على شقه الأيمن مستقبلاً القبلة. وقال ابن السكيت: الضَّجوع: موضع. قال: ودلو ضاجعة: ملأى ماء، تميل في ارتفاعها. من البئر لثقلها. وانشد لبعض الرجاز: إن لم تجيء كالأجْدَل المسِفّ ضاجعةً تَعدِلُ مَـيل الـدَّفَ إذَنْ فلا آبت إلـى كـفـى أو يُقطعَ العِرقُ من الألَـفِّ قال: والالف: عرق في العضد. وقال أبو عبيد: الضَّجوع: الناقة التي ترعى ناحية. والعَنود مثلُها. قال: وقال الفراء: إذا كثرت الغنمُ فهي الضاجعةُ والضَّجْعاء ويقال أضجع فلانٌ جوالقَه، إذا كان ممتلئاً ففرَّغه. ومنه قول الراجز: تُعجِلُ إضجاعَ الجَشيِر القاعد والجشير: الجُوالق. والقاعد: الممتلئ. عجس أبو عبيد عن الفراء: عجسته عن حاجتِه: حبسته. وقال أبو عبيدة: عَجسني عَجَاساءُ الأمور عنك. وقال: ما منعك فهو العَجَساء. أبو عمرو: العَجَساءُ من الإبل: الثقيلة العظيمة الحوساء، الواحدة عَجَاساء والجميع عَجَاساء. قال: ولا يقال جَمَلٌ عَجَاساء. قال: والعَجاساء يمدُّ ويُقصَر. وانشد: وطافَ بالحوضِ عَجَاساَ حُوسُ قال أبو الهيثم: لا نعرف العَجَاسا مقصورة. وقال شمر: عَجَاساء الليل: ظُلمتُه المتراكبة، ومن الإبل: الضَّخام، يقال للواحد والجميع عَجاساء. وانشد قول وإن بركَتْ منهاعَجَاساءُ جِـلَّةٌ بمَحْنِيَةٍ أشلَى العِفاسَ وبَرْوَعا يقول: إذا استأخرتْ من هذه الإبل عَجاساءُ دعا هاتين الناقتين فتبعتهما الإبل. أبو العباس احمد بن يحيى: العُجوس: آخر ساعة من الليل، والعُجوس أيضاً: مشىُ العجاساء، وهي الناقة السمينة تتأخر عن النُّوق لثقل قَتَالها، وقتالها: لحمها وشحمها. وقال ابن الأعرابي: العُجْسَة: السَّاعة من الليل، وهي الهُتكة، والطَّبِيق. أبو عبيد عن الأصمعي: المعجِس والعِجْس: مَقبض الرامي من القوس. وقال الكسائي: العَجْس والعَجْس والعِجْس واحد. وقال الليث العَجْس: شدَّة القبض على الشيء. أبو عبيد عن الأحمر: لا آتيك سَجيسَ عُجَيسٍ، ومعناه الدهر. وانشد: فأقسمت لا آتي ابنَ ضَمرةَ طائعاً سَجِيس عُجَيسٍ ما أبان لسانـي أي لا آتيك أبدا وهو مثل قولهم: "لا آتيك الأزلمَ الجذع"، وهو الدهر. وقال غيره: تعجّسَت بي الراحلةُ وعَجَستْ. بي، إذا تنكَّبَتْ به عن الطريق من نشاطها. وانشد لذي الرمة: إذا قال حادينا أيا عجَسَـتْ بـنـا صُهابيّةُ الأعراف عُوجُ السَّوالفِ ويروى: "عجَّستْ بنا"بالتشديد. أبو زيد: يقال هذه ارض مضبوطة، أي قد عمها المطر. وقد تعجَّستْها غيوث، أي أصابها غيوث بعد غيوث فتثاقلت عليها. وفي نوادر الأعراب: تعجَّسَه عِرقُ سَوء وتعقله وتثقَّلَه، إذا قصَّر به عن المكارم. وروي ابن شميل في حديث "يتعجَّسكم عند أهل مكة" قال النضر: معناه. يضِّعف رأيكم عندهم. وقال الليث: عَجْزُ القوس وعَجْسُه. عسج أبو عبيد عن الأصمعي: العَسْج: ضربٌ من سير الإبل ومنه قول ذي الرمة: والعِيسُ من عاسجٍ أو واسجٍ خببا وقال الليث: العَسْج: مدُّ العُنق في السير وانشد: عَسجْنَ بأعناق الظباء وأعين ال جآذر وارتجت لهن الروادفُ وقال غيره: العوسج: شجر كثير الشوك معروف، وهي ضروب منها ما يثمر ثمراً احمر يقال له المُصَع. وقال أبو عمرو: في بلاد باهلة معدن من مَعادن الفِضَّة يقال له عوسَجة. وعَوسَجةُ من أسماء الرجال. والعواسج: قبيلة معروفة. سجع تقول العرب: سجعت الحمامة تَسجَع سجعاً، إذا دعَتْ وطرَّبتْ في صوتها، فهي سَجوعٌ وساجعة، وحمامٌ سواجع. وقال الليث: سجع الرجلُ، إذا نطقَ بكلامٍ له فواصل. وصاحُبه سَجّاعةٌ. قلت: ولما قضي النبي صلى الله عليه في جنين امرأة ضربتها أخرى فسقط ميتا بغُرَّةٍ على عاقلة الضاربة قال رجل منهم: "كيف نَدِى مَنْ لا شرِبَ ولا أكل، ولا صاحَ فاستهل، ومثل دمه يُطَلُّ" قال صلى الله عليه: "إياكم وسجعَ الكُهَّان". ورُوي عنه عليه السلام انه نَهَي عن السَّجْع في الكلام والدُّعاء، لمشاكلة كلام الكهنَة وسجعهم فيما يتكهنون. فأما فواصل الكلام المنظوم الذي لا يشاكل المسجَّع فهو مباح في الخطب والرسائل. والله اعلم وقال أبو عبيد: بينهم أسجوعة من السَّجع، وجمعها الأساجيع والساجع: القاصد في سيره وكل قصدٍ سجْع. قال ذو الرمة: قطعتُ بها أرضاً ترى وجهَ ركبها إذا علَوها مُكفأً غير سـاجـعٍ. أراد أن السَّموم قابل هُبوبها وجوه الركب فاكفئوها عن مهِّبها اتقاء لحرِّها. وقال أبو عمرو: ناقة ساجع: طويلة. قلت: ولم أسمع هذا لغيره. ويقال ناقة ساجع، إذا طرَّبت في حنينها. جعس قال الليث وغيره: الجَعْس: العَذِرة. وقد جَعَس يَجعَس جَعْساً. قال: والجُعسُوس: اللئيم الخلقة والخُلقُ. وهم الجعاسيس. وقد مر تفسيره في باب جعش. عجز قال الله جل وعز: (وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الأرض وَلَا فِي السَّمَاءِ)"العنكبوت 22 " قال الفراء:. يقول القائل كيف وصَفَهم الله أنهم لا يُعجِزون في الأرض ولا في السماء وليسوا في أهل السماء؟ فالمعنى ما أنتم بمعجزين في الأرض ولا من في السماء بمعجز. وقال أبو إسحاق: معناه ما أنتم بمعجزين في الأرض ولا لو كنتم في السماء. وقال أبو العباس: قال الأخفش: معناه ما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء، أي لا تعجزوننا هرباً في الأرض ولا في السماء. قال أبو العباس: وقول الفراء اشهر في المعنى، ولو كان قال ولا أنتم لو كنتم في السماء. بمعجزين لكان جائزاً.
الراعي:
قلت: ومعنى الإعجاز الفوت والسبق. يقال أعجزني فلان، أي فاتني. وقال الليث: أعجزني فلانٌ، إذا عَجزتَ عن طلبه وإدراكه. وقال الله في سورة سبأ: (وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ) "الحج 51" وقرأه بعضهم: (مُعجِّزين) وقال الفراء: من قرأ معاجزين فتفسيره معاندين. وقال بعضهم: مسابقين، وهو قول الزجاج. ومن قرأ معجِّزين فالمعنى مثبِّطين عن الإيمان بها، من العجز وهو نقيض الحَزْم. وأما الإعجاز فهو الفوت، ومنه قول الأعشى: فذاك ولم يُعجِزْ من الموت ربَّه ولكن أتاه الموتُ لايتـأبّـقُ أبو عبيد عن أبي زيد: إنه ليُعاجِز إلى ثقةٍ، إذا مالَ إليه. ويقال فلانٌ يُعاجز عن الحقِّ إلى الباطل، أي يلجأ إليه ويقال هو يُكارز إلى ثقةٍ مُكارَزةً، إذا مال إليه. وروي عن علي رضي الله عنه أنه قال: "لنا حقٌّ إنْ نُعْطَهُ نأخذْه، وإن نُمنَعْه نركبْ أعجاز الإبل وإن طال السُّري" القتيبيُّ: أعجاز الإبل: ما خيرها، جمع عَجُز، وهو مركب شاقّ. قال: ومعناه إن مُنِعنا حقنا ركبنا المشقة وصبرنا عليه وإن طال، ولم نَضجَرْ منة مُخِلِّين بحقِّنا. قلت: لم يُرد علىٌّ رحمه الله بقوله هذا ركوب المشقَّة، ولكنه ضربَ أعجاز الإبل مثلاً لتقدُّم غيره عليه وتأخيره إياه عن حقه، فيقول: إن قدمنا للإمامة تقدمنا، وإن مُنِعْنا حقّنا منها وخِّرنا عنها صبرنا على الأثَرة علينا وإن طالت الأيام. وفي كلام بعض الحكماء: "لا تَدَيَّروا أعجاز أمور قد ولَّت صُدورها"، يقول: إذا فاتك الأمر فلا تُتبعْه نفسَك متحسِّرا على مافات، وتعزَّ عنه متوكِّلاً على الله. وقال الليث: العجوز: المرأة الشيخة، والفعل عَجُزت تعجُز عَجْزا. قلت: وروي أبو عبيد عن الكسائي: عجزت المرأة فهي معجز. قال: وبعضهم عَجَزَتْ بالتخفيف. وقال ابن السكيت: عجَزت عن الأمر أعجز عنه عَجْزاً ومعجزة. قال: وقد يقال عَجِزَتِ المرأة تَعْجَز، إذا عظُمت عجيزتها. وعجَّزت تعجز تعجيزا، إذا صارت عجوزا. قال: وامرأة معجزة: ضخمة العجيزة وقال يونس: امرأة معجزة: طعنت في السن. وامرأة معجزة: ضخمة العجيزة. وقال ابن السكيت: تعجّزت البعيرَ، إذا ركبت عَجُزَه. واخبرني أبو الفضل عن أبي العباس عن ابن الأعرابي، قال رجل من بنى ربيعة بن مالك: "إنّ الحق بقَبَلٍ فمن تعدَّاه ظَلَم، ومن قَصَّر عنه عَجَز، ومن انتهى إليه اكتفى" قال: لا أقول عَجِزَ إلاّ من العجيزة، ومن العجز عَجَز وقوله "بقَبَلٍ" أي يَضِحُ لك حيث تراه. وهو مثل قولهم "إن الحقَّ عارِي". قلت: والعرب تقول لامرأة الرجل وان كانت شابة: هي عَجوزُهُ، وللزوج وان كان حدثا: هو شَيْخُها. وقلت لامرأة من العرب: حالبِيِ زوجَكِ. فتذمَّرتْ وقالت: هلا قلت: حالبي شَيخكِ؟ ويقال للخمر إذا عَتُقت عجوز. وروي أبو العباس عن ابن الأعرابي انه قال: الكلب: مسمار مُقبِض السيف. قال: ومعه آخر يقال له العَجوز. وقال الليث: العجوز: نصل السيف. قلت: والقول ما قال ابن الأعرابي. قال: والعجوز: القِبْلة. والعجوز: البقرة. والعجوز: الخمر. ويقال للرجل عجوز وللمرأة عجوز. قال: ويقال للمرأة عجوزَةٌ بالهاء أيضاً. واخبرني المنذري عن ثعلب انه قال: رجل معجوز، ومشفوه، ومعروك، ومنكود، إذا ألِحَّ عليه في المسألة. وقال ابن دريد. فحل عَجِيز وعجيس، إذا عَجَز عن الضراب. قلت: وقال أبو عبيد في باب العنين: هو العَجِير بالراء، للذي لا يأتي النساء. قلت: وهذا هو الصحيح. وقال الليث: العجيزة: عجيزةُ المرأة خاصة. وامرأة عجزاء، وقد عَجِزَتْ عَجَزاً. قال: والجميع عجيزات، ولا يقولون عجائز مخافة الالتباس. وقال ابن السكيت: عَجُز الرجل: مؤخره، والجميع الأعجاز ويصلح للرجل والمرأة. وأما العجيزة فعجيزة المرأة خاصة. أبو عبيد عن أبي زيد: العُجْز والعَجُز والعَجْز، وكذلك العُضْد والعَضْد، ثلاثُ لغات. قال: وتعجّزت البعير: ركبت عَجُزه. وقال الليث: العجزاء من الرمال: حيل مرتفعٌ كأنه جَلَد، ليس بُركام رمل، وهو مَكُرمةٌ للنبت، والجميع العُجْز لأنه نعتٌ لتلك الرَّملة. وقال غيره: عُقاب عَجْزاء، إذا كان في ذنبها ريشة بيضاء أو ريشتان. وقال الشاعر: عَجْزاءَ ترزُق بالسُّلَىِّ عيالَها
ويقال لِدابرة الطائر: العِجازة. والعِجازةُ أيضاً: ما تعظِّم به المرأة عجيزتها. ويقال إعجازة، مثل العِظامة والإعظامة. قاله ابن دريد. أبو عبيد عن الكسائي: فلان عِجزة ولد أبويه، أي آخرهم، وكذلك كِبْرَة ولد أبويه. قال: والمذكر والمؤنث والجميع والواحد في ذلك سواء قال: وقال أبو زيد في العجزة مثله. قلت: أراد بِكبرة ولد أبويه أكبرهم. وقال الليث: العِجزة ابنُ العجزة، هو آخر ولد الشيخ. ويقال وُلد لعِجزة، أي بعد ما كبر أبواه. قال: ويقال اتَّقي الله في شيبتكِ وعَجْزكِ، أي بعد ما تصيرين عجوزا. وعجّز فلان رأى فلان، إذا نسبه إلى خلاف الحزم، كأنه نسبه إلى العجز. وأعجزتُ فلاناً، إذا ألفيتَه عاجزا. عزج أهمله الليث. وقال ابن دريد في كتابه: العَزْج: الدَّفع قال: وقد يكنى به عن النكاح. وقال غيره: عَزَجَ الأرض بالمسحاة، إذا قَلبَها كأنه عاقب بين عَزق وعَزَج. جزع قال الله جل وعز: (إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا(20)وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا) "المعارج19، 20 "والجَزوع ضد الصّبور على الشر. والجَزَع: نقيض الصبر. وقد جزِع يجزَع جزَعا فهو جازع، فإذا كثُر منه الجزع فهو جَزُوع. واخبرني المنذري عن الحراني عن ابن السكيت قال. الجَزْع بفتح الجيم: الخَرَز اليماني. والجِزْع، بكسر الجيم: جِزع الوادي، وهو منعطَفهُ. وقال الأصمعي: هو مُنحِناهُ. وقال أبور عبيدة: هو إذا قطعتَه إلى الجانب الآخر. والجميع أجزاع. وقال غيره: الجَزْع أيضاً: قطعك وادياً أو مفازة أو موضعا تقطعه عرضا. وناحيتاه جِزعاه. وقال الأعشى: جازعاتٍ بَطنَ العقيق كما تم ضِي رفاقٌ أمامهن رِفاقُ قال الليث: لا يسمي جِزعُ الوادي جزعا حتى تكون له سعةٌ تُنبت الشجر وغيره. قال: والجازع: الخشبة التي ترفع بين خشبتين عرضا منصوبتين ليوضع عليه سُروغ الكروم وقضبانها، لترفعَها عن الأرض. وقال ابن شُمَيل نحواً منه. أبو عبيد عن الأصمعي قال: المجزِّع من الرُطَب: الذي بَلغَ الإرطابُ نصفه. قال شمر: قال المِسعري: المجزِّع بالكسر. وهو عندي بنصب الزاي على وزن مخطَّم. قلت: وسماعي من الهجريِّين رُطَبٌ مجزِّع بكسر الزاي كما رواه المسعري عن أبي عبيد يقال جزع فهو مجزع. ويقال: في القرية جزعة من الماء، وفي الوَطْب جِزْعة من اللبن، إذا كان فيه شيء. قليل. وقال الليث: الجِزْعة من اللبن في السقاء ما كان اقل من نِصْفه، وكذلك الماء وكذلك الماء في الحوض. الأصمعي: مضَتْ جِزعة من الليل، أي ساعةٌ من أولها وبقيت جزعة من آخرها. أبو زيد: كلأ جُزَاع، وهو الذي يقتُل الدواب. ولحمٌ مجزَّع: فيه بياض وحمرة. ونوّي مجزَّع، إذا كان محكوكا. وقال غيره: تجزَع السهمُ، إذا تكسر. وقال الشاعر: إذا رُمحُه في الدَّراعِينَ تجزَّعا وقال ابن دريد: انجزعَ الحبلُ بنصفين، إذا ا نقطع. وانجزعت العصا. قال: والجُزَع: المحور الذي تدور فيه المَحالة، لغة يمانية. قال: والجزع أيضاً: الصبغ الأصفر الذي الذي يسمى العُرُوق. وقال ابن شميل: يقال في الحوض جِزعة، وهو الثلث أو قريب منه، وهي الجِزَعُ. وقد جزّع الحوضُ، إذا لم يبق فيه إلا جزعة. ويقال في الغدير جزعة، ولا يقال: في الركية جزعة. قال ابن الأعرابي: الجزعة، والكُثبة، والغُرقة، والخَمْطة: البقية من اللبن. جعز أهمله الليث وقال ابن دريد: الجَعَز والجَأَزُ: الغَصَص. كأنه بدل من الهمزة عينا. زعج قال الليث: الإزعاج: نقيض الإقرار، يقال أزعجته من بلاده فشَخَص، ولا يقولون أزعجتُه فَزَعج. ولو قيل انزعج وازدعج لكان قياسا. وقال ابن دريد: يقال زَعَجه وأزعجه، إذا أقلقه. وقال غيره: الزّعَج: القَلَق. وقد أزعجه الأمر، إذا أقلقه. عجد قال الليث: العُجْد: الزَّبيب قال: وهو حب العنب أيضاً، ويقال ثمرة غير الزبيب شبيهة به، ويقال بل هو العُنْجُد. ثعلب عن بن الأعرابي عن المفضَّل، وعمرو عن أبيه قال: العُنْجُد: عَجْم عنب الزبيب. قال: وحاكم أعرابي رجلا إلى القاضي فقال: بعتُ منه عُنْجُداً مُذْ جَهْرٌ فغاب عني. قال ابن الأعرابي: الجَهْر: قطعة من الدهر. وقال ابن دريد: العُنجُد: رديء الزبيب ويقال عَنْجَد، ويقال بل هو حب الزبيب. وقال الأصمعي: العَجَد: الغربان، واحدته عَجَدة. وقال الهذلي يصف خيلا: فأرسلوهنَّ يَهتِلكْنَ بـهـمْ شَطْرَ سَوَارمٍ كأنَّها العَجَدُ جدع أبو عبيد عن أبي زيد: جدعت الرجل أجدعُه جدعاً، إذا سجنته، فهو مجدوع. قال شمر: المحفوظ جَذَعت الرجل بالذال بمعنى حبست وانشد: كأنّه من طول جَذْع العَفْسِ قال: وقال ابن الأعرابي: جَذع الرجلُ عياله، إذا حَبَس عنهم الخير وقال أبو الهيثم: الذي عندنا في ذلك أن الجَدع والجَذع بمعنى واحد، وهو حَبْس من تحبسه على سوء ولايةٍ وعلى الإذالة منك قال: والدليل على ذلك قول أوس: وذاتُ هِدمٍ عارٍ نواشرهـا تُصمِتُ بالماء تولَباً جَدِعاَ قال: وهو من قولك جَدَعته فجدِع، كما تقول ضَربَ الصَّقيعُ النبات فضَرِبَ، وكذلك صَقِع، وعَقَرته. فعَقِر أي سقط، وقَرَحته فقَرِح. أبو عبيد عن الكسائي: الجدِع: السيئ الغذاء وقد أجدعته أمُّه. وقال الأصمعي: الجَدَاعُ: السَّنَة التي تُذهب كل شيء. وانشد: لقد آليتُ أَغدِر في جَدَاعِ وإنْ مُنِّيتُ أمّاتِ الرِّباعِ ويقال جدَّع القحط النبات، إذا لم يَزْكُ لانقطاع الغيث عنه وقال ابن مُقْبِل: وغيث مَريع لم يجدَّعْ نباتُه أبو عبيد عن أبي زيد: جادعت الرجل مُجادَعةً، وهي المشاتمة. والمشارٌة نحوها. وقال الليث: الجَدْع: قطع الأنف والأذن والشفة، تقول جدعته جدعا فأنا جادع وإذا لزمه النعت قلت أجْدَعُ، وقد جَدِعَ جدعا قال: والجَدَعة: موضع الجَدْع من المجدوع. دعج قال الليث: الدَّعَج: شدّة سواد سوادِ العين وشدة بياض بياضها عين دعجاء، وامرأة دَعْجاه، ورجلٌ أدعج بين الدَّعَج. وقال العجاج يصف انفلاق الصبح: تسُور في أعجاز ليلٍ أدعجا قال: جعل الليل أدعج لشدَّة سواده مع شدة بياض الصبح. قلت: وقد قال غير الليث: الدُّعجة والدَّعَج سوادٌ عامٌّ في كل شيء يقال رجل أدعج اللون، وتيس أدعج القرنين والعينين. وقال ذو الرمة يصف ثورا وحشيا وقرنيه: جرى أدعج الروقَين والعَين واضحُ ال قَرَا أسفع الخدَّين بالـبـين بـارحُ فجعل القَرْنَ أدعج كما ترى. قلت: ورأيت في البادية غليما أسود كأنه حُمَمة، وكان يسمَّى نُصَيراً ويلَّقب دُعَيجاً، لشدة سوادء. وقال أبو نصر: سألت الأصمعي عن الدَّعَج والدُّعجة فقال: الدَّعَج: شدة السواد، ليلٌ أدعج وعين دعجاء بينة الدعَج والدُّعْجة في الليل: شدةُ سواده. قلت: وهذا هو الصواب، والذي قاله الليث في الدعج انه شدّة سواد سوادِ العين مع شدة بياض بياضها، خطأٌ ما قاله أحد غيره. وأما قول العجاج: في أعجازِ ليلٍ أدعجا فإنه أراد بالأدعج الليل المظلم الأسود. جعد قال الليث: الجَعْدة: حشيشة تنبُتُ على شاطئ الأنهار خضراء، لها رَعْثة كرعثة الديك طيِّبة الريح تنبت في الربيع وتيبس في الشتاء وهي من البقول. قلت: الجعدة بقلة برّيّة لا تنبت على شطوط الأنهار، وليس لها رَعْثة. وقال النضر بن شُميل: الجَعْدة: شجرة طيّبة الريح خضراء، لها قُضُب في أطرافها ثمر أبيض، يُحشَى بها الوسائد لطيب ريحها، إلى المرارة ماهي، وهي جهيدة يصلُح عليها المال، واحدتها وجَماعتها جَعدة. وأجاد النضر في صفة الجعدة. وقال النضر أيضاً: الجعاديد والصعارير أول ما ينفتح الإحليل باللبأ، فيخرج شيء أصفر غليظ يابس، وفيه رخاوة وبلل كأنه جُبْن، فيندُص من الطُّبْي مُصَعْوَراً، أي يخرج مدحرجا. ونحو ذلك قال أبو حاتم في الصعارير والجعاديد. وقال: يخرج اللبأ أول ما يخرج مصمغا. وقال في كتابه في الأضداد: قال الأصمعي: زعموا أن الجعد السّخيُّ. قال: ولا اعرف ذلك، والجعد: البخيل، وهو معروف. قال: وقال كثير في السخي كما زعموا يمدح بعض الخلفاء: إلى الأبيض الجعد ابن عاتكة الذي له فضل مُلكٍ في البرية غالبُ قلت: وفي أشعار الأنصار ذِكرُ الجعد وُضِعَ موضعَ المدح، أبيات كثيرة، وهم من أكثر الشعراء مدحاً بالجعد. واخبرني المنذري عن أبي العباس احمد بن يحيى انه قال: الجَعْد من الرجال: المجتمع بعضه إلى بعض. والسَّبِط: الذي ليس بمجتمع. وانشد: قالت سُلَيمي لا أحبُّ الجَعْدِينْ ولا السِّباطَ إنهمْ مَناتِينْ وانشد أبو عبيد: يا ربَّ جعدٍ فيهمُ لو تدرينْ يَضرب ضَرب السُّبُطِ المقاديمْ قلت: وإذا كان الرجل مداخَلاً مُدمَج الخلْق معصوبا فهو اشد لأسْرِه، وأخفُّ له إلى منازلة الأفران، فإذا اضطرب خلقه وافرط في طوله فهو إلى الاسترخاء ما هو. والجًعْدُ إذا ذهب به مذهب المدح فله معنيان مستحبان: أحدهما أن يكون معصوب الجوارح شديد الأسر غير مسترخ ولا مضطرب. والثاني أن يكون شعره جعداً غير سَبِط؛ لان سبوطة الشعر هي الغالبة على شعور العجم من الروم والفرس، وجُعودَة الشعر هي الغالبة على شُعور العرب. فإذا مُدِح الرجل بالجعد لم يَخرُج من هذين المعنّيين. وأما الجعد المذموم فله أيضاً معنيان كلاهما منفي عمن يمدح أحدهما إن يقال رجل جعد، إذا كان قصيرا متردد الخلق. والثاني أن يقال رجل جعدٌ، إذا كان بخيلا لئيما لا يَبِضُّ حَجَرُه. وإذا قالوا رجل جَعْد اليدين، وجعد الأنامل، لم يكن إلا ذما محضاً. والجُعود في الخدين: ضدُّ الأسالة، وهو ذم أيضاً. والجعودة ضدُّ السُّبوطة مدح، إلا أن يكون قَطَطاً مُفلفَلا كشعر الزَّنج والنُّوبة، فهو حينئذ ذم. وقال الراجز: قد تيَّمتني طفلة أُملودُ بفاحمٍ زيَّنَة التجعيدُ وثرى جَعْد، إذا ابتل فتعقَّد. وزَبَدٌ جَعد: مجتمع. ومنه قول ذي الرمة: واعتمَّ بالزَّبَدِ الجعدِ الخراطيمُ والعرب تسمَّى الذِّئب أبا جَعدة، ومن قول عَبيد بن الأبرص: هي الخمرُ صِرفاً وتُكْنَى الطِلاءِ كما الذِّئبُ يكنى أبـا جَـعـدةِ قال أبو عبيد: يقول: الذئب وان كنى أبا جعدة ونُوِّه بهذه الكنية فان فله غير حَسَن وكذلك الطِّلاءُ وإن كان خائراً فإن فعلَه فعل الخمر لإسكاره شارَبه. كلامٌ هذا معناه. جعظ روي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه انه قال: "ألا أنبئكم بأهل النار؟ كلُّ جَظٍ جَعِظٍ مستكبر" قلت: ما الجَظُّ؟ قال: "الضخم" قلت: ما الجَعِظ؟ قال: "العظيم في نفسه ". قلت: وتفسير الجَعِظ عند اللغويين يقرب من التفسير الذي جاء في الحديث. وقال الليث: الجَعِظ: الرجل السيئ الخُلق يتسخَّط عند الطَّعام. وقال أبو زيد الأنصاري: الجِعظاَية: الرجل القصير اللحيم. وانشد أبو سعيد بيت العجاج: تواكلوا بالمِربد الغِناظا والجُفرتين أُجعِظوا إجعاظا قلت:. معناه تعظُّموا في أنفسهم وزَمُّوا بآنُفِهم. وقال ابن دريد: جعظه وأجعظه، إذا رفَعه ومنعَه، وأنشد بيت العجاج هذا. وروى سلمة عن الفراء أنه قال: الجظُّ والجوّاظ: الطويل الجسم، الأكول الشروب، البَطِر الكَفور. قال: وهو الجعظار أيضاً. قلت: والجَعْظَريُّ مثله. عذج أهمله الليث. واخبرني المنذري عن أبي العباس عن ابن الأعرابي قال: يقال رجل مِعْذَجٌ، إذا كان كثير اللوم. وانشد: فعاجت علينا من طُوالٍ سَـرعـرعِ على خوف زَوج سيِّئ الظن مِعَذجٍ ذعج أهمله الليث. وقال ابن دريد: الذَّعْج: الدفع، وربما كنى به عن النكاح. يقال ذعجها ذعجا. قلت: ولم اسمع الذَّعج بهذا المعنى لغير ابن دريد، وهو من منا كيره. جذع اخبرني أبو الفضل عن أبي الحسن الصيداوي عن الرياشي أنه قال: المجذوع: الذي يُحَبس على غير مرعي. وهو الجذع وانشد: كأنه من طول جَذْع العَفْسِ ورَمَلان الخِمْسِ بعد الخِمسِ وقال شمر: قال ابن الأعرابي: جذَع الرجل عيالَه، إذا حبس عنهم خيراً. وقال ابن السكيت في الجذع نحوا مما قالا. وأما الجذَع فانه يختلف في أسنان الإبل والخيل والبقر والشاة وينبغي أن يفسر قولُ العرب فيه تفسيرا مُشْبَعا، لحاجة الناس إلى معرفته في أضاحيهم وصَدقاتهم وغيرها.
فأما البعير فانه يُجذِع لاستكماله أربعة أعوام ودخوله في السنة الخامسة، وهو قبل ذلك حِقُّ. والذكر جَذَع والأنثى جَذَعة، وهي التي أوجبها النبي صلى الله عليه في صدقة الإبل إذا جاوزتْ سِتِّين. وليس في صدقات الإبل سن فوق الجَذعة. ولا يجزى الجذع من الإبل في الأضاحي. وأما الجزع من الخيل فإن المنذري اخبرني عن العباس عن ابن الأعرابي انه قال: إذا استتم الفرسُ سنتين ودخل في الثالثة فهو جذع، وإذا استتم الثالثة ودخل في الرابعة فهو ثَنِيّ. وأما الجذع من البقر فان أبا حاتم روي عن الأصمعي انه قال: إذا طلعَ قرن العجل وقبض عليه فهو عَضب. ثم بعد ذلك جذع، وبعده ثَنِيُّ وبعده رَباَعٍ. وقال عتبة بن أبي حكيم: لا يكونُ الجْذَع من البقر حتى يكون له سنتان وأول يوم من الثالث قلت: ولا يجزي الجْذَع من البقر في الأضاحي. وأما الجَذَع من الضأن فإنه يَجزِي في الضحية، وقد اختلفوا في وقت إجذاعه، فروى أبو عبيد عن أبي زيد في أسنان الغنم فقال في المِعزَى خاصَةً: إذا أتى عليها الحول فالذكر تَيْسٌ والأنثى عَنْز، ثم يكون جَذَعاً في السنة الثانية والأنثى جَذَعة، ثم جذعه، ثم ثنياًّ في الثالثة، ثم رباعياً في الرابعة. ولم يذكر الضأن. واخبرني المنذري عن أبي العباس عن ابن الأعرابي انه قال: الإجذاع وقتٌ وليس بسن. قال: والجَذَع من الغنم لسنة، ومن الخيل لسنتين، ومن الإبل لأربع سنين. قال: والعَنَاق تُجذِع لسنة، وربما أجذعت العَناقُ قبل عام السنة للخصب، وتَسَمن فيُسرع إجذاعها، فهي جَذَعة لسنة، وثنية لتمام سنتين. وسمعت المنذري يقول: سمعت إبراهيم الحربي يقول في الجْذَع من الضأن قال: إذا كان ابن شابَّين أجذع لستة أشهر إلى سبعة أشهر، وإذا كان ابن هَرِمَين أجذع لثمانية أشهر إلى عشرة اشهر. قلت: فابن الأعرابي فرق بين المعزي والضأن في الإجذاع، فجعلَ الضأن أسرع إجذاعا. قلت: وهذا الذي قاله ابن الأعرابي إنما يكون مع خِصب السنة وكثرة اللبن والعُشْب. قال المنذري: وقال الحربي: قال يحيي بن آدم: إنما يجزي الجْذع من الضَّأن في الأضاحي لأنه ينزو فُيلقح، فإذا كان من المعزي لم يُلقح حتى يثنىَ. وذكر أبو حاتم عن الأصمعي قال: الجذع من المعز لسنة، ومن الضأن لثمانية أشهر أو تسعة. وقال الليث: الجَذَع من الدواب والأنعام قبل أن يُثْنِيَ بسنة، وهو أوّلُ ما يُسطاع ركوبُه والانتفاعُ به، والجمع جِذْع وجِذْعان. قال: والدهر يسمى جَذَعاً لأنه جديد الدهر. ويقال: فلانٌ في هذا الأمر جَذَع، إذا اخذ فيه حديثاً. وإذا طَفِئَتْ حرب بين قوم فقال بعضهم: إن شئتم أعدناها جَذَعة، أي أول ما يبتدأ فيها. وقال غيره: الأزلم الجذَع هو الدهر؛ يقال: لا آتيك الأزلم الجذَعَ: أي لا آتيك أبدا، لان الدهر أبداً جديد، كأنه فتى لم يُسِنّ. والجِذع: جِذْع النخلة، ولا يتبين لها جذع حتى يتبيَّن ساقها. والجِذاع: أحياء من بنى سَعْدٍ معروفون بهذا اللقب. وجُذعان الجِبال: صغارُها. وقال ذو الرمّة: جَواريه جُذعانَ القِضاف النَّوابكِ والقَضَفَة: ما ارتفع من الأرض. وروي عن علي رضى الله عنه أنه قال: "أسلم أبو بكر وأنا جَذَعمة"، أراد: وأنا جَذَع، أي حَدَث السن غير مدرك، فزاد في آخرها ميما كما زادوها في سُتْهُم للعظيم الاست، وزُرقُم للأزرق، وكما قالوا للابن ابنُمٌ. وقال ابن شميل: يقال: ذهب القومُ جِذَعَ مِذَعَ، إذا تفرَّقوا في كل وجه. وفي النوادر: جَذَعت بين البعيرين، إذا قرنتهما في قَرَن، أي حبل. عثج قال ابن المظفر: العَثَج والثَّعج لغتان، وأصوبهما العَثَج، وهم جماعةٌ من الناس في سفر. قال الراجز: لا هُمَّ لولا أن بكراً دونكا يَبَرُّك الناسُ ويفجُرونكـا ما زال مِنَّا عَثَجٌ يأتونكـا ذكر هذه الأرجوزة محمد بن إسحاق في كتاب المَبَعث، وأن بعض العرب في الجاهلية ارتجزَبها. وقال الليث: العَثَوثَج: البعير السَّريع الضَّخم، يقال قد اعثوثَجَ اعثيجاجاً. وقال ابن دريد: رأيت عَثْجاً من الناس وعَثَجاً، أي جماعة.
وقال الفراء فيما أقرأني المنذري له، ورواه عن أبي طالب عن أبيه عنه: رأيت عُثَجاً من الناس وعَثَجاً، أي جماعة. ويقال للجماعة من الإبل تجتمع في المرعى عَثَج. وقال الراعي يصف الإبل فحلا: بناتُ لَبونِه عَـثَـجٌ إلـيه يَسُفنَ اللِّيتَ منة والقَذَالا وقال ابن الأعرابي: سألت المفضَّل عن معنى هذا البيت فانشد: لم تلتفتْ لِـلِـدَاتِـهـا ومَضَت على غُلَوائها قال: قلت: أريد أبْيَنَ من هذا. قال: فانشأ يقول: خُمصانةٌ قَلِقٌ موشَّحُـهـا رُؤد الشباب غَلاَ بها عَظْمُ يقول: من نجابة هذا الفحل ساوى بناتُ اللَّبون من بناَته قذَالَه، لحُسْن نباتها. أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: العَثْجج: الجمع الكثير. قال ويقال عَثِجَ يَعْثَج، وهو أن يديم الشُّربَ شيئاً بعد شيء. وهي العُثْجة والعَثْج. ومثله غَفَق يَغفِق. عرج قال الله جلّ وعزّ: (تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ) "المعارج 4" أي تصعد. يقال: عَرَج يعَرُج عُروجاً. وقوله جل وعز: (مِنْ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ)" المعارج3" قال قتادة: ذي المعارج ذي الفواضل والنِّعَم. وقيل مَعارجُ الملائكة، وهى مَصاعدُها التي تصعد فيها وتعَرُج فيها، ذكر ذلك أبو إسحاق. وقال الفراء: ذي المعارج من نعت الله، لان الملائكة تعرُج إلى الله، فوصَف نفسَه بذلك. والقُرَّاء كلُّهم على التاء في قوله (تعرُج) إلا ماذُكر عن عبد الله، وهو قول الكسائي. وقال الليث: عَرَج يعرُج عُروجاً ومَعرَجاً. قال والمَعْرج: المصعد. والمَعرَج: الطَّريق الذي تصعَد فيه الملائكة. قال: والمِعراجُ يقال: شبه سُلَّم أو درجة تَعرُج فيه الأرواح إذا قُبِضَتْ. يقال ليس شيء أحسَنُ منه، إذا رآه الرُّوح لم يتمالك أن يَخرج. قال: ولو جمع على المعاريج لكان صوابا. فأما المعارج فجمع المعرج. قلت: ويجوز أن يجمع المعراج مَعارج. الحراني عن ابن السكيت قال: العَرَج: مصدر عرِج الرجلُ يعَرَج إذا صار أعرج. قال: وحكي لنا أبو عمرو: العَرَج: غَيبوبة الشمس. وانشد: حتى إذا ما الشمسُ همَّتْ بعرَجْ وقال الأصمعي: عرَج يعرُج، إذا مشَى مِشيةَ العُرجان. وقال الليث: عرِج يعَرَج، وقد أعرجَه الله. قال: والتعريج: أن تحبِسَ مطيَّتَك مقيماً على رُفقتك أو لحاجةٍ. ويقال للطَّريق إذا مال: وقد انعرج. وانعرج الوادي، ومنعرَجُه: حيث يميل يمنة ويَسره. قال: وانعرج القوم عن الطريق، إذا مالوا عنه. قال: وعرجنا النهر، أي أملناه يمنه ويسرة. والعَرْجاء: الضَّبُع، والجميع عُرْج. وقال شمر: العرب تجعل عُرْج معرفًة لا تنصرف، تجعلها-يعني الضياع-بمنزلة قبيلة وقال أبو مكعِّث الأسدي: أفكاَن أول ما أُثِبْتَ تهارشت أبناء عُرْجَ عليك عند وِجارِ قال: أولاد عُرجَ، لم يُجرِها بمنزلة قبيلة. أبو عبيد عن أبي زيد: العَرْج: الكثير من الإبل. وقال أبو حاتم: إذا جاوزت الإبل المائتين وقاربت الألف فهي عَرْجٌ وعُروجٌ وأعراج. وقال ابن السكيت: العَرْج من الإبل نحو من الثمانين. وقال ابن الأعرابي: أعرجَ لرجل إذا كان له عَرْجٌ من الإبل. وأمر عريج مَرِيجٌ: ملتبس. قال أبو ذؤيب: كما نوَّر المِصباحُ للعُجْم، أمرُهم بُعَيدَ رقاد النـائمـين عَـريجُ والعَرْج: منزل بين مكة والمدينة. وجمع الأعرج عُرج وعُرجان. والأعيرج من الحيات، قال أبو خَيْرة: هي حيّة صَمَّاء لا تَقبل الرُّقيَة، وتَطفِر كما يطفر الأفعى، والجميع الأعيرجات. وقال أبو زيد مثلَه. شمر عن ابن شميل قال: الأعيرج: حية عريض له قائمة واحدة، عريضٌ مثل النَّبْت والترابِ تَنْبِثُه من ركية أو ما كان، فهو نَبْثٌ. وهو نحو الأصَلَة. ثعلب عن ابن الأعرابي: الاعيرج اخبث الحيات، يقفز على الفارس حتى يصير معه في سَرجه. قال: والعارج: الغائب. وقال الليث: ولا يؤنث الأعيرج. قال: والعَرَج في الإبل كالحقَب، وهو ألا يستقيم مخرجُ بوله، فيقال حَقِبَ البعيرُ وعَرِج، حَقَباً وعَرَجا، ولا يكون ذلك إلا للجمل إذا شُدَّ عليه الحقَب. يقال أخلِفْ عنه لئلاّ يحقَب. أبو عبيد عن الأصمعي: إذا وردت الإبل يوما نصفَ النهار ويوماً غُدوةً فتلك العُرَيجاء.
وقال ابن الأعرابي فيما روى عنه أبو العباس واخبرني به المنذري عنه: العُرَيجاء: أن ترد غُدوةً وتصدر عن الماء فتكون سائر يومها في الكلأ وليلتها و يومَها من غدِها، ثم ترد ليلاً الماء، ثم تصدر عن الماء، تكون بقية ليلتها في الكلأ ويومها من الغد وليلتها ثم تصبح الماء غُدوةً، فهذه العُريجاء. قال: وفي الرِّفْه الظاهرةُ، والضاحية، والآيِبة، والعُريجاء.
وقال الكسائي: يقال إن فلانا ليأكل العُريجاء، إذا أكَلَ كل يوم مرة واحدة.
عجر
روي عن علي رضى الله عنه انه طاف ليلةَ وقعةِ الجمل على القتلى مع مولاه قَنْبَر، فوقَف عل طلحة بن عبيد الله وهو صريع، فبكى ثم قال: "عَزْ عليَّ، أبا محمد أن أراك معفَّرا تحت نجوم السماء! إلى الله أشكو عُجَري وبُجَرِي". قال أبو العباس محمد بن يزيد: معناه إلى الله أشكو همومي وأحزاني التي أُسِرُّها.
واخبرني المنذري عن الكُدَيمي قال: سألت الأصمعي قلت: يا أبا سعيد، ما عُجَري وبُجَرِي؟ فقال: غمومي وأحزاني.
وقال أبو عبيد: يقال أفضيتُ إليه بعُجَري وبُجرَي، أي أطلعْتُه من ثقتي به على معايبي. قال: واصل العُجَر العُروقُ المتعقدة في الجسد. والبُجَر: العروق المتعقدة في البطن خاصة. وقال أبو حاتم: قال الأصمعي في قولهم: حدثته بعُجَري وبُجَري، فالعُجْرة: الشيء يجتمع في الجسد كالسامة، والبُجْرةُ نحوها. فيراد أخبرته بكل شيء عندي لم أستُرْ عنه شيئا من أمرى.
وقال الأصمعي: عَجَر الفرسُ يعجرُ، إذا مدّ ذنَبه يعدو.
وقال أبو زُبَيد:
مِن بينِ مُودٍ بالبسيطة يعجُر
أي هالكٍ قد مدَّ ذنَبه.
وقال أبو عبيد: فرس عاجر، وهو الذي يعجُر برجليه كقُماص الحمار. والمصدر العَجَران. وأما قول تميم بن أبي بن مقبل:
جُردٌ عواجرٌ بالألباد واللُّحُمِ
فانه يقول: عليها ألبادها ولحمها، يصفها بالسِّمَن، وهي رافعة أذنابها من نشاطها.
ورواه شمر:
أما الأداة ففينا ضُمَّر صُنُـعٌ جُردٌ عواجر بالألباد واللجُمِ
بالجيم. قال: ويقال الخيل عواجر بلُجمها وألبادها، إذا عَدَتْ وعليها سُروجُها وألبادُها وأدتُها.
ورواه أبو الهيثم بالحاء.
قال شمر: ويقال عَجَر الريقُ على أنيابه، إذا عَصَب به ولزِق، كما يعَجِر الرجلُ بثوبه على رأسه. وقال مزرِّد بن ضرار أخو الشماخ:
إذ لا يزال نائسا لعابُه
بالطَّلَوَان عاجراً أنيابُه
قال: وقال الأصمعي: عَجَر الفرسُ يعَجرِ عجراً، إذا مرّ مرّاً سريعا. وعَجَر عجراً، إذا مد ذنبَه.
ثعلب عن ابن الأعرابي قال: العَجَر: القُوة مع عِظَم الجسد. قال: والعَجير بالراء غير معجمة، والقَحول، والحَرِيك، والضعيف، والحصُور: العِنِّين.
سلمة عن الفراء قال: الأعجر: الأحدب، وهو الأفزر، والأفرص، و الأفرس، والأدن، والأثبج قال: والعجّار الذي يأكل العجاجير، وهي كُتَل العجين تلقى على النار ثم تؤكل. والعَجَّار: الصِّرِّيع الذي لا يُطاق جَنْبُهُ في الصِّراع المُشَغزِبُ لصَرِيعه.
ثعلب عن ابن الأعرابي قال: إذا قُطع العجين كُتَلا على الخوان قبل أن يُبسَط فهو المُشنَّق والعجاجير.
سلمة عن الفراء قال: العَجْر: ليُّكَ عُنقَ الرجل.
وفي نوادر الأعراب: عجز عنقَه إلى كذا وكذا يعَجِزه، إذا كان على وجه فأراد أن يرجعَ عنه إلى شيء خلفه وهو يُنهي عنه، أو أمرته بالشيء فعَجر عنقَه ولم يرد إن يذهب إليه لأمرك.
وقال أبو سعيد في قول الشاعر:
فلو كنتَ سيفاً كان أُثرك عُجرة وكنتَ دَدَاناً لا يؤيِّسه الصَّقْلُ
يقول: لو كنت سيفا كنت كَهاماً بمنزلة عُجْرة التِّكة لا تقطع شيئا.
وقال شمر: يقال عَجَرتُ عليه، وحَظَرت عليه، وحَجَرتٌ عليه، بمعنى واحد.
وقال الفراء: جاء فلان بالعُجَر والبُجَر، أي جاء بالكذب. وقال أبو سعيد: هو الأمر العظيم. وجاء بالعَجَارِي والبَجاري، وهي الدواهي.
وقال أبو عبيدة: عَجَره بالعصا وبَجَره، إذا ضرَبه بها فانتفخ موضعُ الضَّرب منه. والعَجاري: رؤس العظام. وقال رؤبة:
ومن عَجاَريهن كل جنجنِ
فخفف ياء العجارى وهو مشدد.
وقال أبو عبيد: العَجِير: الذي لا يأتي النساء وقال شمر: يقال عَجِير وعِجِّير.
وقال غيره: المِعجَر والعِجار: ثوب تلفُّه المرأة على استدارة رأسها ثم تجلب فوقه بجلبابها. وجمع المِعجر المعاجر. قال شمر: ومنه أُخِذ الاعتجار، وهو ولىُّ الثوب على الرأس من غير إدارة تحت الحنك. وروي عن النبي صلى الله عليه انه "دخل مكةَ يوم الفتح معتجراً بعمامةٍ سوداء" المعنى أنه لفَّها على رأسه ولم يتَلحَّ بها وقال الراجز: جاءت به معتجراً ببُردهِ سَفْواء تَخدِي بنسيجِ وَحدِهِ وقال الليث: المعاجر من ثياب اليَمن. قال: ومِعْجَر المرأة أصغر من الرِّداء وأكبر من المقِنْعة. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: العجراء: العصا التي فيها أبن؛ يقال ضرَبه بعَجْراءَ من سَلَم. وقال الليث: حافر عَجِرٌ: صُلب شديد. وقال المرَّار: سَلِطُ السُّنْبُكِ ذو رُسغٍ عَجِرْ قال: والأعجر: كلُّ شيء ترى فيه عُقداً. قال: وكيسٌ أعجر، وهو الممتلئ. وبطن أعجرُ: ملآن، وجمعه عُجْر. وقال عنترة: أبَني زَبِيبةَ مالمهـركـمُ متجردا وبطونُكم عُجْرُ قال: والعُجرة: كلُّ عقدةٍ في الخشبة والخَلنْجُ في وشيِه عُجَر قال: والسيف في فرِندِه عُجَر. جرع الحراني عن ابن السكيت قال: الجَرْع مصدر جَرِع الماء يَجرَع جَرْعاً والجَرْع: جمع جَرْعة، وهي دِعصٌ من الرمل لا تنبت شيئاً. قلت: الذي سمعته من العرب في الجرع غير ما قاله والجَرَع عندهم: الرَّملة العَذاة الطيبة المنبت التي لا وُعوثة فيها، ويقال لها الجَرعاء والأجرع، ويجمع أَجارع وجَرْعاوات وتُجمع الجَرَعة جَرَعاً، غير أن الجرعاء والأجرع أكبر من الجَرَعة. وقال ذو الرمة في الأجرع فجعلة يُنبِت النبات: بأجرعَ مِرباعٍ مَرَبٍ مُحلَّلِ ولا يكون مَرَباًّ محلَّلا إلا وهو يُنبِت النبات. وقال غير ابن السكيت في الأجرَعِ والجَرَع نحواً مما قلته. واخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الجَرِع من الأوتار: أن يكون مستقيما ويكون في مواضع منه نتؤ، فيمسح بقطعة كساء حتى يذهب. وقال ابن شميل: من الأوتار المجرع، وهو الذي اختلف فتلُه وفيه عُجَر لم يجد فتلُه ولا إغارته فظهر بعض قُواه على بعض. يقال وتر مجرَّع وجَرِع. ويقال جَرِع الماء يَجرَعُه جَرْعاً واجترعه، فإذا تابعَ الجرعَ مرة بعد أخرى كالمتكاره قيل: تجرعه: قال تعالى: (يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ) "ابراهيم 17 "والجُرعة: ملء الفم يبتلعُه. والجَرعة المرة الواحدة. وجمع الجُرعة جُرَع. ويقال ما من جُرعة أحمد عُقباناً من جُرعة غيظ تكظمها. ومن أمثال العرب: "أَفلتَ فلان جُرَيعةَ الذَّقَن" و "بُجريعة الذقن"، يريدون أن نفسه صارت في فيه فكاد يَهلِك فأفلتَ وتخلص. أبو عبيد عن أبي زيد: من أمثالهم في في إفلات الجبان: "أفلَتَني جُريعةَ الذَّقَن"، إذا كان منه قريباً كقُرب الجُرعة من الذَّقَن ثم أفلتَه. وروى غيره عن أبي زيد يقال "أفلتني فلان جريضاً" إذا أفلتَك ولم يكد و"أفلتَني جُريعةَ الرِّيق"، إذا سبقَك فابتلعتَ عليه ريقَك غيظا. قلت: وما رواه أبو عبيد عن أبي زيد صحيح لاشك فيه. جعر أبو عبيد عن أبي الجراح العقيلي والأصمعي: الجِعار: الحَبل يُشَدُّ به وسطُ الرجل إذا نزل في البئر وطرفه في يد رجل، فإن سقط مده ه به. واخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي أنه أنشده: ليس الجِعارُ مُنْجياً من القدر وإن تجعَّرتَ بمحبوبكٍ مُمَرّ وفسر ابن الأعرابي الجِعار كما فسراه أبو عبيد عن أبي زيد: من أمثالهم في فرِار الجبان وخضوعه: روغِى جَعارِ وانظري أين المفَر قال: وجَعاَرِ هي الضّبُع. وقال الليث: يقال لها أمُّ جَعاَرِ لكثرة جعرها وانشد غيره: عَشنْزَرةٌ جواعرُها ثـمـانٍ فُويقَ زَماعِها خَدَم حُجُول تراها الضَّبعَ أعظَمهنَّ رأسا جُراهِمة لها حِرَةٌ وثِـيلُ قال بعضهم: إنما قال جواعرُها ثمانٍ لأن للضّبُع خروقاً كثيرة والجُراهمة: المغتلِمة. وجعلها خُنثَى لها حِرَة وثِيلٌ.
قلت أنا: والذي عندي في تفسير قوله "جواعرها ثمان" أراد كثرة جعرها. والجواعر: جمع الجواعرة، وهو الَجْعْر، أخرجه على فاعلة وفواعل ومعناها المصدر، كقول العرب: سمعت رواغى الإبل أي رغاءها، وسمعت ثواغيَ الشاء أي ثُغاءها وكذلك العافية مصدر وجمعها عواف. وقال الله جل وعز: (لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ) "النجم 58"، أي ليس لها دونه جل وعز كشْفُ وظهور. وقال: (لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً) "الغاشية 11" أي لغواً. ومثله كثير في كلام العرب. ولم يُرد عددا محصوراً بقوله "جواعرها ثمان" ولكنه وصفها بكثرة الأكل والجعر. وهي آكَلُ الدواب. وأما الجاعرتان اللتان تكتنفان الذَنَب والذنبُ بينهما فليستا من قول الهذلى في شىء. وقال أبو زيد: والجاعرتان من البعير: العظمان المتكنّفان أصلَ الذنب والذنبُ بينهما. وقال الليث: الجاعرتان حيث يكوى من الحمار في مؤخره على كاذَتَيه. ويقال للدُّبُر الجاعرة والجعراء. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي أنه قال: الجَعْر يُبْس الطبيعة. ورجل مِجعارٌ إذا كذلك. وقال الليث: الَجْعْر ما يَبِس في الدُّبر من العَذِرة، أو خرِجَ يابساً. قال: ولا يقال للكلب إلا جَعَر يَجعَر جَعْراً. قال: وبنو الجَعْراء: حي من العرب يعيرون بهذا اللقب. واخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي أنه قال: الَجْعُور: خبراء لبنى نهشل. والَجْعُور الأخرى: خَبْراء لبنى عبد الله بن درِام، يملأ. الغيث الواحد كلتيهما، فإذا امتلأتا وثقوا بكَرع شتائهم. وأنشد: إذا أردت الجَفْر بالجَعور فاعملْ بكلِّ مارنٍ صَبورِ وروي مالك بن أنس بإسناد له أن النبي صلى الله عليه "نَهَى عن لونين في الصَّدقة من التَّمر: الجُعْرور، ولون الحُبَيْق" وقال الأصمعي: الجُعْرور: ضربٌ من الدَّقَل يحمل شيئاً صغاراً لا خيرَ فيه. ولون الحُبَيق من أردأ التُّمرانِ أيضاً. ولصبيان الأعراب لعبةٌ يقال لها الْجِعِرَّي، الراء شديدة، وذلك أن يُحمل الصبي بين اثنين على أيديهما. ولُعبة اخرى يقال لها سَفْد اللِّقاح، وذلك انتظامُ الصّبيان بعضهم في إثر بعض، كلُّ ذلك آخِذٌ بحُجزة صاحبِه من خلفه. رعج أبو عبيد عن الأصمعي في البرق الارتعاج، وهو كثرته وتتابعه. وقال الليث: الإرعاج: تلألؤ البرق وتفرُّقه في السحاب. وأنشد العجَّاج: سحّاً أهاضيبَ وبَرقاً مُرِعجا وروى ابن الفرج عن أبي سعيد أنه قال: الارتعاج والارتعاش والارتعاد واحد. وقال ابن دريد: رعَجَني هذا الأمر وأرعجَني، أي أقلقَني. قلت: هذا منكر ولا آمَنُ أنْ يكون مصحَّفا، فالصواب أزعجني بمعنى أقلقني، بالزاي. وقد مرَّ في با به. رجع قال الله جل وعز: (إنّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ) "الطارق 8" قال مجاهد. إنه على رد الماء إلى الإحليل لقادر. وقال غيره: إنه على بعَثِهِ يومَ القيامة لقادر، واعتبار هذا بقوله جل وعز: (يَوْمَ تُبْلَى السَّراِئرُ) المعنى إنه على بعثه لقادر يوم القيامه وقيل على رجعه لقادر، أي على ردِّه إلى صلب الرجل وَترِيبةِ المراة والله أعلم بما أراد. وأما قوله تبارك وتعالى: (والسَّماء ذَاتِ الرَّجْعِ) "الطارق 11" فإن الفراء قال: تبتدئ بالمطر ثم ترجع به كل عام. وقال غيره. ذات الرَّجع، أي ذات المطر لأنه يجىء و يرجع ويتكرَّر. وقال أبو عبيد: الرَّجْع في كلام العرب الماء. وأنشد قولَ الهذلى يصف السيف وجعلَه كالماء: أبيضُ كالرَّجع رسوبٌ إذا ما ثاخَ في مُحتَفَل يَختَلى وقرأت بخط أبي الهيثم لابن بزرج، حكاه عن الأسدي قال: يقولون للرَّعد رَجْع. وروي عن النبى صلى الله عليه انه "نَهى أن يُستنجَى بَرجيعٍ أو عظْم" قال أبو عبيد: الرَّجيع يكون الروثَ والعذِرة جميعاً، وإنما سمي رجعياً لأنه رجَع عن حاله الأولى بعد أن كان طعأما أو علفَا" إلى غير ذلك. وكذلك كل شىء يكون من قول أو فعل تردَّدَ فهو رجيع لأن معناه مرجوع مردود. وقال الله جل وعز (إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى) "العلق 8" أي الرُّجوع والمرجع، مصدر على فُعَلى. وقال الأصمعي: يقال هذا رجيع السبُع ورَجعْهُ. يعنى نجوه.
وقال الليث: رَجْع الجواب، ورجْع الرَّشْق في الرمي: ما يُردُّ عليه. والمرجوعة والمرجوع: جَواب الرِّسالة. قال: ويقال ليس لهذا البيع مرجوع، أي لا يُرجِع فيه قال: ورجع إلى فلانٌ من مرجوعِه كذا، يعنى ردَّه الجواب قال: والرَّجْع: نبات الربيع، وقيل الرَّجْع: الغدير، وجمعه رُجْعان والرَّجِيع: العرق، سمي رجيعاً لأنه كان ماء فعاد عَرَقاً وقال لبيد: رجيعاً في المغابن كالعَصيمِ أراد العرقَ الأصفَر، شبَّهه بعَصيم الحِناء وهو أثَره. ويقال للجِرّة رجيع أيضاً. وكل طعام بَرَد فأُعيد على النار فهو رجيع. و يقال سيف نجيح الرَّجْع ونجيح الرجيع، إذا كان ماضياً في الضريبة. وقال لبيد يصف السيف: بأخلقَ محمودٍ نجيحٍ رجيعُه وقال الله جل وعز: ( قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِي لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا) "المؤمنون 99" يعنى العبد إذا بُعِث يوم القيامة فأبصر وعرفَ ما كان ينكره في الدنيا يقول لربه ارجعوني، أي رُدُّوني إلى الدُّنيا، وقوله (ارجعوني) واقعٌ هاهنا، ويكون لازماً كقوله: (وَلَماَّ رَجَعَ مُوسَى إلَى قَوْمِه) ومصدره لازماً الرُّجوعُ، ومصدرهُ واقعاً الرَّجع. يقال رجعتُه رجعْاً فرجَع رجوعاً، يستوى فيه لفظ اللازم والواقع. وقال الليث: الرَّجيع من الكلام: المردود إلى صاحبه. والرجيع من الدواب والإبل: ما رجَعتَه من سفر إلى سفر، والأنثى رجيعه. وقال ذو الرمة يصف ناقة: رجيعةُ أسفـارٍ كـأن زمـامَـهـا شُجاعٌ لدى يُسرَى الذراعين مطرقٌ قال: والرجْع: الخَطْو، قال الهذلي: نَهْدٌ سليمٌ رجْعُه لا يظلعُ أبو عبيد عن الأصمعي قال. إذا ضُرِبت الناقةُ مِراراً فلم تَلقَح فهي مُمارِنٌ، فإن ظهر لهم إنها قد لقِحتْ ثم لم يكن بها حملٌ فهي راجعٌ ومُخْلفه. وقال أبو زيد: إذا ألقت الناقةُ حملها، قبل أن يستبِين خَلقُه قيل قد رجَعت تَرجِع رِجاعاً. وأنشد أبو الهيثم للِقطامي يصف نجيبة لنجيبين: ومن عَيرانةٍ عَقدت عليهـا لَقاحاً ثم ما كَسَرتْ رِجاعا قال: أراد أن الناقة عقدت عليها لقاحاً ثم ما رمَتْ بماء الفحل وكسرت ذنبها بعدما شالت به. واخبرني إلمنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي أنه انشده للمرَّار يصف إبلا: مَتابيعُ بُسْطٌ مُتْئماتٌ رواجـع كما رجَعتُ في ليلها أمُّ حائل قال: بُسْط: مخلاَّة على أولادها بُسِطتْ عليها لا تُقبَض عنها. مُتئمات: معها ابن مُخاضٍ وحُوار. رواجع: رجعَتْ على أولادها. ويقال رواجع: نُزَّع. أمُّ حائل: أّم ولدها الأنثى. أبو عبيد عن الأصمعي: أرجعَ الرجلُ يَده، إذا أهوَى بها إلى كنانته ليأخذ سهما. قال: ويقال هذا متاعٌ مُرجِع، أي له مرجوع. وروي أبو عبيد في حديث النبي صلى الله عليه، انه "رأى في إبل الصَّدقة ناقةً كَوماء، فسأل عنها فقال الُمصَدَّق: إني ارتجعتُها بإبلٍ. فسكَتَ" قال أبو عبيد: قال أبو عبيدة: الارتجاع: أن يَقْدَمَ الرجلُ المصرَ بإبله فيبيعها ثم يشتري بثمنها مثلَها أو غيرها، فتلك الرِّجْعة. وقال الكميت يصف الأثافي: جُردٌ جلادٌ معطَّفات على ال أورَقِ لا رِجعةٌ ولا جَلَبُ قال: فإن رد أثمانها إلى منزله من غير أن يشتري بها شيئاً فليست برجعة. قال أبو عبيد: وكذلك هذا في الصَّدقة، إذا وجب على رب المال سِنُّ من الإبل فأخذ المصدِّق مكانها سِناًّ آخر فوقَها أو دونَها، فتلك التي أخذ رِجعة، لأنه ارتجعها من التي وجبت له. وقال الأصمعي: يقال باعَ فلانٌ إبلَه فارتجعَ منها رِجعةً صالحة. قال: وشكت بنو تَغلِب إلى معاوية السنةَ فقال: كيف تشْكون الحاجة مع اجتلاب المِهارة وارتجاع البكارة؟ أي تجلبون أولاد الخيل فترجعون بأثمانها البكارة للقِنْيه. وحكى ابن الأعرابي عن بعض العرب أنه قال: "أوصانا أبونا بالرِّجَع والنُّجَع"، أي أوصانا بأن نييع النِّيب والأكائل، ونرجع بأثمانها القُلُص للقِنية. وقال ابن السكيت: الرَّجيعه: بعير ارتجعتَه، أي اشتريته من أجلاب الناس ليس من البلد الذي هو به. وهي الرجائع. وانشد: وبرَّحَ بى إنقاضُهنَّ الرجائعُ وقال: غيره: أرجع الله همَّه سُرور ا، أي أبدل همَّه سُرورا وقال الكسائي: رجَعَت الناقة فهي مُرِجعٌ، إذا حسنُتْ بعد هُزال. وأرجَعَ من الرَّجيع، إذا أنجى من النَّجْو. وراجعت الناقةُ رجاعاً، إذا كانت في ضرب من السَّير فرجَعَتْ إلى سيرٍ سواه. وقال البعيث يصف ناقته: وطول ارتماءِ البيد بالبِيدِ تغتلى بها ناقتي تختبُّ ثم تراجـعُ ويقال: رجَع فلان على أنْف بعيره، إذا انفسخ خطُمه فرده عليه. ثم يسمى الخِطام رجاعاً. والمُراجع من النساء: التي يموتُ زوجُها أو يطلِّقها فترجع إلى اهلها. ويقال لها أيضاً راجع. ويقال للمريض إذا ثابت إليه نفسه بعد تهوُّكٍ من العلة. راجع. ويقال طَعنه في مَرجع كتفيه. ابن شميل: الراجعة: الناشغة من نواشغ الوادي. والرُّجْعان: أعالى التلاع قبل أن يجتمع ماء التَّلعة وقال الليث: هي مثل الحُجْران. ويقال: هذا أرجَعُ في يدي من هذا، أي أنفع. وقال ابن الفرج: سمعت بعض بني سُليم يقول: قد رجَع كلامي في الرجُل ونجع فيه بمعنى واحد. قال: ورجع في الدّابّهِ العَلَفُ ونَجَع، إذا تبين أثره. قال: والتَّرجيع في الإذان: أن يكرر قوله: أشهد أن لا إله إلاّ الله أشهد أن محمدا رسولُ الله. ورجع الوشم والنُّقوش وترجيعه: أن يعاد عليه السَّوادُ مرَّةً بعد اخرى. ويقال: هل جاءتك رجعةُ كتابك ورُجْعانُه، أي جوابه. وكذلك الرجعة بعد الطلاق بالكسر. وأما قولهم: فلانٌ يؤمِن بالرجعة فهو بالفتح. قلت: ويجوز الفتح في رجعة الكتاب ورجعة الطلاق. يقال طلق فلانٌ فلانة طلاقاً يملك فيه الرَّجعة. وأما قول ذي الرمة يصف نساء تجلَّلْن بجلابيبهنّ: كأنَّ الرِّقاق المُلحَماتِ ارتجعنَها على حَنوة القُريان ذات الهمائِم أراد أنهن رددنَها على وجُوه ناضرة ناعمة كالرياض. وقال الليث: الترجع: تقارب ضروب الحركات في الصَّوت قال: وترجيع وشى النقش والوشم: خطوطه. و. قال زهير: مراجيع وشم في نَواشرِ مِعصَمِ جمع المرجوع، وهو الذي أعيد عليه سواده. ويقال: جعلها الله سًفرةُ مٌرجٍعة. والمٌرجعة: التي لها ثوابلإ وعاقبةلإ حسنة. ويقال الشيخ يمرض يومين فلا يُرجع شهراً، أي لا يثوب إليه جسمه وقوته شهراً. واسترحع فلان عن مصيبةٍ نزلت به، إذا قال: إنا لله وإنا إليه راجعون. فهو مسترجع. عجل قال الله جل وعز: (خُلِقَ الإنسان مِنْ عَجَلٍ)" الانبياء37" قال الفراء: خلق الإنسان من عَجل وعلى عَجَل كأنك قلت: بِنيتُه من العَجَلة وخِلقتُه العَجَلة وعلى العجلة. ونحو ذلك قال أبو إسحاق: خُلِق الإنسان من عَجَل وخُلِق الإنسان عجولاً، خُوطب العرب بما تَعِقل والعربُ تقول للذي يُكثِر الشيء: خُلِقْتَ منه، كما يقال خُلِقتَ من لعبٍ، إذا بُولغ في وصفه باللعب. وقال ابن اليزيدي: سمعتُ أبا حاتم يقول في قوله: (خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ): أي لو يعلمون ما استعجلوا، والجوابُ مضمر. وروي أبو عمر عن أبي العباس أنه قال: العَجَلى: العجلة. قال: والعَجَل: الطِّين، قاله ابن الأعرابي. وقال ابن عرفة: قال بعض الناس: خُلِق الإنسان من عجل، أي من طين. وانشد: والنخل ينبت بين الماء والعَجَلِ قال: وليس عندي في هذا حكايةٌ عمن يُرجَع إليه في علم اللغة. وقال الله جل وعز: (أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ)" الاعراف150" تقول عَجِلتُ الشيء، أي سبقته. وأعجلته: استحثثته. وأما قول الله تعالى: (وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ)يونس 11" فإن الفراء قال: معناه لو أجيب الناس في دعائهم أحدهم على ابنه وشبيهه في قوله: لعنك الله وأخزاك وشبهه، لهلكوا. قال. و نصب قوله استعجالهم بوقوع الفعل وهو يعجِّل وقال أبو إسحاق: نصب استعجالهم على نعت مصدرٍ محذوف، المعنى ولو يعجِّل الله للناس الشرَّ تعجيلا مثل استعجالهم. وقال القيبي: معناه لو عجل اللهُ للناس الشر إذا دعوا به على أنفسهم عند الغضب وعلى أهليهم وأولادهم، واستعجلوا به كما يستعجلون بالخير فيسألونه الخير والرحمةَ لقُضِي إليهم أجلُهم، أي ماتوا. قلت: المعنى ولو يعجل الله للناس الشر في الدعاء كتعجيله استعجالهم بالخير إذا دعوه بالخير لهلكوا.
وقوله عز وجل: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ) الاسراه 18" العاجلة: الدنيا، والآجلة: الآخرة. والعاجل: نقيض الآجل، عامٌّ في كل شىء. وقال الليث: العَجَل: ما استُعجِل به من طعامٍ فقدِّم قبل إدراك الغداء. وأنشد: إن لم تغُثِنْى أكن يإذا الندى عَجَلاً كلُقمةٍ وقعت في شِدق غَرْثانِ أبو عبيد عن الأصمعي: العُجالة: ما تعجَّلتَه. وقال اللحيانى: "الثيِّبُ عُجالة الراكب": تَمرٌ بسَويق. وقال ابن شميل: العاجيل هَنَاتٌ من الأقطِ يجعلونها طِوالاً بغلظ الكف وطولها، مثل عجاجيل التمر والحيس، والواحد عُجّال. ويقال أتانا بعُجَّال، أي بجُمعة من التمر قد عُجِن بالسَّويق أو بالأقط. قلت: والإعجالة اللَّبَن الذي يعجِّله المعجّل إلى أهله إذا كانت إبله في العَزيب قبل ورود الإبل، وجمعها الإعجالات. قال الكميت: أتتكمْ بإعجالاتها وهي حُفَّـلٌ تَمُجُّ لكم قبل احتلابٍ ثُمالهَا يخاطب اليمن يقول: اتتكم مودة معد باعجالاتها. والثمال: ا لرغوة. يقول: لكنم عندنا الصريح لا الرغوة. قلت: والذي يجيء بالاعجالة من الإبل في ا لعزيب يقال له المعجل. وقال الكميت: لم يقتعدها المعـجِّـلـون ولـم يَمْسَخْ مَطاها الوُسوقُ والحَقَبُ وقال الأصمعي: العُجَيلى: ضرب من السير سريع. قال الشاعر: يَمشي العُجَيليَ والخَنيفَ ويَضبِرُ والعجلة: ضربٌ من النبت ومنه قوله: ذا عِجلةٍ وذا نَصِيِ ضاحي أبو عبيد: العَجَلة: الخشبة المعترضة على النعامنين، والغَرْب معلَّق بالعَجَلة. النضر: المعِجال من الحوامل: التي تضع ولدَها قبلَ إناه وقد أعجلَتْ فهي مُعْجِلة، والولد مُعْجَل. والمعاجيل: مختصرات الطُّرق، يقال: خُذْْ مَعاجيل الطُّرق فإنَّها أقرب. وفي النوادر: أخذتُ مستعجِلة من الطريق، وهذه مستعجلات الطريق، وهذه خُدعة من الطريق، ومَخدَع، ونَفذٌ من الطريق، ونَسَم، ونَبَق وأنباق، كلُّه بمعنى القربة والخصرة. ومن امثال العرب: "لقد عَجِلَتْ بأِّيمكَ العَجول" أي عَجِل بها الزَّواج. والإعجال في السير: أن يَثِبَ البعير إذا ركبه الراكب قبل استوائه عليه. يقال جمل مِعجال وناقة معجال. وقال الراعي يصف راحلته: فلا تُعجِل المرء قبل الورو كِ وهْي بِرُكبته أبصَـر وقال أبو عبيد: رجل عَجِل وعَجُل، لغتان. وقاله ابن السكيت وغيره. وقال الليث: الاستعجال والإعجال والتعجُّل واحد قلت: هي بمعنى الاستحثاث وطلب العجلو. ورجل عَجْلان وامرأة عَجْلَى، وقوم عِجالٌ وعَجَالى وعُجالَى. والعَجَل. عَجَل الثيران، واحدته عجلة. والعَجلة: المَنْجَنون الذي يُستَقَي عليه. وقال أبو عبيدة: العِجْلة: القِربة. وقال ابن الأعرابي: العِجلة: المزادة. والعجلة: شجرة. والعِجلة: الدُّولاب أيضاً. قال: وأنشدني المفضّل في صفة فرس: عَرِقَتْ وأنجى نحرها فكأنمـا خلفي وقدامى عُجَيلةُ مُخْلِفِ قال: أنجى، إذا استخرج عرقَ فرسه. والعَجُول من الإبل: الواله التي فَقدتْ ولدَها، وهي الثَّكْلى من النساء؛ وجمعه عُجُل. وقال الأعشى: يَدفع بالراح عنه نِسوةٌ عُجُلُ أبو عبيد عن الكسائي: ولد البقرة عِجل والأنثى عجلة، ويقال عِجَّولٌ وجمعه عجاجيل. وقال أبو حاتم: يُجمع العِجْل عِجَلة. وقال أبو خيرة: هو عِجلٌ حين تضعُه أمُّه إلى شهر، ثم بَرغَزٌ وبُرغُزُ نحواً من شهرين ونصف، ثم هو الفرقد. علج ابن السكيت: إذا أكل البعيرُ العَلَجان قيل بعير عالج. وعالج: رمال معروفة في البادية. ويقال هذا عَلُوجُ صِدقٍ، وعَلوك صدق، وألوك صِدق، لِماَ يؤكل وما تلوّكت بألوكٍ ولا تعلجت بعَلوج. وفي حديث علي رضى الله عنه انه بعث رجلين وقال لهما: "إنكما عِلجان فعالجا". العِلج: الرجل القوي الضّخم. وقد استعلجَ الغلامُ، إذا خرج وجههُ وعَبُل بدنُه. وقوله "فعالجا"، أي حارسا العَمل الذي ندبتكما له وزأولاه. وكل شىٍء زأولتَه ومارسته فقد عالجته. ويقال للعير الوحشي إذا سَمِن وقوِيَ عِلجٌ ويجمع عُلوجاً ومَعلوجَي بالقصر ومَعلو جاء بالمد وأعلاجا. والعُلَج: الشديد من الرجال الصِّرِّي ويقال: اعتلجَتْ أمواجُ البحر، إذا تلاطمت. واعتلج القومُ، إذا اتّخذوا صِراعاً وقتالا. ويقال: عالجتَ فلانا فعلجتُه، إذا زاولته فغلبته. والعَلَجانُ: شجر يُشبه العَلَندَي، وقد رأيتُهما في البادية، وأغصانهما صليبة، الواحدة عَلَجانة. وناقة عَلِجةٌ: شديدة، وتُجمع عَلِجات. وقال ابن شميل: المعتلجة. الأرض التي استأسد نباتُها والتفَّ وكثُر. ويقال للرغيف الغليظ الحروف عِلج، ويقال للرجل القويّ الضخم من الكفار عِلج أيضاً. والمُعالج: المدأوي، سواء قال عالجَ جريجاً أو عليلاً أو دابة. وفي حديث عائشة أن عبد الرحمن بن أبي بكر توفى بالحُبْشِىّ على رأس أميال من مكة، فنقله ابن صَفْوانَ إلى مكة فقالت عائشة: "ما آسَي على شيء من أمره إلا خصلتين: أنه لم يُعاِلجْْ ولم يُدفَن حيث حيث مات". قال شمر: معنى قولها لم يُعالِجْ، أرادت أنه لم يعالج سكرةََ الموت فتكون كفّارة لذنوبه. قلت: ويكون معناه أن علَته لم تمتدَّ به فيعالجَ شدة الضَّنَى ويقاسيَ عَلَزَ الموت. جعل أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: جَعَل: صير. وجَعَل: أقبل. وجعل: خَلَق. وجَعَل: قال، ومنه قوله: (إنَّا جَعَلْناَه قُرْآناً عَرَبِياًّ) "الزخرف3" أي قلناه. وقال غيره: صبرناه. ويقال جَعل فلانٌ يصنع كذا وكذا، كقولك طَفِق وعَلِق يفعل كذا وكذا. ويقال جعلتُه أحذقَ الناس بعمله، أي صيرته. وقول الله عز وجل: (فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مِأكُول) "الفيل 5" معناه صيرهم. وقال عز وجل: (وَجَعَلناَ مِنَ المَاءَ كلَّ شَيْءٍ حَيٍ) أي خلقنا. وإذا قال المخلوق جَعلْتُ هذا الباب من شجرة كذا، فمعناه صيرته. أبو عبيد: الجِعال: الخِرقة التي تُنزَل بها القُدور، قاله الأصمعي. قال: وقال الكسائي: أجعلتُ القدر إجعالا، إذا أنزلتَها بالجِعال. قال: وكذلك من الجُعْل في العطّية أجعلتُ له بالأنف. وقال الأصمعي: هي الجَعَالة بالفتح، من الشيء تَجعَله للإنسان. ثعلب عن ابن الأعرابي: أجَعَلت الكلبةُ والسِّباعُ كلُّها، إذا اشتهت الفحل. وقال غيره: استعجلت أيضاً بمعناه. وقال الليث: الجُعْل ما جعلتَه للإنسان أجرا على عمله. قال. والجَعَالاتُ: ما يتجاعل الناس بينهم عند البَعْثِ أو الأمر يَحزُبُهم من السلطان. والجُعَل: دابة سوداء من دواب الأرض، تُجمَع جِعلاناً. وماء مُجعِلٌ وجَعِلٌ، إذا تهافتت فيه الجِعلان. ومن أمثال العرب: "لزِقَ بامرئ جُعَلُه"، يقال ذلك عند التنغيص والإفساد. وانشد أبو زيد: إذا أتيتُ سُليمَى شُبَّ لي جُـعَـلٌ إنّ الشقيَّ الذي يَصْلَى به الجُعَلُ قاله رجل كان يتحدث إلى امرأة، فكلما أتاها وقعد عندها صب الله عليه مَن يقطع حديثهما. وقال ابن بزرج: قالت الأعرا: لنا لُعبةٌ يلعب بها الصبيان نسميها: جَبَّي جُعَلُ، يضع الصبي رأسَه على الأرض ثم ينقلب على ظهره. قال: ولا يُجرون جَبيَّ جُعَلُ إذا أرادوا به أسم رجل. فإذا قالوا هذا جعل. بغير جبي أجرَوْه. أبو عبيد عن الأصمعي: الجَعْل: قصار النخل. وقال لبيد: جَعْلٌ قِصارٌ وعَيدانٌ ينـوء بـه من الكوافر مهضوم ومهتَصَرُ أبو العباس عن ابن الأعرابي: الجَعَل: القِصَر مع السَّمَن واللّجاج. وقال ابن دريد: الجَعْوَل: الرَّأُلُ ولدُ النعام جلع أبو عبيد عن الأحمر: امرأة جالعٌ، إذا كانت متبرجة، بغير هاء. قال: وقال الأصمعي: امرأة جَلِعة، وهي التي قد ألقَتْ قِناع الحياء. والاسم منه الجَلاعة. وقال الليث: المجالعة: تنازُع القوم عند شُربٍ. أو قِمار. وانشد: أيدِي مُجالِعةٍ تكفُّ وتَنهَدُ قلت: ورواه غيره: "أيدي مُخالِعة"، وهم المقامرون. ورُوي في الحديث أن الزُّبير بن العَوَّام "كان أجْلَعْ فَرِجاً"، قال القتيبي: الأجلع من الرجال: الذي لا يزال يبدو فَرجُه. قال: والأجلع: الذي لا تنضمُّ شَفَتاه على أسنانه. قال: وكان الأخفش أجلعَ لا تنضمُّ شَفتاه. وروَى أبو العباس عن ابن الأعرابي انه قال: الجَلِع: المنقلب الشفة. قلت: أصل الجَلْع: الكشف، يقال جلَعت المرأةُ خِمارَها، إذا كشفَتْه عن رأسها. وقال الراجز: جالعة نَصيفَها وتَجتَلحْ أي تتكشَّف ولا تَسَتَّر.
ع؛ ويقال له عُلَّج بالتشديد.
وروي ابنُ الفَرَج: أبو تراب عن خليفة الحُصَيني أنه قال: الجَلَعة والجَلَقة: مضحك الإنسان. وقال الأصمعي: انجلع الشيء، إذا انكشَفَ. قال الحكم بن مُعَيّة: ونسَّعتْ أسنانَ عَونٍ فانجلعْ عُمورُها عن ناصلاتٍ لم تَدَعْ وقال الرجل إذا انحسرت لثِاتُه عن أسنانه: قد نسع فوة. وقال ابن شميل: جَلَع الغلامُ غُرلتَه وفَصعها، إذا حَسَرها عن الحَشَفَه جَلْعاً وفَصْعا. وقال ابن الأعرابي: الجَلعَم: القليل الحياء، الميم زائدة. واخبرني الإياديُّ عن شمر انه قال: الجُلَعلَعة: الخُنْفَساَءة. قال: ويروي عن الأصمعي انه قال: كان عندنا رجل يأكل الطين، فامتخَط فخرجت من أنفه جُلَعلَعة نصفُها طين ونصفها خُنفُساء قُد خُلِق. قال شمر: وليس في الكلام فُعَلعِل. وقال الليث: الجَلَعلَع من الإبل: الحديد النفس. لعج أبو عبيد: اللاعح: الهَوَى المُحرِق وكذلك كل مُحرِق. وانشد قول الهذلي: ضرباً أليما بسِبتٍ يَلَعج الجِلِدا وقال الليث: لَعَج الحزْنُ فؤادَه يَلَعج لَعْجاً، وهو حرارتُه في الفؤاد. وقال غيره: التعجَ الرجلُ، إذا ارتمضَ من هَمٍ يُصِيبه. وسمعت أعربياً من بنى كُليب يقول: لما فتح أبو سعيد القِرِمِطِيُّ هَجَرَ سوََّى حِظاراً من سعَف النَّخل وملأه من النساء الهَجَريَّات، ثم أَلعجَ النار في الحِظار فاحترقن. عجن أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: العجن أهل الرَّخاوة من الرجال والنساء. يقال للرجل عجينة وعَجين، وللمرأة عجينة لا غير، وهو الضعيف في بدنه وعقله. قال: والعُجُن: جمع عاجن، وهو الذي أسنَّ فإذا قام عجنَ بيديه. يقال خَبزَ وعَجَن، وثَني ثَلَّث، ووَرَّصَ، كلُّه من نعت الكبير. وقال الليث: العَجّان: الأحمق. و يقال إن فلاناً ليعجن: بمرفقيه حُمقاً. قلت: وسمعت أعرابيا يقول لآخر: يا عجان إنك لتَعجِنهُ. فقلت له: ما يَعجِن ويحَك؟ قال: سَلْحه. فأجابه الآخر: نا أعجنه وأنت تَلقَمه. أبو عبيد عن الكسائي: يقال عَجِنت الناقة تَعجَنُ عَجَناً، إذا سمنت. وقال الليث: العجْناء: الناقة الكبيرة لحمِ الضَّرع مع قلَّة لبنها، بينة العَجَن. قال: والمتعجن: البعير المكتنز سمنا كأنه لحم بلا عظم. قال: والعِجان معروف، وهو آخر الذكر ممدود في الجلد، والجميع العُجُن وثلاثة أعجنة. وانشد: يمدُّ الحبلَ معتمداً عليه كأنّ عجانه وترٌ جَديدُ وقال غيره: والعِجان: العُنق بلغة قومٍ من اليمن. وانشد بعضُهم: يارُبَّ خَودٍ ضَلْعةِ العِجان عِجانُها أطولُ من سِنـانِ وعجان المرأة: الوَتَرة التي بين قُبلها وثَعلبتها وقال اللحياني: عجنت الرجل: إذا أصبتَ عِجانه. وقال ابن الأعرابي: عاجنة المكان: وسطُه. وانشد للأخطل: بعاجنةِ الرَّحوبِ فلم يَسِيروا ثعلب عن ابن عمرو عن أبيه قال: أعجنَ الرجلُ، إذا ركب العَجْناء، وهي السَّمينة. وقد عجِنَتْ عَجَناً. وأعجن، إذا جاء بولدٍ عجينة، وهو الأحمق. وأعجنَ، إذا أسَنَّ فلم يَقُمْ إلا عاجنا. وأعجن، إذا ورِمَ عِجانُه، وهو الخط الذي بين أدافة وثعلبتِه. قال: والمعجون: المحبوس من الرجال. أبو الهيثم عن نُصير: من الضُّروع الأعجَن. قال: والعَجَن: لحمة غليظة مثل جُمع الرجُل حِيال فِرقتَيِ الضرة، وهو أقلُّها لبناً وأحسنُها مَرآة. قال: وقال بعضهم: تكون العجناء غريزة وبكيئة. وقال ابن السكيت: العَجْن: مصدر عجنت العجين. والعجَن: عيب يصيب الناقةَ في حياتها، وهو شبيه بالعَفَل، يقال ناقة عَجْناء. وقال ابنُ دريد: العَجِنة والعَجْناء. من الإبل: التي يَرِمُ حياؤها فلا تلقح. قال: والمعتَجِنة: التي قد انتهت سِمَناً. عنج أبو عبيد عن الأصمعي: العِناج إن كان في دَلْوٍ ثقيلة فهو حبلٌ أو بطان يشدُّ تحتها ثم يشد إلى العراقي فيكون عَوناً للوذم. و إذا كانت الدلوُ خفيفة شُد خيط تحتها إلى العَرقُوة، وربما شُد في إحدى إذانها قال: وقال الكسائي: عنَجت الدَّلَو عَنجاً. وقال أبو ز يد مثل قول الأصمعي. وقال الليث في العناج نحواً مما قالا. قال: وكل شيء تجذبه إليك فقد عنجْتَه.
وقال أبو الهيثم: قال نُصَير: عضنَجت البَكر أعنِجه عَنجاً، إذا ربطت خِطامه في ذراعه وقَصَرتَه. وإنما يُفعل ذلك بالبكر الصغير إذا رِيضَ. وهو مأخوذ من عِناج الد لو. قال: ومن أمثالهم: "عَودٌ يُعَلَّم العَنْج"، يضرب مثلا لمن أخذ في تعلم شيء بعد ما كبر. وقال أبو زيد: عنجت البعير أعنُجه عنجاً إذا جذبت خطامه إليك وأنت راكُبه. وقال أبو حاتم: قال الأصمعي في قولهم: "عَودٌ يعلَّم العَنْجَ": أي يُراضُ فيرد على رجليه. قال: وقال أبو زيد: العَنْج: أن يجذب راكُبه خِطامَه قِبَلَ رأسه، حتى ربما لزِم ذِفراه بقادمة الرَّحل. وقال الحطيئة يمدح قوماً عقدوا لجارهم عهداً فوفوا به ولم يخفروه: قومٌ إذا عقدوا عَقداً لـجـارهـمُ شَدُّوا العِناجَ وشدُّوا فوقه الكَرَبا وهذه لأمثال ضربها لإيفائهم بالعهد. وقال النضر: عَنَجة الهَودجِ: عضِادة عند بابه تسُدُّ الباب. وقال الليث: العَنَج بلغة هذيل: الرَّجُل. قال: و يقال بالغَين: غَنَج. قلت: قاله ابن الأعرابي وغيره بالغين، ولم أسمعه بالعين من أحد يُرجع إلى علمه، ولا أدري ما صحُته. أبو عبيد عن الأصمعي: العَناجيج: جياد الخيل، وأحدها عُنجوج. وقال الليث: ويكون العُنْجُوج من النجائب أيضاً قال: والعُنجُج: الضَّيمُرَانُ من الرَّياحين. قلت: لم أسمعه لغيره: ويقال: أني لا أرى لأمرك عِناجاً، أي مِلاكاً، مأخوذ من عِناج الدَّلو. وأنشد الليث: وبعضُ القول ليس له عِناجٌ كسَيْل الماء ليس له إتـاء عمرو عن أبيه: أعنج الرجل، إذا اشتكى عِناجَه. والعِناج: وجع الصُّلب والمفاصل. وقال ابن دريد: رجل مِعْنجٌ: يتعرض للأمور. نجع قال أبو عبيد: سمعت الأصمعي يقول: المنتجع: المنزل في طلب الكلأ. والمحضر: المرجعُ إلى المياه. قلت: النُّجْعة عند العرب: المذهب في طلب الكلأ والبادية تحضُر مَحاضرَها عند هَيج العُشب ونقص الخُرَف، وفَناء ماء السماء. في الغدران، فلا يزالون حاضرة يشربون الماء، العِد حتى يقعٌ ربيع الأرض خَرَفياَّ كان أو شَتيا، فإذا وقع الربيعُ توزعَتْهم النُّجَع وتتبعوا مسَاقطَ الغيث يرعون الكلأ والعشب إذا أعشبت البلاد، و يشربون الكَرَع، فلا يزالون في النجع إلى أن يهيج العشب من عام قابل وتَنِشَّ الغُدران، فيرجعون إلى محاضرهم على عداد المياه. وقال الليث: انتجعنا أرضا نطلُب الرِّيف. وانتجعنا فلاناً نطلب معروفه وانشد قول ذي الرمة: فقلتُ لصَيدَحَ انتجِعيِ بلالا ويقال: نجعَ في الإنسان طعامُه ينجع، إذا استمرأه وصَلَح عليه. قال: والنَّجيع: دم الجَوف. ويقال نجعتُ البعيرَ أنجَعُه، إذا سقيته النَّجوع، وهو المَدِيدُ، وذلك أن تسقيه الماء بالبزر أو السمسم. وقال ابن السكيت: هو النجوع للمديد، وقد نجعت البعير. ويقال هذا طعام يُنجَع به ويُستنجَع به ويُستَرجَع عنه، وذلك إذا نَقَعَ واسُتمرٍئ فسُمِن عنه. وكذلك الرِّعْي. وهو طعام ناجعٌ، ومُنْجع، وغائر. ونُجِع الصبي بلبن الشاة، إذا غُذِي به وسُقِيَه ومن الحديث: "عليك باللَّبَن الذي نُجِعْتَ به"، أي غُذِيتَ به. عمرو عن أبيه: أنجع الرجلُ، إذا أفلح. ونجع الدواء وأنجعَ، إذا عمل. وقال ابن الأعرابي: أنجعَ إذا نقع. يقال نَجَع فيه الدواء ينجَع ويَنجِع ونَجَّعَ بمعنى واحد. ويقال للمُنتَجَع مَنْجَع، وجمعه مناجع، ومنه قول ابن أحمر. كانت مناجعَها الدَّهنا وجانُبها والقُفُّ مما نراه قِرْفة دَرَرا وقال ابن دريد: ماء ناجع ونجيع، إذا كان مريئا. جعن جَعْونةُ من أسماء العرب. قال أبو عمرو الشيباني: رجل جَعوَنة، إذا كان قصيرا سمينا. وقال ابن دريد: الجَعْن فعلٌ مُماتٌ، وهو التقبُّض. قال: ومنه اشتقاق جَعونة نعج ثعلب عن أبي نصر عن الأصمعي قال: النَّعجة والعَجَّان: الأحمق. أبو عبيد عن الأصمعي: إذا أكل الإنسان لحم ضأن فثقُل على قلبه فهو نَعِجٌ وانشد: كأن القومَ عُشُّوا لحمَ ضـأنٍ فهمْْ نَعِجونَ قد مالت طُلاهمْ وقال أبو عبيد: قال أبو عمرو: أنعج القومُ إنعاجاً، إذا سمِنت إبلُهم. وقد نَعَجت الإبل تَنعَج، إذا سمنت. قال وهي في شعر ذي الرمة.
وقال شمر: نعجت الإبل إذا سمنت، حرفٌ غريب. قال: وفتشت شعر ذي الرمة فلم أجد هذه الكلمة فيه. قلت: نَعج بمعنى سمِنَ حرفٌ صحيح. ونظر إلى أعرابي كان عهده بي وأنا ساهم الوجه، ثم رآني وقد ثابت إلى نفسي، فقال لي: "نَعِجْتَ أبا فلانٍ بعد ما رأيتك كالسّعَفَ اليابس". أراد صلحت وسمنت. وقال الله جل وعز في قصه داود وقول أحد المَلكين اللذين احتكما إليه: (إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ)"ص 23" قال أبو العباس محمد بن يزيد: النَّعْجة عند العرب: البقرة الوحشية، وحكم البقرة عندهم حكم الضَّائنة، وحكم الظبية حكم الماعزة. والنعجة: الأنثى من الضأن، وجمعها نعاج. والعرب تكنى بالنعجة والشاة عن المرأة، ويسمون الثور الوحشي شاة. وقال أبو خيرة: الناجعة من الأرض السهلة المستوية، مَكْرُمةٌ للنبات تنبت الرِّمْث والنواعج والناعجات من الإبل: البِيض الكريمة. وجمل ناعج وناقة ناعجة. وقد نَعِج اللونُ الأبيض يَنْعَج نُعوجا، وهو البياض. وقال العجاج: في ناعجات من بَياضٍ نَعِجا ومَنعِج: اسم موضع. وقال أبو تراب: قال أبو عمرو: النَّعَج: السِّمَن، يقال نَعِجَ هذا بعدي، أي سمن. قال: والنَّعْج: أن يربو وينتفخ. قال: وقال غيره: النهج مثله. أبو عبيد عن الأصمعي: الناعجة: البيضاء من الإبل، ويقال هي التي يصُاد عليها نعاج الوحش. وقال ابن دريد: النَّعْج: ضرب من سير الإبل. قد نَعجَت الناقة نَعْجاً وانشد: ياربَّ ربَّ القُلُصِ النَّواعجِ وقال غيره: النَّواعج: البيض من الإبل. عجف أبو زيد: عَجَفْتُ نفسي عن الطعام أعجِفُها، إذا حبست نفسك عنه وأنت تشتهيه لتُؤثِر به غيرك. ولا يكون العَجْف إلا على الجوع و الشهوة. قلت: وهو التَّعجيفُ أيضاً، وهو قول الراجز: لم يَغْذُها مُدٌّ ولا نَصـيفُ ولا تُميراتٌ ولا تعجيفُ وقال ابن الأعرابي: عَجفَت نفسي على المريض، إذا أقمت على تمريضه. وعَجَفت نفسي على أذى الخليل، إذا لم تخذُله. وقال الرا ز: إني وإن عَيَّرتني نُحولي لأَعْجِفُ النفسَ على خليلي وعجفَت نفسي عنه عَجفاً، إذا احتملت عنه ولم تؤاخذه. وقيل التعجيف: سوء الغذاء والهزال وسيفٌ معجوف، إذا كان دائرا لم يصقل. وقال كعب بن زهير: وكأن موضعَ رَحْلها من صُلبها سَيفٌ تقادم عهدُه معجُـوفُ وقال ابن دريد: العَجَف: غلظ العظام وعَرَاؤها من اللحم. وتقول العرب: أشد الرجال الأعجَف الضَّخم. وقال الليث: العَجَف: ذَهاب السِّمَن. والذكر أعجف والأنثى عجفاء، والجميع عِجاف في الذُّكران والإناث، والفعل عَجُف يعَجُف عَجَفاً. قال: وليس في كلام العرب أفعل وفعلاء جمعها على فعال غير أعجف وعَجْفاء، وهي شاذة، حَمَلوها على لفظ سِمان فقالوا سمان وعجاف وجاء أفعل وفعلاء على فعُل يفعُل في أحرف معدودة، منها عجُف يعجُف فهو أعجف، وأدُم يأدُم فهو أدم، وسمُر يَسمُر فهو أسمر، وحَمُق يحمُق فهو أحمق، وخَرُق يخرُق فهو أخرق. وقال ابن السكيت: قال الفراء: يقال عَجُف وعَجِف، وحَمُق وحَمِق، ورعُن ورعِنَ، وخَرُق وخرِق. وقال ابن الأعرابي في قوله: ولا تمُيراتٌ ولا تعجِيفٌ قال التَّعجِيف: أن ينقل قُوتَها إلى غيرها قبل أن تشبع من الجدوبة. قال: والعُجوف مَنع النَّفْس من المقابح. والعجوف أيضاً: تَرْك الطعام. وقول الله جل وعز: (يأكلُهنَّ سَبْعٌ عِجاف) هي الهزلي التي لا لحم عليها ولا شحم، ضربت مثلا بسبع سنين لا قطر فيها ولا خصب. عفج أبو عبيد عن أبي زيد: الأعفاج للإنسان واحدها عفَجْ. والمصارين لذوات الخف والظَّلف والطير. وقال شمر: يقال لواحد الأعفاج عَفْجٌ وعَفَج وعِفْج. وقال الليث: العَفْج من أمعاء البطن لكل ما يجتر كالمِرْغَة للشاء. وقال الشاعر: مَباشيم عن غِب الخنزيرِ كأنما تنُقنِق في أعفاجهن الضفادع
وقال أبو زيد: عَفَجه بالعصا عفجاً، إذا ضربه بها في ظهره ورأسه. قال: وعفجَ الرجلُ جاريتَه، إذا نكَحها. وقال ابن الأعرابي: المِعفجة: العصا. وقال: والمِعفَج الأحمق الذي لا يضبط العمل والكلامً، وقد يعالج شيئا يعيش به على ذلك. يقال إنهم لَيعفِجون ويعَثِمون في الناس. والعَثم: أن يَعثِم بعض الأمر ويَعجِز عن بعض. وقال ابن شميل: العَفَجة: نِهاء إلى جَنْب الحياض، فإذا قَلَص ماء الحياض اغترفوا من ماء العَفَجة يشربون منها. جعف روي عن النبي صلى الله عليه أنه قال: "مَثل الكافر كمثل الأرزة المُجْذِبَة حتَّى يكون انجعافُها مرة واحدة". قال أبو عمرو: الانجعاف: الانقلاع. ومنه قيل جعفتُ الرجلَ، إذا صَرعتَه فضربتَ به الأرض. ونحو ذلك قال أبو عبيدة. أبو عبيد عن الأصمعي: يقال ضربه فجعبَه وجَعَفَه وجأفه، وجَعفله وجفَله، إذا صَرَعَه. وقال الليث: جُعف: حي من اليمن. والجَعْف: شِدّةُ الصرع فجع الفجيعة: الرزيئة الموجعة، وجمعها فجائع. والتفجُّع: التوجع والتضوُّر للمرزئة. والفواجع: المصائب المؤلمة التي تفجع الإنسان بما يعزُّ عليه من مالٍ أو حميم والواحد فاجعة ودهر فاجعٌ، وموت فاجع. وقد فجِع فلانٌ فهو مفجوع. وفجنى الموتُ بفلانٍ، إذا أصيب له حميم. وقال لبيد: فجَّعني الرعد والصواعق با لفا رس يومَ الكريهة الـنَّـجُـدِ جفع قال بعضهم: جَعفَه وجَفَعة، إذا صَرَعَه. وهذا مقلوب، كما قالوا: جذب وجَبَذ. وروي بعضهُم بيت جرير: وضيفُ بني عِقالٍ يُجْفَعُ بالجيم، أي يُصرع من الجوع. ورواه بعضهم: "يُخفَع" بالخاء. وقد أهمل الليث جفع، ولم يصح لي فيه شيء. عجب قال الله جل وعز: (بَلْ عَجِبْتَ وَيِسْخَرُونَ) قرأ حمزة والكسائس: (بَلْ عَجِبْتُ ويَسْخَرُونَ) "الصافات 12" بضم التاء، وهكذا قرأ علي وابن عباس. وقرأ ابن كَثِير، ونافع، وابن عامر، وعاصم، وأبو عمرو: (بل عجبتَ) بنصب التاء. وقال الفراء: والعجب وان اسند إلى الله تعالى فليس معناه من الله كمعناه من العباد؛ ألا ترى أنه قيل (فيسخرون منهم سخر الله منهم) "التوبة 79" وليس السُّخْريُّ من الله كمعناه من العباد. وقال الزجاج: أصل العجب في الُّلغة أن إن الإنسان إذا رأى ما ينكرُه ويَقِلُّ مثله قال: قد عجبتُ من كذا وعلى هذا معنى قراءة من قرأ (بل عجبتُ)، لأن الآدمي إذا فعل ما ينكره الله جاز أن يقول فيه عجبتُ. والله قد عَلِم ما أنكره قبل كونه، ولكن الإنكار والعَجَب الذي تلزم به الحجةُ عند وقوع الشيء. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: العَجَب: النظر إلى شيء غير مألوف ولا معتاد. وقال: العِجْب: الذي يحبُّ محادثة النساء ولا يأتي الرِّيبة. والعُجْب: فَضلة من الحُمْق. صَرَفَها إلى العُجْب. وروي أبو العباس عن عمرو عن أبيه قال: العَجْب والعِجْب والعُجْب: الرجل الذي يعجبِه القُعود مع النساء. قال: والعَجْب: عَجْب الذنب، وهو العُصعُص. وقال الليث: عجَِب يَعجَب عَجَباً، وامر عجيب وعُجاب. قال: والاستعجاب: شدة التعجُّب. وقصّة عَجَب. ويقال أعجبنى هذا الشيء وأُعجِبتُ به، وهو شيء معجِب، إذا كان حسناً جدا. والمُعجَب: الإنسان المُعجَب بنفسه أو بالشيء. وتقول: عجّبت فلاناً بشىء تعجيباً فعجب منه. قال وعُجوب الكُثبان: أواخرها المستدقة. وقال لبيد: بعُجوب أنقاء يَميل هَيَامُها وناقة عَجْباء بينة العَجَب، إذا دق أعلى مؤخرها وأشرفت جاعرتاها، وهي خلقة قبيحة فيمن كانت. قال: والعَجْب من كل دابة: ما ضُمَّت عليه الوركان من أصل الذنب المغروز في مؤخر العَجُز. ويقال لشَدَّما عجُبت الناقفة، إذا دق أعلى مؤخرها وأشرفت جاعرتها. وقال الله تعالى: (إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ) "ص 5" خفيف، وقرأ أبو عبد الرحمن السُّلَمي: ( إنَّ هذا لَشيءٌ عٌجَّابٌ ) بالتشديد. قال الفراء: مثل قولهم رجل كريم وكرام و كرام، وكبير وكبار وكبار. وفي النوادر: تعجبني فلان وتفتنني، أي تَصَباني واخبرني المنذري عن أبي العباس انه قال: التعجُّب: أن ترى الشيء يعجبك تظن انك لم تر مثله قال: وقولهم لله زيدا كأنه أي جاء به الله من أمر عجيب، وكذلك قولهم: لله درُّه، أي جاء بدره من أمر عجيب لكثرته. عبج أهمله الليث. وقال إسحاق بن الفرج: سمعت شجاعا السلمي يقول: العَبَكة: الرجل البغيض الطَّغامة الذي لا يعي ما يقول ولا خير فيه. قال: وقال مُدركٌ الجعفري: هو العَبَجة، جاء بهما في باب الكاف والجيم. جعب أبو عبيد عن أبي عبيدة: الجعابيب: القصار من الرجال. وقال الليث: الجُعْبوب: الدني من الرجال. ثعلب عن عمرو عن أبيه قال: الجَعْبي: ضرب من النمل. وقال الليث: هو نمل احمر وجمعه جَعْبِيَّات. ثعلب عن ابن الأعرابي: الجِعِبَّي والجَعْباَء والجَعواء، والناطقةُ الخرساء: الدبر ونحو ذلك وقال الليث: الجَعْباء: الدبر. قال: والجَعْبة كنانة النُّشاب. وقال ابن شميل: الجعبة: المستديرة الواسعة التي على فمها طبق من فوقها. قال: والوفضة اصغر منها وأعلاها وأسفلها مستوى. قال: وأما الجعبة ففي أعلاها اتساع وفي أسفلها تبنيق، ويفرج أعلاها لئلا ينتكث ريش السهام لأنها تُكَبٌّ في الجعبة كبا، فظُباتُها في أسفلها، ويفلطح أعلاها من قبل الريش، وكلاهما من شقيقتين من خشب. وقال الأصمعي فيما يروى عنه أبو تراب: ضربَه فجَعبه وجعفَه، إذا ضرب به الأرض ويثقل فيقال جَّعبه تجعيبا، أي صرعَه. قال: والمتجعِّب: الميت أيضاً. ثعلب عن ابن الأعرابي: المِجْعَب: الصِّرِّيع من الرجال يصَرع ولا يُصرع. وفي النوادر: جَيش يتَجَعْبَي ويتجَرْبي، ويتقبقب، ويتهبهب، ويتدربي: يركب بعضه بعضا. جبع أهمله الليث. وانشد أبو الهيثم قول ابن مقبل: وطَفلةٍ غير جُباعٍ ولا نَصَفٍ وقال: أراد غير قصيرة. وقال غيره: الجُباع: سهم قصير يرمي به الصبيان. ويقال للمرأة القصيرة جُبّاعٌ تشبيها بالسهم القصير. "بعج قال ابن المظفر وغيره: يقال تبعج السحابُ بالمطر وانبعج، وتبعَّقَ وانبعق، إذا انفرج عن الوَبْل الشديد. وقال العجاج: حيث استهل المُزْنُ أو تبعَّجا ويقال بعج المطر تبعيجا في الأرض، إذا اشتد وقعُه حتى فَحَص الحجارة. قال: ورجل يعج كأنه مبعوجٌ البطن من ضعف مَشيِه. قال: ويقولون بعَجَه حبُّ فلانٍ، إذا اشتد وجدُه وحَزِن له. قلت لعَجَه حبُّه أصوب من بعجه، لان البعج الشقُّ. يقال بعج بطنة بالسكين، إذا شقَّه وخضخضَه فيه، . وقال الهذلي: كأن ظُباتِها عُقُرٌ بعيجُ شبه طُباتِ النصال بنار جمرٍ سُخِيَ فظهرت حُمرتُه. وفي الحديث: " إذا رأيت مكة قد بُعِجَتْ كظائمَ، وساوَى بناؤها رءوس الجبال، فاعلم أن الأمر قد أظلك " بُعِجَتْ أي شُقَّتْ وفتح كظائمُها بعضُها في بعض واستُخِرج عيونها. والبواعج: أماكن في الرمل تَسترِق، فإذا نبت فيها النصي كان أرق له وأطيب. وقال الشاعر يصف فرساً: فإذا له بالصَّيف ظِـل ُّبـاردُ ونصيُّ باعجَةٍ ومُحض مُنْقَعُ قوله "مُنَْقع" أي أديمَ له اللبنُ المحض يُسقاه. من نقع الشيء إذا دام. وباعجَة: اسم موضع. عجم قال الله جل وعز: (لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ) الآية "فصلت 44" قال الفراء: قرئ "أاعجَميُّ وعربي". بالأستفهام، وجاء في التفسير: أيكون هذا الرسول عربيا والكتاب أعجمي. قلت: ومعناه أن الله قال: ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا: هلا فصلت آياته عربية مفصله الآي. كأن التفصيل للسان العرب، ثم ابتدأ فقال: أعجمي وعربي؟ حكاية. عنهم، كأنهم يعجبون فيقولون كتاب أعجمي ونبي عربي، كيف يكون هذا؟! فكان اشد لتكذيبهم. وقال الفراء: وقراءة الحسن بغير استفهام، كأنه جعل من قبل الكفرة. والأعجم والأعجمي: الذي لا يُفصِح وإن كان عربي النسب. والعجمي: الذي نسبته إلى العجم وإن كان يفصح. وقال أبو إسحاق: يقرأ (أأعجمي) بهمزتين، و يقرأ ( آعجمي) بهمزة واحدة بعدها همزة خفيفة تشبه الألف، ولا يجوز أن تكون ألفا خالصة لان بعدها عينا وهي ساكنة ويقرأ: ( أعَجَميُّ) بهمزة واحدة وال قال: وقرأ الحسن: (أعْجَمي وعربيُّ) بهمزة واحدة وسكون العين. قال: وجاء في التفسير أن المعنى لو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا هلا بُيِّنت آياته أقرآن أعجمي وني عربي. ومن قرأ "أأعجمي"بهمزة وألف فانه منسوب إلى اللسان الأعجمي. تقول: هذا رجل أعجمي، إذا كان لا يفصح، كان من العجم أو من العرب. ورجل عَجَمىُّ إذا كان من الأعاجم فصيحا كان أو غير فصيح. قال: والأجود في القراءة: (أأعجمي) بهمزة وألف على جهة النسبة إلى الأعجم ألا ترى قوله: (وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا) فصلت44 " ولم يقرأه أحد عَجميا. وأما قراءة الحسن (أعجمي وعربي ) فعلى معنى هلا بينت آياته فجعل بعضُه بيانا للعجم، وبعضه بيانا للعرب. قال: وكل هذه الأوجه الأربعة سائغة في العربية والتفسير. واخبرني أبو الفضل عن أبي العباس انه سئل عن حروف المعجم: لم سميت مُعجما؟ فقال: أما أبو عمرو الشيباني فيقول: أعْجمت أبهَمت. قال: والعَجمي مُبهم الكلام لا يتبين كلامه. قال: وأما الفراء فيقول: هو من أعجمت الحرف. قال: ويقال قفل معجم، وأمر معجم، إذا اعتاص. قال: وسمعت أبا الهيثَّم يقول: مُعجَم الخط هو الذي أعجمه كاتُبه بالنقط. تقول: أعجمتُ الكتاب أعجمه إعجاماً. ولا يقال عجَمتُه، إنما يقال عَجَمتْ العود، إذا عَضِضتَه لتعرف صلابته من رخاوته. قال: والعَجْم: عض شديد بالأضراس دون الثنايا. قال. وكانوا يعجُمون القدِحَ بين الضرسين إذا كان معروفاً بالفوز ليؤثروا فيه أثراً يعرفونه به. وفي الحديث: "العَجْماء جُرْحُها جُبارَ"، قال أبو عبيد: أراد. بالعجْماء البيهمة سميت عجماء لأنها لا تتكلم. قال: وكل من لا يقدر على الكلام فهو أعجمُ ومُستعجِم. قال: ويقال قرأ فلان فاستعَجم عليه ما يقرؤه، إذا التبس عليه فلم يهيا له أن يمضي فيه. وقال الحسن: "صلاة النَّهار عَجْماء" معناه انه لا يسمع فيها قراءة. قال: ومعنى قوله: قوله: "العَجْماء جٌرحُها جُبار" البهيمة تنفلت فتصيب إنساناً في انفلاتها، فذلك هدر، وهو معنى الجُبَار. وقال غيره: العَجَم جمع العجمي، وكذلك العرب جمع العربي. ونحو هذا من جمعهم اليهودي والمجوسيَّ اليهود والمجوس. والعُجْم جمع الأعجم الذي لا يُفصح، ويجوز أن يكون جمع العجم، فكأنه جمع الجمع. وكذلك العرب جمع العرب، يقال هؤلاء. العرب والعجم، وهؤلاء العُرْب والعُجْم. قال ذو الرمة: ولا يرى مثلَها عُجْمٌ ولا عَرَبُ فأراد بالعُجْم جمع العَجَم، لأنه عطف عليه العَرَب. وقال الليث: المُعْجَم: الحروف المقطعة، سميت معجَماً لأنها أعجمية. قال: وإذا قلت كتاب معجَّم فإن تعجيمَه تنقيطه لكي تستبين عُجمتُه وتَضِحَ. قلت: والذي قاله أبو العباس وأبو الهيثم أبْيَن وأوضح. وقال ابن السكيت وغيره: العَجَم: نَوى التمر والنَّبِق، الواحدة عَجَمة. والعَجَم: صغار الإبل، ويجمع عجوماً. والعجم: العَضّ. وقال في قول علقمة: سُلاّءةٌ كعصا النَّهديَّ غُل لهـا ذو فَيئةٍ من نوى قُرَّانَ معجومُ قال ابن السكيت:. معنى قوله "غُلّ"، أي أدخل لها إدخالا في باطن الحافر في موضع النسور. وشبه النسور بنوى قُرَّانَ لأنها صِلاب. قال: وقوله "ذو فيئة" يقول: له مَرجوع. ولا يكون ذلك إلا من صلابته وهو أن يُطعم البعير النوى، ثم يفت بعره فيخرج منه النوى يعلفه مرة أخرى، ولا يكون ذلك إلا من صلابته. قال: وقوله: معجوم" يريد أنه نوي الفم، وهو أجود ما يكون من النوى؛ لأنه اصلب من نوى النبيذ المطبوخ. قال: وخطب الحجاج يوما فقال: "إن أمير المؤمنين نكب كنانتَه فعَجَم عيدانها عُوداً عُودا، فوجدني أمرها عودا" يريد انه قد رازَها بأضراسه ليمتحن صلابتها. وقال النابغة: فظلَّ يَعجُم أعلى الرَّوق منقبضاً أي يعضُّ أعلى قَرنه وهو يقاتله. ويقال فلان صُلب المَعْجَمة، وهو الذي إذا جرّستْه الأمور وُجِد صلباً. شمر عن ابن الأعرابي:. ناقة ذات مَعْجَمة، أي ذات صلابة وشدة. وأنشد بيت المرار: جمالٌ ذات معجمةٍ ونـوقٌ عَواقدُ أمسَكتْ لَقحاً وحُولُ وقال غيره: ذات معجمة: أي ذات سِمَن وأنكره شمر.
عين مفتوحة.
وقال الليث: يقول الرجل للرجل: طال عهدي بك، ما عجمَتْك عيني منذ كذا وكذا، أي ما أخذَتْك. وقال اللحياني: رأيت فلانا. فجعلت عيني تَعجُمه، أي كأنها لا تعرفه ولا تمضي في معرفته كأنها لا تُثبته. وقال أبو داود السِّنْجي: رآني أعرابي فقال لي: تعجُمك عيني، أي يتخيَّل إلى أني، رأيتك. قال: ونظرت في الكتاب فعجَمتُ، أي لم أقف على حروفه. وانشد: على أنّ البصير بها إذا مـا أعار الطرفَ يَعجُم أو يَفِيلُ واستعجَمت على المصلى قراءته، إذا لم تحضُره. والإبل تسمى عواجمَ وعاجماتٍ لأنها تعجُم العظام. ومنه قوله: وكنتُ كعظم العاجمات اكتنَفْتَهُ وقال أبو عبيدة: فحل أعجم: يهدر في شقشقة لا ثُقْب لها، فهي في شدقه لا يخرج الصوت منها. وهم يستحبون إرسال الأخرس في الشول لأنه لا يكاد يكون إلا مئناثاً. قال: والعَجَمات: صخور تنبت في الأودية. وقال أبو دُوَاد: عذبٌ كماء المُـزْن أن زلَه من العَجماتِ باردْ يصف ريق جارية بالعُذوبة. وروي عن أم سلمة أنها قالت: "نهانا النبي صلى الله عليه أن نَعجُم النَّوى طَبْخاً"، وهو إن يبالغ في طبخه وإنضاجه حتى يتفتت النوى ويفسد. قال القتيبي: معناه انه إن يبالغ في طبخه وانضاجه. قال: ورأى أن تؤخذ حلاوته عفواً، يعنى حلاوة التمر ولا يبلغ في ذلك النوى، أما لأنه قوت للدواجن فيذهب قوته إذا انضح، أو لأنه يُفْسِد طعم السُّلاَفة. وقال ابن الأعرابي فيما روي عنه: أبو العباس: العَجْمي من الرجال: المميز العاقل. قال: والعَجوم: الناقة القوية على السفر. وقال أبو عمرو: ناقة عَجَمجمة: شديدة. وانشد: باتت تُباري وريشاتٍ كالقطا عجمجماتٍ خُشّفاً تحت السُّرَى الورِشات: الخِفاف. والخُشُف: الماضية في سيرها بالليل. عمج أبو عبيد: يقال عَمَج في سيره ومَعَج، ذا سار في كل وجه وذلك من النشاط. والتعمُّج: التلوي في السير. و يقال: تعمّج في السيلُ في الوادي، إذا تعوَّجَ يَمنةً ويَسرةً. وقال العجاج: مّياحة تَمِيحُ مَشْياً رَهْوَجا تَدَافُعَ السَّيلِ إذا تعمَّجا ويقال: عَمَج في الماء، إذا سبَح والعَموج: السابح في شعر أبي ذؤيب. أبو عبيد عن الأصمعي: العَومَج: الحيَّة والتعمُّج: التلوي. ومن باب عجم: قال أبو زيد: يقال إنه لتعجُمك عيني أي كأني أعرفُك. و يقال: لقد عجموني ولفَظوني، إذا عرفوك. وقال أبو العباس: أنشدنا ابن الأعرابي لجُبيهاء: فلو أنها طافت بظِنْبٍ معـجَّـمٍ نفَي الرقَّ عنه جَدبُه فهو كالحُ قال: المعجم: الذي قد أكل حتى لم يَبَق منه إلا قليل. والظِّنْبِ: أصل العرفج إذا انسلخ من ورقه. معج يقال معج الرجلُ جاريته يَمعجُها، إذا نكَحها. ومَعجَ المُلْمولَ في المُكحَلة، إذا حركه فيها. وقال الليث: حِمار مَعَّاج: يشتقُّ في عَدْوه: يمينا وشمالا. وقد مَعَج يَمعَج، إذا جرى في كل وجه. وقال العجاج يصف العَيْر: غمر الأجاريِّ مِسَحّاً مِمَعجا والريح تَمَعج في النبات: تَقلُبه وتَفلْيه. وقال ذو الرمة: أو نفحةٍ من أعالي حَنوةٍ مَعـجَـتْ فيها الصبا موهنا والروضُ مرهومُ قال: والفصيل يَمعَج ضرع أمه، إذا لهزه وقلب فاه في نواحيه ليستمكن. وقال عقبة ابن غزوان: فعل ذلك في معجم شبابه وغَلوة شبابه وعنفوانه وقال غيره في موجة شبابه، بمعناه. مجع أبو عبيد عن أبي عمرو: المِجْعة من النساء هي التي تكلَّمُ بالفُحش، والاسم منه المَجَاعة. وقال ابن الفرج: سمعتُ جماعة من قيس يقولون: تماجَنَ الرجلان وتماجعا، إذا ترافثا. وقال غيره: قال للرجل إذا أكل التمر باللبن: قد تمجعه، وهو لا يزال يتمجع، وهو أن يَحسُوَ حُسوةً من اللبن ويَلَقم عليها تمرة وذلك المجيع عند العرب. وربما القي التمر في اللبن حتى يتشربه، فيؤكل التمر وتبقي المجاعة، وهي فضالة المَجِيع. ورجل مجاعة ومجاعة، إذا كان يحب المجيع وانشد الليث: جارتي للخبيصِ والهرُّ للفأ روشاني إذا اشتهينا مجيعا كأنه قال: وشاتي للمجيع إذا اشتهيناه. جعم
قال الليث: الجَعماء من النساء: التي أنكر عقلُها هَرَماً. قال: ولا يقال للرجلُ أجْعَم. قال: ويقال للناقة المسنة جعماء. قال: وجَعِم الرجل جَعَماً، إذا قرم إلى اللحم وهو في ذلك أكول. ورجل جعم وامرأة جعمة، وبهما جعم، أي غلظ كلامً في سعة خلق وقال العجاج: إذا جَعِمَ الذُّهلان أي مُجْعَمِ أي جعموا كما يُقرَم إلى اللحم. وقال غيره: الجَعماء من النساء: الهَوْجاء. البَهْاء. وجَعِم الرجلُ لكذا، إذا خف له. ثعلب عن ابن الأعرابي: الجِعْميُّ: الحريص. والجَعوم: المرأة الجائعة. الجَعوم: الطَّموع في غير مطمع. أبو عبيد عن أبي زيد: جَعِم الرجل يَجعَم، إذا طمع جعما. قال: وقال الأصمعي: الجَعماء: المسنة من النوق. وقال ا بن الأعرابي: هي الجمعاء والجعماء معاً. بن السكيت: جَعِمت الإبل تجعَم جَعَماً، وهو طَرَف من القَرَم، إذا لم تجد حمضا ولاعضاها فتقرم إليها فتقضم العظام وخروء الكلاب. وقال أبو زيد: يقال للدبر الجَعْماء والوَجْعاء والجَهوة، والصِّمارَى. عمرو عن أبيه قال الجَعَم: الجوع. يقال يا ابن الجعماء. وقال ابن الأعرابي: الجيعم: الجائع. جمع قال الله عز وجل: (فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ)"يونس71" قال الفراء: الإجماع: الإعداد والعزيمة على الأمر. قال: ونصب شركاءكم بفعل مضمر كأنك قلت: فاجمعوا أمركم وادعوا شركاءكم. قال: وكذلك هي في قراءة عبد الله. وانشد في الإجماع: يا ليت شعري والمُنى لا تنفعُ هل أغدُوَنْ يوماً وأمري مُجمَعُ قال الفراء: فإذا أردت جمع المتفرق قلت: جمعت القوم فهم مجموعون، كما قال الله تعالى: (ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ)"هود 103" قال: و إذا أردت كسب المال قلت جمعت المال، كقول الله تعالى: (الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ)"الهمزة2" . وقال الزجاج: الذي قاله الفراء غلط في إضماره وادعوا شركاءكم، لان الكلام لا فائدة فيه، لأنهم كانوا يدعون شركاءهم لان يجمعوا أمرهم. قال: والمعنى فاجمعوا أمركم مع شركائكم. وإذا كان الدعاء لغير شيء فلا فائدة فيه. قال: والواو بمعنى مع كقولك: لو تُركت الناقةُ وفصيلها لرضيعها. المعنى لو ترُكت مع فصيلها. قال: ومن قرا: (فاْجَمعوا أمركم وشركاءكم) بألف موصولة فانه يعطف شركاءكمً مع أمركم. قال: ويجوز فاجمعوا أمركم على شركاءكم. وقال الأصمعي: جمعت الشيء، إذا جئت به من هاهنا وهاهنا. قال وأجمعته، إذا صيرته جميعا. وقال أبو ذؤيب: وأولات ذي العَرْجاء نَهبٌ مٌجمَعُ وقال الفراء في قوله جل وعز: (فأجمِعوا كيدَكم ثم ائتواصَفاً)" طه64" قال: الإجماع: الإحكام والعزيمة على الشيء، تقول: أجمعت الخروج وأجمعت على الخروج. قال ومن قرا: (فاجمَعُوا كيدَكم) فمعناه لا تدعوا من كيدكم شيئا إلا جئتم به. واخبرني المنذري عن أبي الهيثم انه قال: اجمع أمره، أي جعله جميعا بعد ما كان متفرقا. قال: وتفرقه انه جعل يدبره فيقول مرة افعل كذا ومرة افعل كذا، فلما عزم على أمر محكم اجمعه، أي جعله جميعا قال: وكذلك يقال أجمعت النَّهب والنَّهب: إبلُ القوم التي أغار عليها اللصوص فكانت متفرقة في مراعيها فجمعوها منكل ناحية حتى اجتمعت لهم ثم طردوها وساقوها، فإذا اجتمعت قيل اجمعوها. وأنشد: نهبٌ مُجمَعُ وقال بضعهم: جمعت أمري والجمع: أن تجمع شيء إلى شيء والإجماع: أن تجعل المتفرق جميعا، فإذا جعلته جميعا بقي جميعا ولم يكد يتفرق، كالرأي المعزوم عليه المٌمضي. وقال غيره في قول أبي وَجْزة السعدي: وأجمعت الهواجرُ كل رَجعٍ من الأجماد والدَّمِث البَثاء أجمعت: أيبسَتْ. والرَّجع: الغدير والبَثاء: السهل. قال بعضهم: أجمعت الإبل: سقُتها جميعا وأجمعت الأرض سائلة واجمع المطر الأرض، إذا سال رَغابُها وجَهادُها كلُّها. وقال الله جل وعز: (إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ) "الجمعة9" قال الفراء: خففها الأعمش وثقلها عاصم وأهل الحجاز. قال: وفيها لغة: الجمعة، وهي لبني عقيل. قال: ولو قرئ بها لكان صوابا. قال: والذين قالوا الجمعة ذهبوا بها إلى صفة اليوم انه يجمع الناس، كما يقال رجل همزة لمزة ضحكة.
وقال الليث: الجمعة يوم خُص به لاجتماع الناس في ذلك اليوم، وتجمع على الجُمُعات والجمع، والفعل منه جمع الناس، أي شهدوا لجمعة. قلت: الجمعة تثقل والأصل فيها التخفيف جُمْعة. فمن ثقل اتبع الضمة، ومن خفف فعل الأصل. والقراء قرءوها بالتثقيل. وفي حديث النبي صلى الله عليه انه ذكر الشهداء، فقال: "ومنهم أن تموت المرأة يجمع"، قال أبو عبيد: قال أبو زيد والكسائي: يعنى أن تموت وفي بطنها ولد. وقال الكسائي: ويقال يجمع أيضاً. قال أبو عبيد: وقال غيرهما: وقد تكون التي تموت بجُمْع أن تموت لم يمسها رجل. قال. وروي ذلك في الحديث: "أيُّما امرأة ماتت بجُمْع لم تُطَمثْ دخلت الجنة". وأنشد أبو عبيد: وردناه في مجرى سُهـيلٍ يمـانـياً بصُعرِ البُرَى من بين جُمعٍ وخادِجِ قال: والجُمْع: الناقة التي في بطنها ولد. والخادج: التي ألقت ولدها. أبو العباس: الجماع: الضُّروب من الناس المتفرقون. وانشد قول ابن الأسلت: من بين جَمعٍ غيرِ جُمّاعِ وقال الليث: جُماع كلُّ شيء: مجتمع خَلْقِه. من ذلك جماع جسد الإنسان. قال: وجماع الثمرة ونحوها، إذا اجتمعت براعيم في موضع واحد على حملها. وقال ذو الرمة: ورأس كُجمَّاع الثّريا ومشِفرٌ كسِبْتِ اليَمَاني قَدُّه لم يُحَرَّدِ وروى ابن هاني عن أبي زيد: ماتت النساء بأجماع، والواحدة بجُمْع، وذلك إذا ماتت وولدُها في بطنها، ماخضاً كانت أو غير ماخض. قال: وإذا طلق الرجل امرأته وهي عذراء لم يدخل بها قيل طلَقت بجمع، أي طلقت وهي عذراء لم يدخل بها؛ وكذلك إذا ماتت وهي عذراء قيل: ماتت بجمع. ويقال ضربوه بأجماعهم، إذا ضَربوه بأيديهم. وضربه بِجُمْع كفه. ويقال: أمركم بجمع فلا تفشوه، أي أمركم مجتمع فلا تفرقوه بالإظهار. وقال أبو سعيد: يقال أدام الله جمعة بينكما، كقولك أدام الله إلفة ما بينكما. وفي حديث النبي صلى الله عليه انه أتى بتمر جنيبٍ فقال من أين لكم هذا؟ قالوا: أنا لنأخُذ الصاع من هذا بالصاعين. فقال رسول الله صلى الله عليه: "فلا تفعلوا، بع الجَمْع بالدراهم وابتع بالدَّراهم جنيبا". قال أبو عبيد: قال الأصمعي: كلُّ لون من النخل لا يعرف اسمه فهو جَمْع. يقال قد كثُر الجَمْع في ارض فلان، لنخل يخرج من النوى. ومزدلفة يقال لها جَمْع. وقال ابن عباس: "بعثَني رسول الله صلى الله عليه في الثَّقَل من جمع بلَيْل". وقال الليث: يقال: ضربت فلانا بُجْمع كفى، ومنهم من يكسر فيقول بجِمْع كفّى. وتقول أعطيُتك من الدراهم جُمع الكف كما تقول مِلء الكف. وقال الليث: يقال المسجد الجامع نعت له لأنه علامة للاجتماع يجمع أهله. قال: ولا يقال مسجد الجامع. قلت: النحويون أجازوا جميعاً ما أنكره الليث والعرب تضيف الشيء إلى نفسه وإلى نعته إذا اختلف اللفظان، كما قال الله جل وعز: (وذلك دِينُ القَيِّمَةِ) "البينة 5" ومعنى الدين الملة كأنه قال: وذلك دينُ الملة القيمة. واخبرني المنذري عن أبي الهيثم انه قال: العرب تضيف الاسم إلى نعته كقول جل وعز: (وَعْدَ الصِّدْق)" الأحقاف"16" و (وَوَعْدَ الحق)" إبراهيم 22"، وصلاة الاولى، ومسجد الجامع. قلت: وما علمت أحدا من النحويين أبى أجازته، وإنما هو الوعد الصِّدقُ، والمسجدُ الجامع، والصلاة الأولى. وقال الليث: المجمع يكون اسما للناس، وللموضع الذي يجتمعون فيه. قال: والجماعة: عددُ كل شيء. وكثرته. والجِماع: ما جَمَع عددا، كما تقول: جماع الخباء أخبية. وقال الحسن: "اتقوا هذه الأهواء التي جماعها، الضلالة ومعادها النار" وكذلك الجميع، لأنه اسم لازم. وقال الليث: رجل جميع، أي مجتمع في خلقه. وأما المجتمع فالذي استوت لحيته وبلغ غاية شبابه، ولا يقال للنساء. وانشد أبو عبيد: قد سادَ وهو فتى حتى إذا بلغَتْ أشدُّهُ وغلا في الأمر واجتمعا ويقال للرجل إذا استوت لحيته: مُجتمِع، ثم كَهْلٌ بعد ذلك. وقال الليث: يقال لك هذا المال أجمعُ، ولك هذه الحِنطة جمعاء، وهؤلاء. نسوة هن جُمَعُ لك، غير منوْن ولا مصروف. قال: وتقول: استجمعَ السَّيلُ، واستجمَعَتْ للمرء أمورُه، واستجمعَ الفرسُ جَرْياً وانشد: ومستجمع جرياً ولـيس بـبـارحٍ تُباريه في ضاحي المِتانِ سواعده
يعني السراب. وسواعده: مجاري الماء والمجامعة والجِماع: كناية عن النكاح. وقال ابن الأعرابي: الجمعاء: الناقه الكافة الهرمة. ابن بزرج: يقال أقمت عنده قَيظةً جمعاء وليلةً جمعاء. وقال الأصمعي: قِدرٌ جماع وجامعة، وهي العظيمة. وقال الكسائي: أكبر البِرام الجماع، ثم التي تليها المِئكلة. ويقال فلان جماع لبني فلان، إذا كانوا يأوون إلى رأيه وسُودده، كما يقال مَرَبٌّ لهم. واشترى دابة جامعاً: تصلُح للسَّرج والإكاف. وأتان جامع: أول ما تحمل. وقال اللحياني: ذهب الشهر بجُمْعٍ وبجِمْع، أي أجمع. وفلان جميع الرأي، أي ليس بمنتشر الرأي. وقال أبو عمرو: المَجمعة: الأرض القَفْر. والمَجمَعة: ما اجتمع من الرمال، وهي المَجامع. وأنشد: بات إلى نَيْسبِ خَلٍ خادعِ وَعْثِ النِّهاض قاطعِ المجامع بالأم أحياناً وبالمُشايِعِ المشايع: الدليل الذي ينادي إلى الطريق يدعو إليه. وقال ابن السكيت: أجمع الرجلُ بناقته، إذا صر إخلافَها أجمع. وكذلك أكمش بها. وجمَّعتِ الدجاجةُ تجميعاً، إذا جمعت بيضها في بطنها ويقال للجارية إذا شبت: قد جمَعت، أي لبست الدِّرع والخمار. و يقال استأجرته مشاهرة ومجامعة، أي كل جمعة بكذا. واستجمع البقل، إذا يبس كلُّه. واستجمع الوادي، إذا لم يبق منه موضٌ إلا سالَ. واستجمع القوم، إذا ذهبوا كلُّهم لم يبقَ منهم احد، كما يستجمع الوادي بالسيل. وروي عن عمر بن عبد العزيز انه قال: "عجبتُ لمن لاحَنَ الناسَ كيف لا يعرف جوامع الكلم". يقول كيف لا يقتصر على الإيجاز ويترك الفضول من الكلام. وهو من قول النبي صلى الله عليه: "أوتيتُ جوامعَ الكَلِم " يعنى القرآن وما جَمَع الله عز وجل بلطفه من المعاني الجمة في الألفاظ القليلة، كقوله تعالى: (خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ) "الأعراف199". شسع أبو عبيد عن أبي زيد شَسَعْت النعل وأشسعتُها إذا جعلتَ لها شِسعا. ابن بُزْرُج: يقال شَسِعت النَّعلَ، وقَبِلت وشرِكْت، إذا انقطع كلُّ ذلك منها قال: ويقولون للرجل المنقطع الشسع: شاسع وأنشد: من آل أخنس شاسع النعلِ يقول: منقطعه. شمر عن ابن الأعرابي: شسعت النعل وشسَّعتها: جعلت لها شسعا. وقال الليث: الشِّسع السَّير نفسه، وجمعه شُسوع. قال: والشاسع: المكان البعيد، وقد شَسَع شسوعاً. وربما زادوا في الشِّسع نوناً. وأنشد: ويل لأجمال الكريِّ منى إذا غدوتُ وغدونَ إنّي أحدو بها منقطعا شِسْعَنّي فأدخل النُّون. وقال المفضل: الشِّسع: جُلُّ مالِ الرجل، يقال ذهب شِسع ماله، أي أكثره. وأنشد: عَداني عن بَنِيَّ وشِسْع مالي حِفاظٌ شَفَّني ودمٌ ثـقـيلُ وشِسع المكان: طَرِفه؛ يقال حللنا شِسعَيِ الدَّهناء. وكلُّ شيء نبا وشخَص فقد شَسعَ. وقال بلال بن جرير: لها شاسِع تحت الثياب كـأنـه قَفا الديك أوفَي عُرفُه ثم طرَّبا و يروى: "أوفي غُرفةً". وروي عمرو عن أبيه قال: الأحوز: القُبَضة من الرِّعاء الحسنُ القيام على ماله. وهو الشِّسع أيضاً، وهو الصِّيصةُ أيضاً. وقال شمر: قال محارب: إن له شِسعَ مال، وهو القليل. قال: وقال العُقيلى: الشِّسع: ما ضاق من الأرض. وقال ابن الأعرابي: عليه شسعٌ من المال، ونَصِيّةٌ، وعُنصلة، وعِنْصِيَة؛ وهي البقية. وأنشد بيت المرار: عَداني عن بنيّ وشِسع مالي قال: ويقال فلانٌ شِسع مال، كقولك أيِّلُ مال وإزاء مال. ويقال شَسعت داره شُسوعاً، إذا بعدت. عشز أبو عبيد عن أبي عمرو: عشر الرجل يَعِشز عَشَزاناً، وهي مشية المقطوع الرجل. الليث: العَشْوَزٌ: ما صلُب مسلكُه من طريق أو أرض وانشد للِشَّمّاخ: المقفِراتُ العشاوزُ وقالهُ أبو عمرو وانشد: تَدقّ شُهبَ طلحِهِ العشاوزُ عشط قلت"لم أجد في باب ثلاثيِّ عشط شيئاً صحيحاً. العَنْشط والعشَنَّط من رباعيِّة، والنون زائدة. وروي أبو عبيد عن الأصمعي انه قال: العَشَنَّط بتشديد النون، والعَنْشَط بتسكين النون: الطَّويل. عطش قال الليث وغيره: يقال رجل عطشان وامرأة عطشانة وعطشى، والجميع عِطاش.
وقد عَطِش يَعْطَش عطشا. وتقول: هو عاطِشٌ غداً. والمعاطش: مواقيت الظِّمْء. قلت: واحدها مَعطَش، وقد يكون المعطش مصدراً لعطش يعطش. ويقال عطّشت الإبل إذا زدت في ظِمئها وحبستا عن الماء يوم وِردِها، فإن لم تبالغ في ذلك قلت أعطشتها والمُعَطَّش: المحبوس عن الماء عمدا. اللحياني: مكان عَطِشٌ وعَطُشٌ، أي قليل الماء قال: ويقال رجل عَطشانُ نطشان، وقوم عَطاشَى وعُطاشَى. وقد أعطشَ فلان وانه لمُعْطِشٌ، إذا عطشت إبله وهو لا يريد ذلك. ورجل مِعطاشٌ وامرأة مِعطاش. شعذ قال الليث: استعمل منه الشعوذة والشعوذي. قال: وليس من كلام أهل البادية. فأما الشعوذة فخِفَّة في اليد وأُخَذٌ كالسِّحر، يُرَى الشيء بغير ما هو عليه أصله في رأي العين. قال: والشَّعوذي اشتقاقه منه، لسرعته، وهو الرَّسول للأمراء على البريد. شعث روي عن عمر أنه، سأل زيدا عن الجَد والإخوة فقال له: "شَعِّثْ ما كنت مُشعِّاً" قال شمر: فسَّرهُ شعبة قال: التشعيث" التفريق:. ويقال تشعَّثه الدهر، أي أخذه. قال: وتشعّثَ ماله، إذ ا أخذه. قال: وشَعِثْتُ من الطعام: أكلت قليلا. ولم الله شَعَثه، أي جمع ما تفرق منه. ومنه شَعَث الرأس. وقال الليث: تقول رجل أشعث وشَعِثٌ وشَعْثَانُ الرأس. وقد شعِث يشعَث شَعَثا وشُعوثة. وشعّثته أنا تشعيثا، وهو المغبَرْ الرأس المنتَتِفُ الشعر الحاف الذي لم يَدَّهن. قال: والتشعُّث: التفرق والتنكُّث، كما يتشعّث راس المسواك. والتشعث: انتشار الأمر وانشد: لمَّ الإله به شعثاً ورمَّ بـه أمور أمّتهِ والأمر منتشرُ وقال النابغة: فلستَ بمستبقٍ أخاً لا تَـلُـمُّـه على شَعَثٍ أيُّ الرجالِ المهذَّبُ والأشعث: اسم الوتد، سمى أشعثَ لتشعث رأسه؛ ومنه قوله: وأشعث عاري الضرتين مُشّجَّج بأيدي السَّبابا لا أرى مثله جبرا قال: والمشعث في الضرب الخفيف من الشعر: ما صار في آخره مكان فاعلن مفعولن كقول سلامة بن جندل: وكأن ريقَتها إذا نبَّهـتَـهـا صهباءُ عَتَّقَها لشَرْبٍ ساقي قال: ويقال في الدعاء: لمَّ الله شَعَثكم وجَمَع شَعْبكم، ولم الله شَعَثَ أمة محمد صلى الله عليه وسلم، أي جمع كلمتهم. وقال الأصمعي: يقال للبُهَمي إذا يبس سقاه: أشعث. قال ذو الرمة: ما زال مُذْ أو جفَتْ في كل ظاهرةٍ بالأشعث الفردِ إلا وهو مهمـومُ قال الأصمعي: أساء ذو الرمة في هذا البيت، وإدخال إلا هاهنا قبيح، كأنه كره له إدخال تحقيق على تحقيق. ولم يرد ذو الرمة ما ذهب إليه إنما، أراد لم يزل من مكان إلى مكان يستقري المراتع إلا وهو مهموم، لأنه رأي الراعي قد يبست فما زال هاهنا ليس بتحقيق، إنما هو كلام مجحودٌ فحققه بإلا. عشر قال الليث: العَشْر عدد المؤنث، والعشرة عدد المذكر، فإذا جاوزت العشرة أنثت المذكر وذكرت المؤنث، تقول عشر نسوة وعشره رجال، فإذا جاوزت العشر فان ابن السكيت حكى عن الفراء. تقول في المذكر أحد عشَر. قال: ومن العرب من يسكن العين فيقول أحد عْشَر، وكذلك يسكنها إلى تسعة عشر، إلا أثنى عشر فإن العين منه لا تسكن لسكون الألف والياء قبلها قال: والعدد منصوب ما بين أحد عشَر إلى تسعة عشرَ في النصب والرفع والخفض، إلا أثنى عشر فان اثني واثنتي يعر بان لأنهما على هجاءين قال: وإنما نصب أحد عشر وأخواتها لان الأصل أحد وعَشَرة، فأسقطت الواو وصيرا جميعا. اسما واحدا، كما تقول: هو جاري بيتَ بيتَ، ولقيتُه كِفَّةَ، كِفَّهَ والأصل بيت لبيتٍ، وكفة لكفة فصيرنا اسما واحدا. وتقول في المؤنث إحدى عَشَرة، ومن العرب من يكسر الشين فيقول عَشِرة، ومنهم من يسكن الشين، فيقول إحدى عَشْرة، وكذلك اثنتي عَشَرة واثنتي عَشِرة واثنتي عشرة، وثِنتَيْ عشَرة وعَشِرة وعَشْرة. قال: وتسقط الهاء من النيف فيما بين ثلاث عشرة إلى تسع عشرة من المؤنث. وإذا جزت إلى العشرين استوى المذكر والمؤنث فقلت عشرون رجل وعشرون امرأة. قال: وتقول: هذا الواحد والثاني والثالث إلى العاشر في المذكر، وفي المؤنث: هذه الواحدة والثانية والثالثة والعاشرة. وتقول: هو عاشر عَشَرةٍ وهي عاشرةُ عشر. فإذا كان فيهن مذكر قلت: هي عاشرة عَشَرةٍ، غلبت المذكر على المؤنث.
وتقول: هو ثالث ثلاثة عشرَ، أي هو أحدهم وفي المؤنث: ثالثةُ ثلاث عشرةَ لا غير بالرفعُ في الأول. وتقول: هو ثالثُ عَشَرَ وهو ثالث عشرَ، ياهذا، بالرفع والنصب، وكذلك إلى تسعة عشر. فمن رفع قال: أردت هو ثالث ثلاثة عشر، فألقيتُ الثلاثة وتركت ثالث على إعرابه. ومن نصب قال: أردت هو ثالثُ ثلاثة عَشَرَ، فلما أسقطت الثلاثة ألزمْتُ إعرابها الأول ليعلم أن هاهنا شيئا محذوفا. وتقول في المؤنث: هي ثالثة عشرة وهى ثالثة عشر. وتفسير المؤنث تفسير المذكر. وتقول: هو الحادي عشر وهو الثاني عَشرَ والثالث عَشَرَ إلى العشرين، مفتوح كلُّه. وفي المؤنث: هذه الحادية عشرة والثانية عشرة إلى العشرين، تدخل الهاء فيها جميعا. وقال الكسائي: إذا أدخلت في العدد الألف واللام فادخلهما، في العدد كله، فتقول: ما فَعَلت الأحد عَشَرَ الألف لدرهم. والبصريون يدخلون الألف واللام في أوله فيقولون: ما فعلت الأحد عشر ألف درهم. وقال الليث: تقول: عشرتُ القوم: صرتُ عاشرَهم، وكنت عاشرَ عَشْرة قال: وعشرت القومَ وعَشَرتُ أموالهم، إذا أخذت منهم العُشْر وبه سمي العَشَّار. والعُشْر: جزء من العشَرة، وهو العَشِير والمعشار. قال: وتقول: جاء القوم عُشَار عُشاَرِ، ومعشرَ مَعشر، أي عشرة عشرة، كما تقول: جاءوا أحاد أحاد، وثُناءَ ثُناءَ، ومَثنى مَثنى. قال: والعشر: ورد الإبل يوم العاشر. وفي حسابهم: العشر التاسع. وإبل عواشر: ترد الماء وكذلك الثوامن والسوابع والخوامس. أبو عبيد عن الأصمعي قال: إذا وردت الإبل كل يوم قيل: وردة رفها، فإن وردة يوما ويوما لا قيل: وردت غبا، فإذا ارتفعت عن الغِبِّ فالظلم. الريع، وليس في الورد ثلث، ثم الخمس إلى العِشْر. فان زادت فليس لها تسميةُ ورد، ولكن يقال: هي ترد عشراً وغِباًّ وعِشْراً وربما إلى العشرين، فيقال حينئذ ظِمؤها عِشرانِ. فإذا جاوزَت العشرينِ فهي جوازئ. وقال الليث: إذا زادت على العشرة قالوا: وردنا رفها بعد عِشْر. قال: وعشّرتُ الشيء تعشيراً، إذا كان تسعةً فزدت واحدا حتى تَمَّ عَشرة. قال: وعَشَرْتُ، خفيفة: أخذتُ واحدا من عشرة فصار تسعة فالعُشور نُقصان والتعشير زيادة وتمام. وقال الليث: قلتُ للخليل: ما معنى العشرين؟ قال: جماعة عِشْر قلت: فالعِشْر كم يكون؟ قال: تسعة. قال: تسعة. قلت فعشرون ليس بتمام إنما هو عِشْران ويومان. قال: لما كان من العِشْر الثالث يومان جمعته بالعشرين قلت: وإن لم يستوعب الجزء الثالث؟ قال: نعم، ألا ترى قول أبي حنيفة إذا طلقها تطليقتين وعُشر تطليقة فإنه يجعلها ثلاثا، وإنما من الطلقة الثالثة فيه جزء. فالعشرون هذا قياسُه. قلت: لا يُشبه العِشْرُ التطليقة: لان بعض الطليقة تطليقةٌ تامة، ولا يكون بعض العِشْر عِشراً كاملا. ألا ترى انه لو قال لامرأته: أنت طالق نصف تطليقة أو جزءا ًمن مائة تطليقةً كان تطليقة تامة، ولا يكون نصف العِشر وثلث العِشْر عِشراً كاملاً. وقال الليث: ويوم عاشُوراء هو اليوم العاشر من المحرم. قلت: ولم اسمع في أمثلة الأسماء اسماً على فاعولاء إلا أحرفاً قليلة. قال ابن بزرج: الضَّاروراء. : الضَّراء، والسّاروراءُ: السّرّاء، والدَّالولاءُ: الدَّالة. وقال ابن الأعرابي: الخابوراءُ: موضع. وروي عن ابن عباس انه قال في صوم يوم عاشوراء: "لئن سَلِمْتُ إلى قابل لأصومنَّ اليوم التاسع" وروى عنه أنه قال: رعَت الإبل عشراً، وإنما هي تسعةُ أيام. قلت: ولقول ابن عباس وجوه من التأويلات: أحدها أنه كره موافقةَ اليهود لأنهم يصومون اليومَ العاشر وروي عن ابن عيينة عن عُبيد الله بن أبي يزيد قال: سمعتُ ابن عباس يقول: "صوموا التاسع والعاشر ولا تشبَّهوا اليهود" والوجه الثاني ما قال إسماعيل بن يحيى المزَنيّ: يحتمل أن يكون التاسع هو العاشر. قلت: كأنه تأوّلَ فيه عِشر الورد أنها تسعة أيام، وهو الذي حكاه الليث عن الخليل، وليس ببعيدٍ من الصواب. وقال الليث: المعشِّر: الحمارُ الشديد النَّهيق الذي لا يزال يوالي بين عشرِ ترجيعات في نهيِقهِ، ونهيقُه يقال له التعشير. ويقال عشّر يعشّر تعشيراً.
وقال الله تعالى: (وَإِذَا العِشَارُ عُطِّلَتْ) "التكوير4 " قال الفراء: العِشار لُقّح الإبل، عطلها أهلُها لاشتغالهم بأنفسهم وقال أبو إسحاق: العِشار النُّوقُ التي بطونها أولادُها إذا أتت عليها عشرة اشهر قال: واحسن ما تكون الإبل وأنْفَسُها عند أهلها إذا كانت عِشاراً. أبو عبيد عن الأصمعي: إذا بلغت الناقةُ في حملها عشرةَ أشهر فهي عُشرَاء ثم لا يزال ذلك اسمها حتى تَضَعَ وبعد ما تضعُ لا يزايلُها؛ وجمعها عِشار. وقال غيره: إذا وضعَتْ فهي عائذ وجمُعها عُوذٌ. قلت: العرب يسمُّونها عشاراً بعدما تضع ما في بطونها، للزوم الاسم لها بعد الوضع، كما يسمُّونها لِقاحاً. قال الليث: يقال عَشَّرَتْ فهي عُشَرَاء، والعدد عُشَرَاوات، والجميع العِشاَر. قال: ويقال يقع اسمُ العِشار على النُّوق التي نُتِج بعضُها وبعضها متقارب. وفي حديث النبي صلى الله عليه أنه قال للنساء: "إنّكنَّ أكثر أهل النار، لأنكنَّ تُكْثِرنَ اللَّعنَ وتَكفُرنَ العشير"، قال أبو عبيد: أراد بالعشير الزَّوج، سمِّي عشيراً لأنه يعاشِرها وتُعاشِره. وقال الله جل وعز: (لَبِئْسَ المَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ )"الحج13" أي لبئس المعاشر. واخبرني عن أبي العباس احمد ابن يحيى قال: المَعْشَر والنَّفَر والقوم والرّهط، هؤلاء معناهم الجمع؛ لا واحد لهم من لفظهم، للرجال دون النساء. قال: والعشيرة أيضاً للرجال قال: والعالم أيضاً للرجال. وقال أبو عبيد: العشيرة تكون للقبيلة ولمن هو أقربُ إليه من العشيرة، ولمن دونهم. وقال ابن شميل: العشيرة العامة؛ مثل تميم وبني عمرو بن تميم. وقال الليث: المَعشَر: كل جماعةٍ أمرُهم واحد، نحو معشر المسلمين ومعشر المشركين. وقال الليث: العاشرة: حلْقة التعشير من عواشر الصحف، وهي لفظةٌ مولَّدة. والعرب تقول بُرمة أعشار، أي متكسِّرة ومنه قول امرئ القيس في عشيقتِهِ: وما ذَرفت عيناكِ إلا لتضربـي بسهميك في أعشار قلبٍ مقتَّلٍ وفي قول آخر أعجَبُ إلى من هذا القول، قال أبو العباس أحمد بن يحيى: أراد بقوله "بسهميك" هاهنا سهْمَي قداح الميسر، وهما المعلَّي والرقيب، فللمَعلَي سبعة أنصباء، وللرقيب ثلاثة، فإذا فاز الرجل بهما غلب على جزور الميسِر كلِّها فلا يطمع غيرُه في شيء منها. قال: فالمعنى أنها ضربت بسهامها على قلبِهِ فخرجَ لها السَّهمانِ، فغلبتْه على قلبِه كلِّه وفتنتْه فملكتْه. قال: ويقال أراد بسهميها عينيها. قلت: واخبرني المنذري عن أبي الهيثم في تفسير هذا البيت بنحو مما فسره أبو العباس، إلا انه جعل اسم السَّهم الذي له ثلاثة أنصباء الضَّريبَ، وجعله ثعلبٌ الرَّقيب. ونظرت في باب الميسر للحياني في نوادره فذكر إن بعض العرب يسميه الرقيب، وبعضهم يسميه الضريب. وهذا التفسير في هذا البيت هو الصحيح. وقال الليث: يقال عشَّرت القَدَح تعشيراً، إذا كسرته فصيرته أعشاراً. قال وعَشْر الحبُّ قلبَه، إذا أضناه. وأعشَرنْا منذ لم نلتِق، أي أتى علينا عشر ليال. وأما قول لبيد يصف مَرتعاً: هَمَلٍ عشائُره على أولادها من راشحٍ متقوِّب وفَطِيمِ فإن شمراً روى لأبي عمرو الشيباني انه قال: العشائر: الظِّباء الحديثات العهد بالنتاج. قلت: كان العشائر في بيت لبيدٍ بهذا المعنى جمع عِشارٍ، وعشائرُ هو جمع الجمع، كما يقال جمال وجمائلُ، وحبال وحبائل. وقال ابن السكيت: يقال ذهبَ القومُ عُشارَياتٍ وعُسَارَيات، إذا ذهبوا أياديَ سبا متفرقين في كل وجه. وواحد العُشارَيات عُشارَى، مثل حُبارى وحُبارَيات. والعُشارة: القطعة من كل شيء، قوم عُشارة وعشارات. وقال حاتم طيئ يذكر طّيئاً وتفرُّقَهم: فصاروا عُشاراتٍ بكل مكان وروى عن ابن شميل انه قال: رجل أعْشَر أي أحمق. قلت: لم يَروه لي ثقة أعتمده، ولم أسمعه لغيره، ولعله رجل أعسَر، ولا أحقُّ واحدا منهما. وجمع العَشِير أعشراء. وروى عن النبي صلى الله عليه أنه قال: "تسعة أعشراء الرزق في التجارة، وجزءُ منها في السابِياء" أراد تسعة أعشار الرزق. والعَشير والعُشر واحد، مثل الثَّمين والثُّمن، والسَّديس والسُّدس. والعَشير في حساب مساحة الأرض: عُشر القَفِيز، والقفيز عُشر الجريب.
وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي أن أعرابيا ذكر ناقة فقال: "إنهما لمِعشارٌ مِشْكار"، قال: معشار: غزيرة ليلة تُنتَج، ومشكار: تغزر في أول نبت الربيع. وذو العُشيرة: موضع بالصَّمَّان معروف نسب إلى عَُشرة نابتة فيه. والعُشَر من كبار الشجر، وله صمغ حلو يقال له سُكر العُشَر. وتِعْشار: موضع بالدهناء، وقيل هو ماء. عرش قال الله جل وعز: (الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) "طه5 " وقال في موضع آخر: (الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) "الحاقة17" وروى سفيان الثوري عن عمار الدهني عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس انه قال: "الكرسِيُّ موضع القدمين، والعَرْش لا يُقْدر قدره". وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي أنه قال: قال ابن عباس: "العرش مجلس الرحمن" أرسله ابن الأعرابي إرسالاً ولم يُسنده. وحديث الثوري متصل صحيح. والعرش في كلام العرب: سرير الملك، يدلُّك على ذلك سرير ملكة سبأ، سماه الله جل وعز عرشاً فقال: (إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ) "النمل23" قلت: والعرش في كلام العرب أيضاً: سقف البت، وجمعه عروش؛ ومنه قول الله جل وعز: (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا) "البقرة259" قال الكسائي في قوله "وهي خاوية على عروشها" على أركانها. وقال غيره من أهل اللغة: على سقوفها، أراد إن حيطانها قائمة وقد تهدمت سقوفها فصارت في قرارها، وانقعرت الحيطان من قواعدها فتساقطت على السقوف المتهدمة قبلها. ومعنى الخاوية والمنقعرة واحد، يدلُّك على ذلك قول الله عز وجل في قصة قوم عاد: (كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ) "الحاقة7"، وقال في موضع آخر يذكر هلاكهم أيضاً: (كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ) "القمر20" فمعنى الخاوية والمنقعر في الآيتين واحد، وهي المنقلعة من أصولها حتى خَوَى مَنبِتها. ويقال انقعرت الشجرة، إذا انفلعت. وانقعر البيت إذا انقعَ من أصله فانهدم. وهذه الصفة، في خراب المنازل من أبلغ الصفات. وقد ذكر الله جل وعز في موضع آخر من كتابه مادل. على ما ذكرته، وهو قوله (فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمْ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ) "النحل26" أي قلع أبنيتهم من أساسها، وهي القواعد، فتساقطت سقوفها وعلتها القواعد وحيطانها وهم فيها. وانم قيل للمنقعر خاو لان الحائط إذا انقلع من أسِّه خَوَى مكانُه، أي خلا. ودار خاوية، أي خالية. وقال بعضهم في قوله: (وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهاَ) "البقرة259 والكهف42" أي خاوية على عروشها لتهدُّمها، جعل على بمعنى عن، كما قال الله تعالى: (الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ)"المطففين2" أي اكتالوا عنهم لأنفسهم. وقال ابن الأعرابي أيضاً: العرش: بناء فوق البئر يقوم عليه الساقي وانشد: أكلَّ يومٍ عَرشُها مُقيلى قال: والعرش: المُلْك، يقال ثُلَّ عرشُه، أي زال ملكه وعزه قال زهير: تداركتما الأحلافَ قد ثُلّ عرشُها وذِبْيانَ اذ زَلَّت بأقدامها النعل قلت: وقد رأيت العرب تسمى المَظَال التي تُسوى من جريد النَّخل ويُطرَح فوقها الثُّمامُ عروشا، والواحد منها عريش، ثم يُجمَع عُرُشاً، ثم عروشاً جمعُ الجمع. ومنه حديث ابن عمر انه يقطع التلبية إذا نظر إلى عروش مكة، يعني بيوت أهل الحاجة منهم ومنه حديث سعد أنه قال: "تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه وفلانٌ كافرٌ بالعُرُش" يعني وهو مقيم بعروش مكة-وهي بيوتها-في حال كفره. ويقال للحظيرة التي تسوى للماشية تُكُّنها من البرد: عريش. وقال ابن شميل: الإعراش: أن تُمنع الغنم أن ترتع؛ وقد أعرشتها، إذا منعتَها أن ترتع وانشد: يُمحَى به المَحلُ وإعراشُ الرُّمُمْ. ويقال اعرَوّشْتُ الدّابةّ، واعترشته وتعَرْوشته، إذا ركبته. وقال أبو عبيد: قال أبو زيد: بئر معروشة، وهي التي تطوى قدر قامة من أسفلها بالحجارة ثم يطوى سائرها بالخشب وحده فذلك الخشب هو العرش يقال منه عرشت البئر أعْرِشُهُا. فإذا كانت كلها بالجارة فهي مطوية وليست بمعروشة. وقال غيره: المَثَاب: مقام الساقي فوق العروش. ومنه قول الشاعر: وما لمِثَابـات الـعـروش بـقـيةٌ إذا استُلّ من تحت العروش الدعائمُ وقال الليث: العرش: السرير للملك. والعرش والعريش: ما يُستظل به. قال: وعرشُ الرجُل: قِوام أمره، فإذا زال قوام أمره قيل ثُلَّ عرشُه. وقيل لرسول الله صلى الله عليه يوم بدر: ألا نَبني لك عريشاً تتظلَّل به؟ ويقال عرّشت الكرم تعريشاً إذا عطَفت العيدَان التي تُرسَل عليها قُضبان الكرم، والواحد عرش والجميع عروش، ويقال عريشٌ وجمعه عُرُش. والعريش: شبه الهودج يتخذ للمرأة تقعد فيه على بعيرها. وقال رؤبة: أَطْرِ الصَّناعَينِ العريشَ القَعضا ويقال عرش الحمارُ بعانته تعريشاً، وذلك إذا حَمَل على عانته فرفع رأسه شاخساً فاه وقال رؤبة أيضاً: كأنّ حيثُ عرَّش القبائلا من الصَّبيبين وحِنواً ناصلا وللعُنق عُرشان بينهما القفا، وفيهما الأخدعان، وهما لحمتان مستطيلتان عَدَاء العنُق. وقال الشاعر: وعبد يغوث تحجل الطير حوله وقد هذّ عُرشيه الحسَام المذكَّرُ والعرش في القدم: ما بين الحِمارِ والإصبع من ظهر القدم، والجمع الأعراش. وقال ابن الأعرابي: ظهر القدم العَرش وباطنه الأخْمَص وقال الأصمعي: العُرشانِ: ما زال عن العِلباوَين. قال والأُذنان تسميان عُرشين لمجاورتهما العُرشين. يقال أراد فلان أن يُقرَّ بحقّي فنفث فلان في عُرشيه. وإذا سارّه في أذنيه فقد دنا من عُرشيه. وإذا نبتَت رواكيبُ أربع أو خمس على جذع النخلة فهي العَرِيش، قال ذلك أبو عمرو. وعَرش الثريَّا: كواكب قريب منها. ويقال اعترشَ العنبُ العريش اعتراشاً، إذا علاَه، وقد عَرشوهُ عَرشاً. وبعيرٌ معروف الجنبين: عظيمُهما، كما تُعرش البئر إذا طويت. أبو زيد: تعرَّشنا ببلاد كذا، أي ثبتن. وتعرَّشَ فلان بها. وقال شمر: عَرِشَ فلانُ وعَرِسَ. وقال ابن دريد: العُرشان من الفرس: آخر شعر العُرف. وقال شمر: وبَطِر وبَهِتَ مثل عَرِشَ وعَرِسَ. ثعلب عن ابن الأعرابي: يقال للكلب إذا خَرِق فلم يدنُ للصيد: عَرِشَ وعَرِسَ. شعر قال الله تبارك وتعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ)"المائدة2" قال الفراء: كانت العربُ عامة لا يرون الصفا والمروةَ من الشعائر، ولا يطوفون بينهما، فانزل الله جل وعز: "لا تحلُّوا شعائر الله" أي لا تستحلُّوا ترك ذلك وقال أبو عبيد: شعائر الله واحدها شعيرة، وهي ما أشعر لُيهدَي إلى بيت الله وقاله الزجاج: شعائر الله يُعنى بها جميع متعبَّدات الله التي أشعرَها الله، أي جعلها اعلاما لنا، وهيا كلُّ ما كان من موقفٍ و مسعّى أو ذِبْح. وإنما قيل شعائر الله لكلِّ عَلمٍ مما تُعُبِّد به لأنَّ قولهم شَعَرت به: علمتُه، فلهذا سمَّيت الأعلام التي هي متعبَّدات الله شعائر. وأما إشعار الهَدْي فإنْ أبا عبيد روى عن الأصمعي انه قال. أشعار الهَدْي هو أن يٌطعَن في أسنمتها في أحد الجانبين بمبضعٍ أو نحوه بقدر ما يسيل الدم، وهو الذي كان أبو حنيفة يكرهه، وزعَمَ انه مُثْلة وسنّة النبي صلى الله عليه أولى بالاتِّباع. وقال الأصمعي. الإشعار: الإعلام. والشِّعائر: العَلامة. قال: ولا أدرى مشاعر الحجّ إلا من هذا، لأنها علاماتٌ له. وفي حديث آخر أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه فقال له: "مُرْ أمَّتَك أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية فإنها من شعائر الحجّ". ومنه شِعار العَساكر، إنما يَسِمُون لها علامةً ينصبونها ليعرف بها الرجل رُفقَتَه. وفي حديث آخر أن شعار أصحاب النبي صلى الله عليه كان: يامنصورُ أَمِتْ أمِتْ! وروي عن عمر بن الخطاب أن رجلاً رمى الجمرةَ فأصاب صَلَعَته بحجرِ فسال الدم فقال رجل: اشعِر أميرُ المؤمنين! ونادي رجل آخر: يا خليفة، وهو اسم رجل، فقال رجل من بنى لِهْبِ: ليُقتَلَنَّ أمير المؤمنين. فرجَع فقُتل في تلك السَّنة. ولِهْبٌ قبيلة من اليمن فيهم عِيافةٌ وزَجْر، وتشاءم هذا اللَّهبي بقول أُشِعرَ أميرُ المؤمنين فقال ليقتلن وكان مُراد الرجل انه اعلم بسيلان الدمِ عليه من الشّجّة، كما يشعر الهدي، وذهب به اللهبيُّ إلى القتل لأن العرب كانت تقول للملوك إذا قُتلوا: أُشعِروا.
وكانوا يقولون في الجاهلية: دية المُشعَرة ألفُ بعير، يريدون دية الملوك. فلما قال الرجل أٌشعِر أمير المؤمنين جعله اللهبي قتلا فيما توجَّه له من علم العيافة، وان كان مراد الرجل انه دٌمِّيَ كما يدمَّى الهدي إذا أشعِر. وروي شمر بإسنادٍ له عن بعضهم انه قال: " لا سَلَبَ إلا لمن أشعَرَ عِلْجَاً، فأما من يٌشعِرْ فلا سَلَبَ له": قال شمر: قوله إلا لمن اشعرَ عِلْجًا أي طعنه حتّى دخَل السنانٌ جَوفَه. قال: والإشعار: الإدماء بطعن أو رميٍ أو وَجْء بحديد وانشد لكثِّير: عليها ولّما يبلغا كلَّ جهـدهـا وقد أشعرَاها في أظَلِ ومَدْمَعِ أشعراها: أدمياها وطعناها وقال الآخر: يقول للمُهْر والنُّشَّابُ يُشـعـره لا تجزعَنْ فشرُّ الشَّيمة الجزُع قال: ومنه إشعار الهدي. ودخل التَّجُوبىُ على عُثمان فأشعره مِشقَصا. وأنشد أبو عبيدة: نقتِّلهم جيلاٍ فجيلًا تراهـمُ شعائر قٌربان بها يٌتقرَّب وقال الله جل وعز: (فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ)" البقرة198" هو مُزدلِفة، وهي جَمْع تسمى بهما جميعا والمَشعْرِ: المَعْلَم المتعبِّد من متعبّداته. وأما قول النبي صلى الله عليه لغَسَلةِ ابنته حين طرحَ إليهنَّ حقوه فقال: "أشعِرتَها أياه" فإنَّ أبا عبيد قال: معناه اجعلْنَه شِعارها الذي بلى جسَدها. وجمع الشَّعار شُعُر. والدِّثار: الذي فوقه، وجمعه دُثُر. وقال الليث: الشِّعار: ما استشعرت من الثياب تحتها. قال: وسمى شعارا لأنه يلي شعَر الجسد دون ما سواء من اللباس. قال: والشِّعار: ما ينادي به القومُ في الحروب ليعرف بعضُهم بعضا وقال في قول الأعشى: في حديثُ وارَى الأديمُ الشِّعارا أراد في حيث واري الشِّعار الأديم، فقلَبه. قال: وقول النبي صلى الله عليه للأنصار: "أنتم الشِّعار وغيركم الدِّثار"، أراد أنهم أخصُّ أصحابه، كما سماهم عيبتَه وكَرِشَه. وروي عمرو عن أبيه قال: الشِّعار: الرَّعد وأنشد: وقطار غادية بغير شعارِ الغادية: السحابة التي تجىء غدوة. وقال شمر: قال ابن شميل: الشِّعار. ما كان من شجر في لين ووَطاء من الأرض يحلُّه الناس، نحو الدَّهناء وما أشبهها، يستدفئون بها في الشتاء، ويستظُّلون بها في الغيظ، فهو الشِّعار. يقال ارض ذات شِعارٍ وأنشد: تعدَّى الجانبَ الوحشـي يأدو مَدِبَّ السَّيل واجتذبَ الشِّعار قلت: قيده شمر بخطِّه شِعار بكسر الشين، وهكذا رواه أبو حاتم عن الأصمعي بكسر الشين مثل شعار المرأة. وأما ابن السكيت فرواه عن أبي عمرو الشيباني "شعار" بفتح الشين في الشجر. واخبرني المنذري عن الصيداوى عن الرياشي قال: قال أبو زيد: الشَّعار كله مكسور إلا شَعار الشجر. قال: والشَّعار: كثرة الشجر. قلت: فيها لغتان: شِعار وشَعار، في كثرة الشجر. وقال ابن دريد: روضةٌ شَعْراء: كثيرة الشَّجر، ورملة شَعْراء: تُنبت النَّصِي. وروي شمر عن ابن الأعرابي وأبى عمرو انهما قالا: استشعر القوم، إذا تداعوا بالشِّعار في الحرب. وقال النابغة الذبياني فيه: مستشعِرين قد ألفَوْا في ديارهم دُعاء سُوعٍ ودُعْمـىِ وأيوبِ يقول: غزاهم هؤلاء فتداعَوْا بينهم في بيوتهم بشِعارهم. أبو عبيد: أشعرتُ السِّكِّين: جعلت لها شَعيرة. ثعلب عن ابن الأعرابي: الشَّعْراء: ذباب يلسع الحمار فيدور. قال وشَعَر لكذا، أي فطن له وشَعِر، إذا ملك عبيداً. وقال الليث: الشَّعيرة: البَدَنة التي تهدى وجمعها الشَّعائرة. قال: وشعائر الله: مناسك الحجّ، أي علاماته، والمشَعر: مَوضِع المَنْسِك من مَناسك الحج. قال: والشَّعَر: ما ليس بصوفٍ ولا وبَر، والواحدة شَعَرة، ويُجمع على الشعور والأشعار. ورجل اشعرٌُ شَعْرانيُّ: طويل الشعر. وقال ابن السكيت: رجل اشعر: طويل الشعر. رجل اظفَر: طويل الأظفار. ورجل أعنَقُ طويل العنُق. ويقال رجل رأى الشعرة، إذا رأى الشَّيبَ في رأسه. وقال الليث: الأشعر: ما استدار بالحافر من منتهى الجلد حيث ينبت الشُّعَيرات حوالَيِ الحافر، وجمعه الأشاعر. واخبرني المنذري عن أبي الهيثم عن نُصير الرازي. قال: يقال لناحيتَي فرج المرأة الأسْكَتانِ، ولطرفيهما الشُّفْران، وللذي يليها الأشعران.
وقال اللحياني: أشعَرُ خفِّ البعير حيث ينقطع، وأشعر الحافرِ مثله، وأشعر الحياءِ حيث: ينقطع الشَّعَر. قال: والأشعر: شيء يخرج من بين ظِلفي الشاة كأنه ثؤلول تُكوَى منه وقال الليث: شعَرت بكذا أشعُر، أي فطِنتُ له وعلمته. وليت شِعري: ليت علمي. وما يُشعِرك: ما يدريك قال: والشِّعر: القريض المحدود بعلامات لا يجاوزها، وقائله شاعرٌ لأنه يشعُر ملا يشعُر به غيره، أي يعلم. وجمعه الشُّعراء ويقال شَعَرتُ لفلانٍ، أي قلت له شِعراً وأنشد: شَعَرت لكم لما تبيَّنتُ من فضلكـم على غيركم ما سائر الناس يَشْعُر وقال اللحياني: يقال من الشَّعر شَعَر فلان، وشعُر يشعُر شَعراً وشِعرا، وهو الاسم. قال: وشعَرت بفلانٍ شِعرةً وشِعراً ومشعورة ومشعوراً وشِعْري-وقال أبو الهيثم: لا اعرف شِعْرَي-قال: ما شعرت لفلان، حكاه عن الكسائي قال: وهو كلام العرب. ويقال ليت شعري لفلانٍ ما صنع، وليت شِعري عن فلان ما صنع، وليت شعري فلاناً ما صنع. وانشد بيت أبي طالب بن عبد المطَّلب: ليتَ شِعري مُسافرَ بنَ أبي عم رو وليتٌ يقولُها المحـزونُ وانشد في ليت شعري عَنْ: ياليت شعري عن فلانٍ ماصنَعْ وعن أبي زيد وكم كان اضطجع وقال آخر: ياليت شعري عنكم حنيفا وقد جَدَعنا منكم الأنوفا وقال الليث: الشَّعير: جنسٌ من الحبوب، الواحدة شعيرة. قال: والشَّعارير: صغار القِيثَّاء، واحدُها شُعرور. وفي حديثٍ رُوى، انه أهدى لرسول الله صلى الله عليه شعارير. قال: والشَّعارير: لُعبةٌ للصِّبيان، لا يُفردُ يقال لَعبنا الشَّعارير. والشَّعراء: فاكهة، جمعُه وواحده سواء والشَّعِيرة في الحُليّ: هَنَةٌ تُتَّخذ على خِلْقة الشَّعِيرة. وبنو الشُّعِيراء قبيلة معروفة: وقال الله: (وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى)"النجم49". الشِّعرى: كوكب نيِّر يقال له المِرزَم، وهما شِعريَانِ إحداهما تسمَّى الغُميصاء، والأخرى يقال لها العَبُور. وقد عَبَد الشَّعري العَبورَ طائفةٌ من العرب في الجاهلية وقالوا أنها عَبَرت السماء عَرْضا، ولم يَعُبرها عَرْضا غيرها. قال لله: (وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى) أي ربُّ الشِّعرى التي تَعُبدون. وسميت الأخرى الغُمَيصاء. لأن العرب قالت في أحاديثها أنها بكت إلى إثر العبور حتى غَمِصَتْ. وشَعْر: جبل لبني سليم. والشَّعرانُ: ضربٌ من الرِّمث أخضر يضرب إلى الغبرة. والشِّعْرة: الشعَر على عانة الرَّجلُ ورَكَب المرأة وعلى ما وراءهما. وقال اللحياني: يقال تيسٌ أشعرُ وعَنْزة شعراء، وقد شَعِر يَشعَر شَعَراً. وكذلك كلُّ ما كثُر شعره. قال: وسألت أبا زيادٍ عن تصغير الشُّعور فقال: أشَيعار، رجع إلى اشعار. وهكذا جاء في الحديث: "على أشعارهم وأبشارهم". ويقال استشعرتُ الشِّعار وأشعَرْتُه غيري. ويقال أُشِعرتُ بفلانٍ، أي أُطلِعت عليه. وأشعَرتُ به، أي أطْلَعْتُ عليه. وتقول للرجل: استشعِرْ خشيةَ الله، أي اجعله شعارَ قلبك. و يقال: أشعرتُ اُلخفَّ والقَلَنْسُوَةَ وما أشبهها. وشَعَرته وشَعَرته. وخفُّ. مُشْعَر ومَشعور. وقال الكسائي: يقال أشعَرَ لفلان ما عمِله، واشعَرَ فلاناً ما عمله. واخبرني المنذريّ عن أبى طالب عن أبيه عن الفراء: يقال الشَماطيط والعَبادِيد والشّعارير والأبابيل، كل هذا لا يُفْرَد له واحد. وقال أبو عبيد عن الفراء: ذهبوا شعاليلَ مِثل شعارير-بقِردَحْمهٍ، أي تفرقوا. ويقال أُشعِر الجنينُ في بطن الأم، إذا نبت شعره. وانشد ابن السكيت في ذلك: كلَّ جنينٍ مُشعَرٍ في الغِرسِ واستشعر فلانٌ الخوف، إذا أضمره واشعَرَ فلانٌ جُبَّتَه، إذا بطنها بالشّعَر وكذلك اشعَرَ مِيثَرةَ سَرْجه. وقال ابن السكيت: أرضٌ ذاتُ شِعارٍ، أي ذاتُ شَجَر. وقيل الشِّعار: مكان ذو شجر. قال: وقال أبو عمرو: بالموصل جبل يقال له شَمْران، سمي به لكثرة شجرِه. قال: وارضٌ شَعْراء: كثرة الشجر. وقال الطرمّاح: شُمّ الأعالي شابك حولـهـا شَعْرَانُ مبيضُّ ذرى هامها أراد شّمُّ أعإليها، فحذف الهاء وأدخل الألف واللام، كما قال زهير: حُجْنُ المخالبِ لا يَغْتاله الشِّبِعُ
أي حُجن مخالبه. قال: والمشاعر: كل موضع فيه خمر وأشجار. وقال ذو الرمة يصف ثوراً وحشيا: يلوح إذا أفضى ويُخفِي بريقه إذا ما أجنّتْه غُيوبُ المشاعرِ وأما قول الشاعر: على شَعْراء تُنقِضُ بالبِهام فإنه أراد بالشّعراء خصيةً كثيرة الشعَر الثابت عليها. وقوله"تُنِقض بإلبهام" عني أدرةً فيها إذا فُشّتْ خرج لها صَوتٌ كصوت المُنقِض بالبَهْم إذا دعاها. ويقال شاعَرْتُ فلانةً، إذا ضاجعتها في ثوب واحد. فكنت لها شِعاراً وكانت لك شِعاراً. ويقول الرجل لامرأته: شاعِرِيني. أبو عبيد عن الأحمر قال: الشَّعِرة من المِعزَي التي ينبُت الشّعر بين ظِلفَيها فتَدمَى. ويقال للرجل الشديد: فلانٌ اشعَر الرقبة، شِّبه بالأسد وإن لم يكن ثَمَّ شَعَر. وكان زياد ابن أبيه يقال له أشعَرُ بَرْكاَ، أي انه كثير شعر الصدر. وأشعر: قبيلة من العرب، منهم أبو موسى الأشعريُّ ويُجْمَعون الأشعرِينَ بتخفيف ياء النسبة كما يقال قوم يمانون. رعش قال الليث: يقال قد أخذتْ فلانًا رِعشةٌ عِند الحَرب ضعفاً وجُبناً. وقال النضر: إنه لرَعِشٌ إلى القتال وآل المعروف، أي سريع إليه. والرِّعشة: العَجَلة. وأنشد: والمُرعَشِينَ بالقنا المقوَّمِ كأنما أرعشوهم، أي أعجلوهم. قال: وتسمَّى الدابّة رعشاء لانتفاضها من شهامتها ونشاطها. وقال الليث: يقال للجبان رِعشيش. ويقال ارتعشَتْ يده، إذا ارتعدت. قال: وارتعشَ راسُ الشيخ، إذا رجف من الكبر. والرَّعشاء من النعام: السَّريعة، والظليمُ رَعِشٌ، وهو على تقدير فَعِل، بدلا من أفعل. وكذلك الناقة الرَّعشاء، والجمل أرعَش. وهو الرَّعْشَنُ، والرَّعشنَة. وأنشد: من كلِّ رعشاءَ وناجٍ رَعْشَنِ والنون زائدة في الرَّعْشَنِ كما زادوها في الصَّيدَن، وهو الأصيد من الملوك، وكما قالوا للمرأة الخلاَّبة خَلْبَن. ومنهم من يقول: الرَّعْشَنُ بناءٌ رباعيٌّ على حِدًة. والرُّعاش: رِعشة تعتري الإنسان من داء. يصيبه لا يسكٌن. شرع قال الله جل وعز: (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا)" المائدة 48" وقال في موضع آخر: (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنْ الْأَمْرِ) "الجاثية 18"وقال: (شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا) "الشورى13" قال أبو إسحاق في قوله (شِرْعَةً وَمِنهاجاً) قال بعضهم: الشِّرعة في الدين، والمنهاج: الطريق، وقيل الشِّرعة والمنهاج جميعا: الطريق. والطريق هاهنا: الدِّين، ولكن اللفظَ إذا أختلف أُتى به بالفاضٍ تؤكد بها القصَّة والأمر، كما قال عنترة: أقوَى وأقفَرَ بعد أمِّ الهيثّمِ فمعنى أقوى وأقفر واحد يدل، على ا لخلوة، إلا أن اللفظين أوكَدُ في الخلوة. قال: وقال محمد بن يزيد: شِرعةً معناها ابتداء الطريق. والمنهاج: الطريق المستمر. وقال الفراء في قوله: (ثم جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الأمْرِ)، قال: على دينِ ومِلة ومنهاج، وْكل ذلك يقال. وقال القتيبي: على شريعةٍ: على مِثال ومذْهب، ومنه يقال شَرَع فلانٌ في كذا وكذا، أي اخذ فيه. ومن مَشارع الماء، وهي الفُرض التي تَشرع فيها الواردة. وقوله جلّ وعز: (شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ) قال ابن الأعرابي فيما روى عنه أبو العباس: شَرَع أي أظهَرَ. وقال في قوله: (شَرَعُوا لَهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ) "الشورى"21 قال: اظهروا لهم قال: والشارع: الرَّبَّاني، وهو العالم العامل المعلِّم. قال وشرعَ فلانٌ إذا أظهرَ الحقَّ وقَمعَ الباطل. وقال ابن السكيت: الشَّعرْع: مصدر شَرَعتُ الإهابَ، إذا شققتَ مابين الرجلين وسلختَه. قال: وهم في الأمر شَرَعٌ، أي سواء. قلت: فمعنى شرَعَ بيَّنَ وأوضَحَ، مأخوذ من شُرِع الإهابُ، إذا شُقَّ ولم يُزقُّقْ ولم يُرجَّل. وهذه ضروبٌ من السَّلخ معروفة، أوسعُها وأبينَهُا الشرع وقيل في قوله: (شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا) إن نُوحاَ أول من أتى بتحريم البنات واَلأخوات والأمهات. . وقوله جلّ وعز: (وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى) أي وشرع لكم ما أوحينا إليك وما وصينا به الأنبياء قبلك والشرعة والشريعة في كلام العرب: المَشْرعة التي يشرعُها الناس فيشربون منها ويستقون، وربما شرَّعوها دوابهم حتى تشرعَها وتشرب منها. والعرب لا تُسمَّيها شريعة حتى يكون الماء عِدَّا لا انقطاع له ويكون ظاهرا معينا لايُستقي منه بالرَّشاء. وإذا كان من ماء السماء والأمطار فهو الكَرَع وقد أكرعوه إبلَهم فكرعت فيه، وقد سقَوها بالكَرَع. ورُفع إلى علىّ رضى الله عنه أمر رجلٍ سافر مع أصحاب له فلم يرجع حين قَفَلوا إلى أهإليهم، فاتَّهم أهلُه أصحابَه فرافعوهم شُريح، فسأل الأولياء البيِّنةَ فعجَزوا إقامتها وأخبروا عليًّا بحكم شُريح، فتمثل بقوله: أوردَها سعدٌ وسعدٌ مُشتَمِلْ يا سعدُ لا تُروَى بهذاك الإبلْ ثم قال: "إن أهوَنَ السَّقي التشريع" ثم فرَّق بينهم وسألهم واحداً واحداً فاعترفوا بقتله فقتلَهم به: أراد علىّ أن الذي فعله شُريحٌ كان يسيراً هيِّنا وكان نَوْلُه إن يحتاط ويمتحِن بأيسر ما يُحتاط به في الدماء، كما أن أهونَ السَّقْي للإبل تشريعها الماء، وهو أن يوردَ ربُّ الإبل إبلَه شريعةً لا يحتاج مع ظهور مائها إلى نَزْعٍ. بالعلق من البئر ولا جَبْيٍ في الحوض. أراد أن الذي فعله شُريح من طلب البينة كان هينا، فأتى الأهون وترك الأحوطَ، كما أن أهون السَّقي التشريع. وقال الليث: شرعت الواردةُ الشريعةُ، إذا تناولت الماء. بِفيها. والشريعة: المَشْرَعَة. قال: وبها سُمَّي ما شرعَ الله للعباد شريعةً، من الصلاة والصوم والنكاح والحج وغيره. قال: ويقال أشرعنا الرماح نحوهم وشرعناها فشَرعَتْ، فهي شَوارعُ. وأنشد: أفاجوا من رماح الخطِّ لمَّا رأونا قد شرعناها نِهالا وكذلك السيوف. وقال الآخر: غداةَ تعـاورتْـهـم ثَـمَّ بِـيضٌ شُرِعْن إليه في الرَّهَج المسكِنَّ قال: وإبلٌ شُروع: قد شرعت الماء تشربُ قال الشماخ: تُسدُّ به نوائبُ تـعـتـريه من الأيام كالنَّهَل الشُّروعِ والشارع من الطريق: الذي يشرع فيه الناس عامّةً. وهو على هذا المعنى ذو شرع من الخلق يشرعون فيه ودورٌ شارعةٌ، إذا كانت أبوابها شارعةً في طريق شارع. وقال ابن دريد: دُورٌ شوارع: على نَهْج واحد. وقال أبو عبيد: الشِّراع: الأوتار: وهي الشُّرع. وقال لبيد: إذا حَنَّ بالشُّرعِ الدِّقاقِ الأناملُ وقال آخر: كما ازدهرت قَينةٌ بالـشِّـراع لإ سوارِها عَلَّ منها اصطباحا وقال الليث: تسمَّى الأوتار شِراعاً ما دامت مشدودة على قوس أو عُودٍ. وانشد للنابغة: كقوس الماسخيّ أرنَّ فيها من الشِّرْعيّ مربوعٌ متينُ والشِّراع: شراع السفينة، وهي جُلولُها وقلاعُها. وقال الليث: إذا رفع البعير عنقَه قيل: رفعَ شِراعَه وجمع الشِّراع أشرعة. قال: ويقال هذا شِرعةُ ذاك، أي مثله وانشد للخليل يذم رجلا: كفاك لم تُخلقا لـلـنـدى ولم يك لؤمهما بدعَـه فكفٌّ عن الخير مقبوضة كما حُطَّ عن مائة سبعه وأخرى ثـلاثة آلافـهـا وتسع مئيها لها شِرعَه أي مثلها. ويقال: هم في هذا الأمر شَرَعٌ واحد، أي سواء. قلت: كأنه جمع شارع، أي يشرعون فيه معا. ويقال شرعك هذا، أي حسبك. ومن أمثالهم: شَرعُك ما بلَّغك المحَلاَّ وقال الليث: والشِّرعة: حبالة من العَقَب يُجعَل شَركاً يصطاد به القطا. ويُجمع شِرَعا. وقال الراعي: من آجن الماء محفوفا بها الشِّرَع والشَّراعة: الجُرأة. والشَّريع: الرجُل الشُّجاع. وقال أبو وجزة: وإذا خبَرتَهمُ خَبَرتَ سـمـاحةً وشَراعةً تحت الوشيجِ المُورًدِ وقال ابن شميل: الشُّراعيّة، الناقة الطويل العُنق. وانشد: شُراعيَة الأعناق تلقى قلوصَـهـا قد استلأت في مَسْك كوماءَ بادنِ
قلت: لا أدري شُراعيّة، أو شِراعيّة، والكسر عندي أقرب، شبّهت أعناقُها بشِراع السفينة لطولها. يعني الإبل. وإما السِّنان الشُّراعي فهو منسوب إلى رجل كان يعمل الأسنة فيما اخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي وذكر انه انشده:
وأسمر عاتكٌ فيه سـنـانٌ شُراعيٌ كساطعة الشُعاعِ
أراد بالأسمر الرُّمحَ. والعاتك: المحمَرٌّ من قِدمه.
والشَّريع من الِّليف: ما اشتدَّ شوكُه وصَلَح لِغلظه إن يُخرزَ به، سمعتُ ذلك من الهَجَرييَّن وفي جبال الدهناء جبلٌ يقال له شارع، ذكر ذلك ذو الرمة في شعره.
وقال الليث: حِيتانٌ شُرٌوع: رافعة رأسها. وأما قول الله جل وعز في صفة الحِيتان: (يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ) "الأعراف163" فمعناه إن حِيتان البحر كانت ترد يوم السبت عُنُقاً من البحر يُتاخم أيله، ألهمهما الله أنها لا تُصاد يوم السبت لنهيه اليهود عن صيدها، فلما عتوا وصادوها بحيلة توجهت لهم، مُسِخوا قِرَدة.
وروي شِمر عن محارب: يقال للنبت إذا أعتمَّ وشبِعت منه الإبل قد أشرعت، وهذا نبتٌ شُرَاع.
قال: والشوارع من النجوم: الدَّانية من المغيب. وكلٌّ دان من شيء فهو شارع، وقد شَرَع له ذلك. وكذلك الدار الشارعة: التي قد دنت من الطَّريق وقَرُبتْ من الناس. وهذا كله راجع إلى شيء واحد، إلى القرب من الشيء و الإشراف عليه.
وقال ابن شميل: يقال أشرع يدهَ في المِطهرة، إذ ا أدخلها فيها إشراعا. قال: وشَرَعت يده فيها. وشرعَت الإبل الماءَ وأشر عناها.
عمرو عن أبيه قال: الشَّريع: الكَتَّان، وهو الأبَقُ، والزِّير، والرازقيّ. ومُشَاقته السَّبيخة.
وقال ابن الأعرابي: الشَّرْاع: الذي يبيع الشَّريع، وهو الكَتَّان الجيد واللِّيفُ الجيد.
عشل
أهملَ ابن المظفر عثل، وشلع، وهما مستعملان.
فأم عشل فإن أبا العباس روى عن ابن الأعرابي انه قال: العاشل والعاشن والعاكل: المخمِّن الذي يظنُّ فيصيب.
وأمّا:
علش
فإن ابن الأعرابي زعم أن العِلّوْشَ هو ابن آوى. وقال الليث: علش لغة حميرية، منه العلّوش، وهو الذئب. قال: وقال الخليل: ليس في كلام العرب شين بعد لام، ولكن كلها قبل اللام.
قلت: وقد وُجِد في كلامهم الشين بعد اللام. قال أبن الأعرابي وغيره: رجلٌ لشلاشٌ، إذا كان خفيفا.
وأما:
شلع
فإن أبا عبيد روى عن الفراء انه قال: الشعَلَّعُ: الطويل من الرجال.
قلتُ: ولا ادري أزِيدت العين الأولى أو الأخيرة. فإن كانت الأخيرة مزيدةً فالأصل شعل، وإن كانت الأولى هي المزيد فالأصل شلَع.
شعل
الشُّعلة: شبه الجِذوة، وهى قطعةٌ خشبةٍ يُشعَل فيها النار، وكذلك القَبَس والشِّهاب. وأما الشَّعيلةُ فهي الفَتيلة الُمروّاة بالدهن يُستصبَح بها. وقال لبيد:
أصاح تَرى بُريقاَ هبَّ وهنَا كمصباح الشَّعيلة في الذُّبالِ
ويقال أشعلت النار في الحطب فاشتعلت. واشتعل فلانٌ غضباً، واشتعل رأسُه شيباً، أصله من اشتعال النار. ونصب "شيبا" على التفسير، وإن شئت جعلتَه مصدراً، وكذلك قال حذْاق النَّحويين.
أبو عبيد عن الأصمعي وأبى عمرو قالا: الغارة المُشعِلة: المتفرِّقة. وقد أشعلت، إذا تفرقت. قال ويقال أشعَلتِ القِربةُ والمزادة، إذا سال ماؤها. والمِشعَلُ وجمعه المَشَاعل: أساقٍ لها قوائم. وانشد الأصمعي لذي الرمة:
أضَعْنَ مَواقِتَ الصلوَاتِ عمداَ وحالفْن المشاعِلَ والجِرارا
وقال: أشعَلَ فلانٌ إبلَها، إذا عم بَها بالهِناء ولم يَطْلِ النَّقَبَ من الجَرب دون غيرها من بَدَن الأجرب.
ويقال أشعلتُ جَمعَهم، أي فرّقته. وقال أبو وجزة:
فعادَ زمانٌ بعـد ذاكَ مـفـرَّقٌ وأشعل وَلْيٌ من نوًى كلَّ مُشعَلٍ
واشعَلتِ الطعنةُ، إذا خرج دمُها. وأشعلَت العين: كثُر دمعُها.
وقال ابن السكيت: جاء جيشٌ كالجراد المُشْعلِ، وهو الذي يخرجُ في كل وجه وكتيبة مشعلة، إذا انتشرت. وأشعلت الطعنة، إذا خرج دمها متفرقا. وجاء كالحريق المشعل، بفتح العين.
أبو عبيدة: فرسٌ أشعَل. وغُرةٌ شعلاء: تأخذ إحدى العينين حتى تدخلَ فيها. قال: قال: ويكون الشَّعَل في النَّواصي والأذناب في ناحية منها.
وقال الليث: الشَّعَل: بياضٌ في الناصية والذَّنب، والاسم الشُّعْلة. وقد اشعالّ الفرس اشعيلالاً، إذا صار ذا شَعَل. وفرسٌ أشعلٌ وشَعلاء. وقال أبو عمرو: فإذا كان في وسط الذنب فهو أصْبَغَ، وإن كان في صدره فهو أدْعَم، فإذا بلغ التحجبل إلى ركبتيه فهو مجيَّب، فإن كان في يديه فهو مقفَّز. أبو عبيد عن الفراء: ذهَبوا شَعاليل وشعارِير. وقال أبو وجزة: حتّى إذا مادنتْ منه سوابقُها ولِلُّغاَمِ بعطفيه شعـالـيلُ أي فِرق وقِطع. يعني الكلابِ والثور، أي سوابق الكلاب. عشن أبو عبيد عن الفراء: عَشَن برأيه واعتشَنَ، إذا قال برأيه. وقال ابن الأعرابي: العاشِنُ: المُخِّمن. وأفادني المنذري عن أبي الهيثم قال: العُشاَنة: اللُّقاطة من التمر. يقال: تَعشَّنتُ النخلةَ واعتشنتُها، إذا تتبعت كُرأيتَها فأخذتَه. ابن نجدة عن أبى زيد: يقال لما يبقي في الكبَاسة من الرُّطَب إذا لُقطت النخلةُ العُشَانُ والعُشَانة، والغُشَان، والنُّدَار مثلُه. عنش روى ابن الأعرابي قول رؤبة: فقل لذاك المُزعَج المعنوشِ وفسَّره قال: المنعوش المستفَزُّ المَسُوقُ. يقال عنشَه يعنِشه إذا ساقه. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: المعانَشة: المفاخرة. قال: والمعانَشة أيضاً: المعانقَة في الحرب. وقال أبو عبيد: عانشتُه وعانقتُه بمعنى واحد وحكى ابن الأعرابي عن أبي المكارم أنه قال: فلانٌ صَديقٌ العِناس، أي العِناق في الحَرْب. وقال بعض أهل اللغة: من كلام أهل نجد: فلانٌ يعتنِشُ الناس، أي يظلمُهم. وأنشد لرجلِ من بنى أسد: وما قولُ عَبْسِ وائلٌ هو ثأرنا وقاتِلُنا إلاّ اعتناشُ بباطـلِ أي ظلم. اللحيانيُّ: مالَه عُنشُوشٌ، أي ماله شئ وقال ابن السكيت: العَنَشْنَشُ: الطويل. وقال: عَنَشْنْشُ تحمله عَنَشْنَشَه للدَّرع فوق ساعديه خشخشه شعن تقول العرب: رأيت فلاناً مُشْعانَّ الرأس، إذا رأيتَه شعثا متنفش الرأس مُغبرَّاً. وروى عمرو عن أبيه: أشْعَنَ الرجلُ، إذا ناصَى عدوَّه فاشعانَّ شعرُه. والشْعَن: ما تناثَرَ من ورق العُشْب بعد هَيجه ويُبسه. وقد أهمل الليث "عشن"، و"عنش"، "وشعن"، وهي مستعملة. شنع أبو عبيد عن الأصمعي: شّنعت الناقة في سيرها، إذا شمِّرت تشنيعا فهي مشنَّعة والتشنُّع: الانكماش والجدّ. وقال أبو سعيد: تَشنَّع فلانٌ لهذا الأمر، إذا تهيَأ له. ابن السكيت: حكى لي العامريّ: تشنَّع الرجلُ قِرنَه، إذا ر كبه وتشنَّع الرجلُ راحلتَه، إذا ركبها. وتشنَّع القومُ، إذا جدُّوا وانكمشوا. الليث: الشُّنْع والشَّناعة والشُّنوع، كلُّ هذا من قُبح الشيء الذي يُستَشنَع قًبْحه، وهو شنيعٌ أشنع، وقِصْةٌ شَنْعاء، ورجلُ أشنعُ الخلق، وانشد شمر: وفي الهام منها نظرة وشُنوعُ أي قُبح يًتعجَّب منه. وقال الليث: تقول رأيت أمرا شَنِعتُ به شُنْعا، أي استشنعته، وأنشد لمروان: فوَّضْ إلى اللهّ الأمورَ فإنـه سيكفيك لأيشنعْ برأيك شانعُ قال: وشنَّعت على فلان أمره تشنيعا وقد استَشنَعَ بفلانٍ جهلُه. وفي النوادر: شنَعَنا فلان وفَضَحنا. قال: والمشنوع: المشهور. نشع الحراني عن ابن السكيت: قال: النَّشوع والوَشوع: الوجور الذي يوجَره الصبيُّ أو المريض. ومنه قول المرّار: إليكم يالـئام الـنـاس إنـي نُشعِتُ العزَّ في انفي نُشوعا قال: والنَّشوع: السَّعوط. يقال انشعته. وقال أبو عبيد: كان الأصمعي ينشد بيت ذي الرمة فألأمُ مُرضَعٍ نُشِع المَحَارا قال: وهو إيجارك الصبيَّ الدواء. ثعلب عن ابن الأعرابي: نُشِع الصبيُّ ونُشِغ بالعين والغين، إذا أُوجِرَ في الأنف. وقال الأصمعي. فيما روي عنه أبو تراب: هو النَّشوع والنّشوغ للوَجُور. وروي عمرو عن أبيه: انشعَ الصبي، إذا سَعَطَه. وهو النَّشوع والنَّشوغ. وقال الليث: النَّشوع: أن يُعطى الكاهن جعلا على كهانته. وانشد للعجاج: قال الحوازي واستحَتْ أن تُنشَعا ورواه ا بن السكيت: "وأبَى أن يُنْشَعا". ويقال نُشِعت به نُشوعاً، أي أولعت به. وفلان منشوعٌ بكذا وكذا، أي مُولعٌ به. وقال أبو وجزة: نَشِعٌ بماء البقـل بـين طـرائق من الخلق ما منهنَّ شيءٌ مضيَّعُ وطرائقه: اختلاف ألوان البقل نعش الليث: النعش. سرير الميت وأنشد: أمحمولٌ على النَّعش الهُمام وسمعت المنذري يقول: سمعت أبا العباس احمد بن يحيى وسئل عن قوله: يتْبعن قٌلَّةَ رأسـه وكـأنـه حَرَج على نعشِ لهنّ مخيَّم فحكى عن ابن الأعرابي انه قال: النَّعام منخوب الجوف لا عقل له. وقال أبو العباس: إنما وصف الرئال أنها تتبع النعامة فتطمح بإبصارها قٌلّة رأسه، وكأنَّ قٌلّة رأسه ميت على سرير قال: والروأية: مخيَّم: قال ويقولون: النَّعش: الميت، والنَّعشُ: السرير. قال المنذري وحكاه عن الأصمعي فيما احسب. قلت: وروى الباهلي هذا البيت في كتابه: . . . وكـــأنـــــه زَوْجُ على نعشٍ لهنَّ مخيَّم قال: هذه نعامٌ يتبعن الذكر. والمخيَّم الذي جعل بمنزلة الخيمة. والزَّوج: النَّمَط وقُلَّة رأسه: أعلاه. يتبعن، يعني الرئال. قلت: ومن رواه"حَرَج عل نعش "، فالحرَج: المشَّبك الذي يطبق على المرأة إذا وُضَعتْ على سرير الموتى، يسميه الناس النَّعْش، وإنما النَّعشُ السريرُ نفسُه، سمي حَرجاً لأنه مشبك بعيدان كأنها حَرَج ا لهَودج وبنات نعشٍ: سبعة كواكب، فأربعةٌ منها نعشٌ لأنها مربعة، وثلاثة منها بناتٌ يقال للواحد منها ابن نَعْش لان الكواكب مذكر. قلت: والشاعر إذ اضطر يجوز أن يقول بنو نَعْش، كما قال الشاعر: إذا ما بَنْو نَعشٍ دَنَوْا فتصوَّبوا ووجه الكلام بناتُ نعش، كما يقال بنات آوى وبنات عِرس، والواحد منها ابن عِرس وابن مِقرَض وهم يؤنثون جميع ما خلا الآدميين. أبو عبيد عن الكسائي: نَعَشَه الله وانعشَه وقال ابن السكيت: نَعَشَه الله، أي رَفَعه، ولا يقال انعشَه، وهو من كلام العامة. وقال شمر: النَّعش: البقاء والارتفاع، يقال نعشَه الله أي رفعه. قال: والنَّعش من هذا لأنه مرتفعٌ على السرير. قال: ونعَشتُ فلانا إذا جبرته بعد فَقر، ورفعته بعد عَثْرة. قال: والنَّعش إذا مات الرجل فهم ينعَشونه، أي يذكرونه ويرفعون ذكره وقال الليث: يقال انتعِشْ نَعشَك الله. ومن قوله: "تَعِسَ فلا انتعش، وشِيكَ فلا انتَقَش". قال: والنَّعْش: الرَفع، يقال نعَشَه الله بعد فَقر. ونَعشتُ الشجرةَ، إذا كانت مائلةً فأقمتها. قال: ويقال أنعَشتُه بالألف أيضا وقال رؤبة: انعشَني منه بسَيبٍ مُقْعَثٍ وغيره يقول: "أقعَثني" والربيع ينعشَ الناسَ، أي يُخْصبهم. شفع قال الله تعالى جده: (مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً) "النساء85" أي من يكتسب حسنة يكن له نصيب منها، ومن يشفع شفاعةً سيئة يكن له كفل منها. واخبرني المنذري عن أبي الهيثم انه قرا: (من يشفع شفاعة حسنة) أي يزداد عملا إلى عمل. قال: والشَّفْع: الزيادة. وعين شافعة: تنظر نظرين. وانشد: ولم أكُ خلت في بصري شفُوعا وانشد ابن الأعرابي: ما كان أبصرني بغرات الصبا فاليوم قد شُفِعَتْ لي الأشباحُ أي أرى الشخص الواحد شخصين لضعف بصري. قال المنذري: وسمعت أبا العباس وسئل عن اشتقاق الشًّفعة في اللغة فقال: الشُّفعة: الزيادة، وهو أن يشفِّعك فيما تطلب حتى تضمنه إلى ما عندك فتزيده وتشفعه بها، أي تَزِيده بها، أي انه كان وترا واحدا فضم إليه ما زاده وشفعَه به. وروى أبو عمر عن المبرد وثعلب انهما قالا في قول الله تبارك و تعالى: (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ)"البقرة 255" قالوا: الشفاعة: الدُعاء هاهنا. والشفاعة: كلام الشَّفيع للملِكِ في حاجة يسألها لغيره. وقال القتيبي في تفسير الشُّفعة: كان الرجل في الجاهلية إذا أراد بيع منزل أتاه جاره فشَفَع إليه فيما باع فشفّعه وجعله أولى ممن بعد سببه، فسميت شُفعةً وسمي طالبها شفيعاً. قلت: جعل القتيبيُّ شفع إليه بمعنى طلب إليه. واصل الشُّفعة ما فسره أبو الهيثم وأبو العباس احمد بن يحيى.
وقال الله جل وعز: (وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ) "الفجر 3" قال الأسود بن يزيد: الشِّفْع: يوم الأضحى؛ والوتر: يوم عرفة. وقال عطاء: الوتر هو الله تعالى؛ والشَّفْع: خَلْقُه. وروى ابن عباس انه قال: الوتر آدمُ شُفِع بزوجته. وقال في الشفع والوتر: إن الأعداد كلها شفعٌ ووتر. وقال الليث: الشَّفع من العدد: ما كان زوجا، تقول: كان وترا فشفعتُه بآخر. قال: والشافع: الطالب لغيره يستشفِع به إلى المطلوب. وتقول: تشفْعت لفلان إلى فلان فشفّعني فيه، واسم الطالب شفِيع. وقال الأعشى: واستشفعتْ من سراة الحي ذا ثقة فقد عصاها أبوها والذي شفعا قال: وتقول: إن فلانا لَيشفَعُ لي بعداوة، أي يُضادُّني. قال الأحوص: كأن من لامني لأصرمها كانوا علينا بلومهم شفعوا معناه انهم كأنهم أغروني بها حين لاموني في هواها، وهو كقوله: ?. إن اللوم إغراء عمر وعن أبيه: الشُفْعة: الجنون، وجمعا شُفَع. وروى أبو العباس عن الأعرابي: يقال في وجهه شَفْعة وشُفْعة، وشُنْعة، ورَدَّةٌ ونَظْرَةٌ، بمعنى واحد. وقال أبو عمرو: يقال للمجنون: مشمفوع ومسفوع. وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه بعث مصدقا فأتاه بشاة شافع فرها وقال: "ائتني بمعتاطه" قال أبو عبيد: الشافع: التي معها ولدها، سميت شافعاً لان ولدها شَفَعها وشفعَتْه هي. وقال شمر: قال الفراء: ناقة شافعٌ، إذا كان في بطنها ولد، يتلوها آخر. ونحو ذلك قال أبو عبيدة وانشد: وشافع قي بطنها لها ولدْ ومَعَها من خلفها له وَلَدْ وقال: ما كان في البطن طلاها شافعُ ومعها لـهـا ولـيد تـابـعُ الأصمعي: ناقة شَفوع: تجمع بين محلبين في حلبة، وهي القرون. وَشُفَعة الضحى: ركعتا الضحى؛ جاء في الحديث. شعف قال الله جل وعز: (قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) "يوسف 30". وقد قرئ الحرف بالعين والغين، فاخبرني المنذري عن الحسين بن فهم عن محمد بن سلام، عن يونس انه قال: من قرأها (شَعَفَهَاَ حُباًّ) فمعناه تيمها ومن قرأها: (شَغَفَهَاَ) قال: أصاب شغَافَها. واخبرنا عن الحراني عن ابن السكيت انه قال: شعَفَه الحب، إذا بلغ منه. وفلان مشعوفٌ بفلانة، وقد شعَفَه حبُّها. ويقال شَعَفَ الهِناء البعير، إذا بلغ منه ألمه. وقال الفراء في قوله (شَعَفها): زعموا أن الحسن كان يقرأ بها. قال: وهو من قوله شُعِفْتُ بها، كأنه قد ذهب بها كل مذهب. والشَّعَف: رءوس الجبال. وقال أبو عبيد: الشَّعف بالعين: إحراق الحب القلب مع لذة بجدها، كما أن البعير إذا هُنِيء بالقَطِران يبلغ منه مثل ذلك. وقال شمر: شَعَفَهَا: ذهب بها كل مذهب. قال: والمشعوف: الذاهب القلب وأهل هجر يقولون للمجنون: مشعوف. وقال أبو سعيد في قوله: كما شَعَف المهنوءةَ الرجل الطالي يقول: احرقت فؤادها بحبي كما احرق الطالى هذه المهنوءة. وقال أبو زيد: شعَفه حبُها يَشعَفُه، إذا ذهب بفؤاده، مثل شعَفَه المرض، إذا أذابه. قال: وقوله كما شعَفَ المهنوءةَ الرجلُ الطالى يقول: فؤادها طائر من لذة الهناء. سلمة عن الفراء عن الدُّبيريه قالت: يقال ألقى عليه شَعَفَه وشغَفَه، ومَلقَه، وحَبَّه وحُبَّتُه، وبِشرَه بمعنى واحد. ضوقال الأصمعي في قوله: شَعَف الكلاب الضاريات فؤادَه قال: المشعوف: الذاهب الفؤاد وبه شُعَافٌ أي جنون. وقال جندل الطُّهوى: وغير عدْوى من شُعافٍ وحبن والحَبنَ: الماء الأصفر. وفي الحديث: "من خير الناس رجلٌ في شَعفَهٍ في غنيمة له حتى يأتيه الموت"، قال أبو عبيد: الشَّفعة: راس الجبل. قلت: وتجمع شَعفاتٍ. وفي حديث آخر انه ذكر يأجوج ومأجوج فقال: "عراض الوجوه صغار العيون، صُهْب الشِّعاف، من كلِّ حَدَبِ ينسلون" قوله: صُهب الشِّعاف يريد شعور رءوسهم واحدها شَعَفة، وهي أعلى الشعر وشَفَعَة شيء: أعلاه. وقال رجل: ضربني عمر بدرته فأغاثني الله بشَعَفَتين في رأسي"، يعني انهما وقناة الضرب. وأراد بهما ذؤابتين على رأسه.
وقال أبو زيد: الشِّعفْة: المطرة الهينة. قال: ومثل للعرب: "ما تنفع الشَّعفْة في الوادي الرغب ". يضرب مثلا للذي يعطيك قليلا لا يقع منك موقعا ولا يسد مسدا. والوادي الرُّغُب: الواسع الذي لا يملؤه إلا السيل الجُحاف.
ومن أمثاله المعروفة: "لكن بشَعْفَينِ أنت جدود". يضرب مثلا لمن في حال سيئة فحسنت حاله. وشَعْفانِ: جبلان بالغور.
وقال الليث"الشَّعَف: رءوس الكمأة والأثافي المستديرة. قال: وشَعَفة القلب: رأسه عند معلق النياط، ولذلك يقال: شَعَفني حبها. قال. وشعفَات الأثاني والأبنية: رءوسها وقال العجاج:
دَواخساً في الأرض إلاّ شَعَفا
قلت: ما علمتُ أجدا جعل للقلب شَعَفةً غير الليث. والحب الشديد يتمكن من سواد القلب لا مِن طَرفه.
عشف
أهمله الليث. وروي أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: العَشُوف: الشجرة اليابسة.
وقال ابن شميل في كتاب المنطق: البعير إذا جيء به أول ما يجاء به لا يأكل القت والنوى، بقال انه لُمعْشِف والُمعْشِف: الذي عرض عليه مالم يكن يأكل فلم يأكله. وأكلت طعاما فأعشَفْتُ عنه، أي مرضت عنه ولم يهنأني. وإني لأعشِفُ هذا الطعام أي أقذره وأكرهه. ووالله ما يعشَف لي الأمر القبيح، أي ما يعرف لي. وقد ركبت أمرا ما كان يعشَف لك، أي ما كان يُعرف لك.
عفش
أهمله الليث. وفي نوادر الأعراب: بها عُفاشَة من الناس، ونُخَاعة، ولُفاظة، يعني من لا خير فيه من الناس.
عشب
قال الليث: العَشْب: الكلأ الرطب، وهو سرعان الكلأ في الربيع ولا يهيج ولا يبقي وارضُ عَشِبةٌ ومُعشبة، وقد أعشبَت واعشوشبت إذا كثر عُشْبُها. وأعشبَ القوم إذا أصابوا عُشْبا. قال: وارض عَشِبة بينة العَشَابة. ولا يقال عَشِبت الأرض، وهو قياس إن قيل. وانشد لأبي النجم:
يُقْلن للرائد أعشبتَ انزلِ
قلت: الكلأ عند العرب يقع على العٌشْب وهو الرطب، وعلى العزوة والشجر والنصي والصلين الطيب، كل ذلك من الكلا، فاما العُشْب فهو الرطب من البقول البرية تنبت في الربيع. ويقال روض عاشب: ذو عُشْب. وروض مُعْشِب ويدخل في العشب أحرار البقول وذكورها. فأحرارها: مارق منها وكان ناعما وذكورها: ما صلب وغلظ منها.
وقال الأصمعي: يقال شيخ عشمة بالميم. وقال أبو عبيدة: يقال شيخ عَشمة وعشبة، بالميم والباء. وقال غيرهما: عيالٌ عَشَبٌ: ليس فيهم صغير. وقال الراجز:
جمعتُ منهم عَشَبًا شَهابرا
وقال الليث: رجل عَشَبٌ وامرأة عَشَبة، وهما القصيران في دمامة. وقد عَشُب عُشوبةً وعَشابة.
وقال ابن السكيت: إذا رعى البعير العُشبَ قيل عاشب. قال: وبلد عاشبٌ وقد أعشَبَ، أي ذو عشب وارض مُعْشِبة وعَشيبة: كثيرة العُشب.
وقال اللحياني: يقال هذه ارض فيها تعاشيب، إذا كان فيها ألوان العُشب.
عبش
أهمله الليث. وروى أبو عمر عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: العَبْش الصلاح في كل شيء. قال: والعرب تقول: الختان عَبْشٌ للصبي، أي صلاح، بالباء. وذكره في موضع آخر العَمْش بالميم. وقد ذكره الليث في كتابه فهما لغتان. يقال الختان صلاح للولد فاعمِشوه واعبِشُوه. وكلتا اللغتين صحيحة.
وقال ابن دريد: العَبَشْ: الغباوة. ورجل به عُبْشة.
شعب
قال الله جل وعز: (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا)" الحجرات 13" قال الفراء: الشُّعوب اكبر من القبائل، والقبائل اكبر من الأفخاذ.
أبو عبيد عن ابن الكلبي انه قال: الشَّعْب اكبر من القبيلة، ثم القبيلة، ثم العمارة، ثم البطن، ثم الفَخِذ.
واخبرني المنذري عن ثعلب قال: أخذت القبائل من قبائل الرأس لاجتماعها قل: ومنها الشَّعب والشُّعوب، والقبائل دونها.
وقال الليث: الشَّعب: ما تشعَّب من قبائل العرب والعجم. والجميع الشُّعوب قال: والشعوبيُّ: الذي يصغِّر شان العرب ولا يرى لهم فضلا على غيرهم.
وروى أبو عبيد بإسناد له حديثا عن مسروق إن رجلا من الشُّعوب اسلم فكانت تؤخذ منه ه الجزية، فأمر عمر بالا تؤخذ منه.
قال أبو عبيد: والشُّعوب هاهنا: العجم، وفي غير هذا الموضع اكثر من القبائل.
واخبرني المنذري عن أبي الهيثم انه قال: الشَّعب شَعْب الرأس: يعنى شانه الذي يضم قبائله. قال: وفي الرأس أربع قبائل. وانشد:
فأن أودَى معاويةُ بن صخـرٍ فبِّشر شَعبَ رأسك بانصداع قال: والشَّعب: أبو القبائل الذي ينتسبون إليه، يعنى يجمعهم ويضمهم. قال: ويقال شَعَبتُه، أي فرقته. وشَعبتُه، أي أصلحته. قال: والشَّعيب: المزادة، سميت شعيباً لأنها من قطعتين شُعِبتْ إحداهما إلى الأخرى، أي ضمت. وانشد أبو عبيد. لعلي بن الغدير الغنوي في الشَّعب بمعنى التفريق: وإذا رأيت المرء يشعَبُ أمـره شَعْبَ العصا ويلج في العِصيانِ قال: معناه يفرق أمره. وروى عن ابن عباس أن رجلا قال له: ما هذه الفُتيا التي شعَبت الناس. قال أبو عبيد: معنى شعَبَتْ فرقت الناسَ. وقال الأصمعي: شعب الرجل أمره، إذا فرقه وشتَّته. قال أبو عبيد: ويكون الشعب بمعنى الإصلاح. وهذا الحرف من الأضداد. وانشد للطرماح: شَتَّ شَعبُ الحي بعد التئامْ وشجاكَ اليومَ رَبعُ المُقاَمْ إنما هو شَتَّ الجميع ومنه شَعْب الصَّدع في الإناء، إنما هو أصلاحه وملاءمته ونحو ذلك. وقال ابن السكيت في الشعب انه يكون بمعنيين: يكون إصلاحا، ويكون تفريقا. وقال أبو عبيد: قال أبو زيد: يقال أقَصَّته شَعوبُ إقصاصاً، إذا أشرف على المنية ثم نجا. وشَعوبُ: اسم المنية معرفة لا تنصرف. اخبرني المنذري عن أبي الهيثم: يقال شعَبتْه شعوب فأشَعبَ، أراد بشعوب المنية. فأشعَبَ، أي مات. وقال ابن السكيت: أشعبَ الرجل، إذا مات أو فارق فراقا لا يرجع. وقال غيره: انشعبَ الرجلُ، إذا مات. وانشد: لاَقى التي تشعَبُ الأحياء فانشعبا وقال الليث: الشَّعْب: الصدع الذي يشعبه الشَّعَّاب. والمِشْعَب: مِثقَبُه والشُّعْبة: القطعة التي يوصل بها الشعب من القدح. قال ويقال أشعبَه فما يَنْشعِب، أي ما يلتئم. قال: والتأم شَعب بني فلان، إذا كانوا متفرقين فاجتمعوا. قال: و يقال تفرق شَعبُهم. وهذا من عجائب كلامهم. قال: وانشعبَ الطريق، إذا تفرق. وانشَعَب النهر، وانشعبتْ أغصان الشجرة. قال: ويقال هذه عصا في رأسها شُعبتانِ. قلت: وسماعي من العرب عصا في رأسها شٌعبانِ، بغير تاء. وروى عن النبي صلى الله عليه انه قال: "إذا قعد الرجل من المرأة بين شُعَبها الأربع اغتسل"، وقال بعضهم: شُعَبها الاربع: يداها ورجلاها، كنى به عن الأيلاج. وقال غيره: شُعَبها الأربع: رجلاها وشُفْرَا فرجها. كنى بذلك عن تغييبه الحشفة في فرجها. وقال الليث: شٌعَب الجبال: رءوسها وأقطار الفرس: شُعَبَهُ، وهي عُنقُه وما اشرف منه. وانشد: أشمُّ خنذيذ منيف شُعَبُه وشُعَب الدهر: حالاته، وانشد قول ذي الرمة: ولا تَقَسَّمَ شَعباً واحداً شُعَبُ أي ظننتُ ألا يتقسَّم الأمر الواحد أمور كثيرة. قلت: لم يجود الليث في تفسير البيت. ومعناه انه وصف أحياء كانوا مجتمعين في الربيع، فلما قصدوا المحاضر تقسمهم المياه. وشُعَب القوم: نياتُهم في هذا البيت، وكانت لكل فرقة منهم نية غير نية الآخرين، فقال: ما كنت أظن أن نيات مختلفة تفرق نية مجتمعة. وذلك انهم كانوا في منتواهم ومنتجعهم مجتمعين على نية واحدة، فلما هاج العُشبُ ونشت الغُدرانُ توزعتهم المحاضر، فهذا معنى قوله: ولا تَقَسَّم شعباً واحداً شُعَبُ وأوله: لا أحسب الدهرَ يُبلِى جدة أبدا ولا تَقَّسمَ شعباً واحداً شُعَبُ قال الليث: مَشعبَ الحق: طريق الحق. وقال السكيت: ومالي إلا مَشَعبَ الحقِّ مَشْعَبُ قال: وظبي أشعبُ، إذا انفرق قرناه فتبأينا بينونة شديدة. وقال ابن شميل: تيس أشعبُ، انكسر قرنه. وعنز شَعباء. وقال أبو عمرو: الأشعب: الظبي الذي قد انشعَبَ قرناه، أي تباعد ما بينهما. وقال الليث: والشُّعَب: ما انفرج بين جبلين. وقال ابن شميل: الشعب: مسيل الماء في بطن من الأرض له حرفان مشرفان، وعرضه بطحة رجل إذا انبطح. وقد يكون بين سندي جبلين. وقال الليث: الشُّعَب: الأصابع قال: والزرع يكون على ورقة ثم يشعِّب. قال: ويقال للميت: قد انشعَبَ. وانشد لسهمٍ الغنوى: حتى يصادفَ مالا أو يقال فتـى لاقَى التي تَشعَبُ الفتيان فانشعبا قال: والشَّعب: سمة لبي منقر كهيئة المحجن، وصورته: وجمل مشعوب.
وشَعبان: اسم شهر. وشَعبانُ: حي من اليمن. وقال غيره: إليهم نسب الشعبي والشُّعبة: صدع في الجبل تأوى إليه الطيور. وشَعَبعَب: موضع. وقال الأصمعي: شَعَبه يَشعَبه شعباً، إذا صرفه. وشعَبَ اللحام الفرس إذا كفه وانشد: شاحي فيه واللجام يشعَبٌه وقال ابن شميل: الشِّعاب: سمة في الفخذ في طولها، خطان بين طرفيهما الاعليين، والاسفلان متفرقان. وانشد: نارٌ عليه سمة الغواضر الحَلْقتان والشِّعابُ الفاجرْ يقال بعير مشعوب وابل مشعَّبة. وقال غيره: شُعَبَي: اسم موضع في جبل طيء. قال الكسائي: العرب تقول: أبي لك وشعبي لك، معناه فديتك. وانشد: قالت رأيت رجلاً شَعْبِي لكِ مُرَجّلاً حسبُته ترجيك قال: ومعناه رأيت رجلا فديتك شبهته أياك. وقال الأصمعي: يسمي الرحل شَعِيبا. ومنه قول المرار يصف ناقة: إذا هي خَرَّت خَرَّ من عن شمالها شَعِيب به إجمامُها ولُغوبـهـا يعنى الرحل لأنه مشعوب بعضه إلى بعض، أي مضموم، وكذلك المزادة سميت شعيباً لأنه ضم بعضها إلى بعض. وقال شمر عن ابن الأعرابي: الشَّعِيب: المزادة من أديمين يقابلان ليس فيهما فئام في زواياهما. وقال الراعي، يصف إبلا ترعى في العَزيب: إذا لم تَرُح أدى إليها معجَـل شعيبَ أديم ذا فرِاغَينِ مُترعا يعنى: ذا أديمين، قُوبل بينهما. قال: والشعيب مثل السطحية. شبع روي عن النبي صلى الله عليه انه قال: "المتشبِّع بما لا يملك كلابس ثوبي زور" قال أبو عبيد: يعنى المنزبن بأكثر مما عنده يتكثر بذلك ويتزيُن بالباطل، كالمرأة تكون للرجل ولها ضرائر فتشبع تدعى من الحظوة عند زوجها بأكثر مما عنده لها، تريد بذلك غيظ جارتها وإدخال الأذى عليها وكذلك هذا في الرجال. ومعنى ثَوْبَي الزُّور: أن يُعمَد إلى الكُمَّينِ فُيوصَلَ بهما كُمَّانِ آخرانِ، فمن نظر إليهما ظنهما ثوبين. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الشِّبْع من الطعام: ما يكفيك والشَّبَع المصدر. يقال قدِّمْ إلى شِبْعى. قال: والشَّبْع: غلظ الساقين. والشبع: مصدر شَبِع يشبَعُ شِبَعا. قال الليث قال: الشبع: اسم ما أشبع من الطعام وغيره وانشد: وكلُّكمُ قد نال شْبِعاً لـبـطـنـه وشبع الفتى لؤم إذا جاع صاحبُه ورجلٌ شَبْعانُ وامرأة شَبعَى وشبَعانة. وقال غيره: امرأة شَبعَى الوشاح، إذا كانت مُفاضةً. وامرأته شَبعَى الدِّرع، إذا كانت ضخمةً. ويقال: أشبعتُ الثوبَ صِبْغاً. وكل شيء توفّره فقد أشبعته حتّى الكلام يَشْبَع فيوفَّر حروفُه. وجاء في الحديث أن زمزمَ قان يقال لها شُباعة في الجأهلية؛ لأن ماءها يُروي العَطْشان ويُشْبع الغَرثان. وقال أبو زيد: هذا ثوبٌ شَبيع وثيابٌ شُبُع، إذا أكثروا غزل الثوب وثلثة الحَبْل، وهو صوفُه أو شعره ووبره. ابن السكيت: يقال هذا بلدٌ قد شَبِعتْ غنمُه، إذا وُصف بكثرة النَّبْت، وهذا بلد قد شُبِّعتْ غنمُه، إذا قاربت الشِّيَع ولم تَشْبَعْ. وقال ابن الأعرابي: شَبُع عقلهُ فهو شَبيع؛ ورجلٌ مُشْبَع العقل وشبيع العقل، اخبرني بذلك المنذري عن ثعلب عنه. بشع قال الليث: البَشَع: طعمٌ كريه فيه حُفوف ومرارة كطعم الهليلج قال: ورجل بَشِع الفم وامرأة بشعة الفم، إذا كان رأئحة فمهما كريهة لا يتخللان ولا يستاكان. والمصدر البَشَع والبَشاعة. ورجل بَشِع الخُلُق، إذا كان سيئ العشرة والخُلق. ورجل بَشِع المنظر، إذا كان دميا. ثعلب عن ابن الأعرابي: البَشِع: الخَشِن من الطَّعام والِّلباس والكلام. وقال ابن شميل: رجلٌ بَشِع النفس، أي خبيث النَّفْس. وبَشِع الوجْه، إذا كان عابساً باسراً. وثوبٌ بَشِعٌ: خَشِن. وأكلنا طعاما بَشعاً، أي حافاًّ يايساً لا أُدْم فيه. وخَشَبة بَشِعة: كثيرة الأُبَن. وقاله ابن دُريد: البَشَع: تَضاُيق الحَلْق بطعامٍ خَشِن. قال: وبَشِعَ الوادي بشعاً، إذا تضايق بالماء. وبَشِعْتُ: بهذا الأمر: ضِقتُ به ذَرْعاً.وكلامٌ بَشِعٌ: خَشِن. عشم أبو عبيد عن الأصمعي: شيخٌ عَشَمة. وقاله أبو عبيدة. وقال أبو عمر و: العَشَم: الشيوخ. وقال ابن الأعرابي: العُشُم: ضرب من الشجر، واحده عاشم وعَشِم.
أبو عبيد عن الأصمعي: العَيشوم: نبت. وقال الليث: هو ما يبس من الحُماض. وانشد: كما تَناوحَ يومَ الرِّيح عَيشومُ قلت: العَيشوم: نبتٌ غير الحُمَّاض، وهو من الخُلَّة يشبه الثُّدَّاء. وقال الليث: عَشمَ الخبزُ يَعِشم عُشوماً، وخبزٌ عاشم. قلت: لا أعرف العاشم في باب الحبز. والعُسوم بالسين: كِسَر الخُبز اليابسة، قاله يونس فيما رواه شمر. عمش أبو زيد: الأعمش: الفاسد العين الذي تَغْسِقَ عيناه. ومثله الأرمَص. وقال الليث: العَمَش: ألا تزال العينٌ تُسيل الدَّمع، ولا يكاد اللأعمش يُبصر بها. والمرأة عمشاء. والفعل عَمِشَ يَعمَشُ عَمْشاً. قال: والعمَشْ: ما يكون فيه صلاحُ البدن. يقال الخِتان عَمْشٌ للغلام؛ لأنه يُرَى فيه بعد ذلك زيادة. وهذا طعام عَمِشٌ لك، أي موافقٌ لك. وقال ابن الأعرابي مثله في العَمْش، أنه صلاحُ البدن. وقال: يقال أعمِشُوه، أي طِّهروه، يعني الغلام. وقال غيره: عَمِشَ جسمُ المريض، إذا ثابَ إليه. وقد عمَّشه اللهُ تعميشاً. وفلان لا تَعمِش فيه الموعظةُ أي لا تنجع. وقد عَمَش فيه قولُك، أي نحع. وقال ابن الأعرابي: العُمْشوش: العُنقود يؤكل ما عليه ويُترك بعضُه، وهو العُمْشوع: أيضاً، حكاه أحمد بن يحيى عنه. ويقال تعامَشْتُ أمر كذا وتعامستُه وتغامصتُه، وتغاطسته وتغاطشته، وتعاشيتُه، كلُّه بمعنى تغابيتُه. شعم أهمله الليث. روي أبو العباس عن عمرو عن أبيه قال: الشَّعْم: الإصلاح بين الناس. وهو حرف غَريب. وقال أبو الحسن اللِّحياني: رجلٌ شُعمومٌ وشغموم، بالعين والغين، أي طويل. معش أهمله الليث. وروي أبو العباس عن ابن الأعرابي أنه قال: المَعْش بالشين: الدلك الرفيق. قلت: وهو المَعْس بالسِّين أيضاً، يقال مَعَسَ إهابه مَعْساً. وكأن المَعْءشَ أهوَنُ من المَعْس. شمع روى عن النبي صلى الله عليه أنه قال: "مَن يتتبَّع المَشْمَعَةَ يُشمِّع اللُه به". قال القتيبي: المَشْمعة: المُزاح والضّحِك. وقال المتنخل الهذلي: سأبدؤهم بمَشمَعةٍ وأثْـنِـى يجُهدي من طعامٍ أو بِساطِ يريد أنه يبدأ أضيافه عند نزولهم بالمُزاح والمضاحكة، ليؤنسهم بذلك. قال: ويقال شَمَع الرجلُ يَشمَع شُموعاً، إذا لم يَجِدَّ. ومنه قول أبي ذؤيب الهذلي: فيجِدُّ حيناً في العلاج ويَشْعَعُ وأراد النبي صلى الله عليه أن من كان مِن شأنه العبثُ بالناس والاستهزاء، أصاره الله إلى حالةٍ يعُبَث به فيها ويُستهزأ به. وقال أبو عبيد: الشَّموع: المرأة اللعوب الضَّحوك. وقال ابن السكيت: قُلِ الشَّمَع للمُومِ ولا تقل الشَّمع. وقال الليث: أشمع السِّراجُ، إذا سطع نورُه. وانشد: كلمعِ بَرقٍ أو سراجٍ أشمَعا مشع قال الليث: المَشْع: نوعٌ من الأكل. يقال مَشَعتُ القِثّاءَ مشعاً، أي مَضَغته. ثعلب عن ابن الأعرابي: المَشْع: السير السهل. والمَشْع: أكل القِثّاء وغيره مما له جَرْسٌ عند الأكل. قال: ويقال. مشّعْنا القَصْعة تمشعا، أي أكلنا كل ما فيها. أبو عبيد عن الفرء: مَشع فلان يَمشَع مَشْعاً، إذا جَمَع وكسَب. الأصمعي: امتشع السيف من غمده، إذا امتعَدَه وسله مُسرِعاً وقال ابن الفرج: سمعت خليفةَ الحصيني يقول: امتشعتُ ما في الضرع وامتشقته، إذا لم تدع فيه شيئاً. قال: وكذلك امتشعت مافي يد الرجل وامتشقته، إذا أخذت ما في يده كله. قل: وامتشَعَ سيفَه وامتلخه، إذا استلّه. وروى ابن شميل حديثاً أنه نُهِيَ أن يَتمشّع بَروْثٍ أو عَظْم. قال: والتمشُّع: التَّمسُّح في الاستنجاء. قلت: وهو حرف صحيح. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابى: تمشَّعَ الرجُل وامتشَّ، إذا أزالَ الأذى عنه. عضط قال ابن دريد: العِظْيَوط: الذي يُحدث إذا جامَعَ، ويقال له العِذَ يوطُ. ويقال للأحمق: أذوَط وأضْوَط. عضد قال الله جل وعز: (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ) "القصص 35" قال الزجاج: أي سنُعينك بأخيك. قال. ولفظ العضد على جهة المثل، لأن اليد فَوقها عضدها؛ وكل معين فهو عَضُد. وعاضَدَني فلانٌ على فلانٍ، أي عاونني.
أبو عبيد عن أبي زيد: أهل تهامه يقولون العُضُد والعُجُز فيؤنثونهما، وتميم تقول العَضُد والعَجُز ويذكرون، وفيه لغتان أخريان عَضْدٌ وعُضْد. وقال جل وعز: (وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا) الكهف 51" وقرئ: (وما كُنتَ)، أي ما كنت يا محمد لتتخذ المضلِّين أنصارا.
وعضُد الرجل: أنصارُه وأعوانه. والاعتضاد: التقوِّى والاستعانة.
وقال الليث: العضُد: ما بين المِرفِق إلى الكتف، وهما العَضُدَان، والجميع الأعضاد. وفلان يَعضُد فلاناً، أي يُعِينه. قال: واليَعْضِيد: بقلة من بقول الربيع فيه مرارة.
أبو عبيد عن أبي زيد: عَضُد الحوض: من إزائه إلى مؤخره. والإزاء: مصبُّ، الماء فيه. قال الليث: وجمعه أعضاد. وانشد للبيد:
راسخ الدَّمْنِ على أعضاده ثلمتْهُ كلُّ ريحٍ وسَـبَـلْ
يصف الحوض الذي قد طال عهده بالواردة.
وقال أبو عبيد: المعضّد: الثوب المخطط. قال: وقال أبو زيد: يقال لأعلى ظَلِفَتَى الرَّحل مما يلى العَرَاقيِ العَضُدان، وأسفلهما الظَّلِفتان، وهما ما سَفَلَ من الحِنْوَين: الواسط والمؤخرة.
وقال الليث: للرَّحل العَضُدان، وهما خشبتانِ لصيقتانِ بأسفل الواسط. قال: وعِضادتا الإبزيم من الجانبين، وما كان نحو ذلك فهو العضادة.
قلت: وعضادتا الباب: الخشبتان المنصوبتان عن يمين الداخل وشِماله.
ويقال فلانٌ عَضُدُ فلانٍ، وعضادته، ومُعاضِده، إذا كان يعاونه ويرافقه. وقال لبيد:
أو مِسحَلٌ سَنِقٌ عِضادةُ سَمحجٍ بَسراتها نَدَب لـه وكُـلـومُ
يقول: هو يعَضُدها يكون مرة عن يمينها ومرّة سعن يسارها لا يفارقها. والعاضد: الذي يمشى إلى جانب دابةٍ أو عن يساره. وقد عَضَد يعضُد عُضوداً، والبعير معضود. وقال الراجز:
ساقَتُها أربعةٌ كالأشطانْ
يَعضُدها اثنان ويتلوها اثنان
ويقال اعضُدْ بعيرك ولا تَتْلُه. وعضَد البعيرُ البعيرَ، إذا أخذه بعضُده فصرعه. وضَبَعَه، إذا أخذ بضَبْعه. وحمار عَضِدٌ وعاضد، إذا ضم الاتُن من جوانبها.
وقال أبو عمرو: العضادتان: العودان اللذان في النِّير الذي يكون على عُنُق ثور العَجَلة. قال: والواسط: الذي يكون وسطَ النير.
وقال الكسائي: يقال للدُّملج المعِضَدَةُ، وجمعها مَعاضد.
أبو عبيد الأصمعي: إذا صار للنخلة جِذعٌ يتناول منه المتناول فتلك النخلة العَضِيد، وجمعها عِضدان. وقال غيره: عضَدَ القتبُ البعير عضداً، إذا عضه فعقره. وقال ذو الرمة:
وهُنَّ على عَضْدِ الرِّحال صوابرُ
وعضَدَتها الرِّحال، إذا ألّحت عليها. وأعضاد البيت: نواحيه. والعَضَد: ما عُضِدَ من الشجر، بمنزلة المعضود.
وقال النضر: أعضاد المزارع: جُدورها. والعَضَد: داء يأخذ البعير في عَضَد، ومنه قول النابغة:
شَكَّ المُبيطرِ إذ يشفى من العَضَدِ
ورجل عُضاديُّ: ضخم العضُد.
أبو عبيد عن أبي زيد: عضَدتُ الرجلَ أعضُده، إذا أصبتَ عَضُد ه، وكذلك إذا أعضُده، إذا أعنته وكنت له عَضُداً.
وقال ابن شميل: اليَعضِيد: التَّرْخَجْقُوق.
وقال ابن السكيت: امرأة عَضادٌ. وقال المؤرج: ويقال للرجل القصير عضاد. وانشد قول الهذلي:
لها عُنُق لـم تُـبْـلِـهِ جَـيْدريَّةٌ عَضَادٌ ولا مكنوزة اللحم ضَمْرَزُ
عمرو عن أبيه: ناقة عضاد، و.هي التي لا ترد النضيح حنى يَخلُوَ لها، تنصرم عن الإبل. ويقال لها القذُور.
ثعلب عن ابن الأعرابي: العرب تقول: فلان يفُتُّ في عَضُد فلان ويَقدح في ساقه. قال: قالعَضُد: أهل بيته وساقُه: نفَسُه.
وقال أبو زيد: يقال إذا انحدرت الريح من هذه العضُد أتاك الغيث، يعني ناحية اليمين.
الأصمعي: السيف الذي يُمتَهَنُ في قطع السجر يقال له المِعضد. وقال ابن شميل المعضاد: سيف يكون القصابين يُقطع به العظام.
عرض
قال الله جل وعز: (وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا) "البقرة 224" قال سلمة عن الفراء: يقول: لا تجعلوا الحلف بالله معترضاً مانعاً لكم أن تبروأ، فجعل العُرضة بمعنى المعترض. ونحو ذلك قال أبو إسحاق الزجاج.
وقال ابن دريد: يقال جعلتُ فلاناً عُرضةً لكذا وكذا أي نصبته له.
قلت: وهذا قريب مما قاله النحويون لأنه إذا نُصب فقد صار معترضاً مانعاً. قلت: وقوله عرضةَ: فُعلةٍ من عَرضَ يَعرِض. وكلُّ مانعٍ منعَكَ من شُغل وغيره من الأمراض فهو عارض، وقد عَرضَ عارضٌ، أي حال حائل ومنع مانع. ومنه قيل لا تَعرِضْ لفلانٍ، أي لا تعترضْ له فتمنعه بأعتراضك أن يقصد مُرادَه ويذهب مذهبَه. ويقال سلكتُ طريق كذا فعرض لي في الطريق عارض!، أي جبل شامخ قطع على مذهبي على صَوْبي. وق ل أبو عبيد عن الأصمعي: فلان عُرضة للشَّر، أي قوى عليه. وفلانة عُرضة للأزواج، أي قوية على الزَّوْج. قلت: وللعُرضة معنى آخر، وهو الذي يَعرِض له الناسُ بالمكروه ويقَعَون فيه. ومنه قول الشاعر: وإن يَتركوا رهط الفَدَوْكس عُصبةً يتامي أيامي عُرضةً للقـبـائل أي نَصباً للقبائل يعترضهم بالمكروه من شاء. وقال الليث: فلان عرضَة للناس: لا يزالون يَقعون فيه. وقول الله جل وعز: (يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا) "الاعرف 169" قال أبو عبيد: جميع متاع الدُّنياَ عَرَض، بفتح الراء. يقال: إن الدُّنيا عَرَض حاضر، يأكل منها البَرُّ والفاجر. وأما العَرْض بسكون الراء فما خالف الثمنين: الدَّنانير والدراهم، من متاع الدُّنيا وأثاثها، وجمعه عُروض. فكل عَرْضٍ داخل في العَرَض، وليس كل عَرَضٍ عرضا. وقال الأصمعي: يقال عَرَضْتُ لفلان من حقِّه ثوبا فأنا أُعرِضه عرضا، إذا أعطيته ثوباً أو متاعا مكان حقه. ومن في قولك عرضت له من حقه بمعنى البدل، كقول الله عز وجل: (وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الأرض يَخْلُفُونَ) "الزخرف 60" يقول: لو نشاء لجعلنا بدلكم في الأرض ملائكة. وقال الليث: عَرضَ فلان من سِلعته، إذا عارض بها: أعطي واحدةً وأخذ أخرى. وانشد قول الراجز: هل لكِ والعارِضُ منكِ عائضُ في مائة يُسْئِر منها القابضُ قلت: وهذا الرجز لأبى محمد الفقعسى يخاطب امرأة خطبها إلى نفسها ورغبها في أن تنكحه بمائة من الإبل يجعلها لها مهرا. وفي تقديم وتأخير، والمعنى: هل لكِ في مائة من الإبل يُسئر منها قابضُها الذي يسوقها لكثرتها. ثم قال: والعارض منك عائض، أي المعطِى بدل بُضْعك عَرْضاً عائض، أي آخذ عِوضاً يكون كِفاءً لما عَرضَ منك. يقال عِضْتُ أعاضُ، إذا عوَّضت عوضاً. وعُضْتُ أعوض، إذا عوَّضت عوضاً، أي دفعت. فقوله عائض من عِضْت لا من عُضت. وقال الليث: العَرَض من أحداث الدهر من الموت والمرض ونحو ذلك. وقال أبو عبيد: قال الأصمعي: العَرَض: الأمر يعرِضُ للرجل يُبتَلى به. قال: وقال أبو زيد: يقال أصابه سهمُ عَرَضٍ، مضاف، وحَجَر عَرَض، إذا تُعُمِّد به غيرُه فأصابه. فإن سقَط عليه حجر من غير أن يَرمىَ به أحد فليس بعرض ونحو ذلك قال النضر. ويقال: ما جاءك من الرأي عرضاً خير مما جاءك مُستكرَها، أي ما جاءك من غير تروية ولا فكر. ويقال: عُلِّق فلانٌ فلانة عَرَضا، إذا رآها بغتة من غير أن قصَدَ لرؤيتها فعَلِقَها. وقال ابن السكيت في قوله: "عُلِّقْتُها عرضاً": أي كانت عَرَ ضاً من الأعرض. اعترضني من غير أن أطلبه. وأنشد: وإما حُبهّا عرض وإمـا بشاشة كل علقٍ مستفادِ يقول: إما أن يكون الذي بي من حبها عَرَضاً لم أطلبه، أو يكون عِلْقاً. وقال اللِّحياني: العَرَض: ما عَرَض للإنسان من أمر يحبِسُه، من مرضٍ أو لُصوص. قال وسألته عُراضةَ مالٍ، وعَرض مالٍ، وعَرَض. مالٍ فلم يُعطِنيه. وقال ابن السكيت: عرضْت الجُندَ عرضاً. قال: وقال يونس: فاتَه العَرَض بفتح الراء، كما يقال قبض الشيء. قَبْضاً، وقد ألقاه ودخَلَ في القَبَض. أبو عبيد عن الأصمعي: العَرْضَ: خِلاف الطُّول. ويقال عَرَضت العُودَ على الإناء أعرُضُه. وقال غير الأصمعي: أعرِضُه. وفي الحديث: "ولو بعودٍ تَعرُضُه عليه"، أي تضعه معروضاً عليه. وقال الأصمعي: العَرْضَ: الجبل وأنشد: كما تدَهْدى من العَرْض الجلاميدٌ ويشبه الجيش الكثيف به فيقال: ماهو إلا عَرْضٌ، أي جبل. وانشد: إنا إذا قُدنا لقـومٍ عَـرضـا لم نٌبقِ من بَغْى الأعادي عِضًّا والعَرْض: السحاب أيضاً، يقال له عرض إذا استكشف. قاله بن السكيت وغيره.
ويقال عرضتُ المتاع وغيره على البيع عرضاً. وكذلك عَرْض الجُنْدِ والكتاب. ويقال لا تَعرِضَ عَرْض فلان، أي لا تذكرهُ بسوء ويقال عَرضَ الفرسُ يعَرِض عرضاً، إذا مَرَّه عارضاً في عَدوه. وقال رؤبة:
يعَرِض حتى ينَصِبَ الخيشوما
وذلك إذا عدَا عارضاً صدَره ورأسه مائلًا.
وروي عن النبي صلى لله عليه أنه ذكر أهل الجنة فقال: "لا يبُولون ولا يتغوَّطون، إنما هو عَرَق يَجري في أعراضهم مثل ريح المِسْك" قال أبو عبيد: قال الأموي واحد الأعراض عِرْض، وهو كل موضع يعرق من الجسد. يقال فلان طيب العِرْض، أي طيب الريح. قال أبو عبيد: المعنى هاهنا في العِرْض أنه كل شيء في الجسد من المَغَابن، وهي الأعراض. قال: وليس العِرض ي النسب من هذا بشيء.
وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي أنه قال: العِرض: بدن كل الحيوان. والعِرضُ: النَّفْس.
قلت: فقول "عَرَق يجرى من أعراضهم"، معناه من أبدانهم على قول ابن الأعرابي، وهو أحْسَنُ من أن يُذهب به إلى أعراض المغابن.
وقال الأصمعي: رجل خبيث العرض، إذا كان منتن لريح. وسقاء خبيث العرض، أي منتن الريح.
وقال اللحياني: لبَن طِّيب العِرض، وامرأة طّيبة العرض، أي الرِّيح. قال: والعِرْض: عرض الإنسان ذُمَّ أو مُدِح،َ وهو الجَسد. قال: ورجلٌ عِرضٌ وامرأة عِرضة، وعِرَضْنٌ وعِرَضْنَة، إذا كان يعترض الناسَ بالباطل.
وأخبرنا السعدي عن الحسين بن الفرج عن علي بن عبد الله قل: قال سفيان في قول النبي صلى الله عليه، قال: "لَيُّ الواجد يُحِلٌّ عرضه وعقوبته" قال: عِرضُه أن يُغَلظ له. وعقوبته الحبس.
قلت: معنى قوله "يُحلُّ، عِرضه" أن يُحِل ذمّ عِرضه لأنه ظالم، بعدما كان محرما منه لا يحل له اقتراضه والطعن عليه.
وقال الليث: عِرض الرجل: حَسَبه. وقال غيره: العِرْض: وادي اليمامة. ويقال لكل، وادٍ فيه قُرىً ومياهٌ: عرِض. وقال الراجز:
ألا ترى في كل عِرضٍ مُعْرِضِ
كل رَدَاحٍ دَوْحة المحوَّضِ
وقال الأصمعي: اخصب ذلك العِرض، وأخصبت أعراض المدينة وهي قُراها التي في أوديتها. وقال شمر: أعراض اليمامة هي بطونُ سوادِها حيث الزرعُ والنخل.
وعرض الجيش عَرْضاً. وقد فاته العَرَض، وهو العطاء والطمع. وقال عدي بن زيد:
وما هـذا بـأول مـا ألاقـي عن الحَدَثان والعَرَض القريب
أي الطَّمع القريب. يقال أخذ القومُ أطماعهم، أي ارزاقهم.
وأما العُرْض فهو ناحية الشيء من أي جهةٍ جثتَه. يقال استعرض الخوارجُ الناس، إذا قتلوهم من أي وجه أمكنهم. وقيل: استعرضوهم أي قتلوا من قد روا عليه أو ظفِروا به ويقال اضرب بهذا عُرضَ الحائط، أي ناحيته. وقال أبو عبيدة: عَرْضا أنف الفرس: مبتدأ ما انحدرَ من قصبة الأنف في حافتيه جميعاً.
وروى عن محمد بن علي أنه قال: "كُلِ الجُبُنَّ عُرْضاً" قال أبو عبيدة: معناه اعترضه واشترِه ممَّن وجدتَه، ولا تسأل عن عَمَلِه، أعمِلَه مسلم. أو غيره. وهو مأخوذ من عُرض الشيء، وهو ناحيته.
وقال اللحياني: ألقِهِ في أي أعراض الدار شئت. الواحد عُرْضٌ وعَرْض: وقال: خُذْهُ من عُرض الناس وعَرْضهم، أي من أي شق شثت. وكلُّ شيء أمكنك من عُرضِه فهو مُعْرِض لك، يقال أعرضَ لك الظَّبيُ فارمِه، أي ولاك عُرضَه، أي ناحيته.
ثعلب عن ابن الأعرابي: العُرض: الجانب من كل شيء. والعُرُض مثقل: السير في جانب، وهو محمود في الخيل مذموم في الإبل. ومنه قولخ:
معترضاتٍ غيرَ عُرضّياتِ
أي يَلزْمن المَحَجّة.
قال: والعَرَض: ما يَعرِض للإنسان من الهموم والأشغال. يقال عَرَض لي يَعرَض،، وعَرِضَ يَعرَض، لغتان. قال: والعِرْض: بدق كلّ الحيوان.
وقال الليث: العَروض: طريقٌ في عرض الجبل، والجميع عُرُضٌ، وهو ما اعترضَ في عُرض. الجبل. قال: وعُرض البحر والنهر كذلك.
ويقال جَرَى في عُرض الحديث، ويقال في عُرض الناس، كل ذلك يُوصَف به الوسط. قال لبيد:
فتوسّطا عُرضَ السَّرِىّ وصدّعا مَسجورةً متجاوراً قُلاَّمُـهـا
قال: ويقال نظرتُ إليه عن عُرُض، أي جانب. وأنشد:
ترى الريشَ عن عن عُرضِهِ طامياً كعَرضك فوقَ نِصالٍ نـصـالا
يصف ماء صار ريشُ الطائر فوقَه بعضُه فوق بعض، كما تعِرُضُ نصلاً فوق نصل.
وفي حديث عمر أنه خطب فقال: "ألا إن الأسَيفع أسَيفِعَ جُهينة رضي عن دينه وأمانته بأن يقال سابقُ الحاج، فادان مُعرِضاً قد رِينَ به". قال أبو عبيد: قال أبو زيد في قوله "فادان مُعرِضاً" يعني استدان مُعرضاً، وهو الذي يعترضُ الناس فيستدين ممن أمكنَه. وروى أبو حاتم عن الأصمعي في قوله "فادّانَ مُعْرِضاً" أي أخذ الذين ولم يُبال ألا يؤدّيَه. وقال شمر في مؤلَّفه: المُعرِض هاهنا بمعنى المعترض الذي يعترض يعترض لكل من يُقْرضه. قال: والعرب تقول: عَرَض لي الشيء وأعرض وتعرَّضَ واعترضَ بمعنى واحد. قال شمر: ومن جَعَل المُعرِضُ مُعرضاً هاهنا بمعنى الممكن فهو وجْهٌ بعيد، لأن معرضاً منصوب على الحال لقولك ادّان، فإذا فسرته أنه يأخذ ممن يمكنه فالمُعْرض هو الذي يُقْرِضه، لأنه هو الممكن. قال شمر: ويكون المُعْرِضُ من قولك: أعرضَ ثَوبُ المُلْبِس، أي أتّسَع وعَرُض. وأنشد لطائي في أعرض بمعنى اعترض: إذا أعرضَتْ للناظرِينَ بدا لهمْ غِفارٌ بأعلى خدِّها وعِفـارُ قال: وغِفارٌ: ميسم يكون على الخد. قال: ويقال أعرض لك الشيء، أي بدا وظهر. وأنشد: إذا أعْرَضَتْ دوايّة مُدلهـمَّةٌ وغرّدَ حاديها فَرَيْنَ بها فِلْقَا أي بدت. وقال الفراء في قول الله جل وغز: (وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا) "الكهف 100" أي أبرزناهت حتى رأوها. قال: ولو جعلت الفعل لها زدت ألفا فقلت أعرضت، أي استبانت وظهرت. واخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي أنه قال في بيت ابن كلثوم: وأعرضت اليمامة واشمخرت أي أبدت عرضها. ويقال ذلك لجبلها وهو عارضها. وقال ابن قتيبة في قوله "فادان معرضا" أي استدان معرضا عن الأداء مولياً عنه. قال ولم نجد أعرض بمعنى اعترض في كلام العرب. وقال ابن شميل في قوله "فادان معرضا" قال :يعرض إذا قيل له لا تستدن فلا يقبل. أبو عبيد عن الأصمعي يقال عرضت أهلى عراضة؛ هي الهدية تهديها لهم إذا قدمت من سفر وأنشد للراجز: يقدمها كل علاة عليان حمراء من معرضات الغربان عيني أنها تقدم الإبل فيسقط الغراب على حملها إن كان تمراً فيأكله، فكأنها أهدته له. قال ويقال قوس عراضة، أي عريضة ويقال للإبل: أنها العُراضات أثراً. وقال ساجعهم: "وأرسل العراضات أثرا، يبغينك في الأرض معمراً"، أي ارسل الإبل العريضة الآثار عليها كبانها ليرتادو لك منزلا تننجعه. وقال ابن شميل: يقال تعرَّضَ لي فلانُّ، وعَرَض لى يَعرِض، واعترض لي يشتمني و يؤذيني، وما يُعْرضك لفلان. و يقال عَتودٌ عَروض، وهو الذي يأكل الشجرَ بعُرْضِ شِدقه. قال: ويقال للماعز إذا نب وأراد السِّفاد عَريض، وجمعه عِرْضان. ويقال عريض عَروض، إذا اعترضَ المرعى بشِدقه فأكله. ويقال تعرَّضََ فلانٌ في الجبل، إذا أخذَ في عَرُوضٍ منه فاحتاج أن يأخذ يميناً وشمالاً. ومنه قول عبد الله ذى البجادين المزَني يخاطب ناقة رسول الله صلى الله عليه وهو يقودها على ثنية رَكوبةَ، فقال: تعرضي مَدَارجاً وسُومِى تعرُّضَ الجوزاء للنجوم وهو أبو القاسم فاستقيمي ويقال: تعرَّضتُ الرِّفاق أسألهم، أي تصدَّيت لهم أسألهم. وقال اللِّحياني: يقال تعرَّضت معروفهم ولمعروفهم، أي تصدَّيت. ويقال استُعمل فلان على العَروض، يُعنَى مكةُ والمدينةُ واليمن. ويقال أخذ في عَروضٍ منكرة، يعنى طريقا في هبوط. وقال الليث: يقال تعرَّضَ لي فلان بما أكره. ويقال تعرَّضَ وصلُ فلانٍ، أي دخَلَه فساد. وأنشد: فاقطع لُبانةَ مَنْ تَعرَّضَ وصلُه وقيل: معنى "مَنْ تعَرَّضَ وصلُه": أي زاغَ ولم يستَقِمْ، كما يتعرَّض الرجل في عَروض الجبل يمياً وشمالا. وقال امرؤ القيس يصف الثريا: إذا ما الثريا في السماء تعرَّضَتْ تعرُّضَ أثناء الوشاحِ المفصل أي لم تستقم في سيرها ومالت كالوشاح المعوج أثناؤه على جارية توشحت به ويقال اعترض الشيء، إذا مَنَع، كالخشبة المعترضة في الطريق تمنع السالكين سلوكها. واعترض فلانٌ عِرضَ فلانٍ، إذا وقع فيه وتنقصه في عِرضه وحَسَبه. ويقال اعترض له بسهم، إذا أقبل به قُبْلَه فأصابه. واعترض الفرسُ في رَسَنه، إذا لم يستقمْ لقائده وقال الطرمّاح:
وأماني المليك رُشدى وقد كن تُ أخاَ عُنجهيّةٍ واعتراض ويقال اعترض الجندُ على قائدهم. واعتزضهم القائد، إذا عرضَهم واحداً واحدا. وقول الراجز: معترضاتٍ غيرَ عُرضياتٍ يقول: اعترَضهنَّ من النشاط، ليس اعترَاض صعوبة. وقال ابن الأعرابي: العُرُض محرّك: السير في جانب. قال: وهو محمود في الخيل مذمومٌ في الإبل. قال: ومنه قوله: معترضاتٍ غير عُرضّياتٍ أي يلزمن المحَجَّة. وقال الليث: يقال عارضَ فلان فلاناً، إذا أخذ في طريقٍ وأخذ في غيره فالتقيا. وعارضَ فلانٌ فلاناً، إذا فعلَ مثل فعله وأتى إليه مثل الذي أتى إليه. ويقال عارضتُ فلاناً في السير، إذا سِرْت حيالَه وحاذيتَه. وعارضتُه بمتاعٍ أو دابةٍ أو شيء مُعارضة، إذا بادلتَه به. وعارضتُ كتابى بكتابه. وفلانٌ يعارضني، أي يباربنى. ويقال سرنا في عِراض القوم، إذا لم تستقبلهم ولكن جئتهم من عرضهم. وقال أبو عبيد: ألقحتْ ناقة فلانٍ عراضاً، وذلك أن يُعارضها الفحل معارضة فيضربها من غير أن تكون في الإبل التى كان الفحلُ رسيلاً فيها. وقال الراعي: قلائص لا يُلقَحن إلاَّ يَعـارةً عِرضاً ولا يُشرَينَ إلا غواليا وقال ابن السكيت في قول البَعِيث: مَدحنا لها رَوقَ الشباب فعارضَتْ جَنَاب الصِّبا في كاتم السرِّ أعجما قال: عارضَتْ: أخذَتْ في عُرضٍ، أي ناحيةٍ منه. جَناب الصِّبا: إلى جَنبه وقال اللحياني: بعير مُعارِضٌ، إذا لم يستقم في القطار. ويقال جاءت فلانُة بولدٍ عن عِراض ومعارضة، إذا لم يعرف أبوه ويقال للسَّفيح: هو ابن المعارَضة. والمعُارَضة: أن يعارض الرجُلُ المرأة فيأنيها بلا نكاح ولا ملك. أبو عبيد عن الأصمعي: يقال عرَّض لي تعريضاً، إذا رَحرحَ بالشيء. ولم يبين وقال غيره: عرّضت الشيء: جعلته عريضا. والمَعاريض من الكلام: ما عُرِّض به ولم يصرَّح. والتعريض في خِطبة المرأة في عِدتها: أن يتكلم بكلام يُشْبه خِطبتها ولا يصرِّح به، وهو أن يقول لها: إنك لجميلة، وإن فيك لبقّية، وإن النساء لمِنْ حاجتي. والتعريض قد يكون ضرب الأمثل وذكر الألغاز، وهو خلافُ التصريح في جُملة المقال. وعَرَّض الكاتب تعريضاً، إذا لم يبين الحروف ولم يقوِّم الخط. ومنه قول الشماخ: بتيماء حَبرٌ ثم عَرَّضَ أسطُرا ثعلب عن ابن الأعرابي: عَرَّضَ الرجلُ، إذا صار ذا عارضة. والعارضة: قوة الكلام وتنقيحه، والرأي الجِّيد. وعرَّضَ فلان، إذا دامَ على أكل العَرِيض، وهو الأمر. وإبل معرَّضة: سِمتها العِراض في عَرض الفخذ لا في طوله. يقال منه: عَرَضتُ البعير وعرضته تعريضا. والعَرِيض من المعِزَى: ما فوقَ الفطيم ودون الجَذَع. وقال بعضهم: العريض من الظباء: الذي قارب الإثناء. والعريض عند أهل الحجاز خاصَّةً: الخصىُّ، وجمعه عرضان. ويقال أعرضْتُ العِرضان، إذا خَصَيْتَها. ويقال أعرضتُ العِرضانَ، إذا جعلتها للبيع. ولا يكون العريض إلا ذكراً. أبو عبيد عنا أبي زيد: إذا رعَى الجَفْرُ من أولاد المعِزى وقَوِى، وعريضٌ، وجمعه عِرضان. وروي ثعلب عن ابن الأعرابي قال: إذا أجذَع الجدْي والعَناق سمي عريضاَ وعَتُوداً، وجمعه عِرضان. قال: والعارض جانب العِراق. والعارض: السَّحابُ المطل. وقال الليث: أعرضت الشيء، أي جعلته عَريضا. واعترضت عُرْضَ فلانٍ، إذا نحوتَ نحوَه. قال: ونظرتُ إلى فلانة معارضةً إذا نظَرتَ في عُرضٍ. ورجل عرِّيضٌ، إذا كان يتعرض للناس بالشرِّ. قال: والعَروض: عروض الشعر، والجميع الأعاريض، وهو فواصل أنصاف الشعر، سمي عروضاً لأن الشعرَ يعُرَض عليه، فالنصف الأول عروض؛ لأن الثاني يُبنب على الأول. والنصف الأخير الشطر. قال: ومنهم من يجعل العروض طرائق الشعر وعموده، مثل الطويل، تقول: هو عروض واحد. واختلاف قوافيه يسَمى ضروبا. قال: ولكلٍ مقال. والعروض عروض الشعر مؤنثة، وكذلك عروض الجبل. أبو عبيد عن الأصمعي: عَتُودٌ عروض، وهو الذي يأكل، الشيء بعُرض شِدقه. وأخَذ في عروض منكرة. وقال ابن السكيت: عَرَفتُ ذلك في عَروض كلامه، أي فحَوى كلامه ومعنى كلامه. وقال التغلبي: لكل أناسٍ من مَعدٍ عِـمـارٍة عَروضٌ إليها يلجئون وجانب
قال: وتقول هي عَروض الشعر وأخذ فلانٌ في عروض ما تُعجِبني، أي في ناحية ويقال هذه ناقةٌ فيها عُرضِيَّةٌ، إذا كانت ريضاً لم تُذَلَّل. ويقال ناقةٌ عُرضيَةٌ وجمل عُرْضىٌّ. وقال الشاعر: واعرورتِ العُلُط العُرضيَّ تركضُه أمُّ الفوارسِ بالذيداء والـرَّبـعَـهَ وفي الحديث عمر حين وصف نفسه بالسياسة وحُسن النَّظر لرعيته فقال: "إني أضمُّ العنود، وأُلحِقُ العَطوف، وأزجر العَروض"، قال شمر: العَروض العُرْضيَة الإبل: الصعبة الرأس الذَّلول وسطُها التي يُحمل عليها ثم تساق وسط الإبل المحّملة، وإن ركبها. رجل مضَتْ به قُدماً ولا تَصَرَّف لراكبها. قال: وإنما قال "أزجُر العَروضَ" لأنها تكون آخر الإبل. قال: وتقول ناقة عَروض وفيها عَروض، وناقة عُرْضيّة. وقال ابن السكيت: ناقةٌ عَروضٌ، إذا قبِلتْ بعض الرياضة ولم تستحكم. قال شمر: وأما في قول حميد: فما زالِ سَوطى في قِرابى ومِحجني وما زلتُ منه في عروض أذودُها أي في ناحية أداريه وفي اعتراض. وقال في قول ابن أحمر يصف جارية: ومنَحتُها قولي على عُرْضيّة عُلُطٍ أُدارئ ضِغنَها بتودُّدٍ وقال ابن الأعرابي: شبّهها بناقةٍ صعبةٍ في كلامه إياها ورفقِه بها. وقال غيره: منحتُها: أعَرتُها وأعطيتها. وعُرضيّة: صعوبة، كأن كلامه ناقةُ صعبة. ويقال إنه أراد كلمتها وأنا على ناقةٍ صعبة فيها اعتراض. والعُرضىُّ: الذي فيه جفاء واعتراض. وقال العجاج: ذو نَخْوةٍ حُماَرسٌ عُرضى وقال الليث: المعراض: سهمٌ يُرمَى به بلا ريش يَمضِى عَرْضا. والمَعرَض: المكان الذي يُعرَض فيه الشيء. وثوب مِعرضٌ: تُعرَض فيه، الجارية والعارضة: عارضة الباب. وفلان شديد العارضة: ذو جَلَد وصرامة. والعوارض: سقائف المحمل. والعوارض: الثنايا، سمِّيت عوارضَ لأنها في عُرض الفم. وقال الأصمعي: العوارض: الأسنان التي بعد الثنايا، يقال فلانة نقية العوارض. وقال اللحياني: العوارض من الأضراس. وقال غيره: العارض: ما بين الثنيّة إلى الضرس. وقيل: عارض الفم: ما يبدو منه عند الضحك. وقال كعب: تجلو عوارض ذي ظَلْم إذا ابتَسَمت كأنه مُنهَلٌ بالـراح مـعـلـولُ يصف الثنايا وما بعدها. وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه بعثَ أمُّ سُلَيم لتنظر إلى امرأة فقال: "شَمِّي عوارضَها"، قال شمر: العوارض هي الأسنان التي في عُرض الفم، وهي ما بين الثنايا والأضراس، واحدها عارض. وقال جرير: أتَذْكُر يومَ تَصقُلُ عارضَيها بفَرعِ بَشامةٍ، سُقِيَ البَشامُ وقال شمر: العارض أيضاً: الخدُّ. يقال أخذ الشَّعَرَ من عارضيه، أي خدَّيه. وإنما أمر النبي بشم عوارضها لتَبورَ بذلك ريحَ فمها أطيّب أَمْ خبيث. وقالة اللحياني: عارضا الوجه وعروضاه: جانباه. وقال الأصمعي: يقال بنو فلان أكَّالون للعوارض، جمع العارضة، وهي الشاة أو البعير يصيبُه داءٌ أو سبُعٌ أو كسر. وقال شمر: يقال عَرضَتْْ من إبل فلان عارضةٌ، أي مرِضت. قال: وبعضهم يقول عَرِضت. قال شمر: وأجوده عَرَضَت. وأنشد: إذا عَرِضَتْ منها كَهاةٌ سمـينة فلا تُهدِ منها واتَّشِق وتَجَبجَبِ الليث: يقال فلان يعدو العِرَضْنَة، وهو الذي يشتقُّ في عَدْوه. وقال اللحياني: يقال اشتر بهذا عُرَاضة لأهلك، أي هدية، مثل الحّناء ونحوه. وقال أبو زيد في العُراضه: الهديّة التعريض ما كان من مِيرةٍ أو زادٍ بعد أن يكون على ظهر بعير. يقال عَرِّضونا من مِيرتكم. وقال الأصمعي: العُراضة: ما أطعمه الراكبُ من استطعَمَه من أهل المياه. وقال هميان: وعرَّضوا المجلسَ محضاً ماهجا أي سقَوهم. ويقال: عَرَفت ذاك في مِعراض كلامه، ومعاريض كلامه وفحواه أي في عروض كلامه. ومنه قول عِمرانَ ابن حُصَين: "إن في المعاريض لمَندوحةً عن الكذب". ويقال عرضَتِ الشَّاةُ الشوكَ تعرُضه، إذا تناولته وأكلتْه. و يقال رأيته عَرْضَ عين، أي ظاهراً من قريب. والمعَرَّضة من النساء: البكر قبل أن تُحجَب، وذلك أنها تُعرَض على أهل الحيِّ عَرضةً ليرغبوا فيها من رَغِب، ثم يحجبونها. وقال الكميت: ليالَينا إذْ لا تزالُ تَروعُنـا مُعرَّضةٌ منهنَّ بِكر وثيِّبُ
ويقال استُعرضت الناقة باللحم، فهي مستَعرَضَة كما يقال قُذِفت باللحم ولُدِسَت، إذا سمنتْ. وقال ابن مقبل:
قَبَّاء قد لحقَت خسيسةَ سنـهـا واستُعرِضت ببضيعها المتبتِّرِ
قال: خسيسة سِنِّها: حين بَزَلتْ، وهي أقصى أسنانها.
ويقال:كان لي على فلان. نَقدٌ فأعسرته واعترضتُ منه، أي أخذتُ العَرْض. وإذا طلب قومٌ عند قومٍ دماً فلم يُقِيدوهم قالوا: نحن نَعْرِض منه فاعترِضوا منه، أي أقبلوا الذيةَ عَرْضاً.
ويقال انطاق فلانٌ يتعرض بجملة السوقَ، إذا عرضه علي البيع. ويقال تَعرَّضْ به، أي أقْمه في السُّوق. وفلانٌ معتَرَضْ في خُلقه، إذا ساءك كلُّ شيء من أمره. وعَرضَ الرامي القوسَ، إذا أضجعها قم رمي عنها عَرْضاً.
وقال الله تعالى: (فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا) "الأحقاف 24" أي قالوا: الذي وُعدنا به سحابٌ فيه الغيث فقال الله: (بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ).
ويقال للرِّجْل العظيم من الجراد: عارض؛ يقال مرَّ بنا عارضٌ قد ملأ. الأفق.
وقال أبو زيد: العارض: السحابة تراها في ناحيةِ السماء، وهو مثل الُجِلْب، إلا أن العارض يكوون أبيضَ والُجِلْبُ إلى السَّواد، والجُلب يكون أضيقَ من العارض وأبعَدَ. والعوارض من الإبل: التي تأكل العِضاه عُرُضا، أي تأكله حيثُما وَجدته.
وقول ابن مُقبل:
مهاريق فَلُّوجٍ تعرَّضْنَ تاليا
أراد: تعرّضهنّ تالً يقرؤهن؛ فقلب.
وقال ابن السكيت: يقال ما يَعْرُضك لفلان، ولا يقال ما يُعَرِّضك. ويقال: مذه أرضٌ مُعْرِضة: يستعرضها المال ويعترضها، أي هي أرض مُعْرِضة فيها نيتٌ يرعاه المال إذا مرَّ فيها.
ضرع
الحراني عن ابن السكيت: الضَّرْع ضرع الشاة والناقة. والضَّرَع: الضعيف.
وقول الله جل وعزّ: (تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً) "الأنعام 63" قال ابو إسحاق: المعنى تَدْعونه مُظهرين الضَّرَاعة، وهي شدة الفقر إلى الشيء والحاجة إليه. وانتصابهما على الحال وإن كانا مصدرين.
وأما قوله الله تعالى: (فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا) "الأنعام 43" فمعناه تخشَّعُموا وتذللَّوا وخضعوا.
وقال شمر: يقال ضَرِعَ فلانٌ لفلان وضَرَع !، إذا ما تخشَّعَ له وسأله أن يُعطَيه. قال: ويقال قد أضرَعت له مالى، أي بذلْتُه له. وقل الأسود:
وإذا أخلائي تنـكَّـبَ وُدُّهـم فأبو الكُدادة مالُه لىَ مُضْرَعُ
أي مبذول. وقال الأعشى:
سائل تميماً به أيام صفقتـهـم لما أتوا أسارى، كلٌّهم ضَرَعا
أي ضرعَ كلٌّ واحدِ منهم وخضع. قال: ويقال ضَرَع له واستضرع. قال: وقال ابن شميل: لفلانٍ فرسٌ وقد ضَرِع به، أي غلبَه، وهو في حديث لِسَلْمان. وتضرَّع الظلُّ: قل وقَلَص. وقال يوسف بن عَمرو:
فمِلنَ قُدَيداً بكـرةً، وظـلالُـه تضرَّعُ في فَئ الغَداةِ تضرُّعا
مِلْنَ قُديدا، أي من قُديد.
والضريع: الشَّراب الرقيق. وقال يصف ثغرا:
حمشُ اللِّثاتِ شتيتٌ وهو معتدل كأنه بضريع الدن مصقـولُ
والضريع: لغة في الضرَع الضعيف. وقال:
ومطويّةٍ طي القَليبِ رفعتُها بمستنبح جِنْحَ الظلام ضريع
المطوية عنى به الأذن. والمستنبح: الذي ينبح نبح الكلاب طلباً للقرى.
أبو عبيد عن الأحمر: ضرعت الشمسُ أي دنت للغروب. وقال غيره: رجل ضارع، أي نحيف ضاوى. وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه راي ولدىْ جعفر الطيار فقال: "مالي أراهما ضارعين!". الضارع: الضاوي النحيف. ومنه قول الحجاج لسَلم ابن قتيبة: "مالي أراك ضارعِ الجسم؟".
أبو عبيد عن الأموي" الضريعة من الغنم: العظيمة الضرع. وقال بو زيد: الصَّرْع جماعٌ، وفيه الأطْباء وهي الأخلاف، واحدها طبْيٌ وخِلْف، وفي الأطباء الأحاليل، وهي خُروق اللبن.
أبو عببد عن الكسائي قال: ضرَّعتِ القدرُ تضريعا، إذا حان أن تُدرك. وقال الأصمعي: التضرع: التلوى والاستغاثة.
وقال الليث: رجلٌ ضَرَعٌ، وهو الغُمر من الرجال الضعيف. وانشد:
فما أنا بالواني ولا الضّرَع الغُمْرِ
ويقال جسدُك ضارع، وجَنبك ضارع. وأنشد:
من الحُسن إنعاماً وجنبك ضارعُ
قال: وقومٌ ضَرَع ورجلٌ ضَرَع. وأنشد:
وأنتُم لا أشاباتٌ ولا ضَرَعُ قال: وأضرعت الناقُة فهي مُضْرِعٌ، إذا قرُبَ نتِاجُها. قال: والمضارعة للشيء: أن يضارعه كأنه مثله أو شبهه. وقال الأزهري: والنحويون يقول للفعل المستقبل: مضارِع؛ لمشاكلِتِه الأسماء فيما يلحقه من الأعراب. ويقال هذا ضِرْع هذا وصِرعه ،بالضاد والصاد، اى مثله. والضُّروع والصُّروع: قُوَى الحَبل، واحدها ضِرعٌ وصِرعٌ. أبو عبيد عن الفراء: جاء فلان يتضرع لي ويتأرض، ويتصدى ويتأني، أي يتعرض. وقال الله تعالى: (لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ) "الغاشية 6" قال الفراء: الضريع: نبتٌ يقال الشِّبرِق، وأهل الحجاز يسمُّونه الضَّريعَ إذا يبس وهو اسم وجاء التفسير أن الكفار قالوا: إن لضريع لتَسمَنُ عليه إبلُنا. فقال الله: (لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ) "الغاسية 7" وقال الليث: يقال للجِلدة التي على العظم تحت اللحم من الضَّلَع: هى الضريع. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الضريع: العَوسَج الرَّطب، فإذا جف فهو عَوسَجٌ، فإذا زادَ جُفوفُه فهو الخزيز. قال: والضارع:المتذلل الغني. والضَّرَع: الرجُل الجَبان. والضَّرَع: المتهالك من الحاجة للغنى. والضَّرَع: الجمل الضعيف. عضر أهمله الليث. وروى أبو العباس عن عمرو عن أبي عمر و قال: العاضر: المانع، وكذلك الغاضر، بالعين والغين. رضع قال الله جل وعز: (يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ) "الحج 2". وختلف النحويون في علّة دخول الهاء في المرضِعة، فقال الفراء: المرضِعة: الأم. والمُرضِع: التي معها صبيٌّ تُرضِعُه. قال: ولو قيل في الأم مُرضِع لأن الرضاع لا يكون إلا من الإناث، كما قالوا امرأة حائض وطامث، كان وجهاً. قال: ولو قيل في التي معها صبي مرضعةٌ كان صوابا. وقال الأخفش: أدخل الهاء في المرضعة لأنه أراد-والله أعلم-الفِعلَ. ولو أراد الصفة لقال مُرضِع. وقال أبو العباس: الذي قاله الأخفش ليس بخطاً. واخبرني المنذري عن ابن اليزيدي عن أبي زيد قال: المُرضعة: لتي ترضع قال: و(كلُّ مُرْضِعَةٍ): كل أم. قال: والمرضع: التي قد دنا لها أن تُرضع ولم تُرضِع بعد. والمُرضِع: التي معها الصبيُّ الرضيع. وقال الليث: قال الخليل: امرأةٌ مُرضع: ذاتُ رضيع، كما يقال امرأةٌ مُطفِل: ذات طفل، بلا هاء، لأنك لاتَصِفُها بفعلٍ منها واقعٍ أو لازم، فإذا وصفتَها بفعلٍ هي تفعله قلت مُفْعِلة، كقول الله تعالى: (تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ) وصفها بالفعل فأدخل الهاء في نعتها. ولو وصفها بأن معها رضيعاً قال مُرضِع. وروي عن النبي صلى الله عليه أنه قال: " انظرنَ إخْوانكن، فإنما الرضاعة من المَجاَعة، وتفسيره أن الرَّضاعَ الذي يحرِّم رِضَاعُ الصبي؛ لأنه يُشْبِعه ويغذوه ويسكن جوعته، فأما الكبيرفرضاعُه لا يحرم لأنه لا ينفعُه من جوع ولا يُغنيه من طعام، ولا يَغْذوه اللبن كما يغذو الصغير الذي حياتُه به. وقال اليث: تقول رضُع الرجل يرضُع رضاعة فهو رضيع، أي لئيم، والجميع الراضعون. والعرب تقول: لئيم راضع. ويقال نُعِتَ به لأنه يرضَع ناقته من لؤمه لئلاَّ يُسمَع صوتُ الشَّخب فيطلب لبنه. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الراضع والرَّضِع: الخسيس من الأعراب، الذي إذا نزل به الضيف رِضَع شاتَه بفمه لئلا يسمعه الضَّيف. ويقال منه رَضِع يرضَع رَضْعا وقال بعضهم: أو عيَّرتُ رجلاً بالرضع لخَشِيتُ أن يَحُور بي داؤه. قال: والرَّضعِ: صِغار النخل، واحدهُ رَضَعة. وامرأة مُرضِع: معها رضيع. وامرأة مرضعة: ثَديُها في فم ولدِها. الليث: الراضعتان من السن: اللتان شرب عليهما اللبن. أبو عبيد عن الأصمعي: رضَع الصبيُّ يَرضَع، ورضِعَ يرضَع. قال: وأخبرني عيسى بن عمر أنه سمع العرب تُنشِد: وذَمُّوا لنا الدُّنيا وهم يَرضعِونها أفاويق حتى ما يُدرُّ لها ثُعْلُ قال: وقال الأموي: الرَّضوعة من الغنم: التي تُرضِع. قال: ويقل رَضاع ورِضاع، ورَضاعة ورِضاعة.
وقال الله تعالى: (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ) "البقرة 233" اللفظ لفظ الخبر والمعنى معنى الأمر، كما تقول حسبُك درهم، فلفظ لفظ الخبر والمعنى معنى الأمر، معنااه اكتفِ بدرهم. وكذلك بدرهم. وكذلك معنى الآية: لترضعِ الوالداتُ. وقوله: (فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ) "البقرة 233" أي تطلبوا مُرضِعةً لأولادكم. عضل قال الله عزّ وجلّ: (فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ) "البقرة 232" نزلت في مَعِقل بن يسارٍ. المُزَني.، وكان زوج أخته رجلاً فطلقها، فلما انقضت عِدّتُها خطبَها، فآلى ألا يزوجه إياها، ورغبتْ أخته فيه، فنزلت: (وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ) الآية. ويقال عَضَل فلان أيِّمَه، إذا منعها من التزويج يعضُلها ويعضِلها عَضْلاً. قاله الأصمعي وغيره. واما قول الله: (وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ) "النساء 19" فإن العَضْل في هذه الآية من الزوج لامرأته، وهو أن يُضارها ولا يحسن معاشرتَها ليضطرها بذلك إلى الافتداء منه بمهرها؛سماه الله عضلاً لأنه يمنعها حقها من النفقة وحُسن العِشرة والإنصاف في الفراش، كما أن الولي إذا منع حريمته من الزويج، قد منعها الحق الذي أبيح لها من النكاح إذا دعَتْ إلى كفء لها. وروى معمر عن أيوب عن أبي قلابة أنه قال في الرجل يطّلع من امرأته على فاحشة، قال: لا بأس أن يضارهها حتى تختلع منه. قال الأزهري: فجعل الله اللواتي يأتين الفاحشةَ مستثنيات. من جملة النساء اللواتي نَهَي الله أزواجهن من عَضْلهنّ ليذهبوا ببعض ما آتوهن من الصداق. وروي عن عمر أنه قال: "أعضَلَ بي أهلُ الكوفة، ما يرضَون بأمير ولا يرضاهم أمير" قال أبو عبيد: قال الأموي في قوله أعضل بي أهلُ الكوفة: هو من العُضال وهو الأمرُ الشديد الذي لا يقوم به صاحُبه. يقال قد أعضلَ الأمر فهو مُعضِل. قال: ويقال قد عضلت المرأة تعضيلاً، إذا نشب الولد فخرج بعضُه ولم يخرج بعض فبقي معترضاً. وكان أبو عبيدة يحمل هذا على إعضال الأمر ويراه منه. ويقال: أنل القوم بى أمراً مُعضِلاً لا أقوم به. وقال ذو الرمة: ولم أقذِفْ لمؤمنةٍ حصانٍ بإذن الله مُوجِبةً عُضالا وقال شمر: الداء العضال: المنكرالذي يأخُذ مُبادَهةً ثم لا يلبث أن يقُتل، وهو الذي يعُي الأطباء. يقال أمرٌ عُضال ومُعْضل، فأولُه عضال، فإذا لزِم فهو معضل. قال: وعَضْل المرأة عن الزَّوج: حبسها. وقال الأصمعي: يقال عضلت الأرضُ بأهلها،إذا ضاقت بهم لكثرتهم. وأنشد لأوس بن حجر: ترى الأرض مِنَّا بالفضاء مريضةً معضِّلةً منا بجمـعٍ عَـرَمْـرمِ ويقال فلانٌ عٌضْلةٌ من العُضَل، أي داهية من الدواهي. وأما العَضَل بفتح الضاد والعين فهو الجُرذ، وجمعه عِضْلان. وقال ابن الأعرابي: العَضَل ذكر الفأر. وقال الليث: بنو عضَل: حيّ من كنانة. وقال غيره: عضَل والذيش: حيانِ. يقال لهما القارَة، وهم من كنانة. وقال أبو زيد: عضَّلت الناقة تعضيلا وبددت تبديدا، وهو الإعياء من المشي. والرُّكربِ وكلِّ عمل. وقال أبو مالك: عضّلت المرأة بولدها، إذا غَصَّ في الفرج فلم يخرجْ ولم يدخلْ. وسئل الشعبي عن مسألة مُشكلةٍ فقال: "زَبَّاء ذاتُ وَبَرِ، لو وردت على أصحاب محمد لعَضَّلَتْ بهم". قال شمر: عضّلت بهم أي ضاقت عليهم. قلت: أراد أنهم يضيقون بالجواب عنها ذَرعاً؛ لإشكالها. وقال الليث: يقال للقطاةِ إذا نَشِب بيضُها: قطاة مُعَضِّل. قال الأزهري: كلام العرب: قطاة مُطرِّق وامرأة معضِّل. والعُضلي: القوي من الرجال والعَضيل: المنكر منهم الضخم الشأن، الجمْع العَضِيلون والعُضَلاء. فإذا كان من غير الرجال فجمُعه عُضُل. وناقةٌ عضيلة: نكيرة في الشدّة. وحِصنٌ عَضِيل: نكير مُشرف. ومكانٌ عَضيل: ضيق بأهله، ويكون المشرفَ، نحو حِصنٍ عضيل. قال مرّار: إذا ضُمَّ لى بَحرَا جذيمة والتقت على روابي كلُّهنَّ عضـيلُ الروابي: الأشراف من الأرض. أبو عمرو: العَضَلة: شجرة مثل الدِّفْلَى، تأكلهُ الإبل فتشرب كلَّ يومٍ عليه الماء.
قال الأزهري: لا أدرى أهِيَ العَضَلة أم العَصَلة، ولم يروِها لنا الثِّقات عن أبي عمرو. وقال الليث: العَضَلة: كل لحمة غليظةٍ مُنْتَبرة مثل لحمة الساق والعضد. يقال ساق عَضِلةٌ: ضخمة. قال: والداء العُضال: الذي أعيا الأطباء علاجُه. والامر المنضل: الذي قد أعيا صاحبَه القيام بهُ. قال: وعضَّلت عليه، أي ضيقت عليه أمره وحُلتُ بينه وبين ما يَرُومه، ظلماً. قال: والعَضَل: موضع بالبادية كثير الغياض. قال: واعضألَّت الشجرة، إذا التفت وكثر أغصانُها. وأنشد: كأن زِمامُهـا أيْمٌ شـجـاع تراءد في غُصونٍ مُعْضئلهْ قال الأزهري: ورواه غيره: "معطئلّهْ" بالطاء. علض أهمله الليث غير حرف واحد، قال: العِلّوْض: ابن آوى، بلغة حمير. وروي ثعلب عن ابن الأعرابي قال: العِلّوض: ابن آوى. ضعل أهمله ا!ليث. وروي أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: الضاعِل: الجمل القوي. قال: والطاعل: السهم المقوم ولم أسمع هذين الحرفين إلا له. قال: والضَّعل: دقة البدن من تقارب النسب. وهذه الحروف غريبة، وهي من نوادر ابن الأعرابي. ضلع اخبرني المنذري عن أبي الهيثم أنه قال: ضلوع كل إنسان أربع وعشرون ضِلعاً، وللصَّرد منها اثنتا عشرة ضِلعاً تلتقي أطرافها في الصدر، وتتصل أطراف بعضها ببعض وتسمى الجوانح، وخلفها من الظهر الكَتِفانِ، والكتفانِ بحذاء الصدر. واثنتا عشرة ضلعا أسفل منها في الجنبين، البطنُ بينهما، لا تلتقي أطرافها، على طرف ضلع منها شُرسُوف، وبين الصَّدر والجنبين غُضروف يقال له الرَّهابة، ويقال له لسانٌ الصدر. وكل ضِلع من أضلاع الجنبين أقصر من التي تليها إلى أن تنتهي إلى آخرها، وهي التي في أسفل الجنب، يقال لها الضَّلع الخِلْف. أبو عبيد عن أبي زيد: الضالع: الجائر. وقال الكسائي مثله. وقد ضلِع يَضْلَع، إذا مال. ومنه قيل: ضَلْعُك مع فلان. أبو زيد: هم عليه أَلْبٌ واحد، وضلْعٌ واحد. يعني أجتماعهم عليه بالعداوة. وروي عن النبي صلى الله عليه أنه قال: "اللهم أني أعوذ بك من الهمِّ والحزَن، والعَجْز والكسلَ، والبُخْل والُجْبْن، وضَلَعِ الذين، وغَلَجة الرجال". وقال ابن السكيت: الضَّلْع: الميل، ومنه قولهم: ضَلْعُك مع فلان. قال: والضلَع: الاعوجاج. رُمحٌ ضَلِعٌ: معوج. قلت: فمعنى "ضَلَع الذين" ثِقَلُه حتى يميل بصاحبه عن حدّ الاستواء لثقله. وروي عن النبي صلى الله عليه أنه أمر امرأةً في دم الحيض يُصيب الثوب: "حُتَّيه بضِلَع". هكذا رواه الثقات بكسر الضاد وفتح اللام. وأخبرني المنذريُّ عن ثعلب عن ابن الأعرابي أنه قال: الضِّلَع: العُود هاهنا. قلت: أصل الضِّلع ضِلَع الجنب، وقيل للعود الذي فيه انحناء وعِرَضٌ واعوجاج ضِلَع، تشييها بالضِّلَع الذي هو واحد الأضلاع. وقال الليث: هي الضِّلَع والضِّلْع، لغتان. قال: والعرب تقول هذه ضِلَعٌ وثلاث أضلُع. وفي حديث ثالث أن النبي صلى الله عليه لما نظر إلى المشركين يوم بدرٍ قال: "كأني بكم يا أعدا. الله مُقتَّلين بهذه الضِّلع الحمراء"، قال الأصمعي: الضِّلَع: جُبيل يستطيل في الأرض ليس بمرتفع في السماء، يقال: انزل بهانيك الضِّلَع. وقال غيره: الضَّلع جُبَيل صغير ليس بمنقاد. وقال ابن شميل: الضِّلَع: خطُّ يُخَظُّ في الأرض ثم يُخَظُّ آخر، ثم يُبْذَر ما بينهما. ورُمْحٌ ضَلِعٌ: أعوج. وأنشد: بكل شعشعاعٍ كجذع المزدَرَع فَلِيقُه أجردُ كالرُّمح الضَّلِـع يصف الإبل تَنَاوَلُ الماء من الحوض بكل عُنقٍ كجِذع الزُّرنوق. والفليق: المطمئن في عنق البعير الذي فيه الحلقوم. وقال الليث: يقال إني بهذا الأمر مُضطلع ومُعَّافع، الضاد تدغم في التاء فيصيران طاء مشدّدة، كما تقول اطَّنَّنى أي اتهمنى، واطَّلم إذا احتمل الظُّلم. قال: واضطلع الحِمْلَ، إذا احتملته أضلاعه. وقال ابن السكيت: هو مضطلِع بحمله، أي قوي عليه، وهو من الضلاعة. قال: ولا يقال مطلع بحمله. وقال الليث: ورجلٌ أضلع فع وامرأة ضَلعاء وقومٌ ضُلْع، إذا كانت سنُّة شبيهةَ الضِّلَع. قال. والأضلع يوصف به الشَّديد الغليظ.
وفي صفة النبي صلى الله عليه أنه "كان ضليعَ الفم". قال أبو عبيد: أراد أنه كان واسع الفم. وقال القتيبي: ضليع الفم: عظيُمه، يقال ضليع بين الضلاعة. قال: ومنه قول الجنى الذي صارعَ عمر بنَ الخطاب: "إني منهم لضليع" قال أبو عبيد: معناه إني منهم لَعظيم الخَلْق. قال القتيبي. والعرب تذمُّ بصفر الفم وتحمد سَعَته. قال: ومنه قوله في منطق النبي صلى الله عليه إنه "كان يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه"، وذلك لَرْحْب شدقه. ويقال للرَّجُل إذا كان كذلك أشْدَق، بين الشدق.
وقال الأصمعي: قلت لأعرابي: ما الجمال؟ فقال: غُؤور العينين، وإشرافُ الحاجبين، ورُحْب الشدقين.
وقال ابن السكيت: فرسٌ ضليع الخَلْق، إذا كان تامَّ الخَلْق مُجْفَر الجنبين غليظ الألواح كثير العَصَب. الضّليع: الطويل الأضلاع العريض الصدر الواسع الجنبين.
وقال الأصمعي: المضلوعة: القوس. وقال ابن شميل المتنخل لهذلي:
وسلُ عن الحب بمضلوعة تابَعَها الباري ولم يعَجَلِ
وقال ابن شميل: المضلَّع. الثوب الذي قد نُسج بعَضُه وترك بعضه. وقال غيره: بُرد مَضلّع، إذا كانت خطوطه عريضة كالأضلاع.
ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الضَّوْلع: المائل بالهَوَى. هي ضِلَعٌ عليه، أي جائرة عليه. وقال ابن هَرْمة يصف امرأة:
وهي علينا في حكمها ضِلَعٌ جائرة في قضائها خَنِعـهْ
نعض
أبو زيد عن الأصمعي: النُّعْض: شجر من الغَضا له شوك، واحدتها نُعْضَة وهو معروف.
وقال بن دريد: ما نَعضْتُ منه شيئاً أي ما أصبت.
قلت: ولا أحقُّة، ولا أدرى ما صحّته، ولم أره لغيره.
ضعف
قال الله جل وعز: (يَانِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ) "الاحزاب 30" وقرا أبو عمرو: (بضعَّفْ)، قال أبو عبيدة: معناه يجعل الواحد ثلاثة، أي تعذَّبُ ثلاثة أعذبة. قال: عليها أن تعذَّب مرة فإذا ضوعف ضعفين صار العذاب ثلاثة أعذِبة.
قلت: هذا الذي قاله أبو عبيدة هو ما يستعمله الناس في مجاز كلامهم، وما يتعارفونه بينهم. وقد قال الشافعي شبيها بقوله في رجل أوصى فقال: أعطوا فلاناً ضِعفَ ما يصيب ولدى. قال: يعطى مثله مرتتين. قال: ولو قال ضعفي ما يصيب ولدي، نظرت فإن أصاب مل.ق مائة أعطيتَه ثلاثمائة
قلت: وقد قال الفراء شبيها بقولهما في قول الله، عز وجل: (يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ) "آل عمران13". قلت: والوصايا يستعمل فيها العرف الذي في خطابهم موضوع كلام العرب يذهب إليه وَهْمُ الموصي والموصى إليه، وإن كانت الُّلغة تحتمل غيره يتعارفه المخاطِب والمخاطب، وما يسبق إلى الأفهام من شاهد الموصي مما ذهب وهمه إليه كذلك. وكذلك روى عن ابن عباس وغيره. فأما كتاب الله عز وجل فهو عربيٌّ مبين، ويرد تفسيره إلى الموضع الذي هو صيغة ألسنتها، ولا يستعمل فيه العرف إذا خالفَتْه اللغة. والضعف في كلام العرب: المِثْل إلى ما زاد، وليس بمقصور على مثلين، فيكون ما قاله أبو عبيدة صواباً، يقال هذا ضعف هذا أي مِثْلُه، وهذا ضعفاه أي مثلاه. وجائز في كلام العرب أن تقول: هذا ضعِفاه أي مثلاه وثلاثة أمثله، لأن الضعف في الأصل زيادة غير محصورة. ألا ترى قول الله عز وجل: (فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا) "سبأ 37" لم يرد به مثْلاً ولا مثلَين، ولكنه أراد بالضِّعف الأضاف، وأولى الأشياء به أن يجعل عشرة أمثاله، لقول الله جل وعز: (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا) "الأنعام 160" فأقلُّ الضعف محصور وهو المثل، وأكثره غير محصور. واما قول الله تعالى: (يُضاَعَفْ لَهاَ العَذَابُ ضِعفْيَنِ إنهما ضعفانِ اثنان فإن سياق الآية والآية التي بعدها دل على أن المراد من قوله ضعفين مَرَّتينِ. ألا ترى قوله بعد ذكر العذاب: (وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ). فإذا جعل الله لأمهات المؤمنين من الأجر مثلي ما لغيرهن من نساء الأمة تفضيلا لهن عليهن، فكذلك إذا أتت بفاحشةٍ إحداهُن عُذّبت مثلي ما يعذب غيرها. ولا يجوز أن تُعطى على الطاعة أجرّين، وعلى المعصية ان تعذ ب ثلاثة اعذبة.
وقول الله قا! قولنعذاق النحو ضعف!ن وقول أهل ا اة فسير. و إذا قال الرجل لصماحبه: ان اه طيقنى درهما كافاتك بضعفين، فمعناه بد رهمين.
وقال أبو اسحاق الزجاج في قول الله: (فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنْ النَّارِ) "الاعراف 38" قال: عذباً مضاعفاً؛ لأن الضعف في كلام في العرب على ضربين: أحدها المثل، والآخر أن يكون في معنى تضعيف الشيء. (قَالَ لكلٍ ضِعْفٌ" أي للتابع والمتبوع؛ لأنهما قد دخلوا في الكفر جميعاً، أي لكل عذاب مضاعف.
وقول الله جل وعز: "إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ) "الاسراء 75" أي أذقْناك ضِعفَ عذاب الحياة وضِعفَ عذاب الممات، ومَعناهما التضعيف.
وقول الله جل وعز: (وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُضْعِفُونَ) "الروم 39" معناه الداخلون في التضعيف، أي يُثابون الضِّعْف الذي قال الله تعالى: (أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا) "سبأ 37".
والعرب تقول ضاعفت الشيء وضعفته،، بمعنى واحد. ومثله امرأة مُناعَمة ومنعمة وصاعَر المتكبر خَدَّه ه وصّعره، وعاقدت وعقدت، وعاقبت وعقبت، بمعنى واحد.
أبو عبيد عن أبي عمرو قال: المضعوف من أضْعَفتُ الشيء. وأنشد قول لبيد:
رعاَلين مضعوفاً وفَرداً سُموطُه جُمانٌ ومَرجانٌ يشك المفاصلا
واما قول الله عز وجل (الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا) "الروم 54" قال قتادة: خلقكم من ضعف، قال: من النُّطفة. ثم جعل من بعد قوة ضعفاً!، قال: الهَرَم. وفيه لغتان: الضَّعْف والضُّعْف. وقرأ عاصمم وحمزة: (عَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا) "الأنفال 66" و: (الله الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ) "الروم 54" بفتح الصاد فيهما. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وابن عامر الكسائي: من ضُعْفٍ وضُعْفاً بضم الصاد، وهما لغتان. وقال الليث: يقال ضعف الرجل يضعف ضَعفاً وضُعفاً، وهو خلاف القوة قال: ومنهم من يقول: الضعف في العقل والرأي، والضعف في الجسد. قلت: هما عند جماعة أهل البصر باللغة لغتان جيدتان مستعملتان في ضعف البد وضعف الرأي.
واخبرني المنذري عن عثمان بن سعيد عن سلا م المدائني عن أبي عمرو بن العلاء عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه قرأها: (خلقكم من ضُعْف. ويقال أضعفت فلاناً، أي وجدته ضعيف؛ وضعّفته،، أي صيّرته ضعيفا، واستضعفته، أي وجدته ضعيفاً أيضاً. وقال الليث: يقال ضعفتَ الشيء وضاعفتُه، إذا زدتَ على أصل الشيء فجعلته مثلين أو أكثر من ذلك. أبو عمرو: أضعاف الجسد. عِظامه، الواحد ضِعف قال: ويقال أضعاف الجسد: أعضاؤه و يقال فلان ضعيف مُضْعف، فالضعيف في بدنه، والمُقوى: الذي دابته ضعيفة، كما يقال فلانٌ قويٌّ مُقّوٍ، فالقوي في بدنه، والمْقُوِى: الذي دابتّه قوية. ثعلب عن ابن الأعرابي: رجلٌ مضعوف ومهبوت، إذا كان في عقله ضعف. شمر: ومن الدُّروع المضاعَفة، وهي التي ضُوعِف حَلقُها. وقال أبو زيد: يقال للرجل إذا انتشرت ضيعتُه وكثرت: أضعفَ الرَّجلُ فهو مُضْعِف. والأضعاف: الجوف قال رؤبة: فيه ازدهاف ر أيُّما ازدهافِ واللهُ بين القلب والأضعافِ فأضعاف الجسد: عِظامه، الواحد ضِعْف. والضَّعَف: الثياب المضعَّفة، على مثال النَّفَض بمعنى المنفوض. قال الأفوه: تَتبعُ أسـلافَـنـا عِـينٌ مـخـدَّرة من تحت دَوْلجِهنَّ الرَّيْط والضَّعَفُ وأرضٌ مُضْعَفة: أصابها مطرٌ ضعيف. ابن بزرج: رجل مضعوف وضعوف وضعيف قال: ورجل مغلوب وغَلوب، وبعير معجوف وعجيف وعجوف وأعجف، وناقة عجوف وعجيف، وكذلك امرأة ضعوف. ويقال للرجل ضعيف، إذا كان ضرير البصر. وتضعَّفت الرجل، إذا استضعفته. ثعلب عن ابن الأعرابي: رجل مضعوف ومَهْبوت ومرثوء، إذا كان في عقله ضعف. ضفع ثعلب عن ابن الأعرابي: ضَفَع الرجل يَضفَع ضفعاً، إذا أبدى. وقال الليث: ضفَع، إذا أحدث. وفَضَعَ لغةٌ في ضَفَع، وهو الإبداء. وقال ابن الأعرابي: نَجْو الفيل الضَّفْع، وجلده ا لحَوْران، وباطن جلده الحِرْصِيان. قلت: والضّفْعانة: ثمرة السعدانة ذات الشوك، وهي مستديرة كأنها فَلْكة، لا تراها إذا هاج السَّعدانُ وانتثر ثمرها إلا مسلنْقيةً قد كَشَرَتْ عن شوكها وانتصَّت لقَدَم من يطؤها، والإبل تسَمن على السَّعدان وتطيب عليه ألبانها. عضب قال الشافعي في المناسك: "وإذا كان الرجل معضوباً لا يستمسك على الراحلة فججَّ عنه رجلٌ في تلك الحالة فإنه يَجْزِيه". والمعضوب في كلام العرب: المخبول الزمن الذي لا حَراكَ به. يقال عضبَتْه الزمانه تَعضِبه عَضباً، إذا أقعدتُه عن الحركة وأزمنَتْه. وقال أبو الهيثم: العَضَب: الشَّلَل، والعَرَج والخبل. وقال شمر: يقال عضبت يده بالسيف، إذا قطعتها. وتقول: لا يعَضِبُك الله، ولا يعَضِب الله فلاناً، أي لا يَخْبِله الله وإنَّه لمعضوب اللسان، إذا كان مقطوعاً عَييًّا فَدْما. وفي مثل: "إنَّ الحاجة ليَضِبُها طلبُها قبلَ وقتها". يقول: يقطعها ويُفسدها العَضَب في الرمح: الكسر؛ ويقال عَضِب قَرنُه عَضَباً. قال: وتدعو العُرب على الرجل فتقول: ماله عضَبَه الله! يدعون عليه بقطع يده ورجله. ورويىأبو عبيدة عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناده، أنه "نَهَى أن يضحي بالأعضَبِ القَرْنِ والأذُن"، قال أبو عبيد: الأعضب: المكسور القرن الداخل قال: وقد يكون العَضَب في الأذن أيضاً. فأما المعروف ففي القَرْن. وأنشد للأخطل: إن السيوفَ غُـدوَّهـا وروحَـهـا تركت هوازنَ مثلَ قرنِ الأعضَبِ قال أبو عبيد: وأما ناقة النبي صلى الله عليه وسلم التي كانت تسمى العضْباء.، فليس من هذا، إنما ذاك اسمٌ لها سمِّيت به. وقال أبو عمرو: يقال عضبتُه بالعصا، إذا ضربتَه بها، أعضِبُه عضْبا. ويقال عضبتُه بالرُّمح أيضاً، وهو أن يشغَله عنه. وقال غيره: عَضَب عليه، أي رجَع عليه. وفلان يُعاضِب فلاناً، أي يراده. وقال الأصمعي: إنك لتَعضِبُني عن حاجتي، أي تقطعني عنها. وقال الليث: العَضْب: القَطْع؛ يقال عضَبَه يَعضِبُه، أي قَطَعه. والعَضْب: السيف القاطع. ثعلب عن ابن الأعرابي: يقال للغلام الحادِّ الرأس الخفيف الجسم: عَضْب، ونَدْبُ، وشَطْب، وشَهْب، وعَصْب، وعَكْب ،وسَكْب. أبو حاتم عن الأصمعي: يقال لولد البقرة إذا طلع قرنُه، وذلك بعدما يأتي عليه حول عضب، وذلك قبل إجذاعه. وقال الطائفي: إذا قُبِض على قرنه فهو عَضْبٌ، والأنثى عَضْبة، ثم جَذَع، ثم رباعٍ، ثم سَدَسٌ، ثم التَّمَم والتَّممة فإذا استجمعت أسنانُه فهوعَمَمٌ. ضبع شمر عن ابن الأعرابي: الضَّبْع من الأرض: أكمة مستطيلة قليلا. وروي عن النبي عليه السلام أن رجلا أاتاه فقال: "يارسولَ الله أكلَتْنا الضَّبُع" قال أبو عبيد: الضَّبُع هي السنة المُجْدبة. وأنشد: أبا خراشةَ أما أنت ذا نفـرٍ فإن قومي لم تأكلهمُ الضَّبُعُ والضَّبُع: الأنثى من الضِّباع ويقال للذكر ضبعان ويجع، ضُبْعا وضِباعاً ومَضبْعَة. واما الضَّبْعُ بسكون الباء فهو العضُد؛ بقال أخذ بضَبْعيه، أي بعضُديه. أبو عبيد عن أبي عمرو قال: الاضطباع بالثوب: أن يُدخل رداءه تحت يده اليمني ثم يُلقِيَه على عاتقه الأيسر، كالرجل يريد أن يعالج أمراً فيتهيأ له. يقال قد أضطبعتُ بثوبي. وهو مأخوذ من الضَّبْع، وهو العضُد. أبو عبيد عن الأصمعي: إذا لوى الفرسُ حافرَه إلى عضُده فذلك الضَّبْع، فإذا هَوَى بحافره إلى وحشيِّه فذلك الخناف. ويقال ضَبَعت الناقة تَضبَع ضَبْعاً، وضبّعتْ تضبيعاً، إذا مدَّت ضَبْعيها في سيرها واهتزَّت. ويقال ضَبَع الرجُل يَضْبَعُ ضَبْعاً، إذا رفَعَ ديه بالدُّعاء. ومنة قول الرجز: وما تنى أيدٍ علينا تَضْبَعُ ويقال ضابعناهم بالسيوف، أي مددنا أيدينا إليهم بالسيوف ومدُّوها إلينا. وقال الراجز: لا صُلحَ حتى تضبعوا ونضبعا ويقال ضَبَعوا لنا من الطَّريق ضَبْعاً، أي جعلوا لنا فيه قسماً، كما تقول: ذَرعوا لنا طريقا. أبو عبيد عن أبي عمرو: ضَبَع القوُ للصُّلح، أي مالوا إليه وأرادواه قال شمر: ولم اسمع هذا إلا لأبي عمرو، وهو من نوادره. وقال الأصمعي: مرّت النجائبُ ضوابعَ. وضَبعها: أن تهوى بأخفافها إلى العَضُد إذا سارت. أبو سعيد: الضَّبْع: الجَور. وفلان يَضْبَع، أي يجور. سلمة عن الفراء قال: الضّبْع: فناء الإنسان، يقال كنا في ضُبْع فلانٍ، أي فنائه. قال: والضَّبُع: السنة المُهِلكة. أبو عبيد عن الأصمعي: يقال للناقة إذا أرادت الفحل: قد ضَبِعَتْ ضَبَعةً. وقال الليث: يقال أضبعَتْ فهي مَضْبِعة. قال: والمَضَبعة: الحم الذي تحت الإبط من قُدُم. وفرسٌ ضابع وجمعه ضوابع، وهو الكثير الجري. وضُبَيعة: قييلة في ربيعة. وضُباَعة: أسم امرأة. وفي نوادر الأعراب: حمارٌ مضبوع، ومخنوق، ومذءوب، أي به خُنَاقِيَّةٌ وذئبة، وهما داءان. ومعنى المضبوع دعاءُ عليه أن تأكاله الضبع. ضبع أبو عبيد عن الأصمعي وابى زيد: إذا شرب حتي يروي قال بَضَعت أبضَع، وقد أبَضَعَني. وقال أبو زيد: بضَعتُ به ومنة بُضوعاً. وقال: الأصمعي: أعطيته بَضعةً من اللحم وجمعها بِضَع، إذا أعطاه قطعةً مجتمعة. ومثلها الهَبرة. وقال الليث: بضَعت اللحم بَضْعاً وبضّعته تبضيعا، اذا قطعته. وإن فلاناً لشديد البَضْعة حسَنُها، إذا كان ذا جِسمٍ وسِمَن. قال: والبضيع: اللحم أيضاً وأنشد: خاظي البضيع لحمُه خَظَا بَظَا قال: وبَضعَتُ من صاحبي بُضوعاً، إذا أمرته بشيء فلم يفعله، فدخَلَك منه ماسئمت من أن تأمره أيضاً بشيء. سلمة عن الفراء: بَضْعة وبَضْع مثل تَمْرة وتَمْر، وبَضْعة وبَضَعات مثل تَمْرة وتَمَرات، وبَضْعة وبِضَع مثل بَدْرة وبِدَر، وبضعة وبِضاع مثل صحفة وصحاف. أبو عبيد عن الأصمعي: البضيع: الجزيرة في البحر. و البضيع: اللحم. قال ساعدة الهذلي: ساد تجَرَّم باالبَضِيعِ ثمـانـيا يُلوِى بِعَيفات البحور وُيُجَنبُ سادٍ مقلوب من الإسآد، وهو سَيْر الليل. تجَرَّم في البَضِيع، أي أقام في الجزيرة. يُلوِى، بعَيْقات، أي يذهب بما في ساحات البحر ويُجنَب، أي ُيصيبه الجنوب. ويقال جبهتُه تتبضع، أي تسيل عرقاً. قال: الأصمعي. وقال أبو ذؤيب: إلا الحميمَ فإنه يتبضَّعُ قال: يتبضَّع: يتفتَّح بالعرق ويسيل متقطعا قال: والبُضَيع: اسم موضع وأنشد لحسان: فالبُضَيع فحَوملِ
وقال الله: (فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ) يوسف 42" قال الفراء: البِضع: ما بين الثلاثة إلى ما دون العشرة. وقال شمر: البِضْع لا يكون أقل من ثلاث ولا أكثرَمن عَشرة. وقال أبو زبد: أقمت عنده بِضْع سنين. وقال بعضهم: بَضْع سنين. وقال أبو عبيدة: البِضْع: ما لم يبلغ العَقْدَ ولا نصفَه يريد ما ببن الواحد إلى أربعة. وقال الليث: البِضْع: ما ببن ثلاثة إلى عشرة. ويقال البضع سبعة. وقال أبو زيد: يقال له بضعة وعشرون رجلا وله بعض وعشرون امرأة. وقال الله عز وجل:( وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ) "يوسف 88" البضاعة: السِّلعة، وأصلها القطعة من المال الذي يُتْجَر فيه، وأصلها من البَضْع وهو القَطْع. وقال أبو العباس: البضاعة: جزء من أجزاء المال. قال: والبِضْع من أربعٍ إلى تسع. قال: وقال الفراء: يقال للسيوف بَضَعة-واحدها باضع-وللسياط خضعة، واحدها خاضع قال: والباضع الإبل مثل الدَّلاّل في الدُور. قال: واختلف الناس في البُضْع، فقال قوم: هو الفرج، وقال قوم: هو الجماع. أبو عبيد عن أبي عبيدة: بضَعُته بالكلام وأبضَعته، وهو أن تبين له ما تنازعه حتى يشتفي كائنا من كان. وقال الأصمعي: يقال ملك فلانٌ بُضْعَ فلانة، إذا ملك عُقدَة نكاحها، وهو كناية عن موضع الغِشيان وقال بعضُهم: ابتضع فلانٌ وبَضَع، إذا تزوج والمباضعة: المباشرة، يقال باضَعَها مباضَعةً إذا جامَعَها، والاسم البُضْع. الليث: يقال بضعتُه فانبضَع وبَضَع، أي بينته فتبيَّنَ. قال: والباضعة من الغنم: قطعةٌ انقطعَتْ عنها، تقول فِرْقٌ بواضع. أبو عبيد عن الأصمعي وغيره: الباضعة من الشجاج: التي تشُجُّ اللحم تَبضَعه بعد الجلد وبعد المتلاحمة. أبوسعيد: هو شريكي وبَضِيعي، وهم بُضَعائي وشركائي. وقال أوس بن حجرٍ يصف قوساً: ومَبضوعة من رأسِ فَرعِ شظليّة يعني قوساً بضَعَها، أي قطعها. ويقال أبضَعْت بضاعة للبيع كائنة ما كانت. بعض قال الله جل وعز في قصة مؤمن آل فرعون وما أجراه على لسانه فيما وعظ به آل فرعون: (إِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ) "غافر 28". اخبرني المنذري عن أبي الهيثم أنه قال في تفسير قوله: يصبْكم بعضُ الذي يعدُكم، قال: كل الذي يعدكم، أي أن يكن موسي صادقاً يُصبْكم كل الذي ينذركم ويتوعدكم به، لا بعضٌ دونَ بعض، لأن ذلك من فعل الكُهَّان، وأما الرسل فلا يوجد عليهم وعد مكذوب. وأنشد فيالـيتَـه يُعـقـف ويُقـرِعُ بـينـنـا عن الموت أو عن بعض شكواه مُقْرِعُ ليس يريد عن بعض شكواه دون بعض، بل يريد الكل، وبعض ضدُّ كل. وقال ابن مقبل يخاطب ابنَتْى عَصَر: لولا الحياء ولولا الدين عبتُكـمـا ببعض ما فيكما إذ عبتُما عورى أراد: بكل ما فيكما، فيما يقال. وقال أبو إسحاق في قوله: (وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمًْ): من لطيف المسائل أن النبي عليه السلامُ إذا وعَدَ وعداً وقع الوعدُ بأسْر ولم يقع بعضُه، فمن أين جاز أن يقول بعض، الذي يعدكم، وحقُّ اللفظ كل الذي يعِدكم. وهذا باب من النظر يذهب فيه المناظر الى إلزام الحجّة بأيسر ما في الأمر. وليس في هذا نفُي إصابة الكل ومثله قول القطامي: قد يُدرك المتأني بعض حاجتـه وقد يكون مع المستَعْجِيلِ الزَّلَلُ وانما ذكر البعض ليوجب له الكل، لا أن البعض هو الكل، ولكنّ القائل إذا قال أقل. ما يكون للمتأني إدراك بعض الحاجة، وأقل ما يكون للمستعجل الزَّلل، فقد أبان فضلَ المتأني على المستعجل بما لا يقدر الخصم أن يدفعَه. وكأن مُؤمن آل فرعون قال لهم: أقلُّ ما يكون في صدقه أن يصيبكم بعضُ الذي يعدكم. وقال أبو العباس أحمد بن يحيى: أجمع أهل النحو على أن البعض شيء من أشياء، أو شيء من شيء، إلا هشاماً، فإنه زعم أن قول لبيد: أو يعتلقْ بعضَ النُّفوسِ حمامها فادعى وأخطأ أن البعض هاهنا جمع. ولم يكن هذا من عمله، وإنما أراد لبيد ببعض النفوس نفسه. قال: وأما جزم "أو يعتاق" فإنه رده على معنى الكلام الأول ومعناه جزاء، كأنه قال: وإن أخرج في طلب المال أصب ما أملت أو يعتلق الموتُ نفسي. وقال في قوله:(يُصِبْكم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ) إنه كان وعدهم شيئين من العذاب: عذاب الدنيا وعذاب الآخرة، فقال: يصبكم هذا العذابُ في الدُّنيا، وهو بعضُ الوعدَين، من غير أن نَفَي عذابَ الآخرة. وقال الليث: يقال إن بعض العرب تصل بعض كما تصل بما. من ذلك قول الله: (وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمًْ) قال: وبعض كل شيء: طائفة منه. ويقال جارية حُسَّانة يشبه بعضُها بعضاً. وبعَّضتُ الشيء. تبعيضا، إذا فرَّقتَه أجزاء. وبعض مذكّر في الوجوه كلها. والبعوضة معروفة، والجميع البَعوض. وقال الكسائي: قومٌ مبعوضون. وقد بعُضِ القوم، إذا آذاهم البعوض. وأبعَضُوا، إذا كان في أرضهم بعوض. وأرض مبَْعضة. ورمل البعوضة معروفة بالبادية. وقال أبو حاتم: قلت للأصمعي: رأيت في كتاب ابن المقنع: "العلم كثير ولكن أخذ البعض خيرٌ من تَرك الكُل". فأنكره أشد الإنكار وقال: الألف واللام لا تدخلان في بعض وكل؛ لأنهما معرفة بغير ألف ولام، وفي القرآن: (وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ) "النمل 87" قال أبو حاتم: ولا تقول العربُ الكل ولا البعض. وقد استعمله الناسُ حتى سبيويه والأخفش في كتبهما، لقة علمهما بهذا النحو، فاجتنب ذلك فإنه ليس من كلام العرب عضم قال الليث: العضم في القوس: المَعجِس، وهو المَقبِض، والجميح العضام. قال: والعضام: عَسِيب البعير، وهو ذَنَبُه العَظْم لا الهُلب، والعدد أعضمة،3 والجميع العُضُم. والعَضمُ: الخَشْبة ذاتُ الأصابع يذرَّى بها. وعَضْم الفدّان: لَوحُه العريض في رأسه الحديدة تُشقٌّ به الأرض. أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: هو العَضْم، والعَجْس، والمَقبض، كله بمعنًى واحد وأنشدنا: ربَّ عَضْمٍ رأيتُ في وسط ضَهْر قال: الضَّهر: البُقعة من الجبل يخالف لونُها سائر لونه. قال: وقوله "رُبَّ عَضْم" أراد أنه رأى عوداً في ذالك الموضع فقطعه وعمل منه قوساً. قال: والعَضْم: الحِفْراة التي يُذَرٌي بها. عمرو عن أبيه قال: العَضُوم: الناقة الصُّلبة في بدنها، القوية على السفر. قال: والعَصوم بالصاد: الكثيرةُ الأكل. معض الليث: يقال مَعِض الرَّجلُ من شيء سمعه وامتعض منه، إذا شق عليه وأوجعَه وتوجَّع منه وقال رؤبة: ذا مَعَضٍ لولا يردُّ المعْضا قال: والفِعل المجاوِزُ أمعضتُه أنا إمعاصاً ومعّضتُه تمعيضاً. وقال أبو عمرو: المعَّاضة من الإبل: التي ترفع ذَنبها عند نتاجها. صعط قال اللحياني: الصَّعوط والسَّعوط بمعنى واحد. وروى أبو تُرابٍ له في كتابه: خطيبٌ مِصطَعٌ ومِصْقَعٌ، بمعنى واحد. عصد أبو عُبَيد عن أبي زيد: يقال: عَصَد فلان يَعْصِد عُصُوداً إذا مات. وأنشد شَمِر: على الرحل ممَّا منَّه السَيْر عاصدُ وقال الليث: العاصد ههنا: الذي يعصِد العَصِيدة أي يُديرها ويقلبها بالمِعْصدة، شبَّه الناعس به لخفقان رأسه. قال: ومن قال: إنه أراد الميّت بالعاصد فقد أخطأ. ابن شُميَل: تركتهم في عِصْواد وهو الشَّرَ من قتل أو سباب أو صخب. وقد عصْودوا منذ اليوم عصودة أي صاحوا واقتتلوا. وقال الليث: العِصْواد: جَلَبة في بليَّة، يقال: عصَدتهم العصاويد، وهم في عِصْواد بينهم، يعني البلايا والخصومات، قال: وجات الإبل عصاويد الكلام. وقال ابن الأعرابيّ: العِطاش من الإبل. وقال ابن الأعرابي: رجل عصواد: عسر شديد، وامرأة عصواد: صاحبة شَرّ. وأنشد: ياميَّ ذات الطوق والمِعضادِ فدتْكِ كُلَّ رعبلٍ عِصْـوادِ وورد عصواد: مُتْعب وأنشد: وفي القرب العصواد للعيس سائق وقوم عصاويد في الحرب: يلازمون أقرانهم ولا يفارقونهم. وأنشد: لمّـا رأيتـهـم لادرءَ دونـهـمُ يدعون لحيان في شعث عصاويد
وفي نوادر الأعراب: يوم عَطَوَّد وعَطرَّد وعَصَوَّد أي طويل. وركب رأيه. وقال أبو عُبيدة: عَصَد الرجلُ المرأة عصدا، وعزدها عزدا إذا جامعها. وقاله الليث: قال: ويقال: أَعصِدْني خمارك أي أعرْنيه لأُنزيه على أتاني. قال: ورجل عصيد: معصود: نَعْت سَوء. ويقال: عصدته على الأمر عصدا إذا أكرهته عليه. والعصد: الليُّ، وبه سميَّت العصيدة. صدع قال الله جلَّ وعزّ: (فاصدع بما تؤمر) قال بعض المفسرين: أجهر بالقرآن. وقال أبو إسحق: فاصدع بما تؤمر: أظهِر ماتؤمر: أظهر ماتؤمر به، أُخذ من الصديع وهو الصبح. قال: وتأويل الصَدْع في الزجاج: أن يبين بعضه من بعض. وأخبرني المنذريّ عن الحرّانيّ عن ابن السكيت قال: الصَدْع: الفَصْل. وأنشد لجرير: هو الخليفة فارضوا ما قضاه لكم بالحقّ يصدع ما في قوله جَنَفُ قال: يصدع: يفصل ويُنفذ: وقال ذو الرُمَّة: فأصبحت أرمى كلَّ شبح وحـائل كأني مُسَوًّ قسمةَ الأرض صادع يقول: أصبحت أرمى بعيني كل شبح-وهو الشخص-وحائل: كل شئ يتحرك. يقول: لايأخذني في عيني كسر ولا انثناء، كأني مُسوّ، يقول: كأني أريد قسمة هذه الأرض بين أقوام، صادع: قاض يصدع: يفرق بين الحق والباطل. وقال الفرّاء: فاصدع بما تؤمر أي اصدع بالأمر، أقام ما مقام المصدر. وقال ابن عرفة: فاصدع بما تؤمر أي فرّق بين الحق والباطل، من قوله جل وعزّ: (يومئذ يصّدعون) أي يتفرقون. وقال مجاهد: بما تؤمر أي بالقرآن. قلت: ويسمّى الصبح صديعا، كما يسمى فَلَقا؛ وقد انصدع وانفطر وانفلق وانفجر إذا انشقَّ. وقال الليث: الصَدْع: شقّ في شئ له صلابة. قال: وصدعت الفلاة أي قطعتها في وسط جَوْزها. وكذلك صَدَع النهر. كما يسمى فَلَقا؛ وقد انصدع وانفطر وانفلق وانفجر إذا انشقَّ. وقال الليث: الصَدْع: شقّ في شئ له صلابة. قال: وصدعت الفلاة أي قطعتها في وسط جَوْزها. وكذلك صَدَع النهر. كما يسمى فَلَقا؛ وقد انصدع وانفطر وانفلق وانفجر إذا انشقَّ. وقال الليث: الصَدْع: شقّ في شئ له صلابة. قال: وصدعت الفلاة أي قطعتها في وسط جَوْزها. وكذلك صَدَع النهر.لا لكل فُرْقة لا اجتماع بعدها. والصدعة والصديع: قطعة من الظباء والغنم. وجبل صادع: ذاهب في الأرض طُولا. وكذلك سبيل صادع ووادٍ صادع. وهذا الطريق يصدع في أرض كذا وكذا. ويقال: رأيت بين القوم صدعات أي تفرّقاً في الرأي والهوى، يقال: أصلحوا ما فيكم من الصدعات أي اجتمعوا ولاتتفرقوا. وقال الليث: الصُداع: وجع الرأس، وقد صُدِّع الرجل تصديعاً. قال: ويجوز في الشعر صُدع فهو مصدوع بالتخفيف. وتصدّع القومُ: تفرقوّا. الحرّاني عن ابن السكيت: الصَّدع في الزجاجة والحائط وغيرهما. والصدع: الوَعِل بين الوعلين: ليس بالعظيم ولا بالشَّخت. وكذلك هو من الظباء. وأنشد: يارُبّ أبَّازٍ من العُفر صَدَع تقبَّض الذئب إليه فاجتمع وقال الليث: الصَّدع: الفتىّ من الأوعال. قال: ويقال: هو الرجل الشابّ المستقيم القناة. عمرو عن أبيه: الصديع: الثوب المشَّقق. والصديع: الصبح. أبو العباس عن ابن الأعرابي في قوله تعالى: (فاصدع بما تؤمر) أي شُقّ جماعاتهم بالتوحيد. وقال غيره: أظهر التوحيد ولا تخفف أحداً. وقال غيره: فرّق القول فيهم مجتمعين: وفُرادى. قال ثعلب: وسمعت أعرابياً كان يحضر مجلس ابن الأعرابيّ يقول: معنى اصدع بما تؤمر أي اقصد بما تؤمر. قال: والعرب تقول: اصدع فلاناً أي اقصده لأنه كريم. أبو عُبيد عن أبي زيد: الصِرْمة والقِصلة والحُدرة: ما بين العشرة إلى الأربعين من الإبل، فإذا بلغت ستين فهي الصِدعة. وقال ابن السكيت: رجل صَدع وصَدْع وهو الضَرب الخفيف اللحم، وأما الوَعل فلا يقال فيه إلا صدع: وَعل بين وَعِلين. صعد
قال الله جلّ وعزّ: (إذ تصعدون ولا تلوُون على أحد) الآية قال الفرّاء: الإصعاد: في ابتداء الأسفار والمخارج؛ تقول أصعدنا من مكَّة وأصعدنا من الكوفة إلى خراسان، ومن بغداد إلى خراسان وأشباه ذلك. فإذا صعدت ولم تقل: أصعدت. وقرأ الحسن: إذ تَصْعدون، جعل الصعود في الجبل كالصعود في السلّم. وأخبرني المنذريٌ عن الحرّاني عن ابن السكيت قال: يقال: صعد في الجبل وأصعد في البلاد. ويقال: مازلنا في صعود، وهو المكان فيه ارتفاع. قال: وقال أبو صخر: يكون الناس في مباديهم، فإذا يبس البقلُ ودخل الحرّ أخذوا إلى محاضرهم، فمن أمَّ القبلة فهو مُصْعِد، ومن أمّ العراق فهو منحدر. قلت: وهذا الذي قاله أبو صخر كلام عربيّ فصيح، سمعت غير واحد من العرب يقول: عارضنا الحاجّ في مصعدهم أي في قصدهم مكَّة، وعارضناهم في منحدرهم أي في مرجعهم إلى الكوفة من مكة. وقال ابن السكيت: قال لي عمارة: الإصعاد إلى نجد والحجاز واليمن والانحدار إلى العراق والشام وعمان. قلت: وهذا يشاكل كلام أبي صخر. وقال الأخفش: أصعد في البلاد: سار ومضى، وأصعد في الوادي: انحدر فيه، وأمَّا صعد فهو ارتقاء. أبو عبيد عن أبي زيد وأبي عمرو يقال: أصعد الرجل في البلاد حيث توجّه. وقال غيرهم: أصعدت السفينة إصعاداً. وقال الليث: صعد إذا ارتقى، واصَّعَّد يَصَّعَّدُ إصّعّادا فهو مصَّعَّد إذا صار مستقبل حدور أو نهر أو وادٍ أو أرض أرفع من الأخر ى. قال: وصعّد في الوادي إذا انحدر. قلت: والاصَّعَّاد عندي مثل الصُعُود؛ قال الله تعالى: (كأنما يصَّعَّد في السماء) يقال: صعد واصَّعّد واصَّاعَد بمعنى واحد. وقال الله تعالى: (فتيممّوا صعيدا طيّبا) قال الفراء في قوله تعالى: (صعيدا جُرزا): الصعيد: التراب، وقال غيره: هي المستوية. وقال أبو عبيدة في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إياكم والقُعود بالصُعُدات": قال: الصُعُدات: الُطرق، مأخوذة من الصعيد، وهو التراب. وجمع الصعيد صُعد، ثم صُعُدات جمع الجمع. وقال الشافعي فيما رُوي لنا عن الربيع له: لايقع إسم صعيد إلاّ على تراب ذي غُبار. فأما البطحاء الغليظة والرقيقة والكثيب الغليظ فلا يقع عليه اسم صعيد وإن خالطه تراب أو صعيد أو مدر يكون له غبار كأن الذي خالطه الصعيد. قال: ولايتيمم بنورة ولا كحل ولا زرنيخ، وكل هذا حجارة. وقال أبو اسحق بن السرِسّ الصعيد: وجه الأرض. قال: وعلى الإنسان أن يضرب بيديه وجه الأرض، ولا يبالي أكان في الموضع تراب أو لم يكن؛ لأن الصعيد ليس هو التراب، إنما هو وجه الأرض، ترابا كان أو غيره. قال: ولو أن أرضاً كانت كلها صخرا لا تراب عليه ثم ضرب المتيمم يده على ذلك الصخر لكان ذلك طهورا إذا مسح به وجهه. قال الله جلّ وعزّ: (فتصبح صعيدا زَلَقا) فأعلمك أن الصعيد يكون زلقا والصُعُدات: الطُرق. وسمّى صعيدا لأنه نهاية ما يصعد إلأيه من باطن الأرض لا أعلم بين أهل اللغة اختلافا فيه أن الصعيد: وجه الأرض. قلت: وهذا الذي قاله أبو إسحق أحسبه مذهب مالك ومن قال بقوله و لا أستيقنه. فأما الشافعيّ والكوفيون فالصعيد عندهم: التراب. وقال الليث: يقال للحديقة إذا خربت وذهب شجراؤها: قد صارت صعيدا أي أرضا مستوية لا شجر فيها. شمر عن ابن الأعرابي: الصعيد: الأرض بعينها، وجمعها صُعُدات وصِعْدان. وقال أبو عبيد: الصُعُدات: الطُرق في قوله: إياكم والقعود بالصُعُدات. قال: وهي مأخوذة من الصَّعيد وهو التراب، وجمعه صُعُد ثم صُعُدات مثلُ طريق وطرق وطرقات قال: وقال غيره: الصعيد: وجه الأرض البارز قلَّ أو كثر. تقول: عليك الصعيد أي اجلس على وجه الأرض. وقال جرير: إذا تَيْم ثوتْ بصـعـيد أرض بكت من خبث لؤمهم الصعيدُ وقال في أخرى: والأطيبين من التراب صعيدا سَلَمة عن الفرّا، قال: الصعيد: التراب، والصعيد: الأرض، والصعيد: الطريق يكون واسعاً وضيّقاً، والصعيد: الموضع العريض الواسع. والصعيد: القبر.
وقال الله جلّ وعزّ: (سأُرهقه صَعُودا) قال الليث وغيره: الصَّعود: ضِدّ الهبوط، وهي بمنزلة العقبة الكئود، وجمعها الأصْعدة. ويقال: لأرهِقّنَّك صعوداً أي لأجشمِّنَّك مشقة من الأمر. وإنما اشتقوا ذلك لأن الارتفاع في صعود أشقّ من الانحدار في هبوط. قال في قوله: سأرهقه صعوداً يعني مشقَّة من العذاب. ويقال: بل جبل في النار من جمرة واحدة يكلَّف الكافر ارتقاءه ويضرب بالمقامع. فكلّما وضع عليه رجله ذابت إلأى أسفل وركه، ثم تعود مكانها صحيحةً. قال: ومنه اشتقّ تصعّضني ذلك الأمر أي شقَّ عليَّ. وقال أبو عُبيد في قول عمر: ما تصعَّدتني خطبة، ما تصعَّدتني خطبة النكاح: أي ما تكاءدتني وما بلغت منيّ وما جهدتني. وأصله من الصعود وهي العقبة الشاقَّة. وقال الليث: الصُعُد "شجر" يذاب منه القار. وقال غيره: التصعيد: الإذابة، ومنه قيل: خَلّ مُصَعَّد وشراب مصعَّد إذا عولج بالنار حتى يحولُ عمَّا هو عليه، لوناً وطعمتاً. أبو عبيد عن الأصمعيّ: إذا ولدت الناقة لغير تمام ولكنها خدجت لستة أشهر أو سبعة فعطفت على ولد عام أوَّل فهي صعود. وقال الليث: الصعود: الناقة يموت حوارها فترجع إلى فصيلها فتُدّر عليه. وقال: هو أطيب للبنها. وأنشد: لها لبن الخليَّة والصَّعود قلت: والقول ما قاله الأصمعي، سماع من العرب، ولاتكون صعودا حتى تكون خادجاً. أبو عبيد: الصَّعْدة: الألة، وهي نحو من الحربة أو أصغر منها. وقال النضر: الصَّعْدة: القناة. وقال الليث: هي القناة المستوية تنبت كذلك لا تحتاج إلى التثقيف، وكذلك من القصب، وجمعها الصعَّاد: وأنشد: صعْدة نابتة في حـائر أينما الريحُ تُمَيِّها تملْ وقال آخر: خرير الريح في قصب الصِّعاد قال: والصعدة من النساء: المستقيمة كأنها صعدة قناةٍ، وجوارٍ صعدات، خفيفة لأنه نعت. وثلاث صعدات للقنا مثقلَّة لأنه اسم. وقال ابن شميل: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خرج على صعدة يتبعها حُذاقيّ. قال: الصعدة: الأتان الطويلة، والحُذاقيّ: الجحش. وقال الأصمعي: الصُّعداء: هو التنفس إلأى فوق ممدود. وقولهم: صنع أو بلغ كذا وكذا فصاعداً أي فما فوق ذلك: وعُنق صاعد أي طويل. ويقال: فلان يتبع صُعداء معناه أنه يرفع رأسه ولا يطأطئه. وقال ابن شميل: يقال للناقة: إنها لفي صعيدة بازليها أي قد دنت ولمّا تبزل، وأنشد: سديس في صعيدة بازليها عَبَنَّاة ولم تسق الجنينـا زيادة من غير خطُّ المصنف: والصعُّدْد: الصُّعود وهي المشَّقة، قال: أغشيتهم عوصاء فيها صُعْدد أردف في آخره دال، كما أردف في دُخلل الرجل أي دخيله وبطانته. والصعَّوداء: الثنيَّة الصعبة. وقال ابن مقبل: وحدثَّته أن الـسـبـيل ثـنـيَّة صعوداء يدعو كل كهل وأمردا وفي نفسه وصدره صعداء أي ما يتصاعده ويتكاءده، قال الهذليّ: وإن سيادة الأقوام فاعـلـم لها صعداء مطلعها طويل والصعُّداء: الارتفاع. ومثاله من المصادر المُضواء من المضيّ، والمطواء من التمطي، والثُّوباء من التثاؤب، والغلواء من الغلو، قال ذو الرّمة: قطعت بنهَّاض إلـى صُـعـدائه إذا شمَّرت عن ساق خمس ذلاذله والصعْد: الجبل الطويل، قال: ولقد سموتُ إليك من جبـل دون السماء صَمَحْمَح صَعْدِ والمصعد: الحر المرتفع دعص الدعص: الكثيب من الرمل المجتمع. وجمعه دعصة وأدعاص. وهو أقل من الحقف، أبو عبيد عن أبي زيد: أدعصه الحرُّ إدعاصاً إذا قتله، وأهرأه البَرْد إذا قتله. الليث: المندعص: الشئ الميّت إذا تفسَّخ، شُبه بالدعص لورمه. قال: وواحدة الدعص دعصة. وفي نوادر الأعراب: دعص برجله ودحص ومحص وقعص إذا ارتكض. ويقال: أخذته مداعصة ومداغصة ومقاعصة ومرافصة ومحابصة ومتايسة أي أخذته مُعازَّة. صعت قال ابن شُميل: جمل صعت الرُّبة إذا كان لطيف الجفرة. وأنشد ابن الأعرابيّ فيما روى أبو العباس عنه: هل لكِ يا خدلة في صعت الرُبهْ مُعْرنزم هامته كالُجْبـجُـبـهْ قال: الرُّبة: العُقْدة. وهي ههنا الكوسلة وهي الحشفة. صتع أبو عمرو: الصَّتع: حمار الوحش. قال: والصتَّع: الشابّ القويّ. وأنشد: يا بنت عمرو قد منحت وُدّي والحَبْلَ ما لم تقطعي فمُديّ
وما وصال الصتَّع القُمُدّ وقال غيره: يقال للحمار الوحشيّ: صنُتْعُ. وقال الطرمَّاح: صنُتْع الحاجبين خرَّطه البـقْ لُ بديئاً قبل استكاك الرياضي وهو فُنْعُل من التَّع. وقال الليث: جاء فلان يتصتَّع علينا بلا زاد ولا نفقة ولا حقّ واجب. وقال أبو زيد: جاء فلان يتصتع إلينا، وهو الذي يجئ وحده لا شئ معه. وفي نوادر الأعراب: هذا بعير يتمسح ويتصتع إذا كان طلُقُا. وأخبرني المنذريّ عن الطوسيّ عن الخرّاز عن ابن الأعرابيّ أنه أنشده: وأكل الخمس عيالٌ جُوّع وتليت واحدة تصتـعُ قال: تلي فلان بعد قومه وغدر إذا بقى. قال: وتصتعها: تردُّدها. وروى غيره عنه: تصتع في الأمر إذا تلدَّد فيه لا يدري أين يتوجه. عصر قال الله جلّ وعزّ: (والعصر إن الإنسان لفي خسر) قال الفرّاء: والعصر: الدهر، أقسم الله به. وروى مجاهد عن ابن عبّاس أنه قال: العَصْر: ما يلي المغرب من النهار. وقال أبو إسحق: العصر: الدهر، والعصر: اليوم، والعصر: الليلة. وأنشد: ولا يلبث العصران يوم وليلة إذا طلبا أن يُدركا ما تيَّمما وقال ابن السكيت في باب ما جاء مثنَّي: الليل والنهار يقال لهما: العصران. قال: ويقال: العصران: الغداة والعشي. وأنشد: وأمطله العَصْرين حتـى يَمَـلَّـنـي ويرضى بنصف الدَّين والأنف راغمٌ وقال الليث: العصر: الدهر، ويقال له: العُصُر مثقَّل. قال: والعَصْران: الليل والنهار. والعصر العشيّ. وأنشد: ترَوَّح بنا يا عمرو قد قصر العصر قال: وبه سميت صلاة العصر. قال: والغداة والعشي يسميان العصرين. وأخبرني المنذري عن أبي العباس قال: صلاة الوسطى: صلاة العصر. وذلك لأنها بين صلاتي النهار وصلاتي الليل. قال: والعصر: الحبس، وسُميّّت عصرا لأنها تعصر أي تُحبس عن الأولى..قال: والعصر: العِطيَّة. وأنشد: يعصر فينا كالذي تعصر أبو عبيد عن الكسائيّ: جاء فلان عصرا أي بطيئاً. وقال الله جل وعز: (فيه يغاث الناس وفيه يعصرون) قال أكثر المفسرين: أي يعصرون الأعناب والزيت. وقال أبو عبيدة: هو من العصر-وهو المنجاة-والعُصرة والمعتصر والمعصر. وقال لبيد: وما كان وقافاً بدار مُعَصّر وقال أبو زُبيّد: ولقد كان عُصرة المنجود أي كان ملجأ المكروب. وقال الليث: قرئ: وفيه تُعصرون بضم التاء أي تمطرون. قال: ومن قرأ: تعصرون فهو من عصر العنب. قلت: ماعلمت أحداً من القراء المشهرَّين قرأ: تُعصرون، ولا أدرى من أين جاء به الليث. قال: ويقال: عصرت العنب وعصَّرته إذا وليت عصره بنفسك، واعتصرت إذا عُصر لك خاصَّة. والاعتصار: الالتجاء. وقال عديّ ابن زيد: لو بغير الماء حـلـقـي شـرق كنتُ كالغصَّان بالماء اعتصاري قال: والعُصَارة: ما تحلَّب من شئ تعصره. وأنشد: فإن العذاري قد خلطن للمَّتى عُصارة حِنّاء معاً وصبيب وقال الراجز: عُصارة الجُزء الذي تحلبّا ويروي تجلبا، من تجلّب الماشية بقية العُشْب وتلزّجته: أي أكلته، يعنى: بقيَّة الرُطب في أجواف حُمُر الوحش. قال: وكل شئ عُصر ماؤه فهو عصير. وأنشد: قول الراجز: وصار باقي الجُزء من عصيره إلى سَرار الأرض أو قعوره يعني بالعصير الجزء وما بقي من الرُّطب في بطون الأرض ويبس ما سواه. وقال الله جلَّ وعزَّ: (وأنزلنا من المُعْصِرات ماء ثجّاجا) روى عن ابن عباس أنه قال: المُعْصرات: هي الرياح. قال الأزهري: سميّت الرياح معصرات إذا كانت ذوات أعاصير، واحدها إعصار، من قول الله جلّ وعزَّ: (إعصار فيه نار). والإعصار: هي الريح التي تهُبُّ من الأرض كالعمود الساطع نحو السماء، وهي التي يسميها بعض الناس الزّوْبعة، وهي ريح شديدة، لايقال لها إعصار حتى تهبّ كذلك بشدة. ومنه قول العرب في أمثالها: إن كنت ريحاً فقد لاقيت إعصارا يضرب مثلا للرجل يلقي قرنه في النجدة والبسالة. وقال ابن الأعرابيّ يقال: إعصار وعصار، وهو أن تهيج الريحُ التراب فترفعه. وقال أبو زيد: الإعصار: الريح التي تسطع في السماء. وجمع الإعصار الأعاصير، وأنشد الأصمعيّ: وبينما المرءُ في الأحياء مغتبـط إذا هو الرمس تعفوه الأعاصير
وروى عن أبي العالية أنه قال في قوله: "من المعصرات": إنها السحاب. قلت: وهذا أشبه بما أراد الله جلَّ وعزَّ؛ لأن الأعاصير من الرياح ليست من رياح المطر، وقد ذكر الله أنه يُنزل منها ماء ثجاجا العصر: المطر، قال ذو الرمة: وتبسم لمع البرق عن مـتـوضّـح كلون الأقاحي شاف ألوانها العصر وقول النابغة: تناذرها الراقون من سوء سمهـا تراسلهم عصرا وعصرا تراجع عصرا أي مرّة. والعُصارة: الغلة. ومنه يقرأ. (وفيه تعصرون) أي تستغلون. وعصر الزرع. صار في أكمامه. والعصرة شجرة. وقال الفرّاء. السحابة المُعصر. التي تتحلّب بالمطر ولما تجتمع، مثل الجارية المعصر قد كادت تحيض ولما تحض. وقال أبو إسحق المعصرات. السحائب، لأنها تُعْصر الماء. وقيل معصرات كما يقال: أجزَّ الزرع إذا صار إلى أن يُجزَّ، وكذلك صار السحاب إلى أن يمطر فيعصر. وقال البعيث في المعصرات فجعلها سحائب ذوات المطر فقال. وذي أُشُر كالأقحـوان تـشـوفـه ذهابُ الصَّبا والمُعْصرات الدوالحُ والدوالح من نعت السحاب لا من نعت الرياح، وهي التي أثقلها الماء فهي تدلح أي تمشي مشي المُثْقل، والذهاب. الأمطار. وقال بعضهم. المعصرات، الرياح. قال: و"من" في قوله: (من المعصرات) قامت مقام الباء الزائدة، كأنه قال: وأنزلنا بالمعصرات ماء ثَجَّاجا. قلت: والقول هو الأول. وأمَّا ما قاله الفرّاء في المعصر من الجواري: أنها التي دنت من الحيض ولمَّا تحض فإن أهل اللغة خالفوه في تفسير المعصر، فقال أبو عُبيد عن أصحابه: إذا أدركت الجارية فهي معصر، وأنشد: قد أعصرت أو قد دنا إعصارها قال: وقال الكسائي: هي التي قد راهقت العشرين. وأخبرني المنذريّ عن ثعلب عن ابن الأعرابيّ قال: المعصر ساعة تطمث أي تحيض، لأنها تحبس في البيت يجعل لها عصر!. قال: وكل حصن يتحصن به فهو عصر. وقال غيره: قيل لها معصر لانعصار دم حيضها ونزول ماء تريبتها للجماع، وروى أبو العباس عن عمرو عن أبيه يقال: أعصرت الجارية وأشهدت وتوضَّأت إذا أدركت. وقال الليث: يقال للجارية إذا حرمت عليها الصلاة ورأ في نفسها زيادة الشباب: قد أعصرت فهي معصر: بلغت عصرة شبابها وإدراكها. ويقال: بلغت عصرها وعصورها. وأنشد: وفنَّقها المراضع والعصور وروى عن الشعبيّ أنه قال: يعتصر الوالد على ولده في ماله. وروى أبو قلابة عن عمر بن الخطاب أنه قضى أن الوالد يعتصر ولده فيما أعطاه، وليس للولد أن يعتصر من والده، لفضل الوالد على الولد. قال أبو عبيد: قوله: يعتصر يقول: له أن يحبسه عنه ويمنعه إياه. قال: وكل شئ حبسته ومنعته فقد اعتصرته وقال ابن أحمر: وإنما العيش بـربـانـه وأنت من أفنانه معتصر قال: وعصرت الشئ أعصره من هذا. وقال طرفة: لو كان في أملاكنا أحـد بعصر فينا كالذي تعصر وقال أبو عبيد في موضع آخر: المعتصر الذي يصيب من الشئ: يأخذ منه ويحبسه. قال: ومنه قول الله: (فيه يغاث الناس وفيه يعصرون). وقال أبو عبيدة في قوله: يعصر فينا كالذي تعصرْ: أي يتخذ فينا الأيادي. وقال غيره: أي يعطينا كالذي تعطينا. وقال شمر: قال ابن الأعرابيّ في قوله: "يعتصر الرجل مال ولده" قال: يعتصر: يسترجع. وحكى في كلام له: قوم يعتصرون العطاء ويعبرون النساء، قال: يعتصرونه: يسترجعونه بثوابه. تقول: أخذت عصرته: أي ثوابه أو الشئ نفسه. وقوله: يعبرون النساء أي يختنونهن. قال: والعاصر والعصور: هو الذي يعتصر ويعصر من مال ولده شيئاً بغير إذنه. شمر عن العتريفي قال: الاعتصار: أن يأخذ الرجل مال ولده لنفسه، أو يبقيه على ولده. قال: ولا يقال: اعتصر فلان مال فلان إلا أن يكون قريبا له. قال: ويقال للغلام أيضاً: اعتصر مال أبيه إذا أخذه قال: ويقال: فلان عاصر إذا كان ممسكا. يقال: هو عاصرٌ قليل الخير قال شمر وقال غيره. الاعتصار على وجهين. يقال: اعتصرت من فلان شيئاً إذا أصبته منه. والآخر أن تقول: أعطيت فلانا عطيَّة فاعتصرتها أي رجعت فيها. وأنشد: ندمت على شئ مضى فاعتصرته وللنِحْلة الأولى أعـفُّ وأكـرم
فهذا ارتجاع. قال: وأما الذي يمنع فإنما يقال له: قد تعصر أي تعسّر، يجعل مكان السين صادا. ثعلب عن ابن الأعرابيّ يقال: ماعصرك وثبرك وغصنك وشجرك أي ما منعك: والعصَّار: الملك المَلْجأ. ويقال: ما بينهما عصر ولا يصر ولا أيصر ولا أعصر أي ما بينهما موَّدة ولا قرابة. وروى في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بلالا أن يؤذِّن قبل الفجر ليعتصر معتصرهم أراد الذي يريد أن يضرب الغائط. وأخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي أنه أنشده: أدركت معتصري وأدركني حلمي ويسّر قائدي نعلي قال ابن الأعرابي: معتصري: عُمري وهرمي. وقال الليث: يقال هؤلاء موالينا عُصرة أي دِنْية دون من سواهم. قلت: ويقال: قُصرة بهذا المعنى. قال: والمعصرة: التي يعصر فيها العنب. والمعصار: الذي يجعل فيه شئ ثم يعصر حتى يتحلَّب ماؤه. وكان أبو سعيد يروي بيت طرفة: لو كان في أملاكنا أحـد يعصر فينا كالذي يعصر أي يصاب منه وأنكر تعصر. قال: ويقال: أعطاهم شيئاً ثم اعتصره إذا رجع فيه. والعصار الحين، يقال: جاء فلان على عصار من الدهر أي حين. وقال أبو زيد: يقال: نام فلان وما نام لعصر وما نام عصرا، أي لم يكد ينام. وجاء ولم يجئ لعصر أي لم يجئ حين المجئ. وقال ابن أحمر: يدعون جـارهـم وذمَّـتـه علها وما يدعون من عُصْر أي يقولون: واذمَّة جارنا، ولا يدعون ذلك حين ينفعه. وقال الأصمعيّ: أراد: من عُصُر فخفَّف، وهو الملجأ. ويقال: فلان كريم العصير أي كريم النسب. وقال الفرزدق: تجرّد منها صـهـبـاء حُـرَّة لعوْهج أو للداعرىّ عصيرها والعِصَار: الفُسَاء. وقال الفرزدق أيضاً: إذا تعشّى عتيق التمر قـام لـه تحت الخميل عصار ذو أضاميم وأصل العصار ما عصرت به الريح من التراب في الهواء. والمعصور: اللسان اليابس عطشا. قال الطرمَّاح: يَبلّ بمعصور جناحي ضئيلة أفاويق منها هَلَّة ونُقُـوع "في حديث أبي هريرة أن امرأة مرَّت متطيّبة لذيلها عسرة، قال أبو عبيد: أراد: الغبار أنه ثار من سحبها، وهو الإعصار. قال: وتكون العصرة من فوح الطيب وهيجه، فشبَّهه بما تثير الريح من الأعاصير. أنشده الأصمعي. قال الدينوريّ: إذا تبيَّنت أكمام السُنبْل قيل: قد عَصَّر الزرعُ، مأخوذ من العصر وهو الحرز أي تحرَّز في غُلفه. وأوعية السُنبل أخبيته ولفائفه وأغشيته وأكمته وقنابعه. وقد قنبعت السُنبل. وهي مادامت كذلك صمعاء ثم ينفقئ". عرص أبو عبيد عن الفرّاء: عرص البيت أي خبثُت ريحته. قال: وقال الأصمعيّ: كل جوبة منفتقة ليس فيها بناء فهي عرْصة. قلت: وتجمع عرصات وعراصا. وأنشد أبو عبيدة بيت المخبَّل: سيكفيك ضرب القوم لحمٌ معرّصٌ وماءُ قدور في القصاع مشـيبُ فروى ثعلب عن سلمة عن الفراء أنه قال لحم معرَّص أي مقطَّع. وقال الليث: اللحم المعرّص: الذي يُلقي على الجمر فيختلط بالرماد ولا يجود نضجه. قال: فإن غيَّبته في الجمر فهو مملول، فإن شويته فوق الجمر فهو مُفْأد. قلت: وقول الليث في المعرَّص أعجب إلى من قول الفرّاء. وقد روينا عن ابن السكيِّت في المعرَّص نحوا مما قاله الليث. أبو عبيد عن الأصمعيّ: العرّاص من البروق الشديد الاضطراب. وقال الليث: العرّاص من السحاب: ما أظلّ من فوق، ولايكون إلاَّ إذا رعد وبرق. وأنشد "لذي الرمة" يرْقد في ظلّ عرّاص ويطرده حفيف نافجةُ عثنونها حصِبُ
أبو عبيد عن الفراء قال: العرص والأرن: النشاط، وقد عرص يعرص. والترصّع مثله. أبو عبيدة: رمح عرّاص: إذا هُزّ اضطرب. وقال ابن حبيب: بعير معرَّص للذي ذَلَّ ظهره ولم يذلَّ رأسه. قال: ولحم معرَّص إذا لم ينعم طبخه ولا إنضاجه. وقال الليث: العرص: خشبة توضع على البيت عرضا إذا أرادوا تسقيفه، ثم يلقي عليه أطراف الخشب القصار. وروى أبو عبيد عن الأصمعيّ "هذا الحرف بالسين" المعرَّس: الذي عمل له عرس، وهو الحائط يجعل بين حائطي البيت لايبلغ أقصاه، ثم يوضع الجائز من طرف العرس الداخل إلى أقصى البيت، ويسقف البيت كله: فما كان بين الحائطين فهو السهوة، وما كان تحت الجائز فهو المُخْدَع. قلت: رواه أبو عبيد بالسين، ورواه الليث بالصاد، وهما لغتان ويقال: تركت الصبيان يلعبون ويعترصون ويمرحون. وسُمّيت ساحة الدار عرْصة لاعتراص الصبيان فيها. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: العروُص: الناقة الطيبة الرائحة إذا عرفت. وفي نوادر الأعراب: تعرّص يافلان وتهجس وتعرَّج أي أقم "والمعرص: الهلال، لبُرُوقه. وقال: وصاحب أبلج كالمعراص" رعص أبو عبيد عن الأصمعيّ يقال للحية إذا ضُربت فلوت ذنبها: قد ارتعصت، وأنشد للعجاج: إلا ارتعاصاً كارتعاص الحْيَّة وقال ابن دريد: ارتعص الجديَّ إذا طفر من نشاطه. وقال الليث: الرعص بمنزلة النفض، تقول: ارتعصت الشجرة وقد رعصتها الريح وأرعصتها، لغتان. والثور يطعن الكلب فيحتمله ويرعصه رعصاً إذا هزّه ونفضه. وروى البخاري في كتابه لأبي زيد: ارتعص السوق إذا غلا. والذي رواه "شمر لأبي عبيد لأبي زيد: ارتفص، بالفاء. قال شمر: ولا أدري ما ارتفص. قلت: ارتفص السوق بالفاء إذا غلا صحيح، كأنه مأخوذ من الرُّفصة وهي النوبة. والذي رواه مؤلف الحصائل تصحيف وخطأ. ويقال: رعص عليه جلده، يرعص وارتعص واعترص إذا اختلج "وروى ابن مهديّ عن أبي الزاهريَّة عن ابن شجرة أن أباذرّ خرج بفرس له فتمعّك ثم نهض ثم رعص فسكنَّه وقال: اسكن فقد أجيبت دعوتك، قال القتيّبيّ: قوله: رعص يريد أنه لمَّا قام من مراغه انتفض وأُرْعد. يقال: رعص وارتعص" رصع أبو عبيد عن الفرّاء: الترصَّع: النشاط مثل العرص: قال: وقال أبو عمرو: الرَّصْعاء من النساء: الزَلاَّء. وقال الليث: الرَّصع مثل الرسح، وهي رصعاء إذا لم تكن عجزاء. قال: وقال بعضهم: هي التي لااستكين لها. قال: وأمَّا الرَصْع-بسكون الصاد-فشدَّة الطعن، يقال: رصعه بالرمح وأرصعه. وقال العجاج. وخضا إلى النصف وطعنا أرصعا وقال ابن شميل: الرصائع: سيور مضفورة في أسافل حمائل السيف، الواحدة رصاعة. وقال الليث: الرصيعة: العُقدة التي في اللِّجام عند المعذَّر حتى كأنه فلس. قال: وإذا أخذت سيرا فعقدت فيه عقدا مثَّلثة فذلك الترصيع. وهو عقد التميمة وما أشبه ذلك. وقال الفرزدق: وجئن بأولاد النصارى إلـيكـمُ حبالى وفي أعناقهنَّ المراصع أي الختم في أعناقهنّ. وقال الليث: الرصع: فراخ النحل: قلت: هذا خطأ؛ قال ابن الأعرابيّ: الرضع: فراخ النَحْل بالضاد، رواه أبو العباس عنه، وهو الصواب، وقد مرّ في باب الضاد والعين. والذي قاله الليث بالصاد في هذا الباب تصحيف. أبو عبيدة في كتاب الخيل: الرصائع واحدتها رصيعة، وهي مَشَكّ محاني أطراف الضلوع من ظهر الفرس. وفرس مرصَّع الثُنن إذا كانت ثُنَتُه بعضها في بعض: وأخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي، الرصيعة: البُرّيدقّ بالفِهْر ويبل ويطبخ بشئ من سمن. عمرو عن أبيه: الرصيع: زرّعُرْوة المصحف، ثعلب عن ابن الأعرابيّ، الرَصذَاع: الكثير الجماع. قال، والرِصاع: الجماع، وأصله في العصفور الكثير السفاد: وقد تراصعت العصافير. "قال أبو عبيد في باب لزوق الشئ: رِصع فهو رصع مثل عسق وعبق وعتق وعتك". صرع أبو عبيد: الصُروع: الضروب في قول لبيد: وخصم كنادى الجنّ أسقطت شأوهم بمستحـوذ ذي مـرّة وصـروع وقال غيره: صروع الحبل: قُواه: وأخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: هما صرعان وضرعان وحتنان، وهذا صرع هذا وضرعه أي مثله، وأنشد ابن الأعرابيّ: مثل البُرام غدا في أُصدة خلـق لم يستعن وحوامي الموت تغشاه فرَّجت عنه بصرعينـا لأرمـلة أو بائس جاء معناه كمـعـنـاه
قال يصف سائلا، شبَّه بالبرام وهو القُراد، لم يستعن يقول: لم يحلق عانته، وحوامي الموت وحوائمه: أسبابه: وقول: بصرعينا أراد بهما إبلا مختلفة المشي: تجئ هذه وتذهب هذه لكثرتها، هكذا رواه بفتح الصاد "وقال: الأسنان مرتصعة إذا التصقت وتقاربت: والرصع: قرب مابين المنكبين، رجل أرصع: والرصع: التقارب والتضايق: ورصعت عيناه: التزقتا. ورصع فلان بفلان فهو راصع به أي لازم: ورصع فلان بمكان رصوعا ورصع باسته الأرض رصعا: ألزقها بها ور صائع القوس: سيورها التي تحسَّن بها القوس، قال: صفراء كالقوس لها رصائع معطوفة بالغ فيها الصانع والمراصيع: النحل أي "صغار الولد" وقال الأصمعيّ: فلان يأتينا الصرعين أي غدوة وعشيَّة. وقال ابن السكيّت: الصرعان: الغداة والعشيّ، وأنشد لذي الرمّة: كأنني نازع يثنيه عن وطـن صرعان رائحةً عقل وتقييدُ أراد عقلٌ عشيَّةً وتقييد غدوة، فاكتفى بذكر أحدهما. ويقال: للأمر صرعان أي طرفان: الليث وغيره: الصرع: الطَّرح بالأرض للانسان: تقول: صرعه صرعا: والمصارعة والصراع: معالجتهما أيهما يصرع صاحبه. ورجل صرِّيع إذا كان ذلك صنعته وحاله التي يعرف بها. ورجل صرَّاع إذا كان شديد الصراع: وإن لم يكن معروفاً رجل صروع للأقران: أي كثير الصَّرْع لهم: والصرعة: هم القوم الذين يصرعون من صارعوا. قلت: يقال: رجل صُرعة: وقوم صُرعة والمصراعان من الشعر: ماكان له قافيتان في بيت واحد، ومن الأبواب: ماله بابان منصوبان ينضَّمان جميعا، مدخلهما بينهما في وسط المصراعين: ومصارع القتلى: حيث قُتلوا: وأما قول لبيد: منها مصارع غابة وقيامها فإن المصارع جمع مصروع من القصب: يقول: منها مصروع، ومنها قائم، والقياس مصاريع: وبيت من الشعر مُصّرع: له مصراعان. وكذلك باب مصرَّع: وفي الحديث: الصُرعة-بتحريك الراء-الرجل الحليم عند الغضب. وقال أبو مالك. يقال: إن فلاناً ليفعل ذاك على كل صرعة أي يفعل ذاك على كلّ حال. عمرو عن أبيه قال: الصريع: المجنون، والصريع: القضيب يسقط من شجر البشام، وجمعه صرعان. ثعلب عن ابن الأعرابي يقال: هذا صرعه وضرعه وضرعه وطبعه وطلعه وطباعه وطبيعه وشنّه وقرنه وقرنه وشلوه وشُلته أي مثله. وقال ابن السكيت: يقال: طلبت من فلان حاجة فانصرفت وما أدري على أي صرعي أمره أنصرف أي لم يبين لي أمره. وأنشد: فرحُت وما ودعَّت ليلى وما درت على أيّ صِرْعَىْ أمرها أتروح والصريع من القداح: ماصنع من الشجر ينبت على وجه الأرض، وقال ابن مقبل: وأزجر فيها قبل نمّ صحـائهـا صريع القداح والمنيح المخيَّرا وإنما خيَّره لأنه فائز مبارك. ويقال: الصريع: العُود يجف في شجره، يتَّخذ منه قدح، وهو أجود ما يكون قال: صريع درير مسّه مس بـيضـه إذا سنحت أيدي المفيضين يبرح أي يُخرج فيدّر على صاحبه باللحم. والصرعان: حلبتا الغداة والعشيّ؛ قال عنترة: ومنجوبٍ له منهن صَـرْع يميل إذا عدلت به الشوارا المنجوب: السقاء المدبوغ بالنجب. ومنهن يعني: من الإبل، أي لهذا السقاء من هذه الإبل صرع كلّ يوم، والصرع الآخر لأولادها، وأخبر أن هذا الصرع يملأ السقاء حتى يميل بكل ما يعدل به إذا حُمل، والشوار: متاع الراعي وغيره. وقوله: ألا ليت جيش العير لاقى سرية ثلاثين منّا صرع ذات الحقائل صرع ذات الحقائل أي حذاء ذات الحقائل وناحيتها، وهي وادٍ. صعر قال الله جلّ وعزّ: (ولا تصعّر خدّك للناس) وقرئ: ولا تصاعر. قال الفرّاء: ومعناهما: الإعراض من الكبر. وقال أبو إسحق: معناه: لاتعرض عن الناس تكبرا، ومجازه: لاتلزم خدّك الصعر. وقال الليث: الصَعَر: ميل في العنق وانقلاب في الوجه إلى أحد الشقيَّن، والتصعير: إمالة الخدّ عن النظر إلى الناس تهاوناً وكبرا، كأنه معرض. قال: وربما كان الظليم "والإنسان" أصْعر خلقةً. قال: وفي الحديث: يأتي على الناس زمان ليس فيهم إلا أصعر وأبتر، يعني: رزالة الناس الذين لادين لهم. قال: والصعارير: دحاريج الجُعل، وقد صعررت صُعرورة، وأنشد: يَبْعَرن مثل الفُلْفُل المصعرِر
ويقال: ضربته فاصعنرر إذا استدار من الوجع مكانه وتقبض، وربما قالوا: اصعرَّر فأدغموا النون في الراء. وكل حمل شجرة يكون أمثال الفلفل-نحو حمل الأبهل وأشباهه ممّا فيه صلابة-فإنها تسمَّى الصعارير وأنشد: إذا أورق العبسيّ جاع بـنـاتـهُ ولم يجدوا إلا الصعارير مطعما ثعلب عن أبن الأعرابي: الصعارير: صمغ جامد يشبه الأصابع. قال: والصعارير: الأباخس الطوال، وهي الأصابع. وقال أبو حاتم: الصعارير: اللبن المصمَّغ في اللبأ قبل الإفصاح. وقال غيره: الاصعرار: السير الشديد، يقال اصعرَّت الإبل اصعراراً، وقرب مصعر. وأنشد أبو عمرو: وقد قربن قربا مُصْعـرا إذا الهدان حار واسبكرَّا وقال أبو عبيد: الصيعرية: سمة في عُنُق البعير. والصيعرية أيضا: اعتراض في السير. ويقال للصمغة المستديرة: صُعْرورة. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الصعر والصعل: صغر الرأس، والصعر: التكبّر، والصعر: أكل الصعارير وهو الصمغ. وقال: اصعرَّت الإبل واصعنفرت وتمشمشت وامذقرَّت إذا تفرَّقت. ثعلب عن ابن الأعرابي: الصعارير: صمغ جامد يشبه الأصابع. قال: والصعارير: الأباخس الطوال وهي الأصابع واحدها أبخس. والأصعر: المعرض بوجهه كبرا. وفي الحديث: كل صعَّار ملعون أي كل ذي كبر وأبهة. يقال: أصاب البعير صعر وصيد أي أصابه داء يلوي عنقه. ويقال للمتكبر: فيه صعر وصيد. عصل عصل، علص، صلع، صعل، لعص مستعملات. أهمل الليث "لعص" وقال ابن دريد: اللعص: العسر، يقال تلعص فلان علينا أي تعسَّر. قال: واللعصُ: النهمُ في الأكل والشرب، وقد لعص لعصا. ول اأحفظ ما قاله أبو بكر لغيره. أبو عبيد عن أبي عمرو: الأعصال: الأمعاء، واحدها عصل، وقاله الليث وغيره. والعصل في الناب: اعوجاجه. وقال: على شناح نابهُ لم يَعْصَلِ وقال صخر: أبا المثلَّم أقصر قبـل بـاهـظة تأتيك منى ضروس نابها عصل وقال أوس: رأيت لها ناباً من الشر أعصلا وقال الليث: الأعصل من الرجال: الذي عُصبت ساقه فاعوجت. وشجرة عصلة وهي العوجاء التي لايقدر على إقامتها لصلابتها. وسهم أعصل: معوّج المتن، وجمعه عًصْل، وقال لبيد: فرميت القوم رِشقاً صائبـاً لسن بالعُصْل ولا بالمفتعل والعصلة: شجرة إذا أكل البعير منها سلَّحته. والجميع: العصل. وقال حسان: تخرجُ الأضْياحُ من أستاههم كسُلاح النيب يأكبلن العصل والأضياح: الألبان الممذوقة. أبو عمرو: عصَّل الرجلُ تعصيلا، وهو البُطْء "في الأمر". أبو عبيدة: فرس أعصل: ملتوى العسيب حتى يبرز بعض باطنه الذي لاشعر عليه. والعصل: الرمل الملتوى المعوّج. ورجل أعصل: يابس البدن، وجمعه عُصْل. وقال الراجز: وربَّ خيرٍ في الرجال العُصْلِ ويقال للسهم الذي يلتوي إذا رُمى به: مُعَصِّل. والعصل: الالتواء في كل شئ. عمرو عن أبيه: يقال: هو المحجن والصولجان والمعصيل والمعصال، والصاع والميجار والصولجان. "والمعقف" ثعلب عن ابن الأعرابي، قال، المعصل: المتشدد على غريمه، والعاصل: السهم الصلب والعصلاء: المرأة اليابسة، قال: ليست بعصلاء تذمى الكلب نكهتها ولابعندلة يصـطـك ثـدياهـا والعصلى: الموضع الذي ينبت فيه العصل أي القُلام. قال العبَّاس بن مرداس: عفا مُنْهل من أهله فـمـتـالـع فعصلى أريكٍ قد خلت فالمصانع منهل: ماء ببلاد بني سليم. أبو عمرو: عصَّل الرجل تعصيلا إذا أبطأ. وأنشد: يألبـهـا حُـمْـرانُ أيَّ ألـبْ وعصَّل العَمْريُّ عَصْل الكلب والألب: السوق الشديد. يقال: ألب الأبل يألبها إذا طردها. والعاصل: السهم الصلب. علص أبو عبيد عن أبي عمرو: العلَّوْص والعلَّوْز جميعاً: الوجع الذي يقال له: اللوى ونحو ذلك قال الليث قال: والعلَّوص من التخمة والبشم، وهو اللوى الذي ييبس في المعدة. يقال: علَّصت التُخمة في معدته تعليصاً، وإن به لعلَّوصاً، وإنه لعلَّوص مُتَّخم. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: العلَّوص: الوجع، والعلَّوز: الموت الوحيّ. والعلَّوض بالضاد: ابن آوى. قال: ويكون اعلَّوز اللَّوى. ويقال: رجل علَّوص دأبه اللوى. صلع ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الصُلَّعة: الصخرة الماساء، حكته عن أبي المكارم. وفي حديث لقمان بن عاد: وإلاّ أر مطمعي فوقّاع بُصلَّع. قال أبو عبيد: قال بعضهم: سألت ابن مناذر صاحب العربية الشاعر عن الصلع فقال: الحجر، قال: وسألت الأصمعي عنه فقال: هو الموضع الذي لاينبت من الأرض، وأصله من مصلع الرأس. ويقال للأرض التي لاتنبت: صلعاء. وقال شمر-فيما ألَّف بخطَّه: الصلعاء: الداهية الشديدة، يقال: لقي من الصلعاء. وأنشد للكميت: فلمّا أحلّوني بصـلـعـاء صَـيْلَـم لإحدى زبي ذي اللبدتين أبي الشبل "اراد: الأسد" وفي الحديث: يكون كذا وكذانم تكون جبروَّة صلعاء. قال: والصلعاء ههنا: البارزة كالجبل الأصلع: البازر الأملس البَّراق. قال: وانصلعت الشمس وتصلَّعت إذا خرجت من الغيم. وقال أبو ذؤيب: فيه سنان كالمنرة أصلع أي برّاق أملس. وقال آخر: يلوح بها المذَّلـق مـذربـاه خروج النجم من صلع الغيام وقال الليث: الصُلاَّع: الصُفَّاح وهو العريض من الصخر، والواحدة صُلاَّعة. ثعلب عن ابن الأعرابيّ: صَلَّع الرجل إذا أعذر وهو التصليع. وقال الليث: التصليع: السُلاح. قال: والأُصيلع من الحيّات: العريض العُنُق كأن رأسه بندقة مدحرجة. والأُصيلع: الذكر يكنى عنه. والصلع: ذهاب شعر الرأس من مقدَّمه إلى مؤخره، وكذلك إن ذهب وسطه. تقول: صلع صلعا. والصلعة: موضع الصلع من الرأس، وكذلك النزعة والكشفة والجلحة، جاءت مثقَّلات كلها. والعُرفطة إذا سقطت رؤس أغصانها وأكلتها الإبل قيل: قد صلعت صلعا. وقال الشمَّاخ يصف الإبل: إن تُمس في عرفط صُلْع جماجمه من الأسالق عارى الشوك مجرود ثعلب عن ابن الأعرابي: الصَّوْلع: السنان المجلّو. وفي الحديث: أن معاوية قدم المدينة فدخل على عائشة، فذكرت له شيئاً فقال: إن ذلك لايصلح، قالت: الذي لايصلح ادّعاؤك زيادا، قال: فقال: شهدت الشهود. فقالت: شهدت الشهود ولكن ركبت الصُليعاء. "معنى قولها: ركبت الصليعاء أي شهدوا بزور" قال المعتمر، قال أبي: الصليعاء: الفخر. والصلعاء في كلام العرب: الداهية والامر الشديد. وقال مزرد أخو الشماخ: تأوه شيخ قاعـد وعـجـوزه حريين بالصلعاء أو بالاساود قال أبو زيد: يقال: تصلعت السماء تصلعاً إذا انقطع غيمها وانجردت. والسماء جرداء إذا لم يكن فيها غيم. وصلاع الشمس: حرها. ويوم اصلع: شديد الحر، قال: يار قردة خشيت على اظفارها حر الظهيرة تحت يوم اصلع والصلعاء: الارض الخالية، قال: ترى الضيف بالصلعاء تغسـق عـينـه من الجوع حتى يحسب الضيف أرمدا والصليع: الاملس وقال عمرو بن معد يكرب: وسوق كتيبة دلفت لاخـرى كأن زهاءها رأس صليع يعني: رأساً أصلع املس" "وفي حديث عمر في صفة التمر قال: وتحترش به الضباب من الصلعاء، يريد الصحراء التي لا تنبت شيئاً، مثل الرأس الاصلع وهي الحصاء مثل الرأس الاحص". صعل في حديث أم معبد في صفة النبي صلى الله عليه وسلم: لم تزر به صعلة قال أبو عبيد: الصعلة: صغر الرأس، يقال: رجل صعْل الرأس إذا كان صغير الرأس. ولذلك يقال للظليم: صعل لأنه صغير الرأس. "قال الليث: رجل صعل إذا صغر رأسه. وقد يقال رجل أصعل وامرأة صعلاء. وفي حديث عليّ رضي الله عنه: استكثروا من الطواف بهذا البيت قبل أن يحول بينكم وبينه من الحبشة أصعل أصمع. قال أبو عبيد: قال الأصمعي: قوله: أصعل هكذا يُروى، فأما كلام العرب فهو صعل بغير ألف وهو الصغير الرأس، ولذلك يقال للظليم: صعل" قال الليث: وأما قول العجّاج: ودقلُ أجـرد شـوذبـيُّ صعْل من الساج ورُبَّانيُّ فإنه أراد بالصعل ههنا الطويل. أبو عمرو الصعلة من النخل: فيها اعوجاج، وأنشد: مالم تكن صعلة صعباً مراقيها ثعلب عن ابن الأعرابي: الصاعل: النعام الخفيف. قال شمر: الصعل من الرجال: الصغير الرأس الطويل العنق الدقيقهما. قال: وتكون الصعلة الخفَّة في البدن والدقَّة والنحول. قال الشاعر يصف عيرا: نفى عنها المصيف وصار صعلا يقول: خفَّ جسمه وضمر. وقال آخر: جارية لاقت غلاما عزبـا أزلَّ صعل النسوين أرقبا قال أبو نصر: الأصعل: الصغير الرأس. وقال غيره: الصعل: الدقة في العنق والبدن كله. ويقال للنخلة إذا دقَّت: صعلة". عصن
أهمله الليث. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي أنه قال: أعصن الرجل إذا شدَّد على غريمه وتمكَّكه وروى عمرو عن أبيه قال: أعصن الرمل إذا اعوجَّ وعسر. عنص لم أجد فيه غير عناصي الشعر. والعنصوة الخصلة من الشعر، وقال الشاعر: إن يُمس رأسي أشمط العناصي كأنما فـرَّقـه مـنـاصـي قال الليث: العُنصوة على تقدير فُعْلُوة. قال: وما لم يكن ثانية نوناً فإن العرب لاتضم صدره مثل تندوة. فأما عرقوة "وترقوة" وقرنوة فمفتوحات. عمرو عن أبيه: أعنص إذا بقيت على رأسه عناصٍ من ضفائره، وهي بقايا، واحدها عنصوة. وقال أبو زيد: العناصي: الشعر المنتصب قائماً في تفرق. صعن أهمله الليث. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابيّ قال: أصعن الرجل إذا صُغر رأسه. أبو عبيد: الصعونُّ: الظليم الدقيق العنق الصغير الرأس، والأنثى: صِعْونة. وقال غيره: الاصعنان: الدقَّة واللطافة، ومنه يقال: أُذُنٌ مُصَعنَّة: مؤللة، قال عديّ: وأُذْنٌ مُصَنَّعةٌ كالقلم عمرو عن أبيه: أصعن إذا صغر رأسه ونقص عقله. نعص قال ابن المظفر: أمَّا نعص فليس بعربيَّة إلا ماجاء أسد بن ناعصة المشبب بخنساء في شعره، وكان صعب الشعر جدّا، وقلَّما يُروى شعره لصعوبته. قلت: وقرأت في نوادر الأعراب: فلان من نصرتي وناصرتي ونائصتي وناعصتي وهي ناصرته. والنواعص: اسم موضع. وقال ابن دريد. النعص: التمايل، وبه سميَّ ناعصة. قلت: ولم يصح لي من باب "نعص" شئ أعتمده من جهة من يرجع إلى علمه وروايته عن العرب. نصع أبو عبيد عن الفرّاء: أنصعت الناقة للفحل إنصاعا إذا قرَّت له عند الضراب. وقال غيره: أنصع للحق إنصاعاً إذا أقرذَ به. وقال الليث: يقال للرجل إذا تصدَّى للشرّ: قد أنصع له إنصاعا. وقال شمر: النصع الثوب الأبيض. وأنشد لرؤبه يصف ثوراً: كأن تحتى ناشطاً مولَّـعـا بالشأم حتى خلته مبرقعا بنيقة من مَرْحليّ أسفعـا كأن نصعا فوقه مقطَّعا مخالط التقليص إذ تدرَّعا قال شمر: قال ابن الأعرابيّ: يقول: كأن عليه نصعا مقلَّصا عنه، يقول: تخال أنه ألبس ثوباً أبيض مقلَّصا عنه لم يبلغ كروعه التي ليست على لونه ابن السكيت عن ابن الأعرابيّ: أبيض ناصع. قال: والناصع في كل لون خلص ووضح. قال الأصمعيّ: وأكثر ما يقال في البياض "أبو عبيد: أبيض ناصع ويقق. وقال أبو عبيدة: أصفر ناصع" الليث: النصيع: البحر وأنشد: أدليت دلوي في النصيع الزاخر قلت: قوله: النصيع: البحر غير معروف، وأراد بالنصيع: ماء بئر ناصع الماء ليس بكدر؛ لأن ماء البحر لايُدلي فيه الدلو. يقال: ماء ناصع وماصع ونصيع إذا كان صافياً "والمعروف في البحر البضيع، بالباء والضاد: وقد مرّ في بابه" وروى أبو عبيد عن أبي عمرو: الماصع: البرّاق، بالميم، ويقال: المتغير، قال: ومنه قول ابن مقبل: فأفرغت من ماصع لونـه على قُلُص ينتبهن السجالا وقال شمر: ماصع يريد به: ناصع، فصيَّر النون ميما. قال: وقد قال ذو الرمة: ماصع فجعله ماء قليلا. أخبرني بذلك كله الإيادي عن شمر، وقال أبو سعيد: المناصع: المواضع التي يُتخلى فيها لبول أو حاجة، والواحد منصع. قلت: قرأت في حديث الإفك: وكان متبرز النساء بالمدينة قبل أن سويّت الكُنف في الدور المناصع. وأرى أن المناصع موضع بعينه خارج المدينة، وكن النساء يتبرزن إليه بالليل على مذاهب العرب في الجاهلية. وقال المؤرج-فيما روى له أبو تراب-: النِّصع والنطع لولأ انداحطاع "وهو ما يتخذ من الأدم. وأنشد لحاجز ابن الجعيد الأزدي: فننحرها ونخلطها بأخرى كأن سراتها نصع دهين قال: ويقال: نصع بسكون الصاد. وقال شمر: قال الأصمعي: كل ثوب خالط البياض والصفرة والحمرة فهو نصع. وقال أبو عبيدة في الشيات: أصفر ناصع، قال: هو الأصفر السراة تعلو متنه جُدَّة غبساء. وقال أبو تراب: قال الأصمعي: يقال: شرب حتى نصع وحتى نقع، وذلك إذا شفى غليله. "قال أبو نصر: المعروف: بضع". صنع قال الله-جلّ وعزّ-: (وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون) المصانع في قول بعض المفسرين: الأبنية.
وقال بعضهم: هي أحباس تتخذ للماء، واحدها مصنعة ومصنع. قلت: وسمعت العرب تسمى أحباس الماء: الأصناع والصنوع، واحدها صنع. وروى أبو عبيد عن أبي عمرو قال: الحبس مثل المصنعة، قال: والزلف: المصانع. قلت: وهي مسَّاكاتٌ لماء السماء يحتفرها الناس فيملؤها ماء السماء" يشربونها. ويقال للقصور أيضاً مصانع. وقال لبيد: بلينا وما تبلى النجوم الطوالع وتبلى الديار بعدنا والمصانع وقول الله جلَّ وعزَّ: (صُنْع الله الذي أتقن كل شئ) قال أبو إسحق: القراءة بالنصب، ويجوز الرفع. فمن نصب فعلى المصدر، لأن قوله: (وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمرّ مرَّ السحاب) دليل على الصنعة، كأنه قال: صنع الله ذلك صُنعا. وقول الله: (ولتصنع على عيني) معناه: ولتربَّي بمرأى منيّ. يقال: صنع فلان جاريته إذا ربَّاها، وصنع فرسه، بالتخفيف، وصنَّع جاريته بالتشديد؛ لأن تصنيع الجارية لايكون إلا بأشياء كثيرة وعلاج. قلت: وغير الليث يجيز صنع جاريته بالتخفيف، ومنه قوله: (ولتصنع على عيني). وفلان صنيع فلان إذا ربَّاه وأدَّبه وخرَّجه، ويجوز: صنيعته. وقال الأصمعي: العرب تسمّى القُرى مصانع، واحدتها مصنعة. وقال ابن مُقبل: أصواتُ نسوان أنباط بمصنعة بجَّدْن للنوح واجتبن التبابينا والمصنعة: الدعوة يتخذها الرجل ويدعو إخوانه إليها. وقال الراعي: ومصنعةٍ هُنيد أعنت فيها قال الأصمعي: يعني مدعاة. وفرس مصانع، وهو الذي لايعطيك جميع ماعنده من السير، له صوان يصونه فهو يصانعك ببذله سيره. ويقال: صانعت فلاناً أي رافقته. وصانعت الوالي إذا راشيته، وصانعته إذا داهنته. وقال الليث: التصنَّع: تكلّف حسن السمت وإظهاره والتزين به والباطن مدخول. "وقال: الصُنَّاع: الذين يعملون بأيديهم، والحرفة الصناعة، والواحد صانع". وقال ابن السكيت: امرأة صناع إذا كانت رقيقة اليدين تسوى الأساقي وتخرُز الدلاء وتفريها. ورجل صنع. وقال أبو ذؤيب: وعليهما مسرودتان قضاهما داود أو صنع السوابغ تُبَّع "وقال ابن الأنباري في الزاهر: امرأة صناع إذا كانت حاذقة بالعمل، ورجل صنع. إذا أفردت فهي مفتوحة متحركة. قال: ويقال: رجل صنع اليدين، مكسور الصاد إذا أضيفت. وأنشد: صنع اليدين بحيث يكوى الأصيدُ وأنشد غيره: أنبل عدوان كلها صنعا" والصنيعة: ما "أعطيته" وأسديته من معروف أو يد إلى إنسان تصنعه به، وجمعها صنائع، قال الشاعر: إن الصنيعة لاتكـون صـنـيعة حتى يصاب بها طريقُ المصنع (وقو الله-عزّ وجلّ-واصطنعتك لنفسي أي ربيَّتك لخاصة أمري الذي أردته في فرعون وجنوده. وحدثنا الحسين عن أبي بكر بن أبي شيبة عن يحيى بن سعيد القطَّان عن محمد بن يحيى عن أبيه عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لاتوقدوا بليل نارا؛ ثم قال: أوقدوا واصطنعوا فإنه لن يدرك قوم بعدكم مُدَّكم ولاصاعكم. قوله: اصطنعوا أي اتخذوا طعاماً تنفقونه في سبيل الله". عمرو عن أبيه: الصنيع: الثوب الجيد النقيّ. وقال ابن الأعرابي: أصنع الرجل إذا أعان آخر. قال: وكل ما صنع فيه فهو صنع مثل السُفرة. ويكون الصنع الشواء. وقال الليث: الصنَّاعة: خشبة تتخذ في الماء ليحبس بها الماء وتمسكه حينا. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا لم تستح فاصنع ماشئت رواه جرير بن عبد الحميد عن منصور عن ربعي بن حراش عن أبي مسعود الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال أبو عبيد قال جرير: معناه: أن يريد الرجل أن يعمل الخير فيدعه حياء من الناس، كأنه يخاف مذهب الرياء. يقول: فلايمنعك الحياء من المضي لما أردت. قال أبو عبيد: والذي ذهب إليه جرير معنى صحيح في مذهبه، ولكن الحديث لايدلّ سياقه ولا لفظه على هذا التفسير. قال أبو عبيد: ووجهه عندي أنه أراد بقوله: إذا لم تستح فاصنع ما شئت إنما هو: من لم يستح صنع ما شاء، على جهة الذمّ؛ لترك الحياء. ولم يرد بقوله: فاصنع ما شئت أن يأمره بذلك أمرا، ولكنه أمر معناه الخبر؛ كقوله عليه السلام: من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار، ليس وجهه أنه أمر بذلك، إنما معناه: من كذب عليّ تبوأ مقعده من النار. والذي يراد من الحديث أنه حثَّ على الحياء وأمر به وعاب تركه.
وقال ابراهيم بن عرفة: سمعت أبا العباس أحمد بن يحيى يقول في قوله: إذا لم تستح فاصنع ماشئت قال: هذا على الوعيد: فاصنع ما شئت فإن الله يجازيك. وأنشد: إذا لم تخش عاقبة الليالـي ولم تستحي فاصنع ماتشاء وهو كقول الله تعالى: (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر). الأصناع: الأسواق، جمع صنع. وقال ابن مقبل يصف فرسا: بترس أعجم لم تنجز مسامـره مما تخيَّر في أصناعها الروم لم تنجز مسامره أي لم تشدّ فيه المسامير. والصنع: السفود، قال مرّار يصف إبلا: وجاءت وركبانها كالشروب وسائقها مثل صنع الشواء أي هذه الإبل وركبانها يتمايلون من النعاس، وسائقها-يعني نفسه-اسود من السموم. ويقال: فلان صنيع فلان وصنيعته إذا ربّاه وأدبه حتى خرّجه. عصف قال الله جلَّ وعزّ: (والحب ذو العصف والريحان) وقال في موضع آخر: (فجعلهم كعصف مأكول) قال الفرّاء: العصف.-فيما ذكروا-بقل الزرع؛ لأن العرب تقول: خرجنا نعصف الزرع إذا قطعوا منه شيئاً قبل إدراكه، فذلك العصف. قال: وقال بعضهم: ذو العصف يريد المأكول من الحب، والريحان: الصحيح الذي يؤكل. وقال أبو إسحق: العصف: ورق الزرع. ويقال للتبن: عصف وعصيفة. وقال النضر: العصف: القصيل. قال: وعصفنا الزرع نعصفه أي جزرنا ورقه الذي يميل في أسفله ليكون أخف للزرع، وإن لم يفعل مال بالزرع. وذكر الله جلّ وعزّ في أوّل هذه السورة مادلَّ على وحدانيته من خلقه الإنسان وتعليمه البيان، ومن خلق الشمس والقمر والسماء والأرض وما أنبت فيها من رزق من خلق فيها من إنسيّ وبهيمة، تبارك الله أحسن الخالقين. وأمَّا قوله تعالى: (فجعله كعصف مأكول) فله معنيان: أحدهما أنه أراد: أنه جعل أصحاب الفيل كورق أخذ ما كان فيه من الحب وبقي هو لاحب فيه. والآخر أنه أراد: أنه جعلهم كعصف قد أكله البهائم. وقال الليث: العصف: ما على حبّ الحنطة ونحوها من قشور التبن. قال: والعصف أيضا: ما على ساق الزرع من الورق الذي يبس فتفتَّت كل ذلك من العصف. قال: وقوله: (كعصف مأكول) ذكر عن سعيد بن جبير أنه قال: هو الهبُّور، وهو الشعير النابت بالنبطية. وعن الحسن: كزرع قد أُكل حبه وبقي تبنه. وأخبرني المنذريّ عن أبي العباس أنه قال في قوله تعالى: (كعصف مأكول): إنه يقال: إن فلانا يعتصف إذا طلب الرزق، والعصف: الرزق، والعصف والعصيفة: ورق السنبل. وقول الله جلّ وعزّ: (فالعاصفات عصفا) قال المفسّرون: هي الرياح. وقال الفرّاء في قوله: (أعمالهم كرماد اشتَّدت به الريح في يوم عاصف) قال: فجعل العصوف تابعاً لليوم في إعرابه وإنما العصوف للرياح. وذلك جائز على جهتين: إحداهما أن العصوف وإن كان للريح فإن اليوم قد يوصف به؛ لأن الريح تكون فيه، فجاز أن تقول: يوم عاصف؛ كما يقال: يوم بارد ويوم حار والبرد والحرّ فيهما. والوجه الآخر أن تريد: في يوم عاصف الريح، فتحذف الريح لأنها قد ذُكرت في أول الكلمة، كما قال: إذا جاء يوم مظلم الشمس كاسف يريد: كاسف الشمس فحذفه لأنه قدَّم ذكره. وأخبرني المنذريّ عن الحراني عن ابن السكيت قال: يقال: عصفت الريح وأصفت فهي ريح عاصف ومعصفة إذا اشتدَّت. وقال الليث: وجمع العاصف عواصف. قال: والمعصفات: الرياح التي تُثير التراب والورق وعصف الزرع. قال: والعصافة: ما سقط من السنبل، مثل التبن ونحوه. أبو عبيد عن أبي عبيدة قال: الإعصاف: الإهلاك، وأنشد للأعشى: في فيلق شهباء ملمـومة تُعْصف بالدراع والحاسر أي تهلكهما. وقال الليث: تعصف بهما أي تذهب بهما. قال: والنعامة العصوف: السريعة: والعصف: السرعة، وأنشد: ومن كال مسحاج إذا ابتلَّ ليتها تحلَّب منها ثائب متعصـف يعني العرق. أبو عبيد عن أبي عمرو قال: العصوف: السريعة من الإبل. وقال اللحياني: أعصفت الناقة إذا أسرعت، فهي معصفة. وقال النضر: إعصاف الإبل: استدارتها حول البئر. حرصاً على الماء وهي تطحن التراب حوله وتثيره. وقال المفضل: إذا رمى الرجل غرضاً فصاب نبله قيل له: إن سهمك لعاصف. وكل ماء عاصف. وقال كثير: فمرّت بليل وهي شدفاء عاصف بمنخرق الدوداة مرَّ الخفـيددِ
وقال اللحياني: هو يعصف ويعتصف ويصرف ويصطرف، أي يكسب ويطلب ويحتال. وقال ابن الأعرابي-فيما روى عنه أبو العباس: العصفان: التبنان. قال: "والعصوف: الأتبان" والعصف: السنبل، وجمعه عصوف. والعصوف: الرياح. والعصوف: الكد. والعصوف الخمور. عفص قال الليث: العفص: حمل شجرة البلوط، يحمل سنة بلوطاً وسنة عفصا. وجاء حديث اللقطة عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: احفظ عفاصها ووكاءها. قال أبو عبيد: العفاص: هو الوعاء الذي تكون فيه النفقة إن كان من جلد أو خرقة أو غير ذلك، ولهذا سميّ الجلد الذي يلبسه رأس القارورة العفاص، لأنه كالوعاء لها. وليس هذا بالصمام الذي يدخل في فم القارورة فيكون سداداً لها. قال: وإنما أمره بحفظه ليكون علامة لصدق من يعترفها. وقال الليث: العفاص: صمام القارورة، ثم قال: وعفاص الراعي: وعاؤه الذي تكون فيه النفقة. قلت: والقول ما قاله أبو عبيد في العفاص: أنه الوعاء أو الجلدة التي تلبس رأس القارورة حتى تكون كالوعاء لها. ويقال: عفصت القارورة عفصاً إذا جعلت العفاص على رأسها. فإن أردت أنك جعلت لها عفاصاً قلت: أعفصتها. وثوب مُعفَّص: مصبوغ بالعفص، كما قالوا: ثوب ممسك بالمسك. ويقال: هذا طعام عفص إذا كانت فيه بشاعة ومرارة. ثعلب عن ابن الأعراب ي قال: المعفاص من الجواري: الزبعبق النهاية في سوء الخلق. قال: والمعقاص-بالقاف-شرّ منها. العفص: العصر والهصر. وعفصت الدابة: ثنت عنقها. مازالت أطالبه بحقي حتى عفص به واعتفصه منه أي أخذته منه. وعفصها: جامعها. عسط أمَّا عسط فلم أجد فيه شيئاً غير عسطوس، هي شجرة لينة الأغصان لا أبن لها ولاشوك "يقال لها الخيزران"، وهو على بناء قربوس وقرقوس وحلكوك للشديد السواد. وقال الشاعر: عصا عسطوسٍ لينها واعتدالها عطس وأما عطس فيقال: عطس فلان يعطس عطسا وعطسة، والاسم العطاس، وقال الليث: يقال: يعطس بضم الطاء أيضا، وهي لغة. ومعطس الرجل أنفه لأن العطاس منه يخرج، وهو بكسر الطاء لاغير، وهذا يدّل على أن اللغة الجيدة يعطس. وقال الليث: الصبح يسمى عُطاسا وقد عطس الصبح إذا انفلق. وأما قوله: وقد اغتدى قبل العطاس بسابح فإن الأصمعيّ زعم أنه أراد: قبل أن أسمع عطاس عاطس فأتطير منه ولا أمضى لحاجتي، وكانت العرب أهل طيرة، وكانموا يتطيرون من العطاس فأبطل النبيّ صلى الله عليه وسلم طيرتهم. قلت: "وإن" صحّ ماقاله الليث: أن الصبح يقال له: العطاس فإنه أراد: قبل انفجار الصبح، ولم أسمع الذي قاله لثقة يرجع إلى قوله. وقال أبو زيد: تقول العرب للرجل إذا مات: عطست به اللجم. قال: واللُجمة: كلّ ماتطيرت منه. وأنشد غيره: إنا أناس لاتزال جزورنـا لها لُجم من المنية عاطس ويقال للموت: لُجم عطوس، وقال رؤبة: ولايخاف اللُجم العطوسا ويقال: فلان عطسة فلان إذا أشبهه في خلقه وخُلُقه. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: العاطوس: دابَّة يتشاءم بها. وأنشد غيره لطرفة "بن العبد": لعمري لقد مرَّت عواطس جمَّة ومرّ قبيل الصبح ظبي مصمَّع سطع يقال للصبح إذا سطع ضوؤه في السماء: قد سطع يسطع سطوعا. وكذلك البرق يسطع في السماء-وذلك إذا كان كذنب السرحان مستطيلا في السماء قبل أن ينتشر في الأفق. ومنه حديث ابن عباس حدثناه ابن هاجك عن علي بن حجر عن يزيد بن هارون عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير قال: قال ابن عباس: كلوا واشربوا مادام الضوء ساطعا حتى تعترض الحمرة في الأفق، ساطعا أي مستطيلا. وسطع السهم إذا رُمي به فشخص "في السماء" يلمع. وقال الشمَّاخ: أرقت له في القوم والصبح ساطع كما سطع المرِّيخ شمَّره الغالي ويروى: سمرّه، ومعناهما: أرسله. ويقال: سطعتني رائحة المسك إذا طارت إلى أنفك. ثعلب عن ابن الأعرابي: سطعت الرائحة إذا فاحت. والسطع: أن تسطع شيئاً براحتك أو بأصبعك ضرباً. وقال ابن المظفر: يقال: سمعت لضربته سطعا "مثّقلا" يعني صوت الضربة. قال:س وإنما ثُقَّلت لأنه حكاية وليس بنعت ولامصدر. قال: والحكايات يخالف بينها وبين النعوت أحيانا. قال: ويقال للظليم إذا رفع رأسه ومدّ عُنُقه: قد سطع. وقال ذو الرمة يصف الظليم: يظلّ مختضعاً يبدو فتنـكـره طورا ويسطع أحيانا فينتسب
قال: وظليم أسطع إذا كان "عنقه طويلا" والأنثى سطعاء، فيقال: سطع سطعا في النعت، ويقال في رفعه عُنُقه: سطع يسطع. أبو عبيد عن أبي زيد: السطاع: عمود من أعمدة البيت. وقال القُطامي: أليسوا بالألى قسطوا جمـيعـا على النعمان وابتدروا السطاعا قلت: زويقال للبعير الطويل: سطاع تشبيها بسطاع البيت. وقال مليح الهُذليّ: وحتى دعا داعي الفراق وأدنـيت إلى الحيّ نوق والسطاع المحمْلجُ وقال أبو زيد: السطاع من سمات الإبل في العنق بالطول. فإذا كان بالعرض فهو العلاط. وناقة مسطوعة وإبل مسطعَّة. وقال لبيد: مسطعَّعة الأعناق بُلْقَ القوادم والسطاع: اسم جبل بعينه. وقلل صخر الغيّ: فذاك السطاع خلاف النجا ء تحسبه ذا طلاء نتيفا خلاف النجاء أي بعد السحاب تحسبه جملا أجرب نتف وهنئ. اللحياني: خطيب مسطع ومصقع. وأما قولك: لاأستطيع فالسين ليست بأصلية وقد خرّجته في باب أطلع. وفي حديث أم معبد وصفتها المصطفى صلى الله عليه وسلم قالت: وكان في عنقه سطع أي طول، يقال: عُنُق سطعاء. وقال أبو عبيدة: العُنُق السطعاء: التي طالت وانتصبت علابيُّها. ذكره في صفات الخيل. "وفي حديث قيس بن طلق عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كلوا واشربوا ولايهيدنَّكم الساطع المصعد. وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الأحمر، وأشار بيده في هذا الموضع من نحو المشرق إلى المغرب عرضا. قال الشيخ: وهذا دليل على أن الصبح الساطع هو المستطيل. ومنه عنق سطعاء إذا طالت وانتصبت علابيُّها. قال ذاك أبو عبيدة: قال الشيخ: ولذلك قيل للعمود من أعمدة الخباء: سطاع، وللبعير الطويل: سطاع. وظليم أسطع: طويل العنق". سعط السعوط والنشوع والنشوق في الأنف. ويقال للآنية التي يسعط بها العليل: مُسْعُط بضم الميم وجاء نادرا مثل المُكحل والمُدُقّ والمدهن والمنصل: للسيف. ابن السكيت عن أبي عمرو: لخيته ولخوته وألخيته إذا سعطته. ويقال: أسعطته، وكذلك وجرته وأوجرته، فيها لغتان. ويقال: نشع وأنشع. وأما النشوق فيقال فيه: أنشقته إنشاقا. وقال الليث: يقال: أسعطته الرمح إذا طعنه في أنفه. وقال غيره: يقال: أسعطته علماً إذا بالغت في إفهامه وتكرير ماتعلمه عليه. أبو عبيد عن أبي عمرو: السعيط: الريح من الخمر وغيرها من كل شئ. وقال ابن السكيت: ويكون من الخردل. وقال "ابن بزُرُج" يقال: سعطته وأسعطته. "الإياديُّ عن شمر: تقول: هو طيب السعوط والسعاط والإسعاط. وأنشد يصف إبلا وألبانها: حمضيَّة طيبة السعاط حدَّثنا السعدي عن الزعفراني قال: حدّثنا سفيان عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن أم قيس بنت محصن قالت: دخلت بابن لي على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أعلقت من العُذْرة فقال: علام تدغرن أولادكن! عليكنّ بهذا العود الهنديّ فإن فيه سبعة أشفية. يسعط من العذرة، ويُلَدّ من ذات الجنب". طسع أبو العباس عن ابن الأعرابي: رجل طسع وطزع: لاغيرة له. وقال ابن المظفر مثله. وقد طسع طسعا وطزع طزعا. عمرو عن أبيه: الطسع والطزيع: الذي يري مع أهله رجلا فلا "يغار" له. عسد قال ابن المظفر: العسد لغة في العزد، كالأسد والأزد. قلت: يقال: عسد فلان جاريته وعزدها عصدها إذا جامعها. وقال الليث: العسودة: دويبَّة بيضاء كأنها شحمة يقال لها: بنت النقا تكون في الرمل يشبه بها بنات العذارى، وتجمع عساود وعسودات وقال ابن شميل: العسود-بتشديد الدال-: العضرفوط. قلت: بنت النقاغير العضرفوط، لأن بنت النقا تشبه السمكة، والعضرفوط من العظاء ولها قوائم. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: العسود والعرْبَدَّ: الحيَّة. قلت: وقال بعضهم: العسود هو الببر، وأنا لااعرفه. عدس
أبو عبيد عن الأمويّ: عدس يعدس، وحدس يحدس إذا ذهب في الأرض. ومن أسماء العرب عُدس وحُدس. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: العدس من الحبوب يقال له: العلس والعدس والبُلس. وقال الليث: الحبَّة الواحدة عدسة. قال: والعدسة: بثرة تخرج، وهي جنس من الطاعون، وقلَّما يُسلم منها. قال: وعدس: زجر البغل، وناس يقولون: حدس. قال: وزعم ابن الأرقم أن حدس كانوا على عهد سليمان بغالَّين يعنفون على البغال، وكان البغل إذا سمع باسم حدس طار فرقاً مما يلقى منهم، فلهج الناس بذلك، والمعروف عند الناس عدس. وقال ابن مفرغ فجعل البغلة نفسها عدسا: عدس ما لعبَّاد عليك إمارة نجوت وهذا تحملين طليق وقال غيره: سمَّت العرب البغل عدسا بالزجر وسببه "لا أنه" اسم له. العدوس: الجريئة. وقال جرير: لقد ولدت غسَّان ثـالـبة الـشـوى عدوس السُرى لايقبل الكرم جيدها الثالبة: المعيبة. والعدس: الرعى. عدست المال. والعدس: ضرب من السير خفيف. ومنه قول الراعي: مجسمة العرنين منـقـوبة الـعـصـا عدوس السُرى باقٍ على الخسف عودها والعدسان والعداس أيضاً: السير والمشي السريع، قال: مارس فهذا زمن المراس واعدس فإن الجد بالعداس سعد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في افتتاح الصلاة: لبيك وسعديك، والخير في يديك، والشرّ ليس إليك. قلت: وهذا خبر صحيح، وحاجة أهل العلم إلى معرفة تفسيره ماسَّة. فأما لبَّيك فهو مأخوذ من لبَّ بالمكان وألبَّ أي أقام به، لبا وإلبابا، كأنه يقول: أنا مقيم في طاعتك إقامة بعد إقامة، ومجيب لك إجابة بعد إجابة. وأخبرني المنذريّ عن الحرّاني عن ابن السكيت في قوله: لَّبيك وسعديك، تأويله إلبابا بعد إلباب أي لزوماً لطاعتك بعد لزوم، وإسعاداً لأمرك بعد إسعاد. وأخبرني المنذري عن أحمد بن يحيى أنه قال: سعديك أي مساعدة لك ثم مساعدة وإسعاداً لأمرك بعد إسعاد. وقال ابن الأنباري: معنى "سعديك" أسعدك الله إسعاداً بعد إسعاد. قال: وقال الفرَّاء: لاواحد للبيَّك وسعديك على صحة. قال: وحنانيك: رحمك الله رحمة بعد رحمة. قلت: وأصل الإسعاد والمساعدة متابعة العبد أمر رّبه. وقال سيبويه: كلام العرب على المساعدة والإسعاد، غير أن هذا الحرف جاء مثَّنى على سعديك ولافعل له على سعد. قلت: وقد قرئ قول الله جل وعزَّ (وأما الذين سُعدوا) وهذا لايكون إلا من سعده الله لامن أسعده، وبه سُميّ الرجل مسعودا. ومعنى سعده الله وأسعده أي أعانه ووفقّه. وأخبرني المنذريّ عن أبي طالب النحويّ أنه قال: معنى قولك لَّبيك وسعديك أي أسعدني الله إسعاداً بعد إسعاد. قلت: والقول ماقال أبو العباس وابن السكيت، لأن العبد يخاطب ربَّه ويذكر طاعته له ولزومه أمره، فيقول: سعديك كما يقول: لَّبيك أي مساعدة لأمرك بعد مساعدة. وإذا قيل: أسعد الله العبد وسعده فمعناه: وفقَّه الله لما يرضيه عنه فيسعد بذلك سعادة. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لاإسعاد في الإسلام. وتأويله أن نساء أهل الجاهلية كنّ إذا أُصيبت إحداهن بمصيبة فيمن يَعزُّ عليها بكته حولا، ويسعدها على ذلك جاراتها وذوات قراباتها، فيجتمعن معها في عداد النياحة وأوقاتها ويتابعنها ويساعدنها مادامت تنوح عليه وتبكيه. فإذا أصيبت صواحباتها بعد ذلك بمصيبة أسعدتهن بعد ذلك، فنهة النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الإسعاد. والساعد ساعد الذراع وهو مابين الزندين والمرفق، سمّى ساعداً لمساعدته الكف إذا بطشت شيئاً أو تناولته. وجمع الساعد سواعد وساعد الدرّ-فيما أخبرني المنذريّ عن ثعلب عن ابن الأعرابي-: عرق ينزل الَّرّ منه إلى الضرع من الناقة. وكذلك العرق الذي يؤدي الدرّ إلى ثدي المرأة يسمى ساعداً. ومنه قوله: ألم تعلمي أن الأحاديث في غد وبعد غد يالبنَ ألبُ الطرائد وكنتم كأُمٍّ لّبَّةٍ ظعن ابـنـهـا إليها فما درّت عليه بساعـد قال: رواه المفضل: طعن ابنها بالطاء أي شخص برأسه إلى ثديها كما يقال: طعن هذا الحائط في دار فلان أي شخص فيها. وقال أبو عبيد: قال أبو عمرو: السواعد مجاري البحر التي تصب إليه الماء، واحدها ساعد بغير هاء، وأنشد شمر: تأبّد لأيٌ منهمُ فـعـتـائدهْ فذو سلم أنشاجه فسواعده
والأنشاج أيضا: جارى الماء، واحدها نشج. وساعدة من أسماء الأسد معرفة لاينصرف، وكذلك أسامة. وسعيد المزرعة نهرها الذي يسقيها. وقال ابن المظفر: السعد ضدّ النحس، يقال: يوم سعد ويوم نحس. قال: وأربعة منازل من منازل القمر تسمى سُعودا، منها سعد الذابح وسعد بلع وسعد السُعُود وسعد الأخبية. وهذه كلها في بُرجي الدلو والجدي. وقال إن كناسة: سعد الذابح: كوكبان متقاربان سمّى أحدهما ذابحاً لأن معه كوكباً صغيراً غامضاً يكاد يلزق به فكأنه مكب عليه يذبحه والذابح أنور منه قليلا، قال: وسعد بُلع: نجمان معترضان خفّيان. قال أبو يحيى: وزعمت العرب أنه طلع حين قال الله عزّ وجلّ: (ياأرض ابلعي ماءك وياسماء أقلعي) ويقال: إنما سميّ بُلع كأنه لقرب صاحبه منه يكاد أن يبلعه. قال: وسعد السعود: كوكبان، وهو أحمد السعود ولذلك أضيف إليها. وهو يشبه سعد الذابح في مطلعه. وسعد الأخبية: ثلاثة كواكب على غير طريق السعود مائلة عنها، وفيها اختلاف وليست بخفية غامضة، ولا مضيئة منيرة. سميت سعد الأخبية لأنها إذا طلعت خرجت حشرات الأرض وهوامها. من حجراتها، جعلت جحرتها لها كالأخبية. وفيها يقول الراجز: قد جاء سعد مقبلا بحره راكدة جنوده لشـره فجعل هوام الأرض جنود السعد الأخبية وهذه السعود كلها يمانية، وهي من نجوم الصيف وهي من منازل القمر تطلع في آخر الربيع وقد سكنت رياح الشتاء ولم يأت سلطان رياح الصيف، فأحسن ماتكون الشمس والقمر والنجوم في أيامها، لأنك لاترى فيها غبرة. وقد ذكرها الذبياني فقال: قامت تراءى بين سجفي كـلَّة كالشمس يوم طلوعها بالأسعد (والسعود مصدر كالسعادة؛ قال: إن طول الحياة غير سُعود وضلالا تأميل نيْل الخلود وفي المثل: أوردها سعد وسعد مشتمل يضرب مثلا في إدراك الحاجة بلا مشَّقة، أي أوردها الشريعة ويوردها بئرا بحتاج إلى أن يستقى منها بالدلي. ومثله: أهون السقي التشريع." وقال ابن المظفر: يقال سعد يسعد سعد أو سعادة فهو سعيد، نقيض شقي. وجمعه السعداء. ويقال: أسعده الله وأسعد جدَّه. قلت: وجائز أن يكون سعيد بمعنى مسعود من سعده الله؛ ويجوز أن يكون من سعد يسعد فهو سعيد. والسعدان: نبت له شوك كأنه فلكة، يسلنقى فتنظر إلى شوكه كالحا إذا يبس، ومنبته سهولة اتلأرض. وهو من أطيب مراعي الإبل مادام رطبا. والعرب تقول: أطيب الإبل ألباناً ماأكل السعدان والحربث. وخلَّط الليث في تفسير السعدان، فجعل الحلمة ثمر السعدان، وجعل حسكاً كالقطب، وهذا كله غلط. القُطب: شوك غير السعدان يشبه الحسك "والسعدان مستدير شوكه في وجهه". وأمَّا الحلمة فهي شجرة أخرى وليست من السعدان في شئ وواحدة السعدان سعدانة. وسعدانة الثدي: ماأطاف به كالفلكة. وقال أبو عبيد: العقد التي في أسفل الموازين يقال لها: السعدانات. قال: والسعدانة: عقدة الشسع ممّا يلي الأرض والقبال مثل الزمام بين الأصبع الوسطى والتي تليها؛ قال أيضاً كركرة البعير، سميّت سعدانة لاستدارتها. والسعدانة. الحمامة أيضاً. وسعدانة الإست: حتارها، وأمَّا قول الهذليّ يصف الظليم: على حتّ البُراية زمخريّ الس واعد ظلَّ في شري طـوال فقد قيل: سواعد الظليم: أجنحته؛ لأن جناحيه له كاليدين. وقال الباهلي: السواعد: مجاري المخّ. في العظام. قال: والزمخري من كل شئ: الأجوف مثل القصب، وعظام النعام جوف لا مخَّ فيها. والحتّ السريع، والبراية، البقيَّة، يقول: هو سريع عند ذهاب برايته أي عند انحسار لحمه وشحمه. وقال غيره: الساعدة: خشبة تنتصب لتمسك البكرة. وجمعها السواعد. وقال الأصمعي: السواعد: قصب الضرع. وقال أبو عمرو: هي العروق التي يجئ منها اللبن، شُبهت بسواعد البحر وهي مجاريها. أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: السعيد: النهر وجمعه سعد وأنشد: وكأن ظُعن الحيّ مُدبرة نخل مواقر بينها السُعد
قال: السُعُد ههنا: الأنهار واحدها سعيد قال: ويقال للبنة القميص سعيدة. والسعد: نبت له أصل تحت الأرض أسود طيّب الريح. والسُعادي: نبت آخر. وقال الليث: السُعادي: بنت السُعد. ومن أمثال العرب: مرْعىً ولا كالسعدان يريدون أن السعدان من أفضل مراعيهم. والسُعود في قبائل العرب كثير، وأكثرها عدداً سعد بن زيد مناة بن تميم. ومنها بنو سعد بن بكر في قيس عيلان، ومنها سعد هذيم في قضاعة. ومنها سعد العشيرة. وبنو ساعدة في الأنصار. ومن أسماء الرجال سعد ومسعود وسعيد وأسعد وسُعيد وسَعْدان. ومن أسماء النساء سُعاد وسُعْدى وسعيدة وسَعْدية وسُعَيْدة. ومن أسماء الرجال مُسْعَدة. والسعد: ضرب من التمر؛ قال أوس: وكأن ظعن الحيّ مدبـرة نخل بزارة حملها السعد والسعادة: رقعة تزاد في الدلو ليتسع ساعد المزادة. وتسمى زيادة الخف وبنائق القميص سعادة. وخرج القوم يتسعَّدون أي يطلبون مراعي السعدان. والسعدانة: جاء على سعدانة الشيخ المُكلّ يعني الفالوذ. دعس أبو عبيد: المداعس: الصم من الرماح قال: ويقال: هي التي يدعس بها. قال: وقال بعضهم: المدعس من الرماح: الغليظ الشديد الذي لاينثني، وقد دعسه بالرمح إذا طعنه، ورمح مدعس. وقال الليث: الدعس شدة الوطء. ويقال: دعس فلان جاريته دعسا إذا نكحها. والمدَّعس: مختبز المليل ومنه قول الهذليّ: ومدَّعس فيه الأنيض اختـفـيتـه بجرداء مثل الوكف يكبو غرابها وطريق مدعاس ومدعوس، وهو الذي دعسته القوائم ووطأته. وقال أبو عبيد: الدعس: الأثر. وفي النوادر: رجل دعوس وعطوس وقدوس ودقوس، كل هذا في الاستقدام في الغمرات والحروب. سدع أهمله الثقات. وقال الليث: رجل مسدع: ماضٍ لوجهه، نحو الدليل المسدع الهادي. وقال ابن دريد: السدع: صدم الشئ الشئ، سدعه سدعا. قال: وسدع الرجل إذا نكب، لغة يمانية. قلت: ولم أجد لما قال الليث وابن دريد شاهداً من كلام العرب. دسع يقال: دسع فلان بقيئه إذا رمي به، ودسع البعير بجرّته إذا دفعها بمرَّة إلى فيه. وقال ابن المظفر: المدسع: مضيق مولج المرئ وهو مجرى الطعام في الحلق، ويسمَّى ذلك العظم الدسيع، وهو العظم الذي فيه الترقوتان. وقال سلامة بن جندل: يُرْقَى الدسيعُ إلى هـادٍ لـه تـلـع في جؤجؤ كمداك الطيب مخضوب وقال أبو شميل: الدسيع: حيث يدسع البعير بجرَّته، وهو موضع المرئ من خلقه، والمرئ: مدخل الطعام والشراب. وقال الأصمعي: الدسيع: مفرز العنق في الكاهل وأنشد البيت: والعرب تقول: فلان ضخم الدسيعة يقال ذلك للرجل الجواد. وقال الليث: الدسيعة: مائدة الرجل إذا كانت كريمة. وقيل معنى قولهم: فلان ضخم الدسيعة أي كثير العطيَّة. سًميَّت دسيعة لدفع المعطى إياها مرّة واحدة، كما يدفع البعير جرّته دفعة واحدة. والدسائع: الرغائب الواسعة. وفي الحديث: إن الله-تبارك وتعالى-يقول يوم القيامة: يابن آدم ألم أحملك على الخيل، ألم أجعلك تربع وتدسع، تربع: تأخذ ربع الغنيمة وذلك من فعل الرئيس، وتدسع: تعطى فتجزل. وروى ثعلب عن ابن الأعرابي: قال: الدسيعة: الجفنة. وقال الليث: دسعت الجحر إذا أخذت دساماً من خرقة فسددته به. "قال الليث: دسع البحر بالعنبر ودسر إذا جمعه كالزبد ثم يقذفه إلى ناحية فيؤخذ وهو أجود الطيب". وناقة ديسع: ضخمة كثيرة الاجترار في سيرها. قال ابن ميادة: حملت الهوى والرحل فوق شملَّة جُماليَّة هوجاء كالفحل ديسـع أي لم تظهر لأنها خفيت في اللحم اكتنازا. والدسيع والدسيعة: العُنق والقوّة قال الأعور: رأيت دسيعة في الرحل ينبي على دعم مخوَّية الفجـاج الدعم: القوائم، والفجاج: ما بين قوائمه. تسع
قال الليث: التسع والتسعة من العدد يجري وجوهه على التأنيث والتذكير: تسعة رجال وتسع نسوة. ويقال: تسعون في موضع الرفع وتسعين في الجرّ والنصب، واليوم التاسع والليلة التاسعة، وتسع عشرة مفتوحتان على كل حال؛ لأنهما اسمان جعلا اسماً واحداً فأُعطيا إعراباً واحدا، غير أنك تقول: تسع عشرة امرأة وتسعة عشر رجلا، قال الله جل وعز: (عليها تسة عشر) يعني: تسعة عشر ملكا. وأكثر القرّاء على هذه القراءة. وقد قرئ: تسعة عشر بسكون العين، وإنما أسكنها من أسكنها لكثرة الحركات. والتفسير أنّ على سقر تسعة عشر ملكا. والعرب تقول: في ليالي الشهر: ثلاثٌ غرر، ولثلاث بعدها: ثلاثٌ نفل، ولثلاث بعدها: ثلاثٌ تُسع. سُمين تسعا لأن آخرتها الليلة التاسعة، كما قيل لثلاث بعدها: ثلاثٌ عشر؛ لأن بادئتها الليلة العاشرة. أبو عبيد عن أبي زيد قال العشير والتسيع بمعنى العُشر والتُسع. قال شمر: ولم أسمع تسع إلا لأبي زيد. ويقال: كان القوم ثمانية فتسعتهم أي صيَّرتهم تسعة بنفسي، أو كنت تاسعهم. ويقال: هو تاسع تسعة "وتاسع ثمانية". وتاسع ثمانية. ولايجوز أن تقول: هو تاسع تسعة ولارابع أربعة، إنما يقال: رابع أربعةٍ على الإضافة، ولكنك تقول: رابع ثلاثةً. وهذا قول الفرّاء وغيره من الحُذاق. ويقال: تسعت القوم إذا أخذت تُسع أموالهم أو كنت تاسعهم، أتسعهم بفتح السين لاغير في الوجهين. وقال الليث: رجل متسَّع وهو المنكمش الماضي في أمره، قلت لاأعرف ماقال إلا أن يكون مفتعلا من السعة، وإذا كان كذلك فليس من هذا الباب. "وفي نسخة من كتاب الليث: مستع، وهو المنكمش الماضي في أمره. قال: ويقال: مسدعٌ، لغة. قال: ورجل مستع أي سريع. وقوله-عزّ وجلّ-: ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات هو: أخذ آل فرعون بالسنين، وإخراج موسى يده بيضاء، والعصا، وإرسال الله عليهم الطوفان والجراد والقُمَّل والضفادع والدم، وانفلاق البحر. وفي حديث ابن عباس: لئن بقيت إلى قابل لأصومنَّ التاسع يعني: عاشوراءؤ، كأنه تأول فيه عشر الورد أنها تسع أيام. والعرب تقول: وردت الماء عشرا يعنون: يوم التاسع. ومن ههنا قالوا: عِشرِين ولم يقولوا: عِشْرَيْن لأنهما عِشْران وبعض الثالث". تعس أبو عبيد عن أبي عبيدة: تعسه الله وأتعسه في باب فعلت وأفعلت بمعنى واحد. وقال شمر-فيما أخبرني عنه أبو بكر الإيادي-: لاأعرف تعسه الله، ولكن يقال: تعس بنفسه وأتعسه الله. قال: وقال الفراء: يقال: تعست إذا خاطبت الرجل، فإذا صرت إلى أن تقول: فعل قلت: تعس بكسر العين. قال شمر: "وهكذا سمعته في حديث عائشة حين عثرت صاحبتها "أم مسطح فقالت: تعس مسطح. قال: وقال ابن شميل: تعست كأنه يدعو صاحبه بالهلاك. قال وقال بعض الكلابييّن: تعس يتعس تعسا وهو أن يخطئ حُجته إن خاصم، وبغيَّته إن طلب وقال: تعس فما انتعش، وشيك فما أنتفش، أبو داود عن النضر قال: تعس: هلك، والتعس: الهلاك. "ابن الأنباري: قال أبو العباس معناه في كلامهم: الشرّ. وقيل: التعس: البعد. وقال الرُستمي: التعس: أن يخرّ على وجهه، والنُكس أن يخرّ على رأسه. والتعس أيضاً: الهلاك. وأنشد: وأرماحهم ينزهنهم نهز جـمَّة يقلن لمن أدركن تعسا ولالعا". وقال الليث: التعس: ألا ينتعش من عثرته، وأن ينكس في سفال. ويدعو الرجل على بعيره الجواد إذا عثر فيقول: تعسا، فإذا كان غير جواد ولا نجيب فعثر قال له: لعاً. ومنه قول الأعشى: بذات لوث عفر ناةٍ إذا عـثـرت فالتعس أدنى لها من أن أقول لعا وقال أبو إسحق في قول الله جل وعز، (فتعسا لهم واضل أعمالهم): يجوز أن يكون نصباً على معنى: أتعسهم الله قال: والتعس في اللغة: الانحطاط والعثور. "قال أبو منصور وأخبرني المنذريّ عن أبي الهيثم أنه قال: قال أبو عمرو بن العلاء: تقول العرب: الوقس يعدي فتعدّ الوقسـا من يدنُ للوقس يلاق تعسا قال: والوقس: الجرب، والتعس: الهلاك. وتعدَّ أي تجنب وتنكب. كله سواء." عسر
قال الله-جلّ وعزّ-: (وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة)، وقال الله-جل وعز-: (سيجعل الله بعد عسر يسرا) وقال: (فإن مع اليسر يسرا). والعسر؟ نقيض اليسر. والعسرة: قلة ذات اليد. وكذلك الإعسار والعسرى: الأمور التي تعسر ولاتتيسر، واليسرى: ما استيسر منها. والعسرى: تأنيث: الأعسر من الأمور. وروى عن ابن مسعود أنه قرأ قوله-جل وعز-: فإن مع العسر يسرا: إن مع العسر يسرا. فقال: لايغلب عُسر يسرين. وسئل أبو العباس عن تفسير قول ابن مسعود ومراده من قوله فقال: قال الفرّاء: العرب إذا ذكرت نكرة ثم أعادتها بنكرة مثلها صارتا ثنتين، وإذا أعادتها بمعرفة فهي هي. تقول من ذلك: إذا كسبت درهما فأنفق درهما، فالثاني غير الأول، فإذا أعدته بالأفل واللام فهي هي. تقول من ذلك: إذا كسبت درهما فأنفق الدرهم، فالثاني هو الأول. قال أبو العباس: وهذا معنى قول ابن مسعود، لأن الله تعالى لمّا ذكر "العسر" ثم أعاده بالألف واللام علم أنه هو، ولما ذكر "يسرا" بلا ألف ولام ثم أعاده بغير ألف ولام علم أن الثاني غير الأول، فصار العسر الثاني العسر الأول، وصار يسر ثان غير يسر بدأ بذكره. ويقال إن الله جل وعزّ أراد بالعسر في الدنيا على المؤمن أنه يبدله يسراً في الدنيا ويسراً في الآخرة والله ألعم. وقيل: لو دخل العسر جحراً لدخل اليسر عليه. وذلك أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا في ضيق شديد، فأعلمهم الله أن سيفتح عليهم، ففتح الله عليهم الفتوح: وأبدلهم بالعسر الذي كانوا فيه اليسر وقيل في قوله: )فسنيسره لليسرى) أي للأمر السهل الذي لايقدر عليه إلا المؤمنون. وقوله: (فسنيسره للعسرى) قالوا: العسرى: العذاب والأمر العسير. قلت: والعرب تضع المعسور موضع العسر، والميسور موضع اليسر، وجعل المفعول في الحرفين كالمصدر. ويقال: أعسر الرجل فهو معسر إذا صار ذا عسرة وقلَّة ذات يد. قال: وعسرت الغريم أعسره عسراً إذا أخذته على عسرة ولم ترفق به إلى ميسرته. ويقال: عسر الأمر يعسر عسرا فهو عسير، وعسر يعسر عسرا فهو عسر. ويوم عسير: ذو عُسْر. قال الله تعالى في صفة يوم القيامة: (فذلك يومئذ يوم عسير على الكافرين غير يسير). ويقال: رجل أعسر بين العسر وامرأة عسراء إذا كانت قوتهما في أشملهما، ويعمل كل واحد منهما "بشماله" ما يعمل غيره بيمينه. ويقال: رجل أعسر يسر وامرأة عسراء يسرة إذا كانا يعملان بأيديهما جميعاً، ولايقال: أعسر أيسر، ولا عسراء يسراء للأنثى، وعلى هذا كلام العرب. ويقال من اليسر: في فلان يسرة. ويقال: بلغت معسور فلان إذا لم ترْفق به، وعسَّرت على فلان الأمر تعسيراً. ويقال: استعسرت فلاناً إذا طلبت معسوره، واستعسر الأمر وتعسر إذا صار عسيراً. وقال ابن المظفر: يقال للغزل إذا التبس فلم تقدر على تخليصه: قد تغسر بالغين ولا يقال بالعين إلاّ تجشما. قلت: وهذا الذي قاله ابن المظفر صحيح، وكلام العرب عليه، سمعته من غير واحد منهم "ويوم أعسر أي مشؤم. قال معقل الهذلي:
ورحنا بقوم من بُدالة قُـرنـوا وظلّ لهم يوم من الشر أعسر
فّسر أنه أراد به أنه مشئوم". قال: ويقال: أعسرت المرأة إذا عسر عليها ولادها. وإذا دعى عليها قيل: أعسرت وآنثت، وإذا دعى لها قيل: أيسرت وأذكرت أي وضعت ذكراً وتيسر عليها الولاد. وقال الليث: العسير: الناقة التي اعتاطت فلم تحمل سنتها، وقد عسرت، وأنشد قول الأعشى:
وعسير أدماء حادرة العي ن خنوفٍ عيرانة شملال
قلت: تفسير الليث للعسير أنها الناقة التي أعتاطت غير صحيح. والعسير من الإبل عند العرب: التي اعتسرت فركبت ولم تكن ذللت قبل ذلك ولاريضت، وهكذا فسره الأصمعي فيما روى عنه أبو عبيد. وكذلك قال ابن السكيت في تفسير قوله:
ودوحة دنيا بين حييّن رحـتـهـا أسير عسيرا أو عرضاً أروضها
قال: العسير: الناقة التي رُكبت قبل تذليلها، وأما العاسرة من النوق فهي التي إذا عدت رفعت ذنبها، وتفعل ذلك من نشاطها، والذئب يفعل ذلك. ومنه قول الشاعر:
إلا عواسر كالقداح معيدةٌ بالليل مورد أيمَّ متغصف
أراد بالعواسر: الذئاب التي تعسل في عدوها وتكسر أذنابها. وناقة عوسرانية إذا كان من دأبها تكسير ذنبها ورفعه إذا عدت. ومنه قول الطرمَّاح:
عوسرانية إذا انتـفـض الـخـم سُ نفاض الفضيض أيَّ انتفاضِ الفضيض: الماء السائل، أراد أنها ترفع ذنبها من النشاط وتعدو بعد عطشها وآخر ظمئها في الخمس. وزعم الليث أن العوسرانية والعيسرانية من النوق: التي تُركب من قبل أن تراض قال: والذكر عَيْسُران وعَيْسَران، وكلام العرب على غير ما قال الليث. وقال ابن السكيت: العسر: أن تعسر الناقة بذنبها أي تشول به، يقال: عسرت به تعسر عسرا. والعسر أيضاً مصدر عسرته أي أخذته على عسرة. قال: والعسر-بالضم-من الإعسار وهو الضيق. وقال الفرّاء: يقول القائل: كيف قال الله تعالى: (فسنيسره للعسرى) وهل في العسرى تيسير. قال الفرّاء: وهذا في جوازه بمنزلة قول الله تعالى: (وبشر الذين كفروا بعذاب أليم) والبشارة في الأصل تقع على المفرِّح السارّ. فإذا جمعت كلامين في خير وشرّ جازو التبشير فيهما جميعاً. قلت: وتقول قابل غرب السانية لقائدها إذا انتهى الغرب طالعاً من البئر إلى يدي القابل وتمكن من عراقيها: ألا ويسرّ السانية أي اعطف رأسها كيلا تجاوز المنحاة فيرتفع الغرب إلى المحالة والمحور فيتخرَّق. ورأيتهم يسمون عطف السانية تيسيرا، لما في خلافه من التعسير، ويقال: اعتسرت الكلام إذا اقتضبته قبل أن تزوره وتهيئه. وقال الجعديّ: فذرْ ذا وعدِّ إلى غـيره فشرّ المقالة ما يتعسر قلت: وهذا من اعتسار البعير وركوبه قبل تذليله. ويقال: ذهبت الإبل عساريات وعشاريات إذا انتشرت وتفرقت. وقال ابن شميل: جاءوا وعساريات وعُسارى-تقدير سكارى-أي بعضهم في أثر بعض. وقال النضر في الحديث الذي جاء: يعتسر الرجل من مال ولده رواه بالسين وقال: معناه: يأخذ من ماله وهو كاره، وأنشد: إن أصح عن داعي الهوى المضلِّ صُحو ناسي الشوق مسـتـبـلّ معتسر لـلـصـرم أو مـدل وقال الأصمعي: عسره وقسره واحد. قال: وعسرت الناقة عسرا إذا أخذتها من الإبل. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: العُسُر: أصحاب التبرية في التقاضي والعمل. والمعسر: الذي يقعط على غريمه. قال: والعسرة: قبيلة من قبائل الجن. قلت: وقال بعضهم في قول أبي أحمر: وفتيان كجلّة آل عِسْر إن عسر قبيلة من الجن. وقيل: عسر: أرض يسكنها الجن. وعِسْر في قول زهير: موضع كأن عليهم بُجُنوب عِسْر والعسر لعبة لهم: ينصبون خشبة ثم ترمى بخشبة أخرى وتقلع. قال الأغرّ بن عبيد اليشكري: فوق الحزامى ترتمين بها كتخاذف الولدان بالعسر أي تفعل مناسم هذه الناقة بالحصى كما تفعل الولدان بهذه الخشبة. وعقاب عسراء: ريشها من الجانب الأيسر أكثر من الأيمن. قال ساعدة: وعميّ عليه الموت أنيّ طريقه سنين كعسراء العُقاب ومنهب أي فرس. ويقال: حمام أعسر وعقاب عسراء: بجناحه من يساره بياض. عرس روى أبو عبيد في حديث حيّان بن ثابت أنه إذا دعى إلى طعام قال: أفي خرس أو عرس أو إعذار. قال أبو عبيد: قوله: في عرس أي طعام الوليمة. قلت: العُرس: اسم من إعراس الرجل بأهله إذا بنى عليها ودخل بها، وكل واحد من الزوجين عرُوس: يقال للرجل: عَرُوس وللمرأة عروس كذلك بغيرها، ثم تسمى الوليمة عُرْساً. والعرب تؤنث العُرْس، قال ابن السكيت: تقول: هذه عُرْس، والجميع الأعراس. وأنشد قول الراجز: إنا وجدنا عُرُس الحـنَّـاط مذمومةً لئيمة الـحُـوَّاط تدعى مع النسَّاج والخيَّاط وعرس الرجل: امرأته. يقال: هي عرسه وطلَّته وقعيدته. ولبؤة الأسد عرسْه. والزوجان لايسميان عروسين إلا أيام البناء واتخاذ العُرْس. والمرأة تسمَّى عِرْس الرجل كلَّ وقت. ومن أمثال العرب: لامخبأ لعطر بعد عروس. قال أبو عبيد: قال المفضل: عروس ههنا اسم رجل تزوج امرأة، فلمَّا هُديت إليه وجدها تفلة فقال: أين عطرك فقالت: خبأته، فقال: لامخبأ لعطر بعد عروس. وقيل: إنها قالته بعد موته. "ويقال للرجل: هو عِرْس امرأته، وللمرأة: هي عرسه. ومنه قول العجّاج: أزهر لم يولد بنجم نـحـس أنجب عرس جبلا وعرس
أي أكرم رجل وامرأة. ابن الأعرابي: عَروُس وعُرُوس، وبات عَذُوبا وعُذُوبا وسَدُوس وسُدُوس. وحدَّثنا محمد بن إسحق قال: حدثنا شعيب بن أيوب عن نمير بن عبد الله عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا دعى أحدكم إلى وليمة عُرْس فليجب. قال الأزهري: أراد طعام الرجل بأهله" وعرّيسة الأسد وعريسه بالهاء وغير الهاء: مأواه في خيسه. وفي حديث عمر أنه نهى عن متعة الحج وقال: قد علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم فعله، ولكني كرهت أن يظلوا مُعرْسين بهن تحت الأراك ثم يروحوا بالحج تقطر رؤسهم. وقوله: معرسين أي ملمين بنسائهم وهو بالتخفيف، وهذا يدلَّ على أن إلمام الرجل بأهله يسمى إعراساً أيام بنائه عليها، وبعد ذلك؛ لأن تمتع الحاجّ بامرأته يكون بعد بنائه عليها. وامَّا التعريس فنومة المسافر بعد إدلاجه من الليل، فإذا كان وقت السحر أناخ ونام نومة خفيفة ثم يثور مع انفجار الصبح سائراً. ومنه قول لبيد: قلَّما عرَّس حتى هجـتُـه بالتباشير من الصبح الأول وأنشدتني أعرابية من بني نمير: قد طلعت حمراء فنطليسُ ليس لركب بعدها تعريس أبو عبيد عن الأصمعي: عرس الرجل وعرش بالسين والشين إذا "بطر أي" بهت ودهش. قال: وقال الأصمعي، البيت المعرَّس: الذي عمل له عرس وهو الحائط يجعل بين حائطي البيت لايبلغ به أقصاه، ثم يوضع الجائز على طرف العرس الداخل إلى أقصى البيت وسُقف البيت كله، فما كان بين الحائطين فهو سهوة، وما كان تحت الجائز فهو المخدع. أبو عبيد عن الأحمر: عرست البعير عرساً وهو أن تشدَّ عنقه مع يديه جميعاً وهو بارك. اسم ذلك الحبل العراس. فإذا شدّ عنقه إلى إحدى يديه فهو العكس واسم ذلك الحبل العكاس. ويقال: عرس الرجل بصاحبه إذا لزمه، وعرس الصبيُّ بأمه إذا لزمها، وعرس الشُر بينهم إذا لزم ودام. قلت: ورأيت بالهني حبالا من نقيان رمالها يقال لها الرعائس، ولم أسمع لها بواحد. وابن عرس: دويبة معروفة لها ناب. من الصبغ كأنه شبه لونه بلون ابن عرس الدابة. وقال الأعرابي: ابن عرس معرفة ونكرة. يقال: هذا ابن عرس مقبلا، وهذا ابن عرس آخر مقبل. قال: ويجوز في المعرفة الرفع ويجوز في النكرة النصب. قال: لك كله المفضل والكسائي. وقال الليث: يقال: اعترسوا عنه أي تفرّقوا. قلت: هذا حرف منكر لاأدري ماهو. أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: العرّاس والمعرّس "والمعرس": بائع الأعراس وهي الفصلان الصغار، واحدها عرس وعرس. قال: وقال أعرابي: بكم البلهاء وأعراسها أي أولادها. قال: والمعرس: السائق الحاذق بالسياق، فإذا نشط القوم سار بهم، وإذا كسلوا عرّس بهم. قال: والمعْرس: الكثير التزويج. قال: والعَرْس: الإقامة في الفرح. قال: والعرّاس: بائع العُرْس وهي الحبال واحدها عراس. قال: والعرس. عمود في وسط الفسطاط. والعرْس. الحبل. سعر قال الله تبارك وتعالى حكاية عن قوم صالح: (أبشرا منا واحدا نتبعه إنا إذا لفي ضلال وسعر) "قال الفراء: أراد بالسُعُر: العناء للعذاب. وقال غيره في قوله: (إنا إذا لفي ضلال وسعر) معناه: إنا إذا لفي ضلال وجنون، يقال: ناقة مسعورة إذا كانت كأن بها جنونا. قلت: ويجوز أن يكون معناه: إنا إن اتبعناه وأطعناه فنحن في ضلال وفي عذاب وعناء مما يلزمنا. وإلى هذا مال الفرّاء. والله أعلم. وقوله جل وعز: (فسحقا لأصحاب السعير) أي بُعْد الأصحاب النار يقال: سعرت النار أسعرها سعرا إذا أوقدتها، وهي مسعورة. وسعرت نار الحرب سعرا. واستعرت النار إذا استوقدت ورجل مسعر حربٍ إذا كان يؤرثها. والسعير، النار نفسها. وسعار النار: حرّها. ويقال للرجل إذا ضربته السموم فاستعر جوفه: به سعار. وسُعار العطش: التهابه، وسُعار الجوع: لهيبه، ومنه قول الشاعر يهجو رجلا: تسمنها بأخثر حلبتـيهـا ومولاك الأحم له سعار وصفه بتغريزه حلائبه وكسعه ضروعها بالماء البارد وليرتد لبنها فيبقى لها طرقها، في حال جوع ابن عمه الأقرب منه. والأجر: الأدنى الأقرب، والحميم: القريب القرابة. ومساعر البعير: حيث يستعر فيه الجرب من الآباط والأرفاغ وأم القُراد والمشافر. ومنه قول ذي الرمة: قريع هجان دُسَّ منه المساعر
والواحد مسعر. ويقال: سعر الرجل فهو مسعور إذا اشتد جوعه أو عطشه. وقال الليث: السُعرة في الإنسان: لون يضرب إلى سواد فويق الأدمة. وقال العجاج: أسعر ضربا أو طُوالا هجرعا ويقال: سعر فلان يسعر سعرا فهو أسعر قال: والسعرارة: ماتردد في الضوء الساقط في البيت من الشمس وهو الهباء المنبث. ويقال لما يحرّك به النار من حديد أو خشب: مسعر ومسعار. ويقال: سعرت اليوم سعرة في حوائجي ثم جئت أي طفت فيها. وقال الأصمعي: المسعر: الشديد في قوله: وسامى بها عُنق مسعرُ وروى أبو عبيد عن أبي عمرو: المسعر: الطويل. ويقال: سعرت الناقة إذا أسرعت في سيرها، فهي سعور. وقال أبو عبيدة في كتاب الخيل: فرس مسعر ومساعر، وهو الذي تطيح قوائمه متفرقة ولاضبر له. وقال ابن السكيت تقول العرب: ضرب هبر، وطعن نتر، ورمي سعر، مأخوذ من سعرت النار والحرب إذا هيَّجتهما. وإنه لمسعر حرب أي تحمى به الحرب. قال: والسعر من الأسعار وهو الذي يقوم عليه الثمن. وفي الحديث أنه قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: سعِّر لنا فقال: إن الله هو المسعر. وقال الليث: يقال أسعر وسعَّر بمعنى واحد. والساعورة كهيئة التنور يحفر في الأرض يختبز فيه، قال الأعرابي، وقال أبو زيد: السعران: شدة العدو، والجمران: من الجمر. والفلتان: النشيط وقال ابن الأعرابي: السعيرة: تصغير السعرة وهي السُعال الحادّ. ويقال: هذا سعرة الأمر وسرحته وفوعته أي أوّله وحدَّته. "أبو يوسف: استعر الناس في كل وجه واستنجوا إذا أكلوا الرُطب وأصابوه. قال ابن عرفة: في ضلال وسُعر أي في أمر نسعره أي يُلهبنا". سرع أبو العباس عن ابن الأعرابي: سرع الرجل إذا أسرع في كلامه وفعاله. وقال: سرعان ذا خروجا وسُرعان ذا خروجا. والضّم أقصحها. وقال ابن السكيت: يقال: سرع يسرع سرعا وسُرعة فهو سريع. والعرب تقول: لسرعان ذا خروجا بتسكين الراء. ويقال: لسرع ذا خروجا بضّم الراء. وربما أسكنوا الراء فقالوا: سرع ذا خروجا. ومنه قول مالك بن زغبة الباهلي: أنوراً سرع مـاذا يافـروق وحبل الوصل منتكث حذيق أنورا معناه: أنوارا يافروق. وقوله: سرع ماذا أراد: سرع فخَّفف و "ما" صلة أراد: سرع ذا نورا. وسرعان الناس-بفتح الراء-: أوائلهم. وسرعان عقب المتنين: شبه الخصل تخلَّص من اللحم ثم تفتل أوتارا للقسيّ، يقال لها السرعان، سمعت ذلك من العرب. وقال الأصمعي: سرعان الناس-محرك-لمن يسرع من العسكر. وقال أبو زيد: واحدة سرعان العقب: سرعانة، وكان ابن الأعرابي يقول: سرعان الناس: أوائلهم. وقال القطامي في لغة من يثقل فيقول: سرعان الناس: وحسبنا نزع الكتيبة غـدْوة فيغيفون ونوجع السرعانا أبو عبيد عن الأصمعي: الأساريع: الطرق التي في القوس واحدتها طرقة. وأساريع الرمل واحدها أسروع ويسروع بفتح الياء وضمّ الهمزة، وهي ديدان تظهر في الربيع مخططَّة بسواد وحمرة، ويشبه بها بنان العذاري. ومنه قول امرئ القيس: وتعطو برخص غير شثن كأنـه أساريع ظبي أو مساويك إسحل (وقال ابن شميل: أساريع العنب شكر تخرج في أصول الحبلة. وربما أكلت حامضة رطبة. الواحدة أسروع".
وقال أبو عمرو: أسروع الظبي: عصبة تستبطن يده ورجله. والسروعة: النبكة العظيمة من الرمل، وتجمع سروعات وسراوع ويقال: أسرع فلان المشي والكتابة وغيرهما وهو فعل مجاوز. ويقولون: أسرع إلى كذا وكذا يريدون: أسرع المضيَّ إليه، وسارع بمعنى أسرع، يقال ذلك للواحد، وللجميع: سارعوا. قال الله جل وعزَّ: (أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات) معناه: أيحسبون أن إمدادنا لهم بالمال والبنين مجازاة لهم، وإنما هو استدراج من الله لهم. و "ما" في معنى الذي. أراد: أيحسبون أن الذي نمدهم به من مال وبنين، والخبر معه محذوف، المعنى: نسارع لهم به. وقال الفراء: خبر (إنما نمدهم) قوله: (نسارع لهم). واسم (أن): (ما) يمعنى الذي. ومن قرأ: يسارع لهم في الخيرات "فمعناه: يسارع به لهم في الخيرات فيكون مثل "نسارع". ويجوز أن يكون على معنى: أيحسبون إمدادنا يسارع لهم في الخيرات، فلا يحتاج إلى ضمير، وهذا قول الزجّاج. وقال ابن المظفر: السرع: قضيب سنةٍ من قضبان الكرم، والجمع السُروع. قال: وهي تسرع سُروعا وهنّ سوارع والواحدة سارعة. قال: والسرع: اسم القضيب من ذلك خاصة. قال: ويقال لكل قضيب مادام رطباً غضا: سرعرع، وإن أنثنت قلت: سرعرعة. وأنشد: أزمان إذ كنتُ كنعت الناعـت سرعرعا خوطاً كغصن نابت يصف عنفوان شبابه. قلت: والسرغ-بالغين-: لغة في السرع بمعنى القضيب الرطب، وهي السروغ والسروع، الأصمعي شبَّ فلان شباباً سرعرعتا. والسرعرة من النساء: اللّينة الناعمة. وفي الحديث أن أحد ابني رسول الله صلى الله عليه وسلم بال فرأى بوله أستريع، والأساريع: الطرائق. عمرو عن أبيه قال: أبو سريع: هو كُنية النار في العَرفج. وأنشد: لاتعدلنَّ بـأبـي سـريع إذا غدت نكباء بالصقيع قال: والصقيع: الثلج. والمسرع: السريع إلى خير أوشرّ. "في الحديث: فأخذتهم من سروعتين، السروعة: الرابية من الرمل. وكذلك الزروحة تكون من الرمل وغيره" رعس أهمله الليث، وهو مستعمل. قال أبو عمرو الشيباني: الرعس والرعسان: رجفان الرأس، وقال بعض الطاتئيين: سيعلم من ينوى خلابي أنـنـي أريب بأكناف البضيض حبلَّس أرادوا خلابي يوم فيد وقرَّبـوا لحىً ورؤساً للشهادة ترعـس الحَبلَّس والحلبس والحلابس: الشجاع الذي لايبرح مكانه. وأنشد الباهلي قول العجاج يذكر سيفاً يهذ ضريبته هذاً: يُذرى بإرعاس يمين المؤتلى خضُمَّة الدارع هذَّ المختلى قال: يذري أي يطير، والإرعاس: الرجف، والمؤتلى: الذي يبلغ جهده. وخضمَّة كل شئ: معظمه. والدارع. الذي عليه الدرع. يقول: يقطع هذا السيف معظم هذا الدارع، على أن يمين الضارب به تزجف وعلى أنه غير مجتهد في ضربته. وإنما نعت السيف بسرعة القطع. والمختلى: الذي يحتش بمخلاه وهو محشه. وناقة راعوس: تحرّك رأسها إذا عدت، من نشاطها. ورمح رعوس ورعاس إذا كان لدن المهز عرّاصا شديد الاضطراب. وقال أبو سعيد: يقال: ارتعس رأسه وارتعش إذا اضطرب وارتعد. وقال أبو العباس: قال ابن الأعرابي: المرعس الرجل الخفيف القشَّاش. "والقشاش: الذي يلتقط الطعام الذي لاخير فيه من المزابل". رسع في حديث عبد الله بن عمرو أنه بكى حتى رسعت عينه. قال أبو عبيد: يعنى: فسدت وتغيرت. وفيه لغتان: رسع ورَّسع. ورجل مرسَّع ومرسَّعة. وقال امرؤ القيس: أيا هند لاتنكحي بُوهة عليه عقيقته أحسبـا مرسعة وسط أرباعـه به عسم يبتغي أرنبـا ليجعل في رجله كعبها حذار المنيَّة أن يعطبا قال: والمرسَّعة: الذي فسدت عينه، والبوهة: الأحمق. وقوله: حذر المنيَّة أن يعطبا كان حمقى العرب في الجاهلية يعلقون كعب الأرنب في الرجل ويقولون: إن من فعل ذلك لم تصبه عين ولاآفة. وقال ابن السكيت: الترسيع: أن "تخرق سيرا ثم تدخل فيه سيرا" كما يسوى سيور المصاحف. واسم السير المفعول به ذلك: الرسيع وأنشد: وعاد الرسيع نهية للحمائل
يقول: انكبَّت سيوفهم فصارت أسافلها أعاليها. قلت: ومن العرب من يجعل بدل السين في هذا الحرف الصاد فيقول: هو الرصيع وقال ابن شميل: الرصائع: سيور مضفورة في أسافل الحمائل، الواحدة رصاعة. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي: المرسَّع: الذي انسلقت عينه من السهر. عسل قال الله جل وعز: (وأنهار من عسل مصفىّ). فالعسل الذي في الدنيا هو لعاب النحل. وجعل الله بلطفه فيه شفاء للناس. والعرب تسمّى صمغ العُرفط عسلا لحلاوته وتسمِّى صَقْر الرُطب-وهو ما سال من سُلافته-عسلا. وأخبرني عبد الملك عن الربيع عن الشافعي أنه قال: عسل النحل هو المنفرد بالاسم دون ماسواه من الحُلْو المسمَّى به على التشبيه. قال: والعرب تقول للحديث الحُلْو: معسول. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لامرأة سألته عن زوج تزوَّجته لترجع به إلى زوجها الأوّل الذي طلَّقها فلم ينتشر ذكره للايلاج فقال لها: أتريدين أن ترجعي إلى رفاعة؟ لاحتى تذوقي عُسيلته ويذوق عُسيلتك، يعني جماعها، لأن الجماع هو المستحلى من المرأة. وقالوا لكل ماأستحلوا: عَسَلٌ ومعسول، على أنه يستحلى استحلاء العسل. وقال غيره في قوله: حتى تذوقي عُسيلته ويذوق عُسيلتك: إن العُسيلة: ماء الرجل. قال: والنُطفة تسمَّى العُسيلة، روى ذلك شمر عن أبي عدنان عن أبي زيد الأنصاري. قلت: والصواب ماقاله الشافعي؛ لأن العسيلة في هذا الحديث كناية عن حلاوة الجماع الذي يكون بتغييب الحشفة في فرج المرأة، ولايكون ذواق العسيلتين معاً إلا بالتغييب وإن لم ينزلا، ولذلك اشترط عُسيلتهما. وأنثَّ العسيلة لأنه شبَّهها بقطعة من العسل. وهذا كما تقول: كنّا في لحمةً ونبيذة وعسلة أي في قطعة من كل شئ منها. والعرب تؤنث العسل وتذكره. قال الشماخ: كأن عيون الناظرين تشـوفـهـا بها عسل طابت يدا من يشورها أي تشوف العيون والأبصار بها هذه المرأة. قال ذلك ابن السكيت. والعسَّالة: الخليَّة التي تسوِّي للنحل من رقواد وغيره فتعسِّل فيه. يقال: عسّل النحل تعسيلا. والذي يشتار العسل فيأخذه من الخليَّة يسمَّى عاسلا. ومنه قول لبيد: وأري دُبُور شاره النحل عاسل ومن العرب من يذكر العسل، لغة معروفة. والتأنيث أكثر. وعسل اللُبني: صمغ يسيل من شجر اللبني لاحلاوة له: يسمَّى عسل اللبني. وحدّثنا الحسين بن إدريس حدثنا عثمان ابن أبي شيبة عن زيد بن الحباب عن معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه قال: سمعت عمرو بن الحمق يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أراد الله بعبد خيراً عسله: قيل: يارسول الله وما عسله؟ قال: يفتح له عملاً صالحاً بين يدي موته حتى يرضى عنه من حوله. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي أنه قال: العسل: طيب الثناء على الرجل. قال: ومعنى قوله: إذا أراد الله بعبد خيرا عسله أي طيَّب ثناءه. وقال غيره: معنى قوله: عسله أي جعل له من العمل الصالح ثناء طيبا كالعسل؛ كما يُعسل الطعام إذا جُعل فيه العسل. يقال: عسلت الطعام والسويق أعْسِله وأعسُله إذا جعلت فيه عسلا وطيَّبته وحليَّته. ويقال أيضاً: عسلت الرجل إذا جعلت أُدمه العسل. وعسَّلت القوم-بالتشديد-إذا زوّدتهم العسل. وجارية معسولة الكلام إذا كانت حُلْوة المنطق مليحة اللفظ طيّبة النغمة. أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: العسل: حباب الماء إذا جرى من هبوب الريح. قال: والعُسُل: الرجال الصالحون. قال: وهو جمع عاسل وعَسُول. قال: وهو ممَّا جاء على لفظ فاعل وهو مفعول به. قلت: كأنه أراد: رجل عاسل: ذو عسل أي ذو عمل صالح الثناء عليه به، مستحلى كالعسل. وقال الفرّاء: العسيل: مكنسة الطيب. والعسيل: الريشة التي تقلع بها الغالية. والعسيل أيضاً: قضيب الفيل وجمعه كله عُسُل. وأنشد الفرّاء: فرشني بخير لاأكونن ومدحتي كناحت يوماً صخرةٍ بعسيل قال: أراد: كناحت صخرةٍ بعسيل يوماً، هكذا أنشد فيه المنذريّ عن أبي طالب عن أبيه عن الفرّاء. ومثله قول أبي الأسود: فألفيته غير مستعتـب ولا أذكر الله إلا قليلا قال ابن الأنباري: أراد: ولا ذاكرٍ الله، وأنشد الفرّاء أيضاً: ربّ ابن عم لسُليميّ مشـمـعـلّْ طباخ ساعات الكرى زاد الكسل
أبو عبيد عن أبي عبيدة قال: رمح عاسل وعسَّال: مضطرب لدن، وهو العاتر، وقد عتر وعسل. وقال الليث: العسل: الرجل الشديد الضرب السريع رجع اليد بالضرب. وأنشد: تمشى موائلة والنفس تنـذرهـا مع الوبيل بكف الأهوج العسل فلان أخبث من أبي عسلة ومن أبي رعلة ومن أبي سلعامة ومن أبي مُعْطة كلّه الذئب. ويقال: عسل الذئب يعسل عسلا وعسلانا وهو سرعة هزته في عدوه. وقال الجعديّ عَسَلان الذئب أمسى قاربا بَرَد الليلُ عليه فنسـلْ ويقال: رجل عسْل مال كقولك: إزاء مال وخال مال. ابن السكيت يقال: ما لفلان مضرب عسلة يعني: أعراقه. وقال غيره: أصل ذلك في سؤر العسل ثم صار مثلا للأصل والنسب. ويقال: بسلاله وعَسْلا وهو اللَّحى في الملام. شمر عن أبي عمرو: يقال: عسلت من طعامه عسلا أي ذقت. ويقال: هو على أعسال من أبيه وأعسان أي على أثر من أثره، الواحد عِسْل وعِسْن. وهذا عِسْل هذا وعسنه أي مثله. والعسل: الحَلْب بستين، والفطر: الحلب بثمانين. والعواسل: الرياح. علس أخبرني عبد الملك عن الربيع عن الشافعي قال: العَلَس: ضرب من القمح، يكون في الكمام منه حبَّتان، يكون بناحية اليمن. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: العَدَس يقال له: العلس: أبو عبيد عن الأصمعي: يقال للقُراد: العَلّ وقال شمر: والعلس مثله، وجمعه أعلال وأعلاس. قال أبو عبيد: وقال الأموي: ماذقت علوسا. وقال الأحمر: ماذقت علوسا ولا ألوسا أي ماذقت طعاماً. ابن السكيت عن الكلاَبيّ قال: ما علسنا عندهم علوسا. وقال ابن هانئ، ما أكلت اليوم علاسا، وقد علست الإبل تعلس إذا أصابت شيئاً تأكله. وقال الليث: العلس: الشرب، يقال: علس يعلس علسا. والعليس: شواء مسمون. قلت: العلس: الأكل، وقلَّما يُتكلم به بغير حرف النفي. وأخبرني الإيادي عن شمر قال: العلسيُّ: الحمل الشديد. وأنشد قول المرّار: إذا رآها العَلَسيّ أبلسـا وعلَّق القوم أداوى يُبسَّا وقال أبو عمرو: العَلَسيّ: شجرة المقر. وقال أبو وجزة السعدي: كأن النُّقد والَعَلسيَّ أجنى ونعمَّ نبته واد مطـيرُ وقال أبو عمرو: العليس: الشواء المنضج. وقال ابن السكيت عن الكلابيّ: رجل مجرَّس ومُعلَّس ومنقَّح ومقلَّح أي مجرَّب. لعس في حديث الزبير أنه رأى فتية لُعسا فسأل عنهم فقيل: أمهم مولاة للحُرقة وأبوهم مملوك فاشترى أباهم وأعتقه فجرّ ولاءهم. قال أبو عبيد: قال الأصمعي: اللعس: الذين في شفاههم سواد، وهو مما يستحسن. يقال منه: رجل ألعس وامرأة لعساء والجميع منهما لُعس. وقد لعس لعسا. وأنشد لذي الرَّمة: لمياء في شفتيها حُوَّة لَـعَـسٌ وفي اللثات وفي أنيابها شنب قلت: قوله: رأى فتية لُعْسا لم يرد به سواد الشفة خاصَّة، إنما أراد لعس ألوانهم. سمعت العرب تقول: جارية لعساء إذا كان في لونها أدنى سواد فيه شُربة حمرة ليست بالناصعة، وإذا قيل: لعساء الشفة فهو على ما قال الأصمعي. وقد قال العجاج بيتاً دلَّ على أن اللعس يكون في بشرة الإنسان كلّها فقال: وبشرٍ مع البياض ألعسا فجعل البشر ألعس، وجعله مع البياض لما فيه من شربة الحمرة. وقال الليث: رجل متلعس: شديد الأكل. قال: واللعوس: الأكول الحريص. قال: ويقال للذئب: لعوس ولغوس وأنشد لذي الرمَّة: وماءٍ هتكت الليل عنه ولـم يرد روايا الفراخ والذئاب اللغاوس قال: ويروى: اللعاوس. قلت: وروى أبو عبيد عن الفرّاء: اللغوس-بالغين-: الذئب الحريص الشره. قلت: ولا أنكر أن يكون العين فيه لغة. وقال النضر: ماذقت لعوساً أي شيئاً. قال الأصمعي: ماذقت لعوقاً مثله. وقال غيره: اللعس: العض، يقال: لعسني لعسا أي عضَّني، وبه سمىّ الذئب لَعْوسا. لسع
قال ابن المظفر: اللسع للعقرب. قال: ويقال للحية: تلسع. قال: وزعم أعرابي أن من الحيَّات ما يلسع بلسانه كلسع حمة العقرب، وليست له أسنان. قال: ويقال: لسع فلان فلاناً بلسانه إذا قرضه، وإن فلاناً للُسَعة أي قرَّاضة للناس بلسانه. قلت: والمسموع من العرب أن اللسع لذوات الإبر من العقارب والزنابير. فأمَّا الحيَّات فإنها تنهش وتعض وتخدب وتنشط. ويقال للعقرب: قد لسعته وأبرته ووكعته وكوته. لسع في الأرض ومصع: ذهب. واللسوع: اتلمرأة الفارك. والمُلْسع: المغرى بين القوم. والملسِّعة: المقيم الذي لايبرح، كأنه يلسع أصحابه لثقله. سلع أبو عبيد عن الأصمعي: السلع: شجر مُر. وقال بشر: يسومون الصِّلاح بذات كهف وما فيها لهم سلـع وقـار وكانت العرب في جاهليتها تأخذ حطب السلع والعشر في المجاعات وقحوط المطر فتوقر ظهور البقر منها ثم تعلج النار فيها، يستمطرون بلهب النار المشبه بسنا البرق. وأراد الشاعر هذا المعنى بقوله: سلع ما ومثله عشر مـا عائلا ما وعالت البيقورا والسُلُوع: شقوق في الجبال، واحدها سَلْع وسِلْع. ويقال: سلعت رأسه أي شججته قال ذلك أبو زيد. وقال شمر: السلعة: الشَّجة في الرأس كائنة ما كانت. يقال: في رأسه سلعتان وثلاث سلعات، وهي السلاع. ورأس مسلوع ومنسلع. وأما السلعة-بكسر السين-فهي الجدرة تخرج بالرأس وسائر الجسد، تمور بين الجلد واللحم، تراها تديص ديصانا إذا حرّكتها. والسلعة-وجمعها السلع-كل ما كان متجورا به. والمُسْلِع: صاحب السلعة. وقال الليث: يقال للدليل الهادي: مِسْلع. وأنشد بيتاً للخنساء! سبَّاق عادية ورأس سرَّية ومقاتل بطل وهاد مسْلع ابن شميل: قال رجل من العرب: ذهبت إبلي فقال رجل: لك عندي أسلاعها أي أمثالها في أسنانها وهيئاتها. وهذا سلع أي مثله. ويقال: تزلعت رجله وتسلعت إذا تشققت. وسلع. موضع يقرب من المدينة. ومنه قول الشاعر: لعمرك إنني لأحب سلعا أبو عمرو: هذا سلع هذا أي مثله وشرواه. ويقال: أعطني سلع هذا أي مثل هذا. وقال ابن الأعرابي: الأسلع: الأبرص. قال: والسولع: الصبر المُرّ. والصولع: السنان المجلو. أسلاع الفرس: ما تفلق من اللحم عن نسبيها إذا استخفت سمنا. وقوله. أجاعل أنت بيقوراً مسلَّـعة ذريعة لك بين الله والمطر يعني البقر التي كان يُعقد في أذنابها السلع عند الجدب. سعل روى ابن عيينة عن عمرو عن الحسن بن محمد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لاصفر ولاهامة ولاغول ولكن السعالي. قال شمر-فيما قرأت بخطه-: قد فسروا السعالي: الغيلان وذكرها العرب في أشعارها. قال الأعشى: ونساء كأنهن السعالي قال: وقال أبو حاتم: يريد: في سوء جالهن حين أُسرن. وقال لبيد يصف الخيل: عليهن ولدان الرجال كأنـهـن سعالي وعقبان عليها الرحائل وقال جرّان العود: هي الغول والسعلاة حلقي منهما مخدّش ما بين التراقي مكـدح وقال بعض العرب: لم تصف العرب بالسعلاة إلا العجائز والخيل. قال شمر: وشبَّه ذو الإصبع الفرسان بالسعالي فقال: ثم انبعثنا أسـود عـادية مثل السعالي نقائباً نُزعا فهي ههنا الفرسان. وقال بعضهم: السعالي من أخبث الغيلان. ويقال للمرأة الصخَّابة: قد استسعلت. وقال أبو عدنان: إذا كانت المرأة قبيحة الوجه سيئة الخُلْق شُبهت بالسعلاة. وقيل: السعلاة هي الأنثى من الغيلان، وتجمع سعالي وسعليات، وقال أبو زيد: مثل قولهم: استسعلت المرأة قولهم. عنزٌ نزت في جبل فاستتيست، ثم من بعد استتياسها استعنزت، ومثله: إن البغاث بأرضنا يستنسر واستنوق الجمل. وقد استسعلت المرأة إذا صارت كأنها سعلاة خبثا وسلاطة؛ كما يقال: استأسد الرجل واستكلبت المرأة. ويقال: سعل الإنسان يسعل سُعالا وسَعَل سُعْلة. ويقال: به سُعال ساعل؛ كقولهم: شغل شاغل وشعر شاعر. والساعل الفم في بيت ابن مقبل. على أثر عجَّاج لطيفٍ مـصـيره يمجُّ لُعاع العضرس الجون ساعله أي فمه لأن الساعل به يسعل. أبو عببيدة: فرس سعل زعل أي نشيط، وقد أسعله الكلأ وأزعله بمعنى واحد. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: السعل: الشيص اليابس. عسن
أبو عبيد عن الفراء قال: إذا بقيت من شحم الناقة ولحمها بقيَّة فاسمها الأُسن والعُسن وجمعهما آسان وأعسان، وناقة عاسنة: سمينة. ونوق مُعْسنات: ذوات عُسْن. وقال الفرزدق: فخضت إلى الأنقاب منها وقد يرى ذوات النقايا المُعسنات مكـانـيا أبو عمرو: أعسن إذا سمن سمنا حسنا. وقال: العسن: الطول مع حسن الشعر والبياض. ويقال: هو على أعسان من أبيه وآسان. وقد تعسَّن أباه وتأسَّنه وتأسله إذا نزع إليه في الشبَّه، قال ذلك اللحياني وغيره. وقال الليث: العسن: نجوع العلف والرعى في الدواب. نقول: عسنت الإبل عسنا إذا نجع فيها الكلأ وسمنت. والعسن مثل الشكور. والعسن: موضع معروف. أبو العباس عن ابن الأعرابي: العُسُن جمع أعسن وعسون وهو السمين. ويقال للشحمة: عُسنة وجمعها عُسن. وقال أبو تراب. سمعت غير واحد من الأعراب يقول: فلان عسل مال وعسن مال: إذا كان حسن القيام عليه. التعسين: خفة الشحم من الجدب وقلة المطر وكلأ معسَّن قال الراجز: نعم قريع الشول في التعسين ويقال: التعسين: الشتاء. وأعسنت الناقة: حملت العُسن وأعسنها الجدب: ذهب بعسنها وشحمها. وهذا كما يقال: قذيت العين: أخرجت قذاها، وأقذيتها: ألقيت فيها القذي. عنس العنس: الناقة الصُلبة، وقال الليث: تسمَّى عنساً إذا تمت سنها واشتدت قوَّتها ووفر عظامها وأعضاؤها. قال: واعنونس ذنب الناقة، واعنيناسه: وفور هُلبه وطوله. وقال الطرمَّاح يصف ثوراً وحشياً: يمسح الأرض بمعنونس مثل مثلاة النياح القيام أي بذنب سابغ. أبو عبيد عن أبي زيد: العانس: المرأة التي تُعَجِّز في بيت أبويها لاتتزوج، وقد عنست تعنس عُنُوساً. وقال الأصمعي: لايقال: عَنَست ولاعَنَّست ولكن يقال: عُنِّست فهي مُعَنَّسة: وفي الحديث أن الشعبي أو غيره من التابعين سئل عن الرجل يدخل بالمرأة على أنها بكر فيقول: لم أجدها عذراء، فقال: إن العُذرة يذهبها التعنيس والحيضة. وتجمع العانس عُنسّا وعوانس. ويقال للرجل إذا طعن في السن ولم يتزوج: عانس أيضا، والجميع العانسون ومنه قول الشاعر: منا الذي هو ماإن طرّ شاربـه والعانسون ومنا الُمرْد والشيبُ وقال الليث: عنست المرأة عُنُوساً إذا صارت نصفاً وهي بكر لم تتزوج، وعنّسها أهلها إذا حبسوها هن الأزواج حتى جاوزت فتاء السنّ ولمّا تُعجز فهي معنَّسة. وتجمع معانس ومعنَّسات. وعنس: قبيلة من اليمن. وقال غيره: أعنس الشيب رأسه إذا خالطه. وقال أبو ضب الهذلي: فتى قبلا لم يعنس الـشـيب رأسـه سوى خُيط كالنور أشرقن في الدجى وروى المبرد: لم تعنس السن وجهه، وهو أجود. وناقة عانسة وجمل عانس: سمين تام الخلق. وقال أبو وجزة السعدي: بعانسات هُـزمـات الأزمـل جُش كبحري السحاب المُخيل عمر وعن أبيه: العُنُس: المرايا، واحدها عناس للمرآة. قال: وعنست المرأة وعَنِست وعَنّست وأعْنست وتأطَّرت إذا لم تزَّوج. وقال ابن السكيت: يقال: رجل عانس وامرأة عانس وقد عنست تعنس عناساً. سنع أبو عبيد عن أبي عمرو: السنيع: الحسن. وقال شمر: أهدى أعرابي ناقة لبعض الخلفاء فلم يقبلها فقال: لم لاتقبلها وهي حلبانة ركيانة مسناع مرباع. قال المسناع: الحسنة الخلق. والمرباع: التي تبكر في اللقاح. ورواه الأصمعي: إنا مسياع مرياع. قال: والمسياع: التي تحمل الضيعة وسوء القيام عليها. والمرياع: التي يسافر عليها ويعل. وهذا في رواية الأصمعي. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: السنع: الجمال. وقال: الإبل ثلاثة فذكر السانعة. عمرو عن أبيه: أسنع الرجل إذا أشتكى سنعه أي سنطه وهو الرسغ. وقال ابن الأعرابي: السنع: الحز الذي في مفصل الكفّ والذراع. وقال الليث: السنع: الُسلامي "الذي يصل" بين الأصابع والرسغ في جوف الكف، والجميع: الأسناع والسنعة: والسنائع: الطرق في الجبال، الواحدة سنيعة. وقال: إذا صدرت عنه تمشَّت مخاضها إلى السرو تدعوها إليه السنائع ومهر سنيع مسنع: كثير: أسنع مهر المرأة، وأسناه: أكثر، قال: مفرّك مجتوى لم ترض طلته ولو أتاها بمهر مسنع رُغُب وسُنُع الإبل: خيارها. سعن
أبو العباس عن ابن الأعرابي: أسعن الرجل إذا أتخذ السُعنة وهي المظلَّة. وقال الليث: السُعْن: ظُلّة يتخذها أهل عمان فوق سطوحهم من أجل ندى الومد. والجميع السُعُون. قال: والسّعْن: الودك. وقال أبو سعيد: السعن: قربة أو إداوة يقطع أسفلها ويشد عُنقها وتعلَّق إلى خشبة ثم ينبذ فيها. وقال الليث: السُعن شئ يتَّخذ من الأدم شبه دلو إلا أنه مستطيل مستدير، وربما جعلت له قوائم ينبذ فيه الجميع: السعنة، والأسعان. والمسعَّن من الغروب يتخذ من أديمين يقابل بينهما فيعرقان عراقين وله خصمان من جانبين لو وضع قام قائمه في استواء أعلاه وأسفله. أبو عبيد عن أصحابه: يقال: مالفلان سعنة ولامعنة أي ماله قليل ولاكثير. قال: كان الأصمعي لايعرف أصلها. وقال غيره: السعنة من المعزي: صغار الأجسام في خلقها، والمعن: الشئ الهين وأنشد: وإن هلاك مالك غير معن أبو العباس عن الأعرابي: السعنة: الكثرة من الطعام وغيره، والمعنة: القلَّة من الطعام وغيره، حكاه عن المفضل في قولهم: ماله سعنة ولامعنة. قال: والسعنة: القربة الصغيرة ينبذ فيها. والسعنة: المظلة. نسع ثعلب عن ابن الأعرابي: النسع والسنع: المفصل بين الكف والساعد. وقال الأصمعي: يقال لريح الشمال: نسع ومسع وأنشد: نسع لها بعضاه الأرض تهزيز قلت: سميت الشمال نسعاً لدقَّة مهبها، فشبهت بالنسع المضفور من الأدم، وهو سير يضفر على هيئة أعنَّة البغال يشد به الرحال. ويجمع نسوعا وأنساعا. الأصمعي: نسعَّت أسنانه تنسيعا، وهو أن تطول وتسترخي اللثات حتى تبدو أصولها وقد أنحسر عنها ما كان يواريها من اللثات، وقال ابن الأعرابي: انتسعت الإبل وانتسغت بالعين والغين إذا تفرَّقت في مراعيها. وقال الأخطل: رجنّ بحيث تنتسع المطايا فلا بقاّ تخاف ولاذبابـا وقال الليث: امرأة ناسعة: طويلة البظر ونسوعه: طوله. قلت: وينسوعة القف: منهلة من مناهل-طريق مكة على جادة البصرة، بها ركايا عذبة الماء عند منقطع رمال الدهثاء بين ماوية والنباج، وقد شربت من مائها. عمرو عن أبيه: أنسع الرجل إذا كثر أذاه لجيرانه. وقال أبو العباس: قال ابن الأعرابي: هذا سِنْعه وسَنْعه وشِنْعه وشَنْعهُ وسِلْعه وسَلْعه ووفقه ووفاقه بمعنى واحد. نعس قال الله-جل وعز-: (يغشاكم النعاس أمنة منه). يقال: نعس ينعس نعاساً فهو ناعس، وبعضهم يقول: نعسان. قال الفراء: ولا أشتهيها يعني نعسان. وقال الليث: قالوا: رجل نعسان وامرأة نعسى، حملوا ذلك على وسنان ووسنى، وربما حملوا الشئ على نظائره، وأحسن ما يكون ذلك في الشعر. قلت: وحقيقة النعاس: السنة من غير نوم، كما قال ابن الرقاع: وسنان أقصده النعاس فرنَّقت في عينه سنةٌ وليس بنـائم أبو العباس عن ابن الأعرابي: النَعْس: لين الرأي والجسم وضعفهما. قال: وروى عمرو عن أبيه: أنعس الرجل إذا جاء ببنين كسالى. وناقة نعوس: تغمض عينيها عند الحلب. ونعست السوقُ إذا كسدت. والكلب يوصف بكثرة النعاس. ومن أمثالهم: يمطل مطلا كنعاس الكلب عسف
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه بعث سريَّة فنهى عن قتل العُسفاء والوصفاء. وفي حديث أبي هر يرة أن رجلا جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن ابني كان عسيفا على رجل كان معه، وإنه زنى بامرأته. قال أبو عبيد: قال ابو عمرو وغيره: العُسفاء: الأُجراء، والواحد عسيف. وقوله: إن ابني كان عسيفا على هذا أي كان أجيراً. وقال ابن السكيت في العسيف مثله. وقال غيرهم: العسف: ركوب الأمر بغير رويَّة وركوب الفلاة على غير توخي صوب ولاطريق مسلوك. يقال: اعتسفت الطريق اعتسافا إذا قطعه دون صوب توخّاه فأصابه. وقال شمر: العسف: السير على غير علم ولا أثر. ومنه قيل: رجل عسوف إذا لم يقصد قصد الحق. وعسف المفازة: قطعها بلا هداية ولاقصد. ولاتعسف فلان فلاناً إذا ركبه بالظلم ولم ينصفه. ورجل عسوف إذا كان ظلوماً. أبو عبيد عن الأصمعي قال: إذا أشرف البعير على الموت من الغُدّة قيل: عَسَف يعسف، وهو بعير عاسف وناقة عاسف بغير هاء. والعسف: أن يتنفس حتى تقمص حنجرته أي تنتفخ. وقال ابن الأعرابي: أعسف الرجل إذا أخذ بعيره العسف وهو نفس الموت. قال: وأعسف الرجل إذا لزم الشرب في العسف وهو القدح الكبير. وأعسف إذا أخذ غلامه بعمل شديد، وأعسف إذا سار بالليل خبط عشواء. وأما قول أبي وجزة السعدي: واستيقنت أن الصليف منعسف هو من عسف الحنجرة إذا قمصت للموت. وعُسفان: منهلة من مناهل الطريق بين الجُحْفة ومكة. عفس أبو عبيد: عفست الرجل عفسا: إذا سجنته. وقال الرياشي-فيما أفادني المنذري له-: العفس: الكدّ والإتعاب. وقال شمر: العفس الإذالة ةالاستعمال. وقال العجّاج: كأنه من طول جذع العفس يُنحت من أقطاره بفأس وقال الليث. العفس: شدّة سوق الإبل. وأنشد: يعسفها السوَّاقُ كل معفس قال: الإنسان يعفس المرأة برجله إذا ضربها على عجيزتها يعافسها وتعافسه. وقال غيره: المعافسة: الممارسة: فلان يعافس الأمور أي يمارسها ويعالجها. والعفاس: العلاج. والعفاس: اسم ناقة ذكرها الراعي في شعره فقال: بمنحنية أشلى العفاس وبروعا وقال ابن الأعرابي: العفاس والمعافسة: المعالجة. وأخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي: يقال: عفسته وعكسته وعترسته إذا جذبته إلى الأرض فضغطته إلى الأرض ضغطاً شديداً. قال: وقيل الأعرابي: إنك لاتحسن أكل الرأس، فقال: أما والله إني لأعفس أذنيه. وأفك لحييه وأسحى خدَّيه وأرمى بالمخ إلى من هو أحوج مني إليه. قلت: أجاز ابن الأعرابي. الصاد والسين في هذا الحرف. العيفس: الغليظ. قال حُميد الأرقط: وصار ترجيم الظنون الحدس وتيهان التائه الـعـيفـس وثوب معفَّس: صبور على البذلة، ومعفوس: خلق. وقال رؤبة: بدَّل ثوب الجِدَّة الملبـوسـا والحُسن منه خلقا معفوسا والمعفس: المفصل. وقال الحميري: فلم يبق إلا معفس وعجانهـا وشنترة منها وإحدى الذوائب سفع قال الله-جل وعز-: (لنسفعاً بالنصية: ناصية كاذبة) قال الفرّاء: ناصيته: مقدّم رأسه أي لنهصرنَّها ولنأخذن بها أي لنقمئنه ولنذلنه. ويقال: لنأخذنَّ بالناصية إلى النار كما قال: (فيؤخذ بالنَّواصي والأقدام) قال: ويقال: معنى (لنسفعاً): لتسوّدن وجهه، فكفت الناصية لأنها في مقدَّم الوجه قلت: أما من قال: (لنسفعاً بالناصية) أي لنأخذنه بها إلى النار فحجَّته قوله: قوم إذا فزعوا الصريخ رأيتهم من بين ملجم مهرهُ أو سافع أراد: وآخذ بناصيته. ومن قال: (لنسفعاً) أي لنسودن وجهه فمعناه: لنسمن موضع الناصية بالسواد، اكتفى بها من سائر الوجه لأنها في مقدم الوجه. والحجَّة له قوله: وكنتُ إذا نفس الغوى نزت بـه سفعت على العرنين منه بميسم أراد: وسمته على عرنينه، وهو مثل قوله: (سنسمه على الخرطوم). وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بصبي فرأى به سفعة من الشيطان فقال: استرقوا له. قوله: "سفعة" أي ضربة منه، يقال: سفعته أي لطمته، والمسافعة: المضاربة. ومنه قول الأعشى: يسافع ورقاء جـونـية ليدركها في حمام تُكن
أي يضارب. وروى أبو العباس عن عمرو عن أبيه قال: السُّفعة والشفعة بالسين والشين: الجنون، ورجل مسفوع ومشفوع أي مجنون. وروى أبو عبيد عن الأموي أنه قال: المسفوعة من النساء: التي أصابتها سفعة وهي العين. ففي الحديث على هذا التفسير أنه رأى بالصبي عينا أصابته من الشيطان فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالاسترقاء له. وأحسبه أراد أن يقرأ عليه المعوذتان وينفث فيه. فهذه ثلاثة أوجه في قوله: رأى به سفعة. وأحسنها ما قاله الأموي، والله أعلم. وفي حديث آخر: أنا وسفعاء الخدَّين الحانية على ولدها يوم القيامة كهاتين وضمّ إصبعيه، أراد بسفعاء الخدين امرأة سوداء عاطفة على ولدها. وأراد بالسواد أنها ليست بكريمة ولاشريفة. وإذا قالت العرب: امرأة بيضاء فهي الشريفة الكريمة. وقال أبو حاتم: قال الأصمعي: الأسفع: الثور الوحشي الذي في خدّيه سواد يقرب إلى الحمرة قليلا. قال: ويقال للأسفع: مُسَفَّع. وقال غيره: يقال للحمامة المطوَّقة: سفعاء لسواد علاطها في عنقها. ومنه قوله: من الورق سفعاء العلاطين باكرت فروع أشاءٍ مطلع الشمس أسحما وقال الآخر يصف ثوراً وحشياً شبَّه ناقته في السرعة به: كأنهـا أسـفـع ذو حـدَّة يمسده البقل وليل سـدى كأنما ينظر مـن بـرقـع من تحت روق سلب مذود شبَّه السفعة في وجه الثور ببرقع أسود ولاتكون السفعة إلا سواداً مشرباً ورقة. ومنه قول ذي الرّمة: أو دمنة نسفت عنها الصبا سُفعا كما تنشَّر بعد الطيبة الكُتُـب أراد: سواد الدمن أن الريح هبَّت به فنسفته وألبسته بياض الرمل، وهو قوله: بجانب الرزق أغشته معارفها ويقال للأثافي التي أوقد بينها النار: سُفع؛ لأن النار سوَّدت صفاحها التي تلي النار. وقال زهير: أثافي سُفعا في معرَّس مرْجل وأمَّا قول الطرمَّاح: كما بلَّ متني طُفية نضح عائط يُزينها كنٌّ لهـا وسُـفـوع فإنه أراد بالعائط: جارية لم تحمل، وسُفوعها: ثيابها؛ يقال: استفعت المرأة ثيابها إذا لبستها. وأكثر ما يقال ذلك في الثياب المصبوغة. ويقال: سفعته النار تسفعه سفعا إذا لفحته لفحا يسيراً فسَّودت بشرته، وسفعته السموم إذا لوَّحت بشرة الوجه. والسوافع: لوافح السموم. سعف أبو العباس عن ابن الأعرابي: السُغعوف: جهاز العروس، والُعسوف: الأقداح الكبار وأخبرني المنذري عن الخرَّاز عن ابن الأعرابي أنه قال: كل شئ جاد وبلغ من علق أو مملوك أو دار ملكتها فهو سعف. يقال للغلام: هذا سعف سوءٍ. وقال ابن الأعرابي: والسُعُوف: طبائع الناس من الكرم وغيره يقال: هو طيّب السُعُوف أي الطبائع، لاواحد لها. وفلان مسعوف بحاجته أي مُسعف. قال الغنويَّ: فلا أنا مسعوف بما أنا طالب والسُعاف: شقاق في أسفل الظُفر. وتسعف أطراف أصابعه أي تشققت وقال أبو عمرو: يقال للضرائب: سُعوف. قال: ولم أسمع لها بواحد من لفظها. قال: والسعف-محرك-: جهاز العروس. الحرَّاني عن ابن السكيت: السعف: داء في أفوال الإبل كالجرب، بعير أسعف، والسعف: ورق جريد النخل الذي يسفَّ منه الزُبلان والجلال والمراوح وما أشبهها. ويجوز السعف. والواحدة سعفة. وقال الليث: أكثر ما يقال له السعف إذا يبس، وإذا كانت رطبة فهي الشطبة. قلت: ويقال للجريد نفسه سعف ايضا، وواحدة الجريد جريدة. وتجمع السعفة سعفا وسعفات. الحرّاني عن ابنم السكيت: يقال لها: داء الثعلب، تورث القرع، والثعالب يصيبها هذا الداء، فلذلك نُسب إليها. أبو عبيد عن الكسائي: سعفت يده وسعفت وهو التشعث حول الأظفار والشقاق. قال: وقال أبو زيد: ناقة سعفاء وقد سعفت سعفا، وهو داء يتمعقَّط منه خرطومها ويسقط منه شعر العين قال: وهو في النوق خاصَّة دون الذكور. قال: ومثله في الغنم الغرب. وقال أبو عبيدة في كتاب الخيل: من شيات نواصي الخيل ناصية سعفاء وفرس أسعف إذا شابت ناصيته. قال: وذلك مادام فيها لون مخالف البياض. فإذا خلصت بياضا كلها فهي صبغاء. وقال ابن شميل: التسعيف في المسك: أن يروح بأفاويه الطيب ويخلط بالأدهان الطيبة. يقال: سعف لي دهني. ويقال: أسعفت داره إسعافا إذا دنت: وكل شئ دنا فقد أسعف. ومنه قول الراعي: وكائن ترى من مسعف بمنيَّة
ومكان مساعف ومنزل مساعف أي قر يب. وقال الليث: الإسعاف قضاء الحاجة. والمساعفة: المواتاة على الأمر في حسن مصافاة ومعاونة. وأنشد: إذ الناس ناس والزمان بغـرَّة وإذ أُمُّ عمَّار صديق مساعف فعس أهمل الليث هذا الحرف. وأخبرني المنذري عن أبي العباس أن ابن الأعرابي أنشده: بالموت ما عيَّرت يا لمـيس قد يهلك الأرقم والفاعوس والأسد المذرَّع الـنـهـوس والبطل المستلئم الجـئوس واللعلع المهتبل العـسـوس والفيل لايبقى ولا الهرميس قال: الجئوس: القتَّال. والفاعوس الأفعى. والمذرَّع: على ذراعه دم فرئسه. وقال ابن الأعرابي: يقال للداهية من الرجال: فاعوس، قال: والهرمس: الكرّكدن واللعلع: الذئب. والفاعوسة: فرج المرأة لأنها تتفاعس أي تنفرج. قال حميد الأرقط يصف الكمرة: كأنما ذُرَّ عليها الخردل تبيت فاعوستها تأكل والفاعوس: الكمرة والفُعس: الحيَّات. والفاعوس: الوعل والكرَّاز والفدم والمُلاعب: عسب روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن عسب الفحل. قال أبو عبيد: قال الأموي: العسب: الكراء الذي يؤخذ في ضراب الفحل، يقال منه: عسبت الرجل أعسبه عسبا إذا أعطيته الكراء على ذلك. قال: وقال غيره: العسب: هو الضراب نفسه. وقال زهير: ولولا عسبه لتركتمـوه وشرّ منيحة أير مُعار قال أبو عبيد: معنى العسب في الحديث: الكراء، والأصل فيه الضراب؛ والعرب تسمى الشئ باسم غيره إذا كان معه أو من سببه، كما قالوا للمزادة: رواية وإنما الرواية: البعير الذي يستقى عليه. والعسيب: عسيب الذنب وهو مستدقه. والعسيب: جريد النخل إذا نحَّى عنه خوصه. ويجمع عُسُباً وعُسباناً. وعسيب: جبل بعالية نجد معروف، يقال: لاأفعل كذا ما أقام عسيب. وفي حديث عليّ أنه ذكر فتنة فقال: فإذا كان ذلك ضرب يعسوب الدين بذنبه فيجتمعون إليه كما يجتمع قزع الخريف. قال أبو عبيد: قال الأصمعي: أراد بقوله: يعسوب الدين أنه سيد الناس في الدين يومئذ. وفي حديث آخر لعلي أنه مرّ بعبد الرحمن بن عتّاب ابن أسيد مقتولا يوم الجمل، فقال: هذا يعسوب قريش يريد: سيّدها. قال الأصمعي: وأصل اليعسوب: فحل النحل وسيّدها، فشبَّهه في قريش بالفحل في النحل "قال أبو سعيد: معنى قوله: ضرب يعسوب الدين بذنبه أراد بيعسوب الدين ضعيفه ومحتقره، وذليله، فيومئذ يعظم شأنه حتى يصير غير اليعسوب. قال: وضربه بذنبه: أن يغرزه في الأرض إذا باض كما تسرأ الجراد. فمعناه: أن القائم يومئذ يثبت حتى يثوب الناس إليه وحتى يظهر الدين ويفشو. قال: وقول عليّ في عبد الرحمن بن أسيد على التحقير له والوضع من قدره، لا على التفخيم لأمره. قال الأزهري: والقول ما قاله الأصمعي لا ما قاله أبو سعيد في اليعسوب" قلت: وروى شمر الحديث الأول: ضرب يعسوب الذين بذنبه فما زاد في تفسيره على ما قال أبو عبيد شيئا. قلت: ومعنى قوله: ضرب يعسوب الدين بذنبه أي فارق الفتنة وأهلها في أهل دينه. وذنبه: أتباعه الذين يتبعونه على رأيه ويجتبون مااجتباه من اعتزال الفتن. ومعنى قوله: ضرب أي ذهب في الأرض "مسافرا ومجاهدا"، "يقال: ضرب في الأرض مسافرا" وضرب فلان الغائط إذ أبعد فيها للتغوط. وقوله: بذنبه أي في ذنبه وأتباعه، وأقام الباء مقام "في" أو مقام "مع"، وكلُّ ذلك من كلام العرب، وروى ابن الأعرابي عن المفضل أنه أنشده: وما خير عيش لايزال كأنه محلَّة يعسوبٍ برأس سنان قال: ومعناه: أن الرئيس إذا قتل جعل رأسه على سنان، فمعناه أن العيش إذا كان هكذا فهو الموت. وقال شمر: قال ابن شميل: عسب الفحل. ضرابه. يقال: إنه لشديد العسب. ويقال للولد: عسب. وقال كثير يصف خيلا أسقطت أولادها: يغادرن عسب الوالقي وناصح تخصّ به أُمُّ الطريق عيالها
فالعسب: الولد ويقال: ماء الفحل. والعرب تقول: استعسب فلان استعساب الكلب وذلك إذا ما هاج واغتلم. وكلب مستعسب. وقال الليث: اليعسوب: دائرة عند مركض الفارس حيث يركض برجله من جنب الفرس. قلت: وهذا غلك، اليعسوب عند أبي عبيدة وغيره: خطّ من بياض الغُرَّة ينحدر حتى يمسّ خطم الدابّة ثم ينقطع. وقد قاله ابن شميل. وقال الأصمعي: اليعسوب أيضاً: طائر أصغر من الجرادة طويل الذنب. وقال الليث: هو طائر أعظم من الجرادة. والقول ما قال الأصمعي.
عبس
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نظر إلى نعم بني المصطلق وقد عبست في أبوالها وأبعارها فتقنّضع بثوبه وقرأ: (ولاتمدّن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم) قال أبو عبيد: قوله: قد عبست في أبوالها يعني: أن تجف أبوالها وأبعارها على أفخاذها، وذلك إنما يكون من كثرة الشحم. وذلك العبس. وأنشد لجرير يصف راعية:
ترى العبس الحوْليّ جونا بكوعها لها مسكا من غير عاجٍ ولاذبل
ونحو ذلك قال الليث في العبس. قال: وهو الوذح أيضا. ويقال للرجل إذا قطَّب ما بين عينيه: عبس يعبس عُبوسا فهو عابس، وعبّس تعبيسا إذا كرَّه وجهه. فإن كشر عن اسنانه مع عبوسه فهو كالح. وعبس: قبيلة من قيس عيلان، وهي إحدى الجمرات. وعبيس: اسم. وعبّاس: اسم. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي أنه قال: العبّاس: الأسد الذي تهرب منه الأُسد، وبه سميّ الرجل عبَّاسا. وقال أبو تراب: يقال: هو جبس عِبْس لِبْس إتباع : "ويوم عبوس: شديد".
سبع
السبع من العدد معروف. تقول: سبع نسوة وسبعة رجال. والسبعون معروف، وهو العقد الذي بين الستين والثمانين. وفي الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: للبكر سبع وللثيب ثلاث. ومعناه: أن الرجل يكون له امرأة فيتزوج أخرى، فإن كانت بكرا أقام عندها سبعا لايحسبها في القسم "بينهما؛ وإن كانت ثيبا أقام عندها ثلاثا غير محسوبة في القسم". وقد سبَّع الرجل عند امرأته إذا أقام عندها سبع ليال. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لأم سلمة حيت تزوجها-وكانت ثيبا-: إن شئت سبعَّت عندك ثم سبعت عند سائر نسائي، وإن شئت ثلَّثت ثم دُرت، أي لا أحتسب الثلاث عليك. ويقال: سبَّع فلان القرآن إذا وظَّف عليه قراءته في سبع ليال. وفي الحديث: سبَّعت سُليم يوم الفتح أي تمت سبعمائة رجل. وقال الليث: الأسبوع من الطواف سبعة أطواف، ويجمع على أسبوعات. قال: والأيام التي يدور عليها الزمان في كل سبعة منها جمعة تسمى الأسبوع وتجمع أسابيع، ومن العرب من يقول سُبُوع في الأيام والطواف بلا ألأف، مأخوذة من عدد السبع.
والكلام الفصيح: الأُسبوع، أبو عبيد عن أبي زيد: السبيع بمعنى السُبُع كالثمين بمعنى الثمن، وقال شسمر: لم أسمع سبيعا لغيره. وفي الحديث: أن ذئباً اختطفت شاة من غنم فانتزعها الراعي منه فقال الذئب: من لها يوم السَبْع؟ قال ابن الأعرابي: السبع: الموضع الذي إليه يكون المحشر يوم القيامة، أراد: من لها يوم القيامة "وروى عن ابن عباس أنه سئل عن مسألة فقال: إحدى من سبع. قال شمر: يقول إذا اشتد فيها الفتيا قال: يجوز أن يكون الليالي السبع التي أرسل الله العذاب فيها على عاد، ضربها مثلا للمسألة إذا أشكلت. قال: وخلق الله السموات سبعا والأرضين سبعا" وروى في حديث آخر أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن السباع قال ابن الأعاربي: السباع: الفخار كأنه نهى عن المفاخرة بكثرة الجماع.
وحكى أبو عمرو عن أعرابي أعطاه رجل درهما فقال: سبَّع الله له الأجر، قال: أراد: التضعيف، وفي نوادر الأعراب: سبع الله لفلان تسبيعاً وتبَّع له تتبيعاً أي تابع له الشئ بعد الشئ، وهي دعوة تكون في الخير والشر، والعرب تصنع التسبيع موضع التضعيف وإن جاوز السبع، والأصل فيه قول الله جل وعز: (كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة) ثم قال التبي صلى الله عليه وسلم: الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة. قلت: وأرى قول الله جلّ ثناؤه لنبيه صلى الله عليه وسلم: إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم من باب التكثير والتضعيف لامن باب حصر العدد، ولم يرد الله جل ثناؤه أنه عليه السلام إن زاد على السبعين غفر لهم، ولكن المعنى: إن أستكثرت من الدعاء والاستغفار للمنافقين لم يغفر الله لهم. وأمَّا قول الفرزدق:
وكيف أخاف الناس والله قـابـض على الناس والسبعين في راحة اليد فإنه أراد بالسبعين: سبع سموات وسبع أرضين. ويقال: أقمت عنده سبعين أي جمعتين وأسبوعين. أبو عبيد عن أبي عمرو: المُسبع: المهمل. وهو في قول أبي ذؤيب: صخب الشوارب لايزال كأنه عبد لآل أبي ربيعة مُسبـع وروى شمر عن النضر بن شميل أنه قال: المُسبْع: الذي ينسب إلى أربع أمهات كُلهن أمة. وقال بعضهم: إلى سبع أمهات. قال: ويقال أيضا: المُسبع: التابعة. يقال: الذي يولد لسبعة أشهر فلم تنضجه الرحم ولم تتمَّ شهوره. وقال العجاج: إن تميماً لم يراضع مُسبعا قال النضر: ربّ غلام قد رأيته يراضع. قال: والمراضعة: أن يرضع أمه وفي بطنها ولد. وروى أبو سعيد الضرير قول أبي ذؤيب: عبدلآل أبي ربيعة مسبع بكسر الباء وزعم أن معناه: أنه قد وقع السباع في ماشيته فهو يصيح ويصرخ، ويقال: سبَّعت الشئ إذا صيَّرته سبعة، فإذا أردت أنك صيَّرته سبعين قلت: كَّملته سبعين، ولايجوز ما قال بعض المولدَّين: سبعنته ولا قولهم: سنعنت دراهمي أي كمُلت سبعين. وقولهم: أخذت منه درهم وزناً وزن سبعة المعنى فيه: أن كل عشرة منها تزن سبعة مثاقيل ولذلك نصب "وزنا". والسُبُع يقع على مال ناب من السباع ويعدو على الناس والدواب فيفترسها؛ مثل الأسد والذئب والنمر والفهد وما أشبهها. والثعلب وإن كان له ناب فإنه ليس بسبع لأنه لايعدو على صغار المواشي ولاينيب في شئ من الحيوا. وكذلك الضبع لايعدّ من السباع العادية، ولذلك وردت السنَّة بإباحة لحمها وبانها تُجزي إذا أصيبت في الحرم أو أصابها المحرم. وأما الوعوع-وهو ابن أوى-فهو سبُع خبيث ولحمه حرام لأنه من جنس الذئاب إلا أنه أصغر جِرْماً وأضعف بدناً. ويقال: سبع فلان فلاناً إذا قصبه واقترضه أي عابه واغتابه. وسبع فلاناً إذا عضّه بسنّه. ومن أمثال العرب السائرة: قولهم: أخذه أخذ سبَعْة. قال ابن السكيت: إنما أصلها سَبُعَة فخففت. قال: واللبؤة-زعموا-أنزق من الأسد. قال وقال ابن الكلبيّ هو سبعة بن عوف بن ثعلبة بن سلامان من طيئ، وكان رجلاً شديداً. وقال ابن المظفر: أرادوا بقولهم: لأعملنّ بفلان عمل سبعة: المبالغة وبلوغ الغاية. قال: وقال بعضهم: أرادوا: عمل سبعة رجال. وأرضٌ مسبَعْة: كثيرة السباع: ويقال: سَبَعْت القوم أسبعهم إذا أخذت سُبُع أموالهم. وكذلك سَبَعْتُهُم أسْبَعُهم إذا كنت سابعهم. وفي أظماء الإبل السِّبْع، وذلك إذا أقامت في مراعيها خمسة أيام كوامل، ووردت اليوم السادس. ولايُحسب يومُ الصدر. وسُبعت الوحشية فهي مسبوعة إذا أكل السبع ولدها. (قال أبو بكر في قولهم: فلان يسبع فلاناً قولان. أحدهما: يرميه بالقول القبيح من قولهم: سبعت الذئب إذا رميته. قال: ويدّلك على ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن السّباع وهو أن يتساب الرجلان فيرمي كلّ واحد منهما صاحبه بما يسوءه من القذع. وقيل: هو إظهار الرفث والمفاخرة بالجماع، والإعراب بما يُكنى عنه من أمر النساء". قال والسَبْعُان: موضعٌ معروف في ديار قيس. ولايعرف في كلامهم اسم على فَعُلان غيره. وقال النضر بن شميل: السُبَاعيُّ من الجمال: العظيم الطويل. قال والرُباعيّ من الجمال، مثل السُباعي على طوله. قال: وناقة سُبَاعية ورباعية. وقال غيره: ثوبٌ سُباعي إذا كان طوله سَبْع أذرع أو سبعة أشبار؛ لأن الشبر مذكر، والذراع مؤنثة. أبو عبيد عن الأصمعي: سبعته إذا وقعت فيه، وأسبعته إذا أطعمته السباع. وقال ابن السكيت: أسبع الراعي إذا وقع في ماشيته السباع. وسَبَع الذئب الشاة إذا فرسها. وسَبَع فلان فلاناً إذا وقع فيه، وأسْبَعَ عبده إذا أهمله. سعب أهمل الليث هذا الحرف، وهو مستعمل. يقال: أنسعب الماء، وانثعب إذا سال، وفوه يجري سعابيب وثعابيب إذا سال مرْغه أي لعابه. أبو عبيد عن أبي عمرو: السعابيب التي تمتد شبه الخيوط من العسل والخطمي ونحوه. وقال ابن مقبل: يَعْلون بالمردقوش الورد ضاحيةً على سعابيب ماء الضالة اللجن
وقال ابن شميل: السعابيب ما أتَّبع يدك "من اللبن" عند الحلب مثل النخاعة يتمطط والواحدة سُعبوبة. وفي نوادر الأعراب: فلان مُسعَّب له كذا وكذا،ومُسَغَّب، ومسوَّع له كذا ومسوَّغ ومزُغَّب، كل ذلك بمعنى واحدٍ. عسم قال النضر: يقال: ماعَسَمْتُ بمثله أي ما بللت بمثله. ويقال: ماعسَمَت هذا الثوب أي لم أجهده ولم أنهكه. قال: وذكر أعرابي أمه فقال: هي لنا وكلُّ ضربة لها من عسمة قال: العسمة: النسل. أبو عبيد عن الفراء: عسمت أعسم "أي كسبت، وأعْسَمْتُ" أي أعطيت. وقال شمر في قول الراجز: بئر عضوض ليس فيها معسمُ أي ليس فيها مطمع. أبو العباس عن ابن الأعرابي: العَسَم: انتشار رسغ اليد من الإنسان. وقال أيضاً: العَسَم: يُبس الرُسغ. وقال الليث: العسم: يبس في المرفق تعوّج منه اليد. يقال: عسم الرجل عسماً فهو أعسم، والمرأة عسماء. قال والعُسُوم: كسر الخبز اليابس. وأنشد قول أمية بن أبي الصلت في نعت أهل الجنة: ولا يتنازعون عنان شرك ولا أقوات أهلهم العُسُوم وقال يونس أيضاً في العُسُوم: إنها كسر الخبز اليابس. وقوله: كالبحر لايعسم فيه عاسم أي لا يطمع فيه طامع أن يغالبه. والرجل يعسم في جماعة الناس في الحرب، أي يركب رأسه ويرمي بنفسه "وسطهم غير مكترث. يقال عسم بنفسه" إذا اقتحم. وقال غيره: عَسَمْت العين تعسم فهي عاسمة إذا غَّمضت، وقال غيره: عَسَمَتْ إذا ذرقت، رواه الأرم عن أبي عبيدة. وقال ذو الرمة: ونقضٍ كرئم الرمل نـاجٍ زجـرتـه إذا العين كادت من كرى الليل تعسم قيل: تعسم تغمض، وقيل: تذرف. وقال الآخر: كلنا عليها بالقفيز الأعظم تسعين كُرّاً كلُّه لم يُعسم أي لم يُطفَّفْ ولم ينقص. وقال المفضل: يقال للابل والغنم والناس إذا جهدوا: عَسَمهم شدّة الزمان. قال والعسم الانتقاص. وحمارٌ أعسم: دقيق القوائم. وما في قدحه معسم أي مغمز. ثعلب عن ابن الأعرابي: العسمي: الكسوب على عياله. والعسْميُّ المخاتل. والعسمي المصلح لأموره، وهو المعوجّ أيضاً. قال والعُسُم: الكادون على العيال، واحدهم عُسوم وعاسم. قال والعسوم: الناقة الكثيرة الأولاد. عمس أبو عبيد عن أبي عمرو قال: العموس: الذي يتعسَّف الأشياء كالجاهل. ومنه قبل: فلان يتعامس أي يتغافل. قلت: ومن قال: يتغامس-بالغين-فهو مخطئ. وقال أبو عمرو: يومٌ عماس مثل قتام شديد. وقال الأصمعي: يومٌ عماس، وهو الذي لايدري من أين يؤتي له. قال: ومنه قيل: أتانا بأمور مُعَمِّسَاتٍ ومُعَمَّساتٍ بنصب الميم وجرها أي مُلَوَّياتٍ. وقال الليث: جمع عماس عُمْسٌ؛ وأنشد للعجاج: ونزلوا بالسهل بعد الشأس ومرَّ أيام مضين عُمس "وأسد عماس: شديد. وقال: قبيلتان كالحذف المنـديّ أطاف بين ذوليد عماس" وقد عمس يومنا عماسةً وعُمُوسةً. ويقال: عمَّسْت عليّ الأمر أي لبسته: وعامست فلاناً معامسة إذا سارترته ولم تجاهره بالعداوة. وامرأة معامسة: تتستر في شبيبتها ولاتتهتك وقال الراعي: إن الحلال وخنزراً ولدتهما أُمٌّ معامسةٌ على الأطهار أي تأتي مالاخير فيه غير معالنة به. وقال أبو تراب: قال خليفة الحصيني: يقال: تعامست عن الأمر وتعامشت وتعاميت بمعنى واحد. عمرو عن أبيه قال: العميس الأمر المغطيَّ. وقال الفرْاء: المعامسة السرار. وفي النوادر حلف فلان على العميسية، وعلى الغُميسيَّة، أي على يمين غير حق. سعم أبو عبيد: السعم من سير الإبل. وقد سعم البعير يسعم سعماً. وناقه سعوم "وجملٌ سعوم". وقال الليث: السعم: سرعة السير والتمادي فيه. وأنشد: سعم المهاري والسرى دواؤهُ سمع
أبو زيد: يقال لسمع الأذن: المسمع وهو الخرق الذي يسمع به. وقد يقال لجميع خروق الإنسان. عينيه ومنخريه واسته: مسامع، لايفرد واحدها. الحرّاني عن ابن السكيت: السمع سمع الإنسان وغيره. ويقال: قد ذهب سمع فلان في الناس وصيته أي ذكره. قال: والسمع أيضا: ولد الذئب من الضبع. ويقال: سمع أزل. قال: وقال الفرّاء: يقال: اللهم سمع لابِلْغٌ وسمع لابَلْغٌ وسمعاً لابَلْغاً وسمعاً لابِلْغاً معناه: يسمع ولايبلغ. قال وقال الكسائي: إذا سمع الرجل الخبر لايعجبه قال: سِمْعُ لابِلْغٌ وسمعٌ لابَلْغٌ أي أسمع بالدواهي ولا تبلغني. الليث: السمع: الأُذن وهي المسمعة. قال: والمِسْمَعُ: خرقها. والسمع: ما وقر فيها من شئ تسمعه. ويقال أساء سمعاً فأساء جابة أي لم يسمع حسناً. قال وتقول العرب: سمعت أذني زيداً يفعل كذا أي أبصرته بعيني يفعل ذاك. قلت: لاأدري من أين جاء الليث بهذا الحرف، وليس من مذاهب العرب أن يقول الرجل: سمعت أذني بمعنى أبصرت عيني وهو عندي كلام فاسد، ولاآمن أن يكون مما ولده أهل البدع والأهواء "وكأنه من كلام الجْهميَّة" وقال الليث: السّماع: اسم ما استلذت الأذن من صوت حسن. والسماع أيضاً ما سمعت به فشاع وتكلم به. والسامعتان: الأذنان من كل ذي سمع، ومنه قوله: وسامعتان تعرف العتق فيهما كسامعتي شاةْ بحوملٍ مفرد والسميع من صفات الله وأسمائه. وهو الذي وسع سمعه كل شئ؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. قال الله تبارك وتعالى: (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها) وقال في موضع آخر: (أم يحسبون أنّا لانسمع سرَّهم ونجواهم بلى) قلت: والعجب من قوم فسَّروا السميع بمعنى المسمع، فراراً من وصف الله بأن له سمعاً. وقد ذكر الله الفعل في غير موضع من كتابه. فهو سميعٌ: ذو سمع بلا تكييف ولا تشبيه بالسميع من خلقه، ولاسَمْعُه كسمع خلقه، ونحن نصفه بما وصف به نفسه بلا تحديد ولا تكييف. ولست أنكر في كلام العرب أن يكون السَّميع سامعاً، ويكون مُسمعاً. وقد قال عمرو بن معدي كرب: أمنْ ريحانة الداعي السَّميع يؤرقني وأصحابي هجوع وهو في هذا البيت بمعنى المسمع، وهو شاد؛ والظاهر الأكثر من كلام العرب أن يكون السميع بمعنى السامع، مثل عليم وعالم وقدير وقادر. ورجلٌ سَمَّاعٌ إذا كان كثير الاستماع لما يقال وينطق به. قال الله جلّ وعزّ: (سَمَّاعون للكذب أكالَّون للسُحت) وفُسِّر قوله: سماعون للكذب على وجهين أحدهما: أنهم يسمعون لكي يكذبوا فيما سمعوا. ويجوز أن يكون معناه: أنهم يسمعون الكذب ليشيعوه في الناس والله أعلم بما أراده. عمرو عن أبيه أنه قال: من أسماء القيد المسمع. وأنشد: ولي مُسْمعـان وزمـاَّرةٌ وظلٌ ظليلٌ وحصنٌ أمق أراد بالزمارة: الساجور. وكتب الحجاج إلى عامل له: أن ابعث إليّ فلاناً مُسَّمعاً مزمَّراً أي مقيَّداً مسوجراً. وقال الزجاج: المسمعان جانباً الغرب. وقال أبو عمرو: المسمع العروة التي تكون في وسط المزادة. "ووسط الغرب ليعتدل". أبو عبيد عن الأحمر قال: المسمعان: الخشبتان اللتان تدخلان في عروتي الزبيل إذا أخرج به التراب من البئر، يقال منه: أسمعت الزبيل. وروى أبو العباس عن أبي نصر عن الأصمعي قال: المِسْمَعُ عُروة في داخل الدلو بإزائها عروة أخرى، فإذا استثقل الصبي أو الشيخ أن يستقي بها جمعوا بين العروتين وشدوهما لتخف. وأنشد: سألت زيداً بعد بكر خُفَّـا والدلو قد تُسْمع كيْ تخفَّا قال: سأله بكرا من الإبل فلم يعطه، فسأله خُفَّاً أي جملاً مُسناً وقال آخر: ونَعْدلُ ذا الميل إن رامنـا كما عُدل الغرب بالمسمع وسمعت بعض العرب يقول للرجلين اللذين ينزعان المشئاة من البئر بترابها عند احتفاها، أسمعا المشئاة أي أبيناها عن جول الرَّكية وفمها. وقال الله جلّ وعزّ: (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة) فمعنى ختم: طبع على قلوبهم بكفرهم، وهم كانوا يسمعون ويبصرون، ولكنهم لم يستعملوا هذه الحواسّ استعمالا يُجدى عليهم؛ فصاروا كمن لم يسمع ولم يبصر ولم يعقل؛ كما قال الشاعر: أصمُّ عمَّا ساءه سميع
وأما قوله: على سمعهم فالمراد منه. على أسماعهم. وفيه ثلاثة أوجه. أحدها: أن السمع بمعنى المصدر، والمصدر يوّحد يراد به الجميع. والثاني أن يكون المعنى على مواضع سمعهم، فحذفت "المواضع" كما تقول: هم عَدْلٌ أي ذوو عَدْلٍ. والوجه الثالث: أن يكون إضافته السمع إليهم دالاً على أسماعهم؛ كما قال:
في حلقكم عظم وقد شجينا
معناه: في حلوقهم. ومثله كثير في كلام العرب. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من سَمَّع الناس بعمله سمَّع الله به سامعُ خلقه وحقرّه وصغره. ورواه بعضهم: أسامع خلقه. قال أبو عبيد: قال أبو زيد: يقال سمَّعْت بالرجل تسميعاً إذا ندَّدت به وشهرَّته وفضحته. قال: ومن روى سامع خلقه فهو مرفوع أراد: سَمَّع الله سامع خلقه به أي فضحه. ومن رواه أسامع خلقه فهو منصوب، وأسامع جمع أسْمُع وهو جمع السَمْع، ثم أسامع جمع الأسْمُع. يريد إن الله ليسمع أسماع خلقه بهذا الرجل يوم القيامة. والسُمْعَةُ: ما سَمَّعت به من طعام أو غيره رياءً. وسَمَّعْت بفلان في الناس إذا نوَّهت بذكره "وحدثنا أبو القاسم بن منيع قال: حدّثنا محمد بن ميمون قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا الوليد بن حرب عن سلمة ابن كهيل عن جندب البجليّ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه "يقول": من سمَّع يسمع الله به، ومن يُراء يراءِ الله به. زاد هذا الجنيد عن سفيان بإسناده. أبو عبيد عن أبي زيد في المؤلف: شتَّرت به تشتيرا-بالتاء-وندَّدت به وسَّمعت به وهجَّلت به إذا أسمعته القبيح وشتمته. قال الأزهري: من التسميع بمعنى الشتم وإسماع القبيح قول النبي صلى الله عليه: من سمَّع يُسِّمع الله به" أبو عبيد عن الأصمعي أو الأموي: السّمَعْمَعُ: الصغير الرأس. وروى شمر عن ابن الكلبي أن عوانة حدَّثه أن المغيرة سأل ابن لسان الحُمَّرة عن النساء، فقال: النساء أربع. فربيع مُرْبع. وجميعٌ تجمع. وشيطانٌ سمعمع. ويروى سُمَّع، وغُلٌّ لايخلع. قال: فَسِّر. قال: الربيع المُرْبِعُ: الشابة الجميلة، التي إذا نظرت إليها سرتك، وإذا أقسمت عليها أبرّتك. وأما الجميع التي تجمع فالمرأة تزوَّجها ولك نشب ولها نشب فتجمع ذلك. وأمَّا الشيطان السمعمع فهي الكالحة في وجهك إذا دخلت، المولولة في أثرك إذا خرجت. قال شمر: وقال بعضهم امرأة سمعمعة كأنها غول. قال: والشيطان الخبيث يقال له سَمَعْمَع. قال: وأما الغُلّ الذي لايُخلع فنبت عمَّك القصيرة الفوهاء، الدميمة السوداء، التي قد نثرت لك ذا بطنها. فإن طلقتها ضاع ولدك، وإن أمسكتها أمسكتها على مثل جدع أنفك. وقال الليث: السمعمع من الرجال: المنكمش الماضي. قال: وغولٌ سمعمع وامرأة سمعمعة كأنها غولٌ أو ذئبة. والمسمعان الأذنان، يقال: إنه لطويل المسمعين. وقال الليث: السميعان من أدوات الحرّاثين: عودان طويلان في المقرن الذي يُقرن به الثوران لحراثة الأرض. وقال أبو عبيد عن أبي زيد: امرأة سُمْعُنَّة نُظْرُنَّة، وهي التي إذا سمعت أو تبصرت فلم تر شيئاً تظنَّت تظنِّياً أي عملت بظن. قال وقال الأحمر أو غيره: سِمْعَّةٌ نظرنَّة. وأنشد:
إنَّ لنا لكنَّه مِعّـنَّـه مفنَّهْ سِمْعَنَّةً نظرنَّهْ
إلاَّ تـرهْ تـظـنَّـهْ كالذئب وسط العُنَّهْ
وقال أبو زيد: يقال فعلت ذلك تسمعتك وتسمعة لك أي لتسمعه. وفي حديث قيلة أن أختها قالت: الويلُ لأختي، لاتخبرها بكذا فتخرج بين سمع الأرض وبصرها. قال أبو زيد: يقال خرج فلان بين سمع الأرض وبصرها إذا لم يدر أين يتوجه. وقال أبو عبيد: معنى قولها: تخرج أختي معه بين سمع الأرض وبصرها: أن الرجل يخلو بها ليس معها أحد يسمع كلامها أو يبصرها إلا الأرض القفر، ليس أن الأرض لها سمع ولكنها وكدت الشناعة في خلوتها بالرجل الذي صحبها. وقيل معناه: أن تخرج بين سمع أهل الأرض وأبصارهم، فحذفت الأهل كقول الله جلّ وعزّ: (وأسأل القرية) أي أهلها.
وقال ابن السكيت: يقال لقيته يمشي بين سمع الأرض وبصرها أي بأرض خلاءٍ مابها أحد. قلت: وهذا يقرب من قول أبي عبيد: وهو صحيح. وقال بعضهم: غولٌ سًمَّعٌ: خفيف الرأس. وأنشد شمر البيت:
فليست بإنسان فينفع عقـلـه ولكنها غولٌ من الجن سُمَّعُ
والسمعمع والسمسام من الرجال: الدقيق الطويل. وامرأة سَمَعْمعة سمسامة. وأنشد غيره:
ويلٌ لأجمال العجوز مني إذا دنوت ودنونَ منـيِّ كأنني سمعمع من جن وأمّ السَمْع وأمّ السَّميع: الدماغ. قال: نقبن الحرّة السوداء عنـهـم كنقب الرأس عن أمّ السميع ويقال في التشبيه: هو أسمع من الفرس والقراد وفرخ العقاب والقنفذ. معس أهمله الليث. وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم مرّ على أسماء بنت عُميس وهي تمعس إهاباً لها. تمعس أي تدبغ. وأصل المَعْس: الدلك للجلد بعد إدخاله في الدباغ: وقال ابن السكيت: قال الأصمعي: بعثت امرأة من العرب بنتاً لها إلى جارتها: أن ابعثي إلى بنفسٍ أو نفسين من الدباغ أمعس به منيئتي فإني أفدةٌ. والمنيئة المدبغة. والنَفْسُ: قدر مايدبغ به من ورق القرظ أو الأرطي. وأنشدني المنذري-وذكر أن العباس أخبره عن ابن الأعرابي أنه أنشده: يخرج بين الناب والضروس حمراء كالمنيئة المعـوس أراد: شقشقة حمراء، شبهها بالمنيئة المحركة في الدباغ. وقال آخر: وصاحبٍ يمتعس امتعاساً والمَعْسُ: النكاح، وأصله الدلك: قال الراجز: فشمت فيها كعمود الحبس أمعسها ياصاح أيّ مَعْس والرجل يمتعس أي يمكن استه من الأرض ويحرّكها عليه. مسع أهمله الليث. أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: المسْعيُّ من الرجال: الكثير السير القويّ عليه. وقال أبو عبيد قال الأصمعي: يقال للشمال: نَسْع ومسع. طزع يقال: رجلٌ طَزِعٌ وطزيعٌ "وطسعٌ" وطسعُ؛ وهو الذي لاغيرة له وقد طزع طزعاً. عزر قال الله جلّ وعزّ: (وتعزَّروه وتوّقروه) وقال: (وعزرتوهم) جاء في التفسير في قوله تعالى: لتعزروه: أي لتنصروه بالسيف، ومن نصر النبي صلى الله عليه وسلم فقد نصر الله تعالى. وقال أبو عبيدة في قوله: وعزرتموهم قال: عظَّمتموهم. وقال غيره: عزَّرتموهم: نصرتموهم. وقال إبراهيم بن السري: وهذا هو الحق والله أعلم. وذلك أن العزر في اللغة: الردّ وتأويل عزَّرت فلاناً أي أدَّبته إنما تأويله: فعلت به مايردعه عن القبيح؛ كما أن نكلَّت به تأويله: فعلت به مايجب أن ينكّل معه عن المعاودة. فتأويل عزَّرتموهم: نصرتموهم، بأن ترّدوا عنهم أعداءهم. ولو كان التعزير هو التوقير لكان الأجود في اللغة الاستغناء به. والنصرة إذا وجبت فالتعظيم داخل فيها؛ لأن نصرة الأنبياء هي المدافعة عنهم، والذبّ عن دينهم "وتعظيمهم" وتوقيرهم. قال: ويجوز: تعزروه من عزرته عزراً بمعنى عزَّرته تعزيراً. أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: العزر: النصر بالسيف. والعزر: التأديب دون الحدّ. والعزر: المنع والزر: التوقيف على باب الدين. قلت: وحديث سعدٍ يدلُ على أن التعزير هو التوقيف على الدين؛ لأنه قال: لقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومالنا طعام إلا الحُبْلة وورق السمر، ثم أصبحت بنو أسد تعزّرني على الإسلام، لقد ضللت إذا وخاب عملي. وقال ابن الأعرابي أيضاً: التعزير في كلام العرب: التوقير. والتعزير: النصر باللسان والسيف. والتعزير: التوقيف على الفرائض والأحكام: وقال أبو عبيد: أصل التعزير التأديب. ولهذا يسمى الضرب دون الحدّ تعزيراً، هو أدبٌ. قال: ويكون التعزير في موضع آخر: تعظيمك الرجل وتبجيله: وقال ابن الأعرابي: معنى قول سعد: أصبحت بنو أسدٍ تعزرني على الإسلام أي توقِّفني عليه. قلت وأصل العزر الردّ والمنع. وقال الليث: العزير بلغة أهل السواد هو ثمن الكلأ والجميع العزائر. يقولون: هل أخذت عزير هذا الحصيد؟ أي هل أخذت ثمن مراعيها؛ لأنهم إذا حصدوا باعوا مراعيها. وعزير: اسم نبي. وقال ابن الأعرابي: هي العزرورة والحزرورة والسروعة والقائدة: الأكمة. أبو عمرو: محالة عيزارة: شديدة الأسر. وقد عيزرها صاحبها. وأنشد: فابتغ ذات عـجـل عـيازرا صرَّلفة الصوت دموكا عاقرا والعزوَّرُ: السيئ الخلق عن أبي عمرو. أبو العباس عن ابن الأعرابي: العيزار الغلام الخفيف الروح النشيط. وهو اللقن الثقف وهو الريشة والمماحل والمماني عزور: موضع قريب من مكة. قال ابن هرمة. ولم ننس أظعاناً عرضـن عـشـيةً طوالع من هرشي قواصد عزوراً والعيازرُ: بقايا الشجر الذي أخذت أعليه بالقطع والأكل. عرز
أبو عبيد عن أبي زيد: المُعارزة: المعاندة والمجانبة وأنشد "للشماخ": وكلُّ خليل غيرها ضم نفـسـه لوصل خليل صارمٌ أو معارزُ شمر: المعارز: المعاتب: وقال الليث: العارز: العاتب. قال: والعرز-والواحدة عرزة-وهي شجرة من أصاغر الثمام وأدق شجره، له ورق صغار متفرقة. وما كان من شجر الثمام من ضربه فهو ذو أماصيخ، يمصوخة في جوف أمصوخة، تنقلع العليا من السفلى انقلاع العفاص من رأس المكحلة. وقال غيره: العرز: الانقباض، وقد استعرز الشئ أي عرزاً، وهو أن تقبض على "شئ في" كفّك وتضم عليه أصابعك وترى منه شيئاً صاحبك لينظر إليه ولاتريه كله. وفي نوادر الأعراب أعرزتني من كذا أي أعوزتني منه. وروى أبو تراب للخليل قال: التعريز كالتعريض في الخصومة. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: العُزَّار المغتابون للناس. قال: والرز: شجر الثمام. زرع الليث: الزرع: نبات كل شئ يحرث. والله يزرعه أي ينميه حتى يبلغ غايته. ويقال للصبيّ: زرعه الله أي أنبته. "والمُزدرع: الذي يزدرع زرعاً يتخصص به لنفسه" والمزدرع موضع الزراعة. وقال الشاعر: واطلب لنا منهم نخلاً ومزدرعاً كما لجيراننا نخلٌ ومـزدرع مُفْتَعَلٌ من الزرع. ومنُّي الرجل: زرعه. وقال النضر: الزرِّيع: ما نبت في الأرض المستحيلة، مما يتناثر فيها أيام الحصاد من الحبِّ. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الزرَّاع: النّمام الذي يزرع الأحقاد في قلوب الأحباء. أزرع الزرع: أحصد. ولاينزرع أي لاينبت. وكل بذر أردت زرعه فهو زرعه. والزراعات: مواضع الزرع كالملاحات مواضع الملح. قال جرير: فقلَّ غناء عنك في حرب جعفرٍ تغنيك زرَّعاتها وقصورهـا والمزرعة المزرعة. وزرع لفلان بعد شقاوة أي أصاب مالاً بعد حاجة. وتزرَّعَ إلى الشئ: تسرع. ويقال للكلاب: أولاد زراع. قال: وأخرج منه الله أولاد زارع مُوَلَّعة أكنافها وجنوبهـا والمزروعان من بني كعب بن سعد لقبان لا أسمان. زعر الليث: الزعر في شعر الرأس وفي ريش الطائر: قلّةٌ ورقَّة وتفرق. وذلك إذا ذهبت أصول الشعر وبقي شكيره. وقال ذو الرمة "يصف الظليم": كأنه خاضبٌ زُعْرٌ قوادمه أجنى له باللوى آه وتنوَّمُ وقد زعر رأسه يزعر زعراً. أبو عبيد: في خُلُقه زعارَّة-بتشديد الراء مثل حماَّرة الصيف-أي شراسة وسوء خُلُق وربما قالوا: هو زعر الخُلْق. ومنهم من يخفف فيقول في خُلُقه زعارة. وهي لغة. ثعلب عن ابن الأعرابي: الزعر: قلَّة الشعر. ومنه قيل للأحداث: زُعْران. وقال ابن شميل: الزُعْرُورُ: شجرة الدُب. وقال غيره الزعرور ثمر شجر، منه أحمر وأصفر، له نوى صُلْبٌ مستدير. وقال أبو عمرو: الفُلْك: الزعرور. ورواه أبو العباس عن عمرو عن أبيه. عزل العَزْل: عزل الرجل الماء عن جاريته إذا جامعها لئلا تحمل. وفي حديث أبي سعيد الخُدري أنه قال: بينا أنا جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله إنا نصيب سبياً فنحب الأثمان، فكيف ترى في العزل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لاعليكم ألا تفعلوا ذلك فإنها ما من نسمة كتب الله أن تخرج إلا وهي خارجة وفي حديث آخر: ماعليكم ألا تفعلوا. قلت من رواه لاعليكم ألا تفعلوا فمعناه عند النحويين: لابأس عليكم ألا تفعلوا، حذف منه "بأس" لمعرفة المخاطب به. ومن رواه ما عليكم ألا تفعلوا فمعناه أي شئ عليكم ألا تفعلوا، كأنه كره لهم العزل ولم يحرمه. قلت وفي قوله "نُصيبُ سبياً فنحب الأثمان فكيف ترى في العزل" كالدلالة على أن أم الولد لاتباع. ويقال: اعزل عنك ما يشينك أي نحه عنك. وكنتُ بمعزل من كذا وكذا أي كنت بموضع عُزْلةٍ منه "وكنتُ في ناحية منه". واعتزلت القوم أي فارقتهم وتنحيت عنهم. وقومٌ من القدريَّة يلقبون المعتزلة، زعموا أنهم اعتزلوا فئتي الضلالة عندهم، يعنون أهل السنة والجماعة والخوارج الذين يستعرضون الناس قتلاً. والعزل في ذنب الدابة: أن يَعْزِل ذنبه في أحد الجانبين، وذلك عادةٌ لاخِلْقة. وفرسٌ أعزل الذنب إذا كان كذلك. ومنه قول امرئ القيس: بضافٍ فُويْق الأرض ليس بأعزل وقال النضر: الكشف أن ترى ذنبه زائلاً عن دُبره، وهو العزل.
وقال الليث: الأعزل من الدواب: الذي يميل بذنبه عن دبره. والأعزل من الرجال: الذي لاسلاح معه. وأنشد أبو عبيد: وأرى المدينة حين كنت أميرها أمن البرئ بها ونام الأعـزلُ وفي نجوم السماء سماكان: أحدهما السماك الأعزل. والآخر السماك الرامح. فأما الأزعل فهو من منازل القمر، به ينزل القمر وهو شآمٍ وسُمي أعزل لأنه لاشئ بين يديه من الكواكب؛ كالأعزل الذي لاسلاح معه. ويقال: سُميّ أعزل لأنه إذا طلع لايكون في أيامه ريحٌ ولابردٌ. وقال أوس بن حجر: كأن قُرون الشمس عند ارتفاعهـا وقد صادفت قرناً من النجم أعزْلاَ تردَّد فيه ضوؤها وشـعـاعـهـا فاحصن وأزيْن لامرئ إن تَسَرْبلا أراد إن تسربل بها، يصف الدرع أنك إذا نظرت إليها وجدتها صافية برّاقة، كأن شعاع الشمس وقع عليها في أيام طلوع الأعزل والهواء صافٍ. وقوله: تردَّد فيه يعني في الدرع فذكره للفظ، والغالب عليها التأنيث. وقال الطرمِّاح: محاهنّ صيبُ نوء الـربـيع من الأنجم العُزل والرامحهْ وعزلاء المزادة: مصب الماء منها في أسفلها حيث يستفرغ مافيها من الماء: وجمعها العزالي؛ سميّت عزلاء لأنها في أحد خصمي المزادة لافي وسطها، ولاهي كفمها الذي منه يسقى فيها، ويقال للسحابة إذا انهمرت بالمطر الجْوْد: قد حَلَّت عزاليها، وأرسلت عزاليها. والمِعْزل من الناس: الذي لاينزل مع القوم في السفر، ولكن ينزل وحده. وهو ذم عند العرب بهذا المعنى. ويكون المِعْزال: الذي يستبد برأيه في رعى أُنُف الكلأ، ويتبع مساقط الغيث، ويعزب فيها، فيقال له: معزابة ومعزال. ومنه قوله: وتلوى بلبون المعْزابة المِعْزال وهذا المعنى ليس بذمّ عندهم لأن هذا من فعل الشجعان وذوي البأس والنجدة من الرجال. وبجمع الأعزل من الرجال الذي لاسلاح معه: عزلاً وأعزْالاً. ومنه قول الفنْد الزماني-واسمه شهل-: رأيت الفتية الأعـزا ل مثل الأيْنق الرُعلِ فجمع الأزل على أعزال، وكأنه جمع العُزُل. وقد جاء في الشعر: عُزَّلاً. ومنه قول الأعشى: غير ميل ولاعواوير في الهي جا ولا عُزَّلٍ ولا أكـفـال "وقال أبو منصور: الأعزال جمع العُزُل على فُعُل كما يقال: جُنُب وأجناب ومياه أسدام جمع سُدُم". وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: الأعزل من اللحم يكون نصيب الرجل الغائب. والجمع عُزْلٌ. قال: والأعزل من الرمال: ما انعزل عنها أي انقطع. ويقال لسائق الحمار: اقْرع عَزَل حمارك أي مؤخره. والَعَزلة: الحرْقَفة. والأعزل: الناقص إحدى الحرْقفتين. وأنشد: قد أعجلت ساقتها قرع العَزْل أبو داود عن ابن شميل: مرّ قتادة بعمرو ابن عبيد فقال: ما هذه المُعْتَزلة: فسُمُّوا المعتزلة. وهو عمرو بن عبيد بن باب. وفيه يقول القائل: بَرِئْت من الخوارج لستُ منهم من العُزَّالِ منهم وابن بـاب "وعازلة: اسم ضيعة كانت لأبي نُخيلة الحْمَّاني. وهو القائل فيها: عازلة عن كل خير تُعْزل يابسة بطحاؤها تُفَلْفـلُ للجنّ بين قارتْيها أفكـل أقبل بالخير عليها مقبلُ ومقبل: اسم جبل بأعلى عازلة". علز قال الليث: العلز: شبه رعْدة تأخذ المريض والحريص على الشئ. تقول: مالي أراك علزاً. وأنشد: علزان الأسير شُدَّ صفادا قلت: والذي ينزل به الموت يوصف بالعلز. وهو سياقه نفسه. يقال: هو في علز الموت. وقال الأصمعي: علز الرجل يعلز علزاً إذا غرض. قلت: معنى قوله: غرض ههنا أي قلق. أبو عبيد عن أبي عمرو: العلَّوص والعلَّوز جميعاً: الوجع الذي يقال له اللوى. وعالز: اسم موضع "ويقال للبظر إذا غلظ: عِلْوَذ وعِلْودّ. والعلوَزّ: الجنون. وأعلزني أي أعوزني". زلع في الحديث أن المحرم إذا تزلعت رجله فله أن يدهنها. تزلعت أي تشققت. قال ذلك أبو عبيد وغيره. وقال الليث: الزلوع: شقوق تكون في ظهر القدم وباطنه، يقال زلعت رجله وقدمه. قال: والزلع استلاب في ختل؛ تقول زلعته وازدلعته. وقال المفضل: ازدلع فلان حقي إذا اقتطعه. وقال: ازدلعت الشجر ة إذا قطعتها. وهو افتعال من الزلع. والدال في ازدلعت كانت في الأصل تاءً. وقال الليث: أزلعت فلاناً في كذا أي أطعمته.
وقال ابن دريد: الزيلع خرز معروف. قال: وزيلعُ: موضع. وقال زلعت جراحته إذا فسدت. وقال النضر: الزُلُوع والسلوع: صدوع في الجبل في عرضه. وقال أبو عبيد: زلعت رجله بالنار أزلعها. "والمنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي يقال: زلعته وسلقته ودثثته وعصوته وهروته وفأوته بمعنى واحد" "رجل أزلع: قصير الشفتين في استحالة عن وضح الفم. وامرأة زلعاء ولعاء: واسعة الفرج". زعل أبو عبيد: الزعل: النشاط. وقال الليث: الزعل النشيط الأشر، وحمار زعل. وقد أزْعله الرعي. وقال أبو ذؤيب: أكل الجميم وطاوعته سمحجٌ مثل القناة وأزعلتها الأمرعُ وقال أبو زيد: الزَعَل والعلز: التضور. وقال الليث: الزعلة من الحوامل: التي تلد سنة ولاتلد سنة، كذلك تكون ماعاشت. لعز الليث: لعز فلان جاريته يلعزها إذا جامعها. قال: وهو من كلام أهل العراق. وقال ابن دريد: اللعزْ: كناية عن النكاح، بات يلعزها. قال: وفي لغة قوم من العرب لعزت الناقة فصيلها إذا لطعته بلسانها. عزن أبو العباس عن ابن الأعرابي: أعزن الرجل إذا قاسم نصيبه فأخذ هذا نصيبه وهذا نصيبه. قلت: وكأن النون مبدلة من اللام في هذا الحرف. عنز أبو عبيد: العَنَزَة: قَدْرُ نصف الرُمح أو أكبر شيئاً وفيها زجٌ كزُجّ الرمح. وقال الليث: العنزة-والجميع العنز-يكون بالبادية، دقيق الخطم. وهو من السباع يأخذ البعير من قبل دبره، وقلّما يُرى. ويزعمون أنه شيطان. قلت: العنزة عند العرب من جنس الذئاب، وهي معروفة، ورأيت بالصَّمان ناقة مُخرَتْ من قبل ذنبها ليلا: فأصبحت وهي ممخورة قد أكلت العنزة من عجزها طائفة "والناقة حيّة، فقال راعي الإبل-وكان نُميريَّاً فصيحاً-طرقها العنَزَة فمخرها" والمَخْرُ: الشق وقلما تظهر العَنَزة لخُبْثها. ومن أمثال العرب المعروفة: ركبت عَنْز بحدج جملاً. وفيها يقول الشاعر: شرَّ يوميها وأغواه لهـا ركبتْ عنزٌ بحدج جَمَلا وقال أبو عبيد: قال الأصمعي: أصله أن امرأة من طسم يقال لها عنز، أُخذت سبية فحملوها في هودج وألطفوها بالقول والفعل. فعند ذلك قالت: شرَّ يوميها وأغواه لها. تقول شرُّ أيامي حين صرت أُكرم للسباء، يضرب مثلا في إظهار البرّ باللسان والفعل لمن يراد به الغوائل. وعُنَيْزة من أسماء النساء تصغير عنزة أو عَنْزةٍ. وقبيلةٌ من العرب ينسب إليها فيقال: فلان العنزيٍ. والقبيلة أسمها عَنَزة، والعَنْز الأنثى من المِعْزي. وأنشد ابن الأعرابي: أُبُهىُّ إن العنز تمنع ربهـا من أن يُبيت جاره بالحائل أراد يا بهيّة فرخّم. والمعنى: أن العنز يتبلّغ أهلها بلبنها فتكفيهم الغارة على مال الجار المستجير بأصحابها وحائل: أرض بعينها أدخل عليها الأف واللام للضرورة. وقال الليث: وكذلك العنز من الأوعال والظباء. قال: والعنز: ضربٌ من السمك يقال له: عَنْز الماء: قلت وسألني أعرابيّ عن قول رؤبة: وأرمٍ أعيسُ فوق عَنْزِ فلم أعرفه. فقال: العَنْز القارة السوداء. والأرم: علم يبني فوقها. وجعله أعيس لأنه بُني من حجارة بيض ليكون أظهر لمن يريد الاهتداء به على الطريق في الفلاة. وعُنيْزة: موضع في البادية معروفٌ، وقال الليث: العنز في قول رؤبة، صخرة تكون في الماء، والذي قاله الأعرابي أصح. وقال الليث: العنز من الأرض: مافيه حُزُونة من أكمة أو تل أو حجارة. وقال غيره: يقال نزل فلان معتنزاً إذا نزل حريداً في ناحية من الناس. ورأيته مُعْتنزاً ومنتبذاً إذا رأيته متنحياً عن الناس. وقال النضر: رجلٌ معنَّزُ الوجه إذا كان قليل لحم الوجه. وأنشد: مُعنَّز الوجه في عِرنينه شممُ
وقال أبو داود: سمعت أعرابياً يقول لرجل: هو معنَّز اللحية، وفسّره أبو داود: بزريش كأنه شبّه لحيته بلحية التيس. ومن أمثال العرب: حتفها تحمل ضأن بأظلافها. وقال أبو عبيد: من أمثالهم في هذا لاتك كالعنز تبحث عن المدية، يضرب مثلاً للجاني على نفسه جناية يكون فيها هلاكه، وأصله أن رجلاً كان جائعاً بالفلاة فوجد عنزاً ولم يجد ما يذبحها به، فبحثت بيديها وأثارت عن مُدية، فذبحها بها ومن أمثالهم في الرجلين يتساويان في الشرف: قولهم: هما كرُكْبتي العنز. وذلك أن ركبتيها إذا أرادت أن تربض وقعتا معاً. ونحو ذلك قولهم هما كعكمي العير. ويروى هذا المثل عن هرم ابن سنان أنه قاله لعلقمة وعامر حين سافرا إليه فلم ينفرِّ واحداً منهما على صاحبه، ومن أمثالهم لقي فلان يوم العَنْز، يضرب مثلاً للرجل يلقى ما يهلكه. نزع أبو عبيد: الأنزع: الذي أنحسر الشعر عن جانبي جبهته: والنَزَعتان: ناحيتا منحسر الشعر عن الجبينين. وقد نزع الرجل ينزْع نزعاً. والعرب تحبّ النزع وتتيمن بالأنزع، وتذمّ الغمم وتتشاءم بالأغم. تزعم أن الأغم القفا والجبين لايكون إلا لئيماً. ومنه قول هُدبة بن خشرم: لاتنكحي إن فرق الدهر بيننـا أغمَّ القفا والوجه ليس بأنزعا قال أبو عبيد: والنزائع من الخيل: التي نزعت إلى أعراق. ويقال: التي أنتزعت من أيدي قوم آخرين. قال: وقال الأصمعي: بئرٌ نزوع إذا نُزع عنها الماء باليد نزعاً. قال: وقال أبو عمر: هي النزيع والنزوع. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال رأيتني أنزع على قليب. معناه: رأيتني في المنام أسقي بيدي "من قليب" يقال: نزع بيده إذا استقى بدلوٍ عُلق فيها الرشاء وفي حديث آخر أنه صلى الله عليه وسلم صلَّى يوماً بقوم، فلّما سلَّم من صلاته قال: مالي أنازع القرآن. وذلك أن بعض المؤمنين جهر خلفه فنازعه قراءته، فنهاه عن الجهر بالقراءة في الصلاة خلفه. والمنازعة في الخصومة: مجاذبة الحجج فيما يتنازع فيه الخصمان. ومنازعة الكأس: معاطاتها. قال الله تعالى: (يتنازعون فيها كأساً لالغو فيها ولاتأثيم) "ويقال نازعني فلان بنانه أي صافحني، والمنازعة المصافحة. وقال الراعي: ينازعننا رخص البنان كأنما ينازعننا هُدَّاب ريط معضَّد" سلمة عن الفراء قال: المَنزْعة: الصخرة التي يقوم عليها الساقي قال والمنزْعة: القوس الفجواء. والمَنْزَعة. قوّة عزم الرأي والهمة. ويقال للرجل الجيد الرأي: إنه لجيّد المَنْزعة. وأما المَنْزعة بكسر الميم فخشبة عريضة نحو المِلْعقة، تكون مع مشتار العسل ينزع بها النحل اللاصق بالشهد وتسمّى المِحْبَضة. ويقال للانسان إذا هوى شيئاً ونازعته نفسه إليه: هو ينزع إليه نزاعاً. ونزع في القوس ينزع نزعاً إذا مدّ زترها. قال الله جلّ وعزّ: (والنازعات غرقاً) قال الفراء: تنزع الأنفس من صدور الكفار، كما يُغرق النازع في القوس إذا جذب الوتر. "وقال ابن السكيت: قال الكسائي: يقولون لتعلمن أينا أضعف منزعة. والمنزعة: مايرجع إليه الرجل من رأيه وتدبيره. جاء به ابن السكيت في باب مِفْعَلة ومَفعلة" قال: وقوله (يتازعون فيها كأساً) أي يتعاطون، والأصل فيه يتجاذبون. وقال ابن عباس وابن مسعود في قوله (والنازعات غرقاً): هي الملائكة. ويقال: فلان يَنْزع نزعاً إذا كان في السياق عند الموت. وكذلك هو يسوق سوقاً. ويقال نزع الرجل عن الصبا، ينزع نزوعاً إذا كفّ عنه. وربما قالوا: نَزْعاً. ويقال نزع فلان إلى أبيه ينزع إذا أشبهه، ونزع إلى عرق، ينزع، وقد نزع شبهه عِرْق. وقال النبي صلى الله عليه وسلم إنما هو عِرْق نَزَعه. ونُزَّاع القبائل: غرباؤهم الذين يجاورون قبائل ليسوا منهم "والواحد تريع". ويقال للرجل إذا استنبط معنى آية من كتاب الله: قد انتزع معنىً جيداً، ونزعه-مثله-إذا أستخرجه. والمِنْزَعُ: السهم الذي يُرمى به. ومنه قول أبي ذؤيب: فأنفذ طُرَّتيه المِنْزَعُ
"وقال ابن السكيت: انتزاع النيَّة: بعدها، أخبرني بذلك المنذري عن الحراني عنه. قال أبو منصور: ومنه نزع فلان إلى وطنه. النزائع الغرباء وكذلك النُزاع الواحد نزيع ونازع". وشرابٌ طيّب المِنْزعة إذا كان طيّب الختام، وهو ساعة ينزعه عن فيه. وقيل في قوله: (ختامه مسك) إنهم إذا شربوا الرحيق ففني ما في الكأس وانقطع الشُّرب انختم ذلك بريح المسك وطيبه والله أعلم. وقال الليث: يقال للخيل إذا جرت: لقد نزعت سنناً وأنشد: والخيلُ تنزع قُبَّا فـي أعـنـتـهـا كالطير تنجو من الشُؤبوبِ ذي البرد والنزعة: الرُماة، واحدهم نازع. ومنه المثل عاد الرميُ على النزعة. يضرب مثلاً للذي يحيق به مكره. أبو عبيد عن الأموي: أنزع القوم فهم منزعون إذا ترعت إبلهم إلى أوطانها. وأنشد: فقد أهافوا زعموا وأترعوا ويقال هذه أرض تنازع أرضنا إذا كانت تتاخمها. وقال ذو الرمة: لقي بين أجمادٍ وجرعاء نازعت حبالاً بهنّ الجازئات الأوابـد والنزائع من الرياح: هي النكب، سميت نزائع لاختلاف مهابها. وقال الليث: غنمٌ نزعٌ إذا حنّت فاشتهت الفحل، وبها تراع وشاة نازع. ابن السكيت: النزعة نبت معروف. ابن الأعرابي: أنزع الرجل إذا ظهرت نزعاته. عزف يقال عزفت نفسه عن الشئ إذا انصرفت عنه عُزُوفاً. ورجلٌ عزوفٌ عن اللهو إذا لم يشتهه، وعزوف عن النساء إذا لم يصب إليهن. وقال الفرزدق: عزفت بأعشاش وماكدت تعزفُ والعزيف: صوت الرمال إذا هبّت بها الرياح. والعرب تجعل العزيف أصوات الجن. وفي ذلك يقول قائلهم: وإني لأجتاب الفلاة وبينـهـا عوازف جنان وهامٍ صواخدُ وهو العزف أيضاً "والعُزْف: الحمام الطورانية في قول الشَّماخ: حتى أستغاث بأحوى فوقه حُبُـك يدعو هديلا به العُزْف العزاهيل وهي المهملة: والعُزْف: التي لها صوت وهدير: وعزف الدُف: صوته. وقال الراجز: للخوتع الأزرق فـيهـا صـاهـل عزف كعزف الدُف ذي الجلاجلْ" والمعازف. قال الليث: هي الملاعب التي يضرب بها، يقولون للواحد: عزفٌ وللجميع معازف رواية عن العرب، فإذا أُفرد المعزف فهو ضربٌ من الطنابير يتَّخذه أهل اليمن وغيره يجعل العُود مِعْزفاً. وفي حديث أم زرّع: إذا سمعن صوت المعازف أيقن أنهن هوالك. قلت: والعَزّاف: جبل من جبال الدهناء قد نزلت به. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي: عَزْفت نفسه أي سلت. وعزف الرجل يِعْزف إذا أقام في الأكل والشرب. وأعْزَف سمع عزيف الرمال. عفز أهمله الليث: وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: العَفْز: الجوز الذي يؤكل. وقال أبو عمرو: مثله في العَفْز. وقال ابن الأعرابي: يقال للجوز عَفْز وعَفَازٌ. والواحدة عَفْزة وعفازة. قال والعَفَازة: الأكمة. يقال: لقيته فوق عفازة أي فوق أكمة. وقال ابن دريد: العفز: الملاعبة: يقال: بات بعافز امرأته أي يغازلها. قلت هو من قولهم: بات يعافسها، فأبدل السين زايا. زعف أهمله الليث: وهو مستعمل صحيح. روى أبو عبيد "عن الكسائي" موت زُعاف وذفاف وذؤ اف بمعنى واحد. قال: وقال الأصمعي: الموت الزعاف: الوَحيُّ. وقد أزعفته إذا أقعْصَتْه. وكذلك ازدعفته. أبو عبيد عن أبي عمر: المُزْعِفُ: السمّ القاتل. وقال غيره: سيفُ مزعفٌ: لايُطْني. وكان عبد الله بن سبرة أحد الفتاك في الإسلام، وكان له سيف سماه المزعِف. وفيه يقول: علوت بالمُزعِف المأثور هامته فما استجاب لداعيه وقد سمعا ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الزُعُوف: المهالك. عمرو عن أبيه قال: من أسماء الحيّة المزعافة والمزعامة. فزع
قال الله تعالى: (حتى إذا فُزّع عن قلوبهم) اتفق أهل التفسير وأهلُ اللغة أن معنى قوله (فْزِّع عن قلوبهم): كُشف الفزع عن قلوبهم. وتأويل الآية أن ملائكة سماء الدنيا كان عهدهم قد طال بنزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم أوّل ما بعث نبياً ظنت الملائكة الذين في السماء الدنيا أن جبريل نزل لقيام الساعة، ففزعوا له، فلمًّا تقرَّر عندهم أنه نزل لغير ذلك كُشف الفزع عن قلوبهم فأقبلوا على جبريل ومن معه من الملائكة، وقالوا لهم ماذا قال ربكم؟. "قالوا قال الله الحق وهو العليّ الكبير. والذين فُزَّع عن قلوبهم ههنا ملائكة السماء الدنيا. وقيل: إن ملائكة كل سماء فزعوا لنزول جبريل عليه السلام ومن معه من الملائكة"، فقال كل فريق منهم لهم: ماذا قال ربكم؟ وقال الفرّاء: المُفَزَّع يكون جباناً، ويكون شُجاعاً. فمن جعله مفعولاً به قال: بمثله تنزل الأفزاع. ومن جعله جباناً جعله يفزع من كل شئ. قال: وهذا مثل قولهم للرجل: إنه لمُغَلَّبٌ، وهو غالبٌ، ومُغَلَّبٌ وهو مغلوب. قلت: ويقال: فزَّعت الرجل وأفزعته إذا روّعته. وقال الليث: الفزع: الغرق. وقد فزع يفزع فزعاً فهو فزعٌ. وفلان لنا مَفْزعٌ. وامرأة لنا مفزع. معناه: إذا دهمنا أمر فزعنا إليه أي لجأنا إليه واستغثنا به. وقد يقال: فلان مفزعة بالهاء يستوى فيه التذكير والتأنيث إذا كان يفزع منه. ورجلٌ فزَّاعة: يُفزَّع الناس كثيراً. والعرب تجعل الفزع فرقاً، وتجعله إغاثة للفزع المروَّع، وتجعله استغاثة. فأما الفزع بمعنى الاستغاثة فإنه جاء في حديث يرويه ثابت بن أنسٍ: أنه فزع أهل المدينة ليلاً، فركب النبي صلى الله عليه وسام فرساً لأبي طلحة عُرْياً، فلما رجع قال: لن تراعوا، لن تراعو، إني وجدته بَحْراً. معنى قوله فزع أهل المدينة أي استصرخوا، ظنوا أن عدواً أحاط بهم، فلَّما قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم لن تراعوا سكن مابهم من الفزع. وأما الحجة في الفزع أنه بمعنى الإصراخ والإغاثة فقول كلْحَبة اليربوعي حيث يقول: فقلت لكأسٍ ألجميها فـإنـمـا حللنا الكثيب من زرود لنفزعا معناه: لنغيث ونصرخ من استغاث بنا. وقال بعضهم: أفزعت الرجل إذا روّعته، وأفزعته أي أغثته. وهذه الأفاظ كلها صحيحة، ومعانيها عن العرب محفوظة. ويقال: فزعت إلى فلان إذا لجأت إليه، وهو مفزع لمن فزع إليه أي مَلْجأ لمن ألتجأ إليه. عزب قال الله جلّ وعزّ: (عالم الغيب لايعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولافي الأرض) معناه لايغيب عن علمه شئ. وفيه لغتان: عَزَب يَعْزبُ ويَعْزِبُ إذا غاب. ورجلٌ عَزَبٌ لاأهل له. أبو عبيد عن الفرّاء: امرأة عَزَبة: لازوج لها. وقال الكسائي مثله. وقال ابن بزرْج-فيما قرأت له بخط أبي الهيثم-: رجلٌ عَزَبٌ، ورجلان عزبان، وقومٌ أعزاب، وامرأةٌ عزبة "ونسوةٌ عَزبات ونساءٌ عُزَّابٌ: لاأزواج لهن، وإن كان معهن أولادهن. وقال النضر: قال النتجع: يقال امرأة عَزَبٌ بغير هاء. قال ولاتقل: امرأة عزبة". وأنشد في صفة امرأة جعلها عزباً بغير هاء: إذا العَزَبُ الهوجاء بالعطر نافحتْ بَدَتْ شمس دجنٍ طلَّةً لم تعطر أبو حاتم عن الأصمعي: رجلٌ عَزَبٌ، ولم يدر كيف يقال للمرأة. قال أبو حاتم: ويقال للمرأة أيضاً عَزَبُ. وأنشد: يامن يَدلُّ عَزَبـاً عـلـى عـزبْ على ابنة الحمارس الشيخ الأزبّْ
قال: ولايقال رجل أعزب. وأجاز غيره: رجل أعزب. ويقال: إنه لعزب لزب وإنها لعزبة لزبة. ويقال عزب يَعْزبُ وتعزَّب بعد التأهل. وقالوا: رجلٌ عَزَربٌ للذي يَعْزب في الأرض. وقال الليث: المِعْزابة: الذي طالت عُزوبته، حتى ماله في الأهل من حاجة. قال وليس في الصفات مِفعالة غير هذه الكلمة. قلت: قال الفرّاء: ماكان من مفعال كان مؤنثه بغير هاء، لأنه انعدل عن النعوت انعدالاً أشد من انعدال صبور وشكور وما أشبههما مما لايؤنث، ولأنه شُبِّه بالمصادر، لدخول الهاء فيه. يقال امرأة محماق ومذكار ومعطار. قال: وقد قيل رجل مجذامة إذا كان قاطعاً للأمور جاء على غير قياس. وإنما زادوا فيه الهاء لأن العرب تدخل الهاء في المذكَّر على جهتيبن: إحداهما المدح والأخرى الذمّ إذا بولغ في الوصف. قلت والمعزبة دخلتها الهاء للمبالغة أيضاً. وهو عندي: الرجل الذي يُكثر النهوض في ماله العزيب يتتبع مساقط الغيث وأنف الكلأ. وهو مدح بالغٌ على هذا المعنى. قال الليث: ويقال أعزْب عن فلان حلمه يَعْزبُ عُزُوباً، وأعزب الله حلمه أي أذهبه الله وأنشد:
وأعزبت حلمي بعد ماكان أعْزَبا
قلت: جعل أعزب لازماً وواقعاً. ومثله أملق الرجل إذا أعدم، وأملق ماله الحوداث. وقال الليث: العازب من الكلأ: البعيد المُطْلب. وأنشد:
وعازِبٍ نوّر في خلائه
قال: وأعزب القوم: أصابوا عازباً من الكلأ. قلت: وعزب الرجل بإبله إذا رعاها بعيداً من الدار التي حلّ بها الحيُّ لايأوى إليهم. وهو مِعْزابٌ ومعْزابةٌ وكلّ منفرد عَزَبٌ. ومُعَزَّبةُ الرجل: امرأة يأوى إليها فتقوم بإصلاح طعامه وحفظ أداته. ويقال ما لفلان مُعَزِّبة تقعده. وقال أبو سعيد الضرير: ليس لفلان امرأة تُعَزِّبه أي تُذْهب عُزبته بالنكاح؛ مثل قولك هي: تمرِّضه أي تقوم عليه في مرضه. وفي نوادر الأعراب: فلان يعزّب فلاناً ويربض فلاناً ويربضه: يكون له مثل الخازن. والعزيب: المال العازب عن الحيّ، سمعته من العرب. ومن أمثالهم: إنما اشتريت الغنم حذار العازبة، والعازبة: الإبل. قاله رجل كانت له إبل فباعها واشترى غنماً لئلا تعزب، فعزبت غنمه فعاتب على عزوبها. يقال ذلك لمن ترفق أهون الأمور مئونة، فلزمه فيه مشقَّةٌ لم يحتسبها. وهراوة الأعزاب: فرسٌ كانت مشهورة في الجاهلية، ذكرها لبيد وغيره من قدماءؤ الشعراء. عمرو عن أبيه: يقال لامرأة الرجل: هي محصّنته ومُعزبته وحاصنته وحاضنته وقابلته ولحافه "وقال ابن شميل في قوله: ستجدونه معزباً قال: هو الذي عزب عن أهله في إبله أي غاب. والعزيب: المال العازب عن الحيّ".
زعب
قال شمر: جاء فلان بقربة يزعبها أي يحملها مملوءة، ويزأبها: كذلك. وقال الفرّاء: قربة مزعوبة وممزورة: مملوءة. وأنشد:
من الفُرْنيّ يزعبها الجميل
أي يملؤها. ومطرٌ زاعب: يزعب كل شئ أي يملؤه وأنشد: "يصف سيلا".
ما حازت العُفْر من ثـعـالة فالوحاء منه مزعوبة المُسُل
أي مملوءة. وقال الأصمعي: مرّ السيل يزعب إذا جرى. ومرَّ يزْعب بحمله إذا مرَّ سريعاً. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعمرو بن العاص: إني أرسلت إليك لأبعثك في وجه يسلمك الله ويغنمك، وأزعب لك زعبة من المال. قال أبو عبيد قال الأصمعي: قوله: أزعب لك زعبة من المال أي أعطيك دفعة من المال. قال والزَعْبُ: هو الدفع. وجاءنا سيل يزعب زعباً أي يتدافع. وقال الليث: زعبت الإناء إذا ملأته. والرجل يزعب المرأة إذا جامعها فملأ فرجها بفرجه. وقال غيره: الزعيب والنعيب: صوت الغراب، وقد زعب ونعب بمعنى واحد. وزعب الرجل في قيئه إذا أكثر حتى يدفع بعضه بعضاً. وزعبت القرْبة إذا دفعت ماءها. وقال المبرد: الزاعبيُّ من الرماح: منسوب إلى رجل من الخزرج يقال له: زاعب كان يعمل الأسنة. قال: وقال الأصمعي: الزاعبيّ الذي إذا هُزَّ كأن كعوبه يجري بعضها في بعض للينه. وهو من قولك مرّ يزعب بحمله إذا مرّ سهلاً وأنشد:
ونصلٌ كنصل الزاعبيِّ فتيق
قال أراد: كنصل الرمح الزاعبيّ. وقال ابن شميل: الزاعبية: الرماح كلها. وقال شمر في قوله:
زعب الغرابُ وليته لم يزعب
يكون زعب بمعنى أبدل الميم باء، مثل عجب الذنب وعجمه. وقال ابن السكيت: الزُعْب: اللئام القصار. واحدهم زُعْبُوب على غير قياس. وأنشد الفرّاء في الزعب:
من الزعب لم يضرب عدواً بسيفه وبالفأس ضرَّاب رؤس الكرانفِ
وروى أبو تراب عن أعرابي من قيس أنه قال هذا البيت:
مجترئ بزعبه وزهبه
أي بنفسه. وزعب لي زُعْبَةً من ماله وزهب لي زُهبة إذا أعطاه قطعة وافرة. وأعطاه زهباً من ماله فازدهبه وزعباً فازدعبه أي قطعة. وقال الأصمعي: ازدعب الشئ إذا حمله، ومرّ به فازدعبه أي حمله.
زبع
الزْبع أصل بناء التزبُّع. أبو عبيد عن الأصمعي قال: المُتَزَّبعُ: الذي يؤذي الناس ويشارّهم. وقال متِّمم:
وإن تلقه في الشرْب لاتلق فاحشاً لدى الكأس ذا قاذورة مُتربعـا
وفي الحديث أن معاوية عزل عمرو بن العاص عن مصر. فضرب فسطاطه قريباً من فسطاط معاوية، وجعل يتزبّع لمعاوية.
قال أبو عبيد: التزّبع هو التَّغيَّظ وكل فاحش سئ الخلق مُتَزَبِّعٌ.
وقال أبو عمر: الزبيع: الرجل المدمدم في غضب. وهو المتزبع.
وقال الليث: الزوبعة: اسم شيطان.
ويكون الإعصار أبا زوبعة، يقولون فيه شيطان مارد.
وقال ابن دريد: زوْبَعةُ: ريح تدور ولا تقصد وجهاً واحداً، وتحمل الغبار، أُخذت من التزبع.
وروى عن المفضل: الزوبعة مشية الأحرد. قلت: ولاأدري من رواه عن المفضل، ولا أعتمد هذا الحرف ولا أحقه.
بزع
عمرو عن أبيه قال: البزيع: الظريف. وقال الليث: يقال: غلامٌ بزيعٌ، وجارية بزيعة إذا وصفا بالظرف والملاحة وذكاء القلب. ولايقال إلا للاحداث. قال: وبوزع: اسم رملة من رمال بني سعدٍ. قلت: وبوزع: اسم امرأة، كأنه فوعل من البزيع.
عزم
قال الله جلّ وعزّ: (فإذا عزم الأمر) سمعت المنذري يقول: سمعت أبا الهيثم يقول في قوله تعالى: (فإذا عزم الأمر) هو فاعل معناه المفعول، وإنما يُعْزم الأمر ولايعزم، والعزم للانسان لا للامر. قال: وهكذا كقولهم: هَلَك الرجلُ وإنما أُهلك.
وقال الزجاج في قوله (فإذا عزم الأمر): فإذا جدّ الأمر ولزم فرض القتال. قال: هذا معناه. والعرب تقول: عزمت الأمر وعزمت عليه.
قال الله تعالى: (وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم).
وقال الليث: العَزْمُ ما عقد عليه قلبك من أمر أنك فاعله. وتقول: ما لفلان عزيمة. أي لايثبت على أمرٍ يعزم عليه.
وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: خير الأمور عوازمها. وله معنيان: أحدهما: خير الأمور ما وكدّت عزمك ورأيك ونيّتك عليه، ووفيت بعهد الله فيه.
"وروى عن عبد الله بن مسعود أنه قال: إن الله-عز وجل-يحبّ أن تؤتى رخصه، كما يحب أن تؤتى عزائمه. قال أبو منصور: عزائمه: فر ائضه التي أوجبها وأمرنا بها".
وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: العَزْميُّ من الرجال: المُوفى بالعهد. والمعنى الثاني في قوله "خير الأمور عوازمها" أي فرائضها التي عزم الله عليك بفعلها. وأما قول الله جل وعز في قصة آدم: (ولم نجد له عزماً) فإن الفرّاء قال: لم نجد له صريمة ولاحزماً فيما فعل.
وقال أبو الهيثم: الصريمة والعزيمة واحدة، وهي الحاجة التي قد عزمت على فعلها. يقال: طوى فلان فؤاده على عزيمة أمرٍ. إذا أسرّها في فؤاده.
وأخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: العرب تقول: ماله معزم ولامعزم ولاعزيمة ولاعزم ولاعزمان.
وقال بعضهم في قوله: (ولم نجد له عزماً) أي رأياً معزوماً عليه. والَعزِيم والعزيمة واحد، يقال: إن رأيه لذو عزيم.
وقال الليث: العزيمة من الرُقي: التي يُعزم بها على الجن والأرواح.
وقال غيره: عزمت عليك لتفعلنَّ أي أقسمت. وعزم الراقي والحوّاء كأنه إقسام على الداء والحيّة.
وقال الليث: الاعتزام: لزوم القصد في الحضر. وأنشد لرؤبة:
إذا اعتزمن الرهو في انتهاض
والرحل يعتزم الطريق. يمضي فيه ولاينثني. وقال الأُرَيْقط:
معتزماً للطُرُق النواشط
وعزائم السجود: ماعُزم على قارئ آيات السجود أن يسجد لله فيها. والفرس إذا وصف بالاعتزام فمعناه تجليحه في حضره غير مجيب لراكبه إذا كبحه. ومنه قول رؤبة:
معتزم التجليح ملاّخ الملق
"حدثنا محمد بن معاذ عن عبد الجبار عن سفيان عن إسمعيل بن أبي خالد قال: سمعت قيساً يقول: سمعت الأشعث يقول لعمرو بن معد يكرب. أما والله لئن دنوت لأضرطنك، قال: كلاّ والله إنها لعزوم مفزعة أراد بالعزوم استه.
أراد أن لها عزما وليست بواهية فتضرط وإنما أراد نفسه. وقوله: مفزَّعة: بها تنزل الأفزاع فتجليها. عزوم: ذات صرامة وحزم. قال شمر: العزوم الصبور المجدة الصحيحة العقد. قال: والدُبُر يقال لها: أمّ عزم، يقال: كذبته أمُّ عزمه. شمر: عزمت عليك أي أمرتك أمراً جداً، وهي العزمة. وعزائم السجود: ماأمر السجود فيها. قال الأصمعي: العزوم من الإبل التي قد أسنت وفيها بقية من الشباب". وقال ابن الأعرابي: العَزْميُّ: بيَّاع التجير. قال والعُزُوم: عجم الزبيب واحدها عًزْم. قال والعَزُوم والعَرْزمُ: الناقة الهرمة الدلقم. قال والعزم: الصبر في لغة هذيل. يقولون: مالي عنك عزمٌ أي صبر. وقال جلّ وعزّ: (ولم نجد له عزماً). وأخبرني ابن منيع عن عليّ بن الجعد عن شعبة عن قتادة في قوله تعالى: (ولم نجد له عزماً) قال صبراً. وقال ابن الأعرابي: العُزُم: العجائز واحدتهن عزوم. قال والعزم: شجير الزبيب. وقال أبو زيد: عزمة الرجل: أسرته وقبيلته، وجماعها العُزَمُ. وقال أبو عمرو: العَزَمة: المصححون للمودة. وقال ابن شميل في قوله: عزمة من عزمات الله قال: حقٌ من حقوق الله أي واجب مما أوجبه الله. وقال في قوله تعالى: (كونوا قردة) هذا أمر عزم. وقوله: (كونوا ربانيين) هذا فرض وحُكمٌ. زمع الأصمعي: الزمع: رعدة تعتري الإنسان إذا همّ بأمر ورجلٌ زميع، وهو الشجاع الذي إذا أزمع الأمر لم ينثن عنه. والمصدر: الزماع. أبو عبيد عن الكسائي: أزمعت الأمر، وأنكر أزمعت عليه. قال شمر: وغيره يجيز أزمعت عليه. أبو عبيد: الزمع: الزيادة الناتئة فوق ظلف الشاة. الأصمعي: الزموع من الأرانب: التي "تقارب عدوها" وكأنها التي تعدو عل زمعتها، وهي الشعرات المُدلاة في مؤخر رجلها. أبو عمر: يقال منه: قد أزمعت أي عدت. وقال أبو زيد: الزمعة: الزائدة من وراء الظلف، وجمعها زمع. وقال الليث: الزمع: هنات شبه أظفار الغنم في الرسغ، في كل قائمة زمعتان كأنما خلقتا من قطع القرون قال وذكروا أن للأرانب زمعات خلف قوائمها. ولذلك تنعت فيقال لها: زموع. قال ويقال، بل الزموع من الأراتب النشيطة السريعة، تزمع زمعاناً أي تخف وتسرع. قال: ويقال لرذالة الناس: إنما هم زمعٌ، شبهوا بزمع الأظلاف. وقال الليث: الزَّماعة بالزاي: التي تتحرك من رأس الصبيّ في يافوخه. قال. وهي الرّماعة واللماعة. قلت: المعروف فيها الرَّماعة بالراء، وما علمت أحدا روى الزمَّاعة غير الليث والله أعلم. وقال ابن شميل: الزمعُ: الأبن تخرج في مخارج العناقيد. وقد أزْمعت الحبلة "إذا أعظمت زمعتها ودنا خروج الحجنة منها والحجنة والنامية شعب. فإذا عظمت الزمعة فهي البنيقة. وأكمحت الزمعة إذا أبيضت وخرج عليها مثل القطن، وذلك الإكماح، والزمعة أول شئ يخرج منه فإذا عظم فهو بنيقة". وقال الليث: أزمع النبت إزماعاً إذا لم يستو العُشب كله وكان قطعاً متفرقة وبعضه أفضل من بعض. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الزمعيُّ: الخسيس. والزَمْعيُّ: السريع الغضب. وهو الداهية من الرجال. سلمة عن الفرّاء قال: قزع قزعاناً وزمع زمعاناً وهو مشيٌ متقاربٌ. وقال ابن الأعرابي: جاء فلان بالأزامع أي الأمور المنكرات. قال: والزمع من النبات: شئ ههنا وشئ ههنا "مثل القزع في السماء. قال: والرشم من النبات مثل الزمع: رشمة ههنا ورشمة ههنا". وفي نوادر الأعراب: زمعةٌ من نبت ورمعة من نبت وزوعة من نبت ولمعة من نبت ورقعة من بنت بمعنى واحد. زعم أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: الزعم يكون حقاً، ويكون باطلاً. وأنشد في الزعم الذي هو حقّ: وإني أذينُ لـكـم أنـه سينجزكم ربّكم مازعم قال: والبيت لأمية. وقال: الليث: سمعت أهل العربية يقولون: إذا قيل: ذكر فلان كذا وكذا فإنما يقال ذلك لأمر يستيقنُ أنه حق. فإذا شُك فيه فلم يدر لعله كذب أو باطل قيل: زعم فلان. قال: وكذلك تفسر هذه الآية: (فقالوا هذا لله بزعمهم) أي بقولهم الكذب.
وسمعت المنذري يقول: سمعت أبا الهيثم يقول: تقول العرب قال إنه، وزعم أنه، فكسروا الألف مع قال، وفتحوها مع زعم؛ لأن زعم فعل واقع بها أي بالألف متعد إليها؛ ألاترى أنك تقول: زعمت عبد الله قائماً، ولاتقول: قلتُ زيداً خارجاً، إلا أن تدخل حرفاً من حروف الاستفهام فتقول: هل تقولهُ فعل كذا، ومتى تقولني خارجاً؟ وأنشد:
قال الخليط غدا تصدُّعنـا فمتى تقول الدار تجمعنا
فمعناه فمتى تظنّ ومتى تزعم.
وقال ابن السكيت في قوله:
عُلِّقتها عرضاً وأقتلُ قومـهـا زَعْماً لَعَمْرُ أبيك ليس بمزعمِ
قال يقول: كان حُبّها عرضاً من الأعراض اعترضني من غير أن أطلبه. فيقول: عُلِّقْتها وأنا أقتل قومها، فكيف أحبها وأنا أقتلهم أم كيف أقتلهم وأنا أحبها! ثم رجع على نفسه مخاطباً لها فقال: هذا فعل ليس بفعل مثلي. قال: والزعم إنما هو في الكرلام. يقال: أمرٌ فيه مُزاعم أي أمرٌ غير مستقيم، فيه منازعة بعدُ. قلت: والرجل من العرب إذا حدّث عّمن لايحقق قوله يقول: ولازعماته ومنه قوله:
"لقد خَطَّ رُوميُّ: ولازعماته"
أبو عبيد عن الأصمعي: الزعوم من الغنم التي لايدري أبها شحم أم لا. ومنه قيل: فلانٌ مُزاعم وهو الذي لايوثق به. عمرو عن أبيه قال: الزَعُوم: القليلة الشحم، وهي الكثيرة الشحم. وهي المُزْعمة. وهي التي إذا أكلها الناس قالوا لصاحبها توبيخاً له: أزعمت أنها سمينة. وقال أبو سعيد: أمرٌ مُزعم أي مُطمع وتزاعم القوم على كذا تزاعُماً إذا تظافروا عليه. قال، وأصله أنه صار بعضهم لبعض زعيماً. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الدَّيْنُ مقضيُّ والزعيمُ غارم. وقال الله تبارك وتعالى: (وأنابه زعيم) قلت: وماعلمت المفسّرين اختلفوا في قوله وأنابه زعيم. قالوا جميعاً: معناه: وأنباه كفيل. منهم سعيد بن جبير وغيره. أبو عبيد عن الكسائي قال: زعمت به أزعمُ به زَعْماً وزَعامة أي كفلت به. وأخبرني المنذريّ عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: زَعَم يزْعُمُ زعامةً إذا كفل. وزعم يزْعم زعماً إذا طمع وقال لبيد:
تطير عدائدُ الأشراك شفعاً ووتراً والزعامة للغلامِ
قال أبو العباس: الزعامة يقال: الشرف والزعامة يقال الشرف والرياسة. قال وقال غير ابن الأعرابي: الزعامة: الدرْع. وزعيم القوم سيدهم والمتكلم عنهم.
وقال الفراء: زعيم القوم سيدهم ومدرههم وقال الليث: يقال زُعْم وزَعْمٌ. قال: والزُعْم تميمية. والزَعْم حجازية. قال: وتقول: زعمت أني لاأحبها، وزعمتني لاأحبها، يجئ في الشعر. فأما في الكلام فأحسن ذلك أن توقع الزْعم على :ان" دون الاسم. وأنشد:
فإن تزعميني كنت أجهل فيكـم فإني شربت الحِلْم بعدك بالجهلِ
قال: ويقال: زعم فلان في غير مزْعم أي طمع في غير مطمع. قال والتزعم: التكذب وأنشد:
"فأيها الزاعم ما تزَعّمَا"
ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الزَعْمِيُّ الكذَّاب والزَعْمي الصادق.
وقال شمر: روى عن الأصمعي أنه قال: الزَعْم الكذب.
قال الكميت:
إذا الإكام اكتست مآلـيهـا وكان زَعْم اللوامع الكذبُ
يريد السراب. قال شمر: والعرب تقول أكذب من يلمع. وقال شُريح: زعموا كنيته الكذب: وقال شمر: الزعم والتزعم أكثر ما يقال فيما يُشك فيه ولا يُحَقَّق. وقد يكون الزعم بمعنى القول. ويروي للجعديّ يصف نوحاً:
نُودي قُمْ واركبنْ بأهلك إنَّ الله موُفٍ للناس مازعما
فهذا معناه التحقيق. والمِزْعامة الحيّة.
"وأخبرني المنذريّ عن ثعلب عن سلمة عن الفرّاء قال الكسائي: إذا قالوا: عُزَمةٌ صادقة لآتينك رفعوا، وحلفة صادقة لأقومنَّ قال: وينصبون يمينا صادقة لأفعلنَّ. قال: والزعم والزُعم والزِعم ثلاث لغات"
معز
المَعْزُ والمَعزُ: ذوات الشعر من الغنم. ويقال للواحد ماعز. ويجمع مِعْزيً ومَعيزاً.
وأخبرني المنذري تُصرف إذا شُبهت بِمفْعل. قال وأصله فِعْلي فلا تصرف. قال: وهو المعتمد عليه. قال: وكذلك دنيا لاتصرف: لأنها فُعْلي. قلت: الميم في المِعْزي أصلية. قال: ومن صرف دُنْيا شبَّهها بفُعْلل، والأصل ألاَّ تصرف. ويقال: رجل ماعز إذا كان حازماً مانعاً ماوراءه شهماً، ورجلٌ ضائن إذا كان ضعيفاً أحمق. قال ذلك ابن حبيب. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: المْزِي: البخيل الذي يجمع ويمنع. وقال الليث: الرجل الماعز: الشديد عِصْب الخَلْق؛ يقال ما أمعزه من رجل، أي ما أشده وأصلبه. والأمْعُوز: جماعة الثياثل من الأوعال. وقال غيره: رجل معَّاز: صاحب مِعْزيً. وقال الأصمعي: عظام الرمل ضوائنه، ولطافه: مواعزه. وقال: رجا ضائن: كثير اللحم. ورجل ماعز إذا كان معصوباً. وما أمعز رأيه إذا كان صلب الرأي. الرياشي عن الأصمعي قال الأمْعَز: المكان الكثير الحصى، والمَعْزاء مثله. وتجمع أماعز ومَعْزاواتِ. وربما جمعت على مُعْزٍ وأنشد الليث: جمادٌ بها البَسْبَاسُ يُرهِصُ مُعْزها بنات اللبون والصلامقة الحُمرا وقال مثمر قال ابن شميل: المَعْزاء: الصحراء فيها إشرافٌ وغِلظٌ، وهي طينٌ وحصى مختلطان غير أنها أرض صلبة غليظة الموطئ، وإشرافها قليل لئيم تقود أدنى من الدعوة وهي معرة من النبات. أبو عبيد عن أبي زيد: الأُمْعُوز: الثلاثون من الظباء إلى مازادت. وقال ابن شميل: المِعْزي للذكور والإناث، والمَعْز مثلها "والمعيز مثلها" وكذلك الضئين. مزع في الحديث: ماعليه مُزْعةُ لحمٍ معناه: ما عليه حُزة لحم وكذلك مافي وجهه لحادة لحم "روى ابن المبارك عن معمر عن عبد الله بن مسلم عن حمزة بن عبيد الله عن ابن عمر قال: لاتزال المسألة تأخذكم حتى يلقى الله مافي وجهه مزعة لحم" ويقال: مَزَّع فلان أمره تمزيعاً إذا فرقه. وقال الكسائي-فيما روى عنهى أبو عبيد-ما عليه مُزعة لحمٍ في باب النفي. وقال الليث المِزْعة من الريش والقطن كالمزقة "والبِتْكة" وجمعها مِزَعٌ ومُزاعةُ الشئ: سُقاطته: ثعلب عن ابن الأعرابي: المَزْعِيُّ النمام ويكون السيّار بالليل والقنافذ تمزع بالليل مَزْعاً إذا سعت فأسرعت. وأنشد الرياشي لعبدة بن الطبيب: قومٌ إذا دَمَسَ الظلام عليهـم حدجوا قنافذ بالنميمة تمزع تضرب مثلاً للنمام. "ومزع اللحم تمزيعا إذا قطعه وقال خبيب: وذلك فـي ذات الآلـه وإن يشـأ يبارك على أوصال شِلْو ممزَّع". وقال الليث: يقال مَزَع الظْبي يمزع إذا أسرع في عدوه. والمرأة تمزع القطن بيدها إذا زبَّدته تقطعه ثم تؤلفه فتجوّده بذلك. وقال ابن الأعر ابي: القُنْفُذ يقال له: المزَّاع. ويقال للظبي إذا عدا: مَزَع وقزع. عمرو عن أبيه: ماذقت مُزَّعة لحم ولا حِذْقة "ولاحذبة" ولا لحبةً ولا حرباء ولايربوعةً ولاملاكاً ولاملوكاً بمعنى واحد. عطد أبو العباس عن ابن الأعرابي: سَفَر عَطَّودٌ: شاقٌ شديد. وفي نوادر الأعراب: جبلٌ عَطَّودٌ وعَطَرَّد وعصود أي طويل. وقال ابن شميل: هذا طريق عطوَّدٌ أي بيِّن يذهب فيه حيث شاء. وقال الليث: العطوَّد السفر الشاقّ الشديد. وأنشد: فقد لقينـا سـفـراً عَـطـوَّدا يترك ذا اللون البصيص أسوْدا "قال: وبعض يقول: عطوَّط. وقال الفرّاء: العطوَّد: الطويل. وقال أبو عبيد: العَطوَّد الانطلاق السريع. ويقال" ذهب يوماً عطوَّد أي يوماً أجمع وأنشد: أقم أديم يومها عـطـوَّدا مثل سُرى ليلتها أو أبعدا عذط أبو العباس عن ابن الأعرابي: العذيْوط هو: الزُمَّلق والزلق وهو الثموت والثَّتَّ. وقال: العذيوطة من النساء: التي تحدث إذا أُتيت وهي التيتاءة "ويقال: رجلُ تيتاء إذا كان كذلك" وقال شمر: العذيوط الذي إذا غشى المرأة أكسل أو أحدث. وقال الليث: العذيَوْط: الذي إذا أتى أهله أبدى. والجميع العذاويط والعذابيط. وقد عذيط الرجل يُعذَيط عَذْيطةً. ويجمع أيضاً على عذيوطين. ومنهم من يقول عظيوطْ بالظاء. ذعط الأصمعي: الذاعط: الذابح. ذعطه إذا ذبحه. وقال الهذلي: إذا وردوا مصرهم عوجلـوا من الموت بالهِميْمع الذاعط وقال الليث: الذعط: الذبح نفسه. وقد ذعطته بالسكين، وذعطته المنية وسحطته. ثطع
أبو العباس عن سلمة عن الفراء قال: الثطاعي مأخوذ من الثطاع وهو الزكام. وقال الليث: ثطع فهو مثطوع. وهو مثل الزكام والسعال. ثعط "عمرو عن أبيه": ثعط اللحم ثعطاً إذا أنتن. وأنشدني أبو بكر الإيادي: يأكل لحماً بائتاً قد ثـعـطـا أكثر منه الأكل حتى خرطا قال وخرط به أي غصّ به. وقال أبو عمرو: إذا مذرت البيضة فهي الثعطة. وقال بعض شعراء هُذيل "يهجو نساء": يثعطن العراب وهن سُودُ إذا خالسْنه فُلُـحٌ فِـدامُ العَراب: فثم الخزم، واحدته عَرابة. يثعطنه: يرضخنه ويدققُنْه. فُلْح: جمع لبفَلْحاء الشفة قدام: هرمات. عطر قال الليث: العِطْر: اسم جامع لهذه الأشياء التي تعالج للطيب. وبياعه: العَطّار، وحرْفته: العطارة. ورجلٌ عَطِر وامرأة عطرة إذا تعاهدا أنفسهما بالطيب. وقال غيره: رجلٌ عَطِر وامرأة عَطِرة إذا كانا طيبيّ ريح الجِرْم وإن لم يتعطرا. وقال ابن الأعرابي: رجلٌ عاطرٌ، وجمعه عُطُر، وهو المحبّ للطيب. وقال: رجلٌ عاطر وعَطِر ومعطار ومعيطر. والمرأة مثله. وزاد غيره: يقال امرأة عطرة مطرة بضة مضة. قال: والمطرة: الكثيرة السواك. وأخبرني المنذريّ عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: ناقة معْطرة ومعطار وعرْمس أي كريمة. وروى أبو العباس عن عمرو عن أبيه: تأطرت المرأة وتعطرت إذا أقامت في بيت أبويها ولم تتزوّج. وقرأت في كتابه المعاني للباهليّ في قول الراجز: لهفي على عَنْزين لاأنساهما كأنَّ ظل حجرٍ صغراهما وصالغٌ معطرة كبراهما. قال معطرة: حمراء. وجعل الأخرى ظل حجر لأنها سوداء. "قال شمر: ناقة عطَّارة وعطرة وتاجرة إذا كانت نافقة في السوق. وقال أبو عبيدة، يقال: بطني أعطري وسائري فذري يقال ذلك لمن أتاك بما لا يحتاج إليه ويمنعك ما تحتاج إليه، كأنه في التمثيل رجل جائع أتى قوماً فطيَّبوه". عرط أهمله الليث: وقال أبو الحسن اللحياني: العقرب يقال لها أُمّ العريط. ويقال عرط فلان عرض فلان واعترطه إذا اقترضه بالغيبة وأصل العَرْط: الشقّ حتى يدْمى. طعر روى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: الطَعْر إجبار القاضي الرجل على الحكم. قلت: وهذا منا أهمله الليث. وهو حرف غريب لم يروه غير أبي عُمر صاحب كتاب الياقوت. وقال ابن دريد في كتابه: طعر فلان جاريته طَعْراً ورطعها رطعاً، يكنى به عن الجماع. ولم أسمعها لغيره ولاأدري ماصحتها. قال، وقال: اعترط الرجلُ إذا أبعد في الأرض. عطل ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الطاعل: السهم المقوَّم. والطَعْل: القدْح في الأنساب. قلت: وهما حرفان غريبان لم أسمعهما لغيره. لعط أهمله الليث أيضاً، وهو معروف. قال النضر بن شميل-فيما قرأت بخطّ شمر له-: اللُعْط: مالزق بنجفة الجبل. يقال خذ اللُعْط يافلان. ومرّ فلان لاعطا أي مَرّ مُعارضاً إلى جنب حائط أو جبل. وذلك الموضع من الحائط والجبل يقال له: اللُّعط. والملاعطُ: المراعي حول البيوت. يقال: إبل فلان تلعط الملاعط أي ترعى قريباً من البيوت وأنشد شمر: ما راعني إلا جَناحٌ هابطـاً على البيوت قَوَطه العُلابطا قال: وجناح: اسم راعي غنم. وجعل هابطها واقعاً وقال غيره: لعطني فلان بحقي لعطاً أي لواني به ومطلني. وروى أبو عمرو عن ثعلب عن ابن الأعرابي: ألعط الرجلُ إذا مشى في لُعْط الجبل وهو أصله. ويقال لَعْط الجبل أيضاً. ورأيته لاعطاً أي ماشياً في جنب الجبل. أبو عبيد عن أبي زيد: نعجة لعطاء وهي التي بِعُرْض عُنقها لُعطة سوداء وسائرها أبيض. قلت: وهذه الحروف كلها صحيحة وقد أهملها الليث. عطل أبو عبيد عن الفراء: امرأة عاطل بغير هاء: لاحُليّ عليها. قال: وامرأة عُطُلٌ مثلها. وأنشدنا القنانيّ: ولو أشرفت من كفَّة الستر عاطلاً لقلت غزالٌ ما عليه خضـاض وقال الشماخ: يا ظــبـــيةً غ عُطُلاً حُسُانة الجيد
وقوسٌ عُطُل: لاوتر عليها. والأعطال من الخيل: التي لاأرسان عليها. وقال الليث: "عطلتِ المرأة تَعْطل" عطلاً وعُطولاً وتعطلَّت إذا لم تلبس الزينة وإذا تُرك الثغر بلا حام يحميه فقد عُطِّل. والمواشي إذا أهملت بلاراع فقد عُطلت وكذلك الرعية إذا لم يكن لها والٍ يسوسها فهم معطلون، وقد عطلوا أي أهملوا. وبئر معطلة لايسقى منها ولاينتفع بمائها. وتعطيل الحدود: ألاَّتقام على من وجبت عليه. وعُطِّلت الغلات والمزارع إذا لم تعمر ولم تحرث. وسمعت العرب تقول فلان ذو عطلة إذا لم تكن له صنعة يمارسها. ودلوٌ عطلة: إذا تقطع وذمها فتعطلَّت من الاستقاء بها "وفي حديث عائشة في صفة أبيها: فرأب الثأي وأوذم العطلة أرادت أنه ردّ الأمور إلى نظامها وقوَّى أمر الإسلام بعد ارتداد الناس، وأوهى أمرلا الرَّدة حتى استقامت له الناس". والعطيل: شمراخ من شماريخ فُحّال النخل يؤبر به. سمعته من أهل الأحساء. والعطل: تمام الجسم وطوله. وامرأة حسنة العطل إذا كانت حسنة الجُرْدة.
وقال أبو عمرو: ناقة حسنة العطل وهي ناقة عطلة إذا كانت تامة الجسم والطول. ونوق عطلات. وقال لبيد: فلا نتجاوز العطلات منـهـا إلى البكر المقارب والكزوم وقال الليث: شاة عطلة: يعرف في عنقها أنها غزيرة. والعيطل: الناقة الطويلة في حسن منظر وسمن. وقال ابن كلثوم. ذراعي عَيْطلٍ أدماء بِكْـر هجان اللون لم تقرأ جنينا وقال الليث: امرأة عَيْطلٌ: طويلة من النساء في حسن جسم. وامرأة عطلة ذات عطلٍ أي حسن جسيم. وأنشد أبو عمرو: ورهاء ذات عَطلٍ وسيمُ ووأيت بالسَّوْدة من ديارات بني سعد جبلاً منيفاً يقال له: عطالة وهو الذي يقول فيه القائل: خليليّ قوما في عطالة فانظـرا أناراً ترى من ذي أبانين أم برقا وقال شمر: التعطل: ترك الحلي. والمعْطال من النساء: التي تكثر التعطل. وقال ابن شميل: المعطال من النساء: الحسناء التي لاتبالي ألا تتقلد قلادة لجمالها وتمامها. قال ومعاطل المرأة: مواقع حليها. وقال الأخطل: زانت معاطلها بالدُرّ والذهبِ قال ويقال: امرأة عطلاء: لاحليّ عليها. علط أبو عبيد: سمعت الأصمعي يقول ناقة عُلْط: بلاخطام. قال أبو عبيد: وقيل ناقة عُلُط لاسمة عليها. وقال الأحمر: العلاط سمة في العنق بالعرض وقد عَلَطْتها أعلُطها عَلْطاً. وقال غيره: علاطا الحمامة طوقها في صفحتي عنقها بسوادٍ. وأنشد: من العلط سفعاء العلاطين بـادرت فر وع أشاء مطلع الشمس أسحما وقال ابن السكيت: العُلْطة: القلادة. وأنشد: جاريةٌ من شعب ذي رُعين حيَّاكة تمشي بعلطـتـين وقال أبو زيد: علطت البعير علطاً إذا وسمته في عنقه. قال: وعلَّطته تعليطاً إذا نزعت حبله من عنقه. وهو بعير عُلُط من خطامه. وقال ابن دريد: العُلْطة سواد تخطه المرأة في وجهها تتزين به. وكذلك اللُعطة. قال: ولعطة الصقر: سُفْعة في وجهه. أبو العباس عن ابن الأعرابي: العُلُط: الطوال من النوق. والعُلُط أيضاً: القصار من الحمير. قلت. وهذا من نوادر ابن الأعرابي. وقال: الإعليط: وعاء ثمر المرْخ. وأنشد: كإعليط مرخٍ إذا ماصفرْ شبّه به أُذن الفرس. وقال الليث: عِلاط الإبرة: خيطها. وعلاِط الشمس: الذي كأنه خيط إذا نظرت إليها. وكذلك النجوم. وأنشد: وأعلاط النجوم مُـعَـلَّـقـاتٌ كحبل الفرْق ليس له انتصاب قال الفرق: الكتَّان. قلت: ولاأعرف الفرق بمعنى الكتان. وقال غيره: أعلاط الكواكب هي النجوم المسماة المعروفة كأنها معلوطة بالسمات. وقال بعضهم: أعلاط الكواكب هي الدراري التي لاأسماء لها من قولهم: ناقة عُلُط: لا سمة عليها ولاخطام. ونوق أعلاط. والاعلوَّاط: ركوب الرأس والتقحم على الأمور بغير روية. يقال: اعلوَّط فلان رأسه، واعلوَّط الجمل العنَّاقة يعلوِّطها إذا تسدَّاها ليضربها. وهو من باب الأفعوّال مثل الاخروّاط والاجلوَّاذ. طلع
يقال: طلعت الشمس تُطلع طُلُوعاً ومَطْلعاً فهي طالعة. وكذلك طلع الفجر والنجم والقمر. والمطلع: الموضع الذي تطلع عليه الشمس وهو قوله تعالى: (حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم). وأما قول الله جلَّ وعزّ: (سلام هي حتى مطلع الفجر) فإن الكسائي قرأها. (هي حتى مطلِع الفجر) بكسر اللام. وكذلك روى عبيد عن أبي عمرو بكسر اللام. وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر واليزيديّ عن أبي عمرو وعاصم وحمزة (هي حتى مطلع الفجر) بفتح اللام. وقال الفرّاء: أكثر القرّاء على مطلَع. قال: وهو أقوى في قياس العربية؛ لأن المطلع بالفتح هو الطلوع، والمطلِع بالكسر هو الموضع الذي يُطْلَع منه. إلا أن العرب تقول: طلعت الشمس مطلعاً فيكسرون وهم ير يدون المصدر. وقال: إذا كان الحرف من باب فَعَلَ يَفْعُل-مثل دَخَلَ يدخُل وخرج يخرج وما أشبههما-آثرت العرب في الأسم منه والمصدر فتح العين إلا أحرفاً من الأسماء ألزموها كسر العين في مفعل. من ذلك المسجِد والمطلِع والمغرِب والمشرِق والمَسْقِط والمفرِق والمَجْزِر والمسكِن والمرفق والمنسِك والمنبِتُ فجعلوا الكسر علامة للاسم، والفتح علامة للمصدر. قلت أنا: والعرب تضع الأسماء مواضع المصادر، ولذلك قرأ من قرأ (هي حتى مطلِع الفجر) لأنه ذهب بالمطلِع-وإن كان اسماً-إلى الطلوع مثل المطلَع. وهذا قول الكسائي والفرّاء. وقال بعض البصريين: من قرأ (مطلِع الفجر) بكسر اللام فهو اسم لوقت الطلوع. قال ذلك الزّجاج، وأحسبه قول الخليل أو قول سيبويه. وقال الليث: يقال طلع فلان علينا من بعيد. قال: وطلْعته: رؤيته. يقال حيّا الله طَلْعَتَك. قال واطَّلَع فلان إذا أشرف على شئ. وأطلع غيره. وقول الله جلّ وعزّ: (قال هل أنتم مُطَّلِعُون فاطَّلَع) القرّاء كلهم على هذه القراءة، إلا ما رواه حسين الجعْفي عن أبي عمرو أنه قرأ "هل أنتم مُطْلِعون-ساكنة الطاء مكسورة النون-فأُطلِع" بضم الألف وكسر اللام على "فأُفعِلْ" قلت: وكسر النون في مُطْلِعُون شاذَّ عند النحويين أجمعين، ووجهه ضعيف. ووجه الكلام على هذا المعنى: هل أنتم مُطْلِعي وهل أنتم مُطْلِعُوه بلانون؛ كقولك: هل أنتم آمروه وآمريّ. وأما قول الشاعر: هم القائلون الـخـير والآمِـرُونـهُ إذا ماخشوا من محدث الأمر مُعظما فوجه الكلام: والآمرون به. وهذا من شواذّ اللغات. والقراءة الجيدة الفصيحة هل أنتم مُطّلعون فاطلَّع. ومعناها: هل تحبون أن تتطَّلعوا فتعلموا أين منزلتكم من منزلة أهل النار فاطلَّع فرأى قرينه في سوء الجحيم أي وسط الجحيم. وإن قرأ قارئ: هل أنتم مُطلِعُون بفتح النون فأطْلَع فهي جائزة في العربية، وهي بمعنى هل أنتم طالِعُون ومطّلعُون. يقال: طَلَعْت عليهم واطلّعت عليهم بمعنىً واحد. وقال ابن السكيت: يقال: نخلة مُطْلِعة إذا طالت النخلة التي بحذائها فكانت أطول منها. وقد أطْلَعْتُ من فوق الجبل واطَلَعْت بمعنىً واحد. وقال أبو زيد: يقال أطْلَعَ النخل الطَلْعَ إطلاعاً، وطَلَع الطَلْعُ يَطْلُع طلوعاً، وطَلَعتُ على أمرهم أطلعُ طُلُوعا، واطلّعت عليهم اطلاعاً وطَلَعْتُ في الجبل أطلُعُ طلوعاً "إذا أدبرت فيه حتى لايراك صاحبك" وطلعت على صاحبي طلوعاً إذا أقبلت عليه "أبو عبيد في باب الحروف التي فيها اختلاف اللغات والمعاني: طلْعت الجبل أطلعه، وطلعت على القوم أطْلُع. قال: وقال أبو عبيدة فيهما جميعاً: طَلَعت أطْلُع" وأقرُ أني الإيادي عن شمر لأبي عبيد عن أبي زيد في باب الأضداد: طلعت على القوم أطْلع طُلُوعاً إذا غبت عنهم حتى لايروك، وطلعت عليهم إذا أقبلت إليهم حتى يروك. قلت: وهكذا روى الحرّاني عن ابن السكيت: طلعت عليهم إذا غبت عنهم، وهو صحيح جُعْل "عَلَى" فيه بمعنى "عن" كما قال الله جلّ وعزّ: (ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس) معناه إذا اكتالوا عن الناس ومن الناس، كذلك قال أهل اللغة أجمعون. وأخبرني المنذريّ عن أبي الحسن الصَيْداوي عن الرياشيّ عن الأصمعي قال: الطِلْعُ: كل مطمئن من الأرض ذات الربْوة إذا أطْلَعْته رأيت مافيه. ومن ثمّ يقال أطْلِعني طِلْع أمرك. ويقال: أطلَع الرجل إطلاعاً إذا قاء. وقال الليث: طليعة القوم: الذين يبعثون ليطّلعوا طِلْع العدوّ. ويسمى الرجل الواحد طليعة "والجميع طليعة" والطلائع الجماعات. قلت: وكذلك الربيئة والشِّيفة والبَغَّيِة بمعنى الطليعة، كل لفظة منها تصلح للواحد والجماعة. ورُوى عن عمر بن الخطاب أنه قال عند موته: لو أنَّ لي ما في الأرض جميعاً لافتديت به من هَوْل المُطّلَع. قال أبو عبيد قال الأصمعي: المُطّلَع هو موضع الاطلاع من إشراف إلى الانحدار فشبه ما أشرف عليه من أمر الآخرة بذلك. قال وقد يكون المُطَّلَع المَصْعَد من أسفل إلى المكان المُشْرف. قال: وهذا من الأضداد. ومنه حديث عبد الله بن مسعود في ذكر القرآن: لكل حرف حدّ ولكل حدّ مُطّلَع: معناه: لكل حد مَصْعد يُصْعد إليه يعني: من معرفة علمه. ومنه قول جرير: إني إذا مُضر عَلَيَّ تحدَّبـتْ لاقيت مُطَّلَع الجبال وُعُورا ويقال: مُطَّلَع هذا الجبل من كذا وكذا أي مَصْعده ومأتاه. وقد رُوى في حديث عمر هذا أنه قال: لو أن لي طلاع الأرض ذهباً لافتديت به من هول المُطَّلَع. قال أبو عبيد: وطلاع الأرض: مْلؤها حتى يطالع أعلى الأرض فيساويه. ومنه قول أوس بن حجر يصف قوساً وأن مَعْجِسها يملأ الكف فقال: كَتُومُ طلاع الكـفّ لادون مـلـئهـا ولاعَجْستها عن موضع الكفّ أفضلا وقال الليث: طلاع الأرض في قول عمر: ما طلعت عليه الشمس من الأرض. والقول ما قاله أبو عبيد. وقال الليث: والطلاع هو الاطلاّع نفسه في قول حُميد بن ثور: وكان طلاعاً من خصاصٍ ورِقْبةً بأعين أعداء وطرْفاً مُقَسَّـمـا قلت: قوله: وكان طلاعاً أي مُطالعة يقال طالعته مطالعة وطلاعا. وهو أحسن من أن تجعله اطلاعاً؛ لأنه القياس في العربية. وقال الليث: يقال: إن نفسك لُطَلعة إلى هذا الأمر، وإنها لَتَّطلع إليه أي لتنازع إليه. وامرأة طُلَعَةٌ قُبعةٌ: تنظر ساعة ثم تختبئ ساعة. وقول الله جلّ وعزّ: (نار الله الموقدة التي تطَّلِعُ على الافئدة) قال الفرّاء: يقول يبلغ ألمها الأفئدة. قال والاطلاِّع والبلوغ قد يكونان بمعنىً واحد. والعرب تقول متى طَلَعْت أرضنا أي متى بلغت أرضنا. و"قال غيره": تطلَّعُ على الافئدة توفي عليها فتحرقها، من اطلعت إذا أشرفت. قلت: وقول الفرّاء أحبّ إليّ وإليه ذهب الزّجاج. ويقال: طلَعْتُ الجبل إذا علوته أطْلَعهُ طُلُوعاً وفلان طلاّع الثنايا وطلاّع أنجد إذا كان يعلو الأمور فيقهرها بمعرفته وتجاربه وجودة رأيه والأنجد جمع النَجْد وهو الطريق في الجبل، وكذلك الثَنيَّة. ومن أمثال العرب: هذه يمين قد طَلَعت في المخارم وهي اليمين التي تجعل لصاحبها مخرجاً. ومن هذا قول جرير: ولا خير في مال علـيه ألـيَّة ولا في يمين غير ذات مخارمِ والمخارم: الطرق في الجبال أيضاً، واحدها مخرم. والطالعُ من السهام: الذي يقع وراء الهدف، ويُعْدل بالمقَرْطٍِ. وقال المرّار: لها أسهمٌ لاقاصرات عن الحشـى ولا شاخصاتٌ عن فؤادي طوالعُ أخبر أن سهامها تصيب فؤاده وليست بالتي تقصر دونه أو تجاوزه فتخطئه. وقال ابن الأعرابي: رُوى عن بعض الملوك أنه كان يسجد للطالع معناه: أنه كان بخفض رأسه إذا شخص سهمه فارتفع عن الرميَّة، فكان يطأطئ رأسه ليتقوم السهم فيصيب الدارة. ويقال اطلَّعت الفجر اطلاعاً أي نظرت إليه حين طلع. وقال: نسيمُ الصَبا من حيث يُطلّع الفجر وحكى أبو زيد: عافى الله رجلاً لم يتطلّع في فيك، أي لم يتعقب كلامك. ويقال: فلان بطلع الوادي، وفلان طِلْع الوادي، بغير الباء. قال، واستطلعت رأي فلان إذا نظرت ما رأيه. وطلع الزرع إذا بدا يطلعُ إذا ظهر نباته. وأطْلَعت النخلة إذا أخرجت طَلْعها. وطَلْعها: كُفُرَّاها قبل أن تنشق عن الغريض. "والغريض يسمى طَلْعاً أيضاً، وحكى ابن الأعرابي عن المفضل الضبيّ أنه قال: ثلاثة تؤكل ولاتسمن، فذكر الجُمَّار والطَلْع والكمأة، أراد بالطَلْع: الغريض" الذي ينشق كافوره، وهو أول ما يُرى من عذق النخلة. الواحدة طَلْعة. وقال ابن الأعرابي: الطَوْلَع الطُلعاء وهو القئ. عمرو عن أبيه: من أسماء الحيّة الطِلْع والطلّ. وأخبرني بعض مشايخ أهل الأدب عن بعضهم أنه قال: يقال أطَلَعت إليه معروفاً مثل أزْلَلْتُ.
وقال شمر: يقال ما لهذا الأمر مُطَّلعٌ ولامَطْلَع أي ماله وجه مَاُتىً يؤتى منه. ويقال مَطْلِع هذا الجبل من مكان كذا أي مصعده ومأتاه. وأنشد أبو زيد: ماسُدَّ من مَطْلَع ضاقت ثنـيتـه إلا وجدت سواءَ الضِّيق مُطَّلعا ويقال أطلعني فلان وأرهقني وأذلقني وأقحمني أي أعجلني. وطُوَيْلع: ركيّة عادية بناحية الشواجن عذبة الماء قريبة الرشاء وطلَّعت كيله أي ملأته جِدّا حتى تطَلَّع أي فاض قال: كنت أراها وهي توقي محلبا حتى إذا ما كيلها تطلَّـعـا وقدح طلاع: ممتلئ. وعين طلاعة: ممتلئة. قال: أمرُّوا أمرهم لنويً شطونٍ فنفسي من ورائهم شعاعُ وعيني يوم بانوا واستمرُّوا لنيَّتهم وما رَبَعوا طلاعُ وطَلَعْت الجبل: علوته. وأطْلَعت منه: انحدرت نحو فرعت الجبل علوته وأفرعت انحدرت ومرَّ مُطَّلعاً لذلك الأمر أي غالباً له ومالكاً. وهو على مطلع الأكمة أي ظاهر بيِّن. وهذا مثل يضرب للشئ في التقريب. يقال: الشرّ يُلقى مطالع الأكم، أي ظاهر بارز. قال ابن هرمة: صادتك يوم الملا من مصغرٍ عرضاً وقد تُلاقي المنايا مطلـع الأكـمِ وطُلع الشمس: طُلُوعها. قال: باكر عَوفاً قبل طَلْع الشمس لطع الليث: لَطِع الإنسان الشئ يَلْطعهُ لَطْعاً إذا لحسه بلسانه. قال: والألطع: الرجل الذي قد ذهبت أسنانه، وبقيت أسناخها في الدُرْدرُ. قال ويقال بل اللَّطعُ: رقّة في شفة الرجل الألطع وامرأة لَطْعاء. وأخبرني المنذري عن ثعلب عن سلمة عن الفرّاء: امرأة لَطْعاء بيّنة اللطع إذا انسحقت أسنانها فلصقت باللثة، وقد لطعت الشئ ألْطعهُ لَطْعاً إذا لعقته. قال: وقال غيره لَطِعْته بكسر الطاء. وقيل: امرأة لطعاء: قليلة لحم الرّكب. وفي نودار الأعراب. لَطَعته بالعصا. قال والطعْ اسمه أي أثبته، الطَعْهُ أي امحه. وكذلك اطلِسْه. وقال ابن دريد: اللطع بياض الشفة واللطع قلة لحم الفرج واللطعُ أن تتحات الأسنان. واللطْعُ لَطُعك الشئ بلسانك ولَطْعته بالعصا: ضربته ولطعت عينه: ضربتها ولطمتها. ولطعت الغرض: رميته فأصبته ولطعت البئر: ذهب ماؤها: والناقة اللطعاء: التي ذهب فمها من الهرم. ولطع إصبعه ولعق إذا مات. ولطع الشراب والتطعه: شربه. قال: ولطعة الذئب على صوته وصنعة السُرفة والدَّبر. واللطع: الحنك والجميع: ألطاع. عطن رُوى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن الصلاة في أعطان الإبل. أخبرني المنذريّ عن الحرّاني عن ابن السكيت قال: العطن: مبرك الإبل حول الماء. وقد عطنت الإبل على الماء وعَطَّنت، وأعْطَنْتها أنا إذا سقيتها ثم أنختها في عطنها لتعود فتشرب. وأخبرني عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: قومٌ عُطانٌ وعطنة وعُطون وعاطنون إذا نزلوا في أعطان الإبل. ولايقال: إبل عُطَّان. وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: رأيتنُي أنزع على قليب، فجاء أبو بكر فاستقى وفي نزعه ضعفٌ والله يغفر له، فجاء عمر فنزع فاستحالت الدلو في يده غرباً فأروى الظمئة حتى ضربت بعطنٍ قال ابو السكيت: قوله: ضربت بعطنٍ يقال ضربت الإبل بعطنٍ إذا رويت ثم بركت على الماء. وأخبرني عبد الملك عن الربيع عن الشافعي في تفسير قوله: ثم ضربت بعطنٍ بنحو مما قاله ابن السكيت. وقال الليث: كل مَبْرك "يكون مألفاُ للابل" فهو عَطَنٌ لها بمنزلة الوطن للغنم "والبقر" قال: ومعنى معاطن الإبل في الحديث: مواضعها. وأنشد: ولا تكلِّفني نفسي ولا هـلـعـي حرْصاً أقيم به في مَعْطن الهُون قلت ليس كل مناخ للابل يسمى عطناً. ولامعطناً. وأعطان الإبل ومعاطنها لاتكون إلا مباركها على الماء. وإنما تعطن العرب الإبل على الماء حين تطلع الثريا، ويرجع الناس من النجع إلى المحاضر، وتُعْطن يوم وِرْدها فلا يزالون كذلك إلى وقت طلوع سهيل في الخريف، ثم لايُعطنُونها بعد ذلك، ولكنها ترد الماء فتشرب شربتها وتصدر من فورها.
وفي حديث عمر أنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وفي بيته أُهب عًطنة. قال أبو عبيد: العَطِنة: المنتنة الريح. قلت: ويقال عَطَنْت الجِلْد أعْطنه عَطْناً إذا جعلته في الدباغ وتركته فيه حتى يتمرط شعره وينتن، فهو معطون وعطين. وقد عطن الجلد عطناً إذا أنتن "وأمْرق عنه وبرهُ أو صوفه. ويقال للذي يستقذر: ماهو إلا عطينة، من نتنه. وقال أبو زيد: عطن الأديم إذا أنتن" وسقط صوفه في العطن. والعَطْنُ: أن يُجعل في الدباغ. قال أبو عبيد. وقال أبو زيد: موضع العطن العطنة قال: والعَطْن في الجلد: أن يؤخذ الغلقة وهو ضربٌ من النبات يدبغ به أو فرثٌ يُلقى فيه الجلد حتى ينتن ثم يلقى بعد ذلك في الدباغ. وفلان واسع العطن والبلد، وهو الرَحْب الذراع. عنط أبو عبيد عن الأصمعي: العَنَطْنطُ: الطويل من الرجال. وقال الليث: واشتقاقه من عنط ولكنه أردف بحرفين في عجزه. وأنشد: يَمْطو السُرى بُعنق عَنَطْنَطِ قال: وامرأة عَنَطْنَطة: طويلة العُنُق مع حُسن قوام. قال: وعنطها: طول قوامها وعنقها لايجعل مصدر ذلك إلا العنط. قال: ولو جاء في الشعر عَنْطنطتها في طول عنقها جاز ذلك في الشعر. قال وكذلك أسدٌ غشَمْشمٌ بيّن الغشم، ويومٌ عصبصبٌ بين العصابة. ثعلبٌ عن ابن الأعرابي: اعنط: جاء بولدٍ عنطنطٍ. طعن الليث: طعنه بالرمح يَطْعُنُه طَعْناً. وطَعَن بالقول السئ يطعن طعناناً. واحتج بقوله: وأبي الكاشحون ياهندُ إلا طعنا ناً وقول مالا يقال ففرق بين المصدرين، وغيره لم يفرق بينهما. وأجاز للشاعر طعناناً في البيت: لأنه أراد: أنهم طعنوا فيه بالعيب فأكثروا، وتطاول ذلك منهم، وفعلان يجئ في مصادر ما يتطاول ويتمادى ويكون مناسباً للميل والجور. قال الليث: والعين من يطعن مضمونة. قال: وبعضهم يقول: يَطْعن بالرمح ويطعن بالقول فيفرق بينهما. ثم قال الليث: وكلاهما يَطْعن. وقال أبو العباس قال الكسائي: لم أسمع أحداً من العرب يقول يطعن بالرمح ولا في الحسب، إنما سمعت يَطْعنُ. قال: وقال الفرّاء: سمعت أنا يطعن بالرمح. وقال الليث: الإنسان يَطْعنُ في المغازة ونحوها إذا مضى فيها "قلت: ويقال: طَعَن فلان في السن إذا شخص فيها" وطعن غُصْنٌ من أغصان الشجرة في دار فلان إذا مال فيها شاخصاً. "وأنشدني المنذري عن أبي العباس" لمُرْك بن حصين يعاتب قومه: وكنتم كأُمٍ لَبَّة طعن ابنـهـا إليها فما درَّتْ عليه بساعد قال: طعن ابنها إليها أي نهض إليها وشخص برأسه إلى ثديها، كما يَطْعن الحائط في دار فلان إذا شخص فيها. ويقال: طعنت المرأة في الحيضة الثالثة أي دخلت. وقال بعضهم: الطَعْنُ: الدخول في الشئ. ويقال طُعن فلان فهو مطعون وطعين إذا أصابه الداء الذي يقال له: الطاعون. ويقال: تطاعن القوم في الحرب واطَّعنوا إذا طعن بعضهم بعضاً: والتفاعل والافتعال لايكاد يكون إلا باشتراك الفاعلين فيه؛ مثل التخاصم والاختصام، والتعاور والاعتوار. ورجلٌ طعِّين: حاذق بالطعان في الحرب. نطع أبو عبيد عن الكسائي: هو النَطْع والنَطَعُ والنِطْعُ والنِطع. وجمعه أنطاع. وقال الليث: النِطَعُ: ماظهر من الغار الأعلى، وهي الجلدة المُلْزقة بعظم الخُليقاء فيها آثار كالتخزيز. والجميع النُطوع. والتنطع في الكلام: التعمق فيه، مأخوذ منه قلت. وفي الحديث: هلك المتنطعون وهم المتعمقون الغالون. ويكون: الذين يتكلمون بأقصى حلوقهم تكبّراً؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: إنّ أبغضكم إليّ الثرثارون المتفيقهون. وسأفسره في موضعه. وقال أبو سعيد: يقال وطئنا نطاع بني فلان أي دخلنا أرضهم. قال وجناب القوم نطاعهم. قلت: ونَطَاع بوزن قطام: ماءة في بلاد تميم قد وردتها يقال شربت إبلنا من ماء نطاع، وهي ركيّة عذبة الماء غزيرته. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: النُطُعُ: المتشدقون في كلامهم وقال ابن الفرج: سمعت أبا السميدع يقول: تنَّطع في الكلام وتنطَّس إذا تأنق فيه. وقال ابن الأعرابي: النُطاعة والقُطاعة والعُضاضة: اللقمة يؤكل نصفها ثم ترد إلى الخوان وهو عيبٌ. فلان لاطع ناطع قاطع. نعط ناعطٌ: حصن في رأس جبلٍ بناحية اليمن قديمٌ كان لبعض الأذواء.
وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي أنه قال: النُعْط: المسافرون سفراً بعيداً، بالعين. قال والنُعُط: القاطعو اللقم بنصفين فيأكلون نصفاً ويُلقون النصف الآخر في الغضار. وهم "النُعُط" والنُطع واحدهم ناعط وناطع وهو السيئ الأدب في أكله ومروءته وعطائه. قال: ويقال: نعط وأنطع إذا قطع لقمة قال: والنُغُط بالغين: الطوال من الناس. عطف قال الله جلّ وعزّ: (ثاني عِطْفه ليُضِلّ عن سبيل الله) جاء في التفسير أن معناه: لاوياً عُنُقه. وهذا يوصف به المتكبر. فالمعنى: ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ثانياً عطفه. ونصب "ثاني عطفه" على الحال ومعناه التنوين؛ كقوله جلّ وعزّ: (هَدْياً بالغ الكعبة) معناه: بالغاً الكعبة. وعِطْفاَ الرجل: ناحيتاه عن يمين وشمال. ومَنْكب الرجل: عِطْفه "وإبطه عطفه" ورُوى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: سبحان من تعطّف العِزَّ وقال به، معناه-والله أعلم-: سبحان منْ تَرَدى بالعز والعطاف: الرداء. والمراد منه "بهاء الله" وجلاله وجماله. والعرب تضع الرداء موضع البهجة والحسن، وتضعه موضع النعمة والبهاء. وسمّى الرداء عِطافاً لوقوعه على عِطْفي الرجلُ وهما ناحيتا عُنُقه. فهذا معنى تعطفه العزَّ. ويجمع العطاف عُطُفاً وأعْطَفه. والمِعْطف: الرداء وجمعه المعاطف. وهو مثل مئزر وإزار ومِلْحف ولِحاف ومِسْرد وسِراد. وقال أبو زيد: امرأة عطيف وهي التي لاكبر لها اللينة الذليلة المطواع فا قلت: امرأة عطوف فهي الحانية على ولدها. وكذلك رجلٌ عطوفٌ. ويقال: عَطف فلان إلى ناحية كذا يَعْطِفُ عَطْفاً إذا مال إليه، وانعطف نحوه. وعَطَف رأس بعيره إليه إذا عاجهُ عَطْفاً. وعطف الله بقلب السلطان على رعيته إذا جعله عاطفاً رحيماً. ويقال عطف الرجل وساده إذا ثناه ليرتفق عليه ويتكئ. وقال لبيد. وَمَجُودٍ من صبابات الـكَـرَى عاطف النمرق صَدْق المُبتذلْ ثعلب عن ابن الأعرابي: العُطُوف: الأردية. والعُطوف الآباط. وعطفا كل إنسان ودابةٍ: شِقَّاه من لدن رأسه إلى وركيه "شمر عن ابن شميل: العطاف ترديّك بالثوب على منكبيك كالذي يفعل الناس في الحرّ وقد تعطف بردائه. قال: والعطاف الرداء والطيلسان وكل ثوب تَعَطُفه أي تردَّى به فهو عطاف". وقال الليث: العَطاف: الرجل الحسن الخُلْقُ العطوف على الناس بفضله. وظبية عاطف إذا ربضت فعطفت عُنقها. وكذلك الحاقف من الظباء. وناقةٌ عطوف إذا عطِفتْ على بوّفرئمته. والجميع العُطُف. ويقال فلان يتعاطف في مشيته بمنزلة يتهادى ويتمايل من الخُيلاء والتبختر. ويقال، عطَفْتُ رأس الخشبة فانعطف إذا حنيته فانحنى. والعطوف-وبعضٌ يقول: العاطوف-مصْيدة. سميت به لانعطاف خشبتها. وقال غيره: العطائف. القسيّ، الواحدة عطيفة، كما سموها حنيَّة وجمعها حَنيُّ: قال والعطف: عطف أطراف الذيل من الظهارة على البطانة. "وقال ذو الرمة في العطائف القسيّ: وأصفر بلَّـى وشـيه خـفـقـاتـه على البيض في أغمادها والعطائف أصفر يعني بردا يظلل به. والبيض السيوف" والعطَّاف في صفة قداح الميسر. ويقال: العَطوف. وهو الذي يعطف على القداح فيخرج فائزاً. وقال الهذلي "يصف ماء ورده": فخضخضتُ صُفني في جمه خياض المدابر قدحاً عُطوفاً وقال القتيبيَّ في كتاب الميسر: العطوف: القدح الذي لاغرم فيه ولاغنم له: وهو أحد الأغفال الثلاثة "في قداح" الميسر، سُميّ عطوفاُ لأنه يُكرُّ في كل ربابه يضرب بها. قال وقوله: قدحاً عطوفاً واحد في معنى جميع، ومنه قوله: حتى يخضخض بالصُفْن السبيخ كما خاض القداح قَميرٌ طامعٌ خصلُ السبيخ: مانسل من ريش الطير التي ترد الماء. والقمير: المقمور. والطامع: الذي يطمع أن يعود إليه ما قُمر. ويقال: إنه ليس يكون أحد أطمع من مقمور، خصل: كثير خصال قَمْرِهِ. وأما قول ابن مقبل: وأصفر عطَّاف إذا راح ربُّـه غدا بناعيانٍ بالشواء المُضَهَّبِ فإنه أراد بالعَطَّاف قدْحاُ يعطف عن مآخذ القداح وينفرد. وقال ابن شميل: العَطَفة هي التي تَعَّلَق الحْبَلَة بها من الشجر. وأنشد: تَلَبَّس حُبُّها بدمي ولحمـي تَلَبُّس عطفةٍ بفروع ضال
قال النضر: إنما هي عطفة فخففّتها ليستقيم له الشعر. عمرو عن أبيه قال: من غريب شجر البّر العَطْف واحده عطفة. وقال ابن الأعرابي: يقال تنحَّ عن عطف الطريق وعطفه وعلبه ودعسه وقرّيه "وقرقه" وقارعتا. وروى بعضهم عن المؤرِّج أنه قال في حلبة الخيل إذ سوبق بينها وفي أساميها: هو السَّابق، والمصلى، والمسلّى، والمجلِّى، والتالى والعاطف، والحظىّ، والمؤمَّل، واللطيم، والسُكيت. وقال أبو عبيد: لايعرف منها إلا السابق والمصلى ثم الثالث والرابع إلى العاشر وآخرها السُكيت والفسكل، قلت وقد رأيت لبعض العراقيين هذا الذي روى عن المؤرج، ولم أجد الرواية ثابتة عن المؤرج من جهة من يوثق به فإن صحَّت الرواية عنه فهو ثقة "وقد جاء به ابن الأنباري" والعطفة من خرز النساء تتعلقها طلب محبة أزواجها. وسميت بذلك تفاؤلاً بها. وقوسٌ عطفٌ: لينة الانعطاف. قال: فظل يمطو عُطُفاً رُجُوماً وقيل للقوس: عُطفٌ لأنها معطوفة، فعلٌ بمعنى مفعولة. كما قيل: قوسٌ عُطُلٌ أي وعطلة لاوتر عليها، وقلبٌ فُرُغٌ أي مفرَّع من الحزن، ونحو ذلك كثير. والعَطَف: وجع في العنق من تعادى الوسادة عطف الرجل. وقوله في وصف النبي صلى الله عليه وسلم: وفي أشفاره عَطَفٌ أي انعطافٌ. وعطَّفته ثوبي أي جعلته عطافاُ له. وقال ابن كُرَاع: وإذا الركابُ تكلفتها عُطِّفـتْ ثمر السياط قطوفها وسياعها أي جعلت السياط عُطفاً لها جنوبها، وإنما تُضْربُ بالثمر لأنها لاتدرك فتضرب بالسياط. وثمر السياط: أطرافها. وعطاف من أسماء الكلب. قال: فصَبَّحهُ عند الـسـروق عُـدَيَّة أخو قنصٍ يُشْلى عطافاً واجذلا عفط قال الليث: العَفْط والعفيط نثر الشاة بأنوفها كما ينثر الحمار: والعرب تقول: مالفلان عافطة ولا نافطة فقال الأصمعي: العافطة: الضائنة، والنافطة: الماعزة. وقال ابن السكيت: قال غير الأصمعي من الأعراب: العافطة: الماعزة إذا عطست. وقال الليث: قال أبو الدُقيش العافطة: النعجة، والنافطة: العنز: وقال غيره: العافطة: الأمة، والنافطة: الشاة، لأن الأمة تعفط في كلامها، كما يعفط الرجلُ العِفْطي وهو الألكن الذي لايفصح وهو العفَّاط: وقد عفط في كلامه عَفْطاً وعفت عفتاً، وهو عفَّات عفاط. ولايقال على جهة النسبة إلا عِفْطيُّ. قلت: الأعْفتُ والألْفت: الأعسر الأخرق. وعفت الكلام إذا لواه عن وجهه. وكذلك لفته. والتاء تبدل طاء لقرب مخرجيهما: وقال أبو عمرو: العافط الذي يصيح بالضأن لتأتيه. وقال بعض الرجّاز يصف غنماً: يحار فيها ساليٌ وآقـطُ وحالبان ومحاحٌ عافطُ ويقال حاحيت بالمعزيّ حيحاء ودعدعت بها دعدعة إذا دعوتها. وقال أبو تراب: سمعتُ عرّاماً يقول: عفق بها وعفط بها إذا ضرط. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: العَفْط الحُصَاص للشاة، والنَفْطُ: عطاسها. عطب قال الليث: العطب: هلاك الشئ "والمال" وعِطِب البعير إذا انكسر أو قام على صاحبه، وأعْطَبْتُهُ أنا: أهلكته. أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: العَوْطب أعمق موضع في البحر. وقال في موضعٍ: العَوْطبُ: المطمئن بين الموجتين. قال: والعَطْبُ: لين القطن والصوف يقال: عطب يَعْطبُ عَطْباً وعُطُوباً. وهذا الكبش أعطب من هذا أي ألين. أبو عبيد عن الأصمعي: هو العُطْبُ والعُطُب للقُطن. وقال الليث: يقال إني لأجد ريح عُطْبة أي أجد ريح قطنة محترقة. وقال أبو سعيد: التعطيب، علاج الشراب ليطيب ريحه. يقال: عَطّب الشراب تعطيباً. وأنشد بيت لبيد: يَمُجُّ سُلافاً من رحيق مُعَطَّبِ ورواه غيره: من رحيق مُقَطَّبِ، وهو الممزوج، و لاأدري ما مُعَطَّب. والمعاطبُ: المهالك وأحدها معطب. عبط قال الليث: العَبْط: أن تَعْبط ناقة فتنحرها من غير داء ولاكسر. يقال: عَبَطها يَعِبطها عَبْطاً، واعتبطها اعتباطاً. وقال ابن بزرج-فيما وجدت له بخط أبي الهيثم-: العبيط من كلّ اللحم وذلك ماكان سليماً من الآفات إلا الكسر. قال: ولا يقال للحم الدوي المدخول من آفة: عبيط، ويقال للدابة عبيطة ومعتبطة، واللحم نفسه عبيط أي سليم إلا من كسر. ويقال مات فلان عَبْطة أي شاباً صحيحاً، واعتبطه الموتُ. وقال أميَّة بن أبي الصلت: من لم يمت عَبْطة يَمُتْ هرماً للموت كأس فالمرء ذائقها ويقال لحمٌ عبيط ومعبوط إذا كان طريّاً لم ينيب فيه سبع ولم تصبه علة. وقال لبيد: ولا أضنُّ بمعبوط السـنـام إذا كان القُتارُ كما يُسْتروح القُطُرُ وقال الليث: زعفران عبيط: يشبه بالدم العبيط. قال: ويقال: عَبَطْته الدواهي أي نالته من غير استحقاق. وقال الأُريقط: بمنزلٍ عَفٍّ ولم يخالـط مُدنسات الريب العوابط ويقال: عبط فلان الأرض عبطاً واعتبطها إذا حفر موضعاً لم يكن حفر قبل ذلك. وقال المرَّار العدويَّ: ظلَّ في أعلـى يفـاعٍ جـازلاً يعبط الأرض اعتباط المحتفر أبو عبيد: العبط: الشقَّ. ومنه قول القطامي: وظلَّت تعبط الأيدي كلوماً وثوبٌ عبيط أي مشقوق وجمعه عُبُط. ومنه قول أبي ذؤيب: فتخالسا نفسيهما بنـوافـذٍ كنوافذ العُبُط التي لاتُرْقع وأخبرني المنذري أن أبا طالب النحوي أنشده في كتاب المعاني للفرّاء: كنوافذ العُطُب. ثم قال ويروى كنوافذ العُبُط. قال والعُطب: القطن، والنوافذ: الجيوب يعني جيوب الأقمصة. وأخبر أنها لاترقع، شبّه سعة الجراحات بها. قال: ومن رواها: العُبُط أراد بها: جمع عبيط، وهو الذي ينحر لغير علة، وإذا كان كذلك كان خروج الدم أشد. أبو عبيد عن أبي زيد: اعتبط فلان عليّ الكذب، وعبط يعبط إذا كذب. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: العابط الكذّاب. والعبط: الكذب. والعبط: الغيبة. والعبط الشقَّ ويقال عبط الحمار التراب بحوافره إذا أثاره، والتراب عبيط. وعبطت الريح وجه الأرض إذا قشرته. وعبطنا عرق الفرس أي أجريناه حتى عرق. وقال الجعدي: وقد عبط الماء الحميم فأسهلاَ طبع الحراني عن ابن السكيت قال: الطبع مصدر طبعت الدرهم طبعاً. والطِبْعُ النهر جمعه أطباع، عن الأصمعي. وأنشد للبيد: فتولَّوا فـاتـراً مـشـيهـم كرواياً الطبع هَّمت بالوحلْ ويجمع الطبع بمعنى النهر على الطُبوع، سمعته من العرب. والطَبْع: ابتداء صنعة الشئ. تقول: طبعت اللبن طبعاً وطبعت السيف طَبْعاً والطبَّاع: الذي يأخذ الحديدة فيطبعها ويسويها إما سكيناً وإما سيفاً وإما سناناً. وحرفته الطباعة. وطبع الله الخلق على الطبائع التي خلقها فأنشأهم عليها. وهي خلائقهم. ويجمع طبع الإنسان طباعاً، وهو ماطبع عليه من طباع الإنسان في مأكله ومشربه وسهولة أخلاقه وحزونتها وعسرها ويسرها وشدّته ورخاوته وبخله وسخائه. ويقال طبع الله على قلب الكافر-تعوذ بالله منه-أي ختم عليه فلايعي وعظاً ولايّوفق لخير. والطابع: الخاتم. وقال أبو إسحق النحوي: معنى طبع في اللغة وختم واحدٌ وهو التغطية على الشئ والاستيثاق من أن يدخله شئ؛ كما قال (أم على قلوبٍ أقفالها) وقال (كلا بل ران على قلوبهم) معناه: غطىّ على قلوبهم. وكذلك (طبع الله على قلوبهم). قلت: فهذا تفسير الطبع-بتسكين الباء-على القلب. وأما طبع القلب بحركة الباء-فهو تلُّطخه بالأدناس. وأصل الطبع: الصدأ يكثر على السيف ةوغيره. قال ابن السكيت. وذكر الأصمعي وغيره أنشده هذه الأرجوزة: إنا إذا قلّتْ طخـارير الـقـزْع وصدر الشارب منها عن جُزَعْ نفحلها البيض القليلات الطَـبْـع من كل عرّاصٍ إذا هُزَّ اهتزاع وفي الحديث: نعوذ بالله من طمع يهدي إلى طمع. "قال أبو عبيد": الطبع الدنس والعيب. وكلُّ شين في دين أو دنيا فهو طبع. ويقال منه: رجلٌ طَبِعٌ. ومنه قول عمر بن عبد العزيز: لايتزوج من الموالي في العرب إلا الأشر البطر. ولايتزوج من العرب في الموالي إلا الطِمعُ الطَبَع. وقال أبو عبيد قال أبو عبيدة: المُطَبَّعُ: الملآن وأنشد غيره: وأين وسق الناقة المُطَبَّعهْ قال: المُطَبَّعة: المثقلة. قلت: وتكون المطَّبعة الناقة التي ملئت شحماً ولحماً فتوثق خَلْقها. وقال الليث: طَبَّعْت الإناء تطبيعاً، وقد تطبَّع النهر حتى إنه ليتدفق. قال: والطَبْع ملؤك السقاء حتى لامزيد فيه من شدة ملئه. وقال في قول لبيد: كروايا الطبع همَّت بالوحلْ
إن الطبع كالملء. قال: ولايقال للمصدر: طبع؛ لأن فعله لايخفف كما يخفف فعل ملأت. قال ويقال: الطِبْع في بيت لبيد: الماء الذي يُملأ به الرواية. قلت: ولم يعرف الليث الطِبْع في بيت لبيد، فتحيّر فيه، فمرّة جعله الملء وهو ماأخذ الإناء من الماء، ومرّة جعله الماء. وهو في المعنيين غير مصيب. والطِبْع في بيت لبيد ماقاله الأصمعي أنه النهر. وسُميّ النهر طِبْعاً لأن الناس ابتدؤا حفره. وهو بمعنى المفعول كالقطف بمعنى المقطوف والنكث بمعنى المنكوث من الصوف: وأمَّا الأنهار الكبار التي شقّها الله تعالى في الأرض شقاً-مثل دجلة والفرات والنيل وماأشبهها-فإنها لاتسمَّى طُبُوعاً، إنما الطُبُوع: الأنهار التي أحدثها بنو آدم واحتفروها لمرافقهم. وقو لبيد: هَمَّتْ بالوحل يدلّ على ما قال الأصمعي؛ لأن الروايا إذا أوقرت بالمزايدة مملوءة ماء ثم خاضت أنهاراً فيها وحل عُسر عليها المشي فيها والخروج منها. وربما ارتطمت فيها ارتطاماً إذا كثر الوحل. فشبّه لبيد القوم الذين حاجّوه عند النعمان ابن المنذر فأدحض حججهم حتى ذلّوا فلم يتكلموا بروايا مثقلة خاضت أنهاراً ذات وحل فتساقطت فيها والله أعلم. وقال شمر: يقال طبع إذا دنس وعيب وطُبع وطبّع إذا دُنّس وعيب. قال وأنشدتنا أم سالم الكلابية: ويحدمها الجيرانُ والأهل كلُّهـم وتبغض أيضاً عن تُسبَّ فتطبعا قال: ضمت التاء وفتحت الباء. وقالت: الطبع: الشين فهي تبغض أن تُطبع أي تُشان. وقال ابن الطْثرية: وعن تخلطي في طيب الشرب بيننا من الكدر المأييّ شرباً مُطَّبـعـا أراد: وأن تخلطي وهي لغة تميم. قال: والمَطَّبع: الذي قد نُجِّس. والمائي الماء الذي يأبى شُربه الإبل. أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: الطَبْع المثال، يقال اضربه على طَبْع هذا وعلى غراره وصيغته وهديته أي على قدره. وفي نوادر الأعراب: يقال قد قذذت قفا الغلام إذا ضربته بأطراف الأصابع، فإذا مكنَّت اليد من القفا قلت طبعت قفاه. والَّطبَّوع: دابة من الحشرات شديدة الأذى بالشأم. ولفلان طابعٌ حسنٌ أي طبيعة حسنة. قال الرُؤاسي: له طابعٌ يجري عليه وإنـمـا تفاضل ما بين الرجال الطبائع أي تتفاضل. وطبْعان الأمير: طينه الذي يختم به الكتب. بعط قال الليث: يقال أبعط الرجلُ في كلامه إذا لم يرسله على وجهه. وقال رؤبة: وقلتُ أقوال امرئ لم يعبـط أعْرض عن الناس ولاتسخط وقال الأصمعي وأبو زيد: يقال أبعط فلان في السَّوم "إذا جاوز فيه القدر. وكذلك طمح في السوم" وأشط فيه. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: هو المُعْتنز والمُبْعط والصُنْتوت والفرد والفَرَدُ والفَرْد والفَرود. وروى أبو العباس عن سلمة عن الفرّاء أنه قال: يبدلون الدال طاء، فيقولون: ما أبعط طارك يريدون ما أبعد دارك. ويقال بعط الشاة وسحطها وذمطها وبرخها وذعطها إذا ذبحها. طعب أهمله الليث. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي: يقال: مابه من الطعب أب مابه من اللذة والطِّيب. عطم أهمله الليث. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: العُطْمُ: الصوف المنفوش. قال والعُطُم: الهْلَكي واحدهم عطيم وعاطم. عمط أهمله الليث وقال غيره: اعتبط فلان عِرْض فلان واعتمطه إذا وقع فيه وقصبه بما ليس فيه. طعم قال الله جلّ وعزّ: (إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني) قال أبو إسحق: معناه: من لم يتطَّعم به. وقال الليث: طَعْمُ كل شئ ذوقه قال: والطعْمُ الأكل بالثنايا. وتقول إن فلاناً لحسن الطَّعْم وإنه ليطعم طعماً حسناً. قال: والطُعْمُ: الحبُّ الذي يلقي للطير. وقال الأصمعي-فيما روى عنه الباهلي-: الطعْم: الطعام، والطعم: الشهوة. وهو الذوق. وأنشد لأبي خراش الهذليّ: أردُّ شجاع البطن لو تعلمـينـه وأوثر غيري من عيالك بالطعمُ أي بالطعام. ثم أنشد قول أبي خراش في الطعم: وأغتبق الماء القراح فأنتـهـي إذا الزاد أمسى للمزَلَّج ذا طعمِ قال: ذا طعم أي ذا شهوة. قال ورجل ذو طعمٍ أي ذو عقلٍ وحزم. وأنشد: فلا تأمري يا أم أسماء بالتـي تُجِرُّ الفتى ذا الطعم أن يتكلما
ويقال: ما بفلان طعم ولانويص أي ليس له عقلُ ولابه حراك. وقيل في قول الله تعالى: (ومن لم يطعمه فإنه مني) أي من لم يذقه. يقال طعم فلان الطعام يطعمه طعماً إذا أكله بمقدم فيه ولم يسرف فيه. وطعم منه إذا ذاق منه. وإذا جعلته بمعنى الذوق جاز فيما يؤكل ويشرب. والطعام: اسمٌ لما يؤكل، والشراب: أسمٌ لما يشرب. ويجمع الطعام أطعمه ثم أطعماتٍ جمع الجمع. وأهل الحجاز إذا أطلقوا اللفظ بالطعام عنوا به البُرَّ خاصة. قال أبو حاتم: يقال لبنٌ مُطَعِّمٌ وهو الذي أخذ في السقاء طعماً وطيباً. وهو مادام في العُلبة محض وإن تغير. ولا يأخذ اللبن طعماً ولا يُطعم في العلبة والإناء أبداً. ولكن يتغير طعمه من الإنقاع. ويقال فلان طيّب الطعمة وفلان خبيث الطعمة إذا كان من عادته ألا يأكل إلا حلالاً أو حراماً. ويقال: جعل السلطان ناحية كذا طعمة لفلان أي مأكلة له. ويقال: في بستان فلان من الشجر المُطعم كذا أي من الشجر المثمر على افتعلت أي أخذت الطعم. ويقال: فلان مطعمُ للصيد ومطعم الصيد إذا كان مرزوقاً منه. ومنه قول امرئ القيس: مطعمُ للصيد لـيس لـه غيرها كسبٌ على كبره وقال ذو الرمة: ومطعمُ الصيد هَبَّال لبغيته وقال الليث: رجل مطعام: يكثر إطعام الناس: وامرأة مطعام بغير هاء ورجل مطعم: شديد الأكل وامرأة مِطْعَمة. قال والمُطْعِمتان من رجل كا طائر: هما المتقدمان المتقابلتان. والمُطْعمة من الجوارج هي الإصبع الغليظة المتقدمة فاطَّرد هذا الأسم في الطير كلها. قال وقوسٌ مُطْعمة: يصاد بها الصيد، ويكثر الصواب عنها. وأنشد: وفي الشمال من الشريانْ مُطْعمة كبْداء في عجسها عطفٌ وتقويم سمِّيت كذلك لأنها تطعم الصيد. قال: والمطعم من الإبل: الذي تجد في مخه طعم الشحم من سمنه. وكل شئ وجد طعمه فقد أطعم. قال وقول الله تعالى: (ومن لم يطعمه فإنه مني) جعل ذواق الماء طعْماً: نهاهم أن يأخذوا منه إلا غرفة وكان فيها ريهم وريّ دوابهم. وقال غيره: يقال إنك مُطْعَمٌ مودتي أي مرزوق مودتي. وقال الكميت: بلى إنَّ الغواني مُطْعمات مودتنا وإن وَخَط القتيرُ أي يحبهن وإن شبنا. أبو زيد: إن لمتطاعم الخَلْق أي متتابع الخَلْق. ويقال هذا رجلٌ لايَطَّعم بتثقيل الطاء أي لابتأدب ولا ينجع فيه ما يصلحه، ولايعقل. ويقال: فلان تُجبى له الطعم أي الخراج والإتاوات. وقال زهير: مما تيسَّر أحياناً له الطعمُ وقال الحسن: القتال ثلاثة. قتال على كذا، وقتال لكذا، وقتال على هذه الطُعْمة يعني الفيْء والخراج. وقال أبو سعيد: يقال لك غثُّ هذا وطعومه أي غثه وسمينه. وناقةٌ طعوم: بها طرق، وجزور طعومٌ: سمينة. وقال ابن السكيت عن الفرّاء: جزور طعوم وطعيم إذا كانت بين الغثة والسمينة. وقال أبو عبيدة: مستطعم الفرس: ما تحت مرسنه إلى أطراف جحافله. قال ويستحب للفرس لُطْف مستطعمه. ويقال استطعمت الفرس إذا طلبت جريه. وأنشد أبو عبيدة: تداركه سعيٌ وركـضٌ طـمـرَّة سبوحٍ إذا استطعمتها الجري تسْبح وقال النضر: أطعمت الغصن إطعاماً إذا وصلت به غصناً من غير شجره. وقد أطعمته فطعم أي وصلته به فقبل الوصل. وأطعمت عينه قذي فطعمته. ويقال: طعم يطعم مُطْعماً وإنه لطيب المَطْعم كقولك طيّب المأكل. ورُوى عن ابن عباس أنه قال في زمزم: إنه طعام طعم وشفاء سقمٍ. قال ابن شميل: طعامُ طُعْم أي يشبع منه الإنسان. ويقال: إني طاعم عن طعامكم أي مستغنٍ عن طعامكم. ويقال: هذا الطعام طعام طُعْم أي يَطْعم من أكله أي يشبع، وله جزء من الطعام مالا جزء له. وما يَطْعم آكل هذا الطعام أي مايشبع. قال: والطُعْم أيضاً: القُدرة. يقال: طعمت عليه أي قدرت عليه. وقال أبو زيد: يقال أخذ فلان بمطعمة فلان إذا أخذ بحْلقه يعصره. ولايقولونها إلا عند الخنق والقتال. والمُطْعَمة: المأدبة. والتطاعم: إدخال الفم في الفم، كما يفعل الحمام عند التقبيل. وقال: كما تطاعم في خضراء ناعمةٍ مُطوّقان صباحاً بعد تغـريدِ ونهى عن بيع الثمرة حتى تُطْعم أي تدرك وتأخذ الطَعْم. طمع
الحرّاني عن ابن السكيت: رجلٌ طمعٌ وطَمُعٌ بمعنى واحدٍ. والطمع: ضدّ اليأس. وقال عمر بن الخطاب: تعلَّمنَّ أن الطمع فقر، وأن اليأس غنيّ. ويقال: ما أطمع فلانا، على التعجب من طمعه. وقال الليث: يقال: إنه لطمع الرجلُ بضم الميم في التعجب؛ كقولك: إنه لحسن الرجل. وربما قالوا: إنه لطمع الرجلُ. وكذلك التعجب في كل شئ مضموم؛ كقولك: لخرجت المرأة فلانة إذا كثر خروجها، ولقضوا القاضي فلان، ونحو ذلك أجمع. إلا ما قالوا في نعم وبئس فإن الرواية جاءت فيهما بالكسر. وامرأة مطماع وهي التي تُطمع ولاتُمكن. والمَطْمع: ما طمعت فيه. ويقال: إن قول المخاضعة من المرأة المطمعة في الفساد أي مما يُطمع ذا الريبة فيها. وقال اللحياني: أخذ القوم أطماعهم أي أرزاقهم، الواحد طمعٌ. وفعلت ذاك طماعيةً في كذا-مثال علانية-أي طمعاً فيه. قال الهذالي: أما والذي مسحت أركان بيتـه طماعيةً أن يغفر الذنب غافرهْ والمُطْمِعُ: الطائر الذي يوضع في وسط الشبك ليصاد بدلالته الطيور. معط المَعْط: الجَذْب. يقال ضرب فلان يده إلى سيفه فامتعطه من غمده، وامتعده إذا استله. ومعط شعره إذا نتفه. ورجلّ أمْعط أمرط: لاشعر على جسده. وذئب أمعط قد أمرط شعره عنه. والأنثى مَعْطاء. ولص أمعط: يشبه بالذئب الأمعط لخبثه. ولصوص مُعْط. وقال الليث: يقال مِعَط. الذئب ولايقال معط شعره وقد أمعط شعره إذا مَعَطه الداء. قال: ويقال: إنه لطويل مُمَّعط كأنه قد مدَّ. قلت: المعروف في الطول المُمغط بالغين معجمة، كذلك رواه أبو عبيد عن الأصمعي ولم أسمع مُمَّعط بهذا المعنى لغير الليث، إلا ما قرأته في كتاب الاتقاب لأبي تراب، قال: سمعت أبا زيد وفلان بن عبد الله التميمي يقولان: رجلٌ مُمَّغط ومُمَّعط أي طويل. قلت: ولا أبعد أن يكونا لغتين، كما قالوا: لَعَّنك ولَغَّنك بمعنى لعلك، والمعص والمغص: البيض من الإبل، وسُروع وسُرُوغٌ للقضبان الرخصة. وقال الليث: المَعْط ضربٌ من النكاح يقال: معطها إذا نكحها. وآل أبي معيط في قريش معروفون. وأمعط: اسم موضع ذكره الراعي في شعره فقال: بقاعِ أمْعط بين السهل والصبر ثعلبٌ عن ابن الأعرابي: من أسماء السوْءة المعْطاء والشعراء والدفراء. ومعطت الناقة بولدها: رمت به عند الولادة. والذئب يكنى أبا معطة. ومعط بها ومرط إذا خرجت منه ريح. وأرضٌ معطاء: لانبت فيها. مطع قال الليث: المَطْعُ: ضربٌ من الأكل بأدنى الفم. يقال: هو ماطع إذا كان يأكل بالثنايا وما يليها من مقاديم الأسنان: وهو القضم أيضاً. وقال غيره: فلان ماطع ناطع بمعنى واحدٍ. والممطعة: الضرع التي تشخب أطباؤها لبناً. عتد قال الله جلّ وعزّ: (وأعتدت لهن مُتّكَأ) أي هيأت وأعدت. وقال الليث: العتاد: الشئ الذي تعده لأمر ما وتهيئه له. قال: ويقال: إن العُدَّة إنما هي العتدة، وأعد يُعدّ إنما هو أعتد يُعْتد، ولكن أدغمت التاء في الدال. قال: وأنكر آخرون فقالوا: اشتقاق أعدّ من عين ودالين؛ لأنهم يقولون: أعددناه فيظهرون الدالين. وأنشد: أعددت للحرب صارماً ذكراً مجرَّب الوقع غير ذي عتب ولم يقل: أعتدت. قلت: وجائز أن يكون الأصل أعددت ثم قلبت إحدى الدالين تاء، وجائز أن يكون "عتد" بناء على حدة، و"عد" بناء مضاعفاً. وهذا هو الأصوب عندي. وقال الله جلّ وعزّ: (هذا مالدي عتيد) قال بعض المفسرين: عتيد أي حاضر. وقال بعضهم: قريب. ويقال: أعتدت الشئ فهو مُعْتد، وعتيد. وقد عتد الشئ عتادةً فهو عتيد: حاضر. قاله الليث. قال: ومن هنالك سُميَّت العتيدة التي فيها طيب الرجل وأدهانه. وقوله: (هذا مالديّ عتيد) في رفعه ثلاثة أوجه عند النحويين. أحدها أنه على إضمار التكرير، كأنه قال: هذا مالديّ هذا عتيد ويجوز أن ترفعه على أنه خبر بعد خبر، كما نقول: هذا حلو حامض. فيكون المعنى: هذا شئ لديّ عتيد. ويجوز أن يكون بإضمار هو، كأنه قال: هذا مالديّ هو عتيد "والعتيدة طَبْل العرائس أعتدت لما تحتاج إليه العروس من طيب وأداة وبخور ومشط وغيره، أدخل فيها الهاء على مذهب الأسماء".
وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم ندب الناس إلى الصدقة. فقيل له: قد منع خالد بن الوليد والعباس عمّ النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمّا خالد فإنهم يظلمون خالداً، إن خالداً دعل رقيقه وأعتده حُبساً في سبيل الله. وأمالا العباس فإنها عليه ومثلها معه. والأعتد يجمع العتاد. وهو ما أعده الرجل من السلاح والدواب والآلة للجهاد. ويجمع أعتدة أيضاً. ويقال: فرسٌ عتدٌ وعَتَدٌ وهو المُعد للركوب. ومنه قول الشاعر: راحوا بصأرهم على أكتافهم وبصيرتي يعدو بها عتد وأي وسمعت أبا بكر الإيادي يقول: سمعت شمراً يقول: فرسٌ عَتِدٌ وعَتَدٌ: مُعَدُّ مَعْتدٌ؛ وهما لغتان. وقال ابن السكيت: فرس عتد وعتد وهو الشديد التام الخلق المعد للجري. قال ومثله رجل سبط وسَبَطٌ وشعر رجل ورجلٌ وثغر رتل ورتل "أي مفلّج". أبو عبيد عن أبي زيد قال: العتود من أولاد المعز: ما رعي وقوي وجمعه أعتدة وعدَّان، وأصله عتْدان، إلا أنه أدغم قال: وهو العريض أيضاً. وأخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: إذا أجذع الجديُ أو العناق سميِّ عريضاً وعتوداً. وقال ابن شميل: ولد المِعْزي إذا أجذع فهو عريض، فإذا أثنى فهو عتود. وقال الليث: العتود: الجدي إذا استكرش. ويقال: بل هو إذا بلغ السفاد والجميع العدان. وثلاثة أعتدة. وأصل عدّان عتدان. وأنشد أبو زيد: وأذكر غُدانة عِدّانـاً مُـزنـمةً من الحبلق تبني حولهلا الصير ثعلب عن ابن الأعرابي قال: العتاد: القدح وهو العسف والصحن. وقال شمر: أنشدني أبو عدنان وذكر أن أعرابياً من بني العنبر أنشده "هذه الأرجوزة": ياحمز هل شبعت من هذا الخبط أم أنت في شكٍ فهذا مُنْـتـقـدْ صقبٌ جسيمٌ وشديدٌ المعـتـمـد يعلو به كـل عـتـودٍ ذات ودْ عروقها في البحر يعمى بالزبد. قال العتود السدرة أو الطلحة "قال: عتود-على بناء جهور-: مأسدة. قال اين مقبل: جلوسا به الشمّ العجاف كأنهم أسودٌ تبرجٍ أو أسودٌ بعتودا دعظ قال الليث: الدَعْظ: إيعاب الذكر كله في فرج المرأة يقال دعظها به، ودعظه فيها إذا أدخله كله فيها. وقال ابن السكيت في الألفاظ-إن صح له-الدعظاية القصير. وقال في موضع آخر من هذا الكتاب: ومن الرجال الدِعظاية، وقال أبو عمرو الدعكاية وهما الكثير اللحم، طالا أو قصرا. وقال في موضع آخر: الجعظاية بهذا المعنى. دعث أبو عبيد عن الأموي: أول المرض الدَعث، وقد دُعِث الرجل. وقال شمر: قال محاربٌ: الدعث تدقيقك التراب على وجه الأرض بالقدم أو باليد أو غير ذلك، تدعثه دعثاً. قال وكل شئ وطيء عليه فقد اندعث ومدر مدعوث. قال: وقال أبو عمرو الشيباني: الدعث: بقية الماء. وأنشد: ومنـهـلٍ نـاء صُـواه دارس وردتـه بـذُبـل خـوامـس فاستفن دعثاً بالد الـمـكـارس دلَّيت دلوي في صري مشاوس المكارس مواضع الكرِس والدمن. قال: المشاوس: الذي لايكاد يرى من قلته. بالد المكارس قديم الدمن. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الدِعْث والدئث: الذحل. عدث عدثان: اسم. قال ابن دريد في كتاب الاشتقاق له: العَدْث سهولة الخُلُق. وبه سُميَّ الرجل عدثان. دثع قال ابن دريد: الدثع الوطء الشديد، لغة يمانية. قال: والدَّعثُ: الأرض السهلة. ويقال: الدَّعْث والدثع واحد. قلت: أرجو أن يكون ما قال أبو بكر محفوظاً، ولا أحُقّه يقيناً. ثعد أبو عبيد عن الأصمعي قال: إذا دخل البُسْرة الإرطاب وهي صلبة لم تنهضم بعد فهي جمسة، فإذا لانت فهي ثعدة وجمعها ثَعْدٌ. عدر ثعلب عن ابن الأعرابي: العَدَّار: المَلاَّح. قال: والعَدَر: القيلة الكبيرة. قلت: أراد بالقيلة الأدر، وكأن الهمزة قُلبت عيناً فقيل: عَدَر عَدَراً، والأصل: أدر أدراً. وقال ابن دريد: العُدْرة الجُرْأة والإقدام وقد سمّت العرب عُدراً. وقال الليث: العَدْر: المَطر الكثير. وأرض معدورة ممطورة ونحو ذلك. قال شمر: قال: وعَنْدر المطر فهو مُعْندر. وأنشد: مُهْدودراً مُعْندراً جُفالا عمرو عن أبيه: العادر الكذاب. قال وهو: العاثر أيضاً. عرد
الليث: العَرْد: الشديد من كل شئ الصُلب المنتصب. يقال: إنه لَعْرد مَغْرز العُنق. وقال العجّاج: عَرْد التراقي حَشْوراً مُعَقْربا ويقال: قد عرد الناب يَعْرد عُرُوداً إذا خرج كلَّه واشتد وانتصب، قاله أبو عمر. وعَرَد الشجر عُرُوداً ونجم نُجُوماً أوّل مايطلع. وقال العجاج: وعُنقاً عَرْداً ورأساً مِرْأساً وقال الأصمعي: عَرْداً: غليظاً، مِرْأساً: مِصكَّاً للرؤس. قال: وَعَرت أنياب الجمل إذا غَلُظت واشتدت. قال ذو الرمة: يُصَعِّدن رُقشاً بين عُوج كأنها زجاجُ القنا منها نجيم وعاردُ وقال في النوادر: عَرَد الشجر وأعرد إذا غلظ وكبر. الفرّاء: رمح متلُّ ورمحٌ عُرُدٌّ ووترٌ عُرُدُّ. وأنشد: والقوس فيها وتر عُـرُدٌّ مثل ذراع البكر أو أشدُّ ويروى: "مثل ذراع البَكْر" شبه الوتر بذراع البعير في توتره. وقال ابن بُزُرْج: إنه لقويٌّ عُرُدٌّ شديد. قال: والعارد: النتبذ. وأنشد: ترى شئون رأسه العَوَاردا أي منتبذة بعضها من بعض. وقال ابن الأعرابي: العَرَادة: شجرة صلبة العود. وجمعها عَرَاد. وأخبرني محمد بن إسحق السعديّ عن أبي الهيثم أنه قال: تقول العرب: قيل للضبِّ: وِرْداً وِرْدا، فقال: أصبح قلبي صَرِدا لايشتهي أن يردا إلاَّ عِرَاداً عَـرِدَا وعنكثا ملتـبـدا وصلِّينـا بـردا قال: وعراد: نبت، عَرِد، صُلبٌ منتصب. أبو عبيد عن الأصمعي: العَراد: نبت، واحدته عَرادة. وبه سُميّ الرجل. وقال الليث: العَرَادة: نبت طيب الريح. قلت: قد رأيت العرادة في البادية، وهي صُلْبة العود منتشرة الأغصان ولا رائحة لها. والذي أراد الليث العرادة فيما أحسب، فإنها بهار البَرّ. أبو عبيد: عَرَّد الرجل عن قرْنه إذا أحجم ونكل. قال: والتعريد: الفرار. وقال الليث: التعريد: سرعة الذهاب في الهزيمة. وأنشد لبعضهم: لما استباحوا عَبَد رَبَّ وعرَّدت بأبي نعامة أمُّ رَأْلٍ خَفْيفَـقُ يذكر هزيمة أبي نعامة الحْروديّ. "قطري". وقال أبو نصر: عَرّد السهم تعريداً إذا نفذ من الرمية. وقال ساعدة الهُذَلي: فجالت وخالت أنه لم يقع بها وقد خَلّها قِدْحٌ صويبٌ مُعَرِّدُ مُعردٌ أي نافذ، خلَّها أي دخل فيها، صويبٌ: صائب قاصد. وعَرَّد النجم إذا مال للغروب بعد ما يُكبّد السماء؛ قال ذو الرمة: وهمَّت الجوزاء بالتعريد وقال الليث: العَرَادة: الجرادة الأنثى. والعَرَّادة: شبه منجنيق صغير. والجميع العَرَّادات. ونيقٌ مُعَرِّدٌ: مرتفع طويل. وقال الفرزدق: فإني وإياكم ومن في حبالـكـم كمن حبله في رأس نيق مُعَرِّد وقال شمر في قول الراعي: بأطيب من ثوبين تأوى إليهما سُعادُ إذا نجم السماكين عَرَّدا أي ارتفع. وقال أيضاً: فجاء بأشوال إلى أهـل خُـبَّةٍ طُرُوقاُ وقد أقعى سُهْيل فَعَرَّدا قال: أقعى: ارتفع ثم لم يبرح. ويقال: قد عرَّد فلان بحاجتنا إذا لم يقضها. وقال الليث وغيره: العَرْد الذكر إذا انتشر واتمهلَّ وصلب. "أبو العباس عن ابن الأعرابي عَرِد الرجل إذا هرب. وعَرِد إذا قوى جسمه بعد المرض". درع الدِرْع: دِرْع المرأة مذكر. ودِرْع الحديد "تؤنث. وتصغيرهما معاً دُرَيْع يغير هاء. ابن السكيت: هي دِرْع الحديد" والجمع القليل أدْرُع وأدراع. فإذا كثرت فهي الدروع: وهو درع المرأة لقميصها وجمعه أدراع. ورجلٌ دارع عليه دِرْع.
وقال الليث: ادَّرع الرجل وتدَّرع إذا لبس الدِرْع. والدّرَّاعة: ضربٌ من الثياب التي تلبس. والمِدْرعة ضرب آخر، ولاتكون إلا من صوفٍ. فرقوا بين أسماء الدرع والدُرَّاعة والمِدْرعة لاختلافها في الصنعة؛ إرادة الإيجاز في المنطق. قال ويقال: لصُفَّة الرجل إذا بدا منها رأسا الواسط والآخرة: مُدَرَّعة. أبو عبيد عن أبي زيد في شيات الغنم من الضأن: إذا اسودت العُنق من النعجة فهي دَرْعاء. "وقال الليث: الدَرَع في الشاة: بياض في صدرها ونحرها وسواد في الفخذ. قال: والليالي الدُرَعُ هي التي يَطْلع القمر فيها عند وجه الصبح وسائرها أسود مظلم" وقال أبو سعيد: شاة دَرْعاء: مختلفة اللون. وقال أبن شميل الدَرْعاء: السوداء غير أن عنقها أبيض، والحمراء وعنقها أبيض فتلك الدرعاء. قال: وإن ابيّض رأسها مع عُنقها فهي درعاء أيضاً. قلت: والقول ماقال أبو زيد. سُميَّت دَرْعاء إذا اسوّد مُقدمها تشبيهاً بالليالي الدُرع، وهي ليلة ست عشرة وسبع عشرة وثماني عشرة اسوّدت أوائلها وابيض سائرها فسميَّن دُرعاً لم يختلف فيها قول الأصمعي وأبي زيد وابن شميل. وأخبرني المنذري عن المبرد عن الرياشي عن الأصمعي أنه قال في ليالي الشهر بعد الليالي البيض: وثلاث دُرع. وكذلك قال أبو عبيد غير أنه قال: القياس: دُرْع جمع درْعاء. فقال أبو الهيثم فيما أفادني عنه المنذري، ثلاث دُرعٌ، وثلاث ظُلم جمع دُرْعة وظُلمة لاجمع دَرْعاء وظلماء. قلت: هذا صحيح وهو القياس. وروى أبو حاتم عن أبي عبيدة أنه قال: الليالي الدُرع هي السود الصدور البيض الأعجاز من آخر الشهر، والبيض الصدور السود الأعجاز من أول الشهر. وكذلك غنم دُرْعٌ للبيض المآخير السُود المقاديم، أو السود المآخير البيض المقاديم. قال: والواحد من الغنم والليالي درعاء، والذكر أدرع. وقال أبو عبيدة: ولغة أخرى: ليالٍ دُرع بفتح الراء الواحدة دُرْعة: قال أبو حاتم: ولم أسمع ذلك من غير أبي عبيدة. ثعلب عن ابن الأعرابي: ماء مُتَدّرع إذا أكل ما حوله من المرعى فتباعد قليلا وهو دون المُطلب. وقال الهجيمي: أدرع القومُ إدراعاً، وهم في دُرْعةٍ إذا حسر كلؤهم عن حوالي مياههم. ونحو ذلك قال ابن شميل. قال وإذا جاوزت النصف من الشهر فقد أدْرع، وإدراعهُ: سواد أوله. وقال ابن بُزرج: يقال للهجين إنه لمعلهج وإنه لأدرع. قال شمر وقال أبو عبيدة وابن الأعرابي: يقال درع في عنقه حبلا ثم اختنق. قلت: وأقرأني الإيادي "لأبي عبيد عن الأموي: التذريع-بالذال-الخنق، وقد ذَرَّعه إذا خنقه. قلت: وأما شمر فإنه روى لأبي عبيدة وابن الأعرابي: ذرع في عنقه حبلاً ثم أختنق، بالذال". أبو عبيد: الاندراع التقدم. وأنشد للقطامي: أمام الخيل تندرع اندراعا "قال أبو زيد: ذرَّعته تذريعاً إذا جعلت عنقه ثني ذراعك وعضدك فخنقته، وهو الصواب". وقال غيره: اندرأ يفعل كذا وكذا واندرع أي اندفع. وأنشدد: واندرعت كلُّ علاة عَنْس تَدَّرع الليل إذا ما يمسي وحكى شمر عن القزملي قال: الدرع: ثوبٌ تجوب المرأة وسطه، وتجعل له يدين وتخيط فرجيه، فذلك الدِرْع. ودُرَّعت الصبية إذا أُلبست الدرع. ثعلب عن ابن الأعرابي: دُرع الزرع إذا أُكل بعضه. وقال بعض الأعراب: عُشْبٌ درع نزعُ ونمغ وذمطٌ وولخٌ إذا كان غضاً. وادَّرع فلان الليل إذا دخل في ظلمته ليسرى والأصل فيه ادترع كأنه لبس "ظلمة الليل" فاستتر به. دعر قال شمر: العُود النّخر الذي إذا وضع على النار لم يستوقد "ودخن" فهو دُعَرٌ وأنشد لابن مقبل: باتت حواطبُ ليلى يلتمسن لـهـا جِزْال الجذي غير خوَّار ولادعر قال: وحكى أبو عدنان عن أبي مالك: هذا زَنْد دُعر، "وهو الذي لايوري" وأنشد: مؤتشبٌ يكبو به زند دُعَرْ
وقال ابن كثوة: الدُعر من الحطب: البالي وهو الدعر أيضاً. وقال الليث: الدُعر: ما أحترق من الحطب فطفئ قبل أن يشتد احتراقه. والواحدة دُعرة. وهو من الزناد: ما قد قُدح به مراراً حتى احترق طرفه فصار دُعراً لايوري. قال والدَعارة: مصدر الداعر، وهو الخبيث الفاجر. قلت: وسمعت العرب تقول لكل حطبٍ يُعثن إذا استوقد به دُعَرٌ. وقال ابن شميل: دَعِرَ الرجل دعراً إذا كان يسرق ويزني ويؤذي الناس وهو الداعر. وقال أبو المنهال: سألت أبا زيد عن شئ فقال: مالك ولهذا هذا كلام المداعير. ويقال للنخلة إذا لم تقبل اللقاح: نخلة داعرة ونخيل مداعير، فتزاد تلقيحاً وتبخق. قال: وتبخيقها، أن توطأ عُسُفها حتى تسترخي، فذلك دواؤها. ثعلب عن ابن الأعرابي: يقال للون الفيل: المُدَعَّر. قال ثعلب والمُدعر: اللون القبيح من جميع الحيوان. والدّعَّار المفُسد. ردع أبو عبيد عن الأصمعي الرُداع الوجع: في الجسد وأنشدنا. فوا حزناً وعاودني رُداعي وقال الأصمعي: المرتدع من السهام: الذي إذا أصاب الهدف انفضح عوده. وقال ابن الأعرابي: ردعُ إذا نُكس في مرضه. وقال كثير. وإني على ذاك التجلّد إنني مُسِرّ هُيامٍ يستبلّ ويردع وقال أبو العيال الهذلي: ذكرت أخي فعاودنـي رُداع السُقْم والوصب الرُداع: النُكس، قد ارتدع في مرضه". وفي حديث عمر بن الخطاب أن رجلا أتاه فقال له: إني رميت ظبياً محرما فأصبت خششاءه فركب ردعه فأسن فمات: قال أبو عبيد: قوله ركب ردعه يعني أنه سقط على رأسه. قال وإنما أراد بالردع: الذم، شبهه بردع الزعفران. وركوبه إياه: أن الدم سال فخر الظبيُ عليه صريعاً، فهذا معنى قوله: ركب ردعه. وقال أبو سعيد: ليس يعرف ماذكر أبو عبيد، ولكنّ الرَدْع العُنُق، رِدع بالدم أو لم يُرْدع. يقال: اضرب ردعه كما يقال اضرب كَرْده. قال وسُميَّ العُتق رَدْعاً لأنه بها يرتدع كلُّ ذي عنق من الخيل وغيرها. وقال ابن الأعرابي: ركب رَدْعة إذا وقع على وجهه، وركب كسأه إذا وقع على قفاه. قال شمر: وقال ابن الأعرابي في قولهم: ركب رَدْعه أي خرّ صريعاً لوجهه، غير أنه كلما همّ بالنهوض ركب مقاديمه. وقال أبو دُوَادٍ: فعلّ وأنهل منـهـا الـسـنـا ن يركبُ منها الرديع الظلالا قال: والرّديع: الصريع يركب ظله. وقال شمر: الرَدْع على أربعة أوجه: الرَدْع: الكف. رَدعته: كففته. والرّدع: اللطخ بالزعفران. وركب رَدعه: مقاديمه وعلى ما سال من دمه والرَدْع: ردع النصل في السهم، وهو تركيبه وضربك إياه بحجر أو غيره حتى يدخل. وقيل: ركب رَدْعه إن الرَدْع كلّ ما أصاب الأرض من الصريع حين يهوي إليها، فما مسّ الأرض منه أولاً فهو الرَّدع، أي أقطاره كان. قال: ويقال رُدِعَ بفلان أي صُرع، وأخذ فلاناً فَرَدع به الأرض إذا ضرب به الأرض. ويقال: ردع الرجل المرأة إذا وطئها. وقال الليث: الرَدْع: أن تردع ثوباً بطيب زعفران، كما تردع الجارية صَدْر جيبها بالزعفران بملء كفها. وقال امرؤ القيس: حُوراً يُعَلّلْن العبير رَوادعـاً كمها الشقائق أو ظباء سَلام "السلام: الشجر". وأما قول ابن مقبل: يجري بديباجتيه الرشح مُرتدعُ ففيه قولان. قال بعضهم: منصبغ بالعرق الأسود، كما يُرْدع الثوب بالزعفران. وقال خالد: مُرتدع قد انتهت سنه. يقال قد ارتدع الجمل إذا انتهت سنه. وأقرأني المنذري لألأبي عبيد-فيما قرأ على أبي الهيثم-الرديع الأحمق بالعين غير معجمة. وأما الإيادي فإنه أقرأنيه "عن شمر": الرديغ بالغين معجمة. قلت: وكلاهما عندي من نعت الأحمق. وقال الليث: يقال خرّ في بئر فركب ردْعه إذا هوى فيها. وركب فلان رَدْع المنيَّة. قال والرَدْع: مقاديم الإنسان إذا كانت في ذلك منيته. وأنشد قول الأعشى في ردع الزعفران وهو لطخه: ورَداعَة بالطيب صفراء عندهـا لجسّ الندامى في يد الدرع مُفْتقُ وقيل ركب رَدعه إذا رُدع فلم يرتدع، كما يقال: ركب النَّهى. عمرو عن أبيه: المردع: الرجل الذي يمضي في حاجته فيرجع خائباً، والمِرْدع: السهم الذي يكون في فوقه ضيق، فيُدق فوقه حتى يتفتَّح. قال: ويقال فيه كله بالغين، قال والرَّدع: الدقّ بالحجر. والمِرْدع الكسلان من الملاحين. رعد
قال الله جلّ وعزّ: (يسبح الرْعد بحمده). قال ابن عباس: الرَعْد: ملك يسوق السحاب، كما يسوق الحادي الإبل بحدائه. وسئل وهب بن منبِّه عن الرعد فقال: الله أعلم. وقال ابن الأنباري: قال اللغويون: الرعد: صوت السحاب والبَرْق ضوء ونور يكونان مع السحاب: قالوا: وقول الله عز وجل: يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ذكره الملائكة بعد الرعد يدل على أن الرعد ليس بملك. وقال الذين قالوا: الرعد ملك: ذكر الملائكة بعد الرعد وهو من الملائكة كما يذكر الجنس بعد النوع". وقال عكرمة وطاوس ومجاهد وأبو صالح وأصحاب ابن عباس: الرَعْد: ملكٌ يسوق السحاب، وسئل عليّ عن الرعد فقال: ملك، وعن البرق فقال: مخاريق بأيدي الملائكة من حديد. وقال الليث: الرَعْد: ملك اسمه الرعد يسوق السحاب، بالتسبيح، قال ومن صوته اشتق رَعَد يَرعد: ومنه الرِعْدة والارتعاد. قال: ورجلٌ رِعْديد: جبان. قال وكل شئ يترجرج من نحو القريس فهو يترعدد كما تترعدد الألية. وأنشد للعجّاج: فهي كرعديد الكثيب الأهيْم وقال الأخفش: أهل البادية يزعمون أن الرعد هو صوت السحاب، والفقهاء يزعمون أنه ملك. أبو عبيد عن الأصمعي: يقال: رعدت السماء وبرقت، ورعد له وبرق له إذا أوعده. ولايجيز أرعد ولا أبرق في الوعيد ولا في السماء. وكان أبو عبيدة يقول: رَعَد وأرْعد وبَرَق وأبْرَق بمعنى واحد، ويحتجّ بقول الكُميت: أبـرق وأرعــد يايزي د فما وعيدك لي بضائره ولم يكن الأصمعي يحتج بشعر الكميت. وقال الفرّاء: رَعَدت السماء وبرقت، رَعَداً ورُعوداً وبَرْقاً وبُرُوقاً، بغير ألف. قال: ويقال للمرأة إذا تزيَّنت وتهيأت: أبرقت. قال: ويقال للسماء المنتظرة إذا كثر الرعد والبرق قبل المطر: قد أرعدت وأبرقت، ويقال في كله: رَعَدت وبَرقت. قال: وإذا أوعد الرجل قيل. قد أرْعد وأبْرق، ورَعَد وبَرَق. وقال ابن أحمر: فابرُقْ بأرضك ما بدالك وارْعدِ وقال النضر: جارية: رِعْديدة: تارّة ناعمة، وجوارٍ رعاديد. أبو عبيد عن الفراء: في الطعام رُعَيْداء ممدود وهو: ما يُرْمى به إذا نُقي. وقال ابن الأعرابي: كثيب مُرْعد أي منهال وقد أُرِعد إرعاداً وأنشد: وكفل يرتج تحت المـجـسَـد كالدعْصِ بين المُهدات المُرُعَدِ أي ما تمهد من الرمل. ورجلٌ رعديد إذا كان جباناً. ورعشيش مثله. وجمعهما الرعاديد والرعاشيش. "وهو يرتعد ويرتعش". عدل قال الله جلّ وعزّ: (أو عَدْلُ ذلك صياماً). قال الفرّاء: العَدْل: ماعادل الشئ من غير جنسه. والعِدْل: المثل، مثل المِحْمل وذلك أن تقول: عندي عِدْلُ غلامك وعِدْل شاتك إذا كانت شاةٌ تعدل شاةٍ أو غلام يعدل غلاماً. فإذا أردت قيمته من غير جنسه نصبت العين فقلت. عَدْل. وربما قال بعض العرب: عِدله، وكأنه منهم غلط؛ لتقارب معنى العَدْل من العِدل. وقد أجتمعوا على أن واحد الأعدال عِدْلٌ. قال ونصب قوله "صياماً" على التفسير، كأنه: عَدلُ ذلك من الصيام، وكذلك قوله (ملء الأرض ذهباً) أخبرني بجميع ذلك المنذري عن أبي طالب عن أبيه عن الفراء. وقال الزّجاج: العَدلُ والعِدْل واحد في معنى المثل. قال: والمعنى واحد، كان المِثلُ من الجنس أو من غير الجنس. قال أبو إسحاق: ولم يقولوا: إن العرب غلطت. وليس إذا أخطأ مخطئ وجب أن يقول: إن بعض العرب غلط. وأخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: العَدْلُ: الاستقامة. وقال عَدْلُ الشئ وعِدْله سواء أي مثله. قال وأخبرني ابن فهم عن محمد ابن سلام عن يونس قال: العَدْلُ: الفداء في قوله جلّ وعزّ: (وإن تعدل كل عدلٍ لايؤخذ منها). قال وسمعت أبا الهيثم يقول: العِدلُ: المثل: هذا عدله: والعَدْل: القيمة يقال: خذ عَدْله منه كذا وكذا أي قيمته. قال: ويقال لكلّ من لم يكن مستقيماً: حَدْلٌ وضده عَدْلٌ. يقال: هذا قضاء عَدْلٌ غير حَدْلٍ. قال والعِدْل: اسم حمل معدول بحمل أي مَسَوَّي به. والعَدْل: تقويمك الشئ بالشئ من غير جنسه حتى تجعله له مثلاً. وقول الله جلّ وعزّ: (وأشهدوا ذويْ عدل منكم). قال سعيد بن المسيب: ذويْ عقل. وقال إبراهيم: العَدْل الذي لم تظهر منه ريبة: وكتب عبد الملك إلى سعيد بن جبير يسأله عن العَدْل، فأجابه: إن العَدْل على أربعة أنحاء: العَدْل في الحكم: قال الله تعالى: (وإن حكمت فاحكم بينهم بالعدل) والعَدْل في القول؛ قال الله تعالى: (وإذا قلتم فاعدلوا). والعدل: الفدية؛ قال الله: (ولايُقبل منها عدلٌ). والعَدْل في الإشراك قال الله جلّ وعزّ: (ثم الذين كفروا بربهم يعدلون). وأما قوله جلّ وعزّ: (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم). قال عبيدة السلْماني والضحَّاك: في الحُبّ والجماع. وقوله سبحانه: (وإن تعدل كل عدلٍ لايؤخذ منها) كان أبو عبيدة يقول معناه وإن تقسط كل أقساط لايقبلُ منها. قلت: وهذا خطأ فاحش وإقدام من أبي عبيدة على كتاب الله. والمعنى فيه: لو تفتدى بكل فداء لايقبل منها الفداء يومئذ. ومثله قوله: يوّد المجرم لو يفتدى من عذاب يومئذ ببنيه الآية أي ىيقبل ذلك منه ولا يُنجيه. وقولهم: رجلٌ عَدْلٌ معناه ذو عَدْل ألا تراه. قال في موضعين: واشهدوا ذوي عدل منكم، فنُعت بالمصدر. وقيل: رجل عَدْلٌ، ورجلان عَدْلٌ. ورجال عَدلٌ، وامرأة عَدْلٌ، ونِسْوة عَدلٌ، كل ذلك على معنى: رجال ذوي عدلٍ ونسوة ذوات عدل. والعَدْل: الاستقامة. يقال: فلان يعدل فلاناُ أي يساويه. ويقال ما يعدلك عندنا شئ أي ما يقع عندنا شئ موقعك. وإذا مال شئ قلت: عدلته أي أقمته، فاعتدل أي استقام ومن قرأ قول الله جلّ وعزّ: (خلقك فسوّاك فعدلك)-بالتخفيف-في أي صورة ماشاء. قال الفراء: من خفف فوجهه-والله أعلم-فصرفك إلى أيّ صورة "شاء إما حسن وإما قبيح وإما طويل وإما قصير. ومن قرأ: فعدّلك فشدد-وهو أعجب الوجهين إلى الفراء وأجودهما في العربية-ومعناه: جعلك مُعْتدلاً لامُعَدّل الخلق. قال: واخترت عدّلك؛ لأن "في" للتركيب أقوى في العربية من أن تكون "في" للعَدْلِ؛ لأنك تقول: عَدَلْتك إلى كذا وصرفتك إلى كذا. وهذا أجود في العربية من أن تقول: عدلتك فيه وصرفتك فيه. قلت: وقد قال غير الفراء في قراءة من قرأ: فعَدَلك-بالتخفيف-: إنه بمعنى: فسّواك وقوّمك، من قولك: عدلت الشئ فاعتدل أي سويته فاستوى. ومنه قوله: "وعَدَلنا مَيْل بَدْرٍ فاعتدل" أي قومناه فاستقام. وقرأ عاصم والأعمش بالتخفيف فَعَدَلك، وقرأ نافع وأهل الحجاز. فعدّلك بالتشديد. وقوله: (أو عَدْلُ ذلك صياماً) قرأها الكسائي وأهل المدينة بالفتح، وقرأها ابن عامر بالكسر: أو عدلُ ذلك صياماً وقال الليث: العَدْل من الناس: المرضى قوله وحكمه. قال: وتقول إنه لَعْدلٌ بين العَدْل والعدالة. قال: والعَدْلُ: الحكم بالحق. يقال هو يقضي بالحق ويعدل وهو حَكَم عادلٌ: ذو معدلةٍ في حكمه وقال شمر: قال القزْملي: سألت عن فلانٍ العُدلة أي الذين يُعَدُّلونه. وقال أبو زيد: يقال رجل عُدَلَة وقوم عُدَلة أيضاً وهم الذين يزّكون الشهود. وقال يونس: جائز أن يقال: هما عَدْلان وهم عُدول، وامرأة عَدْلة. وقال الكلابيون: امرأة عَدْلٌ وقومٌ عُدُل. وقال يونس عن أبي عمرو: الجيّد امرأة عَدْلٌ، وقومٌ عَدْلٌ، ورجلٌ عَدْلٌ. وقال الباهليّ: رجلٌ عَدْلٌ وعادل: جائز الشهادة. وامرأة عادلة: جائزة الشهادة. وقال الأصمعي: يقال عَدَلت الجوالق على البعير أعدله عَدْلاً يحمل على جنب البعير ويُعْدل بآخر. وفي الحديث: من شرب الخمر لم يقبل الله منه صرفاً ولاعَدْلاً أربعين ليلة. قال بعضهم: الضَرف الحيلة. والعَدبل: الفدية. "قال يونس بن عبيد: الصرف الحيلة، ويقال منه فلان يتصرف أي يحتال. قال الله عز وجل: (فما يستطيعون صرفاً ولانصرا) وقال ابن عباس: الصَرْف: الدية، والعَدْلُ: السَّوية، وقال شمر: أخبرني ابن الحريش عن النضر ابن شميل قال: العَدْل: الفريضة. والصرف: التطوع. وقال مجاهد في قوله تعالى: (ثم الذين كفروا بربهم يعدلون) أي يشركون. وقال الأحمر: عَدَل الكافر بربه عَدْلا وعُدُولا إذا سَوَّى به غيره فَعَبَده. وقال الكسائي: عدلت الشئ بالشئ أعدله عُدولاً إذا ساويته به. وعدل الحاكم في الحكم عَدْلا. وقال شمر: أما قول الشاعر: أفذاك أم هي في النجـا ءِ لمن يُقارب أو يعادل يعني: يُعادل بين ناقته والثور، قال: وقال ابن الأعرابي المعادلة: الشكّ في الأمرين وأنشد: وذوالهمّ تُعْديه صَرَامةُ هَمِّهِ إذا لم تُميثه الرقي ويُعادلِ
يقول يعادل بين الأمرين أيهما يركبُ. تميثه: تذلله المشورات، وقول الناس: أين تذهب، وقال المرَّار:
فلما أن صَرَمْت وكان أمْري قويماً لايميل به الـعُـدُولُ
قال عَدل عني يَعْدل عُدولاً لايميل به عن طريقه الميْلُ.
وقال الآخر:
إذا الهَمُّ أمْس وهو داء فأمضهِ ولست بممضيه وأنت تُعادله
قال: معناه: وأنت تشكّ فيه "وروى أبو عبيد عن النبي صلى الله عليه وسلم حين ذكر المدينة فقال: من أحدث فيها حدثاً أو آوى مُحْدثاً لم يقبل الله منه صَرْفاً ولا عَدْلا، قال أبو عبيد رُوى عن مكحول أنه قال الصرف التوبة والعدل: والفدية. وقال أبو عبيد: قوله من أحدث فيها حدثاً فإن الحدث كل حدّ يجب لله تعالى على صاحبه أن يقام عليه".
ثعلب عن ابن الأعرابي العَدَلُ مُحرّك: تسوية الأوْنين، وهما العِدْلان.
وقال الليث: العَدْل أن تعدل الشئ عن وجهه، تقول، عَدَلْت فلاناً عن طريقه، وعَدَلْتُ الدابة إلى موضع كذا فإذا أراد الاعوجاج نفسه قال: هو يَنْعَدل أي يعوج. وقال في قوله:
وإني لانْحى الطَرْف من نحو أرضها حياءً ولو طاوعـتـه لـم يُعـادل
قال: معناه، لم ينعدل قلت معنى قوله لم يعادل أي لم يعدل بنحو أرضها أي بقصدها نحوا ولايكون "يعادل" بمعنى "ينعدل" وقال الليث: المعتدلة من النوق: الحسنة المتفقة الأعضاء بعضها ببعض. وروى شمر عن محارب: قال: المُعْندلة من النوق وجعله رباعياً من باب عندل. قلت والصواب المعتدلة بالتاء.
وروى شمر عن أبو عدنان أنّ الكناني أنشده:
وعَدَل الفحل وإن لم يُعْـدل واعْتَدَلت ذات السَنام الأميل
قال: اعتدال ذات السنام الأميل استقامة سنامها من السمن بعد ما كان مائلاً. قلت: وهذا يدلّ على أن قول محارب: المُعْنَدلة غير صحيح، وأن الصواب: المُعْتدلة، لأن الناقة إذا سمنت اعتدلت أعضاؤها كلُّها من السنام وغيره. ومُعْندلة من العندل وهو الصلب الرأس وليس هذا الباب له بموضعٍ، لأن العَنْدل رباعي خالص. شمر العديل: الذي يُعادلك في المحمل والعَدْل: نقيض الجَوْر.
وروى عن عمر بن الخطاب أنه قال: الحمد لله الذي جعلني في قومٍ إذا مِلْتُ عَدلوني كما يُعْدل السهم في الثقاف أي قوَّموني.
شمر عن أبي عدنان: شرب حتى عَدَّل أي امتلأ. قلت وكذلك عّدَّن وأوَّن بمعناه. ويقال أخذ الرجل في مَعْدل "الباطل أي في طريق الباطل ومذهبه"، ويقال انظروا إلى سُوء مَعَادله، ومذموم مداخله، أي ألى سوء مذاهبه ومسالكه، وقال زهير:
وسُدِّدت? عليه سـوى قصْد الطريق مَعادله
ويقال عَدَّلت أمتعة البيت إذا جعلتها أعدالاً مستوية للاعتكام يوم الظعن. وعدَّل القسَّام الأنصباء للقسم بين الشركاء إذا سوّاها على القيم. وأما قول ذي الرمة:
إلى ابن العامريّ إلى بـلالٍ قطعتُ بنعفِ معلقة العَدَالا
فالعرب تقول: قطعت العدال في أمري، ومضيت على عزمي، وذلك إذا ميَّل بين أمرين أيُّهما يأتي، ثم استقام به الرأي فعزم على أوْلاهما عنده، ويقال أنا في عَدال من هذا الأمر أي في شك منه: أامضي عليه أم أتركه، وقد عادلت بين أمرين أبَّهما آتي "أي ميِّلت" وفرسٌ معتدل الغُرَّة إذا توسّطت غُرّته جبهته، فلم نصب واحدة من العينين ولم تمل على واحد من الخدين، قاله أبو عبيدة.
أبو عبيد عن الأصمعي: العَدَولّي من السفن منسوب إلى قرية بالبحرين يقال لها: عَدوْلَي، قال والخُلْجُ سفنٌ دون العَدْولية.
وقال شمر: قال ابن الأعرابي قول طرفة:
عَدَوْلية أو من سفين ابن نبتلٍ
قال نسبها إلى ضخم وقدم، يقول هي: قديمة أو ضخمة.
وقال الليث: العَدْوَلية نُسبت إلى موضع كان يسمى عَدَوْلاة وهو بوزن فَعَوْلاة.
وذكر عن الكلبي أنه قال: عَدَوْلي ليسوا من ربيعة ولامضر ولاممن يعرف من اليمن، إنما هم أمة على حدة. قلت: والقول في العَدَوْلي ما قاله الأصمعي.
ثعلب عن ابن الأعرابي: يقال لزوايا البيت: المعَدَّلات والدرلقيع والمُزوَّيات والأخصام والثفنات. وقال في قول الله: (فعدّلك في أي صورة) أي فقوّمك. ومن خفف أراد: عَدَلك من الكفر إلى الإيمان، وهما نعمتان. وهذا قول ابن الأعرابي.
وقال ابن السكيت عن ابن الكلبي في قول الناس للشئ الذي يُئس منه: وُضع على يَدَي عَدْلٍ قال: هو العَدْل بن جزء بن سعد العشيرة، وكان ولي شُرط تُبَّع، فكان تُبَّع إذا أراد قتل رجل دفعه إليه فقال الناس وُضع على يدي عَدْلٍ. علد قال أبو عمرو عن الأصمعي: الأعلاد: مضائغ في العنق من عصب، واحدها عَلْد. وقال رؤبة يصف فحلاً: قسبَ العَلابيّ جُرازَ الأعلاد وقال ابن الأعرابي: يريد عَصب عُنقه. والقَسْب: الشديد اليابس. وقال الليث: العَلْدُ الصُلْب: الشديد، كأن فيه يُبْساً من صلابته. أبو عبيد عن الأموي: العِلْوَدُّ: الكبير. قال. وقال أبو عبيدة: كان مجاشع بن دارم عِلْوَدّ العنق. وقال أبو عمرو: العِلْوَدّ من الرجال: الغليظ الرقبة. وقال ابن شميل: العِلْودة من الخيل: التي تنقاد بقوائمها وتجذب بعنقها القائد جِذْباً شديداً، وقلَّما يقودها حتى يسوقها سائق من ورائها، وهي غير طيِّعة القياد ولا سلسة. وأما قول الأسود بن يَعْفرُ: وغُرِد عِلْود لها متـطـاول نبيل كجثمان الجُرادة ناشرُ فإنه أراد بعْلوَدها: عنقها، أراد: الناقة والجُرادة: اسم رملة بعينها. وقال الراجز: أيُّ غلامٍ لشِ عِلْود العُنق ليس بكيَّاسٍ ولاجدٍ حمق قوله: لش أراد: لك لغة لبعض العرب وأنشدني المنذري في صفة الضبّ لبعضهم: كأنهما ضبَّان ضـبَّـا عَـرَادة كبيران عِلْودان صُفر كَشاهما عِلْودان: ضخمان. وقال أبو عبيدة: اعْلَوَّد الرجل بعدي إذا غلظ. وقال أبو زيد: رجل عِلْودّ وامرأة عِلْودة، وهو الشديد ذو القسوة. وبعير عِلْود وناقة عِلْودة، وهي الهرمة. وقال الليث: سيِّدٌ عِلْودٌّ: رزين ثخين. وفِعْلُهُ عَلْوَدَ يُعَلْود إذا لزم الشئ مكانه فلم يقدر على تحريكه. دعل أهمله الليث ولم يذكره شمر"في كتابه" وروى أبو عمر عن أبي العباس عن ابن الأعرابي قال: الدَعَل: المخاتلة بالعين. وهو يداعله أي يخاتله. وقال في موضع آخر: الداعل الهارب. دلع أبو عبيد عن أبي زيد: دلع لساني، ودلعته أنا. قال: وبعضعهم يقول أدلتعه. وقال ابن بُزُرْج: "دَلَعت اللسان وأدلعته. وقاله ابن الأعرابي. وقال الليث: دلع اللسان يَدْلع دُلُوعاً إذا خرج من الفم واسترخى. وأدلع الرجلُ لسانه. وقد يقال اندلع لسانه" قال: وجاء في الأثر عن بَلْعَم أن الله لعنه فأدلع لسانه فسقطت أسَلَتهُ على صدره، فبقيت كذلك. ويقال للرجل المندلث البطن أمامه: مُنْدلع البطن. وقال نصير-فيما روى له أبو تراب: اندلع بطن المرأة واندلق إذا عظم واسترخى وقال غيره: اندلع السيف من غمده واندلق. وناقة دلوع: تتقدم الإبل. وقال الربيع: الدليع: الطريق السهل في مكان حَزْن لاصعود فيه ولاهبوط. وروى أبو عمر عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الدَّوْاع: الطريق البين. وروى شمر عن محارب: طريق دَلَنَّع-وجمعه دَلاَنع-إذا كان سهلاً. وقال شمر قال الهجيمي: أحمقٌ دالعٌ. وهو الذي لايزال دالع اللسان، وهو غاية الحُمق: قال: وقال أبو عمرو: الدَوْلعة: صدفة متحوية إذا أصابها ضبح النار خرج منها كهيئة الظُفر فيُستَّل قدر إصبع، وهو هذا الأظفار الذي في القُسْط. وأنشد للشَمَرْدل: دَوْلعة تستلها بظفرها علند وقال الليث في باب العَلْد: العَلَنْدَري: البعير الضخم الطويل. والجميع العَلاند والعَلاَدِي والعَلَنْديات وأحسنه العَلاَند على تقدير قلانس. وقال النضر: العَلَنْداة من الإبل: العظيمة الطويلة. ولايقال: جمل عَلَنْدي. قال والعَرْناة مثلها، ولايقال: جمل عَفَرْني. وقال الليث: العَلَنْداة: شجرة طويلة لاشوك لها من العضاة قلت: لم يصب الليث في صفة العَلَنْاة؛ لأن العلنداة شجرة صلبة العيدان جاسية لايجهدها المالُ وليست من العضاه وكيف تكون من العضاه ولاشوك لها والعضاه من الشجر ماكان له شوك صغيراً كان أو كبيراً، والعَلَنْداة ليست بطويلة. وأطوالها على قدر قَعْدة الرجلُ. وهي مع قصرها كثيفة الأغصان مجتمعة. عدن
قال الله جلّ وعزّ: (جنات عَدْن) روى عن ابن مسعود أنه قال: جنات عدن: بُطْنَان الجنة. قلت وبُطْنانها: وسطها. وبُطنان الأودية: المواضع التي يستريض فيها ماء السيل. فيكرم نباتها، واحدها بَطْنٌ. قلت: والعَدْنُ مأخوذ من قولك: عَدَن فلان بالمكان إذا أقام به، يَعْدن عُدوناً، قاله أبو زيد وابن الأعرابي. قال شمر: وقال القُزْمُليُّ: اسم عدنان مشتق من العَدْن، وهو أن تلزم الإبل المكان فتألفه ولا تبرحه. تقول تركت إبل بني فلان عَودان بمكان كذا وكذا. قال: ومنه المَعْدن، وهو المكان الذي يثبت فيه الناس ولايتحولون عنه شتاءً ولاصيفاً. قلت: ومَعْدن الذهب والفضة سُميّ معدناً لإنبات الله جلّ وعزّ فيه جوهرهما وإثباته إياه في الأرض حتى عدن أي ثبت فيها. قال الله جلّ وعزّ: (وأنبتنا فيها من كل شئ موزون)، وفُسر الموزون على وجهين: أحدهما أن هذه الجواهر كلّها مما يوزن، مثل الرصاص والنحاس والحديد والثمنين أعنى الذهب والفضة، كأنه قصد قصْد كل شئ يوزن ولايكال. وقيل: معنى قوله: من كل شئ موزون أنه المقدّر المعلوم وزنه وقدره عند الله تعالى. وقال أبو مالك: يقال: عدنت إبل فلان بمكان كذا وكذا أي صلحت بذلك المكان. وعَدَنَتْ معدته على كذا وكذا أي صَلحت. وقال الليث: المَعْدن مكان كل شئ يكون فيه أصله ومبتدؤه؛ نحو معدن الذهب والفضة والأشياء. ويقال: فلان معدن للخير والكرم إذا جبل عليهما. قال: والعَدْن: إقامة الإبل في الحَمْض خاصة. وقال أبو زيد: عَدَنت الإبل في الحَمْض تعدن عُدُوناً إذا استمرأت المكان ونمت عليه، ولا تعدن إلا في الحمض. وقال أبو مالك: يكون في كل شئ. أبو عبيد: العَدَّان: الزمان. وأنشد بيت الفرزدق: أتبكي على علْجٍ بميسان كـافـر ككسرى على عِدَّنه أو كقيصرا يخاطب مسكيناً الدارميّ لما رثى زياداً. وفيها يقول البيت: أقول له لمّا أتـانـي نَـعـيَّهُ به لابظبي في الصرائم أعفرا وقال أبو عمرو في قوله: ولا على عَدَّان مُلك محتضر عَدَّان:أي على زمانه وإبانه. قلت: وسمعت اعرابياً من بني سعدٍ بالأحساء يقول: كان أمر كذا وكذا على عِدّان ابن بور، وابن بوركان والياً بالبحرين قبل استيلاء القرامطة-أبادهم الله-عليها. يريد: كان ذلك أيام ولايته عليها. وقال الفرّاء: كان ذلك على عدَّان فرعون. قلت: من جعل عِدَّان فعلاناً فهو من العدّ والعداد. ومن جعل فعلالاً فهو من عدن. والأقرب عندي أنه من العدّ؛ لأنه جُعل بمعنى الوقت. "والعيدان من النخل ما طال" وأمَّا العدان-بفتح العين-فإن الفراء حكى عن المفضل أنه قال: العَدان: سبع سنين. يقال: مكثنا في غلاء السعر عَدَانين، وهما أربع عشرة سنة، الواحد عَدانٌ. وهو سبع سنين. وأمَّا قول لبيد: ولقد يعلم صحبي كـلـهـم بعدان السيف صبري وًنَقلْ فإن شمراً رواه بعدان السيف، وقال: عَدان: موضع على سيف البحر. ورواه أبو الهيثم بعدان السيف بكسر العين. قال: ويروى بعداني السيف، وقال: أرادوا: جمع العدينة فقلبوا والأصل بعدائن السيف فأخرّ الياء، وقال عَداني. وروى أبو عمر عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: عدان النهر-بفتح العين-: ضفته، وكذلك عبره ومعبره وبرْغيله. وقال أبو عمرو: العَدَانة: الجماعة من الناس، وجمعه عَدانات. وأنشد: بني مالكٍ لدَّ الحُضين وارءكم رجالاً عدانات وخيلاً أكاسما وقال ابن الأعرابي: رجال عَدَانات: مقيمون. وقال: روضة أكسوم إذا كانت ملتفة بكثرة النبات. أبو عبيد عن الفراء: عدّنت به الأرض ووجنت به الأرض ومرّنت به الأرض إذا ضربت به الأرض. عمرو عن أبيه قال: العَدين: عُري منقشة تكون في أطراف عُري المزادة، واحدتها عدينة. وقال ابن الأعرابي: العَدينة: رقعة منقشة تكون في عروة المزادة. وقال ابن شميل: الغَرْب يُعَدَّن إذا صغُر الأديم وأرادوا توفيره زادوا له عدينة أي زادوا في ناحية منه رقعة، والخفُّ يُعَدّن: يزاد في مؤخر الساق منه زيادة حتى يتسع. قال: وكل رقعة تزاد في الغرب فهي عدينة، وهي كالبنيقة في القميص. وأنشد: والغرب ذا العَدينة الموَعَّبا والموعّب: الموسَّع الموفر. وقال أبو سعيد في قول المخَّبل: خوامس تنشق العصا عن رؤوسها كما صدع الصخر الثقال المُعدِّنُ
قال: المُعَدِّن: الذي يُخرج من المعدن الصخر ثم يكسرها يبتغي فيها الذهب. وعَدَّن الشارب إذا امتلأ، مثل أوَّن وعدَّل. وعدن أبين: بلد على سيف البحر أقصى بلاد اليمن.
عند
قال الله جلّ وعزّ: (ألقيا في جهنم كل كفار عنيد) قال قتادة: العنيدد: المُعرض عن طاعة الله تعالى. وقال الزّجاج: عنيد أي عند عن الجق. ورُوى عن ابن عباس أنه سئل عن المستحاضة فقال: إنه عِرْقٌ عاند أو ركضة من الشيطان. قال أبو عبيد: العِرْق العاند: الذي عَنَد وبغى؛ كالإنسان يُعاند. فهذا العِرْق في كثرة ما يخرج منه بمنزلته وأنشد للراعي:
ونحن تركنا بالفُعَالِّي طـعـنة لها عاند فوق الذراعين مُسْبل
وقال شمر: العاند: الذي لايَرْقأ. قال: وأصله من عنود الإنسان إذا بغى وعند عن القصد. وأنشد:
ومجَّ كل عاند نعورِ
أبو عبيد: عند العِرق وأعند إذا سال. وقال الكسائي: عندت الطعنة تَعْنُد وتَعْند إذا سال دمها بعيداً من صاحبها. وهي طعنة عاندة. قال: وعند الدمُ يَعْند إذا سال في جانب. رواه ثعلب عن سلمة عن الفراء أن الكسائي قاله. أبو حاتم عن الأصمعي: عَنَد فلان عن الطريق يَعْنِد عُنُوداً إذا تباعد. ويقال: فلان يعاند فلاناً أي يفعل مثل فعله، وهو يعارضه ويباريه. قال والعامة يفسرونه: يعانده: يفعل خلاف فعله. قال ولا أعرف ذلك ولاأثبته. وأنشد:
وقد يحبّ كلُّ شـئٍ ولـدهْ حتى الحُباري وتدفُّ عَنَده
أي معارضة للولد. قلت: تعارضه شفقةً عليه. شمر عن أبي عدنان عن الأصمعي: يقال عاند فلان فلاناً إذا جانبه. ودمٌ عاند: يسيل جانباً. قلت أنا: المُعاند هو المعارض بالخلاف لابالوفاق. وهذا الذي يعرفه العوّام. وقد يكون العناد معارضة بغير الخلاف؛ كما قال الأصمعي. واستخرجه من عَنَدِ الحُباري جعله اسماً من عاند الحُباري فرخه إذا عارضه في الطيران أوَّل ما ينهض كأنه يعلمه الطيران شفقة عليه. وقال الليث: عَنَد الرجل يَعْند عُنُوداً وعاند مُعاندة، وهو أن يعرف الشئ ويأبى أن يقبله؛ ككفر أبي طالب، كان كفره مُعاندة؛ لأنه عرف وأقرّ وأنف أن يقال: تبع ابن أخيه، فصار بذلك كافراً. وأما العَنيد فهو من التجبر، يقال: جبّار عنيد. قال: والعنود من الإبل الذي لايخالطها، إنما هو في ناحية أبداً. وروى شمر بإسناد له رفع الحديث فيه إلى عمر أنه وصف نفسه بالسياسة فقال: إني أنهز اللفوت وأضم العَنُود وألحق القطوف وأزجر العروض. قال: العنود: التي تعاند عن الإبل تطلب خيار المَرْتع تتأنَّف، وبعض الإبل يرتع ماوجد. وقال ابن الأعرابي وأبو نصر: هي التي تكون في طائفة الإبل أي في ناحيتها. وقال القيسيُّ: العنود من الإبل: التي تعاند الإبل فتعارضها. قال: فإذا قادتهن قُدماً أمامهن فتلك السلوف. أبو عمر "عن ثعلب" عن ابن الأعرابي: أعند الرجل إذا عارض إنساناً بالخلاف، وأعند إذا عارض بالاتفاق. قال: ومنه قوله: حتى الحُبارى ويحب عنده أي اعتراضه. وقال ابن شميل: عند الرجل عن أصحابه يعند عُنوداً إذا ماتركهم واجتاز عليهم، وعَنَد عنهم إذا ماتركهم في سفر وأخذ في غير طريقهم أو تخلَّف عنهم. والعُنُود كأنه الخلاف والتباعد والترك لو رأيت رجلا بالبصرة من أهل الحجاز لقلت: شدَّ ما عندت عن قومك أي تباعدت عنهم. وسحابة عَنُود: كثيرة المطر. وجمعه عُنُدٌ وقال الراعي:
دِعْصاً أرذّ عليه فُرَّقٌ عُنُدٌ
وقدح عنود وهو الذي يخرج فائزا على غير وجهة سائر القداح. ويقال: استعندني فلان من بين القوم أي قصدني. وعاند البعير خطامه أي عارضه. أبو عبيد عن أبي زيد: مالي عن ذلك الأمر عُنْددٌ ولا مُعْلَنْدد، أي مالي منه بد. وكذلك قال ابن الأعرابي. وقال أبو عمرو: العُنْدد: الحيلة. أبو عبيد عن أبي زيد: أعند الرجل في قيئه إعناداً إذا أتبع بعضه بعضاً. وقال الليث: عِنْد: حرفُ صفةٍ يكون موضعاً لغيره، ولفظه نصبٌ؛ لأنه ظرف لغيره وهو في التقريب شبه اللِزْق. ولايكاد يجئ في الكلام إلا منصوباً؛ لأنه لايكون إلا صفة معمولاً فيها أو مضمرا فيها فعلٌ، إلا في حرف واحد. وذلك أن يقول القائل لشئ بلا علم: هذا عندي كذا وكذا، فيقال: أولك عِندٌ فيرفع.
وزعموا أنه في هذا الموضع يراد به القلب وما فيه من معقول اللب. قلت: وأرجو أن يكون ما قاله الليث في تفسير "عند" قريباً مما قاله النحويون. "الفرّاء: العرب تأمر من الصفات بعليك وعندك ودونك وإليك. يقولون: إليك إليك عَنّي يريدون: تأخر، كما يقولون: وراءك وراءك. فهذه الحروف كثيرة. وزعم الكسائي. أنه سمع: البعير بينكما فخذاه، فنصب البعير. وأجاز ذلك في كل الصفات التي تنفرد. ولم يجزه في اللام ولا الباء ولا الكاف. وسمع الكسائي العرب تقول: كما أنتني يريد: انتظرني في مكانك". أبو زيد يقال: إن تحت طريقتك لعِنْداوة. والطِّيقة: اللين والسكون. والعِنْداوة: الجفوة والمكر. وقال الأصمعي: معناه: إن تحت سكونك لنَزْوة وطماحاً. وقال غيره: العِنداوة الالتواء والعسر. وقال: هو من العداء. وهمزه بعضهم فجعل النون والهمزة زائدتين، على بناء فِنْعلْوة. وقال غيره: عِنْدأْوة فِعْلَلْوة. دنع الليث: رجلٌ دنيعة من قوم دنائع. وهو الفَسْل الذي لالُبّ له ولا عقل: وأنشد شمر لبعضهم: فله هنالـك لاعـلـيه إذا دَنِعْت أنوفُ القوم للتعس يقول له الفضل في هذا الزمان لاعليه إذا دُعي على القوم. ودَنِعت أي دَقّت ولؤُمتْ. ورواه ابن الأعرابي وإن رغمت. ابن شميل: دَنِع الصبي إذا جهد وجاع واشتهى. وقال ابن بزرج: دَنِع وَرَثِع إذا طمع. عمرو عن أبيه قال: الدّنيع: الخسيس. ندع ثعلب عن ابن الأعرابي: أندع الرجل إذا تبع أخلاق اللئام والأنذال. قال: وأدنع إذا تبع طريقة الصالحين. دعن قرأت بخط أبي الهيثم في تفسير شعر ابم مقبل لأبي عمرو: يقال: أُدعنت الناقة وأُدعن الجمل إذا أطيل ركوبه حتى يهلك، رواه بالدال والنون. وقد أهمل الليث وشمر دعن. عدف أبو عبيد: العَدْف: الأكل. قال: وقال الأحمر: ماذقت عَدْوناً ولا علوساً ولاألوساً. وقال أبو حسان: سمعت أبا عمرو الشيباني يقول: ماذقت عدوفاً ولاعدوفة. قال: وكنت عند يزيد بن مَزْيد الشيباني فأنشدته بيت قيس بن زهير: ومُجَنَّبات ما يَذُقْن عـدونة يقذفن بالمُهرات والأمهار بالدال، فقال لي يزيد بن مزيد: صحَّفت يا أبا عمرو. وإنما هي عذوفة بالذال. قال: فقلت له: لم أصحف أنا ولا أنت. تقول ربيعة هذا الحرف بالذال، وسائر العرب بالدال. أبو عبيد عن أبي زيد: العِدْفة: ما بين العشرة إلى الخمسين وجمعها عِدَفٌ. قال شمر وقال ابن الأعرابي مثله قال والعَدَف: القذي. وقال الليث: العَدُوف: الذواق اليسير من العلف. قال والعِدفة كالصَّنِفة من قطعة ثوبٍ. قال وعِدْفة كل شجرة: أصلها الذاهب في الأرض، وجمعها عَدِفٌ. وأنشد: حمَّال أثقـالِ ديات الـثـأي عن عَدِف الأصل وكُرَّامها قال: ويقال: بل هو: عن عَدَف الأصل "جمع عَدَفة أي" يلّم ما تفرق منه. ويقال: عَدَف له عِدْفة من ماله إذا قطع له قطعة من ماله. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: العَدَف والعائر والغضاب: أذى العين. وقال ابن السكيت: العَدْفُ الأكل يقال ماذاق عَدْفاً. والعَدَف القذي. عفد أهمله الليث. وقال أبو عمرو: الاعتفاد: أن يغلق الرجل الباب على نفسه، فلا يسأل أحداً حتى يموت جوعاً. وأنشد: وقائلةٍ ذا زمـان اعـتـفـاد ومن ذاك يبقي على الاعتفادْ وقد اعتفد يَعْتَفِدُ اعتفاداً. وقال شمر: قال محمد بن أنس: كانوا إذا اشتدّ بهم الجوع وخافوا أن يموتوا أغلقوا عليهم باباً، وجعلوا حظيرة من شجرة يدخلون فيها ليموتوا جوعاً. قال ولقي رجل جارية تبكي فقال لها: مالك؟ قالت نريد أن نَعْتفد. قال: وقال النظار بن هاشم الأسدي: صاح بهم على اعتفادٍ زمانْ مُعْتَفِدٌ قطاع بين الأقرانْ قال شمر: ووجدته في كتاب ابن بزرج: اعتقد الرجل بالقاف وآطم وذلك أن يغلق عليه باباً إذا احتاج حتى يموت. قال: ووجدته في كتاب أبي خيرة: عَفَد الرجل وهو يَعْفد. وذلك إذا صفّ رجليه فوثب من غير عَدْوٍ. دفع قال الليث: الدفع معروف. يقول: دفع الله عنك المكروه دفعاً. ودافع عنك دفاعاً. قال والدَفْعة: انتهاء جماعة قوم إلى موضع بمرّة. والدُفعة ما دفعت من سقاء أو أناء فانصب بمرّةٍ. وقال الأعشى: وسافت من دمٍ دُفعاً
وكذلك دُفع المطر ونحوه.قال: والدُفاع: طحمة الموج والسيل. وأنشد قوله: جواد يفيض على المعتفين كما فاض يَمٌّ بدُفلـعـهِ وقال ابن شمبل: الدوافع: أسافل الميث حيث تدْفع في الأودية، أسفل كل ميثاء دافعة. وقال الليث: الدَافِعة: التلعة تدفع في تلعة أخرى من مسايل الماء إذا جرى في صبب وحدور من حدبٍ، فترى له في مواضع قد انبسط شيئاً أو استدار ثم دفع في أخرى أسفل منه، فكلّ واحد من ذلك دافعة. والجميع الدوافع. قال: ومجرى ما بين الدافعتين مِذْنب. وقال غيره: المَدَافع: المجاري والمسايل. وأنشد ابن الأعرابي: شيب المبارك مدروسٌ مدافـعـهُ هابي المراغ قليل الودق موظوبِ قال شمر قال أبو عدنان: المدروس: الذي ليس في مدفعه آثار السيل من جدوبته. والموظوب. الذي قد وظب على أكله أي ديم عليه. وقال أبو سعيد: مدروس مَدَافِعُهُ: مأكول مافي أوديته من النبات. هابي المراغ: ثائرٌ غباره. شيبٌ: بيضٌ. وقال الليث: الاندفاع: المضيّ في الأبرض كائناً ماكان. وقال في قول الشاعر: أيها الصُلصلُ المُغذُّ إلى المَدْ فع من نهر معقلٍ فالمذارِ أراد بالمدفع اسم موضع. قال: والمُدَفَّع: الرجل المحقور الذي لايقري إن ضاف، ولايجدي إن اجتدى. ويقال: فلان سيد قومه غير مدافع أي غير مزاحم في ذلك ولامدفوع عنه. ويقال: هذا طريق يدفع إلى مكان كذا أي ينتهي إليه. ودفع فلان إلى فلان أي انتهى إليه. ويقال غشيتنا سحابة فدفعناها إلى بني فلان أي أنصرفت عنا إليهم. والدافع: الناقة التي تدفع اللبن على رأس ولدها، إنما يكثر اللبن في ضرعها حين تريد أن تصنع. وكذا الشاة المدفاع. والمصدر الدَفعة. وقال أبو عبيدة: قوم يجعلون المفكه والدافع سواء. يقولون: هي دافع بولد، وإن شئت قلت: هي دافع بلبن، وإن شئت قلت: هي دافع بضرعها، وإن شئت قلت: هي دافع وتسكت. وأنشد: ودافع قد دَفَعَتْ لـلـنَّـتْـج قد مخضت مخاض خَيْل نُتْج وقال النضر: يقال دفعت بلبنها وباللبن إذا كان ولدها في بطنها، فإذا نتجت فلا يقال: دَفَعَتْ. وقال أبو عمرو الدُفَّاع: الكثير من الناس ومنم السير ومن جرى الفرس إذا تدافع جريه. وفرسٌ دَفَّاعٌ. وقال ابن أحمر: إذا صليتُ بدَفَّـاعُ لـه زَجَـلٌ يُواضخ الشَدَّ والتقريب والخببا ويروي بدُفاعٍ يريد الفرس المتدافع في جريه. وقال الأصمعي: بعيرٌ مُدَفَّعٌ: كالمُقْرمَ الذي يودَّع للفِحلة فلا يركب ولا يحمل عليه. وقال الأصمعي: هو الذي إذا أتي به ليحمل عليه. قيل: ادفع هذا أي دعْه إبقاء عليه. وأنشد غيره لذي الرمة: وقَرَّبْن للأظعان كل مُدَفَّعِ قال: ويقال: جاء دُفاع من الرجال والنساء إذا ازدحموا فركب بعضهم بعضاً. أبو زيد: يقال دافع الرجل أمر كذا وكذا إذا أولع به وانهمك فيه: ويقال دافع فلان فلاناً في حاجته إذا ماطله فيها فلم يقضها. وفي كتاب شمر قال أبو عمرو: المَدَافع: مجاري الماء. وقال ابن شميل: مَدْفع الوادي: حيث يدفع السيلُ وهو أسفله حيث يتفرق ماؤه. وقال الأصمعي: الدَوافع: مدافع الماء إلى الميث، والميث تدفع إلى الوادي الأعظم. فدع ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الأفدع: الذي يمشي على ظهر قدميه. أبو نصر عن الأصمعي: هو الذي ارتفع أخمص رجله ارتفاعاً لوطئ صاحبها على عصفور ما آذاه قال وفي رجله قسطٌ وهو أن تكون الرجل ملساء الأسفل كأنها مالجٌ. وقال الليث: الفدع: مَيْل في المفاصل كلها، كأن المفاصل قد زالت عن مواضعها، وأكثر مايكون في الأرساغ. قال وكلّ ظليم أفدع؛ لأن في أصابعه اعوجاجاً: وقال رؤبة: عن ضعفِ أطنابٍ وسمكٍ أفدعا فجعل السمك المائل أفْدَع. وأنشد لأبي زبيد: مُقابل الخَطْوِ في أرساغه فَدَعُ قال: وأنشدني أبو عدنان: يومٌ من النثرة أو فـدعـائهـا يخرج نفس العنز من وجعائها قال: يعني بفدعائها: الذراع تخرج نفس العنز من شدة القر. وقال ابن شميل: الفَدَع في اليد: أن تراه يطأ على أم قِردانه فأشخص صدر خفه. جملٌ أفدع وناقة فَدْعاء. ولايكون الفدع إلاى في الرُسْغ جُسأة فيه. وقال غيره: الفَدَع: أن يصطك كعباه ويتباعد قدماه يميناً وشمالاً.
قلت: أصل الفَدَع المَيْل والعوج. فكيفما مالت الرجل فقد فَدْعت. عبد أبو عبيد عن الفراء: ما عَبَّد أن فعل ذاك وما عَتَّم وما كذب معناه كله: مالبَّث. قال: ويقال امتل يعدو، وانكدر يعدو، وعبد يعدو إذا أسرع بعض الإسراع. وقال الله جلّ وعزّ: (قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين). قال الليث: العَبَد: الأنف والحمية من قول يستحيا منه ويستنكف. قال "وقوله" فأنا أول العابدين أي الآنفين من هذا القول. قال: ويُقرأ: فأنا أول العبدين مقصور من عَبِد يَعَبد فهو عبد. قال: وبعض المفسرين يقول: غأنا أول العابدين أي كما أنه ليس للرحمن ولد فأنا لستُ بأول من عَبَد الله. قلت: وهذه آية مشكلة. وأنا ذاكر أقاويل السلف فيها، ثم متبعها بالذي قال أهل اللغة وأُخبر بأصحها عندي والله الموفق. فأما القول الذي ذكره الليث أولا فهو قول أبي عبيدة. على أني ماعلمتُ أحداً قرأ: فأنا أول العبدين ولو قرئ مقصوراً كان ماقاله أبو عبيدة محتملاً. وإذ لم يقرأ به قارئ مشهور لم يعبأ به. والقول الثاني ماروى عن ابن عُيَنْية أنه سئل عن هذه الآية فقال: معناه: إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين، يقول: فكما أني لست أول من عبد الله فكذلك ليس لله ولد. وهذا القول يقارب ماقاله الليث آخرا، وأضافه إلى بعض المفسرين. وقال السُّديّ: قال الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم: قل لهم: إن كان-على الشرط-للرحمن ولد كما تقولون لكنت أول من يطيعه ويعبده. وقال الكلبي: إن كان: ماكان. وقال الحسن وقتادة: إن كان للرحمن ولد على معنى ماكان فأنا أول العابدين: أول من عبد الله من هذه الأمة. وقال الكستئي: قال بعضهم: إن كان أي ماكان للرحمن ولد فأنا أول العابدين: الآنفين، رجلٌ عابد وعبدٌ وآنف وأنف. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي في قوله فأنا أول العابدين أي الغضاب الآنفين ويقال: أنا أول الجاحدين لما تقولون. ويقال: أنا أول من يعبده على الوحدانية مخالفةً لكم. وروى عن عليّ أنه قال عَبِدتُ فصَمَتُّ أي أنفت فسَكَتُّ. وقال ابن الأنباريّ: معناه: ماكان للرحمن ولد والوقف على الولد، ثم يبتدئ: فأنا أول العابدين له، على أنه لاولد له. والوقف على العابدين تامّ. قلت: قد ذكرت أقاويل من قدمنا ذكرهم، وفيه قول أحسن من جميع ماقالوا وأسْوغ في اللغة، وأبعد من الاستكراه وأسرع إلى الفهم. رَوى عبد الرزاق "عن مَعْمَر" عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى: (قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين) يقول: إن كان لله ولد في قولكم فأنا أول من عَبَد الله وحده وكذّبكم بما تقولون. قلت: وهذا واضح. ومما يزيده وضوحاً أن الله جلّ وعزّ قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: قل يا محمد للكفار إن كان للرحمن ولد في زعمكم فأنا أول العابدين إله الخلق أجمعين الذي لم يلد ولم يولد، وأوّل الموحدِّين للربَّ الخاضعين للطيعين له وحده؛ لأن من عَبَد الله وأعترف بأنه معبوده وحده لاشريك له فقد دفع أن يكون له ولد. والمعنى: إن كان للرحمن ولد في دعواكم فالله جلّ وعزّ واحد لاشريك له. وهو معبودي الذي لاولد له ولا والد. قلت: وإلى هذا ذهب إبراهيم بن السري وجماعة من ذوي المعرفة، وهو القول الذي لايجوز عندي غيره. وقال الله جلّ وعزّ: (وتلك نعمة تمنها عليّ أن عَبّدت بني إسرائيل) الآية. قلت: وهذه الآية تقارب التي فسرنا آنفاً في الإشكال. ونذكر ماقيل فيها ونخبر بالأصح الأوضح ممَّا قيل. أخبرني المنذريّ عن ابن العباس أنه قال: قال الأخفش في قوله (وتلك نعمة تمنها عليّ أن عبّدت بني إسرائيل) قال: يقال: إن هذا استفهام، كأنه قال: أو تلك نعمة تمنَّها عليّ! ثم فسَّر فقال: أن عبّدت بني إسارئيل فجعله بدلاً من النعمة. قال أبو العباس: وهذا غلط؛ لايجوز أن يكون الاستفهام يُلْقي وهو يُطلبُ، فيكون الاستفهام كالخبر. وقد استُقبح ومعه "أم" وهي دليل على الاستفهام. استقبحوا قول امرئ القيس: تروح من الحَيّ أم تَبْتَكِرْ قال بعضهم: هو: أتروح من الحيّ أم تبتكر فحذف الاستفهام أولا واكتفى بأم. وقال أكثرهم: بل الأول خبر والثاني استفهام. فأما وليس معه "أم" لم يقله إنسان.
قال أبو العباس: وقال رالفرّاء: وتلك نعمة تمنها عليّ، لأنه قال: وأنت من الكافرين لنعمتي أي لنعمة تربيتي لك، فأجابه فقال: نعم هي نعمة عليّ أن عبَّدت بني إسارئيل ولم تستعبدني. يقال عَبَّدت العبيد وأعبدتهم أي صيّرتهم عبيداً، فيكون موضع "أن" رفعاً ويكون نصباً وخفضاً. من رفع ردّها على النعمة، كأنه قال: وتلك نعمة: تعبيدك بني إسارئيل ولَمْ تُعَبِّدني. ومن خفض أو نصب أضمر اللام. قلت: والنصب أحسن الوجوه المعنى: أن فرعون لمّا قال لموسى: ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين فاعتّد فرعون على موسى بأن رباه وليداً منذ ولد إلى أن كبر، فكان من جواب موسى له: تلك نعمة تعتد بها عليّ لأنك عَبَّدت بني إسرائيل ولو لم تُعبّدهم لكفلني أهلي ولم يلقوني في اليم، فإنما صارت نعمة لما أقدمت عليه ممَّا حظره الله عليك. وقال أبو إسحق الزجّاج: المفسرون أخرجوا هذه على جهة الإنكار أن تكون تلك نعمة، كأنه قال: وأيّ نعمة لك عليّ في أن عَبَّدت بني إسرائيل واللفظ لفظ خبر. قال: والمعنى يخرج على ماقالوا على أن لفظه لفظ الخبر. وفيه تبكيتٌ للمخاطب كأنه قال له هذه نعمة: أن أتخذت بني إسرائيل عبيداً، على جهة التهكم بفرعون. واللفظ يوجب أن موسى قال له: هذه نعمة لأنك اتخذت بني إسرائيل عبيداً ولم تتخذني عبداً، وقال الشاعر في أعبدت الرجل بمعنى عَبَّدته: عَلاَمَ يُعْبدني قومي وقد كثرت فيهم أباعر ماشاءوا وعُبْدانُ وأخبرني المنذريّ عن أبي الهيثم أنه قال: المُعَبَّد: المُذَلَّل. والمُعَبّد: البعير الجرب. وأنشد لطرفة: وأفردت إفراد البعير المُعَبَّدِ قال والمُعَبَّد: المكرَّم في بيت حاتم حيث يقول: تقول ألا تُبقي عليك فـإنـنـي أرى المال عند الممسكين مُعَبَّدا أي مُعَظَّماً مخدوماً. قال: وأخبرني الحرّاني عن ابن السكيت: يقال اسْتَعْبدده وعَبَّده أي أخذه عَبْداً وأنشد قول رؤبة: يَرْضَون بالتعبيد والتأميّ قال: ويقال: تعَبَّدت فلاناً أي أتخذته عبداً، مثل عَبّدته سواء. فتأمَّيْتُ فلانة أي اتخذتها أمة. وقال الفرّاء: يقال: فلان عَبْدُ بين العبودة والعبودية والعَبْدية. وتَعَبَّد اللهُ العَبْد بالطاعة أي استعبده. وقال الله جلّ وعزّ: (قل هل أنبئكم بشرّ من ذلك مثوبة عند الله من لعنهُ الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعَبَد الطاغوت) قرأ أبو جعفر وشَيْبَة ونافع وعاصم وأبو عمرو والكسائي: وعَبَدَ الطاغوتَ. قال الفرّاء: هو معطوف على قوله وجعل منهم القردة والخنازير ومن عَبَد الطاغوت. وقال الزّجاج: قوله وعَبَد الطاغوت نَسَقٌ على "من لعنه الله" المعنى: من لعنه الله ومن عبد الطاغوت. قال واويل "عَبَد الطاغوت" أي أطاعه-يعني الشيطان-فيما سوّل له وأغواه. قال: والطاغوت هو الشيطان. قال وفي قول الله تعالى: (إياك نعبد): إياك نطيع الطاعة التي نخضع معها. قال: ومعنى العبادة في اللغة: الطاعة مع الخضوع. ويقال طريقٌ مُعَبَّدٌ إذا كان مذلَّلا بكثرة الوطء، وبعيرٌ مُعَبَّد إذا كان مَطْليَّاً بالقطران. وقرأ: (وعَبُدَ الطاغوتِ) يحيى ابن وثابٍ والأعمش وحمزة. قال الفرّاء: ولا أعلم له وجهاً إلا أن يكون عَبُد بمنزلة حَذُرٍ وعَجُل. وقال نصير الرازي: "عَبُدٌ وَهْمٌ ممَّن" قرأه، ولسنا نعرف ذلك في العربية. ورُوى عن النخعي أنه قرأ: "وعُبُدَ الطاغوت" وذكر الفرّاء أن أُبيَّاً وعبد الله قرأ "وعَبدوا الطاغوت". ورُوى عن بعضهم أنه قرأ: "وعُبَّاد الطاغوت" وبعضهم "وعَابِدَ الطاغوت". ورُوى عن ابن عباس: "وعُبِّدَ الطاغوت". وروى عنه أيضاً: وعُبَّدَ الطاغوت. قلت: والقراءة الجيدة التي لايجوز عندنا غيرها هي قراءة العامة التي بها قرأ القراء المشهرون. "وعَبَدَ الطاغوتُ" على التفسير الذي بينته من قول حُذَّاق النحويين. قلت: وأما قول أوس بن حجر: أبني لبيني إن أُمَّكمُ أمَةٌ وإن أباكم عَبُدُ فإنه أراد: وإن أباكم عَبْد فثقله للضرورة، فقال: عَبُدُ: وقال الليث: العبد: المملوك. وجماعتهم: العبيد، وهم العباد أيضاً؛ إلاَّ أنّ العامة اجتمعوا على تفرقة ما بين عباد الله والمماليك، فقالوا: هذا عَبْد من عباد الله، وهؤلاء عبيد مماليك.
قال: ولا يقال: عَبَد يَعْبدُ عِبادة إلاّ لمن يَعْبُدُ الله: ومن عَبَد من دونه إلهاً فهو من الخاسرين. قال: وأما عَبْدٌ خدم مولاه فلا يقال: عَبَده: قال الليث: ومن قرأ: "وَعَبُدَ الطاغوتُ" فمعناه صار الطاغوت يُعْبَد، كما يقال: فَقُهَ الرجل وظَرُف. قلت: غَلِط الليث في القراءة والتفسير. ما قرأ أحد من قُرَّاء الأمصار وغيرهم "وَعَبُدَ الطاغوتُ" برفع الطاغوت، إنما قرأ حمزة: "وعَبُدَ الطاغوت" وهي مهجورة أيضاً. قال الليث: ويقال للمشركين: هم عَبَدة الطاغوت. ويقال للمسلمين: عباد الله يعبدون الله. وذكر الليث أيضاً قرءة أخرى ما قرأ بها أحد. وهي "وعابدو الطاغوت" جماعة. وكان رحمه الله قليل المعرفة بالقراءات. وكان نَوْله ألا يحكى القراءات الشاذة، وهو لايحفظها القارئ قرأ بها" وهذا دليل على أن إضافته كتابه إلى الخليل بن أحمد غير صحيح، لأن الخليل كان أعقل "وأورع" من أن يسمِّي مثل هذه الحروف قراءات في القرآن، ولاتكون محفوظة لقارئ مشهور من قُراء الأمصار "ودليل على أن الليث كان مغفَّلاً" ونسأل الله التوفيق للصواب. قلت: والمعروف عند أهل اللغة: أعبدت فلاناً أي استعبدته. ولست أنكر جواز ماذكره الليث إن صح لثقة من الأئمة، فإن السماع في اللغات أولى بنا من القول بالحْدْس والظن وابتداع قياسات لاتستمر ولاتطرد. وقال الليث: العِبِدَّي: جماعة العبيد الذين وُلُدوا في العُبُودة، تعبيدةً ابن تعبيدة، أي في العُبُودة إلى آبائه. قلت: هذا غلط. يقال: هؤلاء عِبِدَّى الله أي عِبادهُ. وفي الحديث الذي جاء في الاستسقاء: وهذه عِبِدّاك بفناء حرمك. قال الليث: والعباديد: الخيل إذا تفرقت في ذهابها ومجيئها، ولا تقع إلا على جماعة: لايقال للواحد: عِبْديد. قال ويقال في بعض اللغات: عبابيد: وأنشد: والقوم آتوك بَهزٌ دون إخوتهـم كالسيل يركب أطراف العبابيد قال: وهي الأطراف البعيدة، والأشياء المتفرقة. وهم عبابيد أيضاً. قلت: وقال الأصمعي: العبابيد: الطرق المختلفة. وروى أبو طالب عن أبيه عن الفراء أنه قال: العبابيد والشماطيط لايفرد له واحدد. قال: وقال غيره: ولايتكلم بهما في الإقبال، إنما يتكلم بهما في التفرق والذهاب. قال: وقال الأصمعي: يقال صاروا عبابيد وعباديد أي متفرقين. وقول الله جلّ وعزّ: (وقومهما لنا عابدون) أي دائنون، وكل من دان لملكٍ فهو عابد له. وقال ابن الأنباري: فلان عابد وهو الخاضع لربّه المستسلم لقضائه المنقاد لأمره. وقوله (اعبدوا ربكم) أي أطيعوا ربّكم. وقيل في قوله: (إياك نَعْبد): إياك نوحد والعابد. الموحِّد. والدراهم العَبْدية كانت دراهم أفضل من هذه الدراهم وأكثر وزناً. وأما بيت بشر: مُعَبَّدةُ السقائف ذات دُسْرٍ مُضَبَّرة جوانبها رداحُ فإن أبا عبيدة قال: المعَبَّدة: المطلية بالشحم أو الدُهن أو القار. وقيل مُعَبَّدة: مُقَيرة. وقال شمر: يقال للعبيد مَعْبَدة. وأنشد للفرزدق: وما كانت فُقيم حيث كانت بيثرب غير مَعْبَدة قُعُودِ قلت: ومثل معبدة جمع العبْد مشيخة جمع الشيخ، ومسيفة جمع السيف. أبو عبيد عن أبي زيد: أعبد القوم بالرجل إذا ضربوه، وقد أُعِبْد به إذا ذهبت راحلته، وكذلك أُبْدع به. أبو عبيد عن أبي عمرو: ناقة ذات عَبَدة أي لها قوّة شديدة. وقال شمر: العَبَدة البقاء يقال ما لثوبك عَبَدَة أي بقاء سُمِّي علقمة بن عبدة وقال أبو دوادٍ الإياديُ: إنْ تُبتذل تبتذل من جندلٍ خِرسٍ صَلاَبةٍ ذات أسدارٍ لها عَبَده وقيل أراد بالعَبَدة: الشدة. وقال شمر: يُجمع العَبْدُ عبيداً ومَعْبوداء وعِبِدي ومَعْبدة وعُبْداناً وعِبْداناً وأنشد: تركت العِبديّ يَنْقرون عجانها وقال اللحياني: عبدت الله عبادة ومعْبداً. والمُعَبَّدُ: الطريق الموطوء في قوله: وظيفاً وظيفاً فوق مَوْرٍ مُعَبَّدِ وأنشد شمر: وبلد نائى الصُوى مُعَبَّـد قطعتهُ بذات لوثٍ جَلْعَدٍ
قال: أنشدنيه أبو عدنان وذكر أن الكلابية أنشدته وقالت: المُعَبَّد: الذي ليس فيه أثر ولاعلم ولاماء. وقال شمر: المُعَبَّد من الإبل: الذي قد عُمَّ جلده كلّه بالقطران من الجرب. ويقال: المُعَبَّدُ: الأجرب الذي قد تساقط وبره فأفرد عن الإبل ليُهْنَأ. ويقال: هو الذي عَبَّده الجرب أي ذللهُ. وقال ابن مقبل: وضَمَّنتُ أرسان الجياد مُعَبَّداً إذا ما ضربنا رأسه لايُرنَّحُ قال: والمَعبَّد ههنا الوتد ويقال "أنوم من عَبّود. قال المفضل بن سلمة: كان عبود عبداً أسود حطاباً فغبر في محتطبه أسبوعاً لم ينم ثم أنصرف وبقي أسبوعاً نائماً فضرب به المثل وقيل: نام نوم عبّود" وقال أبو عدنان: سمعت الكلابيّين يقولون: بعيرٌ مُتَعَبَّدٌ ومتأبِّد إذا امتنع على الناس صعوبة فصار كآبدة الوْحش. قال ويقال: عَبِد فلان: إذا ندم على شئ يفوته ويلوم نفسه على تقصير كان منه. وقال النضر: العَبَدُ طول الغضب. وقال أبو عبيد قال الفرّاء: عَبِد عليه وأحن عليه وأمد وأبد أي غضب. وقال الغَنَويّ: العَبَد: الحزنُ والوَجْد. وقيل في قول الفرزدق: أولئك قوم إن هجوني هجوتهم وأعبْدُ أن أهجو كُليباً بـدارمِ أعْبَدُ: أي آنف. وقال ابن أحمر يصف الغواص: فأرسل نفسه عبداً عليها وكان بنفسه أرباً ضنيناً قيل: معنى قوله: عَبَداً أي أنفاً. يقول: أنف أن تفوته الدُرَّة. وقال شمر: قيل للبعير إذا هُنئ بالقطران: مُعَبَّدٌ لأنه يتذلل لشهوته للقطران وغيره، فلايمتنع. والتعبُّد: النذلل. قال: والمَعَّبد: المذلَّل. يقال: هو الذي يُترك ولايُركب. ثعلب عن ابن الأعرابي: يقال: ذهب القوم عبابيد وعبابيد إذا ذهبوا متفرقين، ولايقال: أقبلوا عبابيد. قال: والعبابيد: الآكام. وقال الزجّاج في قول الله جلّ وعزّ: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) الآية. المعنى: ما خلقتهم إلا لأدعوهم إلى عبادتي: وأنا مُريد العبادة منهم، وقد علم الله قبل أن يخلقهم من يَعْبُده ممن يكفر به، ولو كان خلقهم ليجبرهم على عبادته لكانوا كلهم عُبَّاداً مؤمنين. قلت: وهذا قول أهل السنة والجماعة. وقال ابن الأعرابي: المعابد: المساحي والمرور، واحدها مِعْبَدٌ. قال عديّ بن زيد العبادي: إذ يَحْرُثنه بالمعابد وقال أبو نصر: المعابد: العبيد. أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: العَبْدُ: نبات طيب الرائحة. وأنشد: حرّقها العبد بعنظـوان فاليوم منها يومُ أرونان قال: والعَبْد تكلف به الإبل؛ لأنه مِلْبنة مسمنة، وهو حادّ المزاج، إذا رعته الإبل عطشت فطلبت الماء. وأخبرني المنذري عن ثعلب عن سلمة عن الفراء: يقال صُك به في أم عبيد، وهي الفلاة وهي الرّقاصة. قال: وقلت للقناني: ماعبيد؟ فقال: ابن الفلاة. وأنشد قول النابغة: مُنَدَّى عُبيدان المحلئ باقرهْ قال: يعنى به الفلاة. وقال أبو عمرو: عُبيدان: اسم وادي الحية، وذكر قصَّتها واستشهد عليها بشعر النابغة. والعِباد: قوم من أفناء العرب، نزلوا بالحيرة وكانوا نصارى. منهم عدي بن زيد العبادي. وقد سمَّت العرب عبَّاداً وعُبادة وعُبَاداً وعَبيِداً وعبيدة وعَبَدة ومَعْبَداً وعُبيْداً وعابداً وعَبْدان وعُبيدان تصغير عبدان. عدب أهمله الليث وهو معروف. روى أبو عبيد عن أبي عبيدة والأصمعي أنهما قالا: العداب: مٌسْترق الرمل حيث يذهب معظمها ويبقى شئ منها. وأنشد: وأقفر المُودس من عَدَابها "يعني الأرض التي قد أنبتت أول نبت ثم أيسرت". وقال أبن أحمر: كثور العداب الفرد يضربه الندى تعلّى الندى في متْنه وتحـدّرا ثعلب عن ابن الأعرابي: العَدُوب: الرمل الكثير. والعَدابُ: ما استرق من الرمل. شمر عن ابن الأعرابي قال: العُدَبيّ من الرجال: الكريم الأخلاق. وقال كثير. سَرَت ما سرت من ليلها ثم عَرَّستْ إلى عُدَبيّ ذي غناء وذي فضـلِ وقال الرياشي في العُدبي مثله. وهو حرف صحيح غريب. بدع
قال الله جلّ وعزّ: (قل ما كنتُ بدعاً من الرسل) الآية. أخبرني المنذري عن الحرّاني عن ابن السكيت قال: البِدْعة: كلّ مُحْدثة. ويقال: سقاء بديع أي جديد. وكذلك زمام بديع. وأفادني المنذريّ لأبي عُمر الدُوري عن الكسائي أنه قال: البِدْع في الشر والخير. وقد بَدُع بَدَاعة وبُدُوعاً. ورجلٌ بِدْع وامرأة بِدْعة إذا كان غاية في كل شئ، كان عالماً أو شريفاً أو شجاعاً. وقد بُدِع الأمر بَدْعاً وبَدَعوهُ وابتدعوه. ورجلٌ بِدع ورجالٌ أبْدع ونساء "بدعٌ" وأبداع "شمر عن ابن الأعرابي: البِدْع من الرجال الغُمْر قال أبو عدنان: المبتدع الذي يأتي أمراً على شِبْه لم يكن ابتدأه إياه" قلت: ومعنى قول الله تعالى: (قل ماكنتُ بدعاً من الرسل) أي ماكنتُ أول من أرسل، قد أرسل قبلي رسُلُ كثير. وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم: قال إن تهامة كبديع العَسَل: حُلُو أوله، حُلُو آخره. البدديع: السقاء الجديد والزق الجديد. وشبّه تهامة بزق العسل لأنه لايتغير هواؤها، فأوله وآخره طيب، وكذلك العسل لايتغير. وأما اللبن فإنه يتغير. وتهامة في فصول السنة كلِّها طيبة عذاة، ولياليها أطيب الليالي، لاتؤذي بحرٍ مفرط ولاقرٍ مؤذ. ومنه قول امرأة من العرب وصفت زوجها فقالت: زوجي كليل تهامة: لاحرّ ولاقرّ ولامخافة ولاسآمة. وقول الله جلّ وعزّ: (بديع السموات والأرض) أي خالقهما. وبديع من أسماء الله وهو البديع الأوَّل قبل كل شئ. ويجوز أن يكون من بَدَع الخَلْق أي بدأه. ويجوز أن يكون بمعنى مُبْدع. وقال الزجاج: بديع السموات والأرض "منشئهما على غير حذاء ولامثال. وكلّ من أنشأ مالم يسبق إليه قيل له: أبْدَعتَ. ولهذا قيل لمن خالف السنة: مُبْتدع. لأنه أحدث في الإسلام مالم يسبقه إليه السَّلف. ورُوى عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد صحيح أنه قال: لإياكم ومُحْدثات الأمور، فإن كل مُحْدثة بِدْعة، وكل بدعة ضلالة. قلت: وقول الله تعالى بديع السموات والأرض بمعنى مُبدعهما؛ إلا أن "بديع" من بَدَع لامن أبْدَعَ. وأبْدَعَ أكثر في الكلام من بَدَعَ ولو استعمل بَدَع لم يكن خطأ، فبديع فَعِيل بمعنى فاعل مثل قدير بمعنى قادر. وهو صفة من صفات الله؛ لأنه بدأ الخلق على ما أراد على غير مثالٍ تقدّمه. والبديع من الحبال: الذي ابتدء فَتْله، ولم يكن حَبْلاً فنكث ثم غزل وأعيد فتله: ومنه قول الشماخ: وأُدمج دمج ذي شطنٍ بديعِ وأنشد الأعرابي في السّقاء: نضحَ البديع الصفقِ المُصَفَّرا "يعني المزاد الجديد الذي يسرّب أول ما يسقي فيه فيخرج ماؤه أصفر، وهو الصَّفق". قلت: والبديع بمعنى السِّقاء أو الحبل فعيل بمعنى مفعول. وروى عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلاً أتاه فقال: يارسول الله إني قد أُبْدع بي فاحملني. قال أبو عبيد: قال أبو عبيدة يقال للرجل إذا كَلَّتْ رِكابه أو عطبيت وبقي منقطعاً به: قد أُبدِع به. قال: وقال الكسائي مثله، وزاد فيه: أبدَعَت الركاب إذا كَلَّتْ وعطبت، وقال بعض الأعراب: لايكون الإبداع إلا بظَلْعٍ، يقال أبدَعْت به راحلته إذا ظَلَعتْ. قال أبو عبيد: وليس هذا باختلاف، وبعضه شبيه ببعضٍ. وقال اللحياني: يقال أبْدَعَ فلان بفلان إذا قَطَع به وخذله ولم يقم بحاجته ولم يكن عند ظنه به. وقال أبو سعيد: أبِدْعَتْ حُجَّة فلان أي أبْطِلت، وأبْدَعَتْ حجته أي بطلت. وقال غيره: أبْدع بِرُّ فلان بشكري وأبدع فضله وإيجابه بوصفي إذا شكره على إحسانه إليه، واعترف بأن شكره لايفي بإحسانه. وقال الأصمعي: بَدِع يَبْدَعُ فهو بديعٌ إذا سمن. وأنشد لبشير بن النِكْث أحد الرُجاز: فبدِعَتْ أرْنَبُهُ وخِرْنُقُهْ أي سمنت. وقال الليث: قرئ: بديع السموات والأرض بالنصب على وجه التعجب لما قال المشركون، على معنى بدْعاً ما قلتم وبديعاً اخترقتم، فنصبه على التعجب والله أعلم أهو كذلك أم لا. فأما قراءة العامة فالرفع. ويقولون: هو اسم من أسماء الله. قلت ما علمت أحداً من القراء قرأ: بديعَ بالنصب، والتعجُّب فيه غير جائز. وإن جاء مثله في الكلام فنصبه على المدح كأنه قال اذكر بديع السموات "شمر عن أبن الأعرابي: البِدْع من الرجال "الغُمْزُ". بعد
قال الليث: "بَعْدُ" كلمة دالة على الشئ الأخير. تقول: بعد هذا، منصوب. فإذا قلت: "أمَّا بعدُ" فإنك لاتضيفه إلى شئ، ولكنك تجعله غاية نقيضاً لقَبْل. قال الله تعالى: (لله الأمر من قبل ومن بَعْد) فرفعهما لأنهما غايةٌ مقصودٌ إليها. فإذا لم يكونا غاية فهما نَصْب لأنهما صفة: وقال أبو حاتم: قالوا: قِبل وبعد من الأضداد. وقال في قول الله تعالى: (والأرض بَعْدَ ذلك) أي قبل ذلك. قلت والذي حكاه أبو حاتم عمَّن قاله خطأ. قبل وبعد كلّ واحد منهما نقيض صاحبه، فلا يكون أحدهما بمعنى الآخر، وهو كلام فاسد. وأمَّا قول الله جلّ وعزّ: (والأرض بَعْد ذلك دحاها) فإن السائل يسأل عنه فيقول: كيف قال: بَعْد ذلك والأرض أُنشئ خَلْقها قبل السماء، والدليل على ذلك قول الله تعالى: (قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين) فلمَّا فرغ من ذكر الأرض وما خلق فيها قال الله: (ثم استوى إلى السماء) وثُمَّ لايكون إلا بعد الأول الذي ذُكر قبله. ولم يختلف المفسرون أن خلق الأرض سبق خلق السماء. والجواب فيما سأل عنه السائل أن الدَحْو غير الخلق، وإنما هو البسط، والخلق هو الإنشاء الأوَّل. فالله جلّ وعزّ خلق الأرض أوّلاً غير مَدْحوة. ثم خلق السماء. ثم دحا الأرض أي بسطها. والآيات فيها مؤتلفة ولاتناقض بحمد الله فيهما عند من يفهمها. وإنما أُتي الملحد الطاعن فيما شاكلها من الآيات من جهة غباوته وغلظ فهمه، وقلَّة علمه بكلام العرب. وقال الفرلء في قوله جلّ وعزّ: (لله الأمر من قبل ومن بعد) القراءة بالرفع بلا نون لأنهما في المعنى يراد بهما الإضافة إلى شئ لامحالة، فلما أدتا عن معنى ما أضيفتا إليه وسميتا بالرفع، وهما في موضع جر ليكون الرفع دليلاً على ما سقط. وكذلك ما أشبههما؛ كقوله: إن تأت من تحت أجئها من علو وقال الآخر: إذا أنا لم أومن عليك ولم يكن لقاؤك إلا من وراء وراءُ فرفع إذ جعله غاية ولم يذكر بعده الذي أضيف إليه. قال الفراء: وإن نويت أن تظهر ما أضيف إليه وأظهرته فقلت: لله الأمر من قبل ومن بعد جاز، كأنك أظهرت المخفوض الذي أضفت إليه قبل وبعد. وقال الليث: البُعْد على معنيين: أحدهما ضد القرب. تقول منه: بَعُدَ يَبْعُدُ بُعْداً فهو بعيد. وتقول: هذه القرية بعيدٌ، وهذه القرية قريبٌ لايراد به النعت، ولكن يراد بهما الاسم. والدليل على أنهما اسمان قولك: قريبه قريبٌ وبعيده بعيدٌ. قال والبُعْد أيضاً من اللعن كقولك: أبْعَدَه الله أي لايرثى له فيما نزل به. وكذلك بُعْداً له وسُحقاً. ونصب بُعْداً على المصدر ولم يجعله اسماً، وتميم ترفع فتقول: بُعْدٌ له وسُحْقٌ؛ كقولك: غلامٌ له وفرسٌ. وقال الفراء: العرب إذا قالت: دارك منا بعيدٌ أو قريبٌ، أو قالوا: فلانة منا قريب أو بعيد ذكروا القريب والبعيد؛ لأن المعنى هي في مكان قريب أو بعيد، فجعل القريب والبعيد خافاً من المكان. قال الله جلّ وعزّ: (وما هي من الظالمين ببعيد) وقال (وما يدريك لعل الساعة تكون قريباً) وقال (إن رحمة الله قريبُ من المحسنين) قال: ولو أنثتا وبنيتا على بعدت منك فهي بعيدة، وقربت فهي قريبة كان صواباً. قال: ومن قال قريبٌ وبعيدٌ وذكرهما لم يثن قريباً وبعيداً، فقال: هما منك قريبٌ وهما منك بعيدٌ. قال: ومن أنثهما فقال: هي منك قريبة وبعيدة ثنَّي وجمع فقال: قريبات وبعيدات. وأنشد: عشيَّةَ لاعفراء منك قريبة فتدنو ولاعـفـراء مــنـــك بعيد قال: وإذا أردت بالقريب والبعيد قرابة النسب أنثت لاغير، لم يختلف العرب فيها. وقال الزجاج في قول الله جلّ وعزّ: (إن رجمة الله قريبٌ من المحسنين): إنما قيل: قريبٌ لأن الرحمة والغفران والعفو في معنى واحدٍ. وكذلك كلّ تأنيث ليس بحقيقي. قال: وقال ألأخفش: جائز أن تكون الرحمة ههنا بمعنى المطر. قال: وقال بعضهم-يعني الفراء-: هذا ذُكر ليفصل بين القريب من القرب والقريب من القرابة. وهذا غلط، كل ما قُرب في مكان أو نسب فهو جارٍ على مايصيبه من التأنيث والتذكير.
وقوله جلّ وعزّ: (ألا بُعْداً لمدين كما بَعِدت ثمود) قرأ الكسائي والناس: كما بَعِدت. قال وكان أبو عبد الرحمن السُلَميّ يقرؤها: بَعُدت، يجعل الهلاك والبُعد سواء، وهما قريبٌ من السواء؛ إلا أن العرب بعضهم يقول: بَعُد، وبعضهم: بَعِد مثل سَحِق وسَحُقّ. ومن الناس من يقول بَعُدَ في المكان وبعد في الهلاك. وقال يونس: العرب تقول: بعد الرجل وبَعُد إذا تباعد في غير سب. ويقال في السبّ: بَعِد وسَحِق لاغير. وقال ابن عباس في قوله: أولئك ينادون من مكان بعيد قال: سألوا الردّ حين لاردّ. وقال مجاهد: أراد: من مكان بعيد من قلوبهم. وقال بعضهم: من مكان بعيد من الآخرة إلى الدنيا. وقوله جلّ وعزّ: (ويقذفون بالغيب من مكان بعيد) قال: قولهم: ساحر، كاهن، شاعر. وقال الزجّاج في قوله جلّ وعزّ في سورة السجدة: (أولئك ينادون من مكان بعيد) أي بعيد من قلوبهم يبعد عندهم ما يتلى عليهم. وقال الليث: يقال: هو أبعَجُ وأبْعَدُون وأقرب وأقربون وأباعد وأقارب. وأنشد: من الناس من يغشى الأباعِدَ نفعه ويشقى به حتى الممات أقاربهْ فإنْ يَكُ خيراً فالبـعـيد ينـالـه وإنْ يَكُ شَرَّاً فابن عّمك صاحبهْ "وقال حُذاق النحويين: ماكان من أفعَل وفُعلي فإنه تدخل فيه الألف واللام كقولك: هو الأبْعَدُ والبُعْدي والأقرب والقُرْبي" وقال ابن شميل: قال رجل لابنه إنْ غدوت على المِرْبد ربِحْتَ عناء "ورجعتَ" بغير أبْعَد أي بغير منفعة. وقال أبو زيد: يقال: ما عندك أبْعد. وإنك لَغَير أبْعد أي ماعنده طائل إذا ذمه. وأخبرني المنذريّ عن ثعلب عن ابن الأعرابي "أنه لذو بُعْدة أي ذو رأيٍ وحَزْم، وإنك لغير أبَعد أي لاخير فيك ليس لك بُعْدُ مذهبٍ وقال صخر الغيّ: المْوعد ينافي أن تُقتلهم أفناء فَهْم وبيننا بُعَـدُ أي أفناء فهم ضروب منهم بُعَد جمع بُعْدة. وقال الأصمعي: أتانا فلان من بُعْدَة أي من أرض بعيدة. وأنشد ابن الأعرابي: يكفيك عند الشدّة البئيسـا ويعتلي ذا البُعْدة النُحُوسا ذا البُعْدة: الذي يبعد في المعاداة. وقال ابن الأعرابي: رجل ذو بُعْدة إذا كان نافذ الرأي ذا غَوْرٍ وذا بُعد رأي. وقال النضر في قولهم: هلك الأبعد قال: يعني صاحبه. وهكذا يقال إذا كُنِيَ عن اسمه ويقال للمرأة هلكت البُعْدي. قلت: هذا مثل قولهم: فلا مرحباً بالآخر إذا كَنَي عن صاحبه وهو يذمه. أبو عبيد عن أبي زيد: لقيته بُعَيْدات بَيْن إذا لقيته بعد حين ثم أمسكت عنه ثم أتيته. وأنشد شمر: وأشعَث مُنقَّد القميص دعوته بُعَيْدات بيْنٍ لاهدانٍ ولانِكْسِ وقال غيره: إنها لتضحك بُعْيدات بينٍ أي بين المرّة "ثم المرّة" في الحين. وقال الأصمعي: هم مني غيرُ بَعَدٍ أي ليسوا ببعيد. وانطلق يافلان غير باعدٍ أي لاذهبت. أبو عبيد عن الكسائي: تنحّ غير باعدٍ أي غير صاغر، وتنحّ غير بعيد أي كن قريباً. وقول الذبياني: فضلاً على الناس في الأدنى وفي البَعَدِ قال أبو نصر: في القريب والبعيد. قال: والعرب تقول: هو غير بَعَد أي غير بعيد. ورواه ابن ألأعرابي: في الأدنى وفي البُعد قال: بَعيدٌ وبُعُدٌ. وقال الليث: البعاد يكون من المباعدة. ويكون من اللعْن؛ كقولك: أبْعَدَه الله. وقول الله جلّ وعزّ مخبراً عن قوم سبأ: ربّنا باعِدْ بين أسفارنا. قال الفرّاء: قراءة العوّام: باعِدْ. ويقرأ على الخبر: ربُّنا باعد وبَعَّدَ. وبَعَّدْ جَزْمٌ. وقرئ ربَّنا بَعُد بين أسفارنا وبين أسفارنا. قال الزجّاج: من قرأ باعِدْ وبَعِّدْ فمعناهما واحد. وهو على جهة المسألة. ويكون المعنى: أنهم سئموا الراحة وبطروا النعمة، كما قال قوم موسى: (ادعُ لنا ربَّك يخرج لنا مما تنبت الأرض) الآية. ومن قرأ: بَعُدَ بين أسفارنا بالرفع فالمعنى بَعُد ما يتصل بسفرنا. ومن قرأ: بَعُدَ بين أسفارنا فالمعنى بَعُد ما بين أسفارنا وبَعُدَ سَيْرنا "بين أسفارنا" قلت: قرأ أبو عمرو وابن كثير: بَعِّد بغير ألف. وروى هشام بن عمار بإسناده عن عبد الله بن عامر: بَعِّدْ مثل أبي عمرو. وقرأ يعقوب الحضرمي: ربُّنا باعد بالنصب على الخبر. وقرأ نافع وعاصم والكسائي وحمزة. باعد بالألف على الدعاء.
وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يبعد في المذهب معناه. إمعانه في ذهابه إلى الخلاء، وأبعد فلان في الأرض إذا أمْعن فيها. وقال أبو زيد: يقال للرجل: إذا لم تكن من قربان الأمير فكن من بُعْدانه، يقول: إذا لم تكن ممن يقترب منه فَتَبَاعَدْ عنه لايًصِبْك شَرُّه. وقال ابن شميل: راوَد رجل من العرب أعرابية "عن نفسها" فأبت إلا أن يجعل لها شيئاً، فجعل لها درهمين، فلمَّا خالطها جعلت تقول غمزاً ودرهماك لك، فإن لم تغمز فبُعْدٌ لك. رَفَعت البُعْد، يضرب مثلاً للرجل تراه يعمل العمل الشديد. دعب رُوى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لجابر بن عبد الله وقد تزوج: أبكراً تزوجت أم ثيباً؟ فقال: بل ثيباً. فقال: فهلاَّ بكراً تداعبها وتداعبك. قال أبو عبيد: الدعابة: المزاح. قال وقال: اليزيدي: رجل دعَّابة. وبعضهم يقول رجلٌ دَعبٌ. وحكى شمر عن ابن شميل: يقال: تدعبت عليه أي تدللت، وإنه لدعبٌ وهو الذي يتمايل على الناس ويركبهم بثنيتَّه أي بناحيته. وإنه ليتداعب على الناس أي يركبهم بمزاحٍ وخيلاء ويغمهم ولايسبُّهم. وإنما الدعب: اللعَّابة. وقال الليث: يقال هو يَدْعَبُ دَعْباً إذا قال قولاً يستملح؛ كما يقال: مزح يمزح. وقال الطرمَّاح: واستطربت ظُعْنُهْم لما أجزأل بهم مع الضحى ناشطٌ من داعبات ددِ يعني اللواتي يمزحن ويلعبن ويُدأددن بأصابعهن. والدد هو الضرب بالأصابع في اللعب. قال: ومنهم من يروي هذا البيت: مِنْ داعب ددد، يجعله نعتاً للداعب ويكسعه بدالٍ أخرى ليتم النعت؛ لأن النعت لايتمكن حتى يصير ثلاثة أحرف، فإذا اشتقوا منه فعلاً أدخلوا بين الدالين الأوليين همزة لئلا تتوالى الدالات فيثقل، فيقولون: دأدد يُدَأْددُ دَأْدَدَةً. قال: وعلى قياسه قول الرجز-وهو رؤبة-: يُعِدُّ ذأْداً وهديراً زَعْدبا بَعْبَعة مَرّاً وَمَرَّاً يأببا وإنما حكى جرساً شبه ببب، فلم يستقم في التصريف إلا كذلك. وقال آخر يصف فحلاً: يسوقها أعْيَسُ هَدار بِبَبْ إذا دعاها أقبلت لاتتَّئب قال الليث: فأما المداعبة فعلى الاشتراك كالممازحة: اشترك فيها اثنان أو أكثر. قال والدُعْبُوبُ: النشيط. وأنشد قول الراجز: يارُبَّ مهر حسن دُعْبُـوبُ رحب اللبان حسن التقريب قال: والدُعبوب: الطريق المذلَّل الذي يسلكه الناس. قال: والدُعْبوبة: حَبّة سوداء تؤكل، وهي مثل تادُعابة. وقال بعضهم: بل هي أصل بقلةٍ يقشر فيؤكل. وقال أبو عبيدة والفراء وابن شميل: الدُعْبُوب: الطريق المسلوك الموطوء. قال الفراء: وكذلك الذليل الذي يطؤه كلّ واحد: وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: الدُعبُوب: والدُعْبوثُ "والدُعثوت" من الرجال المأبون المخنَّث. وأنشد: يا فتى ما قلتُم غير دُعْبُو بٍ ولا من قوارة الهِنَّبْر قال: وليلة دعبوبٌ: ليلةٌ سَوْءٍ شديدة وأنشد: وليلة من محاق الشهر دعبوبِ وقال أبو صخر: ولكنْ تقرّ العين والنفس أن ترى بعقدته فَضْلات زُرْق دواعبِ قالوا: دَوَاعِب: جوارٍ، ماءٌ داعبٌ يسْتَنَّ سيله. قلت: لاأدري دواعب أو ذواعب ويُنظر في شعر أبي صخر. عمرو عن أبيه: الدُعابُ والطَثْرج والحرام والحذال من أسماء النمل. أبو العباس عن ابن الأعرابي الدُعْبُبُ المَزّاح وهو المغنيّ المجيد والُغْبُبْ الغلام الشَّابُّ البَضّ. عدم قال الليث: العَدَم: فقدان الشئ وذهابه. يقال: عَدِمته أعدمه عدماً. والعُدْم لغة فيه. قال: ورأيناهم إذا ثقلوا قالوا: العَدَم وإذا خففوا قالوا: العُدْم، ورجلٌ عديم: لامال له. وأعْدَم الرجل: صار ذا عَدَم قال: ويقول الرجل لحبيبته: عَدِمْت فقدك "ولاعدمت فضلك" ولا أعدمني الله فضلك أي لاأذهب عنيّ فضلك: وقال لبيد ?أنشده-شمر: ولقد أغْدو وما يُعْـدمـنـي صاحبُ غير طويل المُحْتَبَلْ قال أبو عمرو: أي مايفقدني فرسي. وقال الأعرابي: وما يُعْدِمني أي لاأعْدمهُ وقال أبو عمرو: يقال إنه لعديم المعروف وإنها لعديمة المعروف وأنشد: إنيّ وجدت سُبْيعة ابنة خـالـدٍ عند الجَزُور عديمةَ المعروف وقال: عَدِمت فلاناً وأعْدمنيه الله.
ورجل عديم لامال له. وأعدم الرجلُ فهو معدم وعديم. وقال ابن الأعرابي: رجل عَديم: لاعقل له: ورجلُ مُعْدم: لامال له: وقال غيره: فلان يكسب المعدوم إذا كان مجدوداً ينال ما يُحْرمه غيره. ويقال: هو آكلكم للمأدود، وأكسبكم للمعدوم، وأعطاكم للمحروم. وقال الشاعر يصف ذئباً: كَسْوبٌ له المعدوم مِنْ كسب واحدٍ مُحالفهُ الإقتـار مـا يتـمـول أي يكسب المعدوم وحده ولايتمول. ثعلب عن ابن الأعرابي: يقال عَدِمَ يَعْدمُ عَدَماً وعُدْماً فهو عَدِمٌ، وأعدم إذا افتقر، وعَدِمُ يَعْدم عَدَامةً إذا حَمُق فهو عديم: أحمق "وأنشد أبو الهيثم قول زهير: وليس مانع ذي قربى ولارحـم يوماً ولامُعْدماً من خابط ورقا قال: معناه أنه لايفتقر من سائل يسأله ماله فيكون كخابط ورقا. قال الأزهري. ويجوز أن يكون معناه ولا مانعا من خابط ورقا أعدمته أي منعته طلبته". عمد قال الله جلّ وعزّ: (إرم ذات العماد) سمعت المنذريّ يقول: سمعت المبرّد يقول: رجل طويل العِماد إذا كان مُعَمَّداً أي طويلاً. قال: وقوله: (إرم ذات العماد) أي ذات الطُول ونحو ذلك قال الزجّاج. قال: وقيل: ذات العماد: ذات البناء الرقيع. وقال الفراء: ذات العماد أي أنهم كانوا أهل عَمَد ينتقلون إلى الكلأ حيث كان؛ ثم يرجعون إلى منازلهم. وقال الليث: يقال لأصحاب الأخْبية الذين لاينزلون غيرها: هم أهل عَمودد وأهل عمادٍ. والجميع منهما العُمُد. قال: وقال بعضهم: كلّ خِباء كان طويلاً في الأرض يضرب على أعمدة كثيرة فيقال لأهله: عليكم بأهل ذلك العمود. ولايقال: أهل العَمَد. وأنشد: وما أهل العَمُودِ لنا بأهلٍ ولا النَعَمُ المُسام لنا بمال وقال في قول النابغة. الحرّاني عن ابن السكيت قال: العَمْدد مصدر عمدت للشئ أعمد له عمداً إذا قصدت له. وعمدت الحائط أعمده عمداً إذا دعمته. قال والعَمَد-مُثَقّل- في السنام وهو أن ينشدخ انشداخا. وذلك إذا رُكب وعليه شحم كثير. يقال بعيرٌ عَمِدٌ. وقال لبيد: فبات السيل يركب جانبيه من البَقَّار كالعمد الثقال قال: العَمِد: البعير الذي قد فسد سنامه. قال: ومنه قيل: رجل عميد ومعمود أي بلغ الحُبُّ منه. قال ويقال: عَمِد الثرى يَعمَد عَمداً إذا كان تراكب بعضه على بعض وندى، فإذا قبضت منه على شئ تعقَّد واجتمع من نُدوَّته. قال الراعي يصف بقرة وحشيَّة: حتى غَدت في بياض الصبح طيّبة ريح المباءة تخْدى والثرى عَمِدُ أراد: طيبة ريح المباءة. فلمَّا نوّن "طيبة" نصب "ريح المباءة". أبو عبيد عن أبي زيد: عَمدت الأرض عمداً إذا رسخ فيها المطر إلى الثرى حتى إذا قبضت عليه في كفّك تعقد وجَعُد. وقال الليث: العميد: الرجل المعمود الذي لايستطيع الجلوس من مرضه، حتى يُعمد من جوانبه بالوسائد. ومنه اشيُق القَلْب العميد. قال: والجُرح العَمِدُ: الذي يُعْصَر قبل أن ينضج بيضه فيرم. والقول ما قاله ابن ىالسكيت في العميد من الهوى: أنه شُبِّه بالسنام الذي انشدخ انشداخاً. وقال الليث: العَمْدُ: نقيض الخطأ. قلت: والقتل على ثلاثة أوجه: قتل الخطأ المحض، وقتل العمد المحض وقتل شبه العمد فالخطأ المحض: أن يرمى الرجلُ بحجر يريد تنحيته عن موضعه. ولا يقصد به أحداً، فيصيب إنساناً فيقتله. ففيد الدية على عاقلة الرامي، أخماساً من الإبل، وهي عشرون ابنة مخاض "وعشرون ابنة لَبُون" وعشرون ابن لبون، وعشرون حقة، وعشرون جذعة. وأما شِبّه العَمْد فأن يضرب الإنسان بعمود لايقتل مِثْله، أو بحجر لايكاد يموت من أصابه، فيموت منه. ففيه الدية مغلَّظة. وكذلك العَمْد المحض: فيهما ثلاثون حقة، وثلاثون جذعة، وأربعون ما بين ثنيَّة إلى بازل عامها، كلُّها خلفة. فأمَّا شبه العمدد فالدية فيه على عاقلة القاتل. وأما العمد المحض فهو في مال القاتل. شمر عن ابن شميل: المعمود: الحزين الشديد الحزن. يقال: ما عَمَدك أي ما أحزنك. قال ويقال للمريض أيضاً: معمود. ويقال له: ما يَعْمِدك؟ أي ما يوجعك. وعمدني المرض أي أضناني. وقال شمر: قال ابن الأعرابي: سأل أعرابي أعرابياً وهو مريض فقال له: كيف تجدك؟ فقال: أمَّا الذي يَعْمِدني فحُصْرٌ وأُسْرٌ. قال. يعمده. يُسقطه ويفدحه ويشتد عليه وأنشد. ألا من لهم آخر الليل عامدِ
معناه: موجع. وأخبرني المنذريّ عن ثعلب عن ابن الأعرابي أنه أنشده لسماك العامليّ: ألا من شجتْ ليلة عامده كما أبداً ليلةٌ واحـده وقال ما معرفة فنصب أبداً على خروجه من المعرفة كان جائزاً. قال الأزهري وقوله: "ليلة عامدة أي ممضة موجعة": وقال المضر: عَمِدتْ أليتاه من الركوب وهو أن تر ما وتخْلَجا. وقال شمر: يقال إن فلاناً لعمدُ الثرى أي كثير المعروف. وقال غيره: عَمَدت الرجل أعمده عَمْداً إذا ضربته بالعمود، وعمدته إذا ضربت عمود بطنه. وقال أبو زيد: يقال فلان عُمدة قومه إذا كانوا يعتمدونه فيما يَحْزُ بهم. وكذلك هم عُمدتنا. والعميد: سيد القوم. ومنه قول الأعشى: حتى يصير عميدُ القوم متكـئاً يدفع بالراح عنه نسوة عُجُلُ ويقال: استقام القوم على عمودد رأيهم أي على الوجه الذي يعتمدون عليه. وقال ابن بزرج: يقال": حلس به وعَرَس به وعَمِد به ولَزِبَ به إذا لَزِمه. وقال الليث: العُمُدُّ: الشابّ الممتلئ شباباً، وهو العُمُدانَّي والجمع العُمُدَّنيون. وامرأة عُمدَّانِيَّة: ذات جسم وعبالة. ويقال عَمّدت السيل تعميداً إذا سددت وجه جريته حتى يجتمع في موضع، بتراب أو حجارة. شمر: يقال للقوم: أنتم عُمدتنا أي الذين نعتمد عليهم. وكذلك الاثنان، والمرأة والواحد والمرأتان. وعمود الصبح هو المستطير منه. واعتمد فلان ليلته إذا ركبها يسري فيها: واعتمد فلان فلاناً في حاجته واعتمد عليه. وقال أبو تراب: سمعتُ الغَنَوي يقول: العَمَد والضَمَدُ: الغضب. قلت: وهو العَبَدُ والأبدُ أيضاً. ثعلب عن ابن الأعرابي قال العمود والعماد والعُمْدةُ والعُمْدان: رئيس العسكر وهو الزُوير. ويقال لرجليْ الظليم: عَمُودان. وقال ابن المظفر: عُمْدان: اسم جبل أو موضع. قلت: أراد أراد: غُمدان بالغين فصحفّه. وهو حصن في رأس جبل باليمن معروف. وكان لآل ذي يزن. قلت: وهذا كتصحيفه يوم بُعاث وهو من مشاهير أيام العرب، فأخرجه في كتاب الغين وصَحَّفه. دمع أبو عبيد عن الأصمعي: دمِعَتْ عينه، بكسر الميم. وقال الكسائي وأبو زيد: دَمَعت عينه بفتح الميم لاغير. أبو عبيد عن الأحمر: من سمات الإبل الدُمُع، وهي في مجرى الدمع. وبعير مدموع. وجَفْنة دامعة: ممتلئة. وقد دَمَعت. ورَزِمت وقال لبيد: إذا جاء وِرْد أُسْبلت بدُموع يعني الجَفْنة. أبو عبيد: من الشجاج الدامعة. وهو أن يسيل منه دمٌ. وثَرىً دامع ومكان دامع ودمَّاع إذا كان نديَّاً. وقَدَحٌ دَمْعان إذا امتلأ فجعل يسيل من جوانبه: وقال الليث: الدَمْع: ماء العين والمَمع: مجتمع الدَمْع في نواحي العين وجمعه مدامع. يقال: فاضت مدامعه. قال والماقيان من المدامع، والمؤخرلن كذلك. وامرأة دمعة: سريعة الدَمْعة والبكاء وما أكثر دمعتها، التأنيث للدمْعة. وقال ابن شميل: الدماع ميسم في المناظر سائل إلى المَنْخرْ، وربما كان عليه دماعان. والدُمَّاعُ دُماع الكَرْم، وهو ما سال منه أيام الربيع. وقال أبو عدنان: من المياه المدامع، وهي ما قطر من عُرْض جَبَل. قال: وسألت العُقْيلي عن هذا البيت: والشمسُ تدمع عيناها ومنخرها وهنّ يخرجن من بيدٍ إلى بيدِ فقال أزعم أنها الظهيرة إذا سال لُعاب الشمس. وقال الغنَوي: إذا عطشت الدوابّ ذرفت عيونها وسالت مناخرها. قال والدمع: السيلان من الراوُوق وهو مصفاة الصَّبَّاغ. قال والإدْماع: مَلْء الإناء. يقالل أدمع مُشَقَّرك أي قدحك، قاله ابن الأعرابي. دعم ابن شميل: يقال دَعَم الرجل المرأة بأيره يَدْعُمها ورحمها. والدْعم والدحْمُ: الطعن وإيلاجه أجمع. ثعلب عن ابن الأعرابي: الدُعْمِيُّ: الفرس الذي في لبَّته بياض. والدُعْمِيُّ: النجَّار.
أبو عبيد عن أبي زيد: إذا كانت زرانيق البئر من خشب فهي دَعِم. الليث: الدعْمُ: أن يميل الشئ فتدعْمه بدعامٍ، كما تُدعَمُ عُرُوش الكَرْم ونحوه. والدِّعَامة: اسم الخشبة التي تدعم بها. والمَدْعوم: الذي يميل فيريد أن يقع، فتدعَمَه ليستقيم. وأما المعمود فالذي تحامل الثُقل عليه من فوق، كالسقف فعُمد بالأساطين المنصوبة. والدعامتان: خشبتا البكرة. وَدُعْمِيّ: اسم أبي حَيٍّ من ربيعة. وفي ثقيف دُعْمِيّ آخر. ويقال للشئ الشديد الدعام: إنه لدُعميٌّ: وأنشد:
اكْتَدَ دُعميَّ الحوامي جسْربا
ويقال: لفلان ددعمٌ أي مال كثير. وجارية ذات دعم إذا كانت ذات شحم ولحم. وقال الراجز:
لادَعْم لي لكن بليْلي دَعْمُ جارية في وركيها شحم
قوله: لادعم لي أي لاسمن بي يدعمني أي يقويني: ودُعْمِيّ الطريق: معظمه.
وقال الراجز يصف الإبل:
وصَدَرتْ تَبْتَدر الـثـنـيَّا تركب من دُعْميها دُعْمِيَّا
ودُعّميها: وسطها، دُعمِيَّاً أي طريقاً موطوءاً.
عمرو عن أبيه قال: إذا كان في صدر الفرس بياض فهو أدْعم، وإذا كان في خواصره فهو مُشَكَّل.
معد
قال الليث: المِعدة: التي تستوعب الطعام من الإنسان. والمِعْدة لغة، وقد مُعِدَ الرجل فهو ممعود إذا دويت معدته فلم يستمرئ ما يأكله. والمَعْد كالجذب. تقول: مَعَدْته مَعْداً.
وقال الراجز:
هل يُرْوينْ ذَوْدَك نَزْعٌ مَعْدُ وساقيان سبط وجـعـد
قال ابن بزرج: نَزْعٌ مَعْدٌ: سريع. وبعضٌ يقول: شديد: وكأنه ينزع من أسفل قَعْر الرِكيَّة. ويقال أمتعد فلان سيفه من غمده إذا أستله واخترطه: وجاء ةإلى رمحه وهو مركوز فامتعَدَه. وجعل أحد السّاقيين جَعْداً والآخر سِبطاً لأن الجَعْد منهما أسود زنجي، والسَّبْط رومي وإذا كانا هكذا لم يشتغلا بالحديث عن صنعتهما، ويقال: مَعَد في الأرض يَمْعَد إذا ذهب. وذنبٌ مِمْعَدٌ وماعد إذا كان يَجْذب العَدْو جَذْباً.
وقال ذو الرمة يذكر صائداً شبّه في سرعته بالذئب:
كأنما أطـمـاره إذا عَـدَا جَلَّلْن سِرْحان فلاةٍ مِمْعَدَا
أبو عبيد: المُتَمَعْدِدُ: البعيد. وقال مَعْن بن أوس:
قفا إنها أمست قفاراً ومن بـهـا وإن كان من ذي وُدَّنَا قد تَمْعَددا
أي تباعد.
وقال شمر: قوله: المتمعدد البعيد لاأعلمه إلا من معد في الأرض أي ذهب فيها، ثم صيّره تَفَعْلُلاً منه، وأنشد:
وخاربان خربا فَمَعـدا لايَحْسِبان الله إلا رَقَدا
وفي حديث عمر: اخشوشنوا وتَمَعْدددوا.
وقال أبو عبيد: فيه قولان: يقال هو من الغِلَظ أيضاً. ومنه يقال للغلام إذا شبّ وغلُظ: قد تَمَعْدَد.
وقال الراجز:
رَبَّيْتهُ حتى إذا تَمَعْددا
ويقال تَمَعُدَدوا: تشبهوا بعيش مَعَد، وكانوا أهل قشف وغلظ في المعاش. يقول: فكونوا مثلهم ودعُوا التَنُّعم وزي العجم. وهكذا هو حديث له آخر: عليكم باللبسة المَعِّدية.
وقال الليث: التَمَعْدُد: الصبر على عيش معد في الحضر والسَّفر. يقال: قد تَمَعْدد فلان.
قال وإذا ذكرت أن قوماً ممن تحوّلوا عن معد إلى اليمن ثم رجعوا قلت: تَمَعْددوا.
قال والمَعّد-الدال شديدة-: اللحم الذي تحت الكتف أو أسفل منها قليلاً وهو من أطيب لحم الجَنْب. وتقول العرب في مثل يضربونه: قد يأكل المَعَدَّين أكْلَ السَوْء.
قال وهو في الاشتقاق يخرج على مَفْعل، ويخرج على فَعَلّ على مثال "عَبَنّ" وعَلَدّ، ولم يُشتق منه فِعل. أبو عبيد عن الأصمعي: المَعَدَّان: موضع رجلي الراكب من الفرس. أبو عبيد عن الكسائي: من أمثالهم: أن تسمع بالمُعَيْدي خير من أن تراه.
وسمعت المنذريّ يقول سمعت أبا الهيثم يقول: تسمع بالمعيديّ خير من أن تراه.
قال: وسمعت أبا طالب يقول: الكلام المختار: أن تسمع بالمعيديّ خير من أن تراه.
قال وبعضهم يقول: تسمع بالمعيدي لا أن تراه. وإن شئت قلت: لأن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه.
قال أبو عبيد: كان الكسائي يرى التشديد في الدال فيقول المَعْيّديّ.
ويقول: إنما هو تصغير رجلُ منسوب إلى معد، يضرب مثلا لمن خبره خير من مرآته.
وكان غير الكسائي يرى تخفيف الدال ويشدّد ياء النسبة "مع ياء التصغير".
وقال ابن السكيت: يقال في مثل: تسمع بالمعيدي لاأن تراه. وهو تصغير مَعَدّيّ، إلا أنه إذا اجتمعت تشديدة الحرف وتشديدة ياء النسبة "مع ياء التصغير خَفَّفت تشديدة الحرف". وقال الشاعر: ضلَّت حُلُومُهُم عنهم وغـرّهُـمُ سَنُّ المعيديّ في رَعْيٍ وتعزيب يضرب للرجل الذي له صيت وذكر، فإذا رأيته ازدريت مَرْآته. وكأن تأويله تأويل أمر. كأنه قال. اسمع به ولاتره. وقال شمر: المَعدّ: موضع رجل الفارس من الدابة، ومن الرجل مثله. وأنشد بيت ابن أحمر: فإمّا زلّ سَرجٌ عن مَـعَـدِّ وأجدر بالحوادث أن تكونا قال الأصمعي يخاطب امرأته فيقول إن زلّ عنك سَرْجي فِبنتْ بطلاق أو بموت فلا تتزوجي هذا المطروق وهو قوله: فلا تَصِلي بمطـروقٍ إذا مـا سَرَى في القوم أصبح مُستكينا وقال ابن الأعرابي معناه. إن عُرِّي فرسي من سرجه ومتّ. فَبلِّى يا غنيَّ بـأرْيحـيِّى من الفتيان لايمسى بطينا وأنشد شمر في المَعِّد من الإنسان: وكأنما تحت المَعـدّ ضـئيلة ينفى رقادك شُّمها وسمامها يعني الحيّة. والمْعد والمغْد: النَتْف، بالعين والغين. مدع روى ثعلب عن ابن الأغرابي: المَدْعىِّ: المتهم في نسبه قلت: كأنه جعله من الدعوة في النسب. وليست الميم أصلية. ذعت قال الليث: ذَعَت فلان فلاناً في التراب ذَعْتا إذا "مَعَكه فيه مَعْكاً". وقال أبو تراب: قال أبو زيد: ذَأَتَه ذَأْتاً، وذَعَتَه ذَعْتاً، وهو أشدّ الخَنْقِ. وقال ابن شميل: ذَعَتَه يَذْعَتهُ ذَعْتاً إذا خنقه. وكذلك زمَتَه زَمْتاً إذا خنقه. عتر أبو عبيد عن أبي عبيدة: الرُمح العاتر: المضطرب، مثل العاسل. وقد عَتَر وعَسَل. وقال أبو عبيد: قال الأصمعي: ومن الرماح العرّات والعَرَّاص، وهو الشديد الاضطراب. وقد "عَرِت يَعْرَت وعَرِص يَعْرص". قلت: قد صح عَتَر وعَرَت ودلّ اختلاف بنائهما على أن كل واحد منهما غير الآخر. وقال الليث في عَتَر الرمح يَعْتر مثله. وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لافَرَعة ولاعَتيرة. قال أبو عبيد: العَتيرة هي الرَجَيبة، وهي ذبيحة كانت تُذبح في رجب يتقرَّب بها أهل الجاهلية، ثم جاء الإسلام فكان على ذلك حتى نُسِخَ بعد. قال: والدليل على ذلك حديث مِخْنف بن سُليم. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن على كل مسلم في كلّ عام أضْحاةً وعَتيرة. وقال أبو عبيد: الحديث الأوّل "ناسخ لهذا" يقال منه: عَتَرتُ أعتر عَتْراً.وقال الحارث بن حِلِّزة يذكر قوما أخذوهم بذْنب غيرهم فقال: عَنَناً باطـلاً وظُـلـمـاً كـمـا تُعْتَرُ عن حَجْرة الربيض الظِباءُ قال: وقوله: كما تعتر يعني العَتيرة في رجب. وذلك أن العرب في الجاهلية كانت إذا طلب أحدهم أمراً نذر: لئن ظفر به ليذبحن من غنمه في رجب كذا وكذا، وهي العتائر، فإذا ظفر به فرّبما ضنّ بغنمه-وهي "الربيض"-فيأخذ عددها ظباءً فيذبحها في رجب مكان تلك الغنم، فكانت تلك عتائره فضرب هذا مثلاً. يقول: أخذتمونا بذنب غيرنا، كما أخذت الظباء مكان الغنم. وقال الليث في العتائر نحواً مما فسَّر أبو عبيد، وأنشد: فخرّ صريعاً مثل عاترة النُسْكِ قال: وإنما هي معتورة، وهي مثل عيشة راضية وإنما هي مرْضية. وقال زهير في العتر. كمنصب العِتْر دَميَّ رأسه النُسُكُ أراد بمنصب العِتْر صنماً كان يقرَّب له عِتْرُ أي ذِبْح فيذبح له ويصيب رأسه من ددم العِتْر. الحرّاني عن ابن السكيت قال: العَتْر مصدر عَتَر الرمح يَعْتر عتراً إذا اضطرب. قال: والعَتَّر مصدر عَتَر يَعْتر عَتْراً إذا ذبح العتيرة. وهي ذبيحة كانت تُذْبح في رجبٍ للأصنام والعتْر: المذبوح. قال والعِتْر أيضاً: ضربٌ من النبت. والعتر: الأصل: ومنه قولهم: عادت لِعِتْرها لميس. ثعلب عن ابن الأعرابي: العِتْرة: الريقة العَذْبة. والعِتْر: القطعة من المسك. والعِتْرة: شجرة تنبت عند وجار الضب، فهو يُمرِّسها فلا تنمى. ويقال: هو أذل من عترة الضب.
ورى شريك عن الرُكين عن القاسم بن حسّان عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني تارك فيكم الثَقَلين خَلْفي: كتاب الله وعترتي، فإنهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض. قال محمد بن اسحق: وهذا حديث حسن صحيح. ورفعه نحوه زيد بن أرقم وأبو سعيد الخُدْريّ. وفي بعضها: إني تارك فيكم الثَقَلين: كتاب الله وعِتْرتي أهل بيتي. فجعل العِترة أهل البيت. وقال أبو عبيد: عِتْرة الرجل وأسرته وفضيلته: رهطه الأدنون. وقال ابن السكيت: العِتْرة مثل الرَهْط. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي أنه قال: العِتْرة ولد الرجل وذُريّته وعقبه من صُلْبه. قال فعترة النبي صلى الله عليه وسلم: ولد فاطمة البتول عليهم السلام. وروى ابن الفرج عن أبي سعيد قال: العِتْرة: ساق الشجرة. قال: وعترة النبي صلى الله عليه وسلم: عبد المطلب وولده. قال: ومن أمثالهم: عادت لعترها لميس ولعِكْرها أي أصلها. وقال ابن المظفر: عِترة الرجل: أقرباؤه من ولد عمّه دنيا. وقيل: عترة النبي صلى الله عليه وسلم: أهل بيته، وهم آله الذين حُرّمت عليهم الصدقة المفروضة وهم ذوو القربى الذين لهم خمس الخمس المذكور في سورة الأنفال "قال الأزهري" وهذا القول عندي أقربها والله أعلم: وعترة الثغر إذا رقت غروب الأسنان ونقيت وجرى عليها الماء يقال: إن ثغرها لذو أُشرة "وعِتْرة" قال وعِتْرة المِسْحاة: خشبتها التي تسمَّى يد المسحاة. واحتج القتيبي في أن عترة الرجل أهل بيته الأقربون والأبعدون بحديث روى عن أبي بكر أنه قال: نحن عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تفَّقأَت عنه. قال الأزهري: وروى عمرو بن مرّة عن أبي عبيدة عن عبد الله قال: لما كان يوم بدرٍ وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الأُسارى قال: ماترون في هؤلاء؟ فقال عمر: كذَّبوك وأخرجوك، ضَرِّبْ أرقابهم. فقال أبو بكر يا رسول الله: عِترتُك وقومك، تجاوز عنهم يستنقذهم الله بك من النار في حديث طويل. وقال أبو عبيد في غير هذا: العِتْر واحدها عِتْرة: شجر صغار. وأخبرني المنذري عن أبي الحسن الأسدي عن الرياشي قال: سألت الأصمعي عن العِتْر فقال: هو نبت ينبت، مثلُ المَرْزنجوش متفرقاً. قال وأنشدنا بيت الهذليّ: وما كنتُ أخشى أن أعيش خلافهم لستة أبيات كما تنبت العِـتْـر يقول: هذه الأبيات متفرقة مع قلَّتها كتفرق العِتْر في منبته: وقال ابن المظفر: العِتْر: بقلة إذا طالت قُطِع أصلها فيخرج منه لبن. ثم ذكر بيت الهذلي لأنه إذا قطع نبتت من حواليه شُعبٌ ست أو ثلاث. قلت: والقول ماقاله الأصمعي. وقال الليث: عِتْوَارة اسم حيّ من كنانة وأنشد: من حيّ عَتوار ومن تعتورا وقال المبرد: العَتْوَرة: الشدة في الحرب. وبنو عِتْوارة سُمِّيت بهذا لقوّتها. قال وعِتْوَر: ايم وادٍ خشن المسلك. ثعلب عن ابن الأعرابي: العَتَر: الشِّدة والقوة في جميع الحيوان. قال: والعُتُر: الفُرُوج المنعظة واحدها عاتر وعَتُور. والعَتّار: الرجل الشجاع، والفرس القويّ على السيَّر، ومن المواضع: الوحش الخشن. وقال المبرد: جاء على فِعْول من الأسماء خِرْوَع وعِتْور وهو الوادي الخشن التُرْبة. وبنو عِتْوارة كانوا أُولي صَبْرٍ وخشونة في الحروب. ترع رُوى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن منبري هذا على تُرْعة من تُرِع الجنة. قال أبو عبيد: قال أبو عبيدة: التُرْعة: الروضة تكون على المكان المرتفع خاصة، فإذا كانت في المكان المطمئن فهي روضة. قال أبو عبيد: وقال أبو زياد الكلابي: أحسن ماتكون الروضة على المكان الذي فيه غلظٌ وارتفاع. وأنشد قول الأعشى: ما رَوْضة من رياض الحَزْن مُعْشبة خضراء جاد عليها مُسْبلٌ هَطِـل "وروى أبو يعلى عن الأصمعي عن حماد ابن سلمة أنه قال: قرأت في مصحف أبي بن كعب: وترّعت الأبواب. قال الأزهري: هو في موضع غلَّقت الأبواب". قال أبو عبيد: وقال أبو عمرو: التُرعة: الدَرَجة. قال أبو عبيد: وقال غيرهم: التُرعة: الباب، كأنه قال: منبري على باب من أبواب الجنة. قال ذلك سَهْل بن سعد الساعدي، وهو الذي روى الحديث. قال أبو عبيد: وهو الوجه عندنا.
وروى أبو العباس عن عمرو عن أبيه التُرْعة: مقام الشاربة من الحوض، والتُرعة: الباب، والتُرَعة: المِرْقاة من المنبر. وفي حديث آخر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن قَدَميَّ على تُرْعة من تُرْع الحوض. قلت: ترعة الحوض: مفتح الماء إليه. ومنه يقال أتْرَعتُ الحوض إتراعاً إذا ملأته وأترعْت الإناء مثله، فهو مُتْرعٌ وسحاب ترع كثير المطر. قال أبو وَجْزة: كأنما طَرَقْت ليلـى مُـعَـهَّـدةً من الرياض ولاها عارض ترعُ وقال الليث: التَرع: امتلاء الشئ، وقد أترعت الإناء، ولم أسمع ترع الإناء، ولكن يقال: ترع الرجل ترعاً إذا اقتحم الأمر مرحاً، وإنه لمتترِّع إلى الشر، وأنشد: الباغي الحرب يسعى نحوها ترعاً حتى إذا ذاق منها جاجماً بـردا أبو عبيد عن الكسائي: هو ترعٌ عتل وقد تَرِع ترعاً وعتل عتلاً إذا كان سريعاً إلى الشر. قال أبو عبيد: والمتترع الشرير، يقال تتَّرع فلان إلينا بالشرّ إذا تسرّع. أبو العباس عن ابن الأعرابي: حوضٌ ترعٌ ومُتْرعٌ أي مملوء. قال والترع: السفيه السريع إلى الشر، ونحو ذلك روى الحرّاني عن ابن السكيت قال: رجل ترعٌ إذا كانت فيه عجلة، وقد ترع ترعاً، وهذا حوضٌ ترع أي مملوء. وقال الن الأعرابي: الترَّاع: البواب، والتُرْعة: الباب. وروى أبو زيد عن الكلابيين: فلان ذو مَتْرعة إذا كان لايغضب ولايعجل. قلت: وهذا ضدّ الترع. رتع قال الله جلّ وعزّ مخبراً عن إخوة يوسف وقولهم لأبيهم يعقوب عليه السلام (أرسله معنا غداً يَرْتع ويَلَعب). قال الفرّاء: يَرْتع العين مجزومة لاغير؛ لأن الهاء في قوله أرسله معرفة وغددا معرفة فليس في جواب الأمر وهو "يرتع" إلا الجزم. قال: ولو كان بدل المعرفة نكرة كقولك: أرسل رجلاً يرتع جاز فيه الرفع والجزم، كقول الله جلّ وعزّ: (ابعث لنا ملكا يُقاتل في سبيل الله) ويقاتل الجزم لأنه جواب الشرط، والرفع على أنه صلة للملك كأنه قال: ابعث لنا الذي يقاتل. وأخبرني المنذري عن أبي طالب أنه قال: الرَتْعُ: الرعي في الخصب. قال: ومنه قولهم: القَيْد والرتعة، ويقال: الرَتَعة. قال: ومعنى. الرَتْعة: الخصب. ومن ذلك قولهم هو يرتع أي إنه في شئ كثير لايمنع منه فهو مخصبٌ. قلت: والعرب تقول: رتع المال إذا رعى ماشاء، وأرتعهتا أنا. والرَت لايكون إلا في الخصب والسعة. وإبل رتاع وقوم مرتعون وراتعون إذا كانوا مخاصيب. وقال أبو طالب: سماعي من أبي عن الفرّاء. القَيْد والرّتعة، مُثقل. قال: وهما لغتان: الرْتعة والرَتَعة. قال أبو طالب: وأوّل من قال "القيد والرْتعة" عمرو بن الصَّعق بن خويلد بن نفيل ابن عمرو بن كلاب، وكانت شاكر من همدان أسروه فأحسنوا إليه وروحوا عنه، وقد كان يوم فارق قومه نحيفاً فهرب من شاكر فلما وصل إلى قومه قالوا: أي عمرو خرجت من عندنا نحيفاً وأنت اليوم بادنٌ، فقال: القيد والرتعة فأرسلها مثلاً. ثعلب عن ابن الأعرابي: الرَتْع: الأكل بشره، يقال: رَتَع يَرْتع رَتْعاً ورتاعاً، والرَّتَّاع: الذي يتتبع بإبله المراتع المخصبة. وقال شمر: يقال أتيت على أرض مرتعة وهي التي قد طمع مالها في الشبع، وقد أرتع المال وأرتعت الأرض وغيث مُرْتع: ذو خصبٍ. "وقولهم فلان يرتع قال أبو بكر معناه: هو مخصب لايعدم شيئاً يريده. وقال أبو عبيدة: معنى يرتع: يلهو. وقال في معنى قوله: أرسله معنا غدا يرتع ويلعب أي يلهو وينعم. وقال غيره: معناه: يسعى وينبسط. وقيل معنى قوله يرتع: يأكل. واحتج بقوله: وحبيب لـي إذا لاقـيتـه وإذا يخلو له الحمى رَتَعْ معناه: أكله. ومن قرأ نرتع بالنون أراد: ترتع إبلنا". تعر أهمله الليث وروى أبو عبيد عن الأموي: جرح تغار بالغين إذا كان يسيل منه الدم. قال أبو عبيد: وقال غيره: جُرْحٌ نَعَّار بالنون والعين. قلت: وسمعت غيبر واحد من أعل العربية بهراة يزعم أن "تغار" بالغين تصحيف، فقرأت في كتاب أبي عمر الزاهد رواية عن أبي العباس عن ابن الأعرابي أنه قال: جُرْح تعار بالتاء والعين وتغار بالتاء والغين ونعار بالنون والعين بمعنى واحد، وهو الذي لايرقأ. فجعلها كلّها لغاتٍ وصححّها. والعين والغين في تعار وتغار تعاقبا، كما قالوا: العبيثة والغبيثة بمعنى واحد.
قلت: وتعار: اسم جبل في بلاد قيس. وقد ذكره لبيد: يام ألا يرمرم أو تعار ثعلب عن ابن الأعرابي: التعر: اشتعال الحرب. عتل قال الله جلّ وعزّ: (خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم) وقال في موضع آخر: (عُتُلّ بعد ذلك زنيم) قرأ عاصم وحمزة والكسائي: فاعتلوه بكسر التاء، وكذلك قرأ أبو عمرو. وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر ويعقوب: فاعتُوه. بضم التاء. قلت: هما لغتان فصيحتان، يقال: عَتَلَهُ يَعِتله ويَعتُله. وروى الأعمش عن مجاهد في قوله (خُذُوه فاعتلوه) أي خذوه فاقصفوه كما يقصف الحطب. وقال أبو مُعَاذ النحويّ: العَتْل: الدَفْع والإرهاق بالسَّوْق العنيف. وأخبرني المنذريّ عن الحرّاني عن ابن السكيت: عَتَلْتُهُ إلى السجن وعَتَنْتُه فأنا أعِتْلُه وأعْتُلُه وأعْتِنْه وأعْتُنُه إذا دفعته دَفْعاً عنيفاً. وقال الليث: العَتْل: أن تأخذ بتَلْبيب الرجل فتَعتِله، أي تجرّه إليك وتذهب به إلى حَبْسٍ أو بَلَّية. وأخذ فلان بزمام الناقة فعتلها إذا قادها قوْداً عنيفاً. ويقال: لاأتَعَتَّل معك شِبْراً أي لاأبرح مكاني ولا أجيء معك. وأمّا قوله تعالى: (عُتُلٌّ بعد ذلك زنيم) جاء في التفسير أن العُتُلّ ههنا: الشديد الخصومة. وجاء في التفسير أيضاً أنه: الجافي الخُلُق اللئيم الضريبة، وهو في اللغة: الغليظ الجافي. أبو عبيد عن أبي عمرو: العَتَلَة: بَيْرم النَجّار. وقال الليث: هي حديدة كأنها حَدّ فأس عريضة في أصلها خشبة، تحفر بها الأرض والحيطان، ليست بمُعَقَّفة كالفأس، ولكنها مستقيمة مع الخشبة. قال: ورجلٌ عُتُلٌّ: أكول منوع. وقال أبو عبيد: العَتَلُ: القِسّ الفارسية. وقال أمية: يَرمُون عن عَتَل كأنها غُـبُـطٌ بزَمْخرٍ يُعجل المرمى إعجالا قال: واحدتها عَتَلة. أبو عبيد عن الكسائي: إنك لعَتِلٌ إلى الشرّ أي سريع، وقد عَتل عَتلاً. الحرّاني عن ابن السكيت: العَتِيل: الأجير بلغة طيء، وجمعه العُتلاء. وقال ابن شميل: العَتَلة: المَدَرة الكبيرة تتقلّع من الأرض إذا أثيرت. وقال ابن الأعرابي: العَاتل الجِلْواز، وجمعه عُتُلٌ. قال: والعَتِيل: الأجير وجمعه عُتُلٌ أيضاً. وفي النوادر: داءٌ عَتيل شديد والعتيل: الخادم. تلع من أمثال العرب: فلان لايمنع ذنب تَلْعه يضرب للرجل الذليل الحقير. والتَلْعة: واحدة التِلاع. قال أبو عبيد: وهي مجاري الماء من أعالي الوادي. قال: والتلاع أيضا: ما انهبط من الأرض. قال وهي من الأضداد. وأخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: يقال في مثل: ما أخاف إلا من سيْلِ تَلْعِتي أي من بني عمّي وذوي قرابتي. قال: والتَلْعة: مسيل الماء؛ لأن من نزل التَلْعة فهو على خطر: إن جاء السيل جرف به. قال: وقال هذا وهو نازل بالتَلْعة فقال: لاأخاف إلا من مأمَنِي. وقال شمر: التِلاع: مسايل الماء تسيل من الأسناد والنجاف والجبال حتى تنصبّ في الوادي. قال وتَلْعة الجبل: أن الماء يجيء فيُخدّ فيه ويحفره حتى يخلص منه. قال: ولاتكون التِلاع في الصحاري. قال والتَلْعة ربما جاءت من أبعد من خمسة فرساخ إلى الوادي. قال: وإذا جرت من الجبال فوقعت في الصحاري حَفَرت فيها كهيئة الخنادق. قال وإذا عظمت التَلْعة حتى تكون مثل نصف الوادي أو ثلثيه فهي ميثاء. وقال ابن شميل: من أمثالهم في الذي لايوثق به: إني لاأثق بسيل تَلْعتك أي لاأثق بما تقول وما تجئ به. قلت: فهذه ثلاثة أمثال جاءت في التَلْعة. وقال الليث: التَلْعة: أرض ارتفعت وهي غليظة يتردد فيها السيل، ثم يدفع منها إلى تَلْعة أسفل منها. وهي مكركة من المنابت. أبو عبيد: التَتَلَّع: التقدم. وأنشد لأبي ذؤيب. فَوَردْن والعَيُّوقُ مقعد رابئُ الض رباء فوق النجـم لايتَـتَـلَّـعُ الأصمعي: الأتلع: الطويل. قال أبو عبيد: وأكثر مايراد بالأتلع: طول عنقه. وقال الليث: يقال: هو أتلع وتَلِع للطويل العُنُق. قال: ورجلٌ تَلِعٌ: كثير التلفت.
قال: ورجلٌ تَلِعُ بمعنى التَرِع. قال: ويقال: لزم فلان مكانه فما يَتَلَّع وما يتتالع أي لايرفع رأسه للنهوض، وإنه ليتتالع في مشية إذا مدّ عنقه ورفع رأسه. قال: ويقال: تَلَع فلان رأسه إذا أخرجه من شئ كان فيه، وهو شبه طَلَع، إلا أن طلع أعمّ. وتَلَع الثورُ إذا أخرج رأسه من الكناس. قلت: المعروف في كلام العرب أتلع رأسه إذا أطلعه فنظر؛ وتلع الرأسُ نفسه. وقال الشاعر: كما أتلعت من تحت أرْطى صريمةٍ إلى نَبْأة الصوت الظباء الكوانس ويقال: تَلَع النهار إذا ارتفع بَتْلع تُلُوعاً. وجيدٌ تليع: طويل. ومُتَالع: جبل بناحية البحرين بين السَوْدة والأحساء. وفي سفح هذا الجبل عين يسيح ماؤها، يقال لها: عينٌ مُتالع. تعل أهمله الليث وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: التَعل: حرارة الحلق الهائجة. وأما عَلَت فمهمل. عتن أهمل الليث عتن وهو مستعمل، أخبرني المنذريّ عن الحرّاني عن ابن السكيت قال: يقال: عَتَله إلى السجن وعَتَنه يَعْتنه ويَعْتنه عَتْناً إذا دفعه دَفْعاً عنيفاً. أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: العُتُن: الأشدَّاء، جمع عَتُونٍ، وعاتنٍ إذا تشدد على غريمه وآذاه. عنت قال الله-عزّ وجلّ-: (لمن خشي العَنَت منكم) نزلت الآية فيمن لم يستطع طَوْلا أي فَضْل مالٍ ينكح به حرة، فله أن ينكح أمة، ثم قال: ذلك لمن خشي العَنَت منكم. وهذا يوجب أن من لم يخش العَنت ووجد طَوْلا لحُرَّة أنه لايحلّ له أن ينكح أمة. واختلف الناس في تفسير العَنَت. فقال بعضهم: معناه: ذلك لمن خاف أن يحمله شدّة الشَّبق والغُلْمة على الزنى فيلقى العذاب العظيم في الآخرة، والحَدَّ في الدنيا. وقال بعضهم: معناه: أن يعشق أمة، وليس في الآية ذكر عشق، ولكنَّ ذا العشق يلقى عَنَتا. وقال أبو العباس محمد بن يزيد الثُماليّ: العّنت ههنا: الهلاك. وأخبرني المنذريّ عن الجَوْر والإثم والأذى. قال: فقلت له: آلتعُّنت من هذا؟ قال: نعم، يقال: تعنت فلان فلاناً إذا أدخل عليه الأذى. وقال أبو إسحاق الزجَّاج: العَنَت في اللغة: المَشَقَّة الشديدة؛ يقال: أكمة عَنُوت إذا كانت شاقَّة المَصْعَد. قلت: وهذا الذي قاله ابو إسحق صحيح. فإذا شَقَّ على الرجل العُزْبة وغلبته الغُلْمة ولم يجد ما يتزوج بهحُرة فله أن ينكح أمة؛ لأن غلبة الشهوة واجتماع الماء في "صُلْب الرجل" ربما أدّى إلى العِلَّة الصعبة، والله أعلم. وقول الله-عزّ وجلّ-: (ولو شاء لأعنتكم) معناه: ولو شاء الله لشدَّد عليكم وتعبَّدكم بما يصعب عليكم أداؤه؛ كما فعل بمن كان قبلكم. وقد يوضع العَنَت موضع الهلاك، فيجوز أن يكون معناه: لو شاء الله لأعنتكم أي أهلككم بحكم يكون فيه غير ظالم. وقول الله-عزّ وجلَّ-: (عزيز عليه ماعنِتُّم) معناه: عزيز عليه عَنَتَكم، وهو لقاء الشدة والمشقَّة. وقال بعضهم: معناه: عزيز عليه أي شديد ما أعنتكم أي ما أوردكم العَنَت والمَشَّقة. وقوله-عزّ وجلَّ-: (واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتّم أي لو أطاع مثل المُخْبر الذي أخبره بما لاأصل له-وكان سعي بقوم من العرب إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنهم أرتدّوا-لوقعتم في عَنَت أي فساد وهلاك. وهو قوله-عزّ وجلّ-: (ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة الآية). وقال الليث: يقال: أعنت فلان فلانا إعناتا إذا أدخل عليه عَنتا أي مشقة. قال. وتعنَّته تعنُّتاً إذا سأله عن شئ أراد به اللَبْس عليه والمشقَّة. قال: والعَظْم المجبور يصيبه شئ فيُعْنِته. قلت: معناه: أنه يهيضه، وهو كسر بعد انجبار، وذاك أشدّ من الكسر الأوّل. وقال ابن شميل: العَنَت: الكسر، وقد عَنِت يده أو رجله أي أنكسرت. وكذلك كل عظم. وأنشد: فداوِ بها أضلاع جنبيك بعدمـا عَنِتن وأعيتك الجبائر من عَلُ وقال النضر: الوَثء ليس بعَنت، لايكون العَنت إلا الكسر. والوَثْء: الضرب حتى يَرْهَص الجلد واللحم ويصل الضرب إلى العظم من غير أن ينكسر. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: الإعنات: تكليف غير الطاقة.
ويقال: أعنْت الجابر الكسير إذا لم يَرفُق به، فزاد. الكسر فسادا. وكذلك راكب الددابَّة إذا حمله على مالا يحتمله من العُنْف حتى يَظْلع فقد أعْنته. وقد عِنتتَ الدابَّة. وجملة العَنَت الضرر الشاقّ المؤذي. والعُنْتُوت أيضاً، قاله ابن الأعرابي وغيره. قال: وعُنْتُوت القوس: هو الحَزّ الذي تدخل فيه الغانة، والغانة: حلقة رأس الوتر. وقال ابن الأنباري: أصل العَنَت التشديد وتعنَّته إذا ألزمه ما يصعب عليه. نعت قال الليث: النَعْت: وصفك الشئ تَنْعَته بما فيه وتبالغ في وصفه. قال: وكلّ شيء كان بالغاً تقول له: هذا نَعْت أي جيد بالغ. قال: والفرس النَعْت: الذي هو غاية في العِتْق. وما كان نعتا ولقد نَعُتَ ينعتُ نعاتة. فإذا أردت أنه تكلَّف فعله قلت: نعِت. قال: واستنعتُّه أي استوصفتُه. وجمع النعت نُعُوت. وقال غيره: فرس نَعْت ومُنْتعتٍ إذا كان موصوفاً بالعِتْق والجودة والسّبْق. وقال الأخطل: إذا غرّق الآلُ الإكامَ علونه بمنتعتات لابغالٍ ولاحُمُرْ والنتعت من الدواب والناس: الموصوف بما يفضله على غيره من جنسه. وهو مفتعل من النعت. يقال: نعتّه فانتعت؛ كما يقال: وصفته فاتّصف. ومنه قول أبي دُواد الإياديّ: جار كجار الحُذَاقيّ الذي أتّصفا أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: أنْعَتَ إذا حَسُن وجهه حتى يُنْعت. نتع قال ابن المظفر: نَتَع العَرَق نُتُوعاً. وهو شبه نَبع نُبوعاً، إلا أن "نتع" في العرق أحسن. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال أنتع الرجلُ إذا عِرق عَرَقاً كثيراً. وقال شمر: قال خالد بن جَنْبة في المتلاحمة من الشِجاج: وهي التي تشقّ الجلد فتزله فينتع اللحم ولايكون للمسبار فيه طريق. قال: والنَتْع: ألاَّ يكون دونه شئ من الجلد يواريه، ولاوراءه عَظْم يخرج قد حال دون ذاك العظم. فتلك المتلاحمة. عتف أهمل الليث وغيره عتف. روى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: العُتُوف: النَتْف. وقال أبو بكر محمد بن دريد: مضى عِتْف من الليل وعِدْف من الليل أي هَوِىّ. عفت قال الليث بن المظفر: عَفَت فلان الكلام عَفْتا، وهو أن يَلْفته ويكسره. وأخبرني المنذريّ عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: امرأة عفتاء وعفكاء ولَفْتاء، ورجل أعفت أعفك ألْفت، وهو الأخرق. وقال في موضع آخر: الألْفت: الأعسر، وكذلك الأعْفت.قال: وإنما سُميّ ألْفت لأنه يعمل بجانبه الأميل. قال: وكلّ ما رميته إلى جانبك فقد لَفَتَّه. أبو عبيد عن أبي زيد: عَفَت فلان يَعْفِته عَفْتا. إذا كسره. قلت: العَفْت واللفت: الَليّ الشديد وكل شئ ثنيته فقد عَفَتَّه تعفتع عفَتْا. وإنك لتَعْفتني عن حاجتي أي تثنيني عنها. ويقال للعصيدة: عَفِيتة ولَفيتة. وقال الأصمعي: العِفتَّانيّ: الرجل الجَلْد القوي، رواه عنه أبو نصر؛ وأنشد: بعد أزابي العِفتَّاني الغَلِث قلت: ومال عفتان في كلام العرب سِلِّجان يقال ألقاه في سلجانه أي حَلْقه. عتب قال الله-عزّ وجلّ-: (وإن يَسْتَعتبوا فما هم من المعتبين). وقال أبو معاذ النحويّ: قرئ: وإن يُستَعْتبوا فما هم من المعتبين. قال: ومعناه: إنْ أقالهم الله وردّهم إلى الدنيا لم يُعتبوا، يقول: لم يعملوا بطاعة الله؛ لما سبق لهم في علم الله من الشقاء، وهو قول الله جل وعزّ-: (ولو ردوّا لعادوا لما نهوا وإنهم لكاذبون). قال: ومن قرأ: وإن يستعتبوا فماهم من المعتبين فمعناه: إن يستقيلوا ربَّهم لم يُقلهم؛ تقول استعتبت فلانا فما أعتبني؛ كقولك: استقلته فما أقالني. قلت: وهذا الذي قاله أبو معاذ في القراءتين حسن إن شاء الله. وقال ابن شميل وابن المظفر: العَتْب: المَوْجدة؛ تقول: عَتَب فلان على فلان عَتْبا ومَعْتبة إذا وجد عليه. وقد أعتبني فلان أي ترك ماكنت أجد عليه من أجله، ورجع إلى ما أرضاني عنه بعد إسخاطه إياي عليه. وقال أبو عبيد: روى عن أبي الدرداء أنه قال: معاتبة الأخ خير من فقده. قال فإن استُعتب الأخ فلم يُعْتب فإن مثلهم فيه قولهم: لك العُتْبى بأن لارضيت، وهذا فعل محوّل عن موضعه؛ لأن أصل العُتْبي رجوع المستعتب إلى محبة صاحبه، وهذا على ضده. يقول: أُعتبك بخلاف رضاك. وأنشد لبِشْر: غضبت تميم أن تقتَلّ عامر يوم النِسار فأُعتبوا بالصَيْلم أُعِتبوا أي أرضوا بالاصطلام. وقال آخر: فدع العتاب فربّ شرْ رٍ هاج أوله العتاب والعُتبى: اسم على فُعْلي يوضع موضع الإعتاب، وهو الرجوع عن الإساءة إلى ما يُرْضى العاتب. وقال الليث: استعتب فلان إذا طلب أن يُعْتب أي يُرضى. قال: واستعتب أيضاً بمعنى أعتب. وأنشد: فألأفيته غير مستعتـب ولا ذاكر الله إلا قليلا قال الأزهري: قوله: غير مستعتب أي غير مستقيل أي طالب أن يقال وقوله: ولاذاكر الله إلا قليلا أي ولاذاكر الله، فحذف التوين. قال: والتعتِّب والمعاتبة والعتاب كل ذلك مخاطبة المدلّين أخلاءهم طالبين حُسْن مراجعتهم ومذاكرة يعضهم بعضا ماكرهوه مما كسبهم الموجودة. قال: ويقال: ماوجدت في قوله عُتْبانا وذلك إذا ذكر أنه أعتبك ولم تر لذلك بياناً. قال: وقال بعضهم: ماوجدت عنه عَتْباً ولا عِتابا بهذا المعنى. قلت: لم أسمع العتب والعتبان والعتاب بمعنى الإعتاب، إنما العتب والعتبان: لومك الرجل على إساءة كانت له إليك فاستعتبته منها. وكلّ واحد من اللفظين يخلص للعتاب، فإذا اشتركا في ذلك وذكرَّ كلُّ واحد منهما صاحبه مافرط منه إليه من الإساءة فهو العتاب والمعاتبة. وأمّا الإعتاب والعُتْبى فهو رجوع المعتوب عليه إلى مايُرضى العاتب. والاستعتاب: طلبك إلى المسئ أن يرجع عن إساءته. ويكون الاستعتاب الاستقالة. أبو عبيد عن الأصمعي: العَتَبة أُسْكُفّه الباب التي توطأ. وقال الليث: كل مَرْقاة من الدَرج عَتَبة. وكذلك العَتَب في الثنايا الشاقَّة، واحدتها عَتَبة. وقال ابن شُميل: العَتَبة في الباب هي الأعلى. قال: والخشبة التي فوق الأعلى: الحاجب قال: والأُسْكُفّة هي السفلى. والعارضتان: العضادتان. ويقال: ما في طاعة فلان عَتَب أي الْتواء ولانَبْوة، وما في موّدته عتب إذا كانت خالصة لايشوبها فساد. ويقال: حُمل فلان على عتبة كريهة، وعلى عَتَب كريه من البلاء والشر. وقال الشاعر: يُعْلى على العَتَب الكريه ويوبس وقال ابن السكيت في قول علقمة: لافي شظاها ولا أرساغها عَتَب "أي عيب". وهو من قولك: لايُتَعتّب عليه في شئ. والفحل المعقول أو الظالع إذا مشى على ثلاث قوائم كأنه يَقْفز يقال: يَعْتِب عَتَبانا. أبو عبيد عن الكسائي: عتب عليه من العِتاب، يعتب ويُعتب، وكذلك من المشى على ثلاث قوائم. وتقول: عِّتب لي عَتَبة في هذ الموضع إذا أردت أن ترقى به إلى موضع تصعد فيه. وقال الليث: إذا أُعنت العظم المجبور قيل: قد أُعتب وأُتْعب. وقال أبو عبيد: يقال: اعتتب فلان عن الشئ إذا انصرف عنه. ومنه قول الكميت: فاعتتب الشوق عن فؤادي والش عرُ إلى من إليه مُعْـتـتـب وأنشد المازني قول الحطيئة: إذا مخارم أحناء عَـرَضْـن لـه لم يَنْبُ عنها وخاف الجور فاعتتبا يقول: لم ينب عنها ولم يخف الجور. واعتتب أي رجع من قولهم: لك العتبى أي لك الرجوع مما تكره إلى ماتحب. وعَتبة الوادي: جانبه الأقصى الذي يلي الجبل. ويقال للرجل إذا مضى ساعة ثم رجع: قد اعتتب في طريقه اعتتاباً، كأنه عَرَض عَتَبٌ فتراجع. وقال أبو سعيد في قول الأعشى: وثنى الكفّ على ذي عَتـب يصل الصوت بذي زيرِ أبَحَّ قال: العَتَب: الدَسْتانات. وقيل: العَتب: العيدان المعروضة على وجه العود، منها تمد الأوتار إلى طرف العود. ومن أمثال العرب: أوْدى كما أوْدى عتيب. قال ابن الكلبيّ: هو عتيب بن أسلم ابن مالك، وهم حيّ كانوا في دين ملك أسرهم واستعبدهم، وكانوا يقولون: إذا كبر صبياننا افتكونا، فلم يزالوا كذلك حتى هلكوا، فصاروا مثلا لمن هلك وهو مغلوب. ومنه قول عَدِيّ ابن زيد: يُرجيّها وقدد وقعت بـقُـرّ كما ترجو أصاغرها عَتيبُ وقال الليث: عَتيب: قبيلة. قال: وعُتْبة وعَتَّاب وعِتْبان ومعتب من أسماء الرجال: وعَتَّابة من أسماء النساء.
أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: العرب تكنى عن المرأة بالعتبة والنَعْل والقارورة. والبَيْت والدُميْة والغُلّ والقَيْد. قال: والعِتْب: الرجل الذي يعاتب صاحبه أو صديقه في كل شئ إشفاقاً عليه ونصيحة له. والعَتُوب: الذي لايعمل فيه العتاب. ويقال: فلان يستعتب من نفسه، ويستقيل من نفسه، ويستدرك من نفسه إذا أدرك بنفسه تغييرا عليها بحسن تقدير وتددبير. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي أنه قال: الثُبْنة: ما عتَّبته من قُدّام السراويل. وفي حديث سلمان أنه كان عَتَّب سراويله فتشمرّ. تعب قال الليث: التعب: شدة العًناء، وقد تعِب يَتْعب تعبا. وأتعب الرجلُ ركابه إذا أعجلها في السّوْق أو السير الحثيث. قال: وإذا أعنت العظم المجبور فقد أُتعب: وقال ذو الرمة: إذا رآها رأية هيض قلـبـه بها كانتياض المتعب المتتمم ويقال: أتعب فلان نفسه في عمل يمارسه إذا أنصبها فيما حملَّها وأعملها فيه. أبو العباس عن سلمة عن الفرّاء قال: أتعب فلان القَدح إذا لاملأه "مَلأ يفيض"، فهو متعب. تبع يقال: تبع فلان فلانا واتّبعه؛ قال الله-تعالى-في قصّة ذي القرنين: (ثم أتْبع سببا)، وقرى: ثم أتَّبع سببا. قال أبو عبيد: وكان أبو عمرو بن العلاء يقرأ: ثم أتبع سببا بتشديد التاء، ومعناها: تبِع. قال: وهي قراءة: أهل المدينة، وكان الكسائي يقرؤها: ثم أتبع سببا مقطوعة الألف، ومعناها: لحِق وأدرك. قال أبو عبيد: ويقال: أتبعت القوم مثال أفعلت إذا كانوا قد سبقوك فلحقتهم. قال: وأتبعتهم مثل افتعلت إذا مروا بك فمضيت معهم، وتبعتهم تبعا مثله. ويقال: مازلت أتبعهم حتى أتبعتهم، أي حتى أدركتهم. قال أبو عبيد: وقراءة أبي عمرو أحبّ إليّ من قراءة الكسائي. وقالر الفرّاء: أتبع أحسن من أتبع؛ لأن الأتباع: أن يسير الرجل وأنت تسير وراءه، فإذا قلت: أتبعه فكأنك قفوته. وقال الليث: تبعت فلانا واتبّعته سواء. وأتبع فلان فلانا إذا تبعه يريد به شرّا؛ كما أتبع الشيطان الذي انسلخ من آيات الله فكان من الغاوين، وكما أتبع فرعون موسى. قال: وأما التتَبُّع فأن يتتَّبع في مهلة شيئا بعد شئ. وفلان يتتَّبع مساوئ فلان وأثره، ويتتَّبع مداق الأمور، ونحو ذلك. قال: والتّبّع: ما تبع أثر شئ فهو تبعه. وأنشد قول أبي دُواد الإيادي في صفة ظبية: وقوائم تـبـع لـهـا من خلفها زمع معلَّق وقال غيره: يقال لجمع التابع: تبع، كما يقال لجمع الحارس: حرس ولجمع الخادم: خدم. قال: والتابع: التالي. وقال الفرّاء في قول الله-جلّ وعزّ-: (فيغرقكم بما كفرتم ثم لاتجدوا لكم علينا به تبيعاً). قال: التبيع في موضع تابع أي تابع بالثأر لإغراقنا إياهم. وقيل: معنى قوله: تبيعاً أي مطالبا. ومنه قول الله-جلّ وعزّ-: (فاتّباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان) يقول: على صاحب الدم اتباع بالمعروف أي المطالبة بالدية، وعلى القاتل أداء إليه بإحسان. ورفع قوله: "فاتباع" على معنى: فعليه اتباع بالمعروف. والآية مستقصي تفسيرها في المعتلاَّت من العين في باب "عفا يعفو" عند ذكر قوله: (فمن عُفي له من أخيه شئ). وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم: الظلم ليُّ الواجد، وإذا أُتبع أحدكم على ملئ فليَتَّبع، معناه: وإذا أحيل أحدكم على ملئ فليحتضلْ، من الحوالة. وفي حديث مسروق عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إلى اليمن، فأمره في صدقة البقر أن يأخذ من كل ثلاثين من البقر تبيعاً، ومن كل أربعين مُسنة. أبو عبيد عن أبي فقعس الأسدي قال: ولد البقرة أوّل سنة تبيع ثم جذع ثم ثني ثم رباعٍ ثم سدس ثم صالغ. وقال الليث: التبيع: العِجْل المُدْرك، إلا أنه يتبع أمَّه بَعْد. والعدد ثلاثة أتبعة، والجميع الأتابيع جمع الجمع. وبقرة مُتْبع: خلفها تبيع. وخادم مُتْبع: يتبعها ولدها حيثما أقبلت وأدبرت. قلت: قول الليث: التبيع: المدرك وهم، لأنه يدرك إذا أثنى أي صار ثنيا، والتبيع من البقر يسمي تبيعاً حين يستكمل الحول، ولا يسمى تبيعاً قبل ذلك، فإذا استكمل عامين فهو جذع، فإذا استوفى ثلاثة أعوام فهو ثني، وحينئذ يُسن، والأنثى مُسِنّة، وهي التي تؤخذ في أربعين من البقر. ويقال للأنثى: تبيعة وللذكر تبيع.
وقال الليث: يقلل للذي له عليك مال يتابعك به أي يطالبك به: تبيع. قال: وتابع فلان بين الصلاة وبين القراءة إذا والى بينهما، ففعل هذا على أثر هذا بلا مُهْلة بينهما. وكذلك رميته فأصبته بثلاثة أسهم تباعاً أي ولاء. قال: والتبعة والتباعة: اسم للشئ الذي لك فيه بغية شبه ظلامة ونحو ذلك. قلت: ويقال: فلانٌ تبْع نساء أي يتبعهن، وحِدْث نساء يحادثهن، وزير نساء: يزورهن، وخِلْب نساء إذا كان يخالبهن. والخلب أيضاً: حجاب القلب. وأما قول الجُهَيِنَّة: يرد المياه حضيرة ونفـيضة ورِدْ القطاة إذا اسمأل التُبَّعُ فإن أبا عبيد وابن السكيت قالا: التُبَّع: الطلّ، واسمئلاله: قُلُوصه نِصْف النهار وضموره. وقال أبو سعيد الضرير: التُبَّع: هو الدَبَران في هذا البيت، سميّ تُبّعاً لاتباعه الثريا. قلت: وقد سمعت بعض العرب يسمى الدَبَران التابع والتُوَيْبع. وما أشبه ماقال الضرير بالصواب، لأن القطا ترد المياه ليلا، وقلَّما تردها نهاراً، لذلك يقال: أدل من قطاة، وقول لبيد يدلّ على ذلك: فوردنا قبل فُرّاط القـطـا إن من وِرْدى تغليس النَهَلْ وقال الليث: التُبَّع: ضرب من اليعاسيب من أعظمها وأحسنها. وجمعه التبابع. قلت: وأمَّا تُبَّع الملك الذي ذكره الله في كتابه فقال: (وقوم تبّع كل كذّب الرُسل) فقد روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما أدري أتبّع كان لعيناً أم لا. وقال الليث: كان تُبَّع ماكل من الملوك وكان مؤمناً، وكان فيهم تبابعة. قال: ويقال: إن ثبت أشتق لهم هذا الأسم من تُبَّع ولكن فيه عجمة ولُكْنة، ويقال: هم اليوم من وضائع تُبَّع بتلك البلاد. وفي حديث أبي واقد الليثي: تابعنا الأعمال فلم نجد شيئاً أبلغ في طلب الآخرة من الزهد في الدنيا. قال أبو عبيد قال أبو زيد وغيره: قوله: تابعنا الأعمال يقول: أحكمناها وعرفناها ويقال للرجل إذا أتقن الشئ وأحكمه: قد تباع عمله. وروى أبو العباس عن سلمة عن الفرّاء أنه قال: يقال تابع فلان كلامه "وهو تبيع الكلام" إذا أحكمه. وفرس متتابع الخَلْق أي مُسْتوٍ. وقال حميد بن ثور: ترى طرفيه يعسلان كلاهمـا كما اهتزّ عُود الساسم المتتابع وقال النايغة الذبياني: من لؤلؤ متتابع متسَرّد وقال غيره: فلان متتابع العِلْم إذا كان علمه يشاكل بعضه بعضاً لاتفاوت فيه. وغصن متتابع إذا كان مستوياً لاأُبن فيه: ويقال: تابع المرتع المال فتتابعت أي سمَّن خَلْقها فسمنت وحسَنُت. وقال أبو وجزة السعدي: حرْفٌ مليكة كالفحل تـابـعـهـا في خصب عامين إفراق وتهميل وناقة مفرق أي تمكث سنتين أو ثلاثاً لاتلقح. ويقال: هو يتابع الحديث إذا كان يسرده. وأمَّا قول سلامان الطائي: أخفن اطنانيّ إن سكتن وإنني لفي شغل عن ذحلي اليُتَتَبَّعُ فإنه أراد: ذحل الذي يُتَتَبَّع، فطرح الذي وأقام الألف واللام مقامه، وهي لغة لبعض العرب. وقال ابن الأنباري: إنما أقحم الألف واللام على الفعل المضارع لمضارعته الأسماء. وفي حديث زيد بن ثابت حين أمره أبو بكر الصديق بجمع القرآن قال: فعلقت أتتبعه من اللخاف والعُسُب أراد أنه كان يتتبّع ما كُتب منه في اللخاف والعُسُب، وذلك أنه استقصى جمع جميع القرآن من المواضع التي كتب فيها، حتى ماكتب في اللخاف-وهي الحجارة-وفي العُسُب، وهي جريد النخل. وذلك أن الرق أعوزهم حين نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر كُتَّاب الوحي بإثباته فيما تيَّسر من كتف ولوْح وجلْد وعسيب ولخفة. وإنما تتَّبع زيد بن ثابت القرآن وجمعه على ماحفظ هو وغيره-وكان من أحفظ الناس للقرآن-استظهاراً واحتياطاً، لئلا يسقط منه حرف لسوء حفظ حافظه، أو يتبدل حرف بغيره. وهذا يدلّك أن الكتابة أضبط من صدور الرجال وأحرى ألا يسقط معه شئ. فكان زيد يتتَّبع في مُهْلة ماكتب منه في مواضعه ويضمّه إلى الصحف. ولايثبت في تلك الصحف إلا ما وجده مكتوباً كما أُنزل على النبي صلى الله عليه وسلم وأملاه على من كتبه. والله أعلم. وفي حديث أبي موسى الأشعريّ أنه قال: اتبعّوا القرآن ولايتبعنَّكم القرآن فإنه من يتبع القرآن يهبط به على رياض الجنة ومن يتبعه القرآن يُزخّ في قفاه حتى يقذف به في نار جهنم.
قال أبو عبيد قوله: اتبعوا القرآن يقول: اجعلوه إمامكم ثم اتلوه؛ كما قال الله-عزّ وجلّ-: (الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته) أي يتبعونه حق اتباعه. وأما قوله: ولايتبعنَّكم القرآن فإن بعض الناس يحمله على معنى: لايطلبنكم القرآن بتضييعكم إياه، كما يطلب الرجل صاحبه بالتبعة. قال أبو عبيد: وهذا معنى حسن يصدقه الحديث الآخر: إن هذا القرآن شافع مشفَّع، وما حل مصدَّق، فجعله يمحل بصاحبه إذا لم يتبّع مافيه. قال أبو عبيد: وفيه قول آخر أحسن من هذا: قوله: لايتبعنكم القرآن: لاتَدَعوا العمل به فتكونوا قد جعلتموه وراء ظهوركم؛ كما فعل اليهود حين نبذوا ماأُمروا به وراء ظهرورهم. وهذا قريب من المعنى الأول؛ لأنه إذا اتّبعه كان بين يديه. وإذا خالفه كان خلْفه. ثعلب عن ابن الأعرابي، قال: التُبَّع: سيد النحل، والتُبَّع: الظِل. ومن أمثال العرب السائرة: أتِبع الفرس لجامها، يضرب مثلا للرجل يؤمر بربَّ الصنيعة وإتمام الحاجة. بتع في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن البتْع فقال: كلّ شراب مسكر فهو حرام. قال أبو عبيد: البِتْع: نبيذ العَسَل، وهو خَمْر أهل اليمن. وقال الليث: البتع: الشديد المفاصل والمواصل من الجسد. قلت: وغيره يجعل البتع طول العنق، يقال: عُنُق بتع وبتعة. وقال الراجز: كل علاة بتع دليلها وقال الآخر: يرقى الدَسيعُ إلى هادله بتعٍ وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: البتع. الطويل العنق: والتلع: الطويل الظهر. وقال ابن شميل: من الأعناق البتع وهو الغليظ الكثير اللحم الشديد. قال: ومنها المرعف وهو الدقيق، ولايكون إلا لعتيق. ويقال: البتعغ في العنق: شدته، والتلع: طوله. ويقال: بتع فلان عليّ بأمر لم يؤامرني فيه إذا قطعه دونك. وقال أبو وجزة السَعْدي: بان الخليط وكان الـبـينُ بـائجة ولم نخفهم على الأمر الذي بتعوا بتعوا أي قطعوا دوننا. ويقال: عُنُق أبتع وبتع. وروى أبو تراب عن أبي محجن قال: الانبتاع والانبتال: الانقطاع. وقال أبو زيد: جاء القوم أجمعون أبصعون أبتعون بالتاء، وهذا من باب التوكيد. عتم أخبرني المنذريّ عن أبي العباس عن ابن الأعرابي: قال عَتَم الليل وأعتم إذ مَرَّ منه قطهة: وقال: إذا ذهب النهار وجاء الليل فقد جَنَح الليلُ. ورُوى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لايغلبَّنكم الأعراب على اسم صلاتكم العشِاء، فإن اسمها في كتاب الله العِشاء، وإنمايُعْتَم بحلاب الإبل. قوله إنما يُعْتم بحلاب الإبل معناه: لاتسمّوها صلاة العَتَمة؛ فإن الأعراب الذين يحلبون إبلهم إذا أعتموا-أي دخلوا في وقت العتمة،-سَمَّوها صلاة العَتَمة، وسمّاها الله "في كتابه": صلاة العِشاء، فسَمُّوها كما سماها الله، لاكما سمّاها الأعراب. وعَتَمة الليل: ظلام أوّله عند سقوط نور الشَفق. يقال: عَتَم الليل يَعْتِم. وقد أعتم الناس إذا دخلوا في وقت العتمة. وأهل البادية يُريحون نعمهم بعيد المغرب، ويُنيخزنها في مُرَاحها ساعة يستفيقونها: فإذا أفاقت-وذلك بعد مَرَ قطعة من الليل-أثاروها وحلبوها. وتلك الساعة تُسمى عَتَمة. وسمعتهم يقولون: أستعتموا نعَمكم حتى تُفيق ثم احتلبوها. ويقال: قعد فلان عندنا قَدَر الحلائب أي احتبس قدر احتباسها للافاقة. وأصل العَتْم في كلام العرب المُكث والاحتباس؛ يقال: ضرب فلان فلاناً فما عَتَّم ولا عَتَّب ولا كذَّب أي لم يتمكث ولم يتباطأ في ضربه إياه. وقريً عاتم أي بطئ. وقد عَتَم قراه، وأعتمه صاحبه أي أخرّه. وقال الشاعر: فلمّا رأينا أنه عـاتـم الـقـرى بخيل ذكرنا ليلة الهَضْب كَرْدما وروى سَلَمة عن الفرّاء أنه قال: يقال: قد أعتمت حاجتك أي أخرتها، وعَتَمت حاجتك. ولغة أخرى: أعتمت حاجتك أي أبطأت. وأنشد قوله: معاتيمُ القِرى سُرُف إذا ما أجَنَّت طَخْيةُ الليل البهيم وقال الطرماح يمدح رجلا: متى يَعِد يُنْجز ولايكتـبـل منه العطايا طولُ إعتامها
وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي أنه قال: العُتُم يكون فعالهم مدحا، ويكون ذما، جمع عاتم وعَتُوم. فإذا كان مدحا فهو الذي يَقْرى ضيفانه الليل والنهار. وإذا كان ذمّا فهو الذي لايحلب لبن إبل مُمْسياً حتى ييأس من الضيف.
وقال الليث بن المظفر: يقال: عَتَم الرجلُ يعْتِم إذا كفّ عن الشئ بعد المضيّ فيه، وأكثر ما لايقال: عَتَّم تعتيماً. وفي الحديث أن سلمان غرس كذا وكذا ودياً والنبي صلى الله عليه وسلم يناوله وهو يَغْرس: فما عَتَّمت منها وِديَّة أي ما أبطأت حتى علقت. وقال الليث: العَتَمة هو الثلث الأول من الليل بعد غيبوبة الشفق؛ يقال أعتم الرجل إذا صار في ذلك الوقت. وعَتَّمو تعتيماً إذا ساروا فوردوا في ذلك الوقت. وكذلك إذا صدروا في تلك الساعة. وقال غيره: ناقة عَتُوم، وهي التي لاتزال تُعَشَّى حتى تذهب ساعة من الليل، ولاتُحلب إلاَّ بعد ذلك الوقت. وقال الراعي: أُدِرُّ النسا إذ لا تُدرّ عَتُومها وروى ابن هانئ عن أبي زيد الأنصاريّ أنه قال: العرب تقول للقمر إذا كان ابن ليلته: عَتَمةُ سُخيله، حلَّ أهلها برُميلهْ. أي قدر احتباس القمر إذا كان ابن ليلة ثم غروبه قدر عَتَمة سَخْلة يرضع أمّه ثم يحتبس قليلاً ثم يعود لرضاع أمّه. وذلك أنَّ تفوق السَخْل أمَّه فواقا بعد فواق يقرب ولايطول. وإذا كان القمر ابن ليلتين قيل له: حديث أمتين، بكذب ومين. وذلك أن حديثهما لايطول لشغلما بمهنة أهلهما وإذا كان ابن ثلاث قيل: حديث فتيات، غير مؤتلفات. وإذا كان ابن أربع قيل: عَتَمة رُبَع، غير جائع ولامرضع. ارادوا أن قدر احتباس القمر طالعاً ثم غروبه قدرُ فواق هذا الرُبع أو فواق أُمّه. وقال ابن الأعرابي: عَتَمة أمّ الرُبع. وإذا كان ابن خمس قيل: حديث وأُنس، ويقال: عَشاء خلفات قُعْس وإذا كان ابن ست قيل: سِرْ وبِت. وإذا كان ابن سبع قيل: دَلْجة الضبع. وإذا كان ابن ثمان قيل: قمر إضحيان. وإذا كان ابن تسع قيل يُلتقط فيه الجَزْع. وإذا كان ابن عشر قيل له: مخنِّق الفجر. والعُتُم من الزيتون: ما ينبت في الجبال. وقال الهذليّ: من فوقه شُعَب قُرّ وأسفله جَئْ تنطق بالظيَّان والعَتَم وثمره الزَغْبَج. وقال ابن الأعرابي: العُتَم: الزيتون البَرّي لايحمل شيئا. وقال ذلك الليث. عمت قال الليث: العَمْت: أن يَغْمِت الصوف، فتلفّ بعضه على بعض مستطيلا أو متخذا حَلْقة، كما يفعله الغزال الذي يغزل الصوف. فيلقيه في يده. والاسم العميت، وثلاثة أعمتة قثمّ عُمُت. وأنشد: يظلّ في الشاء يرعاها ويحلبها ويَعْمِت الدهرَ إلاّ رَيْث يَهْتبِدُ ويقال: عَمَّت العميت يُعمته تعميتا. أبو العباس عن عمرو عن أبيه أنه أنشده: فظلّ يَعْمِت في قوط وراجلة يَكفت الدهر إلاّ رَيْث يهتبد قال: يعمت: يغزل، من العميتة وهي القطعة من الصوف، وقال: يكفت: يجمع ويحرص، إلا ساعة يقعد يطبخ الهبيد. والراجلة: كبش الراعي يحمل عليه متاعه. أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: العميت: الحافظ العالم الفطن. وأنشد: ولاتَبَغَّ الدهر ما كفيتـا ولاتُمار الفطن العميتا ويقال: فلان يَعْمِت أقرانه إذا كان يقهرهم ويُلفهم، يقال ذبلك في الحرب وجودة الرأي والعلم بأمر العدوّ وإثخانه. ومن ذلك قيل للفائف الصوف عُمُت، واحدها عَميت؛ لأنها تُعْمت أي تلف. وقال الهذليّ "يؤبن رجلا": يُلف طوائف الفُرسْا ن وهو بَلِّفهم أربُ متع
ذكر الله-عزّ وجلّ-المتاع والتمتع والاستمتاع والتميتع في مواضع من كتابه، ومعانيها-وإن اختلفت-راجعة إلى أصل واحد. وأنا مفسّر كل لفظة منها على مايصحّ لأهل التفسير ولأهل اللغة؛ لئلا تشتبه على من أراد علمها، ولأقرَّ بها على من قرأها. والموفق للصواب ربنا جلّ وعزّ. فأما المتاع في الأصل فكلّ شئ ينتفع به ويتبلغ به ويتزوّد؛ والفناء يأتي عليه في الدنيا. وقول الله-جلّ وعزّ-: (فمن تمتع بالعمرة إلى الحجّ) "وصورة المتمتع بالعمرة إلى الحد": أن يُحرم بالعمرة في أشهر الحد، فإذا أحرم بالعمرة بعد إهلاله شوالا فقد صار متمتعاً بالعمرة إلى الحج. وسُمى متمتعاً بالعمرة إلى الحج لأنه إذا قدِم مكة وطاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة حلّ من عمرته وحلق رأسه وذبح نُسُكه الواجب عليه لتمتعه، وحلّ له كلُّ شئ كان حرم عليه في إحرامه: من النساء والطيب، ثم ينشئ بعد ذلك إحراماً جديداً للحج وقت نهوضه إلى منىً أو قبل ذلك، من غير أن يجب عليه الرجوع إلى الميقات الذي أنشأ منه عُمْرته. فذلك تمتعه بالعمرة إلى الحج أي انتفاعه وتبلغه بما انتفع به: من حلاق وطيب وتنظُّف وقضاء تفث وإلمام بأهله إن كانت معه؛ وكلّ هذه الأشياء كانت محرَّمة عليه، فأبيح له أن يُحلّ وينتفع بإحلال هذه الأشياء كلها، مع ما سقط عنه من الرجوع إلى الميقات والإحرام منه بالحج، والله أعلم. ومن ههنا قال رالشافعيّ: إن المتمتع أخف حالاً من القارن، فافهمه. وأمَّا قول الله -جلّ وعزّ-: (وللمطلقات متاع بالمعروف حقاً على المتقين)، وقال في موضع آخر: (لاجناح عليكم إن طلقتم النساء مالم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضة ومتعوهنّ على الموسع قدره وعلى المقتر قدره متاعاً بالمعروف حقاً على المحسنين). قلت: وهذا التمتيع الذي ذكره الله للمطلقات على وجهين، أحدهما واجب لايسعه تركه، والآخر غير واجب يستحب له فعله. فالواجب للمطلقة التي لم يكن زوجها حين تزوجها سَمَّى لها صداقاً، ولم يكن دخل بها حتى يطلقها، فعليه أن يمتعها بما عزّ وهان من متاع ينفعها به: من ثوب يُلبسها إياه، أو خادم يخدمها أو دراهم أو طعام. وهو غير موقت؛ لأن الله-عز وجل-لم يحصره بوقت، وإنما أمرلا بتمتيعها فقط؛ وقد قال: على الموسع قدره وعلى المقتر قدره متاعاً بالمعروف. وأما المتعة التي ليست بواجبة وهي مستحبة من جهة الإحسان والمحافظة على العهد فأن يتزوج الرجل امراة ويسمى لها صداقاً، ثم يطلقها قبل دخوله بها وبعده، فيستحب أن يمتعها بمتعة سوى نصف المهر الذي وجب عليه لها أن دخل بها. فيمتعها بمُتعة ينفعها بها، وهي غير واجبة عليه، ولكنه استحباب ليدخل في جملة المحسنين أو المتقين، والله أعلم. والعرب تسمى ذلك كله مُتْعة ومَتاعا وتَحْميما وحَمّا. وأمَّا قول الله-جلّ وعز-: (والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً وصيَّة لأزواجهم متاعاً إلى الحول غير إخراج) فإن هذه الآية منسوخة بقول الله-جلّ وعزّ-: (والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشراً) فمقام الحول لهنّ منسوخة بما بيّن الله من ميراثها في آية المواريث. وقرئ (وصيَّةً لأزواجهم) و "وصيَّةٌ" بالرفع والنصب. فمن نصب فعلى المصدر الذي أريد به الفعل، كأنه قال: ليوصوا لهنَّ وصية. ومن رفع فعلى إضمار: فَعَليهم وصيّة لأزواجهم. ونصب قوله: :متاعاً" على المصدر أيضاً، أراد: متعوهنّ متاعا. والمتاع والمُتْعة اسمان يقومان مقام المصدر الجقيقي، وهو التمتيع، أي انفعوهنّ بما توصون به لهنّ من صلة تقوتهن إلى تمام الحول. وأما قول الله-جلّ وعزَّ-في سورة النساء بعقب ماحرَّم من النساء فقال: (وأحِل لكم ماوراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين) أي عاقدين النكاح الحلال غير زناة (فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة) فإن أبا إسحق الزجَّاج ذكر أن عذه آية قد غلط فيها قوم غلطاً عظيماً لجهلهم؛ باللغة. وذلك أنهم ذهبوا إلى أن قوله: (فما استمعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة) من المُتْعة التي قد أجمع أهل العلم أنها حرام؛ وإنما معنى (فما استمتعم به منهن): فما نكحتموه منهن على الشريطة التي جرت في الآية، أنه الاحصان، أن تبتغوا بأموالكم محصنين أي عاقدين التزويج، أي فما استمعتم به منهن على عقد التزويج الذي جرى ذكره (فآتوهن أجورهن فريضة) أي مهورهن. فإن
استمتع بالدخول بها آتى المهر تاما، وإن استمتع بعقد النكاح آتى نصف المهر. قال: والمتاع في اللغة: كل ما انتفع به، فهو متاع. قال: وقوله: (ومتعوهن على الموسع قدره) ليس بمعنى: زودوهنّ المُتع؛ إنما معناه: أعطوهن ما يستمعتن به. وكذلك قوله: (وللمطلقات متاع بالمعروف). قال: ومن زعم أن قوله: (فما استمعتم به منهن) المتعة التي هي الشرط في التمتع الذي يفعله الرافضة فقد أخطأ خطأ عظيما؛ لأن الآية واضحة بينة. قلت: فإن احتج محتج من الروافض بما يروى عن ابن عباس أنه كان يراها حلالا، وأنه كان يقرؤها: (فما استمتعم به منهن إلى أجل مسمى) فالثابت عندنا أن ابن عباس كان يراها حلالا؛ ثم لمّا وقف على نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنها رجع عن إحلالها؛ حدَّثناه محمد بن إسحق، قال: حدثنا الحسن ابن أبي الربيع، عن عبد الرزاق، عن ابن جريج عن عطاء، قال: سمعت ابن عباس يقول: ماكانت المُتْعة إلاَّ رحمة رحم الله بها أمة محمد، فلولا نهيه عنها ما احتاج إلى الزنى أحد إلاّ شفى: والله لكأني أسمع قوله: "إلا سفى" عطاء القائل. قال عطاء: فهي التي في سورة النساء: (فما استمتعم به منهن) إلى كذا وكذا من الأجل، على كذا وكذا شيئاً مسمى. فإن بدا لهما أن يتراضيا بعد الأجل فنعم، وإن تفرقا فنعم، وليس بنكاخح. قلت: وهذا حديث صحيح، وهو يبين أن ابن عباس صحّ له نهى النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن المتعة الشرطية، وأنه رجع عن إحلالها إلى تحريمها. وقوله: "إلا شفى" أي إلا أن يشفى أي يشرف أي على الزنى ولايواقعه، أقام الاسم-وهو الشَفَى-مقام المصدر الحقيقي، وهو الإشفاء على الشئ، وحرف كلّ شئ شفاه، ومنه قول الله-عزّ وجلّ-: (على شفا جرف هار): وأشفى على الهلاك إذا أشرف عليه. وإنما بينَّت هذا البيان لئلا يغرّ بعض الرافضة غرّ من المسلمين فيحل له ما حرمه الله-جلّ وعزّ-على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإن النهي عن المتعة الشرطية صحّ من جهات لو لم يكن فيه غير مارُوى عن علي بن أبي طالب ونهيه ابن عباس عنها لكان كافياً. والله المسدّد والموفق، لاشريك له ولانديد. وأما قول الله-جلّ وعزّ-: (وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعاً حسناً إلى أجلٍ مسمّى) فمعناه: أي يبقيكم بقاء في عافية إلى وقت وفاتكم، ولايستأصلكم بالعذاب، كما أستأصل أهل القُرى الذين كفروا. ومتَّع الله فلاناً وأمتعه إذا أبقاه وأنسأه إلى أن ينتهي شبابه. ومنه قول لبيد يصف نخلاً نابتاً على الماء حتى طال طواله في السماء، فقال:
سُحُق يمتعها الصفا وسَريُّه عُمّ نواعم بينهن كُـرُوم والصفا والسرى: نهران يتخلجان من نهر محلِّم الذي بالبحرين يسقى قرى هجر كلها. وقول الله-عزَّ وجلَّ-: (ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتاً غير مسكونة فيها متاع لكم) جاء في التفسير أنه عنى ببيوت غير مسكونة الخانات والفنادق التي ينزلها السابلة ولايقيمون فيها إلا مقاد ظاغن. وقيل: عنى بها الخرابات التي يدخلها أبناء السبيل للانتفاض من بول أو خلاء. ومعنى قوله: (فيها متاع لكم) أي منفعة لكم تقضون فيها حوائجكم مستترين عن أبصار الناس، فذلك المتاع. والله أعلم بما أراد. وقال ابن المظفر: المتاع من أمتعة البيت: ما لايستمتع به الإنسان في حوائجه، وكذلك كل شئ. قال: والدنيا متاع الغرور يقول: إنما العيش متاع أيام ثم يزول، أي بقاء أيام. ويقال: أمتع الله فلاناً بفلان إمتاعاً أبقاه الله ليستمتع به فيما يجب من الانتفاع به والسرور بمكانه. ويقول الرجل لصاحبه: ابغني مُتعة أعيش بها أي أبغ لي شيئاً آكله، أو زاداً أتزوده، أو قوتاً أقتاته. ومنه قول الأعشى يصف صائداً: من آل نبهان يبع غى صحبه مُتعا أي يبغي لأصحابه صيدداً يعيشون به. والمُتع جمع متعة. قال الليث: ومنهم من يقول: متعة، وجمعها مِتَع. وروى عمرو عن أبيه أنه قال: المُتْعة. الزاد القليل، وجمعها مُتع. قلت: وكذلك قول الله جلّ وعزّ-: (ياقوم إن هذه الحياة الدنيا متاع) أي بُلغة يُتبلغ به لابقاء له. ويقال: لايُمتعني هذا الثوب أي لايبقى لي، ومنه أمتع الله بك. ويقال: متع النهار متوعا إذا ارتفع حتى بلغ غاية ارتفاعه قبل أن يزول. ومنه قول الشاعر: وأدركنا بها حكم بن عمرو وقد متع النهارُ بنا فزالا ويقال للحبل الطويل ماتع. ونبيذ ماتع إذا أشتدت حمرته. وقال أبو عمرو: الماتع من كل شئ: البالغ في الجودة الغاية في بابه؛ وأنشد: خذه فقد أعطيتـه جـيدا قد أُحكمت صيغته ماتعا أبو عبيد عن الأحمر متعت بالشئ: ذهبت به. قال: ومنه قيل: لئن اشتريت هذا الغلام لتَمْتَعنَّ منه بغلام صالح أي لتذهبنَّ. وقال أبو زيد: أمتعت باهلي ومالي أي تمتعت به. قال: ومنه قول الراعي: خليطين من شعبين شتىً تجاورا زمانا وكانا بالتفرق أمتـعـا وقال الكسائي: طالما أُمتع بالعافية، في معنى: مُتِّع وتمتَّع. الحرّاني عن ابن السكيت: قال أبو عمرو: أمتعت عن فلان أي استغنيت عنه. وقال الأصمعي في قول الراعي: ..وكانا بالتفرق أمتعا قال: ليس من أحد يفارق صاحبه إلا أمتعه بشئ يذكره به. وكان ماأمتع به كلّ واحد من هذين صاحبه أن فارقه. وقول الله-جلّ وعزّ-: (فاستمتعم بخلاقكم) قال الفراء: استمتعوا يقول: رضوا بنصيبهم في الدنيا من أنصابهم في الآخرة، وفعلتم أنتم كما فعلوا. ونحو ذلك قال الزجاج. وقال غيرهما: معناه: استمتعوا بنصيبهم من الآخرة في الدنيا. وأنشد المازني هذا البيت: ومنا غداة الروع فتيان نـجـدةٍ إذا امتعت بعد الأكف الأشاجع قال: زعم عُمارة بن جرير أنهم يقولون: نبيذ ماتع إذ كان أحمر، وقوله: إذا امتعت أي إذا أحمرَّت الأكف والأشاجع من الدم. عظر أبو عبيد عن أبي الجرّاح قال: إذا كَظَّ الرجل شُرْب الماء وثُقل في جوفه فذلك الإعظار، وقد أعظرني الشُراب. أبو العباس عن ابن الأعرابيّ: العِظار: الامتلاء من الشراب: وقال شمر: العَظارِي: ذكور الجراد. وأنشد: غدا كالعَمَلَّس في حُذْلـه رؤس العَظَارى كالعُنْجُد والعملَّس: الذئب، وحُذْله: حُجرة إزاره، والعُنْجد: الزبيب. وقال ابن الأعرابي: العُظرُ جمع عَظُور، وهو الممتلئ من أي الشراب كان. وقال أبو عمرو: العِظْيرَّ: القصير من الرجال. وقال الأصمعيّ: العِظْيِّر: القوي الغليظ، وأنشد: تُطَلِّح العظيَّير ذا اللَوْت الضبث وقال ابن دريد: العِظْيَّر: الكَزَّ الغليظ. رعظ
أبو عبيد عن الأصمعي: الرُعْظ: مدخل النَصْل في السهم، وجمعه أرعاظ. ومن أمثال العرب: إن فلاناً ليكسر عليك أرعاظ النَبْل، يضرب للرجل الذي يشتد غضبه. ةقد فسّر على وجهين. أحدهما أنه أخذ سهماً وهو غضبان شديد الغضب فكان ينكت بنصله الأرض وهو واجم نكتاً شديداً حتى أنكسر رُعْظ السهم. والقول الثاني أنه مثل قولهم: إنه ليحرق عليك الأُرَّم أي الأسنان، أرادوا أنه كان يَصْرف بأنيابه من شدة غضبه حتى عنتت أسناخها من شدة الصريف، شبه مداخل الأنياب ومنابتها مداخل النصال من النبال. وقال أبو خيرة: سهم مرعوظ، وصفه بالضعف وقال الليث: الرُعْظ: الذي يُدخل فيه سنخ النصل. وأنشد:
يَرْمى إذا ما سَدَّد الأرعاظـا على قسىّ حُربْظت حرباظا
وسهم مرعوظ إذ انكسر رُعْظه فشُدّ بالعقب فوقه، وذلك العَقَب يسمَّى الرِصَاف.
عظل
روى عن عمر بن الخطاب أنه قال لقوم من العرب: أشعر شعرائكم من لم يعاظل الكلام ولم يتّبع حُوشيّه. قوله: "لم يعاظل الكلام" أي لم يحمل بعضه على بعض، ولم يتكلم بالرجيع من القول ولم يكرّر اللفظ والمعنى. وحُوشيِّ الكلام: وَحْشِيه وغربيه. ومن أيام العرب المعروفة يوم العظالى وهو يوم معروف.
ويقال أيضاً: يوم العظالى، سمى اليوم به لركوب الناس فيه بعضهم بعضا.
وقال الأصمعي: ركب فيه الثلاثة والاثنان الدابّضة الواحدة. وتعظلّ القوم على فلان إذا تركَّبوا عليه يضربونه.
وقال الليث: عَظَل الجراد والكلاب كل ما يلازم في السفاد، والاسم العِظال؛ وأنشد:
كلاب تَعَاظَلُ سودُ الِفـقـا ح لم تحم شيئاً ولم تصطد
قال: وجَرَاد عَظْلَى: متعاظلات؛ وأنشد:
يا أمّ عمرو أبشري بالبشرى موتٌ ذَريعٌ وجراد عَظْلى
قلت: أراد أن يقول: يا أم عامر فلم يستقم البيت فقال: يا أم عمرو. وأم عامر: كنية الضبع، والعرب تضرب بها المثل في الحُمْق. ويجئ الرجال إلى وجارها فيسد فمه بعد ما يدخله لئلا ترى الضوء، فتحمل الضبع عليه، فيقول لها: خامري أم عامر، أبشري برجال قَتْلي، وجراد عَظْلى، فتذل له، حتى يكعمها، ثم يجرها ويستخرجها. وتعاظلت الجرادُ إذا تسافدت. وأخبرني المنذريّ عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: سَفد السَبُع وعاظل. قال: والسِباع كلّها تُعاظل. والجراد والعظاء تعاظل ويقال: تعاظلت السباع وتشابكت. قال: والعُظُل: هم المجبوسون، مأخوذ من المعاظلة. وقال ابن شميل: يقال: رأيت الجراد رُدافى ورُكابي وعُظالي إذا اعتظلت. وذلك أن ترى أربعة وخمسة قد ارتدفت.
ظلع
أبو عبيد عن أبي عمرو قال: الظالع: المتَّهَم. قال: ومنه قوله:
ظالم الرب ظلع
قلت: هذا بالظاء لاغير. وأما الضالع-بالضاد-فهو المائل، وقد ضَلَع يَضْلع. ويقال: ضَلْعك مع فلان أي مَيْلك معه. وأخبرني أبو الفضل المنذريّ عن أبي العباس عن ابن الأعرابي أنه قال: يقال: أرْق على ظَلْعك، فيقول: رقيت رُقيّا. ويقال: ارقأ على ظلعك-بالهمزة-فيقول: رقأت، ومعناه: أصِلْح أمرك أوّلا: ويقال: قِ على ظلعك، فيجيبه: وقيت، أقي، وقيا. وروى ابن هانئ عن أبي زيد: تقول العرب: أقأ على ظلعك، أي كف فإني عالم بمساويك. وفي النوادر: فلان يرقأ على ظلعه أي يسكت على دائه وعيبه. وقال ابن المظفر: الظَلْع كالغَمْز، وقد ظَلَع في مشيه، يظْلع، ظَلْعا. وقال كثير:
وكنتُ كذات الظَلْع لمّا تحاملت على ظلعها يوم العِثار استقلَّت
ويقال: هذه دابَّة ظالع وبرذون ظالع، بغير هاء فيهما. وروى أبو عبيد عن الأصمعي في باب تأخير الحاجة ثم قضائها في آخر وقتها: من أمثالهم في هذا: إذا نام ظالع الكلاب، قال: وذلك أن الظالع منها لا يقدر أن يعاظل مع صحاحها لضعفه، فهو يؤخر ذلك وينتظر فراغ آخرها فلا ينام، حتى إذا لم يبق منها شئ سَفَد حينئذ ثم ينام. ونحو ذلك قال ابن شميل في كتاب الحروف. وقال ثابت بن أبي ثابت في كتاب الفروق: من أمثال العرب: إذا نام ظالع الكلاب، ولا أفعل ذلك حتى ينام ظالع الكلاب. قال: والظالع من الكلاب: الصارف. يقال صَرَفت الكلبة وظلعت وأجعلت واستطارت إذا اشتهت الفحل. قال: والظالع من الكلاب لاتنام، فتضرب مثلا للمهتم بأمره الذي لا ينام عنه ولايهمله.
وأنشد خالد بن يزيد قول الحطيئة يخاطب خيال امرأة طَرَقة:
تسديتنا من بعد مانام ظالع ال كلاب وأخبى ناره كلُّ موقد قال أبو الهيثم: قال بعضهم: ظالع الكلاب: الكلبة الصارف، يقال: ظَلَعت الكلبة وصرفت، لأن الذكور يتبعنها ولايدعنها تنام، حكاه عن أعرابيّ. قال: وقال غيره: ظالع الكلاب: الذي ينتظرها أن تسفد ثم يسفد بعدها. قال الأزهري. والقول ماقاله الأصمعي في ظالع الكلاب، وهو الذي أصابه ظَلْع أي غَمْز في قوائمه فضعف عن السفاد مع الكلاب. قال: وقوله: ارقأ على ظلعك أي تصعد في الجبل وأنت تعلم أنك ظالع، لاتجهد نفسك. لعظ قال ابن المظفر: يقال: هذه جارية ملعظة إذا كانت سمينة طويلة. قلت: ولم اسمع هذا الحرف مستعملا في كلام العرب لغيره. وأرجو أن يكون ضبطه. عظن، عنظ، ظعن، نعظ مستعملة. عظن أهمله الليث. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابيّ قال: أعظن الرجل إذا غَلُظ جسمه. قال وأنعظ إذا أشتهى الجماع. ولا أحفظ أعظن لغير ابن الأعرابيّ. وهو ثقة مأمون. عنظ قال ابن المظفر: العُنْظُوان: نَبْت. قال: ونونه زائدة، إذا استكثر منه البعير وجع بَطْنه. قال: وأصل الكلمة عين وظاء وواو. قال: والعُنْظُوانة: الجرادة الأنثى. والعُنْظُب: الذكر. وروى أبو عبيد عن الفرّاء أنه قال: العُنْظوان: الفاحش من الرجال، والمرأة عُنْظُوانة. قلت: ويقال للرجل البذِيء والفاحش: إنه لعِنْظِيان، والمرأة: عِنْظِيانة. ومثله رجل خِنْظيان وامرأة خِنْظيانة، وهو يُعَنْظى ويُخَنْذِى ويُخنظى. وقال الراجز يصف امرأة: باتت تعنظى بك سَمْع الحاضر أي تُسمِّع بك وتفضحك بشنيع الكلام بمسمع من الحاضر. والعُنْظُوان: ضرب من الحَمْض معروف يشبه الرمث غير أن الرمث أسبط منه ورقا وامرأ، وأنجع للنعم. وإثنْظُوان: ماء لبني تميم معروف. ظعن الحرّاني عن ابن السكيت: يقال: هذا جمل تَظَّعنه المرأة أي تركبه في سفرها وفي يوم ظعنها. وقال الله-عزَّ وجلَّ-: (يوم ظعنكم ويوم إقامتكم) وقرئ: (يوم ظعنكم). والظَعْن: سير البادية لنجعة أو حضور ماء أو طلب مَرْتَع أو تحّول من ماء إلى ماء أو من بلد إلى بلد. وقد ظعنوا يظعنون. وقد يقال لكل شاخص لسفر في حجّ أو غزو أو مسير من مدينة إلى أخرى: ظاعن، وهو ضد الخافض، يقال: أظاعن أنت أم مقيم؟ وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: الظعنة: السفرة القصيرة. أبو عبيد عن الكسائي: الظَعُون: البعير الذي يُعتمل فيُحمل عليه. قال: والظِعان: الحبل الذي يشدّ به الحِمْل. أبو عبيد عن أبي زيد قال: الظعائن: هي الهوادج، كان فيها نساء أو لم يكن، الواحدة ظعينة، قال: وإنما سميّت النساء ظعائن لأنهن يكنّ في الهوادج. وقال ابن السكيت: قال أبو عمرو يقال للبعير الذي تركبه الظعينة الظَعُون. قال: والظعائن: النساء في الهوادج. أبو عبيد عن الأصمعي: ظعينته وزوجه وقعيدته وعِرْسه. وقال الليث: الظعينة. المرأة لأنها تَظْعن إذا ظعن زوجها وتقيم بإقامته. قال: ويقال هو الجمل الذي يركب، وتسمى المرأة ظعينة لأنها تركبه. قال: وأكثر ما يقال الظعينة للمرأة الراكبة. وأنشد قوله: تبصرّ خليلي هل ترى من ظعائن لُمَّية أمثال النخيل المـخـارف قال: شبَّه الجمال عليها هوادج النساء بالنخيل. قال ابن السكيت: يقال: هذا جمل تَظَّعنِه المرأة أي تركبه يوم ظعنها مع حيّها. نعظ قال الليث: يقال: نَعَظ ذكر الرجل يَنْعَظ نَعْظاً ونُعْوظاُ؛ وأنعظ الرجل إنعاظا، وأنعظت المرأة إنعاظا إذا أهتاجت. قال: وإنعاظ الرجل: انتشار ذكره. وأنشد أبو عبيدة: إذا عَرِق المهقوع بالمرء أنعظت حليلته وازداد رَشْحا عجانهـا وقال ابن الأعرابي: أنعظ الرجل إذا اشتهى الجماع، وأنعظت المرأة إذا اشتهت أن تُجامع وقال أبو عبيدة: إذا فتحت الفرس ظَبْتها وقبضَتْها واشتهت أن يضربها الحصان قيل: انتعظت انتعاظا. فظع قال ابن المظفر: فَظُع الأمرُ يفظعُ فظاعة فهو فظيع. وقد أفظعني هذا الأمر وفظعت به. واستفظعته إذا رأيته فظيعاً، وأفظعته كذلك. قال: وأفْظع الأمرُ فهو مُفْظع. وقال أبو زيد: فظعت بالأمر أفظع به فظاعة إذا هالك وغلبك فلم تثق بأن تطيعه. وقال أبو وَجْزة: ترى العِلا فيّ منها موفدا فظعا إذا حزألَّ به من ظهرها فِقر
قال: فظعا أي ملآن، وقد فَظِع يَفْظع فظعا إذا امتلأ. أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: الماء الفظيع: هو الماء الصافي الزُلال، وضده المُضَاض وهو الشديد الملوحة. عظب قال الليث: عَظَب الطائر، وهو يعظب عظبا، وهو سرعة تحريك الزمكي. ورواه أبو تراب للأصمعي: حَظب على العمل وعظب إذا مرن عليه. وقال: وقال أبو نصر: عَظبت يدهُ إذا غلظت على العمل. قال: وعظب جِلده إذا يبس. وقال عثمان الجعفري: إن فلانا لحسن العُظُوب على المصيبة إذا نزلت به يعني أنه حسن التبصر جميل العزاء. وقال مبتكر الأعرابي: عظب فلان على ماله وهو عاظب إذا كان قائما عليه؛ وقد حَسُن عُظُوبه عليه. ثعلب عن ابن الأعرابي: العَظُوب: السمين. يقال: عَظِب يَعْظب عَظْبا إذا سمن. وفي النوادر: كنت العام عَظِباً وعاظباً وعذيا وشظفا وصاملا وشذيا وشذبا، وهو كله نزوله الفلاة ومواضع اليبس. عظم قال الله عزَّ وجلَّ:- (فخلقنا المضغة عظاكاً فكسونا العظام لحما) ويقرأ: (فكسونا العَظْم لحما) والتةحيد والجمع ههنا جائزان؛ لأنه يعلم أن الإنسان ذو عظام، فإذا وحدّ فلأنه يدلّ على الجمع، ولأن معه اللحم لفظه لفظ الواحد. وقد يجوز من التوحيد إذا كان في الكلام دليل على الجمع ماهو أشدَّ من هذا. قال الراجز: في خلقكم عَظْم وقد شَجِينا يريد: في حلوقكم عظام. وقال-عزَّ وجلَّ-: (قال من يحي العظام وهي رميم) قال: العظام وهي جمع ثم قال: رميم فوحد. وفيه قولان؛ أحدهما: أن العظام وإن كانت جمعاً فبنلؤها بناء الواحد لأنها على بناء جدار وكتاب وجراب وما أشبهها، فوحد النعت للفظ؛ وقال الشاعر: ياعمرو جيرانكم باكـر فالقلب لالاه ولاصابرُ والجيران جمع جار، والباكر نعت للواحدُ وجاز ذلك لأن الجيران لم يُبن بناء الجمع، وهو على بناء عِرفان وسِرْحان وما أشبهه. والقول الثاني أن الرميم فعيل بمعنى مرموم، وذلك أن الإبل تَرُمّ العظام أي تقضمها وتأكلها، فهي رِمَّة "ومرمومة" ورميم. ويجوز أن يكون رميم من رمَّ العظمُ إذا بلي يرِمَّ فهو رامّ ورميم أي بال. ومن صفات الله-عز وجلَّ- العليَّ العظيم، ويسبح العبد رَبَّه فيقول: سبحان ربيّ العظيم. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: أمّا الركوع فعظَّموا فيه الرب أي أجعلوه في أنفسكم ذا عظمة وعَظمة الله لاتكيف ولاتُحدّ ولاتمثَّل بشئ. ويجب على العباد أن يعلموا أنه عظيم كما وصف نفسه وفوق ذلك بلا كيفية ولاتحديد. وعظمة الذراع: مستغلظها. وقال أبو عبيد: عظمة اللسان: مستغلظة فوق العَكدة، قال: وعَكَدته: أصله: وإن لفلان عَظَمة عند الناس أي حرمة يعظم لها. وله معاظم مثله. وقال مرقش: ?والـــخــــا ل له معاظم وحُرَمْ وإنه لعظيم المعاظم أي عظيم الحُرْمة: ويقال. عظُم يعظُم عِظما فهو عظيم. وأما عَظْم اللحم فبتسكين الظاء، يجمع عظاما وعظامة. وقال الراجز: وَيْلٌ لبُعْران أبي نعـامـهْ منك ومن شَفْرتك الهُذامهْ إذا ابتركت فحفرت قامـهْ نم نثرت الفَرْث والعِظَامَهْ ومثله الفحالة والذكارة والحجارة والنقادة-جمع النَقَد-والجِمالة جمع الجمل؛ قال الله: (جمالات صفر) هي جمع جمالة وجمال. وقال الليث: العَظَمة: التعظّم والنخوة والزهو. قلت: أمَّا عظمة الله فلا توصف بما وصفها به الليث. وإذا وُصف العبد بالعظمة فهو ذمّ؛ لأن العظمة في الحقيقة لله عزّ وجل، وأمَّا عظمة العبد فهو كِبْره المذموم وتجبره. وعُظْم الشئ ومعظمه: جُلّه وأكبره. قال ابن السكيت: العرب تقول: عَظُم البطن بطنُك، وعَظْم البطن بطنك بتخفيف الظاء، وعُظْم البطن بطنك، يسكنون الظاء وينقلون ضمتها إلى العين، وإنما يكون النقل فيما كان مدحاً أو ذماً. وقال الليث: استعظمت الأمر إذا أنكرته يقال والعَظِمية: المُلِمَّة إذا أعضلت. قال: ويقال: لايتعاظمني ما أليت إليك من عظيم العظيمة. وسمعت خبرا فأعظمته. قال ابن السكيت: يقال: أصابنا مَطَر لايتعاظمه شئ أي لايعظم عنده شئ.
وقال اللحياني: يقال: أعظمني ماقلت لي أي هالني وعظم عليّ. ويقال: ما يُعْظمني أن أفعل ذاك أي ما يهولني، ورماه بمُعْظم أي بعظيم، وقد أعظم الأمر فهو مُعْظم. والعَظْمة: مايلي المرفق من مستغلظ الذراع وفيه العَضلة، والنصف الآخر الذي يلي الكفّ يقال له الأسلة ودخل في عُظْم الناس وعَظْمهم أي في مُعْظمهم.
قلت؛ ويقال: تعاظمني الأمر وتعاظمته إذا استعظمته. وهذا كما يقال: تهيَّبني الشئ وتهيبَّته.
أبو عبيد عن الفراء قال العُظْمة، شئ تعظم به المرأة رِدْفها من مرفقة وغيرها. وهذا في كلام بني أسد، وغيرهم يقول: العِظامة بكسر العين.
أبو عبيد عن الأصمعيّ: عَظْم الرجل: خَشَبة بلا أنساع ولا أداة. وذو عظم: عِرْض من أعراض خيبر، فيه عيون جارية ونخيل عامرة وعظمات القوم. سادتهم وذوو شرفهم. ووصف الله عذاب النار فقال: عذاب عظيم، وكذلك العذاب في الدنيا، ووصف كيد النساء. فقال: إن كيدكن عظيم. وهذا على الاستفظاع له. والله أعلم.
مظع
الليث: بقيَّة من الكلأ.
قال: والريح تُمظّع الخشبة حتى تستخرج نُدُوَّته.
وقال غيره: مَظَعْت الخشبة إذا قطعتها رطبة ثم وضعتها بلحائها في الشمس حتى تتشرب ماءها، ويُترك لحاؤها عليها لئلا "يتصدَّع ويتشقق". وقال أوس بن حجر يصف رجلا قطع شجرة يتخَّذ منها قوسا:
فمعظَّمها حولين ماء لـحـائهـا تُعالى على ظهر العَريش وتُنزلُ
أبو العباس عن عمرو عن أبيه: يقال للرجل إذا روَّى دسم الثريد: قد روّغه ومرَّغه ومظعّه ومَرْطله وسَغْبله.
وقال الليث: يقال: مظَّع فلان وتره تمظيعاً إذا ملَّسه ويبسه. وكذلك الخشبة. ولقد تمظَّع فلان ما عندك أي تلحَّسه كله. الأصمعي: فلان يتمظَّع الظِلّ أي يتتبَّعه من موضع إلى موضع.
عذر
قال الله-عزّ وجلَّ-: (قالوا معذرة إلى ربكم) نزلت في قوم من بني إسرائيل وعظوا الذين اعتدوا في السبت من اليهود، فقالت طائفة منهم: لم تعظون قوما الله مهلكهم، فقالوا-يعني الواعظين-: مَعْذِرة إلى ربكم. المعنى: قالوا: موعظتنا إياهم معذرة إلى ربكم، فالمعنى: أنهم قالوا: الأمر بالمعروف واجب علينا، فعلينا موعظة هؤلاء ولعلهم يتقون، ويجوز النصب في "معذرة" فيكون المعنى: نعتذر معذرة بوعظنا إياهم إلى ربنا. والمَعْذِرة: اسم على مفعلِة من عذر، يعذر، وأقيم مُقام الاعتذار؛ كأنهم قالوا: موعظتنا اعتذار إلى ربنا، فأقيم الاسم مقام الاعتذار.
وقال الله-جل وعزَّ-: (وجاء المعذورون من الأعراب ليؤذن لهم) روى الضحاك عن ابن عباس أنه قرأ: (وجاء المُعْذِرون من الأعراب).
وقال: لعن الله المعذِّرين قلت: يذهب ابن عباس إلى أن المُعْذِرين هم الذين عُذْر والمعذرون-بالتشديد-: الذين يعتذرون بلا عذر، كأنهم المقصرون الذين لاعُذْر لهم والعرب تقول: أعذر فلان أي كان منه ما يُعذر به.
ومنه قولهم: قد أعذر من أنذر. ويكون أعذر بمعنى اعتذر اعتذاراً يُعذر به.
ومنه قول لبيد يخاطب ابنتيه:
فقوما فقولا بالذي قد علمتـمـا ولاتخمشا وجها ولاتحلقا الشَعَرْ
إلى الحول ثم اسم السلام عليكما ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذرْ
فجعل الاعتذار بمعنى الإعذار، والمعتذر يكون مُحقا ويكون غير مُحِقّ؛ والمعاذير يشوبها الكذب.
واعتذر رجل إلى عمر بن عبد العزيز، فقال له: عَذرتك غير معتذر.
ويقول: عذرتك دون أن تعتذر.
وقرأ يعقوب الحضرمي وحده: "وجاء المُعْذِرون" ساكنة العين، وسائر قراء الأمصار قرءوا: "وجاء المَعذّرون" بفتح العين وتشديد الذال. فمن قرأ "المعذّرون" فهو في الأصل: المعتذرون، فأدغمت التاء في الذال لقرب المخرجين، ومعنى المعتذرين: الذين يعتذرون، كان لهم عذر. ويجوز في كلام العرب: المعِذّرون بكسر العين؛ لأن الأصل: المعتذرون فأسكنت التاء وأدغمت في الذال ونقلت حركتها إلى العين، فصار الفتح في العين أولى الأشياء. ومن كسر العين جرّه لالتقاء الساكنين، ولم يقرأ بهذا.
ويجوز أن يكون المعذّرون: الذين يعذرون يوهمون أن لهم عذرا ولاعذر لهم.
وأخبرني المنذريّ عن ابن فهم عن محمد بن سلام الجُمحي عن يونس النحويّ أنه سأله عن قوله تعالى: (وجاء المعذَّرون من الأعراب) فقال: قلت ليونس: "الُعْذرون" مخففة كأنها أقيس؛ لأن المُعْذر: الذي له عذر، والمعذّر: الذي يعتذر ولاعذر له. "فقال يونس": قال أبو عمر بن العلاء: كلا الفريقين كان مسيئاً. جاء قوم فعذَّروا، وجَلَّح آخرون فقعدوا. وأخبرني المنذريّ عن أبي لهيثم أنه قال في قوله: "وجاء المعذّرون". قال: معناه: المعتذرون. ويقال: "عذَّر الرجل يَعِذر عِذاراً" في معنى اعتذر. ويجوز عِذِّر يَعِذر فهو مُعِذِّر، واللغة الأولى أجودهما. قال: ومثله "هَدّى يَهدّى هِدّاءً" إذا اهتدى. وهِدَّى يِهدِّى. قال الله جل وعزَّ-: (أم من لايهدي إلا أن يهدى). قلت: ويكون المعذّرون بمعنى المقصرين على "مفعِّلين" من التعذير وهو التقصير. يقال: قام فلان قيام تعذير فيما استكفيته إذا لم يبالغ وقصّر فيما اعتُمد عليه. وفي الحديث أن بني إسرائيل كانوا إذا عُمِل فيهم بالمعاصي نهاهم أحبارهم تعذيرا، فعمَّهم الله بالعقاب، وذلك إذا لم يبالغوا في نهيهم عن المعاصي زداهنوهم ولم ينكروا أعمالهم بالمعاصي حقّ الإنكار. ورُوى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لن يهلك الناس حتى يُعْذِروا من أنفسهم. قال أبو عبيد: قال أبو عبيدة: يقول حتى تكثر ذنوبهم وعيوبهم. قال: وفيه لغتان. يقال أعذر الرجل إعذاراً إذا صار ذا عيب وفساد. وكان بعضهم يقول: عَذَر يَعْذِر بمعناه، ولم يعرفه الأصمعيَّ. قال أبو عبيد: ولا أرى أخذ هذا إلاَّ من العُذْر، يعني: يعذروا من أنفسهم باستيجابهم العقوبة فيكون لمن يعذّبهم العُذر في ذلك. قال: وهو كالحديث الآخر: لن يهلك على الله إلا هالك. ومنه قول لأخطل: فإن تك حَرْبُ ابني نزارٍ تواضعت فقد عَذرتْنا في كلاب وفي كعب ويروى: أعذرتنا أي جعلتْ لنا عذراً فيما صنعنا. ومنه قول الناس: من يعذرني من فلان. وقال ذو الإصبع العَدْواني: عَذير الحيّ من عَـدْوا ن كانوا حَيَّة الأرض أي هات عذير الحيّ من عدوان أي من يعذرني، كأنه قال: هات من يعذرني. ومنه قوله: عذيرك من خليلك من مراد وهذا يروى عن عليّ رضي الله عنه. وقال الليث: يقال: من عذيري من فلان أي من يَعْذرني منه، كأنه يخبر بإساءته إليه واستيجابه المجازاة. فيقول: من يعذرني منه إذا جازيته بسوء فعله. قال: وعذير الرجل: ما يروم وما يحاول ممَّا يُعْذر عليه إذا فعله. قال العجَّاج يخاطب امرأته: جاري لاتستنكـري عـذيري سَعْيي ةإشفاقي على بعيري وذلك أنه عزم على السفر فكان يُرمّ رحل رلااحلته لسفره، فقالت له امرأته: ماهذا الذي تَرُم؟ فخاطبها بهذا الشعر، أي لاتنكري ما أحاول. وقال شمر: قال أبو عبيدة: أعْذر فلان من نفسه من نفسه أي أُتى من قَبِل نفسه. قال: وعَذّر يُعَذّر من نفسه أي أُتي من نفسه. قال يونس: هي لغة للعرب. قال: وقال خالد بن جَنْبة. يقال: أما تُعذرني من هذا بمعنى: أما تُنصفني منه، يقال: لايُعذرك من هذا الرجل أحد، معناه: لايُلزمه الذنب فيما تضيف إليه وتشكوه به. ومنه قولهم: من يعذرني من فلان أي من يقوم بعُذري إن أنا جاريته بسوء صنيعه فلا يلزمني لوماً على مايكون منيّ إليه. ويقال: اعتذر فلان إعتذاراً وعِذْرة ومَعْذرة من ذنبه فعذرته. قال: وتعذَّر عليَّ هذا الأمر إذا فلان لم يستقم. أبو عبيد عن الأصمعي: عذيري من فلان أي من يعذرني. ونصبه على إضمار هلّم وجمعه عُذُر، وربما خُففّ فقيل: عُذْر. وقال حاتم: وقد عذرتني في طلابكم العُذْرُ قال: والعُذْرة: الناصية، وجمعها عُذَر. وقال طرفة: وهضبَّاتٍ إذا ابتل العُذْر والعُذْرة: وجع في الحلق، يقال منه: رجل معذور. وقال جرير: غَمْز الطبيب نغانغ المعذور. ويقال: فلان أبو عُذْر فلانة إذا كان افترعها وقال الأصمعي: أعذرْت الغلام والجارية وعذرتهما، لغتان إذا ختنا. وقال الراجز: تلوية الخاتن زُبّ المُعْذَر
ثعلب عن ابن الأعرابي قال: العُذْرة: خاتم البكر، والعُذْرة: وجع الحَلْق، والعُذْرة: العلامة. وقال أبو الحسن اللحياني: للجارية عُذْرتان، إحداهما تخفضها، وهو موضع الخفض من الجارية، والعُذْرة الثانية قضَّتها. سميّتا عُذْرة بالعَذْر وهو القطع؛ لأنها إذا خفضت قطعت نواهتا، وإذا افترعت انقطع خاتم عُذْرتها. ويقال لقُلفة الصبي أيضاً عُذْرة. وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم استعذر أبا بكر من عائشة، كأنه عتب عليها بعض الأمر فقال لأبي بكر: اعذرني منها إن أدّبتها. وقال أبو زيد: سمعت أعرابيّين تميميَّاً وقيسياً يقولان: تعذرت إلى الرجل تعذُّرا في معنى اعتذرت اعتذاراً. وقال الأحوص بن محمد الأنصاريّ: طريد تلافاه يزيد برَحْـمةٍ فلم يُلْفَ من نعمائه يتعذَّر أي يعتذر. يقول: أنعم عليه نعمة لم يحتج إلى أن يعتذر منها. ويجوز أن يكون معنى قوله يتعذر أي يذهب عنها. وقال ابن بُزُرْج: يقال: تعذّروا عليه أي فرّوا عنه وخذلوه. وأخبرني المنذريّ عن ثعلب عن ابن الأعرابيّ قال: قولهم: اعتذرت إليه هو قطْع مافي قلبه، يقال: اعتذرت المياه إذا تقطَّعت، واعتذرت المنازل إذا دَرَست، ومررت بمنزل معتذر: بالٍ. وقال لبيد: شهور الصيف واعتذرت إليه نطافُ الشيّطين من الشمال وقال ابن أحمر في الاعتذار بمعنى الدُرُوس: قد كنت تعرف آيات فقد جعلت أطلالُ إلفك بالودكاء تعتـذر وأُخذ الاعتذار من الذنب من هذا؛ لأن من اعتذر شاب اعتذاره بكذب يعفي على ذنبه. قال: وإنما سُميَّت البِكْر عَذْراء من ضيقها. ومنه يقال: تعذَّر عليَّ هذا الأمر. قال المنذري: وقال أبو طالب المفضَّل بن سلمة: الاعتذار قطْع الرجل عن حاجته، وقطْعه عمَّا أمسك في قلبه. قال: والاعتذار: محو أثر الموجدة من قولهم: اعتذرت المنازلُ إذا درست. أبو عبيد عن الأصمعي يقال لأثر الجُرْح: عاذر. وقال ابن أحمر: وبالظهر مني من قرا الباب عاذر أبو عبيد عن أبي زيد: الإعذار: ماصنع من الطعام عند الختان، وقد أعذرت. وأنشد: كلَّ الطعام تشتهي ربيعـهْ الخُرْسَ والإعذار والنقيعهْ سلمة عن الفرّاء قال: العَذيرِة: طعام الختان. قال وعَذَرْت الغلام وأعذرته. وفي حديث عليّ رضي الله عنه أنه عاتب قوما فقال: مالكم لاتنظفون عَذِراتكم! قال أبو عبيد: قال الأصمعي: العَذِرة أصلها فناء الددار، وإياها أراد عليّ. قال أبو عبيد: ولإنما سُميِّت عَذِرةٌ الناس بهذا لأنها كانت تُلْقى بالأفنية، فكُنى عنها باسم الفناء؛ كما كنى بالغائط-وهي الأرض المطمئنة-عنها. وقال الحطيئة يذكر الأفنية: لعمري لقد جرّبتكم فوجدتكم قباح الوجوه سيئى العَذِرات والمعاذر جمع مَعْذِرة، ومن أمثالهم: المعاذر مكاذب. وقال الله-عز وجل-: (ولو ألقى معاذيره) قال بعضهم : ولو أدلى بكلّ حُجة يعتذر بها. وجاء في التفسير أيضاً: ولو ألقى ستوره، المعاذير: الستور بلغة أهل اليمن، واحدها مِعْذار. ويقال: أعذر فلان في ظهر فلان بالسياط إعذاراً إذا ضربه فأثرَّ فيه شتمه فبالغ في شمه حتى أثرَّ به فيه. وقال الأخطل: وقد أعذرن في وَضَح العِجان وترك المطر به عاذراً أي أثراً، والعِذار: سمة. وقال الأحمر: من السمات العُذر، وهي سمة في موضع العِذار، وقد عُذر البعير فهو معذور. وقال ابن الأعرابي في قول الشاعر: ومخاصمٍ قاومت في كـبـد مثل الدهان فكان لي العُذْرُ
قال: العُذْر: النُجْحُ. ولى في هذا الأمر عُذْر وعُذْري ومَعْذرة أي خروج من الذنب. ويقال في الحرب: لمن العُذْر أي النُجْحَ والغلبة. وقال الأصمعي: خلع فلان مُعَذَّرة إذا لم يطع مرشداً، وأراد بالمعذَّر: الرسن ذا العِذارين. والعَذْراء: الرملة التي لم توطأ. ودُرَّة عَذْراء: لم تثقب. ويقال: ماعندهم عذيرة أي لايعذرون، وماعندهم غفيرة أي لايغفرون. وعذراء: قرية بالشام معروفة. والعَذَارى: وهي الجوامع كالأغلال تجمع بها الأيدي إلى الأعناق، واحدتها عذراء. وقال اللحياني: هي العَذِرة والعَذبة لما سقط من الطعام إذا نُقي. ويقال: اتخذ فلان في كرمه عذاراً من الشجر أي سكَّة مصطفة. وعذارا الحائط والوادي: جانباه. وقال أبو سعيد: يقال للرجل إذا عاتبك على أمر قبل التقدّم إليك فيه: والله ما استعذرت إليّ وما استنذرت، أي لم تقدِّم إليَّ المعذرة والإنذار. والاستعذار. أن تقول له: اعذرني منك. وعذار اللجام: ماوقع منه على خديّ الدابَّة. وقال النضر: عذارُ اللجام: السيَّران اللذان يجمعان عند القفا: وقال الكسائي: أعذرْت الفرس: جعلت له عِذارا. وقال ابن الأعرابيّ: عَذَرت الفَرَس: جعلت له عذارا. وقال ابن المظفر: عَذرت الفرس فأنا أعْذرِه بالعذار وأعذرته إذا جعلت له عِذارا، وعذَّرته تعذيرا بالعذار. قال: والعِذار: طعام البناء وأن يسبفيد الرجل شيئاً جديداً يتَّخذ طعاماً يدعو عليه إخوانه. وعذَّر فلان تعذيراً للختان ونحوه. وحمار عذَوَّر، وهو الواسع الجوف. ومُلْك عذَوَّر. واسع عريض. والعُذْرة. نجم إذا طلع اشتدَّ غمّ الحرّ، وهي تطلع بعد الشَعْري ولها وَقْدة ولاريح لها وتأخذ بالنفس ثم يطلع سهيل بعدها. وقال المازني: العواذير: جمع العاذر وهو الأثر. وقال أبو وَجزة السعدي: إذا الحي والحوم المُيَسِّر وسطـنـا وإذ نحن في حال من العيش صالح وذو حَلَق نُقضي العـواذير بـينـه يلوح بأخطار عظـام الـلـقـائح وقال الأصمعي: الحَوْم: الإبل الكثيرة، المُيَسِّر: الذي قد جاء لبنه. وذو حلق يعني إبلا ميسمها الحَلْق. والعواذير: جمع عاذور، وهو أن يكون بنو الأب ميسمهم واحداً فإذا اقتسموا مالهم قال بعضهم لبعض: أعْذر عني، فيخط في الميسم خطا أو غيره ليعرف بذلك سمة بعضهم من بعض. والعاذور أيضاً: ما يقطع من مخفض الجارية. وقال الله-جلَّ وعزَّ-: (فالملقيات ذكرا عذرا أو نذرا) فيه قولان. أحدهما: فالملقيات ذكرا للإعذار والإنذار. والقول الثاني: أنهما نصبا على البدل من قوله: "ذكرا". وفيه وجه ثالث وهو أن تنصبهما بقوله: "ذكرا" المعنى: فالملقيات إن ذكرت عذرا أو نذرا. وهما أسمان أقيما مقام الإعذار والإنذار، ويجوز تخفيفهما معاً وتثقيلهما معاً. أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: العُذر جمع العاذر وهو الأبداء يقال: قد ظهر عاذره، وهود بوقاؤه. والعُذُر جمع عِذار وهو المستطيل من الأرض. والعِذار: استواء شعر الغلام، يقال: ما أحسن عذاره أي خطَّ لحيته. والعَذَر: العلامة، يقال: أعذر على نصيبك أي أعلم عليه. وقال أبو مالك عمرو بن كِرْ كرِة: يقال: ضربوه فاعذروه أي ضربوه فأثقلوه. ذعر الليث: ذُعر فلان ذُعْراً فهو مذعوراً أي أُخيف. والذُعْر: الفَزَع، وهو الاسم. ورجل متذّعر. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الذَعَر: الدهَشَ من الحياء. قال: والذَعْراء والذُعْرة: الفُنْدورة: وقال في موضع آخر: الذُعرْة: أم سُؤيد. والذَعْرة: الفَزْعة. وقال ابن بزرج: ذَعرته وأذعرته بمعنى واحد وأنشد: غير ان شَمَّصه الوُشاةُ فأذعروا وَحْشا عليك وجدتهنَّ سُكونـا والعرب تقول للناقة المجنونة: مذعورة، ونُوق مذَّعرة: بها جنون. ذرع
في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذرع ذراعيه من أسفل الجُبَّة إذراعا، قال النضر: أذرع ذراعيه أي أخرجهما. ورجل ذريع اليد بالكتابة أي سريع اليد. الحّراني عن ابن السكيت: هذا ثوب سبْع في ثمانية فقالوا: سبع لأن الأذرع مؤنثة، تقول: هذه ذراع، وقلت: ثمانية لأن الأشبار مذكرة. وقال الليث: الذراع من طرف المرفق إلى طرف الإصبع الوسطى. وقد ذرعت الثوب وغيره أذْرعه فأنا ذارع وهو مذروع. والرجل يذرِّع في سباحته تذريعاً. قال: والذراع: اسم جامع في كل ما يسمَّى يدا من الروحانيين ذوي الأبدان. قال: ومذاريع الدابَّة: قوائمها، واحدها مذراع، ويقال: مذراع: وثَوْر مَوْشيّ المذراع. ومذراع الأرض: نواحيها. أبو عبيد عن أبي عمرو قال: المذراع: هي البلاد التي بين الريف والبَرّ؛ مثل القادسية والأنبار. وهي المزالف أيضاً. وقال الليث: موت ذريع: سريع فاشٍ، لايكاد الناس يتدافنون. والذراع: سمة بني ثعلبة من اليمن. قال: وذراع العامل صَدْر القناة. قال: والذَريعة: حَلْقة يعلَّم عليها الرَّمي. والذريعة: جمل يستتر به الرامي من الصيد فيرميه. ويسيَّب الجمل مع الصيد حتى يأتلفا، ويمشى الصيَّاد إلى جنبه فيرمى الصيد إذا أكثبه. أبو عبيد: الذَرع: ولد البقرة الوحشيَّة، وأمّه مُذْرِع. وقال الليث: هنّ المُذْرعات أي ذوات ذِرْعان. قال: وأذرعات: بلد تنسب إليه الخمر. وأنشد بعضهم: تنورّتُها من أذرعات وأهلهـا بيثرب أدنى دارها نظر عال قال: وهذا أكثر الرواية. وقد أنشد بالكسر بغير تنوين من أذرعات. فأما الفتح فخطأ، لأن نصب تاء الجميع وفتحه "وخفضها" كسر. قال والذي أجاز الكسر بلا صرف فلأنه اسم لفظه لفظ جماعة لواحد. والقول الجيَّد عند جميع النحويين الصرف. وهو مثل عَرَفات. والقُراء كلهم في قوله: "من عرفات" على الكسر والتنوين، وهو اسم لمكان واحد، ولفظه لفظ جمع. أبو الهيثم: المذرَّع من الناس: الذي أُمه أشرف من أبيه. قال: والهجين: الذي أبوه عربي وأمه أمة. وأنشد هو أو غيره: إذا باهلي تحته حنظـلـيَّة له ولد منها فذاك المذرَّعُ وإنما سميّ مذرَّعا تشبيهاً بالبغل، لأن في ذراعيه رقمين كرَقْمَتيْ ذراع الحِمار نزع بهما إلى الحمار في الشبه، وأم البغل؛ أكرم من أبيه. الذوارع الزقاق، واحدها ذراع. وقال الأعشى: والشاربون إذا الذوارع أُغليت صفو الفضال بطارف وتلادِ أبو عبيد: امرأة ذراع إذا كانت خفيفة اليدين بالغزل. ويقال: ذرَّع فلان لبعيره إذا قيَّده بفضل خطامه في ذراعيه، والعرب تسميه تذريعا. ويقال: ضقت بالأمر ذَرْعا وذِراعا، نصبت ذَرْعا لأنه خرج مفسِّرا محوَّلا؛ لأنه كان في الأصل ضاق ذرعي به، فلمَّا حُوّل الفعل خرج قوله ذَرْعا مفسِّرا. ومثله قَرِرْت به عينا وطبت به نفسا. والذَرْع يوضع موضع الطاقة. والأصل فيه أن يَذْرع البعير بيديه في سيره ذَرْعا على قَدْر سعة خطوه. فإذا حملته على أكثر من طوقه قلت: قد أبطرت بعيرك ذَرْعه، أي حملته من السير على أكثر من طاقته حتى يَبْطر ويَمُدّ عنقه ضعفاً عمَّا حُمِل عليه. ومن أمثال العرب السائرة: هو لك على حَبْل الذراع، أي أعَجِّله لك نقدا. والحَبْل عِرْق في الذراع. ويقال: مالي به ذَرْع ولا ذراع أي مالي به طاقة. وفرس ذريع: شريع واسع الخطو. وفرس مذرّع إذا كان سابقا، وأصله الفرس يلحق الوحشيّ وفارسهُ عليه، فيطعنه طعنة تفور بالدم فتلطِّخ ذراعي الفرس بذلك الدم فيكون علامة لسبقه. ومنه قول تميم بن أبي بن مقبل يصف الخيل فقال: خلات بيوت الحيّ منها مذرَّع والضبع مُذَرَّعة لسواد في أذرعها ومنه قول الهذليَّ: مذرَّعة أمَيْمَ لها فَلِيل وذرعات الدابَّة: قوائمه. ومنه قول ابن خذَّاق العبديّ يصف فرساً: فأمست كتيس الرَبْل تعدو إذا عدت على ذرِعات يعتلين خُـنُـوسـا أي على قوائم يعتلين من جاراهن وهن يخنسن بعض جريهن أي يبقين منه، يقول: لم يبذلن جميع ما عندهن من السير. ويقال: فلان ذريعتي الليلة أي سببي ووصلتي الذي به أتسبَّب إليك، أخذ من الذريعة. وهو البعير الذي يستتر به الرامي من الصيد ويخاتله حتى يُكْثِبُه فيرميه. وقال أبو وَجْزة يصف امرأة: طافت به ذات ألوان مشبـهة ذريعة الجنّ لاتعطى ولاتدع
أراد كأنها جنية لايطمع فيها ولايُعلم مافي نفسها. أبو عبيد عن الأموي: التذريع: الخَنِق، وقد ذرَّعته إذا خنقته. وقال أبو زيد: ذرّعته تذريعاً إذا جعلت عُنُقه بين ذراعك وعضدك فخنقته. وقال الأصمعي: تذرَّع فلان الجريد إذا وضعه على ذراعه فشطَّبه. ومنه قول قيس بن الخَطْيم: ترى قَصَد المُرّان تُلْقي كأنـهـا تَذَرّع خرصان بأيدي الشواطب قال: والخرصان أصلها القضبان من الجريد، والشواطب جمع الشاطبة. وهي المرأة التي تقشر العسيب ثم تلقيه إلى المنقيّة فتأخذ كلّ ماعليه بسكينها حتى تتركه رقيقاً، ثم تلقيه المنقية إلى الشاطبة ثانية فتشطبه على ذراعها وتتذرّعه. وكل قضيب من شجرة خُرْص. وهذا كله قول الأصمعي حكاه عنه ابن السكيت. قال: وقال أبو عبيدة: التذرّع، قدر ذراع ينكسر فيسقط. قال: والتذرّع والقصد عنده واحد. قال: والخِرْصان: أطراف الرماح التي تلي الأسنَّة، الواحد خِرْص وخُرْص وخَرْص. قلت: وقول الأصمعي أشبههما بالصواب. ويقال اقصد بذراعك أي لاتَعْدُ بك قدرك. وقال ابن شميل: مذارع الوادي: اضواجه ونواحيه. ويقال: هذه ناقة تذارع بُعْد الطريق أي تمد باعها وذراعها لتقطعه. وهي تذارع الفلاة وتَذْرعها إذا أسرعت فيها كأنها تقيسها. وقال الراجز يصف الإبل: وهن يَذْرعن الرقاق السمْلقـا ذَرْع النواطي السُحُل المرققا والنواطي: النواسج، الواحدة ناطية. ويقال: ذَرَّع فلان بكذا إذا أقرّ به، وبه سمى المذرَّع أحد بني خفاجة بن عقيل وكان قتل رجلا من بني عَجْلان ثم أقرّ بقتله فأقيد به فسمىّ المذرِّع. وفي نوادر الأعراب: أنت ذرَّعت بيننا هذا وأنت سحلته، يريد: سببَّته، ورجل ذرع: حسن العشرة والمخالطة. ومنه قول خنساء: جَلْد جميل مُـخـيل بـارع ذرع وفي الحروب إذا لاقيت مسعار ويقال: ذراعته مذارعة إذا خالطته. أبو زيد: الإذراع: كثرة الكلام والإفراطُ فيه، وقد أذرع إذا أفرط في الكلام. ويقال ذرعه القيء إذا سبق إلى فيه، وقد أذرعه الرجل إذا أخرجه. أبو عبيد عن أبي زيد: ذرَّع فلان تذريعاً إذا حرَّك ذراعه "في السعى" واستعان بها. ثعلب عن ابن الأعرابيّ: اندرع وانذرع واندر او رعف واسترعف إذا تقدّم. قال: والذرع: الطويل اللسان بالشر. وهو السَيَّار الليل والنهار. عذل قال الليث: العَذْل: اللوم. وقال غيره: العَذَل مثله. وهو مصدر عَذل يَعْذل عَذْلا وعَذَلا. والعُذَّال جمع العاذل. والعواذل من النساء جمع العاذلة، ويجوز العاذلات. أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: العَذْل: الإحْراق، فكأن اللائم يُحْرق بعذله قلب المعذول. قال: وقول العرب: هذه أيامٌ مُعْتذلات إذا كانت نهاية في الحرّ من هذا. أبو عبيد عن الأصمعي: هذه أيام مُعْتَذِلات-بذال معجمة-إذا كانت شديدة الحرّ. وأنشد أبو نصر عن الأصمعيّ: لوامة لامت بلومٍ شهبِ قال: الشهب أراد: الشهاب، كأن لومها يحرقه. وقال ابن الأعرابيّ أيضاً: العُذُل: الأيام الحارَّة. قال: وجمع العاذل-العِرْقِ-عُذُل أيضا. وفي حديث ابن عباس أنه سئل عن المستحاضة، فقال: ذاك العاذل يغذو. قال أبو عُبيد: العاذل: هو اسم العِرْق الذي يسيل منه دم الاستحاضة. أبو عُبَيد عن الأحمر: عَذَلْنا فلانا فاعتذل أي لام نفسه وأعتب. وقال ابن السكيت: سمعت الكِلابي يقول: رمى فلان فأخطأ ثم اعتذل أي رمى ثانية. وروى أبو العباس عن سلمة عن الفرّاء أنه قال: سمعت المفضّل الضّبيّ يقول: كانت العرب تقول في الجاهلية لشعبان: عاذل، ولشهر رمضان: ناتق، ولشوال: وَعِل، ولذي القَعْدة: وَرْنة، ولذي الحجة: بُرَك، ولمحرّم: مؤتمر، ولصفر: ناجر، ولربيع الأول: خَوّان، ولربيع الآخر: وَبْصان، ولجمادي الأولى: رُنى، وللآخرة: حُنين، ولرجب: الأصم. لذع قال الليث: لذع يَلْذع لَذْعا. وهي حُرْقة كحرقة النار. قال: ولذعت فلانا بلساني. قال: والقَرْحة إذا قيَّحت تلتذع، والقَيْح يلذعها. قال: والطائر يَلْذع الجناح إذا رفرف ثمّ حرّك شيئاً قليلا جناحيه. أبو عبيد: اللَوْذَعِيّ: الحديد الفؤاد. وقال الهذليّ: فما بال أهل الدار لم يتـفـرقـوا وقد خفَّ عنها اللواذعيُّ الحُلاحِلُ
وقيل: هو الحديد النفس. ويقال: لذع فلان بعيره في فخذه لَذْعة أو لذْعتين بطرف الميسم. وجمعها اللذَعات. ذعل أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: الذَعَل: الإقر ار بعد الجحود. قلت: وهذا حرف غريب ما رأيت له ذكرا في الكتب. ذلع قال بعض المصحِّفين: الأذلعيّ-بالعين-الضخم من الأيور الطويل. قلت: والصواب: الأذْلِغيّ، بالغين لاغير. ذعن قال الله-جلَّ وعزَّ-: (وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين). قال ابن الأعرابيّ: مذعنين: مقرّين خاضعين. وقال أبو إسحق: جاء في التفسير: مسرعين. قال: والإذعان في اللغة: الإسراع مع الطاعة، تقول: قد أذعن لي بحقي معناه: قد طاوعني لما كنت ألتمسه منه، وصار يُسرع إليه. وقال الليث: الإذعان: الانقياد، أذعن إذا انقاد وسلس. بناؤه: ذعن يذْعن ذَعَنا. وناقة مذعان: سلسة الرأس منقادة لقائدها. قال: وقوله: مذعنين: منقادين. ع ذ ن أهمله الليث: وروى إسحق بن الفرج عن عَرّام أنه قال: العذالة: الاست. والعرب تقول: كذبت عذانته وكذانته بمعنى واحد. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي: أعذن الرجل إذا آذى إنساناً بالمخالفة. ع ذ ف عذف، ذعف مستعملان. ذعف قال الليث: الذُعاف: سم ساعة. وطعام مذعوف: جُعل فيه الذعاف. أبو عُبيد عن الكسائي: موت ذُؤاف وذُعاف. وأنشد: سقتهن كأسا من ذُعاف وَجَوْزلا وحيَّة ذَعْف اللعاب: سريعة القتل. ع ذ ف أبو العباس عن أبن الأعرابي: العُذُوف: السكوت. قال: والثّعُوف: المرارات. أبو عمرو: ماذقت عّذوفا ولا عدوفا أي ماذقت شيئا. وقد مرَّ تفسيره فيما تقدم. ع ذ ب عذب، بذع، ذعب مستعملة. عذب قال الليث: عّذُب الماء يعذب عُذُوبة فهو عَذْب: طيب. وأعذب القوم إذا عَذُب ماؤهم. قال: واستعذبوا إذا استقوا ماء عَذْبا. وعَذَب الحمار يَعْذب عُذوبا فهو عاذب وعَذُوب إذا لم يأكل العَلَف من شدة الهطش. قال: ويَعْذب الرجل عن الأكل فهو عاذب: لاصائم ولامفطر. وأعذبته إعذابا، وعذَّبته تعذيبا، كقولك: فطمته عن هذا الأمر. وكل من منعته شيئا فقد أعذبته وعذّبته. قال: وعذّبته تعذيبا وعذابا من العذاب. وعَذَبة السوط: طرفه، وأطراف السيور عذبها وعذباتها. وعَذَبة قضيب الجمل: أسلته المستدق في مقدمه. والجميع العَذب. وعَذَبة شراك النعل: المرسلة من الشراك. والعُذيب: ماء معروف بين القادسية ومغيثة. وفي حديث عليّ أنه شَيَّع سَرَّية فقال: أعذبوا عن النساء. قال أبو عبيد: يقول: امنعوا أنفسكم عن ذكر النساء وشغل القلوب بهن؛ فإن ذلك يكسركم عن الغزو. وكلّ من منعته شيئا فقد أعذبته. وقال عبيد بن الأبرص: وتبدلوا اليَعْبوب بعد إلهـهـم صنما فقِرّوا يا جديل وأعْذبوا قال والعاذب والعذوب سواء. ويقال للفرس وغيره: بات عَذُوبا إذا لم يأكل شيئا ولم يشرب لأنه ممتنع من ذلك. وأنشد: فبات عَذوبا للسمـاء كـأنـه سُهيل إذا ما أفردته الكراكب يصف ثورا وحشيا بات فَرِدا لايذوق شيئا. قال: والعّذوب: الذي ليس بينه وبين السماء سُترة. وكذلك العاذب. قلت: وقول أبي عبيد في العَذُوب والعاذب: أنه الذي لايأكل ولايشرب أصوب من قول الليث: إن العَذُوب: الذي يمتنع عن الأكل لعطشه. ويقال: أعذب عن الشئ إذا امتنع، وأعذب غيره إذا منعه فيكون لازما وواقعا، مثل أملق إذا أفتقر، وأملق غيره. أبو عبيد: العذبة: الخيط الذي يُرفع به الميزان، وعَذبة اللسان: طرفه. وقال غيره: العّذَب: مايخرج على أثر الولد من الرحم. وأخبرني المنذريّ عن أبي الهيثم أنه قال: العَذَابة: الرَحِم. وأنشد: وكنت كذات الحيض لم تُبق ماءها ولاهي من ماء العَذابة طاهـر قال: والعذابة: رحم المرأة. وقال اللحياني: استعذبت عنك: أي انتهيت. ويقال: مررت بماء ما به عذبة أي لارعى فيه ولا كلأ. ويقال: اضرب عَذبة، الحوض حتى يظهر الماء أي أضرب عَرْمضه. وقال الكسائي: العَذَبة: الغُصن وجمعها عَذب. وعَذب النوائح هي المآلي: وهي المعاذب أيضاً واحدها مَعْذبة. وعَذوبات الناقة: قوائمها. وقال ابن الأعرابي: عذَّبت السوط فهو معذَّب إذا جعلت له علاقة. قال: وعَذَبة السوط: علاقته.
وقال أبو زيد: يقال للجلدة المعلَّقة خلف مؤخرة الرحل من أعلاه عَذبة وذوابة. وأنشد: قالوا صدقت ورَّفعو لمطيهم سيرا يُطير ذوائب الأكوار عمرو عن أبيه: يقال لِخرقة النائحة عذبة ومِعْوز. وجمع العذبة معاذب على غير قياس. بذع قال ابن المظفر: البَذع: شبه الفزع. والمبذوع كالمذعور. ويقال: بُذعوا فابذعرُّوا أي فزعوا فتفرقوا. قلت: وما سمعت هذا لغير الليث. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي أنه قال: البَذْع: قطرْ حُبّ الماء. قال وهو المَذْع أيضاً. يقال: مَذَع وبَذَع إذا قَطَر "ذعب" أهمله الليث. وروى أبو تراب للأصمعي أنه قال: رأيت القوم مذعاً بين كأنهم عُرْف ضبعان، ومثعابيِّن بمعناه، وهو أن يتلو بعضهم بعضا قلت: وهذا عندي مأخوذ من انثعب الماء ووانذعب إذا سال واتصل جريانه في النهر. عذم قال ابن المظفر: العَذْم: الأخذ باللسان واللوم، وقد عذم يَعْذم عَذْما إذا عَنَف في لومه. والعَذيمة: الملامة. وقال الراجز: يظلّ من جاراه في عـذائم من عنفوان جريه العُفاهم وفرس عَذوم أي عَضُوض. قال: والعُذام: شجر من الحَمْض ينتمئ، وانتماؤه: انشداخ ورقه إذا مِسَسْته، وله ورق كورق القاقُلّ، والواحدة عُذامة. وأخبرني المنذريّ عن الصيداوي عن الرياشي أنه قال: العَذْم: العَض. وذكر عن عمارة بإسناد له أنه قال: العَذم: المَنْع، يقال: لأعذِمنك عن ذلك. قال: والمرأة تَعْذم الرجل إذا أربع لها بالكلام أي تشتمه إذا سألها المكروه، وهو الإرباع. أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: العُذم: البراغيث، واحدها عَذُوم. والعُذُم: اللّوامون والمعاتبون. وفي النوادر: عذَمته عن كذا وكذا وأعذمته أي منعته. مذع أهمله الليث: وقال أبو عبيد: قال الكسائي: إذا أخبر الرجل ببعض الخبر وكتم بعضاً قلت: مَذَع يَمْذَع مَذْعا وماش يميش مَيْشاً. وقال غيره: تقال للكذَاب: المَذَّاع، وقد مَذَع إذا كذب. وقال المفضل مَذَع فلان يميناً إذا خلف. أبو العباس عن ابن الأعرابي: المَذْع: سيلان المزادة. المَذْع: السيلان من العيون التي تكون في شغفات الجبال. وقال أبو زيد: المَذّاع، الكذوب الذي لاوفاء له ولا يحفظ أحداً بظهر العَيْب. عثر قال الله-جلّ وعزَّ-: (فإن عُثر على أنهما استحقا إثما) معناه: فإن اطُّلع على أنهما قد خانا: وقال الله-جلَّ وعزَّ- (وكذلك أعثرنا عليهم) معناه: وكذلك أطلعنا. وقال الليث: عَثر الرجل يَعْثر عُثُوراً إذا هجم على أمر لم يهجم عليه غيره وأعثرت فلاناً على أمر أي أطلعته. وعثر الرجل يَعُثر عَثْرة، وعَثر الفرس عِثارا. وعيوب الدواب تجئ علي فِعال؛ مثل العِثار والعضاض والخراط والضراح والرماح وما شاكلها. أبو عبيد عن أبي عمرو: العَثَري: العِذى، وهو ماسقته السماء. قلت: العَثَري من الزروع: ما سُقي بماء السيل والمطر وأجري إليه الماء من المسايل وحفر له عاثور أي أتي يُجري فيه الماء إليه. وجمع العاثور عواثير. ومن هذا يقال: وقع فلان في عاثور شرّ وعافور شرّ إذا وقع في ورطة لم يحتسبها ولا شعر بها. وأصله الرجلُ يمشي في ظلمة الليل فيتعثر بعاثور المسيل أو في خدّ خدّه سيل المطر فربما أصابه منه وثء أو عنت أو كسر. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن قريشاً أهل أمانة، من بغاها العواثر كبَّه الله لمنخره. وقوله: "من بغاها العواثر" أي بغى لها المكايد التي تعثر بها كالعاثور الذي يُخدّ في الأرض فتعثر به الإنسان إذا مَرَّ به ليلا وهو لايشعر به فربما أعنته. وأخبرني المنذريّ عن أبي العباس عن ابن الأعرابي أنه قال: يقال: جاء فلان رائقاً عَثَّريا بتشديد الثاء إذا جاء فارغا قال أبو العباس: وهو غير العَثَريّ الذي جاء في الحديث، لأن الذي في الحديث مخفف الثاء، وهذا مشدّد الثاء، ونحو ذلك قال أبو الهيثم في العِذْي: إنه العَثَريّ بتخفيف الثاء، وكان شمر يشدد الثاء فيه، والصواب تخفيفها؛ كما قال أبو العباس وأبو الهيثم. وروى شمر عن ابن الأعرابي أنه قال: رجل عَثَري: ليس في أمر الدنيا ولا في أمرة الآخرة. وقال الليثي في قول الراجز: "وبلدة كثيرة العاثور" قال: يعني المتالف. أبو عبيد: العِثْير: الغبار. قال: وأنشده الأمويّ: "ترى لهم حول الصِقْعل عِثْيرة" يعني الغبار. وقال الليث: العِثْير: الغبار الساطع. وأما قولهم: مايرى لفلان أثرٌ ولا عَثْيَرٌ فإنه مبني على مثال فَيْعَل. وروى الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء أنه قال: بُنيَتْ سَيْحَلُون: مدينة باليمن في ثمانين أو سبعين سنة، وبنيت براقش ومعين بغسالة أيديهم، فلا يرى لسيحلين أثرٌ ولا عَيْثَرٌ، وهاتان قائمتان. وأنشد قول عمرو بن معد يكرب: دعانا من براقش أو معين فأسمع واتلأب بنا مليع ومَلِيع: اسم طريق. وقال الأصمعي: العَيْثَر تبع لأثر. قال: وأما العِيْثَر فهو الغبار. وقال الرياشي: العَيْثر: أخفى من الأثر، يقال: إن العيثر: عين الشئ وشخصه في قوله: ماله أثر ولا عَيْثر وأنشد: لعمر أبيك ياصخر بن عمرو لقد عيثرت طيرك لو تعيفُ يريد: لقد أبصرت وعاينت. وقال الليث: العَيْثَر: ما قَلَبْت من تراب أو مدر أو طين بأطراف أصابع رجليك إذا مشيت ولايرى من القدم أثر غيره، فيقال: ما رأيت له أثراً ولاعَيْثراً. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي أنه قال: العَثْر: الكذب، يقال فلان في العَثْر والبائن يريد: في الحق والباطل. وقال ابن الأعرابي يقال: كانت بين القوم عَيْثرة وغَيْثرة شديدة، وكأن العَيْثرة دون الغَيْثرة. وقال الأصمعي: تركت القوم في غَيْثرة وعَيْثرة أي في قتال دون القتال. قال ويقال: ما رأيت له أثراً ولا عَيْثراً. قال: والعَيْثر: الشخص العَثَر الاطلاع على سِرَّ الرجل. وعَثَّر: موضع "وهة مأسة"، جاء على فَعَّل مثل بَقَّم. وقال أبو سعيد في قول الأعشى: فبانت وقد أورثت في الفؤا د صَدْعا يخالط عَثَّارهـا قال: عثَّارها هو الأعشى عَثر بها فابتلى بهواها وتزّود منها صدعا في فؤاده. وعُثارى: اسم واد. ثعر روى أبو الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا مُيّز أهل الجنَّة من أهل النار أخرجوا قد امْتُحِشوا. فيلقون في نهر الحياة فيخرجون بيضا مثل الثعارير. والثعارير في هذا الحديث: رؤس الطراثيث، تراها إذا خرجت من الأرض بيضاً شُبهوا في البياض بها. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: الثعارير: الثآليل واحدها ثُعْرور. قال: والثَعر: كثرة الثآليل. قال: والثُعْرور أيضاً: ثمر الذؤْنون وهي شجرة مرَّة. ويقال لرأس اطُرْثُوث: ثعْرور، وكأنه كمرة ذكر الرجل في أعلاه. وقال الليث: الثُعْرورة: الرجل القصير. وقال ابن الأعرابي في موضع آخر: الثُعْرور: قثاء صغار. قال: وهو الثؤلول، وهو قراد الثدي وهو حلمته. قال: والثعارير: بنات يشبه الهِلْيَون. وقال الليث: الثَعْر: لغة في الثُعْر، وهي شجرة السّم إذا فُطر منه في العين مات صاحبه وجعا. رعث رُوى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يحلِّي بنات فلان-وكنّ في حجره-رِعاثا من ذهب. قال أبو عبيد: قال أبو عمرو: واحد الرِعاث رَعَثة ورَعْثة، وهو القُرْط. قال: والرَعْث في غير هذا. العِهْن من الصوف. وأخبرني المنذريّ عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال. الرَعَثة في أسفل الأذن الشنف في أعلى الأذن. وقال الليث: الرَعُة. رَعْثة الديك وهي لحيته قال. وَرَعْثتنا المِعْزي: زنمتاها. ورَعثت العَنْز رَعثا إذا ابيضت أطراف زنميتيها. قال: وكلّ مِعْلاق كالقرط ونحوه يعلَّق من أذن أو قلادة فهو رعاث. قال: والرُعث: ذباذب من العهن تعلَّق من الهوادج زينة لها، واحدها رَعثة. قال. والرَعْثة التَلْتَلة تتخَّذ من جلإفَّ الطَلْعة يُشرب بها. وحكي عن بعضهم أنه قال: يقال لراعوفة البئر: راعوثة. قال. وهي الأرْعُوفة والأرْعُوثة. وتفسيره في العين والراء. وبَشَّار المُرَعَّث سميّ مُرَعَّثا لرعاث كانت في أذنه. ثرع أهمله الليث. وروي أبو العباس عن ابن الأعرابي أنه قال. ثرع الرجل إذا طَفَّل على قوم. رثع أبو عبيد عن الكسائي. رجل راثع وهو الذي يرضى من العطية بالطفيف، ويخادن أخدان السَوْء. وقد رَثِع رثعا. وقال الليث. رجل رَثِع وراثع: حريص ذو طمع. علث
أبو عبيد عن الفراء قال: المعلوث:-بالعين-: المخلوط. قال: وقد سمعناه بالغين: مغلوث، وهو معروف. الحرّانيّ عن ابن السكيت قال: العَلْث: أن يُخلط البُرّ بالشعير، يقال: عَلَث الطعام يَعْلِثه عَلْثاً. ومنه اشتق عُلاثة. قال: والعَلَث: شدة القتال. يقال: قد علث بعض القوم ببعض قلت: والذي ذكره ابن السكيت بالعين يجوز في جميع ماذكر في الغين. يقال: طعام مغلوث وغليث وعَلِيث. ورجل غَلِث: ملازم لمن طالب قتال أو غيره. وهو صحيح كله. وعُلاثة: اسم رجل، وهو الذي يجمع من ههنا وههنا. وقد عَلَث. قال: ويقال: اعتلث الزند إذا لم يور، واعتاص علاثة. وأنشد:
فإني غير معتلث الزِّناد أي غير صلد الزناد. ويقال: اعتلث فلان زندا إذا أخذه من شجر لايُدرى أيوري أم لا. والمعتلث من السهام: الذي لاخبر فيه، قاله ابن شميل. أبو زيد: إذا خُلط البُرّ بالشعير فهو عليث. وحكى النضر عن الجعدي: غلثوا البُرّ بالشعير أي خلطوه، وهو الغَلِيث. وقال أبو الجرّاح: الغليث: أن يخلط الشعير بابرّ للزراعة ثم يحصدان ويجمعان معاً. والجِربة: المزرعى، وأنشد: جفاه ذوات الَرّ واجتزّ جِرْبةً عليثا ةأعيا دَرُّ كل عتـوم عثل أهمله الليث. وقال الفرّاء: يقال: عَثَمتْ يَدُه وعَثَلت تَعْثل إذا جبرت على غير استواء. وأنشد غيره: ترى مُهج الرجال على يديه كأن عظامه عَثَلت بجَبْـر أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: العَثَل: ثَرْب الشاة، وهو الخِلْم والسمحاق. وقال أبو الهيثم: رجل عِثْولّ قِتْولّ إذا كان عَييّا فدْما ثقيلا. قال: وقال لي أعرابي ولصاحب لي كان يستثقله، وكنا معا نختلف إليه، فقال لي: أنت قُلْقُل بُلْبُل، وصاحبك هذا عِثْوَلٌّ قِتْوَلٌّ. ثعلب عن ابن الأعرابي: العَثول: الأحمق، وجمعه عُثُل. ثعل أخبرني المنذريّ عن أبي الهيثم قال: الثُعْل: زيادة طُبْي على سائر الأطباء، وزيادة سِن على سن. وأنشد: ذموا لنا الدنيا وهم يرضعونها أفاويق حتى ما يدرُّ لها ثُعْلُ وقال الأصمعي: رجل أثعل إذا كان زائد السنّ وتلك السن الزائدة يقال لها الراؤل. الليث: رجل أثعل وامرأة ثعلاء وقد ثعل ثعلا وهو زيادة سنّ أو دخول سن تحت سنّ في اختلاف من المنبت. قال: والثعول: الشاة التي تحلب من ثلاثة أمكنة أو أربعة للزيادة التي في الطُبْي. الأصمعي: ورد مُثْعل إذا ازدحم بعضه على بعض من كثرته. الليث: الأنثى من الثعالب يقال لها ثُعالة. قلت: ويقال لجمع الثعلب ثعالب وثعالي بالباء والياء. ومنه قول الشاعر: لها أشارير من لحم تُتْـمـره من الثعالي ووخز من أرانيها أراد: من الثعالب ومن أرانبها. وقال الليث: الثُعْلُول: الرجل الغضبان وأنشد: وليس بِثُعْلُول إذا سِيل واجتـدى ولابَرَما يوماً إذا الضَّيْف أوهما ثعلب عن ابن الأعرابي: في اسنانه ثَعَل وهو تراكب بعضها على بعض. وقيل: أخبث الذئاب الأثْعل وفي أسنانه شخس وهو اختلاف النبتة. ابن شميل: الثعلب: الذكر، والأنثى ثعلبة. ويقال لكل ثعلب إذا كان ذكراً: هذا ثُعالة، كما ترى بغير صرف، ولايقال للأنثى: ثُعالة، ويقال للأسد: أسامة بغير صرف، ولايقال للأنثى: أسامة. وبنو ثُعل: حيّ من أحياء طئّ. وبلد مَثْعَلة: كثير الثعالب. لعث أهمله الليث. وقال غيره: الألعث: الثقيل البطئ من الرجال، وقد لعث لعثا. وقال أبو وجزة السعدي: ونفضت عني نومها فسرْيتها بالقوم من تهمٍ وألعث وان والتهم والتهن: الذي قد أثقله النُعاس. عثن
في حديث سُراقة بن مالك أنه طلب النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر حين خرجا مهاجرين، فلمَّا بَصُر بهما دعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم فساخت قوائم فرسه في الأرض، فسألهما أن يخليّا عنه، فخرجت قوائمها، ولها عُثان. قال أبو عبيد: العُثان أصله الدُخان. وجمع العُثان عَواثن، وكذلك جمع الدخان دواخن على غير قياس. وأراد بالعثان ههنا الغُبار شبَّهه بالدخان، كذلك قال أبو عمرو بن العلاء. ويقال: عَثَنت المرأة بدُخنتها إذا استجمرت، وعَثَنْت الثوب بالطيب إذا دخنته عليه حتى عَبِق به. وطعام مَعْثون وعَثِن ومَدْخون ودَخْن إذا فسد لدخان خالطه ويقال للرجل إذا استوقد بحطب رَطْب ذي دخان: لاتُعْثن علينا. وقال الليث: عُثْنون اللحية: طرفها. وعثانين الرياح: أوائلها. وعثانين السحاب: ما تدلَّى من هَيْدبها. وعُثنْون التْيس. ماتدلى من الشعر تحت مَذْبحه. وقال أبو زيد: العُثْنون: مافَضَل من اللحية بعد العرضين من باطنهما. ويقال لما ظهر منها: السبلة. وقد يجمع بين السَبَلة والعُثْنون فيقال لهما: عُثْنون وسبلة. أبو عبيد عن الكسائي: عَثْنت في الجبل وعفَنت إذا صعد فيه. وقال ابن شميل: العَثَن: الصنم الصغير، والوثن: الكبير، والجماعة: الأعثان والأوثان. ويقال: عَثَن فلان بيننا تعثينا أي خلط وأثار الفساد. وقال أبو ترتب: سمعت زائدة البكري يقول: العرب تدعو ألوان العِثْن بالثاء. قال: وسمعت مدرك بن غزوان الجعفري وأخاه يقولان: العِثْن: ضرب من الخوصة يرعاه المال إذا كان رَطْباً، فإذا يبس لم ينفع. وقال مبتكر: هي العِهْنة، وهي شجرة غبراء ذات زهر أحمر. عنث الليث: العُنْثُوة: يبس الحَلي خاصة إذا اسوَّد وبلي ويقال له: عُنْثة أيضاً. وشبَّه الشاعر شعرات اللِمَّة به بعد الشيب فقال: عليه من لِمَّته عناثي قلت: عَنَاثي الحليّ: ثمرتها إذا ابيَّضت ويبست قبل أن تسودَّ وتَبْلي، وهكذا سمعت من العرب. وشبَّه الراجز بياض لِمَّته ببياضها. نثع ثعلب عن ابن الأعرابي: أنثع الرجلُ إذا قاء. وأنثع إذا خرج الدم من أنفه غالباً له. أبو عبيد. عن أبي زيد: أنثع القيء من فيه إنثاعاً، وكذلك الدم من الأنف. عفث وقد أهمله الليث. وفي الحديث أن الزُبير ابن العوام كان أعفث. أخبرني عن المنذريّ عن أبي العباس عن ابن الأعرابي: رجل أعفث: لايوارى شواره أي فرجه. وقال غيره: هو الكثير التكشف إذا جلس: عبث قال الله-جلّ وعزَّ-: (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا) أي لعبا. وقد عبِث يَعْبَث عَبَثاً فهو عابث: لاعب بما لايعنيه وليس من باله. قلت: نصب "عبثا" لأنه مفعول له، المعنى: خلقناكم للعبث. أبو عبيد عن الفرّاء: عَبَثْت الأقط أعْبَثه عَبَثْا وَمِثْته، ودُفْته. قال أبو عبيد: وفيه لغة أخرى: غَبثته بالغين. قال: وقال الأموي: الغَبِيثة بالغين: طعام يُطْبخ ويجعل فيه جراد وهو الغيثمة أيضاً. الحرّاني عن ابن السكيت قال: العَبْث: مصدر عَبَث الأقط يَعْبثه عَبْثا إذا خلط رَطْبه بيابسه. وهي العَبيثة. قال: والعَبَث أن يَعبث بالشئ. قال: وعَبَثت المرأة أقطها إذا فرَّغْته على المُشَرّ اليابس ليحمل يابسه رَطْبه. قال: وقال أبو عبيدة: في نسب بني فلان عبيثة: أي مؤتشب، كما يقال: جاء بعبيثة في وعائه أي بُرّ وشعير قد خُلطا. وقال الليث: العَبِيث في لغةٍ: المَصْل. والعَبْث: الخَلْط، وهو بالفارسيَّة: ترف ترين. قال وتقول: إن فلان لفي عَبيثة من الناس ولويثة من الناس، وهم الذين ليسوا من أب واحد، تهبَّشوا من أماكن شتى. وأنشد: عبيثة من جشم وجَرْم ويقال مررنا على غنم بني فلان عبيثة واحدة أي أختلط بعضها ببعض. ثعب أبو عبيد عن أبي عمرو: الثَعَب: مَسِيل الوادي، وجمعه ثُعْبان. وأخبرني المنذريّ عن ثعلب عن سلمة عن الفرّاء قال: الثَعْب والوقيعة والغدير كلّ ذا من مجامع الماء. وقال الليث: الثَعْب: الذي يجتمع في مسيل المطر من الغثاء. قلت: لم يجود الليث في تفسير الثَعْب، وهو عندي: المسيل نفسه، لاما يجتمع في المسيل من الغُثَاء.
وقال الليث: ثعبت الماء ثعبا إذا فجرْته فانثعب كانثعاب الدم من الأنف. قال ومنه اشتق مَثْعب المطر. قال والثُعْبان: الحيَّة الضخم الطويل الذكر قال الأثْعَبي: الوجه الضخم في حسن وبياض. قلت: ومنهم من يقول: وجه أُثعباني. قال: والثُعْبة: ضَرْب من الوَزّغ يسمى سامَّ أبرص، غير أنها خضراء الرأس والحلق جاحظة العينين، لاتلقاها أبداً إلاَّ فاتحة فاها. وهي من شرّ الدوابّ. وجمعها ثُعب. أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: من أسماء الفأر البرّ والثُعْبة والعَرِم. وقال ابن دريد: الثُعْبة: دابَّة أغلظ من الوزغة تلسع، وربما قتلت. قال: ومثل من أمثالهم: مالخوافي كالقلبة، ولا الخُنّار كالثُعْبة. قال والخُنّاز: الوزغة. وقال ابن شميل: الحيَّات كلها ثعبان، الصغير والكبير والإناث والذُكران. وقال أبوخيرة: الثعبان الحيَّة الذكر، ونحو ذلك. قال الضحاك في تفسير قوله تعالى: (فإذا هي ثعبان مبين). وقال قُطْرب: الثعبان: الحيَّة الذكر الأصفر الأشقر، وهو من أعظم الحيَّات. وقال أبو تراب: قال الخليل: الثُعْبان: ماء الواحد ثعب. قال: وقال غيره: هو الثغب بالغين. وقال شمر: قال بعضهم: الثعبان من الحيَّات ضخم عظيم أحمر بصيد الفأر. وقال: وهي ببعض المواضع تستعار للفأر، وهي أنفع في البيت من السنانير. وقال حُمَيد بن ثور: شديدا نوقّيه الإمـام كـأنـمـا يرى بتوقّيه الخشاشة أرقمـا فلما أنته أنشبت في خشـاشـه زماما كثعبان الحماطة محكما قال الأزهري: ومَثْعب الحوض: صُنْبُوره وهو ثقبه الذي يخرج منه الماء. قال: وروى عن ثعلب في قوله تعالى وتشبيهه عصا موسى بثعبان مبين في موضع، وقد شبَّهها في موضع آخر بالجان فقيل الثعبان: أضخم الحيَّات جُثة، والجان: أخف الحيَّات وألطفها غلقا فكيف شبَّهت العصا مرَّةى بالثعبان ومرَّة بالجان؟ فقال شبههَّا في ضخمها بالثعبان، وفي خفتها بالجانَّ، ونحو ذلك قال الزجاج. بثع أبو زيد: بثعت لِثَةُ الرجل تَبْثع بُثُوعا إذا خرجت وارتفعت حتى كأن بها ورما، وذلك عيبُ وإذا ضحك الرجل فانقلبت شفته فهي باثعة أيضاً. وقال الليث: البَثَع ظهور الدم في الشفتين وغيرهما من الجسد. قال: وهو البَثَغ-بالغين-في الجسد. قلت: لم أسمع البثغ-بالغين-لغيره. بعث قال الليث: بعثت البعير فانبعث إذا حللت عقاله وأرسلته لو كان باركا فأثرته. قال:-بعثته-من نومه فانبعث. قال والبَعْث: بَعْث الجُنْد إلى العدو. قال والبَعْث يكون نعتا للقوم يُبْعثون إلى وجه من الوجوه؛ مثل السَفر والرَكْب. بعيث: اسم رجل. قلت: هو شاعر معروف من بني تميم؛ وبعيث لقب له، وإنما بعَّثه قوله: تبعَّث مني ما تبعَّثت بعدما استمر قلت: وبُعاث-بالعين-: يوم من أيام الأوس والخزرج معروف ذكره الواقدي ومحمد ابن اسحق في كتابيهما: وذكر ابن المظفر هذا في كتاب الغين فجعله يوم بُغاث فصحفّه. وما كان الخليل-رحمه الله-يلقي عليه يوم بعاث؛ لأنه من مشاهير أيَّام العرب، وإنما صحَّفه الليث وعزاه إلى خليل نفسه، وهو لسانه. والله أعلم. وقال الله-جل وعز-: (قالوا ياويلنا من بعثنا من مرقدنا) هذا وقف التمام وهو قول المشركين يوم النُشُور. وقوله-جل وعز-: (هذا ماوعدنا الرحمن وصدق المرسلون) قول المؤمنين و"هذا" رفع بالأبتداء والخبر "ماوعد الرحمن" وقرئ "ياويلنا من بعثنا من مرقدنا" أي من بَعْث الله إيانا من مرقدنا. والبعث في كلام العرب على وجهين أحدهما الإرسال؛ كقول الله تعالى: (ثم بعثنا من بعدهم موسى) معناه: أرسلنا. والبَعْث: إثارة باركٍ أو قاعد. تقول بعثت البعير فانبعث أي أثرته فثار. والبَعْث أيضاً: الإحياء من الله للموتى. ومنه قوله-جلَّ وعزَّ-: (ثم بعثناكم من بعد موتكم) أي أحييناكم. وفي حديث حذيفة: إن للفتنة بَعْثات ووقفات فمن استطاع أن يموت في وقفاتها فليفعل. وقال شمر في قوله: "بعثات" أي إثارات وهَيْجات. قال: وكلّ شئ أثرته فقد بعثته. وبعثت النائم إذا أهْببته. قال: والبَعْث: القوم المبعوثون المُشْخصون؛ ويُقال: هم البَعْث بسكون العين.
وفي النوادر: يقال؟ ابْتَعَثنا الشام عَيْرا إذا أرسلوا إليها ركابا للميرة. وباعيثاء: موضع معروف. الأصمعي: رجل بِعث: لايكاد ينام، وناقة بَعِثة: لاتكاد تَبْرُك.
عثم
أبو عبيد عن الكسائيَّ: عَثَمت يَدهُ تعثم، وعثمتها أنا إذا جبرتها على غير استواء. وقال أبو زيد في العثم مثله.
وقال الفرّاء: تَعْثُم-بضم الثاء-وتَعْثل مثله.
وقال الليث: العَثْم: إساءة الجَبْر حتى يبقى فيه أوَدٌ كهيئة المشش. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: العَيْثوم: الأنثى من الفيلة.
وقال أبو عبيد: العَيْثُوم: الضبع والذكر ضِبعان.
وقال الليث: العَيْثوم: الضخم الشديد من كل شئ. ويقال للفيلة الأنثى عَيْثوم. قال: ويقال: للفيل الذكر: عَيْثوم وجمعه عَيَاثم. وقال الشاعر:
وقد أسير أمام الحيّ تحملني والفضلتين كِنَازُ اللحم عَيثوم
وصف ناقته فجعلها عَيْثوما. قال: والعَيْثام: شجر يقال له البيضاء، الواحد عَيْثامة. أبو عبيد عن عمرو: العثَمْثَم: الشديد العظيم من الإبل. وقال الليث: العَثَمْثَم من الإبل: الطويل في غلظ، والجمع عَثَمْثمات. قال: والأسد عَثَمْثَم، يقال ذلك من ثَقَل وَطْئه. بَغْل عَثَمْثَم: قويّ. وقال الجعديّ يصف جملا:
أتاك أبو ليلى يجوب به الدُجـى دُجى الليل جَوّابُ الفلاة عَثَمْثَم
أبو العباس عن ابن الأعرابي: إني لأعْثمِ له شيئاً من الرجز أي أنتف. وقال ابن الفرج: سمعت جماعة من قيس يقولون: فلان يَعْثَم ويَعْثِن أي يجتهد في الأمر ويُعْمل نفسه فيه. وقال ابن شميل: العَثْم في الكسر والجرح: تدانى العظم حتى همّ أن يَجْبر ولم يَجْبُر بعد كما ينبغي. يقال: أجبر عظم البعير؟ فيقال: لا ولكنه عَثَم ولم يَجْبُر. وقد عثم الجرح وهو أن يُكْنب ويَجْلب ولم يبرأ بعد. ثعلب عن ابن الأعرابي: العُثم جمع عاثم وهم المُجبَّرون، عَثمه إذا جبره. عمرو عن أبيه قال: العُثْمان: الجان، جاء به في باب الحيَّات: أبو عبيد ابن عمرو: العَثَمْثَم: الشديد العظيم من الإبل. قال الأزهري: عُثمان: فُعْلان من العَثْم.
ثعم
الليث: الثَعْم: النَزْع والجَرَُّ. ويقال: تثعَّمتْ فلاناً أرض بني فلان إذا أعجبته وجرَّته إليها، ونحو ذلك كذلك. قلت "ولاأبعده من الصواب" وما سمعت الثْعم في شئ من كلامهم غير ما ذكره الليث.
مثع
أهمله الليث وهو معروف. روى أبو عبيد عن أبي عمرو قال: المَثَع: مشية قبيحة للنساء وقد مثعت تَمْثع. وقال شمر: تَمْثع وتَمْثع. وأنشد:
كالضبع المثعاء عنَّاها الدُمُ
قال: المَثْعاء: الضبع المُنْتنة.
رعل
أبو حاتم عن الأصمعي: الأرْعل: الأحمق، وأنكر الأرعن. قال: ومثل للعرب: زاده الله رَعَالة، كلَّما ازداد مَثَالة: أي كلَّما ازداد غنىً زاده الله حُمْقاً. وقد رَعِل يَرْعل فهو أرعل. وعَشب أرعل إذا انثنى وطال، وأنشد:
أرعل مجَّاج الندى مثاثا
وناقة رعلاء، وهو أن يُشقّ أذُنُها ثم يُترك نائساً. وقال الفِنْد الزمَّاني:
رأيت الفتية الأعـزا ل مثل الأيْنق الرُعْل
وفي النوادر: شجرة مُرْعلة ومُقْصدة أي رَطْبة. فإذا عَسَتْ رَعْلتها فهي ممُشرة إذا غلظت. أبو عبيد عن الأصمعي يقال لفحل الدقل: الراعل. قال: والرعال: الدقل من النخيل واحدتها رَعْلة. قال: وقال أبو شَنْبل الأعرابي: استرعلت الغنم إذا تتابعت في قَطْع الجِلْد الرَعْلة، وهو أن يُشق من الأذن شئ ثم يترك معلَّقاً. قال أبو عبيد: ويسمى ذلك المعلّق الرَعْل. قلت: وكلّ شئ متدلّ مسترخ فهو أرْعل. ويقال للقلفاء من النساء إذا طال موضع خفضها حتى يسترخي: أرعل. ومنه قول جرير:
رَعَثات عُنْبُلها الغِدَفْل الأرعل
أراد بُعْنُبلها بَظْرها. والغِدَفل: العريض الواسع. وقال الليث الرَعْل: شدَّة الطعن، يقال: رَعَله بالرمح، وأرعل الطعن. قال: والرَعْلة: القطيع من الخيل تكون في أوائلها، وهو الرَعِيل. وتجمع الرَعَلة رِعَالا. وقال امرؤ القيس:
وغارةٍ ذات قـيروان كأن أسرابها الرِعَال
وقال بعضهم: يقال للقطعة من الفرسان: رَعْلة، ولجماعة الخيل: رَعيل. والمُسْترعل: الذي ينهض في الرعيل الأول. وأنشد أبو عبيد وابن الأعرابي قول تأبَّط شَرّا:
متى تبغني مادمتُ حيّا مَسلَّمـا تجدني مع المسترعل المَتَعَبْهل وقال الليث: الرَعْلة: النعامة، سميت بذلك لأنها لاتكاد تُرى إلا سابقة للظليم. قال: وتجمع الرَعْلة: من الخيل أرعالا ثم أراعيل. قال: والرَعْلة: هي القُلْفة. وهي أيضاً: الجِلدة من أذن الشاة تُشقّ فتترك نائسة معلَّقة في مؤخر الأُذُن. وقال قُطْرب: الرِعْل: ذكر النَحْل، وبه سميّ رِعْل بن ذَكْوان. وقال أبو زيد: رَعَله بالسيف رَعْلا إذا نفحه به، وهو سيف مِرْعل ومِخْذَم. ثعلب عن ابن الأعرابيّ عن المفضل: هو أخبث من أبي رِعْلة وهو الذئب، وكذلك أبو عِسْلة. وقال ابتن الأعرابي: العرب تقول للأحمق: كلما ازددت مثالة، زادك الله رعالة. قال: والرعالة: الرعونة، والمثالى: الغنى. عرن أبو عبيد عن الأصمعيّ: العَرَن: قَرْح يخرج بقوائم الفُصْلان وأعناقها. قلت: وأما عَرَن الدوّاب فهو غير عَرَن الفِصْلان، وهو جُسُوء في رُسْغ رجل الدابَّة وموضع ثُننها من أُخر لشئ يصيبه من الشقاق أو المَشَقّة من أن يرمح جبلا أو حجرا. وقال الليث. العَرَن مثل السَحج يكون في الجلد فيُذهب الشعر فهو عَرِن وبه عَرَن وعُرْنة وعِرَان، على لفظ العَضاض والخراط. أبو عبيد عن الأصمعي قال: الخشاش: ماكان من عود أو غيره يجعل في عَظْم أنف البعير. قال: والعَرِان: ماكان في اللحم فوق الأنف. وقد عرنت البعير، فهو معرون. قلت: وأصل هذا من العَرَن والعَرِين وهو اللحم. قال أبو عبيد: قال الأموي والعرين: اللحم وأنشد لغادية الدُبَيرَّية. موشَّمة الأطراف رَخْص عَرينها وقال الأصمعيّ العِران: عُود يدجعل في وَترة الأنف، وهو مابين المنخرين، وهو الذي يكون للبخاتي. وقال الليث: العِرْنين: الأنف، وجمعه عَرَانين. قلت: وعرانين الناس: وجوههم وأشرافهم. وعرانين السحاب: أوائل مَطَره. ومنه قول امرئ القيس يصف غيثاً: كأن ثبيراً في عرانين وَبْـلـه من السيل والغُثَّاء فلَكَةُ مِغْزل أبو العباس عن ابن الأعرابي وعن عمرو وعن أبيه قالا: الظِمْخ واحدتها ظِمْخة، وهو العِرْن واحدته عِرْنة: شجرة على صورة الدُلب تُقطع منه خُشب القصارين التي تدفن، ويقال لبائعها: عَرّان. وقال ابن السكيت: يقال: سِقاء معرون. مدبوغ بالعرْنة وهو العَوْسج إلاّ أنه أضخم منه، وهو أثيث الفَرْع وليس له سوق طوال، يُدق ثم يطبخ فيجئ أديمه أحمر. قال: وقال أبو عمرو: العِرْنة: عروق العَرَتن. وقال شمر: العَرتُن-بضم التاء-: شجرة واحدتها عَرَتنة. وقال غيره: يقال منه أديم مُعْرتن. أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: العَرِين: صياح الفاختة. والعَرِين: اللحم المطبوخ. والعرين: الفناء. والعَرين: الشَوْك وفي الحديث: دُفن بعض الخلفاء بعرين مكة أي في فنائها. والعران: الدار البعيدة. وقال أبو عبيد: العران: البعد، يقال: دراهم عارنة أي بعيدة. وأنشد قول ذي الرُمَّة: ألا أيها القلب الذي برَّحت بـه منازل ميّ والعِرَان الشواسع ثعلب عن ابن الأعرابي: أعرن الرجل إذا تشققت سيقان قصْلانه. وأعرن إذا وقعت الحِكَّة في إبله. وأعرن دام على أكل العَرَن وهو اللحم المطبوخ. وقال الليث: العَرَين: مأوى الأسد. وقال الطرماخ يصف رَحْلا: أحمّ سراة أعلى اللون منه كلون سراة ثعبان العَريِن وقيل: العَرين: الأجمة ههنا. وقال الليث: عُرينة: حيّ من اليمن. وعَرِين: حيّ من تميم ولهم يقول جرير: عَرين من عرينة ليس مِـنّـا برئت إلى عُرينة من عرين وقال أبو عمرو: العَرن: رائحة لحم له غمر؛ يقال: إني لأجد رائحة عَرَن يدك. قال: وهو العَرم أيضاً. أبو عبيد عن الفراء قال: إذا كان الرجل صريّعا خبيثا قيل: هو عِرْنة لايُطاق. وقال ابن أحمر يصف ضعفه: ولست بِعْرنة عَرِك سلاحـي عصا مثقوفة تقص الحمارا يقول: لست بقويّ. ثم ابتدأ فقال: سلاحي عصا أسوق بها حماري ولست بِمُقرن لقرني. وقال أبو عبيد: يقال: هذا ماء ذو عُرانية إذا كثر واكثر عُبابه. قال: ومنه قول عديّ بن زيد العباديّ: كانت رياح وماء ذو عُرانية وظُلمة لم تدع فَتْقاً ولا خللا وعِرْنان: اسم واد معروف. وبطن عُرَنة: وادٍ بحذاء عرفات. رعن
الرَعْن: الأنف العظيم من الجبل تراه متقدما. ومنه قيل للجيش العظيم: أرْعن، شبه بالرَعْن من الجبل. قلت: وقد جعل الطرماح ظلمة الليل رَعُونا، شبهها بجبل من الظلام في قوله يصف ناقة تشق به ظلم الليل. تشُقّ مُغَمِّضات الليل عنها إذا طرقت بِمْداس رَعُون ومغمِّضات الليل: دياجير ظُلمها. بمرداس رعون: بجبل من الظلام عظيم. ويقال: الرَعُون: الكثير الحركة. وقال الليث: الرَعْن من الجبال ليس بطويل، وجمعه رُعُون. ويقال: بل هو الطويل. وقال رؤبة: يعدلُ عنه رَعْنُ كل صُدّ قال: ورَعُن الرجلُ يْرعُن رعنا ورعونة فهو أرعن: أهوج. والمرأة: رَعْناء. قال: ورُعِن الرجل فهو مرعون إذا غُشى عليه. وأنشد: كأنه من أوار الشمس مرعون أي مغْشيّ عليه. ورُعَيْن: اسم جبل باليمن فيه حِصْن ينسب إليه. وذو رُعين: ملك من الأذواء معروف. وكان يقال للبصرة: الرَعْناء لما يكثر بها من ومد البحر وعكيكه. وقال الله-جلّ وعزَّ-: (لاتقولوا راعنا وقولوا انظرنا) كان الحسن يقرؤها: "لاتقولوا راعِناً" بالتنوين. والذي عليه قراءة القُرّاء: "راعِنَا" غير منون. وقيل في "راعنا" غير منون ثلاثة أقوال قد فسرناه في معتلّ العين عند ذكرنا المراعاة وما يُشتق منها. وقيل: إن "راعنا" كلمة كانت تجري مجرى الهُزء فنهى المسلمون أن يلفظا بها بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم. وذلك أن اليهود-لعنهم الله-كانوا اغتنموها فكانوا يسبُون بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفوسهم، ويتسترون من ذلك بظاهر المراعاة منها، فأمروا أن يخاطبوه بالتعزيز والتوقير. وقيل لهم: (لاتقولوا راعنا) كما يقول بعضكم لبعض وقولوا: انظرنا أي انتظرنا. وأما قراءة الحسن "راعناً" بالتنوين فالمعنى: لاتقولوا: حُمْقا، من الرعونة. نعر الحرّاني عن ابن السكيت: نعر الرجل يَنْعرَ نعيراً، من الصوت. قال: وقال الأصمعي في حديث ذكره. ما كانت فتنة إلا نعر فيها فلان أي نعق فيها. وإن فلاناً لنعَّار في الفتن. وقد نعر العِرْق بالدم يَنْعر، وهو عِرْق نعَّار بالدم إذا ارتفع دمه. ونعر الفرس والحمار يَنْعر نَعَرا إذا دخلت في أنفه النُعرة. أبو العباس عن ابن الأعرابي: يقال: من أين نعرت إلينا؟ أي من أين أقبلت. وقال شمر: الناعر: على وجهين: الناعر: المصّوت. والناعر: العِرْق الذي يسيل دما. وقال المخبَّل السعديّ: إذا ما هُمُ أصلحوا أمرهم نَعَرت كما يَنْعر الأخدع يعني: أنه يفسد على قومه أمرهم. أبو عبيد عن الأصمعي: إن في رٍاه لنُعرة أي كبرا. قال: والنعرة أيضا: ذبابة. قال وقال الأموي: إن في رأسه لنعرة-بفتح النون-أمراً يهم به. قال: ويقال للمرأة ولكل انثى: ماحملت نعرة قط-بالفتح-: أي ماحملت ملقوحا أي ولداً. ويقال: نعر الجرح بالدم إذا فار، يَنْعر. وجرح نعَّار: لايكاد يَرْقأ. ونعر الرجل وغيره يَنْعر إذا صوَّت. أبو عمرو: النعِر: الذي لايستقر في مكان. الأحمر: النُعرة: ذبابة تسقط على الدواب فتؤذيها. ومنه يقال: حمار نعر. وقال ابن مقبل: ترى النُعرات الخُضر حول لبانه أُحاد ومثنى أصقعتها صوهُلُه أي قتلها صهيله. وقال الليث: نَعَر يَنْعِر نَعيرا، وهو صوت الخيشوم. قال: والنَعرة: هي الخيشوم، ومنها يَنْعِر الناعر. قال: وجرح نَعُور بصوته من شدَّة خروج دمه منه. قال: والنُعرة: ذبابة الحمير الأزرق. والنُعْرة: ما أجنَّت الحُمر في أرحامها، شبَّه بالذباب، وأنشد: والشَدَنيَّات يساقطن النُعَر قال: وامرأة نعَّارة: صخَّابه. ويقال: غَيْري نَعْري للمرأة. قلت: نَعْري لايجوز أن يكون تأنيث نَعْران وهو الصخَّاب؛ لأن فعلان وفَعْلي يجيئان في باب فَعِل يَفْعل ولايجئ في باب فَعَل يَفْعِل. وأمَّا قول الليث في النعير: إنه صوت في الخيشوم، وقوله: النُعْرة: الخيشوم فما سمعته لأحد من الأئمة، وما أثرى الليث حِفظه. ويقال: سَفَر نَعُور إذا كان بعيداً. ومنه قول طرفة: ومـــــــثــــــــلـــــــــــــــي فاعلمي ياأم عمروإذا ما اعتاده سفر نَعُور وهِمَّة نَعُور: بعيدة: والنَعُور من الحاجات: البعيدة. ونَعَرت الريح إذا هبَّت مع صوت، ورياح.
"نواعر، وقد نَعَرت نُعارا. والنَعْرة: مثل البَغرة من النوء إذا اشتد به هبوب الريح" ومنه قوله: عمل الأنامل ساقطٍ أرواقهُ متزحّر نَعَرت به الجوزاء ويقال: لأُطيرنّ نُعَرتك أي كبرك وجهلك من رأسك. والأصل في ذلك أن الحمار إذا نَعِر ركب رأسه. فيقال لكل من ركب رأسه: فيه نُعَرة. رنع أهمله الليث. وقال شمر: قال الفرّاء: كانت لنا البارحة مَرْنَعة وهي الأصوات واللعب. وقال غيره: يقال للدابّة إذا طَرَدت الذباب برأسها: رنَعَت. وأنشد شمر لمصاد بن زهير: سما بالرانعات من المطايا قويّ لايضلّ ولايجـورُ أبو عبيد عن الكسائي: أصبنا عنده مَرْنعة من طعام أو شراب. كما تقول: أصبنا مَرْنعة من الصيد أي قطعة. سَلَمة عن الفرّاء: قال: المَرْنَعة: الروضة. وقال أبو عمرو: هي المرنعة والمرغدة للروضة. وفي النوادر: يقال: فلان رانع اللون، وقد رَنَع لونُه يَرْنع رُنُوعا إذا تغير وذبل. عرف الليث: عَرَف. يَعْرف عِرْفانا ومَعْرفة. وأمر عارف: معروف عريف. قلت: لم أسمع أمر عارف أي معروف لغير الليث. والذي حصَّلناه للأئمَّة: رجل عارف أي صبور. قال أبو عبيد وغيره: يقال: نزلت به مصيبة فُوجد صَبُورا عارفا. قلت: ونفس عارفة-بالهاء-مثله. وقال غيره: فصبرتُ عارفة لذلك حُـرَّة ترسو إذا نفسُ الجَبَان تَطَّلعُ ونفس عَرُوف: صبور. إذا حُملت على أمر احتملَتْه. وأنشد ابن الأعرابي: فآبوا بالنساء مـردَّفـاتٍ عوارفَ بعدكِنٍ وائتحاح أراد: أنهن أقررن بالذلّ بعد النِعمة. ويروى: "وابتحاح". فمن روى: "وائتحاح" فهو من الوِجاح وهو السِتْر. ومن روى: "وابتحاح" فهو من البحوحة، وهكذا رواه ابن الأعرابي. ويقال: اعترف فلان إذا ذلَّ وانقاد. وأنشد الفرّاء: أتضجرين والمطيّ معترف أي تعترف وتصبر. وذكّر "معترف" لأن لفظ المطيّ مذكَّر. وأمَّا قول الله-جلَّ ذكره- (والمرسلات عرفا) فقال بعض المفسرّين فيها: أنها أرسلت بالمعروف، والعرف والعارفة والمعروف واحد، وهو كلّ ماتعرفه النفس من الخير وتَبْسَأ به وتطمئن إليه. قال الله-جل وعز- (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين). وقيل في قوله: (والمرسلات عرفا): إنها الملائكة أُرسلت متتابعة كعُرف الفرس. وقرئت "عُرْفا" و"عُرُفا" والمعنى واحد. وقيل المُرْسَلات: هي الرُسُل. أبو العباس عن ابن ألعرابي: عَرَف الرجل إذا أكثر من الطيب، وعرف إذا ترك الطيب. وقول الله-جل وعزَّ-: (وإذا أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثاً فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرَّف بعضه وأعرض عن بعض) وقرئ "عرف بعضه" بالتخفيف. قال الفرّاء: من قرأ: "عرَّف" بالتشديد فمعناه: أنه عرَّف حَفْصة بعض الحديث وترك بعضاً. قال: وكأن من قرأ "عَرَف" بالتخفيف قال: غضب من ذلك وجازى عليه؛ كما تقول للرجل يسئ إليك: والله لأعرفنَّ لك ذلك. قال: وقد-لعمري-جازى حفصة بطلاقها. قال الفرّاء: وهو وجه حسن، قرأ بذلك أبو عبد الرحمن السُلَميّ. قلت: وذهب أبو إسحق إبراهيم ابن السريّ في معنى "عرَّف" و"عَرَف" إلى نحو ممَّا قاله الفرّاء. قلت: وقرأ الكسائي والأعشى. عن أبي بكر عن عاصم: "عرف بعضه" خفيفة. وقرأ حمزة ونافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر اليحصبي "عرَّف بعضه" بالتشدديد. وأما قول الله-جلَّ وعزَّ-: (ويدخلهم الجنة عرَّفها لهم) فإن الفرّاء قال: يعرَّفون منازلهم إذا دخلوها، حتى يكون أحدهم أعرف بمنزله في الجنة منه بمنزله إذا رجع من الجمعة إلى أهله. وقلت: وهذا قول جماعة من المفسّرين، وقد قال بعض اللغويين: إن معنى "عرَّفها لهم" أي طيَّبها، يقال: طعام معرَّف أي مطيَّب. وقال الأصمعي في قول الأسود بن يعفر يهجو عِقال بن محمد بن شفين: فتُدخل أيد في حناجر أُقْنِعـت لعادتها من الخَزْير المعرَّف أقنعت أي مدَّت ورُفعت للَّقْم. والله أعلم بما أراده. وقال أبو العباس: قال بعضهم في قول الله-عزَّ وجلَّ-: (يُدْخلهم الجنة عرَّفها لهم): وهو وضعك الطعام بعضه على بعض من كثرته. وخزير معرَّف: بعضه على بعض.
وقال ابن الأعرابي: العَرْف: الرائحة، تكون طيّبة وغير طيبة. وأما قول الله-جلَّ وعزَّ-: (ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم) فالأعراف في اللغة: جمع عُرْف، وهو كل عال مرتفع. وقال بعض المفسّرين: الأعراف: أعالي سُور بين أهل الجنَّة وأهل النار. وأًصحابها قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم، فلم يستحقوا الجنَّة بالحسنات، ولاالنار بابسيئات، فكانوا على الحِجاب الذي بين الجنَّة والنار. قلت: روى ذلك جرير بن حازم عن قتادة عن ابن عباس، حدَّثني بذلك أبو الحسن الخُلْدي عن يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب عن جرير. وقال قوم: هم ملائكة، ومعرفتهم كلا بسيماهم أنهم يعرفون أهل الجنة بإسفار وجوههم، وأهل النار؛ باسوداد وجوههم. وقال أبو إسحق: ويجوز أن يكون جمعه على والله أعلم بما أراد. ويقال: عَرَف الرجل ذنبه إذا أقرَّ به. وقال أعرابي: ما أعرف لأحد يصرعني، أي لاأقرّبه. ويقال: أتيت فلاناً متنكراً ثم استعرفت أي عرَّفته من أنا. وقال مزاحم العُقَيْلي: فاستعرفـا ثـم قـولا إن ذا رحـمٍ هَيْمان كلَّفنا من شأنكم عَـسِـرا فإن بَغْت آية تستعـرفـان بـهـا يوما فقولا لها العُوُد الذي اختُضرا أبو عبيدة: اعترفت القوم: سألتهم. وأنشد قول بِشْر: أسائلةٌ عُمَـيْرة عـن أبـيهـا خلال الركب تعترف الركابا وأما الحديث الذي جاء في اللقطة: "فإن جاء من يعترفها" فمعناه: معرفته إيَّاها بصفتها وإن لم يرها في يدك. وقال الفرّاء: رجل عَرُوفة بالأمر أي عارف. أو ناقة عَرْفاء إذا كانت مذكَّرة يُشْبه الجمال. وقيل لها: عَرْفاء لطول عُرْفها. والضَبُع يقال لها: عَرْفاء لطول عُرْفها. والمعارف: الوجوه. وقال الهذليّ: متكورين على المعارف بينهـم ضرب كتعطيط المزاد الأثجل والمَعْرَف واحدد. وقيل: ناقة عرفاء: مشرفة السنام. ومعارف الأرض: ما عُرف منها. وسَنام أعرف: طويل. ويقال للرجل إذا ولّي عنك بوده: قد هاجت معارف فلان، ومعارفه: ما كنت تعرفه من ضنه بك. ومعنى هاجت: أي يبست كما يهيج النبات إذا يبس. وأعراف الرياح والسحاب: أوائلها وأعاليها. الحرَّاني عن ابن السكيت: أصابت فلانا عَرْفة، وهي قُرْحة تخرج في بياض الكف، وهو رجل مَعْروف إذا أصابته العَرْفة. قال: وهو يوم عَرَفة غير منون، ولايقال: العرفة. وقد عرَّف الناسُ إذا شهدوا عرفة. وهو المعرَّف للموقف بعرفات. والأعراف: ضرب من النخل. وأنشد بعضهم: يغرس فيها الزاد والأعرافا والنابجيَّ مُسْدفا إسدافـا ويقال للحازي عرَّاف. وللقُناقِن: عَراف. وللطبيب عرَّاف لمعرفة كل منهم بعلمه. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من أتى عَرَّافاً أو كاهناً فقد كفر بما أنزل على محمد، أراد بالعّرَّاف: الحازي أو المنجم الذي يدَّعى علم الغيب الذي استأثر الله بعلمه. وعريف القوم: سيِّدهم، وقدد عرف عليهم يَعْرُف عَرافة. وقال علقمة بن عَبَدة: بل كلّ حيّ وإن عزُّوا وإن كرُموا عريفهم بأثافي الشرّ مـرجـوم والعُرُفان: ددوْيبة صغيرة تكون في رمال عالج ورمال الدَهني. ويقال: اعرورف الدم إذا صار له من الزَبَد شِبْه العُرْف. وقال الهذليّ: مستَّنة سنن الـفَـلـو مِـرشَّة تنفى التراب بقاحز معرورف يصف طعنة فارت بدم غالب. ويقال: اعرورن فلان للشر كقولك: اجْثألّ وتشزّن. وقال الليث: العُرْف: عُرْف الفرس. ومَعْرفة الفرس: أصل عُرْفه. وقال غيره: هو اللحم الذي ينبت عليه العُرْف. ثعلب عن ابن الأعرابي: العُرْف: المعروف، بالضم. والعِرْف-بالكسر-: الصبر، وأنشد: قل لابن قيس أخـي الـرقـيَّات ما أحسن العِرْف في المصيبات وقال: أعرف فلان فلانا وعرَّفه إذا وقفه على ذنبه ثم عفا عنه. رعف أبو عبيد عن الأصمعي: رَعَف يَرْعَف، ورَعَفَ يَرعُف، هكذا رواه عنه. وقال أبو عبيد: الرَعْف: السَبْق رَعَفت أرْعُف. وقال الأعشى: به تَرُعف الألفُ إذا أرسلت غداة الصباح إذا النَقْعُ ثارا قلت: وقيل للدم الذي يخرج من الأنف: رُعاف لسَبْقه عِلْم الراعف. وقال عُمَر بن لَجَأ: حتى ترى العُلْبة من إذرائها يَرعُف أعلاها من امتلائها
وقال الليث: الراعف؛ أنف الجبل، وجمعه الرواعف. والراعف: طرف الأرْنبة. وفي حديث عائشة أن النبي-صلى الله عليه وسلم- سُحِر وجعل سِحْره في جُفّ طَلْعة ودُفن تحت راعوفة البئر. قال أبو عبيد: راعوفة البئر: صخرة تتُرك في أسفل البئر إذا احتُفرت، تكون نابتة هناك، فإذا أرادوا تنقية البئر جلس المنقِّى عليها. قال: ويقال: بل هو حَجَر نائي في بعض البئر يكون صُلْبا لايمكنهم حفره فيترك على حاله. ويقال: هو حجر يكون على رأس البئر يقوم عليه المستقى. قال الليث: ويقال له: أرْعوفة. شمر عن خالد بن جنبة قال: راعوفة البئر: النطَّافة. قال: وهي مثل عين على قدر جُحْر العقرب نيط في أعلى الركيَّة فيجاوزونها في الحَفْر خمس قيم وأكثر، فربما وجدوا ماء كثيرا تَبجُّسه. قال: وبالروبنج عين نطَّافة عَذْبة وأسفلها عين زُعاق، فتسمع قطران النطّافة فيها: طَرْق طرْقْ. قال شمر: من ذهب بالراعوفة إلى النطَّافة فكأنه أخذه من رُعاف الأنف وهو سيلان دمه وقطرانه. ويقال ذلك لسيلان الذنين. وأنشد قوله: على منخريه سائفا أو مـعـشـرا بما انفضّ من ماء الخياشم راعف وقال شمر: من ذهب بالراعوفة إلى الحجر الذي يتقدم طيّ البئر-على ماذكر عن الأصمعي-فهو من رَعَف الرجل أو الفرس إذا تقدم وسبق. وكذلك استرعف. سَلمة عن الفرّاء قال: الرُعَافىّ: الرجل الكثير العطاء "مأخوذ من الرعاف وهو المطر الكثير". وقال غيره: يقال للمرأة: لُوثى على مراعفك أي تلَّثمى. ومراعفها: الأنف وما حوله. وقال أبو عبيدة: بينا نحن نذكر فلانا رَعَف به الباب أي دخل علينا من الباب. أبو حاتم عن الأصمعي يقال: رَعَف يَرعف ويَرعُف. ولم يعرف رُعِف ولارَعُف في فعل الرعاف. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الرُعُوف: الأمطار الخفاف. قال: ويقال للرجل إذا استقطر الشَحْمة وأخذ صُهارتها: قد أودف واستودف، واسترعف واستوكف واستدام واستدمى كله واحد. عفر روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا سجد جافى عَضديه حتى يرى من خلفه عُفْرة إبطيه. قال أبو عبيد: قال أبو زيد والأصمعي: العُفْرة: البياض، ولكن ليس بالبياض الناصع الشديد، ولكنه لون الأرض. ومنه قيل للظباء: عُفْر إذا كانت ألوانها كذلك، وإنما سميت بعَفَر الأرض وهو وجهها ويقال: ما على عفر الأرض مثله أي ما على وجهها. وروى عن أبي هريرة أنه قال: لدمُ عفراء أحبّ إلىّ في الأضحية من دم سوداوين. قال: ويقال: عفَّرت فلاناً في التراب إذا مرّغته فيه، تعفيراً. قال أبو عبيد: والتعفير في غير هذا يقال للوحشيَّة: هي تعفر ولدها. وذلك إذا أرادت فطامه قطعت عنه الرضاع يوماً أو يومين. فإن خافت أن يضره ذلك ردَّته إلى الرضاع أياماً ثم أعادته إلى الفطام، تفعل ذلك مرات حتى يستمر عليه، فذلك التعفير، والوالد معفَّر. قال أبو عبيد: والأم تفعل مثل بولدها الأنْسيّ. وأنشد بيت لبيد يذكر بقرة وحشية وولدها: لمعفَّر قَهْد تـنـازع شِـلْـوه غُبْس كواسب ما يُمَنّ طعامها قلت: وقيل في تفسير المعفَّر في بيت لبيد: إنه ولدها الذي افترسه الذئاب الغُبْس فعفَّرته في التراب أي مرَّغته. وهذا عندي أشبه بمعنى البيت. وقال الليث: يقال: عفرته في التراب عفرا وأنا أعفره، وهو منعفر الوجه في التراب ومعفَّر الوجه وقد عفرَّته تعفيرا. ويقال: اعتفرته اعتفارا إذا ضربت به الأرض فمغثته. وقال الشاعر يصف شعر امرأة طال حتى مَسَّ الأرض: تهلك المِدْارة في أكنافه وإذا ما أرسلته يعتفِرْ
أي يسقط شعرها على الأرض، جعله من عفرته فاعتفر. وروى أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: إني ما قربت أهلي مذ عفار النخل وقد حملت، فلاعن بينهما. أبو عبيد عن الأصمعي: عَفَار النخل: تلقيحها وإصلاحها، يقال: قد عفروا نخلهم يعفرون. ثعلب عن ابن الأرعابي قال: العَفَار: أن تترك النخيل بعد التلقيح أربعين يوماً لاتسقى. قال: والعفَّار: لقاح النخيل. أبو حاتم عن الأصمعي: العَفْر: سقي الزرع بعد إلقاء الحَبّ. قلت: عفر الزرع: أن يسقى سقية ينبت عنه، ثم يترك أياماً لايُسقى فيها حتى يعطش، ثم يُسقى، فيصلح على ذلك. وأكثر ما يفعل ذلك بخلف الصيف وخضرواته. وقيل في قول الله جلَّ وعزَّ ذكره: (أفرأيتم النار التي تورون أأنتم أنشأتم شجرتها): إنها المَرْخ والعَفَار، وهما شجرتان فيهما نار ليس في غيرهما من الشجر، ويسوَّى من أغصانهما الزناد فيقتدح بها. وقد رأيتهما في البادية. والعرب تضرب المثل بهما في الشرف العالي فتقول: في كل الشجر نار، واستمجد المَرْخ والعَفَار. استَمْجد: استكثر. وذلك أن هاتين الشجرتين من أكثر الشجر ناراً، وزنادهما أسرع الزناد وَرْيا، والعُنَّاب من أقل الشجر نارا، وقال المبرد: يقال: رجل مَعَافري. ومعافر بن مُرّ أخو تميم بن مرّ. قال: ونسب على الجمع لأن معافر اسم لشئ واحد؛ كما تقول لرجل من بني كلاب أو من الضباب: كلابيّ وضبابيّ. فأمَّا النسب إلى الجماعة فإنما توقع النسب على واحد؛ كالنسب إلى المساجد تقول: مسجدي، وكذلك ما أشبهه. وتقول: بُرْد معافريّ؛ لأنه نسب إلى رجل اسمه معافر. وقال أبو زيد: من الظباء العُفْرُ وهي التي تسكن القفاف وصلابة الأرض وهي حُمْر. وكذلك قال أبو زياد الكلابي. أبو عبيد: اليَعْفور: ولد البقرة الوحشيَّة. وقال الليث: اليعفور: الخِشْف سميّ يعفورا لكثرة لزوقه بالأرض. وقال أبو عبيد: قال أبو زيد: يقال للسويق الذي لايُلَتّ بالأُدْم عفير. وأخبرني المنذريّ عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: يقال: أكل فلان خبزاً قفارا وعَفَارا وعفيرا أي بلا شئ معه. وقال: عليه العَفَار والدبار وسوء الدار. أبو عبيد عن الفرّاء قال: العفير من النساء: التي لاتُهدى شيئاً؛ قال الكميت: وإذا الْخُرَّد اغْببررْن من المحْ ل وصارت مهداؤهن عفيرا أبو عبيد: العِفْرية-خفيفة-على مثال فعللة، وهو من الإنسان: شعر الناصية، ومن الدابّة: شعر القفا. قال: وقال الأصمعي: العِفْرية النِفْرية: الرجل الخبيث المنكر. ومثله العَفِر. وامرأة عَفِرة. قلت: ويقال: لِعْفرية الرأس: عِفراةٌ. وقال الله-جل وعزَّ-: (قال عفريت من الجن أنا آتيك به) قالوا: العفريت: النافذ في الأمر المبالغ فيه مع خُبْث ودهاء يقال: رجل عِفْر وعفريت وعِفْرية وعُفارية بمعنى واحدد. وقال الفرّاء: من قال: عِفْرية فجمعه عفارٍ، ومن قال: عفريت جمعه عفاريت. وجاز أن تقول: عفارٍ؛ كقولهم في جمع الطاغوت: طواغيت وطواغٍ. وقال شمرٍ: امرأة عِفِرَّة ورجل عِفِر بتشديد الراء. وأنشد في صفة امرأة غير محمودة الصفة: وضبَّرة مثل الأتان عِـفِـرَّة ثجلاء ذات خواصر ما تشبع قال الليث: ويقال للخبيث: عِفِرَّي أي عِفِرّ، وهم العِفِرِّيون قال: وأسد عَفَرْنيً ولَبُؤة عَفَرْناة إذا كانا جريئين. قال: وأما لَيْث عِفِرين فإن العرب تسمى به دويبة يكون مأواها التراب والسهل في أصول الحيطان تدوَّر ددُوارّة، ئم تندس في جوفها: فإذا هجت رَمَت بالتراب صُعُدا. قال ويقال، للرجل ابن الخمسين: ليثُ عِفِرين إذا كان كاملا. أبو عبيد عن الأصمعي وأبي عمرو: يقال: إنه لأشجع من ليث عفرّين هكذا قالا في حكاية المَثَل واختلفا في التفسير. فقال أبو عمرو: هو الأسد. وقال الأصمعي: هو دابَّة من الحرباء يتعرض للراكب. قال: وهو منسوب إلى عفربن: اسم بلد. ونحو ذلك. روى أبو حاتم عن الأصمعي يقال: إنه دابّة مثل الحرباء يتحدى الراكب ويضرب بذنبه. وقال الليث: العِفْر: الذكر الفحل من الخنازير. أبو عبيد عن الأحمر: لقيته عن عُفْر أي بعد حين. وعن أبي زيد: لقيته عن عُفْر: بعد شهر ونحوه. وأما قول المرّار: على عُفُر من عن تـنـاء وإنـمـا تدانى الهوى من عن تناء وعن عفر
وكان هجر أخاه في الحبس بالمدينة فيقول: هجرت أخي على عُفْر أي على بعد من الحيّ والقرابات أي ونحن غُرباء ولم يكن ينبغي لي أن أهجره ونحن على هذه ىالحالة. قالوا: والعُفْر: البعد. ويقال: العُفْر: قلَّة الزيارة، يقال: إلا عن عُفْر أي بعد قلَّة زيارة، ويقال: دخلت الماء فما انعفرت قدماي أي لم تبلغا الأرض. ومنه قول امرئ القيس: وترى الضبّ حفيفاً ماهراً ثانياً بُرْثُنه ما ينْعـفـر وبُرْد معافري: منسوب إلى معافر اليمن. ثم صار اسماً لها بغير نسبة فيقال: معافر. أبو سعيد: تعفرّ الوحشيّ تعفُّراً إذا سمن. وأنشد: ومجرُّ منتحر الطلىْ تعفرّت فيه الفِراء بجزع واد ممُكن قال: هذا سحاب يمرّ مرّا بطيئاً لكثرة مائه. كأنه قد انتحر لكثرة مائه وطليّه: مناتح مائه بمنزلة أطلاء الوحش وتعفرّت: سمنت. والفِراء: حُمر الوحش. والممكن: الذي أمكن مرعاه: وقال ابن الأعرابي: أراد بالطليّ نَوْء الحَمَل ونَوْء الطَلَيّ والحمل واحد عنده. قال: ومنتحر أراد أنه نحره فكان النَوْء بذلك المكان من الحمل. قال: وقوله: واد ممكن يُنبت المَكْنان وهو نَبْت من أحرار البقول. ويقال: رماني عن قَرْن أعفر أي رماني بداهية. ومنه قول ابن أحمر: وأصبح يرمي الناس عن قرن أعفرا وذلك أنهم كانوا يتخذون القرون مكان الأسنة، فصار مثلا عندهم في الشدَّة؛ تنزل بهم. ويقال للرجل إذا بات ليلته في شدّة تقلقه. كنت على قَرْن أعفر. ومنه قول امرئ القيس: كأني وأصحابي على قرن أعفرا أبو العباس عن ابن الأعرابي: يقال للحمار الخفيف. قِلْو ويَعْفور وهِنْبِرو وزِهْلِق. وعَفَارة: اسم امرأة. ومنه قوله: بانت لتحزننا عَفَارة سميت عَفارة بالعفار من الشجر الواحدة عَفَارة. وعُفير من أسماء الرجال. فرع روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال: لافَرَعة ولاعَتِيرة. قال أبو عبيدد: قال أبو عمرو: هي الفرعة والفرع، بنصب الراء. قال: وهو أوَّل ما تلده الناقة. وكانوا يذبحون ذلك لآلهتهم في الجاهلية فنُهوا عنه. وقال أوس بن حجر يذكر أزمة في شدة البَرْد: وشُبّه الهَيْدب العَبَام من الأق وام سَقْبا مجللاّ فَـرعـا أراد: مجللاّ جلد فَرع فاختصر الكلام؛ كقوله: (واسئل القرية): أهل القرية. ويقال: قد أفرع القوم إذا فعلت إبلهم ذلك. أبو عبيد عن أبي عمرو: فرَّع الرجل في الجبل إذا صعد فيه وفرّع إذا انحدر. قال: وقال مَعْن ابن أوس في التفريع: فسارا فأما جلّ حيىّ ففزعوا جميعاً وأما حيَّ دعْد فصعَّدا قال شمر: وأفرع أيضاً بالمعنيين. ورواه شمر: "فأفرعوا" أي انحدروا. وقال الشماخ: لايدركنَّك إفراعي وتصعيدي قال: إفراعي: انحداري. شمر: استفرع القوم الحديث وافترعوه إذا ابتدءوه. وقال الشاعر يرثى عبيد بن أيّوب. ودلَّهتني بالحزن حق تركـتـنـي إذا استفرع القومُ الأحاديث ساهيا وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: فرّعوا إن شئتم ولكن لاتذبحوه غراة حتى يكبر. قال شمر: وقال أبو مالك: كان الرجل في الجاهلية إذا تمت إبله مائة بعير قدَّم بَكْراً فنحره لصنمه. وذلك الفرع وأنشد: إذ لايزال قتيل تحـت رايتـنـا كما تشحَّط سَقْبُ الناسك الفَرَعُ قال شمر: وقال يزيد بن مُرَّة: من أمثالهم: اول الصيد فَرع. قال: وهو مشبَّه بأوّل النتاج. أبو عبيد عن الأصمعي: من القِسِيَّ القضيب والفرع. فالقضيب: التي عُملت من غصن واحد غير مشقوق. والفرع: التي عملت من طرف القضيب. ويقال: افترعت الجارية إذا ابتكرتها. ويقال له افتراع لأنه أول جماعها. ثعلب عن ابن الأعرابي: أفرع: هبط، وفرّع: صعد. وقال كثير: إذا أفرعت في تَلْعة أصعدت بـهـا ومن يطلب الحاجات يُفرع ويصعد قال: وفَرع إذا علا. وأنشد: أقول وقد جاوزن من صحن رابغ صحاصح غُبْرا يَفْرع الآلَ آلها أبو عبيد عن الأصمعي: الفَرَعة: القَمْلة العظيمة. والفَرَعة أيضاً: أعلى الجبل، وجمعها فِراع. ومنه قيل: جبل فارع إذا كان أطول مما يليه. وبه سميّت المرأة فارعة.
وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم فَرع بين جاريتين من بني عبد المطلب أي حجز وفرق بينهما، يقال: فَرَعت بين المتخاصمين أفْرَعُ إذا حجزت بينهما. وقال أبو تراب: فرَّع بين القوم وفرّق بمعنى واحد. وروى في ذلك حديثا باسناد له عن أبي الطُفيل قال: كنت عند ابن عباس فجاء بنو أبي لهب يختصمون في شئ بينهم، فاقتتلوا عنده في البيت، فقام يفرع بينهم أي يحجز بينهم. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الفارع: عَوْن السلطان، وجمعه فَرَعة. قلت: هو مثل الوازع، وجمعه وَزَعة أيضاً. أبو عبيد عن الأصمعيّ: فَرَعت فرسي أفْرَعه أي قدعته. قال: وقال أبو عمرو: الفرع أيضاً: القِسْم. وقال أبو زيد: تفرّع فلان القوم إذا ركبهم وشتمهم: وقال غيره: تفرَّع فلان القوم إذا علاهم. وقال الشاعر: وتفرّعنا من ابـنـي وائل هامة العِزّ وجرْثوم الكرم ويقال: رجل فارع، ونَقاً فارع: مرتفع طويل. وقال أبو سعيدد: الفَرَعة: جِلْدة تزاد في القِربْة إذا لم تكن وفراء تامَّة. أبو عبيد: أفرعت المرأة: حاضت. وأفرعت إذا رأت دماً قبل الولادة. وقال الأعشى: صددت عن الأعداء يوم عُبَـاعـب صدودد المذاكي أفرعتها المساحل أي أدْمتها اللُجُم كما تدمى الحائض. أبو عبيدة: الفوارع: تلاع مشرفات المسايل. ورجل فَرْع قومه أي شريف قومه. وقال أبو سعيد في قول الهذليّ: وذكّرها فَـيْحُ نـجـم الـفـر ع من صَيْهَد الحَرّ بردد الشمال قال: هي فروع الجوزاء، بالعين. قال: وهو أشد مايكون الحرّ. فإذا جاءت الفروع-بالغين-وهي من نجوم الدَلْو-كان الزمان حينئذ بارداً، ولافَيْح يومئذ. الليث: أعلى كل شئ: فرعه. وفَرَع فلان فلانا إذا علاه. وفرعت رأس الجَبَل: علوته. قال: والفرع: المال الطائل المُعَدّ. وقال الشاعر: فمنَّ واستبقى ولم يعتصـرْ من فرعه مالا ولا المكسر قال: والمكسر: ماتكسَّر من أصل ماله. قال: وفرع الرجل يفرع فَرَعا: كثر شعره، وهو أفرع. ورجل مُفْرع الكتف إذا كان مرتفع الكتف. وتقول: أفرعت بفلان فما أحمدته أي نزلت به وفرعت أرض بني فلان أي جوّلت فيها فعلمت عِلْمها. وفارعة الطريق: حواشيه. وتفرّعت بني فلان: تزّوجت في الذروة منهم والسنام. وكذلك تذرَّيتهم وتنصَّيتهم. والمُفْرَع: الطويل من كل شئ. وروى عن الشعبي أنه قال: كان شُريح يجعل المدبَّر من الثُّلث، وكان مسروق يجعله فارعا من المال. قال شمر: قال أبو عدنان: قال بعض بني كلاب. الفارع: المرتفع العالي الهيئ الحسن. وكذلك الفاع من كل شئ. عمرو عن أبيه يقال: أفرع العروس إذا قضى حاجته من غشيانه إياها. وأفرعت الفرس إذا كبحته باللجام فسال الدم: وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: الفارع: العالي. والفارع: المتسَفّل. قال: وفرعت إذا صعدت، وفرعت إذا نزلت. فعر أهمله الليث. وقال ابن دريد: الفَعْر لغة يمانية، وهو ضرب النبت، زعموا أنع الهيْشر، "ولاأحُقّ ذاك". وروى أبي العباس عن ابن الأعرابي أنه قال: الفعر: أكل الفعارير، وهو صغار الذآنين. قلت: وهذا يقويّ قول ابن دريد. رفع قال الله-جلّ وعزَّ-في صفة القيامة: (خافضة رافعة) قال الزجّاج: المعنى: أنها تخفض أهل المعاصي وترفع أهل الطاعة. والرفع: ضد الخفض. وفي الحديث: إن ألله يرفع القِسْط ويخفض. قلت: وتأويله:-والله أعلم-أنه يرفع القِسْط-وهو العَدْل-فيُعليه على الجَوْر وأهله، ومرة يخفضه فيُظهر أهل الجَوْر على أهل العدل ابتلاء لخَلْقه. وهذا في الدنيا، والعاقبة للمتقيتن. ويقال: ارتفع الشئ ارتفاعا بنفسه إذا علا. وقال ابن المظفر: بَرْق رافع: ساطع. وأنشد: صاح ألم تحزُنك ريح مريضة وبَرْق تلألأ بالعقيقين رافع قال: والمرفوع من سير الفرس والبرِذوْن دون الحُضْر وفوق الموضوع يقال: ارفع من دابتَّك، هكذا كلام العرب. ورَفُع الرجل يرفُع رفاعة فهو رفيع إذا شرُف، وامرأة رفيعة. والحمار يُرفَّع وفي عدوه ترفيعا. أي عدا عدوا بعضه أرفع من بعض. وكذلك لو أخذت شيئاً فرفعت الأول فالأول قلت رفعته ترفيعا. والرِفعة: نقيص الذِلَّة. وقال الأصمعي: رفع القوم فهم رافعون إذا أصعدوا في البلاد. وقال الراعي: ددعاهن داع للخريف ولم تكن لهنّ بلادا فانتجعن روافعـا أي مصعدات، يريد: لم يكن البلاد التي دعتهن لهنّ بلادا. والرُفاعة: شئ تعظم به المرأة عَجيزتها. والجميع رفائع. وقال الراعي: عِراض القطا لايتخذن الرفائعا القطا: الأعجاز والأصل فيه قطاة الدابَّة. والرِفاع: حَبْل القيد يأخذه المقيَّد بيده يرفعه إليه، حُكى ذلك عن يونس النحويّ: ورفعت فلاناً إلى الحاكم أي قدَّمته إليه. ورفعت قصتَّي: قدَّمتها. وقال الشاعر: وهم رفعوا في الطعن أبناء مذْحج أي قدَّموهم للحرب. ويقال للتي رفعت لبنها فلم تدُرّ: رافع، بالراء. وأما الدافع فهي الَّتي دفعت اللبأ في ضَرْعها. وقال أبو عبيدد: قال الأصمعي: رَفع البعير ورفعته أنا، وهو السير المرفوع. الحرّاني عن ابن السكيت قال: يقال: جاء زمن الرِفَاع والرَّفاع إذا رُفع الزرع، حكاه عن ابي عمرو. قال: وقال الكسائي: لم أسمع الرِفاع، بالكسر. قال: والرفاع: أن يُحصد الزرع ويُرفع. وقال الفرّاء: في صوته رُفاعة ورَفاعة إذا كان رفيع الصوت. ويقال: رافعت فلاناً إلى الحاكم إذا قدَّمته إليه لتحاكمه. وقال النابغة الذبيانيّ: ورَّفعته إلى السِّجْفين فالنضد أي بلغت بالحَفْر وقدَّمته إلى موضع السجفين، وهما سترا رُواق البيت. قال: وهو من قولك: ارتفع إليّ أي تقدم، قال، وارفعه إلى الحاكم أي قدِّمه، وليس من الارتفاع الذي هو بمعنى العُلُوّ. قال ذلك كلَّه يعقوب بن السكيت، وأنشد قوله: وهم رفعوا بالطعن أبناء مَذْحج وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: كل رافعة رفعت علينا من البلاغ فقد حرّمتها أن تعضَد أو تُخْبط إلا لعصفور قتب أو مسد محالة. قال عبد الله بن مسلم: معنى قوله: كل رافعة رفعت علينا من البلاغ يريدد: كلّ جماعة مبلغة تبلّغ عنا وتذيع ما تقوله. وهذا كما تقول: رفع فلان على العامل إذا أذاع خبره. وحُكى عنه أن كل حاكية حكت عنَّا وبلَّغت فلتْحك أني قد حرّمتها-يعنى المدينة-أن يعضد شجرها. وفي النوادر: يقال: ارتفع الشئ بيده ورفعه. قلت: المعروف في كلام العرب: رفعت الشئ فارتفع، ولم أسمع ارتفع واقعاً بمعنى رفع، إلا ما قرأته في نوادر الأعراب. ابن السكيت: إذا ارتفع البعير عن الهَمْلجة فذلك السير المرفوع، يقال: رفع البعير يَرْفع فهو رافع. والروافع إذا رفعوا في سيرهم، ورفعت الدابَّة في سيرها. ودابه مرفوع. عرب قال ابن المظفر: العَرَب العاربه. الصريح منهم. قال: والأعاريب: جماعة الأعراب. وقال غيره: رجل عر بيّ إذا كان نسبه في العرب ثابتاً وإن لم يكن فصيحاً. وجمعه العَرَب؛ كما يقال: رجل مجوسي ويهودي، والجمع بحذف ياء النسبة: المجوس واليهود. ورجل مُعْرب إذا كان فصيحاً وإن كان عجميّ النسب. ورجل أعرابيّ-بالألف-إذا كان بدوياً صاحب نُجْعة وانتواء وارتياد للكلأ وتتبع لمساقط الغيث، وسواء كان من العرب أو من مواليهم. ويجمع الأعرابي على الأعراب والأعاريب. والأعرابي إذا قيل له "ياعربيّ" فَرِح بذاك وهش له. والعربيّ إذا قيل له: يا أعرابي غضب له. فمن نزل البادية أو جاور البادين وظعن بظعنهم وانتوى بانتوائهم فهم أعراب، ومن نزل بلاد الريف واستوطن المدن والقُرى العربية وغيرها مما ينتمي إلى العرب فهم عرب وإن لم يكونوا فصحاء. وقول الله-جل وعزَّ-: (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا) هؤلاء قوم من بوادي العرب قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم المدينة طمعاً في الصدقات لارغبة في الإسلام، فسمَّاهم الله الأعراب، ومثلهم الذين ذكرهم الله في سورة البحوث: (الأعراب أشد كفراً ونفاقاً) الآية. قلت: والذي لايفرق بين العرب والأعراب والعربيّ والأعرابيّ ربما تحامل على العرب بما يتأوله في هذه الآية، وهو لايميز بين العرب والأعراب. ولايجوز أن يقال للمهاجرين والأنصار: أعراب، إنما هم عرب؛ لأنهم استوطنوا القُرى العربية وسكنوا المدن، سواء منهم الناشئ بالبدو ثم استوطن القرى والناشئ بمكة ثم هاجر إلى المدينة. فإن لحقت طائفةٌ منهم بأهل اليَدْو بعد هجرتهم واقتنوا نعماً ورعوا مساقط الغيث بعد ما كانوا حاضرة أو مهاجرة قيل: قد تعرّبوا أي صاروا أعراباً بعدما كانوا عرباً.
وقال أبو زيد الأنصاري يقال: أعرب الأعجمي إعراباً، وتعرّب تعرُّباً واستعرب استعراباً كلّ هذا للأغْتَم دون الصبيّ. قال: وأفصح الصبيّ في منطقه إذ فهمت ما يقول أوّل ما يتكلم. وأفصح الأغتم إفصاحاً مثله: ويقال للعربي: أفصح لي إن كنت صاددقاً أي ابن لي كلامك. قال: ويقال: عرَّبت له الكلام تعريبا وأعربته له أعرابا إذا بيَّنته له حتى لايكون فيه حضرمة. قال: وفصح الرجل فصاحة وأفصح كلامه إفصاحا. قلت: وجعل الله - جل وعز- القرآن المنزَّل على النبي المرسل محمد صلى الله عليه وسلم عربيّا لأنه نسبه إلى العرب الذين أنزله بلسانهم، وهم النبي والمهاجرون والأنصار الذين صيغة لسانهم لغة العرب في باديتها وقراها العربية. وجعل النبي صلى الله عليه وسلم عربياً لأنه من صريح العرب. ولو أن قوما من الأعراب الذين يسكنون البادية حضروا القُرَى العربية وغيرها وتناءوا معهم فيها سُمُّوا عربا ولم يسمُّوا أعرابا. ويقال: رجل عربيّ اللسان إذا كان فصيحا. وقال الليث: يجوز أن يقال: رجل عَرَبانيّ اللسانيّ. قال: والعرب المستعربة هم الذين دخلوا فيهم بعد فاستعربوا وقلت أنا: المستعربة عندي: قوم من العجم دخلوا في العرب فتكلموا بلسانهم وحكوا هيئاتهم وليسوا بُصرحاء فيهم. وقال الليث: تعرّبوا مثل استعربوا. وكذلك قال أبو زيد الأنصاري: قلت: ويكون التعرّب أن يرجع إلى البادية بعدما كان مقيما بالحضر فيلحق بالأعراب. ويكون التعرّب المُقام في البادية. ومنه قول الشاعر: تعرَّب آبائي فـهـلاَّ وقـاهـم من الموت رَمْلا عالجٍ وزرُودِ يقول: أقام آبائي بالبادية ولم يحضروا القُرى. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الثِّيب يُعْرب عنها لسانها والبكر تُستأمر في نفسها. وقال أبو عبيد: هذا الحرف جاء في الحديث: يُعْرب، بالتخفيف. وقال الفرّاء: إنما هو: يُعِّرب، بالتشديد يقال: عرَّبت عن القوم إذا تكلَّمت عنهم واحتججت لهم. قلت: اإعراب والتعريب معناهما واحد، وهو الإبانة. يقال: أعرب عنه لسانه وعرَّب أي أبان وأفصح. ويقال: أعرِبْ عما في ضميرك أي أبنْ. ومن هذا يقال للرجل إذا أفصح في الكلام. قد أعْرب. ومنه قول الكميت: وجدنا لكم في آل حاميم آيةً تأوّلها مِنّا تقيّ ومُعْـربُ تقيّ: يتوقى إظهاره حِذار أن يناله مكروه من أعدائكم. ومعرب أي مفصح بالحق لايتوقّاهم. والخطاب في هذا لبني هاشم حين ظهروا على بني أمية. والآية قوله-جل وعز- (قل لاأسألكم عليه أجرا إلا الموددة في القربى). وأما حدديث عمر بن الخطاب: مالكم إذا رأيتم الرجل يخرق أعراض الناس ألاَّ تعرِّبوا عليه فليس هذا من التعريب الذي جاء في خبر النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هو من قولك: عرَّبت على الرجل قوله إذا قبَّحته عليه. قال أبو عبيدد: وقال الأصمعي وأبو زيد الأنصاريّ في قوله "ألا تعربوا عليه" معناه: ألاَّ تفسدوا عليه ولاتقبحوه. ومنه قول أوس بن حجر: ومثل ابن عَثْم إن ذُخول تُذُكرت وقتلى تياسٍ عن صلاح تعرِّب ويروى: يعرب. يعنى أن هؤلاء الذين قُتلوا منا ولم نتثَّر بهم ولم نقتل الثأر إذا ذكر دماؤهم أفسدت المصالحة ومنعتنا عنها. والصِلاح: المصالحة. وأخبرني المنذريّ عن ثعلب عن ابن الأعرابيب أنه قال: التعريب التبيين في قوله: الثيب تُعرب عن نفسها. قال: والتعريب: الَمْنع في قول عمر: "ألاتعربوا" أي لاتمنعوا. وكذلك قوله: "عن صلاح تعرب" أي تمنع. قال: والتعريب: الإكثار من شرب العرب، وهو الماء الكثير الصافي. قال: والتعريب: أن يتخذ فرسا عربيّا. قال: والتعريب: تمريض العرب، وهو الذرب لَعِدة. وقال أبو عبيد: وقد يكون التعريب من الفُحْش، وهو قريب من هذا المعنى. وقال ابن عباس في قول الله-جل وعز- (فلا رفث ولافسوق): وهو العِرَابة في كلام العرب. قال: والعِرَابة كأنه اسم موضوع التعريب، وهو ما قبح من الكلام يقال منه: عرّبت وأعربت. ومنه حديث عطاء: أنه كره الإعراب للمُحْرم. وقال رؤبة يصف نساء يجمعن العَفاف عند الغرباء والإعراب عند الأزواج. وهو ما يستفحش من الفاظ النكاح والجماع فقال: والعُرْبُ في عفافة وإعراب
وهذا كقولهم: خير النساء المبتذلة لزوجها، الخفرة في قومها والعُرُب: جمع العروب من قول الله-جل وعز-: (عربا أتراباً) وهن المتحببات إلى أزواجهن. وقيل: العُرُب الغنجات. وقيل: العُرُب المغتلمات، وكل ذلك راجع إلى معنى واحد.
وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي: العَرُوب من النساء: المطيعة لزوجها المتحببة إليه. قال: والعَرُوب أيضا: العاصية لزوجها، الخائنة بفرجها، الفاسدة في نفسها. وأنشد:
فما خلفٌ من أم عمران سَلْـفَـعٌ من السود ورهاءُ العنان عَرُوب
وقال مجاهد في قول الله-جل وعز-: (عربا أترابا) قال: عواشق، وقال غيره: هي الشكلات بلغة أهل مكة، والمغنوجات بلغة أهل المدينة.
وقال أبو عبيد: العَرِبة مثل العَرُوب في صفات النساء.
وقال أبو زيد الأنصاري: فعلت كذا وكذا فما عرَّب عليَّ أحد أي ما غيَّر عليَّ أحد.
وقال شمر: التعريب: أن يتكلم الرجل بالكلمة فيفحش فيها أو يخئ فيقول له الآخر: ليس كذا ولكنه كذا للذي هو أصوب، أراد معنى حديث عمر: ألاَّ تعرّبوا عليه.
قال شمر: والعِرْب مثل الإعراب من الفحش في الكلام.
أبو عبيد عن أبي زيد: عرِبْت مِعَدته عَرَبا وذربت ذربا فهي عَرِبة وذربة إذا فسدت. قلت: ويحتمل أن يكون التعريب على من يقول بلسانه المنكر من هذا لأنه يفسد عليه كلامه كما فسدت معدته.
وقال الليث: العَرَب: النشاط والأرن. وأنشد:
كل طِمِرٍّ غذوانٍ عَرَبْه
ويروى: عدوان. وقال الأصمعي: العِرْب: يبيس البُهْمي والواحدة عِرْبة والتعريب: تعريب الفرس، وهو أن يُكْوى على أشاعر حافره في مواضع ثُم يُبْزغ بمبزَغ بزغارقيقا لايؤثر في عصبه ليشتد أشعره. قلت: وأشاعر الفرس: مابين حافره ومنتهى شعر أرساغه. ورجل مُعْرب: معه فرس عربيّ. وفرس مُعْرب: إذا خلصت عربيَّته. وقال الجعديّ:
ويصهل في مثل جوف الطِوىّ صهيلا تبيَّن لـلـمُـعْـرِب
أبو عبيد عن الكسائي: المعرب من الخيل: الذي ليس فيه عِرْق هجين، والأنثى مُعْربة.
أبو العباس عن ابن الأعرابيّ: قال: العَبْرب: السُمَّاق. قال: وقِدْر عَرَبْرَبيَّة وهي السُمَّاقيَّة. والعَرُوبة: يوم الجمعة. وكان يقال له في الجاهلية: يوم العَرُوبة، والعَرَاب: حَمْل الخَزَم، وهو شجر يُفتل من لحائه الحِبال، والواحدة عزباء، تأكله القرود وربما أكله الناس في المجاعة. وعرب السَنَام عَرَبا إذا ورم وتفتَّح. ويقال: مافي الدار غريب أي مابها أحد. والعُريب: تصغير العرب. ويقال: ألقى فلان عَرَبةنه إذا أحدث. وغريب: حيّ من اليمن.
وقال الفرّاء: أعربت إعراباً وعرَّبت تعريبا إذا أعطيت العُرْبان. قلت: ويقال له: العَرْبون.
ورُوى عن عطاء أنه كان ينهى عن الإعراب في البيع.
وقال شمر: الإعراب في البيع: أن يقول الرجل للرجل: إن لم آخذ هذا البيع بكذا فلك كذا وكذا من مالي.
وقال أبو زيد: عرِب الجرح عَرَبا وحبط حَبَطا إذا بقيت له آثار بعد البُرْء. والعَرَبات: طريق في جبل بطريق مصر. واختلف الناس في العرب أنهم لِمَ سُمُّوا عربا.
فقال بعضهم: أول من أنطق الله لسانه بلغة العرب يَعْرب بن قحطان وهو أبو اليمن، وهم العرب العرابة. ونشأ إسماعيل بن إبراهيم-صلى الله عليهما-معهم فتكاَّ بلسانهم. فهو وأولاده العرب المستعربة.
وقال آخرون: نشأ أولاد إسماعيل بعَرَبة وهي من تهامة فنُسبوا إلى بلدهم.
روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: خمسة أنبياء من العرب.
وهم: إسماعيل، محمد، شعيب، صالح، هود صلى الله عليهم. وهذا يدلّ على أن لسان العرب قديم.
وهؤلاء الأنبياء كلهم كانوا يسكنون بلاد العرب. فكان شُعيب وقومه بأرض مَدْين.
وكان صالح وقومه ثمود ينزلون بناحية الحِجْر.
وكان هود وقومه-وهم عاد-ينزلون الأحقاف من رمال اليمن.
وكانوا أهل عَمَد.
وكان إسماعيل بن إبراهيم والنبي المصطفى محمد صلى الله عليهما من سُكّان الحَرَم. وكلّ من سكن بلاد العرب وجزيرتها ونطق بلسان أهلها فهم عرب: يَمَنهم ومَعَدّهم. والأقرب عندي أنهم سًموا عربا باسم بلدهم: العَرَبات.
وقال إسحق بن الفرج: عَرَبة: باحة العرب، وباحة دار أبي الفصاحة إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام. قال: وفيهما يقول قائلهم:
وعَرْبة أرض ما يُحِلّ حرامهـا من الناس إلاّ اللواذعيّ الحُلاحل يعني النبي صلى الله عليه وسلم أحِلت له مكَّة ساعة من نهار، ثم هي حرام إلى يوم القيامة. قال: واضطرّ الشاعر إلى تسكين الراء من عَرَبة فسكَّنها. وأنشد قول الآخر: ورُجّت باحة العَرَبات رَجّا ترقرق في مناكبها الدماء كما قال: وأقامت قريش بعربة فَتنَّختْ بها وانتشر سائر العرب في جزيرتها، فنُسبوا كلهم إلى عَرَبة؛ لأن أباهم إسماعيل-صلى الله عليه وسلم-بها نشأ "ورَبَل أي كثر أولاده" فيها فكثروا. فلمَّا لم تحتملهم البلاد انتشروا وأقامت قريش بها. وروينا عن أبي بكر الصديق أنه قال: قريش هم أوسط العرب في العرب دارا، وأحسنه جوارا وأعربه ألْسنة. وقال قتادة: كانت قريش تجتبى-أي تختار-أفضل لغات العر، حتى صار أفضل لغاتها لغة لها فنزل القرآن بها. أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: العرَّاب: الذي يعمل العرابات، واحدتها عرابة، وهي شُمُل ضُرُوع الغنم. قال: والعَريبة: الغريبة من الإبل وغيرها. وروى أبو العباس عنه أيضاً أنه قال: العَرَبة: النفْس. قال: وعَرب الرجل إذا غرق في الدنيا. وعَرِب إذا فصُح بعد لُكْنه في لسانه. رعب قال ابن المظفر: الرُعْب: الخوف. وتقول رَعَبت فلانا "رَعْبا ورُعبا" لغتان فهو مرعوب ورعيب. ورعبَّته فهو مُرَعَّب، وهو مُرْتَعِب أي فزع. قال: والحمام الراعبيّ يُرعب في صوته ترعيبا، وهو شدة الصوت تقول: إنه لشديد الرَعْب. وقال رؤبة: ولا أجيب الرَعْب إن دعيتُ ويروى: إن رُقيت. أراد بالرَعْب الوعيد، إن رقيت: أي خُددعت بالوعيد لم أمَقْد ولم أخف. أبو عبيدد: الترْعيب: السَنَام المقطَّع. وقال شمر: ترعيبه: ارتجاجه وسمنه وغلظه، كأنه يرتّج من سمنه. ويقال: أطعمنا رُعْبُوبة من سنام عنده. وهو الرُعَيْب. وكأن الجارية قيل لها: رُعْبُوبة من هذا. وقال الليث: جارية رُعبْوبة: تارة شطبة. ويقال: رُعْبوب. والجميع الرعابيب. وقال الأصمعي: الرُعْبُوبة: البيضاء. وأنشدد الليث: ثم ظللِنا في شواء رُعْببـهُ مُلَهْوج مثل الكشي نُكَشِّبه وقال غيره: يقال لأص الطلعة: رُعبوبة أيضاً. أبو عبيد عن الأصمعي: جاءنا سيل راعب وقد رعب الوادي إذا ملأه-بالراء-وأمَّا الزاعب فهو الذي يَدْفع بعضه بعضا. وقال الليث: التِرْعابة: الفُروقة. أبو العباس عن عمرو عن أبيه قال: المَرْعَبة: القفرة المخيفة. برع أبو عبيد: البارع: الذي قد فاق أصحابه في السُودد. وقد برع يَبْرع وبَرُع يَبْرع براعة فهو بارع. وقال غيره: فلان يتبرَّع بالعطاء أي يتفضل بما لايجب عليه. وقال ابن الأعرابي: البَريعة: المرأة الفائقة الجمال والعقل. وقال غيره: يقال: بَرَعه وفَرَعه إذا علاه وفاقه وكلّ مُشرِف بارعٌ فارع. ربع في الحديث أن النبي-صلى الله عليه وسلم-مرّ بقوم يَرْجعون حجرا فقال: عُمّال الله أقوى من هؤلاء. وفي بعض الحديث: يَرْتَبِعون حجرا. قال أبو عبيدة: الرَبْع: أن يشال الحجرُ باليد، يفعل ذلك لتعرف به شدَّة الرجل. يقال ذلك في الحجر خاصَّة. قال: وقال الأموي مثله في الرَبْع. وقال: المربعة: عصاً يحمل بها الأثقال حتى توضع على ظهور الدوابّ. وأنشدنا: أين الشظاظان وأين المِرببَعه وأين وَسْق الناقة الجَلَنْفعه ابن السكيت: رابعت الرجل إذا رفعت معه العِدْل بالعصا على ظهر البعير. وقال الراجز: يا ليت أم العَمْر كانت صاحبي مكان من أنشأ على الركائب ورابتعني تحت ليل ضـارب بساعد فَعْم وكفّ خاضـب وروى عن النبي-صلى الله عليه وسلم-أنه قال لعديّ بن حاتم قبل إسلامه: إنك تأكل المِربْاع وهو لايَحِل في ددينك. قال أبو عبيد: المِرْباع: شئ كانوا في الجاهلية. يغزو بعضهم بعضا، فإذا غنموا أخذ الرئيس ربع الغنيمة فكان خالصا له دون أصحابه. وقال عبد الله بن عنمة: لك المرباع فيها والصـفـايا وحكمك والنشيطة والفُضُول وقال غيره: رَبَعت القوم أربْعهم رَبْعا إذا أخذت ربع أموالهم أو كنت لهم رابعا. والربع أيضاً: مصدر رَبَعت الَوَتر إذا فتلته على أربع قُوىً.
ويقال: وتر مربوع. عمرو عن أبيه: الرُومي: شراع السفينة الفارغة، والمُرْبع: شراع الَمْلأى. قال: والمتلمِّظة: مقعد الاستيام وهو رئيس الركاب. أبو عبيدة عن الأصمعي: الرَبْع: هو الدار بعينها حيث كانت. والمَرْبع: المنزل في الربيع خاصَّة. وقال شمر: الرُبُوع: أهل المنازل أيضاً. وقال الشماخ: تصيبهم وتخطئني الـمـنـايا وأخْلف في رُبُوع عن ربوع أي في قوم بعد قوم. وقال الأصمعي: يريد: في ربع من أهلي-أي في مسكنهم-بعد ربع. وقال أبو مالك: الربع مثل السَكْن وهما أعل البيت. وأنشد: فإن يك رَبْع من رجالي أصابهم من الله والحَتْم المُطِلّ شعُوب وقال ابن الأعرابي: الرَبَّاع: الرجل الكثير شِرى الرُبُوع، وهي المنازل. وقال شمر: الربع يكون المنزل، وأهل المنزل. قال: وأمَّا قول الراعي: فعجبنا على ربْع بربع تـعـوده من الصيف حَشَّاء والحنين نئوُجُ فان الربع الثاني طرف الجبل. والرِبْع من أظماء الإبل: أن ترد الماء يوما وتدعه يومين ثم ترد اليوم الرابع. وإبل روابع، وقد وردت رِبْعا. وأربع الرجلُ إذا وردت إبله رِبْعا. والرِبْع: الحُمىَّ التي تأخذ كل أربعة أيام، كأنه يُحَمّ فيهما ثم يحمّ اليوم الرابع. يقال: رُبع الرجل وأُرْبع. وقال الهذليّ: من المُرْبِعين ومن آزل إذا جَنَّه الليل كالناحط أبو حاتم عن الأصمعي: أربعت الحُمَّي زيداً إذا أخذته رِبْعا، وأغَبَّته إذا أخذتْه غبَّاً. ورحل مُغِبّ ومُرْبِع-بكسر الباء-وأنشد: من المربعين ومن آزل بكسر الباء، فقيل له: لم قلت: أربعت الحُمَّى زيداً. ثم قلت: من المُرْبِعين؟ فجعلته مرَّة مفعولا ومرَّة فاعلا، فقال: يقال: أرْبع الرجلُ أيضاً. أبو عبيد عن الكسائي: يقال: أربعت عليه الحُمَّى ومن الغبّ: غّبت: قلت: كلام العرب: أربعت عليه الحُمَّى، والرجلُ مُرْبع، بفتح الباء. وقال الأصمعي أيضاً: يقال: أرْبع الرجلُ فهو مُرْبع إذا وُلد له في فتاء سنه. وولده رِبْعيون. وقال الرجز: إن بنيَّ غِلْمة صَـيْفـيونْ أفلح من كان له رِبعيّونْ وقال ابن السكيت: يقال: قد رَبَع الرجل يَرْبع إذا وقف وتحبَّس. وقال الليث: يقال: ارْبع على ظَلْعك، وَارَبْع على نفسك واربع عليك، كل ذلك واحد معباه: انتظر. وقال الأحوص: ما ضرّ جيراننا إذا انتجعوا لو أنهم قبل بينهم رَبَعوا وقال آخر: أرْبَع عند الورود في سُدُم أنقع من غُلَّتي وأجزاؤها قال: معناه: أُلقي في ماء سُدُم وألهج فيه. وفي صفة النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان أطول من المربوع وأقصر من المشذَّب. فالمشذَّب: الطويل البائن. والمربوع: الذي ليس بطويل ولاقصير. وكذلك الرابعة فالمعنى: أنه لم يكن مُفْرط الطول، ولكن كان بين الرَبْعة والمشذَّب. والمربوع من الشعر: الذي ذهب جزء من ثمانية أجزاء من المديد والبسيط التام. والمثلوث: الذي ذهب جزءان من ستة أجزاء. والرَبْعة: الجُوفة. ويقال: رجل رَبْعة وامرأة رَبْعة ورجال ونساء ربعات بتحريك الباء وخولف به طريق ضخمة وضخمات لاستواء نعت الرجل والمرأة في قولك: رجل رَبْعة وامرأة ربعة فصار كالاسم، وجفنة أن يجمع على فعلات مثل تمرات وجفنات، وما كان من النعوت على فعلة مثل شاة لَجْبة وامرأة عَبْلة أن يجمع على فعلات بسكون العين. وإنما جمع رَبْعة على رَبَعات وهو نعت لأنه أشبه الأسماء لاستواء لفظ المذكر والمؤنث في واحده. وقال الفرّاء: من العرب من يقول: امرأة رَبْعة ونسوة رَبْعات، وكذلك رجلرَبْعة ورجال رَبْعون، فيجعله كسائر النعوت ويقال: ارتبع البعيرُ يرتبع ارتباعاً، والاسم الرَبعة، وهو أشدّ عَدْو البعير. وأنشد الأصمعي لبعض الشعراء: واعرورت العُلُطَ العُرْضيّ تركضه أُم الفوارس بالدئداء والـرَبَـعـهْ وقال أبو يحيى بن كُتاسة في صفة أزمنة السنة وفصولها-وكان علاَّمة بها:-أعلم أن السنة أربعة أزمنة. الربيع الأول، وهو عند العامَّة: الخريف. ثم الشتاء ثم الصيف، وهو الربيع الآخر، ثم القَيْظ. قال: وهذا كله قول العرب في الباددية.
قال: والربيع الأوَّل الذي هو الخريف عند الفرس يدخل لثلاثة أيام من أيلول. قال ويدخل الشتاء لثلاثة أيام من كانون الأول، قال: ويدخل الصيف الذي هو الربيع عند الفُرْس لخمسة أيام تخلو من آذار، ويدخل القيظ الذي هو صيف عند الفرس لأربعة أيام تخلو من حزيران. قال أبو يحيى: وربيع أهل العراق موافق لربيع الفُرْس، وهو الذي يكون بعد الشتاء. وهو زمان الوَرْد، وهو أعدل الآونة، وفيه تُقْطَع العُرُوق، ويُشرب الدواء. قال: وأهل العراق يُمطرون في الشتاء كله، ويُخصبون في الربيع الذي يتلو الشتاء، وأما أهل اليمن فإنهم يُمطرون في القَيْظ ويُخصبون في الخريف الذي يسميه العرب الربيع الأول. قلت: وسمعت العرب تقول لأول مطر يقع بالأرض أيام الخريف: ربيع، ويقولون: إذا وقع ربيع بالأرض بعثنا الرواد وانتجعنا مساقط الغيث. وسمعتهم يقولون للنخيل إذا خُرفت وصُرمت: قد تربَّعت النخيل، وإنما سميّ فصل الخريف خريفاً لأن الثمار تخترف فيه. وسمته العرب ربيعاً لوقوع أول المطر فيه. ويقال للفصيل الذي يُنتج في أول النتاج: ربع وجمعه رباع. ومنه قول الراجز: وعلْبة نازعتها رباعي سُميَّ رُبعا لأنه إذا مشى ارتفع ورَبع أي وَسَّع خطوه وعَدا. ورِبْعي كل شئ: أوله: ربعي الشباب ورِبْعي النتاج. يقال سَقْب رِبْعي، وسقاب رِبْيعة: وُلدت في أول النتاج. وقال الأعشى: ولكنها كانت نوىً أجـنـبـيَّة توالى رِبعي السقاب فأصبحا هكذا سمعت العرب تنشده. وفسرّوا لي توالى السقاب أنه من الموالاة، وهو تمييز شئ من شئ، يقال: والينا الفِصْلان عن أمهاتها فتوالت، أي فصلناها عنها عند تمام الحول. ويشتد الموالاة ويكثر حنينها في أثر أمهاتها، ويُتَّخذ لها خندق تحبس فيها، وتُسَرَّح الأمهات في وجه من مراتعها. فإذا تباعدت عن أولادها سُرِّحت الأولاد في جهة غير جهة الأمهات فترعى وحدها فتستمر على ذلك وتُصْحب بعد أيام. أخبر الأعشى أن نوى صاحبته اشتَّدت عليه فحنَّ إليها حنين رِبْعي السقاب إذا وولى عن أمه، وأخبر أن هذا الفصيل يستمر على الموالاة ويُصحب. وأنه دام على حنينه الأول وتمَّ عليه ولم يًصحب إصحاب السَقْب. وإنما فسرت هذا البيت لأن الرواة لمَّا أشكل عليهم معناه تخبطوا في استخراجه وخلّطوا ولم يعرفوا منه ما يعرف من شاهد القوم في باديتهم، والعرب تقول: لو ذهبت تريد ولاء ضَبَّة من تميم لتعذَّر عليك موالاتهم منهم لاختلاط أنسابهم. وقال الشاعر: وكنا خُليطي في الجمال فأصبحت جمالي تُوالى وُلهاً من جمالـك تُوالى أي تُميَّز منها. وجاء في دعاء الاستسقاء: اسقنا غيثاً مَرِيعاً مُرْبعاً. فالمريع: المُخصب الناجع في المال. والمُرْبِع: المُغْنى عن الارتياد لعمومه وأن الناس يربعون حيث كانوا فيقيمون للخِصْب العام. وقال ابن المظفر: يقال: أرْبعت الناقة إذا استغلق رحمُها فلم تقبل الماء. ثعلب عن سلمة عن الفرّاء: يُجمع ربيع الكلأ وربيع الشهور أرْبعة. ويجمع ربيع النهر أرْبعاء. قال: والعرب تذكر الشهور كلها مجرَّدة إلا شهري ربيع وشهر رمضان. وفي الحديث في المزارعة قال: ويشترط ما سقي الربيع يريد النهر، وهو السعيد أيضاً. أبو عبيد عن الفراء: الناس على سكناتهم ونزلاتهم ورباعتهم وربعاتهم يعني على استقامتهم. وقال الأصمعي: يقال: مافي بني فلان أحد يُغني رباعته غير فلان كأنه: أمره وشأنه الذي هو عليه. قال الأخطل: ما في معدّ فتى يغني رِباعته إذا يهمّ بأمر صالح فَعَـلا
اللحياني: قعد فلان الأربعاء والأرْبُعاوَى أي متربعّاً. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الخيل تُثْني وتُرْبِعُ وتُقْرِح، والإبل تُثني وتُرْبع وتُسْدِس وتُبْزل، والغنم تُثني وتُرِبع وتُسْدِس وتَصْلغ. قال: ويقال للفرس إذا استتمَّ سنتين: جذع. فإذا استتم الثالثة فهو ثَنى، وذلك عند إلقائه رواضعه. فإذا استتم الرابعة فهو رَبَاعٍ. قال: أثنى إذا سقطت رواضعه ونبت مكانه سن. فنبات تلك السِنِّ هو الأثناء. ثم تسقط التي تليها عند إرباعه فهي رباعيته فتنبت مكانها سِن فهو رَبَاعٌ والجميع رُبْع وأكثر الكلام رَبَع وأرباع. فإذا حان قُرُوحه سقط الذي يلي رباعيته فينبت مكانه قارحه وهو نابه، وليس بعد القروح سقوط سن ولا نبات سنّ. وقال غيره: إذا طعن البعير في السنة الخامسة فهو جذع، فإذا طعن في السادسة. فهو ثني، فإذا طَعَن في السابعة فهو رَبَاعٍ، والأنثى رباعية فإذا طعن الثامنة فهو سَدُوس وسديس، فإذا طعن في التاسعة فهو بازل. وقال ابن الأعرابي: تُجْذع العناق لسنة وتُثني لتمام سنتين، وهي رباعية لتمام ثلاث سنين وسَدس لتمام أربع سنين صالغ لتمام خمس سنين. وقال أبو فَقْعس الأسدي: وَلَد البقرة أوَّل سنة يبيع، ثم جذع، ثم ثنى، ثم رباع، ثم سدس، ثم صالغ. وهو أقصى أسنانه، روى ذلك أبو عبيد عنه. وقال الأصمعي: للإنسان من فوق ثنيَّتان ورباعيتان بعدهما ونابان وضاحكان وستة أرحاء من كل جانب وناجذان. وكذلك من أسفل. وقال أبو زيد: يقال: لكل خُفّ وظِلْف ثنيَّتان من أسفل فقط. وأمّا الحافر والسباع كلها فلها أربع ثنايا. وللحافر بعد الثنايا أربع رباعيات وأربعة قوراح وأربعة أنياب وثمانية أضراس. الليث: يوم الأربعاء بكسر الباء ممدود. ومنهم من يقول: أربعاء حمله على أسعِداء. ويقال: رُبعت الأرض فهي مربوعة إذا أصابها مطر الربيع. وأنشد غيره:
بأفنان مربوع الصريمة مُعْبِل قال: والربيعة: بَيْضة السلاح. وكذلك قال ابن الأعرابي ومرابيع النجوم: التي يكون بها المطر في أول الأنواء. وقال أبو زيد: استربع الرملُ إذا تراكم فارتفع. وأنشد: مستربع من عجاج الصيف منخول ابن السكيت: ربيع رابع إذا كان مُخصباً. واستربع البعير للسَيْر إذا قوى عليه. ورجل مستربع بعمله أي مستقل به قوىّ عليه. وقال أبو وَجْزة: مستربع بُسرى الموماة هيَّاج وأما قول صخر: كريم الثنا مستربع كل حاسد فمعناه: أنه يحمل حسده ويقدر عليه: وهذا كله من رَبْع الحجر وإشالته: وتربعت الناقة سناماً طويلاً أي ححملته. وأما قول أبي وجزة: حتى إذا ما إيالات جرت بُـرُحـاً وقد رَبَعن الشوى من ماطرٍ ماج فإن معنى "ربعن": أمطرن من قولك: رُبعنا أي أصابنا مطر الربيع. وأراد بقوله: "من ماطر" أي من عرق "ماج": مِلْح. يقول: أمطرت قوائمهن من عرقهن. والمرتَبِع من الدواب: الذي رعى الربيع فسمن ونشط، ويقال: تربّعنا الحَزْن والصَمَّان أي رعينا بقولها الشتاء. وتربت الإبل بمكان كذا أي أقامت به وأنشدني ارابي: تربَّعت تحت السُميّ الـغُـيَّمِ في بلد عافى الرياض مُبْهِم عافى الرياض أي رياضه عافية لم تُرْع. مُبْهِم: كثير البُهْمي. وأما قول الشاعر: يداك يد ربـيع الـنـاس فـيهـا وفي الأخرى الشهور من الحرام فإنه أراد أن خصب الناس في إحدى يديه لأنه يَنْعش الناس بسيبه، وأن في يده الأخرى الأمن والحيطة ورعى الذمام. وأما قول الفرزدق: أظنّك مفجوعا بُرْبع منافـق تلبس أثواب الخيانة والغدر فإنه أراد أن يمينه تقطع فيذهب ربع أطرافه الأربعة. وأما قول الجعديّ: وحائل بازل تربعَّت الصي ف طويل العفاء كالأُطُم فإنه نصب "الصيف" لأنه جعله ظرفاً، أي تربعت في الصيف سناماً طويل العفاء أي حملته. فكأنه قال: تربعَّت سناماً طويلاً كثير الشحم. وقال ابن السكيت في قول لبيدد يصف الغيث: كأن فيه لما ارتفقت لـه رَيْطاً ومِربْاع غانم لجبا
قال: ذكر السحاب. والارتفاق: الاتكاء على المرفق. يقول: اتكأت على مرفقي أشيمه ولا أنام. شبَّه تّبوُّج البرق فيه بالريط الأبيض. والرَيْطة: مُلاءة ليست بملفقة. وأراد بمرباع غانم صوب رعده. شبَّهه بمرباع صاحب الجيش إذا عُزل له رُبع النهب من الإبل فتحانَّت عندد الموالاة. فشبَّه صوت الرعد فيه بحنينها. قال: وفي بني عُقيل ربيعتان: ربيعة بن عُقيل، وهو أبو الخُلعاء. وربيعة بن عامر بن عُقيل. وهو أبو الأبرص وقحافة وعَرْعَرة وقُرّة. وهما ينسبان: الربيعَّيين. ويقال لولد الناقة يُنتج في أول النتاج: رُبع، والأنثى رُبعة. والجميع رباع. وإذا نسب إليه فهو ربعي. وإذا نسب إلى الربيع قيل: ربيعي. وإذا نسب إلى ربيعة الفرس فهو ربعي. واليرابيع: جمع اليَرْبوع. وترابيع المتن: لحمه، ولم أسمع لها بواجد. وقال ابن الأعرابيّ: الربَّاع: الكثير شرى الرباع وهي المنازل. قال: والربيعة: الروضة. والربيعة: المزادة. والربيعة: بيضة الحرب: والربيعة: العتيددة. والربيعة: الحجر الذي يشال. وأنشد الأصمعي قول الشاعر: فوه ربـيع وكـفَّـه قـدح وبطنه حين يتكيّ شَرَبَـهْ يَسَّاقط الناس حوله مرضـا وهو صحيح ما إن به قَلَبْه أراد بقوله: فوه ربيع أي نهر لكثرة شربه وجمعه أربعاء. ومنه الحديث: إنهم كانوا يُكرون الأرض بما ينبت على الأربعاء. وقال ابن هانئ: قال أبو زيد: يقال: بيت أُرْبعاواء على أفعلاواء. وهو البيت على طريقتين وثلاث وأربع وطريقة واحدة. فما كان على طريقة فهو خباء. وما زاد على طريقة فهو بيت. والطريقة: العمد الواحدد، وكل عمود طريقة. وما كان بين عمودين فهو مَتْن. بعر البَعْر لكلّ ذي ظلف ولكل ذي خخلإفّ من الإبل والشاء وبقر الوحش والظباء، ما خلا البقر الأهلي فإنها تخثى، وهو خثيها. والأرانب تبعر أيضاً. والمبعار: الشاة والناقة تباعر حالبها، وهو البِعْار، ويُعدّ عيبا؛ لأنها ربما ألقت بعرها في المِخْلَب. ومباعر الشاه والإبل: حيث تُلقى البعر منه، واحدها مَبْعر. الأصمعي: البعير من الإبل بمنزلة الإنسان: يقع على الجمل والناقة إذا أجذعا. يقال: رأيت بعيرا، ولاتبالى ذكرا كان؛ وأنثى، ويجمع البعير أبعرة في الجمع الأقل، ثم أباعر وبُعرانا. وبنو تميم يقولون: بعير، بكسر الباء. وشعير، وسائر العرب يقولون، بعير، وهو أفصح اللغتين. ويجمع البعر أبعارا. وهي البَعْرة الواحدة. ثعلب عن ابن الأعرابي: البُعيرة: تصغير البَعْرة وهي الغضبة في الله عز وجل. وقال أبو عمرو: البَعَر: الفقر التام الددائم. وقال ابن هانئ: من أمثالهم: أنت كصاحب البَعْرة. وكان من حديثه أن رجلا كانت له ظنَّة في قومه فجمعهم ليستبرئهم وأخذ بَعْرة، فقال: إني رام ببعرتي هذه صاحب ظِنتي. فجفل لها أحدهم وقال: لاترمني بها، فأقرَّ على نفسه، فذهبت مثلا. يقال عنه المَزْرِبةٍ على من أقرَّ على نفسه. عبر
قال الله-جل وعزَّ-: (إن كنتم للرؤيا تعبرون) سمعت المنذريّ يقول: سمعت أبا الهيثم يقول: العابر: الذي ينظر في الكتاب فبعبره أي يعتبر بعضه ببعض حتى يقع فهمه عليه. ولذلك قيل: عبر الرؤيا، واعتبر فلان كذا. وقال غيره: أخذ هذا كله من العبر وهو جانب النهر. وفلان في ذلم العِبْر أي في ذلك الجانب. وعبرت النهر والطريق عُبُورا إذا قطعته من هذا الجانب إلى ذلك الجانب، فقيل لعابر الرؤيا: عابر لأنه يتأمل ناحيتي الرؤيا فيتفكر في أطرافها ويتدبر كلّ شئ منها ويمضى بفكره فيها من أول ما رأى النائم إلى آخر ما رأى. وقال أبو العباس أحمد بن يحيى في قول الله-جل ذكره-: (إن كنتم للرؤيا تعبرون): ددخلت اللام في قوله: "للرؤيا تعبرون": لأنه أراد: إن كنتم للرؤيا عابرين وإن كنتم عابرين الرؤيا، وتسمَّى هذه اللام لام التعقيب لأنها عقَّبت الإضافة. أبو عبيد عن أبي زيد: عبرت النهر والطريق عُبُورا، وعبرت الرؤيا عَبْرا وعبارة. واستعبرت فلانا رؤياي، وعبرت الكتاب أعبره عَبْرا إذا تدبَّرته في نفسك ولم ترفع به صوتك. ورُى عن أبي رزين العُقيلي أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: الرؤيا على رِجْل طائر، فإذا اعُبِّرت وقعت، فلا تقصها إلا على واد أو ذي رأى. قال الزجاج: إنما قال: لاتقصها إلى على وادّ أو ذي رأي لأن الواد لايحب أن يستقبلك في تفسيرها إلا بما تحب. وإن لم يكن عالما بالعبارة لم يعجل لك بما يغمك، لا أن تعبيره يزيلها عمَّا جعلها الله عليه. وأما ذو الرأي فمعناه: ذو العلم بعبارتها، فهو يخبرك بحقيقة تفسيرها، أو بأقرب ما يعلمه منها. ولعله أن يكون في تفسيرها موعظة تردعك عن قبيح أنت عليه، أو يكون فيها بشرى، فتحمد الله على النعمة فيها. وقال الله-عز وجل-: (فاعتبروا يا أولى الأبصار) أي تدبّروا وانظروا فيما نزل بقُريظة والنضير، فقايسوا أفعالهم واتعظوا بالعذاب الذي نزل بهم. وقال أبو زيد: يقال: عبر الرجلُ يَعْبر عَبَرا إذا حزن. وفلان عُبْر أسفار إذا كان قويا على السفر. والعُبْر أيضا: الكثير في كل شئ. ورأى فلان عُبْر عينه في ذلك الأمر ما يُسْخن عَيْنه. ثعلب عن ابن الأعربي قال: العُبْر من الناس: القُلْف، واحدهم عَبُور. والعُبْر: السحائب التي تسير سَيْرا شديدا. والعُبْر: الثَكْلى. والعَبْر: الناقة القويَّة على السفر. والعُبْر: البكاء بالحزن، يقال: لأمة العُبْر والعَبَر. قال: والعِبَار: الإبل القويّة على السير، يقال للناقة هي عُبْر سَفر. أبو عبيد عن الكسائي: أعبرت الغنم إذا تركتها عاما لاتُجزُّها. وغلام مُعْبر إذا كاد أن يحتلم ولم يُخْتن. وناقة عِبْر أسفار: تُقطع الأسفار عليها بالكسر. أبو عبيدة: العَبيِر عند أهل الجاهلية: الزعفران. وقال ابن الأعرابي: العَبيرِة: الزعفرانة. وقال الليث: العَبيِر: ضرب من الطيب قال: والمَعْبَر: شط نهر هو للعبور. والمعبرة: سفينة يعبر عليها النهر. وعبر فلان عن فلان تعبيراً إذا عَيّ بحجَّته فتكلم عنه بها. قال: وعبَّرت إذا الدنانير تعبيراً إذا وزنتها ديناراً ديناراً. وأمَّا قول الله-جل وعز-: (ولاجنبا إلا عابري سبيل) فمعناه: إلا مسافرين؛ لأن المسافر قد يعوزه الماء. وقيل: إلا مارين في المسجد غير مريدين الصلاة. وقال الليث: العِبْرة: الاعتبار بما مضى. والشُعري العبور، وهما شعريان. إحداهما الغُميضاء، وهو أحد كوكبي الذراعين. وأمَّا العَبُور فهي مع الجوزاء تكون نيّرة. سميّت عَبُورا لأنها عَبَرت المَجَّرة وهي شأمية. وتزعم العرب أن الأخرى بكت على أثرها حتى غمصت فسميت الغُميصاء. وقال الليث: عَبْرة الدمع: جَرْيه. قال: والدمع نفسه يقال له: عَبْرة. ومنه قوله. وإن شفائي عَبْرة إن سفحتها ورجل عَبْران وامرأة عَبْرى إذا كان حزينين. أبو عبيد عن الأصمعي: من أمثالهم في عناية الرجل بأخيه وإيثاره إيَّاه على نفسه قوله: لك ما أبكى ولاعَبْرة بي، يضرب مثلا للرجل يشتدّ اهتمامه بشأن أخيه. ويقال: عبّر بفلان هذا الأمر إذا اشتدّ عليه. ومنه قول الهذليّ: ما أنا والسيرَ في مَتْلف يعبّر بالذكر الضابط ويقال: عَبَر فلان إذا مات فهو عابر، كأنه عبر سبيل الحياة. وأنشد أبو العباس: فإن نَعْبرُ فان لنـا لُـمـاتٍ وإن نُغبر فنحن على نذور
سلمة عن الفرّاء: العَبَر: الاعتبار. والعرب تقول: اللهم اجعلنا ممَّن يَعبر الدنيا ولايُعبرها أي ممّن يعتبر بها ولايموت سريعاً حتى يرضيك بالطاعة. وقال الأصمعي: يقال في الكلام: لقد أسرعت استعبارك الدراهم أي استخراجك إياها. ويقال: عَبَرت الطير أعبُرها وأعبرها إذا زجرتها. وقال ابن شميل: عبرت متاعي أي باعدته. والوادي يعبر السَيْل عنا أي يباعده. أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: العَبَّار: الجمل القويّ على السير. والمُعْبَر: التيس الذي تُرك عليه شعره سنواتٍ فلم يُجزّ. وقال بِشر بن أبي خازم: جَزيز القفا شبعان يربض حَجْـرةً حديث الخصاء وارم العَفْل مُعْبرُ وقال اللحياني: العَبُور من الغنم: فوق العظيم من إناث الغنم. يقال: لي نعجتان وثلاث عبائر. وغلام مُعْبر إذا كبر ولم يُخْتن. وإنه لينظر إلى عبر عينه إذا كان ينظر إلى ما يُعبر عينه أي يُسْخنها. وقال الأصمعي: العُبْري من السِدْر: ما كان على شطوط الأنهار. وقال اللحياني العُمْريّ والعُبْريّ من السِدْر: الذي يشرب من المياه. قال: والذي لايشرب من المياه ويكون بَريّا يقال له الضال. وروى ابن هانئ عن أبي زيد: يقال للسِدر وما عظم من العوسج: العُبْريّ. وقال أبو سعيد: العُبْري والعُمْري: القديم من السِدّر. عمر قال الله-جل وعز-في كتابه المنزل عليه: (لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون) روى أبو الجوزاء عن ابن عباس في قوله: "لعمرك" يقول: بحياتك. قال: وما أقسم الله تعالى بحياة أحد إلا بحياة النبي صلى الله عليه وسلم. وأخبر المنذريّ عن ابن الهيثم أنه قال: النحويون ينكرون هذا، ويقولون: معنى "لعمرك": لَددِينك الذي تعمر. وأنشد: أيها المنكح الثريا سهيلا عَمْرك الله كيف يلتقيان قال: عمرك الله أي عبادتك الله، فنصب. وأنشد: عمرك الله ساعةً حدثـينـا وذَرِينا من قول من يؤذينا فأوقع الفعل على الله في قوله: عَمْرك الله. قال: وتدخل اللام في لعمرك، فإذا أدخلتها رفعت بها فقلت: لَعْرُك، ولعمر أبيك. قال: فإذا قلت: لعمر أبيك الخير نصبت الخير وخفضت فمن نصب أراد أن أباك عَمَر الخير يَعْمُره عَمْراً وعمارة، ونصب الخير بوقوع العَمْر عليه، ومن خفض "الخير" جعله نعتاً لأبيك. أبو عبيد عن الكسائي: عَمْرَك الله، لاأفعل ذاك نصب على معنى: عمرَّتك الله أي سألت الله أن يعمرك، كأنه قال: عمرَّت الله إياك. قال: ويقال: بأنه يمين بغير واو. وقد يكون عَمْر الله، وهو قبيح قال: والعَمْر والعُمر واحد. وسمّى الرجل عَمْرا تفاؤلا أن يبقى. وعَمْرك الله مثل ناشدتك الله. وقال أبو عبيد: سألت الفرّاء لم ارتفع "لعمرك" فقال: على إضمار قسم ثان، كأنه قال: وعَمْرِك فلعمرُك عظيم، وكذلك لحياتك مثله. قال: وصدَّقه الأحمر؛ وقال: الدليل على ذلك قول الله-جلّ وعزَّ-: (الله لا إله إلاَّ هو ليجمعنَّكم) كأنه أراد: والله ليجمعنكم فأضمر القسم. وقال أبو العباس أحمد بن يحيى: قال الأخفش في قوله: "لعمرك إنهم": وعَيْشِك، وإنما يريد به العُمْر. وقال أهل البصرة: أضمر له ما يرفعه: لعمرك المحلوف به. قال الفرّاء: الأيمان يرفعها جواباتها. وقال: إذا أدخلوا اللام رفعوا. وقال المبرّد في قولك: عَمْرَ اللهَ: إن شئت جعلت نصبه بفعل أضمرته، وإن شئت نصبته بواو حذفته: وعمرك الله. وإن شئت كان على قولك: عمرّتك الله تعميرا، ونشدتُك الله نَشْدا، ثم وضعت "عمرك" في موضع التعبير وأنشد فيه: عَمْرتُك الله إلاّ ماذكرت لنـا هل كنتِ جارتنا أيام ذي سَلَم يريد: ذكرّتك. وقال الليث: تقول العرب: لعمرك، تحليف بعُمر المخاطب. قال: وقد نُهى عن أن يقال: لعمر الله. قال: وتقول: إنك عمري لظريف. وأخبرني المنذريّ عن الحرّاني عن ابن السكيت قال: يقال: لعمرك ولعمر أبيك ولعمر الله مرفوعة. قال: والعَمْر والعُمْر لغتان فصيحتان، يقال: قد طال عَمْره وعُمره؛ فإذا أقسموا فقالوا: لعَمرك وعمرِك "وعمري" فتحوا العين لاغير. قال: وأمَّا قول ابن أحمر: ذهب الشباب وأخلف العَمْر
فيقال: إنه أراد العُمر، ويقال: أراد بالعَمْر الواحد من عمور الأسنان وبين كل سِنَّين لحم متدلٍ يسمى العًمْر وجمعه عُمُور. وأخبرني المنذريّ عن ثعلب عن ابن الأعرابي أنه ىقال: عَمَرت ربيّ أي عبدته. وفلان عامر لربّه أي عابد. قال: ويقال: تركت فلانا يعمرُ ربَّه أي يعبده. وقال الله-جل وعز-: (هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها) أي أذن لكم في عمارتها واستخرج قُوتكم منها. وقوله-جل وعز-: (وما يَعمَّر من معمَّر ولاينقص من عمره إلا في كتاب) وفُسر على وجهين: قال الفرّاء: مايطوَّل من عمر من عمر معمَّر ولاينقص من عُمره يريد آخر غير الأول، ثم كنى بالهاء كأنه الأول. ومثله في الكلام: عندي درهم ونصفه: المعنى: ونصف آخر، فجاز أن يقول: نصفه؛ لأن لفظ الثاني قد يُظهر كلفظ الأول، فكنى عنه كناية الأول. قال: وفيها قول آخر: "ما يعمرّ من معمَّر ولاينقص من عمره". يقول: إذا أتى عليه الليل والنهار ونقصا من عمره. والهاء في هذا المعنى للأول لالغيره؛ لأن المعنى: ما يطوَّل ولايذهب منه شئ إلاّ وهو مُحصى في كتاب. وكلُّ حسن، وكأن الأول أشبه بالصواب، وهو قول ابن عباس، والثاني قول سعيد بن جبير. وقال الله-جل وعزَّ-: (وأتموا الحج والعمرة لله) والفرق بين الحج والعمرة أن العمرة تكون في السنة كلها، والحجّ لايجوز أن يُحْرم به إلاّ في ذي الحجَّة. وتمام العمرة أن يطوف بالبيت ويسعى بين الصفا والمروة. والحجّ لايكون إلا مع الوقوف بعرفة يوم عرفة والعمرة مأخوذ من الاعتمار وهو الزيارة. يقال: أتانا فلان معتمراً أي زائراً. ومنه قوله: وراكبٌ جاء من تَثْليث معتمرُ ويقال الاعتمار: القصد، وقال: لقد سما ابن معمر حين اعتمر المعنى: حين قصد مغزيّ بعيدداً. وقيل: إنما قيل للمُحْرِم بالعمرة: معتمر لأنه قصد لعمل في موضع عامر، فلهذا قيل: معتمر. ومكان عامر: ذو عمارة. ويقال لساكن الددار: عامر والجميع عُمَّار. أبو عبيدة عن الأصمعيّ: عَمِر الرجلُ يَعْمَر عَمَرا أي عاش. وعمر فلان بيتاً يًعْمُره. وأنشد محمد بن سَلاَّم كلمة جرير: لئن عَمِرت تَيْم زمانا بِـغـرة لقد حُديت تيمٌ حُداء عصبصبا وقال اللحياني: دار معمورة: يسكنها الجِن. ويقال: عمرِ مالُ فلان يَعْمَر إذا كثر. وأتيت أرض بني فلان فأعمرتها أي وجدتها عامرة. المَعْمَر: الذي يقام به. وقال طرفة: يالكِ من قُبَّرة بمَعْمَر وقال آخر: يَبْغينك في الأرض مَعْمَرا أي منزلا. وقال الليث: العَمْر: ضرب من النخل، وهو السَحوق الطويل. قلت: غلط الليث في تفسير العَمْر، والعُمْر: نخل السُكر يقال له: العُمْر، وهو معروف عندد أهل البحرين. وأنشد الرياشيّ في صفة حائط نخل: أسْود كالليل تددجَّى أخضرُهُ مخالط تعضوضُه وعُمُرهْ بَرْنيَّ عَيْددَانٍ قليلا قَشَرُهُ
والعضوض: ضرب من التمر سَرِىّ. وهو من خير تُمران هجر، أسود عَذْب الحلاوة. والعُمْر: نخل السُكّر سَحُوقا كان أو غير سحوق. وكان الخليل بن أحمد من أعلم الناس بالنخيل وألوانه. ولو كان الكتاب من تأليفه ما فسرّ العمر هذا التفسير. وقد أكلت أنا رُطب العُمْر ورُطَب التعضوض وخرفتهما من صغار النخل وعَيْدانها وجَبّارها. ولولا المشاهدة لكنت أحد المغترّين بالليث وخليله وهو لسانه. أبو العباس عن ابن الأعرابي: يقال رجل عَمَّار إذا كان كثير الصلاة كثير الصيام. ورجل عَمَّار مُوَقَّي مستور، مأخوذ من العَمَر وهو المنديل أو غيره تغطيِّ به الحُرَّة رأسها، ورجل عمَّار وهو الرجل القويّ الإيمان الثابت في أمره الثخين الوَرَع، مأخوذ من العمير، وهو الثوب الصفيق النسيج القويّ الغَزْلِ الصبور على العمل. قال: والعَمَّار الزْين في المجالس مأخوذ من العَمْر وهو القُرْط والعَمّار: الطّيب الثناء والطيب الروائح مأخوذ من العَمَار وهو الآوس. قال: وعمَّار المجتمع الأمر اللازم للجماعة الحِدب على السلطان مأخوذ من العمارة وهي القبيلة المجتمعة على رأي واحد. قال: وعمَّار: الرجل الحليم الوّقور في كلامه وفعاله، مأخوذ من العمارة، وهي العمامة. وعَمَّار مأخوذ من العَمْر وهو البقاء، فيكون باقياً في إيمانه وطاعته وقائماً بالأمر والنهى إلى أن يموت قال: وعَمَّار: الرجل يجمع أهل بيته وأصحابه على أدب رسول الله صلى الله عليه وسلم والقيام بسُنتّه، مأخوذ من العَمَرات وهي اللحمات التي تكون تحت اللحيَّ، وهي النغانع واللغاديد. وهذا كله محكيّ عن ابن الأعرابي. وقالو أبو عبيدة: في أصل اللسان عَمْرتان. ويقال عُمَيميرتان، وهما عظمان صغيران في أصل اللسان. والعَميِرة: كُوَّارة النَحْل. وقال ابن الأعرابي: يقال كثير بثير بجير عمير، هكذا قال بالعين. قال: والمعمور: المخدوم. وعمرت ربي وججته أي خدمته. ويقال للصنَبُع: أمُّ عامر كأن ولدها عامر ومنه قول الهذليّ: وكم من وجار كَجْيب القميص به عامـر وبـه فُـرْعـل ومن أمثالهم: خامري أمّ عامر، ويضرب مثلا لمن يُخدع بلين الكلام. ويقال: تركت القوم في عَوْمرة أي في صياح وجلبة. والعمارة: الحيّ العظيم تنفرد بظَعْنها وإقامتها ونُجعتها. وهو من الإنسان: الصّدْر، سميّ الحيّ العظيم عمارة بعمارة الصدر، وجمعها عمائر. ومنه قول جرير: يجوس عمارة ويكفّ أخرى لنا حتىّ نجاوزهـا دلـيل ورُوى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لاتُعْمِروها ولاتُرقبوا، فمن أُعْمر داراً أو أُرْقبها فهي له ولورثته من بعده. وقال أبو عبيد: هي العُمْري والرقْبي. والعُمْري: أن يقول الرجل للرجل: داري هذه لك عمرك أو يقول: داري هذه لك عمري، فإذا قال ذلك وسلَّمها إليه كانت للمعمر ولم ترجع إلى المعمر إن مات. وأمّا الرُقْبي: فأن يقول الذي أرقبها: إن متَّ قبلي رجعت إليّ، وإن متُّ قبلك فهي لك. وأصل العمري مأخوذ من العُمْر، وأصل الرقبي من المراقبة، فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم هذه الشروط وأمضى الهبة. وهذا الحديث أصل لكلّ من وهب هبة فشرط فيها شرطاً بعد ما قبضها الموهوب له: أن الهبة جائزة والشرط باطل. وقال أبو إسحق في قول الله-جل وعزًّ-: (والبيت المعمور): جاء في التفسير أنه بيت في السماء بإزار الكعبة، يدخله كلَّ يوم سبعون ألف ملكٍ يخرجون منه ولا يعودون إليه. وقال الأصمعي: العُبْري والعُمْريّ: السِدْر الذي يَنبت على الأنهار ويشرب الماء. وقال أبو العَمَيْل الأعرابي: العُبْريّ والعمريّ من السِدْر: القديم، على نهر كان أو غيره. قال: والضال: الحديث منه. وأنشد قول ذى الرمة: قطعت إذا تجوّفت العواطـي ضروب السدر عُبريا وضالا وقال: الظباء لاتكنس بالسدر النابت على الأنهار. وقال أبو سعيد الضرير: القول ما قال أبو العميثل، واحتجّ هو أول غيره بحديث محمدد ابن مَسْلَمة ومَرْحب.
قال الراوي لحديثهما: ما رأيت حربا بين رجلين قط علمتها مثلها. قام كلُّ واحد منهما إلى صاحبه عند شجرة عُمْريَّة، فجعل كلُّ واحد منهما يلوذ بها من صاحبه. فإذا استتر منها بشئ خذم صاحبه ما يليه حتى يُخلص إليه. فما زالا يتخذَّمانها بالسيف حتى لم يبق فيها غُصن، وأفضى كل واحد منهما إلى صاحبه، في حديث طويل. أبو عبيد عن أبي عبيدة: العَمَار: كلّ شئ علا الرأس من عمامة أو قلنسوة أو غير ذلك. ويقال للمعتمّ: مُعتمر. وقال بعضهم في قول الأعشى: ?ورفعنا عمارا أي قلنا عمّرك الله أي حيَّاك الله. وقال ابن السكيت: العامران في قيس: عامر بن مالك بن جعفر. وهو مُلاعِب الأسنَّة، وهو أبو براء، وعامر بن الطُفيل بن مالك بن جعفر. قال: والعُمران أبو بكر وعُمر، فغلّب عمر لأنه أخف الاسمين. قال: وقيل: سُنَّة العُمرين قبل خلافة عمر بن عبد العزيز. وقال أبو عبيدة نحوه. قال: فإن قيل: كيف بدئ بعمر قبل أبي بكر وهو قبله، وهو أفضل منه فإن العرب يفعلون مثل هذا، يبدءون بالأخس؛ يقولون: ربيعة ومضر، وسُليم وعامر، ولم يترك قليلا ولا كثيراً. وقال أبو يوسف: قال الأصمعي: حدثنا أبو هلال الراسبيّ عن قتادة أنه سئل عن عتق أمَّهات الأولاد، فقال: أعتق العُمران فيمن بينهما من الخلفاء أمهات الأولاد، ففي قول قتاددة: العُمران: عمر بن الخطَّاب وعمر بن عبد العزيز. وقال أبو عبيد: يقال: عمر الله بك منزلك وأعمر، ولايقال: أعمر الله منزله، بالألف. وقال يعقوب بن السكيت: العَمْران: عمرو بن جابر بن هلال بن عُقيل بن سُميّ بن مازن بن فزارة، وبدرْ بن عمرو بن جُؤيَّة بن لوْذان بن ثعلبة بن عديّ بن فزارة وهما روقا فزارة. وأنشد لقُراد بن حنش يذكرهما: إذا اجتمع العمران عمرو بن جابر وبدر بن عمرو خلت ذُبيان تُبعا أبو العباس عن ابن الأعرابي: أبو عمرة: كنية الجوع، وأبو عُمير: كنية فرج الرجل. وقال الليث: الإفلاس يكنى أبا عَمْرة. وقال ابن الأعرابي: كنية الجوع أبو عمرة، وأنشد: إنا أبا عمرة شرّ جار وقال ابن المظفر: كان أبو عمرة رسول المختار. وكان إذا نزل بقوم حلّ بهم البلاءُ من القتل والحرب. ويعْمُر الشُّداخ أحد حكَّام العرب. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: اليعامير: الجداء، واحدها يَعْمور. وأنشد: مثل الذميم على قُزْم اليعامير وجعل قطرب اليعامير شجلااً، وهو خطأ. وقال أبو الحسن اللحياني: سمعت العامريَّة تقول في كلامها: تركتم سامرا بمكان كذا وعامرا. قال أبو تراب: فسألت مصعبا عن ذلك فقال: مقيمين مجتمعين. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: العَمَر ألاّ يكون للحُرَّة خمار ولاصَوْقعة تغطي رأسها، فتدخل رأسها في كُمّها. وأنشد: قامت تصلى والخِمْار من عمر قال: والعَمْر حلقة القْرط العليا، والخَوْق: حَلْقة أسفل القُرّط. والعَمْرة: خرزة الحُبّ. والعُمْرة: طاعة الله-جل وعزَّ- معر قال ابن المظفر: مَعِر الظُفُر يَمْعر مَعَرا إذا أصابه شئ فنصل. قال: ويقال: غضب فلان فتعمَّر لونُه إذا تغيَّر وعَلَتْه صُرة. وقال ابن الأعرابي: الممعور: المقطِّب غضبا لله. وقال: يقال: معِر الرجل وأمعر ومَعَّر إذا فنى زاده. وقال شمر: قال ابن شميل: إذا أنفقأت الرْهصة من ظاهر فذلك المَعَر، وقد معرت معرا، وجمل معر، وخُف مَعِر: لاشعر عليه. وفي الحدديث: ما أمعر حاجّ قط معناه: ما افتقر. وأصله من مَعَر الرأس. وقال أبو عبيد: الزَمِر والمَعِر: القليل الشعر. وأرض معرة إذا انجرد نبتها. وأمعر القومُ إذا أجدبوا. وتمعرّ رأسه إذا تمعَّط. وأمعرت المواشي الأرض إذا رعت شجرها فلم تدع شيئاً يُرْعى. وقال الباهلي في قول هشام أخي ذي الرمة: حتى إذا أمعروا صَفْقَيْ مباءتهم وجرّد الخَطْب أثباج الجراثيم قال: أمعروه: أكلوه. وأمعر الرجلُ إذا أفتقر، فهو لازم وواقع. ومثله: أملق الرجل إذا افتقر، وأملقته الخطوب أي أفقرته. رعم قال الليث: رعمت الشاة تَرْعم فهي رَعُوم. وهو داء يأخذها في أنفها فيسيل منه شئ يقال له: الرُعام. قال: ورَعوم: اسم امرأة.
أبو عبيد عن أبي زيد: الرَعُوم-بالراء-: من ةالشاء التي يسيل مخاطها من الهُزال وقدأرْعمت إرعاماً إذا سال رُعامها وهو المُخاط. ويقال: كِسْر رِعم: ذو شحم. والرِعْم: الشَحْم.
وقال أبو وجزة:
فيها كسورٌ رِعَمات وسُدُفْ
ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الرَعام واليعمور: الطِليّ وهو العريض. ويقال رَعَمْت الشمس إذا نظرت وجوبها. وقال الطرِمَّاح:
ومُشـيحٍ عَـدْوه مِـتْـاقَ يَرْعم الإيجاب قبل الظلام
أي ينتظر وجوب الشمس.
عرم
الليث: عَرَم الإنسان يَعْرم عَرَامة فهو عارم، وأنشد:
إني امرؤ يُذب عن محارمي بَسْطة كَفّ ولسانٍ عـارمِ
وعُرام الجيش: حَدّهم وشِرَّتهم وكثرتهم.
وأنشد:
وليلة هول قد سَـريت وفِـتْـيةٍ هديتُ وجمع ذي عُرام مُلادس
ثعلب عن ابن الأعرابي: العَرِم: الجاهل، وقد عَرَم يَعْرُم وعَرُم وعَرِم.
وقال الفرّاء: العُراميّ من العُرَام وهو الجهل.
أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: يقال لقشور العَوْسج: العُرَام، وأنشد:
وبالثُمَام وعُرام العَوْسَج
قال: والعَرِم: السَيْل الذي لايطاق.
قال الله-جل وعز- (فأرسلنا عليهم سيل العَرِم).
قال أبو عبيدة: العَرِم جمع العرمة وهي السِكْر والمُسَنَّاة. وقيل: العَرِم: اسم واد. وقيل: العَرِم ههنا: اسم الجُرذ الذي بثق السِكْرِ عليهم، وهو الذي يقال له: الخَلْدد أبو العباس عن ابن الأعرابي: من أسماء الفأر البِرّ والثُعْبة والعَرِم. وقل: العَرِم: المطر الشديد. وكان قوم سبأ في نَعْمة ونِعمة وجنان كثيرة. وكانت المرأة منهم تخرج وعلى راسها الزبيل فتعتمل بيديها وتسير بين ظهراني الشجر المثمر فيسقط في زبيلها ما تحتاج إليه من ثمار الشجر، فلم يشكروا نعمة الله، فبعث الله عليهم جُزرا وكان لهم سِكْر فيه أبواب يفتحون ما يحتاجون إليه من الماء، فنقبه ذلك الجُرذ حتى بثق عليهم السِكْر فغرَّق جنانهم. وقال أبو العباس: قال ابن الأعرابي: يوم عارم: ذو نهاية في البَرْد نهاره وليله. وأنشد:
وليلة إحدى اللياي الـعُـرَّم بين الذراعين وبين المِرْزَم
تهُمّ فيها العَنْز بالتكـلُّـم.
أبو عبيد عن الأصمعي قال: الحيَّة العَرْماء: التي فيها نقط سود وبيض. وقال أبو عبيد: ورُوى عن مُعاذ بن جبل أنه ضحىّ بكبشين أعرمين. وأنشد الأصمعي:
أبا معقل لاتوطِـئْنـك بَـغَـاضـى رؤس الأفاعي في مراصدها العُرْم
وحكى عن أبي عمرو بن العلاء أنه قال: الأقلف يقال له: الأعرم. وروى عمرو عن أبيه أنه قال: العرامين: القُلْفان من الرجال. قال: والعُرمان: الأكرة، واحدهم أعرم. قلت: ونون العرامين والعُرْمان ليست بأصلية. يقال: رجل أعرم ورجال عُرْمان ثم عرامين جمع الجمع. وسمعت العرب تقول لجمع القِعْدان من الإبل: القعادين، والقِعْدان جمع القَعُود، والقعادين نظير العرامين. وقال ابن الأعرابي: العريم: الداهية. وقال ابن شميل عن الهمداني: العَرِم والمِعْذار: مايُرْفع حول الدبرة. شمر عن ابن الأعرابي: العَرَمة: أرض صُلْبة إلى جَنْب الصمَّان. وقال رؤبة.
وعارض العِرْض وأعناق العَرَمْ
قلت: العَرَمة تتاخم الدَهْنى وعارض اليمامة يقابلها، وقد نزلت بها. وقال ابن الأعرابي: كبش أعرم: فيه سواد وبياض. وقال ثعلب: العَرِم من كل شئ: ذو لونين. قال: والنمر ذو عرم. وكذلك بَيْض القطا عَرْم. وقال أبو وَجْزة:
باتت تباشر عُرْماً غير أزواج
قال: والعَرَمة: الأنبار من الحنطة والشعير. وقال الليث: العُرْمة: بياض بَمَرمَّة الشاة الضائنة أو المِعْزى. وكذلك إذا كان في أذنها نُقط سود والاسم العَرَم. قال: والعَرَمة: الكُدْس المَدُوس الذي لم يُذَرّ، يجعل كهيئة الأزَج ثم يُذرَّى. قال: والعَرَمْرَم: الجيش الكثير. والعَرَم: اللحم، قاله الفرّاء. قال: ويقال: عَرَمت العظم أعرمه إذا تعرقته. والعُرَام والعُراق واحد. ويقال: أعْرم من كلب على عُرَام. ويقال: إن جزوركم لطيب العَرَمة أي طيّب اللحم. ويقال عَرَم الصبيّ ثدى أمه إذا مَصّه. وأنشد يونس:
ولا تُلْفَيَنّ كـذات الـغـلا م إن لم تجد عارماً تعترْم
أراد بذات الغلام: الأمّ المرضع إن لم تجد من يمتص ثديها مصتّه هي. قال: ومعناه: لاتكن كمن يهجو نفسه إذا لم يجد من يهجوه. وعارمة: أرض معروفة. وقال ابن الأعرابي: عَرْمي والله لأفعلن ذاك وعَرْمى وحَرْمى ثلاث لغات بمعنى: أمَّا والله. وأنشد: عَرْمى وجَدّك لو وجدت لهم كعداوةٍ بجدونها تغـلـى وقال شمر: العَرَم: الكُدْس من الطعام، عَرَمةٌ وعَرَم. وقال بعض النمريين: تجعل في كل سًلْفة من حبّ عَرَمة من دمال. فقيل له: مالعَرَمة؟ فقال: جُثْوة منه يكون مزبلين حِمْل بقرتين. رمع أبو العباس عن ابن الأعرابي: الرَمِع: الذي يتحرّك طَرَفُ أنْفه من الغضب. ويقال: جاءنا فلان رامعا قِبراه، والقِبريّ: رأس الأنف ولأنفه رَمَعان ورَمَعٌ ورَمْع. وقال الليث: رَمَع يَرْمع رَمْعا ورَمَعانا وهو التحرك "الرمّاعة: ما يتحرّك من رأس الصبيّ الرضيع من يافوخه من رقتَّه". قال: والرمَّاعة: الاست لترمعها أي تحرّكها. قال: واليَرْمع: الحصى الأبيض التي تلألأث في الشمس، الواحدة يَرْمَعة. وقال غيره: اليَرْمَع: الحزَّارة التي يلعب بها لاالصبيان إذا أْديرت سمعت لها صوتا، وهي الخُذْروف. ثعلب عن ابن الأعرابي: الرَمّاع: الذي يأتبك مغضباً ولأنفه رَمَعان أي تحرّك. قال: والرمَّاع الذي يشتكى صُلْبه من الرُمَاع وهو وجع يعترض في ظهر الساقي حتى يمنعه من السقي. وأنشد: بئس طعام العَزَب المرموع حَوْءبة تُنْقِض بالضلـوع ويقال: قبحه الله وأمَّا رَمَعت به أي ولدته. أبو سعيدد: هو يَرْمع بيديه أي يقول: لاتجئ، ويومئ بيديه. ويقول: تعال. وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه غضب غضباً شديداً حتى خُيِّل إلى من رآه أن أنفه يتمَّزع. قال أبو عبيد: ليس يتمزَّع بشئ، وأنا أحسبه يترَّمع. وهو أن تراه كأنه يُرْعِد من شدة الغضب. قلت: إن صحَّ "يتمزَّع" روايةً فمعناه: يتشقق، من قولك: مزَّعت الشئ إذا قسَّمته، وكل قطعة مُزْعة، ومزعت المرأة قطنها إذا أقطعته ثم زبَّدته. وقال أبو زيد: يقال: دَعْه يترمَّعْ في طُمَّنه أي دعه يتسكعَّ في ضلالته. وقال غيره: معناه: دعه يتلطَّخ بجرْئه. مرع شمر عن ابن الأعرابي: يقال: أمْرِع رأسك دُهْنه وأمْرِغه أي أكثر منه وأوسعه. وقال رؤبة: كغصن بان عودهُ سَرَعْرَعُ كأن وِرْدا من دهان يُمْرَع وفي حديث الاستسقاء أن النبي-صلى الله عليه وسلم-دعا فقال: اسقنا غيثا مريعا، المَرِيع: ذو المِراعة والخصب، يقال: أمرع الوادي إذا أخصب. وقال ابن مقبل: وغيث مَرِيع لم يُجدَّع نبـاتـهُ ولته أهاليل السماكين مُعْشب لم يجدع نباته أي لم ينقطع عنه المطر "فيجدَّع كما يجدّع" الصبيّ إذا لم يَرْو من اللبن فيسوء غذاؤه ويُهْزَل. وأمرع القوم إذا أصابوا الكلأ فأخصبوا. وأمرع المكان إذا كْلأ. ثعلب عن ابن الأعرابي المُرَعه: طائر طويل، واحدته مُرْعة، وجمعها مُرَع. وأنشد: سقى جارتيْ سُعْدى وسُعدَى ورهطها وححيث الْتقى شرقٌ بسُعْدى ومغربُ بذي هَيْدب أْيما الرُبَا تـحـت وَدْقـه فترْوى وأيْمـا كـلّ واد فَـيْرعَـبُ له مُرَع يخرجن من تـحـت وَدْقـه من الماء جُون ريشها يتـصـبـب عمرو عن أبيه: المُرَعة: طائر أبيض حسن اللون طيّب الطعم في قَدْر السُّماني، وجمعها مُرَع. وقال ابن الأعرابي: المَرِع: الموضع المخصب، وقد أمرع المكان ومَرُع، ولم يأت مَرَع "ويجوز مَرَّع". وقال: مرِع الرجل إذا وقع في خصب، ومَرِع إذا تنعمّ. ابن شميل: المُمْرِعة: الأرض المعشبة المُكْلئة. وقد أمرعت الأرض إذا شبع غنمها، وأمرعت إذا أكلأت في الشجر والبقل. ولا تزال يقال لها: مُمْرعة مادامت مكلئة من الربيع واليبيس. وقال أبو عمرو: أمرعت الأرض إذا أعشبت. ومكلن مُمْرع مَرِيع. وقال ابن الأعرابي: أمرع المكان لاغير. ومَرَع رأسه بالدُهْن إذا مسحه. وقال أعرابيّ: أتت علينا أعوام أمْرُعٌ إذا كانت خِصْبة. وقال في قول أبي ذؤيب: مثلُ القناة وأزعلته الأمْرع إنه عني السنين المخصبة. وقال الأعشى: سلس مقلَّده أسيل خده مرِع جنابه علن
يقال: عَلِن الأمر يَعْلِن عَلنا، وعَلَن يَعْلِن إذا شاع وظهر. وأعلنته أنا إعلانا. وقال الليث: أعلن الأمرُ إذا اشتهر. قال: وتقول: يارجل استعلْن أي أظهِرْهُ. قال: والعِلان: المعالنة إذا أعلن كل واحد لصاحبه مافي نفسه. وأنشد: وكفيّ عن أذى الجيران نفسي وإعلاني لمن يبغي عِلاني والعلانية على مثال الكراهية والفراهية: ظهور الأمر. لعن قال الله-جلّ وعزَّ-: (بل لعنهم الله بكفرهم) قال أهل اللغة: لعنهم الله أي أبعدهم الله. واللعن: الابعاد. وقال الشمَّاخ: ذعرتُ به القطا ونفيتُ عنه مقام الذئب كالرجل اللعين أراد: مقام الذئب اللعين الطريد. "كالرجل". ويقال: أراد: مقام الذئب الذي هو كالرجل اللعين، وهو المنفيّ. والرجل اللعين لايزال منتبذا عن الناس، شبَّه الذئب به. وكلّ من لعنه الله فقد أبعده عن رحمته واستحق العذاب فصار هالكا. وقال الليث: اللعن: التعذيب. قال: واللعَيِن: المشتوم المسبوب. ولعنه الله أي عذّبه: قال: واللعنة في القرآن: العذاب. قال: واللعين: ما يُتَّخذ في المزارع كهيئة خيال يُذْعر منه السباع والطيور. وقال غيره: اللعن: الطرد والإبعاد. ومن أبعده الله لم تلحقه رحمته وخُلّد في العذاب. والمُلاعنة بين الزوجين إذا قذف الرجل امرأته أو رماها برجل أنه زنى بها فالإمام يلاعن بينهما. ويبدأ بالرجل ويقفه حتى يقول: أشهد بالله أنها زنت بفلان وإنه لصادق فيما رماها به. فإذا قال ذلك أربع مرات قال في الخامسة: وعليه لعنة الله إن كان من الكاذبين فيما رماها به. ثم تقام المرأة فتقول أيضاً أربع مرات: أشهد بالله إنه لمن الكاذبين فيما رماني به من الزنى، ثم تقول في الخامسة: وعليها غضب الله إن كان من الصادقين. فإذا فرغت من ذلك بانت منه ولم تحلّ له أبداً. وإن كانت حاملا فجاءت بولد فهو ولدها ولايلحق بالزوج؛ لأن السنة نفته عنه. سمىّ ذلك كله لِعانا لقول الزوج: عليه لعنة الله إن كان من الكاذبين، وقول المرأة: عليها غضب الله إن كان من الصادقين. وجائز أن يقال للزوج: قد التعن ولم تلتعن المرأة، وقد التعنت هي ولم يلتعن الرجل. ورجلُ لُعنة إذا كان يكثر لَعْن الناس. ورجلٌ لًعْنة إذا كان الناس ؤيلعنونه لشرارته. والأول فاعل وهو اللُعنة، والثاني مفعول وهو اللُعْنة. وكانت العرب تحيي ملوكها في الجاهلية بأن تقول للملك: أبيت اللَعْن، ومعناه: أبيت أيها الملك أن تأتي أمرا تُلْعن عليه. وسمعت العرب تقول: فلان يتلاعن علينا إذا كان يتماجن ولايرتدع عن سوء ويفعل ما يستحق به اللعن. وقال الليث: التلاعن كالتشاتم في اللفظ، غير أن التشاتم يستعمل في وقوع فعل كل واحد منهما بصاحبه. والتلاعن ربما استعمل في فعل أحدهما. ورجل ملَّعن إذا كان يُلعن كثيراً. وقال الليث: الملَّعن: المعذَّب، وبيت زهير يدلُّ على غير ماقال الليث، وهو قوله: ومرهَّق الضيفان يحمدد في ال لأواء غير ملعَّـن الـقِـدر أراد أن قِدْره لاتلعن لأنه يكثر لحمها وشحهما. وفي الحديث: أتقوا الملاعن وأعدوا النُبْل. والملاعن: جواد الطريق وظلال الشجر ينزلها الناس نهى أن يتغوّط تحتها فيتأذى السابلةُ بأقذارها ويلعنون من جلس للغائط عليها. وقال شمر: أقرأنا ابن الأعرابي لعنترة: هل تُبْلَغنِّـى دارهـا شـدنـيَّة لعنت بمحروم الشراب مصرَّم وفسرّه فقال: سُبَّت بذلك "فقيل": أخزاها الله فما لها ددرّ ولابها لبن. قال: ورواه أبو عدنان عن الأصمعي: لعنت لمحروم الشراب. وقال: يريد بقوله: بمحروم الشراب أي قُذفت بضرع لالبن فيه مصرّم. وقال الفرّاء: اللعن: المَسْخ أيضاً؛ قال الله تعالى: (أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت) أي نمسخهم. قال: واللعين: المُخْزي المهلك أيضاً. "وفي الحديث: لايكون المؤمن لعَّانا أي لايكون كثير اللعن للناس". نعل أبو العباس عن سلمة عن الفراء قال: النعال: الأرضون الصلاب. وأنشدد: قوم إذا اخضرت نعالهم يتناهقون تناهق الحُمُر
قال أبو العباس: ومنه الحديث الذي جاء: إذا اتّبلت النعال فالصلاة في الرحال يقول: إذا أُمطرت الأرضون الصلاب فتزلَّقت بمن يمشي فيها فصَلُّوا في منازلكم، ولاعليكم ألاّ تشهدوا الصلاة في مساجد الجماعات.
وقال الليث: النَعْل: ما جعلته وقاية من الأرض. قال: ويقال: نَعِل يَنْعَل وانتعل إذا لبس النعال. قال: والتنعيل: تنعيلك حافر البرذَوْن بطبق من حديد يقيه الحجارة. وكذلك تنعيل خُفّ البعير بالجِلْد لئلا يَحْفى. ويوصف حافز حمار الوحش فيقال: ناعل لصلابته. ورجل ناعل: ذو نعْل. فإذا قلت: منتعل فمعناه: لابس نعلا. وامرأة ناعلة. ومن أمثالهم: أطرِّى فإنك ناعلة أراد: أدلىّ على المشي فإنك غليظة القدمين غير محتاجة إلى النعلين. وقد ذكرت اختلاف الناس في تفسيره في كتاب الطاء. ويقال: أنعل فلان دابَّته إنعالا فهو مُنْعل والنَعْل من جَفْن السيف الحديدة التي في أسفل قرابه.
أبو عبيدة: من وضح الفرس الإنعال، وهو أن يحيط البياض بما فوق الحافر مادام في موضع الرُسْغ، يقال: فرس مُنْعل.
وقال أبو خيرة: هو بياض يَمُسّ حوافره دون أشاعره.
وقال أبو عمرو: النَعْل: حديدة المِكْرب، وبعضهم يسميه السِن.
أبو عبيد عن الأصمعي: النَعْل: العقب الذي يُلْبس ظهر السِّيِة من القوس. قال: وإذا قطعت الوَدَّية من أمها بِكَربها قيل: وِدَّية منعَّلة.
أبو زيد يقال: رماه بالمُنْعلات أي بالدواهي وتركت بينهم المُنْعلات.
ابن السكيت عن الأصمعي: النَّعل: الذليل من الرجال وأنشد:
ولم أكن دارجة ونَعْلا
ويقال: انتعل فلان الرمضاء إذا سار فيها حافيا. وانتعلت المطيُّ ظلالها أذا عقل الظُّل نصف النهار؛ ومنه قول الراجز:
وانتعل الظلَّ فكان جوربا
ويروى: وانتعل الظلَّ. وانتعل الرجلُ إذا ركب صِلاب الأرض وحرارها ومنه قول الشاعر:
في كل إني قضاه الليل ينتعل
شمر عن ابن الأعرابي: النعل من الأرض والخُفُّ والكُرَاعُ والضلع كل هذه لاتكون إلا من الحَرَّة فالنعل منها شبيهة بالنعل فيها ارتفاع وصلابة. والخُفّ أطول من النعل، والكُرَاع أطول من الخُف، والضلع أطول من الكُراع، وهي ملتوية كأنها ضلع.
وأنشدنا:
فدىً لامرئ والنعل بينـي وبـينـه شفى غيم نفسي من وجوه الحواثر
النعل: نعل الجبل، والغَيْم: الوِتْر والذحل، وأصله العطش. والحواثر من عبد القيس.
لعف
أما لعف فإن الليث قد أهمله.
وقال ابن دريد في كتابه-ولم أجده لغيره-: تلعَّف الأسد والبعير إذا نظر ثم أغضى ثم نظر: وإن وُجد شاهد لما قال فهو صحيح:
علف
قال ابن المظفر: عَلَف الرجل دابتَّه يَعْلِفه عَلْفا. والعَلَف الاسم. والمَعْلِف: موضع العلف والشاءُ المعلَّفة: التي تسمَّن بما يُجمع من العلف ولاتُسْرح فترعى. وقدد علَّفتها إذا أكثرت تعهدها بلإالقاء العَلف لها. والدابَّة يَعْتلف إذا أكل العلف، ويستعلف إذا طلب العلف بالحمحمة.
شمر عن ابن الأعرابي: العُلَّفة من ثمر الطلح: ما أخلف بعد البرمة، وهو شبه اللوبياء وهو الحُبْلة من السَمُر، وهو السِنْف من المَرْخ كالإصبع. وأنشد قوله:
بجيد أدماء تنوش العُلَّفا
وقد أعلف الطَلْح إذا خرج عُلَّفه: أبو عبيد عن ابن الكلبي: أوّل من عمل الرحال من العرب عِلاف، وهو زبَّان أبو جزم: ولذلك قيل للرحال. عِلافَّية.
وقال الليث: هي أعظم الرحال آخرة وواسطا والجمع عِلافيَّات: وشيخ عُلْفُوف. جافٍ كثير اللحم والشعر كبير السنّ. ومنه قوله:
مأوى اليتيم ومأوى كلّ نَهْبـلة تأوى إلى نَهْبل كالنسر عُلْوفِ
أبو عبيد: العَلُوفة من المواشي: مايَعْلِفون.
أبو العباس عن عمرو عن أبيه: العِلْف: الكثير الأكل. والعَلْف. الشرب الكثير. والغِلْف-بالغين-: الخصب الواسع.
وقال أبو عبيد: العُلْفُوف: الجافي من الرجال والنساء.
عفل
أخبرني المنذريّ عن المفضل بن سلمة أنه قال في قول العرب: رمتني بدائها وانسلت: كان سبب ذلك أن سعد بن زيد مناة كان تزوّج رُهْم بنت الخزرج بن تَيْم الله، وكانت من أجمل النساء، فولدت له مالك بن سعد، وكان ضرائرها إذا ساببنها يقلن: ياعَفْلاء.
فقالت لها أمها: إذا ساببنك فابدئيهنَّ بعَفَال سُبِيَت "فأرسلتها مثلا" فسابتَّها بعد ذلك أمرأة من ضرائرها. فقالت لها رُهْم: ياعفلاء. فقالت ضرّتها: رمتني بدائها وانسلَّت. قال: وبنو مالك بن سعد رهط اعجَّاج كان يقال لهم: العُفَيَلي. وأخبرني المنذريّ عن أبي العباس عن ابن الأعرابي أنه قال العَفَلة: بَظارة المرأة. قال: وإذا مسّ الرجل عَفَل الكبش لينظر سمنه يقال: جسَّه وغبطه وعفله. وقال شمر: قال ابن الأعرابي: المَفَعل: نبات لحم ينبت في قُبل المرأة، وهو القَرْن وأنشد: ما في الدوابر من رجليّ من عقل عند الرهان وما أكوى من العفل قال: وقال أبو عمرو الشيباني: القَرْن بالناقة مثل العَفَل بالمرأة، فيؤخذ الرَضْف فيُحمى ثُم يُكوى به ذلك القرن. قال: والعَفَل شئ مدوّر يخرج بالفرج. والعَفَل لايكون في الأبكار، ولايصيب المرأة إلاَّ بعد ما تلد. وقال ابن دريد: العَفَل في الرجال: غلِظ يحدث في الدُبُر، وفي النساء: غلِظ في الرحم. وكذلك هو في الدواب. وقال الليث: عَفِلت المرأة عَفَلا فهي عَفَلاء. وعَفِلت الناقة. والعَفَلة: الاسم، وهو شئ يخرج في حيائها شبه الأُدْرة. أبو عبيد عن أبي عبيدة: العَفْل: شحم خُصيَ الكبش وما حوله. ومنه قول بشر: حديت الخصاء وارم العَفْل مُعْبَر قال وقال الكسائي: العَفَل: الموضع الذي يُجسّ من الشاة إذا أرادوا أن يعرفوا سمنها من غيره. قال: وهو قول بشر. ثعلب. عن ابن الأعرابي قال: العافل: الذي يلبس ثيابا قصارا فوق ثياب طوال. لفع أبو عبيد عن الأصمعي: التلفُّع: أن يشتمل الإنسان بالثوب حتى يجلَّل جسده. قال: وهو اشتمال الصماء عند العرب. وقال غيره: التفع بالثوب مثله. وقال أوس بن حجر: وهبَّت الشمْألُ البَلِيل وإذ بات كميعُ الفتاة ملتفعا وفي الحديث: كنّ نساء المؤمنين يشهدن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح ثم يرجعن ملتفعات بُمروُطهن ما يُعْرَفن من الغَلس أي متجللات بأكستهن. والمِرْط: كساء أو مطرف يشتمل به كالملِحْفة. ويقال: لَفَّعْت المرأة إذا ضممتها إليك مشتملا عليها. ويقال لذلك الثوب: لِفاع. ومنه قول أبي كبير. نُجفُ بذلتُ لها خوافي ناهضٍ حَشْر القوادم كاللفاع الأطحل أراد: كالثوب الأسود. ويقال: تلفع الرجلُ بالمشيب إذا شمله الشيب، وقد لفع الشيب رأسه يَلْفعه إذا شمله. وأما قول كعب: وقد تلَّفع بالقُور العساقيل فالعساقيل: السراب ههنا، وهذا من المقلوب المعنى: وقد تلفعت القُور بالسراب، فقلبه. وقال الليث: إذا اخضرت الأرض وانتفع المال بما يصيب من المراعي. قيل: قد تلفعت الإبل والغنم. قال: ولُفِّعت المزادة فهي ملفَّعة إذا قُلبت "أو نقضت" فجعل أطبَّتها في وسطها فذلك تلفيعها. وأما قول الحطيئة: ونحن تلفَّعنا على عسـكـريهـم جهارا وما طِبى ببغى ولا فَخْرِ أي اشتملنا عليهم. وأمّا قول الراجز: وعُلْبة من قادم اللِفاعِ فاللفاع: اسم ناقة بعينها. وقيل: هو الخِلْف المقدم. فلع قال ابن المظفر: فَلَع فلان رأسه بالحجر يَفْلَعه إذا شقه، فانفلع أي أنشق. والفِلْعة: القِطعة من السنام، وجمعها فِلَع وتفلَّعت البطيخة إذا انشقَّت، وتفلّع العَقِب إذا انشق. ويقال للأمة إذا سُبَّت: لعن الله فَلَعتها، يعنون: مَشقّ جهازها أو ماتشق من عقبها. ويقال: رماه الله بفالعة أي بداهية، وجمعها الفوالع. ويقال: فلع رأسه بالسيف إذا فلاه بنصفين. وقال شمر: يقال: فلخته وقفحته وسلعته وفلعته وفلغته، كل ذلك إذا أوضحته. قال: ولفخته على رأسه لَفْخا. فلع رأسه بالحجر إذا شدخه وشقَّه. وفلع السَنَام بالسكين إذا شقَّه. وقال طُفَيل الغَنَوي: كما شُقّ بالموسى السنامُ المفَلَع فعل قال الليث: فَعَل يَفْعل فَعْلا وفِعْلا، فالمصدر مفتوح والاسم مكسور. قال: والفَعَال اسم الفعل الحَسَن؛ مثل الجود والكرم ونحوه. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي أنه قال: الفَعَال: فعل الواحد خاصَّة في الخير والشرّ، يقال: فلان كريم الفعال، وفلان لئيم الفعال. قال والفِعال-بكسر الفاء-إذا كان الفعل بين الاثنين.
قلت: وهذا الذي قاله ابن الأعرابي هو الصواب، لاما قاله الليث؛ وقال: فلان حسن الفعال، وفلان سيئ الفعال. ولست أدري لم قصر الليث الفعال على الحسن دون القبيح.
وقال المبرد أبو العباس: الفعال يكون في المدح والذمّ. قال: وهو مُخلَّص لفاعل واحد، فإذا كان من فاعلين فهو فعال، وهذا هو الدُرّ الجيد.
وقال ابن الأعرابي: الفِعال: العود الذي يجعل في خُرْت الفأس يُعمل به. قال: والنجَّار يقال له: فاعل.
وقال الليث: الفَعَلة قوم يعملون عمل الطين والحَفْر وما أشبه ذلك من العمل.
وقال ابن مقبل في نصاب القدوم، سمَّاه فِعالا:
وتَهْوى إذا العيسُ العُتاق تفاضلت هُويّ قَدُوم القَيْن جال فِعالهـا
يعني: نصابها.
وقال النحويون المفعولات على وجوه في باب النحو. فمفعول به، كقولك: أكرمت زيدا وأعنت عمرا وما أشبهه. ومفعول له؛ كقولك: فعلت ذلك حذار غضبك. ويسمى هذا مفعولا من أجلٍ أيضاً. ومفعول فيه. وهو على و وجهين. أحدهما الحال والآخر في الظروف. فأما الظرف فكقولك: نمت البيت وفي البيت. وأمَّا الحال فكقولك: ضُرب فلان راكبا، أي في حال ركوبه. ومفعول عليه؛ كقولك: انكسرت انكساراً. والعرب تشتق من الفعل المُثل للأبنية التي جاءت عن العرب؛ مثل فُعاله وفعولة وأفعول ومفعيل وفعليل وفُعْلول وفُعُّول وفعيل ويقال. شعر مفتعل إذا ابتدعه قائله ولم يحذه على مثال تقدَّمه فيه من قبله. وكان يقال: اعذب الأغاني ما أفتعل، وأطرف الشعر ما أفُتعل؛ قال ذو الرُمَّة:
غرائب قد عُرفن بكل أفق من الآفاق تُفتعل افتعالا
أي لايبتدع بها غناء بديع وصوت محددث.
أبو العباس عن ابن الأعرابي: افتعل فلان حديثاً إذا اخترقه. وأنشد:
دكر شئ ياسُلْيمي قد مضى ووُشاةٍ ينطقون المفتعـلْ
ويقال لكل شئ يسوَّى على غير مثال تقدَّمه: مفتعل. ومنه قول لبيد:
فرميت القوم رَميْاً صائبـاً لَسْن بالعُصل ولا بالمفتعلْ
ويقال: عذبني وجع أسهرني فجاء بالمفتعل إذا عانى منه ألما لم يعهد مثله فيما مضى له. وفَعَالِ قد جاء بمعنى افعلْ، وجاء بمعنى فاعلة، بكسر اللام.
علب
في الحديث: لقد فتج الفتوح قوم ما كانت حلية سيوفهم الذهب والفضَّة، إنما حليتها العَلابِّي والآنك. العلابي جمع العِلْباء، وهو العصب، وبه سمى الرجل علباء. وكانت العرب تشدّ بالعلباء الرَطْب أجفان السيوف فتجف عليها، وتُشدّ الرماح إذا تصدعت بها. ومنه قول الشاعر:
ندعسها بالسَمْهري المعلَّب
وقال القتيبي: بلغني أن العلابيّ: الرصاص، ولست منه على يقين.
قلت: ما علمت أحداً قاله، وليس بصحيح.
وقال شمر: قال المؤرّج: العِلاب سمة في العلباء. قال: والعَلْب تأثير كأثر العِلاب.
وقال شمر: أقراني ابن الأعرابي لطُفيل الغنويّ:
نهوضُ بأشناق الديات وحَمْلِها وثِقْل الذي يَجْني بمنكبه لَعْب
قال ابن الأعرابي: لَعْب أراد به: عَلْب وهو الأثر.
وقال أبو نصر: يقول: الأمر الذي يجنى عليه وهو بمنكبه خفيف.
وفي حديث ابن عمر أنه رأى رجلا بأنفه أثر السجود فقال: لاتَعْلُب صورتك، يقول: لاتؤثر فيها أثرا بشدة انتحائك على انفك في السجود. والعُلُوب: الآثار واحدها عَلْب يقال ذلك في أثر الميسم وغيره. وقال ابن الرقاع يصف الركاب:
يتبعن نـاجـية كـأن بـدَفّـهـا من غَرْض نِسْعها علوب مواسم
وأخبرني المنذريّ عن ثعلب عن ابن الأعرابي يقال: لحم عَلِب وعَلْب وهو الصُلْب. قال: والعِلْب من الناس: الذي لايُطمع فيما عنده من كلمة ولاغيرها: قال: والعِلْب من الأرض الغليظ الذي لو مطر دهراً لم ينبت خضراء.
وكل موضع صُلْب خشن من الأرض فهو عِلْب.
أبو عبيد عن أبي عبيدة قال: المعلوب: الطريق الذي يُعْلب بجنبيه. ومثله الملحوب. والمعلوب: سيف كان للحارث بن ظالم. ويقال: إنه سمَّاه معلوبا الآثار كانت في متنه: ويقال: سُميَّ معلوبا لأنه كان انحنى من كثرة ما ضرب به وفيه يقول:
أنا أبو ليلى وسيفي المعلوب
وقال ابن الأعرابي: العُلب: جمع عُلْبة وهي الجنبة والدَسْماء والسمراء. قال: والعِلْبة-والجمع-عِلَب-أبنة غليظة من الشجر تتخذ منه المِقطرة. وقال الشاعر:
في رجله عِلبة خخشناء من قَرْظ قد تيَّمته فبالُ المرء متـبـول وقال أبو زيد: العُلُوب: منابت السِدر، الواحد عِلْب. قلت: والعُلْبة: جلدة تؤخذ من "جلد جَنْب" البعير إذا سُلخ وهو فَطِير فتسوى مستديرة ثم تملأ رملا سهلا، ثم يضمّ أطرافها وتُخلّ بخلال ويوكى عليها مقبوضة بحبل وتترك حتى تجف وتيبس، ثُم يُقطع رأسها وقد قامت قائمة لجفافها تُشبه قَصْعة مدوَّرة كأنها نُحتت نحتاً أو خُرِطت خَرْطاً. ويعلقها الراعي والراكب فيحلب فيها ويشرب بها. وتجمع علبا وعلابا. وللبدوي فيها رفق خفَّنها وأنها لاتنكسر إذا حرّكها البعير أو طاحت إلى الأرض. والعِلاب أيضاً: سمة في طول عنق البعير. وقال الليث: عَلِب النبت يعلب عَلَبا فهو عِلب إذا جَسأ. وعَلِب اللحم واستعلب إذا غلظ ولم يكن هشا. واستعلبت الماشية البقل، إذا ذوى فاجمِتْه واستغلظته. والعِلْب: الوعل الضخم المُسن. والعِلْب: عصب العنق الغليظ خاصة. وهما عِلْباء ان وعلباوان. ورُمْح مُعَلَّب إذا جُلز ولوى بعصب العلب. وعِلب البعير عَلَبا فهو عِلب وهو داء يأخذه في ناحيتي عُنُقْه فترم رقبته. وقال شمر: يقال هؤلاء عُلبوبة القوم أي خيارهم. قلت كقولهم: هؤلاء عصب القوم أي خيارهم. ورجل عِلْب: جافٍ غليظ. عبل في حديث ابن عُمر أنه قال لرجل: إذا أتيت مني فانتهيت إلى موضع كذا وكذا فإن هناك سَرْحة لم تُعْبل ولم تُجْرد ولم تُسْرف، سُرّ تحتها سبعون نبياً فانزل تحتها. قال أبو عبيد: قوله: لم تعبل، يقول: لم يسقط ورقها؛ يقال: عَبَلْت الشجرة عَبْلا إذا حَتتَّ عنها ورقها. وأعبْل الشجر إذا طلع ورقه. قال: وقال أبو عبيدة: العَبَل: كلّ ورق مفتول كورق الأثل والأرْطى والطَرْفاء. قال: وقال أبو عمرو: العَبَل: مثل الورق وليس بورق. ثعلب عن سلمة عن الفراء قال: أعبل الشجر أذا رمى بورقه. قال: والسَرْو والنخل لايُعبلان وكل شجر ثبت ورقه شتاء وصيفاً فهو لايُعبل. قلت: وقد ذكر أبو عبيد عن أبي عمرو في المصنَّف نحواً من قول الفراء في "أعبلت الشجرة" إذا سقط ورقها، ثم روى عن اليزيدي القول الأول: أعبلت الشجرة إذا طلع ورقها. وقال الليث مثله. قلت أنا: وسمعت غير واحد من العرب يقول: غضىً مُعْبل وأرطى معبل إذا طلع عَبَلُه. وهذا هو الصحيح ومنه قول ذي الرمَّة: إذا ذابت الشمس اتقى صقراتها بأفنان مربوع الصريمة مُعْبل وإنما يتَّقى الوحشيّ حرّ الشمس بأفنان الأرطاة التي طلع ورقها، وذلك حين يكنس في حمراء القيظ. وإنما يسقط ورقها إذا برد الزمان ولايكنس الوحشيّ حينئذ ولايتّقى حَرَّ الشمس. ثعلب عن ابن الأعرابي: العَبْل: الغليظ والضخم، وأصله في الذراعين. وجارية عَبْلة، والجمع عَبْلات لأنها نعت. ويقال: عَبَلْته إذا رددته. وأنشد: ها إن رَميي عنهم لمعـبـولْ فلا صريخ اليوم إلا المصقول كان يرمى عدوه فلا يغنى الرمي شيئاً، فقاتل بالسيف وقال هذا الرجز. والمعبول: المردود. وقال النضر، أعبلت الأرطأة إذا نبت ورقها: وأعبلت إذا سقط ورقها، فهي مُعْبل. قلت: جعل ابن شميل "أعبلت الشجرة" من الأضداد، ولو لم يحفظه عن العرب ما قاله لأنه ثقة مأمون. أبو عبيد عن الأصمعي: الأعبل والعبلاء: حجارة بيض. وقال الليث: صخرة عبلاء: بيضاء. وأنشد في صفة ناب الذئب: يَبْرق نابهُ كالأعبل أي كحجر أبيض من حجارة المَرْو. ويقال: رجل عَبْل وجارية عَبْلة إذا كانا ضخمين. وقد عَبْل الغلام عَبَالة. وقال أبو عمرو: العبلاء: مَعْدن الصُفْر في بلاد قيس وقال أبو عُبَيْد عن الأحمر: ألقى عليه عَبَالَّته أي ثقله. ويقال للرجل إذا مات: قد عبلته عَبول، مثل شعبته شعوب. وأصل العَبْل القطع المستأصل، وأنشد: ?عابلتي عَبول والمِعْبلة: النصل العريض وجمعها معابل. وقال عنترة: وفي البَجْليّ مِعْبلة وقيع
وقال الأصمعي: من النصال المِعْبلة، وهو أن يعرض النصل ويطول. أبو العباس عن ابن الأعرابي: غلام عابل: سمين. وجمعه عُبُل. وامرأة عَبُول: ثكول وجمعها عُبُل. ابن شميل عن أبي خيرة قال: العبلاء: الطريدة في سواء الأرض حجارتها بيض كأنها حجارة القَدَّاح. وربما قدحوا ببعضها، وليس بالمَرْو، وكأنها البَلُّور. وقال ابن شميل: الأعبل: حجر أخشن غليظ يكون أحمر ويكون أبيض ويكون أسود "كل يكون، جبل غليظ" في السماء. لعب الليث: لعب يلعب لِعْبا ولعبا. ورجل تلعابة إذا كان يتلعب. ورجل لُعبة: كثير اللعب. قال: واللعبة-جزم-: الذي يلعب به، كالشطرنجة ونحوها. وقال الفرّاء: لعبت لعبة واحدة. ورجل حسن اللِعبة-بالكسر-. واللُعْبة: ما يلعب به. الحرّاني عن ابن السكيت: تقول: لمن اللعبة؟ فتضم أولها لأنها اسم. وتقول: الشطرنج لَعْبة، والنَرْد لُعْبة. وكل ملعوب به فهو لُعْبة. وتقول: أقعد حتى أفرغ من هذه اللعبة، وهو حسن اللِعْبة؛ كما يقول: حسن الجلسة، وقد لعبت لعبة واخدة. ثعلب عن ابن الأعرابي: لَعَب الرجل يَلْعب إذا سال لعابه. وقال الليث: لُعاب الشمس: السراب، وأنشد: في قَرْقَر بلعاب الشمس مضروج قلت لُعاب الشمس: هو الذي يقال له: مخاط الشيطان. وهو السَهام-بفتح السين-، ويقال له: ريق الشمس، وهو شبه الخيط تراه في الهواء إذا اشتد الحرّ وركدد الهواء. ومن قال: إن لعاب الشمس السراب فقد أبطل، إنما السراب: يُرى كأنه ماء جار نصف النهار. وإنما يعرف هذه الأشياء من لزم الصحارى والفلوت وسار في الهواجر فيها. وقال الليث: مُلاعب ظلّه: طائر يكون بالبادية. والإثنان ملاعبا ظلهما، والثلاثة ملاعبات أظلالهن. وتقول: رأيت ملاعبات أظلالٍ لُهن، ولاتقل: أظلالهن؛ لأنه يصير نعرفة. وكان عامر بن مالك أبو براء يقال له: مُلاعب الأسنة، سميّ بذلك يوم السُوبان. ولُعاب الحيَّة: سمها. واللُعاب: فرس من خيل العرب به معروف. ومَلاعب الصبيان والجواري في الددار من ديارات العرب: حيث يلعبون، الواحد مَلْعَب. واللَعّاب: الرجل الذي يكون له اللعب حِرْفة. ولُعاب النحل: ما تعسِّله. وقال أبو سعيد: استلعبت النخلة إذا أطلعت طَلْعاً وفيها بقيَّة من حملها الأول. وقال الطرماح يصف نخلة: ألحقت ما استعلبت بـالـذي قد أنى إذ حان وقت الصرام لَعُوب: اسم امرأة سميت لعوب لكثرة لعبها. ويجوز أن تسمى لعوب لأنه يلعب بها. واللعباء: سبخة معروفة بناحية البحرين بحداء القطيف وسيف البحر. بلع أبو عبيد عن الكسائي: بلعت الطعام أبلعه بَلْعاً وسرطته سَرْطاً إذا ابتلعته. وقال الليث: يقال: بَلِع الماء بلعاً إذا شربه. قال: وابتلاع الطعام: إلا يَمْضغه. قال: والبُلَع الواحدة بُلْعة، وهي من قامة البَكْرة: سمّها وثقبها. قال: والبالوعة والبَلَّوعة-لغتان-بئر تحفر ويضيق رأسها، يجري فيها ماء المطر. قال: و"بالوعة" لغة أهل البصرة. والمَبْلَع: موضع الابتلاع من الحَلْق. أبو عبيد عن أبي زيد: يقال للإنسان أول ما يظهر فيه الشيب: قد بلَّع فيه الشيب تبليعاً. وسَعْد بُلَع: نجمان معترضان خفيان ما بينهما قريب، يقال: إنه سميّ بُلَع؛ لأنه كأنه لقرب صاحبه يكاد يَبْلعه، يعنى الكوكب الذي معه. وبَلْعاء بن قيس: رجل من كبراء العرب. ورجلُ بُلَع ومِبْلع "وبُلَعة" إذا كان كثير الأكل. "وقال ابن الأعرابي: البولْع: الكثير الأكل". بعل
وقال الله-جلّ وعزَّ-: (وهذا بعلي شيخا) قال الزجّاج: نصب "شيخاً" على الحال. قال: والحال ههنا نصبها من غامض النحو. وذلك إذا قلت: هذا زيد قائماً فإن كنت تقصد أن تخبر من لم يعرف زيداً أنه زيد لم يجز أن تقول: هذا زيد قائماً لأنه يكون زيداً ماددام قائماً، فإذا زال عن القيام فليس بزيد. وإنما تقول للذي يعرف زيداً: هذا زيد قائماً، فتُعمل في الحال التنبيه، المعنى انتبه لزيد في حال قيامه، أو أشير لك إلى زيد في حال قيامه، لأن "هذا" إشارة إلى من حضر، "هذا بعلي شيخ" ففيه وجوه. أحدها التكرير، كأنك قلت: هذا بعلي، هذا شيخ. ويجوز أن تجعل "شيخ" مبيناً عن "هذا". ويجوز أن تجعل "بعلى" و"شيخ" جميعاً خبرين عن "هذا" فترفعهما جميعاً ب"هذا"؛ كما تقول: هذا حلو حامض. وقوله-عز وجل-: (اتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين) قيل: إن بعلا كان صنماً من ذهب يعبدونه. وقيل: أتدعون بعلا أي ربّا، يقال: أنا بَعْل هذا الشئ أي ربّه ومالكه، كأنه قال: أتدعون ربّا سوى الله. وذكر عن ابن عباس أن ضالَّة أُنشدت، فجاء صاحبها، فقال: أنا بعلها يريد أناربها، فقال ابن عباس: هو من قول الله-جلّ وعزّ-: (أتدعون بعلا) أي ربّا. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في صدقة النخل: ما سُقي منه بَعْلا ففيه العُشر. "قلت: هذا ذكره أبو عبيد في كتاب غريب الحديث وسمعته في كتاب الأموال: ماشرب منه بَعْلا ففيه العُشر" وهذا لفظ الحديث، والأول كتبه أبو عبيد على المعنى. وقال أبو عبيد: قال الأصمعي: البَعْل: ما شرب بعروقه من الأرض من غير سقي من سماء ولاغيره. وأنشد لعبد الله بن رواحة:
هنالك لاأبالي نخل سَقْـيٍ ولا بَعْل وإن عَظُم الإتاء
قال أبو عبيد: وقال الكسائي في البعْل: هو العِذْي، وهو ما سقته السماء. وقال ذلك أبو عبيدة: قلت: وقد ذكر القتيبي هذا في الحروف التي ذكر أنه أصلح الغلط الذي وقع فيها. وألفيته يتعجب من قول الأصمعي: البَعْل: ما شرب بعروقه من الأرض من غير سقي من السماء ولاغيرها، وقال: ليت شعري أينما يكون هذا النخل الذي لايُسقى من سماء ولاغيرها، وتوَّهم أنه يُصلح غلطاً، فجاء بأطم غلط. وجهل ما قاله الأصمعي، وحمله جهله به على التخبط فيما لايعرفه، فرأيت أن أذكر أصناف النخيل لتقف عليها، فيَّصح لك ما حكاه أبو عبيد عن الأصمعي. فمن النخيل السَقي. ويقال: المَسْقَوِي. وهو الذي يُسقى بماء الأنهار والعيون الجارية. ومن السقي ما يُسقى نضحا بالدلاء والنواعير وما أشبهها.
فهذا صنف. ومنها العِذْي. وهو ما نبت منها في الأرض السهلة، فإذا مُطِرت نشفت السهولة ماء المطر، فعاشت عروقها بالثرى الباطن تحت الأرض، ويجئ تمرها قعقاعا؛ لأنه لايكون ريَّان كالسقي. ويسمَّى التمر إذا جاء كذلك قَسْبا وسُحا. والضرب الثالث من النخيل: ما نبت وِديُّه في أرض يقرب ماؤها الذي خلقه الله تحت الأرض "في رَقَّات الأرض ذات النَزّ، فرسخت عروقها في ذلك الماء الذي تحت الأرض" واستغنت عن سقي السماء وعن إجراء ماء الأنهار إليها أو سَقْيها نضْحا بالدلاء.
وهذا الضرب هو البّعْل الذي فسّره الأصمعي. وتَمْر هذا الضرب من التُمْران لايكون ريّان ولاسُحا ولكن يكون بينهما وهكذا فسّر الشافعي رضى الله عنه البَعْل في باب القسم، فيما أخبرني عبد الملك عن الربيع عن الشافعي فقال: البَعْل: ما رَسَخ عروقه في الماء فاستغنى عن أن يُسقى. قلت: وقد رأيت بناحية البيضاء من بلاد جزيمة عبد القيس نخلا كثيراً عر وقها راسخة في الماء وهي مستغنية عن السقي وعن ماء السماء تسمَّى بَعْلا. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر أيام التشريق فقال: أنها أيام أكل وشُرْب وبِعال. قال أبو عبيد: البِعال: النكاع وملاعبة الرجل بأهله. يقال للمرأة: هي تباعل زوجها بِعالا ومباعلة إذا فعلت ذلك معه. وقال الحطيئة:
وكم من حَصَان ذات بَعْل تركتها إذا الليل أدجى لم تجد من تُباعله
أراد: أنك قتلْتَ زوجها أو أسرته. ويقال للرجل: هو بعل المرأة. ويقال للمرأة: هي بَعْله وبعلته. ويجمع البعل بُعولة: قال الله-جل وعز-: (وبعولتهن أحقّ بردهنّ). وقال الليث في تفسير البعل من النخل ما هو أطم من الغلط الذي ذكرناه عن القتيبي. زعم أن البعل: الذكر من النخل، والناس يسمونه الفحل. قلت: وهذا غلط فاحش. وكأنه اعتبر التفسير من لفظ البعل الذي معناه: الزوج. قلت: وبعل النخيل: إناثها التي تُلَقَّح فتحمل. وأما الفُحال فإن ثمره ينتقض، وإنما يلقَّح بطَلْعه طَلُع الإناث إذا انشق. وقال الليث أيضاً: البَعْل: الزوج. يقال: بَعَل يَبْعَل بُعولة فهو باعل أي مستعلج قلت: وهذا من أغاليط الليث أيضاً. وإنما سمي زوج المرأة بعلا لأنه سيّدها ومالكها، وليس من باب الاستعلاج في شئ. وروى سَلَمة عن الفرّاء وأبو عبيد عن الأصمعي: بِعل الرجل يَبْعل بَعَلا كقولك: دَهِش وخرق وعَقِر. وقال ابن الأعرابي: البعل: الضجر والتبرّمُ بالشئ. وأنشد: بعلِت ابن غزوان بِعلت بصاحب به قبلك الإخوان لم تك تَبْعـل قال: والبَعْل: الصَنم. والبعل: اسم ملك. والبعل: الزوج، وقد بَعَل يَبْعل بعلا إذا صار بعلا لها. وقال ابن دريد: أصبح فلان بعلا على أهله أي ثقلا عليهم. وقال ابن الأعرابي: البَعل: حسن العشرة من الزوجين. والبعال: حديث العروسين. والبِعال: الجمال. وأنشد: ياربُّ بعل ساء ماكان بعل وامرأة حسنة التبعل إذا كانت مطاوعة لزوجها محبَّة له. واستبعل النخلُ إذا صار بعلا راسخ العروق في الماء مستغنيا عن السقْي وعن إجراء الماء في نهر أو عاثور إليه. علم حدثنا محمد بن إسحق السعديّ حدثنا سعد ابن مَزْيد حدثنا أبو عبد الرحمن المُقْري في قول الله-جل وعز-: (وأنه لذو علم لما علَّمناه). فقلت: يأبا عبد الرحمن ممّن سمعت هذا؟ قال: من ابن عُبَينة، قلت: حَسْبي. وروى عن ابن مسعود أنه قال: ليس العلم بكثرة الحديث ولكن العلم الخِشْية. قلت: ويؤيد ما قاله قولُ الله-جل وعز-: (إنما يخشى الله من عباه العلماء). وقال بعضهم: العالم هو الذي يعمل بما يعلم. قلت: وهذا يقرب من قول ابن عيينة. وقول الله-جل وعز-: (الحمد لله رب العالمين) روى عطاء بن السائب عن سعيد ابن جُبير عن ابن عباس في قوله: "رب العالمين" قال: رب الجن والإنس. وقال قتادة: ربّ الخلق كلِّهم. قلت: والدليل على صحَّة قول ابن عباس قول الله-جل وعز-: (تبارك الذي نزّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا) وليس النبي صلى الله عليه وسلم نذيرا للبهائم ولا للملائكة، وهم كلّهم خَلْق الله، وإنما بُعث محمد صلى الله عليه وسلم نذيرا للجنّ والإنس. وروى عن وهب ابن منبه أنه قال: لله-تعالى-ثمانية عشر ألف عالم، الدنيا منها عالم واحد؛ وما العمران في الخراب إلا كفُسْطاط في صحراء. وقال الزجاج: معنى العالمين: كلّ ما خلق اللهُ كما قال: (وهو رب كل شئ) وهو جمع عالم. قال: ولا واحدد لعالم من افظه؛ لأن عالما جمع أشياء مختلفة فإن جعل "عالم" لواحد منها صار جمعاً لأشياء متفقَّة. قلت: فهذه جملة ما قيل في تفسير العالم. وهو اسم بني على مثال فاعل؛ كما قالوا: خاتم وطابع ودانق. وأمَّا قول الله-جل وعز-: (وما يعلّمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر) تكلم أهل التفسير في هذه الآية قديماً ةحديثاً. وأبين الوجوه "التي تأوّلوا": أن الملكين كانا يعلمان الناس وغيرهم ما يُسألان عنه ويأمران باجتناب ما حرم عليهم، وطاعة الله فيما أُمروا به ونهوا عنه. وفي ذلك حكمة، لأن سائلا لو سأل: مالزنى؟ وماللواط؟ لوجب أن يوقف عليه ويُعلم أنه حرام. فكذلك مجاز إعلام المَلَكين الناس السِحْر وأمرهما السائل باجتنابه بعدد الإعلام. وذكر أبو العباس عن ابن الأعرابي أنه قال: تَعَلَّم بمعنى اعلَمْ. قال: ومنه قوله تعالى: (وما يعلمان من أحد) قال ومعناه أن الساحر يأتي الملكين فيقول: أخبراني عما نهى الله عنه حتى أنتهى. فيقولان: نهى عن الزنى، فيستوصفهما الزنى فيصفانه. فيقول: وعمَّاذا فيقولان: عن اللواط. ثم يقول: وعماذا؟ فيقولان: عن السحر، فيقول: وما السحر.
فيقولان: هو كذا فيحفظه وينصرف، فيخالف فيكفر. فهذا يعلمّان، إنما هو: يؤُعْلمان. ولايكون تعليم السحر إذا كان إعلاما كفرا، ولاتعلُّمه إذا كان على معنى الوقوف عليه ليجتنبه كفرا؛ كما أن من عرف الربا لم يأثم بأنه عرفه، إنما يأثم بالعمل. قلت: وليس كتابنا هذا مقصوراً على علم القرآن فنودع موضع المشكل كل ما قيل فيه وإنما نثبت فيه ما نستصوبه وما لايستغنى أهلُ اللغة عن معرفته. ومن صفات الله العليم والعالم والعلاّم. قال الله-جل وعز-: (وهو الخلاَّق العليم). وقال: (عالم الغيب والشهادة). وقال في موضع آخر: (علاَّم الغيوب) فهو الله العالم بما كان وما يكون كَوْنه، وبما يكون ولما يكن بعد قبل أن يكون. ولم يزل عالما، ولايزال عالما بما كان وما يكون، ولاتخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء. ويجوز أن يقال للانسان الذي علَّمه الله علما من العلوم: عليم؛ كما قال يوسف للملِك: (إني حفيظ عليم). وقال الله-جل وعز-: (إنما يخشى الله من عباده العلماء) فأخبر-جلّ وعزَّ-أن من عباده من يخشاه وأنهم هم العلماء. وكذلك صفة يوسف كان عليما بأمر ربه وأنه واحد ليس كمثله شئ؛ إلى ما علَّمه الله من تأويل الأحاديث الذي كان يقضى به على الغيب. فكان عليما بما علَّمه الله. ويقال: رجل علاّمة إذا بالغت في وصفه بالعلم. والعِلْم نقيض الجهل. وإنه لعالم، وقد علِم يعلَم عالماً. ويقال: ما علمت بخبر قدومك أي ما شعرت. ويقال: استعلم لي خبر فلان وأعلْمنيه حتى أعلمه. وقول الله-تعالى-: (الرحمن علَّم القرآن) قيل في تفسيره: إنه-جل ذكره-يسَّره لأن يُذكر. وأما قوله: (علَّمه البيان) فمعناه: أنه علَّمه القرآن الذي فيه بيان كل شئ. ويكون معنى قوله: (علَّمه البيان): مميزاً-يعنى الإنسان-حتى انفصل من جميع الحيوان. وقال-جل وعزَّ-: (وله الجواري المنشآت في البحر كالأعلام). قالوا الأعلام: الجبال، وأحدها عَلَم. وقال جرير: إذا قطعنا علما بدا علم وقال في صفة عيسى: (وإنه لِعْلم للساعة) وهي قراءة أكثر القرّاء. وقرأ بعضهم: (وإنه لعلمٌ للساعة) المعنى أن ظهور عيسى ونزوله إلى الأرض عَلامة تدلّ علىى اقتراب الساعة. ويقال لما يبُنى في جوادَّ الطريق من المنار التي يستدل بها على الطريق: أعلام، واحدها عَلَم. والعَلَم: الراية التي إليها يجتمع الجند. والعَلَم: علم الثوب ورَقْمه في أطرافه. والمَعْلَم: ما جعل علامة وعلما للطرق والحدود؛ مثل أعلام الحرم ومعالمه المضروبة عليه. وفي الحديث: تكون الأرض يوم القيامة كقُرْصة النَقِيّ ليس فيها مَعْلَم لأحد. وذكر سَلَمة عن الفرّاء؛ العُلام: الصَقْر. قال: العُلاميّ: الرجل الخفيف الذكيّ، مأخوذ من العُلام. وقال الليث: العُلام: الباشق، وهو ضرب من الجوارح. وأما العُلام-بتشديد اللام-فان أبا العباس روى عن ابن الأعرابي أنه الحِناء. قلت: وهو صحيح. وقال أبو عبيد: المَعْلَم: الأثر، وجمعه المعالم. ويقال: أعلمت الثوب إذا جعلت فيه علامة أو جعلت له عَلَما. وأعلمت على موضع كذا من الكتاب علامة. أبو عبيد عن الأحمر: عالمني فلان فعلَمتهُ أعلمه-بالضم-وكذلك كل ماكان من هذا الباب بالكسر في يفعل فانه في باب المغالبة يرجع إلى الرفع؛ مثل ضاربته فضربته أضربه. وعلمت يتعدى إلى مفعولين. ولذلك أجاوزا علُمتني كما قالوا: ظننتني ورأيتني وحسبتني. تقول: علمت عبد الله عاقلا. ويجوز أن تقول: علمت الشئ بمعنى عَرَفته وخبرته. وقال اللحياني: عَلَمت الرجل أعْلُمُه عَلْما إذا شققت شفته العليا، وهو الأعلم، وقد عَلِم يَعْلَم عَلَما فهو أعلم. والبعير يقال له: أعلم لعلَم في مِشفره الأعلى. وإذا كان الشقّ في شفته السُفلى فهو أفلح. وقال ابن السكيت: العَلْم: مصدر عَلَمت شفته أُعلُمها عَلْما. والعَلَم: الشقّ في الشفة العليا. وقال ابن الأعرابي: يقال للرجل المشقوق الشفة السفلى: أفلح، وفي العليا: أعلم، وفي الأنف: أخرم، وفي الأُذُن: أخرب، وفي الجَفْن: أشتر. ويقال فيه كله أشرم. ويقال: عَلَمت عَّمتي أعْلِمها عَلْما. وذلك إذا لُثتها على رأسك بعلامة تُعرف بها عِمّتك. وقال الشاعر: ولُثن السُبُوب خْمِرة قرشـيَّة دُبَيريّة يَعْلِمن في لوثها عَلْما أبو عبيد عن الفرّاء العَيْلام: الضبعان، وهو ذكر الضباع. وقال الأموي والفرّاء: العَيْلم: البئر الكثيرة الماء. ورجل مُعْلم إذا عرف مكانه في الحرب بعلامة أعلمها. وأعْلَم ححمزةُ يوم بدر. ومنه قوله: فترّفـونـي إنـنـي أنـا ذاكـمُ شاكٍ سلاحي في الحوداث مُعْلم وقِدْح مُعْلَم: فيه علامة. ومنه قول عنترة: ولقد شربت من المدامة بعدمـا ركد الهوا جربا لَمشُوف المعلم وقال شمر فيما قرات بخطه في كتاب السلاح له: العَلْماء من أسماء الدروع. قال: ولم أسمعه إلا في بيت زهير بن جناب: جلَّح الدهر فانـتـحـى لـي وقـدمـا كان يُنْحى القُوى عـلـى أمـثـالـي يدرك التِمْسَح والعُصْمَ في رؤس الجبال وتصدَّى ليصرع البطل الأرْ وَع بين الـعَـلْـمـاء والـسـربـال وروى غير شمر هذا البيت لعمرو بن قميئة. وقال: بين العلهاء والسربال، بالهاء. والصواب ما رواه شمر بالميم". عمل قال الله-تعالى-في آية الصدقات: (والعالمين عليها) وهم السُعاة الذين يأخذون الصدقات من أربابها، واحدهم عامل وساعٍ. واستُعمل فلان إذا ولي عملا من أعمال السلطان. ويقال: أعمل فلان ذهنه في كذا وكذا إذا دبّره بفهمه. وعمل فلان العمل يعمله عَملا فهو عامل. ولم يجئ فعلت أفعل فَعلا متعدياً إلاَّ في هذا الحرب. وفي قولهم: هبلته أمّه هَبَلا. وإلا فسائر الكلام يجئ على فَعْل ساكن العين؛ كقولك: سرطت اللُقْمة سَرْطا وبلعته بَلْعا وما أشبهه. والعُمالة: رِزق العامل الذي جعل له على ما قُلِّد من العمل، وعامل الرمح: صدره دون السنان، ويجمع عوامل. وقال الليث: يقال: عاملت الرجل أعامله معاملة في المبايعة وغيرها. والعَمَلة: القوم الذين يعملون بأيديهم ضروباً من العمل في طين أو حفر أو غيره. وقال اللحياني: العُمْلة والعُمالة: أجْر العمل: أبو عبيدة: عوامل الدابَّة: قوائمه، واحدها عاملة. الكسائي: ناقة عَمِلة بيِّنة العَمَالة مثل اليَعْملة إذا كانت فارهة، وتجمع اليعملة من النوق: يَعْملات. وقالت امرأة من العرب: ما كان لي عملة إلاَّ فسادكم، أي ماكان لي عمل. ويقال: لاتتعَّمل في أمرك ذا، كقولك: لاتتعَنَّ، وقد تعنيَّت للرأي تعنيَّت من أجلك. وقال مزاحم العُقَيليّ: تكاد مغانيها تقول من البلي لسائلها عن أهلها لاتَعِّملِ أي لاتتعنَّ، فليس لك في السؤال فرج. وقال أبو سعيد: سوف أتعمَّل في حاجتك أي أتعنَّى. وقال الجعديّ يصف فرسا: وترقبه بعامـلة قـذوف سريعٍ طَرْفها قلقٍ قذاها أي ترقبه بعين بعيدة النظر. والمسافرون إذا مشَوا على أرجلهم يسمَّون بني العَمَل. وأنشد الأصمعي: فذكر الله وسميَّ ونزل بمنزل ينزله بنو عملْ لاضفف يَشْغله ولاثَقَلْ نزل: أقام بمنىً: ورجل خبيث العِمْلة إذا كان خبيث الكسب ورجل عمول إذا كان كسوبا. وأنشد الفرّاء قول لبيد: أو مِسْحل عملٌ عضادة سَمْحج بسَرَاتها نذب لـه وكُـلُـوم فقال: أوقع "عمل" على "عصادة سَمْحج" قال: ولو كانت "عامل" مان أبين في العربية. قلت: العضادة في بيت لبيد جمع العَضُد. وإنما وصف عَيْراو وأتانه وسوقه إياها. فجعل "عمل" بمعنى مُعْمل أو عامل، ثم جعله عَملا: والله أعلم. وقال الليث: اعتمل الرجلُ؛ إذا عمل لنفسه. قلت: هذا كما يقال: اختدم إذا خدم نفسه، واقترأ إذا قرأ السلام على نفسه. واستعمل فلان غيره إذا سأله أن يعمل له. وأعمل فلان رأيه. ويقال: استعمل فلان اللبن إذا ما بنى به بناء. ويقال: عَمَّلت القوم عُمالتهم إذا أعطيتهم إيَّاها. وعاملة. قبيلة، إليها نُسب عَدِيّ بن الرِقاع العاملي. والمعاملة في كلام أهل العراق: هي المساقاة في كلام الحجازيين. ورُوى عن الشعبيّ أنه أُتى بشراب معمول، قال أبو العباس: المعمول في الشراب: الذي فيه اللبن والعسل والثلج. لمع الليث: لَمَع البْرْق يَلْمع إذا أضاء. وألمع الرجل بثوبه للانذار. قال: وألمعت الناقةُ بذنبها فهي مُلْمع. قال: وهي مُلْمع: قد لفحت. وهي تُلمع إذا حَمَلت، ولمع ضرْعها عند نزول الدِرَّة فيه.
قال: وإذا تحرّك ولدها في بطنها قيل: ألمعت.
أبو عبيد عن الأصمعي: إذا استبان حَمْل الأتان وصار في ضرعها لًمَع سَوادٍ فهي مُلْمع.
وقال في كتاب الخيل: إذا أشرق ضَرْع الفرس للحمل قيل: ألمعتْ.
قال: ويقال ذلك لكل حافر وللسباع أيضا. قلت: لم أسمع الإلماع في الناقة لغير الليث، إنما يقال للناقة: مُضْرِع ومُرْمِد ومُرِددّ.
وقوله: "المعت الناقة بذنبها" شاذ، وكلام العرب: شالت الناقة بذنبها بعد لقاحها، وشمذت واكتارت وعسرت. فإن فعلت ذلك من غير حبل قيل: أبرقت فهي مُبْرق.
وقال الليث: اللُمع: تلميع يكون في الحجر أو الثوب أو الشئ يتلون ألوانا شتىً. يقال: حجر ملمَّع. وواحددة اللُمع لَمْعة. يقال: لَمْعة من سواد أو بياض أو حمرة.
قال: ويقال: للبرق الخُلَّب الذي لامطر فيه: يَلْمع. ويقال: هو أكذب من يَلْمع. ويقال: اليَلْمَع: السراب قلت: والعرب تقول: اليَلْمَع: السراب قلت: والعرب تقول: وقعنا في لُمْعة من نصي وصليان أي في بقعة منها ذات وضح لما نبت فيها من النِصيّ. ويجمع لًمعا. ولًمعة جسد الإنسان نَعْمَتها وبريق لونها.
وقال عديّ بن زيد:
تُكذب النفوس لُمعُتها وتحور بعد آثـارا
وقال الليث: اليَلْمَعي والألمعي: الكذاب، مأخوذ من اليَلْمع وهو الشراب. قلت: ما علمت أحدا قال في تفسير اليلمعي من اللغويين ما قاله الليث.
قال أبو عبيد عن أصحابه: الألْمعيّ: الخفيف الظريف. وأنشد قول أوس بن حجر:
الألمعي الذي يظن لك الظن كأن قد رأى وقد سمعـا
وقال ابن السكيت: رجل يَلْمعي وألْمعي للذكي المتوقد.
وروى شمر عن ابن الأعرابي أنه قال: الألمعي: الذي إذا لمع له أول الأمر عرف آخره، يُكْتفى بظنه دون يقينه. وهو مأخوذ من اللَمْع وهو الإشارة الخفيَّة والنظر الخفي. قلت: وتفسير هؤلاء الأئمة اليلمعي متقارب يصدق بعضه بعضا. والذي قال الليث باطل؛ لأنه على تفسيره ذمّ، والعرب لاتضع الألمعي إلاّ في موضع المدح.
وفي حديث عمر رحمه الله أنه رأى عمرو ابن حُريث فقال: أين تريد؟ قال: الشأم. فقال: أما إنها ضاحية قومك، وهي اللمَّاعة بالرُكبان. قال شمر: سألت السُلْمي والتميمي عنه فقالا جميعا: اللمّاعة بالركبان: تلمع بهم أي تدعوهم إليها وتطيَّبهم.
وقال شمر: يقال: لمع فلان الباب أي برز منه. وأنشد:
حتى إذا عن كان في التلُّمس أفلته الله بشقِ الأنـفـس
مُلَمَّع الباب رثيم المَعْطس
وقال شمر: يقال: ألمع بالشئ أي ذهب به. وأنشد قوله:
وعَمْرا وجونا بالمشقَّر ألْمعا
قال: ويقال: أراد بقوله: ألمعا: اللذين معاً، فأدخل عليه الألف واللام.
وقال أبو عدنان: قال لي أبو عبيدة: يقال: هو الألمع بمعنى الألمعي.
قال: وأراد متمم بقوله:
وجونا بالمشقر ألمعا
أراد: أي جوانا الألمع فحذف الألف واللام.
قال شمر: وقال ابن بزرج: يقال: لَمَعت بالشئ وألمعت به أي فته.
ويقال: ألْمعتُ بها الطريق فلمعت. وأنشد:
ألْمع بهنّ وضح الـطـريق لَمْعك بالكبساء ذات الحُوق
وقال ابن مقبل في لمع بمعنى أشار:
عَيْثي يُلبّ ابنه المكتوم إذا لَمَعت بالراكبين على نَعْوان أن يقفا
عيثي بمعنى عجبي ومَرْحى. ويقال للرجل إذا فزع من شئ أو غضب وحزن فتغير لذلك لونه: قد التُمع لونُه.
وفي حديث ابن مسعود أنه رأى رجلا شاخصاً بصره إلى السماء في الصلاة فقال: ما يددري هذا، لعل بصره سيُلْتَمع قبل أن يرجع إليه.
قال أبو عبيد: معناه: يُخْتَلس، يقال: التمعنا القوم: ذهبنا بهم.
وقال القطامي:
زمان الجاهلية كل حـيّ أبونا من فصيلتهم لماعا
قال أبو عبيد: ومن هذا يقال التمع لونه إذا ذهب. قال: واللُمْعة في غير هذا: هو الموضع الذي لايصيبه الماءُ في الغسْل والوضوء.
وفي حديث لقمان بن عاد أنه قال: إن أر مطمعي فحدوّ تَلَمَّع، وإلاَّ أرى مطمعي فوقّاع بصُلّع.
قال أبو عبيد: معنى تلمَّع أي تخختطف الشئ في انقضاضها، وأراد بالحدوّ والحدأة، وهي لغة أهل عكة. ويقال لَمَع الطائر بجناحيه إذا خفق بهما. ولَمَع الرجل بيديه إذا أشار بهما. ويقال لجناحي للطائر: مِلْمعاه.
وقال حُميد يذكر قطاى:
لها مِلْمعاه إذا أوغـفـا يُحثان جوجزها لااوحي أوغفا: أسرعا. والوحي ههنا: الصوت، وكذلك الوحاة، أراد: حفيف جناحيها. وقال أبو زيد: يقال ليافوخ الصبيّ ماكانت لينة: لامعة جمعها: اللوامع فإذا اشتَّدت وعادت عظما فهي اليافوخ. ملع أهمله الليث. أبو عبيد: المَلْع: سرعة سير الناقة. وناقة مَيْلع: مريعة. ولايقال: جمع مَيْلع. قال: وقال أبو عبيدة: المَليع: الأرض التي لانبات فيها. وقال ابن الأعرابي: المَلِيع: الفسيح الواسع من الأرض البعيد المستوى. وإنما سمّى فليعا المَلْع الإبل فيها وهو ذهابها: وقال أبو عمرو: المَلِيع: الفضاء الواسع. وقال ابن شميل: المَليع: كهيئة السِكَّة ذاهب في الأرض، ضيق قعره أقلّ من قامة، ثم لايلبث أن ينقطع، ثم يضمحل إنما يكون فيما استوى من الأرض في الصحارى ومتون الأرض، يقود المليع الغلوتين أو أقل والجماعة مُلُع. وقال المرّار الفقعسيّ فيه: رأيت ودونهم هضبات أفعى حُمُول الحيّ عالية مليعـاً قال: تليع: مدى البصر أرض مستوية. ومن أمثال العرب: ذهبت به عقاب تُلاع قال بعضهم: تُلاع: أرض أضيف إليها. ويقال: قلاع من نعت العقاب أضيفت إلى نعتها. وقال أبو عبيد: من أمثالهم في الهلاك: طارت بهم العنقاء، وأودت بهم عُقَاب تُلاع ويقال ذلك في الواحد والجميع. وقال أبو الهيثم عقاب ملاع هو العقِّيب الذي يصيد الجِرذان، يقال له بالفارسية: موش خاره. أخبرني بذلك المنذريّ عنه. وقال أبو زيد: من أمثالهم: لانت أخف يداً من عقيب ملاع يافتى منصوب وهي عُقاب تأخذ العصفير والجرذان لاتأخذ أكبر منها. قال: ومَلاعُ: أرض. قال: وأصابه خرء بقاع يافتى مصروف. وهو أن يصيبه غبار وعرق فتبقى لُمَع من ذاك على جسده: وبقاع يُعنى بها أرض. وقال ابن الاعرابي: يقال: مَلَع العضيل أُمه وملق أمه إذا رضعها. وقال أبو تراب: ناقة مَيْلَع مَيْلَق إذا كانت سريعة. وقال شمر: المَيْلَع: الناقة الخفيفة السريعة. وما أسرع مَلْعها في الأرض وهو سرعة عنقها. يقال: ما أسرع ما مَلَعت وامتلعت وأملعت وقد امتلع الجمل فسبق. وهو سرعة عنفه وأنشد: جاءت به ميلعة طمرة وأنشد الفراء: وتهفو بهادٍ لـهـا مـلـع كما أقحم القادس الاردمونا قال: الميلع: المضطرب ههنا وههنا. والميلع: الخفيف. والقادس. السفينة. والارْدم. الملاّح. عنف قال: الليث: العُنْفُ ضد الرفق، يقال عَنُفَ به يَعْنف عَنْفاً فهو عَنيف إذا لم يكن رفيقاً في امره. قال: واعنفته انا، وعنفته تعنيفاً. قال: وعنفوان الشباب اوّل بهجته، وكذلك عُنْفُوان النبات. قلت: عُنْفُوان فُعلُوان من العنف ضد الرفق. ويجوز أن يكون الاصل فيه: أُنْفُوَان، من أئتنفت الشيء وأستانفته، إذا أقتبلتَه، فقُلبت الهمزة عيناً، فقيل: عُنْفوان. وسمعت بعض تميم يقول: اعتنفت الأمر بمعنى ائتنفته، واعتنفنا المراعي، أي رعينا أُنفُها. وهذا كقولهم: ?أعن ترسّمت"، موضع ?أأن ترسّمت". وأخبرتني المنذريّ عن أبي العباس أن ابن الأعرابي انشده: لم يَخْتَرِ البَيْتَ على التعـزُّبِ ولااعْتناَفَ رُجَلةٍْ عن مركب قال: والعتناف الكراهة، يقول لم يختر كراهة الرُّجلة، فيركبَ ويدع الرُجْلة، ولكنه اشتهى الرجلة، وأنشد في العتناف بمعنى الكراهة. أذا اعتنفتني بلدة لم اكن بهـا نسيباً ولم تُسْدَدْ علىَّ المطالب وقال أبو عُبيدة عن اصحابه: اعْتَنَفْتُ الشيء: كرهته، ووجدت له علىَّ مشقّة وعُنْفاً.وقال أبو عُبيدة: اعتنفت الأمر اعتنافاً جهِلته، وانشد قول رؤبة: بأربع لايَعْتَنفْنَ العَفَقا أي لايجهْلن شدّة العَدْو. قال: وأعتنفت الأمر اعتنافاً أي اتيته ولم يكن لي به علم. وقال أبو نُخَيْلة: نَعَيْتَ امراً زَينْاً إذا تُعْقَدُ الُحباَ وإن أطْلِقَتْ لم تَعْتنِفْهُ الوقائع
يريد: لم تجده الوقائع جاهلا بها. وقال بن شميل، قال: الباهلي: اكلتُ طعاماً فاعتنفتُه، أي أنكرته. قلت: وذلك إذا لم يوافقه. ويقال: طريق مُعْتَنِفُ أي غير قاصد. وقد اعتنف اعتنافاً إذا جار ولم يقصد. وأصله من اعتنفت الشيء إذا اخذته أو اتيته غير حاذق به ولا عالم. عفن: الليث: عَفِن الشيء يَعْفَنُ عَفَناً فهو عَفِنُ، وهو الشيء الذي فيه نُدُوّة ويُحْبَس في موضع مغموم فيعفن وَيفْسُد. وقال اللحياني وغيره: عَفَنَ في الجبل وعثن فيه، إذا صَعَّد فيه، جاء به في باب الفاء والثاء. فنع فنع: قال: الليث: الفَنَعُ نَفْحَة المسك، ونَشْر الثناء الحسن. وقال سُوَيد بن أبي كاهل: وفُرُوع سابغ اطرافُـهـا عَلَّلَتْها ريحُ مِسْكٍ ذي فَنَع أبو عُبيد: الفنع: الكرم والعطاء والجود الواسع. وقال أبو العباس: انشدنا ابن الأعرابي: اظل بَيْتيَ أم حسنـاءَ نـاعـمةً عَيَّرَتْني ام عَطَاء الّلِه ذى الفَنَع قال: الفَنَعِ: الكثير من كل شيء، وكذلك الفَنِيعُِ، والفَنْعِ. ويقال: له فَنَعُ في الجود، ومال ذو فَنعٍ وفنأ، أي ذو كثرة. قال: والفنع اعرف واكثر في كلامهم، قاله الليث. نفع قال: الليث: يقال: نَفَعَ يَنفَعُ نفعاً فهو نافع، والنفعْ ضدّ الضَّر، وفلان ينتفع بكذا وكذا. قال: والنفع في المزادة في جانبيها، يُشَقُّ الأديم فيُجْعَلُ في جانبيها، في كل جانب نِفْعَةُ. وروى أبو العباس عن ابن نَجدْة قال: أبو زيد: النَّفْعَةُ العصا، وهي فَعْلَةُ من النَّفْع. عمرو عن أبيه: يقال أنفع الرجل إذا تَّجر في النَّفْعَاتِ وهي العِصِىُّ. وقال اللحياني: ماعندهم نَفِيعَةُ أي منفعة ويقال: رجل نفَّاعُ: إذا كان ينفع الناس ولايضرّهم. نعف قال: الليث: النَّعْفُ من الارض المكان المرتفِع في اعتراض، وانْتعَفَ الرجلُ إذا ارتقى نعفاً. قال: والنَّعفةُُ: ذؤابة النعل، والنَّعَفة: أَدَم يَضرب خلف شَرْخ الرَّحْلِ. أبو عُبيد عن الأصمعي: النَعفة: الجلدة التي تعّلق على اخرةِ الرَّحْل. شمر عن أبي الأعرابي: الّنعَفةُُفي النعل: السير الذي يضرب ظهر القدم من قبل وحْشِيتَّها. أبو عُبيد عن الأصمعي: النّعف ماارتفع عن الوادي إلى الارض، وليس بالغليظ. وقال غيره: النّعف: ما انحدر عن غِلظ الجبل، وارتفع عن مَجْرَى السيل، ومثله الخَيفْ. وقال أبو عبيد: يقال نعاَفُ نُعفُ، وقِفَافُ قُفّف. وقال ابن الأعرابي: نَعْف الرملة: مقدمَّها، وما أستَرقّ منها. وفي النوادر: أخذت نَاعِفَة القُنّة، وراعفتها، وطارقتها، ورُعَافها، وقائِدتَها، كل هذا: متقادُها. اللحياني: يقال: ضعيف نَعِفُ إتباعُ له. وقال غيره: الانْتِعاَفُ: وضوح الشخص وظهوره. يقال: من اين انْتعَف الراكبُ أي من اين وَضَحَ ومن اين ظَهَرَ. والْمُنتعَفُ الحَدُّ بين الحَزْنِ والسهل. وقال البَعيثُ: بُمنتعفِ بين اُلحزُونَةِ والسّهْل وقال ذو الرُّمَّة: قطعتُ بنعف مَعْقلةَ العِدَالا يريد: مااسترقَّ من رمله. عنب عنب، عبن، نبع، نعب: مستعملة عنب العِنَبُ معروف، والواحدة عِنَبَة وقال الليث: رجل عَانِبُ: ذو عنب، كما يقولون: تَامِرُ، ولابن، أي ذو تمرِ وَلبن. قال: والعُنَّابُ من الثمَّرَ يقال له: السَّنجِلان بلسان الفرس. وقال ابن شُميل: العِنَبة: بَثْرَة تشتدّ فَترِم، وتمتلىءُ ماءٍ وتُوجعُ، تاخذ الإنسان في عينه وحَلْقه. يقال: في عينه عنٍبة. وقال الفزاء: العَنَبَاءُ: العَنَبُ ممدود، رواه أبو عُبيد عنه وقال ابن الأعرابي: إذا كان القطرانُ غليظاً فهو مُعنب وانشد: لو أن فيه الحنظل المَقشَّبا والقطِران العاتِق المعنذَبا وقال شمر قال: ابن شُميل: العُنابُ: بظَرْ المراة، قال: شمر: وقال غيره: الاعنَبُ الانْف الضخمُ السَّمجُ. وقال أبو عُبيد: العُناب: الرجل الضخم الانِف، وانشد: وأفرق مَهْبُونِ التَّراتَي مُصَعَّدِ الْ البلاعيم رِخْوِ الَمْنكبْين عُنَـابِ
وقال شمر في كتاب الجبال: العُناب: النبكَةُ الطويلةُ في السماء الفاردةُ المحَّددةُ الراس، يكون اسود واحمر واسمر، وعلى كل لون يكون، والغالب عليها السمرة. وهو جبل طويل في السماء لايُنبت شيئاً مستدير. قال: والعُنابُ واحد، قال: ولاتَعُمُّه أي لاتَجْمَعُهُ، قال: ولوجمعت لقلت: العُنُبُ. وقال الراجز: كَمَرة كأنها العناب قلت: وهذا من كتاب ابن شُميل. قال: شمر: وعُناب: جبل في طريق مكة، ٍقال المِّرارُ: جعلهن يمينهن رِعَانَ حَـبْـسٍ وأعرض عن شمائِلها العُنابُ وقال الليث: العُنابُ: الجبل الصغير الاسود. وقال أبو عُبيد: العَنَبان: التَّيسُ من الّظبَاء. وجمعه عِنْبْان. وقال الليث: ظبي عَنَبَان: نشيط. عبن ثعلب عن أبي الأعرابي: اعبن الرجل إذا اتحذ جملا عَبَنَّي، وهو القوى. قال: والعُنبة: قوّة الجمل والناقة. قال: والعُبن من الناس: السمان الملاح، والعُبن من الدواب: القويّات على السير، الواحد عبنَّي. قال: أبو عُبيد: نَسْرُ عبنين وهو العظيم. وقال أبو عمرو: العَبْن: الغِلظُُ في الجسم والخشونَةُ. وقال الليث: العُنابُ: الجبل الصغير الاسود. وقال أبو عُبيد: العَنَبان: التَّيسُْ من الضَّبَاء. وجمعه عِنْبان. وقال الليث: ظبى عَنَباَن: نشيط. عبن ثعلب عن ابن الأعرابي: أعبن الرجلُ إذا أتخذ جملا عبنى، وهو القوي. قال: قوّة الجمل والناقة. قال: والعُبُنُ من الناس: السمان الملاح، والعُبْنُ من الدراب: القويات على السير، الواحد عَبَنَّى. قال أبو عُبيد: نَسْرُ عبنى، وهوالعظيم. وقال أبو عمرو: العَبْن: الغِلَظُ في الجم والخشونَةُ. وقال الليث:: العَبِّنُ والعَبَنَّي: الجمل الضخم الجسم، وناقة عَبَناَّةُ، وجمل عَبَنُّ اَلخلْق، وناقة عَبَنَّةُ. نعب قال الليث: نعَب الغرابُ يَنعَب وينعب نعبا ونعيبا ونعبنا ونُعاباً، وهو صوته. وفرس مِنْعبَ: جواد، وناقة نَعابةُ: سريعة. أبو عُبيد: النعب: أن يحرك البعير رأسه إذا أسرع، وهو من سير النجائب، يرفع رأسه فيْنعَبُ نَعبانا. ثعلب عن ابن الأعرابي: أَنْعَبَ الرجلُ إذا نَعَر في الفِتن. نبع يقال نَبَعَ الماء ينبُع نَبْعاً ونُبُوعاً إذا خرج من العين، قاله الليث. ولذلك سميت العين يَنْبوُعاً. قلت: وهو يَفْعُولُ من نبع الماء إذا جرى من العين، وجمعه ينابيع. واخبرني المنذري عن ثعلب عن سلمة عن الفراء قال نبع الماءُ ينبَعُ وينبِعُ وينبُعُ، قال ذلك الكسائى. وبناحية الحجاز عَيْن يقال لها: ينبع، تسقى نخيلا لال علىّ بن أبي طالب رضى الله عنه. نُبايع: اسم مكان اوجبل أو وادٍ في بلادٍ هُذَيل، ذكره أبو ذؤيب فقال: وكأنها بالْجـزْعِ جِـزْع نُـبـايع وأولات ذى العرجاء نَهْبُ مُجْمَع ويجمع على نُبايعات. والنَّبْعُ: شجر من اشجار الجبال يتخذ منه القِسِيُّ. واخبرني المنذري عن المبرد انه قال: النبع والشَّوْحَط والشِّرْيَانِّ: شجرة واحدة ولكنها تختلف اسماؤها لاختلاف منابتها وتكرم على ذلك، فما كان منها في قُلَّةِ الجبل فهو النَّبْع، وما كان في سَفْحه فهو الشِّرْيَانِ، وما كان في اَلحضِيض فهو الشَّوْحَط.ُ والنَبْع لانار فيه، ولذلك يضرب به المثل فيقال: لو اقْتَدَح بالنَّبْعِ لأوْرَى ناراً، ولذلك يضرب به المثل فيقال: لو اقتدح بالنبعِ لأورى ناراً، إذا وصف بجودة الرَّأى والحِذْقِ بالامور. ع ن م عنم، عمن، منع، معن، نعم مستعملات عنم قال الليث: العَنَمُ: ضرب من شجر السّوَاك لينُِالأغصان لَطيفها، كأنها بنان قال الليث: الغَم: ضرب من شجر السِّوَاكِ لَيِّنُ الاغصان لَطِيفُها، كأنها بنان العَذَارى، واحدتها عنَمَةُ. قال: ويقال العَنَمُ: شَوْكُ الطَّلْحِ. قال: والعَنَمُ ضرب من الوَزَغِ يشبه العَظَايةِ، الأانه احسن منها وأشد بياضاً. وقال رؤبة: يبدين أطرافاً لِطافاً عَنَمُه واخبرني المنذريّ عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الَغَمُ: شجرة حِجَازِيَّةُ لها ثمرة حمراء يُشَبَّهُ بها البنانُ المَخْضُوبةُ. وقال أبو خَيْرَة: الَغَمُ له ثمرة حمراء يشبهُ بها البنان المخضوب.
قلت: الذي قاله الليث: في تفسير الَغَمِ أنه الوَزَغُ وَشَوْكُ الطَّلح غيرُ صحيح. وال ابن الأعرابي في موضع: الَغَمُ يُشْبِهُ العُنَّابَ، الواحدةُ عَنَمةُ، قال: والَغَمُ: الشَّجر الحُمْرُ. وقال أبو عمرو: اغنم إذا رعى الغم، وهو شجر يحمل ثمراً احمرَ مثل العُنَّاب، والعَيْنُومُ: الضَّفْدِعُ الذَّكَرُ. وقال ابن الأعرابي: العَنمة: الشَّقَّةُ في شفة الانسان، قال: والعنميُّ الحَسَنُ الوجه المُشْرَبُ حمرةً. وقال أبو زيد في كتاب النوادر: العَنَمُ واحدته عَنَمة، وهي اغصان تنبت في سُوقِ العِضَاهِ رَطْبَةُ لاتُشْبِهُ سائر اغصانه، احمر النَّوْر، يتفرق اعالي نوْرِهِ بأربع فرق، كأنه فنن من اراكة يخرجن في الشِّتَاءِ والقَيْظ. نعم قال الليث: نَعِمَ ينعمُ نَعْمَةً فهو نَعِمُ بين المَنْعَم. أبو عبيد الأصمعي: نَعِم يَنْعِمُ. ويجوز يَنْعَمُ، فهو ناعم. ثعلب عن سلمة الفراء، قالوا: نزلوا منزلا يَنْعُمُهْم وَيَنْعَمُهُمْ ويَنْعمُهُم وَيُنْعمُهُم عيناً، أربع لغات. وقال اللَّحيانى: نَعِمَك الله عيناً، وَنَعمَ الله بِكَ عَيناً، ونَعِمَ وأنعم الله بك عَيناً، قال: وحكى الكسائىّ: نزل القوم منزلا يَنْعَمهُم وَينْعُمُهم ويُنْعُمُهم ويُنْعمِهُم، والعرب تقول: نَعَمْ ونُعْمَى عَيْنٍ وِنعاَم عَيْنٍ، ونَعْمَةَ عين ونَعِمَ عَينٍ ونِعاَمَ عين، حكاه كلَّه اللحيانى، وقال: يانُعْم عينى، أي ياقُرَّة عينى، وانشد الكسائى فيه: صبَّحك الله بخيرٍ باكـرِ بنُعْمِ عين وشبابٍ فاخر قال: ونَعْمَةُ العيش: حُسْنُه وغَضَارَتُه، والمذكّر منه نَعْمُ، ويجمع أَنْعُما. قال: ونَعْمَةُ الله: مَنُّه وعَطَاؤُه بكسر النون، وقال الله جلّ وعزّ: وأَسْبَغَ عليكم نِعَمه ظاهرةً وباطنةً. قال الفرَّاء: قرأه ابن عَبَّاس: نعمة، قال: ولو كانت نعمه لكانت نعمة دون نعمة أو فوق نعمة، قال الفرَّاء: وقرىء نِعمَه وهو وجه جيّد، لانه قد قال: شاكراً لأنعمه اجتباه، فهذا جمع النعم، وهو دليل على أن نعمه جائز. وقال ابن عَبَّاس: النعمة الظاهرة: الأسلام، والباطنة: ستر الذنوب. وقال أبو الهيثم: واحدة الأنْعُمِ نِعْمَةُ، وواحدة الَأشُدِّ شِدَّةُ. وقال الزّجَّاج: قرا بعضهم: الم تر أن الفُلْكَ تجري في البحر بنعمة الله، وقرىء: بنعمَات الله، بفتح العين وكسرها. ويجوز بنْعمات الله بإسكان العين. فاماَّ الكسر فعلى من جمع كِسْرة كِسِرات، ومن اسكن فهو أجود الاوجه على من جمع كِسْرة كِسْرات، ومن قرأ: بنعمَات الله، فلأن الفتح اخفّ الحركات، وهو أخفّ في الكلام من: نِعمات الله. وقال الله جل وعز: ماأنت بنعمة ربك بمجنون. يقول: ماأنت بأنعام الله عليك وحمدك إياه على نعمته بمجنون. والِّنعمة بالكسر اسم من: أنعم الله عيه يُنعم إنعاماً وِنعْمَة،ً أُقم الاسم مُقام الأنعام، كقولك: انفقت عليه إنفاقاً ونَفَقَةً بمعنى واحد. عمرو عن أبيه: انعم الرجلُ إذا شيَّع صديقه حافياً خُطوات، وانعم: أفضل وزاد، وفى الحديث: إن أهل الجنة ليتراؤن اهل عِلّيّين كما ترون الكوكب الدُرّيّ في أُفُق السماء، وان ابا بكر وعمرو منهم وأنعما. قال أبو عبيد، قال الكائىّ في قوله: وأنعما، أي زاد على ذلك، يقال قد احسنت َإلىّ وانعمت، أي زدت على الأحسان، ودققتُ دواء فانعمتُ دقّة، أي بالغت وزدت؛ وأنشد ابن الأعرابي: سمين الضواحي لم تؤرِّقه ليلةً وانعم أبكارُ الهُمُوم وعونُها
الضواحى: ما بدا من جسده، لم تؤرقه ليلةً أبكار الهموم وعونها وانعم، أي وزاد على هذه الصفة. وقال أبو عمرو: أبكار الهموم: ما فجئك وعُونها: ماكان هَّما بعدهّم. وحرب عَوَان إذا كانت بعد حرب كانت قبلها. ويقال: جارية منَّعمة ومناعَمَةَ أي مترَفة. وبعّ فلان ولده إذا ترَّفهم. ويقال: ناعِمْ حبلَكَ وغيره، أي أحكِمْهُ: والتنعيم: موضع يقرب من مكة. والنَّعامة هذا الطائر يجمع نَعَاماً ونعامات ونعائم. الأصمعي: ومن أسماء الجُنوب الّنُعامى على فُعاَلي. وقال الليث: النَّعَام بغيرها: الظليم،والنعامى الأنثى. قلت: وجائز أن يقال للذكر نعامة بالهاء، وكذلك الأنثى يقال لها نعامة. أبو عُبيد عن أبي زيد: الزُّرْنُوقان: الخشبة المعترضة إلى الزُرنوقين، ثم تعلق القامة وهى البَكَرَةُ من النّعامة، فإن كانت الزرانيق من خشب فهي دَعِمُ. وقال أبو الوليد الكلابىّ: إذا كانتا من خشب فهما النعامتان، قال والمعترضة عليهما هي العَجَلة، والغَرْبُ معلق بها. قلت: وقد تكون النعامتان خشبتين يضّم طرفاهما الأعليان وُيرْكَزُ طرفاهما الأسفلان في الأرض، أحداهما من هذا الجانب، والأخر من الجانب الاخر وُيصْقعان بحبل ثم يُمَدُّ طرفا الحبل إلى وتدين مثنتين في الارضأو حجرين ضخمين وتعلّق القامة بين شُعْبَتَىْ النعامتين. وقول الله جل وعز: عن تبدو الصدقات فنعما هي، ومثله: إن الله نعما يعظكم به. قال أبو عُبيد: قرأ أبو جعفر وشَيْبَة ونافع وعاصم وأبو عمرو: فَنَعِمْا بكسر النون وَجزْم العين وتشديد الميم، وقرأ حمزة والكسائىّ فَنَعِماَّ بفتح النون وكسر العين. وذكر أبو عُبيد حديث النبى صلى الله عليه وسلم. حين قال: لعمرو بن العاص: نعما بالمال الصالح للرجل الصالح، وانه يختار هذه من اجل هذه الرواية. وقال الزّجَّاج النحويين لايجيزون مع ادغام الميم تسكين العين ويقولون إن هذه الرواية في نَعِمَّا ليست بمضبوطة.وروى عن عاصم انه قرا: فنِعماَّ، بكر النون والعين. واما أبو عمرو فكان مذهبة في هذه كسرة خفيفة مختلسة. والاصل في نعْم، نَعِمَ، وِنِعمَ ثلاث لغات. وما في تأويل الشيء في نِعِمَّا، المعنى: نعم الشيء هي. واما قول اله جل وعزّ: وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه، فإن الراء قال: الأنْعَاَمُ ههنا بمعنى النّعَم، والنَّعَم يذكر ويؤنّث. ولذلك قال جل وعز: مما في بطونه، والعرب إذا أفردت النعم لم يريدوا بها الأ الأبل، فإذا قالوا: الأنعام، ارادوا بها الأبل والبقر والغنم. قال الله تعالى: ومن الأنعام حَمُمولة وفرشاً كلوا مما رزقكم الله الأية، ثم قال: ثمانية أزواج أي خلق منها ثمانية ازواج. وكان الكسائى يقول في قوله جل وعز: نسقيكم مما في بطونه قال: أراد في بطونه ما ذكرنا. قال: ومثله قوله: مثل الفراخ نَتَقَتْ حواصله. قال: الااد حواصل ما ذكرنا. وقال اخر في تذكير النعم: في كّل عام نَعَم تَحْوونه يُلْقِحُه قوم وتَنْتِجوُنـه ومن العرب من يقول للأبل إذا كثرت الأنعام والأناعيِم. وقول الله جل وعز: فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل، دخل في النعم ههنا الأبل والبقر والغنم والله اعلم. عمرو عن أبيه قال: من اسماء الروضة: الناعمة والواضعة والناصفة والغَلْباء واللفَّاء. وروى سلمى عن الفرَّاء قالت الدُبَيرية يقال: حُقْت الحَشْرَبَةَ ونَعَمَتُها وصُلْتها. أي كنستها، وهي المِحْوَقَة والمِنْعَم والمِصْوَل: المكنسة. وقال الليث: النعامة صخرة في الركيَّة ناشزة. قال: وزعموا أن النعامة من الطرق كأنه مَرْكب النعامة في قوله: وابن النعامة يوم ذلك مركبي
قال. ويقال: حفت نعامتهم أي استمرّ بهم السير. وقال النحويون في نعم وبئس إذا كان معهما أسم جنس بغيرألف ولام فهو نصب أبدا. واذا كانت فيه الألف واللام فهو رفع ابدا، وذلك قولك: نعم رجلا زيد ونعم الرجل زيد، نصبت رجلا على التمييز، ولا يعمل نعم وبئس في أسمٍ علمٍ، إنما تعملان في أسم منكور دال على جنس أو اسم فيه الف ولام يدّل على جنس، وإذا قلت بئسما فعل، أو نعم ما فعل فالمعنى: بئس شيئاً ونعم شيئاً فعل، كذلك قوله تعالى: إن الله نعما يعظكم به معناه شيأً يعظكم به. وقال الله جل وعز: فهل وجدتم ما وعد ربكم حقاً قالوا نعم. وفي بعض اللغات: نَعِمْ، في معنى نَعَم، موقوفة الاخر، لانها حرف جاء المعنى، وإنما يجاب بها الاستفهام الذي لاجحد فيه. وقد يكون نَعَمْ تصديقاً، قال ذلك النحويون. وروى أبو العباس بأسناده عن الكسائى قال: نَعَمْ يكون تصديقاً ويكون عَدةًَ. وقال اللحياني يقال للأنسان: إنه الخفيف النعامة إذا كان ضعيف العقل. وقال أبو عُبيدة في كتاب الخيل: النعامة: الجلدة التى تَغْشى الدماغ، ونحو ذلك قال الأصمعي، وقال أبو عُبيدة: يقال أتيت أرضاً فنَّعمتنى أي وافقتني واقمت بها، وتنعمت فلاناً: أتيته على غير دابَّة، وتنعم فلان قدميه أي ابتذلهما. وقال الفرَّاء: ابن النعامة عِرْق في الرجْل، قال وسمعته من العرب. وقال أبو عمرو النعامة الظلمة، والعرب تقول: اصمّ من نعامة، وذلك انها لاتلوى على شيء إذا جَفَلت، ويقولون أشمّ من هَيْق لأنه يشم الريح. وقال الراجز: أشم من هَيْق وأهدى من جمل ويقولون: أموق من نعامة، وأشرد من نعامة، ومؤوقها: تركُها بيضها وحَضهنها بيض غيرِها، ويقال اجبن من نعامة، وأعدى من نعامة، ويقال ركب فلانجناحى نعامة إذا جدَّ في امره، ويقال للمنهزمين: أضحَوا نعاما، ومنه قول بِشر:
فأما بنو عامر بالـنـسـا ر فكانوا غداة لَقُونا نعاما
وتقول العرب للقوم إذا ظغنوا مسرعين: خفّت نعامتهم، وشالت نعامتهم، ويقال للعذارى: طانهن بيض نعام، ويقال للفرس: له ساقا نعامة لقصر ساقيه، وله جؤجؤ نعامة لارتفاع جؤُجئِها. ومن امثالهم: مايجمع بين الأرْوَى والنعام، وذلك أن مساكن النعام السهولة، فها لاتيجتمعان أبداً. ويقال لمن يكثر علله عليك: ماأنت الانعامة، يعنون قوله:
ومثل نعامة تدعى بعـيرا تُعاظمه إذا ماقيل طيرى
ولو قيل احملى قالت فإنى من الطير المربِةَّ بالوُكور ويقولون للذى يرجع خائبا: جاء كالنعامة لأن الأعراب يقولون: إن النعامة ذهبت تطلب قرنين: فقطعوا أذنيها فجاءت بلا اذنين، وفي ذلك يقول بعضهم:
أو كـــالـــنـــعـــامة غـــذ غـــدت مـــن بـــيتــــــهـــــــا يصاغ قرناها بغير أذِنينفاجتُثَّت الأذنان منها فانتهتجّماء ليست من ذوات قرون
عمرو عن أبيه: شالت نعامتهم إذ تفرقت كلمتهم، وشالت نعامتهم إذا ذهب عزهم وشال نعامتهم إذا دَرَست طريقتهم. ثعلب عن ابن الأعرابي: ابن النعامة: عَظْم الساق، وابن النعامة: عِرْق الرجل، وابن نعامة مَحَجَّة الطريق، وابن نعامة: الفرس الفاره وابن النعامة: الساقى الذي يكون على البئر. والنَّعماء والنُّعمى ضدّ البأساء والبؤسى، ونَعمان: اسم جبل بين مكة والطائف، والنعائم منزل من منازل القمر، والعرب تسميها: النعام الصادر، وهي اربعة كواكب مرّبعة في طرف المجرَّة، وهي شأمية.
وقال ابن الأعرابي: النعامة الرِّجل، والنعامة الساق، والنعامة الفَيْج المستعجِل، والنعامة الفَرَحُ، والنعامة الأكرام والنعامة المحجَّة الواضحة، ومن امثالهم: أَنْتَ كصاحبة النعامة، وكان من قصّتها انها وجدت نعامة قد غصَّت بصُعرورة فاخذتها وربطتها بخمارها إلى شجرة، ثم دنت من الحيّ فهتفت: من كان يَحُفُنا ويَرُفُنا فليتَّرِكْ. وقوَّضت بيتها لتحل على النعامة، فانتهت اليها وقد أساغت غُصَّتها وأُفلتت، وبقيت المرأة لاصَيْدها أحرزت، ولانصيبها من الحىّ حَفِظت. يقال ذلك عند المَزْرِيِة عاى من يثق بغير الثقة. وقال المبرد: النُعمان: الدم، ولذلك قيل للِّشِقرِ: شقائق النعمان. معن: الله عز وجل: ذات قرار ومعين. قال الفرَّاء: ذات قرار: إرضٍ منبسطة. وقوله:معين: الماء الظاهر الجارى، قال: ولك أن تجعل المعِين مفعولا من العيون ولك أن تجله فعيلا من الماعون، وقال عَبِيد:
واهية أ ومَعِنِ مُمعـن أو هَضْبة دونها لُهُوب ثعلب عن ابن الأعرابي: مَعَن الماء يَمعَن إذا جرى، وامعن أيضاً، قال: وأمعنته انا، ومياه مثعنان، قال: وقول النَمِر بن تَوْلب: وإن ضياع مالك غَيْرُ مَعَن أي غير حزم لا كيس، من قولهم: امعن لي بحقّى إذا أقر به وانقاد. وقال الله جل وعز: ويمنعون الماعون. روى عن علىّ رضى الله عنه أنه قال: الماعون: الزكاة. وقال الفرَّاء: سمعت بعض العرب يقول: الماعون هو الماء بعينه، وأنشدنى فيه: يَمُج َصِبيرهُ الماعونَ صذبا وقال الزّجَّاج: من جعل الماعون الزكاة فهو فاعول من المَعْن، وهو بالشيء القليل، لأنه يؤخذ من المال ربع عشره، وهو قليل من كثير. قال الراعى: قوم على الأسلام لَّما يمنعوا ماعـــــــونـــــــهـــــــم ويُبــــــــــــدلـــــــــــــــوا تـــــــــــــــبـــــــــــــــديلا ومنهم من قال: الماعون المعروف كله، حتى ذكر القصعة والقِدْر والفأس. وقال ثعلب: الماعون: كلّ مايُستعار من قدوم وسُفْرَة وشَفْرة. وقالت طئفة: الزكاة، وعليه العمل. ضرب الناقةَ حتى أعطت ماعونها وانقادت. وقال ابن الأعرابي: روض ممعون، يُسقى بالماء الجارى. وقال عَدِيّ بن زيد العِبَادىّ: وذى تناوير ممعون له صَبَح يغْدو أوابد قد أفلبن أمهارا ويقال للذى لا مال له: ماله سَعْنَةُ ولامَعْنَةُ. وقال أبو عمرو: المَعْن القليل، والَمعْن: الكثير، والمَعْن: الكثير، والمعن الطويل، والمَعْن: القصير، والمَعْن: الإقراربالحق، والمَعْن: الذلّ، والمَعْن: الجحود، والكفر للنعم، والمَعْن: الماء الظاهر.وقال الليث: المعروف، والمعن: الذل، والمعن الجحود، والكفر للنعم، والمعن: الماء الظاهر. وقال الليث: المعن: المعروف، والسعن: الوَدك، قال، ويقال معناه ماله قليل ولا كثير. وانشد: ولاضيعته فـأنـام عـنـه فإن ضياع مالك غير مَعْن الليث: امعن الفرس وغيره إذا تباعد في عدوه. أبو زيد: امعنت الارض ومعنت إذا تتابع عليها فارواها. ومعين: اسم مدينة باليمن. والمعن: الاديم في قوله: ولاحبٍ كمقد المعن وعَسَهُ وقال ابن الأعرابي: المعني: الكثير المال،والمعني: القليل المال. وقال أبو عُبيد: معان القوم: منزلهم، يقال: الكوفة معان منا أي منزل منا. قلت: والميم من معان ميم مفعل. عمرو عن أبيه: أمعن الرجل إذا كثر ماله، وامعن إذا قل ماله، وامعن بالحق إذا أقر بعد جحوده. عمن: عمان: اسم كورة عربية، يقال: أعمن واعمن إذا أتى عُمان. وقال رؤبة: نوى شام بان أو معمن وقال ابن الأعرابي: العمن: المقيمون في مكان يقال: الرجل عامن وعمون، ومنه اشتق: عمان. وروى عمرو عن أبيه: اعمن: دام على المقام بعُمان، قال: وعُمان يصرف ولايصرف، فمن جعله بلداً صرفه في حالت المعرفة والنكرة، ومن جعله بلدة الحقه بطلحة. واما عمان فهو بناحية الشأم: موضع يجوز أن يكون فعلان من عمّ ولاينصرف معرفة وينصرف نكرة، ويجوز أن يكون فعالا من عَمن فينصرف في الحالتين إذا عُنى به البلد. منع
قال الليث: المنع أن تحول بين الرجل وبين الشيء الذي يريده. يقال: منعته فامتنع. ورجل منيع: لايخلص اليه، وفلان في عزّ ومنعة، ويقال: منعة وامرأة منعة: مُتمنعة لاتؤاتي على فاحشة. وقد مُنع مَناعةً إذا لم يُرمْ. ثعلب عن ابن الأعرابي: المنعى: أكمال المنوع: وهي السرطانات، واحدها منع. وقال غيره: رجل منوع ومناع إذا كان بخيلا ممسكا، قال الله تعالى: مناع للخير وقال في اية اخرى: وإذ امسه الخير كان منوعا. وقال ابن الأعرابي: رجل منوع يمنع غيره، ورجل منيع يمنع نفسه والمانع من صفات الله تعالى له معنيان، احدهما ماروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال اللهم لامانع لما أعطيت، ولا معطى لما منعتَ فكأنه جلّ وعزّ يعطى من يستحقّ غلا المنع، ويعطى من يشاء، ويمنع من يشاء، وهو العادل في جميع ذلك، والمعنى الثانى في تفسير المانع: انه تبارك وتعالي يمنع اهل دينه أي يحوطهم وينصرهم، ومن هذا يقال: فلان: في منعة أي في قوم يمنعونه ويحمونه، وهذا المعنى في منعة الله، ولايمتنع من لم يكن الله له مانعاً. وقال ابن السكيت: المتمنعتانِ البكرة والعناق تمنعان على السنةِ لفنائهما، وأنهما تشبعان قبل الجِلة، وهما المقاتلتان للزمان عن أنفسهما. وروى ابن عرفة عن أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي أنه قال: المنيع الممتنع، والممنوع الذي يمنع غيره. وقال عمرو بن معد يكرب:
برانى حُبّ من لاأستطـيع ومن هو للذى اهوى منوع
فعم
أستعمل منه: "فعم?الليثِ: فعُم فعمُ فعامة وفعومةُ فهو فَعْم: ممتلىء، وقال الشاعر:
مُفْعوعم: صَخِبُ الاذىَّ منبعق كأن فيه أُكفَّ القوم تصطفق
يصف نهراً. قال ويقال: أفعمت البيت برائحة العُود فافعوعم، قال: وأفعم المسكُ البيتَ، وأفعمت السقاء فهو مفعوم، وانشد ابن الأعرابي لكثير:
أَتيُّ ومفـعـوم حـثـيث كـانـه غُرُوب السوانى أترعتها النواضح
قال وهو مثل قوله:
الناطق المبروز والمختوم
قال ولم أسمعه إلا في هذا ومثله: المضعوف من أضعفت. وقال غيره: سِقاء مُفعم ومُفأم، أي مملوء. وقال أبو تراب: سمعت واقعاً السلمى يقول أفعمت الرجل وأفعمته إذا ملأته غضباً أو فرحاً.
عبم
قال الليث: العَبامُ الرجل الغليظ الِخلقْة، تقول عبمُ يعبمُ عَبامة فهو عَبَام. وقال غيره: العَبَام: الفَدْم العَيُّ الثقيل من الرجال. وقال أبو العباس قال الأعرابي: يقال للرجل الطويل العظيم الجسيم: عِبمُّ وهُدَبِد. قال والعُبُمُ جمع عَباَم، وهو الذى لاعقل له ولاادب ولاشجاعة ولا رأس مال، وهو عَبمُّ وعباماء. وقال الفرَّاء: هو العباماء للأحمق. والعبام، وأنشد قول أوس بن حَجَر:
وشُبَّه الهَيدبُ العَبامُ من الأقوام سَقْباً مُـجـلـلاً فـرعـاً
اخر الثلاثى الصحيح من حرف العين، والمنّة لله سبحانه وتعالى: ?"يهوع عاه: روى عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم انه نَهَى عن بيع الثمار حتى تذهب العاهة، فقيل لابن عمر: ومتى ذلك؟ فقال: طلوعَ الثُريّا. والعاهة: الافة تصيب الزرع والثمار فتفسدها. وقال ابن بزرج: عَيهَ الزرعُ فهو معيهُ ومَعيوهُ. وقال طبيب العرب: اضمنوا لى مابين مغيب الثريّا إلى طلوعها اضمن لكم سائر السنة. أبو عُبيدة عن أبى زيد: اعاة القومُ إذا أصابت ماشيتهم العاهة. وقال غيره: أهاه القوم وأعوهوا، وقد عاهَ المال يَعوه عاهة وعُووهاً. شمر عن ابن الأعرابي: طعام مَعوه، أصابته عاهة، وعيه المالُ، ورجل عائهُ وعاهٍ مثل مائهِ وماهٍ، ورجل عاه، أيضاً كقولك كَبْشُ صَافُ، وقال طفيل:
ودارٍ يظعن العاهون عنها لنيّتهم وينسون الذَّمامـا
وقال ابن الأعرابي: العاهون: أصحاب الريبِ والخبث. وقال الليث: العاهه: البلايا ةالافات، أي فسادُ يصيب الزرع ونحوه من حرّ أو عطش. وقال: اعاه الزرعُ إذا أصابته افة من اليرقات ونحوه فأفسده، وأعاه القوم إذا أصاب زرعهم خاصةً عاهةُ قلت: وسألت أعرابياً فصيحاً عن قول رؤبة:
جَدْب الـــــــــــــــمـــــــــــــــنـــــــــــــــــــــــــدى شـــــــــــــــــــــــــــــــئزَ الـــــــــــــــــــــــــــــــمـــــــــــــــــــــــــــــــعـــــــــــــــــــــــــــــــوهِ فقال: أراد به المعرج، يقال عرًّج وعوًّج وعوّه بمعنى واحد. وقال اليث: التعويه والتعريس: نومة خفيفة عند وجه الصبح. قال وعوّه الرجلُ إذا دعا الجحش ليلحق به فقال عَوْه عَوْه إذا دعاه، ويقال: عاه عاه إذا زُجِرَتِ الأبِل لتحتبس: وربما قالوا عَيهْ عَيهْ، ويقولون: عَهْ عَهْ، ويقولون:عهعهْت بالأبل. ثعلب عن ابن الأعرابي: أعاه الرجلُ واعوه وعاه وعوَّه، كله إذا وقعت العاهة
في زرعه. وقال ابن السكيت: أرض معيوهه من العاهة.
عهو
عن شمر عن ابى عدنان عن بعضهم قال: العِفو والعهو جميعاً: الجحش. قلت: ووجدت لأبى وَجزْة السعدىّ بيتاً في العِهْو:
قرَّبن كلَّ صَلخدى مُحنق قَطِمِ عِهْوٍ له ثَبَج بالنىِّ مضبـورُ
وقيل: جمل عِهْو، نبيل الثَبَج لطيفه، وهو شديد مع ذلك. قلت: كأنه شبه الجمل به لخفته.
هاع
يهيع رُوى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: خير الناس جل ممسك بعنان فرسه كلما سمع هَيْعة طار اليها. قال أبو عُبيد: قال أبو عُبيدة: الهيعة: الصوت الذى تفزع منه وتخافه من عدوّ. قال: وأصل هذا الجزع، يقال: رجل هاعُ لاعُ وهائع لائع إذا كان جبانا ضعيفاً، وقد هاع يهيع هيوعا وهيعانا. وقال الطرماح:
انا ابن حُماة المجد من ال مالك إذا جعلت خُور الرجال تهيع
وقال أبو عُبيدة أيضاً: هاع الرجل يهاع إذا تهوّع أي قاء قَيأَ، وهاع يهاع هَيعاً إذا جاع هَيَعانا، وهاع يهيع إذا جَبُنَ. وقال ابن برزجَ: هِعْت أهاع هيعا من الحبّ والحزن والجزع، قال وقالوا: هاع يهاع. وقال ابن الأعرابي: الهاعُ الجزوع، واللاع: الموجع. وقال اللحياني: هاع يهاع هيعة إذا جاع وهاع هَيْعوعة إذا تهوع. وقال أبو عُبيد: قال أبو عمرو: الهائعة والواعية: الصوت الشديد، قال: وهعت أهاع، ولعت ألاع ليعانا وهيعانا إذا ضجرت، وقال عديّ:
إذا أنـــت فـــاكـــهـــت الـــــرجـــــــال فـــــــلا تَـــــــلَـــــــعء وقل مثل ما قالوا ولا تتزنَّد وقال الليث: الهاعُ: سوء الحرص، يقال هاع يهاعُ هَيْعة وهاعا، وانشد لأبى قَيْس بن الأسلت:
الـــكـــيسُ والـــقُـــوَّة خـــير مـــن الأشـــفـــاق والـــفـــهة والـــهــــاع
وقال: رجل هاعُ وامراة هاعة، قال: وهاع يَهُوع هَوْعا وهواعا إذا جاءه القىء من غير تكلف. وغذا تكلّف ذلك قيل: تهوَّع، فما خرج من حلقه هواعة، ويقال: لاهَوِّ عَنَّه ماأكل، أي لأستخرجنّه من حَلقه، ويقال أرض هيعةُ: واسعة مبسوطة، ورجل مُتهيع: حائر، وطريق مهيعُ: مفعل من التهيعِ وهو الأنبساط، قال ومن قال: مَهيعُ فَعيَل فقد اخطان لأنه لافعيل في كلامهم بفتح اوله، قال: وانهاع السراب انهياعا، وطريق مهيع واضح، وجمعه مهايع وانشد: بالغورِ يهديها طريق مَهيعُ قال: والهيعة: سيلان الشيء المصبوب على وجه الأرض، تقول هَاعَ يهيعُ، وماء هائع، والرَّصَاص يهيعُ في المْذِوَب. وقال غيره: هاعت الأبل إلى الماء تَهيع إذا أرادته، فهي هائعة. وروى عن علقمة انه قال: الصائم إذا ذَرَعَهُ القىُْ فليتم صومه، وإذا تهوّع فعليه القُضاء، أي استقاء، يقال: تهّوع نَفْسَه إذا قاء بنفسه كانه يخرجها. وقال رؤبة يصف ثوراً طعن كِلابا:
ينهى به سَّوارَهُنَّ الأشجعا حتى إذا ناهزها تَهّوعا
وقال بعضهم: تهوَّع أي قاء الدم، ويقال قاء بنفسه فاخرجها. أبو عبيد: المهيع: الطريق الواسع الواسع الواضح وقال أبو العيال الهذلي:
ارْجع منيحتك التي أتبعتها هوعاً وحدَّ مذلق مسنون
يقول: رُدّها فقد جزعت نفسك في اثرها. وقيل الهوع: العداوة، وقيل: شدّة الحرص، يقال هاعت نفسه هوعا أي ازدادت حرصا. وفي النوادر: فلان منهاع إلى ومتهيع، وتيع ومتتيع وترعان وترعُ أي سريع إلى الشرّ.
خوع
الليث: الخَوعُ: جبل ابيض، وأنشد: كما يلوح الخَوْعُ بين الأجبالْ وقال غيره: الخَوع: بطن من الارض يُنبتُ الرِّمث، وأنشد:
وازفلةٍ ببطن الحوعِ شُعْثٍ تنوء بهم مُنعثِلة نَـئولُ
والخائع: اسم جبل يقابله جبل اخر يقال له: نائع، وقال أبو حمزة السعدي يذكرهما:
والخائع الجونُ اتٍ عن شمائلهم ونائع النَّعْفِ عن ايمانهم يَفَعُ
أي مرتفع. أبو عُبيد: خوّع وخوّف أي نقص، وقال طَرَفة:
وجاملٍ خَـوَّع مـن نـيبـه زجُرا المعلَّى أُصُل والسفيح ويروى: خوَّف من نيبه. وقال حُمَيد ابن ثور: ألَّثت علـيه ديمة بـعـد وابـل فللجزع من خَوْع السيول قَسِيب يقال جاء السيل فحوى الوادي أي كسر جَنْبَتَيْه. عاق قال الليث: تقول: عاق يعوق عَوْقاً، ومنع التعويق والاعتياق، وذلك إذا أردت أمراً فصرفك عنه صارف. تقول: عاقنى عن الوجه الذى أردتُ عائق، وعاقتنى العوائق، الواحدة عائقة. قال: ويجوز عاقنى وعَقانى بمعنى واحد. والتعويق تربيث الناس عن الخير. ورجل عُوَقَة: ذو تعويق للناس ع الخير. قال: والعَوْق: الرجل الذي لاخير عنده، وقال رؤبة: فَدَاكَ منهم كلُّ عَوْقٍ اصْلَدِ والعَوَقَةُ حىّ من اليمن، وانشد: إنى امرؤ حنظلىّ في ارومتها لامن عَتيِك ولااخوالي العَوَقُ ثعلب عن ابن الأعرابي: العَوْق، الأمر الشاغل، والعُوق أبو عُوج بن عُوق. وقال الليث: العَيُّوق: كوكب احمر مُضىء بحيال الثريا، إذا طلع علم أن الثريا قد طلعت وعيوّق: فيعول، يحتمل أن يكون بناؤه من عوْق ومن عيْق، لان الياء والواو في ذلك سواء، وأنشد: وعاندت الثّريا بعد هَدءٍْ معاندة لها العيُّوق جار قال: وَيعُوق: اسم صنم كان يعبد على زمن نوح علية السلام. قال: وَيعُوق يقال: إنه كان رجلا من صالحى زمانه قبل نوح، فلمَّا مات جزع عليه قومه، فاتاهم الشيطان في صورة انسان فقال: أمثله لكم في محرابكم حتى ترَوه كلما صليتم، ففعلوا ذلك، فتمادى بهم ذلك إلى أن اتخذوا على مثاله صنما فعبدوه من دون الله. واما قول الله جل وعز: قد يعلم الله المعوقين منكم فإن المعوقين قوم من المنافقين كانوا يثبطون انصار النبي صلى اله عليه وسلم عنه، وذلك انهم قالوا لهم: مامحمد واصحابه إلا أكَلَةُ رأس، ولو كانوا لحماً لالتقمهم أبو سفيان وحزبه، فجلُّوهم وعالوا الينا، فهذا تعويقهم اياهم عن نُصرة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو تفعيل من عاق يعوق. وقال أبو الهيثم: عاقنى عنك عائق، وعقانى عنك عاقٍ على القلب، وانشد: فلو انى دعوتك مـن بـعـيد لعاقك عن وعاء الذئب عاقى اراد: عائق فقلبه. وقال العجاج: لاثٍ به الاشياءُ والعُبْريّ وإنما هو لائث من لاث يلوث فهو لائث فجعله من لثا يلثو فهو لائث فجعله من لثا يلثو فهو لاثٍ. ومثله: جُرُف هائر وهارٍ على القلب. وقال أبو الفرَّاء: مثله عاث وعثا وقاف وقفا. أبو عُبيد عن الامويّ يقال للمرأة إذا لم تحظَ عند زوجها: مالاقت ولا عاقت، أي لم تلصق بقلبه ومنه يقال: لاقت الدواةُ أي لصِقت وانا ألقتها. قلت: كأن عاقت إتباع للاقت. وروى شمر لأبى عُبيد عن الامويّ: مافى شقائه عَيْقة من الرُّب. قلت: كأنه ذهب به إلى قوله مالاقت ولاعاقت. وغيره يقول: مافى نحيهِ عَبقةُ ولاعَمَقةُ. وقال ابن الأعرابي: رجل عَوقُ لوقُ وَضّيِقُ لَيَّقُ عَيِّقُ. أبو عُبيد الأصمعي: العَيْقة: ساحل البحر. قلت وتجمع عَيْقان. قال الليث: عَوْقُ وَاِلدُ عُوج، قال: وعَوْقُ موضع بالحجاز، وأنشد: فعَوْق فرُمَاح فالَّسلوى من اهله قفرُ وقال اللحياني: سمعت عاقِ عاقِ وغاقِ غاقِ لصوت الغراب، قال: وهو نُعاقه ونُغاقه بمعنى واحد. عقى أبو العباس: عقا يَعْقُو ويَعْقِي إذ كرِه شيأ، والعاقى: الكاره للشيء: الحَّراني عن ابن السكيت: أعقى الشيء يُعقى إعقاء إذا اشتدَّت مرارته. ويقال في مثل: لاتكن مُرًّا فتُعْقَى ولا حُلْوا فُتْزدَرَد ويقال: فتُعْقَي، فمن رواه فتُعْقِي على تُفْعِل فمعناه: فتشتدَّ مرارتك. ويقال: عَقَاه واعتقاه إذا احتبسه ومنه قول الراعي: صباً تعتقيها مرة وتقيمها
قال بعضهم: معنى تعنقيها تُمضيها، وقال الأصمعي: تحبسها. أبو عُبيد عن الاحمر يقال لاوّل مايخرج من بطن الصبي: العِقْى: ليعم أن اللبن حتى يصير في جوفه وقد عَقَى المولود من الاني والدوابّ، وهو أول شيء يخرج من بطنه وهو يخرؤه. وقال الليث: العِقْىُ: مايخرج من بطن الصبي حين يولد، أسودُ لَزِجُ كالغِراء. ويقال هل عقتم صبيكم أي هل سقيتموه عَسلاً ليسقط عِقيُه. أبو العباس عن ابن الأعرابي قال المُعقِّى: الحاكم المستدير من العِقْبان بالشيء، قال: وعَقَّت الدلوُ إذا ارتفعت في البئر وهي تستدير. لادَلـــــــوَ إلا مَـــــــثْــــــــلـــــــــــــــث دَلْـــــــــــــــو أُهـــــــــــــــبـــــــــــــــان واسعةُ الفَرْغِ اديمان اثنانمما ينقي من عُكَاظَ الركبانإذا السقاة اضطجعوا للأذقانعَقَّت كما عَقَّتْ دَلُوف العِقبانبها فنذهِبْ كل ساقٍ عجلان قال: عقت: ارتفعت- يعنى الدلو- كما ترتفع العُقاب في السماء. قلت: قوله: عقّت بمنى ارتفعت. واصله عقًّقَتْ، فلما توالت ثلاث قافات إحداهن ياء؛ كما قال العجّاج: تقضىَ البازى إذا الباز كَسَرْ ومثله قولهم: التظنى من الظنّ، والتلعَّى للِعاعة. وأصل تعقية الدلو من العقّ وهو الشقّ. يقال: عَقَّ الرجلُ بسهمه إذا رمى به في السماء فارتفع. ويسمى ذلك السهم العقيقة، وقد مر تفسيره في مضاعف العين. وأنشد أبو عمرو في التعقية: وعقَّت دلوُه حين استقلّت بما فيها كتعقية العُقَاب وقال أبو عُبيدة: عقّي الرامى بسهمه من عقَّق. وعَقْوَةُ الدار: ساحتها. يقال: نزلت بَعقْوته. وقال الليث: العَقوة: ماحوالى الدار والمَحلَّة يقال مابَعْقوة هذه الدار مثل فلان. وتقول مايَطُورُ أحد بعقوة هذا الاسد، ونزلت الخيل بعقوة العّدو. قال: والرجل يحضر البئر فاذا لم يَنْبِط الماء من قعرها اعتقى يَمْنَةَ ويَسْرة، وكذلك يشتق الإنسانُ الكلام فيعتقى فيه، والعاقى كذلك، وقلّما يقولون: عقا يعقو، وأنشد بعضهم: ولقد دَرِبْتُ بالاعتقـاء والاعتقام فنلتُ نُجْحا وقال رؤبة: بشَيْظمىّ يفهم التفهيمـا ويعتقى بالعُقم التعقيما وقال غيره: معنى قوله: ويعتقى بالعُقم التعقيم معنى يعتقى أي يحبس ويمنع بالعَقمَ التعقيم أي بالشرّ الشرّ. قلت انا: أما الاعتقام في الحفر فإن الأصمعي فسّره أن الحافر إذا احتفر بئراً صغيره في وسطها بقدر مايجد طعم الماء، فإن كان عذبا حفر بَقيِتهَا، وانشد: إذا انتحى معتقمِا أو لَّجفا وقد فسرت هذا في بابه. وأما الاعتقاء بمعنى الاعتقام فما سمعته لغير الليث. وقال الليث: العِقيْان: ذهب ينبت نباتا، وليس مما يستذاب من الحجارة. وقال غيره: هو الذهب، وروى عمرو عن أبيه: العِقْيان: الذهب. وفي النوادر: يقال: ماأدرى من اين عُقيتُ ولا من اين طُبيتُ، واعتقيتُ وأُطبيتُ، ولا من اين أُتيت ولا من اين اغُتليْت بمعنى واحد. قلت: وجه الكلام: اغْتلْت. وعق في حديث عمر أنه ذكر له بعضُ الصحابة فقال: وْعقَةُ لقِسُ. قال أبو عُبيد: الوعقة من الرجال الذى يضجر ويتبرّم مع كثرة صَخَب وسوء خلق. وقال رؤبة: قتلا وتوعيقا على من وعَّقا قال شمر: التوعيق: الخلاف والفساد. وقال الفرَّاء: الوَعقْة الصَّخَّابة. وقال ابن الأعرابي: الوعِق: السىء الخلق الضيق، وانشد قول الاخطل: موطَّأ البيت محمود شمائلـه عند الحَمالةِ لاكزُّ ولا وَعِقُ قلت: وهذا كله مما جمعه شمر في تفسير هذا الحديث. وقال الليث: "يقال?رجل وَعْقة لعقْة وهو النكِد، ورجل وعِق: فيه حرص، ووقوع في الأمر بجهل. وإنه لوعِق لعِق، قال رؤبة: مخافة الله وأن يوعَّقا أي مخافة أن يقال له: إنك وعِق قال: وامّا عيِق فمن اصوات الزجر، يقال عيّق في صوته. أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: الوَعِيق والرَعِيق والوُعاق والرُعاق: الصوت الذي يسمع من صوت الدابة. وهو صوت جُرْدانهِ إذ تقلقل في قُنبه. وقال الليث: يقال منه: وَعَق يَعِقُ وهو صوت يخرج من حَيَاء الدابّة إذا مشت، قال: وهو الخقيق من قُنْب الذكر، قال: ويقال له: عُواق ووُعاق، وهو العويق والوعيق، وانشد: إذا ما الركبُ حَلَّ بدار قـوم سمعت لها إذا هَدَرت عُوَاقا
قلت أنا: جميعُ ماقال الليث في الوعيق والخفيق خطأ؛ لأن الوعيق والوعاق: صوت الجردان إذا تقلقل في قًنب الحصان، وأما الخقيق فهو صوت الحياء إذا هزلت الانثى لاصوت القُنْبِ. وقد اخطأ فيما فسَّر. قعا روى عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه نهى أن يقعى الرجل في صلاته. قال أبو عُبيد: قال أبو عُبيدة: الإفعاء: أن يلصق الرجل التيته بالارض، وينصب ساقيه، ويضع يديه بالارض. قال أبو عُبيد: وأماّ تفسير الفقهاء فهو أن يضع أليته على عقبيه بين السجدتين، كما يروى عن العبادلة يعنى عبد الله بن عَبَّاس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن مسعود. قال أبو عُبيد: وقول أبي عُبيدة أشبه بكلام العرب، وهو المعروف، كما يُقْعى الكلب، وليس الإقعاء في السباع إلّا كما قال أبو عُبيدة. وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه اكل مقعيا، وهو كما فسره أبو عُبيدة. وقال الليث: القعا: رَدَّةُ في راس الأنف وذلك أن تُشرف الأرنبة ثم تقعى نحو القَصَبة يقال: قَعِىَ الرجل يَقْعَى قعاً، وأقعت أرنبته وأقعى أُنفُه. ورجل اقعى وامرأة قعواء. قال: وقد يُقعى الرجل كأنه متساند إلى ظهره، والذئب والكلب يقعى كّل واحد منهما على استه. وقال ابن شُمَيْل: الإقعاء: أن يجلس الرجل على وركيه، وهو الأحتقاز والأستيفاز. وقال اليث: القَعْو: شبه البَكَرة يَستِقَى عليها الطيّانون. وقال أبو عُبيد قال الاصمعلى: الخُطّاف الذي تجرى البكرة فيه إذا كان من حديد، فإن كان من خشب فهو القَعءو. وأنشد غيره: إن تمنعى قعوك امنع محورى لقعو اخرى حسـنٍ مُـدوّر والمِحْور: الحديدة التي تدور عليها البكرة. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي: القَعْو خَدّ ?البكرة، والقَعْو?: اصل الفخذ، وجمعهُ القُعَى. قال: والعُقَى: الكلمات المكروهات. ورجل قَعُوُّ الالْيتين إذا لم يكن منبسطهما، واقعى الفرسُ إذا تقاعس على أقتاره، وامرأة قَعوى ورجل قَعْوانز أبو عُبيد الأصمعي: إذا ضرب الجمل الناقة قيل: قعا عليها قُعُواًّ، وقاع يقول مثله، وهو القُعُوّ والقَوْع. ونحو ذلك قال أبو زيد. وقال الليث يقال قاعها وقعا يقعو عن الناقة، وانشد: قاعَ وإن يَترك فَشْول دُوَّخُ قاع قال الله جل وعز: ((كسراب بقيِعة)). قال الفرَّاء: القِيعة: جمع القاع كما قالوا: جار وجيرة. قال والقاع: ماانبسط من الارض. وفيه يكون السراب نصف النهار. وقال أبو هيثم: القاع: الارض الحرة الطين التي لايخالطها رمل فيشربَ ماءها، وهي مستوية ليس فيها تطامن ولا ارتفاع، وإذا خالطها الرمل لم تكن قاعا؛ لأنها تشرب الماء فلا تمسكه. وقال الليث: القاع. ارض واسعة سهلة مطمئنَّة، قد انفجرت عنها الجبال والاكام. يقال: هذه قاع، وثلاث أقْوُع، واكواع كثيرة. ويجمع القيِعةَ والقيعانَ. وهو ما استوى من الارض لاحَصَى فيه ولاحجارة ولا يُنبت الشجر وما حواليه ارفع منه، وهو مصبّ المياه وتصغّر قُويعة فيمن أَنث، ومن ذَكرَّ قال: قويع، ودلّت هذه الواو أن ألفها مرجعها إلى الواو، قال والقُوَاعُ الذكر من الارنب الأنثى. وقال الليث: تَقّوعِ الحِرْباء الشجرة إذا علاها، كما يتقوع الفحلُ الناقة. وقال أبو زيد: القَوَّاع: الذئب الصيّاح، والقَبَّاعُ: الخنزير الجبان. وقال الأصمعي: قاعة الدار: ساحتها. وكذلك باحتها وصرْحَتُها. وقال الأصمعي: يقال: قاعُ وقيعان. وهي طين حُرّ يُنبت السِدْر، ويقال اقواع، ويقال قيعةُ وَقيُع، وهو ماستوى من الارض. وما حواليه ارفع منه. وإليه مصب المياه. وقال ابن الأعرابي: قيِعة وَقيعة جماعة وأقواع. وقال ذو الرمّة. وودَّ عن اقواع الشماليل بعدمـا ذَوَى بقلُها احرارها وذكورها قلت: وقد رأيت قيعان الصمان وأقممت بها شتوتين الواحد منها قاع وهي ارض صُلبة القفاف، حُرّة طين القيعان، تُمسك الماء وتُنبت العُشْبَ.وربّ قاع منها يكون ميلا في ميل وأقّل من ذلك وأكثر في رؤس القفاف، غليظة، ينصب مياهها في القيعان، ومن قيعانها ماينبت الضالَ فترى فيها حَرَجات منها، ومنها مالا يُنبت، وهي ارض مريئة إذا أعشبت رَّبعت العربَ اجمع. وقع
تقول العرب وقعر ربيع بالارض يقع وقوعا لأول مطر يقع في الخريف. ويقال: سمعت وقع المطر، وهو شدّة ضربه الارض إذا وَبل. ويقال: سمعت لحوافر الدواب وَقْعا ووقوعا. ووقع القول والحكم إذا وجب. قال الله جل وعز: وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الارض. وقال جلّ وعزّ: ولَما وقع عليهم الرجز وعناه: لا أصابهم ونزل بهم. ويقال للأبل إذا بركت، والدواب إذا رَبضت: قد وقعت ووقَّعت، وطائر واقع إذا كان على شجر أو مَوْكِن. وقال الاخطل: كأنما كانوا غرابا واقـعـا فطار لما ابصر الصواقعا والنسر الواقع كوكب، سمّى واقعا لأن بحذائه النسر الطائر حده مابين النجوم الشأمية واليمانية. وهو معترض غير مستطيل. وهو نيرّ، ومعه كوكبان غامضان وهو بينهما وقّاد، كأنهما له كالجناحين قد بسطهما وكأنه يكاد يطير، وهو معهما معترض مصطف. ولذلك جعلوه طائرا، وأما الواقع فهي ثلاثة كواكب كلأثافى، فكوكبان مختلفان ليسا على هيئة النسر الطائر فهما له كالجناحين، ولكنهما منضمان إليه كأنه طائر وقع. وقال الليث: الوَقْعة في الحرب: صَدْمة بعد صدمة، والاسم الوقيعة، يقال وقع بهم وأوقع بهم في الحرب. والمعنى واحد، وإذا وقع قوم بقوم قيل: واقعوهم، وأوقعوا بهم إيقاعا، ووقائع العرب: أيام حروبهم، والوِقَاع المواقعة في الحرب. وقال القطامى: ومن شهد الملاحم والوِقاعا والوِقاع أيضاً: مواقعة الرجل امرأته إذا باضعها وخالطها. ويقال: وقع فلان في فلان، وقد اضهر الوقيعة فيه إذا عابه. والواقعة: النازلة من صُرُوف الدهر، والواقعة: اسم من اسماء يوم القيامة. قال الله جل وعز: إذا وقعت الواقعة ليس فيها لوقعتها كاذبة. وقال أبو اسحق: يقال لكل ات يتوقع: قد وقع الأمر، كقولك قد جاء الأمر، وقال والواقعة ههنا: الساعة والقيامة، قال: والتوقع تنظر الأمر. يقال: توقعت مجيئه وتنظرته. وقال الليثك التوقيع: رمى قريب لاتباعده، كأنك تريد أن توقعه على شيء وكذلك توقيع الإزْ كَان تقول: وَقِّعْ. أي القِ ظنك على شيء. أبو عُبيد عن ابى عمرو: المَوقَّعِ: البعير الذى به اثار الَّدبَر. وقال الليث: التوقيع: سَحْج بأطراف الدّابة من الركوب. وربما تحاصّ عنه الشعر فنبت ابيض، وانشد: ولمُ يُوَقَّعْ برُكوبٍ حَجَبُه وقال ابن الانباري: توقيع الكاتب في الكتاب المكتوب: أن يجمل بين تضاعيف سطوره مقاصِد الحاجة ويحذف الفُضُول. وهو مأخوذ من توقيع الدَّبَر ظهر البعير، فكأن الموقع في الكتاب يؤثر في الأمر الذي كتب الكتاب فيه مايؤكده ويوجبه. وقال أبو عُبيد: الوَقْعُ: المكان المرتفع، وهو دون الجبل. وقال شمر: كذلك قال ابن الأعرابي. قال. وقال غيرهما الوَقع: الحَصى الصغار، واحدها وَقعة. وقا ابن شُمَيْل: ارض وقيِعة: لا تكاد تَنْشَفُ الماء من القيِعان وغيرها من القفاف والجبال. قال: وأمكنة وُقُع بينة الوَقَاعة. قال: وسمعت يعقوب بن مَسلمة الأسدي يقول: أوقعت الروضةُ إذا امسكت الماء. وانشدى فيه: مُوقعة جَثجَاثُها قد أنوَرا أبو عُبيد عن الاحمر قال: الوَقِعُ: الذي يشتكى رجله من الحجارة، والحجارة الوَقَعُ، واشد شمر: ياليت لي نعلين من جلد الضبع وشُرَكاً من استها لاتنقطـع كلَّ الحذاء يحتذى الحافي الوَقِعْ والوقَع والحفاَ والوقَى واحد. وقال الذبياني في الوَقَع بمعنى الحجارة: بَرَى وقع الصَّوَّان حَدَّ نُسورِها فهنّ لطاف كالصعادِ الذوابل وقال رؤبة في الَوقَع بمعنى الحفا: لاوَقَعُ في نعله ولاعَسَم ومعنى قوله: كَّل الحذاء يحتذى الحافي الوقِع، يقول: إن الحاجة تحمل صاحبها على التعلق بكل ماقَدَر عليه. قلت: ونحو منه قولهم: الغريق يتعلق بالطحلب. والعَسَمُ: اتشار في رُسْغ اليد. ويقال: وَقِعَت الدابة تَوْقَع إذا أصابها داء ووجع في حافرها من وَطْ، على غلظ. والغلظ هو الذى بَرى حدّ نسورها. يَركب قيناه وقيعا ناعلا الوقيع: الحافر المحدّد كأنه شُحذ بلأحجار، كما يَوقّع السيف إذا شُحِذ. وقال غيره: الوقيع: الحافر الصلب، والناعل: الذي لايحفى كأن عليه نعلا. وقال الليث: يقال: وقعته الحجارة توقيعا، كما يُسنّ الحديد بالحجارة. أبو عُبيد عن الأصمعي: الوقيعة: الُنقْرة في الجبل يستنقع فيها الماء. وجمعها وقائع. وقال الليث: إذا أصاب الارضَ مطر متفرّق أصاب وأخطأ فذلك توقيع في نبتها. أبو عُبيد عن ألكِسائي: وقعت الحديدة اقعها وَقعا إذا حَدَدتها. وقال الأصمعي: يقال ذلك إذا اصاب الارضَ مطر متفرّق اصاب وأخطأ فذلك توقيع في نبتها. أبو عُبيد عن الكسائى: وَقَعتُ الحديدة أَقُعها وَقْعا إذا حَدَدَتها. وقال الأصمعي: يقال ذلك إذا فعلته بين حجرين. وقال أبو وَجْزة: حرَّى مــوقّـــعة مـــاج الـــبـــنـــانُ بـــهـــا على خِضَمّ يُسقَّى الماءَ عجَّاجِأراد بالحَّرى المرْماة العطشى. وقال الليث: التوقيع إقبال الصقيل على السيف يحدّده بميقعة، يقال: سيف وقيع، وربما وُقِّع بالحجارة، ووقّعت الحجارةُ الحافرَ فقطَعت سنابكه توقيعا، واستوقع السيفُ إذا أَنى له الشحذُ، قال: وتسمى خشبة القَصّار التي يُدَقّ عليها بعد غَسْلٍ ميقَعة، والاستيقاع شبه التوقيع. أبو عُبيد عن ابى زيد: مَوْقَعِةُ الطائر: الذى يقع عليه. وجمعها مواقع. وقال شمر: يقال: مَوْقِعَة ومَوْقَعة للمكان الذى يعتاد الطي إتيانه، قال: وميِقعة البازى مكان يألفه فيقع عليه. وأنشد: كأن مـــــــــــــــــــــــــــــــتـــــــــــــــــــــــــــــــنـــــــــــــــــــــــــــــــية مـــــــــــــــــــــــــــــــن الـــــــــــــــــــــــــــــــنَّـــــــــــــــــــــــــــــــفِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى مواقعُ الطير على الصُّفىشبّه ماانتشر من الماء الاستقاء بالدَّلْوِ على متنيه بمواقع الطير على الصفا إذا ذرقت عليه. وقال الليث: المَوْقِع: موضع لكل واقع، وتقول: إن هذا الشيء ليقع من قلبي موقِعا، يكون ذلك في المسرة والمساءة، قال: والتوقيع في الكتاب: أن يلحق فيه شيأ بعد الفراغ منه. والتوقيع بالظنّ والكلامك الرمى يعتمده ليقع عليه وَهْمُه. أبو عُبيد عن الكسائى: كويته وَقاعِ وهي الدائرة على الجاعرتين، ولا تكون الأدارةَ حيث كانت وقال قَيْس بن زهير: وكـــــــــــــــنـــــــــــــــــــــــــــتُ إذا مُـــــــــــــــــــــــــــــــنـــــــــــــــــــــــــــــــيتُ بـــــــــــــــــــــــــــــــخـــــــــــــــــــــــــــــــصـــــــــــــــــــــــــــــــم سَـــــــــــــــــــــــــــــــوْءٍ دَلَـــــــــــــــــــــــــــــــفـــــــــــــــــــــــــــــــت لـــــــــــــــــــــــــــــــه فـــــــــــــــــــــــــــــــأكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوِيه وَقَـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاع وقال شمر:كواه وَقاَع إذا كوى أم رأسه. وقال المفضل: بين قرني رأسه، يقال: وقعته أقَعته تلك الكَيَّة. والإيقاع ألحان الغناء. وهو أن يُرقِعَ الألحان ويَبنيها. وسَمّى الخليل كتابا من كتبه في ذلك المعنى: كتاب الإيقاع. الفرَّاء: طريق موقَّع: مذلَّل، ورجل موقَّع: منجَّذ. الأصمعي: التوقيع في السير: شبيه بالتلفيق وهو رفعه يديه إلى فوق. ووقع القومُ توقيعا إذا عرّسوا. وقال ذو الرُّمَّة: إذا وقَعوا وَهْنا أنا خوامطيهم والوقعة: حّي من بني سعد بن بكر، وأنشد الأصمعي: من عامر وسَلول أو من الوَقَعة أبو عُبيد عن ابى زيد: وَقَعت بالقوم في القتال واوقعت. ابن هانىء عن ابى زيد: يقال لغِلاف القارورة: الوَقعةُ والوِقاَع، والوَقِعة للجميع. وقال ابن شُمَيْل: الواقع: الرجل الذي ينقرُ الرحى. وهم الوقَعَة. أبو عُبيد عن أبي عمرو: الوَقْع: المكان المرتفع وهو الجبل. أبو العباس عن ابن اللأعرابي يقال: قُع قُع إذا أمرته بالسياحة والتعبد في القيعان والقفار، ولُع لُع إذا أمرته بتعهدّ لَوْعيه وهما الأسودان حول الثدين. عكا أخبرنى المنذري عن ثعلب؛ عن ابن الأعرابي. قال: العَكوة: أصل الذَنب بفتح العين رواه لنا، قال؛ فإذا تعطّف ذَنبهُ عند العَكْوة وتعقّد قيل: بعير اعكى. وقال: برذون مَعْكوّ: معقود الذنب قال: والعكواء من الشاء: التي ابيضّ ذنبها وسائرها اسود قال ولو استعمل الفعل في هذا القيل عَكِى يَعْكَى فهو أعكى. قال: ولم أسمع ذلك.وأقرأنى الايادى لابى عُبيد عن الاحمر قال: العُكوة: اصل الذنب، بضم العين. قلت: هما لغتان عُكوة وعَكْوة. وقال الليث: عكْوت ذنب الدابة عَكْوا إذا عطفته وعقدته. أبو عمرو: العاكى. الغَزَّال الذي يبيع العُكَا جمع عُكوة، وهي الغَزْل الذي يخرج من المغزل قبل أن يُكبَّب على الدَجَاجة وهي الكُبَّة: والعاكى: الميت يقال عكا وعكى إذا مات. قال: والعاكى: المولَع بشرب العُكَّى وهو سَويق المَقلْ. أبو عُبيد عن الفرَّاء قال: العَكىُّ من اللبن: المحض. وقال شمر: العَكِىُّ: الخائر وانشد قول الراجز.
وشـربـتـان مـــن عَـــكـــىّ الـــضـــأن أحسنُ مسًّا في حوايا البطنمن يَثْرِبيّات قِذاذ خُشْن
قال شمر: النبي من اللبن ساعة يحلب، والعَكىُّ بعد مايَخْثُر ويقال: عكا بأزاره يعكو إذا شدّة قالصا عن بطنه لئلاّ يسترخى لضخم بطنه، وقال ابن مقبل:
شم مخاميص لا يعكون بالأزُر
يقول ليسوا بعظام البطون فيرفعوا بأزرهم عن البطون ولكنهم لطافى البطون. وقال الفرَّاء: هو عَكوان من الشحم وامرأة مَعكيةَّ. ويقال: عكوته في الحديد والوثاق عَكواً إذا شددته. وقال أُميِّة يذكر مُلْك سليمان صلوات الله عليه:
ايمـــــــــــــــا شـــــــــــــــاطـــــــــــــــنٍ عـــــــــــــــصـــــــــــــــاه عـــــــــــــــكـــــــــــــــــاهُ ثم يُلقىَ في السجن والأغلال شمر يقال للرجل إذا مات: عَكّى وَقرَض الرباط. وقال ابن السكيت: المِعاء على مفعال: الأبل المجتمعة يقال: مائة معكاء. وقد عكت تعكو إذا غلظت واشتدت من السمن. قال: وروى أبو عُبيدة بيت النابغة:
الـــواهـــب الـــمـــائة الـــمـــعـــكـــاء زينـــهـــا الَّـــعــــــدانُ يوضـــــــحُ فـــــــي اوبـــــــارهـــــــا الـــــــلـــــــبَـــــــد
يوضح: يبين في اوبارها إذا رُعىَ، فقال: المائة المعكاء هي الغلاظ الشداد لاينثى ولايجمع.ِ وقال أوس:
الواهب المائة المعكاء يشفعـهـا يوم الفِضال بأخرى غيرَ مجهود
وقال الفرَّاء: العاكى: الشادُّ. وقد عكا إذا شدّ، ومنه عَكْو الذنب، وهو شدّه.
عاك
أبو عُبيد عن أبي زيد: عاك عليه يَعُوك عَوْكا إذا كرَّعليه، وكذلك عكمَ يَعْكِم وعَتَك يَعْتِك. وقال المفضل: عاك على الشيء اقبل عليه. والَمعَاك: المذهب. يقال: ماله مَعَك أي مذهب. وقال أبو زيد: يقال: عُوكيِ على مافي بيتك إذا اعياكِ بيت جارتك أي كرَّى على بيتك. ثعلب عن أبي الأعرابي: لقِيته عند اول صَوْك وعَوْك أي عند اول كل شيء. سَلَمة عن الفرَّاء قال: العائك: الكسوب، عَاك معاشه يعَوُكُه عَوْكى ومَعَاكا. وقال ابن الأعرابي: يقال: عُسْ مَعَاشك وعُك معاشك معاساً ومعاكا. والقوْس:ُ اصلاح المعيشة.
عكا
ثعلب عن ابن الأعرابي: عكا إذا جبن؛ عمرو عن أبيه قال: العاكي: المنهزم، وقال ابن الأعرابي أيضاً: الاعكاء: الجبناء، قال: والاعكاءُ العُقد.
كاع
قال أبو عُبيد سمعت الأصمعي قال: يقال: كاعُ وكُوعُ في اليد. وقال ابن السكيت: الكوعُ والكاع: طَرَف الزَنْد الذي يلي اصل الابهام. يقال: احمق يمتخط بكوعه. وقال غيره الكرسوع: طرف الزند الذي يلي الخنصر وهو الكرسوع. قلت: والقول في الكُوع والكُرْسوع هو القول الاوّل. قال الليث: ويقال للذى يعظم كاعه: أكواع، كوعاء الأنثى. وأنشد:
دواخس في رُسغِ غيرِ أكواعا
والمصدر الكَوَع. وقال: وتصغير الكاع كُويع، والكَوَع أيضاً: يبس في الرسغين، وإقبال غحدى اليدين على الاخرى: بعير أكواع، وناقة كوعاء وقد كَوِع كَوَعاً. وقال أبو زيد: الأكوع: اليابسِ اليدِ من الرسغ، الذى أقبلت يده نحو بطن الذراع. والأكوع من الأبل: الذي قد أقبل خُفُّه نحو الوظيف، فهو يمشى على رُسغه، ولايكون الكوَع إلا في اليدين. وقال غيره: الكَوَع التواء الكوع. يقال للكلب: هو يَكُوع في الرمل إذا مشى على كوعه يمشى في شقّ. والكوع في الناس إذا تعوج الكفّ من قَبِل الكُوع، وقد تكوّعت يدُه. وكاع يكوع إذا مشى على كُوعه.
وكع
وقال الليث: الوَكَع: ميلان في صدر القدم نحو الخنصر. وربما كان ذلك ي إبهام اليد الرجُل أوكع وامرأة وكعاء. واكثر مايكون ذلك للاماء اللواني يُكْدَدن في العمل. قال: ويقال: الأوكع والوعكاء للاحمق والحمقاء. ثعلب عن ابن الأعرابي: في رُسغه وكَع وكوعُ إذا التوى كُوعه. أبو نصرعن الأصمعي: الكَوَع: أن تقبل إبهام الرِّجْل على اخواتها إقبالا شديداً حتى يظهر عظم اصلها، وقال أبو زيد: الوَكَع في الرِّجلك أنقلابها إلى وحشيهّا. والكوع في اليد: انقلاب الكُوع حتى يزول فيرى شخص أصله خارجا. وقال غيرهك الوَكَع: ياابن الوكعاء واللكاعة اللؤم، والوكاعة: الشدّة. وقال الليث: فرس وكيع إذا كان شديد الغهاب صُلْباً. وقد وكُع وَكاعة. وسِقاء وكيع: غليظ صلب، ومزاد وكيعة وهي التي قُورّت فأُلقى ماضعف من الأديم وبقى الجيّد فحرِز. واستوكع السقاءُ إذا مَتُن واشتدَّت مخارزة بعد ماسُرِّب. وأنشد الأصمعي بيت الفرزدق يصف فرساً:
ووفراءَ لم تُحْرَزْ بسيرٍ وكيعةِ غدوت بها طَبًّا يدى برشائها وقال ابن السكيت: وفراء: وافرة يعنى فرساً أنثى. وكيعة: وثيقة الخلق شديدة. ويقال قد اسمن القوم وأوكعوا إذا سمِنت إبلهم، وغلظت من لشحم واشتدَّت. وكل وثيق شديد فهو وكع. ويقال: استوكعت معدته إذا أشتدت وقويت. أبو عُبيد عن الكسائى: لدغته العقرب ووكعته وكوته. وقال غيره: المكيع: المَاَلقَةُ التي يسوى بها خُدَدُ الارض المكروبة وقال جرير: جُرت قتاةُ مجاشع في مِنقـر غير المراء كما يجرّ الميكع أبو عمرو الوَكْع الحلْبُ وانشد: لانتم بوكع الضأن أعلم منكُـم بقرع الكماة حيث تُبغى الجائم قال: ووكعت الدجاجة إذا خضعت عند سفاد الديك. واوكع الوم: قلَّ خيرهم. وقال أبو الجهم الجعفرى: وَكعْتَ الشاة إذا نَهَزْتَ ضرعها عند الحلب. ال: وقالت العنز: احلبْ ودع، فغن لك ماتدع. وقالت النعجة: احلب وَكَع. فليس لك ماتدع أي انهز الضرع واحلب كل مافيه. وعك قال الليث: الوْعك: مَغثُ المرض.تقول: وعكته الحمى إذا دكته. ورجل موعوك أي محموم وقد وَعكته الحمى تَعِكهُ. بو عُبيد عن الأصمعي وعكته الحُمى فهو موعوك مثله. وقال ابن الأعرابيك الممغوث والموعوك: المحموم. وقال الليث: الكلاب إذا اخذت الصيد أوعكته أي مرّغته. قال والوعكة: معركة الابطال إذا اخذ بعضهم بعضاً. وقد أوعكت الابلُ إذا ازدحمت فركب بعضها بعضاً عند الحوض، وهى الوَعكةَ. أبو عُبيد عن ابى زيد: إذا ازدحمت لابل في الورِد، واعتركت فتلك الوَعكة، وقدأوعكت الايلُ. وقال أبو عمرو: وَعكة الإبل: جماعتها قالك والوعكة: الدفعة الشديدة في الجرى. أبو عُبيد عن ابى عمرو العكوَّك: السمين. عجا قال الليث: يقال الأم تّعجو ولدها: تؤخّر رضاعه عن مواقيته، ويورث ذلك ولدها وَهناً وقال الاعشى: مُشفِقاً قلبُها عليه فما تعجوه إلا عُفَاقةُ أو فُواق قال: والمعاجاة: ألايكون للأم لبن يُروى صبيها، فتعاجيه بشيء تعلله به ساعة. وكذلك إن ولى ذلك منه غير أمه. والاسم منه العُجْوةَ، والفعل العَجَو. والفعل العَجْو. واسم ذلك الولد العَجِىُّ، والانثى عجيَّة، والجميع العُجايا. قال: واما من مُنع اللبن فغُذى بالطعام يقال عُوجِىّ. ولخبرني المنذر عن ابى الهيثم قال: يقال للبن الذى يعاجى به الصبي اليتيم أي يُغذى بغير لبن امه: عَجىُّ. وروى عن النبي-صلى الله عليه وسلم- صلى الله عليه وسلم انه قل: كنت يتيما ولم اكن عجياًّ: وانشد الليث: إذا شئت ابصرتَ من عَقبهم يتامى يُعاجَون كـالأذؤبُ وقال اخر في وصف اولاد الجراد: إذا ارتحلت من منزل خلفت به عَجُايا يُحاثى بالتراب صغيرُ أبو عُبيد: العُجاية والعُجاوة لغتان. وهما قدر مُضغة من لحم تكون موصولة بعصبة تنحدر من ركبة البعير إلى الفرْسِن. وقال أبو عمرو: العُجاية: عَصبة في باطن يد الناقة. وهي من الفرَس مضيغة. وقال ابن شميل: العُجاية من الفرس: العصبة المستطيلة في الوظيف ومنتهاها إلى الرسغين وفيها يكون الحطم، قال: والرُسغ: منتهى العُجاية: وقال الليث: العُجاية: عصب مركب فيه فُصوص عظام يكون عند رُسغ الدابة، قال: وإذا جاع أحدهم دَقَّها بين فهرين فأكلها وقال كعب: شُمّ العُجايات يتركن الحصى زيما قال: وتجمع على العُجى، يصف حوافرها بالصلابة. والعجوة: تمر. يقال هو مما غرسه النبي-صلى الله عليه وسلم- صلى الله عليه وسلم بيده. قلت: العَجوة التي بالمدينة هي الصَيْحابية. وبها ضروب من العجوة ليس لها عُذُوبة الصيحانية ولارِيها ولاامتلاؤها. أبو سعيد: عجا شَدْقَه إذا لواه. واخبرني عن المنذري عن ابى الحسن الشيخى عن الرياشي قال: قال أبو زيد: العَجِىّ: السىء الغِذَاء. وانشدنا: يسبق فيها الحَملَ العجيل رَغلا إذا ماانس العِشّيا قال الرياشى: وقال الأصمعي: قال لنا خلف الحمر: سألت اعرابيا عن قولهم عجا شِدقهُ فقال: إذا فتحه واماله. وقال الطرماح يصف صائداً له اولاد لاامهات لهم فهم يعاجون تربية سيئة: إن يصب صيدا يكن جَلهُّ لعجايا قُوتُهم باللَّحـام وقال ابن شميل: يقال: لقى فلان ماعَجَاه وما عَظَاه وما أورمه إذا لقى شدَّة وبلاء. عاج
الحراني عن ابن السكيت: يقال: ماأعيِج من كلامه بشيء أي ماأعبأ به. قال: وبنو أسَد يقولون: ماأعوج بكلامه أي ما التفت اليهِ أخذوه من عُجت الناقة. ويقال ماعِجْتُ بخبر فلان ولا اعيج به، أي لم استشف ِ به ولم أسْتَيقنه، وشربت شربة من ماء فما عِجتُ به أي لم انتفع به. واخبرني المنذري عن العباس عن ابن الأعرابي انه انشده: ولم أر شيأ بعد ليلـى ألـذُّه ولامشربا أروَى به فأعجيجُ أي انتفع به. وقال ابن الأعرابي: يقال: مايعيح بقلبي شيء من كلامك، وقال في موضع اخر: عاج يعوج إذا عَطَف. وعاج يعيج إذا انتفع باكلام وغيره. ويقال: ماعِجتُ منه، قال: والَعيْج: المنفعة: عمرو عن أبيه قالك العِيلج: الرجوع إلى ماكنتَ عليه. ويقال ماأعوج به عُووجاً. وقال: مااعيج به عُيُوجاً أي مااكترث له. ولاأباليه. وقال الليث العَوْج: عطف راس البعير بالزمام أو الحِطام. يقولك عُجْت راسه أُعوجه عَوجا: قال: والمراة تعوج راسها إلى ضجيعها. وقال ذو الرمة يصف جوارى قد عُجْن اليه رؤؤسهنّ يوم ظَعْنهن فقال: حتى إذا عَجْن من اجيادهنّ لنا عَوج الاخِشَّة أعناق العناجيج اراد بالعناجيج جِياد الرِكاب ههنا، واحدها عُنجوج، ويقال لجياد الخيل عناجيج أيضاً. ويقال عُجْته فانعاج أي عطفته فانعطف. وقال غيره: يقال: عاج فلان فرسه إذا عطف راسه ومنه قول لبيد: فعاجوا عليه من سواهم ضُمرٍ سلمة عن الفراء في قول الله جل وعز: الحمد لله الذى انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عِوَجا قيما معناه الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب قيما ولم يجعل فيه عوجا. وفيه تأخير اريد به التقديم. وقال في قوله: فيذُرها قاعا صفصفا لاترى فيها عَوِجا ولاأمتا قال: والعِوَج-بكسر العين- في الدين، وفيما كان التعويج فيه يكثر مثل الارض ومثل قولك: عُجت اليه أُعوج عِياجا وعوَجا. وانشد: قفا نسأل منازل ال ليلى متى عَوِج اليها وانثناء قال: وقوله جل وعز: يومئذ يتبعون صوت الداعى لاعَوِج له أي يتبعون صوت الدعى للحشر لاعوج له يقول: لاعِوَج للمدعين عن الداعى. فجاز أن يقول له لأن المذهب إلى الداعى وصوته. وهو كما تقول دعوتني دعوة لاعَوِج لك عنها أي لااعوج لك ولا عنك. قالك وكل قائم يكون العوج فيه خلقة فهو عَوَجُ. وانشد ابن الأعرابي في مثله: في نابه عَوَجُ يخالف شِدقه قال والحائط والرمْحُ وكل ماكان قائما يقال فيهك العَوَج. ويقال: شجرتك فيها عَوَج شديد. قلت: وهذا لايجوز فيه وفي امثاله إلا العَوَجُ. وقال الأصمعي: يقال هذا شيء معوجُّ وقد اعوجّ اعوجاجا على افعلّ افعلالا. ولاتقول معوجُّ على مفعَّل إلا لُعود أو شيء رُكب فيه: العاج. قلت: وغيره يجيز عوّجت الشيء تعويجا إذا حنيته، وهو ضد قومته. فأما ماانحنى من ذاته فيقال: اعوجّ اعوجاجا، ويقال عُجتْه فانعاج أي عطفته فانعطف، ومنه قول رؤبة: وانعاج عُودى كالشظيف الاخشن ويقال عَوجَ الشيء يعوجُ عَوجاً فهو اعوج لكل مايرى. والانثى عوجاء. والجماعة عُوج، ويقال: لقوائم الدابة: عَوج، ويستجيب ذلك فيها. يقال: نخيل عُوج إذا مالت. وقال لبيد يصف عَيْر وأُتنهُ وسوقه اياها: إذا اجتمعت واحوذ جانبـيهـا واة وردها على عُوج طِوال فقال بعضهم: معناه: أوردها على نخل نابته على الماء قد مالت، فأعوجت لكثرة حمْلها؛ كما قال في صفة النخل: غلبُ سواجد لم يدخل بها الحصر وقيل معنى قوله: اوردها على عُوج طوال أي على قوائمها العوج، ولذلك قيل للخيل: عُوج، ويقال نقاقة عوجاء إذا عَجِفت فاعوجَّ ظهرها؛ وامرأة عوجاء إذا كان لها ولد تَعوج إليه لترضعه، ومنه قول الشاعر: إذا المُرْغِث العوجاء بات يَعُزُّها عل ثديها ذو وَدعتين لهُـوج والخيل الاعوجية منسوبة إلى فحل كان يقال له: أعوج، يقال: أعوج، يقال: هذا الحصان من بنات اعوج. وقال الليث: العاج: أنياب الفيلة، قال ولايسمى غير الناب عاجا. وقال شمر: يقال للمسكِ: عاج. قال: وانشدنى ابن الأعرابي: وفى العاج والحِناء كفُّ بنانُـهـا كشحم النَقَا لم يعطها الزند قادح
أراد بشحم النقا دوابَّ يقال لها: الحُلك. ويقال لها: بنات النقا يشبَّه بها بنان الجوارى للينها ونعمتها. قلت: والدليل على صحة ماقال شمر في العاج انه المسكُ ماجاء في حديث مرفوع أن النبي-صلى الله عليه وسلم- صلى الله عليه وسلم قال لثوبان: اشتر لفاطمة سوارا من عاج، ولم يرد بالعاج مايخرط من انياب الفَيِلة؛ لأن أنيابها مَيتةُ وإنما العاج الذُبلُ وهو ظهر السلحفاة البحرية. وقال ابن شميل المَسَك من الذَّبْل ومن العج كهنئة السوار تجعله المرأة في يديها فذاك المَسَك. قال: والذَّبلُ. القرون فإذا كان من عاج فهو مَسَك وعاج ووقفُ، فإذا كان من ذَبلٍ فهو مَسَك لاغير. وقال الهذلى: فجاءت كخاصى العَيْرِ لم تَحلَ عاجةً ولا حاجة منها تلوح علـى وشـم فالعاجة: الذَّبلة، والجاجة: خرزة لاتساوي فَلساً. وقال الليث: عَوجُ بن عُوق رجل ذُكِرَ من عِظَم خَلْقهِ شناععة، وذُكر من عَظِم خَلقهِ شناعةُ، وذكر انه ولد في منزل موسى، وهلك على عِدَّان موسى صلى الله عليه وسلم.قال الليث: ويقال ناقة عاج إذا مِذعان السير ليّنه الانعطاف، ومنه قوله: تَقَدىَّ بى الموماةَ عاجُ كانها قال: ويقال للناقة في الزجر: عاج بلا تنوين، وغن شئت جومت على توهم الوقوف، يقال: عجعجت بالناقة إذا قلت لها: عاج عاج. قال: وذُكر أن عوْج بن عُوج كان يكون مع فراعنة مصر، ويقال: كان صاحب الصخرة التي أراد أن يُطبقها على عسكر موسى عليه السلام، وهو الذي قتله موسى صلوات الله عليه. وقال أبو عُبيد: يقال للناقة عاجٍ وجاه بالتنوين. وقال أبو الهيثم فيما قرات بخطه: وَكلّ صوتُ يُزجَر الأبل فأنه يخرج مجزوما، إلا أن يقع في قافية قيحوّل إلى الخفض، وتقول في زجر البعير: حَل حَوْب، وفي زجر السبع: هَجْ هَجْ، وجَه جَهْ، وجاهْ جاهْ، قال: فإذا حكيت ذلك قلت للبعير: حَوْبَ أو حَوبِ، وقلت للناقة: حَلْ حَلْ، وقلت لها حَلٍ، وأنشد: أقول للناقة قولى للجمـل أقول حَوبٍ ثم أَثنيها بِحَل فخفض حَوبٍ ونونه عند الحاجة إلى تنوينة. وقال اخر: قلت لها حَلٍ فلم تَحَلْحَل وقال اخر: وجمل قلت له جاهٍ جاهْ ياويله من جمل ماشقاهْ وقال اخر: سفرت فقلت لها هج فتبرقعت وقال شمر: قال زيد بن كثوة: من امثالهم: الايام عُوج رواجع، يقال ذلك عند الشماته، يقولها المشموت به، أو تقال عنه، وقد يقال عند الوعيد والتهدُّد. قلتك عُوج ههنا جمع عَوجاء، كما يقال أصور وصور، ويجوز أن يكون جمع عائج؛ فكأنه قال: عُوُج على فُعُل فخففته، كما قال الأخطلك فهنّ بالبذل لابُخْلُ ولاجُود أراد لابُخلُ ولاجُودُ. جاع قال الليث: الجُوع: اسم للمخمصة، والفعل جاع يجوع جَوعاً، وجَوعة، ويقال: رجل جائع جوعان، ورجل جائع نائع، والمجاعة: عامُ فيه جوع، ويقال أجعته وجوعته فجاع يجوع جوعا. وقال الشاعر: اجاع الله من أشبعتـمـوه وأشبع مَنْ بجوركُم أُجيعا وقال اخر: كان الجُنيد وهو فينا الزُملقْ مجوع البطن كلابيَّ الخُلقْ وقال أبو زيد: تقول العرب جُعت إلى لقائك. وقال أبو سعيد: المستجيع الذي يأكل كل ساعة الشيء بعد الشيء، وقلان جائع القِدْر إذا لم تكن قدره ملأى، وامراة جائعة الوِشاح إذا كانت ضامرة البطن، ويجمع الجائع جياعاً، ورجل جوعان وامرأة جَوعى، ويقال تَوَحشْ للدواء وتَجوَّعْ للدواء أي لاتستوفِ الطعام. وجع قال الليث: الوَجَع: اسم جامع لكل مرض مؤلم، يقال: رجل وجِع وقوم وَجاعى، ونسوة وجاعى وقوم وَجِعون، وقد وَجِعَ فلان رَأسَهُ أو بَطْنَه، وفلان يَوْجَعُ رأْسَه، وفيه لغات، يقال: يَوْجَع، ويَيْجع، وياجَع، ومنهم من يكسر الياء فيقول: ييجَعُ، وكذلك تقولك أنا أيْجَعَ وانتِ تَيجع. قال: ولغة قبيحة: منهم من يقول: وجِع يجع: قال: وتقول: أنا أوْجعَ رأسي، ويوجعني راسى، وأوجعت فلاناً ضرباَ وَجيعاً، وتوجعت لفلان مما نزل به إذا رَثيت له من مكروه نازل به. وقال غيره:يقال ضرب وجيع أي موجِع،كما يقال:عذاب اليم بمعنى مؤلم،وقيل:ضرب وجيع:ذو وَجَع،وأليم:ذو ألم. وقال الليث وغيره:الوجعاءِ:الدُبُر ممدودة،وانشد: أنِفت للمرء إذ نيكت حليلتـه وإذ يشدّ على وجعائها الثفَرُ
أغشى الحروب وسربالى مضاعفة تغشى البنان وسيفى صارم ذكر وروى سلمة عن الفراء:يقال للرجل:وَجِعْتَ بَطْنَكَ مثل سَفِهْتَ رَأْيَكَ ورَشِدْتَ أمرك. قال:وهذا من المعرفة التي هي كالنكرة:لأن قولك:"بطنك"مُفّسَّر،وكذلك:غَبِنْتَ رأيك،والأصل فيه:وجع رأسُك،وألم بطنُك،وسَفَه رأُيك ونفسُك،فلما حُوّل الفعل خرج قولك:وجعت بطنك وما أشبهه مفسرا،قال وجاء هذا نادراً في أحرف ممدودة. وقال غيره:انما نصبوا وجعت بطنك بنزع الخافض منه،كأنه قال:وَجعت من بطنك،وَكذلك سفهت في رأيك،وهذا قول البصريين،لأن المفسِّرات لا تكون إلا نكرات. وتجمع الوجعاء:الدبر وَجْعاوات. جعا اهمله الليث. وَروى أبو العباس عن عمرو بن أبي عمرو عن أبيه أنه قال:الجَعْو:الطين،قال وَ يقال جعّ فلان فلاناً إذا رماه بالجَعْو وَهو الطين. وَقال الليث العَيْج:شبه الاكتراث،وَأنشد: وَما رأيت بها شيئاً أعِيج به إلا الثمام وَإلا موَقَدِ النار ويقال:عاج به يعيج عيجوجة فهو عائج به. وَروى أبو إسحاق عن هبيرة أنه قال:سمعت علياً يقول نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجِعة. وَفي الحديث:الجِعَة:شراب يصنع من الشعير والحنطة حتى يُسكر. وقال أبو عُبيد:الجعة من الأشربة وهو نبيذ الشعير. عشا أخبرنا أبو الفضل بن أبي جعفر عن أبي الحسن الطوسيّ عن الخزاز قال:سمعت ابن الأعرابي يقول:العُشْو من الشعراء سبعة:أعشى بنى قيس أبو بصير،وَأعشى باهلة أبو قحافة،وَأعشى بنى نَهْشل الأسود بن يَعْفر،وَفي الإسلام أعشى بني ربيعة من بنى شيبان،وَأعشى هَمْدان،وَأعشى تغلب بن جاوَان،وَأعشى طِرْوَد من سُلَيم. وَقال غيره:وَأعشى بنى مازن من تميم.قلت:وَالعُشْو جمع الأعشى،وقد عَشِى الرجل يعشى عشاً فهو أَعشى وَأمرأَة عشواء،وَرجلان أعشيان وَامرأّتان عشواوَان ورَجال عُشو وأَعشون. وقال الليث:العشا يكون سوء البصر من غير عمى،ويكون الذي لا يبصر بالليل ويبصر بالنهار. وقال أبو زيد:الأعشى هو السيّئَ البصر بالنهار وبالليل،وقد عشا يعشو عَشْواً،وهو أدنى بصره،وانما يعشو بعد ما يَعْشَى. أبو العباس عن ابن الأعرابي:عشا يعشو إذا أتى ناراً للضيافة،وعشا يعشو إذا ضعف بصره. وقال أبو زيد:عشِى الرجل عن حقّ أصحابه يَعْشَى عَشاً شديداً إذا ظلمهم،وهو كقولك:عمى عن حقه،وأصله من العشا،وأنشد: ألا رُبَّ أعشى ظالمٍ متخمّـط جعلتُ لعينيه ضياءً فأبصرا. أبو عُبيد عن أبي زيد:عشِى علىَّ فلان يَعْشَى عشاً منقوص:ظلمنى. وقال الليث:يقال للرجال:يعشَوْن، وهما يعشيان،وفي النساء هن يعشَيْن،قال:ولمَّا صارت الواو في عشى ياء لكسرة الشين تركت في يعشَيَانِ ياء على حالها،وكان قياسه يعشَوَانِ،فتركوا القياس،قال:وتعاشلا الرجلُ في أمرى إذا تجاهل. الحراني عن ابن السكيت:عَشِى فلان يعشى إذا تعّشى فهو عاشٍ.ويقال في مثل:العاشِقةِ تَهِيج الآبية،أي إذا رأت التي تأبى الرَعْى التي تتعشّى هاجتها للرعى فرعت. والعِشْىُ:ما يَتعشّى به،وجمعه أَعْشاء.قال الحطيئة: وقد نظرتكـم أعـشـاءَ صـادرةٍ للخِمْس طال بها حَوْزِى وتَنِساسىِ قال شمر أراد انتظرتكم طويلا قدر ما تَعْشَي إبل صدرت عن الماء لخمس وطال عشاؤُها. يقول انتظرتكم انتظار إبل خوامِسَ،لأنها إذا صدرت تعشَّت طويلا وفي بطونها ماء كثير فهي تحتاج إلى ثَقَل كثير،قال:وواحد الأعشاء عِشْى. وقال الليث:العَشْواء من النوق:التي لا تبصر ما أمامها،وذلك لأنها ترفع رأسها فلا تتعاهد موضع أخفافها. وقال زهير: رأيت المنايا خبط عشواء من تصب تُمِته ومن تخطئ يُعمرَّ فـيهـرَم ومن امثالهم السائرة:هو يخبِط خَبْط عشواء،يُضرب مثلا للسادر الذي يركب رأسه ولا يهتم لعاقبته،كالناقة العشواء التي لا تبصر،فهي تخبط بيديها كل ما مرَّت به،وشبَّه زهير المنايا بخبط عشواء لأنها تعمّ الكلّ ولا تخصّ. وقال ابن الأعرابي:العُقَاب.العشواء:التي لا تبالي كيف خَبَطت وأين ضربت،بمخالبها كالناقة العشواء لا تدري كيف تضع يدها. أبو العباس عن ابن الأعرابي،عَشا يعشو إذا أتى ناراًللضيافة،وعشا يعشو إذا ضعف بصره.
وقال الليث:العَشْو.إتيانك ناراً ترجو عندها هدى أو خيراً.تقول:عشوتها أعشوها عَشْوا وعُشُوَّا. قال:والعاشية:كل شئ يعشو بالليل إلى ضوء نار من أصناف الخَلَق؛كالفَرَاش وغيره،وكذلك الإبل العواشى تعشو إلى ضوء نار.وأنشد: وعاشية حُوشٍ يِطانٍ ذعرتُها بضربِ قتيلٍ وسطَهايتسيَّف قلت:غِلط في تفسير الأبل العواشي:أنها التي تعشو إلى ضوء النار.والإبل العواشي جمع العاشية وهي التي ترعى ليلا وتتعشّى.ومنه قولهم:العاشية تهيج الآبية. وقول الله جل وعز:(ومن يعشُ عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين).قال الفراء في كتابه في المعانى ولم أسمع هذا الفصل من المنذري لأن بعض هذه السورة كان فات أبا الفضل)معناه:من يعرض عن ذكر الرحمن،قال ومن قرأ ومن يَعْشَ عن ذكر الرحمن فمعناه من يَعْمَ عنه.وقال القتيبى معنى قوله:(ومن يعش عن ذكر الرحمن)أي يُظلم بصرُه،قال:وهذا قول أبي عُبيدة ثم ذهب يردّ قول الفراء ويقول:لم أر أحداً يجيز عشوت عن الشئ أعرضت عنه،إنما يقال:تعاشيت عن الشئ:تغافلت عنه:كأنى لم أره وكذلك تعاميت. قال:وعشوت إلى النار إذا استدللت عليها ببصر ضعيف. قلت:أغفل القتيبي موضع الصواب،واعترض مع غفلته-على الفراء يردّ عليه فذكرت قوله لأبين عواره فلا يغتّر به الناظر في كتابه،والعرب تقول:عَشَوت إلى النار أعشو عَشْوا أي قصدتها مهتديا بها،وعشوت عنها أي أعرضت عنها،فيفرقون بين إلى وعن موصولين بالفعل. وقال أبو زيد:يقال:عشا فلان إلى الناريعشو عَشْواً إذا رأى ناراً في أوَّل الليل فيعشو إليها يتضئ بضوئها،وعشا الرجل إلى اهله يعشو،وذلك من أول الليل إذا علم مكان أهله فقصد إليهم. وأخبرني المنذريّ عن أبي الهيثم أنه قال:عَشِى الرجل يَعْشَى إذا صار أعشى لايبصر ليلا،عَشَا عن كذا وكذا يعشو إليه عَشْوا وعُشوَّا إذا قصد إليه مهتديا بضوء ناره،وأنشد قول الحطيئة: متى تأته تعشو إلى ضوء ناره تجد خير نار عندها خيرُ موقد قال:ويقال:استعشى فلان ناراً إذا اهتدى بها،وأنشد: يتبعن جِرْوياًّ إذا هِبْن قَـدَمْ كأنه بالليل مُسْتَعْشِى ضَرَم يقول:هو نشيط صادق الطَرْف جرئ على الليل،كأنه مستعشٍ ضَرَمَةً وهي النار. وهو الرجل الذي قد ساق الخارب إبله فطردها فَعَمَد إلى ثوب فشقَه وفَتله فَتْلاً شديداً ثم غمسه في زيت أو دهن فروّاه ثم أَشْعَل في طَرَفه النار فاهتدى بها،واقتصّ أثر الخارب ليستنفذ إبله. قلت:وهذا كله صحيح وإنما أَتَي القتيبيَّ"في وهمه الخطأُ?من جهة أنه لم يفرق بين عشا إلى النار وعشا عنها،ولم يعلم أن كل واحد منهما ضدّالآخر في باب الميل إلى الشئ والميل عنه،كقولك:عدلت إلى بنى فلان إذا قصدتهم،وعدلت عنهم إذا مضيتَ عنهم،وكذلك ملت إليهم وملت عنه،ومضيت إليهم ومضيت عنهم،وهكذا. قال أبو إسحاق الزّجاج في قوله جل وعز:(ومن يَعْشُ عن ذكر الرحمن)أي يُعرض عنه كما قال الفراء. قال أبو إسحاق:ومعنى الآية أن من أعرض عن القرآن وما فيه من الحكمة إلى أباطيل المضلّين فعاقبُه بشيطان نقيّضه له حتى يضلّه ويلازمه قرينا له،فل يهتدى؛مجازاة له حين آثر الباطل على الحقّ البيّن. قلت:وأبو عُبيدة صاحب معرفة بالغريب وأياّم العرب، وهو بليد النظر في باب النحو ومقاييسه. وفي حديث ابن عمر أن رجلا أتاه فقال له:كما لا ينفع مع الشرك عمل هل يضّر مع الإيمان ذنب؟فقال ابن عمر:عَشِّ ولا تَغْتَرَّ.قال أبو عُبيد:هذا مثل،وأصله فيما يقال أن رجلا أراد أن يقطع مفازة بإبله فاتّكل على ما فيها من الكلأ،فقيل له عشِّ إبلك قبل أن تفوِّز،وخذ بالحتياط،فإن كان فيها كلأ لم يضرك ما صنعت،ولإن لم يكن فيها شئ كنت قد أخذتَ بالثقة،فأراد ابن عمر بقوله هذا اجتنب الذنوب ولاتركبها اتّكالا على الاسلام،وخذ في ذلك بالثقة والاحتياط،يقال عشّيت الإبل إذا رعيتها بعد غروب الشمس إلى ثلث الليل،وعشيتها أيضاً إذا رعيتها بعد الزوال إلى غروب الشمس"،وعشّيت الرجل إذا أطعمته العشاء،وهو الطعام الذي يؤكل بعد العشاء،ومنه قول النبي-صلى الله عليه وسلم-: إذا قُرِّب العَشَاء وأقيمت الصلاة فابدؤا بالعَشَاء،فالعَشَاء:الطعام وقت العِشاء.
وقال ابن السكيت:إذا قيل لك:تَعشَّ قلت:ما بي تَعشٍّ يا هذا.ولا تقل:ما بى عَشاء.قال:ورجل عَشْيان وهو من ذوات الواو لأنه يقال عَشَيْتُه وعَشَوْتَه فأنا أعشوه أي عشَّيته،قد عَشِىَ يَعْشَى إذا تَعَشَّى،"فهو عاش". وقال أبو حاتم:يقال من الغَدَاء والعشاء:رجل غَدْيان وعَشْيان،قال:والأصل غدوان وغشوان؛لأن أصلهما الواو،ولكن الواو تقلب إلى الياء كثيرا؛لأن الياء أخفّ من الواو. أبو عُبيد عن أبي زيد:ضَحيْتُ عن الشئ وعَشَيْتُ عنه معناهما:رَفَقْت به،وصلاة العِشَاء،هى التي بعد صلاة المغرب،ووقتها حين يغيب الشفق،وهو قول الله جل وعز:(ومن بعد صلاة العشاء). وأمّا العَشِيُّ فإن المنذري أخبرني عن أبي الهيثم أنه قال:إذا زالت الشمس دُعى ذلك الوقت العشىّ،فتحول الظل شرقيا وتحولت الشمس غربية. قلت:وصلاتا العِشىّ هما الظهر والعصر،وحدَّثنا السعدىّ عن عمر بن شَبَّة عن عبد الوهاب عن أيوب عن محمد عن أبى هريرة قال:صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتى العشىّ،وأكبر ظنى أنها الظهر،ثم ذكر الحديث.قلت:ويقع العِشِىّ على ما بين زوال الشمس إلى وقت غروبها،كل ذلك عِشىّ،فاذا غابت الشمس فهو العِشاء. وقال الليث:العِشِىّ بغير هاء:آخرُ النهار.فإذ قلت:عشيّة فهو ليوم واحد،يقال لقيته عشية يوم كذا وكذا،ولقيته عشيَّة من العشيَّات"قال أبو عُبيد:يقال لصلاتي المغرب والعشاء العشاءان،والأصل العِشاء فغُلّب على المغرب،كما قالوا:الأبوان وهما الأب والأم.ومثله كثير.وقال النضر:العِشاء:حين يصلى الناس لعتمة وأنشد: ومجوّل مَلَث العشاءَ دعَوتُه والليل منتشر السقيط بهيم قال:وإذا صغّروا العشىّ قالوا:عُشَيْشياَن،وذلك عند شفى وهو آخر ساعة من النهار.قال:ويجوز في تصغير عِشيَّة عُشَيَّة وعُشَيشية. قلت:كلام العرب في تصغير عشية:عُشَيشية،جاء نادرا على غير قياس.ولم أسمع عُشَيَّة في تصغير عشِيّة،وذلك أن عُشية تصغير العَشْوة وهي اوَّل ظلمة الليل،فأرادوا أن يفرقوا بين تصغير العَشَّيِة وتصغير العَشْوة. وقال الفراء في قول الله جل وعز:(لم يلبثوا إلاَّ عشَّية أو ضحاها)يقول القائل:وهل للعشية ضحّى؟ قال:وهذا جيّد من كلام العرب.يقال:آتيك العشِيّة أو غداتَها،وآتيك الغداة عشِيّتها،فالمعنى لم يلبثوا إلاّ عشية أو ضحى العشية،فأضاف الضحى إلى العشية. وأخبرني المنذري عن أبى العباس أن ابن الأعرابي أنشده: ألاَ ليت حظى من زيارة أُمِّيَهْ غِديَّاتُ قيظ أو عَشِياتُ أشتيه وقال:الغَدَوات في القيظ أطول وأطيب،والعشِيَّات في الشتاءَ أطول وأطيب،وقال:غَدِية وغدِيات،مثل عَشِية وعَشِيَّات. الحراني عن ابن السكيت:يقال:لقيته عُشَيشية وعشيشِيات وعشيشيانات وعُشَيَّاناَت،ولقيته مغيربان الشمس ومغيربانات الشمس.وذكر ابن السكيت عن أبى عُبيدة وابن الأعرابي انهما قالا: يقال:أوطأته عَشْوَةً وعِشْوَةً وعُشوة.والمعنى فيه:أنه حمله على أن يركب أمرا غير مستبين الرشد،فربما كان فيه عطَبُه،وأصله من عَشْواء الليل وعُشْوته مثل ظلماء الليل وظلمته،فأمّا العِشاء فهو أول ظلام الليل. وَرَوَى شمر حديثاً بإسناد له عن النبي-صلى الله عليه وسلم- أنه قال:يا معشر العرب احمدوا الله الذي رفع عنكم العُشوة.وقال شمر:أراد بالعُشْوة ظلمة الكفر،كلَّما ركب الإنسان أمراً بجهل لا يبصر وجهه فهو عُشوة،مأخوذ من عُشوة الليل،ومنه يقال:أوطأته عَشْوة.وقال شمر:قال أبو عمرو:العُشْوة أيضاً في غير هذا:الشعلة من النار.وأنشد: حتى إذا اشتال سُهَيل بسحـر كعُشوة القابس تَرْمِى بالشرر عاش يقال:عاش يعيش عيشاً ومعاشاً ومعيشة وعِيشة ومعيشاً بغير هاء. وقال الليث:العَيْش:المطعم والمشرب وما يكون به الحياة.والمعِيشة:اسم ما يعاش به،والعيشة:ضرب من العيش،يقال.عاش عِيشة صدق،وعيشة سَوْءٍ.وكل شئ يعاش به فهو معاش،والأرض معاش للخلق. ويقال:عيش آل فلان اللبن إذا كانوا يعيشون به،وعيش آل فلان الخبز،وعيشهم التمر،وربما سموا الخبز عَيْشا. وقال المؤرخ:هي المعيشة؛قال والمَعُوشة لغة الأَزْد.وأنشد لحاجز أبن الجُعَيْد: من الخفِرات لا يُتْمٌ غَذَاها ولا كدُّ المعوشة والعلاجُ
وقال ابن السكيت:تقول:هي عائشة؛ولا تقل عَيْشَة،وتقول هي رَيْطة.ولا تقل رائطة؛وتقول:هو من بنى عَيِّذ الله ولا تقل:عائذ الله. وقال الليث فلان العائشيّ؛ولا تقل:العَيْشيّ؛منسوب إلى بنى عائشة.وأنشد: عبدَ بنى عائشة الهُلاَبعا ويقال إنهم ليتعيّشون إذا كانت لهم بُلْغه من العيش؛ورجل عائش:حاله حسنة. وقال أكثر المفسرين في قوله جل وعز: (فإن له معيشة ضنكا):إن المعيشة الضنك عذاب القبر،وقيل:إن المعيشة الضنك في نار جهنم،والضنك في اللغة:الضيق والشدة.وقول الله عز وجل: (وجعلناكم فيها معايش) فيحتمل أن يكون:ما يعيشون به،ويمكن أن يكون الوُصْلة إلى ما يعيشون به،قال ذلك أبو إسحاق،قال:وأكثر القراء على نرك الهمز في معايش،إلا ما رُوى عن نافع أنه همزها،والنحويّون على أن همزها خطأ،وذكروا أن الهمزة إنما تكون في هذه الياء.إذا كانت زائدة،نحو صحيفة وصحائف،فأمّا معايش فمن العيش،الياء أصلية. شاع قال الليث:شاع الشئُ يشِيع مَشَاعا وشَيْعُوعةً فهو شائع:إذا ظهر وتفرق وأجاز غيره شاع شُيُوعا.وتقول:تَقْطُر قطرة من لبن في الماء فتشيع فيه أي تَفَرَّقُ فيه،قال:ونصيب فلان شائع في جميع هذه الدار،ومُشاَع فيها أي ليس بمقسوم ولا معزول.وقال غيره:أشعث المال بين القوم،والقِدْرَ في الحى إذا فرّقته فيهم،وأنشد أبو عُبيدة: فقلت أشيعا مَشِّرا القِدْرَ حولنا وأىَّ زمان قِدْرُنا لم تُمَشَّـر أبو عُبيد عن الأصمعي:أشاعت الناقة ببولها وأوزغت وأزغلت كل هذا إذا رمت به رمياً وقطّعته،ولا يكون ذلك إلاِّ إذا ضربها الفحل.وقال أبو عُبيد:يقال هذا شَيْعُ هذا أي مثله. وقال شمر:لم لاره منذ شهر وشَيْعِه أراد:ونحوه،وأنشدني أبو بكر: قال الخليط غداً تصدُّعُنا أو شَيْعَهُ أفلا تودّعنا قال أو شيعه:أو بعد غد. وقال الليث:الشَّيْع من أولاد الأسد،ورجل مشياع:مذياع لا يكتم سرّا.يقال:أشعت السرّ وشِعْتُ به إذا أذعت به وفي لغة أشعت به. اما قول الله جل عز: (وإن من شيعته لإبراهيم) فإن ابن الأعرابي قال:الهاء لمحمد صلى الله عليه وسلم أي إبراهيم خُبِّر بخبره فاتّبعه ودعا له.وكذلك قال الفراء.يقول:هو على منهاجه ودينه وان كان إبراهيم سابقاً له. وقال أبو الهيثم في قوله:"وإن من شيعته لإبراهيم"إن من شيعته نوح ومن أهل ملّته. قلت:وهذا القول أقرب؛لانه معطوف على قصة نوح،وهو قول الزّجاج.والشيعة:أنصار الرجل وأَتباعه.وكل قوم اجتمعوا على أمر فهم شِيعة.والجماعة شِيَع وأشياع،وقال الله جل وعز: (كما فَعل بأشياعهم من قبل) والشيعة:قوم يَهْوَوْن هوى عِتْرة النبي-صلى الله عليه وسلم- ويوالونهم. أبو عُبيد عن أبي عُبيدة قال:المُشَايِع:اللاحق،وقال لَبيد: كما ضم أخرى التالياتِ المُشَايِعُ أبو عُبيد عن الأصمعي:شيَعت النار تشييعاً إذا ألقيت عليها تُذَكِّيها به،ويقال:شيعت فلانا أي خرجت معه لأودعّه،ويقال:شيعنا شهر رمضان بستّ من شوال أي أتبعناه بها.وقال أبو عُبيد اُشّيَّع:الشجاع من الرجال،قال وقال الأموى يقال شايعت بالإبل شِياَعاً إذا دعوتها.وقال غيره:شايعت بها إذا دعوت بها لتجتمع وتنساق وأنشد قول جرير يخاطب الراعى: فألقِ استك الهَلْباءَ فوق قَعُودها وشايْع بها واضمم إليك التواليا يقول صوِّت بها ليلحق أخراها أولاها. روى عن النبي-صلى الله عليه وسلم- أنه قال:إن مريم بنت عمران سألت ربها أن يُطعمها لحماً لادم فيه فأطعمها الجراد،فقالت:أَعِشه بغير رضاع،وتابع بينه بغير ششياع،المعنى تابع بينه في الطيران حتى يتتابع من غير أن يُشَاَيَعَ به كما يشايعُ الراعى بإبله لتجتمع ولا تتفرق عليه. قال الليث:الشِّاع:صوت قصبة ينفخ فيها الراعى.وأنشد: حَنين النِيب تطرب للشِّاع أبو العباس عن الأعرابي قال:الشيِّاع:زَمَّارة الراعى.وهو قول مريم في دعائها للجراد:اللهم سُقْه بلا شِيَاع أي بلا زَمَّارة راع. وقيل:الشِّاع:الدعاء،ويقال:أشاعكم الله السلامَ.وشاعكم السلامُ لُغَتان،وقال الشاعر: ألا يا نخلة من ذات عرق بَروُدَ الظل شاعكم السلام
وقال أبو إسحاق:معنى شيَّعت فلاناً في اللغة اتَّبعت،والعرب تقول:شاعكم السلامأى تبعكم السلام وتقول:آتيك غداً أو شَيْعه أي اليوم الذي يَتبعه.قال ومعنى الشيعة:الذي يتبع بعضهم بعضا"ومعنى الشِّيَع:الفرق التي كل فرقة منهم يتبع بعضهم بعضاً"وليس كلهم متفقين قال الله تعالى: (إن الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعاً) قال معنى قوله:وكانوا شيعاً أي كانوا فرقاً في دينهم،كل فرقة تكفّر الفرق المخالفة لها:يعنى اليهود والنصارى بعضها يكفر بعضاً،وكذلك اليهود،والنصارى تكفر اليهود،واليهود تكفرهم،وكانوا أُمروا بشئ واحد.
اللحيانيّ عن الكسائي:قال يونس:شاعكم الله بالسلام يشاعكم شَيْعا أي ملأكم.وقد قيل:أشاعكم الله بالسلام يُشيعكم إشاعة". ويقال:أشاعك الخير أي لا فارقك،قال لبيد: فشاعهم حمد وزانت قبورهم أَسِرَّةُ رَيْحانٍ بقاعٍ مُنَـوِّرِ ويقال فلان يُشِّيعه على ذلك مال أي يقّويه.قال الأصمعي:ومنه تشييع النار بإلقاء الحطب عليها يقويها.أبو سعيد:هما متشايعان ومشتاعان في دار أو أرض إذا كانا شريكين فيها،وهم شُيَعاء فيها،وكل واحد منهم شُيِّع لصاحبه،وهذه الدار شَيِّعة بينهم أي مُشاعة،وقال:كل شئ يكون به تمام الشئ أو زيادته فهو شِيَاع له. وقال الأصمعي:يقال لما انتشر من أبوال الإبل إذا ضربها الفحل فأشاعت ببولها:شاعٌ،وأنشد: يقطّعن للإِبْسَاس شاعا كـأنـه جَدَاياعلى الأنساء منها بصائر والجمل أيضاً يقطِّع ببوله إذا هاج،وبوله شاعٌ،وأنشد: ولقد رمى بالشاع عند مُنَاخِه ورغا وهدَّر أيَّما تهـدير أبو عُبيد عن الأصمعي:جاءت الخيل شواعىّ وشوائع،متفرقة،وأنشد للأجدع ابن مالك أبي مسروق بن الأجدع. وكأن صرعاها كِعَابُ مقـامـر ضُرِبَتْ على شُزُنٍ فهنّ شواعى وقال شمر:شاعة الرجل:امرأته،وقال رجل لعبد المطلب:هل لك شاعة؟أي امرأة. ثعلب عن ابن الأعرابي أنه سمع أبا المكارم يذمّ رجلا فقال:ضَبَّ مَشِعٌ،أراد أنه مثل الضبّ الحقود لا ينتفع به،المَشِيع من قولك:شِعْتُه أشِيعه شَيْعاً إذا ملأته.قال:والشاعة:الأخبار المنتشِرة. شوع أبو العباس عن ابن الأعرابي:شَوُع رأسه يَشْوُعُ شَوَعاً إذا اشعانّ. قلت:هكذا رواه أبو عمر عنه،والقياس:شَوِع رأسه يَشْوَع شَوَعا. وقال ابن الأعرابي:يقال للرجل:شُعْ شُع إذا أمرته بالتقشّف وتطويل الشعر،ومنه قيل فلان ابن أشوع.أبو عُبيد عن الأصمعي قال:الشُّوع:شجر البان.وقال قيس بن الخطيِم: بحافتيه الشُّوع والغِريَفِ شعا أبو العباس عن ابن الأعرابي:الشاعى البعيد.قال:والشَّعْو:انتفاش الشَعَر.الشُعَا خُصَل الشعر المشْعانّ. وقال أبو عُبيد قال الأصمعي:الغارة الشعواء:المتفرقة،زأنشد ابن الأعرابي: ماوىّ يا ربّمـا غـارةٍ شعواء كاللدغة بالميسَم وقال الليث:أشعى القوم الغارة وأشعلوها.عمرو عن أبيه:الشَّعْوانَة الجُمَّةَ من الشعر المُشعانِّ. قال أبو الهيثم:شَعِيَت الغارة تَشْعَى شَعاً إذا انتشرت فهي شعواء،كما يقال:عَشيِت المرأة تعشى عَشاً فهي عَشْواء. وشع أخبرني المنذري عن أبي العباس عن سَلَمة عن الفراء:يقال:توشَّعَ فلان في الجبل إذا صعَّد فيه،وأنشد: وَيْلُمِّها لِـقْـحَةَ شِـيخ قـد نَـحَـلْ حَوْسَاءٌ في السهل وشُوعٌ في الجبل قال وأخبرنا عن ثعلب عن ابن الأعرابي يقال وَشَع في الجبل يَشَعُ وُشُوعا مثله. أبو عُبيد عن الفراء وَشَعَ فلان الجبل يَشَعُ وشْعاً إذا علاه. أبو العباس عن ابن الأعرابي:الوشيع:عَلَم للثوب.والوشيع:كُبَّة الغْزَل:والوشيع:خشبة الحائك التى يسمسها الناس الحَفَّ،وهو عند العرب الحِلْوُ إذا كانت صغيرة،والوشيع إذا كانت كبيرة قال:والوشيع الخُصُّ،والوشيع:سقف البيت.والوشيع:عريش يبنى للرئيس في المعسكر يُشرف منه على عسكره.أبو عُبيد:الوَشِيع:القصبة التى يجعل النسَّاج فيها لُحْمة الثوب للنسج. وقال الليث:الوَشِيعة،وجمعها وشائع وهى خشبة يُلْوى عليها الغزل من ألوان شتى من الوّشْى وغير ألوان الوشى.وكلُّ لَفِيفة منها وشيعة؛ومن هناك سُمّيت قصبة الحائك وشيعة؛لأن فيها يُوَشَّع الغزل،وأنشد قوله: نَدْف القيِاس القُطْن الموشَّعا
قال:وتوشيعه:أن يُلفّ بعد الندْفِ أبو سعيد الوشِيع:خشبة غليظة توضع على رأس البئر يقوم عليها الساقى،وقال الطرماح يصف صائداً:
فأزَلّ السهمَ عنها كـمـا زلّ بالسّاقى وشيعُ المُقَامْ
قال وَوَشَّعَ كَرْمَهُ إذا بنى جداره بقَصَب أو سعف يُشَبَّكُ الجدار به،وهو التوشيع،ووشعّت المرأة قطنها إذا فَرَّصَتْه وهّيأته للندف بعد الحَلْج.وهو مثل التزبيد والتسبيخ وتوشّع الشيبُ رَأْسَهُ إذا علاه.
وقال ابن شميل:توزّع بنو فلان ضيوفهم وتوشعّوهم سواءٌ،أي ذهبوا بهم إلى بيوتهم كلّ رجل منهم بطائفة.قال:ويقال:وَّشَع فيه القَتيِرُ ووشَّع وأتلَع فيه القتيرُ وسبّل فيه الشيب ونصل بمعنى واحد،ويقال لِماَ كسا الغازلُ المِغْزَلَ.وَشِيعةٌ ووَلِيعة وسَلِيخة ونصْلَه ويقال وَشْعٌ من خبر ووَشْم ووُشُوم وشمع وشموع وكذلك أثر وآثار.
الليث:الوَشْعُ:شجر البان،والجميع الوشُوع.قال:والوَشْع من زهر البقول ما اجتمع على اطرافها فهو وَشْعٌ ووشوع،قال ووَشَّعَتْ البقلةُ إذا انفرجت زَهرتها،قال:والشُّوع أيضاً:شجرة البان،الواحدة شُوُعة،وأنشد قول الطرماح:
فما جَلسُ أبكارٍ أطاع لسَرْحها جَنَى ثمر بالواديين وَشُـوعُ
قال ويروى:وُشوع بضم الواو،فمن رواه بفتح الواو:وَشوع فالواو واو النسق،ومن رواه:وُشوع فهو جمع وَشْع وهو زهر زَهَر البقول.
عضا
عضا-العِضْو والعُضو:الواحد من أعضاء الشاة وغيرها،وقد عضَّيْتُ الشاة والجَزُور تعضِية إذا جعلتها أعضاء وقسمتها،وفي الحديث عن النبي-صلى الله عليه وسلم- لا تعضية في ميراث إلا فيما حمل القَسْمَ.
قال أبو عُبيد:هو أن يموت الميت ويَدَع شيأ إِن قُسم بين ورثته كان في ذلك ضرر على جميعهم أو على بعضهم.
يقول:فلا يقسم.والتعضية:التفريق وهو مأخوذ من الأعضاء.يقال.عضّيت اللحم إذا فرقته.
قال:والشئ الذي لا يَحمل القَسْم مثل الحبّة من الجوهر؛لأنها إن فُرّقت لم ينتفع بها،وكذلك الحمّام والطيلسان من الثياب وما أشبهه.واذا أراد بَعْضٌ القَسْمَ لم يُجَب إليه،ولكن يباع ثم يقسم ثمنه بينهم،وقال الله تعالى: (الذين جعلوا القرآن عضين).قال الليث أي جعلوه عِضَةً عضةً فتفرقوا فيه أي آمنوا ببعضه:العضة من الاسماء الناقصة؛وأصلها عِضْوة،فنقُصت الواوُ،كما قالوا:عِزَة وأصلها عِزْوة،وثُبَة وأصلها ثُبْوة من ثَبَّيْتُ الشئ إذا جمعته،وتجمع عِزة عزين،وثُبة ثُبات وثُبِيِن.
أبو العباس عن ابن الأعرابي في قول الله جل وعز: (الذين جعلوا القرآن عضين):فرقوا فيه القول،فقالوا شعر وسحر وكهانة.
وقال الزجاج:يُروى أن المشركين قالوا"في القرآن":أساطير الأولين،وقالوا:سحر،وقالوا:شعر،وقالوا:كِهانة فقسموه هذه الاقسام،وعضَّوه أعضاء.قال:وقيل:إن أهل الكتاب آمنوا ببعض وكفروا ببعض كما فعل المشركون.
وقال الفراء:العِضُون في كلام العرب:السحر،وواحد العضين عِضَة،قال ويقال:عضَّوه أي فرقوهُ كما تُعَضَّى الشاة.
قلت أنا:من جعل تفسير عضين السحر جعل واحدها عِضة،وقال هي في الأصل عِضْهة والعِضَةُ السحر والعاضة الساحر،ثم حذفت الهاء الأصلية من عضهة وتبقى عِضَةٌ،كما قالوا شفة،والأصل شَفْهَةٌ،وسنة الأصل سَنْهَةٌ.وقال ابن الأعرابي:العِضَةُ والتِّوَلة:السحر،قال:وعضا مالاً يعضوه إذا فرقه.
عاض
الليث:العَوْض:مصدر قولك:عاض يَعُوض عَوْضاً وعِياضاً،والاسم العِوَض،ولمستعمل التعويض.تقول:عوّضْتُه من هبته خيراً.واعتاضنى فلان إذا جاء طالباً للعوض والصلة،واستعاضنى إذا سألك العوض.وأنشد:
نعم الفتى ومَرْغَب المعـتـاض والله يجزى القرض بالإقراض
يقول:نعم مرغب الطالب للعوض وعاوضت فلاناً بِعوَض في البيع والأخذ والإعطاء،ويقال:اعتضته مما أعطيته وعِضْت:أصبت عوضاً،وأنشد:
هل لَكِ والعارض منك عائض في هَجْمة يُغْدِرُ منها القابض
أي هل لك في العارض منك على الفضل في مائة يُسْئِرُ منهاالقابض.قال:وهذا رجل خطب امرأة فقال:أعطيك مائة من الإبل يدع منها الذي يقبضها من كثرتها،يدع بعضها فلا يطيق شَلّها،وأنا معارضك،أُعطى الإبل وآخذ نَفْسك فأنا عائض،أي قد صار منك العوض كله لى.
قلت:قوله عائض من عِضْت أي أخذت عوضاً لم أسمعه لغير الليث،وعائض من عاض يعوض إذا أعطى العِوض،والمعنى:هل لك في هَجْمة أتزوجك عليها،والعارض منك أي المعطِي عَرْضاً بذلك،عائِض أي معوِّض عِوَضاً ترضينه وهو الهَجْمة من الإبل. وقال الليث:عَوْضُ كلمة تجري مجرى ليمين.وبعض الناس يقول:هو الدهر والزمان.يقول الرجل لصاحبه:عوضُ لا يكون ذلك أبداً،فلو كان عوضُ اسماً للزمان اذاً لجرى بالتنوين،ولكنه حرف يراد به القسم،كما أن أَجَلْ ونحوها مما لم يتمكنّ في التصريفُ حمل على غير الإعراب. وقال أبو عُبيد:قال الكسائي:عوضُ بضم الضاد غير منّون:الدهر.وقال الأعشى: رضيعى لبانٍ ثَدْىَ أمّ تقاسمـا بأَسحم داج عوض لا نتفرق قال أبو زيد قوله:عَوْض أي أبدا،قال وأراد بأسحم داج:الليل،ويجوز عوضَ لا نتفرق بالفتح. قال أبو عُبيد:قال أبو زيد،عوضُ.لا أفعل ذلك.وعوضَ كلاهما بغير تنوين.والنصب في عَوْض أكثر وأفشى.قال:وقال:الأموى:عوضَ،ومن ذى عوض. وقال أبو زيد:يقال:لا أفعله عَوْضَ العائضين،و لا دهر الداهرين أي لا أفعله أبدا. قال ويقال:ما رأيت مثله عَوْض أي لم أر مثله قطّ.وأنشد: فلم أر عاما عَوْض أكثر هالكا ووجه غلام يشترى وغلامَهْ ويقال:عاهده لا يفارقه عوضُ أي أبدا.ويقال تعاوض القوم تعاوضاً أي ثاب مالهم ورجالهم بعد قلّة. وقال الليث:أراد الأعشى بقوله"بأسحم داج"سواد حَلَمة ثدى أمّه.أخبرنى المنذري والمفضل بن سلمة عن أبيه عن الفراء أنه قال:لقيته من ذي قِبلٍ و قَبَلٍ ومن ذى عِوَض وعَوَض ومن ذي أُنَفٍ،أي فيما يستقبل. ضاع قال الليث الضَوَع:تضوّع الريح الطيبّة أي نفحتها.وانشد: إذا قامتا تضوَّع المسك منهما قلت ومن العرب من يستعمل التضوع في الرائحة المصِنّة ومنه قوله: يتضوّعن لو تضمخن بالمس ك صُماحا كأنه ريح مَرْق والصُّماح:الريح المنتن"والمّرْق:الإهاب الذي عُطِّن فأنتن". وقال الليث:ضاع الصبيّ يضوع،وهو تضورّه في البكاء في شدة ورفع صوت.قال:والصبيّ بكاؤه تضوّع،وقال امرؤ القيس يصف امرأة: يعزّ عليها رِقْبَتى ويسوءهـا بكاه فتثنى الجيد أن يتضوعا يقول تثنى الجيد إلى صبيتها حذارَ أن يتضوع. ثعلب عن ابن الأعرابي:ضاع الطائر إذا زقّه،وتقول منه:ضُع ضُع إذا أمرته بزقّه. وقال ابن السكيت ضاعه ذلك يضوعه إذا حرّكه.وأنشد: يَضَوع فُؤَادَها منه بُغام أي يحرّكه:قال:وتضوّع الريح إذا تحرّك:وقال غيره:ضاعنى أمر كذا وكذا يَضُوعنى إذا أفزعنى. ورجل مَضُوع أي مذعور.وقال الكُمَيت: رِئاب الصُدُوع غيِاَث المَضُو ع لأمَّته الصَّدَرُ المُبجِـل ويقال:لا يَضُوعنَّك ما تسمع منه.أي لا تكترث له.وانضاع الفرخ وتضوّع إذا بسط جناحيه إلى أمّه لتَزُقَّهُ،أو فَزِعَ من شئ فتضوّر منه،وقال أبو ذؤيب: فُرَيخان ينضاعان بالفجر كلّما أحساّ دويّ أو صوت ناعب وقال الليث: الضُّوَع: طائر من طير الليل من جنس الهام. قال: أبو الدُّقَيْشِ: هذا الطائر إذا أحسّ بالصَّباح صدح. وقال الأعشى يصف فلاة: لا يسمع المرء فيها ما يؤنّسه باليل إلاّ نئيم البوم والضُّوَعا قرأت بخط أبي الهيثم: والضِّوَعا، بكسر الضاد، وجمعه: ضيعان، وهما لغتان: ضُوَعُ وضِوَعُ، ونصب الضُّوَع بنية النَّئيم، كأنه قال: إلا نئيم البوم وصياح الضُّوَع، فأقام الضُّوع مقام الصياح. ضيع ومن ذوات الياء في هذا الباب ضاع الشيء يضيع ضياعاً وضَيعة. وترك فلان عياله بمَضْيعة ومَضِيعة. واضاع الرجل عياله وماله، وضّيعهم إضاعة وتضييعاً، فهو مُضِيع ومُضِّيع. وضَيْعة الرجل: حِرفته و صناعته وكَسْبه. يقال: ماصيعتك؟ أي ماحرفتك. وإذا انتشرت على الرجل أسبابه قيل: فشت ضَيْعته حتى لايدري بأيّها يبدأ. ومعنى قوله فشت أي كثرت. وقال ابن السكيت: أضاع الرجل فهو مُضيع إذا كثرت ضَيْعته وفشت. وأنشد قول الشمّاخ: أعائش ما لأهلـك لااراهـم يُضيعون السوام مع المضيع وكيف يُضيع صاحبُ مُدفَأت على أثباجهن من الصقـيع
وقال الباهلى: كان الشّماخ صاحب إبل يلزمها ويكون فيها، فقالت له هذه المرأة: إنك قد افنيت شبابك في رَعْي الأبل. مالك لاتنفق مالك ولاتتفَّتى!فقال له الشمّاخ:ما لأهلك لايفعلون ذلك وأنت تأمرنني أن أفعله. ثم قال لها: وكيف أُضيع إبلا هذه الصفةُ صفتها. ودلّ على هذا قوله على أثر هذا البيت: لمال المرء يُصلحه فيُغنى مفاقرَه أعفُّ من القُنُوع يقول لأن يصلح المرء ماله ويقوم عليه ولايضيعه خير من القُنُوع وهو السألة. وقال الليث: الضِّياع:المنازل، سميت ضياعاً لأنها تَضيع إذا تُرك تعّهدها وعمارتها. وقال شمر: كانت ضيعة العرب سياسة الإبل والغنم. ويدخل في الضيعة الحِرفة والتجارة. يقال للرجل قم إلى ضيعتك. قلت الضَيْعة والضِّيَاع عند الحاضرة: مال الرجل من النخل والكَرْم والأرض والعرب لا تعرف الضيعة إلا الحرفة والصناعة، وسمعتهم يقولون: ضيعة فلان الخِرازة، وضيعة آخر الفَتْل، وسَفّ الخُوص وعمل النخل ورعى الإبل وما أشبه ذلك. ومن امثالهم: إني لأرى ضيعةً، لا يصلحها إلا ضجعة، قاله راع رَفَضت عليه إبلُه في المرعى، فأراد جمعها فتبدّدت عليه، فاستغاث حين عجز بالنوم. وقال جرير: وقلن تروحّ لا تكن لك ضَيْعة وقلبك مشغول وهنّ شواغله وقد تكون الضيعة من الضَياع. وقال النضر فى قوله من ترك ضياعاً فإلىّ قال: الضياع: العيال. وقال ابن السكيت: من أمثالهم: الصيفَ ضِّيعتِ اللبن إذا خوطب به المذكر أو المؤنث أو الاثنان أوالجميع فهي مكسورة التاء لأن المثل خوطب به المرأة فجرى المَثَل على الأصل. وضع شمر عن أبي زيد: وضعت الناقةُ وهو نحو الرَقصَان. وأوضعتها أنا. قال: وقال ابن شميل: وضع البعير إذا عدا، وأوضعته انا إذا حملته عليه. وقال الليث الدابة تضع السير وَضْعا، وهو سير دون. يقال: إنها لحسنة الموضوع. وانشد: بماذا تريدين امرأ جاء لايرى كودّك ودّا قد أكلّ واوضعا قال: يريد اوضعها راكبها، وهو ذلك السير الدون. ومنه: (( ولأوضعوا خلالكم)). قلت: قول الليث: الوضعك سير دونُ ليس بصحيح، والوضع هو العَدْو. واعتبر الليث اللفظ، ولم يعرف كلام العرب فيه. فأما قول الله تعالى: ((ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة)) فإن الفراء قال: العرب تقول اوضع لراكب ووضعت الناقة، وربما قالوا للراكب وَضَع وأنشد: ألفيتنى مُحْتمِلاً بَزِّى أضع وقال الأخفش: يقال أوضعتُ، وجئت موضِعا. ولاتوقعه على شيء. ويقال من اين أوضح الراكب. هذا الكلام الجيّد. قال: وقد يقول بعض قيس: أوضعت بعيري فلايكون لحنا. وأخبرنى امنذري عن ابى الهيثم أنه سمعه يقول بعد ماعُرض عليه كلام الأخفش هذا. وقال يقال: وضعُ البعيرُ يضع وَضْعاً إذا عدا فهو واضح، أوضعته أنا أُوضعه أيضاًعاً قال ويقال: وضع الرجل إذا عدا يضع وَضْعا. وأنشد: ياليتني فيها جـدع أَخُبَّ فيها وأضع أُخب من الخبب، وأضع أي أعْدو من الوضع. قال وقول الله: ((ولأوضعوا خلالكم)) أي أوضعوا مراكبكم خلالكم لهم قال: وأما قوائم: إذا طرأ عليهم الراكب: من اين اوضح الراكبُ فمعناه من أين أنشأ، وليس من الأيضاًع في شيء. قلت: وكلام العرب على ماقال أبو الهيثم. وقد سمعتُ نحوا مما قال من بعض العرب. وروى عن النبي-صلى الله عليه وسلم- صلى الله عليه وسلم أنه أفاض من عرفة وعليه السَكينة، وأوضع في وادي مُحَسِّر. وقال أبو عُبيد: الأيضاًع: سير مثا الخَبَب، وأنشد: إذا أُعطيتُ راحلة ورَحْـلا وام أُوضِع فقام علىَّ ناعِى
قلت الأيضاًع: أن يُعْدِى بعيره ويحملَه على العَدْو الحثيث. وفي الحديث عن النبي-صلى الله عليه وسلم- صلى الله عليه وسلم أنه دفع من عرفات وهو يسير الَعنَق، فإذا وجد فَجْوة نصّ. فالنص التحريك حتى يستخرج من الدابة أقصى سيرها، وكذلك الأيضاًع وقال اليث:يقال: وضعت الشيء أضعه وضعاً، وهو ضد رفعته. ورجا وضيع، وقد وضُع يَوْضُع وَضَاعة وضَعةً. وهو ضدّ الشريف. ووُضِع فلان في تجارته فهو موضوع فيها إذا خسِر فيها. قال: والوضائع: قوم كان كسرى ينقلهم من بلادهم، ويُسكنهم أرضاً اخرى حتى يصيروا بها وَضِيعةً ابداً. قال والوضيعة: قوم من الجند يجعل أسماؤهم في كُورة لايَغْزُون منها. قلت: أمّا الوضائع الذين وصفهم فهم شبه الرهائن، كان كسرى يرتهنهم ويُنزلهم بعض بلاده. وقال اليث: والخَّياط يُوضِّع القطن توضيعا على الثوب. والمواضع معروفة واحدها موضع. والمواضعة: أن تواضع صاحبك أمراً تناظره فيه ويقال: دخل فلان أمراً فوضعه دخوله فيه فاتضع. قال: والتواضع التذلل. فهذا جميع ما ذكره الليث في باب وضع. الحرانى عن ابن السكيت: يقال هؤلاء أصحاب وضيعة أي اصحاب حَمْض مقيمون لايخرجون منه، وهي إبل واضعة أي مقيمة في الحَمْض. وأخبرنى المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الحَمْض يقال له الوَضِيعة. والجمع وَضَائع. وقد وَضَعت الإبل تضع إذا رعت الحمض. وقال أبو زيد إذا رعت الإبلُ الَحْمض حول الماء فلم تبرح قيل: وضعت تضع وَضِيعة، ووضعتها أنا فهي موضوعة. أبن الأعرابي: تقول العرب: أَوْضِعْ بنا وأَخلِلْ، والأيضاًع في الحمْضِ والإخلال في الخُلَّة وانشد: وضعها قيس وهي نـزائع فطرحت أولادها الوضائع وقال أبو سعيد الوضيعة: الحطيطة. وقد استوضع منه إذا استحطّ. وقال جرير: كانوا كمشتركين لـمّـا بـايعـوا خسروا وشفَّ عليهم فاستوضعوا قال: والوضائع: ما ياخذه السلطان من الخراج والعُشُور. والوضيع: أن يوضع التمر قبل أن يجفّ، فيوضع في الجرين. وفي الحديث من رفع السلاح ثم وضعه فدمه هدر. وقال بعضهم في قوله: ثم وضعه أي ضرب به. وليس معناه أنه وضعه من يده، وقال سُديف: فضع السوط وارفع السيف حتى لا ترى فوق ظهرهـا أمـويا إن معناه: ضع السوط على بدن من تبسطه عليه وارفع السيف لقتلهم. ويقال: وضع يده في الطعام إذا أكله. وأذا عاكم الرجل صاحبه العدل يقول احدهما لصاحبه: واضع أي أمل العدل على المربعة التي يحملان العدل بها فإذا أمره بالرفع قال رابع: قلت: وهذا من كلام العرب إذا اعتكوا أبو عُبيد عن اليزيدي: ماحملته أمّه وُضْعاً أي ماحملته عل حَيْض. قال: وقال أبو عمرو: وضعت المرأة فهي تضع وضُعاً وتُضْعاً فهي واضع. وقال ابن السكيت: وضع البعير في سيره يضع وضعاً إذا أسرع. والوُضع: أن تحمل المرأة في اخر طهرها في مُقبَل الحيض. وهو التُّضْع أيضاً. وانشد: تقول واُلْجرْدان فيها مكتنع أما تخاف حَبَلا على تُضُع أبو عُبيد عن الأصمعي: امرأة واضع بغير هاء إذا وضعت خمارها. ويقال: إن بلدكم لمتواضع عنَا كقولك: متراخٍ ومتباعد. وقال ذو الرمَّة. دواء لغَوْل النازح المتواضع وقال الأصمعي: هو المتخاشع من بعده تراه من بعيد لاصقً بالارض. وتواضع ما بيننا أي بعد. ويقال: وضع: وضع البعير حكمته إذا طامن رأسه وأسرع. ويراد بحكمته لحياه. وقال ابن مقبل. فهنَّ سمام واضع حكماته مخوية أعجازه وكراره ولوى الوضيعة: رملة معروفة. وقال أبو عُبيدة: فرس موضِّع إذا كان يفترش وظيفة، ثم يتبع ذلك ما فوقه من خلفه. وهو عيب. ووضعت النعامة بيضها إذا رذدته، وهو بيض موضع: منضود. وأخبرني المنذري عن ابن العباس أنه قال: يقال في فلان توضيع أي تخنيث. وفلان موضِّع إذا كان مخنثاً. ويقال للوديعة: وضيع. وقد وضعت عند فلان وضيعاً إذا استودعته وديعة. ويقال: اتضع فلان بعيره إذا كان قائماً فطامن من عنقه ليركبه، وقال الكميت. اصبحت فرعاً قُداديا اتضـعـت زيد مراكبها في المجد إذا ركبوا فجعل اتضع متعديا. وقد يكون لازماَ يقال: وضعته فاتّع. عمرو عن أبيه قال: الواضعة: ألروضة. أبو عُبيد عن اليزيدي: وضعت في مالي واوضعت ووكست وأوكست. الفراء له في قلبي موضعة وموقعة أي محبة.
ضعا
أبو عُبيد عن الأصمعي: الضعة: شجر مثل الثُمام وجمعه ضعوات وقال جرير: متخذاً في ضعوات تولجا قلت الضعة كانت في الأصل، ضعوة نُقص منها الواو، ألا تراهم جمعوها ضعوات. ثعلب عن ابن الأعرابي: قال: ضعا إذا اختبأ وطعا بالطاء إذا ذلّ. وطعا إذا تباعد أيضاً. قلت قوله ضعا إذا اختبأ، وقال في موضع آخر إذا استتر مأخوذ من الضعوة وكأنه اتخذ فيها تولجا أي سرباً فدخل فيه مستتراً. ثعلب عن ابن الأعرابي: الاضعاء السِّفل. عصا روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لرجل: لاترفع عصاك عن اهلك. قال أبو عُبيد قال الكسائى وغيره: يقال: إنه لم يُرد العصا التي يَضرب بها، ولاأمر أحداً قطّ بذلك، ولكنه أراد الادب. قال أبو عُبيد: وأصل العصا الاجتماع والائتلاف، ومنه قيل للخوارج: قد شقُّوا عصا المسلمين. أي فرَّقوا جماعتهم. وقول القائل: إياك وقتيل العصا يقول: إياك أن تكون قاتلا أو مقتولا في شق عصا المسلمين، ومنه قيل لرجل إذا قام بالمكان وأطمئان واجتمع اليه أمره: قد القى عصاه (والقى بنوابه)، وقال الشاعر: فالقت عصاها واستقرت بها النوى كما قرَّ عينا بالأياب المسـافـر ويقال للرجل إذا كان رفيقاً حسن السياسة لمل يلي: إنه للين العصا، وقال مَعْن بن أوس المُزنى: عليه شريب وادع ليَّن العصا يساجلها جُماتِهُ وتساجلـه وقال الليث في معنى البيت الاول: فألقت عصاها. كانت هذه امراة كلما تزوّجت زوجا فارقته واستبدلت اخر، وكان علامة غبائها ألاّ تكشف رأسها ألف فلما رضيت اخر أزواجها كشفت قناعها. أبو عُبيد عن الكسائىّ: يقال: عَصَوته بالعصا. قال: وكرهها بعضهم وقال عَصِيت بالعصا ثم ضربته بها فأنا أعصى حتى قالوها في السيف تشبيهاً بالعصى، وقال جرير: تصف السيوف وغيركم يَعْصَى بها ياابن القيون وذاك فعل الصيقـل وقال أبو زيد: عَصِىَ في القوم بسيفه وعصاه فهو يَعْصَى فيهم إذا عاث فيهم عَيْثاً، والاسم العصا. أبو نصر عن الأصمعي: عصاه بالعصا فهو يعصوه عَصْوا إذا ضربه بالعصا. وهو يعتصي على عصا جيدة أي يتوكَّأ. ويقال: عصاً وعَصوان وعُصِىّ في الجمع. ويقال: عِصِىّ. ويقال للراعى إذا كان قويّا على إبله ضابطاً لها إنه لصُلب العصا، وشديد العصا. ومنه قول عُمرَ بن لَجأ: صُلْب العصا جافِ عن التغزُّل أبو عُبيد عن الأصمعي في باب تشبيه الرجل بأبيه: العصا من العُصَيّة. قال أبو عُبيد هكذا قال، وانا احسبه العُصَيّة من العصا، إلا أن يراد به الشيء الجليل إنما يكون في بدئه صغيراً، كما قالوا: أن القَرْم الأفِيل. فيجوز على هذا المعنى أن يقال: العصا من العُصَيَّة. وأخبرنى أبن المنذر عن ابى الهيثم انه قال: العصا تُضرب مثلا للاجتماع، ويضرب انشاقها مثلا للافتراق الذى لايكون بعده اجتماع. وذلك أنها لاتدعى عصاً إذا تشققت. وانشد: فلله شَعْباَ طيّةٍ صدعا الـعـصـا هي اليوم شتى وهي أمسِ جميع قوله: فلله له معنيان. أحدهما أنها لام التَعَجَّب، تعجب فيه مما كانا فيه من الُأْنس واجتماع الشمل، والثانى أن ذلك مصيبة موجِعة فقال: لله ذلك يفعل مايشاء، ولا حيلة فيه للعباد ألا التسليم كالأسترجاع. ويقال: قرع فلان فلاناً بعصا الملامة إذا بالغ في عَذْله. ولذلك قيل للتوبيخ: تقريع. وقال أبو سعيد: يقال فلان يصلى عصا فلان أي يدبر امره ويليه. وانشد: وما صلى عصاك كمستديم
قلت: والاصل في تصلية العصا أنها إذا أعوجّت ألزمها مقومها حر النارحتى تلين له وتجيب التثقيف. يقال: صليت العصا النارَ إذا ألزمتها حَرهَّا حتى تلين لغامزها. وتفاريق العصا عند العرب أن العصا إذا أنكسرت جُعلت أشِظة، ثم تجعل الأشِظّة الأوتاد توادِىَ للصِرار.يقال: هو خير من تفاريق العصا وكانت العصا لجَذيمة الأبرش، وهي اسم فرس كانت من سوابق. خيل العرب. ويقال للعصا: عصاة بالهاء. يقال اخذت عصاته ومنهم من كره هذه اللغة ومن امثالهم: إن العصا قُرِعت لذى الحلم. وذلك أن بعض حكام العرب أسنّ وضعف عن الحكم، فكان إذا احتكم إليه خصمان وزّل في الحكم، قَرَعَ له بعضُ ولده العصا يفطنه بقرعها للصواب فيفطن له، ويقال للقوم إذا استذُلوا: ماهم إلا عُبيد العصا. ويقال: عِرق عاص، إذا لم يرقأ دمه: هو العابد النحار، ومنه قول ذي الرُّمَّة: وهن من واطىء تثنى حويَّته وناشج وعواصى الجوف تنشجب، يعنى عروقاً تقطعت في الجوف فلم يرقأ دمها ويقال عصى فلان اميره يعصيه عصياً وعِصياناً إذا خالف أمره. ويقال للجماعة إذا خرجت عن طاعة السلطان: قد أستعصت عليه. ويقال فلان يعصى الريح إذا استقبل مهبهَّا ولم يتعرض لها، اعتصى فلان بالعصا إذا توكأ عليها فهو معتصٍ بها. أبو العباس عن ابن العرابي يقال: عصاه يعصوه إذا ضربه بالعصا قال وعَصِى يَعْصَى إذالعب بالعصا كلعبه بالسيف. قال: ويقال عصا إذا صَلُب. قلت كأنه أراد عسا بالسين فقلبها صاداً وروى الأصمعي من بعض البصريين أن العصا سميت عصاً لأن اليد والأصابع تجتمع عليها مأخوذة من قول العرب: عصوت القوم أعصوهم، إذا جمعتهم على خير أو شر، قال: ولايجوز مد العصا ولا إدخال التاء معها، قال واول لحن سمع بالعراق هذه عصاتى بالتاء والفصيل عند العرب إذا لم يتبع امه عاصٍ وقد عُصَى أمه. وقول الشاعر. انشده ابن الأعرابي: أظنك لما خضحضت بطنك العصا ذكرت من الارحام مالست ناسيا قال العصا عصا البين ههنا عاص يقال كلام عَويص. وقد عاص يَعَاص، وعِوص يَعْوص، وكلمة عَوْصاء مِن عِوص. وداهية عوصاء: شديدة. واعتاص علىّ هذا الأمر يعتاص فهو معتاص إذا التاث عليه، فلم يهتد لجهة الصواب فيه. وأعوص فلان بخصمه: إذا أدخل عليه من الحُجَج ماعَسر عليه المخرج منه. وقال لبيد: فلقد أُعوِص بالخصْـم وقـد أملأ الجفنة من الشحم القلل ويقال للناقة إذا ضربها الفحل فلم تَلْقح: قد اعتاصت. قال ذلك الليث، وأكثر الكلام اعتاطت بالطاء. شمر عن شُمَيْل: العوصاء المَيْثاء المخالفة: هذه ميثاء عَوصاء بينة العَوصَ. ثعلب عن ابن الأعرابي: عوّص فلان إذا ألقى شعر صعبَ الاستخراج: أبو عُبيد العوصاء: الشدَّة، وقال غيره: أصابتهم عوصاء أي شدَّة، وقال ابن أحمر: لم تدر مانسج الأرندج قبـلـه ودِراسُ أعْوَصَ دارسٍ متجدد قال الباهلى: اراد دراس كتاب الموصَى عليها متجدد لغيرها. والأعوص: الغامض الذي لايوقف عليه، قال: والمِعْياص كل متشدد عليك فيما تريده منه قال والمعياص كل متشدد عليك فينا تراه منه. عيص قال الليث: العَيص: منبِت خيار الشجر قال: واعياص قريش كرامهم ينتمون إلى عيص، وعيص في آبائهم وقال الحجاج: من عيص مروان إلى عيصٍ غطم قال والمعيص كما تقول: المنبت. وهواسم رجل. وأنشد: ولأثأرنَّ ربيعة بـن مُـكـدم حتى أنال عُصية بن معيص وقال أبو عمرو العيصان من معادن بلاد العرب. الحراني ابن السكيت قال: قال عمارة: العيص من السدر والعوسج والنبع والسلم ومن العضاة كلها إذا اجتمع وتدانى والتفّ. الجميع العيصان وهو من الطرفاء الغيطلة، ومن القصب الأجمة. وقال الكلابي: العيص: ما التفَّ من عاسي الشجر وكثر: مثل السلم والطلح والسَّيال والسدر والسمر والعرنط والعضاة. وقال شمر: عيص الرجل: اصله. وأنشد: ولعبد القيس عيص أشب وقنيب وهجانات زُهُر أبو عُبيد عن أبي زيد: من أمثالهم في استعطاف الرجل صاحبه على اقربيه وإن كانوا له غير مستاهلين قولهم: منك عيصك وإن كان أشبا. قال أبو الهيثم في قوله: وإن كان أشبا أي وإن كان ذا شوك داخلا بعضه في بعض وهذا ذم. قال: وأما قوله: ولعبد القيس عِيص أشب
فهو مدح أراد به المنعة والكثرة. ويقال هو في عيص صدق أي في أصل صدق. صاع قال الله جل وعز: (قالوا نفقد صُواع الملك). سلمة عن الفراء قال: الصُواع: ذكر. وهو الإناء الذي كان للملك يَشرب به. قال: والصاع يؤنث ويذكّر. فمن أنّثه قال: ثلاث أصوع مثل ثلاث أَدْوُر، ومن ذكره قال: أصوع مثل أثواب. وقال سعيد بن جبير في قوله: صواع الملك قال:هو المكُّوك الفارسيّ الذي يلتقي طرفاه. وقال الحسن: الصُوَاع والسِقاية شيء واحد. وقد قيل: إنه كان من ورِق كان يكال به، وربما شربوا به، أخبرني بذلك المنذريّ عن ابن فهم عن محمد بن سلاّم عن يونس ويجمع الصاع أيضاً صِياعاً. وروى عن النبي-صلى الله عليه وسلم- أنه كان يتوضّأ بالمد، ويغتسل بالصاع. وصاع النبي-صلى الله عليه وسلم- الذي بالمدينة أربعة أمداد بمدهم المعروف عندهم. وهو يأخذ من الحَبّ قدر ثلثي مِنا بلدنا. وأهل الكوفة يقولون: عيار الصاع أربعة أمناء والمدّ ربعه وصاعهم هذا هو القفيز الحَجّاجي لا يعرفه أهل المدينة. وقال شمر: قال ابن شميل: الصاعةَ، البقعة الجرداء ليس فيها شيء. قال: والصاعة يكسحها الغلام، وينحّى حجرتها، ويكرو فيها بكُرته. فتلك البقعة هي الصاعة. وبعضهم يقول الصاع. وأنشد ابن السكيت: مرحت يداها للنجاة كأنـمـا تكْرُو بكفَّي لاعبٍ في صاع وقال ابن السكيت: الصاع: المطمئن من الأرض كالحفرة. وقال ابن شميل: ربما اتخذت صاعة من أديم كالنِّطَع لندف القطن أو الصوف عليه. وقال الليث: إذا هّيأت المرأة لندف القطن موضعاً. واسم ذلك الموضع الصاعة. وقال اللحياني: صُعْت الغنم وصِعْتها أصواعها وأَصِيعها إذا فرقتها. ابن السكيت عن ابن عمرو: تصوَّع البقلُ تصوُّعاً، وتصيّع تصيُّعاًإذا هاج. ومثله تصوَّح وتصيَّح. ويقال تصوَّع القوم إذا تفرقوا نصوُّعاً. أبو عُبيد الأصمعي: تصوَّع الشَعَرُ إذا تفرّق. وقال الليث: الكِميُّ يصُوع أقرانه إذا حازهم من نواحيهم، والراعي يصُوع الإبل كذلك. قلت: غلط الليث فيما فسَّر، ومعنى يصوع الكميّ أقرانه إذا حمل بعضهم على بعض أو أن يحمل عليهم فيفرق جمعهم. وكذلك الراعي يصوع إبله إذا فرقها فى المرعى والتيس إذا أُرْسل في الشاء صاعها إذا أراد سفادها أي فرقها. وأنشد أبو عُبيد: يصوع عُنوقها أحوى زنـيم له ظأْب كما صخِب الغريمُ ويقال: صُعتُ القوم وصِعْتهم إذا حملت بعضهم على بعض. وقال الليث في قوله: فظلّ يكسوها النجاءَ الأصيعا قال: لو ردّ إلى الواو ولقال الأصوعا. وقال أبو عُبيد: انصاع الرجلُ إذا انفتل راجعاً، والمُنصاع والمعرِّد والناكص واحد؛ قال ذو الرمة: فانصاع جانبُه الوحشيُّ وانكدرت يَلْحَبْن لا يأتي المطلوبُ والطَلَبُ صعا أبو العباس عن ابن الأعربيّ: صعا إذا دَقّ، وصعا إذا صغر. قلت: كأنه ذهب به إلى الصَعْوة، وهو طائر لطيف وجمعه صِعَاءُ. وقال ابن الأعربي أيضاً: الأعصاء: الأصول، والأصعاء جمع الصَعْو: طائر صغير. وقال الليث: الصَعُو: صغار العصافير، والأنثى صَعْوة. قال وهو: أحمر الرأس وجمعه صِعاء على لف؟ السِّقَاء. قال: ويقال صَعْوة واحدة، وصَعْو كثير. ويقال: بل الصَّعْو والوَضَع واحد كما يقال جذب وجبذ وبض وضبَّ. وصع روى عن النبي-صلى الله عليه وسلم- أنه قال: إن العرش على مَنْكِبِ إ سْرَافيل، وإنه ليتواضع لله جلّ وعزّ حتى يصير مثل الوَصع. قال أبو عُبيد يقال في الوَصْع: إنه الصغير من اولاد العصافير، ويقال: هو طائر شبيه بالعصفور الصغير في صغر جسمه. وقال اليث: الوَصْع والوَصَع من صغارها خاصّة، والجميع الوِصْعان. قال: والوَصِيع: صوت العصفور. وقال شمر: لم أسمع الوصعه في شيء من كلامهم، إلا أنى سمعت ييتاً لاادري مَن قائله، وليس الوصع الطائر في شيء: أناخ فنعم ما أقـلـولَـى وخـوَّى على خَمْس يَصًعن حصى الجَبوب قال يصعن الحصى: يغيّبنه في الارض. قلت: الصواب عندي: يصُعن حَصى الجَبوبُ أي يفّرقنها يعنى الثفنات الخمس. وأما عِيصُو فهو ابن إسحاق أخو يعقوب. وهوأبو الروم. عسا
أبو عُبيد عن الأمويّ: يقال للشيخ إذا وَلّى وكبِر:عتا يعتُو عُتِيّا، وعسا يعسو مثله. قال: وقال الأحمر: عست يدُه تعسو عُسُوّاً إذا غَلُطت من العمل. وقال الليث: عسا الشيخ يعسو عَسْوَةً وَعَسَاءً إذا كبِر. قلت: والصواب في مصدر عسا ما قال الأحمر، ويجوز عُسِيّاً مثل عُتِيّا. وقال الليث: عسى النبات إذا غَلُط. قال: ولغة أخرى: عَسِى يَعْسِىَ عَسى، وأنشد: يَهْوُون عن أركـان عـزّ أورمـا عن صامل عاسٍ إذا ما اصلخْمَمَا قال وعست يده إذا غلظت من العمل. وكان جلاَّدُ صاحب شرطة البصرة يكنى أبا العَسَاءِ. قال أبو بكر: العَسَاءُ مصدر عسا العود يعسو، والقَسَاءُ مصدر قسا القلب يقسو وعسى: حرف من حروف المقاربة وفيه ترجٍّ وطمع. وهي من الله واجب ومن العباد ظن، وقد قال الشاعر فجعله يقيناً أنشده أبو عُبيد: ظنّ بهم كعسى وهم بتنوفَةٍ يتناوبون جوائب الأمثال وقال ابن كيسان: عسى من الله واجب ومن العباد ظن، لأن العبد ليس له فيما تستقبل علم نافذ إلاّ بدلائل ما شاهد، وقد يجوز أن تبطل الشواهد له على ما لم يكن فلا يكون ما يظُّنِّ، وقد اجتهد في عسى بأغلب الظن عليه وهو منتهى علمه فيما لم يقع، والله تعالى علمه بما لم يكن كعلمه بما كان، فلا يكون فى خبره عسى إلا على علمه، فهى واجبة من قِبَله على هذا، وقد قال الشاعر حين انتهى بظّنه عند نفسه إاى حقيقة العلم فمثّله بعسى إذا كانت أغلب الظن وأقواه، فقال: ظّني بهم كعسى وهم بتنوفة يتنازعون جوائب الأمثال وقال الليث: عسى يجرى مجرى لعَلّ، عسَيت، وعسَينا، وعست للمرأة، وعستا، وعَسَين. يتكّلم به على فعل ماض، وأُميت ماسواه من وجوه فعله. لا يقال: يعسَى ولا يعسِى، ولا مفعول له ولافاعل. وقال النحوريون: يقال: عسَى ولا يقال:عسِىَ. وقال الله جلّ وعزّ: فهل عَسَيْتُم إِن توليتم أن تفسدوا فى الأرض?اتفق القراء أجمعون على فتح السين من قوله عَسَيتم إلاّ ما جاء عن نافع أنه كان يقرأ: فهل عسِيتم بكسر السين. وكان يقرأ: "عسى ربكم أن يهلك عدوكم"، فدل موافقته القراء على عسى على أن الصواب قوله عسيتم فتح السين. وقال ابن الأعربى: المُعْسِية: الناقة التى يُشكّ فيها أبها لبن أم لا. وقال الشاعر: إذا المُعْسياتُ مَنَعن الصَبُو ح خبّ جَرِيُّكِ بالمُحْصَن جريُّه: وكيله ورسوله: والمُحْصَن: ما أُحْصِن وادّخر مِنَ الطعام. وقال اللحيانى: إنه لَمعْساة أن يفعل ذاك؛ كقولك: مَحْراة، وأعِس به أن يفعل ذاك كقولك أحر به. والمِعْسَاءُ من الجوارى: المراهِقة التى يَظنّ من رآها أنها قد توضَّأَت. وأنشد ثعلب: ألم ترنى تركـت أبـا يزيد وصاحِبَهُ كمِعْسَاءِ الجوارى بلا خَيْط ولا نَـيْط ولـكـن يداً بيد فها عِيثِى جَـعَـارِ قال: هذا رجل طَعن رجلا، ثم قال تركته كمعساء الجوارى: يسيل الدم عليه كالمرأة التى لم تأخذ الحِشْوَةَ فى حيضها، فدمها يسيل على فخذيها، وقوله. يداً بيد، أي طعنه كفاحاً ولم أطعنه خَتْلا. أبو عُبيد عن الأموى: العاسى: الشمراخ من شماريخ العَذْق فى لغة بلحارث بن كعب. وقال ابن الأعربى: الأعساء: الأرزان الصُلْبة قلت وواحدها عاسٍ. "عاس? أخبرنى الإيادىّ عن شمر قال يقال: هو يعُوس عياله ويعولهم أي يقوتُهم. وأنشد: خلّى يتامَي كان يُحسن عَوْسهم ويقوتهم فى كلّ عام جاحـد سلمة عن الفراء: عاس فلان معاشه عَوْسا ورقَّحه واحد. وقال أبو زيد: عاس فلان مالَه عوْسا، وساسه سياسة إذا أحسن القيام عليه. وإنه لسائس مالٍ، وعائس مالٍ بمعنى واحد. أبو العباس عن ابن الأعربى:يقال: عاس على عياله يَعْوس عَوْسا إذا كدّ وكدح عليهم. قال: والعُوس الكِباش البيض.قال: والعُواسة: الشَّربة من اللبن وغيره. وقال الليث: والعَوْس والعَوَسان: الطوَفان بالليل. قال: والذئب يطلب شيئاً يأكله. قل: والاعوس: الصقيل. ثم قال. ويقال لكل وصّاف لشيء: هو أعوس وصافز وقا جرير: تجلو السيوف وغيركم يَعصى بها ياأبن القُيُون وذاك فعل الأعوس
قلت: رابنى ماقاله في الأعوس وتفسيره إبداله قافية هذا البيت بغيرها. والرواية: وذاك فعل الصقيل. والقصيدة لجريرمعروفة وهي لاميّة طويلة. وقوله الأعوس: الصيقل ليس بصحيح عندى. وقل ابن دريد: العَوَس: مصدر قولك رجل أعوس، وأمراة عوساء، وهو دخول الخدين حتى تكون فيهما هَزمتان وهو العَوَس. أبو عُبيد عن القنانى: العَوَاساء من الخنافس: الحامل وأنشد: بكرا عواساء تَفاسى مُقْرِبا وعس أبو عُبيد عن ابى عمرو: المِيعاس: الأرض التى لم توطأ. وقال لاصمعى: الأوعس؛ السهل الليّن من الرمل. وقال ابن بُزُرْجَ: الميعاس، الطريق وأنشد: وأعسَن ميعاسا وجُمهوراتِ من الكَثيب متعرِّضـات وقال الليث: الميعاس: المكان الذىفيه الرمل الوَعْس، وهو الرمل الذى تَسُوخ فيه القوائم. والاسم الوَعْساء ورمل أوعس، وهو أعظم من الوَعساء. وأنشد: ألبِسْن دِعِصْا بين ظهرى أوعسا وقال جرير: حىِّ الهِدَملة من ذات المواعيس وأنشد أبن الأعرابي: ألقت طلاً بَوْعسة لحوْمان وقال الليث المواعسة: ضرب من سير الإبل في السرعة. تقول: وأعسن بالأعناق إذا مددن الأعناق في سعة الخَطْو. وأنشد: كم اجتبن من ليل إليك وداعسـت بنا البيدَ أعناق المهارى الشعاشع وقيل: المواعسة: المباراة في السير وهي المواضحة. أبو عُبيد المواعسة: الإقدام في السير. "ساع?قال الليث: سُواع: اسم صنم عُبد زمن نوح فغرقّة الله أيام الطوفان ودفنه، فاستثار إبليس لأهل الجاهلية فعبدوه. وقال اللحيانى: يقال: أتيته بعد سُوَاع من الليل، وبعد سُوْع من الليل أي بعد ساعة. أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: السُواعىُّ مأخوذة من السُّواع وهو المَذْى وهو السُّوعَاء قال: ويقلل: سُع سُع إذا أمرته أن يتعهدّ سُوَعاءه. وقال أبو حاتم: أخبرنى أبو عُبيدة أنه قال لرؤبة: ماالوَدْى. فقال: يسمّى عندنا السُوعَاء. وقال شمر: السوعاء محدود: المَذْى الذى يخرج قبل النُطْفة. وقد أسرْع الرجلُ وأنشر إذا فعل ذلك، حكاه عن ابى العَمَيثل وغيره. والساعة: الوقت الذى تقوم فيه القيامة، سّميت ساعة لأنها تفجأ الناس في ساعة فيموت الخَلقُ كلُّهم عند الصيحة الاولى التى ذكرها الله، فقال: إن كانت إلاصيحة واحدة فاذا هم خامدون. والساعة: جزء من اخر الليل والنهار، وتُجمع ساعات وساعاً. وتصغّر سُويعة. والليل والنهار معا أربع وعشرون ساعة، وإذا اعتدلا فكل واحد منهما اثنتا عشر ساعة. ويقال: هو ضائع سائع، وقد أضعْت الشيء وأسَعته. أبو عُبيد عن ابى عمرو: اسعت الإبل أي أهملتها. وساعت وهت تَسُوع سَوْعاً. ومنه قيل: ضائع سائع، وناقة مِسْياع. وهي الذاهبة في الرَعْى. وقال شمر: يقال: تَسِيعُ مكان تسوع.قال: وناقة مسياع: تدع ولدها حتى يأكله السبع. ورجل مِسياع وهو المضياع للمال. ويقال: رُبّ ناقة تُسيع ولدها حتى ٍيأكله السباع. ويقال: ساوعت الاجير إذا استاجرته ساعة بعد ساعة. وقال أبن الأعرابي: الساعة: الهَكلى، والطاعة: المطيعون، والجاعة الجياع. "سعا?سَلمة عن الفراء في قول الله جل وعزّ: فلما بلغ منه السعى. قال: أطاق أن يعينه على عمبله وسعيه. قال: وكان إسماعيل يومئذ ابن ثلاث عشرة سنة، ونحوَ ذلك قال الزجّاج. وقال الفراء في قوله جل وعز: (فاوسعوا إلى ذكر الله) قال: السعى والذهاب بمعنى واحد؛ لأنك تقول: للرجل: هو يسعى في لارض وليس هذا باشتداد. وقال الزجاج: اصل السعى في كلام لعرب التصرّف في كل عمل. ومنه قول الله جل وعز: (وأن ليس للانسان إلاّماسعى) معناه: إلاّ ما عمل. قال ومعنى قوله: فاسعوا إلى ذكر الله: فاقصدوا، وليس معناه العَدْو. قلت: وقد يكون السعي بمعنى العدْو في كلام العرب، ومنه قوا النبي-صلى الله عليه وسلم-: ((إذا أتيتم الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعَون، ولكن ائتوها وعليكم السكينةُ، فما أدركتم فصلُّوا وما فاتكم فأتُمِوا، فالسعي في هذا الحديث العدَْو. (اللحيانى: الساعى الذي يقوم بأمر أصحابه عند السلطان. والجميع سُعاة. قال: ويقوم أهله أي يقوم بأمرهم. ويقا: فلان يسعى على عياله أي يتصرف لهم، كما قال الشاعر: أسعى على جُلّ بنى مـالـك كل امرىء في شأنه ساعى
والسعاة: التصرف. ونظير السعادة من الكلام النجاة من نجا ينجو، والقلاة من فلاه يفلوه إذا قطعه عن الرضاع، وعصا يعصوه عَصاة، والغراة من قولهم: غريت به أي اولعت غراةً قال: لاتحلنا على غراتـك إنـا قبل ماقد وشى بنا الأعداء وفعلت ذلك رجاة كذا وكذا، وتركت الأمر خشاة الإثم، وأذى به أذى وأذاة. وقال أبو العباس: عن ابن الأعرابي: سعى إذا مشى، وسعى إذا عدا، وسعى إذا عمل، وسعى إذا قصد. قال وقوله: (( فاسعوا إلى ذكر الله أي اقصدوا)) وروى ن ابن العباس أنه قال: الساعي لغير رشدة أراد بالساعي الذي يسعى بصاحبه إلى سلطانه متمحل به. واراد بقوله: لغير رشده: أنه ليس بثابت النسب من أبيه الذي ينتمي اليه. وروي عن كعب انه قال: الساعي مَثلِّث وتأوّله أنه يُهلك ثلاثة نفر بسعايته: أحدهم المسعى به، والثاني السلطان الذي سعى بصاحبه إليه حتى اهلكه، والثالث هو الساعي نفسه، سمى مثلثا لأهلاكه ثلاثة نفر، ومما يحقق ذلك الخبر الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لايدخل الجنة قَتات فللقتات والساعي والماحل واحد. ويقال لعامل الصدقات: ساعٍوجمعه سُعَاة، وقد سعى يسعى إذا عمل عمل الصدقات فأخذها من أغنيائها وردّها في فقرائها. وقال عمرو بن العدّاء الكَلْبي: سعى عِقالا فلن يترك لنا سَـبَـدا فكيف لو قد سعى عمرو عقالين وفي حديث عمر أنه أُتى في إيماء ونساء ساعَيْنَ في الجاهليّة، فامر بأولادهن أن يقوَّموا على أبائهم ولايسترقوا. قال أبو عُبيد: وأخبرني الأصمعي أنه سمع أبن عون يذكر هذا الحديث فقال له: إن المساعاة لاتكون في الحرائر، إنما تكون في الإماء. قال أبو عُبيد: ومعنى المساعاة الزنى. وخصّ الإماء بالمساعاة لأنهن كن يسعين على مواليهنّ فيكسِبن لهم. قلت ومن هذا أُخذ استسعاء العبد إذا عَتَق بعضه ورَقّ بعضه. وذلك أنه يسعى في فَكَاك مارقّ من رقبته، فيعمل فيه ويتصرّف في كسبه حتى يْعتِق. ويسمى تصرفه في كسبه سعاية لأنه يعمل فيه. وقال أبو الهيثم: المساعاة: مساعاة الأمة إذا ساعها مالكها، فَضَرب عليها ضريبة تؤديها بالزنى، ومنه يقال: استُسعى العبد في رقبته؟ وسُوعى في غَلّته. فالمستسعى: الذي يُعتقه مالكه عند موته، ةليس له مال غيره، فيعتق ثلثه ويُستسعى في ثاثى رقبته. والمساعاة: أن يساعيه في حياته في ضريبته. والسعى يكون في الصلاح، ويكون في الفساد. يسعون في الارض للفساد. وكانت العرب تسمى اصحاب الحمالات لَحقْن الدماء وإطفاء النائرة سُعاة؛ لسعيهم في صلاة ذات البين. ومنه قول زهير: سعى ساعيا غيظِ بن مُرَّة بعدما تبزل مابين العشيرة بـالـدم
أي سعيا في الصلح وَجْمع ماتحمّلا من ديات القتلى: والعرب تسمى مأثر أهل الشرف والفضل مساعي واحدتها مَسعاة لسعيهم فيها، كأنها مكاسبهم وأعمالهم التي أَعنوا فيها أنفسهم. والسَّعاة اسم من ذلك، ومن أمثال العرب: شغلت سَعَاتى جدواى. قال أبو عُبيد: يُضرب هذا مثلا للرجل يكون شيمته الكرم غير أنه مُعدِم. يقول: شغلتنا امور عن الناس والغفضال عليهم. ومن امثالهم في هذا: بالساعد تبطش اليد. قلت كأنه اراد بالسعاة الكسب على نفسه والتصرّف في معاشه. ومنه قولهم: المرء يسعى لغارَيْه أي يكسب لبطنه وفرجه. وساعى اليهود والنصارى: هو رئيسهم الذي يُصدرون عن رأيه ولايقضون أمرا دونه. وهو الذي ذكره حُذيفة فقال: إن كان يهوديا أو نصرانيا ليردَّنه علىّ ساعيه. ويقال أراد بالساعي: الوالي الذي عليه من المسلمين. وهو العامل. ويقولُ ينصفنى منه. ( وإن لم يكن له إسلام). وقلّ من ولى عملا على قوم فهو ساعٍ عليهم. أبو عُبيد عن الكسائى: مضى من الليل سِعْو وسَعْواء ممدود. وقال ابن بُزُرْجَ: السِّعواء مذكر، قال وقال بعضهم: السِعْواء فوق الساعة من الليل. وكذلك السعواء من النهار. ويقال كنا عنده سِعْواوات من الليل والنهار. أبو العباس عن ابن الأعرابي: قال: السَعْوة الساعة من الليل. والسَعْوة: الشَمَعة قال: والأسعاء: ساعات الليل ويقال للمرأة البذيئة الجالعة: سشعءوة وعِلقَةوسِلقة. "عاس?الحرانى عن ابن السكيت قال: العَيْس: ماء الفحل. يقال عاسها يعيسها عَيسا. والعِيس جمع أعيس وعيساء، وهي الأبل البيض يخالط بياضها شيء من شقره. وقال أبو عُبيد: عاس الفحلُ من الإبل الناقةَ يعيسها عَيْسا إذا ضربها. وقال شمر: قال أبو عُبيدة والمؤرِّج: العَيْسُ: ماء الفحل. ةأنشد بيت طرفة. سأحلب عَيْسا صَحْنَ سَمِّ
قال والعَيْس يقتل، لأنه أخبث السمّ. قال شمر: وانشدنيه ابن الأعرابي: سأجلب عنسا صحن سمّ، بالنون:وقال النضر: الجمل يعيس الناقة أي يضربها. أبو عُبيد عن الأصمعي: إذا خالط بياضَ البعير شقْرة فهو أَعْيس. وقال اليث: العَيَس والعِيسة: لون أبيض مشرب صفاء في ظلمة خفية. يقال: جمل أعيس. قال: والعيِسة في اصل البناء فُعْلة على قياس الصُّهبة والكُمْتة، وإنما كُسرت العين لمجاورتها الياء. قال: وظبى أعبس. قال وعيسى: اسم نبي الله صلى الله عليه وسلم عليه يجمع: عيِسُون بضمّ السين؛ لأن الياء زائدة فسقطت. قال: وكأن أصل الحرف من العَيَس. قال: وإذا أستعملت الفعل منه قلت عَيِس يَعْيَس أو عاس يعيس. قال وعيسى شبه فُعلى. وقال ابن كيسان في جمع عيسى وموسى: عيسَون وموسَوْن مثل المصطفون والأدنون في الرفع، وفي النصب والخفض: المصطفين والأدنَيْن. وقال الزّجَّاج: عيسى: اسم أعجمىّ عُدل عن لفظه بالأعجمية إلى هذا البناء وهو غير مصروف في المعرفة؛ لاجتماع العجمة والتعريف فيه. ومثال اشتقاقه من كلام العرب أن عيسى فِعلى. فالألف تصلح أن تكون للتأنيث فلا تنصرف في معرفة ولانكرة. ويكون اشتقاقه من شيئين: أحدهما العَيَس، والاخر من العَوْس وهو السياسة، فقلبت الواو لانكسار ماقبلها. فأمّا أسم نبى الله صلى الله عليه وسلم فمعدول عن أيسُوع كذا يقول اهل السريانية. أبو عُبيد عن الكسائى: إذا نسبت إلى عيسى وموسى وما أشبههما مما فيه الياء زائدة قلت موسِىُّ وعيسىُّ بكسر السين وتشديد الياء. وقال أبو عُبيد أعْيَس الزرعُ إعياسا إذا لم تكن فيه رَطْب، وأَخلس إذا كان فيه رطب ويابس، ورجل أعيس الشعر: أبيضه. وَسم أعيس: أبيض. قال شمر: تسمى الريح الجنوب النُعامَى بلغة هذيل، وهي الأزْيب أيضاً. قال بعضهم: نسميها مِسْعا. وقال بعض أهل الحجاز: يُسع بالياء مضمومة. وأما اسم النبي فهو اليَسع. وقرىء: اللَّيسع. "وسع?الواسع من صفات الله تعالى: الذي وسع رزقُه جميعَ خلقه، ووسعت رحمته كل شيء ويقال: إنه ليسعنى ماوسعك، ورجل مُوسِع زهز الملىء والوُسْع: الجِدّة وقدرة ذات اليد. وأوسع الرجلُ إذا كثر ماله. قال الله عز وجل: ((على الموسع قدره وعلى المقتر قدره)) ويقال: إنه لفى سعة من عيشة. ووسّعت البيت وغيره فاتسع واستوسع، وفرس وَسَاعُ إذا كان جوادا ذا سعة في خَطْوه وذَرْعه. وقد وسُع وَسَاعة، ووَسِع ماء لبنى سعد. ويقال: ماأسع ذلك أي ماأطيقه. ولايسعنى هذا الأمر مثله. ويروى عن عمر أنه كان يقول: اللهم لوأستطيع أن أسع الناس لو سعتهم. اللهم إنى لاأحلّ لَهم أشعارهم ولاأبشارهم، من ظلمه أميره فلا إمرة عليه دونى. معنى قوله: أن أسع الناس أي أطيقهم، يقال: هذا الكيل يسع ثلاثة أمناء هذا الوعاء يسع عشرين كيلا، وهذا الوعاء يسعه عشرون كَيلا على مثال قولك: أنا أسع هذا الأمر وهذا الأمر يسعنى. والأصل في هذا أن تدخل فيه في وعلى اللام؛ لأن قولك: هذا الوعاء يسع عشرين كيلا معناه: يسع لعشرين كيلا أي يتَّسع لذلك، ومثله هذا الخُفّ يسع برحلى أي يسع لرجلى ويسع على رجلى أي يتسع لها وعليها، وتقول هذا الوعاء يسعه عشرون كيلا معناه يسع فيه عشرون كيلا والاصل في هذه المسألة أن يكون بصفة، غير انهم ينزعون الصفات من أشياء كثيرة حتى يتصل الفعل إلى مايليه ويفضى إليه كأنه مفعول به، كقولك كلتك واستحيتك ومكَّنتك أي كلت لك واستحيت لك ومكنت لك. ويقال: وسعت رحمة الله كل شيء ولكل شيء. وقال وسع كرسيُّه قال أبو اسحاق في قوله تعالى: (( تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم)) يقول: أينما تولوا فأقصدوا وجه الله بتيممكم القبلة أن الله واسع عليهم يدّل على أنه توسعة على الناس في شيء رخص لهم. ويقال: هلتسع هذا أي هل تطيقه، وقال الله جل وعز: ((والسماء بنيناها بايد وإنا لموسعون)) قال أبو اسحق يقول: جعلنا بينها وبين الارض سعة، جعل اوسع بمعنى وسّع. والسعة اصلها وِسْعة فحذفت الواو. ويقال: ليسعك بيتك معناه القرار فيه، وفي النوادر: اللهم سَعْ أي وسِّع عليه. قال ابن الانباري: الواسع من اسماء الله: الكثير العطايا الذى يسع لما يُسأل. وذا قول أبو عُبيدة. ويقال الواسع: المحيط بكل شيء من قولهم: وسع كل شيء علما أي أحاط. وقال: أعطيهم الجهد منى بَلْه مااسع
معناهك فدع مااحيط به وأقدر عليه. والمعنى أعطيهم، لاأجده الا بجهد فدع ما احيط به. "سيع?الليث: السَياَع بالجصّ والطين والقِبر. يقال: سعيت به تسييعا؛ أي طليت به طَليا رفيقا، قال القطامىّ.
فلما أن جرى سَمنُ عليها كما بطَّنت بالفدََن السَّياعا
قال يجوز السَّياع والسِّياع. قلت: معناه كما بطنت الفذن بالسياع فقلب. ثعلب عن ابن الأعرابي قالك السَياع الطين. وقال الليث المِسْيَعة: خشبة مملسة يطَّين بها والفعل منه سيّعته تسييعا أي طينته تطينيا، وقال رؤبة:
من شِلها ماء السراب لأسيعا
وزع
قال الليث: الوَزْع: كفّ النفس عن هواها. يقال: وزعته أزَعه وَزْعا. وفي الحديث: لابدّ للناس من وَزَعه أي من سلطان يَزَع بعضهم من بعض. والوزع في الححرب: الموكلُ بالصفوف يزع من تقدّم منهم بغير أهره. وقال الله جل وعز: (فهم يوزعون) أي يُكِفّون. وجاء في التفسير: يُحبس أوّلهم على آخرهم. وأما قوله: (قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك) فمعنى أوزعنى: ألهمنى. وتأويله في اللغة: كُفّنى عن الأشياء إلاّ عن شكر نعمتك، وكُفّنى عمّا يباعددنى عنك. هكذا قال أبو إسحاق الزجّاج المنذري عن الحراني عن ابن السكيت قال: يقال: قد أوزعته بالشئ إيزاعا إذا أغريته، وإنه لموزع بكذا وكذا أي مُعْري به والاسم الوَزُوع. وقد أوزعه الله إذا ألهمه. ونحو ذلك قال الفراء. قال معنى أوزعنى: ألهمنى.
وقال الليث: التوزيع: القسمة. يقال. وزّعنا الجَزُور فيما بيننا.
قلت. ومن هذا أُخِذ الأوزاع، وهم الفِرق من الناس. يقال: أتيتهم وهم أوزاع أي متفرقون.
وفي حديث عمر أنه خرج ليلة في رمضان والناس أوزاع أي يصلون متفرقين غير مجتمعين على إمام واحد.
وقال الأصمعي. يقال. بها أوزاع من الناس وأوباش، وهم الضروب المتفرقون، ولا واحد للأوزاع. وقال الشاعر يمدح رجلا:
أححْللتَ بيتك بالجميع وبعضُهم متفرِّق لـيحـلّ بـالأوزاع
الأوزاع ههنا: بيوت منتبذه عن مجتمع الناس. وفي الحديث: مَن يزع السلطان أكثر ممن يزع الفرقان معناه: أن من يكفّه السلطان عن المعاصي أكثر ممن يكفّه الفرقان بالأمر والنهي والإنذار. ويقال لابدّ للناس من وَزَعة أي ممن يكفّهم عن الشرّ والفساد.
وقوله حُصَيب الهذليّ يذكر قربه من عدوّ له:
لما رأيت بني عمرو ويازعهم أيقنت أنى لهم في هذه قَوَد
قال: يازعمهم لغتهم، يريدون: وازعهم في هذه الواقعة أي سيستقيدون منا.
أبو عبيد يقال: أُوزِعتُ بالشئ، مثل أُلهمته وأُولعت به. قال: ووزّعت الشئ بين القوم قسمته.
زاع
أبو عبيدد عن الأصمعي وَزَعته فأنا أزَعُه: كففته. وزُوْعته فأنا أزعه مثله. قال: ويقال: زُعته: قدَّمته. وقال ذو الرّمة.
وخافق الرأس مثل السيف قلت له زُعْ بالزمام وجَوْزُ الليل مركوم
أي ادفعه إلى قدام وقدّمه.
وقال شمر: زُعْ راححلتك أي استحثّها، وبعضهم يقول زُعْ بالزمام أيْ هيّج وحرّك.
وقال الليث: الزُوْع جذبك الناقة بالزمام لتنقاد.
وقال أبو الهيثم: زُعته: حرّكته وقدّمته.
وقال ابن السكيت: زاعه يزوعه إذا عطفه. وقال ذو الرمّة:
ألا لاتبالى العِيس مَن شدَّ كورها عليها ولا من زاعها بالخزائم
ثعلب عن ابن الأعرابي: قال، الزاعة. الشُرط.
وفي النوادر: زّوعتِ الريحُ النبت تزوّعه، وصوّعته، وذلك إذا جمعته لتفريقها بين ذرّاه، ويقال: زُوعة من نبت، ولُمْعة من بنت.
وقال ابن دُريد: الزّوْع: أخذك الشئ بكفّك، نحُو الثريد، أقبل يزوع الثريد إذا اجتذبه بكفّه. قال: وزعت له زَوْعة من البِطِّيخ إذا قطعت له قطعة.
عطا
أبو عبيد العَطْو:التناول.يقال منه:عَطَوت أعطو.وقال بشر بن ابي خازم:
أو الأُدْم الموشَّحةِ العواطي بأيديهن من سَلَم النِعـاف
يعنى الظباء وهي تتطالل اذا رفعت ابدبها لتتناول ورق الشجر.والاعطاء مأخخوذ من هذا.والمعاطاة:المناولة.وقال الليث:عاطى الصبيُّ أهلَه إذا عمل وناولهم ما ارادوا.
والعطاء:اسم لما يعطَى.ويقال:انه لجزيل العطاء.وهو اسم جامع.فإذا أفرد قيل:
العطّية،وجمعها العطايا.واما الأعْطِية فهي جمع العطاء.يقال ثلاثة أعطية،ثم أعطيات جمع الجمع.والتعاطى:تناول ما لا يجوز تناوله.يقال:تعاطى فلان ظلمك.وفي القرآن:(فتعاطى فعقر) أي فتعاطى الشقيُّ عقْر الناقة فبلغ ما اراد.
وقال الليث:ويقال بل تعاطيه:جُرْأته.ويقال للمرأة:هي تعاطي خِلْمها أي تناوله قُبَلها ورِيقها.وقال ذو الرمة:
تعاطيه أحياناً إذا جِـيدد جَـودة رُضَاباً كطعم الزنجبيل المعسَّل
وقال غيره:يقال:أعطيته وعاطيته أي خخدمته وقمت بأمره؛كقولك:نعّمته وناعمته،تقول:مَنْ يُعَطِّيك أي من يتولى خدمتك.وقوس مُعْطِية:لّينة ليست بكزّة ولا ممتنعة على من يمّد وترها.وقال أبو النجم:
وهَتَفَي مُعطية طروحاً
أراد بالهتفي قوساً لوترها رنين،وقوس عَطوى بمعنى المعطية ويقال:هي التي عُطفت فلم تنكسر،وقال ذو الرمة:
له نبعة عَطْوى كأن رنينـهـا بألوى تعاطيه الأكفّ المواسح
أراد بالألوى:الوتر،والنسبة إلى عطِيّة عَطَوى،والى عطاء عطائيّ.وسمعت غير واحد من العرب يقول لراحلته إذا انفسخ خخَطْمه عن مَخْطِمه:أعطِ فيعوج رأسه إلى راكبه فيعيد الخطم على مَخْطِمه.وقال أبو زيد:يقال هو يتعاطى معالى الامور ورفيعها،ويتعاطى أمراً قبيحاً.قال:وقال رجل من قيس يكنى أبا قُوَّة أقول هو يتعاطى الرفعة من الأمر،ويتعطّى القبيحححَ تعطّياً.ويقال هو يستعطى الناس بكفّه،وفي كفّه،استعطاءً إذا سألهم وطلب اليهم.
أبو العباس عن ابن الأعرابي:قال:الأعطاء:المناولات.والمعاطاة أن يستقبل رجل رجلا ومعه سيف فيقول؛أرِني سيفك فيعطيه فيهزّه هذا ساعة وهذا ساعة وهما في سوق أو مسجد،وقد نُهى عنه.ومن امثال العرب عاطٍ بغير أنواط،يضرب مثلا لمن انتحل عِلْماً لا يقوم به.
طاع
الححراني عن ابن السكيت:يقال:قدد أطاع له المَرْتع إذا اتّسع له المرتع،وامكنه من الرَعى.وقدد يقال في هذا الموضع:طاَع.وقال أوس بن زُهَير:
كأن جيادهن بَـرْعـن زُمٍّ جرادٌ قد أطاع له الوَرَاقُ
انشده أبو عبيد:وقال:الوراق:خضرة الأرض من الحشيش،وليس من الورق.
وقال ابن السكيت:يقال أمره بأمر فأطاعه،بالألف لا غير،والعرب تقول.له علىّ أمره مطاعة:قال:وقد طاع له إذا انقادد له بغير ألف.
وقال الليث:الطَّوع:نقيض الكَرْه:لتفعلنّه طَوْعاً أو كرهاً،وطائعاً أو كارهاً.
وطاع له إذا انقاد له،فإذا مضى لأمره فقد أطاعه،وإذا وافقه فقد طاوعه.قال والطاعة.اسم من أطاعه إطاعة.والطواعية:اسم لما يكون"مصدر المطاوعة".يقال:طاوعت المرأةُ زوجها طواعية.قال:ويقال للطائع:طاعٍ،وهو مقلوب ومنه قول الشاعر:
حلفت بالبيت ومَن حوله من عائذ بالبيت أو طاع
وهذا كقولهم: عاقنى عائقٌ وعاقٍ. ويقال: تطاوْع لهذا الأمر ححتى تستطيعه. وإذا قلت: تطوَّع فمعناه تكلّف استطاعته. قال: والعرب تحذف التاء فتقول اسْطاع يَسْطيع. قال والتطوّع: ماتبرّعت به من ذات نفسك فيما لايلزمك فرضُه. وفرس طَوْع العِنان إذا كان سَلِساً. وقول الله جل وعز: (ومن يَطَّوَّعْ خيراً) الأصل فيه ومن يَتَطوّع، فأذغمت التاء في الطاء وكل حرف أدغمته في حرف نقلته إلى لفظ المدغم فيه. ومن قرأ: "ومن تَطَوّع خيراً?على لفظ المضيّ فمعناه الاستقبال؛ لأن الكلام شرط وجزاء، فلفظ الماضى فيه يئول إلى معنى الاستقبال. وهذا قول حُذّاق النحوييّن. وأما قول الله جلّ وعزّ: (فما اسطاعوا أن يظهروه) فإن أصله استطاعوا بالتاء، ولكن التاء والطاء من العرب من يقول: استاعوا بغير طاء، ولايجوز في القراءة. ومنهم من يقول: فما أَسطاعوا بألف مقطوعة، المعنى: فما أطاعوا فزادوا السين-قال ذلك الخليل وسيبويه-عوضاً عن ذهاب حركة الواو؛ لأن الأصل في أطاع أطْوَع. ومن كانت هذه لغته قال في المستقبل يُسطِع بضمّ الياء.
وأخبرني المنذريّ عن الحراني عن ابن السكيت قال: يقال: ما أستطيع وما اسطيع "وما أسْطيع?وما أستيع، وكان حمزة الزيّات يقرأ مما اسْطَّاعوا بإددغام الطاء والجمع بين ساكنين.
وقال أبو إسححاق الزجّاج. من قرأ بهذه القراءة فهو لاحِنٌ مخطئ. زعم ذلك الخليل ويونس وسيبويه، وجميع من يقول بقولهم. وحجَّتهم في ذلك أن السين ساكنه، وإذا أدغمت التاء في الطاء صارت طاء ساكنة، ولايجمع بين ساكنين. قال: ومن قال: أطرحُ حركة التاء على السين فأقرأ فما اسَطَّاعوا فخطأ أيضاً: لأن سين استفعل لم تحرّك قطّ: والطّوّعة: قوم يتطوَّعون بالجهاد، أدغمت التاء في الطاء، كما قلنا في قوله: "ومن تَطَوَّع خيرا". وأما قوله جل وعز: (فطوّعت له نفسه قتل أخيه) فإن الفراء قال: معناه فتابعته نفسه. وقال المبرد: فطوعت له نفسه: فعَّلت من الطَوْع. وقال أبو عبيد: حدّثنا يزيد عن ورقاء عن ابن أبي نَجيح عن مجاهد: فطوعت له نفسه قال شجعَّته. قال أبو عبيد عن مجاهد: إنها أعانته على ذلك وأجابته إليه. ولا أرى أصله إلاّ من الطواعية. قلت: والأشبه عنددي أن يكوت معنى طوّعت: سمَّحت وسهَّلت له نفسه قتلَ أخيه أي جعلت نفسه بهواها المُردى قتل أخيه سهلا وهوَّنته: وأمَّا على قول الفراء والمبرد فانتصاب قوله "قتل أخيه?على إفضاء الفعل إليه؛ كأنه قال: فطوعت له نفسه أي انقادت في قتل أخيه ولقتل أخيه فحذف الخافض وأفضى الفعلُ إليه فنصبه: ويقال: فلان طَوْع المكاره إذا كان معتاددا لها، ملقىًّ إياها. وقال النابغة: فارتاع من صوت كَلاّب فـبـات لـه طوعُ الشوامت من خوف ومن صَرَد ويروى: طوعَ الشوامت. فمن رفع: أراد بات له ما أطاع شامته من البرد والخوف أي بات له ما أشتهى شامته، وهو طَوْعه، ومن ذلك تقول: اللهم لاتطيعنّ بي شامتا أي لاتفعل بي ما يشتهيه ويحبه. وقال ابن السكيت: يقال طاع له وأطاع، سواءً. فمن قال: طاع قال يطاع، ومن قال: أطاع قال يُطيع، فإذا جئت إلى الأمر فليس إلاّ أطاعه؛ كما ذكرناه في أوّل الباب. ومن روى بيت الذبياني: فبات له طوع الشوامت بالنصب أراد بالشوامت قوائمه واحدها شامته يقول، فبات الثَوْر طوع قوائمه أي بات قائما. قلت: ومن العرب من يقول: طاع له يَطُوع طَوْعا فهو طائع بمعنى أطاع أيضاً، وطاع يطاع لغة جيّدة. اللحياني: يقال: أطعت له وأطعته. ويقال: طِعْت له انا أطِيع له طاعة، ويقال: طُعْت له وأنا أطوع له طوعا أي انقدت: وفرس طَوْع العنان وطوعة العنان. وبعير طيّع: سلِس القياد". عاط أبو عبيد عن الكسائيّ: إذا لم تحمل الناقةُ أوّل سنة يَطرُقها الفحل فهي عائط، فإذا لم تحمل السنةَ المقبلة أيضاً فهي عائطُ عُوطٍ وعُوطَطٍ. قال: وقال العَدَبَّس الكنانيّ: يقال تعوَّطَت إذا حُمِل عليها الفحل فلم تحمل. وقال ابن بُزُرْج: بَكْرة عائط، وجمعها عِيطٌ، وهي تعيط. قال: فأمَّا التي تعطاط أرحامها نعائطُ عُوطٍ وهي مِنْ تَعُوطُ. وأنشد: يَرُعْنَ إلى صوتي إذا ماسمـعـنـه كما ترعوى عيط إلى صوت أعيسا وقال آخر: نجائب أبكار لقِحْن لِعـيطـط ونعم فهنّ المهجرات الخيائر وقال الليث: يقال للناقة التي لم تحمل سنوات من غير عُقْر: قد اعتاطت. قال: وربما كان اعتياطها من كثرة شحمها، أي اعتاصت. قال: وقد تعتاط المرأة. وناقة عائط. وقد عاطت تعيِط عِياطا، ونُوق عِيط وعُوط من غير أن يقال: عاطت تعوط. قال: وجمع العائطِ عوائِط. وقال غيره: العِيط: خيار الإبل. وأفتاؤها ما بين الحِفّة إلى الرباعية، عيط أبو عبيد عن الأصمعي: امرأة عَيْطاء: طويلة العنق. ورجل أعيط، وقَارة عَيْطاء: مشرفة. والمصدر العَيَط. وفرس عيطاء، وخيل عِيط: طوال. وقال الليث: الأعيط: الطويل الرأس والعنق. والعيطاء: الناقة الطويلة العنق، والذكر أعيط والجمع عِيط. قال وعِيِط: كلمة ينادى بها الأشِرُ عند السكر، ويُلهج بها عند الغلبة، فإن لم يزد على واحدة قالوا عيّط، وإن رجَّع قالوا: عطعط. غيره التعيط: غضب الرجل واحْتلاطه وتكبره. وقال رؤبة: والبغى من تعيّط العيّاط ويقال: التعيّط ههنا: الجلبة، وصياح الأشِر بقوله عِيِط. وقال الليث: التعيّط "تنبّع الشئ من حجر أو شجر يخرج?منه شئ فيصمِّغ أو يسيل. وذفرى الجمل تتعيّط بالعَرَق الأسود وأنشد: تَعَيّطُ ذفراها بـجَـوْن كـأنـه كُحَيْل جرى من قنفذ اللِّيث نابع ويقال عيَّط فلان بفلان إذا قال له: عيِط عِيط. يعط
قال الليث: يَعَاط: زجرك للذئب إذا رأيته قلت: يَعَاطِ: يعاطِ. وتقول: يعَطت به وياعطت به وأنشد: صُبَّ على شاء أبي رِباط ذؤالةٌ كالأقُدح الأمراط يددنو إذا قيل له يَعَـاطِ قال: وبعض يقول: يِعاط بكسر الياء. قال: وهو قبيح؛ لأن كسر الياء زادها قبحا. وذلك لأن الياء خُلِقت من الكسرة، وليس في كلام العرب كلمة على فِعَال في صدرها ياء مكسورة. وقال غيره: يِسَار لغة في اليسار. وبعض يقول: إسار بقلب الياء همزة إذا كُسرت. قلت: وهو بشع قبيح، أعنى يِسَار وإسار. طعا ثعلب عن ابن الأعرابي: طعا إذا تباعد. عمرو عن أبيه: الطاعي بمعنى الطائع إذا ذلّ. قال ابن الأعرابي: الأطْعاء: الطاعة. عدا قال الله عز وجل: (ولاتسبّوا الذين يدعون من دون الله فيسبّوا الله عَدْوا بغير علم) وقرئ "عُدُوّاً بغير علم". قال المفسّرون: نُهوا قبل أن أُذن لهم في قتال المشركين أن يلعنوا الأصنام التي عبدوها. وقوله "فيسبّوا الله عَددْوا بغير علم?أي فيسبّوا الله ظلما و "عددوا?منصوب على المصدر، وعلى إرادة اللام، لأن المعنى، فيَعْدُون عَدْوا أي يظلمون ظلما. ويكون مفعولا له أي فيسبّوا الله للظلم. ومن قرأ فيبسوا الله عُدُوّاً، فهو في معنى عَدْوا أيضاً. يقال في الظلم قد عدا فلان عَدْوا وعُدُوَّا وعُدْوانا وعَدَاء أي ظلم ظلما جاوز من القدر، وقرئ فيسبوا الله عَدُوَّا بفتح العين، وهو ههنا في معنى جماعة، كأنه قال: فيسبوا الله أعداء. و "عَدُوّاً?منصوب على الحال في هذا القول. وكذلك قوله: (وكذلك جعلنا لكل نبيّ عددوّا شياطين الإنس والجن) "عَدُوّا?في معنى أعداء. المعنى: كما جعلنا لك ولأمّتك شياطين الإنس والجن أعداء كذلك جعلنا لمن تقدّمك من الأنبياء أو أممهم. و "عدُوّا?ههنا منصوب لأنه مفعول به وشياطين الإنس "منصوب على البدل. ويجوز أن يكون عدوّا منصوبا لأنه مفعول ثان وشياطين الإنس?المفعول الأول. والعادى: الظالم. يقال لاأشمت الله بك عاديَك أي عدوك الظالم لك. والاعتداء والتعديّ والعُدْوان: الظلم. وقول الله: (فلا عدوان إلا على الظالمين) أي فلا سبيل. وكذلك قوله: (فلا عدوان عليّ) أي لاسبيل عليّ. وقوله: (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه) الأول ظلم، والثاني جزاء. وهو مثل قوله: (وجزاء سيّئة سّيئة مثلها) السّيئة الأولى سّيئة، والثانية مجازاة، وإن سُمّيت سيّئة. فالاعتداء الأول ظلم، والثاني ليس بظلم، وإن وافق اللفظ اللفظ. ومثل هذا في كلام العرب كثير. يقال: إثِم الرجلُ يأثِم إثماً، وأثَمَهُ الله على إثمه أي جازاه الله عليه يأثِمُه أثاما. وقال الله جلّ وعز: (ومن يفعل ذلك يلق أثاما) أي جزاءً لإثمه، وقول الله جل ذكره: (ولاتعاونوا على الأثم والعدوان) يقول: لاتعاونوا على المعصية والظلم، وقوله: (تلك حدود الله فلا تعتدوها) أي لاتجوزوها إلى غيرها، وكذلك قوله: (ومن يتعدّ حدود الله) أي يجاوزها، وقوله: (فمن ابتغى وراء ذاك فأولئك هم العادون) أي المجاوزون ماحُدّلهم وأُمروا به، وقوله: (فمن اضطرغير باغ ولاعاد) أي غير مجاوز لما يُبِّغُه ويُغْنيه من الضرورة، وأصل هذا كلّه مجاوزة القدر والحقّ: يقال: تعديت الحقّ واعتديته، وعَدَوته أي جاوزته، وقد قالت العرب اعتدى فلان عن الحقّ، واعتدى فوق الحقّ، واعتدى فوق الحق، كأن معناه: جاز عن الحقّ إلى الظلم، ويقال: عدا فلان طَوْره إذا جاوز قَدْره، وعدا بنو فلان على بني فلان أي ظلموهم وقولهم: عدا عليه فضربه بسيفه لايراد به عَدْو على الرجلين، ولكن من الظلم. ومن ححروف الاستثناء قولهم: مارأيت أحدا ماعدا زيدا، كقولك، ماخلا زيدا. وتنصب "زيدا?في هذين. فإذا أخرجت "ما?حفَضت ونصبْت فقلت: مارأيت أحدا عدا زيدا. وعدا زيد، وخلا زيدا، وخلا زيدٍ، النصب بمعنى إلاّ، والخفض بمعنى سوى. وتقول: مايعدو، فلان أمرك أي مايجاوزه. وقال الله جل وعز: (إذا أنتم بالعدوة الددنيا وهم بالعدوة القصوى) قال الفرّاء: العدوة: شاطئ الوادى، الدنيا ممّا يلي المدينة، والقُصْوى ممّا يلي مكّة. وقال الزجّاج: العدوة: شَفِير الوادى: وكذلك عدا الوادي مقصور.
وأخبرني المنذري عن الحراني عن ابن السكيت قال: عِدوة الوادى وعُددْوته جانبه، والجميع عِدىً وعُدىً، قال: والعِددَى: لأعداء يقال هؤلاء قوم عِددَى يكتب بالياء؛ وإن أصله الواو لمكان الكسرة في أوله وعدى مثله: وقال غيره: العُدى الأعداء، والعِدى الذين لاقرابة بينك وبينهم "والقول الأول. والعدى ألفه مقصور يكتب بالياء وقال: إذا كنت في قوم عِدىً لست منهم فكل ماعلفت من خبيث وطيب وقال ابن السكيت ازعم أبو عمرو أن العِدىَ الحجارة والصخور. وأنشد قول كثير: وحال السَفى بيني وبينك والعِدى ورَهْنُ السفى غَمر النقيبة ماجد أراد بالس َفَى: تراب القبر: وبالعِدى: مايُطْبقُ على اللحد من الصفائح. وقال بدر بن عامر الهذليّ فمدّ العِدَاء، وهي الحجارة والصخور: أو استمرّ لمسكن أثوِى بـه بقرار ملحدة العداء شَطُون وقال أبو عمرو: العِدَاء ممدودة: ماعاديت على الميت حين تدفنه من لبن أو حجارة أو خشب أو ماأشبهه. والواحد عِدَاءة. وقال أيضاً: العِدَاء: حجر رقيق، يقال لكل حجر يوضع على شئ يستره فهو عداء. قال أسامة الهذليّ: تالله ما حُبّى عـلـيه بـشَـوَى قد أظعن الحيّ وأمسى قد ثوى مغادرا تحت العداء والثـرى معناه: ماحبيّ عليا بخطأ وأعداء الوادي وأعناؤه: جوانبه. وقال الليث: العُدْوة: صلابة من شاطئ الوادي. ويقال: عِدوة: قال: والعُدواء: أرض يابسة صُلبة. وربما جاءت في البئر إذا حُفرت، وربما كانت حجرا حتى يحيد عنها الحافر، وقال العجّاج: وإن أصاب عُدَوَاء حروفا يصف الثور. قلت: وهذا من قولهم: أرض ذات عُدواء إذا لم تكن مستقيمة وطيئة، وكانت متعادية. شمر عن ابن الأعرابي: العُدواء: المكان الغليظ الخشن. وقال غيره: العدواء: البعد، وأمَّا قوله: منه على دواء الدار تستقيم قال الأصمعي عُدَواؤه: صَرْفه واختلافه. وقال المؤرّج: عُدواء على غير قصد. وإذا نام الإنسان على موضع غير مستوٍ، فيه انخفاض وارتفاع قال! نمت على عُدواء. قال شمر: وقال مححارب: العُدَوَاء: عادة الشغل. وقال النضر: العددواء من الأرض المكان المشرف، يَبْرك عليه البعير فيظطجع عليه، وإلى جنبه مكان مطمئن فيميل فيه البعير فيتوّهن، فالمشرف العُددواء، وتوّهنه أنه يمدّ جسمه إلى المكان الوطئ فتبقى قوائمه على المشرف فلا يستطيع أن يقوم حتى يموت فتوهُّنُه اضطجاعه. وقال أبو زيدِ: طالت عدواؤهم أي تباعدهم وتفرقهم. وقال أبو عمرو: العُدَواء: المكان الذي بعضه مرتفع وبعضه متطأطئ: وهو المتعادى. قال: والعُدَواء: إناخة قليلة. وقال الأصمعي: جئتك على فرس ذي عُدَواءَ "غَيْرَ مُجْرى?إذا لم يكن ذا طمأنينة وسهولة. وقال أبو عمر: عُدَواء الشّوق: مايَرَّح بصاححبه، ويقال: آديتك وأعدْيتك من العَدْوى وهي المَعُونة. والمتعدى من الأفعال: مايجاوز صاحبه إلى غيره. ويقال: تعدّما أنت فيه إلى غيره أي تجاوزه، وعُدْ عما أنت فيه أي اصرِف هَمّك وقولك إلى غيره، وعدَّيت عنى الهمّ أي نحيّته، وتقول لمن قصدك؛ عدّ عنى إلى غيري أي أصرف مركبك إلى غيري. والعَدَواة اسم عام من العدوّ يقال عدوّبَيِّن العداوة وهو عددوّ?وهما عددوّ وهنّ عدوّ هذا إذا جعلته في مذهب الاسم والمصدر. فإذا جعلته نعتا محضا قلت: قلت هو عدوّك، وهي عدوّتك وهم أعداءك وهن عَدوَّاتُكَ. قال ابن الأنباري: قولهم: هو عدوّه معناه: يعددو عليه بالمكروه ويظلمه. ويقال فلانة عددوّ فلان وعدوّته. فمن قال: عددوّة قال: هو خبر للمؤنث، فعلامة التأنيث لازمة، ومن قال: فلانة عدوّ فلان قال ذكَّرت عددوّا لأنه بمنزلة قولك: امرأة ظلوم وصبور وغضوب". والأعادي جمع الأعدداء. ويقال: عَدَا الفرس يعدو عَدْوا إذا أحضر. وأعديته أنا إذا حملته على الحُضْر. ويقال للخيل المغيرة: عادية. قال الله جلّ وعز: (والعاديات ضبحا) قال ابن عباس: هي الخيل، وقال عليّ: هي الإبل ههنا. وقال الأصمعي: يقال للشديد العَددْو: إنه لعَدَوان. "وفرس عَدَوان: كثير العَدْو. وذئب عَدَوان: يعدو على الناس وأنشد: تذكُرُ إذا أنتَ شديدُ الـقَـفْـز عند القُصَيْري عَدَوانُ الجَمْز وأنت تعدو بخروف مُبْـزى
يخاطب ذئبا كان قد اختطف خروفا له فقتله". وقال ابن شميل، رددت عنى عاددية فلان أي حِدّته وغضبه. وقال الليث: العادية، الشُغل من أشغال الدهر يعددوك عن أمورك، أي يشغلك وجمعها عوادٍ. وقد عداني عنك أمْرٌ فهو يعدوني أي صرفنى؛ والعَدَاء، الشغل. وقال زهير: وعاددَك أن تلاقيها العَدَاءُ قالوا: معناه: عداك فقلبه. وقالوا: معنى قوله: عاددك: عادلك وعادوك: ويقال: استعدى فلان السلطان على ظالمه أي استعان به. فأعداه عليه أي أعانه عليه. والعَدْوى اسم من هذا ويقال استأداه بالهمز فآداه أي فأعانه وقوّاه. وبعض أهل اللغة يجعل الأصل في هذه الهمزة ويجعل العين بدلا منها. ويقال كُفّ عنا عاديتك أي ظُلْمك وشرّك. وهذا مصدر جاء على فاعلة كالراغية والثاغية. يقال: سمعت راغبة البعير، وثاغية الشاء أي رغاء البعير وثُغاء الشاء. وكذلك عاددية الرجلُ: عَدْوه عليك بالمكروه. ورُوى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لاعَدْوى ولاهامة ولاصَفَر. والعَدْوى أن يكون ببعير جَرَب أو بإنسان جُذام أو بَرَص فتتقّى مخالطته أو مؤاكلته حِذار أن يعدوه مابه إليك أي يجاوزه فيصيبك مثلُ ماأصابه: ويقال إن الجرب ليُعدى أي يجاوز ذا الجربِ إلى من قاربه حتى يَجْرَب. وقيل للنبي صلى الله عليه وسلم: إن النُقْبة تبددو بمشفر البعير فتُعدى الإبل كلها. فقال عليه الصلاة والسلام للذي خاطبه: فما أعدى الأوّل، وقدد نهى النبي صلى الله عليه وسلم مع إنكاره العدوى أن يُورِدَ مُصِحٌّ على مجرب مثلا يصيب الصحاح الجربُ، فيحقق صاحبُها العَدْوى. والعَدْوى اسم من اعدى يعدس فهو مُعِدٍ. ومعنى أعدى أي أجاز الجرب الذي به إلى غيره. أو أجاز جربا بغيره إليه. وأصل هذا من عدا يعددو إذا جاوز الحدّ. ويقال: عادى الفارس بين صيدين وبين رَجُلين إذا طعنهما طعنتين متواليتين. والعِددَاء والمعاداة: الموالاة. يقال: عادى بين عشرة من الصيد أي والى بينها رميا وقتلا. وروى شمر عن محارب أنه قال: العَدَاء والعِددَاء لُغتان. وهو الطَّلَقَ الواحد للفرس. وأنشد: يصرع الخَمْس عِدَاءً في طَلْقْ قال: فمن فتح العين قال: جاز هذا إلى ذاك. ومن كسر العداء فمعناه أنه يعادى الصيد من العَدْو، وهو الحُضْر حتى يلحقه. وقال الليث: العَدَاء: طَوَارُ الشئ، تقول: لزمت عَدَاء النهر، وعَدَاء الطريق والجبل أي طَوَاره. ويقال: الأكحل عرقٌ عَدَاء السَّاعِد. وقد يقال عِدْوة في معنى العَدَاء. وعِدْوٌ في معناه بغير هاء. والتعداء، التفعال من كل مامرّ جائز. وعَدْوان: حيّ من قيس ساكنى الددال. ومعد يكرب اسمان جُعلا اسما واحدا فأُعطيا إعرابا واحدا. وهو الفتح. والنسبة إلى عدِيّ الرُّباب عَدَوىّ. وكذلك إلى بني عَدِيّ في قريش رهط عمر ابن الخطاب. وأخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: يقال للخُلَّة من النبات: العُدوة فإذا رعتها الإبل فهي إبل عُدْوِيَّة وعَدَوِيّة وإبل عوادٍ، وقال ابن السكيت: إبل عادِيَة ترعى الخُلْة، ولاترعى الحَمْض، وإبل آركة وأوارك مقيمة في الحمض. وأنشد لكثير: وإن الذي ينوي من المال أهلُها أوارك لما تأتلفْ وعـوادي وروى الربيع عن الشافعي في باب السَلم ألبان إبل عوادٍ وأوارك. والفرق بينهما ماذكرت. وقال الليث: العَدَويَّة من نبات الصيف بعد ذهاب الربيع: أن يخضر صغار الشجر فترعاه الإبل. تقول: أصابت اإبل عَدَويَّة. قلت: العَدَويّة: الإبل التي ترعى العُدْوة وهي الخُلّة. ولم يضبط الليث تفسير العدوية فجعله نباتا وهو غلط. ثم خلّط فقال: والعَدَوية أيضاً: سِخال الغنم، يقال: هي نبات أربعين يوما فإذا جُزت عنها عقيقتها ذهب عنها هذا الاسم، قلت، وهذا غلط بل تصحيف منكر، والصواب في ذلم الغَدَوية بالغين المعجمة أو الغَذَوية بالذال. والغِذاء صغار الغنم واحدها غِذيّ. وهي كلها مفسرة في معتل الغين. ومن قال: العَدَوية سخال الغنم فقد أبطل وصحّف. ويقال: فلان يعادى بني فلان من العداوة. قال الله جل وعز: (عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم موّدة) وقال المازني: عدا الماءُ يعدو إذا جرى. وأنشد: وما شعرتُ أن ظهري ابتلاَّ حتى رأيت الماء يعدو شَلاَّ ويقال تعاددى القوم عليّ بنصرهم أي توالوا أو تتابعوا.
وقال الخليل: في جماعة العدوّ: عُدىً. قال وكان حدّ الواحد عَددُو بسكون الواو ففخموا آخره بواو فقالوا: عدوّ، لأنهم لم يجدوا في كلام العرب اسما في آخره واو ساكنة. قال: ومن العرب من يقول قوم عدىً. وقال الكوفيون إنما هو مثل قضاة وغزاة وعداة فحذفوا الهاء، فصارت عُدى، وهو جمع عادٍ. ويقال رأيت عَدِيَّ القوم مقبلا أي من حَمَل من الرجّالة. وقال أبو عبيدة: العَددِىَّ: جماعة القوم بلغة هذيل، وقال مالك بن خالد الخناعي. لما رأيت عَدِيّ القوم يسلُبُـهـم طَلْحُ الشواجن والطَّرفاءُ والسّلم وقال شمر: قال ابن الأعرابي في قول الأخطل: وإن كان حيانا عِددى آخر الدهر قال العديّ: التباعد، قوم عِدىً إذا كانوا متباعدين لا أرحام بينهم ولا حِلْف. وقوم عُددى إذا كانوا حربا. وقال في قول الكميت: يرمى بعينيه عَدْوة الأمد الأبعد هل في مـطـافـه رِيبَ قال: عددوة الأمد: مدّ بصره ينظر هل يرى ريبة تريبه. أبو حاتم عن الأصمعي، يقول هؤلاء قوم عَدِى مقصور يكون للأعداء والغرباء، ولايقال: قوم عُدى إلا أن تُدْخل الهاء فتقول عُداة في وزن قضاة. قال: وربما جمعوا أعدداء على أعادى. وقال ابن شميل: العُدْوة. سنَدَ الوادي، وقال أبو خيرة: العُدوة: المكان المرتفع شيئا على ماهو منه. أبو عبيد عن أصحابه: تقادع القومُ تقاعُدا، وتعادوا تعاديا، وهو أن يموت بعضهم في أثر بعض، وأنشد قول عمرو بن أحمر: فمالك من أروى تعاديت بالعمى ولاقيت كلاَّبا مُطِلاّ ورامـيا وقال العكلي: يقال: عادِ رجلك عن الأرض أي ججافها: وروى عن حذيفة أنه خرج وقد طَمّ شعره فقال: إن كل شعرة لايصيبها الماء جنابة، فمن ثم عاديت رأسي كما ترون. قال شمر معناه أنه طمّه واستأصله ليصل الماء ألى أصول الشعر. وقال غيره: عاديت رأسي أي "جفوت شعره ولم ادهُنه. وقال آخرون عاديت رأسي أي?عاودته بوضوء وغسل. والمعاداة: الموالاة والمتابعة. وروى أبو عدنان عن أبي عبيدة: عاديت شعري أي رفعته عند الغسل وعاديت الوساددة أي ثنيتها، وعاديت الشئ: باعدته، وتعاديت عنه أي تجافيت. ومكان متعادٍ: بعضه مرتفع، وبعضه متطامن. وفي النوادر فلان ما يعاديني ولايوادبني قال لايعادديني أي لاججافيني ولايواديني أي: لايواتيني. وقال ابن شميل تعادت الإبل جمعاءُ أي موّتت، وقد تعادت بالقَرْحة. ويقال: عاديت القِدْر، وذلك إذا طامنت إحدى الأنافى ورفعت الأخريين لتُميل القِدْر على النار. وقال الأصمعي: عداني منه شرّ أي بلغنى، وعداني فلان من شرّه بشرّ يعدوني عَدْوا، وفلان قد أعدى الناس بشر أي الزق بهم منه شراً، وقد جلست إليه فأعداني شراً أي أصابني يشره. وروى عن علي رضى الله عنه أنه قال لبعض أصحابه وقد تخخلف عنه يوم الجمل: ماعدا مما بدا. قال أبو عُمَر: قال أحمد بن يحيى معناه: ماظهر منك من التخلّف بعدد ماظهر منك من التقدم في الطاعة. قال أبو العباس: ويقال فلان فعل ذلك الأمر عَدْواً بَدْواً أي ظاهراً جهاراً. وقال غيره: معنى قوله: ماعدا مما بددا أي ماعداك مما كان بدا لنا من نصرك أي ماشغلك، وأنشد: عداني أن أزورك أنّ بَهْمى عَجَايا كلُّهـا إلاّ قـلـيلا وقال أبو ححاتم قال الأصمعي في قول العامة: ماعدا من بدا هذا خطأ والصواب: أما عدا من بدأ على الاستفهام. يقول: ألم يتعددّ الحق من بدأ بالظلم، ولو أراد الإخبار قال: قدد عدا من بدأ بالظلم أي قد اعتدى، وإنما عدا من بدأ. وقال شمر: قال ابن شميل يقال: الزم عَدَاء الطريق وهو أن تأخذه لاتظلمه. ويقال: خذ عَدَاء الجبل أي خذ في سَنَده تدور فيه حتى تعلوه، وإن استقام فيه أيضاً فقد أخذ عَدَاءهُ. وعداء الخندق وعداء الوادي بطنه. وقال ابن بزرج: يقال: الزم عَدْو أعدداء الطريق، وألزم أعداء الطريق أي وضَحه. وقال رجل من العرب لآخر: ألبناً نسقيك أم ماء؟ فأجاب: أيَهما كان ولاعداءً. معناه: لابدّ من أحدهما، ولايكوننّ ثالث. أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: الأعداء: حجارة المقابر قال: والادعاء آلام النار. عند عند شمر عن محارب: العِنْدَأْوة: التواء وعَسَر يكون في الرجل. تقول: إن تحت طرِّيقتك لعِنْدَأْوة أي خلافاً وتعسُّفاً. وقال بعضهم: هو من العَدَاء والنون والهمزة زائدتان. وقال بعضهم: هو بناء على فِنْعَلْوة. وقال بعضهم: عندأْوه فِعْلَلْوة. والأصل قدد أُميت فعله، ولكن أصحاب النحو يتكلفون ذلك باشتقاق الأمثله من الأفاعيل. قال: وليس في ججميع كلام العرب شئ تددخخل وإمَّعة وعَبَاء وعفاء وعماء. فأّما عظاءة فهي لغة في عظاية، وإعاء لغة في وعاء. وقال شمر: قال ابن الأعرابي: ناقة عدأوة، وقِنْدأوة، وسِنْددأوة أي جريئة. قال ومعنى قولهم: إن تحت طريقتك لعندأوة يقال ذلك للسِّكِّيت الداهي. وقال اللحياني: العنداوة: المكر والخديعة ولم يهمزه. وقال أبو عبيد: يقال ذلك للمُطْرق الذي يأتي بداهية. قال: والعندداوة أدهى الدواهي. دعا قال الله جلّ وعزّ: (وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين) قال أبو إسحاق يقول: ادعوا من استدعيتم طاعته، ورجوتم معونته في الإتيان بسورة مثله. وقال الفراء "واددعوا شهداءكم من دون الله?يريد: آلهتهم. يقول: استغيثوا بهم. وهو كقولك للرجل: إذا لقيت العدوّ فادع المسلمين، ومعناه استغث بالمسليمن. فالدعاء ههنا بمعنى الاستغاثة. وقد يكون الدعاء عبادة؛ ومنه قول الله جل وعز: (إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم) أي الذي تعبدون من دون الله. وقوله بعد ذلك: (فادعوهم فليستجيبوا لكم) يقول: ادعوهم في النوازل التي تنزل بكم إن كانوا آلهة كما تقولون، يجيبوا دعاءكم. فإن دعوتموهم فلم يجيبوكم فأنتم كاذبون أنهم آلهة. وقال أبو إسححاق في قول الله جلّ وعزّ: (أجيب دَعْوة الداع إذا دعان) يَعْنى الددعاء لله على ثلاثة أضرب. فضرب منها توحيده والثناء عليه؛ يا ألله لا إله إلا أنت، وكقولك: ربّنا لك الحمد، إذا قلته فقدد دعوته بقولك ربّنا، ثم أتيت بالثناء والتوحيد. ومثله قوله تعالى: (وقال ربكم ادعوني أستجبْ لكم إن الذين يستكبرون) الآية. فهذا الضرب من الدعاء. والضرب الثاني مسألة الله العَفو والرحمة وما يقرِّب منه، كقولك: اللهم اغفر لنا. والضرب الثالث مسألته الحظُّ من الددنيا، كقولك: اللهم ارزقنى مالا وولدا. وإنما سمى هذا أجمعُ دعاء لأن الإنسان يصدر في هذه الأشياء بقوله: يا ألله يا ربّ يارحمن. فلذلك سُميّ ددعاء. وأما قول الله جل وعز: (فما كان ددعواهم إذ جاءهم بأسنا إلا أن قالوا إنا كنا ظالمين) المعنى أنهم لم يحصلوا ممّا كانوا ينتحلونه من المذهب والدين وما يدَّعونه إلاَّ على الاعتراف بأنهم كانوا ظالمين. وهذا كله قول أبي إسحاق. والدعوى: اسم تدّعيه. والدعوى تصلح أن تكون في معنى الدعاء، لو قلت: اللهم أشركنا في صالح دعاء المسلمين ودعوى المسلمين جاز، حكى ذلك سيبويه، وأنشد: قالت ودعواها كثير صَخَبُه وقال الله في سورة الملك: (وقيل هذا الذي كنتم به تدعون) قرأ أبو عمرو "تدّعون?مثقلة وفسّره الحسن: تكذبون من قولك: تدّعى الباطل وتددّعى مالايكون. وقال الفراء: يجوز أن يكون:تدّعون?بمعنى تَدْعون. ومن قرأ "تَدْعون?مخففة فهو من دعوت أدعو. والمعنى: هذا الذي كنتم به تستعجلون، وتدْعون الله بتعجيله. يعنى قولهم: "اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء?ذكر ذلك لنا المنذريّ عن ابن فهم عن محمد ابن سلاّم عن يونس النحوي، وقاله الزجاج أيضاً. قال: ويجوز أن يكون "تدّعون?في الآية تفتعلون من الدعاء، وتفتعلون من الدعوى. وقال الليث: دعا يدعو دَعْوة ودُعاء، وادّعى يدَّعى ادّعاء ودَعْوى. قال: والاددّعاء في الحرب: الاعتزاء: وكذلك التداعى. قال: والتداعى: أن يدعوا القومُ بعضهُم بعضا: وقال الله جل وعز: (والله يدعو إلى دار السلام ويهدى من يشاء) دار السلام هي الجنة والسلام هو الله. ويجوز أن تكون الجنة دار السلامة والبقاء. ودعاء الله خلقه إليها كما يدعو الرجل الناس إلى مَدْعاة أي مأدُبة يتَّخذها. وطعام يدعو الناس إليه.
ورُوى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله تعالى بنى دار واتَّخذ مأدبة، فدعا الناس إليها. وقرأ هذه الآية: وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا دُعى أحدكم إلى طعام فليجب، فإن كان مفطراً فليأكل، وإن كان صائما فليصَلّ. وهي الدّعْوة والمَدْعاة للمأدبة. وأمَّا الدَّعوة-بكسر الدال-فادّعاء الولدد الدعى غير أبيه. يقال دعيّ بيّن الدعوة الدعاوة. والمؤذن داعى الله، والنبي صلى الله عليه وسلم داعى الأمّة إلى توححيد الله تعالى وطاعته. قال الله تعالى مخبرا عن الجنّ، الذين استمعوا القرآن وولّوا إلى قومهم منذرين: (ياقومنا أجيبوا داعى الله) ويقال لكل من مات: دُعى فأجاب. ويقال دعاني إلى الإححسان إليك إحسانك إليّ. والعرب تقول: دعانا غيث وقع ببلدة فأمْرع، أي كان سببا لانتجاعنا إياه. ومنه قول ذي الرمَّة: تدعو أنفه الرببُ ورُوى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: للحالب دَعْ داعي اللبن ويقال داعية اللبن قال أبو عبيد يقول: أبقِ في الضرع قليلا من اللبن، فلا تستوعب كلّ مافيه؛ الذي تبقيه فيه يدعو ماوراءه من اللبن فينزله، وإذا استنفض كل مافي الضرع أبطأ دَرُّه على حالبه. قلت: ومعناه عندي: دع مايكون سببا لنزول الدِرّة. "وذلك أن الحالب إذا ترك في الضرع لأولاد الحلائب لُبَيْنةً ترضعها طابت أنفسها، فكان أسرع لإفاقتها والداعية: صريخ الخيل في الحروب. يقال: أجيبوا داعية الخيل اللحياني: الدعوة الحِلْف يقال: دَعوة فلان في بني فلان. قال: ويقال: لبني فلان الدعوة على قومهم إذا كان يبدأ بهم. والدعوة: الوليمة. وفي نسبة دَعْوة أي دَعْوى، ودِعىّ بين الدعوة والدَعاوة". وقال الليث: النادبة تدعو الميت إذا ندبته: وقول الله جل ذكره حين ذكر لظى نعوذ بالله منها قال: (تدعو من أدبر وتولى) قال المفسرون: تدعو الكافر باسمه، والمنافق باسمه: وقيل: ليست كالدعاء: تَعالَ، ولكن دعوتها إياهم ما تفعل بهم من الأفاعيل. ويقال: تداعى البناء والحائط إذا تكسر وآذان بانهدام: ويقال: داعينا عليهم الحيطان من جوانبها أي هدمناها عليهم: وتداعى الكثيب من الرمل إذا هِيل فانهال وتداعت القبائلُ على بني فلان إذا تألَّبوا، ودعا بعضهم بعضاً إلى التناصر عليهم: "شمر قال: التداعى في الثوب إذا أخلق، وفي الددار إذا تَصدَّع من نواححيها والبرق يتداعى في جوانب الغيم قال ابن أحمر: ولابيضاء في نَضَد تـداعـى ببرق في عوارض قد شرِينا والدُعاة: قوم يَدْعون إلى بيعة هدى أو ضلالة، واحدهم داعٍ، ورجل داعية إذا كان يددعو الناس إلى بدعة أو ددين، أدخلت الهاء فيه للمبالغة: وأما قول الله جل ذكره في صفة أهل الجنة: (وآخر دعواهم أن الحمدد لله رب العالمين) يعنى أن دعاء أهل الجنة تنزيه الله وتعظيمه، وهو قوله: (دعواهم فيها سبحانك اللهم) ثم قال: (وآخر دعواهم أن الحمد لله) أخبر أنهم يبتدئون بتعظيم الله وتنزيهه، ويختمونه بشكره والثناء عليه، فجعل تنزيهه دعاء، وتحميده دعاء. والدعوى ههنا معناها الدعاء. أبو عبيد: الأُدْعِيَّة مثل الأُحْجيَّة. وهي الأُغلوطة، وقد داعيته أداعيه. وأنشد: أُداعيك ما مستححقبات مع السُرَى حسان وما آثارها بـحـسـان أي أحاجيك. وأراد بالمستحقبات السيوف. ويقال: بينهم أُدددْعيَّة يتداعون بها، وأحجيَّة يتحاجون بها وهي الأُلْقيَّة أيضاً. ويقال: لبنى فلان الدعوة على قومهم إذا بدئ بهم في الدعاء إلى أعطياتهم. وقد أنتهت الدعوة إلى بني فلان. وكان عمر بن الخطاب رحمه الله يقدّم الناس في أعطياتهم على سوابقهم فإذا انتهت الدعوة إليه كبّر. والتددعّى: تطريب النائحة في نياحتها على ميتها. والدعوة الحِلف. وفلان يَدَّعى بكرم فعاله أي يخبر عن نفسه بذلك. ويقال تداعت إبل فلان فهي متداعية إذا تحطَّمت هَزْلاً. وقال ذو الرمة: تباعدت منى أن رأيت حَمُولتي تداعت وأن أحْيا عليك قطيع والدَعى: نحو المساعى والمكارم. يقال: لذو مداعٍ ومساعٍ. شمر عن محارب: دعا اللهُ فلاناً بما يكره أي أنزل به مكروه. قال أبو النجم: رماك الله من عيش نافعي إذا نام العيون سرت عليكا إذا أقبلته أحوى جمـيشـا أتيت على حيالك فانثنيتـا
والحمامة تدعو إذا ناحت. وقال بشر: أجبنا بني سعد بن ضَيَّة إذ دَعوا وللهِ مولى دعوة لايجيبـهـا يريد الله وليّ دعوة يُجيب إليها، ثم يدعى فلا يجيب. وقال النابغة فجعل صوت القطا دعاء: تدعو قطاً وبها تُدْعى إذا انتسبت يا صدقها حين تدعوها فتنتسب أي صوتها قطا وهي قطا ومعنى تدعو: أي تصوّت قطا قطا. ويقال: مادعاك إلى هذا الأمر أي مالذي جرَّك إليه واضطرك. قال الكلبي في قول الله جلّ وعز: (ادع لنا ربك يبين لنا ماهي) قال سل لنا ربك. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الددعاء هو العبادة ثم قرأ: (وقال ربكم اددعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي). وقال مجاهد في قوله: (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي) قال يصلّون الصلوات الخمس. وروى مثل ذلك عن سعيد بن المسيَّب. ويقال: تداعت السحابةُ بالبرق والرعدد من كل جانب إذا رَعَدت وبرقت من كل جهة. وقال أبو عدنان: كل شئ في الأرض إذا احتاج إلى شئ فقد ددعا به، ويقال للرجل إذا أخلقت ثيابه: قد دعت ثيابُك أي اححتجت إلى أن تلبس غيرها من الثياب. وقال الأخفش: يقال: لو دُعينا إلى أمر لاندعينا، مثل قولك بعثته فانبعث. وقال في قول الله جل وعز: (أن دعَوا للرححمن ولدداً) أي جعلوا. وقال ابن أحمر الباهلي: وكنت أدعو قذاها الإثْمدِ القردا أي كنت أجعل وأُسمّى. وقوله: (لن ندعو من دونه إلهاً) أي لن نعبد إلهاً دونه. وقال جل وعز: (أتدعون بعلا) أي تعبدون ربّا سوى الله. وقال: (فلا تدع مع الله إلهاً آخر) أي لاتعبد. وقال "ابن هانئ?في قوله: "لهم مايدَّعون?أي مايتمنون. تقول العرب اددعّ عَلَيّ ماشئت. وقال اليزيدي: يقال: لي في هذا الأمر دَعْوى ودَعَاوى ودِعاة. وأنشد: تأبى قضاعة أن ترضى دِعَاوتكم وابنا نزار فأنتم بَيْضة البـلـد قال: والنصب في دعاوة أجود. وقال الكسائي: لي فيهم دعوة أي قرابة وإخاء. قال: وفي العُرْس دِعوة أيضاً. وهو في مدعاتهم كما تقول في عرسهم. وقال ابن شميل: الدَّعوة في الطعام. والدِّعوة في النسب. ثعلب عن ابن الأعرابي قال المُدَّعَى: المتهم في نسبه وهو الدعيّ. والدِعىّ أيضاً: المتنبيَّ الذي تبناه رجل فدعاه ابنه ونَسَبه إلى غيره. وكان النبي صلى الله عليه وسلم تبّنى زيد ابن حارثة فأمر الله عز وجل أن ينسب الناس إلى آبائهم، وألاّ ينسبوا إلى من تبنَّاهم فقال: (ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم) وقال (وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم). عمرو عن أبيه قال: الداعى المعذِّب: دعاه الله أي عذّبه. وقال محمد بن يزيد في قول الله جل وعز: (تدعو من أدبر وتولى) تعذّب. وقال ثعلب: تنادى من أدبر. والتدعّي: تطريب النائحة إذا نَدَبت. عاد قال شمر قال محارب: العَوْدد: الجَمَل المسنّ الذي فيه بقية قوة، والجميع عِوَدة. ويقال في لغة: عِيَدة. وهي قبيححة وقد عوّد البعير تعويداً لإذا مضت له ثلاث سنين بعدد بُزُوله أو أربعٌ. وسُوددَ عَوْدد إذا وُصف بالقدم. قال: ولايقال للناقة: عَوْدة، ولاعَوَّدت. قلت: وقد سمعت بعض العرب يقول لفرس له: أنثى عَوْدة. ورُوى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دخل على جابر بن عبد الله منزله. قال جابر: فَعَمدت إلى عنز لي لأذبحها، فثغت، فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثثَغْوتها، فقال: ياجابر: لاتقطع دَرّا ولانسلا. فقلت: يارسول الله إنما هي عَوْدة علفناها البَلَح والرُطَب فسمنت. وقال ابن الأعرابي: عوّد الرجل تعويداً إذا أسنّ. وأنشد: فقلن قد أقصر أو عوّدا أي صار عَوْداً كبيراً. قال: ولايقال: عَوْدٌ إلا لبعير أو لشاة. ويقال للشاة: عَوْدة. ولا يقال للنعجة: عَوْدة قال وناقة معوِّد. أبو عبيد عن الأصمعي: ججمل عَوْدد، وناقة عَوْدة، وناقتان عَوْددتان، ثم عِوَدة في جَمْع العَوْدة مثل هِرَّة وهِرَر وعَوْد وعِوَدة مثل هِرّ وهِرَرة. وفي النواددر: عَوْد وعِيدة، وجمل غَلْق وغِلَقة إذا هُزل وكبر. وأما قول أبي النجم: حتى إذا الليل تجلَّى أصحمـه وانجاب عن وجه أغرَّا دهمهُُ
وتبع الأحمر عَوْد يزحمه فإنه أرادد بالأحمر الصبح، وأراد بالعَوْد الشمس. وطريق عود إذا كان عادديّا. وقال: عَوْد على عَوْد من القُدْم الأول أراد بالعَوْد الأول: الجمل المسنّ، على عَوْد أي عن طريق قديم. وقال الليث تقول: هذا الأمر أعْود عليك أي أرفق بك؛ لأنه يعود عليك برفق ويُسْر. والعائدة: اسم ماعاد به عليك المُفْضل من صلة أو فضل، وجمعها العوائد. وعادٌ: قبيلة. ويقال للشئ القديم: عادِيّ وبئر عاديّة. وقال الفراء: يقال هؤلاء عَوْد فلان وعُوَّاده مثل زوره وزُوَّاره، وهم الذين يعودونه إذا اعتلَّ والعوائد: النساء اللواتي يَعُدن المريض، الواحدة عائدة. وقال الليث: العُود: كل خشبة دَقَّت. قال: وخشبة كل شجرة علظ أورق يسمى عُودا. قال: والعود: الذي يستَجْمر به معروف. وقول الأسود بن يَعْفر: ولقد علمت سوى الذي ينتابني أن السبيل سبيل ذي الأعواد قال المفضل: سبيل ذي الأعوادد يريد الموت، عنى بالأعواد مايحمل عليه الميت. قلت: وذلك أن البوادي لاجنائز لهم؛ فهم يضمّون عوداً إلى عود ويحملون الميت عليها إلى القبر". قال ويقال للرجال الدين يعودون المريض: عُوَّاد؛ وللنساء عُوَّد؛ هكذا كلام العرب. قال: والعُود: ذو الأوتار الذي يضرب به، ويجمع عيداناً والعَوّاد الذي يتحذها. وقال شمر في قول الفرزدق: ومن ورث العُودين والخاتـم الـذي له المُلك والأرض الفضاء رحيبها قال العودان: منبر النبي صلى الله عليه وسلم وعصاه. وقال بعضهم: العَوْدد تثنية الأمر عوداً بعد بَدْء. يقال: بدأ ثم عاد. والعَوْدة: عودة مرةٍ واحدة. وقال الله جل وعز: (كما بدأكم تعودون فريقاً هدى وفريقاً حق عليهم الضلالة) يقول: ليس بعثكم بأشدّ من ابتددائكم. وقيل: معناه: تعودون أشقياء ةسعداء كما ابتدأ فطرتكم في سابق علمه، وحين أمر بنفخ الروح فيهم وهم في أرحام أمهاتهم. وقوله جل وعز: (والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا). قال الفرّاء: يصحّ فيها في العربية؛ ثثم يعودون إلى ماقالوا وفيما قالوا يريد النكاح، وكلٌّ صواب. يريد: يرجعون عما قالوا وفي نقض ماقالوا. قال: وقد يجوز في العربية أن تقول: إن عاد لما فعل، تريد إن فعله مرة أخرى ويجوز إن عاد لما فعل إن نقض مافعل. وهو كما تقول حلف أن يضربك فيكون معناه حلف لايضربك. وحلف ليضربّنك. وقال الأخفش في قوله: "ثم يعودون لما قالوا?إنا لانفعله فيفعلونه يعنى الظهار. فإذا أعتق رقبة عاد لهذا الذي قال إنه عَلَيّ حرام ففعله. وقال أبو العباس: المعنى في قوله يعودون لما قالوا: لتححليل ماحرَّموا، فقد عادوا فيه. وروى الزجاج عن الأخفش أنه جعل "لما قالوا?من صلة "فتحرير رقبة?فالمعنى عنده: والذين يظاهرون من نسائهم ثثم يعوددون فتحرير رقبة لما قالوا. قال: وهذا مذهب حسن. وقال الشافعي في قوله: "والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة?يقول: إذا ظاهر منها فهو تحريم، كان أهل الجاهلية يفعلونه، وحُرّم على المسلمين تحريمُ النساء بهذا اللفظ. فإن اتبع المظاهر الظهار طلاقا فهو تحريم أهل الإسلام، وسقطت عنه الكفَّارة. وإن لم يُتبع الظهار طلاقا فقد عاد لما حَرَّم ولزمته الكفارة عقوبة لما قال. قال: وكان تحريمه إياها بالظهار قولا، فإذا لم يطلِّقها فقد عاد لما قال من التحريم. وقال بعضهم: معناه: والذين يظاهرون منكم من نسائهم أي كانوا يظاهرون قبل نزول الآية ثم يعودون للظهار في الإسلام فعليه الكفارة، فأوجب عليه الكفّارة بالظهار. وقال بعضهم: إذا أراد العود إليها والإقامة عليها مَسّ أو لم يمسّ كفّر. وقال الله جل وعز: (إن الذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى مَعَاد).
قال الححسن: معاده الآخرة. وقال مجاهد: يُحييه يوم البعث. وقال ابن عباس: لرادّك إلى مَعَاد: إلى مَعدِنك من الجنّة. وقال بعضهم: إلى معاد: إلى مكة. وقال الفراء: لرادّك إلى معاد: حيث وُلدت. قال: وذكروا أن جبريل قال: يامحمد أشْتَقْت إلى مولدك ووطنك؟ قال: نعم. فقال: إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد. قال والمَعَاد ههنا: إلى عادتك حيث ولدت وليس من العود. وقد يكون أن تجعل قوله: لرادك إلى معاد لمَصِّيرُك إلى أن تعودد إلى مكة مفتوحة لك فيكون المعاد تعجبا: إلى معاد أيَّما معاد لما وعده من فتح مكّة. وقال الليث: المَعَادة والمَعَاد كقولك لآل فلان معادة أي مصيبة يغشاهم الناس في مناوح أو غيرها يتكلم بها الناس. يقال: خرجت إلى المعادة والمعاود: المآتم. والمعاد. كل شئ إليه المصير. قال: والآخرة قال: والآخرة مَعَاد للناس. وأكثر التفسير في قوله لرادك إلى معاد: لباعثك. وعلى هذا كلام الناس: اذكر المعاد أي اذكر مبعثك في الآخرة قاله الزجاج. وقال ثعلب: المعاد: الموعد. قال: وقال بعضهم: إلى أصلك من بني هاشم. وقالت طائفة-وعليه العمل-إلى معاد أي إلى الجنة. ومن صفات الله سبحانه وتعالى المبدئ المعيد: بدأ الله الخلق أحياء ثم يميتهم ثم يحييهم كما كانون. قال الله جل وعز: (وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده). وقال: (إنه هو يبدئ ويعيد) بدأ وأبدأ بمعنى واحد. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله يحبّ النَكَلَ على النَكَل. قيل: وما النَكَل على النَكَل. قال: الرجل القويّ المجرب المبدئ المعيد على الفرس المجرب المبدئ المعيد. وقوله المبدئ المعيد قال أبو عبيد: هو الذي قد أبدأ في غزوه وأعاد، أي غزا مرة بعد مرة، وجرَّب الأمور وأعاد فيها وأبدأ. قلت: والفرس المبدئ المعيد: الذي قد رِيض وذُلّل وأُددِّب، ففارسه يصرفه كيف شاء لطواعيته وذِلِّه، وأنه لايستصيب عليه ولا يمنعه رِكَابه ولايجمح به. ويقال: معنى الفرس المبددئ المعيد: الذي قد غزا عليه صاحبه مرَّة بعد أخرى وهذا كقولهم: ليل نائم إذا نيم فيه، وسر كاتم قد كتموه. وقال شمر: رجل معيد أي حاذق. وقال كثَيِّر: عوم المعيد إلى الرَجَا قذفت به في اللجّ داوية المكان جَموم قال. وأما قول الأخطل: يشول إن اللبـون إذا رآنـي ويخشاني الضُواضَية المُعيد قال أصل المعيد الجمل الذي ليس بعياياء وهو الذي لايضرب ححتى يُخلَط له. والمعيد: الذي لايحتاج إلى ذلك. قال والمعيد من الرجال: العالم بالأمور الذي ليس بغُمْر. وأنشد: كما يَتبع العَوْدد المعيدَ السلائب أبو عبيد عن الأصمعي: المعيد: الفحل: الذي ضَرَب في الإبل مرات. وقال أبو كبير الهذلي يصف: الذئاب: إلاّ عواسر كالمِراط مُعيدة بالليل موردَ أيّم متغضَّف أي وردت مرارا فليس تنكر الورود. وقال الليث: يقال رأيت فلانا ما يبدئ ومايعيد، أي مايتكلم ببادئة ولاعائددة. أعاد فلان الصلاة فهو يعيدها. وعاود فلان ماكان فيه فهو معاود. واعتادني هم وحزن. قال والاعتياد في معنى التعوّد، وهو من العاددة. يقال: عوَّدته فاعتاد وتعوَّد. وقال الليث: يقال للرجل المواظب على أمره: مُعاوِد. قال وفي كلام بعضهم: الزموا تقى الله واستعيدوها، أي تعوَّدها. وقال في قوله؟ إلاّ المعيدات به النواهضُ يعنى النوق التي استعادت النهْض بالدَلْو. ويقال للشجاع: بطل العاودِ. ويقال: هو معيد لهذا الشئ أي مطيق له لأنه قد اعتاده. شمر عن أبي عدنان: هذا أمر يعوّد الناس على أي يُضرِّيهم بظلمى. وقال: أكره أن يعوّد على الناس فيضرَوْا بظلمي أي يعتادوه. وقال غيره العَوَادُ: البِرّ واللطف. يقال، عُدْ إلينا، فإن لك عندنا عَوَادا، أي برّا ولَطَفا. أبو عبيد عن الأموي: العُوادة، ما أُعيد على الرجل من الطعام بعد مايفرغ. قلت: إذا حذفت الهاء. قلت: عَوَاد، كما قالوا: أكال، ولَمَاظ، وقَضَام. ويقال للطريق الذي أعاد فيه السَّفْر وأبدءوا: مُعيد. ومنه قول ابن مقبل يصف الإبل السائرة: يُصبحن بالخَبْت يجتَبْن النِّعاف على أصلاب هادٍ معيد لابسِ القَـتَـم أرادد بالهادي الطريق الذي يُهتدى به، والمُعيد الذي لُحِب.
وقال الليث: "وعادٌ الأولى هم عاد ابن عادياءِ بن سام بن نوح الذين أهلكهم الله وقال زهير: وأهلك لقمان بن عاد وعاديا وأما عاد الآخرة فهو بنو أُمَيم ينزلون رمال عالج، عَصوا الله فمُسخوا نسناسا لكل إنسان منهم يد ورجل من شقّ. أبو عبيد عن الأصمعي: العَيْدانة، النخلة الطويلة. والجمع العَيْدان. وقال لبيد: وأبيضَ العَيْدانِ والجبّارِ وقال الليث: العِيد: كل يوم مَجْمع، وسُمى عيداً لأنهم قد اعتادوه. قال: واشتقاقه من عاد يعود كأنهم عادوا إليه. وقال العجاج يصف الثور الوحشي: واعتاد أرباضا لهـا آرِيّ كما يعود العيد نصراني فجعل العيد من عاد يعود. قال: وتحوّلت الواو في العيد ياء لكسرة العين. قال: وتصغير عيد عُييد، تركوه على التغيير؛ كما أنهم جمعوه أعياداً ولم يقولوا: أعواداً. قال: والعِيدية: نجائب منسوبة معروفة. وقال غيره: مااعتادك من الهم فهو عيد. وقال المفضل: عادني عيدي أي عادتى. وأنشد: عاد قلبي من الطويلة عِيد أراد بالطويلة روضة بالصَّمّان تكون ثلاثة أميال في مثلها. وأمَّا قول تأبَّط شرا. ياعيدُ مالك مـن شـوق وإيراق ومَرَّ طيف من الأهوال طرَّاق قال أراد يأيها المعتادى. وقوله: مالك من شوق كقولك: مالك من فارس، وأنت تتعجب من فروسيته وتمدحه. ومثله: قاتله الله من شاعر. "ابن الأنباري في قوله: ياعيد مالك العيد: مايعتاده من الحزن والشوق". وقوله: مالك من شوق أي ما أعظمك من شوق. ويروى: ياهَيَد مالك. ومعنى ياهَيْد: ماحالك وماشأنك، ويقال: أتى فلان القوم فما قالوا له: هَيْد مالك أي ماسألوه عن حاله. قال: والعيد عند العرب: الوقت الذي يعود فيه الفرح والحزن، وكان في الأصل العِوْد فلَّما سكنت الواو وانكسر ماقبلها صارت ياء". وقال أبو عدنان يقال عَيْدنت النخلةُ إذا صارت عَيْدانة. وقال المسيَّب بن عَلَس: والأُدْم كالعَيْدان آزرهـا تحت الأشَاء مكمّم جَعْلُ قلت أنا: من جعل العيدان فيعالا جعل النون أصلية والياء زائدة. ودليله على ذلك قولهم: عيدنت النخلة. ومن جعله فعلان مثل سيحان من ساح يسيح جعل الياء أصلية والنون زائدة. ومثله هَيْمان وعَيْلان. "الأصمعي: العَيْدانة: شجرة صُلبة قديمة لها عروق نافذة إلى الماء. وأنشد: تحاوبن في عَـيْدانة مُـرْجـحِـنَّة من السّددر رَوَّاها المصيفَ مَسِيلُ وقال آخر: بَوَاسِق النخلَ أبكارا وعُونا". ثعلب عن ابن الأعرابي: سُمِّي العيِد عِيدا لأنه يعود كل سنة بفرح مجدَّد. قال ثعلب: وأصل العيد عِوْد فقلبت الواو ياء ليفرقوا بين الاسم الحقيقي وبين المصدر. وقال شمر العِيديَّة: ضرب من الغنم وهي الأنثى من البُرقان، والذكر خروف، فلا يزال اسمه حتى تُعَقّ عقيقته. قلت: لاأعرف العيديَّة في الغنم، وأعرف جنساً من الإبل العُقيليَّة يقال لها العِيديَّة ولا أدري إلى أيّ شئ نسبت. وقال شمر: النتعيد: الظلوم. وأنشد ابن الأعرابي لطَرَفة: فقال إلا ماذا ترون لشارب شديدٍ علينا سُخْطُه متعيّد أي ظلوم. وقال جرير: يرى المتعيّدون عليّ دوني أُسودَ خفِيَّة الغُلْب الرقابا قال وقال غيره: المتعيّد: الذي يتعيَّد عليه يُوعده. وقال أبو عبد الرحمن: المتعيدد: المتجنى في بيت جرير. وقال ربيعة بن مقروم: على الجّهال والمتعيّدينا قال والمتعيَّد: الغضبان. وقال أبو سعيد: يقال تعيّد العائن على من يتعيَّن له إذا تشهَّق عليه، وتشدَّد ليبالغ في إصابته بعينه. وحكى عن أعرابيّ: هو لايُتعين عليه ولايتُعيَّد. وأنشد ابن السكيت: كأنها وفوقها المـجـلَّـد وقرِبة غَرْفية ومـزِود غيري على جاراتها تَعَيَّد قال المجلَّد: حمل ثقيل، فكأنها وفوقها هذا الحِمْل وقربة ومزود امرأة غيري تَعَيَّد أي تندرئ بلسانها على ضَرَّاتها وتحرك يديها. وعد الليث: الوَعْد والعِدَة يكونان مصدرا واسما. فأمّا العِدة فتُجمع عِدات، والوعد لايجمع. والموعد: موضع التواعد، وهو الميعاد. ويكون الموعد مصدر وعدته. ويكون الموعد وقتا للعِدَة. والموعد أيضاً: اسم للعدة. والميعاد لايكون إلاّ وقتا أو موضعا. والوعيد من التهدّد.
قلت أنا: الوعد مصدر حقيقّ، والعِددَة إسم يوضع موضع المصدر. وكذلك الموعدة. قال الله جل وعز: (إلاّ عن موعدة وعدها إيّاه). وقال مجاهد في قوله: (ما أخلفنا موعدك بمَلْكنا) قال: الموعد: العهد. وكذلك قوله: (فأخلفتم موعدي) قال: عهدي. وقوله جل وعز: (وفي السماء رزقكم وما توعدون) قال: رزقكم المطر، وما توعدون الجنة. وقال قتادة في قوله: (واليوم الموعود): إنه يوم القيامة. وقال جل وعزّ: (وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة) قرأ أبو عمرو "وعدنا?بغير ألف، وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائيّ: "واعدنا?بالألف. وقال أبو مُعَاذ النحويّ: واعدت زيدا إذا وعدك ووعدته، ووعدت زيدا إذا كان الوعدد منك خاصّة. الحراني عن ابن السكيت: تقول: وعدته شراً، ووعدته خيراً. قال: وهو الوَعْدد والعِدَة في الخير والشرّ. وأنشد: ألا علّلاني كل حيّ مـعـلَّـل ولا تعداني الشر والخير مقبل قال: وتقول: أوعدته بالشرّ إذا أدخلوا الباء جاءوا بالألف. قال: وأنشدني الفراء: أوعدني بالسجـن والأداهـم رِجْلي ورِجْلى شَثْنةُ المناسم "قال أبو بكر: العامَّة تخطئ فتقول: أوعدني فلان موعدا أقف عليه، وكلام العرب وعدت الرجل خيراً ووعددته شرّا وأوعدته خيراً وأوعدته شرا، فإذا لم يذكروا الخير قالوا: وعدته فلم يدخلوا ألفا، وإذا لم يذكروا الشرَّ قالوا: أوعددته فلم يسقطوا الألف. وأنشد: وإني وإن أوعدته أو وعـدتـه لأُخلف إيعادي وأُنجز موعدي قال: وإذا أدخلوا الباء لم يكن إلاّ في الشرّ، كقولك: أوعدته بالضرب. قال: وواعدت فلانا أواعده إذا وعدتُه ووعدني. وقال الله: (وإذ وعدنا موسى) وقرى: واعدنا. فمن قرأ: وَعَدنا فالفعل من الله ومن قرأوا عدنا فالفعل من الله ومن موسى". وقال غيره: اتَّعدت الرجل إذا وعدته. وقال الأعشى: فإن تتّعدني أتّعدك بمثلها وقال بعضهم: فلان يتَّعد إذا وثِق بعدتك. وقال: أنَّي أتْممت أبا الصَباح فاتعدى واستبشري بنوال غير منزور وقال الأصمعي: مررت بأرض بني فلان غِبّ مطر وقع بها، فرأيتها واعدة إذا رُجى خيرها، وتمامُ نَبْتها في أول ما يظهر البنت. وقال سُوَيد بن كُراع: رَعَى غير مذعور بهنّ وراقه لُعَاع تهاداه الدكادك واعـد ويقال للدابة والماشية إذا رُجى خيرها وإقبالها: واعد. وقال الراجز: كيف تراها واعدا صغاراها يسوءُ شُنّاءَ العدا كبارُهـا ويقال يومنا يِعد بَرْدا، وهذا غلام تعد مخايله كرما، وشِيَمه تعد جَلَدا وصرامة. ودع في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: إذا لم ينكر الناس المنكر فقدد تُوُدّع منهم وقوله فقدد تُودِّع منهم أي أُهمِلوا وتُركوا وما يرتكبون من المعاصي ولم يُهَدوا لرشدهم، حتى يستجبوا العقوبة، فيعاقبهم الله، وأصله من التوديع وهو الترك. ومنه قوله جلّ وعزّ: (ما ودّعك ربك وماقلى) أي لم يقطع الله عنك الوحى ولا أبغضك. وذلك أنه استأخر الوحيُ عنه صلى الله عليه وسلم أيّاما، فقال ناس من الناس: إن محمد ودّعه ربه وقلاه فأنزل الله جلّ وعزّ (ماودعك ربك وماقلا) المعنى: وماقلاك. وقرأ عروة بن الزبير هذا الحرف "ما وَدَعَك ربك?بالتخفيف، وسائر القراء قرءوه ودَّعك بالتشديد. والمعنى فيهما واحد أي ماتركك. وأخبرني المنذري عن أبي أحمد الجمادي عن ابن أخي الأصمعي أن عمّه أنشده لأنس بن زُنيم الليثي: ليت شعري عن أميري ماالذي غاله في الحبّ حتى وَدعَـهْ لايكن برقك برقـا خُـلّـبـا إن خير البرق ما الغيث معه الحراني عن ابن السكيت قال: ويقال: ذَرْذا، وَدَع ذا. ولايقال: وَدَعته ولكن تركته. وقال الليث: العرب لاتقول: وَدَعته فأنا وادع في معنى تركته فأنا تارك، ولكن يقولون في الغابر: يدع وفي الأمر دَعْه وفي النهى: لاتدَعْه. وأنشد: وكان ما قدَّموا لأنفسـهـم أكثر نفعا من الذي وَدَعوا يعنى تركوا. أنشدد ابن السكيت قول مالك بن نُويرة وذكر ناقته: قاظت أُثال إلى الملا وترّبعت بالحَزْن عازبة تُسنّ وتودَع
أرَّق العينَ خيال لم يَدَعْ لسليمي ففؤادي منتزع أي لم يبق ولم يقرّ. وأخبرني المنذريّ عن أحمد بن يحيى أنه أنشده قول الفرزدق: وَعَضَّ زمان باابن مروان لم يَدَع من المال إلا مُسْحَتٌ أو مجلَّف وقال في قوله: لم يدع: لم يتقارّ ولم يتّدع. وقال الزجاج: معنى لم يددع من المال أي لم يستقر وأنشده سلمة عن الفراء: لم يدع من المال إلاّ مسحتاً أو مجلف أي لم يترك من المال إلا شيئاً مستأصلاً هالكاً أو مجلّف كذلك. ونححو ذلك رواه الكسائي وفسّره. فقال: وهو كقولك: ضربت زيداً وعمرو تريد: وعمرو مضروب كذلك، فلّما لم يظهر الفعل رفع. وقال شمر: أنشدني أبو عدنان: في الكفّ منى مجلات أربعُ مبتذلات مالـهـن مـيدعُ قال: "ماهلن ميدع?أي مالهن من يكفيهن العمل، فيدعهنّ أي يصونهنّ عن العمل. أبو عبيد عن الكسائي: أودعت فلاناً مالا إذا دفعته إليه "يكون?وديعة عنده. وأودعته: قبلت وديعته جاء به في "باب?الأضداد. وقال أبو حاتم: لاأعرف أودعته؛ قبِلت وديعته، وأنكره شمر، إلا أنه حكى عن بعضهم: استودعني فلان بعيراً فأبيت أن أودِعَهُ أي أقبله. قلت: قال ابن شميل في كتاب المنطق. قلت: والكسائيّ لايحكى عن العرب شيئا إلاّ وقد ضبطه وحفظه. ويقال: أودعت الرجل مالا واستودعته مالا. وأنشد: يا ابن أبي ويا بُـنَـيَّ أمِّـيَهْ أوددعتك اللهَ الذي هُو حسبيهْ وأنشد ابن الأعرابي: حتى إذا ضرب القسوس عصاهُم ودنا من المتنسـكـين ركـوع أودعتنا أشياء واستـودعـتـنـا أشياء ليس يُضيعهِن مـضـيع وأنشدد أيضاً: إن سرّك الرِّيُّ قُبَيل الناس فودِّع الغَرْب بِوَهْم شاس ودّع الغرب أي أجعله ودديعة لهذا الجمل أي ألزِمه الغَرْب. وأما قول الله جل وعز: (فمستقر ومستودع) فإن ابن كثير وأبا عمرو قرءا "فمستقر?بكسر القاف. وقرأ الكوفيّون ونافع وابن عامر بالفتح، وكلهم قرءوا "مستودع?بفتح الددال. وقال الفراء: معناه: فمستقر في الرحم، ومستودع في صُلْب الأب. وقال الزجاج: من قرأ "فمستقر?فمعناه. فلكم في الأرحام مستقر ولكم في الأصلاب مستودع. ومن قرأ "فمستقر?بالكسر فمعناه. فمنكم مستِقرَّ في الأحياء، ومنكم مستودعٌ في الثَرَى. وقال ابن مسعود في قوله: (ويعلم مستقرها ومستودعها) أي مستقرها في الأرحام، ومستودعها في الأرض. وروى عن ابن مسعود أنه قال: إذا كان أجل الرجل بأرض أُتيت له إليها الحاجة، فإذا بلغ أقصى أثره قُبض، فتقول الأرض يوم القيامة: هذا ما استودعتني"، وقال قتادة في قوله جل وعز: (ودع أذاهم وتوكل على الله) يقول: اصبر على أذاهم. وقال مجاهد: ودَع أذاهم أي أعرض عنهم. وقوله: به نتودَّع الحسب المصونا أي نقرُّه على صونه وادعا. وقال اللحياني: كلام مِيدع إذا كان يحزن، وذلك إذا كان الكلام يحتشم منه ولايستحسن". وقال الليث وَدْعان موضع، وأنشد: بَبْيض وَدْعانِ بَسَاطٌ سِىُّ قال: وإذا أمرت رجلا بالسكينة والوقار قلت: تودَّعْ واتَّدعْ، وعليك بالمودوع، من غير أن يجعل له فعلا ولا فاعلا؛ مثل المعسور والميسور. وقال غيره: تودَّع فلان فلانا إذا ابتذله في حاجته، وتوددَّع ثياب ضونه إذا ابتذلها، وناقة مودَّعة: لاتُركب ولاتحلب "الليث: الأودع من أسماء اليربوع?ويقال: توادع الفريقان إذا أعطى كلّ واحد منهما الآخرين عهدا ألا يغزوهم. واسم ذلك العهد الوَدِيع. ومنه الححدديث الذي جاء: لكم يابني نهد ودائع الشرك ووضائع المال. ويقال: وادعت العدوِّ إذا هاونته، موادعة؛ وهي الهُدْنة والموادعة. وقيل في قول ابن مفرّغ: دعيني من اللوم بعض الددعهْ أي اتركيني بعض الترك. وقال ابن هانئ: من أمثالهم في المَزْرِية على الذي يتصنع في الأمر ولايُعْتمد منه على ثقة: دعنى من هند فلا ججديدها وددعت، ولا خَلَقها رَقَعت. يدع قال الليث: الأيدع: صِبغ أحمر، وهو خشب البَقَّم، وهو على تقدير أفعل. يقول: يَدَّعته وأنا أُيدِّعه تيديعا. قال: "والأودع من أسماء اليربوع". أبو عبيد عن الأصمعي: العَنْدَمُ: دم الأخوين. ويقال: هو الأيدع أيضاً، ويقال. البقَّم، وقال الهذلي: بهما من النضح المجدّح أيدع
وأخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: أوْذَمْتُ يمينا، وأيدعتها أي أوجبتها. شمر عن ابن الأعرابي: أيدع الرجلُ إذا أوجب على نفسه ححّا. وأنشد لجرير: ورب الراقصات إلى الثنايا بشُعْت أيددعوا حَجّا تماما قال أيددعوا أوجبوا على أنفسهم، وأنشد شمر لكثيّر: كأن حُمُول القوم حين تحملّـوا صريمة نخل أو صريمه أيْدع وقال ابن قيس: والله لايأتي بـخـيرٍ صـديقـهـا بنو جُنْدُع ما اهتز في البحر أيدع قلت: هذا البيت يدلّ على أن الأيددع هو البقّم؛ لأنه يُحْمل في السفن من بلاد الهند. أبو العباس عن ابن الأعرابي: دُع دُع إذا أمرته بالنعيق بغنمه. وغيره يقول: دَعْ دَعْ بالفتح وهما لغتان. عتا قال الليث عتَا يعتو عُتُوّا وعتيّا، وهو مجاوزة الحدّ إذا استكبر. ويقال: تَعتّت المرأة، وتعتّى فلان وأنشدد: بأمره الأرضُ فما تعتَّت أي فما عصته. والعاتى: الجبّار، وجمعه العُتَاة. وقول الله جل وعز: (وقد بلغت من الكبر عُتيّاً). وقال أبو إسحاق: كل شئ قد أنتهى فقد عتا يعتو عُتِيّاً وعُتُوّا، وعسا يعسو عُسُوَّا وعُسيّاً. فأحب زكريا أن يعلم من أي جهة يكون له ولد ومِثْل امرأته لاتلد، ومثله لايولدد له. قال الله جل وعز: (كذلك)، معناه والله أعلم: الأمر كما قيل لك: أبو عبيد عن الأموي: يقال للشيخ إذا ولَّى وكَبِر: عتا يعتو عتيّا، وعسا يعسو مثله. سلمة عن الفراء الاعْتَاءُ الدُّعار من الرجال. قلت والواحد عاتِ. تاع رُوى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كتب لوائل بن حُجْر كتابا فيه، على التِيعة شاة، والقيمة لصاحبها. قال أبو عبيد: التِيعة: الأربعون من الغنم، لم يزد على هذا التفسير. وقال أبو سعيد الضرير: التِيعة: أدنى مايجب من الصدقة؛ كالأربعين فيها شاة وكخمس من الإبل فيها شاة إنما يَتَعَّ التيعة الحقّ الذي وجب للمِصُدِّق فيها؛ لأنه لوارم أخذ شئ منها قبل أن يبلغ عدده ماتجب فيه التيعة لمنعه صاحب المال، فلَّما وجب فيها الحقّ: تاع إليه المصدِّق أي عَجِل، وتاع ربّ المال إلى إعطائه فجاد به، وأصله من التَيْع وهو القئ، يقال: أتاع قيئه فتاع. وقال أبو عبيد: أتاع الرجل إتاعة، إذا قاء. وقال القطاميّ: تمجّ عروقها عَلَقا مُتاعا وقال ابن الأعرابي في أتاع إذا قاء مثله. وقال ابن شميل التِّيْع: أن تأخذ الشئ بيدك. يقاله: تاع به يتيع تيعا وتَيَّع به إذا أخذه بيده وأنشد: أعطيتها عُودا وتِعْـت بـتـمـرة وخير المراغي قد علمنا قصارُها قال: وهذا رجل زعم أنه أكل رغوة صاحبة له، فقال: أعطيتها عودا تأكل به وتعت بتمرة أي أخذتها آكل بها. والمِرغاة: العودد أو التمر أو الكِسْرة يُرتغى بها وجمعها المراغي. "ورأيت بخطّ أبي الهيثم: وتعتِ بتمرة. قال: ومثل ذلك تيَّغْت بها، وأعطاني تمرة فتِغت بها. قال: وأعطاني فلان درهما فتِعْتُ به أي أخذته وأنا فيه واقف. والصواب تِعت بالعين غير معجمة". ويقال أتاع قيئه، وأتاع دمه فتاع يتيع تُيُوعا. "والتَيُّوعات: كل بقلة أو ورقة إذا قطعت أو قطفت ظهر لها لبن أبيض يسيل منها؛ مثل ورق التين، ويقول آخر يقال لها التيوعات". وقال الليث: التَوْع: كسرك لِبَأ أو سمناً بكسرة خبز ترفعه بها. تقول منه. تعتُه وأنا أتوعه تَوْعا قال: وتاع الماء يتيع تيعا إذا تَتَيَّع على وجه الأرض أي انبسط. وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم كما يتتابعُ الفَرَاشُ في النار. قال أبو عبيد: التتابع: التهافت في الشئ والمتابعة عليه، يقال قد تتابعوا في الشرّ إذا تهافتوا فيه وسارعوا إليه. وفي حديث آخر لولا أن يتتابع فيه الغَيْران والسكران، أي يتهافت ويقع فيه. قال أبو عبيد: ويقال في التتابع: إنه اللجاجة، وهو يرجع إلى هذا المعنى. قال: ولم نسمع التتابع في الخير، إنما سمعناها في الشر. وقال الليث: الرجل يتتابع أي يرمى بنفسه في الأمر سريعا: والبعير يتتابع في مشيه إذا حرك أواحه كأنما يتفكّك. ويقال: أتايعتت الريح بورق الشجر إذا ذهبت به، وأصله تتايعت به. وقال أبو ذؤيب يذكر عقره ناقته، وأنها كاست على رأسها فخرّت: فخرّت كما تَتَّايعُ الريحُ بالقَفْل والقَفْل: مايبس من الشجر.
ثعلب عن ابن الأعرابي: تُعْ تُع إذا أمرته بالتواضع. شمر عن ابن الأعرابي قال: التِيعة لاأدري ماهي، وبلغنا عن الفراء أنه قال: التِيعة من الشاء القطعة التي تجب فيها الصدقة، ترعى حول البيوت. وقال ابن شميل: التتايع ركوب الأمر على خلاف الناس. وتتايع القوم في الأرض إذا تباعدوا فيها على عمى وشَدَهٍ. وقال ابن الأعرابي: التاعة، الكُتْلة من اللِّبأ الثثخينة. وفي نوادر الأعراب يتيع عليَّ فلانٌ وفلان تيَّعان وتيَّحان تيِّع تَيِّح وتيَّقان وتيِّق مثله. تعى: أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: تعى إذا عددا، وثعى إذا قذف. قال: والتَّعى الحفظ الحسن، والعتا: العصيان عمرو عن أبيه قال: العاتى المتمرد والتاعى اللِّبَأُ المسترخى، والثاعى القاذف، سلمة عن الفراء قال: الأتعاء ساعات الليل، والثَّعَى القَذْفُ. عظا قال الليث: العظاية: على خِلْقة سامّ أبرص أو أعيظم منه شيئا. قال والعظاءة لغة فيها؛ والجمع العَظَاء، وثلاث عظايات. الحراني عن ابن السكيت: يقال: عظاءة وعظاية، لغتان؛ كما يقال: امراة سقاءة وسقّاية. الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء: تقول العرب: أرَدْت مايُلهيني، فقلت ما يَعْظيني، قال: يقال هذا للرجل يريد أن ينصح صاحبه فيخطئ، ويقولُ مايسوءه. قال ومثله: أراد مايحظيها فقال ما يَعْظيها. وقال اللحياني: يقال: قلت: ما أورمه وعَظَاه، أي قلت ما أسخطه. وقال ابن شميل العَظَى أن تأكل الإبل العُنْظوان، وهو شجر فلا تستطيع أن تجتَّره ولا أن تَبْغره فتحبط بطونها، فيقال، عِظى الجمل يعظى عظىً شديداً فهو عِظٍ عَظْيان. قال وعظى فلان فلانا إذا ساءه بأمر يأتيه إليه يَعْظيه عَظْيا. ثعلب عن ابن الأعرابي: عظا فلانا يعظوه إذا قطَّعه بالغيبة. وقال ابن دريد. عظاه يعظوه عَظْوا إذا اغتاله فسقّاه سمّا. وعظ قال الليث: العِظة: الموعظة. وكذلك الوعظ. والرجل يتَّعظ إذا قَبِل الموعظة. حين يذَكَّرُ الخخير ونحوه، مما يرقّ لذلك قلبه. يقال وعظته عظة. ومن أمثالهم المعروفة: لاتعظيني وتَعَظْعَظِي أي أتّعظى ولاتَعظى: قلت وقوله تعظعظي وإن كان كمكرّر المضاعف فإن أصله من الوعظ، كما قالوا: خضخض الشَّئْ في الماء وأصله من خاض. عاذ يقال: عاذ فلان بربّه يعوذ عَوْذاً إذا لجأ إليه واعتصم به. قال الله جل وعز: (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم) معناه: إذا أرددت قراءة القرآن فقال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ووسوسته. وعاذ وتعوَّذ واستعاذ بمعنى واحد. وقال الله جل وعز: (قال مَعَاذ الله أن نأخذ إلا من وجددنا متاعنا عنده) أي نعوذ بالله مَعَاذا أن نأخذ غير الجاني بجنايته، نصبه على المصدر الذي أريد به الفعل. ورُوى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه تزوّج امرأة من العرب، فلَّما أُدخلت عليه قالت: أعوذ بالله منك، فقال لها لقد عُذْتِ بِمَعَاذ فالحقي بأهلك. والمَعَاذ في هذا الحديث: الذي يعاذ به. والله جلّ وعزّ معاذُ من عاذ به، وملجأ مَن لجأ إليه، والمَلاذ مِثْل المعاذ. ويقال عوَّذت فلاناً بالله وأسمائه، وبالمعوِّذتين من القرآن إذا قلت: أُعيذك بكلمات الله وأسمائه من كلّ شرّ وكل داء وحاسد وعين. ويُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يعوِّذ ابني ابنته البتول عليهم السلام بهما. وأما التعاويذ التي تكتب وتعلَّق على الإنسان من العين فقد نُهى عن تعليقها. وهي تسمى المَعَاذات أيضاً، يعوَّذ بها من عُلِّقت عليه من العين والفزع والجنون. وهي العُوَذ، واحدتها عُوذة. الحراني عن ابن السكيت: قال يقال عَوْذٌ بالله منك أي أعوذ بالله منك. وأنشد: قالت وفيها حَيْدة وذُعْـر عَوْذٌ بربي منكم وحُجْرُ قال: وتقول العرب للشئ ينكرونه، والأمر يهأبونه: حُجراً أي دَفْعاله، وهو استعاذة من الأمر. ويقال أفلت فلان من فلان عَوَذاً إذا خوّفه ولم يضربه أو ضربه وهو يريد قتله فلم يقتله وقال الليث: يقال فلان عَوَذ لك أي ملجأ. ويقال: اللهّم عائذاً بك من كل سُوء أي أعوذ بك عائذاً والعَوذ: ماددار به الشئ الذي تضربه الريح فهو يدور بالعَوّذ من حجر أو أرومة. قال وتعاوذ القوم في الحرب إذا تواكلوا وعاذ بعضهم ببعض.
وقال أبو عبيدة: من دوائر الخيل المعوَّذ، وهي التي تكون في موضع القلادة يستحبونها. وفلان عَوَذ لبني فلان أي لجأ لهم يعوذون به. وقال الله جل وعز: (وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن) قيل إن أهل الجاهلية كانوا إذا نزلت رُفقة منهم في وادٍ قالت: نعوذ بعزير هذا الوادي من مَرَدة الجن وسفهائهم أي نلوذ به ونستجير. وقال أبو عبيد وغيره: الناقة إذا وضعت ولدها فهي عائذ أياماً، ووقت بعضهم سبعة أيام. وجمعها عُوذ بمنزلة النفساء من النساء. وهي من الشاء رُبَّى وجمعها رباب، وهي من ذوات الحافر فَرِيشٌ. وقيل سميت الناقة عائذاً لأن ولددها يعوذ بها، فهي فاعل بمعنى مفعول. وقيل: إنما قيل لها: عائذ لأنها ذات عَوْذِ أي عاذ بها ولدها عَوْذاً. ومثله قول الله جل وعز: (خُلق من ماء دافق) أي ذِى دفق. ذاع الليث: الذَيْع: أن يشيع الأمر. يقال: أذعناه فذاع. ورجل مذياع: لايستطيع كتمان خبر. وقوم مذاييع. وقال الله عز وجل: (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به) وقال أبو إسحاق يعنى بهذا جماعة من المنافقين، وضعفة من المسلمين. قال: ومعنى "أذاعوا به?أي أظهروه ونادوا به في الناس وأنشد: أذاع به في الناس حتى كأنه بعلياء نارٌ أُوقدت بثَقُـوب وكان النبيّ صلى الله عليه وسلم: إذا أُعلم أنه ظاهر على قومٍ آمنٌ منهم، أو أُعلم بتجمع قوم يخاف من جمع مثلهم أذاع المنافقون ذلك ليحذر من ينبغي أن يحذر من الكفار، وليقوى قلبُ من ينبغي أن يقوى قلبه على ماأذاع. وكان ضعفة المسلمين يشيعون ذلك معهم عن غير علم بالضرر في ذلك، فقال الله جل وعز: لو ردّوا ذلك إلى أن يأخذوه من قبل الرسول ومن قبل أولى الأمر منهم لعلم الذين أذاعوا به من المسلمين ماينبغي أن يذاع أو لايذاع. قال أبو زيدد: أذعت الأمر، وأذعت به: قال: ويقال أذاع الناسُ بما في الحوض إذاعة إذا شربوا مافيه، وأذاعت به الإبل إذاعة إذا شربته، وتركت متاعى في مكان كذا وكذا فأذاع الناس به إذا ذهبوا به. وكلّ ماذُهب به فقد أذيع به. وأذاعت السرّ إذاعة إذا أفشيته وأظهرته. عذى قال الليث: العِذْىُ: موضع بالبادية. قال والعِذْيُ: اسم للموضع الذي يُنبت في الشتاء والصيف من غير نَبْع ماء. قلت أما قوله: العِذْى موضع بالبادية فلا أعرفه ولم أسمعه لغيره. وأما قوله: في العذي: إنه اسم للموضع الذي ينبت في الشتاء والصيف من غير نبع ماء فإن كلام العرب على غيره. وليس العِذْى اسمأص للموضع، ولكن العِذْى من الزروع والنخيل: ما لايُسقى إلاّ بماء السماء. وكذلك عِذْى الكلأ والنبات: مابعد عن الريف و "أنبته?ماء السماء. والعَذَاة: الأرض الطيبة التربة الكريمة المنبت البعيدة عن الأحاء والنزوز والريف، السهلة المَرِيئَة التي يكون كلؤها مريئاً ناجعاً. ولاتكون العذاة ذات وخامة ولاوباء. وقال ذو الرمة: بأرض هجان الثرب وسميّة الندى عذاةٍ نأت عنها المُئُوجَةُ والبحرُ وقال ابن شميل: العَذِيَّةُ الأرض الطيبّة التي ليست بسبخة. ويقال: رعيناً أرضاً عَذَاة، ورعينا عَذَوات الأرض. قال ويقال في تصريفه: عِذىَ يَعْذَى عَذىً فهو "عذوٍ?عِذىّ وعَذْى وعِذْى وجمع العِذْى أعذاء. والعذْى ينبت من ماء السماء. أبو العباس عن ابن الأعرابي: عذا يعذو إذا طاب هواؤه: وقال أبو زيد عَذُوَت الأرضُ، وعَذِيت أحسن العَذَاة وهي الطيبة البعيدة من الماء. وقال حذيفة لرجل: إن كنت لابدّ نازلاً بالبصرة فانزل عَذَواتها، ولاتنزل سُرّتها. وقال شمر: العذاة: الأرض الطيبّة البعيدة من الأنهار والبحور والسباخ، واستعذيت المكان واستقمأته. وقدد قامأني أي وافقنى. ذعى أنشد المازني: كأنما أوسطها لمن رَقـبْ بمذعَيين نُقبة من الجربْ قال: مِذْعيان: مكان. والباء في موضع مع رقب: نظر، والرقيب: الناظر. يقول: هذه الأرض قد أُخذ حطبها وأُكل فتقوَّبت، وماحولها عافٍ لم يؤكل، فكأنها نُقْبة جرب في جلد صحيح". وذع قال ابن السكيت فيما قرأت له من الألفاظ إن صحّ له: وذع الماءُ يذع وهمي يهمى إذا سال. قال: والواذع المَعين. قال: وكل ماء جرى على صفاة فهو واذع. قلت: وهذا حرف منكر وما رأيته إلاّ في هذا الكتاب. وينبغى أن يفتِّش عنه.
عثا
قال الله جل وعز: (ولاتعثوا في الأرض مفسدين) القراء كلهم قرءوه "ولاتَعثوا?بفتح التاء من عَثِى يَعْثى عُثُوّا وهو أشدّ الفساد. وفيه لغتان أخريان لم يُقرأ بواحدة منهما عثا يعثو مثل سما يسمو، قال ذلك الأخفش وغيره. ولو جازت القراءة بهذه اللغة لقرئ "ولا تَعْثُوا?ولكن القراءة سنَّة، ولايُقرأ إلاّ بما قرأ به القراء. واللغة الثالثة عاث يعيث وتفسيره في بابه.
"وحكى ابن بُزرُج: عَثَا يَعْثى، وهم يَعْثون في الأرض مثل يسعون. قال: وعثا يعثوا عَثْوا. قلت: واللغة الجيّدة: عثِى يَعْثى؛ لأن فَعَل يفعَل لايكون إلا مما ثانيه أو ثالثه أحدد حروف الحلق".
وقال أبو زيدد: في الرأس العُثْوة. وهو حُفوف شعره والتباده. وقد عِثى شعره يعثى عَثاً ورجل أعثى.
وقال أبو عمرو: الأعثى الثقيل: الأحمق. ورجل أعثى: كثيف اللحية وقدد عَثِى يعثى عَثاً.
"وأنشد أبو عمرو:
وحاص منى فَرَقا وطَحْـربـا فأدرك الأعثى الددَثور الخُنْتُبا
فشد شدّا ذا نجاء مُلْـهَـبـا
الدثور الذي ينام ناحية. والخُنْتب: القصير".
وقال ابن السكيت: يقال: شلب عَثَا الأرض مقصور إذا هاج نبتها. وأصل العَثَا: الشعر ثم يستعار فيما تشعثّ من النبات، مثل النَّصِيِّ والبُهْمَى والصِّلِّيان.
وقال الليث: الأعثى: لون إلى السواد. والأعثى: الكثير الشعر. والأعثى: الضبع الكبير. والأنثى عثواء. والجميع العُثْو، ويقال: العُثْى.
وقال أبو عبيد: الذكر من الضباع يقال له عِثْيان.
عمرو عن أبيه قال العَثْوة والوَفْضة والغُسْنة هي الْجُمَّة من الرأس وهي الوَفْرة.
وقال ابن الأعرابي. العِثى: اللِّمم الطوال. وقال ابن الرقاع "فيمن قال: عثا يعثو إذا أفسد":
لولا الحياء وأن رأسي قد عثا فيه المشيب لزرت أم القاسم
عثا فيه المشيب أي أفسد.
"وقال ابن الرقاع أيضاً:
بسرارة حَفَش الربيع غُثـاءهـا حوَاء يزدرع الغَمير ثـراهـا
حتى اصطلى وهج المقيظ زمانه أبقى مشاربه وشاب عثـاهـا
أي يبس عشبها".
عاث
قال الليث: العيث: مصدر عاث يعيث، وهو الإسراع في الفساد. والذئب يعيث في الغنم فلا يأخذ منه شيئاً إلاّ قتله. وأنشد غيره لكثيّر:
وذِفْرَى ككاهل ذِيخ الخلـي ف أصاب فَرِيقة ليل فعاثا
وقال أبو عمرو: العيث أن تركب الأمر لاتبالى علام وقعت. وأنشد:
فعِثْ فيمن يليك بغير قصد فإني عائث فيمن يلينـي
قال: وإذا كانت الأرض دَهِسة فهي عَيْثة.
وقال الليث: التعييث: طلب الأعمى، وطلب الرجل البصير الشئ في الظلمة. والتعييث إدخال الرجل يده في الكنانة يطلب سهما. وقال أبو ذؤيب:
?فعيَّثَ في الكنانة يُرجع
وقال شمر: قال أبو عمرو: العَيْثة: الأرض السهلة. وقال أبن أحمر الباهلي:
إلى عَيْثية الأطهار غيَّر رسمـهـا بناتُ البلى من يخطئ الموت يهرم
وقال الأصمعي: عَيْثة: بلد بالشُّرَيْف.
وقال المؤرج: العَيْثة بالجزيرة. وروى ابن الأعرابي بيت القطامى:
سمعتها ورِعَان الطَوْد مُعْرِضةٌ من دونها وكثيب العيثة السِهلُ
وعث
يروى عن النبيّ صلّى الله عليه وسلم أنه كان إذا سافر سفراً قال: اللهم إنا نعوذ بك من وَعْثاء السفر، وكآبة المنقلب.
قال أبو عبيدة: وهو شدة النَصَب والمشقَّة وكذلك هو في المآثم.
وقال الكميت يذكر قُضاعة وانتسابهم إلى اليمن:
وَابنُ ابنها منا ومنكم وبعلـهـا خُزَيمة والأرحام وَعثاءُ حوبُها
يقول: إن قطيعة الرحم مأثم شديد. وإنما أصل الوعثاء من الوعث وهو الدَهْس. الدهس: الرمال الرقيقة والمشي يَشْتَدُّ فيه على صاحبه، فجُعل مثلا لكل ما يَشُقّ على صاحبه.
وقال الليث: الوَعْث من الرمل. ماغابت فيه القوائم وهو مشقة، وأوعث القوم: وقعوا في الوَعْث.
وقال غيره: أوعث فلان إيعاثاً إذا خلّط. والوَعْثُ: فساد الأمر واختلاطه، ويجمع على الوُعُوث.
ابن السكيت: أوعث فلان في ماله "وأوقْعث في ماله?وطأطأ الركضَ في ماله إذا أسرف فيه.
وقال الأصمعي: الوَعْث: كل ليّن سهل. وقال الفراء: قال أبو قطِريّ: أرض وَعْثة ووَعِثة، وقد وَعْثت وَعْثا. وقال غيره. وُعُوثة ووَعَاثة.
وقال خالد بن كلثوم: الوعثاء: ماغابت فيه الحوافر والأخفاف من الرمل الرقيق، والدَهَاسِ من الححصى الصغار وشبهه. وقال أبو زيد: يقال طريق وَعْث في طُرُق وُعُوث. وقد وَعثُ الطريق ووعِث وُعوثة وأوعث القومُ إذا وافقوا الوعوثة. وأوعث البعير. وقال رؤبة: ليس طريق خيرهِ بالأوْعَث قال: ويقال: الوَعَث: رقَّة التراب ورخاوة الأرض تغيب فيه قوائم الدواب. وَنَقاً مُوَعَّث إذا كان كذلك. وامرأة وَعْثة: كثيرة اللحم، كأن الأصابع تسوخ فيها من لينها وكثرة لحمها. وقال رؤبة: تُمِليها أعجازها الأواعث ثاع ثعلب عن ابن الأعرابي: ثُعْ ثُعْ إذا أمرته بالانبساط في البلاد في طاعة الله. ثعا عمرو عن أبيه الثاعي: القاذف. وقال ابن الأعرابي: الثاعة: القَذَفَة. عاث في نوادر الأعراب: تقول: عوَّثنى فلان عن أمر كذا تعويثا أي ثبَّطنى عنه. وتعوَّث القوم تعوثاً إذا تحيروا. وتقول عوَّثنى حتى تعوثت. أي صرفنى عن أمري حتى تحيرت. وتقول: إن لي عن هذا الأمر لَمَعاثاً أي مندوحة، أي مذهباً ومسلكاً، وتقول: وَعثَّته أي صرفته. عرا قال الله جل وعز: (إن نقول إلاّ اعتراك بعض آلهتنا بسوء) قال الفراء: كانوا كذّبوه-يعنى هودا-ثم جعلوه مختلطا، وادّعوا أن آلهتهم هي التي خَبَّلته لعيبه إياها. فهنالك قال: (إني أشهد الله وأشهدوا أني برئ مما تشركون). وقال الزجاج في قوله: "إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء?أي مانقول إلا مَسَّك بعض أصنامنا بجنون لسبّك إياها. وأخبرني المنذريّ عن ثعلب عن ابن الأعرابي أنه سمعه يقول: إذا أتيت رجلا تطلب منه حاجة قلت: عروْته وعررْته، واعتريته واعتررته. وقال الليث: عراه أمر يعروه عَرْوا إذا غشيه وأصابه. يقال: عراه البرد وعرته الحُمَّى وهي تعروه إذا جاءته بنافض، وأخذته الحمى بعُرَوَائِها، وعَرِى الرجل فهو مَعْرُوّ، واعتراه الهم، عام في كلّ شئ. أبو عبيد عن الأصمعي: إذا أخذت المحموم قِرَّةٌ ووجد مسّ الحمى. فتلك العُرَواء وقد عُرِى فهو مَعْرُوّ. قال: وإن كانت نافضاً قيل: نفضته فهو منفوض، وإن عَرِق منها فهي الرُحَضاء. وقال ابن شميل: العُرَواء: قلٌّ يأخذ الإنسان من الحُمّى، ورِعدة. وأخذته الحمَّى بنافض أي برعدة وبرد. وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: خفّفوا في الْخَرص؛ فإن في المال العرِيّة والوصيَّة. وفي حدديث آخر أنه رخّص في العرايا. قال أبو عبيد: العرايا واحدتها عريّة. وهي النخلة يُعْريها صاحبها رجلا محتاجا، والإعراء: أن يجعل له ثمرة عامها. قال: وقال الأصمعي: استعرى الناسُ في كل وجه إذا أكلوا الرُطب، أخذه من العرايا: وقال ابن الأعرابي: قال بعض العرب: منا من يُعْري. قال: وهو أن يشتري الرجُلُ النخل ثم يستثنى نخلة أو نخلتين. وقال الشافعي: العرايا ثلاثة أصناف. واحدتها أن يجئ الرجل إلى صاحب الحائط، فيقول له: بعنى حائطك ثمر نخلات بأعيانها بِخْرصِها من التَمرْ، فيبيعه إياها ويقبض التَمْر ويُسلِّم إليه النَخَلات يأكلها ويبيعها ويُتَمِّرها، ويفعل بها ما يشاء. قال: وجماع العرايا: كل ما أُفرد ليؤكل خاصة، ولم يكن في جملة البيع من ثمر الحائط إذا بيعت جملتها من واحد. والصنف الثاني أن يحضر ربَّ الحائط القومُ فيعطى الرجل ثمر النخلة أو النخلتين وأكثر عِريّة يأكلها. وهذه في معنى المِنْحة: قال وللُمعْرى أن يبيع ثمرها، ويُتمِّره، ويصنع فيه ما يصنع في ماله؛ لأنه قد ملكه. والصنف الثالث من العرايا أن يعرى الرجل الرَّحُلَ النخلة وأكثر من حائطه ليأكل ثمرها ويهديه ويتَمِّره ويفعل فيه ما أحب ويبيع مابقي من ثمر حائطه منه فتكون هذه مفردة من المبيع منه جملة: وقال غيره العرايا أن يقول الغنى للفقير. ثمر هذه النخلة أو النخلات لك، وأصلها لي.
وأما تفسير قوله عليه السلام: أنه رخّص في العرايا فإن الترخيص فيها كان بعد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن المزابنة، وهي بيع الثمر في رؤس النخل بالتَّمْرِ، ورخَّص من جملة المزابنة في العرايا فيما دون خمسة أوسق: وذلك الرجلُ يفضلُ من قوت سنته التمرُ، فيدرك الرُطُب ولانَقْد بيده يشتري به الرُطب، ولانخل له يأكل من رُطَبه. فيجئ إلى صاحب الحائط فيقول له: بعنى ثمر نخلة أو نخلتين أو ثلاث بِخِرْصها من التمر، فيعطيه التَّمْر بثمر تلك النَخَلات؛ ليصيب من رُطبها مع الناس. فرّخص النبي صلى الله عليه وسلم من جملة ماحرم من المزابنة فيما دون خمسة أوسق، وهو أقلّ مما تجب فيه الزكاة. فهذا معنى ترخيص الرُطَب بالتَمْر محرّم في الأصل، فأخرج هذا المقدار من الجملة المحرَّمة لحاجة الناس إليه. قلت: ويجوز أن تكون العِرْية مأخوذة من عَرِى يَعْرى. كأنها عُرِّيت من جملة التحريم فعَرِيت أي خلت وخرجت منها. فهي عِرِيَّة: فعيلة بمعنى فاعلة. وهي بمنزلة المستثناة من الجملة. وجمعها العرايا. وروى أبو عبيد عن الأصمعي: استعري الناسُ في كل وجه إذا أكلوا الرُطب، وأعرى فلان فلانا ثمر نخلة إذا أعطاه إيَّاها، يأكل رُطَبها وليس في هذا بيع، إنما هذا معروف وفضل. والله أعلم. ورَوَى شمر عن صالح بن أحمد عن أبيه، قال: العرايا: أن يُعرى الرجل من نخلِهِ ذا قرابته أو جاره مالا يجب فيه الصدقة، أي يهبها له، فأرخص للمُعْرِى في بيع ثمر "نخخلة في رأسها?بخرصها من التمر. قال والعَرِيَّة مستثناة من جملة مانُهى عن بيعه من المزابنة. وقيل: يبيعها الْمُعرى ممن أعراه إياها. وقيل له أن يبيعها من غيره. وقال شمر: يقال لكل شئ أهملته وخخليته: قد عريّته. وأنشد: إيجعُ ظهرى وألَوِّى أبهـرى ليس الصحيح ظهره كالأدبر ولا المعرَّى حِقبة كالموقر فالمعرَّى: الجمل الذي يرسَل سُدىً ولا يحمل عليه. ومنه قول لبيد: فكلفتها مـا عُـرّيت وتـأبَّـدت وكانت تسامى بالعزيب الجمائلا قال: عُرّيت: ألقى عنها الرحل، وتركت من الحمل عليها، وأرسلت ترعى، يصف ناقة. وقال أبو عدنان: قال الباهلي: العرِيَّة من النخل: الفاردة التي لاتُمسك حملها، يتناثر عنها. قال وأنشدني لنفسه: فلما بدت تُكْنَي تُضـيِع مـودتـى وتخلِط بي قوما لئاما جدوددهـا رددتُ على تكنى بقيَّة وصلِـهـا ذميما فأمست وهي رَثّ جديدها كما اعتكرت للاّقـطـين عِـريَّة من النخل يوطى كلّ يوم جريدها قال: اعتكارها كثرة حتّها، فلا تأتى أصلها دابة إلا وجد تحتها لُقاطا من حملها ولا يأتى خوافيها إلا وجد سِقاطا من أي ما شاء ويقال: عرِى فلان من ثوبه يَعْرى عُرْيا فهو عار، وعُرْيان. ويقال هو عِرْو من هذا الأمر، كما يقال: هو خِلْو منه وعَرْوَى اسم جبل، وكذلك عَرْوان. "سلمة عن الفراء قال: العريان من النبت: الذي قدد عرِى عُرْيا إذا استبان لك. قال أبو بكر: الأعراء الذين لايُهمهم ما يُهِمُّ أصحابهم". ثعلب عن ابن الأعرابي: العرا: الفناء مقصور يكتب بالألف؛ لأن أنثاه عَرْوة. وقال غيره: العَرَى: الساحة والفناء؛ سمّى عَرى لأنه عرِى من الأبنية والخيام. ويقال: نزل بعراه وعَرِوته أي نزل بساحته. وكذلك نزل بحَرَاه. وأما العراء ممدود فهو ما أتسع من فضاء الأرض. قال الله جل وعز: (فنبذناه بالعراء وهو سقيم). وقال أبو عبيدة: إنما قيل له عَرَاء لأنه لاشجر فيه ولاشئ يغطيه. وقيل: إن العَراء وجه الأرض الخالي وأنشد: ورفعتُ رجلا لاأخاف عِثارها ونبذت بالبلد العَراء ثـيابـي وقال الزجاج: العَرَاء على وجهين: مقصور وممدود. فالمقصور الناحية، والممدود المكان الخالي. وقال أبو زيد: العُرَواء عند اصفرار الشمس إلى الليل إذا اشتدّ البرد، واشتددّت معه ريح باردة: وشَمال عرِيّة: بارددة. وقد أعرينا إعراء إذا بلغنا بَرْد العِشيّ: قال: والعرب تقول: أهلك فقد أعريت. ويقال: عُرِيت إلى مال لي أشدَّ العُرَواء إذا بعته ثم تبعته نفسك. وعَرِى هواه إلى كذا أي حنّ إليه. وقال أبو وجزة: يُعْرى هواك إلى أسماء واحتظرت بالنأي والبخل فيما كان قد سلفـا وقال أبو زيد: أعرى القوم صاحبهم إعراء إذا تركوه في مكانه وذهبوا عنه.
وقال الليث: عَرِى الرجل عِروة شدديدة وعِرْية شديدة، وعُرْيا فهو عُرْيان، والمرأة عريانة. ورجل عارٍ وامرأة عارية. والعُرْيان من الخيل: الفرس الطويل القوائم المقلِّص. والعريان من الرمل نقاً ليس عليه شجر. وفي حديث أنس أن أهل المدينة فزعوا ليلا فركب النبي صلى الله عليه وسلم فرسا لأبي طلحة عُرْيا. قلت: والعرب تقول: فرس عُرْي، وخيل أعراء. ولايقال رجل عُرْي. وقد اعرورى الفارسُ فرسه إذا ركبه عريا وكذلك اعرورى البعير ومنه قوله: واعرورت العُلُط العُرْضِيَّ تركضه أُمُّ الفوارس بالدِئِداء والـرَبَـعـهْ "أبو الهيثم: دابّة عُرْى وخيل أعراء، ورجل عارٍ وامرأة عارية إذا عريا من أثوابه، ورجل عار إذا خلقت ثيابه. وقال: أتيتك عاريا خلقـا ثـيابـي على عجل تظن بي الظنون وروى عن زائددة البكريّ أنه قال: نحن نُعارى أي نركب الخيل أعراء، وذاك أخف في الحرب وأعريت المكان إذا تركت حضوره. وقال ذو الرمة: ومنهلٍ أعرى جَبَاه الحُضَّر وقال الليث أعراء الأرض: ماظهر من متونها وظهورها. وأنشد: وبلدٍ عارية أعراؤه قال والعراء كل شئ أعريته من سُتْرته تقول استره من العراء. وتقول: ماتعرّى فلان من هذا الأمر أي ما تخلص. قال والنخلة العرِيَّة: التي إذا عرضت النخل على بيع ثمرها عُرَّيت منها نخلة أي عزلتها من المساومة. والجميع العرايا. قال: والفعل منه الإعراء. وهو أن يجعل ثمرتها لمحتاجٍ عامها ذلك، أو لغير محتاج. ومعارى المرأة: مالابدّ لها من إظهاره، واحدها مَعْرىً. ابن الأعرابي: يقال: نزل بَعْروته وعَقْوته أي بفنائه. وقوله جل وعز: (فقد استمسك بالعروة الوثقى لاانفصام لها). قال أبو اسحاق: معناه. فقد عقد لنفسه من الدين عقدا وثيقا لاتحلّه حُجَّة. أبو عبيد عن الأصمعي: العروة من الشجر الذي لايزال باقيا في الأرض لايذهب وجمعها عُرى ومنه قول مهلهل: خلع الملوك وسار تحت لـوائه شجر العرى وعَراعِرُ الأقوام ونححو ذلك قال أبو عبيدة وأبو عمرو في العروة. قلت والعروة من دِقّ الشجر: ماله أصل باق في الأرض؛ مثل العَرْفَج والنَصِىّ وأجناس الخُلَّة والححَمْض. فإذا أمحل الناس عصمت العروةُ الماشية فتبلغت بها، ضربها الله مثلا لما يعتصم به من الدين في قوله: (فقد استمسك بالعروة الوثقى). وأنشد ابن السكيت: ماكان جُرِّب عند مَـدّ حـبـالـكـم ضعف يخاف ولا انفصام في العرى قال قوله: انفصام في العرى أي ضعف فيما يعصم الناس. وقال الأخفش: العروة الوثقى شُبِّه بالعروة التي يتمسك بها. وقال الليث: العروة عروة الدلو وعروة الكوز ونحوه. وفي النوادر: أرض عُرْوة وذِروة وعِصمة إذا كانت خصيبة خصبا يبقى. وقال ابن السكيت في قولهم: أنا النذير العريان: هو رجل من خثعم حَمَل عليه يوم الخَلَصة عوف بن عامر بن أبي عويف بن مالك ابن ذبيان بن ثعلبة بن عمرو بن يشكر، فقطع يده ويدد امرأته، وكانت من بني عُتْوارة ابن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة ابن كنانة. وروى أبو أسامة عن بُريد بن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنما مثلى ومثلكم كمثل رجل أنذر قومه جيشا فقال: أنا النذير العريان، أُنذرِكم جيشا. وقال الليث: جارية حسنة المُعَرَّى أي حسنة عندد تجريدها من ثيابها. والجميع المعارى. وقال ومعارى رؤس العظام حيث يعرى "العظم عن اللحم". "وقال الأصمعي: المعارى: الوجوه والأطراف والترائب. وقال: فإن يك ساق من أمية قلَّصت لقيس بحرب لاتُجنّ المعاريا أي شمر تشميرا لايستر معاريه. والمحاسر مثل المعارى من المرأة. وفلاة عارية المحاسر إذا لم يكن فيها كِنّ من شجرها. ومحاسرها متونها التي تنحسر عن النبات". وقال غيره: العُرْوة: النفيس من المال مثل الفرس الكريم ونحوه. ويقال لطوق القلادة: عروة. ويقال: فلان عُرْيان النِجىّ إذا كان يناجى امرأته، ويشاورها ويُصدر عن رأيها. ومنه قوله: أصاخ لعريان النـجـىّ وإنـه لأزور عن بعض المقالة جانبه
أي استمع إلى امرأته وأهاننى. وعُرا المرجان: قلائد المرجان، وعرا المزادة: آذانها. والعُرا سادات الناس الذين يعتصم بهم الضعفى، ويعيشون بعُرْفهم، شبهِّوا بعُرا الشجر العاصمة الماشية في الجدب.
شمر عن ابن شميل العَرَاء: مااستوى من ظهر الأرض وجَهَر. والعراء الجهراء مؤنثة غير معروفة.
والعراء مذكر مصروف. وهما الأرض المستوية المُصْحِرة ليس بها شجر، ولاجبال ولا آكام ولا رمال وهما فضاء الأرض. والجماعة الأعراء. يقال وطئنا أعراء الأرض والأعرية.
"وقال أبو زيد: أتتنا أعراؤهم أي أفخاذهم. وقال الأصمعي: الأعراء: الذين ينزلون في القبائل من غيرهم، واحدهم عُرْى. قال الجعدي:
وأمهلت أهل الدار حتى تظاهروا عليّ وقال العُرْىُ منهم فأهجرا
وقال أبو عمرو: العَرَى البَرْد. وعِرِيت ليلتنا عَرىً. وقال ابن مقبل:
وكأنما اصطحبت قريح سحابة بعرىً تنازعه الرياح زلال
قال: العرى: مكان بارد.
وقال ابن شميل العرى مثل العَقْوة، مابعرانا أحد أي ما بعقوتنا أحد.
عمرو عن أبيه أعْرى إذا حُمَّ العُرْواء قال: ويقال "حم عُرَواء وحم بعرواء?وحم العرَوَاء.
"وقول الشاعر-وهو الجعدي-:
وأزجر الكاشح العدوّ إذا اغتا بك زجراً منى على أضَم
زجر أبي عروة السبـاع إذا أشفقن أن يلتبسن بالغـنـم
قال خلف: كان أبو عروة يزجر الذئب فيقع ميتا من زجره، ويصيح بالسبع فيموت مكانه، ويشقون عنه فيجدون فؤاده قد خرج من غشائه".
رعى
الحراني عن ابن السكيت: الرَعْى مصدر رعى يرعى رَعْيا الكلأ ونححوه. والرِعْى: الكلأ نفسه بكسر الراء. والراعى يرعى الماشية أي يحوطها ويحفظها. والماشية تَرْعى أي ترتُع وتأكل الرِعى. وكل شئ حُطْته فقدد رعيته. والوالى يرعى رعيّته إذا ساسهم وحفظهم. والرِعاية: حرفة الراعى، والمسوس مَرْعي. وقال أبو قيس بن الأسلت:
ليس قَطاً مثل قُطَـىّ ولا ال مرعىّ في الأقوام كالراعى
وجمع الراعى رِعَاء. قال الله تعالى: (حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير) ويجمع الراعى رُعاة ورُعيانا. وأكثر ما يقال رُعاة للولاة، والرعيان لجمع راعى النعم. ويقال للنعم هي ترعى وترتعى. وقرأ بعض القراء قول الله تعالى: (أرسله معنا غداً نرتعى ونلعبْ) وهو نفتعل من الرعى. وقيل معنى نرتعى أي يرعى بعضنا بعضا. وأما قول الله جل وعز: (لاتقولوا راعنا وقولوا انظرنا) فإن الفراء قال هو من الإرعاء والمراعاة.
وقال أبو العباس: راعنا: أي راعنا سمعك أي اسمع منا، حتى نُفَهِّمك وتفهم عنا.
قال: وهي قراءة أهل المدينة. ويصدّقها قراءة أُبي بن كعب: "لاتقولوا راعونا?والعرب تقول: أرْعِنا سمعك، وراعنا سمعك بمعنى واححد. وقد مرّ معنى ما أراد القوم براعنا من باب الرعن والرعونة.
وقال الليث: يقال: فلان يراعى أمر فلان أي ينظر إلى مايصير أمره، وراعيت النجوم، وإبل راعية والجميع الرواعى.
قال: والإرعاء: الإبقاء على أخيك.
وقال ذو الإصبع:
بغى بعضهُم بعـضـاً فلم يُرْعوا على بعض
والرَعْوى: اسم من الإرعاء، وهو الإبقاء. ومنه قول ابن قيس "الرقيات":
إن يكن للاله في هذه الأم ة رَعْوى يعد إليك النعيم
والبَقْوى والبُقْيا: اسمان يوضعان موضع الإبقاء.
وروى أبو عبيد عن الكسائي: الرَّعْوى والرُّعْيا من رعاية الحِفَاظ.
وقال الليث: يقال: ارعوى فلان عن الجهل ارعواء حسناً، ورَعْوى حسنة، وهو نزوعه وحسن رجوعه.
قلت: والرَعْوى لها ثلاثة معان: أحدها: الرَعْوى اسم من الإرعاء وهو الإبقاء، والرَعْوى رعاية الحِفاظ للعهد، والرَعْوى ححسن المراجعة والنزوع عن الجهل.
وقال شمر: تكون المراعاة من الرَعْى مع آخر. يقال: هذه إبل تراعى الوحش أي ترعى معها. والمراعاة: المحافظة، والإبقاء على الشئ.
قال: والإرعاء: الإبقاء. وأرعيت فلانا سمعى إذا استمعت مايقول.
والمراعاة: المناظرة. والمراقبة. يقال: راعيت فلاناً مراعاة ورِعاء إذا راقبته وتأمَّلت فعله.
ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الرَعِيَّة: الأمة بأسرها.
أبو عبيد عن الأحمر: الرَعَاوى والرُعَاوى جميعاً: الإبل التي يُعتمل عليها.
وقالت امرأة لزوجها:
تمششّتنى حتى إذا ما تركتنـى كِنفْو الرُّعاوَى قلت إني ذاهب قال شمر: لم أسمع الرعاوى بهذا المعنى إلاّ ههنا. أبو عبيد عن الفراء: إنه لترعِيّة مال إذا كان يَصْلُح المالُ على يده. سلمة عن الفارء: يقال: تَرْعِيَّة وتِرْعِيَّة وتُرْعاية وتِرْعاية وتُرْعِية بهذا المعنى. وأنشد الفراء: ودارِ حفاظ قد نزلنا وغيرها أحبّ إلى التُرِعيَّة الشنآن أبو عمرو الأُرْعُوَّة بلغة أزْد شَنُوءة: نير الفَدَّان يُحْتَرَث بها. ويقال أرعى الله المواشى إذا أنبت لها ما ترعاه. وقال الشاعر: تأكل من طيّب والله يُرعيها ويقال: فلان لايُرْعى إلى قول أحد أي لايلتفت إلى أحد. ورأى فلان راعية الشيب ورَواعى الشيب: أولُ مايظهر منه. وقال أبو سعيد: أمر كذا أرفق بي وأرعى عليّ. عار أبو العباس عن ابن الأعرابي: العَيْر: الفرس النشيط. قال: والعرب تمدح بالعيَّار وتَذمّ به. يقال: فلان عَيَّار: نشيط في المعاصى، وغلام عَيَّار: نشيط في طاعة الله تعالى وفرس عَيَّار وعيَّال: نشيط. ويقال عار الرجلُ يعير عَيَراناً، وهو ترددده في ذهابه ومجيئه. ومنه قيل: كلب عيَّار وعائر. وهذا من ذوات الياء. وأما العاريّة والإعارة والاستعارة فإن العرب تقول فيها: هم يتعاورون العواريّ ويتعوَّرونها بالواو، كأنهم أرادوا تفرقة بين ما يتردد من ذات نفسه وبين ما يُرددَّ. وأخبرني المنذري عن ابن الهيثم أنه قال: العارية منسوبة إلى العارة، وهي اسم من الإعارة. يقال: أعرته الشئ أُعيره إعارة وعارة، كما قالوا: أطعته إطاعة وطاعة، وأجبته إجابة وجابة. وهذا كثير في ذوات الثلاث؛ منها الغارة، والدارة، والطاقة، وما أشبهها. ويقال: استعرت منه عاريّة فأعارنيها. وقال الليث: سميِّت العاريّة عاريّة لأنها عارٌ على طلبها: قال: والعار: كل شئ تلزم به سُبّة أو عيب. والفعل منه التعيير. قال ومن قال هذا قال: هم يتعيّرون من جيرانهم الماعون والأمتعة. قلت: وكلام العرب يتعوَّرون بالواو والمعاورة والتعاور: شبه المداولة والتداول في الشئ يكون بين اثنين. ومنه قول ذي الرمة: وَسِقْط كعين الديك عاوَرت صاحبي أباها وَهيّأنا لموقعـهـا وَكْـرا يعنى الزند وما يسقط من نارها وأنشد ابن المظفر: إذا رَددّ المعورِ ما استعارا ويقال: تعاور القوم فلاناً، واعتوروه ضرباً إذا تعاونوا عليه. فكلما أمسك واحد ضرب واحد، والتعاور عام في كل شئ. وتعاورت الرياح رسم الدار حتى عَفَته أي تواظبت عليه. قال ذلك الليث. قلت: وهذا غلط. ومعنى تعاورت الرياح رسم الدار: تداولته، فمرة تهبُ جنوبا، ومرة تهب شمالا، ومرة قَبُولا، ومرة دَبُوراً. ومنه قول الأعشى: دِمْنة تَفْرة تعاوَرَها الصـي ف بريحين من صَبَا وشَمالِ وقال أبو زيدد: تعاورنا العواريّ تعاوراً إذا أعار بعضكم بعضاً، وتعوَّرنا تعوُّراً إذا كنت أنت المستعير، وتعاورنا فلاناً ضرباً إذا ضربته مرة، ثم صاحبُك، ثم الآخر أيضاً. وقال ابن الأعرابي: التعاور والاعتوار: أن يكون هذا مكان هذا "وهذا مكان هذا?يقال اعتوراه وابتدَّاه، هذا مرة وهذا مرة، ولايقال: ابتدّ زيد عمرا، ولااعتور زيد عمرا. ويقال للحمار الأهلي والوحشي: عَيْر، ويجمع أعيارا. وقدد يقال: المَعْيوراء ممددودة؛ قال ذلك الأصمعي؛ مثل المعلوجاء، والمشيوخاء، والمأتوناء، يمدّ ذلك كله ويقصر. ومن أمثالهم إن ذهب عَيْر فعَيْر في الرباط. ومن أمثالهم أيضاً فلان أذلَ من العَيْر، فبعضهم يجعله الحمار الأهلي، وبعضهم يجعله الوتد. وقال أبو عبيد: من أمثالهم في الرضا بالحاضر ونسيان الغائب قولهم: إن ذهب عير فعير في الرباط قال: ولأهل الشام في هذا مثل: عَيْر بَعْير، وزيادة عشرة. وكان خلفاء بني أمية كلَّما مات واحد زاد الذي يخلُفه في عطائهم عشرة، فكانوا يقولون هذا عند ذلك. وأخبرني المنذري عن أبي طالب أنه قال في قول العرب: أتيته قبل عَيْر وماجرى، قال: العير المثال الذي في الحَدْقة يسمى اللُعْبة. قال: والذي جرى الطَرْف، وجَرْيه حؤكته. والمعنى: قبل أن يطرِف الإنسان. وقال الشماخ: وتعدو القِبصَّي قبل عَيْر وماجرى ولم تدر مابالى ولم تدر بالهـا
قال والقِبِصيّ والقمصي: ضرب من العدو فيه نَزْو. ويقال: فلان ظاهر الأعيار أي ظاهر العيوب وقال الراعى: ونبتَّ شرَّبنى نُمَير منصـبـا دَنِس المروءة ظاهر الأعيار قال: كأنه مما يعيّر به. وقال أحمد بن يحيى: أخبرني أبو نصر عن الأصمعي عن أبي عمرو العلاء أنه قال: مات من يحسن تفسير بيت الحارث بن حلزة: زعموا أن كل من ضرب العَيْ ر مُوَال لنـا وأنّـا الـوَلاء قال أبو عمرو: العَيْر: هو الناتئ في بؤبؤ العين. ومعناه أن كل من انتبه من نومه حتى يدور عَيْره جنى جناية فهو مولىً لنا، يقولونه ظلما وتجنيّا. قال: ومنه قوله أتيتك قبل عَيْر وما جر ى، أي قبل أن ينتبه نائم. وقال أحمد بن يحيى في قوله: وماجرى: أرادوا جريه، أرادوا المصدر. وقيل في قول ابن حِلزّة: إن العير جَبَل بالحجاز. وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم حرّم مابين عَيْر إلى ثَوْر، وهما جبلان. وقيل: العَيْر وادٍ في قوله: وواد كجوف العَيْر قفرٍ هبطته وقوله كجوف العَيْر أي كودداي العير، وكلّ واد عند العرب جَوْف. وقال الليث: العَيْر: اسم موضع كان مخصبا، فغيَّره الدهر فأقفر، فكانت العرب تُضرب به المثل في البلد الموححش. وقيل: العَيْر الطبل والعير: العظم الناتئ وسط الكتف. قاله ابن السكيت. قال: والعَيْر: عَيْر النصل، وهو الناتئ في وسطه وعَيْر القَدَم: الناتئ في ظهرها. وعَيْر الورقة: الناتئ في وسطها. قال: والعِيرُ: الإبل التي تحمل المِيرة. وروى أبو سلمة عن الفراء أنه أنشده قول ابن حلزة: زعموا أن كل من ضرب العير موال لنا بكسر العين قال: والعِير: الإبل، موال لنا أي العرب كلهم موال لنا من أسفل، لأنا أسرنا فيهم فلنا نعم عليهم. وأخبرني المنذري عن أبي الهيثم أنه قال في قول الله جل وعز: (ولما فصلت العِير) إنها كانت حُمُرا. قال: وقول من قال: العير الإبل خاصّة باطل، كل ما امتير عليه من الإبل والحمير والبغال فهي عِير. قال: وأنشدنا نُصير لأبي عمرو السعدني في صفة حَمِير سّماها عِيرا، فقال: أهـكـذا لاثَـلَّة ولا لـبـنْ ولايذكين إذا الذين اطمـأن مُفَلطحات الرَوْث يأكلن الدِمن لابدّ أن يختزن منى بين أن يُسَقَن عيرا أو يُبَعن بالثمـن قال وقال نصير: الإبل لاتكون عِيرا حتى يُمتار عليها. وقال المنذري: أخبرني أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: العِير من الإبل ماكان، عليه حِمْله أو لم يكن. قال: والعَيْر جمع عائر، وهو النشيط وهو مدح وذمّ. قال: وفرس عَيَّار إذا عار، وفرس عَيَّار إذا نشط، فرِكب جانبا ثم عدل إلى جانب آخر من نشاطه. وأنشد أبو عبيد: ولقدد رأيتَ فوراسا من رهطنا غَنَظوك غَنْظ جرادة العـيار قيل: أرادد بجرادة العيّار جرادة وضعها في فيه فأفلتت من فيه. وقيل: جرادة العيار اسم فرس والعيار اسم رجل، قال ذلك ابن الأعرابي. أبو عُبيد عن الكسائي والأصمعي وأبي زيد: عايرت المكاييل وعاورتها كقولهم: عيّرتها. وقال أبو الجراح مثله. ذكر ذلك في باب ما خالفت العامة فيه لغة العرب. وقال الليث: العِيار: ماعايرْت به المكاييل؛ فالعيار صحيح تامّ وافٍ. تقول: عايرت به أي سوّيته وهو العِيَار والمعيار. قال: وعيَّرت الدينار وهو أن تلقى دينارا دينارا فتوازن به دينارا دينارا. وكذلك عيّرت تعييرا إذا وزنت واحدا واحدا. يقال هذا في الكيل والوزن. قلت: وفرق الليث بين عايرت وعيّرت فجعلت عايرت في المكيال وعيّرت في الميزان. والصواب ما رويناه لأبي عبيد عن أصحابه في عايرت وعيّرت فلا يكون عيّرت إلاّ من العار والتعيير. وأنشد أبو العباس أحمد بن يحيى قول الشاعر: وجدنا في كتاب بني تـمـيم أحقُّ الخيل بالركض المعار فقال اختلف الناس في الُمعَار. فقال بعضهم: هو المنتوف الذنب "وقال قوم: المعار السمين?وقال قوم المعار: المُضَمَّر المُقَدَّح. وقال ابن الأعرابي وحده: هو من العارية. وأنشد غيره: أعيروا خيلكم ثم اركبوها وقال معنى أعيروها أي ضّمروها بترديدها من عار يعير إذا ذهب وجاء. وقيل للمضَمر: مُعار لأن طريقة متنه نتأت، فصار لها عَيْر ناتئ. وأنشد الباهلي قول الراجز:
وإن أعارت حافرا معـارا وَأْباً حمت نسوره الأوقارا وقال: معنى أعارت: رفعت وحوَّلت. قال: ومنه إعارة الثياب والأدوات. قال: واستعار فلان سهما من كنانته أي رفعه. وحوّله منها إلى يده. وأنشد قوله: هثّافة تخفـض "مـن نـذيرهـا" وفي اليد اليمنى لمستـعـيرهـا شهباء تُروى الريش من بصيرها شهباء: مِعْبَلَة. والهاء في:مستعيرها?لها والبصير: طريقة الدم. وقال بشر بن أبي خازم: كأن خفيف منخره إذا ما كَتَمن الرَبْو كِير مستعار قيل في قوله: مستعار قولان: أحدهما: أنه استعير فأسرع العملُ به مبادرة لارتجاع صاحبه إيّاه. والثاني: أن تجعله من التعاور، يقال: استعرنا الشئ واعتورناه وتعاورناه بمعنى واحد عَارَ عَيْنه ويقال: عارت عينه تعار، وعَوِرت تَعْور، وَاعورَّت تعورّ، واعوارَّت تعوارّ بمعنى واحد. ويقال: يَعُورها إذا عوَّرها. ومنه قول الشاعر: فجاء إليها كاسراً جفن عـينـه فقلت له من عار عينك عنترة يقول: من أصابها بعُوَّار، وأعارها من العائر. وقال ابن بزرج: يقال: عار الدمعُ يعير عَيَرانا إذا سال. وأنشد: وربت سائل عنى حِفـىّ أعارت عينه أم لم تعارا أي أدمعت عينه. "وقال الليث: عارت عينه في هذا البيت بمعنى عورت وليس بمعنى دمعت؛ لأنهم يقولون عار يعير بمعنى دمع. أبو عبيد عن اليزيدي: بعينه ساهِك وعاثر وهما من الرَمَد. قال: والعُوار مثل القذى بالتشديد: سلمة عن الفارء قال: العُوَّار: الرمدد. العُوَّار الرمد الذي في الحَدَقة. أبو عبيد عن الفراء: العَوَار: العيب بفتح العين في الثوب. وقال ذو الرمَّة: تُبَيِّنُ نسبة المَـرَئيّ لـومـا كما نيَّنت في الأدم العَوارا وقال الليث: العائر غَمَصة تَمُض العين. كأنما وقع فيها قذىً وهو العوار. قال: وعين عائرة: ذات عُوّار. قال: ولايقال في هذا المعنى عارت، إنما يقال عارت العين تعار عَوَاراً إذا عوَّرت. وأنشد: أعارت عينه أم لم تعارا قال وأعْور الله عين فلان، وعورها. وربما قالوا: عُرْت عينه. قال: وعَوِرت عينُه واعورَّت إذا ذهب بصرها. أبو عبيد عن الأصمعي: من أمثالهم: كلب عائر خير من كلب رابض. فالعائر المتردد، وبه سمى العَيْر لأنه يَعير فيتردد في الفلاة. ويقال: جاءه ويقال: جاءه سهم عائر فقتله وهو الذي لايُدرى من رماه. "وأنشد أبو عبيد: أخشى على وجهك يا أمير عوائراً من جندل تعـير أبو عبيد عن أبي عمرو قال: العُوَّار: الرجل الجبان. وجمعه العواوير. أبو العباس عن ابن الأعرابي: العواوير: الخطاطيف. وهي الأقذاء في العين، والواحد منها عُوَّار. وقال الليث: العُوَّار: ضرب من الخطاطيف أسود طويل الجناحين. قال: والعُوَّار: الجبان السريع الفرار والجماعة العواوير. ومن أمثال العرب السائرة. أعْوَرُ عَيْنك والحَجَر. قال الليث: يسمى الغراب أعور، ويصاح به، فيقال: عُوَير. وأنشد: وصحاح العيون يُدعَون عُورا وإنما سمى الغراب أعور لحدّة بصره، كما يقولون للأعمى: أبو بصير، وللحبشي: أبو البيضاء. وقال أبو الهيثم: يقال للكلمة القبيحة: عوراء، وللكلمة الحَسَنة عَيْناء. وأنشد قول الشاعر: وعوراء جاءت من أخ فرددتها بسالمة العينين طالبةٍ عـذرا أي بكلمة حسنة لم تكن عوراء والعَوَر شين وقبح. وقال الليث العوراء: الكلمة التي تهوى في غير عقل ولارُشْد. قال: ودجلة العوراء بالعراق بميسان "ويقال للأعمى بصير، وللأعور أحول. قلت رأيت بالبادية امرأة عوراء، كان يقال لها الحولاء، وقدد يقولون للأحول أعور?قال والعَوَر: خَرْق أو شق يكون في الثوب. قال: والعَوَر: ترك الحق. وقال العجاج: وعوّر الرحمنُ من ولى العَوَر أراد من ولاه العور. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: العَوَر: الرداءة في كل شئ. قال: والعرب تقول للذي ليس له أخ من أبيه وأمه: أعور. وقال أبو عبيد: يقال للرجل إذا كثر ماله: ترِد على فلان عائرةُ عين، وعائرة عينين أي ترد عليه إبل كثيرة، كأنها من كثرتها تملأ العينين، حتى تكاد تَعُورها أي تفقؤها. يقال: عار عينه وعوَّرها. وقال أبو العباس: معناه أنها من كثرتها تعير فيها العين.
وقال الأصمعي: أصل ذلك أن الرجل من العرب في الجاهلية كان إذا بلغ إبله ألفاً عار عين بعير منها، فأرادوا بعائرة العين ألفاً من الإبل تعور عينُ واحد منها. وقال شمر: عورت عيون المياه إذا دفنتها وسددتها، وعوَّرت الركية إذا كبستها بالتراب حتى تنسد عيونها. وقال ابن الأعرابي: العُوَّار: البئر التي لايستقى منها. قال: وعوَّرْت الرجل إذا استسقاك فلم تسقه وقال الفرزدق: متى ماترد يوماً سفارِ تجد بـه أديهم يرمى المستجيز المعوَّرا سَفَارِ: اسم ماء، والمستجيز الذي يطلب الماء؛ والعرب تصغر الأعور عُوَيرا. ومنه قولهم كُسير وعوير، وكل غَيرُ خير. وقال الفراء في قوله جل وعز: (إن بيوتنا عورة وما هي بعورة) القراء أجمعوا على تسكين الواو من عورة. وذكر عن بعضهم في شواذّ القراءات أنه قرأ "عَوِرة?على فَعِلة. والعرب تقول: قدد أعور منزلك إذا بدت منه عورة، وأعور الفارسُ إذا كان فيه موضع خللٍ للضرب. وقال الشاعر يصف الأسد: له الشَّددَّة الأولى إذا القِرْن أعورا قال وإنما أرادوا بقولهم "إن بيوتنا عورة?أي ممكنة للسُراق؛ لخلوتها من الرجال، فأكذبهم الله جل وعز وقال: (وماهي بعورة) ولكن يريدون الفرار. وقال أبو إسحاق في قوله: "إن بيوتنا عورة، أي معورة أي بيوتنا مما يلي العدوّ ونحن نُسرق منها، فأعلم الله أن قصدهم الهرب. قال: ومن قرا "عِورة?فمعناها: ذات عورة "إن يريدون إلاّ فرارا?المعنى: مايريدون تحّرزا من سَرق، ولكن يريدون الفرار عن نصرة النبي صلى الله عليه وسلم. "ويقال: ليس كل عورة تصاب. وما يُعور لفلان الشئ إلاّ أخذه. وقال أبو زيد: ما يُعْوِز بالزاي. قال الأصمعي: الزاي تصحيف، وفسّر يُعور: ليس يرى شيئا لاحافظ له إلاّ أخذه لايتحرَّج. وفي المثل: ليس كل عورة تصاب أي ليس كل خال من الحفاظ يؤخذ. ابن الأعرابي: المُعْور: الممكن البيّن الواضح. وأنشد لكثيّر: كذاك أذودد النفس يا عَزَّ عنـكـم وقد أعورت أسرابُ من لايذودها أعورت: أمكنت. ومكان مُعْور إذا كان مخوّفا. أبو حاتم عن الأصمعي: رجل مُعور وزقاق معور. والعامة تقول: معوز بالزاي، ولايجوز ذلك. ويقال للشئ الضائع البادى العورة: مُعْوِر". وقال الليث العورة سوأة الإنسان. وكل أمر يُستحيا منه فهو عورة، والنساء عورة، والعورة في الثغور وفي الحروب: خَلَل يتخوف منه القتل. وقوله إن بيوتنا عورة أي ليست بحريزة، ومن قرأ "عَوِرة?ذكّر وأنثّ، ومن قرأ "عَورة?قال في التذكير والتأنيث والجمع "عَوْرة?كالمصدر. وقوله جل وعز: (ثلاث عورات لكم) على معنى ليستأذنكم ثلاث عورات أي في أوقات ثلاث عَوْرات لكم. وقدد فسرها الله. ابن السكيت عن الفراء: يقال ما أدرى أي الجراد عاره، أي أيّ الناس أخذه. قال: ولاينطقون فيه بيفعل، وقدد قال بعضهم: يعيره. ويقال معنى عاره أي أهلكه. أبو زيد عوَّرت عن فلان ما قيل له تعوير أي وكذّبت عنه ما قيل له تكذيبا. وقول العجاج: وعوّر الرحمن من ولىَّ العور يقول: أفسدد الرححمن من جعله وليا للعَوضر، وهو قبح الأمر وفساده. ويقال عوَّرت عليه أمره تعويرا أي قبّحته عليه. ويقال: عورته عن الماء تعويرا أي حَلاَّته. "وعوَّرته عن حاجته: منعته". وقال أبو عبيدة وأبو عمرو: التعوير: الردّ، عورته عن حاجته: رددته عنها. أبو عبيد عن الكسائي: عورت عن الرجل تعويرا، وعوَّيت عنه تعوية إذا كذَّبت عنه ورددت. وقال ابن الأعرابي: تعوَّر الكتاب إذا درس، وكتاب أعور: دارس. قال: والأعور: الدليل السّئ الدلالة لايحسن يَدُلّ ولايَنْدل. وأنشد: مالك يا أعور لاتـنـدلّ وكيف يندلّ امرؤ عِتْولُّ قال والعُوَّارى: شجر يؤخذ ججراؤها فتشدخ ثم تُيبَّس ثم تُذَرَّى ثم يحمل في الأوعية إلى مكة فتباع ويتخذ منها مخانق. والعرب تقول للأحول العين: أعور، وللمرأة الحولاء: هي عوراء. ويقال: فلان عُيير وحده، وجَحَيشْ وحده وهما اللذان لايشاوران الناس ولايخالطانهم، وفيهما مع ذلك مهانة وضعف. وقال ابن شميل فلان عُيَير وحده أي يأكل وحده ويكون وحده. ويقال: لقيت منه ابنة مِعْيَر يريدون الداهية والشدة. "وقال الكميت: بني ابنة مِعْور والأقورينا".
ويقال: فلان يعاير فلانا ويكايله، أي يساميه ويفاخره. وقال أبو زيد: يقال: هما يتعايبان ويتعايران. فالتعاير السباب ألف والتعايب دون التعاير إذا غاب بعضهم بعضا. وعر أبو عبيد عن أبي زيد: وعُر الطريق يَوْعر، ووعَر يَعر. وقال شمر: الوَعْر: المكان الحزن ذو الوعورة: رمل وعر، ومكان وعر. وقد وعِر يَوْعر وَعَرا فهو وَعِر وأوعر ووَعُر، وقد أوعر القومُ إذا وقعوا في مكان وَعْر. وفي حديث أمّ زرع: زوجي لحم جمل غَثّ على جبل وَعْر، لاسهل فيُرتقى، ولاسمين فيًنتقى. قلت: والوعورة تكون غِلظا في الجبل، وتكون وُعُوثة في الرمل. وقال الليث: الوَعْر: المكان الصُلْب، وفلان وَعْر المعروف: قليله. أبو عبيد: قليل شَقْن ووَتْح ووَعْز وهي الشُقُونة والوَتُوحة والوُعُورة بمعنى واحد. وقال الفرزدق: وفَتْ ثم أدّت لاقليلا ولا وَعْرا يصف أم تميم أنها ولدت فأنجبت وأكثرت. واستوعر القومُ طريقهم وأوعروا: وقعوا في الوعر. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الوعر الموضع المخيف الوَحِش. وقال الأصمعي: شَعَر مَعِر وَعِر زَمِر بمعنى واحد. "اللحياني: وَعِر صدره وَعَرا مثل وَغِر-بالغين-عقيبان". ورع قال أبو حاتم: قال الأصمعي: الرِّعة: الهَدْى وحسن الهيئة، أو سوء الهيئة. يقال: قوم حسنة رِعَتهم أي شأنهم وأمرهم وأدبهم. وأصله من الوَرَع، وهو الكفّ عن القبيح. أبو عبيد عن الكسائي: قال: الورَع: الجبان. وقدد ورُع يَوْرع. ومن التحرج: وَرِع يَرِع رِعَة. وسُمى الجبان دَرَعاً لإحجامه ونكوصة. ومنه يقال ورَّعْتُ الإبل عن الحوض إذا رددتها فارتددَّت. وفي حديث عمر أنه قال: ورِّع اللص ولاتراعه. قال أبو عبيد: يقول: إذا رأيته في منزلك فادفعه واكففه بما استطعت، ولاتنتظر فيه شيئا. وكلّ شئ كففته فقد ورّعته. قال أبو زبيد: وورَّعت ما يَكْبى الوجوه رعاية ليحضر خير أو ليقصُر منْكر يقول: ورعت عنكم ما يكبى وجوهكم، يمتن بذلك عليهم. وقوله. ولاتراعه يقول: لاتنتظره، وكل شئ تنتظره فأنت تراعيه وترعاه. ومنه يقال: هو يرعى الشمس أي ينتظر وجوبها، والساهر يرعى النجوم. الحراني عن ابن السكيت: رجل وَرِع إذا كان متحرجا. وقد وَرِع يرِع وَرَعا. قال: والوَرَع: الصغير الضعيف. يقال: إنما مال فلان أوراع أي صغار. وقال أبو يوسف: وأصحابنا يذهبون بالورع إلى الجبان وليس كذلك. ويقال: ماكان وَرَعا ولقد وَرعُ يَوْرع وُرْعا وورُوعا ووَرَاعة، وما كان وَرِعا ولقد وَرِع يَرِع وَرَعا ووَرَاعة. أبو عبيد عن أبي عمرو: والموارعة المناطقة. وقال حسّان: نشدت بني النجار أفعـال والـدى إذا العانِ لم يوجد له من يوارعه وقال ابن الأعرابي مثل ذلك فيما روى عنه ثعلب. ويقال: أورعت بين الرجلين وورّعت أي حجزت. وقال شمر: قال الفراء: أورعت بين الرجلين وورّعت أي حجزت. وقال: التوريع: الكفّ والمنع. وقال أبو دُوَاد: فبتنا نورّعه بالـلـجـامْ نريد به قَنَصا أو غِوَارا أي نكفّه: ومنه الوَرَع في التحرج. يقال: وَرِعٌ بين الوَرَع. وقدد وَرِع يَرِع. وأنشد المازني في الوريعة: وردّ خليلنا بعطـاء صـدق وأعقبه الوريعةَ من نصاب الوريعة اسم فرس ونصاب اسم فرس كان لمالك بن نويرة، إنما يريد أعقبه الوريعة من نسل نُصاب. "والوريعة: واد معروف فيه شجر كثير. وقال الراعي يذكر الهوادج: تخُيّرن من أثل الوريعة وانتحى لها القين يعقوب بفأس ومبرد راع الرَوْع: الفرع. يقال: راعنى هذا الأمر يروعنى، وارتْعت منه، وروَّعته فتروَّع. وقال الليث: وكذلك كل شئ يروعك منه جمال وكثرة، تقول: راعنى فهو رائع. وفرس رائع. والأرْوع من الرجال: من له الرَوَع. قال والقياس في اشتقاق الفعل منه روِع يَرْوَع رَوَعا. قال ورُوع القلب: ذهنه وخَلَده. وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن روح القدس نفث في رُوعى، وقال: إن نفساً لن تموت حتى تستوفى رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب. قال أبو عبيد: معناه كقولك: في خَلَددى وفي نفسي ونحو ذلك.
ومن أمثال العرب: أفرخ رَوعُك أي انكشف فزعك، هكذا رُوى لنا عن أبي عبيد: أفرخ رَوْعك، وفسره لنا: ليذهب رُعبك وفزعك؛ فإن الأمر ليس على ما تحاذر وذلك أنه كان على البصرة، والمغيرة بن شعبة على الكوفة فتوَّفى بها، فخاف زياد أن يولِّى معاوية عبد الله بن عامر مكانه، ويشير عليه بتولية الضحاك ابن قيس "مكانه?ففطن له معاوية وكتب إليه: قد فهمت كتابك: فأمرخخ رَوْعك أبا المغيرة، قدد ضممنا إليك الكوفة مع البصرة. قلت: وكلّ من لقيته من اللغويين يقول: أفرخ رَوعه بفتح الراء من روعه، إلا ما أخبرني به المنذري عن أبي الهيثم أنه كان يقول: إنما هو أفرخ رُوعه بضم الراء. قال ومعناه: خرج الرَوْع من قلبه قال وأفرخ روعك أي اسكن وأْمن. فالروع موضع الرَوع وهو القلب. وأنشد قول ذي الرمة: جذلان قدد أفرخت عن رُوعِه الكُرَب قال: ويقال: أفرخت البيضة إذا خرج الولدد منها. قال: والرَوْع الفزع، والفزع لايخرج من الفزع، إنما يخرج من الموضع الذي يكون فيه، وهو الرُّوع. قال والرَّوع في الروُع كالفرخ في البيضة. يقال أفرخت البيضة إذا انفلقت عن الفرخ فخرج منها. قال: وأفرخ فؤاد الرجل إذا خرج رَوْعه منه. قال وقلبه ذو الرمة على المعرفة بالمعنى فقال: جذلان قد أفرخت عن روعه الكرب قلت: والذي قاله أبو الهيثم بيّن، غير أني أستوحش منه؛ لانفرادده بقوله. وقد يستدرك الخلف على السلف أشياء ربما زلّوا فيها، فلا ينكر إصابة أبي الهيثم فيما ذهب إليه، وقد كان له حظّ من العلم موفور رححمه الله. وفي الحديث المرفوع: إن في كل أمة محدثين ومروَّعين، فان يكن في هذه الأمة منهم أحد فهو عمر. والمروع الذي ألقى في روعه الصواب والصدق، وكذلك المحدَّث؛ كأنه حُدِّث بالحق الغائب فنطق به. ويقال ماراعنى إلا مجيئك، معناه: ماشعرت إلاّ بمجيئك، كأنه قال: ما أصاب رُوعى إلاّ ذلك. وقالوا: راعه أمر كذا أي بلغ الرَوْع "منه?رُوعه. "قال ابن الأنباري: راعنى كذا وأنا مَروع أي وقع في رُوعى، وهو النفس. والرَوْع: الخوف". ويقال: سقاني فلان شربةً راع بها فؤادي أي بَرَد بها غُلَّة رُوعى "بها?ومن قول الشاعر: سقتنى شربةً راعـت فـؤادى سقاها الله من حوض الرسول وقيل: الرائع من الجمال: الذي يُعجب رُوع من رآه فيسرّه. ونحو ذلك قال يعقوب ابن السكيت. وفي النوادر: راع في يددي كذا وكذا، وراق مثله. أي أفاد. وريع فلان يُراع إذا فزع. وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم ركب فرسا لأبي طلحة "عُرْيا?ليلا لفزع ناب أهل المددينة فلما رجع قال: لن تراعوا، لن تراعوا، إني وجدته بحراً، معناه: لافزع ولارَوْع فاسكتوا واهدءوا. ثعلب عن ابن الأعرابي: الرَوْعة: المَسْحة من الجمال. والرَدْقة الجمال الرائق. والوَعْرة: البُقعة المخيفة. ويقال ناقة رُواعة الفؤاد إذا كانت شهمة ذكية. ويقال فرس رُواع بغير هاء. "وقال ذو الرمة: رفعت له رحلى على ظهر عِرْمس رُواع الفؤاد حرَّة الوجه عيطـل أبو زيد ارتاع للخير وارتاح للخير. شمر روّع فلان خبزه بالسمن وروّغه إذا روّاه. أبو عبيد: أراعت الحنطة إذا زكت "وأرْبَتْ تُربى بمعناها". وبعضهم يقول راعت، وهو قليل. قال. وقال الأموي: أراعت الإبل إذا كثر أولادها. وناقة مِرْياع؛ وهي التي يعاد عليها السفر. الحراني عن ابن السكيت قال: الرَيْع: الزياددة يقال طعام كثير الرَّيع. والرِّيع: المكان المرتفع. قال الله جل وعز: (اتبنون بكل ريع آية). قال وقال عُمارة الرِيع: الجبل. وقال أبو يوسف: الرَّيع مصدر راع عليه القئ يريع إذا عاد إلى جوفه. ورُوى عن الحسن البصري أنه سئل عن الصائم يَذْرعه القئ هل يفطر، فقال: إن راع منه إلى جوفه شئ فقد أفطر. قال أبو عبيدد: معناه: إن عاد. وكذلك كلّ شئ رجع إليك فقد راع يريع. وقال طرفة: تَرِيع إلى صوت المُهيب وتتقى بذى خُصَل روعات أكلف مُلْبد وقال أبو إسحاق في قول الله جل وعز: (أتبنون بكل ريع آية) قال: يقال ريع ورَيْع، ومعناها الموضع من الأرض المرتفع. ومن ذلك كم رَيْع أرضك أي كم ارتفاع أرضك قال: وجاء في التفسير بكل ريع: كل فج. قال: والفج الطريق المنفرج في الجبال خاصّة.
وقال الفراء: الريِع والرَيع لغتان مثل الرِير والرَيْر. وأخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الرِيع: مَسِيل الوادي من كل مكان مشرف. وجمعه أرياع وريوع. قال: وأنشد للراعي يصف إبلا: لها سَلَف يعـوز بـكـل رِيع حَمَى الحوزات واشتهر الإفالا قال: السلف: الفحل. حمى الحوزات أي ححمى حَوْزاته إلاّ يدنو منهن فحل سواه. واشتهر الإفال: جاء بها تشبهه. وقال الليث: الرَيْع: فضل كل شئ على أصله؛ نحو ريع الدقيق، وهو فضله على كَيل البُرَ، وريع البَذر: فضل ما يخرج من النُزْل على أصل البَذْر. ورَيْع الدرع فضول كُمَتِها على أطراف الأنامل. قال: ورَيْعان كل شئ أفضله وأوله، ورَيْعان المطر أوّله. قال والرِيع: السبيل سُلِك أو لم يسلك. شمر عن أبي عمرو والأصمعي وابن الأعرابي: راع يَريع وراه يريه أي رجع. وراع القئ عليه وراه عليه أي رجع. وتريَّع السراب وتريَّة إذا ذهب وجاء. وتريَّعت الإهالةُ في الإناء إذا ترقرقرت، وترَّيعت يده بالجود إذا فاضت. وناقة لها رَيْع إذا "جاءت يسير?بعد سير، كقولهم: بئر ذات غَيِّث. شمر قال ابن شميل: تريَّع السمن على الخبزة وتريَّغ وهو خُلوف بعضه بأعقاب بعض. ونريَّعْتُ وتورعت يعنى: تلبَّثْت، وتوقفت. وأنا متريِّع عن هذا الأمر، ومُثْنوْنٍ، ومنتقض، أي منتشر. يعر قال الليث: اليَعْر: الشاة التي تُشدّ عند زُبْية الذئب. وقال أبو عبيد: اليَعْر: الجدى. وأنشد: أسائل عنهم كلّما جاء راكـب مقيما بأملاح كما رُبط اليَعْرُ قلت: وهكذا قال ابن الأعرابي وهو الصواب، ربُط عند زُبية الذئب أو لم يربط. وقال الليث: اليُعار: صوت من أصوات الشاء شديد. يقال يَعَرت تَيْعر يُعارا. ونحو ذلك قال غيره. وقال الليث: اليَعور: الشاة التي تبول على حالبها وتَبْعر، وتفسد اللبن. قلت: هذا وهم. شاة يَعُور إذا كانت كثيرة اليُعار. وكأن الليث رأى في بعض الكتب شاة بعور بالباء فصحفه وجعله يَعُورا بالياء. أبو عبيد عن الأصمعي: اليَعَارة: أن يعارض الفحلُ الناقة فيعارضها معارضة من غير أن يرسل فيها، وأنشد: قلائص يَلْقَـحْـن إلاّ يَعَـارة عراضا ولا يُشْرَين إلاّ غواليا وقال أبو عمرو: يَعارة: لاتضرب مع الإبل، ولكن يعار إليها الفحل. وذلك لكرمها. قلت: قوله يعار إليها الفحل محال. ومعنى بيت الراعى هذا أنه وصف نجائب لايرسل فيها الفحل ضِنا بطرقها، وإبقاء لقوَّتها على السير؛ لأن لقاحها يذهب مُنتها. وإذا كانت عائطا فهو أبقى لسيرها، وأقل لتعبها. ومعنى قوله "إلاّ يعارة?يقول: لاتلقح إلاّ أن يُفْلت فحل من إبل أخرى فيعير ويضربها في عَيْرانه. وكذلك قال الطرماح في نجيبه حملت يَعَارة: سوف تدنيك من لميسٍ سبنـتـا ة أمارت بالبول ماء الكراض أنضجته عشرين يوماً ونيلـت حين نيلت يَعَارة في عراض أراد أن الفحل ضربها يعارة فلما مضى عليها عشرون ليلة من يوم "طرقها الفحل?ألقت ذلك الماؤ الذي كانت عقددت عليه، فبقيت مُنتها كما كانت. وقال أبو الهيثم: معنى اليَعَارة أن الناقة إذا امتنعت على الفحل عارت منه-أي نفرت-تعار فيعارضها الفحل في عَدْوها ححتى ينالها فيستنيخها ويضربها. قال: وقوله: "يَعارة?إنما يريد عائرة فجعل يعارة اسماً لها وزاد فيه الهاء وكان حقه أن يقال: عارت تعير، فقال: يعار لدخول أحد حروف الحلق فيه. قال والعيَّار الذي ينفر، يجئ ويذهب في الأرض. وفرس عَيّار: نافر ذاهب في الأرض. "ومن، باب عور رَوى أبو حاتم عن الأصمعي يقال: رجل مُعْور، وزقاق مُعْور، والعامة تقول: معوز: ولايقال ذلك. قال: ويقال للشئ الضائع البادى العورة أيضاً: مُعْوِر. قال أبو حاتم: قال أبو زيدد: تقول العرب: ما يُعْوز له شئ بالزاي إلاَّ أخذه؛ كقولهم ما يَطِفُّ له شئ ولا يوهف له شئ إلا أخذه. قال: وقال الأصمعي: صحَّف أبو زيد. قال وتفسيره أنه ليس يرى شيئاً لاحافظ له إلاَّ أخذه لايتححرج. قال: ومثل أمثالهم. ليست كل عورة تصاب. يقول: ليس كل خال من الحفاظ يؤخذ، ربما غفل عنه: وقال أبو حاتم: والدي قاله أبو زيد فيما زعم مشهور عند العرب ما يعوز له شئ إلا ذهب به مثل ما يوهف". يرع
قال ابن دريد: اليَرُوع لغة مرغوب عنها لأهل الشحر؛ كان تفسيرها: الرعب والفزع.
وقال الليث وغيره: اليَرَاع: القَصَب، الواحدة يَرَاعة. قال: القصبة التي ينفخ فيها الراعى تسمى اليراعة. وأنشدد:
أححِنّ إلى ليلى وإن شَطّت النَوَى بليلى كما ححَنّ اليراع المثقَّب
ويقال للرجل الجبان: يراع ويراعة.
قال: واليَرَاع كالبعوض يغشى الوجه، الواحدة يراعة. "قال عمرو بن بحر: نار اليراعة قيل هي نار أبي حُباحب. وهي شبيهة بنار البرق. قال: واليراعة: طائر صغير، إن طار بالنهار كان كبعض الطير، وإن طار بالليل فكأنه شهاب قذف، أو مصباح يطير. وأنشد:
أو طائر يدعى اليراعة إذ تُرى في حِنْدِس كضياء نار منوِّر
علا
قال الححسن البصري ومسلم البَطِين في قول الله جل وعز: (تلك الددار الآخرة نجعلها للذين لايريدون علوا في الأرض ولافسادا) قال: العُلوّ: التكبّر في الأرض. وقال الحسن: الفساد: المعاصى. وقال مسلم: الفساد: أخذ المال بغير حقّ: وقال الله جل وعز: (إن فرعون علا في الأرض) جاء في التفسير أن معناه: طغى في الأرض. وقوله جل وعز: (ولتعلن علوّاً كبيراً) معناه: لتبْغُنّ ولتتعظُمنّ، يقال لكل متجبر: قد علا وتعظّم.
ثعلب عن ابن الأعرابي: تعلّى فلان إذا هجم على قوم بغير إذن. وكذلك دَمَق ودَمَر.
على
على لعا مَعَان. والقُراء كلهم يفخمونّها؛ لأنها حرف أداة.
وأخبرني المنذري عن أبي العباس أنه قال في قول الله تعالى: (ذكر من ربكم على رجل منكم) جاء في التفسير: مع رجل منكم؛ كما تقول: جاءني الخبر على وجهك مع وجهك.
وقال ابن السكيت: يقال: رميت عن القوس. ورميت عليها، ولاتقل: رميت بها. وأنشد:
أرمى عليها وهي فَرْع أجمعُ
وقال ابن شميل: يقولون إذا كان له مال: عليه مال "ولايقولون له مال ويقولون". عليه دين، ورأيته على أو فاز كأنه يريد النهوض. ويجئ "على?بمعنى "عَن?قال الله جل وعز: (إذا اكتالوا على الناس يستوفون) معناه: إذا أكتالوا عنهم. وتجئ على بمعنى عنه. قال مُزاحم العُقَيليّ:
غدت من عليه بعد ماتمّ ظمِؤها تَصِلّ وعن قَيْض بزبِزا مَجْهَلِ
قال الأصمعي: معناه: غدت من عنده.
قال ابن كيسان: عليك ودونك وعندك إذا جُعلن أخباراً رَفعن الأسماء، كقولك: عليك ثوب، وعندك مال، ودونك خير. ويُجعلن إغراء فيُجرين مجرى الفعل فينصبن الأسماء. يقول: عليك زيداً، ودونك عمراً، وعنددك بكرا أي الزمه وخذه. وأما الصفات سواهن فيرفعن إذا جُعلن أخباراً ولايُغرى بهن.
قال الزجاج في قولهم: عليهم وإليهم: الأصل علاهم وإلاهم؛ كما تقول: إلى زيد وعلى زيد. إلاَّ أن الألف غُيِّرت مع المضمر، فأبدلت ياء ليُفصل بين الألف التي في آخر المتمكنة، وبين الألف في غير المتمكنة التي الإضافة لازمة لها؛ ألا ترى أن إلى وعلى ولدى لاتنفرد عن الإضافة. وقالت العرب. في كلا في حال النصب والجرّ: رأيت كليهما وكليكما، ومررت بكليهما، ففصلت بين الإضافة إلى المظهر والمضمر. لما كانت كِلا تنفرد ولاتكون كلاماً إلاّ بالإضافة.
الحراني عن ابن السكيت: يقال: أتيته من عَلُ بضم اللام، وأتيته من عَلُو بضم اللام وسكون الواو، وأتيته من عَلِي بياء ساكنة، وأتيته من عَلْوُ بسكون اللام وضم الواو، ومَنْ عَلْوَ ومَن عَلْوِ وأنشد:
من عَلْوَ لاعَجَب منها ولا سَخَر
ويروى من عَلْوُ ومن عَلْوِ. قال ويقال: أتيته من عالٍ ومن مُعالٍ. وأنشد:
ظمأى النَسا من تححتُ، ريّا من عالْ
وأنشد في معال:
ونَغَضان الرحل من مُعالِ
وقال الفراء في قول الله جل وعز: (عاليهم ثياب سندس خضر) قرئ "عاليهم?بفتح الياء و"عاليهم?بسكونها. قال الفراء: من فتح "عاليهم?جعلها كالصفة: فوقهم. قال: والعرب تقول: قوتك داخل الدار فينصبون "داخل?لأنه محلّ، فعاليهم من ذلك.
تهذيب اللغة الأزهري الصفحة : 371
وقال الزجّاج: لايُعرف "عالىَ?في الظروف: قال: ولعلّ الفراء سمع بعالى في الظروف. قال: ولو كان ظرفاً لم يجز إسكان الياء. ولكن نصبه على الحال من شيئين. أحدهما من الهاء والميم في قوله: (ويطوف عليهم) ثم قال (عاليهم ثياب سندس) أي في حال علّو الثياب إياهم. قال: ويجوز أن يكون حالا من الولدان. قال: فالنصب في هذا بيّن. قال ومن قرأ "عاليهم?فرفْعه بالابتداء والخبر "ثياب سندس".
قال وقدد قرئ "عاليتَهم?بالنصب، و"عاليتُهم?بالرفع. والقراءة بهما لاتجوز. لخلافهما المصحف. وقرئ "عليهم ثياب سندس?وتفسير نصب "عاليتهم?ورفعها كتفسير "عاليهم?و"عاليهم".
وقال ابن السكيت: سِفْل الددار وعِلْوها وسُفْلها وعُلْوها. ويقال: علا فلان الجبل إذا رَقِيه، يعلوه عُلُوّا، وعلا فلان فلانا إذا قهره، وعلا فلان في الأرض إذا تكبّر وطغى. ويقال: فلان تعلو عنه العين بمعنى تنبو عنه، وإذا نبا الشئُ عن الشئ ولم يلصق به فقد علا عنه.
وقال الليث: عالى كلّ شئ أعلاه. وكذلك عاليه كل شئ أعلاه ويقال نزل فلان بعالية الوادى وسافلته. فعاليته: ححيث ينحددر الماء منه، وسافلته، حيث ينصب إليه، وعالية تميم هو بنو عمرو بن تميم. وهم بنو الهُجَيم والعنبر ومازن. وعُليا مضرهم قريش وقيس. قال و "على?صفة من الصفات وللعرب فيها لغتان: كنت على السطح، وكنت أعلى السطح.
وقال الليث: الله تبارك وتعالى "هو العلِيّ المتعالى?العالى الأعلى ذو العلاء والعُلا والمَعَالى، تعالى عما يقول الظالمون عُلُوّا كبيرا. وهو الأعلى سبحانه بمعنى العالى قال: وتفسير تعالى: جلّ عن كل ثناء، فهو أعظم وأجلّ وأعلى منا يُثنى عليه، لا إله إلا الله وحده لاشريك له.
قلت: وتفسير هذه الصفات لله يقرب بعضها من بعض. فالعليّ الشريف فعيل من علا يعلو، وهو بمعنى العالى، وهو الذي ليس فوقه شئ. ويقال: هو الذي علا الخلق فقهرهم بقدرته. وأمّا المتعالى فهو الذي جَلّ عن إفك المفترين، وتنزّه عن وساوس المتحيّرين. وقد يكون المتعالى بمعنى العالى. والأعلى هو الله الذي هو أعلى من كل عالٍ. واسمه الأعلى أي صفته أعلى الصفات. والعلاء الشرف. وذو العلاء صاحب الصفات العُلا والعُلا جمع العُلْيا أي جمع الصفة العليا والكلمة العليا. ويكون العُلا جمع الاسم الأعلى. وصفة الله العليا شهادة أن لاإله إلا الله. فهذه أعل الصفات ولايوصف بها غير الله وحده لاشريك له. ولم يزل الله عليّاً عالياً متعالياً، تعالى الله عن إلحاد الملحدين وهو العلىِ العظيم. ويقال رجل عليّ أي شريف. وجمعه عِلْية يقال: فلان من عِلْية الناس أي من أشرافهم ومثله صَبِىّ وصِبْية. وفلان عالى الكعب إذا كان ثابت الشرف، وعالى الذكر.
وقال الليث: العَلْياء، رأس كل جبل مشرف. قال: والعالية: القناة المستقيمة، وجمعها العوالى. قال ويسمّى أعلى القناة العالية وأسفلها السافلة.
قلت: وقال غير الليث: عوالى الرماح: أسِنتها، واحدتها عالية. ومنه قول الخنساء حين خطبها دُرَيدد بن الصِّمَّة: أتروننى تاركة بني عميّ كأنهم عوالى الرماح، ومُرْتَثَّة شيخ بنى جشم. شبَّهتهم بعوالى الرماح لطراءة شبابهم، وبريق سَحَناتهم، وحسن وجوههم. وعالية الحجاز: أعلاها بلداً وأشرفها موضعاً. وهي بلاد واسعة. وإذا نسبوا إليها قيل: عُلْوِىّ، والأنثى عُلْوية. ويقال: عالى الرجلُ وغيره إذا أتى عالية الحجاز. وقال بشر بن أبي خخخازم:
مُعَالِيةً لاهَـمّ إلاّ مـحـجَّـر وحَرَّة ليلى السهلُ منها فُلوبها
وحرَّة ليلى وحرَّة شوران وحرَّة بني سُلَيم في عالية الحجاز: وقال الليث: المَعْلاة: مكسب الشرف وجمعها المعالى. قال والعُلِّيّة: الغرفة على بناء حُرِّية. قال: وهي في التعريف فُعُّولة.
وقال شمر: قال الأصمعي: العِلِّيّ: الغرف، واحدتها عِلِّيّة. وقال العجاج:
وبيعة لسورها عِلّىّ
وقال أبو حاتم: العَلاَليّ من البيوت، واحدتها عِلّيّة قال ووزن عِلّيّة فعيلة، العين شديدة.
قلت: وعِلّيّة أكثر في كلامهم من عُلِّيَّة.
وقال الليث: عِلِّيّين: جماعة عِلّىّ في السماء السابعة، إليه يُصعد بأرواح المؤمنين.
وقال الفراء في قول الله جل وعز: (كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين وما أدراك ما عليون).
يقول القائل كيف جمعت علّيّون بالنون وهذا من جمع الرجال؟ قال: والعرب إذا جمعت جمعا لايذهبون فيه إلى أن له بناء من واحد واثنين قالوا في المذكر والمؤنث بالنون. من ذلك علّيّون. وهو شئ فوق شئ غير معروف واحده ولااثناه. قال: وسمعت العرب تقول: أطعمنا مَرَقة مَرَقيِن، تريد اللُحمان إذا طُبخت بماء واحد، وأنشد: قد رويت إلاّ دُهَيِد هينا قَلِّصات وأُبيكرينـا فجمع بالنون؛ لأنه أراد العدد الذي لايُحَد آخره. وكذلك قول الشاعر: فأصبحت المذاهب قدد أذاعت بها الإعصار بعد الوابلينـا أراد المطر بعدد المطر غير محدود وكذلك عليّوّن: ارتفاع بعد ارتفاع. وقال أبو إسحاق في قوله جل وعز: (لفي عليين): أي في أعلى الأمكنة. "وما أدراك ماعلييون?فإعراب هذا الاسم كإعراب الجمع، لأنه على لفظ الجمع؛ كما تقول، هذه قِنَّسْرون ورأيت قِنَّسرين. وقال مجاهد في قوله "لفى عليين?قال: عليون السماء السابعة. وقال شمر: قال أبو مُعَاذ: علييّن: السماء السابعة. قلت: ومنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم: إن أهل الجنة ليتراءون أهل علّييّن، كما ترون الكوكب الدُرّىّ في السماء. ويقال للمرأة إذا طَهُرت من نفاسها: تعلّت فلانه من نفاسها. وفي حديث سُبيعة أنها لما تعلّت من نفاسها تشرَّفت لخُطابها. ومنه قول الشاعر: ولاذات بعل من نفاس تعلَّت والسموات العُلا جمع السماء العُلْيَا، والثنايا العليا، والثنايا السفلى، يقال للجماعة: عُلْيا وسُفْلى لتأنيث الجماعة. ومثله قول الله جل وعز: (لنريك من آياتنا الكبرى) ولم يقل: الكُبَر. وهو بمنزلة الأسماء الحسنى، وبمنزلة قوله جل وعز: (ولى فيها مآرب أخرى). وتقول العرب في النداء للرجل: تعالَهْ، وللاثنين: تعاليا، وللرجال: تعالَوْا، وللمرأة: تعاَلْى، وللنساء: تعالين. ولايبالون إن كان المدعوّ في مكان أعلى من مكان الداعى، أو في مكانٍ دونه. وعَلْوى اسم فرس كانت من سوابق خيل العرب. ويقال: ضربت عِلاوته أي رأسه وعُنُقه. والعِلاوة. مايحمل على البعير وغيره بين العِدْلين. ويقال: أعطاه ألفا ودينارا علاوة، وأعطاه ألفين وخمسمائة عِلاَوة. وجمع العِلاَوة عَلاَوى، مثل هِراوة وهَرَاوى. ويقال: عَلِّ عَلاَواك على الأحمال وعالها. وإذا نسب الرجل إلى عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه قالوا عَلَوِيّ، وإذا نسبوا إلى بني على -وهم قبيلة من كنانة-قالوا: هؤلاء العِليُّون. أخبرنا المنذري عن الطوسي عن الخزاز عن ابن الأعرابي أنه قال في تفسير قوله: بنو على كلّهم سواءُ قال: بنو على من بنى العَبَلات من بني أميَّة الأصغر، كان ولى من بعد طلحة الطلحات؛ لأن أمهم عَبْلة بنت جازل من البراجم. وهي أم ولد أميّة الأصغر. والمعلِّى: أحد قداح المَيْسر، وهو القِدْح السابع. وله فوز سبعة أسهم إن فاز، وغُرْم سبعة أسهم إن لم يفز. وكلّ من قهر رجلا أو عَدُوّا فإنه يقال فيه: علاه واعتلاه واستعلاه واستعلى عليه. ويقال: عُلْوان الكتاب لعنُوانه. والعرب تبدل اللام من النون في حروف كثيرة؛ مثل لعلَّك ولعنَّك وعَتَله إلى السجن، وعَتَنه. وكأن علوان الكتاب اللام فيه مبدلة من النون. وقد مرّ تفسيره في مضاعف العين. أبو العباس عن ابن الأعرابي: رجل عِلْيانا وعِليَّان إذا كان طويلا جسيما وكذلك ناقة عِلْيان وأنشد: أنشدُ من خخَوَّارة عِلْـيان مضبورة الكاهل كالبنيان وقال الليث: العِلْيان: الذكر من الضباع قال ويقال للجمل الضخم: عِلْيان. قلت هذا تصحيف، إنما يقال لذكر الضباع: عِثْيان بالثاء، فصحَّفه الليث، وجعل بدل الثاء لاما. وقد مر ذكر العِثْيان في بابه. وقال الليث: العَلاَة السَنْددان؛ ويشبه بها الناقة الصُلْبة. قلت: وهكذا قال غيره من أئمتنا في الناقة الصُلْبة وهذه الحديددة. وقيل في تفسير قوله: "وأنزلنا الحديد فيه بأس شدديد?قال: أنزل العَلاَة والمَرّ. أبو عبيد عن الأصمعي: يقال للرجل الذي يردّ حبل المستَقى بالبكرة إلى موضعه منها إذا مَرِس المعلِّى، والرِّشاء المعلَّى. وقال أبو عمرو: التعلية أن ينتأ بعضُ الطيّ أسفل البئر، فينزل رجل في البئر يعلِّى الدلو عن الحجر الناتئ وأنشد لعدي: كهُوىّ الدلو نزّاها المُعَلْ
أراد المعليِّ. قال والعلاة: صخرة يجعل لها أطار من الأخثاء ومن اللبن والرماد، ثم يطبخ فيها الأقط. ويجمع عَلاَ. وأنشد أبو عبيدة: وقالوا عليكم عاصِماً نستغِثْ بـه رُوَيدَك حتى يصفق البَهْمَ عاصم وحتى ترى أن العلاة تـمـدّهـا جُخَاديّةٌ والرائحـات الـروائم يريد أن تلك العلاة يزيد فيها جُحاديّة، وهي قِربة مَلأْى لبناً، أو غِرارة ملأى تمرا أو حنطة يصبّ منها في العلاة للتأقيط، فذلك مدّها فيها. ويقال: ناقة خحَلِيّة عَلِيّة حَلِيَّة: ححُلْوة المنظر والسير عَلِيَّة: فائقة. ويقال: عاليته على الحمار، وعليّته عليه. وأنشد ابن السكيت: عاليت أنساعى وجِلْبَ الكُور على سَرَارة رائح ممطور وقال: فإلاَّ تجللَّها يعـالـوك فـوقـهـا وكيف تُوقى ظهر ما أنت راكبه أي يعلوك فوقها. أبو سعيد: علوت على فلان الريح أي كنت في عُلاتها. ويقال: لاتَعُل الريح على الصيد فيراح ريِحك وينفر. ويقال: أتيت الناقةَ من قَبِل مستعلاها أي من قبل إنسيّها. قال والمُسْتَعلى هو الذي يقوم على يسار الحَلُوبة. والبائن: الذي يقوم على يمينها. والمستعلي يأخذ العُلْبة بيده اليسرى ويحلب باليمنى. وقال الكميت في المستعلى والبائن: يبشر مستـعـلـياً بـائن من الحالبين بأن لاغرارا ويقال: اعلُ الوسادة أي اقعد عليها، وَأعْلِ عنها أي أنزل عنها. وأنشدني أبو بكر الإيادي لامرأة من العرب عُنِّن عنها زوجها: فقدتك من بعل علام تدكُّـنـى بصدرك لاتغنى فتيلا ولا تُعلى أي لاتنزل وأنت عاجز عن الإيلاج. ويقال: فلان غير مؤتل في الأمر، وغير مُعْتلٍ أي غير مقصِّر. وأنشد أبو العباس بيت طُفيل: ونحن منعنا يوم حَرْس نساءكم غداة دعانا عامر غير مُعْتل وقال الفراء: هو عُلْوان الكتاب وعنوانه. وقال اللحياني: عَلْونت الكتاب عَلْونة وعلوانا، وعنونته عنونة وعنوانا. وقال أبو زيد: عُلْوان كل شئ: ماعلا منه، وهو العُنوان. وأنشد: وحاجة دون أخرى قد سمحت بها جعلتها للذى أخفيت عنـوانـاً أي أظهرت حاجة وأخفيت أخرى. وهي التي أُريغ، فصارت هذه عنوانا لما أردت. وقال أبو سعيد: هذه كلمة معروفة عندد العرب: أن يقولوا لأهل الشرف في الدنيا والثَروة والغنى: أهل عليين. فإذا كانوا متضعين قالوا: سِفليُّون. والعِلِّيُّون في كلام العرب: الذين ينزلون أعالى البلاد. وإن كانوا ينزلون أسافلها فهم سِفْليُّون. ويقال هذه الكلمة تستعلى لسانى إذا كانت تعتزه وتجرى عليه كثيراً. وتقول العرب: ذهب الرجل عَلاَء وعَلْوا، ولم يذهب سُفْلا إذا ارتقع. وفلان من علْية الناس لامن سَفلِتهم. وقال الليث: الفرس إذا بلغ الغاية في الرهان يقال: قد استعلى على الغاية. ويقال: قد استعلى فلان على الناس إذا غلبهم وقهرهم وعلاهم. قال الله تبارك وتعالى: (وقدد أفلح اليوم من استعلى) ويقال: تعلَّى المريض من عِلَّته إذا أفاق منها. ويَعْلى: اسم رجل. وتَعْلى: اسم امرأة. لعا قال الليث: يقال ألف: كلبة لَعْوة، وذئبة لَعْوة، وامرأة لَعْوة. يُعنى بكلّ ذلك الحريصة التي تقاتل عَلَى ما يؤكل. والجميع اللَعَوات واللِّعاء. قال: ويقال للعسل ونحوه إذا تعقّد: قد تلّعى. ولعاً: كلمة تقال للعاثر. أبو عبيدد عن أبي زيد: إذا دُعى للعاثر قيل: لعالك عالياً. ومثله دع دع. وقال أبو عبيدة: من دعائهم: لالعاً لفلان أي لاأقامه الله. ومنه قول الأعشى يصف ناقة له نجيبة: بذات لوث عفرنـاة إذا عَـثَـرت فالتعس أدنى لها من أن تقول لعا وأنشد غيره لرؤبة: وإن هوى العاثرُ قلنا دَعْ دعا له وعالينا بتنعيش لـعـا والعرب تددعو عَلَى العاثر من الدواب إذا كان جواداً بالتعْس فيقولوان: تعْساً له، وإن كان بليداً كان دعاؤهم له إذا عثر، لعالك وهو معنى قول الأعشى. فالتعس أدنى لها من أن يقال لعا أبو عبيد عن الفراء. رجل لَعْو ولَعاً منقوص، وهو الشره الحريص. ثعلب عن ابن الأعرابي. الَلُعوة واللعاة: الكلبة وجمعها لِعاء. ويقال. مابالدار لاعى قَرْوٍ أي مابها أحد. والقَرْو. الإناء الصغير. "شمر اللاعى بمنزلة الحاسي. والقَرْو. العُسّ. وقال في قوله.
داوِيَّة شقَّت على اللاعى السَّلِعْ وإنما النوم بها مثل الرِضـعْ قال: اللاعى من اللوعة. قلت كأنه أراد اللائع فقلب، وهو ذو اللوعة. والرضع. مصَّة بعد مصَّة". وقال أبو سعيد: يقال هو يَلعَى به ويَلْغى به أي يتولع به. وقال ابن دريد: اللَعْوة: السواد حول الحَلَمة. قال وبه سمّى ذو لَعْوة: قيْل من أقيال حمير. ثعلب عن ابن الأعرابي: اللولع الرَّغثاء، وهو السواد الذي على الثدى. وهو اللطخة قال والألعاء: السُلاتيات. والأعْلاء: الطوال من الناس. وخرجنا نَتَلعّى أي نصيب اللّعاعة من بقول الربيع. لاع أخخبرني المنذري عن الحراني عن التَوَّزىّ وثابت بن أبي ثابت أنهما قالا: اللوعة: السواد حول الححَلَمة حلمة ثدى المرأة. وقد ألْعى ثدديُها إذا تغيَّر. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: ألواع الثدى جمع لَوْع وهو السواد الذي على الثدى. قلت: هذا السواد يقال له: لَعْوة ولَوْعة، وهما لغتان. وقال زيدادد الأعجم: كذبت لم تغذه سوداءُ مقـرفة بلَوع ثدى كأنف الكلب دمّاع أبو عبيد اللوعة: حُرقة الهوى. وقال ابن بُزُرْج: يقال: لاع يَلاع من الضجر والجزع والحزن. وهي اللوعة. ثعلب عن ابن الأعرابي: لاع يلاع لَوعة إذا جزع أو مرض. قال: واللوعة: لوعة الحزن والحبّ والمرض وهو وجع القلب. ورجلٌ لاعٌ وقوم لاعون ولاعة. قال: والهاع الجَزوع، واللاع الموجع. "أبو عمرو: يقال: لاتَلَعْ أي لاتضجر. وقد لِعْتُ ألاع لَيْعانا، وهِعْت أهاع هَيْعانا. قلت: لاتَلَع من لاع، كما تقول: لاتَهَب من هاب يهاب". أبو عبيد عن أبي عبيدة: رجل هاعٌ لاعٌ، وهائع لائع إذا كان جبانا ضعيفا. ثعلب عن ابن الأعرابي: قال اللاعة: المرأة الحديدية الفؤاد الشهمة. وقال الليث: المرأة اللاعة قد اختُلف فيها. فقال أبو الدُقَيش: اللَعَّة وهي التي تغازلك ولاتمكنك. وقال أبو خيرة: هي اللاعة بهذا المعنى "امرأة لاعة. إذا كانت مليححة بعيددة من الريبة. ولاع يلاع إذا جزع جزعا شديدا". وقال يقال: لاعنى الهمّ والحزن فالتْعت التياعا. واللَوْعة: حُرقة يجدها من الوجد، تلوعه لَوْعا. ورجل هاعٌ لاع: حريصٌ سئ الخُلُق. والفعل لاع يلوع لَوْعا ولُوُعا. والجميع الألْواع واللاعون: عال عال-قال الله جل وعز: (ذلك أدنى ألا تعولوا) قال أكثر أهل التفسير: معناه: ذلك أقرب ألا تجوروا وتميلوا، وروى عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم أنه قال في قوله "ذلك أدنى ألا تعولوا?أي أدنى ألا يكثر عيالكم. قلت: وإلى هذا القول ذهب الشافعي فيما أخبرني عيد الملك عن الربيع عنه. قلت: والمعروف في كلام العرب: عال الرجل يعول إذا جار، وأعال يعيل إذا كثر عياله. "وقد روى?أبو عمر عن أحمد بن يحيى عن سَلَمة عن الفراء أن الكسائي قال: عال الرجل يعيل إذا افتقر، وأعال الرجل إذا كثر عياله. قال الكسائي: ومن العرب الفصحاء من يقول: عال يعول إذا كثر عياله. قلت: وهذا يؤيد ماذهب إليه الشافعي في تفسير الآية، لأن الكسائي لايحكى عن العرب إلاّ ماحفظه وضبطه. وقول الشافعي نفسه حجَّة؛ لأنه عربيّ اللسان فصيح اللهجة. وقدد اعترض عليه بعض النتحذلقين فحطَّأه، وقدد عجل ولم يتثبت فيما قال. ولايجوز للحضريّ أن يعجل إلى إنكار مالا يعرفه من لغات العرب "سلمة عن الفراء قال: قال الكلبيّ مازلت مُعيلا، من العَيْلة أي محتاجا". وأمّا عَوْل الفريضة فإن المنذريّ أخبرني عن المفضَّل بن سلمة أنه قال: عالت الفريضةُ أي ارتفعت وزادت. وفي حديث على أنه أُتى في ابنتين وأبوين وامرأة، فقال: صار: ثمنها تسعا. قال أبو عبيد: أراد أن السهام عالت حتى صار للمرأة التسع، ولها في الأصل الثمن. وذلك أن الفريضة لو لم تُعْل كانت من أربعة وعشرين سهما، فلمَّا عالت صارت من سبعة وعشرين: للابنتين الثلثان: ستة عشر سهما، وللأبوين السدسان: ثمانية، وللمرأة ثلاثة "فهذه ثلاثة?من سبع وعشرين وهو التسع وكان لها قبل العَوْل ثلاثة من أربعة وعشرين وهو الثمن. وقال الليث: العَوْل: ارتفاع الحساب في الفرائض. ويقال للفارض: أعِلِ الفريضة. قال والعَول الميل في الحكم إلى الجَور. قال والعول: كل أمر عالك. وقالت الخنساء: ويكفى العشيرة ما عالهـا وإن كان أصغرهم مولدا
أبو عبيد: عالنى الشئ يعولوني: غلبنى وثقل عليّ. ويقال لاتُعلنى "أي لاتغلبني?قال وأنشد الأصمعي قول النمر بن تولب: وأحْبِبْ حبيبك حُبّا رويدا فليس يعولك أن تَصْرما قال: ومنه قول ابن مقيل: عيل ماهو عائله أي غلب ماهو غالبه. وقال أبو طالب: يكون عِيل صَبْرُه أي غُلب. ويكون رُفع وغيِّر عما كان عليه، من قولهم: عالت الفريضة إذا ارتفعت. أبو عبيد عن الأصمعي: عال الميزان إذا مال، مأخوذ من الجور. وقال أبو طالب بن عبدد المطلب: بميزان قِسط لايُغلّ شـعـيرة له شاهد من نفسه غيرُ عائل وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم: وابدأ بمن تعول فإن الأصمعي قال: عال الرجل عياله يعولهم إذا كفاهم معاشهم. وقال غيره: عال عياله إذا قاتهم. والعَوْل: القَوْت. وأنشد: كما خامرت في جفنها أمُّ عامـر لَدَى الحَبْل حتى عال أوس عيالها هكذا أنشده ابن الأعرابي. وقال: أمُّ عامر هي الضبع، أي بقي جراؤها ولاكاسب لهن فجعلن يتعبن مابقي من الذئب وغيره، فيأكلنه. قال: والحبل حبل الرمل. "قال أبو عبيدة: الضبع إذا هلكت قام الذئب بشأن جرائها. وأنشدد فيه هذا البيت: والذئب يغذو بنات الذيخ نـافـلة بل يحسب الذئب أن النجل للذيب يقول: لكثرة مابين الضباع والذئاب من السقاد يظن الذئب أن اولاد الضبع أولاده". وقال الليث: العَوْل: قَوْت العيال. قال: وواحد العيال عَيَّل. يقال: عندده كذا وكذا عيِّلا أي كذا وكذا نَفْسا من العيال. قال: وأعال الرجل إذا كثر عياله. وأمّا قولهم: ويله وعَوْله فإن أبا عمرو قال: العَوْل والعويل البكاء. وأنشد: أبلغ أمير المؤمنين رسـالة شكوى إليك مطلة وعويلا وقال الأصمعي: العَوْل والعَوِيل: الاستغاثة. ومنه قولهم مُعَوَّلى على فلان أي اتكالى عليه واستغاثتي به. وقال أبو طالب: النصب في قولهم: ويله وعَوْله على الدعاء. والذّم كما يقال ويلاله وترابا له. وقال شمر: العَوِيل: الصياح والبكاء. قال: وأعول إعوالا وعَوَّل تعويلا إذا صاح وبكى. ومنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم: المعوَّل عليه يعذَّب. وقال امرؤ القيس: فهل عندد رسم دارس من معوّل أي من مَبْكى. وقيل من مستغاث وقيل من مَحْمِل ومعتمد. وأنشد: عوِّل على خاليك نعم المعول ويقال: عوَّلنا إلى فلان في حاجتنا، فوجددناه نعم المعوَّل، أي فزعنا إليه حين أعوزنا كلُّ شئ قال: والعَويل يكون صوتا من غير بكاء. ومنه قول أبي زُبيد: للصدر منه عويل فيه حشرجة أي زئير كأنة يشتكى صدره. أبو عبيد عن أبي زيد: أعال الرجلُ وأعْول إذا حَرَص. وأعولت عليه أي أدَلْلت عليه. وقال أبو سعيد: عوِّلْ عليه أي استعن به. قال ويقال: فلان عِوَلى من الناس أي عُدَّتى ومَحْمِلى وقال تأبط شرا: لكنما عِوَلى إن كنت ذا عـول على كريم بنصب المجد سبَّاق ويقال: أمر عالٍ وعائل أي متفاقم، على القَلْب. وقال الأصمعي في قول الهُذلي: فازدرت مُزدار الكريم المعول قال: هو من أعال وأعول إذا حَرَص، ورجل مُعْول أي حريص والمعول الذي يحمل عليك بدالَّة. وأما قول الكميت: وما أنا في ائتلاف بنى نزار بملبوس على ولامَعُـول فمعناه أني لست بمغلوب الرأي من عيل أي غلب. وقال الأصمعي: يقال عوَّل الرجل عالة هي شبه الظلة يسويها الرجل من الشجر، يستتر بها من المطر. وقال الهذلي: الطعن شعشعة والضـرب هَـيْقـعة ضرب المَعُوّل تحت الديمة العَضَدددا وقال الليث: المِعْول: حديدة ينقر بها الجبال. وجمعه معاول. وقال أبو زيد: أعيل الرجل فهو مُعْيِل، وأعول فهو مُعْوِل إذا حَرَص. النضر عن يونس: لايَعُول على القصد أحد أي لايحتاج، ولايعيل مثله. عيل أبو عبيدد عن الأصمعي: عال الرجل يعيل عيلة "وعالة?إذا افتقر. ويقال ترك يتامى عَيْلى، أي فقراء. وواحد العيال عيّل ويجمع عيائل "والعيّل يقع على الواحد والجميع، أنشد ابن الأعرابي: إليك أشكو عَرْق دهر ذي خبْل وعيّلا شعثا صعاراً كالحجل فجعله جماعة. وفي حديث أبي هريرة. ينقله إلى عشرة عيل، ولم يقل: عيائل".
وقال الأحمر: عالنى الشئ يعيلنى عيلا ومَعِيلا إذا أعجزك. قال: وقال أبو زيد، عِلِت الضالة أعيل عيلانا إذا لم تَدْر أي جهة تبغيها: وجاء في الحدديث ماعال مقتصد، ولايعيل، أي ماافتقر. وقال الأصمعي: عال يعيل "وتعيَّل يتعيّل?إذا تبخر في مشيته. وأنشد: كالمرزباني عيَّال بآصال أي متبختر "ابن الأنباري: عال الرجل في الأرض يعيل فيها إذا ضرب فيها، وأعال الذئب يُعيل إعالة إذا التمس شيئاً?ويقال عيّل فلان دابّته إذا أهملها وسيبَّها، وأنشد: وإذا يقوم به الحسير يعيَّل أي يسيَّب. ثعلب عن ابن الأعرابي: العُيُل العَيْلة. والعُيُل جمع العائل وهو الفقير. والعُيُل جمع العائل وهو المتكبر. والمتبختر أيضاً. وقال يونس طالت عيلتي إياك أي طالما عُليك "وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن من البيان سححرا، وإن من العلم جهلا، وإن من الشعر حكما وإن من القول عَيْلا. قيل في قوله عيلا: عَرْضك حديثك وكلامك عَلَى من لايريده وليس من شأنه". ولع أبو عبيد عن الكسائي. الوَلُوع من أولعت. وكذلك الوَزُوع من أُوزعت. قلت: وهما اسمان أقيما مقام المصدر الحقيقيّ. وقال الليث: أُولع فلان بكذا وَلُوعا وإيلاعا إذا لجّ. قال ويقال: وَلِع يَوْلَع وَلَعا فهو وَلِع ووَلُوع ولاعة. قال: والوَلَع: نفس الوَلُوع. "ووَلِع بفلان: لجّ في أمره وحرص عَلَى إيذائه". وأخبرني المنذريّ عن ثعلب عن سلمة عن الفراء: وَلِعت بالكذب تَلَع وَلْعا. وروى أبو عبيدد عن الأصمعي والأحمر: وَلَع يَلَع وَلْعا ووَلَعانا إذا كذب. وأنشد: وهنّ من الإخلاف والوَلعان وقال كعب: لكنها خُلَّة قد سيط من دمها فجع ووَلْع وإخلاف وتبديل وقال ذو الإصبع العُدْواني: إلاّ بأن تكذبا عَلَـىّ ولا أملك أن تكذبا وأن تَلَعا "وقال اللحياني: يقال: وَلَع يَلَع إذا استخف، وأنشد: فتراهن عَلَى مُـهْـلـتـه يختلن الأرض والشاة يَلَعْ أي يستخف عَدْوا، وذكَّر الشاة. قال المازني في قوله: "والشاة يلع?أي لايُحد في العدو، كأنه يعلب. قلت: هو من قولهم: وَلَع يَلَع إذا كذب، كأنه كذب في عَدْوه ولم يجدَّ". ابن السكيت: رجل وُلَعة: يُولع بما لايعنيه، وهُلَعة: يجوع سريعاً. ويقال وَلَع فلاناً والع، وَوَلَعته والعة واتلَعته والعة، أي خفي على أمْره، فلا أدرى أححيّ أم ميت. ويقال: فقدنا فلاناً فما ندرى ما وَلَعه أي ماحبسه. وقد وَلَع فلان بحقيّ وَلْعا أي ذهب به. وقال ابن الأعرابي وغيره: الوَلِيع: الطلع مادام في قيقائه، كأنه نظم اللؤلؤ في شدة بياضه. والواحدة وليعة وأنشد: وتبسم عن نيّر كالـولـيع تُشقَّقُ عنه الرقاة الجُفُوفا وقال الليث: المولع الذي أصابه لُمِع من بَرَص في جسده أي بَرَّصه. وأنشد: كأنه في الجلذ توليع البَهَقْ قلت: التوليع: التلميع من البرص وغيره وقال أبو ذؤيب: ?بالطرتين مولَّع وقال أبو عبيددة: فرس مولَّع؛ وهو الذي في "بياض بلقه استطالةٌ وتفرقةٌ. وقال عرّام: يقال: بفلان من حبّ فلانة الأولع والأولق؛ وهو شبه الجنون. وابتلعت فلانة قلبي وفلان موتلع القلب، وموتله القلب، ومتَّله القلب ومنتزع القلب بمعنى واحد. وعل الليث: الوَعِل وجمعه الأوعال: وهي الشاء الجبليَّة. وقد استوعلت في الجبال ويقال: وَعِل، ووَعْل. قال: ولغة للعرب: وُعِل بضم الواو وكسر العين من غير أن يكون ذلك مطردا، لأنه لم يجئ في كلامهم فعل اسماً إلاّ ددُئل. وهو شاذ. قال والوَعْل-خفيف-بمنزلة بُد؛ كقولك: مابُدّ من ذلك ولا وَعْل "هذا كله عن الليث". قلت: الوَعْل-خفيف-: الملجأ: يقال: ماوجد وَعْلا يَلجأ إليه أي موئلا يئل إليه، وأما الوُعل فما سمعته لغير الليث. ويقال استوعلت الأوعالُ إذا ذهبت في قُلَل الجبال وقال ذو الرمة: ولو كلمت مستوعلا في عَمَاية تصبّاه من أعلى عمايةَ قِيلُها يعنى وَعِلاً مستوعلا في قلَّة عماية وهو جبل. وقال الفراء: أمالك من هذا الأمر وَعْل، ومالك منه وَغْل أي ملجأ. وقال غيره هما بمعنى "ماله منه?بدّ. وقال ذو الرمة: حتى إذا لم يجد وَعْلا ونجنجها مخافة الرمى حتى كلها هيم
ويقال لأشراف الناس الوُعول، ولأراذلهم التُحوت. وفي الحديث من أشراط الساعة أن يظهر أو يعلو التحوت، ويسفل الوعول "يعنى?الأشراف. "قال النضر: المستوعَل: الحِرْز الذي يتحرز به الوعل في رأس الجبل. قال: ولذلك سمى الوعل وعلا. والجميع المستوعلات. وكذلك المستوأل بهمزة وهو المكان الذي يستوئل إليه أي يأوى إليه، ومنه أخذ الموئل. ومكانه الذي يوفيه المشترف والجميع المشترفات يعلو العلوّ لئلا يُخْتَلّ". ثعلب عن ابن الأعرابي: يقال لعُرْوة القميص الوَعْلة ولزرّه الزير. عان يقال امرأة متعاونة إذا اعتدل خَلْقها فلم يبدُ حجمها، وبرذون متعاون ومتدارك ومتلاحك إذا لِححقت قوّته وسِنّه. وقال الليث: كل شئ أعانك فهو عَوْن لك؛ كالصوم عَوْنٌ على العبادة والجميع الأعوان. قال: وتقول: أعنته إعانة، واستعنته، واستعنت به، وعاونته. وقد تعاوّنا أي أعان بعضنا بعضا. والمَعُونة: مَفْعُلة في قياس من جعلها من العَوْن. وقال ناس: هي فَعُولة من الماعون، والماعون فاعول. وقال غيره من النحويين: المَعُونة مَفْعُلة من العَوْن، مثل المَغُوثة من الغوث، والمَضُوفة من أضاف إذا أشفق، والمشورة من أشار يشير. ومن العرب من يحذف الهاء فيقول: مَعُون وهو شاذّ؛ لأنه ليس في كلام العرب مَفْعُل بغير هاء. ورَوَى الفراء عن الكسائيّ أنه قال: لايأتي في المذكر مَفْعُل بضم العين إلا حرفان جاءا نادرين لايقاس عليهما وأنشد: بثين الزمى لا أن إن لزمتـه على كثرة الواشين أيُّ معون وقال آخر: ليوم هيجا أو فَعال مَكْرُم وقال الفراء: مَعُون جمع معونة، ومْكرم جمع مكرمة. وقال الله جل وعز: (لافارض ولا بكر عوان بين ذلك) قال الفراء: انقطع الكلام عند قوله "ولابكر?ثم استأنف فقال "عوان بين ذلك?قال: والعوان يقال منها قد عوَّنَتْ. وقال أبو عبيد: العَوَان من النساء: الثيّب. وجمعها عُون. وقال أبو زيد عانت البقرة تَعُون عُوُوُناً إذا صارت عَوانا. وأخبرني المنذري عن أبي الهيثم قال: العَوَان: النَصف التي بين الفارض وهي المسنّة وبين البكر وهي الصغيرة. قال: ويقال: فرس عَوَان وخيل عُون على فُعْل. والأصل عُوَن؛ فكرهوا إلقاء ضمة على الواو فسكَّنوها. وكذلك يقال رجل جواد وقوم جُود. وقال زهير: نَحُلَّ سهولها فإذا فزِعـنـا جَرَى منهن بالآصال عونُ فزِعنا: أغثنا مستغيثاً. يقول: إذا أغثنا ركبنا خيلا. قال: ومن زعم أن العُون ههنا جمع العانة فقد أبطل. وأراد أنهم شجعان، فإذا استغيث بهم ركبوا الخيل وأغاثوا. وقال أبو زيد: بقرة عوان: بين المِسنَّة والشابَّة. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: العَوَان من الحيوان: السنّ بين السنّين، لاصغير ولا كبير. وامرأة عَوَان: ثيب. وحرب عوان: كان قبلها حرب. أبو عبيدد: العانة: الجماعة من حُمُر الوحش وقال غيره: تجمع عُوناً وعانات. وقال الليث: عانات: موضع بالجزيرة تنسب إليه الخَمُر العانيَّة. قال: وعانة الرجل إسبه من الشعر النابت على فرجه وتصغيرها عُوَيْنة. وقال أبو الهيثم: العانة منبِت الشعر فوق القُبُل من المرأة، وفوق الذكر من الرجل، والشعر النابت عليها يقال له الشِعْرة والإسب. قلت: وهذا هو الصواب لاماقاله الليث. ثعلب عن ابن الأعرابي: استعان الرجل إذا حلق عانته وأنشد: مثل البُرام غدا في أصدة خَلَـق لم يستعن وحوامي الموت تغشاه البُرام: القراد. لم يستعن أي لم يحلق عانته وحوامي الموت حوائمه فقلبه. وهي أسباب الموت. اللحياني: يقال: فلان على عانة بكر بن وائل أي على جماعتهم "وحرسهم?أي هو قائم بأمرهم. الليث: رجل مِعوان: حسن المعونة. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: العَوَانة النخلة الطويلة، وبها سمى الرجل، وهي المنفردة ويقال لها: القِرْواح والعُلْبة. قال: والعَوَانة أيضاً: دودة تخرج من الرمل فتدور أشواطاً كثيرة. وقال الأصمعي: العَوَانة: ددابَّة دون القنفذ تكون في وسط الرملة اليتيمة-وهي المنفردة من الرَمَلات-فتظهر أحياناً، وتدور كأنها تطحن ثم تغوص. قال: ويقال لهذه الدابة: الطُّحَن. قال: وبالعوانة الدابة سمى الرجل. عمرو عن أبيه قال: العَوِين: الأعوان. قال الفراء: ومثله طَسِيس جمع طَسّ.
ثعلب عن ابن الأعرابي التعوين كثرة بَوْك الحمار لعانته والتوعين السِمن. وعن قال أبو عبيد عن أبي زيد: إذا بلغت الناقة أقصى غاية السِمن قيل توعّنت فهي متوعنة وهي نَهِيّة مثلها. "عمرو?عن أبيه قال قرية النمل إذا خربت فانثقل النمل إلى غيرها وبقيت آثارها فهي الوِعَان واحدها وَعْن. وقال ابن الأعرابي مثله، إلاّ أنه قال: وَعْنة. وقال الليث الوَعْنة جمعها الوِعان. بياض تراه على الأرض تعلم به أنه وادى النمل لايُنبت شيئاً. وأنشد: ?كالوِعان رسومها قال والغنم إذا سمِنت أيام الربيع فقد توَّعنت. وقال ابن دريد: الوِعان: خطوط في الجبال شبيهة بالشئون. عان يقال عان الرجل فلانا يعينه عَيْنا إذا ما أصابه بالعين، فهو عائن، والمصاب بالعين معين. ومن العرب من يقول: مَيْعون. وأنشدني غير واحد: قد كان قومك يحسبونك سيدا وإخال أنك سيّد مَـعْـيون وتعيِّن الرجلُ إذا تشوَّه وتأنىّ ليصيب شيأ بعينه. ورجل عَيُون إذا كان نَجِئَ العين. ويقال: عيَّنت فلانا أي أخبرته بمساويه في وجهه. ويقال: بعثنا عَيْنا أي طليعة، يعتان لنا أي يأتينا بالخبر. والاعتيان: الارتياد. ويقال ذهب فلان فاعتان لنا منزلا مُكْلئا أي ارتاد لنا منزلا ذا كلأ. والعِينة: خيار الشئ وجمعها عِيَن. وقال الراجز: فاعتان منها عِينة فاختارها حتى اشترى بعينه خيارها "ابن الأنباريّ في قوله تعالى: (واصنع الفلك بأعيننا) قال أصحاب النقل والأخذ بالأثر: الأعين يريد به العين. قال: وعَيْن الله لاتفسَّر بأكثر من ظاهرها، ولايسع أحدا أن يقول: كيف هي أو ماصفتها. قال: وقال بعض المفسرين. بأعيننا: بإبصارنا إليك. وقال غيره: بإشفاقنا عليك. واحتجّ بقوله: (ولتصنع على عيني) أي لتغذَّى بإشفاقي. تقول العرب: على عيني قصدت زيدا يريدون الإشفاق". عمرو عن أبيه قال: اللُّومة: السِنّة التي تُحرث بها الأرض. فإذا كانت على الفَدَان فهي العِيان وجمعها عُيُن لاغير. "وقول عمر بن أبي ربيعة: ونفسك لم عينين جئت الذي تـرى وطاوعت أمر الغيّ إذ أنت سادر قال: قال الزبير: عينين: معاينة. وقال أبو العباس: عينين جعله بدلا من النفس". أبو عبيد: حضرت حتى عِنْت وأعْينت بلغت العيون. ابن السكيت: يقال قِدم فلان من رأس عَيْن، ولاتقل: من رأس العين. ويقال: ما بالدار عين ولاعائنة أي أحدٌ. الفراء: لقيته أوّل عَيْن أي أوَّل شئ. وأبو عبيد عن الكسائي مثله. وقال أبو زيد لقيته أول عائنة مثله. وقال الفراء: مابها عائن وما بها عَيَن بنصب الياء. والعَيَنُ: أهل الدار. وقال اللحياني: إنه لأعْين إذا كان ضخم العين واسعها والأنثى عيناء. والجميع منها عِين قال الله تعالى: (وحورٌ عين) ولقد عَيِنَ يَعْيَنُ عَيَنَا وعِينةً حسنة. ونعجة عيناء إذا اسودت عينتها، وابيض سائر جسدها قال وعِينتها: موضِع المَحْجِر من الإنسان، وهو ماحول العين. وحفر الحافر فأعْيَن وأعان أي بلغ العُيون. ورأيت فلانا عِيانا أي مواجهة. ويقال: طلعت العين وغابت العين، أي الشمس. وفي الححديث: إن أعيان بني الأمّ يتوارثون دون بني العَلاّت. وأخبرني المنذري عن أححمد بن يحيى أنه قال: الأعيان: ولدد الرجل من امرأة واحدة، والأقْران: بنو أمّ من رجال شتّى، وبنو العَلاّت: بنو الرجل من أمهات شتى، ومعنى الحديث أن الإخوة للأب وللأم يتوارثون، دون الأخوة للأب. ابن الأعرابي: يقال: أصابته من الله عَيْن. قال: وقال عمر لرجل ضربه رجل بحقّ: أصابتك عين من عيون الله. وأنشد: فما الناس أردوه ولكن أقـاده يد الله والمستنصر الله غالب ويقال: هذه دراهمك بأعيانها "وهي أعيان دراهمك?ولايقال فيها أعْين ولاعيون وكذلك يقال هؤلاء إخوتك بأعيانهم، ولايقال: أعين وعيون. ويقال: غارت عِيْن الماء، وتجمع عيونا.
ويقال: عيَّن التاجر يُعيّن تعيينا وعينة قبيححة، وهي الاسم. وذلك إذا باع من رجل سلعة بثمن معلوم إلى أجل مسمى ثم اشتراها منه بأقلّ من الثمن الذي باعه به. وقد كرِه العِينَة أكثر الفقهاء. ورُوى النهى فيها عن عائشة وابن عباس. فإن اشترى التاجر بحضرة طالب العِينة سِلْعة من آخر بثمن معلوم، وقبضها، ثم باعها من طالب العينة بثمن أكثر مما اشتراه إلى أجل مسمّى ثم باعها المشترى من البائع الأول بالنقد بأقل الثمن الذي اشتراها به فهذه أيضاً عِينة. وهي أهون من الأولى. وأكثر الفقهاء على إجازتها، على كراهة من بعضهم لها. وجملة القول فيها أنها إذا تعرّت من شرط يفسدها فهي جائزة. وان اشتراها المتعيّن بشرط أن يبيعها من بائعها الأول فالبيع فاسد عند جميعهم وسميّت عِينة لحصول النقد لطالب العِينة. وذلك أن العينة اشتقاقها من العَيْن وهو النقد الحاضر يحصل له من فوره.
وقال الراجز:
وعَيْنه كالكالئ الضِّمَارِ
يريد بعينه حاضر عطيته. يقول فهو كالضِّمار، وهو الغائب الذي لايُرجى.
والعَيْن: عين الرُكْبَة وهي نُقْرة الرُكْبة.
وقال الأصمعي: العَيْن: المطر يدوم خمسة أيام أو أكثر لايُقلع. والعين: ماعن يمين قِبلة أهل العراق.
وكانت العرب تقول: إذا نشأت السحابة من قِبَل العَيْن فإنها لاتكاد تُخِلف، أي من قِبَل قِبْلة أهل العراق.
الحراني عن ابن السكيت قال: العين: "التي?يبصر بها الناظر. والعين: أن يصيب الإنسان بعين. والعين: الذي ينظر للقوم. وعينُ المتاع: خياره. وعين الشئ: نفسه.
ويقال: لاأقبل إلاّ درهمى بعينه. والعينُ عين الرُكبِة "والعين": التي يخرج منها الماء. والعين: الدنانير. والعين: مطر أيام لايُقلع. والعين: ماعَنْ يمين قبلة أهل العراق.
ويقال: في الميزان عَيْن إذا رجحت إحدى كِفتَّيه على الأخرى. والعين عين الشمس. قال والعين: أهل الدار.
وأنشد:
تشرب مافي وَطْبها قبل العَيَن
والعين: النَقْد. يقال: اشتريت العبد بالدَيْن أو بالعَيْن. وعين القوس: التي يقع فيها البندق. والعين اليَنبوع الذي ينبع من الأرض ويجرى. وعين الركيَّة: منبعها.
وقال أبو الهيثم: العرب تقول: في هذا الميزان عَيْن أي في لسانه مَيَل قليل. ويقولون: هذا دينارٌ عَيْن إذا كان ميّالا أرجح بمقدار ما يميل به لسان الميزان.
قال وعين سبعة دنانير نصف دانق.
أبو سعيد عين مَعْيونة: لها مادّة من الماء وقال الطرماح:
ثم آلـت وهـي مَـعْـــيونة من بطئ الضَهْل نَكْز المهامى
أراد أنها طَمَتْ ثم آلت أي رجعت.
ويقال للرجل يُظهر لك من نفسه مالايفي به إذا غاب: وهو عَبْدُ عَيْنٍ، وهو صديق عَيْن. وعان الماءُ يعين إذا سال. والعِيَان: حَلْقة السِّنَّة وجمعه عُيُن.
وقال الليث: يقال إن فلانا لكريمٌ عينُ الكرم.
ويقال في مثل: لاأطلب أثراً بعد عين أي بعد المعاينة. وأصله أن رجلا رأى قاتل أخيه فلما أراد قتله قال: أفتدى بمائة ناقة. فقال: لست أطلب أثراً بعد عين وقتله.
وقوله:
حبشيّا له ثمانون عـينـا بين عينيه قد يسوق إفالا
أرادد عبداً حبشياً له ثمانون ديناراً بين عينيه "يعنى?بين عينى رأسه. والعين: الذي تبعثه يتجسس الأخبار، تسميه العرب ذا العِيَنْتَين وذا العُيَنْتَيَن وذا العُوَينتين كله بمعنى واحد.
قال الليث: والعِينة: السَلَف. وقد تعيّن منه عِينة، وعينَّة التاجر. والعِين: بقر الوحش وهؤلاء أعيان قومهم أي أشرافهم والماء المِعين: الظاهر الذي تراه العيون. وثوب مُعَيَّر: يُرى في وشيه ترابيع صغار تشبه عُيُون الوحش.
وقال الأصمعي: عينَّت القربة إذا صببت فيها ماء ليخرج من مخارزها وهي حديدة فتنسدّ وسرَّبتها كذلك.
وقال الفراء: التعيّن أن يكون في الجلد دوائر رقيقة.
وقال القطامى:
ولكن الأديمِ إذا تَـفَـرّى بِلاً وتعيُّناً غلب الصَنَاعا
وقال ابن الأعرابي: تعيّنت أخفاف الإبل إذا نقبت مثل تعيّن القربة. وتعينتُ الشخص تعيُّنا إذا رأيته. وسقاء عَيِّن إذا رَقّ فلم يُمسك الماء. ويقال: عيَّن فلان الحرب بيننا تعييناً إذا أدارها وعينة الحرب مادّتها.
وقال ابن مقبل:
لاتُحلب الحربُ منى بعد عِينتها إلا عُلالة سِيد مـارد سَـدِم
أبو عمرو: ماعيّن فلان لي شيئاً، أي لم يدلّنى على شئ. وقال الأصمعي: الكُوفة مَعَان منا أي منزل ومَعْلم. ورأيته بعائنة العدوّ، أي بحيث تراه عيون العدوّ، وما رأيت ثمّ عائنة أي إنساناً. ورجل عَيِّن أي سريع البكاء، ولقيته عَيْن عُنَّةٍ أي مواجهة وعَيْنَين: جبل بأُحد. وبالبحرين قرية تعرف بعينين، وإليها ينسب خُلَيد عينين وقدد دخلتها أنا وعان الماء يعين إذا سال. عنا قال الله جل وعز: (وعنت الوجوه للحي القيوم). قال الفراء: "عنت الوجوه": نصبت له وعملت له. وذكر أيضاً أنه وَضْع المسلم يديه وجبهته وركبتيه إذا سجد وركع. وهو في معنى العربية أن يقول الرجل: عَنَوت لك. خضعت لك وأطعتك. قال: ويقال للأض: لم تعنُ بشئ أي لم تُنبت شيئا. ويقال: لك تَعْنِ بشئ، والمعنى واحد؛ كما يقال حَثَوت عليه التراب وحَثَيت. قال وقولهم: أخذت الشئ عَنْوة يكون غلبة، ويكون عن تسليم وطاعة ممن يؤخذ منه الشئ. وأنشد الفراء: فما أخذوها عَنْـوة عـن مـودّة ولكنّ ضرب المشرفيّ استقالها فهذا على معنى التسليم والطاعة بلاقتال. وقال الأخفش في قوله: "وعنت الوجوه": استأسرت. قال: والعانى: الأسير. وقال أبو الهيثم: العانى: الخاضع، والعانى: الأسير. والعانى: العبد. والعانى: السائل من ماء أو أددم. يقال: عنت القِربة تعنو إذا سال ماؤها. وقال المتنخِّل الهذلي: تعنو بمخروت له ناضـحٌ ذو رَيِّق يغذو وذو سَلسَل قال شمر: تعنو بمخروت أي تسيل بمخروت أي من شَقٍ مخروت، والخَرْت: الشَقُ في الشفة والمخروت المشقوق. ورواه: ذو شَلْشَل بالشين معجمة معناه: ذو قَطَران من الواشل وهو القاطر". أبو عبيد عن الكسائي: عنوت الشئ: أخرجته. وأنشد: ولم يبق بالخلصاء مما عَنَتْ به أي أخرَجْته. وقال أبو الهيثم: العَنَاء: الحبس في شدة وذل. يقال: عَنَا الرجلُ يعنو عُنُوَّا وعَنَاء إذا ذَلَّ لك واستأثر. قال: وعنّيته أُعينه تعنية إذا أسرته فحبسته مضيِّقا عليه. ورُوى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: اتقوا الله في النساء فإنهن عوانٍ عنكم، أي كالأسرى. قال: وأخذته عَنْوة أي قسْراً قهراً. وفتحت هذه البلدة عَنْوة أي فتحت بالقتال، قوتل أهلها حتى غُلبوا عليها. وفُتحت البلدة الأخرى صلحاً: لم يُغلبوا ولكن صولحوا على خَرْج يُؤدّونه: وقال أبو عبيد في قوله: فإنهن عندكم عوانٍ: واحدة العوانى عانية وهي الأسيرة يقول: إنما هن عندكم بمنزلة الأسرى. ورجل عانٍ وقوم عُناة: ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: عُودوا المرضى، وفُكوا العانى. يعنى الأسير. قال: ولا أراه مأخوذاً إلا من الذل والخضوع. وكل من ذل واستكان فقد خضع وعنا. والاسم منه العَنْوة. وقال القطامى: ونأت بحاجتنا ورُبَّـت عَـنـوة لك من مواعدها التي لم تصدق وأخذت البلاد عَنوة أي بالقهر والإذلال. شمر عن ابن الأعرابي: هذا يعنو هذا أي يأتيه فيشمَّه. والهموم تعانى فلاناً أي تأتيه. وأنشد: وإذا تعانيني الهمومُ قريُتـهـا سُرُح اليدين تُخالس الخَطَرانا وقال الليث: يقال للأسير: عنا يعنو، وعَنَىِ يَعْنى. قال: وإذا قلت أعْنوه فمعناه أبقوه في الإسار. قال: وعُنْوان الكتاب مشتق-فيما ذكروا-من المَعْنى. وفيه لغات: عنونت وعنيَّت، وعنَّنْت. وقال الأخفش: عَنَوْت الكتاب واعْنُهُ. وأنشد يونس: فطِنِ الكتاب إذا أردت جوابـه واعُن الكتاب لكى يُسَرّو يُكْتما عنى ثعلب عن ابن الأعرابي قال عَنِيت بأمره عنايه: وعُنِيَّا، وعنا في أمره سواء في المعنى ومنه قولهم: إياك أعنى واسمعى ياجارهْ "وتقول عنيتك بكذا وكذا عِنيّا، والعَناء الاسم?ويقال عَنَيت وتعنّيت كل يقال. شمر عن ابن الأعرابي يقال: عنا عليه الأمر أي شقّ عليه. وأنشد قول مزرِّد: وشقّ على امرئ وعنا عليه تكاليف الذي لن يستطيعا ويقال: عُنى بالشئ فهو مَعْنى به، وأعنيته وعنيَّته بمعنى واحد. وأنشد: ولم أخْلُ في قَفْر ولم أُوفِ مَرْبأ يَفاعا ولم أُعن المِطيّ النواجيا قال: وعنيّته: حبسته حبساً طويلا، وكل حبس طويل "فهو?تعنية. ومنه قول عُقْبة: قطعت الدهر كالسَدِم المعنّى تُهَدِّرُ في دمشق وما تريم ويقال: لقيت من فلان عَنْية وعَنَاء أي تَعَبا. أبو عبيد عن الفراء: ما يَعْنَى فيه الأكلُ أي ما ينجع. وقد عَنَى أي نجع، هكذا رُوِى لنا عن أبي عبيد عَنَى يَعْنَى. ورواه ثعلب عن سَلَمة عن الفراء: شرب اللبن شهراً فلم يَعْن فيه كقولك: لم يُغنِ عنه شيئاً وقد عَنِى يَعْنى عُنِيّاً-بكسر النون-من عَنِى. قلت: والصواب مارواه أبو العباس، وهو قياس كلام العرب. ومن أمثالهم عنِيَّتُه تشفى الجرب يضرب مثلا للرجل الجيد الرأي. وأصل العنِيَّة-فيما روى أبو عبيد عن الأصمعي-أبوال الإبل يؤخذ معها أخلاط فتُخلط، ثم تُحبس زماناً في الشمس، ثم يُعالج بها الإبل الجَرْبَى، سُمِّيت عَنِيَّة من التعنية وهو الحبس ونحو ذلك قال أبو عمرو. أبو العباس عن ابن الأعرابي: عنا يعنو إذا أخذ الشئ قهراً، وعنا يعنو عَنْوة فيهما إذا أخذ الشئ صلحاً بإكرام ورفق. وقال الليث: عنانى هذا الأمر يَعْنيني عناية فأنا معنى به، وقد اعتنيت بأمره. قال: ومعنى كل شئ محنته وحاله التي يصير إليها أمره. وأخبرني المنذري عن أحمد بن يحيى قال: المَعْنى والتفسير والتأويل واحد. وقال الليث: المَعَنَّى كان أهل الجاهلية إذا بلغت إبل الرجل مائة عمدوا إلى البعير الذي أمْات به إبله فأغلقوا ظهره لئلا يركب ولاينتفع بظهره؛ ليعلم أن صاحبها مُمءٍ وإغلاق ظهره أن يُنزع منه سَنَاسنُ من فقرته ويعقر سنامه. وقال في قول الفرزدق: غلبتك بالمفقئّ والمعنِّـى وبيتِ المحتبى والخافقاتِ قال أراد بالمفقئ بيته: فلست ولو فقَّأت عينيك واحدا أبالك إذ عُدَّ المساعى كدارم وأراد بالمعنِّى قوله: تَعَنَّى يا جرير لغـير شـئ وقد ذهب القصائدد للرواة فكيف تردّ ما بُعمان منهـا وما بجبال مصر مشهرَّات وأراد بالمجتبى قوله: بيت زرارة محتبٍ بـفـنـائه ومجاشع وأبو الفوارس نهشل لايحتبى بفناء بيتك مثـلُـهـم أبدا إذا عُدّ الفَعَال الأفضـل وأرادد بالخافقات قوله: وأين يُقَضّى المالكان أمورها بحقّ وأين الخافقات اللوامع أخذنا بآفاق السماء علـيكـم لنا قمراها والنجوم الطوالع "ابن الأعرابي: في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لرجل: لقدد عَنِى الله بك؛؛ قال: معنى العناية ههنا الحفظ، أي لقد حفظ الله ددينك وأمرك حتى خلَّصك وحفظه عليك وقال: عُنيت بأمرك فأنا معنِىّ، وعَنِيت فأنا عانٍ وعنٍ". شمر عن ابن الأعرابي: الأعناء: النواحي واحدها عَناً، كما ترى وهي الأعنان أيضاً. وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن الإبل، فقال: أعنان الشياطين، أراد أنها مثلها: كأنه أراد أنها من نواحي الشياطين. وقال اللحياني: يقال: فيها أعناء من الناس، وأعراء، واحدها عِنْو وعِرْو، أي جماعات. وقال الأصمعي: أعناء الشئ: جوانبه، واحدها عِنْو. وقال الفراء: يقال هو معنىٌّ بأمره وعانٍ بأمره وَعَنٍ بأمره بمعنى واحد. وقال ابن السكيت عن الكسائي: يقال: لم تَعْنِ بلادنا بشئ أي لم تُنبت شيئاً ولم تَعْنُ بشئ أي لم تنبْت-يسكنون العين فيها-شيئا. وقال الأصمعي: سألته فلم يَعْنُ لي بشئ، كقولك لم يَنْد لي بشئ، ولم يبضّ لي بشئ، وقد عنا النبت يعنو إذا ظهر، وأعناءهُ المطر إعناء، وعنا الماء إذا سال، ودم عانٍ سائل، وعَنَوت الشئ: أخرجته. وقال أبو سعيد: عَنَيت فلاناً عَنْيا أي قصدته ومن تَعْنى بقولك؟ أي من تقصد؟ وعنانى أمرك أي قصدنى وفلان تَتعنَّاه الحُمَّى أي تتعهدَّه، ولاتقال هذه اللفظة في غير الحُمَّى. "وروى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى أتاه جبريل فقال: باسم الله أرقيك من كل داء يعنيك، من شرّ حاسد إذا حسد، ومن شر كل ذي عين. قلت: قوله: يعنيك أي يشغلك. تقول: هذا الأمر لايعنيني أي لايشغلني. وقيل: يعنيك أي يقصدك كما قال أبو سعيد. والمعنيان متقاربان".
أبو حاتم عن الأصمعي: عُنى فلان بالأمر فهو مَعْنىّ به. ويقال: لتُعْنَ بحاجتى. ويقال عَنِيت في الأمر إذا تعنيت فيه، فأنا أعْنى وأنا عَنٍ. وإذا سألت قلت كيف من تُعْنى بأمره مضموم؛ لأن الأمر عناه ولايقال كيف من تَعْنَى بأمره. وقال الليث المعاناة: المقاساة: وروى أبو سعيد عن ابن الأعرابي: المعاناة: المداراة. وقال الأخطل: فإن أك قد عانيت قومى وهبتهم فهلهل وأوّل عن نُعَيم بن اخثما هلهل: تأن وانتظر. وأنشد ابن الأنباري في قولهم عناني الشئ أي شغلني: عنانى عنك والأنصاب حَرْب كأن صُلاتها الأبطال هَـيِم أي شغلني. وقال آخر: لاتلمنى على البكاء خليلي إنه ماعاناك ماقد عنانى وقال آخر: إن الفتى ليس يُقيمه ويقمعه إلا تكلُّفه ماليس يعـنـيه تفسير مِنْ وعن قال المبرد: مِنْ وإلى وربَّ وفي والكاف الزائدة والباء الزائدة "واللام الزائدة?هي حروف الإضافة التي يضاف بها الأسماء والأفعال إلى مابعدها. قال: وأما ماوضعه النحويون؛ نحو على وعن وقبل وبعد وبين وماكان مثل ذلك فإنما هي أسماء. يقال: جئت من عندده، ومن عليه، ومن عن يساره، ومن عن يمينه قال القطامى: من عَنْ يمين الحُبَبَّا نظرةٌ قَبَل وممَّا يقع الفرق فيه بين من وعن أن من يضاف بها ما قرُب من الأسماء، وعن يوصل بها ماتراخى؛ كقولك: سمعت من فلان حديثاً، وحدثنا عن فلان حديثاً. وقال أبو عبيدة في قول الله جل وعز: (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده) أي من عباده. أبو عبيد عن الأصمعي: حدَّثنى فلان من فلان يريدد: عنه، ولهيتُ من فلان وعنه. وقال الكسائي: لهيت عنه لاغير. ويقال: أله منه وعنه. وقال الأصمعي: لهيت منه وعنه: وقال: عنك جاء هذا يريد: منك. وقال ساعدة بن جُؤيَّة: أفعنك لابرقٌ كأن وميضه غاب تسنَّمه ضِرام موقد يريد: أمنك برق، و "لا?صلة، رَوَى جميع ذلك أبو عبيد عنهم. "والعرب تقول: سِرْ عنك، وانفذ عنك، أي امض وجز، ولامعنى لعنك. وفي حدديث عمر أنه طاف بالبيت مع يَعْلَى ابن أميَّة، فلما أنتهى إلى الركن الغربيّ الذي يلي الأسود قال له: لاتستلم. قال: فقال له: انفذ عنك فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستلمه. وفي الحديث تفسيره أي دعه". وقال ابن السكيت: تكون عن بمعنى على. وأنشد قول ذي الأصبع العَدْواني: لاه ابن عمك لاأفضلت في حسب عنى ولا أنت ديّانى فتخزونـى قال: عنىّ في معنى عليّ، أي لم تفضل في حسب عليَّ. قال: وقد جاء عن بمعنى بعد. وأنشد: ولقد شُبَّت الحروب فما غَمَّر ت فيها إذ قَلّصت عن حيال أي قلَّصت بعد حيالها. وقال في قول لبيد: لِوَرْد تَقْلِص الغِيطانُ عنه يَبُذّ مسافة الخِمس الكمال قال: قوله: عنه أي من أجله. "وعن الفراء أنه يقال: اغسل عن وجهك ويدك، ولايقال: اغسل عن ثوبك". ويقال: جاءنا الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم، فتخفض النون. وتقول: جاءنا من الخبر ماأوجب السكر فتفتح النون؛ لأن عن كانت في الأصل عَنِى، ومن أصلها منا، فدَّلت الفتحة على سقوط الألف، كما دلّت الكسرة في عن على سقوط الياء. وأنشد بعضهم: مِنا أن ذّرَّ قرن الشمس حتى أغاث شريدهم مَلَثُ الظلام "وقال الزجاج: في إعراب من الوقف، إلا أنها فتحت مع الأسماء التى يدخلها الألف واللام لالتقاء الساكنين؛ كقولك: من الناس، النون من ساكنة، والنون من الناس ساكنة، وكان الأصل أن يكسر لالتقاء الساكنين، ولكنها فتحت لثقل اجتماع كسرتين، لو كان من الناس لثقل ذلك. فأما إعراب عن الناس فلا يجوز فيه إلا الكسر؛ لأن أول عن مفتوح. والقول ما قال الزجاج في الفرق بينهما". وقال الأصمعي: المعاناة والمقاناة: حُسْن السياسة. ويقال: مايعانون مالهم ولا يقانونه أي مايقومون عليه. وقال أحمد بن يحيى: يقال عَدَل من الشئ إذا كان معه ثم تركه، وعدل عن الشئ إذا لم يكن معه. ثعلب عن ابن الأعرابي: بها أعناء من الناس وأفناء أي أخلاط. والواحد عِنْو وفِنْو. قال وأعنى الرجل إذا صادف أرضا قدد أمْشَرت وكثر كلؤها. ويقال خذ هذا وماعاناه أي شاكله. نعو
أبو عبيدد عن الأصمعي: النَعْو من البعير: المِشَق من مشفره الأعلى. وأنشدد غيره "قول الطرماح": خريع النعو مضطرب النواححى كأخلاق الغَرِيفة ذا غضـون خريع النعو: لينه. والغَرِيفة: النعل. ثعلب عن ابن الأعرابي: قال: نَعْو الحافر فَرجة في مؤخره. نعى وقال الليث: نعى يَنْعى نَعْيا. وجاءنا نَعْى فلان. وهو خبر موته. والنِعىّ بوزن فعيل: نداء الناعى. والنِعىّ أيضاً: هو الرجل الذي يَنْعى. ورُوى عن شدّاد بن أوس أنه قال: يا نَعَا ياالعرب. قال أبو عبيد: قال الأصمعي وغيره، إنما هو في الإعراب يانعاء العرب تأويله: انَع العرب، يأمر بنعيهم. كأنه يقول: قد ذهبت العرب. وقال أبو عبيد: خَفْضُ نَعَاء مثل قولهم قَطَام ودَراك ونزال. وأنشد للكميت: نعاءُ جُذاما غيرَ موت ولاقتل ولكن فراقا للدعائم والأصل قال: وبعضهم يرويه يا نُعْيان العرب. فمن قال هذا أراد المصدر؛ يقال: نعيته نَعْيا ونُعيانا. قلت: ويكون النُعْيان جمعا للناعى، كما يقال لجمع الراعى: رُعْيان، ولجمع الباغى: بُغْيان وسمعت بعض العرب يقول لخدمه: إذا جَنّ عليكم الليلُ فثقبوا النيران فوق الآكام يَضْوى إليها "رُعياننا وبغياننا". قلت: وقد يجمع النعيّ نعايا، كما تجمع المَرِيّ من النوق مرايا، والصَفِيّ صفايا. ومن قال: يانعاء العرب فمعناه: يا هذا انع العرب، ويا أيها الرجل انعهم. ويقال: فلان ينعى على نفسه بالفواحش إذا شهر نفسه بتعاطيه الفواحش. وكان امرؤ القيس من الشعراء الذين نَعَوا على أنفسهم بالفواحش، وأظهروا التعهّر. وكان الفرزدق فَعُولا لذلك. ونعى فلان على فلان أمرا إذا أشاد به وأذاعه. وفلان ينعى فلانا إذا طلب بثأره. وكانت العرب إذا قُتل منهم رجل شريف أو مات، بعثوا راكبا إلى قبائلهم ينعاه إليهم، فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك. وقال أبو زيد: النَعِيّ: الرجل الميت. والنَعْى: الفعل. وقال ابن الأعرابي: الناعى المشنِّع. يقال: نعى عليه أمره إذا قبَّحه عليه. عمرو عن أبيه: قال يقال: أنْعى عليه، ونعى عليه شيئاً قبيححا إذا قاله تشنيعا عليه. أبو عبيد عن الأحمر: ذهبت تميم فلا تُنْعى ولاتُسْهى ولاتُنْهى أي لاتُذكر. وتناعى بنو فلان في الحرب إذا نَعَوا قتلاهم "ليحرّضوهم على الطلب بالثأر". وقال الليث: النعِىّ: الناعى الذي ينعى. وأنشد قوله: قام النعيّ فأسـمـعـا ونَعَى الكريمَ الأروعا قال: والاستعناء: شبه النفار. قال: ولو أن قوما مجتمعين قيل لهم شئ ففزعوا منه وتفرّقوا نافرين لقلت: استْنَعْوا. والناقة إذا نفرت فقد استعنت. وقال أبو عبيد في باب المقلوب: استناع واستعنى إذا تقدم، ويقال: عطف. وأنشد: ظلِلنا نعوج العِيس في عَرَصاتها وقوفا ونستعنى بها فنصورها وقال شمر-فيما أخبرني عنه الإياديٌ-: استنعى إذا تقدم فذهب ليتبعوه. ويقال: تمادى. قال وربّ ناقة يستعنى بها الذئب أي يعدو بين يديها وتتبعه، ححتى إذا امّاز بها عن الححُوار عَفَق على حوارها محضرا فافترسه. وقال أبو عبيد: استناع واستنعى إذا تقدّم. وأنشد: وكانت ضربة من شَدْقَمِـيّ إذا ما اسْتَنَّت الإبل استناعا وقال أبو عمرو: استناع واستنعى إذا تمادى وتتابع. ناع قال الليث: النَوع، والأنواع جماعة. وهو كل ضرب من الشئ، وكل صنف من الثياب والثمار وغير ذلك حتى الكلام. قال: واخُتِلفَ في النوع، فقال بعضهم: هو الجوع. وقال بعضهم: هو العطش. قال: وهو بالعطش أشبه؛ لقول العرب: هو جائع نائع، فلو كان الجُوعُ نُوعا لم يحسن تكريره. وقيل: إذا اختلف اللفظان جاز التكرير "والمعنى واحد". أبو عبيد عن الكسائي في باب الإتباع: رجل جائع نائع. قال: وقال أبو زيد يقال: جُوعا له ونُوعا، وجُوسا له وجُودا "له?لم يزد على هذا. قال ونويعة: اسم وادٍ بعينه قال الراعى: بنُو يعتين فَشَاطئ التسرير "ابن الأعرابي: قال: قيل لابنة الْخُس: ما أحد شئ؟ قالت: ضِرسُ حجائعٍ، يقذف في معىً نائع. وقال أبو بكر في قولهم: هو جائع نائع، قال أكثر أهل اللغة: النائع هو الجائع. وقيل: هو إتباع، كقولهم: حسن بَسَن. وقيل: النائع العطشان. وأنشد لعمر بني شهاب ما أقامـوا صدور الخيل والأسل النياعا قال: الأسَل: أطراف الأسنَّة، والنِياع: العطاش إلى الدماء". ويقال للغُصْن إذا حركته الرياح فتحرك قد ناع "قد?ينوع نَوعانا، وتنوَّع تنّوعا، واستناع استناعة، وقد نوَّعته الرياح تنويعا إذا ضربته وحرّكته. وقال ابن دريد: ناع ينوعُ، ويَنِيع إذا تمايل. ثعلب عن ابن الأعرابي: النَوْعة: الفاكهة الرَطْبة الطرية. شمر عن أبي عدنان قال لي أعرابي في شئ سألته عنه: ما أدرى على أي منواع، هو أي على أي وجه. قال وقال غيره: هذا على أي منوال. قال أبو عدنان: والمعنى واحد في المِنواع والمنوال. ونع أهمله الليث. وقال ابن دريد: الوَنَع لغة يمانية: كلمة يشار بها إلى الشئ الحقير. ينع قال الله جل ذكره: (انظروا إلى ثمره إذا أثمر ويَنْعه) الينع: النُضْج. يقال يَنَع الشجر يَيْنَع يَنْعا. وأينع إذا أدرك. قال الشاعر: في قباب حول دسكرة حولها الزيتون قد ينعا وقرئ: "ويانعه إن في ذلك?"ويقال: أينع الثمرُ فهو مُونع ويانع". كما يقال أيفع الغلام فهو يافع: وقد ينعت الثمرة تينع ينعا، وأينعت تُونع إيناعا. واليانع: الأححمر من كل شئ. وثمر يانع. إذا لَوَّن. وامرأة يانعة الوجنتين. وقال رَكَّاض الدُّبَيْري: ونحرا عليه الدُرّ يزهو كرومه ترائب لاشقرا ينعن ولا كُهْبا "وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في ابن الملاعنة: إن جاءت به أمه أحيمر مثل اليَنَعة فهو لأبيه: قال: اليَنَعة: خرزة حمراء، واليَنَع: ضرب من العقيق". وقال أبو الدُّقَيش: ضروب الجراد الْحَرشف، والمُعَيَّن، والمُرَّجل، والخيفان. قال: فالمعيَّن الذي ينسلخ فيكون أبيض وأحمر "وآدم?والخَيْفان نحوه: والمرجلّ: الذي بدأ آثار أجنحته قال: وغزال شعبان، وراعية الأتُن والكُدم من ضروب الجراد. ويقال له كُدَم السَّمر. وهو الجَحْل والسِّرْمان والشَّقير واليعسوب وهو جَحَل أححمر عظيم. عفا قال الليث: العفو عفو الله عن خَلْقه. والله العَفُوّ الغفور. قال: وكل من استحق عقوبة فتركتها فقد عفوت عنه. وقال أبو بكر الأنباري: الأصل في قوله جل وعز: (عفا الله عنك لم أذنت لهم): محا الله عنك مأخوذ من قولهم: عفت الرياحُ الآثار إذا دَرَستها ومحتها. وقد عفت الآثار تعفو عُفُوَّاً، لفظ اللازم والمتعدىّ سواء. وقرأت بخط شمر لأبي زيد: عفا الله عن العبد عَفْواً، وعفت الرياح الأثر عفاءً، فعفا الأثر عُفُواً وقال النبي صلى الله عليه وسلم: وأمَّا العافية فأن يعافيه الله من سقم أو بليّة. يقال: عافاه الله، وأعفاه أي وهب له العافية من العِلل والبلايا. وأمَّا المعافاة فأن يعافيك الله من الناس ويعافيهم منك. وقال الليث. العافية: دفاع الله عن العبد يقال: عافاه الله من المكروه يعافيه معافاة وعافية. وقال غيره: يقال: عافاه الله عافية؟ وهو اسم يوضع موضع المصدر الحقيقيّ وهو المعافاة. وقد جاءت مصاددر كثيرة على فاعلة. قال: سمعت راغية الإبل، وثاغية الشاء أي سمعت رُغاءها وثغاءها. وقال الليث: العفو أحلّ المال وأطيبه قال وعَفْو كل شئ خياره وأجوده، ومالا تعب فيه. وكذلك عُفاوته وعِفاوته. وقال حسَّان بن ثابت: خُذ ما أتى منهم عَفْوا فإن منعوا فلا يكن همَّك الشئ الذي منعوا قال: العفو المعروف. وقال غيره في قول الله جل وعز: (خذ العفو وأمر بالعرف): العفو: الفضل "الذي?يجئ بغير كُلْفة. والمعنى: قَبِل الميسور من أخلاق الناس، ولاتستقص عليهم فيستقصى اللهُ عليك، مع مايتوَّلد منه من العداوة والبغضاء. وقال ابن السكيت عَفْو البلاد: ما لاأثر لاحد فيها بملك. وقال الشافعي في قول النبي صلى الله عليه وسلم: من أحيا أرضاً مَيْتة فهي له: إنما ذلك في عَفْو البلاد التي لم تُمْلك. وأنشد ابن السكيت: قبيلة كشراك الـنـعـل دارجة إن يهبطوا العَفْو لايوجد له أثر قال: ويقال لواد الحمار عَفْو وعُفْو وعِفْو وعَفَا منقوص. وأنشد ابن السكيت: وطعنٍ كَتَشْهاق العَفَا همَّ بالنَهْق وعَفْو الماء: مافَضل عن الشاربة، وأُخذ بغير كُلْفة، ولامزاحمة عليه.
ثعلب عن ابن الأعرابي: قال العِفْو الجحش. والأتان نفسها تسمى العِفاوة. "قال: والعِفَاء من الوبر ممدودد. وعفا ظهره: نبت لحمه وبرأ دَبَره". وقال ابن هانئ: قال أبو زيد، يقال عِفْو، وثلاثة عَفوة مثل قِرَطة، وهي العِفاء وهو الجحش والمهر أيضاً. وكذلك العِجْلة. والظِّئبة جمع الظَأْب، وهو السِّلْفُ. وقال الليث: ولد الحمار عَفْو والجميع عِفَوة وعِفاء؛ كما قال أبو زيد. وهي أفتاء الحُمُر. قال: ولا أعلم في جميع كلام العرب واوا متحركة بعد حرف متحرك في آخر البناء غير واو عِفَوة. قال وهي لغة لقيس كرهوا أن يقولوا عِفَاة في موضع فَعِلَة وهم يريدون الجماعة فتلتبس بوُحْدان الأسماء. قال: ولو تكلف متكلف أن يبنى من العفو اسماً مفرداً على بناء فَعِلَة لقال: عَفَاة. وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا كان عندك قوتُ يومك فعلى الدنيا العَفَاء. قال أبو عبيد وغيره: العفاء. التراب. وقال زُهير: تحححمَّل أهلها منها فباتوا على آثار ماذهب العَفَاء قال والعفاء أيضاً: الدروس. يقال: عفت الدار عُفُوَّاً وعَفَاء. وقال الليث: يقال في السبّ: بفيه العَفَاء وعليه العَفَاء. والذئب العوَّاء. وذلك أن الذئب يعوى في أثر الظاعن إذا خلت الدار. قال: والاستعفاء: أن تطلب إلى من يكلفك أمراً أن يعفيك منه. ويقال: خذ من ماله ما عفا وصفا أي مافضل ولم يشقّ عليه. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من أحيا أرضاً ميتة فهى له، وما أكلت العافية منه فهو له صدقة. قال أبو عبيد: الواحد من العافية عافٍ، وهو كلّ من جاءك يطلب فَضْلاً أو رزقاً فهو عافٍ ومعتف، وقد عفاك يعفوك وجمعه "عُفَاةٌ?وأنشد قول الأعشى: تطوف العُـفَـاة بـأبـوابـه كطَوْف النصارى ببيت الوَثَن قال: وقدد تكون العافية في هذا الحديث من الناس وغيرهم. قال: وبيان ذلك في حديث أم مبشر الأنصارية قالت: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا في نخل لي، فقال: من غرسه؟ أمسلم أم كافر؟ قلت: لا، بل مسلم. فقال: مامن مسلم يغرس غَرْساً أو يزرع زرعاً. فيأكل منه إنسان أو دابّة أو طائر أو سبع إلاّ كانت له صدقة. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر بإخفاء الشوارب وإعفاء اللحية. قال أبو عبيد: قال الكسائي: إعفاء اللحى: أن توفَّر وتكثر. يقال منه: قد عفا الشعْرُ وغيره إذا كثر، يعفو فهو عافٍ. وقد عفيّته وأعفيته لغتان إذا فعلت ذلك به، قال الله جل وعز: (حتى عفوا) يعنى كثروا. وفي الحديث إذا عفا الوَبَر، وبرئ الدَبَر، ححلَّت العمرة لمن اعتمر. ويقال للشعر إذا طال ووَفى: عِفَاء. وقال زهير: أذلك أم أقبّ البطن جأبٌ عليه من عقيقته عِفَاء ويقال تعفت الديارُ تعفِّيا إذا دّرّست. وقال الليث: ناقة ذات عِفاء: كثيرة الوبر. قال وعِفَاء النعامة: وكذلك عِفاء الديك ونحوه من الطير، الواحدة عِفاءة ممدودة. وليست همزة العِفاء والعِفاءة أصلية، إنما هي واو قُلبت ألفاً فمُدّت؛ مثل السماء أصل مدّتها الواو. ويقال في الواحدة: سماوة وسماءة. قال: وعِفاء السحاب كالخَمْل في وجهه. قال: ولا يقال للريشة الواحدة: عَفَاءة حتى تكون كثيرة كثيفة. قال: وقال بعضهم في همزة العِفاء: إنها أصلية. قلت وليست همزتها أصلية عند النحويين الحذّاق ولكنها همزة مدّة، وتصغيرها عُفىّ. وقال الله جل وعز: (فمن عُفى له من أخيه شئ فاتّباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان). قلت: وهذا آية مشكلة، وقد فسّرها ابن عباس ثم من بعده تفسيراً قرّبوه على قدر أفهام أهل عصرهم. فرأيت أن أذكر قول ابن عباس، وأؤيده بما يزيده بياناً ووضوحاً. حدثنا محمد بن إسحاق السعددى، قال حدثنا المخزومى. قال: حدثنا ابن عُيينة عن عمرو ابن دينار عن مجاهد قال سمعت ابن عباس يقول: كان القِصاص في بنى إسرائيل، ولم تكن فيهم الدية، فقال الله جل وعز لهذه الأمة (كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد) إلى قوله: فمن عفى له من أخيه شئ) قال فالعفو أن يُقبل الدية في العمد "ذلك تخفيف من ربكم ورححمة) ممّا كتب على من كان قبلكم، يطلب هذا بإحسان ويؤددى هذا بإحسان.
قلت: فقول ابن عباس: العفو: أن يقبل في العمد الأصل فيسه أن العفو في موضوع اللغة الفضل. يقال: عفا فلان لفلان بماله إذا أفضل له، وعفا له عمّا عليه إذا تركه. وليس العفو في قوله: "فمن عفى له?عفوا من ولىَّ الدم، ولكنه عفو من الله جل وعز. وذلك أن سائر الأمم قبل هذه الأمة لم "يكن?لهم أخذ الدية إذا قتل قتيل، فجعله الله لهذه الأمة عَفْوا منه وفضلا، مع اختيار ولى الدم ذلك في العمدد وهو قول الله جل وعز: (فمن عفى له من أخيه شئ فاتباع بالمعروف) أي من عفا الله جل اسمه "له?بالدية حين أباح له أخذها بعد ماكانت محظورة على سائر الأمم، مع اختياره إياها على الدم، اتباع بالمعروف أي مطالبة للدية بمعروف: وعلى القاتل أدداء الدية إليه بإحسان. ثم بيَّن ذلك فقال: (ذلك تخفيف من ربكم) لكم يا أمة محمد وفضل جعله لأولياء الدم منكم "ورحمة?خصكم بها (فمن اعتدى بعد ذلك) أي من سفك دم قاتل وليِّه بعدد قبوله الدية (فله عذاب إليم) والمعنى الواضح في قوله فمن عفى "له?من أخيه شئ أي من أُحِلَّ له أخذ الدية بددل أخيه المقتول، عفوا من الله وفضلا مع اختياره، فليطالب بالمعروف و "من?في قوله "من أخيه?معناها البدل. والعرب تقول عَرَضت له من حقه ثوبا، أي أعطيته بددل حقه ثوبا. ومنه قول الله جل وعز: (ولو نَشَاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون) يقول: لو نشاء لجعلنا بدلكم ملائكة في الأرض والله أعلم. قلت: وما علمت أحدا أوضح من معنى هذه الآية ما أوضحته، فتدبّره واقبله بشكر إذا بان لك صوابه. وأما قول الله جل وعز في آية ما يجب للمرأة من نصف الصداق إذا طُلِّقَتْ قبل الدخول بها فقال: (إلا أن يعفون أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح) فإن العفو هنا معناه الإفضال بإعطاء ما لايجب عليك أو ترك المرأة مايجب لها، يقال. عفوت لفلان بمالى إذا أفضلت له فأعطيته وعفوت له عما لي عليه إذا تركته له. وقوله (إلاَّ أن يعفون) فعل لجماعة النساء يطلقنَّ أزواجهن قبل أن يمسوهن مع تسمية الأزواج لهن مهورهنَّ، فيعفون لأزواجهن ما وجب لهنّ من نصف المهر ويتركنها لهم، "أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح"وهو الزوج بأن يُتِمّ لها المهر كله،وانما وجب عليه نصفه،وكل واحدد من الزوجين عافٍ أي مفضل اما إفضال المرأة فأن تترك للزوج المطلَّق ما وجب لها عليه من نصف المهر.واما افضال الزوج فأن يتم لها المهر كملاً؛لأن الواجب عليه نصفه،فتفضّل متبرعا بالكل وقوله"الا أن يعفون"فعل لجماعة النساء والنون نون فعل ججماعة النساء في يفعُلنْ،ولو كان للرجال لوجب أن يقال"إلا أن يعفوا لأن"أن?ينصب المستقبل ويحذف النون:وإذا لم يكن مع فعل الرجل ما ينصب أو يجزم قيل:هم يعفون وكان في الاصل يعفوون،فحذفت إححدى الواوين استثقالا للجمع بينهما،فقيل:يعفون فافهمه.وأما فعل النساء فقيل لهن"يعفون"لأنه على تقدير يفعُلْن. وقال الفراء في قول الله جل وعز: (ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو)قال:وجه الكلام فيه النصب،يريد:قل ينفقون العفو،وهو فضل المال،قال أبو العباس:ومن رفع أراد:الذي ينفقون العفو.قال:وإنما اختار الفراء النصب؛لأن"ماذا"عندنا حرف واححد كثر في كلام العرب؛فكأنه قال:ما ينفقون،ولذلك اختير النصب.قال:ومن جعل"ذا"بمعنى الذي رفع.وقدد يجوز أن يكون"ماذا"حرفا ويرفع بالائتناف. وقال أبو الهيثم:يقال عفَوت الرجل إذا طلبت فضله.والعَفْو:الفضل. وقال الزجاج:نزلت هذه الآية قبل فرض الزكاة،فأمروا أن ينفقوا الفضل،إلى أن فرضت الزكاة،فكان أهل المكاسب يأخخذ الرجلُ من كسبه كل يوم ما يكفيه،ويتصدق يباقيه،ويأخذ اهل الذهب والفضة ما يكفيهم في عامهم،وينفقون باقيه.هذا قدد روى في التفسير.قال:والذي عليه الاجماع أن الزكاة في سائر الاشياء قد بيّن ما يجب فيها. أبو عبيد عن زيد يقال:أكلنا عَفْوة الطعام أي خياره.ويكون في الشراب أيضاً.وقال الأصمعي:العافى:ما يُرَدُّ في القِدر من المَرَقة إذا استُعيرت وأَنْشَدها: إذا رَدَّ عافى القِدْر من يستعيرها
وقال ابن السكيت"عافى"في هذا البيت في موضع الرفع،لانه فاعل و"من"في موضع النصب،لأنه مفعول به.ومعناه أن صاححب القِدْر إذا نزل به الأضياف نصب لهم قِدْرا.فإذا جاء من يستعير قدره فرآها منصوبة لهم رجع ولم يطلبها.والعافى هو الضيف،كأنه يرّد المستعير لارتداده دون قضاء حاجته. وقال غيره:عافى القدر بقية المرقة يردّها المستعير،وهو"في"موضع النصب.وكان وجه الكلام عافى القدر،فترك الفتح للضرورة. وقال أبو عبيد:اعطيته المال عفوا يغير مسألة وانشد الأصمعي لرؤبة: يُعفيك عافيه وعِيد النَحْز قال النحز:الكددّ والنخس يقول:ما جاءك منه عفوا أغناك عن غيره:والعِفاَوة:الشئ يُرفع من الطعام للجارية تُسَّمن فتؤثر بها.وقال الكميت: وظلَّ غلام الحى طَيّان ساغبا وكاعبُهم ذات العِفاوة أسغب قال:والعفاوة من كل شئ صفوته وكثرته. وقال غيره:عَفَت الأرضُ إذا غطّاها النبات.وقال حُمَيدد يذكر دارا. عفت مثل ما يعفو الطليح فأصبحت بها كبرياء الصعب وهي رَكُوب يقول:غطَّاها العُشْب كما طَرَّ وَبَرُ البعير وبَرَأَ وَبَرة.وناقة عافية اللحم:كثيرة اللحم.ونوق عافيات.وقال لبيد: بأسَؤق عافيات اللحم كوم. ويقال عفُّا ظهر هذا البعير أي ودِّعوه حتى يسمن.ويقال عفا فلان على فلان في العلم إذا زاد عليه وقال الراعى: إذا كان الجِراء عَفَتْ عليه أي زاددت عليه في الجرى.والعَفَا من البلادد مقصور:مثل العفو:الذي لا مِلْك فيه لأحد،وجاء في الححدديث:ويَرْعَوْن عَفَاها أي عَفْوها.وروى ابن الأعرابي بيت البعيث: بعيد الندى جالت بإنسان عينه عِفَاءة دمع جال حتى تحدّرا يعنى دمعا كثر وعفا فسال والمُعْفِي:من يصححبك ويتعرض لمعروفك:تقول:اصطححبنا وكلانا مُعْفٍ وقال ابن مقبل: فإنك لا تبلو امرأ ددون صحبة وحتى تعيشا مُعْفَيين وتجهدا أي تعرفه في الحالتين جميعا.ويقال:فلان يعفو على مُنْية المتمنِّى وسؤال السائل أي يزيد عطاؤه عليهما: وقال لبيد: يعفو على الجهد والسؤال كما يعفو عِهاَد الأمطار والرصدِ أي يزيد ويفضل. أبو العباس عن ابن الأعرابي:عفا يعفو إذا أعطى.وعفا يعفو إذا ترك حقا.وأعفى إذا أنفق العَفْو من ماله، وهو الفاضل عن نفقته.قال:والأعفاء،أولاد الحمير.والأفعاء:الروائح الطيبة.ويقال.عفا الله على اثر فلان وعفىّ الله عليه.وقفَّى الله على أثر فلان وقَفاَ عليه بمعنى واحد. عاف قال أبو عبيد:من امثال العرب في الرجل العزيز المنيع الذي يَعِزّ به الذليل،ويذلّ به العزيز قولهم:لا حُرَّ بوادى عَوْف،أي كلّ من صار في ناحيته خضع له.قال:وكان المفضل يخبر أن المثل للمنذر بن ماء السماء.قاله في عَوْف بن محلّم الشيباني،وذلك أن المنذر كان يطلب زهير ابن أُمَيَّة الشيباني بذَححْل،فمنعه عوف ابن محلِّم،وابى أن يُسْلمه.فعنددها.قال المنذر:لا حُرَّ بوادى عوف،أي انه يقهر مَن حلّ بواديهم. وقال أبو عبيد.يقال للجرادة:أمّ عوف ويقال:هي دُوَيْبَّة أخرى. وقال الكميت: تُنَفِّض بُرْدَىْ أمِّ عوف ولم يِطر بنا بارق بخ للوعيد وللرَهْب أبو عبيد عن ابي عمرو في باب الدعاء للانسان:نَعِم عَوْفك.قال وهو طائر.وأنكر ما يقوله الناس:انه ذكره. قال أبو عبيد:وأنكر الأصمعي قول ابي عمر في نَعِم عوفك،"قال ويقال نعم عوفك"أي جَدُّك وبختك. قال الأصمعي:ويقال:نعم عوفك إذا ددُعى له أن يصيب الباءَة التي تُرْضِي،قال والعوف الحال أيضاً. وقال الليث:العَوْف هو الضيف،وهو الححال.تقول للرجل:نَعِم عوفك أي ضيفك،قال:ويقال هذا للرجل إذا تزوج،وعَوْفه:ذكره،ويقال العَوْف من اسماء الأسد:لأنه يتعوف بالليل فيطلب. ويقال كل من ظفر بالليل بشئ فذلك الشئ عُوافته.قال:والعَوْف أيضاً:نبت. ثعلب عن ابن الأعرابي:العَوْف:فرج الرجل.والعَوْف:الحال.والعَوْف:الكادّ على عياله.والعَوْف:الأسد.والعوف:الذئب.والعَوْف:ضرب من الشجر.يقال:قد عاف إذا لزم ذلك الشجر.وانشد غيره: جارية ذات هنٍ كالنَّوْفِ مُلَملمٍ تستره بحَـوْف ياليتني أَشيم فيها عَوْفي أي أولج فيها ذكري.ويقال لذكر الجرادد:أبو عُوَيف.
وقال الفراءَ:هي الحال والعَوْف والبال بمعنى واحد. وقال ابن دريد:عُوافة الأسد:ما يتعوَّفه بالليل فيأكله. ومن ذوات الياء.قال الليث:عاف الشئَ يعافه عِياَفا إذا كرهه،طعاماً كان أَو شراباً.قال:والعُيَوُف من الإبل:التي تَشَمُّ الماءً فتدعه وهي عطشى.قال:والعِيافة:زَجر الطير،وهو أن يرى طائراً أو غراباً فيتطيَّر.وان لم ير شيئاً فقال بالحَدْس كان عيافة أيضاً.وقد عاف الطير يعيفه وقال الاعشى: ما تعِيف اليوم في الطير الرَّوَح من غراب البين أو تيسٍ بَرَحْ وفي حديث ابن عباس،وذِكْره إبراهيم صلى الله عليه وسلم وإسكانه ابنه اسماعيل وأمّه مكة وأن الله جل وعز فجّر لهما زمزم قال:فمرت رفقة من جرهم،فرأوا طائراً واقعاً على جبل،فقالوا:إن هذا الطائر لعائف على ماء.قال أبو عبيدة:العائف ههنا:هو الذي يترددّ على الماء ويحوم ولا يمضى.ومنه قول ابي زُبَيد: كأن أوب مساحى القوم فوقهـم طير تَعِيفُ عَلَى جُون مزاحيف شبّه اختلاف المساحى فوق رؤس الحفّارين بأجنححة الطير.وأرادد بالجُون المزاحيف إِبلا قد أَزْحَفت،فالطير تحوم عليها.يقال عاف الطيرُ على الماء وغيرِه،يَعيف عَيْفاً إذا حام عليه.والعائف.الذي يعيف الطير فيزجرها،وهي العِياَفة.قال:والعائف أيضاً:الكاره للشئ المتعذِّر له.ومنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم:انه أُتى بضبّ فلم يأكله،وقال إنى أعافه،لأنه ليس من طعام قومى.وقال ابن السكيت:أعاف القومُ إعافة إذا عافت دوابُّهم الماءَ فلم تشربه. وقال شمر:عَيَاف والطرّيدة:لُعْبتان لصبيان الأعراب.وقد ذكر الطرماح جوارى شَبَبْن عن هذه اللُّعبِ فقال: قضت من عَياَف والطَرِيدة حاجة فهنّ إلى لهو الحديث خُضُـوع ورَوَى إسماعيل عن قيس قال:سمعت المغيرة بن شعبة:يقول:لا تحرّم العيفة.قلنا:وما العيفة؟فقال:المرأة تلدد فيُححصر لبنها في ثدديها فتَرضعه جارتها المرة والمرتين.قال أبو عبيدد:لا نعرف العيفَة في الرضاع،ولكن نُراها العُفَّة،وهي بقيّة اللبن في الضرع بعد ما يُمتَكُّ أكثر ما فيه. فاع أبو بكر عن شمر يقال:أتانا فلان عند فَوْعة العشاء يعنى أوَّل الظلمة،قال:وفُوعة النهار أوله.قال:ووجدت فَوْعة الطيب،وفَوْغته بالعين والغين،وهو طيب رائحته يَطِيرُ إلى خياشيمك،وقال غيره فوعة السم:حُمَتُه وحَدّه. فعا ثعلب عن ابن الأعرابي:قال:الأفعاء:الروائح الطّيبة.وفَعَا فلان شيأً إذا فتّتة.قال:وافعى الرجُل إذا صار ذا شرّ بعد خير. عمرو عن أبيه قال:الفاعِي:الغضبان المُزْبِد.والعافى:المسكين. وقال شمر في كتاب الحَيّات:الأفعى من الحيات:التي لا تبرح،انما هي مترحِّية:وتَرحِّيها استدارتها على نفسها وتَحَوّيها.قال أبو النجم: زُرْق العيونِ مُتَلوّيات حول افاعٍ متحّويات قال:ويقال لذكر الأفعى الأُفعوان.والجميع الأفاعىِ.قال وقال بعضهم:الأفعى:حيَّة عريضة على الارض،إذا مشت متثنِّية بثنيين أو ثلاثة تمشى باثنائها تلك،خَشْناء يَجْرُش بعضها بعضا.والجَرْش:الحكّ والدلك.قال: وسألت أعرابياً من بني تميم عن الجَرْش، فقال: هو العَدْو البطئ. قال ورأس الأفعى عريض كأنه فلْكة، ولها قَرْنان. ورُوى عن ابن عباس أنه سئل عن قتل المحرم الحيَّات، فقال: لابأس بقتل الأفْعَوْ، ولابأس بقتله الحِدْو فقلب الألف فيهما واواً في لغته. وقال الليث: الأفعى لاتنفع منها رُقْيةُ ولاترياق. وهي رقشاء دقيقة العنق عريضة الرأس، والأفعى: هَضْبة في بلاد بنى كلاب. أبو عبيد عن أبي زيد سمات الأبل: منها المُفَعّاة كالأفعىز قال: والثفَّاة كالأثافى، وقال غيره: جمل مُفَعَّى إذا وُسم هذه وقد فعَّتيه أنا. وفع أهمله الليث. وأخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الرَبَذَة ووالوفيعة والطُّلية صوفه يُطلى بها الجَرْبي. قال: والوَفِيعة أيضاً: صمام القارورة. وقال ابن السكيت: الوفيعة تتخّذ من العراجين والخُوص مثل السَلَّة. عمرو عن أبيه: يقال للخرقة التى يمسح بها الكاتب قلمه من المِداد: الوفِيعة. وقال ابن دريدد: وِفَاع القارورة: صِمامها. وعف أهمله الليث. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: الوُعُوف بالعين: ضعف البصر.
قلت جاء به في باب العين وذكر معه العُوًف. وأما أبو عبيد فإنه ذكر عن أصحابه الوَغْف بالغين ضعف البصر. وقد قال ابن الأعرابي في باب آخر: أوغف الرجلُ إذا ضعف بصره، وكأنهما لغتان بالعين والغين. وقال ابن دريد الوعف وجمعه وِعَاف وهي مواضع فيها غِلَظ يَسْتَنْقِع فيها الماء. يفع الليث: اليَفَاع: التَلّ المشرِف. وكلّ شئ مرتفع فهو يَفَاع. وغلام يَفَعة. وقد أيفع إذا شبّ ولم يبلغ والجارية يَفَعة، والأيْفاع جماعة. أبو عبيد عن الكسائي: أيفع الغلام فهو يافع، وهو على غير قياس والقياس مُوفع. وجمعه أيفاع ويقال: غلام يَفَعة. والجميع مثل الواحد على غير قياس. وقال أبو زيد سمعت. غلاما يَفَعة ووَفَعة بالياء والواو. أبو عبيد عن الأصمعي اليَفَاع: ماارتفع من الأرض. وقال ابن الأعرابي في قول عدي: ما رجائي في اليافـعـات ذوات الهيج أم ماصبري وكيف احتيالى قال اليافعات من الأمور: ماعلا وغَلَب منها. وقال اللحيانى. يقال: يافَعَ فلان وليدة فلان ميافعة إذا فجر بها. عبا أمّا: عبا-فهو مهموز لا أعرف في معتَّلات العين حرفا مهموزا غيره. ومنه قول الله جل وعز: (قل ما يعبأ بكم ربي لولا ددعائكم فقدد كذَّبتم فسوف يكون لزاما)، وهذه آية مشكِلة. ورَوَى ابن أبي نَجيح عن مجاهد أنه قال في قوله تعالى: (قل ما يعبأ بكم ربي) أي مايفعل بكم ربي لولا دعاؤكم إيّاه لتعبدوه وتطيعوه. ونححو ذلك قال الكلبي. وروى سلمة عن الفراء في قوله تعالى "قل ما يعبأ بكم ربي?أي مايصنع بكم ربي لولا دعاؤكم: ابتلاؤكم: لولا دعاؤه إيّاكم إلى الإسلام. وقال أبو إسحاق: "قل ما يعبأ بكم?أي مايفعل بكم "لولا دعاؤكم?معناه: لولا توحيدكم. قال وتأويله: أيُّ وزن لكم عندده لولا توحيدكم، كما يقول: ما عَبَأت بفلان، أي ماكان له عندى وزن ولا قَدْر، قال: وأصل العبء الثقل. قال وعبّأت المتاع: جعلت بعضه فوق بعض. وقال شمر: قال أبو عبد الرحمن: ما عَبَأت به شيئا أي لم أعدّه شيئاً. قال أبو عدنان عن رجل من باهلة يقال: ما عبأ الله بفلان إذا كان فاجرا أو مائقا. وإذا قيل: قد عبأ الله به فهو رجلُ صدقٍ وقد قبل الله منه كل شئ. قال: وأقول: ما عَبَأت بفلان أي لم أقبل منه شيئاً ولا من حديثه. وقال غيره: عبأتُ له شرا أي هيأته. قال وقال ابن بزرج: احتويت ما عنده وامتخرته واعتبأته وازدلعته وأخذته واحد. وقال أبو زيد: عَبَات الأمر والطيب عَبْا إذا ما صنعته وخلطته: وعَبأت المتاع عَبْأ إذا ما هيْأته. ويقال عبَّأته تعبئة وكل من كلام العرب وعبّأت الخيل تعبئة وتعبيئا: وجمع العبء أعباء. وهي الأحمال والأثقال. ثعلب عن ابن الأعرابي: المعبأة: خرقة الحائض. وقدد اعتبأت المرأة بالمعبأة. قال وعبا وجهه يعبأ إذا أضاء وجهه وأشرق. قال والعبوة: ضوء الشمس وجمعه عباً. وقال الليث الِعْبُّ كل حِمْل من غُرْم أو حَمَالة. وما عَبأت به شيئا: لم أباله. قال: والعباية: ضرب من الأكسية واسع فيه خطوط سود والجميع العَبَاء. والعباءة لغة فيها. قال: والعَبَا مقصور الرجل العَبَامُ، وهو الجافي العَيىّ. ومدَّه الشاعر فقال: كجبهة الشيخ العَبَاء الثطّ قلت: ولم أسمع العبا بمعنى العَبَام لغير الليث. وأما الرجز فالرواية عندى كجبهة الشيخ العياء بالياء. يقال شيخ عياء وعياياء وهو العبام الذي لاحاجة له إلى النساء ومن قاله بالباء فقد صحف. وقال الليث: يقال في تراخيم اسم مِثْلِ عبد الرحمن عَبْويْه مثل عمرو وعمرويه. وقال غيره العَبُ: ضوء الشمس وحسنها. يقال: ما أحسن عَبَها وأصله العَبْوُ فنُقِص. عاب قال الليث: العاب والعَيْب لغتان. ومنه المعاب. يقال عاب فلان فلانا يعيبه عيبا، ورجل عيّاب وعيّابة إذا كان يعيب الناس، وعاب الحائطُ والشئُ إذا صار ذا عيب، وعبته أنا. وقال أبو الهيثم في قول الله جلّ وعز: (فأردت أن أعيبها) أي أجعلها ذات عيب، يعنى السفينة. قال والمجاوز واللازم فيه واحد. قال وعَيْبة المتاع، وجمعها العِيَاب.
وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أملى في كتاب الصلح بينه وبين كُفّار أهل مكة بالحُدَيبية لا أغلال ولا إسلال وبيننا وبينهم عَيْبة مكفوفة، فسّر أبو عبيدد الإغلال والإسلال، وأعرض عن تفسير العَيْبة المكفوفة. وروى عن ابن الأعرابي أنه قال: معناه: أن بيننا وبينهم في هذا الصلح صددرا معقودا على الوفاء بما في الكتاب، نقيِا من الغِلّ والغَدْر والمكفوفة هي المُشْرجة المعقودة. والعرب تكنى عن الصدور التى تحتوى على الضمائر المخفاة بالعِيَاب. وذلك أن الرجل إنما يضع في عَيْبته حُرَّ متاعه وثيابه، ويكتم في صدره أخصّ أسراره التى لايحبّ شيوعها فسميت الصدور عِيَابا تشبيها بعياب الثياب ومنه قول الشاعر: وكادت عِياب الودّ منا ومنكـم وإن قيل أبناء العُمُومة تَصْفَرُ أراد بعياب الود صدورهم وقال: الليث: العِياب: المِنْذف. قلت ولم أسمعه لغيره. باع قال أبو عبد الرحمن قال المفضلّ الضّبيّ: يقال باع فلان على بيع فلان. وهو مَثَل قديم تضربه العرب للرجل يخاصم صاحبه وهو يُريغ أن يغالبه: فإذا ظفر بما حاوله قيل: باع فلان على بيع فلان، ومثله شَقّ فلان غبار فلان. وقال غيره: يقال باع فلان على بيعك أي قام مقامك في المنزلة والرفعة. ويقال ماباع على بَيْعك أحد أي لم يساوك أحد. وتزوّج يزيد بن معاوية أمّ مسكين بنت عمرو على أمّ هاشم فقال لها: مالكِ أمّ هاشـم تـبـكِّـين من قَدَر ححلّ بكم تضجِيْن باعت على بعيك أمُّ مسكين ميمونة من نسوة ميامـين وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "البيعّان بالخيار مالم يتفرقا?البَيّعان هما البائع والمشترى وكل واحد منهما بَيّع وبائع. ورواه بعضهم: المتبايعان بالخيار مالم يتفرقا. وقال أبو عبيد: البَيْع من حروف الأضددادد في كلام العرب. يقال: باع فلان إذا اشترى، وباع من غيره وأنشد قول طرفة: ويأتيك بالأنباء من لم تبِـع لـه بتاتا ولم تضرب له وَقت موعد أرادد ومن لم تشتر له زادا. وأمّا قول النبي صلى الله عليه وسلم: لايَخْطِب الرجل على خِطْبة أخيه ولايَبَعْ على بيع أخيه، فإن أبا عبيد قال: كان أبو عبيدة وأبو زيد وغيرهما من أهل العلم يقولون: إنما النهى في قوله لايبيع على بيع أخيه إنما هو: لايشترى على شراء أخيه، فإنما وقع النهى على المشترى لاعلى البائع. لأن العرب تقول: بعت الشئ بمعنى اشتريته: قال أبو عبيد: وليس للحديث عندى وجه غير هذا لأن البائع لايكاد يدخل على البائع، وإنما المعروف أن يُعطى الرجل بسلعته شيئاً فيجئ مشتر آخر فيزيد عليه. قلت: وأخبرني عبد الملك عن الربيع عن الشافعيّ أنه قال في قوله: ولايبيع الرجل من الرجل سِلْعة ولَمّا يتفرقا عن مقامهما، فنهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يَعرض رجل آخر سلعة أخرى على المشترى تُشْبه السلعة التي اشتراها، ويبيعها منه؛ لأنه لعله أن يردّ السلعة التى أشترى أوّلا؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل للمتابعين الخيار مالم يتفرقا فيكون البائع الآخر قد أفسد على البائع الأوّل بيعه، ثم لعل البائع الآخر يختار نقض البيع فيفسد على البائع والمبتاع بيعه. قال: ولاأنهى رجلا قبل أن يتبايع المتبايعان، وإن كان تساوما: ولابعد أن يتفرقا-عن مقامهما الذي تبايعا فيه-عن أن يبيع أيُّ المتبايعين شاء؛ لأن ذلك ليس ببيع على بيع غيره فيُنهى عنه. قال وهذا يوافق حديث المتبايعين بالخيار ما لم يتفرقا. فغذا باع رجل رجلا على بيع أخخيه في هذه الحال فقد عصى الله إذا كان عالما بالحديث فيه، والبيع لازم لايفسد. قلت: البائع والمشترى سواء في الإثم إذا باع على بيع أخيه، أو أشترى على شراء أخيه؛ لأن كل واحد منهما يلزمه اسم البائع، مشتريا كان أو بائعا، وكلُّ منهىّ عن ذلك والله أعلم. وقال الشافعي: هما متساويان قبل عَقْد الشِّرَى، فغذا عقد البيع فمها متبايعان، ولايسميان بّيعين ولامتبايعين وهما في السَوْم قبل العقد. قلت: وقد نأوّل بعض من يحتجّ لأبي حنيفة وذويه؛ وقولهم: لاخيار للمتبايعين بعدد العقد بأنهما يسمَّيان متبايعين وهما متساومان قبل عقدهما البيع. واحتجّ في ذلك بقول الشماخ في رجل باع قوسا: فوافى بها بعض المواسم فانبرى لها بَيّع يُغْلى لها السـومَ رائز
قال فسماه بَيّعا، وهو سائم. قلت: وهذا وهم وتمويه. ويردّ ماتأويله هذا المحتجّ شيآن. أحدهما أن الشماخ قال هذا الشعر بعد ما انعقد البيع بينهما، وتفرقا عن مقامهما الذي تبايعا فيه، فسمَّاه بّيِّعا بعد ذلك، ولو لم يكونا أتَمّا البيع لم يسمه بَيّعا. وأراد بابيّع: الذي اشترى. وهذا لايكون حجَّة لمن يجعل المتساومين بَيِّعين ولمَّا ينعقد بينهما البيع. والمعنى الثانى الذي يردّ تأويله ما في سياق خبر ابن عمر. وهو ما حدثنا به الحسين بن إدريس عن محمد بن رُمْحح عن الليث بن سعد عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: البَيِّعان بالخيار مالم يتفرقا، إلا أن يخيِّر أحدهما صاحبه. فإذا قال له: اختر فقد وجب البيع، وإن لم يتفرقا؛ ألا تراه جعل البيع ينعقد بأحد شيئين أحدهما أن يتفرّقا عن مكانهما الذي تبايعا فيه، والآخر أن يخِّير أحدهما صاحبه. ولامعنى للتخيير إلا بعد انعقاد البيع. وقد شرحت هذا في تفسير حروف المختصر بأوضح من هذا. فان أردت استقصاء وقال الليث: البَوْع والباع لغتان، ولكنهم يسمون البُوع في الخِلْقة، فأمَّا بَسط الباع في الكرم ونحوه فلا يقولون: إلاَّ كريم الباع: قال والبَوْع أيضاً: مصدر باع يبوع وهو بسط الباع في المشى، والإبل تبوع في سيرها، والرجل يبوع بماله إذا بسط به باعه وأنشد: خفت أن ألقى المنايا ولم أنل من المال ما أسمو به وأبوع والبِياعات: الأشياء التي يُتبايع بها في التجارة. وقال: البَيْعة لإيجاب البيع على المتابعة والطاعة. يقال: تبايعوا على ذلك الأمر؛ كقولك أصفقوا عليه. قال: والبَيْع: اسم يقع على المبيع، والجميع البيوع. قال والبِيعة: كنيسة النصارى. وجمعها بِيَع، وهو قول الله تعالى: (وبيع وصلوات ومساجد). قلت. فإن قال قائل: فلم أجعل الله هدمها من الفسادد وجعلها كالمساجد، وقد جاء الكتاب بنسخ شريعة النصارى واليهود؟ فالجواب في ذلك أن البِيع والصوامع كانت متعبّدات لهم إذ كانوا مستقيمين على ما أُمروا به غير مبدِّلين ولا مغيِّرين، فأخبر الله جل ثناؤه أنه متعبّددات كل فر يق من أهل دينه وطاعته في كل زمان. فبدأ بذكر البِيع على المساجد لأن صلوات من تقدم من أنبياء بنى إسرائيل وأُممهم كانت فيها قبل نزول الفرقان، وقبل تبديل من بدلّ وأحدثت المساجد وسميّت بهذا الاسم بعدهم. فبدأ جل ثناؤه بذكر الأقدم، وأخرَّ ذكر الأحدث لهذا المعنى. والله أعلم. وقال بعض أهل العربية: يقال: إن رباع بنى فلان قد بُعْن من البيع، وقد بِعن من البَوْع فضم الباء في البيع، وكسروها في البوع للفرق بين الفاعل والمفعول. ألا ترى أنك تقول: رأيت إماء بِعْن متاعا إذا كنّ بائعات، ثم تقول: رأيت إماء بُعن إذا كنّ مبيعات. فإنما يتبين الفاعل من الفاعل باختلاف الحركات وكذلك من البوع. قلت: ومن العرب من يجرى ذوات الياء على الكسر وذوات الواو على الضم. سمعت العرب تقول صفنا بمكان كذا وكذا أي أقمنا به في الصيف وصفنا أيضاً إذا أصابنا مطر الصيف، فلم يفرقوا بين فعل الفاعلين والمفعولين. وقال الأصمعي: قال أبو عمرو بن العلاء: سمعت ذا الرّمة يقول: مارأيت أفصح من أمة آل فلان: قلت لها كيف كان المطر عندكم فقالت: غِثْنا ماشئنا. رواه هكذا بالكسر. وروى ابن هانئ عن أبي زيد: قال يقال: الإماء قد بعن أشمُّوا الباء شيأ من الرفع. وكذلك الخيل قد قدن، والنساء قد عدن من مرضهن أشمُّوا هذا كله شيأ من رفع، وقد قيل ذلك، وبعضهم يقول: قول. وقال اللحياني: يقال: والله لاتبلغون تَبوُّئه أي لاتلحقون شأوه. وأصله طول خطاه. يقول باع وانباع وتبوَّع. وانباع العَرَق إذا سال. قال وانباعت الحيَّة إذا بسطت بعد تَحَوِّيها لتساور وقال الشاعر: ثُمّتَ ينباع انبياع الشجاع ومن أمثال العرب، مُطْرق لينباع، يضرب مثلا للرجل إذا أضَبَّ على داهية. الحراني عن ابن السكيت: قال: أبعَت الشئ إذا عرضته للبيع وقدد بعته أنا من غيري وقال الهَمْداني: فرضيت ألاء الكميت ومن يُبع فَرَسا فليي جوادنا بمـبـاع أي بمعرَّض للبيع. وقال في قول صَخْر الهذلي: لفاتح البيع يوم رؤيتها وكان قبلُ انبياعه لَكِد
قال انبياعه: مسامححته بالبيع. يقال: قدد انباع لي إذا سامح في البيع وأجاب إليه. وإن لم يسامح قلت: الاينباع. أبو العباس عن ابن الأعرابي: يقال بُعْ بُعْ إذا أمرته بمدّ باعيه في طاعة الله تعالى. بعا أبو عبيد عن أبي عمرو: البَعْو: الجناية وقدد بعا إذا جنى. قال عوف: وابْسالى بَنَّى بغير بَعْو جَرَمناه ولابدم مراق يقال: بعا يبعو، يَبْعى. وقال الأصمعي: البَعْو أن يستعير الرجل من صاحبه الكلب فيصيد به. قال ويقال: أبِعنى فرسك أي أعِرْنيه، واستبعى يستبعى إذا استعار. وقال الكميت: قد كادها خالد مستـبـعـيا حُـمُـرا بالوكت تجرى إلى الغابات والهضب والهَضَب: جرى ضعيف. والوَكْت: القرمطة في المشى وقد وَكَت يَكِت وَكْتا. كادها: أرادها. سَلَمة عن الفراء: المستعبى: الرجل يأتى الرجل وعنده فرس فيقول: أعطنيه حتى أسابق عليه. وعب الليث: الوَعْب: إيعابك الشئ في الشئ، كأنه يأتى عليه كله. وكذلك إذا استؤصل الشئ فقد استُوعب. وأوعب القوم: إذا خرجوا كلّهم إلى الغزو. ويقال: استوعب الجراب الدقيق. وفي الحديث: إن النعمة الواحدة تستوعب جميع عمل العبد يوم القيامة، أي تأتى عليه. وفي حديث مسندد في الأنف إذا استُوعب جَدْعُه الديةُ، وفي رواية أخرى، إذا أُوعب جَدْعه. قال أبو عبيد ومعناهما. استؤصل. وكل شئ اصطلم فلم يَبْق منه شئ فقد أُوعب "واستُوعب"، وقد أوعبته موعب: وأنشد قول أبي النجم: يمدح رجلا: يجدع من عاداه جَددْعا موعِبا وقال عَبِيد بن الأبرص في إيعاب القوم إذا نفروا جميعاً: أُنبئت أن بنى جَديلة أوعبـوا نُفراء من سَلْمى لنا وتكَّتبوا قال: ومنه قول حذيفة في الجُنُب: قال: ينام قبل أن يغتسل؛ فهو أوعب للغُسْل، يعنى أنه أحرى أن يخرج كل بقية في ذكره من الماء. وقال غيره: بيت وعيب، ووعاء وعيب: واسع. ويقال لهن المرأة إذا كان واسعاً: وَعِيب. وركض وعيب إذا استفرغ الحَضْر كله. وقال ابن السكيت: جدعه جَدْعا موعباً أي مستأصلا. وأوعب القوم كلهم إذا حَشَدوا جاءوا موعبين: وقدد أوعب بنو فلان جَلاء فلم يبق منهم ببلدهم أحد. وبع أهمله الليث. أبو عبيد عن أبي زيد يقال: كَذَبت عَفَّاقته ومخذ محدفته ووبَّاعته وهي أسته. عمرو عن أبيه: أنْبق فلان: إذا خرجت ريحه ضعيفة، فإن زاد عليها قيل عَفَق بها، ووبَّع بها. قال: ويقال لرَمَّاعة الصبي: الوّباعة والغاذية. وقال ابن القرج: قال مدرك الجعفري: كذبت وبَّاعته، ووبَّاغته، ونبَّاعته، ونبَّاغته. عما ثعلب عن ابن الأعرابي: يقال عما يَعْمو: إذا خضع وذلّ. ومنه حديث ابن عمر: مثل المنافق، مثل الشاة بين الربيضين: تعمو مرة إلى هذه، ومرة إلى هذه. قال ومنه قوله جل وعز: (مذبذبين بين ذلك) قال: والعَمَا: الطُول. يقال: ما أحسن عما هذا الرجل أي طوله. وقال أبو العباس: سألت ابن الأعرابي عنه فعرفه. وقال: الأعماء: الطوال من الناس. ويقال عَمَى الماءُ يَعْمى إذا سال وَهَمى يَهْمى مثله. وقال المؤرج: رجل عام: رام. وعَمَانى بكذا رمانى، من التُّهمة. قال: وعَمَى النبتُ يَعْمى واعتمّ واعتمى ثلاث لغات. وقال الليث: العَمْى على مثال الرمى: دفع الأمواج القذى والزَبَد في أعيالها. وأنشد: زها زَبَدا يَعْمى به الموج طاميا قال: والبعير إذا هدر عَمَى بلُغامه على هامته عَمْيا. وأنشدنى المنذري فيما أقرانى لأبي العباس عن ابن الأعرابي: وغبراء مَعْمى بها الآل لم يبن بها من ثنايا المَنْهَلين طريق قال عَمَى يِعنى إذا سال: يقول: سال عليها الآل. ويقال عَمَيْت إلى كذا أعْمى عَمَياناً وعطشت عَطَشاناً: إذا ذهبت إليه لاتريد غيره، غير أنك تؤمُّه على الأبصار والظلمة. عمى قال الليث: العَمَى: ذهاب البصر من العينين كلتيهما والفعل منه عَمِى يَعْمى عَمى.
قال: وفي لغة أخرى: أعماىّ يعماىُ أعمياء. أرادوا حَذْو ادهامّ يدهامّ، فأخرجوه على لفظ صحيح، وكان في الأصلا: ادهامم، فادغموا لاجتماع الميمين فلَّما بنوا اعمايا على أصل ادهامم اعتمدت الياء الآخرة على فتحة الياء الأولى فصارت ألفا، فلما اختلفتا لم يكن للادغام فيها مَسَاغ مددغمة. وعلى هذا الححَذْو يجرى هذا كله في جميع هذا الباب، إلا أن يقول قائل تكلفا على لفظ ادهامّ بالتثقيل: اعماىّ فلان غير مستعمل. قلت: وقول النحويين على ماحكاه الليث، وأحسبه قول الخليل وسيبويه. وقال ابن الأعرابي: الأعمى: الليل، والأعمى: السيل، وهما الأبهمان أيضاً. وأنشد: وهبت إخاءك للأعميي ن وللأبهمين ولم أظلِم قال: وهما الأبهمان أيضاً بالباء لليل والسيل. وروى سفيان عن ابن جُريج عم مجاهد في قوله: "قال رب لم حشرتنى أعمى وقد كنت بصيراً?قال: "أعمى?عن الحجَّة، وقد كنت بصيراً بها. وقال نفطويه: يقال عمِى فلان عن رُشْده وعَمِى عليه طريقهُ إذا لم يهتد لطريقه. ورجل عمٍ، وقوم عَمُون. قال: وكلّما ذكر الله جلَّ وعزَّ العَمَى في كتابه فذمَّه يريد عمى القلب. قال الله جل وعز: (فإنها لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى في الصدور). وقال الليث: رجل أعمى وامرأة عمياء. ولايقع هذا النعت على العين الواحدة؛ لأن المعنى يقع عليهما جميعاً. تقول: عميْت عيناه، وامرأتان عَمْياوان، ونساء عَمْياوات. وقال الله جل وعز: (ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضلّ سبيلا) قال الفراء: عدّد الله نِعَم الدنيا عَلَى المخاطبين، ثم قال: "من كان في هذه أعمى"، يعنى في نعم الددنيا التي اقتصصناها عليكم، فهو في نعم الآخرة أعمى وأضلُّ سبيلا. قال: والعرب إذا قالوا: هو أفعل منك قالوه في كل فاعل وفعيل وما لايزاد في فعله شئ على ثلاثة أحرف. فإذا كان على فعللت مثل زخرفت، أو على افعللت مثل احمررت لم يقولوا: هو أفعل منك حتى يقولوا: هو أشدد حمرة منك، وأحسن زخرفة منك. قال: وإنما جاز في العمى لأنه لم يُرد به عَمَى العينين، إنما أريد به-والله أعلم-عمى القلب. فيقال: فلان أعمى من فلان في القلب، ولايقال: هو أعمى منه في العين. وذلك أنه لمّا جاء على مذهب أحمر وحمراء تُرك فيه أفعل منه؛ كما ترك في كثير. قال: وقد تَلْقي بعض النحويين يقول: أثجيزه في الأعمى والأعشى والأعرج والأزرق؛ لأنا قد نقول: عَمِى وزَرِق وعَرِج وعِشى. ولانقول حَمِر ولابَيِض ولاصفر، قال الفراء: وليس ذلك بشئ، إنما يُنظر في هذا إلى ماكان لصاحبه فيه فِعْل يقلّ أو يكثر، فيكون أفعل دليلا على قلَّة الشئ وكثرته؛ ألا ترى أنك تقول: فلان أقوم من فلان، وأجمل؛ لأن قيام ذا يزيد على قيام ذا، وجماله يزيد على جماله، ولاتقول للأعميين: هذا أعمى من ذا، ولالُمّيتين هذا: أموت من ذا. فإن جاء منه شئ في شعر فهو شاذ؛ كقوله: أمّا الملوك فأنت اليوم ألأمُهم لؤماً وأبيضهم سِرْبال طبّاخ ويقال: رجل عَمٍ إذا كان أعمى القلب، وقال الفراء في قول الله جل وعز: (وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد) قرأها ابن عباس: عمٍ، وقال أبو مُعاذ النحوى: من قرأ "وهو عليهم عَمىً?فهو مصدر يقال: هذا الأمر عَمىً، وهذه الأمور عَمىً؛ لأنه مصدر، كقولك: هذه الأمور شُبْهة وريبة، قال: ومن قرأ "عمٍ"؛ فهو نعت؛ نقول: أمر عمٍ وأمور عَمِية، ورجل عمٍ في أمره: لايبصره، ورجل أعمى في البصر. وقال الكميت: ألا هل عمٍ في رأيه متأمِّل ومثله قول زهير: ولكننى من علم مافي غد عم وفي حديث أبي رزين العُقَيلىّ أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أين كان ربنا قبل أن يخلق السموات والأرض؟ قال: في عَمَاء، تحته هَوَاء وفوقه هواء: قال: أبو عبيد: العَمَاء في كلام العرب: السحاب: قاله الأصمعي وغيره وهو محدود. وقال الحارث بن حِلِّزة: وكأنَّ المنون تَردْى بنـا أصْ حَمَ عُصْم ينجاب عنه العماءُ يقول: هو في ارتفاعه قد بلغ السحاب، فالسحاب ينجاب عنه أي ينكشف. ٌال أبو عبيد: وإنما تأوّلنا هذا الحديث على كلام العرب المعقول عنهم، ولاندرى كيف كان ذاك العَمَاء. قال: وأمَّا العمى في البصر فمقصور، وليس هو من هذا الحديث في شئ.
قلت: وقد بلغنى عن أبي الهيثم-ولم يعزه لى إليه ثقة-أنه قال في تفسير هذا الحديث. ولفظه: إنه كان في عمى مقصور. قال وكلّ أمر لاتدركه القلوب بالعقول فهو عَمىً. والمعنى: أنه كان حيث لايُدركه عقول بنى آدم، ولايبلغ كنهه وصف. قلت أنا: والقول عندى ماقاله أبو عُبيدد أنه العماء ممدود، وهو السحاب ولايُدرى كيف ذلك العَمَاء بصفة تحصره ولانعتٍ يحده. ويُقوِّى هذا القول قول الله جل وعز: (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظل من الغمام) فالغمام معروف في كلام العرب، إلاّ أنا لاندرى كيف الغمام الذي يأتى الله عز وجل يوم القيامة في ظُلَل منه. فنحن نؤمن به، ولانكيف صفته. وكذلك سائر صفات الله جل وعز. وقال الليث: العَمَاية الغَوَاية. وهي اللَجَاجة. قال والعَمَاية والعماءة: السحابة الكثيفة المطبقة. قال وقال بعضهم: العماء: الذي قد حَمَل الماء وارتفع. وقال بعضهم: هو الذي قد هراق ماءه ولمّا يتقطع تقطع الجَفْل. والعرب تقول: أشد بردد الشتاء شَمالٌ جِرْبياء في غبّ سماء، تححت ظل عَمَاء. قال: ويقولون للقطعة الكثيفة: عماءة، قال: وبعض ينكر ذلك ويجعل العماء اسماً جامعاً. قال: والتعمية: أن تُعمى على إنسان شيأ فتلبسه عليه تلبيساً. قال: والأعماء جمع عَمىً وأنشد: وبلد عاميِة أعماؤه وقال غيره: عامِيَة: دارسة. وأعماؤه. مجاهله. بلد مَجْهل وعَمىً: لايُهتدى فيه. والمعامى: الأرضوت المجهولة. والواحدة مَعْمِيَة في القياس، ولم أسمع لها بواحدة. وقال شمر: العامى: الذي لايبصر طريقه. وأنشد: لاتأتيني تبتغى لين جانـبـي برأسك نحوى عامياً متعاشياً قال: وأرض عمياء وعامية. ومكان أعمى: لايُهتدى فيه. قال: وأقرأنى ابن الأعرابي: وماءٍ صَرى عافى الثـنـايا كـأنـه من الأجْن أبوال المخاض الضوارب عمٍ شَرَكَ الأقطـار بـينـى وبـينـه مرارىُُّ مَخْشِىّ به الموتُ ناضـبِ قال ابن الأعرابي: قوله: "عَمٍ شَرَك?كما تقول عمٍ طريقاً وعمٍ مَسْلكا. يريد الطريق ليس مَبّيَن الأثر. وفي الحديث: من قاتل تحت راية عَمِّيَّة يغضب لعَصَبة أو ينصر عَصَبة أو يدعو إلى عصبة فَقُتِل قُتل قتلة جاهلية: وقال شمر: قال إسحاق بن منصور: سئل أحمد بن حنبل عمّن قُتل في عَمِيَّة، قال: الأمر الأعمى العصبية لايستبين ما وجهه. قال: وقال إسحاق: إنما معنى هذا في تححاربُ القوم وقتل بعضهم بعضاً. يقول من قتل فيها كان هالكا. وقال أبو زيد: العِّمِيَّة الدعوة العمياء فقتيلها في النار. وقال شمر: قال أبو العلاء: العَصَبة: بنو العمّ. والعَصَبيَّة أخذت من العَصَبة. وقيل العميِّة: الفتنة. وقيل الضلالة. وقال الراعى: كما يذود أخو العِمِّيَّة النجد يعنى صاحب فتنة. أبو عبيد عن أبي زيد يقال: لقيته صَكَّة عُمَىّ قال: وهو أشدّ الهاجرة حَرّا. وقال شمر: هو عُمَىّ، وكأنه تصغير أعمى. قال وأنشدنى ابن الأعرابي: صكّ بها عين الظهيرة غائراً عُمَىّ ولم يُنْعَلن إلاّ ظلالها وقال غيره: لقيته صَكَّة، عُمَى، وصكة أعمى أي لقيته نصف النهار في شدَّة الحر. وعُمَىّ تصغير أعمى على الترخيم. ولايقال ذلك إلا في حَمَارَّة القيظ. والإنسان إذا خرج نصف النهار في أشدد الححر لم يتهيأ له أن يملأ عينيه من عين الشمس، فأرادوا أنه يصير كالأعمى. وقال أبو سعيد. يقال اعتميته اعتماءً أي قصدته. وقال غيره اعتميته: اخترته. وكذلك اعتمته والعرب تقول: عَمَا والله، وأما والله، وهَمَا والله، يبدلون من الهمزة العين مرة، والهاء أخرى. ومنهم من يقول غَمَا والله بالغين معجمة. معا قال الليث المُعاء ممدود من أصوات السنانير. يقال: معا يَمْعو، ومغا يمغو، لونان أحدهما يقرب من الآخر وهو أرفع من الصَّئىِّ أبو عبيد عن الأصمعي: إذا أرطب النخل كله فذلك المَعْو، وقدد أمعى النخخل. قال: وقياسه أن تكون الواحدة مَعْوة ولم أسمعه. قال: وقال اليزيدي: يقال منه قد أمعت النخلة. ونحو ذلك قال الليث. عمرو عن أبيه: الماعى الليّن من الطعام. وقال النحويون هي كلمة تضمّ الشئ إلى الشئ وأصلها معاً وقال الليث: كنا معاً معناه: كنّا جميعاً.
وقال الزجاج في قول الله: (إنا معكم إنما نحن مستهزئون): نَصْب "معكم?كنصب الظروف؛ تقول: أنا معكم، وأنا خلفكم، معناه أنا مستقرّ معكم، وأنا مستقرّ خلفكم. وقال في قول الله جلّ وعزّ: (إن الله مع الذين اتقوا) أي اللهُ ناصرهم وكذلك قوله: (لاتحزن إن الله معنا) أي الله ناصرنا. وقال الليث: رجل إمعَّة: يقول لكل: أنا معك. قال: والفعل من هذا تأمع الرجل واستأمع. قال: ويقال للذى يتردد في غير صنيعة إمعّة. وروى عن ابن مسعود أنه قال: أُغْدُ عالماً أو متعلماً، ولا تَغْد إمعَّة. قال أبو عبيد: أصل الإمعَّة الرجل الذي لارأى له ولا عَزْم، فهو يتابع كلّ أحد على رأيه، ولايثبت على شئ. وكذلك الرجل الأمرة: وهو الذي يوافق كل إنسان على مايريده. قال: وروى عن عبد الله أنه قال: كنا نعدّ الإمعَّة في الجاهلية الذي يَتْبع الناس إلى طعام من غير أن يُدْعى، وإن الإمعَّة فيكم اليوم المُحْقِبُ الناس دينه. قال أبو عبيد: والمعنى الأول يرجع إلى هذا. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: المؤمن يأكل في معىً واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء. قال أبو عبيد: نُرى ذلك لتسمية المؤمن عند طعامه، فتكون فيه البركة، والكافر لايفعل ذلك. قال: وقيل: إنه خاصّ لرجل كانُ يكثر الأكل قبل إسلامه، فلّما نقص أكله. ويَرْوى أهل مصر أنه أبو بصرة الغِفَاريّ، لانعلم للحديث وجهاً غيره؛ لأنا نرى من المسلمين من يَكثر أكله، ومن الكافرين من يقلّ أكله، وحديث النبي صلى الله عليه وسلم لاخُلْف له. فلهذا وُجِّه هذا الوجه. قلت: وفيه وجه ثالث أحسبه الصواب الذي لايجوز غيره. وهو أن قول النبي صلى الله عليه وسلم: المؤمن يأكل في معىً واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء مثل ضربه للمؤمن، وزهده في الدنيا وقناعته بالبُلْغة من العيش، وما أوتى من الكفاية، وللكافر واتساع رغبته في الدنيا وحرصه على جمع حُطامها، ومنعها من حقَّها، مع ماوصف الله الكافر من حرصه على الحياة، وركونه إلى الدنيا واغتراره بزُخرفها. فالزهد في الدنيا مححمود؛ لأنه من أخلاق المؤمنين، والحرص عليها وجمع عَرَضها مذموم؛ لأنه من أخلاق الكفار. ولهذا قيل: الرُغْب شؤم، وليس معناه كثرة الأكل دون اتساع الرغبة في الدنيا والححرص على جمعها. فالمراد من الححديث في مَثَل الكافر استكثاره من الدنيا والزيادة على الشبع في الأكل داخل فيه، ومثل المؤمن زهده في الدنيا وقلّة اكتراثه بأثاثها واستعداده للموت والله أعلم. وقال شمر: قال الفراء: جاء في الحديث المؤمن يأكل في معىً واحدة. قال الفراء ومعىً واحد أعجب إلىّ. قال: المِعى أكثر الكلام على تذكيره. يقال هذا معى وثلاثة أمعاء. ربما ذهبوا به إلى التأنيث، كأنه واحد دلّ على جمع. وقال القطامى: كأن نُسُوع رحلى حين ضمت حوالب غُرَّزاً ومعى جياعا وقال الليث: واحد الأمعاء يقال: مِعَى ومِعَيان وأمعاء. قال وهو جميع مافي البطن مما يتردد فيه من الحوايا كلها. شمر عن ابن الأعرابي قال:الأمعاء مالان من الأرض وانخفض.وقال رؤبة: يححبو إلى أصلابه أمعاؤه قال:والأصلاب:ما صَلُب من الارض. وقال الأصمعي:الأمعاء:مسايل صغار وقال أبو عمرو:يحبو أي يميل،وأصلابه:وسطه،وأمعاؤه:أطرافه. وقال أبو خَيْرة المِعَى غير ممدود الواحدة أظن مِعَاة:سهلة بين صلبين وقال ذو الرمة: تراقب بين الصُلْب من جانب المِعَى معَى واحفٍ شما بطيئا نزولـهـا وقال الليث:المِعَى من مذانب الأرض،كل مِذْنب بالحضيض يناصى مِذْنبا بالسَنَد.والذي في السفح هو الصلب. قلت:وقدد رأيت بالصَمَّان في قيعانها مَسَاَكَاتٍ للماء وإخَاذا متحّوية تسمى الأمعاء. وتسمى الحوايا.وححى شبه الغُدْران،غير انها متضايقة لا عَرْض لها.وربما ذهبت في القاع غَلْوة.والعرب تقول للقوم إذا أخضبوا وصلحت حالهم هم في مثل المِعَى والكَرِش. وقال الراجز. يا أيَهذا النـائم الـمـفـتـرش لستَ على شئ فقم وانكمـش لستَ كقوم أصلحـو أمـرهـم فأصبحوا مثلَ المعى والكرش ماع قال الليث:ماع الماءُ يميعُ مَيْعا إذا جرى على وجه الأرض جريا منبسطا في هِينَة.وكذلك الدم يَميع وأنشد: كأنه ذو لبد دَلَهْـمَـسُ بساعديه جَسَد مورَّس
من الدماء مائع ويُبَّس وأمَعْته أنا إماعة.والسراب يميع.قال:وميعة الحُضْر ومَيْعة الشباب أوله وأنشطه.قال والمَيْعة:شئ من العطر. وفي حديث ابن عمر أنه سئل عن فأرة وقعت في سمن،فقال:إن كان مائعا فأرِقه،وإن كان جامِساً فألْقِ ما حوله. قال أبو عبيد في قوله:إن كان مائعا أي ذائبا،ومنه سميت المَيْعه لأنها سائلة. يُقال ماع الشئ وتمّيع إذا ذاب.ومنه ححدديث عبد الله حين سئل عن المُهْل فأذاب فضَّة فجعلت تمَّيع وتلوَّن،وقال هذا:من أشبه ما أنتم راءون بالمُهْل: وقال غيره:يقال لناصية الفرس إذا طالت وسالت.مائعة.ومنه قول عَدِىّ: يهزهز غصنا ذا ذوائب مائعا أراد بالغصن الناصية عام قال الليث:العام:ححول يأتي على شَتْوة وصيفة ويجمع أعواما.ورسم عامِىّ:قد أتى عليه عام.وأنشد: من أن شجاك طلل عامِىُّ وقال أبو عبيد:أخذت فلانا معاومة ومسانهة،وعاملته معاومة ومساناة أيضاً. وفي الححدديث:نهى عن بيع النخل معاومة.وهو أن يبيع ثمر النخل أو الكَرْم أو الشجر سنتين أو ثلاثا فما فوق ذلك. ويقال:عاومت النخلةُ إذا حَمَلت سنة،ولم تحمل أخرى.وكذلك سانهَتْ:حملت عاما وعاما لا. وقال أبو زيد:يقال.جاورت بني فلان ذات العُوَيم،ومعناه العام الثالث ممّا مضى،فصاعدا إلى ما بلغ العشر. ثعلب عن ابن الأعرابي:أتيته ذات الزُمَين وذات العُوَيم أي منذ ثلاثة أزمان وأعوام.قال في موضع آخر:هو كقولك:لقيته مذ سُنَيَّات. وقال ابن شميل:عوَّم الكرمُ.حمل عاما"وقل حمله عاما". وقال اللحياني:المعاومة:أن يَححِلّ دَينك على رجل،فتزيده في الأجل ويزيدك في الدَّين. قال ويقال:هو أن تبيع زرعك بما يخرج من قابل في أرض المشتري. ويقال:عام مُعِيم،وشحم مُعَوِّم:شحم عام بعد عام. وقال أبو وَجْزَة السعديّ: تنادوا بأغباش السواد فقُـربـت علافيفُ قد ظاهرن نَيّا معِّوما أي شحماً معِّوما. ابن السكيت:يقال:لقيته عاما أوّلّ،ولا تقل:عام الأوّلِ.والعَوْم:السباحة.والسفينة تعوم في الماء،والابل تعوم في سيرها.وقال الراجز: وهن بالدَوّ يَعُمن عَوما وقال الليث:يسمى الفرس السابح عَوَّاما:يعوم في جريه ويسبح. عمرو عن أبيه قال العاَمة:المِعْبَر الصغير يكون في الانهار وجمعها عامات. وقال الليث:العامة تتَّخذ من أغصان الشجر ونححوه،يُعبر عليها الأنهار،وهي تموج فوق الماء.والجميع العام والعامات. قال:والعامة:هامة الراكب إذا بدالك رأسُه في الصحراء وهو يسير. قال:وقال بعضهم لا أسمى رأسه عامة حتى أرى عليه عمامة. الححراني عن ابن السكيت:عام الرجل إلى اللبن يعام عَيْمة وهو رجل عَيْمان وامرأة عَيْمى،ويُددعى على الرجل فيقال:ماله آم وعام،فمعنى آم:هلكت امرأته،وهام:هلكت ماشيته فيعامُ إلى اللبن. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتعوّذ من العَيْمة والأَيمة،فالعيمة شدة الشهوة للبن حتى لا يصبر عنه،يقال:عام يعام عيمة وقوم عَيَامى وعِيَام.والغيمة:شدة العطش والأيمة:طول العُزْبة. وقال الليث:يقال عِمْت عَيْمة عَيَما شديدا.قال:وكلّ شئ من نحو هذا مما يكون مصدراً لِفَعْلان وفَعْلى فإذا أنّثت المصدر فخففّ،وإذا حذفت الهاء فثقلّ نححو الحَيرة والحَيَر والرَغْبة والرَغَب والرَهْبة والرَهب،وكذلك ما أشبهه من ذواته. وقال غيره:أعامنا بنو فلان أي أخذوا حلائبنا حتى بَقِينا عَيَامى نشتهى اللبن.وأصابتنا سنة أعامتنا،ومنه قالوا:عام مُعِيم:شديد العَيْمة. وقال الكميت: بعام يقول له المـؤلِـفـو ن هذا المُعيم لتا المُرْجل ويقال:أعام القومُ إذا قلّ لبنهم. وروى عن المؤرِّج أنه قال:طاب العَيَام أي طاب النهار وطاب الشرْق أي الشمس وطاب الهويم أي الليل. وقال الأصمعي:عيمة كل شئ خخياره.وجمعها عِيَم.وقدد اعتام يعتام اعتياما،واعتان يعتان اعتياناً إذا اختار. وقال الطرمّاح يمدح رجلا وصفه بالجود: مبسوطة يَسْتن أوراقُها على مُواليها ومعتلمِها وقال أبو سعيد:قال أبو عمرو:العَيْم والغيم العطش. وقال أبو المثلّم الهذلى: تقول أرى أُبينيك اشرهفّوا فهم شُعث رؤسُهمُ عِياَمُ قلت أراد:أنهم عِيام إلى شرب اللبن شديدةٌ شهونهم إليه.
وعم
ذُكر عن يونس بن حبيب أنه قال:يقال:وَعَمت الدارَ أَعِم وَعماً أي قلت لها:انعمى. وأنشد: عِماَ طللى جُمْل على النأى واسلما قال يونس:وسئل أبو عمرو بن العلاء عن قول عنترة: وعِمِىِ صباحا دار عبلة واسلمى فقال:هو كما يَعْمِى المطرُ ويَعْمِى البحر بزَبَده،وأرادد كثرة الدعاء لها بالاستسقاء. قلت:إن كان من عَمَى يعمىِ إذا سال فحقهّ أن يُروى:واعمى صباحاً،فيكون أمراً من عَمَى يَعْمِى إذا سال أو رمى. قلت:والذي سمعناه وحفظناه في تفسير عم صباحاً:أن معناه:أنعِم صباحاً،كذلك أخبرني أبو الفضل عن ثعلب عن ابن الأعرابي؛قال:ويقال:انعم صباحاً عِمْ صباحا بمعنى واحد. قلت:كأنه لمّا كثر هذا الحرف في كلامهم حذفوا بعض حروفه لمعرفة المخاطب به.وهذا كقولهم:لاهُمّ،وتمام الكلام اللهم،وكقولهم:لهنَّكَ،والأصل لله إنك. ومع اهمله الليث. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي:الوَعْمة:ظبية الجبل،والومعة الدُفعة من الماء. عوى قال الليث: عوت الكلابُ والسباع تَعْوى عُوَاء وهو صوت تمدّه وليس بنبح. أبو عبيد عن أبي الجراح قال: الذئب يَعْوِى. وأنشدني أعرابي: هذا أحقّ منزل بـالـتـرك الذئب يَعْوِى والغراب يبكى ومن أمثالهم في المستغيث بمن لايغيثه قولهم: لو لك عَوَيت لم أعْوِهْ. وأصله الرجل يبيت بالبلد القفر فيستنبح الكلاب بعُوائه ليندلّ بنباحها على الححيّ. وذلك أن رجلا بات بالقَفْر فاستنبح، فأتاه ذئب، فقال: لو لك عَوَيت لم أعْوِهْ. وقال الليث: يقال عَوَيت الحبلَ إذا لويته. والمصدر العَىّ. والعَيُّ في كل شئ: الليّ. قال: وعَوَيت رأس الناقة إذا عُجْتها، فانعوى. والناقة تَعْوِى بُرَتها في سيرها إذا لوتها. بخَطْمها. وقال رؤبة: تعوى البُرَى مستوفضات وفضا قال: ويقال للرجل إذا دعا قوماً إلى الفتنة: عَوَى قوماً فاستُعْوُوا. وأخبرني المنذري عن أبي طالب عن سلمة عن الفراء أنه قال: هو يستعوى القوم، ويستغويهم أي يستغيث بهم. وقال الليث: المُعَاوية: الكلبة المستحرمه تَعْوِى إلى الكلاب إذا صَرَفت ويَعْوِين. وقد تعاوت الكلاب. ويقال تعاوى بنو فلان على فلان وتغاوَوْا عليه إذا تجمعوّا عليه، بالعين والغين. قال: والعَوَّى مقصور. نجم من منازل القمر، وهو من أنواء البرد. وقال ساجع العرب: إذا طلعت العَوَّاء، وجَثَمَ الشتاء، طاب الصِّلاء. وقال ابنُ كُناسة: هي أربعة كواكب. ثلاثة مثفَّاة متفرقة، والرابع قريب منها كأنه من الناححية الشأمية، وبه سُميِّت العَوَّاء، كأنه يَعْوى إليها من عُوَاء الذئب. قال: وهو من قولك: عويت الثوب إذا لويته، كأنه يَعْوى لمَّا انفرد. قال: والعوّاء في الحساب يمانية. وجاءت مؤنثة عن العرب. قال: ومنهم من يقول: أول اليمانية السِّماك الرامح، ولايجعل العَوّاء يمانية؛ للكوكب الفرد الذي في الناحية الشأمية. وقال ابن هانئ: قال أبو زيد: العَوَّاء ممدودد؛؛ والجوزاء ممدودد، والشِّعْرِى مقصور. وقال الليث: العَوَى والعَوَّة لغتان، وهي الدُبُر. وأنشد: قيمامً يوارون عَوَّاتهـم بشتمى وعَوَّاتهم أظهرُ وقال الآخر في العَوَّى بمعنى العَوَّه: فهلاّ شددت العقْد أو بـتّ طـاويا ولم تَفْرُج العوىّ كما يُفرج القَتَبْ وقال شمر: العَوَّاء خمسة كواكب كأنها كتابةُ ألف، أعلاها أخفاها. ويقال: كأنها نون. وتدعى وَرِكى الأسد، وعرقوب الأسد. والعرب لاتكثر ذكر نوئها، لأن السماك قد استغرقها وهو أشهر منها وطلوعها لاثنتين وعشرين ليلة تخلو من أيلول، وسقوطها لاثنتين وعشرين ليلة تخلو من آذار. وقال الحُصينيّ في قصيدته التي يذكر فيها المنازل: وانتـثـرت عَـوّاؤه تناثرُ العِقْد انقطـع لفاتح البيع يوم رؤيتها وكان قبلُ انبياعهُ لَكِد ومن سجعهم فيها: إذا طلعت العَوَّاء، ضرب الخِباء، وطاب الهواء، وكُرِه العراء، وشَنَّن السقاء. قلت أنا: من قصر العَوَّى شبهَّها باست الكلب، ومن مددّها جعلها تعوى كما يعوى الكلب، والمد فيها أكثر. ويقال عَفَت يدده وعواها إذا لواها.
وقال أبو مالك: عوت الناقة البُرة إذا لوتها عَيَّا. وعَوَى القوم صدور ركابهم وعَوَّوها إذا عطفوها. أبو عبيد عن الكسائي: عَوَّيت عن الرجل إذا كذَبت عنه وردَدْت. أبو عبيد عن أبي زيد: العَوَّة والضَوَّة: الصوت: ثعلب عن ابن الأعرابي: قال العَوِىّ: الذئب: وقال الأصمعي: يقال للرجل الححازم الجلدد: ما يُنهى ولايُعْوى. وقال أبو العميثل: عَوْيت الشئ عَيّاً إذا أملته. وقال الفراء: عَوَيت العمامة عَيّة، ولويتها لَيَّة، وعَوَى القوس: عطفها. وقال ابن الأعرابي: العَوُّ جمع عَوَّة، وهي أم سُوَيد. وقال الليث "عا?مقصور زجر الضَئِين. وربما قالوا: عَوْ، وعاىْ: وعاء، كل ذلك يقال. والفعل منه: عَاعى يُعاعى معاعاة وعاعاة. ويقال: أيضاً عَوْعى يُعوعى عوعَاة، وعَيْعى يعيعى عيعاة وعِيْعَاء وأنشد: وإن ثيابي من ثياب مُـحَـرِّق ولم أستعرها من مُعاعٍ وناعق عي أبو حاتم عن الأصمعي: عَيى فلان-بياءين-بالأمر إذا عجز عنه. ولايقال: أعيابه ومن العرب من يقول عَىَّ به فيدغم. ويقال في المشى: أعييت إعياء. قال: وتكلَّمت حتى عَيِيت عِيّا. وإذا "أرادوا?علاج شئ فعجزوا يقال: عيِيت وأنا عَيىّ، وقال النابغة: عَيّت جوابا وما بالربع من أحد قال: ولاينشد: أعيت جوابا. وأنشدد لشاعر آخر في لغة من يقول عَيَى: وحَتَّى حسبناهم فوارس كَـهَـمِـسٍ حَيُوا بعدما ماتوا من الدهر أعصرا ويقال: أعيا عليَّ هذا الأمر، وأعياني، ويقال: أعيانى عَيَاؤه. قال المَرَّار: وأعيْت أن تجيب رُقيَّ لراقي ويقال: أعيا به بعيره وأذم، سواء. وقال الليث: العِىّ تأسيس أصله من عين وياءين وهو مصدر العَىّ قال: وفيه لغتان رجل عَيىّ بوزن فعيل، وقال العجاج: لا طائش قاقٌ ولا عَيىّ ورجل عَيُّ بوزن فَعْل، وهو أكثر من عَيّى، قال: ويقال: عَيَى يَعْيا عن حُجّته عيّا وعَىَّ يعيا كلُّ يقال؛ مثل حيى يحيا وحَيّ. قال الله جل وعز: (ويحيى من حيّ عن بينة) والرجل يتكلف عملا فيَعْيا به، وعنه، إذا لم يهتدد لوجه عمله. سلمة عن الفراء: يقال في فعل الجميع من عَيّ: عَيُّوا. قال وأنشدني بعضهم. يَحِددْن بنا عن كل حيّ كأنـنـا أخاريس عَيُّوا بالسلام وبالنَسَبْ وقال آخر: من الذين إذا قلنا حـديثـهـم عَيُّوا وإن نحن حدَّثناهم شَغِبوا قال: وإذا سكن ما قبل الياء الأولى لم تدغم كقولك: هو يُعْى ويُحيى: قال: ومن العرب من أدْغَم في مثل هذا قال: وأنشدنى بعضهم: فكأنها بين النساء سبيكة تمشى بسدّة بيتها فتُعِىُّ وقال أبو إسحاق: هذا غير جائز عند حُذاق النحويين. وذكر أن البيت الذي استشهد به الفراء ليس بمعروف. قلت: والقياس ما قال أبو إسحاق، وكلام العرب عليه. وأجمع القُرَّاء على الإظهار في قوله "يحيى ويميت". وقال الليث: الإعياء: الكلال. تقول: مشيت فأعييت، وأنا مُعْىٍ. قال: والمعاياة: أن تداخل كلاما لايهتدى له صاحبك، قال: والفحل العَيَاياء: الذي لايهتدى لضراب طَرُوقته. قال: وكذلك هو في الرجال. قلت: وفي حديث أمّ زرع. أن المرأة السادسة قالت: زوجى عياياء، طباقاء، كل داء له داء. قال أبو عبيد: العياياء من الإبل: الذي لايَضْرب ولايُلْقح، وكذلك هو من الرجال. وقال الليث: الداء العَياء: الذي لادواء له قال ويقال: "أيضاً?الداء العَيَاء: الحُمْق: وقال أبو زيد: جمل عَياء وجِمال أعْياء. وهو الذي لايُحسن أن يضرب. وقالوا: حياء الناقة وجمعه أحياء. وقال شمر: عَيِيت بالأمر وعييته، وأعيا عليَّ ذك وأعيانى. وقال غيره: عييِت فلاناً أعْياه أي جهلته. وفلان لايَعْياه أحد أي لايجهله أححد، والأصل في ذلك أن تعيا عن الأخبار عنه إذا سئلت، جهلا به. وقال الراعى: يَسْألن عنك ولايعياك مسئول أي لايجهلك. بنو أعْيا: حَيّ من العرب والنسبة إليه أعْيَوِى. "وداء عَيِىّ مثل عياء". ويقال: عاعى بالغنم وحاححى عيعاء وحِيحاء؛ وهو زجرها. وعى أبو عبيد عن الأصمعي: وعى الحديث يعيه وَعْيا إذا حفظه. وأوعى الشئ في الوعاء يوعيه إيعاء-بالألف-فهو مُوعى. قال والوِعاء يقال له: الإعاء. وقال الليث: الوَعْى: حفظ القلب للشئ.
أبو عبيد عن أبي زيد: إذا جَبَر العظم بعد الكسر على عَثْمٍ-وهو الاعوجاج-قيل: وعى يعى وَعْياً، وأجر يأجر أجْراً، ويأجُرُ أُجُورا. وقال أبو زبيد: خُبَعْثِنة في سـاعـديه تـزايلُ تقول وَعَى من بعدما قد تجبّرا وقال أبو زيدد: إذا سال القيح من الجُرْح قيل: وَعَى الجَرْجُ يَعِى وَعْيا. قال: والوَعْى هو القيح. ومثله المِدَّة. وقال الليث في وَعِى الكسر والمِدَّة مثله. قال: وقال أبو الدقيش: إذا وعت جايئته أي مدَّته. وقال الأصمعي: يقال بئس واعى اليتيم ووالى اليتيم، وهو الذي يقوم عليه. أبو عبيدة عن أبي عمرو: الواعية والوَعْى والوَعى كلها الصوت. وقال الليث: الواعية الصُراخ على الميت. قال: والوَعَى جلبة أصوات الكلاب والصيد قال: ولم أسمع لهما فعلاً. قال: وإذا أمرت من الوعى قلت عَهْ، الهاء عماد للوقوف لخفتّها؛ لأنه لايستطيع الابتداء والوقوف معاً على حرف واحد. الحراني عن ابن السكيت يقال: مالى عنه وَعْى أي بُد، ولاوَعْى عن كذا أي لاتماسك دونه. وقال النضر: إنه لفى وَعْى رجال أي في رجال كثير. وقال أبن أحمر: تواعدن أن لا وَعْى عن فرج راكـس فرُحْن ولم يغضرن عن ذاك مَغْضرا وعوع قال الليث: الوَعْوعة هي من أصوات الكلاب. وبنات آوى. قال: وتقول خطيب وَعْوع: نعت حسن. ورجل مهذار وَعْواع: نعت قبيح. وقالت الخنساء: هو القَرْم واللسنِ الوعوع قال والوَعْواع: الجلبة وأنشد: تسمع للمرء به وَعْوعا وأنشد شمر لأبي ذؤيب: وعاث في كُبَّة الوعواع والعير وقال الليث: يضاعف في الحكاية، فيقال: وعوع الكلبُ وعوعة. والمصدر الوعوعة والوعواع. قال: ولايُكسر واو الوعواع كما تكسر الزاى من الزلزال ونحوه؛ كراهية للكسرة في الواو. قال: وكذلك حكاية اليَعْيعة واليَعْياع من فعال الصبيان إذا رمى أحدهم الشئ إلى صبيّ آخر؛ لأن الياء خِلْقتها الكسر، فيستقبحون الواو بين كسرتين، والواو خلقتها الضم، فيستقبحون إلتقاء كسرة وضمة فلا تجد في كلام العرب في أصل البناء، وأنشد: أمست كهامة يعياع تداولـهـا أيدى الأوزاع ماتُلقى وما تُذَرُ عمرو عن أبيه: الوعوع: الديدبان يكوت واحداً وجمعاً. أبو نصر عن الأصمعي الديدبان يقال له الوَعْوع. قال: والوعوع: الرجل الضعيف. والوعوع ابن آوى. وقال أبو عبيدة: الوعاوع الأشدداء، وأوّل من يغيث. وقال غيره: الوعاوع: الخفاف الأجرياء. وقال أبو كبير: لايُجفلون عن المضاف إذا رأوا أُولى الوعاوع كالغَطَاط المقبل عمرو عن أبيه قال: العاعاء صوت الذئب. وقال ابن الأعرابي: الوعىُّ: الحافظ الكيس الفقيه. وتقول استوعى فلان من فلان حقه إذا أخذه كله؛ وأوعى فلان جَددْع أنفه واسوعاه إذا استوعبه. وفي الحدديث: في الأنف إذا استُوعى جدُعه الديةُ. وقال الأصمعي: الوعاوع: أصوات الناس إذا حَمَلوا. ويقال للقوم إذا وعوعوا: وعاوع أيضاً. وقال ساعدة الهذلي: ستنصرني أفناء عمرو وكاهل إذا ماغَزَا منهم غَزيُّ وعاوع والوعواع: موضع. ويقال عيّع القوم تعيياً إذا عيُّوا عن أمر قصدوه. وأنشد: حططتُ على شِقِّ الشمال وعيعّـوا حُطُوط رَباعٍ محصفِ الشددّ قارب الحطّ: الاعتماد على السير. وقال الأصمعي: سمعت عوعاة القوم، وغوغاتهم إذا سمعت لهم جلبة وصوتاً. آخر لفيف العين والمنة لله في تيسير مايسر. جحلجع وقال أبو تراب: كنت سمعت من أبي الهَمَيْسَع حرفاً، وهو جَحْلَنْجَع، فذكرته لشمر بن حَمْدَوَيْه، وتبرّأت إليه من معرفته، وأنشددته فيه ماكان أنشدنى، قال: وكان أبو الهَمَيْسَع ذكر أنه من أعراب مَدْين، وكنا لانكاد نفهم كلامه، فكتبه شمر، والأبيات التى أنشدنى: إن تمنعى صوبَك صوب المدمع يجرى على الخد كضِئْبِ الثَّعْثَع من طمحة صبيرها جَحْلَنْـجـع لم يحْضُها الجدولُ بالـتـنـوع قال وكان يُسمِّى الكورِ والمِحْضى. اثعنجح قال أبو تراب: وسمعت عتير بن غرزة الأسدي يقول: اثعنجح المطر بمعنى اثعحنجر: إذا مال وكثر وركب بعضهُ بعضاً، فذكرته لشمر فاستغربه حين سمعه وكتبه، وأنشدته فيه ما أنشدنى عتير لعديّ بن عليّ الغاضري في الغيث: جَوْنٌ ترى فيه الروايا دُلّحا كأن جِنّانا وبَلْقا ضُـرَّحـا فيه إذا ما جُلْبه تَكَـلَّـحـا وسححَّ سحاً ماؤه فاثعنجحا خيهفع وقال أبو تراب أيضاً: سمعت أعرابيّا من بنى تميم يكنى أبا الخَيْهَفْعى. وسألته عن تفسير كنيته، فقال: إذا وقع الذئب على الكلبة جاءت بالسِّمع، وإذا وقع الكلب على الذئبة جاءت بالخيفهعى. وليس هذا على أبنية أسمائهم مع اجتماع ثلاثة أحرف من حروف الحلق. قلت: وهذه حروف لاأعرفها، ولم أجد لها أصلا في كتب الثقات الذين أخذوا عن العرب العاربة ما أودعوا كتبهم، ولم أذكرها وأنا أحُقُّها، ولكنى ذكرتها استندار لها، وتعجبّا منها، ولاأدرى ماصحّتها. عهعخ وقال ابن المظفر: قال الخليل بن أحمد: سمعنا كلمة شنعاء لاتجوز في التأليف. قال: وسئل أعرابي عن ناقته فقال تركتها ترعى العُهْعُخ. قال: وسألنا الثقات من علمائهم، فأنكروا أن يكون هذا الاسم من كلام العرب. قال: وقال الفذ منهم: هي شجرة يُتداوى بها وبورقها. قال وقال أعرابي آخر: إنما هي الخُعْخُع. قال الليث: هذا موافق لقياس العربية وللتأليف. علهض قال الليث: تقول عَلْهضت رأس القارورة إذا عالجت صِمامها لتستخرجه. قال: وعلهضت العين إذا استخرجتها من الرأس، وعلهضت الرجلُ إذا عالجته علاجاً شديداً. قال: وعلهضت منه شيأ. قلت: علهضت رأيته في نسخ كثيرة من كتاب العين مقيدا بالضاد والصواب عندى الصاد. أخبرني المنذري عن أبي العباس عن ابن الأعرابي قال: العِلْهاص: صمام القارورة. وفي نوادر اللحيانى: علهص القارورة بالصاد أيضاً إذا استخرج صِمامها. وقال شجاع الكلابي-فيما رواى عنه عوّام وغيره-: العَلْهصة والعلفصة والعرعرة في الرأى والأمر. وهو يعلهصهم ويَعْنُُف بهم ويقسُرهم. وقال ابن دريد في كتابه: رجل عُلاهض جرافض جرامض وهو الثقيل الوخم. قلت: قوله: رجل علاهض منكر. وما أراه مححفوظاً. هجرع وقال الليث: الهِجْرَع من وصف الكلاب السَلُوقيّة الخِفاف. والهِجْرَع: الطويل الممشوق. قال العجاج: أسعر ضربا أو طُوالا هجرعا قال والهِجْرَع: الطويل الأحمق من الرجال. وأنشد: ولأقضين على يزيدَ أميرهـا بقضاء لارِخْوٍ وليس بهِجرع وروى أبو عبيدة عن الأصمعي: الهجرع بكسر الهاء: الطويل. وقال شمر: يقال للطويل: هِجرع وهَجرع. قال؛ وقال أبو نصر: سألت الفراء عنه فكسر الهاء وقال: هو نادر. وأخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي: رجل هِجْرَع بكسر الهاء، وهَرْجَع بفتحح الهاء: طويل أعوج. هجنع وقال الليث: الهَجَنَّع: الشيخ الأصلع. قال: والظليم الأقرع وبه قوة بعدُ هَجَنَّع. والنعامة هَجَنَّعة. قال: والهجنع من أولاد الإبل مانتج في حَمَارّة الصيف قلِّما يسلم من قَرَع الرأس. وقال أبو عبيد: الهجنع العظيم الطويل. معلهج ثعلب عن ابن الأعرابي: المُعَلْجَج: أن يؤخذ الجلد فيقددّم إلى النار ححتى يلين، فيُمضغ ويبلع. وكان ذلك من مآكل القوم في المجاعات. وقال الليث: المُعَلهج: الرجل الأحمق الهَذِر اللئيم. وأنشد: فكيف تسامينى وأنت معلهج هُذارِمة جَعْد الأنامل حَنْكَل عنجه قال والعُنْجُه: الجافى من الرجال. تقول: إن فيه لعُنْجُهِيَّة أي جفوة في جُشُوبة مطعمة وأموره. وقال حسان: ومن عاش منا عاش في عُنْجُهِيَّة على شَظف من عيشه المتنكد وقال رؤبة: بالدفع عنى دَرْء كل عُنْجه قال: والعُنْجُهة: القنفذة الضخمة. وقال الفراء-فيما يروى عنه أبو عبيد-: فيه عُنجهِيَّة وعُنجهانية أي كبر وعظمة. عجهن وقال الليث: العُجاهن: صديق الرجل المُعْرس الذي يجري بينه وبين أهله في إعراسه بالرسائل، فإذا بنى بها فلا عُجاهن له. قال: والعُجَاهنة: المَشَّاطة إذا لم تفارق العروس حتى يبْنى بها. قال: والعَجَاهنة جمع عُجَاهن. وقال الكميت: ينازعن العَجَاهنة الرِّئينا قال: والمرأة عُجَاهنة، وهي صديقة العروس. قال: والفعل منه تعجهن بتعجهن تعجُهناً. وقال أبو عبيد: العُجَاهنُ الطبَّاخ. قلت: وقول الكميت شاهد لهذا. عيجهور
وقال ابن دريد: عَيْجُهُور: اسم امرأة. واشتقاقه من العَجْهرة وهي الجفاء. عيد هول قال: وناقة عيذ هول: سريعة. عمهج وقال الأصمعي: العَمْهَج والعَوْهج: الطويلة. وقال هِمْيان: فقدَّمت حناجرا غوامجـا مُبْطِنةً أعْناقها العَمَاهجا قال: وقوله "مبطنة?أي جعلت الحناجر بطائن لأعناقها. وقال أبو زيد: العُماهج مثل الخامط من اللبن عندد أول تغيره. وقال أبو العباس: قال ابن الأعرابي: العماهيج: الألبان الجامدة. وقال الليث العُماهج: اللبن الخاثر من ألبان الإبل. وأنشد: تغُذى بمحض اللبن العماهج ثعلب عن ابن الأعرابي قال: العَمْهَج: الطويل من كل شئ. يقال عُنق عَمْهج وعُمْهوج، ونبات عُماهج: أخخخضر ملتفٌ، قال وكل نبات غَضَّ فهو عُمْهُوج. وقال ابن دريد: العمهج السريع. ويقال العُمَاهج: الممتلئ لحما. وأنشد: ممكورة في قَصَب عُماهج عجهم وقال ابن الأعرابي: العُجْهوم: طائر من طير الماء كأنَّ منقاره جلم الخياط. وقال الفراء: لبن سَمْعج وسَمْلَج. وهو الدسِم الحلو. عنبج وقال الليث: العُنْبُج من الناس: الثقيل. قال: "والهميسع?والهَمَيْسَع من الرجال: القويّ الذي لايصرع جنبه. قال: والهميسع هو جدّ عدنان بن أود. علهز الليث: العِلْهِز: الوَبَر مع دم الحَلَم. وإنما كان ذلك في الجاهلية، يعالج الوَبَر مع دماء الحلم يأكلونه. وقال ابن شميل في العلهز نحوه، وأنشد: وإنَّ قِرَى قحطان قِرْف وعِلْهِـز فأقبح بهذا ويحح نفسِك من فعل قال: والعِلْهز: القُراد الضخم. وقال أبو الهيثم-فيما أخبرني عنه المنذري-: العِلْهِز: دم يابس يُدَقّ به أوبار الابل في المجاعات ويؤكل. وأنشد: عن أكلى العلهز أكل الحَيْس ثعلب عن ابن الأعرابي: ناب عِلْهِز ودِرْدِح. وقال ابن شميل هي التي فيها بقيَّة، وقد أسنَّت. وقال عكرمة كان طعام أهل الجاهلية العِلْهز وهو الحَلَم بالوبر يشوى فيؤكل. ثعلب عن ابن الأعرابي قال العِلْهِز: الصوف ينفش ويُشرَّب بالدماء، ويُشوى ويؤكل. والمُسوَّدُ أن تؤخذ المُصْران فيفصد فيها الناقة ويشدّ رأسه ويُشوى ويؤكل. هزلع الليث: الهِزْلاع: السِّمع الأزلّ. قال: وهَزْلعتُه: انسلاله ومُضيّة. عزهل قال: والعِزْهِل: الذكر من الحمام وجمعه العَزَاهل. وأنشد: إذا سَعْدانة الشَعَفات ناحـت عَزَاهلها سمعت لها عَرينا وقال ابن الأعرابي: العَرِين: الصوت. أبو عبيد عن الأصمعي: العزاهيل من الإبل واحدها عُزهول، وهي المهملة. أبو زيد: رجل عِزْهَلّ إذا كان فارغا. وأنشد: وقد أُرى في الفتية العزاهـل أجُرُّ من خَزّ العراق الذائل فضاضة تضفو على الأنامل وقال ابن دريد: رجل عُزهول: خفيف سريع. زهنع أبو عبيد عن الأحمر: يقال: زَهْنَعْتُ المرأة وزَتَّتُّها إذا زيّنتها. ونحو ذلك قال الليث. وأنشد الأحمر: بنى تميم زهنعوا فتاتكم إن فتاة الحي بالتزتُّت وقال ابن بزرج: التزهنع: التلبّس والتهيؤ. عنزهو أبو عبيد عن الأصمعي: رجل عِنْزَهْوة: وعِزْهاة كلاهما العازف عن اللهو. وقال الكسائي: فيه عنزهوة أي كبر وكذلك فيه خُنْزُوَانة. أبو عبيددة رجا عِزْهاة وعِنْزهوة إذا كان لايريد النساء. هطلع الليث: رجل هَطَلَّع وهو الطويل الجسيم وبَوْشٌ هَطَلَّع أي كثير. وقال ابن دريد: هَطَلَّع: بَوْشٌ كثير. هرنوع الليث: الهُرْنوع: القملة الضخمة، وقيل للصغيرة. وأنشد: يَهِزُ الهَرَانع عقدهُ عند الخصا بأذلّ حيث يكون من يتذلّـل وقال غيره: الهَرَانع: أصول نبات تشبه الطراثيث. ثعلب عن ابن الأعرابي: الهُرُنع والهُرْنع القملة الضخمة. عرهن عمرو عن أبيه "قال?العراهين والعراجين واحدها عُرْهون وعُرْجون. وهي القعابل. وهي الكمأة التي يقال لها الفُطْر. هرمع ثعلب عن ابن الأعرابي: نشأت سحابة فاهرَمع قَطْرها "إذا?كان جَوْداً.
وقال الليث: اهرمعّ الرجل في منطقه وحدديثه إذا انهمك فيه. والنعت مهرمِّع قال: والعين تهرمّع إذا أذرت الدمع سريعاً. ورجل هَرَمَّع: سريع البكاء يقال اهرمّع إليه إذا تباكى إليه. عرهم قال والعُراهم: التارّ الناعم من كل شئ وأنشد: وقصبا عُفَاهما عُرْهوما قال: وقال بعضهم. العُراهم والعراهمة نعت للمذكر والمؤنث. وأنشد: وقرَّبوا كلَّ وأى عُراهـم من الجمال الجِلَّة العَفَاهم عفهم قال والعُفاهم: الناقة القوية الجَلْدة، وقال غَيْلان. يظل مَنْ جَارَاه فـي عَـذائمِ من عُنْفُوان حجَرْيه العُفاهم قال يصف أول شبابه وقوّته. قال والعُفاهم، من جعل الجماعة عفاهيم فإنه جعل المدة في آخرها مكان الألف التي ألقاها من وسطها. وقال شمر: عنفوان كل شئ: أوله. وكذلك عفاهمه. وأنشد: من عنفوان جريه العُفاهم وسَيْلٌ عُفاهم أي كثير الماء. سلمة عن الفراءؤ: عيش عُفاهم أي مخصب أبو عبيد عن أبي زيد: عيش عُفاهم: واسع، وكذلك الدَّغْفَلىّ. عرهن أبو عبيدد عن الفراء: بعير عُرَاهن وعُراهم وجُراهم: عظيم. قال: والعرهوم: الشديد. علهن وقال أبو عمرو: العُلْهُون والعُرْجون والعُرْجُد كله الإهان. أبو زيد: رجل عِزْهَلٌ مشددد اللام إذا كان فارغا ويجمع على العزاهل وأنشد: وقد أُرى في الفتية العزَاهل وقال غيره بعير عِزْهل: شديد. وأنشد وأعطاه عِزْهَلا من الصُهْب دَوْسرا أخا الرُبْع أو قد كاد للبُزْل يُسْدِس عرهل والعُراهل من الخيل: الكامل الخَلْق. وأنشد: يتبعن زَيَّاف الضحى عُراهلا ينفحُ ذا خصائل غُـدافـلا كالبُرْد ريَّان العصا عثا كلا غدافل كثير سبيب الذنب والعَزَاهل الجماعة المهملة. وقال الشماخ: حتى استغاث بأحوى فوقه حُبُـك يدعو هديلا به العُزْفُ العزاهيل معناه: استغاث الحمار الوحشي بأحوى-وهو الماء-فوقه حُبُك أي طرائق، يدعو هديلا-وهو الفرخ-به العُزف، وهي الحمام الطُورانية. هريع وقال الليث: لص هُرْبُع، وذئب هُرْبُع خفيف، وقال أبو النجم: وفي الصَفِيح ذئب صيد هُرْبُعُ في كفّه ذات خِطام ممتـعُ عبهر الليث: العَبْهَر: اسم للنرجس. ويقال: الياسمين. وجارية عَبْهرة: رقيقة البشرة ناصعة البياض، وأنشد: قامت ترائيك قَوَاماً عَبْهَـراً منها ووجهاً واضحاً وبَشَرا لو يَدْرُج الذَرُّ عليه أثَّـرا قال ويقال: العَبْهر: الطويل الناعم من كل شئ. عمرو عن أبي عمرو عن أبيه: العَبْهَر: الطويل من الرجال. والعَبْهَر النَرْجس. وقال أبو كبير الهذلي يصف قوساً: وعُراضة السِّيتينِ تُوبِعَ بَرْيُها تأوى طوائفها لعجس عَبْهر عبهرملان غليظ. وقال ذو الرمة: وفي العاج منها والدماليج والبُرى قنا مالئ للعين ريّان عبـهـر والعبهرة: الحسنة الخَلْق، وقال الشاعر: عبهرة الخَلْق لُباخـية تزينه بالخُلْق الطاهر وقال: من نسوة بيض الوجو ه نواعم غِيد عباهر عبهل وفي كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لوائل بن حُجْر ولقومه: "من محمد رسول الله إلى الأقيال العباهلة من أهل حَضْرموت?قال أبو عبيد: العباهلة: الذين قد أُمروا على مُلكهم لايُزالون عنه. وكذلك كل شئ أهملته فكان مهملا لايمنع ممَّا يريد، ولايُضرب على يديه فهو مُعَبْهل، وقال تأبط شرّا: متى تبغنى مادمتُ حيّا مسلَّمـا تجدنى مع المسترعل المتعبهل قال: المتعبهل: الذي لايمنع من شئ. وقال الراجز يذكر الإبل أنها قد أرسلت على الماء ترِده كيف شاء، فقال: عباهل عبهلها الوُرَّاددُ شمر عن ابن الأعرابي: قال المعبهل: المعزهل المهمل. وقال الليث: مِلك مُعَبْهل: لايُرد أمره في شئ. علهب قال؛ والعَلْهَب: التيس الطويل القرنين من الوحشيّة والإنسية. ويوصف به الثور الوحشيّ. وأنشد: مُوشّىً أكارعه عَلْهَبا والعَلْهَب: الرجل الطويل، والمرأة عَلْهبة. وقال ابن شميل يقال للذكر من الظباء تيس، وعَلْهب، وهَبْرَج. هبلع
عمرو عن أبيه: رجل هِبْلع: أكول. وقال الليث: الهِبْلَع: الأكول العظيم اللَقْم الواسع الحُنْجور. قال: وهِبْلع من أسماء الكلاب السلوقية. وأنشد: والشد يدنى لاحقا وهبلعا هلبع قال: والهُلابع: الكُرَّزِى اللثيم الجسم وأنشد: عبد بنى عائشة الهلابعا وقال ابن دريد: الهُلَبِع والهُلابع من اسماء الذئب. وقال ابن السكيت يقال للذكر من الظباء شَبُوب ومُشِبّ وعَلْهَب وتَشْعَم وهَبْرَج. هملع وقال الليث: الهَمَلَّع: المتخطرف الذي يوقّع وطأة توقيعاً شديداً من خِفة وطئه. وأنشد: رأيت الهملع ذا اللعوتي ن ليس بآب ولا ضَهْيَد قال: ضهيد كلمة مولدة وليي في كلام العرب نَعِيل، وقال ابن السكيت الهملع الذئب وأنشد: لاتأمرينى ببنـات أسْـفـعٍ فالعنز لاتمشى مع الهملع قال: أسفع: فحل من الغنم. وقوله: لا نمشى مع الهملّع أي لاتكثر مع الذئب. وقال أبو عبيد: الهمَلّع: البعير السريع. وأنشد الليث: جاوزت أهوالا وتحتى شيقَبٌ يعدو برَحْلى كالفنيق هَمَلّع وقيل: الهَمَلّع من الرجال: الذي لاوفاء له ولا يدوم على إخاء أحد. سملع وقال أبو سعيد: الهملع والسَمَلَّع: السريع الخفيف. علهم أبو عمرو: العِلْهَمّ: الضخم العظيم من الإبل وغيرها. وأنشد: لقد غدوتُ طارداً وقانـصـاً أقود عِلْهَمّا أشقّ شاخـصـا أُمْرِج في مَرْج وفي فصافِصا أوزهر ترى له بصـائصـا حتى نَشا مُصامصا دّلامصا ويجوز عِلّهم بتشديد اللام. هنبع وقال الليث: سمعت عُقْبة بن رؤبة يقول: الهُنْبُع: شبه مقنعة قد خيط مقدَّمها يلبسها الجوارى. ويقال: الهُنْبع: ماصغر منها. والخُنْبع ما اتّسع منها، حتى يبلغ اليدين أو يغطيهما. والعرب تقول: ماله هُنبع ولاحُنْبع. عنته وقال ابن دريد: رجل عُنْتُه وعُنْتُهى. وهو المبالغ في الأمر إذا أخذ فيه. همقع سلمة عن الفراء: رجل هُمِقّع: أحمق، وامرأة هُمِقّعة: حمقاء. زعم ذلك أبو شَنْبل. وقال اللحيانى في كتابه: الهُمّقع: جَنَى التَّنْضب. وهو شجر معروف. قال: ومثله رجل قُمَرِّز أي قصير ورجل زُمَّلق وهو الشَّكَّاز. دهقوع ابن هانئ عن أبي زيد: الجوع الدُهْقوع: هو الشديد الذي يَصْرع صاحبه. هبقع وقال ابن دريد: رجل هَبْقَع وهُباقع: قصير ملزَّز الخَلْق. خضرع قال الليث: الخُضارع: هو البخيل المتسمح، وتأبى شيمته السماحة. وهو المتخضرع. خذعب قال: والخُذْغوبة هي القطعة من القَرْعة أو القثاء أو الشحم. خثعم قال: وخَثْعَم: اسم جبل، فمن نزله فهم خَثْعَمِيُّون، قال: وخَثْعم: قبيلة. أبو العباس عن ابن الأعرابي: الخخَثْعمة: أن يُذخل الرجلان إذا تعاقدا إصبعيهما في منخر الجزور المنحور يتعاقدان على هذه الحالة. وقال قطرب: الخثعمة: التلّطخ بالدم. يقال خثعموه فتركوه أي رَمّلوه بدمه. ختعر وأخبرني المنذري عن ابي العباس عن ابن الأعرابي قال: الخيتعور: الغادر. ورَوى عن سلمة عن الفراء أنه قال: يقال للشيطان: الخَيْتَعور. ونَوى خيتعور. وهي التي لاتستقيم. وقال الليث: الخَيْتَعور. مابقى من السراب من آخره حتى يتفرق فلا يلبث أن يضمحل. قال: وخَنْغَرُته اضمحلاله. قال: ويقال: بل الخَيْتَعُور: دُوَيّبْة تكون على وجه الماء، لاتلبث في موضع ألاّ ريثما تَطْرِف. وكل شئ لايدوم على حال ويتلوَّن فهو خَيْتَعور. والغُول خيتعور. والذي ينزل من الهواء أبيض كالخيوط أو كنسج العنكبوت هو الخيتعور. قال والخيتعور الدنيا. وأنشد: كل أنثى وإن بدا لك منها آيةُ الحبِّ حُبُّها خيتعور قال: والخخَيْتَعُور: الذئب. سمى بذلك لأنه لاعهد له ولاوفاء. خرعب أبو عبيد عن الأصمعي قال الخَرْعبة الجارية الليّنة القصب الطويلة. وقال الليث: الخَرْعبة: الشابَّة الحسنة القَوام، كأنها خُرْعوبة من خراعيب الأغصان من نبات سَنَتها. وجمل خُرْعوب طويل في حسن خَلْق. وقال امرؤ القيس: بَرَهْرهة رَخْـصة رُودة كخرُعوبة البانة المنفطر
وقال ابن دريد: جارية خرعبة وخُرعوبة: دقيقة العظام كثيرة اللحم: وجسم خرعب. قال والخبروع النَّمام. والخَبْرَعة فعله. خرفع وقال أبو عمرو الخُرْفع: مايكون في جِراء العُشَر وهو حُرَّاق الأعراب. ويقال للقطن المندوف: خُرفُع. وقال الليث: الخرفع: القطن الذي يفسد في براعيمه. خنعب أبو العباس عن ابن الأعرابي: هي الخُنْعُبة والنونة والثومة والهَزْمة والوهدة والقَلْته والهَرْتمة والعَرْتمة والحِثْرِمة. وقال الليث: الخُنْعُبة: مَشَقُّ مابين الشاربين بحيال الوترة. خبعج وقال أبو عمرو: الخَبْعَجَة: مشية متقاربة مثل مِشية المُريب: يقال: جاء يُخَبْعج إلى ريبة. وأنشد: كأنه لمّـا غـدا يخـبـعـج صاحب موقين عليه مَوْزجَ وقال آخر: جاء إلى جِلّتها يخبعج فكلهن رائم تُدَرْدِج خزعال سلمة عن الفراء: ناقة بها خَزْعال أي ظَلْع. وليس في الكلام مثله. وخَزْعل خَزْعلة إذا زلع. وقال الراجز: و "سَدو رجلى?من ضعاف الأرجل متى أُرِد شدّتـهـا تُـخَـزْعِـلِ ثعلب عن ابن الأعرابي: الخُزْعالة اللعب والمزاح. خذعل وقال أبو عبيد: قال الأصمعي: الخِذْعل والخِرْمل: المرأة الحمقاء. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي: قال: خَذْعل البطيّخخ إذا قطعه قِطعاً صغاراً، وخردل اللحم وخرذله بالدال والذال مثله. وقال ابن دريد خذعله بالسيف إذا قطعه. قال: والخَذْعله والخزعلة: ضرب من المشى. وقال المفضل الخُنْتَعَه: الثُّرملة، وهي الأنثى من الثعالب. ختلع وقال ابن دريد: أخبرني أبو حاتم أنه قال لأم الهيثم وكانت أعرابية فصيحة: مافعلت فلانة الأعرابية لامرأة كنت أراها معها؟ فقالت: ختلعت والله طالعة. فقلت: ماختلعت؟ فقالت: ظهرت. تريدد أنها خرجت إلى البدو. خنفع عمرو عن أبيه الخنفع: الأحمق. خطع وقال ابن دريد: تخطع اسم قال وأحسبه مصنوعاً لأنه لايعرف معناه. خندع وقال أبو الدقيش: الخُنْدَع بالخاء: أصغر من الجندب، حكاه ابن دريد. قعضب الليث: القَعْضَب: الضخم الجرئ: قال والقَعْضَبة: استئصال الشئ. وقال غيره: قعضب اسم رجل كان يعمل الأسنة، إليه نسبت أسنة قَعْضَب. عمرو عن أبيه: القعضبة: الشدة، قال: وقَرَب قَعْضَبىّ، وقَعْطَبى: شديد. قال: وكذلك قَرَبٌ مُقَعَّط. قضعم أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: القَعْضم: الشيخ المسِن. دعشق وقال الليث: الدُعْشوقة: دويبْة شِبه خنفساء. وربما قالوا: للصبية والمرأة القصيرة: يا دُعْشُوقة، تشبيهاً بتلك الدويبة. قشعم ثعلب عن ابن الأعرابي: القَشْعَم: النسر المسنّ. والقَشْعَم: الموت. وقال الليث: القَشْعم هو المُسنّ من النسور والرَخم لطول عمره. والشيخ الكبير يقال له: قشعم القاف مفتوحة والميم خفيفة. فإذا ثقلَّت الميم كسرت القاف. وكذلك بناء الرباعى المنبسط إذا ثقُلّ آخره كسر أوله وأنشد: إذا زعمت ربيعة القِشْعَمُّ قال: وتكنى الحرب أمَّ قشعم، والضبع أمّ قشعم. وقال أبو عبيد في القَشْعَم والقِشْعَمّ نحواً مما قال الليث. وكذلك قال شمر: قال وقال أبو عمرو؛ وأمّ قشعم هي المنيّة، وهي كنية الحرب أيضاً، وقال زهير: لدى حيث ألقت رحلها أم قشعم وقال أبو زيد كل شئ يكون ضخما فهو قَشْعم وأنشد: وقِصَع يُكْسَى ثُمالا قَشْعما والثمال: الرغوة. وقال ابن دريد القُشْعوم: الصغير الجسم، وبه سمى القُراد، وهو القَرْشوم والقِرْشام: عشرق وقال الليث: العِشْرِق من الحشيش، ورقه شبيه بورق الغار، إلاّ أنه أعرض منه وأكبر إذا حركته الريح تسمع له زجلا، وله حَمْل كحَمْل الغار، إلاّ أنه أعظم منه. وقال الأعشى: كما استغاث بريح عِشْرِق زَجِل وقال ابن الأعرابي: العِشْرٍق نبات أحمر طيّب الرائحة تستعمله العرائس. قشعر
وقال الليث: القُعْشُر: القثاء. والقُشَعْريرية: اقشعرار الجلد. وكل شئ تغيّر فهو مقشعر. قال والقُشْعُرة: الواحدة من القثاء بلغة أهل الجوف من اليمن. قال: واقشعرت السنة من شدة الشتاء والمَحْل. واقشعرت الأرض من المَحْل، واقشعر الجلد من الجَرَب. والنبات إذا لم يصب ريَّاً فهو مقشعر. وقال أبو زبيد: أصـبـح الـبـيت آل بــيان مقشعرا والححيّ ححيٌ خلوف سلمة عن الفراء في قول الله جل وعز: (كتاباً متشابهاً مثانى تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم). قال يقشعرّ من آية العذاب ثم تلين عند نزول آية الرحمة. وقال ابن الأعرابي: في قول الله جل وعز: (وإذا ذكر الله وحده اشمأزت) أي اقشعرَّت. وقال غيره نفرت. واقشعر شعره إذا قفَّ. قضعم أبو العباس عن ابن الأعرابي: يقال للناقة الهِرمة: قِضْعِم، وجَلْعَم. قال. والقَلْعَم: العجوز المسنّة. عشنق وقال الليث: العَشَنَّق: الطويل الجسم. وامرأة عَشَنَّقة: طويلة العُنُق ونعامة عَشَنَّقة. والجميع العشانق والعشانيق والعَشَنَّقُون. وفي حديث أمّ زرع أن إحدى النساء قالت: زوجى عَشَنّق إن أنطق أطْلَق، وإن أسكت أعْلق. قال أبو عبيد: قال الأصمعي: العشنق الطويل. تقول: ليس عنده أكثر من طُوله بلا نفع، فإن ذكُرت مافيه من العيوب طلَّقنى، وإن سكتّ تركنى معلَّقة: لا أيّما ولاذات بعل. عنقش وقال أبو عمرو: العِنقاش: اللئيم الوَغْد. وقال أبو نُخيلة: لما رمانى الناس بابنى عَمىّ بالقرِد عِنقاشٍ وبالأصـمّ قلت لها يانفس لاتهتمـى قرشع وقال أبو عمرو أيضاً: القِرْشِع: الجائر: وهو حَرُّ يجده الرجل في صدره وحَلْقه. وحكى عن بعض العرب أنه قال: إذا ظهر بجسد الإنسان شئ أبيض كالملح فهو القِرْشِع. قال: والمقرشع: المنتصب المستبشر. وقال الليث: الصقعر: الماء المر الغليظ. صرقع وقال أبو سعيد: يقال سمعت لرجله صرقعة وفَرقعة بمعنى واحد. عرقص وقال الليث: العُرْقُصاء، والغُرَيِقصاء: نبات يكون بالبادية. وبعض يقول: عَرَنْقُصانة. والجميع عَرَنْقُصَان. قال: ومن قال عُرَيِقصاء وعُرْقصاء فهو في الواحدى والجميع ممدود على حال واحدة. وقال الفراء: العَرَقُصان والعَرَتُن مخذوفان، الأصل عَرَنْتَن وعَرَنْقُصان، فخذفوا النون وأبقوا سائر الحركات على حالها، وهما نبتان. عمرو عن أبيه: العَرَقُصان: دابة من الحشرات. سلمة عن الفراء: قال العَرْقصة: مشى الحيَّة. قنعصر قال الليث: القِنْصَعْر: القصير العنق والظهر المكتّل من الرجال. وأنشد: لاتعدلى بالشيظم السِبَطْـرِ الباسط الباع الشديد الأسر كلَّ لئيم حَمِق قُنْصَعْـر قال وضربته حتى اقنعصر أي تقاصر إلى الأرض. وهو مقعنصر، قُدّم العين على النون حتى يحسن إخفاؤها، فإنها لو كانت بجنب القاف ظهرت. وهكذا يفعلون في افعنلل، يقبلون البناء حتى لاتكون النون قبل الحروف الحَلْقية، وإنما أدخْلت هذه الكلمة في حددّ الرباعيّ في قول من يقول: البناء ر باعىّ والنون زائدة. قرصع وقال الليث: قرصعت المرأة قرصعة وهي مشية قبيحة. أبو عبيد عن أبي عمرو: قرصعت المرأة قرصعة وهي شبه قبيحة وأنشد: إذا مشت سالت ولم تُقرصع هز القناة لدنة التـهـزّع قال: وقال أبو زيد: قرصعت الكتاب قرصعة إذا قَرْمطته. قال ويقال: رأيته مقرنصعا أي متزمّلا في ثيابه، وقرصعته أنا في ثيابه. عمرو عن أبيه: القَرْصَع من الأيور: القصير المُعَجَّر، وأنشد: سلوا نساء أشـجـعْ أيّ الأيور أنـفـع آالطويل النُـعْـنُـع أم القصير القَرْصع وقال أعرابي من بني تميم: إذا أكل الرجل وحده من اللؤم فهو مُقَرْصِع. صقعل أبو عبيد عن الأموي: الصِقَعْل: التمر اليابس، يُنقع في اللبن الحليب. وأنشد: ترى لهم حول الصِّقَعْلِ عِثْيرة صلقع
وقال الليث: الصَلْقع والصَلقعة: الإعدام. يقال صَلْقع الرجلُ فهو مُصَلقع: عديم مُعْددم. قال: وتجوز فيه السين. وهو نعت يتبع البلقع لايفرد: يقال بَلْقع سَلْقع. قال: وبلاد بلاقع سلاقع، قال: والسَلْقع المكان الحَزْن والحصى إذا حميت عليه الشمس. وهي الأرض القَفَار التى لاشئ فيها. ويقال: اسلنقع البرقُ إذا استطار في الغيم، وإنما هي خَطْفة خفيفة لالبث فيها. والسِلْنقاع الاسم من ذلك. عسلق قال: وكل سبع جرئ على الصيد يقال له عَسْلَق والجميع عسالق. وقال غيره: العَسَلَّق: الظليم وقال الراعى: بحيث يلاقى الآبِدَات العَسَلَّقُ عمرو عن أبيه: العَسْلَق: السراب. عسقل وقال الليث: العُسْقُول: ضرب من الجَبْأة. وهي كمأة لونها بين البياض والحمرة والواحدة عُسقولة. أبو عبيد عن الأصمعي: هي العساقيل. قال: وأنشدنا أبو زيد: ولقد جنيتك أكمؤا وعساقـلا ولقد نهيتك عن بنات الأوبر أبو عبيد والعساقيل من السراب أيضاً. وقال كعب بن زهير: وقد تفلَّح بالقُور العساقيل أراد تلفعت القُور بالعساقيل فقلب. وقال الليث: العسقلة والعُسقول: تلمّع السراب. وقِطَع السراب عساقل. وقال رؤبة: جرد منها جُددا عـسـاقـلا تجريدك المصقولة السلائلا يعنى المسحل جرَّداتنا انسلت شعرها، فخرججت جُددا بيضا كأنها عساقل السراب. عمرو عن أبيه يقال ضرب عَسْقَلانه، وهو أعلى رأسه. وعسقلان من أجناد الشام. عسقد الأثرم عن أبي عبيدة وابن الأعرابي عن المفضل قالا العُسْقُد: الطويل الأحمق. عسقف وقال الليث: العسقفة نقيض البكاء. يقال: بكى فلان وعسقف فلان أي جَمدت عينه فلم يبك. فقعس وبنو فقعس حيّ من العرب من بنى أسد. ولاأددري ما أصله في العربية. صقعب قال والصَّقْعَب: الطويل من الرجال. أبو عبيد عن الأصمعي في الصقعب مثله. عبقص ابن دريد العَبْقص والعُبْقُوص: دويبة. عسقب وقال الليث: العِسْقِبة: عُنِيقيد يكون منفردا ملتزِقلً بأصل العنقود الضخم. والجميع العساقب. عمرو عن أبيه قال: العَسْقبة: جمود العين في وقت البكاء. قلت جعله الليث العسقفة بالفاء والباء عندى أصوب. قعمص والقُعْمُوص والقُعْمُوس والجُعْمُوس واحد. ويقال قَعْمس إذا أبدى بمرّة، ووضع بمرة. قال: ويقال تحرك قُعْموصه في بطنه. وهو بلغة أهل اليمن. قال والقعموس: ضرب من الكَمأة. صعفق وقال الليث: الصعفوق: اللئيم من الرجال. وهم الصعافقة، كان آباؤهم عبيدا فاستعربوا. وقال العجَّاج: من آل صعفوق وأتباع أُخر قال: وقال أعرابيّ: ماهؤلاء الصعافقة حولك. ويقال هم بالحجاز مسكنهم. رذالة الناس. ويقال للذي لامال له: صَعْفُوق وصَعْفقىّ. والجميع صعفاقة وصعافيق. وأخبرني المنذريّ عن ثعلب عن ابن الأعرابي: رجل صَعْفَقى. قال: والصعافقة-يقال-قوم من بقايا الأمم الخالية باليمامة، ضلَّت أنسابهم. قال أبو العباس: وغيره يقول: هم الذين يدخلون السوق بلا رأس مال. ورَوَى أبو عبيد عن الشعبي أنه قال: ماجاءك عن أصحاب محمد فخذه، ودع مايقول هؤلاء الصعافقة. قال: وقال الأصمعي: الصعافقة: قم يحضرون السوق للتجارة، ولانقْد معهم ولا رؤس أموال فإذا اشترى التجار شيئاً دخلوا معهم. والواحد صَعْفَقِىّ. وقال غير الأصمعي: صعفق، وكذلك كل من ليس له رأس مال. وجمعهم صعفاقة وصعافيق. وقال أبو النجم: يوم قدرنا والعزيز من قـدر وآبت الخيل وقضينا الوطر من الصعافيق وأدركنا المِئَزْ أراد أنهم ضعفاء ليست لهم شجاعة ولاقوة على قتالنا. وكذلك أراد الشعبي: أن هؤلاء لاعلم لهم ولافقه، فهم بمنزلة التجار الذين ليس لهم رؤس أموال. الحراني عن ابن السكيت قال: كلّ ماجاء على فعلول فهو مضموم الأول؛ مثل زُنبور وبهُلول وعُمروس وما أشبه ذلك، إلاّ حرفا جاء نادرا، وهم بنو صَعفوق لَخَول باليمامة. وبعضهم يقول. صُعفوق بالضم. سعفوق وانشد ابن شميل لطَرِيف بن تميم: لاتأمنن سليمـى أن أفـارقـهـا صَرْمى ظعائن هند يوم سُعفوق لقد صرمت خليلا كان يألفـنـى والآمنات فراقى بعـده خـوقُ
قال: سُعفوق: اسم ابنه. والخوقاء الحمقاء من النساء. قعسر وقال الليث: القَعْسَرِىّ: الجمل الضخم الشديد. وهو القَعْسَر أيضاً. قال والقعسرِيّ: الخشبة التى يددار بها الرحى الصغيرة. يطحن بها اليد. وأنشد: إلزَمْ بقعسـرِيّهـا وألق في خُرِيَّها تطعمك من نِقيّها نفيها وقال: فَرِيُّها: فمها الذي تُلقى فيه لُُهوتها. قال والقعسرى في صفة الدهر. قال العجاج: أفنى القرون وهو قَعْسَرِى شبه الدهر بالجمل الشديد. "ثعلب عن ابن الأعرابي أنه أنشده: دلو تمأى دُبغت بالحُـلَّـب وبأعالى السلَم المضرَّب بلَّت بكفى عَزَب مشـذّب إذا اتنك بالنَقِىّ الأشهـب فلا تُقَسْرها ولكن صوّب أي لاتجذبها إليك وقت الصب الفراء: القعسري: الصُلْب الشديد. سرقع عمرو عن أبيه قال السُّرْقُع: النبيذ الحامض. قال وكبش قَرْعَسٌ إذا كان عظيماً. عسقر وقال المؤرج: رجل متعسقر إذا كان جلدا صبورا وأنشد: وصرت ملهودا بقاعٍ قَـرقـر يجرى عليك المُورُ بالتهرهر يالك من قُنْـبـرة وقُـنْـبـر كنت على الأيام في تعسقـر أي في صبر وجلادة. والتهرهر: صوت الريح، تهرهرت وهرهرت واحد. قلت: ولاأدرى من روى هذا عن المؤرج، ولاأثق به. عقرس الليث: عِقْرِس: حيّ من اليمن. قرعس عمرو عن أبيه قال: القِرْعوْس والقِرْعَوْش: الجمل الذي له سنامان. عنسق وفي النوادر العنسق من النساء الطويلة المعرقة ومنه قول الراجز: ححتى رُميت بمُزق عنسقِ تأكل نصف المُدّلم يُلَبِـقِ عنقس وقال ابن دريد: العَنْقْس: الداهى الخبيث. مقعنس أبو عبيد عن الأصمعي: المُقْعَنْسِسُ: الشديد. وهو المتأخر أيضاً. وقال ابن دريد: جَمَل مقعنس إذا امتنع أن يضام. قنعس وقال الليث: القِنعاس: الجمل الضخم، ورجل قِنْعاس: شديد منيع، وقال جرير: وابنُ اللَّبون إذا مالُزَّ فـي قَـرَن لم يستطع صَوْلة البُزْل الفناعيس وقال أبو عبيد في القنعاس مثله. أبو عمرو: القعنسة: أن يرفع الرجل رأسه وصدره. قال الجعديّ: إذا جاء ذو خُرْجين منهم مُقْعِنسا من الشأم فاعلم أنه شر قافل عقبس اللحيانى: العقابيس: الشدائد من الأمور وقال غيره: رماه الله بالعقابيس والعقابيل والعباقيل وهي الدواهى. قنزع الليث: المَقْنزَعة: المرأة القصيرة جدا. والقُنْزُعة "هي?التى تتخذها المرأة على رأسها، والقُنزعة من الحجارة أعظم من الجوزة وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلن قال لأم سُلَيم: خَضّلى قنازعك أي ندّيها ورطليّها بالدُهن ليذهب شَعثها، وقنازعها: خُصل شعرها الذي تطاير من الشَعَث وتمرَّط، فأمرها بترطيلها بالدهن ليذهب شعثه. وفي حديث آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن القنازع. قال الأصمعي: القنازع واحدها قُنْزعة وهو أن يؤخذ الشعر، ويترك منه مواضع لا تؤخذ. ويقال: لم يبق له من شعره إلاّ قُنْزُعة. والعُنْصُوة مثل ذلك. قال: وهذا مِثْل نَهْيه عن القَزَع. ثعلب عن ابن الأعرابي: القنازع: الدواهى. والقُنْزعة: العَجْب. وقنازع الشعر خُصَله ويشبَّه بها قنازع النَّصِىّ والإسنامة. قال ذو الرمَّة: قنازع أسنام له وثغام وقال شمر: القنازع من الشعر: مايبقى في نواحي الرأس متفرقا. واحدها قنْزُعة. وأنشد: صيَّر منك الرأس قنزعـات واحتلق الشعر عن الهامات قال: والقنازع-في غير هذا-القبيح من الكلام. وقال عدِيّ بن زيد: أنشدنيه ابن الأعرابي: فلم أحتمل فيما أتـيتُ مـلامة أتيت الجمال واجتنبت القنازعا قال شمر: وقال أبو عمرو وابن الأعرابي: القنازع والقناذع: القبيح من الكلام، فاستوى عندهما الزاى والذال في القبيح من الكلام. فأمّا في الشعر فلم أسمع إلاّ قنازع. قال: وأما الديوث فيقال قنذع وقندع بالذال والددال. وهذا راجع إلى المخازى والقبائح.
وروى شعبة عن يزيد بن حُمير قال سمعت زُرْعة الوحاظى قال كنا مع أبي أيوب في غزوة فرأى رجلا مريضا، فقال له: أبشِرْ، ما من مسلم يمرض في سبيل الله إلا حطّ الله عنه خطاياه ولو بلغت قُنذعة رأسه. رواه بُندار عن أبي داود عن شعبة قال بنددار: قال لأبي داود: قل قنزعة؛؛ فقال: قنذعة. قال شمر: والمعروف في الشعر القُنْزعة والقنازع، كما لقَّن بندار أبا داود فلم يَلْقنه. قال: والقنازع من الشعر: ما يبقى في نواحى الرأس متفرقا، واحدها قنزعة. وقال ذو الرمة يصف القطا وفراخها: يَنُؤْن ولم يُكسـين إلا قـنـازعـا من الريش تَنْواء الفصال الهزائل عنقز وقال الليث: العَنْقَز: المَرْزَنْجُوش. "وقيل العنقز السمّ. وقيل العنقز: الداهية، من كتاب أبي عمرو". وقال بعضهم: العَنْقَز. جُرْدان الحمار. وأنشد غيره: اسلم سَلْمت أبا خالـد وحيّاك ربك بالعنقز قعفز أبو عبيد عن الفراء: جلس القَعْفَزَى وقد اقعنفز وهو أن يجابس مستوفزا. عقفز أبو عمرو: القعفزة: أن يجلس الرجل جلسة المحتبى، ثم يضمّ ركبتيه وفخذيه، كالذي يَهُمّ بأمر شهوةٍ له وأنشد: ثم أضاءت ساعة فعقفزا ثم علاها فدجا وارتهزا زعفق والرعفقة: سوء الخُلُق. وقوم زعافق: بخلاء. وأنشد: إنى إذا ما حَمْلق الزَعَافقُ عنزق ويقال: عنزق عليه عنزقه أي ضيّق عليه. زبعبق ورجل زَبَعْبَق وزَبْعَبِقيٌّ إذا كان سَيئ الخلق. وأنشد: شِنْغِيرة ذو خُلُق زَبَعْبَقِ وفي النوادر: تزعبق الشئُ من يدى أي تبذَّر وتفرق. قلعط الليث: اقلَّعط الشَعَر واقلّعد. وهو الشعر الذي لايطول ولايكون إلاّ مع صَلاية الرأس وأنشد: بأقلع مقلعطِّ الرأس طاطِ قعطل وقال ابن الأعرابي: قَعْطَله قَعْطَلة إذا صرعه. وكذلك جَعْفله. وقَعْطل على غريمه إذا ضيّق عليه في التقاضى. قعطر أبو عمرو: القَعْطرة: شدة الوثاق. وكلّ شئ أوثقته فقد قعطرته. قال: وهي الجرفسة. ومنه قوله: بين صَييتى لحيه مُجَرْفسا والكركسة: التردد. قعطوط قال: وقعْوطوا بيوتهم إذا قوّضوها وجوَّروها. وقال في موضع: قعطره أي صرعه. وصَتَعه أي صرعه. قمعط وقال الليث: اقمعطّ الرجل إذا عظُم أعلى بطنه وفَمِص أسفله. قال: والقعموطة والقمعوطة والبقعوطة كله: دُحروجة الجُعَل. قال: والعُريقطة، دويَّبة عريضة من ضرب الجُعْل. واقعطر الرجل إذا انقطع نفسه من بُهْر. قعطب أبو عمرو: خْمِس قَعْطَبِيّ: لايبلغ إلا بالسير الشديد البَصْباص. وقال ابن دريد: ضربه فقعطبه أي قطعه. قال: والبُعْقُوط: القصير. عندق الليث: العندقة موضع في أسفل البطن عند السُّرة كأنه ثغرة النحر في الخلْقة، والعنقود من العنب، وحَمْل الأراك والبُطْم ونحوه. وقال ابن السكيت: يقال: عنقود وعِنْقاد، وعُثْكول وعِثْكال. وقال الليث: القُرْدوعة: الزاوية تكون في شعب جبل. وأنشد: من الثياتل مأواها القراديع سلمة عن الفراء قال: القَرْدعة والقَرْدَحة: الذلّ. والدَرْقَعة: فرار الرجل من الشديدة. يقال: درقع، دَرْقعة، وادْرَنْقع. عمرو عن أبيه: الدُّرْقعُ: الرّاوية. قمعد الليث: كلمته فاقمعد اقمعدادا: والمقمعّد: الذي تكلمه بجهدك، فلايلين لك ولاينقاد. والعَرْقَدة: شدَّة فَتْل الحبل ونحوه من الأشياء كلها. دعلق وفي النوادر: دعلقت اليوم في هذا الوادى وأعلقت، ودعلقت في المسألة عن الشئ وأعلقت فيها أي أبعدت فيها. والجوع الدَيْقوع والدُّرقوع: الشديدد. وكذلك الجوع اليَرْقوع والبُرْقُوع. "قال بعضهم: المقذعِلّ: السريع من كل شئ. وأنشد: إذا كُفيت أكتفـى وإلاَّ وجدتنى أرمُل مقذعلاَّ ثعلب عن ابن الأعرابي: يقال للغلام الحارّ الرأس الخفيف الروح: عُسلوج، وعُذْلوق، وذُعْلوق، وغيْذان، وغيدان، وشَمَيْذَر. ذعلوق الليث: الذُعْلُوق: نبات يكون بالبادية. وقال غيره: يشبُه به المهر الناعم. وأنشد: ياربّ مُهر مَزْعوق مقيَّل أو مغبـوق حتى شَتَا كالذُعْلوق قذعل أبو عمرو رجل قِذَعْل: لئيم خسيس.
قذعر
الليث: المقذعِرّ: المتعرض للقوم ليددخل في أمورهم وحديثهم. يقول: يَقْذَعِرّ نحوهم يرمى بالكلمة بعد الكلمة ويتزحف البهم. قنذع أبو عبيد: القُنْذُع والقُنْذَع: الديُّوث. وقال الليث مثله. وهو بالسريانية. الليث: القَرْثَع هي المرأة الجريئة القليلة الحياء. وقال غيره: امرأة قَرْثَع وقَرْدَع وهي البلهاء. أبو حاتم عن الأصمعي: القَرْنع من النساء الني تكحل إحدى عينيها، وتلبس درعها مقلوباً وجاء عن بعضهم أنه قال. النساء أربع. فمنهن أربعة تَرْنع، وجامعة تجمع، وشيطان سَمَعْمَع. ومنهنّ القرثع. وقال ابن السكيت: أصل القرثع وَبَر صغار تكون على الدوّاب. وتقول: صوف قَرْثع تشبَّه المرأة به لضعفه ورداءته. أبو عبيد عن الفراء: إنه لقِرْثِعة مالٍ، وقَرْثَعة مال إذا كان يَصْلح المال على يديه. ومثله إنه لَتِرْعيَّة مال. قعثر ابن دريد: القَعْثَرة: اقتلاعك الشئ من أصله. والتقرعث: التجمع. قال ومَرّ يتقلعث في مشيه ويتقعثل إذا مرّ كأنه يتقلع من وَحَل. قال: والقُمْعُوث: الدُّيوث. ورجل قِنْعاث: كثير شعر الوجه والجسد. وقال الليث: القُعْثُبان: دُويبة كالخنفساء، تكون على النبات. قال: والقَعْثَب: الكثير. "أبو زيد: يقال جمل قَبْعثى، وناقة قَبَعثاة في نوق قباعث. وهو القبيح الفراسن. قال ابن الأنباري في قولهم: قد عرقل فلان على فلان وحوَّق معناهما: قد عوَّج عليه الكلام والفعل، وأدار عليه كلاماً ليس بمستقيم. وحوَّق مأخخوذ من حُوق الذكر، وهو مادار ححول الكمرة. قال: ومن العرقلة سمىّ عَرَقل بن الخطيم. وقال غيره: العِرْقيل: صفرة البَيْض. وأنشد: طَفلة تُحسب المجاسد منها زعفارناً يداف أو عِرْقيلا وقيل: الغِرقيل: بياض البَيض بالغين معجمة. الليث: عرقبت الدابة إذا قطعت عرقوبها. والعُرْقُوب عَقَب موتَّر خخلف الكعبين. ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم ويل للعراقيب من النار، يعنى في الوضوء. قال: والعرقوب من الواددى منحنى فيه، وفيه التواء شديد. وأنشد: ومَخُوف من المناهل وَحِش ذى عراقيب آجن مدفان وعراقيب الأمور: عَصَاويدها، وإدخال اللَبْس فيها. أبو عبيد عن ابن الكلبي: من أمثالهم في خُلْف الوعدد: مواعيد عرقوب. قال. وسمعت أبي يخبر بححديثه: أنه كان رجلا من العماليق يقال له عرقوب، فأتاه أخ له يسأله شيئاً، فقال له عرقوب: إذا أطلعت النخلة فلك طَلْعها. فلمَّا أطلعت أتاه للعِدة فقال له: ددعها حتى تصير بَلَحا، فلمَّا أبلحت قال: دعها حتى تصير زَهْوا، ثم حتى تصير رُطبا ثم تمرا، فلما أتْمرت عَمَد إليها عرقوب من الليل فجدَّها ولم يعط أخاه منه شيئاً. فصار مثلا في الخُلف. وفيه يقول الأشجعي: وعددت وكان الخلف منك سجيَّة مواعيد عرقوب أخاه بيثـرب قال الليث: يقال مرَّ بنا يوم أقصر من عُرقوب القطاة، يعنى ساقها. وقال. غيره العرقوب. طريق ضيق يكون في الوادى. لبقعير البعيد، لايمشى فيه إلا واحد. فيقال: تعرقب الرجلُ إذا أخذ فيه، وتعرقب لخصمه إذا أخذ في طريق يخفى عليه وأنشد: وإن مَنطِقٌ زَلّ عن صاحبي تعرقبت آخر ذا معتقـبْ ويقال عَرْقِب لبعيرك. أي أرفع بعرقوبه حتى يقوم. والعرب تسمى الشِّقِرّاق طير العراقيب. وهم يتشاءمون به، ومنه قول الشاعر: إذا قَطناً بلَّغتـنـيه ابـنَ مُـدْرك فلاقيت من طير العراقيب أخيلا وتقول العرب إذا وقع الأخيل على البعير ليُكسَفَنَّ عرقوباه. عمرو عن أبي يقال: إذا أعياك غريمك فَعَرْقِبْ أي احْتل. ومنه قول الشاعر: ولايُعييك عُـرقـوب لـو أيٍ إذا لم يعطك النَّصفَ الخصيمُ وفي النوادر عرقبت للبعير وعلّيت له إذا أعنته برفع. أبو خيرة العرقوب والعراقيب: خياشيم الجبال وأطرافها وهي أبعد الطرق لأنك تتبع أسهلها أين كان. ويقال للعرقوب: ماانحنى من الوادى وفيه التواء شديد. الليث المقرعِبُّ من البرد واقرعبَّ يقرعبُّ اقرعبابا. وقال الأصمعي: اقرنبع: انقبض. وقال اللححيانى: ومثله اقرعبّ أي انقبض. وقال غيره تقرعف وتَفَرْقع. الليث: العقرب: الذكر والأنثى سواء. والغالب عليه التأنيث.
وقال أبو عبيد عن ابن الكلبي: العُقْربُان الذكر من العقارب. وأنشدنا: كأنَّ مرعى أمّكم إذ غدت عَقْربةٌ يكومها عُقْربان ويقال للرجل الذي يقترض أعراض الناس: إنه لتدبّ عقاربه. وقال ذو الإصبع العَدْوانى: تسرى عقاربه إلـىّ ولاتدبّ له عقارب أراد: ولاتدبّ له منى عقارب. أبو زيد: أرْض مَعْقربة ومثعلبة: كثيرة العقارب والثعالب. وكذلك مُضَفدعة ومُطَحِلبة. عمرو عن أبيه: العَقْربة: الأمة العاقلة الخَدوم. وقال الليث: العقرب سير مضفور في طرفه إبزيم يشدّ "به?ثغر الدَّابة في السرج. وعقرب النَّعل سير من سيوره. وحمار معقرب الخَلْق: مُلَزَّز "مجتمع?شدديد. قال العجاج: عَرْدَ الرتاقي حَشْورا معقربا والعقرب بُرج من بروج السماء. وله من المنازل الشَولة والقلب والزُبانى. وفيه يقول ساجع العرب: إذا طلعت العقرب جَمَس المِذْنب وقُرُّ الأشيب ومات الجندب. والعقربان: دويبة، يقال: هو دَخَّال الأذن. الليث: عَبْقَر: موضع بالبادية كثير الجن، يقال في المثل: كأنهم جنّ عَبْقر: وقال المَرّار العَدَوى: أعرفت الدار أم أنكرتها بين تبراك فَشَسَّى عَبَقُر قال: كأنه توهم تثقيل الراء. ذلك أنه احتاج إلى تحريك الباء لإقامة الوزن، فلو ترك القاف على حالها مفتوحة لتحوَّل البناء إلى لفظ لم يجئ "مثله?وهو عَبَقَر، ولم يجئ على بنائه ممدود ولامثقل. فلَّما ضم القاف توهمّ به بناء قربوس ونحوه. والشاعر يجوز له أن يقصر "قربوس?في اضطرار الشعر فيقول: قُربس. وأحسن مايكون هذا البناء إذا ذهب حرف المدمنه أن يثقّل آخره؛ لأن التثقيل كالمدّ. قال: والعَبْقَرة من النساء التَارَّة الجميلة. وقال مِكْرَزُ بن حفص: تبدل حِصْنٌ بأزواجـه عِشارا وعبقرةً عبقرا يعنى عبقرة عبقرة ذهبت الهاء فصار في القافية ألف بدلها. قال: وعبقر اسم من أسماء النساء. قال: والعبقري: ضرب من البُسُط، الواحدة عَبْقَرِيَّة. والجماعة عبقريّ. قال الله جل وعز: (رفرف خضر وعبقري حسان) قلت: وقرأ بعضهم: وعباقريّ حسان، أراد بعباقريّ جمع عبقريّ. وهذا خطأ؛ لأن المنسوب لايُجمع على نسبته، ولاسيمّا الرباعى لايجمع الخثعمي بالخثاعمى، ولا المهلّبيّ بالمهالبي، ولا يجوز ذلك إلاّ أن يكون نُسب إلى اسم على بناء الجماعة بعد تمام الاسم نحو شئ تنسبه إلى حَضاجر، فتقول: حضاجرى، فتنسب كذلك: إلى عباقر، فتقول: عباقريّ. والسراويلي ونحو ذلك كذلك. قلت: وهذا كله قول حذّاق النحويين "الخليل وسيبويه والكسائي?وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قصّ رؤيا رآها، وذكر عمر فيها. فقال: فلم أر عبقريَّا يفِري فريه. قال الأصمعي-فيما روى أبو عبيد عنه-سألت أبا عمرو بن العلاء عن العبقريّ فقال: يقال: هذا عبقري قوم: كقولك هذا سيدد قوم وكبيرهم وشديدهم وقويّهم ونحو ذلك. قال أبو عبيد: وإنما أصل هذا فيما يقال: أنه نسب إلى عَبْقَر وهي أرض يسكنها الجن، فصارت مثلا لكل منسوب إلى شئ رفيع. وقال زهير بن أبي سلمى: بخيلٍ عليها جِـنّةٌ عـبـقـرية جديرون يوما أن ينالوا فيستعلوا وقال غيره: أصل العبقريّ صفة لكلّ مأبولغ في وصفه. وأصله أن عبقر بلد كان يُوشَّى فيه البُسُط وغيرها، فنسب كل شئ جيّد إلى عَبْقر: وقال الفراء: العبقري: الطنافس الثخان، واحدها عَبْقرية. وقال مجاهد: العبقريّ: الديباج. وقال قتاددة: هي الزرابيّ. قال سعيد بن جُبير: هي عتاق الزرابيّ. وقال شمر: قرئ: وعباقريّ بنصب القاف كأنه منسوب إلى عباقر. وقد قالوا: عباقر ماء لبنى فزارة. وأنشد لابن عَنَمة: أهلى بنجد ورحلى في بيوتكم على عباقر من غَوْرية العلم برقع وقال الليث: البِرْقِع: اسم السماء الرابعة. قلت: وهكذا قال غيره. وجاء ذكره في بعض الأحاديث "قال الفراء: بِرْقع نادر ومثله هِجْرَع. وقال الأصمعي، هَجْرَع. وقال شمر: برقع اسم السماء السابع جاء على فِعْلل وهو غريب نادر وذكر أبو عبيد نحوا منه في البِرْقَع?ثعلب عن ابن الأعرابي عن أبي المكارم. يقال. بُرْقُع وبُرْقَع وبُرقوع. وقال أبو حاتم: تقول العرب: بُرْقُع ولاتقول بُرْقع ولابُرْقوع وأنشد: ووجهْ كبرقع الفتاة
قال ومن أنشده: كبرقوع. فإنما فرّ من الزحاف.
قلت: وماححكاه ابن الأعرابي عن أبي المكارم يدلّ على أن البُرقوع لغة في البُرقع.
وقال الليث: جمع البرقع البراقع. قال: وتُلْبَسها الدوابُّ، وتَلَبُسها نساء الأعراب. وفيه خَرقان للعينين. وقال توبة الحُمَيّر:
وكنت إذا ماجئتُ ليلى تبرقعت فقد رابنى منها الغداةُ سفورها
وقال شمر: برقع مُوَصْوص. إذا كان صغير العينين.
أبو العباس عن عمرو عن أبيه: قال: جوع يَرْقوع، وجوع بَرْقوع بفتح الباء، وجوع بُرْكُوع وبَرْكُوع وخُنْتُور بمعنى واحد "قلت: بَرْقوع بفتح الباء ناددر، لم يجئ على فَغلول إلاّ صَعْفُوق. والصواب بُرقوع بضم الباء. وجوع يَرْقوع بالياء صحيح". وقال غيره: تزّيا بزيّ من لبس البرقع. ومنه قول الشاعر:
ألم تر قيسا عيلان بَرْقـعـت لحاها وباعت نَبْلها بالمغازل
وقال ابن شميل: البُرْقع: سِمة في الفخذ: حَلْقتان بينهما خِباط في طول الفخذ. وفي العَرْض الحلقتان صورته.
أبوالعباس عن ابن الأعرابي: عرقل الرجل إذا جاز عن القصد.
وأخبرني المنذري عن بعض أهل اللغة أنه قال: يقال: إنه لأبرد من عَبْقر، وأبرد من حَبْقر، وأبرد من عَضْرس. قال: والعَبْقر والحًبْقر والعَضْرس: البَرَدُ. وقيل العَضْرَس: الجليد. وقيل: العضرس: نبت. وأنشد ابن حبيب:
كان فـاهـا عَـبْـقـريّ بـاردٌ أو ريح رَوض مسّه تنضاح رِكَّ
وروى بعضهم عن أبي عمرو أنه كان يقول: هو أبردد من عَبِ قَرّ. قال: والعَبُ اسم للبرد. وروى هذا البيت:
كان فـاهـا عَـبُ قَـرّ بــارد أو ريح روض مسّه تنضاح رِك
قال وبه سمى عَبُ شمس.
وقال المبرد: عَبَقُرّز قال: والعَبَقُرّ: البرد. وقال غيره: عبُ الشمس ضوء الصبح.
فرقع
قال الليث: الفَرقعة: نقيض الأصابع. يقال: فرقعها فتفرقعت. قال: والمصدر الافرنقاع.
قال: وقال بعض المتصلّفين: افرنقعوا عنى: تنَحَّوْا عنّى.
قلت: الفرقعة في الأصابع والتفقيع واحد. حدثنا محمد بن إسحاق قال حدثنا أحمد ابن مصعب عن وكيع عن الحسن بن صالح عن مُغيرة عن إبراهيم وعن ليث عن مجاهد أنهما كرها أن يفرقع الرجل أصابعه في الصلاة.
وقال أبو عبيد عن الأصمعي: جاء فلان بالعَنْقَفِيز والسِّلْتِم وهي الداهية.
وقال الليث: العَنْقفير الداهية من دواهى الزمان يقال: غُول عنفقير. وعَقْفرتها دهاؤها ونُكْرها والجميع العقافير. ويقال عقفرته الدواهى حتى تقعفر أي صرعته وأهلكته. قال: واغفنفرت عليه الدواهى، تؤخر النون من موضعها في الفعل لأنها زائدة حتى يَعتددل بها تصريف الفعل.
أبو العباس عن سلمة عن الفراء قال: العَبْقَرى السّيد من الرجال. وهو الفاخر من الحيوان والجوهر. والعَبْقَرى: البساط المنقَّش. والعبقريّ: الكذب البَحْتُ: كذب عَبْقَريّ وسُماق: خالص لايشوبه صدق.
وقال الليث: العُنْقُر: أوّل ماينبت من أصول القصب ونحوه وهو غَضٌ رَخْص قبل أن يظهر من الأرض. والواحدة عُنْقُرة. وقال العجاج:
كعنقرات الحائر المسجور
قال وأولاد الدهاقين يقال لهم: عُنقر شبَّههم لترارتهم ونَعْمتهم بالعُنْقر.
وقال الليث: الاقفعلال: تشنج الأصابع والكفِّ من بَرْد أو داء. والجلد قد يقفعلُّ فينزوى كالأذن المقفعلة. قال وفي لغة أخرى: اقلعفّ اقلفاعا. وذلك كالجَدْب والجَبْذ.
وقال أبو عبيد: المقفعل: اليابس. وأنشد شمر:
أصبحت بعد اللين مقفعلا وبعد طيب جسد مصِلاّ
وقال الليث: يقال للشئ يتمدد ثم ينضم إلى نفسه أو إلى شئ: قد اقلعفّ إليه. والبعير إذا ضَرب الناقة فانضم إليها يقلعف فيصير على عرقوبيه معتمداً عليهما وهو في ضرابه يقال: اقلعفها وهذا لايقلب.
عمرو عن أبيه: العَفْلق: الفَلْهم. وقال الليث: العَفْلق: الفرج من المرأة إذا كان واسعاً رِخواً.
وأخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي: قال العَضَنَّكة، والعَفْلَقة: المرأة العظيمة الركب. وأنشدد الليث:
يا ابن رَطُوم ذات فرج عَفْلَقِ
أبو عبيد عن الفراء قال: القِلْفِعة: قشر الأرض الذي يرتفع عن الكمأة فيدلّ عليها. وقال غيره القِفْلِع ما تقشر عن أسافل مياه السيول فتشققا بعد نضوبها. وأنشد:
قِلْفِع روض شِرب الدِثاثا
وقال النضر: العَلْقم: شجر الحنظل. ولذلك يقال لكل شئ فيه مرارة شديدة: كأنه العلقم والقطعة منه علقمة. أبو العباس عن ابن الأعرابي العَلقمة النَّبِعَة المُرَّة وهي الحَزْرة. وقال اللحيانى طعام فيه علقمة أي مرارة. أبو زيد: العَلْقم: أشدّ الماء مرارة. وقال ابن دريد: العَمْلَقة: اختلاط الماء وخثورته. وقال الليث: القُمْعُل: القَدَح الضخم بلغة هُذيل. وقال راجزهم: يلتهب الأرض بَوأْب حَـوْأبِ كالقمعل المنكبّ فوق الأثلب ينعت حافر الفرس. ثعلب عن ابن الأعرابي، القُمْعُل: القَدَح الضخم. وقال الليث: القِمْعال: سيّد القوم. عمرو عن أبيه: العَمْلق الجَوْر والظلم. وقال الليث القِلَّعْم والقِلَّحم: الشيخ المسِنّ الهَرَم. والحاء أصوب اللغتين. قال وأما عِمْلاق وهو أبو العمالقة فَهُم الجبابرة الذين كانوا بالشام على عهد موسى. "ورُوى عن عبدد الله بن خباب قال: سمعنى أبي ونحن نقرأ السجدة ونبكى ونسجدد، فبعث إلىَّ فدعانى، فأخذ الهِراوة فضربنى بها حتى حجزه عنى الرَبْو. فقلت يأبه مالى؟ قال: ألا أراك جالساً مع العمالقة، هذا قَرْن خارج الآن. قلت: كان عبدُ الله جلس في مجلس قاصّ لاعلم له، وكان يذكّرهم فيبكيهم فأنكر قعوده معهم وددخوله فيما بينهم وسَّماهم عمالقة لإعجابهم بما هم فيه وتكبرهم على الناس بقراءتهم، شبّههم بالجبابرة الذين كانوا على عهد موسى وإعجابهم بأنفسهم وانفرادهم عن الناس وفيهم نزل (قالوا يا موسى إن فيها قوماً جبارين). وعن الأعمش قال: العمالقة ححَرُوريَّة بنى إسرائيل. قلت: كأن خبابا شبّه القوم بالحروريَّة". أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: القَعْمَلة الفَرْجَهارة، وهي القَمْعَلة. قال والقَلْعَمة: السَّفلة من الناس الخسيس وأنشد: أقلمعة بن صَلْمَعة بن فَقْع لهنك لا أبالك تزدرينى وقال والقلعمة المِسنَّة من الإبل. عمرو عن أبيه قلمع رأسه وصلمعه إذا حَلَقه وقال غيره: القِمعال: رئيس الرِّعاء. خرج مُقَمْعِلا إذا كان على الرعاء يأمرهم وينهاهم ويقال للرجل إذا كان في رأسه عُجَر: فيه قماعيل. واحدها قُمُعُول. قال ذلك ابن دريد. الليث القَعْبَل: ضرب من الكمأة يَنبت مستطيلا دقيقاً كأنه عُود إذا يبس آض له رأس مثل الددُّخْنة السوادء. يقال له فَسَوات الضباع "أبو عمرو: القَعْبَل: الفَطْر، وهو العَسْقل". وأرض بلقع: قفر لاشئ فيه، وكذلك دار بلقع وإذا كان نعتاً فهو بغير هاء للذكر والأنثى: منزل بلقع ودار بلقعة. فإذا أفردت قلت: انتهينا إلى بلقعة ملساء وكذلك القفر تقول دار قفر ومنزل قفر فإذا أفردت قلت انتهينا إلى قَفْرة من الأرض. وقال الليث العقُبول: الذي يخرج بين الشفتين في غِبّ الحُمّى الواحدة عُقبولة، والجميع العقابيل قال رؤبة: من وِرْد حُمَّى أسْأرت عقابلا أي أبقْت، ويقال لصاحب الشر: إنه لذو عقابيل. ويقال لذو عواقيل. أبو عبيد عن الفراء، العقابيل بقايا المرض وفي الحديث: اليمين الكاذبة تدع الديار بلاقع قال شمر: معنى بلاقع: أن يفتقر الحالف، ويذهب مافي بيته من الخير والمال، سوى ماذُخِر له في الآخخرة من الإثم. قال والبلاقع: التي لاشئ فيها قال رؤبة: فأصبحت ديارهم بلاقعا وقال ابن شميل: البَلْقعة: الأرض التى لاشجر بها، تكون في الرمل وفي القيعان. يقال قاع بلْقع، وأرض بلاقع، وانتهينا إلى بلقعة ملساء. وقال غيره يقال: امرأة بلقع وبلقعة: خلت من كل خير. وفي بعض الحديث في ذكر النساء: شرهن السَلْفعة البلقعة. قال والسلفعة: البذيئة الفحَّاشة القليلة الححياء. ورجل سَلْفَع: قليل الحياء جرئ، وسهم بَلْقَعى إذا كان صافى النصل، وكذلك سِنان بَلْقعى وقال الطرماح: تَوَّهَن فيه المَضْرَحيَّة بعدمـا مضت فيه أُذنا بَلْقعى وعامل ثعلب عن ابن الأعرابي قال: البَلْعَق: الجيّد من جميع أصناف التمور. وقال ابن دريد: البَلْعَق: ضرب من التمر. الليث القُنْفُعة: اسم من أسماء القُنْفذة الأنثى. قال وتَقَنَفعت إذا تقبّضت. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال من أسماء الفأر الفُنْقُع الفاء قبل القاف. قال والفرِنْب مثله. وقال الليث القُنْفُعة: الفُرْقُعة وهي الاست يمانية. وأنشد:
قُفْرنية كأن بطبْطُبَـيهـا وقُنْفُعها طلاء الأُرْجوان والقُفَرْنية: المرأة القصيرة. عمرو عن أبيه: القُنْفُع: الفأر، القاف قبل الفاء كما قال الليث. وقال ابن دريد: القُنْفُع: القصير الخسيس. الليث: العنفقة بين الشفة السفلى وبين الذَقن. وهي شعيرات سالت من مقدمة الشفة السفلى. ورجل بادى العنفقة إذا عَرِى موضعها من الشعر. ثعلب عن ابن الأعرابي يقال: القُعْنُب: الأنف المعوج. وقال الليث: قَعْنَب اسم رجل من بنى حنظلة. والقَعْنب. الشدديد الصُلْب من كل شئ. عمرو عن أبيه: القَنْعبة: اعوجاج في الأنف. قال: والقَنْعَبة أيضاً: المرأة القصيرة. وقال الليث: القُنْبعة مثل الخخُنْبعَة إلاّ أنها أصغر، وقَنْبعت الشجرة إذا صارت زهرتها في قُنْبعة أي في غطاء يقال: قَنْبعت "الشجرة إذا صارت زَهَرتها في قَنْبعة أي في غطاء. قال قنبعت?وبرهمت برهومة. وقال غيره قَنْبع الرجلُ في بيته إذا توارى وأصله قَبَع، فزيدت النون. قاله أبو عمرو. وأنشد: وقنبع الجُعْبُوب في ثـيابـه وهو على ماذل منه مكتئبْ عمرو عن أبيه القنبع: وعاء الححِنطة في السُنْبُل. وقال النضر: القنبعة: التى فيها السنبلة. وقال ابن دريد: الدَعْفقة: الحمق. أبو العباس عن سلمة عن الفراء قال: العرقلة: التعويج. يقال عَرْقَلَت عَلَىّ أي اعوَّجت. وقال ابن الأعرابي: عِرقل إذا جار عن القصد. والعُنْقُر قال بعضهم: هو أصل البَرْدِى. وقال ابن الفرج: سألت عامرِياً عن أصل عشبة رأيتها معه. فقلت: ماهذا؟ فقال: عُنْقُر. وسمعت غيره يقول: عُنْقُر بفتح القاف. وأنشد: يُنجدد بين الإسْكَتين عُنْقُـرة وبين أصل الوركين قَنْفَرهْ حق قال الليث: الحق: نقيض الباطل، تقول: حق الشيء يحق حقا معناه: وجب يجب وجوباً. وتقول: يحق عليك أن تفعل كذا وكذا، وأنت حقيق عليك ذلك، وحقيقعلىّ أن أفعله. قال: وحقيق فعيل في موضع مفعول تقول: أنت محقوق أن تفعل ذلك. وتقول للمرأة: أنت حقيقة لذلك، يجعلونه كالأسم، وانت محقوقة أن تفعلى ذلك. وقال الأعشى: لمحقوقة أن تستجيبى لصوته وان تعلمى أن المعان موفق وقال شمر: تقول العرب حق علىّ أن أفعل ذلك، وحقّ، وإنى لمحقوق أن افعل خيراً قال: وقال الفراء حقُ لك أن تفعل كذا. وحق عليك أن تفعل كذا، فإذا قلت: حق قلت: لك وإذا قلت حق قلت: عليك. قال وتقول: يحق عليك أن تفعل كذا وحق لك، ولم يقولوا: حققت أن تفعل: وجب عليك. قال وتقول: إنك لحقيق أن تفعل كذا، وحقيق في حق في معنى مفعول.وقال الله تعالى:حقيق علىّ ألا أقول على الله.وقال: فحق علينا قول ربنا. وقال جرير: قصر فأنك بالتقصير محقوق وقال الفرزدق: إذا قـــال غـــاوٍ مــــــن مَـــــــعَـــــــدّ قـــــــصـــــــيدة بها جرت عُدّت علىّ بزَوْبرَافينطُقها غيرى وأُرمى بذنبهافهذا قضاء حَقُّه أن يغيَّرا
تهذيب اللغة الأزهري الصفحة : 414
قال: حَقّه أي حُقّ له. وتقول ما كان بحقك أن تفعل ذاك في معنى ماحُقّ لك.وقد حُق حَذَرك ولاتقل حَقّ حَذَرك، وحقَقت حَذَرك وأحققته أي فعلت ماكان يحذر. والعرب تقول: حققت عليه القضاء أحُقّه حَقاّ وأحققته أُحققته أُحقه إحقاقا أي أوجبته. ومنه قول الله عز جل وعز: حقا على المحسنين منصوب على معنى: حَقّ ذلك عليهم حقا. وهذا قول ابى إسحاق النحوى. وقال الفراء في نصب قوله حقاً على المحسنين وما اشبهه في الكتاب: إنه نصب من جهة الخبر، لاأنه من نعت قوله متاعا بالمعروف حقا. قال وهو كقولك عبد الله في الدار حقا انما نصب حقا من نية كلام المخبر، كأنه قال: أخبركم بذلك حَقاّ. قلت: وهذا القول يقرب مما قاله أبو أسحاق، لأنه جعله مصدر مؤكَّدا، كانه قال اخبركم بذلك أحقُّ حَقاّ. وقال أبو زكريا الفراء: وكل ماكان في القرأن من نكران الحقّ أو معرفته أو ماكان في معناه مصدرا فوجه الكلام فيه النصب كقول الله جل وعز: وَعْد الحّق ووعد الصدق.قلت كأنه قال: أعِد وعد الحّق ووعد الصدق.وأما قول الله جل وعز: هنالك الولاية لله الحق. فالنصب في الحق جائز.تريد: حقاّاي احُقّ الحقّ واحِقّه حقا، قال: وإن شئت خفضت الحق تجعله صفة الله، وإن شئت رفعته فجعلته من صفة لولاية هنالك الولاية الحقُ لله. وقال الفراء في قول الله جل وعز قال فالحقُّ والحقَّ أقول قرأ القراء الاول بالرفع والنصب، رُوِى الرفع عن عبد الله ابن عباس. المعنى فالحق منى واقول الحق. وقد نصبهما معاً كثير من القراء. منهم من يجعل الأول على معنى: الحَّق لأملأن. ويُنصب الثاني بوقوع الفعل عليه ليس فيه اختلاف. واما قوله جل وعز: ذلك عيسى ابن مريم قول الحق رفع الكسائى القول، وجعل الحق هو الله. وقد نصب قول قوم من القراء يريدون ذلك عيسى بن مريم: قولا حقّا. وقال اليث: الحَقَّة من الحقّ كانها اوجب واخصّ. تقول هذا حَقَّتي أي حَقّى. قال والحقيقة: مايصير إليه حَقّ الأمر ووجوبه. تقول ابلغت حقيقة هذا الأمر،تعنى يقين شأنِه. وجاء في الحديث: لايبلغ العبد حقيقة الايمان حتى لايعيب مسلما بعيب هو فيه. وقال أبو عبيد وغيره: الحقيقة الرَّاية. وقيل حقيقة الرجل: مايلزمه حفظه ومنعه. والعرب تقول: فلان يسوق الوَسِيقة، ويَنسل الوَدِيقة، ويحمى الحقيقة. فالوسيقة: الطريدة من الابل، سميت وسيقة لان طاردها يسِقها إذا ساقها أي يَقْبِضُها والوَديقة: شدة الحر والحقيقة مايحقّ عليه أن يحميه. وقال الليث حقيقة الرجل: مايلزمه الدفاع عنه. وجمعها الحقائق. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي: قال الحقيقة: الراية. والحقيقة الُحرْمة. والحقيقة الفِناَءَ وقال ابن المظفر: أحَقَّ الرجلُ إذا قال حَقّا، أو أدَّعى حقاَّ فوجب له. وقال: حقَّق الرجل إذا قال هذا الشيء هو الحقّ كقولك: صدّق. أبو عبيد الكسائى: حَققْت الرجل واحققته إذا غلبته على الحق أثبتَّه عليه. قال أبو عبيد قال أبو زيد حَقَقْت حذَرَ الرجل واحققته: فعلت ماكان يحذر. وقال شمر: حققت الأمر وأحققته إذا كنت على يقين منه. وأحققت عليه القضاء إذا أوجبته. قال ولا اعرف ماقال الكسائى في حققت الرجل وأحققته إذا غلبته على الحقّ. وقوا الله جل وعز: الحاقة ما الحاقة وما أدراك ما الحاقة الحاقة: الساعة والقيامة: سّميت حاقّة لانها تَحُقّ كل انسان بعمله من خير وشرّ. قال ذلك الزجاج. وقال الفراء: سميت حاقة لأن فيها حواقّ الأمور والثواب. قال والعرب تقول لما عَرَفت الحَقَّةَ منى هَرَبَتْ. والحَّقة والحاقّة بمعنى واحد. وقال غيرهما: سميت القيامة الحاقة لانها تَحُقّ كل مُحاقّ في دين الله بالباطل، أي كل مجادل ومخاصم فتحُقه أي تغلبه وتخصُمه، من قولك حاققته أحاقه حِقاقا ومحاقة فحققته أُحُقّه أي غلبته وفلَجْت عليه. وقال أبوأسحاق في قوله الحاقة رفعت بالأبتداء وما رَفْعُ بالابتداء أيضاً. والحاقة الثانية خبر ما والمعنى تفخيم شانها. كانه قال: الحاقة أي شيء الحاقة! وقوله: وما ادراك ما الحاقة معناه: أي شيء أعلمك ما الحاقة وما موضعها رفع، وإن كانت بعد أدراك المعنى ماأعلمك اُي شيء الحاقّة. وفي حديث ابن عمران أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما حَقّ امرىء يبيت ليلتين إلا وصيَّته عنده. قال الشافعي(معناه) ما الحزم لامرىء وما المعروف في الاخلاق لامرىء إلا هذا لأانه واجب. قلت: وهو كما قال الشافعي رحمه الله. وفي حديث علىّ رضى الله عنه: إذا بلغ النساءُ نَصّ الحقائق فالعصبة اولى. قال أبو عبيد: نَصّ كل شيء منتهاه، ومبلغ اقصاه، قال: وأراد بنصّ الحِقاق. الأدراك، لأن وقت الصغر ينتهى، فتخرج الجارية من حد الصغر إلى الكبر. يقول: فإذا بلغت الجارية ذلك فالعَصَبة اولى بها من امها، وبتزويجها وحضانتها إذا كانوا محَرَْما لها، مثل الاباء والاخوة والأعمام. قال: والحقاق المحاقة، فتقول انا احق بها، ويقولون بل نحن احّق. قال: وبلغني عن ابن المبارك انه قال: نَصّ الحقاق: بلوغ العقل. وهو مثل الادراك لأنه انما اراد ينتهي الأمر الذى تجب به الحقوق والأحكام، فهو العقل والادراك. قال أبو عبيد: ومن رواه نصّ الحقائق. فإنه اراد جمع حقيقة وحقائق. وقال الليث يقال للرجل اذا خاصم في صغار الاشياء: إنه لنَزِق الحِقَاق. وقال ابن العباس في قراء القران: متى مايَغلُوا يحتقّوا. يعنى المِرَاء في القران. ومعنى يحتَقّوا: يختصموا، فيقول كل واحد منهم: الحّق معي فيما قرأت. يقال تحاق القومُ واحنقوا اذا تخاصموا، وقال كل واحد منهم: الحق بيدي ومعي. والمحتق من الطعن النافد إلى الجوف. ومنه قول ابى كبير الهذلى.
فمضت وقد شرع الأسنةُ نحوها من بين محتقًّ بها ومـشـرَّم
أراد من بين طعن نافذ في جوفها، واخر قد شرَّم جِلدها، ولم ينفذ إلى الجوف. وقال الله جل وعز: فإن عُثر على أنهعا استحقّا إثما معناه: فإذا طلع على انهما استوجبا اثما أي جناية باليمين الكاذبة التي اقدما عليها فاخران يقومان مقامهما من ورثة المتوفّى من الذين استُحِقّ عليهم أي مُلِك عليهم حقّ من حقوقهم بتلك اليمين الكاذبة. وقد قيل معنى عليهم: منهم وإذا اشترى رجل دارا من رجل فادّعاها رجل اخر، وأقام بيّنة عادلة على دعواه وحَكَم له الحاكم ببينّته فقد استحقها على المشترِي الذي اشتراها أي مَلَكها عليه، واخرجها الحاكم من يد المشترِي إلى يد من استحقّها، ورجع المشتري على البائع بالثمن الذي ادّاه اليه. والاستحقاق والأستيجاب قريبان من السواء. وقال شمر: يقال: عَذَر الرجل واعذر، واستحقّ وأستوجب إذا اذنب ذنبا أستوجب به عقوبة. ومنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم: لايهلك الناس حتى يعذروا من انفسهم. عمرو عن أبيه: يقال استلاط القوم، واستحقّوا، واستوجبوا، واوجبوا، وأسْفَوا، وأوفوْا، واطَلُّوا، ودَنَوا، وعَذَروا وأعذروا وعذّروا إذا اذنبوا ذنوبا يكون لمن يعاقبهم عذر في ذلك لأستحقاقهم. ويقال: استحقّت إبلنا ربيعاً، وأحقَّت ربيعاً: إذا كان الربيع تامّا فرعته. وقد أحقَّ القومُ إحقاقاً إذا اسمنوا أي سمن مالهم. واستحقَّت الناقةُ سمنا وأحقَّت وحقت إذا سمنت. واستحقَّت الناقة لقاحا إذا لقِحت، واستحق لقاحها. يجعل الفرد مرَّة للناقة، ومرَّة للقاح. والحِقّ والحِقّة في حديث صَدَقات الابل والديات. قال أبو عبيد: البعير إذا استكمل السنة الثالثة ودخل في الرابعة فهو حينئذ حِقّ، والأنثى حِقّة. وهي التي تؤخذ في صدقة الأبل إذا جاوزت خمسا واربعين. قال: ويقال: إنه سمى حِقاّ لانه قد استحق أن يُحمل عليه ويُركب. قال ويقال هو حِقّ بيِّن الحِقّة. وقال الأعشى:
بحقَّتِها رُبطت في اللَجِين حتى السَديِس لها قد أسنّْ
قلت: ويقال: بعير حِقّ بيّن الحِقّ بغير هاء. وقال ذو الرمة:
أفانِيِنَ مكتوب لها دون حِقّها
إذا حملها راش الحِجَاجين بالثُكْل وقال الأصمعي: يقال اتت الناقة على حِقّها أي على وقتها الذي ضربها الفحل فيه من قابل وهو تَمَامُ حمل الناقة حتى يستوفى الجنينُ السنة. ومعنى البيت أنهُ كُتب لهذه النجائب إسقاط أولادها قبل انَى نتاجها. وذلك انها رُكبت في سفر أتعبها فيه شدَّة السير، حتى اجهضت أولادها. وقال بعضهم: سّميت الحِقّة حِقّة لأنها استحقّت أن يَطْرُقها الفحل. وتجمع الحِقّة حِقَاقا وحقائق. وقال الراجز في الحقائق:
ومَسَدٍ أُمِرَّ من أيانِـقِ لسن بأنياب ولاحقائقِِ
وهذا مِثْل جمعهم امرأة غِرَّة على غرائر، وكجمعهم ضَرَّة على ضرائر، وليس ذلك بقياس مطَّرِد. وقال عَدِيّ:
أيُّ قوم قومى إذا عزَّت الخَمْر وقامت زِقاقهم بالحِـقـائق
ويروى: وقامت حقاقهم بالزقاق. وحِقاَق الشجو: صغارها، شُبّهت بحِقاق الأبل. وقال أبو مالك: أحقَّت البَكْرةُ إذا استوفت ثلاث سنين. فإذا لقِحت حين تُحِقّ قيل: لقحت على بَسْرها. قال: ويقال اسحقّت الناقةُ سَمِنا، وحَقَّت وأحقت إذا سَمِنتْ واحق القومُ إحقاقا إذا سمن مالهم.
قال: وأحتّقَ المالُ احتقاقا إذا سمن وانتهى سَمِنه. وحكى ابن السكيت عن ابى عطاء أنه قال: أتيت أبا صفوان فقال لي: ممن أنت؟ وكان أعرابيا، فأراد أن يمتحنه. فقلت من بنى تميم؟ قلت: رِبَابىّ قل: وما صنيعتك؟ قلت: الأبل. قال فأخبرني عن حِقّة حقّت على ثلاث حِقَاق. فقلت سألتَ خبيرا. هذه بَكْرة كان معها بكرتان في ربيع واحد، فارتبعن فسمنت: قبل أن تسمنا فقد حقت عليهنّ واحدة، ثم ضَبَعت ولم تضبعا فقد حقت عليهنّ حقة اخرى، ثم لقِحت ولم تَلْقحا فهذه ثلاث حقات فقال لي لعمري انت منهم. وقال غيره: يقال: لايَحُقّ ما في هذا الوعاء رِطلا، معناه: أنه لايزِن رطلا وقال الليث: الحُقَّة من خشب. والجميع الحُقُّ والُحقَق. وقال رؤبة: سَوَّى ساحيهن تقطيطَ الحُقَق
يصف حوافر حمر الوحش وأن الحجارة سوت حوافرها كأنها قططت تقطيط الحقق. قلت وقد تسوَّى الحُقَّة من العاج وغيره. ومنه قول عمرو بن كلثوم. وثديا مثل حُق العاج رَخْصا حَصَانا من اكف اللامسينا وروى عن عمرو بن العاص أنه قال لمعاويةِ في محاورات كانت بينهما اتيتك من العراق، وإن أمرك كحُقّ الكَهْوَل وكالحجاة في الضعف، فما زلت أُرمّه حتى استحكم، في حديث فيه طول. قال أبو العباس قال أبو عمرو: حُقّ الكَهْوَل: بيت العنكبوت. وهذا صحيح وقد روى ابن قتيبة هذا الحرف بعينه فصحفه وقال: مثل حق الكهول؛ وخبط في تفسيره خبط العشواء، والصواب ما رواه أبو العباس عن ابي عمرو مثل حق الكهول (والكهول) العنكبوت وحقه بيته. وقال ابن الأعرابي: الحق: صِدق الحديث، والحقّ المِلكُ: والحق: اليقين بعد الشك. ويقال احققت الأمر إحقاقا إذا أحكمته وصححّته. وأنشد:
قد كنت أوعزت إلى العلاء بأن يُحـقّ وَذَم الــدِلاء
وثوب مُحَقّق عليه وشيء على صورة الحُقَق، كما يقال: بُرْد مُرَحَّل. ويقال حققت الشيء وحققته واحققته بمعنى واحد. أبو عبيد عن ابى عمرو قال: الأحق من الخيل: الذي لايعرق. وقال شمر قال ابن الأعرابي: الأحق: الذى يضع رجله في موضع يده. وأنشد لبعض الأنصار:
وأقْدَرُ مشرف الصَهَوات ساطٍ كمـيت لاأحـقُّ ولاشـئيتُ
وقول الله جل وعز:حقيق علىّ ألا أقول على الله وقرىء: حقيق عَلَى ألاأقول فمن قرأ حقيق علىَّ؛ فمعناه واجب علىّ ترك القول على الله إلا بالحق ومن قرأ: حقيق عَلَى ألا أقول فالمعنى أنا حقيقي على ترك القول على الله إلا بالحق. وقال الليث: نبات الُحقَيق: ضرب من التمر وهو الشيص. قلت: صحف الليث هذه الكلمة وأخطأ في التفسير أيضاً والصواب لون الحُبَيقْ ضرب من التمر ردىء. ونبات الحبيق في صفة التمر تغيير. ولون الحُبَيقْ معروف: وقد روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن لونين في الصدقة أحدهما الجُعْرُور، والاخر لون اُلحَبيْق معروف. ويقال لنخلته عَذْق ابن حُبَيق، وليس بشيص ولكنه ردىء من الدَقَل. أبو العباس عن ابن الأعرابي قال الحُقُق: القريبو العهد بالأمور خيرها وشرها: قال: والُحقُق:المحقّقون لما ادَّعوا أيضاً. وروى عن عمرو عن أبيه أنه قال: الحُقَّة: الداهية. وقال الأصمعي حق عليه القول وأحققته أنا وحققت الخبر أُحُقّه حقا. ويقال مالي فيه حَقّ لاحِقَاق أي خصومة واُلحُّق: حُقُّ الوَرِك.وحُقُّ الوابلة في العضد ماأشبههما.ويقال أصبت حاقَّ عينيه. وسمعت اعرابياً يقول لِنُقْبه من الحرب ظهرت ببعير فشكُّوا فيها فقال: هذا حاّق صُمَادِحُ الَجْرَب. وتعبد عبد الله بن مطرِّف بن الشِّخِّير فلم يقتصد، فقال له أبوه: ياعبد الله العلم افضل من العمل، والحسنة بين السيئتين، وخير الامور اوساطها وشرّ السير الحقحقة.قال الليث: الحَقْحَقة في السير:اتعاب ساعة وكفّ ساعة. قلت: فسّر الليث الحقحقة تفسيرين مختلفين لم يصب الصواب في واحد منهما. والحقحقة عند العرب: أن يسار البعيرُ ويحمل علىمايتعبه ولايطيقهُ حتى يُبْدَع براكبه. ويقال قَرَب حَقْحاق وهَقْهاق وقهقاةُ ومُقهقَه ومهقَهق إذا كان السير فيه شديداً متعِباً. واما قول الليث: أن الحقحقة سير اول الليل فهو باطل ماقاله احد، ولكن يقال قَحِّموا عن اول الليل أي لا تسيروا فيه. ومعنى قول مطرفِّ لابنه: إنك إذا حملت على نفسك من العبادة مالاتطيقه انقطعت به عن الدوام على العبادة، وبقيت حسيراً، فتكلّفْ من العبادة ماتطيقه ولايَحْسِرك فإن خير العمل ماديم عليه وإن قّل. وقال شمر في كتابه. الحقحقة: السير الشديد. بقال حقحق القومُ إذا اشتدُّوا في السير. قال وقال ابن الأعرابي الحقحقة أن يجهد الضعيفَ شدَّةُ السير. وقال أبو عبيدة: الحقحقة: المتعب من السير.
قح
قال الليث: القُحّ: الجافى من الناس ومن الاشياء. حتى إنهم ليقولون للبطيخة اتي لم تنضج: غنها لِقُحّ. وأنشد الليث:
لا ابتغى سَيْب اللئيم القُـحّ يكاد من نحـنـحة وأُحّ
يحكى سُعَال الشَرِق الابَحِّ
والفعل قَحَّ َيقُحّ قُحُوحة. قلت: أخطأ الليث في تفسير القُحّ، وفي قوله للبطيخة التي لم تنضج. إنها لَقُحّ. وهذا تصحيفِ. وصوابه: الفِجّ بالفاء والجيم. يقال ذلك لكل ثمرة لم تَنْضَج. وامّا القُحّ، وعربيّ محض وقَلْبُ إذا كان خالصاً لاهجنة فيه وفلان من قُحّ العرب وكُحّهم أي من صميمهم. قال ذلك ابن السكيت وغيره: واخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي انه قال. يقال لاضطرنك إلى تُرِّك وقُحَاحك أي إلى اصلك. وقال ابن بُزُرْجَ: والله لقد وقعتُ بقَحَاحك، وبقُحَاح قُرّك، ووقعتُ بقُرّك، وهو أن يعلم علمه كله فلا يخفى عليه منه شيء. وقال زيد أبو زيد: القُحاح والترُّ: الأصل وأنشد:أ تت في المأروك من قُحَاحها أبو العباس عن ابن الأعرابي عبد كُحّ وكِحّ، وعبد قُحّ إذا كان خالص العُبُودة. وكذلك لئيم قُحّ إذا كان معروقا له في اللؤم. وقال الليث: القُحْقُح فوق القبّ شيأ والقَبَّ: العظم الناتىء من الظهر بين الألْيتين. وقال ابن شميل القُحْقُح: ملتقى الوركين من باطن والخوْرانُ بين القحقح، والعُصْعُص، قال والقُحْقُح ليس من طَرَف الصُلب في شيء. وملتقاه من ظاهرى العُصْعصُ. وقال: وأعلى العصعص العَجْب وأسفله الذَنَب. وقال غيره: القُحْقُح: مجتمع الوَرِكين، والعُصْعُص: طرف الصُلْب الباطن. وطرفه الظاهر العَجَب والخَوَرَان هو الدبر. أبو العباس عن ابن الأعرابي: هو القُحْقُح والفَنيك والعِضْرِط والجزأة النَوْض والناق والعكوَةَ والعزيزاء والعُصْعُص. ويقالُ: لضحك القرد: القَحْقَحة ولصوته الخَنْخَنة. وروى أبو العباس عن عمرو عن أبيه يقال: قَرَب مُحَقْحَق، ومُقَحْقَح، وقَرَب مُهَقْهَق ومُقَهْقَه: شديد. قلت وهذا من مبدل المقلوب.
حك
قال الليث: حككت الراس، وأنا أُحكَه حكا، وإذا جعلت الفعل للرأس قلت أحتكّ رأسي أحتكاكا وتقول: حكّ في صدري: ويقال احتكّ وهو مايقع في خَلدَك من وساوس الشيطان، وفي الحديث اياكم والحكّاكات فإنها المأثم. ورُوى عن النبي صلى الله عليه وسلم:أن النَوَّاس بن سَمْعان سأله عن البر والأثم فقال: البِرّ حُسن الخلُق.والأثم ماحَكّ في نفسك، وكرت أن يطلع عليه الناس. قال أبو عبيد: قوله ماحك في نفسك يقال: حَكّ في نفسي الشيءاذا لم تكن منشرح الصدر به، وكان في قلبك منه شيء. ومثله حديث عبد الله بن مسعود: الأثم حَوَّاز القلوبُ، يعني ماحَزَّ في نفسك وَحَكّ فاجتنبه فإنه الإثم، وإن أفتاك فيه الناس بغيره. قلت وهذا اصح مما قال الليث في الحَكاَّكات: أنها الوساوس. وقال الليث: الحُكاَكة: ماتَحَاكَّ بين حجرين إذا حككت احدهما بالاخر لدواء أو غيره وروى أن رجلا سأل النبي(ص): ماالإثْم؟ فقال: ماحك في صدره فدعه، قال فما الايمان؟ قال: إذا ساءتك سَيئك وسرَّتك حَسَنتك فانت مؤمن قلت: ما حَكَّ في صدرك أي شككت فيه انه حلال أو حرام فالاحتياط أن تتركه والحكِيك: الكعب المحكوك والحكيك: الحافر النحيت. وقال الاعشى:
وفى كل عام له غـزوة تحكّ الدوابر حَكّ الَسفَنْ
والحَك-الواحدة حكحكة-حجر رِخو أبيض أرخى من الرخام وأصلب من الحَصَى. وقال ابن شميل: الحَككَة: أرض ذات حجارة مثل الرخام رشخوة. وقال غيره ألف يقال جاء فلان بالحُكيكات وبالأَحَاجى وبالألغاز بمعنى واحد واحدها حُكَيْكَة: ثعلب عن ابن الأعرابي: الحُكُكُ: أصحاب الشرّ. وقال الليث الحاكّة: السنّ. يقال: مافي فيه حاكّة. والتحكّك: التحرّش والتعرض: إنه ليتحكك بي أي يتعرض بشره لى. قال: وقول الحُبَاب أنا جُذيلها المحكَّك معناه: انا عماده وملجؤه عند الشدائد. وقال أبو عبيد: الجُذَيل تصغير جِذْل، وهو عُود يُنصب للأبل الجَرْبَى لتحتكّ به من الجرب. فأراد أنه يُستشفى برأيه كما تستشفىالجربى بالأحتكاك بذلك العود. قلت وفيه معنى اخر احب إلىّ، اراد انه منجَّذ مجرَّس قد جَرَّب الأمور وعرفها وجُرِّب، فوجد صُلب المكسِر غير رِخو، َثبْثَ: الغَدَر لايفرّ عن قِرنه. وقبل معنى قوله: أنا جذيلها المحكك انه يريد: انا دون الانصار جذل حِكاَك لمن عاداهم وناواهم، فبى تُقرن الصعبة. ويقول الرجل لصاحبه: أجذِل للقوم أي انتصب لهم وكن مخاصما مقاتلا والعرب تقول:فلان جِذْل حِكاكَ خشعت عنه الأُبَن، يعنون أنه منقَّح لايُرمى بشيء إلا زال عنه ونبأ. وقال أبو النجم:
عرفت رسما لسعاد نـاحـلا بحيث ناصى اُلحكَكاتُ عاقلا قال: الحككات: موضع معروف. وهي ذات حجارة بيض رقيقة: وقال النضر: هي: أرض ذات حجارة مثل الرخام بيض رخوة تكسرها بفيك. كح أبو العباس عن أبن الأعرابي: عبد كُحّ وكَحّ إذا كان خالص العَبُودة. وقال غيره: عربىّ كُحّ وأعراب أكحاح إذا كانوا خُلَّصاً. وقال أبن الأعرابي ناقة كُحْكُح وقُحْقُح وعَزُوم وعَوْزَم إذا هرِمت. أبو الهيثم عن نُصَيْر أنه قال: إذا أسئنَّت الناقة وذهبت حِدّة أسنانها فهي ضِرْزِم ولِطْلِط وكِحْكِح وعِلْهِز، وهِرْهِر، ودِرْدِح. قال الراجز يذكر راعياً وشفقته على إبله: يبكى على إثر فصيل إن نُـحـرْ والكِحكح الِلطْلِطاء ذات المختبر وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: الكُحُح. العجائز الهَرِمات. قال ويقال: حُكَّ الرجل إذا أختبر وحَكّ إذا شكّ. عمرو عن أبيه الحِكّة: الشكّ في الدين وغيره قال: والحكَكَات موضع معروف بالبادية. وقال أبو النجم: عرفتُ رسماً لسعاد مـاثـلاً بحيث نامى الحُككاتُ عاقلا وقال أبو الدقيش الحككات هي ذات حجارة بيض كأنها الأقِط تكسّرا، وإنما تكون في بطن الارض. حج قال الليث: الحج: القصدو السير إلى اللبيت خاصة. تقول حَجَّ يَحُجّ حَجًّا قال: والحَجّ قضاء نُسُكِ سنة واحدة. وبعض بكسر الحاء فيقول الحِجّ والحِجَّة وقرىء: ولله على الناس حج البيت وحَجّ البيت والفتحُ اكثر. وقال أبو اسحاق الزجاج في قول الله تعالى والله على الناس حج البيت: يقرأ بفتح الحاء وكسرها، والفتح الاصل. تقول: حججت البيت أحجه حجا اذا قصدته. والحج اسم العمل. قال وقوله: الحج اشهر معلومات. معناه: اشهر الحج اشهر معلومات: وهي شوال وذي القعدة وعشر من ذى الحجة. وقال الفراء: معناه: وقت الحج هذه الاشهر. واخبرني المنذى عن ابي طالب في قولهم: ماحج ولكنه دج قال: الحج: الزيارة والاتيان، وانما سمى حاجا بزيارته بيت الله. وقال دُكين: ظلَّ يُحَجّ وظللنا نحـجُـبـه وظّل يرمى بالحصى مبِّوبُه قال: والداجّ: الذي يخرج للتجارة: الحراني عن ابن السكيت: يقال حَجّ حَجَّا وحِجَّا. قال المنذري: وسمعت ابا العباس يقول: قال الأثرم وغيره: ماسمعنا من العرب حججت حَجَّة ولا رايت رَأْية إنما يقولون حججت حِجّة. قال والحَجّ والحِجّ ليس عنده الكسائى بينهما فُرْقَانُ، وغيره يقول: الحَجّ حجّ البيت والحجُّ عمل السَّنَة. قال أبو العباس: حججت فلانا واعتمرته ا قصدته. قال: وقال أبو عبيدة في قول المخَّبل: وأشهدُ من عوف حُلُول كـثـيرة يَحُجُّون سِبَّ البزرقان المزعفرا أي يقصدونه. وقال غيره حججت فلاناً إذا أتيته مرَّة بعد مرة، فقيل حجّ البيت لأن الناس يأتونه كل سنة. أبو عبيد عن الكسائى: كلام العرب كله على فعلت فَعْلة، إلاَّ قولهم: حججت حِجَّة ورأيتهُ رُؤبة. وقال الليث: يقال للرجل الكثير الحج: إنه لحجَّاج بفتح الجيم من غير إمالة. قال: وكل نعت على فعّال فهو غير ممال الألف؛ فإذا صيَّروه اسماً خاصاً تحول عن حالة النَّعْتِ ودخلته الأمالة كاسم الحجَّاج والعجَّاج. قلت: ومثله غازٍ وغَزِىّ،وناجٍ وبجىّ ونادٍ ونَدِىّ للقوم يتناجَون ويجتمعون في مجلس. وقال الليث: ذو الحِجة شهر الحَجَّ قال: وتقول حَج علينا فلان أي قدِم علينا قال والمَحَجَّة: قارعة الطريق. وقال ابن بُزُرج: الحَجَوَّج: الطريق يستقيم مرة ويعوجَّ أخرى وأنشد: أجدُّ أيامك من حَجَوَّج إذا استقام مرة يُعَوَّجِ وقال الليث: الحِجَّة: شَحمة الأُذن. وقال لبيد يذكر نساء: يَرُضن صعاب الدُرّ في كل حِجَّة وإن لم تكن أعناقهن عواطـلا
قال وقال بعضهم: الحِجة ههنا الموسم. وقيل: في كل حِجَّة أي في كل سنة وجمعها حجج. عمرو عن أبيه قال الحِجَّة: ثُقْبة شحمة الأذن. وقال ابن الأعرابي أيضاً. أبو عبيد عن الأصمعي الحجيج من الشِّجَاع: الذي قد عولج، وهو ضرب من علاجها، قال وقال أبو الحسن الأعرابي: هو أن يُشَجُ الرجل فيختلط الدم بالدماغ فيُصب عليه السمن الُمْغلَى حتى يظهر الدم عليه فيؤخذ بقطنة. يقال منه حججته أُحُجُّه حجَّا. أبو العباس عن ابن الأعرابي حججة الشَجَّة إذا سبرتها. قال وسمعت ابن الفقعسي يقول حججتها: قِسْتها. وحكى شمر عنه نحو ذلك. وقال ابن شميل: الحّج أن تفلق الهامة فينظر هل فيها وَكْس أو دم. قال: والوَكْس أن يقع في اُم الراس دم أو عظام أو يصيبها عَنَت. قال وقال الأصمعي: الحج أن تقدح في العظم بالحديد إذا كان قد هُشِم حتى تقلع التى قد جفّت، ثم يعالج ذاك، فيقال قد حُجَّ حجاّ.وقال أبو ذؤيب: وصُبّ عليها الطيبُ حتى كأنها أسىُّ على أمّ الدماِغ حجـيج واخبرني المنذري عن ابن السكيت أنه أنشده: يحج مأمومة في قعرها لَجَـف فاستُ الطبيب قذاها كالمغارِيد قال: يحجّ: يصلح، مأمومة: شجة بلغت ام الرأس. وقال الليث: الحُجَّة: الوجه الذي يكون به الظفر عند الخصومة. وجمعها حُجَج قلت: وإنما سميت حُجة لأنها تُحَجُّ أي تُقصد؛ لان القصد لها واليها. وكذلك مَحَجَّة الطريق هي المقصِد والمسلك. وقال ثعلب حججته أي قصدته. ومن امثال العرب: لجّ فحجّ. قال بعضهم: معناه: لجّ فَغَلب مَنْ لاجّه بحُججه. يقال: حاججته أُحَاجُّه حِجاجا ومُحاجَّة حتى حججته أي غلبته بالحجج التي ادليتُ بها. وقيل معنى قوله: لَجَّ فحج انه لجّ وتمادى به لَحاجة أنه أدَّاه اللحاج إلى أن حجّ البيت الحرام، وما أُراه اريد الا انه هاجر اهلَه بلجاجه حتى خرج حاجَّا. وقال الليث: الحِجَاج: العظم المستدير حول العين، ويقال بل هو الاعلى الذي تحت الحاجب، وانشد قول العجاج: إذ حجاجا مقلنيها هجَّجا وقال ابن السكيت: هو الحِجَاج هوالحجاج: العُظيم المطبِق على وَقْبة العين، وعليه ينبت شعر الحاجب، وحِجاج الشمس حاجبها وهو قَرْنها. يقال: بدى حِجاج الشمس، وحَجاجا الجبل: جانباه. أبو العباس عن ابي الأعرابي قال الحُجج الطرق المحَفَّرة. والحُجُج: الجراح المسبورة. وقال ابن دريد: الحَجَّة: خرزة أو لؤلؤة تعلَّق في الاذن. ويقال لقوم الحُجَّاج: حُجّ وانشد: حُجّ بأسفل ذي المجاز نزول وقال أبو عمرو رأس احجّ صُلب.وقال المرار يصف الركاب في سفر كان سافره ضربن بكل سافلة ورأس احَجَّ كأن مُقْدمَه نَصِيل جح ثعلب عن ابن الأعرابي جَجَّ الرجل إذا اكل الجُحَّ وهو البطِّيخ المشنج. وقال ابن دريد الجح: البطيخ الصغار، والحنظل. قال وجَحَّ الشيء يَجُحُّه إذا سبحه. أبو عبيد عن الأصمعي جحجحت عن الأمر وجحجحت أي كفكفت. وقال العجاج: حتى راى رابئهم فحجحجا وقال الجحجوة: النكوص. يقال حَمَلوا ثم حجحجوا أي نكصوا. وقال أبو عمرو الحجحج: الفَسْل من الرجال وانشد: لاتعلقى بحجحج حَيُوس ضيَّعة ذراعه يَبُوس
أبو عبيد: الجحجاح من الرجال: الكريم. وقال الليث: هو السيد السَمْح وجمعه جحاجحة وجحاجح. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه مر بأمراة مُجحّ فسأل عنها، فقالوا: هذه امة لفلان فقال: ايلِمّ بها فقالوا نعم. قال لقد هممت أن العنه لعنا يدخل معه في قبره. كيف يستخدمه وهو لايحلّ له أو كيف يورّثه وهو لايحلّ له. وقال أبو عبيد معنى المجِحّ: الحامل الُمقْرِب. قال: ووجه الحديث أن يكون الحمل قد ظهر بها قبل أن تُسْبىَ فيقول أن جاءت بولد وقد وطئها بعد ظهور الحمل لم يحل له أن يجعله مملوكا لانه لايدرى لعل لاذي ظهر لم يكن حَمْلا، وانما حدث الحمل من وطئه، فان المرأة ربما ظهر بها الحمل ثم لا يكون شيأ حتى يحدث بعد ذلك فيقول: لايدرى لعله ولده وقوله أو كيف يورثه يقول: لايدرى لعل الحمل قد كان بالصحة قبل السباء فكيف يورثه. ومعنى الحديث انه نهى عن وطء الحوامل حتى يضعن كما قال يوم أَوْطاس:ألالا توطأ حامل حتى تضع ولاحائض حتى تُسْتَبرَأ بحيضة. وقال أبو زيد: قيس كلها تقول لكل سُبعة إذا حملت واقربت وعظم بطنها: قد أجَحَّت فهي مُجِحّ. قال الليث: أجَحَّت الكلبة إذا حملت فأقربت. وكلبة مُجِحّ والجميع مَجَاحّ. حش قال الليث: حشَشت النار الحَطَب أحُشّها حَشاّ، وهو ضّمكَ ماتفرق من الحطب إلى النار وانشد: تالله لولا أن تَحُشََّ الطُّـبَّـخُ بي الجحيمَ حين لامستصرخُ يعنى بالطُبَّخ ملائكة العذاب. قال: والنابِل إذا راش السهم فألزق القُذَذ به من نواحيه يقال: حشّ سهمه بالقُذَذ. وأنشد: أو كِمرِّيخ عـلـى شِـرْيانة حَشّة الرامى بظُهْران حُشُر قال: والبعير والفرس إذا كان مُجْفَر الجنبين يقال: حُشّ ظهرهُ بجنبين واسعين. وقال أبو داود الايادي يصف فرسا: من الحارك محشوش بجنْب جُرْشُع رَحْب وقال شمر في قوله: قد حَشها الليل بعصْلَبىّ قال: حَشهاّ: ضّمها. ويَحُشُّ الرجل الحطب، ويَحُشُّ النار إذا ضم الحطب عليها واوقدها. وقال الليث: الحُشَاشة. رَمَق بقيّة من حياة. وقال الفرزدق(يصف القُرَاد). إذا سمعت وَطْء الركاب تَنغَّشَتْ حُشَاشتها في غير لحـم ولادم أبو عبيد: الحُشَاشة والذَمَاء: بقيّةِ النَفس. وقال الليث: الحشِيش: الكلأ. والطاقة منه حشيشة. والفعل الاحتشاش. وسمعت العرب تقول للرجل: حُشَّ فرسَك. ومنه المثل السائر: أحُشُّك وتروثني، يُضرب مثلا من يسىء اليك وانت تحسن اليه. ومعنى أحُشّك: أحُشُّ لك. ويكون احُشّك: اعلفك الحشيشَ. ويقال للمنِجَل الذي يُحشّ به الحشيش: مَحِشّ، أي يُقطع به. ورجل حَشَّاش: يجمع الحشيش. ورجل مَحِشّ حرب إذا كان يؤرّث نارها، وهذا مَحِشّ صِدقْ للبلد الذي يكثر فيه الحشيش. وحَشّ الفرسُ يَحِشُّ حَشا إذا أسرع. ومنه ألهب، كأنه يتوقّد في عَدوه. وقال أبو داود الاياديّ يصف فرسا مُلْهِب حَشُّه كحـشّ حـريق وَسْط غاب وذاك منه حِضار وفي حديث عمر أن امرأة مات زوجها، فاعتدت اربعة اشهر وعشراً، ثم تزوّجت رجلا، فمكثت عنده اربعة اشهر ونصفا، ثم ولدت ولدا، فدعا عمر نساء من نساء الجاهلية فسألهن عن ذلك، فقلن: هذه امرأة كانت حاملا من زوجها الاول، فلمّا مات حَشَّ ولدُها في بطنها، فلمّا مسها الزوج الاخر تحرك ولدها. وقال. فالحق عمر الولد بالأول.قال أبو عبيد: قوله: حَشَّ ولدُها في بطنها أي يبس. يقال حشَّ يَحِشَّ. وقد احشت المرأة فهي مُحِشّ إذا فعل ولدها ذلك. ومنه قيل لليد إذا شَلَّت: قد حَشَّت. وقال شمر قال ابن شميل: الحُشّ: الولد الهالك في بطن الحاملة، وإن في بطنها لحُشّا، وهو الولد الهالك تنطوى عليه. وتُهَريق وما عليه. وقوله تنطوى عليه أي يبقى فلايخرج. قال ابن مقبل: ولقد غدوتُ على التِجَاربحَسْرة قلقٍ حشُوش جنينها أو حائلِ
قال وإذا القت ولدها يابسا فهو الحِشيش ولايخرج الحشيش من بطنها حتى يُسطى عليها. وأما اللحم فانه يتقطع فتبوله حضيرا في بولها. والعظام لاتخرج إلا بعد السطو عليها. وقداحشت الناقةُ، وحُشّ الولدُ. ويقال: حَشّت يدُه تحُشّ وتحِشّ إذا دَقّت وصغرت. واستحشّت مثله. والمستحِشة من النوق: التى دقّت أوظفتها من عِظمها وكثرة شحمها، وحَمُشت سِفلتها في رأى العين. يقال استحشّها الشحم وأحشها. وقام فلان إلى فلان فاستحشّه أي صَغُر معه. وقال أبو عبيد الأصمعي: الخَلَى: الرَطْب من الحشيش، فإذا يبس فهو حشيش قال والمَحَشّ: الذي يجعل فيه الحشيش. ويقال له مَحِشّ بكسر الميم. قلت العرب إذا اطلقوا اسم الحشيش عَنَوا به الحَليَّ خاصّة. وهو من اجود علف يصلح الخيل عليه، وهو من خير مراعى النعم. وهو عُرْوة في الجَدْب، وعُقْدة في الازمات، إلا انه إذا حالت عليه السنة تغيّر لونه، واسودّ بعد صفرته، واجتوته النَعَم والخيل، إلا( أن تُمحِل السنة ولاينبت البقل).وإذا بدا البقل في اخر الخريف قبل وقوع الربيع بالارض فظعنوا منتجعين لم ينزلوا بلداً لاحَلىَّ فيه. (فغذا وقع ربيع بالارض وابقلت الرياضِ أغنتهم) عن الحَلِيِّ والصِّليِّان. وقال ابن شميل: البقل أجمع رَطباً ويابساً حشيش وَعلَف وخَلىً.وقال ابن السكيت: يقال: ألقت الناقة ولدا حشيشا إذا يبس في بطنها. قال والحشيش: اليابس من الكلأ. ولايقال له وهو رطب: حشيش. ويقال هذه لُمْعَةُ قد أحشَّت أي امكنت لأن تُحش، وذلك إذا يبست. واللُمْعة من الحَلِىّ، وهو الموضع الذي يكثر فيه الحلِيّ. ولايقال له: لُمعْة حتى يصفرّ أو يبيضّ. قلت وهذا كله كلام عربىّ صحيح. وقال ابن المظفر:روى في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يؤتى النساء في محاشّهن بالشين. قال: ورواه بعضهم في محاسّهن قال والمَحسّة: الدبر. قلت: كنى النبي صلى الله عليه وسلم عن الأبار بالمحاشّ؛ كما يكنى بالحُشُوش عن مواضع الغائط. والحشوش بالاصل جمع الحَشّ وهو البستان من النخل(وكانوا) يتغوّطون فيها. ومنه حديث طلحة بن عبد الله: أنه قال: إنهم ادخلوني الحَشّ، وقربوا الُلجّ فوضعوه على قَفَىّ فبايعت وانامكرَه. قال أبو عبيد: الحشّ: البستان. وفيه لغتان: حُشّ وحَشّ. وجمعه حِشَّان. قال:وسّمى موضع الخَلاء حُشّا بهذا؛ لأنهم كانوا يقضون حوائجهم في البساتين.وقال شمر: سمعت ابن الأعرابي يقول: الحشّ: حائط نخل. وجمعه حِشّان. وقال الليث: يقال: حشَّ على الصيد. قلت كلان العرب الصحيح: حُشْ على الصيد بالتخفيف، من حاشَ يحوش. ومن قال: حششت الصيد بمعنى حشته فإنى لم اسمعه لغير الليث، ولست ابعده مع ذلك من الجواز. ومعناه: ضُمَّ الصيد من جانبيه؛ كما يقال: حُشّ البعيرُ بجنبين ألف واسعين أي ضم، غير أن المعروف في الصيد الحوش. عمرو عن أبيه: الحَشَّة: الروضة. وقال اللحياني: حُشَاشاك أن تفعل ذاك، وغُنَاماك وحُمَاداك بمعنى واحد. ويقال: حششت فلاناً فأنا أُحشّة إذا اصلحت من حاله.وحششت ماله بمال فلان أي كثّرته. وقال الهذلى في المُزَنىّ الذي حششتُ به مال ضَرِيك تلادُه نَـكِـد وقال ابن الفرج: قال الفراء يقال: الحق الحِسّ بالإسّ. قال وسمعت بعض بني اسد يقول: الحق الحش بالاشّ. قال كأنه يقول: الحق الشيء بالشيء: إذا جاءك شيء من ناحية فأفعل مثله. جاء به أبو تراب في باب الشين والسين وتعاقبهُما. شح
قال الليث: الشُحّ: البخل، وهو الحرص. يقال: هما يتشاحان على امر إذا تنازعا، لايريد كل واحد منهما أن يفُوته. والنعت شحيح، والعدد اشِحّة. وقال الله جل وعز: سلقوكم بألسنة حداد اشحة على الخير نزلت في قوم من المنافقين كانوا يأذون المسلمين بألسنتهم في الأمن، ويعوقوّن عند القتال ويَشِحّون عند الانفاق على فقراء المسلمين. والخير: المال ههنا. وقال المفسرون في قول الله جلّ وعزّ: ومن يوق شح نفسه فأؤلئك هم المفلحون أي من اخرج زكاته، وعَفّ عن المال الذي لاّيحل له فقد وُقى شُحّ نفْسه. وقال الفراء يقال: شحّ يشحّ بكسر الشين من يشحّ إذا كان مضاعفاً فهو على فَعَل يَفْعِل، مثل خفيف، وذفيف، وعفيف. قال: وبعض العرب يقول: شحّ يَشَحّ وقد شحِحْت نَشَحّ ومثله ضَنّ يَضَنّ فهو ضنين. والقياس هو الاوّل: ضَنّ يَضَنّ. واللغة العالية ضنّ يَضَنُّ. وقال أبو عبيد قال الأصمعي: رجل شَحَاح وشحِيح بمعنى واحد وانشد شمر: إنى وتركى ندى الاكرمـين وقدحى بكفىّ زَنْدا شَحاحا كتاركة بيضها بـالـعـراء ومليسة بيض اخرى جَناحا قال الليث: زند شَحَاح إذا كان لايُورى. وفي حديث على رضى الله عنه حين رأى رجلا يخطب قال: هذا الخطيب الشَحْشَح قال أبو عبيد قال أبو عمرو، وهو الماهر بالخطبة الماضى بها. قال أبو عبيد وكل ماضٍ في كلام أو سير فهو شَحْشَح. وقال الاموى: الشَحْشَح المواضب على الشيء. قال الطرماح: كأن المطايا ليلة الخِمْس عُلِّقت بوَثَّابة تنضو الرواسم شحشح وقال ذو الرمة: لدن غدوة حتى إذا امتدَّت الضحى وحث القطينَ الشحشحانُ المكلّف يعنى الحادي. قال: ويقال: الشحشح: البخيا الممسك. وقال الراجز: فردّد الهدر وما إن شحشحا أي ما بخل بهديره وقال شمر: قال ابن الأعرابي رجل شَحْشَح وشَحشاح وشحيِح وشَحْشحان بمعنى واحد. قال ويقول للغَيُور. شَحْشَح وفلاة شحشح: لاشيء فيها. ورجل شحشح: سىء الُخلُق. وقال نُصيب: نُسَـــــــــــــــيَّة شـــــــــــــــحـــــــــــــــشــــــــــــــــــــــاح غـــــــــــــــــــــــــــــــيور يهـــــــــــــــــــــــــــــــينـــــــــــــــــــــــــــــــه اخى حذر يَلْهُون وهو مُشيح. وقال الليث:شحشح البعير في هديره، وهو الذي ليس بالخالص من الهدير. ابن السكيت: وهو الشُحّ والشُحّ والشُّحّ كلام العرب، والشِّحّ لغة رديئة. وأرض شَحَاح: لاتسيل إلّا من مطر جَوْد. وارض شَحْشَح كذلك. وغراب شَحْشَح: كثير الصوت. وشحشح الصُّرد اذا صات. وقال الشحشح: الفلاة والواسعة قال مُليح: تجـــــــــــــــرى إذا مـــــــــــــــاظـــــــــــــــلام الـــــــــــــــلـــــــــــــــيل امـــــــــــــــكـــــــــــــــنــــــــــــــــــــــهـــــــــــــــــــــــــــــــا من الـــــــــــــــســـــــــــــــرى وفـــــــــــــــلاة شــــــــــــــــــحـــــــــــــــــــــــــــــــشـــــــــــــــــــــــــــــــح جَـــــــــــــــــــــــــــــــرَد وحمار شحشح: خفيف. ومنهم من يقول: شُحْشُح. وقال حُمَيد: تقدّمها شَحْشَـح جـائز لماء قعير يريد القرى جائز: يجوز إلى الماء. حض قال الليث: حض يَحُضّ حَضّا. وهو الَحّث على الخير. والحِّضيضى كالحثِّيثَى. وقول الله تعالى: ولاتحوضن على طعام المسكين قرأ عاصم والاعمش ولاتَحَاضون بالالف وفتح التاء.وقرأ أهل المدينة ولاتحُضّون.وقرأ الحسن ولا يحضّون وقرأ بعضهم ولاتُحاضّون برفع التاء. قال الفراء. وكلُّ صواب. فمن قرأ تُحاضّون فمعناه تحافظون.ومن قرأ تَحَاضّون فمعناه يحضّ بعضكم بعضا. ومن قرأ تَحُضّون فمعناه تأمرون باطعامه وكذلك يَحُضّون ويقال: حضَّضت القوم على القتال تحضَيضا إذا حرّضْتَهم.وقال اليث: الحضض يتخذ من أبوال الأبل. وقال أبو عبيد عن اليزيدي هو الحضحض، والحضحظ، والحظحظ، والحظحظ. قال شمر ولم اسمع الضاد مع الضاء إلا في هذا. وهو الحدل. سلمة عن الفراء: الخذال. وقال ابن دريد: الحضحض والحضحض: صمغ من نحو الصبر والمر وما اشبههما. الليث الحضيض: قرار الارض عند سفح الجبل: أبو عبيدة عن الأصمعي: الحضيض: القرار من الارض يعد منقطع الجبل وانشد بعضهم: الـــشـــعـــر صـــعـــب وطـــويل ســـــلـــــــمـــــــه إذا ارتقى فيه الذي لايعلمهزلت به إلى الحضير قدمهيريد أن يعبره فيعجمه
وقال ابن الفرج: يقال احتضضت نفسي لفلان وابتضضتها إذا استزدتها. ضح قال الليث الضح: ضوء الشمس اذا استكمل من الارض. وقال أبو الهيثم: الضح نقيض الظل، وهو نور الشمس الذي في السماء على وجه الارض. والشمس هو النور الذي في السماء يطلع ويغرب. واما ضوؤه على الارض فضح قال واصله الضحى فاستثقل الياء مع السكون الحاء فثقلوها. قالوا: ضح. ومثله العبد القن واصله قنى من القنية. وقال أبو الهيثم: الضح كان في الاصل الوضح. فحذفنا الواو، وزيدة حاء مع الحاء الاصلية، فقيل: الضح. قلت: والصواب أن اصله الضحى من ضحيت للشمس. ومن امثال العرب جاء فلان بالضح والريح إذا جاء بالمال الكثير، يعنون انه جاء بما طلعت عليه الشمس وهبت به الريح. وقال الليث: الضحضاح: الماء إلى الكعبين، أو إلى انصاف السوق. قال: والضحضحة والتضحيح جرى السراب. أبو عبيد: الضحضاح: الماء القليل يكون في الغدير وغيره. والضحل مثله. وكذلك المتضحضح.وأنشد قول ابن مقبل: واظهر في غلان رقـد وسـيلـه على جيم لاضحل ولا متضحضح وانشد شمر لساعدة بن جؤية: وأستدبروا كل ضحضاح مـدفـئة والمحصنات وأوزاعا من الصرم قال وقال أبو عمرو: ضحضاح كثيرة بلغة هذيل لايعرفها غيرهم. يقال عليه ابل ضحضاح. قال الأصمعي: هو مثل الضحضاح ينتشر على وجه الارض، قاله في بيت الهذلى قال وقال ابن الأعرابي غنم ضحضاح، وابل ضحضاح: كثيرة: وقال الأصمعي: هي المنتشرة على وجه الارض. ومن قوله: ترى بــــيوت وتـــــــرى رمـــــــاح وغنم مزنم ضحضاحوضحضح الأمر اذا تبين. حص قال الليث: الحصاص: سرعة العدو في شدة. ويقال الحصاص: الضراط. وروى عن أبي هريرة أنه قال: أنالشيطان إذا سمع الأذان خرج وله حصاص. رواه حماد أبن سلمة عن عاصم بن أبي النجود. قال حماد: فقلت لعاصم: ماالحصاص؟ فقال إذا صر بأذنيه ومصع بذنبه وعدا فذلك الحصص. وقال أبو عبيد: قال الأصمعي: الحصاص: شدة العدو وسرعته. قال أبو عبيد: والحصاص: الضراط في قول بعضهم. قال وقول عاصم والأصمعي أحب إليّ. قلت: والصواب ماقالاا. وقال الليث: الحص: الورس وإن جمع فحصوص، يصبغ به وأنشد بيت عمرو بن كلثوم: مشعشعة كأن الحص فيهـا إذا ما الماء خالطها سخيفنا قلت: الحص بمعنى الورس معروف صحيح. وقال بعضهم: الحص الؤلؤ. ولست أحقه ولا أعرفه. وقال الأعشى: وولي عمير وهو كاب كأنـه يطى بحصّ أو يخشى بعظلم وقال الليث: الحص: أذهاب الشعر سحجا؛ كما تحص البيضة رأس صاحبها. وفي حديث أبن عمر أن امرأة فقالت: إن بنتي عريس، وقد تمعط شعرها وأمروني أن أرجلها بالخمر. فقال: إن فعلت ذاك فألقى الله في رأسها الحاصة: مايحص شعرها: يحلقه كله فيذهب به. وقال أبو قيس بن الأسلت: قد حصت البيضة رأسى فما أطعم نوما غير تهـجـاع قال. ومنه يقال: بين بنى فلان رحم حاصة أي قد قطعوها وحصوها، لا يتواصلون عليها. وقال الليث: سنة حصاء إذا كانت جدبة. وقال الحطيئة: جاءت به من بنات الطور تحدره حصاء ام تترك دون العصا شذبا وناقة حصاء، إذا لم يكن عليها وبر. وقال الشاعر: علوا على شارف صعب مراكبها حصاء ليس بها هلب ولا وبـر علوا وعولا واحد منعلاه وعالاه. أبو عبي عن اليزيدي: اذا ذهب الشعر كله قيل: رجل أحَصّ وامرأة حصّاه. وقال غيره: ريح حَصَّاء: صافية لاغبار فيها. وقال أبو قيس. كأن اطراف الولايا بـهـا في شمأل حصاء زعزاع ويقال: انحصّ ورقُ الشجر عنه وانحتّ إذا تناثر. وقال أبو عبيد: من امثالهم في إفلات الجبان من الهلاك بعد الإشفاء عليه: أفلت وانحصّ الذئب. قال ويروى هذا المثل عن معاوية: انه أرسل رجلا من غسان إلى ملك الروم، وجعل له ثلاث ديات على أن ينادى بالاذان إذا دخل مجلسه، ففعل الغسانى ذلك، وعند الملك بطارقته، فوثبوا ليقتلوه، فنهاهم الملك وقال: إنما اراد معاوية أن اقتل هذا غدراً وهو رسول فيفعل مثل ذلك بكل مستأمن منا. فجهز ورده. فلما راه معاوية قال: أفلت وانحس الذنب. فقال كلا انه لبهلبه، ثم حدثه الحديث. فقال معاوية: لقد اصاب، مااردت غير ذلك وأنشد الكسائى: جاءوا من المصرين باللصوص كل يتيم ذى قفاً محصـوص
ويقال: طائر احص الجناح، ورجل احصه، اللحيه، ورحم حصاء: مقطوعة. وقال الليث: الحصة: النصيب، وجمعها الحصص. ويقال تحاص القوم تحاصا اذا اقتسموا. أبو عبيد عن اليزيدي: أحصصت القوم: اعطيتهم حصصهم.وقال غيره: حاصصته الشيء أي قاسمته،فحصَّنى منه كذا يُحُصُّنى أي صار ذلك حِصَّتي. قال شمر ورَوَى بعضهم بيت أبى طالب: بميزان قسط لايَحُصّ شعيرة قال ومعناه لاينقص شعيرة. وقال أبو زيد رجل أحصّ إذا كان نِكداً مَشئوما. والأحصّ ماذكره الجعدي فقال: فقال تجاوزت الأحصّ وماءه وبطن شُبَيب وهو ذو مترسم وقال ابن الفرج: كان حَصِيص القوم وبَصِيصهم كذا أي عَدَدهم. وقال الفراء في قول الله جل وعز: الان حصحص الحق لمّا دُعى النسوة فبرَّ أن يوسف قالت: لم يبق إلاّ أن يُقبلن علىّ بالتقرير فأقرَّت. فذلك قولها:الان حصحص الحق تقول: ضاق الكذب، وتبين الحق وهذا من قول امراة العزيز. وقال غيره: حصحص الحقُّ إذا ظهر وبرز. وقال أبو العباس: الحصحصة: المبالغة. ويقال: حصحص الرجل اذا بالغ في امره. وقال الزجاج: الان حصحص الحق برز وتبين. قال: واشتقاقه في اللغة في الحصة أي بانت حصة الحق من حصة الباطل. وقال الليث: الحصحصة: بيان الحق بعد كتمانه. يقال: حصحص الحق: ولايقال: حصحص. وفي حديث سمرة بن جندب انه اتى برجل عنين، فكتب فيه إلى معاوية. فكتب: أن اشتر له جارية من بيت المال وادخلها عليه ليلة، ثم سَلها عنه، ففعل سمرة، فلما اصبح قال له: ماصنعت قال: فعلت حتى حصحص فيها. قال: فسأل الجارية فقالت: لم يصنع شيأ فقال: للرجل خلِّ سبيلها يامحصحص.قال أبو عبيد:قوله حصحص: الحصحصة الحركة في الشيء حتى يستمكن ويستقر فيه.ويقال حصحصت التراب وغيره إذا حركته وفحصته يميناً وشمالاً. وقال حميد بن ثور يصف بعيراً. وحصحص في صُمِّ الحصىَ ثكناتهُ ورام القيام ساعة ثم صَـمَّـمـاَ قلت: اراد الرجل انذكره انشام فيها، فبالغ حتى قرَّ في مَهْلبِها. وروى أبو عبيد عن ابى عمرو أنه قال: الحَصْحَصة: الذهاب في الارض. وقال: الأصمعي قرَبَ حصحاص وحثحاث، وهو الذي لاوتيرة فيه. وقال أبو سعيد: سير حصحاص: سريع. أبو عبيد عن الكسائى الحِصْحِص والكَثْكَث كلاهما الحجارة. شمر عن ابن الأعرابي: بفيه الحصحص أي التراب. قال وقال أبو خيرة: الكَثْكَث: التراب. وفي حديث على رضى الله عنه قال: لأن أُحصحص في يَديَّ جمرتين أحب إلى من أن احصحص كعبتين. قال شمر: الحصحصة التحريك والتقليب للشيء والترديد. قال الفقعسى: يقال تحصحص وتحزحز أي لزِق بالأرض واستوى. وحصحص فلان ودهمج إذا مشى مَشْى المقّيد. وقال ابن شميل مايُحصحص فلان إلا حول هذا الدرهم لياخذه. قال: والحصحصة لزوقة بك وإتيانه إياك والحاحه عليك. الأحصّ: ماء كان نزا به كليب وائل فاستأثر به دون بكر بن وائل، فقيل له أَسقِنا، فقال: ليس فيه فَضْل عناّ. فلما طعنه الجسَّاس استسقاهم الماء، فقال له جسَّاس: تجاوزت الاحَصّ أي ذهب سلطانك عن الأحص. وفيه يقول الجعدىّ: وقـــال لـــجـــســـاس اغـــثـــــنـــــــى بـــــــشَـــــــرْبة تدارك بها طَوْلا علىّ وأنعِمفقال تجاوزتَ الأحصّ وماءهوبطنُ شُبُيَث وهو ذو مترسم صح قال الليث: الصحّة: ذهاب السقم، والبراءة من كل عيب ورَْيب. يقال: صَحَّ يصحّ صحَّة. وفي الحديث: الصوم مَصَحّة بفتح الصاد، ويقال: مَصِحَّة بكسر الصاد. قال: والفتح اعلى، يعنى يُصَحّ عليه. أبو عبيد عن الأصمعي: صَحاح الأديم وصحيحة بمعنى واحد. وجع الصحيح اصحاء مثل شحيح واشحاء. وصّححت الكتاب والحساب تصحيحاً إذا كان سقيما فأصلحت خطأه وأتيت فلاناً فأصححته أي وجدته صحيحا. وارض مَصَحَّة: لاوباء فيها، ولايكثر فيها العلل والأسقام. وصَحاح الطريق: ماأشتد منه ولم يسهل ولم يُوطأْ. وقال ابن مقبل يصف ناقة: إذا وجهت وجهَ الطريق تيّممت صحاح الطريق عِزَّة أن تَسَهَّلا
وأصح القومُ إذا صحَّت مواشيهم من الجَرَب والعاهة. وقال النبي صلى الله عليه وسلم:لايُوردنَّ ذو عاهة على مُصِحّ. وقال الليث: الصَحْصَح والصحصحان: ما استوى وجَرِد من الارض.والجميع الصحاصح. شمرعن ابن شميل: الصَحْصَح الارض الجرداء المستوية ذات حصَّى صغار. قال والصحصحان والصحصح واحد. قال: وارض صحاصح وصَحصحان: ليس بها شيء، ولاشجر، ولاقرار للماء، قلَّما تكون إلاّ إلى سَنَد واد. قال: والصحراء اشد استواء منها. وقال الراجز: تراه بالصحاصح الـسـمـالـق كالسيف من جفن السلاح الدالق وقال اخر: وكم قطعنا من نصابٍ عَرْفَج وصحصحان قذف مخرج به الرذايا كالسفين المخرج قال نصاب العرفج ناحيته. قال والقذُف: التي لامرتع بها، والمخرج الذي لم يصبه مطر، وأرض مخرّجة، فشبه شخوص الأبل الحَسري بشخوص السفن. قال: ويقال: صحاح، وأنشد: حيث ارتعنّ الوَدْق في الصحصاح قال: والترهات الصحصاح هي الاباطيل. وقال ابن مقبل: وماذكره دهماء بعد مـزارهـا بنجران إلا الترهات الصحصاح ويقال للذى يأتي بالأباطيل: مُصَحْصِح. حس قال ابن المظفر: الحَسّ: القتل الذريع. وفي القران: إذ تَحُسّونهم باذنه أي تقتلونهم قتلا شديداً كثيراً. قال: والحْسّ: إضرار البَرْد. الحرانى عن ابن السكيت قال:الحَسّ: مصدر حَسَسْتُ القوم أحُسّهم حَسّا إذا قتلتهم.قال وحست الدابة اُحُسّهم حَسّا إذا قتلتهم. قال وحَسَسْت الداَّبة أحُسّها حَسّا.وذلك إذا فَرْجَنتها بالمِحَسَّة وهي الفِرْجَون. قال واْلحِسّ بكر الحاء من احسست بالشيء. والحِسّ أيضاً: وجع يأخذ النفساء بعد الولادة. وقال أوس: فما جَبُنُوا أنا نشُد عـلـيهـم ولكن لَقُوا نارا تَحُسّ وتَسْفَع وهكذا رواه شمر عن ابن الأعرابي، وقال: تَحُسّ أي تُحِرق، وتفنى من الحاسَّة، وهي الافة التي تصيب الزرع والكلأ فتحرقه. وهكذا قال أبو الهيثم: وقال أبو اسحاق في قوله تعالى: إذ تحسنوهم باذنه معناه: تستأصلونهم قتلا. يقال حسَّهم القائد يحسهم حّسا اذا قتلهم. وقال الفراء: الحَسّ: القتل والافناء ههنا قال والحَسّ أيضاً العطف والرقة بالفتح وانشد: هل مـــــــن بـــــــــــكـــــــــــــــى الـــــــــــــــدار راجٍ أن تَـــــــــــــــحِـــــــــــــــسّ لـــــــــــــــه أو يُبكى الدارَ ماءُ الَعَبْرة الخَضِل قال وسمعت بعض العرب يقول: مارايت عُقَيْليا إلاّ حَسَسْت له يعنى رَققت له. قال الفراء: وحَسَسْت له أي رققت له ورحمته. وقال الأصمعي: الحِسَّ بكسر الحاء: الرقّة وقال القطامي: أخـــــــوك الـــــــذي يمـــــــلـــــــك الــــــــحِـــــــــــــــسّ نـــــــــــــــفـــــــــــــــســـــــــــــــهُ وتـــــــرفَـــــــضّ عـــــــنـــــــد الـــــــمـــــــحـــــــفِـــــــظـــــــات الـــــــكـــــــــتـــــــــــــــائِفُ هكذا روى لنا عن أبي عبيد بكسر الحاء ومعنى هذا البيت معنى مثل السائر: الحفائظ تحلّل الأحقاد. يقول: إذا رأيتُ قرابى يظام وأنا عليه واجد، أخرجت ما في قلبي من السخمية له، ولم أَدَعْ نُصرته ومعونته. قال والكتائف: الأحقاد، واحدها كَتِيفة. وقال أبو زيد: حَسَسْت له. وذلك أن يكون بينهما رَحِم فيرقّ له. وقال أبو مالك هو أن يشتكى له ويتوجَّع. وقال: أطَّت منى له حاسَّة رَحِم. ويقال: إنى لأجد حِسّا من وجع وقال العجاج: وما أراهم جُزَّعـا مـن حِـسّ عطف البلايا المسّ بعد المسّ وعركات البأس بعـد الـبـأس أن يسمهرُّوا لضِراس الضَرس
يسمهرُّوا: يشتدّوا: والضراس: المعاضّة والضرس العضىّ. وقال الليث: ما سمعت له حِسًّا ولاجِرْسا قال: والحِسّ من الحركة والجِرْس من الصوت. قال ويقال ضُرِب فلان فما قال حَسٍّ ولا بس.ومنهم من يكسر الحاء ومنهم مَنْ لا ينون فيقول: فما قال حِسّ ولا بسّ. والعرب تقول عند لذعة نار أو وجع حاد: حَسِّ حَسِّ. وبلغنا أن بعض الصالحين كان يمد أصبعيه إلى شُعلة نار، فإذا لذعته قال: حَسِّ حَسِّ كيف صبركَ على نار جهنم، وأنت تجزع من هذا قال: والحِسُّ: مسّ الحمى أول ما تبدأ. قلت وقد قال الأصمعي: أول ما يجد الإنسان مَسّ الحمى قبل أن تأخذه وتظهر فلذلك الرَسّ. قال ويقال وَجَد حِسّا من الحمى. قال ويقال جِىءْ به من حَسَّك وبَسّك أي من حيث كان ولم يكن. وقال الزجاج كذلك لفظ الأصمعي وتأويله: جىء به من حيث تدركه حاسّة من حواسّك أو يدركه تصرف من تصرفك. قال الأصمعي ويقال ضربه فما قال: حَسّ يا هذا قال وهذه كلمة كانت تكره في الجاهلية وَحَسِّ مثل أوّه. قلت وهذا صحيح قلت: وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ليلة يسرى في مسيره إلى تبوك فسار بجنبه رجل من أصحابه، ونَعساَ، فأصاب قدمهُ قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: حَسّ قال: والْحَسّ بَرْد يُحرق الكلأ. يقال: أصابتهم حاسَّة. ويقال: إن البرد مَحَسَّة للنبت. ثعلب عن أبن الأعرابي قال الحاسوس: المشئوم من الرجال. وقال الفراء في قول الله جل وعز: فلما أحس عيسى منهم الكفر وفي قوله: هل تحس منهم من احد معناه فلمَّا وجد عيسى. قال: والإحساس: الوجود. تقول في الكلام هل احسست منهم من احد. وقال الزجاج معنى احسّ. علم ووجد في اللغة. قال: ويقال: هل أحسست صاحبك أي هل رأيته؟ وهل احسست الخبر أي هل عرفته وعلمته؟ قال ويقال: هل أحَسْت بمعنى أحسست. ويقال حَسْت بالشيء إذا علمته وعرفته. وقال الفراء نقول من اين حسيت هذا الخبر يريدون من اين تخبرته ةقال ابة زبيد: خَلا أن العتاق من المطايا حَسين به فهن إليه شُوشُ قال وقد تقول العرب ماءَ أحَسْتُ منهم احداً فيحذفون السين الاولى. وكذلك في قوله: وانظر إلى إلهك الذي ظَلْت عليه عاكفا وقال فَظلتم تفكهون وقرىء فظِلتم القيت اللام المتحركة وكانت فظللتم.وقال لي المنذري: سمعت أبا العباس يقول حَسْت وحَسَسْت: ووَدْت ووَددْت، وهَمْت وهَمَمْت وقوله عز وجل: لايسمعون حسيسها أي لايسمعون حِسهَّا وحركة تلهبها والحسيِس والحِسُّ الحركة وقوله: هل تحس منهم من احد معناه: هل تُبصر، هل ترى. قالت وسمعت العرب يقول ناشدهم لضوالّ الإبل إذا وقف على حَىّ: الا واحِسّوا ناقة صفتها كذا وكذا. ومعناه: هل احسستم ناقة فجاءوا به على لفظ الأمر. وقال الليث: في قوله: فلما احسّ عيسى منهم الكفر أي راى يقال: احسست من فلان ماساءنى أي رأيت. قال: والحِسّ والحَسِيس تَسمعه من الشيء يمر قريباً منك ولا تراه. وانشد في صفة بازٍ: ترى الطير العتاق يظلن منه جُنوحا إن سمعن له حَسِيسا وقال الله تعالى: لايسمعون حسيسها. قال: بات فلان بِحَّسة سَوْء أي بحال سيّئة وشدَّة. قلت: والذى حفظناه من العرب وأهل اللغة بات فلان بحيبة سوء،وبكينة سَوْء، وببيئة سوء.وام اسمع بحسة لغير الليث والله اعلم. وقوله يابني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه قال أبو عبيد: تحسست الخبر وتحسيته. وقال شمر: وتندّسته مثله. وقال أبو معاذ: التحّسس: شبه التسمّع والتبصّر. وقال: التجسس البحث عن العورة. قاله في تفسيره قول الله تعالى: ولاتحسسوا ولاتجسسوا. ثعلب عن ابن الأعرابي: تنحست الخبر وتحسسته بمعنى واحد. قال: وبقال احسست الخبر واحسَتْه وحَسيِت وحَسْت إذا عرفت منه طَرَفا. وتقول ما احسست بالخبر وماأحَسْتُ وما حسيت وماحَسْته أي لم اعرف منه شيئاً. وقال الأصمعي: يقال لسمك صغار تكون بالبحرين الُحسَاس، وهو سمك يجفَّف.ويقال: انحسّت أسنانه إذا تكسّرت وتحاتَّت. وانشد: في معدن الملك الكريم الكِرْس ليس بمقلوع ولا مُنْحسّ ثعلب عن ابن الأعرابي: الحُساس الشؤم.وأنشد للراجز: رب شريب لك ذى حُسَاس شِرابه كالحزّ بالمواسى
ذي حساس: ذي شؤم. قال: وقال ابن الأعرابي: يقال حشحشته النار وحسحسته بمعنى. أبو عبيد عن ابى زيد: إذا جعلت اللحم على الجمر قلت حَسْحسته.وقال الأصمعي: هو أن تقشر عنه الرماد بعد مايخرج من الجمر. أبو العباس عن ابن الأعرابي ألزق الحس بالاس. قال: الحس: الشر، والاس: اصله. أبو عبيد جاءنا بالمال من حسه وبسه، ومن حسه وعسه. وقال أبو زيد مثله وزاد فيه من حسه وبسه، أي من حيث شاء. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الحس الحيلة. قال والحسحاس مثل الجذاذ من الشيء. وكسارة الحجارة الصغار حسحاس. وقال الراجز يذكر حجر المنجنيق: شظية من رفضة الحساس تعصف بالمستلئم التَراس وحواس الانسان خمس. وهي الطعم والشم والبصر والسمع واللمس. وقال اللحيانى: مرت بالقوم حواس أي سنون شداد، رأرض محسوسة: اصابها الجراد أو البرد أو البرد ويقال لاخذن منك الشيء بحس أو ببس أي بمشادة أو رفق. ومثله: لاخذنه هونا أو عترسة، ويقال اقتص من فلان فما تحسحس أي ماتحرك وما تضور. سح قال الليث: السح والسحوح مصدران وهما سمن الشاة. يقال: سحت وهي تسح سحا وسحوحا. وشاة ساح بغير هاء. قال: وقال الخليل. هذا مما نحتج به انه قول العرب فلانبتعد فيه شيأ. وقال الأصمعي: سحت الشاة تسح سحوحا وسحوحة إذا سمنت. قال اللحيانى: سحت الشاة تسح بضم السين، وشاة ساح، وقد سحت سحوحة، وغنم سحاح. وقال أبو سعد الكلابي: مهزول، ثم منق إذا سمن قليلا، ثم شنون، ثم سمين ثم ساح ثم مترطم وهو الذي انتهى سمنا. وقال الليث: سَحّ المطرُ والدمع وهو يَسُحّ سَحاّ وهو شدة انصبابة. وقال الأصمعي: سحّ الماءُ يُسحّ سحاّ إذا سال من فوق.وساح يسيح سيحا إذا جرى على وجه الارض. وسحَّ المطرُ والدمعُ يَسُحّ سَحاّ، وقد سحَّه مائة سوط يُسحّه سحاّ إذا جَلَده. أبو عبيد عن ابى عبيدة: سحّت الشاة تَسِح سحوحا وسحوحة إذا سمنت، وسحّ الماء سحّ سَحّا. وقال الليث وغيره: فرس مسحّ: سريع، شبه في سرعته بانصباب المطر. وسمعت البحرانيين يقولون لجنس من القسب: السحّ، وبالنباج عين يقال لها عُريفجان تستقى نخلا كثيرا. ويقال لتمرها سح عريفجان وهو من اجور قسب رأيت بتيك البلاد. أبو عبيد عن الاحمر: اذهب فلا ارنّيك بسحسحى وسحاتى وحراى وحراتى وعقوتي وعقاتى. وقال ابن الاعراب يقال نزل فلان بسحسحة: سائلة ومطر سحساح وانشد: مسحسحة تعلو ظهور الانامل سلمة عن الفراء قال هو السحاح والايار واللوح والحالق للهواء. وقال الليث: السحسحة: عرصة المحلة. ويقال انسح إبط البعير عَرَقا فهو منسحّ أي انصبّ. حز زح مستعملان في الثنائى والمكرر حز قال الليث: الحزّ: قطع في اللحم غير بائن والفرض في العظم والعود غير طائل حَزّ أيضاً. ويقال: حززته حَزاّ، واحتززته احتزازا. وانشد: وعبدُ يغوثَ الـطـيرُ حـولـه قد احتز عرشيه الحسام المذكر فجعل الاحتزازههنا قطع العنق؛ والمحز موضعه. قال والتحزيز كثرة الحزّ؛ كأسنان المنجل. وربما كان في اطراف الاسنان تحزيز. أبو عبيد عن الأصمعي: أعطيته حِذية من لحم، وحُزة من لحم. كل هذا اذا قطع طولا.قال ويقال: ما به وذية، وهو مثل حزة. وقال الليث:جاء في الحديث: أخذ بحزته. قال: يقال: أخذ بعنقه، قال وهو من السراويل حزة وحجزة، والعنق عندى مشبه به. أبو حاتم عن الأصمعي: تقول:حجزة السراويل ولا تقول حزة، ونحو ذلك قال ابن السكيت: وروى أبو العباسعن ابن الأعرابي:يقال: حجزته وحذلته وحبكته وقال الليث: بعير محزوز: موسوم بسمة الحزة، تحز بشفرة ثم تفتل قال والحزاز: هبرية في الراس الواحدة حزازة، كأنها نخالة. ونحو ذلك قال الأصمعي. وقال ابن الشميل: الحزيز ماغلظ وصلب من جلد الارض مع اشراف قليل. قال: واذا جلست فيس بطن المربد فما اشرف من اعلاه حزيز، وهي الحزان. قال: وليس في القفاف ولا في الجبال حزان، انما هي في جلد الارض ولا يكون الحزيز الا في ارض كثيرة الحصباء. وقال الأصمعي وأبو عمرو: الحزيز: الغليظ من الارض المنقاد. وقال ابن الرقاع يصف ناقة: نعم قـرقـور الـمـوراة إذا غرق الحزان في ال السراب وقال زهير: تهوى تدافعها في الجزن ناشزة الأكتاف ينكبها الحزان والاكم
وقال الليث:الحزيز من الارض: موضع كثرت حجارته، وغلظت، كأنها سكاكين. والجميع حزان وثلاثة احزة. قال: والحزازة: وجع في القلب من غيض ونحوه. وتجمع حزازات.قال ويقال: حزاز بالتشديد قال الشماخ:
وفي الصدر حزاز من اللوم حامز
وقال اخر:
وتبقى حزازات النفوس كما هيا
ابن الانبارى في قولهم: في قلبى من الشيء حزاز معناه: حرقة وحزن. قال: والحزاز الحزازة مثله. وانشد:
إذا كان ابناء الـرجـال حـزازة فأنت الحلال الحلو البارد والعذب
وقال أبو الهيثم: سمعت ابا الحسن الأعرابي يقول لاخر: انت اثقل من الجائر، وفسره فقال: هو حزاز ياخذ على راس الفؤاد يكره على غب تخمة. وفي الحديث: الاثم حواز القلوب. قال الليث يعنى ما حز في القلب وحك. أبو عبيد عن العد بس الكنانى قال: العرك والحاز واحد وهو أن يحز في الذراع حتى يخلص إلى اللحم ويقطع الجلد بحد الكركرة. وقال ابن الأعرابي: اذا اثر فيه قيل: به ناكت، فإذا حز فيه قيل: به حاز. وقال الليث: اذا اصاب المرفق طرف كركرة البعير فقطعه قيل: به حاز. وقال ابن الأعرابي: الحز: الزيادة على الشرف. يقال: ليس في القبيل احد يحز على كرم فلان أي يزيد عليه. عمرو عن ابي الحزة: الساعة.: يقال أي حزة اتيتني قضيتك حقك. وانشد: وابنت للاشهاد حز ادعى أي ابنت لهم قولى حين ادعيت إلى قومي فقلت: انا فلان بن فلان. الليث الحزاز من الرجال: الشديد على السوق والقتال. وانشد: فهي تفادي من حزاز ذي حزق أي من حزاز حزق، وهو الشديد جذب الرباط. وهذا كقولك: هذا ذو زبد، واتانا ذو تمر. قلت: والمعنى هذا زبد واتانا تمر. وسمعت اعرابيا يقول مر بنا ذو عون ابن عدي، يريد: مر بنا عون بن عدي. ومثله في كلامهم كثير. وقال بعض العرب: الحز: غامض من الارض ينقاد بين غليضين. والحز: موضع بالسراة. والحز: الوقت والحين. وقال أبو ذؤيب:
وباي حز ملاوة يتقطع
أي باي حين من الدهر. وقال مبتكر الأعرابي: المجاز: الاستقصاء. وبينهما شركة حزاز اذا كان كل واحج منهما لايثق بصاحبه وقال النضر: الحزاز من الرجال الشديد على السوق والقتال والعمل. والحزحزة من فعل الرئيس في الحرب عند تعبئة الصفوف. وهو أن يقدم هذا ويؤخر هذا. يقال: هم في حزاحز من امرهم. وقال أبو كبير الهذلى: وتبوأ الابطال بعد حزاحز ألف هكع النواحز في مناخ الموحف والموحفك المبرك بعينه. وذلك أن البعير الذي به النحاس يترك في مناخه لا يثار حتى يبرأ أو يموت. أبو زيد من أمثالهم: حزت حازة من كوعها يضرب عند اشتغال القوم بقول فالقوم مشغملون بامورهم عن غيرها أي فالحازة قد شغلها ماهي فيه عن غيره. قال الله جل وعز: فمن زحزح عن النار وادخل الجنة قال بعضهم زحزح أي نحى وبعد، فقال بعضهم هذا مكرر من باب المعتل. واصله من زاح يزيح اذا تاخر ومنه قول لبيد:
زاح عن مثل مقامى وزحل
ومنه يقال: زاحت علته وازحتها. وقيل: هو مأخوذ من الزوح، وهو السوق الشديد. وكذلك الذوح.
وقال ابن دريد يقال زحة يزحة اذا دفعه وكذلك زحزحه. أبو عبيد عن الاموي: تزحزحت عن المكان وتزحزحت بمعنى واحد:
حط
قال الليث: الحط: وضع الاحمال عن الدواب: تقول: حططت عنها. وإذا طنى البعير فالتزقت رئته بجنبه يقال: حط الرجل عن جنب بعيره بساعده دلكا على حيال الطنى، حتى ينفصل عن الجنب. تقول حط عنه، وحط: قال: والحط: الحدر من العلو. وانشد:
كجلمود صخر حطه السيل من على
والفعل اللازم الانحطاط. وبقال للهبوط: حطوط. وقال الأصمعي: الحط: الاعتماد على السير. وناقت حطوط، وقد حطت في سيرها. وقال النابغة:
فما وخدت بمثلك ذات غرب حطوط في الزمام ولالجون
وقال الاعشى:
فلا لعمر الذى حطت مناسمها تخدى وسيق اليه الباقر الغي
حطت في سيلها وانحطت أي اعتمدت يقال ذلك للنجيبة السريعة قال ذلك الليث. ويقال: حطى الله عنك وزرك في الدعاء أي خفف عن ظهرك مااثقله من الازر. وقال أبو اسحاق في قول الله جل وعز وقولوا حطة قال معناه قولوا مسالتنا حكت أي حط ذنوبنا عنا وكذلك القراءة قال ولو قرئت حط حطة كان وجها في العربية كان قيل لهم قولوا احطط عنا ذنوبنا حط فحرفوا هذا القول وقالوا لفظه غير هذه اللفظة التي اموا بها وجملة ما قالوا انه امر عظيم سماه الله به فاسقين واخبرنى المنذرى عن ابن فهم عن محمد ابن سلام عن يونس في قوله وقولوا حطة هذه حكاية هكذا امروا. وقال الفراء في قوله وقولوا حط يقال والله اعلم وقولوا ما امرتم به حط أي هي حط فخالفا إلى كلام بالنبطية فذلك قوله فبدل الدين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله وادخلوا الباب سجدا قال ركعا وقولوا حط مغفرة قالوا حنطة ودخلوا على استاههم، فذلك قوله فبدل الذين ظلموا الاية. وقال الليث: بلغنا أن بني اسرائيل حين قيل لهم وقولوا حط انما قيل لهم ذلك كي يستحطوا بها اوزارهم فتحط عنهم قال: ويقال حط الله عنك وزرك، ولا انقض ضهرك. وقال ابن الأعرابي قيل لهم قولوا حطة فقالوا حنطة سمقاثا أي حنطة جيدة قال وقوله قولوا حطة أي كلمة بها تحط عنكم خطاياكم، وهي لا اله الا الله. الفراء: حط السعر والحط حطوطا وكسر وانكسر، يريد فتر، وقال: سعر مقطوط، وقد قط السعر وقط لسعر وقط الله الشعر اذا إلى وقال الليث: الحطاطة: بئره تخرج في الوجه صغيرة تقيح ولاتقرح: وانشد: ووجه قد جلوت امـيم صـاف كقرن الشمس ليس بذا حطاط قال: وربما قالوا للجارية الصغيرة ياحطاطة وقال الأصمعي: الحطاط: البثر الواحد حطاطة وانشد: قام إلى عذراء في الغطاط يمشي بمثل قائم الفسطاط بمكفهر اللون ذي حطاط وقال أبو زيد: الاجرب العين الذي تبثر عينه ويلازمها الحطاط وهو الظبظاب والجدجد وقال اليث: جارية محطوطة المتن محدودة حسنة وقال النابغة: محطوطة المتنين غير مفاضة وقال أبو عمرو: حط وحت بمعنى واحد وفي الحديث جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غصن شجرة يابسة فقال بيدة وحط ورقها معناه وحت ورقها والحطيطة ما يحط من جملة الحساب فينقص منه اسم من الحط وتجمع حطائط يقال حط عنه حطيطة وافية والمحط من الادوات قال ابن دريد: حط الاديم بالمحيط يحط حطا وهو أن ينقشه به ويقال بصقل به الاديم. وقال غيره المحط من ادوات النطاعين والذين يجلدون الدفاتر: حديدة معطوفة الطرف أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: الحطط: الابدان الناعمة: والحطط أيضاً مراكد السفل. عمرو عن أبيه الحطة: نقصان المرنبة واديم محطوط وانشد تثير وتبدى عن عروق كانها اعنة خراز تحط وتبشـر أبو عمر الحطائط الصغير من الناس وغيرهم وانشد: والشيخ مثل النسر والحطائط والنسوة الارامل المبالط ويقول صبيان العراء في احاجيجهم ماحطائط يطائط يميس تحت الحائط يعنون الذرة والحطاط شدة العدو والتعب الحطيط الادرم والحطان التيس وحطان من اسماء العرب. طح الليث: الطح: أن يضع الرجل عقبه على شيء ثم يسحجه بها قال والمطحا من الشاه مؤخر ظلفهل وتحت الظلف في موضع المطحا عظيم كالفلكة وقال الكسائى طحان فعلان من الطح ملحق باب فعلان وفعلا وهو السحج وقال احمد بن يحيى يقال لهن مثل الفلكة تكون في رجل الشاه تسحج بها الارض المطحا أبو العباس عن ابن الأعرابي قال الطحج المساحج. وقال ابن دريد طححت الشيء طحن اذا بسطت وانشد: قد ركبت منبسطا منطـحـا تحسبه تحت السراب الملحا أبو زيد: ما على راسه طحطحة أي ما عليه شعرة وقال الحيانى اتانا وما عليه طحطحة ولاطحرب وقال اليث الطحطحة تقريق الشيء هلاكا. فيمسى نابذا سـلـطـان قـسـر كضوء الشمس طحطحة الغروب ويروى بالخاء: طخطخة وقال رؤبة طحطحة اذى بحر متأق وروى أبو العباس عن عمرو عن أبيه قال يقال: طحطح في ضحكة. وطخطخ وطهطه وكتكت وكدكد وكركر بمعنى واحد. حد
قال الليث: فصل مابين كل شيئين حد بينها: ومنتهى كل شيء حدةك قلت: ومنه اخذ حدودين الارضين وحدود الحرم وفي الحديث في القران لكل حرف حد ولكل حد مطلع قيل اراد لكل حرف منهى له نهايه وقال الليث حد كل شيء طرف شباته كحد السنان وحد السيف وهو مادق من شفرته ويقال حد السيف واحتد فهو حاد حديد واحددته واستحد الرجل واحتد الرجل حدة فهو حديد قلت: والمسموع في حدت الرجل وطيشه احتد ولم اسمع فيه استحد انما يقال استحد واستعان اذا حلق عانته وحدود الله هي الاشياء التي بين تحريمها وتحليلها وامر الايتعدى شيء منها فيجاوز إلى غير ما امر فيها أو نهى عنه منها. والحدحد الزاني وحد القاذف ونحوه مما يقام على من اتى الزنى أو القذف أو تعاطى السرقة قلت فحدود الله ضربان ضرب منها حدود حدها للناس في مطاعمهم ومشاربهم ومناكحهم وغيرها وامر بالانتهاء عما نهى عنه منهى ونهى عن تعديها والضرب الثاني عقوبات جعلت لمن ركب مانهى عنه كحد السارق وهو قطع يمينه في ربع دينار فصاعدا وكحد الزاني البكر وهو جلد مائة وتغريب عام وحد المحصن اذا زنى الرجم وحد القاذف ثمانون جلدة سميت حدودا أي تمنع مناتيان ماجعلت عقوبات فبها وسميت الاولى حدودا لانها نهايات نهى الله عنها تعديها وقال الليث الحد الصرف عن الشيء من الخير والشر وتقول للرامي اللهم احدده أي لاتوفقه للاصابه وتقول حددت فلانا عن الشر أي منعته منه قول النابغة
ألا سليمان إذ قال الاله لـه قم للبرية فاحددها عن الفند وقال الليث وغيره الحد الرجل المحدود عن الخير قلت المحدود المحروم ولم اسمع فيه رجل حد لغير الليث وهو مثل قولهم رجل جد اذا كان مجدودا وقال اليث حد الخمر والشراب صلابته وقال الاعشى: وكأس كعين الديك باشرت حدهـا بفتيان صدق والنواقيص تضرب قال والحد باس الرجل ونفاذه في نجدته يقال انه لذو حد وقال العجاج ام كيف حد مضر القطيم والحديد معروف. وصانعة الحداد ويقال ضربه بحديدة في يده عمرو عن أبيه قال الحد الغضب. وقال أبو زيد: تحدد بهم أي تحرش بهم وقال الليث احدت المراة على زوجها. وفي الحديث: لايحل لاحد أن يحد على ميت أكثر من ثلاثة ايام، إلا المراة على زوجها، فأنها تحد اربعة اشهر وعشراً. وقال أبو عبيد: إحداد المراة على زوجها تركها الزينة. ونرى انه مأخوذ من المنع لأنها قد منعت من ذلك.ومنه قيل للبواب: حداد، لانه يمنع الناس من الدخول. وقال الأعشى يصف الخمر والخمار: فقمنا ولما يصح ديكنـا إلى جونة عند حدادها يعنى صاحبها الذى يحفضها ويمنعها والجونه: الخابية: يقال: احدت المراة تحد وحدت تحد حدادا وقال اليث حادته أي عاصيته وبقال ماعن هذا المر حدد ولامحتد أي معزل وقال الأصمعي حد الرجل يحد حدا اذا جعل بينه وبين صاحبه حدا وحده يحده اذا ضربه الحد وحده يحده اذا صرفه عن امر اراده واما حد يحد فمعناه نع اخذته عجله وطيش واحد السيف احداددا اذا شحذه وحدده فهو محدد مثله وفي الحديث الذي جاء في عشر من السنة الاستحداد من العشر قال أبو عبيد الاستحداد حلق العانة ونه الحديث الاخر حين قدم من سفر فاراد الناس أن يطوقوا الناس ليلا فقال امهلوا حتى تمتشع الشعثة وتستحد المغيبة أي تحلق عانتها قال أبو عبيدة وهو استفعال من الحديدة يعني الاستحلاق بها وقال الأصمعي يقال استحد الرجل اذا احد شفرة بحديدة وغيرها قال والحداد صاحب السجن وذلك انه يمنع من فيه أن يخرج ويقال دون ذلك حدد أي منع وانشد: لاتعبدون اله غير خالقكم وان دعيتم فقولوا دون حددا أي منع ويقال فلان حديد فلان اذا كانت جاره إلى جانب داره وقال ابن الأعرابي في قول الله جل وعز فبصرك اليوم حديد قال أي لسان الميزان اذ يقال فبصرك اليوم حديد أي فرايك اليوم نافذ وقال شمر يقال للمراة الحدادة وقال أبو زيد يقال مالي منه بد ولا محتد ولاملتد أي مالي منه بد وقال غيره حدان قبيلة في اليمن ويقال حددا أن يكون كذا كقولك معهاذ للله وقال الكميت حددا أن يكـــــــــــون ســـــــــــــــيبـــــــــــــــك فـــــــــــــــينـــــــــــــــا وتـــــــــــــــحـــــــــــــــا أو مـــــــــــــــحـــــــــــــــيينـــــــــــــــا مـــــــــــــــحـــــــــــــــصـــــــــــــــورا دح قال الليث: الدح شبه الدس تضع شيا على الارض تدحه وتدسه حتى يلصق وقال أبو النجم بيتا بيتا خفيا في الثرا مدحوحا
ونحو ذلك قال أبو عمرو في الدح وقال غيره مدحوحا موسعا وقد دحه أي وسعه، يعنى قترة الصائد. وقال شمر: دح فلانا فلانا يدحه دحا ودحاه يدوحه اذا دفعه ورمى به، كما قالواك عراه وعره اذا اتاه. ويقال: اندح بطنه اذا اتسع ودح في الثرا بيتا اذا وسعه وانشد بيت ابي النجم وقال مدحوحا أي مسوا وقال ونهشل: فذلك شبه الضب يوم رايته على الجحر متدحا خصيبا ثمائله أبو العباس عن ابن الأعرابي الدحدح لارضون الممتده ويقال اندحت الارض كلا اندحاحا اذا اتسعت بالكلا قال واندحت خواصر الماشية اندحاحا اذا تفتقت من اكل البقل واندح بطن الرجل وفي الحديث كان لاسامة بطن مندح وقال أبو عمرو دحها يدحها دحا اذا نكحها وحكى الفراء تقول دحا محا يريدون دعها معها أبو عبيد عن ابي عمر الدحداح الرجل القصير وكان قاله بالذال ثم رجل إلى لدال وهو الصحيح وقال الليث الحدداح والدحداددحة من النساء والرجال المستدير الململم وانشد أغركِ انني رجل قصير دُحَـــــــــــــــــــــــــــــــيِدحة وانـــــــــــــــــــــــــــــــكِ عَـــــــــــــــــــــــــــــــلْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــطَـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمِـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيس حت قال الليث: الحَت: فَرْكك الشيء اليابس عن الثوب ونحوه. وحُتَات كل شيء: ماتحاتّ منه وانشد: تحتّ بقـرنـيهـا بَـرير أراكة وتعطو بظِلفيها إذا الغصن طالها قال: والحتّ لايبلغ النحت. أبو عبيد عن عمرو الأصمعي: فرس حَتُّ إذا كان اجدادا وجمعه احتات. وروى عن النبي صلى الله عيه وسلم أنه قال لسعد يوم أُحد: احُتتْهم ياسعد فدِاك ابى وامي، يعنى ارددهم. قلت: إن صحَّت هذه اللفظة فهي ماخوذة من حت الشيء وهو قَشره شيئاً بعد شيء وحكهُ. وقد روى عنه عليه الصلاة والسلام انه قال لامرأة سألته عن الدم يصيب ثوبها فقال لها حُتيه ولو بضلع. ومعناه. حُكيه وأزيليه. ويقال: أنحت شعرهُ عن رأسه وإنحص إذا تساقط عمرو عن أبيه: الحته: القشرة. وَحته مائة سود إذاعجَّل ضربه، وحته مائة درهم إذا نقده بالعجلة. والحت العجلة في كل شيء. وقال شمر: تركتهم حتاً فتاً بتاً إذا استاصلتهم. والحتوت من النخل: التي يتناثر بسرها، وهي شجرة محتات: منثار. وقال النحويون: حتى تجىء لوقت منتظر. وتجىء بمعنى إلى. واجمعوا أن الامالة فيها غير مستقيم. وكذلك في على. ولحتى في الاسماء والافعال اعمال مختلفة، وليس هذا المكان موضعاً لأستقصاء تفسيرها. وقال بعضهم: حتى فعلى من الحت وهو الفراغ من الشيء، مثل شتى من الشت. قلت: وليس هذا القول مما يعرج عليه؛ لأنها لو كانت فعلى من الحت كانت الأمالة جائزة: ولكنها حرف اداة وليست باسم ولا فعل. أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: الحت القشر. وقي الحديث حتيه بضلع. قال والضلع: العود. وأنشد: وما أخذا الديوان حتى تصعلكا زماناً وحتى الاشهبان غناهما حت: قشر وحك. تصعلكا: أفتقر. تح قال الليث: لو جاء في الحكاية تحته تشبيها بشيء لجاز وحسن. تحت قال: وتحت نقيض فوق. وفي الحجيث: لاتقوم الساعة حتى يظهر التحوت، ويهلك الوعول. والتحوت: الذين كانوا تحت اقدام الناس لا يؤبه لهم. وهم السفل والأنذال: والوعول: الأشراف. ح ظ أستعمل منه: الحظ. قال الليث: الحظّ: النصيب من الفضل والخير. وجمعه حظوظ. وفلان ذو حظّ وقسم من الفضل. قال: ولم أسمع من الحظ فعلاً. قال: وناس من أهل حِمص يقولون: حنظ، فإذا جمعوا رجعوا إلى الحظوظ. وتلك النون عندهم غُنة، ولكنهم يجعلوها اصلية. وإنما يجري هذا اللفظ على ألسنتهم في المشدد، نحو الرُزّ يقولون: رُنز، ونحو أترُجّة يقولون: أُترنجه. قلت: للحظ فعل جاء عن العرب وإن لم يعرفه الليث ولم يسمعه. قال أبو زيد فيما روى عنه أبو عُبيد: رجل حظيظ جديد إذا كان ذا حظ من الرزق، قال أبو عُبيد: وقال أبو عمرو: رجل محظوظ ومجدود. قال: ويقال: فلان أحظَّ من فلان وأجد منه. قال: وقال أبو زيد: يقال حظظت في الأمر فأنا أحظ حظاً. وجمع الحظ أحُظُّ وحظوظ وحظاء ممدود. وليس بقياس. وقال أبو الهيثم فيما كتبه لابن برزج يقال هم يحظون بهم (ويجِدُّون بهم) قال: وواحد الأخطاء حظٍ منقوص وأصله حظّ. وروى سلمة عن الفرَّاء قال: الحظيظ: الغني الموسر. أبو عُبيد عن اليزيدي: هو الحُظظ، وقال غيره: الحظظعلى مثال فُعل. قال شمر وهو الحُدُل. حذ
قال الليث: الحذّ. القطع المستأصل. والحذذ: مصدر الأخذ من غير فعل. والأخذّ يسمى به الشئ الذي لا يتعلق به شئ. والقلب يسمى أخذّ. والأخذّ: اسم عروض من أعاريض الشعر، وهو ما كان من الكامل قد حذف من آخره وتدِتامّ، يكون صدره ثلاثة أجزاء متفاعلن، وآخره جزءان تامان والثالث قد حذف منه علن وبقيت في القافية مُتفا، فجعلت فعلن أو فعلن خفيفة كقول ضابئ:
إلا كُميتا كالقناة وضائبا بالفرج بين لبانه ويدهْ
وكقوله:
وحُرِمت منّا صاحبا ومؤازراً وأخاً على السراء والضُرّ
وفي حديث عُتبة بن غزوان أنه خطب الناس فقال: إن الدنيا قد ىذنت بُصرم، وولّت حذّاء، فلم يبق منها إلا صُبابة كصُبابة الإناء.
قال أبو عُبيد: قال أبو عمرو وغيره قوله: ولّت حذّاء هي السريعة الخفيفة التي قد انقطع آخرها. ومنه قيل للقطاة: حَذّاء لقصر ذنبها مع خفتها. قال النابغة يصف القطا:
حذاء مُدبـرة سـكـاء مـقـبـلة للماء في المحر منها نوْطة عَجَب
قال: ومن هذا قيل للحمار القصير الذنب: احذ.
ثعلب عن ابن الأعرابي: الحذ: الحذّ: الإسراع في الكلام والفعال، ومنه قوله: الدنيا ولت حذاء أي سريعة، وامر أحذّ إذا كان قاطعاً سريعاً.
وقال الليث: الدنيا ولت حذاء: ماضية لا يتعلق بها شئ، وقصيدة حذاء: سائرة لا عيب فيها.
شمر: أمر أحذ أي شديد منكر، وجئتنا بخطوب حُذّ أي بأمور منكرة، وقال الطرماح:
يقضي الأمور الحُذ ذا إربة في ليتها شزراً وإبرامها
أي يقربها قلبا. وقرب حذحاذ: سريع، اخذ من الأخذ: الخفيف. وقال في قوله:
فزارياً أحذ يدِ القميص
أراد: اخذ اليد، فأضاف إلى القميص لحاجته، أراد خفة يده في السرقة.
ذح
قال أبو عُبيد قال أبو عمرو: الذحاذح: القصار من الرجال واحدهم ذحذاح، ثم رجع إلى الدال. وهو الصحيح.
حث
قال اليث: الحثّ: الإعجال في الاتصال والحثيثي الاسم نفسه. يقال: اقبلوا دليلي ربكم، وحثيثاه إياكم. ويقال: حثثت فلانا فأحتثَّ، وهو حثيث محثوث. جاد سريع، وقوم حثاث، وامرأة حثيث في موضع حاثة، وامرأة حثيث في موضع محثوثة وقال الاعشى:
تدلي حثيثاً كأن الصوا ر يتبعه أزْرقي لِحم
شبه الفرس في السرعة بالبازي.
ثعلب عن ابن الأعرابي: جاءنا بتمر فّ، وفضّ، وحثّ أي لا يلزق بعضه ببعض.
وقال الليث الحُثوث: السريع. قال:واوالحثحثة: اظطراب البرق في السحاب، وانتخال المطر أو الثلج.
أبو عُبيد عن الأصمعي: خمس حثحاث، وحذحاذ، وقسقاس، كل ذلك السَّير الذي لا وتيرة فيه.
عمرو عن أبيه قرب حثحاث وثحثاح وحذحاذ ومُنتخب أي شديد. ويقال: ماذقت حثاثاً ولا حِثاثاً أي ما ذقت نوماً، قاله أبو عُبيد وغيره.
وقال زيد بن كثوة: ما جعلت في عيني حِثاثاً عند تاكيد السهر. قال: قال والحثوث: السريع يقال: حثحثوا ذلك الأمر أي حركوه. قال: وحيَّية حثاث وفضفاض: ذو حركة دائمة. قال: والحُث: المدقوق من كل شئ. وسويق حُث: غير ملثوث. وحثّذ الرجلُ إذا نام، قاله أبو عمرو.
ثح
قال الليث: الثحثحة: صوت فيه بُحة عند اللهاة وانشد:
أبح مثحثح صَحِل الشحيج
وقال أبو عمرو: قرب ثحثاح: شديد مثل حثاث.
حر
قال الليث: الحرّ نقيض البرد، والحارّ: نقيض البارد. وتقول: حرّ النهار وهو يحر حرّا. والحرور الشمس. أبو عُبيد عن ألكِسائي: حررت يا يوم تحرّ وحررت تحرّ إذا اشتد حر النهار. وقد حررت تحر من الحرّية لا غير.
وقال ابن الأعرابي: حر يحرّ إذا عتق وحرّ يحرّ إذا سخن ماء أو غيره.
أبو عُبيد عن أبي عُبيدة: السموم: الريح الحادة بالنهار، وقد تكون بالليل والحرُور بالليل وقد تكون بالنهار وانشد:
ونسجت لوامع الحرور سبائبا كشرق الحرير
الليث: حرّت كبده، وهي تحرُّ حِرة ومصدره الحرر. وهو يُبس الكبد عند العطش أو الحزن ورجل حرّان: عطشان، وامرأة حرى: عطشى. ويدعو الرجل على صاحبه فيقول: سلط الله عليه الحرِة تحت القرة. يريد العطش مع البرد.
أبو عُبيد عن ألكِسائي: شئ حار يارّ جارّ، وهو حران يرّان جران. قال ويقال حُربين الحُرية والحرورية، وزاد شمر فقال: وبين الحرار بفتح الحاء والحرورية أيضاً، وانشد:
فما رُد تزويج عليه شـهـادة ولا رُد من بعد الحرار عتيق قال: شمر: سمعت هذا البيت من شيخ من باهلة، وما علمت أن احداً جاء به. عمرو عن أبيه، قال: الحرّة: البثرة الصغيرة. وقال الليث: الحرارة: حُرقة في طعم أو في القلب من التوجع. وقال ابن شُمَيْل: الفُلفل له حرارة وحرارة أيضاً بالراء والواو. وقال الفرزدق يصف نساء سُبين: خرجن حريرات وابدين مجلدا وجالت عليهن المكتبة الصُفر حريرات أي محرورات يجدن حرارة في صدورهن. قال: والمجلد: المئلاةُ والمكتبة: السهام التي أُجيلت عليهن حين اقُسمن وأسم عليهن. الليث: الحرير: ثياب من إبريسم، قال والحريرة دقيق يطبخ بلبن. وقال شمر: الحريرة من الدقيق، والخزيرة من النُخالة. ثعلب عن ابن الأعرابي قال هي العصيدةثم النجيرة ثم الحرير ثم الحسو. الليث: الحرّة: ارض ذات حجارة سود نخرة، كانما احرقت بالنار. والجميع الحرّات والإحرون والحرار. أبو عُبيد عن الأصمعي: الحرّة: الأرض التي ألبستها حجارة سود. وقال ابن شُمَيْل: الحرّة: الارض مسيرة ليلتين سريعيتن أو ثلاث فيها حجارة، امثال البُروك، كانما شُيطت بالنار، وما تحتها ارض غليظة من قاع ليس بأسود، وإنما سودها كثرة حجارتها وتدانيها. وقال شمر: هي حرار ذوات عدد، منها حرة واقم، وحرة ليلى، وحرة النار، وحرة غلاَّس. قال وحرّة النار لبني سُليم وهي تسمى ام صبار وأنشد: لدن غدوة حتى استغاث شريدهم بحرة غلاس وشلو مـمـزّق وقال شمر: قال ابن الأعرابي: الحرّة الرجلاء: الصلبة الشديدة: وقال غيره هي التي اعلاها سود وأسفلها بيض. وقال أبو عمرو: تكون الحرّة مستديرة فإذا كان شئ مستطيلاً ليس بواسع فذلك الكُراع. وقال الليث: الحرُ فرخ الحمام. وقال أبو عُبيد: ساقُ حرُّ: الذكر من القماري. وقال شمر في ساق حُرّ قال بعضهم: الساق الحمام وحرُ فرخها. ثعلب عن ابن الأعرابي: ساق حُرّ: ذكر الحمام. وقال أبو عدنان: يعنون بساق حُرّ لحن الحمامة. وقال شمر: يقال لهذا الطائر الذي يقال له بالعراق باذنجان لأصغر ما يكون جثة: حُرّ ويقال: ساق حر صوت القُمري. قال: ورواه أبو عدنان: ساق حرّ بفتح الحاء. قال: وهو طائر تسميه العرب ساق حر بفتح الحاء لأنه إذا هدر كأنه ساق حرّ: والرواية الصحيحة في شعر حميد: وما هاج هذا الشوق إلا حمامه دعت ساق حرّ في حمام ترنما الليث الحُرّ: ولد الحية اللطيفة في قول الطرماح: منطوفي جوف ناموسـه كانطواء الحُرّ بين السلام وقال شمر: الحرّ زعموا انه الابيض. قال وانكر ابن الأعرابي أن يكون الحرّ في هذا البيت الحَّية، وقال الحر ههنا الصقر. وسألت عنه اعرابياً فصيحاً يماميَّا فقال مثل قول ابن الأعرابي. ثعلب عن ابن الأعرابي: قال: الحرّ الجانّ من الحيات. والحرّ: رُطب الأزاذ. والحرّ: كل شئ فاخر جيدّ من شعر أو غيره قال: والحرّ خدّ الرجل. ومنه يقال لطم. حرَّ وجهه. والحُرة: الوجنة. الليث: الحُر: نقيض العبد. قال والحُرّ من الناس. خيارهم وأفاضلهم. قال: والحُرّ من كل شئ اعتقه. وحُرّ الوجه: ما بدا من الوجنة. وحُرة الذفري: موضع مجال القُرط وأنشد: في خشاشاوي حُرَّة التحرير يعني حُرة الذفري. قال والحُرّ والحُرة الرمل والمرلة الطيبة. والحُرَّة: الكريمة من النساء. وقال الاعشى: حُرة طفلة الانامل ترتب سُخاما نكفه بـخـلال قال: والحرة نقيض الامة. وأحرار البقول ما يؤكل غير مطبوخ. وقال: أبو الهيثم أحرار البقول: ما رق منها ورطب، وذكورها: ما غلط منها وخشن. وقال الليث: الحُرّ: ولد الظبي في قول طرفة: بين أكناف خـفُـاف فـالـلِّـوى مُخرف تحنو لرخص الظلف حُرّ قال: والحُرّ: الفعل الحسن في قوله: لا يكن حُّبـك داء داخـلا ليس هذا منك ملوي بُحرَّ أي بفعل حسن. قلت: واما قول امرئ القيس: لعمرك ما قلبي إلى أهله بُحر ولا مُقصر يوما فيأتيني بُقر إلى اهله أي إلى صاحبه بحُرَّ: بكريم، لانه لا يصير ولا يكفَّ عن هواه. والمعنى أن قلبه ينبو عن اهله، ويصبو إلى غير اهله، فليس هو بكريم في فعله.
الليث: يقال لليلة التي تُزف فيها المرأة إلى زوجها، فلا يقدر فيها على افتضاضها: ليلة حُرَّة. وقال النابغة يصف نساء: شُمس موانع كلَّ ليلة حـرة يُخلفن ظنَّ الفاحش المغيار وقال غير الليث: فإن افتضها زوجها في الليلة التي زُفت إليه فهي ليلة شيباء. حرَّان بلد معروف. وحروراء: موضع بظاهر الكوفة، إليها نسبت الحرورية من الخوارج وبها كان أول تحكيمهم واجتماعهم حين خالفوا عليا رضى الله عنه. قلت: ورأيت بالدهناء رملة وعثة يقال لها: رملة حَروُراء: وقال الله جل وعز: ((إني نذرت لك مافي بطني محرراً فتقبل مني)) قال أبو اسحاق: هذا قول أمراة عمران. ومعنى نذرت لك مافي بطني محرراً أي جعلته خادماً يخدم في متعبداتنا فكان ذلك جائزاً لهم. وكان على اولادهم فرضاً أن يطيعوهم في نذرهم. فكان الرجل ينذر في ولده أن يكون خادماً في متعبدهم ولعُبّ?َادهم. ولم يكن ذلك النذر في النساء، إنما كان ذلك في الذكور. فلما ولدت امرأة عمران مريم قالت: رب أني وضعتها انثى، وليس الانثى مَّمن يصلح للنذر فجعل الله تعالى من الآيات في مريم لما اراده من امر عيسى أن جعلها متقَّبلة في النذر. فقال الله تعالى ((فتقبلها ربها بقبول حسن)). وقال الليث: المحرَّر: النذيرة. وكانت بنو اسرائيل إذا ولد لاحدهم ولد ربما حررَّه أي جعله نذيرة في خدمة الكنيسة ما عاش، لا يسعه في دينهم غيرُ ذلك. وقول عنترة: جادت عليه كل بكر حرّة اراد كل سحابة غزيرة المطر كريمة. وقال الليث: تحرير الكتابة: إقامة حروفها، وإصلاح السقط. قلت: وتحرير الحساب إثباته مستوياً، لا غلت فيه ولا سقط ولا محو. ويجمع الحر ارحراراً ويجمع الحرة حرائر. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الحَرُّ: زجر المعز. وأنشد: قد تركت حية وقالت حرِّ ثم أمالت جانب الخمر عمدا على جانبها الأيسر. قال والحية: زجر الضأن. حرح أخبرني المنذري عن أبي الهيثم أنه قال: الحرُ في الاصل حرح، وجمعه أحراح. وقد حرحتُ المرأة إذا اصبت ذلك المكان منها. قال ورجل حَرِح: يحب الأحرارح. قال: واستثقلت العرب حاء قبلها حرف ساكن فحذفوها وشددوا الراء. وروى ابن هانئ عن أبي زيد انه قال: من أمثالهم احمل حرِك أودع، قالتها امرأة ادلت على زوجها عند الرحيل، تحثه على حملها ول شاءت لركبت. وانشد: كل امريء يحـمـي حـره أسـوده وأحــمـــره والشعرات المنفذات مشفره ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الحرة: الظلمة الكبيرة. وقال أبو عمرو: الحَرّة: البثرة الصغيرة. وقال ابن الأعرابي: الحَرة: العذاب الموجع. قال: والَرّة: حرارة في الحلق، فإن زادت فهي الحَرْوة ثم الثحثحة، ثم الجأْز ثم الشرق، ثم الفُئوق، ثم الجرض، ثم العسف، وهي خروج الروح. قال يوقال: حرّ إذا سخن، وحرّ إذا عتق وحُرية العرب اشرافهم. وقال ذو الرُّمَّة: فصار حياً وطبق بعد خوف على حُرية العرب الهُزالي أي على اشرافهم. قال والهُزلي مثل الكُسالي. ويقال: أراد الهُزلي بغير إمالة. ويقال هو من حُرية قومه أي من خالصهم. وارض حُرية: رملية لينة. والحُران: السوادان في اعلى الاذنين. رح الأرح من الرجال: الذي يستوي باطنُ قدمه، حتى يمس جميعه الارض. وامرأة رحاء القدمين. ويستحب أن يكون الرجل خميص الأخمصين، والمرأة كذلك. وقال الليث: الرحح: انبساط الحافر، وعرض القدم وكل شئ كذلك فهو أرح. وقال الاعشى: فلو أن عز الناس في رأس صخرة ململة تعيي الارح المـخـمـدا أراد بالارح: الوعل، وصفه بأنبساط اظلافه. أبو عُبيد عن أبي عمرو: الأرح: الحافر العريض، والمصرور: المنقبض. وكلاهما عيب وأنشد: لا رحح فيها ولا اصطرار يعني: لا فيه عرض مفرط، ولا أنقباض وضيق ولكنه وأب بقدر محمود. رَحْرحان: أسم واد عريض في بلاد قَيْس. وقال الليث: ترحرحت الفرس إذا فحَّجت قوائمها لتبول. وقال غيره: طسْت رحراح: منبسط لا قعر له. وكذلك كل اناء نحوه. وجفنة رحّاء عريضة ليست بقعيرة. عمرو عن أبيه: إناء رحراح ورحْرح، ورهْرَة ورحرحان ورهرهان: وقال أبو خيرة: قصعة رحرح ورحرحانية. وهي المنبسطة في سعة.
وقال الأصمعي: رحرح الرجلُ إذا لم يبالغ قعر ما يريد، كالإناء الرحراح. قال وعرّض لي فلان تعريضا إذا رحرح بالشئ ولم يبين. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الرُحُح: الجفان الواسعة. وكركرة رحّاء: واسعة. والرحة الحية إذا تطوت. ويقال: رحرحت عنه إذا سترت دونه. والله اعلم. ?"حل قال الليث: تقول: حل يَحلُ حُلالولا. وذلك نزول القوم بمحلة. قال: وهو نقيض الاترحال. والمحلل: نقيض المرتحل. وأنشد بيت الأعشى: إن مـحـلا وإن مـرتـحـلا وإن في السفر ما مضى مهلا العرب العاربة لا تقول: إن رجلا في الدار. لا تبدأ بالنكرة، ولكنها تقول: إن في الدار رجلا. قال: ليس هذا على قياس ما تقول، هذه حكاية سمعها رجل من رجل: عن محلا وإن مرتحلا. ويصف بعد حيث يقول: هل تذكر العهد في تنمص إذ تضرب لي قاعداً بها مثلا إن محلا وإن مرتـحـلا المحل: الآخرة، والمرتحل: الدنيا. واراد بالسفر: الذين ماتوا فصاروا في البرزخ، والمهل البقاء والانتظار. قلت: وهذا صحيح من قول الخليل، وهو كما حكاه عن الليث. وكلما قال: قلت للخليل فقال، أو قال: سمعت الخليل فهو الخليل بن أحمد لا تدليس فيه، وإذا قال قال الخليل ففيه نظر. قلت: ويكون المحل الموضع الي يحل به، ويكون مصدراً، وكلاهما بفتح الحاء، لأنهما من حل يحل. فأما المحل بكسر الحاء فهو من حل يحل أي وجب يجب. قال الله جل وعز ((حتى يبلغ الهدى محله)) أي الموضع الذي يحل فيه نحره. والمصدر من هذا بالفتح أيضاً، والمكان بالكسر. وجمع المحل محالّ. ويقال محل ومحَّلة بالهاء، كما يقال منزل منزلة. وقال الليث: الحّلة: قوم نزول. وقال الاعشى: لقد كان في شيبان لو كنت عالما قِباب وحى حِلة وقـنـابـل أبو عُبيد: الحلال: جماعات بيوت الناس واحدها حلة. قال: وحىّ حِلال أي كثير وانشد شمر: حىّ حِلال يزعون القنبلا والحِلال: متاع الرجل. ومنه قول الاعشى: ضرا إذا وضعت إليك حِلالها وقال الليث: الحل الحلول والنزول. قلت: يقال حلّ يُحل وحُلولا. وقال المِّقب العبدي: أكل الدهر حل وارتحال اما تُبقي على ولا تقيني قال: والحلّ: حلُ العُقدة. يقال حللتها أحُلها حَلاً، فأنحلَّت. ومنه المثل السائر: يا عاقد اذكر حلاّ. وقال الله جل وعز ((ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى)) قرئ و ((من يحل)) بضم اللام وكسرها. وكذلك قرئ: ((فيحل عليكم غضبي)) بكسر الحاء وضمها. قال الفرَّاء: والكسر فيه احبُ إلى من الضم لأن الحلول ما وقع، مِن يحُلَّ ويحلُّ: يجب، وجاء التفسير بالوجوب لا بالوقوع، وكل صواب. قال: وأما قوله جل وعز (أم أدرتم أن يحل عليكم غضب من ربكم)) فهي مكسورة. وإذا قلت: حلّ بهم العذاب كانت يُحلّ لا غير. وإذا قلت: علىَّ أو قلت: يحل لك كذا وكذا فهي مكسورة. وقال الزّجَّاج: من قال: يحلّ لك كذا وكذا فهو بالكسر، ومن قرأ فيحل عليكم فمعناه فيجب عليكم. ومن قرأ: فيحِلُ فمعناه: فينزل. والقراء ((ومن يحلل) بكسر اللام أكثر. وقال الليث: يقال حَلّ عليه الحق يحلُّ مَحلاً. قال وكانت العرب إذا نظرت إلى الهلال قالت: لا مرحباً بمُحلِّ الدين مُقرب الجل. قال ومحلُّ الهدى يوم النحر بمنى. قلت: محل الهدى للتمتع بالعمرة إلى الحج بمكة إذا قدمها، وطاف بالبيت، وسعى بين الصفا والمروة. ومحل هَدى القارن يوم النحر بمنى. وقال الليث: والحل: الرجل الحلال الذي لا يحرم، أو كان أحرم فحل من احرامه. يقال: حّل من إحرامه حِلا. قالت عائشة: طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم لحِرمه حين احرم، ولحله حين حلّ من احرامه. ويقال رجل حِل وحلال ورجل حِرم وحرام أي محرم. واما قول زهير: وكم بالقنان من مُحلّ ومحرم فإن بعضهم فسره وقال: أراد: كم بالقنان من عدو يرى دمي حلالاً، ومن محرم أي يراه حراماً. ويقال المحل: الذي يحل لنا قتاله، والمحرم: الذي يحرم علينا قتاله. ويقال: المُحل: الذي لا عهد له ولا حرمة، والمحرم: الذي له حرمة. ويقال للذي هو في الاشهر الحرم: مُحرم، وللذي خرج منها مثحلّ. ويقال للنازل في الحرم: مثحرم، وللخارج منه محل. وذلك انه ما دام في الحرم يحرم عليه الصيد والقتال وإذا خرج منه حل له ذلك.
عمرو عن أبيه قال الحُلة القُنْبُلانية وهي الكراخة.
وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا يموت لمؤمن ثلاثة اولاد فتمسه النار إلا تحله القسم.
قال أبو عُبيد: معنى قوله: تحله القسم قول الله جل وعز: ((وإن منكن إلا واردها)) قال فإذا مر بها وجازها فقد أبر الله قسمه.
وقال غير أبي عُبيد: لا قسم في قوله جل وعز: ((وإن منكم إلا وأردها)) فكيف يكون له تحله وإنما التحلة للأيمان. قال: ومعنى قوله: "غلا تحلة القسم?إلا التعذير الذي لا ينداه منه مكروه. ومثله قول العرب: ضربته تحليلاً، ووعظته تعذيراً، أي لم ابالغ في ضربه ووعظه، وأصل هذا من تحليل اليمين وهو أن يحلف الرجل، ثم يستثني استثناء متِّصلا باليمين غير منفصل عنها. يقال: آلى فلان ألية لم يتحلل فيها، أي لم يستثن، ثم يجعل ذلك مثلا للتقليل. ومنه قول الشاعر:
نجائب وقعهن الأرض تحليل
أي قليل هين يسير. ويقال للرجل إذا أمعن في وعيد أو افرط في فخر أو كلام: حلا أبا فلان، أي تحلل في يمينك، جعله في وعيده إياه كاليمين. فأمره بالاستثناء. ويقال أيضاً: تحلل فلان من يمينه إذا خرج منها بكفارة أو حنث يوجب الكفارة. ويقال: أعط الحالف حُلان يمينه. وقال امرء القيس:
على وآلت حلفة لم تحلل
وقال:
غذاها نمير الماء غير محلل
قال الليث غير محلل غير يسير.
قال: ويحتمل هذا المعنى أن يقول: غذاها غذاء ليس بمحلل أي ليس بيسير، ولكنه غذاء مرئ ناجع. قال: ويروي: غير مُحلل، أي غير منزول عليه فيكدره ويفسده.
وقال أبو الهيثم غير محلل يقال: أنه اراد ماء البحر أي أن البحر لا يُنزل عليه، لأن ماءه زٌعاق لا يذاق فهو غير محَّلل أي غير منزول عليه. قال: ومن قال: غير محلل أي غير قليل فليس بشئ، لأن ماء البحر لا يوصف بالقلة ولا بالكثرة لمجاوزة حده الوصف.
وروى عن عمر انه قضى في الارنب إذا قتله المحرم بُحلان. وفسر في الحديث انه جدي ذكر.
وروى عن عثمان انه قضى في أم حُبين بُحلان، وفسر في الحديث أنه الحمل.
وقال الليث: الحُلان: الجدي الذي يُبقر عنه بطن امه.
أبو عُبيد عن الأصمعي قال ولد المعزي حُلامُ وحُلان وانشد:
تهدي إليه ذراع الجفر تكرمه إما ذبيحاً وإما كان حُلانـا
قال: والذبيح: الكبير الذي قد ادرك أن يضحى به.
أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: الحُلام والحُلان واحد، وهو ما يولد من الغنم صغيرا. وهو الذي يخُطون على اذنه إذا ولد خطاً، فيقولون: ذكيناه، فإن مات أكلوه.
وقال أبو تراب قال عَرَّام: الحُلام: ما بقرت عنه بطن امه، فوجدته قد حَمَّم وشعر فغن لم يكن كذلك فهو غضين. وقد اغضنت الناقة إذا فعلت ذلك.
وقال أبو سعيد: ذُكر أن اهل الجاهلية كانوا إذا ولدوا شاة عمدوا إلى السخلة فشرطوا أذنه، وقالوا: وهم يشرطون: حُلان حَلاّن أي حلال بهذا الشرط أن يؤكل. فإن مات كانت ذكاته عندهم ذلك الشرط الذي يتقدم وهو معنى قول ابن احمر. قال ويسمى حُلانا إذا حُلّ من الريق، فأقل وادبر.
وقال ابن شُمَيْل: الحلان: الحمل.
وروى سفيان عن عمرو بن دينار قال سمعت ابن عَبَّاس يقول: هل حل وبل يعني زمزم. فسئل سفيان ما حل وبل؟ قال: حلّ محلل.
قلت: ويقال: هذا حلّ لك وحلال، كما يقال لضده، حرم. وحرام أي محرم.
وروى عن الأصمعي عن المعتمر بن سليمان أنه قال: البل المباح بلغة حمير.
وقال ابن شُمَيْل: ارض محلال، وهي السهلة اللينة ورحبة محلال أي جيدة لمحل الناس، وروضة محلال إذا اكثر القوم الحلول بها.
وقال ابن الأعرابي في قول الأخطل:
وشربتها بأريضة محلال
قال الاريضة المخصبة: قال: والمحلال: المختارة للحلة والنزول، وهي العذاة الطيبة.
الليث: الحليل والحليلة: الزوجان، سُميا به لانهما يُحلان في موضع واحد. والجميع الحلائل.
وقال أبو عُبيد: سميا بذلك لأن كل واحد منهما يُحال صاحبه. قال: وكل من نازلك أو جاورك فهو حليلك أيضاً. وانشد:
ولست باطلس الثوبين يصبي حليلته إذا هـدأ الـنـيام
قال: لم يرد بالحليلة ههنا امرأته، إنما اراد جارته، لأنها تحاله في المنزل. قال ويقال: إنما سميت الزوجة حليلة، لأن كل واحد منهما محل إزار صاحبه.
وقال الليث: يقال حلحلت بالإبل إذ قلت لها حل بالتخفيف وأنشد:
قد جعلـت نـاب دين تـرحـل أخرى وإن صاحوا بها وحلحلوا قال ويقال: حلحلت القوم إذا قاموا إذ أزلتهم عن موضعهم. وقال أبو عُبيد: يقال ما يتحلحل عن مكانه أي ما يتحرك. وانشد: ثهلان ذو الهضاب ما يتحلحل يقال: تحلحل إذا تحرك وذهب، وتلحلح إذا قام فلم يتحرك. وفي الحديث أن ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم تلحلحت عند بيت أبي ايوب ووضعت جرانها أي اقامت وثبتت. واصله من قولك ألح يُلح. وألحت الناقة إذا بركت فلم تبرح مكانها. وقال أبو عُبيد: الحلاحل: الركين في مجلسه، والسيد في عشيرته. وجمعه حلاحل. قال امرؤ القيس: يالهف نفسي إن خطئين كاهلا القاتلين الملك الحـلاحـلا وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كساعليا حُلّضة السِّيراء. برود بخالطها حرير. وقال شمر: وقال خالد بن جنبة: الحُلة: رداء وقميص تمامها العمامة. قال ولا يزال الثوب الجيد يقال له في الثياب حُلة، فإذا وقع على الإنسان ذهبت حُلته حتى يجمعن له، إما اثنان وإما ثلاثة. وانكر أن تكون الحُلة إزار ورداء وحده. قال: والحُلل: الوشي: والحبرة ولخز والقز والقوهي والمردي والحرير. قال: وسمعت اليمامي يقول: الحُلة: كل ثوب جيّد جديد تلبسه، غليظ أو رقيق ولا يكون إلا ذا ثوبين. وقال ابن شُمَيْل: الحُلة: القميص والإزار والرداء، لا أقل من هذه الثلاثة. وقال شمر: الحُلة عند الاعراب ثلاثة اثواب. قال وقال ابن الأعرابي: يقال للازار والرداء: حُلة، ولكل واحد منهما على انفراده: حُلة. قلت: واما أبو عُبيد فإنه جعل الحُلة ثوبين. وروى شمر عن القنعبي عن هشام بن سعد عن حاتم بن أبي نضرة عن عبادة بن نُسي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير الكفن الحُلّة، وخير الضحية الكبش الأقرن. وقال أبو عُبيد الحُلل: بُرُود اليمن من مواضع مختلفة منها. قال والحُلة إزار ورداء، لا تسمى حُلّة حتى تكون ثوبين. قال: ومما يبين ذلك حديث عمر: انه رأى رجلا عليه حُلة قد ائتزر باحدها وارتدى بالاخرى فهذان ثوبان. وبعث عمر إلى معاذ بن عفراء بحُلة فباعها، واشترى بها خمسة رؤوس من الرقيق فأعتقهم، ثم قال: إن رجلا آثر قشرتين يلبسهما على عتق هؤلاء لغبين الرأي. أراد بالقشرتين الثوبين. قلت:والصحيح في تفسير الحُلة ما قال أبو عبيد، لأن احاديث السلف تدل على ما قال. وقال الليث: الإحليل: مخرج اللبن من طُبي الناقة وغيرها. قلت: وإحليل الذكر ثقبة الذي يخرج منه البول وجمعه الأحاليل. وقال الليث وغيره: المحالّ: الغنم التي ينزل اللبن في ضروعها من غير نتاج ولا ولاد، الواحدة مُحل: يقال احلّت الشاة فهي مُحل. وقال الأصمعي: أحل المالُ فهو يُحل إحلالا إذا نزل درّه حين يأكل الربيع. يقال: شاة مُحلّ. أبو عُبيد عن الفرَّاء: إذا كان في عرقوبي البعير ضعف فهو أحلّ وبه حلل. وذئب أحل وبه حلل، وليس بالذئب عرج وإيما يوصف به لخمع يؤنس منه إذا عدا. وقال الرطماح: يُحيل به الذئب الحـل وقـوتـه ذوات المرادي من مناق ورزَّخ وقال أبو عمرو: الحل: أن يكون منهوس المؤخر أروح الرجلين. وقال أبو عُبيدة: فرس أحل، وحلله ضعف نساه ورخاوة كعبيه. وفي الحديث: احل بمن أحلّ بك. قال الليث: من ترك الإحرام وأحل بك فقاتلك. وفيه قول آخر، وهو أن المؤمنين حُرم عليهم أن يقتل بعضهم بعضا، أو يأخذ بعضهم مال بعض، فكل واحد مُحرم عن صاحبه. يقول: فاذا أحلّ رجل ما حُرّم عليه منك فادفعه عن نفسك بما يتهيأ لك دفعه به من سلاح وغيره، وأن أتى الدفُع بالسلاح عليه. وغحلال البادئ ظلم، وإحلال الدافع مباح. وهذا تفسير الفقاء. وهو غير مخالف لظاهر الخبر. وقال الليث ارض محلال وروضة محلال إذا اكثر القوم الحلول بها. قلت لا يقال لها: محلال حتى تُمرع وتخصب ويكون نباتها ناجعا للمال. وقال ذو الرُّمَّة: بأجرع محلال مرب محلل حلحلة: اسم رجل. أبو عُبيد عن الأصمعي يقال للناقة إذا زجرتها: حل جزم، وحل منون، وحلى جزم لا حليت. وفي الحديث لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المحلل والمحلل له، وهو أن يطلق الرجل ارأته ثلاثا فيتزوجها رجل، بشرط أن يطلقها بعد موافعته إياها، لتحل للزوج الاول.
وكل شئ أباحه الله فهو حلال، وما حرّمه فهو حرام. ويقال: أحل فلان أهله بمكان كذا وكذا إذ أنزلهم. وحل الرجل من إحرامه يحل إذا خرج من حُرمه وأحل لغة، وكرهها الأصمعي وقال: أحلّ: احلّ إذا خرج من شهور الحرم أو من عهد كان عليه. ويقال للمرأة تخرج من عدتها: قد حَلَّت تحلّ حلا. وأحل الرجل بنفسه إذا استوجب العفوية. ثعلب عن ابن الأعرابي: حُلّ إذا سثكن وحلَّ إذا عدا. وليس فلان حُلته أي سلاحه. أبو زيد حللت بالرجل وحللته، ونزلت به ونزلته. وقال ابن الأعرابي: الحّ: الشَّيرج. لح قال الليث: الإلحاح: الإقبال على الشئ لا يفترعنه. ونقول هو اين عم لحّ في النكرة وابن عمي لحّا في المعرفة. وكذلك المؤنث والاثنان والجميع بنمزلة الرجل الواحد. وقال أبو عُبيد مئل ذلك سواء. الحراني عن ابن السكيت: كل ما كان على فعلت ساكنة التاء من ذوات التضعيف فهو مدغم، نحو صمّت المرأة وأشباهها، إلا أحرفا جاءت نوادر في اظهار التضعيف، نحو لححت عينه غذ التصقت. ومنه يقال هو ابن عمي لحَّا وهو ابن عمّ لحّ، وقد مششت الدابة، وصككتن وقد ضبب البلد أو أكثر ضبابه وألل السقاءُ إذا تغيرت ريحه، وقطط شعره. أبو عُبيد عن أبي عمرو: تلحلح القومُ بالمكان إذا ثبتوا به. ومنه قوله: لحي إذا قيل ارحلوا قد أُتيتموا أقاموا على اثقالهم وتلحلحوا قال: واما التحلحل فالتحرك والذهاب. أبو عُبيد عن الأصمعي: الملحاح: الرجل الذي يعضّ. وألح القتب على ظهر البعير إذا عقره، وألح الرجلُ على غريمه في التقاضي إذا واظب، وألحت الناقة، وألح الجمل إذا لزما مكانهما، فلم يبرحا كما يثحرن الفرس. وانشد: كما ألحت على رُكبانها الخُور وروى عن الأصمعي: يقال حرن الدابة وألح الجمل، وخلأت الناقة. قال والملحّ الذي يقوم من الاعياء فلا يبرح. قلت:واجاز غيره ألحَّت الناقة إذا خَلَأت وأنشد الفرَّاء لامرأة دَعت على زوجها بعد كبره: تقول وَرْيا كلّما تنحنحا شيخاً إذا قلّبته تلحلحا قال ويقول الأعرابي إذا سئل ما فعل القوم؟يقول:تلحلحوأى ثبتوا.ويقال:تحلحلوا أي تفرقوا. قال وقولها في الأرجوزة"تلحلحا?أرادت:تحلحلا فقلبت.أرادت أن أعضاءه تفرقت من الكبر. أبو سعيد:لّحت القرابة بيني وبين فلان إذا صارت لَحّا،وكلّت تكِلّ كلالة إذا تباعدت، ووادٍ لاحّ أي ضيق بالأَشِب من الشجر.ومكان لَحِح:لاحّ. وفي حديث ابن عَبَّاس في قصة إسماعيل وامّه هاجر وإسكان إبراهيم اياهما مكة:والوادى يومئذ لاحّ أي كثير الشجر.قال الشماخ: بخوصاوين في لِحح كنين أي في موضع ضيق يعنى مقَرّ عينى ناقته،ورواه شمر:والوادى يومئذ لاخ بالخاء.وقد فسر في موضعه. حن قال الليث:الحِنّ:حَيّ من الجنّ،يقال:منهم الكلاب السود اليهُم.يقال:كلب حِنّىّ. ثعلب عن سلمة عن الفرَّاء قال:الْحِنّ:كلاب الجنّ.رُوى ذلك عن ابن عَبَّاس.قال:غيره،هم سَفِلة الجن. عمرو عن أبيه المحنون:الذي يُصرع ثم يُفيق زماناً. وقال الليث:حنين الناقة على معنيين.حنينها:صُوتُها إذا اشتاقت إلى ولدها.وحنينها نزاعها إلى ولدها من غير صوت.وقال رؤبة: حَنَّتْ قَلوصِى أمس بالأُرْدُنّ حِنِّى فما ظُلِّمت أن تحِنىّ وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلى في اصل أسطوانة جِذْع في مسجده، ثم تحوّل إلى أصلِ أخرى،فحنّت اليه الأولى،ومالت نحوه حتى رجع اليها،فاحتضنها فسكنت. وقال أبو الهيثم:يقال للسهم الذي يصوّت إذا نَفَّزْتَه بين إصبعيك:حَنَّان.وأنشد قول الكميت: فاستل أهزع حنّانـا يعـلـلّـه عند الإدامة حتى يرنوَ الطرِب إدامته:تنفيره.يللّه:يغنّيه بصوته،حتى يرنو له الطرب:يستمع اليه وينظر متعجّبا من حسنه.قال أبو الهيثم:والحَنّان الذي يحِنّ إلى الشئ. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي أنه قال: الحَنّان من أسماء الله بتشديد النون بمعنى الرحيم. قال:والحَنَان بالتخفيف:الرحمة.قال:والحَنضان:الرزق،والحَنَان:البركة.والحَنَان الهيبة،والحَنَان:الوقار. أبو عُبيد عن الاموي:مانرى لك حضنضانا أي هيبة.
وقال الليث:الحَنَان:الرحمة،والفعل التحنُّن.قال:والله الحَنَّان المنَّان الرحيم بعباده ومنه قوله تعالى: (وحَنَاناً من لدنا) أي رحمة من لدنا. قلت:والحَنَّان من أسماء الله تعالى،جاء على فعّال بتشديد النون صحيح.وكان بعض مشايخنا أنكر التشديد فيه، لأنه ذهب به إلى الحنين،فاستوحش أن يكون الحنين من صفات الله تعالى،وانما معنى الحنّان:الرحيم من الحَنَان وهو الرحمة. وقال شمر الحَنِين بمعنيين.يكون بمعنى النِزاع والشوفى من غير صوت.ويكون الصوتَ مع النزاع والشوق.يقال:حنّ قلبي اليه،فهذا نزاع واشتياق من غير صوت،وحَنَّت الناقة إلى أُلَّافها فهذا صوت مع نِزاع. وكذلك حَنَّت إلى ولدها.وقال الشاعر: يعارضْن مِلواحا كأن حنـينـهـا قبيل انفتاق الصبح ترجيع زامر وأما قولهم:حنانك وحنانيك فإن الليث قال:جنانيك يا فلان افعل كذا أو لا تفعل كذا تذكّره الرحمة والبِرّ.وقال طرفة: حنانيك بعض الشر أهون من بعض وقال أبو اسحاق في قوله: (آتيناه الحكم صبيّا وحنانا من لدنا) أي آتيناه حنانا:قال:والحَنَان:العطف والرحمة.وأنشد: فقالت حنان ما أتى بك ههـنـا أذو نسب أم أنت بالحىّ عارف أي أَمْرُنا حنان أي عطف ورحمة. وأخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي أنه أنشده: ويمنحها بنو شَمَجى بن جَرْم مَعِيزهم حنانك ذا الحنان "يقول رحمتك يا رحمن فأغْنِنى عنهم وقال الفرَّاء في قوله تعالى: (وحناناً من لدنا)الرحمة،أي وفعلنا ذلك رحمة لأبويك. قلت:وقولهم:حنانيك معناه:تحننّ علىّ مرة بعد أخرى،وحناناً بعد حنان،وأذكِّرك حناناً بعد حنان.ويقال:حَنّ عليه أي عطف عليه،وحنّ اليه أي نزع إليه. وقال أبو اسحاق:الْحَنّان في صفة الله:ذو الرحمة والتعطّف. وقال الليث:بلغنا أن أمّ مريم كانت تسمّى حَنّة. قال:والاستنان:الاستطراب.وعُود حنّان مطَرِّب. أبو عُبيد عن الأصمعي:حَنّة الرجل:امرأته:وهي طَلّته. عمرو عن أبيه:هي حَنّته وكَنِينته،ونَهْضته،وحاصَفَتْه وحاضنته. وقال الليث:الحُنّة:خِرقة تلبسها المرأة فتغطى رأسها. قلت:هذا حاقّ التصحيف الوحش.والذي أراد:الخَبّة بالخاء.وأخبرني المنذريعن ثعلب عن سلمة عن الفرَّاء أنه قال:الخَبِيِبة:القطعة من الثوبزوروينا لأبي عُبيد عن الفرَّاء أنه قال الخَبة:الخرقة تخرجها من الثوب فتعصب بها يدك،يقال خَبّة وخُبّة وخَبِيبة. قلت:وأما الحُنّة بالحاء والنون فلا أصل له في باب الثياب.ومن أمثال العرب:لا تعدم أدماء من أُمّها حنّة يضرب مثلا للرجل يُشبه الرجل. قلت:والحَنّة في هذا المثل:العطفة والشفقة والحَيْطة. وقال أبو زيد:يقال:ماله حانّة ولا جارّة.فالحانة:الإبل التي تحِنّ إلى أوطانها.والجارّة:الحَموُلة تحمل المتاع والطعام. وفي بعض الاخبار أن رجلا أوصى ابنه فقال:لا تتزوجنّ حنانة ولا منانة.وأخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال:قال رجل لأبنه:يا بُنّى إيّاك والرَقُوبَ الغضوب،الأنّانة الخّنانة والمنّانة. قال:والحنّانة:التى كان لها زوج قبله فهى تذكرهُ بالتحزن والأنين والحنين إليه. الحراني عن ابن السكيت:قال:الحَنُون من النساء:التى تتزوّج،رِقّة إذا كانوا صغارا ليقوم الزوج بأمرهم. ومن أمثال العرب:حنّ قِدْح ليس منها،يضرب مثلا للرجل ينتمى إلى نسب ليس منه،أو يدعىّ ما ليس منه في شئ. ويقال:رجع فلان بخُفَّىْ حُنّين.يضرب مثلا لمن يرجع بالخيبة في حاجته.وأصله أن رجلا جاء إلى عبد المطلب بن هاشم وعليه خُفّان أحمران،وقال له:أنا ابن أسّد بن هاشم،فقال له عبد المطلب:لا وثيابِ هاشم،ما أرى فيك شمائل هاشم فقال له عبد المطلب:لا وثياب هاشم،ما أرى فيك شمائل هاشم،فأرجع راشداً فانصرف خائباً.وكان يقال:حُنَين،فقيل رجع بخُفّيْ حُنين. وحُنين:اسم وادٍ،به كانت وقعة أَوطاس وقد ذكره الله تعالى في كتابه فقال: (ويوم حنين اذ أعجبتكم كثرتكم). وروى سلمة عن الفرَّاء وابن الأعرابي عن المفضل أنهما قالا:كانت العرب في الجاهلية تقول لحمادى الآخرة:حَنيِن،وصُرف لأنه عُنى به الشهر. أبو عُبيد عن الأصمعي يقال:ما تَحُنُّنِى شيأ من شرّك أي ما تردده.
وقال شمر:ولم أسمع تَحُنُّنى بهذا المعنى لغير الأصمعي.ويقال حُنّ عنا شرّك أي اصرفه،والمجنون من الحقّ:المنقوص.يقال ما حننتك شيأ من حقك أي ما نقصك. والحَنِين للناقة،والأنين للشاة.يقال:ماله حانّة ولا آنّة،أي ماله شاة ولا بعير.وخِمْسُ حَنّان أي بائص. وقال الأصمعي:أي له حَنِين من سرعته. والحَنّان:إسم فَحْل من فحول خيل العرب معروف. ويقال:حمل فحنّن كقولك:حمل فهلّل إذا جَبُن. نحن كلمة يراد جمه أنا وهي مرفوعة. وقال ابن دريد:حِنْح زجر للغنم. أبو العباس عن ابن الأعرابي حَنْحَن إذا أشفق.ونحنح إذا ردّ السائل ردّاً قبيحاً. أبو عُبيد عن الأحمر فلان شحيح نحيح أبيح.جاء به في باب الإتباع. وقال الليث النحنحة:التنحنح،وهو أسهل من السُعال،وهي عِلّة البخيل وأنشد: يكـاد مـن نـحـنة وأَحّ يحكى سُعَال الشرق الأَبحّ حف قال الليث: الحفوف: يبوسة من غير دسم قال رؤبة: قالت سليمي أن رأت حفوفـي مع اظطراب اللحم والشفوف وقال الأصمعي: حف يجف حفوفاً وأحففته. وقال: سويق حاف: لم يلت بسمن. عمرو عن أبيه: الحفة: الكرامة التامة، ومنه قولهم: من حفنا او رفنا فليتقصد. وقال أبو عبيد: من أمثالهم في القصد في المدح "من حفنا أو رفنا فليتقصد". يقول: من مدحنا فلا يغلون في ذلك ولكن ليتكلم بالحق. وقال الأصمعي: هو يحف ويرف أي يقوم ويقعد، وينصح ويشفق، قال: ومعنى يحف، تسمع له حفيفاً، ويقال: شجر يرف إذا كان له اهتزاز من النضارة. واخبرني المنذري عن ثعلب عن سلمة عن الفراء قال: يقال: ما يحفهم إلى ذلك إلا الحاجة يريد ما يدعوهم وما يحوجهم. وقال الليث: احتفت المرأة إذا أمرت من يحف شعر وجهها نتفاً بخيطين. وحفت المرأة وجهها تحفه حفاً وحفافاً. وحف القوم بسيدهم يحفون حفا إذا اطافوا به وعكفوا، ومنه قول الله جل وعز (وترى الملائكة حافين من حول العرش) قال الزجاج: جاء في التفسير معنى حافيين محدقين. وقال الأصمعي: يقال: بقى من شعره حفاف وذلك إذا صلع فبقيت طرة من شعره حول رأسه قال: وجمع الحفاف أحفه. وقال ذو الرمة يصف الجفان التي يطعم فيها الضيفان: لهن إذا اصبحن منهم أحـفة وحين يرون الليل أقبل جائيا قال: أراد بقوله: لهن أي للجفان احفة أي قوم استداروا بها يأكلون من الثريد الذي لبق فيها واللحمان التي كللت بها. قال الأصمعي: وحف عليهم الغيث إذا اشتدت غيبته حتى تسمع له حفيفاً، ويقال: اجرى الفرس حتى أحفه إذا حمله على الحضر الشديد حتى يكون له حفيف. قال: ويقال: يبس حفافه وهو اللحم اللين اسفل اللهاة. قال: والمحفة: مركب من مراكب النساء، وقال الليث: المحفة: رحل يحف بثوب تركبه المراة. قال: وحفافاً كل شئ: جانباه وقال طرفة: كأن جناحي مضري تكـنـفـاً حفافية شكا في العسيب بمسرد قال: والحفيف: صوت الشئ، كالرمية، وطيران الطائر، والتهاب النار، ونحو ذلك. وقال الليث: حف الحائك، خشبته العريضة ينسق بها اللحمة بين السدى. أبو عبيد عن الأصمعي قال: الحف بغير هاء هو المنسج، واما الحفة فهي الخشبة التي يلف عليها الحائك الثوب. وقال أبو زيد: يقال: ما انت بنيرة ولا حفة. معناه: لا تصلح لشئ، قال: فالنيرة هي الخشبة المعترضة، والحفة: القصبات الثلاث. وروى أبو حاتم عن الأصمعي قال: الذي يضرب به الحائك كالسيف الحفة بالكسر، واما الحف فالقصبة التي تجئ وتذهب، كذا هو عند الاعراب. وقال الليث: الجفان: الخدم. والحفان: الصغار من الابل والنعام، الواحدة حفانة. وانشد: وزفت الشول من برد العشى كما زف النعام إلى حفانه الـروح أبو عبيد عن الأصمعي: الحفان: ولد النعام، الواحدة حفانة، الذكر والانثى جميعاً. وقال ابن دريد: حففت الشئ حفا إذا قشرته، ومنه: حفت المرأة وجهها، قال: ومنه الحفف وهو الضيق والفقر. أبو عبيد عن الأصمعي: اصابهم من العيش ضفف وحفف وقشف كل هذا من شدة العيش. قال: وجاءنا على حفف امر، أي على ناحية منه، ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الضفف: القلة، والحفف: الحاجة. قال: وقال العقيلي: ولد الانسان على حفف، أي على حاجة إليه، وقال: الضفف والحفف واحد، وانشد: هدية كانت كفافاً حفـفـاً لا تبلغ الجار ومن تلطفا وقال أبو العباس: الضفف: أن تكون الالكة اكثر من مقدار المال، والحفف: أن تكون الالكة بمقدار المال، قال: وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أكل كان من يأكل معه اكثر عدداً من قدر مبلغ الماكول وكفافه، قال ومعنى قوله: ومن تلطفا أي من برنا لم يكن عندنا ما نبره. وقال ابن السكيت: يقال: ما رئي عليهم حفف ولا ضفف أي اثر عوز، واولئك قوم محفوفون، وقد حفتهم الحاجة إذا كانوا محاويج. وقال اللحياني: انه لحاف بين الحفوف أي شديد العين. . ومعناه انه يصيب الناس. أبو زيد: ما عند فلان إلا حفف من المتاع، وهو الوت القليل. ويقال: حفت الثريدة إذا يبس اعلاها فتشققت، وحفت الارض وقفت إذا يبس بقلها. وفرس قفر حاف، لا يسمن على الصنعة. وحفاف الرمل: منقطعة وجمعه أحفةٌ فح الليث: الفحيحُ: من اصوات الافعى شبيه بالنفح في نَضْنَضَةٍ. قال: والفحفاحُ: الابح من الرجال. الأصمعي: فحت الافعى فهي تفحُّ فحيحا إذا سمعت صوتها من فمها، يقال: سمعت فحيح الافعى. قال: واما الكشيشُ فصوتها من جلدها. ثعلب عن ابن الأعرابي: فَحْفَح إذا صحح المودة واخلصها، وحفحف إذا ضاقت معيشته. وقال أبو خيرة: الافعى تفح وتحف والحفيف من جلدها، والفحيح من فيها، وقال ابن الأعرابي: الفحُحُ: الافاعي. أبو زيد: كَشَّتِ الافعى وفَحَّت وهو صوت جلدهامن بين الحيات، وفحيح الحيات بعد الافعى من اصوات افواهها. حب قال الليث: الحب معروف مستعمل في اشياء جمة من بر وشعير حتى يقولوا حبة عنب ويجمع على الحبوب والحبات والحب. وجاء في الحديث: "كما تنبت الحبة في حميل السيل". وقالوا: الحبة إذا كانت حبوب مختلفة من كل شيء. ويقال: لحب الرياحين حبة وللواحدة منها حبة. وقال أبو عبيد: قال الأصمعي: كل نبت له حب فاسم الحب منه الحبة، وقال الفراء: الحبة: بزور البقل. وقال أبو عمرو: الحبة: نبت ينبت في الحشيش صغار. وقال الكسائي: الحبة: حب الرياحين، وواحدة الحبة حبة، قال: واما الحنطة ونحوها فهو الحب لا غير، شمر عن ابن الأعرابي: الحبة: حب البقل الذي ينتثر، قال: والحبة: حبة الطعام: حبة من بر وشعير وعدس ورز وكل ما يأكله الناس، قلت انا: وسمعت العرب تقول: رعينا الحبة وذلك في اخر الصيف إذا هاجت الارض ويبس البقل والعشب وتناثرت بزورها وورقها وإذا رعتها النعم سمنت عليها: ورأيتهم يسمون الحبة بعد انتثارها القميم والقف، وتمام سمن النعم بعد التبقل ورعى العشب يكون بسف الحبة والقميم ولا يقع اسم الحبة الا على بزور العشب والبقول البرية وما تناثر من ورقها فاختلط بها من القلقلان والبسباس والذرق والنفل والملاح واصناف احرار البقول كلها وذكورها. وقال الليث: حبة القلب: ثمرته وانشد: فأصبت حبة قلبهاوطحالها قلت: وحبة القلب هي العلقة السوداء التي تكون داخل القلب، وهي حماطة القلب ايضا. ويقال: اصابت فلانة حبة قلب فلان اذ شغف قلبه حبها. وقال أبو عمرو: الحبة وسط القلب. الليث: الحب: نقيض البغض، قال وتقول: احببت الشيء فأنا محب وهو محب. أبو عبيد عن ابي زيد: احبه الله فهو محبوب، قال ومثله محزون ومجنون ومزكوم ومكزوز ومقرور، وذلك انهم يقولون: قد فعل بغير الف في هذا كله ثم بني مفعول على فعل والا فلا وجه له، فإذا قالوا: افعله الله فهو كله بالالف. قلت: وقد جاء المحب شإذا في الشعر، ومنه قول عنترة: ولقد نزلت فلا تظني غـيره مني بمنزلة المحب المكرم وقال شمر: قال الفراء: وحببته لغة وانشد البيت: فو الله لولا تمره ما حبـبـتـه ولا كان ادنى من عبيد ومشرق قال: ويقال: حب الشيء فهو محبوب ثم لا تقول حببته كما قالوا: جن فهو مجنون، ثم يقولون: أجنة الله. الليث: حب الينا هذا الشيء وهو يحب الينا حبا وانشد: دعانا فسمانا الشعار مقدمـا وحب الينا أن نكون المقدما ثعلب عن ابن الأعرابي: حب إذا اتعب، وحب إذا وقف، وحب إذا تودد. أبو عبيد عن الأصمعي: حب بفلان معناه ما احبه الي، وقال الفراء: معناه حبب بفلان ثم ادغم، وانشد الفراء: وزاده كلفا في الحب أن منعت وحب شيئا إلى الانسان ما منعا
قال: وموضع ما رفع، أراد حبب فأدغم وانشد شمر: ولحب بالطيف الملـم خـيالا أي ما احبه إلى أي احبب به أبو عبيدة عن الأصمعي: الحباب: الحية، قال: وانما قيل الحباب اسم شيطان لان الحية يقال لها شيطان. ويقال للحبيب: حباب مخفف، قاله ابن السكيت، وروى أبو عبيد عن الفراء مثله. وقال الليث: الحبة والحب بمنزلة الحبيبة والحبيب قال: والمحبة: الحب. وقال الليث: حبابك أن يكون ذلك، معناه: غاية محبتك. أبو عبيد عن الأصمعي: حبابك أن تفعل ذاك معناه غاية محبتك ومثله: حماداك أي جهدك وغايتك. الييث: حبان وحبان لغة: اسم موضوع من الحب. قالكوالحب: الجرة الضخمة والجميع الحببة والحباب. قال: وقال بعض الناس في تفسير الحب والكرامة، قال: الحب: الخشبات الاربع التي توضع عليها الجرة ذات العروتين، قال والكرامة الغطاء الذي يوضع فوق تلك الجرة من خشب كان او من خزف، قال الليث: وسمعت هاتين الكلمتين بخراسان. وقال واما حَبَّذَا فانه حبَّ ذَا فإذا وصلت رفعت به، فقلت حبذا زيد. قال: والحب: الفرط من حبة واحدة وانشد: تبيت الحية النضناض منـه مكان الحب يستمع السرارا قلت: وفسر غيره الحب في هذا البيت الحبيب واراه قول ابن الأعرابي. وحباب الماء: فقاقيعه التي تطفو كانها القوارير، ويقال: بل حباب الماء: معظمه، ومنه قول طرفة: يشق حباب الماء حيزومها بها كما قسم الترب المفايل باليد وقال شمر: حباب الماء: موجه الذي يتبع بعضه بعضا قاله ابن الأعرابي. وانشد شمر: سُمُو حَبَاب الماء حالا على حال وقال: قال الأصمعي: حباب الماء: الطرائق التي في الماء كانها الوشى، وقال جرير: كنسج الريح تطرد الحبابا وقال: الحباب: الطرائق، وقال ابن دريد: الحبب: حبب الماء، وهو تكسره وهو الحباب. وانشد الليث: كأن صلا جهيزة حين تمشى حباب الماء يتبع الحبـابـا شبه ماكمها بالحباب الذي كانه درج ولم يشبهها بالفقاقيع وقال: وحبب الاسنان: تنضدها وانشد: وإذا تضحك تبدي حـبـبـا كأقاحي الرمل عذبا ذا اشر وقال غيره: حبب الفم: ما يتحبب من بياض الريق على الاسنان. وقال الليث: نار الحباحب هوذ باب يطير بالليل له شعاع كالسراج، ويقال: بل نار الحباحب: ما قتدحت من الشرار من النار في الهواء من تصادم الحجارة، وحبحبتها: اتقادها، وقال الفراء: يقال للخيل إذا اورت النار بحوافرها هي نار الحباحب، قال: وقال الكلبي: كان الحباحب رجلا من احياء العرب، وكان من ابخل الناس فبخل حتى بلغ به البخل انه كان لا يوقد نارا بليل الا ضعيفة فإذا انتبه منتبه ليقتبس منها اطفأها: فكذلك ما اورت الخيل لا ينتفع به كما لا ينتفع بنار الحباحب. وقال أبو طالب، يحكى عن الاعراب: أن الحباحب طائر اطول من الذباب في دقة ما يطير فيما بين المغرب والعشاء كأنه شرارة قلت: وهذا معروف. أبو العباس عن ابن الأعرابي: ابل حبحبة: مهازيل. قال: ومن حبحبه نار ابي حباحب. وانشد: يرى الراؤون بالشفرات منها وقود ابي حباحب والظبينا وقال الليث: الحباحب: الصغير الجسم. سلمة عن الفراء قال: الحبحبي: الصغير الجسم ابن هانئ: من امثالهم: ( اهلكت من عشر ثمانيا وجئت بسائرها حبحبة ) يقال عند المزرية على المتلاف لما له، قال: والحبحبة تقع موقع الجماعة. ثعلب عن ابن الأعرابي: حب إذا اتعب، وحب اذ وقف. أبو عبيد عن ابي زيد: بعير محب وقد احب احبابا وهو أن يصيبه مرض او كسر فلا يبرح مكانه حتى يبرأ او يموت. قال: والاحباب: هو البروك. وقال أبو الهيثم: الاحباب أن يشرف البعير على الموت من شدة المرض فيبرك ولا يقدر أن ينبعث وقال الراجز: ما كان ذنبي في محب بارك اتاه امر الله وهو هالـك أبو العباس عن ابن الأعرابي: اول الري التحبب. وقال الأصمعي: تحبب إذا امتلأ، وكذلك قال أبو عمرو. قال وحببته فتحبب اذ ملأته للسقاء وغيره. اللحياني: حبحبت بالجمل حبحابا، وحوبت به تحويبا إذا قلت له: حوب حوب وهو زجر. أبو عمرو: الحباب: الطل على الشجر يصبح عليه. بح قال الليث: البحح: مصدر الابح، تقول: بح يبح وبحوحا، وإذا كان من داء فهو البحاح.
وعود ابح إذا كان في صوته غلظ. أبو عبيدة: بححت ابح هي اللغة العالية قال: وبححت ابح لغة رواه ابن السكيت عنه. روى عن النبي صلى الله عليه ويلم انه قال: ( من سره أن يسكن بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة فأن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين ابعد) قال أبو عبيد: أراد ببحبوحة الجنو وسطها، قال: وبحبوحة كل شئ: وسطه وخياره، وانشد قول جرير: قومي تميم هم القوم الذين هـم ينفون تغلب عن بحبوحة الدار ويقال: قد تبحبحت في الدار إذا توسطتها وتمكنت منها. وقال الليث: التبحبح: التمكن في الحلول والمقام، وانشد: واهدى لها اكبشـا تبحبح في المربد قال: وقال اعرابي في امراة ضربها الطلق: تركتها يبحبح على ايدي القوابل. أبو العباس عن سلمة عن الفراء قال: البحبحي: الواسع في المنزل. قال: ويقال: نحن في باحة الدار وهي وسطها ولذلك قيل: تبحبح في المجد. أي انه في مجد واسع. قلت: جعل الفراء التبحبح من الباحة، ولم يجعله من المضاعف. أبو عبيد عن الأصمعي: باحة الدار: قاعتها وساحتها. وحكى ابن الأعرابي عن البهدلي قال: الباحة: النخل الكثير، والباحة: باحة الدار. وانشد: قروا اضيافهم ربحا ببـح جئ بفضلهن المش سمر قال البح: قداح الميسر. قال: ويقال: القوم في ابتحاح أي في سعة وخصب. وقال الجعدي يصف الدينار: وابح جـنـدي وثـاقـبة سبكت كثاقبة من الجمر أراد بالابح دينارا ابح في صوته. جندي: ضرب باجناد الشام. والثاقبة: سبيكة من ذهب تثقب أي تتقد. والبحاء في البادية: رابية تعرف برابية البحاء. وقال كعب: وظل سراة البوم يبرم امره برابية البحاء ذات الايابل حم قال الليثي: حم هذا الامر إذا قضى قضاؤه قال: والحمام: قضاء الموت. وتقول: احمنى هذا الامر واحتتمت له كانه اهتمام بحميم قريب، وانشد الليث: تعز عن الصبابة لا تلام كانك لا يلم بك احتمام وقال في قول زهير: مضت واحمت حاجة اليوم ما تخلو قال معناه: حانت ولزمت، وقال الأصمعي: اجمت الحاجة بالجيم تجم اجماما إذا دنت وحانت وانشد بيت زهير بالجيم قال: واحم الامر فهو يحم احماما، وامر محم وذلك إذا اخذك منه زمع واهتمام وقال: وحم الامر إذا قدر ويقال: عجلت بنا وبكم حمة الفراق"أي قدر الفراق?ونزل به حمامه أي قدره وموته. قلت: وقد قال بعضهم في قول الله: حم معناه قضي ما هو كائن، وقال اخرون. هي من الحروف المعجمة وعليه العمل. وقال ابن السكيت: احمت الحاجة واجمت إذا دنت وانشد: حييا ذلك الغزال الاحمـا أن يكن ذلك الفراق اجما الكسائي: اجم الامر واحم إذا حان وقته. وقال الفراء: احم قدومهم: دنا، ويقال: اجم. شمر عن ابي عمرو: واحم واجم: دنا، وقالت الكلابية: احم رحيلنا فنحن سائرون غدا، واجم رحيلنا فنحن سائرون اليوم إذا عزمنا أن نسير من يومنا. عمرو عن أبيه: ماء محموم ووممكول ومسمول ومنقوص ومثمود بمعنى واحد. وقال الليث: الحميم: القريب الذي توده ويودك. والحامَّة: خاصة الرجل من اهله وولده وذي قرابته. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الحميم: القرابة، يقال: محم مقرب. وقال الفراء في قوله تعالى: (ولا يسألُ حَميمٌ حميما). لا يسال ذو قرابة عن قرابته ولكنهم يعرفونهم ساعة ثم لا تعارف بعد تلك الساعة. الليث: الحميم: الماء الحار. والحمام: مشتق من الحميم تذكره العرب. وقال أبو العباس: سالت ابن الأعرابي عن الحميم في قول الشاعر: وساغ لي الشراب وكنت قبلا اكاد اغص بالماء الحمـيم فقالكالحميم: الماء البارد، قلت: فالحميم عند ابن الأعرابي من الاضداد، يكون الماء الحار ويكون البارد. وانشد شمر بيت المرقش: كل عشاء لها مقطرة ذات كباء معد وحميم قال شمر: قال ابن الأعرابي: الحميم أن شئت كان ماء حارا، وان شئت كان جمرا تتبخر به. أبو عبيد عن الأصمعي: الحميم: العرق. واستحم الفرس إذا عرق، وانشد للاعشى: يصيد النحوص ومسجلهـا وجحشيهما قبل أن يستحم
وقال ايضا: استحم إذا اغتسل بالماء الحميم. وقال الأصمعي: احم نفسه إذا غسلها بالماء الحار قال: وشربت البارحة حميمة أي ماء سخنا. وقال: ويقال: جاء بمحم أي بقمقم يسخن فيه الماء. ويقال: اشرب على ما تجد من الوجع حسا من ماء حميم تريد جمع حسوة من ماء حار. شمر: الحميم: المطر الذي يكون في الصيف حين تسخن الارض. وقال الهذلي: هنالك لو دعوت اتاك منهم رجال مثل ارمية الحميم وقال ابن السكيت: الحميمة: الماء يسخن، يقال: احموا لنا الماء. قال: والحميمة وجمعها حمائم: كرائل الابل يقال: اخذ المصدق حمائم الابل أي كرائمها. ويقال: طاب حميمك وحمتك: للذي يخرج من الحمام أي طاب عرقك. الليث: الحمامة: طائر. تقول العرب: حمامة ذكر وحمامة انثى والجميع الحمام. وانشد: اوالفا مكة من ورق الحمى أراد الحمام أبو عبيد عن الكسائي: الحمام هو البري الذي لا يألف البيوت قال: وهذه التي تكون في البيوت هي اليمام. وقال: قال الأصمعي: اليمام: ضرب من الحمام بري، قال: واما الحمام فكل ما كان ذا طوق مثل القمري والفاختة واشباهها. واخبرني عبد الملك عن الربيع عن الشافعي انه قال: كل ما عب وهدر فهو حمام يدخل فيه القماري والدباسي والفواخت سواء كانت مطوقة او غير مطوقة الفة او وحشية. قلت: جعل الشافعي اسم الحمام واقعا على ماعب وهدر لا على ما كان ذا طوق فيدخل فيها الورق الاهلية والمطوقة الوحشية. ومعنى عب أي شرب نفسا نفسا حتى يروى ولم ينقر الماء نقرا كما يفعله سائر الطير. والهدير صوت الحمام كله. ثعلب عن ابن الأعرابي: الحمامة: المرآة والحمامة: خيار المال، والحمامة: سعدانة البعير، والحمامة: ساحة القصر النقية: والحمامة: بكرة الدلو وانشد المؤرج: كأن عينيه حمامتان أي مرآتان. والحمامة: المرأة الجميلة الليث: الحمام: حمى الابل والدواب. يقال: حم البعير حماما، وحم الرجل حمى شديدة. قال: والمحمة: ارض ذات حمى. ويقال: طعام محمة إذا كان يحم عليه الذي يأكله. وقال: والقياس احمت الارض إذا صارت ذات حمى كثيرة. قال: وحم الرجل. واحمه الله فهو محموم. وهكذا قال أبو عبيد رواية عن اصحابه. وقال ابن شميل: الابل إذا اكلت الندى اخذها الحمام والقماح. فاما الحمام فيأخذها في جلدها حر حتى يطلى جسدها بالطين فتدع الرتعة ويذهب طرقها، يكون بها الشهر ثم يذهب واما القماح فانه يأخذها السلاح ويذهب طرقها ورسلها ونسلها. يقال: قامح البعير فهو مقامح، ويقال: اخذ الناس حمام قر وهو الموم يأخذ الناس. وقال الليث: الحمة: عين ماء فيها ماء حار يستشفى بالاغتسال فيها. وفي الحديث: "مثل العالم مثل الحمة يأتيها البعداء ويتركها القرباء، فبينا هي كذلك اذ غار ماؤها وقد انتفع بها قوم وبقى اقوام يتفكنون"أي يتندمون. وقال الليث: الحَمُّ: ما اصطهرت اهالته من الالية والشحم. والواحدة حمة. قال أبو عبيد عن الأصمعي: ما اذيب من الالية فهو حم إذا لم يبق فيه ودك، واحدته حمة، قال: وما اذيب من الشحم فهو الصهارة والجميل، قلت: والصحيح ما قاله الأصمعي، وسمعت العرب تقول: ما اذيب من سنارم البعير حم، وكانوا يسمون السنام الشحم. وقال شمر عن ابن عيينة: كان مسلمة بن عبد الملك عربيا وكان يقول في خطبته: أن اقل الناس في الدنيا هما اقلهم حما، قال سفيان: أراد بقوله: اقلهم حما أي متعة، ومنه تحميم المطلقة. أبو عبيد عن الفراء: ماله حم ولا سم، وماله حم ولا سم غيرك أي ماله هم غيرك. أبو عبيد: يقال: حممت حمة أي قصدت قصده. وقال طرفة جعلته حم كلكلـهـا من ربيع ديمة تثمه الاموي: حاممته محامة: طالبته. ابن شميل: الحمة: حجارة سود تراها لازقة بالارض، تقود في الارض الليلة والليلتين والثلاث، والارض تحت الحجارة تكون جلدا وسهولة، والحجارة تكون متدانية ومتفرقة، تكون ملسا مثل الجمع ورؤوس الرجال وجمعها الحمام، وحجارتها متقلع ولازق بالارض، وتنبت نبتا كذلك ليس بالقليل ولا بالكثير. وقال أبو زيد: انا محام على هذا الامر أي ثابت عليه. وقال الليث: الحمم: الفحم البارد، الواحدة حممة.
وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: "أن رجلا اوصى بنيه عند موته فقال: إذا انا مت فاحرقوني بالنار، حتى إذا صرت حمما فاسحقوني ثم ذروني في الريح، لعلى اضل الله".
قال أبو عبيد: الحمم: الفحم. الواحدة حممة وبها سمى الرجل حممة.
وقال طرفة:
اشجاك الرَّبعُ ام قدمه ام رماد دارس حممه
وقال الليث: الحمم: المنايا، واحدها حمة.
ويقال: عجلت بنا حمة الفراق وحمة الموت، وفلان حمة نفسي وحبة نفسي.
ثعلب عن ابن الأعرابي: يقال: لسم العقرب الحمة والحمة، وغيره لا يجيز التشديد، يجعل اصله حموة.
وقال الليث: الحمم: مصدر الاحم والجميع الحم وهو الاسود من كل شيء، والاسم الحمة. يقال: به حمة شديدة، وانشد:
وقاتم احمر فيه حمة
وقال الاعشى:
فاما إذا ركبـوا لـلـصـبـاح فاوجههم من صدى البيض حم
وقال النابغة:
احوى احم المقلتين مقلد
وقال أبو اسحاق في قول الله جل وعز: "وظل من يحموم".
قال: اليحموم: الشديد السواد.
وقيل: انه الدخان الشديد السواد.
وقيل: "وظل من يحموم?أي من نار يعذبون بها، ودليل هذا القول قول الله جل وعز: (لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل) الا انه موصوف في هذا الموضع بشدة السواد.
وقيل: اليَحْمُومُ: سرادق اهل النار.
وقال الليث: اليحموم: الفرس.
قلت: اليحموم: اسم فرس كان للنعمان بن المنذر سمى يحموما لشدة سواده.
وقد ذكر الاعشى فقال:
ويأمر لليحموم كل عشـيةٍ بقت وتعليق فقد كاد يسنق
وهو يفعولٌ من الاحَمِّ الاسود.
وقال أبو عبيد: اليحموم: الاسود من كل شيء.
وفي حديث عبد الرحمن بن عوف انه طلق امراته ومتعها بخادم سوداء حممها اياها.
قال أبو عبيد: معنى حممها اياها أي متعها بها بعد الطلاق. وكانت العرب تسميها التحميم. وانشد:
انت الذي وهبت زيدا بعدما هممت بالعجوز أن تحمما
هذا رجل ولد له ابن سماه زيدا بعدما كان هم بتطليق امه.
وقال أبو عبيد: قال الأصمعي: التحميم في ثلاثة اشياء هذا احدها.
ويقال، حمم الفرخ إذا نبت ريشه.
قال: وحممت وجه الرجل إذا سودته بالحمم، وحمم رأسه بعد الحلق إذا اسود.
وفي حديث انسكانه كان إذا حمم راسه بمكة خرج فاعتمر.
وقال الليث: الحمحمة: صوت للبرذون دون الصوت العالي، وللفرس دون الصهيل. يقال: تحمحما، وحمحم حمحمة، قلت: كأنه حكاية صوته إذا طلب العلف او راى صاحبه الذي كان الفه فاستأنس إليه. أبو عبيد عن الأصمعي: الحِمْحِم: الاسود، والِحِمْحِم: نبات في البادية. قلت: وهو الشقارى وله حب اسود، وقد يقال له: الخمخم بالخاء وقال عنترة.
وسط الديار تسف حب الخمخم
وحمومة: اسم جبل في البادية أبو عمرو: وحمحم الثور إذا نب وأراد السفاد.
وثياب التحمة: ما يلبس المطلق امراته إذا متعها ومنه قوله:
فان تلبسي عنا ثـياب تـحـمة فلن يفلح الواشي بك المتنصح
ونبت يحموم: اخضر ريان اسود.
والحمام: السيد الشريف، قلت: اراه في الاصل الهمام فقلبت الهاء حاء وقال:
انا ابن الاكرمين اخو المعالي حمام عشيرتي وقوام قيس
واليحاميم: الجبال السود.
والحمامة: حلقة الباب، والحمامة من الفرس: القص قاله أبو عبيدة.
وقال اللحياني: قال العامري: قلت لبعضهم: ابقى عندكم شيء ؟فقال همهام، وحمحام، ومحماح، وبحباح، أي لم يبق شيء.
وقال المنذري: سئل أبو العباس عن قوله: حم لا ينصرفون. فقال معناه: والله لا ينصرون الكلام خبر ليس بدعاء.
مح
قال الليث: المح: الثوب البالي، والفعل امح الثوب يمح وكذلك الدار إذا عفت والحب وانشد:
الا يا قتل قد خلق الجديد وحبك ما يمح وما يبيد
وثوب ماح. وقال أبو عبيد: مح الثوب: يمح وامح يمح إذا اخلق.
ثعلب عن ابن الأعرابي: قالكالمحاح: الكذاب وقال: مح الكذاب يمح محاحة.
وقال الليث: المحاح: الذي يرضى الناس بكلامه ولا فعل له.
قال هو وأبو عبيد عن الأصمعي: مح البيض: صفرته. وانشد غيرهم:
كانت قريش بيضة فتفلقت فالمح خالصة لعبد مناف
وقال ابن شميل: مح البيض: ما في جوفه من اصفر وابيض كله مح، قال: ومنهم من قال: المحة الصفراء، والغرقى: البياض الذي يؤكل.
أبو العباس عن عمرو عن أبيه قال: يقال: لبياض البيض الذي يؤكل الاح ولصفرتها الماح. قال: وقال ابن الأعرابي محمح الرجل إذا اخلص مودته. شقح قال الليث: العرب تقول: قبحا له وشقحا، وانه لقبيح شقيح، ولا تكاد العرب تعزل الشقح من القبح. أبو عبيد عن الكسائي: هو قبيح شقيح، وجاء بالقباحة والشقاحة. وقال أبو زيد: شقح الله فلانا وقبحه فهو مشقوح مثل قبحه فهو مقبوح. أبو العباس عن ابن الأعرابي: الشقح: الكسر، والشقح: البعد، والشقح: الشج. قال: وسمع عمار رجلا يسب عائشة فقال له بعد ما لكزه لكزات: اننت تسب حبيبة رسول الله صلى الله عليه! اقعد منبوحا مقبوحا شقوحا. وقال اللحياني: لاشقحنك شقح الجوز بالجندل أي لاكسرنك قال: والشقح: الكسر. وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه نهى عن بيع تمر النخل حتى يُشَقِّح. أبو عبيدة عن الأصمعي قال: إذا تغيرت البسرة إلى الحمرة قيل هذه شقحة، وقد اشقح النخل، قال: وهي في لغة اهل الحجاز الزَّهو. وقال أبو حاتم: يقال للاحمر الاشقر: انه لاشقح فقال: والشقيح: الناقه من المرض، ولذلك قيل: فلان قبيح شقيح. أبو عبيد عن الفراء: يقال لحياء الكلبة ظبية وشقحة، ولذوات الحافر: وطبة. ويقال: شاقحت فلانا وشاقيته وباذيته إذا لاسنته بالاذية. قحص قال أبو العميثل: يقال: قحص ومحص إذا مر مرا سريعا. واقحصته وقحصته إذا ابعدته عن الشيءزوقال أبو سعيد: فحص برجله وقحص إذا ركض برجله. حقص قال ابن فرج: سمعت مدركا الجعفري يقول: سبقني فلان قبصا وحقصا وشدا بمعنى واحد. قسح قال الليث: القسح: بقاء الانعاظ. يقال: انه لقساح مقسوح. وقاسحه: يابسه، والقسوح: اليبس. وانه لقاسح: يابس سحق الليث: السحق: دون الدق. وقال غيره: سحقت الريح الارض وسهكته إذا قشرت وجه الارض بشدة هبوبها ومساحقة النساء لفظ مولدّ. وقال الليث: السحق في العدو: دون الحضر وفوق السحج. وقال رؤبة: فهي تعاطي شدة المـكـايلا سحقا من الجد وسحجا باطلا وقال اخر: كانت لنا جارة فازعجهـا قاذورة تسحق النوى قدما قال: والسحق: الثوب البالي، والفعل الانسحاق وقد سحقه البلى ودعك اللبس، وقال أبو زيد: ثوب سحق وهو الخلق، وقال غيره: هو الذي قد انسحق ولان. وفي حديث عمر انه قال: من زافت عليه دراهمه فليأت بها السوق وليشتر بها ثوب سحق ولا يخالف الناس انها جياد. وقال الليث: السحق كالبعد. وتقول: سحقا له: بعدا، ولغة اهل الحجاز: بعد له وسحق، يجعلونه اسما، والنصب على الدعاء عليه، يريدون به: ابعده الله واسحقه سحقا وبعدا، وانه لبعيد سحيق. وقال الفراء في قوله: (فسحقا لاصحاب السعير) اجتمعوا على التخفيف، ولو قرئت فسحقا كانت لغة حسنة. وقال الزجاج: فسحقا منصوب على المصدر. اسحقهم الله سحقا أي باعدهم من رحمته مباعدة. وقال غيره: سحقه الله واسحقه أي ابعده، ومنه قوله: تسحق النوى قدما أبو عبيد وغيره: السحوق من النخل: الطويلة، واتان سحوق، وحمار سحوق والجميع السحق وهي الطوال اللسان، وانشد أبو عبيد في صفة النخل: سحق يمتعها الصفا وسرية عم نواعم بينهن كـروم أبو عبيد عن الأصمعي: إذا طالت النخلة مع انجراد فهي سحوق. وقال شمر: هي الجرداء الطويلة التي لا كرب فيها وانشد: وسالفة كسحوق الـلـيان اضرم فيها الغوى السعر شبه عنف الفرس بالنخلة الجرداء. وقال الليث: العين تسحق الدمع سحقا. ودموع مساحيق، وانشد: طلى طرف عينيه مساحيق ذرف كما تقول: منكسر، ومكاسر. قلت: جعل المساحيق جمع المنسحق وهو المندفق. قال زهير: قتب وغرب إذا ما افرغ انسحقا وقال الليث: الاسحاق: ارتفاع الضرع ولزوقة بالبطن. وقال لبيد: حتى إذا يبست واسحق حالق لم يبله ارضاعها وفطامها وقال شمر: اسحق الضرع: ذهب ما فيه، وانسحقت الدلو: ذهب ما فيها، واسحقت ضرتها: ضمرت وذهب لبنها. وقال الأصمعي: اسحق: يبس. وقال أبو عبيد: اسحق الضرع: ذهب لبنه وبلى. قال: والسوحق: الطويل من الرجال. وقال الأصمعي: من الامطار السحائق الواحدة سحيقة وهو المطر العظيم القطر، الشديد الوقع، القليل العرم.
قال: ومنها السحيفة بالفاء وهي المطرة التي تجرف ما مرت به. وساحوق: بلد، وقال: وهن بساحوق تداركن ذالقا حزق قال الليث: الحزق: شدة جذب الرباط والوتر، والرجل المتحزق: المتشدد على ما في يده ضنا به وكذلك الحزق والحزقة والحزق مثله وانشد: فهي تفادي من حزار ذي حزق وروى ابن الأعرابي عن الشعبي باسناد له أن عليا خطب اصحابه في امر المارقين، وحضهم على قتالهم، فلما قتلوهم جاءوا فقالوا: ابشر يا امير المؤمنين، فقد استأصلناهم. فقال على رضي الله عنه"حزق غير حزق عير قد بقيت منهم بقية قال ابن الأعرابي: سمعت المفضل يقول في قوله: حزق عير: هذا مثل تقوله العرب للرجل المخبر بخبر غير تام ولا محصل: حزق عير حزق عير أي حصاص حمار أي ليس الامر كما زعمتم. وقال أبو العباس: وفيه قول اخر: أراد على أن امرهم محكم بعد كحزق حمل الحمار، وذلك أن الحمار يضطرب بحمله، فربما القاه فيحزق حزقا شديدا، يقول على: فامرهم بعد محكم. أبو عبيد عن الفراء: رجل حزقة وهو الذي يقارب مشيته قال: ويقال: حزقة. وقال شمركالحزقة: الضيق القدرة والراي، الشحيح. قال: فأن كان قصيرا دميما فهو حزقة ايضا. ابن السكيت عن الأصمعي: رجل حزقة وهو الضيق الراي من الرجال والنساء، وانشد: واعجبني مشى الحزقة خالـد كمشى الاتان حلئت بالمناهل أبو عبيد عن الأصمعي: الحزيق: الجماعة من الناس وقال لبيدز كحزيق الحبشيين الزجل وروى، يقال للجماعة: حزقة وحزق. وجمع الحزيق حزائ وفي الحديث"لا رأي لحازق?وقيل: هو الذي ضاق عليه موضع قدمه من خفه فحزقها كانه فاعل بمعنى مفعول. ويقال: احزقته احزاقا إذا منعته. وقال: أبو وجزة: فما المال الا سؤر حقك كلـه ولكنه عما سوى الحق محزق وقال أبو تراب: سمعت شمرا وابا سعيد يقولان: رجل حزقة وحزمة إذا كان قصيرا. قحز قال الليث: القحز: الوثبان والقلق وقال رؤبة. إذا تنزى قاحزات القحز يعني به شدائد الامور. وفي حديث ابي وائل أن الحجاج دعاه فقال له: احسبنا قد روعناك فقال له أبو وائل: اما اني قد بت اقحز البارحة. وقال أبو عبيد: قوله اقحز يعني انزى: يقال: قد قحز الرجل يقحز إذا قلق. وهو رجل قاحز. وانشد قول ابي كبير يصف طعنة. مستنه سنن الـفـلـومـرشة تنفى التراب بقاحز معرورف يعني خروج الدم باستنان. ثعلب عن ابي الأعرابي: قحز الرجل فهو قاحز إذا سقط شبه الميت. وقال النضر: القاحز: السهم الطامح عن كبد القوس ذاهبا في السماء. يقال: لشد ما قحز سهمك أي شخص قزح في الحديث"أن الله ضرب مطعم ابن ادم له مثلا وان قزحه وملحه". أبو عبيد عن ابي زيد قال: إذا جعلت التوابل في القدر قلت: فحيتها وتوبلتها وقزحتها بالتخفيف قال: وهي الاقزاح واحدها قزح، وقال ابن الأعرابي: هو القزح والقزح والفحا والفحا، قال: والاقزاح ايضا: خرء الحيات، واحدها قزح. قال: قزح الكلب ببوله قزحا إذا رفع رجله وبال. وقال الليث: قزحت القدر تقزيحا إذا بزرتها. قال: وقوس قزح: طريقة متقوسة في السماء غب المطر ايام الربيع. وروى عن ابن عباس انه قال: "لا تقولوا قوس قزح فان قزح من اسماء الشياطين، ولكن قولوا: قوس الله". قال. وقال أبو الدقيش: القزح: الطرائق التي فيها، والواحدة قزحه. عمرو عن أبيه قال: القسطان: قوس قزح. وسئل أبو العباسعن صرف قزح فقال: من جعله اسم شيطا الحقه بزحل، وقال المبرد: لا ينصرف زحل لان فيه العلتين المعرفة والعدول. قال أبو العباس ثعلب: ويقال: أن قزحا جمع قزحة وهي خطوط من صفرة وحمرة وخضرة، فإذا كان هكذا الحقته بزيد، قال، ويقال: قزح: اسم ملك موكل به، وعمر لا ينصرف في المعرفة وينصرف في النكرة. وقوازح الماء: نفاخاته التي تنتفخ فتذهب. قال أبو وجزة: لهم حاضر لا يجهلون وصـارخ كسيل الغوادي ترتمي بالقوازح وقال أبو زيد: قزحت القدر تقزح قزحا وقزحانا إذا اقطرت ما خرج منها الليث: التقزيح في رأس شجرة او نبت إذا شعب شعبا مثل برثن الكلب. وفي الحديث النهي عن الصلاة خلف الشجرة المقزحة.
وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي: ومن غريب شجر البر المقزح، وهو شجر على صورة التين له غصنة قصار في رؤوسها مثل برثن الكلب، ومنه خبر الشعبي عن ابن عباس انه كره أن يصلي الرجل إلى الشجرة المقزحة. وقال الليث في قول الاعشى: في محيل القد من صحب قزح أراد بقزح هنا لقبا له وليس باسم قحط الحراني عن ابن السكيت: قحط الناس، وقد قحط المطر، وقال الليث: القحط: احتباس المطر. يقال: قحط القوم واقحطوا، وقحطت الارض فهي مقحوطه، وقحط المطر أي احتبس. ورجل قحطي وهو الاكول الذي لا يبقى شيئا من الطعامزوهذا من كلام الحاضرة ونسبوه إلى القحط لكثرة الاكل علة معنى انه نجا من القحط فلذلك كثر اكله. وقال الليث: قحطان: أبو اليمن، وهو في قول نسأبيهم قحطان بن هود، وبعض يقول: قحطان بن ارفخشذ بن سام بن نوح. ثعلب عن ابن الأعرابي: قحط الناس واقحطوا وقحط المطر. وقال شمر: قحوط المطر: أن يحتبس وهو محتاج إليه. ويقال: زمان قاحط، وعام قاحط وسنة قحيط، وازمن قواحط. وفي الحديث: "أن من جامع فأقحط فلا غسل عليه?ومعناه أن ينتشر فيولج، ثم يفتر ذكره قبل أن ينزل. والاقحاط مثل الاكسالنوهذا مثل الحديث الاخر: "الماء من الماء?وكان هذا في اول الاسلام ثم نسخ وامروا بالاغتسال بعد الايلاج. وقال ابن الفرج: كان ذلك في اقحاط الزمان واكحاط الزمان أي في شدته. حقد حقد، حدق، قدح، قحد، دحق: مستعملات. قحد قال الليث: القحدة: ما بين المأنتين من شحم السنام. وناقة مقحاد: ضخمة القحدة وانشد: من كل كوماء شطوط مقحاد أبو عبيد عن الأصمعي: المقحاد: الناقة العظيمة السنام: ويقال للسنام: القحدة، قال: والشطوط العظيمة جنبتي السنام. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: المحقد والمحفد والمحتد والمحكد كله الاصل، قلت: وليس في كتاب أبي تراب المحقد مع المحتد وذكر عن ابن الأعرابي: المحفد: أصل السنام بالفاء وعن ابي نصر مثله. شمر عن ابن الأعرابي: القحاد: الرجل الفرد الذي لا اخ له ولا ولد. ويقال: واحد قاحد وصاخد وهو الصنبور. قلت: وروى أبو عمرو عن ابي العباس هذا الحرف بالفاء فقال: واحد فاحد، قلت: والصواب ما روى شمر عن ابن الأعرابي. أبو عبيد: قحدت الناقة وأقحدت: صارت مقحاداً. حقد شمر عن ابن الأعرابي: حقد المعدن واحقد إذا لم يخرج منه شئ وذهبت منالته. الليث: الحقد: غمساك العداوة في القلب والتربض بفرصتها، تقول: حقد يحقد على فلان حقداً فهو حاقد فالحقد الفعل، والحقد الاسم. قلت: ويقال: رجل حقود. ومعدن حاقد إذا لم ينل شيئاً. وجمع الحقد أحقاد. قدح الليث: القدح: من الانية معروف. وجمعه أقداح، ومتخذه القداح، وصناعته القداحة. والقدح: قدح السهم وجمعه قداح، وصانعه قداح ايضاً. قال: والقداح: أراد رخصة من الفسفسة. الواحدة قداحة. قال والقداح: الحجر الذي يورى منه النار. وقال رؤبة: والمروذ القداح مضبوط الفلق والقدح: قدحك بالزند وبالقداح لتورى والمقدح: الحديدة التي يقدح بها. والقدح: فعل القادح، وقد قدح يقدح، وقال الأصمعي: يقال للتي تضرب فيخرج منها النار قداحة. وقال الليث: القدح: اكال يقع في الشجر والاسنان. والقادحة: الدودة التي تاكل الشجر والسن، تقول: قد اسرعت في اسنانه القوادح، وقال الأصمعي: يقال: وقع القادح في خشبة بيته يعني الاكل. ويقال: عود قد قدح فيه إذا وقع فيه القادح، وقال جميل: رمى الله في عيني بثينة بالقذى وفي الغر من انيابها بالقوادح وقال الليث: القدحة: اسم مشتق من القتداح النار بالزند. وفي الحديث: "لو شاء الله لجعل للناس قدحة ظلمة كما جعل لهم قدحة نور قال: والإنسان يقتدح الامر إذا نظر فيه ودبره، ويروى هذا البيت لعمرو ابن العاص: يا قاتل اللـه وردانـاً وقـدحـتـه أبدى لعمرك ما في النفس وردان ووردان: غلام كان لعمرو بن العاص وكان حصيفاً، فأستشاره عمرو في امر علي رضي الله عنه وأمر معاوية، فأجابه وردان بما كان في نفسه، وقال له: الآخرة مع علي والدنيا مع معاوية، وما اراك تختار على الدنيا، فقال عمرو: هذا البيت. ومن رواه: وقدحته أراد به مرة واحدة. وقال الليث: القديح: ما يبقى من اسفل القدر فيغرف بجهد.
وقال النابغة: فظل الإماء يبتدرن قديحـهـا كما ابتدرت كلب مياه قراقر وقال الأصمعي: يقال: قدح يقدح قدحاً إذا ما غرف. ويقال: أعطني قدحة من مرقتك أي غرفة. والمقدح: ما يغرف به، وانشد. لنا مقدح منها وللجار مقدح. ويقال: هو يبذل قديح قدره يعني ما غرف منها، قال: والمقدحة: المغرفة. قال: ويقال: قدح في القدح يقدح وذلك إذا خزق في السهم بسنخ النصل. وفي الحديث ?أن عمر كان يقومهم في الصف كما يقوم القداح القدح". قال: واول ما يقطع السهم ويقتضب يسمى قطعاً، والجميع القطوع، ثم يبرى فيسمى برياً، وذلك قبل أن يقوم، فإذا قوم وأنى له أن يراش وينصل فهو القدح، فإذا ريش وركب نصله صار سهماً. الأصمعي: قدح فلان فرسه إذا ضمره فهو مقدح. وقدحت عينه إذا غارت فهي مقدحة. وقال أبو عبيدة: ويقال: قدح في ساقه إذا ما عمل في شئ يكرهه. ثعلب عن ابن الأعرابي: تقول: فلان يفت في عضد فلان ويقدح في ساقه. قال: والعضد: اهل بيته، وساقه: نفسه. واما قول الشاعر: ولانت اطيش حين تغـدو سـادرا رعش الجنان من القدوح الاقدح فأنه أراد قول العرب: هو اطيش من ذباب اقدح، ولا تراه الا وكأنه يقدح بيديه، كما قال عنترة: هزجا يحك ذراعه بـذراعـه قدح المكب على الزناد الاجذم ويقال في مثل: ( صدقني وسم قدحه) أي قال الحق. قال أبو زيد: ويوقولون: ابصر وسم قدحك أي اعرف نفسك وانشد: ولكن رهط اماك مـن شـييم فأبصر وسم قدحك في القداح وقال أبو زيد: من امثالهم ( اقدح بدفلي في مرخ). مثل يضرب للرجل الاديب الاريب، قلت: وزناد الدفلي والمرخ كثيرة النار لا تصلد. أبو عبيد قال: القادح الصدع في العود. حدق قال الليث: الحدق: جماعة الحدقة، وهي في الظاهر سواد العين، وفي الباطن خرزتها وتجمع على الحداق. وقال أبو ذؤيب: فالعين بعدهم كأن حداقها وقال الليث: السواد الاعظم في العين هو الحدقة والاصغر هو الناظر وفيه انسان العين، وانما الناظر كالمرآة إذا استقبلتها رأيت فيها شخصك. وقال الفراء في قول الله: ( وحدائق غلبا) قال: كل بستان عليه حائط فهو حديقة وما لم يكن عليه حائط لم يقل له حديقة. وقال الزجاج: الحدائق: البساتين والشجر الملتف، وقال الليث: الحديقة: ارض ذات شجر مثمر، والحديقة من الرياض: كل روضة قد احدق بها حاجز او ارض مرتفعة. وقال عنترة: فتركن كل حديقة كالدرهم قال: وكل شئ استدار بشئ فقد احدق به، وتقول: عليه شامة سوداء قد احدق بها بياض. قال: والتحديق: شدة النظر. ثعلب عن ابن الأعرابي: يقلا للباذنجان الحدق والمغد. غيره: حدق فلان الشئ بعينه يحدقه حدقا إذا نظر إليه، وحدق الميت إذا فتح عينه وطرف بها، والحدوق: المصدر، ورأيت الميت يحدق يمنة ويسرة أي يفتح عينيه وينظر. وقال ابن شميل: حديق الروض: ما اعشب به والتف. يقال: روضة بني فلان ما هي الا حديقة ما يجوز فيها شئ، وقد احدقت الروضة عشبا، وإذا لم يكن فيها عشب فهي روضة. والحديقة: ارض ذات شجر مثمر. وكل شئ احاط بشئ احدق به. دحق العرب تسمي العير الذي غلب على عانته دحيقا. وقال ابن المظفر: الدحق: أن تقصر يد الرجل وتناوله عن الشئ، تقول: دحقت يد فلان عن فلان، وقد ادحقه الله أي باعده عن كل خير، ورجل دحيق مدحق: منحى عن الناس والخير. قال: ودحقت الرحم إذا رمت بالماء فلم تقبله. وقال النابغة: دحقت عليك بنتق مذكار الأصمعي: الدحوق من الابل: التي يخرج رحمها بعد نتاجها. وقال ابن هانئ: الداحق من النساء: المخرجة رحمها شحما ولحما. رواه شمر. وقال الأصمعي: تقول العرب: قبحه الله واما رمعت به، ودحقت به، ودمصت به، بمعنى واحد. عمرو عن أبيه قال: الدحوق من النساء: ضد المقاليت وهن المتئمات. حذق قال الليث: الحذق والحذاقة: مهارة في كل العمل. تقول: حذق وحذق في عمله يحذق ويحذق فهو حاذق، والغلام يحذق القرآن حذقا وحذاقا، والاسم الحذاقة. ابن السكيت عن ابي زيد: حذق الغلام القرأن والعمل يحذق حذقا حذقا وحذقا وحذاقا وحذاقة، وقد حذق يحذق لغة. قال: وقد حذقت الحبل احذقه حذقا إذا قطعته، بالفتح لا غير. وقد حذق الخل يحذق حذوقا إذا كان حامضا.
وقال الليث: حذقت الشئ وانا احذقه حذقا، وهو مدك الشئ تقطعه بمنجل ونحوه حتى لا تبقى منه شيئا، والفعل اللازم الانحذاق وانشد:
يكاد منه نياط القلب ينحذق
وانشد ابن السكيت:
انورا سرع مـإذا يا فـروق وحبل الوصل منتكث حذيق
أي مقطوع.
أبو عبيد عن ابي زيد: الحذاقي: الفصيح اللسان البين اللهجة.
وقال ابن شميل: حذق الخل يحذق إذا حمض وخل باسل، وقد بسل بسولا إذا طال تركه فاخلف طعمه وتغير، وخل مبسل.
قدح
قال ابن الفرج: سمعت خليفة الحصيني يقول: المقاذحة والمقاذعة: المشامته، وقاذحني فلان وقابحني: شاتمني.
ذقح
في نوادر الاعراب: فلان متقذح للشر، ومتفقح، ومتنقح، ومتقذذ، ومتزلم، ومتشذب، ومتحذف، ومتقلح بمعنى واحد.
حقر
الحقر في كل المعاني: الذلة تقول حقر يحقر حقرا وحقرية وكذلك الاحتقار، واستحقره: رآه حقيرا، وتحقير الكلمة: تصغيرهل.
والحقير: ضد الخطير.
وقال أبو عبيد: يقال: حقير نقير.
قحر
قال الليث: القحر: المين وفيه بقية وجلد.
أبو عبيد عن ابي عمرو: شيخ قحر وقهب إذا اسن وكبر.
الأصمعي: إذا ارتفع الجمل عن العود فهو قحر، والانثى قحرة في اسنان الابل، وقال غيره: هو قحارية.
رقح
قال الليث: الرقاحي: التاجر. يقال: انه ليرقح معيشته أي يصلحها.
أبو عبيد: الترقح: الاكتساب، والاسم الرقاحة، ومنه قولهم في التلبية: لم نأت للرقاحة.
وقال أبو ذؤيب يصف درة:
بكفي رقاحي يريد نماءها ليبرزها للبيع فهي فريج
رحق
الرحيق: من اسماء الخمر المعروف.
وقال الزجاج في قول الله عز وجل: ( من رحيق مختوم). قال: الرحيق: الشراب الذي لا غش فيه.
وقال أبو عبيد: من اسماء الخمر الرحيق والراح.
قرح
قال الليث: القرح والقرح لغتان في عض السلاح ونحوه مما يجرح الجسد، وتقول: انه لقريح وبه قرحة دامية، وقد قرح قلبه من الحزن.
وقال الفراء في قول الله عز وجل: ( أن يمسسكم قرح) وقرح قال: واكثر القراء على فتح القاف، وكأن القرح الم الجراح باعيانها. قال: وهو مثل الوجد والوجد. ولا يجدون الا جهدهم والا جهدهم.
وقال الزجاج: القرح والقرح عند اهل اللغة بمعنى واحد، ومعناهما الجراح والمها يقال: قد قرح الرجل يقرح، قرحا، واصابه قرح، ثم حكى قول الفراء بعينه.
أبو عبيد: القريح: الجريح، وانشد:
لا يسلمون قريحا كان وسطـهـم يوم اللقاء ولا يشؤون من قرحوا
وقال أبو الهيثم: القريح: الذي به قروح.
والقريح. الخالص.
وقال او ذؤيب:
وان غلاما نيل في عهد كاهـل لطرف كنصل السمهري قريح
نيل أي قتل في عهد كاهل أي وله عهد وميثاق.
الليث: القرح: جرب شديد يأخذ الفصلان فلا تكاد تنجو يقال: فصيل مقروح.
وقال ابن السكيت: قرح فلان فلانا بالحق إذا استقبله، وقرحه إذا جرحه يقرحه، وقد قرح يقرح إذا خرجت به قروح، قلت: الذي قاله الليث من أن القرح جرب شديد يأخذ الفصلان غلظ، انما القرحة: داء يأخذ البعير فيهدل مشفره منه.
وقال البعيث:
ونحن منعنا بالكلاب نسـاءنـا بضرب كأفواه المقرحة الهدل
وقال ابن السكيت: المقرحة: الابل التي بها قروح في افةاهها فتهدل لذلك مشافرها: قال: وانما سرق البعيث هذا المعنى من عمرو ابن شاس:
واسيافهم آثـارهـن كـأنـهـا مشافر قرحى في مباركها هدل
واخذه الكميت فقال:
تشبه في الهـام آثـارهـا مشافر قرحى اكلن البريا
قلت: وقرحى جمع قريح فعيل بمعنى مفعول: قرح البعير فهو مقروح وقريح إذا اصابته القرحة وقرحت الابل فهي مقرحة، والقرحة ليست من الجرب في شئ.
شمر عن ابن الأعرابي والفراء: ابل قرحان: وهي التي لم تجرب قط. قالا: والصبي إذا لم يصبه جدري قرحان ايضا.
وانت قرحان من هذا الامر وقراحي أي خارج.
وقال جرير
ندافع عنكم كل يوم عظـيمة وانت قراحى بسيف الكواظم
أي انت خلو منه سليم.
وقال أبو زيد: يقال للذي لم يصبه في الحرب جراحة قرحان.
وقا لشمر: قال بعضهم: القرحان من الاضداد: رجل قرحان للذي قد مشه القروح، ورجل قرحان لم يمسسه قرح ولا جدري ولا حصبة، وكأنه الخالص الخالي من ذلك، ورجل قريح: خالص، وانشد بيت ابي ذؤيب.
أبو عبيد عن الفراء في البعير والصبي القرحان مثل ما روى شمر. قال أبو عبيد: ومنه الحديث الذي يروي أن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قدموا مع عمر الشام وبها الطاعون، فقيل له: أن من معك من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قرحان فلا تدخلهم على هذا الطاعون. وقال شمر: قرحان أن شئت نونت وان شئت لم تنون. أبو العباس عن ابن الأعرابي يقال: اقترحته واجتبيته وخوصته وخلمته واختلمته واستخلصته واستميته كله بمعنى اخترته. ومنه يقال: اقترح عليه صوت كذا، وكذا أي اختاره. الليث: ناقة قارح، وقد قرحت تقرح قروحا إذا لم يظنوا بها حملا، ولم تبشر بذنبها حتى يستبين الحمل في بطنها. أبو عبيد: إذا تم حمل الناقة ولم تلقه فهي حين يستبين الحمل بها قارح، وقد قرحت قروحا. وقال الليث: اقترحت الجمل اقتراحا أي ركبته من قبل أن يركب. قال: والاقتراح: ابتدع الشئ تبتدعه وتقترحه من ذات نفسك من غير أن تسمعه. قلت اقتراح كل شئ: اختياره ابتداء. يقال: قرحته واقترحته واجتبيته بمعنى واحد. وقرح كل شئ: اوله. يقال: فلان في قرح الاربعين أي اولها، رواه أبو العباس عن ابن الأعرابي. وقريحة الانسان: طبيعته التي جبل عليها وجمعها قرائح لانها اول خلقته. والقريحة: اول ماء يخرج من البئر حين تحفر، رواه أبو عبيد عن الاموي. وانشد: فأنك كالقريحة عام تمهـى شروب الماء ثم تعود ماجا ثعلب عن ابن الأعرابي: قال: الاقتراح: ابتداء اول شئ. وقال اوس: على حين أن جد الذكاء وادركت قريحة حسي من شريح مغمم يقول: حين جد ذكائي أي كبرت واسننت وادرك من ابني قريحة حسي يعني شعر ابنه شريح بن اوس شبهه بماء لا ينقطع ولا يغضغض. مغمم أي مغرق. الليث: يقال للصبح اقرح لانه بياض في سواد. وقال ذو الرمة: وسوج إذا الليل الـخـداري شـقة عن الركب معروف السماوة اقرح يعني الصبح. قال: والقرحة: الغرة في وسط الجبهة. والنعت اقرح وقرحاء. وقال أبو عبيدة: الغرة: ما فوق الدرهم والقرحة: قدر الدرهم فما دونه. وقال النضر: القرحة: ما بين عيتني الفرس مثل الدرهم الصغير. قلت: وكلهم يقول: قرح الفرس يقرح فهو اقرح، وانشد: تبارى قرحة مثل الوتي رة لم تكـن مـغـدا يصف فرسا انثى، والوتيرة: الحلقة الصغيرة يتعلم عليها الطعن والرمي، والمغد: النتف: اخبر أن قرحتها جبلة لم تحدث عن علاج نتف. وقال الليث: روضة قرحاء: في وسطها نور ابيض. وقال ذو الرمة: حواء قرحاء اشراطية وكفت فيها الذهاب وحفتها البراعيم وقال الليث: القارح من ذي الحافر: بمنزلة البازل. يقال: قرح الفرس يقرح قروحا فهو قارح، وقرح نابه. والجمع قرح وقرح وقوارح ويقال للانثى: قارح ولا يقال قارحة. وانشد: والقارح العدا وكل طمـرة ما أن ينال يد الطويل قذالها والقارح ايضا: السن التي بها صار قارحا. واخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: إذا سقطت رباعية الفرس ونبتت مكانها سن فهو رباع، وذلك إذا استتم الرابعة، فإذا حان قروحه سقطت السن التي تلي رباعيته ةنبت مكانها نابه، وهو قارحه وليس بعد القروح سقوط سن ولا نبات سن، قال: وإذا دخل في الخامسة فهو قارح. وقال غير ابن الأعرابي: إذا دخل الفرس في السادسة واستتم الخامسة فقد قرح. وقال الأصمعي: إذا القى الفرس آخر اسنانه قيل قد قرح. وقروحه: وقوع السن التي تلي الرباعية. قال: وليس قروحه نباته ونحو ذلك قال ابن الأعرابي. وقال الليث: القرحان والواحدة قرحانة: ضرب من الكمأة بيض صغالا ذوات رؤوس كرؤوس الفطر. وقال الليث: القراح: الماء الذي لا يخالطه ثفل من سويق ولا غيره ولا هو الماء الذي يشرب على اثر الطعام. وقال جرير: تعلل وهي ساغبة بنيهـا بانفاس من الشبم القراح قال: والقراح من الارض: كل قطعة على حيالها من منابت النخل وغير ذلك. قلت: القراح من الارض: البارز الظاهر الذي لا شجر فيه. وروى شمر عن ابي عبيد انه قال: القراح من الارض: التي ليس فيها شجر ولم يختلط بها شئ. قال: والقرواح مثله.
وقال ابن شميل: القرواح: جلد من الارض وقاع لا يستمسك فيه الماء وفيه اشراف وظهره مستو لا يستقر به ماء الا سال عنه يمينا وشمالا. قال: والقرواح تكون ارضا عريضة نحو الدعوة وهو لا نبت فيها ولا شجر ؛ طين وسمالق. وقال شمر: قال غيره: القرواح: البارز ليس يستره من السماء شئ. وقال ابن الأعرابي: القرواح: الفضاء من الارض المستوى. قال: والقراح: الخالص من كل شئ الذي لا يخالطه شئ غيره. ومنه قيل: ماء قراح. والقراح من الارض: التي ليس بها شجر ولم يختلط بها شئ. وانشد قول ابن احمر: وعضت من الشر القراح بمعظم عمرو عن أبيه قال: القرواح من الابل: التي تعاف الشراب مع الكبار فإذا جاء الدهداه، وهي الصغار شربت معهن. وقال ابن الأعرابي: قريح السحابة: ماؤها. وقال ابن مقبل: وكأنما اصطبحت قريح سحابة وقال الطرماح: ظعائن شمن قريح الخريف من الانجم الفرغ والذابحة قال: والقريح: السحاب اول ما ينشأ. وفلان يشوي القراح أي يسخن الماء. شمر عن ابي منجوف عن ابي عبيدة: قال: القراح: سيف القطيف، وانشد للنابغة: قراحية الوت بليف كـأنـهـا عفاء قلوص طار عنها تواجر ٍتواجر: تنفق في البيع لحسنها. وقال جرير: ظعائن لم يدن مع النصارى ولم يدرين ما سمك القراح وقال في قةله: (وانت قراحي بسيف الكواظم). قال أبو عمرو: قراح: قرية على شاطئ البحر نسبة إليها. والقراحى والقرحان: الذي لم يشهد الحرب. أبو زيد: قرحة الربيع: اوله، وقرحة الشتاء: اوله. واخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي. قال: لا يقرح البقل الا من قدر الذراع من ماء المطر فما زاد. قال: وتقريحه: نبات اصله، وظهور عوده. قال: ويذر البقل من مطر ضعيف قدر وضح الكف ولا يقرح الا من قدر الذراع. وقال أبو عبيدة: والقريحاء: هنة تكون في بطن الفرس مثل راس الرجل. قال: وهي من البعير لقاطة الحصا. قال: ومن اسنان الفرس القارحان، وهما خلف رباعيتيه العلييين، وقارحان خلف رباعيتيه السفليين، ونابان خلف قارحيه الأعليين، ونابان خلف رباعيته السفليين. وطريق مقروح: قد أثر فيه فصار ملحوباً بيناً موطوءاً. حرق قال أبو عبيد: الحرق: حرق النابين أحدهما بالآخر، وانشد: ابي الضيم والنعمان يحرق نابه عليه فأفضى والسيوف معاقله قال: وحريق الناب: صريفه. وقال الله جل وعز: (ثم لنُحَرِّقَنَّه). وقرئ: ثم لنَحْرُقَنه. سلمه عن الفاء: من قرأ لنحرقنه فمعناه لنبردنه بالحديد برداص، من حرقته احرقته حرقاً. وانشد المفضل: بذي فرقتين بنو حبيب نيوبهم علينا يحرقونا قال: قرأ علي رضي الله عنه: لنحرقنه. وقال: الزجاج: من قرأ لنحرقنه فالمعنى لنحرقنه مرة بعد مرة ومن قرأ لنحرقنه فتأويله لنبردنه بالمبرد. ثعلب عن ابن الأعرابي: حرق عليه نابه يحرقه. وحرق نابه يحرق ويحرق. وقال الليث: احرقنا فلان أي برح بنا وإذانا. قال: والحرق من حرق النار، وفي الحديث "الحرق والشرق والغرق شهادة". أبو العباس عن ابن الأعرابي: حرق النار لهبها. قال وهو قوله: "ضالة المؤمن حرق النار?أي لهبها، قلت: المعنى أن ضالة المؤمن إذا أخذها أنسان لتملكها فإنها تؤديه إلى حرق النار، والضالة من الحيوان: الإبل والبقر وما اشبهها مما يبعد ذهابه في الارض ويمتنع من السباع، ليس لاحد أن يعرض لها، لأن النبي صلى الله عليه وسلم اوعد من عرض لها ليأخذها بالنار. وقال الليث: يقال: احرقته النار فأحترق. وقال: والحرق: ما يصيب الثوب من حرق من دق القصار. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: الحرق: الثقب في الثوب من النار، والحرق محرك: الثقب في الثوب من دق القصار، جعله مثل الحرق الذي هو لهب النار. الحراني عن ابن السكيت قال: الحرق: أن يصيب الثوب من النار احتراق، والحرق: مصدر حرق ناب البعير يحرق ويحرق حرقاً إذا صرف بنابه. والحرق في الثوب من الدق. ابن الأعرابي: ماء حراق وقعاع بمعنى واحد. الليث: الحراقات: مواضع القلائين والفحامين.
قال: والحروق والحراق: الذي تورى به النار. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي الحروق والحروق والحراق: ما يثقب به النار من خرقة أو نبخ. قال: والنبخ: أصول البردى إذا جف. وقال الليث: المحارقة: المباضعة على الجنب. أبو العباس عن ابن الأعرابي: امرأة حارقة: ضيقة الملاقي. قال وفي حديث علي أنه سئل عن امراته وقد جمعها إليه: كيف وجدتها؟ فقال: "وجدتها حارقة طارقة فائقة". قوله?طارقة أي طرقت بخير، وروى عن علي رضي الله عنه أيضاً أنه قال: "كذبتكم الحارقة ما قام لي بها إلا اسماء بنت عميس". هكذا رواه شمر بإسناده، قال والحارقة: النكاح على الجنب. وقال بعضهم: الحارقة: الإبراك. واما قول جرير: أمدحت ويحك منقراً أن ألزقوا بالحارقين فأرسلوها تظلـع وروى ابن عينية عن اسماعيل عن قيس أنه قال: قال علي رحمه الله: ?عليكم النساء بالحارقة فما ثبت لي منهن إلا اسماء"، قلت: كانه قال: عليكم بهذا الضرب من الجماع معهن. وقال أبو الهيثم فيما قرات بخطه: الحارقة: النكاح على الجنب، قال: وأخذ من حارقه الورك. وقال الليث: الحارقة: عصبة متصلة بين وابلتي الفخذ والعضد التي تدور في صدفة الورك والكتف فإذا انفصلت لم تلتئم ابداص، يقال عندها: حرق الرجل فهو محروق. وقال ابن الأعرابي: الحارقة: العصبة التي تكون في الورك فغذا انقطعت مشى صاحبها على اطراف اصابعه لا يستطيع غير ذلك، قال: وإذا مشى على اطراف اصابعه اختياراً فهو مكتام، وقد اكتام الراعي على اطراف اصابعه يريد أن ينال اطراف الشجر بعصاه ليهش بها على فخذه، وانشد: تراه تحت الفـنـن الـوريق يشول بالمحجن كالمحروق. قال: والحارقة من النساء: التي تكثر سب جاراتها. قال: والحرق والحروق والحروق والحراق: الكش الذي يلقح به. أبو عبيد عن اصحابه: إذا انقطع الشعر ونسل: قيل: حرق يحرق فهو حرق وانشد: حرق المفارق كالبراء الاعفر الأعفر: الابيض الذي تعلوه حمرة. الليث: الحرقة: حي من العرب، والحرقتان تيم وسعد وهما رهط الاعشى. وقال ابن السكيت: الحرقتان هما ابنا قيس بن ثعلبة. وقال الليث: الحرقة: ما تجد في العين من الرمد وفي القلب من الوجع أو في طعم شئ محرق: والحارقة من السبع: أسم له. وقال ابن السكيت الحريقة والنفيتة: أن يذر الدقيق على ماء او لبن حليب حتى ينفت ويتحسى من نفتها وهي اغلظ من السخينة فيوسع بها صاحب العيال لعياله إذا غلبه الدهر. وقال أبو مالك: هذه نار حراق وحراق: تحرق كل شئ، ورجل حراق وهو الذي لا يبقي شيئاً إلا افسده، وسنه حراق وناب حراق: يقطع كل شيئ. والقى الله الكافر في حارقته أي في ناره. عمرو عن أبيه قال: الحرق والحراق والحرق: الكش الذي يلقح به النخلة. وقال ابن الأعرابي: الحرق: الأكل المستقصى. والحرق: الغضابي من الناس. وحرق الرجل إذا ساء خلقه. حقل قال الليث: الحقل: الزرع إذا تشعب قبل أن يغلظ سوقه. يقال: احقلت الأرض وأحقل الزرع. وقال أبو العبيد: الحقل: القراح من الأرض. قال: ومثل لهم "لا تنبت البقلة إلا الحقلة?قال ومنه نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن المحاقلة قال: وهو بيع الزرع في سنبله بالبر، مأخوذ من الحقل القراح. واخبرني المخلدي عن المزني عن الشافعي عن سفيان عن ابن جريح، قلت لعطاء: ما المحاقلة؟ قال: المحاقلة: بيع الزرع بالقمح قال: وهكذا فسره لي جابر، قلت: فإن كان مأخوذاً من إحقال الزرع إذا تشعب كما قال الليث فهو بيع الزرع قبل صلاحه وهو غرر، وغن كان مأخوذاً من الحقل وهو القراح، وباع زرعاً في سنبله نباتاً في قراح بالبر فهو بيع بر مجهول ببر معلوم ويدخله الربا، لأنه لا يؤمن التفاضل، ويدخله الغرر لانه مغيب في أكمامه. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: الحقل بالحقل أن يبيع زرعاً في قراح بزرع في قراح، قلت: وهذا قريب مما فسره أبو عبيد. وروى عمرو عن أبيه انه قال: الحقل: الموضع الجارس وهو الموضع البكر الذي لم يزرع فيه قط زرع. وقال ابن الأعرابي: ومن أمثالهم: "لا تنبت البقلة إلى حقلة"، يضرب مثلاً للكلمة الخسيسة تخرج من الرجل الخسيس. وقال الليث: الحيلة: ماء الرطب في الامعاء، وربما جعله الشاعر حقلاً وأنشد: إذا الغروض اظطمت الحائلا
قلت: أراد بالرطب البقول الرطبة من العشب الاخضر قبل هيج الارض ويجزأ المال حينئذ بالرطب عن الماء وذلك الماء الذي يجزأ به النعم من البقول يقال له الحقل والحقيلة، وهذا يدل على أن الحقل من الزرع ما كان رطباً غضاً. وروى شمر عن ابن شميل قال: المحاقلة: المزارعة على الثلث والربع. قال: والحقل: الزرع: وقال إذا ظهر ورق الزرع واخضر فهو حقل، وقد احقل الزرع ونحو ذلك قال الشيباني. لمنداح من الدهنا خصـيب لتنفاخ الجنوب به نـسـيم احب إلى من قريات حسمي ومن حقلين بينهما تخـوم وقال شمر: الحقل: الروضة، وقالوا: موضع الزرع. والحاقل: الأكار. أبو عبيد عن الأصمعي: ومن ادواء الإبل الحقلة. يقال حقلت تحقل حقلة. وقال العجاج. ذاك وتشفى حقلة الامراض. وقال رؤبة: في بطنه أحقاله وبشمه وهو أن يشرب الماء مع التراب فيبشم. وقال أبو عمرو: الحلقة: وجع في البطن يقال: جمل محقول. قال: وهو بمنزلة الحقوة، وهو مغس في البطن. وقال الليث: الحقلة: حسافة التمر وما بقي من نفاياته. قلت: لا اعرف هذا الحرف وهو مريب. قال الليث: والحوقل: الشيخ إذا فتر عن الجماع. وقال أبو الهيثم: الحوقل: الرجل لا يقدر على مجامعة النساء من الكبر او الضعف. وانشد: اقول قطباً ونعما عن سلق لحوقل ذراعه قد املق وقال: وكنت قد حوقلت أو دنـوت وبعد حيقال الرجال الموت وقال الليث: الحوقلة: الغرمول اللين وهو الدوقلة ايضاً. قلت: وهذا حرف غلط فيه الليث في لفظه وتفسيره، والصواب الحوفلة وهي الكمرة والضخمة والامتلاء. قال ذلك أبو عمرو وابن الأعرابي والحوقلة بالقاف بهذا المعنى خطا. وقال بعضهم: المحاقلة: المزارعة بالثلث والربع واقل من ذلك واكثر، وهو مثل المخابرة، والمحاقل: المزارع، والقول في المحاقلة ما رويناه عن عطاء عن جابر وإليه ذهب الشافعي وأبو عبيد. وقال اللحياني: حوقل الرجل إذا مشى فأعيا وضعف. وقال أبو زيد: رجل حوقل: معى، وقد حوقل إذا أعيا، وانشد: محوقل وما به من باس إلا بقايا غيطل النعاس وفي النوادر: إحقل الرجل في الركوب إذا لزم ظهر الراحلة. ويقال: إحقل لي من الشراب وذلك من الحقلة والحقلة، وهو من دون ملء القدح. وقال أبو عبيد: الحقلة: الماء القليل. وقال أبو زيد: الحقلة: البقية من اللبن وليست بالقليلة. قحل قال الليث: القاحل: اليابس من الجلود. سقا قاحل، وشيخ قاحل، وقد قحل يقحل قحولاص. وقال أبو عبيد: قحل الرجل وقفل قحولاً وقفولاً إذا يبس، وقب قبوباً وقف قفوفاً. وقال الراجز في صفة الذئب: صب عليها في الظلام الغيطل كل رحيب شدقة مستقـبـل يدق اوساط العظام القـحـل لا يذخر العام لعام مقـبـل ويقال: تقحل الشيخ تقحلاً وتقهل تقهلاً إذا يبس جلده عليه من البؤس والكبر. وشيخ إنقحل من هذا. شمر: قحل يقحل قحولاً، وتقحل، وشيخ قاحل. وقال ابن الأعرابي: لا أقول قحل ولكن قحل. قلح قال الليث: القلح: صفرة تعلو الاسنان والنعت قلح واقلح، والمراة قلحاء وقلحة، وجمعها قلح، والاسم القلح. والقلاح وهو اللطاخ الذي يلزق لاثغر قال: ويسمى الجعل أقلح. وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم: انه قال لصحابه "مالي أراكم تدخلون على قلحا قال أبو عبيد: القلح: صفرة في الاسنان ووسخ يركبها من طول السواك، ومعنى الحديث انهم حثوا على السواك. وقال شمر: الحبر: صفرة في الاسنان فإذا كثرت وغلظت واسودت او اخضرت فهو القلح. قال الاعشى: وفشى فيهم مع اللؤم القلح وفي النوادر: تقلح فلان البلاد تقلحا وترقعها، والترقع في الخصب، والتلقح في الجدب. لقح الليث: اللقاح: اسم ماء الفحل، واللقاح: مصدر قولك: لقحت الناقة تلقح لقاحاً إذا حملت، فإذا استبان حملها قيل استبان لقاحها فهي لاقح. قال: والملقح: يكون مصدراً كاللقاح وانشد: يشهد منها ملقحاً ومنتحاً وقال في قول ابي النجم: وقد أجنت علقاً ملقوحاً يعني لقحته من الفحل أي اخذته.
وروى عن ابن عباس أنه سئل عن رجل له امراتان ارضعت إحدهما غلاماً، وارضعت الاخرى جارية: هل يتزوج الغلام الجارية؟ قال: لا، اللقاح واحد. قلت: قد قال الليث: اللقاح: اسم لماء الفحل، فكان ابن عباس أراد أن ماء الفحل الذي حملتا منه واحد، فاللبن الذي ارضعت كل واحدة منهما مرضعاً كان اصله ماء الفحل، فصار المرضعان ولدين لزوجهما، لانه كان القحهما. قلت: ويحتمل أن يكون اللقاح في حديث ابن عباس معناه الالقاح. يقال: ألقح الفحل الناقة إلقاحاً ولقاحاً فالإلقاح مصدر حقيقي، واللقاح اسم يقوم مقام المصدر. كقولك اعطي عطاء وإعطاء وأصلح إصلاحاً وصلاحاً، وانبت غنباتاً ونباتاً. قلت: واصل اللقاح للابل، ثم استعير في النساء، فيقال: لقحت إذا حملت. قال ذلك شمر وغيره من اهل العربية. وقال الليث: اولاد الملاقيح والمضامين نهى عن ذلك في المبايعة، لنهم كانوا يتبايعون اولاد الشاة في بطون الامهات واصلاب الآباء، قال: فالملاقيح في بطون الامهات، والمضامين في اصلاب الفحول. وقال أبو عبيد: الملاقيح: ما في البطون وهي الاجنة، الواحدة منها ملقوحة، قال وانشدني الأصمعي: انا وجدنا طرد الـهـوامـل خيراً من التأنان والمسـائل وعدة العـام وعـام قـابـل ملقوحة في بطن ناب حائل يقول: هي ملقوحة فيما يظر لي صاحبها، وانما امها حائل. قال: فالملقوح هي الاجنة التي في بطونها، واما المضامين فما في اصلاب الفحول، وكانوا يبيعون الجنين في بطن الناقة، ويبيعون ما يصرب الفحل في عامه او في اعوام. قلت: وروى مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب انه قال: لا ربا في الحيوان، وغنما نهى من الحيوان عن ثلاث: عن المضامين والملاقيح وحبل الحبلة. قال سعيد: والملاقيح: ما في ظهور الجمال، والمضامين: ما في بطون الإناث. وقال المزني: انا احفظ أن الشافعي يقول: المضامين: ما في ظهور الجمال، والملاقيح: ما في بطون غناث الإبل. قي المزني: واعملت بقوله عبد الملك ابن هشام فانشدني شاهداً له من شعر العرب: أن المضامين التي في الصلـب ماء الفحول في الظهور الحدب لسن بمغن عنك جهد الـلـزب وانشد في الملاقيح: منيتني ملاقحاً في الابطن تنتج ما تلقح بعد ازمن قلت: وهذا هو الصواب. واخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: إذا كان في بطن الناقة حمل فهي ضامن ومضمان وهن ضوامين ومضامين، والذي في بطنها ملقوح وملقوحة. قلت: ومعنى الملقوح المحمول، ومعنى اللاقح الحامل. وقال الليث: ألقح الفحل الناقة. واللقحة: الناقة الحلوب، فإذا جعلته نعتاً قلت: ناقة لقوح، ولا يقال ناقة لقحة، غلا انك تقول: هذه لقحة فلان. قال: واللقاح جمع اللقحة، واللقح جمع لقوح. قال: وغذا نتجت الإبل فبعضها قد وضع وبعضها لم يضع فهي عشار، فإذا وضعت كلها فهي لقاح. واخبرني المنذري عن أبي العباس عن ابن الأعرابي يقال: لقحت الناقة تلقح لقاحاً ولقحاً، وناقة لاقح وإبل لواقح ولقح. واللقوح: اللبون، وفنما تكون لقوحاً اول نتاجها شهرين او ثلاثة اشهر، ثم يقع عنها اسم اللقوح، فيقال: لبون. قال: ويقال: ناقة لقوح ولقحة. وجمع لقوح لقح ولقاح ولقائح، ومن لقحة جمعها لقحاً. قال: وحى لقاح: إذا لم يملكوا ولم يدينو للملوك. وروى عن عمر انه اوصى عماله غذ بعثهم فقال: وأدروا لقحة المسلمين. قال شمر: قال بعضهم: أراد بلقحة المسلمين عطائهم. قلت: ارااه أراد بلقحة المسلمين درة الفئ والخراج الذي منه عطاؤهم وما فرض لهم، وداره: جبايته وتحلبه وجمعه مع العدل في اهل الفئ حتى تحسن حالهم، ولا تنقطع مادة جبايتهم. وقال ابن شميل: يقال: لقحة ولقح ولقوح ولقائح. واللقاح: ذوات الالبان من النوق واحدها لقوح ولقحة. قال عدي بن زيد: من يكن ذا لقاح راخـيات فلقاحي ما تذوق الشعيرا بل حواب في ظلال فسيل ملئت اجوافهن عصيرا فتهادرن كـذاك زمـانـاً ثم موتن فكن قـبـورا قال شمر: وتقول العرب: عن لي لقحة تخبرني عن لقاح الناس. يقول: نفسي تخبرني فتصدقني عن نفوس الناس: أن احببت لهم خيرا احبوا لي خيرا، وان احببت لهم شرا احبوا لي شرا.
وقال زيد بن كثوة: المعنى: اني اعرف ما يصير إليه لقاح الناس بما ارى من لقحتي، يقال: عند التأكيد للبصر بخاص امور الناس او عوامها: واخبرني المنذري عن ابن الهيثم انه قال: تنتج الابل في اوائل الربيع فتكون لقاحا واحدتها لقحة ولقحة ولقوح فجمع لقوح لقائح ولقح، وجمع اللقحة لقاح، فلا تزال لقاحا حتى يدبر الصيف عنها.
ثعلب عن ابن الأعرابي: ناقة لاقح وقارح يوم تحمل، فإذا استبان حملها فهي خلفة. قال: وقرحت تقرح قروحا، ولقحت تلقح لقاحا ولقحا وهي ايام نتاجها عائد.
الليث: اللقاح: ما يلقح به النخلة من الفحال، تقول: القح القوم النخل القاحا، ولقحوها تلقيحا، واستلقحت النخلة أي انى لها أن تلقح. قال: والقحت الريح الشجرة ونحو ذلك في كل شيء يحمل.
قال: واللواقح من الرياح: التي تحمل الندى ثم تمجه في السحاب فإذا اجتمع في السحاب صار مطرا.
وحرب لاقح: مشبهة بالانثى الحامل.
وقال الفراء: في قول الله عز وجل "وارسلنا الرياح لواقح"، قرأها حمزة وارسلنا الريح لواقح، لان الريح في معنى جمع، قال: ومن قرأ الرياح لواقح فهو بين، ولكن يقال: انما الريح ملقحة تلقح الشجر فكيف قيل لواقح؟ ففي ذلك معنيان احدهما أن تجعل الريح هي التي تلقح بمرورها على التراب والماء فيكون فيها اللقاح فيقال ريح لاقح كما يقال: ناقة لاقح ويشهد على ذلك انه وصف ريح العذاب بالعقيم فجعلها عقيما اذ لم تلقح. قال: والوجه الاخر أن يكون وصفها باللقح وان كانت تلقح كما قيل: ليل نائم والنوم فيه، وسر كاتم، كما قيل: المبروز والمختوم فجعله مبروزا ولم يقل مبرزا، فجاز مفعول لمفعل، كما جاز فاعل لمفعول اذ لم يزد البناء على الفعل، كما قيل ماء دافق.
واخبرني المنذري عن الحراني عن ابن السكيت قال: لواقح: حوامل، واحدتها لاقح. قال: وسمعت ابا الهيثم يقول: ريح لاقح أي ذات لقاح كما يقال: درهم وازن أي ذو وزن، ورجل رامح وسائف ونابل، ولا يقال: رمح ولا ساف ولا نبل، يراد ذو رمح وذو سيف وذو نبل.
قلت: وقيل: معنى قوله: (ارسلنا الرياح لواقح) أي حوامل "جعل الريح لاقحا لانها تحمل الماء والسحاب وتقلبه وتصرفه ثم تستدره، فالرياح لواقح أي حوامل?على هذا المعنى، ومنه قول ابي وجزة:
حتى سلكن الشوى منهن في مسك من نسل جوابة الافاق مهـداج
سلكن يعنى الاتن ادخلن شواهن أي قوائمهن في مسك أي في ماء صار كالمسك لايديها، ثم جعل ذلك الماء من نسل ريح تجوب البلاد، فجعل الماء للريح كالولد؛لانها حملته.
ومما يحقق ذلك قول الله جل وعز: ( رسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى إذا اقلت سحابا ثقالا) أي حملت، فهذا على المعنى لا يحتاج إلى أن يكون لاقح بمعنى ذي لقح، ولكنها حاملة تحمل السحاب والماء.
ويقال للرجل إذا تكلم فاشار بيديه: تلقحت يداه، يشبه بالناقة إذا شالت بذنبها ترى انها لاقح لئلا يدنو منها الفحل فيقال تلقحت، وانشد:
تلقح ايديهـم كـأن زبـيبـهـم ربيب الفحول الصيد وهي تلمح
أي انهم يشيرون بايديهم إذا خطبوا، والزبيب: شبه الزبد يظهر في صامغي الخطيب إذا زبب شدقاه.
لحق
الليث: اللحق: كل شيء لحق شيئا او الحقته به النبات ومن حمل النخل، وذلك أن يرطب ويثمر، ثم يخرج في بعضه شيء يكون اخضر قل ما يرطب حتى يدركه الشتاء ويكون نحو ذلك في الكرم يسمى لحقا، قلت: وقد قال الطرماح في مثل ذلك يصف نخلة اطلعت بعد ينع ما كان خرج منها في وقته فقال:
الحقت ما استلعبت بـالـذي قد انى اذ حان حين الصرام
أي الحقت طلعا غريضا كانها لعبت به اذ اطلعته في غير حينه، وذلك أن النخلة انما تطلع في الربيع، فإذا اخرجت في اخر الصيف ما لا يكون له ينع فكأنها غير جادة فيما اطلعت.
وقال الليث: اللحق من الناس: قوم يلحقون بقوم بعد مضيهم، وانشد:
يغنيك عن بصرى وعن أبوابها وعن حصار الروم واغترابها
ولحق يلحق من اعـرابـهـا تحت لواء الموت او عقابهـا
قلت: يجوز أن يكون اللحق مصدرا للحقن ويجوز أن يكون جمعا للاحق كما يقال: خادم وخدم وعاس وعسس.
وقال الليث: اللحق: الدعى الموصل بغير أبيه، قلت: وسمعت بعضهم يقول له: الملحق.
واخبرني المنذري عن ثعلب عن سلمة عن الفراء قال الكسائي: يقال: زرعوا الالحاق والواحد لحق وذلك أن الوادي ينضب فيلقي البذر في كل موضع نضب عنه الماء فيقال: استلحقوا إذا زرعوا. وقال أبو العباس: قال ابن الأعرابي: اللحق أن يزرع القوم في جوانب الوادي. يقال: قد زرعوا الالحاق. وقال الليث: اللحاق: مصدر لحق يلحق لحاقا. قال: والملحاق: الناقة التي لا تكاد الابل تفوقها في السير. قال رؤبة: فهي ضروح الركض ملحاق اللحق وتلاحقت الركاب وانشد: اقول وقد تلاحقت المطـايا كفاك القول أن عليك عينا كفاك القول: أي ارفق وامسك عن القول. لاحق: اسم فرس معروف من خيل العرب. أبو عبيد عن الكسائي: لحقته والحقته بمعنى واحد، قال. ومنه ما جاء في دعاء الوتر"أن عذابك بالكفار ملحق?بمعنى لاحق ومنهم من يقول. أن عذابك بالكفار ملحق. قلت: واللحق: ما يلحق بالكتاب بعد الفراغ منه فتلحق به ما سقط عنه. ويجمع الحاقا وان خفف فقيل لحق كان جائزا. ويقال: فرس لاحق الايطل وخيل لحق الاياطل إذا ضمرت. ابن شميل عنالجعدي: اللحق: ما زرع بماء السماء وجمعه الالحاق: وقال يعقوب: اللحق: الزرع العذي. وقال: لحق الغنم: اولادها. حلق قال الليث: الحلق: مساغ الطعام والشراب في المرئ. قال: ومخرج النفس من الحلقوم، وموضع الذبح هو ايضا من الحلق وجمعه حلوق، وقال أبو زيد: الحلق: موضع الغلصمة والمذبح. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الحلق: الشؤم. ويقال: حلق فلان فلانا إذا ضربه فأصاب حلقه، وجاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لصفية بنت حيي حين قيل له يوم النفر: انها نفست فقال: "عقري حلقي ما اراها الا حابستنا". قال أبو عبيد: معناه عقرها الله وحلقها أي اصابها الله بوجع في حلقها كما يقول: رأسه إذا اصاب راسه. قال: واصله عقرا حلقا واصحاب الحديث يقولون: عقري حلقي. وقال الأصمعي: يقال عند الامر يعجب منه خمشي وعقري وحلقي كانه من العقر والحلق والخمش، وانشد: الا قومي اولو عقري وحلقي لما لاقت سلامان بن غنـم ومعناه قومي اولو نساء قد عقرن وجوههن فخدشنها وحلقن شعورهن متسلبات على من قتل من رجالها. وقال شمر: روى أبو عبيد: عقرا حلقا فقلت له: لم اسمع هذا الا عقري حلقي فقال: لكني لم اسمع فعلى على الدعاء. قال شمر: فقلت له: قال ابن شميل: أن صبيان البادية يلعبون ويقولون: مطيري على فعيلى وهو اثقل من حلقي، قال: فصيره في كتابه على وجهتين منونا وغير منون. وفي حديث اخر"ليس منا من سلق او حلق او خرق?أي ليس من سنتنا رفع الصوت في المصائب ولا حلق الشعر ولا خرق الثياب. وقال الليث: الحالق: المشؤوم. يقول: يحلق اهله ويقشرهم قال: ويقال: للمرأة: حلقى عقري: مشؤومة مؤذية؛قلت: والقول في تفسيرهما ما ذكرناه عن ابي عبيد وشمر ومنه قول الراجز: يوم اديم بـقة الــشـــريم افضل من يوم احلقي وقومي وقال الليث: الحلق: حلق الشعر، والمحلق: موضع حلق الرأس بمنى وانشد: كلا ورب البيت والمحلق وقال الله جل وعز(مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُم ومُقَصِّرين) وقال الأصمعي: يقال: اشتريت كساء محلقا إذا كان خشنا يحلق الشعر من الجسد. وقال الراجز يصف ابلا ترد الماء فتشرب: ينفضن بالمشافر الهدالـق نفضك بالمحاشي المحالق قال والمحاشيء: اكسية خشنة تحلق الجسد واحدها محشأ بالهمز، ويقال: محشاة بغير همز. ويقال: حلق معزاه إذا اخذ شعرها وجز ضأنه، وهيمعزى محلوقة وحليق. وقال الليث: الحلق: نبات لورقه حموضة يخلط بالوسمة للخضاب والواحدة حلقة. قال: والمحلق من الابل: الموسوم بحلقة في فخذه او في اصل اذنه ويقال للابل المحلقة حلق. وقال جندل الطهوي: قد خرب الانضادتنشاد الحلـق من كل بال وجهه بلى الخلق يقول: خربوا انضاد بيوتنا من امتعتنا بطلب الضوال. أبو عبيد عن ابي زيد: حلق قضيب الحمار يحلق حلقا إذا احمر وتقشر. قال: وقال ثور النمري: يكون ذلك من داء ليس له دواء الا أن يخصى، وربما سلم وربما مات، وانشد: خصيتك يابن حمزة بالقوافـي كما يخصى من الحلق الحمار وقال الأصمعي: يكون ذلك من كثرة السفاد.
وقال شمر: يقال: اتان حاقية إذا تداولتها الحمر فأصابها داء في رحمها. وقال الليث الحلقة بالتخفيف: من القوم والجميع الحلق، قال ومنهم من يقول: حلقة. وقال الأصمعي: حلقة من الناس ومن حديد والجميع حلق. مثل بدرة وبدر وقصعة وقصع: وقال أبو عبيد: اختار في حلقة الحديد فتح اللام ويجوز الجزم واختار في حلقة القوم الجزم ويجوز التثقيل. واخبرني المنذري عن ابي العباي انه قال: اختار في حلقة الحديد وحلقة الناس التخفيف، ويجوز فيهما التثقيل. والجمع عنده حلق. وقال ابن السكيت: هي حلقة الباب وحلقة القوم، والجمع حلق وحلاق. وقال: وقال أبو عمرو الشيباني: ليس في الكلام حلقة الا قولهم: حلقة للذين يحلقون المعزى. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الحلقة: الضروع المرتفعة. وقال أبو زيد فيما روى ابن هانئ عنه. يقال: وفيت حلقة الحوض توفية والاناء كذلكز وحلقة الاناء: ما بقى بعد أن تجعل فيه من الشراب والطعام إلى نصفه، فما كان فوق النصف إلى اعلاه فهو الحلقة وانشد: قام يوفي حلقة الحوض فلج وقال أبو مالك: حلقة الحوض: امتلاؤه وحلقته ايضا: دون الامتلاء وانشد: فواف كيلها ومحلق والمحلق: دون الملء وقال الفرزدق: اخاف بان ادعى وحوضي محلق إذا كان يوم الحتف يوم حمامي وقال الليث: الحلق: الخاتم من فضة بلا فص. أبو عبيد عن ابي زيد: الحلق: المال الكثير: يقال: جاء فلان بالحلق. أبو العباس عن ابن الأعرابي: اعطى فلان الحلق أي خاتم الملك يكون في يده. وانشد: واعطي منا الحلق ابيض ماجد رديف ملوك ما تغب نوافله وقال الأصمعي وغيره: الحالق: الجبل المنيف المشرف. أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: الحُلُقُ: الاهوية بين السماء والارض، واحدها حالق. والحُلَّقُ: الضروع المرتفعة وقال الليث: حلق الضرع يحلق حلوقا فهو حالق يريد ارتفاعه إلى البطن وانضمامه. وفي قول اخر: كثرة لبنه. أبو عبيد: عن الأصمعي انه انشده قول الحطيئة يصف الابل: إذا لم تكن الا الاماليس اصبحت لها حلق ضراتها شـكـرات قال: حلق جمع حالقزورواه غيرهز إذا لم تكن الا الاماليس روحت محلقة ضراتها شـكـرات قال: محلقة: حفلا كثيرة اللبن وكذلك حلق: ممتلئة، وضرع حالق: ممتلئ. وقال النضر: الحالق من الابل: الشديدة الحفل العظيمة الضرة وقد حلقت تحلق حلقا. قلت: الحالق من نعت الضروع جاء بمعنيين متضادين: فالحالق المرتفع المنضم إلى البطن لقلة لبنه، ومنه قول لبيد: حتى إذا يئست واسحق حالق لم يبله ارضاعها وفطامها فالحالق في بيت لبيد الضرع المرتفع الذي قل لبنه، واسحاقه دليل على هذا المعنى. والحالق: الضرع الممتلئ. وشاهده قول الحطيئة. وقوله: شكرات يدل على كثرة اللبن. شمر عن ابن الأعرابي: "هم كالحلقة المفرغة لا يدري ايها طرفها". يضرب مثلا للقوم إذا كانوا مجتمعين مؤتلفين، كلمتهم وايديهم واحدة، لا يطمع عدوهم فيهم ولا ينال منهم. وقال الليث: الحالق من الكرم والشرى ونحوهما: ما التوى منه وتعلق بالقضبان. قال: والمحالق من تعريش الكرم. قلت: كل ذلك مأخوذ من استدارته كالحلقة وحلقت عين البعير إذا غارت. وحلق الاناء من الشراب إذا امتلأ الا قليلا. وروى عن انس بن مالك انه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يصللي العصر، والشمس بيضاء محلقة، فارجع إلى اهلي فأقول: صلوا قال شمر: محلقة قال اسيد: تحليق الشمس من اول النهار: ارتفاعها من المشرق ومن اخر النهار: انحدارها. وقال شمر: لا ارى التحليق الا الارتفاع في الهواء. يقال: حلق النجم إذا ارتفع، وحلق الطائر في كبد السماء إذا ارتفع وقال ابن الزبير الاسدي في النجم. رب منهل طام وردت وقد خوى نجم وحلق في السماء نجـوم خوى: غاب وقال أبو عبيدة: حلق ماء لحوض إذا قل وذهب. وفي حديث اخر: فحلق ببصره إلى السماء. قال شمر أي رفع البصر إلى السماء كما يحلق الطائر إذا ارتفع في الهواء، ومنه: الحالق: الجبل المشرف. قال: وحلق الحوض: ذهب ماؤه، وحلقت عين البعير إذا غارت. وقال الزفيان: ودون مسراها فلاة خيفق نائى المياه ناضب محلق
وحلق الطائر إذا ارتفع في الهواء وقال النابغة: إذا ما التقى الجمعان حلق فوقهم عصائب طير تهتدي بعصائب وقال الليث: تحلق القمر إذا صارت حوله دارة. ومحلق: اسم رجل وقال الأصمعي: اصبحت ضرة الناقة حالقا إذا قاربت الملء ولم تفعل. ويقال: لا تفعل ذاك امك حالق، أي اثكل الله امك بك حتى تحلق شعرها. ويقال: لحية حليق، ولا يقال حليقة. ثعلب عن ابن الأعرابي: حلق إذا اوجع، وحلق إذا وجع. وروى في الحديث"دب اليكم داء الامم البغضاء وهي الحالقة?قال شمر، وقال خالد بن جنبة: الحالقة: قطيعة الرحم والتظالم والقول السيء. ويقال: وقعت فيهم حالقة لا تدع شيئا الا اهلكته. قال: والحالقة: السنة التي تحلق كل شئ، والقوم يحلق بعضهم بعضا إذا قتل بعضهم بعضا، والمرأة إذا حلقت شعرها عند المصيبة حالقة وحلقى. ومثل للعرب: "لامك الحلق ولعينك العبر والحالقة: المنية، وتسمى حلاق أبو عبيد: الحلقة: اسم يجمع السلاح والدروع وما اشبهها. وسكين حالق وحاذق أي حديد. وحلق المكوك إذا بلغ ما يجعل فيه حلقة، والدروع تسمى حلقة. وقال ابن السكيت: يقال: قد اكثر فلان من الحولقة إذا اكثر من قول: لا حول ولا قوة الا باللهز حقن قال الليث: الحَقِينُ: لبن محقون في محقن. قلت: الحقينكاللبن الذي قد حقن في السقاء، ويجوز أن يقال للسقاء نغسه محقن، كما يقال له مصرب ومجزم، وكل ذلك محفوظ عن العرب. من امثالهم"ابي الحقين العذرة?يضرب مثلا للرجل يعتذر ولا عذر له. وقال أبو عبيد: اصل ذلك أن رجلا ضاف قوما فاستسقاهم لبنا وعندهم لبن قد حقنوه في وطب فاعتلوا عليه واعتذروا فقال: ابي الحقين العذرة أي هذا الحقين يكذبكم. وقال المفضل: كل ما ملأت شيئا او دسسته فيه فقد حقنته. ومنه سميت الحقنة. قال: حقن الله دمه: حبسه في جلده وملأه به، وانشد في نعت ابل امتلأت اجوافها: جردا تحقنت النجيل كأنما بجلودهن مدارج الانبار وقال الليث: إذا اجتمع الدم في الجوف من طعنة جائفة تقول: احتقن الدم في جوفه. واحتقن المريض بالحقنة. قال و بعير محقان: وهو الذي يحقن البول فإذا بال اكثر. قال: والحانقتان: نقرتا الترقوتين والجميع الحواقن. وقال أبو عبيد في قول عائشة: ( توفي الرسول صلى الله عليه وسلم بين سحري ونحري واقنتي وذاقنتي). قال أبو عمرو: الحاقنة: النقرة التي بين الترقوة وحبل العاتق وهما الحانقتان. وقال أبو زيد: يقال في مثل: ( لالحقن حواقنك بذواقنك). ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الحاقنة المعدة، والذاقنة: الذقن. قال: واحقن الرجل إذا جمع الوان اللبن حتى تطيب. واحقن بوله إذا حبسه. وقال ابن شميل: المحتقن من الضروع: الواسع الفسيح وهو احسنها قدرا كأنما هو قلت مجتمع متصد حسن، وانها لمحتقنة الضرع. قال ابن الأعرابي: الحلقة والحقنة: وجع يكون في البطن، والجميع احقال واحقان رواه أبو تراب. وفي الحديث: ( لا رأي لحاقب ولا حاقن) والحاقن في البول والحاقب في الغائط. نقح الليث: النقح: تشذيبك عن العصا ابنها وكذلك في كل شئ من اذى نحيته عن شئ فقد نقتحه. وقال: والمنقح: للكلام: الذي ينقش عنه ويحسن النظر فيه، وقد نقحت الكلام. وروي عن ابي عمرو بن العلاء انه قال في مثل: ( استغنت السلاءة عن التنقيح)، وذلك أن العصا انما تنقح لتملس وتخلق، والسلاءة: شوكة النخلة وهي في غاية الاستواء والملاسة فأن ذهبت تقشر منها قشرها خشنت، يضرب مثلا لمن يريد تقويم ما هو مستقيم. وقال أبو وجزة السعدي: طورا وطورا يجوب العقر من نقح كالسند اكبـاده هـيم هـراكـيل والنقح: الخالص من الرمل، والسند: ثياب بيض، واكباد الرمل: اوساطه. والهراكيل: الضخام من كثبانه. أبو العباس عن ابن الأعرابي: انقح الرجل إذا قلع حلية سيفه في الجدب والفقر. وانقح شعره إذا نقحه وحككه. قنح
قال الليث: القنح: اتخاذك قناحة تشد بها عضادة باب ونحوه تسمية الفرس قانه. ثعلب عن ابن الأعرابي: يقال لدروند الباب النجاف والنجران، ولمترسة القناح، ولعتبته النهضة. وفي حديث ام زرع: ( وعنده اقول فلا اقبح واشرب فأتقنح) وبعضهم يرويه ( فأتقمح). قال ابن جبلة: قال شمر: سمعت ابا عبيد يسأل ابا عبد الله الطوال النحوي عن معنى قوله فأتقنح؟ فقال أبو عبد الله: اظنها تريد اشرب قليلا قليلا. قال شمر: فقلت: ليس التفسير هكذا، ولكن التقنح أن يشرب فوق الري، وهو حرف روى عن ابي زيد فأعجب ذلك ابا عبيد، قلت: وهو كما قال شمر: وهو التفنح والترنح، سمعت ذلك من اعراب بني اسد، وقال أبو زيد: قنجت من الشراب اقنح قنحا إذا تكارهت على شربه بعد الري، وتقنحت منه تقنحا وهو الغالب على كلامهم. وقال أبو الصقر: قنحت اقنح قنحا. وقال غيره: قنحت الباب قنحا فهو مقنوح ؛ وهو أن تنحت خشبة ثم ترفع الباب بها. تقول للنجار: اقنح باب دارنا فيصنع ذلك، وتلك الخشبة هي القناحة وكذلك كل خشبة تدخلها تحت اخرى لتحركها. حنق الحنق: شدة الاغتياظ. تقول: حنق يحنق حنقا والنعت حنق. قال: والاحناق: لزوق البطن بالصلب وقال لبيد: فأحنق صلبها وسنامها وقال أبو عبيد: المحنق: القليل اللحم، واللاحق مثله. وقال أبو الهيثم: المحنق: الضامر، وانشد: قد قالت الانساع للبطن الحق قد فاضت كالفنيق المحنق وقال الأصمعي في قول ذي الرمة يصف الركاب في السفر: محانيق تضحى وهي عوج كأنها بجوز الفلا مستأجرات نـوائح قال: المحانيق: الضمر. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: الحنق: السمان من الابل. قال: واحنق إذا سمن فجاء بشحم كثير. قلت: وهذا من الاضداد. قال: واحنق الرجل إذا حقد حقدا لا ينحل. قال: واحنق الزرع فهو محنق إذا انتشر سنبله بعدما يقبع. وروى عن عمر انه قال: لا يصلح هذا الامر الا لمن لا يحنق على جرته. قال ابن الأعرابي: معنا لا يحقد على رعيته: فضربه مثلا ولا يقال للراعي جرة. حقف قال الليث: يقال: للرمل إذا طال واعوج: قد احقوقف. واحقوقف ظهر البعير، ويجمع الحقف احقافا وحقوفا. وقال أبو عبيد: قال الأصمعي: الحقف: الرمل المعوج، ومنه قيل لما اعوج: محقوقف. وقال الفراء في قول الله جل وعز: ( اذ انذر قومه بالاحقاف) واحدها حقف وهو المستطيل المشرف. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم امه مر هو واصحابه وهم محرمون بظبي حاقف في ظل شجرة. قال أبو عبيد يعني الذي قد انحنى وتثنى في نومه. ولهذا قيل للرمل إذا كان منحنيا حقف، قال: وكانت منازل قوم عاد بالرمال، قال: وفي بعض التفسير قوله: بالاحقاف قال: بالارض. والمعروف في كلام العرب الاول وانشد: طي الليالي زلفا فـزلـفـا سماوة الهلال حني احقوقفا وقال الليث: الاحقاف في القران: جبل محيط بالدنيا من زبرجدة خضراء، تلتهب يوم القيامة فتحشر الناس من كل افق، قلت: هذا الجبل الي وصفه يقال له قاف، واما الاحقاف فهي رمال بظاهر بلاد اليمن، كانت عاد تنزل بها. شمر عن ابن الأعرابي: الحقف: اصل الرمل، واصل الجبل والحائط. قال: والظبي الحاقف يكون رابضا في حقف من الرمل، ويكون منطويا كالحقف. وقال ابن شميل: جمل احقف: خميص. قحف قال الليث: القحف: العظم الذي قوف الدماغ من الجمجمة. والجميع الاقحاف والقحفة. قال والقحف: قطع القحف او كسره، ورجل مقحوف: مقطوع القحف، وانشد: يدعن هام الجمجم المقـحـوف صم الصدى كالحنظل المنقوف قال: والقحف: شدة الشرب. وقال امرؤ القيس لما نعى إليه أبوه وهو يشرب: ( اليوم قحاف وغدا نقاف). وقحف الاناء إذا شرب ما فيه. أبو عبيد عن الأصمعي من امثالهم في رمي الرجل صاحبه بالمعضلات او بما يسكته أن يقولوا: ( رماه باقحاف راسه). قال أبو الهيثم: القحف: العظم الذي فوق الدماغ من الجمجمة. الحراني عن ابن السكيت قال: القحف: ما ضرب من الرأس فطاح. وانشد لجرير: تهوى بذي العقر اقحافا جماجمهم كأنها حنظل الخطبان تنتقـف
أبو زيد عن الكلابيين قالوا: قحف الراس: كل ما انفلق من جمجمته فبان، ولا يدعى قحفا حتى يبين، وجماعة القحف اقحاف وقحفة وقحوف، ولا يقولون لجميع الجمجمة قحف الا أن تنكسر. والجمجمة: التي فيها الدماغ. وقال غيره: ضربه فاقتحف قحفا من رأسه أي ابان قطعة من الجمجمة، والجمجمة كلها تسمى قحفا واقحافا. وقال أبو الهيثم: القحاف: شدة المشاربة بالقحف، وذلك أن احدهم إذا قتل ثأره شرب بقحف راسه يتشفى به. قلت: القحف عند العرب: الفلقة من فلق القصعة او القدح إذا تثلمت، ورايت اهل النعم إذا جربت ابلهم يجعلون الخضخاض في قحف ويطلون الاجرب بالهناء الذي جعلوه فيه، واظنهم شبهوه بقحف الرأس فسموه به. وقال الليث: القاحف من المطر كالقاعف إذا جاء فجاءه فأقتحف سيله كل شئ. ومنه قيل: سيل قحاف وقعاف وجحاف بمعنى واحد. أبو زيد: عجاجة قحفاء وهي التي تقحف الشئ وتذهب به. وقال ابن الأعرابي: القحوف: المغارف. فحق اهمله الليث. وحكى عن الفراء انه قال: العرب تقول: فلان يتفيحق في كلامه ويتفيهق إذا توسع فيه. وقال أبو عمرو: انفحق بالكلام افحاقا وطريق منفحق: واسع، وانشد: والعيس فوق لا حب معبـد غبر الحصا منفحق عجرد فقح الليث: التفقح: التفتح بالكلام قال: والجرو إذا ابصر. قيل: قد فقح يعني فتح عينيه. وفي الحديث: ( أن عبيد الله بن جحش تنصر بعد اسلامه فقيل له في ذلك، فقال: انا قد فقحنا وصأصأتم). قال أبو عبيد: قال أبو زيد والفراء: فقح الجرو وجصص إذا فتح عينيه، وصأصأ إذا لم يفتح عينيه. وقال الليث: الفقاح: من العطر، وقد يجعل في الدواء. يقال له: فقاح الاذخر، الواحدة فقاحة، وهو من الحشيش. قلت: هو نور الاذخر إذا تفتح برعومه، وكل نور تفتح فقد تفقح، وكذلك الورد وما اشبهه من براعيم النور. الليث: الفقحة: الراحة بلغة اهل اليمن وجمع الفقحة فقاح. قفح أبو بكر عن شمر: قال: قفح فلان عن الشئ إذا امتنع عنه وقفحت نفسه عن الطعام إذا تركه وانشد: سيف خراطه مكر الجنا ب ترى نفسه قافـحة قال شمر: قافحة أي تاركة. قال: والخراطة: ما انخرط عيدانه وورقه. وقال ابن دريد: قفحت الشئ اقفحه إذا استففته. حبق قال الليث: الحبق: دواء من ادوية الصيادلة. أبو عبيد عن الأصمعي قال: الحبق: الفوذنج. الليث: الحبق: ضراط المعز. تقول: حبقت تحبق حبقا. وقال أبو عبيد: قال الأصمعي: يقال: نفخ بها، وحبق بها، إذا ضرط. وعذق حبيق ولون حبيق: ضرب من التمر ردئ، وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن دفعه في الصدقة المفروضة. أبو عبيدة: هو يمشي الدفقي والحبقي. قال: والحبقي: دون الدفقي. حقب الليث: الحقب: حبل يشد به الرحل إلى بطن البعير لئلا يجتذبه التصدير فيقدمه، وإذا تعسر البول على الجمل قيل: قد حقب البعير حقبا فهو بعير حقب. أبو عبيد عن الأصمعي: من ادوات الحل الغرض والحقب، فاما الغرض فهو حزام الرحل واما الحقب فهو حبل يلي الثيل. وقال أبو زيد: احقبت البعير من الحقب. وقال الأصمعي: يقال: اخلفت عن البعير وذلك إذا اصاب حقبه ثيله، فيحقب حقبا، وهو احتباس بوله، ولا يقال ذلك في الناقة لأن بول الناقة من حيائها، ولا يبلغ الحقب الحياء، فالاخلاف عنه أن يحول عنه أن يحول الحقب فيجعل مما يلي خصيتي البعير. ويقال: شكلت عن البعير، وهو أن تجعل بين الحقب والتصدير خيطا ثم تشده لكيلا يدنو الحقب من الثيل، واسم ذلك الخيط الشكال. وجاء في الحديث ك ( لا راي لحازق ولا حاقب) فالحازق: الذي ضاق عليه خفه فحزق قدمه حزقا، وكانه لا رأي لذي حزق، واما الحاقب فهو الذي احتاج إلى الخلاء فلم يتبرز وحصر غائطه، شبه بالبعير الحقب الذي دنا من ثيله فمنعه من أن يبول. الليث: الاحقب: الحمار الوحشي سمي احقب لبياض في حقويه، والانثى حقباء. وقال رؤبة: كانها حقباء بلقاء الزلق والقارة الحقباء: الدقيقة المستطيلة في السماء، وانشد: ترى القنة الحقباء منها كأنـهـا كميت يباري رعلة الخيل فارد وقال بعضهم: لا يقال لها حقباء حتى يلتوي السراب بحقوها. أبو عبيد عن الأصمعي: حمار احقب: ابيض موضع الحقب.
قلت: والقارة الحقباء: التي في وسطها تراب اعفر تراه يبرق لبياضه مع برقة سائره. وقال الليث: الحقاب: شئ تتخذه المرأة تعلق به معاليق الحلى، تشده على وسطها والجميع الحقب. قلت: الحقاب هو البريم الا أن البريم يكون فيه الوان من الخيوط تشده المرأة على حقويها. وقال الليث: الاحتقاب: شد الحقيبة من خلف، وكذلك ما حمل من شئ من خلف. يقال: احتقب واستحقب. قال النابغة: مستحقبي حلق الماذي يقدمهم شم العرانينضرأبون للهـام وقال شمر: الحقيبة كالبرذعة تتخذ للحلس وللقتب، فاما حقيبة القتب فمنخلف واما حقيبة الحلس فمجوبة عن ذروة السنام. وقال ابن شميل: الحقيبة تكون على عجز البعير تحت حنوى القتب الاخرين. ولاحقب: حبل يشد به الحقيبة. وقال الليث: الحقبة: زمان من الدهر لا وقت له والحقب: ثمانون سنة والجميع احقاب. أبو عبيد عن الكسائي: الحقب السنون، واحدتها حقبة، والحقب: ثمانون سنة. وقال الفراء: الحقب في لغة قيس سنة. وجاء في التفسير انه ثمانون سنة ذكر ذلك في تفسير قوله: ( او مضى حقبا). وقال الزجاج: الحقب: ثمانون سنة. وقال الفراء في قوله جل وعز: ( لابثين فيها احقابا). قال: الحقب: ثمانون سنة، السنة ثلثملئة وستون يوما، اليوم منها الف سنة من عدد الدنيا. قال: وليس هذا مما يدل على غاية كما يظن بعض الناس، وانما يدل على الغاية التوقيت خمسة احقاب او عشرة، والمعنى انهم يلبثون فيها احقابا كلما مضى حقب، تبعه حقب اخر. وقال الزجاج: المعنى انهم يلبثون احقابا لا يذوقون في الاحقاب بردا ولا شرابا، وهم خالدون في النار ابدا كما قال الله جل وعز. ويقال: حقب السماء إذا لم يمطر. وحقب المعدن حقبا إذا لم يركز. وحقب نائل فلان إذا قل وانقطع. والعرب تسمي الثعلب محقبا لبياض بطنه. وانشد بعضهم لام الصريح الكنديةزكانت تحت جرير فوقع بينها وبين اخت جرير لحاء وفخار فقالت: اتـعـــدلـــين مـــحـــقـــبـــا بـــأوس والخطفي باشعث بن قيسما ذاك بالحزم ولا الكيس عنت أن رجال قومها عند رجالها كالثعلب عند الذئب، واوس هو الذئب، ويقال له اويس. ومن امثالهم: ( استحقب الغزو اصحاب البراذين). يقال ذلك عند ضيق المخارج، ويقال في مثله: ( نشب الحديدة والتوى المسمار) يقال ذلك عند تأكيد كل امر ليس منه مخرج. قحب الليث: قحب يقحب قحابا وقحبا إذا سعل. ويقال اخذه سعال قاحب. واهل اليمن يسمون المرأة المسنة قحبة. قال: والقحب: سعال الشيخ، وسعال الكلب. أبو عبيد عن ابي زيد: من امراض الابل القحاب وهو السعال، وقد قحب يقحب وقحابا وكذلك نحب ينحب وهو النحاب والنحاز مثله. وقال اللحياني: العرب تقول للبغيض إذا سع: وريا وقحابا، وللحبيب إذا سعل: عمرا وشبابا. قال: والقحاب: السعال. قال: ويقال للعجوز: القحبة والقحمة، وكذلك يقال لكل كبيرة من الغنم مسنة. وقال غيره: قيل للبغي قحبة لانها كانت في الجاهلية تؤذن طلابها بقحابها، وهو سعالها. وقال أبو زيد: عجوز قحبة وشيخ قحب ؛ وهو الذي يأخذه السعال. وانشد غيره: شيبني قبل انى وقت الهـرم كل عجوز قحبة فيها صمم ويقال: بتن نساء يقحبن أي يسعلن. قبح -أبو عبيد عن ابي عمرو: قبحت له وجهه مخففة واقبحت يا هذا: اتيت بقبيح. قلت: معنى قبحت له وجهه أي قلت له قبحه الله، وهو من قول الله جل وعز: ( ويوم القيامة هم من القبوحين) أي من المبعدين الملعونين، وهو من القبح وهو الابعاد. والعربتقول: قبحه الله واما رمعتبه أي ابعده الله وابعد والدته. وقال شمر: قال أبو زيد: قبح الله فلانا قبحا وقبوحا أي اقصاه وباعده من كل خير كقبوح الكلب والخنزير. وقال الجعدي: وليست بشوهاء مقبوحة توافي الديار بوجه غبر وقال اسيد: المقبوح: الذي يرد ويخسأ، والمنبوح: الذي يضرب له مثل الكلب. وروى عن عمار انه قال لرجل نال بحضرته م عائشة: (اسكت مقبوحا منبوحا). أراد هذا المعنى. ويقال: قبح فلان يقبح قباحة وقبحا، فهو قبيح وهو نقيض الحسن عام في كل شئ، وفي الحديث: ( لا تقيحوا الوجه) معاه: لا تقولوا، انه قبيح فان الله صوره، وقد تحسن كل شئ خلقه.
ويقال: قبح قلان بثرة خرجت بوجهه؛ وذلك اذ فضخها حتى يخرج قيحها. وكل شئ كسرته (فقد قبحته). وروي أبو العباس عن ابن الأعرابي انه قال: يقال: وقد استكملت العد فاقبحه، والعد: البثرة. واستمكاته: اقترابه للانفقاء. وقال الليث: القبيح: طرف عظم المرفق. قال: والابرة: عظيم اخر راسه كبير وبقيته دقيق ملزز بالقبيح. وروى أبو عبيد عن الاموي قال: يقال لعظم الساعد مما يلي النصف منه إلى المرفق كسر قبيح، وتنشد: ولو كنت عيرا كنت غير مـذلة ولو كنت كسرا كنت كسر قبيح واخبرني المنذري عن ابي الهيثم انه قال: القبيح: رأس العضد الذي يلي المرفق بين القبيح وبين ابرة الذراع، من عندها يذرع الذراع. قال: وطرف عظم العضد الذي يلي المنكب يسمى الحسن لكثرة لحمه، والاسفل القبيح. وقال شمر: قال الفراء: القبيح: رأس العضد الذي يلي الذراع وهو اقل العظام مشاشا ومخا، ويقال لطرف الذراع الابرة وانشد: حيث تلاقي الابرة القبيحا وقال الفراء: اسفل العضد: القبيح واعلاها الحسن. وفي النوادر: المقابحة والمكابحة: المشاتمة. روى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: القباح: الدب الهرم. والمقابح: ما يستقبح من الاخلاق، والممادح: ما يستحسن منها. قحم قال الليث: قحم الرجل يقحم قحوما. وفي الكلام العام: اقحم وهو رميه بنفسه في نهر او وهدة او في امر من غير دربة. وقال الله جل وعز: ( فلا اقتحم العقبة) ثم فسر اقتحامها فقال: فك رقبة او اطعم. وقرئ (0 فك رقبة او اطعام) ومعنى فلا اقتحم العقبة أي فلا هو اقتحم العقبة، والعرب إذا نفت بلا فعلا كررتها كقوله ك (0 فلا صدق ولا صلى ) ولم يكررها ههنا ؛ لانه اضمر لها فعلا دل عليه سياق الكلام كأنه قال: فلا امن ولا اقتحم العقبة، والدليل عليه قوله: ثم كان من الذين امنوا. ويقال: تقحمت بفلان دابته وذلك إذا ندت به فلم يضبط رأسها، فربما طوحت به في وهدة او وقصت به. وقال الراجز: اقــول والـــنـــاقة بـــي تـــقـــحـــم وانا منها مكلئز معصمويحك ما اسم امها ياعلكم يقال: أن الناقة إذا تقحمت براكبها نادة لا يضبط رأسها انه إذا سمي امها وقفت وعلكم اسم ناقة. وفي حديث على رضي الله عنه انه وكل عبد الله بن جعفر بالخصومة وقال: ( أن للخصومة قحما). قال الليث: القحم: العظام من الامور التي لا يركبها كل احد، والواحدة قحمة. وقال أبو عبيد: قال أبو زيد الكلابي: القحم: المهالك. قال أبو عبيد: واصله من التقحم. قال: ومنه قحمة الاعراب، وهو أن تصيبهم السنة فتهلكهم، فذلك تقحمها عليهم او تقحمهم بلاد الريف. وقال ذو الرمة يصف الابل وشدة ما تلقى من السير حتى تجهض اولادها: يطرحن بالاولاد او يلتمنـهـا على قحم بين الفلا والمناهل وقال شمر: كل شاق صعب من الامور المعضلة والحروب والديون فهي قحم. وانشد لرؤبة: من قحم الدين وزهد الارفاد قال: قحم الدين: كثرته ومشقته. قال ساعدة بن جؤية: والشيب داء نجـيس لا دواء لـه للمرء كان صحيحا صائب القحم يقول: إذا تقحمفي ارم لم يطش ولم يخطئ، قال: وقال ابن الأعرابي في قوله: قوم إذا حاربوا في حربهم قحم قال: اقدام وجرأة وتقحم، وقال في قوله: ( من سره أن يقتحم جراثيم جهنم فليقض في الحد). قال شمر: التقحم: التقدم والوقوع في اهوية وشدة بغير روية ولا تثبت. وقال العجاج: إذا كلي واقتحم المكلى يقول: صرع الذي اصيبت كليته. قال: واقتحم النجم إذا غاب وسقط. وقال ابن احمر: اراقب النجم كأني مولـع بحيث يجري النجم يقتحم أي يسقط. وقال جرير في التقدم: هم الحاملونالخيل حتى تقحمت قرابيسها وازداد موجا لبودها وقال الليث: المقاحيم من الابل التي تقتحم فتضرب الشول من غير ارسال فيها، والواحد مقحام. قلت: هذا من نعت الفحول. والمقحم: البعير الذي يربع ويثني في سنة واحدة: فتقتحم سن على سن قبل وقتها. يقال: اقحم البعير وهذا قول الأصمعي أن البعير، إذا القى سنيه في عام واحد فهو مقحم، وذلك لا يكون الا لابن الهرمين. وقال الليث: بعير مقحم. وهو الذي يقحم في المفازة ( من غير ) مسيم ولا سائق. وقال ذو الرمة: او مقحم اضعف الابطان حادجة بالامس فاستأخر العدلان والقتب قال: شبه به جناحي الظليم. قال: واعرابي مقحم: نشأ في البدو والفلوات لم يزايلها. والتقحيم: رمي الفرس فارسه على وجهه وانشد: يقحم الفارس لولا قبقبه وفي صفة رسول الله عليه وسلم ( لا تقتحمه عين من قصر). قال أبو عبيد: اقتحمته عيني إذا احتقرته، أراد الواصف انه لا تستصغره العين ولا تزدريه لقصره، وفلان مقحم أي ضعيف. وكل شئ نسب إلى الضعف فهو مقحم، ومنه قول الجعدي: علونا وسدنا سؤددا غير مقحم واصل هذا كله من المقحم الذي يتحول من سن إلى سن في سنة واحدة. وقال ابن الأعرابي: شيخ قحر وقحم بمعنى واحد. وقال أبو عمرو: القحم: الكبير من الابل، ولو شبه به الرجل كان جائزا، والقحر مثله. قال أبو العميثل الأعرابي: القحم الذي اقحمته السن تراه قد هرم في غير اوان الهرم. قمح قال الليث: القمح: البر. قال: وإذا جرى الدقيق في السنبل من لدن الانضاج إلى الاكتناز، تقول: قد جرى القمح في السنبل، وقد اقمح البر. قلت: وقد انضج ونضج، والقمح لغة شامية، واهل الحجاز قد تكلموا بها. وقال الليث: الاقتماح: اخذك الشئ في راحتك ثم تقتحمه في فيك، والاسم القمحة كاللقمة والاكلة: قال: والقميحة: اسم الجوارش. قلت: يقال: قمحت السويق اقمحه قمحا إذا سففته. اخبرني بذلك المنذري عن ثعلب عن ابن الاعاربي. قال: والقميحة: السفوف من السويق وغيره. الليث: القمحان: يقال: ورس. ويقال: زعفران. وقال أبو عبيد: القمحان: زبد الخمر و يقال: طيب. وقال النابغة: يبيس القمحان من المدام وقال الليث: المقامح والقامح من الابل الذي قد اشتد عطشه حتى فتر لذلك فتورا شديدا، وبعير مقمح، وقد قمح يقمح من شدة العطش قموحا، واقمحه العطش فهو مقمح. وقال الله جل وعز: ( فهي الي الاذقان فهم مقمحون): خاشعون لا يرفعون ابصارهم، قلت: كل ما قاله الليث في تفسير القامح والمقامح وفي تفسير قوله ( فهم مقمحون) فخطأ، واهل العربية والتفسير على غيره، فأما المقامح فان الايادي اقرأني لشمر عن ابي عبيد عن الأصمعي انه قال: بعير مقامح وكذلك الناقة بغيرهاء إذا رفع رأسه عن لاحوض ولم يشرب. قال وجمعه قماح. وقال بشر بن ابي خازم يذكر سفينة وركبانها: ونحن على جوانبهـا قـعـود نغض الطرف كالابل القماح قال أبو عبيد: قمح البعير يقمح قموحا وقمه يقمه قموها: إذا رفع رأسه ولم يشرب الماء. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي انه قال: التقمح: كراهة الشرب. وقال الهذلي: فتى ما ابن الاغر إذا شتـونـا وحب الزاد في شهري قماح رواه بضم القاف قماح ورواه ابن السكيت في شهري قماح بالكسر وهما لغتان. وشهرا قماح هما الكانوانان اشد الشتاء بردا ؛ سميا شهري قماح لكراهة كل ذي كبد شرب الماء فيهما الا تعذيرا. وقال أبو زيد: تقمح فلان من الماء: إذا شرب الماء وهو متكاره. وقال شمر: يقال لشهري قماح: شيبان وملحان. واما قول الله جل وعز: ( فهي إلى الاذقان فهم مقمحون) فأن سلمة روى عن الفراء انه قال: المقمح: الغاض بصره بعد رفع رأسه. وقال الزجاج: المقمح: الرافع رأسه الغاض بصره. قال: وقيل للكانونين شهرا قماح ؛ لأن الابل إذا وردت الماء فيهما ترفع رؤوسها لشدة برده. قال: وقوله: ( فهي إلى الاذقان) هي كناية عن الايدي لا عن الاعناق لأن الغل يجعل اليد تلي الذقن والعنق وهو مقارب للذقن. قلت: وأراد الله جل وعز أن ايديهم لما غلت عند اعناقهم رفعت الاغلال اذقانهم ورؤوسهم صعدا كالابل الرافعة رؤوسها. وقال الليث: يقال في مثل: ( الظمأ القامح خير من الري الفاضح) ومعناه العطش الشاق خير من ري يفضح صاحبه. وقال أبو عبيد في قول ام زرع: ( وعنده اقول فلا اقبح واشرب فأتقمح) أي اروى حتى ادع الشرب من شدة الري ؛ قلت: واصل التقمح في الماء فأيتعارته في اللبن، أرادت انها تروى من اللبن حتى ترفع رأسها عن شربه كما يفعل البعير إذا كره شرب الماء.
قال ابن شميل: أن فلانا لقموح للنبيذ أي شروب له وانه لقحوف للنبيذ. وقد قمح الشراب والنبيذ والماء واللبن واقتحمه وهو شربه اياه. وقمح السويق قمحا، واما الحبز والتمر فلا يقال فيهما: قمح، انما يقال القمح فيما يسف. محق قال الليث: المحق: النقصان وذهاب البركة. قال: والمحاق: اخر الشهر إذا امحق الهلال. وانشد: يزداد حتى إذا ما تم اعقبـه كر الجديدين منه ثم يمحق قال: وتقول: محقه الله فأمحق وامتحق أي ذهب خيره وبركته. وانشد لرؤبة: بلال يا ابن الانجم الاطلاق لسن بنحسات ولا امحاق قلت: واختلف اهل العربية في الليالي المحاق، فمنهم من جعلها الثلاث التي هي اخر الشهر وفيها السرار والى هذا ذهب أبو عبيد وابن الأعرابي، و منهم من جعلها ليلة خمس وست وسبع وعشرين لان القمر يطلع (في اخيرها ثم يأتي الصبح فيمحق ضوء القمر، والثلاث التي بعدها هي الد آدئ) وهذا قول الأصمعي وابن شميل وإليه ذهب أبو الهيثم والمبرد والرياشي، وهو اصح القولين عندي. ابن السكيت عن ابي عمرو: الامحاق: أن يهلك المال كمحاق الهلال وانشد: أبوك الذي يكوي انوف عنوقه باظفاره حتى انس وامحقـا قال: وقال الأصمعي: جاء في ماحق الصيف أي في شدة حره. وقال ساعدة الهذلي: ظلت صوافن بـالارزان صـادية في ماحق من نهار الصيف محتدم ويقال: يوم ماحق: إذا كان شديد الحر أي أن ه يمحق كل شئ وبحرقه وقد محقت الشئ امحقه. وقرن محيق: إذا دلك فذهب حده وملس. ومن المحق الخفي عند العرب أن تلد الابل الذكور ولا تلد الاناث ؛ لأن فيه انقطاع النسل وذهاب اللبن. ومن المحق الخفي النخل المقارب بين في الغرس. وكل شئ ابطلته حتى لا يبقى منه شئ فقد محقته وقد امحق أي بطل. قال الله: (0 يمحق الله الربا ويربى الصدقات) أي يستأصل الله الربا فيذهب ريعه وبركته. وقال أبو زيد: محقه الله وامحقه وابى الأصمعي الا محقة. ويقال: محاق القمر ومحاقه. ومحق فلان بفلان تمحيقا ؛ وذلك أن العرب في الجاهلية إذا كان يوم المحاق من الشهر، بدر الرجل إلى ماء الرجل إذا غاب عنه فينزل عليه ويسقي به ماله، فلا يزال قيم الماء ذلك الشهر وربه حتى ينسلخ، فإذا انسلخ كان ربه الاول احق به، وكانت العرب تدعو ذلك المحيق. أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: المحق: أن يذهب الشئ كله حتى لا يرى منه شئ، ومنه قول الله: ( يمحق الله الربا) أي يستأصل الله. حمق قال الليث: حمق الرجل يحمق حماقة وحمقا، واستحمق الرجل إذا فعل فعل الحمقي. وامراة محمق: تلد الحمقى. ويقال محمقة. وقالت امراة من العرب: لست ابالي أن اكون محمقة إذا رايت خصية معلـقة وسئل أبو العباس عن قول الشاعر: أن للحمق نعمة في رقاب الن اس تخفى على ذوي الالباب فقال : سئل بعض البلغاء عن الحمق فقال: تجوده خيره قال: ومعناه أن الاحمق الذي بلغة يطاولك بحمقه فلا تعثر على حمقه الا بعد مراس طويل، والاحمق: الذي لا ملاوم فيه ينكشف حمقه سريعا فتستريح منه ومن صحبته. قال: ومعنى البيت مقدم ومؤخر، كأنه قال: أن للحمق نعمة في رقاب العقلاء تغيب وتخفى على غيرهم من سائر الناس لأنهم افطن واذكى من غيرهم. قال: والاحمق: مأخوذ من انحماق السوق إذا كسدت فكأنه فسد عقله حتى كسد. أبو عبيد عن الاحمر: نام الثوب وانحمق إذا خلق. قال: وانحمقت السوق إذا كسدت. قال: وقال الكسائي: الحماق: الجدري يقال منه رجل محموق. وقال ابن دريد: انحمق الرجل إذا ضعف عن الامر. قال: والحمق: الخفيف اللحية، وقال غيره: يقال رجل احمق وحمق بمعنى واحد. والحميقاء: الجدري الذي يصيب الصبيان. والبقلة الحمقاء: هي الفرفخة. قال: والحماق: نبت ذكرته ام الهيثم. قال: وذكر بعضهم أن الحمقيق نبت. وقال الخليل: هو الهمقيق. وقال الليث: فرس محمق إذا كان نتاجها لا يسبق. قلت: لا اعرف المحمق بهذا المعنى. وقال أبو زيد: انحمق الطعام انحماقا. ومأق مؤوقا إذا رخص. ابن السكيت: يقال: لليالي التي يطلع القمر فيها ليله كله فيكون في السماء ومن دونهغيم فترى ضوءا ولا ترى قمرا فتظن انك قد اصبحت وعليك ليل: المحمقات. يقال: غرني غرور المحمقات.
ثعلب عن ابن الاعاربي. قال: الحمق اصله الكساد. ويقال للحمق: الكاسد العقل. قال: والحمق ايضا: الغرور. يقال: سرنا في ليال محمقات إذا استتر القمر فيها بغيم ابيض رقيق فيسير الراكب وهو يظن انه قد اصبح حتى يمل. قال: ومنه اخذ اسم الاحمق لانه يغرك في اول مجلسه بتعاقله فإذا انتهى إلى اخركلانه تبين حمقه فقد غرك باول كلامه. حشك قال الليث: الحشك: تركك الناقة لا تحلبها حتى يجتمع لبنها، فهي مكحشوكة. قال: والحشك الاسم للدرة المجتمعة وانشد: غدت وهي محشوكة حافل فراح الذئار عليها صحيحاً الذئار: البعر الذي يلطخ به اطباء الناقة لئلا يؤثر الصرار فيها. وقال أبو عبيد: الحشك: الدرة. حشكت الناقة تحشك حشكاً. وقال زهير: كما استغاث بسيءً فز غـيطـلة خاف العيون ولم ينظر به الحشك قال ابن السكيت: أراد الحشك فحركه للضرورة. أبو عبيد عن الفراء: حشك القوم وحشدوا بمعنى واحد. قال: وقال الأصمعي: حشكت النخلة إذا كثر حملها. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: من دعائهم: "اللهم افغر لي قبل حشك النفس واز العروق". قال: الحشك: النزع الشديد. وقال الأصمعي: الرياح الحواشك: المختلفة، ويقال: الشديدة. وقال أبو زيد: حشكت الريح تحشك حشكاً إذا ضعفت. وقال غيره: قوس حاشك وحاشكه إذا كانت مواتيه للرامي فيما يريد. وقال أسامة الهذلي: له أسهم قد طرهن سنينـه وحاشكه تمتد فيها السواعد والحشك. النزع الشديد. ويقال: احشكت الدابة إذا اقضمتها فحشكت أي قضمت. حكش قال ابن دريد: رجل حكش مثل قولهم حكر وهو اللجوج والحكش والعكش: الذي فيه التواء على خصمه. كشح قال ابن السكيت: مر فلان يشملهم ومر يشحنهم ومر يكشحهم أي يطردهم. قال والكاشح: المتولي عنك بوده. يقال: كشح عن الماء إذا ادبر عنه. أبو عبيد عن الأصمعي: كشح الرجل والقوم عن الماء إذا ذهبوا عنه. وقال الليث: الكشح: ما بين الخاصرة إلى الضلع الخلف، وهو من لدن السرة إلى المتن، وهما كشحان وهو موقع السيف من المتقلد، ويقال: طوى فلان كشحه. على امر إذا استمر عليه، قال: وكذلك الذاهب القاطع. يقال: طوى عنى كشحه. إذا قطعك وعاداك. ومنه قول الاعشى: وكان طوى كشحاً وأب ليذهبا. قلت يحتمل قوله وكان طوى كشحاً أي عزم على أمر واستمرت عزيمته. ويقال: طوى كشحاً على ضغن إذا اضمره، ومنه قول زهير: وكان طوى كشحاً على مستكنه فلا هو أبداها ولـم يتـقـدم ويقال: طوى كشحه عنه إذا اعرض عنه. أبو عبيد عن الأصمعي: الكاشح: العدو المبغض. وروى أبو نصر عنه: سمى العدو كاشحاً، لأنه ولاك كشحه واعرض عنك. وقال ابن الأعرابي: قال المفضل: الكاشح لصاحبه ماخوذ من المكاشح، وهو الفأس. والكاشحة: المقاطعة: وقال بعضهم: سمى العدو كاشحاً لأنه يخبأ العداوة في كشحه وفيه كبده، والكبد: بيت العداوة والبغضاء، ومنه قليل للعدو: اسود الكبد كان العداوة احرقت كبده. وقال الاعشى: فما اجشمت من غتيان قوم هم الاعداء والكباد سود وجمل مكشوح: وسم بالكشاح في اسفل الضلوع وإبل مكشحة ومجنبة. شحك الليث: الشحاك والشحك. يقال: شحكت الجدى، وهو عود يعرض في فم الجدي يمنعه من الرضاع. ثعلب عن ابن الأعرابي: يقال للعود الذي يدخل في فم الفصيل لئلا يرضع امه: شحاك وحناك وشبام وشجار، وقال غيره: شحكت الدابة إذا أدخلت ذنبها بين رجليها، وانشد: ياوى إذا شحكت إلى اطبائها سلب العسيب كانه ذعلوق ضحك قال الليث: الضحك: معروف، تقول: ضحك يضحك ضحكاً ولو قيل ضحكاً لكان قياساً، لن مصدر فَعِلَ فَعَلُ. قلت: وقد جاءت احرف من المصادر على فعل. منها ضحك ضحكاً، وخنقه خنقاً، وخضف خضفاً وضرط ضرطاً وسرق سرقاً، قال ذلك الفراء وغيره. وقال الليث: الضحكة: الشئ الذي يضحك منه، قال والضحكة: الرجل الكثير الضحك يعاب به أبو العبيد عن الكسائي رجل ضحكة: كثير الضحك، ورجل ضحكة. يضحك منه.
وقال الليث: رجل ضحاك نعت على فعال، قال: ولضحاك بن عدنان زعم ابن داب المدني انه الذي يقال غنه ملك الارض، وهو الذي يقال له المذهب وكانت أمه جنية فلحق بالجن ويبتدئ للقراء، وتقول العجم: إنه لما عمل السحر وأظهر الفساد أخذ فشد في جبل دنباوند، ويقال: إن الذي شده افر يذون الذي كان مسح الدنيا فبلغت اربعة وعشرين الف فرسخ. قلت: وهذا كله باطل لا يؤمن بمثله إلا احمق لا عقل له. وقال الليث في قول الله جل وعز: (فضحكت فبشرناها بإسحاق) أي طمثت. قلت: وروى سلمة عن الفراء في تفسير هذه الآية، لما قال رسل الله جل وعز لعبده وخليله إبراهيم: لا تخف ضحكت عند ذلك أمراته وكانت قائمة عليهم وهو قاعد فضحكت فبشرت بعد الضحك بغسحاق وإنما ضحكت سروراً بالأمن لأنها خافت كما خاف ابراهيم. وقال بعض اهل التفسير: هذا مقدم ومؤخر، المعنى فيه عندهم فبشرناها بغسحاق فضحكت بالبشارة. قال الفراء: وهو مما يحتمله الكلام والله العم بصوابه. قال الفراء: وأما قولهم فضحكت: حاضت فلم نسمعه من ثقة. وقال أبو عمرو: سمعت ابا موسى الحامض يسأل ابا العباس عن قوله فضحكت أي حاضت، وقال: إنه قد جاء في التفسير فقال: ليس في كلام العرب، والتفسير مسلم لأهل التفسير، فقال له: فأنت أنشدتنا: تضحك الضبع لقتلى هذيل وترى الذئب بها يستهل فقال أبو العباس: تضحك ههنا تكشر، وذلك أن الذئب ينازعها على القتيل فتكشر في وجهه وعيداً فيتركها مع لحم القتيل ويمر. واخبرني المنذري عن ابي طالب انه قال: قال بعضهم في قوله ضحكت: حاضت. قال: ويقال: لإن اصله من ضحاك الطلعة إذا انشقت. قال: وقال الاخطل فيه بمعنى الحيض. تضحك الضبع من دماء سليم إذ راتها على الحداب تمور وكان ابن عباس يقول: ضحكت: عجبت من فزع ابراهيم. وقال الكميت: واضحكت الضباع سيوف سعد بقتلى مـا دفـن ولا ودينـا قال: وقال بعضهم: الضحك: الطلع. قال: وسمعنا من يقول: اضحكت حوضك إذا ملأته حتى يفيض. وقال أبو ذؤيب: فجاء بمزج لم ير الناس مثـلـه هو الضحك إلا انه عمل النحل قالوا: هو العجب وهذا يقوي ما روي عن ابن عباس. وقال أبو اسحاق في قوله (وأمرأته قائمة فضحكت) يروى انها ضحكت لأنها كانت قالت لابراهيم: اضمم لوطاً ابن اخيك إليك فإني أعلم انه سينزل بهؤلاء القوم عذاب، فضحكت سروراً لما اتى الامر على ما توهمت. قال: فاما من قال في تفسير: ضحكت: حاضت فليس بشئ. قلت: وقد روى ذلك عن مجاهد وعكرمة فالله اعلم. وقال الليث: قال بعضهم: في الضحك الذي في بيت ابي ذؤيب: إنه الثلج، وقيل: هو الشهد، وقيل: هو الزبد. عمرو عن أبيه: الضحك والضحاك: وليع الطلعة الذي يؤكل. والضحك العسل. والضحك: النور. والضحك: المحجة. والضحك: ظهور الثنايا من الفرح. وقال أبو زيد: يقال للرجل اربع ثنايا واربع رباعيات واربعة ضواحك والواحد ضاحك وثنتا عشرة رحى في كل شق ست وهي الطواحن ثم النواجذ بعدها وعي اقصى الاضراس. الليث: الضحوك من الطرق: ما وضح واستبان، وانشد: على ضحوك النقب مجرهد أبو سعيد: ضحكات القلوب من الاموال والاولاد: خيارها التي تضحك القلوب غليها. وضحكات كل شيئ: خياره. وراى ضاحك: ظاهر غير ملتبس. ويقال: عن رأيك ليضاحك المشكلات أي تظهر عنده المشكلات حتى تعرف. وطريق ضحاك: مستبين. وقال الفرزدق: إذا هي بالركب العجال تردفـت نحائز ضحاك المطالع في نقب نحائر الطريق: جواده. وبرقة ضاحك: في ديار تميم، وروضة ضاحك بالصمان معروفة. حكص اليث: الحكيص: المرمى بالريبة وانشد: فلن تراني أبداً حكيصـاً مع المريبين ولن ألوصا قلت: لا اعرف الحكيص ولم اسمعه لغير الليث. كحص قال: الكاحص: الضارب برجله. سلمة عن الفراء: فحص برجله وكحص برجله. وقال أبو عمرو: كحص الاثر كحوصاً إذا دثر، وقد كحصه البلى، وانشد: والديار الكواحص وكحص الظليم إذا مر في الارض لا يرى فهو كاحص. وقال ابن دريد: الكحص: نبت له حب اسود يشبه بعيون الجراد، وأنشد في صفة الدروع. كأن جني الكحص اليبيس قتيرها إذا نثلت سالت ولم تتجـمـع حسك
قال الليث: بالحسك: نبات له ثمر خشن يتعلق بأصواف الغنم، قال: وكل ثمرة يشبهها نحو ثمرة القطب والسعدان والهراس فهو حسك، والواحدة حسكة، قال: والحسك من ادوات الحرب ربما اتخذ من حديد فصب حول العسكر. وحسك الصدر: حقد العداوة. يقال: إنه لحسك الصدر فلان. قال: والحسكك: القنفذ الضخم. أبو عبيد: في قلبه عليك حسيكة وحسيفة وسخيمة بمعنى واحد. وقال غيره: يقال للقوم الاشداء: إنهم لحسك أمراس، الواحد حسكة مرس. سحك اخبرني المنذري عن الحراني عن ابن السكيت. قال: سمعت ابن الأعرابي يقول: اسود سحكوك وحلكوك. قلت: ومسحنكك مثله مفعنلل من سحك. كسح الليث: الكسح: الكنس. والكساحة: تراب مجموع كسح بالمكسح. والمكساحة: المشارة الشديدة. قال: والكسح ثقل في احدى الرجلين إذا مشى جرها جراً. ورجل كسحان وقد كسح كسحاً. وفي حديث ابن عمر انه ذكر الصدقة. فقال: هي مال الكسحان والعوران، واحدهم اكسح وهو المقعد يقال منه: كسح كسحاً. وأنشد. بين مـخـذول كـريم جـده وخذول الرجل من غير كسح ومعنى الحديث: انه كره الصدقة إلا لأهل الزمانة، وانشد الليث بيتاً آخر للاعشى. ولقد امنـح مـن عـاديتـه كل ما يقطع من داء الكسح قال: ويورى بالشين. وقال أبو سعيد: الكساح: من ادواء الابل، جمل مكسوح: لا يمشي من شدة الظلع. قال: وعود مكسح ومكشح أي مقشور مسوى. قال: ومنه قول الطرماح: جمالية تغتال فضل جـديلـهـا شناح كصقب الطائفي المكسح ويروى المكشح، أراد بالشناحي عنقها لطوله. وقال أبو سعيد: الكساح: من ادواء الابل، جمع مكسوح: لا يمشي من شدة الظلع. قال وعود مكسح ومكشح أي مقشور مسوى. قال: ومنه قول الطرماح. جمالية تغتال فضل جـدلـيهـا شناح كصقب الطائفي المكسح ويروى المكشح، أراد بالشناحي عنقها لطوله. وقال أبو سعيد: يقال: اتينا بني فلان فاكتسحنا مالهم أي لم نبق لهم شيئا. وقال أبو سعيد: يقال: اتينا بني فلان فأكتسحنا مالهم أي لم نبق لهم شيئاً. وقال المفضل: كسح وكثح بمعنى واحد حكاه أبو تراب. حزك قال الفراء: حزكته بالحبل احزكه مثل حزقته سواء. قال: وحزكه وحزقه إذا شده بحبل جمع به يديه ورجليه. أبو عبيد: عن الأصمعي: الاحتزاك هو الاحتزام بالثوب. زحك يقال: زحك فلان عني وزحل إذا تنحى. قال: رؤبة. كأنه غـذ عـاد فـيهـا وزحـك حمى قطيف الخط أو حمى فدك كانه يعني الهم غذ عاد إلى أوزحك إذا تنحى عني. ابن الفرج عن عرام: أزحف الرجل وأزحك إذا اعيت به دابته. حكد ثعلب عن ابن الأعرابي: هو في محكد صدق ومحتد صدق. كدح الليث: الكدح: عمل الانسان من الخير والشر يكدح لنفسه بمعنى يسعى لنفسه، ومنه قول الله جل وعز: ( انك كادح إلى ربك كدحا) أي ناصب إلى ربك نصبا. وقال أبو اسحاق: جاء في التفسير: انك عامل لربك عملا وجاء ايضا: ساع إلى ربك سعيا فملاقيه. والكدح في اللغة: السعي والدؤوب في العمل في باب الدنيا، وفي باب الاخرة، وقال ابن مقبل: وما الدهر الا تارتان فمنـهـمـا اموت واخرى ابتغي العيش اكدح أي تارة اسعى في طلب العيش وادأب. وقال الليث: الكدح: دزن الكدم بالاسنان. والكدح بالحجر والحافر. وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: (0 من سأل وهو غني جاءت مسألته يوم القيامة خدوشا او خموشا او كدوحا). قال أبو عبيد: الكدوح: اثر الخدوش وكل اثر من خدش او عض فهو مكدح ومنه قيل للحمار الوحشي: مكدح لان الحمر يعضضنه، وانشد: يمشون حول مكدم قد كدحت متنيه حمل حناتم وقـلال ويقال: كدح فلان وجه فلان وجه فلان إذا ما عمل به ما يشينه، وكدح وجه امره إذا افسده. حتك قال الليث: الحتك والحتكان شبه الرتكان في المشي الا أن الرتكان للابل خاصة، والحتك للانسان وغيره. أبو عبيد عن الأصمعي: الحتك (ساكن التاء): أن يقارب الخطو ويسرع رفع الرجل ووضعها. شمر: قال ابن حبيب: رجل حتكة وهو القمئ، وكذلك الحوتك والحوتكي هو القصير القريب الخطو، قال: والحاتك: القطوف العاجز قال: والقطوف: القريب الخطو. وقال ذو الرمة.
لنا ولكم يامي امست نعاجهـا يماشين امات الرئال الحواتك وقال الراجز: وساقيين لم يكونا حتكا إذا اقول ونيا تمهكا أي تمددا بالدلو. والحوتك: الصغير الجسم اللئيم. كتح قال الليث: الكتح: دون الكدح من الحصى. والشئ يصيب الجلد فيؤثر فيه. وقال أبو النجم يصف الحمير: يلتحن وجها بالحصى ملتوحا ومرة بحافر مكـتـوحـا وقال الاخر: فاهون بذئب يكتح الريح باسته أي يضربه الريح قال: ومن روى تكثح الريح بالثاء فمعناه تكشف. وقال ابن دريد: كتح الدبا الارض إذا اكل ما عليها من نبات او شجر. وانشد: لهم اشد عـلـيكـم يوم ذلـكـم من الكواتح من ذاك الدبا السود قال: وكتحته الريح وكثحته إذا سفت عليه التراب. كثح قال الليث: الكثح: كشف الريحالشئ عن الشئ. قال: ويكثح بالتراب وبالحصى أي يضرب به. وقال المضل: كثح من المال ما شاء مثل كسح. كحث قال الليث: كحث له من المال كحثا إذا غرف له منه غرفا بيديه. حكر الليث: الحكر: الظلم والتنقص وسوء العشرة. ويقال: فلان يحكر فلانا إذا ادخل عليه مشقة ومضرة في معاشرته ومعايشته، والنعت حكر. ثعلب عن ابن الأعرابي: الحكر: اللجاجة. والحكر: ادخار الطعام للتربص. وقال الليث: الحكر: ما احتكرت من طعام ونحوه مما يؤكل. ومعناه الجمع. وصاحبه محتكر وهو احتباسه انتظار الغلاء، وانشد: نعمتها ام صـدق بـرة واب يكرمها غير حكر ابن شميل: إنهم ليتحكرون في بيعهم: ينظرون ويتربصون. وإنه لحكر لا يزال يحبس سلعته. والسوق مادة حتى يبيع بالكثير من شدة حكره أي من شدة احتباسه وتربصه. قال: والسوق مادة أي ملأى رجالاً وبيوعاً. وقد مدت السوق تمد مداً. حرك الليث: تقول: حرك الشئ يحرك حركاً وحركة وكذلك يتحرك وتقول: قد اعيا فما به حراك. قال. وتقول: حركت محركة بالسيف حركا، والمحرك: منتهى العنق عند مفصل الرأس. والحارك: اعلى الكاهل، وقال لبيد: مغبط الحارك محبوك الكفل أبو زيد: حركه بالسيف حركاً إذا ضرب عنقه قال: والمحرك: اصل العنق من اعلاها. ويقال للحارك: محرك بفتح الراء، وهو مفصل ما بين الكاهل والعنق ثم الكاهل: وهو بين المحرك والملحاء، والظهر: ما بين المحرك إلى الذنب. وقال الليث: الحراكيك هي الحراقيف واحدها حرككة. ثعلب عن ابن الأعرابي: حرك إذا منع من الحق الذي عليه. وحرك إذا عن عن النساء والحريك: العنين. وقال الفراء: حركت حاركة: قطعته فهو محروك، وروى عن ابي هريرة أنه قال: "آمنت بمحرف القلوب?ورواه بعضهم آمنت بمحرك القلوب، قال الفراء: المحرف: المزيل، والمحرك: المقلب، وقال العباس: والمحرك أجود لأن السنة تؤيده: "يا مقلب القلوب". ركح أبو عبيد عن الاموي: أركحت إليه أي استندت إليه. وقال الفراء: لجات إليه. الليث: الركح: ركن من الجبل منيف صعب، وانشد: كان فاه واللجـام شـاحـي شرجا غبيط سلس مر كاح أي كأنه ركح جبل. قلت: والمركاح من الاقتاب غير ما فسره الليث. أقرأني الإيادي لأبي عبيد عن الأصمعي قال: المركاح: القتب الذي يتاخر فيكون مركب الرجل فيه على ىخره الرحل، وهذا هو الصحيح. شمر عن ابن الأعرابي: ركح الجبل: جانبه وحرفه، وركح كل شئ: جانبه. ويقال: أركحت ظهري إليه أي ألجأت ظهري إليه. وقال أبو كبير الهذلي: ولقد نقيم إذا الخصوم تـنـافـذوا أحلامهم صعر الخصيم المجنف حتى يظل كـانـه مـتـثـبـت بركوح أمعز ذي ريود مشرف قال: معناه يظل من فرقى أن يتكلم فيخطئ ويزل كانه يمشي بركح جبل، وهو جانبه وحرفه فيخاف أن يزل ويسقط. وقال أبوة خيرة: الركحاء: الارض الغليظة المرتفعة. وفي الحديث: "لا شفعة في فناء ولا طريق ولا ركح". قال أبو عبيد: الركح: ناحية البيت من ورائه وربما كان فضاء لا بناء فيه، وقال القطامي: اما ترى ما غشى الاركاحا وقال ابن ميادة: ومضبر عرد الزجاج كانه إرم لعاد ملزز الاركاح وإرم: قبر عليه حجارة. ومضبر يعني راسها كانه قبر. الاوركاح: الاساس. والاركان والنواحي. قال: ورواه بعضهم: ألا ترى ما غشي الاكراحا
قال: وهي بيوت الرهبان قلت: ويقال لها: الا كيراح، وما اراها عربية.
أبو عبيد عن ابي عبيدة: الركحة: البقية من الثريد تبقى في الجفنة، ومنه قيل للجفنة المرتكحة إذا اكتنزت بالثريد.
ويقال: عن لفلان ساحة يتركح فيها أي يتوسع: وفي النوادر: تركح فلان في المعيشة إذا تصرف فيها.
وتركح بالماكن تلبث به.
وركح الساقي على الدلو إذا اعتمد عليها نزعاً، والركح: الاعتماد.
وانشد الأصمعي:
فصادفت اهيف مثل القدح أجرد بالدلو شديد الركح
كحل
قال الليث: الكحل: ما يكتحل به. والمكحال: الميل تكحل به العين من المكحلة.
وقال ابن السكيت: ما كان على مفعل ومفعلة مما يعتمل به فهو مكسور الميم مثل مخزز ومبضع ومسلة ومردعة ومخلاة غلا احرفاً جاءت نزادر بضم الميم والعين وهي: مسعط ومنخل ومدهن ومكحلة ومنصل.
وقال الليث: الكحل: مصدر الاكحل والكحلاء من الرجال والنساء، وهو الذي يعلو منابت اشفاره سواد خلقة من غير كحل وانشد:
كأن بها كحلاً وإن لم تكحل
ولأكحل: عرق اليد يسمى اكحلاً وفي كل عضو منه شعبة له اسم على حدة، فإذا قطع اليد لم يرقأ الدم.
قال: والكحل: شدة المحل، يقال: أصابهم كحل ومحل.
أبو عبيد عن الأصمعي: صرحت كحل غير مجرى، وكحلتم السنون.
وانشد:
قوم إذا صرحت كـحـل بـيوتـهـم مأوى الضريك ومأوى كل قرضوب
فاجراه الشاعر لحاجته إلى اجرائه.
ثعلب عن سلمة عن الفراء: اكتحل الرجل إذا وقع في شدة بعد رخاء.
الليث : الكحيل: ضرب من القطران.
أبو عبيد عن الأصمعي: الكحيل: الذي يطلي به الابل للجرب وهو النفط. قال: والقطران انما هو للدبر والقردان.
وقال الفراء: يقال: عين كحيل بغير هاء: مكحولة.
والكحلاء نبت من العشب معروف.
أبو عبيد: يقال لفلان: كحل ولفلان سواد أي مال كثير. قال: و كان الأصمعي: يتأول في سواد العراق انه سمي به للكثرة.
واما انا فأحسبه للخضرة.
ومن امثال العرب القديمة قولهمفي التساوي ( باءت عرار بكحل) وهما بقرتان كانتا في بني اسرائيل وقد مر تفسيرهما.
حكل
أبو العباس عن ابن الأعرابي: في لسانه حكله: أي عجمة وقد اكحل الرجل على القوم إذا ابر عليهم شر. وانشد:
أبـوا عـلـى الـنـاس أبـوا فـاحـــكـــلـــوا تأبي لهم ارومة واوليبلى الحديد قبلها والجندل
سلمة عن الفراء قال: اشكلت علي الاخبار واحكلت واعكلت واحتكلت أي اشكلت.
وقال ابن الأعرابي: حكل واحكل وعكل واعكل و اعتكل واحتكل بمعنى واحد.
أبو عبيد عن الأصمعي: في لسانه حكله أي عجمة.
وقال شمر: الحكل: العجم من الطيور والبهائم. وقال رؤبة:
لو انني اعطيت علم الحكل علم سليمان كلام النمـل
ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الحاكل: المخمن.
لحك
قال الليث: اللحك: شدة لأم الشئ بالشئ.
تقول: لوحكت فقار هذه الناقة.
أي دوخل بعضها في بعض والملاحكة في البنيان وغيره ملاءمة. وقال الاعشى يصف ناقة:
ودأيا تلاحك مثل الـفـؤو س لاحمفيه السليل الفقار
ثعلب عن ابن الأعرابي: يقال: لحك العسل يلحكه إذا لعقه. وانشد:
كأنما الحك فاه الربا
وسمعت العرب تقول: الدابة تكون في الرمل تشبه السمكة البيضاء كأنها شحمة مشربة حمرة فإذا احست بأنسان دارت في مكانها وغابت. ويقال: لها بنت النقا ويشبه بها بنان العذارى، وتسمى الحلكة واللحكة ن وربما قالوا لها اللحكاء (ويقال لها) الحلكاء.
أبو عبيد عن ابي عمرو قال: المتلاحكة: الناقة الشديدة الخلق، والمحبوكة مثلها لانها ادمجت ادماجا.
حلك
قال الليث: الحلك: شدة السواد كلون الغراب. تقول: انه لاشد سوادا من حلك الغراب. ويقال للاسود الشديد السواد: حالك وحلوك، وقد حلك يحلك حلوكا.
ابن السكيت عن ابن الأعرابي: اسود حالك وحانك ومحلولك. واسود مثل حلك الغراب وحنك الغراب وحلكوك ومحلنكك والحلك: دابة قد نمر تفسيرها.
كلح
الليث: الكلوح: بدو الاسنان عند العبوس، وقد كلح كلوحا، واكلحه الامر وقال الله: ( تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون).
قال أبو اسحاق: الكالح: الذي قد قلصت شفته عن اسنانه نحو ما ترى من رؤوس الغنم إذا برزت الاسنان وتشمرت الشفاه.
قلت وفي بيضاء بني جذيمة ماء يقال له كلح وهو شروب عليه نخل بعل قد رسخت عروقها في الماء. ودهر كالح وكلحاء: شديد وقال لبيد: وعصمة في السنة الكلاح وسنة كلاح على فعال بالكسر إذا كانت مجدبة. وسمعت اعلرابيا يقول لجمل رغو قد كشر عن انيابه: ( قبح الله كلحته). يعني فمه وانيابه. وقال أبو زيد: تكلح البرق تكلحا وهو دوام برقه واستسراره في الغمامة البيضاء وهذا مثل قولهم: تكلح إذا تبسم وتبسم البرق مثله. لكح ابن دريد: لكحه يلكحه لكحا إذا ضربه بيده شبيه بالوكز. وانشد: يلهزه طورا وطورا يلكح حتى تراه مائلا يرنـح نكح قال الليث: تقول: نكح فلان فلان امرأة ينكحها نكاحا إذا تزوجها ونكحها إذا باضعها ينكحها ايضا، وكذلك دحمها وخجأها وقال الاعشى في نكح بمعنى تزوج: ولا تقربن جارة أن سرهـا عليك حرام فأنكحن او تابدا قال: وامراة ناكح بغير هاء: ذات زوج. وانشد: احاطت بخطاب الايامى فطلقت غداتئذ منهن من كان ناكحـا ويجوز في الشعر ناكحة. وقال الطرماح: ومثلك ناحت عليه النسا من بين بكر إلى ناكحه قال: وكان الرجل ياتي الحي خاطبا فيقوم في ناديهم فيقول: خطب أي جئت خاطبا، فيقال له: نكح أي قد انكحناك. وقول الله جل وعز: ( الزاني لا ينكح الا زانية او مشركة: والزانية لا ينكحها الا زان) تأويله لا يتزوج الزاني الا زانية وكذلك الزانية لا يتزوجها الا زان. وقد قال قوم: معنى النكاح ههنا الوطء، فالمعنى عندهم الزاني لا يطأ الا زانية، والزانية لا يطؤها الا زان، قال: وهذا القول يبعد، لأنه لا يعرف شئ من ذكر النكاح في كتاب الله الا على معنى التزويج. قال الله تعالى: ( وانكحوا الايامى منكم). فهذا تزويج لا شك فيه. وقال الله جل وعز: ( يأيها الذين امنوا إذا نكحتم المؤمنات ) فأعلم أن عقد التزويج يسمى النكاح، واكثر التفسير أن هذه الاية نزلت في قوم من المسلمين فقراء بالمدينة وكان بها بغايا يزنين وياخذن الاجرة فأرادوا التزوج بهن وعولهن فأنزل الله تحريم ذلك. ويقال: رجل نكحة إذا كان كثير النكاح. قلت: اصل لانكاح في كلام العرب الوطء، و قيل للتزوج نكاح لأنه سبب الوطء المباح. وقال أبو زيد: يقال انه لنكحة من قوم نكحات إذا كان شديد النكاح. ويقال: نكح المطر الارض إذا اعتمدعليها. ونكح النعاس عينه وناك المطر الارض. وناك النعاس عينه إذا غلب عليها. حنك يقال: اسود حانك وحالك أي شديد السواد. وحنك الغراب منقاره. والجنك: الجماعة من الناس ينتجعون بلدا يرعونه. يقال: ما ترك الاحناك في ارضنا شيئا يعنون الجماعات المارة. وقال أبو نخيلة: انـا وكــنـــا حـــنـــكـــا نـــجـــديا لما انتجعنا الورق المرعيافلم نجد رطبا ولا لويا ثعلب عن ابن الأعرابي: قال: الحنك: الاسفل، والفقم: الاعلى من الفم. يقال ك اخذ بفقمه. وقال الليث: الحنكان للاعلى والاسفل. فإذا فصلوهما لم يكادوا يقولون للاعلى حنك. وقال حميد يصف الفيل: فالحنك الاعلى طوال سرطم والحنك الاسفل منه افقـم يريد به الحنكين وقول الله جل وعز: ( لاحتنكن ذريته الا قليلا). قال الفراء: يقول: لاستولين عليهم الا قليلا، يعني المعصومين. وقال محمد بن سلام: سالت يونس عن هذه الايه فقال. يقال: كأن في الارض كلأ فأحتنكه الجراد أي انى عليه. ويقول احدهم: لم اجد لجاما فأحتنكت دابتي أي القيت في حنكها حبلا وقدته به. وقال الاخفش في قوله تعالى ( لاحتنكن ذريته). قال: لأستأصلنهم ولاستميلنهم. واحتنك فلان ما عند فلان أي اخذه كله. واخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الارعابي انشده لزبان بن سيار الفزاري. لإان كنت تشكى بالجماح ابن جعفر فان لدينا ملجـمـين وحـانـك قلا تشكى: تزن. وحانك: من يدق حنكه باللجام. سلمة عن الفراء: رجل حنك وامراة حنكة إذا كانا لبيبين عاقلين. وقال: رجل محنك وهو الذي لا يستقل من ه شئ مما قد عضته الامور. والمحتنك: الرجل المتناهي عقله وسنه. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الحنك: العقلاء. والحنك: الاكلة من الناس. والحنك: خشب الرحل.
قلت: الحنك: العقلاء، جمع حنيك. يقال: رجل محنوك وحنيك ومحتنك، ومحتنك إذا كان عاقلا. وقوله: الحنك: الاكلة من الناس جمع حانك وهو الاكل بحنكه. واما الحنك: خشب الرحل فجمع حناك. أبو عبيد عن الأصمعي يقال للقدة التي تضم العراصيف: حنكة وحناك. الليث: يقال حنكته السن إذا نبتت اسنانه التي تسمى اسنان العقل. ثعلب عن ابن الأعرابي: جرذه الدهر ودلكه ووعسه وحنكه وعركه ونجذه بمعنى واحد. وقال الليث: يقولون: هم اهل الحنك والحنك والحنك والحنكة أي اهل السن والتجارب. قال: والتحنيك: أن تحنك الدابة تغرز عودا في حنكه الاعلى او طرف قرن حتى يدميه لحدث يحدث فيه. وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يحنك اولاد الانصار. قال: والتحنيك أن يمضغ التمر ثم يدلكه بحنك الصبي داخل فيه، يقال منه حنكته وحنكته فهو محنوك ومحنك. قال ذلك شمر. ويقال: استحنك الرجل إذا اشتد اكله بعد قلة. والحناك: وثاق يربط به الاسير وهو غل كلما جذب اصاب حنكه. وقال الراعي يذكر رجلا مأسورا: إذا ما اشتكى ظلم العشيرة عضة حناك وقراص شديد الشكـائم وقال أبو سعيد: يقال احنكهم عن هذا الامر احناكا واحكمهم أي ردهم. قال: والحنكة: الرابية المشرفة من القف يقال: اشرف على هاتيك الحنكة، وهي نحو الفلكة في الغلظ. وقال أبو خيرة: الحنك: آكام صغار مرتفعة كرفعة الدار المرتفعة، وفي حجارتها رخاوة وبياض كالكذان. وقال النضر: الحنكة: تل غليظ وطوله في السماء على وجه الارض مثل طول الرزن وهما شئ واحد. كفح قال الليث: المكافحة: مصادفة الوجه مفاجأة وانشد: اعاذل من تكتب له النار يلقهـا كفاحا ومن يكتب له الخلد يسعد قال وتقول في التقبيل: كافحها كفاحا غفلة وجاها. قال: المكافحة في الحرب: المضاربة تلقاء الوجوه. وفي حديث ابي هريرة انه سئل: اتقبل وانت صائم ؟ فقال: نعم واكفحها، وبعضهم يرويه واقحفها. قال أبو عبيد: من رواه اكفحها أراد بالكفح اللقاء والمباشرة للجلد. وكل من واجهته ولقيته كفة كفة فقد كافحته كفاحا ومكافحة. وقال ابن الرقاع: نكافح لوحات الهواجر والضحى مكافحة للمنخرين ولـلـفـم قال ومن روى اقفحها أراد: شرب الريق. من قحف الرجل ما في الاناء إذا شرب ما فيه. أبو عبيد عن الكسائي: لقيته كفاحا أي مواجهة. وقال شمر: كفح فلان عني أي جبن. والمكافحة: المواجهة بضرب او بشئ. تقول: كافحت فلانا بالسيف أي واجهته. وكافحته أي قبلته. واكفحته عني أي رددته وجبنته عن الاقدام علي. أبو عبيد عن الفراء: كفحته بالعصا بالحاء أي ضربته. وقال شمر: الصواب كفخته بالخاء. قلت انا: كفحته بالعصا والسيف إذا ضربته مواجهة (صحيح) وكفخته بالعصا إذا ضربته لا غير. أبو عبيد عن الأصمعي اكفخت الدابة إذا تلقيت فاها باللجام تضربه به، وهو من قولهم: لققيته كفاحا أي استقبلتهكفة كفة. وقال ابن دريد: كفحت الشئ، وكثحته إذا كشفت عنه غطاءه. وقال ابن شميل في تفسير قوله: اعطيت محمدا كفاحا أي كثيرا من الاشياء من الدنيا والاخرة. وفي النوادر: كفحة من الناس وكثحة أي جماعة ليست بكثيرة. حكف أهمله الليث. وروى أبو عمر عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الحكوف: الأسترخاء في العمل. كحف أهمله الليث وقال ابن الأعرابي: الكحوف: الأعضاء وهي القحوف. حبك قال الليث: حبكته بالسيف حبكا وهو ضرب في اللحم دون العظم. ابن هانئ عن ابي زيد: يقال حبكته بالسيف حبكاً إذا ضربته به. الليث: إنه لمحبوك المتن والعجز إذا كان فيه استواء مع ارتفاع، وانشد: على كل محبوك السراة كـانـه عقاب هوت من مرقب وتعلت وقال غيره: فرس محبوك الكفل أي مدمجة. قال لبيد: مشرف الحارك محبوك الكفل وقال افراء في قول الله جل وعز: (والسماء ذات الحبك). قال: الحبك: تكسر كل شيئ كالرملة إذا مرت عليها الريح الساكنة والماء القائم، والدرع من الحديد لها حبك ايضاً. قال: والشعرة الجعدة تكسرها حبك، وواحد الحبك حباك وحبيكة. وروى الثوري عن عطاء عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس في قوله: (والسماء ذات الحبك): ذات الخلق الحسن. قال أبو غسحاق: واهل اللغة يقولون: ذات الطرائق الحسنة.
قال والمحبوك: ما أجيد عمله. وقال شمر: دابة محبوكة إذا كانت مدمجة الخلق. وقال الليث: الحباك: رباط الحظيرة بقصبات تعرض ثم تشد. تقول: حبكت الحظيرة كما تحبك عروش الكرم بالحبال. قال: وحبيك البيض للرأس: طرائق حديده، وانشد: والضاربون حبيك البيض إذ لحقـوا لا ينكصون إذا ما استلحموا وحموا وكذلك طرائق الرمل مما تحبكه الرياح إذا جرت عليه. وروى عن عائشة انها كانت تحتبك تحت درعها في الصلاة. قال أبو عبيد: قال الأصمعي: الاحتباك: الاحتباء لم يعرف إلا هذا. قال أبو عبيد: وليس للاحتباء ههنا معنى، ولكن الاحتباك شد الإزار وإحكامه، أراد انها كانت لا تصلي إلا مؤتزرة. قال: وكل شيئ احكمته وأحسنت عمله فقد احتبكته. قال: ويقال: للدابة إذا كان شديد الخلق محبوك. قلت: الذي رواه أبو عبيد عن الأصمعي في الاحتباك انه الاحتباء غلط والصواب الاحتياك بالياء. يقال: احتاك يحتاك احتياكاً وتحوك بثوبه إذا احتبى به، هكذا رواه ابن السكيت وغيره عن الأصمعي بالياء. فزل في النقط وتوهمه باء، والعالم وإن كان في غاية في الضبط والغتقان فغنه لا يكاد يخلو من زلة، والله الموفق للصواب. وقال شمر: البحكة. الحجزة ومنها اخذ الاحتباك بالباء وهو شد الإزار. وحكى عن ابن المبارك: انه قال. جعلت سواكي في حبكتي. أي في حجزتي، وقال غيره. التحبيك: التوثيق ود حبكت العقدة أي وثقتها. وقال الليث: يقال. ما طمعنا عنده حبكة ولا لبكة. قال وبعض يقول: عبكة قال: والعبكة والحبكة: الحبة من السويق. واللبكة: اللقمة من الثريد. قلت: ولم أسمع حبكة بمعنى عبكة لغير الليث، وقد طلبته في باب العين والحاء لأبي تراب فلم أجده. والمعروف: ما في عبكة ولا عبقة أي لطخ من السمن او الزيت من عبق به وعبك به أي لصق به. كحب قال الليث: الكحب بلغة اهل اليمن النورة. والحبة منه كحبة. قلت: هذا حرف صحيح. وقد رواه احمد بن يحيى عن ابن الأعرابي قال: ويقال: كحب العنب إذا انعقد. وقال ابن دريد: الكحب والكحم: الحصرم لغة يمانية. وروى لمة عن الفراء. يقال: الدراهم بين يديه كاحبة إذا واجهتك كثيرة. قال: والنار إذا ارتفع لهبها فهي كاحبة. كبح قال الليث: الكبح: كبحك الدابة باللجام. وقال غيره: كبحه عن حاجته كبحاً إذ رده عنها، وكبح الحائط السهم كبحاً إذا اصاب الحائط حين رمى به فرده عن وجهه ولم يرتز فيه. وقيل لاعرابي: ما للصقر يحب الارنب ما لا يحب الخرب؟ فقال: لنه يكبح سبلته بذره فيرقد. حكى ذلك الأصمعي، ثم قال رايت صقراً كأنما صب عليه وخاف خطمي من ذرق الحباري. قال: والكابح: من استقبلك مما يتطير منه من تيس وغيره، وجمعه كوابح. قال البعيث: ومغتديات بالنحوس كوابح حكم قال الليث: الحكم: الله تبارك وتعالى، وهو احكم الحاكمين، وهو الحكيم له الحكم. قال: والحكم: العلم والفقه (واتيناه الحكم صبياً) أي علماً وفقهاص، وهذا ليحيى بن زكريا. وكذلك قوله: الصمت حكم وقليل فاعله والحكم أيضاً: القضاء بالعدل. وقال النابغة: واحكم كحكم فتاة الحي إذ نظرت إلى حمام سراع وارد الثـمـد قلت: ومن صفات الله: الحكم، والحكيم والحاكم وهو احكم الحاكمين، ومعاني هذه الاسماء متقاربة والله أعلم بما أراد بها، وعلينا الإيمان بأنها من اسمائه، والحكيم يجوز أن يكون بمعنى حاكم، مثل قدير بمعنى قادر وعليم بمعنى عالم. والعرب تقول: حكمت واحكمت وحكمت بمعنى منعت ورددت، ومن هذا قيل للحاكم بين الناس حاكم، لنه يمنع الظالم من الظلم. واخبرني المنذري عن ابي طالب انه قال في قولهم: حكم الله بيننا، قال الأصمعي: أصل الحكومة رد الرجل عن الظلم، ومنه سميت حكمة اللجام، لنها ترد الدابة. ومنه قول لبيد: احكم الجمنثي عن عورتها كل حرباء إذا اكره صل والجنثي: السيف، المعنى رد السيف عن عورات الدرع وهي فرجها كا حرباء، وهو المسمار الذي يسمر به حلقتها. ورواه غيره. احكم الجنثى من عوراتها كل حــربـــاء ? المعنى احراز الجنثى وهو الزراد مساميرها ومعنى الاحكام حينئذ الإحراز.
واخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي انه قال: حكم فلان عن الشيئ أي رجع، وأحكمته انا أي رجعته. قلت: جعل ابن الأعرابي حكم لازماً كما ترى، كما يقال: رجعته فرجع ونقصته فنقص، وما سمعت بمعنى رجع لغير ابن الأعرابي، وهو الثقة المامون.
أبو عبيد: عن ابي عبيدة: حكمت الفرس واحكمته بالحكمة، وروينا عن إبراهيم النخعي انه قال: حكم اليتيم كما تحكم ولدك.
قال أبو عبيد قوله: حكم اليتيم أي امنعه من الفساد وأصلحه كما تصلح ولدك وكما تنمعه من الفساد.
قال: وكل من منعته من شيئ فقد حكمته واحكمته.
قال جرير:
بني حنيفة احكموا سفهاءكـم إني أخاف عليكم أن اغضبا
يقول: امنعوهم من التعرض.
قال: ونرى أن حكمة الدابة سميت بهذا المعنى، لانها تمنع الدابة من كثير من الجهل.
وام قول الله عز وجل: (ألم كتاب احكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير) فغن التفسير جاء انه احكمت آياته بالامر والنهي والحلال والحرام، ثم فصلت بالوعد والوعيد، والمعنى والله اعلم أن آياته احكمت وفصلت بجميع ما يحتاج غليه من الدلالة على توحيد الله وتثبيت نبوة الانبياء وشرائع الإسلام، والدليل على ذلك قول الله جل وعز: (ما فرطنا في الكتاب من شئ).
وقال بعضهم: الحكيم في قول الله: (الر تلك آيات الكتاب الحكيم) إنه فعيل بمعنى مفعل واستدل بقوله جل وعز: (الر كتاب أحكمت آياته).
قلت: وهذا عن شاء الله كما قيل: والقرآن يوضح بعضه بعضاص، وإنما جوزنا ذلك وصوبناه، لأن حكمت يكون بمعنى احكمت فرد إلى الاصل والله اعلم.
وروى شمر عن ابن سعيد الضرير انه قال: في قول النخعي: حكم اليتيم كما تحكم ولدك معناه حكمه في ماله إذا صلح كما تحكم ولدك في ملكه.
قال: ولا يكون حكم بمعنى أحكم لأنهما ضدان: قلت: والقول ما قال أبو عبيد، وقول الضرير ليس بالمرضي.
واما قول النابغة:
واحكم كحكم فتاة الحي
فإن يعقوب بن السكيت حكى عن الرواة أن معناه كن حكيماً كفتاة الحي أي إذا قلت فأصب كما اصابت هذه المرأة إذ نظرت إلى الحمام فأحصتها ولم تخطئ في عددها.
قال: ويدلك على أن معنى احكم أي كن حكيماً قول النمر بن تولب:
وأبغض بغيضك بغضاً رويداً إذا حاولت أن تحـكـمـا
يريد إذا اردت أن تكون حكيماً فكن كذا وليس من الحكم في القضاء في شيئ.
وقال الليث: يقال للرجل إذا كان حكيماً: قد احكمته التجارب.
قال: واستحكم فلان في مال فلان إذا جاز فيه حكمه. والاسم الحكومة والاحكومة وأنشد:
ولمثل الذي جمعت لريب الده ر يأبى حكومة المقـتـال
أي يأبى حكومة المحتكم عليك وهو المقتال.
قلت: ومعنى الحكومة في ارش الجراحات التي ليس فيها دية ملعلومة أن يجرح الانسان في موضع من بدنه بما يبقي شينه ولا يبطل العضو فيقتاس الحاكم ارشه بأن يقول: هذا المجروح لو كان عبداً غير مشين هذا الشين بهذه الجرحة كان قيمته الف درهم، وهو مع هذا الشين قيمته تسع مائة درهم، فقد نقصه الشين عشر قيمته فيجب على الجارح في الحر عشر ديته. وهذا وما اشبههه معنى الحكومة التي يستعملها الفقهاء في رأش الجرارحات فأعلمه.
وقال الليث: التحكيم: قول الحرورية لا حكم إلا لله ولا حكم الا الله. ويقال: حكمنا فلانا بيننا أي اجزنا حكمه بيننا.
وحاكمنا فلاناً إلى الله أي دعوناه إلى حكم الله.
قال الليث: وبلغني أنه نهي أن يسمي الرجل حكماً. قلت: وقد سمى الناس حكيماً وحكماً وما علمت النهي عن التسمية بهما صحيحاً.
وقال الليث: حكمة اللجام: ما احاط بحنكيه وفيهما العذران سمي حكمة، لأنه يمنع الدابة من الجري الشديد.
قال: وفرس محكومة: في رأسها حكمة، وانشد:
محكومة حكمات القد والابقا
ورواه غيره:
قد احكمت حكمات القد والابقا
وهذا يدل على جواز حكمت الفرس وأحكمته بمعنى واحد.
وقال الليث: وسمى الاعشى القصيدة المحكمة حكيمة، فقال:
وغريبة تأتي الملوك حكيمة قد قلتها ليقال من ذا قالها
وقال ابن شميل: الحكمة: حلقة تكون على فم الفرس.
ثعلب عن ابن الأعرابي: قيل للحاكم حاكم لأنه يمنع من الظلم.
قال: وحكمت الرجل وأحكمته وحكمته إذا منعته.
قال: وحكم الرجل يحكم حكماً إذا بلغ النهاية في معناه مدحاً لازماً! وقال مرقش:
يأتي الشباب الاقورين ولا تغبط اخاك أن يقال حكم أي بلغ النهاية في معناه. قال: والمحكم الشاري. والمحكم: الذي يحكم في نفسه. وقال شمر: قال أبو عدنان: استحكم الرجل إذا تناهى عما يضره في دينه او دنياه وقال ذو الرمة. لمستحكم جزل المروءة مـؤمـن من القوم لا يهوى الكلام اللواغيا قال: ويقال: حكمت فلاناً أي اطلقت يده فيما يشاء. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الحكمة: القضاة، والحكمة: المستهزؤون. حمك قال الليث: الحمك من نعت الادلاء تقول: حمك يحمك. أبو عبيد عن ابي زيد: الحكمة: القملة، وجمعها حمك. وقال: قد يقتاس ذلك للذرة ومن ذلك قيل للصبيان: حمك صغار. وقالا الأصمعي: أنه لمن حمكم أي من انذا لهم وضعائفهم. والفراخ تدعى حمكا. وقال الراعي يصف فراخ القطا. صيفية حمك حمر حواصلها فما تكاد إلى النقناق ترتفع أي لا ترتفع إلى أمهاتها إذا نقنقت. وقول الطرماح. ابن السبيل قربتـه أصـلا من فوز حمك منسوبة تلده أراد من فوز قداح حمك فخففة لحاجته إلى الوزن، والرواية المعروفة من فوز بح. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الحمكة: الصبية الصغيرة، وهي القملة الصغيرة. محك الليث: المحك: التمادي واللجاجة. يقال: تماحك البيعان. وقال غيره: رجل محك ومماحك ومحكان إذا كان لجوجاً عسر الخلق. وفي النوادر: رجل ممتحك ورجل مستحلك ومتلاحك في الغضب، وقد أمحك وألكد يكون ذلك في الغضب وفي البخل. كمح قال الليث: الكمح: رد الفرس باللجام. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الكمحة: الراضة. وقال الليحاني: كبحته باللجام وأكبحته وكمحته بمعنى واحد. قال: وقال الأصمعي: أكمحت الدابة إذا جذبت عنانها حتى تصير منتصبة الرأس. قال ذو الرمة: والرأس مكمح. قال: وكبحتها باللجام بغير الف، وهو أن تجذبها إليك، فتضرب فاها باللجام لكيلا تجري. وقال اللحياني: إنه لمكمح ومكبح أي شامخ. وقد اكبح وأكمح إذا كان كذلك. ابن شميل: أكمحت الزمعة إذا ما ابيضت وخرج عليها مثل القطن فذلك الإكماح، والزمع: الابن في مخارج العناقيد. ذكره عن الطائفي. أبو زيد: الكميوح، والكيح: التراب. يقال: لفلان الكيح والكيموح، قال: الكيح: التراب. والكيموح: المشرف. وقال غيره: الكومحان: هما حبلان من حبال الرمل معروفان. قال ابن مقبل: اناخ برمل الكومخين إنـاخة ال يماني قلاصاً حط عنهن أكوارا يصف سحاباً. والعرب تقول: احث فيه الكومح يعنون التراب. وقال ابن دريد: الكومح: الرجل المتراكب الاسنان في الفم حتى كأن فاه قد ضاق بأسنانه. وانشد: اهج القلاخ واحش فاه الكومحا ترباً فأهل هو أن يقـلـحـا شحج قال الليث: الشحيج: صوت البغل وبعض اصوات الحمار تقول: شحج البغل يشحج شحيجاً، والغراب يشحج شحجاناً، وهو ترجيعه الصوت فإذا مد رأسه قلت: نعب. ويقال للبغال: بنات شاحج وبنات شحاج، ويقال لحمار الوحش: مشحج وشحاج. وقال لبيد: فهو شحاج مـدل سـنـق لاجق البطن إذا يعدو زمل وقال غيره: يقال للعربان: مستشحجات ومستشحجات بفتح الحاء وكسرها. قال ذو الرمة: ومستشحجات بالفراق كانـهـا مثا كيل من صيابة النوب نوح وهو الشحاج والشحيج، والنهاق والنهيق. جحش الليث: الجحش: من اولاد الحمار كالمهر من الخيل والجميع الجحاش، والعدد جحشة. الأصمعي: الجحش: من اولاد الحمير حين تضعه امه إلى أن يفطم من الرضاع، فإذا استكمل الحول فهو تولب. وقال الليث: الجحشة يتخذها الراعي من صوفه كالحلقة يلقيها في يده ليغزلها. ثعلب عن ابن الأعرابي: الجحشة: الحلقة من الوبر تكون في يد الراعي يغزل منها. وقال الليث: الجحاش: مدافعة الانسان الشئ عن نفسه وعن غيره. وقال غيره: هو الجحاش والجحاس، وقد جاحشه وجاحسه مجاحشة ومجاحسة إذا قاتله. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سقط من فرس فجحش شقه. قال أبو عبيد: قال الكسائي في "جحش": هو أن يصيبه شيئ فينسحج منه جلده وهو كالخدش او اكبر من ذلك. يقال: جحش يجحش فهو مجحوش. وقال ابن الفرج: قال ابن الأعرابي: الحجش: الجهاد، قال: وتحول الشين سيناً، وانشد:
يوماً ترانا في عراك الجحش ننبو بأجلال الامور الربش أي الدواهي العظام. والجحيش: الفريد. يقال: نزل فلان جحيشاً إذا نزل حريداً فريداً. وقال شمر: الجحيش: الشق والناحية، يقال: نزل فلان الجحيش. قال الاعشى: إذا نزل الحي حل الجحيش شقياً مبيناً غوياً غـيوراً قال: ويكون الرجل مجحوشاً إذا اصيب شقه مشتقاً من هذا. قال: ولا يكون الجحش في الوجه ولا في البدن، وانشد: لجارتنا الجنب الجحيش ولا يرى لجارتنا مـنـا اخ وصـديق وقال الاخر: إذا الضيف القى نعله عن شماله جحيشاً وصلى النار حقاً ملثما قال: جحيشاً أي جانباً بعيداً. حضج قال الليث: انحضج الرجل إذا ضرب بنفسه الارض، ويقال ذلك إذا اتسع بطنه، فإذا فعلت انت به ذلك قلت: حضجته كأنك أدخلت عليه ما كاد ينشق منه. وروى عن ابي الدرداء أنه قال في الركعتين بعد العصر: "أما انا فلا ادعهما، فمن شاء أن ينحضج فلينحضج?قال أبو عبيد: قوله: أن ينضحج يعني أن ينقد من الغيظ وينشق. ومنه قيل للرجل إذا اتسع بطنه وتفتق. قد انحضج. ويقال ذلك أيضاً إذا ضرب بنفسه الارض، فإذا فعلت به انت ذلك، قلت: حضجته. وقال ابن شميل: ينحضج: يضطجع. أبو عبيد عن الأصمعي: أخذته فحضجت به الارض، أي ضربت به الارض. وقال مزاحم: إذا ما السوط شمر حالبيه وقلص بدنه بعد انحضاج الحالبان. عرقان يكونان من الخصرين يعني بعد انتفاخ وسمن. وامرأة محضاج: واسعة البطن. وقال الليث: الحضيج: الماء القليل. يقال: حضج وحضج. قال أبو عبيد عن الأصمعي: الحضج: الماء الذي فيه الطين يتمطط. قال: وأخبرني أبو مهدي قال: سمعت هميان بن قحافة ينشده: فأسأرت في الحوض حضجاً حاضجاً وقال أبو عمرو في قول رؤبة: في ذي عباب مالئ الاحضاج قال: الأحضاج: الحياض ويقال: حضج الوادي: ناحيته. وقال أبو سعيد: حضج إذا عدا والمحضج: الحائد عن السبيل. سلمة عن الفراء قال: المحضب والمحضج والمسعر: ما يحرك به النار. يقال: حضجت النار وحضبتها. أبو زيد: حضج البعير بحمله وانحضجت عنه اداته انحضاجاً. سلمة عن الفراء: حضجت فلاناً ومغثته ومثمثته وبرطلته كله بمعنى غرقته. وفي الحديث أن بغلة النبي صلى الله عليه وسلم لما تناول الحصة ليرمى به يوم حنين فهمت ما أراد فأنحضجت أي انبسطت، قاله ابن الأعرابي فيما روى عنه أبو العباس، وأنشد: ومقت حضجت بـه ايامـه قد قاد بعد قلائصاً وعشارا قال: مقتت: فقير. حضجت: قال: انبسطت ايامه في الفقر فأغناه الله وصار ذا مال. سحج قال الليث: سحجت رأسي بالمشط سحجا وهو تسريح لين على فروة الراس. قال: والسحج: أن يصيب الشئ الشئ فيسحجه أي يقشر منه شيئاً قليلاً كما يصيب الحافر قبل الوجى سحج. وأنسحج جلده من شئ مر به إذا تقشر الجلد الاعلى. قال: والسحج في جري الدواب: دون الشديد. يقال: حمار مسحج ومسحاج. وقال النابغة: رباعية أضر بـهـا ربـاع بذات الجذع مسحاج شنون وقال غيره: مر يسحج أي يسرع. وقال مزاحم: على اثر الجعفي دهر وقد اتى له منذ ولي يسحج السير اربع وقال الليث: التسحيج: الكدم وانشد: قلوا ترى بليته مسحجاً قلت: كأنه أراد ترى بليته تسحيجاً فجعل مسحجاً مصدراً. والمسحج: المعضض وهو من سحج الجلد. سجح قال الليث: الإسحاج: حسن العفو. ومنه المثل السائر "ملكت فأسجح". وقال أبو عبيد: من امثالهم في العفو عند القدرة: ?ملكت فأسحج?قال: هذا يروى عن عائشة انها قالته لعلي رضي الله عنهما يوم الجمل حين ظهر على الناس فدنا من هودجها، ثم كلمها بكلام، فأجابته: ملكت فأسحج أي ظفرت فاحسن، فجهزها عند ذلك باحسن الجهاز إلى المدينة. وقال أبو عبيد: الأسحج الخلق: المعتدل الحسن. وقال الليث: لين الخد، والنعت اسحج، وانشد: وخد كمرآة الغريبة أسحج قال: ويقال: مشى فلان مشياً سجيحاً وسجحاً. وانشد: ذروا التخاجي وامشوا مشية سجحاً إن الرجال اولوا عصب وتذكير الليث: سجحت الحمامة وسجعت قال: وربما قالوا مزحج في مسجح كالازد والاسد. الأصمعي: بني القوم دورهم على سجيحة واحدة وغرار واحد أي على قدر واحد.
وقال أبو عبيد: السجيحة: السجية والطبيعة، قاله أبو زيد. قال: ويقال: خل عن سجح الطريق أي عن سننه. وكانت في تميم امرأة كذابة أيام مسيلمة المتنبئ فتنبت هي واسمها سجاح. وبلغني أن مسيلمة لعنه الله خطبها. فتزوجته. وقال أبو زيد: يقال: ركب فلان سجيحة رأيه وهو ما اختاره لنفسه من الرأي فركبه. وفي النوادر: يقال: سجحت له بشئ من الكلام، وسرحت وسجحت، وسرحت، وسنحت، وسنحت، إذا كان كلام فيه تعريض بمعنى من المعاني. جحس قال ابن السكيت: جاحسه وجاحشه إذا قاتله، وأنشد: لو عاش قاسى لك مـا اقـاسـي والضرب في يوم الوغى الجحاس حجز قال الليث: الحجز: أن تحتجز بين مقاتلين، والحجاز: الاسم وكذلك الحاجز. قال الله عز وجل (وجعل بين البحرين حاجزاً) أي حجازاً بين ماء ملح وماء عذب لا يختلطان، وذلك الحجاز قدرة الله، قال: وسمى الحجاز حجازاً، لأنه فصل بين الغور والشام وبين البادية. قلت: سمى الحجاز حجازاً لأن الحرار حجزت بينه وبين عالية نجد. وقال ابن السكيت: ما ارتفع عن بطن الرمة فهو نجد، قال: والرمة: وادٍ معلوم، قال: وهو نجد إلى ثنايا ذات عرق، قال: وما احتزمت به الحرار حرة شوران وعامة منازل بني سليم إلى المدينة، فما احتاز في ذلك الشق كله حجاز. قال: وطرف تهامة من قبل الحجاز: مدراج العرج، واولها من قبل نجد مدراج ذات عرق. واخبرني المنذري عن الصيداوي عن الرياشي عن الأصمعي قال: إذا عرضت لك الحرار بنجد فذلك الحجاز وانشد: وفروا بالحجاز ليعجزوني أراد بالحجاز الحرار. ويقال للجبال ايضاً حجاز، ومنه قوله: ونحن أناس لا حجاز بأرضنا وقال أبو عبيد: كانت بين القوم رميا ثم حجزت بينهم حجيزي. يريدون كان بينهم رمى ثم صاروا إلى المحاجزة قال: والحجيزي من الحجز بين اثنين. ومن امثالهم "أن اردت المحاجزة فقبل المناجزة?قال: والمحاجزة: المسالمة، والمناجزة: القتال. الليث: الحجاز: حبل يلقي للبعير من قبل رجله ثم يناخ عليه يشد به رسغا رجليه إلى حقويه وعجزه. أبو عبيد عن الأصمعي: حجزت البعير احجزه حجزاً وهو أن أن ينيخه ثم يشد حبلاً في اصل خفيه جميعاً من رجليه ثم يرفع الحبل من تحته حتى يشده على حقويه وذلك إذا أراد أن يرتفع خفه، وقال ذو الرمة: فهن من بين محجوز بنافـذة وقائظ وكلا روقيه مختصب الاموي: في الحجز مثله ونحوه. وقال شمر: المحتجز: الذي قد شد وسطه. ققال: وقال أبو مالك، يقال لكل شئ يشد به الرجل وسطه ليشمر ثيابه حجاز قال: وقال الإيادي الاحتجاز بالثوب: أن يدرجه الإنسان فيشد به وسطه، ومنه اخذت الحجزة، وقالت الحجز. أن يردج الحبل على العكم ثم يشد. والحبل هو الحجاز. وقال الليث: الحجزة: حيث يثني طرف الإزار في لوث الإزار، وجمعه حجزات. قال: وحجز الرجل: منبته وأصله، وحجزه أيضاً: فصل ما بين فخذه والفخذ الاخرى من عشيرته، وقال رؤبة: فأمدح كريم المنتمى والحجز وقال أبو عمر: الحجز: الاصل والناحية، وقال غيره: الحجز: العشيرة يحتجز بهم، ورواه ابن الأعرابي: كريم المنتمي والحجز أراد انه عفيف طاهر، كقول النابغة: رقاق النعال طيب حجزاتهم وقال الليث: الحجزة: حيث يثني طرف الازار في لوث الازار، وجمعه حجزات. قال: وحجز الرجل: منبته واصله، وحجز ايضا: فصل ما بين فخذه والفخذ الاخرى من عشيرته، وقال رؤبة: لأمدح كريم المنتمى والحجز وقال غيره: الحجز: الاصل والناحية، وقال غيره: الحجز: العشيرة يحتجز بهم، ورواه ابن الأعرابي: كريم المنتمى والحجز أراد انه عفيف طاهر، كقول النابغة: رقاق النعال طيب حجزاتهم يريد انهم اعفاء عن الفجور ابن السكيت: انحجز القوم واحتجزوا إذا اتوا الحجاز. وقال ابن بزرج: الحجز والزنج واحد. يقال: حجز وزنج وهو أن تقبض امعاء الرجل ومصارينه من الظمأ، فلا يستطيع أن يكثر الشرب ولا الطعم. جزح أبو عبيد عن ابي عمرو الجزح: العطية يقال: جزحت له أي اعطيته. وانشد أبو عمرو لابن مقبل. واني إذا ضن الرفود برفده لمختبط من تالد جـازح وقال بعضهم: جازح أي قاطع أي اقطع له من مالي قطعة. جطح قال الليث: تقول العرب للعنز إذا استصعبت على حالبها: جطح أي قرى فتقر.
دحج
اهمله الليث: وقال أبو عمرو: دحج إذا جامع. جحد قال الليث: الجحود: ضد الاقرار. قال: والجحد من الضيق والشح. يقال: رجل جحد: قليل الخير. وقال الفراء: الجحد والجحد: الضيق في المعيشة. يقال: جحد عيشهم جحدا إذا ضاق واشتد. وانشدني بعض العرب في الجحد: لئن بعثت ام الـحـمـيدين مـائرا لقد غنيت في غير بؤس ولا جحد أبو عبيد عن ابي عمرو: اجحد الرجل وجحد إذا انفض وذهب ماله. وانشد: وبيضاء من اهل المدينة لم تذق يبيسا ولم تتبع حمولة مجحـد أبو عبيد: فرس جحد، والانثى جحدة والجميع جحاد وهو الغليظ القصير. وقال شمر: الجحادية: قربة ملئت لبنا او غرارة ملئت تمرا او حنطة. وانشد: وحتى ترى أن العلاة تمدها جحادية والرائحات الرواسم وقد مر تفسير البيت في معتل العين. حدج الليث: الحدج: حمل البطيخ والحنظل ما دام رطب ن والواحدة حدجة. قال: ويقال: ذلك لحسك القطب ما دام رطبا، والحددج لغة فيه. أبو عبيد عن الأصمعي: إذا اشتد الحنظل وصلب فهو الحدج، واحدها حدجة، وقد احدجت الشجرة قال: ونحو ذلك قال أبو الوليد الأعرابي. الليث: التحديج: شدة النظر بعد روعة وفزعة. وروى عن ابن مسعود انه قال: (0 حدث القوم ما حدجوك بابصارهم). قال أبو عبيد: يعني ما احدوا النظر اليك. يقال: حدجني ببصره إذا احد النظر إليه. قال ومنه حديث يروى في المعراج ( الم تروا إلى ميتكم حين يحدج ببصره فأنما ينظر إلى المعراج من حسنه). وقال أبو النجم: تقتلنا منهـا عـيون كـأنـهـا عيون المها ما طرفهن بحادج يريد انها ساجية الطرف. قال: والذي يراد من الحديث انه يقول: حدثهم ما داموا يشتهون حديثك ويرمونك بابصارهم. فإذا رايتهم ملوا فدعهم. قلت: وهذا يدل على أن الحديث يكون في النظر بلا روع ولا فزع. ابن السكيت: حدجه بسهم إذا ما رماه به. يقال: حدجه بذنب غيره إذا ( حمله عليه ورماه به، قال: وحدج البعير حدجا إذا شد عليه اداته. وحدجه ببصره) إذا رماه به حدجا وقال ابن الفرج: حدجه بالعصا حدجا وحبجه بها حبجا إذا ضربه بها. وقال الليث: الحدج: مركب ليس برحل ولا هودج يركبه نساء الاعراب، قال: وحدجت الناقة احدجها حدجا، والجمع حدوج واحداج. وقال شمر: سمعت اعرابيا يقول: انظر إلى هذا البعير الغرنوق الذي عليه الحداجة، قال: ولا يحدج البعير حتى يكمل فيه الاداة وهي البدادان والبطان والحقب. قلت: وسمعت العرب تقول: حدجت البعير. إذا شددت عليه حداجته، وجمع الحداجة حدائج، والعرب تسمي مخالي القتب ابده واحدها بداد، فإذا ضمت واسرت وشدت إلى اقتابها محشوة فهي حينئذ حداجة ويسمى الهودج المشدود فوق القتب حتى ( يشد على البعير) شدا واحدا بجميع اداته حدجا وجمعه حدوج. ويقال: احدج بعيرك، أي شد عليه قتبه باداته. واخبرني المنذري عن ابي الهيثم لابن السكيت قال: الحدوج والاحداج والحدائج: مراكب النساء، واحدها حدج وحداجة. قلت والصواب: ما فسرته لك ولم يفرق ابن السكيت: بين الحدج والحداجة وبينهما فرق عند العرب كما بينته لك. وقال ابن السكيت: سمعت ابا صاعد الكلابي يقول: قال رجل من العرب لصاحبه في اتان شرود: الزمها رماها الله براكب قليل الحداجة بعيد الحاجة، أراد بالحداجة اداة القتب. وروى عن عمر انه قال: (0 حجة ههنا ثم احدج ههنا حتى تفنى). قال أبو عبيد: احدج ههنا يعني إلى الغزو. قال والحدج شد الاحمال وتوسيقها يقال: حدجت الاحمال احدجها حدجا والواحد منهاحدج وجمعها حدوج واحداج وانشد قول الاعشى: الا قل لميثاء ما بالهـا أ للبين تحدج احمالها قال: ويروي تحدج اجمالها أي يشد عليها قلت: معنى قول عمر: ثم احدج ههنا أي شد الحداجة وهو القتب باداته على البعير للغزو. والرواية الصحيحة تحدج احمالها واما حدج الاحمال بمعنى توسيقها فغير معروف عند العرب وهو غلط. واما الحدج بكسر الحاء، فهو مركب من مراكب النساء نحو الهودج والمحفة ومنه البيت السائر: شر يوميها واغواه لهـا ركبت عنز بحدج جملا وقال الاخر: فخر البغى بحدج ربتها إذا ما الناس شـلـوا
شمر عن ابي عمرو الشيباني. يقال: حدجته ببيع سوء إذا فعلت ذلك به. وقال: وانشدني ابن الأعرابي: حدجت ابن محدوج بستين بـكـرة فلما استوت رجلاه ضج من الوقر قال: وهذا شعر امراة تزوجها رجل على ستين بكرة. وقال غيره. حدجته ببيع سوء ومتاع سوء إذا الزمته بيعا غبنته فيه. ومنه قول الشاعر: يعج ابن خرباق من البيع بعد مـا حدجت ابن خرباق بجرباء نازع قلت: جعله كبعير شد عليه حداجته حين ألزمه بيناً لا يقال منه. وقال ابن شميل. اهل اليمامة يسمون بطيخاً عندهم اخضر مثل ما يكون عندنا ايام التيرماه بالبصرة الحدج. قال. والحدجة ايضاً. طائر شبيه بالقطا وأهل العراق يسمون هذا الطائر الذي نسميه اللقلق أبا حديج. جدح الليث: جدح السويق في اللبن ونحوه إذا خاضه بالمجدح حتى يختلط. قال: والمجدح: خشبة في رأسها خشبتان معترضتان. قال: والمجدح في أمر السماء يقال: تردد ريق الماء في السحاب. يقال: ارسلت السماء مجاديحها. وروى عن عمراً انه خرج إلى الاستسقاء فصعد المنبر فلم يزد على الاستغفار حتى نزل، فقيل له: غنك لم تستسق، فقال: لقد استسقيت بمجاديح السماء. قال أبو عبيد: قال أبو عمرو: المجاديح واحدها مجدح وهو نجم من النجوم كانت العرب تزعم انه يمطر به كقولهم في الانواء، وقال الاموي: هو المجدح ايضاً بالضم وأنشدنا: واطعن بالقوم شطر الملو ك حتى إذا خفق المجدح قال: والذي يراد من الحديث انه جعل الاستغفار استسقاء، يتاول قول الله جل وعز (استغفروا ربكم غنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً) وأراد عمر إبطال الانواء والتكذيب بها، لنه جعل الاستغفار هو الذي يسيسقى به لا المجاديح والنواء التي كانوا يستسقون بها. واخبرني المنذري عن ثعلب عن أبن الأعرابي قال: المجدح: نجم صغير بين الدبران والثريا. وقال شمر: الدبران يقال له المجدح والتالي والتابع، قال: وقال بعضهم: ندعو جناحي الجوزاء المجدحين. ويقال: هي ثلاثة كواكب كانها مجدح يعتبر بطلوعها الحر، ومنه قول الراجز: يلفحهم المجدح أي لفح تلوذ منه بجناء الطًّلح قلت: وأما ما قاله الليث في تفسير المجاديح أًنها تردُّد ريِّق الماء في السحاب فباطل، والعرب لا تعرفه. وقال ابن دريد: المْجدُوح: من اطعة أهل الجاهلية، كان احدهم يعمد إلى الناقة فتُفْصد له، ويأخذ دمها في غناء فيشربه. جحظ قال الليث: الجاحظان: حدقتا العين إذا كانت خارجتين، وقال: عين جاحظة. وقال غيره: الجحوظ: خروجُ المُقلة وننتؤها من الحجاج. ولاعرب تقول: لأجْحظن إليك أثر يدك، يعنون به لأرينك سوء اثر يدك، ويقال: جَحَظ إليه عمله يراد به أن عمله نظر في وجهه فذكره سوءَ صنيعه. ويقال: رجل جاحِظ العينين إذا كانت حدقتاه خارجتين. ذحج اخبرني أمنذري عن أبي العباس عن ابن الأعرابي انه قال: ولد أُدد بن زيد مُرّةَ بن يَشجب مرة والاشعر. وامها دَلَّة بنت ذي منجشان الحميري فهلكت فخلف على أختها مُدلة بنت ذي منجشان فولدت مالكا وطيئاً واسمه جَلهَمة، ثم هلك أُدد فلم تتزوج مُدلَّة واقامت على ولديها مالك وطيئ، فقيل: أذحجت على ولديها أي اقامت، فسمي مالك وطيئ مَْحجاً. وقال غيره: مذحج: اكمه ولدتها عندها فسموا مذحجا. وقال ابن دريد: ذحجه وسحجه بمعنى واحد، قال وذحجته الريح أي جرته. حجر قال الليث. الحَجَر وجمعه الحجارة وليس بقياس، لان الحجر وما اشبهه يُجمَع على احجار، ولكن يجوز الاستحسان في العربية كما انه يجوز في الفِقْه وتَرْكُ القياس له ؛ كما قال الاعشى يمدح قوماً لا ناقِصِي حسبٍ ولا أَيدٍ إذا مُدَّت قِصَارَة قال. ومثله المهارة والبكارة لجمع المهر والبكر، واخبرني المنذري عن ابن الهيثم انه قال: العرب تدخل الهاء في كل جمع على فعال او فعول، وانما زادوا (هذه) الهاء فيها، لانه إذا سكت عليه اجتمع فيه عند السكت ساكنان، احدهما الاف التي تنحر اخر حرف في فعال، والثاني اخر فعال المسكوت عليه، فقالوا: عظام وعظامة ونقاد ونقادة، وقالوا: فحالة وحبالة وذكارة وذكورة وفحولة وحمولة، قلت: وهذا هو العلة التي عللها النحويون، فأما الاستحسان (الذي شبهه بالاستحسان) في الفقه فأنه باطل.
ويقال: رمى فلا ن بحجر الارض إذا رمي بداهية من الرجال، ويروى عن الاحنف بن قيس انه قال لعلي رضي الله عنه حين سمي معاوية احد الحكمين عمرو بن العاص: انك قد رميت بحجر الارض فاجعل معه ابن عباس فأنه لا يعقد عقدة الا حلها. وقال الليث: الحجر: حطيم مكة كأنه حجرة مما يلي المثعب من البيت. قال: وحجر: موضع ثمود الذي كانوا ينزلونه. قال: وقصبة اليمامة: حجر بفتح الحاء. قال: والحجر: اللب والعقل. قال: والحجر والحجر لغتان وهو الحرام، قال: وكان الرجل في الجاهلية يلقي الرجل يخافه في الشهر الحرام فيقول: حجرا محجورا أي حرام محرم عليك في هذا الشهر فلا ينداه من ه شهر، قال: فإذا كان يوم القيامة راى المشركون الملائكة فقالوا: حجرا محجورا، وظنوا أن ذلك ينفعهم عندهم كفعلهم في الدنيا وانشد: كتى دَعَوْنا بأَرْحامٍ لهم سَلَفَتْ وقال قائِلهُم انِّي بحاجُـور يعني بمعاذٍ. يقال: انا مُسْتَمِسك بما يعيذني منك ويَحْجُرُك عني، قال: وعلى قياسه العاثور وهو الَمْلَتفُ. قلت: اما ما قاله الليث في تفسير قوله جل وعز: ( ويَقُولُونَ حِجْراً مَحجُوراً) انه من قول المشركين للملائكة يوم القيامة، فأن اهل التفسير الذين يعتمدون مثل ابن عباس واصحابه فسروه على غير ما فسره الليث، قال ابن عباس: هذا كله من قول الملائكة، قالوا للمشركين: حجرا محجورا أي حجرت عليكم البشرى فلا تبشرون بخير. واخبرني المنذري عن اليزيدي قال: سمعت ابا حاتم يقول في قوله: ويقولون حجرا. . تم الكلام، قال الحسن: هذا من قول المجرمين، فقال الله: محجورا عليهم أن يعاذوا وان يجاروا كما كانوا يعاذون في الدنيا ويجارون، فحجر الله ذلك عليهم يوم القيامة. قال أبو حاتم، وقال احمد اللؤلؤي: بلغني أن ابن عباس قال: هذا كله من قول الملائكة، قلت: وهذا اشبه بنظم القران المنزل بلسان العرب، واحرى أن يكون قوله: حجرا محجورا كلاما واحدا لا كلامين مع اضمار كلام لا دليل عليه، وروى سلمة عن الفراء في قوله حجرا محجورا أي حراما محرما كما تقول: حجر التاجر على غلامه، وحجر الرجل على اهله. وقال أبو اسحاق في قوله: ويقولون حجرا محجورا، وقرئت حجرا محجورا بضم الحاء، والمعنى وتقول الملائكة: حجرا محجورا أي حراما محرما عليهم البشرى. قال: واصل الحجر في اللغة ما حجرت عليه أي منعته من أن يوصل إليه، وكل ما منعت منه فقد حجرت عليه، وكذلك حجر الحكام على الايتام منعهم. وكذلك الحجرة التي ينزلها الناس وهو ما حوطوا عليه. وقال ابن السكيت: يقال: حجرا محجورا وحجرا محجورا، قال: وحجر الانسان وحجره بالفتح والكسر. واخبرني المنذري عن اليزيدي عن ابي زيد في قوله: (0 وحرث حجر ): حرام. ويقولون: حجرا: حراما، قال: والحاء في الحرفين بالضم والكسر لغتان. قال: وقوله: ( كذب اصحاب الحجر) بلاد ثمود يقال لها حجر. وفي سورة النساء (0 في جحوركم من نسائكم) واحدها حجر ( بفتح الحاء). وقال غيره: حجر المرأة وحجرها: حضنها. قلت: ويقال: فلان حجر فلان أي في كنفه ومنعته ومنعه، كله واحد، قاله أبو زيد، وانشد لحسان بن ثابت: اولئك قوم لو لهم قيل انقـذوا اميركم الفيتموهم اولي حجر أي اولي منعة. ابن السكيت: الحجر: الفرس الانثى، قلت: وتجمع حجورا وحجورة واحجارا، وقيل: احجار الخيل: ما تخذ منها للنسل ولا يكادون يفردون الواحدة، قلت: بلى، يقال: هذه حجر من احجار خيلي يراد بالحجر الفرس الانثى خاصة جعلوها كالمحرمة الرحم الا على حصان كريم. وقال لي اعرابي من بني مضرس واشار إلى فرس له انثى فقال: هذه الحجر من جياد خيلنا. وقال الليث: المحجر: المحرم، والمحجر من الوجه: حيث يقع عليه النقاب، وقال: ما بدا لك من النقاب محجر، وانشد: وكأن محجرها سراج الموقد وقال أبو الهيثم: المحجر: الحرام وانشد بيت حميد: فهممت أن اغشى إليها محجرا ولمثلها يغشى إليه المحجـر يقول: لمثلها يؤتى إليه الحرام. واخبرني المنذري عن الصيداوي انه سمع عبوية يقول: المحجر ( بفتح الجيم): الحرمة وانشد: وهممت أن اغشى إليها محجرا قال: والمحجر: العين. وقال أبو الهيثم: المحجر: المرعى المنخفض.
قال وقيل لبعضهم: أي الابل ابقى على السنة ؟ فقال: ابنة لبون، قيل: لمه؟ قال: لانها ترعى محجرا وتترك وسطا.
قال: وقال بعضهم: المحجر ههنا الناحية.
أبو عبيد عن ابي عمرو: المحاجر. الحدائق واحدها محجر. قال لبيد:
تروى المحاجر بازل علكوم
العلكوم: الضخمة من الابل القوية.
قال: والحاجر من مسايل المياه ومنابت العشب: ما استدار به سند او نهر مرتفع والجميع الحجران، وقال رؤبة:
حتى إذا ما هاج حجران الذرق
ٍقلت: ومنهذا قيل لهذا المنزل الذي في طريق مكة حاجر. واما قول العجاج:
وجارة البيت لها حجرى
فمعناه: لها حرمة.
والحجرة: الناحية، ومثل للعرب (فلان يرعةى وسطا ويربض حجرة). ومنهقول الحارث بن حلزة:
عننا باطلا وظلما كـمـا تـع تر عن حجرة الربيض الظباء
وحجرتا العسكر: جانباه من الميمنة والميسرة. وقال:
إذا اجتمعوا فضضنا حجرتيهم ونجمعهم إذا كانـوا بـداد
وقالالفراء: العرب تقول للحجر الاحجر على افعل. وانشد:
يرميني الضعيف بالاحجر
قال: ومثله. هو اكبرهم أي اكبرهم. وفرس اطمر واترج يشددون اخر الحرف.
ويقال: تحجر على ما وسعه الله أي حرمه وضيقه. وفي الحديث: ( لقد تحجرت واسعا).
وفي النوادر يقال: امسى المال محتجرة بطونه وتجبرت. ومال متشدد ومتجبر ويقال: احتجر البعير احتجارا، واحتجر من المال كل ما كرش وبلغ نصف البطنة لم يقل، فإذا رجع بعد سوء حال وعجف فقد اجروش وناس مجروشون.
ومن اسماء العرب: حجر، وحجر و حجار. ومحجر: اسم موضع بعينه.
ومحجر القيل: من اقيال اليمن: حوزته وناحيته التي لا يدخل عليه فيها غيره. وتجمع الحجرة حجرات وحجرات (وحجرات). لغات كلها.
وقال ابن السكيت: يقال للرجل إذا كثر ماله وعدده: قد انتشرت حجرته وقد ارتعج ماله وارتعج عدده.
جحر
قال الليث: الجحر لكل شئ يحتفر في الارض إذا لم يكن من عظام الخلق والجميع الجِحرةُ. وتقول: أَحجزته فانحجز أي أدخلته الحجر، ويقال: أحتجز لنفسه حُجراً.
قال: ويجوز في الشِّعر. جَحَرَت الهناة في جِحرتها. وانشد:
جَواحرها في صرَّة لم تَزَيل
وقال أبو عبيد: جواحرها: مُتخلفاتها.
قال والحجرة: السَّنَة الشديدة.
وقال زهير: ونالَ كرِامَ النَّاس في الحجرة الأكل وقال الليث: قيل لها حجرة لأنها تَجْحرُ الناس. ويقال: أجْحَرَت نُجُوم الشَّتاء إذا لم تمطر. وقال الراجز:
إذا الشَّتاء احجزت نجومـه واشتد في غير ثرى أرومه
والمحجر: المُضطر المُلجأ، و انشد: ? نحمي المجحرينا ويقال: جَحَرَ عنا خَيرك أي تَخَلف فلم يصبنا.
وقال أبن بُرُزخ: جَحَرت الشمس للغروب. قال: وجَحرت الشمس إذا ارتفعت فأزا الظِّل. وجحر الربيع إذا لم يصبك مطره.
والججْرة: السَّنة.
وروى عن عائشة انها قالت: إذا حاضت المراة حَرُمَ الجحران. هكذار رواه بعض الناس بكسر النون وذهب بمعناه إلى فرجها ودبرها.
بعض اهل العلم: غنما هو الجحران بضم النون اسم للقُبُل خاصة.
حرج
الحَرَجُ: الأثَم، ورجل حارِج: ىثم، ورجل حَرَج: ضيق الصدر، وانشد: لا حَرِجَ الصَّدر ولا عنيف وقول الله (يَجْعَل صَدْرَه ضيقاَ حَرَجاَ). وقد حَرِجَ صدره أي ضاق فلم ينشرح لخير.
ورجل مُتَحَرج: كاف عن الإثم.
وقال الفرّاء: قراها أبن عباس وعمر "ضيقاً حَرجاً?وقرأها الناس حَرِجاً، قال: والحرج فيما فسر أبن عباس هو الموضع الكثير الشجر الذي لا تصل إليه الراعية، قال: وكذلك صدر الكافر لا تصل إليه الحكمة، قال: وهو في كسره ونصبه بمنزلة الوحد والوحد، والفرد والفرِد، والَّنف والدَّنِف.
وقال الزّجاج: الحرج في اللغة: اضيق الضِّيق، ومعناه انه ضيقُ جداً، ومن قال: رَجل حَرَج الصَّدر فمعناه ذو حَرَج في صدره، ومن قال: حّرِج جعله فاعلاً، وكذلك رجل دنف ذو دَنَف ودنِف نعت.
وقال أبو الهيثم: الحراج: غياض من شجر السلك ملتفة، واحدتها حرجة، والحرجة من شدة التفافها لا يقدر احد أن ينفذ فيها، وقال العجاج: عاين حيا كالحراج نعمة
وقال الليث: احرجت فلانا: صيرته إلى الحراج، وهو الضيقُ، وقال غيره: احرجت فلاناً أي ألجأته إلى مضيق، وكذلك احجرته واجرذته بمعنى واحد. وقولهم: رجل مُتحَجرِّج كقولك: رجل مُتأثم ومتحوّب ومتحنث: يلقي الحرج والإثم والحوب والحنث عن نفسه، ورجل مُتَلَوم إذا تربص بالامر يريغ إلقاء الملامة عن نفسه، وهذه حروف جاءت معانيها مخالفة لألفاظها قال ذلك احمد بن يحيى.
وقال الليث: يقال للغبار السّاطع المنضم إلى حائط أو سند قد حرج إليه وانشد:
وغارة يحرج القتام لهـا يهلك فيها المناجد البطل
ويقال: احرجني إلى كذا وكذا فحرجت إليه أي انضممت، وقال أبو عبيد: تحرج العين أي تحار، وقال الليث: معنى تحرج العين: لا تطرف ولا تنصرف، وأنشد قول ذو الرمة: 3وتحرج العين فيها حين تنتقب قال: والحرج: قلادة كلب، وثلاثة احرجة، وتجمع على احراج وكلاب محرجة أي مقلدة، وقال الأصمعي في قوله يصف الثور والكلاب:
طاوي الحشا قصرت عنه مُحرجة
قال: مُحرجة: في اعناقها حِرج، وهو الودع، والودع: خرز يعلَّق في أعناقها.
وقال أبو سعيد: الحِرج بكسر الحاء: نصيب الكلب من الصيد، وهو ما اشبه الطراف من الرأس والكراع والبطن، والكلاب تطمع فيها، وقال الطرماح:
يبتدرن الأحراج كالثول والحر ج لرب الكلاب يصطفـده
يصطفده أي يدخره ويجعله صفداً لنفسه ويختاره، شبه الكلاب في سرعتها بالزنابير وهي الثَّوْل، وقال الأصمعي: يقال: احرج لكلبك من صيده فإنه أدعى له إلى الصيد.
وقال المُفضل: الحرِج: حبال تُنصب للسبع، وقال الشاعر:
وشر النَّدامي من تبيت ثيابه مخففة كانها حِرج حابل
ويقال: حَرِج على ظلمك أي حَرم، ويقال: احرج امرأته بطلقة أي حرمها ويقال: اكسعها بالمحرمات، يريد بثلاث تطليقات.
والحرج: سرير الميت.
أبو عبيد عن الأصمعي: الحرج: خشب يشد بعضه إلى بعض يحمل فيه الموتى.
وقال امرُؤ القيس:
على حرج كالقر تخفق أكفاني
واما قول عنترة:
يتبعن قلة راسـه وكـانـه حَرَج على نعش لهن مخيم
فإنه وصف نعامة يتبعها رئالها وهي تبسط جناحيها وتجعلها تحتها.
وحرج النّضعش: شجار من خشب جُعِل فوق نعش الميت، وهو سريره.
والحرج أيضاً: مركب من مراكب النساء كالهودج.
والحرج: الضامر من الابل.
وقال أبو عمرو: الحرجوج: الضامر من الإبل، وجمعه حراجيج. والحرج مثلها. والحرج: أن ينظر الرجل فلا يستطيع أن يتحرك من مكانه فرقاً وغيظاً. واجاز بعضهم: ناقة حرجج بمعنى الحرجوج.
وقال غيره: حراج الظَّلماء: ما كثف والتف. وقال أبن ميادة:
ألا طرقتـنـا ام اوس ودونـهـا حِراج من الظلماء يعشى غرابها
خص الغراب لحدة بصره، يقول: فإذا يبصر فيها الغراب مع حدة بصره فما ظنك بغيره.
وقال الليث: الحرجوج: الناقة الوقادة القلب، قال: والحرج من الإبل: التي لا تُركب ولا يضربها الفحل ليكون أسمن لها، إانما هي مُعدة. قلت: والقول في الحجوج والحرج ما قاله أبو عبيد رواية عن أبي عمرو، وقول الليث مدخول: وقرا أبن عباس "وحرث حرِج?وقرا الناس: "وحَرث حجِرُ"، حدثنا حاتم بن محبوب عن عبد الجبًّار عن سفيان عن عمرو عن أبن عباس انه كان يقرأ "وحرث حرِج?أي حرام.
ثعلب عن أبن الأعرابي: الحرِج: الودعة، والحرج بمعنى الحجز: الحرام، والحرج: ما يلقي للكلب من صيده، والحرج: القلادة لكل حيوان، والحرج: الثياب التي تبسط على حبل لتجف وجمعها حراج في جميعها.
وحرَّج فُلان إذا ضيّق عليه.
جرح
الليث: الجرح: الفعل، تقول جَرَحته جَرْحاً، وانا أجرحه، والجرح: الاسم: والجراحة: الواحدة من طعنة أو ضربة وقول التبي صلى الله عليه وسلم: "العجماء جَرْحها جبار?بفتح الجيم لا غير.
وقول الليث: الجراحة الواحدة خطأ، ولكن يقال: جرح وجرِاح وجرِاحة، كما يقال: حِجارة وجمالة وحِبالة لجمع الحجر والحبل والجمل.
وقال الليث: جوارح الإنسان: عوامل جسده من يديه ورجليه، واحدتها جارحة. والجوارح من الطير والسِّباع: ذوات الصيد، الواحدة جارحة، فالبازي جارحة، والكلب الضَّاري جارحة، سمِّيت جوارح لنها كواسب انفسها من قولك: جَرَح واجترح إذا اكتسب.
قال الله: (أم حَسِب الذَّين اجترحوا السيِّات).
واما قول الله عز وجل: (يسألونك مإذا أُحل لهم قُل أُحل الطَّيَّبات، وما علمتم من الجوارح) ففيه محذوف. أراد جلَّ وعزّ: وأحل لكم صيد ما علمتم من الجوارح فحذف لن في الكلام دليلاً عليه، ويقال: جَرَحَ الحاكم الشاهد إذا عثر منه على ما تسقط به عدالته من كذب وغيره، وقد استجرح الشَّاهد. وروى عن بعض التَّابعين انه قال: كثرت هذه الاحاديث واستجرحت أي فسدت وقلَّ صحاحها. وقال عبد الملك بن مروان: وعظتكم فلم تزداد بالموعظة إلا أستجراحاً أي فساداً. وقال أبو عبيدة: يقال: لإناث الخيل جوارح، واحدتها جارحة، لأنها تكسب أربابها نتاجها. ويقال: ماله جارحة أي ماله انثى ذات رحم تحمل، ما له جارحة أي ماله كاسب. وفلان يجرح لعياله ويجترح، ويقرش ويقترش بمعنى واحد. أبن شُميل: جوارح المال: ما ولد يقال: هذه الجارية، وهذه الفرس والناقة والاتان من جوارح المال أي انها شابة مقبلة الرَّحم والشباب، يرجى ولدها. رجح قال الليث: الراجح: الوزان. يقال: رَجَحَت الشئ بيدي أي وزنته ونظرت ما ثقله، وأرجحت الميزان أي اثقلته حتى مال، ورَجح الشئ نفسه يرجح رُجحاناً ورجوحاً ويقال: زن وأرجح واعطِ راجحاً، وحلم راجِح: يرزن بصاحبه فلا يُخفه شيئ. والأرجوحة هي المرجوحة التي يلعب بها. واراجيح الإبل: اهتزازها فر رتكانها، وانشد: على ربذٍ سَهْوِ الأراجيح مرِجم والفعل الارتجاح والتَّرجُّح، وهو التذبذب بين شيئين. والمرجاح من الإبل: ذو الأراجيح. وقوم مراجيح: حلماء، واحدهم مرجاح مورجح. وقال الأعشى: من شباب تراهم غير ميلٍ وكُهُولاً مراجيح احلاما غيره: كتائب رجُحُ: جرارة ثقيلة. وجفان رُجُح: مملوءة من الثريد واللحم. قال لبيد: وإذا شتوا عادت على جيرانهم رُجُعُ يُوَفِّيها مَرابـع كُـومُ أي قصاع يملوها نوق مرابع، وقال في الكتائب: بكتائب رُجُع تعود كبشهـا نَطح الكِباش كانهن نجوم ونخيل مراجيح إذا كانت مواقير، وقال الطِرماح: نخل القُرى مراجـيحـه بالوقر فانْدالت بأكمامها اندالت: تدلت أكمامها حين ثقل ثمارها عليها. وقال الليث: الأراجيح: الفلوت كانها تترجَّح بمن سار فيها أي تطوح به يميناً وشمالاً وقال ذو الرمة: بِلال أَبي عَمرو وقد كان بينـنـا أراجيح يحسرن القِلاص النواجيا أي فيافٍ ترجَّح برُكبانها. قلت: ويقال للجارية إذ1 ثقلت روادفها فتذبذبت هي تَرْتجح عليها، ومنه قوله: ومأ كماتٍ يرتجحن وُرما ويقال للحبل الذي يُتَرجَّح فيه: الرُّجّاجة والنواعة والنواطة والطوحة. حجل قال الليث: الحَجَلُ: القبح، الواحدة حجلة. وسمعت بعض العرب يقول: قالت القطا للحجل: حَجَل جحل، تَفِرُّ في الجبل، من خشية الرجل. فقالت الحجل للقطا: قطا قطا، بيضك ثنتا، وبيضي مائتا. قلت: الحجل: إناث اليعاقيب، واليعاقيب: ذكروها، وروى أبن شُميل حديثاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم إني ادعوا قريشاً وقد جعلوا طعامي كطعام الحجل". قال النضر: الحجل هو القبج يأكل الحبة بعد الحبة لا يجد. قلت: أراد انهم لا يجدّون في غجابتي، ولا يدخل منهم في دين الله إلا الخطيئة بعد الخطيئة. وقال الليث: الحجلة للعروس، والجميع الحجال. وقال الرفزدق: رقدن عليهن الحجال المُسجف قال: الحجال وهي جماعة، ثم قال: المسجَّف فذكر، لأن لفظ الحجال لفظ الواحد مثل الجدار والجراب، ومثله قول الله: (قال مَنْ يحيي العِظام وهي رميم). ولم يقل: رميمة. الليث: الحجل: مشي المُقيد، قال: والإنسان إذا رفع رجلا وتوثَّب في مشية على رجل فقد حَجَل، ونزوان الغُراب: جَحْله. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لزيد: الحجل: أن يرفع رِجلاً ويقفز على الأخرى من الفرح، وقد يكون بالرجلين جميعاً إلا انه قَفْزّ وليس بمشي. وقال الليث: الحجل والحِجل لغتان، وهو الخلخال، قال: وحِجلا القيد: حلقتاه. الحرَّاني عن أبن السكيت: الحجل: الخلخال، وجمعه حُجُول، ونحو ذلك رَوَى أبو عبيد عن أصحابه حجل بكسر الحاء، وما علمتُ أحداً اجاز الحِجل غير ما قاله الليث وهو غلط. وقال عدي: اعاذِل قد لاقيت ما يَزَغُ الفـتـى وطابقت في الحجلين مَشى المُقيد
وقال أبن السكيت: جَحَل يَجْحُلُ حَجلاً إذا مشى في القيد. ثعلب عن أبن الأعرابي أن المفضل انشده: إذا جُعِّلَ المقري يكون وفاؤه تمام الذي تهوى إليه الموارد قال: المقري: القدح الذي يقري فيه، وتحجيله: أن تَصبَّ فيه لُبينة قليلة قدر تَحجيل الفرس ثم يُوَفَّى المقري بالماء، وذلك في الجدوبة وعَوَز اللبن. وقال أبو نصر عن الأصمعي: إذا جُحِّل المقري أي سُتر بالحجلة ضَنِّا به ليشربوه هم. وقال الليث: التَّحجيل: بياض في قوائم الفرس. تقول: فرس مُحجل، وفرس بادٍ حُجوله، قال الأعشى: تعالوا فغن العلِم عند ذوي النهُّى من الناس كالبلقاء بادٍ حُجُولها وقال أبو عبيدة: المحجل من الخيل: أن تكون قوائمه الأربع بيضاً يبلغ البياض منها ثلث الوظيف ونصفه أو ثلثيه بعد أن يتجاوز الأرساغ، ولا يَبْلُغ الرُّكبتين والعُرقُوبين، فيقال: محجل القوائم فغن بلغ البياض من التجيل رُكبة اليد وعُرُقوب الرِّجل فهو فرس مُحجب، فان كان البياض برجليه دون اليد فهو مُحجل عن جاوز الأرساغ، وغن كان البياض بيديه دون رجليه فهو اعصم، فإن كان في ثلاث قوائم دون رجل او دون يد فهو محجل الثلاث مُطلق اليد او الرجل، ولا يكون التَّحجيل واقعاً بيدٍ ولا يدين غلا أن يكون معها او معهما رجل او رجلان. قلت: واخذ تحجيل الخيل من الحجل وهو حلقة القيد، جعل ذلك البياض في قوائمها بمنزلة القيود، وجمع الحجل حُجثول. ويقال: احجل الرَّجل بعيره إحجالاً إذا اطلق قيده من يده اليُمنى وشدّه في الأخرى. وحَجَّل فلان أمره تحجيلاً إذا شهره، ومنه قول الجعدي يهجو ليلى الأخيلية: ألا حَيِّيا ليلى وقولا لها هـلا فقد ركبت أمرا اغر مُحجلا وضرع مُحجل: به تحجيل من أثر الصِّرار، وقال أبو النَّجم: عن ذي قراميص لها محجل وحجَّلت المرأة بنانها إذا لوَّنت خضابها. أبو عبيد عن أبي زيد: نعجة حجلاء، وهي البيضاء الأوظفة وسائرها اسود. عمرو عن أبيه: الحجيلاء: الماء الذي لا تصيبه الشمس. وقال الليث: الحوجلة: ما كان من القوارير من صغارها واسع الرأس، وانشد: كان عينيه من الغـؤورِ قلتان او حَوْجلتا قارور أبو العابس: عن أبن الأعرابي قال: الحواجل: القاورير، والسواجل: غلفها، وأنشد أبن النباري: نهج تَرى حوله بيض القطا قبصاَ كانه بالأفاحيص الـحـوجـيل حواجيل مُلـئت زَيتـاً مُـجـردة ليست عليهن من خُوض سواجيل قال: القبص: الجماعات والقطع، والسواجيل: الغلف واحدها ساجول وسوجل. قال: وحَجضل الإبل: صغار اولادها وحَشوها، قال لبيد: لها حَجضل قد قرّعت من رؤسه لها فوقه مّما تَـحَّـب واشـل قال أبن السِّكِّيت: استعار الحجل فجعلها صِغار الإبل. والتحجيل والصليب: سمتان من سمات الإبل. وقال ذو الرمة يصف إبلاً: يلوح بها تَحجيلها وصليبها واما قول الشاعر: ألم تَعلمي انا إذا القدر حُجِّـلـت وألقي عن وجهه الفتاة سُتورها حُجّلت القدر أي سترت كما تستر العروس فلا تبرز. ويقال: حَجَلت عينه وجَحَّلت إذا غارت، وانشد أبو عبيدة: حوابل العيون كالقداح وقال آخر في الإفراد دون الإضافة حوابل غائرة العيون جعل الليث: الجحل: ضرب من اليعاسيب من صغارها، والجميع الجحلان. أبو عُبيد عن الفراء: الجحل: ضرب من الحرِباء. الحرّاني عن أبن السكيت قال: الجحل هو من الضباب: الضخم. أبو زيد: الجحل السقا الضَّخم أو الزّق، قال: والحجل: صرع الرجل صاحبه. يقال: حَجضله جَحلاً إذا صرعه. أبو عبيد عن الأصمعي: ضربه ضَرباً فجعله، ويقال بالتشديد: جحله إذا صَرَعه. أبن الأعرابي: الجحلاء من النوق: العظيمة الخلق. قال: والجحال: السُّمُّ. والجَحْلُ: السيد من الرجال. والجحل: ولد الضَّبّ. والجحل: يعسوب النحل. لحج قال الليث: اللَّحج: الغمص نفسه. واللحج مجزوم هو الميلولة، ويقال: التحجوا إلى كذا وكذا، وألحجهم إليه كذا أي أمالهم وانشد قول العجاج: أو تَلْحج اللسن فينا مَلحجا أي تقول فينا فتميل عن الحسن إلى القبيح. أبو عُبيد عن أبي زيد: لَحَوجت الخبر لحَولجة: خَلَّطته عليه.
وقال الفراء: لحجة تْلحيجاً إذا اظهر غير ما في نفسه. الأصمعي وغيره: أتى فلان فلاناً فلم يجد عنده موئلا ولا مُلْتَحجاً وانشد: حُبَّ الضَّريك تِلاد المال زَرَّمة فقر ولم يتَّخذ في الناس مُلتحجا شمر عن أبن الأعرابي: ألحاج الوادي: نواحيه واطرافه، واحدها لُحج. غيره: لحج الشئ إذا ضاق، ولحجت عينه، وقال الشَّماخ: بخو صاوين في لحجٍ كنين ثعلب عن أبن الأعرابي: يقال لزوايا البيت: الألحاح والأدحال والجوازي والحراسم والأخصام والأكسار والمزويات. قال: والملاحيق: الطرق الضيقة في الجبال. وفي النوادر: لحجه بالعصا إذا ضربه، ولحجه بعينه. لجح أبو عُبيد عن الصمعي: اللُّجح الجيم قبل الحاء: الشئ يكون في الوادي نحو من الدَّحْل في اسفله واسفل البئر والجبل كانه نقب. قال شمر: وانشدني أبن الأعرابي: بادٍ نواحيه شطون اللُّجج قال: والقصيدة على الحاء. وأصله اللحج الحاء قبل الجيم فقلب. جلح الجلح: ذهاب الشعر من مُقدم الرأس، والنعت أَجلح وجلحاء. أبو عبيد: إذا انحسر الشعر عن جانبي الجبهة فهو انزع، فإن زاد قليلاً فهو اجلح، فإذا بلغ النصف ونحوه فهو اجلى ثم هو أَجله، وجمع الأجْلح جُلح وجُلحان. الليث: جُلاح: اسم أبي أُحيحة بن الجُلاح الخزرجي. قال: والتَّجليح: التَّميم في الأمر والمُضي، يقال: جَلح في الأمر فهو مًجلح. وقال أبو زيد: جَلَّح على القوم تَجليحاً إذا حّمل عليهم، وقال امرؤ القيس: عصـافـير وذِبـان ودُودُ وأجْرأُ من مُجَلحة الذِّئاب وقال لبيد فَلاة: فكن سفيناً وضربن جأشاً لخمس في مُجلة ازوم أي مفازة مُنكشفة بالشر. أبو عبيد عن ابي عمرو قال: الُجَلِّح: الكثير الكل، والمجلح: الماكول، وقال أبن مقبل: . . إذا اغبر العِضاة المُجلح وهو الذي أُكل حتى لم يترك منه شيئ. قال أبن السكيت: جَلَح المالُ الشجرَ يجلحه جَلحاً إذا أكل اعلاه. قال: والمجلوح: الماكول رأسه وانشد: ألا ازحميه زَحمةً فَروحـي وجاوزي ذا السَّحّم المجلوح الماكول راسه. وقال الليث: الناقة المجلاح هي المجُجلحة على السَّنة الشَّديدة في بقاء لبنها، والجميع المجاليح، وقال أبو ذؤيب. المانح الدم والخور الـهـلاب إذا ما حارد الخور واجتث المجاليح قال: المجاليح: التي لا تُبالي قُحوط المطر، قلت: مجاليح الابل: التي تقضم العيدان إذا أقحطت السَّنة فتسمن عليها. أبو عُبيد عن الصمعي قال: المجاليحُ من النوق: التي تدر في الشتاء. والتّجليح: السَّير الشّديد. وقال أبن شُميل: جلح علينا أي اتى علينا. الليث: الجالحة: والجوالح: ما تطاير من رؤس النبات شبه القُطن في الرِّيح وما أشبه ذلك من نشج العنكبوت، وكذلك الثَّلج إذا تهافت. قال: والجلحاء من البقر: التي تذهب قرناها أُخُرا. وقرية جَلحاء: لا حصن لها، وقرى جُلْح، وبقر جلح: لا قرون لها. وقال الأصمعي: أنشدني أبن أبي طَرَفة: فسكَّنتُهم بالقول حتى كأنهـم بواقر جلح سَكنتها المرايِع وفي حديث أبي أيوب: "من باب على سطح أجلح فلا ذِمة له". قال شمر: هو السطح الذي لم يحجَّز بجدار ولا غيره مما يرد الرجل، قال: ولأَجلح من الثِّيران: الذي لا قرن له. وبقرة جَلْحاء: إذا لم تكن محددة الرأس، وفي الحديث: "إن الله ليُؤدي الحقوق إلى أهلها حتى يقص للشاء الحلجاء من الشاة القرناء نطحتها، قلت: وهذا يبين لك أن الجلحاء من الشاء والبقر بمنزلة الجمَّاء التي لا قرن لها. حلج أبو العباس عن عمرو عن أبيه: حَلَج إذا مشى قليلاً قليلاً. وقال ابن الأعرابي: حلج الديك يَحلجُ ةالحُلج هي التمور بالألبان: والحلج أيضاً: الكثيرو الأكل. ابن السكيت: الحليجة: عصارة نحي أو لبن انقع فيه تمر. وفي نوادر الأعراب يقال: حجنت إلى كذا جحونا، وحاجنت وأحجنْتُ وأحلجت، وحالجت، ولاحجت ولحجت لحوجاً وتفسيره بالشئ ودخولك في أضعافه. الليث: الحَلْجُ: حلج القطن بالمحلاج على المحلج.
وقال: والحَلَج في السير كقولك: بيننا وبينهم حَلجة صالحة حَلْجةُ بعيدة. قلت: الذي سمعته من العرب الْلْجُ في السير بالخاء، يقال: بيننا وبينهم خَلجة بعيدة، ولا انكر الحاء بهذا المعنى، غير أن الخَلج بالخاء اكثر وافشى من الحلج.
وقال الليث: يقال: دَعْ ما تَحَلج في صدرك وتَخَلج أي شككت فيه.
قال شمر: وهما قريبان من السواء.
وقال الأصمعي: تَحَلج في صدري وتخلج أي شككت فيه، وفي حديث عَدِي بن حاتم "لا يتضحَلّجَنَّ طعم ضارعت فيه النَّصرانية".
قال شمر: معنى لا يتحلجن أي لا يدخُلَنَّ قلبك منه شيئ يعني انه نظيف.
ثعلب عن ابن الأعرابي: يقال للحمار الخفيف: محلج وَمحلاج، وجمعه المحاليج.
والحليجة: عصارة الحناء.
وقال في موضع آخر: المحاليج: الحمر الطَّال.
حجن
قال الليث: الحجن: اعْوِجاج الشئ الأحجن، والصقر احجن المنقار، ومن النوف أحجن وهو ما أقبلت روثته نحو الفم، وأستأخَرَت ناشزته قُبحاً والناشزة حرف المنخر.
والُحجْنة: مصدر كالحجن وهو الشَّعَر الي جعودته في اطرافه، والحجْنة أيضاً: موضع أصابه اعوجاج من العصا.
والمحجن: عصا في طرفها عُقَّافة، والفعل بها الإحتجان، ومن ذلك يقال للرجل إذا اختص بشئ لنفسه: قد احتجنه لنفسه دون اصحابه.
ونقول: حجنته عنه أي صددته وصرفته ومنه قوله:
ولا بد للمشعُوف من تَبَع الـهـوى إذا لم يزعه من هوى النفس حاجن
والغزوة الحجون: التي يُظْهَرُ غيرها ثم يخالف إلى غير ذلك الموضع ويقصد إليها يقال: غزاهم غزوة حجونا، ويقال هي البعيدة: والحجون: موضع بمكة، ومنه قوله:
فما انت من اهل الجحون ولا الصَّفا ولا لك حقُّ الشِّرب في ماء زمزم
وقال غيره: حجنت البعير فانا أحجنه وهو بعير محجون إذا وسم بسمة المحجن، وهو خط في طرفة عقفة مثل محجن العصا.
أبو عبيد التَّحجين مال أي حسن القيام على المال و انشد:
محجن مالٍ حَيثما تَصرفا
وفي الحديث: طتُوضع الرّحم يوم القيامة لها جُحنة كحجنة المغِزل. قيل: جحنة المغزل صنارتها. وهي الحديدة العقْفَاء التي يُعلق بها الخيط، ثم يفتل الغَزل، وكل مثنْعقف أَحجن.
واحْتجان المال: إصلاحه وجمعه وضمُّ ما انتشر منه. واحتجان مال غيرك: أقتطاعه وسرقته.
وصاحب المِحْجَن في الجاهلية: رجل كان معه مِحجن وكان يقعد في جادة الطريق فيأخذ بمحجنه الشئ بعد الشئ من اثاث المارة، فإن عثر عليه أعتل بانه تعلق بمحجنه.
وقال أبو زيد: الأحجن: الشعَرُ الرَّجل والحجنة: الرَّجل والسبِط: الذي ليست فيه جحنة.
وسرت عَقَبة حجوناً أي بعيدة.
جحن
أبو عُبيد عن ألكِسائي: الجحن: السّيِّيء الغذاء وقد اجحنته امه، وقال الأصمعي: في المحجن مثله.
وقال أبو زيد: الجحن: البطئ الشَّباب.
وقال الشَّماخ:
وقد عرفت مَغابِنها وجادت بِدرَّتها قرى جَحِن قتـين
يعني انها عرقت فسار عرقها قرى للقراد.
ومثل من الامثال: "عجبت أن يجيئ من جحن خيرُ".
الليث: جيحون، وجيحان: اسم نهر جاء فيهما الحديث.
وقال غيره: نبت جحن: زمر صغير مُعَطَّش، وكل نبتٍ ضعف فهو جحن.
ثعلب عن ابن الأعرابي: يقال جحن وأجحن وحَجَّن، وحَجَنَ واحجَن وحجَّن، وجحَدَ وأجْحَدَ وجَحَّد كله معناه إذا ضيَّق على عياله فقراً او بُخلاً.
ويقال: حُجيناه قلبي ولويحاء قلبي ولو يذاء قلبي يعني ما لزم القلب.
جنح
الليث: جَنَح الطائر جُنوحاً إذا كسر من جناحيه ثم اقتبل كالواقع اللاجئ إلى موضع.
وقال الشاعر:
ترى الطير العتيظلن مـنـه جنوحا أن سمعن له حسيسا
والرجل يجنح إذا اقبل على الشئ يعمله بيديه، وقد حنى عليه صدره، وقال لبيد:
جنوح الهالكي على يديه مكبا يجتلى نقب النصال
والسفينة تجنح جنوحا إذا انتهت إلى الماء القليل فلزقت بالارض فلم تمض.
وقال ابن شميل: جنح الرجل إلى الحرورية، وجنح لهم إذا تابعهم وخضع لهم.
وقال الليث: اجتنح الرجل على رجله في مقعده إذا انكب على يديه كالمتكئ على يد واحدة.
وروى أبو صالح السمان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم امر بالتجنح في الصلاة فشكا ناس إلى النبي صلى الله عليه الضعف فأمرهم أن يستعينوا بالركب.
قال شمر: التجنح والاجتناح كأنه الاعتماد في السجود على الكفين والادعما على الراحتين وترك الافتراش للذراعين، قال: وقال ابن شميل: جنح الرجل على مرفقيه إذا اعتمد عليهما وقد وضعهما بالارض او على الوسادة يجنح جنوحا وجنحا. قالشمر: ومما يصدق ذلك حديث النعمان ابن أبي العياش قال ?شكا اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه الاعتماد في السجود، فرخص لهم أن يستعينوا بمرافقهم على ركبهم. وقال ابن شُمَيْل: الاجتناح في الناقة: كأن مؤخرها يسند إلى مقدمها من شدة اندفاعها يحفزها رجلاها إلى صدرها. وقال شمر: اجتنحت الناقة في سيرها إذا اسرعت وانشد: من كل ورقاء لها دف قرح إذا تبادرن الطريق تجتنح وقال أبو عُبيدة: المجتنح من الخيل: الذي يكون حضره واحدا لاحد شقيه يجتنح عليه أي يعتمده في حضره. وقال الليث: جنح الظلام جنوحا إذا اقبل الليل. وجنح الظلام وجنحه لغتان، ويقال: كأنه جنح ليل يشبه به العسكر الجرار. وجناحا الطائر: يدله، ويدا الانسان: جناحاه. وجناحا الوادي: أن يكون له مجرى عن يمينه ومجرى عن شماله، وجناحا العسكر: جانباه، قال الزّجَّاج في قول الله جل وعز: (واضمم اليك جناحك من الرهب) معنى جناحك هنا العضد، ويقال: اليد كله جناح، وقال في قوله جل وعز: ( واخفض لهما جناح الذل من الرحمة) أي الن لهما جانبك. الليث: جنحت الإبِلُ في سيرها إذا اسرعت، والناقة الباركة إذا مالت على احد شقيها يقال: جنحت، وقال ذو الرُّمَّة: إذا مال فوق الرحل احييت نفسه بكراك والعيس المراسيل جنح ويقال للناقة إذا كانت واسعة الجبين انها لمجنحة الجبين. وجوانح الصدر من الاضلاع: المتصلة رؤوسها في وسط الزور، الواحدة جانحة. ويقال: اقمت الشئ فأستقام، واجنحت الشئ أي املته فجنح أي مال، وقال الله: (وان جنحوا للسلم فأجنح لها) أي أن مالوا اليك للصلح فمل إليهما والسلم: المصالحة، ولذلك انثنت. وقال أبو الهيثم في قوله تعالى: (ولا جناح عليكم فيما عرضتم به). الجناح: الجناية والجرم، وانشد قول ابن حِلَّزَة: أ علينـا كـنـدة أن يغ نم غازيهم ومنا الجزاء وصف كندة بانهم جنوا على بني تغلب جناية، ثم فسر الجناية أن يغنم غازيهم بأنهم غزوكم فقتلوكم، وتحملوننا جزاء فعلهم أي عقاب فعلهم، والجزاء يكون ثوابا وعقابا، وقيل في قوله: ( لا جناح عليكم) أي لا اثم عليكم ولا تضييق. واخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: العرب تقول: انا اليك بجناح أي متشوق وانشدنا: يالهف نفسي بعد اسرة واهب ذهبوا وكنت إليهم بجنـاح وجناح الشئ: نفسه، ومنه قول عدي ابن زيد: واحور العين مربوب له غسق مقلد من جناح الدر تقصارا وقيل: جناح الدر: نظم منه يعرض. وقال أبو عمرو: كل شئ جعلته في نظام فهو جناح. وللعرب في الجناح امثال منها قولهم للرجل إذا جد في الامر واحتفل: (ركب فلان جناحي نعامة). وقال الشماخ: فمن يسع او يركب جناحي نعامة ليدرك ما قدمت بالامس يسبق ويقال: ركب القوم جناحي الطائر إذا فارقوا اوطانهم، وانشد الفراء: كأنما بجناحي طائر طاروا ويقال: فلان في جناحي طائر إذا كان قلقا دهشا كما يقال: كأنه على قرن اعفر، ويقال: نحن على جناح سفر أي نريد السفر. وفلان في جناح فلان أي في ذراه وكنفه، واما قول الطرماح: يبل بمعصور جناحي ضئيلة أفاويق منها هلة ونقـوع فأنه يريد بالجناحين الشفتين. ويقال: أراد بهما جانبي اللهاة والحلق. وقال أبو النجم يصف سحابا: وسح كل مدجـن سـحـاح يرعد في بيض الذرى جناح قال الأصمعي: جناح: دانية من الارض، وقال غيره: جناح: مائلة عن القصد. حنج قال الليث: الحنج: امالة الشئ عن وجهه، يقال: حنجته أي املته فاحتنج فعل لازم، ويقال ايضا: احنجته، وقال أبو عمرو: الاحناج أن يلوي الخبر عن وجهه، وقال العجاج: فتحمل الارواح وحيا محنجا قال: والمحنج: الكلام الملوي عن جهته كيلا يفطن له، يقال: احنج عني امره أي لواه. وقال الليث: المحنجة: شئ من الادوات. وقال الأصمعي يقال: رجع فلان إلى حنجه وبنجه أي رجع إلى اصله.
أبو عُبيد عن أبي عُبيدة: هو الحنج والبنج للاصلز سلمة عن الفراء: هو السرار، والاحناج، والنسيف، والمهالسة، والمعامسة واحد. عمرو عن أبيه: الحناج: الاصول، واحدها حنج. نجح الليث: نجحت حاجتك وانجحها لك. وسار فلان سيرا ناجحا ونجيحا، وقال لبيد: فمضينا فقضينا ناجـحـا موطنا يسأل عنه ما فعل ورأى نجيح: صواب، ورجل نجيح: منجح للحاجات، وقال اوس: نجيح جواد اخو مأقط نقاب يحدث بالغائب ويقال للنائم إذا تتابعت عليه رؤى صدق: تناجحت احلامه. وقال شمر: انجح بك الباطل أي غلبك الباطل، و كل شئ غلبك فقد انجح بك، وإذا غلبته فقد انجحت به. وقال أبو عمرو. النجاحة: الصبر. ويقال: ما نقسي عنه بنجيحة أي بصابرة، وقال ابن ميادة: وما هجر ليلى أن تكون تباعـدت عليك ولا أن احصرتكك شغولي ولا أن تكون النفس عنها نجـيحة بشئ ولا مـلـتـاقة بـبـديل حجف الليث: الحجف: ضرب من الترسة، تتخذ من جلود الإبِلُ مقورة، والواحدة جحفة. ونحو ذلك قال أبو عبيد في الحجف. وقال الليث: الحجاف: ما يعترى من كثرة الاكل او من شئ لا يلائمه فيأخذه البطن استطلاقا، ورجل محجوف. وقال الراجز: يا ايها الدارئ كالمنـكـوف والمتشكى مغلة المحجوف هكذا انشدنيه المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي. قال: والمحجوف والمجحوف واحد، وهو الجحاف والحجاف: مغس في البطن شديد. والمنكوف: الذي يشتكي نكفته، وهو اصل اللهزمة. وقال بعض الجعفريين: احتجفت نفسي واحتجنتها إذا ظلفتها. جحف أبو عباس عن ابن الأعرابي: الجحفة: ملء اليد وجمعها جحف. وقال الليث: الجحف: شدة الجرف الا أن الجرف للشئ الكثير، والجحف للماء. تقول: اجتحفنا ماء البئر الا جحفة واحدة بالكف او بالاناء. والفتيان يتجاحفون الكرة بينهم بالصوالجة. قال: والتجاحف ايضا القتال: تناول بعضهم بعضا بالعصي والسيوف، وقال العجاج: وكان ما اهتض الجحاف بهرجا يعني ما كسره التجاحف بينهم، يريد به القتل. والسنة المجحفة: التي تجحف بالقوم قتلا وافسادا للاموال. وقال بعض الحكماء: من اثر الدنيا اجحفت بأخرته. والجحفة: ميقات اهل الشام: قرية تقرب من سيف البحر. أبو عُبيد عن الفراء: الجحاف: أن يستقي الرجل فيصيب الدلو فم البئر فينخرق وانشد: قد علمت دلو بني مـنـاف تقويم فرغيها عن الجحاف الأصمعي والفراء. سسيل جحاف وجراف وهو الذي يذهب بكل شئ، وانشد. ابرز عنها جحاف مضر وروى عن الأصمعي انه قال: الجحف: اكل الثريد، والجحف: الضرب بالسيف، وانشد: لا يستوي الجحفان جحف ثـريدة وجحف حروري بابيض صارم والجحاف السلمي: رجل من العرب معروف. ثعلب عن ابن الأعرابي: الجحوف: الثريد يبقى في وسط الجفنة. فحج قال الليث: الفحج: تباعد ما بين اوساط الساقين في الانسان والدابة، والنعت افحج وفحجاء. أبو عُبيد عن أبي عمرو: الافحج: الذي في رجليه اعوجاج. وقال أبو زيد: يقال: افحج فلان عنا، واحجم وافج إذا تباعد. حجب قال الليث: حجب: يحجب حجبا. والحجابة: ولاية الحاجب. الحجاب: اسم ما حجبت به بين شيئين. وكل شئ منع شيئا فقد حجبه، كما تحجب الام الاخوة عن فريضتها. وجماعة الحجاب حجب. وجماعة الحاجب حجبة. واحتجب فلان إذا اكتن نم وراء الحجاب. وحجاب الجوف: جلدة بين الفؤاد وسائر البطن. والحاجبان: العظمان فوق العينين بشعره ولحمه وثلاثة حواجب. والحجبتان: رؤوس عظمي الوركين مما يلي الحرقفتين، والجميع الحجب، وثلاث حجبات، وقال امرؤ القيس: له حجبات مشرفات على الفال وقال اخر: ولم توقع بكوب حجبه وحاجب الفيل كان شاعرا من الشعراء. وقال شمر: قال أبو عمرو: الحجاب: ما اشرف من الجبل. وقال غيره: الحجاب: الحرة. وقال أبو ذؤيب: شرف الحجاب وريب قرع يقرع وقال غيره: احتجبت الحامل بيوم من تاسعها. وبيومين من تاسعها يقال ذلك للمرأة الحامل اذ مضى يوم من تاسعها. يقولون: اصبحت محتجبة بيوم من تاسعها، هذا كلام العرب. وقال الأصمعي: حاجب الشمس: قرنها، وهو ناحية من قرصها حين تبدأ في الطلوع. يقال: بدا حاجب الشمس والقمر.
قال: ونظر اعرابي إلى اخر يأكل من وسط الرغيف، فقال: عليك بحواجبه أي بحروفه. وفي حديث أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أن الله يغفر للعبد ما لم يقع الحجاب، قيل: يا رسول الله: وما الحجاب ؟ قال: أن تموت النفس وهي مشركة). قال شمر وقال ابن شُمَيْل في حديث ابن مسعود رضي الله عنه: (من اطلع الحجاب واقع ما وراءه)، قال: إذا مات الانسان واقع ما وراء الحجابين: حجاب الجنة، وحجاب النار ؛ لأنهما قد خفيا. وانشدنا الغنوي: إذا ما غضبنا غـضـبة مـضـرية هتكنا حجاب الشمس او مطرت دما قال: حجابها: ضوؤها ههنا. قال: وقال أبو عدنا عن خالد في قول ابن مسعود: من اطلع الحجاب واقع ما وراءه. قال: اطلاع الحجاب: مد الرأس، والمطالع يمد رأسه ينظر من وراء الستر، قال والحجاب الستر. وامرأة محجوبة. قد سترت بستر. قال أبو عمرو وشمر: وحديث أبي ذر يدل على انه لا ذنب يحجب عن العبد الرحمة فيما دون الشرك. وقال أبو زيد: في الجبين الحاجبان وهما منبت شعر الحاجبين من العظم والجميع الحواجب. حبج قال الليث: احبجت لنا النار إذا بدت بغتة، واحبج العلم، وقال العجاج: علوت احشاه إذا ما احبجا أبو عُبيد عن أبي زيد: إذا اكلت الإبِلُ العرفج فاجتمع في بطونها عجز منه حتى تشتكي منه قيل: حبجت حبجا. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الحبج: أن يأكل البعير لحاء العرفج فيسمن على ذلك، ويصير في بطنه مثل الافهار، وربما قتله ذلك. والحبج: السمين الكثير الاعفاج، قال: : وقال ابن الزبير: "انا والله ما نموت على مضاجعنا حبجا كما يموت بنو مروان، ولكننا نموت قَصعاً بالرماح وموتاً تحت ظلال السيوف". وقال غيره: أًحْبج لك الامر إذا اعرض فامكن. والحبجُ: مُجتمع الحيِّ ومُعظمه. ويقال: حبجه بالعصا حبجاً، وقد حبجه بها حبجاتٍ، قاله أبن السكّيت، قال: وكذلك خَلَجه بالعصا إذا ضربه بها. قال: وإبل حباجي إذا انتفخت بطونها عن اكل الَرفج فتعَقد في بطونها وتمرَّغت من الوجع. أبو عُبيد عن الأصمعي: حَبَج يَحبج، وخَبَج يَخبِج إذا ضرط. وقال شمر: حَبَج الرجلُ يحبج حبجاً إذا انتفخ بطنه عن بشم، وحبج البعير إذا اكل العرفج فتكَّبب في بطنه وضاق مبعره عنه ولم يخرج من جوفه وربما هَلك وربما نجا، قال: وانشدنا أبو عبد الرحمن: أشبعت راعيِّ من إليهـير فظل يبكي حبجاً بَـشـرِّ خلف استه مثل نقيق الهر وقال أبو زيد: الحبج للبعير بمنزلة اللوي للانسان فغن سلح افاق والإ مات. بجح قال الليث وغيره: فلان يَتَبجِّح بفلان ويتمجَّح إذا كان يهذي به اعجاباً، وكذلك إذا تمزَّح به. وقال اللحياني: فلان يتبجح ويتمجح أي يفتخر ويباهي بشئ ما. وفي حديث ام زرع: ويَجَّحَني فبجَحتُ أي فرَّحني ففرحت وقد بجح يبجح وبجح يبجح قال الراعي: وما الفَقرُ من أرض العشيرة ساقنا إليك ولكنا بقربـاك نـنـجـح جبح ثعلب عن أبن العرابي: جَبضح القومُ بكعابهم وجَبَخوا بها إذا رَمَوا بها لينظروا ايها يخرج فأئزاً، وانشد: فأجبح القومَ مثلَ جبح الكعاب وقال الليث في جبح القومُ بكعابهم مثله. أبو عمرو: الجبح والجَبح: خَلّية العسل، وثلاثة أجبْح واجباح كثيرة. قال الطِّرماح يخاطب ابنه: وغن كنت عندي أنت احلى من الجنى جنى النحلِ اضحى واتناً بين أَجْنـح ةاتناً: مُقيماً. حجم قال الليث: الحجْم: فعلُ الحاجم، وهو الحجاَّم، وفعله وحرفته الحِجامة. وفي الحديث: "أفطر الحاجم والمحجوم". والمِحجمة: قارورته، وتطرح الهاء فيقال: مِحجم وجمعه محاجم. وقال زهير: 3ولم يُهريقوا بينهم ملء محجم والمحجم من العنق: موضع المحجمة، وقال غيره: اصل الحجم المصُّ، وقيل للحاجم حجَّام لامتصاصه فَم المحجمة. يقال: حَجضم الصبي ثدي امه إذا مصه، وثدي محجوم أي مصوص. أبو عبيد عن ابي زيد: احجمت المراة للمولود إحجاماً، وهو اول رضعة تُرضعه أُمه. وقال الليث: الحجم ايضأ: وجْانك مسَّ شيئ تحت ثوب، تقول: مسستُ بطن الحُبلى فوجدت حجم الصبي في بطنها. وقد احجم الثدي على نحر الجارية إذا نتأ ونهد، ومنه قول الاعشى: وقد احجم الثدي على نحرها في مشرق ذي بهجة نائر
وقال أبن لأعرابي: حجم وبجم إذا نظر نظرا شديدا، قلت: وحمج مثله. ويقال للجارية إذا غطى اللحم رؤوس عظامها فسمنت ما يبدو لعظامها حجم. وقال الليث وغيره: الحجام: شئ يجعل على خطمالبعير لكيلا يعض، وهو بعير محجوم. قال: والحجم: كفك انسانا عن امر يريده. يقال: احجم الرجل عن قرنه، واحجم إذا جبن وكف. قاله الأصمعي وغيره: والاحجام ضد الاقدام. وقال مبتكر الأعرابي: حجمته عن حاجته: منعتها عنها. وقال غيره: حجوته عن حاجته: مثله. حمج الليث: حمجت العين إذا غارت، وانشد: لقد تقود الخيل لم تحمج قال: ويقال: تحميجها: هزالها. قال: والتحميج: النظر بخوف، والتحميج: التغير في الوجه من الغضب ونحوه. وفي الحديث أن عمر قال لرجل: (مالي اراك محمجا؟). قلت: التحميج عند العرب: نظر بتحديق. وقال بعض المفسرين في قول الله جل وعز: (مهطعين مقنعي رؤوسهم) قال: محمجين مديمي النظر، وانشد أبو عُبيدة: آ أن رأيت بنـي ابـي ك محمجين إلى شوسا ثعلب عن أبن الأعرابي: التحميج: فتح العينفزعا او وعيدا، وانشد قول الهذلي: وحمج للجبان المـو ت حتى قلبه يجب قال: أراد: حمج الجبان للموت فقلبه. قلت: واما قول الليث في تحميج العين انه بمنزلة الغئور فلا يعرف، وكذلك التحميج بمعنى الهزال منكر. جمح قال الليث: جمح الفرس بصاحبه جماحا إذا جرى به جريا غالبا، وكل شئ إذا مضى لوجهه على امر فقد جمح به. وفرس جموح وجامح، الذكر والنثى في النعتين سواء. وجمحت السفينة فهي تجمح إذا تركت قصدها فلم يضبطها الملاحون. وجمحوا بكعابهم مثل جبحوا. وقال الفراء في قول الله جل وعز: ( لولوا إليه وهم يجمحون) أي ولوا إليه مسرعين. وقال الزجاج: وهم يجمحون. قال: يسرعون اسراعا لا يرد وجوههم شئ، ومن هذا اقيل: فرس جموح وهو الذي إذا حمل لم يرده اللجام. ويقال: جمح وطمح إذا اسرع ولم يرد وجهه شئ. قلت: فرس جموح له معنيان: احدهما: يوضع موضع العيب. وذلك إذا كان من عادته ركوب الرأس لا يثنيه راكبه، وهذا من الجماح الذي يرد منه بالعيب. والمعنى الثاني في الفرس الجموح أن يكون سريعا نشيطا مروحا، وليس بعيب يرد منه ومصدره الجموح، ومنه قول امرئ القيس: جموحا مروحا واحضارها كمعمعة السعف الموقد وانما مدحتها فقال: واعددت للحرب وثّضابةً جواد المحثة والمرود ثم وصفها فقال: جموحاً مروحاً أوسَبوحاً أي تُسرع برُكابها. وقال أبو زيد: جَمَحت المراة من زوجها تجمح جماحا وهو خروجها من بيته إلى اهلها قبل أن يطلقها، ومثله طمحت طماحا. وانشد: إذا راتني ذات ضغن حنت وجمحت من زوجها وانت وقال الليث: الجماحة والجماميح هي رؤوس الحلي والصليان ونحو ذلك مما يخرج على اطرافه شبه سنبل غير انه لين كأذناب الثعالب. أبو عُبيد عن الاموي: الجماح: ثمرة تجعل على رأس خشبة ياعب بها الصبيان. وقال شمر: الجماح: سهم لا ريش له املس في موضع النصل منه تمر او طين يرمى به الطائر فيلقيه ولا يقتله حتى يأخذه راميه يقال له الجماح والجباح، وقال الراجز: هل يبلغنيهم إلى الصباح هقل كأن راسه جماح ثعلب عن أبن الأعرابي قال: الجماح: المنهزمون من الحرب. والجماح: سهم صغير يلعب به الصبيان. قال: وفرس جموح: سريع وفرس جموح إذا لم يثن راسه. واخبرني المنذري عن ثعلب عن أبن الأعرابي قال: الجماح: سهم او قصبة يجعل عليه طين ثم يرمى به الطير، وانشد لرقيع الوالبي: حلق الحوادث لمتى فتركن لي رأسا يصل كأنـه جـمـاح أي يصوت من املاسه، وقال الحطيئة: بزب اللحى جرد الخصى كالجمامح وقال غيره: العرب تسمي ذكر الرجل جميحا ورميحا، وتسمى هن المرأة شريحا ؛ لأنه من الرجل يجمح فيرفع رأسه، وهو منها يكون مشروحا أي مفتوحا. جحم قال الليث: الجحيم: النار الشديدة التأجج كما اججوا نارا لأبراهيم النبي عليه السلام فهي تجحم جحوما أي توقد توقدا. وجاحم الحرب: شدة القتل في معتركها، وانشد: حتى إذا ذاق منها جاحما بردا وقال الاخر: والحرب لا يبقى لجـا حمها التخيل والمراح
وقال: كل نار على نار جحيم. والجمر بعضه على بعض جحيم، وهي نار جاحمة، وانشد الأصمعي: وضالة مل الجحيم الموقد شبه النصال وحدتها بالنار، ونحو منه قول الهذلي: كأن ظباتها عقر بعيج ويقال للنار جاحم أي توقد والتهاب، ورايت جحمة النار أي توقدها. وقال الليث: الجحمة هي العين بلغة حمير، وانشد: فيا جحمتا بكي على ام مالك اكيلة قليب ببعض المذانب قال: وجحمتا الاسد: عيناه بكل لغة. والاجحم: الشديد حمرة العين مع سعتها، والمرأة جحماء. ثعلب عن أبن الأعرابي: الجحام: داء معروف. والجحم: القليلو الحياء. واخبرني المنذري عن ابي طالب في قولهم: فلان جحام، وهو يتجاحم علينا أي يتضايق، وهو مأخوذ من جاحم الخرب، وهو ضيقها وشدتها، وقال بعضهم: هو يتجاحم أي يتحرق حرصا وبخلا وهو من الجحيم. وفي الحديث أن كلبا كان لميمونة فأخذه داء يقال له: الجحام، فقالت: وارحمتا لمسمار تعني كلبها. قال: واخبرني الحربي عن عمرو عن أبيه قال: جحمت ناركم تجحم إذا كثر جمرها، وهو جحيم وجاحمة. محج الليث: المحج: مسح شئ عن شئ، والريح تمحج الارض: تذهب بالتراب حتى تتناول من ادمة الارض ترابها، وقال العجاج: ومحج ارواح يبارين الصـبـا اغشين معروف الديار التيربا والثيرب والتورب والتوراب أراد التراب. واخبرني المنذري عن ثعلب عن أبن الأعرابي قال: اختصم شيخان غنوي وباهلي، فقال احدهما لصاحبه: الكاذب محج امه، وقال الاخر: انظروا ما قال لي الكاذب: محج امه أي ناك امه، فقال الغنوي: كذب، ما قلت له هكذا، ولكني قلت: الكاذب ملج امه أي رضعها. وقال أبن الأعرابي: المحاج: الكذاب ايضا، وانشد: ومحاج إذا كثر التجني قلت: فمحج عند أبن الأعرابي له معنيان: احدهما الجماع، والاخر الكذب. وقال أبن الفرج: محج المرأة ومخجها إذا نكحها، ومحج اللبن ومخجه إذا مخضه. مجح قال غير واحد: التمجح والتبجح بالميم والباء: البذخ والفخر. هو يتمجح ويتبجح وقد مر تفسيره. شحص قال الليث: الشحصاء: الشاة التي لا لبن لها. أبو عُبيد عن الأصمعي: الشحاصة والشحص جميعا: التي لا لبن لها، والواحدة والجميع في ذلك سواء. شمر: جمع شحص اشحص، وانشد: بأشحص مستأخر مسافده العدبس الكناني: الشحص: التي لم ينز عليها الفحل قط. وقال الكسائي: إذا ذهب لبن الشاة كله فهو شحص. وفي النوادر يقال: اشحصته عن كذا وشحصته، واقحصته وقحصته، وامحصته ومحصته إذا ابعدته، وقال أبو وجزة السعدي: ظعائن من قيس بن عيلان اشحصت بهن النوى أن النوى ذات مغـول اشحصت بهن أي باعدتهن. شحط قال الليث وغيره: الشحط: البعد، ويقال: شحطت الدار تشحط شحطا وشحوطا، قال: والشحط: البعد في الحالات كلها يثقل ويخفف، وانشد: والشحط قطاع رجاء من رجا وقال الليث: الشحطة: داء يأخذ الابل في صدورها لا تكاد تنجو منه. ويقال لأثر سحج يصيب جنبا او فخذا ونحو ذلك. اصابته شحطة. ثعلب عن عمرو عن أبيه يقال: شحطه وسحطه أي ذبحه. وقال أبن الأعرابي: شحطته العقرب ووكعته بمعنى واحد. قال: ويقال شحط الطائر وصام، ومزق ومرق وسقسق، وهو الشحط والصوم. وقال الليث: الشوحط: ضرب من النبع، واخبرني المنذري عن المبرد قال: يقال: أن النبع والشوحط والشريان شجرة واحدة ولكنها تختلف اسماؤها بكرم منابتها، فما كان في قلة الجبل فهو النبع، وما كان في سفحه فهو الشريان، وما كان في الحضيض فهو الشوحط. أبو عُبيد عن الأصمعي: من اشجار الجبال النبع والشوحط والتالب. وقال الليث: المشحط: عود يوضع عند القضيب من قضبان الكرم بقية من الارض. النضر عن الطائفي انه قال: الشحط: عود يرفع به الحبلة حتى تستقل إلى العريش قال: وقال: أبو الخطاب: شحطتها أي وضعت إلى جانبها خشبة حتى ترتفع إليها. وقال الليث: التشحط: الاضطراب في الدم، والولد يتشحط في السلي أي يضطرب فيه، وانشد بيت النابغة: ويقذفن بالاولاد في كل منزل تشحط في اسلائها كالوصائل
وقال غيره: يقال: جاء فلان سابقا قد شحط الخيل شحطا أي فاتها، و يقال: شحطت بنو هاشم العرب أي فاتوهم فضلاً وسبقوهم. ويقال: شَحَط في السَّوم وأَبْعط إذا طَمَح فيه. حشط أهمله الليث، وقال أبن الأعرابي: الحشط: الكشط، ثعلب عنه. حشد قال: الليث: حَشَد القوم إذا خَفُّوا في التعاون وكذلك إذا دعوا فأسرعوا للاجابة. قال: : وهذا فعل يستعمل في الجميع، وقلما يقال: للواحد حَشَد إلا انهم يقولون للابل: لها حالبُ حاشد، وهو الذي لا يفْتُر عن حلبها، والقيام بذلك. قلت: المعروف في حلب الإبل حاشك بالكاف لا حاشد بالدّال، وقد مر تفسيره في باب حشك إلا أن أبا عُبيد قال: : يقال: : حَشَد القومُ، وحشكوا، وتحترشوا بمعنى واحد فجمع بين الدَّال والكاف في هذا المعنى وفي حديث صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذييرُوى عن امِّ معبد الخُزاعية: "مَحْفودُ مَحشود?أرادت أن أصحابه يخدمونه ويجتمعون عليه. ويقال: أحتشد القوم لفلان حَشَد من الناس أي جماعة قد احتشدوا له، وقال أبو عمرو: يقال: للرجل إذا نزل بقوم وأكرموه وأحسنوا ضيافته قد حشدوا له، وقال الفراء: حشدوا له وحَفَلوا له إذا اختلطوا له وبالغوا له في إلطافه وإكرامه. الَراني عن أبن السِّكِّيت: ارض نّزْلَة: تسيل من ادنى مَطَر، وكذلك أرض حضشاد وزهاد، وأرض شحاح. وقال النضر: الحشاد من المسايل إذا كانت أرض صُلبة سريعة السيل وكثرت شِعابها في الرَّحبة وحَشّد بعضها بعضاَ. قال: : ورجل محشود: عنده حَشدُ من الناس. شحد قال: الليث: الشُّحدودُ: السيئُ الخلق، وقالت أعرابية وأرادت أن تركب بَغلاً: لعله حيوص او قموص او شُحدود، وجاء به غير الليث. شدح اهمله الليث، وروى أبو عُبيد عن الفراء: انشدح الرجل انشداحاً إذا استلقى وفَرَّج رجليه. وقال أبو عمرو: ناقة شَوْدح: طويلة على وجه الارض، وانشد: قطعت إلى مَعروفها مُنكراتها بفتلاءِ إِمرارِ الذِّراعين شَودح ويقال: لك عن هذا الامر مُشتدح وُمرتدح وُمرتكح وُمنتدح، وشُدحة وبُدحة ورُكحة ورُدحة وفُسحة بمعنى واحد. وكلا شادِح وسادِح ورادِح أي واسع كثير. حتش قال: الليث في كتابه: حَتضش يَنظر فيه، وقال غيره: حَتشَ إذا ادام النَّظر. وقيل: حَتشَ القوم وتحترشوا إذا حشدوا. تشح قال: الطرماح يصف ثوراً: ملاً بائصاً ثم اعترتـه حـمـية على تشحة من زائد غير واهن قال: أبو عمرو في قوله: على تشحة أي على جدً وحمية. قلت: انا اظن التشحة في الأصل أُشحة فقُلبت الهمزة واواً ثم قلبت تاء كما قالوا: تُراث وتقوى. وقال شمر: يقال: : أَشح يأشح إذا غضب، ورجل أشحان أي غضبان. قلت: وأصل تُشحة أُشحة من قولك: اَشح. شحذ قال: الليث: الشَّحذ: التحديد. تقول: شحذت السكين شحذاً إذا أحدته فهو مشحوذ وشحيذ، وأنشد: يشحذ لحييه بناب اعطل أبو عُبيد عن الاحمر: الشَّحذان: الجائع. وقال اللحياني: شحذته بعيني: أحددتُها فرميته بها حتى اصبته: وشحذته أي سُقته سوقاً شديداً، وسائق مشحذ. وقال أبو نُخيلة: قلت لإبلـيس وهـامـان خُـذا سوقاً بني الجعراء سوقاً مشحذاً واكتنافهم من كـذا ومـن كـذا تكنف الريح الجهـام الـرُّذذا وفلان مَشحوذ عليه أي مغضوب عليه. وقال الأخطل: خيال لأروْى والرَّباب ومن يكن لأه عند اروى والربَّاب تُبُولُ يبت وهو مشحوذ عليه ولا يرى إلى بيضتي وكر الانوق سبيل شمر عن أبن شميل: المشحاذ: الارض المستوية فيها حصى نحو حصى المسجد ولا جبل فيها، قال: : وانكر أبو الدقيش المشحاذ. وقال غيره: المشحاذ: الاكمه القرواء التي ليست بضرسه الحجارة ولكنها مستطيلة في الارض، وليس فيها شجر ولا سهل. أبو زيد: شحذت السماء تشحذ شحذا، وحلبت حلبا وهي فوق البغشة. وفي النوادر: تشحذني فلان وتزعقني أي طردني وعناني. حشر قال: الليث: الحشر: حشر يوم القيامة، والمحشر: المجمع الذي يحشر إليه القوم وكذلك إذا حشروا إلى بلد او معسكر ونحوه.
وقال الله جل وعز: ( لاول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا) نزلت في بني النضير، وكانوا قوما من إليهود عاقدوا النبي صلى الله عليه وسلم لما نزل المدينة الا يكونوا عليه ولا له، ثم نقضوا العهد وما يلوا كفار اهل مكة فقصدهم النبي صلى الله عليه وسلم ففارقوه على الجلاء من منازلهم فجلوا إلى الشام، وهو اول حشر حشر إلى ارض المحشر، ثم يحشر الخلق يوم القيامة إليها، ولذلك قيل: لاول الحشر، وقيل: انهم اول من اجلي من اهل الذمة من جزيرة العرب، ثم اجلي آخرهم ايام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، منهم نصارى نجران ويهود خيبر وقال الله جل وعز: (وإذا الوحوش حشرت)، وقال: ( ثم إلى ربهم يحشرون)، واكثر المفسرين قالوا: تحشر الوحوش كلها وسائر الدواب حتى الذباب للقصاص، واسند إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وقال بعضهم: حشرها: موتها في الدنيا. وقال الليث: إذا اصابت الناس سنة شديدة فاجحفت بالمال واهلكت ذوات الاربع قيل: قد حشرتهم السنة تحشرهم وتحشرهم وذلك انه تضمهم من النواحي إلى الامصار. وقال رؤبة: زما نجا من حشرها المحشوش وحش ولا طمش من الطموش قال: : والحشرة: ما كان من صغار دواب الارض مثل اليرابيع والقنافذ والضباب ونحوها وهو اسم جامع لا يفرد الواحد الا أن يقولوا هذا من الحشرة. وقال الأصمعي: الحشرات والاحراش والاحناش واحد وهي هوام الارض. وفي النوادر: حشر فلان في ذكره وفي بطنه واحثل فيهما إذا كانا ضخمين من بين يديه. وقال الليث: الحشور من الدواب: كل ملزز الخلق شديده، ومن الرجال: العظيم البطن. أبو عُبيد عن الاحمر: الحشور: العظيم البطن وانشد غيره. حشورة الجنبين معطاء القفا وقال الليث: الحشر من الإذان ومن قذذ ريش السهام: ما لطف كأنما برى بريا، وانشد أبن الاعاربي في صفة ناقة: لها اذن حشر وذفري اسيلة وخد كمرآة الغريبة اسجح وقال الليث: حشرت السنان فهو محشور أي دققته والطفته. وقال أبن شميل عن ابي الخطاب: الحبة عليها قشرتان، فالتي تلي الحبة الحشرة والجميع الحشر، والتي فوق الحشرة القصرة، قال: : والمحشرة في لغة اهل اليمن: ما بقي في الارض وما فيها من نبات بعدما يحصد الزرع فربما ظهر من تحته نبات اخضر فذلك المحشرة. يقال: : ارسلول دوابهم في المحشرة. شحر قال: الليث: الشحر: ساحل اليمن في اقصاها، وانشد: رحلت من اقصى بلاد الرحل من قلل الشحر فجنبي موكل ثعلب عن أبن الأعرابي: الشحرة: الشط الضيق، والشحر: الشط. شرح قال: الليث: الشرح والتشريح: قطع اللحم عن العضو قطعا، وكل قطعة منها شرحة. ويقال: شرح الله صدره فانشرح أي وسع صدره لقبول الحق فاتسع. ويقال: شرح الله فانشرح أي وسع صدره لقبول الحق فاتسع. ويقال: شرح فلان امره أي أي اوضحه. وشرح مسألة مشكلة إذا بينها. وشرح جاريته إذا سلقتها على قفاها ثم غشيها. وقال أبن عباس: كان اهل الكتاب لا يأتون نسائهم الا على حرف، وكان هذا الحي من قريش يشرحون النساء شرحا. وسأل رجل الحسن: أ كان الانبياء يشرحون في الدنيا مع علمهم بربهم، يريد كانوا ينبسطون إليها ويرغبون في اقتنائها رغبة واسعة. عمرو عن أبيه قال: : قال: رجل من العرب لفتاه: ابغني شارحا فأن اشاءنا مغوس، واني اخاف عليه الطمل. قال: أبو عمرو: الشارح: الحافظ، والمغوس: المشنخ. قلت: تشنيخ النخل: تنقيحه من السلاء. والاشاء: صغار النخل. وقال أبو العباس: قال: أبن الأعرابي: الشرح: الحفظ، والشرح: الفتح، والشرح: البيان، والشرح: الفهم، والشرح: افتضاض الابكار، وانشد في الشارح بمعنى الحافظ: وما شاكر الا عصافير قرية يقوم إليها شارح فيطيرها والشارح في كلام اهل اليمن: الذي يحفظ الزرع من الطيور وغيرها. وقال أبن شميل: الشرحة من الظباء: الذي يجاء به يابسا كما هو لم يقدد. يقال: : خذ لنا شرحة من الظباء، وهو لحم مشروح، وقد شرحته وشرحته. والتصفيف نحو من التشريح وهو ترقيق البضعة من اللحم حتى يشف من رقته ثم يلقي على الجمر. رشح قال: أبن المظفر: الرشح: ندى العرق على الجسد. يقال: رشح فلان عرقا، والرشح: اسم لذلك العرق، وسميت البطانة التي تحت السرج مرشحة لانها تنشف الرشح يعني العرق.
أبو العباس عن سلمة عن الفراء يقال: : ارشح عرقا ورشح عرقا بمعنى واحد. وقال أبو عمرو: الرشح: العرق. وقال الليث: الترشيح: أن ترشح الام ولدها باللبن القليل تجعله في فيه شيئا بعد شئ حتى يقوى للمص، قال: : والترشيح ايضا: لحس الام ما على طفلها من الندوة حين تلده وانشد: وسمعت غير واحد من الاعراب يقول للبعير الذي اجلب دبره في ظهره: هذا بعير احرش، وبه حرش، وقال الشاعر: فطار بكفي ذو حراش مشمر احذ ذلاذيل العسيب قصير أراد بذي حراش جملا به اثر الدبر. ويقال: حرشت جرب البعير احرشه حرشا وخرشته خرشا إذا حككته حتى تقشر الجلد الاعلى فيدمى ثم يطلى حينئذ بالهناء. وقال أبو عمرو: الحرشاء من الجرب: التي لم تطل، قلت: سميت حرشاء لخشونة جلدها، وقال الشاعر: وحتى كأني يتقي بي معبـد به نقبة حرشاء لم تلق طاليا أبو عُبيد عن الأصمعي: ومن نبات السهل: الحرشاء والصفراء والغبراء، وهي اعشاب معروفة تستطيبها الراعية. وقال الليث: الحرش، ضرب من البضع وهي مستلقية. أبو سعيد: دراهم حرش: جياد خشن حديثة العهد بالسكة. شلح قال: الليث: الشلحاء: هو السيف بلغة اهل الشحر وهم باقصى اليمن، وروى أبو العباس عن أبن الأعرابي قال: : الشلح: السيوف الحداد. قلت: ما ارى الشلحاء والشلح عربية صحيحة، وكذلك التشليح الذي يتكلم به اهل السواد، سمعتهم يقولون. شلح فلان إذا خرج عليه قطاع الطريق فسلبوه ثيابه وعروه، واحسبها نبطية. حشن قال: أبن المظفر وغيره. حشن السقاء يحشن حشنا واحشنته انا احشانا إذا اكثرت استعماله بحقن اللبن فيه ولم تتعهده بما ينظفه من الوضر والدرن فأروح وتغير باطنه ولزق به وسخ اللبن. أبو عُبيد عن الاموي: الحشنة. الحقد، وانشدنا. الا لا ارى ذا حشنة في فؤاده يجمجمها الا سيبدو دفينهـا وقال شمر: لا اعرف الحشنة، قال: : واراه مأخوذا من حشن السقاء إذا لزق به وضر اللبن ودرن، وانشد أبن الأعرابي: وان اتااها ذو فلاق وحشن يعني وطبا تفلق لبنه ووسخ فمه. شحن قال: الليث: الشحن: ملوك السفينة واتمامك جهازها كله فهي مشحونة: مملوءة. وقال الله جل وعز: (في الفلك المشحون) يريد المملوء. قلت: والشحنة: ما يقام للدواب من العلف الذي يكفيها يومها وليلتها هو شحنتها. وشحنة الكورة: من فيهم الكفاية لضبطها من اولياء السلطان. وقال الليث: الشحناء: العداوة، وهو مشاحن لك، وقال أبو زيد: يقال: شاحنته مشاحنة من الشحناء، واحنته مؤاحنة من الاحنة. أبو عُبيد عن الأصمعي وابي زيد: اشحن الرجل اشحانا، واجهش اجهاشا إذا تهيأ للبكاء، قال: الهذلي. ?. وقد همت باشحان و قال: أبن الأعرابي: سيوف مشحنة في اغمادها، و أنشد: اذ عارت النبل والتف اللفوف واذ سلوا السيوف عراة بعد اشحان وسمعت اعرابيا يقول لاخر: اشحن عنك فلانا أي نحه وابعده، وقد شحنه يشحنه شحنا إذا طرده. وقال شمر: قال: الشيباني: الشاحن من الكلاب: الذي يبعد الطريد ولا يصيد، وفي الحديث(يغفر الله لكل بشر، ما خلا مشركا او مشاحنا). وقال شمر: قال: الاوزاعي: هو صاحب البدعة المفارق للجماعة والامة. وقيل المشاحنة: ما دون القتال من السب والتعاير، مأخوذ من الشحناء، وهي العداوة. شنح الليث: الشناحي: ينعت به الجمل في تمام خلقه، و أنشد: اعدوا كل يعملـه ذمـول واعيس بازل قطم شناحي أبو عُبيد عن الأصمعي: الشناحي: الطويل، ويقال: هو شناح كما ترى. أبو العباس عن أبن الأعرابي قال: : الشنح: الطوال. والشنح: السكارى. نشح قال: الليث: نشح الشارب إذا شرب حتى امتلأ. وسقاء نشاح: نضاح. أبو العباس عن أبن الأعرابي قال: النشح السكارى. الحراني عن أبن السِّكِّيت: النشوح من قولك: نشح إذا شرب شربا دون الري. وقال أبو النجم: حتى إذا ما غيبت نشوحا وسمعت اعرابيا يقول لاصحابه: الا وانشحوا خليلكم نشحا أي اسقوها سقيا يفثأ غلتها وان لم يروها، وقال الراعي يذكر ماء وردة: نشحت بها عنسا تجافي اظلهـا عن الاكمالا ما وقتها السرائح حنش
الليث: الحنش: ما اشبه رءوسه رءوس الحيات من الحرابي وسوام ابرص ونحوها، وانشد: ترى قطعا من الاحناش فيه جماجمهن كالخشل النزيع وقال شمر: الحنش: الحية، وقال غيره: الافعى، قال: ذو الرمة: وكم حنش ذعف اللعاب كـأنـه على الشرك العادي نضو عصام والذعف: القاتل، ومنه قيل: موت ذعاف. قال: شمر: ويقال للضباب واليرابيع: قد احتنشت في الظلم أي اطردت وذهبت فيه، وانشد شمر في الحنش: فاقدر له في بعض اعراض اللمم لميمة من حنش اعمـى اصـم فالحنش ههنا الحية، وقال الكميت: فلا ترأم الحيتان احنـاش قـفـرة ولا تحسب النيب الحجاش فصالها فجعل الحنش دواب الارض من الحيات وغيرها. أبو عُبيد عن ابي عمرو: الحنش: الحية، والحنش كل شئ يصاد من الطير والهوام. يقال: منه: حنشت الصيد احنشه واحنشه إذا صدته، وقيل: المحنوش: الذي لسعته الحنش، وهي الحية، وقال رؤبة: فقل لذاك المزعج المنحوش لي فقل لذاك الذي اقلقه الحسد وازعجه، وبه مثل ما باللسيع. وقال أبن الاعاربي: المحنوش: السوق جئت به تحنشه أي تسوقه مكرها. أبو عُبيد عن ابي زيد: حنشته عنه: عطفته. قلت: هو بمعنى طردنه، يقال: حنشه وعنشه إذا ساقه وطرده، وقال أبو عمرو: المحنوش: المغموز في حسبه. نحش اهمله الليث، وقال شمر فيما قرأت بخطه: سمعت اعرابيا يقول: الشظفة والنحاشة: الخبز المحترق، وكذلك الجلفة: والقرفة. حشف قال: الليث: الحشف من التمر: ما لم ينو، فإذا يبس صلب وفسد لا طعم له ولا لحاء، ولا حلاوة. ويقال: قد احشف ضرع الناقة إذا انقبض يستشن أي يصير كالشن. قال: : والحشفة: ما فوق الختان. أبن السِّكِّيت: الحشيف: الثوب الخليق و أنشد: اتيح لها اقـيدر ذو حـشـيف إذا سامت على الملقات ساما ويقال لاذن الانسان إذا يبس فتقبض قد استحشف وكذلك ضرع الانثى إذا قلص وتقبض، يقال له: حشف، وقال طرفة: على حشف كالشن ذاو مجدد ويقال للجزيرة في البحر لا يعلوها الماء حشفة وجمعها حشاف إذا كانت صغيرة مستديرة، وجاء في الحديث أن موضع بيت الله كانت حشفة فدحا الله الارض عنها. ويقال: رأيت فلانا متحشفا إذا رايته سئ الحال متقهلا رث الهيئة. وقال شمر: الحسافة والحشافة، بالسين والشين: الماء القليل. فحش الليث: الفحش: معروف، والفحشاء: اسم الفاحشة، وكل شئ جاوز حده وقدره فهو فاحش. وافحش الرجل إذا قال: قولا فاحشا، وقد فحش علينا فلان، وانه لفحاش، وكل امر لا يكون موافقا للحق فهو فاحشة، وقال الله جل وعز(الا أن يأتين بفاحشة مبينة) قيل: الفاحشة المبينة: أن تزني فتخرج للحد، وقيل: الفاحشة: خروجها من بيتها من غير اذن زوجها. وقال اشافعي: هو اتن تبذأ على احمائها بذرابة لسانها فتؤذيهم، وتأول ذلك من حديث فاطمة بنت قيس أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجعل لها سكنى ولا نفقة، وذكر انه نقلها إلى بيت أبن ام مكتوم لبذائتها وسلاطة لسانها، ولم يبطل سكانها لقول الله جل وعز: (لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن الا أن يأتين بفاحشة مبينة). واما قول الله جل وعز: (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء)؛ قال: : المفسرون: معناه يأمركم بأن لاتتصدقوا، وقيل: الفحشاء ههنا البخل، والعرب تسمى البخيل فاحشا، وقال طرفة: ارى الموت يعتام الكرام ويصطفي عقيلة مال الفاحش المـتـشـدد وفي الحديث: (أن الله يبغض الفاحش المتفحش)، فالفاحش هو ذو الفحش والخنا من قول وفعل، والمتفحش: الذي يتكلف سب الناس ويفحش عليهم بلسانه، ويمون المتفحش: الذي يأتي الفاحشة المنهى عنها وجمعها الفواحش. حفش قال الليث: الحفش: ما كان من اسقاط الاواني التي تكون اوعية في البيت للطيب ونحوه، وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلا من اصحابه ساعيا، فقدم بمال وقال: اما كذا فهو من الصدقات، واما كذا وكذا فانه مما اهدى لي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هلا جلس في حفش امه فينظر: هل يهدي له. قال أبو عُبيد: الحفش: الدرج وجمعه احفاش، قال أبو عُبيد: شبه بيت امه في صغره بالدرج.
واخبرني عبد الملك عن الربيع عن الشافعي انه قال: الحفش: البيت الذليل القريب السمك من الارض ونحو ذلك قال أبن الأعرابي. قلت: واصل الحفش: الدرج، كما قال أبو عبيد، وشبه البيت الصغير به. وقال الليث: الحفش مصدر قولك: حفش السيل حفشا إذا جمع الماء من كل جانب إلى مستنقع واحد، فتلك المسايل التي تنصب إلى المسيل الاعظم هي الحوافش، واحدتها حافشة، و أنشد: عشية رحنا وراحوا الـينـا كما ملأ الحافشات المسيلا ويقال للفرس: يحفش الجري أي يعقب جريا بعد جرى ولا يزداد الا جودة، وقال الكميت يصف غيثا: بكل ملث يحفـش الاكـم ودقة كأن التجار استبضعته الطيالسا قال شمر: يحفش: يسيل، ويقال: يقشر. يقول: اخضر ونضر، فشبهه بالطيالسة. أبو عُبيد عن الاموي: يقال: همن يحشفون عليك ويجلبون عليك أي يجتمعون. وقال الليث: الحفش: الجري. ويقال حفشت المرأة لزوجها الود إذا اجتهدت فيه. أبو العباس عن أبن الأعرابي: حفشت الاودية إذا سالت كلها. وتحفشت المرأة على زوجها إذا اقامت ولزمته واكبت عليه. أبو زيد: يقال: : حفشت السماء تحفش حفشا، وحشكت تحشك حشكا، واغبت تغبي اغباء فهي مغبية وهي الغبية والحفشة والحشكة من المطر بمعنى واحد. أبن شميل قال: الحفش: أن تأخذ الدبرة في مقدم السنام فتأكله حتى يذهب مقدمه في اسفله إلى اعلاه فيبقى مؤخره مما يلي عجزه قائما صحيحا، ويذهب مقدمه مما يلي غاربه. يقال: قد حفش سنام البعير، وبعير حفش السنام، وجمل احفش وناقة حفشاء وحفشة، وقال شجاع الأعرابي: حفزوا علينا الخيل والركاب وحفشوها إذا صبوها عليهم. وتحفشت المرأة في بيتها إذا لزمته فلم تبرحه. فشح اهمله الليث، واخبرني المنذري عن أبن الأعرابي قال: يقال: فشج وفشج، وفشح وفشح إذا فرج ما بين رجليه بالحاء والجيم. حشب قال الليث: الحوشب: عظم في باطن الحافر بين العصب والوظيف، قال: والحوشب: العظيم البطن مثله، وانشد بيت الاعلم الهذلي: وتجر مـجـرية لـهـا لحمى إلى اجر حواشب اجر جمع جرو على افعل. وقال أبو عمرو: الحوشب: حشو الحافر، والجبة لذي فيه الحوشب، قال: والدخيس: بين اللحم والعصب، و أنشد: في رسغ لا يتشكى الحوشبا وقال أبو عُبيدة: الحوشب: موصل الوظيف في الرسغ، وقال: الحوشبان: عظما الرسغين. ومما يذكر من شعر اسد بن ناعصة: وخرق تبنهنس ظلمانـه يجاوب حوشبه القعنب قيل: القعنب: الثعلب الذكر، والحوشب: الارنب الذكر، وقيل: الحوشب: العجل؛ وهو ولد البقر. وقال الاخر: كأنها لما ازلام الضحى ادمانة يتبعها حوشب وقال بعضهم: الحوشب: الضامر والحوشب: العظيم البطن، فجعله من الاضداد، وانشد: في البدن عفضاج إذا بدنتـه وإذا تضمره فحشر حوشب فالحشر: الدقيق، والحوشب: الضامر. وقال المؤرج: احتشب القوم احتشابا إذا اجتمعوا. وقال أبو السميدع الأعرابي: الحشيب من الثياب والخشيب والجشيب: الغليظ. وقال المؤرخ: الحوشب والحوشبة: الجماعة من الناس. شبح قال الليث: الشبح: ما بدا لك شخصه من الناس وغيرهم من الخلق، يقال: : شبح لنا أي مثل، وانشد: رمقت بعيني كل شبح وحائل والجميع الاشباح. ويقال في التصريف: اسماء الاشباح: وهو ما ادركته الرؤية والحس. قال: والشبح: مدك شيئا بين اوتاد. والمضروب يشبح إذا مد للجلد. وفي صفة النبي صلى الله عليه انه كان مشبوح الذراعين أي عريض الذراعين، وقال الليث أي طويلها. وفي بعض الروايات: انه كان شبح الذراعين. ويقال: شبحت العود شبحا إذا نحته حتى تعرضه. ويقال: هلك اشباح ماله أي هلك ما يعرف من ابله وغنمه وسائر مواشيه، وقال الشاعر: ولا تذهب الاحساب من عقر دارنا ولكن اشباحا من المال تذهـب ويقال: شبح الداعي إذا مد يده للدعاء وقال جرير: وعليك من صلوات ربك كلمـا شبح الحجيج الملبدون وغاروا شحب الليث: شحب يشحب لون الرجل شحوبا إذا تغير من هزال او عمل او سفر. أبو زيد. شحب لونه يشحب وشحب، وقال لبيد: راتني قد شحبت وسل جسمي طلاب النازحات من الهموم حبش
قال الليث: الحبش: جنس من السودان، وهم الحبيش والحبشان، ويقال الحبشة على بناء سفرة، قال: وهذا خطأ في القياس، لأنك لا تقول للواحد حابش مثل فاسق وفسقة ولكن لما تكلم به سار في اللغات وهو في اضطرار الشعر جائز. قال: والاحبوش: جماعة كالحبش، وقال العجاج: كأن صيران المها الاخلاط بالرمل احبوش من الانباط قال: واما الاحابيش فكانوا احياء من القارة انضموا إلى بني ليث في الحرب التي وقعت بينهم وبين قريش قبل الاسلام، فقال ابليس لقريش: اني جار لكم من بني ليث فواقعوا محمدا، وفيه يقول القائل: ليث وديل وكعب والتـي ظـأرت جمع الاحابيش لما احمرت الحدق قال: فلما سميت تلك الاحياء بالاحابيش من قبل تجمعها صار التحبيش في الكلام كالتجميع، وقال رؤبة: اولاك حبشت لهم تحبيشي وقال غيره: حبشت لعيالي وهبشت أي كسبت وجمعت، وهي الحباشة والهباشة و أنشد: لولا حباشات من التحبيش وتحبش القوم وتهبشوا إذا تجمعوا. قال الأصمعي، وقال اللحياني: أن المجلس ليجمع حباشات وهباشات أي ناسا ليسوا من قبيلة واحدة. الليث: الحبشية: ضروب من النمل سود عظام، لما جعل ذلك اسمالها غيروا اللفظ ليكون فرقا بين النسبة والاسم، فالاسم حبشية، والنسبة حبشية. ثعلب عن أبن الأعرابي قال: من اسماء العقاب الحباشية، والنسارية تشبه بالنسر. حشم الليث: الحشم. خدم الرجل. وقال غيره: حشم الرجل. من يغضب له إذا اصابه امر. وقال أبن السِّكِّيت: حشمت الرجل احشمه حشما إذا اغضبته، قال ذلك الفراء وغيره، وانشد في ذلك: لعمرك أن قرص ابي خبيب بطئ النضج محشوم الاكيل أي مغضب. قال: وحشم الرجل: قرابته وعياله ومن يغضب له. وقال الليث: الحشمة: الانقباض عن اخيك في المطعم وطلب الحاجة. وتقول: احتشمت، وما الذي احشمك ويقال حشمك. وقال الليث: الحشوم: الاقبال بعد الهزال يقال: : حشم يحشم حشوما، ورجل حاشم وقد حشمت الدواب في اول الربيع، وذلك إذا اصابت منه شيئا فحسنت بطونها وعظمت. وقال يونس: تقول العرب: الحسوم يورث الحشوم، قال: والحسوم: الدءوب، والحشوم: الاعياء. وقال في قول مزاحم: فعنت عنونا وهي صغواء ما بها ولا بالخوافي الضاربات حشوم أي اعياء، وقد حشم حشما. وقال الأصمعي: في يديه حشوم أي انقباض، وروى البيت: ولا بالخوافي الخافقات حشوم وقال اللحياني: الحشمة بالضم: القرابة يقال: : لي فيهم حشمة أي قرابة. وهؤلاء احشامي أي جيراني واضيافي. وقال أبو عمرو: قال بعض العرب: انه لمحتشم بامري أي مهتم به. قال: واحتشمت الرجل: اغضبته. والاحتشام: التغضب. شمر وقال يونس: له الحشمة: الذمام وهي الحشم، قال: وبعضهم يقول: الحشمة والحشم. وانني لاتحشم منه تحشما أي اتذمم واستحي، قال: وحشمت فلانا واحشمته أي اغضبته. أبو عُبيد عن الكسائي: حشمت الرجل واحشمته وهو يجلس اليك فتؤذيه وتسمعه ما يكره. ثعلب عن أبن الأعرابي: الحشم. ذوو الحياء التام، والحسم بالسين: الاطباء. عمرو عن أبيه قال: الحشم: المماليك، والحشم: الاتباع، مماليك كانوا او احرارا. والحشم: الاستحياء. حمش قال الليث: الحمش: الدقيق القوائم. واوتار حمشة، ووتر حمش: مستمحش. والاستحماش في الوتر احسن، وقال ذو الرمة: كأنما ضربت قـدام اعـينـهـا قطن لمستحمش الاوتار محلوج وقال أبو العباس: رواه الفراء: كأنما ضربت قدام اعينها قطــنـــا ??. . وقال الليث: ساق حمشة: جزم والجميع حمش وحماش، وقد حمشت ساقه تحمش حموشة إذا دقت، وكان عبد الله بن مسعود حمش الساقين. وقال الليث: يقال: للرجل إذا اشتد غضبه قد استحمش غضبا. أبو عُبيد عن ابي زيد: احمشت فلانا وحمشته إذا اغضبته، وانشد شمر: اني إذا حمشني تحميشي اللحياني: احتمش الديكان واحتمسا إذا اقتتلا. وحمش الشر وحمس إذا اشتد. عمرو عن أبيه: الحميش: الشحم المذاب. أبو عُبيد: حششت النار واحمشتها، وقال: احماش الوليدة بالقدر محش المحش: تناول من لهب يحرق الجلد ويبدي العظم. أبو عُبيد عن ابي عُبيدة قال: المحاش: المتاع، والاثاث، بفتح الميم.
والمحاش: القوم يحالفون غيرهم من الحلف عند النار قال النابغة: جمع محاشك يا يزيد فأنني اعددت يربوعا لكم وتميما شمر عن أبن الأعرابي في قوله: جمع محاشك سب قبائل فصيرهم كالشئ الذي احرقته النار، يقال: : محشته النار وامحشته. وقال اعرابي(من حركدأن يمحش عمامتي)، قال. وكانوا يوقدون نارا لدى الحلف ليكون اوكد لهم. ويقال: ما اعطاني الا محشى خناق قمل والا محشا خناق قمل فأما المحشى فهو ثوب يلبس تحت الثياب ويحتشى به، واما محشا فهو الذي يمحش البدنن بكثرة وسخه واخلاقه. وروى عن النبي صلى الله عليه انه قال: يخرج ناس من النار قد امتحشوا وصاروا حمما. معناه: قد احترقوا وصاروا فحما. ويقال للخبز الذي قد احترق قد امتحش، وهو خبز محاش. وقال بعضهم: مر بي حمل فمحشني محشا وذلك إذا سحج جلده من غير أن يسلخه. شحم أبو العباس عن عمرو عن أبيه قال: الشحم: البطر والحشم: الاستحياء. وقال الليث: الشحم، والقطعة منه شحمة، ورجل شاحم لاحم إذا اطعم الناس الشحم واللحم، وقد شحمهم يشحمهم. الحراني عن أبن السِّكِّيت: رجل شحيم لحيم أي سمين، ورجل شحم لحم إذا قرما إلى اللحم والشحم وهو يشتهيهما. وقال غيره: رجل شاحم لاحم: ذو شحم ولحم، وكذلك لابن وتامر. ويقال: هو شاحم ولاحم إذا كا يطعم الناس الشحم واللحم. والعرب تسمي سنام البعير شحما، وبياض البطن شحما. والشحام: الذي يكثر اطعام الناس الشحم: وكذلك بياع الشحم يقال: له: شحام. وشحم الحنظل: ما في جوفه سوى حبه. وشحم الرمانة الاصفر بين ظهراني الحب. وشحمة العين: حدقتها ويقال: هي الشحمة التي تحت الحدقة: وطعام مشحوم، وخبز مشحوم: قد جعل فيه الشحم. واشحم الرجل إذا كثر عنده الشحم وكذلك الحم فهو ملحم. دحض قال الليث: الدحض: الزلق. يقال: دحضت رجل البعير إذا زلقت. قال: والدحض: الماء الذي تكون منه المزلقة. قال: ودحضت الشمس عن بطن السماء إذا زالت. ودحضت حجته إذا بطلت، وادحض حجته إذا ابطلها. ويقال: مكان دحض إذا كان مزلة لا تثبت عليه الاقدام. ودحيضة: ماء لبني تميم. أبو سعيد: دحض برجله ودحص إذا فحص برجله. حضظ قال الليث: الحضظ: لغة في الحضض؛ وهو دواء يتخذ من أبوال الإبل. أبو عُبيد عن اليزيدي قال: الحضظ، قال شمر: وليس في كلام العرب ضاد مع الظاء غير الحضظ. حضر قال الليث: الحضر: خلاف البدو، والحاضرة: خلاف البادية، واهل الحضر، واهل البدو، والحاضرة: الذين حضروا الامصار ومساكن الديار التي يكون لهم بها قرار. قلت: المحضر عند العرب: المرجع إلى اعداد المياه، والمنتجع: المذهب في طلب الكلأ، وكل منتجع مبدى، وجمع المبدى مباد، وهو البدو ايضا، فالبادية: الين يتباعدون عن اعداد المياه ذاهبين في النجع إلى مساقط الغيث ومنابت الكلأ، والحاضرة: الذين يرجعون إلى المحاضر في القيظ وينزلون على الماء العد، ولا يفارقونها إلى أن يقع ربيع الارض يملأ الغدران فينتجعونه. وقوم ناجعة ونواجع، وبادية بواد بمعنى واحد. وكل من نزل على ماء عد، ولم يتحول عنه شتاء ولا صيفا فهو حاضر، سواء نزلوا في القرى والارياف والدور المدرية او بنوا الاخبية على المياه فقروا بها ورعوا ما حوإليها من الكلأ، فأما الاعراب الذين هم بادية فأنما يحضرون الماء العد شهور القيظ لحاجة النعم إلى الورد غبا ورفها وربعا في هذا الفصل، فإذا انقضت ايام القيظ بدوا فتوزعتهم النجع وافلتوا الفلوات المكلئة، فأن وقع لهم ربيع بالارض شربوا منه في مبداهم الذي انتووه، وان استأخر القطر ارتووا على ظهور الإبل لشفاههم وخيلهم من ماء عد يليهم، ورفعوا اظماءهم إلى السبع والثمن والعشر، فأن كثرت الامطار والتف العشب واخصبت الرياض وامرعت البلاد جزأ النعم بالرطب، واستغنى عن الماء، وإذا عطش المال في هذه الحال وردت الغدران والتناهي فشربت كرعا، وربما سقوها من الدحلان. وقال الليث: الحضور جمع الحاضر، قلت: والعرب تقول: حي حاضر بغير هاء إذا كانوا نازلين على ماء عد، يقال: : حتضر بني فلان على ماء كذا وكذا، ويقال للمقيم على الماء حاضروجمعه حضور وهو ضد المسافر، وكذلك يقال: للمقيم شاهد وخافض.
وقال الليث: الحضرة: قرب الشئ، تقول: كنت بحضرة الدار، وانشد: فشلت يداه يوم يحـمـل رأسـه إلى نهشل والقوم حضرة نهشل ويقال: ضربت فلانا بحضرة فلان بمحضره. وقال الليث: الحاضر: القوم الذين حضروا الدار التي بها مجتمعهم، وقال الشاعر: في حاضر لجب بالليل سامـره فيه الصواهل والرايات والعكر قال: فصار الحاضر اسما جامعا كالحاج والسامر والجامل ونحو ذلك. قال: والحضر والحضار: من عدو الدواب والف عل الاحضار، وفرس محضير ومحضار بغير هاء للانثى إذا كان شديد الحضر، وهو العدو، ويقال عنه احضر الدابة يحضر احضارا، والاسم الحضر وهو العدو. وقال الليث: الحضير: ما اجتمع من جايئة المدة في الجرح، وما اجتمع من السخد في السلي ونحوه. وقال الأصمعي: القت الشاة حضيرتها وهو مالقت بعد الولادة بعد الولادة من القذى. وقال أبو عُبيدة: الحضيرة: الصاءة تتبع السلى؛ وهي لفافة الولد. وقال الليث: المحاضرة: أن يحاضرك انسان بحقك فيذهب به مغالبة او مكابرة. قال: والحضار من الإبل: البيض اسم جامع كالهجان، والواحد والجميع في الحضار سواء. أبو عُبيد عن الاموي: ناقة حضار إذا جمعت قوة ورحلة يعني جودة المشي. وقال شمر: لم اسمع الحضار بهذا المعنى، انما الحضار بيض الإبل، وانشد بيت اب ذؤيب: بنات المخاض شيمها وحضارها أي سودها وبيضها. وقال الليث: يقال: حضار بمعنى احضر. وحضار: اسم كوكب مجرور ابدا. وقال أبو عمرو بن العلاء: يقال: طلعت حضار والوزن، وهما كوكبان يطلعان قبل سهيل، فإذا طلع احدهما ظن انه سهيل، وكذلك الوزن إذا طلع، وهما محلفان عند العرب سميا محلفين لاختلاف الناظرين إليهما إذا طلعا فيحلف احدهما انه سهيل، ويحلف الاخر انه ليس به، قال ذلك كله أبو عمرو بن العلاء فيما روى أبو عُبيد عن الأصمعي عنه. وقال الليث: يقال: حضرت الصلاة، واهل المدينة يقولون: حضرت، وكلهم يقول: تحضر. وقال شمر: يقال: حضر القاضي امرأة تحضر، قال وانما اندرت التاء لوقوع القاضي بين الفعل والمرأة، قلت: واللغة الجيدة حضرت تحضر. أبو عُبيد عن الكسائي: كلمته بحضرة فلان وحضرة فلان وحضرة فلان، وكلهم يقول: بحضر فلان. وقال أبن لاسكيت عن الباهلي: الحضيرة موضع التمر، قال: واهل الفلج يسمونها الصوبة وتسمى ايضا الجرن والجرين. وقال الأصمعي: العرب تقول: اللبن محتضر فغطه يعني تحضره الدواب وغيرها من اهل الارض. وحضر المريض واحتضر إذا نزل به الموت، وحضرني الهم واحتضرني وتحضرني. وقال أبو عُبيد: في قول الجهينة تمدح رجلا: يرد المياه حضيرة ونفـيضة ورد القطاة إذا اسمأل التبع قال: الحضيرة: ما بين سبعة رجال إلى ثمانية، والنفيضة: الجماعة، وهم الذين ينفضون الطريق. وروى سلمة عن الفراء قال: حضيرة الناس وهي الجماعة، ونفيضتهم وهي الجماعة. وقال أبن السِّكِّيت: الحضيرة: الخمسة والاربعة يغزوون، و أنشد: ??وحـــــلـــــــقة من الدار لا تأتي عليها الحضائر واخبرني الايادي عن شمر في تفسيرهقوله: حضيرة ونفيضة، قال حضيرة: يحضرها الناس يعني المياه، ونفيضة: ليس عليها احد، حكى ذلك عن أبن الأعرابي، ونصب حضيرة ونفيضة على الحال أي خارجة من المياه. وروى أبو نصر عن الأصمعي: الحضيرة: الذين يحضرون الماء، والنفيضة: الذين يتقدمون الخيل وهم الطلائع. قلت: وقول أبن الأعرابي احسن. وقال غيره: يقال للرجل يصيبه اللمم والجنون: فلان محتصضر، ومنه قول الراجز: وانهم بدلويك نهيم المحتضر فقد اتتك زمرا بعد زمر ثعلب عن أبن الأعرابي: يقال لاذن الفيل الحاضرة، ولعينة الهاصة. قال: والحضراء من النوق وغيرها: المبادرة في الاكل والشرب. والحضر: مدينة بنيت قديما بين دجلة والفرات. وقال أبن الأعرابي: الحضر: التطفيل، وهو الشولقي، وهو القرواش، والواغل، قال: والحضر: الرجل الواغل الراشن. والحضرة: الشدة. أبو زيد: رجل حضر إذا حضر بخير. قال: ويقال: انه ليعرف من بحصرته ومن بعقوته. رحض الرحض: ثوب رحيض مرحوض: مغسول. قال: والمرحضة: شئ يتوضأ فيه مثل كنيف.
وفي حديث ابي ايوب(قدمنا الشام فوجدنا بها مراحيض قد استقبل بها القبلة، فكنا نتحرف ونستغفر الله، أراد بالمراحيضمواضع قد بنيت للغائط، واحدها مرحاض، اخذ من الرحض، وهو الغسل. وروى عن عائشة انها قالت في عثمان رحمه الله: استتأبوه حتى إذا ما تركوه كالثوب الرحيض احالوا عليه فقتلوه. وقال أبن الأعرابي: المرحاض: المتوضأ، وقال أبن شميل: هم المغتسل. قال: والمرحاضة: شئ يتوضأ به كالتور. أبو عُبيد عن الأصمعي: إذا عرق المحموم من الحمى فهي الرحضاء. قال الليث: الرحضاء: عرق الحمى، وقد رحض إذا اخذته الرحضاء. حرض قال الليث: التحريض: النحضيض، قلت: ومنه قول الله جل وعز: (يا ايها النبي حرض المؤمنين على القتال). قال الزجاج: تأويله حثهم على القتال، قال: وتأويل التحريض في اللغة: أن تحث الانسان حثا يعلم معه لنه حارض أن تخلف عنه. قال: والحارض: الذي قد قارب الهلاك. وقال اللحياني: يقال: حارض فلان على العمل، وواكب عليه، وواظب عليه، وواصب عليه إذا داوم عليه، فهو محارض. قلت: وجائز أن يكون تأويل قوله: (حرض المؤمنين على القتال) بمعنى حثهم على أن يحارضوا أي يداوموا على القتال حتى يثخنوهم. وقال الفراء في قول الله جل وعز: (حتى تكون حرضا او تكون من الهالكين). يقال: رجل حرض، وقوم حرض وأمراة حرض، يكون موحدا على كل حال، الذكر والانثى و الجميع فيه سواء، قال: ومن العرب من يقول للذكر حارض، وللانثى حارضة، ويثنى ههنا ويجمع؛ لأنه قد خرج على صورة فاعل، وفاعل يجمع. قال: والحارض: الفاسد في جسمه وعقله. قال: واما الحرض فترك جمعه لانه مصدر بمنزلة دنف زضنى، يقال: قوم دنف وضنى، ورجل دنف وضنى. وقال الزجاج: من قال رجل حرض فمعناه ذو حرض؛ ولذلك لا يثنى ولا يجمع، وكذلك رجل دنف ذو دنف، وكذلك كل ما نعت بالمصدر. الحراني عن أبن السِّكِّيت قال الأصمعي: رجل حارضة: للذي لا خير فيه. ويقال: كذب كذبة فأحرض نفسه أي اهلكها، وجاء بقول حرض أي هالك. وقال أبو زيد في قو له: (حتى تكون حرضا. . ) أي مدنفا، وهو محرض، و أنشد: أمن ذكر سلمى غربة أن نأت بها كأنك حم للاطباء مـحـرض أبو العباس عن أبن الأعرابي أبن بعض العرب قال: إذا لم يعلم القوم مكان سيدهم فهو حرضان كلهم. قال: والحارض: الساقط الذي لا خير فيه. وقال: جمل حرضان وةناقة حرضان: ساقط. قال: وقال اكثم بن صيفي: سوء حمل الفاقة يحرض الحسب، وذئر العدو، ويقوي الضرورة. قال: يحرضه أي يسقطه. وقال أبو الهيثم: الحرضة: الرجل الذي لا يشتري اللحم ولا يأكله بثمن الا أن يجده عند غيره. وقال الطرماح يصف العير: ويظل الملئ يوفي على الـقـر ن عذوبا كالحرضة المستفاض أي الوقت الطويل عذوبا لا يأكل شيئا. قال: والمحرض: الهالك مرضا الذي لا حي فيرجى، ولا ميت فيوأس منه. وقال الليث: : رجل حرض: لا خير فيه وجمعه احراض، والفعل حرض يحرض حروضا. وناقة وكل شئ ضاوي حرض. قال: والحرض: الاشنان تغسل به الايدي على اثر الطعام. والمحرضة: الوعاء الذي فيه الحرض، وهو النوفلة. وقال غيره: الحراضة: سوق الاشنان: والحراض: الذي يوقد على الجص، قال عدي بن زيد: مثل نار الحراض يجلو ذرى المز ن لمن شامـه إذا يسـتـنـير قال أبن الأعرابي: شبه البر ق في سرعة وميضه بالنار في الاشنان لسرعتتها فيه. وقال غيره: الحراض: الذي يحرق الاشنان، قلت: وشجر الاشنان يقال له: الحرض وهو من الحمض، ومنه يسوي القلي الذي يغسل به الثياب ويحرق الحمض رطبا، ثم يرش الماء على رماده فينعقد ويصير قليا. وحرض: ماء معروف في البادية. ثعلب عن أبن الأعرابي قال: الاحريض العصفر. وثوب محرض: مصبوغ بالعصفر. ضرح الضرح: حفرك الضريح للميت. يقال: ضرحوا له ضريحا، وهو قبر بلا لحد، قلت: سمي ضريحا، لانه يشق في الارض شقا، والضرح والضرج بالحاء والجيم: الشق، وقد انضرح إذا انشق. وروى عن الأصمعية انهع قال: انضرح ما بين القوم وانضرج، إذا تباعد ما بينهم، وقال المؤرج: الانضراح: الاتساع.
وقال الليث: الضرح: أن تأخذ شيئا فترمى به، ويقال: اضطرحوا فلانا أي رموا به في ناحية، والعامة تقول: اطرحوه، يظنون انه من الطرح، وانما هو الضرح، قلت: وجائر أن يكون اطرحوه افتعالا من الضرح قلبت التاء طاء ثم ادمغت الضاد فيها فقيل: اطرح. وقال الليث: الضراح: بيت في السماء بحيال الكعبة في الارض. قال: والمضرحي من الضقور: ما طال جناحاه. وقال غيره: المضرحي: النسر، وبجناحيه سبه طرفة ذنب ناقته وما عليه من الهلب فقال: كأن جناحي مضرحي تكنـفـا حفافيه شكا في العسيب بمسرد مضرحي: نسر ابيض. حفافيه: ناحيتيه. شكا: خزرا. ويقال للرجل السيد السري مضرحي. والمضرحي: الابيض من كل شئ. أبو عُبيد عن ابي زيد: ضحت عني شهادة القوم اضرحها ضرحا إذا جرحتها والقيتها عنك. وضرحت الدابة برجلها إذا رمحت. وضرحت الضريح للميت اضرحه ضرحا. وقال أبو عمرو في قول ذي الرمة. ضرحن البرود عن ترأئب حرة أي القين، ومن رواه بالجيم، فمعناه شققن وفي ذلك تغاير. وقال المؤرج: فلان ضرح من الرجال أي فاسد، واضرحت فلانا أي افسدته، قال: واضرح فلان السوق حتى ضرحت ضروحا وضرحا أي اكسدها حتى كسدت. قال: وبيني وبينهم ضرح أي تباعد ووحشة، وقال: ضارحته وراميته وساببته واحد. وقال أبو عُبيد: الاجدل، والمضرحي، والصقر، والقطامي واحد. وقال غيره: رجل مضرحي: عتيق النجار. وقال عرام: نية ضرح وطرح أي بعيدة. وقال غيره: ضرحه وطرحه بمعنى واحد، وقيل: نية ترح ونفح وطوح وضرح ومصح وطمح وطرح أي بعيدة، في نوادر الاعراب. رضح الليث: : الرضح: رضحك النوى بالمرضاح أي بالحجر، وقلما يقال بالحاء، والخاء لغة فيه، و أنشد: خبطناهـم بـكـل ارح لأم كمرضاح النوى عبل وقاح والرضيح: النوى المرضوح. ضحل قال الليث: الضحل: الماء القريب القعر؛ هو الضحضاح الا أن الضحضاح اعم منه. لانه فيما قل منه او كثر. قال: واتان الضحل: الصخرة بعضها غمرة الماء، وبعضها ظاهر. والمضحل: مكان يقل فيه الماء من الضحل، وبه يشبه السراب. وقال رؤبة: ينسج غدرانا على مضاحلا وقال أبو عُبيد: الضحل: الماء القليل يكون في الغدير وغيره، وهو الضحضاح. وقال غيره: يقال: أن خيرك لضحل أي قليل، وما اضحل خيرك أي ما اقله. وقال شمر: غدير ضاحل، إذا رق ماؤه فذهب، والضحل يكون في البحر والبئر والعين وغيرها. حضل قال الليث: يقال للنخلة إذا فسد اصول سعفها قد حضلت وحظلت بالضاد والظاء. قال: وصلاحها أن تشعل النار في كربها حتى يحترق ما فسد من ليفها وسعفها ثم تجود بعد ذلك. حضن قال الليث: الحضن: ما دون الابط إلى الكشح، ومنه الاحتضان وهو احتمالك الشئ وجعله في حضنك، كما تحتضن المرأة ولدها فتحتمله في احد شقيها. والمحتضن: الحضن، وانشد الاعشى: عريضة بـوص إذا ادبـرت هضيم الحشا شختة المحتضن وحضنا الجبل: ناحيتاه، وحضنا الرجل: جنباه. وقال أبو عُبيد: قال الأصمعي: حضن الجبل زحضنه: ما اطاف به. قال: وقال أبو عمرو: الحضن: اصل الجبل. وقال الليث: : الحضانة: مصدر الحاضن والحاضنة، وهما الموكلان بالصبي يرفعانه ويربيانه. قال: وناحيتا الفلاة: حضناها، و أنشد: اجزت حضنيه هبلا وغبا هبلا: جملا ثقيلا. قال: والحضان: أن تقصر احدى طبي العنز وتطول الاخرى جدا فهي عنز حضون. وقال أبو عُبيد: قال أبو زيد والكسائي: الحضون من المعزى: التي قد ذهب احد طبييها، والاسم الحضان. وقال الليث: : الحمامة تحضن على بيضها حضونا إذا رجنت عليه للتفريخ فهي حاضن هكذا يقال بغير هاء. ويقال للاثافي: سفع حواضن أي جواثِمُ. وقال النابغة: وسفع على ما بينهن حواضن يعني الأنافي والرفاد. قال والمَحاضن: الوضع التي تحضُن فيها الحمامة على بيضها، والواحد مِحْضَن. قال: والمِحْصنة: المعمولة من الطِّين للحمامة كالقصعة الرَّوحاء. وقال أبو عمرو: الحاضنة: النخلة إذا كانت قصيرة العُذوق، قال: فإذا كانت طويلة العذوق فهي بائنة، وأنشد: من كل بائنةٍ تُبين عُذُوقها منها وحاضنة لها مِيقار
وقال الليث: : يقال: احتجن فلان بأمر دوني، واحتضنني منه أي اخرجني منه في ناحية.
وقال الليث: : جاء في الحديث أن بعض النصار قال يوم بُويع أبو بكر: تُريدون أن تُحضنونا هذا الأمر. قلت: هكذا وجدته في كتاب الليث: : أحضني بالالف، والصواب حضنني، وفي حديث أبن مسعود حين اوصى فقال: ولا تُحْضن زَينب امرأتُه عن ذلك، يعني عن النَّظر في وصّيته وغنفاذها.
قال أبو عُبيد: لا تُحضن: لا تُحجب عنه ولا يُقطع أمر دونها. يقال: حضنتُ الرجلَ عن الشئ إذا اخْتزَلَته دونه. قال: ومنه حديث عُمر يوم اتى سَقيفة بني ساعدة للَبيعة قال: فإذا إخواننا من النصار يُريدون أن يَختْزلوا المر دوننا وَيحْضنونا عنه. هكذا رواه أبن جَبَلة وعلى بن عبد العزيز عن أبي عُبيد بفتح الياءِ وهذا خلاف ما رواه الليث، لأن الليث: جعل هذا الكلام للأنصار، وجاء به أبو عُبيد بفتح الياءِ وهذا خلاف ما رواه الليث، لأن الليث: جعل هذا الكلام للأنصار، وجاء به أبو عُبيد لعُمر وهو الصحيح وعليه الروايات التي دار الحديث عليها.
وقال أبو عُبيد: قال أبو زيد: أَحضنتُ الرجل إحضاناً وألهدت به إلهاداً أي أزرَيت به.
أبو عُبيد عن الكسائي: حَضَنت فلانا عمّا يُريد أَحضنُه حَضناً وحضانة، واحتضنته عنه إذا منعته عمّا يريد.
وقال أبن السِّكِّيت: حضن الطائرُ بيضه يَحْضُنه حَضناَ.
وحَضن: اسم جبل باعلى نَجد، ومنه المثل السائر: "أنجدَ منْ رأى حَضناَ".
وقال أبو عُبيد: الحضَن: ناب الفيل، وقال غيره: الحضن: العاج.
وقال الليث: : العنثز الحضَنيَّات: ضَرب منها شديد الحُمرة، وضربُ سود شديدة السَّواد، قلت: كانها نسبت إلى حَضن، وهو جبل بُقنة نجدٍ معروف.
نضح
قال الليث: : النّضح كالنضح ربما اتّفقا وربما اختلفا، ويقولون: النّضْح: ما بقى له أثر كقولك: على ثوبِه نَضح دم، والعينُ تنضح بالماء إذا رأيتها تنور، وكذلك تَنْضَح العين.
وقال أبو زيد: يقال: نَضَح عليه الماء ينضح فهو ناضح، وفي الحديث "ينضح البحر ساحله".
وقال الأصمعي: لا يُقال من الخاء فَعّلتُ، إنما يقال: أصابه نَضحُ من كذا.
وقال أبو الهيثم: قَول أبي زَيد أصَحُ، والقرآن يدُل عليه، قال الله جلّ وعز (فيهما عَينان نَضَّاحتان) فهذا يَشهد به. يقال: نضح عليه الماء، لن العين النَّضاحة هي الفعالة، ولا يقال لها نَضّاحة حتى تكون ناضحة.
وقال أبن الفرج: سمعت جماعة من قَيس يقولون: النَّضح والنَّضْح، قال: وقال أبو زيد: نَضَحْتُه. ونَضختهُ بمعنى واحد، قال: وسمعتُ الغَنَوي يقول: النَّضح والنَّضْخ وهو فيما بان اثره وما رقَّ بمعنى واحد.
قال: وقال الأصمعي: النّضضخ: الذي ليس بينه فُرج، والنّضح أرق منه.
وقال أبن الأعرابي: النّضضح: ما نضحته بيدك مُعتمد، والناقة تنضح ببولها، والقِربة تَنضحُ، والنّضضح من غير اعتماد: إذا مر فوطئ على ماء، فنضح عليه وهو لا يريد ذلك ومنه نضح البول في حديث إبراهيم. انه لم يكن يرى بنضح البول باساً.
قال: وقال أبو ليلى: النّضضْح والنّضْح: ما رَقَّ وثَخُن بمعنى واحد.
وقال اليزيدي: نضحناهم بالنبل نضحاً، ونَضحناهم نَضحاً وذلك إذا فَرَّقوها فيهم.
وقال شمر: يقال: نَضحت الأديم: بللته ألا يَنكسر، وقال الكُميت:
نَضحت أديم الوُد بيني وبينكم بآصرة الأرحام لو يتبلـل
نضحت أي وصلت.
قال: وقد قالوا في نضح المطر بالحاء والخاء. والنّاضحُ: المطر، وقد نضحتنا السماء. والنضحُ أمثل من الطل، وهو قطر بين قطرين، قال: ويقال لكل شئ يتحَّلب من عرق او ماءٍ او بول ينضح، وانشد: 3ينضحن في حافاته بالأبوالِ وقال: عيناه تنضحان.
وقال: النَّضْح يدعوه الهملان، وهو أن تمتلئ العين دمعاً ثم تنفضح هملاناً لا ينقطع، والجرة تنضح ونَضَحت ذِفْرى البعير بالعرق نضحاً ونضخاً، وقال القطامي:
حرجاً كان من الكُحيل صُبابة نَضَحت مَغابِنها نضحـانـاً
قال: ورواه المُؤرخ: نُضحتُ الرِّي بالضاد.
وقال الأصمعي: فإن شَرِب حتى يَرْوى، قال: نضحت بالصاد الرِّي نصحا ونصعت به ونقعت، قال: والنَّضح والنَّشح واحد، وهو أن يشرب دون الرِّي.
وقال غيرهم: نضحوهم بالنَّبل أي رَشقوهم ورموهم.
ويقال: هو يُناضح عن قومه يونافخ عن قومه أي يذب عنهم، وانشد:
ولو بلافي محفل نضاحي أي ذَبي ونضحي عنه. أبو عُبيد عن الأصمعي: نضَحت الماء نضْحاً، ونضح الرجلُ بالعرق مثله إذا عرِق، وقال الكسائي مثله. وقال الأصمعي: نَضَح الشجرُ إذا تفطَّر بالنبات. وقال أبو طالب بن عبد المطلب: بورك المِّيت الغَريب كما بور ك نَضح الرُّمَّان والزيتـون قال: والنَّضح بفتح الصاد: الحوضُ الصغير وجمعه أنضاح: قُلت: ويسمى نضيحاً أيضاً قاله أبو عُبيد. قال: والنّاضح: البعير الذي يستقي الماء ولأنثى ناضحة، وفي الحديث "ما سُقي من الزَّرع نَضحاً ففيه نصف العُشر?يريد ما سُقي بالدلاء والغروب والسَّواني ولم يسق فتحاً. وروى عن النبي صلى اله عليه وسلم أن عدَّ عشر خلال من السُّنة، وذكر فيها الانتضاح بالماء، وهو أن ياخذ ماء قليلاً فَينْضَح به مذاكيره ومؤتزره بعد افراغه من الوضوء لينفي بذلك عنه الوسواس، وهو في خبر آخر انتفاض الماء ومعناه واحد. والرجل يُرمى بأمر أو يُقرف بتهمة فَينْضَح منه أي يظُهر التبروء منه. وقال الليث: : النّضضيح من الحياض: ما قَرُب من البئر حتى يكون الإفراغ فيه من الدلو ويكون عظيماً، وقال الاعشى: فغدونا عليهم بـكـرة الـورْ د كما تُوردون النَّضيح الهياما قال: وإذا ابتدأ الدَّقيق في حب السُّنبل وهو رطب فقد وانضح لغتان. قال: والنَّضُوح: الطِّيب. الحراني عن أبن السِّكِّيت: النَّضوح: الوجور في أي الفم كان، وقال أبو النَّجم يصف رامياص: انحى شمالاً همزي نَضوحاً أي مدَّ شماله في القوس همزي، بمعنى القوس انها شديدة. والنضوح أيضاً من اسماء القوس كانها تنضح بالنبل. والنَّضَّاحة: الآلة التي تسوي من النُّحاس او الصُفر للنفط وزرقه. أبو العباس عن أبن الأعرابي قال: المنضحة والمِنضحة بالحاء والخاء: الزَّرّاقة. قلت: وهي عند عوام الناس النّضضاحة ومعناها واحد. قال أبن الفرج: سمعت شُجاعاً السُلمي يقول: أمضحت عِرضي وانضحته إذا أفسدته، وقال خليفة: امضجْته إذا أنهبته الناس. وقال شُجاع: مَضَح عن الرجل، ونَضَح عنه، وذَبَّ عنه بمعنى واحد. نحض قال أبن المُظَفِّر: النَّحْض: اللَّحم نفسه، والقطعة الضخمة منه تسمى نحصة. ورجل نحيص وامرأة نحيصة، وقد نَحُصاً، ونحاضتهما: كثرة لحمهما، فإذا قلت: نُحضِت المرأة فمعناه ذهاب لحمها وهي مَنْحوصة وبخيص. وقال أبن السِّكِّيت: النحيص من الضداد يكون الكثير اللحم، ويكون القليل اللحم كانه نُحِض نَحضاً. وقال أبو عُبيد وغيره: نَحضَت السِّنان فهو منحوض ونحيض إذا رقتته وأنشد: كموقف الأشقر إن تقـدمـا باشر منْحُوص السنان لهذما وقال امرؤ القيس: يباري شباه الرُّمح خَذ مُذلَّـق كحد السِّنان الصُّلَّبي النَّحيض وقال غيره: يقال: نَحَصت العظم انحضه نَحضاً إذا اخذت اللحم الذي عليه عنه. ونَحضت فلانا إذا أللحت عليه السؤال. ونحضت السنان إذا رقَّقته واحددته. فضح قال الليث: : الفّضْحُ: فعل مجاوز من الفاضح إلى المفضوح، والاسم الفضيحة، ويقال للمُفتضح يا فضوح، وقال الراجز: قوم إذا ما رهبوا الفضائحا على النسا لبسوا الصَّفائحا قال: والفُضْحة: غُبرة في طلحة يخالطها لون قبيح، يكون في الوان الابل والحمام، والنعت افضح وفضحاء والفعل فضح يفضح فَضَحاً، فهو أفضح. وأفضح البُسر إذا بدت فيه الحمرة. قال أبو عُبيد: يقال: أفضح النخل إذا احمر او اصفر. وقال ذؤيب الهُذلي: يا هَل أُريك حُمُول الحي عادِيةً كالنّضخل زيَّنها ينع وإفضاح قال أبو عمرو: سألت أعرابياً عن الأفضح فقال: هو لونث اللحمِ المطبوخ: أبو عُبيد عن ابي عمرو: الأفْضَح: الأبيض وليس بشديد البياض، ومنه قول أبن مُقبل يصف السحاب: أجشُّ سِماكي من الوبل أفضَح وقال غيره: يقال للنائم وْقتَ الصباح: فَضَحك الصُّبح فَقُم، معناه أن الصَّبحَ قد استنار وتبين حتى بينَّك لمن يراك وشهرك، وقد يقال: فضحك الصبح بالصاد ومعناهما متقارب.
وسئُل بعض الفقهاء عن فَضِيح البُسر، فقال: ليس بالفضيح، ولكنه الفَضُوح، أراد انه يُسكر فيفضح شاربه إذا سكر منه. والفضيحة اسم من هذا لكل أمر سيئ يَشْهر صاحبه بما يسوء ويقال: افتضح الرجل افتضاحاً إذا ركب امراً سيئاً فأشتهر به. حفض قال ابن المُظفر: الحفض: قالوا: هو القعود بما عليه: وقال آخر: بل الحفض كل جواليق فيه متاع القوم. أبو عُبيد عن أبي عمرو: الحفض: متاع البيت، قال غيره: فسمي البعير الذي يحمله حفضاً به، ومنه قول عمرو بن كلثوم: ونحن إذا عماد الحي خـرّت على الاحفاض نمنع ما يلينا فهي ههنا الابل، وانما هي ما عليها من الاحمال. الحراني عن أبن السِّكِّيت قال: الحَفْض: مصدر حَفَضْتُ العود أحفِضُه حَفْضاً إذا حنيته وانشد: إما تَرَىْ دَهْراً حَنَاني حَفْضاَ قال: والَحفَض: البعير الذي يحمل خُرْثِيَّ المتاع، والجميع أَحْفاض، وانشد: يا أبن القُرُومِ لَسْن بالأَحْفاض قال: والحَفَض ايضاً: متاع البيت، وروى بيتُ عَمرو بن كلثوم: ونحنُ إذا عِماَدُ الحَيِّ خَـرَّت على الاحفاض نَمنع مَنْ يَلِينا أي خَرَّت الاحفاض عن الابل التي تحمل خُرْثىّ المَتاع، فَيُقال: خَرّت العُمُد على الأحْفاض أي خَرَّت على المتاع، ومن رواه خَرَّت عن الأَحْفاضِ أراد خَرَّت عن الابل هكذا قال أبن السِّكِّيت. وقال شمر: حَفّضتُ الشئَ وحَفَضْتُهُ إذا القيته، وقال في قول رؤبة: ?. حَنَاني حَفْضاَ أي القاني، ومنه قول أُمَيَّه: وحُفِّضَتِ النُّذُورُ وأردَفَتْهُـم فُضُولُ الله وانتَهَت القُسوم قال: القسوم: الايمان، والبيت في صفة الجنة، قال: وحفضت: طَومِنَت وطُرِحَت، قال: وكذلك قول رؤبة: ?حَنَانِي حَفْضا أي طامَن منيّ، قال ورواه بعضهم: حُفّضت البُدُور، قال شمر: والصواب النُّذُور. فقال شمر: وقال أبن الأعرابي: الحَفَضُ: قماش البيت وردئ المتاع ورُذاله، والذي يحمل عليه ذلك من الابل حَفَض، ولا يكاد يكون ذلك الا رُذال الابل. قال: ويقال: نعم حَفَضُ العلم هذا أي حامله: قال شمر: وقال يونس. ربيعة كلها تجعل الحَفَض: البعير، وقيس تجعل الحَفَض: المَتاع. قال شمر: وبلغني عن أبن الأعرابي انه قال يوما وقد اجتمع عنده جماعة فقال: هؤلاء أحفاضث علم، وانما أخذِ من الابل الصغار، يقال: إبلِ أَحفاض: ضعيفة. ومن امثال العرب السائرة: "يَومٌ بيوْمِ الحَفَضِ المُجَوَّر?يضرب للمُجازاة بالسوء، والمُجَوَّرُ: المَطَرَّح. والاصل في هذا المثل أن رجلا كان بَنُو اخيه يُؤْذُونُه فدخلوا بيته وقلبوا متاعه، فلما ادرك بنوه صنعوا بأخيه مثل ذلك، فشكاهم، فقال: يَومٌ بيوم الحفض المُجَوّر. وفي النوادر: حَفَضَ اللهُ عَنْهُ، وحَبَّضَ عنه أي سَبَّخَ عنه وخَفَّفَ. ضبح قال الليث: ضبحتُ العود في النار إذا أَحرَقْت من اعإليه شيئاً. وكذلك حجارةٌ القداحة إذا طلعت كأنها متحرقة مضبوحة، وقال رؤبة: والمَرْوَذَا القَدَّاحِ مَضْبُوحَ الفِلَقْ الحراني عن أبن السِّكِّيت: ضَبَحَتْه الشمسُ وضَبَتْه إذا غيرت لَوْنَه ولَوَّحته وكذلك النار، وانشد: عُلِّقْتُها قبل انْضباح لَوْني وجُبْتُ لَمَّاعاً بعيدَ البَوْنِ قال: الانضباح: تغير اللون. وقال الليث: الضُّباحُ: صَوْتُ الثَّعالب وقال ذو الرُّمة: سَبَارِيتُ يَخْلُو سَمْعُ مُجْتَازِ رَكْبهـا من الصوت إلا من ضُباحِ الثّعالبِ قال: والهام تَضْبَحُ ايضاُ ضُباحا، ومنه قول العَجَّاج: من ضابِح الهام وبُومٍ بَوَّامِ وقال الله جلّ وعز: (والعَادِياَتِ ضَبْحاً) قال بعضهم: يعني الخيل تَضْبَحُ في عدوها ضَبْحاً تسمع من افواهها صوتا ليس بصهيل ولا حَمْحَمة. وقال الفراء فيما روى سَلَمة عنه: الضّبح: اصوات انفاس الخيل إذا عَدَوْن، وكان أبن عباس يقول: هي الخَيْلُ تَضْبَحُ، وكان عليٌ يجعل "العاديات ضَبْحاً": الإِبِلَ. وقال بعض اهل اللغة: مَنْ جعلها الابل جعل ضَبْحاً بمعنى ضَبْعاً، يقال: ضبحت الناقة في سيرها، وضَبَعَت إذا مَدّتْ ضَبْعَيْها في السير. وقال أبو اسحاق: ضَبْح الخَيْلِ وصوت اجوافها إذا عَدَت.
وقال أبو عُبيدة: ضَبَحَت الخيلُ وضَبَعَت إذا عَدَتْ وهو السير، وقال في كتاب الخيل: هو أن يَمُدَّ الفَرَسُ ضَبعيهه إذا عَدَا حتى كأنه على الأرض طُولاً، يقال: ضَبَحَتْ وضَبَعَتْ، وانشد: أن الجِيادَ الضاَّبِحاتِ في الغَدَرْ أبو عُبيد عن أبي عُبيدة: قال: الضَّبْح: الرَّماد، قلتُ: اصله من ضَبَحته النَّارُ. حضب قال أبن المظفر: قرأ بعض القرّاء: حَضَبُ جهنم، وانشد: فلا تَكُ في حَربنا حَربنا مِحْضَباً فتَجْعَلَ قومك شَتّي شُعُـوبـا وقال الفرّاء: روى عن أبن عباس أَنه قال: حَضَب جَهَنّم مَنْقُوطة، قال: وكل ما هَيَّجْتَ به النار او أَوقَدْتها به فهو حَضَب. وقال الكسائي: حَضَبتُ النارَ إذا خَبَتْ فألقيتَ عليها الحَطَبَ لِتَقِد. وقال الفراّء: هو المِحْضَب والمِحْضَأ والمِحْضَجُ ولمِسْعر بمعنى واحد. وحكى أبن دريد عن أبي حاتم انه قال: تُسَمّى المِقْلَى المِحْضَب. ثعلب عن أبن الأعرابي: أحضاب الجَبَل: جَوانِبه، واحدها حِضْب، وهو سَفْحُه. أبو عُبيد عن أبي عمرو: الحِضْبُ: صوت القَوْسِ وجمعه أَحْضابٌ. وقال شمر: يقال: حِضْب وحَبْض، وهو صوتُ القوس"وجمعه أحضاب?قال: والحِضْب: الحّيه، وقال رُؤْبَة: جَاءَتْ تَصَدَّى خَوْفَ حِضْبِ الأَحْضاب وقال في كتابه في الحيَّات: الحِضْب: الضَّخم من الحيات الذَّكر، وقال: كل ذكر من الحيّات حِضْب مثل الأسود والحُفَّاثِ ونحوها، وقال رؤبة: وقد تَطَوَّيْتُ انْطِوَاء الحِضْبِ بَيْنَ قَتَادِ رَدْهَةٍ و شِقْـبِ أبو العباس عن سَلَمة عن الفرّاء قال: الحَضْب بالفتح: سُرعة أَخذِ الطَّرْقِ الرَّهْدَنَ "إذا نَقَرَ الحَبَّةَ". الطَّرقُ: الفَخَّ، والرَّهْدَنَ: العُصْفُور إذا نقر الحبَّة: قال: والحَضْب ايضاً: انقلاب الحَبْل حتى يسقط. والحَضْبُ ايضاً: دخول الحَبْل بين القَعْو والبَكرة، وهو مثل المَرَس، تقول: أَحْضِبْ بمعنى أَمْرِس أي رُدَّ الحَبْل إلى مجراه. حبض قال الليث: حَبَض القلبُ فهو يَحْبِض حَبْضا أي يضرب ضَرَبانا شديدا، وكذلك العِرْق يَحْبِض ثم يَسْكن، وهو أشدُّ من النَّبْض، قال: وتَمُدّ الوَتر ثم ترسله فيحبض، والسهمُ إذا ما وقع بالرّميّة وقعاً غير شديد، يقال: حَبِضَ السَّهْمُ، وانشد: والنَّبْلُ يَهْوِى خطأً وحَبْضا قال: ويقال: اصاب القوم داهية من حَبَضِ الدهر. أبو عُبيد عن الأصمعي: الحابِضُ من السّهام: الذي يقع بين يدي الرّامي. وقال أبو زيد مِثْلَه، قلت: وهذا هو الصواب، فأما ما قاله الليث: أن الحابِضَ الذي يقع بالرّمِيّة وقْعاً غير شديد فليس بصواب. وجعل أبنُ مقبل المحابِضَ أوتارَ العود في قوله يذكر مُغَنِّيَة تحرك اوتار العُودِ مع غِنائها: فُضُلاً يُنَازِعُها المحابضُ رجعَها بِأَحَذَّ لا قَطِعٍ ولا مِصْـحـالِ قال أبو عمرو: المحابِضُ: الاوتارفي هذا البيت. وقال ابنُ مُقْبِل ايضاً في محابض العسل: كأن أصواتها من حيث تَسْمَعُـهـا صَوْتُ المحابِض يَنْزِعْن المَحارِينا قال الأصمعي: المحابِضُ: المَشاوِرُ، وهي عِيدان يُشَارُ بها العَسَل. وقال الشَّنفَري: أو الخَشْرَمُ المَبْثَوثُ حَثْحَثَ دَبْرَه محابيضُ أَرْساهُنَّ شارٍ مُعَسِّلُ أراد بالشاريّ الشائرَ فَقَلَبَه، والمحارين: ما تساقط من الدَّبْر في العسل فمات فيه. أبو عُبَيد عن اصحابه: أحبَضْتُ حَقَّه احباضْاً أي ابطلته فحَبَضَ حُبُوضاً. أي بَطَل وذهب. شَمِر: ماله حَبْضٌ ولا نَبْضٌ أي حركة. قال: ويقال: الحبْضُ: حَبْضُ الحياة، والنَّبْضُ: نَبْضُ العِرْق. وروى أبو عُبيد عن الاحمر في باب الاتباع: "ما به حَبَض ولا نَبَض?محرّك الباء أي ما يتحرك، وكذلك قال أبن السِّكِّيت: ما به حَبَضٌ ولا نَبضٌ أي ما به حَرَاك، والقياس ما قاله شَمِر. أبو عُبيد عن الأصمعي: حَبَض ماءُ الرَكِيَّة "إذا انحَدَرَ ونقص". قال أبو زيد: ومنه يقال: حَبَضَ حَقُّ الرجل إذا بَطَل.
وقال أبن الفَرَج: قال أبو عمرو: الإحبْاضُ: أن يَكُدّ الرجل رِكيَّتَه فلا يدعُ فيها ماء: قال: والاحباط: أن يذهب ماؤها فلا يعود كما كان، قال وسألت الحُصَيني عنه، قال: هما بمعنى واحد. حمض قال الليث. الحَمْضُ. كل نباتٍ "لا يهيج في الربيع?ويبقَي على القَيْظ، وفيه مُلُوحة إذا اكلت منه الإبل شَرِبَتْ عليه وإذا لم تجده رَقَّت وضعفت. ويقال: حَمَضَت الإبل تَحْمُضُ حُمُوضاً إذا رَعَت الحَمْض، وهي ابل حوامض، وقد أَحْمَضْناها، وانشد: قرِيبَةٍ نُدْوَتُه من مَحْمَضِةْ أي من موضعه الذي يَحْمُض فيه، قال: ومن الاعَرَابِ مَنْ يُسَّمى كلَّ نَبْتٍ فيه مُلُوحة حَمْضاً. قال: واللَّحْم: حَمْض الرجال. "وإذا حَوَّلْتَ رجلاً عن امر يقال قد أَحْمَضْته، وقال الطِّرماَّح: لا يَنى يُحْمِض العدُوّ وذو الخُلْ لة يُشْفَى صَداه بالإحمـاضِ وقال أبن السِّكِّيت: يقال: حَمَضَت الابل فهي حامضة إذا كانت ترعى الخُلَّة، وهو من النبت ما كان حُلُوا، ثم صارت إلى الحَمْض ترعاه، وهو ما كان من النبت مالحاً او مِلْحاً، وأَحَمَضتها انا. قال: فإذا كانت مقيمة في الحَمْض، قيل إبل حَميضة، وكذلك إبل واضعة وآركة: مقيمة في الحَمْض، قال: وإبل زاهية: لا ترى الحَمْض وكذلك إبل عادية. قلت: وشجر الحَمض كثير، منها النَجيل والرُّغْل، والرّمث، والخِذْراف، والإخريطُ، والهرْمُ، والقُلاّم. والعرب تقول: الخلة خبز الابل، والحمض فاكهتها. وقال ابن السكيت في كتاب المعاني حمضتها يعني الإبِلُ أي رعيتها الحمض، وأحمضتها: صيرتها تأكل الحمض. وقال الجعدي: وكلباً ولخماً لم تزل مُنذ أحمضت بحمضيتنا أهل الجناب وخيبرا أي طردنهام ونفيناهم عن منازلهم إلى الجناب وخيبرا. قال: ومثله قولهم: جاءوا مُخلين فلاقوا حمضاً أي جاءوا يشتهون الشر فوجدوا من شفاهم مما بهم، وقال رؤبة: ونورد المستوردين الحمضا أي من أتانا يطلب عندنا شراً شفيناه من دائه، وذلك أن الإبِلُ إذا شبعت من الخُلة اشتهت الحمض. وقال بعض الناس. إذا اتى الرجل المرأة في غير مأتاها يكون موضعا للولد فقد حمض تحميضاً، كأنه تحوّل من خير المكانين إلى شرهما شهوة معكوسة، كفعل قوم لوط الذين أهلكهم الله بحجارة من سجيل. ويقال: قد احمض القوم إحماضاً إذا أفاضوا فيما يؤنسهم من الحديث، كما يقال: فلان فكه ومتفكه: والحَّماض: بقلة برية تنبت أيام الربيع في مسايل الماء، ولها ثمرة حمراء، وهي من ذكور البقول، وقال رؤبة: كثمر الحُماض من هفت العلق ومنابت الحُماض: الشعيبات وملاجئ الاودية، وفيها حموضة، وربما نبتها الحاضرة، في بساتينهم وسقوها وربوها فلا تهيج وقت هيج البقول البرية. ويقال للذي في جوف الأترج حُماض، والواحدة حُماضة. ولبن حامض، وقد حَمض يحمض حُمُوضة فهو حامض وأنه لشديد الحمض والحموضة. وروى أبو عُبيد في كتابه حديثاً لبعض التابعين انه قال: الأذن مجَّاجة وللنفس حمضة. قال أبو عُبيد: المجاجة: التي تمج ما تسمع: يعني أنها تُلقيه ولا تعيه إذا وعظت بشئ أو نهيت عنه، وقوله: وللنفس حمضة، أراد بالحمضة الشهوة، اخذت من شهوة الإبِلُ للحمض إذا ملَّت الخُلة. قلت: والمعنى أن الإذان لا تَعِي كثلّ ما تسمعه وهي مع ذلك ذات شهوة لما تَتْتطرفه من غرائب الحديث ونوادر الكلام. وحَمْضُ: ماء معروف لبني تميم. وحُمَيضة: اسم رجل مشهور من بني عامر بن صَعْصعة: وقال ابن شُميل: أرض حَميضَة أي كثيرة الحمض من الرِمتِ وغيره، وقد أحمض القومُ إذا أصأبوا حَمْضاً، ووطِئنا حُموضاً من الأرض أي ذَوات حَمض، قال: : والمُلوحة تثسمى الحموضة. محض قال: الليث: المْحض: اللبنُ الخالص بلا رَغوة، وكل شئ خَلصَ حتى لا يَشُوبه شيئ يُخالطه فهو مَحْضُ. ورجل ممحوض الضَّريبة أي مُخلص. قلتكلام العرب: رجل ممحوص الضَّريبة بالصاد إذا كان مُنقّضحاً مُهذباً، ويقال: فِضَّة مَحضة، فإذا قلت الفِضة مَحضاً، قلته بالنصب اعتماد على المصدر. وقال أبو عُبيد: قال: غير واحد: هو عربي مض، وامرأة عربية مَحضة ومَحضْ، وبحتُ وبَحَتة، وقلب وقَلبة، وغن شئت ثَنَّيت وجَمَعت.
قال: أبو عُبيد، وقال أبو زيد: أمحضته الحديث إمحاضاً أي صدقته، وكذلك امحضته النصح، وأنشد: قل للغواني اما فيكنّض فاتِـكةُ تَعلو اللئيم بضرب فيه إمحاضُ وروى ابن هانئ عنه: امحضت له النُّصح إذا أخلصته، قلت: وقد قال: غيره: مَحضتُك نُصحي بغير ألف، وحضتك مَوضدتي، ويقال: محضت فلانا إذا سقيته لبناً محضا لا ماء فيه وقد امتحضه شاربه، ومنه قول الراجّز: فأمْتحضا وسَقَّياني ضيْحاص مضح قال: الليث: يقال: مَضح الرجلُ عِرض فلان وامضحه إذا شانه وعابه. أبو عُبيد عن أبي عُبيدة: مَضح الرجل عِرضه وامضحه إذا شانه، وقال الفرزدق: وأمضحت عِرضي في الحياة وشنتني وأوْقَدت لي ناراً بـكـل مـكـان وأنشدنا أبو عمرو: لا تمْحضن عِرضي فغني ماضِح عرضك إن شاتمتنـي وقـادحُ في ساق من ساتمني وجـارحُ وفي نوادر الأعراب: مَضَحت الإبل ونضحت ورفضت إذا انتشرت. ومضحت الشمس ونضحت إذا انتشر شُعاعها على الأرض. حصد قال: الليث: الَحصد: جَزُّك البُرّ ونحوه من النَّبات، وقَتْلُ الناس حّصدا أيضاً، قال: الله جل وعز: (حتى جعلناهم حضيداً خامدين) هؤلاء قوم قتلوا رسولاً بُعث إليهم فعاقبهم الله وقتلهم مَلك من ملوك العاجم، فقال الله جل وعز: (حتى جعلناهم حصيداً خامدين) أي كالزرع المحصود. وقال العشى: قالوا البِقَّية والهندي يحصدهم ولا بقية إلا الثَّأرُ فأنكشفوا قال: والحصيدة: الزرعة إذا حُصدت كلها، والجميع الحصائد، وأحصد البُرُّ بعد ما يُحْصَد، وانشد: إلى مُقعدات تطرح الريح بالضُحى عليهن رَفْضاً من حصاد القُـلال قلت: وحصاد كل شجرة: ثمرتها، وحصاد البقول البَرِّية: ما تناثر من حبتها عند هَيْجها- والقلاقل: بقلة بَرِّية يُشبه حَبها حب السمسم، ولها أكمام كأكمامها، وأراد بحصاد القُلال: ما تناثر منه بعد هيجه. وحصاد البَرْوق: حبَّة سوداء، ومنه قول ابن فسوة: كان حصاد البروق الجعد جائِل بِذفْري عِفِرتاه خلاف المعذر شبَّه ما يقطر من ذفرها إذا عرقت بحب البروق الذي جعله حصاده، لأن ذلك الَرَق يتحبَّب فيقطر أسود. وقول الله جل وعز: (وآتو حَقَّه يوم حَصَاده) يريد والله اعلم يوم حصده وجزاره، يقال: حِصاد وحَصاد، وجزاز وجَزاز، وجِداد وجَداد، وقِطاف وقَطاف. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه نهى عن حَصاد الليل وعن جَداده. قال: أبو عُبيد: يقال: إنه غنما نهى عن ذلك ليلاً من اجل المساكين أنهم كانوا يَحْضُرونه فَيُتصدق عليهم، ومنه قوله: (وآتوا حَقّضهُ يوم حصاده)، وإذا فُعل ذلك ليلا فهو فرِارُ من الصَّدقة، ويقال: بل نُهي عنه لمكان الهوامِّ ألا تصيب الناس إذا حَصَدوا ليلا. قال: : أبو عُبيد: والقول الأول أحب إلى. وقول الله جل وعز: (وحَبَّ الحصيد). قال: الفراء: هذا مما أُضيف إلى نفسه، وهو مثل قوله: (عن هذا لَهو حقُ اليقين) ومثله قوله: (ونْن أًقرب إليه من حبل الوريد) والحبل هو الوريد نفسه فأُضيف إلى نفسه، لاختلاط لفظ الإسمين. وقال الزّضجاج: نصب قوله: وحَبَّ الحصيد أي وأنبتنا فيها حَبَّ الحصيد، فجمع بذلك جميع ما يُقتات من حبِّ الحنطة والشعير وكلِّ ما حُصد، كأنه قال: : وحبَّ النبتِ الحصيد. وقال الليث: أراد حبّ البُرّ المحصود. وقول الزجّاج أصح لنه اعم. وقال الليث: الحصد: مصدر الشئ الأحصد، وهو المُحكم فَتله وصَنعته من الحبال والأوتار والدُّروع قال: ويقال للخلق الشديد أحصد مُحْصَد، حصِد مُسْتحصد، وكذلك وتر أحصد: شديد الفتل. وقال الجعْدِيُّ: من نَزع أحصد مُسْتارب أي شديد مُحكم. وقال آخر: خُلقت مشروراً مُمراًّ مُحصداً قال: والدِّرْع الحصداء: المُحكمة، قلت: ورأي مُستحصد: مُحكم. وقال لبيد: وخَصم كنادي الجِن اسْقطت شأوهم بمستحصد ذي مِـرة وضُـروع أي برأي مُحكم وثيق، والصُّروع والضُّروع: الضروب زالقوى. واستحصد أمْرُ القوم واستحصف إذا استحكم. وقال الأصمعي: الحْصادُ: نَبتُ له قَصَب ينبسط في الأرض، له وُريقة على طرف قصبة. وقال ذو الرُّمَّة: قاد الحصاد والنًّصي الأغيدا شكر: الحصد: شجر وانشد: فيه حُطام من الينبوت والحصد. ويروى: والخضد، وهو تثنى وتكسر وخُضد، وفي الحديث: "وهل يَكبُّ الناس مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم". قال: أبو عُبيد: أراد بالحصائد ما قالته اللسنةُ، شبِّه بما يحصد من الزرع إذا جثزَّ، ويقال: أحْصد الزرع إذا آن حصاده: وحَصَده واحتصده بمعنى واحد واستحد الزرعُ واحصد واحد. صدح قال: الليث: الصَّدْحُ: من شدة صوْتِ الديك والغراب ونحوهما. وقال أبو النجم: محشرجاً ومرة صدوحاً قال: القينة الصادحة: المغنية. وصيدح: اسم ناقة ذي الرُّمَّة، وفيها يقول: فقلت لصيدح انتجعي بلالاً شمر عن ابن الأعرابي قال: الصدح: الأسود. وقال ابن شُمَيْل: الصدح انشز من العُناب قليلا وأشد حمرة، وحمرته تضرب إلى السواد. وقال غيره: الصدحان: آكمام صغار صلاب الحجارة، واحدها صدح. دحص اهمله الليث، وهو مستعمل، يقال: دحصت الذبيحة برجليها عند الذبح إذا فحصت. وقال علقمة بن عبدة: رغا فوقهم سقب السماء فداحص بشكته لم يستـلـب وسـلـيب قال: اصابهم ما اصاب قوم ثمود حين عقروا الناقة فرغا سقبها، وجعله سقب السماء. لأنه رُفع إلى السماء لما عُقرت أمه. والداحص: الذي يبحث بيديه ورجليه وهو يجود بنفسه كالمذبوح. حصر قال الليث: الحصر: ضرب من العي، نقول حصر فلان فلم يقدر على الكلام، وإذا ضاق صدر المرء عن امر قيل: حصر صدر المرء عن امره يحصر حصراً. يريدون قد ذهب عقله. قال: وسمع ألكِسائي رجلاً يقول: فأصبحت نظرت إلى ذات التنانير. وقال الزّجَّاج: جعل الفرَّاء قوله حصرت حالاً ولا تكون حالاً الا بقد. قال: وقال بعضهم: حصرت صدورهم خبرُ بعد خبر كأنه قال: أو جاؤكم ثم اخبر بعد، فقال: حصرت صدورهم أن يقاتلوكم. وقال أحمد بن يحيى: إذا أضمرت قد قربت من الحال وصارت كالاسم وبها قرأ من قرأ: حصرة صدورهمز وقال أبو زيد: ولا يكون جاءني القوم ضاقت صدورهم الا أن تصله بواو او بقد، كأنك قلت: جاءني القوم وضاقت صدورهم. وقال غيره: كل من ضاق صدره بأمر فقد حصر ومنه قول لبيد: جرداء يحصر دونها جرامها يصف نخلة طالت فحصر صدر صارم ثمرها حين نظر إلى اعإليها، وضاق صدره أن رقي إليها لطولهاز وقال الليث: الحصر: اعتقال البطن، وصاحبه محصور. أبو عُبيد عن الأصمعي واليزيدي: الحصر: من الغائط، والاسر: من البول. قلا أبو عبيد، وقلا ألكِسائي: حصر بغائطه، واحصر. وقال ابن بزرج: يقلا: للذي به الحصر محصور، وقد حصر عليه بوله يحصر حصرا اشد الحصر، وقد اخذه الحصر واخذه الاسر شئ واحد، وهو أن يمسك ببوله فلا يبول، قال: ويقولون: حصر عليه بوله وخلاؤه، ورجل حصر بالعطاء. قال: ويقال: قوم محصرون إذا حوصروا في حصن وكذلك هم محصرون في الحج. قال الله جل وعز: (فأن احصرتم) قال: ورجل حصور إذا حصر عن النساء فلا يستطيعهن. وقال الليث: الحصار: الموضع الذي يحصر فيه الانسان، تقول حصروا حصرا، وحاصروه وكذلك قال رؤبة: مدحه محصور تشكى الحصرا قال: يعني بالمحصور: المحبوس، قال: والاحصار: أن يحصر الحاج عن بلوغ المناسك بمرض او نحوهزقال: والحصور: الذي لا أرب له في النساء: والحصور كالهيوب: المحجم عن الشئ، وانشد: لا بالحصور ولا فيها بسورا وقال غيره: أراد الحصور البخيل ههنا، وقال الفرَّاء: العرب تقول للذي يمنعه خوف او مرض من الوصول إلى اتمام حجه او عمرته وكل ما لم يكن مقهورا كالحبس والسجن واشباه ذلك. يقلا في لامرض: قد احصر ةفي الحبس اذ حبسه سلطان او قاهر مانع قد حصر فهذا فرق بينهما ولو نويت بقهر السلطان انها علة مانعة ولم تذهب إلى فعل الفاعل جاز لك أن تقول: قد احصر الرجل ولو قلت في احصر من الوجع والمرض أن المرض حصره او الخوف جاز أن يقول: حصر، قال: وقوله عز وجل :(وسيدا وحصورا) يقال انه المحصر عن النساء لانها علة وليس بمحبوس فعلى هذا فابن. واخبرني المنذري عن ابن فهم عن محمد ابن سلام عن يونس انه قال: إذا رد الرجل عن وجه يريده فقد احصر أبو عُبيد عن أبي عُبيدة حصر الرجل في الحبس واحصر في السفر من مرض او انقطاع به.
وقال ابن السكيت: يقال: احصره المرض إذا منعه من السفر او من حاجة يريدها وحصره العدو إذا ضيق عليه فحصر أي ضاق صدره وقال أبو اسحاق النحوي: الرواية عن اهل اللغة أن يقال للذي يمنعه الخوف والمرض احصر، قال ويقال للمحبوس حصر قال وانما كان ذلك كذلك لأن الرجل إذا امتنع من التصرف فقد حصر نفسه فكأن المرض احبسه أي جعله يحبس نفسه وقولك حصرته انما هو حبسته لا لانه حبس نفسه فلا يجوز فيه احصر قلت وقد صحت الرواية عن ابن عَبَّاس انه قال: لا حصر الا حصر العدو فجعله بغير الف جائزا بمعنى قةل الله عز وجل:(فأن احصرتم فما استيسر من الهدي) وقال الله جل وعز: ( جعلنا جهنم للكافرين حصيرا). قال أبو الحسن الاخفش: حصيرا أي محبسا ومحصرا قال ويقال للملك حصير لأنه محجوب. والحصير: الجنب قال والحصير البساط الصغير من النبات. واخبرني المنذري عن أبي الهيثم في قول الله جل وعز: (وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا)، قال: الحصير المحبس: ثم ذكر نحوا من تفسير الاخفش. الحراني عن ابن السكيت قال: الحصير المحبس ويقال رجل حصور وحصير إذا كان ضيقا حكاهما لنا أبو عمرو بغير الف وقد احصره المرض أي منعه من السفر قال والحصور الذي لا يأتي النساء وقال الليث في قوله عز وجل: (وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا) يفسر على الوجهين على انهم يحصرون. وقالل وحصير الارض وجهها. قال: والحصير: سفيفة من بردى او اسل. وقال القتيبي في تفسير قوله: (وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا) من حصرته أي حبسته فعيل بمعنى فاعل. وقال الزّجَّاج حصيرا معناه حبسا من حصرته أي حبسته فهو محصور وهذا حصيره أي محبسه. قال والحصير المنسوج سمي حصيرا لانه حصرت طاقاته بعضها مع بعض وقال والجنب يقال له الحصير لان بعض الاضلاع محصور مع بعض أبو عُبيد عن أبي عمرو قال الحصير الجنب. قال وقال الأصمعي الحصير ما بين الرعق الذي يظهر في جنب البعير والفرس معترضا فما فوقه إلى منقطع الجنب فهو الحصير. وقال شمر الحصير لحم ما بين الكتف إلى الخاصرة. أبو عُبيد عن ألكِسائي الحصور الناقة الضيقة الاحليل وقد حصرت واحصرت. قال وقال الأصمعي الحصار حقيبة تلقى على البعير ويرفع مؤخرها فيجعل كآخرة الرحل ويحشى مقدمها فيكون كقادمة الرحل يقال منه قد احتصرت البعير احتصارا واما قول الهذلي: وقالوا تركنا القوم قد حصروا به ولا غروان قد كان ثم لـحـيم قال معنى حصروا به أي احاطوا به. صحر السرابيل في احشائها قبب قلا ورجل اصحر وامراة صحراء في لونهما صفرة. ويقال للنبات إذا اخذت فيه الصفرة غير الخالصة قد اصحار النبات ثم يهيج بعد فيصفر. أبو عُبيد عن الأصمعي قال الاصحر نحو الاصبح والانثى صحراء. أبو عُبيد عن أبي زيد لقيته صجرة بحرة إذا لم يكن بينك وبينه شئ وقيل لم يجريا لانهما اسمان جعلا اسما واحدا. وقال الليث: الصحير من صوت الحمير اشد من الصهيل في الخيل يقال صحر يصحر صحيرا. ابن السكيت عن أبي عمرو الصحيرة لبن حليب يغلي ثم يصب عليه السمن فيشرب. وقال الكلابي الصحيرة اللبن الحليب يسخن ثم يذر عليه الدقيق ويتحسى. وقالت غنية الصحيرة الحليب يصحر وهو أن يلقي فيه الرضف او يجعل في القدر فيغلي به فور واحد حتى يحترق. قال والاحتراق قبل الغلي. وقالت ام سلمة لعائشة سكن الله عقيراك فلا تصحريه معناه لا تبرزيه إلى الصحراء. وقال الأصمعي الصحرة جوبة تنفتق بين جبال. وروى عنه أبو عُبيد الصحرة تنجاب في الحرة تكون ايضا لينة تطيف بها حجارة وقال أبو ذؤيب: اتى مدة صحر ولوب وقال ابن شُمَيْل الصحراء من الارض مثل طهر الدابة الاجرد ليس بها شجر ولا اكام ولا جبال ملساء يقال صحراء بينة الصحر والصحرة. وقال شمر يقال اصحر المكان أي اتسع واصحر الرجل نزل الصحراء وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كفن في ثوبين صحاريين. صرح وقال الزّجَّاج في قوله جل وعز: (قيل لها ادخلي الصرح) قال: الصرح في اللغة القصر والصحن يقال هذه صرحة الدار وقارعتها أي ساحتها. وقال بعض المفسرين الصرح بلاط اتخذ لها من قوارير. وقال الليث الصرح بيت واحد يبنى منفردا ضخما طويلا في السماء وجمعه صروح.
قال والصريح المحض الخلاص من كل شئ ويقال للبن والبول صريح إذا لم يكن فيه رغوة وقال أبو النجم: يسوف من أبوالها الصريحا والصريح: الخالص، والصرح مثله. وانشد ابن السكيت: تعلو السيوف بأيديهم جماجـم كما يفلق مرو الأمعز القرح ويوم مصرح: لا سحاب فيه ولا ريح، وقال الطرماح: إذا امتل يهوى قلت ظلُّ طخـاة ذرا الريح في اعقاب يوم مُصح الليث: خمر صُراح وصراحية، وكأس صُراح: غير ممزوجة، وجاء بالكفر صُراحاً أي خالصاُ جهاراً. شمر عن ابن شميل: الصًّرحة من الارض: ما استوى وظهر، يقال: هم في صرحة المربد، وصرحة الدار، وهو ما استوى وظهر، وإن لم يظهر فهو صرحة بعد أن يكون مستوياً حسناً. قال: وهي الصحراء فيما زعم أبو أسلم، وانشد: كانها حين فاض الماء واختلفت فتخاء لاح لها بالصرحة الذّيب حرص أبو العباس عن ابن الأعرابي: الحرصة والشقفة والرعلة والسلعة: الشجة. الليث حرص يحرص حرصاً، وقول العرب: حريص عليك معناه حريص على نفعك. وقوم حُرصاء وحراص. قلت: اللغة العالية حرص يحرص، واما حرص يحرص فلغة رديئة والقراء مجمعون على: (ولو حرصت بمؤمنين). وقال الليث: الحرصة مثل العرصة إلا أن الحرصة مستقر وسط كل شئ، والعرصة: الدار، قلت: لم اسمع حرصة بمعنى العرصة لغير الليث: وأما الصرحة فمعروفة. أبو عُبيد عن الأصمعي وغيره قال: اول الشجاج الحارصة، وهي التي تحرص الجلد أي تشقه قليلا، ومنه قيل: حرص القصار الثوب إذا شقه، وقد يقال لها: الحرصة. وقال ابن السكيت: قال الأصمعي: الحريصة: سحابة تقشر وجه الارض وتؤثر فيه من شدة وقعها ونحو ذلك وروى أبو عُبيد عنه، وأصل الحرص: القشر، وبه سميت الشجة حارصة، وقيل للشره حريص، لأنه يقشر بحرصه وجوه الناس يسألهم. والحريصتان فعليان من الحرص وهو القشر. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: يقال لباطن جلد الفيل حريصتان، وقيل في قول الله جل وعز: (في ظلمات ثلاث) هي الحرصيان والغرس والبطن، قال: الحرصيان: باطن جلد البطن، والغرس: ما يكون فيه الولد. وقال في قول الطرماح: وقد ضمرت حتى انطوى ذو ثلاثها إلى أبهري درماء شعب السناسن قال: ذو ثلاثها أراد الحرصيان والغرس والبطن. وقال ابن السكيت: الحرصيان: جلدة حمراء بين الجلد الاعلى واللحم تقشعر بعد السلخ، والجمع الحرصيانات، وذو ثلاثها عنى به بطنها، والثلاث: الحرصيان، والرحم، والسابياء. قلت: الحرصيان فعليان من الحرص، وعلى مثاله حذريان وصليان. رصح أهمله الليث. وروى ابن الفرج عن أبي سعيد الضرير انه قال: الارصح والارصع والازل. واحد. قال: وقال ذلك أبو عمرو، ويقال: الرَّصع: قرب ما بين الوركين، وكذلك الرصح والرسح والزلل. حصل قال الليث: تقول: حصل الشئ يحصل حُصولاً، قال: والحاصل من كل شئ: ما بقي وثبت وذهب ماسواه يكون من الحساب والاعمال ونحوها. والتحصيل: تمييز ما يحصل، والاسم الحصيلة. وقال لبيد: وكل امرئ يوماً سيعلم سعـيه إذا حُصلت عند الاله الحصائل وقال الفراء في قوله تعالى: (وحُصل ما في الصدور) أي بُين. وقال غيره: مُيز. وقال بعضهم: جُمع. الليث: الحوصلة: حوصلة الطائر، ويقال للشاة التي عظم من بطنها ما فوق سُرتها حوصل وأنشد: او ذات أونين لها حوصل قال: والطائر إذا ثنى عُنقه وأخرج حوصلته يقال: قد أحونصل. وقال أبو النجم: وأصبح الروض لوياً حوصله. وحوصل الروض: قراره، وهو أبطؤها هيجا، وبه سميت حوصلة الطائر، لأنها قرار ما يأكله. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: زوارة القطاة: ما تحمل فيه الماء لفراخها، وهي حوصلتها، قال: والغراغر: الحواصل، ويقال: حوصلة وحوصلة وحوصلاء ممدود بمعنى واحد. أبو زيد: الحوصلة للطير بمنزلة المعدة للانسان، وهي المصارين لذي الظلف والخفِّ، والقانصة من الطير تُدعى الجريئة مهموزة على فعيلة. وقال ابن شميل: من ادواء الخيل: الحصل والقصل، قال: والحصل: سفُّ الفرس التراب من البقل فيجتمع منه تراب في بطنه فيقتله، قال: فإن قتله الحصلُ قيل: أنه لحصل. وقال ابن الأعرابي: الحصل في اولاد الابل: أن تأكل التراب، ولا تخرج الجرة وربما قتلها ذلك.
أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: وفي الطعام مريراؤه وحصله وغفاه وفغاه وحثالته وحفالته بمعنى واحد. قال: وحصل النخل إذا استدار بلحه. وقال غيره: أحصل القوم فهم محصلون إذا حصل نخلهم، وذلك إذا استبان البسر وتدحرج. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الحاصل: ما خلص من الفضة من حجارة المعدن، ويقال للذي يُخلصه مُحصل، وأنشد: ألا رجلُ جزاه الله خيراً يدلُ على محصلة تبيت أي تبيتني عندها لأجلها. صحل قال الليث: الصحل. صوت فيه بحة، يقال: صحل صوته صحلاً فهو صحل الصوت. وفي صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وصفته بها أم معبد. "وفي صوته صحل?أرادت أن فيه كالبُحة، وهو ألا يكون حاداً. وقال ابن شميل: الأصحل: دون الأبح، إنما الصحل: جشوء في الصوت إذا لم يكن صافياً وليس بالشديد، ولكنه حسن، يوصف به الظباء، وانشد: إن لـهـا لـسـائقـــاً لا صحل الصوت ولا أبحا إذا السقاة عردوا ألـحـا صلح الليث: الصلح: تصالح القوم بينهم، والصلاح: نقيض الفساد، والإصلاح: نقيض الإفساد، ورجل صالح: مُصلح، والصالح في نفسه، والمصلح في اعماله واموره، وتقول: أصلحت إلى الدابة إذا احسنت إليها. والصلح: نهر بميسان. ويقال: صلح فلان صلوحاً وصلاحاً، وأنشد أبو زيد: فكيف بأطرافي إذا ما شتمتني وما بعد شتم الوالدين صلوح والصلاح بمعنى المصالحة، والعرب تؤنثها ومنه قول بشر بن أبي خازم: يسومون الصلاح بذات كهف وما فيها لهم سلـع وقـار وقوله: وما فيها أي في المصالحة ولذلك أنث الصلاح. وصلاح: اسم لممكة على فعال. والمصلحة: الصلاح. وتصالح القوم واصالحوا واصطلحوا بمعنى واحد. لحص قال الليث: اللحص والتلحيص: استقصاء خبر الشئ وبيانه، تقول: قد لحص لي فلان خبرك وأمرك إذا بين ذلك كله شيئاً بعد شئ، وكتبت بعض الفصحاء إلى بعض إخوانه كتابا في بعض الوصف فقال: وقد كتبت كتابي هذا اليك وقد حصلته ولحصته وفصلته ووصلته وبعض يقول: لخصته بالخاء. وأخبرني المنذري أنه سأل أب الهيثم عن قول امية بن أبي عائذ الهذلي: قد كنت ولاجاً خروجاً صـيرفـا لم تلتحصني حيص بيص لحاص فقال: لحاص أخرجه مُخرج قطام وحذام، وقال وقوله: لم تلتحصني أي لم تُثبطني. يقال: لحصت فلانا عن كذا، والتحصته أي حبسته وثبطته. قال: وأخبرني الحراني عن ابن السكيت في قوله: لم تلتحصني أي لم أنشب فيها. ولحاص فعال منه. غيره: لحصت عينه والتحصت إذا التزقت من الرمَّص. وقال اللحياني: التحص فُلان البيضة إذا تحساها، والتحص الذئب عين الشاة، والتحص بيض النعام إذا شرب ما فيها من المحِّ والبياض. حصن قال الليث: الحصن: كل موضع حصين لا يوصل إلى ما في جوفه، تقول: حصن يحصن حصانة، وحصنة صاحبه وأحصنه، والدرع الحصينة: المحكمة، وقال الاعشى: وكل دلاص طالاضاة حصـينة ترى فضلها عن ريعها يتذبذب قال شمر: الحصينة من الدروع: الأمينة المتداينة الحلق التي لا يحيك فيها السلاح. قال عنترة العبسي. فلقى ألتي بدنا حـصـينـا وعطعط ما اعد من السهام وقال الله عز وجل في قصة داود: (وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم)، وقال الفراء: قرئ ليُحصنكم ولتحصنكم ولنحصنكم، فمن قرأ لُحصنكم فالتذكير للبوس، ومن قرأ لتحصنكم ذهب إلى الصنعة، وإن شئت جعلته للدرع لأنها هي اللبوس وهي مؤنثة، ومعنى لُحصنكم ليمنعكم ويرحزكم، ومن قرأ لنحصنكم بالنون فمعناه لنحصنكم نحن والفعل للع عز وجل. وقال الليث: الحصان: الفحل من الخيل وجمعه حصن. وتحصن إذا تكلف ذلك. أبو عُبيد عن الكسائي: فرس حصان بين التحصن، وامرأة حصان بفتح الحاء بينه الحصانة والحصن. وقال شمر: امرأة حصان وحاصن وهي العفيفة، وانشد: وحاصن من حاصنات مُلـس من الأذى ومن قراف الوقس الوقس: الجرب. ملس: لا عيب بهن. وقال الليث: حصنت المرأة تحصن إذا عفت عن الريبة فهي حصان، قال: والمحصنة: التي أحصنها زوجها، وهي المحصنات، فالمعنى أنهن أحصن بأزواجهن.
واخبرني الإيادي عن شمر عن ابن الأعرابي والمنذري عن ثعلب عنه أنه قال: كلام كله على افعل فهو مُفعل إلا ثلاثة أحرف أحصن فهو محصن وألفج فهو مُلفج، واسهب فهو مسهب. وقال أبو عُبيد: أجمع القراء: على نصب الصاد في الحرف الاول من النساء فلم يختلفوا في فتح هذه، لأن تأويلها ذوات الازواج يسبين فيحلهن السباء لمن وطئها من الملكين لها، وتنقطع العصمة بينهن وبين ازواجهن بأن يحضن حيضة ويطهرن منها، فأما ما سوى الحرف الاول فالقراء مختلفون، فمنهم من يكسر الصاد، ومنهم من يفتحها، فمن نصب ذهب إلى ذوات الازواج، ومن كسر ذهب إلى انهن أسلمن فأحصن أنفسهن فهن مُحصنات. قلت: وأما قول الله جل وعز: (فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب) فإن ابن مسعود قرأ: (فإذا أحصن) وقال: إحصان الامة: إسلامها، وكان ابن عباس يقرؤها (فإذا أحصن) على ما لم يُسم فاعله. ويفسره فإذا احصن بزوج، وكان لا يرى على الامة حداً ما لم تتزوج، وكان ابن مسعود يرى عليها نصف حد الحرة إذا اسلمت وإن لم تزوج وبقوله يقول فُقهاء الامصار، وهو الصواب، وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعبد الله بن عامر ويعقوب فإذا أحصن بضم الألف، وقرأ حفص عن عاصم مثله، واما أبو بكر عن عاصم فقد فتح الالف وقرأ حمزة والكسائي فإذا احصن بفتح الالف. وقال شمر: أصل الحصانة المنع، ولذلك قيل: مدينة حصينة، ودرع حصينة، وانشد يونس: زوج حصان حُصنها لم يعقم وقال حُصنها: تحصينها نفسها. وقال ابن شميل: حصنت المرأة نفسها، وامرأة حصان وحاصن. سلمة عن الفراء في قوله: والمحصنات من النساء. قال: المُحصنات: العفائف من النساء، المحصنات: ذوات الازواج اللاتي قد احصنهن أزواجهن. قال: والمحصنات بنصب الصاد اكثر في كلام العرب. وقال الزجاج في قوله: (محصنيين غير مُسافحين). قال: متزوجين غير زناة. قال: والإحصان: غحصان الفرج وهو إعفافه، ومنه قوله: (أحصنت فرجها) أي اعفته، قلت: والامة إذا زوجت جاز أن يقال: قد احصنت لأن تزويجها قد احصنها وكذلك إذا اعتقت فهي محصنة لأن عتقها قد اعفها، وكذلك إذا أسلمت فإن إسلامها إحصان لها. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: المحصن: القفل. وحيل العرب. حصونها، وهم إلى اليوم يسمونها حصوناً ذكورها وإناثها. وسئل بعض الحكام عن رجل جعل مالاً له في الحصون، فقال: اشتروا خيلا واحملوا عليها في سبيل الله ذهب إلى قول الجعفي: ولقد علمت على توقـي الـردى أن الحصون الخيل لامدر القرى والعرب تسمى السلاح كُله حصنا، وجعل ساعدة الهُذلي النصال أحصنة فقال: واحصنة ثجر الظبات كأنها إذا لم يُغيبها الجفير جحيم الثجر: العراض، ويروى: وأحصنة ثجر الظبات أي احرزه. صحن قال الليث: الصحن: ساحة وسط الدار، وساحة وسط الفلاة ونحوها من متون الارض وسعة بطونها، وأنشد: ومهمة أغبر ذي صحون وقال أبو عمرو: الصحن: المستوي من الارض. وقال ابن شميل: الصحن: صحن الوادي، وهو سنده، وفيه شئ من إشراف عن الارض يُشرف الاول فالاول كأنه مُسند إسنادا، وصحن الجبل، وصحن الأكمة مثله، وصحون الارض: دفوعها وهو مُنجرد يسيل وإن لم يكن منجرداً فليس بصحن، وإن كان فيه شجر فليس بصحن حتى يستوي. قال: والارض المستوية ايضا مثل عرصة المربد صحن. يقول: كُلما دنا الحمار منها صحنته أي رمحته. نصح قال الليث: فُلان ناصح الجيب معناه ناصح القلب ليس فيه غش. قال: ويقال: نصحت فلانا ونصحت له نصحاً ونصيحة، وإن فلاناً لناصح الجيب، مثل قولهم: طاهر الثياب. يريدون به ناصح الصدر. وقال الليث: النصاحة: السلوك التي يخاط بها، وتصغيرها نصيحة، وقميص منصوح أي مخيط. أبو عُبيد عن أبي عمرو قال: النصاحات الجلود، وقال الاعشى: فترى القوم نشاوى كُلـهـم مثلما مُدت نصاحات الربح والربح: قال بعضهم: أراد به الربع.
وقال المؤرج: النصاحات: حبال يجعل لها حلق وتنصيب للقرود إذا أرادوا صيدها، يعمد رجل فيجعل عدة حبال، ثم ياخذ قرداً فيجعله في حبل منها، والقرود تنظر إليه من فوق الجبل، ثم يتنحى الحابل فتنزل القرود فتدخل في تلك الحبال، وهو ينظر إليها من حيث لا تراه، ثم ينزل إليها فيأخذ ما نشب في الحبال، وهو قول الاعشى: مثلما مُدت نصاحات الرُّبح قال: والربح: القرود، واصله الرباح. أبو عُبيد عن الأصمعي وابي زيد: نصحت القميص انصحه نصحاً إذا خطته، قال والنصاح: الخيط، وبه سمي الرجل نصاحاً. وقال أبو عمرو: المتنصح: المخيط وقال ابن مقبل: غداة الشمال الشمرخ المتنصح وروى عن اكثم بن صيفي انه قال: (اياكم وكثرة التنصح فإنه يورث التهمة). وقال الفراء في قول الله جل وعز: (توبة نصوحا) قراها أهل المدينة بفتح النون. وذكر عن عاصم نصوحاً بضم النون. قال الفراء: وكان الذين قرأوا نصوحاً أرادوا المصدر مثل القعود، والذين قرأوا نصوحاً جعلوه من صفة التوبة، والمعنى أن يحدث نفسه إذا تاب من ذلك الذنب الا يعود إليه ابداً. وسُل أبو عمرو عن نصوحاً فقال: لا اعرفه. قال الفراء: قال المفضل: بات عذوباً وعُذوباً وعروساً وعروسا. وقال أبو اسحاق: توبة نصوح: بالغة في النصح. قال: ومن قرأ نصوحاً فمعناه ينصحون فيها نُصُوحاً. وقال غيره: الناصح: الخالص وقال الهذلي: فأزال ناصحها بأبيض مُفرط من ماء ألهاب عليه الألب يصف رجلا مزج عسلا صافيا بماء حتى تفرق فيه. وقال أبو زيد: نصحته أي صدقته، وتوبة نصوح: صادقة. وقال أبو عمرو: الناصح: الناصع في بيت ساعدة الهذلي، حكاه له أبو تراب، قال: وقال النضر: أراد أنه فرق بين خالصها ورديئها بأبيض مفرط أي بماء غدير مملوء. أبو عُبيد عن الأصمعي: إذا شرب حتى يروى قال: نصحت الري بالصاد وبضعت ونقعت مثله. ويقال: إن في ثوبك مُتَنَصَّحاً أي موضع خياطة وإصلاح، كما يقال: إن فيه مُتَرَقَّعاً وقال النضَّر: نَصَح الغَيْثُ البلاد نَصْحاً إذا اتصل نبتها فلم يكن فيه فضاءٌ ولاخَلَلٌ، وقال غيره: نصحح الغيث البلاد ونصرها بمعنى واحد. وقال أبو زيد: الأرضُ المنصوحةُ هي المَجُوَدةُ نُصِحت نصحاً. ثعلب عن ابن الأعرابي: يقال للإبرة: المنْصَحَة فإذا غَلُظت فهي الشَّغِيزَةُ. ويقال: انتْصَححَتُ فلاناً وهو ضد اغْشَشَتْه ومنه قوله: ألا رُبّ من تَغْتَشُّه لك ناصحٌ ومُنَصِحٍ بادٍ عليك غَوائلُـهْ تَغْشَتُّ: تعُدُّه غاشاً لك، وتنْتَصِحهُ: تعدُّه ناصحاً لك. ويقال: نَصْحتُ فلاناً نصحاً، وقدد نصَحْتُ له نصيحتى نُصوحاً أي أخْلَصتُ وصَدَقْتُ. نحص قال الليث: النَّحُوصُ: الأتان الوحشيَّة الحائِلُ. وقال أبو عبيد: قال الأصمعي: النَّحُوصُ من الأُتُنِ: التي لالبن لها. وقال شمر: النَّحُوصُ: التي منعها السِّمَنُ من الحَمْل، ويقال: هي التي لالبن لها ولا ولد لها. وفي حدديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يالَيْتني غُودِرْت مع أصحاب نُحْص الجبل، أراد ياليتني غُودِرْتُ شهيداً مع شهداء أُحُد. وقال أبو عبيد: قال أبو عمرو: النُّحْصُ: أصلُ الجبل وسَفْحه. ثعلب عن ابن الأعرابي. قال: المِنْحاصُ: المرأة الدقيقة الطويلة. حنص قال الليث: الححِنْصَأةُ من الرجال: الضعيف، يقال: رأيتُ رجلاً حِنْصأْوةً أي ضعيفاً، وقال شمر نحوه، وأنشد: ححتى ترى الحِنْصَأْوة الفَروُقا مُتَّكِئاً يَقْتَمِـحُ الـسَّـويقـا ح ص ف حصف، حفص، صفح، صحف، فصح، فحص. حصف يقال: رجل حَصِيفٌ بين الحصافة، وقد حَصُف حصافة إذا كان جَيِّد الرأي مُحْكم العقل. وثوبٌ حَصِيفٌ إذا كان مُحْكم النسج صفيقهُ. ورأىٌ مُسَتْحصِفٌ، وقد استَحْصَف رأيه إذا استحكم، وكذلك المُسْتَحْصِد. ويقال للفرس وغيره: أحْصَفَ إحِصافاً لذا عَدَا فأسرَع وفيه تقارب، ومنه قول العجَّاج: ذارٍ إذا لاقى العَزَازَ أحْصَفا رواه أبو عبيد عن أصحابه. وقال الليث: الحَصَفُ: بئرٌ صغار يقيححُ ولايَعْظُم وربما خرج في مَرَاقّ البطن أيام الحرِّ. يقال: حَصِف جِلْده حصفاً. وقال أبو عبيد: حَصِف فلانٌ يَحصَفُ حَصَفاً، وبثر وجههُ يَبْثُر بَثراً. وقال الليث: الحَصَافةُ: ثخانة العقل ورجلٌ حَصِيفٌ وحَصِفٌ. وأحْصَفَ الناسج نَسْجه، ويقال: اسْتَحْصَفَ القومُ واستحصدوا إذا اجتمعوا، قال الأعشى: تأْوى طوائفها إلى مَحْصـوفةٍ مَكْروهةٍ يخشى الكُمَاةُ نزالها قلتُ: أراد بالمحصوفة كتيبةً مجموعة، وجعلها مَحْصوفة من حُصِفَت فهي محصوفة. وفي النوادر: حَصبْتهُ عن كذا وكذا، وأحْصَبْتُه وحَصَفتُه وأحْصفْتُه، وحَصَيتهُ وأحصَيتُه إذا أقْصَيتَه. فصح الليثُ: الفِصحُ: فِطْر النصارى. قال: والمُفْصِحُ من اللبن إذا ذهب عنه اللِّبَأُ وكثُر مَحْضُه وقلَّت رَغْوته، ويقال: فصَّحَ اللبن تفصيحاً. أبو عبيد عن الأصمعي: أولُ اللَّبن اللِّبَأُ ثم الذي يليه المُفِصح. يقال: أفصح اللَّبنُ إذا ذهب عنه اللِّبأُ. وقال الليث: رجلٌ فصيحٌ، وقد فَصُح فصاحةً، وقد أفصحح الرجلُ القول، فلما كثُر وعُرف أضمروا القول واكتفوا بالفعل، كما تقول: أحْسن، وأسرع، وأبطأ، وإنما هو أحسن الشئ وأسرع العمل. قال: وقد يجئ في الشعر في وصف العُجْم أفصح يُراد به بيان القول، وإن كان بغير العربية كقول أبي النجم: أعْجَم في إذانها فصيحا يعنى صوت الحمار أنه أعْجمُ وهو في إذان الأتن فصيح بيِّن. ويقال: أفْصِح لي يا فلان ولا تُجَمْجم قال: والفصيح في كلام العامة المُعْربُ. وقال غيره: يقال: قد فَصَححك الصُّبْحُ أي بان لك وغَلَبَك ضَوْؤه، ومنهم من يقول: فَضَححَك. وقال أبو زيدد. ماكان فُلانٌ فصيحاً، ولقد فًصُح فصاحةً، وهو البيِّن في اللسان والبلاغة، ويقال أفصح الصبيُّ في منطقه إفْصَاحاً إذا فهمت مايقول في أول ما يتكلم: وأفصح الأغْتَمُ إذا فهمت كلامه بعد غُتْمِته. وقال ابنُ شُميل: هذا يومٌ فِصْححٌ كما ترى، والفِصْحُ: الصَّحْوُ من القُرِّ إذا لم يكن فيه قُرَّ فهو فِصْح وإن كان فيه غَيمٌ ومَطرٌ وريحٌ بعد ألا يكون فيه قُرّ، وكذلك الفَصْيَةُ، وهذا يوم فَصْيَةٍ كما ترى، وقد أفْصيْنا من هذا القُرِّ أي خرجنا منه وقد أفْصى يومنا. وأفْصى القُرُّ إذا ذهب قاله ابن شُمَيْل. صحف قال الليث: الصُّحُفُ: جماعةُ الصَّحِيفة، وهذا من النوادر، وهو أن تَجْمع فَعِيلَة على فُعُل، قال: ومثله سفينة وسُفن، وكان قسايُهما صحائف وسفائن، قال: وقول الله جل وعز: (صُححُفِ إبْرَاهيم ومُوسَى) يعنى الكتب التي أنزلت عليهما، قال: وصحيفةُ الوَجْه: بشرةُ جلده. وأنشد: إذا بَدَا من وجهك الصَّحِيفُ قال: وإنما سُميِّ المُصْحَفُ مُصْحفاً لأنه أُصْحِف أي جعل جامعاً للصُّحُف المكتوبة بين الدَّفَّتَيْن. وقال الفراء: يقال: مُصحفٌ ومِصْحَف، كما يقال: مُطرَفٌ ومِطرفٌ قال: وقوله: مُصحف من أُصْححِف أي جُمعت فيه الصُّحُف، قال: وأُطرِف: جعل في طرفيه العَلَمان، قال: فاستثقلت العربُ الضمة في حورف فكسرت الميم، وأصلها الضم، فمن ضمّ جاء به على اصله، ومن كسره فلاستثقاله الضمة، وكذلك قالوا في المُغْزِل مِغْزَلاً، والأصل مُغْزَل من أُغْزِل أي أُدير. وقال أبو زيد: تميم تقول: المِغْزَلُ والمِطْرَفُ والمِصحف، وقيس تقول: المُطرَف والمُغْزَل والمُصحف. وقال الليث: الصَّحْفة: شبه قَصْعة مُسْلَنْطِحة عريضة وجمعها صِحاف. وأنشد: والمَكَاكيك والصِّحَاف من الفِضْ ةِ والضامراتُ تحت الرِّحـالِ وقال الله جلّ وعزّ: (يُطَافُ عَلَيهم بِصِحَافٍ من ذَهَب). أبو عبيد عن الكسائي: أعظمُ القِصاع الجَفْنة، ثم القَصْعَةُ تليها تُشْبع العشرة، ثم الصَّحْفة تشبع الخمسة ونحوهم، ثم المِئكَلَة تُشْبع الرجلين والثلاثة، ثم الصُّحَيْفة تُشْبِعُ الرجل. قال الليث: والذي يَرْوى الخطأ على قراءة الصُّحُف هو المُصَحِّف والصَّحَفِيُّ. صفح قال الليث: الصَّفْحُ: الجَنْب، وصفْحا كلِّ شيء. جانباه، قال: وصَفْحتا السَّيْف: وجهاه. وصفحة الرجل: عُرْض وجهه، وسيفٌ مُصفْححٌ: عريض، والصَّدْر المُصفَح كذلك، وأنشد للأعشى: ألسنا أكرمَ إن نُـسِـبـنـا وأضرَبَ بالمُهَنَّدَةِ الصِّفاح يعنى العراض، وأنشد: وصدري مُصفْحٌ للموت نـهْـدٌ إذا ضاقت عن الموت الصُّدُور وفي حديث حذيفة أنه قال: القلوب أربعة: فقلْبٌ أغلفٌ، فذاك قلب الكافر، وقلبٌ منكوسٌ فذاك قلب رجع إلى الكفر بعد الإيمان، وقلبٌ أجْردُ مثل السِّراج يَزْهر فذاك قلب المؤمن، وقلب مُصْفح اجتمع فيه النِّفاق والإيمان، فمثل الإيمان فيه كمثل بَقْلةٍ يُمِدُّها الماءُ العذب، ومثل النفاق فيه كمثل قَرْحة يُمِدُّها القِيْحُ والدم، وهو لأيهما غَلَب. وقال شمر فيما قرأت بخطِّه: القلب المُصْفَح، زعم خالد أنه المُضْجع الذي فيه غلّ، الذي ليس بخالص الدِّين. وقال ابن بُزُرْج: المُصفَحح: المقلوب. يقال: قلْبتُ السيف وأصفْحَتْهُ وصابَيْتهُ. فالمُصفَحُ والمُصابي: الذي يُحَرَّف عن حدِّه إذا ضُرب به ويُمال إذا أرادوا أن يغمدوه. قال: وقال أبو عمرو وغيره: ضربه بالسيف مُصْفَححاً إذا ضربه بعُرْضه. وقال الطِّرماح: فلّما تناهت وهي عَجْلى كـأنـهـا على حَرْف سيفٍ حَدُّه غير مُصْفح قال: وقال بعضهم: المُصفْح: العريض الذي له صفححاتٌ لم تستقم على وجه واحد كالمُصْفح من الرُّؤس له جوانب. قلت: والذي عندي في القلب المُصْفَحح أنَّ معناه الذي له صَفْحان أي وجهان يلقى أهل الكُفْر بوجه، ويلقى المؤمنين بوجه. وصَفْحُ كل!ِ شئ: وجهه وناحيته، وهو معنى الححديث الآخر: "من شَرِّ الرجال ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه". وهو المنافق. ويقال: صَفَحح فلانٌ عنِّى أي أعْرَض بوجهه ووَلاَّنى وجه قفاه. وأنشد أبو الهيثم: يَصْفَحُ للقِنَّة وجهاً جَأْبـا صَفْح ذراعَيْه لِعَظْمٍ كَلْباً قال: وصف حبلا عرّضه فاتله حين فتله فصار له وجهان، فهو مَصْفُوحٌ أي عريضٌ، وقوله: صَفْح ذراعيه أي كما يبسْط الكلب ذراعيه على عَرْقٍ يُوَتِّدُه على الأرض بذراعيه يَتَعرَّقُه، ونصب كلباً على التفسير. قال: وصَفْحَتا العُنُق: ناحيتاه، وصَفْحَتا الوَرَق: وجهاه اللذان يُكْتب فيهما فجعل حُذَيفة قلب المنافق الذي يأتي الكُفار بوجه وأهل الإيمان بوجه آخر ذا وجهين. وقال رجل من الخوارج: "لنَضْرِبَنَّكم بالسيوف غير مُصْفَحات?يقول: نَضْرِبكم بححدها لا بِعُرْضها. وقال الشاعر: تُحَيْتَ مَناطِ القُرْط من غير مُصْفَحٍ أجاد به خَدّ المُقَلَّـد ضـارِبـهُ ويقال: أتاني فلان في حاجة فأصفَحْتُهُ عنها إصفاحاً إذا طلبها فَمَنْعُه. والمُصَفَّححات: السيوف العريضة وهي الصَّفائحُ واحدتها صفيحة. وقال لبيد يصف السحاب: كأنَّ مُصفَّحاتٍ في ذراه وأنْواحاً عَلَيهن المآلى شَبّه البرق في ظلمة السحاب بسيوف عَراضٍ، وواحد الصَّفائح صفيحة. ويقال للحجارة العريضة صفائح أيضاً، واحدتها صفيحة وصفيح. وقال لبيد: وصَفَائِحاً صُمَّـاً روا سِيها يُسَدِّدْن الغُضونا وهي الصُّفَّاح أيضاً الواحدة صُفَّاحة، ومنه قول النابغة: ويُوقِدْون بالصُّفَّاحِ نار الحُباحِب وأما قول الله جلَّ وعزَّ: (أفَنَضْرِبُ عنكم الذكرَ صَفْحاً أنْ كُنْتُم قوماً مُسْرِفين) المعنى أفَنُعرِض عن تذكيركم إعراضاً من أجل إسرافكم على أنفسكم في كفركم، يقال: صَفَح عن فلان أي أعرض عنه مُوَلِّيا، ةمنه قول كُثَيِّر يصف امرأة أعرضت عنه. صفُوححاً فما تَلْقاك إلا بَـخِـيَلةً فَمَنْ مَلّ منها ذلك الوصل مَلَّتِ وأما الصَّفوح من صفات الله جلَّ وعزّ فمعناه العَفُو. يقال: صَفَحْتُ عن ذَنْب فلان أي أعْرضت عنه فلم أؤاخِذه به. قلت: فالصَّفُوح في نعت المرأة المُعْرِضَة صادَّةً هاجرة والصَّفُوح في صفة الله العَفُو عن ذنب عبده معرضاً عن مجازاته تكرُّماً، فأحدهما ضدد الآخر ونصب قوله: صَفْحاً في قوله: (أفَنَضْرب عنكم الذِّكر صَفْححاً) على المصدر؛ لأن معنى قوله (أفَنَضربُ عَنْكم الذكر صَفْحاً) أنعرض عنكم ونصفح وضرب الذِّكر: رَدُّه وكَفَّه، وقد أضرب عن كذا أي كفَّ عنه وتركه. وقال الليث: صَفْحتُ وَرَق المصحف صَفْحاً وصَفَحْتُ القوم إذا عَرَضْتهم واحدا واححداً، وتَصَفَّحْتُ وجوه القوم إذا تأملت وجوههم تنظر إلى حُلاهم وصورهم وتتعرَّف أمرهم.
قال والصُّفَّاح من الإبل التي عظمت أسْنٍمتها، فكأن سنام الناقة يأخذ قَراها، وجمعها صُفَّاحات وصفافيح. أبو عبيد: من أسماء قِداح المَيْسر المُصَفْحُ والمُعَلَّى. قال أبو عبيد، وقال أبو زيدد: إذا سقى الرجلُ غيره أيَّ شراب كان ومتى كان قال: صَفَحْتُ الرجلَ أصْفَحُه صَفْحاً، قال: وصَفَحْتُ الرجل وأصَفْحْته كلاهما إذا سألك فَمَنَعْتهُ. وفي الحديث: "التّّسْبيحُ للرِّجال، والتَّصْفيحُ للنساء?ويروى التَّصفيق ومعناهما واحد، يقال: صَفَّح وصَفَّق بيديه، وروى بيت لبيد في صفة السحاب: كأنَّ مُصَفِّحَاتٍ في ذُراه جعل المُصَفِّحات نساءً يصفقن بأيديهن في مأتم، شبه صوت الرعد بتصفيقهن، ومن رواه: مُصَفَّحات، أراد السيوف العريضة، شبَّه بريق البرق ببريقها. وقال ابن الأعرابي: الصَّافُح: الناقة التي فقدت ولدها فَغَرَزت وذهب لبنها وقد صَفَحت صُفُوحاً. والرجل يصافح الرجل إذا وضع صُفْح كَفِّه في صفُح كَفّه وصُفْحا كَفَّيْهما: وجْهاهُما. وصَفْحٌ: اسم رجل من كَلْب بن وَبْرة، وله حديث عند العرب معروف. وصِفَاحُ نَعْمان: جبال تتُاخِمُ هذا الجبل وتُصادفه. ونَعْمانُ: جبل بين مَكَّة والطائف. أبو زيد: من الرؤوس: المُصَفَح، وهو الذي مُسِحَ جنبا رأسه ونتأ جبينُه فخرج وظهرت قَمَحْدُوَتُه، والأرْأسُ مِثْلُ المُصْفح ولايقال رؤاسي. وقال ابن الأعرابي: في جبهته صَفَحٌ أي عُرْضٌ فاحشٌ. قال: وناقةٌ مُصَفَّحةٌ ومُصَرَّاةٌ ومُصَوَّاة ومُصَرّبةٌ بمعنى واحد. فحص قال الليث: الفَحْصُ: شدَّةُ الطَّلب خلال كلِّ شئ، تقول: فَحَصْتُ عن فلانٍ، وفَحَصْت عن أمره لأعلم كُنه حاله، والدَّجاجة تفحص برجليها وجناحيها في التراب تتَّخذ لنفسها أُفْحوصةً تبيض أو تجثم فيها. وأفاحيصُ القَطا: فحصُوا عن أوساط الرؤس أي عملُوها مثل أفاحيص القَطَا. ومنه الحديث المرفوع: "مَنْ بَنى للهِ مَسْجداً، ولَو مثل مَفْحص قَطَاة بنى اللهُ له بيتاً في الجنة"، ومَفْحص القطاة حيث تُفَرِّح فيه من الأرض، والمطر يفحص الحصى إذا اشتد وقعُ غبيته فقلب الحصى ونحىَّ بعضه عن بعض، وغَبْيةُ المطر: دَفْعته الشديدة بوابل من المطر. ويقال: بينهما فِحاصٌ أي عداوة، وقد فاحصني فلانٌ فِحاصاً: كأن كل واحد منهما يَفْحص عن عيب صاححبه وعن سِرِّه. وفلانٌ فححيصي ومُفاححِصي بمعنى واحد. حفص قال الليث: الدَّجاجة تُكنى أُمّ حَفْصة، وولد الأسد يسمى حَفْصاً. وروى ابن شُمَيْل عن الخليل أنه قال: يسمى ولد الأسد حَفْصا. وقال ابن الأعرابي: هو السبع أيضا. والزَّبِياُ يسمى حَفْصاً. وجمعه أحْفاصٌ، وهي المِحْفَصَةُ أيضاً. حصب قال الليث: الحَصَبُ: الحَطَبُ الذي يُلقى في تَنُّور أو في وقودٍ، فأما مادام غير مستعمل للسُّجُور فلا يسمى حَصَباً، قال: والحَصْبُ: رَمْيك بالحَصْباء: والححَصْباءُ: صغارها وكبارها. وفي الحديث الذي جاء في مقتل عثمان رحمه الله قال: "تَحاصبُوا في المسجد حتى ما أبْصِرَ أديمُ السماء?أي ترامَوْا بالحصْباء. وقال الفراء في قوله: (إنكمُ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّم) ذُكر أنَّ الحصب في لغة أهل اليمن الحَطَب، وروى عن عليّ أنه قرأ حَطَب جَهَنَّم. قلت: ويقال: حَصَبْتُه أحْصِبُه حَصْباً إذا رمَيْته بالححَصْباء، والحجر المرمى به حصب، كما يقال: نَفَضْتُ الشئ نفضاً، والمَنْفُوض نفض فمعنى قوله: حَصَبُ جَهَنَّم أي يُلْقَون فيها كما يُلْقى الحَطَب في النار. وقال الفراء. الحَصَب في لغة أهل نجد: ما رَمْيت به في النار، وحَصَبْتُ الرجل حَصْباً إذا رَمَيْته، وقول الله: (إنا أرٍسَلْنا عليهم حاصِباً) أي عذاباً يَحْصِبهم أي يَرْميهم بحجارة من سِجِّيل. ويقال للريح التي تحمل التُّراب والحصى حاصِبٌ، وللسَّحابِ يَرْمى بالبَرَد والثَّلْج حاصِبٌ لأنه يَرْمى بهما رَمِياً، وقال الأعشى: لَنَا حاصِبٌ مثلُ رِجْل الدَّبَى وجَأواءُ تُبْرِقُ عَنْها الهَيُوبا أراد بالحاصب الرُّماة. وفي الحديث أنَّ عُمَر أمَرَ بِتَحْصيبِ المَسْجد وذلك أن يُلقى فيه الحصى الصغار، ليكون أْوْثر للمُصلِّى وأغْفر لِما يُلقى فيه من الأقشاب والخَراشيِّ والأقذْار.
ويقال لموضع الجمار بمنى المُحَصَّب. وأما التَّحْصِيب فهو النَّوْم بالشِّعْب الذي مخرجه إلى الأبْطح ساعةً من الليل ثم يخرج إلى مكة، وكان موضعاً نزل به رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير أن يَسُنَّه للناس، فمن شاء حَصَّبَ ومن شاء لم يُحصِّب. والحَصْبةُ: بَثْرةٌ تُخرج بالإنسان ويجوز الحَصَبة، وهما لغتان قالهما الفرَّاء، وقد حُصِب الرجلُ فهو مَحْصوب. وروى أبو عبيد عن اليزيدي: أرضٌ مَحْصَبةٌ: ذاتُ حَصْباء ومَحْصاةٌ: ذاتُ حصى. قال أبو عبيد: وأرضٌ مَحْصَبةٌ: ذات حَصَبْة ومَجْدَرَةٌ: ذاتُ جُدَرِيّ. قال: وقال الأصمعي: الإحْصَابُ أن يُثير الحصى في عدْوه: ومكان حاصِبٌ: ذو حَصْباء، والحاصبُ: العددد الكثير من الرَّحَّالة، وهو معنى قوله: لَنَا حاصِبٌ مِثلَ رِجْل الدَّبى شمر عن ابن الأعرابي: الحاصِبُ من التُّراب: ماكان فيه الحَصْباء. وقال ابن شُمَيْل: الحاصبُ: الحَصْباء في الريح يقال: كان يوْمُنا ذا حاصبٍ، وريحٌ حاصبٌ، وقد حَصَبْتنا تَحْصبتنا. وريحٌ حَصِبَةٌ: فيها حَصْباء، وقال ذو الرُّمَّة: حَفِيفُ نافِجَةٍ عُثْنونهُا حَصِب صحب قال الليث: الصَّحْبُ جمع الصاحب، والأصحاب: جماعة الصَّحْب، ويجمع الصاحب أيضاً صُحْباناً وصُحْبَةً وصِحاباً وصَحَابةً، قال: والصَّحابة مصدر قولك: صاحَبَك الله وأحْسن صَحَابتك. وتقول للرَّجلُ: عند التوديع: مُعاناً مُصاحباً، ومن قال: مُعانٌ مُصَاحبٌ فمعناه أنْتَ مُعانٌ مُصاحَبٌ. قال: والصُّحْبةُ: مصدر قولك: صَحِب يَصْحبُ. وقال غيره: يقال: صاخِبٌ وأصحابٌ كما يقال شاهدٌ وأشْهاد، وناصِرٌ وأنصارٌ، ومن قال: صاحِبٌ وصُحْبة فهو كقولك: فارهٌ وفُرْهة، وغُلامٌ رائِقٌ، والجميع رُوقة. ويقال: إنَّه لمِصْحابٌ لنا بما يُحَبُّ، وقال الأعشى: فَقَد أراك بالُودِّ مِصْحاباً وقد أصحب الرجلُ إذا كان ذا أصححاب، أصْحب إذا انْقاد، وقال أبو عبيد: صَحِبْت الرجلَ من الصُّحْبة، وأصْبَحْتُ أي انْقَدْتُ له، وأنشد: تَوالى رِبْعىِّ السِّقابِ فأصْحَبا وكل شئ لازم شيئا فقد استصحبه، ومنه قوله: إن لك الفضل على صاحـبـي والمسك قد يَسْتَصححبُ الرَّامكا وقال الفراء في قوله جلَّ وعزَّ: (ولاهُم مِنَّا يًصْحَبون) قال: يعنى الآلهة لاتمنع أنفسها ولاهم منا يُصْحبون يعنى يُجارون أي الكفار، ألا ترى أن العرب تقول: أنا جارُ لك، ومعناه أُجيرك وأمْنَعُك، فقال: يُصْحبون بالإجارة، وقال قتادة: لايُصْحَبون من الله بخير. وقال أبو عثمان المازني: أصْحَبْتُ الرجل أي منَعْتُه، وأنشدد قول الهُذليّ: يَرْعى برَوْض الحَزْنِ من أبِّه قُرْيانه في عانةٍ تُصْحَـبُ أبُّه: كَلَؤُه قُرْيانه: مجارى الماء إلى الرياض، الواحد قَرىّ، قال: تُصْحبُ: تُمْنع وتُحفظ، وهو من قول الله: (ولاهم مِنَّا يُصْحَبون) أي يمنعون، وقال غيره: هو من قولك صَحبك الله أي حفظك وكان لك جارا. أبو عبيد عن الأصمعي وأبي عمرو: أديمٌ مُصْحِب إذا كان على الجلد شَعْره أو صوفه أو وبره، وقال ابن بُزُرْج: "إنه يَتَصَّحب من مجالستنا أي يستحى منها، وإذا قيل: فلان يتسحَّب علينا بالسين فمعناه أنه يتمادخ ويتدلَّل. ويقال: أصْححَب الماء إذا علاه العَرْمضُ فهو ماءٌ مُصْحِبٌ. وفلانٌ صاحبُ صِدْق. صبح قال الليث: الصُّبح والصَّباح هما أوّل النهار، وهو الإصباح أيضا، قال الله: (فالقُ الإصباح) يعنى الصُّبْح، وأنشد: أفنْى رَباحاً وذوى رَبـاح تَنَاسُخُ الإمساءِ والإصْباح يُريد به المساء والصَّباح. وقال الفراء مثله وزاد: فإن قال الإمساء والأصباح فهو جمع المساء والصُّبْح ومثله الإبكار والأبْكار. وقال الليث: التَّصبُّح: النوم بالغداة، وفي حديث أم زرع أنها قالت: "وعنده أقول فلا أُقَبَّح، وأرْقُدُ فأتصَبَّح?والرَّقْدةُ تسمى الصَّبْحة والصُّبْحة، وقد كرهها بعضهم. أبو عبيد عن الأصمعي: المِصباح: الناقةُ التي تصبح في مبركها ولاتَرْتع حتى يرتفع النهار. قال: وهذا مما يُسْتَححب من الإبل. وقال الليث: المصباح من الإبل: مايبرك في معرَّسِه فلا يثور وإن أُثير حتى يُصبح. وقال الليث: الصَّبُوح: الخَمْرُ، وأنشد.
ولقد غدوتُ إلى الصَّبُوح معي شَرْبٌ كِرامٌ من بني رُهْـمٍ والصَّبْحُ: سَقيُك أخخاك صبوححاً من لبن، قال: والصَّبُوحُ: ماشرب بالغداة فما دون القائلة، وفعلك الاصْطِباحُ. وقيل للنبي صلى الله عليه وسلم: متى تحلّ لنا المَيْتة؟ فقال: "مالم تَصْطَبِحوا أو تَغْتَبِقوا أو تَجْتَفِئوا بقلاً فشأنكم بها". قال: أبو عبيد: معناه إنما لكم منها الصبوح، وهو الغداء، والغبوق وهو العشاء، يقول: فليس لكم أن تجمعوها من الميتة. قال: ومنه قول سَمُرة لبنيه: يُجزئ من الضَّارُورةِ صَبُوح أو غبوقٌ. قلت: وقال غير أبي عُبيد في تفسيره: معناه، سُئل متى تحل لنا الميتة؟ أجابهم، فقال: إذا لم تجدوا من اللبن صَبُوحاً تَتبلَّغُون به ولا غَبُوقاً تجتزئون به، ولم تجدوا مع عدمكم الصَّبُوح والغُبوق بَقْلَةً تأكلونها وتهجأ غرثكم حلَّت لكم المَيْتةُ حينئذ، وكذلك إذا وجد الرجلُ غداء أو عشاء من الطعام لم تحل له. وهذا التفسير واضح بيِّن الصواب إن شاء الله. ويقال: صَبَحْتُ فُلاناً أي أتَيْته صباححاً، وأما قول بُجَيْر بن زهير المُزَنيّ وكان أسلم: صَبَححَناهم بألفٍ من سُلَـيْمٍ وسَبْعٍ من بني عثمان وافى فمعناه: أتيناهم صباحاً بألف رجل من سُلَيْم. وقال الرَّجز: نححنُ صَبَحْنا عامراً في دارها جُرْداً تَعَادى طَرَفْى نهارها يريد أتيناها صباحاً بخيل جُرْدٍ. ويقال: صَبَحْت فُلاناً أي ناولته صَبُوحاً من لبن أو خمر أصْبَححهُ صَبْحاً، ومنه قول طرفة: متى تأتني أصْبَحْك كأساً رَوِيَّةً أي أسقيك كأساً. وقال سيبويه: أصَبْحنا وأمْسَينا أي صِرنا في حين ذاك، وأما صَبَّححْنا ومسَّينا فمعناه أتيناه صباححاً ومساءٍ. وقال شمر: قال أبو عددنان: الفرقُ بين صَبَّحنا وصَبَحْنا أنه يقال: صبَّحْنا بَلَد كذا وكذا، وصَبَّحْنا فُلاناً فهذه مشددة، وصَبَحْنا أهلها خَيْراً أو شراً، وأنشد: صَبَحْناهمُ هِنْـدِيَّةً بـأكُـفِّـنـا محرّبةً تذرى سَوَاعدهم صُعْددا ويقال أيضا: صَبَّحتُه خيراً أو شراً. وقال النابغة: وصَبَّححَه فَلْجاً فلا زال كَـعْـبُـه على كل مَنْ عَادى من الناس عَاليا ويقال: صَبَّحه بكذا ومساه بكذا كل ذلك جائز. والتَّصْبِيححُ على وجوه، يقال: صَبَّحْتُ القوم الماء إذا سَرَيْت بهم حتى تُوِرَهم الماءَ صَباحاً، ومنه قوله: وصَبَّحْتُهم ماءً بَفْيَفـاءَ قَـفْـرَةٍ وقد حَلَّق النَّجمُ اليَمَانيُّ فاسْتوى أراد سَرَيْت بهم حتى انتهيت بهم إلى ذلك الماء صباحا. وتقول: صَبَّحْتُ القوم تَصْبيحاً إذا أتيتهم مع الصباحح، ومنه قول عَنْتَرة يصفُ خَيْلاً: وغَداة صَبَّحْن الجِفار عَوابِساً يَهْدي أوائِلَهُنَّ شُعْثٌ شُزَّبُ أي أتين الجفار صباحاً يعنى خَيْلاً عليها فُرسانها. ويقال: صَبَّحت القوم إذا سَقَيْتهم الصَّبُوح. والتَّصْبيح: الغداء. يقال: قَرِّب إلى تصْبيحي. وفي حديث المَبْعث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتيما في ححجر أبي طالب، وكان يُقَرَّبُ إلى الصبيان تصبيحهم فيختلسون ويَكُفَّ أي يُقرب إليهم غداؤهم، وهو اسم بُني على تَفْعيل مثل التَّرْعيب للسنام المُقَطَّع، والتنبيتُ: اسم لما نبت من الغراس، والتَّنوير: اسم لَنْور الشجر. والصَّابِحُ: الذي يَصْبحح إبله الماء أي يسقيها صباحا، ومنه قول أبي زُبَيْد: حين لاححَتْ للصَّابح الجوزاء وتلك السّقْيةُ تسميها العرب الصُّبْحة وليست بناجعة عند العرب: وقال أبو الهيثم: الصَّبُوحُ: اللَّبَنُ يُصْطَبَحُ، والنَّاقة التي تُحْلب في ذلك الوقت صَبُوح أيضاً، يقال: هذه النَّاقة صَبُوحي وغَبُوقي، قال: وأنشدنا أبو ليلى الأعرابي: مالى لاأسقى حُبَيِّبـاتـي صَبَائِحي غَبَائِقي قَيْلاتي قال: والقَيْلُ: اللبن الذي يُشربُ وقت الظهيرة، والقَيْلُ والْقَالَةُ: الناقة التي تُحْلبُ في ذلك الوقت، وقَيَّلْتُ القوم إذا سَقَيْتهم القَيْل، قال: واقْتَلْتُ اقْتِيالا إذا شَرِبْتَ القَيْل. والعرب تقول إذا نَذرت بغارة من الخيل تفجؤهم صباحا: ياصباحاه، يُنْذرِون الحيَّ أجْمع بالنداء العالى.
وقال الليث: المِصْباحُ: السِّراجُ بالمِسْرَجة، والمِصْباح نَفْسُ السِّراج، وهو قُرْطهُ الذي تراه في القِنْديل وغيره، والقِراط لغة، وهو قول الله جلّ وعز: (المِصْبَاحُ في زُجاجةٍ، الزُّجاجةُ كأنَها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ). ومصابيح النجوم: أعلامُ الكواكب، واحددها مِصْباح، وقول الله جلّ وعزّ: (فأخذتهم الصّيْححَةُ مُصْبِحِين) أي أخذتهم الهَلَكة وقت دخولهم في الصَّباح. والمُصْبَح: الموضع الذي تُصْبح فيه، والمُمْسى: المكان الذي تُمْسى فيه، وقوله: قَرِيبَةُ المُصْبح من مُمْسَاها والمُصْبَححُ أيضاً: الإصْباححُ، يقال: أصْبَحْنا إصْباحاً ومُصْبَحاً، ومن أمثال العرب: "أعَنْ صَبُوح تُرَقِّقُ) يُضْرب مثلاً لمن يُجَمْجَمُ ولايُصَرِّح، وقد يُضْرب أيضاً لمن يُوَرِّى عن الخطب العظيم بكناية عنه، ولمن يُوجب عليك مالايجب بكلام يُلَطِّفه، وأصله أن رجلاً من العرب نزل برجل من العرب عشاء فَغَبَقَه لبناً، فلما روى عَلِق يُحَدِّث أُمَّ مثواه بحديث يُرَقِّقُهُ، وقال في خلال كلامه: إذا كان غدا اصطبححنا وفعلنا، فَفَطِن له المَنْزولُ عليه، وقال: أعَنْ صَبُوح تُرَقِّق. وروى عن الشعبي أنَّ رجلا سأله عن رجل قبَّل أمّ امرأته، فقال له الشَّعْبي: أعَن صَبُوحٍ تُرقِّق حرمت عليه امرأته، ظنّ الشَّعبي أنه كنى بتقبيله إياها عن جماعها. وقال أبو عبيد: السِّاطُ الأصْبَحِيَّة منسوبة إلى ذي أصْبح: ملك من ملوك حِمْيَر. وقال الليث: الصَّبَح: شدة الحُمرة في الشَّعر. وقال أبو عبيد: قال الأصمعي: الأصْبَحُ: قريب من الأصْهَب. وروى شمر عن أبي نصر قال: في الشَّعر الصُّبْحَةُ والمُلْحَةُ، ورجل أصْبَححُ اللِّحية: للذي يعلو شعر لحيته بياض مُشْربٌ حمرة، ورجل أصبح بيِّن الصُّبحة، وقد اصْبَاحَّ شعره، ومن ذلك قيل: دمٌ صُبَاحيٌّ لِشدة حمرته، قال أبو زبيد: عَبِيطٌ صُبَاحيٌّ من الجَوْف أشْقرا وقال شمر: الأصْبَحُ. الذي يكون في سَواد شعره حُمْرة، ومنه صُبْحُ النَّهار مُشْتَقٌّ من الأصْبح. وقال الليث: الصَّبِيحُ: الوضئ الوجه، وقدد صَبُح يَصْبُح صَباحة، وأما من الأصْبح فيقال صَبِحَ يَصْبَح صَبَحاً فهو أصْبح الشَّعْر. قلت: ولون الصُّبْح الصادق يضربُ إلى الحُمْرة قليلا كأنها لونُ الشفق الأول في أول الليل. ويقال للرَّجل يُنَبَّه من سِنِة الغَفْلةِ أصْبِح أي انتبه وأبصر رُشدك وما يُصْلِحُك، وقال رؤبة: أصْبِحْ فَمَا مِنْ بَشَرٍ مأْرُوشِ أي بشر معيب، وقول الشَّمَّاخ: وتَشْكُو بِعْينٍ ما أكلَّ رِكَـابـهـا وقيل المُنادى أصْبَح القومُ أدْلجى يسأل السائل عنه فيقول: الإدْلاجُ: سَيْر الليل، فكيف يقول: أصبح القوم وهو يأمرُ بالإدْلاج، والجواب فيه أن العرب إذا قَرَّبَت المكان تريده تقول: قد بَلَغناه، وإذا قرَّبت للسَّاري طلوع الصُّبْح وإن كان غير طالع تقول: أصبحنا، وأراد بقوله: أصْبح القومُ: دنا وقتُ دخولهم في الصباح؛ وإنما فسّرت هذا البيت لأن بعض الناس فَسَّره بعينه على غير ماهو عليه. وصَبَاحح: حَيّ من العرب، ومن أسماء العرب صُبحح وصُبَيْح ومُصَبِّح وصَباحٌ وصَبيحٌ. ومن أمثالهم السائرة في وصف الكذاب قولهم: "أكذب من الآخذ الصَّبْحان". قال شمر: هكذا قال ابن الأعرابي قال: وهو الحُوار الذي قدد شرب فروى فإذا أردت أن تستدر به أمَّه لم يشرب لريِّه درتها، قال: ويقال أيضاً: فلان أكذب من الأخيذ الصّبْحان. قال أبو عدنان: الأخيِذُ: الأسيِر، والصَّبْحانُ: الذي قد اصطبح فروى، وقال ابن الأعرابي: هو رجل كان عند قوم فصَبَحُوه ححين نهض عنهم شاخصاً، فأخذه قوم وقالوا: دُلّنا على حيث كنت فقال: إنما بِتُّ القَفْر، فبَيْناهُم كذلك إذ قعد يَبُول فعلموا أنه بات قريباً عند قوم فاستدلوا به عليهم واسْتَباحُوهم. أخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: أتيتُه ذات الصَّبُوح وذات الغَبُوق إذا أتاه غُدْوة وعَشيَّة، وذا صَباح وذا مساء، وذات الزُّمَيْن وذَات العُوَيْم أي مذ ثلاثة أزمان وأعوام. ح ص م حصم، حمص، صحم، مصح، محص: مستعملات. حصم قال الليث: حَصَم الفَرسُ، والحَصُومُ: الضَّرُوط.
أبو عبيد عن الأصمعي: يقال: ححَصَم بها، ومَحَص بها، وحَبَح بها وخَبَج بها بمعنى واحد. ثعلب عن ابن الأعرابي: المِحْصَمَةُ: مِدَّقَّةُ الحديد، قال: والحَصْماءُ: الأتانُ الخَضَّافةُ، وهي الضَّراطة. حمص قال الليث: الحِمَّصةُ: ححَبَّة القِدْرِ، والجميع الحِمَّص. وروى أبو العباس عن سَلَمة عن الفراء قال: لم يأت على فِعَّل بفتحح العَيْن وكسر الفاء إلا قِنَّفٌ وقِلَّفٌ، وهو الطين المُتَشَقِّق إذا نَضَب عنه الماء وحِمَّصٌ وقِنَّبٌ، ورجل خِنَّبٌ وخِنابٌ: طويل. وقال أبو عمرو: قال المبرّد: جاء على فِعِّل جِلّقٌ وحِمِّصٌ، قال: وأهل البصرة اختاروا حمِّصاً، وأهل الكوفة اختاروا حِمَّصاً. وقال الليث: حَمَصِيص: بَقْلة دون الحُمَّاض في الحُموضة، طيّبة الطَّعْم، تنبت في رَمْل عالجٍ من أحرار البُقولُ. قلت: رأيت الحَمَصيص في جبال الدَّهْناء ومايليها، وهي بَقْلة جَعْدَةُ الوَرَق حامضةٌ ولها ثمرة كثمرة الحُمَّاض، وطعمها كطعمه، وسمعتهم يُشَدِّدون الميم من الحَمِصيص، وكنَّا نأكله إذا أجمنا التمر وحلاوته نَتَحَمَّضُ به ونَسْتَطِيبُه، وقرأت في كتب الأطباء: حَبٌّ مُحَمَّصٌ يريدون به المقْلوَّ، قلت: كأنه مأخوذ من الحَمْصِ، وهو التَّرَجُّح. قال الليث: الحَمْصُ أن يَتَرَجَّح الغلامُ على الأُرْجُوحة من غير أن يُرَجِّحه أحدٌ، يقال: حَمَص حَمْصاً، قلت: ولم أسمع هذا الحرف لغير الليث. وقال: الَوَرم إذا سكن يقال: قد انْحَمَص، وحَمَّصه الدواء. وقال غيره: ححمَّزَهُ الدواء وحَمَّصه إذا أخرْج مافيه. وفي حديث ذي الثُّديَّة المقتول بالنَّهْروان أنه كانت له ثُدَيَّة مثل ثَدْي المرأة، إذا مُدَّت امْتدت، وإذا تُرِكَتْ تَحَمَّصت، قلت: معنى تَحَمَّصت أي تَقَبَّضت، ومنه قيل للورم إذا انْفش قدد حَمص وقد حَمَّصه الدواء. وروى أبو عُبيد عن أبي زيد: إذا سكن ورم الجرح قيل حَمَص يَحْمُص حُمُوصاً، وانْحَمَص انْحِماصاً. وقال الليث: إذا وقعت قَذاةٌ في العَيْن فَرَفَقْت بإخراجها مَسْحاً رُوَيْداً. قلت: حَمَصْتها بيدي. قال: وحِمْصُ: كورةٌ من كور الشأم. عمرو عن أبيه قال: الأْحمَصُ: اللِّصُّ الذي يسرق الحمائص، واحدها حميصة، وهي الشاة المسروقة، وهي المَحْموصة والحريسة. سَلَمة عن الفرّاء: حمَّص الرجلُ إذا اصطاد الظِّباء نصف النهار. أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: المِحْماصُ من النساء: اللِّصَّةُ الحاذِقة. محص قال الليث: المَحْصُ: خُلوص الشئ. تقول: مَحَصْتُه مَحْصاً إذا خَلَّصته من كل عَيْب وقال رؤبة يصفُ فرساً: شديدُ جَلْزِ الصُّلْب مَمْحُوص الشَّوى كالكَرِّ لاشَخْـتٌ ولا فـيه لَـوى أراد باللَّوى العِوج، قال: والتَّحميص: التَّطْهير من الذنوب. وقال الفراء في قول الله جل وعز: (وليُمَحِّص اللهُ الذين آمنوا) يعنى يُمَححِّص الذنوب عن الذين آمنوا، ولم يزد الفرَّاء على هذا. وقال أبو إسحاق: جعل الله جلَّ وعزّ الأيام دُولاً بين الناس ليُمَحِّص المؤمنين بما يقع عليهم من قتل أو ألم أو ذهاب مال، ويَمْحقُ الكافرين أي يَستأْصِلُهم. قال: والمَحْص في اللغة: التخليص والتَّنْقية. قال: وسمعت المبرد يقول: مَحِص الحبلُ يَمْحص مَحْصاً إذا ذهب وبره حتى يَمَّلص، وحَبْلٌ مِحصٌ ومَلِصُ بمعنى واحد. قال: وتأويل قول الناس: محِّص عنا ذنوبنا أي أذْهب ما تعلَّق بنا من الذنوب، قال: فمعنى قوله: "وليُمَحِّصَ الله الذين آمنوا?أي يخلصهم من الذنوب. قال: ومَحَص الظبي يَمْحَصُ إذا عَدَا عَدْواً شديداً، وكذلك فحص الظَّبيُ. قال: ويستحب من الفرس أن تَمْحص قوائمه أي تخْلُص من الرَّهل. أبو عبيد عن أبي عمرو: التَّمْحِيص: الاختبار والابتلاءُ. وقال أبو عُبيدة: من صفات الخَيْل المُمَحَّصُ والمَحْصُ، فأما المُمَحَّصُ فالشديد الخَلْق، والأنثى مُمَحَّصةٌ. وأنشد: مُمَحَّصُ الخَلْقِ وأي فُرافِصَهْ كلُّ شديدٍ أسْرُهُ مُصامِصهْ قال: والمُمَحَّصُ والفُرافِصةُ سواء، قال: والمَحْصُ بمنزلة المُمَحَّص، والجميع مِحاصٌ ومَحَصَاتٌ. وأنشد: مَححْصُ الشَّوى مَعْصوبَةٌ قوائمه
قال: ومعنى مَحْصُ الشَّوى: قليل اللحم إذا قلت: مَحِص كذا، وأنشد في صفة فرس: مَحْصُ المُعَذَّرِ أشْرفت حَجَباتهُ يَنضو السوابق زاهقٌ فَـرِدُ وقال غيره: المَمْحوصُ: السِّنانُ المَجْلُوُّ، وقال أسامة الهذلي: أشَفُّوا بممحوص القِطاع فؤاده والقطاع: النِّصال: يصف عَيْراً رُمى بالنصال حتى رق فُؤاده من الفزع. أبو عبيد عن أبي عمرو: المَمحُوصُ والمَحِيصُ: البعيرُ الشَّديد الخَلْق. عمرو عن أبيه قال: الأمْحَصُ: الذي يقبل اعتذار الصادق والكاذب. ويقال للزِّمام الجِّيد الفَتْل مَحِصٌ ومَحْصٌ في الشِّعر، وأنشد: ومَحصٍ كساق السَّوْذَقَانيّ نازَعَت بكَفيِّ جَشَّاءُ البُغـام خَـفـوقُ أراد مَحِص فَخَففّه، وهو الزمام الشديد الفَتْل، قال: والخَفوق: التي يَخْفق مِشفراها إذا عَدَت. قال ابن عَرَفه: "وليُمَحِّصَ الله الذين آمنوا?أي يبتليهم. قال: ومعنى التمحيص النقص. يقال محَّص الله عنك ذُنوبك أي نقصَّها؛؛ فسمَّى الله ما أصاب المسلمين من بلاء تمححيصاً، لأنه ينْقصُ به ذنوبهم، وسماه الله من الكافرين مَحْقاً. قال أبو منصور: مَحَصْتُ العَقَب من الشّحم إذا نَقّيتَه منه لِتَفْتله وَتَرا وأراد أنه يخلصهم من الذنوب. قال: ويقال: محصت الذهب بالنار. وفرس ممحوص القوائم: إذا خلص من الرَّهَل. صحم قال الليث: الصُّحْمةُ: لون من الغبرة إلى سواد قليل. وبلدة صَحْماء: ذات اغبرار، وإذا أخذت البَقْلة ريَّها، واشتدت خُضْرتها، قيل: اصحامّت فهي مُصحامَّة. قال: والصحماء: بقلة ليست بشديدة الخُضْرة. أبو عبيد عن الأصمعي: سواد إلى الصُّفرة وقال شمر في باب الفيافي: الغَبْراء والصَّحماء: في ألوانها بين الغُبْرة والصُّحْمة: قال: والصُّحْمة: حُمرةٌ في بياض ويقال: صُفْرَةٌ في بياض وقال الطِّرمّاح يصف فَلاة: وصحماءَ أشباه الحَزابيّ مـايُرى بها ساربٌ غيرُ الٌقطا المُتَراطِن عمرو عن أبيه قال: الأصْحَمُ: الأسود الحالك. أخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: حَنَأت الأرض تَحَنأُ، وهي حانئة إذا اخّضَرَت والتَفَّ نَبْتها. قال: وإذا أدبر المطر وتغيَّر نَبْتها قيل اصحْامَّت فهي مُصحامَّة. قال أبو منصور: وهذا أصح مما قاله الليث، وقال لبيد في نعت الحمير: وصُحْمٍ صيامٍ بين صَمْدٍ ورِجْلَةٍ صمح قال الليث: صَمَحهُ الصَّيف إذا كاد يذيب دماغه من شددة الحرِّ. وقال الطرماح يصف كانساً من البقر: يَذيلُ إذا نَـسَـم الأبْـرَدانْ ويُخْدِرُ بالصَّرَّة الصامحه والصَّرَّةُ: شدة الحرِّ، والصَّامِحَةُ: التي تؤلم الددِّماغ بشدة حَرِّها. أبو عبيد عن الأصمعي قال: الصَّمَحْمَححُ من الرجال: الشديد، وكذلك الدَّمَكْمَكُ، وقال الليث: هو المجتمع ذو الألْواح وهو في السِّنِّ مابين الثلاثين إلى الأربعين. وقال غيره: حافزٌ صَمُوحٌ شديدٌ أي، وقد صَمحح صُمُوحاً، وقال أبو النَّجم: لايَتَشَكَّى الحافِرَ الصُّـمُـوحـا يَلْتَححْن وجهاً بالحصى مَلْتُوحاً وقال أبو وَجْزة: زِبَنّون صَمَّاحون رَكْز المُصامح يقول: من شادّهم شادّوه فغلبوه. أبو عبيد عن الأصمعي: الصِّمْحاءةُ والحِزْباءةُ: الأرض الغليظةُ، وجمعها الصِّمْحاءُ والحِزْباءُ. ثعلب عن سَلَمة عن الفراء قال: الصُّماحِيُّ مأخوذ من الصمُّاح؛ وهو الصُّنان وأنشد: ساكناتُ العقيق أشْهى إلى النَّف سِ من الساكناتِ دُور دِمَشْقِ يَتَضَوَّعْنَ لو تَضَمَّخْنَ بالمِـسْ ك صُماححاً كأنه ريححُ مَرْقِ والمَرْقُ: الإهابُ المُنْتِن، وأنشد الأصمعي في صفة ماتح: إذا بَدا منه صُماححُ الصَّمح وفاض عِطْفاه بِماءٍ سَفْح وقال: صَمَحْتُ فلاناً أصْمَحهُ صَمْحاً إذا غلَّظت له في مسئلة أو غير ذلك. عمرو عن أبيه قال: الأصْمَح: الذي يتعمَّد رؤس الأبطال بالنَّقْفِ والضَّرْب لشجاعته: وقال العجّاج: ذُوقي عُقْيددُ وقْعَة السِّلاحِ والدَّاءُ قد يُطلَبُ بالصُّماحِ ويروى: يُبْرأُ. في تفسيره عُقَيْد: قبيلة من بجيلة في بكر ابن وائل، وقوله: بالصُّماح أي بالكَيّ، يقول: آخر الدواء الكَيّ. قال أبو منصور: الصُّماح أخذ من قولهم: صَمَحَتْهُ الشَّمسُ إذا آلمت دماغه بِشدة حَرِّها. مصح قال الليث: مَصَح النَّدى يَمْصَح مُصوحاً إذا رسخ في الثَّرى، والدَّارُ تمصح مُصوحاً أي تَدرسُ، وقال الطّرِمَّاحُ: قِفا نَسَلُ الدِّمَنَ الماصِحَـه وهل هِيَ إن سُئِلَتْ بائحه ومَصَحت أشاعِرُ الفَرس إذا رسَخت أصولها حتى أُمِنَت أن تُنْتَتف أو تَنْحَصَّ، وأنشد: عَبْلُ الشَّوى ماصِححَةٌ أشَاعره ابن الأعرابي: مَصَح الضَّرْع مُصُوحاً إذا ذهب لَبنه، وقال ذو الرُّمة: ?والهَجْرُ بالآل يَمْصحُ وقال أبو عمرو: مَصَع لَبَنُ الناقة ومصح إذا ولَّى مُصُوحاً ومُصُوعاً. قال: والأمْصَحُ: الظّلُّ النَّاقصُ. وقال أبو زيد: مَصَح الثَّرى مُصُوحاً إذا رسخ في الأرض. أبو عبيد عن الأصمعي: محِص بها وححَصَم بِها ضَرِط. سطح قال الليث: السَّطْحُ: سَطْححُك الشئ على وجه الأرض، كما تقول فب الحرب: سَطَحُوهم أي أضْجَعُوهم على الأرض، والسَّطِيحُ المسطوح هو القتيل، وأنشد: حتى تراهُ وَسْطها سَطيحاً وسَطِيحٌ الذِّئبيُّ كان في الجاهلية يتكهَّنُ سُميِّ سطيحاً، لأنه لم يكن له بين مفاصله قَصبٌ فكان لايقدر على قيام ولاقعود، وكان مُنِسَطحاً على الأرض، وحدَّثنا بقصته محمد ابن اسْحاق السّعْدِيّ قال: حدثنا علي بن حرب المَوْصِليّ، قال: حدثنا أبو أيوب يَعْلى بن عْمران البَجَليّ، قال: حدثني مخزوم بن هانئ المخزومي عن أبيه، وأتت له خمسون ومائة سنة قال: لما كانت ليلة ولد فيها رسول الله صلى الله عليه ارْتَجٍ إيوان كِسْرى، وسقطت منه أربع عشرة شُرْفة، وخمدت نارُ فارس، ولم تخمدد قبل ذلك مائة عام، وغاضت بُحَيْرة ساوة، ورأى المُوبذان إبلاً صعاباً تقود خَيْلاً عراباً قد قطعت دِجْلة، وانتشرت في بلادها فلما أصبح كسرى لأفزعه مارأى، فلبس تاجه وأخبر مرازبته بما رأى، فورد عليه كتابٌ بخمود النار، فقال الموبذان: وأنا رأيت في هذه الليلة وقصَّ عليه رؤياه في الإبل، فقال له الملك: وأيُّ شئٍ يكون هذا؟ قال: حادث من ناحية العرب، فبعث كسرى إلى النعمان بن المنذر أن أبعث إليّ برجلٍ عالمٍ ليخخبرني عمَّا أسأله، فوجه إليه بعيد المسيح بن عمرو بن نُفيلة الغَسَّاني، فأخبره بما رأى، فقال: عِلْم هذا عند خالي سطيحح، قال: فأته وسَلْه وأتني بجوابه، فقدم على سطيح وقد أشْفى على الموت فأنشأ يقول: أصَمُّ أم يَسْمَعُ غِطْـريفُ الـيمـن أم فادَ فازْلَّم به شـأْوُ الـعـنـن يافاصِل الخُطَّة أعْـيَتْ مـنْ ومَـنْ أتاكَ شَيْخُ الحَيِّ مـن آل سَـنَـنْ رَسُول قِيْل العُجْم يَسْرى للـوْسـن وأمّه مـن آل ذْئب بـن حـجـن أبْيضُ فَضْفاض الـرِّداء والـبّـدْن تجوبُ بي الأرض عَلَى ذات شَجن تَرْفعني وَجْناءُ تَهْـوى مـن وَجَـن ححتى أتى عارى الجبين والقطـن لايرهب الرَّعـدَ ولارْيبَ الـزَّمـن تَلُفُّهُ في الرِّيح بوْغـاء الـدِّمـن كأنَّما حُثْحِثَ من حِضْنـى ثَـكَـن فلما سمع سَطيح شِعْره رفع رأسه فقال: عبد المسيح على جَمَلٍ مُشيح يهوى إلى سطيح وقد أوفى على الضَّريح، بَعَثك مَلِك من بني ساسان لارتجاس الإيوان وخمود النيران ورُؤيا المُوبذان، رأى إبلاً صعاباً تقود خَيْلاً عِراباً. ياعبد المسيح، إذا كَثُرت التِّلاوة، وبُعث صاحب الهراوة، وغاضت بحيرة ساوة، فليس الشأم لسطيح شأماً، يملكُ منهم ملوك وملكات على عَدد الشُّرُفات، وكلّ ماهو آتٍ آتٍ، ثم قبض سطيحٌ مكانه، ونهض عبد المسيح إلى راحلته وهو يقول: شَمرِّ فإنك ما عُمِّـرْتَ شِـمِّـيرُ لايُفْزِعَنَّك تَفْـريقٌ وتـغْـييرُ إن يُمْسِ مُلْكُ بني ساسان أفرطهم فإنَّ ذا الدَّهْرِ أطْوارٌ دَهَـاريرُ فرُبما رُبَّما أضْحَواْ بِـمَـنْـزِلةٍ تخافُ صَوْلَهُم أُسْددٌ مهاصـير منهم أخو الصَّرْح بَهرامٌ وإخْوَتهم وهُرْمُزانٌ وسَأبورٌ وسَـأبـورُ والناسُ أولاد عَلاَّتٍ فمن عَلِمـوا أنْ قد أقلَّ فَمَهْجُورٌ ومَحْقُـورُ
وهُم بَنُو الأُمِّ لَمَّا أن رأوْا نَشَبـا فذاك بالغَيْب مَحْفُوظ ومَنْصُورُ والخيرُ والشَّرُّ مقرونان في قَرنٍ فالخيرُ مُتَّبعٌ والشَّرُّ مَحْـذُورُ فلما قدم على كسرى أخبره بقول سطيح فقال كسرى: إلى أن يَمْلك مِنَّا أربعة عشر مَلِكاً تكون أُمورٌ، فملك منهم عشرة في أربع سنين، وملك الباقون إلى زمن عثمان. قلت: وهذا الخبر فيه ذكر آية من آيات نبوة محمدد صلى الله عليه قبل مبعثه، وهو حديث حسن غريب. وقال الليث: السَّطحُ: ظَهْرُ البيت إذا كان مُسْتوياً، وفِعْله التَّسْطيح. قال: والمِسْطح والمِسْطَححَةُ: شبه مِطْهَرة ليست بمُربَّعة، قال: ويسمَّى هذا الكوزُ الذي يُتَّخذ للسفر ذُو الجَنْب الواحد مِسْطحاً. وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنّ حمل بن مالك قال للنبي صلى الله عليه وسلم، كنتُ بين جارتين لي فضربت إحداهما الأخرى بِمٍطح فألقت جنيناً ميتاً وماتت، فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بدية المقتولة على عاقلة القاتلة، وجعل في الجنين غُرَّة. قال أبو عبيد: المِسْطح: عودٌ من عيدان الخخباءِ أو الفسطاط. وأنشد قول عوف بن مالك النَّضْريّ: تعرَّض ضَيْطارُو فُعالة دونـنـا وما خَيْرُ ضَيْطارٍ يُقَلِّبُ مِسْطحا يقول: ليس له سلاح يقالت به غير مِسْطح. وفي حديث آخر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في بعض أسفاره، ففقدوا الماء، فأرسل عليَّاً وفلاناً يبغيان الماء فإذا هما بأمرأة بين سطيحتين. قال أبو عبيد: قال الأصمعي والكسائي: السَّطِيحةُ: المزادة تكون من جلدين، والمزادة أكبر منها. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: السَّطِيحة من المزاد: إذا كانت من جلدين قُوبل أحدهما بالآخر فسُطِح عليه فهي سطيحة. وقال غيره: المِسْطحُ: حصيرٌ يُسَفُّ من خُوص الدَّوْم، ومنه قول تميم بن مقبل: إذا الأمْعَزُ المَحْـزُوُّ آض كـأنـه من الحرِّ في حدِّ الظهيرة مِسطَحُ والمِسْطح أيضاً: صفيحة عريضة من الصخر يُحَوَّط عليه الماء السماء، وربما خلق الله عند فم الرَّكِيَّة صفاةَ ملساء مستوية فيُحَوَّط عليها بالحجارة، ويسقى فيها للابل شبه الحوض، ومنه قول الطّرماح: ?في جَنْبس مَدِيٍّ ومِسْطح والمِسْطح أيضاً: مكان مستوٍ يُجَفَّفُ عليه التمر ويُسَمَّى الجرين. والسُّطَّاحة: بقلة ترعاها الماشية، ويُغسل بورقها الرؤوس. وقال الفرّاء: هو المِسْطح والمِحْورُ والشُّوبق. قال ابن شميل: إذا عُرِّش الكرْمُ عُمِد إلى دعائم يحفر لها في الأرض، لكل دعامة شُعْبتان، ثم تؤخذ خشبة فتُعَرَّضُ على الدعامتَيْن، ويجعل على المساطح أُطُرٌ من أدناها إلى أقصاها تُسمَّى المساطح بالأُطر مساطح. طحس قال ابن دريد: الطَّحْس يُكنى به عن الجماع. يقال: طَحَسَها وطَحَزها، قلت: وهذا من مناكير ابن دريد. سحط أبو عمرو والأصمعي: سَحطه وشَحَطه إذا ذبحه. وقال الليث: سَحَط الشَّاة وهو ذَبْحٌ وحيٌّ. وقال المُفَضَّل: المَسْحوط من الشراب كلِّه. المَمْزوج. وقال ابن دريد: أكل طعاماً فَسَطحه أي أشرقه، وأنشد ابنُ السكيت: كاد اللُّعاعُ من الحَوْذانَ يَسْحَطها ورِجْرِجٌ بين لَحيَيْها خَناطِـيلُ حسد قال الليث: الحَسَدُ معروف، والفعل حَسَد يَحْسُدُ حَسَداً. أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: الحَسْدَلُ: القُرَادُ، قال: ومنه أُخذ الحسد لأنه يَقْشِرُ القَلْب كما يَقْشر القُراد الجلد فيمتص دمه.
وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لاحسد إلا في اثنتين، رجل أتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل والنهار، ورجل اتاه الله قرآنا فهو يتلُوه". أخبرني المنذري عن أحمد ابن يححيى أنه سُئل عن معنى هذا الحدديث، فقال: معناه لاحسد لايضر إلا في اثنتين، قال: والحسد أن يرى الإنسان لأخيه نعمة فيتمنى أن تُزوى عنه وتكون له، قال: والغَبْطُ: أن يتمنى أن يكون له مثلها من غير أن تُزْوى عنه، قلت: فالغَبْط ضرب من الححسد، وهو أخف منه، إلا ترى أن النبي صلى الله عليه لمَّا سُئل: هل يضر الغَبْط؟ فقال: نعم، كما يضر الخَبْط، فأخبر أنه ضار وليس كضرر الحسد الذي يتمنى صاحبه زيَّ النعمة عن أخيه، والخَبْط: ضَرْب ورق الشجر حتى يَتَحاتَّ عنه، ثم يستخلف من غير أن يضرُّ ذلك بأصل الشجرة وأغصانها. وقوله عليه السلام: "لاححق إلا في اثنتين. . ?هو أن يتمنى أن يرزقه الله مالا ينفق منه في سُبُل الخير، أو يتمنى أن يكون حافظاً لكتاب الله تعالى فيتلوه آناء الليل والنهار، ولايتمنى أن يُرْزأ صاحب المال في ماله أو تالى القرآن في حفظه. وأصْل الحَسَد القشر كما قال ابن الأعرابي. سدح قال الليث: السَّدْحُ: ذبحك الحيوان ممدوداً على وجه الأرض وقد يكون إضجاعك. الشئ على وجه الأرض سَدْححاً نحو القِرْبة المملؤة المسْدُوحة. وقال أبو النجم يصف الحية: يأخذ فيه الحَيَّة النَّبُـوحـا ثم يَبيتُ عنده مذبـوحـا مُشَدَّخ الهامة أو مَسْدُوحاً قلت: السَّدْح والسَّطْح واحد أبدلت الطاءُ فيه دالا، كما يقال: مَطَّ ومدَّ وما أشبهه. وأخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي: سَدَح بالمكان ورَدَح إّا أقام بالمكان أو المَرْعى، قال: وسَدَحْته أي صَرَعْتهُ. وقال ابنُ بُزُرْج: سَددَحت المرأة ورَدَحت إذا حظيت عند زوجها ورضيت. حدس قال الليث: الحَدْسُ: التوّهم في معاني الكلام والامور. بلغني عن فلان امرٌ فأنا أَحْدِسُ فيه أي اقول بالظن والتوهم. قال: والحَدْس في السير: سرعة ومضيّ على طريقة مستمرة. وانشد: كأنها من بَعْددِ سَيْرٍ حَدْسٍ وحُدَسُ: اسم ابي حيٍّ من العرب. والعرب تخختلف في زجر البغال فبعض يقول: عَدَس. وبعض يقول: حَدَس. قلت: وعَدَس اكثر من حدس. ومنه قول ابن مفرِّغٍ: عَدَسْ ما لِعَبادٍ عليك امـارَةٌ نَجَوْتِ وهذا تحملين طليِقُ. جعل عَدَسْ اسما للبغلة، سماها بالزجر عَدْس. وقال ابن ارقم الكوفي: حَدَسْ: قوم كانوا على عهد سليمان بن داود عليهما السلام وكانوا يُعنفون على البغال، فإذا ذكروا نفرت البغال خوفا لما كانت لَقِيَتْ منهم. وقال اللحياني: حَدَسْتُ الشاة حَدْساُ إذا اضجعتها لتذبحها، ومنه المثل القائل: "حَدَسَهم بِمُطْفِئَة الرَّضْف وقال ابن كناسة: تقول العرب: إذا امسى النجم قم الرأس فعظماها فاحددس، معناه انحر اعظم الابل. وقال أبو زيد حَدَسْتُ بالناقة: إذا أَنَخْتها. وقال غيره: اصل الحدس: الرمى، ومنه حَدْسُ الظن انما هو رجمٌ بالغيب. الحراني عن ابن السكيت: يقال: بلغت به الحداس أي الغاية التي يجري إليها وابعد، ولا تقل الاداس. أبو عبيد عن الاموي: ححَدَس في الارض وعَدَسَ يحدسُ ويعْدِس إذا ذهب فيها. وقال أبو زيد: تَحَدَّسْتُ عن الاخبار تَحدُّساً، وتنَدَّسْتُ عنها تَنَدُّساً، وتَوَجَّسْتُ إذا كنت تريغُ اخبار الناس لتعلمها من ححيث لا يعلمون. ويقال: حَدَسْتُ عليه ظَنِّي ونَدَسْتُه إذا ظننتَ الظن ولم تحقه. ومعنى المثل: حَددَسَهم بمطفئة الرضّف انه ذبح لاضيافه شاةً سمينة اطفأت من شحمها ذلك الرضف. ويقال: دحَسَ بناقته إذا وجأ في سبلتها أي اناخها فوجأها في نحرها والسبلة ها هنا نحرها. يقال: ملأ الدلو إلى اسبالها أي إلى شفاهها. دحس الليث: الدَّحْسُ: التَّدْسِيسُ للامور تستبطنها وتطلبها اخفى ما تقدر عليه، ولذلك سميت دودةً تحت التراب دَحّاسَةً، وهي صفراء صافية، لها رأس مُشَعَّبٌ يشدها الصبيان في الفخاخ لصيد العصافير، لا تؤذي وانشد في الدَّحْس بمعنى الاستبطان: وَيعْتِلُون مَنْ مَأَى في الدَّحْس
وقال بعض بني سُلَيْم: وعاءٌ مدحوس ومدكوس ومكبوس بمعنى واحد، وهذا يدل على أن الديَّحَسَ مثل الدَّيْكَس، وهو الشئ الكثير. أبو عبيد عن ابي زيد: دَحَسْتُ بين القوم دحساً: افسدت بينهم، وكذلك مأَسْتُ وأرشْتُ. وأنشدني أبو بكر الإيادي: وإن دَححَسُوا بالشِّرِّ فاعْفُ تَكرُّمـا وإن خَنَسوا عنك الحديث فلا تَسَلْ النَّضْرُ: الدِّحَّاسُ: دُودٌ يُشَدُّ في الفَخِّ، وجمعه دَحاحِيس. سُئل الأزهري عن الدَّاحس فقال: الدَّاحِسُ: قَرْحةٌ تخرج باليدد تسمى بالفارسية بَرْوَرَهْ. وداحس: اسم فرس معروف. سحت الليث: السُّحْتُ: كلُّ ححرام قبيح الذِّكر يَلْزم منه العار نححو ثمن الكلب والخمر والخِنْزير؛ وإذا وقع الرجل فيها قيل: قد أسْحت الرجل. قال: والسُّحْتُ: العّذابُ، قال: وسَحَتْناهم بلغنا مجهودهم في المَشّشقَّة عليهم، وأسْحَتْناهم لُغةٌ. وقال الفرّاء: قُرئ قَوْل الله جل وعزَّ: (فَيُسْحِتَكُم بِعَذابٍ) وقرئ: فَيْسَحَتكم بفتح الياء والحاء، قال: ويَسْحَتُ أكثر وهو الاستئصال. وأنشد قول الفرزدق: وعَضُّ زَمَان ياابن مروان لم يَدَعْ من المال إلا مُسْحَتاً أو مُجَلَّفُ قال: والعرب تقول: سَحَت وأسْحَت. ويُروى: إلا مُسْححَتٌ أو مُجَلَّفُ. ومن رواه كذلك جعل معنى لم يدع: لم يَتَقارّ، ومن رواه: إلا مُسْحَتاً، جعل لم يَدَعْ بمعنى لم يترك ورفع قوله: أو مُجَلَّفُ بإضمارٍ كأنه قال: أو هو مُجَلَّفٌ كذلك. وهذا قول الكسائي. ويقال: أسْحت الحالِقُ شَعره إذا استأصله، وأسْحَت الخاتنُ في ختان الصبي إذا استأصله. وكذلك أغْدَفَهُ. يقال: إذا ختنت فلا تُغْدِف ولا تُسْحِت. وقال ابن الفرج: سمعتُ شُجاعاً السُّلَمي يقول: بَرْدٌ بَحْتٌ وسَحْتٌ ولَحْتٌ أي صادقٌ، مثل سَاحة الدَّار وباحتها، ويقال: مالُ فلان سُحْتٌ أي لاشئْ على من استهلكه. وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أحمى بُجرش حِميً، وكتب لهم بذلك كتاباً فيه: "فَمَنْ رعاه من الناس فماله سُحْتٌ?أي من أصاب مالَ مَنْ رَعَى الحِمى فقد أهدرْتهُ وددَمُه سُحْتٌ أي هَدَرٌ. وقُرئ "أكَّالُون للسُّحُتِ?مُثَقَّلا، وللسُّحْتِ مُخَفَّفا، وتأويله أنّ الرُّشا التي يأكلونها يُعْقبهم الله بها أن يُسْحِتهم بعذاب، كما قال الله عزّ وجلّ: (لا تَفْتَروا على الله كَذِباً فيُسْحِتَكم بعذاب). أبو عبيد عن الأحْمر: المَسْححُوتُ: الجائع، وامرأةٌ مَسْحُوتةٌ. وقال رؤبة يصف يُونسُ والحُوت الذي الْتَهَمَه. يُدْفَعُ عنه جَوْفُه المَسْحُوتُ يقول: نَححَّى الله جلّ وعزّ جَوانب جَوْفِ الحوت عن يونس، وجافاه عنه فلا يُصِيبُه منه أذى. ومن رواه. يَدْفعُ عنه جوفهُ المَسْحُوتُ يريد أن جوف الحوت صار وقاية له من الغرق، وإنما دفع الله جلّ وعزّ عنه. أبو عُبَيد عن أبي زيد: أسْحَتَ الرجلُ في تجارته إذا اكْتَسَب السُّحْتَ. حسر قال الليث: الْحَسْرُ: كَشْطُكَ الشَّئ عن الشئ. يقال: حَسَر عن ذراعيه، وحَسَر البْيضَة عن رأسه، وحَسَرت الرِّيحُ السّحاب حَسْراً. وانْحَسَر الشئُ إذا طاوع. وقد يجئ في الشِّعر حَسَر لازماً مثل انْحَسَر. وقال الليث: حَسَر البَحرُ عن الساحل إذا نَضَب عنه حتى بدا ما تحت الماء من الأرض، ولايُقال: انححَسَر البَحْرُ. وقال ابن السِّكِّيت: حَسَر الماءُ ونَضَب وجَزَر بمعنى واحد، وأنشد أبو عُبيد في الحُسُور بمعنى الانكشاف: إذا ما القَلاَسى والعَمائمُ أُخْنِسَـتْ فَفيهِن عن صُلْعِ الرَّجال حُسُور وقال الليث: الحَسْرُ والحُسُور: الإعياء، تقول حَسَرت الدَّابَّةُ والعَيْنُ، وحَسَرَها بُعْدُ الشئ الذي حَدَّقَتْ نحوه، وقال رؤبة: يَحْسُرُ طَرْفَ عَيْنَه فَضَاؤه وقال الفرَّاء في قول الله جلَّ وعزَّ: (يَنْقَلِبُ إليكَ البَصَرُ خاسِئاً وهو حَسِيرٌ). يريد ينقلب صاغراً وهو حسيرٌ أي كليلٌ كما تَححْسِرُ الإبل إذا قُوِّمَتْ عن هُزال وكَلال، وهي الحَسْرى، واحدها حَسيرٌ، وكذلك قوله عزّ وجلّ: (ولا تَبْسُطْها كُلَّ البَسْطِ فَتَقْعُد مَلُوماً مَحٍسُوراً).
قال: والعَرَب تقول: حَسَرْتُ الدَّابَّة إذا سَيّرْتها ححتى يَنْقطع سََيْرها، وأما البَصَرُ فإنه يَحْسر عند أقصى بُلوغُ النظر. وقال أبو الهيثم: حُسِرَت الدَّابَّةُ حَسْراً إذا أُتْعِبَتْ حتى تَبْقى، واستححسرت إذا أعْيَتْ، قال الله تعالى: (?وَلا يَسْتَحْسِرون). وفي الحديث: "الحَسِيرُ لايُعْقَرُ?لايجوز للغازي إذا حَسِرت دابَّته وقوَّمَتْ أن يَعْقِرها مخافة أن يأخذها العَدُوُّ، ولكن يُسَيِّبُها. وقال غيره: يقال للرّجالة في الحرب الححُسَّر، وذلك أنهم يَحْرِون عن أيْدْيهم وأرْجُلِهم. وقال بعضهم: سُمُّوا حُسَّرا لأنه لا دُرُوع عليهم ولابيض، والحَاسِرُ: الذي لابيْضَة على رأسه، وقال الأعشى: يصف الدَّراع والحاسر: تَعْصِفُ بالدَّارِع والحاسِرِ وفي فتحح مكة أن أبا عُبيدة كان يومئذ على الحُسَّر وهم الرَّجَّالة، ويقال للذين لادروع لهم. وقال أبو إسحاق في قول الله جلَّ وعزّ: (ياحَسْرَةً على العِبَاد ما يأْتِيِهم من رِسُولٍ) هذا أصْعب مسألة في القرآن إذا قال القائل: مالفائدة في مُناداة الحَسْرة، والحَسْرة مِمَّا لاتجيب، قال: والفائدة في مناداتها كالفائدة في مناداة مايعقل، لأن النِّداء باب تنبيه. إذا قلت: يازَيْد، فإن لم تكن دعوته لتخاطبه بغير النداء فلامعنى للكلام، إنما تقول: يازيد لتنبهه بالنداء، ثم تقول له: فعلت كذا، إلا ترى أنك إذا قلت لمن هو مقبل عليك: يازيد، ما أحسن ما صَنَعْت فهو أوكَدُ من أن تقول له: ما أحسن ما صنعت بغير نداء، وكذلك إذا قلت للمخاطب: أنا أعجبُ مما فعلت، فقد أفدته أنك مُتَعَجِّب، ولو قلت: واعَجَبَاهُ ممَّا فَعَلْت، وياعجباه أتفعل كذا كان دُعاؤُك العَجَب أبلغ في الفائدة، والمعنى يا عَجَبا أقْبِلْ فإنه من أوْقاتك، وإنما النداء تنبيه للمتعَجَّب منه لا للعَجَب، والْحَسرةُ أشَدُّ الندم حتى يبقى النادم كالحَسِيِر من الدوابِّ الذي لامنفعة فيه. وقال الله جلَّ وعزَّ: (فلا تَذْهَبْ نَفْسُك عليهم حَسَراتٍ). وهذا نَهْيٌ معناه الخبر، المعنى: أفَمَنْ زُيِّن له سوء عمله فأضله الله ذَهَبَتْ نفسك عليهم حَسْرةً وتَحُّسراً، ويقال حَسِر فلان يَحسر حَسْرةً وحَسَراً إذا اشتدت ندامته على أمرٍ فاته، وقال المَرَّار: ما أنَا اليومَ على شئٍْ خلا يا ابْنَةَ القَيْن تَوَلَّى بِحَسْرِ وقال الليث: الطيرُ تتحَسَّر إذا خَرَجَتْ من الرِّيش العتيق إلى الحديث، وحَسّرها إبَّان التّحْسير ثَقَّلُه؛ لأنه فُعِل في مُهْلَة. قلت: والبازي يُُكَرِّز للتَّحْسير، وكذلك سائر الجوارح تتحَسّر. وتَحَسَّر الوَبَرُ عن التعبير والشَّعر عن الحمار إذا سقط. ومنه قوله: تَحَسَّرَتْ عِقَّةٌ عنه فـأنْـسَـلـهـا واجْتاب أُخرى جديداً بعد ما ابْتَقَلا وقال الليث: الجارية تتحَسَّر إذا صار لحمها في مواضعه، وكذلك البعير. وقال لبيد: فإذا تَغَالي لَحُمها وتَحَسَّـرَتْ وتَقَطَّعَتْ بعد الكَلالِ خِدَامُها قلت: وتحسُّرُ ححم البعير أن يكون الربيعُ سَمَّنه حتى كثُر شحمه وتَمَك سَنَامه، فإذا رُكِب أياماً فذهب رَهَلُ لحمه، واشّتدَّ ما تَزَيَّم منه في موضعه فقد تَحّسر. ورجلٌ حاسرٌ: لاعِمامة على رأسه، وامرأةٌ حاسِرٌ بغير هاء إذا حَسَرَتْ عنها ثيابها، ورجلٌ ححاسِرٌ: لادِرْع عليه ولا بيضة على رأسه. وقال الليث: الحَسَارُ: ضَرْبٌ من النَّبات يُسِّلح الإبل. ورجلٌ مُحَسِّر: مُحَقَّرٌ مُؤْذى. وفي الحديث: "يخرج في آخر الزمان رجُلٌ يُسَمَّى أمير العُصَبِ، أصْحابهُ مُحَسَّروُن مُحَقَّرون مُقْصَوْن عن أبواب السلطان، يأتونه من كل أوْبِ كأنهم قَزَعُ الخَريف يُوَرِّثُهُم اللهُ مَشارِق الأرْض ومغاربها. أبو زيد فَحْلٌ حاسرٌ وفادرٌ وجافرٌ إذا ألْقَح شَوْلَه فَعَدل عنها وتركها. وفي الحديث: "ادْعوا اللهَ ولاتَسْتَحْسِروا?قال النَّضْرُ: معناه لاتَمَلُّوا. قال الشَّيْخُ: رُوى هذا الحرف: فَحْلٌ جاسرٌ بالجيم أي فادر، وأظنه الصواب، وقول العجَّاج: كَجَمَلِ البَحْرِ إذا خَاضَ جَسَرْ غَوَارِبَ اليَمِّ إذا اليّمُّ هَـدَر حتى يُقال حَاسِرٌ وما انْحَسَر
يعنى اليم، يقال: حاسرٌ إذا جَزَر، وقد حَسَر البَحْرُ وجَزَر واحد.
وقوله: إذا خاض جَسَر بالجيم أي اجترأ وخاض مُعْظم البحر، ولم تَهُلْه اللُّجَجُ.
الححَسَارُ من العشب ينبت في الرِّياض، الواحدة حَسَارة.
ورِجْلُ الغُراب: نًبْتٌ آخر، ودم الغزال: نبت آخر: والتَّاويلُ: عُشْب آخر.
سحر
قال الليث: السِّحْرُ: عمل يُقْرَبُ فيه إلى الشيطان وبمعونةٍ منه، كل ذلك الأمر كَيْنُونته السِّححْر، ومن السِّحْر الأخْذَةُ التي تأخُذُ العين حتى تَظُنَّ أنّ الأمر كما ترى وليس الأصل على ما ترى.
وفي الحديث أنّ قيس بن عاصمٍ المِنْقريَّ والزِّبرقان بن بددر وعمرو بن الأصم قَدِموا على النبي صلى الله عليه وسلم، فسأل النبيُ عَمْراً عن الزِّبْرقان فأثْنى عليه خخيراً، فلم يَرْض الزِّبْرقان بذلك، وقال: والله يارسول الله إنه ليعلم أني أفضل مِمَّا قال، ولكنه حَسَد مكاني منك، فأثْنى عليه عَمْرو شَرَّاً، ثم قال: والله ما كَذَبْتُ عليه في الأولى ولا في الآخرة، ولكنه أرضاني فقلت بالرِّضا، ثم أسْخَطَنِي فقلت بالسُّخْطِ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّ من البَيَان لَسِحْراً".
قال أبو عبيدد: كأنّ المعنى-والله أعلم-أنه يَبْلُغ من بيانه أنَّه يَمْدحُ الإنسان فيَصْدُق فيه حتى يصرف القلوب إلى قوله، ثم يَذُمُّه فيصْددَقُ فيه حتى يَصْرف القُلوبَ إلى قوله الآخر، فكأنه قد سَحَر السامعين بذلك. قلت: وأصل السِّحْر صَرْفُ الشئ عن حقيقته إلى غيره.
وقال الفرَّاء في قول الله: (فأنَّى تُسْحَرون) معناه فأنَّى تُصْرفون، ومثله (فأنَّى تُؤْفكون)، أفِكَ وسُحِرَ سواء.
وأخبرني المُنذري عن ابن فهم عن محمد ابن سَلاَّم عن يُونس في قوله: "فأنَّى تُسْحرون?قال: تُصْرَفُون.
قال يونس: تقول العرب للرّجل: ما سَحَرك عن وَجْه كذا وكذا، أي ما صَرَفك عنه.
وقال شمر: قال ابن عائشة: العَرَبُ إنما سَمَّت السِّحْرَ سِحْراً لأنه يُزيل الصحة إلى المرض، وإنما يقال: سَحَره أي أزاله عن البُغْضِ إلى الحب. وقال ابن الكُمَيْت:
وقَادَ إليها الحُبَّ فانْقادَ صَعْـبُـه بِحُبٍ من السِّحْرِ الحَلال التَّحَبُّبُ
يريد أنذ غلبة حُبّها كالسّحر وليس به، لأنه حُبٌّ حَلاَلٌ، والحَلالُ لايكون سححرا، لأن السِّححْر فيه كالخِدْاع. قال شمر: وأقْرَأني ابن الأعرابي للنّابغة:
فقالت يَمِينُ الله أفْعَلُ إنَّـنـى رأيْتُك مًسْحُوراً يَمِينُك فاجره
قال: مسحورا: ذاهب العَقْل مُفسَداً.
قال: وطعامٌ مَسْحورٌ إذا أُفْسِد عمله، وأرضٌ مَسْحُورة: أصابها من المطر أكثرُ مِمَّا ينبغي فأفْسَدها، وغَيْثٌ ذو سِحْرٍ إذا كان ماؤه أكثر مِمَّا ينبغي.
وقال ابن شُميل: يقالُ للأرض التي ليس فيها نبت، إنما هي قاعٌ قَرَقُوسٌ: أرض مَسْحورة: لاتنبت، وعَنْزٌ مَسحُورةٌ: قليلةُ اللَّبَن. وقال: إنَّ البَسْقَ يَسْححرُ ألْبان الغنم، وهو أن ينزل اللَّبَنُ قَبْل الولاد.
وقال الفرَّاء في قول الله جلَّ وعزَّ: (إنَّما أنْتَ من المُسَححَّرين) قالوا لنبي الله: لست بمَلَكٍ إنما أنت بشرٌ مثلنا.
قال: والمُسَحَّرُ: المُجَوَّفُ، كأنه والله أعلْم أُخذ من قولك: انْتَفَخ سَحْرُك أي أنك تَأْكلُ الطَّعام والشَّراب فَتُعَلَّلُ به، وقال لبيد:
فإنْ تَسْألينا فِيم نحـن فـإنَّـنـا عَصَافيرُ من هذا الأنامِ المُسَحَّرِ
يريد المُعَلَّل المخدوع، قال: ونرى أنّ الساحر من ذلك أُخذ لأنه كالخديعة.
وقال غيره: "من المُسَحَّرين?أي ممن سُحِرَ مَرَّة بعد مَرَّة. والسِّحْرُ سُمِّي سِحْراً؛ لأنه صَرْفُ الشئ عن جهته، فكأنَّ الساحر لمّا أرى الباطل في صورة الحق، وخَيَّل الشئ على غير حقيقته، فقد سَححَر الشئ عن وجهه أي صرفه. وقال بعض أهل اللغة في قوله جلَّ وعزَّ: (إنْ تَتَّبِعُونَ إلاَّ رَجُلاً مَسْحُوراً) قولين: أحدهما أنه ذو سَحْرٍ مثلنا، والثاني أنه سُححِر وأزيل عن حد الاستواء.
وأخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: السِّحْرُ: الخديعةُ، والسَّحَرُ، قِطْعةٌ من الليل. وقوله عزّ وجلّ: (يا أيُّها السَّاحِرُ ادْعُ لنا رَبَّك بما عَهِد عِنْدك إنّنا لمُهْتَدُون). يقول القائل: كيف قالوا لموسى: يا أيها الساحر وهم يزعمون أنهم مهتدون، فالجواب في ذلك أن السَّاحر عندهم كان نَعْتاً محموداً، والسِّحْرُ كان عِلْماً مرغوباً فيه؛ فقالوا: يا أيها السَّاحر على جهة التعظيم له، وخاطبوه بما تقدّم له عندهم من التَّسْمية بالساحر إذ جاء بالمعجزات التي لم يعهدوا مثلها ولم يكن السحر عندهم كفراً ولا كان مما يتعايرون به، ولذلك قالوا له: ياأيها الساحر. وقال الليث: وشئ يَلْعبُ به الصِّبيان إذا مُدَّ خرج على لون وإذا مُدَّ من جانب آخر خرج على لون آخر مخالف للأول ويُسمَّى السَّحَّارة، قال: والسِّححْرُ: الغذاء، وأنشد: أرانا مُوضِعِين لحَتْمِ غَـيْبٍ ونُسِحَرُ بالطَّعام وبالشَّراب وقال غيره: السَّحَرُ: آخرُ الليل، تقول: لقيتُه سُحْرة ياهذا، وسُحرَةً بالتنوين، ولقيته سَحَراً وسَحَر بلا تنوين، ولقيته بالسَّحِر الأعلى ولقيتُه بأعلى سَحَرِين ولقِيتُه بأعلى السَّحَريَن، وقال العجَّاج: غَدَا بأعْلى سَحَرٍ وأحرْسا قال: وهو خطأ، كان ينبغي له أن يقول: بأعلى سَحَرَيْن، لأنه أولُ تنفُّس الصبح، كما قال: مَرَّتْ بأعلى سَحَرْينِ تَدْألُ قال: وتقول: سَحرِيَّ هذه الليلة. وأنشد: في لَيْلةٍ لانَحْسَ في سحَرِيَّها وعِشائها وبعضٌ يقول: سحريَّة هذه اللَّيلة. سَلَمةُ عن الفرَّاء، في قول الله عزَّ وجل: (نجَّيناهم بِسَحَر)، أجرى سَحراً هاهنا لأنه نكرة، كقولك: نجيناهم بِلَيْلٍ، قال: فإذا ألقت العرب منه الباء لم يُجْرُوه فقالوا: فعلت هذا سَحر يافتى، وكأنهم في تركهم إجراءه أن كلامهم كان فيه بالألف واللام فجرى على ذلك، فلما حُذفت منه الألف واللام وفيه نِيَّتُهما لم يُصرف. كلام العرب أن يقولوا: مازال عندنا منذ السَّحَر لايكادون يقولون غيره. وقال الزجاج وهو قول سيبويه: سَحَرٌ إذا كان نكرة يَراددُ به سَحَرٌ من الأسْحار انصرف، تقول: أتيتُ زيداً سحراً من الأسحار. فإذا أردت سَحَر يومك قلت: أتَيتُهُ سَحَر ياهذا، وأتَيْتُه بِسَحَر ياهذا، قلت: والقياس ماقال سيبويه. والسَّحُور: ما يُتَسَّحرُ به وقت السَّحَر من طعام أو لبنٍ أو سويقٍ، وُضِع اسماً لما يؤكل ذلك الوقت، وقد تسحَّر الرجلُ ذلك الطعام أي أكَلَهُ. ويقال: أسْحَرْنا أي دخلنا في وقت السَّحَر، واسَتَحرنا أي سرنا في وقت السَّحَرِ ونهضنا للسير في ذلك الوقت، ومنه قول زُهير: بَكَرْنَ بُكُوراً واستَحَرْنَ بسُحْرَة وقال ابنُ شُميْل في باب الأرنب: يقال للأرنب مُقَطِّعةُ الأسْححار ومُقَطِّعة القلوب لأنها تقطع أسحارَ الكلاب بِشدَّة عَدْوِها، وتُقَطِّع أسحار من يطلُبها. وقال الليث: الإسْحارَّةُ بقلة يَسْمن عليها المالُ. وقال النَّضْر: الإسْحارةُ: بَقْلةٌ حارَّة تَنْبت على ساق لها ورقٌ صغار، لها حبة سوداء كالشِّهْنِيزة. أبو عبيد عن أبي عُبيدة: السَّحْر خفيفٌ: ما لصق بالحلقوم وبالمرئ من أعلى البطن، وقال الفرَّاء فيما روى عنه سَلَمة هو السَّحْر والسُّحْر والسَّحَر. وقال الليث: إذا نَزَت بالرجل البِطْنةُ يقال: انْتفخ سَحَرْه معناه عدا طوره وجاوز قدره. قُلتُ: هذا خطأ إنما يقال: انتَفَخ سَحْرهُ للجبان الذي مَلأ الخوف جوفه فانتفخ السحْرُ وهو الرِّئةُ حتى رفع القلب إلى الحُلْقوم، ومنه قول الله جلَّ وعز: (وبَلَغَتِ القُلُوبُ الحَنَاجِرُ وتَظُنُّونَ باللهِ الظُّنُونا) وكذلك قوله: (وأنْذِرهُم يَوْم الآزِفَة إذ القُلوبُ لَدَى الحَناجر). كل هذا يدل على أن انتفاخخ السَّحْرِ مثلٌ لشدة الخوف وتمكن الفزع وأنه لايكون من البِطْنة. والسَّحَرُ والسُّحْرةُ: بياض يَعْلو السَّواد، يقال بالسين والصاد إلا أن السِّين أكثر ما تستعمل في سَحَر الصُّبح، والصاد في الألوان، يقال: حمارٌ أصْحرُ وأتانٌ صَحراء. وقول ذى الرُّمّة يصف فَلاة: مُغَمّضُ أسحارِ الخُبوت إذا اكتسى من الآل جُلاًّ نازح الماء مُقْفر
قيل: أسحار الفلاة: أطرافها، وسَحَرُ كل شئٍ: طرفه، شُبِّه بأسحار الليالي، وهي أطراف مآخيرها، أراد مُغَمِّض أطراف خُبُوته، فأدخل الألف واللام فقاما مقام الإضافة.
وقال شمر: قال ابن الأعرابي: الأسحارُ واحدها سَحْر، قال: وسَححْرُ الوادي: اعلاه.
وأخخبرني المُنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي: يقال للذي يَشْتكى سَحْره سَحِيرٌ فإذا أصابه منه السِّلُّ فهو بَحيرٌ وبَحِرٌ.
وأنشد:
وغِلْمتي منهم سَحِيرٌ وبَحِـرْ وقائمٌ من جَذْبِ دَلْوها هَجِرْ
قال: وسحر إذا تباعد، وسَحَر: خَدَع، وسَحَر إذا بَكَّر.
وروى الطُّوسِىُّ عن الخَزَّاز قال: السَّحِير الذي انقطع سَحْره، وهو رئته، والبَحِر: الذي سُلَّ جسمه وذهب لحمه، وهَجِرٌ وهَجيرٌ يمشى مُثْقلاً متقارب الخَطْو كأن به هجاراً لاينْشط مِمَّا به من الشِّرَّة والبَلاءِ.
حرس
الليثُ: الحَرْسُ: وقتٌ من الدهر دون الحُقْبِ. أبو عبيد: الححَرْسُ: الدَّهرُ، والمُسْنَدُ: الدَّهرُ.
وقال الليث: الحَرَس هم الححُرَّاسُ والأحْراسُ، والفعل حَرَس يَحْرسُ، والفعل اللازم يَحْتَرِس كأنه يَحْتَرِزُ. قلتُ: ويقال حارسٌ وحَرَسٌ للجميع، كما يقال: خادمٌ وخَدَمٌ، وعاسٌّ وعَسَسٌ.
وقال الليث: البناء الأحْرَسُ هو الأصَمُّ البنيان. قلت: البناءُ الأحْرسُ هو القديم العاديُّ الذي أتى عليه الحَرْسُ وهو الدَّهْرُ، ومنه قوْل رُؤْبة:
وأيْرَمٍ أحْرَسَ فَوْق عَنْزِ
والأيْرَم: شبه عَلَمٍ يبنى فوق القارة يُسْتدل به على الطريق، والعنزُ قارةٌ سوداء، ويروى:
وإرَمٍ أعْيَسَ فوق عَنْزِ
وفي الحدديث أنَّ غِلْمةً لحاطب بن أبي بَلْتَعة: احْتَرسوا ناقةً لرجلٍ فانْتَحَرُوها.
وفي حديث آخر. جاء في حَرِيسة الجبل قال: لاقَطْع فيها.
قال شمر: الاحتِراسُ: أن يُؤخْذ الشئُ من المَرْعى.
وقال ابن الأعرابي: يقال للذي يَسْرق الغنم مُحْترسٌ، ويقال للشَّاة التي تُسْرَقُ حَرِيسةٌ. وفُلانٌ يأكُلُ الحريسات إذا تَسرَّق غنم الناس فأكلها، وهي الحرائِسُ.
وقال غيره: يقال للرَّجل الذي يُؤْتَمَنُ على حفظ شئٍ لايُؤْمن أن يخون فيه. مُحْترسٌ من مثله وهو حارِسٌ.
والحَرْسان: جبلان يقال لأحدهما: حَرِسُ قَساً وفيه هَضْبة يقال لها البيضاء، وقال:
هُمُ ضَرَبُوا عن وَجْهِهـا بـكَـتـيبَةٍ كبيضاء حَرْسٍ في طَرَائقها الرَّجْل
البيضاء: هَضْبة في الجبل.
سرح
قال الليث: السَّرْح: المالُ يُسَامُ في لَمرْعى من الأنْعامِ.
يقال: سَرَح القومُ إبِلَهم سَرْحاً، وسَرَحَتِ الإبل سَرْحاً، والمسرَحُ؛ مَرْعى السَّرْحح، ولايُسَمَّى سَرْححاً إلا بعدما يُغْدَى به ويُراح، والجميع السُّرُوحُ.
قال: والسَّارح يكون اسما للرَّاعي الذي يَسْرَحها، ويكون السَّارِح اسماً للقوم لهم السَّرْح نحو الحاضر والسامر وهُما جميعٌ.
وقال أبو الهيثم في قول الله عزَّ وجلَّ: (حِينَ تُرِيُحون وحينَ تَسَرَحُون).
يقال: سَرَحْتُ الماشية أي أخْرَجْتها بالغداة إلى المَرْعى، وسَرَح المالُ نفسه إذا رَعَى بالغداة إلى الضُّحى.
ويقال: سَرَحْتُ أنا أسَرحُ سُرُوحاً أي غَدَوْتُ، وأنشد لجرير:
وإذا غَدَوْتِ فَصَبَّحَتْكِ تـحـحـيَّةٌ سَبَقَتُ سروحُ الشَّاحجاتِ الحُجَّلِ
قال والسَّرْحُ: المالُ الرَّاعي.
وقال الليث: السَّرْحُ: شجرٌ له حَمْلٌ، وهي الألاءةُ، الواححدة سَرْحة.
قلت: هذا غلط. ليس السَّرْح من الألاءة في شئ.
قال أبو عبيد: السَّرْحةُ: ضربٌ من الشجر معروف، وأنشد: قول عَنْترة.
بَطَلٍ كأنَّ ثيابهُ فـي سَـرْحَةٍ يُحْذَى نعال السِّبْت لَيْسَ بِتَوْأمِ
يصفه بطول القامة فقد بيَّن لك أنَّ السَّرْحة من كبار الشَّجر، ألا ترى أنه شبَّه به الرجل لطوله، والآلاء لاساق له، ولاطول.
وأخبرني المنذري عن ابي الهيثم أنه قال: السَّرْح: كُلُّ شجرٍ لاشوك فيها.
وفي حديث ابن عمر أنه قال: "إنَّ بمكان كذا وكذا سَرْحةً لم تُجْرَدْ ولم تُعْبَل، سُرَّتَحْتها سَبْعون نبياً"، وهذا يدل على أنَّ السَّرْحة من عظام الشَّجر.
والعرب تكنى عن المرأة بالسَّرْحة النَّابتة على الماء، ومنه قوله:
ياسَرْحَةَ الماء قَدْ سُدّتْ مَـوارِدُه أمَا إليك طريقٌ غَيْرُ مَسْـدود لِحَائمٍ حامَ حتـى لاحـراك بـه مُحَلأَّ عن طريق الوِرْد مَرْدُودِ كنة بالسَّرْحة، النَّابتة على الماء، عن المرأة لأنها حينئذ أحسن ماتكون. ثعلب عن ابن الأعرابي: السَّرْحُ: كبارُ الذَّكْوان، والذَّكْوان: شَجَرٌ حَسَن العساليج. وقال الليث: السَّرْحُ: انفْجارُ البَوْل بعد احتباسه. وَرَجُلٌ مُنٍسَرِح الثِّياب إذا كان قليلها خفيفاً فيها وقال رؤبة. مُنْسرحٌ إلاَّ ذَعاليب الخِرْقْ الذَّعاليبُ: ماتقطَّع من الثياب. قال: وكل قطعة من خرقة مُتَمَزِّقة أو دمٍ سائل مستطيل يابس فهي وما أشبهها سريحة وجمعها سرائح، وقال لبيد: بِلَبَّته سَرائِحُ كالعَصيمِ قال: والسَّرِيح: السَّيْر الذي يُشَدُّ به الخَدمة فوق الرُّسْغ. أبو عُبَيْد عن الأصمعي: المُنْسَرِحُ: الخارج من ثيابه، قلت وهذا هو الصَّواب لاماقاله الليث. وأما السَّرائح فهي سُيُورُ نعال الإبل، كلّ سَيْرٍ منها سريحة. والْخِدامُ: سُيورٌ تُشَدُّ في الأرْساغ، والسرائحُ تُشدُّ إلى الخدم. والسَّريحةُ: الطريقةُ من الدَّم إذا كانت مستطيلة. أبو سعيد: سَرَح السَّيلُ يَسْرحُ سُرُوحاً وسَرْحاً إذا جرى جَرْياً سهلا، فهو سَيْل سارح وأنشد: ورُبَّ كلِّ شَوْذَبيٍّ مُـنْـسـرحْ من اللَّباسِ غَيْر جَرْدٍ ما نُصِحْ والجَرْدُ: الخَلَقُ من الثياب. مانُصح أي ماخيط. وقال النّضرُ: السَّريحةُ من الأرض: الطريقة الظَّاهرة المستوية، وهي أكثر نبتاً وشجراً مِمَّا حولها، وهي مُشْرفةٌ على ماحولها، والجميع السَّرائحُ. وسُرُحٌ: ماء لبني عَجْلان ذكره ابن مُقْبِل فقال: قالتْ سُلَيْمي بِبَطْنِ القاعِ من سُرُحٍ والعرب تقول: إنَّ خَيْرك لفي سريح، وإنَّ خيْرك لسريح وهو ضِدُّ البطئ، وفَرَسٌ سرياحٌ: سريعٌ، وقال ابن مُقبل يصف الخيْل: مِنْ كلِّ أهْوجَ سِرياحٍ ومُقْـرَبةٍ تُقاتُ يومَ لِكاكِ الوِرْد في الغُمَرِ قال: وإنما خص الغُمَر وسَقْيها فيه لأنه وصفها بالعتق وسُبوطة الخدود ولطافة الأفواه كما قال: وتشربُ في القَعْبِ الصغير وإن تُقَدْ بِمشْفِرها يوماً إلى الماء تَنْـقَـدِ قال الليث: وإذا ضاق شئٌ فَفَرَّجْت عنه قلت: سَرّحت عنه تَسْريحاً، وقال العَجّاجُ: وسرّحَتْ عـنـه إذا تَـحَـوَّبـا رواجِبُ الْجَوْفِ الصَّهيلِ الصُّلَّبا وتسريحُ الشِعر: ترجيله وتخليص بعضه من بعض بالمشط، والمُشْطُ يقال له: المِرْجلُ والمِسرح. وأمَّا المَسرح بفتح الميم فهو المَرْعى الذي تَسرح فيه الدّوابّ للرَّعْي وجمعه المسارح ومنه قوله: إذا عَادَ المَسارِحُ كالسَّباح وتسريحُ دم العِرْق المفصود: إرساله بعدما يسيل منه حين يُفْصدُ مرّة ثانية وسَمّى الله جل وعزّ الطلاق سراحاً فقال: (وسرِّحُوهنَّ سَراحاً جَمِيلاً) كما سَمّاه طلاقاً من طلق المرأة، وسماه الفِراق، فهذه ثلاثة ألفاظ تجمع صريح الطلاق الذي لايُددَيَّنُ فيها المُطَلِّق بها، إذا أنكر أن يكون عنى بها طلاقاً. وأما الكنايات عنها بغيرها مثل البائنة والبتة والحرام وما أشبهها فإنه يُصدَّق فيها مع اليمين أنه لم يُرِد بها طلاقا. وقال الليث: ناقةٌ سُرُحٌ، وهي المُنْسرِحةُ في سيرها السريعة، وأنشد قول الأعشى: بجلالةٍ سُرُحٍ كأن بِغَـرْزِهـا هِرّاً إذا انتعل المَطيُّ ظلالها أبو عبيد عن الأصمعي: مِلاطٌ سُرُحُ الْجَنْب هو المُنْسرح للذهاب والمجيء، وأراد بالملاط العَضُدد. وقال ابن شُمَيل: ابنا مِلاَطَى البعير هما العضدان، قال: والمِلاطان: ماعن يمين الكِرْكِرَة وشمالها. الليث: السِّرْحان: الذِّئْبُ ويُجمع على السِّرَاح، قال: والسِّرْحان فِعْلان من سَرَح يَسَرح. قلت: ويجمع السِّرْحان سَرَاحين وسَرَاحي بغير نون، كما يقال: ثعالبُ وثعالى، وأما السِّرَاحُ في جمع السِّرْحان فغير محفوظ عندي. وسِرْحان يُجْري من أسماء الذئب، ومنه قوله: وغارَةُ سِرْحانٍ وتَقْرِيبُ تُفَّل وقال الأصمعي. السِّرْحانُ والسِّيد في لغة هُذَيْل: الأسدد. وفي لغة غيرهم الذِّئْبُ. قال أبو المُثَلَّم يَرْثي رجلاً: شِهابُ أنْدِيَةٍ حَمَّالُ ألْـوِيةٍ هَبَّاطُ أوْدِيَةٍ سِرْحان فتيان وأنشد أبو الهيثم لِطُفيل: وخَيْلٍ كأمثال السِّراحِ مَـصُـونةٍ ذخائرَ ما أبِقى الغُر ابُ ومُذْهَبُ قال: ويقال: سِرْحان وسَرَاحين وسِرَاح. الليث: السِّرْحانُ: الذِّئب. ويججمع على السِّراح. قال الأزهري: ويجمع على السِّراحح. قال الأزهري: ويجمع سراحين وسَراحي بغير نون كما يقال: ثعالب وثَعالي فأما السِّراحُ في جمع السِّرْحان فهو مسموع من العرب وليس بقياس. وقد جاء في شعر الكاهليّ: وقيس عَلَى ضِبْعان وضِباع. ولا أعرف لهما نظيرا. وقال الليث: المُنْسَرِح: ضربٌ من الشعر على مستفعلن مفعولات مستفعلن ست مرات. وفي كتاب كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأُكَيْدر دُومة الجَنْدل: "لاتُعْدَل سارِحَتُكم ولا تُعَدُّ فاردتكم". قال أبو عبيد: أراد أن ماشيتهم لاتُصرف عن مَرْعى تُريده، والسارِحَةُ هي الماشية التي تسرح بالغداة إلى مراعيها. شمر عن ابن شُميل: السَّريحةُ من الأرض: الطريقة الظاهرة المستوية بالأرض الضّيقة، وهي أكثر شجراً مما حولها، فتراها مستطلية شجيرة، وما حولها قليلُ الشجر، وربما كانت عَقَبة وجمعها سَرَائح. أبو عبيد عن الكسائي: سَرّحه الله وسَرَحه أي وفقه الله، قلت: وهذا حَرْفٌ غريب. وقال شمر: قال خالد بن جنبة: السارحة: الإبل والغنم، قال: والسارحة: الدَّابَّة الواحدة. قال: وهي أيضاً الجماعة. ويقال: تَسَرَّح فلان من هذا المكان أي ذَهَب وخرج، وسَرَحْت مافي صدري سَرْحاً أي أخرجته. وسُمِّى السَّرْحُ سَرْحاً لأنه يُسرح فيخرج. وأنشد: وسَرَحْنا كلَّ ضَبٍّ مُكْتَمِنْ وقال في قوله: لاتُعْدَلُ سارحتكم أي لاتُصرف عن مرعى تريده. يقال: عَدَلْتُه أي صَرَفْته فعدل أي انصرف. رسح قال الليث: الرَّسَحُ: ألا تكون للمرأة عَجِيزةٌ. فهي رَسْحاءُ. وقد رَسِحْت رَسحاً. وهي الزَّلاَّء والمزلاجُ. ويقال للسِّمع الأزلِّ أرْسَح. والرَّسْححاءُ: القبيحة من النِّساء. والجمعُ رُسْحٌ. ح س ل حَسَل، حلس، سلح، سحل، لحس: مستعملات. حسل قال الليث: الحِسْلُ: ولدُ الضَّبِّ، ويُكْنى الضَّبُّ أبا حِسْل. وقال أبو الدُّقْيش: تقول العرب للضَّبّ: إنه قاضى الدَّوابِّ والطَّيْرِ. قال الأزهري: ومما يحقق قولهُ ما حددَّثناه المُنْذِريّ عن عثمان بن سعيد عن نُعيم بن حَمَّاددٍ عن مروان بن معاوية عن الحسن بن عمرو عن عامر الشعبي، قال: سمعت النعمان بن بشير على المنبر يقول: ياأيها الناس، إني ماوجدت لى ولكم مَثَلاً إلا الضَّبُع والثعلب، أتيا الضّبّ في جُحره، فقالا: أبا حِسْل، قال: أُجِبْتما، قالا: جِئْناك نَحْتِكم. قال: في بيته يُؤتى الحَكَمُ، في حديث فيه طول. وقال الليث: جَمْعُ الحِسْل حِسَلة، قلت: ويُجْمَعُ حُسُولاً. وروى أبو عُبَيدد عن أبي زيد والأححمر أنَّهما قالا: يقال لفَرْخ الضَّبِّ ححين يخرج من بيضه حِسْل، فإذا كبِر فهو غَيْداقٌ. وقال أبو عبيدة: المَحْسُول والمَخْسولُ بالحححاء والخاء: المرذول، وقد حَسَلْتُه وخَسَلْتهُ. أبو عبيد عن الفراء: الحُسالة: الرَّذْل من كل شئ. وقال بعض العَبْسِّيين: قَتَلْتُ سَراتكم وحَسَلت منكم حَسِيلاَ مثل ما حُسِل الوَبارُ قال شمر: قال ابن الأعرابي: حَسَلْتُ: أبقيتُ منكم بقيَّةً رُذالاً، قال: والحَسيل: الرُّذالُ. وقال اللِّحْياني: سُحالة الفِضَّة وحُسالتها. وقال ابن السِّكيِّت: قال الطَّائي: الحسيلة: حَشَف النخل الذي لم يكن حلا بُسْرُه فيُبَبِّسونه حتى يَبْيس، فإذا ضُرب انْفَتَّ عن نواه فيدنونه باللبن ويُمردون له تمراً حتى يُحَلِّيه فيأكلونه لقيماً. يقال: بُلُّوا لنا من تلك الحسيلة، وربما ودُن بالماء. أبو عبيد عن الأصمعي قال: ولدُ البقرة يقال له: الحَسِيل، والأنثى حَسِيلة. أبو العباس عن ابن الأعرابي: يقال للبقرة لحَسِيلة: والخائِرَة والعجوز واليَفَنَةُ، وأنشد غيره: عَلَى الحشـيشُ وريٌّ لـهـا ويومُ الغُوارِ لحِسْل بن ضَبّ يقولها المستأثِرُ عليه مَزْريةٍ على الذي يفعله.
قال أبو حاتم: يقال لولد البقرة إذا قرم أي أكل من نبات الأرض حَسِيلٌ، والجميع حِسْلان، قال: والحسيلُ إذا هلكت أمه أو ذرأته أي نفرت منه فأُوجر لبناً أو دقيقاً فهو مَحْسول، وأنشد: لاتَفْخَـرنَّ بـلـحـيةٍ كَثْرَتْ منابتها طويلهْ تهوى تُفَرِّقهـا الـريا حُ كأنها ذَنَبُ الحَسِيلهْ والحَسْل: السَّوْق الشديد. يقال: حسْلتُها حَسْلاً إذا ضبطتها سَوْقاً، وقيل لولد البقرة حَسِيلٌ وحَسِيلةٌ، لأنَّ أمَّه تُزَجِّيه معها وقال: كيف رأيت نُجْعتي وحَسْلىِ سحل قال الليث: السَّحِيلُ، والجميع السُّحُل: ثوب لايُبرم غزله أي لايُفتل طاقْين طاقيْن، يقال: سَحَلوهُ أي لم يَفْتَلُوا سَداه. وقال زهير: على كل حالٍ من سَحِيلٍ ومُبْرم وقال غيره: السّحِيلُ: الغَزْل الذي لم يُبْرم، فأما الثَّوب فإنه لايسمى سَحِيلاً، ولكن يقال للثوب سَحْل. روى أبو عبيد عن أبي عمرو أنه قال: السّحْلُ: ثوبٌ أبيض من قطن وجمعه سُحُلٌ. وقال المُتَنَّخِّل الهُذَليّ: كالسُّحُل البيض جَلاَ لَوْنـهـا هَطْلُ نججاء الححمل الأسْوَلِ قال: وواحد السُّحُل سَحْلٌ. وسُحُولٌ: قَرْيةٌ من قُرى اليمن يحمل منها ثياب قطن بيض تدعى السُّحُوليَّة بضم السين. وقال طرفة: وبالسَّفْح آياتٌ كأنَّ رُسُومها يمانٍ وشَتْه رَيْدةٌ وسُحُولُ ريدة وسُحُول: قريتان، أراد وَشْته أهل ريددة وسُحول. عمرو عن أبيه قال: المُسَحَّلة: كُبَّة الغَزْل. وهي الوشيعة والمُسْمَّطة. وقال الليث: المِسْحلُ: الحمار الوَحْشي وسَحِيلهُ: أشدُّ نهيقه. والمِسْحَلُ: من أسماء اللِّسان، والمِسْحَلُ من الرجال: الخطيب، قال: والمِسْحَلان: حَلْقَتان. إحداهما مُدْخَلَةٌ في الأخرى على طرف شكيم اللِّجام. وأنشد قول رُؤبة: لولا شَكيم المِسْحَلَيْن انْدَقّا والجميع المَسَاحل، ومنه قولُ الأعشى: صددت عن الأعداء يوم عُباعِـبٍ صُدود المذاكي أفرْعتها المَساحلُ ثعلب عن ابن الأعرابي قال: المِسْحلُ: المِبْردُ، ومنه سُحالة الفِضَّة. والمِسْحَلُ: فاسُ اللِّجام، والمِسْححلُ. المطرُ الجَوْدُ. والمِسْحَل: الغاية في السَّخاء. والمِسْحل: الجَلاَّدُ الذي يقيم الحدود بين يدي السُّلطان. والمِسْحل: الساقي النشيط. والمِسْحَلُ: المُنْخُل، والمِسْحَلُ فمُ المَزَادة. والمِسْحل: الماهر بالقرآن. والمِسْحلُ: الخطيب والمِسْحل: الثوب النقي من القطن. والمِسْحل: الشجاع الذي يعمل وحده. والمِسْحلُ: الخيط الذي يُفتل وحده. والمِسْحلُ: الميزاب الذي لايطاق ماؤه. قال: والمِسْحلُ: العزم الصارم. يقال: قد ركب فلان مِسْحله إذا عزم على الأمر وجدَّ فيه. وأنشد: وإنَّ عِنْدِى لو رَكِبْتُ مِسْحلى قال: وأما قوله: الآن لمَّا ابْيضَّ أعْلَى مِسْحَلى فالمِسْحَلان هاههنا الصُّدْغان، وهما من اللِّجام الخدَّان. وقال ابن شُمَيْل: مِسْحَلُ اللِّجام: الحديدة التي تحت الححنك. قال: والفأسُ: الحديدة القائمة في الشَّكيمة. والشَّكيمةُ: الحديدة المعترضة في الفم. وقال الليث: السَّحْلُ: نَحْتك الخشبة بالمِسْحل، وهو المِبْرد. قال: وسَحَله بلسانه إذا شتمه، والرِّياح تَسْحل الأرض سَحلاً إذا كشطت عنها أدمتها. والسُّحالة. ماتحات من الحديد وبُرد من الموازين. وقال: وماتحات من الرُّز والذُّرة إذا دُق شبه النُّخالة فهي أيضا سُحالة. قال: وانسحال الناقة: إسراعها في سيرها. ويقال: سَحَلة مائة درهم إذا نقده، والسَّحْل النَّقْد. وقال الهذلي: فأصْبح رأداً يبتغي المَزْج بالسّحْل وسَحَله مائة سَوْط أي ضربة، وانْسَحَلت الدَّراهم إذا امْلاسَّت، وانسحل الخطيب إذا اسْحَنْفر في كلامه، وركب مِسْحله إذا مضى في خطبته. وفي الحديث أنَّ ابن مسعود افتتح سُورةً فسحلها أي قرأها كلَّها. والسِّحالُ والمُساحلة: المُلاححاة بين الرَّجُلين، يقال: هو يُساحله أي يُلاحيه. وقال ابن السكيت: السُّحَلَةٌ: الأرنب الصغيرة التي قد ارتفعت عن الخخْرنق وفارقت امها. وقالوا: مِسْحَلٌ: اسم شيطان في قول الأعشى.
ودَعْوا له جُهُنَّامَ جَدْعا للهجين المُذَمَّـم والمِسْحلُ: موضع العِذار في قول جندل الطُّهَويُّ الرَّجاز: عُلِّقْتُها وقد نزا في مسْحلى أي في موضع عذارى من لحيتي، يعنى الشيب. ويقال: ركب فلان مِسْحله إذا ركب غَيَّه ولم ينْته عنه، وأصل ذلك الفرسُ الجموح يركب رأسه ويعضُّ على لجامه. وقال شمر: يقال: سَحَله بالسَّوْط إذا ضربه فقشر جلده، وسَحَله بلسانه، ومنه قيل للسان مِسْحل وقال ابن أحْمر: ومن خطيبٍ إذا ما انساح مِسْحَلهُ مُفَرِّجُ القولُ مَيْسُوراً ومَعْسوراً وقال بعض العرب وذكر الشعر فقال: الوْقف والسَّحْلُ، قال: والسَّحْلُ: أن يتبع بعضه وهو السَّرْد قال: ولايجئ الكتاب إلا على الوقف. وقال أبو زيد: السِّحْليلُ: الناقة العظيمة الضُّرْع التي ليس في الإبل مثلها فتلك ناقة سِحْليلٌ. وقال الهُذَليُّ: وتَجُـوُّ مُـجْـريةٌ لـهـا لْححمي إلى أجْرٍ حَواشب سُودٍ سَـحـالـيلٍ كـــأ نَ جُلُودَهُنَّ ثيابُ راهـب قال: سَحاليل: عظام البطون. يقال: إنه لسِححْلال البطن أي عظيم البطن. وفي الحديث أن الله تبارك وتعالى قال لأيوب عليه السلام: "إته لاينبغي أن يُخاصمني إلا من يَجْعل الزِّيارَ في فم الأسد، والسِّحَالَ في فم العَنْقاءِ?السِّححَالُ والمِسْحلُ: واحد، كما تقول: مِنْطق ونطاقٌ، ومئزرٌ وإزارٌ، وهي الحديدة التي تكون على طرفي شكيم اللِّجام. وفي الحديث أن أم حكيم أتته بكتف، فجعلت تَسْحَلُها له أي تكشط ما عليها من اللحم، ومنه قيل للمبرد مِسْحلٌ، ويروى: فجعلت تِسْحاها أي تَقْشِرها. والسّاحِيةُ: المَطْرَة التي تقشر الأرض، وسَحَوْت الشئ أسْحاه وأسْحُوه. وفي حديث على صلوات الله عليه أن بني أُمية لايزالون يَطْعنون في مِسْحَل ضلالة، قال القُتَيْبي: هو من قولهم: ركب مِسْحله إذا أخذ في أمر فيه كلام ومضى فيه مُجداً، وقال غيره: أراد أنهم يُسْرعون في الضلالة ويُجدون فيها. يقال: طعن في العنان يَطْعن، وطعن في مِسْحله يَطعُنُ، ويقال: يَطْعن باللسان ويَطْعُنُ بالسِّنان. سلح الليث: السَّلْح والغالب منه السُّلاح. ويقال: هذه الحشيشة تسلح الإبل تسليحاً. قلت: والإسليحُ: بقلة من أحرار البقول تنبت في الشتاء تسلح الإبل. إذا استكثرت منها. وقال ابن الأعرابي: قالت أعرابية: وقيل لها: ما شجرة أبيك؟ فقالت: الإسْلِيحُ رُغْوة وصريح. وقال الليث: السِّلاحُ: مايُعَدّ للحرب من آلة الحديد، والسيف وحده يُسمى سلاحا، وأنشد: ثلاثاً وشَهْرا ثم صارت رذية طليحَ سِفارٍ كالسِّلاح المُفَرَّد يعني السيف وحده. قلت: والعرب تؤنث السِّلاح وتذكِّره، قال ذلك الفرّاء وابن السكيت. والعصا تُسمى سلاحا. ومنه قول ابن أحمر: ولستُ بِعْرنة عَرِكٍ سلاحـي عَصىً مَثْقوبة تقصُ الحمارا وقال الليث: المَسْلَحَةُ: قوم في عُدَّة بموضع مرصد قد وُكلِّوا به بإزاء ثغر، والجميع المسالح. والمَسْلَحي الواحد الموكل به. وقال ابن شميل: مَسْلَحة الجُند: خطاطيف لهم بين أيديهم ينفضون لهم الطريق ويتَحَسَّسون خبر العدو ويَعْلمون عِلْمهم لئلا يُهجم عليهم ولايَدَعُون واحدا من العدو يدخل عليهم بلاد المسلمين وإن جاء جيش أنذروا المسلمين. وقال الليث: سَيْلَحِينُ: أرض تسمى كذلك، يقال: هذه سَيْلَححُون، وهذه سَيْلَحِين. ومثله صَرِيفُون وصَرِيفينُ، وأكثر مايقال: هذه سيلحون، ورأيت سَيْلَحين؛ وكذلك هذه قِنَّسْرُون، ورأيت قِنَّسْرين. وقال أبو تراب: قال عمرو وأبو سعيد في باب الحاء والكاف: السُّلَحَه والسُّلَكَة: فَرْخ الحَججل، وجمعه سِلْححَانٌ وسِلْكانٌ. والعرب تسمى السَماك الرَّامح ذا السلاح، والآخر الأعزل. وقال ابن شميل: السَّلَحُ: ماءُ السماء في الغُدْران، وحيث ماكان يقال: ماء العَدِّ وماء السَّلَحِ. قلت: وسمعت العرب تقول لماء السماء ماء الكَرَع، ولم أسْمَع السَّلَحَ. حلس
شمر عن العِتْرِيفي: يقال: فلان حِلْسٌ من أحلاس البيت: للذّي لايبرح البيت، قال: وهو عندهم ذمّ أي أنه لايصلح إلا للزوم البيت، قال: ويقال: فلانٌ من أحْلاس البلاد: للذي لايزايلها من حُبِّه إياها، وهذا مدح أي أنه ذو عِزّة وشِدَّة أي أنه لايبرحها لايبالى ذئباً ولاسنة حتى تُخْصِبَ البلاد، فيقال: هو مُتَحَلِّس بها أي مقيم، وقال غيره: هو حِلْسٌ بها، قال: والحَلِسُ والحُلاَبِسُ: الذي لايَبْرح ويُلازم قِرْنه، وأنشد قول الشاعر: فَقُلْتُ لها كـأيِّنْ مـن جـبـانٍ يُصابُ ويُخْطَأُ الحَلِسُ المُحامي كأين معنى كم. وقال الليث: الحِلْسُ: كُلُّ شَئٍ ولى ظهر البعير تحت الرَّحْل والقتب، وكذلك حِلْس الدّابة بمنزلة المِرْشَححة تكون تحت اللِّبْد، ويقال: فلان من أحْلاس الخيل أي يلزم ظهور الخيل كالحِلْس اللازم لظَهْرِ الفرس. والحِلْسُ: الواحد من أحْلاس البيت، وهو مابسط تحت حُرِّ المتاع من مِسْحٍ ونحوه. وفي الحديث: "كُنْ حِلْساً من أحْلاسِ بيتك في الفِتْنَة حتى تأتيك يَدٌ خاطئة أو مَنِيَّةٌ قاضية?أمره بلزوم بيته وترك القتال في الفتنة. وتقول: حَلَسْت البعير فأنا أحْلِسُه حَلْساً إذا غَشَّيْته بحِلْس. وتقول: حَلَسَت السماء إذا دام مطرها، وهو غَيْر وابل. وقال شمر: أحْلَسْتُ بعيري إذا جعلت عليه الحِلْس. وأرض مُححْلِسَةٌ إذا اخْضَرَّت كلها. وقال الليث: عُشْبٌ مُسْتَحْلِسٌ ترى له طرائق بعضها تحت بعض من تراكمه وسواده. أبو عبيد عن الأصمعي: إذا غطَّى النباتُ الأرض بكثرته قيل: قد اسْتَحْلس، فإذا بلغ والتَفَّ قيل قد اسْتأْسَد. وقال الليث: اسْتَحْلَسَ السَّنَامُ إذا ركبته روادف الشَّحْم ورواكبه. اللِّحياني: الرابع من قداح المَيْسر يقال له: الحِلْس، وفيه أربعة فروض، وله غنْمُ أربعة أنصباء إن فاز، وعليه غرم أربعة أنصباء إن لم يَفُز. وقال الأصمعي: الحَلْسُ: أن يأخذ المُصَدِّق النَّقد مكان الفريضة. قال: والحَلِس: الشجاع الذي يلازم قِرْنه، وأنشد: إذا اسْمَهَرَّ الحِلَسُ المُغالِثُ المغالثُ: الملازم لقرنه لايفارقه، وقد حَلِس حَلَساً. أبو عبيد عن أبي زيدد: في شيات المِعْزى: الحَلْساءُ: بين السَّوادِ والحُمْرة، لون بطنها كلون ظهرها. والعرب تقول للرجل يُكره على عَمَل أو أمر: هو مَحْلُوسٌ على الدَّبَر أي مُلزَمٌ هذا الأمر إلزام الحِلْس الدَّبر. وسَيْرٌ مُحْلَسٌ: لايُفتر. وفي النوادر: نَحَلّس فلان لكذا وكذا. أي طاف له وحام به، وتحلَّس بالمكان وتَحَلَّزَ به، إذا أقام به، وقال أبو سعيد: حِلَس الرجلُ بالشئ وحَمِس به إذا تَوَلّع به. وقال ابن الأعرابي: يقال لبساط البيت: الحِلْسُ ولحُصُرِه الفُحُول. والحَلْسُ والحِلْس-بفتح الحاء وكسرها-هو العهدُ الوثيق، تقول: أحْلَسْتُ فُلاناً، إذا أعْطَيْته حِلْساً أي عَهْداً يأمن به قومك، وذلك مثل سَهْم يأمن به الرجل مادام في يده. واسْتَحْلَس فلانٌ الخوف، إذا لم يفارقه الخوف ولم يأمن. وروى عن الشَّعبي أنه دخل على الحجَّاج فعاتبه في خروجه مع ابن الأشعث فاعتذر إليه وقال: إنا قد اسْتَحْلَسْنا الخْوف واكْتَحَلْنا السهر وأصابَتْنا خِزْيةٌ لم نكن فيها بَرَرةً أتقياء، ولافَجَرَة أقوياء. قال: لله أبوكَ ياشعبيّ. ثم عفا عنه. لحس قال الليث: اللَّحْسُ: أكل الدود الصوف، وأكل الجراد الخضر والشَّجر. والّلحُوس من الناس: الذي يَتَّبِعُ الحلاوة كالذئاب. قال: والمِلْحِسُ: الشُّجاعُ. يقال: فلان ألَدُّ مِلْحسٌ أحْوَسُ أهْيسُ. أبو عبيد عن الكسائي: لَحِسْتُ الشئَ ألحَسُه لَحْساً بكسر الحاء من لَحِسْتُ لاغير. ويقال: أصابتهم لَوَاحِسٌ، أي سِنُون شِداد تَلْحسُ كل شئ. وقال الكُمَيْتُ: وأنْتَ ربيعُ الناسِ وابنُ رَبيعهم إذا لُقِّبَتْ فيها السُّنُون اللَّوَاحِسا ح س ن حسن، حنس، سحن، سنح، نحس، نسح. حسن قال الليث: الحَسَنُ: نعت لما حَسُن، تقول: حَسُن الشئُ حُسْناً، وقال الله جلَّ وعزَّ: (وقولوا للناس حَسَنا) وقُرِئ "وقُولوا للناس حُسْناً". أخبرني المنذري عن أحمد بن يحيى أنه قال: قال بعض أصحابنا: اخْترنا حَسَناً؛ لأنه يريد قولاً حَسَنا.
قال: والأُخرى مصدر حَسُن يَحسُن حُسْناً.
قال: ونحن نذهب إلى أن الحَسَن شئٌ من الحُسْن، والحُسْنُ: شئٌ من الكلّ ويجوز هذا في هذا، واختار أبو حاتم حُسْناً.
وقال الزَّجاج: من قرأ حُسْناً بالتنوين ففيه قولان أحدهما: قُولوا للناس قَوْلاً ذا ححُسْنٍ، قال: وزعم الأخْفَشُ أنه يجوز أن يكون حُسْناً في معنى حَسَنا، قال: ومن قرأ حُسْنى فهو خطأ لايجوز أن يُقرأ به.
وقال الليث: المَحْسنُ والجميع المحاسن يعنى به المواضع الحَسَنة في البَدن.
يقال: فُلانةُ كثيرة المحاسن، قلت: لاتكاد العرب تُوَحِّد المحاسن، والقياس مُحْسن، كما قال الليث.
قال: ويقال: امرأة حسناء، ولايقال: رجل أحْسَن، ورجل حُسَّان، وهو الحَسْنُ وجارِيةٌ حُسَّانة.
وأخبرني المُنْذري عن أبي الهَيْثم أنه قال: أصل قولهم: شئٌ حَسَنٌ إنما هو شئٌ حَسينٌ؛ لأنه من حَسُنَ يَحسُن، كما قالوا: عَظُم فهو عظيمٌ، وكَرُم فهو كريم، كذلك حَسُن فهو خحَسينٌ، إلا أنه جاء نادراً، ثم قُلْب الفعيل فُعالاً ثمَّ فُعَّالاً، إذا بولغ في نعته فقالوا: حسينٌ وحُسانٌ وحُسَّان، وكذلك كريمٌ وكُرامٌ وكُرَّامٌ.
وقال الليث: المَحَاسِنُ في الأعمال ضِدّ المساوئ.
ويقال: أحْسِنْ ياهذا فإنك مِحْسانٌ، أي لاتزال مُحْسناً.
وقال المفسِّرون في قول الله عز وجل: (للذين أحْسَنُوا الحُسْنى وزيادة) فالحُسْنى هي الجَنَّةُ وضِدد الحُسنى السُّوءى، والزيادة: النظر إلى الله جلّ وعزّ.
وقال أبو إسحاق-في قول الله عزّ وجلّ-: (ثمَّ آتينا مُوسى الكتاب تماماً على الذي أحْسَنَ).
قال: يكون تماماً على المُحْسن. المعنى تماما من الله على المحسنين، ويكون تماما على الذي أحْسَن أي على الذي أحْسَنه مُوسى من طاعة الله، واتِّباع أمْره.
وقال الفرّاء نحوه، وقال: يجعل الذي في معنى ما، يريد تماما على ماأحْسَن مُوسى.
قلت: والإحسانُ: ضدُّ الإساءة، وفسَّر النبي صلى الله عليه وسلم الإححسان حين سأله جبريل، فقال: هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، وهو تأويل قوله جلّ وعزّ: (إنَّ اللهَ يأمر بالعَدْل والإحسان) وقوله جلَّ وعزَّ: (هَلْ جزاء الإحسان إلاحسانُ) أي ماجزاء من أحسن في الدنيا إلا أن يُحْسن إليه في الآخرة.
والحَسَنُ: نقاً في ديار بني تميم معروف، أصيب عنده بِسْطام بن قيس يوم النَّقا، وفيه يقول عبد الله بن عَنَمَة الضَّبِّيّ:
لأُمِّ الأرضِ وَيْلٌ ما أجَنَّـتْ بحيْثُ أضرَّ بالحَسَن السبيلُ
والتَّحاسينُ: جمع التحسين، اسمٌ بُني على تَفْعيل، ومثله تكاليف الأمور. وتقاصيبُ الشَّعَر: ماجَعُد من ذوائبه.
ثعلب عن ابن الأعرابي: أحسَنَ الرجلُ إذا جلسَ على الحَسِن، وهو الكَثيبُ النّقيُّ العالي.
قال: وبه سُمِّى الغلامُ حَسَنا.
قال: والحُسَيْنُ: الجبل العالي، وبه سمِّي الغلامُ حُسَيناً. وأنشد:
تركنا بالعُوَيْنةِ من حُسـيْنٍ نِساءَ الحيِّ يَلْقُطنَ الجُمانا
قال: والحُسيْن هاهنا جبل.
وفي النوادر: حُسيْناؤه أن يفعل كذا، وحُسيْناه مثله، وكذلك غُنَيْماؤه وحُمْيداؤه، أي جهدُ وغايته.
وقوله عزَّ وجلّ: (قل هلْ تَرَبَّصون بنا إلا إحدى الحُسنَيَيْنِ) يعنى الظَّفر أو الشهادة. وأنَّثهما لأنه أراد الخصلَتَيْن. وقوله تعالى: (والذين اتَّبعوهم بإحْسان) أي باستقامة وسلوك للطريق الذي درج السابقون عليه.
(وآتيناه في الدنيا حَسَنةً) يعنى إبراهيم آتيناه لسان صِدْق.
وقوله عزّ وجلّ: (إن الحَسَناتِ يُذْهِبْن السيئات) الصلوات الخمس تكفر ما بينها.
وقوله: (إنَّا نَراكَ من المحْسِنين) الذين يُحسنون التأويل.
ويقال: إنه كان ينصر الضعيف ويعين المظلوم، ويعود المرضى، فذلك إحسانه.
وقوله: (ويدرؤون بالحَسَنة السَّيِّئةَ) أي يدفعون بالكلام الحَسِن ماورد عليهم من سَيِّئ غيرهم.
وقوله تعالى: (ولاتَقْربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن) قال: هو أن يأخذ من ماله ماستر عَوْرته وسدَّ جَوْعته.
وقوله عزَّ وجل: (أحْسن كلَّ شئٍ خَلْقه) أحسن يعنى حَسَّن. يقول: حَسَّن خَلْق كلِّ شئ، نصب خَلْقه على البَدل. ومن قرأ خَلَقه فهو فعل.
وقوله تعالى: (ولله الأسماءُ الحُسَنى) تأنيثُ الأحسن.
يقال: الاسم الأحسنُ والأسماءُ الحُسنى. ولو قيل في غير القرآن الححُسَنُ لجاز، ومثله قوله: (لِنُرِيَك من آياتِنا الكُبْرَى) لأن الجماعة مؤنثة. وفي حديث أبي رجاء العُطارِديّ وقيل له ماتذكر؟ فقال: أذكرُ مَقْتلِ بِسْطام بن قيس على الحسن. فقال الأصمعي: هو جبلُ رمل. وقوله تعالى: (وَوَصَّيْنا الإنسان بوالِديْهِ حُسْناً) أي يفعلُ بهما مايُحسن حسْناً، ومثله: (وقولوا للناس حُسْناً) أي قولاً ذا حُسن، والخطاب لليهودد، أي اصدقوا في صفة محمدد صلى الله عليه وسلم. وقوله تعالى: (واتَّبِعوا أحْسنَ ماأنزُلِ إليكم) أي اتَّبِعوا القرآن، ودليله قوله: (نَزَّل أحْسن الحديث). وفي حديث أبي هريرة: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة ظلماءِ حِنْدِسٍ وعنده الحَسنُ والحُسيْن عليهما السلام، فسمع تَوَلْوُل فاطمة عليها السلام وهي تناديهما: ياحَسَنانُ. ياحُسَيْنانُ! فقال: الْحِقا بأمّكما. قال أبو منصور: غَلَّبت اسم أحدهما على الآخر كما قالوا: العُمرانُ. قال: ويحتمل أن يكون كقولهم: الجَلَمانُ للجَلَم، والقَلَمان للمِقْلام وهو المِقراض. هكذا روى سَلَمة عن الفرّاء بضم النون فيهما جميعاً؛ كأنه جعل الاسمين اسماً واححداً، فأعطاهما حَظّ الاسم الواحد من الإعراب. وقوله تعالى: (ربنا آتنا في الدنيا حَسَنةً) أي نعمة، ويقال: حُظوظاً حَسَنةً وقوله تعالى: (وإن تُصِبْهم حسَنةً) أي نعمة، وقوله: (إن تَمْسَسْكُم حَسَنةٌ تَسُؤْهم) أي غنيمةٌ وخِصْبٌ (وإن تُصبْكم سيِّئةٌ) أي مَحْلٌ. وقوله: (وأْمُر قَوْمَكَ يأْخُذُوا بأحْسَنِها) أي يعملوا بِحَسَنها، ويجوز أن يكون نحوما أمرنا به من الانتصار بعد الظلم، والصبرُ أحْسنُ من القصاص، والعفْوُ أحْسنُ. أخبرني المنذري عن أبي الهَيثْم قال في قصة يوسف: (وقددْ أححْسن بي إذْ أخْرجني من السِّجن) أي قد أحْسن إلىّ. والعرب تقول: أحسنْتُ بفلانٍ، وأسأتُ بفُلانٍ، أي أحسنت إليه، وأسأتُ إليه، وتقول: أحْسِن بنا أي أحْسن إلينا ولاتُسئ بنا، وقال كُثَيِّر: أسِيئى بنا أو أحْسني لامَلُومَةٌ لَدَيْنا ولا مَقْليَّةٌ إن تَقَلَّـتِ سحن الليث: السَّحْنةُ: لينُ البشرة ونعمتها. قال أبو منصور: النَّعْمة بفتح النون: التَّنَعُّمُ، والنِّعْمةُ بكسر النون: إنعام الله على العبيد. وقال شمر: إنه لَحَسن السَّحَنَة والسَّحْناءِ، قال: وسَحْنةُ الرجل: حًسْنُ شعره، وديباجته: لونه وليطه، وإنه لحَسَنُ سَحْناءِ الوجْه. قال: ويقال: سَحَناءُ مُثَقَّلٌ، وسحْناءُ أجَودُ. وقال الليث: السَّحْنُ أن تَدْلُك خَشَبَةً بِمسْحن حتى تلين من غير أن تأخذ من الخَشَبة شَيْئاً. وقال غيره: المساحنُ: حجارة يُدَقُّ بها حجارة الفِضَّة واحدتها مِسْحَنةٌ. وقال الهُذَليّ: كما صَرَفَتْ فوقَ الجُذاذِ المساحنُ والْجُذاذُ: ما جُذَّ من الحجارة، أي كُسِر فصار رُفاتاً. ويقال: جاءت فرس فلانٍ مُسْحنةً، إذا كانت حَسَنة الحال. والسِّحْناءُ: الهيئة والحالُ. أبو عبيد عن الفرّاء: ساحَنْتهُ الشئ مُسَاحَنةً، وسَاحَنْتُك: خالطُتك وفاوَضْتُك. نحس الليثُ: النَّحْسُ: ضِدّ السَّعْد، والجميع النُّحُوس من النجوم وغيرها، تقول: هذا يومٌ نَحِسٌ وأيَّامٌ نَحِسَات، من جعله نعتاً ثقَّلهُ، ومن أضاف اليوم إلى النّحْس خَفَّفَ النَّحْس، يقال: يومُ نَحْسٍ وأيَّامُ نحْسٍ، وقرأ أبو عمرو: (فأرْسَلْنا عَلَيْهم ريحاً صَرْصَراً في أيامٍ نَحْسات)، قلت: وهي جمع أيّام نَحْسة، ثم نَحْساتٍ جمع الجمع، وقرئت في أيام نحسات، وهي المشئومات عليهم في الوجهين. والعرب تُسَمِّى الريِّح الباردة إذا دَبَرَتْ نَحْساً. وقال الأصمعي في قول ابن أحمر: كأنَّ سُلاَفةً عُرِضَتْ لنحسٍ يُحِيلُ شَفيِفهُا الماءَ الزُّلالا قال: لِنَحْسٍ، أي وضعت في ريحٍ فبردت، وشفيفها: برْدها، قال: ومعنى يُحيِلُ: يَصُبّ، يقول: فبرْدُها يَصُبُّ الماء في الحَلْق، ولولا بَرْدها لم يشرب الماء، والنَّحْسُ: الغبارُ، يقال: هاج النَّحْس أي الغُبارُ. وقال الشاعر: إذا هاجَ نَحْسٌ ذو عَثانينَ والْتَقَت سَباريتُ أغفال بها الآلُ يَمْصَحُ
وقال الفرّاء في قول الله جلّ وعزّ: (يُرْسَلُ عليكما شُواظٌ مِنْ نارٍ ونُحاسٍ) وقرئ ونحاسٌ، قال: النُّحَاسُ: الدخان، وأنشد: يُضئ كضَوْء سِراج السَّلِي ط لم يَجْعل الله فيه نُحاسا وهو قول جميع المفسرين. أبو عبيد عن أبي عُبيدة قال: النُّحاسُ بضم النون: الدُّخان والنِّحاس، بكسر النون: الطَّبيعةُ والأصل: وقال الأصمعي نحوه. والنُّحاس: الصُّفرُ والآنية. شمر عن ابن الأعرابي قال: النِّحاسُ والنَّحَاس جميعاً: الطبيعة. وأنشد بيت لبيد: وكم فينا إذا ما المَـحْـلُ أبْـدى نِححاس القومِ من سَمْحٍ هَضُوم وقال آخر: يا أيها السائلُ عَنْ نِحاسي قال: النِّحاس: مَبْلغ أصل الشئ. أبو عبيد: اسْتَنْحَسْتُ، الخَبَر إذا تَنَدَّسْته وتحسَّسْته. ابن بُزُرْج: نُحاسُ الرجل ونِحَاسه: سجِيَّتُه وطبيعته. قال: ويقولون النُّحاس بالضم: الصُّفر نفسه، والنِّحاس مكسور: دُخانه. وغيره يقول للدخان نُحاس. حنس قال شمر: الحَوَنَّس من الرجال: الذي لايَضيمهُ أحدٌ إذا قام في مكان لايُحَلّحِله أحدٌ. وأنشد: يَجْرى النَّفيُّ فوق أنفٍ أفْطَسِ منه وعَيْنيْ مُقْرِفٍ حَوَنَّـس ثعلب عن ابن الأعرابي: الحنَسُ: لزوم وسط المعركة شحاعةً. قال: والخُنُس: الوَرِعون. سنح قال الليث: السانِحُ: ماأتاك عن يمينك من طائر أو ظبي أو غير ذلك يُتَيَمَّن به تقول: سنحح لنا سُنُوحاً. وأنشد: جَرَتْ لك فيها السانحاتُ بأسْعدُ قال: وكانت في الجاهلية امرأة تقوم بسوق عُكاظ؛؛ فتنشد الأقوال وتضرب الأمثال. وتُخْجِلُ الرجال. فانْتدب لها رجل؛ فقالت المرأة ماقالت، فأجابها الرجل فقال: وَأسْكَتَاكِ جامِحٌ ورامحَ كالظَّبْيَتَيْن سانحٌ وبَارِحُ فخجلت وهربت. قال: ويقال: سانح وسنيحٌ. ويقال: سَنَح لي رأيٌ بمعنى عَرَض لي وكذلك شَنح لي قولٌ وقَرِيضٌ. وقال أبو عبيد: قال أبو عبيدة: سأل يُونس رُؤبة وأنا شاهد عن السَّانح والبارح. فقال: السَّانحُ: ما ولاَّك ميامنه. والبارحُ: ما ولاَّك مياسره. وقال شمر: قال أبو عمرو الشيباني: ماجاؤ عن يمينك إلى يسارك. وهو إذا ولاَّك جانبه الأيسر. وهو إنْسيُّه فهو سانح. وما جاء عن يسارك إلى يمينك. وَولاَّك جانبه الأيمن. وهو وَحْشيُّه فهو بارح. قال: والسانح أحْسنُ حالا عندهم في التَّيَمُّن من البارح. وأنشد لأبي ذؤيب: أرِبْتُ لإرْبتـهِ فـانـطـلـقْ تُ أُرَجِّى لُحِبّ اللقاءِ السَّنيحا يريد: لا أتطير من سانح ولابارح. ويقال: أراد أتيَّمن به. قال: وبعضهم يتشاءمُ بالسَّانح. وقال عمرو بن قميئة: أجارَهما بِشْرٌ من الموتِ بعددما جرت لهما طَيْرُ السَّنيح بأشْأم وقال رؤبة: فكم جرى من سانح بِسَنْحِ وبارحاتٍ لم تَجُرْ بِبَرْح بِطَيْر تَخْبيبٍ ولا بِتَرْحِ وقال شمر: رواه ابن الأعرابي بِسُنْحِ. قال: والسُّنْح: اليُّمن والبركة. وأنشد أبو زيد: أقول والطيرُ لنا سانـحٌ تجْرى لنا أيْمَنهُ بالسُّعُودْ وقال أبو مالك: السَّانحُ يُتَبَّرك به. والبارح يُتشاءم به. وقد تشاءم زُهَيْر بالسَّانِح فقال: جَرَت سُنُحاً فقلتُ لها أجيزي نَوىً مَشْمولةً فمتى اللِّقـاءُ ثعلب عن ابن الأعرابي قال: السُّنُحُ: الظِّباء الميامين، والسُّنُح: الظِّباء المشائيم. قال: والسَّنِيحُ: الخيطُ الذي يُنْظم فيه الدُّرُّ قبل أن ينظم فيه الدُّرُّ، فإذا نُظم فهو عِقْدٌ وجمعه سُنُح. اللِّحياني: خلِّ عن سُنُح الطريق وسُجُح الطريق بمعنى واحد. وقال بعضهم: السَّنِيحُ: الدُّرُّ والحُليُّ، وقال أبو دُواددٍ يذكر نساءٍ: ويُغالبن بالسَّـنِـيح ولا يَسْ ألْنَ غِبَّ الصَّباحِ ما ألخْبارُ وفي النوادر يقال: اسْتَسْنَحْتُه عن كذا وتَسَنَّحْته واسْتَنْحَستُه عن كذا وتنحَّسْته بمعنى اسْتَفْصَحْته. وقال ابن السِّكيت: يقال: سَنَح له سانحٌ فَسَنحه عما أراد أي صَرفه ورَدَّهُ. نسح الليث: النَّسْحُ والنُّسَاحُ: ماتحات عن التمر من قشره وفُتات أقْماعه ونححو ذلك مما يبقى أسفل الوعاء.
والمِنْسَاخُ: شئ يُدْفع به التراب ويُذَرَّي به. ونِسَاحُ: وادٍ باليمامة. قال الأزهري: وماذكره الليث في النَّسْخ لم أسمعه لغيره، وأرجو أن يكون محفوظاً. ح س ف حسف، حفس، سحف، فسح، فحس: مستعملات. حسف قال الليث: الحُسافَةُ: حُسَافَةُ التمر؛ وهي قُشُورُه ورديئه، تقول: حَسَفْت التمر أحْسِفُه حَسْفاً إذا نَفَيتْه. وقال اللِّححياني وغيره: تَحَسَّفت أوبار الإبل وتوَسَّفت إذا تَمَعَّطت وتطايرت. أبو زيد: رَجَع فلان بحَسِيفة نفسه إذا رجع ولم يَقْض حاجة نفسه، وأنشد: إذا سُئِلُوا المعروف لم يَبْخلوا به ولم يَرْجِعُوا طُلاَّبَهُ بالحَسَائِف أبو عبيد: في قلبه عليه كَتَبفَةٌ وحَسِيفة وحَسِيكَةٌ وسَخِيمة بمعنى واحد. وقال أبو زيد: يقال لبقيَّة أقماع التمر وقِشْره وكِسَرِه: الحُسافَةُ. وقال الفرّاء: حُسِفَ فلان أي أرْذِلَ وأُسْقط. وحُسَافَة الناس: رُذالهم. ثعلب عن ابن الأعرابي: الحُسُوف: استقصاء الشئ وتَنْقِيتهُ. وقال بعض الأعراب: يقال لجْرِس الحَيّات حَسْفٌ وحَسِيفٌ، وحَفِيفٌ، وأنشد: أباتوني بِشَرِّ مَـبِـيتِ ضَـيْفٍ بهِ حَسْفُ الأفاعي والبُرُوص شمر: الحُسافة: الماءُ القليل، قال: وأنشدني ابن الأعرابي لكُثَيّر: إذا النَّبْلُ في نَحْر الكُمَيْت كأنها شَوارِعُ دَبْرٍ في حُسافة مُدْهُن قال شمر: وهُو الحُشافة بالشين أيضاً. والمُدْهُن: صَخْرةٌ يَسْتَنْقِع فيها الماء. حفس قال الليث: رجل حِيَفْسٌ وحَفَيِسأٌ إلى القصر ولؤم الخليقة. أبو عبيد عن الأصمعي: إذا كان مع القصر سِمنٌ قيل رجل حِيْفس وحَفَيْتأ بالتاء. قلتُ: أرى التاء مُبَدلة من السين، كما قالوا: انْححَتَّتْ أسْنانه وانْحَسَّت. وقال ابن السكيت: رجلٌ حَفَيْساً وحَفَيْتأٌ بمعنى واحد. سحف الليث: السَّحْفُ: كَشْطُك الشَّعَر عن الجلدد حتى لايبقى منه شئ تقول: سَحَفْته سَحْفاً. والسَّحِيفَةُ والسَّحائف: طرائق الشحم التي بين طرائق الطَّفاطف ونحو ذلك مما يُرى من شحمه عريضة مُلَزقة بالجلدة. وناقةٌ سَحُوفٌ: كثيرة السحائف وجملٌ سَحُوفٌ كذلك، وقد تكون القطعة منه سَحْفة. قال: والسَّحُوف أيضاً من الغَنَم: الرَّقيقةُ صُوف البَطْن. قال أبو عُبَيد: والسُّحافُ: السِّلُّ، وهو رجل مَسْحُوف. والسَّيْحَفُ: النَّصلُ العريض وجمعه: السّياحِفُ، وأنشد: سَيَاحِفُ في الشِّرْيانُ يأمُلُ نَفْعَهـا صِحابي وأُوْلى حَدَّها مَنْ تَعَرَّما ثعلب عن ابن الأعرابي: سَحَف رأسه وجَلَطه وسَلَته إذا حَلَقه وكذلك سَحَته. الأصمعي: السَّحِيفةُ بالفاء المَطْرة الحديدة التي تَجْرف كلّ شئ، والسَّحيقةُ "بالقاف": المَطْرة العظيمة القَطْر، الشديدة الوَقْع، القليلة العَرْض، وجمعها السَّحائفُ والسَّحائقُ. ثعلب عن ابن الأعرابي: قال أعرابي: أتوْنا بِصحاف فيها لِحامٌ وسِحافٌ أي شُحُومٌ، واحدها سَحْفٌ، وقد أسْحف الرجل إذا باع السَّحْف وهو الشَّحْم. أبو عبيد عن الفرّاء قال: السُّحَافُ: السُّلُّ وهو رجل مَسْحُوف. ابن شميلٌ: قال أبو أسلم: ومرَّ بناقةٍ فقال: هي والله لأسْحُوفُ الأحاليل أي واسعتها قال: فقال الخليل: هذا غريب. سفح قال الليث: السَّفْحُ: سَفْحح الجبل وهو عُرْضهُ المُضْطَجِع وجمعه سُفوحٌ. أبو عبيد عن الأصمعي: السَّفْح: أصل الجبل وأسْفله. وقال الليث: سَفَح الدَّمَعَ سَفَحاناً. وأنشد: سِوى سَفَحانِ الددَّمْعِ مِنْ كلِّ مَسْفَحِ قال: والسَّفْح للدَّم كالصّبِّ، تقول رجلٌ سَفَّاحٌ للدِّماء: سَفّاك. قال الأزهري: ويقال: سَفَحْتُ الدَّمع فَسَفح وهو سَافِح ودموعٌ سَوَافِحُ. وقال الليث: السِّفاحُ والمُسَافَحةُ: أن تُقيم امرأة مع رجل على فجور من غير تزويج صحيح. قال: ويقال لابن البغيّ ابن المُسافِحة، قال: وفي الحديث: "أوَّله سِفاحٌ وآخره نِكاحٌ?وهي المرأة تُسافِح رجلاً، فيكون بينهما اجتماع على فجور، ثم يتزوجها، وكره بعض الصحابة ذلك، وأجازه أكثرهم. أبو عُبيد عن أبي زيد قال: المُسَافِحةُ: الفاجرة، وقال الله عزَّ وجلَّ: (مُحْصَنَاتٍ غيرَ مُسَافِحاتٍ).
قال أبو إسحاق: المُسَافِحةُ: التي لاتمتنع عن الزِّنى، قال: وسُميِّ الزِّنى سِفاحاً؛ لأنه كان عن غير عقد، كأنه بمنزلة الماء المَسْفوح الذي لايحبِسْه شئ، وقال غيره: سُمِّي الزنى سفاحاً؛ لأنه ليس ثمَّ حُرْمة نكاحح ولاعقد تزويج، وكل واحد منهما سَفَحَ مَنِيَّة أي دفقها بلا حُرمة أباحتْ دفقها: ويقال: هو مأخوذ من سَفَحْتُ الماء أي صَبَبْتُه، وكان أهل الجاهلية إذا خطب الرجلُ المرأة قال: أنكحيني، فإذا أراد الزِّنى قال: سافِحِيني.
وقال النَّضْر: السَّفِيحُ: الكساء الغليظ.
وقال الليث: السَّفِيحانِ: جُوالقان يُجعلان كالخُرْجين، وأنشد:
تَنْجو إذا ما اضْطرب السَّفيحان نَجاء هِقْلٍ جافلٍ بِفَـيْحـان
وقال اللحياني: يُدْخل في قداح المَيْسر قِدداحٌ يتكَثَّر بها كراهة التُّهمة، أولها المُصَدَّر، ثُمَّ المُضَعَّف، ثم المنيح، ثم السَّفيح ليس لها غُنْم ولاعليها غُرْم.
وقال غيره: يقال لكل من عمل عملاً لايُجْدى عليه مُسَفِّح، وقد سَفّح تَسْفيحاً، شُبِّه بالقِدْح السَّفيح، وأنشد:
ولَطالَما أرّبتُ غيرَ مُـسَـفِّـح وكَشَفْتُ عن قَمَع الذُّرى بحُسام
وقوله: أرّبت أي أحْكَمت، وأصله من الأرْبة وهي العُقْدة، وهي أيضاً خير نصيب في المَيْسر، وقال ابن مقبل:
وَلاَ تُرَدُّ عليهم أرْبَةُ اليَسَر
ويقال: ناقةٌ مَسْفوحةُ الإبط أي واسعةُ الإبط، وقال ذو الرُّمَّة:
بِمَسْفُوحةِ الآباطِ عُرْيانةِ القَرى نِبَالٌ تُوإليها رِحابٌ جُنُوبهـا
وجملٌ مَسْفوح الضُّلُوع: ليس بِكَزِّها. ويقال: بينهم سِفاحٌ أي سَفْكٌ للدِّماء.
فسح
الليثُ: الفُسَاحة: السَّعة الواسعة في الأرض، تقول: بلدٌ فسيحٌ ومفازةٌ فسيحة، وأمر فسيحٌ، ولك فيه فَسْحةٌ أي سعة، والرجل يَفْسح لأخيه في المجلس فَسْحاً إذا وسَّع له، والقومُ يتفَسَّحُون إذا مَكَّنُوا. ويقال انْفَسح طَرْفك إذا لم يَرْدُدْه شئٌ عن بعد النَّظر.
وقال الله جلَّ وعزَّ: (إذا قيلَ لكم تَفَسَّحُوا في المَجَالِس فاْفسَحُوا).
وقال الفرّاء: قرأها الناس: تَفَسَّحُوا بغير ألف، وقرأها الحَسَنُ: تَفَاسَحُوا بألف، قال: وتفاسحوا وتفَسَّحُوا مُتقاربٌ في المعنى مثل تعهدته وتعاهدته، وصاعَرْت وصَعَّرْتُ.
قلت: وسمعت أعرابيا من بني عُقيل يُسمى شَمْلة يقول لخَزّازٍ كان يَخْرز له قِرْبة، فقال له: إذا خَرَزْت فافسح الخُطا لئلا يَنْخرم الخَرْز، يقول: باعد بَيْن الخُرْزَتين.
وقال الأصمعي: مُراحٌ مُنْفسح إذا كَثُرت نعمه، وهو ضدد قَرِع المُراح، وقد انْفَسَح مُراححهم أي كثُر لإبلهم، وقال الهُذَليُّ:
سأغْنيِكم إذا انْفسح المُراحُ
وفي صفة النبي صلى الله عليه وسلم "فَسيحُ مابين المْنكَبَيْن أي بعيدٌ ما بينهما، يصفه بسَعَة صَدْره.
وفي حديث أم زرع: "وبَيْتُها فُسَاحٌ?أي واسعٌ. يقال: بَيْتٌ فسيحٌ وفُساحٌ، ويروى فياححٌ بمعناه.
وجملٌ مَفْسُوح الضُّلُوع بمعنى مَسْفُوححٍ يَسْفح في الأرض سَفْححاً، وقال حُمَيْد بن ثَوْر:
فَقَرَّبْتُ مَسْفوحاً لِرَحْلي كأنـه قَرَى ضِلعٍ قيدامُها وصَعُودها
فحس
قال الليث: الفَحْسُ: أخذك الشئ عن يدك بلسانك وفمك من الماء وغيره.
حسب
قال الليث: الحَسَبُ: الشَّرَف الثابت في الآباء، رجل كريم الحَسَب، وقوم ححُسَباء، قال: وفي الحديث: "الحَسَب المالُ، والكرمُ التقوى?وروى عن النبي صلى الله عليه أنه قال: "تُنْكحح المرأة لمالها وحَسَبِها ومَيسَمِها ودينها فعليك بذات الدِّين، تَرِبَت يداك".
قلت: والفقهاء يحتاجون إلى معرفة الحسب، لأنه مما يُعْتبر به مهر مثل المرأة إذا عقد النكاح على مهر فاسدد، فقال شمر: في كتابه المُؤلَّف في غريب الحديث: الحَسَبُ: الفَعَال الحَسَنُ له ولآبائه مأخوذ من الحَسَاب إذا حَسَبُوا مناقبهم، وقال المُتَلِّمس:
ومَنْ كان ذا أصْلٍ كريمٍ ولم يكن له حسبٌ كان اللئيمَ المُذَمَّمـا
ففرق بين الحسب والنَّسب، فجعل النسب عدد الآباء والأمهات إلى حيث انتهى، والحَسَب: الفَعَالُ مثل الشجاعة والجود وحُسْنِ الخُلقُ والوفاء.
قلت: وهذا الذي قاله شمر صحيح، وإنَّما سُميت مساعى الرجل ومآثر آبائه حَسَباً؛ لأنهم كانوا إذا تفاخروا عدَّ المُفاخر منهم مناقبه ومآثر آبائه وحسبها، فالحَسْب: العَدُّ والإحصاء، والحَسَبُ: ماعُددَّ، وكذلك العدُّ مصدر عدَّ يعُدُّ، والمعدود عددٌ. وحدثني محمد بن إسحاق عن علي بن خَشْرم عن مجالد عن عمرو عن مسروق عن عُمر أنه قال: "حَسَب المرء دينه، ومروءته خُلُقه، وأصله عَقْله"، قال: وححدَّثنا الحُسَيْن بن الفرج عن إبراهيم بن شَمَّاسٍ عن مسلمِ بن خخالد، عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه أنه قال: "كَرَمُ المرء دينه، ومُرُوءته عَقْله، وحَسَبُهُ خُلُقُه". الحرّاني عن ابن السكيت قال: الشرفُ والمجد لايكونان إلا بالآباء. يقال: رجل شريف، ورجلٌ ماجد: له آباء متقدمون في الشرف. قال: والحَسَب والكرم يكونان في الرَّجل وإن لم يكن له آباء لهم شرفٌ. ويقال: رجل حسيب. ورجل كريمٌ بنفسه. قلت: أرادد أن الحسب يحصل للرجل بكرم أخخلاقه وإن لم يكن له نسب، وإذا كان حسيب الآباء فهو أكرم له. ابن بُزرج قال: الحَسيبُ عندنا من الرجال: السخِيُّ الجواد فذلك الحسيب، ولا يقال لذي الأصل والصَّليبة البخيل حسيب. قلت: يقال للسَّخيِّ الجواد حسيب. وللذي يَكْثُر أهل بيته من البنين والأهل حسيب وإنما سُميّ حسيباً لكثرة عدده. وسُمي الجواد حسيباً لعدد مآثره ومنابته وكريم أخلاقه، وبكل ذلك نطقت السُّنن وجاءت الأخبار، ويبين ذلك ما حدثنا السعدي عن الجرجاني عن عبد الرزاق عن مَعْمر عن الزهري عن عروة أنَّ أبرُّ الناس وأوصلهم وقد سُبي أبناؤنا ونساؤنا وأُخذت أموالنا، فقال رسول الله صلى الله عليه: اختاروا إحدى الطَّائفتين إما المال، وإما البنين، فقالوا: أما إذا خيَّرتنا بين المال وبين الحسب فإنا نختار الحسب، فاختاروا أبناءهم ونساءهم، فقال النبي صلى الله عليه: إنا خيَّرناهم بين المال والأحساب فلم يَعْدلوا بالأحساب شيئاً، فأطلق لهم السَّبي. قلت: وبين هذا الحديث أن عدد أهل البيت يُسمى حَسَباً. وقال الليث: الحَسَبُ: قدرُ الشئ كقولك: على حسب ما أسْدَيْت إلىَّ شكري لك تقول: أشكرك على حَسَب بَلائِك عنددي أي على قدر ذلك. قال: وأمّا حَسْب مَجْزوم فمعناه كفى، تقول: حَسْبك ذاك أي كفاك ذاك، وأنشد ابن السكيت: ولم يكن مَلَكٌ للقـوم يُنْـزِلـهـم إلا صَلاصِلُ لاتُلْوى على حَسَبِ قال: قوله: لاتُلْوى على حَسَب أي يُقسم بينهم بالسَّوية لايُؤثر به أحدٌ، وقيل: لاتُلْوى على حَسَب أي لاتُلْوى على الكفاية لعَوز الماء وقلَّته. ويقال أحْسَبي ما أعطاني أي كفاني. وقال الفرّاء في قول الله عزَّ وجلَّ: (يا أيها النبيُّ حَسْبُك اللهُ ومِنٍ اتَّبَعَك من المؤمنين) جاء في التفسير: يكفيك الله ويَكْفى من اتَّبَعك، قال: وموضع الكاف في حَسْبك وموضع من نَصْب على التفسير كما قال الشاعر: إذا كانت الهَيْجاءُ وانْشَقَّتِ العَصَا فَحَسْبْك والضَّححّاك سَيْفٌ مُهَنَّد وقال أبو العباس: معنى الآية: يكفيك الله ويكفى من اتَّبَعك. وقال أبو إسحاق النحوي في قول الله عزّ وجلّ: (وكَفَى باللهِ حَسِيباً) يكون بمعنى مُحاسِباً، ويكون بمعنى كافياً أي يعطى كل شئ من العلم والحفظ والجزاء مقدار ما يحسبه أي يكفيه تقول: حَسْبُك هذا أي اكتف بهذا. قال: وقوله تعالى: (عَطَاءً حِسَاباً) أي كافياً، وإنما سُميَّ الحساب في المعاملات حِساباً؛ لأنه يُعْلم به مافيه كفايةٌ ليس فيه زيادة على المقدار ولانقصانٌ. أبو عبيد عن أبي زيد. حَسِبْت الشئَ أحْسَبه حِساباً، وحَسَبْتُ الشئ أحْسَبه حِساباً وحُسْباناً، وأنشد: على الله حُسْباني إذا النَّفسُ أشْرَفْت على طَمَعٍ أو خاف شيئاً ضميرها وقال الفراء: حَسِبْت الشئ: ظَنَنْته أحْسِبه وأحْسَبه، والكَسْر أجْود اللُّغتين. وقُرئ قول الله تعالى: "ولاتَحْسَبَنّ"، وليس في باب السالم حَرْفٌ على فَعِل يَفْعل بكسر العين في الماضي والغابر غيرُ حَسِب يَحْسِب، ونَعِمَ يَنْعَم. وأمّا قول الله جلَّ وعزَّ: (والشَّمسُ والقَمَرُ بِحُسْبان) فمعناه بحساب.
وأخبرني المنذريُّ عن ثعلب أنه قال: قال الأخفش في قوله عزَّ وجلَّ: (والشَّمسَ والقَمَر حُسْباناً) فمعناه بحساب، فحذف الباء. وقال أبو العباس: ححُسْباناً: مصددر، كما تقول: حَسَبْتُه أحْسُبُه ححُسْباناً وحِساباً، وجعله الأخفش ججمع حِسابٍ. وقال أبو الهيثم: الحُسْبان جمع حساب وكذلك أحْسبةٌ مثل شهاب وأشْهبة وشُهبان. وأما قوله عزَّ ذكره: (ويُرْسِلُ عليها حُسْباناً من السَّماءِ فَتُصْبِحَ صَعيِداً زَلَقاً) فإن الأخفش قال: الحُسْبانُ: المَرامى، واحدتها حُسْبانة. وقال ابن الأعرابي أيضاً: أراد بالحُسْبان المَرَامى، قال: والحُسْبانةُ: الصاعقة، والحُسْبانةُ: السَّحابَةُ، والحُسْبانةُ: الوسادة. وقال ابن شميل: الحُسْبان: سِهامٌ يَرْمى بها الرَّجل في جوف قَصَبةٍ يَنْزع في القَوْس ثم يَرْمى بعشرين منها، فلا تمرُّ بشئٍ إلا عقرته من صاحب سلاح وغيره، فإذا نزع في القصبة خَرَجت الحُسْبان كأنها غَبِية مَطَر فتَفَرَّقتْ في الناس واحدها حُسْبانةٌ، والمَرَامى مِثْل المَسَالِّ رقيقةٌ فيها شئٌ من طول لاحروف لها. قال: والقِدْحُ بالحديدة: مِرْماةٌ. وقال الزَّجَّاجُ في قوله عزَّ وجلَّ: (ويُرْسِلُ عَلَيْها حُسْباناً من السَّماء). قال: الحُسْبانُ في اللغة: الحِساب. قال الله عزَّ وجلّ: (الشَّمْسُ والقَمَرُ بِحُسْبان) أي بحساب، قال: فالمعنى في هذه الآية أي يُرْسل عليها عذاب حُسْبان، وذلك الحُسْبان حِسابُ ما كَسَبتْ يداك. قلت: والذي قاله الزجاج في تفسير هذه الآية بعيد، والقول ماقاله الأخْفشُ وابن الأعرابي وابن شُمَيْل والمعنى والله أعلم أن الله يُرْسل على جَنَّة الكافر مَرَامى من عذاب، إما بَرَددٌ وإما حِجارةٌ أو غيرهما مما شاء فيهلكها ويُبْطل غلَّتها وأصْلها. وقال الليث: الححِسابُ والحِسابة: عدُّك الشئ، تقول: حَسَبْتُ الشئ أحْسَبُه حِساباً وحسابةً وحِسْبةً. وقال النابغة: وأسْرِعَتْ حِسْبةً في ذلك العَدد وقول الله عزَّ وجلَّ: (يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بغير حِسابٍ). قال بعضهم: بغير تقددير على آخر بالنقصان، وقيل: بغير محاسبة مايخاف أحدا أن يُحاسِبه عليه، وقيل: بغير أن حَسِب المُعْطى أنّه يُعطيه أعطاه من حيث لم يَحْتسب. قال: والحِسْبةُ: مصدر احْتسابك الأجر على الله عزَّ وجلّ، تقول: فعلته جِسْبَةً، واحْتَسَب فيه احْتِساباً. أبو عبيد عن الأصمعي: إنه لَحَسنُ الحِسْبة في الأمر إذا كان حَسَن التدبير في الأمر والنظر فيه وليس هو من احْتِساب الأجر. وقال ابن السِّكيت: احْتَسَبْتُ فلاناً: اخْتَبَرْتُ ماعنده، والنساء يَحْتسِبن ماعند الرِّجال لهن أي يَخَتَبِرْن. قال: ويقال: احْتَسَب فلانٌ ابنا له وبنتاً له إذا ماتا وهما كبيران، وافْترط فَرَطاً إذا مات له ولدٌ صغير لم يبلغ الحُلْمُ. قلت: وأما قول الله جلَّ وعَزَّ: (ويَرْزُقه من حَيْثُ لايَحْتَسِب) فجائز أن يكون معناه من حيث لايُقدِّره ولايظنه كتئنا، من ححَسِبْت أحْسِب أي ظَنَنْتُ، وجائز أن يكون مأخوذاً من حَسَبْتُ أحْسُبُ، أراد من حيث لم يَحْسُبْه لنفسه رزقا ولا عدَّه في حسابه. وقال الليث: الحَسْبُ والتَّحْسِيبُ: دفنُ المَيِّت، وأنشد: غَدَاةَ ثَوى في الرَّمْلِ غَيْرَ مُحَسَّبِ أي غير مدفون، ويقال: غير مُكَفَّن. قلتُ: لاأعرف التَّحْسيب بمعنى الدَّفْن في الحجارة ولابمعنى التكفين، والمعنى في قوله: غير مُحَسَّب أي غير مُوسَّد. قال أبو عبيدة وغيره: الحُسْبانةُ: الوِسادة الصغيرة، وقد حَسَّبْتُ الرجل إذا أجْلَسَته عليها. وروى أبو العبَّاس عن ابن الأعرابي أنه قال: يقال لبِساط البيت: والحِلْسُ، لِمخَادِّه المَنَابذُ ولمساوره الحُسْبانات، ولُحصْره الفُحول. وقال الليث: الأحسبُ: الذي ابيْضت جِلدته من داءٍ ففسدت شعرته، فصار أحْمر وأبيض، وكذلك من الإبل والنَّاس، وهو الأبْرَصُ، وأنشد قول امرئ القَيْس: أيا هِنْدُ لاتَنْكحي بُوهَةً عليه عقِيقَتُه أحْسَبا وقال أبو عبيد: الأحْسَبُ: الذي في شعره حُمْرةٌ وبياض.
ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الحُسْبَةُ: سواد يضرب إلى الحمرة، والكُهْبةُ: صُفْرَةٌ تضرب إلى الحُمْرة، والقُهْبةُ: سواد يضرب إلى الخُضْرة، والشُّهْبة: سوادٌ وبياضٌ، والحُلْبةُ: سوادٌ صِرْفٌ، والشُّرْبةُ: بياضٌ مُشْرَبٌ بحمرة، واللُّهْبة: بياضٌ ناصعٌ نقيّ، والنُّوبةُ: لونُ الخِلاسيِّ والخِلاسيُّ: الذي أخذ من سوادٍ شيئاً ومن بياض شيئاً، كأنه ولد من عَرَبيٍّ وحَبشيَّة. أبو عبيدد عن أبي زيد: أحْسَبْتُ الرجلَ أي أعطيته ما يَرْضى، وقال غيره معناه: أعطيته حتى قال: حَسْبي. والحِسابُ: الكثير من قول الله عزَّ وجلَّ: (عَطَاءً حِسَاباً) أي كثيرا. ويقال: أتاني حِسابٌ من النَّاس أي جماعةٌ كثيرة، وهي لغة هُذَيْل. وقال ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّة الهُذَليّ: فلم يَنْتَبِه حتى أحاط بِظـهـره حِسابٌ وسِرْبٌ كالجراد يَسُوم وأمَّا قول الشَّاعر: باشَرْتَ بالوَجْعاءِ طَعْنة ثائرٍ بَمُثقَّفٍ وثَوَيْتَ غَيْر مُحَسَّب فإنه يفسر على وجهين، قيل: غير مُوسَّد، وقيل: غير مكرم، ومعناه أنه لم يرفَعْك حَسَبُك فيُنْجيك من الموت ولم يُعَظَّم حَسَبُك. وقال الفرّاء في قوله جلَّ وعزَّ: (الشَّمسُ والقَمَرُ بِحُسْبانٍ) قال: بِحساب ومنازل لايعدوانها. وقال الزَّجَّاج: بحُسبان يدل على عدد الشهور والسنين وجميع الأوقات. أبو عبيد: ذهب فلان يتَحَسَّبُ الأخخبار أي يتحَسَسّها ويطلبها تحَسَّباً. وقال أحمد بن يحيى: سألتُ ابن الأعرابي عن قول عُرْوة بن الوَرْد: ومُحْسِبةٍ ما أخطأ الحقُّ غيرهـا تنَفَّس عنها حِيْنها فهْي كالشَّوى قال: المُحْسِبَة بمعنيين من الحَسَب وهو الشَّرف، ومن الإحساب وهي الكفاية أي أنها تُحْسب بلبنها أهلها والضَّيْف، وما صلة، المعنى أنها نُحرت هي وسَلِمَ غيرها. أبو عبيد عن أبي زياد الكلابي: الأحْسَبُ من الإبل: الذي فيه سَواد وحُمْرة وبياض، والأكْلَف نحوه. وقال شمر: هو الذي لالون له الذي يقال: أحْسِبُ كذا وأحْسب كذا. وقوله تعالى: (واللهَ سَريعُ الحِساب) أي حسابه واقع لامحالة، وكلُّ واقع فهو سريعٌ، وسُرْعةُ حساب الله أنه لايشغله حسابُ واحد عن مُحاسبة الآخر، لأنه لايشغله سَمْعٌ عن سَمْع، ولاشأنٌ عن شأن. وقوله: (ياأيها النبيّ حَسبُك اللهُ ومن اتَّبَعَك من المؤمنين). أي كافيك الله. أحْسَبني الشئُ أي كفاني، وأعْطيته فأحَسبْته أي أعطيته الكفاية حتى قال حَسبي، وفي قوله: (ومنِ اتَّبعك من المؤمنين) كفايةٌ إذا نصرهم الله، والثاني حَسْبك من اتَّبَعَك من المؤمنين أي يَكْفيكُم الله جميعاً. وقوله: (كفى بِنَفْسِك اليوم عَلَيْك حَسِيباً) أي كفى بك لنفسك مُحاسباً. وقوله: (يَرْزق مَنْ يشاءُ بغيرِ حِساب) أي بغير تقتير وتضييق، كقولك: فلان ينفق بغير حساب أي يوسع النفقة ولايَحْسُبُها. (أم حَسِبْتَ أنَّ أصْحابَ الكَهْفِ) الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، والمراد الأمة. أخبرني المنذري عن أبي بكر الخطَّابي عن نوح بن حبيب عن عبد الملك بن هشام الذماري قال أخبرنا سُفيان عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه قرأ: (يَحْسِبُ أنَّ مَالَهُ أخْلَده) معنى أخْلده يُخْلده، ومثله: (ونادى أصحابُ النار) أي ينادى، وقال الحُطْيئة: شَهِد الحُطَيْئةُ حين يَلْقى رَبَّه أنَّ الوليد أحَقُّ بالـعُـذْرِ سحب الليث: السَّحْبُ: جَرُّك الشئ على الأرض تَسْحَبُه سَحْباً، كما تسحب المرأة ذيلها، وكما تَسْحب الريحُ التراب، وسُميَّ السّحابُ سحاباً لانسحابه في الهواء. قال: والسَّحْبُ: شدة الأكل والشُّرب ورجلٌ أسْحوب: أكُولٌ شَروب. قلتُ: الذي عَرَفناه وحصَّلْناه رجلٌ أسْحوتٌ بالتاء إذا كان أكُولاً شروباً، ولعل الأسْحُوب بالباء بهذا المعنى جائز. ويقال: رجل سَحْبانُ أي جَرَّاف يجرُف كلّ مامرَّ به، وبه سُميِّ سَحْبان وائل الذي يضرب به المثلُ في الفصاححة "أفْصَحُ من سَحْبانِ وائلٍ". ويقال: فلان يتَسَحَّبُ علينا أي يتدلَّل وكذلك يتدكَّلُ ويتدعَّبُ. والسُّحْبَةُ: فضْلةُ ماءٍ تبقى في الغدير، يقال: مابقي في الغدير إلا سُحَيْبَة ماء أي مُوَيْهة قليلة. سبح
قال الله جلَّ وعزَّ: (إنَّ لك في النَّهار سَبْحاً طويلا). قال الليث: معناه فراغا للنوم. قال؛ وقال أبو الدُّقَيْش: ويكون السَّبْحُ أيضا فراغا بالليل. وقال الفرّاء: يقول لك في النهار. ماتقضى حوائجك. وقال أبو إسحاق: سَبْحاً طويلاً، قال فَراغاً وتَصرُّفاً، ومن قرأ سَبْخاً فهو قريبٌ من السَّبْح. وقال ابن الأعرابي. من قرأ سَبْحاً فمعناه اضطراباً ومعاشاً. ومن قرأ. سَبْخاً أراد راحة وتخفيفاً للأبدان. وقال ابن الفَرج. سمعتُ أبا الجهم الجَعْفَرِي يقول. سَبَحْتُ في الأرض وسَبَخْتُ فيها إذا تباعدت فيها. قال: وسبح اليَرْبوعُ في الأرض إذا حفر فيها، وسَبَح في الكلام إذا أكثر فيه. وقال أبو عبيدة: سَبْحاً طويلا أي مُنْقَلَباً طويلا. وقال الليث: سبحان الله تنزيه لله عن كل ما لاينبغي له أن يوصف به. قال: ونصبه أنه في موضع فعل على معنى تَسْبيحاً له، تقول: سَبَّحت الله تسبيحاً أي نزَّهْته تنزيهاً. وكذلك روى عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقال الزَّجاج في قول الله جلَّ وعزَّ: (سُبحان الذي أسْرى بِعَبْدهِ ليلاً) منصوب على المصدر، أسبِّح الله تسبيحاً. قال: وسُبححان في اللغة: تنزيه لله عزّ وجلّ عن السُوء. قلت: وهذا قول سيبويه، يقال، سَبّحْت الله تسبيحاً وسُبْحاناً بمعنى واحدد، فالمصدر تسبيح، والاسم سبحان يقوم مقام المصدر. قال سيبويه: وقال أبو الخطَّابُ الكبير: سُبحان اللهِ كقولك: بَرَاءة الله من السوء، كأنه قال: أُبَرِّئ الله من السوء. ومثله قول الأعشى: سُبْحان مِنْ عَلْقَمَة الْفاخِر أي بَرَاءة منه. قلت: ومعنى تنزيه الله من السوء: تبعيده منه، وكذلك تسبيحه تبعيده، من قولك: سَبَحْتُ في الأرض إذا أبْعَدت فيها، ومنه قوله جلَّ وعزَّ: (وكُلٌّ في فَلَكٍ يَسْبَحون)، وكذلك قوله: (والسَّابِحات سَبْحاً) هي النجوم تَسْبحُ السابح في الماء سَبْحاً، وكذلك السابحُ من الخَيْل يَمُدُّ يديه في الجَرْي سَبْحاً كما يسبح السابح في الماء وقال الأعشى: كم فيهم من شَطْبَهٍ خَيْفَـقٍ وسابححٍ ذي مَيْعةٍ ضامر وقال الليث: النجوم تسبْح في الفلك إذا جَرَت في دورانه. وقال ابن شميل-فيما روى عنه أبو داود المَصَاحِفي-: رأيت في المنام كأنّ إنساناً فسّر لي سبحان الله فقال: أما ترى الفرس يَسْبح في سرعته، وقال: سبْحان الله: السُّرْعة إليه. قلت: والقولُ هو الأوّل، وجماعُ معناه بُعْدُه تبارك وتعالى عن أن يكون له مثلٌ أو شَريكٌ أو ضِدٌّ أو نِدٌّ. وقال الفرّاء في قول الله جلَّ وعزّ: (فسُبْحان اللهِ حِين تُمسون?الآية) فصلّوا لله حين تمسون وهي المغرب والعشاء، وحين تُصْبِحون صلاة الفجر، وعشياً العصر، وحين تظهرون الأولى. وكذلك قوله: (فلولا أنه كان من المسبِّحين). قال المفسرون: من المصلين. وقال الليث: السُّبْحَةُ من الصّلاة: التَّطَوُّع. وفي الحديث أن جبريل قال: "لله دون العرش سَبْعون حجاباً لو دَنَوْنا من أحدها لأحرقتنا سُبُحات وجه ربنا?قيل: يعنى بالسُبُحات جلاله وعظمته ونوره. وقال ابن شميل: سُبُحات وجهه: نور وجهه. وأخبرني المنُذريُّ عن أبي العباس أنه قال: السُّبُحات: مواضع السُّجود. وأما قول الله: (تُسَبِّح له السمواتُ السبْعُ والأرض ومن فيهن، وإن من شئٍ إلا يُسَبِّحُ بححمدده ولكن لاتفقهون تَسْبيحَهم) وقال أبو إسحاق: قيل: إنَّ كل ما خلق اللهُ يسبِّحُ بحمده، وإنَّ صَريرَ السَّقْف وصرير الباب من التسبيح، فيكون على هذا الخطاب للمشركين وحدهم في ولكن لاتفقهون تسبيحهم، وجائز أن يكون تَسْبيحُ هذه الأشياء بما الله به أعلم لايُفقه مِنْه إلاَّ ما عُلِمنا قال: وقال قوم: "وإنْ مِنْ شئٍ إلا يسبِّحُ بحمده?أي مامن شئٍ إلا وفيه دليل أن الله جلّ وعزّ خالقه، وأنَّ خالِقه حكيمٌ مُبَرَّاٌ من الأسواء، ولكنكم أيها الكفار لاتفقهون أثر الصّنْعة في هذه المخلوقات. قال أبو إسحاق: وليس هذا بشئ لأن الذين خوطبوا بهذا كانوا مُقرِّين بأن الله خالقهم وخالقُ السماء والأرض ومن فيهن، فكيف يجهلون الخِلْقة وهم عارفون بها.
قلت: وممّا يَددُلُّك على أن تسبيح هذه المخلوقات تسبيح تُعِبِّدت به قول الله جلّ وعزّ للجبال: (ياجبالُ أوِّبي معه والطَيْرَ) ومعنى أوِّبي أي سَبحيِّ مع داود النهار كلَّه إلى الليل، ولايجوز أن يكون معنى أمر الله جلَّ وعزّ للجبال بالتأويب إلا تعبُّداً لها. وكذلك قوله جلّ وعزّ: (ألَمْ تَرَ أن الله يَسْجددُ له منْ في السموات ومَن في الأرضِ والشمسُ والقَمرُ?إلى قوله: وكثيرٌ من النَّاس) فسجود هذه المخلوقات عبادةٌ منها لخالقها لانَفْقهُما عنها كمالا نَفْقه تسبيحها. وكذلك قوله: (وإنَّ مِنَ الحجارة لَمَا يَتَفجّرُ منه الأنهارُ، وإن منها لما يَشَّقِّقُ فيخرجُ منه الماء، وإن منها لَمَا يَهبِط من خشية الله) وقد علِم الله هبوطها من خشيته، ولم يُعرِّفنا ذلك، فنحن نؤمن بما أعلمنا ولانّدعي بما لم نُكَلِّف بأفهامنا من عِلْم فِعلها كيفية نَحُدُّها. ومن صفات الله جلَّ وعزّ السُّبُّوح القُدُّوس. قال أبو إسحاق: السُّبُّوح: الذي تنزَّه عن كل سوءٍ، والقُدُّوس: المبارك، وقيل: الطَّاهر، قال: وليس في كلام العرب بناء على فُعُّول بضم أوله غير هذين الإسمين الجليلين وحرف آخر وهو قولهم للذّرِّيح وهي دُوَيْبَّةٌ ذُرُّوح، وسائر الأسماء تجئ على فَعُّول مثل: سَفُّود وقَفُّود وقَبُّور وما أشبهها. ويقال لهذه الخَرَزات التي يَعُددُّ بها المُسَبِّحُ تَسْبيحِه السُّبْحة وهي كلمة مولدة. أبو عبيد عن أصحابه: السَّبْحة بفتح السين وجمعها سِباحٌ: ثيابٌ من جلود. وقال مالكُ بن خالد الهذليّ: إذا عادَ المسَارِححُ كالسِّباح قال: وقال أبو عمرو: كِساءٌ مُسبَّح بالباء أي قوي شديد. قال: والمُشَبَّح بالباء أيضاً والشين: المُعَرَّض. وقال شمر: السَّباحُ بالحاء: قُمصٌ للصبيان من جلودد. وأنشدد: كأن زَوائِددَ المُهُراتِ منـهـا جَواري الهِندِ مُرْخِيةَ السِّباحِ وأما السُّبْجةُ بضم السين والجيم فكساءٌ أسود. وقال ابن عَرَفة المُلَقَّب بنفْطَوَيْه في قول الله: (فسبِّحْ باسم رَبِّك العظيم) أي سبِّحه بأسمائه ونزِّهه عن التَّسمية بغير ما سَمّى به نفسه. قال: ومَنْ سَمّى الله بغير ماسَمّى به نفسه فهو مُلْحد في أسمائه، وكلّ من دعاه بأسمائه فمسبح له بها إذ كانت أسماؤه مدائح له وأوْصافاً. قال الله جلّ وعزّ: (ولله الأسْماءُ الحُسنَى فادْعوه بها) وهي صفاته التي وصف بها نفسه، فكل من ددعا الله بأسمائه فقد أطاعه ومدحه ولحقه ثوابه. وروى الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أحدٌ أغَيْر من الله، ولذلك حَرَّم الفواحِش وليس أحدٌ أحَبّ إليه المدح من الله". حبس قال الليث: الحَبْسُ والمَحْبسُ: موضعان للمَحْبوس. قال: والمَحْبس يكون سِجْناً ويكون فعلا كالحَبْس. قلت: المَحبسُ: مصدر، والمحبِسُ: اسم للموضع. قال الليث: والحَبِيسُ: الفرس يُحْعل حَبيساً في الله سبيل يُغْزى عَلَيْه. قلت: والحُبُس جمع الحَبيس، يقع على كل شئ وقفه صاحبه وقفا مُحَرَّما لايُورث ولايباع من أرض ونحخل وكَرْم ومُسْتغل يُحَبَّس أصله وقفا مُؤبّدا وتُسَبَّلُ ثمرته تقَرُّبا إلى الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعُمَر في نخلٍ له أراد أن يتقرب بصدقته إلى الله جلّ وعزّ، فقال له: "ححَبِّس الأصل وسَبِّل الثّمرة"، ومعنى تَحْبيسه: ألاّ يُورث ولايباع ولايُوهب، ولكن يُتْركُ أصلُه ويُجعل ثمره في سُبُل الخير. وأما مارُوى عن شُرَيْح أنه قال: جاء محمد صلى الله عليه وسلم بإطلاق الحُبُسِ، فإنما أراد بها الحُبُس التي كان أهل الجاهلية يَحْبِسُونها من السوائب والبحائر والحام وما أشبهها، فنزل القرآن بإحْلال ماكانوا يُحرِّمون منها وإطلاق ما حَبَّسُوا بغير أمر الله منها. وأما الحُبُس التي وردت السُّننُ بتَحْبيس أصلها وتَسْبيل ثمَرِها فهي جارية على ما سَنَّها المصطفى عليه السلام، وعلى ما أُمر به عُمَرُ فيها.
وقال الليث: الحِبَاسُ: شئٌ يُحْبسُ به الماء نحو الحِباس في المَزْرَفة يُحْبسُ به فضولُ الماء. والحُباسهُ في كلام العجم: المَزْرَفُه؛ وهي الحُباسات في الأرض قد أحاطت بالدّبْرة؛ وهي المَشَارةُ يُحْبس فيها الماءُ حتى تمتلئ ثم يُساق الماءُ إلى غيرها. قال: وتقول: حَبَّسْتُ الفراش بالمِححْبس، وهي المِقْرَمةُ التي تُبسط على وجه الفراش للنوم. وتقول: احتبستُ الشئَ إذا اخْتَصَصْته لنفسك خاصة. وفي النوادر: يقال: جعلني فلانٌ ربيطةً لكذا وحبيسةً أي يَذْهب فيفعل الشئَ وأُوخّذُ به. وقال المُبَرّدد في باب عِلَلِ اللسان: الحُبْسَةُ: تعذُّر الكلام عند أرادته، والعُقْلَةُ: التواء اللسان عند أرادة الكلام. أبو عُبيد عن أبي عمرو: الحِبْسُ مثل المَصْنعة وجمعه أحْباسٌ يُجْعل للماء، والحِبْسُ: الماء المُسْتَنْقع. وقال غيره: الحِبْسُ: حجارةٌ تُبْنى في مجرى الماء لتَحْبسه للشَّارِبة، فيسمّى الماءُ حِبْساً كما يقال نِهْىٌ. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: يكون الجبل خَوْعاً أي أبيض، وتكون فيه بُقْعَةٌ سوداء، ويكون الجبل حَبْساً أي أسود، وتكون فيه بقعة بيضاء. قال: والحَبْسُ: الشَّجاعة. والحِبْس بالكسر: حجارةٌ تكون في فُوَّهة النَّهر تَمْنع طُغيان الماء. والحِبْسُ: نطاق الهَوْدج. والحِبْسُ: المِقْرَمَةُ. والحِبْسُ: سِوار من فضَّة يُجْعل في وسط القرام، وهو سِتْرٌ يُجْمع به ليضئ البيت. ح س م حسم، حمس، سحم، سمح، مسح، محس. حسم قال الليث: الحَسْم: أن تَححْسِم عرقا فتكويه بالنار كيلا يسيل دمه. والحَسْم: المَنْع. قال: والمَحْسوم الذي حُسم رضَاعَه وغذاؤه. تقول حَسَمْته الرَّضاع أُمُّه تحسمه حَسْماً. وتقول: أنا أحْسِم على فلان الأمر أي أقطعه عليه حتى لايَظْفر منه بشئ. أبو عبيد عن الأصمعي: الحُسامُ: السيف القاطع، وقال الكسائي: حُسام السَّيْف: طَرَفه الذي يضرب به. وقال الفراء في قوله تعالى: (وثَمَانِيَةَ أيَّامٍ حُسُوماً) الحُسُوم: التِّباع إذا تتابع الشئ فلم ينقطع أوَّله عن آخره. قيل فيه حُسُومٌ. قال وإنما أُخذ من حَسْم الدَّاء إذا كُوِى صاحبه؛ لأنه يُحْمى يُكْوى بالمكواة ثم يُتابع ذلك عليه. وقال الزَّججَّاج: الذي تُوجِبُه اللُّغة في معنى قوله: حسوماً أي تحْسِمهم حسوما أي تُذْهبهم وتُفْنيهم. قلت: وهذا كقوله جلَّ وعزَّ: (فَقُطع دابرُ القوم الذين ظلموا). وقال يونس: تقول العرب: الحُسُوم يُورث الحُشُوم. وقال. الحُسُوم. الدُّءوبُ. قال. والحُشوم. الإعياء، روى ذلك شمر ليونس. وقال الليث: الحُسُوم. الشُّؤْم. يقال. هذه ليالي الحُسُوم تَحْسِم الخَيْر عن أهلها. كما حُسِم عن عاد في قول الله: (ثمانيةَ أيَّام حُسُوماً) أي شُؤْماً عليهم ونحسا. وذو حُسُم: موضع. قال: والْحَيْسُمان اسم رجل من خُزاعة. ومنه قول الشاعر: وعَرَّدَ عَنَّا الْحَيسُمان بن حابس وقال غيره: الحَسْمُ: القطع. وفي الحديث: "عليكم بالصَّوْم فإنه مَحْسَمة?أي مَجْفَرَةٌ مقطعة للباءة. ابن هانئ عن ابن كُثْوة: قال من أمثالهم "وَلْغُ جُرىٍّ كان محسوماً?يقال عند استكثار الحريص من الشئ لم يكن يَقْدر عليه فقَددر عليه أو عند أمره بالاستكثار حين قَدَر. والمَحْسومُ: السّيئُّ الغذاء. سحم قال الليث: السُّحْمةُ: سوادٌ كلون الغراب الأسْحم. قال: والأسْحم: الليل في بيت الأعْشى: بأسحَم دَاجٍ عَوْضُ لانَتَفرُّقُ وقال أبو عبيد الأسْحم: الأسود. ويقال للسحاب الأسود الأسْحم. وللسحابة السوداء سَحْماء. وأخبرني المنذري عن ثعلب، عن ابن الأعرابي قال: أسْحَمَتِ السَّماء وأثْجَمَتْ. صبَّت ماءها. وقال زهير يصف بقرة وححشية وذبَّها عن نفسها بقرنها فقال. وتَذْبِيبها عنها بأسْحَمَ مِذْوَدِ أي بقرن أسود. وقال ابن الأعرابي: السَّحْمةُ: الكُتْلةُ من الحديد وجمعها سَحَمٌ. وأنشدد لطرفة في صفة الخيل: ?مُنْعلاتٌ بالسَّحَمْ قال: والسُّحُمُ: مَطارِقُ الحدَّاد. وقال ابن السكيت: السَّحَمُ والصُّفارُ: نبتانٍ، وأنشد: إن العُرْيمة مانعٌ أرْماحـنـا ماكان من سَحَم بها وصُفارِ سمح
قال الليث: رَجُلٌ سَمْحٌ، ورجال سُمحاء. ورجلٌ مِسْماحٌ، ورجالٌ مَساميحُ، وماكان سَمْحاً، ولقد سُمح سَماحة وجاد بما لديه.
قال: والتَّسْميحُ: السُّرْعة، وأنشد:
سَمَّح واجْتاب فَلاةً قِيَّا
والمُسامحةُ في الطَّعان والضِّراب: المُسَاهلة، وأنشد:
وسَامَحْتُ طَعْناً بالوَشيج المُقَوَّم
ورُمحٌ مُسَمَّح: ثٌقِّف حتى لان بها.
أبو زيد: سَمَح لي بذاك يَسْمح سَماحةً، وهي الموافقة على ما طلب.
وقال غيره: تقول العرب: عليك بالحَقِّ فإنَّ فيه لَمسْمَحاً أي مُتَّسعاً، كما قالوا: إنَّ فيه لمندوحة، وقال ابن مقبل:
وإني لأستحيي وفي الحق مَسْمحٌ إذا جاء باغى العُرْفِ أن أتَعَذَّرا
أبو عُبيد عن أبي زيد سَمح لي فلان أي أعْطاني، وماكان سَمْحاً، ولقد سَمُح بضم الميم.
وقال ابن الفرج حكاية عن بعض الأعراب قال: السِّبَاحُ والسِّماح: بُيُوتٌ من أدم، وأنشد:
إذا كان المسارِحُ كالسِّماحِ
ويقال: سَمَّح البعير بعدد صعوبته إذا اذضلَّ، قال: وأسْمَحت قَرُونته لذاك الأمر إذا أطاعت وانْقادت.
ويقال: فُلانٌ سَمِيحٌ لَمِيحٌ، وسَمْحٌ لَمْحٌ.
في الحديث أنّ ابن عباس سُئل عن رجل شرب لبناً محضاً أيتوَضَّأ؟ فقال: "اسْمح يُسْمَحْ لك".
قال شمر: قال الأصمعي: معناه: سَهِّل يُسَهِّل لك وعليك، وأنشد:
فلما تَنَزَعْنا الحديث وأسْمَحَتْ
قال: أسمحت: أسهلت وانقادت.
أبو عمرو الشيباني: أسْمَحَتْ قَرِينَتهُ إذا ذلّ واستقام، وقولهم: الححَنِيفيَّة السّمْحَةُ: ليس فيها ضيقٌ ولاشدة.
أبو عدنان عن أبي عُبيدة: اسْمح يُسْمحْ لك، بالقطع والوْصل جميعاً. وسَمَحت النَّاقة في سيرها إذا انْقادت وأسرَعَتْ.
وقال ابن الأعرابي: سَمَح له بحاجته وأسْمح أي سهَّل له.
وقال الفرّاء: رجلٌ سَمْحٌ، ورجال سُمَحاء، ونساء مَسَاميحُ.
مسح
قال ابن شميل: المَسْحُ: القولُ الحسنُ من الرّجل، وهو في ذلك يخدعك. يقال: مسحته بالمعروف أي بالمعْروف من القَوْل، وليس معه إعْطاء، وإذا جاء إعْطاء ذهب المَسْحُ وكذلك مَسّحْته.
وقال الليث: المَسْحُ: مَسْحُك الشئ بيدك كَمسْحِك الرّشح عن جبينك، وكمسْحِك رأسك في وضوئك. وفي الدعاء للمريض: مَسَح الله عَنْك مابك، قال: ورجل مَمسُوح الوَجه: مسيح؛ وذلك أن لايبقى على أحد شِقَّيْ وجهه عينٌ ولاحاجبٌ إلا اسْتوى. قال: والمَسِيح الدّجالُ على هذه الصفة.
والمسيحُ عيسى بن مريم قد أُعرب اسمه في القرآن على مسيح. وهو في التوراة مشيحا. وأنشد:
إذا المَسيحُ يَقْتُل المسيحا
يعنى عيسى بن مريم يقتل الدّجال بنَيزكه.
قال أبو بكر الأنباري: قيل سُميِّ عيسى مسيحاً لسياحته في الأرض.
وقال أبو العباس: سُميِّ مسيحاً، لأنه كان يَمْسَحُ الأرض أي يَقْطعها.
وروى عن ابن عباس أنه كان لايْمسح بيده ذا عاهةٍ إلا بَرأ، وقال غيره: سُميِّ مسيحاً، لأنه كان أمْسح الرِّجل ليس لرجله أخْمَصُ، وقيل: سُميِّ مسيحاً لأنه خرج من بطن أمه مَمسُوحاً بالدُّهن.
وروى عن إبراهيم أنَّ المسيح الصِّديقُ. قال أبو بكر: واللغويون لايعرفون هذا، قال: ولعل هذا قد كان مُسْتعملاً في بعض الأزمان فَددَرس فيما درس من الكلام.
قال: وقال الكسائي: قد درس من كلام العرب شئٌ كثير.
وقال أبو عبيد: المسيحُ عيسى أصله بالعبرانية مشيحاً، فعُرِّب وغُيِّر، كما قيل موسى، وأصله مُوشى.
قال أبو بكر: ورُوى عن بعض المحدثين: المِسِّيح بكسر الميم والتشديد في الدّجال.
قال حدثنا اسماعيل بن إسحاق عن عبد الله ابن مَسْلمة عن مالك عن نافع أن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرادني الله عند الكعبة رجلا آدم كأحْسن من رأيت، فقيل لي: هو المسيح ابن مريم، قال وإذا أنا برجل جَعْد قططٍ أعور العَيْن اليُمْنى كأنها عَنِبةٌ طافية، فَسألتُ عنه، فقيل لي: المِسِّيح الدَّجَّال، قال: وهو فِعِّيل من المَسْح.
ثعلب عن ابن الأعرابي: المَسِيحُ: الصِّدِّيق، وبه سُمِّي عيسى صلى الله عليه وسلم، قال: والمَسِيحُ الأعْوَرُ، وبه سُميِّ الدَّجَّال، ونحو ذلك قال أبو عبيد.
وقال شمر: سُميِّ عيسى المسيح لأنه مُسِح بالبركة.
وأخبرني المنذري عن أبي الهيثم أنه قال: المَسِيحُ بن مريم: الصِّدِّيق، وضد الصِّدِّيق المسيح الددَّجَّال أي الضليل الكَذَّاب، خلق الله المسيحين أحدهما ضد الآخر، فكان المسيح بن مريم يُبرئ الأكمه والأبرص ويحيى الموتى بإذن الله، وكذلك الدجال يُحيْى الميت ويميت الحي، وينشئ السحاب، ويُنبت النبات، فهما مسيحان: مَسِيح الهُدى، ومسيح الضلالة، قال لي المُنْذري: فقلت له بلغنى أن عيسى إنما سُميِّ مسيحاً، لأنه مُسِح بالبركة، وسُميِّ الدَّجَّال مسيحاً، لأنه مَمْسُوح العَيْن، فأنكره وقال: إنما المَسيحُ ضد المسيح، يقال مَسَحه الله أي خَلَقه خَلْقاً حَسَناً مُباركاً، ومَسَحه أي خَلَقَه قبيحاً مَلْعُوناً. قال: ومَسَحْتُ النَّاقَة ومَسَخْتها أي مَسْحَةٌ من هُزال ومَسْخةٌ من هُزَال، وبه مَسْحَةٌ من سِمنٍ وجمالٍ. والشئُ المَمسوحُ: القبيحُ المشئوم المُغَّيَّرُ عن خلقه. وقال ذو الرُّمة في المَسْحة بمعنى الجمال: على وَجْه ميٍّ مَسْحَةٌ من مَلاحةٍ وتحتَ الثِّياب الشَّيْن لوْ كان باديا وعن جرير بن عبد الله: ما رآني رسول الله مُذْ اسلمت إلاَّ تبسَّم في وجهي، وقال: يَطْلع عليكم رجل من خيار ذي يَمنٍ على وجهه مَسْحَةُ مَلَكٍ. قال شمر: العرب تقول: هذا رجل عليه مَسْحَةُ جمالٍ ومَسْحَةُ عِتْقٍ وكرمٍ، لايقال إلا في المدح، ولايُقال: عليه مَسْحَةُ قَيْح وقدد مُسِح بالعِتْق والكَرَم مَسْحاً. وقال الكُمَيتُ: خَوَادِمُ أكْفاءٌ عَلَيْهنّ مَـسْـحةٌ من العتقِ أبْداها بَنانٌ وَمَحْجِرُ وقال الأخطلُ يَمْدح رجلاً من ولد العَبَّاس كان يقال له المُذْهبُ: لَذٍّ تَقَبَّله النَّعـيمُ كـأنَّـمـا مُسِحَتْ تَرَائبِهُ بماءٍ مُذْهبٍ وفي صفة النبي صلى الله عليه وسلم: "مسيحُ القدمين?أرادد أنهما ملساوان: ليس فيهما وسخٌ ولاشُقاقٌ ولاتَكَسُّرٌ إذا أصابهما الماء نَباعَنْهُما. وفي حديث أبي بكر: غارة مَسْحاء، هو فعلاء من مَسَحَهم يَمْسَحهم إذا مَرَّ بهم مَرَاً خفيفاً لايقيم فيه عندهم. قال: والمَسِيحُ: الكَذَّاب ماسِحٌ ومِسيَّحٌ ومْمِسَحٌ وتِمْسَحٌ، وأنشد: إنِّي إذا عَنَّ مِعَنٌّ مِتْـيحُ ذُو نَخْوة أو جدلٌ بَلَنْدحُ وقال آخر: بالإفْكِ والتَّكْذاب والتَّمساح قال: والمَسِيحُ: سبائك الفِضَّة، والمَسِيحُ: المنديل الأخْشن، والمسيحُ: الذِّراع، والمسيحُ: العَرَقُ، والمَسيِحُ: الكثير الجماع، وكذلك الماسِحُ، يقال: مَسَحها أي جامعها. قال: والمَاسِحُ: القتَّالُ، يقال: مسحهم أي قتلهم. والماسِحَةُ: الماشِطةُ. أبو عبيد عن الأصمعي: المسائح: الشعر. وقال شمر: هي ما مَسْحت من شعرك في خدِّك ورأسك، وأنشد: مَسَائِحُ فَوْدَى رأسِه مُسْـبَـغـلَّةٌ جَرَى مِسْك دارين الأحَمُّ خِلالها وقال الفرّاء في قول الله جلّ وعزّ: (فَطَفِق مَسْحاً بالسُّوقِ والأعْناق) يريد: أقبل يَمسَح يَضْربُ سُوقها وأعناقها، فالمسْحُ هاهنا القطع. وأخبرني المنذري عن ثعلب أنه سُئل عن قوله: "فَطَفْقَ مَسْحاً بالسُّوقِ والأعْناق?وقيل له: قال قطرب: يمسحها: يُبَرِّك عليها، فأنكره أبو العبَّاس وقال: ليس بشئ، قيل له: فإيش هو عندك؟ فقال: قال الفرّاء وغيره: يضرب أعناقها وسُوقها؛ لأنها كانت سَبَب ذنبه. قلتُ: ونحو ذلك قال الزَّجاج، وقال: لم يَضْرب سُوقها ولا أعناقها إلا وقدد أباح اللهُ له ذلك؛ لأنه لايجعل التوبة من الذَّنْبِ بذَنْبٍ عظيم، قال: وقال قوم: إنه مسَحَ أعْناقها وسُوقها بالماء بيده، قيل: وهذا ليس يشبه شغلها إياه عن ذكر الله، وإنما قال ذلك قوم؛ لأن قتلها كان عندهم منكرا، وما أباحه اللهُ فليس بمُنْكر، وجائز أن يبيح ذلك لسُلَيْمان في وقته ويحظره في هذا الوقت. أبو عبيد: التَّمْسَحُ: الرجل المارد الخَبْيث. وقال الليث: التَّمْسَحُ والتِّمْساحُ يكون في الماء شبيه بالسلحفاة إلا أنه يكون ضخماً طويلاَ قويَاً. قال: والمماسَحَةُ: المُلاينةُ والمعاشرة والقُلُوب غير صافية. وفلان يُتَمَسَّح به لفضله وعبادته، كأنه يُتَقَرَّب إلى الله بالدُّنُوِّ منه. وقال غيره: مَسَحت الإبل الأرض يومها دأبا أي سارت سيراً شديداً، قاله ابن دريد.
أبو عبيد: المَسْحاءُ: الأرض المستوية. وقال الليث: الأمْسَححُ من المفاوز كالأمْلَسِ وجمعه الأمَاسِحُ. والمَسَاحةُ: ذَرْعُ الأرض، تقول. مَسَح يَمْسَح مَسْحاً. وقال غيره: جمع المَسْحاء من الأرض مَسَاحي. وقال أبو عمرو: المَسْحاءُ: أرض حمراء، والوحْفاءُ: السَّوداءُ. وقال غيره: المَسْحاءُ: قطعة من الأرض مستوية كثيرة الحصى غليظة. وتَماسح القومُ إذا تبايعوا فتَصَافقوا. أبو عبيد عن أبي زيد قال: إذا كانت إحدى رَبْلتي الرِّجل تصيب الأخرى قيل: مَشِقَ مَشَقاً ومَسِحَ مَسَحاً. وقول الله جلّ وعزّ: (وامْسَحُوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين). قال بعضهم: نزل القرآن بالمسح، والسُّنَّةُ بالغَسْلُ. وقال بعض أهل اللغة: مَنْ خَفَض وأرجلكم فهو على الجِوار. وقال أبو إسحاق النحوي: الْخَفض على الجوار لايجوز في كتاب الله، إنما يجوز ذلك في ضرورة الشعر، ولكن المَسْح على هذه القراءة كالغَسْل، ومما يدلّ على أنه غَسْل أن المَسْح على الرِّجل لو كان مَسْحاً كمسْح الرأس لم يَجزُ تحديده إلى الكعبين كما جاء التحديد في اليدين إلى المرافق، قال الله: (وامْسَحُوا برءوسكم) بغير تحديد في القرآن، وكذلك في التيمم: (فامْسَحُوا بِوجُوُهِكم وأيْديكم منه) من غير تحديد، فهذا كله يوجب غَسْل الرِّجلين، وأما من قرأ: وأرْجُلَكم، فهو على وجهين: أحدهما: أن فيه تقديماً وتأخيراً كأنه قال: فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وأرجلكم إلى الكعبين، وامسحوا برءوسكم وقدّم وأخر ليكون الوضوء ولاءً شيئاً بعد شئ. وفيه قوْل آخر: كأنه أراد اغسلوا أرجلكم إلى الكعبين، لأن قوله إلى الكعبين قد دلّ على ذلك كما وصفنا، ويُنْسَقُ بالغَسْل على المَسْح كما قال الشاعر: ياليت زَوْجك قد غَدا مُتَقَلِّدا سيفاً ورُمحاً المعنى مُتَقَلِّداً سيفاً وحاملاً رُمحاً. وقال غيره: رجلٌ أمْسَحُ القدم والمرأة مَسْحاء إذا كانت قدمه مستوية لا أخمص لها، وامرأة مَسْحاء الثَّدْي إذا لم يكن لثدْيها حجم. والمَاسِحُ مِنَ الضَّاغط إذا مَسَح المِرْفقُ الاِبْط من غير أن يعرُكه عَرْكاً شديداً. والأمْسَحُ: الأرْسَحُ، وقومٌ مُسْحٌ رُسْح وقال الأخْطل: دُسْمُ العَمائمِ مُسْح لالحوم لهـم إذا أحَسُّوا بشخصٍ نابئ لبدوا ويقال: امْتَسَحْتُ السيف من غمده وامْتَسَخْته إذا اسْتَللْته. وقال سَلَمة بنُ الخُرْشب يصف فرساً: تَعَادى من قوائمها ثـلاثٌ بتَحْجِيلٍ وواحدةٌ بَـهـيمُ كأن مَسِحَتي وَرِقٍ عليها نمت قُرْطَيْهما أُذُنٌ خذيمُ قال ابن السكيت: يقول: كأنما أٌلْبِسَتْ صفيحة فضّة من حُسْن لونها وبريقها، قال: وقوله: نَمَتْ قُرْطيْهما أي نمت القُرْطين اللذين من المَسِحَتَيْن أي رفَعْتُهما، وأراد أن الفضة مِمَّ يُتَّخَذ للْحِلي وذلك أصفى لها، وأُذُنٌ خَذيِمٌ أي مثقوبة. وأنشد لعبد الله بن سَلَمة في مثله: تَعْلى عليه مَسَائِحُ من فـضَّةٍ وترى حَبَاب الماء غَيْر يَبيس أراد صَفاء شَعْرته وقصرها. يقول: إذا عَرِق فهو هكذا، وترى الماء أوَّل مايَبْدو من عرقه. عمرو عن أبيه قال: الأمْسَحُ: الذئب الأزَلُّ، والأمْسَحُ: الأعْورُ الأبْخَقُ لاتكون عينه بَلُّوْرةً. والأمْسَح: السَّيَّار في سِياحته، قال: والأمْسَحُ: الكذاب: وفي حدديث اللِّعان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في ولد المُلاعنة: "إنْ جَاءَتْ به مَمْسُوح الألْيَتَيْن". قال شمر هو الذي لَزِقت ألْيتاه بالعَظْم. رجلٌ أمْسَحُ وامرأةٌ مَسْحاء وهي الرَّسْحاء، قال ذلك ابن شميل. وقال الفرّاء: المَسْححَاء: أرضٌ لانبات بها، يقال: مررتُ بِخَريقٍ بين مَسْحاوين، والخَرِيقُ: الأرض التي توسَطَّها النبات. وقال ابن شميل: المَسْحاءُ: قطعة من الأرض مستوية جرداء كثيرة الحَصَى لَيْس فيها شجرٌ ولاتنبت، غَلِيظةٌ جَلَددٌ تَضْربُ إلى الصَّلابة مثل صَرْحة المِرْبد ليست بقفٌ ولا سَهْلة. وخَصيٌّ مَمْسُوحٌ إذا سُلِتَتْ مذا كيره. ابن شميل: مَسَحه بالقول، وهو أن يقول له ما يُحِب وهو يَخْدعه. وقال ابن الأعرابي: المَسْحُ: الكذابُ، مَسَح مَسْحاً.
وقال أبو سعيد في بعض الأخخبار: نرجو النصر على من خالَفَنا ومَسْحة النِّقْمة على مَنْ سعى عَلَى إمامنا. قيل: مَسْحَتُها: آيَتُها وحِلْيتُها، وقيل معناه: أنَّ أعناقهم تُمسَح أي تُقْطَف. حمس الليث: رَجُلٌ أْحمَسُ: شجاعٌ، وعام أحْمَسُ، وسَنةٌ حَمْساء: شديدة، ونَجْدةٌ حَمْساء يريد بها الشَّجاعة، وأصابتهم سنون أحامِسُ، ولو أرادوا محض النعت لقالوا: سِنُونَ حُمْسٌ، إنما أراددوا بالسِّنين الأحامس على تذكير الأعوام. وقال أبو الدُّقَيْش: التَّنُّور يقال له الوَطيس والحَمِيسُ. قال: والحُمْس: قُيش، وأْحَماسُ العرب: أُمَّهاتهم من قُرَيْش، وكانوا يتَشَدَّدُون في دينهم، وكانوا شجعان العرب لايُطاقون، وفي قَيْس حُمْسٌ أيضاً. والحَمْسُ: جَرْسُ الرِّجال، وأنشد: كأنَّ صَوْت وَهْسها تَحْتَ الدَّجـى حَمْسُ رجالٍ سَمِعوا صَوْت وَحا وأخبرني المنذري عن أبي الهَيْثم أنه قال: الحُمْسُ: قُريش ومن ولدت قُرَيْش وكنانة، وجَديَلةُ قيس، وهم فَهْم وَعَدْوان ابنا عَمْرو بن قَيْس عَيْلان، وبنو عامر بن صعصعة هؤلاء الحُمْس، سُمُّوا حُمْساً لأنهم تَحمَّسُوا في دينهم أي تشَدَّدوا، قال: وكانت الحُمْس سُكَّان الحرم، وكانوا لايخرجون أيام المَوْسم إلى عرفات، وإنما يقفون بالمُزْددلفة وصارت بنو عامر من الحُمْس ولَيْسوا من ساكني الحَرَم لأن أُمَّهُم قُرَشيَّة، وهي مَجْدُ بنت تَيْم بن مُرٍّة. قال: وخُزاعة سُميَّت خُزاعة لأنهم كانوا من سكان الحرم فخُزِعُوا عنه أي أُخْرجوا، ويقال: إنهم من قريش انْتَقَلُوا بنسبهم إلى اليمن وهم من الحُمْس. وأمَّا الأحامِسُ من الأرْضين فإن شمراً حكى عن ابن شميل أنه قال: الأحامس: الأرض التي ليس بها كلأٌ ولامرتع ولامطرٌ ولاشئ. أرضٌ أحَامِسُ، ويقال: سنون أحَامِس، وأنشد: لَنَا إبل لم نكتسِـبْـهـا بِـغَـدْرةٍ ولم يُفْن مَوْلاها السِّنُون الأحامِسُ وقال آخر: سَيْذهب بابن العَبْد عَوْنُ بنُ جَحْوشٍ ضلالاً وتُفْنيها السِّنون الأحامسُ وقال أبو عبيد: يقال: وقع فلان في هند الأحامس إذا وقع في الداهية. وقال شمر عن ابن الأعرابي: الحَمْسُ: الضلال، والهَلَكة والشَّرُّ، وأنشدنا: فإنكُم لَسْتم بِـدارِ تُـلُـنَّةٍ ولكنَّما أنتم بهْندِ الأحامس وقال رؤبة: لاقَيْن منه حَمَساً حَميساً معناه: شِدَّة وشجاعة. وقال ابن الأعرابي في قول عمرو: بِتَثْليث ما ناصَيْتَ بَعْدى الأحامسا أراد قُرَيْشاً. وقال غيره: أراد بالأحامس بني عامر، لأن قُريشاً ولدتهم، وقيل: أراد الشجعان من جميع الناس. وقال اللِّحْياني: يقال: احْتَمَس الدِّيكان واحْتَمَشا، وحَمِس الشَّرُّ وحمس إذا اشْتَدَّ. عمرو عن أبيه قال: الأحْمس: الوَرِعُ من الرجال الذي يتشدد في دينه. والأحْمَسُ: الشجاع، وقال ابن أحمر: لَوْبي تَحَمَّسَتِ الرِّكـابُ إذا ما خانني حَسَبي ولا وَفْري قال شمر: تحَمَّست: تَحَرَّمَتْ واستغاثت من الحُمْسة، وقال العَجَّاج: ولم يَهَبْنَ حُمْسَةً لأحْمِسا ولا أخا عَقْدٍ ولا مُنَجَّسا يقول: لم يَهَبْن لذي حُرْمة حرمة أي رَكِبْن رؤوسهن. وفي النوادر: الحَمِيسةُ: القَلِيَّةُ، وتلد حَمَّس اللحم إذا قَلاه. محس أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: الأمَحَسُ: الدَّبَّاغ الحاذِق. قلت: المَحْسُ والمَعْسُ: دّلْكُ الجِلْد ودباغه، أبدلت العين حاء. وقال أبو عمرو: الأحٍسَمُ: الرجلُ البازل القاطع للأمور. قال: وقال ابن الأعرابي: الحَيْسمُ: الرجلُ القاطع للأمور الكَيِّسُ. د ح ز قال الليث: الدَّحْزُ، وهو الجماع. زحر قال الليث: زَحَرَ يَزْحَرُ زَحِيراً، وهو إخراج النَّفس بأنين عند عمل أو شدة، وكذلك التَّزَحّر، ويقال للمرأة إذا ولدت ولدا زَحَرَتْ به وتزَحَّرت عَنْه، وأنشد: إنِّي زعيم لـك أن تَـزَحَّـرِى عن وارم الجَبْهةِ ضَخْم المَنْخَرِ ويقال: هو يَتَزَحَّرُ بماله شُحَاً. وقال ابن السكيت: يقال: أخذه الزَّحيرُ والزُّحار، ورجلٌ زَحَّار، قال: وقال الفَرَّاء: أنشدني بعض كلب: وعِنْد الفَقْرِ زَحَّاراً أُنانا
حزر
قال الليث: الحَزَوَّرُ والجميع الحَزَاورةُ. وقال ابن السكيت: يقال للغلام إذا راهق ولم يُدْرك بَعْد حَزَوَّرٌ، وإذا أدرك وقوى واشتَّد فهو حَزَوَّرٌ أيضاً، وقال النابغة: نَزْع الحَزوَّرِ بالرِّشاء المُحْصَد وقال: أراد البالغ القوىَّ. وقال أبو حاتم في الأضداد: الحَزَوَّرُ: الغُلام إذا اشْتدَّ وقوى، والحَزَوَّرُ: الضَّعيف من الرجال. وأنشد: وما أنا إنْ ددَافَعْتُ مِصْراع بابه بذى صَوْلة فانٍ ولا بِحَـزوّر وقال آخر: إنَّ أحَقَّ النَّاسِ بالمَنـيَّهْ حَزَوَّرٌ لَيْست له ذُرِّيهْ قال: أراد بالحَزَوَّر هاهنا رجلا بالغاً ضعيفاً. قال أحمد بن يحيى: قال سَلمة: قال الفراء، قال: أخبرني الأْرَمُ عن أبي عُبَيْدة، وأبو نصر عن الأصمعي، وابن الأعرابي عن المُفَضَّلُ قال: الحَزَوَّرُ عند العَرَب: الصَّغير غير البالغ، ومن العرب من يجعل الحَزَوَّر: البالغ القويّ البدن الذي قد حمل السلاح. قلتُ: والقول هو هذا. شمر عن ابن عمرو: الحَزْوَرُ: المكان الغليظ، وأنشد: في عَوْسج الوادى ورَضْمِ الحَزْور وقال عَبَّاسُ بن مِرْداسٍ: وذابَ لُعابُ الشَّمْسِ فيه وأُزِّرَتْ به قامِساتٌ من رِعانٍ وحَزْور وقال الليث: الحَزْرُ: حَزْرُك عدد الشئ بالحَدس، تقول أنا أحْزِرُ هذا الطعام كذا وكذا قفيزاً. قال: والحَزْرُ: اللَّبنُ الحامض، وقال الأصمعي: إذا اشتدت حُمُوضة اللبن فهو حازر، وقال ابن الأعرابي: هو حازر وحامِزٌ بمعنى واحد. ابن شميل عن المُنْتَجع قال: الحازِر: دقيق الشَّعير وله ريح ليس بطيب. الليث: الحَزْرةُ: خيارُ المال، وروى عن النبي صلى الله عليه أنه بعث مُصَدِّقاً فقال: "لاتأخذ من حَزَرات أنْفسِ الناس شيئاً، خُذِ الشَّارِف والبَكْر. وقال أبو عَبَيْد: الحَزْرةُ: خيارُ المال: وأنشد: الحَزَراتُ حَزَراتُ النَفْسِ وأنشد شمر: الحَزَرَاتُ حَزَراتُ القَلْبِ اللُّبُنُ الغزار غيرُ اللُّجْب حَقاقُها الجلاد عند اللَّزْب وقال أبو سعيد: حَزَراتُ الأموال: هي التي يَوَددُّها أرْبابها، وليس كل المال الحَزَرة، قال: وهي العلائق، قال: وفي مثل للعرب: "واحَزْرَتي وأبْتغى النَّوافِلا شمر عن أبي عُبيدة قال: الحَزَرات: نُقاوةُ المال؛ الذكر والأنثى سواء، يقال: هي حَزْرةُ ماله وهي حَزْرة قلبه، وأنشد شمر: ونَبْذُل حَزْرات النُّفُوسِ ونَصْبِرُ وقيل لخيار المال حَزْرة، لأن صاحبها يَحْزُرها في نفسه كلما رآها، ومن أمثال العرب "عَدَا القَارِصُ فَحَزَر?يُضرب للأمر إذا بَلَغ غايته وأفْعم. وَوَجْه حازِرٌ: عَابِسٌ باسِرٌ. ثعلب عن ابن الأعرابي: الحَزْرةُ: النَّبِقَةُ المُرَّة، وتُصَغَّر حُزَيْرة. رزح الليث: رزح البعير رُزُوحاً إذا أعْيا فقام. بعيرٌ رازح وإبِلٌ رَزْحى: وإبلٌ مَرَازيحُ، وبعيرُ مِرْزاحٌ كذلك. والمِرْزيحُ: الصوتُ، وأنشد: ذَرْذَا ولكن تَبصَّر هل تَرى ظُعُناً تُحْدى لساقتها بالـدُّوِّ مِـرْزيحُ أبو عبيد عن أبي زيد: الرَّازحُ: البعير الذي لايتحرك هُزالاً، وهو الرازم أيضاً. غيره: وقد رَزَحَ يَرزَحُ رُزوحاً ورَزاحاً. النضر عن الطائفي قال: المِرْزَحَةُ: خَشَبةٌ يُرْفع بها العِنَب إذا سقط بعضهُ على بعض. والمِرْزحُ: ما أطمأنَّ من الأرض. قال الطِّرِمَّاح: كأن الدُّجى دون البلادِ مُوَكَّلٌ ببمٍّ بِجَنْبَىْ كلِّ عِلْوٍ ومِرْزح قال أبو بكر الأنباري: رزح فلان معناه ضَعُف وذهب مافي يده، وأصله من رزاح الإبل إذا ضَعُفت ولَصِقت بالأرض فلم يكن بها نهوض. وقيل: رَزَح، أُخذ من المَرْزَح، وهو المطمَئِنُّ من الأرض، كأنه ضعُف عن الارتقاء إلى ماعَلا منها. زرح أهمله الليث: وقال شمر: الزَّرَاوِحُ: الرَّوابي الصغار، واحدها زَرْوَح. قال: وقال ابن شميل: الزّرارِحُ من التلال: منبسط من التلال لايمسك الماء رأسْه صَفاة وقال ذو الرُّمَّة: وتَرْجافُ ألْحِيْها إذا ما تَنَصَّـبَـتْ على رافع الآل التِّلالُ الزَّراوحُ قال: والحَزاورُ مثلها واحدها حَزْورةٌ، قال: والمِزْرحُ: المُتَطَأْطئُ من الأرض.
ثعلب عن ابن الأعرابي. قال: الزُّرَّاحُ: النَّشِيطو الحركات. حرز قال الليث: الحِزْرُ: ما أحْرَزك من موضعٍ وغير ذلك. تقول: هو في حرزٍ لايُوصل إليه، واححتزرت أنا من فلان أي جعلت نفسي في حرزٍ ومكان حريز، وقد حَرُزَ حَرازةً وحَرَزاً. قال: والحَرَزُ هو الخَطَر وهو الجَوْزُ المحكوك يلعب به الصَّبيُّ، والجميع الأحْرازُ والأخطار. وقال أبو عَمْرو في نوادره: الحَرائزُ من الإبل: التي لاتُباع نفاسَةً بها. وقال الشَّمَّاخُ: يُباعُ إذا بيع التِّلاَدُ الحرائز ومن أمثالهم: "لاحريز من بيع?أي أعطيتني ثمناً أرضاه لم أمتنع من بيعه. وقال الراجز يصف فححلا: يَهْدِرُ فـي عَـقَـائلٍ حَـرائزِ في مثل صُفْنِ الأُدمِ المَخارِزِ ومن الأسماء حَرَّازٌ ومُحْرزٌ وحَريزٌ. زحر: مهمل. ح ز ل حزل، حلز، لحز، زلح، زحل: مستعملات. حزل قال الليث: الحَزْل من قولك: احزألّ يَحْزَئلُ احزِئلالَ لايُراد به الارتفاع في السير والأرض. قال: والسحاب إذا ارتفع نحو بَطْن السماء قيل احْزألَّ، قال: واحْزَألَّت الإبل إذا اجتمعت ثم ارتفعت عن مَتْنٍ من الأرض في ذهابها. أبو عبيد عن الأصمعي: المُحْزَئِلُ: المرتفع وأنشد: ذات انْتباذٍ عن الحادى إذا بَرَكت خَوَّتْ عَلَى ثَفِناتٍ مُحْـزَئلاَّتِ وقال الليث: الاحتزال هو الاحتزام بالثَّوْب، قلت: هذا تصحيف، والصواب الاحتزالك بالكاف. هكذا رواه أبو عبيد عن الأصمعي في باب ضروب اللُّبْس، وأصله من الححَزْك والحَزْق، وهو شِدَّةُ المَدِّ والشَّدِّ، وقد مرَّ تفسيره في باب الحاء والكاف. وقال شمر: يقال للبعير إذا بَرَك ثم تجافى عن الأرض قد احْزألَّ. واحْزَألَّت الأكمة إذا اجتمعت، واحْزألَّ فؤادده إذا انْضمَّ من الخَوْف. ويقال: احْزَألَّ إذا شَخَص. زلح قال الليث: الزَّلْح من قولك: قصعة زَلَحْلَحَة، وهي التي لاقعر لها، وأنشد: ثُمَّتَ جاءوا بقصاعٍ خَمْسِ زَلَحْلحَات ظاهراتِ اليُبْسِ أُخِذْن من السُّوق بِفْلسٍ فَلْس قال: وهي كلمة على فعلل أصله ثُلاثي أُلحِق ببناء الخُماسيّ. وذكر ابن شميل عن أبي خَيْرة أنه قال: الزَّلَحْلَحَاتُ في باب القِصاع، واحدتها زَلَحْلَحَة. وروى ثعلب عن ابن الأعرابب أنه قال: الزُّلُحُ: الصِّحافُ الكبارُ، حذف الزياددة في جمعها. لحز قال الليث: رجلٌ لَحِزٌ: شحيحُ النّفْس، وأنشد: تَرَى اللَّحِزَ الشَّحيح إذا أُمِرَّت عَلَيْه لما له فيها مُهِـينـا وقال أبو عبيد: اللَّحِزُ: الضَّيِّقُ البخيل. وأخبرني الإياديُّ عن شمر قال: يقال: رجلٌ لِحْزٌ بكسر اللام وإسْكان الحاء، ولَححِزٌ بفتح اللام وكسر الحاء أي بخيل. قال: وشَجرٌ مُتلاحِزٌ أي متضايق دخل بعضه في بعض. قال: وقال ابن الأعرابي: رجُلٌ لَحِزٌ. ولَحْزٌ وروى بيت رُؤْبة: يُعْطيك منه الجودد قبل اللَّحْز أي قبل أن يَسْتغلق ويشتدّ. قال الأزهري: وفي هذه القصيدة: إذا أقَلَّ الخَيْرَ كُلُّ لَحْزِ أي كُلُّ لَحِز شحيح. وقال الليث: التَّلَحُّزُ: تَحَلُّب فيك من أكْلِ رُمَّانة أو إجاصة شهوة لذلك. حلز قال الليث: القلبُ يَتَحَلَّزُ عند الحُزْن كالاعتصار فيه والتَّوَجُّع. وقلبٌ حالزٌ. وإنْسانٌ حالزٌ وهو ذُوهُ. ورجلٌ حِلِّزٌ أي بخيل، وامرأةٌ حِلِّزَةٌ بخيلة. أبو عبيد: الحِلِّزُ والحِلِّزةُ مثله وأنشدني الإياديّ: هي ابْنةُ عَمِّ القَوْم لاكُلِّ حِلِّـزٍ كَصَخْرةِ يَبْسٍ لايُغِّيرها البَلْل أبو عبيد عن الأصمعي: حَلَزُون: دابَّةٌ تكون في الرِّمْث جاء به في باب فَعَلُولٍ، وذكر معه الزَّرَجُون والقرقوس، فإن كانت النون أصلية فالحرف رباعي، وإن كانت زائدة فالحرف ثلاثي أصْله حَلَز. وقال قُطْربُ: ضَرْبٌ من النبات، قال: وبه سُميِّ الحارث بن حِلِّزة. قلت: وقُطرب ليس من الثقات، وله في اشتقاق الأسماء حروف منفردة. وفي نوادر الأعراب: احْتَلَزْت منه حَقِّى أي أخَذْته. وتحالَزْنا بالكلام: قال لي وقلت له. ومثله: اححْتَلَجْتُ منه حَقِّى، وتحالَجْنا بالكلام. زحل
قال الليث: يقال للشئ إذا زال عن مكانه زَحَل، ومنه قول لبيد: لو يقُومُ الـفِـيلُ أوْ فَـيَّالـه زلَّ عن مثل مقامي وزَحَل قال: والناقة تَزْحلُ زَحْلاً إذا تأخَّرَتْ في سَيْرها، وأنشد: قد جَعَلت نابُ ددُكَيْنٍ تَـزْحَـلُ أُخْراً وإن صاحُوا به وحَلْحَلُوا قال: والمَزْحلُ: الموضع الذي تَزْحل إليه، وقال الأخطل: يَكُن عن قُرَيْشٍ مُسْتمازٌ ومَزْحَلُ قال: والزَّحُول من الإبل: التي إذا غَشَيِت الحوض ضَرب الذَّائدد وجهها فوَلَّتْه عجزها ولم تزل تَزْحل حتى تَرد الحوْض. وزُحَلُ: اسم كوكبٍ من الكواكب الكُنَّس. وسُئل محمد بن يزيد المُبَرَّد عن صَرْفه فقال: لاينصرف لأن فيه العِلَتْيْن: المَعْرفة والعُدول. وقال غيره: قيل لهذا الكوكب زُخحَلُ لأنه زَحَل أي بعد، ويقال: إنه في السماء السابعة والله أعلم. وقال ابن السكيت: قيل لابنة الخُسِّ: أيُّ الجمال أفْرَهُ؟ قالت: السِّبَحْلُ الزِّحَلّ، الرَّاحِلة الفَحْلُ. قال: الزِّحَلُّ: الذي يَزْحل الإبل، يُزاحمها في الوِرْد حتى يُنَحِّيها فيشرب، حكاه عن الدُّبَيْري. وقال أبو مالك عمرو بن كِرْكِرة: الزِّحْليفُ والزِّحْليلُ: المكانُ الضَّيِّقُ الزَّلِقُ من الصفا وغيره. حزن قال الليث: للعرب في الحُزْن لغتان، إذا ثَقَّلُوا فَتَحُوا، وإذا ضَمُّوا خَفَّفُوا، يقال: أصابه حَزَنٌ شديد وحزنٌ شديد. وروى يونس عن أبي عمرو قال: إذا جاء الحَزَن مَنصُوباً فتحوا، وإذا جاء مرفوعاً أو مكسوراً ضَمُّوا الحاء كقول الله عزَّ وجلَّ: (وابْيَضَّتْ عَيْناهُ من الحُزْن) أي أنَّه في موضع خَفْض. وقال في موضع آخر: (تفيض من الدَّمْع حَزَناً) أي أنه في موضع النصب، وقال: (أشْكو بَثّى وحُزْنى إلى الله) ضموا الححاء هاهنا، قال: وفي استعمال الفعل منه لغتان تقول: حَزَننى يَحْزُنني حُزْناً فأنا محزون، ويقولون: أححزنني فأنا مُحْزن وهو مُحْزن، ويقولون: صوتٌ مُحْزن، وأمْرٌ مُحْزن، ولايقولون: صوت حازِنٌ. وقال غيره: اللغة العالية حَزَنه يَحْزنه، وأكثر القُرَّاء قرأوا: (فلا يَحْزُنْك قَوْلُهم) وكذلك قوله: (قَدْ نَعْلَمُ إنَّه ليَحْزُنك الذي يقولون)، وأما الفعل اللازم فإنه يقال فيه: حَزِنَ يَحْزَنُ حَزَناً لاغير. أبو عبيد عن أبي زيد: لايقولون: قد حَزَنه الأمر، ويقولون: يَحْزَنُه، فإذا قالوا أفْعَلَه الله فهو بالألف. وفي حديث ابن عمر حين ذكر الغزو ومن يَغْزو ولا نيَّة لهُ: إنَّ الشيطان يُحَزِّنه". قال شمر: معناه أنه يوسوس إليه ويقول له: لم تَرَكْت أهْلك ومالك ويُنَدِّمه حتَّى يُحَزِّنه. وقال الليث: الحَزْنُ من الدَّواب والأرض: مافيه خُشُونة، والأنثى حَزْنة، والفعل حَزُن يَحْزُنُ حُزُونة. قلت: وفي بلاد العرب حَزْنان: أحدهما: حَزْنُ بني يَرْبوع، وهو مَرْبع من مرابع العرب فيه رياضٌ وقيعان، وكانت العرب تقول: من تَرَبَّع الحَزْن وتشتى الصَّمَّان وتقَّيظ الشَّرف فقد أخْصب، والحَزْنُ الآخر: مابين زُبالة فما فوق ذلك مصعداً في بلاد نجد، وفيه غِلَظٌ وارتفاع. قال ذلك أبو عبيد، وكان أبو عمرو يقول: الحَزْن والحَزْم: الغليظ من الأرض. وقال غيره: الحَزْمُ من الأرض: ما احْتَزمَ من السِّيْل من نجوات المتون والظهور، والجميع الحُزُوم، والحَزْن: ماغلُظ من الأرض في ارتفاع. قلت: وأنا مُفَسِّر الحَزْم من اسماء البلاد في بابها إن شاء الله. وقال ابن شُميل: أوَّلُ حُزُون الأرض قفافها وجبالها وقواقيها وخشنها ورضمها، ولاتُعَدُّ أرض طيبة وإن جلدت حَزْناً، وجمعها حُزُون. قال: ويقال: حَزْنةٌ وحَزْنٌ. وقد أحْزَن الرَّجُلُ إذا صار في الحَزْن. قال: ويقال للحَزْن حُزُنٌ لغتان، وأنشد قول ابن مُقبل: مَرَابِعُهُ الحُمْـرُ مـن صـاحةٍ ومُصْطافهُ في الُوعُول الحُزُن قلت: الحزُنُ جَمْع حَزْنٍ. وقال الليث: يقول الرجل لصاحبه: كَيْف حَشَمُك وحزانتك أي كيف من تتَحَزَّن بأمْرهم. قال: وتُسمى سَفَنْجقاً نيّةُ العرب على العجم في أول قُدُومهم الذي استحقُّوا به من الدور والضِّياع ما اسْتَحقوا حُزانة.
قال الأزهري: السَّفَنْجَقَانيَّة: شَرْط كان للعرب على العجم بخراسان إذا افْتَتَحوا بلداً صُلْحاً أن يكونوا إذا مرَّ بهم الجُيُوش أفْذإذا أو جماعات أن يُنْزلُوهم ويقروهم ثم يُزَوِّدُوهم إلى ناحية أخرى.
أبو عبيدد عن الأصمعي: الحُزانةُ: عيال الرجل الذين يتحَزَّن لهم وبأمرهم، قلت: وهذا كله بتخفيف الزَّاي على فُعالة.
زحن
قال الليث: زَحَن الرَّجُلُ يَزْحنُ زَحْناً وكذلك يَتَزَحَّن تَزَحُّناً، وهو بُطؤه عن أمره وعمله.
قال: وإذا أراد رحيلاً فعرض له شُغْلٌ فَبَطَّا به، قلت: له زَحْنَةٌ بَعْدُ.
قال: والرَّجل الزِّيْحَنةُ: المُتباطئ عند الحاجة تُطلب إليه، وأنشد:
إذا ما الْتوى الزِّيحَنَّةُ المتآزِفُ
وقال غيره: التَّزَحُّنُ: التَّقّبُّض.
قلت: زَحَنٌ وزَحَلٌ واحد، والنون مُبْدلة من اللام.
وقال ابن دريد: الزَّحْنُ: الحركة. قال: ويقال: زَحَنه عن مكانه إذا أزاله عنه.
ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الزَّحْنة: القافلة بثقلها وتُبَّاعها وحشمها.
وقال ابن دريد: رجلٌ زَحَنٌ وامرأة زُحَنَةٌ إذا كانا قصيرين.
نزح
الليث: نَزَحت الدَّار فهي تَنْزح نُزُوحاً إذا بَعُدت، وبلدٌ نازِحٌ ووصل نازحٌ كل ذلك معناه البُعْد، قال: ونَزَحت البئر ونَزَحْت ماءها، وبئرٌ نَزَحٌ يصفها بِقلَّة الماء، ونَزَحت البئر أي قلَّ ماؤها.
قال: والصواب عندنا نُزحت البئرُ أي اسْتقى ماؤها.
أبو عبيد عن الفرَّاء: نَزَحتِ البِئْر ونَكَزَت إذا قلَّ ماؤها.
وقال الكسائي: فهي بِئْرٌ نَزَحٌ لاماء فيها، وجمعها أنْزاحٌ.
وقال أبو ظبية الأعرابي: النَّزَحُ: الماءُ الكَدِر.
نحز
االليث: النَّحْزُ كالنَّخْسِ. قال: والنَّححْزُ: شِبْه الدَّقِّ والسَّحْقِ.
والراكب يَنْحز بصددره واسط الرَّحْل قال ذو الرُّمة:
يُنْحَزْن في جانبيها وهي تَنْسلِبُ
قلت: معنى قوله: يُنْحَزن في جانبيها أي يُدْفَعْن بالأعقاب في مَرَاكلها يعنى الرِّكاب.
قال: والنُّحَازُ: سُعال يأخذ الإبل والدَّوَابَّ في رئاتها، وناقةٌ ناحزٌ: بها نُحازٌ.
أبو عبيد عن الأصمعي: إذا كان بالبعير سُعال. قيل: بعير ناحزٌ.
قال: وقال الكسائي: ناقةٌ نَحِزة ومُنَحِّزةٌ من النُّحاز.
وقال أبو زيدد مثله وقد نَحَز يَنْحز ويَنْحز.
وقال الليث: الناجز أيضاً. أن يصيب المِرفق كِرِْكِرة البعير فيقال به ناحزٌ.
قلت: لم أسمع النَّاحز في باب الضَّاغط لغير الليث، وأراه أرادا الحازَّ فغيَّره.
وقال الليث: المِنْحازُ: ما يُدقُّ به، وأنشد.
ددقَّكَ بالمِنْحاز حبَّ الفُلْفُلِ
وقال الآخر:
نَحْزاً بِمْنحاز وهَرْساً هَرْساً
قال: ونحيزة الرَّجلُ: طبيعته، وتجمع على النحائز.
والنَّحيزة من الأرض كالطِّبَّة ممدودة في بطن الأرض تقود الفراسخ وأقلَّ من ذلك. قال: وربما جاء في الشعر النحائز يعنى بها طببٌ كالخرق والأدم إذا قُطعت شُرُكاً طوالاً.
أبو عبيد عن الأصمعي قال: النَّحِيزةُ: طُرَّةٌ تنسج ثُمَّ تخاط على شفة الشُّقة وهي العَرَقةُ أيضاً.
شمر عن ابن شُميل: النَّحِيزة: طريقة سوداء كأنها خطٌّ، مستوية مع الأرض خشنة، لايكون عرضها ذراعين، وإنما هي علامة في الأرض، والجماعة النَّحائز، وإنما هي حجارةٌ وطينٌ، والطِّين أيضاً أسْود.
وقال الأصمعي: النَّحِيزة: الطريق بعينه شبه بخطوط الثوب، وقال الشَّماخ:
فأقْبلها تعلو النِّجاد عشـية على طرقٍ كأنهنَّ نحائزُ
وقال أبو زيد: النَّحِيزة من الشعر: يكون عرضها شبراً طويلةٌ تُعَلَّقُ على الهودج، يزينونه بها، وربما رقموها بالعهن.
وقال أبو عمرو: النَّحيزة: النَّسيجة شبه الحزام تكون على الفساطيط والبيوت تنسج وحدها فكأن النَّحائز من الطُّرُق مشبهةٌ بها.
وقال أبو خيرة: النًَّحيزة: الجبل المنقاد في الأرض.
قلت: أصل النَّحيزة: الطريقة المُستدقة، وكل ماقالوا فيها فهو صححيح، وليس يشاكل بعضه بعضاً.
زنح
أهمله الليث.
وقال أبو خَيْرة: إذا شَرِب الرجلُ الماء في سُرْعة إسَاغةٍ فهو التَّزْنيحُ.
قُلت: وسَمَاعي من العَرَب: التَّزَنُّح. يقال: تَزَّنَّحْت الماءَ تَزَنُّحاً إذا شربته مرَّة بعد أخرى.
أبو العَبّاس عن ابن الأعرابي: زَنَّحَ الرجلُ إذا ضَايَق إنْساناً في مُعامَلةٍ أو دَيْنٍ. قال: والزُّنُحُ: المُكافِئون على الخَيْر والشَّرِّ. ح ز ف حَفَزَ، زَحَفَ. زحف قال الليث: الزَّحْفُ: جَمَعة يَزْحَفُون إلى عَدوٍّ لهم بمرَّة، فهو الزَّحْف وجمعه الزُّححُوف. والصَّبيُّ يتَزَحَّفُ على بطنه قبل أن يمشى، والبعيرُ إذا أعْيا فَجَرَّ فِرْسَنه. يقال: زَحَف يَزْحف زُحْفاً، فهو زاحف، والجميع الزواحف، وقال الفرزدق: عَلَى زَوَاحِفَ تُزْجى مُخُّهاريِرُ قال: وأزْحفها طولُ السَّفر، ويَزْدَحِفون في معنى يَتَزاحفون وكذلك يَتزحَّفُون. وقال الله جلَّ وعزَّ: (يا أيها الذين آمنوا إذا لَقِيتُم الذين كَفَرُوا زَحْفاً فلا تُوَلُّوهُم الأدبارَ). قال الزَّجَّاجُ: يقال: أزْحَفْتُ للْقَوْم إذا ثَبتَّ لهم، قال: فالمعنى: إذا واقَفْتُموهم للقتال فلا تُوَلُّوهم الأدبار. قُلت: أصل الزَّحْف للصَّبيِّ، وهو أن يَزْحف على إسته قبل أن يقوم وإذا فعل ذلك على بطنه قيل قَدْ حَبا، وشُّبِّه بِزَحف الصبيان مَشْى الفئتين تلتقيان لِقْتال فتمشى كل فئةٍ مَشْياً رُويداً إلى الفئة الأخرى قبل التَّداني للضِّراب، وهي مَزَاحِفُ أهل الحَرْب، وربما اسْتَجَنَّت الرَّجَّالةُ بُجُنبها وتَزَاحفت من قُعُود إلى أن يَعْرِض لها الضِّرابُ أو الطِّعان. ويقال: ناقةٌ زَحُوف ومِزْحافٌ وهي التي تَجُرّ فراسنها، قال ذلك الأصمعي. ويقال أزْحَف البَعِيرُ إذا أعْيا فقام على صاحبه. وإبِلٌ مَزَاحِيفُ ومَزَاححِفُ، وقال أبو زُبَيْد الطائي: كَأنَّ أوْب مَساحي القَوْم فَوْقَهُـم طَيْرٌ تَعِيفُ عَلَى جُونٍ مَزاحيفُ يصف حفرة قبر عثمان، وكانوا حَفَروا له في الحَرّة فَشَبَّه المساحي التي تُضْربُ بها الأرض بِطَيْرٍ عائفةٍ على إبلٍ سود معايا، قد اسودَّت من العرق. ويقال: أزْحَف لَنا عَدُوُّنا إزْحافاً أي صاروا يَزْححَفُون إلينا زَحْفاً ليقاتلونا، وقال العجَّاج يصف الثور والكلاب: وانْشَمْن في غُبَارِه وَخَذْرَفاً معاً وشَتَّى في الغُبَارِ كالسَّفَا مِثْلَين ثُمَّ أزْحَفَت وأزْحَفا أي أسرع، وأصْله من خُذرُوف الصَّبي وازْدحَف القومُ إزدحافاً إذا مَشَى بعضهم إلى بعض. وقال أبو زيد: زَحَف المُعْيِى يَزْحَفُ زَحْفاً وزُحُوفاً، ويقال لكلِّ مُعْىٍ زاحف مَهزُولا كان أو سميناً. وقال أبو الصَّقْر: أزْحَفَ البعيرُ فُهو مُزْحف، قال: وأزحف الرجلُ إزْحافاً إذا انتهى إلى غاية ما طَلَب وأراد. أبو عبيد عن أبي زيد: زَحِفْتُ في المَشْي وأزْحَفْتُ إذا أعْيَيْتَ. وقال أبو سعيدد الضرير: الزَّاحفُ والزَّاحكُ: المُعيى، يقال للذكر والأثنثى، وأنشد لكثير: فأبن وما منهن من ذاتِ نَـجْـدَةٍ ولو بَلَغت إلاَّ تُرى وهي زَاحكُ وتُجمع الزَّواحف والزَّواحك، وقال كثير: وقَدْ أُبْنَ أنْضاءً وهُنَّ زواحكُ أبو عَمْرو: من الحيَّات: الزَّحَّاف: وهو الذي يَمشى على اثنائه كما تَمْشى الأفعْى. ومَزَاحِف السحاب: حَيْث وقع قَطْره، وزَحَف إليه، وقال أبو وَجْزة: يَقْرو مَزاحف جَوْن ساقطٍ الرَّبَبِ أراد: ساقِط الرَّباب فقصده وقال الرَّبَبُ. وقوله عزَّ وجلَّ: (يا أيها الذين آمنوا إذا لَقِيتُم الذين كَفَروا زَحْفاً) المعنى إذا لقيتموهُم زاححفين؛ وهو أن يَزْححفُوا إليهم قليلا قليلا. وزَحَف القومُ إلى القوم: دَلَفوا إليهم. قال أبو العباس: الزَّححْفُ: المَشْى قليلاً قليلا. والزِّحافُ في الشّعْر منه، سقط مابين الحرفين حَرْفٌ فَزَحَفَ أحدهما إلى الآخر، أخبرني المنْذِريُّ عنه. وناقةٌ زَحُوفٌ إذا كانت تَجُرّر رِجْليها إذا مَشَتْ ومِزْحاف قاله الأصمعي. حفز قال الليث: الحَفْزُ: حَثُّك الشئَ من خَلْفه سَوْقاً أو غير سَوْق. وقال الأعشى: لَهَا فَخِذان يَحْفِزانِ مَحَـالـهـا وصُلْباً كَبُنيان الصُّوى مُتلاحِكا وروى أبو عبيدد عن أبي نوح عن يونس ابن أبي إسحاق عن أبيه عن علي صلوات الله عليه قال: "إذا صَلَّى الرجل فَلْيُخَوِّ، وإذا صَلَّت المرأة فلْتُحَفِّز?أي تَضَامَّ إذا جلست وإذا سَجدت.
أبو عمر في النوادر: والحَفَزُ: الأجَل في لغة بني سعد، وأنشد بعضهم هذا البيت: أو تَضْرِبو حَفَزاً لِعامٍ قابل أي تضربوا أجَلاً. قال: والليل يَحْفز النهار أي يسوقه، وفي حديث أنس أنَّ رسول الله صلى الله عليه أُتى بتَمْر وهو محتْفِزٌ فجعل يقسمه، قال شمر: يعنى أنه كان يقسمه وهو مُسْتعجل. قال: ومنه حديث أبي بكرة أنه دبَّ إلى الصَّفِّ راكعاً وقد حَفَزهُ النَّفس. قلت وأما قوله: وهو مُحْتفز فمعناه أنه مستوفز غير متمكن من الأرض. ويقال حافزتُ الرَّجلَ، إذا جاثَيْته، وقال الشَّمَّاخُ: كما بادر الخَصْمُ اللَّجوجُ المُحافِزُ وقال الأصمعي: معنى ححافزته: دانيْتُه. وقال شمر: قال بعض الكلابيين: الحَفْزُ: تقارُب النَّفَس في الصَّدر، وقالت امرأة منهم: حَفْزُ النَّفس حين يَدْنو الإنسانُ من الموت، وقال العُكْلُّي: رأيتُ فلاناً مَحْفُوز النَّفس إذا اشْتَدَّ به، وأنشد: تُريحُ بعد النَّفَسِ المَحْفوز إراحة الجَددَاية النَّفُوزِ قال: والرجل يَحْتَفِزُ في جلوسه كأنه يريدد أن يثور إلى القيام. وقال ابن شميل: الاحْتِفار والاسْتيفاز والإقْعاء واحد. وروى شعبة عن أبي بشر عن مجاهدد، قال: ذُكر القَدَرُ عند ابن عباس فاحْتَفَزَ وقال: "لو رأيت أححدهم لَعَضِضْتُ بأنفه". قال النضر: احْتَفَز: استوى جالسا على وَرِكَيْه. وقال شمر: قال ابن الأعرابي: يقال: جعلتُ بيني وبين فلان حَفَزاً أي أمداً، وأنشد غيره: والله أفعلُ ما أردتم طائِعـاً أو تَضْرِبُوا حَفَزاً لعام قابلِ والحَوْفَزَ أن لقب لَجرَّارٍ من جَرَّاري العرب، لُقِّب به لأن بِسْطام بن قيْس طعنه فأعجله وهو من الحَفْز. زحب قال ابن دريد: الزَّحْبُ: الدُّنُوّ من الأرض، زَحَبْتُ إلى فلان وزَحَب إلىّ إذا تدانيا. قلت: جعل زَحَب بمعنى زحف، ولعلها لغة، ولا أحفظها لغيره. حزب قال الليث: حَزَبَ الأمرُ فهو يَحْزب حَزْباً إذا نابَك فَقَد حَزَبَك. قال: والحِزْبُ: أصحاب الرجل معه على رأيه، والمنافقون والكافرون حِزْبُ الشيطان، وكل قوم تشاكلت قلوبهم وأعمالهم فهم أححْزاب وإن لم يَلْق بعضهم بعضاً بمنزلة عادٍ وثمود وفرعون أولئك الأحزاب: (كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهم فَرِحون) أي كُلُّ طائفة: هواهُم واحدٌ. وتَححَزَّب القومُ إذا تَجَمَّعوا فصاروا أحْزاباً. وحَزَّب فلانٌ أحْزاباً أي جمعهم، وقال رؤبة: لَقَدْ وَجَدتُ مُصْعَباً مُسْتَصْعـبـا ححينَ رَمى الأحْزابَ والمُُحَزِّبا وقال غيره: وِرْدُُ الرجل من القرآن والصلاة حِزْبه. والحٍزْبُ: النَّصِيبُ، يقال: أعْطني حِزْبي من المال أي حَظِّي ونصيبي. وقال الليث: الحِزْباءة: أرض غليظة حَزْنة، والجميع الحَزابيّ. وقال شمر: قال أبو عمرو: الحِزْباءةُ: مكان مُنْقادةٌ غِلاظ مُسْتَدِقَّة. قال: وبعيرٌ حَزابيةٌ إذا كان غليظاً، ورجلٌ حَزَابٍ وحَزَابيةٌ أي غليظ، وحمارٌ حَزَابيةٌ: غليظٌ، وقال أمّية بن أبي عائذ الهُذَلى: أوَاصْحَمَ حَامٍ جَرَامِيزه حَزَابيةٍ حَيَدى بالدِّحالِ أي حامٍ نفسه من الرُّماة وجراميزه، نفسه وجسده، وحَيَدى أي ذو حَيَدى، وأنَّث حَيَدى؛ لأنه أراد الفَعْلة، وقوله: بالدِّحال أي وهو يكونُ بالدِّحَالِ. قال: وقالت امْرأةٌ تصف رَكَبها: إنَّ هَنى حَزَنْبلٌ حَزَأبيه إذا قَعْدت فَوْقه نَبَأبيه وقال ابن شُميل: الحِزْباءةُ: من أغلظ القُفِّ، مرتفع ارْتفاعاً هَيِّناً في قُفٍّ أيَرَّ شديد، وأنشد: إذا الشَّرَكُ العادِيُّ صَدَّ رأيْتهـا لِرُوس الحِزابيِّ الغلاظ تَسُوم وقال الليث: الحَيْزَبُون: العجوز، قال: والنُّون زائدة كما زيددت في الزيتون. أبو عُبَيْد عن الأموي في الحَيْزبون العجوز مثله. سَلَمة عن الفرَّاء: الحِزْبُ: النَّوْبةُ في وُرُود الماء. والحِزْبُ: ما يجعله الرجلُ على نفسه من قراءة وصلاة. والحِزْبُ: الصِّنْف من النَّاس. وقال ابن الأعرابي: الحِزْبُ: الجماعة من الناس والجِزْبُ "بالجيم": النَّصِيبُ.
وفي الححديث: طَرَأ عَلَىّ حزبي من القرآن فأحْبَبَتُ ألاَّ أخْرج حتى أقضيه"، طرأ عَلَىّ يريد أنَّه بدأ في حزبه، كأنه طلع عليه من قولك: طرأ فلانٌ إلى بلد كذا وكذا فهو طارئٌ إليه أي أنه طلع إليه حديثاً وهو غير تأنىٍ به.
والحازِبُ من الشُُّغل: مانابك. ابن الأعرابي: حمارٌ ححَزابية وهو الحِمار الجَلْدُ. ابن السكيت: رَجُلٌ حَزابٍ وحَزابية وزوازٍ وزوازية إذا كان غليظاً إلى القصر ماهو، ورجلٌ هَواهية إذا كان منخوب الفُؤاد. ح ز م حمز، زحم، زمح، مزح، محز: مستعملات. حزم قال الليث: الحَزْمُ: حَزْمك الحَطَب حُزمة. والمِحْزمُ: حِزامةُ البَقْل، وهو الذي تُشَدُّ به الحُزْمة، وأنا أحْزِمُه حَزْماً. والحِزامُ للدَّابة: والصَّبي في مهده. يقال: فَرَسٌ نبيلُ المَحْزم. قال: والحَزِيمُ: مَوْضع الحِزام من الصَّدر والظَّهْر كلِّه ما اسْتدار، يقال: قَدْ شَمرَّ وشدَّ حزيمه وأنشد: شَيْخٌ إذا حُمِّلَ مَكْـرُوهةً شدَّ الحَيازيم لَها والحَزِيْم قال: والحَيْزوم: وسَط الصدر الذي تلتقي فيه رؤوس الجوانح فوق الرُّهابة بحيال الكاهل. قُلْتُ: فَرَّق الليث بيْن الحَزيم والحَيْزوم، ولم أر لِغْيره هذا الفرق، وقد اسْتَحْسَنْته له. قال: وحَيْزوم: اسم فرس جبريل، وفي الحديث أنه سَمِع صوْته يوم بدر يقول: أقْدِم حَيْزوم. قال: والحَزْم: ضَبْط الرجل أمره وأخذُه فيه بالثِّقة، ويقال: حَزُم الرجلُ يَحْزُمُ حَزامةً فهو حازِمٌ: ذو حَزْم. قال الأزهري: أُخِذَ الحَزْمُ في الأمور، وهو الأخْذ بالثِّقة من الحَزْم، وهو الشَّدُّ بالحزام والحَبْل استيثاقاً من المَحْزوم. وقال الليث: الحَزْم من الأرض: ما احْتَزم من السَّيْل من نَجَوات الأرْض والظُّهُور، والجميع الحُزُوم. وقال شمر: قال ابن شُميل: الحَزْم: ماغلظ من الأرض وكَثُرت حجارته وأشرَف حتَّى صار له أقْبالٌ، لاتعلوه الإبل والنَّاس إلا بالجهد يعلونه من قبل قُبْله، وهو طَيْنٌ وحجارة، وحجارته أغْلظ وأخْشن وأكلَبُ من حجارة الأكمة، غَيْر أن ظَهْره عريض طويلُ يَنْقاد الفَرْسَخَيْن والثَّلاثة، ودون ذاك لاتعلوها الإبل إلا في طريقٍ له قُبْلٌ مِثْلُ قُبْل الجدار، والحُزُوم الجميع. قال: وقد يكون الحَزْمُ في القُفِّ، لأنه جَبَلٌ وقُفٌّ، غير أنه ليس بمستطيل مثل الجبل، قال: ولاتَلْقى الحَزْم إلاَّ في خُشُونةٍ وقُفٍ، وقال المَرَّارُ بن سعيدٍ في حَزْمِ الأنْعَمَيْن: بِحَزْمِ الأنْعَمَيْن لَهُنَّ حادٍ مُعَرٍّ ساقَهُ غَرِدٌ نَسُولُ قال: وهي ححُزوم عِدة، فمنها حَزْما شَعَبَعْب، وحَزْمُ خخَزَاري، وهو الذي ذكره ابنُ الرِّقاع في شعره فقال: فَقُلْتُ لها أنَّى اهْتَـدَيْت وَدُونـنـا ددُلوكٌ وأشْرافُ الجبالِ القَواهـرُ وجَيْحَانُ جَيْحَانُ الجُـيُوش وآلِـسٌ وحَزْمٌ خَزَارى والشُّعُوبُ القَواسِرُ ويُرْوى العَوَاسِرُ، ومنه حَزْمُ جديد، ذكره المَرَّار فقال: يقول صِحابي إذ نَظَرْتُ صَبَابةً بِحَزْمِ جديدٍ ما لِطَرْفك يَطْمحُ ومنها حَزْمُ الأنْعَمَيْن الذي ذكره المَرَّار أيضاً. الحَرَّاني عن ابن السكيت قال: الحَزَمُ كالغَصَص في الصدر، يقال منه: حَزِم يَحْزم حَزَماً، قال: حكاهُ لى الكِلابيُّ والباهلىّ. وبَعيرٌ أحْزمُ: عظيمُ موضع الحِزام، والأحْزَمُ هُو المَحْزِمُ أيضاً، يقال: بعيرٌ مُجْفَرٌ الأحْزَمِ، وقال ابنُ فَسْوة التَّميمي: تَرَى ظِلَفاتِ الرَّحْلِ شُمَاً تبينُها بأحْزمَ كالتَّأبوت أحْزمَ مُجْفَر وحَزْمةُ: اسم فرس معروفة من خيل العرب، وسمَّى الأخْطل الحَزْم من الأرضِ حَيْزوماً فقال: فَظَلَّ بِححَيْزومِ يَفُلُّ نُسُوره ويُوجِعُها صَوَّانهُ وأعابلهُ ثعلب عن سَلَمة عن الفرَّاء: رَجُلٌ حازِمٌ وقَوْمٌ حُزْمٌ وحُزامٌ وأحْزامٌ وحَزَمةٌ وحَزَمٌ وحَزِيمٌ وحُزَماءٌ، وقد حَزْمَ يَحْزُمُ وهو العاقل المَمِّيزُ ذو الحْنكة، وقال ابن كَثْوة: من أمثالهم: "إنَّ الوَحا من طعام الحَزْمة?يُضرب عند التحشُّد على الانكماش وحَمْدِ المنكمش، قال: والحَزْمة: الحزْمُ. ويقال للرَّجُل: تحَزَّم في أمرك أي اقْبَلْه بالحَزْمِ والوثاقة.
زحم
قال الليث: الزَّحْمُ: أن يَزْحَمَ القَوْمُ بعضهم بعضاً من كَثْرة الزِّحام إذا ازدحموا، والأمْواج تَزْدَحم إذا الْتَطَمت، وأنشد: تَزَاحُمَ المَوْج إذا الموجُ الْتَطمْ وأخبرني المُنْذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي: زَاَحَمَ فُلانٌ الأربعين وزَاهَمَها بالهاء إذا بلغها، وكذلك: حَبا لها. قال: والفيلُ والثَّوْرُ ذو القرْنَيْن يُكَنَّيان بمُزاحمٍ. قال: وأبو مُزاحم: أوَّلُ خاقان ولى التُّرْك وقاتلَ العَرَب. وَرَجُلٌ مِزْحَمٌ: يَزْحَمُ النَّاس فَيَدْفَعهم. مزح قال الليث: المَزْحح من قُوْلك: مَزَح يَمْزَحُ مَزْححاً ومُزَاحاً ومُزَاحَةً، قال: والمُزَاحُ الاسم، والمِزَاحُ مَصْدر كالمُمازَحَة، مازَحَهُ مِزاحاً ومُمازَحةً. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: المُزَّحُ من الرِّجال: الخارِجون من طبع الثُّقَلاء، المُتَميَّزون من طَبْع البغضاء. زمح قال الليث: الزَّوْمحُ: الأسْوَدُ القبيحُ من الرِّجال قال: ومنهم من يقول: الزُّمَّحُ، أبو عبيد عن أبي عَمْرو قال: الزُّمَّحُ: القصير من الرِّجال الشِّرِّير، وأنشد شمر: ولَمْ تَكُ شِهْدارَةَ الأبْـعَـدين ولا زُمَّحَ الأقْرَبين الشّريرا ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الزُّمَّحُ: القصير السَّمِج الخِلْقة السّّيِّئ الأدَمُّ الْمشْئُوم قال: والزُّمَّاحُ: طائرٌ كانت الأعراب تقول: إنه يأْخذ الصَّبيِّ من مهده. قال: وزَمَّحَ الرَّجُل إذا قَتَل الزُّماح، وهو هذا الطائر الذي يأخذ الصَّبي وأنشد: أعَلَى العَهْدِ بَعْدنا أُمّ عَـمْـروٍ لَيْتَ شِعْري أمْ عَاقها الزُّمَّاحُ حمز قال الليث: تقول: حَمَز اللَّوْمُ فؤاده وقلبه أي أوجعه. أبو عبيد: وسُئل ابن عبَّاس: أىُّ الأعمال أفْضلُ؟ فقال: أحْمَزُها يَعْنى أمْتَنُها وأقْواها. قال: ويقال: رجلٌ حَمِيزُ الفؤاد وحامِزٌ. وقال الشَّمَّاخُ في رجل باع قَوْساً من رجلٍ: فَلَمَّا شَراها فاضَت العَيْنُ عَـبْـرةً وفي القَلْب حَزَّازٌ من اللَّوم حامزُ وقال أنس بن مالك: كَنَّاني رسول الله صلى الله عليه ببقيلة كُنْت أجْتنيها، وكان يُكْنى أبا حمزة. قلت: والحَمْزةُ في الطعام: شِبْه اللَّذْعَةِ والحرارة كَطَعْم الخَرْدل. وقال أبو حاتم: تَغَدَّى أعْرابيٌّ مع قَوْمٍ فاْعتمد على الخَرْدل، فقالوا: ما يُعْجبك منه؟ فقال: حَمْوةٌ فيه وحَرَارةٌ. قلت: وكذلك الشئُ الحامضُ إذا لَذع اللسان وقَرَصه فَهُو حامز، وقال في الشَّمَّاخ: وفي الصَّدْر حَزاَّزٌ من اللَّوْمِ حامِزُ أي مُمِضٌّ مُحْرقٌ. وقول ابن عَبَّاس: أحْمزها، يريد أمضُّها وأشقُّها، والبَقْلةُ التي جناها أنس كان في طعمها لّذْعٌ للسان فسُمِّيَت البَقْلة حَمْزةً لفعلها، وكُنى أنسٌ أبا حَمْزة لجَنِيْه إيَّاها. وقال اللِّحياني: كلّمت فلاناً بكلمةٍ حَمَزتْ فُؤاده أي قَبَضْته وغَمَّتْه فَتَقَبَّض فؤاده من الغَمِّ. ورُّمَّانةٌ حامِزةٌ: فيها حُمُوضة. شمر: قال ابن شُمَيْل: الحَمِيزُ: الظَّرِيف. ورجلٌ حَميزُ الفؤاد أي صُلْبُ الفؤاد. وقال الفرَّاءُ: إشْرب من نَبيذك فإنه حَمُورٌ لما تَجِدُ أي يهضمه. وفي لغة هُذيل: الحَمْزُ: التَّحْديدُ، يقال: حَمَز حَدَيدته إذا حدَّدها، وقد جاء ذلك في أشعارهم. وقال ابن السِّكِّيتُ: يقال: فلانٌ أحْمزُ أمْراً من فلان إذا كان مُتَقَبِّضَ الأمْر مُشَمَّره، ومنه اشْتُقَّ حَمْزةُ، والحَامِزُ القابض. محز قال الليث: المَحْزُ: النِّكاحُ، يقال: مَحَزها، وأنشد لجَرير: مَحَز الفَرَزْدَقُ أمَّه من شاعرٍ وقرأت بخطِّ شمر: رُبَّ فَتَاةٍ من بني العِنازِ ححَيَّاكةٍ ذات هَنٍ كِنازِ ذي عَضُدَيْن مُكْلئِزٍّ نازى تَأشُّ للقُبْلةِ والمِحـازِ أراد بالمحاز النَّيْك والجماع. حطت قلت: تَحُوطُ: اسم للقَحْط والتاء زائدة. ومنه قول أوْس بن حجر: الحافِظُ النَّاسَ في تَحُوطَ إذا لم يُرْسِلُوا تَحْت عائِذٍ رُبَعا قلت: كأن التاء في تحوط تاء فعل مضارع، ثم جعل اسماً معرفة للسنة، ولا يُجْرى ذكرها في باب الحاء والطاء والتاء. طحر
أبو عبيد عن الأصمعي: طَحَر يَطْحر طَحيراً إذا زَحَرَ.
قال الليث: الطَّحْرُ: قذْف العين بقذاها، وأنشد:
تَرى الشُّرَيْرَيغَ يَطْفو فوق طاحِرةٍ مُسْحَنْطِراً ناظراً نحو الشَّناغيبِ
يصف عين ماء تفور بالماء، والشُّرِيْريغُ: الضِّفْدعُ الصغير، والطَّاحِرْةُ: العين التي تَرْمى ما يُطْرح فيها لشدة ححموة مائها من منبعها وقُوَّة فَورانه، والشَّناغيبُ والشَّغانيبُ: الأغْصان الرطبة، واحدها شُغْنُوب وشُنْغُوب: والمُسْحَنْطرُ: المَشْرف المُنْتَصِب.
وقال الليث: طَحَرت العينُ الغَمْصَ ونحوه إذا رمت به.
وقَوْسٌ مِطْحَرةٌ: تَرْمى سَهْمها صُعْداً لايقصد إلى الرَّميَّة، قال: والقناةُ إذا الْتَوت في الثِّقافِ فَوَثَبت فهي مِطْحَرَةٌ.
وقال طَرَفةٌ:
طَحُوران عُوَّارَ القّذَى فَتَراهما كَمَكْحُولَتي مَذْعُورةٍ أمِّ فَرْقد
قال: والطَّحِيرُ: شبه الزَّحِير، وقد طَحَر يَطْحرُ طَحِيراً.
وقال الأصمعي: خَتَن الخاتن الصَّبيِّ فأطْحَرَ قُلْفته إذا اسْتأصَلَها. وقال أبو زيد: يقال، اخُتن هذا الغلام ولا تَطَحر أي تَسْتأْصل.
وقال أبو مالك. يقال: طَحَرة طَحْراً وهو أن يَبْلغ بالشئ أقصاه. ويقال: أحفى شاربه وأطحره إذا ألزق جَزَّه.
ثعلب عن ابن الأعرابي: يقال: مافي السَّماء طَحَرَةٌ ولا غَيَابَةٌ. ابن السِّكِّيت عن الباهليّ: مافي السَّماء طَحَرةٌ أي شئ من غَيْم. قال: وقال الأصمعي: ما عَلَيْه طَححَرةٌ إذا كان عارياً، وما بقيت على الإبل من طَحَرة إذا نَسَلَتْ أوْبارها.
وقال اللِّحياني: ما عَلَى السَّماء طَحَرةٌ ولا طَخَرَةٌ بالحاء والخاء.
وقال الباهلي: ماعليه طُحْرُزرٌ أي ماعليه ثوب وكذلك ما عليه طُخخْرور، وهي الطَّحاريرُ والطَّخاريرُ لقَزَع السَّحاب.
والمَطْحَرُ: السهْم البعيد الذهاب، وقيل: المِطْحَرُ من السِّهام: الذي قد ألزق قذذُه. وقدحٌ مِطْحرٌ إذا كان يُسْرع خروجه فائزاً. وسَهْمٌ مِطْحَرٌ: يَبْعُد إذا رمى به، ومنه قول أبي ذُؤَيْب:
فَرَمى فألْحَقَ صاعِدّياً مِطْحَـراً بالكشْح فاشْتَملت عَلَيه الأضْلعُ
يُرْوى مِطْحَراً ومُطْحَراً بمعنيين مختلفين.
طرح
اللِّيْثُ: طَرَححْتُ الشئ أطْرَحه طَرْحاً. قال: والطِّرْحُ: الشئُ المَطْروح لاحاجة لأحدٍ فيه، والطُّرُوح من البلاد: البَعِيدُ.
أبو عُبَيد: الطَّرَحُ: البُعْدُ، وأنشْد للأعشى:
وتُرى نارُك من ناءٍ طَرَحْ
وقال عُرام: نِيَّةٌ طَوَحٌ وطَرَحٌ أي بعيدةٌ. وقال غيره: قَوْسٌ طَرُوحٌ: يَبْعُد ذَهابُ سهمها.
وقال الأصمعي: سَيْرٌ طُرَاحِيُُّ: شديدٌ، وقال مُزاحمٌ العُقَيْلي:
بِسَيْرٍ طُراحيٍّ ترى من نـجـائه جُلُود المَهَارى بالنَّدى الجَوْن تَنْبُعُ
ويقال: طَرَح به الدَّهْرُ كُلَّ مَطْرححٍ إذا نأى به عن أهلْه وعشيرته.
ثعلب عن ابن الأعرابي: طَرِح الرّجلُ إذا ساء خُلُقه، وطَرِح إذا تَنَعَّم تَنُّعماً واسعاً.
وقال اللِّحْياني: قالت امرأةٌ من العرب: إنَّ زَوْجى لَطَروح أراددت أنه إذا جامع أحْبَل.
ح ط ل حطل، حلط، طلح، طحل، لطح، لحط: مستعملات.
حطل
أهمل الليث حطل، وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي أنه قال: الححِطْلُ. الذِّئب والجميع أحطالٌ.
لحط
أهمل الليث لحط، وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي أنه قال: اللَّحْطُ: الرَّشُّ، لَحَط باب داره إذا رَشَّه بالماء. قال: واللَّحْطُ: الزّبْنُ.
طلح
قال الليث: الطَّلْحُ: شجر أم غَيْلان، له شوك أحْجَنُ، وهو من أعظم العضاه شوكا وأصلْبه عودا وأجوده صمغاً، والوحدة طلحة. قال: والطَّلْحُ في القرآن المَوْز.
وقال أبو إسحاق في قول الله تبارك وتعالى: (وطَلْحٍ مَنْضُودٍ) جاء في التفسير أنه شجر المَوْز، قال: والطلح: شجر أمِّ غَيْلان أيضاً، قال: وجائز أن يكون عُنى به ذلك الشجر، لأن له نُوْراً طيِّب الرَّائحة جداً، فخُوطِبُوا ووعِدوا ما يُحِبُّون مثله، إلا أن فضله على مافي الدنيا كفضل سائر مافي الجنة على سائر ما في الدنيا. وقال مجاهد: أعجبهم طَلْحُ وجٍّ وحُسْنه، فقيل لهم: "وطَلْحٌ مَنْضود".
وقال الفراءُ: الطِّلاح: جمع الطَّلْح من الشَّجَر، وأنشد:
إنِّـى زعِـيمٌ يا نُـــوَيْ قَةُ إنْ نَجَوْتِ من الزَّوَاحْ أن تَهْبِـطـين بـلاد قَـوْ مٍ يَرْتعون من الطِّـلاَحْ أبو عبيد عن الكسائي: يقال: إبل طَلاَحي وطَلَحة إذا رَعت الطَّلْحَ فاشتكت منه وكذلك إبل أرَاكي وأركة. ثعلب عن ابن الأعرابي: سُمِّى طَلْحة الطَّلَحات الخُزاعيّ بأمهاته، وأمّه صفيَّة بنتُ الحارث بن طلحة بن عبد مناف، وكان يقول لطلحة بن عبيد الله طلحة الخير، وكان من أجْواد العرب، وممن قال له النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحدد: إنه قد أوْجَبَ. وقال ابن الأعرابي: المُطَلِّح في الكلام: البَهَّات. والمُطَلِّحُ في المال الظَّالم. والطِّلْحُ المُعْيي. والطِلّحُ: القُراد. قال: والطُّلُحُ: التَّعِبون، والطُّلُح: الرُّعاة. وقال الليث: الطَّلاَحُ: نقيض الصلاح، والفِعْل طَلِح يَطْلح طَلاحاً. قلت وقال بعضهم: رجلٌ طالِحٌ أي فاسد الدين لاخَيْر فيه. الحرَّاني عن ابن السِّكِّيت قال: الطَّلْحُ: مصدر طَلَح البعير يَطْلَح طَلْحاً إذا أعْيا وكلَّ، وقال أبو عمرو: طَلِحح البَعِير. قال: والطَّلَحُ: النِّعْمَة، وأنشد قول الأعشى: كم رأينا من أُناسٍ هَلَكـوا ورأينا المرء عَمْراً بِطَلَح وقال ابن السكيت: وقيل: طَلَح في بيت الأعشى: موضع، وقال غيره: أتى الأعشى عَمْراً، وكان مسكنه بموضع يقال له ذو طلح، وكان عمرو ملكا ناعماً، فاجترأ الشاعر بذكر طَلَح دليلاً على النعمة، وعلى طرح ذى منه، قال: وذو طَلَح هو الموضع الذي ذكره الحطيئة فقال وهو يخاطب عمر بن الخطاب: مإذا تَقُولُ لأفْراخٍ بذي طَلَح أبو عبيد عن أبي زيد قال: إذا أضمره الكلال والإعياء قيل: طَلَح يَطْلَح طَلْحاً. وقال شمر يقال: سار على الناقة حتى طَلَحها وطَلَّحها. ثعلب عن ابن الأعرابي: إنه لَطَلِيحُ سَفَر وطِلْحُ سَفَر ورَجِيعُ سَفَر ورَذيَّة سَفَر بمعنى واحد. وقال الليث: يقال: بَعيرٌ طَلِيحٌ، وناقةٌ طَلِيحُ. قال: والمهزول من القُراد يُسمّى طِلْحاً، وقال الطِّرِمَّاحُ: وقَدْ لَوى أنْفَه بِمشْفَـرِهـا طِلْحٌ قَراشِيمُ شاحِبٌ جَسَدُه القَراشِيمُ: القِرْدان. قال ابن السكيت: إبلٌ طِلاحيَّةٌ وطُلاَحِيَّةٌ للّتى تأكل الطَّلْح، وأنشد: كَيْف تَرَى وقْعَ طِلاحيَّاتها لطح قال الليث: اللَّطْحُ قال بعضهم كاللَّطْخ إذا جفَّ وحُكَّ ولم يبق أثر. قال: واللَّطْحُ: كالضَّرْبِ بالْيد. أبو عبيد عن أبي عُبَيْدة: اللَّطْحُ: الضَّرْبُ باليد، يقال منه لَطَحْتُ الرجل بالأرض. قال غيره: هو الضَّرْب ليس بالشديد ببطن الكف ونحوه. وفي حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه كان يَلْطَحُ أُغَيْلَمِة بني عبد المطلب لَيْلة المزدلفة ويقول: أُبَيْني، لاتَرْموا جَمْرة العَقَبة حتّى تَطْلُعُ الشَّمْس. طحل قال الليث: الطُّحْلَةُ: لَوْنٌ بين الغبرة والبياض في سواد قليل كَسَواد الرَّماد، ذِئْب أطْحَلُ ورماد أطْحَل. قال: وشَراب طاحل إذا لم يكن صافي اللَّوْن، قال رؤبة: وبَلدَةٍ تُكْسى القَتام الطَّاحِلا قال: وعَنْزٌ طَحْلاء، وقد طَحَلت طَحَلاً. أبو زيد: ماءٌ طَحِل: كثيرُ الطُّحْلُبِ. وماءٌ طَحِل: كَدِر، وقال زُهَيْر: يَخْرُجْنَ من شَرَباتٍ ماؤُها طَحِل عَلَى الجُذْوُع يَخَفْن الغَمَّ والغَرَقا وكساءٌ أطْحلُ على لون الطِّحال. وطِحال: موضع، وقد ذكره ابن مُقْبل فقال: لَيْتَ اللَّيَالى يا كُبَيْشةُ لم تَكُن إلاَّ كلَيْلَتِنا بِحَزْمِ طِحـال ومن أمثالهم: "ضيَّعْت البِكار على طِحَال"، يُضْرب مثلاً لمن طلب حاجة إلى من أساء إليه، وأصل ذلك أن سُوْيد بن أبي كاهل هَجَا بني غُبَر في رَجَزٍ له، فقال: منْ سَرَّهُ النَّيْكُ بِغَيْر مال فالغُبَرِياتُ على طِحـالِ شَواغِراً يُلْمِعْن بالقُفَّـالِ ثم إن سُويداً أُسر فَطلب إلى بني نُمَيْر أن يُعينوه في فكاكه فقالوا له: ضيَّعْت البكار على طِحال. والبِكار جمع بكرٍ، وهو الفتى من الإبل. أبو العبَّاس عن ابن الأعرابي: الطَّحِل: الأسود، والطَّحِلُ: الماءُ المُطَحْلِبُ. قال: والطَّحِل: الغضبان. والطّحِلُ: المْلآن؛ وأنشد:
ما إنْ يَرُودُ ولا يَزالُ فِراغُه طَحِلاً ويَمْنَعه من الإعْيالِ حلط قال الليث: حَلَط فلانٌ إذا نزل بحال مَهْلَكَةٍ. قال: والاحْتِلاَطُ: الاجتهاد في مَحْكٍ ولَجاجةٍ. أبو العباس عن ابن الأعرابي: الحلْطُ: الغَضَبُ، والحَلْطُ القَسَمُ، والحَلْطُ: الإقامة بالمكان. وقال: الحِلاطُ: الغضب الشديد. وقال في موضع: الحُلُطُ: المُقْسِمون على الشئِ والحُلُطُ: المقيمون في المكان، والحُلُط: الغُضابي من الناس، والحُلُطُ: الهائمون في الصَّحارى عشقاً. أبو عبيد عن الأصمعي: أحْرَض وأحْلَطَ اجْتَهد، ومنه قيل: احْتَلَطَ فلانٌ، وقال: فألْقى التَّهَامِيُّ منهما بِلَطاته وأحْلَطَ هذا لا أريمُ مكانيا قال أبو عبيد: أحْلَطَ: اجْتَهَد وحَلَف وقال: لَعَلَّ الاحْتِلاط منه. قُلْت: احْتَلَطَ: غَضِبَ، واحْتَلَطَ: اجْتَهد. وقال ابن الأعرابي في قول ابن أحمر: وأحْلَط هذا أي أقام ويجوز حَلَف. ح ط ن حنط، حطن، طحن، نطح، نحط، طنح: مستعملات. طحن قال الليث: الطِّحْنُ: الطَّحِين المَطْحُون، والطَّحْنُ: الفِعْلُ، والطِّحانةُ: فَعِلُ الطَّحَّان. قال: والطّاحُونةُ والطّحَّانةُ: التي تدور بالماء، والجميع الطواحين. قال: وكلّ سنٍ من الأضراس طاحنة. والطُّحَنَةُ: دُوَيْبَةٌ كالجُعَلِ والجميع الطُّحن قلتُ: الطُّحن يكون في الرَّمْل. ويقال له الحُلَك ولا يُشْبه الجُعْل. وقال أبو خَيْرة: الطُّحَنُ هو ليثُ عَفِرِين مثل الفُسْتُقة، لَوْنه لَوْن التُّراب. وقال غيره: هو على هيئة العظاية، تشتال بذنبها كما تفعل الخَلِفة من الإبل، يقول لها الصِّبْيان: اطحني لنا جِراباً، فيطحِّنُ بنفسه في الأرض حتى يغيب فيها. حكى ذلك كله أبو حاتم عن الأعْراب. ابن الأعرابي قال: إذا كان الرجلُ نهاية في القِصَرِ فهو الطُّحَنَةُ. وروى أبو نصر عن الأصمعي قال: الطُّحَنَةُ: دابَّةٌ دون القنفذ تكون في الرمل تظهر أحياناً وتدور كأنها تطحن ثم تَغُوصُ، ويجتمع صبيان الأعراب لها إذا ظهرت ويصيحون بها اطْحَني جِراباً أو جرابين. ويقال: طَحَنَت الأفعى إذا دَخَلَتْ في الرَّمْل ورّقَقْته فوقها وأخْرَجَتْ عَيْنَيها. وقال الراجز يصف حَيَّة: حَوَاه حاوٍ طال ما استباثا ذُكورها الطُّحَّن والإناثا وحكى النَّضْر عن الجعدي قال: الطاحن هو الراكس من الدَّقُوقة الذي يقومُ في وسط الكُدْس. ومن أمثالهم: "أسْمع جَعْجَعَةً ولا أرى طِحْناً?وقد مرَّ تفسيره. أبو عبيد عن الفَرَّاء قال. إذا كانت الإبل رِفاقاً ومعها أهْلها فهي الطَّحَّانةُ والطَّحُونُ، والرَّطّانةُ والرَّطون. وقال غيره: الطّحون: اسم للحرب، وقيل هي الكتيبة من كتائب الخَيْل إذا كانت ذات شوْكةٍ وكِثْرةٍ. نطح الليثُ: النَّطحُ للكباش ونحوها، وتناطحت الأمواج والسُّيول والرِّجال في الحَرْب. أبو عُبَيْد: نَطَحَ يَنْطَح ويَنْطِحُ، قال: والنَّطِيح: الذي يَسْتَقْبِلك من الظِّباء والطُّيور وما يُزْجر، قلت: وغيره يُسَميِّه النَّاطِح. وأما النَّطِيحةُ في سُورة المائدة فهي الشَّاةُ المَنْطوحة تموت فلا يَحِلُّ أكلها، وأُدخلت الهاءُ فيها لأنها جعلت اسمالاً نَعْتاً. وقال أبو عبيدة: من دوائر الخَيْل دائرة اللَّطاة، وهي التي وسْط الجبهة، قال فإن كانت دائرتان قالوا: فَرَسٌ نَطِيحٌ، قال: ويُكره دائرتا النَّطيح. ويقال: انْتَطَحَت الكِباش وتناطحت بمعنى واحد، وقال: اللَّيل داجٍ والكِباشُ تَنْتِطِحْ ويقال: أصابه ناطحٌ أي أمْر شديدٌ، وكلُّ أمر شديدٍ ذي مَشَقَّةٍ ناطح، قال الراعي: كَئيبٌ يَرُدُّ اللَّهْفَتَـيْن لأُمِّـه وقد مَسَّه مِنَّا ومنهنَّ ناطِحُ يصف رجلاٌ غيُورا. نحط قال الليث: النَّحْطةُ: داءٌ يصيبُ الخَيْل والإبل في صدورها، فلا تكاد تسلم منه. قال: والنَّحْطُ: شِبْه الزَّفير. يقال: نَحَط فهو منْحوط مثل نَحَز فهو منححوز، وهو سُعال خَشن قلَّما تسلم منه. والقَصَّار يِنْحط إذا ضرب بثوبه على الحجر ليكون أرْوح له، وهو النَّحيط، وقال الشاعر أنشده الفرَّاء:
وتَنْحِطْ حصانٌ آخر اللَّيْل نحْطةً تقَضَّبُ منها أو تكاد ضُلوعها حنط الليث: الحِنْطةُ: البُرُّ، والحَنَّاطُ: بيَّاعه، والحِناطةُ: حرفته. قال: والححَنُوط: يُخخْلطُ من الطيب للميت خاصَّة، وفي الحديث أنَّ ثمودُ لما استيقنوا بالعذاب تكّفَّنوا بالأنطاع وتحَنَطَّوا بالصَّبر. قلت: هو الحَنُوط والحناط. وروى ابن المُبارَك عن ابن جُرَيجٍ قلتُ لعطاء: أيُّ الحِناط أحَبُّ إليك؟ قال: الكافور، قلت: فأين يُجْعل منه؟ قال: في مرافغِه، قلت: وفي بطنه؟ قال نعم، قلت: وفي مَرْجع رِجْلَيْه ومأبِضِه؟ قال: نعم، قلت: وفي عينيه وأنفه وأُذُنيه؟ قال: نعم، قلت: أيابساً يُجعل الكافور أم يُبَلُّ بماءٍ؟ قال: لابَلْ يابساً، قلت: أتكْرهُ المِسْك حِناطاً؟ قال: نعم. قلتُ: وهذا يَدُلّ على أن كلَّ ما يُطيَّب به الميت من ذريرةٍ أو مِسْكٍ أو عَنْبرٍ أو كافور وغيره من قصب هْنديّ أو صَندلٍ مددقوق فهو كلّه حنوط وحناط. قال شمر: الرُّفْغان: أصلا الفَخَذين. قال: وقال بعض أعراب بني تميم: الرُّفْغُ من المرأة: ماحَوْل فَرْجها، وقد رَفَغ الرجل المرأة إذا قَعَد بين فخذيها، وفي الحديث: "إذا الْتقى الرُّفغان فقد وجب الغُسْل". ثعلب عن ابن الأعرابي: يقال للبَقْل إذا بلغ أن يُحْصَد حانطٌ، وقد حَنَط الزَّرع وأحْنط وأوجَزَّ وأشوى إذا بلغ أن يُحْصد، قال: وأورَسَ الرِّمْثُ وأحْنَطَ، ومثله خَضَب العرْفَجُ. أبو عبيد عن الأصمعي: يقال للرِّمث أوّل ما يتفطر ليخرج ورقه قد أقمل، فإذا زاد قليلا قيل: قد أدْبى، فإذا ظهرت خُضرته قيل: بَقَل، فإذا ابْيضَّ وأدرك قيل حَنَط. شمر: يقال: أحْنط فهو حانِطٌ ومُحْنِطٌ كلاهما، وإنَّه لَحَسن الحانط، قال: والحانِطُ والوارسُ واحد، وأنشد: تَبَددَّلْن بَعْد الرَّفض في حانط الغضى أباناً وغُلاَّناً به يَنْـبُـتُ الـسِّـدْرُ وقال غيره: رجلٌ حانطٌ: كثير الحِنْطة، وإنه لحانِط الصُّرَّة أي عظيمها يعنون صُرَّة الدراهم. ويقال: حَنَط ونَحَط إذا زَفَر، وقال الزَّفَيانُ: وانْجَدَل المِسْحلُ يَكْبُو حانطا أراد ناحطا يَزْفر فَقَلَبه. وأهل اليمن يسمون النَّبْل الذي يرمى به حَنْطاً. وفي نودار الأعراب: فُلانٌ حانطٌ إلى ومُسْتَحْنِط إلىّ ومُسْتَقَدمٌ إلىّ وناتلٌ إلىّ ومُسْتَنْتِلٌ إلىّ إذا كان مائلا عليه ميل عداوة وشحناء. أخبرني المنذري عن الطُّوسي عن الخزّاز أن ابن الأعرابي أنشده: لو أنَّ كابية بن حُرْقـوصٍ بـهـم نَزَلَتْ قَلُوصي ححين أحْنَطها الدَّمُ أحْنطها أي رَملَّها ودمَّاها وجف عليها. وذكرت الحِنْطئ في باب الرباعي، وهو القصير، وعنزٌ حِنْطئةٌ، لأن الهمزة أصلية. طنح أهمله الليث، وقال ابن دريد: أخبرني عبد الرحمن عن عمه الأصمعي قال: يقال: طَنِحَتِ الإبل إذا سَمِنَت بالحاء، وطَنِخَت بالخاء إذا بَشَمت، قال: وغيره يجعلهما واحداً. قلت: ولم يُسْمع طنح بالحاء لغيره. وأما طنخ فمعناه اتخم وهو صحيح. حطن أهمله الناس، والححِطانُ: التيس، فإن كان فِعَّالاً فالنون أصلية من ححطن، وإن جعلته فعلاناً فهو من الحطِّ. طحف قال الليث: الطّحْفُ: حبّ يكون باليمن يُطْبخُ. قلت: هو الطهف بالهاء ولعل الحاء تبدل من الهاء. فطح قال الليث: الفَطَح: عَرِضٌ في وسط الرأس وفي الأرْنَبة حتى تلتزق بالوجه كالثَّوْر الأفطح. وقال أبو النجم يصف الْهامة: قَبْصاءُ لم تُفْطح ولم تكتل ويقال: فطحت الحديدة إذا عرَّضْتها وسوَّيْتها كَمْسحاة أو مِعْزقٍ أو غيره. قال جرير: لِفَطْحِ المساحى أو لجدْل الأداهم طفح قال الليث: طفح النهر إذا امْتلأ، ورأيته طافححاً: مُمْتَلِئاً، ويقال للذي يشرب الخمر حتى يمتلئ سكراً طافحٌ. قال: والرِّيح تطفحح القُطْنة إذا سطعت بها. أبو عبيد عن الأصمعي: الطُّفاحَةُ: زَبَدُ القِدْر وماعلا منها. ويقال اطَّفَحْتُ طُفاححة القِدْر إذا أخذْتها، وأنشد شمر: أتَتْكُمُ الجوْفاءُ جَوْعى تَطَّفِـحْ طُفاحةَ الإثْر وطَوْراً تجتدح وقال غيره: ناقةٌ طُفاحة القوائم أي سريعتها، وقال ابن أحمر:
طُفَّاحةُ الرِّجْلَيْنِ مَـيْلَـعةٌ سُرُح المِلاط بعيدةُ القَدْر أبو عبيد عن أبي عُبَيْدة: الطَّافِحُ والدِّهاق والمَلآن واحد، قال: والطافح. الممتلئ المرتفع، ومنه قيل للسكران طافح أي أن الشَّراب قد ملأه حتى ارتفع، ويقال: إطْفَح عَنِّى أي إذهب عَنى. وقال الأصمعي: الطَّافح: الذي يَعْدو، وقد طَفَح يَطْفح، وقال المُتَنَخِّل الهُذلى يصف المُنْهَزمين: كانوا نعـائم حَـفَّـانٍ مُـنَـفَّـرةٍ مُغْط الحُلُوقِ إذا ما أدركوا طَفَحُوا أي ذهبوا في الأرض يَعْدون. حطف الْحَنطَفُ: الضخم البطن والنون فيه زائدة. حطب أبو عبيدة عن الأصمعي: من أمثالهم في الأمر يُبرم ولم يشهده صاحبه قوله: "صَفْقةٌ لم يشهدها حاطب". قال: وكان أصله أن بعض آل حاطب باع بيعةُ غبن فيها فقيل ذلك. قال أبو عبيد: وقال أكثم بن صَيْفي: المِكْثارُ كحاطب ليل. قال أبو عبيد: وإنما شبهه بحاطب الليل؛ لأنه ربما نهشته الحية، كذلك المكثارُ ربما أصابه في إكثاره بعض ما يكره. قال الليث: الحَطَب: معروف، والفعل منه حَطَب يَحْطب حَطْباً وحَطَباً. المُخَفَّفُ مصدر، وإذا ثُقِّل فهو اسم. واحْتَطَب احْتطاباً، وححَطْبتُ فُلاناً إذا احْتَطْبت له. ويقال للذي يَحْتطب الحَطَب فيبيعه حطَّاب، ويقال: جاءت الحطَّابة. وقال أبو تراب: سمعت بعضهم يقول: احتَطَب عليه في الأمر واحْتَقَب بمعنى واحد. حبط قال الليث: الحَبَطُ: وجعٌ يأخذ البعير في بطنه من كلأ يستوْبلهُ، يقال: حَبِطت الإبل تَحْبَط حَبَطاً، قال: وإذا عَمل الرجلُ عملاً ثم أفسده قيل: حَبِط عَمَلهُ، وأحْبَطه صاحبه، وأحْبط الله أعْمال من يشرك به. وقال ابن السكيت: يقال: حَبَطَ عَمَلُه يَحْبط حَبْطاً وحُبُوطاً بسكون الباء، وحَبِط بطنُه إذا انْتَفَخ يَحْبط حَبَطاً فهو حَبِطٌ، ورأيت بخط الأقْرع في كتاب ابن هانئ: حَبَطَ عَمَلُه يَحْبَط حُبُوطاً وحَبْطاً وهو أصَحّ. وأمَّا قول النبي صلى الله عليه وسلم: "وإنَّ مِمَّا يُنْبتُ الربيع مايقتل حَبَطاً أو يُلّم?فإن أبا عُبَيد فَسَّر الحَبَط، وترك من تفسير هذا الحديث أشياء لايستغنى أهل العلم عن معرفتها، فذكرت الحديث على وجهه لأفَسِّر منه كلَّ مايُحتاج إليه من تفسيره. حدثنا عبد الله بن محمد بن هاجك قال: حدثنا علي بن حجر، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن هشام عن يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي مَيْمونة عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الْخُدري أنه قال: جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على المِنْبر وجلسنا حَوْله فقال: "إني أخاف عليكم بعدي ما يُفتح عليكم من زهرة الددنيا وزينتها". قال: فقال رجلٌ: أو يأتي الخَيْرُ بالشَّرِّ يارسول الله؟ قال: فسكت عنه رسول الله ورأينا أنه يُنْزَلُ عليه فأفاق يَمْسح عنه الرُّحضاء، وقال: أيْن هذا السائل وكأنه حَمِده فقال: إنه لايأتي الخَيْر بالشَّرِّ وإن مِمَّا يُنبت الرَّبيعُ مايقتل ححَبَطاً أو يلّم إلا آكلة الْخِضر، فإنها أكلت حتى إذا امتلأت خاصرتها استقبلت عَيْن الشمس فثلَطَتْ وبالت ثم رَتَعَتْ، وإنَّ هذا المال خضرةٌ حلوةٌ، ونِعْم صاحب المُسْلم هو لمن أعطى المسكين واليتيم وابن السبيل أو كما قال رسول الله: "وإن مَنْ يأْخذه بغير حَقِّه فهو كالآكل الذي لايشبع ويكون عليه شهيداً يوم القيامة. قلت: وإنما تقَصَيَّت رواية هذا الخبر لأنه إذا بُتر اسْتَغْلق معناه، وفيه مثلان: ضرب أحدهما للمُفْرط في جمع الدنيا ومنع ما جمع من حقه، والمثل الآخر ضربه للمُقْتصِد في جمع المال وبذله في حقه.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: "وإنَّ مِمَّا يُنبت الرَّبيعُ ما يَقْتلُ حَبَطاً فهو مثل الحريص المُفْرط في الجمع والمنع وذلك أن الرَّبيع يُنبت أحْرار العُشب التي تحْلُوليها الماشية فتستكثر منها حتى تنتفخ بطونها وتهْلك، كذلك الذي يجمع الدنيا ويحرص عليها ويَشحُّ على ما جمع حتى يمنع ذا الحقِّ حقه منها، يهلك في الآخرة بدخول النار واستيحاب العذاب. وأما مثل المُقْتصدد المحمود، فقوله صلى الله عليه وسلم: "إلا آكلة الخضر فإنها أكلت ححتى إذا امتلأت خواصرها استقبلت عين الش!َمس فثَلَطت وبالت ثم رتعت، وذلك أن الخضر ليس من أحَرار البقول التي تستكثر منها الماشية فتُهلكه أكْلا ولكنه من الجَنْبة التي ترْعاها بعد هَيْج العُشب ويبسه. وأكثر ما رأيتُ العرب يجعلون الخضر ما أخضرَّ من الحِليّ الذي لم يَصْفر، والماشية ترتع منه شيئاً شيئاً ولاتستكثر منه فلا تحبط بطونها عنه، وقد ذكره طرفةُ فَبيَّن أنه من نبات الصيف في قوله:
كبنات الـمَـخْـرَ يَمـأدْن إذا أنبتَ الصَّيفُ عَسَاليجَ الخَضر
فالخضر من كلأ الصيف، وليس من أحرار بقول الربيع، والنَّعَم لاتسْتَوبله ولاتحبط بطونها عنه، وأمَّا الخُضارة فهي من البقول الشتوية وليست من الْجَنبة فضرب النبي صلى الله عليه وسلم آكلة الخضر مثلا لمن يقتصد في أخذ الدنيا وجمعها ولايسرف في قمّها والحِرْص عليها وأنه ينجو من وبالها كما نجت آكلة الخضر، ألا تراه قال: فإنها إذا أصابت من الخضر استقبلت عَيْن الشمس فثَلَطت وبالت، وإذا ثَلَطَت فقد ذهب حَبَطُها، وإنما تَحْبَطُ الماشية إذ لم تَثْلِط ولم تَبُل وأْتُطمت عليها بطونها. وأما قوله عليه السلام: "إن هذا المالَ خَضِرةٌ حُلْوة". فالخَضِرة هاهنا الناعمة الغضَّة، وححثَّ على إعطاء المسكين واليتيم منه مع حلاوته ورغبته ورغبة الناس فيه ليقيه الله وبال نعْمتها في دنياه وآخرته.
وقال الليث: الحَبِطَاتُ: حيٌّ من تميم، منهم المِسْور بن عَبّادٍ الحَبَطيّ.
قال أبو عبيد: إنما سُمُّوا الحَبِطات؛ لأن أحدهم الحارث بن مازن بن عمرو بن تميم الحَبِط كان في سفر فأصابه مثل الحَبَط الذي يُصيب الماشية فنُسِبُوا إليه، وقيل: فلانٌ الحَبَطيّ، قال وإذا نَسَبُوا إلى الحَبِط قالوا حَبَطىٌّ، وإلى سًلَمِة قالوا سَلَمىّ، وإلى شَقِرة قالوا شَقَرِيّ، وذلك أنهم كرهوا كثرة الكسرات فَفَتَحُوا.
قلت: ولا أرى حَبْط العَمَل وبُطلانه مأخوذاً إلا من حَبط البَطْن؛ لأن صاحب الحَبَط يَهْلك وكذلك عَمَل المنافق والمُشرك يَحْبط غير أنَّهم سكنوا الباء من قولهم: حَبِط عَملُه يَحْبط حَبْطاً وحركوها من حَبِط بَطْنه يَحْبط حَبَطاً، كذلك أُثبت لنا عن ابن السِّكِّيت وغيره.
ويقال: ححَبِط دَمُ القتيل يَحْبطُ حَبْطاً إذا هُددِر، وحَبِط ماءُ البئر حَبِطاً إذا ذهب.
وأخبرني أبو بكر بن عثمان عن أبي حاتم عن أبي زيد أنه حكى عن أعرابي قرا: فَقَدْ حَبَط عَمَلُه بفتح الباء، وقال: يَحْبط حُبُوطاً.
قلت: ولم أسمع هذا لغيره، والقِراءة: فَقَد حَبِط عَمَلُه.
ويقال: فرسٌ حَبِطٌ القُصيْري إذا كان منتفخ الخاصرتين، ومنه قول الجعددي:
فَلِيقُ النَّسَا حَبِطُ المَوْقـفَـيْ ن يَسْتَنُّ كالصُّددَعِ الأشْعبِ
ولايقولون حبط للفرس حتى يضيفوه إلى القُصيري أو إلى الخاصرة أو إلى الموقف، لأنَّ حَبَطه انْتفاخ خواصره.
بطح
قال الليث: البَطْحح من قولك: بَطَحه على وجهه فانْبَطح، قال والبَطْحاءُ: مَسيلٌ فيه دُقَاقُ الحصى، فإذا اتَّسع وعرض فهو أبْطح، وبَطْحاء مكَّة وأبْطحها? قال: ومنىً من الأبْطح.
وقال ابن الأعرابي: قريش البطاح هم الذين ينزلون الشِعْب بين أخْشبي مكة، وقريش الظواهر: الذين ينزلون خارج الشِّعْب، وأكرمها قُريش البِطاح.
وتَبَّطح فلانٌ إذا اسْبَطرَّ على وجهه مُمْتدداً على وجه الأرض، ومنه قول الراجز:
إذا تَبَطَّحْن عَلَى المَحَامـلِ تَبَطُّح البطِّ بِجْنبِ الساحل
وفي النودار: البُطاحُ: مرض يأخذ من الحُمَّى.
وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي أنه قال: البُطاحيُّ مأخوذ من البِطاح، وهو المرض الشديد.
وبُطاح: منزل لبنى يَرْبوع وقد ذكره لبيد فقال:
تَرَبَّعَتِ الأشْرافَ ثُمَّ تَصَـيَّفـت حساءَ البُطاح وانْتَجَعْن السَّلائلا والبَطيحةُ مابين واسط والبصرة: ماءٌ مُسْتَنْقعٌ لايُرى طرفاه من سعته، وهو مغيض ماء دجلة والفرات، وكذلك مغايض مابين البصرة والأهواز، والطَّفُّ: ساحل البطيحة وهي البَطائح. وتَبَطَّح السَّيلُ إذا سال سْيلاً عريضاً، وقال ذو الرُّمة: ولازال من نَوْء السِّماك عَلَيْكُما ونوءِ الثُّريَّا وابلٌ مُتَبَـطِّـح وقال أبو سعيد: يقال: هو بَطْحةُ رجلُ مثل قولك: قامةُ رجلُ. وقال النضر: الأبْطحُ: بَطْن المَيْثاء والتَّلْعة والوادى وهو البَطحاء، وهو التراب السهل في بطونها مِمَّا قدد جرَّتْه السيول، يقال: أتينا أبْطح الوادي فنمنا عليه، وبَطْحاؤه مثله، وهو تُرابه وحصاه السهل اللَّيِّنُ، والجميع الأباطحُ لاتنبت شيئاً إنما هي بطن المسيل، ويقال: قد انْبطح الوادى بهذا المكان أي اسْتوسع فيه. أبو عمرو: البَطِحُ: رمل في بطحاء وسُمىَّ المكان أبْطح؛ لأن الماء يَنْبطح فيه أي يَذهب يميناً وشمالاً، والبَطِحح بمعنى الأبْطح. وقال لبيد: يَزَعُ الهَيَامُ عن الثَّرى ويَمُدُّه بَطِحٌ يُهايِلُه على الكُثْبـانِ حدثنا أبو يزيد عن عبد الجبار عن سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه قال: كان عُمر أول من بَطَح المَسْجدد، وقال: ابْطَحُوه من الوادي المُبارك، وكان النبي صلى الله عليه وسلم نائماً بالعقيق فقيل له: إنَّك بالوادي المُبارك. قوله: بَطَح المسجد أي ألْقى فيه الحَصى ووثَّره به. قال ابن شميل: بَطْحاء الوادي وأبَطحه: حَصَاه السَّهْل اللَّيِّنُ في بطن المسيل. ح ط م حطم، حمط، طمح، طحم، مطح، محط: مستعملات. حطم قال الليث: الحَطْمُ: كَسْرُك الشئ اليَابِس كالعَظْم ونحوه، حَطَمْتُهُ فانْحَطم، والحُطام: ماتكسر من ذلك، وقُشْر البيض إذا تكَسَّر حُطامه. وقال الطِّرمَّاحُ: كأنَّ حُطامَ قَيْضِ الصَّيْف فـيهِ فَراشُ صميمِ أقحَافِ الشُّؤون والحَطْمةُ: السّنةُ الشَّديدة، وحَطْمُةُ الأسد: عَيْثُه وفَرْسُه للمال. وححجرُ مكَّة يقال له: الحَطيمِ مِمَّا يلي الميزاب. أخبرني المنذري عن الحرّاني عن ابن السكيت: يقال: رجل حُطمة إذا كان كثير الأكْل. أخبرني المنذري عن الححراني عن ابن السكيت: يقال: رجل حُطمة إذا كان كثير الأكل. وقال أبو زيدد: يقال للنار الشديدة: ححُطمة. وحطم فلاناً أهله إذا كبر فيهم كأنهم صيروه شيخاً محطوما بطول الصُّحبة. وقالت عائشة في النبي صلى الله عليه وسلم: بعد ما حَطَمْتُمُوه. ويقال للجوارس حاطوم وهاضوم وحطام الددنيا: عرضها وأثرها وزينهتا. وقال الله جلّ وعزَّ: (كلاَّ ليُنْبَذَنَّ في الحُطَمَة)، الحُطَمة: اسمٌ من اسماء النار. ويقال: شرُّ الرِّعاء الحطمة، وهو الراعي الذي لايمكن رعيتَّه من المراتع الخصيبة ويقبضها ولايدعها تنتشر في المرعى. ويقال: راعٍ حُطم بغير هاء إذا كان عنيفاً كأنه يحطمها أي يكسرها إذا ساقها أو أسامها لعنفه بها، ومنه قول الراجز: قدْ حشَّها اللَّيْل بسَّواق حُطم ويقال: فلانٌ قدد حَطَمته السِّنُّ إذا أسنَّ وضعف. وقال أبو زيد: يقال للعَكَرة من الإبل حُطمة لحطمها الكلأ وكذلك الغنم إذا كثُرت. وحُطام الدنيا: كُلُّ مافيها من مالٍ يفنى ولايبقى. ويقال للهاضوم حاطوم. وفَرَسٌ حَطِمٌ إذا هزل او اسن فضعف. الأصمعي: إذا تكسر يبيس البقل فهو حُطَام. شمر: الحُطَمِيَّةُ من الدروع: الثقيلة العريضة. وقال بعضهم: هي التي تكسر السيوف وكان لعلي رضي الله عنه درعٌ يقال لها: الحُطَمِيَّةُ. حمط قال: ابن دريد: حمطتُ الشئ حمطا إذا قشرته. وقال الليث: الحَمطَيِط: نبت وجمعه الحماطيط. قلت: ولم اسمع الحَمَط بمعنى القشر لغير ابن دريد، ولا الحَمَطيطُ في باب النبات لغير الليث. وقرأتُ بخط شمر ليونس انه قال: : يقال: إذا ضربت فأوجع ولا تُحْمِّط، فان التحميط ليس بشئ. يقول بالغ. قال: : والتحميط: أن يضرب الرجل فيقول: ما اوجعني ضربه أي لم يبالغ. واما قول المتلمس في تشبيهه وشئ الحلل بالحماطيط:
كأنما لَونُها والصُّبْح مُنْقَشِـعٌ قَبْلَ الغَزَالَةِ أَلْوَانُ الحَماطِيط فا ابا سعيد قال: : الحماطيط جمع حمطيطٍ، وهي دودة تكون في البقل ايام الربيع مُفَصَّلَةٌ بحمرة، يشبه بها تفصيل البنان بالحناء. شبه المتلمس وشي الحلل بألوان الحماطيط. أبو عُبيد عن الأصمعي قال: : الحَماطَةُ: حرقةٌ يجدها الرجل في حلقهِ. قال: أبو عبيد، وقال أبو عمرو: إذا يبسَ الأفاني فهو الحَمَاطُ. قلتُ: الحَمَاطَةُ عند العرب هي الحَلَمةُ وهي من الجنبة، واما الافاني فهو من العُشبِ الذي يتناثر. وقال شمر: الحَماطُ: من ثمر اليمن معروف عندهم يؤكل. قلت: وهو يشبه التين، قل: وقيل: انه مثل فرسكِ الخوخ. وقال الأصمعي: العربُ تقول لجنس من الحيّات. شيطان الحَماطِ. وانشد الفراء: عَنْجَرِدٌ تَحْلِفُ حِينَ أَحْـلِـفُ كمثل شيطان الحَمَاطِ أَعْرَفُ العنجرد: المرأة السليطة وقيل: الحماط بلغة هُذيل: شجرٌ عظامٌ تنبت في بلادهم تألفها الحيَّاتُ. وانشد بعضهم: كأمثال العصى من الحماط وحَمَاط: موضع ذكره ذو الرُّمَّة في شعره فلمَّا لَحِقْنا بالحُمول وقد عَـلَـتْ حَماطَ وحِرْباَءُ الضُّحَى مُتَشَاوِسُ وقال الأصمعي: يقال: اصبت حماطةَ قلبه، كقولك: اصبت حَبَّةَ قلبه وأسود قلبه، وانشد الأصمعي: ليْتَ الغُرابَ رَمَي حَمَاطَة قَلْبه عَمْرٌو بأَسْهُمِه التي لم تُلْغَبِ ثعلب: عن ابن الأعرابي انه ذكر عن كعب انه قال: : اسماء النبي صلى الله عليه في الكتب السالفة: محمد، واحمد، والمتوكل والمختار، وحمياطا، ومعناه حامي الحُرَم، وفارِ قْلِيطا أي يفرق بين الحق والباطل. طحم قال: الليث: طَحْمَةُ السيل: دُفَّاعٌ معظمة. وطَحْمَةُ الفتنة: جولةُ الناس عندها. أبو عُبيد عن أبي زيد: أتتنا طُحْمَةٌ من الناس وطَحْمَةٌ وكذلك طَحْمَةُ السيل وطُحْمَتُه بفتح الطاء وضمهانوهم اكثر من القادية، والقادية: اول من يطرأ عليك. والَّحْمَاء: نبت معروف. وقال الأصمعي: الطَّحُوم والطَّحُورُ: الدَّفُوعُ وقوسٌ طَحُورٌ وطَحُومٌ بمعنى واحد. محط قال: الليث: المَحْطُ كما يَمْحَطُ البازي ريشه أي يدهنه. يقال: امْتَحَطَ البازي ويقال: مَحَّطْتُ الوتر وهو أن يمر الاصابع لتصلحه، وكذلك تَمْحِيطُ العقب تخليصه. وقال النضر المُمَاحَطَةُ: شدّة سنان الجمل الناقة إذا استناخها ليضربها، يقال: سانها وما حطها محاطا شديدا حتى ضرب بها الارض. وامْتَحطَ سيفه من غمده وامْتَخَطه إذا استله من جفنه. طمح قال: الليث: يقال: طَمَحَ فلان ببصره إذا رمى به إلى الشئ، وفرس طامحُ البصر، وقال أبو داودٍ: طَوِيلٌ طامح الطَّرْف إلى مِقْرَعَةِ الكَلْبِ ويقال للفرس إذا رفع يديه قد طمح تطميحاً. قال: أبو عمرو: الطَّامِحُ من النساء: التي تبغض زوجها وتنظر إلى غيره. وانشد: بغى الوُدَّ من مطْروفَةِ العَيْن طامحٍ وطمحت بعينها إذا رمت ببصرها إلى الرجل، وإذا رفعت بصرها يقال: طَمَحَت، وطَمَح به: ذهب به، قال: ابن مُقْبِل: قُوَيْرَحُ أَعْوَامٍ رَفـيعٌ قَـذالُـه يَظَلُّ بِبَزِّ الكَهْلِ والكَهْلُ يَطْمَح يطمح: يجري ويذهب بالكهل وبزه. وامراة طَمَّاحة: تكبر نظرها يمينا وشمالا إلى غير زوجها. وقال طَمَحَاتُ الدهر: شدائده وربما خفف، وقال الشاعر: باتَتْ هُمُومِي في الصَّدْرِ تَحْضَؤُها طَمْحَاتُ دهرٍ ما كُنتُ أَدْرَؤُهـا قال: : ما هاهنا صلة. وإذا رميت بشئ في الهواء قلت: طَمَّحْتُ به تطميحا. والطّمّاحُ: من اسماء العرب. مطح اهمله الليث: وقال ابن دريد: المَطْحُ: الضربُ باليد، قال: : ومَطَحَ الرجل جاريته إذا نكحها. قلت: اما الضرب باليد مبسوطة فهو البَطْحُ، ولا اعرف المطجَ بالميم الا أن تكون الباءُ ابدلت ميماً. حَتَدَ اهمله الليث، وهو مستعمل. وروى أبو عُبيد عن الأصمعي: عَيْن حُتُد: لا ينقطع ماؤها. قلت: لم يرد عين الماء، ولكنه أراد عين الرأس. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي. قال: : الحُتُد: العيون المنسلقة واحدها حَتَدٌ وحَتُودٌ.
وقال ابن الأعرابي: المَحْتِدُ والمحْفِدُ والمحْقِدُ والمَحْكِدُ: الاصل، يقال: انه لكريم المحتد. وقال الأصمعي في قول الراعي: حَتَّى أُنِيخَتْ لدى خَيْرِ الأنام معاً من آل حَرْبٍ نَمَاهُ مَنْصِبٌ حَتِد قال: : الحَتِدُ: الخالص الاصل من كل شئ، وقد حَتِد يحْتَد حَتَداً فهو حَتِد، وحَتَّدْتُه تَحْتِيداً أي اخترته لخلوصه وفضله. حدث قال: : الحَدَث من احداث الدهر: شبهُ النازلة. قال: : والحديثُ: ما يحدِّث به المحدِّث تحديثاً. ورجلٌ حِدْثٌ أي كثير الحديث. والاحاديثُ في الفقه وغيره معروفة، قلت: واحدة الاحاديث أْحْدُوثة. وقال الليث: شابٌ حَدَثٌ: فتىُّ السن، والحَدِيثُ: الجديد من الاشياء. ويقال: صار فلان أُحْدُوثَةً أي اكثروا فيه الاحاديث. والحَدَثُ: الابداء وقال اللحياني: رجل حَدَثٌ وحِدْث إذا كان حسن حديث. شمر عن ابن الأعرابي: رجل حَدِثٌ وحِدْثٌ وحِدِّيثٌ ومُحدِّثٌ بمعنى واحد. ثعلب عن الأعرابي: الحَدَثانُ: الفأسُ وجمعه حِدْثان وانشد: وجَوْنٌ تَزْلَقُ الحَدَثانُ فيه إذا أُجَراؤُه نَحَطُوا أَجاباَ قال: : أراد بجون جبلاً، وقوله: اجابا يعنى صدى الجبل تسمعه. وقال غيره: حَدَثانُ الدهر: حوادثه وربما أَنثت العرب الحَدثان يذهبون به إلى الحوادث، وانشد الفراء: الا هَلَكَ الشِّهابُ المستنـيرُ ومِدْرَهُنا الكَمِيُّ إذا نُغِـيرُ وحَمَّالُ المِـئِين إذا أَلَـمَّـتْ بنا الحَدَثانُ والأنِفُ النَّصُورُ وقال الفراء: يقولون: اهلكنا الحدثان واما حِدْثانُ الشباب فبكسر الحاءِ وسكون الدال. قال: أبو عمرو الشيباني: يقال: أَتيتُه في رُبَّى شبابه ورُبان شبابه وحُدْثَى شبابه وحديث شبابه وحِدْثانِ شبابه بمعنى واحد. وقال غيره: يقال: هؤلاء قومٌ حُدْثانٌ جمع حدث، وهو الفتى السن. والعرب تقول: أخذني ما قَدُمَ وما حَدُثَ بضم الدال من حَدُث، اتبعوه قَدُمَ، والأصل فيه حدَث قال: ذلك الأصمعي وغيره. ويقال: أَحْدَث الرجل إذا صلَّع او فَصَّع او خضف، أي ذلك فعل فهو مُحْدِث. وأَحدثَ الرجل وأحدثت المرأة إذا زنيا، يكنى بالإحداث عن الزنى. ومُحْدَثاتُ الأمور: ما ابتدعه أهل الأهواء من الأشياء التي كان السلف الصالح على غيرها وقال صلى الله عليه وسلم: "كلُّ مُحدَثٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة ويقال: فلان حِدْثٌ نساءٍ كقولك: تِبْعُ نساء وزير نساء. ويقال: أَحدثَ الرجلُ سيفه: وحادثه إذا جَلاه. وروى عن الحسن انه قال: : "حادِثوا هذه القلوب فأنها سريعة الدُّثور?معناه اجلوها بالمواعظ وشوِّفوها حتى تنفوا عنها الطبع والصدأ الذي تراكب عليها من الذنوب وقال لبيد: كنَصْلِ السَّيْف حُودِثَ بالصِّقَال دحر قال: الليث: الدَّحْرُ: تبعيدك الشئ عن الشئ، يقال: اللهم ادْحَرْ عنا الشيطان أي اطرده ونحِّه. وقال الله: (قال: اخرُج منها مَذْموماً مَدْحُوراً) قالوا: مطرودا. وقال الفراء في قول الله جل وعز: (ويُقْذَفون من كُلِّ جَانبٍ دُحوراً) قرأ الناس بضم الدال ونصبها، فمن ضمها جعله مصدرا كقولك: دحرته دُحوراً، قال: : والدَّحْرُ: الدفْعُ، ومن فَتَحها جعلها اسماً، كأنه قال: : يُقْذفون بداحر وبما يَدْحَرُ. قال: الفراء: ولست اشتهى الفتح لانه لو وجه على ذلك على صحة لكان فيها الباء كما تقول: يُقْذفون بالحجارة، ولا يقال: يقذفون الحجارة وهو جائز. وقال الزّجَّاج: معنى قوله دُحوراً أي يُدْحَرون أي يباعدون. حدر الليث: الحَدْرُ من كل شئٍ: تَحَدُّرُه من علو إلى سُفْلٍ، والمطاوعة منه الانحدار، تقول: حَدَرتْ السفينة في الماء حُدوراً، وحَدَرَتْ عيني الدمع فانحدر الدمع وتَحَدَّرَ، و حَدَرَت القراءة حَدْراً. والحَدور: اسم مقار الماء في انحدار صببه وكذلك الحدور في سفح الجبل وكل موضع منحدر، ويقال: وَقَعنا في حَدورٍ منكرة، وهي الهبوط، قلت: ويقال له الحُدَراء بوزن الصعداء. وقال الليث: الحادر: الممتلئ لحماً وشحما مع ترارة، والفعل حَدُر حَدارةً، وناقةٌ حادِرةُ العينين إذا امتلأتا نقيا فأرتوتا وحسنتا قال: الاعشى:
وعَسيِرٌ أَدْماَءُ حادِرَةُ العَيْد نِ خَنوفٌ عَيْرانةٌ شِمْلالُ قال: : : وكل ريانٍ حسن الخلق حادِرٌ، وانشد: اُحِبُّ الصَّبيَّ السَّوْءَ من أَجْلِ أُمِّه وأُبغِضُه من بُغْضِها وهوَ حَادِرٌ وفي حديث عمر انه ضرب رجلا ثلاثين سوطا كلها يبْضَعُ و يَحْدُرُ. قال: أبو عُبيد: قال: الأصمعي: يبضَعُ يعنى يشق الجلد، ويَحْدُرُ يعنى يورِّمُ ولا يشقُّ، قال: : واختلف في اعرابه، فقال بعضهم: يُحْدِرُ احْداراً من أحْدَرْتُ، قال: واظنها لغين إذا جعلت الفعل للضرب، فأما إذا كان الفعل للجلد انه الذي يَرِمُ فانهم يقولون: قد حَدَر جلده يَحدُرُ حُدُوراً لا اتلاف فيه اعلمه، وقال عمر بن أبي ربيعة. لو دَبَّ ذَرٌَ فوق ضاحى جِلْدِها لأبَانَ من آثارهـن حُـدورُ يعني الورم. قال: : وكذلك يقال: حضدَرْتُ السفينة في الماء، وكل شئ ارسلته إلى اسفل فقد حَدَرْته حَدْراً و حُدوراُ، قال: : ولم اسمعه بالالف: أحْدَرْتُ، قال: : ومنه سميت القراءة السريعة الحَدْر، لان صاحبها يَحدُرُها حَدراً. قال: : واما الحَدُور فهو الموضع المنحدر. قال: الأصمعي: حَدرَتْهُمْ "السنة تَحدُرُهُمْ إذا حطتهم"، وجاءت بهم حدوراً. وفتى حادِرٌ أي غليظ مجتمعٌ، وقد حَدَرَ يَحْدُر حَدارةً. قال: : وأحْدَر ثوبه يُحدِرُهُ احداراً إذا كَفَّه وذلك إذا فتله. ثعلب عن ابن الأعرابي: الحَدْرَةُ: الفتلة من فل الأَكسية. قال: الأصمعي: يقال عينٌ حَدرة بَدْرَةٌ، فأما قولهم: حدرة فمعناه مكتنزة صلبة، وبدرة: تبدر بالنظر. وقال ابن الأعرابي: عينٌ حَدرةٌ واسعةٌ، وانشد: وعينٌ لها حَدْرةٌ بَـدرةٌ شُقَّتْ مآقِيهما من أُخُرْ ورغيفٌ حادر أي تام، وقال غيره: هو الغليظ الحروف، وانشد: كأنكِ حادرةُ المَنْكِـبَـيْنِ رَصْعَاءُ تستنُّ في حائرِ يعنى ضفدعة ممتلئة المنكبين. وروى عن عبد الله بن مسعود انه قرأ قول الله عز وجل: (و انّا لجميعٌ حاَدرون)بالدال، وقال: مؤدون بالكراع والسلاح، هكذا حدثني المنذري عن علي بن العباس الخمري بالكوف عن ابراهيم بن يوسف الصيرفي عن الحكم بن ظهير عن عاصم عن زر عن عبد الله. قلت: والقراءة بالذال حاذِرون لا غير، والدال شاذة لا يجوز عندى القراءة بها، وقرأ عاصم وسائر القراء بالذال. وقال ابن السكيت: الحادُور: القرط وجمعه حَوادِيرُ، وقال أبو النجم يصف امرأةً: خِدَبَّةُ الخَلْق عَلى تَحْضِيرها بَائنةُ المنكِب من حادورها أراد انها ليست بوقصاء. والحيْدار من الحصى: ما صلب واكتنز، ومنه قول تميم بن ابيّ بن مقبل: يَرْمى النِّجادَ بِحَيْدَارِ الحَصَى قُمَزَاً في مَشْيَةٍ سُرُحٍ خَلْطٍ أَفَانِـينـا وقال أبو زيد: رماه بالحيدرة أي بالهلكة. وقال أبو العباس احمد بن يحيى: لم يختلف الرواة في أن هذه الابيات لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: انا الذّي سَمَّتْنِ أُمِّيَ حَـيْدَرَه كَلَيْثِ غاباتٍ غَليظِ القَصَرهْ أَكِيلُكُم بالسَّيْفِ كَيْلَ السَّنْدَرَهْ وروى عن عمرو عن أبيه انه قال: : الحيدرةُ: الاسد، قال: والسندرة: مكيال كبير. وقال ابن الأعرابي: الحيدرة في الاسد مثل الملك في الناس. قال: أبو العباس: يعنى لِغِلَظِ عُنُقه وقوة ساعديه، ومنه غلام حادر إذا كان ممتلئ البدن شديد البطش، قال: : والياء والهاء زائدتان. أبو عُبيد عن أبي زيد قال: : الحُدْرَةُ من الإبِلُ: ما بين العشرة إلى الاربعين. وقال شمر: يقال: مالٌ حَوَادِر: مكتنزة ضخام، والحوادر من كعوب الرماح: الغلاظ المستديرة. وحىٌ حَادِرٌ: مجتمع. وقال المؤرج: يقال: حَدَروا حوله وبه يحْدُرُون إذا طافوا به. قال: الليث: امرأة حَدْرَاءُ، ورجل أَحْدَرُ. وقال الفرزدق: عَزَفْتُ بأَعْشاَشٍ وما كُنتَ تَـعْـزِفُ وأَنكَرْتَ من حَدْرَاءَ ما كنتَ تَعْرِفُ قال: : وقال بعضهم: الحَدْرَاءُ في نعت الفرس في حسنها خاصة. قال: : والحَدْرَةُ: جِرْمُ قَرْحَةٍ تخرج بباطن جفن العين، وقد حَدَرَت عَيْنُه حَدْراً. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: : الحَدْرُ: الاسراع في القراءة وفي كل عمل، ومنه قيل: رجلٌ حَدْرَةٌ أي مستعجل.
قال: : والحَدْرُ: الشق، والحَدْرُ: الورم بلا شق، يقال: حَدَرَ جلده، وحَدَرَ زيدٌ جلده. قال: : والحَدْرَةُ: العين الواسعة الجاحظة. والحَادِرُ والحَادِرَةُ: الغلام الممتلئ الشباب. ردح ثعلب عن ابن الأعرابي: قال: الرُّدْحِيُّ: الكاسور، وهو بقّال القرى. وقال الليث: الرَّدْحُ: بسطك الشئ فتسوى ظهره بالارض كقول أبي النجم: بيْتَ حُتُوفٍ مُكْفَأً مَرْدُوحاً قال: : وقد يجيء في الشعر مُرْدَحاً مثل مبسوط ومُبْسَطٍ. أبو عُبيد عن الأصمعي: رَدَحْتُ البيت وأَرْدَحْتُه من الرُّدْحَة، وهي قطعة تدخل فيها بنيقة تزاد في البيت، وانشد الأصمعي: بيتَ حُتُوفٍ اُرْدَحَتْ حَمَائِرُهْ وقال في موضع آخر الرُّدْحَةُ: سترة في مؤخر البيت، قال: : وردحة بيت الصائد وقترته حجارة ينصبها حول بيته، وهي الحمائِرُ، واحداها حِمارة. وقال الليث: امرأة رَدَاح: ضخمة العجيزة والمآكم، وقد رَدُحَتْ رَدَاحَةً وهي رَدَاحٌ و رَدَحَةٌ. قال: : وكتيبة رَدضاحٌ: ضخمة مُلملمةٌ كثيرة الفرسان، وكبشٌ رَدَاحٌ: ضخم الالية. وروى عن علي رضي الله عنه انه قال: : أن من ورائكم اموراً مُتماحِلَةً رُدُحاً، وبلاءً مُكلِحاً مُبْلِحاً، فالمتماحلة: المتطاولة، والرُّدُحُ: العظيمة، يعنى الفتن جمع رَدَاح وهي الفتنة العظيمة. وروى عن أبي موسى انه ذكر الفتن قال: : وبقيت الرَّدَاحُ المُظلمة التي من اشرف لها اشرفت له "أراد الفتنة ايضاً. وفي حديث ام زرع: "عُكُومُها رَدَاحٌ وبيْتُها فَيَاحٌ?العكوم: الاحمال المعدَّلة، والرداح: الثقيلة الكثيرة الحشو من الاثاث والامتعة. ومائدةٌ رَادِحةٌ، وهي العظيمة الكثيرة الخير. وقال الطرماح: هو الغَيْثُ للمُعَْفيِن المُفيِضْ بفَضْل مَوَائِدِه الـرّادِحَةْ وقال لبيد يصف كتيبة: ومِدْرَهِ الكَتِيبِةِ الرّدَاَحِ وقال شمر: روى بعضهم في حديث علي عليه السلام: "أن من ورائكم فتنا مُرْدِحَة?قال: : والمردح له معنيان: احدهما المثقل، والاخر المغطى على القلوب من أَرْدَحْتَ البيتَ إذا ارسلتَ رُدْحَتَه وهي سُتْرة في مؤخر البيت، قال: : ومن رواه فتناً رُدَّحاً فهي جمع الرَّادِحَة، وهي الثقال التي لا تكاد تبرح، قال: : والرَّادِحَةُ في بيت الطرماح: العظامُ الثقال. حرد الحرَدُ: مصدر الأَحْرَد، وهو الذي إذا مشى رفع قوائمه رفعا شديداً ووضعها مكانها من شدة قطافته في الدواب وغيرها. قال: والرجل إذا ثقل عليه درعه فلم يستطع الانبساط في المشي قيل حَرِدَ فهو أَحْرَد، وانشد: إذا ما مشى في دِرْعِهِ غير أَحْرَدِ قل: الحَرَدُ في البعير: حادثٌ ليس بخلقة. وقال ابن شُميل الحَرَدُ: أن تنقطع عصبةُ ذراع البعير فتسترخي يده، فلا يزال يخفق بها ابداً، وانما تنقطع العصبة من ظاهر الذراع، فتراها إذا مشى البعير كأنها تَمُدُّ مدّاً من شدة ارتفاعها من الارض ورخاوتها، قال: : والحَرَدُ انما يكون في اليد، والأَحْرَدُ يُلقَفُ قال: : وتلقيفُه: شدةُ رفعه يده كأنما يمد مداً، كما يمدُّ دقَّاقُ الازر خشبته التي يدق بها فذلك التلقيف. يقال: جمل أَحْرَدُ، وناقةٌ حَرْدَاءُ. وانشد: إذا ما دُعِيتُم للطِّعَانِ أَجَـبْـتُـمُ كما لضقَّفَتْ زُبٌ شآمِيّةٌ حُرْدُ وقال الليث: الحَرَدُ لغتان، يقال: حَرِدَ الرجل فهو حَرِد إذا اغتاظ فتحرش بالذي غاظه وهم به فهو حاردٌ وانشد: أُسودُ شَرىً لاقَت أُسُودَ خَفِيَّةٍ تساَقيْنَ سُمَّاً كُلّهن حَـوَارِد وقال أبو العباس: قال: أبو زيد والأصمعي وأبو عُبيدة: الذي سمع من العرب الفصحاء في الغضب: حَرِد يَحْرِدُ حَرَداً بتحريك الراء. قال: أبو العباس: وسألت ابن الأعرابي عنها فقال: صحيحة، الا أن المفضل اخبرني أن من العرب من يقول: حَرِدَ حَرَداً و حَرْداً، والتسكين اكثر، والاخرى فصيحة، قال: : وقلما يلحن الناس في اللغة. اخبرني المنذري عن الصيداوي عن الرياشي قال: : قال: الأصمعي: الحَرَدُ: داءٌ يأخذ البعير ينفض منه يده، وانشد لابي نخيلة: سَفْقاً كتَلْقيف البعير الأحرد قال: : والاحرد من الرجال: اللئيم، وانشد لرؤبة: أَحْرَدُ او جَعْدُ اليَدَيْنِ جبز
وحَرَدْتُ حرْدَه أي قصدت قصده. وقال ابن الأعرابي: الحَرْدُ: القَصْدُ، والحَرْدُ: المَنْعُ، والحَرْدُ: الغيظُ، والغضب، قال: ويجوز أن هذا كله معنى قوله: (وَغَدوْا على حَرْدٍ قادرين). وروى في بعض التفسير أن قريتهم كان اسمها حَرْد. وقال الفراء في قوله تعالى: (وَغَدَوْا على حَرْدٍ قادرين) يريد على حَدٍّ وقدرةٍ في انفسهم، قال: : والحَرْدُ: القصد ايضا، كما تقول للرجل: قد أقبلتُ قَبِلك وقصدت قصدك، وحردت حردك، قال: وانشدت: وجاءَ سَيْلٌ كان من امر الله يَحْرِدُ حَرْد الجنة المُغِلَّة يريد: يقصد قصدها. وقال غيره في قوله: (وَغَدَوا على حَرْدٍ قادرين)، قال: : منعوا وهم قادرون أي واجدون، نصب قادرين على الحال. وقال الليث: ( وَغَدَوا على حَرْدٍ قادرين) قال: : على جدٍّ من امرهم. قلت: هكذا وجدته في نسخ كتاب الليث مقيدا، والصواب على حدٍّ أي على منعٍ هكذا قاله الفراء. وقال الليث: قطاً حُرْدٌ: سِراعٌ، قلت هذا خطأ، والقا الحُرْدُ: القصار الارجل، وهي موصوفة بذلك، ومن هذا قيل للبخيل أَحْرَدُ اليدين أي فيهما انقباضٌ عن العطاء، ومن هذا قولُ مَنْ قال: في قوله: ( وَغَدَوا على حَرْدٍ قادرين)أي على منع وبخل. أبو عُبيد عن الأصمعي: الحُرودُ: مباعِرُ الابل: واحدُها حِرْد وحِرْدةٌ بكسر الحاء. وقال شمر: قال أبن الأعرابي: الحُرُودُ: الامعاء، واقرأنا لابن الرِّقاعِ: بُنِيَتْ على كَرِشٍ كأنّ حُرُودها مُقُطٌ مُطَوَّاة أَمِرَّ قُـواهـا وسمعت العرب تقول للحبل إذا اشتدت غارةُ قُواه حتى تتعقدَ وتتراكب: جاء بحبل فيه حُرُود، وقد حَرَّدَ حَبْله. وقال الليث: : الحُرْدِيَّة: حياصة الحظيرة التي تشد على حائط من قصب عرضاُ، يقول: حرَّدْناهُ تحريداً، والجميعُ الحَرادىّ. قال: والحَيُّ الحريدُ: الذي ينزل معتزلا من جماعة القبيلة، ولا يخالطهم في ارتجاله وحلوله. أبو عُبيد عن أبي عمرو: رجل حَريد، وهو المُتَحَوِّل عن قومه، وقد حَرَد يَحرِد حُروداً ومنه قول جرير: نَبنِي على سَنَنِ العَدُوِّ بيوتنـا لا نَسْتَجِيرُ ولا نَحُلُّ حريداً. يقول: لا ننزل في قوم من ضعف وذلة لقوتنا وكثرتنا. وقال الليث: : الِرْد: قطعة من السنام. قلت: لم اسمع بهذا لغير الليث، وهو خطأ، انما الحرد المعى، وحَارَدَتِ الابل إذا انقطع البانها وقلت فهي مُحَارِدَة، وناقةٌ مُحَارِدٌ بغيرها: شديدةُ الحِراد. وقال الكيت: وحَارَدَتِ النُّكْدُ الجِلاَدُ ولم يَكُنْ لعُقْبِةِ قَدْرِ المُسْتَعِيرين مُعْقِب وقال النضر: المُحَرَّدُ من الاوتار: الحصد الذي يظهر بعض قواه على بعض، وهو المُعَجَّر. قال: وقال يونس: سمعت اعرابياً يسأل يقول: من يتصدق على المسكين الحَردِ أي المحتاج. وقال أبو عُبيدة: حَرْدَاء على فعلاء ممدودة: بنو نهشل بن الحارث، لقب لقبوا به، ومنه قول الفرزدق: لَعَمْر أبيك الخَيْر ما زَعْم نَهْشل علىَّ ولا حَرْدَائِها بِـكـبـير وقد عَلِمتَ يومَ القُبَيْباتَ نَهْشَـلٌ وأَحْرَادُها أن قد مُنُوا بعسير فجمعهم على الاحراد كما ترى. عمرو عن أبيه قال: الحارِدُ: القليلة اللبن من النوق. وحَرَّدَ الرجلُ إذا أَوى إلى كُوخٍ. ثعلب عن أبن الأعرابي: يقال لخشب السقف الروافد ويقال: لما يلقى عليها من أَطنان القَصب حرادى. قال: ورجل حَرْدِىٌّ: واسعُ الامعاء. أبو عُبيد عن الأصمعي: البيتُ المُحَرَّدُ، وهو المسنم الذي يقال له بالفارسية كوخ، قال: والمُحَرَّدُ من كل شئ: المُعَوَّجُ. درح اهمله الليث: : وروى أبو العباس عن أبن الأعرابي قال: الدَّرَحُ: الهرم التام، ومنه قيل: ناقةٌ دِرِدِحٌ للهرمة المسنة. أبو عُبيد: إذا كان مع القصر سمنٌ فهو دِرْحَاَية، وانشد قول الرَّاجز: عَكَوَّكٌ إذا مَشَى دِرْحَايَه حدل قال الليث: : الأحْدَلُ. ذو الخُصية الواحدة من كل شئ، قال: ويقال في بعض التفسير إذا كان مائل أَحد الشقّين فهو احدل ايضاً. وقال أبو عُبيد: قال الفراء: الأحْدَل: المائِل، وقد حَدِلَ حَدَلا. قال: وقال أبو زيد: الأحْدَلُ: الذي يمشي في شقٍّ.
وقال أبو عمرو: الأحْدَل: الذي في منكبيه ورقبته انكباب على صدره.
وروى ثعلب عن أبن الأعرابي: في عنقه حدلٌ أي ميل، وفي منكبهِ دَفَاً.
وقال الليثُ: قوسٌ مُحْدَلَةٌ وذلك لاعوجاج سيتها. قال: والتَّحادُلُ: الانحناء على القوس.
والحَوْدَلُ: الذَكرُ من القردان.
أبو عُبيد عن أبي زيد: حَدَلَ على فلان يَحْدِلُ حَدْلاً أي ظلمني، وانه لَحدْلٌ غير عَدلٍ.
وقال غيره: حَادَلني فلانٌ محادلةً إذا رَاوَغك، وحَادَلَتِ الأُتُنُ مسحلها: راوغته، وقال ذو الرمة:
من العَضِّ بالافخاذِ او حَجَباتها إذا رابَهُ استْعصاؤُها وحِدَالُها
وسمعت تعرابياً يقول لاخر: ألاَ وانزل بهاتيك الحَوْدلة، واشار إلى أَكمة بحذائه، أَمره بالنزول عليها.
والحَدَالُ: شَجَرةٌ بالبادية. وقال بعضث الهُذَلِيِّين:
إذا دُعِيَتْ بما في البَيْتِ قالت تَجَنَّ من الحَدَالِ وَمَا جُنِيتُ
أي وما جُنى لي منه.
ويقال للقوسِ حُدَالٌ إذا طُومِنَ من طائِفِها، قال الهُذَليُّ، يصفُ قوساً:
لها مَحِصٌ غَيْرُ جافي القُـوى من الثّضوْرِ حَنَّ بِوَرْكٍ حُدَال
المَحِصُ: الوَتَرُ، وقوله: بورك أي بقوس عُملت من ورك شجرة أي اصل شجرة من الثور أي من عقب الثور.
وحَدَال: اسم ارض لكلب بالشام: قال الراعي:
في إثر مَنْ قُرِنَتْ مِنَّي قَرينَتُه يومَ الحَدال بِتَسْبِيبٍ من القدرِ
ويروى: يوم الحَدَالي.
لدح
اهمله الليث: .
وقال أبن دريد: اللّدْحُ: الضرب باليد، لَدَحَه بيده.
قلت: والمعروف من كلامهم بهذا المعنى اللّضطْحُ: وكأن الطاء والدال نعاقبا في هذا الحرف.
دحل
قال الليث: : الدَّحْلُ: مدخل تحت الجُرف او في عرض خشب البئر في اسفلها ونحو ذلك من الموارد والمناهل.
قال: وربُّ بيتٍ من بيوت الاعراب يُجعلُ له دخلٌ تدخل فيه المرأة إذا دخل عليهم داخل، والجميع الأدْحَال والدُّحْلان.
وفي حديث أبي هريرة حين سأله رجلٌ مصرادٌ أَيدْخِلُ معه المبولة في البيت، فقال: نعم وادْحَلْ في الكسر.
قال أبو عُبيد: الدَّحْلُ: هوةٌ تكون في الارض وفي اسافل الاودية فيها ضيقٌ ثم تتسعُ، قال ذلك الأصمعي.
قال أبو عُبيد: فشبّضه أبو هريرة جوانب الخباء ومداخله بذلك، يقول: صِرْ فيها كالذي يصير في الدَّحْلِ.
قلتُ: وقد رأيتُ بالخلصاء ونواحي الدَّهناء دُحلاناً كثيرة، وقد دخلت غير دَحلٍ منها، وهي خلائقُ خلقها الله تحت الارض يذهب الدَّحْلُ منها سَكاًّ في الارض قامةً او قامتين او اكثر من ذلك، ثم يتجلف يمينا او شمالا، فمرةً يضيقُ ومرّةً يتسع في صفاةٍ ملساء لا تحيكُ فيها المعاول المحددة لصلابتها، وقد دخلتُ منها دَحْلاً، فلما انتهيت إلى الماء إذا جوٌ من الماء الراكد فيه لم اقف على سعته وعمقه وكثرته لاظلام الدَّحْلِ تحت الارض، فاستقَيْتُ أَنا مع أُصَيحَابي من مائه وإذا هو عذبٌ زلال، لانه ماء السماء يسلُ إليه من فوق ويجْتَمِعُ فيه.
واخبرني جماعةٌ من الاعراب أن دُحْلان الخلْصَاء لا تخلو من الماء ولا يُسْتَقى منها الا للشفةِ وللخيلِ لتعذر الاستقاءِ منها وبُعْدِ الماء فيها من فوهة الدَّحْلِ، وسمعتهم يقولون: دَحَلَ فلانٌ الدَّحلَ بالحاء إذا دخله، ويقال: دَحَلَ فلانٌ علىَّ وزَحَلَ أي تباعد، وروى بعضهم قول ذي الرمة:
إذا رَابَهُ استِعصاؤُها ودِحالُها
ورواه بعضهم وحِدَالُها، وهما قريبا المعنى من السواء، وقوله:
أَوَاصْحَمَ حَامٍ جَرَامِيوَه حَزابِيةٍ حَيَدَى بالدِّحالِ
قال الأصمعي: الدِّحالُ: الامتناع كنه يوارب ويعصى، قال: وليس من الدَّحْلِ الذي هو سَرَبٌ.
قال شمر: قيل للأسدية: ما المُداحلةُ؟ فقالت: أن يليتَ الانسان شيئاً قد عَلمه أي يكتمه ويأتي بخبر سواه.
وفي حديث أبي وائل: قال ورد علينا كتابُ عمر ونحن بخانقين إذا قال الرجل للرجل: لا تَدْحَل فقد أَمنّه.
قال شمر: سمعت علىَّ بن مصعب يقول: لا تَدْحَل بالنبطَّية أي لا تخف.
وقال: فلان يَدْحَلُ عنيّ أي يفرّ، وانشد:
ورَجلٍ يَدْحَلُ عنِّـي دَحْـلاُ كَدَحَلانِ البَكْر لاقَى الفَحْلاَ
فكأن معناه لا تدحَلْ: لا تَهْرُب
وقال الليث: : الدَّاحوُلُ، والجميع الدَّواحِيلُ، وهي خشبات على رؤوسها خرقٌ كأنها طرادات قصار تركز في الارض لصيد الحُمُر والظباء.
وقال غيره: يقال للذي يصيد بالدَّواحِيل الظباء دَحَّالٌ، وربما نصب الدَّحَّالُ حبالةً بالليل للظباء وركز دواحيله واوقد لها السُّرجَ.
وقال ذو الرمة يذكر ذلك:
ويَشْرَبْنَ أَجْناً ولنُّجومُ كأنهـا مصابيحُ دَحَّالٍ يُذَكَّى ذُبالُها
اللحياني عن أبي عمرو: الدَّحِلُ والدَّحِنُ: الخبُّ الخبيث.
أبو عُبيد عن الأصمعي مثله، قال: وقال الاُموي: الدَّحِلُ: الخداع للناس.
اللحياني عن أبي عمرو: الدَّحِلُ والدَّحِنُ: البطين العريض البطن.
وقال النضر: الدَّحِلُ من الناس عند البيع من يُدَاحِلُ الناسَ ويُماكسهم حتى يستمكن من حاجته، وانه ليداحله أي يُخادعهُ.
ثعلب عن أبن الأعرابي قال: الدَّاحِلُ: الحُقُودُ بالدال.
لحد
قال الليث: : اللَّحْدُ: ما حُفرَ في عرض القبر، وقبر ملحودٌ له ومُلحَدٌ، وقد لَحَدُوا له لَحداً، وانشد:
أنَاسيُّ مَلْحُودٌ تحت الحاجب باللحد، وذلك حين غارت عيون الابل من تعب السير.
أبو عُبيد عن أبي عُبيدة: لَحَدْتُ له وأَلْحَدْتُ له، وقال الله عز وجل: (لسانُ الذَّي يُلْحِدُوُنَ إليه أعْجَمِيٌّ وهذا لِسانٌ عَرَبيٌ مُبينٌ).
وقال الفراء: يُقرأ يَلحَدُون ويُلْحِدُون، فمن قرأ يلحَدون أراد يميلون إليه، ويُلحدون: يعترضون، قال: وقوله: (ومَنْ يُرِدْ فيه بإلحادٍ بظُلْمٍ) أي باعتراضٍ.
الحراني عن أبن السِّكِّيت قال: المُلْحِدُ: العادل عن الحقِّ، المُدخل فيه ما ليس فيه، قد ألحَدَ في الدين ولحد، قال: وقُرِئَ: يُلحِدُون إليه ويَلْحَدُون أي يميلون. وقد أَلْحْدْتُ للميت لَحْداً ولَحَدْتُ، قال: واللَّحْدُ: الشق في جانب القبر، والضريح والضريحة: ما كان في وسطه، وانشد شمر لرؤبة:
بالعَدْل حتى انْضَمَّ كلُّ عانِدِ وتَرَكَ الالْحادَ كُلُّ لاحِـدِ
فجاء باللغتين معاً، وقال: لَحْدُ كل شئ: حرفهُ وناحيته، وقال:
قَلْتَانِ في لَحْدىْ صَفاً مَنْقُور
وركيَّةُ لَحُوُد: زوراءُ أي مُخالفةٌ عن القصد.
وقال الزجاج في قوله: "ومَنْ يُردْ فيه بإلحادٍ?قيل الإلحاد فيه الشرك بالله، وقيل: كلُّ ظالمٍ فيه مُلْحِدٌ، وجاء عن عمر أن احتكار الطعام بمكة إلْحادٌ، وقال بعض اهل اللغة: معنى الباء الطَّرْح، المعنى ومن يد فيه الحادا بظلم، وانشدوا:
هُنَّ الحرائرُ لا رَبَّاتُ أَخْـمِـرَةٍ سُوُدُ المحاجِر لا يقْرَأْنَ بالسوُّرِ
المعنى عندهم لا يقرأن السور، قال: ومعنى الالحاد في اللغة: المَيْلُ عن القصدِ. وقال الليث: : أَلْحَدُ في الحَرَمِ إذا تَرَكَ القَصد فيما امر به ومال إلى الظلم وانشد:
لما رأَى المُلْحِدُ حينَ أَلْحَـمـا صَوَاعِقَ الحجَّاج يَمْطُرْنَ دَمَا
قال: وحدثني شيخٌ من بني شيبة في مسجد مكة قال: اني لأذكر حين نصب المنجنيق على أبي قُبيس، وابن الزبير قد تحصَّنَ في هذا البيت، فجعل يرميه بالحجارة والنيران، فاشتعلت النار في استار الكعبة حتى أَسرعت فيها، فجاءت سحابةٌ من نحو الجُدَّةِ فيها رعدٌ وبرقٌ مرتفعة كأنها ملاءهٌ حتى استوت فوق البيت فمطرت فما جاوز مطرها البيت ومواضع الطواف حتى اطفأت النار وسال المرزاب في الحجر، ثم عدلت إلى أبي قُبيس فرمت بالصاعقة فأحرقت المنجنيق وما فيها، قال: فحدثتٌ بهذا الحديث بالبصرة قوماً، وفيهم رجلا من اهل واسط، وهو أبن سليمان الطيّار شعوذي الحجاج، فقال الرجل: سمعت أبي يحدث بهذا الحديث، وقال لما احرقت المنجنيق امسكَ الحجاج عن القتال، وكتب إلى عبد الملك بذلك، فكتب إليه عبد الملك: اما بعد، فأن بني اسرائيل إذا قربوا لله قربانا فتقبله منهم بعث نارا من السماء فأكلته، وان الله قد رضي عملك، وتقبل قربانك، فجدَّ في أمرك والسلام.
قال شمر: روى عن أبو عمرو الشيباني لامية بن أبي الصلت: اعلم بأن الله ليس كصُنْعهِ صُنْعٌ، ولا يخفى عليه الملحد أي المشرك، وروى السُّدِّى عن مرة عن عبد الله: لو هَمّ العبد بسيئة، ثم لم يعملها لم تكتب عليه، ولو همّ بقتل رجل، وهو بعدنَ أَبْيَنَ، وهو عند البيت لإذاقه الله العذاب الاليم، ثم تلا الآية.
يقال: ما على وجه فلان لُحادَةُ لحم ولا مُزْعَةُ لحم أي ما عليه شئ من اللحم لِهُزاله. وقال الفراء في قول الله جل وعز: (ولَنْ أَجِدَ من دُونِهِ مُلْتَحَداً. إلا بَلاغَاً من الله) أي ملجأ ولا سراباً ألجأ إليه. أبو عُبيد عن الاحمر. لَحدْتُ: جُرْتُ وملت. وألحَدْتُ: ما رَيتُ وجادلتُ. دلح قال الليث: : الدَّالِحُ: البعير إذا دَلَحَ وهو تثاقله في مشيه من ثقل الحمل. والسحابة تَدْلَحُ في سيرها من كثرة مائها. كأنها تنخَزل انخزالا. وفي الحديث: "كُنَّ النِّساءُ يَدْلَحنَ بالقِرَب على ظهورهنّ في الغزو?أي يستقين ويسقين الرجال. ويقال: تدالح الرجلان الحِمْل بينهما تدالحُااي حملاه بينهما. وتدالحا العِكم إذا أدخلا عُوداً في عُرى الجُوالق. وأخذا بطرفي العُود فحملاه. وفي حديث آخر أنَّ سلمان وأبا الدرداء اشتريا لحما فتدالحاهُ بينهما على عود. أبو عُبيد عن أبي عمرو: الدَّلْحُ: مشى الرجل بحمله وقد اثقله، يقال: دَلَح يَدْلَحُ وسحائبُ دُلَّحُ: كثيرة الماء. قال النضر: الدَّلاحُ من اللبن: الذي يكثر ماؤه حتى تتبين شهبته. ودَلْحَتُ القوم ودَلَحْتُ لهم وهو نحو ذلك من غسالة السقاء في الرِّقة أرقُّ من السمّارِ. وفرسٌ دالحٌ: يَخْتالُ بفارسهِ ولا يُتْعِبُه وقال أبو داود: ولَقَد أغْدو بِطرْفٍ هَيْكَلٍ سَبط العُذْرَةِ مَيَّاسٍ دُلَحْ ندح قال الليث: النَّدْحُ: السَّعَة والفُسحة، تقول: انك لفي نَدحَةٍ من الامر ومندوحةٍ منه وارضٌ مَنْدوحَةٌ: بعيدة واسعة، وقال أبو النجم: يُطَوَّحُ الهَادِي به تَطْويحاً إذا عَلا دَوِّيَّهُ المَنْدُوحا قال: والدَّوُّ: بلدٌ مستو احد طرفيه يتاخم الحفر المنسوب إلى أبي موسى وما صاقبه من الطريق، وطرفه الآخر يتاخم فلوات ثبرة وطويلع وأمواها غيرهما. والنَّدْحُ في قول العجاج الكثرة حيث يقول: صِيدٌ تَسامَي وُرَّماً رِقابُها بنَدْح وَهْمٍ قَطِمٍ قَبْقَابُها وفي حديث عمران بن حصين انه قال: "أن في المعاريض لمندوحة عن الكذب قال أبو عُبيد: قوله: مندوحة يعنى سعةً وفُسْحَةً. قال: ومنه قيل للرجل إذا عظم بطنه واتسع: قد اندَاحَ بطنهُ واندَحَى لغتان، فأراد أنَّ في المعاريض ما يستغنى به الرجل عن الاضطرار إلى الكذب المحض. قلت: اصاب أبو عُبيد في تفسير المنْدُوحَة انه بمعنى السعة والفسحة، وغلطَ فيما جعله مشتقا منه حين قال: ومنه قال: اندَاحَ بطنه واندَحى، لان النون في المندوحة اصلية، والنون في انداح واندَحَى غير اصلية، لأن انْداحَ من الدّوْح واندَحَى من الَّدحْوِ فبينهما وبين النَّدْح فُرْقان كبيرٌ، لأن المندوحة مأخوذة من أَنداحِ الارض، واحدها نَدْحُ، وهو ما اتسع من الارض، ومنه قولُ رُؤْبَة: صِيرَانُها فَوْضى بِكُلِّ نَدْح ومن هذا قولهم: لك مُنْتَدَحٌ في البلاد أي مذهب واسعٌ عريض. أبن السِّكِّيت: يقال: لي عَنه مندوحة ومُنْتَدَح. قال: والمُنتَدَحُ: المكان الواسع وهو النَّدْحُ، وجمعهُ أَندَاح. وقد تَنَدَّحَتِ الغنم في مرابضها إذا تَبَدَّدَتْ واتسعت من البطنة، ولا تقل مَمْدُوحة. وفي حديث ام سلمة انها قالت لعائشة حين أرادت الخروج إلى البصرة: قد جمع القرآن ذيلك فلا تندَحيه. وبعضهم رواه فلا تَبْدحيه بالباء، فمن قاله بالباء ذهب به إلى البَداح، وهو ما اتسع من الارض. ومن رواه بالنون فقد ذهب به إلى النَّدْح. ويقال: نَدَحْتُ الشئ نَدحاً إذا وسعته وقال أبن السِّكِّيت: تَندَّحَتِ الغَنَمُ في مرابضها إذا تَبَدَّدَتْ واتسعت. ومنه يقال: لي عنه مَنْدُوحَة ومُنْتَدح أي مكان واسعٌ. حند اهمله الليث: . وروى أبو العباس عن أبن الأعرابي قال الحُنُدُ: الاحساء، واحدها حَنُود، وهو حَرفٌ غريب. قلت: أَحسبهُ الحُتُد بالتاء، واحدها حَتُود، ومنه قولهم: عَيْنٌ حُتُدٌ: لا ينقطع ماؤها. دحن قال الليث: : الدَّحِنُ: العظيم البطن، وقد دَحِنَ دَحَناً. قال: وقيل لابنه الخُس: أي الإبلِ خَيرُ؟ فقالت: خَيرُ الإبل الدِّحنة الطويل الذراع القصيرُ الكُراع، وقلما تجدنه. قال: الليث: والدَّحنّة: الكثير اللَّحمِ الغليظ. قلت انا: ناقةُ دِحنّةُ ودِحِنَّةُ بفتح الحاء وكسرها، فمن كسرها فهو مثل امرأة عِفِرَّة وصبرة، ومن فتح فهو مثالُ رجُل عكب وامرأة عَكبة إذا كانا جافيي الخْلق، وناقةُ دفَفقةُ: سريعة. وأنشد ابنُ السكيت: إلا ارْحلوا دِعكنةً دِحِـنة بما ارتعى مُزهية مُغنية ويروي: ألا ارْحلوا ذا عُكنة أي جملاً ذا عُكن من الشَّحم، وهو أشبهُ، لأنه وصفه بنعت الذَّكَر فقال: ارتعى. أبو عُبيد عن الأصمعي قال: : الدَّحِل والدّحِنُ: الخبُ. وقال ابن الأعرابي: الدَّحلُ: الداهيةُ المُنكر، والدّضحِنُ: السَّمين. وقال أبو عمرو: الدَّحِنُ والدِّحْونة: المندلق البطن وأنشد: دحونة مُكرَدس بلندح ودَحنْا: أسم أرض. وروي عن سعيدٍ انه قال: : خَلَق الله آدم من دَحنا. دنح أخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي يقال: دَنَّحَ الرجلُ ودّبَّحَ وردربح إذا ذَلَّ. وقال شمر: دَمحَ ودَبح، قال: والدِّنْح: يوم عيد من اعياد النصارى، وأحسبه مُعرباً. حفد قال: الليث: الحَفْدُ في الخدمة والعمل: الخْفَّةُ والسُّرْعة، وانشد: حَفَدَ الولائد حَولهُن وأسلمت بأكفهن أَزمةُ الأجـمـالِ وروي عن عُمر انه قرأ قُنوت الفجر: وإليك نسعى ونحفد. قال: أبو عُبيد: أصل الحفد: الخدمة والعمل. قال: : وروى عن مجاهد في قول الله جلَّ وعزّض: ( بنين وحَفَدة) انهم الخدم، وروي عن عبد الله أنهُم الاصهار، قال: أبو عُبيد: وفي الحفد لغة أُخرى: احفد إحفاداً، وقال الراعي: مزَايِدُ خَرقاء اليَدين مُسـيفة أخَبَّ بِهن المُخلفان وأحفدا قال: فيكون احفدا خدما، وقد يكون احفد غيرهما. قال: : وأراد بقوله: وإليك نَسعى ونَحفد: نعمل لله بطاعته. وقال الليث: الاحتفاد: السُّرعة في كلِّ شئ، وقال العشى يَصِف السَّيف: ومُحتفد الوّقع ذُو هَبَّةٍ اجاد جلاَه يدُ الصَّقيل قُلتُ: ورواه غيره: ومُحتفل الوقع باللام، وهو الصَّوَابُ. حدَثنا أبو زيد عن عبد الجبار عن سفيان قال: حدثنا عاصم عن زرّقال: قال: عبد الله: يا زِرّ، هل تدري ما الحفدة؟ قال: نعم، حُفّاد الرَّجل: من ولده وولده ولده، قال: لا، ولكنهم الأصهار، قال: عاصم: وزعم الكَلبي أنّض زِراً قدْ لأصاب، قال سفيان: قالوا: وكذب الكَلْبي. وقال ابن شُميل: من قال الحفدة: الأعوان فهو أتبع لكلام العَرَب مَّمن قال الأصهار. وقال الفرَّاء في قوله جلَّ وعزَّ: (بنين وحفدة)، الحفدة: الأختانُ، وقال: ويقال: الأعوان، ولو قيل الحفدُ لكان صواباً، لأن الواحد حافد مثل القاعد والقعد. وقال الحسنُ في قوله: "بنين وحفدة"، قال: البنون: بَنُوك وبنو بنيك، واما الحفدةُ فما حَفَدك من شئ وعمل لك واعانك. وروى أبو حمزة عن ابن عَبَّاس في قوله: (بنين وحفدة) قال: من أعانك فقد حفدك، اما سَمِعت قوله: حفد الولائد حَولهن وأسلمت قال الضَّحَّاك في قوله: (بنين وحفدة) قال: بَنوُ المرْأة من زوجها الول، وقال عكرمةُ: الحفدة: من خدمك من ولدك وولد ولك، وقال الليث: الحفدة: البناتُ، وهن خدم الأبوين في البيت، قال: وقال بعضهم: الحفدة: ولد الولد. والحفدان: فوق المشي كالخبب. قال: والمحفد: شئ تُعلف فيه الدَّابة، وقال الاعشى. وسَقْي وإطعامي الشَّعير بمحفد قال: وامَحْفد: السَّنام. أبو عُبيد عن الأصمعي: المَحَافدُ في الثَّوبِ: وشَيهُ، واحدها مَحفد. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الحفدة: صُنَّاع الوَشي. والحفد: الوشي. وقال شَمِر: سَمعتُ الدَّارمي يقول: سَمعت ابن شُمَيْل يقول لطرف الثَّوب مِحْفد بكسر الميم. ثعلب عن ابن الأعرابي: أبو قَيْس: مِكيالُ واسمه المحفد، وهو القَنْفَلُ. فدح الليث: افدحُ: إثقال المر والحمل صاحبه، تقول: نَزَل بهم امر فادح وف الحديث "وعلى امسمين ألَّ يتركوا في الإسلام مَفدوحاً في فداءٍ أو عَقل"، قال أبو عُبيد: وهو الذي فدحهُ الدَّين أي أثقله. فحد
ثعلب عن ابنالأعرابي: واحد فاحد، قلت: هكذا رواه أبو عمرو بالفاء، وقرأت بخط شمر لابن العرابي قال: القَحَّادُ: الرجل الفردُ الذي لا أخ له ولا ولد، يقال: واحد قاحد صاخداً، وهو الصُّنبور، قلتُ: وانا واقف في هذا الحرف، وخطُّ شمر أقربهما إلى الصواب، كانه ماخوذ من قَحَدة السَّنام، وهو اصله. حدب قال الله جل وعزَّ: (وهمْ من كلِّ حدب ينسلون)، قال الليث: الحدبُ: حدور في صببٍ، ومن ذلك حدبُ الريح وحدب الرّضمل والجميعُ الحداب، وقال الفرَّاء: (وهم من كل حدبٍ ينسلون) من كلِّ أكمة، ومن كلِّ موضع مرتفع، وكذلك قال الزجاجُ: من كل حدبٍ، قال: الحدب: الأكمة. وقال الليث: احد: مصدر الأحدْب، والاسم الحثدبة، والفعل: حدب يحدبُ حدباً. قال: ويقال: أحدودب ظهره. قلت: والحدبة مُحركةُ الحروف: موضع الحدب في الظهر الناتئ، فالحدب دخول الصدر وخروج الظهر، والقعس: دخول الظَّهر وخروج الصَّدر. الليث: حدب فلاُ على فلان يَحْدب حدباً إذا عطف وحنا عليه، ويقال هُو لهُ كالوالد الحدب. وقال أبو عمرو: الحدأُ حُدبت عليه حداباً أي أشفقت. قال النَّضرُفي وظيفي الفرس عُجايتاهما وهما عصبتان تحملان الرِّجل كلها، قال: وأما أحْدباهما فهما عِرقان، قال: وقال بعضهم الأحدب في الذِّراع: عَرق مُستبطن عَظْمَ الذِّراع. ويقال: أجتمع النَّبيط يلعبون الحدبدبي وهي لعبةُ لهم. وحَدَب الشِّتاء: شدة برده "وسنة حدباء: شديدة?قال مُزاحم العُقيلي "في صفة الفرس لم يدرِ ما حَدَبُ الشتاءِ ونقصه ومضت صنابره ولم يتخدَّد أراد أنه كان يتعهده في الشتاءِ ويقومُ عليه والتحدب مثلُه، ومنه قوله: إني إذا مُضر على تَحَدَّبـت لاقيت مُطَّلع الجبال وعُورا الليث: يقال للدَّابة الذي قد بَدَت حَرَاقفُه وعَظُم ظهره حدباء حدبيرُ وحِدبارُ. وقال غيره: حَدَب السَّيل: ارتفاعه، وقال الفرزدق: غدا الحيُّ من بين الأعيلام بـعـد مـا جرى حَدَب البُهمي وهاجت أعاصره قال: حَدَب البُهمي: ما تناثر منه فركب بعضه بعضاً كحدب الرّضمل. وقال النَّضر: احدبة: ما أشرف من الأرض وغلظ، قال ولا تكون الحدبة إلا في قف أو غلظ أرض. وقال غيره: حُدب الأمور: شواقُّهها، واحدها حدباء، وقال الراعي: مروان أحزَمُها إذا نَزَلت بـه حُدب الأمور وخيرها مأمولا وسنةُ حدباء: شديدة، شُبهت بالدَّابة الحدباء. وقال الأصمعي: الحَدَبُ والحدر: الأثرُ في الجلد، وقال غيره: الحدر: السِّلع، قل: وصوابه الجدر بالجيم، الواحدة جدرة، وهي السِّلعة والضَّواة. شمِر: حدب الماء: ما ارتفع من امواجه، وقال العجَّاج: نَسْج الشَّمال حَدَب الغدير وقال ابن الأعرابي: حدبه: كثرتُه وارتفاعه، ويقال: حَدَب الغدير تحركُ الماء وامواجه، قال: والمُتحدب: المتعلق بالشئ الملازم له. "ابن بُزرج: يقال: اشترى الإبل في حداب على فعال أي في سنة حدْباء مثل فساق". دبح ابن شُمَيْل: دَبَّح الرَّجلُ ظهره إذا ثناه فأرتفع وسطه كأنه سنام. وقال الليث: التَّبيح: تنكيس الرأس في المشي، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى أن يدبح الرجل في ركوعه كما يدبح الحمار. وقال اب عُبيد: يُدبح، معناه يطأْطئ رأْسه في الركوع حتى يكون أخفض من ظهره. وقال الأموي: دبَّح تدبيحاً إذا طأطأ رأسه. وقال اللحِّياني: دمح ودبح ونحو ذلك قال شمر. وقال ابن الأعرابي: دبَّح ودنِّح إذا ذلَّ. وقال النضر: رملة مُدَبحة أي حدباء، ورمال مدابح. أبو عدنان عن الغنوي: دبَّح الحمارُ إا رثكب وهو يشتكي ظهره من دبره، فُيرخي قوائمه ويُطامن ظهره وعَجزه من الالم. أبو العباس عن ابن الأعرابي: مال بالدَّار دبيح ولا دبيح بالحاء والجيم، والحاء افصحهما ورواه أبو عُبيد: ما بالدار دبِّيح بالجيم، قلت: ومعناه من يدب. "وقال شمر: قال ابن الأعرابي: التَّدبيح: خفض الرأس وتنكيسه. وانشد أبو عمرو الشيبياني: ما رأى هِراوة ذاتَ عُـجـزْ دبّح واستخفى ونادى يا عُمر قال: والتدبيح: التطأطؤ. يقال: دبِّح لي حتى اركبك".
وقال شمر: قال أبو عدنان: التدَّبيح تدبيحُ الصبيان إذا لعبوا، وهو أن يطامن احدهم ظهره ليجئ الآخر يعدو من بعيد حتى يركبه. والتدبيحُ أيضاً: تدبيحُ الكمأة، وهو أن تنفتح عنها الأرض ولا تصْلع أي ل تظهر، حُكي ذلك عن العرب. بدح قال الليث: البَدْحُ: ضَربُك بشئ فيه رخَاوة، كما تأخذ بطيخة فتبدح بها انساناً، تقول رأيتهم يتبادحون بالكُرين والرُّمان ونحوه عبثاً يعني رمياً. أبو عُبيد: بَدَحت المرأة وتبدَّحت. وهو جنس من مشيتها. وقال أبو عمرو: التَّبَدُّح: حُسن مشية المرأة، وانشد: يبدحن في أسْوُق خُرسٍ خلالخها أبو عُبيد عن الأصمعي قال: البَدَاح على لفظ جناح: الأرض اللينة الواسعة. وقال أبو عمرو: البَدحُ: عجزُ الرجل عن حمالة يحملها، وعجز البعير عن حمله، وانشد: إذا حَمَل الأحمال ليس ببادح شمر عن الأصمعي: البداح والأبدحُ والمبدوح: ما أتسع من الأرض، كما يقال الأبْطح والمبطوح، وانشد: إذا عَلا دَوِّية المبدوحا رواه بالباء. وقال أبو عمرو: الأبدح: العريضُ الجنين من الدواب، وقال الراجز: حتـى يُلاقـي ذات دفً ابْـدح بمُرهف النصَّل رغيب المجْرَحِ أبو عُبيد عن الفرَّاء: بدَحْتُه بالعصا وكفحته بَدحاً وكَفحاً إذا ضربته. وقال الأصمعي في كتابه في الامثال يرويه أبو حاتم له يقال: اكل مالهُ بأبْدحَ ودُبْيح، قال الأصمعي: إنما أصله دُبيح، ومعناه انه أكله بالباطل، وحكاه ابن السِّكِّيت: أخذ ماله بأبدح ودُبيح، أخبرني بذلك المنذري عن الحرّاني عنه، وقال سمعتُ التَّوزي يقول: يقال اكل ماله بأبْدح ودُبيح أي بالباطل، قال: يُضرب مثلاً للأمر الذي يبطُلُ، وكلهم قال دبيح بفتح الدَّال الثَّانية. عمرو عن أبيه: يقال ذَبَحه، وبذحه، ودبحه وبدحه ومنه سُمي بُديح المُغني، كان إذا غَنَّي قطع غناء غيره بحُسن صوته. دحب أهمله الليث، وقال ابن دريد: الدَّحْب: الدَّفْع، وهو الدَّحْم، يقال: دحبها ودحمها في الجماع، والاسم الدُّحاب. ح د م حدم، حمد، مدح، دمح، دحم: مستعملات. حدم قال الليث: الحدمُ: شدة إحماءِ الشِّيء بِحَرِّ الشمس والنار، تقول: حَدَمه كذا فأحتدم. وقال الاعشى: وإدلاح لَيْل على غِـرةٍ وهاجرةٍ حَرُّها مُحتدم أبو عُبيد عن الفرَّاء: للنّار حدمة وحمدة، وهو صوت الالتهاب، وهذا يوم مُحتدم ومُحتمِد، وقال أبو عُبيد: الاحْتِدامُ: شِدَّةُ الحر. وقال أبو زيد. احْتمد يْومنا واحتدم. وقال أبو حاتم. الحدمةُ: من أصواتِ الحِّية، صوت حضفة كأنه دويُّ يحتدم، واحتدمت القِدرُ إذا اشتدّ غليانها. وقال أبو زيد: زفير النّار: لهبُها وشهيقها، وحدمها وحمدها وكلحبتها بمعنى واحد. واحتدم الشرابُ إذا غلى، وقال الجعدي يصف الخمر: رُدت إلى أكلفِ المناكب مرْ شُوم مُقيم في الطِّين مُحتدم دحم قال الليث: دَحم ودحمان: من الاسماء، والدحم النكاح، يقال: دحمها دحماً، وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قيل له: هل يَنكح اهل الجَّنة؟ فقال دْحماً دْحماً أي يدحمون دّحْماً، وهو شدة الجماع. ودْحمة: اسم امرأة، ودُحيمُ: اسم رجل ابن الأعرابي: دحمه دَحماً إذا دفعه، وقال رؤبة: ما لم يُبح يأجوج رَدم يَدحمه أي يدفعه. وأنشد أبو عمر: قالت وكيف وهو كالمُمَرتك إني لطول الفشل فيه اشتكي فأدءحمه شيئاً ساعةً ثم اترك مدح قال الليث: المَدْحُ: نقيض الهِجاء، وهو حُسن الثَّناء، يقال: مدَحتُه مَدحة واحدة، والمدحة: أسم المديح، والجميع المدِح، قال: والمُثنى يمْدح ويمتدح قُلُتُ: ويقال: فلان يَتَمدح إذا كان يُقّرظُ نفسه ويُثني عليها. والممادح ضدُّ المقابح، والمدائح جمع المديح. من الشعر الذي مُدح بِه. ورَجُلُ مَداحُ: كثير المدْح للملوك. حمد الليث: الحمدُ: نقيض الدَّمِّ، يقال: حمدته على فعله، ومنه المحمدةُ، وقال الله جل وعزَّ (الحمدُ لله رب العالمين).
قال الفرَّاء: أجتمع القُرَّاء على رفع الحمدُ لله، فأما أهل البدو فمنهم من يقول: الحمدَ لله، ومنهم من يقول الحمدِ لله بخفض الدال، ومنهم من يقول: الحمدُ لله فيرفع الدَّال واللام، قال أبو العباسُ: الرفعُ هو القراءةُ، لأنه المأثورُ، وهو الاختيار في العربية.
وقال النحويون: من نصب من الاعراب، الحمد لله فعلى المصدر أحمد الحمد لله، واما مَنْ قرأ: الحمد لله فإن الفرَّاء قال: هذه كلمة كَثُرت على ألسن العرب حتى صارت كالاسم الواحد، فَثَقُل عليهم ضَمُها بعد كسرة فأتبعوا الكسرة الكسرة.
وقال الزّجَّاج: لا يُلتفت إلى هذه اللغة ولا يُعبأ بها، وكذلك من قرأ: الحمدُ لله في غير القرآن فهي لغة رديئة.
وقال الأخفش: الحمد لله: الشُّكر لله، قال: والحمدُ أيضاً: الثناء، قلت: الشكرُ لا يكون إلا ثناءٍ ليدٍ أوليتها، والحمدُ قد يكون شُكراً للصنيعة ويكون ابتداء للثناء على الرَّجُل، فحمدُ الله الثناء عليه، ويكون شُكراً لنعمه التي شملت الكُل.
وقال الليثأحمَدت الرجلَ: وجدْتُه محموداً، وكذلك قال غيره: يقال: أتينا فُلاناً فأحمدناه وأذممناه، أي وجدناه محموداً او مذموماً.
وقال الليث: حُمداك أن تفعل كذا أي حَمدُك، وحُمادك أن تنجو من فُلان رأساً برأس.
أبو عُبيد عن الأصمعي: حبابك أن تفعل ذاك، ومثله حُمداك: وقال أُم سلمة: حُماديات النسِّاء غضُّ الطَّرف وقصر الوهازة، معناه غاية ما يُحمد منهن هذا، وقيل: غُنماك بمعنى حُمادك، وعنانك مثله.
وقال الليث: التَّحْميد: كُثرة حمد الله بالمحامد الحسنة. قال: واحمد الرَّجلُ إذ فعل ما يُحمد عليه.
وقال الأعشى:
وحمدت إذ نجَّيت بالأمس صِرمةً لها غُددات واللواحق تلـحـق
ومُحمَّداً وأحمد اسما نبينا المصطفى صلى اله عليه. وقول العرب: أحمد إليك الله.
قال الليث معناه أحمد معك الله، وقال غيره: أشكر إليك أيادية ونعمه.
وقال ابن شُمَيْل في قول أحمد إليكم غسل الإحليل أي أرضاه لكم، أقام إلى مُقام اللام الزائد: وقال شمر: بلغني عن الخليل أنه قال: معنى قولهم في الكُتب: فأني أحمد إليك الله أي أحمد معك الله، كقول الشاعر:
ولوحي ذراعين في بركةٍ إلى جُؤجوِ رهل المنكب
يريد مع بركة.
ويقال: هل تحمد لي هذا الامر أي هل ترضاه لي.
وفي النوادر: حمدت على فلان حمداً وضمدت ضمداً إذا غضبت، وكذلك أرمت أرماً.
وقول المُصلي: سُبحانك الله وبحمدك المعنى وبحمدك أبتدي، وكذلك الجالب للباء في بسم الله الابتداء، كأنك قلت: بدأُت الحال انبأت انك مُبتدئ.
أبو عُبيد عن الفرَّاء: للنار حَمَدَة، ويومُ محتدم ومُحتدِم: شديد الحرِّ.
والحميدُ من صفات الله بمعنى المحمُود، ورجل حُمَدَة: كثير الحمد. ورجل حمَّاد مثله.
ومن امثالهم: "من انفق ماله على نفسه فلا يَتَحمد به إلى الناس"، المعنى أنه لا يُحمد على إحسانه إلى نفسه، إنما يُحمد على إحسانه إلى الناس.
دمح
شمر عن ابن الأعرابي: دَمَّحَ ودَبح إذا طأطأ رأسه.
حتر
قال الليث: الحتر: الذَّكر من الثعالب، قلتُ: لم أسمع الحتر بهذا المعنى لغير الليث، وهو منكر.
وقال الليث: الحتار: ما استدار بالعين من زيق الجفن من اطن.
قال: وحِتار الظُّفر: ما احاط به، وكذلك ما يحيط بالخباء، وكذلك حِتار الدُّبر: حلقته.
قال: والمُحْتُر: الذي لا يُعطي خيراً ولا يُفضل على احد، إنما هو كفاف بكفاف لا ينفلت منه شئ، قد أحتر على نفسه وأهله، أي ضيق عليهم ومنعهم خيره.
أبو عُبيد عن أبي زيد: حترت له شيئاً بغير الف، فإذا قال: أقلَّ الرجلُ وأحتر قاله بالالف، والاسم منه الحتر، وانشد للأعلم الهُذلي:
إذا النفساءُ لم تُخرس بِبِكـرهـا غُلاماً ولم يُسكت بحتر فطيمها
وأخبرني الإيادي عن شمر: الحاتر: المُعطي وأنشد:
إذ لا تبضُّ إلـى الـتَّـرا ئك والضَّرائك كفُّ حاترِ
قال: وحترتُ: أعطيتُ عن أبي عمرو، قال: وقال غيره: كأن عطاؤك إياه حقراً حتراً أي قليلاً، وقال رؤبةُ:
ألا قليلاً من قليل حتر
قال: وأحتر علينا رِزقنا أي أقلَّه وحبسه، قال: ويقال: ما حترت اليومَ شيئاً أي ما أكلته.
وقال الفرَّاء: حَتَرَة يَحُرُه إذا كساه واعطاه، وقال الشَّنفري:
وأمِّ عيالٍ قدء شهدت تقويمهم إذا حترتهم أتفهت وأقلـت غيره: أحترْت العُقدة إحتاراً إذا احكمها فهي محترة، وبينهم عَقْدُ مُحتر: قد أستوثق منه. وقال لبيد: وبالشَّفْح من شرْقي سلمى مُحارب شُجاع وذُو عَقدٍ من القوم مُحتر ابن السكِّيت عن الفزاري قال: الحتيرة: الوكيرة، وهو طعامُ يصنع عند بناء البيت، قُلْتُ وانا واقف في هذا الحرف، وبعضهم يقول: حثيرة بالثاء. أبو عُبيد عن الأصمعي قال: الحُتُر أكفهُ الشِّقاق، كل واحد منها حتار. وقال أبو زياد الكلابي: الحترُ: ما يوصل بأسفل الخباءِ إذا ارتفع عن الارض وقلص ليكون سترا، يقال منه حَتَرُت البيت. ترح التَّرَح: نقيض الفَرَح، ويقال: بعد كُلِّ فَرْحة ترْحة. قال: والمتراح من النُّوق: التي يُسْرعُ انقطاع لبنها، والجميع المتاريح. وقال أبو وجزة السَّعدي يمدح رَجلاً: يُحيون فياض النَّدى متفصلاً إذا التَّرح المناع لم ينفصل قال: التَّرحُ: القليل الخير. وقال: شمر: قال ابن مناذر: التَّرَحُ: الهُبُوط وما زلنا مُنذ الليلة في ترح، وأنشد: كان جَرْسَ القتب المضبـب إذا انتحى بالترح المُصوب وقال: الانتحاء: أن يسقط هكذ1، وقال بيده بعضها فوق بعض، وهو في السجود أن يُسقط جبينه إلى الأرض ويَشُده ولا يعتمد على راحيته ولكن يعتمد على جبينه، حكى شمر هذا عن عبد الصمد بن حسان عن بعض العرب. قال شمر: وكنت سألت ابن مناذر عن الإنتحاء في السُّجود فلم يعرْفه. قال: فذكرتُ له ما سمعت، فدعا بداوته وكتبه بيده. حدَّثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، قال حدَّثنا أبي، قال: حدَّثنا الفضلُ بن دُكين، قال: حدَّثنا أبو معشر عن شُرحبيل بن سعد عن علي بن أبي طالب، قال: نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لِباس القسِّي المُترح وأن أفترش حِلس دابَّتي الذي يلي ظهرها، وألا اضع حَلس دابتي على ظهرها حتى اذكر اسم الله، فإن على كل ذِروةٍ شيطاناً، فإذا ذكرتم اسم الله ذهب. قُلْتُ: كأن المُترح المُشبع حُمرة كالمعصفر. والترحُ: الفقرُ، قال الهُذلي: كسوت على شفا ترح ولـؤم فأنت على دريسك مُسْتميت دريسك: خَلَقك، على شفا ترْح أي على شرف فقر وقلة، يقال: قليلُ ترحُ. حرت قال الليث: حَرَت الشئ يُحرته حَرتاً وهو قطعُك إياه مستديراً كالفلقة. قال: والمحروت: أصل الأنجذان، قلت: ولا أعرف ما قال الليث في الحرتِ أنه قطعُ الشئ مُستديراً، وأظنه تصحيفاً، والصَّوابُ خَرَت الشئ يخرته خرتاً بالخاء المعجمة، لن الخرتة هي الثَّقْبُ المُستدير. وروى أبو عمرو عن أحمد بن يحيى عن أبيه أنه قال: الحُرتة بالحاء: أخْذُ لذعة الخردل إذا أخذ بالانف. قال: والخرتة بالخاء: ثقبُ الشغيزة وهي المسلة. وروى ثعلب عن ابن الأعرابي: حرت الرجلُ إذا ساء خُلقه. وقال ابن شُمَيْل: المحْروتُ: شجرة بيضاء تجعل في الملح لا تُخالط شيئاً إلا غلب ريحها عليه، وتنبت في البادية، وهي ذكية الريح جداً، والواحدة محروتة. وقال الدينوري: هي اصل الأُنجذان. لتح قال الليث: اللتح: ضرب الوجه والجسد بالحصى حتى يؤثر فيه من غير جرْح شديد، وقال أبو النجم: يَلتحن وَجهاً بالحصى مَلتُوحاً يصف عانة طردها مِسلحها، وهي تعدُو وتُثير الحصى في وجهه. أبو زيد: لَتَحها لتْحاً إذا نكحها وجامعها ولا لاتح، وهي ملتوحة. وأخبرني المثنذري عن أبي الهيثم أنه قال: لتحت فُلاناً ببصري أي رميته، حكاه عن أبي الحسن الأعرابي الكلابي، وكان فصيحاً. ابن الأعرابي: رجل لاتِح ولُتاحُ ولُتحة ولَتِح إذا كان عاقلا داهياً، وقومُ لُتاح، وهم العقلاء من الرجال والدُّهاةُ. الأموي: اللَّتحانُ: الجائع، وأمرأةُ لَتْحى: جائعة. حلت قال الليثُ: الحِلْتيت. الأنجزذُ، وأنشد: عليك بِقُناةٍ وبِسـنـدوسٍ وحلتيت وشئٍ من كنعد قلت: أظن هذا البيت مصنوعاً ولا يحتج به، والذي حفظته عن البحرانيين: الخلتيت بالخاء: الأنزذ، ولا أراه عربياً مَحضاً. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي: يوم ذو حِلِّيت إذا كان شديد البرد، والأزيز مثله.
قال: والحلتُ: لُزُوم ظهر الخيل. وقال ابن الفرج: قال ألكِسائي: حَلَتُّه أي ضربته، قال: وغيره يقول: حَلاته. اللحياني: حلأتُ الصوفَ عن الشاة حلأ، وحلتهُ حلتاً، وهي الحُلاتة والحلاة للنُّتافة: وحِلِّيت أقوت منهما وتبدلت ويوري بحلية. لحت قال ابن الفرج: قال السليمي: بَرْدُ بحتُ لَحت أي برد صادِق. وقال غيره: لَحَتَ فلانُ عصاه لحتاً إذا قَشَرها، ولحته بالعذل لحتاً مثله. حتل أهمله الليث، وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: الحاتلُ: المثلُ من كل شيئ. قُلتُ: الأصلُ فيه الحاتن، فقلبت النون لاما، وهو حَتْنه وحتله أي مثله. نحت قال الليث: النَّحْتُ نَحْتُ النَّجَّار الخشب، يقال هو ينحت لُغتان وجمل نحيتُ قد انحتت مناسمه، وانشد: وهو من الأين وج نحيت والنحاتة: نحتها نحتاً إذا جامعها، ولحتها مثله. أبو عُبيد عن أبي زيد: إنه لكريمُ النَّتيحة والطَّبيعة والغريزة بمعنى واحد. وقال اللحياني: الكرمُ من نحته ونحاسه، ونحتُ على الكرم وطبعُ عليه. حتن قا الليث: الحتن من قولك: تحاتنت دُمُوعه إذا تتابعت. وقال الطَّرماحُ: كأن العيون المرسلات عشيةً شآبيب دمع العبرة المتحاتن قال: وتحاتنت الخِصال في النِّصال إذا وقعت خَصَلات في اصل القرطاس، قيل: تحاتنت أي تتابعت. قال: والخصلةُ: كل رمية لزمت القرِطاس من غير أن تصيبه. قال: وأهل النِّضا يحسبون كل خصلتين مُقرطسة. قاله: وإذا تصارع الرجلان فصُرع أحدهما وثب ثم قال: الحتني لا خيرَ في سهم زلج. وقوله: الحتني أي عاود الصِّراع. قال: والزَّالج: السَّهم الذي يقع بالارض ثم يصيب القرطاس. قال: والتَّحاتنُ: التَّباري. وقال النابغة يصفُ الرِّياح واختلافها: شمالُ تُحاذيها الجنوبُ بقرضها ونزعُ الصَّبامُور الدَّبور تُحاننُ أبو عُبيد: المُحتتنُ: الشئ المُستوي لا يخالفُ بعضه بعضاً. وأنشد غيره للطرماح: تلك أحسابنا إذا احتتن الخـص لُ ومُدَّ المدى مدى الأغراض احتتن الخصلُ أي استوى إصابة المتناضلين، والخصلة: الإصابة. وخَصَلتُ القومَ خصلاً إذا فضلتهم، وستقفُ على تفسير الخصل مُشبعاً في موضعه في كتاب الخاء إن شاء الله. ويقال: فلانُ سِنُّ فلانٍ وتنه وحتنهُ إذا كان لِدته على سنه. وقال الأصمعي: هُما حتنان أي تِربان مُستويان، وهم أحتْان أتنان. وحوْتنان: واديان في لاد قَيْس كلُّ واد منهما يقال له حَوْتنان، وقد ذكرهما تميمُ بن أبي بن مقبل فقال: ثُم استغاثوا بماءٍ لا رشاء لـه من حوتنانين لا مِلح ولا زنن أي ولا ضيق قليل. ويقال: رمى القومُ فوقعت سهامهم حتنى أي مستوية لم ينضل أحدهم أصحابه. أبو العباس عن ابن الأعرابي: رمى فأحتنن إذا وقعت سِهامه كلُّها في موضع واحد. حنت أبو زيد: رجلُ حنتاوُ، وامرأة حنتاوةُ وهو الذي يعجب بنفسه وهو في أعيُن الناس صغير. نتح قال الليث: النَّتح: خُروج العرق من أصول الشَّعر، وقد نَتَحضه الجلدُ، ومناتُح العرق: مخارجه من الجلد، وانشد: جونُ كأن العرق المنتوحا لبسه القطران والمسوحا وقال غيره: نتح النِّحي إذا رشح بالسمن، وذفرى البعير تنتح إذا سار في يوم صائف شديد الحر فقطر ذفرياه عرقاً. وقال ابن السكيتُ: نتحَ النِّحْيُ ورشح ومث، ونضحت القربةُ والوطب. وروى أبو تراب عن بعض العرب: أمتتَحْت الشئ وانتتحتْه وانتزعته بمعنى واحد. ح ت ف حتف، حفت، فتح، تفح، تحف. حتف قال الليث: الحتفُ: الموْت، وقول العرب: مات فلان حتف انفه أي بلا ضربٍ ولا قتلٍ، والجميع الحتوف، ولم اسمع للحتف فعلا. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من مات حتف انفه في سبيل الله فقد وقع اجره على الله". قال أبو عُبيد: هو أن يموت موتاً على فراشه من غير قتل ولا غرق ولا سبع ولا غيره. وروى عن عُبيد بن عُمير انه قال في السمك "ما مات حتف أنفه فلا تأكله". يعني الذي يموت في الماء وهو الطافي. وقال غيره: إنما قيل الذي يموت على فراشه مات حتفانفه. ويقال حَتْفَ أنفيه، لأن نفسه تخرُجُ بتنفسه من فيه وانفه.
ويقال ايضاً: ماتَ حتفَ فيه، كما يقال: مات حتف أنفه، والانف والفمُ: مخرجا النَّفس.
ومن قال: حتف انفيه، احتمل أن يكون أراد بأنفيه سمي انفه وهما منخراه، ويُحتمل أن يراد به انفه وفمُه فَغلب أحدُ الإسمين على الآخر لتجاورهما.
شمر: الحتفُ: الأمرُ الذي يوقع في الهلاك، والسَّبب الذي يكون به الموت، وانشد لبعض هُذيل:
فكان حتفاً بِمـقـدار وادركـه طول النهار وليلُ غير مُنْصرم
تفح
التُّفاح هذا الثمر المعروف، وجمعه تفافيح، وتُصغر التُّفاحة الواحدة تفيفيحة، والمتفحة: المكان الذي يُنبت فيه التُّفاح الكثير.
تحف
قال الليث: التُّحفة ابدلت التاء فيها من الواو إلا أن هذه التاء تلزم تصريف فعلها إلا في التفعيل فإنه يُقال: يَتَوحف، ويقولون أتحفته تُحفة يعني طرف الفواكه وغيرها من الرياحين.
قلت: وأصل التُحفة وحفة، وكذلك التُّهمة أصلها وهمة وكذلك التخمة. ورجل تُكله والاصل وكلة، وتقاة أصلها وقاة، وتراث أصلها وراث.
فتح
قال الليث: الفتحُ: افتتاح دار الحرب، والفتح: نقيض الإغلاق، والفتح: أن تحكم بين قوم يختصمون إليك كما قال الله جل وعز مُخبراً عن شُعيب: (ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خيرُ الفاتحين).
واستفتحت الله على فلان أي سألته النصر عليه ونحو ذلك.
قال: والمفتحُ: الخزانة وكلُّ خزانة كانت لصنف من الاشياء فهو مفتح.
والفتَّاح: الحاكم.
وقال الله تعالى :((إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح). أي إن تستنصروا فقد جاءكم النَّصرُ.
ومنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يستفتح بصعاليك المهاجرين أي يستنصر بهم.
وقال الفرَّاء: قال أبو جهل يوم بدر: اللهم انصر أفضل الدِّينين وأحقه بالنَّصر فقال الله: (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح) يعني النَّصْر.
وقال أبو إسحاق: معناه إن تستنصروا فقد جاءكم النصر.
قال: ويجوز أن يكون معناه: إن تستقضوا فقد جاءكم القضاء، وقد جاء في التفسير المعنيان جميعاً.
وروى أن أبا جهل قال يومئذ: اللهم أقطعنا للرِّحم وافسدنا للجماعة فأحنه اليوم، فسأل الله أن يحكم بحين من كان كذلك فنصِر الله النبي صلى الله عليه وسلم وناله هو الحين وأصحابه فقال الله (إن تستفحوا فقد جاءكم الفتح) أي إن تستقضوا فقد جاءكم القضاء.
وقيل إنه قال: (اللهم أنصر أحبَّ الفئتين إليك) فهذا يدل أن معناه إن تستنصروا، وكلا القولين جيد.
وقال الله جل وعز: (ما إنَّ مفاتحة لنبؤ بالعُصبة أولى القوِّة).
وقالالفراء: مفاتحة هاهنا كنوه وخزائنه، والمعنى: ما إن مفاتحة لتُنبئ العُصبة تُمليهم من ثقلها.
وروى أبو عوانة عن حُصين عن أبي رزين قال: مفاتحة: خزائنه أن كان كافياً مفتاحُ واحدُ خزائن الكوفة، إنما مفاتحة المالُ.
وروى أبو عوانة أيضاً عن اسمايل بن سالم عن أبي صالح (ما إن مفاتحة لتنبؤ بالعصبة).
قال: ما في الخزائن من مالٍ تنبوء بالعصبة).
قال: ما في الخزائن من مالٍ تنبوء به العصبة.
وقال الزَّجاج في قوله: (ما إن مفاتحة) جاء في التفسير أن مفاتحة كانت من جلود وكانت تُحمل على ستين بغلاً.
قال: وقيل: مفاتحة: خزائنه.
قال: والأشبه في التفسر ن مفاتحة خائن ماله والله اعلم بما أراد.
وقال الليث: جمع المفتاح الذي يفتح به المغلاق مفاتيح، وجَمْعُ المفتح الخزانة المفاتح.
قلت: ويقال للذي يُفتح به المغلاق مفتح بكسر الميم ومفتاح وجمعها مفاتح ومفاتيح، وهذا قول النحويين.
وقول الله جلَّ وعزَّ: (ويوقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين. قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا).
وقال مجاهد: يومُ الفَتْح هاهنا يوم القيامة، وكذلك قال قتادة والكلبي.
وقال قتادة: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: إن لنا يوماً أوشك أن نستريح فيه ونععم فقال الكفار: (متى هذا الفتحُ إن كنتم صادقين).
وقال الفرَّاء: يوم الفتح يعني يوم فتح مكة.
قلتُ: والتفسير جاء بخلاف ما قال وقد نفع الكفار من أهل مكة إيمانهم يوم فتح مكة.
وقال الزَّجاجُ: جاء أيضاً في قوله: (ويقولون متى هذا الفتح) متى هذا الحكم والقضاء، فأعلم الله أن يوم ذلك الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم أي ماداموا في الدنيا فالتَّوبة مُعرضة ولا توبة في الآخرة.
وقال شمر في قول الأسعر الجعفي: بأن عن فتاحتكم غني أي من قضائكم وحُكمكم. وقال قتادة في قوله تعالى: (إنا فتحنا لك فتحاً مُبنياً) أي قضينا لك قضاءاً مُبيناً. وفي حديث أبي الدرداء أنه اتى باب معاوية فحجبة فقال: من يأت سثدد السلطان يقم ويقعد، ومن يأت باباً مغلقاً يجد إلى جنبه باباً فُتُحاً رحباً إن دعا أجيب وإن سأل أعطى. والسُّدة: السَّقيفة فوق الدار، وقيل: السُّدَّة: الباب نفسه. قال أبو عُبيد وقال الأصمعي: الفُتُح: الواسع. قال: ولم يذهب إلى المفْتوح ولكن إلى السِّعة. قال أبو عُبيد: يعني بالفتح الطلب إلى الله والمسألة. والفتّاحُ في صفة الله معناه الحاكم، وأهلُ اليمن يقولون للقاضي الفتَّاح، ويقول احدهم لصاحبه: تعال حتى أُفاتحك إلى الفتاح. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الفِتاح: الحكومة، ويقال للقاضي الفتّاح، لأنه يفتح مواضع الحق. قال: والفتحُ: النَّهرُ، قلت: وجاء في الحديث"ا سُقي فتحاً ففيه العُشر?والمعنى ما فُتح الماء فتحاً من الزروع والنخيل ففيه العُشر. واخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الوَسمي أول المطر وهو الفتوح بفتح الفاء، وأقرأنيه المنذري في موضع آخر أوَّل مطر الوسمي الفُتُوح، الواحد فتح، وأنشد: يرعى غُيوث العهد والفُتُحا قلت: وهذا هو الصَّوابُ. أبو عُبيد عن الأصمعي: الفتحُ: ما جرى في الأنهار من الماء. وقال الليثُ: الفتحة. تفتحُ الإنسان بما عنده من ملكٍ أو ادب يتطاول به، تقول: ما هذه الفُتحة التي اظهرتها وتفتحت بها علينا. وفواتحُ القرآن: اوائل السَّور، الواحدة فاتحة، وأم الكتِاب يقال لها فاتحة القرآن. أبو عُبيد عن أبي زيد: باب فُتُح أي واسع ضخم، وقال الكِسائي: قاراوة فُتُح: ليس لها صمام ولا غلاف. وقال ابن بُزُرج: الفتحي: الرِّيح، وانشد: أكُلُّهُـم لا بـارك الـلـه فـيهـم إذا ذُكرت فتحي من البيع عاجب فَتْحي على فعلي. شمر عن خالد بن جنبة يقال: فاتَحَ الرجلُ امْرأتهُ إذا جامعها. قال: وتفاتح الرجلان إذا تفاتحا كلاماً بينهما وتخافتا دون الناس. والفُتحة: الفُرجة في الشئ. أبو عُبيد عن أبي زيد: الفتوح: الناقة الواسعة الإحليل وقد فتحت وأفتحت، والثَّرور مثل الفتوح. والفُتاحة: الحكومة، ومنه قوله: بأني عن فُتاحتكم غني حفت قال الليث: الحفتُ: الهلاك، تقول: حفته الله أي أهلكه ودقَّ عنقه، قلت. لم أسمع حفته بمعنى دقّض عُنقه لغير اللَّيث، والذي سمعناه عَفَته ولفته إذا لوى عُنُقه وكسره، فإن جاء عن العرب حفته بمعنى عفته فهو صحيح "وإلا فهو مُريب?ويشبه أن يكون صحيحاً لتعاقب الحاء والعين في حروف كثيرة. أبو عُبيد عن الأصمعي إذا كان مع قصر الرجل سِمن قيل رجلُ حَفيْتاً مَهمور مقصور، ومثله حفيساً وأنشد ابن الأعرابي: لا تجعليني وعُـقـيلاً عـدِلـين حفيساً الشَّخْص قصير الرِّجلين بحت قال الليث: البَحْتُ: الشئ الخالص، خَمْرُ بَحْتُ وخمور بحتة، والتذكير بَحْتُ، ولا يجمع بحت ولا يصغر ولا يُثنى. أبو عُبيد: عربيُّ بحتُ وعربية بحتة كقولك ويقال. بَرْدُ بحت لحتُ أي شديد. ويقال: باحت فلان القِتال إذا صدق القتال وجدَّ فيه، وقيل: البركاء: مُباحتة القتال. وحبتون: اسم جبل بناحية الموصل. حتم قال الليث: الحاتِمُ: القاضي. والحتمُ: إيجاب القضاء، قال: وكانت امرأة يقال لها صَدوف فآلت ألا تتزوج إلا من يَرُد عليها جوابها، فجاءها خاطب فوقف ببابها، فقالت له: من انت؟ قال: بَشَرُ وُلد صغيراً ونشأ كبيراً. فقالت: أين منزلك؟ قال: على بساطِ واسعٍ وبلدٍ شاسع، قريبة بعيدُ، وبعيده قريب. قال: ما أسمك؟ قال: من شاء أحدث إسماً ولم يكن ذلك حتماً، قالت: كأنه لا حاجة لك، قال: لو لم تكن حاجة لم آتك لجاجة، وأقف ببابك وأصل بأسبابك. قالت: سرُّ حاجتك أم جَهْرُ؟ قال: سرُّ وستعلن. قالت: فأنت إذا خاطب، قال: هو ذاك، قالت: قُضيت، فتتزوجها. قال: والحاتمُ: الغُراب الاسود، ويقال: بل هو غراب البين أحمرُ المِنقارِ والرِّجلين. أبو عُبيد عن أبي عُبيدة: الحاتمُ: الغُراب، وأنشد لمُرقش السَّدوسي: ولقد غدوت وكنـت لا أغدوا على واقٍ وحاتم
فإذا الأشـائم كــالأيا من والأيامن كالأشائم وكذلـك لا خـير ولا شرُّ على احد بِـدائم عمرو عن أبيه قال: الحاتم: المشئوم، والحاتمُ: الأسود من كلِّ شي. وقال غيره: سُمي الغراب الأسود حاتماً لأنه يحتم عندهم بالفراق إذا نَعَب أي يحكم، والحاتم: الحاكم الموِجب للحُكم. وقال الليث: التَّحتم: الشئ إذا أكلته فكان في فمك هشاً. أبو عُبيد عن أبي زيد قال: الحُتامة: ما فضل من الطعام على الطبق الذي يؤكل عليه فهو الحتامة. وقال غيره: ما بقي على المائدة من الطعام. سلمة عن الفرَّاء: التَّحتم: أكلُ الحُتامة وهي فتات الخبز. وجاء في الخبر "من أكل وتحتم فلهُ كذا وكذا من الثواب". قال الفرَّاء: والتَّحتم أيضاً: تفتتُ الثؤلُول إذا جف، والتحتم: تكسرُ الزُّجاج بعضه على بعض. قال: والحتمة: القارورة المفتتة. وفي نوادر الاعراب يقال: تحتَّمت له بخير أي تمنيت له خيراً وتفاءلت له. ويقال: هو الأخ الحتمُ أي المْحضُ الحقُّ. وقال أبو خراش يرثي رَجلاً: فوالله لا انساك ما عِشـت لـيلة صَفِّي من الإخوان والولد الحتم تحم قال الليث: الأتحمي: ضرب من البرود وقال رؤبة: أمسى كَسَحْق الأتحمي أرسمه وقد أتحمت البُرُود إتحاماً فهي مُتحمة، وقال الشاعر: صفراء مُتحمة حيكت نمانمُـهـا من الدمشقي او في فاخر الطوط الطُّوط: القُطن. وقال غيره: تَحَّتمت الثوبَ: وشَّيته، وفرسُ مُتَحمُ اللَّون إلى الشُّقرة، وكأنه شبه بالأتحمي من البرود وهو الأحمرُ. وفرسُ أتحمي اللون. وروى أبو العباس عن سَلَمة عن الفرَّاء قال: التَّحمة: البُرُود المخططة بالصُّفرة. عمرو عن أبيه: التَّاجم الحائك. متح قال الليث: المتْحُ: جذبُك رِشاء الدَّلو تَمُدُّه بيد وتأخذ بيد على رأس البِئر. والإبل تتمتح في سيرها إذا تراوحت بأيديها. وقال ذو الرُّمَّة: لأيدي المهاري خلفها مُتمتح وفرس متاح أي مدادُ. وسُل ابن عَبَّاس عن السفر الذي تُقصرُ فيه الصلاة، فقال: لا تُقصر إلا في يوم متَّاح إلى الليل، أراد لا تقصر الصلاة إلا مسيرة يوم يمتدُ فيه السير إلى المساء بلا وتيرةٍ. ولا نُزُول. وقال أبو سعيد المتح: القطعُ. يقال: متح الشئ ومتخته إذا قطعه من اصله، وقال: متح بسلحه ومتخَ به إذا رمى به رواه أبو تراب عنه. ثعلب عن ابن الأعرابي: يقال للجراد إذا ثبت أذناً به ليبيض متح وأمتح ومتح، وبن وأبن وبَّنن وقلز وأقلز وقلَّز. قلتُ: ومتخ الجراد بالخاء مثلُ متح. أبو عُبيد عن الأصمعي: بئرُ متوح وهي التي يُمتدُ منها باليدين نزعاً. قلتُ: وهذا هو الصواب لا ما قاله الليث. ويقال: رجلُ ماتحُ ورجالُ مُتَّاحُ، وبعيرُ ماتحُ وجمالُ مواتح، ومنهقول ذي الرُّمَّة: ذِمام الرَّكايا أنكرتها المواتح وقال الأصمعي: يقال مَتَح النهارُ ومتح الليل إذا طالا. ويوم متَّاحُ: طويل تامُ، يقال ذلك لنهار الصيف وليل الشتاء. حمت قال الليث: الحميت: وعاء السَّمن كالعُكّضة والجميع الحمت. وفي حديث عمر أنه قال لرجل اتاه سائلا فقال: هلكت، فقال له: أهلكت وأنت تنث نثيث الحميت. قال أبو عُبيد: الاحمر الحميتُ: الزِّقُ المُشعر الذي يجعل فيه السمن والعسلُ والزيتُ وجمعه حُمت. وقال ابن السكيت: الحميت: المتين من كل شئ وسثمي النِّحيُ حميتاً، لأنه مُتن بالرُّبُ. قال وغضب حميت: شديد وأنشد: حتى يبوُخَ الغضبُ الحميت ويقال للتَّمرة الشديدة الحلاوة: هي أحمَتُ حلاوةً من هذه أي اشد حلاوة. أبو عُبيد عن ألكِسائي: يوم حمتُ وليلة حمتة، ويوم محت وليلة محتة ومحت. وقد حمت ومحت كل هذا في شدة الحرِّ، وانشد شمر: من سافعاتِ وهجيرٍ حمْت عمر عن أبيه: الحامتُ: التَّمرُ الشديد الحلاوة. وقال ابن شُمَيْل: حمتك الله عليه أي صَّبك الله عليه بحمتك. محت أبو عُبيد عن ألكِسائي: محت يومنا وحمُت إذا اشتد حره. عمرو عن أبيه. الماحتُ: اليومُ الحارُّ. وقال غيره: عربيُّ بحت محت أي خالصُ. حظر
قال الليث: : الحظارُ: حائط الحظيرة، والحظيرة تتُّخذ من خشب أو قصب، وصاحبها محتظر إذا اتَّخذها لنفسه، فإذا لم تَخُصَّه بها فهو مُحظِّر، وكلُّ من حال بينك وبين شئ فقد حظره عليك. قال الله تعالى: (وما كان عَطَاءُ رَبّك مَحْظُوراً)، وكلُّ شئٍ حجز بين شيئين فهو حظارٌ وحجارُ. قلت: وسمعت العرب تقول للجدار من الشَّجر يوضع بعضه على بعض ليكون ذرىً للمال يرد عنه برد الشمال في الشتاء حظارٌ بفتح الحاء، وقد حظَّر فلانٌ على نعمه، وقال الله جلَّ وعزَّ: (إنذَا أرْسَلْنا عليهم صيحةً واحدةً فكانوا كَهَشِيم الُمحْتَظِر) وقرئ كهشيم المحتظر، فمن قرأ الُمحْتَظِر أراد كالهشيم الذي جمعه صاحب الحظيرة، ومن قرأ المُحْتَظَر بفتح الظاء فالمحتظر اسم للحظيرة، المعنى كهشيم المكان الذي يحتظر فيه الهشيم، والهشيم: مايبس من الحظرات فارْفتَّ وتكَسَّر. المعنى أنهم بادوا وهلكوا فصاروا كيبيس الشجر إذا تحطم. وقال الفرَّاء: معنى قوله: كهشيم المُحْتَظِر أي كهشيم الذي يحتظر على هشيمه، أراد أنه حظر حظاراً رطباً على حظار قديم قد يبس. ويقال للحطب الرطب الذي يُحْظرُ به الحَظِرُ. ومنه قول الشاعر: ولم تَمْش بين الحيِّ بالحَظِر الرَّطْب أي لم تمش بينهم بالنميمة. وفي حديث أكيدردومة: "ولايُحْظَرُ عليكم النَّبات". يقول: لاتمنعون من الزراعة حيث شئتم، ويجوز أن يكون معناه: لايُحْمى عليكم المرْتع. وروى عن النبي-صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "لاحمى في الأراك". فقال له رجلٌ: أراكة في حظارى، فقال: لاحمى في الأراك. رواه شمر وقيَّده بخطه في حظارى بكسر الحاء. وقال: أراد بحظار الأرض التي فيها الزرع المحاط عليه. حظل قال الليث: : الحَظِلُ: المُقَتِّرُ: وأنشد: طبانيةٌ فيَحْظل أو يغارا قال: والحاظِل: الذي يمشى في شقٍّ من شكاة. وقال: مرَّ بنا فلان يَحْظلُ ظالعاً. وعن أبن الأعرابي أنَّه أنشد: وحَشَوْتُ الغَيْظ في أضلاعه فهو يَمْشى حظلاناً كالنَّقر قال: والكبش النَّقر الذي قد التوى عرق في عرقوبيه فهو يكُفُّ بعض مشيه. قال: وهو الحظلان. يقال: حظل يحظل حظلاناً. وقال أبن السِّكِّيت: حظلت النَّقرة من الشاء تحظل حظلاً أي كفت بعض مشيتها. وأما البيت الذي احتج به الليث: فإن الرواة رووه مرفوعاً: فما يُخْطئك لايخطئك منه طبانيةٌ فيَحْظلُ أو يغار يصف رجلاً بشدة الغيرة، والطِّبانة لكل من نظر إلى حليلته فإما أن يحظلها أي يكفها عن الظهور أو يغار فيغضب، ورفع فيحظل على الاستئناف. وقال الليث: : بعيرٌ حظلٌ إّا أكل الحنظل وقلما يأكله يحذفون النونٍ، فمنهم من يقول: هي زائدة في البناء، ومنهم من يقول هي أصلية، والبناء رباعي ولكنها أحق بالطِّرح لأنها أخف الحروف، وهم الذين يقولون: قد أسبل الزرع بطرح النون، ولغة أخرى قد سنبل الزرع. وقال شمر: حظلت على الرجل وحظرت وعجزت وحجرْت بمعنى واحد. سمعت أبن الأعرابي يقوله، وأنشدنا: ألا ياليل إنْ خُـيِّرت فـينـا بعيشك فاْنظري أيْن الخَيِارُ فما يُخْطِئكِ لايُخْطِئكِ منـه طبانيةٌ فيَحْظـلُ أو يغـارً قال الفرَّاء: يَحْظل: يَحْجر ويضيق. وقال أبو عمرو: الحِظْلانُ: المَنْع، وأنشد: تُعيرني الحِظْلان أُمُّ مُغَلِّس لحظ قال الليث: : اللِّحاظ: مؤخر العين، واللَّحْظة: النَّظرة من جانب الأذُن. ومنه قول الشاعر: فلَّما تَلَعْته وهـو مُـثـابـرٌ على الركض يُخفى ويُعيدها وقال أبن شميل: اللِّحاظ: ميسم من مؤخر العين إلى الأُذن وهو خطٌّ ممدود، وربما كان لحاظين من جانبين، وربما كان لحاظاً واحداً من جانب واحد، وكانت سمة بني سعد. وجملٌ ملحوظ بلحاظين، وقد لَحَظْتُ البعير ولحَّظْته تلحيظاً. ولحظة: مأسدة بتهامة. يقال: أسد لحظة كما يقال: أُسْد بيشة. قال النابغة الجعدي: سقطوا على أُسد بلحظةٍ مَشْ بوحُ السَّواعد باسلٍ جَهْـمِ وأما قول الهذلي يصف سهاماً: كساهنَّ ألآما كأنَّ لحاظـهـا وتفصيل ما بين اللِّحاظ قضيم أراد كساها ريشاً لؤماً. ولحاظ الرِّيشة: بطنها إذا أُخذت من الجناح فقشرت فأسْفلها الأبيض هو اللِّحاظ. شبَه بطن الريشة المقشورة بالقضيم، وهو الرِّقُّ الأبيض يكتب فيه. وقال غير واحد: المأق: طرف العين الذي يلي الأنف. واللِّحاظُ: مؤخرها الذي يلي الصُّدغ. أبو زيد: لَحَظ فلان يَلْحظ لحَظاناً إذا نظر بمؤخر عينه. وفلان لحيظ فلانٍ أي نظيره. نظح قال الليث: : أنظح السُّنْبُل إذا رأيت الدقيق في حَبِّه. قلت: الذي حفظناه وسمعناه من الثقات: نضح السُّنْبل وأنضح وقد ذكرته في باب الحاء والضاد، والظاء بهذا المعنى تصحيف إلا أن يكون محفوظاً عن العرب فيكون لغة من لغاتهم، كما قالوا بضر المرأة لبظرها. حنظ تقول العرب: رجلٌ حنظيانُ وحنذيانٌ وخنذيانٌ وعنظيانٌ إذا كان فحَّاشاً. ويقال للمرأة: هي تحنظي وتحنذي وتعنظي إذا كانت بذَّية فحاشة. قلت: وحنظي وعنظي ملحقان بالرُّباعي، وأصلها ثلاثي، والنون فيها زائدة، كأنَّ الأصل مَعْتل. حفظ قال الليث: : الحِفْظ: نقيض النسيان، وهو التَّعاهد وقلة الغفلة. والحفيظ: الموكل بالشئ يحفظه، يقال: فلانٌ حفيظنا عليكم وحافظنا. قلت: والحفيظ من صفات الله جلَّ وعزَّ، لايعزب عن حفظه الأشياء كلها مثقال ذرةٍ في السموات ولا في الأرض، وقد حفظ على خلقه وعباده ما يعملون من خير أو شر، وقد حفظ السموات والأرض بقدرته ولا يؤوده حفظهما وهو العليُّ العظيم. وقال جلَّ وعزَّ: (بلْ هُوَ قرآنٌ مجيدٌ في لَوْحٍ محفوظ) قال أبو إسحاق: أي القرآن في لوح محفوظ، وهو أمُّ الكتاب عند الله جلَّ وعزَّ، قال: وقُرئت محفوظ وهو من نعت قوله: بل هو قرآن مجيدٌ محفوظ في لوحٍ. وقال الله جلَّ وعزَّ: (فاللهُ خَيْرٌ حافظاً وهو أرحمُ الراحمين)، وقرئ خيرٌ حِفْظاً نصب على التمييز، ومن قرأ حافظاً، جاز أن يكون حالا، وجاز أن يكوت تمييزاً. ورجلٌ حافظ، وقمٌ حُفاظٌ، وهم الذين رزقوا حفظ ماسمعوا، وقلما ينسون شيئاً يعونه. وقال بعضهم: الاحتفاظ: خصوص الحفظ، تقول: احتفظت بالشئ لنفسي. ويقال: استحفظت فلاناً مالاً إذا سألته أن يحفظه لك، واستحفظته سراً، وقال الله في أهل الكتاب: (بما اسْتُحْفِظوا من كتاب الله) أي استودعوه وأتمنوا عليه. وقال الليث: : التحفظ: قلة الغفلة في الكلام، والتيقظ من السقطه. والمحافظة: المواظبة على الأمر. قال الله جل وعز: (حافظوا على الصَّلوات) أي واظبوا على إقامتها في مواقيتها. ويقال: حافظ على الأمر والعمل وثابر عليه بمعنى وحارض وبارك إذا داوم عليه. والحفاظ: المحافظة على العهد، والمحاماة على الحُرم ومنعها من العدو، والاسم منه الحفيظة، يقال: رجلٌ ذو حفيظة. وأهل الحفائظ: أهل الحفاظ، وهم المحامون على عوراتهم الذَّأبون عليها، وقال الزَّجاج: أنا أُناسٌ نلزمُ الحفاظا والحفظة: اسم من الاحتفاظ عندما يرى من حفيظة الرجل، تقول: أحفظته فاحتفظ حفظة، قال العجَّاج: مع الجلا ولائح القتير وحفظةٍ أكنَّها ضميري يفسر على غضبة أجنَّها قلبي، وقال الآخر: وما العفـو إلا امـرئٍ ذي حـفـيظةٍ متى يعف عن ذنبٍ امرئ السَّوء يلجج وقال غيره: الحفاظ: المحافظى على العهد، والوفاء بالعقد، والتًّمسُّك بالود. والحفيظة: الغضب لحرمة تنتهك من حرماتك أو جاز ذي قرابة يظلم من ذويك أو عهد ينكث. والمحفظات: الأمور التي تحفظ الرجل أي تغضبه إذا وتر في حميمه أو في جيرانه، وقال القطامي: أخوك الذي لايملك الحِسَّ نفسـه وترفض عند المحفظات الكتائف يقول: إذا استوحش الرجل من ذي قرابته فاضطغن عليه سخيمة لإساءة كانت منه إليه فأوحشته ثم رآه يضام زال عن قلبه ما احتقده عليه وغضب له فنصه وانتصر له من ظالمه. وحرم الرجل: محفظاته أيضاً. وقال النضر: الطريق الحافظ هو البين المستقيم الذي لاينقط، فأما الطريق الذي يبين مرَّة ثم ينقطع اثره ويمحى فليس بحافظ: وقال الليث: : احفاظت الجيفة إذا انتفخت.
قلت: هذا تصحيف منكر، والصواب اجفأظت بالجيم، وروى سلمة عن الفراء أنه قال: الجفيظ: المقتول النتفخ بالجيم، وهكذا قرأت في نودار أبن بزرج له بخط أبي الهيثم الذي عرفته له اجفأظت بالجيم، والحاء تصحيف، وقد ذكر الليث: هذا الحرف في كتاب الجيم فظننت أنه كان متحيراً فيه فذكره في موضعين. حظب أخبرني المنذريّ عن ثعلب عن ابن الأعرابي أنه قال: الحُظُبيَّ: صُلْبُ الرَّجل، وأنشد قول الفِنْذِ الزِّمَّاني، واسمه شَهْلُ بْنُ شَيبان: ولَوْ نَبْلُ عَوْضٍ في حُظّبَّاى وأوْصالى أراد بالعَوْض الدَّهر له، وحُظُبَّاهُ: صُلْبه. الحرَّاني عن ابن السكيت قال الفراء: رَجُلٌ حُظُبَّة: حُزُقَّة إذا ضيِّق الخُلْق، ورَجلٌ حُظُبٌّ أيضاً، وأنشد: حُظُبُّ إذا ساءلِتـه أو تـركـتـه قَلاك وإن أعْرَضْت راءى وسمَّعا أبو عبيد عن الأمُوي: من أمثالهم في باب الطعام: "اعُْلْ تحْظُب?أي كُلْ مرَّة بعد أخرى تسْمَن، يقال منه قد حَظَب يَحِظِبُ حُظُوباً إذا امْتلأ، ومثله كَظَب يَكْظِبُ كُظُوباً. وقال الفرَّاء: حَظَبَ بَطْنُه وكَظَب إذا انتفخ. أخبرني المنذري عن ثعلب عن سَلَمة عن الفراء قال: من أمثال بني أسَد: اشْدُد حُظُبيَّ قَوْسك?يريد اشدد يا حُظُبيَّ قَوسْك، وهو اسم رجل، أي هَيِّئ أمْرك. ابن السكيت: رأيت فُلاناً حاظِباً ومُحْظَئِباً أي مُمتلئاً بطيناً. ح ظ م أهمل الليث وجوهه. وقال أبو تراب: سمعت بعض بني سُلَيْم يقول: حَمَزَه وحَمَظه أي عصره جاء في باب الظَّاء والزَّاى. حذر قال الليث: الحَذَرُ: مصدر قولك: حَذِرْتُ أحْذَرُ فأنا حاذِرٌ وحَذِرٌ وحَذِرٌ قال: وتقرأ هذه الآية: (وإنَّا لَجَمِيعٌ حاذِرون) أي مُسْتِعدُّون ومن قرأ حَذِرون فمعناه إنَّا نخاف شَرَّهم. وقال الفراء في قوله حاذِرون، رُوى عن ابن مسعود أنَّه قال: مُؤدُوْن ذَوُو أداةٍ من السِّلاح، وقُرئ حَذِرون، قال: وكأنَّ الحاذر الذي يَحْذَرُك الآن، وكأن الحَذِر المخلوق حَذِراً لاتلقاه إلا حَذِراً، وقال: الزجاج: الحاذِرُ: المسْتَعِدُّ، والحَذِرُ: المُتَيَقّظُ، وقال شمر: الحاذِرُ: المُؤدي الشَّاكُّ في السِّلاح وأنشد: وبِزّةٍ فَوْق كَمـيٍّ حـاذِرُ ونَثْرةٍ سَلَبْتها عن عامـرِ وحَرْبَةٍ مِثْل قُدامى الطّائر أبو زيد: في العين الحَذرُ، وهو ثقلٌ فيها من قّضّى يُصيبها. والحذّلُ: باللام طولُ البُكاء، وألا تجف عين الإنسان. الليث: أنا حذيرك من فلان أي أُحَذِّرُكَهُ. قلت: لم اسمع هذا الحرف لغيره، وكأنَّه جاء به على لَفْظِ نذيرك وعذيرك. وقال الليث: يُقال حَذَارِ يافلان أي احْذَرْ وأنشد: حَذَار من أرْماحِنا حَذار جُرَّت للِجَزْم الذي في الأمر وأُنثت لأنها كلمة، وتقول: قد سَمِعْت حَذار في عَسَكرهم، ودُعِيَتْ نَزال بينهم. قال: وحُذَارُ: اسم أبي ربيعة بن حُذارٍ قاضى في الجاهلية، وكان من بني أسد بن خُزَيمة. أبو عُبيد عن الأصمعي: الحِذْرية من الأرض: الخَشِنة والجمع حَذارىّ. وقال النَّضْرُ: الحِذْريةُ: الأرض الغليظة من القُفّ الخَشِنة. وقال أبو خَيْرة: أعْلى الجبل إذا كان صُلْباً غليظاً مُسْتوياً فهو حِذْرِيَةٌ، ويقال: رجلٌ حِذْريان إذا كان حَذِراً على فِعْلَيِانٍ. ذرح أبن المُظفَّر: الذُّرَحْرَحةُ: الواحدة من الذَّراريح، ومنهم من يقول: ذّرِيحة واحدةٌ وتقول: طعامٌ مَذْرُوحٌ وهي أعظم من الذُّباب شيئاً، مُجَزَّعٌ مُبْرقشٌ بحُمْرة وسوادٍ وصُفْرةٍ لها جناحان تطير بهما، وهو سَمٌّ قاتلٌ فإذا أرادوا أنْ يَكْسروا حدَّ سَمَّه خَلَطوه بالعدس فيصير دواءً لِمْن عَضَّه الكلْبُ الكَلِبُ. قال: وبنو ذريحٍ: من أحياء العرب. والذَّرَحُ: شَجرةٌ يُتَّخَذُ منها الرِّحالة. عَمْرو عن أبيه: الذَّرَائحُ: هَضَباتٌ تُبْسَطُ على الأرض حُمْرٌ، واحدتها ذريحة. ثعلب عن أبن الأعرابي: ذَرَّح إذا صَبَّ في لَبَنه ماءً ليَكْثر. أبو حاتم قال أبو زيد: المَذِيقُ والضَّيْحُ، والمُذَرَّحُ، والذُّرَّاح والذُّلاَّحُ والمُذَرّقُ كلُّه: اللَّبَنُ الذي مُزِج بالماء. عمرو عن أبيه: ذَرَّح إذا طلى إدواته الجديد بالطِّين لتطيب رائحتها.
وقال أبن الأعرابي مَرّخ إدواته بهذا المَعْنى. قال: ويقال: أحْمرُ ذَرِيحيٌّ إذا كان شديد الحُمْرة قال: وذَرَّحْت الزَّعْفران وغيره في الماء إذا جعلت منه فيه شيئاً يسيراً. حذل قال الليث: : الحَذَل "مُثَقَّل": حُمْرةٌ في العين. تقول: حَذِلتْ عَيْنه حَذَلاً. وقال العجَّاجُ: والشَّوْقُ شاجٍ لِلْعُيونِ الحُذَّلِ وصفها كأنَّ تلك الحُمْرَة اعْتَرْتها من شدَّة النَّظر إلى ماأُعجبت به. وقال أبو حاتم: الحَذَلُ: حُمْرةٌ في العين وانْسِلاقٌ وسَيَلانٌ. وانْسِلاقها: حُمْرةٌ تعتريها: وقال أبو زيد: الحّذَلُ: طُول البُكاء وألا تجِفَّ العَيْنُ. أبن الأعرابي: الحُذالُ: انسلاق العين. والحَذَال بفتح الحاء: صَمْغ الطَّلْح إذا خرج فأكل العود فانحَتَّ واخْتَلَط بالصَّمْغ وإذا كان كذلك لم يؤكل ولمْ يُنْتَفع به. أخبرني المُنْذريّ عن أبن العبَّاس عن سَلَمة عن الفرَّاء قال الْحُذالُ: حَيْضُ السَّمُر وقال نُسَمِّيه الدُّودم؛ وذلك أنهم يَحُزُّون حَزَّاً في ساق السَّمُرة فيخرج منها دمٌ كأنَّه حَيْضٌ، وأنشد: كأنَّ نبيذك هذا الحُذال قال: والحِذْلُ: الحُجْرةُ. وقال ثعلب: وسمعته يقول: حُجْزَته وحُذْلَتُه وحُزَّته وحُبْكُته واحدٌ. ذحل قال الليث: : الذَّحْلُ: طَلَب مكافأةٍ بجنايةٍ جُنِيْت عليك أو عداوةٍ أُتيت إليك. قُلت: وجمع الذَّحْلِ ذُحُول وهُو التِّرةُ. حنذ قال الليث: : الحَنْذُ: اشْتواء اللحم بالحجارة المُسَخَّنة، تقول: حَنَذْته حَنْذاً، وقال في قول اللهِ جلَّ وعزَّ: (فما لَبِث أنْ جاء بِعْجلٍ حَنِيذٍ). قال: مَحْنوذٌ مَشْوىٌّ. سَلمةُ عن الفرَّاء قال: الحَنِيذُ: ماحفرت له في الأرض ثمَّ غَمَمْته وهو من فِعْل أهل البادية معروف، وهو مَحْنوذٌ في الأصلا، قد حُنِذ فهو مَحْنوذٌ، كما قيل: طبيخٌ ومَطْبوخٌ. وقال في كتاب المصادر: الخَيْل تُحنَّذُ إذا أُلْقيت عليها الجلال بعضها على بعض لِتَعْرقَ. قال: ويقال: إذا سَقْيت فاحْنِذْ يعنى أخْفِسْ، يُريد أقلَّ الماء وأكثر النَّبيذ. قال: وأعْرق في معنى أخْفسَ. وأخبرني المُنْذريّ عن أبي الهيثم أنّه أنكر ماقاله الفرَّاء في الإحنْاذ أنه أخْفس وأعرْقَ وعَرَف الإخفاس والإعْرَاقَ. وقال أبو عمرو: قال أبو العباس: قال أبن الأعرابي: شَرابٌ مُحْنَذٌ ومُخْفسٌ ومُمذىً ومُمْهىً إذا أكثر مِزاجه بالماء، وهذا ضِدُّ ماقاله الفرَّاء. وقال أبو الهيثم: أصلُ الحَنِيذِ من حِناذ الخَيْل إذا ضُمِّرَتْ. وحِناذها أن يُظاهر عليها جُلٌّ فوق جُلٍّ حتى تُجلَّل بأجلال خمسةٍ أو ستة ليَعْرق الفرس تحت تلك الْجِلال ويُخْرج العرق شحمه كيلا يتنفس تنفساً شديداً إذا أُجرى. قال: والشِّواءُ المحنوذُ الذي قد ألْقِيت فوقه الحجارة المرْضُوفة بالنار حتى يَنْشوى انْشواء شديداً فيَتَهَرَّى تحتها. ويقال: حنَذْنا الفرس نحنذه حَنْذاً وحِنإذا أي ظاهرنا عليه الجِلال حتى يعرق تحْتها. وقال أبو عُبيد: الحَنِيذُ: الشِّواء الذي لم يبالغ في نضجه، قال: ويقال: هو الشِّواءُ المَغْموم. وقال شمر: الحنيذ من الشواء: الحار الذي يقطر ماؤه وقد شوى، وروى عن شمر أبن عَطِيَّة أنه قال في قوله: "فجاءَ بِعْجلٍ حَنِيذ?هو الذي يَقْطر ماؤه وقد شُوى وهذا أحْسن ماقيل فيه. وقال شمر: الحَنِيذُ: الماءُ السُّخْنُ. وأنشد لابن مَيَّادة: إذا باكَرَتْه بالْحَنِيذ غَوَاسِلُهُ قال شمر: الحَنِيذُ من الشِّواءِ: النَّضيجُ وهو أن تدُسَّه في النَّار وقد حَنَذه يَحْنِذُه حَنْذاً ويقال: أحْنِذِ اللَّحْم أي أنضجه. قلت: وقد رأيتُ بوادي السِّتارين من ديار بني سَعْد ماء عليه نخلٌ زين عامرٌ وقُصورٌ من قصور مياه العرب يقال لذلك الماء: حَنِيذ، وكان نشيله حاراً فإذا حُقِن في السِّقاء وعُلِّق في الهواء حتى تضربه الرِّيح عَذُب وطاب. وفي أعْراض مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم قَرْيَةٌ فيها نَخْلٌ كثيرُ يقال لها: حَنَذ. وأنشد أبن السِّكِّيت لبعض الرُّجاز يصف النَّخْل وأنه بحذاء حَنَذ ويُتأبَّرُ منه دون أن يُؤْبر فقال: تأبَّرى من حَنَذٍ فَشُولى تأبَّرى يا خَيْرةً الفسيلِ
إذ ضَنَّ أهلُ النَّخْل بالْفُحُولِ ومعنى تأبري أي تلقَّحى وإن لم تُؤبَّرى برائحة حرق فحاحيل حَنَذ؛ وذلك أنَّ النَّخْل إذا كان بحذاء حائط فيه فُحالٌ مما يلي مَهَبَّ الجنوب فأنها تتأبَّرُ براوائحها وإن لم تُؤَبَّرْ، وقوله: فَشُولى، شبَّهها بالنَّاقة التي تَلْقح فَتَشول ذنبها أي ترفعه. حذن أبو عُبيد عن الأحْمر: الحُذُنَّتان: الأذُنان. قلت: والواحدة حُذُنَّةٌ. وحُذْنُ الرَّجُل وحُذْلُه: حُجْزَتُه. والحَوْذانةُ: بَقْلةٌ من بقول الرِّياض رأيتها في رياض الصَّمان وقيعانها، ولها نَوْرٌ أصفر رائحته طيِّبة وتجمع الحوذان. حذف قال ابْن المُظَفَّر: الحَذْف: قَطْف الشَّئ من الطرف كما يُحْذفُ ذنب الدَّابَّة. قال: والمَحْذوفُ: الزِّقُّ، وأنشد: قاعداً حَوْله النَّدامى فما يَنْ فَكُّ يُؤْتى بمُوكرٍ مَحْذُوفِ المُوكر: الزِّقُّ الملان، ورواه شمر عن أبن الأعرابي مَجْدُوف ومَجْذُوف بالجيم وبالدَّال أو بالذَّال. قال: ومعناها المَقْطوع، ورواه أبو عُبيد مَنْدوف، فأمَّا مَحْذُوف فما رواه غير اليث. قال: والحَذْف: الرَّمْىُ عن جانبٍ. تقول: حَذَف يَحِذْفُ حَذْفاً. وتقول: حَذَفنى فُلانٌ بجائزةٍ أي وصَلنى. قال: وحَذَفَه بالسَّيْف إذا ضَرَبه. أبن شميل: الأبْقعُ: الغُراب الأبْيض الجناح. قال: والحَذَفُ: الصِّغار السُّودُ، والواحدة حَذَفَةٌ وهي الزِّيغانُ التي تُؤكل، والحَذَفُ: الصِّغار من النعاج، قال: والحّذَفُ: شاءٌ صغارٌ ليست لها أذنابٌ ولا إذان يُجاء بها من جُرَش. وفي حديث النبي-صلى الله عليه وسلم- صلى الله عليه وسلم: "تَرَاصُّوا بَيْنكم في الصلاة لاتَتَخَلَّلُكم الشياطينُ كأنها بناتُ حَذَفٍ". قال أبو عُبيد: الحَذَفُ هي هذه الغنم الصِّغار الحجازية واحدتها حَذَفة، ويقال لها: النَّقَدُ أيضاً. قال: وقد فُسِّر الحَذَف في بعض الرِّواية أنها ضأْنٌ سُودٌ جُرْدٌ صغارٌ تكون باليمن. قال أبو عُبيد: وهذا أحب التَّفسيرين إليَّ لأنه في الحديث. والعربُ تقول: حَذَفه بالْعَصَا إذا رَمَاه بها. قلت: وقد رأيت رُعْيانهم يَحِذْفُون الأرانب بعصيِّهم إذا عَدَت ودَرَمَت بين أيديهم فربُّما أصابت العصا قوائمها فيصيدونها ويذبحونها. وأما الخّذْف بالخاء فإنه الرَّمْى بالحصى الصَّغار بأطراف الأصابع، يقال: خَذَفه بالحصى خَذْفاً. ورُوى عن النبي-صلى الله عليه وسلم- صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن الخَذْفِ بالحصى، وقال: إنه يَفْقأ العين ولايَنْكى عَدُوّاً ولايُحْرزُ صَيْداً، ورمى الجمار يكون بمثل حصى الخَذْف وهي صغار. وروى الحرَّاني عن أبن السِّكِّيت أنه قال: يقال: مافي رَحْلِه حُذَافَةٌ أي شئ من طعام، وأكل الطَّعام فما ترك منه حُذافَةً، واحتمل رَحْلَهُ فما ترك منه حُذافةً. قلت: وأصحاب أبي عُبَيْد رووا هذا الحرف في باب النَّفى حُذاقَةٌ بالقاف، وأنكره شمر، والصَّواب ماقاله أبن السِّكِّيت ونحو ذلك قاله اللِّحْياني بالفاء في نوادره وقال: حُذَافَةُ الأدِيم: مارُمى منه. قلت: وتَحْذيف الشَّعَر تَطْريره وتسويته، وإذا أخذت من نواحيه ما تُسَوِّيه به فقد حَذَّفْته، وقال امرؤ القيس: لها جَبْهةٌ كَسَراةٌ المِجَـنْ نِ حَذَّفَهُ الصَّانعُ المُقْتدر وقال النَّضْرُ: التَّحْذيف في الطُّرَّةِ أن تُجعل سُكَيْنيَّة كما يفعل النَّصارى. فذح أهمله الليث: . وقال أبن دريد: تَفَذَّحت النَّاقةُ وانْفَذَحَت إذا تفاجّتْ لِتَبول. قلت: ولم أسمع هذا الحرف لغيره، والمعروف في كلامهم بهذا المعنى تَفَشَّحَتْ وتَفَشَّجَتْ بالحاء والجيم. حبذ قلت: وأما قولهم حَبَّذا كذا وكذا بتشديد الباء فهو حرف معنى ألف من حَبَّ وذا، يقال: حَبَّذا الإمارة والأصل حَبُبَ ذا فأدغمت إحدى الباءين في الأخرى وشُدِّدت، وذا إشارة إلى مايقرب منك وأنشد بعضهم: حَبَّذا رَجْعهـا إلـيهـا يَدَيْهـا في يَديْ دْرعها تَحُلُّ الإزارا كأنه قال: حَبُبَ ذا، ثمَّ ترجم عن ذا فقال: هو رجعا يديها إلى حَلِّ تِكَّتها أي ما أحَبَه ويَدا دِرْعها: كُمَّاها. وأما حَبَذ يَحْبِذُ فهو مهملٌ.
وقال أبو الحسن بن كيسان: حَبَّذا كلمتان جعلتا شيئاً واحداً ولم تُغَيَّرا في تثنية ولاجمع ولا تأنيثٍ، ورُفِع بها الإسم تقول: حَبَذا زَيْدٌ وحَبَّذا الزَّيْدان، وحَبَّذا الزَّيْدون وحَبَّذا هِنْدٌ، وحَبَّذا أنْت وأنتما وأنْتم. وحَبَّذا يُبتدأ بها، فإن قلت: زَيْدٌ حَبَّذا فهي جائزة وهي قبيحة؛ لأن حَبَّذا كلمة مدح يُبتدأ بها لأنها جواب وإنَّما لم تثن ذا ولم تجمع ولم تؤنث؛ لأنك إنما أجريتها على ذكر شئٍ سمعته فكأنك قلت: حَبَّذا الذِّكر ذِكْرُ زيد فصار زَيْدٌ موضع ذِكره وصار ذا مُشاراً إلى الذِّكْر به، والذِّكر مُذَكَّر، وحَبَّذا في الحقيقة فِعْلٌ واسم، حَبَّ بمنزلة نِعْم وذا فاعل بمنزلة الرَّجُل. ذبح قال الليث: الذَّبْحُ: قَطْع الحْلُقوم من باطنٍ عند التنصيل، وهو موضع الذَّبْح من الحلق. قال: والذَّبِيْحَةُ: الشَّاة المذبوحة. والذِّبْحُ: ما أُعِدَّ للذَّبْح وهو بمنزلة الذَّبيح والمذبوح. قلت: والذَّبيحة: اسم لما يُذْبح من الحيوان، وأٌنث لأنه ذُهب به مذهب الأسملء لامذهب النَّعت فإذا قلت: شاةٌ ذبيحٌ أو كبشٌ ذبيحٌ أو نعجة ذبيحٌ لم تدخل فيه الهاء لأن فعيلاً إذا كان نعتاً بمعنى مفعول يُذَكَّرُ. يقال: امرأةٌ قتيلٌ وكَفٌّ خضيب. والذِّبْحُ: المذبوح وهو بمنزلة الطِّحْن بمعنى المَطْحون والقِطْف بمعنى المَقْطوف. قال الله جلَّ وعزَّ: (وفَدَيْناه بِذِبْحٍ عظيم). أي بِكَبْشٍ يُذْبح، وهو الكبش الذَّي فُدى به إسماعيل بن خليل الله صلى الله عليهما وسلم. والمِذْبَحُ: ما تُذْبحُ به الذَّبِيحةُ من شفرةٍ وغيرها. وفي الحديث أن النبي-صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم نهى عن ذبائح الجِنّ. قال أبو عُبيد: وذبائِح الجِنِّ: أن يشترى الرجل الدار أو يستخرج العين أو ما أشبه ذلك فَيْذبَحَ لها ذبيحة للطِّيِرَةِ، قال: وهذا التفسير في الحديث. قال: ومعناه أنَّهُمْ يتَطَّيرون إلى هذا الفِعْل مخافَةَ أنَّهُم إن لم يذْبَحُوا ويُطْعموا أن يصيبهم فيها شئٌ من الجن يؤذيهم، فأبْطل النبيُّ صلى الله عليه وسلم هذا ونهى عنه. وقال الليث: في كتابه: جاء عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه نهى أن يُذَبِّحَ الرَّجلُ في الصلاة كما يُذَبِّح الحمار. قال وقوله: أنْ يُذَبِّح هو أن يُطأْطئ الرجلُ رأسه في الرُّكوع حتى يكون أخْفض من ظهره. قلت: صَحَّف الليثُ الحَرْف، والصَّحيحُ في الحديث أنْ يُذَبِّح الرجل في الصَّلاة بالدَّالِ غَيْر مُعْجمة. كذلك رواه أصحاب أبي عُبَيْد عنه في غريب الحديث، والذَّال خَطأٌ لاشك فيه. روى ابنُ شميل عن أبن عَوْن عن أبن سيرين قال: لمَّا كان زَمَنُ أبن المهلب أُتى مَرْوان برجُلٍ كَفَر بعد إسْلامه فقال كعْبٌ أدْخِلُوهُ المَذْبح وضعوا التَّوْراة وحَلِّفُوهُ بالله. قال شمر: المذابحُ: المقاصيرُ، ويقالُ هي المحاريب ونحوها. قال: وذّبَّح الرجلُ إذا طأطأ رأسه للرُّكوع ودبَّح ودّرْبَحَ. قال: والذَّبْحُ: الشَّقُّ وكلُّ ما يُشقُّ فقد ذُبح. قال أبو ذُؤيبٍ: كأنّ عَيْنىَّ فيها الصَّابُ مَذبُوحُ وكذلك كلُّ ما فُتَّ أو قلع فقد ذُبِح. قال: وتُسمى مقاصير الكنائس مذابَح ومذْبحاً لأنهم كانوا يذْبحون فيها القربان. وقال الليث: : الذَّابِحُ: شَعَرٌ يَنْبت بين النَّصِيل والمذْبح. قال: والذُّبْحَةُ: داءٌ يأْخذ في الْحَلْقِ وربَّما قَتَل. قال والُّبَحُ: نباتٌ له أصلٌ يقشر عنه قِشْرٌ أسْود فيخرج أبيض كأنه جَزَرة، حُلْوٌ طَيِّبٌ يُؤْكل، والواحدة ذُبَحةَ. أبو عُبيد عن الأصمعي قال: الذُّبْحةُ بتسكين الباء: وجعٌ في الحَلْق، وأما الذُبَحُ فهو نَبْتٌ أحْمر. وفي الحديث أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كَوَى أسْعد بن زُرارةَ في حلقه من الذُّبْحة، وقال: لاأدع في نفسي حَرَجاً من أسعد. وكان أبو زيد يقول: الذَّبْحةُ والذِّبحةُ لهذا الداء ولم يعْرفه بإسكان الباء. وأخبرني المُنْذريُّ عن ثعلب أنَّه قال: الذُّبْحةُ والذُّبَحُ هو الذي يُشْبِه الكَمْأة قال: ويقال له: الذِّبَحَة والمذّبَحُ والضمُّ أكثر وهو ضَرْبٌ من الكمأة بيضٌ. وقال الليث: : الذُّباح: نبتٌ من السَّمِّ وأنشد: ولَرُبّ مَطْعَمَةٍ تكون ذُباحاً
وقال رؤبة: كأسَاً من الذِّيفان والذُّباح وقال الأعشى: ولكن ماءُ عَلْقَـمةٍ بِـسَـلْـعٍ يُخاضُ عليْه مِنْ عَلَقِ الذُّباح أبو عُبيد: عن الأصمعي: أخذه الذُّبَّاحُ بتشديد الباء، وهو تَحَزُّزٌ وتَشَقُّقٌ بين أصابع الصِّبيان من التُّراب. وقال ابنُ بُزُرْج: الذُّباحُ: حَزُّ في باطن أصابع الرِّجل عَرْضاً، وذلك أنه ذَبَح الأصابع وقَطَعَها عَرْضاً، وجمعه ذبابيح وأنشد: حَرٌّ هََجِفٌ مُتجافٍ مَصْرعه به ذَبابيحُ وَنَكبٌ تُظْلِـعُـه وكان أبو الهيثم يقول: ذُباح بالتَّخْفيف ويُنْكر التَّشْديد. قلت: والتَّشديد في كلام العرب أكثر، وذهب أبو الهيثم إلى أنَّه من الأدْواء التي جاءت عَلَى فُعال. وقال أبن شُميل: مذابِحُ النَّصارى: بيوتُ كتبهم، وهو المَذْبحُ لبيت كُتُبهم. ويقال: ذَبَحْتُ فارة المِسْك، إذا فَتَقْتهتها وأخرجت ما فيها من المِسْك، وأنشد ابنُ السِّكِّيت: كأنَّ بين فَكِّـهـا والـفَـكِّ فأرةَ مِسْكٍ ذُبِحَتْ في سُكِّ أي فُتقت في الطِّيب الذي يقال له: سُكُّ المِسْك. وقال بعضهم: الذُّبْحُ: الجَزر البَرِّيُّ، ولونه أحْمرُ، وأنشد بيت الأعْشى: وشَمُولٍ تَحْسِبُ الـعـينُ إذا صُفقت في دَنّها لَوْن الذُّبح ويُرْوى "صُفِقَت بُرْدتُها لَوْن الذُّبح". وبُرْدتها: لَوْنها وأعْلاها. ويقال: ذَبَحْت فُلاناً لِحْيته، إذا سالت تَحْت الذَّقن وبدا مُقَدّم حَنِكه، فهو مَذبْوح بها، وقال الراعي: من كلِّ أشْمط مَذْبوحٍ بلِحْـيتـه بادى الأداة على مَرْكُوِّه الطَّحل يصف قيم ماء منعه الوِرْد. ويقال: ذَبَحْته العَبْرةُ، أي خَنْقَته. شمر: يقال: أصابه موت زُؤام، وذُؤاب، وذُباح. وأنشد للبيد: كأسا من الذِّيفانِ والذُّباح قال: الذُّباح: الذّبْح. يقال: أخذهم بنو فلانٍ بالذُّباح، أي بالذَّبْح، أي ذبحوهم. قال: ويقال: أخذ فلانا الذُّبَحةُ في حلقه بفتح الباء. يقال: كان ذلك مثل الذُّبَحِة على العُرِّ، مثل يضرب للذي تخاله صديقاً فإذا هو عدو ظاهر العداوة. وقال النضر: الذُّبْحة: قَرْحةٌ تخرج في حلق الإنسان مثل الذِّئبة التي تأخذ الحمار. وقال النَّضْرُ: الذَّابُح: ميسمٌ على الحَلْق في عُرَض العُنُق، ويقال للسِّمَة: ذابِحٌ. وقال أبن كُناسة: سَعْدٌ الذَّابحُ: من الكواكب، أحدُ السُّعُود سُمى ذبحاً، لأنَّ بحذائه كَوْكباً صغيراً كأنه قد ذبحه، والعربُ تقول: إذا طلع الذابح انجحر النَّابحُ، وأصل الذبح الشّقُّ، ومنه قوله: كأنَّ عَيْنىَّ فيها الصَّابُ مذبوح أي مشقوق مَعْصور. وقال شمر: المذابِحُ: من المسايل واحدها مَذْبح، وهو مَسِيلٌ يسيل في سَنَدٍ أو على قَرار الأرض، إنما هو جَرْحُ السَّيْل بعضه على أثر بعض. وعَرْض المذْبح فِتْرٌ أو شِبْرٌ، وقد تكون المذابح خِلْقةً في الأرض المستوية، لها كهيئة النَّهْر يسيل فيها ماؤها، فذلك المذبح. والمذابح تكون في جميع الأرض في الأودية وغير الأوْدية، وفيما تواطأ من الأرض. بذح البّذْحُ: الشَّقُّ. أبو عُبَيَد عن العَدَبَّس الكِناني: بَذَحْتُ لسان الفصيل بَذْحاً، إذا فَلْقْته. قلت: ورأيتُ من الرُّعيان من يَشُقُّ لسان الفصيل الَّلاهج بثناياه فيقْطَعُه، وهو الإحْزازُ عند العرب. وقال أبو عَمْرو: أصابه بَذْحٌ في رجله، أي شَقٌّ، وهو مثل الذَّبح، وكأنه مقلوب. حذم قال الليث: : الْحَذمُ: القَطْعُ الوحيُّ. وسيفٌ حِذْيمٌ: قاطع. وفي حديث عُمر أنه قال لُمؤذِّنه: "إذ أذَّنْت فَتَرَسَّل، وإذا أقمت فاحْذم". قال أبو عُبيد: قال الأصمعي: الحذْمُ: الحَدْرُ في الإقامة وقطعُ التَّطْويل. قال وأصل الحَذْم في المشى إنما هو الإسراع فيه، وأن يكون مع هذا كأنه يَهْوى بيديه إلى خلفه. وقال غيره: هو كالنَّتْف في المشى شبيهٌ بمشى الأرانب. أبن السَّكِّيت عن الأصمعي: يقال للأرنب حُذَمةٌ لُذَمَةٌ، تسْبق الجمع بالأكمة. حُذَمة: إذا عدت في الأكمة أسْرعت فسبقت من يطلبها، لُذَمة: لازمةٌ للعَدْوِ. وقال أبن شميل: يُقال: حَذَم في مشيته أي قارب الخطا وأسرع. قال: والحُذَمُ: القصير من الرجال القريبُ الخطو.
وقال شمر: قال أبو عدنان: الحَذَمان: شئٌ من الذَّميل فوق المشى. قال: وقال لي خالد بن جَنْبَةَ: الحَذَمَانُ: إبْطاءُ المشى، وهو من حُروف الأضداد. قال: واشترى فلانٌ عَبْداً حُذام المشى: لاخير فيه. وقال الليث: : حَذَامِ: من أسماء النساء وأنشد: إذا قالت حَذَامِ فَصَدِّقُوهـا فإن القوْل ما قالت حَذَامِ قال: جَرّت العرب حَذام في موضع الرَّفْع لأنها مصروفةٌ عن حاذمة فلما صُرْفت إلى فَعَالٍ كُسِرَت؛ لأنهم وجدوا أكثر حالات المؤنث إلى الكسر، كقولك: أنت، عليك، وكذلك فجار، وفساق، قال: وفيه قولٌ آخر أن كلّ شئٍ عُدل من هذا الضرب عن وجهه تحمل على إعارب الأصوات والحكايات من الزَّجْر ونحوه مجروراً، كما يقال في زجْرِ البعير: ياهٍ ياهٍ، ضاعف ياهٍ مرتين. وقال ذو الرُّمَّة: يُنـادى بـيَهْـياهٍ وياهٍ كــأنـــه صُوَيْتُ الرُّويْعي ضلَّ بالليل صاحبهُ يقول: سكن الحرف الذي قبل الحرف الأخير فحُرِّك آخره بكسرةٍ، وإذا تحرَّك الحرف قبل الحرف الأخير وسكن الأخير جزمت كقولك: "بَجَلْ?و "أجَلْ". وأمَّا حَسْبُ، وجَيْرُ، فإنك كسرت آخره، وحركته لسكون السِّين والباء. ثعلب عن أبن الأعرابي: قال: الحُذُمُ: الأرانبُ السِّراع. والحُذُمُ أيضاً اللُّصُوص الْحُذَّاقُ. مذح قال الليث: المَذَحُ: الْتواءُ في الفخذين إذا مشى انْسَحَجَتْ إحداهما بالأخرى. يقال: مَذِحِ الرجل يَمْذحُ مذَحاً، ومَذِحتْ فخذاه وأنشد: إنك لو صاحبتنا مذِحْـتِ وفَكَّك الْحِنْوان فانفَتَحْت أبو عُبيد عن الأصمعي: إذا اصْطَكَّتْ ألْيتا الرَّجل حتى تنسحجا قيل: مَشِق مَشَقاً قال: وإذا اصْطَكَّت فخذاه قيل: مذح يَمْذَحُ مَذَحاً. وقال غيره: التَّمَذَّحُ: التَّمَدُّدُ. ويقال: شرب حتى تمذَّحت خاصرته أي انتفخت من الرِّيّ، وأنشد أبو عُبيد: فلما سقيناها العَكِيس تمـذّحـتْ خواصرها وازداد شْحاً وريدها والعَكِيسُ: الدقيق يُصبُّ عليه الماءُ ثم يُشْرب. حرث قال الليث: : الْحَرْثُ: قَذفُك الحَبُّ في الأرض لازدراعٍ، وقال: الاحتراث من كسب المال، وقال الشاعرُ يُخاطب ذئباً. ومن يَحْتَرِثُ حرثى وحَرْثك يُهْزلِ أبو عُبيد عن أبي عُبَيْدة قال: حَرَثتُ النَّاقة وأحْرثتها، إذا سرت عليها حتى تُهْزل، ونحو ذلك قال الليثُ. أبن بُزرج: أرضٌ مَحْرُوثةٌ ومُحْرَثةٌ: وطئها الناس حتى أحْرثُوها وحَرَثُوها، ووطِئت حتى أثاروها، وهو فسادٌ إذا وُطِئتْ فهي مُحْرَثة ومَحْرُوثة تُقْلَبُ للزَّرْع وكلاهما يقال بعد. عمرو عن أبيه: حَرِث الرجل إذا جمع بين أربع نسوةٍ، وحَرِث إذا تفقَّه، وفَتَّش، وحَرِث إذا اكتسب لعياله واجتهد لهم. والحُرْثةُ: عرق في أصل أُداف الرَّجُل. ثعلب عن أبن الأعرابي: الْحَرثُ: إشعال النار قال الليث: : مِحْراثُ النَّار: مِسْحاتها التي تحرك بها النار. ومِحْراث الحرْب: مايُهَيِّجُها. وقال أبن الأعرابي: الْحَرث: الجماع الكثير، وقال: حرْثُ الرجلِ: امرأته. وأنشد المُبَرِّد: إذا أكل الجراد حُرُوث قومى فحرْثى همُّه أكل الجـراد وقال أبن الأعرابي الحرثُ: المَحَجَّةُ المكدودة بالحوافر. والْحَرث أصل جُرْدان الحمار. والْحَرث: تفتيش الكتاب وتدبُّره، ومنه قول عبد الله: "احْرثوا هذا القرآن?أي فتشوه. وقال غيره: الْحَرث: العمل للدُّنيا والآخرة. ومنه حديث أبن عمر أنه قال: "احرث لدنياك كأنك تعيش أبداً واحرث لآخرتك كأنك تموت غداً". ومعناه تقديم أمر الآخره وأعمالها حِذَار الفَوْت بالموت على عمل الدنيا، وتأخير أمر الدنيا كراهية الاشتغال بها عن عمل الآخرة. ويقال: هو يَحْرثُ لعياله ويحترث، أي يكتسب. وقال أبو عمرو: الحُرثة: الفُرضة التي في طرف القوس لْلَوتر. وقال الله جلَّ وعزّ: (نِسَاؤُكُم حَرْثٌ لكُم فأْتُوا حَرْثَكم أنَّى شِئْتمْ). قال الزَّجَّاج: زعم أبو عُبيدة أنه كناية، قال: والقول عندي فيه أنَّ معنى نساؤكم حَرْثٌ لكم: فيهنَّ تحْرثون الولد واللَّذَّة فأتوا حرثكم أنَّى شِئتم، أي ائتوا موضع حَرْثِكم كيف شِئتم مُقْبلةً ومُدْبرةً.
قال شمر: قال الغَنَوى: يقال: حَرْث القوس والكُظرة وهو فُرْضٌ، وهي من القوس حَرْثٌ، وقد حرثت القوس أحرثها إذا هَيَّأْت موضعا لِعُرْوة الوتر، قال: والزَّندة تُحْرث ثُم تُكْظر بعد الحرث فهو حَرثٌ مالم ينفذ، فإذا أُنفذ فهو كُظْرٌ. وقال الفرَّاء: حَرَثْت القرآن أحْرثه، إذا أطَلْت دراسته وتدبَّرته. وفي الحديث: أصدق الأسماء الحارث، لأن الحارث معناه الكاسب. واحتراث المال كسبه. وقول الله جلَّ وعزَّ: (من كان يريد حرثَ الدنيا نؤْتِه منها) أي من كان يريد كسب الدنيا. حثر أبو العباس عن أبن الأعرابي قال: الْحَثْرةُ: انْسلاق العين، وتصغيرها حُثَيْرةٌ. قال: والْحَوثرة: الفَيْشة الضخمة وهي الكوْشلةُ، والفَيْشَلة. أبو عُبيد: حَثِرَ الدِّبسُ، أي خَثُر، وحَثِرتْ عينه: خرج فيها حبُّ أحْمر. شمر عن أبن الأعرابي قال: الدَّواء إذا بُلَّ وعُجن فلم يجتمع وتناثر فهو حَثِرٌ، وقد حَثِرَ حَثراً. وأُذُنٌ حَثِرةٌ إذا لم تسمع سَمْعاً جيداً. ولسانٌ حَثِرٌ: لايجد طَعْم الطعَّام. أبو العباس عن أبن الأعرابي: حَثَّر الدَّواء، إذا حَبَّبَهُ، وحَثِر إذا تَحَبَّب. أبن شُمْيل: الحَثِر من العنب: مالم يُوْنع وهو حامضٌ صُلْبٌ لم يشكل ولم يتَمَّوه. وحَثِر العَسَل إذا أخذ يَتَحبَّبُ، وهو عَسَلٌ حاثِرٌ وحَثِرٌ. والحَثَرَةُ من الجِبأة، كأنَّها تراب مجموع فإذا قُلِعَتْ رأيت الرمل حُوْلها. عمرو عن أبيه قال: الحَثرُ: ثَمرُ الأراك، وهو البَريرُ. أبو حاتم الحَاثِرُ-الحاءُ غَيْرُ مُعْجمة-: المُتَفَلِّقُ من اللَّبن، وقد حثَر يَحْثِرُ حُثوراً. وقال الحِرْمازِيُّ: الحَثِرُ: المُتَفَلِّقُ. ح ث ل حثل قال الليث: : الْحَثلُ: سُوءُ الرَّضاع، تقولُ: أحْثَلَتْه أُمَّه، وقد يُحْثِلُه الدَّهِرُ بسوء الحال، وأنشد: وأشْعَثُ يَزْهاه النُّـبُـوح مُـدَفَّـعٌ عن الزَّاد مِمَّن حَرَّف الدَّهر مُحْثلُ وحُثالةُ النَّاس: رُذالَتُهُم. أبو زيد: أحثَل فُلانٌ غَنَمه، فهي مُحْثَلةٌ إذا هَزَلها. أبو عُبيد: المُحْثَلُ: السَّيئِّ الغذاء. وقال غيره: جاء في الحديث إلى يَرْويه عبد الله بن عمر أنه ذكر آخر الزَّمان: فيبقى حُثالةٌ من النَّاس لاخَيْر فيهم. أراد بحُثالة النَّاس رُذالهم وشرارهم، وأصْله من حُثالة التَّمْر وحُفالته وهو أردؤه وما لاخير فيه مِمَّ يبقى في أسفل الجُلَّة. ثعلب عن أبن الأعرابي قال: الحُثالُ: السِّفَلُ. أبو عُبيد عن الأصمعي: الْحِثَيلُ: مِنْ أسماءِ الشَّجر معروفٌ. حثن أهمله اللَّيث. وحُثُن: جاء في شعر هُذيل، وهو موضعٌ معروف في بلادهم. حنث قال الليث: : الحِنْثُ: الذَّنْب العظيم. ويقال: بَلَغ الغُلام الحِنْث، أي بلغنا مَبْلغاً جرى القلَم عليه بالطَّاعة والمَعاصى. قال: وحَنِث في يمينه حِنْثاً، إذا لم يُبَّرها. وفي الحديث: "اليمينُ حِنْثٌ أو مَنْدمةٌ?يقول: إمَّا أن يندم على ما حلف عليه، أو يحنث، فتلزمه الكفَّارةُ. وفي حديث آخر أنَّ النبي-صلى الله عليه وسلم- صلى الله عليه وسلم كان قبل أن يوحى إليه يأتى حراؤ، وهو جبل بمكة فيه غار، فكان يتَحَنَّث فيه الليالي. قال أبو العباس: قال أبن الأعرابي: قوله: يَتَحَنَّثُ، أي يَفْعل فِعْلاً يخرج به من الحِنْثِ وهو الإثم. ويقال: هو يَتَحَنَّث أي يتعَّبد لله. قال: وللعرب أفعالٌ تخالف معانيها ألفاظها، يقال فلانٌ يتنجس إذا فعل فِعْلا يخرج به من النَّجاسة. كما يقال فُلانٌ يتأثم ويتحرَّج، إذا فَعَل فعْلاً يخرج به من الإثم والحرج. قال: وقولهم: بَلَغ الغُلام الحِنْث. أي الإدراك والبلوغ. قال: والحِنْث في غير هذا: الرُّجُوع في اليمين. وأخبرني المُنذريُّ عن ثعلب عن أبن الأعرابي أنه قال: الحِنْث الحُلُم، والحِنْثُ: الشِّرك. قال الله تعالى: (وكانوا يُصِرُّون عَلَى الحِنْثِ العظيمِ) وأنشد: من يتشاءم بالهدى فالحِنْث شَرّ أي الشرك شرٌّ. قال: والحِنْثُ: حِنْث اليمين إذا لم تَبَرَّ وفي الحديث "من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحِنْث دخل من أي أبواب الجنة شاء". قال أبن شميل: معناه: قبل أن يبلغوا فيُكتب عليهم الإثم.
قال: والحِنْثُ: الإثم، وحَنِث في يمينه أي أثم. وقال خالد بن جُنْبَة: الحِنْثُ: أن يقول الإنسان غير الحقِّ: وقال أبن شميل: على فُلان يمينٌ قد حنث فيها، وعليه أحناثٌ كثيرةٍ. وقال مجاهد في قوله: وقال مجاهد في قوله: (وكانوا يُصرُّون على الحنث العظيم). قال: الحنثُ: الذَّنب، ويُصرَّون، أي يدومون. والحِنْث: الميل من باطلٍ إلى حقٍ، ومن حقٍ إلى باطلٍ. يقال: قج حنثت، أي ملت إلى هوال عليَّ، وقد حَنِثْت مع الحقِّ على هواك. ورُوى عن حكيم بن حزام أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "أرأيت أُموراً كنت أتحنَّث بها في الجاهلية من صلة رحمٍ وصدقةٍ هل لي فيها من أجرٍ؟ فقال له عليه السلام: أسْلمت على ماسلف لك من خير?يريد بقوله: كنت أتحنَّث أي أتعبَّد وأُلقي بها الحنث، وهو الإثم، عن نفسي. ويقال للشئ الذي يختلف فيه النَّاس فيحتمل وجهين: مُحْلِفٌ، ومُحْنث. ح ث ف حفث، فحث، حثف، فثح. حفث أبو عُبيد عن الأحمر: الحَفث والفَحِثُ: الذي يكون مع الكرش وهو يشبهها. وقال الليث: : الحِفْثة: ذات الطَّرائق من الكرش كأنها أطباق الفَرْث. وأنشد الليث: : لاتُكْرِبَنَّ بعدها خُرْسيا إنا وجدنا لحمها رديّاً الكْرش والحِفْثَة والمَرِيّا وقال أبو عمرو: الفحث: ذات الطرائق والقبة الأخرى إلى جنبه. وليس فيها طرائق قال: وفيها لغات: حِفثٌ، وحثف، وحِفثٌ، وحِثْفٌ: وقيل: فِثْحٌ، وثِحْفٌ، ويجمع الأحْثاف والأفْثاح، والأثْحاف، كُلُّ قد قيل. وقال شمر: الحُفَّاث: حيَّة ضخم عظيم الرأس أرْقش أحْمرُ أكدر، يُشْبه الأسْود وليس به، إذا حَرَّبْته انتفخ وريده. وقال أبن شميل: هو أكبر من الأرقم، ورقشه مثل رقش الأرقم، لايضُرُّ أحداً، وجمعه حفافيث. وقال جرير: إنَّ الحفافيث عِنْدى يابنى لـجـأٍ يُطرقْن حين يصُولُ الحيَّة الذَّكر وقال الليث: : الحُفاث: ضرب من الحيَّات يأكل الحشيش لايضر شيئاً. ويقال للغضبان إذا انتفخ أوداجه: قد احرنفَشَ حُفَّاثُه. وفي النَّوادر: افتثحت ما عند فلانٌ وابْتَحثت بمعنى واحدٍ. بحث قال الليث: : البَحْث: طلبك الشئ في التراب، والبَحْث: أن تسأل عن شئ وتستخبر، يقال: بحثت أبحث بَحْثاً، واسْتَبْحُثت، وابْتَحَثت، وتَبَحَّثْت بمعنى واحدٍ. والبَحوث من الإبل: التي إذا سارت بحثت التُّراب بأيديها أخراً، أي ترْمى به ألى خلفها، قاله أبو عمرو. وقال أبو زيد وابن شميل: الباحثاء من جحرة اليرابيع: ترابٌ يُخيلُ إليك أنه القاصعاء وليس بها، والجميع باحثاوات. وسورة برءاة كان يقال لها: البحوث؛ لأنها بحثت عن المنافقين وأسْرارهم. وقال أبن شميل: البُحَّيْثى مثال خُلَّيْطى: لعبةٌ يلعبون بها بالتراب. قال: والبحث: المعدن يبحث فيه عن الذَّهب والفضة. قال: والبُحاثة: التراب الذي يبحث عما يطلب فيه. وقال شمر: البُحثة جاء في الحديث أن غلامين كانا يلعبان البُحثة، وهو لعبٌ بالتُّراب. حبث ينشد الأصمعي في أرجوزةٍ له: أوْمج أنيابٍ قُزاتٍ أو حَبِث والقُزات: جمع قُزة: من الحيات، وكذلك الحِبْث. قلت: لا أعرف الحبث. حثم أبو العبَّاس عن أبن الأعرابي: الحُثُم: الطُرقُ العالية. وسمعت العرب تقول للرَّابية: الحثمة، يقال: انزل بهاتيك الحثمة، وجمعها حَثَمات، ويجوز حثَمْة بسكون الثاء، ومنه أبن أبي حَثْمة. رحل قال الليث: الرَّحْلُ: مَرْكَبُ للبعير. والرِّحالةُ نحوهُ، كلُّ ذلك من مَراكِب النساء. قلت: الرَّحْل في كلام العرب على وجُوهٍ. قال شمر: قال أبو عُبيدَة: الرحْلُ بجميع رَبَضه وحَقَبِه وحِلْسِه وجميع أغْرُضِه. قال: ويقولون ايضاً لاعواد الرِّحْلِ بغير أداةٍ رَحْلُ، وانشد: كأن رَحْلى وأداةَ رَحْـلـىِ على حَزَاب كأتان الضَّحْل قلت وهذا كما قال أبو عُبيدة. وهو من مراكب الرجال دون النساء. وأما الرِّحَالةُ فهي اكبر من السَّرْج وتُغَشَّى بالجُلودِ تكون للخَيْل والنَّجائبِ من الإبل ومنه قول الطِرمَّاحِ: قَتَرُوا النجـائبَ عِـنْـدَ ذلك بِالرِّحَالِ وبالرِّحَائِل وقال عنترةُ فجعلها سُرجاً: إذْ لاأَزالُ على رِحَالَةِ سَابحٍ نَهْدٍ مَرَاكِلهُ نَبِيِل المحْزَمِ قلت: فقد صح ان الرَّحل والرِّحالة من مراكب الرجال دون النساء. والرَّحْل في غير هذا منزِلُ الرجل ومسكَنُه وبَيُته، يقال: دخلتُ على الرَّجُل رحْلَه أي منزِله وفي حديث يزيدَ ابنِ شَجَرة: "أنه خطب الناس في بَعْثٍ كان هو قائِدَهم، فحثَّهُم على الجهادِ وقال إنكم تَرَوْن مَا أرَى من بَيْن أصْفَرَ وأحمَرَ، وفي الرِّحَالِ ما فيها، فأتقوا الله ولاتحزوا الحُور العينَ?يقولُ: معكم من زَهْرَةِ الدنيا وزُخْرُفِها مايُوجِبُ عليكم ذِكْرَ نعمةِ اللهِ عليكم وأتِّقاءَ سَخَطِه، وَأَنْ تَصْدُقوا العَدُوَّ القِتَال وتجاهِدُوهُمْ حَقَّ الجِهَادِ، فأتَّقُوا الله ولاتَرْكَنُوا إلى الدنيا وزُخْرُفِها، ولاتَوَلَّوْا عن عدوِّكم إذا اْلتَقَيْتُم ولا تُخْزُوا الحورَ العين بِأنْ لاتُبلوا ولاتجْتَهدوا وتفْشَلوا عن العدوِّ فيُوَلينَ. يعنى الحورَ العين عنكم بِخَزاية واستحْياءٍ لكم. وقد فُسِّر الخَزَايةُ في موضعها. وقال الليث: رَحْلُ الرَّجُلِ: مسكَنُه. وإنه لخَصِيبُ الرَّحْل. وانتهينَا إلى رِحَالِنَا: أي إلى مَنَازِلِنا. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنهُ قال: "إذا ابْتَلَّت النِّعَالُ فالصلاة في الرِّحالِ". وقد مرّ تفسيرهُ في كتاب العين. ويقال: إن فلاناً يَرْحَلُ فُلاناً بما يكره، أي يَركَبُه. ويقال: رَحَلتُ البعير أَرْحَلُه رَحلاً: إذا شَدَدْتَ عليه الرَّحْلَ. ويقال: رَحَلْتُ فلاناً بسيْفى أَرْحَلُه رَحْلاً: إذا علوتُهُ. وقال أبو زيد: أَرْحَلَ الرجلُ البَعِيرَ، وهو رُجُلُ مُرْحِلُ. وذلك إذا أخَذَ بعيراً صَعْباً فجعله رَاحِلَةً. وفي حديث عند اقتراب الساعة تخرج نار من قصر عدن تُرَحِّل الناس رواه شعبة قال: ومعنى تُرَحّل أي تَنْزِل معهم إذا نَزَلوا وتَقِيلُ إذا قالوا. جاء به متصلا بالحديث قال شمر: وقيل معنى ترحلهم أي تُنْزِلُهم المَرَاجلَ. قال: والترحِيلُ والإرْحَال بمعنى الإشْخَاصِ والإزعاجِ يقال: رَحَلَ الرجلُ إذا سار وأَرْحَلتهُ أنا. والمرحلة: المنزِلُ يُرْتَحَلُ مِنها. وما بَيْنَ المْنِزلَين مرْحَلةُ. ورجل رَحُولُ، وقوم رُحُلُ: أي يرتحلون كثيراً، وجمل رَحِيلُ وناقة رَحيلةُ بمعنى النجِيبِ والظهبرِ. وقال أبو عبيد الرَّحُول من الإبلِ الذي يصُلح لأن يُرْحلَ. وبَعِيُر ذو رُحلةٍ: إذا كان قوياً على ان يُرْحلَ. والرَّاحُولُ: الرَّحْلُ، وفي حديث الجعديِّ: أَنَّ ابن الزُبيرأَمر له ُبراحلةٍ رَحيلٍ. قال المبرد: راحلةُ أي قويُّ على الرِّحْلةِ، كما يقال: فَحْلُ فحِيلُ: ذو فِحْلَة. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال?تجدون الناس كإبلٍ مائَةٍ ليس فيها راحلةُ?قال ابن قُتيبةَ: الرَّاحِلةُ هي الناقةُ يختارُها الرَّجُلُ لَمْركَبِه وَرَحْلَهَ على النجابةِ وتَمَامِ الخَلْق وحُسْنِ المَنظَرِ، وإذا كانت في جَماعِة الأبل تبينتْ وعُرِفَتْ. يقولُ: فالناسُ مُتساوون، ليس لأحدٍ منهم على احَد فضل في النَّسَب، ولكنهم اشْباهُ كابلٍ مائةٍ ليست فيها راحِلةُ تَتَبَيَّنُ فيها وتَتَمَيَّزُ منها بالتَّمامِ وحُسْنِ المَنْظِر. قلت: غَلِطَ ابنُ قتيبةَ في شيئين: في تفسير هذا الحديث، احدَهُما أنَّهُ جعَل الراحَلَة الناقَةَ، وليس الجملُ عند راحلةً. والراحلَةُ عند العربِ كلُّ بعيرٍ نجيبٍ جوادٍ سواء كان ذكراً او أُنثى، وليست الناقةُ أَوْلَي باسْمِ الراحلةِ من الجملِ، تقول العربُ للجمَلِ إذ كان نجيباً: راحلةُ وجمعه رواحلُ، ودخول الهاء في الراحلةِ للمبالغة في الصِّفةِ كما يُقالُ: رَجلُ داهيةُ وباقِعةُ وعَلَّامَةُ. وقيل: انها سُمِّيَتْ راحَلةً لأنها تُرْحَلُ، كما قال الله(في عِيشَةٍ راضيةٍ) أي مَرضيةٍ، (وخْلِقَ مِنْ مَاٍء دَافِق) أي مَدْفُوق. وقيل: سُمِّيَتْ راحِلَةً لانها ذاتُ رَحْل، وكذلك عيشة راضيةُ: ذَاتُ رضًى. وماء دافِقُ ذو دَفْق.
واما قوله: إن النبي صلى الله عليه وسلم أراد ان الناس متساوُون في الفضل ليس لاحد منهم فضلُ على الاخرِ ولكنهم أشباهُ كإبل مائةٍ ليس فيها راحلةُ، فليس المعنى ما ذَهَبَ إليه. والذي عندي فيه ان الله تبارك وتعالى ذم الدنيا ورُكونَ الخلْقِ إليها وحذَّرَ عِبادةُ سُوء مغبتها، وزهَّدَهُم في اقتنائها وزُخْرُفِها وضربَ لَهُمْ فيها الامثالَ ليعُوها ويَعتبرُوا بها، فقال: (اعلموا ان الحياة الدُّنْيا لَعِبُ ولهوُ وزينةُ وتفاخرُ) الاية. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحذرُ أصحابَه بما حذَّرَهم الله من ذَمِيم عَوَاقِبِها وينهاهم عن التَّبَقُّرِ فيها ويزهِّدُهم فيما زهَّدَهُم الله فيه منها، فَرَِغِب اكثرُ أصحابه عليه السلام بعده فيها، وتَشَاحُّوا عليها وتَنَافُسوا في اقتنائها حتى كان الزهْدُ في النادِرَ القليلِ منهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "تجدون الناسَ بَعْدِى كإبلٍ مائةٍ ليس فيها راحلةُ?ولم يُرِدْ بهذا تساويهُم في الشرِّ ولكنه اراد ان الكامِلَ في الخَيْرِ والزَّاهِدَ في الدُّنيا مع رَغْبَتِه في الاخرةِ والعمل لها قليلُ، كما ان الراحَلةَ النجيبةَ نادرُ في الابل الكثير. وسمعت غيرَ واحدٍ من مشايخنا يقول: أن زُهادَ أصحابِ رسول الله عليه الصلاة والسلام لم يتَتَامُّوا عشرةً مع وُفُور عددِهم وكثرة خَيْرِهم، وسبْقِهم الامَّةَ إلى مايستوجِبوُن به كريمَ الماب برحمة الله إيَّاهم وَرِضْوانِه عليهم- فكيف مَنْ بَعْدَهم- وقد شاهَدُوا التَّنزِيلَ وعايَنُوا الرَّسُولَ وكانوا مع الرغبةِ التي ظَهَرَتْ منهم في الدنيا خَيْرَ هذه الامة التي وصَفَهَا الله جلَّ وعزَّ فقال(كنتم خير امة اخرجت للناس) وواجبُ على مَنْ بَعْدهمْ الاستغفارُ لهم والترحمُ عليهم وأن يسألوا الله أَلاَّ يجعل في قُلُوبهم غِلاًّ لهم ولايذكُرُوا احداً بما فيه مَنْقَصَةُ لهم، والله يرحمنا وإياهم ويتغمَّد زَلَلَنا بفضِلهِ ورحمته إنه هو الغفور الرحيم. أبو عبيد عن ابى عمرو: ناقةُ رَحيلةُ: شديدةُ قويةُ على السير، وجمل رَحيلُ مِثلُه، وإنَّها لَذَاتُ رُحلةٍ. وقال الاموىُّ ناقةُ حِضَارُ إذا جَمَعَتْ قُوةً ورُحلةً عنى جَوْدَةَ السير. وقال شمر: ارْتَحَلتُ البعيرَ إذا شدَدْتُ الرَّحْلَ عَلَيْه وارتَحَلتُه إذا ركِبْتهُ بقتب او اعروْريتهُ وقال الجعدي: وما عَصَيْتُ أميراً غَيْرَ مُـتَّـهَـمٍ عِنْدَى ولكنَّ أَمْرَ المرءِ ما أرْتَحَلَا أي يَرْتَحِلُ الامر، يركبه. قال شمر. ولو ان رجلا صَرَع اخر وقعد على ظهره لقلت رأيتُه مُرْتَحِله. ومُرْتَحِلُ البعير: مَوْضِعُ رَحْلهِ من ظَهرِه وهو مَرْحَلُهُ، قال. وبعيرُ ذو رُحْلةٍ وذو رحلة وبعير مِرْحَلُ ورَحِيلُ إذا كان قوياً. الحراني عن ابن السكيت. قال الفراء رِحْلَةُ ورُحْلةُ بمعنى واحدٍ، قال وقال أبو عمرو الرِّحْلةُ. الارْتحال، والرُّحْلَةُ بالضم: الوجه الذي تُريدُه. تقول. أَنتُمْ رُحْلتي. قال وقال أبو زيد نَحْواً منه. ويقال للراحلة التي رِيضَتْ وأدِّبت. قد أَرْحَلتْ إرْحَالًا وأمْهَرَتْ إمْهَاراً إذا جَعَلها الرائِض مَهْريَّة وراحلةً. وفي نوادر الاعراب: ناقة رَحِيلةُ ورحيلُ وُمرْحِّلةُ ومُسْتَرْحِلَةُ أي نجيبةُ، وبعير مُرْحِلُ إذا كان سميناً وإن لم يكن نجيباً. وقال الليث: ارتحل القوم ارتحالاً. والرِّحْلَةُ: اسمُ ارتحالِ القوم للمسير. قال: واُلمرْتَحَل نقيضُ المَحلِّ. وأنشد قول الأعشى: إنَّ مَحًّلا وإنَّ مُرْتَحَلا يريد ان ارتحالا وإن حلولا. قال: وقد يكون اُلمرْتَحَلُ اسْمَ الموْضِعِ الذي تَحُلُّ فيه.قال. والترحُّلُ. ارتحالُ في مُهْلةٍ.والمرحَّلُ. ضَرْبُ من بُرُودِ اليمن، وقيل سمى مُرَحَّلًا لما عليه من تَصَاويرِ الرَّحْل وما ضَاهَاهُ. قال: ورَاحيلُ اسمُ أُمِّ يُوسُفَ ابنِ يعقوبَ.والعرب تكنى عن القذف للرجل بقولهم "يابن مُلقَى أََرْحُلِ الرُّكْبَانِ?ويفسَّرُ قول زهير: ومَنْ لايَزَلْ يسترْحِلِ الناسَ نَفسَهُ ولايُعْفِها يَوْماً من الذُلِّ يَنـدَمِ
تفسيرين احدهُما انهُ يَذِلّ لهم حتى يَرْكَبوه بالاذَى ويستذِلُّوه، والثانى: أنهُ يَسْألُهم ان يحملوا عنه كَلَّه وثُقلَه ومَؤُنَتَه ومن قال هذا القول روى البيت "ولا يعفها يوما من الناس يُسأَمِ وقال ذلك كلَّه ابنُ السكيت في كتابه في المعانى". وقال أبو عبيدة في شيات الخيل: إذا كان الَفرَسُ أبيضَ الظهرِ فهو أرْحَلُ وإن كان ابيضَ العَجُزِ فهو ازرُ. وقال أبو زَيْدٍ في شيات الغنم إن أبْيَضَّ طولُ النَّعْجَةِ غيرَ مَوْضِعِ الرَّاكب منها فهي رَحْلاءُ، فان أبيَضَّتْ إحدَى رِجْلَيْها فَهِي رَجْلاءُ. وقال الفرزدق: عليهِنَّ رَاحُولاتُ كُـلِّ قـطـيفة من الخَزِّ أَو مِنْ قَيْصَرَانَ عَلِامُها قال الراحوُلاتُ: اُلمرَحَّلُ الموْشِيُّ على فاعُولات. قال وقيْصَرانُ ضربُ من الثيابِ اَلموْشِيَّةُ. ويقال أرتَحَلَ فلانُ فلاناً؛ إذا علا ظَهْرَهُ وَرِكبَه. ومنه حَدَيثُ النبي صلى الله عليه وسلم "أنه سَجَد فَرِكبه الحَسَنُ فأبْطَأ في سُجُودهِ، وقال أن ابني ارتَحَلني فكرِهْتُ أن أُعْجِله". حرن قال الليث: حَرَنت الدابَّةُ وحَرَنت لُغَتَان، وهي تحرنُ حِرَانا. وفي الحديث "ماخَلأت وَلَا حَرَنَتْ ولكن حَبَسَها حَابِسُ الِفيِل". ويقال فَرَسُ حَرُوُنُ من خَيْلٍ حُرُنٍ. والحُرونُ: اسمُ فَرَسٍ كان لبَاهلَةَ، إليه تنسب الخيل الحرونية. وقال أبو عمرو في قولِ ابن مقبل: صوت المحابض ينزعن المحارينا قال: المحارين مايموت من النحل في عسله وقال غيره: المحارين من العسل مالزق بالخلية فعسر نزعه أخذ من قولك حَرَن بالمكان حُرُونا إذا لزمه فلم يفارقه وكأَن العَمَل حَرِن فَعَسُر اشتِيَارُه. وقال الراعى: كناس تنوفه ظلـت إلـيهـا هجانُ الوحش حارنةً حرونا قال الأصمعي في قوله حارنةً متأخرةً. وغيرهُ يقول لاِزمَةً. وقال ابن شَميلٍ: المحارينُ حَبُّ القطن الواحد مِحْرَانُ. رنح قال الليث رُنِّح فلان ترنيحا إذا اعتراه وهْنُ في عظامه وَضَعْفُ في جسده عند ضرب او فزع يغشاه وقال الطرماح: وناصِرُكَ الادنى عليه ضغينةُ تَميِدُ إذا استَعْبَرْتَ مَيْدَ المُرَنَّح وقال غيره: رُنِّحَ به إذا أُديِرَ به كالمغشىِّ عليه ومنه قول امرىء القيس: فَظَلَّ يرَنَّح في غَـيْطـلٍ كما يستدير اْلحِمارُ النَّعِرْ قال الليث المرَنَّحُ ايضا ضرب من العود من اجْودهِ يُسْتَجْمرُ به.عمرو عن ابيه قال: المْرنَحَةُ صدْرُ السفينة قال: والدَوْ طِيرةُ كَوْثَلُها، والقَبُّ رأس الدَّقل، والقَرِيَّةُ خشبة مرَّبعةُ على رأس القبِّ. حنر الليث: الحِنَّوْرَةُ دويَّبة ذميمة يشبّه بها الانسانُ فيقال ياحِنورَةُ.
وقال أبو العباس في باب فِعّوْل الحِنَّوْر: دابَّة تشبه العَظَاءَ وقال الليث: الحنِيِرَةُ العَقْدُ "المْضرُوبُ?وليس بذلك العريض. قال: وفي الحديث "لو صلَّيتم حتى تكونوا كألاوتار، او صمتم حتى تكونوا كالحنائر مانفعكمْ ذلك إلابنيةٍ صادِقةٍ وورعٍ صادقٍ?وتقول حنَرْتُ حَنِيرَةً إذا بَنَيْتهَا. أبو عمرو: الحنيِرَةُ: قَوْسُ بلا وَتَرٍ، وجمعها حَنِيرُ. قال: وقال ابن الأعرابي: جمعها حَنَائرُ. قال: وفي حديث ابى ذَرًّ"لوصليتم حتى تكونوا كالحنائر ما نفعكم ذلكم حتى تُحِبُّوا ال الرسول الله صلى الله عليه وسلم".ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الحُنيْرَةُ تصغير حَنْرَة وهي العطفة المحْكَمَة لِلقْوْس. قال الليث: النَّحْرُ: الصَّدْرُ. والنُّحور: الصدُور. قال: والنَّحْرُ: ذَبْحُكَ: البعيِرَ تطعنُه في مَنْحَرِه حيث يَبْدو الُحْلقُومُ من أعْلَى الصدْر. قال: ويومُ النَّحْر: يومُ الاضْحَى. وإذا تَشَاحَّ القوْمُ على امْرٍ قيل: انْتَحَرُوا عليه من شِدَّةِ حِرْصِهِمْ.و إذا أسْتَقْبَلَتْ دَارُ دَاراً: قيل: هذه تَنْحَرُ تلك. وإذا أنْتَصَب الانسانُ في صَلَاِته فَنَهد قيل: قَدْ نَحَرَ. قال: وأختلُفوا في تفسير قوله تبارك وتعالى: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَأنْحَرْ) قال بعضهم: انْحَرْ البُدْنَ. وقيل: ضَعِ اليمينَ على الشمال في الصلاةِ.وقال الفَراءُ: معنى قولهِ وأنْحَرْ: استَقْبِل القِبْلَة بنَحْرِك. قال: وسمعتُ بعضَ العرب يقول: مَنَازِلُهُ تَنَاحَرُ، هذا يَنْحَرُ هذا، أي قُبَالَتَه. وانشد في بعض بنى اسد: ابَا حَكَمٍ هل انت عم مجالـد وسيدُ اهل الابْطَحِ الُمتَنَاحِرِ وذكر الفراء القولين الاولين أيضًا في قوله: وانحر. وقال أبو عبيدة النَّحيرَةُ: اخرُيومٍ من الشَّهْرِ لانه يَنْحَرُ الذي يَدْخُلُ بَعْدَه. قلت: معناه أنه يستقبل اول الشهر. وأنشد للكميت والغيث بالُمَتألقّـشـاتِ مِنَ الاهِلَّة في النواحر ويقال له ناحِرُ. ويقال لاخر ليلةٍ من الشهر نَحيرَةُ لانها تَنْحَرُ الهِلَالَ. وقال الكميت أيضاً: فَبَاَدَرَ لَـيْلَةَ لاَ مُـقْـمِـرٍ نَحيَرةَ شَهْرٍ لِشَهْرٍ سِرَاراً أراد ليلةَ لا رَجُلٍ مُقْمِرٍ. والسَرارُ مردودُ على الليلَةِ. و نحيرَة فعيلة بمعنى فاعِلَة لأنَّها تَنْحَرُ الهلالَ، أي تستَقْبِلُه. ويقال: للسحاب إذا انْعَقَّ بِماَءٍ كثيرٍ: قد انْتَحَرَ انِتحاَراً. وقال الراعي: فَمَرَّ عَلَى مَناَزِلِهاَ وَأَلْقَـى بها الأثْقاَلَ وَانْتَحَرَ انْتِحاَراً وقال عديُّ بن زيد يصف الغيث: مَرِحُ وَبْلُه يسحّ سُبُوب الْماءِ سَحًّا كأنَّـه مَـنْـحُـورُ و النَحْيِرُ: الرجُل الطَبِنُ الفَطِنُ في كل شئ، و جمعه: النَّحاَرِيرُ. ثعلب عن ابن الأعرابي: النَّحْرَةُ انْتِصاَبُ الرَّجُلِ في الصَّلاة بإزاء المحراب. وقال أبو العباس في قوله: (فَصَل لِرَبَكَ وَأنْحَرْ) قالت طائفة أمِرَ بِنَحْرِ النُّسُكِِ بَعْد الصَّلاة. وقيل أمِرَ أنْ ينتصب بنحره بإزاءِ القبلة وألا يلتفت يميناً ول شمالاً . وقال ابن الأعرابي النَّاحِرَ تَانِ: التَّرْقوَتَان من الإبلِ والناسِ. والجوَاُنح: ماوقَعَ عليه الكَتِفُ من الدَّابَّة والبَعِيرِ، وهي من الانسانِ الدَّأْيُ، الدَّأْيُ: ما كَانَ من قِبَلِ الظَّهْرِ، وهي سِتُّ: ثَلَاثُ من كل جانب، وهي من الصدر الجوانِحُ لجُنُوحِها على القَلْب.وقالَ: الكَتِفُ على ثلاثِة أضْلَاع من جانب وستة أضلاع من جانب وهذه الستة يقال لها الدَّايَاتُ. أبو زيد الجوانح أدنى الضلوع من المَنْحَر، وفيهن النّاحِرَتَان، وهي ثلاثُ من كل جانب، ثم الدَّأيات وهي ثلاثُ من كُلَّ شِقّ، ثم يبقى من بعد ذلك سِتُّ من كل جانبٍ متَّصِلاتُ بالشراسيف لايسمونها إلا الاضلاع، ثم ضِلَع الخَلْفِ، وهي اواخر الضُّلوع. حرف قال الليث: الحرْفُ من حُرُوفِ الهِجَاء. قال: وَكُلُّ كَلِمَةٍ بُنِيَتْ أدَاةً عارِيةً في الكلامِ لِتَفْرِقَةِ المَعَانِى فاسْمُهَا حرفُ، وإنْ كَانَ بِنَاؤُها بِحَرْفَيْن او فَوْقَ ذلك، مثل: حتى وَهَلْ وبَلْ ولَعَلّ. وكل كلمة تُقْرَأُ على وُجُوهٍ مِنَ القُرْانِ تُسمى حَرْفاً، يقرأ هذا في حرف ابن مسعود أي في قراءة ابن مسعود.
قال: والانسانُ يكونُ على حَرْفٍ من أَمْرِه: كَأَنَّه يَنْتَظِرُ ويتوقَّعُ، فانْ رَأي من ناَحِيَتِهِ ما يحبُّ، وإَّلا ماَلَ إلى غَيْرِهَا. وقال الله جل وعز(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يّعْبُدُ الله عَلَى حَرْفٍ) أي إذا لَمْ يَرَ ما أحَبَّ أنْقَلَبَ عَلَى وجهه. قال وحَرْفُ السفينةِ: جَانِبُ شِقَها. وقال أبو إسحاقَ في تفسير هذه الاية(وَمِنَ الناسِ مَنْ يَعْبُدُ الله على حَرْفٍ) جاء في التفسيرِ، على شَكٍّ، قال: وحقيقَتُهُ أَنَّه يعبدُ الله على حرِف الطَّرِيقَة في الدَّين، لايدخُلُ فيه دُخُولَ مُتَمَكَنٍ. وافادنى المنذريُّ عن ابن اليزيدي عن ابي زيدٍ في قوله (على حَرْفٍ) على شَكٍّ. وافادني عن ابي الهيثم انه قال: أما تسميتهُم الحُرْفَ حَرْفاً فحرْفُ كل شئٍ ناحيتُه في كحرْفِ الجَبَلِ والنهرِ والسيفِ وغيرهِ، قلتِ كأنّ الخير والخِصْبَ ناحيةُ، والضَّرَّ والشَّرَّ والمكروهَ ناحيةُ اخرى، فهما حرفان، وعلى العبْدِ أن يَعْبُدَ خالِقَه على حالة السَّرَّاءِ و الضَّرَّاءِ. ومَنْ عَبَدَ الله على السَّرَّاءِ وحْدَهَا دون ان يَعْبُدَه على الضَّرَّاءِ يَبْتَلِيه الله بِهَا فَقَدْ عَبَدَهُ على حَرْفٍ، ومن عَبَدَهُ كَيْفَما تصرَّفَتْ به الحالُ فقد عَبَدَهُ عِبادةَ عَبْدٍ مُقِرًّ بأنَّ له خَالِقًا يُصَرَفه كيفَ يشاءُ، وأنه ان أمْتًحًنه باللأواء وانعم عليه بالسَّرَّاء فهو في ذلك عادلُ أو متفضلُ غير ظالمٍ ولامتعدٍّ، له الخَيَرةُ وبيده الأمرُ ولاخَيَرَةَ للعَبْدِ عليه. وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم "نُزَّلَ القران على سبعة أحرف كلها شاف كاف?لقد أشْبَعتُ تفسيره في كتاب "القراءَات، وعِلِل النَحويينَ فيها?وانا مختصرُلَكَ في هذا الموضِعِ من الجُمَلِ التي اودَعْتُها ذلك الكتابَ ما يَقِفُ بِكَ على الصوابِ. فالذي أذْهَبُ إليه في تفسيرِ قولهِ "نُزَّل القرانُ على سَبْعَةِ أحرف?ما ذهب إليه أبو عبيدٍ واتّبعه على ذلك أبو العباسِ أحمد بن يحيى. فأما قول ابى عبيدٍ فإن عبد الله بن محمد ابن هاجَك اخبرنى عن أبن جَبَلَةَ عن ابى عبيدٍ أنه قال في قوله(على سبعة أحرف) يعنى سبعة لُغَاتٍ من لُغَات العَرَبِ. قال وليس معناه ان يكونَ في الحرِف الواحِد سبعَةُ أَوْجُهٍ هذا لَمْ نَسمعْ به.قال ولكن نقول هذه اللغاتُ السبعُ متفرقَةُ في القران فبعضه بِلُغِة قريش وبعضهُ بلغة هوازِنَ وبعضُه بلغة هُذيْلٍ وبعضُه بلغة أهِل اليَمَن، وكذلك سائِرُ اللغات ومعانيها في هذا كله وَاحِدَةُ. قال ومِمَّا يُبَيِّنُ ذلك قولُ ابن مسعود: إنى قد سمعت القراءَةَ ووجدتهم متقاربين فاقرءوا كما علمتم، إنما هو كقول أحدكم هَلُمَّ وتَعَال وأقْبِل. وأخبرني المنذري عن أبى العباس أنه سُئِل عن قوله "نزل القران على سبعة أحرف?فقال: ماهي الا لغاتُ. قلت: فأبو العباسِ النحوي وهو واحِدُ عصره، وقد ارْتَضى ما ذهبَ إليه أبو عبيد واستصوْبَه. قلت: وهذه الأحْرُفُ السبعةُ التي معْنَاهَا اللغاتُ غيرُ خارِجَةٍ من الذي كُتِبَ في مصاحف المسلمين التي أجتمع عليها السلفُ المرضيُّون والخلف المتبعون فمن قَرَأ بحرفٍ لا يُخُالِفُ المصحفَ بزيادةٍ او نُقصانٍ أو تقديمِ مؤخرٍ أو تأخيرِ مُقَدَّم وَقَدْ قَرَأ به إمامُ من أئمة القُراءِ المُشْتهرين في الامْصَارِ فقد قرأ بحرْفٍ من الحُرُوف السبعة التي نزل بها القران، ومن قرأ بحرفٍ شاذٍ يُخَالِفُ المصحفَ، وخالَفَ بذلك جمهورَ القراةِ المعروفين، فهو غيرُ مصيبٍ. وهذا مذهبُ أهِل العِلْم الذين هم القُدْوَةُ، ومذهبُ الراسخِين في عِلِم القران قديماً وحديثاً، والى هذا أوْمَي أبو العباس النحويُّ، وأبو بكر الأنباري في كتاب له ألَّفَه في أتَباع ما في المصحَفِ الإمامِ، وافقه على ذلك أبو بكرٍ مجاهدُ مُقْرِئ أهِل العِراق وغيرُه من الاثْبَاتِ المُتْقِنِين. ولا يجوز عندي غيرُ ما قالوا، والله يوفقنا للاتباع وتجنُّبِ الأبْتداع، إنه خير مُوَفَق وخيرُ مُعين.
وقال الليث: التحريفُ في القران: تغييرُ الكلِمَةِ عَنْ مَعْنَاهَا وهي قريبَةُ الشَّبَهِ، كما كانت إليهودُ تُغَير مَعانَيِ التوْراةِ بالأشْبَاه، فوصَفَهم الله بِفِعْلِهم فقال (يُحَرِّفُونَ الكَلِمَ عَنْ مَوَاِضِعه) قال: وإذا مال إنسانُ عن شئ يقال تحرّف وانْحَرَفَ واحْرَوْرف وأنشد: في صفة ثور حفركناسا فقال: وإن أصاب عُدَوَاءَ احْرورفا قال: والحَرْف الَّناقة الصُّلبَةُ، شُبِّهت بحرْفِ الجبل.وأنشد: جُمَاِلَّيةُ حَرْفُ سِـنَـادُ يَشُـلُّـهـا وَظِيفُ أَزَجُّ الخطِوِر ياَّن سَهْوَق قال: وهَذَا الَبْيتُ يَنْقُضُ تفسيرَ مَنْ قال: ناقة حَرْفُ: أي مَهزْولَةُ شبِّهت بحرفِ كتابةٍ لِدَقَّتها وهُزَالهِا. وروى أبو عبيدٍ عن ابى عَمْرو أنه قال: الحرْفُ: الناقَةُ الضَّامِرُ، قال: وقال بعضهُم شُبِّهتْ بِحَرْفِ الجبل. قال أبو عبيدٍ وقال الأصمعي: الحرفُ: الَمهْزُولَةُ، وقال شَمرِ: الحرْفُ من الجَبَلِ: مانَتَأ في جَنْبِهِ مِنْه كهيئة الدُّكَّانِ الصغيرِ أو نحوِه. قال والحرف ايضاً في أعْلاهُ تَرَى له حَرْفاً دقيقاً مشرفاً على سواءِ ظَهْرِه. أبو العباس عن أبن الأعرابي قال: الحرْفُ: الشَكُّ في قول الله جل وعز(وَمِنَ مَنْ يَعْبُدُ الله على حَرْفٍ) أي شكًّ. قال أبو العباس والعربُ تَصِفُ الناقَةَ بالحرْفِ لانها ضامِرُ، وتُشَبَّهُ بالحرْفِ من حُرُوفِ المْعجَمِ، وهو الالِفُ. وتشبَّه بِحَرْفِ الجَبَلَ إذا وصفت بالعِظَم. قال هذا في تفسير قول كعب: - حَرْف أخوها أبوها من مهجَّنة وقال الليث: الُحرْفُ: حَبُّ كالخَرْدَلِ، الواحدة حُرْفَةُ.قال: والُمَحارَفةُ: المُقايَسَةُ بالمِحْرَافِ، وهو الميلُ الذي يُسْبرُ به الجِرَاحَاتُ وأنشد: كما زَلَّ عَنْ رَأس الشّجِيج المُحَارِف. أبو عبيد عن ابى زيدٍ: أَحْرَفَ الرجلُ إحرافاً إذا نما مَالُه وصَلُحَ. ورُوي عن ابن مسعودٍ أنه قال: موت المؤمِنِ بعَرَق الجبين تبقى عليه البقيةُ من الذُّنُوبِ فَيُحَارَفُ عند الموت أي يُقَايَسُ بها فيكون كفارةً لذنوبة. ومعنى عَرَقِ الجبينِ شدةُ السّياَق. ويقال: لاتُحَارِفْ أخاكَ بالسوءِ: أي لاتُجازِهِ بسُوءِ صَنِيعه تُقَايِسْه، وأحْسِنْ إذا أساءَ، واصْفَحْ عنه. ويقال للمَحْرومِ الذي قُتِّرَ عليه رزْقُه مُحَارَفُ. حدَّثَنَا عبدُ الله بنُ عَرْوةَ عن ابى بكرٍ بن زَبخَوَيهِ عن محمدِ بن يوسفَ عن سفيانَ قال حدثنا أبو اسحاق عن قسر ابن كركم عن ابن عباس في قوله: (وفى أموالِهِم حَقُّ للسائِلِ والَمحْرُومِ) قال: السائلُ: الذي يسألُ الناسَ، والمحروم: الُمحَارَفُ الذي ليس له في الإسلام سَهْمُ، فهو مُحَارَفُ. قال وأخبرنا الزعفرانيُّ عن الشافِعِى أنه قال: كُلُّ من أستغْنَي بكَسْبِه فليس له أن يسألَ الصدقَة َو إذا كان لا يبلغ كسبه ما يُقِيمُه وعيالَه فهو الذي ذكر المفسَّروُنَ أنَّه المحرومُ الْمُحاَرَفُ. قال: والْمُحاَرَفُ: الذي يَحتْرِفُ بيديه قد حُرِم سهْمَه من الغنيمة لا يَغْزُو مع المسلمين فبقى محروماً يُعْطَى من الصدقةِ ما يَسُدّ حِرْمَانَهُ. وجاء في تفسير قول الله جلّ وعزّ: (للسائِلِ والمحْرُومِ) أنّ المحرومَ هو المُحاَرَفُ، و الأسْمُ منْهُ الحُرْفَةُ بالضَّم، وأما الحِرْفَه فهو اسم من الأحْتِرَافِ، وهو الأكتسابُ؛ يقال هو يَحْرِفُ لعياله ويَحْتَرِفُ، ويَقْرِشُ ويَقْتَرِشُ، ويَجْرَحُ ويَجْتَرِحُ: بمعنى يَكْتَسِبُ. ثعلبُ عن أبن الأعرابي قال: أحْرَفَ الرجُلُ إذا جازَى على خيرٍ أو شّرًّ. قال ومنه الخبرُ: أن العبدَ ليُحَارَفُ على عَمَلهِ الخيرَ والشرَّ. قال: وأحرف إذا أستغنى بعد فقر وأحرف الرجل إذا كدّ على عياله أبو عبيدة عن أبي زيدٍ: أحْرَفَ الرجُلُ إحْرَافاً إذا نَمَا مَالُه وصَلَح. رحف روى أبو العباس عن أبن الأعرابي أنه قال: أرْحَفَ الرجلُ إذا حدَّد سكّيناً أو غيرَه. يُقَالُ أرْحَفَ شَفْرَتَهُ حتى قَعَدَتْ كأنَّها حَرْبَةُ. ومعنى قَعَدَتْ أي صَارَتْ. قلتُ كأنّ الحاءَ مُبْدَلةُ من الهاء في أرْحَفَ، والأصْلُ أرْهَفَ. وسيفُ مُرْهَفُ وَرَهيِفُ أي مُحَدَّدُ. حفر
قال الليث: الحُفْرَةُ: ما يُحْفَرُ في الارْضِ، ومثله الحفِيرَةُ، قال: والحَفَرُ اسمُ المَكَانِ الذي حُفِرَ كخَندَقٍ أو بئرٍ: قال وكذلك البئرُ إذا وُسِّعَتْ فَوْقَ قَدْرِها تُسَمَّى حَفِيِراً وَحَفراً وحَفَيرَةً، قال: وَحفِيرُ وحَفِيرَةُ، اسْماَ مَوْضِعين ذكَرَهُماَ الشعراءُ القدماءُ. قلتُ: والأحْفَارُ المَعْرُوفَةُ في بلادِ العربِ ثلاثةُ: فمنها حَفَر أبو موسى، وهي رَكاَيا احْتَفرَها أبو مُوسىَ الاْشعرَيُّ على جَادَّة الَبصْرة وَقَدْ نَزَلْتُ بها واستَقَيْتُ من رَكَاياها وهي مابين مَاويَّةَ والمَنْجَشانياَّتِ وركايا الحَفَر مَسنويةُ بعيدة الرشاء عذبةُ الماءِ؛ مسنويةُ أي يستقى منها بالسانية وهذا كقولهم زرع "مَسْقَوِيُّ? أي يُسْقَى. ومنها حَفَرُ ضَبَّةَ: وهي ركايَا بناحيةِ الشَّوَاجِن بعيدةُ القعرِ، عَذْبَةُ الماءِ. ومنها حَفَرُ سَعْدِ ابنِ زَيْدِ مَنَاةَ ابن تميم، وَهيَ بِحِذَاء العَرَمة وراءَ الدَّهْنَاءِ، يُسْتَقَى منها بالسانَية عِنْدَ حَبلٍ من حِبَالِ الدَّهْنَاءِ، يقال له حَبلُ الحاضِر. وقال الفراءُ في قول الله جل وعز(أئنا لَمْردُودُون في الحافِرَةِ أئذا كُنَّا عِظاماً نخرة) معناه إنا لَمْردُودُون إلى أمرنا الأوّل إلى الحياة. قال: والعربُ تَقوُلُ: أَتَيْتُ فُلانًا ثمَّ رَجَعْتُ على حَاِفرَتى: أي رَجعْتُ من حَيْثُ جئتُ. قالَ: ومن ذَلِكَ قَوْلُ العَرَبِ: النقد عِنْدَ الْحافِرَةِ. والحافر معناه إذا قال قَدْ بِعْتُك رجعتَ عليه بالثمن: وهُمَا في المعنى واحدُ. قال: وبعضُهم يقول النَّقْدُ عندَ الحافِر، يريد عند حافِرِ الفَرَسِ، وكأنَّ هذا المَثَلَ جَرَى في الخْيلِ. قال: وقالَ بعضُهم: الحافِرَةُ الارْضُ التي تُحْفَرُ في قُبُورُهم، فسَّماها الحافِرَةَ، والمعْنَي يريدُ المحْفورَةَ، كما قال(ماءٍ دافقٍٍ) يريد مَدْفُوق. وأخبرني المنذري عن ابى العباس انه قال: هَذِه كلمَةُ كانُوا يَتَكَلَّمُون بها عند السَّبْق. قال والحافِرَةُ: الارضُ المحْفُورَةُ، يَقُول: أقل ما يَقَعُ حافِرُ الفَرَسِ على الحافِرَةِ فقد وَجَبَ النقدُ، يعنى في الرِّهَانِ، كَمَا يَسْبِقُ فيَقَعُ حافِرَهُ عَلَيها تقول هاتِ النَّقْدَ: وقال الليثُ: النقْدُ عِنْدَ الحافِرِ معناه إذا أشتريْتَه لم تَبْرَحْ حَتَّى تَنْقدُ.الحَّرانّيِ عن ابن السكيتِ انه قال: مَعْنَى النّقْدُ عند الحافِرَة أي عِنْد أَوَّل كَلِمَةٍ. ويُقَال: التَقَي القَوْمُ فاقْتَتَلُوا عِنْدَ الحَافِرَة أي عِنْدَ اوَّلِ كَلِمَةٍ وعِنْدَ أوَّلِ ماألتَقَوْا، قال الله جل وعز(أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ في الحافِرَة) أي في اوَّلِ أمْرِنَا. قال: وأنشدني ابنُ الأعرابي: أَحافِرَةً عَلَى صَلَعٍ وَشَيْبٍ مَعَاذَ الله مِنْ سَفَهٍ وَعَارِ كأنه قال أأرجع في صِباى وَأمْرِى الأوَِّل بعد أن صَلِعْتُ وشِبْتُ. وقال الليثُ: الحافِرَةُ العَوْدَةُ في الشيء حتَّى يُرَدَّ اخِرهُ عَلَى أَوَّلِه. قاَلَ: وِفي الحديثِ (إنَّ هَذَا الامْرَ لايُترَكُ على حالِه حَتَّى يُرَدَّ على حافِرَتِه) أي على أولِ تأسِيسِه، وقالَ في قوله(أئِنا لَمَرْدُودُون في الحافِرَة) أي في الخَلَقِِ الاوَّل بَعْدَ مانَمُوتُ. وقال ابنُ الأعرابي(في الحافِرَة) أي في الدُّنْيا كَما كُنَّا. وقال الليث: الحَفْرُ والحَفَرُ جَزْمُ وفَتْحُ، لغُتانِ: وهو مايَلْزَق بالأسنانِ من ظاهرٍ وباطنٍ، تقول: حَفِرَتْ أسنانهُ حفَراً، ولغةُ أخرى حفَرت أسنانهُ تَحفِر حفْرًا. وأخْبرَنى أبو بكرٍ عن شمر أنَّهُ سُئِل عن الحَفْر في الاسْنان فقال: هُوَ أُنْ يَحْفِرَ القَلَحُ أصُولَ الأسنان بَيْنَ اللثةَ وأصْلِ السِّنّ من ظَاهِرٍ وبَاطِنٍ يُلِحُ على العظمِ حتى يَتَقَشَّر العظْمُ أن لم يُدْرَك سريعًا، يُقَال أَخَذَ فِيه حَفْرُ وحَفَرَةُ. أبو عبيد: عن الكسائى قال: الحفْر بتسكين وقد حفر فُوَه يحفِر حَفْرا. وقال الليث الحِفْراةُ نباتُ من نباتِ الرَّبِيع، قال والناسَ من أهْلِ اليمنِ يُسَمُّون الخَشَبَيَةَ ذاتَ الاصابِع التي يُذُرَّى الكُدْس المدُوسُ ويُنَقَّى بها البُرُّمِن التِّبْن بِحْفراةَ.
ثعلبُ عن أبن الأعرابي: أحفَرَ الرجلُ إذا رَعَى إبله الحِفْرَى وهو نَبْتُ قلتُ وَهُو من أرْدَإ المراعى قال وَأحْفَرَ إذا عَمِل بالحفراةِ وهي الرَّقْش الذي تُذَرَّى به الحنطةُ وهي الخَشَبَةُ المُصْمَتَةُ الرأسِ، فأما المُفَرَّجُ فهو العَضْمُ بالضَّاد والمِعْزَقَةُ قال: والمِعْزَقَةُ في غير هذا المَرُّ، قال والرْقشُ في غير هذا الاكلُ الكثيرُ. وقال أبو حاتم: يقال حافر اليربوع محافر وفلان اروغ من يربوع محافر وذلك ان يحفر في لغز من الغازه فيذهب سفلا ويحفر الانسان حتى يعيي فلا يقدر عليه ويشبه عليه الجحر فلا يعرفه من غير فيدعه وإذا فعل اليربوع ذلك قيل لمن يطلبه دعه لقد حافر فلا يقدر عليه احد وقال: انه إذا حافر ابي ان يحفر التراب ولاينبثه ولايدري وجه جحره يقال قد حثا فترا الجحر مملوءا ترابا مستويا مع ماسواه إذا حثى ويسمى ذلك الحاثياء ممدود يقال ما اشد اشتباه حاثيائه وقال ابن شميل رجل محافر ليس له شىء وأنشد: محـــافـــر الـــعـــيش ابـــي جـــوارى ليس له مما افاء الشارىغير مدى وبرمة واعشارِ أبو عبيدة: يقال احفر المهر للاثناء والارباع والقروح وافرت الابل للاثناء إذا ذهبت رواضعها وطلع غيرها وقال في كتاب الغير يقال احفر المهر احفارا فهو محفر قال واحفاره ان يتحك الثنيتان السفليان والعلييان من رواضعه فإذا تحركن قالوا قد احفرت ثنايا رواضعه فسقطن قال واول ما يحفرن فيما بين ثلاثين شهرا ادنى ذلك إلى ثلاثة اعوام ثم يسقطن وقع عليها اسم الابداء ثم يبدأ فيخرج له ثنيتان سفليان وثنيتان علييان مكان ثناياه الرواضع التي سقطن بعد ثلاث اعوام فهو مبدء قال ثم يأني فلا يزال ثنيل حتى يحفر احفارا واحفاره ان تحرك له الرباعيتان السفليان والرباعيتان العليان من رواضعه وإذا تحركن قبل قد احفرت رباعيات رواضعه فيسقطن واول ما يحفرن في استفائه اربعة اعوام ثم يقع عليها اسم الابداء ثم لايزال رباعيا حتى يحفر للقروح وهو ان يتحرك قارحاه وذلك إذا استوفى خمسة اعوام ثم يقع عليه اسم الابداء على ماةصفنا ثم وهو قارح واخبرنى المنذرى عن ثعلب عن ابن الأعرابي إذا اسلم المهر سنتين فهو جذع ثم إذا اسلم الثالثة فهو ثني فإذا اثنى القي رواضعه فيقال اثنى وادرم للاثناء ثم هو رباع إذا استم الرابعة من السنين يقال اهضم للارضاع وإذا دخل في الخامسة فهو قارح وقد قرح يقرح قروحا قلت وصوابه إذا استم الخامسة فيكون موافقا لقول ابي عبيدة وكأنه سقط شىء ويقال: حفرت ثرى فلان إذا فتشت عن امره ووقفت عليه وقال ابن الأعرابي حفر إذا جامع وحفر إذا فسد فرح قال الليث رجل مفرح قد اثقله الدين وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ولايتركى في الإسلام مفرح قال أبو عبيدة المفرح الذي قد اقرح الدين أي اثقله ولا يجد قضائه قال وانشدنا أبو عبيدة إذا انت لم تبرح تـؤدي امـانة وتحمل اخرى افرحتك الودائع وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي انه قال في قوله ولايترك في الإسلام مفرح هو الذي اثقل الدين ظهره قال: ومن قال مفرج فهو الذي اثقله العيال وان لم يكن مداناً. وقال اليث رجل فرح وفرحان وامراة فرحة وفرحى ويقال مايسرنيس به مفروح ومفرح فالمفروح الشيء الذي انا افرح به والمفرح الشيء الذي يفرحني أبو حاتم عن الأصمعي: يقال ما يسرني به مفرح ولا يجوز مفروح وهذا عنده مما يلحن فيه العامة. رفح قال أبو حاتم من قرون البقر الارفح وهو الذي يذهب قرناء قبل اذنيه في تباعد ما بينهما قال والارفي الذي يأتي اذناه على قرنيه. حرب
قال أبو العباس قال أبن الأعرابي: الحارِبُ: المُشَلِّح، يقال حرَبَهَ إذا أخَذَ مَالَه، وأَحْرَبَهَ دَلَّه على مايَحرْبُهُ، وحَرَّبَه إذا أطعمه اَلحرَب، وهو الطَّلْع، وأَحْرَبَهُ: وجده محروباً. وقال الليث: الحرب: نقيض السلم، تؤنث، وتصغيرها حريب بغير هاء رواية عن العرب ومثلها ذريع وقويس وفريس انثى ونييب وذويد تصغير ذو وقدير تصغير قدر وخليق يقال ملحفة خليق. كل ذلك تأنيث يصغر بغير هاء. قلت أنثوا الحرب لأنهم ذهبوا إلى المحاربة، وكذلك السلم والسلم يذهب بهما إلى المسالمة، فتؤنث. وقال الليث رجل محرب: شجاع. وفلان حرب فلان أي محاربه. ودار الحرب بلاد المشركين الذين لاصلح بينهم وبين المسلمين. وتقول حربت فلانا تحريباً إذا حرشته تحريشاً بأنسان فأولع به وبعد اوته. ويقال حرب فلان حربا، والحرب أن يؤخذ ماله كله، فهو رجل حرب نزل به الحرب، وهو محروب حريب وحريبة الرجل: ماله الذي يعيش به. والحريب: الذي سلب حريبته. أبن شميل في قوله أتقوا الدين فأن أوله وأخره حرب قال وأبن يباع داره وعقاره، وهو من الحريبة. محروب: حرب ديني سلب دينه، يعنى قوله فأن المحرمب أنحرب دينه وقال الله (يحاربون الله ورسوله) يعنى المعصية وقوله (فأذن بحرب من الله ورسوله) يقال: هو القتل أما قوله جل وعز(مما جزائه الذين يحاربون الله ورسوله) الاية فأن أبا أسحق النحوي زعم ان قول العلماء ان هذه الاية نزلت في الكفار خاصة. وروى في التفسير ان ابا بردة الاسلمى كان عاهد النبي صلى الله عليه وسلم ان لايعرف لمن يريد النبي صلى الله عليه وسلم وان لايمنع من ذلك، و ان النبي صلى الله عليه وسلم لايمنع من يريد أبا بردة فمر قوم بأبي بردة يريدون النبي صلى الله عليه وسلم فعرض اصحابه لهم فقتلوا وأخذوا المال، فأنزل الله جل وعز على نبيه، وأتاه جبريل فأعلمه أن الله يأمره أن من ادركه منهم قد قتل وأخذ المال قتله وصلبه، ومن قتل ولم يأخذ المال قتله، ومن أخذ المال ولم يقتل قطع يده لأخذه المال، ورجله لأخافته السبيل. وقال الليث شيوخ حربى والواحد خرب شبيه بالكلب والكلب. وأنشد قول الأعشى. شيوخ حربى بشطى أريك ونساء كأنهن السعالـي قلت ولم اسمع الحربى بمعنى الكلب إلا ههنا. ولعله شبهه بالكلب أنه على مثاله. وقال الليث. الحرب دون الرمح والجميع الحراب. قال والمحراب. الغرفة وأنشد قول امرؤ القيس كغزلان رمل في محاريب أقوال قال والمحراب عند العامة اليوم مقام الأمام في المسجد. وكانت محاريب بني إسرائيل مساجدهم التي يجتمعون فيها للصلاة. قال أبو عبيد. المحراب. سيد المجالس ومقدمها واشرفها، وكذلك هو من المساجد. وقال ابن الأعرابي: المحراب: مجلس الناس ومجتمعهم. وقال الأصمعي: العرب تسمى القصر محراباً لشرفه. وانشد. أو ديمة صور محرابها أو درة شيفة إلى تاجر أراد بالمحراب القصر، وبالدمية الصورة، وقال الأصمعي عن ابي عمرو بن العلاء دخلت محراباً من محاريب حمير فنفخ في وجهي ريح المسك اراد قصرا أو ماسشبه القصر، وقال الزجاج في قول الله جل وعز(وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب) قال: المحراب أرفع بيت في الدار، وأرفع مكان في المسجد. قال والمحراب ههنا كالغرفة وأنشد. ربة محراب إذا جئتهـا لم ألقها أو أرتقى سلما وقال الفراء في قول الله جل وعز. (من محاريب وتماثيل) ذكر أنها صور الانبياء والملائكة، كانت تصور في المساجد ليراها الناس فيزدادوا عبادةً. وقال الزجاج هي واحدة المحراب الذي يصلي فيه. وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث عروة بن مسعودٍ إلى قومه بالطائف فأتاهم ودخل محراباً له فأشرف عليهم عند الفجر، ثم أذن للصلاة. وهذا يدل على أنه غرفة يرقى إليها. وقال الليث المحراب عنق الدابة. ابن الانبارى عن احمد بن عبيد: سمى المحراب محراباً لأنفراد الأمام فيه وبعده عن الناس. ومنه يقال فلان حرب لفلان إذا كان بينهما تباعد ومباغضة واحتج بقوله: وحارب مرفقها دفهـا وسامي به عنق مسعد أراد بعد مرفقها من دفها. وقال الراجز: كأنها لما سما محرابها وقال الاعشى. وترى مجلساً يغص به المحراب ملقـوب والـثـياب رقـاق
أراد من القوم. قال: والحرباء دويبة على خلقة سأم أبرص ذات قوائم أربع، دقيقة الرأس، مخططة الظهر، تستقبل الشمس نهارها. والجميع محرابى. قال والحرباء: رأس المسمار في الحلقة في الدرع. وقال أبو عبيد: الحرباء: مسامير الدرع. وقال لبيد: كل حرباء إذا أُكره صل قال: وقالَ أبو عمرو الشيبانى: حرابى المتن: لحم المتن، قال: واحدها حرباء؛ شبه بحرباء الفلاة وإناثث الحرابىَّ يقال لها أمهات حبينٍ، الواحدة أثم حُبينس، وهي قذرةُ لاتأكلها العربُ بتة. وقال أبو عُبيدٍ قال أبو زيدٍ: أرضُ محربئةُ من الحرباء. أندبو العَّباس عن أبن الأعرابي: الحُربة: الجُوالقُ. وقال الليث: الحربة: الوعاءُ. أبو عبيد: حَرِب الرجل يحرب حرباً إذا غضب. قال وحربتُ عليه غيرى أي أغضبته وسنان محرب مذربُ إذا كان محدرا مؤللاً. أبو عبيد عن يونسَ قال: "أحربت?الرجل: إذا دللته على مالٍ يغير عليه. عمر عن أبيه: الحربةُ: الطلقةُ إذا كانت بقشرها، ويقال لقشرها إذا نزع: القيقاءَةُ. ثعلب عن ابن الأعرابي، قال: المحرابُ: القبلة. والمحراب الغرفة. والمحرابُ: صدر المجلسِ "والمحراب?مأوى الأسدِ في محرابه وغيله وعرينه ورجل محرب أي محرب أي محارب لعدوه. وقيل سمى محراب الإمام محراباً لأن الأمام إذا قام فيه لم يأمن أن يلحن أو يخطىء فهو خائف مكاناً كأنه مأوى الأسد. "رجب?شمر عن ابي شميل في قول الله جل وعز: (ضاقت عليهم الأرضُ بما رحبتْ) أي على رحبها وسعتها. وأرض رحيبةُ: واسعةث قال وقال ابنُ الأعرابي: الرُّحبة: ماأتسع من الارض. وجمعها رحب، مثل قرية وقرى.قلت وهذا يجيىء شإذا في باب الناقص، فأما السالم فما سمعت فعلة جمعت على فعل، وأبن الأعرابي ثقة لا يقول الا ما قد سمع. وقال الليث: الرحب والرحيب: الشيء الواسع. قال: رحبة المساجد ساحاتها. ونقول رحب يرحب رحباً ورحابةً. ورجل رحيب الجوف: واسعه. وقال نصر بن سيار. أرحبكم الدخول في طاعة الكرمانى. يعنى اوسعكم. وقال الليث: وهذه كلمة شاذة على فعل مجاوز وفعل لايكون مجاوزاً أبدا. قلت لايجوز رحبكم عند النحويين، ونصر ليس بحجة. وقال الليث ارحب حى أو موضع ينسب إليه النجائب الأرحبيية. قلت: ويحتمل ان يكون ارحب فحلاً نسبت إليه النجائب لأنها من نسله. وقال الليث في قول العرب مرحباً، معناه انزل في الرحب والسعة فأقم فلك عندنا ذلك. وسئل الخليل عن نصب مرحباً فقال فيه كمين الفعل، أرادُ به أنزل أو اقم فنصب بفعل مضمر، فلما عرف معناه المراد به أُميت الفعل. قلت وقال غيره في قولهم: مرحباً، أتيت رحباً وسعةً لاضيقاُ. وكذلك قال سهلاً، أراد نزلت بلداً سهلاً لاحزن غليظاً. وقال شمر: سمعت ابن الأعرابي يقول: مرحبك الله ومسهلك، ومرحباً بك الله ومسهلاً بك الله. وتقول العرب: لامرحباً بك أي لارحبت عليك بلادك. قال وهي من المصادر التي تقع في الدعاء للرجل وعليه، نحو سقياً ورحباً وجدعاً وعقراً؛ يريدون سقاك الله ورعاك. وأخبرني المنذري عن ابي العباس عن سلمة قال سمعت الفراء يقول يقال رحبت بلادك رحباً ورحابةً ورحبت رحباً ورحباً. ويقال ارحبت، لغة بذلك المعنى. وقال الليث: الرحب على بناء فعلى أعرض ضلع في الصدر، قال: الرحبى: سمة تسم بها العرب على جلب البعير. وقال أبو عبيد عن اصحابه: الرحبيان مرجع المرفقين، وقال والناحز انما يكون في الرحبيين. وقال غيره: الرحبى: منبض القلب من الدواب والانسان. ورحبت مالك ابن طوق: مدينة احدثها مالك على شاطىء الفرات. ورحابة: موضع معروف. شمر عن ابن شميل قال: الرحاب في الاودية الواحدة رحبة، وهي مواضع متواطئه يستنقع الماء فيها، وهي أسرع الارض نباتاً تكون عند منتهى الوادي وفي وسطه، وقد تكون في المكان المشرف ويستنقع فيه الماء، ومتا حولها مشرف عليها، وإذا كانت في الارض المستوية نزلها الناس، وإذا كانت في بطن المسيل لم ينزلها الناس، وإذا كانت في بطن الوادي فهي أقنت تمسك الماء ليست بالقعيرة جداً وسعتها قدر غلوة، والناس ينزلون ناحيةً منها، ولا تكون الرحاب في الرمل وتكون في بطون الارض وفي ظواهرها. وقال الفراء: يقال للصحراء بيت أفنية القوم والمسجد رحبة. ورحبة اسم ورحبة صفه. يقال بلاد رحبة، ولايقال رحبة. قلت ذهب الفراء إلى أنه يقال بلد رحب وبلاد رحبت، كما يقال بلد سهل وبلاد سهلة. باح
قال الليث برح الرجل يبرح براحاً: إذا رام من موضعه ويقال مابرحت أفعل كذا، بمعنى مازلت. وقال الله جل وعز(لن نبرح عليه عاكفين) أي ان نزال. وقول العرب: برح الخفاء. قال بعضهم معناه زال الخفاء، وقيل معنى برح الخلفاء أي ظهر ماكان خافيا وانكشف، ماخوذ من براح الارض وهو الظاهر البارز. وفقال الليث: البراح: البيان، يقال جاء بالكفر براحاً ويجوز ان يكون قولهم برح الخفاء أي ظهر ماكنت اخفي. والبارح من الظباء والطير خلاف السانح وقد مر تفسيرها في باب سمح من هذا الكتاب. فقال الدينوري: البيروخ: هو اللقاح الأصفر مثل الباذنجان طيب الرائحة بدخل في الادوية، ويسمى المغد ايضاً. قال واللقاح ايضاً ضرب من الفرس اجرت فيه حمرت. وقال الليث: 304 البارح من الرياح: التي تحمل التراب في شدة الهبوب. أبو عبيد عن ابي زيد قال: البوارح الشمأل في الصيف خاصة. قلت وكلام العرب الذين شاهدتهم على ماقال أبو زيد. وقال ابن كناسة: كل ريح تكون في نجوم القيض فهي عند العرب بوارح، قال واكثر ماتهب بنجوم الميزان، وهي السمائم، وقال ذو الرمة لابل هو الشوق من دارٍ تخونها مراً سحابُ ومراً بارح ترد فنسبها إلى التراب لانها قيظية لاربعية: ورياح الصيف كلها تربة. وقال الليث: يقال للمحموم الشديد الحمى: أصابته البرحاء، ويقال برح بنا فلان تبريحا فهو مبرح، وأنا مبرح: إذ إذاك بألحاح المشقة، والاسم التبريح والبرح. وانشد: لنا والهوى برح على من يغالبه والتباريح: كلف المعيشة في مشقة وضربه ضربا مبرحا، ولاتقل مبرحا. ويقال هذا الامر ابرح على من ذلك الامر أي اشد واشق. وانشد لذي الرمة. انينا وشكوى بالنهار كـثـيرة على وما ياتى به الليل أبرح أبو عبيد عن الأصمعي إذا تمدد المحموم للحمى فذلك المطواء فإذا تثاءب عليها فهي الثؤباء، فإذا عرق عليها فهي الرحباء، فإن أشتدت الحمى فهي البرحاء، والبرحاء الشدة والمشقة. قال أبو عبيد وقال الكسائى لقيت منه البرحين والبرحين. وروى أبو العباس عن سلمة عن الفراء: لقيت منه نبات برح وبني برح، كل ذلك معناه الداهية والشدة. وقال غيره يقال: لقيت منه برحا بارحًا. وقال أبو عمرو: ويرحى له ومرحى إذا تعجب منه. وقال الاعشى: أبرحت ربا وابرحت جارا قال بعضهم: معناه اعظمت ربا، وقال اخرون اعجبت ربا، ويقال اكرمت من رب. وقال الأصمعي: ابرحت: بالغت، لؤماً وبرحت كرماً أي جئت بأمراً مفرط. وقال ابن بزرج: قالوا للمراة: ابرحت عائذاً وأبرحت العائذ: إذا تعجب من جمالها، وهي والد ذات صبي وقال أبو عمرو: برحت كل شىء خياره. ويقال للبعير هو برحت من البرح يريد أنه من خيار الأبل. قال: وابرح فلان رجلا إذا فضله، وكذلك كل شىء تفضله. قال وقال العذري: برح الله عنه، أي فرج الله عنه، قال: وإذا غضب الانسان على صاحبه قيل: مااشد مابرح عليه، والعرب تقول فعلنا البارحة كذا وكذا للليلة التي مضت يقال ذاك بعد زوال الشمس. ويقولون قبل الزوال فعلنا الليلة كذا وكذا وقول ذا الرمة تبلغ بارحى تراه فيه قال بعضهم: أراد النوم الذي شق عليه امره لامتناع منه ويقال اراد نوم الليلة البارحة والعرب تقول ما اشبه الليلة بالبارحة أي ما اشبه الليلة التي نحن فيها بالليلة الاولى التي قد برحت ام زالت ومضت. ويقال للشمس إذا غربت: دلكت براح ياهذا على فعال المعنى انها زالت وبرحت حين غربت وبراح بمعنى بارحة كما قالوا لكلب الصيد كساب بمعنى كاسباً وكذلك حذام بمعنى حالمة ومن قال دلكت السدشمس دراح فالمعنى انها كادت تغرب وقد وضع يده على حاجبه ينظر زوالها او غروبها ثعلب عن ابن الأعرابي دلكت براح أي استريح منها. وانشد الفراء: هذا مقام قدمـى ربـاح ذبذب حتى دلكت دراح يعنى الشمس. قال شمر قال ابن ابي ضبية العنبري: بكرة حنى دلكت دراح
أي بعشا رائح فاسق الياء مثل جرف هار وهائر وقال المفضل دلكت براح وبراح بكسر الحاء وضمها وقال أبو زبد دلكت براح مجرور منون ودلك براح مضموم غير منون. حدثنا الكوفي الحلوانى حدثنا عفان عن حماد بن سلمة عن حميد قال قلنا للحسن ماقوله ضربا غير مبرح قال: غير مؤثر وهو قول الفراء وقال ابن الأعرابي: دلكت براح أي استريح منها. وروى شمر في حديث عكرمة ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التولية والتبريح قال التبريح قتل السوء جاء التفسير متصلا بالحديث قال شمر ذكر ابن المبارك هذا الحديث مع ما ذكر من كراها اتماء السمكة إذا كانت حية على النار. وقال: اما الاكل فتأكل ولايعجبني قال: وذكر بعضهم ان القاء القمل في النار مثله. قلت ورأيت العرب يملأون الوعاء من الجراد وهي تهتمش فيه ويحتفرون حفرة في الرمل ويوقدون فيها ثم يكبون الجراد من الوعاء فيها ويهيلون عليها الإرة حتى تموت ثم يستخرجونها ويشررونها في الشمس فإذا يبست اكلوها ربح قال الليث ربح فلان واربحته هذا بيع مربح إذا كان يربح فيه والعرب تقول ربحت تجارته إذا ربح صاحبها فيها. قال الله (فما ربحت تجارتهم ويقال اعطيته المال مر أضح على ان الربح بيني وبينه هذا قول الليث وقال غيره بعته السلعة مرابحة على كل عشرة دراهم درهم وكذلك اشتريته مرابحه ولابد من تسمية الربح وقال الليث رباح اسم القرد قال: وضرب من التمر يقال له زب رباح واشد شمر للبعيث: شامية زرق العيون كأنهـا ربابيح تنزو اوفرار مزلم وقال أبو عبيد: الرباح: القرد في باب فعال. وقال: بن الأعرابي هو الرباح للقرد وهو الهوبر والحودل. وقال خالد بن جنبة: رباح الفصيل والحاشية الصغير الضاوي. واشد: حطت به الدلو إلى قعر الطوى كأنما حطت بربـاح ثـنـى وقال أبو الهيثم كيف يكون فصيلا صغيراً وقد جعله ثنيا، والثنى ابن خمس سنين، وأنشد شمر لخداش بن زهير: مسبكم سفيان ثم تركتم تتنتجون تنتج الرباح واشد ابن الأعرابي لخفاف بن ندبة: قروا أضيافهم ربحا بـبـج يجىء بفضلهن المس سمر قال ابن الأعرابي: الربح والربح مثل البدل والبدل. وقد ربح بربح ربحاً وربحاً. قال والبج قداح الميسر. قال ويقال الربح. الفصيل، وجمعه رباح مثل جمل وجمال، ويقال الربح الفصال، واحدها رابح. يقول اعوزهم الكبار فتقامروا على الفصال قال: ويقال اربح الرجل إذا نحر لضيفانه الربح، وهي الفصلان الصغار. يقال رابح وربح مثل حارس وحرس وقال شمر: الربح: الشحم، قال ومن رواه ربحا فهو ولد الناقة وانشد: قد هدلت افواه ذي الربوح واما قول الاعشى: مثلما مدت نصاحات الربح فقد قيل انه اراد الربع، فابدل الحاء من العين. حبر روى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال (يخرج رجل من النار قد ذبب حبره وسبره) قال أبو عبيد، قال الأصمعي: حبره وسبره هو الجمال والبهاء يقال فلان حسن الحبر والسبر وقال ابن احمر وذكر زماناً: لبسنا حبره حنىأقتضينا لاجيال واعمال قضينا أي لبسنا جماله وهيبته وقال أبو عبيد قال غيره: فلان حسن الحبر والسبر إذا كان جميلا حسن الهيئة بالفتح. قال أبو عبيد: هو عندي بالحبر أشبه، لانه مصدر حبرته حبرا إذا حسنته. وقال الأصمعي: كان يقال للطفيل الغنوي: محبر، في الجاهلية، لانه كان يحسن الشعر. قال وهو مأخوذ من التحبير وحسن الخط والمنطق. شمر عن ابي الأعرابي: هو الحبر والسبر بالكسر قال واخبرني أبو زياد الكلابي انه قال: وقفت على رجل من اهل البادية بعد منصرف من العراق، فقال: اما اللسان فبدوى، وأما السبر فحضري. قال: والسبر: الزي والهيئة. قال: وقالت بدوية: اعجبنا سبر فلان أي حسن حاله وخصبه في بدنه، وقالت: رأيته سيىء السبر بمعنيين. وقال الليث: الحبار والحبار اثر الشيء. وقال أبو عبيد عن الأصمعي: الحبار اثر الشيء وانشد: لاتملأ الدلو وعرق فـيهـا الا ترى الحبار من يسقيها
قال أبو عبيد واما الاحبار والرهبان فالفقهاء قد أختلفوا فيه فبعضهم يقول: حبر وبعضهم: حبر. قال، وقال الفراء: انما هو حبر.يقال ذلك للعالم. وإنما قيل كعب الحبر الذي يكتب به؛ وذلك أنه كان صاحب كتب. قال وقال الأصمعي: لاأدري أهو الحبر أو الحَبْرُ للرجل الحالمِ. وكان أبو الهيثم يقول: واحد الاحْبَار حَبْرُ لاغيرُ، وينكر الحبر. وأخبرنى المنذري عن الحرانى عن ابن السكيت عن ابن الأعرابي قال: حبر وحبر للعالم. ومثله بَزْر وبزرُ وسجف وسجفُ. وقال ابن السكيت: ذهب حبره وسبره أي هيئتهُ وسحناؤه. وقال ابن الأعرابي: رجل حسن الحبر والسبر. أي حسن البشرة. وروى عمر عن ابيه قال الحبر من الناس: الداهية وكذلك النبرُ. ورجال حبر نبر. وقال الشماخ: كما خط عبرانـيةً بِـيِمـينـهِ بِتيَمْاَءَ حَبْرُ ثم عَرَّض أَسْطُرَا رواه الرُّواة بالفتح لاغيرُ. وقال الليث: هو حبرْ وحبرُ للعالم ذمَّيَّا كان أو مسلما، بعد ان يكون من اهل الكتاب قال: والتحبيرُ: حسن الخطّ. وأنشد الفراء فيما روى سلمة عنه: كتحبير الكتاب بخطِّ-يوْماً- يهودي يقارب او يزيل وقال الليث: حَبرتُ الشعر والكلامَ، وحبرته وحسنته.وقال ابن السكيت في قول الله جل وعز(فهم في روضة يُحبرونَ) يسرون. قال: والحبر والحبر: السرورُ. وأنشد: الحمد لله الذي أعطى الحبر وقال الزجاج(فهم في روضة يحبرون) أي يكرمون إكراماً يُبالغُ فيه. قال: والحبرةُ المبالغة فيما وُصِفَ بجميلٍ. وقال الليث: يحبرون ينعمون. قال: والحبرةُ النعمة. وقد حبر الرجلُ حبرة وحبراً فهو محبور. وقال المزار العدوى: قد لبست الدهر من أفنانه كُلَّ فنَّ ناعم منه حبـر وقال بعض المفسرين في قوله(في روضة يحبرون) قال: السماعُ في الجنة. والحبرةُ في اللغة النعمة التامة. وقال شمر: الحبرصفوةُ تركبُ الإنسانَ وهي الحبرة ايضاً. وانشد: تجلو بأخضر من نعمـان ذا أُشـرٍ كعارض البرقِ لم يستشرب لحبرا ونحو ذلك قال الليث في الحبر. وقال شمر: أوله الحبر، وهو صفرةُ، فإذا اخضر فهو قَلح، فإذا الح على اللثة حتى تظهر على الاسناخُ فهو الحفر والحفرُ. وقال الليث: برودُ ِحَبَرةٍ ضرب من البرود اليمانية. يقال بُرْدُ حبرة وبرودُ حبرةٍ. قال: وليس حبرةُ موضعاً أو شيئاً معلوماً. إنما هو وشى كقولك ثوب قرمز، والقرمز صبغة. وقال اليث: الحبير من السحاب مايُرى فيه التنميزُ من كثرة الماء.قال: والحبير من زبد اللغام إذا صار على رأس البعير.قلت صحف الليثُ هذا الحرفَ وصوابه الخبير بالخاء لزبد أفواه الابل هكذا قال أبو عبيد فيما رواه الأيادي لنا عن شمر، عن ابى عبيد. وأخبرنى المنذرىُّ عن ابى الحسن الصيداوي عن الرياشي.قال: الخبير الزَّبد بالخاء وأما الحَبيرُ بمعنى السحاب فلا أعرفه وإن كان أخذه من قول الهذلى. تغذَّمنَ في جانبيه الحَبـيرَ لما وهي مزنهُ واستبيحا فهو بالخاء ايضا وسنقف عليه في كتاب الخاء مُشبعاً إن شاء الله. وروى شمر عن ابى عمرو قال: الارض السريعة الكلأ. وقال عنترة الطائى: لنا جبالُ وحمى محبـارُ وطرق يبنى بها المنار ويقال للمحبارمن الارض حبرايضا وقال: ليس بمعشاب اللوى ولاحبر ولابعيد من أذى ولاقَـذَر قال، وقال ابن شميل: المحبار الارض السريعةُ النباتِ السهلةُ الدفيئةُ التي ببطون الارض وسرارتها وأراضتها فتلك المحابير. وقد حبرت الارض واحبرت. وفي الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم لما خطب خديجة وأجابته استأذنت أباها في ان تتزوجه وهو ثملُ فأذن لها في ذلك، وقال: هو الفحل لايقرع أنفه فنحرت بعيراً، وخلقت اباها بالعبير، وكسته برداً أحمرَ، فلما صحا من سكره قال: ماهذا الحبيرُ وهذا العقير وهذا العبير؟ أراد بالحبير البردَ الذي كستهُ، وبالعبير الخلوقَ الذي خلقته، وأراد بالعقيرِ البعيرَ المنحورَ، وكان عقر ساقه.
والحبارى ذكرها الحرب وتجمع حباريات وللعرب فيها امثال جمة منها قولهم اذرق من حبارى وأسلح من حبارى لانها ترمى الصقر بسلحها إذا اراغها ليصيدها فتلوث ريشه بلثق سلحها ويقال ان ذلك يشتد على الصقر لمنعه اياه من الطيران ومن امثالهم في الحبارىٍ اموق من الحبارى وذلك انها تعلم ولدها الطيران قبل نبات جناحه فتطير معارضه لفرخها ليتعلم منها الطيران ومن المثل السائر للعرب كل شىء يحب ولده حتى الحبارى وتدف عنده ومعنى قولهم تدف عنده أي تطير عنده أي تعارضه بالطيران ولاطيران له لضعف حفافيه وقوادمه وقال الأصمعي: فلان يعاند فلاناً أي يفعل فعله ويباريه ومن امثلهم في الحبارى قولهم: فلان ميت كمد الحبارى وذلك انها تحسر مع الطير ايام التحسير أي تلقى الريش ثم ببطى نبات ريشها فإذا سار سائر الطير عجزت عن الطيران فتموت كمدا ومنه قول ابي الاسود الدؤلي يزيد ميت كمد الحبارى إذا ضعنت امية او يلم أي يموت او يقرب من الموت. والحبابير فراخ الحبارى وأحدتها حبورة جاء في شعر كعب بن زهير وقيل اليحبور ذكر الحبارى وقال كأنكـم ريش يحـبـورة قليل الغناء عن المرتمى قلت: والحبارى لاتشرب الماء وتبيض في الرمال النائية وكنا إذا ضعنا نسير في حبال الدهناء فربما التقطنا في يوم واحد من بيضها ما بين الاربعة إلى الثمانية وهي تبيض اربع بيضات ويضرب لو نها إلى الورقة وطعمها الذ من طعم بيض الدجاج وبيض النعام والنعام ايضاً لاترد الماء ولاتشربه إذا وجدته عملرو عن ابيه قال اليحبور الناعم من الرجال. ونحو ذلك قال شمر وجمعه اليحابير مأخوذ من الحبرة وهي النعمة أبو العباس عن ابن الأعرابي يقال: ما اغنى فلان عنى حبربراً وهو الشيء اليسير من كل شىء وقال شمر مااغنى فلان عنى حبربراً: أي شيئاً. وقال ابن احمر الباهلى: اماني لايغنين عنها حبربراً وقال الليث: يقال نا على رأسه حبربراً أي ما على رأسه شعره. وقال أبو عمرو الحبربر والحبحبى: الجمل الضغير وقال شمر رجل محبر إذا اكل البرغيث جلده فصار لها اثر في جلده ويقال للانية التي يجعل فيها الحبر من خزف كان او من قوارير محبرة ومحبرة كما يقال مزرعة ومزرعة او مقبرة ومقبرة ومخبزة ومخبزة وحبر موضع معروف في البادية وانشد شمر عجز بيت: فقفا حبر بحر
أبو العباس عن ابن الأعرابي ابحر الرجل إذا اخذه السل. وابحر الرجل إذا اشتدت حمرت انفه. وابحر إذا صادف انسانا على غير اعتماد وقصد لؤيته وهو من قولهم لقيته صحرة بحرة وقال الليث سمى البحر بحرا لاستبحاره وهو انبساطه وسعته. ويقال استبحر فلان في العلم وتبحر الراعي في رعى كثير وتبحر فلان في العلم وتبحر في المال إذا كثر ماله وقال غيره: سمى البحر بحراص لانه شق في الارض شقا وجعل ذلك الشق لمائه قرارا والبحر في كلام العرب الشق ومنه قيل للناقة التي كانوا يشقون في اذنها شقا بحيرة. وقال أبو اسحاق النحوى في قةل الله جل وعز ماجعل اللع من بحيرة ولاسائبة اثبت ماروينا عن اهل اللغة في البحيرة انها النافة كانت إذا نتجت خمة ابطن فكان اخرها ذكرا بحر اذنها أي شقوها واعفوا ظهرها من الركوب والحمل والذبح ولاتحلا عن ماء ترده ولاتمنع من مرعى وإذا لقيها المعي المنقطع به لم يركبها وجاء في الحديث ان اول من بحر البحائر وحمى الحامى وغير دين اسماعيل عمرو بن لحى بن قمعة بن خندف وقيل: البحيرة الشاة إذا ولدت خمسة ابطن فكان اخرها ذكرا بحروا اذنها أي شقوها وتركت فلا يمسها احد. قلت: والقول هو الاول لما جاء في حديث ابى الاحوص الجشمي عن ابيه ان النبي صلى االله عليه وسلم قال له أرب أبل أنت أم رب غنم فقال من كل قد اتاني الله فأكثر. فقال له: هل تنتج ابلك وافية اذنها فتشق فيها وتقول بحر يريد جمع البحيرة وقال الليث البحيرة الناقة إذا نتجت عشرة ابطن لم تركب ولم ينتفع بظهرها فنها الله عن ذلك. قلت والقول هو الاول فقال الفراء: البحيرة: هي ابنة السائبة وسنفسر السائبة في موضعها. وقال الليث إذا كان البحر صغيرا قيل له بحيرة قال واما البحيرة التي بالطبرية فانها بحر عظيم وهو نحو من عشرة اميال في ستة اميال وغؤور مائها علامة لخروج الدجال قلت: والعرب تقول: لكل قرية هذة بحرتنا وروى أبو عبيد عن الاموي انه قال البحرة الارض والبلدة قال ويقال: هذه بحرتنا قال: والماء البحر هو الملح وقد ابحر الماء إذا صار ملحا وقال نصيب وقد عاد ماء الارض بحرا فـزادنـي إلى مرضى ان ابحر المشرب العذب وحدثنا محمد بن اسحاق السعدى قال حدثنا الرمادي قال حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهرى عن عروة ان اسامة بن زيد اخبره ان النبي صلى الله عليه وسلم ركب حمارا على إكافٍ وتحته قطيفة فركبه واردف اسامو وهو يعود سعد بن عبادة وذلك قبل وقعت بدر فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة خمر عبد الله ابن ابي انفة ثم قال لاتغبروا علينا ثم نزل النبي صلى الله عليه وسلم فوقف ودعاه إلى الله وقرا القران فقال له عبد الله: ايها المرء ان كان ما تقول حقا فلا تؤذنا في مجلسنا وارجع إلى اهلك فمن جاءك منا فقصّ عليه. ثم ركب دابته حتى دخل على سعد بن عبادة، قالك أي سعد، الم تسمع ماقال أبو حباب؟ قال كذا: فقال سعد: اعف عنه وأصفح فوالله لقد أعطاك الله الذي اعطاك، ؤلقد اصطلح اهل هذه البحيرةِ على أن يتوجوه، يعنى يملكوه فيعصبوه بالعصابة، فلما رد الله ذلك بالحق الذي أعطاكه شرق لذلك فذلك فعل به ما رأيت فعفا عنه النبي صلى الله عليه وسلم.وقال الفراء في قول الله جل وعز(ظهر الفساد في لبر والبحر) الاية معناه: أجدبَ البر، وانقطعت مادة البحر بذنوبهم، كان ذلك ليذوقوا الشدة بذنوبهم في العاجل. وقال الزجاج معناه: ظهر الجدب في البر، والقحط في مدن البحر التى على الانهار. قال: وكل نهر ذى ماء فهو بحر، قلت: كل نهر لاينقطع ماؤه: مثل دجلة والنيل زما اشبههما من الأنهار العذبة الكبار فهي بحار. واما البحر الكبير الذي هو مغيض هذه الانهار الكبار فلا يكون ماؤه الا ملحاً أُجاجاً، ولايكون ماؤه إلا راكداً، وأما هذه الأنهار العذبة فماؤها جارٍ. وسميت هذه الأنهارُ بحاراً لأنها مشقوقة في الارض شقاًّ. ويقال للروضةِ بحرةُ وقد أبحرتِ الأرضُ إذا كثر مناقع الماء فيها. وقال شمر: البحرة الأوقة يستنقع فيها الماء. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي أنه قال: البحرةُ: المنخفض من الأرض وأنشد شمر لابن مقبل. فيه من الأخراج المرباع قرقـرة هدر الديافىّ وسط الهجمة البحر
قال: البحر الغزار والأخراج المرباع المكاءُ ابن سكيت أبحر الرجلُ إذا ركب البحر والماء، وقد ابر إذا ركب البر، واريف إذا صار إلى الريف. وقال الليث: رجل بحرانى منسوب إلى البحرين. قال وهو موضع بين البصرة وعمان. قال: ويقولون هذه البحرينُ وانتهينا إلى البحرين. وقال أبو عبيد قال أبو محمد اليزيدىُّ سألنى المهدي وسأل الكسائى عن النسبة إلى البحرين وإلى الحصنين، لم قالوا حصنى وبحرانى؟ فقال الكسائى: كرهوا أن يقولوا بحرى فيشبه النسبة إلى البحر. قلت أنا وإنما ثنوا البحرين لأن في ناحية قراها بحيرةً علة باب الأحساء، وقرى هجر، بينها وبين البحر الاخضر عشرة فراسخ، وقدرت البحيرة ثلاثة اميال في مثلها، ولايغيض ماؤها، وماؤها راكد زعاق، وقد ذكرها الفرزدق فقال: كأنّ دياراً بينأسنـمة الـنـقـا وبين هذا ليل البحيرة مصحف وقال الليث: بنات بحر ضرب من السحاب. قلت: وهذا تصحيف منكر والصواب بنات بخر. قال أبو عبيد عن الأصمعي: يقال لسحائب يأتين قبل الصيف منتصبات بنات بخروبنات مخر بالباء والميم، ونحو ذلك قال اللحيانى وغيره، وإياها أراد طرفة بقوله: كبنات الـمـخـر يمـأدْن إذا أنبت الصيف عساليج الخضر وقال الليث: الباحر الأحمق الذي إذا كلم بحر كالمبهوت، وروى أبو عبيد عن الفراء انه قال: الباحرُ الأحمق. وقال أبن الأعرابي الباحرُ الفضولىّ، والباحر الكذاب، والباحرُ الشديد الحمرة، يقال أحمر باحرىُّ وبحرانىّ. وقال أبن السكيت: قال ابن الأعرابي: أحمرُ قانىءُ وأحمر باحرى وذريحى بمعنى واحد: وسأل أبن العباس عن المرأة تستحاض ويستمر بها الدم، فقال تصلى وتتوضأ لكل صلاة فإذا رأت الدم البحرانى قعدت عن الصلاة. وقيل الدم البحرانى منسوب إلى قعر الرحم وعمقها. وقال العجاج: ورد من الجوف وبحرانى أي عبيط خالص. ويقال دم باحرى ايضاً إذا كان شديد الحمرة. شمر يقال بحر الرجل إذا رأي البحر فغرق دهش، وكذلك برق إذا رأي سنا البرق فتحير وبقر إذا رأي البقر الكثير ومثله خرق وعقر وفرى. عمرو عن ابيه: قال البحير والبحر: الذي به السل والسحير: الذي قد اتقطعت رئته ويقال سحر. وتاجر بحرى ايحضرى وانشد أبو العميثل: كأن فيها تاجراً بحرياً ويقال للعظيم البطن بحرىُّ. وقال الطرماح. ولم ينتطق بحرية من مجاشـع عليه ولم يدعم له جانب المهد ومن سكن البحرين عظم طحاله. والبحرة منبت الثمام من الادوية. وفي حديث أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم ركب فرساً لأبى طلحة عرياً فقال إنى وجدته بحراً قال أبو عبيدة يقال للفرس الجواد إنه لبحر لاينكش حُضُرهُ. وقال أبو عبيد قال الأصمعي: يقال فرس بحر وفيض وسكب وحث إذا كان جوادا كثير العدو. وقال الفراء البحر ان يلغى البعيرُ بالماء فيكثر منه حنى يصيبه منه داءُ يقال بحر يبحر بحراً فهو بحر وأنشد. لأعْلطنه وسْمـاً لايُفـارقـه كما يحو بحمى الميسم البحرُ قال وإذا أصابه الداء كَوِى في مواضِعَ فيبرأ قلت: الداءُ الذي يصيب البعيرَ فلا يروى من الماء هو النَّجَرُ بالنون والجيم، والبَجَرُ بالباء والجيم، وكذلك البَقْرُ، وأما البحرُ فهو داءُ يورث السُّل. وأخبرنى المنذرى عن الطوسى عن ابى جعفر انه سمع ابن الأعرابي يقول: البحير المسلول الجسم الذاهب اللحم وأنشد: وغلمتى منهم سَحِيرُ وبَحِـرْ وابقُ من جَذْبِ دلْوَبْهاَ هَجِرْ ويقال استبحر الشاعر إذا أتسع له القول وقال الطرماح. بمثل ثنائك يحلو المـديح وتَسْتَبحر الألْسُنُ المادِحه وكانت أسماء بنت عُميسٍ يقال لها البَحْرِيَّة لأنها كانت هاجَرَت إلى بلاد النَّجَاشِىّ فركبت البَحْرَ، وكل ما نُسِبَ إلى البَحْرِ فهو بَحْرِىُّ. حرم
قال شَمِر قال يحيى بنُ ميسرةَ الكلابىُّ: الحُرْمةُ: المَهَابةُ. قال: وإذا كان للأنسان رَحِمُ وكنا نستحى منه قلنا: له حَرْمَة ومهابَةُ. وقال أبو زيد: يقال: هو حُرْمَتُك، وهما حُرْمَتُك، وهم حُرْمَتُك، وهى حُرْمَتُك وهُنَّ حُرْمَتُك؛ وهم ذوو رَحِمه وجارهُ ومن يَنْصرُه غائباً وشاهداً ومن وَجَبَ عليه حقُّه. وقال مجاهد في قول الله(ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرمُاتِ الله) فإن الحَرُماتِ مكةُ والحَجُّ والعمرة وما نهى الله عنه من معاصيه كلِّها. وقال عطاءُ: حُرُماتُ الله معاصى الله. وقال الليثُ: الحَرَمُ حَرَمُ مكةَ وما أحاط بها إلى قريب من الحرم. قلت الحَرَمُ قد ضُرِبَ على حدوده بالمنَار القديوة التى بين خليلُ الله ابراهيمُ عليه السلام مَشاعِرها، وكانت قريشُ تعرِفُها في الجاهلية والإسلام؛ لأنهم كانوا سكان الحَرمَ، ويعلمون أن مادون المنار إلى مكة من الحرمَ وما وراءها ليس من الحرم. ولماّ بعث الله جل وعز محمداً صلى الله عليه وسلم نَبِياًّ أقرَّ قُريشْاً على ماعرفوه من ذلك. وكتب مع ابن مربع الانصارى إلى قَريش أن قرُّوا على مشاعركم فأنكم على أرث من أرث ابراهيم، فما كان دُون المنار فهو حَرمَ ولا يحلُّ صيدُه، ولايُقطَع شجرُه، وما كان وراء المنار فهو من الحلّ، يحل صيدُه إذا لم يكن صائدا مُحْرِماً. فإن قال قائلُ من الملحدين في قول الله جل وعز(أو لم يَروا أناَّجعلنا حَرَماً وامِناً ويُتَخَطَّفُ الناسُ من حَوْلهِم). كيف يكون امنا وقد أُخيفُوا وقُتِلوُا في الحَرَم؟ فلاجواب فيه انه جل وعز جعله حَرَماً امنا أَمراَ وتعُّبداً لَهُم بذلك لاإجباراً، فمن امَنَ بذلك كَفّ عماَّ نُهِىَ عنه اتباعا وانتهاءً إلى ماأُمر به، ومن أَلْحد وأنكر أمْرالحَرَمِ وحرمتهُ فهو كافر مُباح الدَّم، ومن أقر وركِبَ النَّهْى فصادَ صَيْدَ الحَرَم وقَتَلَ فيه فهو فاسق وعليه الكفاَّرة فيما قَتَلَ من الصيَّدْ، فإن عادَ فإن الله ينتقم منه. وأماّ المواقيت التي يهَلُّ مِنها للْحِجِّ فهى بعيدةُ من حُدود الحَرَم، وهي من الحِلّ ومن أحْرَمَ منها بالحجّ في أشهر الحّج فهو مُحْرمُ بالانتهاء مادام محرماً عن الرفَ وما وراءَهُ من أمرِ النساء، وعن التطيُّبِ بالطيب، وعن لُبْس الثوب المخيط، وعن صيْد الصَّيْدِ. وقال الليث في قول الاعشى:
بأجْيَادَ غَرْبىَّ الصفا والمُحَرَّم
قال: المحرَّم هو الحَرَمُ، قال والمنسوب إلى الحرم حِرْمىُّ وأنشد:
لاتأوين لحـرمـىّ مـررت بـه يوما وإن ألتقى الحِرْمىُّ في النار
وقال الليثُ: إذا نسبوا غَيءرَ الناس قالوا ثوب حَرَمَىُّ. قلت: وهو كما قال الليث. وروى شمر حديثا أن فلاناً كان حِرمىُّ: أَنَّ اشرافَ العرب الذين كانوا يتحمسَّون في دينهم إذا حجَّ احدثهم لم يأكل طعامَ رَجُلٍ من الحرَمَ، ولم يَطُفْ إلا في ثيابه، فكان لكل شريفٍ كَرِىّ للمُكرى، المكترى وخَصْمُ للمخاصِم والمخاصَم. وتقول احْرَم الرَّجُلُ فهو مُحْرِمُ وحَرَامُ والبيتُ الحَرامُ، والمَسْجِدُ الحرامُ، والبلدُ الحرامُ، وقوم حُرُمُ، ومُحْرومُون، وشهر حرامُ. والأشْهُرُ الحُرُم ذو القَعْدَةِ وذو الحِجَّةِ والمُحَرَّمُ ورَجَبُ؛ ثلاثةُ سَرْدُ أي متتابعة وواحد فَرْدُ. وقال الليث: والحرام: ماحرَّمه الله، والحُرْمَةُ مالايَحِلُّ لك انتهاكُه. وتقول: فلانُ له حُرْمَةُ أي تحرَّم بنا بصحبة او بِحَقٍ وذمَّةٍ. وحُرَمُ الرجل نساؤُه وما يَحمِى. والمحارِمُ مالايحِلُّ استحلاله. والمَحْرَمُ ذاتُ الرحم في القرابة التي لايحل تزوُّجُها، تقول هو ذو رَحِمٍ مَحْرَمٍ وهي ذَاتُ رَحِمٍ مَحْرَمٍ. وقال الراجز.
وجـارة الـبـــيت اراهـــا مَـــحْـــرَمَـــا كما بَراهَا اللهُ، إلاَّ إنَّمامكارِمُ السَّعْى لمَن تكَّرَما
كما براها الله كما جعلها الله. والمُحْرِم الداخِلُ في الشهر الحَرَامِ. أبو عبيد عن الأصمعي: أحرَمَ الرجلُ فهو مُحْرِمُ إذا كانت له ذمَّة، وقال الراعى:
قتلوا ابنَ عفَّانَ الخليفة مُحْرِماً ودَعَا فلم أرَ مثلَه مَخْـذُولا
قال: وأحْرَمَ القوم إذا دخلوا في الشهر الحَرامِ. وقال زهير.
جعلن القنانَ عن يمينٍ وحَزْنَه وكم بالقنانِ من محِلٍ ومُحْرِم
ثعلب عن ابن الأعرابي: المُحْرِمُ المسالم في قول خداش بن زهير. إذا ماأصابَ الغيثُ لم يَرءعَ غَيثهُم من الناس إلا مُحْرِمُ أو مُكافِـل قال وهو من قول الشاعر: وأنْبئتُ أحْرَمَتْ قوْمَهـا لِتَنْكِحَ في مَعْشَرٍ اخَرينا أي حرمتهم على نفسها: قال والمُكافِلُ المُجَاوِرُ المُحالِفُ والكفيل من هذا اخِذَ. أبو عبيد عن الأصمعي في قوله أحْرَمَتْ قومها أي حَرَمتهُم أن يَنْكِحوُها يقال حَرَمتْهُ وأَحْرَمتْهُ حِرْمَاناً إذا منعته العطية. وروى شَمِر لعمر انه قال: (الصيامُ إحْرامُ) قال إنما قال الصِّيامُ إحرامُ لامتناع الصائم مما يَثْلِمُ صيامه. قال ويقال للصائم مُحْرِمُ. قال الراعى. قتلوا ابن عَفَّان الخليفة مُحْرِماً. قال أبو عمرو الشيبانىُّ: مُحرِماً أي صائما. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (كل مسلم عن مسلم مُحْرِمُ، أَخَوانِ نَصِيران) قال أبو العباس قال ابن الأعرابي: يقال إنَّه لَمُحْرِمُ عنك يَحْرُم إذاك عليه. قلت: وهذا معنى الخَبَرَ أراد أنه يَحْرُم على كل واحد منهما أن يؤذىَ صاحبهَ لحُرْمَةِ الإسلام 206 المْانِعِتَهِ عن ظُلْمه. أبو عبيد عن الكسائى حَرُمَت الصُّلاةُ على المرأة حُرْمُا، وحَرِمَتْ عليها حَرَمًا وحَرَاماً. أبو نصر عن الأصمعي: أَحْرَمَ الرجُلُ إذا دخل في الإحْرَامِ بالإهْلاَل. وأحْرَمَ إذا صار في حُرْمَةٍ من عَهْدٍ او ميثاق هو له حُرْمة من أن يُغَارَ عَلَيه. ويقال مُسلم مُحْرِمُ وهو الذي لم يُحِلّ من نفسه شيئاً يُوقع به. أبو عبيد عن الأصمعي: حَرَمتُ الرجل العطيةَ أَحْرِمُه حِرماناً؛ وليست بجيدة وأنشد: وأنْبِئتهُا أحْرَمَتْ قَوْمَهـا لِتنْكِحَ في مَعْشَرِ اخرينا قال وحَرُمَت الصلاةُ على المرأةِ تَحْرُم حَرَوماً. أبو عبيد عن الأصمعي عن أبى زيد أحْرَمْتُ الرجلَ إذا قَمَرْتَه، وحَرِمَ الرجل يَحْرَمَ حَرَماً إذا قُمِرَ. وقال الكسائى مثله وأنشد غيره. ورمى بسهم جريمة لم يصطد أبو عبيد عن الأموىّ: اسْتَحْرمت الكلبةُ إذا اشتهت السِّفاَد، رواه عن بنى الحارث ابن كعب. قال أبو عبيد وقال غيره: الاسْتِحْرَام لكل ذات ظِلْفٍ خاصةً. وقال أبو نصر قال الأصمعي: استَحْرَمَت الماعِزَةُ إذا اشتهت الفحلَ، وما أبينَ حِرْمَتَهَا. قال وروى المعتمر بن سليمان عمَّن أخبره، قال: الذين تدركهم الساعة تبعث عليهم الحِرْمَة-أي الغُلمَة- ويُسَلبُون الحياءَ. وفى حديث عائشةَ أنها قالت: كنت أطيِّبُ رسول الله صلى الله عليه وسلم لِحِّله وحُرْمه: المعنى أنها كانت تطيبه إذا اغتسل وأراد الإحرام والإهلال بما يكون به مُحْرِماً من حجٍّ اوعُمْرَةٍ، وكانت تطيبهُ إذا حَلَّ من أحرامه. وسمعت العرب تقول ناقة مُحَرَّمَةُ الظّهْرِ إذا كانت صعبة لم تُرْضُ ولم تُذلَّلْ. وجِلْدُ مُحَرَّمُ غيرُ مدبوغ. وقال الاعشى: ترى عينها صَغْوَاءَ في جَنْبِ ماَقها تراقب كفى والقطيع المحرَّمـا اراد بالقطيع سوطه. قلت وقد رأيت العرب يسوُّون سياطهم من جلودِ الأبل التي لم تدبغ ياخذون السَّريحة العريضةَ فيقطعون منها سيوراً عِراضاً ويدفنونها في الئرى فإذا اتدنَتْ ولانت جَعلوا منه أربع قُوى ثم فتلوها ثم علقوها من شَعَبىْ خشبة يركَّزونها في الارض فتقلها أي ترفعها من الارض ممدودةً وقد أثقلوها حتى تيْبَس. قال شمر قال أبو واصل الكلابىّ: حَريمُ الدار مادخل فيها ممّا يُغْلَق عليه بابها، وما خرج منها فهو الفِنَاء. قال: وفِنَاءُ البدوىِّ ما يدركه حُجْرَتُه وأطْنَابهُ، وهو من الحضَرِىِّ إذا كانت دارهُ تُحاذيها دارُ اخرى فَفِنَاؤُها حدّ مابينهما. الليث: حَريِم الدَّارِ ماأضِيِف إليها وكان من حقوقها ومرافقها. وحريم النَّهرَ مُلقَى طِيِنه والممثى على حافَتيْه. ونحو ذلك: والحريمُ الذي حَرُم مَسُّه فلا يُدنَى منه. وكانت العربُ في الجاهلية إذا حَجّت البيتَ تخلَعُ ثيابها التى عليها إذا دَخَلوا الحرَمَ، ولم يلبُسوها مادامموا في الحَرَم. ومنه قول الشاعر: لقىً بين أيدى الطائفين حَرِيمُ
وقال المفسِّرُون في قول الله جل وعز(يا بَنِى ادَمَ خُذُوا زينَتَكُم عِنْدَ كلِّ مَسْجِدٍ) كان أهْلُ الجاهليَّة يطُفون بالبيت عُرَاةً، ويقولون لانَطُوف بالبيت في ثيابٍ قد أذْنَبْنا فيها، وكانت المراةُ تطُوف عُرْيانَةً أيضاً، إلا أنها كانت تلبَسُ رَهْطاً من سُيُورٍ وقالت امرأة من العرب: اليوم يَبْدُو بَعْضُه او كُلُّه وَمَا بَدَا مِنْه فَلاَ أُحِلُّه تعنى فرجَها أنَّه يظهر من فُرُوج الرَّهْطِ الذي لبسته، فأمر الله بَعْدَ ذكْرِه عُقُوبَةَ ادمَ وحواءَ بأنْ بدََتْ سَوْاتُهما بالاستِتَار، فقال(يابنى ادمَ خُذُوا زِيَنَتكُم عِنْدَ كلِّ مَسجِدٍ) وأعلم أن التعَّرِّىَ وظهورَ السَّوْءةِ مكروه، وذلك من لَدنُ ادَمَ. وقال الليث: تقول: هذا حَرَامُ والجميع حُرُمُ قال الاعشى: تهادى النهارَ لجاراتهـم وبالليل هُنَّ عليهم حُرُم والمحْرُومُ: الذي حُرِمَ الخيْرَ حِرْماناً في قول الله جل وعز(للسائِلِ والمحرُومِ) وأما قوله جل وعزّ(وحرامُ على قَرْيةٍ أهْلكنَاهَا أنَّهُمْ لايرجِعُون) قال قتادةُ بن عباسٍ: معناه واجِبُ عَلَيْها إذا َهلَكَتْ ألا تَرجِ إلى دُنيَاها. وقال أبو مُعَاذٍ النحوىُّ: بلغنى عن ابن عباس أنّه قَرَأَهَا(وحَرِمَ على قرية) يقول وَجَبَ عَلَيهْا. قال وحدثت عن سعيد بن جبير أنه قَرَأهَا (وحَرَمُ على قَرْيَةٍ فسئل عنها فقال عزم عليها. وقال أبو أسحاق في قوله (وحَرَامُ على قَرْيَةٍ أهلكناها) يحتاج هذا إلى أن يبيَّن، وهو ?والله أَعلم- أنه جلّ وعزّ لما قال(فلاكفران لسعيه وإنَّا له لكاتبون) أعْلَمَنَا أنهَّ قد حرَّم اعمالَ الكفار، فالمعنى حرام على قرية أهلكناها، أنْ يُتَقَبَّل مِنْهُمْ عَمَلُ لأنهم لايرجعون أي لايتوبون. وأخبرنى المنذرىُّ عن ابن الدُّمَيْكِ عن حميد بن مَسْعدةَ عن يزيد بن زُرَيْعِ عن داودَ عن عِكْرمَة عن ابن عباس انه قال في قوله(وحرَامُ على قَرْيَةٍ أهلكناها أنهُمْ لايَرْجِعُون) قال: وَجَبَ على قَرْيَةٍ أهلكناها أنَّهُ لايَرجِعُ منهم رَاجِعُ: لايتوب منهم تائبُ. قلت وهذا يؤيد ماقاله الزجاجُ. وروى الفراءُ بإسناده عن ابن عباس(حِرْمُ) قال وقرأ أهل المدينة(وحَرامُ) قال الفراء وحرام أفْشَى في القراءة. أبو عمرو: الحَرُومُ النَّاقة المْعتَاطَةُ الرَّحِمِ و الزَّجُومُ التي لا ترغو. أبو العباس عن أبن الأعرابي: قال: الحْيَرمُ البَقَرُ، و الحَوْرَمُ المالُ الكَثيرُ من الصامتِ و الناطقِِ. قال: و الحَرِيمُ قَصَبَةُ الدار، والحريم فِنَاءُ المسجد؛ والحُرْمُ المَنْعُ. قال: والحريمُ الصديق، يقال فلان حَرِيمُ صَرِيحُ أي صديقُ خالصُ. وكانت العربُ تسمى شهرَ رَجَبَ الأصَمَّ والمحرّمَ في الجاهلية وأنشد شّمِر قولَ حُمَيْدِ أبن ثور: رَعَيْنَ المُرَارَ الجوْنَ من كِل مذْنَبٍ شهُورَ جُمَادى كُلَّها و الُمحَرَّمـا قال وأراد بالمحرَّم رَجَبَ، قاله أبن الأعرابي. وقال الأخر: أقَمْنَا بها شَهْرَى رَبيعٍ كِـلـيهـمِـا و شهرى جمادى وأستهلوا المحرما وقال أبو زيدٍ فبما روى عنه أبو عبيد: قال العُقَيِليُّون: حَرَامُ الله لاأفعَلُ ذاك ويمينُ الله لاأفَعلُ ذاك، ومعناهُما واحِدُ. وقال أبوزيد: ويقال الرجل للرجُلِ ما هو بحارمِ عَقلٍ، وما هو بِعادِمِ عَقلً، معناهما أن له عقلا.ً ويقال إن لفلان مَحْرُماتٍ فلا تَهْتِكْها، الواحدة مَحْرُمَةُ يريد أن له حُرَمَاتٍ. رحم
قال الليث: الرْحَمنُ الرَّحُيم أسمان أشتقاقُهما من الرحمةُ، قال ورحمة الله وَسِعَتْ كلَّ شئ، وهو أرْحَمُ الرَّاحِمين. وقال الزجَّاج: الرْحَمنُ الرَّحيمُ صفتان معناهما فيما ذكر أبو عبيدة ذو الرحمة، قال: ولا يجوز أن يقال رَحْمَنُ إلا ِلِله جل وعز. قال وَفعْلانُ من أبْنِيَةِ ما يُبالَغُ في وصفه، قال: فالرَّحْمَن الذي وَسِعت رحمتُه كل شئ، فلا يجوز أن يُقالَ رَحْمَنُ لغير الله. وقال أبو عبيده: هما مثلُ نَدْمان نَدِيم. وقال الليث: يقال ما أقْرَبَ رُحْمَ فُلانٍ إذا كان ذا مَرْحَمَةٍ وبِرٍّ. قال: وقولُ الله جلّ وعزّ (وأقْرَبَ رُحْما) يقول أبَرّ بالوالدين من القتيل الذي قتله الخضر، وكان الأبوانِ مُسلمين والأبنُ كان كافِراً فَوُلِدَ لهما بعدُ بِنْتُ فَولَدَتْ نَبِيّاً. وأنشد الليث: أحْنَى وأرْحَمُ مِـنْ أمِّ بِـواحِـدِهـا رُحْماً وأشْجَعُ من ذِى لِبدْةَ ضارِى وقال أبو اسحاق في قوله(واقْرَبَ رُحْماً) أي اقْرَبَ عَطْفاً وامَسَّ بالقرابة.قال والرُّحْمُ والرُّحُمُ في اللغة العطْفُ والرحمة وأنشد: وكَيْفَ بظُلمِ جـاريةٍ ومنها اللِّين والرُّحْم وقال أبو بكر المنذرىُّ: سمعتُ أباَ العباس يقول في الرحمنُ الرحيمُ جمع بينهما لأنَّ الرحمن عبرانىّ والرحيم عربى وأنشد لجرير. لن تَـــدْرِكُـــوا الـــمـــجْـــدَ أو تَـــشْـــروا عَـــــــبَـــــــاءكُـــــــم بالخزِّ أو تجعلوا الينبوت ضُمْراناأو تتركون إلى القَسَّيْن هِجْرَتَكمومَسْحَكم صُلْبَهُم رَحْمَن قُرْبانا وقال ابن عباس: هما اسمانِ رقيقان احَدُهُما ارَقُّ من الاخر، فالرحْمَنُ الرقيق، والرَّحِيمُ العاطِفُ على خَلْقِه بالرزق، وقرأ أبو عمرو بنُ العلاء(وأقرب رُحُما) بالتَّثْقيل واحتجّ بقول زُهَيْرٍ يمدح هَرِمَ بن سِنانٍ: ومن ضَريبتَهِ التقَّوْىَ ويَعْصِمُـه من سَيء العَثرَات اللُه والرُّحُمُ وقال الليث: المرحمة الرَّحْمة، تقول رحِمْتُه ارْحَمُه رَحْمَةً ومَرْحَمَةً، وترحَّمْتُ عليه، أي قلت: رحمة الله عليه وقال الله جلل وعز وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة أي اوصى بعضهم بعضا برحمة الضعيف والتعطف عليه والرحم بيت منبت الولد ووعاؤه في البطن وجمعه الارحام. وأما الرحم الذي جاء في الحديث الرحم معلقة بعرش تقول اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني فالرحم القرابة تجمع بنى أب. بينهما رحم أي قرابة قريبة وناقة رحوم اصابها داء في رحمها فلا تقبل اللقاح تقول قد رحمت. وقال غيره: الرحام ان تلد الشاة ثم لا تلقي سلاها. وشاة راحم وغنم رواحم إذا ورم رحمها مقد رحمت المراة ورحمت إذا أشتكت رحمها. ثعلب عن ابن الأعرابي قال الرحم خروج الرحم من علة والرحم مؤنثة لاغير وسمى الله الغيث رحمة لانه برحمته ينزل من السماء وتاءُ قوله ان رحمة الله اصلها هاء وأن كتبت تاء (مرح) قال الليث المرح شدة الفرح حتى يجاوز قدره وفرس مرح ممراح مروح وناقة ممرراح مروح وانشد: نطوى الفلا بمروح لحمها زين وقال الاعشى يصف ناقة مرحت حرة كقنطرة الرما تفرا الهجير بالارقال وقال الليث: التمريح أن تأحذ المزادة أول ما نحرز فتملأها ماء حتى تنتفخ خروزها ويقال قد ذهب مرح المزادة إذا لم يسن منها شىء وقد مرحت مرحانا وانشد: كأن قذى في العين قد مرحت به وما حاجة الاخرى إلى المرحان وقال شمر المرح خروج الدمع إذا كثر وقال عدي بن زيد مرح وبله يسح سيوب الماء سحا كأنه منحور ثعلب عن ابن الأعرابي التمريح تطيب القربى الجديدة بأذخر أو شيح فإذا تطيبت بطين فهو التشريب قال: وبعضهم يجعل تمريح المزادة ان يملأها ماء حتى تبتل خروزها ويكثر سيلانها قبل انتفاخها فذلك مرحها وقد مرحت مرحا وذهب مرح المزادة إذا افسدت عيونها فلم يسل منها شىء وارض ممراح إذا كانت سريعة النبات حين يصيبها المطر وعين ممراح سريعة البكاء وقال الأصمعي الممراح من الارض التى حالت سنة فهي تمرح بنباتها وقال أبو عمر بن العلاء إذا رمى الرجل فاصاب قيل مرحى له وهو تعجب من جودة رميه قال ابن مقبل أقول والحبل مشدود بمقوده مرحى له أن يفتنى مسحه يطير وامرح الزرع امراحا ومرح مرحا لغتان إذا افرخ سنابله اول ما يخرجه رمح
قال الليث الرمح واحد الرماح ومتخذه الرماح وحرفته الرماحة والرامح نجم في السماء يقال له السماك المرزم وقال ابن كناسة: هما سما كان احدهما السماك الأعزل والاخر يقال له السماك الرامح قال والرامح اشد حمرة ويسمى رامحا لكوكب امامه تجعله العرب رمحه. وقال الطرماح محاهن صيب صوت الربيع من الانجم العزل والرامحة والسماك الرامح لانؤله انما النؤ للاعزل وقال الليث للرميح ضرب من اليرابيع طويل الرجلين في اوساط اوضفته في كل وظيف فضل ظفر وإذا أمتنعت البهمى ونحوها من المراعى فيبس سفاها قيل اخذت رماحها ورماحها سفاها اليابس ويقال رمحت الدابة وكل ذي حافر يرمح رمحا إذا ضرب برجليه وربما لأستعير الرمح لذى الخف. قال الهذلى:
بطعن كرمح الشول امست غوارزا غوارزا حواذبها تأبى على المتغير
ويقال برأت اليك من الجماح والرماح وهذا من باب العيون التي يرد المبيع بها ويقال رمح الجندب إذا ضرب الحصى برجله قال ذو الرمة والجندب الجون يرمح والعرب تسمى الثور الوحشي رامحا وانشد أبو عبيد:
وكان دعرنا من مهات ورامح بلاد الورى ليست لها ببلاد
ويقال للناقة إذا سمنت ذات رمح وللنوق السمان ذوات رماح وذلك ان صاحبها إذا اراد نحرها نظر إلى سنها وحسنها وامتنع من نحرها نفاسه بها لما يروقه من اسنمتها ومن قول الفرزدق
فمكنت سيفى من ذوات رماحها غشاشا ولم احفل بكاء رعائيا
يقول نحرتها واطعمتها الاضياقف ولم يمنعني ماعليها عن الشحوم عن نحرها نفاسة ويقال: رجل رامح أي ذو رمح وقد رمحه إذا طعنه بالرمح وهو رامح ورماح وبالدهناء نقيان طوال يقال لها الارماح وذكر الرجل رميحه وفرج المراة شريحها
حمر
قال الليث: الحمر لون الاحمر تقول احمر الشيء احمرارا إذا لزم لونه فلم يتغير من حال إلى حال واحمار يحمر احميرارا إذا كان عررض الحادثة لايثبت كقوله: جعل يحمر مرة ويصفر اخرى قال والحمرة تعتر الناس فيحمر موضعها وتغارب بالرقية. قلت الحمرة ورم من جنس الطواعين نعوذ بالله منها الحراني عن ابن السكيت انه قال الحمرة بسكون الميم نبت قال ويقال لحمرة من حمر وهو طائر حمر بتخفيف الواحدة حمرة وقال ابن احمر
لإلا تداركهم تصبح منازلهم قفرا تبيض على ارجائها الحمر
قال خففها ضرورة. وانشد في تشديد الحمر:
قد كنت احسبكم اسود خفية فإذا لصاف تبيض فيها الحمر
قال وحمرات جمع. وانشدنى الهلالى او الكلابى:
علق حوضى نغر مكب إذا غفلت غفلة يغيب وحـمـرات شـربـهـــن غـــب
قال: وهي القبر. وقال الليث: الحمار العير الأهلي والوحشى وجمعه الحمير والحمرات والعدد احمرة والانثى حمارة قال والحميرة الاشكز: معرب وليس بعربي وسميت حميرة لانها تحمر أي تقشر وكل شىء قشرته فقد حمرته فهو محمور وحمير وقال الليث الحمار خشبة في مقدمة الرحل تقبض المرأة عليه وهو في مقدم الا كاف ايضا وقال الاعشى
وقيدني الشعر في بيته كما قيد الاسرات الحمارا
وقال غيره: الحمار ثلاث خشبات او اربع تعرض عليها خشبة وتؤسر بها وقال أبو سعيد الحمار العود الذي يحمل عليه الأقتاب والاسرات النساء اللواتي يوكدن الرحال بالقد ويوثقنها. وقال الليث: حمار الصيقل خشبته التى يصقل عليها الحديد قال وحمار قبان دابة صغيرا لازقة بالارض ذات قوائم كثيرة وانشد الفراء:
يلعجبا لقد رايت عجبا حمار قبان يسوق ارنبت
أبو عبيد عن الأصمعي الحمائر حجارة تنصب حول قترة الصائد واحدها حمارا وانشد:
بيت حتوف اردحت حمائره
وقال شمر في قول عليه السلام زويت لي الارض فرأيت مشارقها ومغاربها وأعطيت الكنزين الاحمر والابيض اراد الذهب والفضة ثعلب عن ابن الأعرابي قال الحمائر حجارة تجعل حول الحوض ترد الماء إذا طغى وانشد:
كأنما الشحط في اعلى حمائره سبائب القو من ربط وكتان
وروى حماد بن سلمى عن ثابت عن انس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أرسلت إلى كل احمر والسود قال شمر يعنى العرب والعجم والغالب على الوان العرب السمرة والادمة وعلى الوان العجم البياض والحمرة وقال شمر حدثنى السمرى عن ابى مسحل أنه قال في قوله بعثت إلى الاسود والاحمر يريد بالاسود الجن وبالاحمر النس سمى الانس بالاحمر للدم الذي فيهم والله اعلوم وروى عمرو عن ابيه انه قال في قوله بعثت إلى الاحمرؤ والاسود معناها بعثت إلى الاسود والابيض قال: وامراة حمراء أي بيضاء ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة يا حميرا قال والاحمر الذي لاسلاح معه واخبرنى المنذرىعن الحرب في قوله اعطيت الكنزين الاحمر والابيض قال فلااحمر ملك الشام والابيض ملك فارس وانما قيل لملك فارس الكنز الابيض لبياض الوانهم ولذلك قيل لهم بنوا الاحرار يعني البيض ولأن الغالب على كنوزهم الورق وهي بيض وقال في الشام الكنز الاحمر لان الغالب على الوانهم الحمرى وعلى كنوزهم الذهب وهو احمر. وقال ابن السكيت قال الأصمعي اتاني كل اسود منهم واحمر ولايقال ابيض حكاه عن ابي العمرو بن العلا وقال: جَمعُتمْ فاوْعَيتُمْ وجِئْتم بِمَعْشَرٍ توافَـتْ بِـهِ حُـمْـرانُ ويقال كلّمتْهُ فما ردّ علىَّ سوداءَ ولا بيضاءَ أي كلمة رَدِيئةً ولاحسنةً. قلت: والقولُ ماقال أبو عمرٍ وأنهم الاسودُ والأبيضُ؛ لان هذين النعتينِ يُعمَّان الادميينَ أجمعين. وهذا كقوله(بُعِثْتُ إلى الناس كافةً) وكانت العربُ تقول للعجمِ الذين يكون البياضُ غالباً على ألْوانِهم مثل الرُّومِ والفرسِ ومن صاقبَهُمْ: إنهم الحَمْراءُ، ومنه حديثُ علىٍ حين قال له سَراةُ من أصحابِه العَربِ: غلبتْنا عليك هذه الحُمْرَةُ، فقال: لَيَضْرِبنَّكُمْ على الدِّين عودا كما ضربتموهم عليع بدْءًا ارادوا بالحمراء الفرسَ والرومَ. والعرب إذا قالوا: فلان أبيض وفلانةُ بيضاءُ، فمعناهَ الكرمُ في الأخلاق، لا لون الحلقةِ. وإذا قالوا: فلانُ أحمرُ وفلانةُ حمراءُ عَنَتْ بياضَ اللونِ. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي أنه قال في قولهِمْ الحسْنُ أحْمَرُ أي شاقُّ، أي من أحَبَّ الحُسنَ أحتَمَل المَشقَّةَ. وكذلك موتُ أحْمَرُ، قال اْلحُمْرَةُ في الدَّمِ والقتالِ. يقول: يَلْقى منه المشقةَ كما يْلقَى من القتالِ أبو عبيد عن الأصمعي: يقال جاء بِغَنَمِه حُمْرَ الكُلى، وجاء بِها سُودَ البُطونِ، معناهما الَمهَازِيلُ. وقال الليث: الحَمَرُ داءُ يعترى الدابة من كثرة الشعير، وقد حَمِر البرذَوْنُ يحمَرُ حَمَراً. وقال أمرؤ القيس. لَعَمْرِى لسَعْدُ بن الضِّبابِ إذا غَدا أحبُّ إلينَا مِنْك، فَافَرَسٍ حَمِر أرَادَ ياَفاَ فَرَسٍ حَمِر، لقَّبَهُ بِفىِ فَرَسٍ حَمِرٍ لَنَتْن فيه. قال وسنَةُ حمراء شديدةُ. وأنشد: أشكُو إليْك سَنَوَات حُمْرَا قال: أخْرَجَ نعمته على الأعوامِ فَذَكرَ، ولو أخْرَجَهُ على السنواتِ لقال حَمْرَاوَاتٍ. وقال غَيْرهُ: قيل لسنى القَحْطِ حَمْرَاواتُ. لاحمرار الأفاق فيها. ومنه قول أُمَيّةَ: وسُوِّدَت شَمْسُهُمْ إذا طَلَعَتْ بالجِلبِ هفّا كأنهّ كَـتَـمُ والكتم صِبْغُ أحمرُ يُخُتْضَبُ به. والجِلْبُ السحابُ الرقيقُ الذي لاماء فيه. والهَفُّ الرقيق أيضاً ونَصَبَه على الحال. وفى حديث علىّ ٍ رضى الله عنه أنه قال: كُناَّ إذا احَمْرَّ البأسُ اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم العَدُوَّ. قال أبو عبيد عن الأصمعي: يقال هو الموتُ الأحْمِر والموتُ الأسودُ. قال ومعناه الشَّدِيدُ، قال وَأرَى ذلك من ألوَانِ السباعِ كأنَّهُ من شِدَّته سَبُعُ. وقال أبو زُبَيْدٍ يصف الأسد: إذا عَلِقَتْ قِرْنًا خطاطِيفُ كـفِّـه رَأي الموتَ بالعيْنَينِ اسْودَ أحْمَرا قال أبو عبيدٍ فكأنَّه أرَادَ بقَوْلهِ أحْمَرّ البَأْسُ أي صَارَ في الشِّدَّةِ والهَوْلِ مثل ذلك. وقال الأصمعي يقال: هذه وَطْأَةُ حمراءُ، إذا كانت جديداً ووطأةُ دَهماءُ إذا كانت دَرِاسَةً. قال الأصمعي ويجوزُ أن يكون قولهم: الموتُ الأحمرَ من ذلك، أي جديدُ طرىّ. ويروى عن عبد الله "بن?الصامت انه قال: أسرعُ الارض خَراباً البصرةُ، قيل ومايُخربها؟ قال: القتلُ الأحْمَرُ والجوع الأغْبَرُ.
قلت والحمر بمعنى القشر يكون بأللسان والسوطِ والحديد والمحمرُ والمحْلا: هو الحديدُ أو الحَجَرُ الذي يُحلأُ به تْحلىأ الإهاب "وَينتف". ويقال للهجين محمرُ ولمطية السوءِ محمر، ورجل محمر؛ لايعطى الا على الكد والالحاح عليه. وقال شمر يقال حمر فلان على يحمر حمراً إذا تحرق عليك غضباً وغيضاً. وهو رجل حمر من قوم حميرين. قال وحمر القيط والشتاءِ أشَدُّهُ. قال: والعربُ إذا ذكرت شيئا بالمشقة والشدة وصفته بالحمرة. ومنه قيل سنة حمراءُ للجدبة. قال: وقال ابن الأعرابي في قولهم الحسنُ أحمر يريدون إن تكلفت التحسنَ والجمال فأصبر فيه على الأذى والمشقة. قال: وحمرت الجلد إذا قشرته وحلقته. وقال الليث: حمارة الصيف شدة وقت حره. قال ولم أسمع كلمة على تقدير فعالة غير الحمارة والزعارة وهكذا. قال الخليل قال الليث: وسمعت بعد ذلك بخراسان سبارة الشتاء وسمعت: أن وراءك لقرا حمرا. قلت: وقد جاءت أحرف اخر على وزن فعالة. روى أبو عبيد عن الكسائى: أتيته في حمارة القيظ، وفي صبارة الشتاء بالصاد، وهما شدة الحر والبردِ. قال وقال الأموىُّ: أتيته على حبالة ذاك، أي على حين ذاك، والقى فلان على عبالته أي ثقله. قاله اليزيدى والحمرُ. وقال القنانى: أتونى بزرافتهم يعنى جماعتهم: وسمعت العرب تقول كنا في حمراء القيظ على ماء شفية، وهى ركيةُ عذبةُ. وقال الليث في قولهم: أهلكَ النساء الاحمران، يعنون الذهب والزعفران. أبو عبيد عن ابى عبيدة: الأحمران الخمرُ واللحم وانشد: أن الأحـــامـــرة الــــــثـــــــلاثة أهـــــــلـــــــكـــــــتُ مالى وكنت بهن قدما مولعاًالراحَ واللحْمَ السمينَ إدامهوالزعفران فلن أروح مبقعاَ قال اراد الخمرَ واللحمَ والزعفرانَ. وقال أبو عبيدة: الأصفران الذهبُ والزعفرانُ. قلت والصواب في الاحمرين ما قاله أبو عبيدة. والذي قاله لليث يضاهى الخبرَ المروى فيه. وقال شمر: سمعت ابن الأعرابي يقول الاحمران النبيذُ واللحم. وانشد: الأحمرين الراح والمحبرا قال شمر: ارادَ الخمر والبرود. وقال الليث: فرسُ محمر والجميع المحامر والمحاميرُ وأنشد: يدبُّ إذ نَكَس الفحجُ المحامير وقال غيرهُ: الخيل الحمارة مثل المحامر سواءُ. وروى عن شريح أنه كان يريد الحمارةَ من الخيلِ. قلت أراد شريحُ بالحمارة أصحاب الحمير، كأنه ردهم فلم يلحقها بأصحاب الخيلِ في السهام. وقد يقال لأصحاب البِغال البغالة ةلأاصحاب الجمال الجمالة ومنه قول ابن أحمر: شدد كما تطردُ الجمالةُ الشردا ورجل حامر. وحمار ذو حمارٍ، كما يقال فارسُ لذى الفرس. ثعلب عن سلمة عن الفراء قال: حمرت المرأة جلدها تحمره. والحمر في الوبر والصوف وقد أخمر ما على الجلد وأتاهم الله بغيث حمرّ يحمرُ الارض حمرا أي يقشرها. وقال ابن السكيت: حمر الخارز السير يحمره حمرا إذا ماسحا باطنه ودهنه ثم خرز به، وحمر الشاةَ إذا ما سمطها، وأذن الحمار نبتُ عريضُ الورق كأنه شبه بأذن الحمار. وروى أبو العباس أنه قال: يقال أن الحسنَ أحمر، يقال ذلك للرجل يميل إلى هواه، ويختص بمن يحب كما يقال الهوى غالب، وكما يقال أن الهوى يميل باستِ الراكب إذا اثر من يهواه على غيره. وقال غيرهُ حميرُ اسم، وقيل هو أبو ملوكِ اليمن، وإليه تنتهى القبيلةُ. ومدينة ظفار كانت لحمير. وحمر الرجل إذا تكلم بالحميرية، ولهم ألفاظُ ولغات تخالف لغاتِ سائر العرب. وقال بعض ملوكهم: من دخل ظفارِ حمر، أي تعلم الحميرية. ويقال للذين يحمرون راياتهم خِلاف زى المسودة من بنى هاشم المحمرة، كما يقال للحرورية المبيضة، لأن راياتهم في الحرب كانت بيضاء محر قال الليث: المحارة دابة في الصدفين. قال: ويسمى باطن الأذن محارة. قال وربما قالوا لها محاربة بالدابة والصدفين. وروى أبو عبيد عن الأصمعي قال المحارة الصدفة قال والمحار من الإنسان الحنك وهو حيث يحنك البيطار الدابة. ثعلب عن ابن الأعرابي: المحارة النقصان، والمحارة داخل الأذن، والمحارة الرجوع، والمحارة المحاورة، والمحارة الصدفةُ. قلت ذكر الأصمعي وغيره هذا الحرف أعنى المحارة في باب حارَ يحور، فدلّ ذلك أنه مفعلة وان الميم ليست بأصلية، وخالفهم الليثُ فوضع المحارة في باب محر، ولايعرف محر في شىء في كلام العرب.
لحن
قال الليث: اللحن ما تلحن إليه بلسانك أي تميل إليه بقولك. ومنه قول الله جل وعز(ولتعرفنهم في لحن القول) وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد نزول هذه الاية يعرف المنافقين إذا سمع نطقهم وكلامهم يستدل به على ما يرى من لحنه أي من مثله في كلامه في اللحن.
وروى سلمة عن الفراء في قوله: (ولتعرفنهم في لحن القول) يقول في نحو القول ومعنى القول.
وقال أبو اسحاق الزجاج (في لحن القول) أي نحو القول. دل بهذا- والله أعلم- أن قول القائل وفعله يدلان على نيته وما في ضميره. قال وقول الناس قد لحن فلانُ تأوليه قد أخذ في ناحية عن الصواب إليها وأنشد:
منطقُ صاِئب وتلحَنْ احْيَانًا وخير الحديثِ ماكانَ لَحْنَا
تأويله وخير الحديثِ من مثل هذه الجاريةِ ما كان لا يعرفه كَلُّ أحٍ إنما يعرفُ ارمها في أنحاءِ قولها.
وأخبرنى المنذرى عن ابى الهيثم أنه قال: العنوان واللحن واحد، وهي العلامةُ نشير بها إلى الأنسان ليفطن بها إلى غيره، نقول لحن فلان بلحنٍ ففطنتُ.
وانشد:
وتعرف في عنوانها بعض لحنـهـا وفي جوفها صمعاء تحكى الدواهيا
قال ويقال للرجل الذي يعرض ولا يصرحُ: قد جعل كذا وكذا لحنا لحاجته وعنواناً.
أبو عبيد عن ابى زيد لحن الرجلُ بلحنه إذا تكلم بلغته، ولحنت له لحناً ألحنُ له إذا قلت له قولاً يفقهه عنك ويخفى على غيره.
قال ولحن غنى يلحن لحناً أي فهمه. وألحنته عنى أياه إلحاناً.
وقال أبو عبيد: يقال لاحنتُ الناس أي فاطنتهم وقال في تفسير حديث النبي صلى الله عليه وسلم(لعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض) يعنى أفطن لها وأجدل. قال واللحن بفتح الحاءِ الفِطنةُ. ومنه قولُ عمر بن عبد العزيز (عجبت لمن لاحن الناس كيف لايعرف جوامح الكلم) قال ومنه قيل: رجل لحنُ، إذا كان فطناً. وقال لبيد:
مُتَعِّوذُ لَحِنُ يعيد بِـكـفِّـه قَلمًا على عُسُبٍ ذَبُلنَ وَبَانِ
وأما قولُ عمر بن الخطاب (تعلموا اللحن والفرائضَ) فهو بتسكين الحاء، قال أبو عبيد: وهو الخطأ في الكلام وقد لحن الرجلُ لَحناً ومنه حديثُ أبى العاليةِ قال: (كنتُ أطوف مع ابن عباس وهو يعلمنى لحن الكلام).
قال أبو عبيد: وإنما سماه لحناً لأنه إذا بصَرهُ الصوابَ فقد بصَّرَهُ اللحْن. قال وقوله(ولتعرفنهم في لحن القولِ) أي في فحواه ومعناه.
وقال شمر قال أبو عدنان: سألت الكلابيين عن قول عمر: تعلموا اللحن في القران كما تعلمونه، فقالوا كتب هذا عن قوم لهم لغو ليس كلغوانا، قلت ما اللغوُ؟ فقال: الفاسدُ من الكلامِ.
وقال الكلابيون: اللحن اللغةُ.فالمعنى في قول عمر: تعلموا اللحن فيه، يقول: تعلموا كيف لغةُ العربِ الذين نزل القرانُ بلغتهم. قال أبو عدنان: ويكون معنى تعلموا اللحن فيه، أي اعرفوا معانيه، كقول جل وعز: (ولتعرفنهم في لحن القول) أي في معناه وفحواه.
قال أبو عدنان واخبرنى أبو زيد: أنَّ معنى قول عمر: (أُبىُّ أقرونا، وإنا لنرغب عن كثير من لحنهِ) قال لحنُ الرجل لغته. وأنشدتنى الكلبيةُ:
وقـومُ لـهـم لـحـنُ سِـوى لـحـن قـومـنـا وشكل وبيت الله لسنا نشاكله
وقال عبيد بن أيوب:
ولله دَرُّ الـغُـولِ أي رفـيقةٍ لصاحِب قَفْرٍ خائفٍ يَتَقَتَّـرُ
فلما رأتْ أّلاَّ أُهَالَ وأنـنـى شُحاعُ إذا هُزَّ الجَبَان المطَّيرُ
أَتْتِنى بِلحْنٍ بعد لحْنٍ وأوْقَـدَتْ حَوَالىَّ نيراناً تَبُوخُ وتَزْهَـرُ
قال الليثُ: والالحانُ الضُّرُوبُ من الأصْوَاتِ الموْضُوعَةِ المُصوغَة، قال: واللَّحْنُ تَرْكُ الصّوابِ في القراءة والنشيد، يُخَفَّفُ ويَثقَّل قافزة قال واللَّحَّانُ واللَّحَّانَةُ: الرجلُ الكثيرُ اللَّحْن، وقال غيره في قول الطرماح.
وأدَّتْ إلىَّ القَوْلَ عَنْهُـنَّ زَوْلَةُ تُلَاحنُ أوْ تَرْنُو لقول المُلاحن
أي تَكلَّم بمعنى كلامٍ لايُفْطَنُ له ويَخْفَى على الناس غيرى. وقال بعضهم في قوله: ونطق صائب وتلحن أحياناً.
إنها تُخْطىءُ في الإعْرَابِ، وذلك أنه كان يُسْتَلَحُ من الجوَارِى ذاك إذا كان خَفِيفاً، ويستثقل منهنَّ لزوم حاقِّ الإعراب. وقِدْحُ لاحِنُ إذا لم يكن صافَىِ الصَّوْتِ عند الإفاضة. وسَهْمُ لاحِنُ عند التنفيز. إذا لم يكن حنَّاناً عنْد الإدامَةِ على الإصْبَع والمُعْرِبُ من جميعِ ذلك على ضِدَّه.وملاحِنُ العُودِ ضُرُوبُ دَسْتاناِتهِ، يقال هذا لَحْنُ فُلانٍ، العَوَّادِ، وهو الوجْهُ الذي يَضْرب به. نحل في حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل النَّحْلَةِ والنَّمْلَةِ والصُّرَدِ والهُدْهُد. وأخبرنى المنذرى عن أبراهيم الحربىِّ أنه قال: إنَّما نَهى عن قَتْلهِن لأنهن لا يُؤْذينَ النَّاسَ، وهى أقل الطُّيُورِ والدَّوَابِّ ضَرَراً على النَّاس، ليس هي مثلَ ما يَتَأذَّى به الناسُ من الطيورِ الغرابِ وغيرهِ، قيل له: فالنملةُ إذا عَضَّتْ تُقتلُ؟ قال: النملةُ لاتعَضُ إنما يَعَضُ الذَّرُّ. قيل له فإذا عَضَّتْ الذَّرّةُ تُقْتَلُ؟ قال: إذا اذَتْكَ فاقْتُلهْا (208). قال: والنَّمْلةُ التى لَها قوائمُ تكون في البراري والخراباتِ، وهى الذي يتأذى بها الناس هى الذَّرُّ. ثم قال: والنملُ ثلاثة أصنافٍ: النَّمْلُ، وفارزُ، وعُقيفانُ. قال الليث: والنحل دَبْرُ العسلِ الواحدةُ نَحْلةُ. وقال أبو إسحاق الزجَّاج في قول الله جلّ وعزّ: (وَأَوْحى ربُّكَ إلى النَّحلِ) الاية، جائزُ أن يكون سُمِّىَ نَحلاً لأنَّ الله جلَّ وعزَّ نَحل الناسَ العسلَ الذي يَخْرُج من بُطونها. وقال غيره من أهل العربية النَّحلُ يذكرُ ويؤنَّثُ، وقد أنثها الله جلّ وعزّ فقال: (أنِ اتَّخذِى من الْجِبالِ بُيوُتاً) والواحدةُ نَحْلَةُ، ومن ذكَّرَ النَّحْلَ فلأن لفظَهُ مذكَّرُ، ومن أنَّثه فلأنه جَمْعُ نحلَة. وقال الليث: النُّحْلُ إعطاؤُك إنْسَاناً شيئاً بلا استعاضةٍ قال ونُحْلُ المرأة مَ وتقول مهْرُها وتقول أعطيتها مهرها نحلة إذا لم ترد منها عوضاً: وقال الزجاج في قول الله جل وعز: (أتوا النساء صدقاتهن نحلةً). قال بعضهم: فريضةً: وقال بعضهم: ديانة، كما تقول فلان ينتحل كذا وكذا، أي يدين به. وقال بعضهم: هى نحلة من الله ?لَهُن ?أن جَعلَ على الرجال الصَّداقَ، ولم يجعل على المرأة شيئاً من الغرمِ فتلك نحلةُ من الله للنساء. يقال: نحلتُ الرجلَ والمرأةَ إذا وهبتُ له نحلةً ونُحلاً. قلت ومثل نحلة ونحل حكمة وحكم. ثعلب عن ابن الأعرابي في قوله: (صَدقُاتِهنّ نحلةً) أي ديناً وتديناً. وقال الليث: نَحَلَ فلانُ فلاناً اى سابَّةُ فهو ينحلهُ: يسابّه. وقال طرفةُ: فَذَرْ ذا وانحلِ النعمانَ قولا كنحت الفأس ينجدأو يغور قلت: قوله نحل فلان "فلانا?أي سابَّه باطلُ وهو تصحيف لنَجَل فلانُ فلاناً إذا قطعه بالغيبة. وروى في الحديث (مَنْ نجَل الناس نَجَلوه، أي من عاب الناس عأبوه، ومن سبهم سبوه. وهو مثل ماروى عن أبى الدرداء: إن قارضت الناس قارضوك وإن تركتهم لم يتركوك) وقوله: إن قارضت الناس مأخوذ من قول النبي صلى الله عليه وسلم (رفع الله الحرج إلا من أقترض عرض امرىءٍ مسلمٍ فذلك الذي حرج) وقد فسرناه في موضعه. والنجلُ والقرضُ مهناهما القطع. ومنه قيل للحديدة ذات الاسنان منجل. وقال اليث: يقال انتحل فلان شعر فلانٍ إذا ادعاه أنهُ قائله. ويقال نحل الشاعر قصيدة إذا بسبت إليه وهى من قيل غيره. وقال الاعشى في الانتحال: فكيف أنا وانتحالى القـواف بعد المشيب كفى ذاك عارا اراد انتحالى القوافي فدلت كسرةُ الفاء من القولفي على سقوط الياء، فحذفها كما قال الله(وجفان كالجواب): قال أبو العباس أحمد بن يحيى في قولهم انتحل فلانُ كذا وكذا: معناه قد ألزمه نفسه وجعله كالملك له، أخذ من النحلة وهى الهبة والعطية يُعطاها الأنسان. قال الله تبارك وتعالى: (وأتوا النساء صدقاتهن نحلةً) أراد هبةً، والصداق فرضُ؛ لبأن أهل الجاهلية كانوا لايعطون النساء مهورهن شيئا فقال الله تعالى(واتوا النساء صدقاتهن نحلة) هبة من الله إذ كان أهل الجاهلية يدفعونهن عن صدقاتهن، والنحلة هبة من الله للنساء فرضه لهن على الازواج.
وقال الليث: نحل الجسم ينحل نحولا فهو ناحل. قلت: والسيف الناحل الذي فيه فلول فيسن مرة بعد أخرى حتى يرق ويذهب اثر فلوله، وذلك انه إذا ضرب بع فصمم انفل فينحنى القينُ عليه بالمداوس والصقل حتى يذهب فلوله. ومنه قول الأعشى: مضاربهامن طول ما ضربوا بها ومن عض هام الدارعين نواحل وجمل ناحل: مهزولُ دقيق وقمر ناحل إذا دق واستقوس ورجل ناحل وأمرأةُ ناحلة ونساءُ ورجال نحلُ. حلف قال الليث: الحلف والحلف لغتان وهو القسم والواحدة حلفة وقال امرؤ القيس: حلفتُ لها باللـه حـلـفة فـاجـرٍ لناموا فما إن من حديث ولا صالِ قال ويقال: محلوفةً بالله ما قال ذاك، ينصبون على ضمير أحلفُ بالله محلوفة اى قسماً والمحلوفة القسم. أبو عبيد عن الاحمر: حلفت محلوفاً مصدر وكذلك المعقول والميسور والمعسور. وقال ابن بزرج: لا ومحلوفائه لا أفعلُ يريد، ومحلوفه فمدها. وقال الفراء حكاية عن العرب: أن بنى نُميرٍ ليس لهم مكذوبة؛ وقال الليثُ: رجل حلاف وحلافةُ كثيرُ الحلف. ويقول استحلفته بالله ما فعل ذَاكّ. قال وتقول: حالف فلان فلاناً فهو حليفهُ. وبينهما حلف لأنهما تحالفا بالأيمان أن يكون أمرهما واحداً بالوفاء فلما لزم ذلك عندهم في الأحلافِ التى في العشائر والفبائل صار كل شىء لزم شيئا فلم يفارقه فهو حليفه حتى يقال: فلان حليف الجود، وفلان حليف الإكثار وحليف الاقلال: وانشد قول الأعشى: وشريكين في كثير من المالِ وكانا محالـفـي إقـلالِ وقال شمر: سمعت ابن الأعرابي يقول: الأحلاف في قريش خمس قبائل، عبد الدار وجمح وسهم ومخزوم وعدى بن كعبٍ. سموا بذلك لما أرادت بنو عبد مناف أُخذَ مافي أيدى بنى عبد الدار بن الحجابةِ والرفادةِ واللواءِ والسقايةِ وأبت بنو عبد الدارِ، عَقضد كل قوم على أمرهم حلفاً مؤكداً على ألا يتخاذلوا، فأخرجتْ عبد منافٍ جفنة مملوءةً طيباً فوضعوها لأحلافهم في المسجد عند الكعبة بأيديهم توكيداً. فسموا المطيبين، وتعاقدت بنو عبد الدارِ وحلفاؤها حلفا اخر مؤكد على ألا يتخاذلوا، فسموا الأحلافَ. وقال الكميت: يذكرهم: نسباً في المطيبين وفي الأحلاف حَلَّ الذؤابةَ الجمهورا وروى عن ابن عيينة عن ابن جريج عن ابن ابي مُليكة قال كنت عند ابن عباس فأتاه ابن صفوان فقال: نعم الإمارةُ إمارة الأحلاف كانت لكم. قال: الذي كان قبلها خير منها، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من المطيبين، وكان أبو بكرٍ من المطيبين وكان عمر من الأحلاف يعنى إمارة عمرز وسمع أبن عباس نادية عمر وهي تقول: يا سيد الأحلافِ فقال ابن عباس: نعم، والمحتلفِ عليهم. قلت وأنها ذكرت ما اقتصه ابن الأعرابي لأن القتيبى ذكر الطيبين والأحلافَ فخلطَ فيما فسر ولم يؤدِّ القصة على وجهها، وأرجوا أن يكون ما رواهُ شمر عن ابن الأعرابي صَحيحاً. وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم حالف بين قريش والأنصار اى اخى بينهم، لأنه لاحلف في الإسلام. وقال الليث: أحلف الغلامُ إذا جاوز رهاق الحُلمِ. وقال بعضهم قد أحلف. قلت أنا: أحلف الغلام بهذا المعنى خطأ إنما يقال أحلف الغلام إذا راهق الحلم فاختلف الناظرون إليه، فقائل يقول قد احتلم وأدرك، ويحلف على ذلك، وقائل يقولُ: غيرُ مدرك، ويحلف في قوله. وكل شىء يختلف فيه الناس ولايقفون منه على أمرٍ صحيح فهو محلف، والعرب تقول للشىء المختلف فيه محلفُ ومحنثُ. وروى أبو عبيد عن الأصمعي عن أبى عمرو بن العلاء أنه قال: حضار والوزن محلفان، وهما نجمان يطلعان قبل سهيل من مطلعه، فكل من راها أو أحدهما حلف أنه سهيل ثم يتبينُ بعد طلوع سهيل انه غير سهيلٍ. ويقال كميتُ محلف إذا كان بين الأحوى والأحمِّ حتى يختلفُ في كُمتتهِ. وكميتُ غيرُ محلفٍ إذا كان احوى خالص الحوة أو احم بين الحمةِ. والأنثى كُميتُ مُحلفةُ وغير محلفةٍ. وأنشد أبو عبيد: كَميتُ غَيرُ مُحلـفةٍ ولـكـن كلون الصِّرف عُلِّ بِه الأديمُ وناقة محلفةُ السنامِ إذا كان لايدرى أفى سنامها شحم أم لا. وقال الكميت: أطلالُ مُحلفةِ الرُّسوم بألوَتىْ بَرٍّ وفاجِـرْ أي يحلف أثنان أحدهما على الدروس، والأخر على أنه ليس بدارسٍ، فيبرأُّ أحدهما بيمينهِ، ويحنثُ الاخرُ، وهو الفاجر.
وقال الليث: الحلفاءُ نباتُ حماهُ قصب النشابِ، الواحدة حلفةُ والجميع الحلفُ. قلت: الحلفاءُ نبت اطرافه محدودةُ كأنها أطراف سَعف النخل والخوصِ، ينبت في مغايضِ الماءِ والنزوزِ، الواحدة حلفةُ مثل قصبة وقصباء، وطرفة وطرفاء وشجرة وشجراءُ، وقد يجمع حلفاً وشجراً وقصباً وطرفا، وكان الأصمعي يقول: الواحدة حلفة، وقال سيبويه الحلفاءُ واحدُ وجميعُ وكذلك طرفاء، وبهمى وشكاعى واحدةُ وجميعُ.
أبو عبيد عن الأصمعي رجل حليفُ اللسانِ وسِنانُ حليفُ أي حديدُ. قلت: أراهُ جُعلَ حَليفاً لأنه به حدةُ طرفه بحدة أطرافِ الحلفاء. وروى أبو العباس عن أبن الأعرابي أنه قال: الحَلفاءُ الامةُ الصخابة، ويقال أحلفتُ الرجلَ بمعنى واحدٍ، ومثله أرْهبته واسترهبتُه. ورجل حلافُ كثير الحلفِ، وحالف فلاناً بثه وحزنهُ أي لازمهُ. لحف قال أبن الفرج: سمعت الحُصينى يقول: هو أفلسُ من ضاربِ قحفِ استه ومن ضارب لحف استه. قال: وهو شق الاست وإنما قيل ذلك لأنه لايجد شيئا يلبسه قتقع يده على شُعب استه. وقال الليث: اللحفُ تغطيك الشيء باللحافِ، واللحاف اللباس الذي فوق سائر اللباس من دثائر البرد ونحوه، تقول لحفتُ فلانا لحافاً إذا أنت البسته إياهُ، ولحفت لحافاً، وهو جعلكهُ وتلحفتُ لِحافا إذا اتخذته لنفسك، وكذلك التحفت وقال طرفة: يلحفون الأرض هُدابَ الأزر أي يجرونها على الأرض. أخبرنى المنذرىّ عن الحرانى عن ابن السكيت أنه أنشده: كمْ قَدْ نزلتُ بِكم ضيفاً فتلحفـنـى فضل اللحافِ ونعمَ الفضلُ يلتحفُ قال أرادَ: أعطيتنى فضل عطائك وجودك، وقد لحفه فضل لحافه، إذا أناله معروفه وفضله وزوده. أبو عبيد عن الكسائى: لحفته وألحفته بمعنى واحد، وأنشد بيت طرفة: وروى عن عائشة أنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم لايصلى في شعرنا ولا في لحفنا. قال أبو عبيد اللحاف كل ما تغطيتَ به فقد ألتحفت به، ولحفت الرجلَ ألحفه إذا فعلت به ذلك يعنى إذا غطيته. وقول طرفة: يلحفون الأرض هداب الأزر أي يغطونها ويلبسونها هداب أزرهم إذا جروها في الأرض. قلت ويقال لذلك الثوبِ لحافُ ومِلحفُ بمعنى واحدٍ كما يقال إزَار وَمِئزَرُ وقِرَامُ ومِقْرمُ. وقد يقال مِلحفةُ ومقرمة سواء كان الثوب سُمْطاً أو مُبطناً يقال له لِحافُ، وقد تلحف فلانُ بالملحفةِ والتحفَ بِها إذا تَغطى بها. والملحفة عند العرب هى المُلاءَةُ السِّمْط فإذا بُطنتْ ببطانَةٍ أو حُشيتْ فهى عند عوامّ الناسِ مِلْحَفةُ. والعرب لا تعرفُ ذلك. وقال الزجاج في قول الله جلّ وعزّ: (لا يسألون الناس إلحافاً) روى عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: من سَأل وله أرْبَعُون دِرْهَماً فقد ألحْفَ. قال ومعنى ألَحْفَ أي شَمِلَ بالمسألة وهو مستغنٍ عنها، قال واللحاف من هذا اشتقاقُه لأنه يشمل الإنسانَ في التغطية. قال: والمعنى في قوله(لايسألون الناس إلحافاً) أي ليس منهم سُؤالُ فيكونَ إلحافُ كما قال امرؤ القيس. على لاَحِب لا يُهتَدَى بِمنَارِه المعنى ليس به منار فَيُهتدَى به، وكذلك ليس من هؤلاء سؤالُ فيقعَ فيه ألحافُ. وقال الليث: الإلحافُ شدةُ الإلحاح في المسألة. أبو العباس عن ابن الأعرابي ألحفَ الرجلُ إذا مَشَى في لحفِ الجبل وهو أصلهُ قال وألحفَ إذا اثرَ ضّيْفَه بفراشِه ولحافِه في الحليت وهو الثلج الدائمُ والأريزُ الباردُ وألحفَ وَلحفَ إذا جَرَّ إزارَه على الأرضِ خُيَلاءَ وبطراً. وأنشد قول طرفة.ويقال فلان حسن اللِّحفة وهى الحالةُ التى يَتَلحف بها. فلح قال الليث: الفَلاحُ والفَلَحُ السَّحُور، وهو البقاءُ في الخير. وفى الإذان حىَّ على الفلاح، يعنى هَلُمّ على بَقَاءِ الخَيْرِ. وقال غيره حىَّ أي عجِّل وأسْرِع على الفَلاح، معناه إلى الفوز بالبقاء الدائم. الحرانى عن ابن السكيت: الفَلَحُ والفلاح البَقَاءُ. وقال الأعشى: وَلِئنْ كُناَّ كَقومٍ هَلَـكـوُا ما لحىًّ يا لقًوْمٍ من فَلَح وقال عدى ثم بَعدْ الفَلَاحِ والُّرْدِ ولامَّة وارتْهُمُ هُنـاكَ قـبـر
قال: والَفلَحُ السَّحوُرُ، وجاء في الحديث صَليْناَ مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى خَشيِناَ أن يفوتَ الفَلَحُ. وقال أبو عبيد في حديث حتى خشيتا أن يفوتنا الفلاح قال وفى الحديث قيل وما الفلاح قال السحور، قال، وأصْلُ الفلاحِ البقاءُ وانشد: للأضبط ابن قريع السعدى. لِكُلِّ هِمِّ من الهُـمـوم سَـعَـهْ والمُسىُ والصُّبْحُ لا فَلاَحَ معه يقول ليس مع كرِّ الليالى والنهارِ بقاءُ، قال ومنه قول عبيد بن الابرص. أفلِحْ بِماَ ِشئْتَ فَقَدْ يُبْلَغُ بالضَّعف وقَدْ يُخْدَعُ الأرِيبُ يقول عِشْ بما شِئتَ من عقلٍ فقد يُرْزَقُ الأحْمَقُ ويُحْرَمُ العاقِلُ. قال وإنَّما قيل لأهل الجنة: مُفْلِحوُن، لفوزهِم ببقاء الأبَد، فكأنَّ مَعنى فلاحِ السَّحُورِ أنَّ بقاءُ الصومِ. وفي حديثِ ابن مسعودٍ أنه قال: إذا قال الرَّجُلُ لامرأته استفلحى بأمرِكِ، قال أبو عبيد قال أبو عبيدة: معناه اظفرى بأمرِك وفُوزِى بأمْرِك واستبدى بأمْرِك. وقال أبو إسحاق في قول الله(وأولِئَكَ هُمُ المفْلِحُون) يقال لكل من أصاب خيراً مُفلحُ: وقال الليثُ في قوله جل وعزّ (وقَدْ أفلَحَ اليَوْمَ مِنَ اسْتَعْلَى) أي ظَفِرَ بالمُلكِ مَنْ غَلَب. قال والفَلاحُ الأكَّارُ، وإنما قِيل فلاحُ لأنه يَفْلَحُ الأرضَ أي يَشُقُّها قال والَفلَحُ الشقُّ الشفةِ وفى وسَطِها دون العَلَمِ، ورجل أفلَحُ وأمراةُ فَلحاءُ. الحانىُّ عن ابن السكيت: الفَلحُ فَلَحْتُ الأرضَ إذا شَقَقتُها للزراعة. قال: والفلَحُ شق في الشَّفَةِ السُّفْلى. وقال غيره فإذا كان في العُليا فهو عَلَمُ وقال أبو عبيد عن ابى زيد مثله وأنشد: وعَنْتَرَةُ الفَلحاءُ جاء ملأماً كأنك فْنِد من عَمايةَ أسودُ ويقال أفلحْتُ الأرْضَ إذا شَقَقَتْها للحَرْثِ.وقال الزجاَّجُ الفلاَّح الأكَّار والفِلاحَةُ صِنَاعِتُه. قال ويقال: فلحت الحديد إذا قطعته وأنشد. قَد عَلِمَتْ خْيلُك يا بنَ الصَّحْصَحْ أنَّ الحَديدَ بالـحـديدِ يُفَـلـحْ قال: يقال للُمكَارِى فلاَّحُ، وإنما يقال له فَلاَّحُ تَشْبيهاً بالأكَّار، ومنه قول عمرو بن أحمد الباهلى. لها رِطلُ تكِيلُ الزَّيْتَ فيهِ وفَلاَّحُ يسوقُ لَها حِمَاراً أبو عبيد عن ابى زيد: فَلَحْتُ للقَوْمِ وبالقوم أفلَحُ فِلاَحةً وهو أن يُزَيِّن البيعَ والشِّراءَ للبائِع والمشترى. قال 209 وفَلَّحْتُ بهم تَفْلِيحاً إذا مَكَرَ بهم، وقالَ لَهُمْ غيرَ الحقّ. ثعلب عن ابن الأعرابي: الفَلْحُ النَجْسُ وهو زيادة المَكْترى ليزيد غيرهُ فُيغَرُّ بِهِ. والتَّفْليِحُ المكْرُ والاستهزْاء، وقال أعرابى: قد فلحوا بِى. أي مَكَرُوا بِى. لفح قال الليث: تقول لَفَحْه النارُ إذا اصَابَتْ أعالِىَ جَسَدِه فأحْرَقَتْ. والسَّمُومُ تَلفَحُ الأنسانَ. والُّلفُّاحُ شىء أصفرُ مثلُ الباذَنجانِ طيبُ الريح. أبو عبيدٍ عن الأصمعي: ما كان من الرياح بردُ فهو نفح وما كان لِفحُ فهوحَرَُ، وقال الزجاج في قولهُ (تَلْفَحُ وُجُوهَهُم النَّارُ) قال تّلْفَحُ وتَنْفَحُ بمعني واحدٍ إلا أنَّ النَّفْحَ أعْظَمُ تَاثيراً قلتُ وما يؤيَدِّ قوله قولُ الله (نَفْحَةُ من عَذَبِ رَبِّك) وقال ابنُ الأعرابي: اللفْحُ لكل حارِّ، والنَّفْحُ لِكُلِّ باَرِدِ، وأنشد أبو العالية. ماأنْتِ يا بَغْدَادُ إلاَّ سَلْـحُ إذا يَهُـبُّ أو نَـفْــح فأنْ جَففْتِ فَتُرابُ بَرْحُ قال: بَرْحُ خالصُ دَقيقُ فحل قال الليثُ: الفحلُ والجميع الفُحول والفِحَالَة: والفحْلةُ اْفتِحَالُ الإنسان فَجْلا لدوَابه وأنشد: نحن اْفتَحَلْنَا فَحْلَنَا لم نَأتِلَهْ قال: ومن قال استفْحَلنَا فحلًا لِدَوَابِّناَ فقد أخْطأ. وإنما الاستفْحالُ- على ما بلغنى- من عُلوجِ أهل كابلَ وجهالهم أنهم إذا وجدوا رجلاً من العرب جسيما جميلا خلوا بينه وبين نسائهم رجاء أن يولد فيهم مثله. قال وفحل اى كريم المنتجب. وانشد أبو عبيد قول الراعى: كانت هجائن منذر ومحرق امهاتهن وطرقهن فحـيلا
أي وكان طرقهن منجبا. والطرق الفحلُ ههنا. وفى حديث ابن عمر أنه بعث رجلاً يشترى له أضحيةً، فقال اشتر كبشاً فحيلاً قال أبو عبيدٍ قال الأصمعي قوله(فحيلا) هو الذي يشبه الفحولة في خلقه ونبله. ويقال إن الفحيل المنجب في ضرابه، وأنشد قول الراعى: قال أبو عبيد والذي يراد من الحديث أنه اختار الفحل على الخصى والنعجةِ وطلبُ جماله ونبله. وقال الليث: يقالُ للنخلة الذكر الذي يلقح به حوائل النخلِ فُحال الواحدة فحالةُ. الحرانى عن ابن السكيت أفحلتُ فلاناً فحلا إذا أعطيته فحلا يضرب في إبله وقد فحلتُ إبلى فحلا إذا أرسلت فيها فحلاً وقال الراجز: نفلحها البيض القليلات الطبـعْ من كل عراص إذا هز اهتزع وقال غيره: استفحل أمرُ العَدو إذا قوي واشتد فهو مستفحل وقال أبو عبيدٍ يجمع فحالُ النخل فحاحيل، ويقال للفحال فحلُ وجمعه فحول. وفى الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل دار رجل من الأنصار وفى ناحية البيت فحل من تلك الفحول فأمر بناحية منه فرشت ثم صلى عليه. قال أبو عبيد. الفحل الحصيرُ في هذا الحديث، قلت هو الحصيرُ الذي رمل من سعف فحال النخيل، وأما حديث عثمان أنه قال لا شُفعة في بئر ولافحل والأرفُ، تقطع قل شفعة فأنه أراد بالفحل فحل النخل وذلك أنه ربما يكون بين جماعةٍ فَحْلُ نَخْلٍ يأخُذُ كُلُّ واحِدِ من الشركاءِ فيه زمن تَأبيرِ ما يحتاجُ إليه من الحِرقِ لتأبير نخيله الأناثِ، فغذا باع واحدُ من الشركاءِ نصيبه من ذلك الفحل بعض الشركاء فيه لم يكن للباقين من الشركاء شُفعةُ في المبيع، والذي اشتراه احقُّ به لأنه لا ينقسمُ، والشفعةُ إنما تَجِبَ فيما ينقسمُ، وهذا مذهبُ أهلِ المدينة وإليه يذهبُ الشافعى ومالكُ وهو موافقُ لحديث جابر (إنما جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الشفعةَ فيما لم يقسم؛ فإذا حُدتْ الحدودُ فلا شُفعةً لان قوله عليه السلامُ (فيما لم يُقسمْ) دليل على أنه جعل الشفعة فيما ينقسمُ، فأما مالا ينقسمُ مثلُ البئر وفحلش النخيلِ يُباع منهما لشِّقْص بأصله من الارض فلا شُفعةَ فيه لأنه لا ينقسم، وكان أبو عبيدِ رحمة الله فسرَ حديث عثمانَ هذا تفسيراً لم يرتضه أهلُ المعرفة ولذلك تركته ولم أحكهِ بعينه، وتفسيرهُ على ما بينتهُ. وفُحول الشعراءِ هم الذين غَلبُوا بالهجاء منْ هاَجاَهُم، مثلُ جريرِ والفرزدقِ وأشبَاهِهماَ، وكذلك كُلُ من عارضَ شاعراً فغثلب عليه، مثل علقمةَ بنِ عَبَدَةَ، وكان يسمى فَحلاً لأنه عارض امرأ القيسِ في قصيدته التى يقول في أولها. خَليلىَّ مُراَّ بي على أم جُندبِ بقوله في قصيدته: ذهبتَ من الهُجران في غيرِ مَذْهَبِ وكلُّ واحدٍ منهما يعارضُ صاحبه في نعته فَرَسَه، ففُضلَ علقمةُ عليه، ولُقبَ الفحلَ، وقال شمر: قيل للحصير فَحلُ لأنه يسوى من سعفِ الفَحل من النخيلِ، فتُكلمَ به على التَجَوزِ كما قالوا قلانُ يلبس القطن والصوف، وإنما هى ثياب تغزل وتتخذ منهما، وقال المرار: والوحشُ ساريةُ كأن مُتونها قُطنُ تُباعُ شديدةُ الصَّقْلِ أراد كأنَّ مُتُونها ثيابُ قطنِ لشدة بياضها. حفل قال الليث الحَفلُ اجتماعُ الماء في مَحَفلهِ تقول حَفَلَ الماءْ حُفولا وحفلاً. وحَفَلَ القومُ إذا اجتمعوا والمحفلُ المجلس، والمجتمع في غيرِ مَجلسٍ أيضاً، تقول احتفلوا اى اجتمعوا وشاةُ حافلُ، وقد حَفَلتْ حُفولاً إذا احتفلَ لَبَنُها في ضرعْها، وهن حُفَّلُ وحَوَافِلُ. وفي الحديث (ءن اشْترى مُحفلةً فلم يَرضها رَدها وردًّ معها صاعاً من تمرْ) والمُحفلةُ الناقة أو البقرة أو الشاة لايجلبُها صاحبُها أياما حتى يجتمع لَبَنُها في ضَرْعها فإذا احْتَبَلهَا المُشترى وَجَدَهَا غَزيرةً فَزادَ في ثمنها، فإذا حَلَبَها بعد ذلك وجدها ناقِصِةَ اللبن عما حَلَبَ ايامَ تَحفيلها، فجعل النبيُّ صلى الله عليه وسلم بَدَلَل لَبِن التحفيل صاعاً من تمر، وهذا مذْهَبُ الشافعى وأهل السَّنةَ الذين يقولون بسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
والمُحَفلَةُ والمُصَرَّاةُ واحدةُ وجاء في حديث رُقيةِ النْملةِ (العروس تَقْتَالُ وتَحْتَفِلُ وكلُّ شىء تَفتعِل، غيرَ أنَّها لاتعصِى الرجلُ) ومعنى تَقْتال اى تَحتكِمْ على زوجِها وتحتفلُ اى تَتَزَينْ وتحتشد للزينة، يقال حفلتَّ الشيء اى جَلوتُه وقال بشر يصف جاريته. رَأي دُرةً بـــيضـــاءَ يَحـــفِـــلْ لــــــونُـــــــهـــــــا سُخامُ كغِربان البريرِ، مُقَصَّبُ يريد أن شعرَها يَشُبُّ بياض لونِها فيزيدهُ بياضاً بِشدة سَواده. سلمة عن الفراءِ قال الحوفلة القَنفاءُ، وقال ابنُ الأعرابي حَوفَل الرجلُ إذا انتفَخَتْ حَوْفلته وهى القَنْفَاءُ. يقال للمرأة تحفَّلى لزوجك اى تزينى لتَحْظى عنده، والحَفلُ المُبالاةُ يقال ما أحِفْلُ بفُلانٍ أي ما أبالى بِهِ. قال عبيد: فَمَتى أهلِكْ فَلا أحـفـلُـه بَجَلِى الانَ من العيش بَجَلْ أبو عبيد عن الأصمعي: الحُفَالةُ والحُثالةُ الردىءُ من كل شىء، وطريق مُحتفلُ ظاهرُ مستَبِينُ، وقد أحَتَفَلَ أي استبان ومنه قول لبيدٍ يصف طريقاً: تَرْزُم الشَّارفُ من عِرْفانِه كُلَّما لاح بِنَجْدٍ واحْتَفَـلْ وقال الراعى يصف طريقاً: في لاحِبٍ بِزقاق الأرض مُحْتفل هاد إذا عَزَّه الحُدبُ الحدَابـيرُ قال أراد بالحدب الحدابير صلابة الأرض أي هذا الطريق ظاهرُ مستبينُ في الصَّلابةِ ايضاً، ومُحْتَفلُ الامرِ معظمهُ. ومُحتفل لضحمِ الفَخذِ والساقِ اكثره لَحماً ومنه قول الهُذلى يصف سيفاً: أبيضُ كالرَّجْع رسوبُ إذا ما ثاخ في مُحتفلٍ يختلى ويجوز في مُحتفِل. وقال أبو عبيدة الاحتفال من عدوِ الخيل أن يَرى الفارسُ أنَّ فرسه قد بلغَ أقصى حُضرِه وفيه بقيةُ يقال فرس مُحْتفشلُ. وقال الفطامى. يذكر إبلا اشتد عليها حفل اللبن في ضروعها حتى إذاها فَهىَ تَبكِى. ذَوَارِفُ عَينيها من الحَفلِ بالضُّحَى سَجوُمُ كتَنْضَاحِ الشِّنَانِ المشَرّبِ ثعلب عن ابن الأعرابي: الحُفال الجمعُ العظيمُ، والحُفالُ اللبنُ المجْتَمَعُ، وقال أبو تُرَابٍ: قال بعضُ بنى سليمٍ: فلانُ محافظ على حسبه ومُحَافِلُ عَلَيه إذا صَانه. وأنشد شمر: ياورسُ ذاتَ الــــــحِـــــــد والـــــــحـــــــفـــــــيلْ منحناك مانِحَ المُخِيلْلو جاءها بِصاعِه عقيلْعلى عَهَّبَى الكيل إذ يكيلْ ما بَـــــــرِحَـــــــــــتْ وَرْسَةُ أو يســـــــــــــــيلْ وَرسْةُ اسم عَنْزِ كانت غَزِيرَةً عِهبىَّ اى اولِ الكيل ومنه عَهَتَى زمانِه أي أوله وعهتى كل شىء أوَّلهُ، ورجلُ حَفِيلُ في أمرِه أي ذُو اجتهاد. بحل فإن الليث أهملها وروى أبو العباس عن أبن الأعرابي قال البَحلُ الإدْقَاعُ الشديدُ وهذا غريبُ. لبح قال ابن الأعرابي ايضاً اللَّبحُ الشجاعةُ وبه سُمِّى الرجل لَبَحاً، ومنه الخبر: تَباَعَدَتْ شَعوبُ من لَبَحٍ فعاش أياماً. حبل قال الليث الحَبْلُ الرَّسَنُ، والجميع الحِبالُ. والحَبْلُ العَهْدُ والأمَانُ والحَبلُ التوَاصُلُ. وقال الله جلّ وعزّ (وأعْتَصِمُوا بِحبلِ الله جميعاً) قالَ أبو عبيدٍ: الأعتصامُ بحبل الله هو تَرْكُ الفُرْقَةِ واتبَاعُ القرانِ، وإياه أرادَ عبدُ الله بنُ مسعودٍ بقوله: عليكم بحبل الله فإنَّه كتاب الله. وقال ابن الأعرابي: الحِبْلْ الرجل العالِمُ الفَطِنُ الدَّاهى. قال وأنشدنى المُفضل: فيا عجبا للخلود تبدى قناعـهـا تُرَ أْرِىُّ بالعْيَنيْنِ للرجُلِ الحِبلِ يقال رَأْرَأتْ بِعَيْنيِها وغَيًّقَتْ وَهَجَلتْ؛ إذا أدَارَتْه تَغْمِزُ الرَّجُلَ. قال أبو عبيد وأصْل الحَبلِ في كلامِ العربِ يتصرَّف على وجوهٍ، منها العَهدُ وهو الأمَانُ، وذلك أن العربَ كانتْ يُخِيفُ بعضُها بعضاً في الجاهليةَ، فكانَ الرجلُ إذا أرادَ سفَرَا إخذ عهدْاً من سيّد القبيلة، فيأمنُ به ما دام في تلك القبيلة حتى ينتهى إلى الاخرى فيأخذ مثل ذلك أيضاً يُريدُ به الأمَانَ. قال فمعنى الحديثِ أنَّهُ يقول: عَلَيْكُم بكتابِ الله وتَرْكِ الفُرقة فإنَّه أمانُ لَكُمْ وعَهْدُ من عذَاب الله وعِقابه. وقال الأعشى يذكر مسيرا له: وإذا تُجَوِّزُها حِـبـالُ قَـبِـيلةٍ اخَذَتْ من الأخْرَى إليكَ حِبالَها
قال: والحَبْلُ في غير هذا الموضِعِ المُوَاَصَلةُ وقال أمرؤُ القيس:
إنى بحبلك وَاصِلُ حَبْلـىِ وَبِريش نَبْلِك رأئِش نَبِلى
قال: والحَبْل مِنَ الرَّملِ المُجْتَمِعُ الكَثِيرُ العالِي. الحَّرانىُّ عن ابن السكيت قال: الحَبْلُ الوِصالُ، والحَبلُ رَمْلُ يستطيل ويمتدّ، والحَبلُ حَبلُ العاتق، والحَبْلُ الوَحِدُ من الحِبَالِ. وهذا كُلُّهُ بفتحِ الحاءِ.
قال. والحِبلُ الدَّاهيه وجمعه حُبُولُ وأنشد لكثير.
فلا تَعْجَلىِ يا عَزُّ أنْ تَتَفَهَّمـى بِنُصْحٍ أتى الوَاشُونَ ام بِحبُوُل
وقال الاخرُ في الحبل بمعنى العهد والذمة.
ما زلتُ مُعتصماً بِحبلٍ منكمُ من حَلّ سَاحَتَكُم بِأسْبَابٍ نِجاَ
بِحَبْلٍ أي بعهدٍ وذمةٍ.
وقال الليث: حَبلُ العَاتِق وصُلةُ ما بين العاتِق والمنْكِب. وحَبلُ الوَريدِ عِرقُ يَدرُّ في الحلقِ. والوريدُ عرقُ يَنبِضُ من الحيوان لا دَمَ فِيه. وقال الفراء في قول الله جل وعز (ونَحْنُ أقربُ إليه مِنْ حَبْلِ الوَريد) قال: الحَبلُ هو الوريدُ فأُضيفَ إلى نَفْسِهِ لاختلافِ لَفظِ الاسمينِ. قال والوريدُ عِرقُ بين الحُلقُومِ والعِلباوَين.
وقال أبو عبيد قال الأصمعي: من أمثالهِمِ في تسهيلِ الحاجةِ وتَقْريِبِها: هو عَلى حَبْل ذِراعِك. أي لا يُخَالفك: وحبل الذِّرَاعِ عِرقُ في اليدِ. وحِبالُ الفَرِسِ عروقُ قوائمِهِ. ومنه قول أمرؤ القيس.
كأنَّ نُجوُماً عُلقَتْ في مَصاَمِه بأمْرَاس كَتَّانٍ إلى صُمِّ جَندَلِ
والأمْرَاسُ الجبالُ، الواحدةُ مَرَسَةُ، شَبَّه عُروقَ قَوائِمِهِ بجِبالِ الكتَّانِ، وشبه صَلَاَبة حَوَافِره بِصمِّ الجنْدَل، وشبه تَحْجِيلَ قوائِمِه بِحبالِ الكتَّانِ، وشبه صَلَاَبَة حَوَافِره بِصُمِّ الجَندل، وشبه تَحْجِيلَ قوائِمهَِ بِبَيَاضِ نُجومِ السماء.
والحبلُ مصدر حَبَلْتُ الصَّيدَ واحْتَبَلتُه إذا نصبتَ له حِبَالةً فنشب فيها وأخذتَه.
والحِبَالَةُ جمع الحَبلِ، يقال حَبَلُ وحِبالُ وَحِبالةُ مثل جَمَلٍ وجِمالٍ وجِمالَةَ وَذَكَرٍ وذِكَارٍ وذِكارةَ.
وقال الله جل وعزّ في قصّة إليهود وذَلهم الا اخر الدنيا وانقضائها (ضُرِبَتْ عليْهمِ الذِّلةُ أينما ثقفوا إلا بِحبلٍ من الله وحَبلٍ من الناسِ وباءُوا بِغضبٍ من الله) تَكلم علماءُ اللغةِ في تفسير هذه الاية واختلفَتْ وذاهِبُهم فيها لاشكالها، فقال الفراء معناهُ ضُرِبَتْ عليهم الذِّلةُ إلا أن يَعْتَصِمُوا بحبلٍ من الله فأضَمرَ ذلك قال ومثله قوله:
رَأتنى بحَيْليْهَا فَصَدَّتْ مـخـافةً وفى الحَبْل رَوْعَاءُ الفؤادِ فَرُوقُ
قال: اراد رأتنى أقبَلْتُ بحَبْليهْاَ فاضْمَرَ (أقبَلْتُ) كما أضْمَرَ الأعتِصَامَ في الاية.
وأخبرنى المنذرىُّ عن ابى العباس أحمدَ بن يحيى أنه قال: هذا الذي قَاَلَهُ الفراءُ بعيدُ أن تَحْذِفَ أنْ وَتُبْقِىَ صلتها، ولكن المعنى إن شاء الله: ضُرِبَتْ عليهم الذلة أينما ثُقُفوا بِكُلِّ مَكانٍ إلا بموضِعِ حَبْلٍ من الله وهو أستثناءُ متصلُ كما تقول ضُربت عليهم الذلة في الامكنة غلا في هذا المكانِ.
قال وقولُ الشاعر(رأتنى بحبليها) هو كما تقول أنا بالله أي مُتَمَسِّك فتكون الباءُ من صلةِ رأتنى مُتمَسكاً بحَبْليَهْاَ فاكْتَنَفَى بالرُّؤيةِ من التَمَسُّك.
قال وقال الأخفش، في قوله(إلاَّ بحبلٍ من الله) أنَّه استثناء خارِجُ أول الكلام في معنى لَكِنْ. قلت والقولُ ما قال أبو العباس.
وفى حديث النبى صلى الله عليه وسلم. (أُوصيكم بالثَّقَلَيْنِ كتابِ الله وعِتْرَتِى، أحدُهُما أعظم من الاخر، وهو كتابُ الله حَبلُ مَمدودُ من السماءِ إلى الأرض: قلت وفى هذا الحديث اتصالُ كتابِ الله جل وعز به وإن كان يُتلى في الأرضِ ويُنْسَخُ ويُكْتَبُ. ومعنى الحبل الممدودِ نورُ هُداه. والعربُ تُشبه النُّورَ بالحبلِ الممدودِ نورُ هداه. والعَرَبُ تُشَبِّه النُّورَ بالحَبلِ والخيطِ قال الله(حتى يتَبيَّنَ لكمُ الخيْطِ الأبْيضُ من الخَيْطِ الأسْوَدِ) فالخيطُ الأبيضُ هو نورُ الصُّبح إذا تَبَيَّنَ للأبصارِ وانفلق، والخَيطُ الأسوَدُ دونَه في الأنارة لِغَلبة سوادِ الليل عليه؛ ولذلك نُعِتَ بالأسود، ونُعِت الاخرُ بالأبيضِ.
والخيط والحبلُ قريبان من السَّواء.
وقال الليثُ: يقال للكَرْمَة حَبَلَةُ، قال والحَبلةُ طاق من قُضبان الكرْم.
وقال أبو عبيد عن الأصمعي الجَفنةُ الأصلُ من أصول الكرْم وجمعها الجَفن وهى الحَبلة بفتح الحباءِ وروى انس بن مالك أنه كانت له حَبَلةُ تحمل كُرَّا وكان يسميها أمَّ العيال وهى الأصلةُ من الكرم انتشرت قُضْبانُها على عرائشها وامتدت وكثرت قضبانها حتى بلغ حملها كُراًّ.
قال شمر: يقال حَبَلة وحَبْلة، يُثقَّل ويُخفف.
وقال الليث: المُحبَّلُ الحَبلُ في قول رؤبة كلُّ جُلال يملأ المُحبلا قال وحبِلت المرأة تحبلُ وهى حُبلي قال: وحَبَلُ الحَبلةِ ولَدُ الذي في البطْن كانوا في الجاهلية يتبايعون أولادَها ما في بُطون الحوامِل فنهى النبى صلى الله عليه وسلم عن الملاقِيح والمضامينِ وقد مر تفيسرها.
قال شمر. قال يَزِيدُ بْنُ مُرَّةَ نَهَى عن حَبَلِ الحَبِلةِ، جعل في الحَبلَةِ هاءُ، وقال هى الانثى التى هى حَبَلُ في بّطْنِ أُمها، ثم يُنْتَظرُ أن تَشِبَّ ثم يرسَلُ عَلَيهْا الفحلُ فَتَلْقَحَ فله ما في بَطْنِها، ويقال حَبَلُ الحَبلةِ للأبِل وغيرها.
قال الأزهرى جَعَلَ الأولى حَبَلَةً لأنها أنْثَى فإذا نُتِجَت الحَبَلةُ فولدها حَبلُ وغنما بيع حَبَلُ 210 الحَبَلَةِ.
وقال أبو عبيد حَبَلُ الحَبَلَةِ وَلَدُ الجَنين الذي في بطن النَّاقة، ونحو ذلك قال الشافعى. وقال الليث سِنَّورَةُ حُبلى. قال: وجمع الحُبْلي حَبَالَي.
وفى حديث سعد بنْ أبى وقَّاصِ أنه قال (لقد رَأَيْتُنَا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ومالنا طَعامُ إلا الحُبْلةُ وورق السَّمرُ.
قال أبو عبيد الحُبلةُ والسَّمُرُ ضربان من الشجر. قال وقال الأصمعي الحُبلةُ في غير هذا حلى كان يجعل في القلائد في الجاهلية وأنشد:
ويَزَينُها في النَّحْرِ حَلْىُ واضح وقلائِدُ من حُبلةٍ وُسـلُـوسٍ
قال والسَّلْسُ خيط يُنْضَم فيه الخرُزُ وجمعه سُلوس.
وقال شمر قال ابن الأعرابي: الحُبلةَ ثمر السَّمُر شبه اللوبياء وهو العُلفُ من الطلح والسِّنفُ من المرخِ. وقال الأصمعي الحُبلةُ ثمر العِضاهِ ونحو ذلك.
قال أبو عمرو وقال الليثُ: فلان الحُبلىّ منسوب إلى حَىّ من اليمن. قال والحِبالَةُ المصيدة وجمعها حبائل.
قال أبو حاتم ينسب الرجل من بنى الحُبلىّ وهم رهط عبد الله بن أُبىّ المنافقِ حُبلى قال وقال أبو زيد ينسب إلى الحبلى حُبْلَوِىّ وحُبلىّ وحُبْلاوِىّ. وبَنوُ الحُبلى من الأنصارِ.
الحرانى عن ابن السكيت ضَبُّ حَابِلُ ساحٍ يرعى الحُبلةَ والسِّحاءَ وقال الباهلىُّ في قول المتَنَخِّل الهذلى.
إن يُمـــسِ نَـــشْــــــوانَ بَـــــــمـــــــصْـــــــرُوفَةٍ منها بِرِىّ، وعلى مِرْجَلِلا تقهِ الموت وَقَّياتُهخُط لَهُ ذلك في المحبَلِ
قال: نَشوان اى سكرانَ، وقولُه بمصروفةٍ اى بخمرٍ صِرفٍ على مِرجل اى على لَحْمٍ في قِدْرٍ، اى وإن كان هذا دائماً له فليس يقيه الموتَ، خُطَّ له ذلك في المحبلِ أي كُتبَ له الموتُ حينَ حَبِلتْ به أمُّه، والمَحبلُ موضِع الحَبلَ قلت أراد معنى حديثِ ابن مسعودٍ عن النبى صلى الله عليه ويلم (أن النُّطْفَة تكون في الرحم أربعين يوما نطفة ثم علقةً كذلك ثم مضغةَ كذلك ثم يبعث المَلَكَ فيقولُ له أكتب رزقه وعَمَله وأجَلَه وشقىُّ أو سعيدُ فَيُخْتَمُ له على ذلك فما من احد إلا وقد كُتِبَ له الموتُ عند انقضاء الأجلِ المؤجَّل له: والمُحتبلُ من الدَّبة رُسغُها لأنه موضع الحَبلِ الذي يَشدُّ فيه إذا رُبط ومنه قول لبيد
ولقد أغدُو وما يَعْـدِمُـنـى صاحبُ غيرُ طويل المُحتَبَلْ
أي ليس بطويل الأرْساغ، وإذا قصرت أرساغُه كان أشدّث له: ومن أمثال العرب في الشدَّةِ تصيبُ الناسَ: قد ثارَ حابِلهم على نَابِلِهِمْ. والحابِلُ الذي ينصب الحِبَالَةَ والنابِلُ الرَّامى عن قوسه بالنبل، ويكون النابلُ صاحبَ النبل. وقد يُضْرَب هذا مثلاً للقوم تنقلب احوالُهم ويثورُ بعضهم على بعض بعد السكون والرخاء.
وقال أبو زيدٍ من امثالهم: إنه لواسِعُ الحبلِ وأنه لَضيقُ الحبلِ، كقولك هو ضيقُ الخُلُق. وقال أبو العباس في مثله: أنه لواسع العَطَن وضيق العَطَن.
وقال ابن الأعرابي رجل حَبلانُ إذا امتلأ عيظاً ومنه حَبَلُ المرأةِ وهو امتلاءُ رحمها. وقال غيرهُ رجل حَبلانُ من الماءِ والشرابِ إذا امتلأ رِياًّ. وفى حديثٍ جاء فيه ذكرُ الدَّجَّال لعَنه الله أنهُ مُحبل الشعرِ كأن كل قَرْنٍ من قرون رأسه حَبلُ لأنه جعله تقاصيب لِجُعودة شَعرِه وطولهِ.
وقال ابن الأعرابي: يقالُ للموتِ حَبيلُ بَرَاحِ، قال والأحْبُلُ والحُنبلُ اللوبياء. قال والحُبلُ: الثقل، والحُبالُ الشعرُ الكثير، والحُبال انتفاخُ البطنِ من الشراب والنبيذ أبو عبيد عن الاموى أتيته على حبالة ذاك، اى على حين ذاك، اى على حين ذاك بتشديد اللام. ابن الأعرابي عن المفضل: الحَبَلُ: انتفاخ البطن من كل الشراب والنبيذ والماء وغيره، ورجل حَبلانُ وأمراة حَبلانةُ، وبه سمى حَمْلُ المراة حَبَلا، وفلان حَبلانُ على فلانٍ اى عَضبانُ، وبه حَبلُ اى غَضبُ وغَمُّ، وأصله من حَبَلِ المراة وحُبَلُ موضع في شعر لبيد:
فبخترير فأطرافِ حُبلْ
حلب
قال الليث الحَلَبُ اللَّبَنُ الحليب، تقول شربت لبناً حَليباً وحلباً، والحِلابُ هو المِحْلَبُ الذي يُحلبُ فيه اللبن وانشد:
صَاحِ هل رأيتَ أو سَمِعْـتَ بِـراعٍ رَدَّ في الضَّرْعِ ما قَرَى في الحِلابِ
قال. والإحْلابُ أن يَكُونَ الرُّعيانُ إبلهُم في المرعى فمنها حَلبُوا جَمَعُوا حتى بلغ وَسقاً حملوه إلى الحَّى فيقال قد جاءوا بإحلابَيْنِ وثلاثةِ أحاليبَ وإذا كانوا في الشاءِ والبقرِ ففعلوا ما وصفت قالوا جاءوا بإمخاضينِ وثلاثةِ أما خِيضَ. أبو عبيد عن ابى زيد الإحلابةُ أن تحلب لأهلك وأنت في المرعى لبناً ثم تبعثُ به إليهم، يقال منه أحلبتُهُمْ إحلاباُ واسم اللبنِ الإحلابةُ. قلت وهذا مسموعُ من العرب صحيح، ومثله الإعجَالَةُ والإعجالاتُ. وقال الليثُ: الحَلبَ من الجبايةِ مثل الصدقةِ ونحوها مما لا تكون وظيفه معلومةَ وهى الإحلابُ في ديوان الصدقات.
وناقة حَلُوبُ ذاتُ لبنٍ فإذا صيرتها اسماً قلت هذه الحَلوبةُ لفلان وقد يخرجون الهاء من الحلوبة وهم يعنونها ومثاله الرَّكُبةُ والرَّكُوبُ لما يركبُون كذلك الحُلوبُ والحلوبة لما يَحلبون. وقال ابن الأعرابي ناقة حَلباةُ رَكباةُ أي ذاتُ لَبَنٍ تُحْلَبُ وتَرْكَبُ وهى أيضاً الحَلبَانَةُ والرَّكبانَةُ وانشد شمر:
حَلْبَانَةٍ رَكْباَنَةٍ صَفُـوفِ تَخْلِطُ بين وَبَرٍ وصَوُفِ
يريد أنَّ يَدَيْهاَ كيدىْ ناسِجةٍ تخلط بين وَبَرٍ وصوف من سُرْعَتها.
أبو عبيد: حَلَبتُ حَلَباً مثل طلبتُ طَلَباَ وهربْتُ هَرَباَ وجنبت جَنَبَا وجَلَبَتُ جَلَبَا، قال والمحْلَبُ شىءُ يُجعل حبهُ في العِطْرِ، ما قاله الفَراء والأصمعي بفتح الميم، وأما الذي يجلبُ فيه اللبن فهو مِحلبُ بالكسر وجمعه المحالبُ.
أبو عبيد عن الأصمعي الحُلَّبُ والحِلبْلاَب نبتان يقال هذا تَيسُ حُلَّب. ومنه قوله:
أقبَّ كتيسِ الحُلَّبِ الغَذَوَان
وقال الأصمعي: الحُلبُ بقلة جعدة غَبْرَاءُ في خضْرةٍ تنبسط على وجه الارضِ يسيل منها لَبَنُ إذا قُطِعَتْ ويقال عنز تُحْلبةُ (وتِحِلبة) إذا دَرَّت قبل أن تَلِد، وقَبْلَ أن تَحْمِل. وقال الليث الحَلبةُ خَيْلُ تجتمع للسباقِ من كل أوبٍ لاتخرج من موضعٍ واحدٍ ولكن من كل حىٍ، وانشد أبو عبيد:
نحن سَبقْنَا الحَلَباتِ الأرْبَـعـا الفَحْلَ والقُرَّحَ في شَوْطٍ مَعَا
وإذا جاء نفرُ منهم دُوَيَّةُ أحْلَبوُا على عاملٍ جاءت مَنيتَّهُ تعدو
قال وربما جمعوا الحَلبة حَلاَئب ولا يقال للواحد منها حَليَبَةُ ولا حِلاَبة وقال العجاج:
وسابق الحلائب اللِّهمُّ
يريدُ الحَلْبَة.
وأخبرنى المنذرىُّ عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال فأحْلَبَ القوم غيرَ أصحابهم إذا أعاَنُوهم
وأحْلَبَ الرجُلُ غير قَوْمِه إذا أعان بَعْضَهُم على بَعْضٍ، وهو رجل مُحْلِبُ. قال وحَلَب القوم إذا اجتمعوا من كل أوْب يَحْلُبون حُلوباً وحَلباً وأحلب الرجل صاحَبه إذا أعانه على الحَلْب. وقال ابنُ شُميل أحْلَبَ بَنو فلان بنى فلان أي نَصَرُوهم، وأحَلَبَ بَنُو فلان مع بَنِى فُلانٍ إذا جاءوا أنْصاراً لهم. قال: ويدعو الرجل للرجل فيقول: ماله أحَلَبَ ولا أجَلَبَ. ومعنى أحْلَبَ أي وَلَدَتْ إبِلهُ الأناثَ دون الذكور، ولا أجَلَبَ إذ دعا لابله أن لا تَلِدَ الذكور، لأنه المَحْقُ الخَفىُّ لذهاب اللبنِ وانقطاعِ النَّسل، وإذا نُتجت الإبِلُ الإناثَ فقد أجْلَبَ. قال ابن السكيت في قول بشر.
أشارَبَهَمْ، لَمْعَ الأصَمِّ، فأقْبَلُـوا عرانِينَ لا يأتيه للنصر مُحلِبُ
كأنَّه قال لَمَعَ لَمْعَ الأصمِّ لأن الأصَمَّ لايسمع الجواب فهو يُديم اللَّمْع. وقوله لا يأتيه مُحلِبُ أي لا يأتيه مَعِينُ من غير قومه، وإذا كان المعين من قومه لم يكن مُحلباً وقال:
صَرِيحُ مُحْلِبُ من أهلِ نَجْدٍ لحىٍ بين أثلة والنِّـجَـامِ
ومن أمثال العرب: لَيْسَ لها راعٍ ولكن حَلبة يُضربُ للرجل يَسْتَعينُكِ فَتُعِينه ولا معونة عنده. قاله ابن الأعرابي قال ومن امثالهم: لَبِّثْ قليلا يلحق الحلائِب يعنى الجماعات انشد الباهلى للجعدى:
وبَنُـو فَـزارَةَ إنـهـا لا تُلْبِثُ الحَلبَ الحَلاَئب
حكى عن الأصمعي أنه قال: لا تُلبِثُ الحلائِبُ حَلْبَ ناقةٍ حتى تَهْزِمُهُم: قال وقال بعضهم: لا تُلِبثُ الحلائبُ أن تَحْلِب عليها تُعاجِلُها قبل أن تأْتيها الأمدادُ وهذا- زَعَمَ- أثبتُ. ومن امثالهم حَلَبْتَ بالساعد الأشِدّ أي استَعَنْتَ بمن يقوم بِأمْرِك ويُعْنى بحاجِتك.
وقال الأصمعي أسرع الظباء تَيْسُ الحُلب لأنه قد رعى الرَبيعَ، والربل والرَبلُ ما تَرَبّل من الرَّيّّحة في أيام الصَّفَرية وهى عشرون يوما من اخِرِ القَيْظِ، والرَّيّّحة تكون من الحَلب والنصِىّ والرُّخَامى، والمَكْرِ، وهو أن يظهر النبت في أصوله فالتى بقيت من العام الأوّلِ في الأرض تَرُبُّ الثرى أي تلزمه. والحُلَّب نبت ينبسط على الأرض تدوم خُضْرَتُه له ورق صغار يُدبغ به يقال سِقَاءُ حُلَّبى.
أبو زيد بقرة مُحِلُّ وشاةُ مُحِلُّ وقد احلَّت إحْلالاً إذا حَلَبَت بِفَتْح الحاء قبل وِلاَدها، قال وحَلَبَت أي أنْزَلت اللَّبَن قبل وِلَادها.
أبو عبيد من أمثالهم في المنع: ليس كلَّ حين أُحْلَب فأشْرَب، هكذا رواه المنذرىّ عن ابى الهيثم.
قال أبو عبيد وهذا المثل يروى عن سعيد ابنِ جُبَيْر، قاله في حديث سئل عنه وهو يضرب في كل شىء يُمنع. وقد يقال: ليس كلَّ حين أحلب فأشْرَب.
وقال الليث: تَحَلَّب فُو فُلانٍ وتحلَّب الندى إذا سال وأنشد:
وظلّض كَتَيسِ الرَّمْلِ يَنْفُض مَتنَهُ إذاةً بِه من صَائك مُتـحَـلَّـبِ
شَبَّه الفرس بالتَّيْس الذي تحلّب عليه صائك المَطَر من الشجر، والصائِكُ الذي يتغير لونهُ وريحه والحُلبةُ حَبَّةُ والجميع حُلُب.
والحُلبُوب اللون الأسود وقال رؤبة:
واللون في حُوَّته حُلْبُوب
ثعلب عن ابن الأعرابي الحُلُب السُّود من كل الحيوان. قال والحُلُب الفُهَماء من الرجال.
وقال الليث: الحُلْبُ الجلوس على ركبتهِ يقال أحْلُبْ يَحلُب إذا جلس على ركبتيه.
ابن السكيت عن ابن الأعرابي أسود حُلْبُوبُ وسَحْكُوكُ وغِرْبيبُ وأنشد:
أما تَرانى اليوم عَشاًّ ناَخِصاَ أسودَ حُلْبوباً وكنتُ وَابِصا
وقال أبو عبيد: الحالِبانِ من الدّابة عِرْقالن يكتنفان السُّرَّة وأما قول الشَّماخ:
تُوَائلُ من مِصَكًّ أنصَبتهُ حوالب أسْهَرَيْهِ بالذَّنينِ
فإن أبا عمرو قال أسْهَرَاه ذَكَرُه وأنْفُه وحوالِبُهُما عروقُ تَمُدّ الذَّنينَ من الأْنفِ، والمذْىَ من قَضِيبه.
ويروى حَوَاِلبُ اسْهَرَتْهُ يعنى عُرُوقاً يَذِنّ منها أنفُه.
وحَوالِبُ العيون الفوَّارةَ وحوالب العيون الدامِقَة.
وقال الكميت:
تدفَّق جُوداً إذا ما البحار غَاضَت حَوالِبُها الحُفلُ
أي غارت موادّها وحَلاَّبُ من أسماء خيل العرب السابقة.
وقال أبو عبيد حَلابُ هو من نتاج الأعوج.
أبو عبيد عن الأصمعي في باب أخلاقِ الناس في اجتماعهم وافتراقهم قولهم شَتَّى تَؤوب الحَلبَةُ قال وأصلُه أنهم يوردون إبلهم الشَّريعة والحوضَ مَعاً، فإذا صدروا تفرّقوا إلى منازلهم فحلب كلُّ واحد منهم في أهله على حياله.
وقال الأصمعي: من أمثالِهِمْ حلبت حَلْبَتَها ثم أقْلَعتْ يُضرَبُ مثلا للرجل يَصْخَب ويُجلِّب ثم يسكت من غير أن يكون منه شىءُ غير جَلَبَتَهِ وصِياَحِه.
أبو عبيد عن الأموىّ إذا خرج من ضرع العنز شىءُ من اللبن قبل أن عليها التيس قيل هى عَنْزُ تُحلبة وتِحْلبِة.
وروى شمر للفراء وعنزُ تُحلبَة.
وحَلَب اسم بلد من الثفور الشامية.
عمرو عن ابيه قال: الحَلبُ البروك والشَّرْب الفَهمُ يقال حَلَبَ يَحلب حَلباً إذا بَرَكَ وشَرَبَ يَشرُب شَرباً إذا فَهم، ويقال للبليد أحلُب ثم اشرُب.
شمر يقال يومُ حَلابُ ويومُ هلابُ ويوم هَمام وصَفْوَانُ ومَلحانُ وشَيبانُ، فأما الهلاب فاليابس بَرداً، وأما الحَلابُ ففيه ندًى، وأما الهمام فالذي قد هَمَّ بالبَرْد، قال والهَلْبُ تتابع القطر وقال رؤبة:
والمذريات بالذوارى خصبا بها جُلالا ودقاقا هُلـبـا
وهو التتابع والمرّ.
وقال ابن الأعرابي الحِلباءُ الأمةُ البارِكةُ على ركبتيها.
لحب
قال الليث اللَّحْبُ قَطْعُكَ اللَّحمَ طُولاً وَلَحبَ مَتْنُ الفرس وعجزه إذا املَّلَسَ في حُدُور وأنشد:
والمتنُ ملحوب
أبو عبيد عن اأصمعى المُلَحَّبُ نحو من المُخَذَّم.
وقال الليث: طريق لاحِبُ ولحِب ومَلْحُوبُ إذا كان واضِحًا. وسمعت العرب تقول التَحَب فلانُ مَحَجَّة الطريق وَلَحبها والْتَحَمَهَا إذا رَكِبَها، ومنه قول ذى الرمة:
يَلْحَبْن لا يَأْتَلىِ المطلوبُ والطَّلبُ
أي يركبن اللاحِبَ وبه سمى الطريق الموطَّأ لاحِباً للأنه كأنه لَحِبَ أي قُشِر عن وجهه التراب فهو ذو لَحْبٍ قال والمِلحب اللسان الفصيح والمِلْحِب الحديد القاطع.
وقال الأعشى:
لسانا كمقراض الخَفاَجِىّ مِلْحَبَا
وقال أبو دُواد:
رفَعْناها ذَمِيلاً في مُحَلًّ مُعْمَلٍ لَحْبِ
ولَحَب يلحبُ إذا أسرع في سيره فهو لاحب
بلح
قال ابن بُزُرْج البوالح من الأرضيين التى قد عُطَّلت فلا تُزْرَعُ ولاتُعْمَرُ. والبَالِحُ الأرضُ التى لا تُنِبتُ شيئاً وأنشد:
سلالى قَدُورَ الحارثيةَ ما تَرَى أتَبْلَحُ أم يُعطى الوفاءَ غَريمُها
ثعلب عن ابن الأعرابي قال البُلحُ طائر أكبر من الرَّخَم.
وقال شمر قال ابن شميل استبق رجلان فلما سبق أحدُهما صاحِبَه تَبالحا أي تجاحدا. يكن عنده شىء، وبَلَحتْ خَفَارتهُ إذا لم تَفِ.
ألاَ بَلَحتْ خَفاَرةُ الِ لأْيٍ فلا شَاةً تَرُدُّ ولا بِعيرَا
وَبَلَحَ الغريمُ إذا أفلَسَ وبَلَحَ الماءُ بُلوحاُ إذا ذَهَبَ وبئر بَلوحُ وقال الراجز:
ولا الصماريد البِكاءُ البِلحُ
وقال الليث البلح الخلال وهو حَمْلُ النخل ما دام أخضَرَ كحِصْرِمِ العنب.
أبو عبيد عن الأصمعي: البلح هو السَّيَابُ. الليث البُلحُ طائر أعظم من النسر مُحترق الريش يقال إنه لايَقع ريشة من ريشه وسط ريش سائر الطير إلا أحرقته. ويقال هو النسر القديم إذا هرم والجميع البِلحان قال: والبُلوح تَبَلُّدُ الحامِلِ تحت الحِمْل من ثِقِلهِ.
ويقال حُمِل على البعير حتى بَلَحَ، وقال أبو النجم:
وَبَلَحَ النَّمْلُ به بُلوحاُ
يصف النمل ونَقلَه الحَبَّ في الحَرِّ. أبو عبيد إذا انقطع من الأعياء فلم يقدر على التحرك قيل بَلَحَ وقال الاعشى.
واشتَلى الأوصالَ منه وبلح
حمل
قال الليث: الحَمَلُ الخروف والجميع الحُملانُ. والحَمَلُ بُرْجُ من بُرُوجِ السماءِ، أوله الشَّرْطان وهما قرْناَ الحَمَل ثم البُطْين(211) ثلاثة كَوَاكِب ثم الثُّريا وهى أليةُ الحَمَل، هذه النجومُ على هذه الصفة تسمى حَملاً.
سلمة عن الفراء: المُحامِلُ الذي يقدر على جوابك فيدعُهإبقاء على مودتك، والمُجامِل الذي لا يَقدر على جوابك فيتركُه ويحقدُ عليك إلى وقتٍ ماّ. ويقال فلان لا يحمِلُ أي يُظْهر غَضبهُ.
سلمة عن الفراء قال الحَملُ النَّوءُ قال وهو الطَّلِىُّ، يقال مُطرنا بِنوءِ الحَمَلِ وبِنَوْءِ الطَّلى، يقال مُطرنا بِنوءِ الحمل وبِنوءِ الطَّلى. الليث حَمَلَ الشيء يَحْمِلُه حَملاً وحُملاناً ويكون الحُملانُ أجراً لما يُحملُ. قال والحُملانُ ما يُحْمَلُ عليه من الدّوَابّ في الهَبَةِ خاصةً. الحرانىّ عن ابن السكيت: الحَمْلُ ما كان في بَطْنٍ أو على رأس شجرةٍ، وجمعه أحمال والحِمْلُ ما كان على ظهْر أو على رأسٍ. وقال غيرهُ حَمْل الشجر وحملُه. وقال بعضهم ما ظهر فهو حِمْلُ وما بطن فهو حَمْلُ. وقيل ما كان لازماً للشىء فهو حَملُ وما كان بائناً فهو حِمْل. والصواب ما قال ابن السكيت. وقال الفراء في قول الله جلّ وعزّ. (ومِنَ الأنعامِ حَمولَةَ وَفَرْشاً) الحَموُلَةُ ما أطاق العَمَل والحَمْل والفرشُ الصِّغارُ. وحدثنا السعدىُّ قال حدثنا عمرُ بن شبة عن غندر عن شُعبةَ عن ابى الفيض قال سمعت سعيد بن جبير يحدث عن ابيه أنَّ أبا بكر شيَّع قوماً فقال لهم: تَراحُموا تُرْحَموا وتَحَامَلُوا تُحْمَلوا، معناه أبقوا على غيركم يُبق عَليكم وهأبوا الناس تُهأبوا. وقال الفراء في قول الله جلّ وعزّ: (ومن الأنعامِ حَمولةُ وفَرْشاً) الحمولة ما أطاق العَمل والحَمل والفرشُ الصِّغَارُ. وقال أبو الهيثم الحَمولَةُ من الإبل التى تَحملُ الأحمال على ظهورها بفتح الحاء. قال والحُمُولة بضم الحاء هى الأحمال التى تُحمل عليها وَاحدُها حمِلُ وأحمالُ وحُمولُ وحُمُولة. قال فأما الحُمُر والبغالُ فلا تدخل في الحَمُولة. قال الأصمعي الحُمولُ الإبلُ وما عليها، وقال غيره: هى الهَوادِجُ واحدها حِمل ويقال الحُموُلة والحُمُول واحد وانشد: أحَزْقَاءُ للبينِ استقَّلت حُمُولَها قال والحُمُول ايضا ما يكون على البعير. وقال أبو زيج الحُمولة ما احَتَمَلَ عليه الحىُّ، والحُمولة الأثقال أبو عبيد عن ابى زيد. قال الحُمُولة الحُمُول واحدها حمِل وهى الهوادج ايضا كان فيها نساءُ أولا، وقال بن السكيت قال أبو زيد الحُمولَة ما احتمل عليه الحىّ من بعير او حمار أو غيره كان عليها أحمالُ أو لم تكن. وأنكر أبو الهيثم ما قاله أبو زيد فردّ عليه قوله وقال الليث: الحَموُلة الإبلُ التى يُحْمَلُ عليها الأثقالُ. والحُمُول الأبل بأثقالها وانشد. أصاحِ تَرى وأنتَ إذا بعـيرُ حُمُول الحىِّ يرفعها الوَجِينُ الوجين ما غلظ من الارض قاله النابغة، وقال أيضاً. يُخالُ به راعى الحَمولة طائرا الأصمعي: الحَمالَةُ الغُرْم عن القوم، ونَحوَ ذلك قال الليث: وقال يقال ايضا حَمالُ، وانشد قول الاعشى. فرع نَبعٍ يهتزُّ في غُصُن المجد عظيمُ الندى كثير الحَـمـالِ وقال الأصمعي الحِمالةُ بكسر الحاء عِلاقة السيف والجميع الحمائل وكذلك المِحمل عِلاقة السيف وجمعه محامل قال الشاعر: ذرفت دموعك فوق ظهر المِحمل والمِحْمَل الذي يُرْكَبُ عليه بكسر الميم أيضا والمحْمِل بفتح الميم يقال ما عليه مَحْمِلُ اى معتمد. وقال الليث: ما على فلان مَحْمِلُ من تحميل الحوائج وما على البعر مَحْمِلُ من ثِقَل الحِمْلِ. أبو عبيد عن أبى زيد قال المُحْمِلُ المرأةُ التى ينزل لبنها من غير حَبَلَ وقد أحَمَلتْ ويقال ذلك للناقة أيضا. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في قوم يخرجُون من النار حَمَماً فَيَنْبتُون كما تنبت الحِبّة في حَميلِ السيل، قال أبو عبيد قال الأصمعي: الحَمِيل ما حمله السيل وكل مَحْمولٍ فهو حَمِيلُ. قال أبو عبيد ومنه قول عمر في الحَمِيل إنه لا يُوَرَّث إلا ببينة، سمى حميلاً لأنه يُحْمَلُ صغيرا من بلاد العَدُوّ ولم يولدْ في الإسلام، ويقال بل سمى حَميلا لأنه محمول النَّسَب، ويقال للدعىّ أيضا حَمِيلُ وقال الكميت يعاتب قضاعَة في تحويلهم إلى اليمن بنسبهم: عَلامَ نزلتُم من غير فَقـرٍ ولا ضَرَّاءَ مَنْزِلةَ الحَمِيلِ
وقال الليث: الحميل المنبوذُ يَحْمِلهُ قوم فَيُرَبُونه، قال ويسمى الولَدُ في بطن الأُمِّ إذ أُخِذَت من أرض الشرك حَميلاً. وقال الأصمعي الحَمِيل الكفيلُ. وقال الكسائى حَمَلْتُ به حَمَاَلةً كَفَلَتُ به وفى الحديث لا تحل المسألة إلا لثَلاثةٍ ذكر منهم رجلاً تَحَمَلَ بِحمالةٍ بين قوم وهو أن يقع حربُ بين فريقين تُسفك فيها الدماءُ فيتحمل رجلُ تلك الدياتِ ليُصلح بينهم ويسأل الناس فيها، وقتادة صاحب الحَمالةَ سمى بذلك لأنه بحمالةٍ كثيرة فسأل فيها وأدَّاها. ويجىء الرجلُ الرجلَ إذا انقطعَ به في سَفَرٍ فيقولُ له احملنى فقد أبْدِعَ بى أي أعطنى طهر أرْكُبُه. وإذا قال الرجل للرجل أحْمِلْنى بقطع الالف فمعناه أعِنىّ على حَمْلِ ما أحْمِلُه. وقال أبو اسحاق في قول الله جلّ وعزّ: (إنا عرضْنَا الأمانَةَ على السماوات والارضِ والجبالِ فأبَيْنَ أن يَحْمِلنَهَا وأشفقنا منها وحَمَلها الإنسانُ إنه كان ظَلوما جَهُولاُ) فقال بعد ما ذكر أقاويل المفِّرين في هذه الاية: إن حقيقَتَها والله أعلم وهو موافق لما قسروا أن الله جل وعز ائتمن بنى ادم على ما افترضَه عليهم من طاعِتِه وائتمن السمواتِ والارضَ والجبال بقوله ائتينا طوْعا أو كرهًا قالتا أتينا طائعين، فعرفنا الله أن السمواتِ والارضَ لم تَحْمِل الأمانة اى أدتها، وكلُّ من خَانَ الأمانَةَ لقد حَمَلها، وكَذلك كلُّ من أثِمَ فقد حَمَلَ الأثم، ومنه قول الله جل وعز (وليَحْمِلَنَّ أثْقَاَلَهُمْ) الاية، فأعلم الله أن من باء بالإثم يسمى حاملا للاثمِ، والسمواتُ والارضُ أبينَ أن يَحْمِلْنَ الأمَانَةَ وأداؤُها طاعةُ الله فيما أملاها به والعملُ به وتركُ المعصية، وَحَمَلَها الإنسانُ. قال الحسن أراد الكافرَ والمنافقَ حَمَلاَ الأمانَةَ أي خَانَا ولم يُطِيعَا فهذا المعنى والله أعلمُ صحيح ومن أطاع من الانبياء والصِّدَّيقين والمؤمنين فلا يقال كان ظَلوماً جهولاً، وتصديقُ ذلك ما يَتلو هذا من قوله (لِيُعذبَ اللهُ المنافقين) إلى اخرها، قلت وما علمتُ أحداً شرح من تفسير هذه الاية ما شرحَهُ أبو إسحاق، ومماّ يُريد قوله في حمل الأمانة أنَّ خِيانَتَها وترك أدائِها قولُ الشاعر انشده أبو عبيد. إذا أنْتَ لم تَبَرَحْ تـؤدي أمـانةً وتحملُ أخرى أفرَحَتْك الوَدَائع أراد بقوله وتحملُ أخرى أي تخونها فلا تُؤديها يدلك على ذلك قوله أفرَحَتْك الودائع، أي أثقل ظهركَ الأماناتُ التى تخونُها ولا تؤديها، يقال حَمَلَ فلانُ الحِقْدَ على فلان إذا أمكنَّه في نفسه واضْطغنه ويقال للرجل إذا استخفه الغَضَبُ قد احْتُمِل وأقِلَّ ويقال للذى تَحَلَّمَ عمن يسبُّه قد احْتَمَل فهو مُحتملْ وقال أبو عبيد عن اصحابه في ول المنتخل الهذلى: كالسُّحُلِ البيضِ جَلاَ لَونُهَـا هَطْلُ نَجاءُ الحَمَلِ الأسولِ الحَمَلُ السحاب الأسود، قال وقيل في الحمل إنه المَطَرُ للذّى يكون بِنْوءِ لحملِ وسمى الله جلْ وعزْ الإثمَ حِمْلاً فقال(وإن تَدْعُ مُثقلةُ إلى حِملها لا يُحْمَلْ منه شَىءْ ولو كان ذا قربى) يقول إن تَدعُ نَفسُ بأوزارها ذَا قَرابة لها أن يَحْمِلَ وزِرها شيئا لم يَحْمِل من أوزَارها شيئا. ابن السكيت عن الفراء: يقال امرأة حامِلُ وحامِلةُ إذا كان في بطنها ولد وانشد: تمخَّضَت المنون له بيوم أنى ولكل حاملةِ تُمامُ فمن قال حاملُ بغير هاء وهذا نعت لايكون إلا للمُؤنَّث ومن قال حاملةُ بناه على حَمَلَتْ فهى حاملةُ فإذا حَمَلَت المراة شيئا على ظهرها أو على رأْسها فهى حاملةُ لا غيرُ؛ لأن هذا قد يكون للذكر. وحَمَلُ اسم رجل بعينه وقال الراجز: اشْبِهْ أبا أُمِّك أو أشْبِه حَمَلَ وحَمَلَ اسم جبل بعينه. سلمة عن الفراء احتملَ الرجل إذا غَضِبَ ويمون بمعنى حَلُم. وقال الأصمعي في الغضب غضب فلان حتى احْتَمَل ويقال حَمَلَ عليه حَمْلَةً منكَرة(وشد عليه شدة منكرة) ورجل حَمَّالُ يحمل الكَلَّ عن الناَّس ورأيت جبلا في البادية اسمه حَمّال وحَمَلُ اسم جبل فيه جَبَلانِ يقال لهما طِمِرَّان وقال: كأنـهـا وقـــد تـــدّلـــى الـــنَّـــســـران ضمهما من حمل طِمِرَّانصعبانُ عن شمائلٍ ةأيمان محل
شمر عن ابن الأعرابي أرض مَحْلُ ومَحْلَةُ ومَحْلَةُ ومَحُولُ لا مَرْعَى فيها ولا كَلأَ ورجل مَحْلُ لا يُنْتَفَعَ.
وقال ابن شميل المُحُول والقُحُوط احتباسُ المطر وأرض مَحْلْ وقحط لم يصبها المطر في حينه. وأمْحَلَ المطر أي أحْتَبَس. وأمْحَلْناَ نحن وإذا احْتَبَس القَطْرُ حتى يمضى زمان الوِسمىِّ كانت الأرض مَحُولاً حتى لا يصيبها المطر ويقال قد أمْحَلْنَا منذ ثلاثِ سنين وأرض مِمْحَال وقال الأخطل.
وَبَيْداءَ مِمْحَالٍ كأَنَّ نَعَـامَـهـا بأرجائها القُصوى أبا عِزُ هُمَّلُ
وقال الليث المَحْلُ انقْطاعُ المَطَرِ ويُبْسُ الأرضِ من الكَلأِ. أرضُ مَحْلُ ومَحْوُلُ وربما جُمِعَ المَحْلُ أمحالاً وأنشد:
لا يَبْرَمُون إذا ما الأفق جلـلـه صِرُّ الشتاء من الأمْحَالِ كالأدَمِ
أمحلت الارض فهى مُمْحِلُ وأمْحَلَ القومُ وزمانُ ما حِلُ وأنشد:
والقائلُ القولَ الذي مثلـه يُمرع منه الزمنُ الماحلُ
وقال الفتيبى في قول الله جلّ وعزّ: (وهو شَديدُ المِحالِ له دَعوةُ الحق) أي شديد الكيد المَكْرِ "قال?وأصل المِحالِ الحيلةُ وأنشد قول ذى الرمة.
ولبَّس بين أقـوامٍ فَـكُـلُّ أعَدَّالَه الشَغَارِبَ والمِحَالاَ
قلت وقول القتيبى اصل المِحالَ الحيلةُ غلطُ فاحِشُ، وأحسبه توهم ان ميم المحال ميم مِفعل وأنها زَائدةُ، وليس الأمر كما توهمه؛ لأن مِفعلا إذا كان من بنات الثلاثة فإنه يجىء بإظهار الواو والياء مثل المِزْوَدُ والمِردْوَدُ والمِجول والمِحور والمِزيلُ والمِعير وما شاكلها، وإذا رأيت الحرف على مثال فِعالٍ أوله ميمُ مكسورةُ فهى أصلية، مثل ميم مهاد ومِلاك ومِراس ومِحال وما أشبهها. وقال الفراء في كتاب المصادر المِحالُ المماحلةُ، يقال فعلت منه مَحَلتُ أمْحَلُ مَحْلاً. قال وأما المَحالَةُ فهى مَفْعَلَةُ من الحيلة، قلت وهذا صحيح كما قاله. وقال أبو إسحاق في قوله (وهو شديد المِحَال) أي شديد القُوَّة والعذاب يقال ماحلتُه مِحالا إذا قاويتْهُ حتى يتبين لك أيُّكُماَ أشَدُّ والمَحْلُ في اللغة الشِّدَّدة والله أعلم، وقال شَمِر روى عبدُ الصَّمَدِ بنُ حسان عن سفيان الثورىِّ في قوله(وهو شديد المِحَالُ قال شديد الانتقام وقال عبدُ الرزاق عن مَعْمرٍ عن قتادة شديدُ الحِيلة في تفسيره. وروى أبو عبيد عن حجاج عن ابن جُرَيْجُ (وهو شديد المِحال) أي الحَوْل. قال أبو عبيد أراه أراد المَحَالَ بفتح الميم كأنه قراءة كذلك، ولذلك فسّره الحَوْل. قال والمِحالُ الكيد والمكر قال عدى بن زيد.
مَحَلوا مَحْلَهُم بِصَرْعَتنا العام فَقَدْ أوْقَعُوا الرَّحَى بالثِّقَال
قال مَكرُوا وسَعَوْا. قال والمِحال المُماكَرَةُ.
شمر قال خالد بن جَنْبة يقال تَمَحَّلْ لى خيراً أي أطْلُبْه. قال والمِحَالُ مُماحَلَةُ الأنسان وهى مُنا كَرَتَهُ إياه يُنكِرُ الذي قاله.
قال ومَحَلَ فلانُ بصاحِبِه إذا بَهَتَه، وقال أنه قال شيئاً لم يَقلْه. وقال ابن الانباري سمعت أحمد بن يحيى يقول المِحَالُ مأخوذُ من قولِ العَرَبِ مَحَلَ فلان بِفلانٍ أي سَعَى به إلى السُّلْطَانِ وعَرَّضَه لأمْرٍ يُهلكُه.
قال ويُرْوى عن الأعْرَج أنه قرأ (وهو شديد المَحال) بفتح الميم، قال وتفسيره عن ابن هباس يدلَّ على الفتح لأنه قال المعنى وهو شديد الحَوْل.
وفى حديث ابن مسعود إنَّ هذا القران شافع مشفع ومَاحلُ مُصدَّق قال أبو عبيد جعله يَمْحَل بصاحبه إذا لم يتبع ما فيه. قال والماحل الساعِى يقال نَحَلتُ بفلان أمْحَلُ به إذا سعيتَ به إلى ذى سلطانٍ حتى تُوقعه في وَرْطة ووشيْتَ به.
وقال اللحيانى عن الكسائى: يقال مَحِّلْنِى يافلان اى قَوِّنِى قلت وقول الله (شديد المِحال) منه أي شديد القُوَّة. وأما قول الناس تَمَحَّلْتُ مالاً لِغَريمى فإن بعض الناس ظن أنه بمعنى احْتَلتُ وقَّدر انه من المَحَالَةِ بفتح الميم وهى مَفْعَلَةُ من الحيلة، ثم وُجّهت الميم فيها وِجْهةَ الميم الاصلية فقيل تَمَحَّلْتُ كما قالوا مكان وأصله من الكون ثم قالوا تَمكَّنْتُ من فلان. ومكَّنْت فُلانا من فلان وليس التَمحُّل عندى ممَّا ذهبَ إليه هذا الذاهبُ لكنه عندى من المَحْلِ وهو السَّعىُ كأنه يسعى في طلبه ويتصرف فيه.
وقال أبو عبيد عن الأصمعي إذا حقِن اللبن في السقاء فذهبت عنه حلاوة الحلب ولم يتغَّير طعمه فهو سَامِطُ، فإن أخذ شيئاً من الرِّيح فهو خَامِطُ، فإن أخذ شيئاً من طَعْمٍ فهو المُمَحَّل وقال شمر يقال مع فلان مِمْحلة أي شكوة يُمَحِّل فيها اللبنَ وهو المُمَحَّل بفتح الحاء وتشديدها. وقال الليث المُمَحَّلُ من اللبن الذي حُقِن ثم شُرِب قبل أن يأخُذَ الطَّعْمَ وأنشد: إلا من القارص والممحَّل أبو عبيد عن الأصمعي: قال المُتَماحِلُ الطويلُ من الرجال. وقال غيره: مفازَةُ مُتَمَاحِلةُ بعيدة الاطرافِ وانشد: من المُسْبَطِرات الجيادِ طِـمِـرَّةُ لَجُوجُ هواها السَّبْسَبُ المُتَماحِلُ أي هواها أنْ تَجِدَ مُتْسعاً بعيداً ما بين الطرفَيْنِ تعدو فيه. وروى عن على بن ابى طالب رضى الله عنه انه قال: إن من وَرائِكُمْ اموراً مُتَماحِلةً ارَادَ فِتَناً يطول أيامُها ويعظُم خَطَرُها ويشتد كَلَبُها. والمِحَلُ الذي قد طرِد حتى أعْيا وقال العجاج: يمشى كمشى المِحَل المَبهُور وأما قول جندل الطُّهَوى. عُوجُ تسانَدْن إلى مُمَحَّلِ فَإنَّه أرادَ مَوضِع مَحَال الظهر جعل الميم لما لومت المَحاله وهى الفَقَارَةُ من فَقَار الظّهر كالأصْليَّة. وفى النوادر رأيت فلانا مُتحاحِلاً وما حِلاً ونَاحلاً إذا تَغَيرَ بَدنَه.ُ والمَحَاَلةُ البكَرةُ العظيمة التى تكون للسائِيِة، سُمَيَتْ مَحَالةً تشبيهاً بِمحَاَلة الظَّهْرِ. وقال الليث: مَفْعَلةُ سميت مَحَاَلةً لتحوُّلِها في دَورانها، وقولُهم: لا مَحَالةً لتحوُّلِها في دورانها، وقولهم: لامَحَالَةَ، تُوضَعُ موضع لابُدَّ ولا حَيلَةَ مَفْعَلةُ ايضا من الحَوْلِ والقُوَّةِ، عمرو عن ابيه: المَحْلُ: الجَدْبُ. والمَحْل الجوعُ الشَّدِيدُ وإن لم يكن جدبُ والمَحْلُ السِّعَابة من ناصِحٍ وغير ناصِحٍ. والمَحْلُ البُعدُ والمِحالُ المَكْرُ بالحق. والمِحَالُ الغَضَبُ. والمِحالُ التَّدْبِيرُ. وفلان يُماحِلُ عن الإسلام يُماكِرُ ويُدَافِع. لمح قال الليث: لَمَحَ البْرقُ ولَمَعَ. ولَمُحَ البَصَرُ. ونقول لمحه ببصره. واللَّمْحَةُ النَّظْرةُ وقال غيره ألْمَحَتْ المرأة من وَجْهها إلماحاً إذا أمكنت من أنْ تُلْمَحَ، تفعل ذلك الحسناءُ تُرِى محاسنها من يَتَصدَّى لها ثم تُخفيها. وقال ذو الرمة. وألمَحْنَ لَمْحاً مـن خُـدودٍ أسِـيلةٍ رِوَاءً خلا ما لأن تَشِفَّ المعاطِسُ سلمة عن الفراء في قوله تعالى(كَلَمْحٍ بالبَصَرِ) قال كخَطْفَةٍ بالبصر واللُّماحُ الصقُور الذكية قاله ابن الأعرابي، قال واللمْحُ: النظر بالعَجَلَةِ. ملح قال الليث: المِلحُ ما يطيب به الطعامُ. والمِلْحُ خلاف العَذْبِ من الماء. يقال ماءُ مِلحُ ولا تقول مالِحُ والمِلحُ من الملاحة. تقول: مَلُحَ يَمْلُحُ مَلاحَة ومَلْحاً فهو مَايحُ. قال: وَالمَحالِحةُ المُواكَلةُ وإذا وَصفْتَ الشيء بما فيه من المُلوُحة قلت سَمَكُ مَالحُ وَبَقَلةُ مالحة وتقول: ملحت الشيء وَمَلحْته فهو مَمْلوُح212 مُملَّحُ مَلِيحُ. وقال بن السكيت: يقال هذا ماء مِلحُ، ولا يقال مالحُ. قال وسمك مَليحُ ومَمْلُوحُ. ولا يقال مَالحُ. ولم يجىء إلا في بيت العذافر: بَصْرِيَّةٍ تَزوَّجَتْ بَصْرياّ يَطْمِعُها المالحَ وَالطرياَّ وقال ابن شميل: قال يونس: لم اسمع أحداَ من العرب يقول ماءُ مالحُ. قال ويقال سمك مَالحُ وأحسن منها سَمَكُ مَليحُ وَمَملوح. قال وقال أبو الدُّقَيْش: مَاءُ مَالحُ وَماءُ مِلحُ قلت: هذا وإن وُجِدَ في كلام العضرَبِ قليلاً فهى لُغةُ لا تنكر. أبو عبيد عن ابى زيد: مَلَحَتُ القِدْر فأنا امْلَحُها إذا كان مِلحُها بِقَدْرٍ فَإنْ أكْثَرْتَ مِلحها حتى تَفْسُدَ القِدْرُ قلت مَلحْتها تَمْليحاً. وقال الليث: المُلاح من الحَمْضِ وانشد: يخبطن مُلاحاً كذاوى القَرْمَلِ قلت: المُلاحُ من بُقولِ الرياض الواحدة مُلاَّحَةً وهى بَقلةُ ناعمة عَريَةُ الوَرَقِ في طعمها مُلوحَةُ، منابتها القِيعانُ.
وأخبرنى المنذرى عن ثعلب عن ابن الأعرابي أنه حكى ابى المجيب الرَبَعىّ في صفة روضة: رأيتها تَنْدَى من بُهْمَى وصوفَانة وزُبَادَةٍ ويَنَمةٍ ومُلاَّحَةِ ونَهقَةٍ. وقال الليث: المُنْحَبةُ الكلمة المَليحَةُ، والمَلاَّحَةُ مَنْبتُ المِلح، والملاحُ صاحب السفينة ومُتَعَهِّدُ النَّهر ليصلح فُوهَتَه، وصنعته الملاحة والملاَّحِية وقال الاعشى: تكأكأ ملاَّحُها وَسْـطـهـا من الخوف، كوْثَلَها يَلْتَزِم أبو العباس عن ابن الأعرابي: قال المُلاح الريح التى تجرى بها السفينة وبه سمى المَلُاح مَلاحاً. قال وغيره سُمى السَّفانُ ملاَّحاً لمعالجته الماءَ الملح بإجراء السفُنِ فيه. وقال ابن الأعرابي المِلاحُ. المِخلاة وجاء في الخبر أن المختار لما قتل عمر بن سعد جعل رأسه في مِلاَحِ أي في مخلاة وعلقه. قال: والمِلاحُ السترة، والمِلاحُ الرمح، والمِلاحُ أن تَهُبَّ الجَنُوبُ بَعَدْ الشَمال. وقال الليث: المِلْحُ الرَّضاعُ، وفى حديث وفد هوزان أنهم كلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سَبى عشائِرِهم فقال خطيبهُم إنا لَوْ كُنَّا مَلحْنا للحارث بن ابى شمر الغسانى بن المنذر ثم نزل مَنْزِلَكَ هذا منا لَحَفِظَ ذلك لنا وانت خيرُ المكفُولين في حديث طويل قال أبو عبيد: قال الأصمعي في قوله: مَلَحْنا يَعنى أرْضَعْنا. وإنما قال الهوازنىُّ ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان مُسْتَرضَعاً فيهم، أرضعته حليمةُ السَّعْدْيِة والمِلحُ هو الرَّضاع.ُ وقال الطَّمَحانِ وكانت له إبلُ سقى قوما ألبانَها، ثم أغاروا عليها فقال وإنَّى لأرْجُو مِلحها في بُطُونِكُم. ومابَسَطَتْ من جلد أشْعَثَ أغَبِر يقول: أرجو أ، تحفظوا ما شَرِبتُم من ألبانها، قال أنشدنا لغيره: جزى اللهُ ربُّ العبـاد والمِلحُ مَا وَلَدَتْ خالدة يعنى بالملح الرضاعَ ورواه ابن السكيت لايبعدُ الله ربُّ العبا دو الـمـلــح وهو أصحُّ وقال أبو سعيد: الملحُ في قول ابى الطحمان الحُرّمَةُ والذِّمامُ، يقال بين فلانٍ وفلانٍ ملحُ ومِلْحَةُ إذا كان بينهما حُرْمَةُ فقال أرجو ان يأخُذَكُمُ الله بحرمة صاحبها وغَرِكُمْ بِها. والمِلحُ البَرَكَةُ، يقال: لا يباركُ الله فيه ولا يَْمُحَ قاله ابن الانبارى قال وقال أبو العباس العرب تعظم أمْرَ المِلحِ والناَّر والرَّماد قال وقولهم: مِلْحُ فلانٍ على ركبَتَيْهِ فيه قولان: احدهُما أنه مَضَيِّعُ لِحَقّ الرّضاع غيرُ حافظ له فادْنَى شىء يُنسيه ذِمامَه، كأنّ الذي يضَع الملحَ على ركبتيه ادنى شىء يُبَدِّدُه. والقول الاخرُ: سِّىءُ الخلق يغضَبَ من أدْنى شىء كما أن الملحَ على الرّكبة يتبدّدُ من ادنى. شىء. قال والملحُ يؤنَّثُ ويذكَّر والتأنيثُ فيه اكثر. وقال ابن الأعرابي: الملحُ اللبنُ، والملْحُ والمُلَحُ من الأخبار بفتح الميم، والملحُ العلم، والملح العلماءُ. ويروى عن ابن عَبَّاس انه قال قال رسول الله صلى عليه وسلم: الصادق يُعْطَى ثلاثَ خصال الملْحة والمحَبَّة والمهابة. قال ويقال تمحَلقت الإبلُ إذا سمِنت، فلعّل هذا منه كأنه يريد الفضلَ والزيادةَ، وأنشد ابن الأعرابي هذا الأعرابي في هذا البيت: ورد جازِرُهم حَـرْفـاً مُـصَـرّمة في الرأسِ منِها وفي الرِّجْلَينِِ تمليحُ قال وهو كما قال: مادام مُخُّ في سُلَامَى أو عينْ قال وسأل رجل اخرَ فقال أحب أن تملحنى عند فلان بنفسك أي أحب أن تزيننيِ وتُطرنى. قال مَلَح ويَملُحُ ويَملحُ إذا رضع وقال ملَحَ الماءُ وملحَ يملحُ مَلاحةً. وقال ابن بُزُرْج: مَلَح الله فيه فهو مَمْلُوح فيه، أي مُبارَكُ له في عيشه ومالهِ، قلت اراد بالملحَة البركةَ. ويقال: كانَ ربيعُنا مملوحاً فيه، وذلك إذا ألبَنَ القومُ فيه وأسمنوا. وإذا دُعِىَ عليه قيل لا مَلَحَ الله فيه أي لابارك فيه. ويقال: أصبنا مصلحَةً من الربيع أي شيئاً يسيراً منه، وأمْلَحَ البعير إذا حَمَلَ الشحْمَ، ومُلحَ فهو مَمْلُوُحُ إذا سمن. أبو عُبيد عن ابى زيد: أَمْلَحْتُ القِدْر بالألف إذا جعلتَ فيها شيئاً من شحم. قال ومَلَحْتُ الماشيةَ إذا أطعمتها سَنْجَة الملح وذلك إذا لم تجد حَمضاً فأطعمتها هذا مكانه. وَملحتْ الناقةُ فهي مملح إذا سمنت قليلا ومنه قوله.
من جرورٍ مُملح
وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم: أنَّه ضَحَّى بكبشين أمْلَحَيْن، قال أبو عُبيد قال الكسائى وأبو زيد وغيرهما: الأمْلَحُ الذي فيه بياضُ وسواد ويكون البياضُ اكثر وكذلك كل شعرٍ وصوفٍ فيه بياضُ وسوادُ فهو أملحُ وانشدنا:
لكـل دَهْـرٍ قـــد لـــبـــســـتُ أثـــوُبـــا حتى اكتسى الراسُ قِناعاً أشيباأمْلَحَ لا لَذًّ ولا محبَّبا
وقال أبو العباس قال ابن الأعرابي: الأمْلَحُ الأبيضُ النقيُّ البياضِ. وقال أبو عُبيدة هو الابيضُ الذي ليس يخالط البياض فيه عُفرةُ. وقال الأصمعي: الأملح الأبلَقُ بِسَوادٍ وبياض. قال أبو العباس: والقولُ ماقاله الأصمعي: وقال أبو عمر: الأملَحُ الأعْرَمُ وهو الابلقُ بسوادٍ. قال أبو العباس: واختلفوا في تفسير قوله.
لاتَـــــــلُـــــــمـــــــهـــــــا إنـــــــهـــــــا مـــــــن نـــــــســـــــوةٍ فقال الأصمعي هذه زَنْجِية، ومِلْحُها شَحمها وسمن الزَّنج في أفخاذها. وقال شمر: الشحم يسمى مِلْحاً. وقال أبو العباس قالابن الأعرابي في قوله.
لاتَـــــــلُـــــــمْـــــــهـــــــا إنـــــــهـــــــا مـــــــن نـــــــســـــــوةٍ مِلـــــــحُـــــــهـــــــا مـــــــوضـــــــوعَةُ فـــــــوقَ الـــــــرُّكـــــــــب
فقال الأصمعي هذه زَنجِيةّّ، وملحها شحمها وسِمَن الزَّنج في افْخَاذها. وقال شمر: الشحم يسمى مِلحًا. وقال أبو العباس قال ابن الأعرابي في قوله:
مِلْحُها موضوعة فوق الرُّكب
هذه قليلة الوفاءِ قال والملحُ ههنا هو الملحُ. يقال فلانِ ملحُه على رُكْبتيه إذا قليلَ الوفاءِ. قال العرب تحلف بالملح والماءِ تعظيماً لهما. وروى قوله.
والملحِ ماولدت خالدة بكسر الحاء وجَعَلَ الواوِ واوَ القَسَم، وأما الكسائىُّ فرواه والملحُ بضم الحاءِ عطفه على قوله لايبعد الله.
الليث: أَملحْتَ يافلانُ جاء بمعنيين: أي جئت بكلمةٍ مليحةٍ، وأكثرت مِلْحَ القدرِ: قلت واللغة الجيدة مَلَّحْتَ القدر إذا أكثرت ملحها بالتشديد. قال والمَلْحَاءُ. وسط الظهرْ بين الكاهل والعَجُز، وهي من البعير ماتحت السّنَام. قال: وفى الملحَاء ستُّ مَحَالاتِ وهي ست فقرات والجميع مَلْحاوَات والمُلاَّحِىُّ ضربُ من العنب أبيضُ في ؛َحبه طول. قال: والملحُ وعيب في رجل الدابة. وقال غيره يقال للندي الذي يسقط بالليل على البقل أملح لبياضه ومنه قوله:
أقامت به حد الرييع وجارهـا أخو سلوة مسى به الليل أملح
اراد بجارها ندى الليل يجيرها من العطش، وقال شمر: شيبان وملحان هما الكانونان، وقال الكميت:
إذا أمست الاقاق حُمراً جنوبهـا الشيبان أو ملحان واليوم اشهب
قال وقال عمرو بن أبي عمرو شيبان بكسر الشين وملحان من الايام إذا ابيضت الارض من الحليت والصقيع.
سلمة عن الفرَّاء قال: المليح الحليم وكذلك الراسب والمرث.
ثعلب عن أبن الأعرابي قال: الملاح أن تشتكي الناقة حياءها فتؤخذ خرقة ويطلى عليها دواء ثم يلصق على الحياء فيبرأ.
قال: والملاح المراضعة، والملاحُ المياه الملحُ، والملاح الرُّمح.
قال اب الهيثم: تقول العرب للذي يخلط كذباً بصدق هو يخصف حذاءه وهو يرتشي إذا خلط كذباً بحق ويمتلح مثله. وإذا قالوا: فلان يملح فهو الذي لا يخلص الصدق وإذا قالوا: فلان يملح فهو الذي لا يخلص الصدق وإذا قالوا عند فلان كذب قليل فهو الصدوق الذي لا يكذب وإذا قالوا ان فلاناً يمتذق فهو كاذب.
لحم
قال الليث: تقول العرب هذا لحم ولحم مخفف. ومثقل. ورجل لحيم كثير لحم الجسد وقد لحم لحامة، ورجل لحمُ أكول للحم وبيت لحم يكثر اللحم فيه.
وجاء في الحديث: (ان الله يبغض البيت اللحم وأهله) وفي حديث اخر (يبغض اهل البيت اللحمين).
حدثنا عبد الله بن عروة عن العباس الدُري عن محمد بن عُبيد الطنافسي قال: سأل رجل سفيان الثوري أرأيت هذا الحديث الذي يروى "إن الله ليبغض أهل البيت اللحمين?أهُم الذين يكثرون أكل اللحم؟ فقال سفيان: هم الذين يكثرون أكل لحوم الناس.
وقال نفطويه: يقال ألحمت فلاناً فلاناً، أي مكنته من عرضه وشتمه. وفلان يأكل لحوم الناس أي يغتابهم.
ومنه قول الشاعر:
وإذا أمكنه لحمي رتع
وفي الحديث "ان أربي الربا استطالة الرجل في عرض اخيه?قلت: ومن هذا قول الله جل وعز (ولا يغتب بعضكم بعضاً: أيحب أحدكم أن يأكل لحم اخيه ميتاً فكرهتموه).
وقال الليث: باز مُلحم يطعم اللحم، وباز لحم ايضاً لأن أكله لحم.
وقال الاعشى:
تدلي حثيثاً كأن الصوا ر يتبعه ازرقي لحم
وقال ابن السكيت: رجل شحيم لحيم أي سمين ورجل شحم لحم أي قرم إلى اللحم والشحم يشتهيهما، ورجل لحّام شحام إذا كان مطعماً للصيد، ورجل مُلحم إذا كثر عنده اللحم وكذلك مشحم.
وقال الليث: ألحمت القوم إذا قتلتهم حتى صاروا لحماً، واللحيم: القتيل. وانشد قول ساعدة الهذلي:
ولا ريب ان قد كان ثم لحيم
وقال أبو عُبيد: استلحم الرجلُ إذا أزهق في القتال. قال: والملحمة: القتال في الفتنة. وقال شمر قال ابن الأعرابي: الملحمة حيث يقاطعون لحومهم بالسيوف.
الأصمعي: ألحَمْتُ القوم: أطْعمتهُمُ اللحمَ بالألِفِ. وقال مالك بن نويرة يصف ضَبعا:
وتـــظـــل تـــنـــشـــطِـــنـــى وتُـــلـــحِـــمُ أَجْـــــرَيا وســـط الـــعَـــرِينِ ولـــيس حـــــــىُّ يَمْـــــــنَـــــــعُ
اســـتـــلـــحـــم الـــوَحـــشُ عـــلـــى أكـــســـائهـــــا أهْـــوَجُ مِـــحِـــفـــيرُ إذا الـــنـــــقْـــــــعُ دَخَـــــــنْ
تُخِـــــــيِّرْنَ مـــــــن أزمـــــــان يوم حـــــــلـــــــيمة إلـــى الـــيومِ قـــد جُـــرِّبْـــنَ كُـــلَّ الـــتــــجـــــــارب
تعـــلَّـــمْ أن ســـــيهـــــــدِْيكُـــــــم إلْـــــــينَـــــــا طريقُ لا يَجُـــــــورُ بِـــــــكـــــــم حَـــــــنـــــــيِفُ
فأمـــا إذا جَـــلَـــسُـــوا بـــــالـــــــعـــــــشـــــــى فأحـــــــلام عـــــــادٍ وأيدى هُـــــــضُـــــــــــــــم
فإنَّـكَ والـكـتـابَ إلـى عَـــلِـــىٍّ كـــدابـــغَةٍ وقـــد حَـــلِـــم الاديمُ وعَناقُ حَلمِة قد افْسَدَجلدَها الحَلَمُ وكذلك عناقُ تَحلِمَةُ والجميع الحِلامُ. وحلَّمْتُ البعيرَ
فَحَـــلُـــمْـــتُـــهـــا وبـــنـــورُ فـــيْدةَ دونَـــــهـــــــا لايبـــعـــدنّ خـــيالُـــهَـــا الـــمَـــــحْـــــــلُـــــــومُ
لَحَــيْنَـــهُـــمُ لَـــحْـــىَ الـــعَـــصَـــا فَـــطـــرَدَنَـــهُـــمْ إلـــى ســـنَةٍ قِـــرْدَانُـــهـــا لـــم تَــــحَـــــــلَّـــــــمِ
نُطْـــعِـــمـــهـــا الَّـــلـــحْـــمَ إذا عـــزَّ الـــشَّـــجَـــــرْ والـــخـــيلُ أطـــعـــامُـــهـــا الـــلَّـــحْـــمَ ضــــــرر
واسْـــتَـــيْقَـــهُـــوا لـــلـــمُـــــــحَـــــــلِّـــــــمِ
والله لولاَ حَنَفَ برجْلهِ ما كـــانَ فـــي فـــتـــيانِـــكُـــمْ مِـــنْ مِـــثْـــلـــــــه
حتـــى إذا مـــا فَـــرَّ كــــــلُّ مُـــــــلْـــــــحَـــــــمِ
ومـــن أَرَينـــاه الـــطـــريق اســـتـــلـــحَــــــمَـــــــا
أي أطاعوا من يعلمهم الحِلْم. ويومُ حليمةَ أحدُ أَيام العربِ المشهورةِ، والعرب تضرب به المثلَ في كلِّ أمر مُتَعالَم مشهور فتقول: (مايومُ حليمةَ بِسرٍّ) وقد يُضرب مثلا للرجل النابه الذكرْ الشريف وقد ذكره الناَّبِغَةُ في شعره فقال يصف السيوف.
أي لم تسمن لُجُدوبَةِ السَّنَة. وقال الليث: مُحَلِّمُ نهر بالبحرين. قلت أنا: مُحَلِّم عين فوارة بالبحرين، وما رأيت عيناً أكثر ماءً منها، وماؤها حَارُّ في منبعه، وإذا بَرُد ماءُ عَذْبُ، ولهذه العين إذا جرت في نهرِها خُلُجُ كثيرة تَتَخَلَّجُ منها، تسقى نخيل جُؤاَثَا وعَسَلَّج وقُرَيَّات من قرى هَجَر. وأرى محِّلما اسَم رجل نسبت العين إليه. وقول المخَّبل: اخذت عنه الحَلَمَ وجماعةُ تَحْلمةٍ تَحَالِمُ قد كثر الحَلَمُ عليها. وفي الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم أمر مُعإذا أن يأخُذَ من كل حالِمٍ ديناراً قال أبوالهيثم أرادَ بالحالِمِ كلَّ مَنْ َبلَغَ الحُلُم، حَلَمَ او لم يَحْلُم ويقال حلَم في نومه يحلمُ حُلُما وحُلءما. وأحتلم بمعناه. وفي الحديث(الغسلَ يومَ الجمعة واجبُ على كل عالِم) أي على كلِّ بالغ إنما هو على من بَلَغَ الحُلمُ أي بلغ أن يَحْتَلمَ أو احتَلَمَ قَبْل ذلك ورُوىَ على كلِّ مُحتلِم أي على كل بالغٍ احْتَلَمَ أو لم يَحْتَلِمْ. والحَلَمَةُ قال الليث: هي شجرةُ السَّعْدانِ وهي من أفاضل الَمرْعَى. قلت: ليست الحَلَمةُ من شَجَرِ السَّعْدانِ فس شىء، السعدان بَقْلُ له حَسَكُ مستديرُ ذو شوكٍ كثيرٍ إذا يَبسَ اذى واطه والحلمةُ لاشوكَ لها وهي من الجنبةِ وقد رأيتهما، ويقال للحلمة الحَماطةَ. وقال الليث: 213: الحَلَمَةُ رأس الثَّدْىِ في وسط السَّعدانَةِ. قلت: الحلمة الهُنية الشاخصة من ثَدْىِ المرأة وثُنْدُوةِ الرجُل، وهى القُرَادُ. وأما السعدانة فما أحَاطَ بالقُرَادِ مما خالف لونهُ لونَ الثدى، واللوْعَةُ السوادُ حول الحَلَمةِ. أبو عُبيد عن الأصمعي: القُرَادُ أولَ مايكون صغيراً قَمقاَمَةُ ثم يصير حَمْنَانة ثم يصير قُرَاداً ثم يصير حَلَمَةً. قال: وقال أبو عمرو تحلم الصبىُّ إذا أقبل شحمهُ. وقال أوس بن حجر:
اما فحن فمهمل عند الليث. وفَيحانُ اسم موضع، وأظُنُّهُ فَيْعَالاً من فَحَنَ، والأكثر أنه فَعلان من الأفيَحِ وهو الواسِع وسمَّت العرب المرأة فَيْحوُنَةَ.
ح ن ف حدَّثنا الحسين قال حدثنا عثمان قال حدثنا وكيعُ عن مرزوق قال سمعت الضَّحَّاك يقول في قوله تعالى: (حُنَفَاءَ ِلله غيرَ مُشْرِكيِن به) قال حُجَّاجاً وكذلك قال السّدى قال حنفاءَ حُجَّاجاً.
حنف، حفن، نحف، نفح.
قال الليث: الحَنفُ مَيَلُ في صدر القدَمِ، فالرَّجُلُ أَحْنَفُ والرِّجْلُ حَنْفَاءُ، ويقال: سُمى الأحنفُ بنُ قَيْسٍ به لَحَنَفٍ كان في رِجْله. وروى ثعلب عن ابى نصر عن الأصمعي انه قال: الحَنَفُ أن تُقْبِلَ إبهامُ الرِّجْلِ اليُمنى على أُخْتِهاَ من اليُسرى وأنْ تُقبِلَ الأخْرَى إليها إقبالاً شديداً، وأنشد لدايَةِ الأحنفِ وكانت ترقِّصُه وهو طفل: قال يزيد نطعمها اللًّبَنَ فسمى اللَّبَنَ لَحْماً لأنها تَسْمَنُ على اللبن. وقال ابن الأعرابي كانوا إذا أجدبوا وقلّ اللبن يبسوا اللَّحْمَ وحَمَلُوه في أَسفارِهم وأَطعموه الخيلَ. وأنكرماقاله الأصمعي وقال إذا لم يكن الشجرُ لم يكن اللبنُ. وروى أبو العباس عن ابن الااعرابي قال استَلْحَم الزرع وأسْتكَّ وازْدَجَّ وهو الطِّهْلُّى قلت معناه أنه التفَّ: وقال أبو سعيد يقال هذا الكلامُ لَحِيمُ هذا الكلام وطَريدُه أي وَفْقُه وشكله. وقال أبو زيد أَلْحَمْتُ الثوبَ إلحاماً وألحمتُ الطَّيْرَ إلحاماً: وهي لُحْمةُ الثوب، وهي الأعلى وَلَحْمتهُ، والسَّدى الأسفل من الثوب، اللَّحَّامُ الذي يبيع اللحم ويجمع اللحمُ لُحوماً واْحُماَناً وَلِحاماً. حلم قال الليث: الحُلُم الرؤيا يقال حَلأَمَ يَحْلُم إذا رأي في المنام. وفي الحديث: مَن تحلَّم مالم يَحْلَم يعنى من تكلَّف حُلْماً لم يره، والحُلُم الاحتلام أيضاً يجمع على الأحلام. وأحلامُ القوم حُلماؤُهم، الواحد حَليمُ وقال الاعشى: قال: جَعَلَ مأوَاهاَ لَهَا عريناَ: وقال أبو عُبيد قال غير الأصمعي: لَحَمْتُ القومَ بغير ألِف. قال شمر وهو القياس. قال: وأَلْحَمَ القَوْمُ كَثُرَ لَحْمُ بيُوتِهم. ولَحَمَ الرجلُ كثر لَحْمُ بَدَنِهِ فهو لحيمُ شحيمُ. ولَحُمَ الصقر إذا أشتهى اللَّحْمَ فهو لَحِمُ. قال ولَحَمَ الرَّجُل يَلحَمُ إذا اشتهى اللَّحْمَ فهو لَحِمُ. قال ولَحَمَ الرَّجُل يَلحَمُ إذا نَشِبَ بالمكان، ولَحْمَةُ الصّقْرِ والأَسَدِ وغيرهِ مايأكُل. ولَحْمَةُ النَسَب بالفتح. ولُحْمَةُ الصيد مايُصَادُ به. ثعلب عن ابن الأعرابي: لَحْمَةُ الثوب ولَحمَةُ النَّسب بالفتح. ولُحمةُ الصيد مايُصاد به. أبو عُبيد عن الأصمعي: لحُم الرجل وشحُم عن الأصمعي: لحُم الرجل وشحُم في بدنه إذا أكل كثيراً فَلَحُم عليه، قيل لَحِم وشَحِم. وقال شمر: المُلحَمُ الدِّعِىُّ وأنشد: قال: مَنْ كان على دين ابراهيمَ فهو حنيفُ.
قال: وكان عَبَدةُ الاوْثَانِ في الجاهليَّة يقولون: نحن حُنَفَاء على دين ابراهيم، فلمَّا جاء الإسلام سَمَّوا المُسْلمَِ حَنِيفاً. وقال الاخْفش: الحنيفُ المسْلِمُ وكان في الجاهلية يُقال لِمَنْ اخْتَتَن وحَجَّ البيتَ حنيفُ، لأنَّ العربَ لم تتمسَّكْ في الجاهلية بشئ من دين ابراهيم غيرَ الخِتَان وحَجِّ البيت، فكلُّ من اخْتَتَن وحَجَّ قيل له حنِيفُ. فلمَّا جاءَ الإسلام عادت الحنفيَّةُ فالحنيف المسلم.
وروى ابْنُ نجدة عن أبي زيد انه قال الحنيف المستقيم، وانشد:
وشَجَّةُ متلاحَمِةُ: إذا بَلَغَت اللَّحْمَ والتحم الصَّدعُ والتَأمَ بمعنى واحد. والملحَمَةُ الحربُ ذات القَتْل الشديد. والَّلحَامُ مايلحم به الصَّدْعُ. غيره ألحَمَ الرجلُ إلحَاماً واسْتلحَم استلحاماً إذا نشِب في الحرْبِ فلم يجد مَخْلَصاً. قال وأَلحَمَهَ القتالُ، ومنه حديثُ جعفر الطيّار يوم مُؤْنَةَ أَنَّهُ أَخذَ الراية بعد قتل زَيْدٍ فقاتل بها حتى ألحَمَهُ القتالُ فنزل وعَقَر فرسه. ويقال: تلاحَمَت الشَّجَّةُ إذا أَخذت في اللحم، وتلاحَمَت أيضاً إذا بَرَأت واْلتَحَمَتَ والُمتَلاَحِمَة من النساء الرتْقَاء. أبو عُبيد عن الأصمعي: المتُلاحِمَةُ الضيقة الملاقى وهي مأزِمُ الفرْج. وقال أبو سعيد إنما يقال لها لاحمَةُ كأن هناك لحماً يمنع من الجِماعِ. قال: ولا يصح مُتلاحِمةُ. وقال شمر قال عبد الوهاب: المُتَلاَحِمَةُ من الشِّجَاجِ التى تَشُقُّ اللحم كلّه دون العظِم ثم تتلاحمُ بعد شَقها، فلايجوز فيها المِسْبَارُ بعد تلاحُمِ اللَّحْمِ، قال: وتتلاحم من يوْمِها ومن غَدٍ. وقال الأصمعي في قول الراجز يصف الخيل: وقال أبو إسحاق الزّجَّاج نَصَبَ حَنيفاً في هذه الايةِ على الحالِ، المعنى بل نَتَّبِعُ مِلَّةَ ابراهيم في حالِ حَنيِفَّتِيته، ومَعْنَى الحَنيِفيَّةِ في اللغة المَيْلُ، والمعنى أنَّ ابراهيم حَنَفَ إلى دين الله ودين الإسلام فإنما أُخِذَ الحَنَفُ من قولهم: رِجْل حَنْفَاءُ ورَجُلُ أحْنَفُ، وهو الذي تَمِيلُ قَدَمَاه كلُ واحدةٍ إلى أُخْتِها بأصَابعها.
وقال أمرؤ القيس: وقال ابنُ الكلبى: هى حليمةُ ابنةُ الحارث أبى شمر، وجَّه أبوها جيشاً إلى المنذر بْنِ ماء السماء فأخرجت حليمةُ لَهُمْ مِرْكَناً من طيب وطَّيبتْهمُ رواه أبو عُبيد عنه. وقال الليث: الحُلاَّم الجَدىُ وقال أبو عُبَيْد: قال الاصمع: ولد المَعْزِ حُلاَّمُ وحُلاَّنُ. قلت: والأصلُ حُلاَّنُ وهو فُعلانُ من التحليل، فقبلت النون ميماً. وشارةُ حليمةُ سَمِينَةُ. ويقال: حَلَمْتُ خَيَالَ فلانةَ فهو مَحلُومُ. وقال الأخطل: ونَفَحةُ بالسيف إذا تناوله شَزْراً، ونَفَحَه بالمال نَفْحاً قال أبو عُبيدة في قول الله جلّ وعز: (بَلْ مِلَّةَ إبْراهِيمَ حَنيِفاً). قال من كان على دين ابراهيم فهو حنيفُ. قال وكان عبدة الاوثانِ في الجاهلية يقولون: نحن حُنَفاَءُ على دين ابراهيم، جاء الإسلام سَمَّوا المُسْلَمِ حنيفاً. وقال الأخفش: الحنيفُ المُسلِمُ وكان في الجاهلية يُقال لِمَنْ اختتن وحَجَّ البيتَ حنيفُ؛ لأنَّ العربَ لم تتمسَّكْ في الجاهلية بشىء من دين ابراهيم غيرَ الخِتان وحَجَّ البيت، وقال الأصمعي: هو الُملصَقُ بالقوم ليس منهم. قال: ولاحَمْتُ الشيء بالشيء إذالَزَقْتَه به. وقال الليث يقال: استلحم فلان الطريق إذا اتبعته وأنشد: وقال الفرَّاء: الحنيفُ مَنْ سُنَّتَهُ الاخْتِتَانُ. وقال الليثُ السُّيُوف الحنيفة تنسب إلى الأحنفِ بنِ قيسٍ لأنه أَولُ مَنْ أَمَرَ بأتِّخَاذِها. قال: والقياس أحْنَفُّي. وبنو حنيفةَ حَي من ربيعةَ. ويقال: تَحَنَّفَ فلانُ إلى الشيء تحُّنفاً إذا مال إليه. وحسب حنبف أي حديث اسلامي لاقَديَم له.
وقال الليث: الحنيفُ المسلم الذي يستقبِلُ البيتَ الحرامَ على مِلَّةِ ابراهيمَ فهو حنيفُ.
وقد حَلُم الرجل يَحْلَم فهو حَليمُ، والحليمُ في صفة الله تعالى معناه الصبور. ومن اسماءِ الرجال مُحَلِّم وهو الذي يُعَلِّم غيره الحلمَ، ويقال احلمت المراة إذا ولدت الحلماء . قال والاحلام الاجسامُ، والحلمة والجميع الحلم، وهو ما عظم من القرادِ. وبعير حلمث قد أفسده ا لحلم من كثرتها عليه، وأديمُ حلم قد افسده الحلم قبل أن يسلخ وقد حَلِمُ حلما ومنه قول عقبة: وقيل: كلُّ من أسْلَمَ لأمرِ الله ولم يلتوِ فهو حنيفُ.
ومِنْ صلةُ هَهُنا. قال عمروٍ عن أبيه قال: الحنيفُ المائِل من خَيْرٍ إلى شَرٍّ ومن شرًّ إلى خَيْرٍ . قال ثعلب ومنه أُخِذَ الحَنَفُ.
ونَفَحةُ بالسيف إذا تناوله شَزْراً، ونَفَحه بالمال نَفحاً؛ ولاتزال له نَفَحَاتُ من المْعُروفِ أي دفعات. قال: والله هو النَّفَّاحُ المُنعِمُ على عبادهِ. قلت: لم أَسمعْ النَّفَّاحَ في صفات الله التي جاءت في القران ثُمَّ في سُنَّةِ المصطفى عليه السلام، ولايجوز عند أهْلِ العِلْم ان يُوصف الله جل وعز بصفة لم يُنزلها في كتابه، ولم يبينها على لسان نَبيه عليه السلام. وإذا قيلَ للرَّجُل نَفَّاحُ فمعناه الكثير العَطَاياَ. وأخبرنى المنذرى عن أبى الهيثم انه قال في قول الله جل وعز(وَلئِنْ مَسَّتْهُمْ نفْحَةُ من عَذابِ رَبّكَ) فقال: أصَابَتْنَا نَفْحَةُ الصَّبا أي رَوْحَةُ وَطيِبُ لا غَم فيها ولا كربَ، وأصابتنا نَفحَةُ من سَمُومٍ: أي حَرُّ وغمُّ وكربُّ وأنشد في طيب الصَّبا:
إذا نَـــفَـــحَـــــتْ مِـــــــنْ عَـــــــنْ يمـــــــين الـــــــمـــــــشـــــــارِق ونَفْحُ الطِّيبُ إذا فَاحَ ريحُه وقال جِرانُ العود يذكر جارته.لقد عالجتنى بالقبيح وثوْبُهاجَديدُ ومن أرْدَانها المسكُ يَنْفَحُ
أي يفوح طيبهُ، فجعل النَّفْحَةَ مَرَّةً أشَدَّ العذابِ لقول الله جل وعز(وَلِئنْ مَسَّتهمْ نَفْحَةُ من عَذاب رَبِّكَ). وجعلها مرةً ريحَ مِسْكٍ. وقال الأصمعي: ماكان من الريح سَمُوماَ فله لَفْحُ وما كان بارِداً فله نَفْحُ. وقال الليث: الإنْفَحَةُ لاتكونُ إلا لكل ذى كَرِشٍ، وهو شىء يُستَخْرَجُ من بَطْنِ ذيِهِ أصفرُ يُعصَرُ في صوفَةٍ في اللبن فيغلظُ كالجُبنِ. الحرانى عن ابن السكيت هي إنفَحَةُ الجَدْى وإنْفَحَّةُ الجدى ولاتقل أَنْفِحَة. قال: وحضرنى أَعربيانَ فَصيحان من بني كلابٍ، فقال احدهما: لاأقولُ إلا إنفَحَةً زقال الاخرُ: لاأقولُ إلا مِنْفَحَةٍ، ثم افترقا على أن يسألا عنهما أشياخ بنى كلاب، فاتفقت جماعةُ على قولِ ذَا وجماعةُ على قول ذَا، فهما لُغتانِ. وقال أبو عُبيد: هى الإنفحةُ بكسر الألف وروى أبو العباس عن ابن الااعرابي: إنْفَحَةُ وإنْفَحَةُ وهي اللغة الجَيِّدة، ويقال مِنْفَحَةُ وبِنفحَةُ. وفي الحديث: أَوَّلُ من دم الشهيد، قال شمر قال خالد بن جَنْبة: نفحة الدم أَوَّلُ فَوْرَةٍ ودَفْعَةٍ. وقال الاراعى:
نَرْجُو سِجَالاً من المعروف ينفعحها لِسَائليه فـلا مَـنُّ ولا حـسَـدُ
وقال أبو الهيثم: الجَفْرُ من أَوَلادِ الضَّأَنِ والمعز ماقد استكرش وفُطِمَ خمسينَ يَوماً من الولادة أو شَهْرَيْنِ أو صارت إنْفَحتَهُ كَرشاَ حين رَعَى النَّبْتَ وإنما تكون إنفَحَةً مادام يَرضَعْ. وقال الفرَّاء طعنة نَفُوحُ يَنْفَحُ دَمُها سريعاَ. وقال أبو زيد: من الضُّروع النَّفوحُ وهي التى لاتحبس لَبَنها ثعلب عن ابن الأعرابي: النَّفْحُ الذبُّ عن الرَّجُلِ، يقال: هو يُنافِحُ عن فُلانٍ. وقال غيره: هو يناضِحُ عنه. وقال ابن السكيت: النَّفِيحةُ القَوْسُ وهي شطيبة من نَبْعٍ وقالُ مليحُ الهذلى:
أناخوا مُعيداتِ الوَجيفِ كأنَّها نَفاَئِحُ نَبْعٍ لم تَربَّعْ ذَوَابِـل
ويقال للقوس النفيحة ايضاً، وهي الفجواءُ المُنفَحَّة.
حفن
قال الليث: الحَفْنُ أخْذُكَ الشيء بِراحَةِ الكَفِّ والأصابعْ مضمومةً. ومِلءُ كُلِّ كفًّ حَفْنَةُ. واحْتَفَنْتُ إذا أخذتَ لنفسك. والمحفَنُ ذُو الجَفْنِ الكثيرِ. وكان محفَنُ أبا بَطحاءَ إليه ينسب الدوابّ البَطْحاَوِيَّةُ. أبو عُبيد عن ابى زيد: احتفنتُ الرجلَ احْتِفاَناً إذا اقتلعته من الأرض. قال وقال أبو عمرو: الحُفْنَةُ الحُفْرَةُ، وجمعها حُفَن. وقال شمر: الحُفنة الحُفْرَةُ وانشد.
هَل تَعرفُ الدارَ تَعفَّتْ بالحُفَنْ
قال: وهي قَلَتاتُ يَحْتَفرها الماء كَهيئةِ البركِ. وقال ابن السكيتِ. الحُفَن: نُقَرُ يكون الماءُ فيها، وفى أَسفلِها حَصى وتُرابُ. وأنشدنى أبو بكر الغيارى لعَدِىّ بن الرقاع العاملى.
بِكْرُ تُرَيِّثها اثارُ مُنـبـعِـقٍ تَرى بِه حُفَناَ زُرقاً وغُدْراناَ
حبن
قال الليث: الحبْنُ مايعترى الغنسان في الجسد فيقيحُ ويَرم، والجميع الحُبون. والحَبَنُ أن يكثر السِّقْى في شحم البطن فيعظمَ البَطْنُ لذلك. أبو عُبيد عن اليزيديّ قال الأحْبَنُ الذي به السقىُ. قال وقال العُدْيس الكنانىّ يقال لأمِّ حُبينٍ حُبينَةُ قَدْرُ كفِّ الإنسان. وقال الليث هي دُويبَة على خِلْقَةِ الحرباءِ عريضةُ البَطْنِ جِداَّ وأنشد. أمَّ حُـــبـــينٍ أبـــســـطـــى بُـــرْدَيك إن الأمير دَاخلُ عليكوضاربُ بالسيف مَنكبيْك والحبَنُ عِظَمُ البَطْنِِ، ولذلك قيل لمن سَقَى بطنُه قد حَبَن. وأم حُبينٍ هي الانثى من الحرابى. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم(إنه رأي بلالاً وقد خرج بطنه، فقال ام حبين) وهذا من مزحه عليه السلام اراد ضِخَم بطْنِه. وفي نوادر الاعراب رأيت فلانا مُحْبئنا ومقطئراً ومُصْمِغداً أي ممتلئاً غَضبا. وقال ابن بزرج تقول العرب في أُدعية بين القوم يتداعون بها: صب الله عَلَيْكَ امَّ حُبين ماحضاً يَعْنُون الليلَ. قال الليث الحنبُ اعوجاج في الساقين. قال والتَّحْنيبُ في الخيل مما يوصف صاحبه بالشدِّة، وليس ذلك باعوجاجٍ شديدٍ. وقال أبو عُبيدة: التحنيبُ توتيرُ في الرِّجْلَين. وقال أبو عمرو: التَّحْنيِبُ في الساق. وقال غيره اعْوِجَاجُ في الضُّلوع. وقال ابن شُمَيْل المُحَنَّبُ من الخيل المُعَّطفُ العِظَامِ. وقال ويقال حَنبهُ الكبرُ وحَناه إذا نَكسه. وقال الليث: رَجُلُ مُحَنَّبُ شيخ مُنْحَنٍ وأنشد: يظل نَصباً لريب الدهرِ يقذفه قذفَ المُحَنَّبِ بالافاتِ والسَّقَم وقال أبو العباس: الحَنباءُ عند الأصمعي المعوجةُالساقينِ. قال: وهى عند ابن الأعرابي في الرجلينِ وقال في موضع اخرَ: الحنباء المعوجةُ الساق وهو مدحُ في الخيلِ. وقد حنب فلان أزجاً محكماً فحناه. نحب قال الليث: النَّحبُ النَّذرُ. قال الله جل وعز(فمنهم من قضى نحبه) قُتلوا في سبيل الله فادركوا ما تمنوا فذلك قضاء النحبِ. وقال أبو اسحاق في قول الله جل وعز فمنهم من قضى نحبه أي أجله وكذلك قال الفرَّاء. وقال شمر: النَّحْبُ النَّذرُ، والنحْبُ الموتُ، والنحبُ الخطرُ العظيمُ. وقال جرير: بِطَخَفَة جالدنا الملوكَ وخـيانـا عَشية بسطامٍ جَرين على نَحبِ أي على خطر عظيم. ويقال على نَذْرٍ. ويقال سار فلان على نَحْبٍ إذا سار وأجْهَد السَّيْرَ. ويقال نَحَّبَ القَوْمُ إذا جدُّوا في عَمَلهمْ. وقال طُفيْلُ: يزرن إلاَلاً مايُنحـبـنَ غَـيرهُ بكلَّ مُلبَّ اشعثِ الرأْس مُحْرِم ويقال سارُ سيرا منحباً: قاصدا لايريدُ غيره كأنه جعل ذلك نَذراً على نَفْسه لايريدُ غيره. وقال الكُمَيْتُ: يَخِدنَ بنا عرض الفلاةِ وطولهـا كما سار عن يُمْيَنى يَدَيْهِ المُنَحَّبُ يقول إن لم أبلغ مكان كذا وكذا فلك يمينى. وقال لبيد. ألا تسألانِ المَرءَ مـإذا يحـاوِلُ أَنخبُ فيُقضى أم ضلالُ وباطلُ يقول عليه نَذْرُ في طولِ سَعيهِ. شمر عن عمرو بن زُرَارَةَ عن محمدِ ابن إسحاق في قوله(فمِنْهُم من قَضَى نَحْبَه) قال: فَرغ من عَمِلهِ ورجَعَ إلى رَبِّه، هذا لمن أستشهد يوم أُحد، ومنهم من يَنْتَظِر ماوعده الله من نصره او الشهادةِ على مامضى عليه أصحابه. وفي حديث طلحة بن عُبيد الله أنه قال لابن عَبَّاس: هل لك أن أنأُحِبَك وترفع النبي صلى الله عليه وسلم: قال أبو عُبيد قال الأصعي: ناحبتُ الرجل إذا حاكمته أو قاضيته إلى رجل. قال أبو عُبيد وقال غيره: ناحبته ونافرته أيضاً مثله.قلت: أراد طلحةُ هذا المعنى: كأنه قال لابن عباسٍ أُنافرُك فتعد فضائلك وحَسَبَك. وأعدُ فضائلى ولاتذكر في فضائلك وحسبك النبي صلى الله عليه وسلم وقُرْبَ قَرَابَتِكَ منه. فإن هذا الفضلَ مسلم لك، فارفعه من النِّفَار وأنا أُنافِرُك بما سواه. وقال أبو عُبيد التنحيب شدة القَرَب للماء وقال ذو الرُّمَّة: ورُب مفازةٍ قَذَفٍ جَمـوحٍ تَغول مُنَحبَ القَرَبِ اغتيالا
قال: والمُنَحِّبُ الرجُلُ: الليث: النحيبُ البُكاءُ. وقد انتحَب انتحاباً. أبو عُبيد عن ابى زيد: من أمراض الأبل النحاب والقحَابُ والنُحازُ، وكل هذا من السُّعال. وقد نَحَب يَنْحِبُ. وقال أبو سعيدٍ: التَّنْحيِبُ الإكبابُ على الشيء لاتُفارِقُه. ويقال نَحَّب فُلانُ على امرٍ. فقال وقال اعرابي أصابَتْهُ شوكة فَنَحبُ عليها يَسْتَخْرِجُها أي أَكَبَّ عليها، وكذلك هو في كل شىء هو مُنحِّبُ في كذا. عمرو عن أبيه قال: النَّحْبُ النومُ، والنَّحْبُ النفس، والنَّحْبُ صوتُ البُكاءِ، والنَّحْبُ الطُول والنَّحْبُ السِّمَن، والنَّحْبُ الشَدَّةُ، والنَّحْبِ القِمارُ، والنَّحْبُ النَّذْرُ، وأخبرنى المنذريّ عن الصَيداوىّ عن الرياشى أنه قال يوم نَحْبُ اي طويل. نبح قال الليث: النَّبْحُ صوت الكلب، تقول: نَبَحَ يَنْبَحُ نَبْحاً ونُباحاً، والتيسُ عند السِّفَاد يَنْبَحُ، والحيَّة تَنْبَحُ في بعض أصواتِها وأنشد: يأخذُ فيه الحيَّةَ النَّبوحا قال: والنَّوابِحُ والنُّبُوح جماعةُ النَّابِح من الكلابِ. أبو عُبيد عن الأصمعي: رجل نَبَّاحُ ونبَّاجُ شديد الصوت. قال: والنُّبُوح الجماعةُ الكثيرةُ من الناس. وقال الأخطل إنَّ العَراَرَةَ والنُّبُوح لِـدَارمٍ والمستخِفُّ أخُوهُمُ الأثقالا وقال شمر: يقال نَبَحَتْهُ الكِلابُ، ويقال في مَثَلٍ: فلان لايُعْوَى ولايُنبَحُ، يقول هو من ضَعْفِه لا يُعْتَدُّ به ولايُكلَّمُ بخَيْرٍ ولاشر وقال امرؤ القيس: نَبَحتْ كِلاَبُك طارِقاً مثلى وقال غيره: الظبى يَنْبَحُ في بعض الأصوات وانشد: وقُصْرَى شَنَجِ الأنْساء نَباَّح من الشُّعْـب رواه الجاحظ نباح من الشذضعْب وفسره يعنى من جهة الشَّعْب وأنشد: ويَنْبَجُ بين الشَّعْبِ نَبحاً كـأنَّـه نُباحُ سَلوقٍ أبْصَرَتْ مايَريبُها قال: والظَّبْىُ إذا أَسَنَّ ونَبَتَتْ لقرونِه شُعَبُ نَبَح. قلت: والصواب الشُّعْب بضم الشين جمع الأَشْعَب وهو الذي انْشَعَب قرناه. وقال الليث: النَّبَّاحُ مَناَفِقُ صِغارُ بيض يجاءُ بِها من مَكَّة تُجْعَلُ في القلائد والوُشُحِ. عمرو عن ابيه النُّبَحاءُ الصَّياحة من الظباء. وقال أبو العباس قال ابن الأعرابي النَّبّّاح الظبى الكثيرُ الصياحِ. والنَّبَّاحُ الهدهد الكثير القَرْقَرة وقال أبو خيرة النُّباح صوت الأسْوَد يَنْبح نُباح الجرو. بنح أهمله الليث وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: البِنَحُ: العطايا. قلت: الأصل فيها المِنَح جمع المنيحة فقبلت الميم باء قال والبُنحُ الظباء. بحن عمرو عن ابيه قال: البَحْنانَة: الجُلَّة العظيمة البحرانية التى يحمل فيها الكنعد المالح وهى البَحْوَنة ايضاً وكذلك دَلْوُ بَحْوَنىُّ عظيم كثير الأخذِ للماء. وقال ابن الأعرابي يقال: لضَربٍ من النخل بَحنةُ وبه سُمَى ابن بُحينَةَ. قال: وابن بَحَنْة السوطُ. قلت: قيل للسوط ابن بَحْنَةَ لأنه يُسوى من قُلُوس العَراجين. ويقال للجُلَّة العظيمة البَحْناءُ أيظاً. ح ن م حنم اهمل الليث حنم. وروى أبو العباس عن الأعرابي أنه قال: الحَنَمةُ: البُومة قلت ولم اسمع هذا الحرف لغيره وهو ثقة. نحم ثعلب عن ابن الأعرابي النَّحْمَةُ: السَّعْلَةُ وتكون الزّحْرَةَ. وقال الليث: نَحَمَ الفَهْد يَنْحَمُ نَحيما، ونحوه من السباع كذلك. وكذلك النَّئيمُ وهو صوتُ شديد. والنُّحامُ طائر أحمر على خْلِقة الوزّ الواحدة نُحامَةُ. ورجل نَحَّامُ بخيل إذا طُلِب معروفُه كَثُر سعاله ومنه قول طرفة. أرَى قبر نَحَّامٍ بخيل بمـالـه كقبر غوِىّ في البَطالة مفسد وقال غيره نحم الساقى والعامل ينحمُ. وينحم نحيما إذا استراح إلى شبه انين يخرجه من صدوره وأنشد: مالك لا تَنْحَمُ يارواحـهْ إن النَّحيم للسُّقاه راحهْ منح
قال الليث: مَنَحْتُ فلانا شاةً، وتلك الشاة اسمُها المِنِيحة إلا عاريةً للَّبَنِ خاصَّةً: أبو عُبيد عن الكسائى أمْنَحَت الناقة فهى تُمنحُ إذا دنا نِتاجُها. وقال شمر لاأعرف أمْنَحَتْ بهذا المعنى. قلت: أمْنَحَتُ بهذا المعنى صحيح، ومن العرب مسموع، ولايضرُّه إنكار شمر إياه. وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من مَنَحَ منءحة وَرِق أو مَنح لبَناً كان كَعَدْل رقَبَةٍ. وقال أحمد بن حنبل: مِنْحَةُ الوَرِق هو القَرْضُ. وقال أبو عُبيد المِنْحَةُ عند العربِ إلى مَعْنَيينِ: أحدهما أن يُعْطى الرجلُ صاحبه المالَ هبةً أو صِلَة فيكون له، وأما المنحةُ الأُخرَى فأَنْ يمنحُ الرجلُ أخاه ناقةً أو شاةً يَحْتَلبهُا زمناً او أياماً ثم يردُّها، وهو تأويل قوله عليه السلام: المنْحةُ مردودةُ والعارية مؤدَّاةُ، قال والمنْحةُ ايضا تكون في الأرضِ يَمنحُ الرجلَ ارضه ليزرَعها. ومنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم(من كان له أرضُ فليزرعها او يمنحها. أخاه) أي يدفعْها إليه حتى يزرَعها فإذا فَرَغ رَفَع زرْعها وردُّها على صاحبها. أبو عُبيد عن الفرَّاء: مَنَحْتُه أمنِحُه وأمنَحُه في باب فعلَ يفعِلُ ويفعل وقال الليث المنحَةُ منفعتك أخاك بما تَمْنَحَهُ. وكلُّ شىء تقصد به قصد شىء فقد منَحْتَه إياه كما منح المراةُ وجهها المراة ومنه قول سُويد بن كُراع.
تمنح الـمـراة وجـهـاَ واضـحـاً مثل قَرْن الشمس في الصّحْوِ ارْتَفَع
والمنيحُ الثامنُ مِن قداح الميسر. وقال اللحيانى المَنيحُ أحدُ القِداحِ الاربعةِ التى ليس لَها غُنْمُ ولا غُرْمُ، إنما يثقل بها القداح كراهة التُهمَة؛ أولها المُصدَّرُ ثم المضعَّفُ ثم المنيحُ ثم السَّفِيحُ. والمنيح ايضا قِدح من قِداحِ الميسر يُوثقُ بفَوْزِه فيستعار ليُتَيَمَّن بفوزه. فالمنيح الاولُ من لَغْو القِداحِ، وهو اسم له. والمنيح الثانى هو المستعارُ. واما الحديث الذي جاء فيه، كنتُ مَنيحَ أصحابى يوم بدْرٍ، فعناه انى كنت مما لايُضربُ له بسهمٍ من الفىء: لِصغرى، فكنت بمنزلة السهم اللَّغْوِ الذي لافوزَ له ولا خسْرَ عليه، وقد ذكر ابن مقبل القِدْح المستعار الذي يتيمن بفوزه فقال:
إذا امْنَحَتْهُ من مَعَدِّ عـصـابة غَدَا رَبُّه قَبْلَ المُفيضين يَقْدَح
يقول إذا استعارُوا هذا القِدْحَ غَدَا صاحبهُ يقدح النارَ لثقته بفوزِه، فهو المنيحُ المستعارُ. وأمّا قوله:
فمهلاً يا قُضاعُ فَلا تكونى مَنيحاً في قداح يَدَيْ مُجِيلِ
فأنه أراد المنيحَ الذي لاغُنْمَ له ولا غُرْمَ، ويقال رجل منَّاح فيَّاح إذا كان كثيرَ العطايا. أبو عُبيد عن ابى عمرو الممانِحُ الناقة التى يبقى لَبَنُها بعد ماتذهب ألبانُ الإبل، بغير هاء. وقال ذلك الأصمعي وقد مَا نَحَتْ مِناحاً وممانحةً، وكذلك ما نَحتِ العينُ إذا سالت دُموعها فلم تنقطع، وقال المُمانح من الأمطار المطر الذي لاينقطع:
حمن
أبو عُبيد عن الأصمعي القُراد أوّل مايكون وهو صغير لايكاد يرى من صغره. يقال لهُ قُمقامة ثم يصير حُمْنَانَة ثم قُرادا ثم حَلَمَةً. وقال الليث أرض مَحْمَنة كثيرة الحَمْنان وهي صغار القِرْدان. قال والحَمْنانُ على مثال فَعْلان الواحدة حَمْنانَةُ. شمر عن الأصمعي الحومْانةُ وجمعها حَوامينُ أماكن غِلاظُ منقادَةُ وقال أبو خيرة الحوْمانُ واحدتها حَوْمانَةُ وجمعها حوامينُ وهي شقائق بين الجبال وهى أطيب الحُزونة، جَلَد ليس فيها إكام ولاأبارق. وقال أبو عمرو الحَوْمانُ ماكان فوق الرَّمل ودونه حين تصعدُه أو تهبِطُه. وقال زهير.
بحومانة الدَّرَّاج فالمُتثلَّم
قلت: حوْمان فَوْعال من حمن. قال أبو العباس اخبرنى سلمةُ بن الفرَّاء أنه قال يقال محنته: ومخَنتُه بالحاء والخاء ومحجتُه ونقَحْتُه وجَلَهْتُه وجحشته ومشَنْتُه وعَرَمْتُه وحَسَفْتُه وخبلته وخَسَلْتُه ولَتَحتهُ كله بمعنى قشرته. وقال الليث المحنة معنى الكلام الذي يُمْتَحَنُ به ليعرف بكلامه ضميرُ قلبه، تقول: امتحنتهُ وامتحَنْتُ الكلمةَ إذا نظرتَ إلى مايصير إليه صَبُّورُها. وقال غيره محنته وامتحنتهُ بمنزلةِ خَبرتُه واخبرتُه وبلوته وابتليتهُ وأصل المَحْن الضربُ بالسوطِ. روى أبو عُبيد عن الاموىّ مَحَنْتُه عشرين سوطاً محناَ إذا ضربته وقال المفضل فيما روى عنه ابن الأعرابي مَحْنت الثوب مَحَناً إذا لبِسته حتى تُخلقه وقال أبو سعيد: محنت الأديم مَحْناَ إذا مددته حتى توسِّعه قال ومعنى قول الله جل وعزّ(أُولئك الذّين امتحن الله قلوبهم للتقْوى أبو العباس عن الأعرابي المَحْن اللينُ من كل شىءِ. والمَحْنُ العطيَّة يقال سألته فما مَحَنَى شيئاَ أي ماأعطانى. أبو عمرو: المَحْنُ النكاح الشديد يقال محَنَهَا ومخَنَهَا ومَسٍحها إذا نكَحَها. حدثنا الحسين عن سويد عن عبد الله بن المبارك عن صفوان أن أبا المثنى المُليْكى حدَّثه أنه سمع عُتبة بن عبدٍ السُّلمىَّ وكان من اصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام حدَّث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(القتلى ثلاثةُ؛ رجل مؤمِنُ جاهدَ بنفسه ومالهِ في سبيل الله حتى إذا لقى العَدوَّ قاتَلُهمْ حتى يُقتلَ فذلك الشهيد المُمَتَحَنُ في خَيْمة الله تحت عرشه لايفْضُله النبيُّون إلا بدرجة النُّبُوَّة ثم ذكر الحديث إلى الحديث إلى اخره، قال شمر قوله فذاك الشهيد الممتحَن هو المصفَّى المهذَّب المُخلص. وروى عن مجاهد(أولئك الذين امْتحَنَ الله قلوبهم للتقوى) قال أخْلَصَ. وقال أبو عُبيدة(امتحن الله قلوبهم) صفاَّها وهذَّبها. وقال غيره الممتحن الموطأُ المذلَّلَ. وقال ابن الأعرابي: مَحَنْتُه بالشدّ والعَدْوِ وهو البلْس بالطرد والممتحِنُ والمُمحِصّ واحِدُ وجلد ممحَّن مقشور. فحم قال الليث: الفحمُ الجمرَ الطافىء؛ الواحدة فَحَمَةُ واشد أبو الهيثم للاغلب: قد قاتلوا لاَ ينفخون في فَحَم يقول لو كان قتالهم يُغنى شيئاً ولكنه لايُغنى فكان كالذي ينفخُ نارا ولافحم ولاحطب، فلاتذكو النارُ ولاتتقدُ، يضربهذا مثلاً للرجل الذي يُمارسُ أمراً لايُجْدِى عليه. وقال الليث: فَحم الصبى وهو يفحم إذا طال بكاؤه حتى ينقطع نفسه. وقال أبو عبيد قال الكسائى فَحِمَ الصبى يفحَمُ فُحُوماً وفُحَوماً إذا بكى حتى ينقطع. وقال الليث كلمنى فلان فأفحمتُه إذا لم يُطِقْ جوابك، قلت كأنه شُبِّه بالذي يبكى حتى يَنْقَطِع نَفَسه، وشاعر مُفْحَمُ لايجيب محاجِيَه، ورجل مُفحَم لايقول الشعر. وقال الليث شَعَرُ فَاحِمُ وقد فَحَمَ فُحومة وهو الاسود الحسن وقال الاعشى مبتلة هيفاءُ رُودُ شبابُـهـا لها مُقْلتا رِئم وأسودُ فاحمُ أبو عُبيد وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ضُمَّموا فواشيكم حتى تذهب فَحْمَةُ العشاء. والفواشى: ماانتشر من المال الإبل والغنم وغيرها. قال: وفَحمةُ العِشاء شدة سواد الليلِ وظلمته، وإنما يكون ذلك في اوَّله حتى إذا سكن فَوْرُه قلت ظُلمته، وقال الفرَّاء يقال فَحِموُا عن العشاء يقول لاتسيروا في اوله حين تقوم الظُلمةُ ولكن أمهلوا حتى تسكن وتعدل الظلمة ثم سيروا وقال لبيد: واضِبِط الليل إذا طال السُرى وتَدَجَّى بعد فَوْرٍ واعتـدال وقال شمر يقال فَحْمَةُ وفَحَمَةُ لغتان. مابين غروب الشمس إلى يوم الناسِ سميت فحمة لِحَرِّها وأولُ الليل أحرُّ من اخره. قال لاتكون الفحْمة في الشِّتاء. قال ولا يقال في الشراب فَحَمَةُ كما يقال الجاشرَّيه والصَّبُوح والغَبُوق والقَيْل. قال: ويقال للذى لايتكلم أصلا فَاحِمُ ويقال للذى لايقول الشعر مُفَحَمَ. اخر الثلاثى الصحيح من حرف الحاء. واول الثلاثى المعتل من الحاءِ. حقى وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم: انه أعطى غَسَلَةَ
أبنته حَقْوَه وقال أشعِرْنها إيَّاه، وذلك حين توقيت وغُسِلَتْ وكفنت الحَقْوُ: الإزَارِ ههنا وجمعه حُقِىّ. وقال أبو عُبيد الحَقو مَعقِد الإزار من الجَنْبِ، يقال أخذتُ بحَقْوِ فلان. وجمعُ الحَقْوِ حِقاءُ. وقال الليث الحَقْوانِ الخاصرتان. والجميع الأَحْقَاءُ. والعدد أَحْقٍ كما ترى تقول عُذْتُ بِحقًوِ فلان إذا عاذَ به ليمنعَه، وأنشد:
وعذتم بأحْقاءِ الزّنادِق بعد ما عركتكم عَرْكَ الرّحى بِثِفَالها
واخبرنى المنذرى عن بشر بن موسى عن الأصمعي قال: كلُّ موضع يَبْلغُه سيلُ الماء فهو حَقوُ. وقال الليث: إذا نظرت إلى رأس الثَّنيِةِ من ثَناَيا الجبل رأيت لِمَخرميهْا حَقْويَنِ وقال ذو الرُّمَّة:
تلوى الثنايا بأحْقيها حوشـيه ليَّ المُلاءِ بأبوابِ التَّفَاريج
التفاريج: خصاص الدَراَبزين بنحِقرات قاله ثعلب يعنى السراب. ويقال: رمى فلانُ بِحَقْوٍ، أي رمى بإزاره: والحَقْوَة داءُ يأخذ في البطن يورث نَفْحةً في الحَقْويْنِ تقول: حُقى الرجل فهو مَحْقو إذا أصابه ذلك الداء قال رؤبة:
من حَقْوَةِ الداء وراء الأعداد
أبوعبيد عن ابى عمرو: الحَقءوَةُ داءُ يكون في البطن من ان ياكل الرجلُ اللحم بَحتاتٍ فيقع عليه المشى وقد حُقَيفهو مُحْقوُّ. وقال ابن الأعرابي الحَقوة في الأبل نحو التقَّطيع يأخُذُها من النحازِ: قال: وأكثرُ ما تقع الحَقوَة للانسان. وروى عنه العباس انه قال حَقِى يحَقى حقاً مقصورُ ورجل محْقوُّ قال أبو بكر معناه إذا اشتكى حَقْوَهُ أبو عمرو الحِقاَءُ رباط الجُلّ على بطن الفرس إذا حُنذ للتَّضْمير وانشد لطلق بن عدى:
ثم حطَطَنْا الجُلَّ ذا الحِقَاء كمثل لَوْنَ خالِصِ الحناءِ
أخبر أنه كُميتُ. قال: الحِقاء جمع حَقْوة. قال: الحِقاء جمع حَقوةٍ، وهو مرتفع عن النَّجْدةِ وهو منها موضع الحَقْوِ من الرجل يتحرَّزُ فيه الضباع من السيل. قال أبو النجم يصف مطرا:
يَنْفى ضِباع القُفّ من حِفائه
وقال النضر: حُقُّي الارض سفوحها وأسنادها واحدها حَقْوُ وهو السَّنَدُ والهَدَفُ. ثعلب عن سلمة عن الفرَّاء قالت الدُبيرية بيقال: ولغ الكلب في الإناء ولجن واحْتَقَى يحتقى احتقاءً بمعنى واحد. أبو عبيد عن الأصمعي قال: حَقْوُ السَّهْم مُسَتدقُّه مما يلي الريش. ويقال حَقْوُ السهم موضع الريش وجمع الحَقْوِ حِقَاءُ وحُقِيُّ.
قحا
قال الليثُ: القحْوُ تأسيس الأقحُوَان وهي في التقدير أفعُلاَن، وهو من نبات الربيع مُفَرَّضُ الورق دقيق العيدان له نوْرُ ابيض كأنه ثغر جارية حَدَثةِ السن. والواحدة أقْحُوانه ولو جعلته في دواء. قلت: دواء مَقْحُوُّ ومُقَحًّى. وأقحوانه ولو جعلته في دواء. قلت: دواء مَقْحُوُّ ومُقَحًّى. وأقحوانه موضع معروف في دار بنى تميم، وقد نزلت به. والأقحوان هو القُرَّاصُ عند العرب وهو البأبونج والبأبونك عند الفرس. والعرب تقول رأيت اقاحى امره كقولك رأيت تباشير امره وفي النوادر اقتحيت المال وقحوته واجتفَفْتُه وازدفَفَتْهُ أي اخذته. وقال: فالاقحوانه منا منزل قمِن.
حاق
عمرو عن ابيه قال: الحوقة الجماعة الممحزقة وقال ابن الأعرابي الحوق الكنس، والمحوقة المكنسة قال والحوق الحوقلة. وقال الليث: الحوقة والحوق لغتان، وهو مااستدار بالكمرة يقال فيشلة حوقاء. وقال ابن الأعرابي الحوق ُ الجمع الكثير. أبو عُبيد عن الكسائى الحواقةُ القماش وقد حقت البيت حوقا. كنسته. وقال النضر: حَاق بهم العذابُ كأنَّهُ وجب عليهم: وقال: حاق العذاب يحيق فهو حائق. وقال الليث: الحْيق ماحَاقَ بالانسان من مْكرٍ او سُوءٍ فينزل ذلك به. تقول احاق الله بهم مكرهم وحاق بِهِمْ مَكْرَهُم. وقال الزّجَّاج 521 في قوله جل وعز(حاق بهم ما كانوا به يستهزءون) أي أحاط بهم العذابُ الذي هو جزء ماكانوا يستهزءون. كما تقول أحاط بفلان عملهُ وأهلكه جزاء كسبهُ؛ قلت: جعل أبو أسحاق"حاق?بمعنى أحاط، وكأن مأخذَه من الحُوق وهو ماأستدار بالكَمَرَةِ، وجائز أن يكون الحُوقُ فُعلاُ من حاق يحيق كأنه كان في الأصل حُيْقا فقلبت الياء واواً في حروف كثيرة، يقال تصوح النبت وتصيح إذا تشقق وتوهه وتيهه طوحه وطيحه. سلمة عن الفرَّاء في قوله: حاق بهم هو في كلام العرب عاد عليهم ماأستهزءُوا وجاء في التفسير أحاطَ بهم ونزل بهم.
وقح
الليث الوقاحُ الحافِر الصُّلْبُ الباقى على الحجارة. والنعت وقاحُ، الذكر والأنثى فيه سواء والجميع وُقُحُ. وَوقَّحُ، ورجلُ وقَاحُ الوجه صُلبه قليلُ الحياءِ، وقد وَقُح وقَاحَةً وِقحةً(وَوَقَح الفرسُ وقاحة وقِحَةً) والتوقيح أن يوقح الحافرُ بشحمةٍ تذاب حتى إذا تشيطت الشحمة وذابت كُوِىَ بها مواضع الحَفاء والأَشاعر. واستوقح إذا صلُب وقال غيره: وقِجْ حوضَك أي امْدُرْه حتى بَصْلُبَ فلا ينشفَ الماءُ، يوَقَّح بالصفائِح وقال أبو وجزة:
أفرِغْ لها ذى صَفِيحٍ أوْقَحَا
قاح
قال الليث يقال للجرح إذا انَتبَرَ قَدْ تَقَوَّحَ. قال وقاَحَ الجرحُ يقيحُ وقَيحَ واقاَحَ، والقيح المدَّةُ الخالصة التي لايخاطها دمُ. ثعلب عن ابن الأعرابي أقاح الرَّجُلُ إذا صمَّم على المنع بعد السؤال، وروى عن عمرو رضى الله عنه أنه قال مَنْ مَلأَ عينيه من قَاحَةِ بيْتٍ قبل أن يُؤذَنَ له فقد فَجَر. وقال ابنُ الفرج أبا المقدام السُلمىَّ يقول هذه بَاحَةُ الدَّارِ وقَاحَتُها ومثله طين لازِبُ ولا زقُ. ونَبيثَةُ البِئْر ونقيثتها وقد نَبَّثَ عن ألامْرِ ونَقَّثَ. وقال ابن الأعرابي عن ابى زيادٍ: مررت على دَوْقَرة فرأيت في قاحَتِها دَعْلَجاً شَظيِظاً. قال قاحةُ الدَّار وسَطُهاَ، والدَّعْلَجُ الحُوالِقُ والدوقرَةُ أرضُ نَقَّيِة بين جبالٍ أحاطت بها. وروى ثعلب عن ابن الأعرابي القُوح الأرَضُوان التى لاتُنبتُ شيئاً، يقال قاحَةُ وقُوحُ مثل ساحةٍ وسوحٍ ولابةٍ ولُوبٍ وقارةٍ وقُورٍ.
حاك
يحوك وبحيك كاح حكى حكاه وكح. قال الليث الحُوك بقلة ورَوَى ثعلب عن ابن الأعرابي: قال الحَوْكَ الباذروج. قال اليزيدي ماحكّ في صدرى منه شىء وماحاكَ وكلُّ يقال: فمن قال حكَّ قال يحُكَّ ومن قال حاك قال يحيكُ حَيكاً، ويقال ماأحاك فيه السيف وماحاك كلُّ يقال: فمن قال أحاكَ قال يحيكَ إحاكةَ، ومن قال حاكَ قال يحيكَ حَيكاً وحاك الحائك يحول حياكةً وحوكاً وحاك في مشْيهِ يَحيِيِكُ حَيَكاناً أي تبختر. وحدثنا السعدى قال حدثنا الزعفرانى عن زيد بن الحُباب: قالاخبرنا معاوية بن صالح قال أخبرنى عبد الرحمن ابن نُغَيْر عن أبيه عن النَوَّاس ابن سَمْعان الأنصارى: أنه سأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن البِرّ والأثمُ فقال: البِرُّ حُسْنُ الخُلُق: ةوالإثم ماحاكَ في نفسك وكَرِهْتَ أن يطلعَ عليه الناس. وقال الليث الشاعر يحوك الشِّعْرَ حوكاً والحائك يحيكَ الثوب حيكاً والحياكةُ حرفتهُ. قلت هذا غلط الحائك يحوك الثوب وجميع الحائك حَوَكَةُ وكذلك الشاعر يَحُوكُ الكلام حَوْكاً. وأما حاك يَحيكُ فمعناه التَّبختُر. وقال اليث الحَيك النسج والحَيْكُ اخذُ القول في القلب، يقال:
مايحيكُ كلامُكَ في فلان ولايحيكُ الفأسُ ولا القدومُ في هذه الشجرة. قال والحَيَكانُ مِشْيَةُ يُحرِّكُ فيها الماشى أليَتَهُ، تقولُ رجل حَيّاكُ وأمرأة حَياكَةُ تَتحيكُ في مِشْيَتها. أبو عُبيد عن ابى زيد: الحيكان (أن) يُحرَّكَ منكبيه وجسدَه حين يمشى مع كثرة لحم. ابن بُزُرْج قالوا حَوكُ وحَوَكُ وحوُوُكةُ، والمعنى النِساجات وهي الثياب بأعينها. أبو نصر عن الأصمعي: ماحاك سيْفُه أي ماقَطَعَ، وماحَكَّ في صدري منه شىء، أي ماتخالَجَ في صدرى منه شىء. قال وحاكَ يحيكُ حيكا إذا فَحَّجَ في مِشْيِتهِ(وحرّك منكبيه وقال المُبرَّد: حاك الثوبَ والشعرَ يحوكُهُ، كِلاهُما بالواو، وهو يحيكُ في مشيته، ومشيةُ) حَيَكى إذا كان فيها تبختر:
كاح
قال الليثُ: كاوحت فلانا مكوحةً إذا قاتلتَه فَغَلبتَه. ورأيتُهما يتكاوحان، والمكاوحةُ أيضاً في الخصُوماتِ وغيرها. ثعلب عن ابن الأعرابي: أكاح زيداً. وكوَّحه إذا غَلَبه، وأكاحَ زيداً إذا أهْلَكَه. وقال أبو عمرو والتكْويِحُ التَّغْليِبُ وأنشد:
أعددتُه أبو للخَصْم ذى التعَدّى كوَّحْتُه مِنكَ بِدُونِِ الجَهْـدِ
وكوَّحَ الزِّمَامُ البعيرَ إذا ذلَّلَه، وقال الشاعر:
إذا رام بغياً أو مراحا أقامهُ زِمَامُ بَمْثناهُ خِشاشُ مكوِّحُ
بمثناه بما ثنى من طرفَهِ حَلقَةً شمر عن الأصمعي الكيحُ ناحية الجبل وقال رؤبة.
عن صَلَتٍ من كيحناَ لاتَكْلِمه
وقال أبو عمرو الكيِحُ عُرْض الجبل وأَغَلظُه قال والوادى ربما كان له كيِحُ إذا كان في جُرُفٍ غليظ فجرفه كيحهُ، ولايعد وأخْشنها، وكل سَنَدٍ جبلٍ غليظٍ كيحُ وإنما كوْحه خُشْنته وغِلَظُه، والجماعة الكيِحَةُ. وقال الليث أسنانُ كيحُ غليظة وأنشد.
ذا حَنَكٍ كِيح كحبِّ القِلقِل
قال والكيح صقع الجُرْف وصقْع سنَدِ الجبل.
وكح
أبو عُبيد عن أبى زيد أوْكَحَ عطيتَه إيكاحاً إذا قَطَعَهَا. الأصمعي: حفر فأكْدَى وأوْكَحَ إذا بَلَغَ المكانَ الصُّلبَ وقال المفضّل سألته فاسْتَوكَحَ استيكاحاً أي أمسك وام يعط. أبو عُبيد عن الأصمعي: استوكَحَتِ الفراخُ إذا غلظت وهى فراخ وُكُحُ. وقال غيره أراد أمراً فَأوْكَحَ عنه أي كفَّ عنه وتَرَكَه.
حكى
الليث الحِكاية كقولك حكَيْتُ فلاناً وحاكيتهُ إذا فعلتَ مثل فعلهِ سواءً وقلت مثل قولهِ سواءً لا تجاوزُه. سلمى عن الفرَّاء: الحاكِيَةُ الشادة يقال حكت أي شدت قال والحائكة المتبخترة.
حكأ
قال الليث أحكأءت العُقدَةُ إذا اشتدت وقال الأصمعي: أحكأَ عُقدَتَه إحكاءً إذا شدها، وأنشد شمر:
أجْلَ أن الله قد فَضَّـلـكـم فوق من أحكأ صُلباً يأزار
الصُّلبُ ههنا الحَسبُ، والإزا العِفَّةُ من المحارم: وقال شمر هو من أحكأْتُ العُقدَة أي أحْكَمتُهاَ. وقال أبو حاتم قال الأصمعي: أهل مكةّ يسمون العِظاءَة الحُكأةَ. والجميع الحُكى، مقصور. قال أبو حاتم. وقالت أم الهَيْثَمَ الحُكاءَةُ ممدود مهموز. وهو كما قالت. وفي النوادر. يقول لو احْتَكَأ أمرِى لفعلت كذا، أي لو بأن لي أمرى في أوله. ابن السكيت يقال احْتَكأ ذاك الأمْرُ في نفسي أي ثَبَتَ فلم أشُكَّ فيه، ومنه(إحكاء) العُقدةِ، ويقال سمعت أحاديثَ فما احتكأ في صَدْرِى منها شىءُ.
كحا
أهمله الليث وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي أنه قال كَحَا إذا فسد. قلتُ: وهو غَريبُ.
حجا
وقال الليث: تقول حاجَيْتُه فَحَجَوْتهُ إذا ألقيت عليه كلمة مُحجيةً مخالفة المعنى للفَّظ. والجوارى يتحاجَيْن. والحُجَّيا تَصْغِيرُ الحَجْوَى. وتقول الجاريةُ للأخرى جُحيَّاكِ ماكان كذا وكذا. والأُحْجِيَّةُ اسم المحاجاةِ وفي لغة أُحْجوَّة، والياء أحسن. والحَجْوَى اسم أيضاً للمحاجاة. وقالت بنت الخُسِّ العاديَّةُ فيما يُرْوَى لها
قَاَلَـــــــتْ قـــــــالةً أخـــــــتــــــــــــى وحَجْوَاهَا لها عَقْلُترى الفتيان كالنخلوما يدْريِك ما الدَّخْلُ
الدَّخْلُ العيْبُ. أبو عبيدٍ: بينهم أُحْجِيَّةُ يتحاجون بِها، وهى مثل الأغلوطة وأدْعيَّه في معناها، وقال أبو زيد يقال منه حاجَيْتهُ، وهو نحو قولهم أَخرِجْ ما في يدى ولك كذا. سلمةُ بن الفرَّاء قال: حُجَيَّاكَ ما في يدي، أي حاجَيْتُك. وقال الأصمعي فلان يأتينا بالاحاخىّ أي بالأغاليط. وقال الليث الحَجَاةُ فُقاعةُ ترتفع فةقَ الماء كأنَّها قارورةُ والجميع الحَجَواتُ وأنشد
وعَيْنَاى فيها كالحجَاة من القطر
وقال الأصمعي الحَجا مقصور النُّفاخات على الماء الواحد حجاةُ. قال: والحِجاَ العقلُ مقصور، وكذلك قال أبو زيد والفراء وأنشد الليث قولَ الأعشى:
إذ هى مثلُ الغُـصْـن مـيَّالَة تروق عَيْنَى ذى الحِجا الزائر
ويقال: هو حَجٍ به قال وتقول إنَّه لَحِجىُّ أن يفعل ايحَرِيُّ به، وما أحْجاَهُ وأحْراه قال العجاج.
كرَّ بأَحْجَى مانِعٍ أن يَمْنَعاَ
وتقول أَحْجِ به أي أحْرِبه وأخلِ به أن يكون، قال الأصمعي وقال الليث الحَجاَ الزمزمة وقال الشاعر:
زمزمة المجوس في أحجائها
وقال ابنُ الأعرابي في حديث رواه عن رجل رأيت عِلْجاً يومَ القادسية قد تكَنَّى وتَحَجَّى فقتلته؛ قال ثعلب سالت عن ابن الأعرابي عن تحجَّى ممدود الزمزمة وأنشد:
زَمْرَةُ المجوس في حِجاَئِها
هكذا رواه أبو العباس عنه وكأنهما لغتان إذا فتحت الحاء قصرْتَ وإذا كسرتها مددت، ومثله الصّلا والصِّلاءُ والأياء والإياءُ للضَّوْء.
قال وتكنى لزم الكِنَّ، أخبرنى المنذرى عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال حاجانى فلانُ فاحْتَجَيتُ أي اصَبْتُ ما سألنى عنه وانشدنا:
فَنَاصيتَِى ورَاحِلتَى ورحْلى ونِسْعَا نَاقَتِى لمن احْتَجَاهَا
وقال الليث الحجوة(الحجْمَة يعنى الحدقة. قلت لاأدْرِى هي الحَجْوَة أو الجحوة للحدقة. وقال الأصمعي حجا الرجل) يحجوُ إذا أقام بالمكان وثبت وقال العجاج:
فَهُنَّ يعكُفْنَ به إذا حَجَا
ويقال تحجيتكم إلى هَذَا المَكَانِ أي سبَقتُكمْ إليه ولزمته قبلكم وقال ابن الأحمر:
أصَمَّ دعاءُ عاذلتى تحجى باخرنا وتنسى أوّلينـا
قال وأَحْجاَءُ البلاد نواحيها وأطرافُها، وقال ابن مُقبل:
لايُحْرِزُ المرءَ أحجاءُ البِلادِ ولا تُبنى له في السمواتِ السلاليم
وقال غيرهُ واحد حَجاً منقوص، ناحيةُ الشيء وقال ذو الرُّمَّة:
فجاءت بأغباش تحجَّى شريعةً تِلاداً عليها رمْيُها واحتِبالُها
قال تَحَجى تقصد، حَجَاهُ، ويقال تحجى فلانُ بظنَّه إذا ظنَّ شيئاً فادعاه ظانا، ولم يستيقنهوقالا الكُميْتُ.
تَحَجَّى أبوها من أبوهم فصادفُوا سواه ومن يجهلْ أبَاهُ فقد جَهِل
وتقول: حَجَوْتُ فلاناً(بكَذاَ أيْ ظننته به، وقال الشاعر:
قد كُنْتَ أحجو أبا عَمْرٍ واخاً ثقة حتي ألمَّت بنا يوماً ملـمـاتُ
وقال ابن الأعرابي الحَجْوُ الوُقُوف حَجاَ إذا وقف قال وحجى معدولُ من حَجاَ إذا وقف.
وقال الكسائى: ما حجوت منه شيئاً، وما هجوت منه شيئاً ما حفظت منه شيئاً. وقال أبو الفارء حَجِيتُ بالشيء، وتحجَّيْتُ، به يُهمز ولا يُهمز تمسكتُ به ولزْمتُه وأنشد بيت ابن أحمر:
أصَمَّ دَعاءُ عَاذِلتي تَحَجَّى
أي تمسك به وتلومه قال وهو يحجوبه وأنشد:
فهن يعكفن به إذا حَجَا
أي إذا أقام به ومنه قول عدى بن زيد:
أطفَّ لأنفه الموسى قصيرُ وكان بأنفه حَجِئاً ضنينـا
قال شمر: تحجَّيتُ تمسكت جيداً قال اللحيانى يقال ماله حَمْجأُ ولا مَلْجأُ بمعنى واحد. وقال أبو زيد إنه لَحجىءُ ننى فلان أي لاجىءُ إليهم وقال ابن هانىء قال أبو زيد حجا سرُّه يَحْجُوه إذا كَتَمهُ ويقال للراعى إذا ضَيَّع غَنَمه فتفرَّقَت ما يَحْجُو فلانُ غنمه ولا إبلهُ، وما يَحجُو السّقاءُ شيئاً إذا لم يحبس الماءَ ونَفَحَ من جوانبه.
وفى نَوادِرِ الاعراب لا محاجاةَ عندى في كذا ولا مكافأةَ، أي لا كتمانَ له عندى ولا ستر. وقول الاخطل.
جحونا بى النعمان إذ عَضّ ملكهم وقبل بنى النعمانِ حاربَناَ عَمروُ
قال الذي فسره جحونا قَصَدْناَ واعتمدنا، قلت: منه قولهم أنه لحجىّ بكذا اى حَرِيُّ وما احْجاه أي ما أخَلْقَهُ.
جحا
أبو العباس عن ابن الأعرابي: حَجَا إذا خَطَا. قال: والجَحْوَة الخَطْوَة الواحدة قال أبو العباس إذا سميت رجلاً بجحا فألْحقه بباب زُفَر. وقال ابن الأعرابي: الجاحى الحسنُ الصلاة، والجاحى المثاقب، والجائح الجَرَاد، قال: وجُحا معدول من جَحَا يَجْحو إذا خَطَا، وقال غيره بنو جَحْوان حَيٌّ من العرب. واجتحى الشئ واجتاحه بمعنى واحد إذا استأصله. وأخبرني المنذريُّ قال أخبرني ثعلبٌ عن سَلمة عن الفرَّاء وقال في كلام تجاحيا الأموال فقلب يريد اجتاحا وهو من أولاد الثلاثة في الأصل. حاج قال الليث: الحَوْجُ من الحاجة، تقول أحْوَجَهُ اللهُ. وقد أحْوج الرجلُ إذا احَتاج. والحَاجُ جمع الحاجة، وكذلك الحوائج والحاجات. وتقول لقد جاءت به حاجةٌ حائجةٌ. قال: والتَّحَوُّوج طلب الحاجة وقال العجاج إلا انتظار الحاج من تَحوَّجا وقال الفرَّاء هي الحوج للحاجات وأنشد. وعن حِوَج قَضَاؤها من شفائيا والحاجُ ضرب من الشوك. ورُوى عن ألكِسائي أنه قال: تصغير الحاج الشوك حُيَيْجَةٌ. قال وأحَيْجت الأرض وأحَاجَتْ إذا أنَبْتَت الحَاج: وقال الرّاجز. كأنها الحاجُ أفادت عصبة أراد الحاجّ فحذف إحدى الجيمين وخففه كقوله. لسوء الغالبات إذا فليني: س أراد فليني وأنشد شمر. والشحطُ قطّاعُ رجاء من رجا إلا احْضار الحاجِ من تحوَّجا قال شمر يقول إذا بعد من تُحِبُ انقطع الرَّجاء إلا أن يكون حاضراً لحاجتك قريباً منها. وقال رجاء من رجا، ثم استثنى فقال إلا احتضار الحاج أي إلا أن تحضره، والحاج جمع حاجةٍ، وتحوَّج طلب حاجة. وأخبرني المنذريُ عن أبي الحسن الشيخي عن الرياشي قال يقال حاجةٌ وحاجٌ وأخبرني عن أبي الهيثم أنه قال الحاجةُ في كلام الغرب الأصْل فيها حائجة حذفوا منها الياء فلَّما جمعوها ردوا إليها ما حذفوا منها فقالوا حاجة وحوائج فدلّ جمعهم إياها على حوائج أن الياء محذوفة من الواحدة قال وقالوا حاجة حوجاء وأنشد: وحُجْتُ فلم أكُدُرْكُم بالأصابِع أي تعفَّفْت عن سؤالكم. وقال اللحيانى حاج الرّجل يَحُوج ويَحيجُ، وقد حجتُ وحُجْت أي احَتْجت ويقال كلمت فلانا فما ردّ عليّ حَوْجاء ولا لَوْجاء على فعلاء ممدود، ومعناه ما ردّ عليّ كلمة قبيحة ولاحسنة. وقال اللحياني مالي فيه حوجاء ولا لَوْجاء ولا حويْجَاء ولا لويجاء أبو العباس عن ابن الأعرابي َاجَ يحُوجُ حَوْجاً إذا احْتاج. قال: والحَوْجُ الطلب، والحَوْج الفقر. جاح أبو العباس عن ابن الأعرابي: جَاح الرَّجُل يجوحَ جَرْجاً إا أهْلك مال أقربائه، وجَاح يَجُوح جَوْحاً إذا عدا عن المحجَّة إلى غيرها، أبو عُبيد الجائحة المشيبة تحل الرجل في ماله فتجتاحه كُلَّه قال شمر، وقال ابن ميل: أصابتهم جائحة أي سنة شديدة اجتاحت أموالهم فلم تَدْع لهم وجَاحاً، والوَجاح بقية الشئ ن مالٍ أو غيره. وقال الليث الجوح من الاجتياح، قال جاحَتْهم السنة واجتاحتهم، وهي تَجُوحُهم جَوْحاً وجياحةً، وهي سنة جائحة جدْبةٌ. ونزلت بفلان جائحة من لجوائح. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر بوضع الجوائح ومنه قول شاعر الأنصار: ولكن عرايا في السنين الجوائح وأخبرني عبد الملك عن الربيع عن الشافعي قال: جِمَاع الجوائح كلُّ ما أذْهب الثمرة أو بضها من أمرٍ سماوى بغير جناية آدمى. قال وإذا اشترى الرجل ثمر نخل بعد مايحل بيعهُ فأصيب الثمر بعد ماقبضه المشترى لزمه الثمن كله، ولم يكن على البائع وْعُ ما أابه من الجائحة عنه. قال واحتمل أمرُه بضع الجوائح أن يكون حَضَّاً على الخير لا حتما كما أمر بالصُلْح على النصف ومثل أمره بالصدقة تطوعا فإذا خلّى البائع بين المشترى وبين الثمر فأصابته حائجة لم يُحكمْ على البائع بأن يضعه عنه من ثمنه شيئاً. قلت: والجائحة تكون بالبَرد يقعُ من السماء إذا عظم حَجْمه فكثر ضَرَره، وتكون بالبْرد المحرق والحرَ المُفْرط حتى يفسد الثمر. عمرو عن أبيه قال: الجَوْح الهلاك والجائحة مأخوذة منه. وجح قال شمر: الوَجَحُ الملجأ وكذلك الوجَحُ وأنشد: فلا وجَحٌ ينْجِيكَ إن رُمْت حَرْبَنا ولا أنت منَّا عند تِلْـك بـآئل وقال حُمَيْد بن ثور:
نضْحَ السُّقاةِ بصُبابات الرَّجا ساعة لاينفعها منه وجحٌ قال ويُروى بيت الهذلى: فلا وَجْح ينْجيك. قال وقد وجَح يَوْجَحُ وجْاً إلتجأ، كذلك قرأته بخط شمر، وروى عن عمر أنه صلى بقوم فلما سلم قال: من استطاع منكم فلا يُصَلِّ مُوجِحاً. فقنا: ما المُوجِحُ؟ قال: من خَلاءٍ أو بَوْلٍ. قال شمر: هكذا رُوى بكسر الجيم، قال وقال بعضهم: مُوجَحٌ وقَدْ أوْجَحَهُ بوله. قال: وسمعت أعرابياً سألته عنه فقال هو المُجِحُّ ذهب به إلى الحامل. قال شمر ويقال ثوب موجح كثير الغزل كثيف قال وطريق موجح مَهْيع وقال ساعدة الهذلى. لَقَدْ أشهدُ البيتُ المُحَجَّبَ زَانَه فِراشُ وخدرُ موجَحُ ولطائِم قال الموجَحُ الغليظُ الكثيفُ، وثوب وَجيحُ متين كثيف. قال شمر كأنه شَبَّه ما يجد المحتقِن من الامتلاء والانتفاخ بذلك إذا ظهر. يقال الطريقُ والنارُ إذا وَضُح وبَداَ. قاله ابن المظفر. وقال أبو وجزة: جَوْفَاءُ محشوَّةُ في موحَحً مَغِصٍ اضْيافهُ جَوَّعُ منه مَـهـازيلُ أراد بالموجح جلداً له أمْلَسَ وأضيافُه قِرْدانه والموجَحُ يُشبه المغَار. وقال: بِكُلِّ امعزَ منها غيرِ ذى وَجَحٍ وكُلِّ دارة هَجْلٍ ذاتِ أوجاح اى ذات غيِران. وأوجعتْ غُرَّةُ الفرس إيجاحاً واوضحتْ إيضاحاً. قال شمر: والمُوجِحُ ايضاً الذي يوُجِحُ الشيء يسترهُ ويُخْفيه من الوِجاح وهو الستر وقال الليث: ما عليه وَجاَعُ أي ما عليه سِترُ وقال أبو عُبيد: قال الفرَّاء: الوِجَاحُ والأجاح والوَجاح الستر، الحرانىُّ عن ابن السكيت قال الفرَّاء: ليس بينى وبينه وِجاح ووجاح وإجاحُ وأحاحُ أي ليس بينى وبينه سِترُ قال شمر: وسمعت أبا معاذٍ النحوىَّ يقول: مابينى وبينه جاحُ بمعنى وَجاح. قال شمر: والموجِحُ أيضاً الذي يُوجِحُ الشيء يُمْسِكُه ويمنعه من الوَجَحِ وهو الملجأ. قال وأقرأنى إبراهيم بن سعد عن الواقدى للجُلاَح. أتتركُ أمـر الـقَـوْمِ فـيه بـلابِـلُ وتترك غيظاً كان في الصدْر موجِحاً حشا قال الليثُ الحشو: ما حشَةتَ بِه فراشاً أو غير ذلك. والحَشِيَّةُ الفِراش المحشُوُّ. وتقول احتشيت بمعنى امْتلأت. وتقول انْحشى صوتٌ في صوتٍ وانحشى حرْف في حَرْفٍ. قال: والاحْتِشاء احتشاء الرجل ذي الإبْرِدة والستحاضةُ تَحْتشى بالكُرْسُف. قال النبي صلى الله عليه وسلم لامرأةٍ: احْتشى كُرْسُفاً، وهو القطن تحشو به فرجَها. والحَشْوُ من الكلام الفَضْلُ الذي لايُتمد عليه. قال: والحشو صغارُ الإبل، وكذلك حَوَاشيها صغارها، واحدها حاشيةٌ. والحَشْو من الناس الذين لايُعتدّ بهم. وحاشيتا الثوب جَنَبَتاه الطويلتان في طرفْيهما الهُدْب. وحاشيةٌ السَّراب كلُّ ناحية منه. والحشا مادون الحجاب ممَِّا في البطن كله من الكبد والطِّحال والكَرِش وما تبع ذلك حشا كُلُه. وأخبرني المنذري عن الحَرَّانى عن ابن السكيت: الحَشَا ما بين آخر الأضلاع إلى الورك. قلت ولشافعيُّ رحمه الله سَمَّى ذلك كلّه حِشْوة. ونحو ذلك سمعت العرب تقول لجميع ما في البَطْن: حِشْوةٌ ماعدا الشَّحْم فإنه ليس من الحشوة. وقال الليث الحا أيضاً ظاهر البطن وهو الخَصْرُ، وأنشد في صفة امرأة: هَضِيم الحشا ما لشمسُ في يوم دَجْنها وإذا ثنيت قلت حشيان، والجميع الأحشاء. وقال فلان لطيفُ الحشا إذا كان أقبَّ ضامر الخَصْر. وقال الليث: تقول حشوتهُ سَهْماً إذا أصَبْت حشاه. قال وتقول: حشأتُه بالعصَا حشأ مهموزٌ إذا ضربْتَ بطنه بها، مَزَّقوا بينهما. وأنشد: وكائِنْ تَرى يوم الكُلابِ مُجـدلاً حشوْناه مَحْشُورَ الحديدةِ أصْمَعَا وتقول حشأتُ النارَ أي غَشيِتها، وكأنه من تصحيفِ الورَّاقين. شمر عن ابن الأعرابي حشأته سهماً وحشَوتُه. وقال الفرَّاء: حشاتهُ إذا ادخلته جوفَه. وإذا اصبتَ حشاه قلت حَشيتهُ. وروى أبو الفضل لنا عن ثعلب عن الأعرابي: حشأته سهماَ إذا رميتَه فأصاب جوفه وأنشد هذه الأبيات. لى كـــــــــــــــلَّ يوم مِـــــــــــــــــنْ ذؤالَـــــــــــــــــــــــــــــــه ضفثُ يزيد على إبالهلى كلَّ يوم صِبْقَةُفوقى تأجلُ كالظُّلَالهفلأحْشأنك مِشقصاأوْساً أُوَيْسُ مِنَ الهباله
والصِبْقَةُ الغبار وقوله أوْساً أي عوضاً من هَبَالتك يا أوْسُ، وهو الذئب كان يعبَثُ في غَنَمِه ويَهْتبِلُ لَحْمها فرماه بسهم في جَوفِه وقَتَلَه. الحرانى عن ابن السكيت قال حَشأ الرجلُ امرأتهُ يَحشؤُهَا حَشأ إذا نَكَحهَا. قال وحشَأتَه بسهمً إذا اصبتَ به جَوْفَه. وقد حشا الوسادةَ يحشُوها حشواً. وقال أبو زيد حشأتُ الرجل بالسهمِ حَشأ إذغ أصبتَ به جَنبيه وبطنَه وحشأتُ المرأةَ حَشأ. إذا نكَحْتَها. وحشأتُ بطنه بالعصا حَشأ إذا ضربته بها. قلت: والصوابُ في حشأت ما رزيناه عن هؤلاء الأئمة.
قال المنذرىُّ قال أبو حاتم قال الأصمعي الحِشْوَةُ مواضِعُ الطعام، وفيه الأحشاءُ والأقصاب. قال وسمعت الأصمعي يقول: أسفلُ مواضعِ الطعامِ الذي يُؤدِّىَ إلى المذهب المَحْشاة بنصبِ الميم والجميع مَحاشٍ وهى المَبْعرُ من الدوابّ. وقال: إياكم وإتيانَ النساءِ في مَحَاشِيهنّ؛ فإن كل مَحْشَاةٍ حَرامُ. قال: والكُلْيَتَان في أسفل البطن بينهما المثانة ومكان البول في المثانة. والمَرْبَضُ تحت السُّرَّة وفيه الصِّفاقُ. والصفاق جلدةُ البطْن الباطِنَة والجلدُ الأسفلُ الذي إذا انحرق كان رقيقاً. والَمانَةُ ما غلُظَ مما تحت السُّرَّة. وروى أبو نصر عن الأصمعي لأنه قال المحاشىءُ بالهمزة أكسيةُ خَشْنَةُ تحلق الجسد واحدها محشأُ. وأنشد:
ينفضن بالمشافر الهَـدالـق نفضك بالمحاشىء المحالِقِ
وقال غيره المِحْشاةُ بغير همز ما وَلى الدُّبُرَ من المبْعر. وقال أبو عُبيدة الحَشيَّة رِفاعةُ المرأة وهو ما تَضَعه المرأةُ على عَجِيزتِها تفطُّمها به، يقال تَحَشَّت المرأة تَحِشياً فهى متحشِّيَةُ.ِ وعيش رقيق الحَواشى إذا كان ناَعِماً في دَعَةٍ. وقال ابن السكيت الحاشِيتان ابنُ المَخاَض وابنُ للبُون. يقال: أرسلَ بنُو فلان رَائداً وانتهى إلى أرض قد شبعت "حاشيتها".
أبو عُبيد إذا اشتكى الرَّجُلُ حَشاه ونَسَاهُ فهو حَشٍ ونَسٍ. قال والحَشْيان الذي به الرَّبْوُ. وامرأة حَشْيا. وفى حديث عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم خَرَج من بيتها ليلا ومضى بعضَ حُجَرِ نسائِه، فلما أحَسَّ بِسوادِها قصد قَصْده فعَدتْ وعَدَا على إثْرِها، فلم يدءرِكْها إلا وهى في جوف حُجْرَتَها، فدنا منها وقد وقَع عليها البَهْرُ والرَّبْوُ فقال لها مالى أرَاك حَشْياَ رَابيِة. أراد ما لى أراك قد وقع عليك الرَّبْوُ وهو البَهْرُ، والرَّبْو يقال له الحَشا وقال الهذلى:
فَنَهْنَهَتُ أُولى القوم منْهم بضرْبةٍ تَنَفَّس منه كلُّ حشيانَ مُحْجِـرُ
وقال الفرَّاء في قول الله جلّ وعزّ (قلن حاش لله) هو مِنْ حَاشَيتُ أُحاشى. وقال غيره يقال َشتَمتُم فما تحشَّيتُ منهم احداً وما حاشَيْتُ منهم أحداً وما حاشْيَتُ أي ما قلت حاشَى فلانٍ اى ما استثنيت منهم احداً. وقال أبو بكر بن الأنبارى: معنى حاشاَ في كلام العرب أعْزِلُ فلاناً من وصْفِ القوم بالحَشاَ، وأعْزِلُه بناحيته ولا أُدْخِلُه في جُملتهم، ومعنى الحشا النَّاحِبةُ وأنشد.
ولا أُحاشِى من الأقوامِ مِنْ أحَدِ
ويقالُ حاشى لِفلانٍ، وحاشاَ فلاناً وحَشَى فُلانٍ. قال عمرُ بن ابى ربيعة:
من رامها حاشَى النَّبِىَّ وأهلِـهُ في الفَخْرِ غَطمَهُ هناك المزْبِدُ
وانشد الفرَّاء:
حشَى رَهْطِ النبى فإن منهم بحُوراً لا تكدَّرُها الـدِّلاءُ
فمن قال حاشى لِفُلانٍ خفَضَه باللام الزائدة، ومن قال حاشى فلاناً أضمر في حاشى مرفوعاً ونصبَ فلاناً بحاشَى. والتقدير حاشَى فِعْلُهم فلاناً. ومن قال حاشى فلان خفض بإضمار اللام لِطول صحبتها حَاشَى، ويجوز أن تَخْفِضَه بحاشى لأنَّ حَاشى لَماَّ خلت من الصَّاحِب أشبَهت الاسم فأضيفتْ إلى ما بَعْدَها. ومن العرب من يقول حاشَ لفُلان فيُسقط اللأف، وقَدْ قُرِىءَ القران بالوجهين: قلت: حَاشَ لله كان في الأصل حاشى لله فلما كُثرَ في كَلَامِهمْ حَذفُوا الياءَ وجُعلض اسماً وإن كان في الأصل فِعْلا، وهو حَرفُ من حُروفِ الاستثناء مثل عداً وخَلا ولِذلكَ خَفَضوا بِحَاشى كما خَفَضوا بهما لأنهما جُعِلا حَرفين وإن كان في الأصل فعلين. وقال أبو إسحاق في قوله (قلن حَاشَ لله) اشتُق هذا من قَوْلِك كُنتَ في حَشاَ فَلانٍ اى في ناحيتهِ فالمعنى في حاشى لله براءة لله من هذا التَنَحَيّ. المعنى قد نَحَّى الله هذا من هذا وإذا قُلتَ حَاشَ لِزيدُ من هذا وتَباعَد مِنهُ، كما تقول تَنَحَّى من الناَّحِيَةِ، كذلك تَحاشَى من حاشية الشيء وهوناحيته. وأنشد أبو بكر بن الأنبارى في الحشا الناحية: يقول الذي أمسى إلى الحَزْن أهْلهُ بأي الحَشا أمسى الحبيبُ المباينُ وقال أبو بكر بن الانبارى في قولهم: حاشَى فلاناً قد استثنيتهُ وأخرجتُه فلم أدخِلْه في جُملة المذكورين. قلت: حعله من حشا الشيء وهو ناحيتهُ. وانشد الباهلىُّ في المعانى: ولا يتحَشى الفحلُ ان أعرَضَتْ بِه ولا يَمَنعُ المِربَاعَ منه فَصيلُهـا قال لا يَتَحشى لا يُبالى مَنْ حاشى. يقال: شتَمتُهم فما تحشيت منهم احداً وما حاشيتُ منهم احداً أي ما باليتُه مِنْ حاشى فلانُ وقال ابن الأعرابي تحشَّيْتُ من فلانٍ أي تَذَمَّمتُ وقال الأخطل. فلولا التحَّحَشى من رياحس رميتهُا بكالمِة الأنيابِ باقٍ وُسومُـهـاِ حاش قال الليث: المَحاش كأنه مَفْعل من الحَوشِ. وهو قَوْمُ لفيف أُشابةُ. وانشد بيتَ النابغة. جمعْ محاشَكَ يا يزيدُ فأننى أعددتُ يَربوعاً لكم وتميماً قلت غلط الليث في المحاش من جهتين إحدهما فَتْحُه الميمَ وجعلُ إياه مَفْعَلاُ من الحَوْش، والجهةُ الأخرى ما قال في تفسيره، والصواب المِحاشُ بكسر الميم، قال أبو عُبيدة فيما يروى عنه أبو عُبيد وهو قول ابن الأعرابي إنما هو: جمع مِحاشَك. بكسر الميم، جعلوه من مَحَشتْه النارُ إذا أحْرَقَتْه لامن الحَوْش وقد مرّ تفسيره فيما تقدم من الكتاب أن المِحاش القومُ يتحالفون عند النار وأماَّ المَحاشُ بفتح الميم فهو أثاث البيت، وأصله من الحَوشِ وهو جمع الشيء وضَمُّه، ولا يقال للفيف الناس مَحاش. وقال الليث: الحُوْش بِلادُ الجنّ لا يَمُرُّ بها أحدُ من الناس ورجل حُوشىُّ لا يألفُ الناسَ ولَيلُ حوشىُ وظلم هائل وقال رؤبة. إليكَ سارت من بِلادِ الحوشِ وأخبرنى المنذرىُّ عن أبن الهيثم أنه قال الإبل الحوشَّيةُ هى الوحشِيَّةُ، ويقال إن فحلاً من فحولها ضرب في إبل لَمْهرة بن حَيْدان فَنُتِجَتْ النجائبُ المهريُّةُ من تلك الفحول الحوشيةِ فهى لا يكادُ يُدركها التعب. قال وذكر أبو عمرو الشيبانى أنه رأي أرْبَعَ فِقَر من مَهْرِيَّةٍ عَظْماً واحداً. وقال وإبل حوشِيةُ محرماتُ لِعزَّة نُفوسِها. ويقال: فلانُ يَتَتَبعُ حوشِىَّ الكلام وَوَحشىَّ الكلامِ وعُقْمِىَّ الكلام بمعنى واحد. وقال الليثُ: يقال حُشْنا الصيدَ وأحَشْناها أخذْناها من نواحيها تُعْرِفُها إلى الحبائل التى نُصبِبَتْ لها. ويقال فلان ما يَنْحاشُ من فلان أي ما يكْتَرِثُ له. وزجرتُ الذَِئبَ في أنحاشَ لِزَجْرى وأنشد الأصمعي بيتَ ذى الرُّمَّة يصف النعامة وبيضها. وبيضاءَ لا تَنْحاشث مِناَّ وأمها إذا ما راتنا ذيِلَ منها زَوِيلها أراد بالبيضاءِ بيضةَ النعامة وأمها النعامةُ لأنها باضَتها. قال أبو عبيدٍ قال أبو زيد حُشْتُ عليه الصيدَ وأحوشْتُ أي أخذنا مِنْ حوإليه لنَعرفه إلى الحِبالة. ويقال احْتَوَش القومُ فلاناُ او تحاوَشوه أي جعلوه وسطهم. وقال التحْويش التحويل.
ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الحُواشَةُ الاستحياء، والحُواسَة بالسين الأكلُ الشديدُ وقال أبو عُبيد الحائش جِماع النَخْلِ. وقال شمر الحائش جماعة كل شجرٍ من الطرفاء والنخْلِ وغيرهما وأنشد. فَوُجِدَ الحائش فيما أحدَقـا قَفْرَا من الرَّامين إذ تَوَدَّقا قال وقال بعضهم إنما جُعل حائِشاً لأنه لا منْفذَ له ويقال الحُواشة من الأمر ما فيه قَطيِعَةُ، يقال لا تَغْش الحُواشة قال الشاعر: غَشِيتُ حُواشةً وجَهلتُ حقـاًّ زاثرتُ الغَواية غَيْرَ راض وقال أبو عمرو في نوادره: التحوشُ الاستحياء وقد تحوشت منه أي استحيت. وحش وقال الليث: الوَحْشُ كلّ شىءٍ من دوابّ البرِّ مِما لا يُستأنس فهو وَحْشىُّ والجميع الوحوشُ يقال هذا حمارُ وحْشٍ وحمارُ وحَشْىُّ. وكل شىء يَستوْحِشُ عَنِ الناس فهو وَحشىُّ. قال وقال بعضهم: إذا أقبل الليلُ استأنس كلُّ وحْشِىّ واستوحش كلُّ إنسىّ. ويقال للجائع الخالى البطنِ: قد توحَّش. أبو عُبيد عن أبى زيد: رجل موحِشُ وَوحْشُ وهو الجائع من قوم أوْحاشٍ. يقال بات وَحْشاً وَوَحِشاً أي جائعاً. ويقال توحش فلان للدواء إذا أخلى مَعِدتَه ليكون أسهل لخروج الفضولِ من عُروقه. وفى حديث الحَرورِيين الذين قاتلوا عَلياً بالنهرَوان أنهم وحشَّوا برماحهم أي رَمَوا بها على بُعْدٍ منهم. يقال للرجل إذا كان بيده شىءُ فَزَجَّه زَجاًّ بعيداً قد وحشّ به وقال إن أنتم لم تطلـبـوا بـأخـيكـم فَذَروا السلاح ووحشوا بالأبْرَقِ وقال الليث: يقال للمكان الذي ذهبَ عنه الناسُ قد أوحْشَ، وطَللُ موحِشُ وأنشد: لسَلمى موحِشاً طَللُ يلوح كأنه خِلـل نَصَبَ موحِشاً لأنه نَعْتُ النكرةِ مُقدَّما وأنشد: مَنازِلُها حِشونا على قياس سنون، وفى موضع النصبِ والجرِ حشينَ مثل سِنين، وانشد: فأمْسَتْ بَعْدَ ساكنها حشينا قلت أنا: حِشُون جمع حِشيةٍ وهو من الأسماء الناقصة وأصلها وَحشَةُ فنقص منها الواوُ كما نقوصها من زِنَةٍ وصِلَةٍ وعِدَةٍ، ثم جَمَعوها على حِشِينَ كما قالوا عِزين وعِضينَ من الأسماء الناقصة. أبو العباس عن أبن الأعرابي: وحش فلانُ بثوبه ووحشَ بدرعه إذا أرهقه طالبه فخافَ أن يلحقه فرسَ بِدرعه ليُخَفِّفَ عن دابته ونحو ذلك. قال الليثُ: ورأيت في كتابٍ أنَّ أبا النجم وَحَشَ بِثيابه وارْتدَّ يُنْشِد، أي رَمَى بثيابه قال والوَحْشىُّ والإنسىّ شِقَّا كُلِّ شىء، فإنسىّ القَدَمِ من الإنسان مَا أقبلَ منها على القدم الأخرى ووحشيُها ما خالَفَ إنسيهِّا، عن أبن الأعرابي قال ووحشىُّ القوس الفارسية ظهْرُها وإنسيُّها بَظْنُها المفبلُ عليك. قال: ووحْشِىُّ كلِّ دابَّةٍ شقُّه الأيْمنُ وإنسيُّه شقه الأيسر قلت جَوَّد ابن المظَّفر في تفسير الوحشىِّ والأنسىّ ووافقَ قولهُ قولُ أَئمتنا المتقنين. وروى أحمد بن يحيى عن المفضّل وروى عن أبى نصرٍ عن الأصمعي وروى عن الأثْرَم عن أبى عُبيدة قالوا كلهم: الوحشىُّ من جميع الحيوان- ليس الأنسانَ- هو الجانبُ الذي لا يًركبُ منه ولا يُحلبُ، والإنسىّ الجانب الذي يُركبُ منه ويحلب منه الحالبُ، قال أبو العباس واختلف الناس فيهما من الأنسان؛ فرّق بينهما فقال الوحشىّ ما ولِى الكَيْفَ، والإنسىّ ما وِلِى الإبطَ، قال وهذا هو الأختبار ليكون فَرقا بين ادمَ وسائر الحيوان. وروى أبو عُبيد عن أبى زيد والعَدَبَّس الكنانى، في الوحشِىِّ والإنسىِّ من البهائم مثل ما روى أحمدُ بن يحيى عن المفضل والأصمعي وأبى عُبيدة، وهكذا قال ابن شُمَيْل. ورأيت كلام العرب على ما قالوه، وقد روى أبو عبيدٍ عن الأصمعي في الوحشيّ والإنسى شيئاً خالفَ فيه روايةَ ثعلب عن ابى نصر عن الأصمعي. والصواب ما عليه الجماعةُ وأما قول أبى كبيرالهذلى: ولقد غَدَوْتُ وصاحِبِى وحشـيَّةُ تحتَ الرِّداءِ بصيرةُ بالمُشْرِفِ فإن الباهلىَّ زعم أنه عَنَى بالوحْشيةِ ريحاً تدخُلُ تحتَ ثيِابه، وقوله بصيرةُ بالمشرف يعنى الريح من أشْرَفَ لها أصابته، والرِداءِ السيف. شمر عن ابن شُمَيْل يقال للواحد من الوحْشِ هذا وَحشُ ضَخْمُ وهذه شاة وَحْشُ، والجماعة هى الوَحْشُ والوُحوشُ والوحيشُ وقال أبو النجم:
أمسى يبابا والنَعـامُ نَـعـمُـه قَفءراً واجَالُ الوحِيش غَنَمُهْ وهذا مثل ضَائِنٍ وضَئينِ. وأرض موْحُوشة كثيرةُ الوحش. والموَحْشةُ الفَرقُ من الخَلْوَةِ، أخَذتهُ وَحْشَةُ ويقال أوحَشءتُ المكانَ إذا صَادَفْتُه وَحشاً، ومنه قوله: ووحشَ منها رَحْرحانَ فَراكِسا قال أبو عُبيد وأرض موحشة كثيرة الوَحْش. وشح وقال الليث: جمع الوِشاح وشُحُ وهو حَلى النساء كِرْسَانِ من لُؤلْؤٍ وجَوهرٍ منْظومان مُخالفُ بينهما معطوفُ أحدُهما على الاخرِ، تتوشَّحُ المرأةُ به، ومنه اشْتُقّ تَوَشَّحَ الرجلَ بثوبه. قلت، والتوشُّحُ بالرِّداء مثل التَّأبُّط والاضْطِباع وهو أن يُدخل الرجُل الثوبَ من تحتِ يده اليمنى فيلقيهُ على عاتقه اليُسرى وتكون اليُمنى مكشوفةُ، ومنه قول لبيد في توشّحه بلجام فرسه ولقد حَمَيْت الحَىَّ تحمل شِكَّتِـى فُرُطُ وِشَاحى إذْ غَدَوْتُ لِجامُها أخبر أنه خرج رَبِيئةً أي طَليعةً لقومه على رَاحلته، وقد اجتنب إليها فَرَسه يقوده بِمقودِهِ وتوشَّح بلجام فَرَسه، فإن أحسّ بالعدوّ ألجَمها أوْرَابهُ منه رَيبُ نزل عن راحلته وألجمَ فرسه وركبه تحُّرزاً من العدُوِّوغَاوَلهم إلى الحىِّ مُنْذِراً. أبو عُبيد عن ابى زيد الوشحاء من المِعزى الموشَّحة ببياض. وأما قولُ الراجز يخاطب ابناً له. أحبُّ منك موضع الوُشْحُنّ وأنه زاد نوناً في الوُشُح كما زادها في قوله وموضعَ الإزَارِ والقَفَنَّ أراد القفا فزاد نوناً هكذا أنشدهما أبو عُبيد وقال الليث: ديك مُوشَّحُ إذا كان له خُطَّتان كالوشاح وقال الطرماح. ونَبِّهْ ذا العَفاءِ الموشَّحِ وقال أبو عُبيد الموشَّحَةُ من الظباء التى لها طرَّتانِ من جانَبيها، ويقال وِشاح وإشاح كما يقال وكاف وأكافُ شاح قال الليث: الشِّيحُ نبت يُتخذ من بعضه المكانسُ. قال: والشِّيحُ ضرب من بُرودِ اليمن، قلت ليس في البرود والثيابِ شيحُ ولا شيحّ بالشين معجمةً من فوق، وصوابه السيح والمسيح بالسين والياء، وأنا أذكرهما في موضعهما من باب الحاء والسين في أبواب المعتلّ، وأعْزى ما قيلَ فيهما إلى قائله إن شاء الله. وقال الليث الشِّياحُ الحِذارُ وجل شائحُ حَذِر وتقول إنه لِمُشيحُ حازمُ حَذِرُ، وأنشد: أمُرُّ مُشيحاً معى فـتـية فَمِنْ بينِ مُؤْدٍ ومن خَاسر والمشيح المجدُّ. وقال عمرو بن الإطنابة: وإقدامى على المكروه نَفْسِـى وضربى هامةَ البطلِ المُشيح قال الليث: وإذا أرَخى الفَرَسُ ذَنَبَهُ قيل قد أشاح بذنبه وإذا نَحّي الرجلُ وجْهَهُ عن وهَجِ نارٍ أصابه، وأذًى قيل قد أشاحَ بِوَجْهه. قلت أماَّ ما قال في إشاحَتِه عن وَهَج النَّار فهو صحيحُ لأنه حَذّرُ وأما قوله: أشاح الفرسُ بذنبه إذا أرْخاه فإنه تصْحيف عندى، والصواب فيه أساحِ بذنبه، وكذلك أسابَ به، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه "قال?أتقوا النار ولو بِشقّ تَمْرةٍ ثم أعرْض وأشاح. أبو عُبيد عن الأصمعي المُشيح الجادُّ والمُشيح الحذِر، وروى سلمةُ عن الفراءِ أنه قال: المُشيحُ على وجهين: أحدهما المُقبلُ عليك، والاخرُ المانِع لِما ورَاء ظَهرهِ، قال: وقوله أعرضَ ثم أشاحَ: أي أقبلَ. الفرَّاء ويقال إنهم لفى مَشيُوحَاءَ ومَشِحَاءَ من أمرهم: أي يُحاولون أمراً يَبْتَدرونه وقال بعضهم: في أختلاطٍ من أمرهم. وقال شمر: المُشيحُ ليسَ من الأضدادِ، إنما هى كلمةُ جاءت بِمعنيينِ. قال. وقال ابن الأعرابي: أعرض بِوَجْهه وأشاح أي جَدَّ في الأعراض، وقال: المُشيحُ الحادُّ قال: وأقرأنا لطرفة يصف الخيل: دُوخِلُ الصَّنْعةُ في أمْتُـنـهـا فهى من تحتُ مُشيحاتُ الحُزمْ يقول جَدّ ارتفاعها في الحُزُم. وقال: إذا ضَمُرَ وارتفع حزامه سمى مُشيحاً. وقال ابن الأعرابي: الإشاحَةُ أيضا الحَذرُ، وأنشد قول أوْسٍ. في حيثُ لا تنفعُ الإشاحَةُ من أمْرٍ لمن قد يُحاولُ البِدعـا قال والإشاحَةُ الحَذرُ والخوفُ لمن حاولَ أن يَدْفَعَ الموتَ، ولايكون الحذِرُ بغير جِد مُشيحاً. وقال خالد: بن جَنْبة الشَّيْحانُ الذي يتهمسُ عدْواً أراد السُرعة، أبو عبيدِ عن أبى عمرو الشَّيْحانُ الطويلُ وأنشد شمر.
مُشيحُ فوقشَيحانِ يَدورُ كأنه كَلْبُ وقال شمر: وروى فوق شِيحانٍ بكسر الشين. وقال الليثُ: شايَحَ أي قَاتَل وأنشد. وشايحتَ قبل اليوم إنك شِيحُ وقال في قوله: تُشيح على الفلاةِ فتعتلـيهـا بِبَوعٍ القِدْرِ إذ قَلق الوضينُ أي تُديم السير. أبو عُبيد عن الأصمعي: المَشْيوحاءُ الارض إلى تُنبت الشِّيحَ، يقصرُ ويمدُّ. وقال ابن الأعرابي يقال شَيحَ الرجلُ إذا نظر إلى خصمه فضايَقَه. وقال شمر الشَّيحان الغَيور وانشد المفضل: لما استمرّ بها شَيحان مُبْتَجِجُ بالبين عَنك بها يَراكَ شَنأنا شحا قال الليث: شَحى فلانً فَاه شَيْحاً، واللجامُ يَشحى فَم الفَرَسِ شَحياً. وانشد: كأنَّ فاها واللجام شاحِيه جَنباً غَبيطٍ سَلسٍ نواحيه ويقال: أقبلت الخيلُ شواحِىَ وشاحياتٍ أي فاتحاتٍ افواهها. أبو عبيدٍ عن الكسائىُّ: شَحَوتُ فَمى أشحاه إذا فَتَحتهُ. وأشْحُوه شَحواً مصدرهما واحدُ. وأبو زيد قال مثله: ثعلب عن ابن الأعرابي يقال شَحافاهُ، وشَحا فُوه وأشحة وشحى فاه، ولا يقال أشحى فُوه قلت: والصواب ما قال الكسائيُّ. وأبو زيد شَحا يَشحوُ ويَشْحى شَحْواً. عمرو عن أبيه جاءنا شاحياً أي في غيرِ حاجةٍ وشاحياً من الخَطوِ. ويقال حضا قال ابن المظفر يقال حَضَأْت النَّارَ إذا سَخَيْتَ عنها لَتلتهِب، وأنشد بانْتْ هُمومِى في الصَّدْرِ تَحْضَاؤها طَحْحَاتُ دَهْرٍ ما كنْتُ أَدْرَؤُهـا سلمة عن الفراء حَضَأَتْ النارُ وحَضَبْتها وهو المَحْضَأُ والمحْضَب وقال تأبَّطَ شَراً: ونارٍ قد حضَأَتُ بُعَيدْ هَدْءٍ بِدَارٍ ما أُريدُ بها مُقاما ضحا قال الليث: لضّحْوُ ارْتِفَاعُ النَّهارِ. والضُّحَى فُوَيْقَ ذلك والضُّحَاءُ ممدودُ إذا امتَدَّ النهارُ وكَرَبَ أن يَ نْتَصِف وقال رؤبة: هابى العشىّ ديْسقُ صَحَاؤُه وقال آخر: عليه من نَسْجِ الضُّحَى شُفُوف شبه السراب بالسُّنُتُورِ البيضِ: وقال الله جلّ وعزّ(والشمس وضحاها) قال الفراء: ضُحَا نَهَارِهَا. وكذلك قوله. ?والضحى والليل إذا سجى?هو النَّهار كله. وقال الزجَّاجُ: ?وضُحَاهَا?وضيائِها، وقال في قوله "والضُّحَى": النهارُ، وقيل ساعةُ من ساعاتِ النَّهَارِ، وقال أبو عبيد يقال هو يَتَضحَّى، أي يَتَغدَّى واسم الغّدَاء الضَّحَاءُ، سمى بذلك لأنه يُؤكَلُ في الضُّحاءٍ، قال: والضُّحَاءُ ارتفاعُ الشمس الأعْلَى، وهو ممدودُ مذكرُ، والضحى مؤنَّثةُ مقصورة، وذلك حين تشرق الشمس. وقال الليث ضَحِىَ الرجل يَضْحَى ضَحاً إذا أَصابَهُ حرُّ الشمس. وقال الله (وَأَنَّك لا تَظْمَأُ فيها ولا تَضْحى) قال يُؤْذِيك حَرُّ الشّمْسُ، وقال الفَرَّاءُ: ولا تَضْحَى لا تصيبُك شمسٌ مؤذيةٌ. قال: وفى بعض التفسير ولا تضحى لا تَعْرَق. والأوَّلُ اشْبَهُ بالصَّوَابِ. وقال عُمَرُ بنُ أبى ربيعة: رَأَتْ رَجُلاً أَمَّا إذا الشَّمْسُ أَعْرَضَتِ فَيَضْحَى وأما بالعشىْ فَيَنْحَصـر وفى حديث ابن عمر: اضْحَ لمن أَحرمْت له. قال شمر. يقال ضَحِى يَضْحَى ضُحِيَّا وضَحَا، يضْحُو ضُحُواً. وقال ابنُ شُمَيْل ضَحَا الرجلُ للشمس يَضْحَى ضُحُوَّا إذا برز لها. وشد ما ضَحَوْتَ وضَحَيْتَ للشمس والريح وغيرهما: وقال شمر: وقال بعض الكِلابِيِّنَ: الضَّاحِى الذي بَرَزَتْ عليهِ الشمسُ وغَدا فُلانَّ ضَحِيّاً. وغدا ضَاحِياً، وذلك قُرْبَ طلوع الشّمْسِ شيئا، ولايزال يُقَالُ غَدا ضَاحِيّاً ما لم تكن قائِلةٌ. وقال بعضهم الغَادى أن يَغْدُوَ بَعْدَ صلاة الغَدَاةِ، والضَّاحِى إذا استعْلَت الشمسُ، وقال بعض الكِلابِيّن بين الغَادِى والضَّاحى قدرُ فُوَاق نَاقةً وقال القُطامى. إلامُستبطَئونَ وما كانت أَنَاتُـهـم إلاكما لَبِثَ الضّاحِى عن الفَادِى الحرانى عن ابن السكيت يقال. ضَحِىَ يَضْحَى. إذا برز للشّمس. قالوقال ابن الأعربى: ضَحيتُ للشمس، وضَحَيْتُ أَضْحَى منهما جميعاً. وأنشد: سَمِينِ الضَّواحى لم تورقة ليلةً وأنْعَمَ، أبكارُ الهموم وعُونُها
قال والضوحى ما بَدَا من جسده، ومعناه لم تؤرقه ليلةً أبكارُ الهموم وَعُونها: وأنْعَمَ أي وزَاد على هذه الصِّفَةَ. قال والضواحى من الشَّجرِ القليلةُ الورَقِ التى تبرُزُ عيدانُها للشمس. وقال أبو الهيثم يقال ضَحَا الشيء يَضْحُو فهو ضَاحٍ أي برز، وضَحِىَ الرجل يَضْحَى إذا برز للشمس قال والضُّحَى على فُعَل، حين تَطْلُعُ الشمس فيصفو ضَوْءِها والضَّحَاءُ بالفتح والمّد إذا ارتَفَعَ النّهَارُ واشتَدَّ وقْعُ الشّمس. والضّحَاءُ أيضا الغَدَاء، وهو الطَّعَامُ الذي يُتَغَدّى به. قال والضّاحِى من كُلِّ شىءٍ البارِزُ الظاهِرُ الذي لا يستُره منك حائطٌ ولا غيره. ويقال للبادية الضّاحيةُ. ويقال وُلِّى فلان على ضاحية مصر وضاحية المدينة أي على يليها من البادية. وفُلاَنٌ سمينُ الضَّوَاحِى وجْهُهُ وكَفِّاهُ وقَدَمَاه وما أشبه ذلك. قال وضحَّيْتُ فُلاناً أُضَحِّيه تَضْحِية أي غَدّيتُه وأنشد: ترى الثَّوْرَ يَمْشِى راجِعاً من ضَحائِه بها، مِثلَ مَشْى الهِبْرِزِىّ المُسَرْوَلِ والهبرِزىّ من المرعى وقتَ الغَدَاءِ إذا ارْتَفَعَ النَّهَار. قال أبو عُبيدة: لا يُقالُ للفَرَسِ إذا ما أبيضَ أبيضُ، ولكن يقال له أضْحَى قال والضُّحى منه مأخوذٌ؛ لأنَّهم لا يُصَلُّونَ حتى تطلع الشمس. وقال أبو زيد: أنشدت بيت شعر ليس فيه حلاوةٌ ولا ضُحىً أي ليس بِضَاحٍ. وقال أبو مالك: ولا ضَحَاءٌ. وضَاحَيْتُ فلاناً أتَيْتُه ضَحَاءً. قال وبَاعَ فلانٌ ضَاحِيَةَ أرْضٍ إذا بَاع أَرْضاً ليس عليها حَاِئطٌ، وباع فلان حائِطاً وحديقةً إذا باع أَرْضاً عليها حَائِطٌ. سلمة عن الفراء قال: تميم تقول: ضَحَوْتُ للشمس أَضْحُو. قال: ويقال فلان يُضاحِينا أُضْحِيَّةَ كُلِّ يومٍ إذا اتاهم كُلِّ غَدَاةٍ. وقال الفَر?َّاء يقال ضَحّت الإبلُ الماءَ ضُحىً إذ وردت ضُحَى. قلت فإن أرادوا أنها رَعَتْ ضُحَى قالوا تَضَحت الإبلُ تَتَضَحّى تَضَحّياً. أبو عُبيد عن أبي زيد: ضَحّيْتُ عن الشئ وعَشَيْتُ عنه، معناهما رفَقْت به. وقال زيد الخيل: فلو أَنّ نَصْراً أَصْلَحَتْ ذات بينـهـا لَضَحّتْ رُوَيْداً عن مَظَالِمها عَمْرُو ثعلب عن ابن الأعرابي، قال: المضَحِّي الذي يُضَحِّى إبِلَه، والمضحِّي المُبَيِّنُ عن الأمر الخفيّ، يقال ضَحَّ لي عن أَمْرِك، وأضْح لي عن أمرك، وأوْضِح لي عن أمْرِك، وأنشد بيت زيدِ الخَيْل هذا، قلت: والعرب قد تضع التّضْحِيِةَ مَوْضِعَ الرِّفْقِ والتأنّي في لأامر، وأصله أنَّهم في البَادِيَةِ يسيرُون يوم ظَعْنِهِمْ فإذا مَرُّوا بِلَمْعَةٍ من الكَلأ، قال قائدُهم ألا ضَحُّوا رُوَيْدا?فيدعَونها تضحّى و تجر، ثم وضعوا التضحية موضع الرِّفق لرفْقِهمْ بحَمُولتهم ومالِهِمْ في ضحايا سائرة وما للمال من الرفق في تَضَحِّيها وبلوغِها مُنْتَوَاها، وقد شَعِبت. فأما بيتُ زيد الخيل فإن الأعربى قال في قوله: لضّحت رويداً عن مظالمها بمعنى أَوْضَحتْ وبيّنَتْ وهو حسن. الحرانىِّ عن ابن السكيت قال: الأضْحَى مؤنثةٌ وهى جمع أّضْحَاةٍ، قال وقد تُذَكَّرُ، يُذْهَبُ بها إلى اليَوْمِ وأنشد: رأيتكُم بنى الخَـذْوَاءِ لَّـمـا دنا الأضْحَى وصلَّلت اللِّحامُ توليتـمْ بـودَكـمُ وقـلـتـم لعلك منك أقْرَبُ أو جُـذْام قال: وقال الأصمعي: فيها اربع لغات، يقال: أُضحيَّة وإِضحيَّة وجمعها أَضاحىّ، وضحيَّة وجمعها ضَحَايَا وأضْحَاةُ وجمعُها أضْحى. قال وبه سمى يوم الأضْحَى قال ابن الأنبارى: أضْحَى جمع أضْحَاةُ منونٌ وثله أَرْطىً جمع أَرْطَاةٍ. ثعلب عن ابن الأعربى الضحِيَّة الشاةُ التى تُذْبَح ضَحْوَةَ مثل غَديَّة وعَشيَّة. قال: والضحِيَّة ارتفاع النهار تجمع ضَحَيَات وأنشد: رَقود ضَحِيَّاتٍ كأنّ لـسـانَـه إذا واجه السُّفَّار مِكحالُ إِثْمِدا ويروى أَرْمَدَا: قال ضُحَيّات جمع ضُحيّة وهو ارتفع النهار. وقال الليث: يقال أضْحَى الرجلُ يفعلُ ذاك إذا فعل من أوَّل النَّهار، وأَضْحَى إذا بَلَغ وقْتَ الضُّحَى. والمَضْحاة المكانُ الذي لا تكاد تغيبُ الشمسُ عنْهُ، تقول: عليك بِمَضْحَاة الجَبَلِ. قال: والضَّحْيانُ من كل شيء البارزُ للشّمس. وأنشد ابن الأعربى: يكفيك جهلَ الأحمقِ المستهْجِل ضحيناه من عَقَدَات السلْسل قال: أرد بالضَّحْيانة عصَا نابةً في الشمس حتى طَبَخَتْها فهى أشدُّ ما تكون، وهى من الطَّلْحِ. والسلْسلُ حَبْلٌ من حِبالِ الدَّهناءِ. ويقال: سلاسِلُ، وقال اليث: تقول: فعلْتُ ذلك الأمرَ ضَاحِيةٍ أي ظاهرة بيّناً وقال النابغة: فقد جزتْكُم بَنُو ذُبْيَان ضاحيةً حقاً يقيناً ولما يأْتِنا الصّدَرُ قال: وضواحِى الحَوْضِ نواحيه. وقال لبيد: فَهَرَقْنَا لهما في دَاِثـر لضَواحِيه نَشِيشٌ بالْبَلَلْ قلت: أرادَ بضواحى الحوضِ ما ظهرَ مِنْهُ وبَرَزَ، وقال جرير يمدح عبد اللملك: فما شجراتُ عِصِيكَ في قرَيْشٍ بِعَشَّات الفُرُوع ولا ضَوَاحِى قال الليث: يريد ولا في النَّواحى. قلت: أرادَ جريرٌ بقوله: ولا ضَواحِى قريْشِ الضواهرِ وهم الذين لا ينزلون شعب مكة وبطحاءها. أراد جريرٌ أن عبد الملك من قريشِ البِطَاحِ لا من قريش الظواهِر، وقريشُ البطاح اكُرَمُ وأشْرَفُ من قريش الظَّواهِر لأن البَطْحاويّين من قريشِ حاضرتهم، وهم قُطَّانُ الحَرمِ. وضاحيةُ كل بلدة ظاهِرَتُها الباديةُ، يقال هؤلاء ينزلون الباطِنَة، وهؤلاء ينزلون الضّواحِى. وفى حديث النبي-صلى الله عليه وسلم- أنه كتب لأُكَيْدرِ دَوْمَةِ الجنْدل إن لنا الضاحيةَ من الضّحْلِ، ولكم الضامنَةُ من النَّخلِ. قال أبو عُبيد: الضاحِيةُ ما ظهر وبَرَزَ وكان خارِجاً من العمارة. وقال شمر: كلُّ ما بَرَزَ ظَهَرَ فقد ضَحَا، يقول: خرج الرَّجُلُ من منْزلِه فَضَحا لى، والشجرة الضاحِيةُ البارزةُ للشّمْسِ، وأنشد لابن الدُّمَينَةِ يصف القَوْسَ: وخُوطٍ من فروع النبْع ضاحٍ لها في كفِّ أَعْسَرَ كالضُباحِ قال: الضّاحى عُودُها الذي نَبَتَ في غَيْرِ ظِلِّ ولا في ماءٍ فهو أصلب لهُ وأَجْوَدُ وأما قول الشاعر: عمِّى الذي منعَ الدينَارَ ضاحِيةً فمعناه أنه منعه نهاراً جَهاراً أي جاهَرَ بالامتناع ممن كان يُجيبُهُ. أبو عُبيد عن الفرّاء: ليلة إِضْحِيانِيَةُ وضَحْياءُ إذا كانت مضيئة. وقال الليث يوم إضْحِيانٌ لا غَيْمَ فيه، وليلة إضحيانية مُضيئة شمر عن ابن الأعربي: ليلة أضحِيالةُ وليلة إضحيَانَه وضَحْياءُ وضَحْيانَةُ إذا كانت مقمِرة قال وليلة ضاحِيةٌ مثل ضَيْحاءَ. وقال أبو عُبيدة: فرس أضحَى إذا كان أبْيَض ولا يقال فرس أبْيَضُ. إذا اشتدّ بياضهُ قيل أبيضُ قِرْطاسيّ. أبو زيد: يقال ضاحَيْتُه أي اتيته ضُحىً، وفلان يُضاحِينا ضَحوَة كلِّ يومٍ أي يأتينا. أبو العباس عن ابن الأعربي يقال للرجل إذا مات صار لا ظِلَّ له. وشجرةٌ ضاحِيةُ الظِّلِّ أي لاظلَّ لها لأنها عشَّةٌ دقيقةُ الأغصانِ. قلت: وهذا معنى جيد في بيت جرير الذي نقدم تفسيرهُ وقال الشاعر: وقَحَّم سيرنَا من قُورِ حِسْـمَـى مَروتُ الرعى ضاحيةُ الظلال يقول رعيها مَرْتٌ فيه وظلالُها ضاحية أي ليس بها ظل لقلة شَجَرِها. وفي نوادِرِ الأعراب: رجل ضَحَيانُ متضحٍ مستضحٍ مضطحٍ إذا أضْحَى، ويوم ضحيانُ أي طاْقٌ، وسراجٌ ضَحْيَانُ مُضِىءٌ، ومفازة ضاحِية الظلال ليس فيها شَجَرٌ يستظَلُّ به. وفى الدعاء: لاأضَحى اللهُ ظِلَّكَ، معناه: لاأَماتَكَ اللهُ حتى يُذهِبَ ظِلَّ شَخْصِكَ القائم. وقال أبو عُبيدة: فرس ضاحى العِجَان يوصِف به المحَّبب يُمدح به وضحَّينا بنى فلان أَتَيناهم ضُحىً مُغِيرين عليهم. وقال أَرانِي إذا نا كَبْتُ قومـاً عَـدَاوةً فضحيتهم، إِنى على الناس قادِرُ وقال شمر: أضْحَى الرجل إذا صار في وقْتِ الضُّحى، وأضحَى في الغُدُوِّ إذا أخَّرَه. وضَحِى الشيء وأضحيْتُه. وقال الراعى: حَفَرن عُروقه حتى أظَلَّنْ مَقَتِلُه وأضْحَيْن القرونا قال: وضَاحِيةُ كلِّ بَلدَةٍ ناحيَتُها. والجَو باطنها. يقال هؤلاء يَنْزلون الباطِنَة وهؤلاء ينزلون الضَّواحِى وضواحى الأرض التى لم يُخَطَّ عَلَيْها. قال الليث: الموضحُ بياضُ الصُّبْح: وقال الأعشى إذا أَتَتْكُمْ شيْبانُ في وَضَح الصُّبا بكبشٍ تـرى لـه قُـدَّمَـا
قال والموضَح بياضُ البرصِ وبياض الغُرَّة والتَّحجيل في القوائم وغير ذلك من نحوه. ومن الألوانِ إذا كان بياضٌ غالبٌ في ألوان الشاء قد نشأ في الصدْرِ والظَّهرِ والوجهِ يقال به توضِيحٌ شديدٌ، وقد توضّح. ويقال: أوضحْتُ أمراً فَوَضح ووضحْتُه فتوضح، ويقال من أين أوْضحَ الراكبُ؟ ومن أين أوْضَعَ الراكب؟ أبو عُبيدة عن أبى عمرٍ واستوضحتُ الشيء واستَشْرَفْتُ واستكْفَفْتُه، وذلك إذا وضَعْتُ يدك على عَيْنَيْك في الشَّمس تنظرُ هَلْ تراه تُوقِّي بكفِّك عيْنَكَ شُعاعَ الشَّمسِ. والمْوَضِحَةُ الأسنان الَّتى تبْدو عند الضَّحِك. وقال الشاعر: كلُّ خليلٍ كنتُ صافَيْتُـه لا تَرَكَ الله لَهُ واضِحَهُ كلَّهم أرْوَغَ من ثعْلَـبٍ ما أشْبَهَ اللَّيْلَةَ بالبارِحَهْ ويقال: استَوْضِح عن هذا الأمْرِ، أي أَبْحَث عَنْهُ، ويقال للرجُلِ الحسنِ الوجْهِ: إنه لوَّضاحُ. قال: والمُوضحةُ الشَجَّةُ التى تصِلُ إلى العِظَام، تقول به شَجَّةٌ أَوضَحَتْ عن العَظْمِ. وقال أبو عُبيد: المُوضحةُ من الشِّجَاج التى تُبدى وضَحَ العظمِ. وقال الليث: إذا اجتمعت الكواكبُ الخُنَّسُ مع الكواكبِ المُضيئةِ من كواكب ِالمنازلِ سُمِّين جميعاً الوُضَّحَ. وفى الحديث: أن يهودياً جُوَيْرِية على أَوْضَاحٍ لها، قال أبو عُبيد يعنى حَلْيَ فضة، وتُوضِحُ موضع معروف. وقال اللحيانى: يقال: فيها أوْضَاحٌ من الناس وأَوْبَاشٌ وأسقاطُ يعنى جماعاتٍ من قبائلَ شتَّى. قال: لم يُسْمَع لهذه الحروف بواحدٍ. وقال الأصمعي: يقال: في الأرض أوضاحٌ من كلأ إذا كان فيها شَىْءٌ قد أبيضّ، قلت واكْثرُ ما سمعْتُ العربَ يقولون الوَضَحُ في الكلأ إنما يَعْنَون به النَّصِىِّ والصِّلِّيَّان الصيْفى الذي لم يسوَدّ من القِدَم ولم يَصِرْ دَرِيناً. للنَّعَم وضيحةٌ ووضائح ومنه قول أبى وجزة: لِقَوْمَى إذا قَوْمى جميعٌ نَوَاهم إذا أنَا في حى كثيرِ الوضائح ويقال للَّبن الموَضَحَ ومنه قول الهذلى ثم استفاءوا وقالوا حبَّذا الضح أي قالوا: اللَّبن احبُّ الينا من القَوَد. ويقال كَثُرَ الوضَحُ عند بنى فُلآن أي كثرت أَلْبَانُ نَعَمِهمْ. والعرب تسمى النهار الوَضَّاح والليل الدُّهْمَان وبِكْرُ الوَضَّاحِ صلاة الغَدَاةِ وفى أحاديث المَبْعث ودلائل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم قبل أن أوْحى الله إليه: أنه كان صلى الله عليه وسلم يلْعَبُ وهو صغيرٌ مع الغلمان بعظم وضًَّاح، وهى لُعبة لصبيانِ الأعراب يعمِدون إلى عظمٍ ابيضَ فيرمونه في ظُلمة الليل، ثم يتفرّقون في طلبه، فمن وجده منهم فله القَمْر قلت وقد رأيت وِلدانهم يصغّرونه ويقملون عُظيمُ وضَّاح. وأنشد بعضهم: عظيم وضاح ضِحَنَّ الليلَة لاتَضِحَنَّ بعدها من لَيلة وقولهم ضِحَنّ أَمرُ بتثقيل النون من وَضَح يضِح ومعناه أُضْهَرَنّ وأُبْدوَنّ، كما يقال من الوصل صِلنّ. ويقال أوضَحَ الرَّجُلُ إذا جاء بأولادٍ بيض، وأوضحت المرأةُ إذا ولدت أولاداً بيضاً. وَوَضَحُ القدمِ بياض إخْمَصِه. وقال الجميع. وَالشوْكُ في وَضَح الرَّجُلَين مَرْكُوزُ وقال النضر بن شميل: المتوضَّحُ والواضِحُ من الإبلِ الأبيضُ بالشّديد البياضِ، أشدُّ بياضاً من الأعْيس والأصْهب وهو المُتَوَضَّح الأقرب وأنشد: متوضِّح الأقْرَابِ فيه شُهلَةٌ شَنِجُ اليدين تَخَالُه مشكولا قال النذرى أُخبرْت عن أبى الهيثم أَنه قال في قولهم جاء فلان بالضِّحّ والريح واصل الضِّح ّوالوَضَحُ وهو فوْرُ النهار وضوْءُ الشمس، فأسقطت الواو وزيدت الحَاءُ مكانها فصارت مع الأصلية حاءً ثقيلةً، قال وكذلك القِحَّة الوِقْحة فأسقطت الواو زيدت الحاءُ مكانها فصارت قِحَّةً بحاءين وقال أبو عُبيدة الضِّحُ البرازُ الضّاهر. وقال ابن الأعربى: الضَّحُّ ما ضحا للشمس، والرِّيحُ ما نالَهُ الريح. وقال الأصمعي: الضِّحُّ الشمس بعينها وأنشد: أبيضُ أبرزه للضَحِّ راقِبـهُ مقلَّدٌ قُضُبَ الرَيْحَان مفعُوم
وقال أبو زيد: تقول من أين وَضَحَ الرَّاكبُ؟ أي من أين بدأ؟ وقال غيره من أين اوضَحَ بالألفِ. "حاض? قال الليث: الحَوْضُ معروف، والجميع الحِياضُ والأحواضُ، والفعل التّحْوِيضُ، واستوحضَ الماءُ أي اتخذ لنفسه حَوْضاً، وحَوْضَى اسم موضعٍ. الأصمعي إِنى لأُدَوِِّرُ حول ذاك الأمر وأُحَوِّض وأُحَوِّط حولَه بمعنى واحد. وقال الليث: الحَيْضُ معروف، والمرة الواحدة الحَيْضَةُ، والإسم الحِيضَةُ وجمعها الحِيض والحِيضات جماعة. والفعل حاضت المرأة تَحيِضُ حَيْضاً ومَحيِضا، فالمَحِيضُ يكون اسماً ويكون مَصْدراً. وامرأة حائِضُ، ونساء حُيَّضٌ على فُعَّل، والمستحاضةُ المرأة التى يسيل منها الدَّمُ فلا يرقأُ، ولايسِيلُ من المحيِضِ، ولاكنه يسيل من عرْقٍ يقال له العَاذِل، وإذا استُحيضت المرأةُ في غير ايام حيْضِها واستَمرّ واستَمرّ بها الدَّمُ صلّت وصامت ولم تقْعُد عن الصَّلاة كما تقعد الحائض وقال الله جل وعز (ويسألونكَ عَن المحِيض قلْ هو أذىً) قال أبو إسحاق: يقال قٌدْ حَاضَتِ المرأة تَحِضُ حَيْضاً ومحِيضاً ومحاضاً. قال وعند النحويين أن المصدر في هذا الباب بابه الَمفْعَل وَالمَفْعِل جيّد بالغٌ، وقال غيره المحِضُ في هذه الأية المَأَتَى من المرأة لأنه موضِعُ الحيْض فكأنه قال اعْتزلوا النساء في موضِع الحَيْض ولا تجامِعُوهن في هذا المكان . ويقال حاضَ السيلُ وفاضَ إذا سال، يحيضُ ويفيضُ. وقال عمارة: أجالت حصاهن الذَّوَارِى وحَيّضَت عليهنّ حَيْضَاتُ السُّيولٍ الطّواحِم أنشدنيه المنذرىُّ عن المبردِ أن عمارة أنشده. ومعنى حيّضت أي سيّلت. قلت: ومِنْ هذا قيل للحوضِ: حَوْضُ الماء؛ لأن الماء يحيضُ إليه أي يسيلُ، والعرب تدخل الواو على الياءِ والياءِ على الواوِ؛ لأنهما من حيِّزٍ واحِدٍ وهو الهواءُ وهما حَرْفَا لِين. وقال الحيانىُّ في باب الضّاد والصاد: حاضَوحاصَ بعنىً واحد. وقال أبو سعيد: إنما هو حاضَ جاضَ بمعى واحد. وقال الفراء حاضَت السَّمُرَةُ تحيض إذا سأل منها الدُّوَدِمُويجمع الحوض حياضاً واحواضاً والمحوَّض الموضع الذي يسمَّى حوضاً. "ضيح?قال الليث: الضَّياحُ اللبن الخاثِرُ يُصًبُّ فيه الماءُ ثم يُجَدَحُ، يقال ضَيّحْتُه فَتَضَيَّح. قال ولا يسمى ضَيَاحاً إلا اللبنُ وتضيُّحُه تزيدّه. قلت الضَّيَاحُ والضّيْحُ عند العرب أن يُصَبَّ الماءُ على اللبنِ حتى يَرِقّ، وسواء كان اللبنُ حليباً أو رائِباً، وسمعت أعرابيَّا يقول ضَوِّحْ لى لُبَيْنَةً ولم يقل ضَيِّحْ وهذا مما أَعْلَمْتُكَ أنهم يدخلون أحد حرفى اللبن على الآخَرِ كما يُقالُ حَيضه حَوَّضه وتَوّهه وتّيهه. أبو عُبيد عن الأصمعي: إذا كثر الماء في اللبن فهو الضّيْحُ والضَيّاح وقال الكسائى قد ضيّحه من الضَيّاح. وروى عن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: من اعتذر إليه أَخُوه من ذنْبٍ فردّه لم يرِدْ علىَّ الْحوضَ إلا مُتَضّيِّحا وأنشد شمر: قد علمتْ يوم وَرَدْنا سَيحـا أنِّى كفيتُ أَخَويها الميْحـا فامتَحَضا وسقَّيا في ضَيْحا وقال الليث: يقال الرِّيحُ والضِّيحُ تقويةٌ لِلَفْظِ الرِّيح فإذا افردْتَه فليس له معنى. قلت: وغْيرُ الليث لا يجيزُ الضِّيحَ. وقال أبو عُبيد: جاء فلان بالضِّح والريح قال: ومعنى الضِّحِّ الشمسُ، أي إنما جاء بمثل الشَّمس والرِّيح في الكثْرَةِ. قال: والعامّة تقول: جاء بالضِّيح والريح. وليس الضيح بشىء. صحا قال الليث: الصّحوُ ذهابُ الغيْم، يقال اليومُ يومٌ صحْوٍ. وأْصحَتِ السماءُ فهى مُصْحِيَةٌ ويومٌ مُصْحٍ. قال: والصَّحْوَ ذهابُ السُّكرِ وتَرْكُ الصًّبا والباطل، يقال منه: صَحَا قلْبُه، وصَحَا من سُكْرِه. قلت: وهكذا فال غيرُه. ورَوى الحرَّانى عن ابن السكيت: أَصْحَت السماءُ فهى مُصْحِيةٌ، وقد صَحَا السكرانُ يَصحوُ صُحُواَّ فهو صاحٍ، ونحو ذلك قال الفراءُ والأصمعي. قا الليث: والمِصحاةُ جامُ يُشربُ فيه. وقا الأصمعي فيما روى عنه أبو عُبيد: المِصحاةَ إناءُ. قال: ولاأدرى مِنْ أيَّ شىء هُو. شمر عن ابن الأعرابي المِصحاةُ الكأْسُ قال وقال غيره هو القَدَح من الفضة واحتج بقول أوس: كمِصحاةِ اللُّجين تأكلا
وقا ابن بُزُرْج: من امثالهم(يريد أن يأخُذها من الصَّحْوة والسَّكْرةِ) مَثَلُ لطالب لأمْر يتجاهلَ وهو يَعلمُ. "حاص?قال الليث: الحَوَصُ ضيقُ في احدى العينين دونَ الاخرى، ورجل أحَوَصُ وأمرأة حَوْصاءُ، قلت: الحَوصُ عند جميعهم ضيقُ في العينين معا، رجلُ أحوَصُ إذا كان في عينيه ضيقُ، وقد حَوِصَ يَحْوَصُ حَوَصاً. أبو العباس عن ابن الأعرابي انه قال: الحَوَص بفتح الحاء الصِّغارُ العيون، وهم الحوصُ. قلت: من قال حَوَصُ أراد أنهم ذَوُو حَوَص. أبو عُبيد عن الأصمعي الحَوصُ الخياطة وقد حُصت الثوب أَحوصُهُ حَوْصاً إذا خِطِتهُ. وفي حديث على أنه اشترى قميصاً فَقَطع مافضل من الكُمَّين عن يَدِه، ثم قال للخياط حُصْه أي خِطْ كِفَافَه، ومنه قيل للعيْن الضيّقة حَوْصَاءُ كأنما خِيط جانِبٌ منها. قال وحُصْت عن البازى إذا خِطْته. وقال ابن السكيت: الأحْوَصَانِ: الأحْوَصُ بن جعفر بن كلابٍ، واسمه ربيعةُ، وان صَغيرَ العَيْنَينِ، وعمرُو بن الأحوص وقد رأس وقال الأعشى: أَتَانِى وَعيدُ الحوصِ من آل جَعْفَـر فيما عَبْدَ عَمْرٍ ولو نهيْت الأحاوِصَا يعتى عبدَ عَمرِو بنِ شريح بنِ الأحوص، وعَنى بالأحاوص مَنْ وَلَدَه الأحْوَصُ، منهم عَوْفُ بن الأحْوَص، وعَمرو بن الأحْوص، وشُرَيْحٌ بن الأحوص، وربيعة بن الأحوص. وقال أبو زيدٍ يقال: لأطْعَنَنّ في حَوصِك أي لأكيدَنَّك ولأجِدّنّ في هَلاَكِكَ. وقال النظر: من امثال العربِ طَعَنَ فلانٌ في حَوْصٍليس منه في شىءٍ. إذا مارس مالا يُحسِنهُ وتكلّف مالا يَعْنيه. وحَاصَ فلانٌ سِقَاءه إذا وهى ولم يكن معه سِرَادٌ يخرزه به فأدخَلَ فيه عُودَيْنِ وسد الوَهْى بينهما بخَيْط دون الخَرْزِ. وقال ابن شميل: ناقةَ مُحْتاصَةٌ وهى التى احْتاصَتْ رَحِمُها دونَ الفحْل فلا يقدِرُ عليها الفحلُ، وهو أن تَعقد حَلَقَها على رَحِمِها فلا يقدر الفَحْلُ أن يُجيزَ عليْها، يقال قد احْتاصَتْ رَحِمُها سواءٌ، وناقةَ حائص ومحتاصَةٌ ولا يقال حَاصَت الناقة، وبئر حَوْصَاءُ ضيقةٌ. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي: الحيصاءُ الناقة الضيّقة الحيَا. قال والمِحْيَاصُ الضيّقة الملاقى. الأصمعي والفرّاء: الحائص والناقة التى لايَجُوز فيها قضيبُ الفَحْلِ كأن بها رَتْقاً. وقال الليث الحَيصُ الحَيدُ عن الشيء. يقال وهو يَحيصُ عَنّى أي يحِيدُ، وهو يحايصنى، ومالك من هذا الأمْرِ مَحيِصٌ أي مَحِيد، وكذلك مَحَاصٌ، وفى حديث مطرّف: أنه خَرَّجَ من الطَّاعون، فقيلَ له في ذلكَ، فقال: هو الموتُ نُحاصِيهُ ولا بدَّ منه. وقال أبو عُبيد: معناه نزوغ عنه . يقال حاص يحيصُ حَيْصا، ومنه قول الله جلّ وعزّ (مالهم من محيص) ورَوى عن ابن عُمَرَ أنَه ذكر قتَالاً أوْ أَمْراً، فقال: فَحَاص المُسْلِمون حيْصَةً. ويروى فَحاضَ المُسلِمون حَيْضَةً، معناهما واحد. أبو عُبيد عن الأصمعي: وقع القَوْمَ في حَيْصَ بَيْصَ، أي في اختلاط من أمْر لا مَخْرَجَ لهم منه. وأنشدنا لأميَّة بن عائِذ الهذلى. قد كنتُ خَرَّاجاً وَلُوجاً صُـيْرَفـاً لم تَلتَحِصْنى حَيْصَ بَيْصَ لَحاصَ ونصبَ حيصَ بيْصَ على كل حالٍ. قال وقال الكسائى في حَيصَ بيضَ مثلَه إلا أنه قالها بكسر الحاء والباء حِيصَ بِيصَ. الحرّانى عن ابن السكيت إنك لتحسَبُ علىَّ الأرض حَيْصاً بَيْصاً وحِيصاً بِيصاً. وفى حديث سعيد بن جبير وسئل عن المكاتَب يَشْتَرِطُ عليه أهلُه أن لا يخرُجَ من بلدهِ، فقال: أثَقَلْتُم ظهْره وجعلتم الأرض عليه حَيصَ بَيصَ أي ضيقتم الأرض عليه حتى لا مَضْرَب له فيها ولا مُتَصَرَّفَ للكَسْبِ. وأخبرنى المنذرى عن ابى طالب عن أبيه عن الفراء قال: هم في حَيْصَ بَيصَ وحِيصَ بِيصَ. وقال: إذا أفْردوه أجرَوْه وربما تركو إجراءَه وقالوا وقعوا في حِيصٍ أي في ضيق. وفى كتاب ابن السكيت في القلب والإبدال في باب الصد والضاد. يقال: حاصَ وحَاضَ وجَاضَ بمعنى واحدٍ. وكذلك ناصَ وناضَ. وقال عزَّ من قالئل(ولات حين مناص) أي لات حين مَهْرَب. وروى اللـيث بـيت الأعـشـى لقد نال حَيْصاً من عُفَيْرَةَ حائصا
قال يروى بالحاء والخاء.قلت: والرُّواة روَوْهُ بالخاء خَيْصاً وهو الصحيح. وقال ابن شميل الخِيَاصة سيْرٌ طويل يشدَّ به حِزامُ الدّابّةِ. "حصا?قال الليث: الحَصى صِفَارُ الحِجارَةِ، الواحِدة حَصَاةٌ وثلاث حَصَيَاتٍ. قال والحَصِى كثرة العَدَدِ شُبِه بحصى الحجارة في الكثرة، وقال الأعشى: فلستُ بالأكثَرِ منْهُم حَصىً وإننما العزَّةُ للْكـاثِـر قال: وحَصَاة اللّسانِ ذَرَابَتُهُ. قال وفى الحديث: وهل يُكَبُّ الناسُ على مناخرهم في جَهنَّم إلا حَصَا أَلْسِنَتهم.قلت والرّواية الصحيحة إلاَّ حَصائدُ ألسنتهم؟ وقد مرّ تفسيره في بابه، وأَمَّا الحَصَاةُ فهو العقل نفسه. وروى ابن السكيت عن الأصمعي أنه قال: فلان ذو حَصَاةٍ وأَصَاةٍ إذا كان حازِما كَتوماً على نفْسِه يحفظ سرَّه. قال والحَصَاة العقل، وهو فَعَلَة من أحْصَيْتُ قال طرفة: وإنّ لسانَ المَرْءِ ما لم يكُنْ له حِصاةُ على عَوْرَاتِه لذَلـيلُِ يقول إذا لم يكنْ مع اللسان عقل يحجزه عن بسْطه فيما لا يجب دَل اللسان على عَيبه بما يلفظ به عُور الكلام: قال الليث ويقال لكل قطعَة من المسك حصاةٌ. قال: والحصاة داء في المثانَة، وهو أن يخثُرَ البول فيشتد حتى يصير كالحصاة. يقال حُصِىَ الرجلُ مَحْصِىُّ. ثعلب عن ابن الأعربى الحَصوُ هو المَغَصُ في البَطْنِ. وفلان ذو حَصَىً أي ذو عَددٍ، بغير هاء. وهو من الاحْصَاء لا من حَصَى الحجارة وفلان حَصِىٌّ وحَصيفٌ ومُستَحْصٍ إذا كان شديدَ العَقْل، وقال الله جل وعز (أحصى كل شيءٍ عدداً) أي احاط علمُه باستيفاء عَدَدِ كلِّ شيىءٍ. وقال الفراء في قوله(عِلمَ أن لن تُحْصُوهُ فَتابَ عَلَيكُم) قال علم أن لنْ تحفظوا مواقيت اللَّيلِ، وقال غيره معناه (علِمَ أن لن تحصوه) أي عَلِمَ أن لن تُطيقوه وأما قول النبي-صلى الله عليه وسلم- أن لله تسعةً وتسعين اسماً من أحْصاها دَخلَ الجَنّةَ فمعناه والله أعلم من أحْصَاهَا عِلماً وإيماناً بها ويقيناً بأنها صفاتُ الله جلّ وعزّ، ولم يرد الإحصَاءَ الذي هو العَدّ والحَصَاةُ العقل: اسم من الإحصاء في هذا الموضع وقال أبو زُبَيد: يُبلْغُ الجهْدَ ذا الحصاة من القو مِ ومن يُلْفَ واهِناً فهو مُوِد يقول: يُبلغ ذا الحصاة من القوم الجهْد أي ذا القوة والرزانة والعقل والعلم بمصادر الأمور ومواردها صاح أبو عُبيد عن الأصمعي وأبى عمرو قال: الصُّوحُ حائط الوادى وهما صُوحَان. وفى الحديث أَن مُحَلَّم بن جُثامة قتل رجلا يقول لا إله إلا الله، فلّما مات دفنوه قال فَلَفَضَتْه الأرض فألقوْه بين صُوحيْن فأكلته السباع. ثعلبٌ عن ابن الأعربى: الصَّوْحُ بفتح الصاد الجانبُ من الرأسِ والجبلِ. قلت: وغيرُه يقول صُوحٌ لوجه الجبل القائم كَأنه حائط، وهما لغتان صَوْحٌ وصُوحٌ. سلمة عن الفراء قال: الصُّواحِىَّ مأخوذ من الصُّواح وهو الْجصّ وانشد: جَلَبْنَا الخَيلَ من تثْليثَ حتـى كأن على مَنَاسِجِها صُواحاً قال: شبّه عَرَقَ الخيْلِ لما ابيضّ بالصُّواح وهو الجصّ. وقال ابن شميل: الصَّاحَةُ من الأرض التى لا تنْبِتُ شيئاً أبداً. وقال الليث: التصوّح تشقّق الشعر وتناثرُه وربما صوَّحه الجفُوف. قال: والبقلُ إذا اصابته عاهة. فيبِس قيل تَصَوَّح البَقْلُ وصوّحَتْه الريحُ. أبو عُبيد عن الأصمعي قال: إذا تهيّأَ النباتُ لليُبس قيل قد أقْطارَ فإذا يَبِس وانشَقّ قيل قد تصَوّح. قلت: وتصَوُّحُه من يُبْسِه زَمان الحَرَّ لامِنْ آفةٍ تصيبُه. وقال ذو الرمة يصِفُ هَيْج البقل في الصيف: وصوح البقْلَ نَأجُ تجىءُ بـه هَيْفُ بما نِيَةٌ في مَرِّها نكَبُ أبو عُبيد عن أبى عُبيدة: فإن تشقَّق الثوب من قِبَلَ نَفْسه قيل قد انْصَاحَ انْصِياحاً ومنه قول عُبيد: من بين مرتَتِقٍ منها ومُنْصاح وفسر المُنصَاحَ الفائِضَ الجارِى على وجْهِ الألرضِ. قال: والمُرتَفِق الممتلىءُ. قال: ويروى عن أبى تمام الأسدى أنه أنشده: من بين مرتفِق منها ومن طَاحِى قال: والطَّاحِى الذي قد سالَ وفاضَ وذهب. وقال الأصمعي: انْصَاحَ الفَجْرُ انْصِياحاً إذا اسْتَنَارَ وأَضاءَ. وأصله الأنْشِقَاق. وتَصايَحَ غِمْدُ السيف إذا تشقّق.
وقال الليث الصوَّاحَةُ على تقدير فُعَّالة من تشقق الصوف إذا تصوَّح. وفى النوادر: صوّحتْه الشمسُ ولوَّحتْه وصَمَحَتْه إذا أَذوَتْه وآذَتْه. ومن نبات الياء، أبو عُبيد عن أبى زيد: لقيته قبل كل صَيْحٍ ونَفْرٍ، فالصَّيْحُ الصِّيَاح والنَّفر التفَرُّق. ويقال غَضِبَ فلانٌ من غير صَيْحٍولا نَفْرٍ، منغير قليل ولا كثيرٍ. وقال الشاعر: كَذوبٌ محولٌ يجعل الله عُرْضَةً لأيْمانهِ من غير صَيْحِ ولا نَفْر قال: معناه من غير شىءٍ. ويقال تَصيّح النْبتُ إذا تشقّق بعنى تصوّح. وقال الليث: تصيّح الخشَبُ وغيرُه إذا تصدّع. وأنشدنى أعابىٌ من بنى كليب بن يربوع: ويوم من الجوزاء مؤتقد الحصى تكاد صياصى العين منه تصيح قال: والصياح صوت كل شىء إذا اشتد. والصيحة العذاب. قال الله(فاخذتهم الصيحة) يعنى به العذاب. ويقال: صحيح في آل فلان إذا هلكو. وقال امرؤ القيس: دع عَنكَ نَهْباً صِيحَ في حَجَراته ولكن حديثٌ ما حدثُ الرَّواحل وقال الله: (فأخذتهم الصّيْحَة) أي الهلكة. وصيحة الغارة إذا فاجأتْهم الخيلُ المُغيرةُ والصًّائِحَةُ صَيْحَةُ المَنَاحِة. ويقال: ما ينتَظِرُون إلا مثل صيحَةِ الحُبلى أي شرّاً يَفْجَؤُهم. والصيْحانى ضَربٌ من التَّمْرِ أسْوَدُ صُلْبُ المَمْضَغَةِ شديدُ الحلاوةِ. قلت: وسُمِّى صَيْحانِياً لأن صيْحانَ اسم كَبْشٍ كان يُربَطَ عند نَخْلَةٍ بالمدينة فأثمرت ثمراً صيْحانِياً فنُسِبَ إلى صيحَان. وقول الله جل وعز: (وأَخَذَ الذين ظَلَموا الصَّيْحَةُ) فذكّر الفعل لأن الصّيْحَةَ مصدر أُريد به الصيِّاح، ولو قيل وأخذت الذين ظلموا الصيحةُ بالتأنيث كان جائزاً تذهب به إلى لفظ الصّيْحة: حصأ أبو عُبيد عن الأموىّ: حَصَأتُ من الماء أي رَوِيت. وقال أبو زيد: حَصَأ الصَبيُّ من اللَّبن حَصْأ إذا أُرْضِع حتى تمتلئ إنَفَحَتُه إن كان جَدْياً، وإن كان صبياً فبطْنه. وقال أبو عُبيد: قال الأصمعي: يقال للرجل وغيره حَصَأ بها وحَصَم بها إذا ضَرَط. وقال غيره: أحْصَأْتُه أي أَرْوَيتْهُ. وقال ابن شمر: الحَصَا ما حَذَفْت به حَذْفاً وهو ماكان مثلَ بَعْرِ الغنم. وقال أبو أسلم: العظيمُ مثل بَعْرِ البعيرِ من الحصى. وقال أبو زيد حصاة وحِصِىّ وقناه وقِنِىٌّ ونواةٌ ونِوَىٌّ ودِوِيّ، هكذا قيّده شمر. وغيرُه يقول بفتح الحَاءِ والقَافِ والنون والدال حَصَّى وقَنَّى ونوَّى ودَوَّى. ويقال نهر حَصَوِىُّ أي كثيرُ الحَصَى. وقال الأحمر: أرض مَحْصَاةٌ من احَصَا وحَصِيَّة وقد حَصِيتْ تَحْصَى. ويقال حَصَيْتُه بالحَصَى أحْصِيهُ أي رَمَيْتُه. وقال الليث في قولهم وقع فلان في حَيْص بَيْص أي في ضيقٍ والأصل فيه بَطْنُ الضبّ يُبْعَج فَيُخْرَجُ مُكْنُه وما كان فيه ثم يَحاصُ. وحص أبو العباس عن ابن الأعربى. قال: الوحْصُ البَثْر يخرج في وجه الجَارِية المَلِيحة. وقال ابن السكيت: أصبَحَتْ وليس بها وَحْصَةٌ ولا وَذْيَةٌ. قال الأزهرىُّ معناه ليس بها عِلَّة. حسا قال الليث: الحَسْوُ الفعل، يقال حسا يَحْسو حَسْواً، والشيء الذي يُحْسَى اسمُه الحَسَاءُ ممدود. والحسْوَةُ مِلْءُ الفَمِ. ويقال اتخذو له حَسِيَّةً. والحُسْوَةُ الشيء القليل منه. الحرَّانى عن ابن السكيت: حَسَوْتُ حسَوَةً وَاحدةَ والحسْوَةُ مِلءُ الفم. وقال اللحيانى: حَسوة وحُسوة وغَرفة وغُرفة بعنىً واحد. وقال يونس: حَسوتَ حَسوةَ وفى الإناء حُسوةٌ. وقال ابن السكيت: شربت حَسُوّاً وحَسَاءً، وشربت مَشُوّاً ومَشَاءً. قال وقال أبو عُبيدة: قال أبو ذبيان بن الرعبل: أبغض الشيوخ إلىَّ الحسُوُّ الفَسُوُّ. قال: الحَسُوُّ الشروبُ. قلت: جمع الحُسْوَةِ حُسىً، والعرب تقول نمت نَوْمة كحَسْوِ الطير إذا نام نوماً قليلاً. ويقول الرجلُ للرجلِ هل احتسيت من فلان شيئاً؟ على معنى هَل وَجَدْتَ، وقول أبى نخيلة: لما احْتَسَى مُنْحَدِرٍ من مُصعدٍ أن الحَيَا مُغْلُوْلِبٌ لم يَجْحِـدَ احتسى أي اسْتَخْبَرَ فأُخبِرَ أن الخِصْب فاشٍ.
وسمعت غير واحد من بنى تميم يقول: احتَسَينا حِسياً أي أنْبطْنا ماءً حِسْىٍ، والحَسْىُ الرَمْل المتراكم أسفله جبل أصلدُ، فإذا مُطِرَ الرمل نَشِفَ ماءَ المطر، فإذا انتهى إلى الجبل الذي اسفلَهُ أمسكَ الماءَ ومنع الرملُ حرَّ الشمس أن ينشف الماء فإذا اشتد الحر نبث وجه الرمل عن الماء فنبع باردا عذبا يتبرض تبرضا وقد رأيت في البادية احساء كثيرة على هذه الصفة منها احساء بني سعد بحذاء هجر وقراها وهي اليوم دار القرامطة وبها منازلهم ومنها احساء خرشاف واحساء القطيف وبحذاء حاجر في طريق مكة احساء في واد متطامن ذي رمل إذا رويت في الشتاء من السيول الكثيرة لم ينقطع ماء احسائها في القيظ.
ثعلب عن ابن الأعرابي: الحسي الماء القليل.
وقال شمر: يقال جعلت له حسوا وحساء وحسية إذا طبخ له الشئ الرقيق يتحساه إذا اشتكى صدره ويجمع الحسي حساء واحساء.
سحا
قال الليث: سحوت الطين بالمسحاة عن الارض سحوا وسحيا وانا اسحاه واسحوه واسحيه ثلاث لغات.
أبو عُبيد عن أبي زيد سحوت الطين عن الارض اسحوه واسحاه ولم يذكر اسحيه قال وسحو الشحم عن الاهاب قشره وما قشر عنه فهو سحاءة نحو سحاءة النواة وسحاءة القرطاس وفي السماء سحاءة من سحاب أي غيم رقيق ويقال سحيت الكثاب تسحية لشدة بالسحاءة ويقال بالسحاية لغتان.
قال الليث وسمي رؤبة سنابك الحمر مساحي لأنها تسحى بها الارض فقال:
سوى مساحيهن تقطيط الحقق
قال: ورجل اسحوان: كثير الاكل.
قال والاسحية كل قشرة تكون على مضائغ اللحم من الجلد. ومتخذ المساحي سحاء على فعال وحرفته السحاية.
وقال الأصمعي: الساحية المطرة الشديدة الوقع التي تقشر الارض. وانشد أبو عُبيد: اصاب
الأرض منقمش الثريا بساحية واتبعها طلالا
قال: وسحوت القرطاس وسحيته والسحاة الخفاش وجمعها سحا. قال: والسحاء ضرب من الشجر يرعاه النحل. وكتب الحجاج إلى عامل له ان ارسل الي بعسل السحاء اخضر في الاناء.
وقال ابن السكيت: ضب ساح حابل إذا رعى السحاء والحبلة. وسحاءة ام الرأس التي تكون فيها الدماغ، وقال: وسحاءة القرطاس ممدودة وسحاء ممدود بلا هاء. قال والسحاء الخفاش يكسر ويمد، ويفتح فيقصر، فيقال هو السحا، مقصور كما ترى.
حاس
ثعلب عن ابن الأعرابي: الحوس الاكل الشديد، والحوس الشجعان. قال والحوساء الناقة الشديدة الاكل.
قال ويقال حاسوهم وجاسوهم ودرنجوهم وفنخوهم أي ذللوهم.
وقال الليث الحوس انتشار الغارة والقتل، والتحرك في ذلك، يقال حسته أي وطئه وخالطته.
وقال الفراء: حاسهم وجاسهم إذا ذهبوا وجاءوا يقتلونهم.
ابن السكيت عن الأصمعي قال: تركت فلانا يحوس بني فلان ويجوسهم. يقول يدوسهم ويطلب فيهم.
وقال الليث: الاحوس الجرئ الذي لا يهوله شئ وانشد:
احوس في الظلماء بالرمح الخطل
ثعلب عن ابن الأعرابي: قال الاحوس الشديد الاكل، والاحوس الكثير القتل من الرجال، والاحوس الذي لا يبرح مكانه حتى ينال حاجته.
وقال الفرزدق يصف ابلا:
حواسات الشتاء خبعثنـات إذا النكباء ناوحت الشمالا
ابن السكيت: يقال للرجل إذا ما تحبس وابطأ: ما زال يتحوس، وابل حوس بطيئة التحرك من مرعاها وابل حوس كثيرات الاكل.
وقال الليث: التحوس الاقامة كأنه يريد سفرا ولا يتهيأ له لانشغاله بشئ بعد شئ وقال المتلمس:
سر قد انى لك ايها المتحـوس فالدار قد كادت لعهدك تدرس
ورجل حواس عواس طلاب بالليل، وغيث احوسي دائم لا يقطع. قال الراجز:
أنعت غيثا رائحـا عـلـويا صعد في نخلة احـوسـيا
يجر من عـفـائه حـبـيا جر الاسيف الرمك للرعيا
انشده شمر: وفي حديث عمر انه قال لرجل: بل تحوسك فتنة.
قال أبو عُبيد: قال العدبس الكناني في قوله: بل تحوسك فتنة، أي تخالط قلبك وتحثك وتحركك على ركوبها.
وقال أبو عُبيد: وكل موضع خالطته ووطئته فقد حسته وجسته وقال الحطيئة:
رهط ابن افعل في الخـطـوب اذلة دنس الثياب قناتهـم لـم تـضـرس
بالهمز من طول الثقـاف وجـارهـم يعطي الظلامة في الخطوب الحوس
يعني الامور التي تنزل بهم فتفشاهم وتخلل ديارهم.
وقال ابن الأعرابي: الابل الكثيرة يقال لها جوسي وانشد:
تبدلت بعـد انـيس رغـب وبعد حوسي جامل وسرب وحاست المرأة ذيلها حوسا إذا سحبتها وامرأة حوساء الذيل وانشد شمر قوله: تعيبين امرا ثم تـأتـين مـثـلـه لقد حاس هذا الامر عندك حائس وذلك ان امرأة وجدت رجلا على فجور فعيرته فلم تلبث ان وجدها الرجل على ذلك. ومثل للعرب: عاد الحيس يحاس؛ أي عاد الفاسد يفسد، ومعناه ان تقول لصاحبك: ان هذا الامر حيس أي ليس بمحكم وهو ردئ، ومنه البيت: تعيبين امرا. قال شمر روى عن الفراء: لقد حيس حيسهم كما تقول دنا هلاكهم. أبو عُبيد الاموي: إذا أحدق بالرجل ونسبه الإماء من كل وجه فهو محيوس، وذلك لأنه يشبه بالحيس وهو يخلط خلطا شديداً. وقال أبو الهيثم: إذا كانت جدتاه من قبل ابيه وامه فهو المحيوس من الحيس، يقال حُست أحيس حيساً وانشد: عن أكْلِي َالعِلْهِزَ أكْلَ الحَيْس والحيس التمر. البرنيُّ وألاقِطُ يُدَقَّانِ ويُعْجَنَان بالسَّمْنِ عَجْناً شديداً حتى تندُرَ منه نواةٌ ثم يسوى كالثريد وهى الوطيئةُ ايضاً، إلا أن الحيس ربما جعل فيه السَّويقُ وأَما في الوطيئة لفلا وأنشد: وإذا تكونُ كَريهَةٌ أُدعى لـهـا إذا يُحاسُ والحيس يدعى جُنْدُبُ شمر ومن امثالهم: عاد الحَيْسُ يُحاسُ ومعناه ان رجلاً أُمر بأمرٍ فلو يُحْكِمه فَذمّه آخر فقام ليُحْكِمْه فجاء بشرٍمنه فقال الأمر: عَادَالحيْسُ يُحَاسُ، اى عاد الفسد يُفْسَدُ وامرأة حوْساء الذيل اى طويلة الذيل. قال: قد علمت صفراء حوساء الذيل وقد حاست ذَيْلَها تَحُوسُه، كما يقال حَاسهم وجاسهم إذا وَطِئَهم. ساح قال الليث: السَّيحُ الماء الظَّاهِرُ على وجْه الأرْض يَسِيحُ سَيْحاً. الأصمعلى: ساحَ الماءُ يسيحُ سيحاً إذا جرى على وجه الأرض، وماء سيْحُ وغَيْلٌ إذا جرى على وجه الأرض، وجمعه سَيُوح وأسْيَاحٌ، ومنه قوله: تِسْعَةُ أسْيَاحِ وسَيْحُ الغَمَرْ وقال الليث: السِّياحةُ ذهاب الرجل في الأرض للعبادة والتَّرَهُبِ، وسياحةُ هذه الأمّةِ الصُيامُ ولزومُ الساجِد. وَرُوِىَ عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: لاسياحة في الإسلام. أراد بالسياحة مفارَقَةَ الأمْصَارِ والذهابَ في الأرضِ. وأصله من سيْح الماء الجارى. وقال الله جل وعز: (الحامِدُون السَّائِحُونَ) وقال (سائِحاتٍ ثيباتٍ وأبْكَاراً) وجاء في التفسير أن السائحين والسائحات الصائمون. وقال الحسن: هم الذين يصومُون الفرض. وقد قيل: هم الذين يُديمُون الصِّيام. وقول الحسن أَبْينُ. وقيل للصائم: سائح لأن الذي يسيح مُتَعبِّداً يذهَبُ في الأرض لازاد معهُ فحين يجد الزاد يَطْعَمُ، والصاءم لايَطْعَم أيضاً، فَلِشَبَه به سمى سائحا. وفى الحديث على انه وصف قَوْماً فقال: ليسوا بالمَسايِيِح البُذُر. قال شمر: المسابِيحُ ليس من السيّاحة ولكنه من التسييحُ في الثوْبِ أن يكون فيه خطُوطٌ مختلفةٌ ليس من نحوٍ واحدٍ. وقال ابن شميل: المُسَيَّحُ من العَبَاءِ الذي فيه جُدَدٌ، واحدةٌ بيضاءُ وأُخرى سُوْداءُ ليست بشديدة السَواد. وكل عباءة سَيْحٌ ومُسَيَّحَةٌ. يقال: نِعْم السَّيحُ هَذَا، وما لم يكن ذا جُدَدٍ، فإنما هو كِساءَ وليس بعَبَاءٍ. وقال: وكذلك المُسَيَّحُ من الطرق المُبيَّن، وإنما سيَّحه كثرة شَرَكِه، شُبه بالعَباءِ المُسَيَّح. ويقال للحمار الوحش مُسيَّح لجُدته التى تفْصِل بين البَطْنِ والجَنْبِ. أبو العبيد عن الأصمعي: السْيح مِسْحٌ مُخَطَّطٌ يكون في البيت يصلح أن يُفتَرَش وأن يُستتر به. وقال الأصمعي: إذا صار في الجَرَادِ خطوطٌ سودٌ وصُفْرٌ وبيضٌ فهو المُسَيَّح. فإذا بدا حَجُمُ جَناحِه فذلك الكُتْفَان لأنه حينئذٍ يَكْتِف المشى فإذا ظَهَرَتْ أجْنِحَتُه وصار احْمَرَ إلى الغُبْرَةِ فهو الغَوْغَاءُ والواحدة غَوْغَاءَةٌ؛ وذلك حين يَمُوجُ بعضُه في بَعْضٍ ولا يتوجهَ جِهَةً واحدةً، هذا في رواية عمر ابن بَحْرٍ. وقال شمر: المساييحُ الذين يسيحون في الأرْض بالشَّرِّ والنميمةِ والإفسادِ بين الناس والمَذايِيعُ الذين يُذيعُون الفواحش. وقال الليثُ: السَّاحة فَضَاءٌ يكون بين دورِ الحَىِّ، والجمعُ سوحٌ وسَاحَاتٌ، وتصغيرها سُوَيْحَةٌ.
وقال ابن الأعربى: يقال لأتان قد انْسَاح بَطْنُها وأنْدَال سِياحاً إذا ضَخُمَ ودَنَا من الأرضِ. ويقال: أسَاحَ الفَرَسُ ذَكره وأَسابَه إذا أخرجه من قُنْبِه. قاله خليفة الحصنى قال وسيَّبه مثلهُ. وقال غيره: أساحَ فلانٌ نَهراً إذا أجْراه. وقال الفرزدق: وكم لِلْمُسلمِين أسَحْتَ يَجْرِى بإذن الله من نَهر ونَهْـرِ يقول: كم من نَهْرٍ أجريتَه للمسلمين فانتفعو بمائه. حزى قال الليث: الحَازى الكاهِنُ تقول: حَزَا يَحْزُو ويَحْزى ويتَحَزَّى. وأنشد: ومن تَحَزَّى عَاطِساً أوطَرَقا وقال آخر: وحازِيَة ملبونة ومـنـجِّـسٍ وطارقةٍ في طرقها لم تُسَدَّد قال الأصمعي التحزى التكّهن. وقال ابن شميل: الحازِى أقل علماً من الطّارقُ كاد أن يكون كاهِناً، والحازِى يقول بظَنٍ وخوْفٍ، والعتئف العالِمُ بالأمور ولا يُسْتعافُ إلا من علِمَ وحَرَّب وعرَف؛ والعَرَّاف الذي يَشَمُّ الأرض فيعرفُ مواقِع المياه، ويعرف بأي بلدٍ هو. أبو عُبيد عن الأصمعي: حَزَيْتُ الشيء أحْرِيه إذا خَرَصْتَه وحزوْتُه مثلُه، لغتان من الحازِى. ومنه حَزَيْتُ الطَيَْ إنما هو الخَرْصُ وحَزَا السَرابُ الشيء يحزوه: رفعة ابن هانىء عن أبى زيد: حزونا الطير نحزوها حَزْواً، زجرناها زجراً قال: وهو عندهم أنيعَقَ الغراب مُسْتَقبِلَ رَجُلٍ وهو يريد حاجةً فيقول: هذا خيرٌ فيخرج. أو ينعق مُسْتَدبِرَه فيقول: هذا شرٌ فلا يخرج، إن سمح له عن يمينه شىءٌ تَيَمَّنَ به، أوسَنَحَ عن يساره تشاءم به، فهو الحَزْوُ والزَّجْرُ، ويقال أحْزَى يُحْزى إحزاءً إذا هاب وأبى. وأنشدوا: ونفسي ارادت هجر سلمى ولم تطقْ لها الهجر هابته وأحْزَى جَنينُهـا وقال أبو ذؤيب: كعُوذِ المعطِّف أحْزىلها بصدرة الماء رأمُ رَذى أي رجع لها، رَأْمُ أي وقد رُدَّ، هالكٌ ضعيفٌ والعُوذُ الحَديثةُ العهد بالنتاج. وقال الليث: الحَزَى مقصورٌ: نبات يُشبِه الكرَفْسَ من أحرار القبول، ولريحه خَمْطةٌ يزعم الأعراب أن الجن لا تدخل بيتاً يكون فيه الحَزْا، والواحدة حَزَاةٌ.أبو عُبيد عن الأصمعي: الحَزَاءُ ممدودٌ نبتٌ. وقال شمر: تقول العرب"ريحُ حَزَاءٍ فالنَّجاءَ?قال وهو نبات ذَفِرٌ يتَدَخَّنُ به للأرواح، يشبه الكَرَفْسَ، وهو أعظَمُ منه، فيقال اهرُب إن هذا ريحُ شَرِّ. قال: ودخل عمر بن الحكم النهدى على يزيد ابن المهلّب وهو في الحَبْس فلما رأه قال: أبا خالد ريحُ حزاءٍ فالنَّجا لا تكن فريسة للأسد اللابـد أي أن هذا تباشيرُ شَرِّ وما يجىءُبعد هذا شَرٌ منه. وقال أبو الهيثم الحَزَاءُ ممدودة لا يُقصر. وقال شمر: الحَزَاءُ يُمَّدُ ويقصر. وحَزْوَى جبلٌ من جبالِ الدهناء، وقد مررتُ به. .ومن مهموز هذا الباب. حَزَأْتُ الأبلُ وأنا أحْزُؤُها. وهو أن تضُمَّها وتسوقَها. وقال: واحْزَوْزَأتْ الإبلُ إذا اجتمعت. والطائِر يَحْزَوْزىء. وهو ضمُّه نفْسَه وتجافيه عن "بيضه?وأنشد مُحْزَوْز أيْنِ الزِّفَّ عن مَكَوَيْهما وقال رؤبَه فلم يهمز. والسيرُ محزوزٍ به أحزْيزَ اؤُه قال ذلك كله الليث. وقال أبو زيد في كتاب الهمز: حَزَأْتُ الإبل حَـزْأً إذا جَمَعتها وسقَتها حاز قال الليث: الحَوْزُ السيرُ اللينُ. أبو عُبيد عن أبى زيد: الحَوْزُ السيرُ الرويْدُ. قال: وقال أبو عمرو: الحَيْزُ السيرُ الرويْدُ. وقد حِزْتُها أحيزُها. وقال الأصمعي هو الحَوْزُ وأنشد قول الحطيئة. وقد نظرْتكم إيناءَ صادِرَةٍ للوِرْد طال بـهـاح ضوْزِى وتَنْاسِى وقالت عائشةُ في شمر: كان-والله-أحوَزِياً نسيجَ وحدِه. قال?السائق الحسن السياق وفيه مع سياقه بعض النفار. وكان أبو عمرو يقول: الأحوزى". أبو عُبيد قال الأصمعي الأحوزىّ الخفيثُ. وقال العجاج يصف ثوراً وكلاباً. يحوزهن وله حُـوزِىّ كما يحوز الفِئَةَ الكَمِىُّ وبعضهم يرويه، كان والله أحوَذِيا بالذال، وهو قريب من الأحوزى.
قال شمر الحوْزز من الأرْض أن يتخِذها رجلُ، ويبّين حدودَها فيستحقُّها، فلا يكون لاحدٍفيها حقُّ معه. فذلك الحَوْز. وقول العجاج وله حُوزى أي له مَذخُورُ سيرٍ لم يبْتَذِلْه أي يغْلبهنّ بالهُوْيْنى. وقال شمر في قوله. وله حُوزىّ، أي له طَاردٌ يُطرَدُ عن نَفْسه من نشاطه وحْدَه. قال: وسمعت ابن الأعربى يقول: جمل حُوزِىّ ورجُلٌ حُوزىٌّ ورجُلٌ أحوَزِىٌّ قد حاز الأمور وأحكمَها. وقال الليث: الحَوْزُ أيضاً موضعٌ يحوزُه الرجلُ يَّتخذْ حوإليه مسَنَّاة، والجميع الأحْوَزُ، قال وكل من ضمّ شيئاً إلى نَفْسه من مال وغر ذلك فقد حازَه واحْتَازَه. قال وحَوْزُ الرجُلِ طبيعته من خير أو شر. قال والحوزُ النكاح وأنشد: تقول لمّا حازَها حَوْزَ المَطِى أي جَامعها. وفى الحديث: فَلَّما تحوّز له عن فِراشة. قال أبو عُبيد التحوُّزُ هو التَنَحى. وفيه لغتان: التحوُّز والتحيُّز. وقال الله جلّ وعزّ (أو متحيِّزاً إلى فئة) فالتحوز تَفَعُّلٌ والتحيّز التَّفعيلُ. ونحوَ ذلك قال الفراءُ وحذّاقُ النحويين. وقال الفطامىُّ يصف عجوزاً استضافَها فجعلت تروغُ عنه فقال: تَحَوَّزُ عنى خشـيةً أن اضـيفَـهـا كما انحاَزت الأفْعى مخافَة ضَارِب وقال أبو إسحاق في قول الله (أو مُتَحيزاً إلى فئة) نصب منحرفّا ومتحيزاً على الحال، إلا أن يتحرّف لأن يُقاتل أو أن ينحازَ أي ينفرِدَ ليكون مع المقاتلة.قال وأصل متحيز مّحيوِز فأُدغمت الواو في الياء. قال شمر. الإثم حَوَّاز القلوبِ أي يحوزَ القْلبَ ويغلبُ عليه حتى يركب مالا يَجِبُ، وكأنه من حاز يحوز. قال الأزهرى: وأكثر الرواية الاثم "حزاز?القلوب أيحزّ في القلبِ وحاكَ فيه: وقال شمر: حُزْتُ الشيء أي جمعته أو نحّيته قال والحّوزى المتوحّد في قول الطرماح: يَطُغْنُ بَحُوزِى لم يُرْعْ بواديه من قرْع القِسىّ الكِنـائنُ قال: الحوزىُّ المتوحدُ وهو الفَحْلُ منها وهو من حُزْتُ الشيء إذا جمعتُه أو نحَيتَه. وقال الليث: يقال ماللك تَتَحوَّزُ إذا لم تسْتقرُّ على الأرضِ، والاسم منه التحوُّز. قال وحَيِّزُ الدّار ما انظمَّ إليها من المرافق والمنافع، وكلُّ ناحية حيّزُ على حدَةٍ، بتشديد الياء: والجميع أحْيَازٌ، وكان القياس أن بكون أحْوَازاً، بمنزلة المّيت والاموات ولكنهم فرّقوا بينهما كراهةَ الالتباس، وقال الراعى يصف إبلا: حوزيَّةٌ طُوِيَتْ على زَفَراتِها طىَّ القناطِر قد بزلْن بزولا قال والحوزية النوق التى لها خِلْقَةٌ انقطعت عن الإبل في خِلقَتِها وفراهتها، كما تقول منقطِع القرين. وُجُوه الإبل إلى الماءِ ويتركَهَا في ذلك تَرْعَى لَيْلَتَئَذٍ، فهي ليلة الطِّلْقِ وأنشد ابن السكيت. قد غرّ زيداً حُوزْهُ وطِلْقُهُ وقال أبو عمرو: تحوُّزَ الحيةِ وهو بُطْء القِيامِ إذا أراد أنْ يَقُوم. وقال غيره: التحوُّس مثله عمرو عن أبيه: الحوْزُ الملك الملك وحوْزَةَ المرأة فرجها وقالت امرأة. فَظَلْتُ أحثى التُرْبَ في وَجْهِه عنّى وأحمى حَوْزَةَ الغائب أخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي يقال حوزاته وأنشد. لها سَلَـفُ يعـوذُ بـكـل ريْعٍِ حَمَى الحَوزَات واشتهر الاإفَالاَ قال السَّلَفُ الفحْل حَمى حَوْزَاته، أيلايدنو فحل سواه منها وأنشد الفرَّاء. حمى حَوْزَاتِه فَتُرِكن قَفْـراً وأحْحْمَى ما يلِيه من الإجَامِ أراد بحوْزاته نواحيَه من المراعى. زاح قال الليث: الزَّيحُ ذهاب الشيء، تقول: قد أزَحْتُ عِلَّتَه فَزَاحَتْ، وهى تَزِيحُ، وقال الأعشى. هَنَأنَا فلم نَمْنَنُ عليها فأصبَحَتْ رَخِيَّةَ بالٍ قد أزَحْنا هُزالَها أبو العباس عن ابن الأعرابي: أزاحَ الأمْرَ إذا قَضاه، عمرو عن أبيه: الزَّوْح تفريقُ الإبل، ويقال الزَّوْحُ الزَّوَلان. شمر: زَاحَ وزَاحَ بالحاء والخاء بمعنى واحدٍ إذا تنحَّ قال ومن قول لبيد. لو يقوم الـفـيلُ أو فَـيَّلُـه زَاحَ عن مثل مَقامى وزَحل قال ومنه زاحت علَّتُه وأزَاحْتُها أنا. أزح قال أبو عُبيد أزَح يَأْزِح أزُحاً، إذا تخلف وقال العجاج.
جَرَى ابنُ لَيلَى جِريَةَ السَّبُوح جِريَةَ لا كَلْـبٍ ولا أزُوحِ قال الأزُوح: الثقيل الذي يزْحَرُ عند الحَمْل: وقال شمر الأزُوح كالمتقاعِس عن الأمْر. وقال الكميت: ولم أك عند مَحْمَلِهـا أزُوحَـاً كما يَتَقاعَسُ الفرسُ الحزوَّرْ يصف حِمالة تحمّلها. أبو عُبيد عن الأصمعي أزَحَ الإنسانُ وغيرهُ بأزِح أزُوحا وأزَرَ يأْزِرُ "أزورا ?إذا تَقَبَّضَ ودنا بعضه من بعضٍ. وقال غيره أزَاحَتْ قدمُه إذا زَلَّت، وكذلك أزَحَت نَعلُهُ قال الطرّماح يصف ثوراً وحشياً: تزِلُ عن الأرض أزْلامُه كما زلّت القدَمُ الآزحه والله أعلم حطا ثعلب عن ابن الأعرابي: قال الحَطْءُ تحريك الشيء مَزَعْزَعاً. ومنه حديث ابن عبّاس، أتانى رسُول الله صلّى الله عليه وسلم فَحَطَانى حُطْوةً. هكذا رواه ابن الأعرابي غير مهموز. وهمزه غيرهُ. وقرأت بخط شمر فيما فَسَّر منحديث ابن عَبَّاس قال ?تناول النبى صلى الله عليه وسلم بقَقَاىَ فحطأنى حَطْأةَ، قال شمر: قال خالد ابن جَنبة. لاتكون الحَطَأةُ إلا ضربةُ بالكفِّ بين الكتفين، أو على حبراش الجَنْبِ أو الصدْر أو الكَتَدِ، فإن كانت بالرأس فهى صَقْعَةٌ وإن كانت بالوجه فهى لَطْمَةٌ. وقال أبو زيد، حَطَأْتْ رأسه حَطَأةً شديدة شديدة وهى شدَّة القَعْدِ بالراّاحة وأنشد: وإن حَطأتُ كَتِفَيْه ذَرْمَلاَ قال شمر: وقال ابن الأعرابي حَطأْتً به الأرضَ حَطَأً إذا ضربتَ به الأرْضَ وأنشد شمر. ووالله لا أتى ابنَ حَاطِئَهِ اسْتِها سَجِيسَ عُجَلْيسٍ ما أبَان لسانيا أي ضارِبةَ اسْتها، وقال الليث: المطْءُ مهموزٌ شدّة الصَّرَع، تقول: احتملته ?فَحَطأ ?به الأرضَ، وقال أبو زيد حطأْت الرّجُل حَطْأ إذا صرعْتَه، وقال: حَطَأْتُه حَطْأً بيدي إذا فَقَدْتَه. أبو عُبيد عن أبى زيد الحِطىُْ من الناس مهموز على متال فعِيلٍ هم الرُّذالَةُ من الناس. وقال غيره: حطأ يحْطِىءُ إذا جَعَس جَعْساً رَهْواً، وأنشد: إحْطِىء فإنك أنت أقْذَرُ من مَشى وبذاك سُميَّتَ الحُطَيْئَة فاذْرُق أي أسلح. قال: حَطَأْتُه بيدي ضرَبْتُه، والحَطيئَةُ من هذا تصغيرٌ حَطْأة، وهى العزبة بالأرض، أقرأينه الأيادى. وقال قطرب: الحَطْأَةُ ضربةٌ باليد مبسوطةً أي الجسدِ أصابَ، والحطيئة منه مأخوذٌ، وقيل الَطْءُ الدفعُ، وَحَطَأت القدرُ بِزَبَدِها إذا دفعته فرمَتْ به عند الغليان، وبه سمى الحَطيْئَةُ. وفى النوادر يقال: حِطءْ من تمر وحِثْى من تمر أي رَفَض قدرُ ما يحملهُ الإنسانُ فوق ظهره. طحا قال الليث: الطَّحْوُ كالدّحو، وهو البَسْطُ. وفيه لغتان طحا يَطْحُو وطَحَا يَطْحى، والطُّحِىُّ من الناس الرُّذَّال، والقوم يَطْحَى بعضُهُم بعْضاً أي يَدْفَعُ. وقال الليثُ: سألتَ أبا الدقَيْش عن قوله: المُدَوِّمة الطَّواحى، فقال: هى النُّسور تستدير حَوَالِيَ القتيل. قال: وطحا بك همُّك ألى ذهب بك في مَذْهَبٍ بعيدٍ، وهو يطْحَى بِكَ طَحْوَاً وَطَحيْاً. وقال الله تعالى: (والأرضِ وما طَحَاها). قال الفرّاءِ: طَحاها ودَحاها واحد. وقال شمر: (والأرضِ وما طحاها) معناه والله أعلم، ومَنْ دَحَاها. فأبدل الطّاء من الدال. قال: ودحاها وسَّعها، ونام فلان فتدحَّى أي اضْطَجَعَ في سَعَةٍ من الأرض. وقال ابن شُمَيْل المُطَحِّى اللازق بالأرْض، رأيته مَطْحِياً أي مُتَبَطِحاً. قال: والبَقْلَةُ المُطَحَّية النّابِتَةُ على وجهِ الأرض قد افترشَتْها. أبو عبيدعن الأصمعي إذا ضربه حتى يمتدّ من الضّرْبة على الأرض قيل طَحَا منها وأنشد: من الأنَسِ الطَّاحِى غَلَيْكَ العَرْمَرم قال: ومنه قيل طَحَا به قَلْبُه أي ذهب به في كُلّ مَذْهَبٍ، وطَحَى البعيرُ إلى الأرض إما خلاءَ وإما هُزالاً، أي لَزِقَ بها. وقد قال شمر: قال الفرَّاء: شَرب حتى طَحَى يريد مَدَّ رِجْلَيْه. قال: وقَرأْته بخطّ الإيادىّ طَحَّى مشدَّداً، وهو أصَحُّ إذا ما دَعَوهُ في نَصْرٍ أو معروفٍ فلم يأتِهِمْ. قال: والمطحى الازق بالأرض، كل ذلك بالتشديد. قلت: كأنه عارض بهذا الكلام ما قال الأصمعي في طحا بالتخفيف.
أبو الباس عن ابن الأعرابي الطَّاحى الجمعُ العظيم، والطائح الهالك، والحائط البستان. قال: وطَحَا إذا مَدَّ الشيء، وطَحَا إذا هَلَك، وحَطَى ألقى إنساناً على وجْهه. قال غيره: طَحَوْتُه أي بَطَحتُه وصرَعْتُه فَطَحَّى أي انبطح انبطاحاً، وفرس طاحٍ مشرِفٌ. وقال بعض الأعراب في يمين له: لا والقمرِ الطَّاحى أي المرتَفِع، والطّاحى أيضاً المنبسط. أبو زيد يقال للبيت العظيم مِظَلَّةٌ مطحوَّة ومطحَّية وطاحِيَةٌ وهو الضَّخْمُ. حاط قال الليث: حاط يحُوط حَوْطَاً وحِياطَةَ، والحمار يحوطُ عانتَهُ يجمعها، والاسم الحِطَةَ، يقال حاطَه حِيطَةً إذا تعاهده. قال: واحتاطَتْ الخيلُ وأحَاطَتْ بفلانٍ إذا احدَقَتْ به، وكلُّ من أحرز شيئاً كلَّه، وبلغ علمُه أقصاه فقد أحاط به، يقال هذا أمْرٌ ما أحطْتُ به عِلْماً. قال: والحائِط سمى بذلك لأنه يحوط ما فيه، وتقول حَوَّطْتُ حائطا. قال: والحُوَّاط عظيمةٌ تُتَّخَذُ للطعام أو الشيء يقلَعُ عنه سريعا، وأشد: إنا وجدنا عُرُس الحَّناط مذمومةً لئيمةَ الحُوَّاط وجمع الحائط حيطانٌ. قال ابن بُزُرْج: يقولون للدراهم إذا نقصت في الفرائِض أو غيرها: هَلُمَّ حِوَطَها. قال: والحِوَطُ ما يتمُّ به دَرَاهِمَه. وقال غيرُه: حَاوطْتُ فلاناً مُحاوَطَةً إذا دَاوَرْتَهُ في أمرٍ تريدهُ منه وهو يأباه كأنك تَحوطُهُ ويَحوطُك. وقال ابن مقبل: وحاوطْتُه حتى ثَنَيْتُ عِنَـانَـه على مدْبر العِلْباءِ رَيَّانَ كَاهِلُه وأحيطَ بِفلانٍ إذا دنا هلاكُه، فهو مُحَاطٌ به. قال الله جلّ وعزّ (وأُحيطَ بثمره فأصْبَح يُقَلِّبُ كَفَّيْه) أي أصابه ما أهلَكَهُ وأفْسَده. ثعلب عن ابن الأعرابي: الحَوْطُ خَيْطٌ مفتول من لونين أحمر وأسود، يقال له البريمُ تشدَّه المرأةُ في وسطها لئلا تصيبَها العينُ فيه خَرَزَاتٌ وهلالٌ من فُضَّة يسمى ذلك الهلالُ الحَوْطَ، فسمِّى الخيط به. قال ويقال للأرْضِ المُحَاطِ عَلَيها حائِط وحديقةٌ، فإذا لم يُحِطْ عليها فهى ضاحِيَةٌ. أبو زيد: حُطت قومي وأحطت الحائط. وقال ابن الأعرابي: حُطْ حُطْ إذا أمرته بصلة الرحم، وحُطْ حُطْ إذا أمرته بأن يحلِّى صبيَّه بالحَوْطِ وهو هلالٌ من فضَّةٍ . طاح قال: الطائحُ الهالك أو المشرف على الهلاك. وكلُّ شىءٍ ذهب وَقِى فقد طاح يطيح طَيْحاً وطَوْحاً لغتان. وقال طوَّحو بفلان إذا حمله على ركوبِ مفازة يُخافَ هلاكُه فيها. وقال أبو النجم: يُطَوِّح الهادى به تَطْويحاً وقال ذو الرُّمَّة: ونَشوانَ من كأس النُّعاس كأنه بحبْلين في مَشْطُونةٍ يتطَوَّحُ أي يجيءُ ويذهب في الهواء، يقال طوّح الرجل بثوبه إذا رمى به في مَهلكة، وطيّح به مثلُه. ثعلب عن سلمة الفرَّاء قال طيّحتُه وطوّحْته، وتضوَّع ريحه وتضيَّعَ، قال والمياثِقِ والموثِقِ، ويقال طاح به فرَسُه إذا مضى به يَطيحُ طَيْحاً، وذلك كذهاب السهم بسلرعة. يقال أين طُيِّح بك؟ أي أين ذُهِبَ بك؟ قال الجعدىُّ يذكر فرساً: يطيحُ بالفارس المدجّج ذى القونس حتـى يغـيب فـي الـقَـتَـمِ أراد القَتامَ وهو الغُبَارُ. وقال أبو سعيدٍ: أصابت الناسَ طَيْحَةٌ أي أمورٌ فرَّقت بينهم؛ وكان ذلك في زمن الطَّيْحَة. وقال الليث: الطَّيْحُ الهلاك. ثعلب عن ابن الأعرابي: أطاح مالَه وطوَّحه إذا أهلكه، وطوّح بالشيء إذا ألقاه في الهواء. وطح الليث: الوطْحُ ما تعلّق بالأظلاف ومخالب الطّير من العُرّة والطينِ وأشباه ذلك. والواحدة وطْحَةٌ بجزم الطاء. أبو عُبيد عن الأموى: تَوَاطَحَ القومُ تداولوا الشر بينهم. قال الشاعر: يَتَواطَحُون به على دينارِ وقال أبو وجزة: وأكثر منهم قائلا بـمـقـالة تُفَرِّج بين العسكر المُتَواطح وتواطحت الإبل على الحوْض إذا ازدحت عليه. احطوطى في النوادر فلان مُحْطَوْطٍ على فلان ومُقْطَوْطٍ ومُكْتَوْتٍ ومُحْتَيْطٍ أي غضبان. حدا قال الليث: يقال حدا يَحْدوا حَدْواً وحُدَاءً مَمْدودٌ: إذا رَجَز الحادى خَلْفَ الإبل ويقال: حَدَا يَحْدُو حَدْواً إذا تبعَ شيئاً. ويقال للعَيْر حَادى ثلاثٍ وحادى ثمانٍ إذا قدَّم من أتُنه أمامه عدّةً. وقال ذو الرُّمَّة: حادى ثمانٍ من الحُقْب السماحيج ويقال للسَّهْم إذا مضى: حَدا الريشَ وحدا النَّصلَ. وقال الليث: الحُدَّيا من التَّحَدِّى، يقال فلان يتحدَّى فلاناً أي يُباريه ويُنازِعَهُ الغلبة، تقول أنا حُدَيَّاك بهذا الأمْرِ إى ابرُزْ لي وجارِنى، وأنشد: حُدُيَّا الناسِ كلُّهم جـمـيعـاً لِتَغْلِبَ في الخُطْوب الأولينا عمرو عن أبيه: الحَادِى المتعمِّدُ للشىءُ، يقال حداه وتَحَدَاهُ وتحرَّاه بمعنى واحدٍ. قال ومنه قول مجاهد: كنت أتحدّى القُرّاءَ فأقرأ، أي أتعَّمد، وقال ابن الأعرابي مثله.قال: وهو حُدَّيا النَّاس أي يتحدّاهم ويتعمدَّهُم. وقا: الهوادى أوائل كُلِّ شىءٍ. وروِى عن الأصمعي أنه قال: يقال لك هُدّيا ?وحُدَيَّا هذا ?وَشَروَاه وشكْلُه، كله واحدٌ. أبو زيد يقال لا يقوم لهذا الأمر إلا ابن إحداهما يقول إلا كريم الآباء والأمهات من الرجال والإبل. ومن مهموزة قال الليث: الحِدَأةُ طائر يطير يصيد الجِرْذَان، وقال بعضهم إنه كان يصيد على عهد سليمانَ، وكان من أصْيَدِ الجوارح فأنقطع عنه الصيدُ لدعوة سليمان. وقال العجاج ى صفة الأثافى: كأنهن الحِدأُ الأوِىُّ وقال أبو بكر بن الأنبارِىّ الحِدَأُ جمع الحِدَأةِ، وهو طائر، وربما فتحوا الحاء فقالوا حَدَأةٌ، وحَدأ، والكسر أجْود. وقال الحَدأ الفُؤُوس، بفتح الحاء. قال وحدِىءَ بالمكن حَدَأ إذا لَزِقَ به وحَدِىءَ على صاحبه حَدَأَ إذا عطَفَ عليه. وحَدِئتْ الشَّاة إذا أنقطع سلاها في بطنها واشتكت عليه حَدَأً، مقصورٌ مهموز.قال والحَدَأ مقصورٌ بفتح الحاء شبه فأس ينقر به الحجارة وهو محدد الطرف. وقال الشماخ يصف الإبل: يُباكِرْن العِضاةَ بمُقنعاتٍ نواجِذُهن كالحَدَا الوقيعِ شبّه أنيابها بالفُؤُوس المحَدَّدَة. وقال ابن السكيت تقول هى الحِدَأَةُ والجميع الحِدَأُ مكسور الأول مهموزٌ، ولا تقول حَدَأَةٌ، قال: وتقول "في "هذه الكلمة: حِدَأ حِدَأ ورائك بندقَةٌ.قال وهو ترخيمُ حدأة. قال وزعم ابن الكلبى عن الشرقى "أن?حِدَأةً، وبندقةً، قبيلتان من اليمن، والقول هو الأوَّل. وقال النابغة: فأوْرَدَهُنَ بَطْنَ الأتْم شُعثـاً يَصَنَّ المَشىَ كالحِدَأ التُّؤَامِ وقال أبو الحاتم: أهل الحجاز يُخطِئونَ فيقولون لهذا الطائِر: الحُدَيّا، وهو خَطَأُ، ويجمعونه الحَدادِى، وهو خطأ. قلت وروى عن ابن العباس أنه قال لا بأس بقتل الحِدَوْ والأفْعَوْ للمُحْرِم، وكأنها لغةفى الحِدَأ، والحُدَيَّا تصغير الحَدوْ. قلت وأما الفأْس ذاتُ الرأسين فإنّ أبا عُبيد روى عن الأصمعي ?وأبى عُبيدة ?أنهما قالا "يقال لها "الحَدَأة ?على مثل عِنَبة، وجمعها حِدَأ بكسر الحاء، وأنشد قول الشماخ بالكسر كالحِدإِ الوقيع. قلت: ورَوَى ابنُ السكيت عن الفرّاء وابن الأعرابي أنهما قالا هى الحَدأةُ بفتح الحاء، والجميع الحَدَأُ، وأنشد قول الشماخ بفتح الحاء، قلت والبصريون على حَدَأةٍ بالكسر في الفأس، والكوفيون على حِدَأةٍ. وقال ابن السكيت في قولهم حِدَأْ حِدَأْ ورائك بُنْدُقة. قال قال الشرقى: هو حِدَأ بن نمرة ابن سعد العشيرة، وهم بالكوفة. وبندُقةُ ابن مطيّةوهو سفيان بن سلهم بن الحَكَم ابن سعد العشيرة، وبندقة باليمن، فأغارت حِدَأ على بندقة فنالت منهم، ثم أغارت بندقَةُ على حِدَأ فأبادتْهم. وقال أبو زيد في كتاب الهمز: حِدَئْتُ بالمكان حَدَأَ إذا لزقت به، وحَدئْتُ إليه حَدَأ إذا لجأت إليه، وحدئت إليه حَدَأ إذا حديْتَ عليه ونصرْتَه ومنَعْتَه. وقال الفرَّاء في المقصور والممدود حِدَئَت المرأة على ولدها حَدَأ وحَدِئت الشَّاةُ إذا انقطع سَلاَهَا في بطْنها فأشتكت منه. أبو عمرو: حَدِئْتُ عليه وحديتُ بمعنى واحد: إذا نصرْتَه ومنعْتَه. وروى أبو عُبيد عن أبى زيد في كتاب الغَنَمِ فيما قرأتُ عاى الأيادى لشمر، حَذَيتْ الشاة تَحْذَى حُذاءً بالذال إذا انقطع سلاها في بطنها. قلت: وهذا تصحيف والصواب ما قاله الفرّاء بالدال والهمز.
وروى أبو العباس عن الأعرابي قال: كانت قبيلةٌ تتعمد القبائل بالقتال يقال لها حِدَأةُ وكانت قد أنزت على النّاس فتحدَّتْها قبيلةٌ يقال لها بُنْدُقة فهزمتها فأكسرت حِدَأة فكانت العربُ إذا مر بها حِدَئِىٌ تقول له حِدَأْ حِدَأْ وراءَك بندُقة. أبو عُبيد عن أبى عمرو والكسائى في باب الهمز حَدَأتُ الشىَْ: صرفْتُه. حاد قال الليث: الحيْدُ كلُّ حَرْف من الرأس، وأنشد: حابى الحُيُود فَارضِ الحُنْجُور قال: والحَيْدُ ما شَخَص من الجَبَل واعوجّ، وكل ضلع شديد العوجاجِ حَيْد، وكذلك من العظْم، وجمعه حُيُودُ. والرجل يحيد عن الشيءِ إذا صدّ نه خوفاً وأنفةً، مصدره حَيدودَةً وحيْداً وحَيَداناً، ومَالَكَ مَحِيدٌ عن ذلك. وحُيُودُ الب عير مثلُ الوِركيْن والساقَيْن. وقال أبو النجم يصف فحلاً: يقودُها ضَافى الحُيُود هَجْرَعُ مُعْتَدِل في ضَبْره هَجَنَّـع أي يقود الإبل فحلٌ هذه صفته. وقال ابن الأنبارى رجل حَيَدَى: الذي يَحِيدُ، قال وأنشد الأصمعي لأمية ابن أبى عائذ: أو اُصْحَمض حَامٍ جَرَميزَه حَزَابيةٍ حَيَدَى بالدِّحـال المعنى انه يحمى نفسَه من الرُّماة. قال الأصمعي ولم أسمع فَعَلىَ إلا في المؤنّث إلا ى قول الهذلى: كأنى ورَحْلِى إذا رُعْـتُـهـا على جَمَزَى جَازىءٍ بالرمال قال: أنشدَناهُ أبو شعيبٍ عن يعقوب زُعْتها وسُمِّى جَدُّ جريرٍ الخَطَفى ببيت قاله: وعنقاً بعد الكلال خَطَفَى أبو عُبيد عن الأصمعي الحَيْدُ شاخص يخرج من الجَبَل فَيَتَقدَّم كإنه جناح. وقال غيره أشتكت الشاة حَيَداً إذا نشب ولدها فلم يسهل مَخْرجه. ويقال: في هذا العُودِ حُرُودٌ وحُيُودٌ: أي عُجَرٌ. ويقال قدّ فلان السَّيْر فَحَرَّدَه وحَيَّده: إذا جعل فيه حُيوداً. وحيود القرن ما تلوَّى منه. ويقال قرن ذو حِيَدٍ أي ذو أنابِيبَ مَلْتَوية. وقال الهذلى: تالله يبقى على الأيام ذُو حَيَدٍ يعنى وَعِلاً في قرنه حيد. دحا قال الليث: المِدْحاةُ خشبة يَدْحَى بها الصبيُّ فتمر على وجْه الأرض لاتأتى على شىء إلا أجْحَفتْه. والمطر الدَّاحى يَدْحَى بها الحَصىَ عن وجه الأرض. والدحوْ البسط. وفى حديث على رضى الله عنه: أنه قال ?اللهم دَاحِيَ المُدْحِيَّات ?يعنى باسطَ الأرَضينَ السبع وموسِّعَها. وهى الدحُوّات بالواو. والأدْحىُّ مَبيضُ النعام. وهذا المنزل الذي يقال له البَلْدَةُ في السماءِ بين النَّعَائِم وسعدٍ الذابح يقال له الأدْحِىّ. وقال الفرّاء في قول الله جلّ وعزّ: (والأرضَ بعد ذلك دَحَاها). قال: بَسَطَها. وقال شمر أنشدتنى أعرابية: الحمد لله الذي أطَـاقَـا بَنَى السَّماءَ فوقنا طِباقا ثم دَحَا الأرْضَ فَما أضَاقا قال شمر: وفَسَّرَتْه فقالت: دحا الله الأرْضَ أوسَعَها. قالت: ويقال: نام فلانٌ فتدَحَّى أي اضْطَجَع في سَعَةِ الأرْض. وقال العِتْريفيُّ: تدحَّت الإبل إذا تَفَحَّصَتْ في مبارِكها السهلةِ حتى تَدَعَ فيها قَراميص أمثال الحِفَار، وإنما تفعل ذلك إذا سّمِنَتْ. قال: وقال غيره: دحَّ فلان فلاناً يدُحُّه ودَحَاه يدْحُوه إذا دفعه ورمى به. كما يقال عَرَاه وعَرَّاه إذا أتاه. وفى الحديث: يَدْخل البيتَ المعمورَ كَلَّ يومٍ سبعون ألفَ دِحيةُ سبعون ألف مَلَكٍ. والدِّحية رئيس الجُنْدِ، وبه سمى دِحيةُ الكلبىّ. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: الدِّحْيَةُ: رئيس القوم وسيدهم بكسر الدال. وروى ابن أبى ذُؤَيْب عن إسحاق بن يزيد الهذلى أنه سأل ابن المسيَّب عن الَّحْوِ بالحِجارةِ فقال لابأس به. قال شمر: قال ابن الأعرابي يقال: هو يَدْحُو الحَجَرَ بيدهِ، وقد دَحَا به يَدْحُو دَحْوا ودَحَى يَدْحَى دَحْياً. وقال عُبيد يصف غثياً: يَنْزَِعُ جلْدَ الحصى أجَشُّ مُبْتَرِكٌ كأنه فاحِصٌ أو لا عِبٌ داحِ
قال شمر: وقال غيرُه: المِدْحاةُ لُعبةيلعَبُ بها أهلُ مَكَّةَ. قال: وسمعت الأسدى يصفها ويقول: هى المَدَاحِى والمَسَادِى، وهى أحجارٌ أمثالٌ القِرَصة وقد حَفَروا حَفيرة بِقَدْرِ ذلك الحَجَرِ فيتنَحَّون قليلا ثم يَدْحون بتلك الأحجارِ إلى تلك الحفيرة، فإن وقع فيها الحجرُ فقد قَمَر وإلا فقد قُمِر.قال: وهو يَدْحُو ويَسْدو إذا دَحَاها على الأرضِ إلى الحفرة. قال: والحفرة هى أدْحِيّة وهى أُفْعُولة من دحَوْتُ وأنشد:
ويَدْحُر بك الدَّاحِى إلى كُلِّ سّوْءةٍ فياشر من يَدْحُو بأطيش مُدْحَوى
داح
قال الليث: الدَّوْحُ الشجرُ العِظَام، الواحدة دَوحَةٌ.
ثعلب عن ابن الأعرابي قال: بيت الشَّعر إذا كان ضَخْماً فهو دَوْحٌ.
أبو عُبيد: عن أصحابه: الدَّوْحةُ الشجرةُ العظيمةُ.
وقال أبو عمر اخبرني أبو عبد الله الملهوف عن ابن حمزة الصوفى أنه أنشد:
لولا حِـبَّـتـى دَاحَـهْ لكان الموتُ لى راحَهْ
قال: فقلت له: مادَاحَهْ ؟ فقال: الدُّنْيا. قال أبو عُمَر: وهذا حرفٌ صحيحٌ في اللُّغَة لم يكن عند أحمد بن يحيى: قال وقول الصبيان الدّاحُ منه. ويقال داحَت الشجرة تَدُوحُ إذا عَظُمَتْ، فهى دائحةٌ وجمعها دَوائح.
وقال الراعى:
غَذَاه وحَوْلىُّ الثرى فوق مَتْنِه مَدَبُّ الأتِّى والأرَاكُ الدوائحُ
وحد
قال الليث: الوَحَد المنفرِدُ، رجل وحَدٌ وثور وحدٌ وتفسيرُ الّرجُلِ الوَحَدِ أنْ لا يُعْرَفَ له أصْلٌ.
وقال النابغة:
بذى الجليل على مُسْتَأنِسَ وحَدِ
قال: والواَحْدُ خفيفٌ: حِدَةُ كل شىء، يقال: وَحَدَ الشيء فهو يَحِدُ حِدَةً، وكل شىءٍ على حِدَةٍ بائنٌ من آخر، يقال ذاك على حدته، وهما على حدتهما، وهم على حِدتهم، والواحدة الانفراد.
ثعلب عن سلمة عن الفراء رجل وحَيِدُ ووَحدٌ ووَحِدٌ، وكذلك فريد وفَرَدٌ وفَرِدٌ.
وقال الليث: رجلٌ وحيدٌ لاأحد معه يُؤنسه، وقد وَحْدُ يَوْحدُ وحَادةً ووَحْدةً ووَحداً.
قال: والتَّوْحيد الإيمان بالله وحَدهُ لاشريك له، والله الوَاحْدُ الأحد ذو الوحدانية والتوحُّد.
قال: والوَاحدُ أوّل عددٍ من الحساب تقول: واحدٌ واثنان وثلاثةٌ إلى عشرة فإذا زاد قلت: أحَدَ عشْر يجرى أحد في العدد مجرى واحدٍ، وإن شئت قلت في الابتداء واحدٌ اثنان ثلاثة، ولايقال في أحد عشر غير أحد والتأنيث واحدة وإحدى في الابتداء يجرى مجرى واحد في قولك أحد وعشرون كما يقال واحدٌ وعشرون.
فأما إحدى عشرة، فلا يقال غيرها، فإذا حَمَلوا الأحد على الفاعل اُجرى مُجْرى الثانى والثالث، وقالوا هو حادى عشرتهم وهذا ثانى عشرتهم والليلة الحادية عشر يقال: جَبَذ وجَذَب: قال: والوُحْدان جمع الواحد، ويقال الأُحدان في موضع الوُحْدان. ويقال أحِدْتُ إليه أي عهدت إليه وأنشد الفراء:
بان الأحبةُ بالأحْدِ الذي أحِدُوا
يريد بالعهد الذي عهدوا. وتقول: هو أحَدُهم، وهي إحداهن، فإن كانت امراة مع رجال لم يستقم ان تقول هي إحداهم ولا أحدُهم، إلا ان يقال هي كأحدهم أو هي واحدةٌ منْهُم.
قال: وتقول: الجلوس والقعود واحدٌ وأصحابي وأصحابك واحدٌ. قال: والمَوْحدُ كالمَثْنى والمَثْلث. تقول جاءو مَثْنى مَثْنى. ومَوْحَد ومَوْحد. وكذلك جاءُوا ثلاثَ وثُناء وأُحاد. قال: والمِيحَادُ كالمِعْشار، وهوجُزء واحدٌ كما أن المعشار عُشْرٌ. والمَوَاحيد جماعةُ المِيحاد. لو رأيت أكماتٍ منفرداتٍ كلُّ واحدةٍ بائنة من الأخرى كانت ميحاداً أو مواعيد.
وأخبرني المنذري عن أبي الهيثم أنَّه قال في قوله:
لقد بَهْرتَ فما تَخْفي على أحدٍ إلا على أحدٍ لايعرف القَمَرا
فقال أبو الهيثم أقام أحَد مقام ما أوشئْ، وليس أحدٌ من الإنس ولامن الْجن ولايتكلم بأحد إلا في قولك: مارأيت أحداً قال أو تكلم بذاك من الجن والإنس والملائكة، فإذا كان النَّفْس في غيرهم قلت مارأيت شيئاً يَعْدل هذا، ومارأيت مايعدل هذا، ثم تُدْخل العرب شيئا على أحدٍ، وأحداً على شئٍ، قال الله تعالى: (وإن فاتكم شئ من أزواجكم) الآية وقرأها ابن مسعود (وإن فاتكم أحَدٌ من أزواجكم). وقال:
وقالت فلو شئ أتانا رَسُولـه سِواك ولكن لم نجدلك مَدْفعا
أقام شيئا مقام أحدٍ، أي ليس أحدٌ معدولا بك. وتقول: ذاك أمْرٌ لَسْتُ فيه بأوْحد: لست على حدةٍ. قال: والأحد أصلها الواو. وأخبرني المنذري عن أبي العباس أنه سئل عن الآحاد: أهي جمع الأحد؟ فقال: معاذ الله ليس للأحد جمعٌ؛ ولكن إن جعلْته جَمْع الواحد فهو محتملٌ، مثل شاهد وأشهاد، قال وليس للواحد تثنيةٌ ولا للاثنين واحدٌ من جنسه. ألف أحد مقطوعة، وكذلك إحدى، وتصغير أحدِ أُحَيْد وتصغير إحدى أُحَيْدى، وثبوت الألف في أحدٍ وإحدى دليلٌ على أنها مقطوعة وأمَّا الألف اثنى واثنَتَى فألفُ وَصْلٍ. وتصغير اْثنى ثُنَيَّا، وتصغير اثنتىْ ثُنَيّا. وقال أبو إسحاق النحوى: الأحدُ أصله الوَحَد. وقال غيره: الفرقُ بين الوَاحد والأحد أنَّ الأحِّد بُنى لَنفْى مايُذكر معه من العَدد، والواحد اسم لمُفْتَتَح العدد، وأحدٌ يصلح في الكلام في موضع الجَحْد، وواحدٌ في موضع الإثبات. تقول ماأتانى منهم أحدٌ وجاءنى منهم وحدٌ. ولايقال جاءنى منهم أحدٌ، لأنك إذا قلت: ماأتانى منهم أحدٌ فمعناه، لاواحد أتانى ولااثنان، وإذا قلت جاءنى منهم واحدٌ فمعناه أنه لم يأتنى منهم اثنان، فهذا أحد الأحد مالم يُضف، فإذا أضيف قَرُب من معنى الواحد، وذلك أنك تقول: قال أحَدُ الثلاثة كذا وكذا، فأنت تريد واحداً من الثَّلاثه. والواحد بُنى على انقطاع النَّظير وعَوَزِ المثل، والوحيد بنى على الوحدة والانفراد عن الاصحاب، من طريق بَيْنُونته عنهم. وقولهم لست في هذا الامر بأوْحد أي لَسْت بعادم لى فيه مِثْلاً وعِدْلاً وتقول: بقيتُ وحيداً فريدا حريداً بمعنى واحدٍ، ولايقال بقيتُ أوْحدَ وأنت تريد فَرْداً. وكلام العرب يجرى على مابنى عليه مأخوذاً عنهم لايُعدى به موضعه ولا يجوز ان يتكلم فيه إلا أهل المعرفة الثاقبة به الذين رسخوا فيه وأخذوه عن العرب او عمن أخذه عنهم من الائمة المأمونين وذوى التمييز المبرزين. وأخبرني المنذري عن أبي العباس عن ابن الأعرابي: يقال فلان إحْدى الأحد كما يقال واحدٌ لامِثْل له. يقال: هو إحدى الإحد واوحدُ الأحديِن وواحدُ الآحاد، قال: وواحدٌ ووَحِدٌ وأحدٌ بمعنى وقال: فلما التَقَيْنا واحدَيْن عَـلَـوْتـهُ بذى الكفِّ إنى للكِمْأة ضَروبُ وسئل سفيان بن عيينة فقال: ذاك أُحد الأحدين. قال وقال أبو الهيثم: هذا أبلغ المدح. أبو حاتم عن الأصمعي: قال العرب تقول: ماجاءنى من أحدٍ ولايقالُ قد جاءنى من أحدٍ، ولايقال-إذا قيل لك مايقول ذلك أحدٌ بلى يقول ذلك أحَدٌ. قال ويقال: مافي الدار عريب، ولا يقال: بلى فيها عريب. وروى أبو طالب عن سلمة عن الفراء قال: أحدٌ يكون للجميع وللواحد في النفى، ومنه قول الله جل وعز: (فما مِنْكم مِنْ أحَدٍ عنه حاجزين) جعل أحداً في موضع جمع، وكذلك قوله: (لانفرِّقُ بَيْن أحَدٍ مِنْ رُسُلِه) فهذا جمع لأن "بين?يقع إلا على اثنين فما زاد. وقال والعرب تقول: أنتم حيُّ واحد وحيٌّ واحدون، قال وموضع واحدين واحدٌ وقال الكميت: فَرَدَّ قَواصى الأحَيْاءِ مِنْهمْ فقد أضْحوا كَحَيِّ واحدينا وأخبرني المنذري عن ثعلب عن سلمة عن الفراء انه حكى عن بعض الأعراب: معنى عشرةٌ فاحدُهُنَّ ليه، أي صيِّرْهن لى أحَد عشر، ونحو ذلك قال ابن السكيت. قلت: جعل قوله فاحدهن ليه من الحادى لامن أحدٍ. وقال أبو زيد: يقال لايقوم لهذا الأمر إلا ابن إحداهما أي الكريم من الرجال، وفي النوادر: لايستطيعها إلا ابن إحداتها، يعنى إلا ابن واحدةٍ منها. وقال ابن السكيت: يقال هذا الحادى عشر، وهذا الثانى عشر وكذلك الثالث عشر إلى العشرين، مفتوح كله وفي المؤنث هذه الحادية عشرة والثانية عشرة إلى العشرين، تدخل الهاء فيهما جميعا. قلت: وماذكرت. في هذا الباب من الألفاظ النَّادرة في الأحد والواحد وإحدى والحادى وغيرها فإنه يُجرى على ماجاء عن العرب ولايُعدى به ماحكى عنهم لقياس مُتَوهَّم اطرادهُ؛ فإن في كلام العرب النوادر لاتنقاس، وإنما يحفظها أهل المعرفة المعنيون بها ولايقيسون عليها.
وأما اسم الله جلّ ثناؤه أحد فإنه لايوصف شئ بالأحدَّية غيره، لايقال رجلٌ أحدٌ ولادِرْهمٌ أحَدٌ، كما يقال رجل وحدٌ أي فَرْدٌ، لأن أحداً صفة من صفات الله التي أستأثر بها، فلايشركُه فيها شئٌ واحدٌ، لأنه لايقال شئ أحدٌ وإن كان بعضُ اللغويين قال إن الأصل في الأحد وَحَدٌ. وقال اللحيانى قال الكسائي: ماأنت إلا من الأحد أي من الناس وأنشد: وليس يَطْلُبُنى في أمرٍ غانـيه إلا كعَمْرُ وماعمروٌ من الأحدِ قال ولو قلت: ماهو من الإنسان، تريد من النَّاس أصَبْت. قال وقوله: يأيُّها الإنسانُ ماغرّك بربك الكريم قيل إنه بمعنى الناس، وأما قول الله جل وعز: (قل هُوَ الله أحدٌ الله الصمدُ) فإن أكثر القُراء على تنوين أحدٍ. وقد قرئ بترك التنوين، وقُرئ بإسكان الدَّال قل هو الله أحدْ، وأجودها الرَّفْع مع اثبات التنوين في الإدراج، وإنما كُسر التنوين لسكونه وسكون اللام من الله، ومن حذف التنوين فلالتقاء الساكنين أيضاً. وأما قول الله ج وعز "هو الله?فهو كناية عن ذكر الله المعلوم قبل نزول القرآن، والمعنى الذي سألتم تَبْيِن نسبه هو الله، وقوله "أحدٌ?مرفوع على معنى: هو الله هو أحد. ورُوى في التفسير أن المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم انسب لنا ربك فأنزل الله (قل هو الله أحد اللهُ الصمد) قلت وليس معناه ان لله نسبا انتسب إليه ولكن معناه نفى النسب عن الله الواحد لأن الأنساب إنما تكون للمخلوقين، والله صفته أنه لم يلد ولداً ينسب إليه ولم يلده أحد، فينسب إلى والده ولم يكن له مثل، ولايكون فيشبه به تعالى عن افتراء المفترين وتقدس عن إلحاد المشركين وسبحانه عما يقول الظالمون علواً كبيراً. قلت والواحد في صفة الله معناه أنه لاثانى له، ويجوز أن يُنعت الشئ بأنه واحدٌ فأما أحدٌ فلايوصف به غير الله لِخُلوص هذا الاسم الشريف له جل ثناؤه. ويقول أحَّدْت الله ووحَدَّته وهو الأحَدُ الواحدُ، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال لرجل ذكر الله وأومأ بأصبعيه فقال له: أحِّدْ أحِّدْ، معناه أشِرْ بإصبع واحدٍس وأما قول الناس توحَّد الله بالأمر وتفرد فإنه وإن كان صحيحاً في العربية فإنى لاأُحبُّ أن ألفظ بلفظٍ في صفة الله لم يصف به نفسه في التنزيل او في السنة ولم أجد المتوحِّد ولاالمتفرد في صفاته، وإنما تنتهى في صفات الله إلى ماوصف به نفسه، ولاتجاوزه إلى غيره لجوازه في العربية-تعالى الله عن التمثيل والتشبيه علّوا كبيرا. اللحيانى يقال: وُحِد فلان يُوحد أي بقى وحْده، ويقال أوحد الله جانبه أي بقى وحده، ويقال أوحدنى فلانٌ للأعداء. قال ووحِد فلان ووحُد وفَرُد وفقه وفقه وسَفُه وسَفِه وسَقُم وفَرُع وفَرِع وحَرُص وحَرِص. وقال الليث الوَحْدُ في كل شئ منصوب لأنه جرى مجرى المصدر خارجاً من الوصف ليس بنعتٍ فيتبع الاسم ولابخبر فيقصد إليه فكان النصبُ أولى به إلا أن العرب قد أضافت إليه فقالت هو نسيج وحده وهما نَسِجا وحْدِها، وهنّ نسائج وحْدهن: وهو الرجل المُصيب الرأي. قال وكذلك قَرِيعُ وحده وكذلك صَرْفه وهو الذي لايقارعه في الفضل أحدُ. قال أبو بكر بن الانباري وحده منصوب في جميع كلام العرب إلا في ثلاثة مواضع: يقال لاإله إلا الله وحده ومررت بزيد وحده وبالقوم وحدهم. قال وفي نصب وحده ثلاثة أقوال قال جماعة من البصريين هو منصوبٌ على الحال. وقال يونس "وحده?هو بمنزلة عِنْده. وقال هشام: وخْدَه هو منصوب على المصدر. وحكى وَحَد يَحِد، صدَّر وحْده عن هذا الفعل. قال هشام والفراء: نسيجُ وحده وعُيَيْر وحِدْه وواحد أمه نكرات. الدليل على هذا تقول رب نسيج وحده قد رأيت، وربّ واحد أمه قد أسرت وقال حاتم أماوِىَّ إنى رُبَّ واحدِ أُمِّـه أخذْتُ ولاقتلٌ عليه ولاأسْرُ وقال أبو عُبيد في قول عائشة ووصفها عُمر: كان والله أحْوَزِياً نسيج وحده تعنى أنه ليس له شبه في رأيه وجميع امره وأنشد: جاءت به مُعْتجراً ببـرده سفواءُ تَخْدى بنسيج وحده قال: والعرب تنصب وحده في الكلام كله، ولاترفعه ولاتخفضه إلا في ثلاثة أحرف نسيج وحده وعيير وحده وجُحيش وحده. قال وقال البصريون: إنما نصبوا وحده على مذهب المصدر أي توحَّد وحده وقال أصحابنا: إنما النصب على مذهب الصفة.
قال أبو عُبيد: وقد يدخل فيه الأمران جميعاًس وقال شمر أمَّا نسيج وحده فمحمودٌ وأما جحيش وحده وعُيَيْر وحده فموضوعان موضع الذَّم وهما اللذان لايشاوران أحداً، ولايخالطان الناس، وهما مع ذلك ذوا مهانةٍ وضعفٍ. وقال غيره: معنى قولهم: هو نسيج وحده أي لاثانى له، وأصله الثوب الذي لايُسدى على سداه غيرهُ من الثياب لدقته.
ويقال في جمع الواحد أحْدانٌ والأصل وُحْدان فقلبت الواو همزة لانضمامها.
ثعلب عن ابن الأعرابي يقال. نسيج وحده وعُيير وحده ورجلُ وحده، ويقال جلس على وحده وجلس وحده، وجلسا على وحدهما، وقمت من على الوسادة.
ابن السكيت تقول هذا رجل لاواحد له كما تقول هو نسيج وحده، والوحيدان ماءان في بلاد قيسٍ معروفان. وآل الوحيد حَيٌّ من بنى عامرٍ.
وقال أبو زيد: يقال اقتضيتُ كلّ درهم على وحده وعلى حدته وتقول فعل ذلك من ذات حدته، ومن ذات نفسه، ومن ذات رأيه، وعلى ذات حدته ومن ذي حِدَته بمعنى واحد.
ودح
قال ابن السكيت: أوْدح الرجلُ إذا اٌرَّ بالباطل وقال أبو زيد: الإيداحُ الإقرار بالذُّلِّ والانقياد لمن يقودهُ وأنشد:
وأكوى على قرينه بعد خصائه بنارى وقد يكوى العَتُود فيُودح
وقال أبو عُبيد قال الكسائي: إذا حَسَنت حالُ الإبل السِّمن قيل أوْدحت، عمرو عن أبيه يقال ما أغنى عنى وَدَحةً ولاوتحةً ولاوَدْحة ولاوشمة ولارشمة أي ماأغنى عنى شيئاً.
حتى
مُشددة التاء تكتب بالياء ولاتُمال في اللفظ، وتكون غايةً معناها معنى "إلى?مع الأسماء، وإذ كانت مع الأفعال فمعناها "إلى أنْ?وكذلك نصبوا بها المستقبل.
وقال أبو زيد: سمعت العرب تقول: جلست عنده عتى الليل حتى الليل قيقْلِبُون الحاء عَيْناً.
أبو عُبيد عن أبي عمرو. أحتأتُ الثَّوْبَ إذا فتلته فتل الأكسية.
ثعلب عن ابن الأعرابي حَتيَتُ الثوب وأحتْيته حتأته إذا خطته.
وأخبرنى الإيادى عن شمر قال: حاشيتهُ الثوب طُرَّتُه مع الطول وصِنفتهُ ناححيته التى تلى الهُدْبَ.
يقال احْتِ صِنفْة هذا الكساءِ، وهو أن يُفتل كما يفتل الكساءُ القُومَسِىّ.
قال: والحَتىُ: الفتل.
أبو عمرو: حتأتُ المرأةَ حَتْأ وخَجَأْتُها إذا نكحتها.
قال: وحَتَأتُه حتأ إذا ضربته، وهو الحُتوءُ بالهمز.
وقال الليث: الحَتىُّ سَوِيقُ المِقل.
وفى النوادر الحَتىُّ الدينُ والحىُّ في الغزل والحىّ ثُقل التَّمرْ وقشوره.
قال ابن الأعرابي: الحاتىء: الكثير الشراب.
حات
قال الليث: الحُوت معروفُ وجمعه الحيتانُ، وهو السمك.
قال الله في قصة يونس: (فالتَقَمه الحوتُ وهو مُليمُ). قال: والحَوْتُ والحَوتانُ حومان شىءٍ وقال طرفة:
ماكـــــــنـــــــتُ مَــــــــجـــــــــــــــدُوداً إذا غـــــــــــــــدوت وما رأيت مثل ما لقِيتلِطائر ظَلَّ بنا يحوتُينصبُّ في اللوح فما يَفُوتيكاد من رهبتنا يموت
ثعلب عن ابن الأعرابي قال: المحاوتَةُ المراوغة يقال: هو يحاوتنى أي يراوغُنى. قال: والحائت الكثير العذل.
وتح
قال الليث: الوَتْحُ: القليلُ من كلِّ شىء، يقال: أعْطانى عطاءً وَتْحاً، وقد وَتَحَ عطاءَه روتُح عطاؤُه. وَتاحَةً وِتحَةَ أبو عبيد قليل وَتْحُ ووَعْرُ وهى الوُتوحَةُ والوعورَةُ، وقال اللحيانى قليلُ وَتيحُ، وقال غيرهُ: أوْتَحَ فلان عطاءه أي أقلَّه.
أخبرنى المنذرىّ عن ثعلب عن ابن الأعرابي أنه أنشده:
دَرَادِقـــــــــــــــاً وهـــــــــــــــى الـــــــــــــــشـــــــــــــــيوخُ قُـــــــــــــــرعـــــــــــــــــاً فَرْقَمَهم عيشُ خبيثُ أونحا أي يأكلون اكْلَ الكبار وهم صِغارُ قُرَّحاً: أي قد انتهى أسنَانُهم، الدّرادِقُ: الصغار، قَرْقَمهم: أساء غذاءهم. قال وأوتَحَ جَهَدَهم، وبلغ منه، وأوتَخْتَ منى بلغت منى أبدل الخاء من الحاء.
تاح
قال الليث: يقال: وقع فلانُ في مهلكةٍ فتاح له رجلُ فانقذه، وأتاح الله له من أنقذه، ويقال أُتيح لفلان الشيء أي هُيء له.
وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي أتاح الله كذا وكذا اى قَدَّره وأتيح له الشيء اى قدَّر قال الهذلى:
اتيح لها أُقَـيدِرُ ذو حَـشـيفٍ إذا سامت على المَلقاتِ ساما
أي قُدَّر لها. وقال الليث: رجل مِتيحُ لا يزال يقع في بلية. وقلبُ مِتيحُ. وانشد للطرماح:
أفى أثر الأطغانِ عينُك تلمح نعم لالات هَنّا إن قلبك مِتْيَحُ وروى أبو عبيد عن ابى عبيدة قال: يقال رجل مِعنُّ مِتيحُ وهو الذي يعرض في كل شىء ويدخل فيما لا يعنيه. قال: وهو تفسير قولهم بالفارسية اندروبست. ثعلب عن ابن الأعرابي قال المِتْيَحُ والنِّفِّيحُ والمنفح بالحاء الداخل مع القوم ليس شأنهُ شأنهمُ. وقال أبو الهيثم: التَّيِّحان والتَّيَّحان الطويل وقال غيره رجل تيحان يتعرض لكل مكرمة وامر سديد وقال العجاج: لقد مُنُوا بِتَيِّحَانٍ ساطى وقال الاخر: أقَوِّمُ دَرْءَ خَصْمٍ تَيِّحَانِ وفَرَس تَيِّحَان شديدُ الجَرى، وكذلك فرس تَيَّاحُ أي جواد، ويقال: تاح لِفلان كذا وكذا أي تَقَدّر ومنه قول الأغلب: تَاحَ لها بعدَك حِنْزْابُ وَأي وقال الأصمعي: الحُّوتُ: الذكر من الحيات قلت: والتاء في الحيوت زائدة لأن أصله الحَّية. تحى أهمله الليث، وقال ابن الأعرابي: التَّاحى البستان بانَ وأبو تَحْيَاءَ كنية رجل كأنه من حييت تحيا وتحياء التاء ليست بأصلية. حظى والحظوه. والحظى قال أبو زيد: يقال إنه لذو حُظْوةٍ فيهن وعندهن، ولا يقال ذلك إلا فيما بين الرجال والنساء. ويقال إنه لذو حَظٍ في العلم. وقال الليث: الحِظْوَةُ المكانة والمنزلة للرجل من ذى سلطان ونحوه، نقول حظِى عنده يحظى حِظوة. أبو عبيد عن ابي زيد: أحظيتُ فلاناً على فلان من الحُظوة وَالتفضيلِ. وقال ابن بُزُرْج: واحد الأحاظِى أحظاءُ، وواحد الأحظاء حِظًى منفقوص. قال: وأصل الحِظى الحَظُّ. ابن الانبارى: الحِظَى الحُظوَة وجمع الحِظى أحْظٍ ثم أحاظٍ. قال: ويقال للسَّرْوَة حَظوة ثلاث حِظاءٍ. وقال غيره. هى السِّرْوة بكسر السين. ومن امثالهم إحدى حثظَيّات لقمانَ تصغير حَظَوَات واحدتها حَظْوَة. ومعنى المثل: غحدى دواهيه ومراميه. وقال أبو عبيد: إذا عُرِفَ الرجلُ بالشرارة ثم جاءت منه هَنَةُ قيل إحدى حُظَياتِ لقمان، أي إنها من فعلاَته. وأصل الحُظيات المرامى، واحدتها حُظيةَّ وتكبيرها حُظْوة، وهى التى لا نَصل لها من المرامى، وقال الكميت: أراهط امرىءٍ القيس اعْبَئوا حَظَوَاتكم لحىٍّ سوانا قَبْل قاصمة الصُّـلْـبِ ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الحَظا القمل، واحدتها حَظاةُ. ومن امثالهم: إلا حَظِيةَ فلا ألية، وهى من امثال النساء، تقول إن لم أحظَ عند زوجى فلا ألُو فيما يُحْظينى عنده بانتهائى إلى ما يهواه. ويقال هى الحِظوة والحِظةُ. وقال الراجز: هل هى إلا حِظةُ أو تطلـيقْ أوصلف من دُون ذاك تعليقْ والحَظْوةُ من المرامى مالا قُذَذَله وجمعها حَظَوات. حذا قال الليث: حَذَوتُ له نعلاً إذا قطعتَها على مثال. وتقول فلان يحتَذِى على مثال فلان إذا أقتدى به في أموره. ويقال حاذيتُ موضِعاً إذا صرتَ بحذائه. أبو نصر عن الأصمعي: الحِذاء النعل، ويقال: هو جيّد الحذاءِ أي جيد القدّ. ويقال أحذاه يُحذيه إحذاءً وحُذْيا وقصورة وحِذْوَةً إذا أعطاه. وقال أبو ذؤيب الهذلى: وقائلةٍ ما كان حِذْوةَ بَعْلـهـا غَدا تئذ، مِنْ شاءِ قِرْدٍ وكاهِل ويقال: حَذَى يده فهو يَحذْيِها "حَذيا?إذا حزها، وحذا له نَعلاً، وحذَاه نعلاً إذا حملَه على نَعْل. أبو حاتم عن الأصمعي: حذَانِى فلانُ نَعْلاً ولا تقل أحْذانى. وأنشد قول الهذلى: حَذَانـــى بـــعـــد مـــا خَـــدمِـــت نـــعــــــالـــــــى دُبيةُ إنه نعم الخليلُبِموِكتين من صلَوىْ مِشَبًّمن الثيران عَقْدُهُما جميلُ قال ويقال: أحذانى من الحُذْيا أي أعطانى مّما أصاب شيئاً. وقال أبو نصر عنه: هذا البن يحذى اللسان حَذْياً أي يقرضُ. وفلان بحذاء فلانٍ. ويقال: تَحَذَّ بحذاءِ هذه الشجرةِ، أي صِرْ بِحِذائِها. أبو عبيد عن الأصمعي: أعطيته حِذية 224 من لحم وُحذّةً وفِلذَة كل هذا إذ قُطِعَ طولا. وقول الكميت: مَذانب لا تستَنْبتُ العودَ في الثرى ولا يتحاذَى الحائمون فِضَالهـا
يريد بالمذانِب مذانب الفِتن أي هذه المذانِبُ لا تُنبت كمذانب الرياض ولا يقتسم السفرُ فيها الماءَ، ولكنها مَذانبُ شَرِّ وفتنةٍ، ويقال تحاذى القومُ الماءَ إذا اقتسموه مثل التَّصافُن.
وقال شمر: يقال اتيتُ على أرض قد حُذِى بَقلُها على أفواهِها فقد شبِعت منه ما شاءت، وهو أن يكون حَذَوَ أفواهِها لا يجاوزها.
وقال أبو تراب: حَذَوْتُ التُّرابَ في وجوههم وحشَوته بمعنى واحد.
قال وفى حديث النبى صلى الله عليه وسلم: أنه ابَدَّ يدَه على الارض عند أنكشاف المسلمين يوم حُنَيْن فأخَذَ منها قبضةً من تراب فَحَذَا بها في وجوههم فما زال حدَهُّم كليلا، أي حثا.
وقال اللحيانى: احذيت الرجل طعنةً أي طعنته وأحذاه نعلا أي وهبها له. وحَذَا الجلدَ يحذوه إذا قَوَّره. وإذا قلت: حَذَى الجلدَ يحذيه فمعناه أنهُ جرحه جَرْحاً، وحذى أُذنه يَحذيها إذا قطعَ منها شيئاً.
ويقال اجلس حِذَةَ فلان اى بحِذائِه. ويقال أخَذَها بين الحُذيَة والخُلسة أي بين الهبة والاستلاب، ودابَّةُ حسن الحِذاءِ: أي حسن القَدّ.
ابن السكيت: أحذيتهُ من الغنيمةِ أُحذْيِه إذا أعطيته والاسم الحذِيّةُ والحِذوةُ والحُذْيا. وحذَيْتُ يَده بالسكين.
وهذا شرابُ يحذى اللسانَ، وقد حذوتُ النعلَ بالنعلِ إذا قدَّرْتها عليها. ومنه قولهم: حذو القُذة بالقُدة. والمِحذى الشفرةُ التى يُحْذى بها.
حاذ
أبو عبيد عن ابى زيد: الحَوْذُ والإحْوَاذُ السَّيْرُ الشديدُ، يقال: حُذْت الإبلَ أحُذثها، ورجل احوذى مُشِّمرُ في الأمور.
قال شمر: الحَويذُ من الرجال المشَمر.
قال عمران بن حَطان:
ثِقْفُ حُوَيذُ مبين الكفّ ناصعـهُ لا طائش الكفِّ وقَّاف ولا كَفِلُ
يريد بالكَفِل الكِفْلَ.
وقال أبو عبيد الله بن المبارك الأحوذّى الذي يغلب واستحوذ غلب.
وقال غيره: الاحوذى الذي يسير مَسيرة عشر في ثلاث ليلل، وأنشد:
لقد أكون على الحاجاتِ ذا لَبَثٍ وأحْوذيَّا إذا انضم الذَّعالـيبُ
قال: انضمامُها انطواء بَدنَها، وهى إذا انضمت فهو أسرع لها، قال: والذَّعاليبُ أيضاً ذُيُول الثياب.
وقال الليث: حاذَ يُحوذُ حوْذاً بمعنى حاطَ يحوطَ يحوطُ حَوْطاً، واستحوذَ عليه الشيطانُ إذا غَلبَ عليه، ولغةً استحاذَ.
وقال الله جل وعز حكايةً عن المنافقين يخاطبون بها الكفارَ: (ألم نستحوذْ عليكم ونمنعكم من المؤمنين).
قال الفراء: استَحْوذَ عليهم اى غلب عليهم.
وقال أبو طالب: يقال احْوَذَ الشيء أي جمعهَ وضمَّه، ومنه يقال استَحْوذَ على كذا إذا حَوَاهُ.
وقال لبيد:
إذا اجتمعتْ وأحْوذَ جانبيهـا وأوْرَدَها على عُوجٍ طِوالِ
ويقال: احوذ الصانع القِدِحْ إذا اخَفَّه ومن هذا اخذ الاحوذى المنكمش الحاد الخفيف في أموره.
وقال لبيد:
فهو كقِدْح المنيحِ احْوَذَهُ الصانعُ ينفى عن مِتنـه الـقُـوبـا
وقال أبو إسحاق في قوله: (ألم نستحوذْ عليكم) معناه ألم نستوْلِ عليكم بالموُلاة لكم. قال: وحاذَ الحِمارُ أُتُنَهُ إذا استولى عليها وجمعها، وكذلك حازها.
وقال العجاج:
يَحُوذُهُنّ وله حُوِذىّ
قال وقال النحويون: استَحْوَذَ خرج على أصله، فمن قال حَاذَ يَحوذُ لم يقل إلا أستَحاذ، ومن قال احْوَذ فأخرجه على الأصل قال استَحْوَذَ.
وقال أبو عبيد قال الأصمعي: الحاذُ شجر والواحدة حَاذَةُ من شجر الجَنَبَة، وأنشد:
ذَوَاتِ أُمْطىًّ وذات الحاذِ
والأُمْطِىُّ شجرة لها صَمْغُ يمضغُه صبيان الاعراب ونساؤهم، وقيل الحاذَةُ شجرة يألفها بَقَرُ الوحش.
قال ابن مقبل:
وهن جُنـوحُ لـذى حـاذةٍ ضوارب غِزْلانِها بالجُرُنْ
واخبرنى المنذرىُّ عن الرياشىِّ. قال: الحاذث الذي يقع عليه الذَّنَبُ من الفخذين من ذضا الجانبِ وذَا الجانبش، وانشد:
وتَلُفُّ حَاذَيْها بِذِى خُصَلٍ عَقِمَتْ فَنِعْمَ بُنَيَّةُ العُقْمِ
وقال أبو زيد العرب تقول: أنفعُ اللَّبَنِ ماوَلي حَاذَىَ النَّاقة، أي ساعةَ يُحلبُ من غير أن يكونَ رَضَعها حُوارُ قبل ذلك. قال: والحاذُ ما وقع عليه الذَّنب من أدْبارِ الفخذين. قال: وجمع الحاذِ أحْواذُ. وفلان خفيف الحاذِ، أي خفيفُ الحالِ من المالِ وأصل الحاذِ طريقه المتْنِ.
وفى الحديث: ليأتينّ على الناس زمانُ يُغْبَطُ الرجلُ فيه بِخفَّة الحاذِ كما يُغْبَطُ اليوم أبو العشرة. وقال شمر: يقال كيف حالُكَ وحاذُكَ. وفى حديث اخر: المؤمشن خفيفُ الحاذِ. وأنشد: خفيفُ الحاذِ نَسَّألُ الفيافى وعبدُ للصحابة غيرُ عبد وقال: الحالُ والحاذُ: ما وقع عليه اللبد من ظهر الفرس. وضرب النبى صلى الله عليه وسلم في قوله: المؤونُ خفيفُ الحاذ: قِلةُ اللحْمِ مثلاً لقلة ماله وقلة عياله، كما يقال: هو خفيف الظهر، ورجل خفيف الحاذِ أي قليلُ المال. ذحا قال أبو زيد: ذحتنا الريحُ تَذْحَاناَ ذَحْياً إذا أصابتنا ريح وليس لنا منها ذَرى نتذرى به. ذاح أبو عبيد قال أبو زيد: الذَّوْحُ: السوق أبو العباس عن أبن الأعرابي يقال: ذَوَّح إبله بددها وذَوَّحَ ماله إذا فرقه. ومنه قوله: على حقّنا في كلِّ يوم تذَوَّحُ أبو عبيد عن ابى عبيدة: الوَذَح ما يتعلقّ بالأصواف من أبعار الغنم فتجفُّ عليه. وقال الاعشى فترى الأعداء حولـى شُـزَّرا خَاضِعى الأعناقِ أمثالَ الوَذَح وقال النضر: الوَذَح احتراقُ وانسحاجُ يكون في باطن الفخذين. قال: ويقال له المَذَحُ. غيره: عَبْدُ أوْذَحُ إذا كان لئيماً. وقال بعض الرُّجاز يهجو ابا وجزة مَوْلى بنى سعدٍ هجيناً أوْذَحَا يسوقُ بَكْرَيْنِ وناباً كُحكِحا كحكحا أراد هَرمَة. قلت: كأنه مأخوذ من الوَذَح. عمر عن ابيه: ما أغنى عنى وتَحةً ولا وذَحة اى ما أغنى عنى شيئاً حثا قال الليث: يقال: حَثَى في وجهه التراب حَثياً وهو يحثى. الحرانى عن ابن السكيت: قال أبو عبيدة حَثَوتُ عليه التراب وحَثَيْثُ حَثْواً وحَثيا وانشد: الحُصـن أدنـى لـو تـاييتـهِ من حثيك التُّرْبَ على الرَّاكب الحُصن حصانةُ المراة وعفتها، تاييته: أي صقذتِه. حيث وقال الليث: للعرب في حيثُ لغتان، واللغة العالية، حَيْثُ: الثاء مضمومة، وهو اداةُ للرفع ترفع الاسم بعده. ولغةُ اخرى حَوْثَ رواية عن العرب لبنى تميم، يظنون حيثُ في موضع نَصْبِ يقولون القَه حيثُ لقيتَه. ونحو ذلك كذلك. وقال أبو الهيثم حيث ظرفُ من الظروف يحتاج إلى اسمٍ وخبر؛ وهى تجمع معنى ظرفين كقولك: حيث عبدُ الله قاعدُ زيدُ قائمُ، المعنى الموضع الذي فيه عبد الله قاعد زيد قائم. قال: وحيث من حروف المواضع لا من حروف المعانى، وإنما ضُمَّتْ لأنها ضُمنت الاسم الذي كانت تسحقُّ إضافتها إليه. قال: وقال بعضهم: إنما ضُمتْ لان أصلها حَوْثُ، فلما قلبوا واوها ياء ضَّموا اخرها. قال أبو الهيثم: وهذا خطأُ؛ لانهم إنما يُعقبون في الحرف ضمَّة دالة على واوٍ ساقطة. وقال أبو حاتم؛ قال الأصمعي: ومما تخطىءُ فيه العامهُ والخاصة باب حيثُ وحينَ غلط فيه العلماءُ مثلُ ابى عبيدة وسيبويه. قال أبو حاتم: رأيت في كتاب سيبويه شيئاً كثيراٍ يجعل حينَ حيثُ، وكذلك في كتاب أبو عبيدة بخطه. قال أبوحاتم: واعلم أن حيثُ وحينَ ظرفان، فحينَ ظرف من الزمان، وحيثُ ظرفُ من المكانِ، ولكل واحدٍ منهما حدُ لايجاوزُه. والأكثر من الناس جعلوهما معاً حَيثُ، والصواب أن تقول: رأيتك حيثُ كنت، أي الموضِع الذي كنت فيه واذهب حيثُ شئتَ أي إلى أي موضع شئت. وقال الله جل وعز (فكُلأ من حيثُ شئتما). ويقال: رايتك حين خَرَجَ الحاجُّ أي في ذَلك الوقت، فهذا ظرفُ من الزمانِ، ولا يَجوزُ حيثُ خرجَ الحاجُّ، وتقول: ائْتِنِى حينَ يقدم الحاجُّ، ولا يجوزَ حيثُ يقدم الحاجُّ، وقد صيَّر الناسُ هذا كله حيثُ، فليتعهد الرجلُ كلامه، فإذا كان موضعُ يحسنُ فيه أينَ وأي موضعٍ فهو حيثُ؛ لأن أين معناه حَيثُ. وقولهم حيثُ كانوا وأين كانوا، معناهما واحد، ولكنْ أجازوا الجمعَ بينهما، لاختلاف اللفظين. واعلم أنه يحسن في موضع حينَ لَماّ وإذْ وإذا ووقت يوم وساعة ومتى. تقول رايتك لما جئتَ وحينَ جئتَ وإذْ جئت، ويقال: سأعطيك إذا جئت ومتى جئت.
وقال ابن كيسانَ حيث حرف مبنى على الضَّمَّ وما بعدهُ صلَةُ له يرتفع الاسم بعده على الابتداء، كقولك قمتُ حيثُ زيدُ قائمُ، والكوفيون يجيزون حذفَ قائمُ ويرفعون زيداً بحيث، وهو صِلةُ لها، فإذا أظهروا قائماً بعد زيد أجازوا فيه الوجهين، الرفعَ والنصبَ، فيرفعون الاسمَ أيضاً وليس بصلة لها وينصبون خبره ويرفعونه فيقولون: قامت مقام صِفَتَيْنِ، والمعنى زيد في موضعٍ فيه عمرو، فعمرو مرتفع بفيه وهو صلةُ للموضع، وزيد مرتفع بفى الاولى وهى خبر وليست بصلة لشىء، قال: وأهل البصرة يقولون حيث مضافةُ إلى جملة فلذلك لم تخفضْ، وقد أنشد الفراء بيتاً أجاز فيه الخفض: أما ترى حيثُ سُهيلٍ فلما أضافها فتحها كما يفعل بِعندَ وخَلفَ. ثعلب عن ابن الأعرابي: يقال تركتهم حاثِ باثِ إذا تفرقوا. قال ومثلهما من مُزدَوجَ الكلام خَاقِ باقِ، وهو صوتُ حركةِ أبى عُميرفى زَرْنَب الفَلهم قال وخاشِ ماشِ قُماشِ قُماشُ البيت، وخَازِ بازِورمُ، وهو أيضا صَوْتُ الذُّباب. وقال ابن الأعرابي الحاثياء تُرابُ يُخرجه اليَربوع من نافِقَائِهُ بنى علىفاعِلاء. حتى وقال ابن الانبارى: الحَثَى قشور التمر بالياء وبالألف، وهو جمع حَثَاةٍ وكذلك الثَّتى وهو جمع ثتاةٍ قشورُ التمر ورديئه وقال الفراء الحثى مقصور دقاق التِّبن وحطامه وانشد ويأكُلُ التمرَ ولا يُلْقِى النَّوى كأنَّه غِرارَةُ ملأي حَثَـى أبو عبيدعن ابى زيد: الحَرَاةُ والوَحاةُ والوَحاةُ والخَوَاتُ "225?الصَّوْتُ ويقال إنه لَمحْرَاةث أن يفعلَ ذاك كقولك مَخْلَقَةُ ومَقْمَنَة. حرح قال الليث الحِرُ يجمع على الاحراحِ. يقال رجل حَرِحُ مُولَعُ بالأحراح وقد حَرِحَ الرجل قلت ذكر الليث هذا الحَرْفَ في المعتلات، وباب المضاعف أولى به. وأخبرنى المنذرى عن أبى الهيثم أنه قال الحِرُحِرُ المرأة شدّدَ الراء، كان في الاصل حِرْح فثقلت الحاء الأخيرة مع سكون الراء فثقلوا الراء وحذفوا الحاء، والدليل على ذلك جمعهم الحِرَأ حْرَاحاً. قال ويقال حَرَحْت المراة إذا أصبتَ حِرَها فهى مَحْروحَةُ. ورجل حَرِحُ يُحِبّ الأحْرَاح. قال الليث: يقال رَحاً، و رَحَياَنِ، وثلاثُ أَرْحِ، وأرحاءُ كثيرة. و الأرْحِيَةُ كأنها جماعةُ الجماعةِ. وقال أبو حاتم: جمع الرَّحا أرْحاءُ ومن قال أرْحِيةُ فقد أخطأ. قال: وربما قالوا في الجمع الكثير رُحىّ. قال وسمعنا في ادنى العدد ثلاثَ أرْحٍ. قال: والرَّحَا مؤنثةُ، وكذلك القَفَا، قال: وجمع القفا أقفاءُ ومن قال أقفِيَةُ فقد أخطأ. وقال الليث رَحَا الحربِ حَوْمتهُا ورَحَا الموتِ ومَرحى الحْرب. وقال سليمان بن صُرد أتيت عليا رضى الله عنه حين فرغ من مَرْحَى الجمل. قال أبو عبيد يعنى الموضعَ الذي دارت عليه رَحَا الحرب. وأنشد: فَدُرْنا كما دارت على قُطْبِها الرَّحا ودَارت على هامِ الرجال الصفائحُ وقال الليثُ يقال لفراسِنَ الفيل أرْحاؤُه. قلت: وكذلك فَراسِنُ الجَمل أرْحاؤه وثَفِناتُ رُكَبِهِ وِكركِرتِه أرْحاؤُه. وأنشد ابن السكيت: إلـيك عـبـدَ الـلــه يا مـــحـــمـــدُ باتت لها قَوَائدُ وقُوَّدُوتالياتُ ورحاً تَميدُ وقال رحا الإبل مثل رحا القوم وهى الجماعة استاخرت جواحِرها واستقدمت قوائدها وَوَسطت رَحَاها بين القوائد والجواحر. وقال الليث: الرحا القطعة من النجف تعظم من نحو ميلٍ مشرفةُ على ما حولها. شمر عن ابن الأعرابي: الرَّحا من الارض مكانُ مستديرُ غليظ يكون بين رِمالٍ. قال ابن شميل: الرَّحا القارةُ الضخمةُ الغليظةُ وإنما رَحَّاها استدارتُها وغِلظُها وإشرافُها على ما حولها، وأنها أكمةُ مستديرة مشرفةُ، ولاتنقادُ على وجهِ الارض ولا تَنْبِتُ بًقلاً ولا شجرا. وقال الكميت: إذا ما القُفُّ ذو الرّحَبين أبدَى محاسنه وأفرَخَت الوكور قال: والرحا الحجارةُ والصخرةُ العظيمة. وقال الليث: الرَّحا نَباتُ تسميه الفُرسُ اسبانخَ. غيره: تَرَحَّت الحَّيةُ إذا تلوَّتْ واستدَارَتْ، فهى مترحِّيةُ. وقال رؤبة: ياحَىَّ لا أفْرقُ أن تَـفِـحـى أو أن تَرَحَّىْ كرحا المُرَحِّى
والمرحِّى: الذي يُسَوّى الرَّحا. قال: وفحيحُ الحَّية بِفِيه، وحفيفه من جَرْشِ بعضِه ببغضٍ إذا مَشَى فَتسمعُ له صوتاً. ثعلب عن ابن الأعرابي رَحَا القومِ سيدهم الذي يَصْدُرُون عن رَأيه وينتهون إلى أمره، وكان يقال لعمر بن الخطاب رحا دارَة العرب. قال: ويقال رَحَاهُ إذا عظمه وحَرَاه إذا أضافه. راح قال الليث: الرُّوْحُ: بَرْدُ نسيمِ الرّيح. وقال أحمد بن يحيى: الرُّوح النّفْس. وقال الأصمعي الرَّوْحُ الاستراحة من غمّ القلب. وقال أبو عمرو: الرَّوْح الفرج. وقال الزجاج في قول الله جل وعز (فَرَوْحُ وَريحانُ) قال معناه: فاستراحةُ وبَرْدُ وهذا تفسير الرَّوح دونَ الريحان. وقال الليث: الرَّيح ياؤُها واوُ صُيِّرت ياءً لانكسار ماقبلها، قال: وتصغيرها رُوَيحةُ، وجمعها رياحُ وأرواح. وتقول: رِحْت منه رائحة طيبةُ قال والريحةُ نبات اخضربعد ما يبس ورقه وأعالى أغصانه. وقال الأصمعي يقال تَرَوَّحَ الشجرُ وراحَ، وذلك حين يبردُ الليل فيتقطَّر بالورق من غير مَطَر. وقال الراعى: وخـــادَعَ الـــمـــجـــــــدُ أقـــــــوامـــــــاً لـــــــهـــــــم وَرَق راحَ العِضاهُ والعِرقُ مَدْخُول قال شمر: روى الأصمعي وخادَعَ المجدُ اقواما لهم ورقُ اى مال، قال: وخادَع تَركَ. قال رواه أبو عمرو وخادع المجدَ أقوامُ أي تركوا المجد أي ليسوا من أهله. قال وهذه هى الرواية الصحيحة. ثعلب عن ابن الأعرابي: في رِجْله رَوَحُ ثم مَذَعُ ثم عَقَلُ وهو أشدها قلت. والرَّيَّحةُ التى ذكرها الليث من النبات فهى هذه الشجرة التى تَتَرَوَّحُ وتَراح إذا بَرَدَ عليها الليل فَتَقَطَّرُ بالورق من غير مطر. سمعت العرب تسميها الرِّيحَة. وقال الليث: يوم رَيْحُ طيّب ويوم رَاحُ ذو ريحٍ شديدة، قال: وهو كقولك كبش صافُ، والأصل يوم رائح وكبش صائف فقلبوا، وكما خففوا الحائجة فقالوا: حاجةُ، ويقال قالوا صافُ وراحُ على صَوفٍ فلما خففوا استنامت الفتحة قبلها فصارت ألفاً. الأصمعي وأبو زيد يوم ريحُ طيب، وليلة ريحةُ. وقال أبو زيد: وحده، وكذلك يومُ رَوحُ وليلة روحةُ. قال ويوم راحُ إذا اشتدت رِيحه، وليلةُ راحةُ. وقال الليث: الرَّاحةُ وِجْدانُك رَوحاً بعد مَشَقةٍ، تقول أرِحنى إراحةً فأستريحَ. وقال غيرهُ: أرَاحَهُ إراحَةً وراحةً، فالإراحةُ المصدرُ والرَّاحةُ الاسم، كقولك أطعْتُه إطاعة وطاعةً، وأعَرتُه إعارةً وعارةً. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لبلال مؤذِّنه: أرِحْنا بها أي أذنْ للصلاة فنستريحَ بأدائها من اشتغال قلوبنا بها. قال شمر: يقال راح يومُنَا يَراحُ رِيحاً إذا اشتدت ريحُه، وهو يوم راحُ، وراح يومنا يَرَاحُ رَوحا إذا طابت رِيحه، ويوم ريحُ وقال جرير: محا طُللاً بين المُنيفَةِ والنَّـقـا صَباً رَاحَةُ او ذو حَبِبَّيْن رَائح وقال الفراء: مكان راحُ ويوم راحُ. ويقال افتح البيت حتى يراح البيت اى حتى تدخله الريح والروح. وقال يونس: افتح الباب يَرَح البيتُ. وغصن رَاحُ وشجر رَاحةُ يصيبها الريح وقال: كأنَّ عيْنِى والـفـرَاق مـحـذُورْ غُصنُ من الطرفاءِ راحُ ممطورْ ويقال: ريحت الشجرةُ وهى مَروحَةُ. وقال الفراء: شجرةُ مَرُوحَةُ إذا هبت بها الريح وأروْحَنى الصيدُ إذا وجد ريحك. مَرُوحَةُ كانت في الاصل مَرْيوحة. وقال الليث: التَّرْويحَةُ في شهر رمضانَ، سميت ترويحةً لاستراحة القوم بعد كلِّ أربع ركعات: قال: والرَّاحُ جمع راحةِ الكفّ. وقال أبو الدُّقيِش: عمَد مِناَّ رَجلُ إلى قِربةٍ فملأها من رُوحه اى من ريحه ونَفَسه. وتروُّح الشجرِ تَضُوره وخروج ورقه إذا أوْرَق النَّبْتُ في استقبال الشتاءِ. ثعلب عن ابن الأعرابي: أراحَ الرجلُ إذا استراح بعد التعب. وانشد. يُريحُ بعد النفس المحفوز إراحة الجِدَايِةِ النفـوز
أي تستريح. قال: وأراح: إذا مات: وأراح دخل في الريح، وأراحَ إذا وَجَدَ نسيم الريح. وأراح إذا دخل في الَّواح، وأراح إذا نزل عن بعيرٍ ليريحه، ويخفف عنه. أبو عبيد عن الأصمعي: أراحَ القَومُ دخلوا في الريح. قال: ويقال للميت إذا قضى: قَدْ أراح. وقال العجاج: اراح بعد الغم والتغمغم. ويقال: أراحَ الرجلَ إذا رَجَعتْ إليه نَفسُه بعد الإعياء. وكذلك الدابَّة، وأراح الصيدُ واستروح إذا وجدَ ريحَ الإنسان. ويقال: أرَحتُ على الرجل حَقه إذا رَددته عليه. وقال الليث: الإراحة ردُّ الإبل بالعشىّ إلى مُراحها حيث تأوى إليه ليلا. وقد أراحها راعيها يُريحها. وفى هَراحها يُهَريحها.
وقال الأصمعي: أرَاح اللحم وأرْوَح إذا تغير وأنتنَ. واصبح بعيرك مُريحاً، أي مُفِيقاً، وانشد ابن السكيت:
أراح بعد النَّفَسِ المَحْفُوزِ إراحَةَ الحِدايةِ النفـوزِ
يوم رّاحُ وليلة رَاحَةُ وقد راحَ وهو يَرُوحَ رَوحاً وبعضهم يَرَاحُ، فإذا كان اليومُ رَيحاً طيباً قبل يومُ ريحُ وليلة ريحةُ، وقد رَاح وهو يَريحُ رَوْحاً. قال: وراحَ فلانُ يَروح رَواحاً من ذهابه أو سيره بالعشىّ، وراح الشجرُ يَراحُ إذا تَفَطَّر بالنباتِ. ورَاحَ رِيح الروضة يَراحُها. وإنّ يديه لتراحانِ بالمعروف. ورَاح فُلانُ فهو يَرَاحُ رَاحماً ورُؤُوحماً. وارْتاح ارْتِياحاً إذا أشرَف لذلك وفَرِحَ به. ويقال أصابَتْنَا رائحةُ أي سماءُ، وراحةُ البيتِ ساحتُه وراحةُ الثَّوبِ طِيُّه. والرَّوَاحَةُ القطيعُ من الغنم وأرِحْ عليه حَقه أي رُدَّه.
وروى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال من قتل نفْساً مُعاهَدة لم يَرحِْ رائحة الجنّة.
قال أبو عبيد: قال أبو عمرو وهو من رِحْت الشيء أريحُه إذا وجدتَ ريحه. قال وقال الكسائى: إنما هو لم يُرِح رائحةَ الجنّة من أرْحتُ الشيء فأنا أريحهُ إذا وجدتَ ريحه. وقال الأصمعي: راحَ الرجلُ ريحَ الروضَةِ يَراحُها وأرَاح يُرِيحُ إذا وَجَدَ ريحها. قال: ولا أدرى هو من رِحْت. وقال أبو عبيد: أرَاه لم يرح بالفتح وانشد قول الهذلى:
وماءٍ وَرَدْتُ عـلـى زَوْرَةٍ كمشْى السَّبَنْتَى يَرَاحُ الشَّفيفَا
وقال أبو زيد: أرْوَحنى الصيدُ والضَّبُّ إرواحاً ولأنشانى إنشاءً إذا وَجَدَ رِيحك ونشْوَتك. وكذلك أرْوَحْت من فلان طِيباً وأنشيتَ منه نَشوة. وقال أبو زيد: راحَت الإبل تَرَاحُ رَاحَةً، وأرحْتُها أنَا، ورَاحَ الفرسُ يَرَاحُ رَاحةً إذا تحصّن. قلت: قوله تَراحُ رائحةً مصدرُ على فاعِلة. وسمعتُ العَربَ تقول: سمعت راغِيةَ الإبل وثَاغِيةَ الشاة أي سمعت رُغَاءَها وثُغاءَها. ويقال: رَاحَ يومُنا يَرَاحُ إذا اشتدت ريحُه. وقال الأصمعي: يقال: فلان يَرَاحُ للمعروفِ إذا أخذتْه أريحَّةُ وخِفَّةُ وقد رِيح الغدير إذا أصابته ريحُ فهو مَرُوحُ. وراحت يدهُ بالسَّيفِ أي خفت إلى الضرب به وقال الهذلى:
تَرَاحُ يَدَاه بِـمَـحْـشُـــورَةٍ خَواظِى القِدَاح عِجافِ النّصالِ
وقال الليث: رَاحَ الإنسانُ إلى الشيء يَرَاحُ إذا نشِط وسُرَّ به، وكذلك ارتَاح، وأنشد:
وزعمت انك لاتَرَاحُ إلى النسا وسمِعتَ قِيل الكاشِح المترددِ
قال: ونَزَلَتْ بفلانٍ بًليَّةُ فارتاح الله لَه برحمته وأنقذهُ منها. وقال رؤبة.
فارْتاَحَ ربِّى وأراد رَحْمَتِى ونِعمةً أتَمَّها فَـتَـمـتِ
وتفسير ارتاح أي نظر إلىّ ورحمنى. قلت وقول رؤية في فعل الخالق جل وعز ارتاح قاله بأعْرَابِيتِه ونحن نستوحش مِنْ مِثْلِ هذا اللفظ في صفته لأن الله جل وعز إنما يُوصف بما وصَفَ به نَفْسه، ولولا أن اللهَ هدانا بفضله لتحْميده وحَمدهِ بِصفاته التى أنْزَلَ في كتابِه ما كنا لِنهتَدى لها او نَجْتَرىءَ عَليها.
وقال الليث: الأريحىُّ الرجل الواسع الخُلُق البسيط إلى المعروف يَرتاح لما طلبتَ إليه وبَرَاحُ قلبُه سروراً به.
وقال أبو عبيد: الأريحىُّ الذي يرتاح للنَّدى.
وقال الليث: يقال لكل شىء واسع أرْيَحُ، وأنشد:
ومَحْمِلُ أرْيَحُ حَجَّاجِىّ
قال: وبعضهم مَحمل أرْوَحُ، ولو كان كذلك لكان قَدْ ذَمَّه لأن الرَّوَحَ الانْبِطَاحُ وهو عْيبُ في المحْمِل.
قال والأرْيَحسُّ: مأخوذُ من رَاح يَراح، كما يقال للصَّلْت وللمجتنب أجْنَبىُّ:
قال: والعرب تحمِلُ كثيراً من النعت على افْعَلِىّ فيصير كأنه نسبةُ. قلت أنا: كلام العرب رجل أجْنَبُ وجَانِبُ وجُنُبُ، ولاتكاد تقول رجل أجْنَبيُّ.
وقال الليث وغيره: الرَّاحُ: الخمرُ، اسمُ له وقول الهذلى.
فَلَوْتُ عنه سُيوفَ أرْيَحَ حتى باءَ كَفِّى ولـم أكَـدْ أجِـدُ
أرْيَحُ حتىُّ من اليمن، باء كفى صارَ كفى له مَبَاءَةً أي مَرْجِعاً، وكفى موضع نصب لم أكد أجد لعزّته.
قال: الاسترواح التشمر، قال: والغصن يستْروِح إذا اهْتَزَّ، والمطر يستروح الشجرَ أي يُحيِيه.
قال: والرَّياحَةُ أن يَرَاحَ الإنسانُ إلى الشيء يَنشطُ إليه.
وقال الفراء: في قوله (والحَبُّ ذُو العَصفِ والرَّيحانُ) الريحانُ في كلام العرب الرِّزْقُ، يقولن خرجْناَ نطلب رَيحانَ اللهِ، أي رِزْقَه.
وقال أبو إسحاق في قوله(ذُو والريحانُ) ذو الوَرقِ، والرزقُ، والعرب تقول سبحان الله وريحانُه. قال أهْلُ الُّلغةِ: معناه واستِرْزَاقُه.
قال النمر بن تولب.
سلام الإله ورَيْحانـهُ ورَحْمَتهُ وسَماءُ دِرَد
قالوا معنى قوله: وريحانهُ ورزقهُ. قال أبو عبيدة وغيره قال وقيل الرَّيحانُ ههنا هو الرَّيحانُ الذي يُشمُّ. قال وقوله(فَرَوْحُ وَرَيحانُ) معناه فاستراحَةُ وبَرْدُ وريحانُ رِزْقُ. قال: وجائز ان يكون ريحانُ ههنا تحيةً لأهْل الجنة قال: وأجمع النحويون أن ريحان في اللغة من ذوات الواو، والأصل رَيْوَحَان فقلبت الواوُ ياءً وأدغمتْ فيها الياءُ الأولى فصارت الريّحان، ثم خففّت، كما قالوا ميّت وميْت، ولا يجوز في ريحان التشديدُ إلا على بُعْد لأنه قد زيد فيه ألف ونون، فَخُفِف بحذف الياء وألزِم التخفيفَ. وقال الليث: الرَّيحانُ اسم جامعُ للرياحينِ الطّيبة الرَّيحِ. والطاقَةُ الواحِدةُ رَيْحانَةُ، قال: والرَّيْحانُ اطراف كل بقلةٍ طيبة الرِّيح إذا عليه اوائل النَّوْر.
قال: والرَّوَاحُ العِشىُّ، يقال: رُحْنَا رَوَاحاً يعنى السير بالعَشِىّ، وسار القومُ رَوَاحاً، ورَاحَ القوم كذلك. قال والرَّوَاح من لدن زِوالِ الشمس إلى الليل. يقال رَاحُوا يَفْعلون كذا وكذا، ويقال ما لفلانٍ في هذا الأمر من رَوَاحٍ أي من رَاحته وقال الأصمعي: أفعل ذاك في سَرَاحٍ وَرَواحٍ، أي في يُسْرٍ، ووجدت لذلك الأمرِ رِاحةً أي خِفةً أبو عبيد عن أصحابه: خرجوا برياح من العشىّ بكسر الراء، وَبِرَوَاحٍ من العشى وأرْوَاح، قال: وعشيَّةُ رَاحَةُ. قلت: وسمعت العربُ تستعمل الرَّواح في السيرِ كُلَّ وقْتٍ، يقال رَاحَ القوْمُ إذا سارُوا وغَدَوْا كذلك. ويقول أحدهم لصاحبه تَرَوَّحْ ويخاطب أصحابه فيقول رُوحُوا أي سيروا. ويقول لهم ألا تَرُوحُون ومِنْ ذلك ما جاء في الأخبارِ الصحيحة عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: من رَاحَ يوم الجمُعة في الساعة الأولى فله كَذَا، ومن راح في الساعة الثانية، المعى فيها: المُضِىُّ إلى الجمعةِ والخِفةُ إليها لا بمعنى أنها الرَّواحُ بالعشى. وإذا قالت العرب راحت النَّعَمُ رائحة فَرَوَاحُها ههنا أن تأوِى بعد غيوب الشمس إلى مُراحها الذي تبيت فيه. وقال أبو زيد سمعت رَجُلاً من قيس واخرَ من تميم 226 يقولان قَعدنا في الظّل نلتمس الرَّاحَة والرَّوِيحةَ والرائحةَ بمعنى واحد. أبو عبيد: إذا طال النْبتُ قيل تروّخت البُقول، فهى مُتَروِّحةُ. وقال الليث: المَرَاحث الموضع الذي يَروح مِنه القوم أو يَروُحون إليه كالمَغْدى قال وقول الاعشى.
ما تَعِيفُ اليومَ في الطيرِ الرَّوَحْ من غُرابِ البَيْن لأو تَيْسِ بَرَح
قال أراد الرَّوَحة مثل الكَفْرَة والفَجْرَة فطرح الهاء قال. والرَّوَحُ في هذا البيت المتفرِّقةُ.
قال: والمُرَاوَحة عملان في عَمَلٍ، يُعمل ذا مَرةً وذا مَرةً، كقول لبيد:
يُراوِحُ بين صَوْنٍ وابتِذال
قلت: ويقال فلان يُراوحُ بين قَدَمَيه إذا اعتمد مرّةً على إحدهما، ثم اعتمد على الاخرى مرةً، ويقال هما يتراوحان عملا أي يتعاقَبانِه، ويَرْتَوِحان مثله.
وفى حديث النبى صلى الله عليه وسلم أنَّه نهى أن يكتحل الرجلُ بلإثْمِد المُرَوَّح.
قال أبو عبيد: المروَّح المطيب بالمسك وقال مروّح بالواو لأن الياء في الريح واو، ومنه يقال تروّحت بالمِرْوَحَةِ.
وقال الأصمعي: ذَرِيرَةُ مُرَوَّحَةُ أي مطيبةُ وًرَوِّح دُهنك بِشىءٍ فيه طِيباً. ويقال فلان بِمَرْوَحَةٍ أي بِممرِّ الريح. والمِرْوحة بكسر الميم التى يُتَرَوَّح بها. شمر عن ابن شميل: الرَّاحة الارض المستوية فيها ظهورُ واستواءُ كثيراً، جَلَدُ من الارض وفى أماكن منها سهولُ او جراثيمُ، وليست من السيل في شىء ولا الوادى. وجمعها الراح، كثيرة النبتِ. أبو عبيدة: يقال أتانا فلانُ وما في وجهه رائحة دَمٍ من الفَرَق، وذو الرَّاحَة سيفُ كان للمختار بن أبى عبيد. وقال ابن الأعرابي في قوله: دَلَكَتْ بِراحٍ قال معناه أستريح منها، وقال في قول القائل: مُعاوِيَ من ذا تجعلون مكاننـا إذا دَلَكتْ شمسُ النهار بِراحِ يقول إذا أظلم النهار واستريح من حرّها يعنى الشمسَ، لما غشيها من غَبَرة الحرب فكأنها غاربة كقوله: تَبْدُ كَواكُبه والشمـس طـالـعةُ لا النور نورُ ولا الإظلام إظلام وقيل: دَلكَتْ بِراحٍ أي غَرُبت، والناظر إليها يَتَوَقَّى شُعاعَها براحِتَه. وقال أبو بكر بن الانبارى الرُّوح والنَّفس واحِدُ، غيرَ أن الرُّوح مذكَّر والنفس مؤنثة عند العرب، قلت: وقد ألفتُ في الرُّوح وما جاء فيه في القران والسنة كتاباً جامعاً واقتصرت في هذا الكتاب على ما جاء عن أهل اللغةِ مع جوامعَ ذكرتُها للمفسرين. فأما قول الله جل وعز (ويسألونك عن الرُّوحِ قل الرُّوحُ من أمِر رَبِّى) فإن المنذرى أخبرنا عن محمد بن موسى النَّهر تيرى عن أبى مَعْمَرٍ عن عبد السلام بن حرب عن خُصَيْفٍ عن مجاهد عن ابن عباس في قوله (ويسألونك عن الروح قل إن الروح قد نزل من القران بِمنازِلَ ولكن قولوا كما قال الله (قل الروحُ من أمْرِ ربِّى ةما أُوتيتم من العِلمِ إلاَّ قليلا) ورُوى عن النبي صلى الله عليه وسلم أن إليهود سألوه عن الرُّوح فأنزل الله هذه الاية. وأخبرنى المنذرى عن أبى طالب عن أبيه عن الفراء أنه قال في قوله (وسألونك عن الرُّوحِ قال الروحُ من أمر ربى) قال من عِلْمِ ربّى أي أنكم لا تعلمونه. قال الفراء. والرُّوحُ هو الذي يعيش به الإنسانُ لم يُخبِر الله أحداً من حلقع، ولم يُعطِ عِلمهَ العِبادَ. قال: وقوله فإذا سوَّيتُه ونفخْتُ فيه من رُوحى فهذا الذي نَفَخَه في ادمَ وفينا لم يُعطِ علمه أحداً من عباده. قال: وسمعت أبا الهيثم يقول الرُّوح إنما هو النَّفسُ الذي يتنفَّسُه الإنسان. وهو جَارٍ في جميع الجسد فإذا خرج لم يتنفسْ بعد خروجه وإذا تَتَامَّ خُروجه بقى بصره شاخصاً حوه حتى يُغَصَّ وهو بالفارسية جان. قال وقول الله جل وعز في قصة مريم (أرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سويا) قال: أضاف الرُّوحَ المُرسلَ إلى نفسه كما تقول: أرْضُ اللهِ وسماؤُه. قال: وهكذا قوله لملائكتِهِ (إنى خالقُ بَشَراً من طين فإذا سويته ونفحت فيه من روحى) ومثله (وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه) والرُّوحُ في هذا كله خَلْقُ من خلق الله لم يُعْطِ علمه أحداً. وأخبرنى المنذرىّ عن أبى العباس أحمد ابن يحيى أنه قال في قول الله جل وعز (وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا) قال: هو ما نَزَل به الناسُ. قال: وكلُّ ما كان في القران فَعَلنا فهو أمْرُه باعوانه أمَرَ به جبريلَ وميكائيلَ وملائكته. وما كان فَعلتُ فهو ما تفرَّد به. قال: وأما قوله(وايدناه بِروح القُدُس) فهو جبريلُ عليه السلام. وقول الله: (يومَ يقومُ الرُّوح والملائكةُ صَفاّ) قال ابن عباس: الرُّوح مَلَكُ في السماء السابعةَ وَجْهه على صُورًةِ الإنسان وجَسَدهُ على صُورة الملائكة. وجاء في التفسير أن الرُّوحَ ههُنا جِبِريلُ. قال وقال ابن الأعرابي: الرُّوح الفَرَحُ، والرُّوح القرانُ، والرُّوح الأمْر، والرُّوح النفس. ويقال هذا الامر بيننا رَوَحُ وعَورُ إذا تَراوَحُوه وتعاوَرُوه. قال أبو العباس: وقوله جل وعز (يُلقى الرُّوح من أمره على من يشاءُ من عباده (وقوله(يُنزلُ الملائِكَةَ بالرُّوحِ من أمْرِه) هذا كله معناه الوحىُ، سُمِّى رُوحاً لأنه حياةُ مِنْ مَوْتِ الكُفرِ فصار يَحيا به النَّاسُ كالرُّوح الذي يَحيا به جَسَدُ الإنسان.
وقوله (فَرُوحُ ورَيحانُ) على قراءة من قرأ بضَم الرّاء، فتفسيره فحياةُ دائمةُ لا موتَ مَعَها. ومن قال (فَرَوْحُ) فمعناه فاستراحَةُ. وأمَّا قول الله جل وعز (وأيدهم بِروحٍ منه) فمعناه بِرَحمةٍ منه، كذلك قال المفسرون. وقد يكون الرَّوْح أيضا بمعنى الرَّحَمة قال الله جل وعز (لا تَيأسوا من روحِ الله) أي من رحمة الله، سماها رَوحاً؛ لأن الرُّوح والرَّاحَةُ بها. قلت وكذلك قول الله جل وعز في عيسى (وروحُ منه) أي رحمةُ منه تبارك وتعالى.
والرُّوح في كلام العَرب أيضا النَّفْحُ، سُمِّى رُوحا لأنه يُخرجُ من الروح ومنه قول ذى الرمة في نارٍ اقتدحها وأمر صاحباً له بالنفح فيها فقال.
فقلت له لرفعها إليك وأحْيهـا بِروحك واجعله لها قِيتةً قدراً
أحيها برُوحك أي بِنَفْحك. واجعله لها: الهاء للروح لأنه مذكر في قوله واجعله. والهاء التى في قوله (لها) أي للنار وهى مؤنثة. وأما الرُّوحانىُّ من خلق الله فإن أبا داود المَصاحفى روى عن النضر ابن الشميل في كتاب الحروف المفسرة من غريب الحديث انه قال، حدثنا عوف الأعرابي عن وَردان ابى خالد أنه قال: بلغنى أن الملائكةَ منهم رَوحانيون ومنهم من خُلقَ من النورِ.
قال: ومن الرُّوحَانيين جبريلُ وميكائيلُ وإسرافيلُ. قال أبو داود، وقال النضر: الرُّوحانِييون أرواحُ ليست لها أجسامُ، هكذا يقال. قال: ولايقال لشىء من الخلقِ رُوحانى إلا للأرواح التى لا أجسادَ لها، مثلُ الملائِكةِ والجْنِّ وما أشبههما فأما ذَواتُ الأجسادِ فلا يقال لهم روحانيون. قلت: وهذا القولُ في الروحانيين هو الصحيح المعتمد لا ما قاله ابن المظفر أن الروحانىّ الجسدُ الذي نُفخَ فيه الرُّوح. وقال الليث: الأرْوَحُ الذي فىصدر قَدَميه انبساط، تقول رَوِحَ الرَّجلُ يًرْوَحُ رَوَحاً وَرَوِحَتْ قدمه فهى قدم رَوْحَاءُ قال وقصعَةُ رَوْحَاءُ قريبة القَعْر وإناء أروَحُ.
وحر
قال الليث: الوَحَرُ. وَغْرُ في الصدر من الغيْط والحقد. يقال وَحِرَ صدرهُ على فلان وَحَراً، وإنه لوَحِرُ الصدر. قال: وَالوَحَرُ وَزَغَةُ تكون في الصحارى أصغر من العظاية وهى إلف سَوَامِّ أبْرِصَ خِلقةً.
قال: وسمعت مَن يقول: امرأةُ وَحِرَةُ سوداءُ ذميمةُ. وفى الحديث: من سره أن يذهبَ كثير من وَحَرِ صدْرِه فليصُمْ شهر الصبر وثلاثة أيامٍ من كُلِّ شهر. قال أبو عبيدة قال الكسائى والأصمعي في قوله وَحَر صَدره الوَحرُ غُشيته وبلابله. ويقال إن أصل هذا دُوَيبَّة يقال لها الوَحَرة، وجمعها وَحَرُ، شبهت العداوةُ والغِلُّ بها. ويقال وَغِر صدره وَغَراً وَوَحِر وَحَراً، شبَّهوا العداوةَ ولُزُوقها بالصدر بالتِزاق الوَحَرةِ بالارض.
ولحم وَحِرُ دَبَّ عليه الوَحر. قلت وقد رأيت الوَحَرَة في البادية وخِلقتُها خِلقةُ الوَزَغِ إلاّ أنها أشد بياضاً وهى منقطةُ بِنقط حُمْرِ، وهى من أقذَرِ الدواب عند العرب، ولا يأكلها أحد. وقال أبو عمرو: الوَحَرَةُ إذا دّبَّتْ على اللحم أوْحَرَتْه، وإيحارُها إيَّاهُ أن يأخُذَ أكلها القىءُ والمشىُ، وقال اعرابى: من أكل الوَحَرَةَ فأمُّه منتحرة بغائطٍ ذى حَجَرة.
ويقال: إن الوَحَرَةَ لا تطأُ طعاماً او شراباً إلا سَّمته، ولا يأكُلُه أحد إلا دَقىِ وأخذَه قَىء، وربما هلك أكِلُه. وقال ابن شميل: الوَحَرُ أشَدُّ الغضب. يقال إنه لوحرُ عَلَىَّ، وقد وَحِر وحَراً، ووغِرَ وَغَراً، وقال ابن أحمر:
هل في صدُوِرِهمُ من ظثلْمِناَ وَحَرث
ويقال الوَحَرُ الغيْظُ والحِقدُ
حار
قال الليث: الحَوْرُ الرجوع عن الشيء إلى غيره. قال: والغُصَّةُ إذا أنحدرتْ يقال: حارتْ تَحورُ، وأحَارَ صاحبها وانشد:
وتلك لعمرى غُصَّةُ لا أُحيرُها
قال: وكل شىءٍ يتغير من حال إلى حال فإنك تقول حارَ يحورُ، وقال لبيد:
وما المرءُ إلا كالشهاب وضوئِه يحورُ رَماداً بعد إذْ هُو سَاطعُ
قال: والمحاوَرَةُ: مراجعة الكلامِ في المخاطبة، تقول حاورتُه في المنطِق، وأحَرْتُ له جواباً، وما أحارَ بكلمة، والاسم من المحاورة الحَويرُ، تقول: سمعتُ حَوِيرَهُما وحِوَارَهُما، قال: والمَحْورَةُ من المُحَاوَرةِ كالمَشْوَرَةِ من المُشاورة، ومنه قول الشاعر:
بحاجة ذى بثٍ ومَحْـوَرَةِ لـه كَفَى رَجْعُها مِنْ قِصَّة المُتكلم وقال ابنُ هانىءٍ: يقال عند تأكيد المرْزِئه عليه بِقلة الَّماء: ما يَحورُ فلان وما يَبور، وذهب فلان في الحَوارِ والبَوَارِ، منصوبا الأولِ، وذهب في الحُور والبُور. أبو عبيد عن الأصمعي كلمته فَما رَجَع إلىَّ حِواراً وحَويراً ومَحُورَةً بضم الحاء بوزن مَشُورَة. ابن السكيت: فلان ما يعيش بأحْوَرِ أي ما يعيش بعقل. قال هدبة: فما أنْسِ مِ الأشياءِ لا أنس قولها لجرتها ما إن يَعيشُ بأحـورا وقال نُصير: أحوَرُ الرجلِ قلبهُ، يقال ما يعيش فلان بلأحْوَر أي بقلب اسمُ له. قال ويقال إنّ الباطل لفى حَوْرٍ أي في رجوع ونَقصٍ. وقال شمرُ: إنه ليسعى في الحُور والبُور أي في النقصان والفسادِ؛ ورجل حائِرُ بائِرُ، وقد حَارَ وبارَ، وهو يحور حُؤُوراً إذا نقص ورجع وقال العجَّاج: في بئرِ لا حُورٍ سَرَى وما شَعَرْ أراد حُؤُورٍ، فخفف الواو، وهذا قول ابن الأعرابي. قلت: ولا صلةُ في قوله. وقال الفراء: لا قائمة في هذا البيتِ صحيحةُ، أراد في بئر ماء لا تُحيرُ عليه شيئاً. شمر عن ابن الأعرابي: فلان حَوْرُ في مَحَارةٍ، هكذا سمعتهُ بفتح الحاء، يُضرب مثلا للشىء الذي لا يَصْلُح أو كان صالحاً ففسد. قال والمَحَاوَرةُ المكان الذي يَحور أو يُحارُ فيه. قال: وَالحائِر الرّاجع من حالٍ كان عليها إلى حال كان دُونها، وَالبائِر الهالك. ويقال حوَّرَ الله فلاناً أي خيبه وَرَجَعه إلى النقص. أبو عبيد عن الأصمعي حوَّرْتُ الخبزةَ تَحْويراً إذا هَيأتها لتضعها في المَلَّة. قال: وَحَوَّرْتُ عينَ الدابة إذا حَجَّرْتَ حولها بِكَىٍّوذلك من داء يُصيبها، وَالكيَّةُ يقال لها الحوْراءُ، سُميت بذلك لأن مَوضعها يَبيضُّ. قال والتحوير التبييض. وقال غيره: حوَّرْتُ الثوبَ إذا بيضته. أبو عبيد عن الاموى الأحْوِرارُ الابيضاض، وانشد: ياوَردُ غنى سـأمـوتُ مَـرَّهْ فَمنء حَليفُ الجَفنةِ المُحوَرَّهْ يعنى المبيضة، قال أبو عبيد: وإنما سُمى أصحابُ عيسى الحواريين للبَيَاض، وكانوا قَصارين وقال الفرزدق: فقلت إن الحَوَارِياتِ مَعْطَـبَةُ إذا تَفَتْلن من تحت الجَلاَبيبِ يعنى النساءَ. وروى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: الزبير ابنُ عَمَّتى وحَوَارِىُّ من أُمتى. قال أبو عبيد: يقال-والله أعلم- إن أصل هذا كان بَدْؤُه من الحواريين أصحابِ عيسى، وإنما سُمُّوا حواريين لأنهم كانوا يَغسلون الثياب يُحورونها وهو التبييض ومنه قيل امراة حَوَارية إذا كانت بيضاءَ. قال: فلما كان عيسى بنُ مريمَ نَصره هؤلاء الحواريُّون فكانوا أنصارَه دون الناس قيل لكل ناصر نَبيَّه: حوارىُّ إذا بالغ في نُصْرَتِه؛ تشبيهاً بأولئك. ثعلب عن ابن الأعرابي: الحَوارِيُّون الأنصارُ: وهم خاصةُ أصحابه. وروى شَمرُ عنه انه قال: الحَوارِىُّ الناصح، وأصله الشيء الخالص. وكلُّ شىء خلص لونه فهو حَوَارىُّ. والحواياتُ من النساء النقيات الالوانِ والجُلودِ. ومن هذا قيل لصاحب الحُوَّارَى مُحورز وقال الزجاج: الحواريُّون خُلَصَاء الأنبياءِ عليهم السلام وصفوتُهم، والدليل على ذلك قول النبى صلى الله عليه وسلم: الزبير ابن عمتى وحوارىَّ من أُمَّتى. قال: وأصحاب النبى صلى الله عليه وسلم حواريُّون. وتأويل الحواريون في اللغة الذين أُخلصوا ونُقوا من كل عيب، وكذلك الحُوارَى من الدقيق، سُمى به لأنه يُنقَّى من لباب البُرِّ، قال: وتأويله في الناس الذي قدْ رُوجِع في اختياره مرةً بعد مرةٍ فَوُجِدَ نَقيا من العيوب. قال وأصل التحوير في اللغة من حَار يَحورُ، وهو الرجوع. والتحويرُ الترجيع، فهذا "تأويله?والله أعلم. وقال أبو عبيدة: يقال لنساء الامْصَار حَوارِيات لأنهن تباعدن عن قشفِ الأعرابيات بنظافتهن، وأنشد: فقل للحَوَاريَّاتِ يبكين غيرنـا ولا يَبْكينَ إلاّ الكلابُ النوابح وقال أبو إسحاق: دقيق حُوَّارَى أخذ من هذا لأنه لباب البُرِّ، وعجين مُحوَّر، وهو الذي مُسح وجهه بالماء حتى صَفَا. وعين حَوْراءُ إذا أشتدّ سواد سوادِها، ولا تُسَمَّى المرأةُ حَوراءَ حتى تكونَ مع حَوَرِ عينيها بيضاءَ لَوْنِ الجَسَدِ، وقال الكميت:
ودامت قُدُورُك للسـاغـبـين في المَحْلِ غَرْغَرةً واحْوِرَاراً أراد بالغرغرة: صوتَ الغَليانِ وبالاحْوِرِار بياضَ الإهالَةِ والشمِ. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلمأنه كان يتعوذ من الحَوْر بعد الكَوْرِ، ويروى بعد الكَوْن. قال أبو عبيد: سئل عاصم عن هذا فقال ألم تسمع إلى قولهم: حارَ بعد مَا كان يقول إنه كان على حال جميلةٍ، فحارَ عن ذلك أي رجع. ومن رواه بعد الكَوْر فمعناه النقصان بعد الزيادة، مأخوذ من كَوْر العمامة إذا انتقض لَيُها حلا قال الليث: الحُلْوُ كل ما في طَعْمه حلاوةُ، والحُلوَةُ من الرجال والنساء من تستحليه العين. وقوم حُلْوُون. والحَلْوَاءُ: اسم لما يُؤْكلُ من الطَّعام إذا كان معالجاً بحلاوةٍ: وقال بعضهم: يقال للفاكهة حَلوَاءُ وتقول: حَلاَ يحل حَلواً وحًلواناً. وقد احلوْلى وهو يَحلولى: قلت المعروف: حلا الشيء يحلو حلاوةً. واحلوْليتُه أحلوْليه احليلاءٍ إذا استحليته. اللحيانىّ: احلوْلت الجاريةُ تحلوْلى إذا استُحِليت واحلوْلاها الرجل وأنشد: لك النَّفسُ واحلولاك كلُّ خَليل أحْليتُ المكانَ واستحليتُه وحَليِت به بمعنى واحد. وقال الليث: تقول حليتُ السوِيقَ، ومن العرب من همزة فقال حَلأتُ السويق، وهذا فهم غلط. قلت: قال الفراء: توهمت العربُ فيه الهْمزَ لما رَأوْا قولهمك حلاتُه عن الماء أي منعتهُ مهموزاً. وروى أبو العباس ابن الأعرابي: احلولى الرجلُ إذا حَسُن خُلُقُه: واحْلَوْلَى إذا خَرَجَ من بلدٍ إلى بلد. وقال الليث: قال بعضهم: حَلاَ في عينى وهو يَحْلُوا حَلواً. وحلِى بِصَدْرِى، وهو يَحلى حُلْوَاناً. قلت حثلْوانُ في مصدر حَلىَ بصدرى يحْلى خطأُ عندى: وقال الأصمعي: حَلى أبو عبيدٍ في تفسير حديث النبى صلى الله عليه وسلم: أنَّهُ نهى عن حُلْوان الكاهن. قال الأصمعي: الحُلوانُ ما يُعطاه الكاهنُ ويُجعلُ له على كهانته. يقال منه حَلوته أحلوه حُلواناً إذا حَبَوتَه، وانشد لأوسِ بن حَجَرَ يذم رجلا: كأنى حَلَوْتُ الشعر يوم مَدَحْتُـه صفا صخرةٍ صماءَ يُبساً بلالها قال فجعل الشعر حُلواناُ مثل العطاء. وقال أبو عبيدة: الحُلوانُ الرِّشوة، يقال حَلوتُ أي رشوت. وانشد: فَمن رَاكِبُ أحلوه رَحلاً وناقَةً يبلغ عنى الشِّعرَ إذ مات قائله قال و قال غيره: الحُلوَانُ أيضاً أن يأخذَ الرَّجُلُ من مَهْرِ ابنتهِ لنفسه. قال: وهذا عارُ عند العرب. قالت امرأة في زوجها: لا يأخذ الحُلوان من بناتنا وقال الليث: حُلْوَانُ المرأةِ مَهْرُهاَ. ويقال بل ما كنت تُعطى على مُتعتها بمكَّة. قال: احْتَلَى فلانُ لنفقة امرأته ومَهرها، وهو ان تحمل لها ويحتالَ، أخذ من الحُلْوانِ. يقال: احْتَلِ فتزوّجْ بكسر اللام وابْتَسِلْ من البُسْلَة. قال: الحلاوى: ضرب من النبات يكون بالبادية، الواحدة حَلاوِيَةُ على تقدير رَبَاعية. قلت لا أعرف الحَلاَوَى ولا الحَلاوِية، والذي عرفته الحُلاَوَى بضم الحاء على فُعالى. وروى أبو عبيد عن الأصمعي في باب فُعالى: خُزَامى وَرُخَامى وحُلاوَى، كأنُهنَّ نبت. وهذا هو الصحيح. وقال الليث حَلاوةُ القَفَا حاقُّ وسطِ القَفا، تقول ضربته على حَلاَوَةِ القَفا، أي على وسطِ القفا، وحَلْوَاءُ القفا. وهو وسط القفا. قال وقال الهوازنى: حَلاوَة القفا تجوز، وليست بمعروفة. وأخبرنى المنذرىّ عن أحمد بن يحيى: قال?الحَلْوَاءُ يُمَدُّ ويُقصرُ ويؤنث لاغير. ويقال للشَّجَرَةِ إذا أوْرَقَتْ وأثَمَرَتْ حَالِة فإذا تناثر ورقها تعطلت. وقال ذو الرمة. وهاجت بقايا القُلقُلانِ وعطلت حوإليه هوجُ الرياحِ الحَواصِد أي أيبستها فتناثرت. وقال الليث. الحِنْوُ حَفُّ يُنْسَجُ به، وقاله ابن الأعرابي، وقال: هى الخشبة التى يديرها الحائك وأنشد قول الشماخ: قُوَيْرِحُ أعْوَامٍ حِْلوُ ذَلَّ عن ظَهْرِ مِنسجِ وقال الليث: حُلوان كورة. قلت هما فريقان إحدهما حُلوانُ العراقِ والأخرى حُلوانُ الشأم. وقال ابن السكيت: حَلَيت المرأةُ، وأناأحْليها، إذا جعلتَ لها حَلياً، وبعضهم يقول: حَلَوْتُها بهذا المَعنى.
وقال الليث: الحَلْىُ كلّ حِليةٍ حلَّيْتَ به امرأةً أو سَيفاً او نحوه. والجميع حُليّ قال الله (من حُليِّهم عِجْلاً جَسَداً). ويقال تحلت المرأة إذا أتخذت حُلياً أو لبِسته. وحليتُها أي ألبستها، واتخذتُهُ لها. قال ولغة حَلِيتْ المرأة إذا لَبِستهُ وأنشد: وحَلى الشَّوى مِنها إذا حَلِـيتْ بـه على قَصَباتٍ لإشخاتٍ ولا عُصْل الشِّخَات الدقاق والعُصْل المعْوَجَّة. قال وإنما يقال الحَلْىُ للمرأة، وما سواها فلا يقال إلا حِليةُ للسيف ونحوه. قال: والحِليَةُ تحلِيتُك وَجْهَ الرُّجُلِ إذا وصفته. ويقال حَلِىَ مِنْهُ بِخَيرٍ وهو يَحلى حَلى مقصورُ إذا اصاب خَيْراً. والحَلىُّ نبت بعينه وهو مِنْ مَرْتَعٍ للنعَم والخيلِ، إذا ظهرت ثمرتُه أشبه الزَّرْعَ إذا أسبل. وقال الليث: الحَلىُّ يبس النَّصِىّ. قال: وهو كلُّ نْبتٍ يشبه نباتَ الزرع. قلت: قوله هو كل نبت يشبه نبات الزرع خطأ إنما الحَلىُّ اسم نَبْتٍ واحدٍ بعينه ولا يشبهه شىءُ من الكلأ. وقال الليث: يقال امراة حاليةُ ومُتحليةُ. ويقال: ما أحلى فُلانُ ولا امَرَّ أي ما تكلم بحُلوٍ ولا مُرٍ. أبو عبيد الأصمعي يقال للبعير إذا زجرته حَوْبُ وحوبَ وحَبْ، وللناقة حَلْ جزمُ وحَلى جزم لا حليت. وقال أبو الهيثم: يقال في زجر الناقة حَلْ حَلْ. قال: فإذا ادْخَلْتَ في الزَّجْرِ ألفاً ولا ماً جرى بما يصيبه من الأعرابِ كقولك: والوبُ لمّا يُقلْ والحل فرفعه بالفعل الذي لم يسمَّ فاعله. وقال اللحيانى: حَليتْ الجاريةُ بعينى وفى عينى وبقلبى وفى قلبى، وهى تحلى حَلاوةً ويقال أيضاً: حَلَتْ الجاريةُ بعينى وفى عينى، تَحْلُو حَلاوَةً. قال: واحلوْلَيتُ الجارية واحْلَوْلَتْ هى، وأنشد: فلو كنت تعطِى حين تُسألُ سامحت لك النفس واحلولاك كلُّ خلـيل ويقال: حلا الشيء في فَمِى يَحلُو حلاوةً ويقال حَلُوَتُ الفاكهةُ تَحْلو حَلاوةً. قال: وحَلِيتُ العيشَ أحلاه أي استحليتُه وحَليتُه. ويقال: أحْلَيْتُ هذا المكانَ واستحْليْتُه وحَليِتُ بهذا المكانِز ويقال: ما حَليِتُ منه شيئاً حَلْياًأي ما أصبت. وحكى أبو جعفر الرؤاسىُّ حَلِئتُ منه بطائلٍ فهمزَ أي ما أصبتُ. قال: وجمع الحَلىِ حُلىِ وحِلِىّ، وجمع حِليةِ الإنسان حِلًى وحُلًى. ومن مهموز هذا الباب قال شمر: الحالِئَةُ ضربُ من الحيات تَحْلأُ لمن السُّمَّ كما يَحْلأُ الكحَّالُ الأرْمَد حُكَاكَةً فيكحَلهُ بها. وقال الفراء أحلِىءُ حَلُوءًا. وقال ابن الأعرابي: حلأتُ له حَلاَءً. وقال الليثُ الحُلاءَةُ بمنزلة فُعالة حكاكة حَجَرين تَكْحَلُ بها العين. يقال حَلأْتُ فُلاناً حَلأً، إذا تكحلُ بها العين. ويقال حَلأتُ فُلاناً حَلأً، إذا كَحَلتَه بها. وقال أبو زيد: يقال أحلأتُ للرجل إحلاءً إذا حكَكْتَ له حُكاكْةَ حجرين فداوَى بحُكاكتهما عينيه من الرَّمد. وقال ابن السكيت: الحَلُوء حَجَرُ يُدلك عليه دواءُ ثم يكحل به العين. يقال حَلأتُ له حُلُوءا. وقال ابن الأعرابي وغيرهُ: حلأتُ الإبلَ عن الماء إذا حبستها عن الورود وأنشد: لطالما حلأْ تُماها لا تَرِدْ فَخَلياها والسِّجَالَ تَبْتَرِدْ وحلأتُ الأديم إذا قشرتَ عنه التحلىءَ، والتِّحْلىءُ القشر على وجْهِ مما يلي الشَّعَر. وقال أبو زيد: حَلأتُ الأديمَ إذا أخرجت تحْلءِه، والتِّحْلىءُ القِشر الذي فيه الشَّعر فوق الجِلْدِ. والحلاءَةُ اسم موضع. قال صخر الغى: إذا هو أمسى بِالحِلاءَة شاتيا تُقَشّر أعْلَي أنْفِه أمُّ مِرْزَمِ فأجابهُ أبو المَثلم: أعَيَّرْتَنى قُرَّ الحـلاءَة شـاتِـياً وأنت بأرضٍ قُرَّها غيرُ مُنْجِمِ أي غير مُقْلِع. أبو عبيد عن الصمعى: من امثالهم في حذر الإنسان على نفسه ومدافعته عنها قولهم: حَلأتْ حالئةُ عن كُوعِها. قال: وأصله أن المرأة تحلأُ الأديمَ وهو نَزَع تِحْلئه، فإن هى رفَقَتْ سَلِمتْ، وإن هى خَرُقَتْ أخطأتْ فقطعت بالشفرة كُوعها. وأخبرنى المنذرى عن ثعلب عن سلمة عن الفراء: يقال: حَلأتْ حالَئَةُ عن كوعها أي لِتغتسلْ عن كوعها أي ليعملْ كل عامل لِنفسه. قال ويقال: اغسل عن وجْهِك ويَدِك ولا يقال اغْسِلْ عن ثَوْبِك.
وقال أبو العباس في قولهم حَلاتْ حالئةُ عن كوعها وذلك أنها إذا 227 حَلات ما على الإهاب أخذت مِملأةً من حديد فَوهاءَ فتحلأت ما على الإهاب من تحِلئة وهو سوادُه، ففن لم تبالغ المِحْلأة، وتقلع ذلك عن الإهاب أخذت الحالئةُ نَشْفَةً من حجر خشن ثم لفت جانبا مِنَ الإهاب على يدها ثم اعتمدت بالنشفَةِ عليه لتقلع ما لم تخرجه المِحْلأة فيقال للذى يدفع عن نفسه ويَحض على إصلاح شأنه يضربُ مثلا له. أي عن كُوعها عملت ما عملت وبحيلتها وعَمَلها نالتْ. وقال أبو زيد حَلأته بالسوط حَلأ إذا جلدْتَه وحَلاته بالسيف حَلأ إذا ضربته وحلأتُ الإبل عن الماء تَحليئا. أبو عبيد عن الاموى: حَلأتُ به الأرضَ ضربْتُ به الأرض. قلت: وجَلأت به الارض بالجيم مثله. الللحيانى حَلِئتْ شَفَةُ الرجل تَحْلأ حَلا، إذا شَرِبَتْ أي خرج بها غِبَّ الحُمى بَثْرُ. قال وبعضهم لا يهمز فيقول حِليَتْ شفتُه حَلاً مقصور. لحى قال الليث: اللحيانِ العظمان اللذان فيهما الاسنان من كل ذى لَحْىٍ. والجميع الألحِى. قال: واللحا مقصور واللحاء ممدود ما على العَصَا من قِشْرِها. قلت: المعروف فيه المَدُّ. وأخبرنى المنذرىُّ عن الحرانى عن ابن السكيت أنه قال: يقال للتمرة إنها لكيثرة الِّلحاء وهو ما كَسا النواة واللحاءُ قشر كلِّ شىءٍ. وقد لَحَوْت العود ألحوه وألحاه إذا قَشرْتَه. ويقال لحاه الله أي قشره ومن أمثالهم: لاتَدخُلْ بين العصا ولِحائِها. قال أبو بكر بن الأنبارىّ قولهم لَحَا الله فلاناً معناه قَشرَهُ الله وأهْلَكَه. ومنه لَحَوتُ العودَ لَحْواً إذا قشرته ويقال لاَحَى فلانُ فلاناً مُلاحَاةً ولِحاءً إذا استقصى عليهم، ويحكى عن الأصمعي أنه قال: الملاَحاة الملاومة والمُباغَضَةُ، ثم كثُر ذلك حتى جُعِلتْ كُلُّ مُمانعة ومدافعة ملاحاةً، وأنشد: ولاحَتِ الرَّاعىَ من دُورِها مخاضُها إلاّ صَفايا خُورِها قال: واللِّحَاءُ في غير هذا القِشرُ ومنه المثل لا تدخُلْ بين العَصَا ولِحائها أي قشرها لحوت شماسا كما تلحى الـعـصـا سبا لو ان السب يُدمى لدمِى قال أبو عبيد: إذا أرادو أن صَاحِبَ الرجل موافقُ له لا يُخالفُه في شىء قالوا: هما بينَ العصا ولِحائِها. وقال الليث: يقال التحيت الِّلحاء ولَحَيتُه التِحَياءً ولْحياً إذا أخذتَ قشره. واللحاءُ مَمْدودُ المُلاحَاة كالسباب. وفى حديث النبى صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن مُلاحَاةِ الرِّجال، ومنه قول الشاعر: نُوَليها المَلامَةَ إن ألمْـنَـا إذا ما كان مغْثُ أو لِحاءُ أبو عبيد عن الكسائى: لَحَوتُ العصا ولَحيتُها. فأما لحيت الرَّجلَ من اللوم فبالياء لا غير. وقال الليث: اللِّحاءُ اللعْنُ، واللحَاءُ العذْل، واللوَاحِى العواذِلُ. قال: واللُّحى مقصور وفى لغة اللحى جمع اللحية. ثعلب عن ابن الأعرابي: لحيةُ وجمعها لِحىً قال ولُحىُّ ولِحِىُّ. الليث رجل لْحيانىُّ طويل اللحية وبنو لحيان حَىّ من هذيل. وقال ابن بُزُرج: اللحيانُ الخدود في الارض مما خَدها السَّيْلُ، الواحدة لحيانَةُ: قال: واللِّحْيَانُ الوشَلُ والصُّدَيْعُ في الارض يخِرّ فيه الماء، وبه سُمَّيَتْ بَنوُ لَحْيانَ، وليس بتثنية للحى. وقال أبو زيد: يقال رجل لحيان إذا كان طويلَ اللحية، يجُرَى في النكرةِ لأنه لا يقال للانثى لَحْيَا. أبو عبيد عن الكسائى: النسبة إلى لَحْى الأسنان لَحَوىّ والتَّلحِّى بالعمامة أدارة كُور منها تحت الحَنَكِ. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه أمر بالتَّلحِّى ونهى عن الاقتعاط. ويقال: ألْحى يُلْحى إذا أتى ما يُلحَى عليه. وألحت المراة. وقال رؤبة: وابتكرَت عاذلةً لا تُلْحِى قالت ولم تُلْحِ، وكانت تُلْحِى عليك سَيْبَ الخلفاء البُجْحِ لا تُلْحِى أي لا تأتى ما تُلحَى عليه حين قالت عليك سيْب الخلفاء، وكانت تُلْحَى قبل ذلك حين تأمرنى بأن انى غير الخلفاء. وألحى العودُ إذا ان له أن يُلْحَى قشره عنه. وفى الحديث أن النبي صلى الله عليهوسلم احتجم بلَحْىِ جَمَلٍ، وهو مكان بين مكة والمدينة. حال
قال الليث: الحْوْل سنةُ بأسْرِها، تقول حال الحَولُ، وهو يحول حَوْلاً وحُؤُلاً، وأحالَ الشيء إذا أتى عليه حول كامل، ودَارُ مُحيلَةُ إذا أتت عليها أحْوَالُ ولغة أخرى أحْوَلَتْ الدار، وأحْوَلَ الصبىُّ إذا تمله حول، فهو مُحْوِلُ، ومنه قول: فَألْهَيْتُها عن ذِى تَمَائِم مُحْوِلِ قال: والحَوْلُ هو الحيلةُ، تقول ما أحول فُلاناً، وإنه لذو حِيلة، قال والمحالةُ الحيلة نفُسها، ويقولون في موضع لا بد لا محالةَ وقال النابغة وأنت بأمرٍ لا محالة واقعُ والاحتيال والمُحَاوَلَةُ مطالبتُك الشيء بالحِيل، وكل من رامَ أمراً بالحِيلِ فقد حاوله، وقال لبيد: ألاَ تسألان المَرْء مَإذا يُحاوِلُ ورجل حُوَّلُ ذوِ حِيلٍ، وامرأة حُوَّلَةُ. وأخبرنى المنذرى عن ثعلب عن سلمة عن الفراء قال: سمعت أعْرابيا من بنى سُليم ينشد: فإنها حِيلُ الشيطانِ يَحتْئِل قال وغيره من بنى سُليم يقول: يحتال بِغيرِ هَمْوٍ قال وأنشدنى بعضهم: يا دارَ مىِّ بِدَ كـادِِيك الـبُـرقْ سَقياً وإن هَجَّتْ شوقَ المُشْتَئِقْ وغيره يقول المشتاق ورجل مِحْوالُ كقيرُ مُحالِ الكلام والمحال من الكلام ما حُوِّل عن وجْهِه، وكلام مَسْتَحِيلُ مُحالُ. وأرض مستَحَالةُ تُرِكت حَولاً وأحْوالاً عن الزراعة. والقوس المُسْتَحالَةُ التى في سِتَها اعوجاج ورجلُ مستحالةُ إذا كان طرفا الساقينِ منها مُعْوَجَّين، وكل شىء استحال عن الاستواءٍ إلى العِوَجِ يقال له مستحيل. قال والحَوْل اسم يجمع الحَواليْ. تقول حوالى الدار كأنها في الأصل حوالين، كقولك جانبينِ فأسقطت النُّون وأضيفت كقولك: ذُو مالٍ وأولو مالٍ. قلت: العرب تقول رأيت الناس حَوْلَه وحَوإليه وحَوَاله وحَْليه. فَحَواله وُحْدانُ حَوإليه، وأما حَوليه فهو تثنية حَوْلَةُ وقال الراجز: ماءُ رَواءُ ونَصِىُّ حَوْليْه هذا مقام لَكَ حتى تِئْبيهْ المعنى تأباهُ. ومثل قولهم حَوَاليكَ دَواليك وحَجازِيكَ وجنانَيك. وقال الليث الحِوالُ المُحاوَلةُ. حاوَلْتُه حِوالاً ومُحاولةً. أي طالبتُ بالحيلة. قال: والحِوالُ كَلُّ شىءٍ حالَ بين أثنينِِ. يقال هذا حِوال بَينِهما أي حائلُ بَينهما. فالحاجزِ والحِجاز والحِولُ يجرى مَجرى التَّحويل. تقول: حُوِّلُوا عنها تحويلاً وحِولا. قلت: التَّحويلُ مصدر حقيقىّ من حولتُ. والحِوَل اسم يقوم مَقامَ المصدر. قال اللله جل وعز (لا يبغُون عنها حِوَلا) أي تحويلا. وقال الزجاج في قوله (لا يبغون عنها حِوَلاً) أي لا يريدون عنها تحوُّلاً. يقال: قد حال من مكانه حِوَلا كما قالوا في المصادر صَفُر صِفرا وعادنى حُبُّها عِوادا. قال وقد قيل إن الحِول الحِيلةُ فيكون على هذا المعنى: لا يَحْنالُون مَنْزِلاً غَيرها. قال وقد قيل إنالحِوَل الحِيلَةُ فيكون على هذا المعنى: لاَ يَحْنالُون مَنْزِلاً غَيْرَها. قال وقرىء قوله جل وعز (ديناً قيماً) ولم يقل قِوَماً. مثل قوله ولا يبغون عنها حِوَلا لأن قَيِماً من قولك قام قيما كأنه بنى على قَوُم أو قَوَم فما اعتلّ فصار قَام اعتَل (قِيمَ) وأما حِوَل فهو على أنه جارٍ على غير فعل. أبو العباس عن ابن الأعرابي في قوله (لايبغون عنها حولا) قال تحويلاً وقال تحويلا وقال أبو زيد: حُلْتُ بينه وبين الشر أحُول أشد الحَوْلِ والمَحالةِ. وقال الليث: حالَ الشيء بين الشيئين يحول حَوْلاً وتحويلا. وحال الشيء نفسهُ يَحُول حُؤُولا بمعنيين يكون تغيُّرا ويكون تَحْويلاً. وقال النابغة: ولا يحولُ عَطاءُ اليَوْمِ دُونَ غَدِ أي لا يحول عطاؤه اليوم دون عطاء غد. قال: والحائل المتغير اللَّوْنِ، ورمادُ حائلُ، ونبات حائل. وال اللحيانى: يقال: حُلت بينه وبين ما يريد حَوْلا وحُؤُلا. ويقال: بينى وبينك حائل وحُؤُلة اى شىءُ حائل. وحال عليه الحوْلُ يحولُ يحول حَوْلاً وحُؤولا. وأحال اللهُ عليه الحَوْلَ إحالةً. وأحالتْ الدّارُ أي أتى عليها حَوْلُ. ويقال: إن هذا لَمِنْ حُولَةِ الدهر وحُولاءِ الدهر وحَوَلاَن الدهر وحِوَل الدهر، وأنشد: ومن حِوَل الأيام والدهر أنـه حَصينُ يُحيَّا بالسلام ويُحْجَبُ
أبو عُبيد عن الأصمعي: حُلتُ في متن الفرس أحُول حُؤُلاً إذا ركبته. وقد حال الشخصُ يحول إذا تحرك. وكذلك كلّ متحوِّلٍ عن حاله، ومنه قيل: استَحَلْتُ الشخصَ نظرت هل يتحرَّكُ. وأخبرنى المنذرىُّ أنه سأل أبا الهيثم عن تفسير قوله: لا حول ولا قوة إلا بالله، فقال: الحَوْلُ الحَرَكَةَ، يقال حالَ الشخص إذا تَحَّرك فكأنّ القائل إذا قال: لا حول ولا قوة، يقول: لا حركة ولا أستِطاعَةَ إلا بمشيئةِ الله. الأصمعي: حَالَت الناَّقَةُ تَحُولُ حِيالاً إذا لو تحْمِل، وناقَةُ حائل، ونوق حِيَالُ وحُولُ وقد حالت حُوَلاً وحُولاً، وأنشد بيت أوْسٍ: لَقِحْنَ على حُولٍ زة وصادفن سَلْوَةً من العيش حتى كلُّهـن يُمـنَّـع وأحال فلانُ إبِلَه العَامَ إذا لم يَضْرِبْهَا الفَحْلُ. والناس مُحيلون إذا حالت إبلهم. قال أبو عُبيدة: لكل ذى إبل كَفْأتانِ، أي قِطْعَتَانِ، يقطعُها قِطْعتينِ فتُنتجُ قِطْعَةُ عَاماً وتحولُ القِطعَةُ الأخرى، فَيُرَاوح بينهما في النتاج، فإذا كان العامُ المُقبل نَتَجَ القطعةَ التى حالتْ، فكل قطعةٍ نَتَجَها فهى كَفْأةُ؛ لأنها تهلك أن نتجها كُلُّ عام. ورجلُ حائل اللون إذا كان أسودَ، متغيراً اللحيانى: يقال للرجل إذا تحول من مكان إلى مكان، أو تحول على رَجُلٍ بدَراهمَ حَالَ وهو يَحول حَوْلاً. ويقال: أحْلتُ فلانا على فلان بدراهم أُحيلة إحالةً وإحالاً، فإذا ذكرت فِعْلَ الرجلِ قلتَ حال يَحُول َوْلاً، واحتال احتيالاً إذا تحوَّل هو من نفسه. قال: وحالت الناقةُ والفرسُ والنخلةُ والمرأةُ والشاةُ وغيرعا: إذا لم تحملْ. وناقة حائلُ ونُوق حوائل وحُولُ وحُولَلُ. وقال بعضهم: هى حائل حُولٍ وأحوالٍ وحُولَلٍ أي حائل أعوامٍ. ويقال إذا وضعت الناقة: إن ان ذكراً سمى سَقباً وإن كانت أنثى فهى حائِلُ. قال وقال الكسائي: يقال لاحول ولاقوة إلا بالله، ولاحَيْل ولاقوة إلا بالله، وحكى ماأحيْلَه وأحْولَه من الحيلة. ويقال تحوّل الرجلُ واحْتال إذا طلب الحِيلة. ومن أمثالهم: مَنْ كان ذا حيلةٍ تَحَوّل. ويقال: هذا أحْوُل من ذئبٍ، من الحيلة، وهو أحول من أبى بَرَاقن، وهو طائرٌ يتلَّون ألوانا. وأحْول من أبي قَلَمُون وهو ثوب يتلَّون ألوانا. وفي دعاء يرويه ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم: اللَّهْم ذا الحيل الشديد، والمحدِّثون يَرْوُونه ذا الحَبْل بالباء، والصواب ذا الحَيْل بالياء أي ذا القُوَّة. قال اللحيانى: يقال إنه لشديدُ الحَيْلٍ أي القُوَّة: قال: ويقال: لاحَيِلة ولااحتيال ولامحالة ولامَحِلّة. ويقال: حالَ فلانْ عن العهد يحول حَوْلاً وحُؤُولاٍ، أي زال وحال عن ظهر دابَّته يحول حَوْلاً وحُؤُولاً أي زال ومال. ويقال أيْضاً: حال في ظهر دابَّته وأحال، لغتان إذا استوى في ظهر دابته، وكلام العرب حال على ظهره وأحال في ظهره، وقول ذي الرمة: أمِنْ أجْل دارٍ صَيَّر البينُ أهْلها أيادي سَبَا بعْدى وطال احْتِياها يقول احتالْت من أهلها لم ينزل بها حَوْلا. أبو عُبيد حَاَل الرحل يَحُول مثل تَحَوَّل من موضع إلى موضع. اللَّيْث لغةُ تميمٍ حَاَلَتْ عليه تحال حَوَلاً، وغيرهم يقول حَوِلت عيته تَحْول حَولا، وهو إقبالُ الحَدَقة على الأنف، قال وإذا كان الحَوَلُ يحدُث ويذهب. قيل احولَّتْ عينه احْولالاً واحْوالَّت احويلالا. أبو عُبيد عن الأصمعي: ماأحْسَن حَال مَتْن الفرس وهو موضع اللبد. أبو عمرو: الحال الكارة التي يحملها الرجل على ظهره يقال منه تحولت حالا قال أبو عُبيد الحال أيضا العجلة اتي يدِبّ عليها الصبيّ وقال عبد الرحمن بن حسان الأنصاري. مازال ينْمى جَدّه صاعدا مُنْذُ لَدُنْ فارَقَهُ الحال قال والحال الطِّينُ الأسود. وفي الحديث أن جبريل لما قال فرعون (آمنْتُ أنّه لاإله إلا الّي آمنت به بَنُو إسرائيل) أخذ من حال البحر وطِينه فألقمه فاه. اللحيانى: حالُ فلانٍ حسنةٌ وحَسَنٌ والواحدة حالةٌ. يقال: هو بحالةِ سوءٍ، فمن ذكر الحال جمعه أحْوالاً، ومن أنثها جمعها حالاتٍ. قال: ويقال حالُ مَتْنِه وحاذُ مَتْنه، وهو الظَّهْر بعينه.
قال الليث: والحال الوقت الذي أنْتَ فيه. ثعلب عن ابن الأعرابي حالُ الرجل امرأته. قال: والحالُ الرماد والحارّ، والحالُ لحم المَتْن، والحال الحَمْأة، والحال الكارةُ يقال تحوّلت حالاً عن ظهري إذا حملت كارةً من ثياب وغيرها. وجمع الأحول حُولانٌ. والحَوِيلُ الحيلة. أبو عُبيد عن الأصمعي: أحال عليه بالسوط يضربه. وأحالت الدَّارُ وأحْولت: أتى عليها حَوْلُ. وأحْوَلْتُ أنا بالمكان وأحْلت أقمت حولاً. الأصمعي: أحلت عليه بالكلام أي أقبلت عليه، وأحال الذِّئْبُ على الدَّم أي أقبل عليه. ومن أمثال العرب: حال صبوحُهم على غَبوقهم، معناه أنَّ القوم افتَقَروا فقلَّ لبنهم فصار صبوحهم وغبوقهم واحداً. وحال معناه أنصب، حال الماء على الأرض يحولُ عليها حَولا وأحلتُه أنا عليها إحالةً أي صببته، كتبته عن المنذري عن أصحابه: وأحْلتُ الماء في الجدول أي صببته، قال لبيد: كأن دموعه غَـرْبـا سُـنـاةٍ يحيُلون السِّجال على السِّجال أي يصبون. وقال الفرزدق: فكان كذئب السُّوءِ لما رأي دماً بصاحبه يوماً أحال على الدَّمِ اللحيانى: امرأةٌ مُحيلٌ ومُحْولٌ ومُحَوِّلٌ إذا ولدت غلاماً على إثر جاريةٍ أو جاريةً على إثر غلام. قال ويقال لها العكوم أيضا إذا حملت عاماً ذكراً وعاماً أنثى. أبو الهيثم فيما أكتب ابنه؛ يقال للقوم إذا أمْحَلُوا فقلّ لبنهم حال صبوحهم على غبوقهم، أي صار صبوحهم وغبوقهم واحداً. وحال بمعنى انصبّ. حال الماء على الأرض يحول عليها حولا واحلّته إحالة أي صببتُه. ويقال أحْلتُ الكلام أُحيله إذا أفسدته. وروى ابن شميل عن الخليل ابن أحمد أنه قال: المُحَال كلامٌ لغير شئٍ، والمستقيم كلامٌ. لشئ، والغلط كلام لشئ لم تُرْده واللغو كلامٌ لشئ ليس من شأنك، والكذب كلام لشئ تَغُرُّ به. قال أبو داود المصاحفي. قرأته على النضر للخليل. وقال الليث: الحَوّالةُ إحالتك غريماً وتحوُّل ماء من نهر إلى نهر. قلت: ويقال: أحَلْتُ فلانا بالمال الذي له علىّ وهو مائة درْهم على رجل آخر لى عليه مائة درهم، أُحيلهُ إحالةً فاحْتال بها عليه وضمنها له، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: وإذا أُحيل أحدكم على ملئ فليحْتلْ. قال أبو سعيد: يقال: للذى يُحال عليه بالحق حَيِّل، وللذي يقبل الحوالة حَيِّلٌ، وهما الحيِّلان، كما يقال البيِّعان. ويقال إنه ليتحوَّل أي يجئ ويذهب، وهو الحَوَلانُ، ثعلب عن ابن الأعرابي: قال الحُول والحُولّ الدواهى وهي جمع حُولة. ابن السكيت عن الأصمعي: جاء يأمر حُولةٍ. من الحول أي بأمر منكر عجب. وقال اللحيانى: يقال للرجل الدّاهية إنه لحُولةٌ من الحُول، تسمى الداهيةُ نفسها حولةً. وقال الشاعر: ومن حُولة الأيام يا أُمَّ خالد لَنَا غَنَمٌ مرعِيَّةٌ ولنا بقر ويقال للمُحتالِ من الرجال إنع لحُلةُ. وحُلة وحُوَّلُ قُلب. وأرضُ محتالةُ، إذا لم يصبها المطرُ. وما أحْسَنَ حَوِيله: قال الأصمعي: أي ما أحسنَ حَوِيله: قال الأصمعي: أي ما أحسَن مَذْهبه الذي يريد ويقل: ما أضْعَف حَوَلَه، وحويله حَويله وحيلته، ويقال ما أقبح حولته، حَوّلت المَجَرَّةُ صارت في شدة الحرّ وسطّ السماء، قال ذو الرُّمَّة: وشُعْثٍ يَشَجُّعون الفَلاَ رءوسه إذا حوَّلَتَ أمُّ النجوم الشَّوَابكُ قلت: وحوَّلتْ بمعنى تحولت، ومثله ولّى بمعنى تولّى. وقال الليث: الحِيلانُ هى الحدائد بِخشبِها يُداسُ بها الكُدْس. ثعلب عن ابن الأعرابي عن أبى المكارم قال الحَيْلَةُ وَعْلةُ تُخُرُّ من رأس الجَبَلِ، رواه بضم الخاءِ، إلى أسفله، ثمَّ تخُرُّ أخرى، فإذا اجتمعت الوَعلاتُ صخراتُ ينحدِرْن من رأس الجبلِ إلى أسفلهِ. وقال الأصمعي: الحَيلةُ الجماعة من المِعزى أبو عُبيد عن أبى زيد: الحُوَلاءُ الماء الذي في السلى، وقال ابن شُمَيْل الحُلاء مضمِّنةُ لما يُخرج من جَوف الولَدِ وهى فيها، وهى أعقاؤُه الواحدة عِقْيُ وهو شىء يخرج من دبره وهو في بطن أمه، بعضه أسود وبعضه أصفر وبعضه أحمر. وقال الكسائىًّ: سمعتهم يقولون هو رجل لاحُولَةََ له يُريدون لا حيلة له وأنشد: له حُولَةُ في محلِّ أمْـرٍ أرَاغـهُ يُقضِّى بِها لأمْرَ الذي كاد صاحبُه
وقال الفرَّاء: سمعت أنا إنه لشديد الحْيل. وقال ابن الأعرابي: ما لَهُ لا شَدَّ الله حيْلَه يريدون حيِلَتَه وقوّته. أبو زيد: فلان على حَوَلِ فلان إذا كان مثله في السنِِّ او وُلِدَ على أثره. قال: وسمعت أعرابياً يقول جمل حَوْلُّى إذا أتى عليه حَوْلُ وجمال حَوَالىُّ بغير تنوين وحواليَّة ومُهرُ حَولىُّ ومهارة حَوْليَّات أتى عليها حول.
المنذرى عن ثعلب عن ابن الأعرابي. قال: بنو مُحوّلة هم بنو عبد الله بن غطفانَ، وكان أسمهُ عبدَ العُزَّى، فسماه النبى صلى الله عليه وسلم عبد الله فسُّوا بنى مُحَوَّلة. قال والعرب تقول: منَ الحيلة تَركُ الحِيلة، ومن الحذر ترك الحذر. وقال: ماله حيِلةُ ولا حولُ ولا محَالةََ ولا حَويل ولا حيلْ ولا حَيْلُ وقال: الحيْل القوة. لاح قال الليث: اللَّوْحُ المحفوظ، صفِيحَةَ من صفائحُ الخشب والكتف إذا كُتبَ عليه سُمى لَوْحاً، وألواحُ الجسد عظامه ما خلا قصب اليدين أو الرجلين، ويقال بل الألواح من الجسد كلِّ عَظْمٍ فيه عِرَضُ واللَّوح العطشُ وقاله أبو زيد، وقد لاحَ يَلوحُ إذا عطِش. وقال الليث: لاحَه العطشُ ولوَّحه إذا غيَّره، والتَاحَ الرجلُ إذا عطش. ولاحه البَرْدُ ولاحَه السُّقم والحُزْن، وأنشد غيره: ولم يَلحها حَزنُ على ابنمٍ ولا أبٍ ولا أخٍ فَتَسْهمٍ واللوح: النظْرَةُ كاللمحة، تقول: لُحتهِ بِبصرى إذا رأيته لَوْحَةُُ ثم خفى عليك. وأنشد: وهل تَنْفَعنى لَوْحَةُ لَوْ ألُوحُها ويقال للشىء إذ تلألأ: لاحَ يلوح لَوحاً ولوحاً، والشيب يَلوح، وانشد للأعشىك فلئِنُ لاحَ في الذُّؤابةِ شيبُ بالبكرِوأنكرَتِنى الغَوانى قال واللوحُ الهواء، وأنشد: يَنْصبُّ في اللوح فما يفوتُ قال ويقال ألاحَ البرقُ فهو مُلِحُ وأنشد: رأيتُ وأهلى بوادى الرجيع من نحو قَيْلَةَ بَرْقاً مُليحـاً قال: وكلُّ من لَمَعَ بشىء فقد ألاح ووّح به. الحرانى عن ابن السكيت: يقال ألاَحَ من ذلك الأمرِ إذا أشفق منه يُليحُ إلاحة، قال وأنشدنا أبو عمرو: إن دُليماً قد ألاح بِـعـشـىِ وقال أنْزِلنى فلا إيضاعَ بى وأنشد: قد ذاق عثمانُ يوم الجرّ من احد وقع اللَّياح فأوْدَى وهو مَذْمومُ وقال الليث: اللَّياح الثور الوحْشِىُّ. والصبحُ يقال له لِياحُ. ابن السكيت يقال لاح سهيل إذا بدا وألاح إذا تلألأ. وقال الليث: المِلْواحُ الضامرُ وأنشد: من كل شَقاءِ النَّسا مِلْواحِ قال: والمِلواحُ العَطشانُ، والمِلواحُ أن تَعمِد إلى بُومه فتخيطَ عينها وتشدَّ في رِجلها صوفَةً سوداءَ وتجعلَ له مَرْبأة ويَرْتَبىُّ الصائد في القُترة ويطيرها ساعةً بعد ساعة، فإذاراها الصقرُ أو البازى سَقَط عليها فأخذهُ الصيَّادُ. فالبومةُ وما يليها يسمى مِلواحاً. غيره: بَعيرُ مِلواحُ عظيم الألواحِ، ورجل مِلواحُ كذلك، وامرأةُ ملواحُ ودابةُ مِلواحُ إذا كان سريعَ الضُّمْرِ. أبو عُبيد: لاَح لالبَرْقُ أولاَحَ إذا أوْمَضَ. قال والمِلواحُ من الدواب السريع العطش. وقال شَمر وأبو هيثم: هو الجيد الألواح العظِيمها، قيل: ألواحهُ ذِرَاعاه وساقاهُ وعَضداه. وحل الليث: الوَحلُ طينُ يرتطم فيه الدواب يقال: وحِلَ يوحَل وحلاً فهو وحِلُ إذا وقع في الوحل والجميع الأوحالُ والوحول، قد استوْحَلَ المكان. ولح الليث: الوَليحَةُ الضَّخْمُ من الجُوالق الواسع، والجميع الوَليحُ. وقال أبو عُبيد: الوليح الجُوالق وهو واحدُ، وقال أبو عُبيد: الوليح الجُوالق وهو واحدُ، والولائح الجَوالق، وقال أبو ذؤيب: يُضىءُ رَباباً كدُهم الـمـخـا ض جُللنْ فوق الولايا الوَليحا حنا قال الليث: الحِنوُ كل شىء فيه اعوِجاجُ، والجميع الأحْناءُ. تقول: حِنو الحِجاجِ، وحنْوُ الأضلاع، وكذلك في الأكاف والقَتَبَ والسَّرْجِ والجبالِ والأوْديةِ كلُّ منعرجِ، واعوجاجٍ فهو حِنوُ. وحَنْوتُ الشيء حَنْواً وحنياً، إذا عطفته. والانْحِناءَ الفعل اللازمُ، وكذلك التحنى والمحنيةُ مُنْحنى الوادى حيث يْنعَرِج منخفضاً عن السند. وقال في رجل في ظهره انحناء: إن فيه لحنايةً يهوديةً.
وقال شمر: الحِنوُ والحِجاجُ العظمُ الذي تحت الحاجب من الإنسان وانشد الجرير: وجُوه مُجاشع تركوا لقيطاً وقالوا حِنوَ عينك والغُرابا يريدُ قالوا له: احذر حِنو عَينك لا ينقرهُ الغُرابُ وهذا تهكُّمُ. والمَحْنية العُلبةُ، وقيل: أحناءُ الأمورِ أطرافها وَنَواحيها، وحِنو العين طَرَفها، وقال الكميت: وآلُوا الأمور واحْناءَها فلم يُبْهِلُوها ولم يُهْمِلوا أي ساسوها ولم يضيِّعوها. والحَنِيَّة القوس، وجمعها حَنَايا والحُنِىُّ جمع الحِنْو، وأحناءُ الأمور مشتبهاتها، وقال النابغة: يُقَسّم أححناءَ الأمـور فـهـارب شاصٍ عن الحرْبِ العوان ودائن والأمُّ البَرَّة حانِيةٌ، وقد حنت على وَلَدها تَحْنو. أبو عبيدٍ عن أبي زيد: يقال للمرأة التى تُقِيمُ على وَلَدها ولاتتزوج: قد حنَتْ عليهم تحنُو فهي حانيةٌ وإن تزوَّجت بعده فليست بحانية. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إني وسفْعَاء الحدَّين الحانية على ولدها يوم القيامة كهاتين، وأشار بالوسطى والمسبّحة. وقال الليث: إذا أمكنت الشاةُ الكبش يقال حَنَتْ فهي حانيةلإ، وذلك من شدّة صِرافها. أبو عبيد عن الأصمعي: إذا أرادت الشاةُ الفحل فهي حانٍ بغير هاء، وقد حنَتْ تحنو. وقال ابن الأعرابي: تحنَّنْتُ عليه أي رقَقْتُ له ورحمته. وتححنيتُ أي عطفت وفي الحديث خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش، أحْناهُ على ولدٍ في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده. وقال الليث: الحانى صاحبُ الحانوت. قلت: والتاء في الحانوت زائدةٌ، ويقال حانةٌ وحانوت، وصاحبها حانٍ. قال الدينوري: ينسب إلى الحانوت حَانيّ وحانويّ ولايقال حانوتي. وأنشد الفراء: وكيف لنا بالشُّرْبِ إن لم يكن لنا دوانيقُ عند الحَانوي ولانقْـدُ وحِنْوُ العين طرفها، وقال جرير: وقالوا حِنْوا عينك والغرابا قلت: حِنو العين حجاجُها لاطرفها، سمى حِنْواً لانحنائه. ثعلب عن ابن الأعرابي: أحْنى على قرابته وحنى وحنَّى ورَئم. ومن مهموز هذا الباب قال الليث: حنَّأته إذا خضبته بالحِناء. وقال أبو زيد: حَنأتُه بالحِنَّاء تحِنْئةً وتحنيئاً. وقال اللحيانىُّ: أخضرُ ناضرٌ وباقلٌ وحانىءٌ والحِنَّاءتان رملتان في ديار تميمٍ. قلت: ورأيت في ديارهم ركِيّة تُدعى الحِنَّأة، وقد وردتها وفي مائها صُفْرةٌ. نحا قال الليث: النَّحْوُ القَصْدُ نَحْو الشئ، نحوْتُ نَحْو فلان أي قصدتُ قصده. قال: وبَلَغنا أنّ أبا الأسود وضع وجوه العربية، وقال للناس: أنْحوا نَحْوَه فسمى نحواً، ويجمع النَّحْوُ أنْحاء. وأخبرني المنذريُّ عن الحرّانى عن ابن السكيت قال: نَحا نَحْوه يَنْحوه إذا قصده، ونحا الشئ يَنْحاه ويَنْحوه إذا حرَّفه. ومنه سمى النحويّ لأنه يحرِّف الكلام إلى وجوه الإعراب. قال: وأنْحى عليه وانتحْى عليه إذا أعتمدد عليه. وقال شمر: انتْحى لي ذلك الشئُ إذا اعترض له واعتمده، وأنشد للأخطل: وأهجرُك هِجْراناً جميلاً وينتْحى لَنَا من ليالينا الـعـوارِم أوَّلُ قال ابن الأعرابي: يَنْتَحى لنا أي يعود لنا، والعوارِم القِبَاحُ. وقال الليث: يقال نحيَّتُ فلاناً فتنحى، وفي لغة نَحَيْتُه، وأنا أنحاه نَحْياً بمعناه، وأنشد: إلا أيُّهذا الباخِعُ الوَجدِ نفسـه لشئٍ نحته عن يديه المقادر نحته أي باعدته، والنَّاحية من كل شئ جانبه. وثبت عن أهل يُونان فيما يُذكر المُترجمون العارفون بلسانهم ولغتهم أنَّهُم يسمون عِلْم الألفاظ والعناية بالبحث عنه؛ فيقولون كان فُلانٌ من النحويين، ولذلك سمى يوحنا الإسكندرانيُّ يحيى النحوىَّ للذي كان حَصَل له من المعرفة بلغة اليُونان. ابن بُزُرْج: نَحَوْتُ الشئ أنْحوه وأنْحاه قصدته ونَحَيْت عنى الشئ ونَحَوْته إذا نحَّيْته وأنشد: فلم يبق إلا أن ترى في مَحَـلّةٍ رماداً نحتْ عنه السيول جنادِلُُه أبو عبيد عن أبي عمرو: النُّحواء النمطي. وأخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي أنه أنشده: وفي أيْمانـهـم بـيضٌ رِقـاقٌ كَبَاقى السَّيْلِ أصْبَحَ في المناحى
قال المَنْحَاةُ: مسيل الماء إذا كان مُلْتَوياً. وقال أبو عبيد قال أبو عمرو: المَنْحاة مابين البِئْر إلى منتهى السانية. قال الأزهري: المَنْحاة منتهى مَذْهب السَّانية، ورُبما وُضِع عنده حجرٌ ليعلم قائدد السانية أنه المنتهى فيتيسر مُنْعطفاً لأنه إن جاوزه تقطع الغَرْب وأداته. وقال الليث: النحى جَرَّة يُجعل فيها اللَّبن ليُمْخَض، والفعل منه نحى اللَّبن يَنْحاه وتَنَحاه أي تمخضه وأنشد: في قعر نِحْى أستثير حَمّهْ قال: وجمع النَّحْىِ أنحاء. قلت: والنِّحْى عند العرب الزِّقُّ الذي يُجْعل فيه السَّمن خاصة. وهكذا قال الأصمعي وغيره، ومنه قصة ذات النِّحْيين، والعرب تضرب بها المثل، فتقول: أشْغَل من ذات النَحْيَيْن. وقال ابن السكيت: هي امْرأةٌ من تَيْمِ الله بن ثعلبة، وكانت تبيع السَّمْن في الجاهلية فأتاها خوَّات بن جبير يبتاع منها سَمْنا فساومها فحلّت نحياً ثم آخر فلم يَرْض وأعجلها عن شدّها نحيَيْها وساورها فقضى حاجته منها، ثم هرب وقال: وذات عيالٍ واثقين بعـقـلـهـا خَلَجْتُ لها جار اسْتها خلجـاتِ وشدَّتْ يديْها إذ أرَدت خلاطـهـا بنِححْيَيْن من سمنٍ ذوى عُجُراتِ قلت: والعرب لاتعرف النَّحْى غير الزِّق، والذي قاله الليث أنه الجرَّة يُمْخض اللبن فيها باطلٌ. ثعلب عن ابن الأعرابي أنْحى ونحا وانْتحى اعتمد على الشئ. ويقال: انْتحى له بسهمٍ وانْحى عليه بشفرته ونحاله بسهمٍ، ويقالُُ فلان نحيَّةٌ القوارع إذا كانت الشدائد تنتحيه وأنشد: نحية أحزانٍ جَرُت من جُفُـونـه نُضَاضَةُ دمعٍ مثل مادمع الوَشَلْ نُضاضةُ دمع بقية الدموع، وبقيّة كل شئ نضاضته. ويقال: استخذ فُلانٌ فلاناً أُنْحيةً أي انتْحى عليه حتى أهْلك ماله أو ضَرَّه، أو جعل به شراً. وأنشد: إنى إذا ماالقوم كانوا أُنْحيَةً أي انتحوا على عمل يعملونه. قال ذلك شمرٌ فيما قرأت بخطه. وقال الليث: كل من جدّ في أمرٍ فقد انْتحى فيه كالفرس يَنْتحى في عدوه. وقال اللِّحيانيُّ: يقال للرجل إذا مال على أحد شِقيه أو انحنى في قوسه قد نَحَى وانتحى واجْتنح وجنح، وضعا بمعنى واحد ويقال تنحى له بمعنى نحاله، وانتحى له، وأنشد: تَنَحَّى له عَمْرٌو فَشَكَّ ضُلوعـه بِمُدْرَنْفقِ الخَلْجاء والنقْعُ ساطِعُ وفي حديث ابن عمر: أنَّه رأي رجلاً ينتحى في سجوده فقال لاتشينن صورتك. قال شمرٌ: الانتحاء في السجود الاعتماد على الجبهة والأنف حتى يؤثر فيهما. وقال الأصمعي: الانتحاء في السير الاعتماد على الجانب الأيسر ثم صار الاعتماد في كل وجه. قال رؤبة: مُنتْحِياً من نحوه على وَفَقْ حان قال الليث: الحَيْنُ الهلاك، يقال: حان يَحين حَيْناً: وكل شئٍ لم يُوَفق للرشاد فقد حان حَيْناً. ويقال: حَيَّنه اللهُ فتحين، قال: والحائنة النَّازلة ذات الحَيْن، والجميع الحوائن وقال النابغة: بِتَبْلٍ غير مُطَّلبٍ لَديهـا ولكن الحوائن قَدْ تحين والحين وقتٌ من الزمن، يقال: حان أن يكون ذاك، وهو يحين، ويجمع الأحيان ثم تجمع الأحيان أحايين. قال: وحيَّنت الشئ جعلت له حيناً، قال فإذا باعدوا بين الوقت باعدوا بإذٍ فقالوا حينئذٍ، خففوا همزة إذٍ فأبدلوها ياء فكتبوه بالياء. قال: والحين يوم القيامة. وقول الله جل وعز: (تُؤتِي أُكُلها كُلّ حينٍ). قال الزجاج: اختلف العلماء في تفسير الحين، فقال بعضهم: كُليَّ سنة، وقال قوم: ستَّة أشهرٍ، وقال قوم: غدوةً وعشيةً، وقال آخرون: الحينُ شهران، قال: وجميعُ من شاهدناه من أهل اللُّغة يذهب إلى أنَّ الحححين اسمٌ كالوقت يصلحح لجميع الأزمان كُلها، طالت أو قصرت. قال: والمعنى في قوله (تؤتى أُكُلها كُلَّ حينٍ) أنه يُنتفع بها في كُلِّ وقتٍ لاينقطع نفعها البتة، قال: والدليل على أن الحين بمنزلة الوقت قولُ النابغة وأنشده الأصمعي: تَنَاذَرَها الرَّاقون من سُوء سُمِّها تُطَلِّقُه حيناً وحيناً تُـراجـع المعنى أن السُّمَّ يخف المه وقتاً ويعود وقتاً، وقول الله جل وعز: (ولَتَعْلَمُنّ نَبَأهُ بَعْدَ حِينٍ) أي بعد قيام القيامة.
أبو عبيد عن الأصمعي: التَّحْيِين أن تُحْلَب الناقةُ في اليوم والليلة مرةً واحدة قال: والتوجيب مثله، وقال المخبَّل يصف إبلا: إذا أُفنت أروى عـيالـك أفْـنـهـا وإن حُيِنّتْ أرْبى على الوطْب حَيْنُها ونحو ذلك قال الليث: وهو كلام العرب: وإبل محَيَّنة إذا كانت لاتُحْلبُ في اليوم والليلة إلا مرة واحدة، ولايكون ذلك إلا بعد ما تشولُ، ويقلُّ ألبانها. ابن السكيت عن الفراء: هُو يأكل الحينة، والحَيْنة: أي وجبةٌ في اليوم لأهل الحجاز يعنى الفتح. ويقال: حان حينه، وللنَّفْس قد حان حينها إذا هلكت: ويقال تحيَّنْتُ رؤية فلانٍ أي تنظَّرْته. وقال أبو عمرو أحْينت الإبل إذا حان لها أن تحلب أو يُعكم عليها. وأحْين القومُ. وأنشد: كيف تنام بعد ما أحْيَنَّا ناح قال الليث: النّوْح مصدر ناح يَنُوح نَوْحاً، ويقال نائحةٌ ذات نياحةٍ ونوَّاحة ذات مناحة، والمناحة أيضاً الاسم، وتجمع على المناحات والمناوح والنوائح اسم يقع على النساء يجتمعن في مناحة وتجتمع على الأنواح قال لبيدد: قوما تجوبان مع الأنواح والنَّوَح: نَوْح الحمامة قال: والرّياح إذا اشتد هُبُوبها يقال قددد تناوحت، ومنه قول لبيد يمدح قومه: ويكللون إذا الرياح تناوحت خُلُجاً تُمَدُّ شَوارِعاً أيْتامها قلت: والرِّياح النُّكب في الشتاء هي المتناوحة، وذلك أنها لاتهب من جهة واحدة ولكنها تهبُ من جهات مختلفة وسميت منتاوحة لمقابلة بعضها بعضا، وذلك في السنة الجدبة وقلّة الأندية، ويُبس الهواء وشدة البرد. والنوائح من النساء سمين نوائح لمقابلة بعضهن بعضا إذا نحن، وقال الكسائي في قول الشاعر: لقدد صبرتْ حنيفة صبر قومٍ كِرامٍ تحت أظلال النَّواحى أراد النَّوائح فقلب وعنى بها الرايات المتقابلات في الحرب. قال: ويقال هما جبلان يتناوحان، وشجرتان تتناوحان إذا كانتا متقابلتين، وأنشد غيره: كأنك سكرانٌ يميلِ بـرأسـه مُجاجةُ زِقًّ، شَرْبها مُتَناوحُ أي يُقابل بعضهم بعضا عند شربها، وقيل أراد بقوله تحت أظلال النواحى السيوف. أنح قال الليث: أنح يأنح أنيحاً إذا تأذى من مرضٍ أو بَهْرٍ يَتَنَحْنَحُ فلا يَئِنُّ. وفرس أنُوح إذا جرى فزفر وقال العجاج: جِرْيَةَ لاكابٍ ولا أنُوح والأنواح مثل النَّحيط. ورجل أنُوحٌ كثير التنحنح. وقد أنَححَ يأنِحُ. قاله أبو عبيد. قال. وقال أبو عمرو: الأنِح الذي إذا سُئِل الشئُ يُنَحْنِحُ. وذلك من البُخل، يقال منه أنَح يَأنِحُ. ناح قال الليث: النَّيْحُ اشتداد العظم بعد رطوبته من الكبير والصغير. ناح يَنِيح نَيْحاً وإنه لعظم نيّحٌ شديدٌ، ونيَّح الله عَظْمَهُ يدعو له. أحن أبو عبيد عن أبي زيد: الإحنة الحقد في الصدر، وقدد أحِنت عليه آحن أحَناً وآحنته مُؤاحَنَةً من الإحنةِ. وقال الليث نحوه. قال: وربما قالوا: حِنَةٌ. قلتُ حِنَةٌ ليس من كلام العرب وأنكر الأصمعي والفراء وغيرهما حِنَةُ وقالا الصواب إحنة وجمعها إحنٌ. وقال أبو تراب أحِنَ عليه ووحن من الإحنة. وحن أهمله الليث. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي أنه قال التوحُّن عِظَم البطن قالوا والوَحْنة الطين المزلق قال والتوحن الذُّل والهلاك. والنْوحة القوة، قلت وهي النيْحة أيضاً. حفا قال ابن المظفر: الحِفْوَةُ والحفا مصدر الحافى، يقال حَفى يَحْفى إذا كان بغير خُفًّ ولانعل، وإذا انسحجتُ القدم أو فِرْسنُ البعير أو الحافر من المشى حتى رقّت قيل حَفى يَحْفى فهو حفٍ وأنشد: وهو من الأيْن حفٍ نحيتُ وأحْفى الرجلُ إذا حفيت دابتَّه. وقال الزّجاج الحفا مقصور أن يكثر عليه المشى حتى يُؤلِمه المشى. قال: والحفاء ممدود أن يمشى الرجل بغير نعلٍ، حافٍ بين الحفاء ممدودٌ وحفٍ بين الحَفْا مقصورٌ إذا رق حافره. ورُوى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر بإحفاء الشَّوارب وإعفاء اللِّحى. قال أبو عبيد قال الأصمعي: أحْفى شاربه ورأسه إذا ألزق جزه. قال. ويقال: في قول فلان إحفاء وذلك إذا ألزق بك ماتكره وألحّ في مساءتك كما يُحفَّى الشئُ أي ينتقص. وقال الحارث بن حلزة. إن إخواننا الأراقم يعلون علينا، في قِيلهم إحفاءُ أي يقعون فينا. وقال الليث: أحفى فلانُ فلاناً إذا برَّح به في الألحاف عليه أو مساءلة فأكثر عليه في الطلب. قلت: الإحفاء في المسألة مثل الإلحاف سواء وهو الإلحاح. وقال الفراء "إن يسألكموها فبحفكم?أي يُجهدكم، وأحفيت الرجل إذا أجهدته وكذلك قال الزجاج. وقال الفراء في قول الله (يَسْألُونك كأنك حَفِيُّ عنها) فيه تقديم وتأخير معناه يسألونك عنها كأنك حفيٌّ بها. قال ويقال في التفسير كأنك حفىّ كأنّك عالمٌ بها، معناه حافٍ عالمٌ. ويقال تححافينا إلى السلطان فرفعنا إلى القاضى، قال: والقاضى يسمى الحافى. وقال أبو إسحاق: المعنى يسألونك عن أمر القيامة كأنك فَرِحٌ بسؤالهم، يقال قد تحفيتُ بفلان في المسألة إذا سألت به سؤالاً أظهرت فيه المحبَّة والبِرَّ، قال: وقيل (كأنك حَفىِّ عنها) كأنك أكثرت المسألة عنها. وأمَّا قوله جل وعز (إنه كان بي حفيّاً) فإن الفراء قال معناه كان بي عالما لطيفا يُجيب دُعائي إذا دعْوته. قال أبو بكر: يقال تحفى فلانٌ بفلانٍ معناه أنه أظهر العناية في سُؤاله إياه، يقال: فلانٌ به حَفىٌّ إذا كان معنيَّا، وأنشد: فإن تَسْألى عَنـىّ فَـيَارُبَّ سـائلٍ حَفىٍّ عن الأعشى به حيث أصْعدا معناه معنىُّ بالأعشى وبالسؤال عنه، وقال في قوله (يسألونك كأنَّك حَفِيٌّ عَنْها) معناه كأنك مَعْنىٌّ بها، ويقال: المعنى يسألونك كأنك سائلٌ عنها، قال وقوله "إن كان بي حَفِيّاً معناه كان بي مَعْنيّاً. وأخبرني المنذريّ عن أبي العباس عن ابن الأعرابي قال: يقال لقيت فُلاناً فحفى بي حفاوة. وتحفى بي تحفياً، ويقال حَفِى الله بك في معنى أكرمك الله. والتَّحَفِّى الكلام واللقاء الححسن. وحفى من نعله وخفة حُفْوة وحفية. وحفاوة، ومشى حتى حفى حفاً شديداً، وأحفاه الله وتوجى من الحفا ووجى وجىً شديداً. وقال الزجاج في قوله "إنه كان بي حفياً?معناه لطيفاً يقال: حفى فُلانٌ بفلانٍ حُفْوة إذا بره وألطفه. وقال الليث: الحفي هو اللطيف بك يبرك ويلطفك ويحتفى بك. وقال الأصمعي: حَفى فُلانٌ بفلان يَحْفى به حفاوة إذا قام في حاجته وأحسن مثواه. ويقال: حفا فُلانٌ فلاناً من كل خَيْر يحفوه إذا منعه من كل خير. ثعلبٌ عن ابن الأعرابي: قال الحَفْو المَنْع، يقال أتانى فَحَفَوْته أي حرمته. وعطس رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فوق ثلاث فقال له النبي: حَفَوْت، يقول: منعتنا أن نشمِّتك بعدد الثلاث. قال: ومن رواه: ححَقَوْت، فمعناه شدّدت علينا الأمر حتى قطعتنا مأخوذ من الحِقو لأنه يقطع البطن ويشدّ الظهر. وفي حديث المضطر الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم: متى تحل لنا الميتة؟ فقال: مالم تحْتَفِئوا بها فشأنكم بها. قال أبو عبيد قال أبو عبيدة هو من الحَفأ مهموز مقصورٌ وهو أصل البَرْدِى الرطب الأبيض منه، وهو يُؤكل، فتأوَّله في قوله تحتَفِئوا يقول: مالم تقتلعوا هذا بعينه فتاكلوه. وقال الليث: الحَفَأ: البردى الأخضر، ماكان في منبته كثيراً دائماً، والواحدة حفأةٌ، وأنشد: أو ناشئُ البَرْدي تحت الحفا ترك فيه الهمز قال واحتفأتُ أي قلعت قلت: وهذا يقرب من قول أبي عبيدة ويقويه قال أبو سعيد في قوله أو احتفِنوا بقلاً فشأنكم بها، صوابه تحتفوا بتخفيف الفاء، وكل شئ استُؤصل فقد احتفى، ومنه إحفاء الشعر. قال: واحتفى البقل إذا أخذه من وجه الأرض بأطراف أصابعه من قصره وقلَّته، قال: ومن قال احْتفئوا بالهمز من الحفأ البَرْدى فهو باطل لأن البَرْدى ليس من البقل، والبُقول ما نبت من العشب على وجه الأرض مما لاعرق له قال: ولابَرْدىّ في بلاد العرب، قال والاجتفاء أيضاً في هذا الحديث باطل لأن الاجتفاء كبُّك الآنية إذا جفأته وقال خالد بن كُلثوم: احتفى القوم المرعى إذا رعوه فلم يتركوا منه شيئاً قال وفي قول الكميت: وشُبِّه بالحَفْوةِ المُنْقُل أن ينتقل القومُ من مرعى احتفوه إلى مرعى آخر. أبو عبيد عن الأصمعي حَفَّيْت إليه في الوصية بالغت قال: تحفيت به تحفياً، وهو المُبالغة في إكرامه. أبو زيد حافيت الرجل محافاة إذا نازعته الكلام وماريته. والحفوة الحفا وتكون الحِفوة من الحافى الذي لانعل له ولاخُفّ. ومنه قول الكميت:
وشبه بالحفوة المنقلُ فحا أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: الفَحِيّةُ الحساء، عمرو عن أبيه هي الفَحْيةُ، والفَأْرةُ والفئيرة والحريرة للحسو الرقيق. وقال الليث: الفَحْوى معنى مايعرف من مذهب الكلام، تقول أعرف ذلك في فَحْوى كلامه وإنه ليُفحى بكلامه إلى كذا وكذا. وأخبرني المنذريّ عن ثعلب أنه قال: يقال في فحوى كلامه أي معناه وفحواء كلامه وفحواء كلامه. قال: وكأنه من فَحَّيْت القِدْر إذا ألقيت فيها الأفْحاء وهي الأبْزار. وقال ابن الأعرابي واحد الأفحاء فحىٍ وفحىً. وقال ابن السكيت: الفَحَى الأبزارُ، وجمعه الأفْحاءُ والباب كلَّه بفتح أوله مثل الحشا: الطرف من الأطراف والقفا والرَّحى والوغى والشَّوى. فاح قال الليث: الفَوْحُ وجدانك الريح الطيبة، تقول: فاح المسك، وهو يَفُوح فَوْحاً وفُؤُوحاً. وقال الأصمعي: فاحت ريحٌ طيبة وفاخت بالحاء والخاء بمعنى واحدٍ، وكذلك قال اللحيانى. وقال الفرَّاء فاحت ريحه وفاخت فأما فاخت?فمعناه أخذت بنفسه، وفاحت دون ذلك. وقال أبو زيد: الفَوْح من الريح والفَوْحُ إذا كان لها صوتٌ. وقال الأصمعي: فاح الطِّيبُ يفوح فوْحاً إذا تضوع وانتشرت ريحه، وفاحت الشَّجَّة فهي تفيح فَيْحاً إذا نَفَحَتْ بالدم. وقال أبو زيد: فاحت القِدْر تفيح فَيْحاً وفَيَحاناً، ولايقال فاحت ريحٌ خبيثة. إنما يقال للطِّيبة فهي تفيح. قال: وفاحت القِدْر إذا غَلَت وفاحت ريحُ المسك فيحاً وفيحاناً وقال الليث الفيح سطوع الحرّ وفي الحديث: شدة الحرّ من فَيْحِ جهنمَ. وأخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي يقال: أرِق عنك من الظهيرة، وأهْرِق وأهرىء وأبِخْ وبخبخ وأفح إذا أمْرته بالإبراد: وكان يقال للغارة في الجاهلية فيحى فياح وذلك إذا دفعت الخخيل المغيرة فاتسعت: وقال شمر: فيحى: اتسعى وأنشد قول الشاعر: شددْنا شدَّة لاعيب فـيهـا وقلنا بالضُّحى فِيحى فَيَاح وقال الليث: الفيحُ والفيوحُ خِصْب الربيع في سعة البلاد وأنشد: يَرْعى السحاب العهد والفُيوحا قلت ورواه ابن الأعرابي والفَتُوحا بالتاء قال والفَتْحُ والفتوح من الأمطار، وهذا هو الصحيح. وقد مرّ في الثلاثي الصحيح. وقال الليث: الفيحُ مصدر الأفيح وهو كل موضع واسع، تقول روضة فَيْحاء ومكان أفَيْح وقدد فَاحَ يَفَاحُ فَيَحاً، وقياسه فَيِحَ يَفْيَحُ. قلت: وقولهم للغارة: فِيحى فَيَاح، الغارة هي الخيل المُغيرة تَصْبَحُ حياً نازلين، فإذا أغارت على ناحيةٍ من الحيّ تحَرَّز عُظْمُ الحي ولجئوا إلى وزرٍ يعوذون به، وإذا اتسعوا وانتشروا أحرزوا الحيّ أجمع، ومعنى فيحى أي انتشري أيَّتها الخيلُ المغيرة، وسماها فَيَاح لأنها جماعةٌ مؤنثة خرجت مَخْرَج قَطَام وحَذام وكَسَاب وما أشبهها. وناقةٌ فيَّاحةٌ إذا كانت ضخمة الضّرع. وقال أبو زيد: يقال لو ملكت الدنيا لفَيَّحْتها في يوم واحد أي انفقتها وفرّقتها. ورجلٌ فَيَّاحٌ نَفَّاحٌ: كثير العطايا. ثعلب عن ابن الأعرابي: أفاحح الدماء أي سَفَكها، وفَاح الدمُ نفسه، ونحو ذلك. قال أبو زيد، وأنشد: إلاَّ دياراً أو دماً مُفاحاً شمر: كُلُّ شئٍ واسعٍ فهو أفَيْح وفَيَاحُ وفيَّاح. ويقال في جمع الأفيحح فيحٌ، وناقة فيَّاحةٌ ضخمة الضَّرْع غزيرة اللبن وقال قد يمنح الفياحة الرَّفُودا يحسبها حالبها صعودا حاف قال الليث: الحَوْف القرية في بعض اللغات، وجمعه الأحواف، قال: والحَوْفُ بلغة أهل الجَوْف وأهل الشَّحْر كالهَوْدَجِ وليس به، تركب به المرأة البعير. شمر: الحَوْف إزارٌ من أدمٍ يلبسه الصبيان، وجمعه أحْوافٌ. ثعلب عن ابن الأعرابي: هو الحَوْف في لغة أهل الحجاز، وهو الوَثْر وهي نُقْبَةٌ من أدمٍ تُقَدُّ سيورا عَرض السير أربع أصابع تلبسه الجارية الصغيرة قبل إدراكها وأنشد: جارية ذات هنٍ كالنَّوْفِ مُلَمْلَمٍ تستره بحْـوفٍ ياليتنى أشيمُ فيه عَوْفى وقال الليث: الحافان عِرْقان أخضران من تحت اللسان، والواحد حافٌ، خفيف. قال: وناحيةُ كل شئ حافته ومنه حافتا الوادى، وتصغيره حُوَيْفة. وقال الفراء: تحوَّفْتُ الشئ أخذته من حافته قال وتحوَّفته بالخاء بمعناه.
وقال غيره: حيفةُ الشئٍ ناحيته، وقد تحيّفت الشئ أخذته من نواحيه.
والححيفُ المَيْلُ في الحكم، يقال: حاف يحيف حَيْفاً.
وقال بعض الفقهاء: يُرَدُّ من حَيْف الناحححل ما يُرَدَّ من جنف الموصى، وحَيْفُ الناحل أن يكون للرجل أولادٌ فيُعطى بعضاً دون بعض، وقد أُمر بأن يُسَوِّى بينهم، فإذا فضَّل بعضهم فقد حاف. وجاء بشيرٌ الأنصارىُّ بابنه النُّعمان بن بشير إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقدد نَحَلَه نَحْلاً وأراد أن يُشهده عليه. فقال له: أكُلَّ ولدك قد نَحَلْت مثله؟ فقال لا: فقال إني لاأشهدُ على حَيْفٍ وتُحِبُّ أن يكون أولادك في برك سواء فسوِّ بينهم في العطاء، هذا حَيْفٌ.
وقال الله جل وعز: (إن يَحِيفَ اللهُ عليهمْ ورسُوله) أي يجوز.
وحف
قال الليث: الوَحُُف الشعر الكثير الأسود، ومن النبات الرَّيان. يقال وَحفُ يَوْحف وَحَافةً وُوُحَوفةً.
شمر: قال ابن شميل: قال أبو خيرة: الوحفة القارةُ مثل القُنَّة غبراء وحمراء تضربُ إلى السواد. قال: والوَحِاف جماعةٌ.
وقال رؤبة:
وعَهْدِ أطْلالٍ بوادى الرَّضْمِ غيَّرها بَيْن الوِحَاف السُّحْم
وقال أبو عمرو: الوِحاف مابين الأرضين ماوصل بعضه بعضاً وأنشد للبيد:
منها وحافُ القَهْرِ أو طِلْحامها
قال: والوَحْفاء الحمراء من الأرض والمسْحاء السوداء.
وقال بعضهم: المَسْحاة الحمراء، والوحفاءُ السوداء.
وقال الفراء: الوحْفاء الأرض فيها حجارةٌ سودٌ وليست بحرة، وجمعها وحافى.
أبو عبيد عن أبي زيد: الوحْفة الصوت. ويقال وَحَف الرجل ووحفَّ إذا ضرب بنفسه الأرض، وكذلك البعير. والمَوْحف المكان الذي تَبْرك فيه الإبل، وناقة ميحافٌ إذا كانت لاتفارق مبركها، وإبل مَوَاححيفُ. وقال ابن الأعرابي: وَحَف فلانٌ إلى فلانٍ إذا قصده ونزل به، وأنشد في ذلك:
لايتقى الله في ضيفٍ إذا وحفا
قال: وأوْحف وأوجْف ووحف ووحف، كله إذا أسْرع.
حبا
قال الليث: الصبي يَحْبو قبل أن يقومُ، والبعير إذا عُقِل يَحْبو فيزحف ححَبْواً. ويقال: مانجا فلانٌ إلا حبوا، ويقال: حبت الأضلاعُ إلى الصُّلْب وهو اتصالها، ويقال للمسايل إذا اتصل بعضها ببعضٍ حبا بعضها إلى بعض وأنشد:
تَحْبو إلى أصْلابه أمعاؤهُ
وقال أبو الدُّقَيْش: تحبو: هاهنا: تتصل، قال والمعى كُلُّ مذنبٍ بقرار الحضيض وأنشد:
كأن بين المِرْط والشُّفُـوفِ رَمْلاً حَبَا من عقد العزيف
والعزيف من رمال بنى سعد.
وقال العجاج في الضلوع:
حابى الحُيُود فارضُ الحُنْجورِ
يعنى أتِّصال رؤس الأضلاع بعضها ببعض. وقال أيضاً:
حابى حيُود الزَّوْرد وسرى الدوسرى الجرئ الشديد
وبنو سعدٍ يقال لهم دَوْسر. قال: والحُبْوة الثوب الذي يُحتبى به وجمعها حُبىً.
أبو عبيد عن الفراء يقال حُبْيَةٌ وحَبْوةٌ. وقد يَحْتبى الرجل بيده أيضا.
أبو بكر: الحباء مايحبو به الرجل صاحبه ويُكرمه به. قال: والحِباء من الاحتباء، ويقال فيه الحُباء بضم الحاء، حكاهما الكسائي، جاء بها في باب الممدود.
قال وقال أبو العباس: فلان يَحبو قصاهم ويحوط قصاهم بمعنى، وأنشد:
أفْرِغْ لجُوفٍ وِرْدها أفْرادُ عَبَاهلٍ عَبْهَلَها الـوُرَّادُ
يحبو قصاها مُخدرٌ سِنـاد أحمرُُ من ضئضئها ميَّاد
سنادٌ مشرف وميادٌ يذهب ويجئ.
أبو عبيد عن الأصمعي: الحابي من السهام الذي يزحف إلى الهدف إذا رمى به. قال والحَبِيُّ من السحاب الذي يعترض اعتراض الجبل قبل أن يُطبق السماء.
وقال الليث الحبيُّ سحابٌ فوق سحابٍ. قال: ويقال للسفينة إذا جرت حَبَتْ، وأنشد:
فهو إذا حَبَا لهُ حَبىُّ
ويقال: حباله الشئ إذا اعترض، فمعنى إذا حباله أي اعترض له موجٌ. قال والحباء عطاءٌ بلا من ولاجزاء، تقول حَبَوته أحبوه حباء، ومنه اشتقَّت المحاباة، وأنشد:
أصْبر يزيد فقد فارقـتْ ذامـقةٍ واشكر حِباء الذي بالمُلك حاباكا
وجعل المهلهل مهر المرأة حباء، فقال:
أنكحها فقدها الأراقم فـي جَنْبٍ وكان الحِباءُ من أدمِ
أراد أنهم لم يكونوا أرباب نعم فيمهروها الإبل، وجعلهم دباغين للأدم.
أبو عبيد عن أبي زيد هو يَحْبو ماحوله أي يحميه ويمنعه.
وقال ابن أحمر: وراحت الشَّوْلُ ولم يَحْبها فَحْلٌ ولم يَعْتسَّ فيها مُدِرّ أي لم يطف فيها حالبٌ يَحْلبها. قال أبو عبيد، وقال الكسائيُّ حبا فلانٌ للخمسين إذا دنا لها. وقال ابن الأعرابي: حَبَاها وحَبَا لها أي دنا لها. وقال غيره: حبا الرمل يحبو إذ أشرف معترضاً فهو حابٍ. ثعلب عن ابن الأعرابي: الححَبْو اتساع الرمل، والحبو امتلاء السَّحاب بالماء، ويقال رمى فأحبى أي وقع سهمه دون الغرض، ثم تقافز حنى يصيب الغرض. ومن المهموز أبو عبيد عن الكسائي أحباء الملك الواحد حبأٌ على مثال نبإ مهموز مقصور، وهم جلساء الملك وخاصَّته. وقال الليث الحبأةُ لوحُ الإسكاف المستدير وجمعها حَبَوات قلت هذا تصحيف فاحش والصواب الحَبْأة بالجيم ومنه قول الجعدى: كجْبأة الخزم سلمة عن الفراء الحابيان الذئب والجرادُ. قال وحبا الفارس إذا خفق وأنشد: تحبو إلى الموت كما يحبو الجمل حاب الليث: الحَوْبُُ زَجْرُ البعير ليمضى للناقة حلٍ. والعرب تجرّ ذلك ولو رفع أو نصب لكان جائزاً لأن الزَّجر والحكايات تُحرك أواخرها على غير إعرابٍ لازم، وكذلك الأدارات التى لاتتمكن في التصريف، فإذا حُوَّل من ذلك شئ إلى الأسماء حمل عليه الألف واللاَّم، وأُجرى مجرى الأسماء كقوله: والحوب لما لم يقل والحلُُ أبو عبيد عن الأصمعي يقال للبعير إذا زجرته: حْوب وحوب وحَوْبُ، وللناقة حَلْ جزمٌ وحلٍ وحلى. وقال غيره: حوَّبْت بالإبل من الحوب. وحكى بعضهم حبْ لامشيت وحبٍ لامشيت وحاب لامشيت وحابٍ لامشيت. وقال الليث الحَوْب الضخم من الجمال وأنشدنا: ولاشَرْبتْ في جلدِ حَوْبٍ مُعَلَّبِ المعلَّب الذي شُدَّ بالعلباء ويقال: أراد الذي أتُّخذ عُلْبة يشرب فيها، وهذا أجود. وقال غيره: سُمى الجمل حَوْبا بزجره كما سمى البغل عدساً بزجره. قال الراجز: إذا حملتُُ بزَّتى علـى عَـدَسْ على التى بين الحمار والفَرَسْ فما أُبالى من غزا ومن جَلَسْ وسَمَّوا الغراب غاقاً بصوته. الليث: الحَوْبة والحَوْبُ الإيوان. والحَوْبة أيضاً رقَّةُ الأمِّ ومنه: لحوبة أمٍ مايسوغُ شرابها قال والحَوْبة الحاجة. والمُحَوَّبُ الذي يذهب ماله ثم يعود. والحُوب الإثم. وحاب حَوْبة. والحَوْباء روع القلب. شمر: عن سلمة عن الفراء قال: هما لغتان فالحُوب لأهل الحجاز والححوب لتميم، ومعناهما الإثم. قال وقال ابن الأعرابي: الحُوبُ الغَمُّ والهمُّ والبلاءُ. وقال خالد بن جنبة: الحُوبُ الوَحشة. وقال في قوله إن ظلم أمِّ أيوب لحوبُ أي وحشة وأنشد: إنّ طريق مِثْقبٍ لحُوبُ أي وعث صعب وقال في قول أبي دواد الإيادى. يوما ستدركه النكْبَاءُ والحٌوب أي الوحشة. وقال أبو زيد الحُوب النفس: أخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: يقال عيالُ ابن حًوْبٍ، قال: والحوب الجهد والشدة، ودعا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: رَبِّ تقبَّل توبتي واغسل حَوْبتي. قال أبو عبيد: حوبتى يعنى المأثم، وهو من قوله جلَّ وعز: (إنه كان حُوباً كبيراً) قال وكُلُّ مأثمٍ حُوبٌ وحَوْبٌ، والواحدة حَوْبةٌ، ومنه الحديث الآخر. إن رجلاً أتى النبيَّ عليه السلام فقال: إنى اتيتك لأُجاهد معك، قال ألك حوبةٌ؟ قال: نعم، قال: ففيها فَجَاهِدْ. قال أبو عبيد يريد بالحُوبة ما يأثم به إن ضيَّعه من حرمةٍ. قال وبعض أهل العلم يتأوله على الأم خاصة، وهي كل حرمة تضيع إن تركها من أمٍ أو أختٍ أو بنتٍ أو غيرها. وآلُوا الأمور واحْناءَها فلم يُبْهِلُوها ولم يُهْمِلوا أي ساسوها ولم يضيِّعوها. والحَنِيَّة القوس، وجمعها حَنَايا والحُنِىُّ جمع الحِنْو، وأحناءُ الأمور مشتبهاتها، وقال النابغة: يُقَسّم أححناءَ الأمـور فـهـارب شاصٍ عن الحرْبِ العوان ودائن والأمُّ البَرَّة حانِيةٌ، وقد حنت على وَلَدها تَحْنو. أبو عبيدٍ عن أبي زيد: يقال للمرأة التى تُقِيمُ على وَلَدها ولاتتزوج: قد حنَتْ عليهم تحنُو فهي حانيةٌ وإن تزوَّجت بعده فليست بحانية. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إني وسفْعَاء الحدَّين الحانية على ولدها يوم القيامة كهاتين، وأشار بالوسطى والمسبّحة.
وقال الليث: إذا أمكنت الشاةُ الكبش يقال حَنَتْ فهي حانيةلإ، وذلك من شدّة صِرافها. أبو عبيد عن الأصمعي: إذا أرادت الشاةُ الفحل فهي حانٍ بغير هاء، وقد حنَتْ تحنو. وقال ابن الأعرابي: تحنَّنْتُ عليه أي رقَقْتُ له ورحمته. وتححنيتُ أي عطفت وفي الحديث خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش، أحْناهُ على ولدٍ في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده. وقال الليث: الحانى صاحبُ الحانوت. قلت: والتاء في الحانوت زائدةٌ، ويقال حانةٌ وحانوت، وصاحبها حانٍ. قال الدينوري: ينسب إلى الحانوت حَانيّ وحانويّ ولايقال حانوتي. وأنشد الفراء: وكيف لنا بالشُّرْبِ إن لم يكن لنا دوانيقُ عند الحَانوي ولانقْـدُ وحِنْوُ العين طرفها، وقال جرير: وقالوا حِنْوا عينك والغرابا قلت: حِنو العين حجاجُها لاطرفها، سمى حِنْواً لانحنائه. ثعلب عن ابن الأعرابي: أحْنى على قرابته وحنى وحنَّى ورَئم. ومن مهموز هذا الباب قال الليث: حنَّأته إذا خضبته بالحِناء. وقال أبو زيد: حَنأتُه بالحِنَّاء تحِنْئةً وتحنيئاً. وقال اللحيانىُّ: أخضرُ ناضرٌ وباقلٌ وحانىءٌ والحِنَّاءتان رملتان في ديار تميمٍ. قلت: ورأيت في ديارهم ركِيّة تُدعى الحِنَّأة، وقد وردتها وفي مائها صُفْرةٌ. نحا قال الليث: النَّحْوُ القَصْدُ نَحْو الشئ، نحوْتُ نَحْو فلان أي قصدتُ قصده. قال: وبَلَغنا أنّ أبا الأسود وضع وجوه العربية، وقال للناس: أنْحوا نَحْوَه فسمى نحواً، ويجمع النَّحْوُ أنْحاء. وأخبرني المنذريُّ عن الحرّانى عن ابن السكيت قال: نَحا نَحْوه يَنْحوه إذا قصده، ونحا الشئ يَنْحاه ويَنْحوه إذا حرَّفه. ومنه سمى النحويّ لأنه يحرِّف الكلام إلى وجوه الإعراب. قال: وأنْحى عليه وانتحْى عليه إذا أعتمدد عليه. وقال شمر: انتْحى لي ذلك الشئُ إذا اعترض له واعتمده، وأنشد للأخطل: وأهجرُك هِجْراناً جميلاً وينتْحى لَنَا من ليالينا الـعـوارِم أوَّلُ قال ابن الأعرابي: يَنْتَحى لنا أي يعود لنا، والعوارِم القِبَاحُ. وقال الليث: يقال نحيَّتُ فلاناً فتنحى، وفي لغة نَحَيْتُه، وأنا أنحاه نَحْياً بمعناه، وأنشد: إلا أيُّهذا الباخِعُ الوَجدِ نفسـه لشئٍ نحته عن يديه المقادر نحته أي باعدته، والنَّاحية من كل شئ جانبه. وثبت عن أهل يُونان فيما يُذكر المُترجمون العارفون بلسانهم ولغتهم أنَّهُم يسمون عِلْم الألفاظ والعناية بالبحث عنه؛ فيقولون كان فُلانٌ من النحويين، ولذلك سمى يوحنا الإسكندرانيُّ يحيى النحوىَّ للذي كان حَصَل له من المعرفة بلغة اليُونان. ابن بُزُرْج: نَحَوْتُ الشئ أنْحوه وأنْحاه قصدته ونَحَيْت عنى الشئ ونَحَوْته إذا نحَّيْته وأنشد: فلم يبق إلا أن ترى في مَحَـلّةٍ رماداً نحتْ عنه السيول جنادِلُُه أبو عبيد عن أبي عمرو: النُّحواء النمطي. وأخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي أنه أنشده: وفي أيْمانـهـم بـيضٌ رِقـاقٌ كَبَاقى السَّيْلِ أصْبَحَ في المناحى قال المَنْحَاةُ: مسيل الماء إذا كان مُلْتَوياً. وقال أبو عبيد قال أبو عمرو: المَنْحاة مابين البِئْر إلى منتهى السانية. قال الأزهري: المَنْحاة منتهى مَذْهب السَّانية، ورُبما وُضِع عنده حجرٌ ليعلم قائدد السانية أنه المنتهى فيتيسر مُنْعطفاً لأنه إن جاوزه تقطع الغَرْب وأداته. وقال الليث: النحى جَرَّة يُجعل فيها اللَّبن ليُمْخَض، والفعل منه نحى اللَّبن يَنْحاه وتَنَحاه أي تمخضه وأنشد: في قعر نِحْى أستثير حَمّهْ قال: وجمع النَّحْىِ أنحاء. قلت: والنِّحْى عند العرب الزِّقُّ الذي يُجْعل فيه السَّمن خاصة. وهكذا قال الأصمعي وغيره، ومنه قصة ذات النِّحْيين، والعرب تضرب بها المثل، فتقول: أشْغَل من ذات النَحْيَيْن. وقال ابن السكيت: هي امْرأةٌ من تَيْمِ الله بن ثعلبة، وكانت تبيع السَّمْن في الجاهلية فأتاها خوَّات بن جبير يبتاع منها سَمْنا فساومها فحلّت نحياً ثم آخر فلم يَرْض وأعجلها عن شدّها نحيَيْها وساورها فقضى حاجته منها، ثم هرب وقال: وذات عيالٍ واثقين بعـقـلـهـا خَلَجْتُ لها جار اسْتها خلجـاتِ وشدَّتْ يديْها إذ أرَدت خلاطـهـا بنِححْيَيْن من سمنٍ ذوى عُجُراتِ
قلت: والعرب لاتعرف النَّحْى غير الزِّق، والذي قاله الليث أنه الجرَّة يُمْخض اللبن فيها باطلٌ. ثعلب عن ابن الأعرابي أنْحى ونحا وانْتحى اعتمد على الشئ. ويقال: انْتحى له بسهمٍ وانْحى عليه بشفرته ونحاله بسهمٍ، ويقالُُ فلان نحيَّةٌ القوارع إذا كانت الشدائد تنتحيه وأنشد: نحية أحزانٍ جَرُت من جُفُـونـه نُضَاضَةُ دمعٍ مثل مادمع الوَشَلْ نُضاضةُ دمع بقية الدموع، وبقيّة كل شئ نضاضته. ويقال: استخذ فُلانٌ فلاناً أُنْحيةً أي انتْحى عليه حتى أهْلك ماله أو ضَرَّه، أو جعل به شراً. وأنشد: إنى إذا ماالقوم كانوا أُنْحيَةً أي انتحوا على عمل يعملونه. قال ذلك شمرٌ فيما قرأت بخطه. وقال الليث: كل من جدّ في أمرٍ فقد انْتحى فيه كالفرس يَنْتحى في عدوه. وقال اللِّحيانيُّ: يقال للرجل إذا مال على أحد شِقيه أو انحنى في قوسه قد نَحَى وانتحى واجْتنح وجنح، وضعا بمعنى واحد ويقال تنحى له بمعنى نحاله، وانتحى له، وأنشد: تَنَحَّى له عَمْرٌو فَشَكَّ ضُلوعـه بِمُدْرَنْفقِ الخَلْجاء والنقْعُ ساطِعُ وفي حديث ابن عمر: أنَّه رأي رجلاً ينتحى في سجوده فقال لاتشينن صورتك. قال شمرٌ: الانتحاء في السجود الاعتماد على الجبهة والأنف حتى يؤثر فيهما. وقال الأصمعي: الانتحاء في السير الاعتماد على الجانب الأيسر ثم صار الاعتماد في كل وجه. قال رؤبة: مُنتْحِياً من نحوه على وَفَقْ حان قال الليث: الحَيْنُ الهلاك، يقال: حان يَحين حَيْناً: وكل شئٍ لم يُوَفق للرشاد فقد حان حَيْناً. ويقال: حَيَّنه اللهُ فتحين، قال: والحائنة النَّازلة ذات الحَيْن، والجميع الحوائن وقال النابغة: بِتَبْلٍ غير مُطَّلبٍ لَديهـا ولكن الحوائن قَدْ تحين والحين وقتٌ من الزمن، يقال: حان أن يكون ذاك، وهو يحين، ويجمع الأحيان ثم تجمع الأحيان أحايين. قال: وحيَّنت الشئ جعلت له حيناً، قال فإذا باعدوا بين الوقت باعدوا بإذٍ فقالوا حينئذٍ، خففوا همزة إذٍ فأبدلوها ياء فكتبوه بالياء. قال: والحين يوم القيامة. وقول الله جل وعز: (تُؤتِي أُكُلها كُلّ حينٍ). قال الزجاج: اختلف العلماء في تفسير الحين، فقال بعضهم: كُليَّ سنة، وقال قوم: ستَّة أشهرٍ، وقال قوم: غدوةً وعشيةً، وقال آخرون: الحينُ شهران، قال: وجميعُ من شاهدناه من أهل اللُّغة يذهب إلى أنَّ الحححين اسمٌ كالوقت يصلحح لجميع الأزمان كُلها، طالت أو قصرت. قال: والمعنى في قوله "تؤتى أُكُلها كُلَّ حينٍ?أنه يُنتفع بها في كُلِّ وقتٍ لاينقطع نفعها البتة، قال: والدليل على أن الحين بمنزلة الوقت قولُ النابغة وأنشده الأصمعي: تَنَاذَرَها الرَّاقون من سُوء سُمِّها تُطَلِّقُه حيناً وحيناً تُـراجـع المعنى أن السُّمَّ يخف المه وقتاً ويعود وقتاً، وقول الله جل وعز: (ولَتَعْلَمُنّ نَبَأهُ بَعْدَ حِينٍ) أي بعد قيام القيامة. أبو عبيد عن الأصمعي: التَّحْيِين أن تُحْلَب الناقةُ في اليوم والليلة مرةً واحدة قال: والتوجيب مثله، وقال المخبَّل يصف إبلا: إذا أُفنت أروى عـيالـك أفْـنـهـا وإن حُيِنّتْ أرْبى على الوطْب حَيْنُها ونحو ذلك قال الليث: وهو كلام العرب: وإبل محَيَّنة إذا كانت لاتُحْلبُ في اليوم والليلة إلا مرة واحدة، ولايكون ذلك إلا بعد ما تشولُ، ويقلُّ ألبانها. ابن السكيت عن الفراء: هُو يأكل الحينة، والحَيْنة: أي وجبةٌ في اليوم لأهل الحجاز يعنى الفتح. ويقال: حان حينه، وللنَّفْس قد حان حينها إذا هلكت: ويقال تحيَّنْتُ رؤية فلانٍ أي تنظَّرْته. وقال أبو عمرو أحْينت الإبل إذا حان لها أن تحلب أو يُعكم عليها. وأحْين القومُ. وأنشد: كيف تنام بعد ما أحْيَنَّا ناح قال الليث: النّوْح مصدر ناح يَنُوح نَوْحاً، ويقال نائحةٌ ذات نياحةٍ ونوَّاحة ذات مناحة، والمناحة أيضاً الاسم، وتجمع على المناحات والمناوح والنوائح اسم يقع على النساء يجتمعن في مناحة وتجتمع على الأنواح قال لبيدد: قوما تجوبان مع الأنواح والنَّوَح: نَوْح الحمامة قال: والرّياح إذا اشتد هُبُوبها يقال قددد تناوحت، ومنه قول لبيد يمدح قومه: ويكللون إذا الرياح تناوحت خُلُجاً تُمَدُّ شَوارِعاً أيْتامها
قلت: والرِّياح النُّكب في الشتاء هي المتناوحة، وذلك أنها لاتهب من جهة واحدة ولكنها تهبُ من جهات مختلفة وسميت منتاوحة لمقابلة بعضها بعضا، وذلك في السنة الجدبة وقلّة الأندية، ويُبس الهواء وشدة البرد. والنوائح من النساء سمين نوائح لمقابلة بعضهن بعضا إذا نحن، وقال الكسائي في قول الشاعر:
لقدد صبرتْ حنيفة صبر قومٍ كِرامٍ تحت أظلال النَّواحى
أراد النَّوائح فقلب وعنى بها الرايات المتقابلات في الحرب. قال: ويقال هما جبلان يتناوحان، وشجرتان تتناوحان إذا كانتا متقابلتين، وأنشد غيره:
كأنك سكرانٌ يميلِ بـرأسـه مُجاجةُ زِقًّ، شَرْبها مُتَناوحُ
أي يُقابل بعضهم بعضا عند شربها، وقيل أراد بقوله تحت أظلال النواحى السيوف.
أنح
قال الليث: أنح يأنح أنيحاً إذا تأذى من مرضٍ أو بَهْرٍ يَتَنَحْنَحُ فلا يَئِنُّ. وفرس أنُوح إذا جرى فزفر وقال العجاج:
جِرْيَةَ لاكابٍ ولا أنُوح
والأنواح مثل النَّحيط. ورجل أنُوحٌ كثير التنحنح. وقد أنَححَ يأنِحُ. قاله أبو عبيد. قال. وقال أبو عمرو: الأنِح الذي إذا سُئِل الشئُ يُنَحْنِحُ. وذلك من البُخل، يقال منه أنَح يَأنِحُ.
ناح
قال الليث: النَّيْحُ اشتداد العظم بعد رطوبته من الكبير والصغير. ناح يَنِيح نَيْحاً وإنه لعظم نيّحٌ شديدٌ، ونيَّح الله عَظْمَهُ يدعو له.
أحن
أبو عبيد عن أبي زيد: الإحنة الحقد في الصدر، وقدد أحِنت عليه آحن أحَناً وآحنته مُؤاحَنَةً من الإحنةِ.
وقال الليث نحوه. قال: وربما قالوا: حِنَةٌ. قلتُ حِنَةٌ ليس من كلام العرب وأنكر الأصمعي والفراء وغيرهما حِنَةُ وقالا الصواب إحنة وجمعها إحنٌ.
وقال أبو تراب أحِنَ عليه ووحن من الإحنة.
وحن
أهمله الليث. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي أنه قال التوحُّن عِظَم البطن قالوا والوَحْنة الطين المزلق قال والتوحن الذُّل والهلاك. والنْوحة القوة، قلت وهي النيْحة أيضاً.
حفا
قال ابن المظفر: الحِفْوَةُ والحفا مصدر الحافى، يقال حَفى يَحْفى إذا كان بغير خُفًّ ولانعل، وإذا انسحجتُ القدم أو فِرْسنُ البعير أو الحافر من المشى حتى رقّت قيل حَفى يَحْفى فهو حفٍ وأنشد:
وهو من الأيْن حفٍ نحيتُ
وأحْفى الرجلُ إذا حفيت دابتَّه. وقال الزّجاج الحفا مقصور أن يكثر عليه المشى حتى يُؤلِمه المشى. قال: والحفاء ممدود أن يمشى الرجل بغير نعلٍ، حافٍ بين الحفاء ممدودٌ وحفٍ بين الحَفْا مقصورٌ إذا رق حافره.
ورُوى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر بإحفاء الشَّوارب وإعفاء اللِّحى.
قال أبو عبيد قال الأصمعي: أحْفى شاربه ورأسه إذا ألزق جزه. قال. ويقال: في قول فلان إحفاء وذلك إذا ألزق بك ماتكره وألحّ في مساءتك كما يُحفَّى الشئُ أي ينتقص.
وقال الحارث بن حلزة.
إن إخواننا الأراقم يعلون علينا، في قِيلهم إحفاءُ
أي يقعون فينا.
وقال الليث: أحفى فلانُ فلاناً إذا برَّح به في الألحاف عليه أو مساءلة فأكثر عليه في الطلب. قلت: الإحفاء في المسألة مثل الإلحاف سواء وهو الإلحاح. وقال الفراء "إن يسألكموها فبحفكم?أي يُجهدكم، وأحفيت الرجل إذا أجهدته وكذلك قال الزجاج. وقال الفراء في قول الله "يَسْألُونك كأنك حَفِيُّ عنها?فيه تقديم وتأخير معناه يسألونك عنها كأنك حفيٌّ بها. قال ويقال في التفسير كأنك حفىّ كأنّك عالمٌ بها، معناه حافٍ عالمٌ.
ويقال تححافينا إلى السلطان فرفعنا إلى القاضى، قال: والقاضى يسمى الحافى. وقال أبو إسحاق: المعنى يسألونك عن أمر القيامة كأنك فَرِحٌ بسؤالهم، يقال قد تحفيتُ بفلان في المسألة إذا سألت به سؤالاً أظهرت فيه المحبَّة والبِرَّ، قال: وقيل "كأنك حَفىِّ عنها?كأنك أكثرت المسألة عنها. وأمَّا قوله جل وعز (إنه كان بي حفيّاً) فإن الفراء قال معناه كان بي عالما لطيفا يُجيب دُعائي إذا دعْوته. قال أبو بكر: يقال تحفى فلانٌ بفلانٍ معناه أنه أظهر العناية في سُؤاله إياه، يقال: فلانٌ به حَفىٌّ إذا كان معنيَّا، وأنشد:
فإن تَسْألى عَنـىّ فَـيَارُبَّ سـائلٍ حَفىٍّ عن الأعشى به حيث أصْعدا
معناه معنىُّ بالأعشى وبالسؤال عنه، وقال في قوله "يسألونك كأنَّك حَفِيٌّ عَنْها?معناه كأنك مَعْنىٌّ بها، ويقال: المعنى يسألونك كأنك سائلٌ عنها، قال وقوله "إن كان بي حَفِيّاً معناه كان بي مَعْنيّاً. وأخبرني المنذريّ عن أبي العباس عن ابن الأعرابي قال: يقال لقيت فُلاناً فحفى بي حفاوة. وتحفى بي تحفياً، ويقال حَفِى الله بك في معنى أكرمك الله. والتَّحَفِّى الكلام واللقاء الححسن. وحفى من نعله وخفة حُفْوة وحفية. وحفاوة، ومشى حتى حفى حفاً شديداً، وأحفاه الله وتوجى من الحفا ووجى وجىً شديداً. وقال الزجاج في قوله "إنه كان بي حفياً?معناه لطيفاً يقال: حفى فُلانٌ بفلانٍ حُفْوة إذا بره وألطفه. وقال الليث: الحفي هو اللطيف بك يبرك ويلطفك ويحتفى بك. وقال الأصمعي: حَفى فُلانٌ بفلان يَحْفى به حفاوة إذا قام في حاجته وأحسن مثواه. ويقال: حفا فُلانٌ فلاناً من كل خَيْر يحفوه إذا منعه من كل خير. ثعلبٌ عن ابن الأعرابي: قال الحَفْو المَنْع، يقال أتانى فَحَفَوْته أي حرمته. وعطس رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فوق ثلاث فقال له النبي: حَفَوْت، يقول: منعتنا أن نشمِّتك بعدد الثلاث. قال: ومن رواه: ححَقَوْت، فمعناه شدّدت علينا الأمر حتى قطعتنا مأخوذ من الحِقو لأنه يقطع البطن ويشدّ الظهر. وفي حديث المضطر الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم: متى تحل لنا الميتة؟ فقال: مالم تحْتَفِئوا بها فشأنكم بها. قال أبو عبيد قال أبو عبيدة هو من الحَفأ مهموز مقصورٌ وهو أصل البَرْدِى الرطب الأبيض منه، وهو يُؤكل، فتأوَّله في قوله تحتَفِئوا يقول: مالم تقتلعوا هذا بعينه فتاكلوه. وقال الليث: الحَفَأ: البردى الأخضر، ماكان في منبته كثيراً دائماً، والواحدة حفأةٌ، وأنشد: أو ناشئُ البَرْدي تحت الحفا ترك فيه الهمز قال واحتفأتُ أي قلعت قلت: وهذا يقرب من قول أبي عبيدة ويقويه قال أبو سعيد في قوله أو احتفِنوا بقلاً فشأنكم بها، صوابه تحتفوا بتخفيف الفاء، وكل شئ استُؤصل فقد احتفى، ومنه إحفاء الشعر. قال: واحتفى البقل إذا أخذه من وجه الأرض بأطراف أصابعه من قصره وقلَّته، قال: ومن قال احْتفئوا بالهمز من الحفأ البَرْدى فهو باطل لأن البَرْدى ليس من البقل، والبُقول ما نبت من العشب على وجه الأرض مما لاعرق له قال: ولابَرْدىّ في بلاد العرب، قال والاجتفاء أيضاً في هذا الحديث باطل لأن الاجتفاء كبُّك الآنية إذا جفأته وقال خالد بن كُلثوم: احتفى القوم المرعى إذا رعوه فلم يتركوا منه شيئاً قال وفي قول الكميت: وشُبِّه بالحَفْوةِ المُنْقُل أن ينتقل القومُ من مرعى احتفوه إلى مرعى آخر. أبو عبيد عن الأصمعي حَفَّيْت إليه في الوصية بالغت قال: تحفيت به تحفياً، وهو المُبالغة في إكرامه. أبو زيد حافيت الرجل محافاة إذا نازعته الكلام وماريته. والحفوة الحفا وتكون الحِفوة من الحافى الذي لانعل له ولاخُفّ. ومنه قول الكميت: وشبه بالحفوة المنقلُ فحا أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: الفَحِيّةُ الحساء، عمرو عن أبيه هي الفَحْيةُ، والفَأْرةُ والفئيرة والحريرة للحسو الرقيق. وقال الليث: الفَحْوى معنى مايعرف من مذهب الكلام، تقول أعرف ذلك في فَحْوى كلامه وإنه ليُفحى بكلامه إلى كذا وكذا. وأخبرني المنذريّ عن ثعلب أنه قال: يقال في فحوى كلامه أي معناه وفحواء كلامه وفحواء كلامه. قال: وكأنه من فَحَّيْت القِدْر إذا ألقيت فيها الأفْحاء وهي الأبْزار. وقال ابن الأعرابي واحد الأفحاء فحىٍ وفحىً. وقال ابن السكيت: الفَحَى الأبزارُ، وجمعه الأفْحاءُ والباب كلَّه بفتح أوله مثل الحشا: الطرف من الأطراف والقفا والرَّحى والوغى والشَّوى. فاح قال الليث: الفَوْحُ وجدانك الريح الطيبة، تقول: فاح المسك، وهو يَفُوح فَوْحاً وفُؤُوحاً. وقال الأصمعي: فاحت ريحٌ طيبة وفاخت بالحاء والخاء بمعنى واحدٍ، وكذلك قال اللحيانى. وقال الفرَّاء فاحت ريحه وفاخت فأما فاخت?فمعناه أخذت بنفسه، وفاحت دون ذلك. وقال أبو زيد: الفَوْح من الريح والفَوْحُ إذا كان لها صوتٌ. وقال الأصمعي: فاح الطِّيبُ يفوح فوْحاً إذا تضوع وانتشرت ريحه، وفاحت الشَّجَّة فهي تفيح فَيْحاً إذا نَفَحَتْ بالدم.
وقال أبو زيد: فاحت القِدْر تفيح فَيْحاً وفَيَحاناً، ولايقال فاحت ريحٌ خبيثة. إنما يقال للطِّيبة فهي تفيح. قال: وفاحت القِدْر إذا غَلَت وفاحت ريحُ المسك فيحاً وفيحاناً وقال الليث الفيح سطوع الحرّ وفي الحديث: شدة الحرّ من فَيْحِ جهنمَ. وأخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي يقال: أرِق عنك من الظهيرة، وأهْرِق وأهرىء وأبِخْ وبخبخ وأفح إذا أمْرته بالإبراد: وكان يقال للغارة في الجاهلية فيحى فياح وذلك إذا دفعت الخخيل المغيرة فاتسعت: وقال شمر: فيحى: اتسعى وأنشد قول الشاعر: شددْنا شدَّة لاعيب فـيهـا وقلنا بالضُّحى فِيحى فَيَاح وقال الليث: الفيحُ والفيوحُ خِصْب الربيع في سعة البلاد وأنشد: يَرْعى السحاب العهد والفُيوحا قلت ورواه ابن الأعرابي والفَتُوحا بالتاء قال والفَتْحُ والفتوح من الأمطار، وهذا هو الصحيح. وقد مرّ في الثلاثي الصحيح. وقال الليث: الفيحُ مصدر الأفيح وهو كل موضع واسع، تقول روضة فَيْحاء ومكان أفَيْح وقدد فَاحَ يَفَاحُ فَيَحاً، وقياسه فَيِحَ يَفْيَحُ. قلت: وقولهم للغارة: فِيحى فَيَاح، الغارة هي الخيل المُغيرة تَصْبَحُ حياً نازلين، فإذا أغارت على ناحيةٍ من الحيّ تحَرَّز عُظْمُ الحي ولجئوا إلى وزرٍ يعوذون به، وإذا اتسعوا وانتشروا أحرزوا الحيّ أجمع، ومعنى فيحى أي انتشري أيَّتها الخيلُ المغيرة، وسماها فَيَاح لأنها جماعةٌ مؤنثة خرجت مَخْرَج قَطَام وحَذام وكَسَاب وما أشبهها. وناقةٌ فيَّاحةٌ إذا كانت ضخمة الضّرع. وقال أبو زيد: يقال لو ملكت الدنيا لفَيَّحْتها في يوم واحد أي انفقتها وفرّقتها. ورجلٌ فَيَّاحٌ نَفَّاحٌ: كثير العطايا. ثعلب عن ابن الأعرابي: أفاحح الدماء أي سَفَكها، وفَاح الدمُ نفسه، ونحو ذلك. قال أبو زيد، وأنشد: إلاَّ دياراً أو دماً مُفاحاً شمر: كُلُّ شئٍ واسعٍ فهو أفَيْح وفَيَاحُ وفيَّاح. ويقال في جمع الأفيحح فيحٌ، وناقة فيَّاحةٌ ضخمة الضَّرْع غزيرة اللبن وقال قد يمنح الفياحة الرَّفُودا يحسبها حالبها صعودا حاف قال الليث: الحَوْف القرية في بعض اللغات، وجمعه الأحواف، قال: والحَوْفُ بلغة أهل الجَوْف وأهل الشَّحْر كالهَوْدَجِ وليس به، تركب به المرأة البعير. شمر: الحَوْف إزارٌ من أدمٍ يلبسه الصبيان، وجمعه أحْوافٌ. ثعلب عن ابن الأعرابي: هو الحَوْف في لغة أهل الحجاز، وهو الوَثْر وهي نُقْبَةٌ من أدمٍ تُقَدُّ سيورا عَرض السير أربع أصابع تلبسه الجارية الصغيرة قبل إدراكها وأنشد: جارية ذات هنٍ كالنَّوْفِ مُلَمْلَمٍ تستره بحْـوفٍ ياليتنى أشيمُ فيه عَوْفى وقال الليث: الحافان عِرْقان أخضران من تحت اللسان، والواحد حافٌ، خفيف. قال: وناحيةُ كل شئ حافته ومنه حافتا الوادى، وتصغيره حُوَيْفة. وقال الفراء: تحوَّفْتُ الشئ أخذته من حافته قال وتحوَّفته بالخاء بمعناه. وقال غيره: حيفةُ الشئٍ ناحيته، وقد تحيّفت الشئ أخذته من نواحيه. والححيفُ المَيْلُ في الحكم، يقال: حاف يحيف حَيْفاً. وقال بعض الفقهاء: يُرَدُّ من حَيْف الناحححل ما يُرَدَّ من جنف الموصى، وحَيْفُ الناحل أن يكون للرجل أولادٌ فيُعطى بعضاً دون بعض، وقد أُمر بأن يُسَوِّى بينهم، فإذا فضَّل بعضهم فقد حاف. وجاء بشيرٌ الأنصارىُّ بابنه النُّعمان بن بشير إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقدد نَحَلَه نَحْلاً وأراد أن يُشهده عليه. فقال له: أكُلَّ ولدك قد نَحَلْت مثله؟ فقال لا: فقال إني لاأشهدُ على حَيْفٍ وتُحِبُّ أن يكون أولادك في برك سواء فسوِّ بينهم في العطاء، هذا حَيْفٌ. وقال الله جل وعز: (إن يَحِيفَ اللهُ عليهمْ ورسُوله) أي يجوز. وحف قال الليث: الوَحُُف الشعر الكثير الأسود، ومن النبات الرَّيان. يقال وَحفُ يَوْحف وَحَافةً وُوُحَوفةً. شمر: قال ابن شميل: قال أبو خيرة: الوحفة القارةُ مثل القُنَّة غبراء وحمراء تضربُ إلى السواد. قال: والوَحِاف جماعةٌ. وقال رؤبة: وعَهْدِ أطْلالٍ بوادى الرَّضْمِ غيَّرها بَيْن الوِحَاف السُّحْم وقال أبو عمرو: الوِحاف مابين الأرضين ماوصل بعضه بعضاً وأنشد للبيد: منها وحافُ القَهْرِ أو طِلْحامها
قال: والوَحْفاء الحمراء من الأرض والمسْحاء السوداء. وقال بعضهم: المَسْحاة الحمراء، والوحفاءُ السوداء. وقال الفراء: الوحْفاء الأرض فيها حجارةٌ سودٌ وليست بحرة، وجمعها وحافى. أبو عبيد عن أبي زيد: الوحْفة الصوت. ويقال وَحَف الرجل ووحفَّ إذا ضرب بنفسه الأرض، وكذلك البعير. والمَوْحف المكان الذي تَبْرك فيه الإبل، وناقة ميحافٌ إذا كانت لاتفارق مبركها، وإبل مَوَاححيفُ. وقال ابن الأعرابي: وَحَف فلانٌ إلى فلانٍ إذا قصده ونزل به، وأنشد في ذلك: لايتقى الله في ضيفٍ إذا وحفا قال: وأوْحف وأوجْف ووحف ووحف، كله إذا أسْرع. حبا قال الليث: الصبي يَحْبو قبل أن يقومُ، والبعير إذا عُقِل يَحْبو فيزحف ححَبْواً. ويقال: مانجا فلانٌ إلا حبوا، ويقال: حبت الأضلاعُ إلى الصُّلْب وهو اتصالها، ويقال للمسايل إذا اتصل بعضها ببعضٍ حبا بعضها إلى بعض وأنشد: تَحْبو إلى أصْلابه أمعاؤهُ وقال أبو الدُّقَيْش: تحبو: هاهنا: تتصل، قال والمعى كُلُّ مذنبٍ بقرار الحضيض وأنشد: كأن بين المِرْط والشُّفُـوفِ رَمْلاً حَبَا من عقد العزيف والعزيف من رمال بنى سعد. وقال العجاج في الضلوع: حابى الحُيُود فارضُ الحُنْجورِ يعنى أتِّصال رؤس الأضلاع بعضها ببعض. وقال أيضاً: حابى حيُود الزَّوْرد وسرى الدوسرى الجرئ الشديد وبنو سعدٍ يقال لهم دَوْسر. قال: والحُبْوة الثوب الذي يُحتبى به وجمعها حُبىً. أبو عبيد عن الفراء يقال حُبْيَةٌ وحَبْوةٌ. وقد يَحْتبى الرجل بيده أيضا. أبو بكر: الحباء مايحبو به الرجل صاحبه ويُكرمه به. قال: والحِباء من الاحتباء، ويقال فيه الحُباء بضم الحاء، حكاهما الكسائي، جاء بها في باب الممدود. قال وقال أبو العباس: فلان يَحبو قصاهم ويحوط قصاهم بمعنى، وأنشد: أفْرِغْ لجُوفٍ وِرْدها أفْرادُ عَبَاهلٍ عَبْهَلَها الـوُرَّادُ يحبو قصاها مُخدرٌ سِنـاد أحمرُُ من ضئضئها ميَّاد سنادٌ مشرف وميادٌ يذهب ويجئ. أبو عبيد عن الأصمعي: الحابي من السهام الذي يزحف إلى الهدف إذا رمى به. قال والحَبِيُّ من السحاب الذي يعترض اعتراض الجبل قبل أن يُطبق السماء. وقال الليث الحبيُّ سحابٌ فوق سحابٍ. قال: ويقال للسفينة إذا جرت حَبَتْ، وأنشد: فهو إذا حَبَا لهُ حَبىُّ ويقال: حباله الشئ إذا اعترض، فمعنى إذا حباله أي اعترض له موجٌ. قال والحباء عطاءٌ بلا من ولاجزاء، تقول حَبَوته أحبوه حباء، ومنه اشتقَّت المحاباة، وأنشد: أصْبر يزيد فقد فارقـتْ ذامـقةٍ واشكر حِباء الذي بالمُلك حاباكا وجعل المهلهل مهر المرأة حباء، فقال: أنكحها فقدها الأراقم فـي جَنْبٍ وكان الحِباءُ من أدمِ أراد أنهم لم يكونوا أرباب نعم فيمهروها الإبل، وجعلهم دباغين للأدم. أبو عبيد عن أبي زيد هو يَحْبو ماحوله أي يحميه ويمنعه. وقال ابن أحمر: وراحت الشَّوْلُ ولم يَحْبها فَحْلٌ ولم يَعْتسَّ فيها مُدِرّ أي لم يطف فيها حالبٌ يَحْلبها. قال أبو عبيد، وقال الكسائيُّ حبا فلانٌ للخمسين إذا دنا لها. وقال ابن الأعرابي: حَبَاها وحَبَا لها أي دنا لها. وقال غيره: حبا الرمل يحبو إذ أشرف معترضاً فهو حابٍ. ثعلب عن ابن الأعرابي: الححَبْو اتساع الرمل، والحبو امتلاء السَّحاب بالماء، ويقال رمى فأحبى أي وقع سهمه دون الغرض، ثم تقافز حنى يصيب الغرض. ومن المهموز أبو عبيد عن الكسائي أحباء الملك الواحد حبأٌ على مثال نبإ مهموز مقصور، وهم جلساء الملك وخاصَّته. وقال الليث الحبأةُ لوحُ الإسكاف المستدير وجمعها حَبَوات قلت هذا تصحيف فاحش والصواب الحَبْأة بالجيم ومنه قول الجعدى: كجْبأة الخزم سلمة عن الفراء الحابيان الذئب والجرادُ. قال وحبا الفارس إذا خفق وأنشد: تحبو إلى الموت كما يحبو الجمل حاب
الليث: الحَوْبُُ زَجْرُ البعير ليمضى للناقة حلٍ. والعرب تجرّ ذلك ولو رفع أو نصب لكان جائزاً لأن الزَّجر والحكايات تُحرك أواخرها على غير إعرابٍ لازم، وكذلك الأدارات التى لاتتمكن في التصريف، فإذا حُوَّل من ذلك شئ إلى الأسماء حمل عليه الألف واللاَّم، وأُجرى مجرى الأسماء كقوله:
والحوب لما لم يقل والحلُُ أبو عبيد عن الأصمعي يقال للبعير إذا زجرته: حْوب وحوب وحَوْبُ، وللناقة حَلْ جزمٌ وحلٍ وحلى. وقال غيره: حوَّبْت بالإبل من الحوب. وحكى بعضهم حبْ لامشيت وحبٍ لامشيت وحاب لامشيت وحابٍ لامشيت. وقال الليث الحَوْب الضخم من الجمال وأنشدنا: ولاشَرْبتْ في جلدِ حَوْبٍ مُعَلَّبِ المعلَّب الذي شُدَّ بالعلباء ويقال: أراد الذي أتُّخذ عُلْبة يشرب فيها، وهذا أجود. وقال غيره: سُمى الجمل حَوْبا بزجره كما سمى البغل عدساً بزجره. قال الراجز: إذا حملتُُ بزَّتى علـى عَـدَسْ على التى بين الحمار والفَرَسْ فما أُبالى من غزا ومن جَلَسْ وسَمَّوا الغراب غاقاً بصوته. الليث: الحَوْبة والحَوْبُ الإيوان. والحَوْبة أيضاً رقَّةُ الأمِّ ومنه: لحوبة أمٍ مايسوغُ شرابها قال والحَوْبة الحاجة. والمُحَوَّبُ الذي يذهب ماله ثم يعود. والحُوب الإثم. وحاب حَوْبة. والحَوْباء روع القلب. شمر: عن سلمة عن الفراء قال: هما لغتان فالحُوب لأهل الحجاز والححوب لتميم، ومعناهما الإثم. قال وقال ابن الأعرابي: الحُوبُ الغَمُّ والهمُّ والبلاءُ. وقال خالد بن جنبة: الحُوبُ الوَحشة. وقال في قوله إن ظلم أمِّ أيوب لحوبُ أي وحشة وأنشد: إنّ طريق مِثْقبٍ لحُوبُ أي وعث صعب وقال في قول أبي دواد الإيادى. يوما ستدركه النكْبَاءُ والحٌوب أي الوحشة. وقال أبو زيد الحُوب النفس: أخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: يقال عيالُ ابن حًوْبٍ، قال: والحوب الجهد والشدة، ودعا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: رَبِّ تقبَّل توبتي واغسل حَوْبتي. قال أبو عبيد: حوبتى يعنى المأثم، وهو من قوله جلَّ وعز: (إنه كان حُوباً كبيراً) قال وكُلُّ مأثمٍ حُوبٌ وحَوْبٌ، والواحدة حَوْبةٌ، ومنه الحديث الآخر. إن رجلاً أتى النبيَّ عليه السلام فقال: إنى اتيتك لأُجاهد معك، قال ألك حوبةٌ؟ قال: نعم، قال: ففيها فَجَاهِدْ. قال أبو عبيد يريد بالحُوبة ما يأثم به إن ضيَّعه من حرمةٍ. قال وبعض أهل العلم يتأوله على الأم خاصة، وهي كل حرمة تضيع إن تركها من أمٍ أو أختٍ أو بنتٍ أو غيرها. وقال أبو زيد لي فيهم حَوْبةٌ إذا كانت قرابةً من قبل الأُمِّ، وكذلك كل رحم محْرمٍ. وقال الأصمعي يقال: بات فلان بحيبة سوء إذا بات بشدة وحال سيئة. ويقال فلان يتحوَّبُ من كذا وكذا أي يتغيَّظ منه ويتوَّجع، وقال طفيلٌ العنوى. فذوقوا كما ذُقْنا غَدَاة مُحَـجَّـرٍ من الغيظ في أكبادنا والتحوُّبِ قال أبو عبيد: التحوُّب في غير هذا التأثُّمُ أيضاً من الشئ وهو من الأوَّل، وبعضه قريب من بعضٍ. قال أبو عبيد: والحَوْباء النفس ممدودةٌ ساكنة الواو. والحابُ والحُُوب الإثم مثل الجال والجُول. ويقال تحوّب فلان إذا تعبّد كأنه يُلقى الحُوب عن نفسه، كما يقال تأثَّمَ وتحنَّث إذا ألْقي الحنْث عن نفسه بالعبادة. وقال الكميت وذكر ذئباً سقاه وأطعمه: وصُبَّ له شُوْلٌ من الماء غائر به كَفَّ عَنْهُ الحِيبة المتحوّب والحيبة ما تتأثَّمُ منه. والحُوب الهلاكُ وقال الهذلى أو المهذلية أظنه لامرأة منهم: زكُلُّ حِصْنٍ وإنْ طالتْ سلامته يوماً سيْدخُلُه النَّكْراء والحُوْبُ أي كُلُّ امْرئ هالك وإن طالت سلامته. أبو عبيد يقال ألْحق الله بك الحَوْبة، وهي الحاجةُ والمسكنة والفقر. وقال ابن شميلٍ: إليك أرْفَعُ حَوْبتي أي حاجتي. والحوْبةُ الحاجةُ، وحَوْبةُ الأُمِّ على الولد تحوُّبها ورَّقُتها وتوُّجعها. وقال أبو عبيدة الحَوْبة الهَمُّ والحاجة وكذلك الحِيْبة. وقال الهذلي. ثم انْصَرَفْت ولا أبُـثُّـك حـيبـتـي رَعِش العظام أطيشُ مَشْى الأصور قال ويقال: نرفع حَوْبتنا إليك أي حاجتنا.
ابن السكيت عن أبي عبيدة، يقال لي في فلان حَوْبةٌ وبعضهم يقول ححِيَبةٌ، وهي الأُّمُّ أو الأختُ أو البنتُ، وهي في موضع آخر الهَمُّ والحاجة وأنشد بيت الهذلي. وروى شمر بإسنادٍ له عن أبي هريرة أن صلى الله عليه وسلم قال الربا سبعون حَوْباً "أيسرها مثل وقوع الرجل على أمه وأربى الربا عرض المسلم. قال شمر: قوله سبعون حوبا?كأنه سبعون ضَرْباً من الإثم. يقال سمعت من هذا حَوْبين، ورأيتُ منه حَوْبين. أي ثنَّيْن وضَرْبين. وقال ذو الرمة: تسمع في تيهـاية الأفـلالِ حَوْبين من هَماهم الأغْوالِ أي قَنَّتيْن وضَرْبين، وروى بيت ذي الرُّمّة بفتح الحاء. قال الفراء: ورأيت بنى أسدٍ يقولون الحائب القاتلُ، وقدد حابَ يحَوبُ. وقال الفرَّاء: قَرَأ الحسن "إنه كان حَوْباً كبيرا?وقرأ قتادة "حُوباً?وهما لغتان، الضَّمُّ لأهل الحجاز والفتحح لتميمٍ. حوأب قال الليثُ حافرُ حَوْأبٌ وأْبٌ مقعب. قال: والحَوْأبُ موضع بئر نَبَحَتْ كلابُه أم المؤمنين مُقْبَلَها إلى البصرة وأنشد: ماهي إلا شَرْبةٌ بـالـحَـوْأب فصعدّى من بعدها أو صوّبى أبو العباس عن ابن الأعرابي: الحَوْأبَة العُلبُة الضخمة وأنشد: حوأبة تُنْقِضُ بالضلوع والححَوْأبُ وادٍ في وهْدةٍ من الأرض واسعٌ. باح قال الليث: البَوْحُ ظهور الشَّئُ، يقال باح ماكتمت وباح به صاحبه بَوْحاً وبُؤُوحاً قال ويقال للرجل البَؤُوح بَيِّحانُ بما في صدره قال والبَاحَةُ عَرْصَةُ الدّار. ثعلب عن سلمة عن الفراء قال نحن في باحة الدار وهو أوسطها، وكذلك قيل تَبَحْبَح فلانٌ في المجد أي أنه في مجدٍ. وأخبرني المنذريُّ عن ثعلب عن ابن الأعرابي أن أعرابياً من بني بَهْدلة أنشده: أعطى فأعطانى يداً وداراً وباحةً خوَّلها عَـقَـارا قال يدا: جماعة قومه وأنصاره. والباحةُ النخل الكثير حكاه عن هذا البهدليّ. قال والباحةُ باحةُ الدار وقاعتها ونالتها قلت وبحبوبة الدار منها. المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي: بَاحَ النومُ وتركتهم بُوحاً صَرْعى. قال الليث: والإباحةُ شِبْهُ النُّهى، وكذلك استباحوه أي انتهبوه. ومن أمثال العرب اْنبُك ابن بُوحك أي ابْن نفسك لامن تبنين. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي: البُوح النفس، قال ومعناه ابُنك من وَلَدْته لامن تبنَّيْته. وقال غيره بُوحٌ في هذا المثل جَمْعٌ باحة الدَّار، المعنى ابُنك من ولدته في باحة دارك، لامن ولد في دار غيرك فتبنَّيْته. أبو عبيد عن أبي زيد وقعوا في دَوْكةٍ وبُوح أي في اختلاط. بياح قال ابن المظفر: البَيَاحُ: ضربُ من السمك صغارٌ أمثال شِبْرٍ وهو من أطيبِ السمك وأنشد: ياربُ شيخٍ منْ بَنى رَبَـاحِ إذا امتلأ البطنْ من البياحِ صاح بلَيْلٍ أنكر الصياح حمى قال الليث: الحَمْوا أبو الزّوج وأخو الزوج، وكلُّ من ولى الزَّوج من ذي قرابته فهم أحْماء المرأة، فأُم زوجها حَمَاتُها. وفي الحَمْو ثلاث لغات: هو حَمَاها مهموز ومقصور. ابن السكيت عن الأصمعي قال: حماةُ المرأة أُمُّ زوجها ولا لغة فيها غيرُ هذه. قال وأمّا أبو الزوج فيقال: هذا حموها، ومررت بحميها، ورأيت حماها، وهذا حَمٌ في الانفراد. ويقال: هذا حماها ورأيت حَمَاها ومررت بحماها، وهذا حماً في الانفراد. وزاد الفراء حَمْؤُها ساكنةُ الميم مهموزةٌ، وحمها بترك الهمزة، وأنشد: هي ما كنَّتى وتز عُم أنّى لها حَمُ وقال: وكل شئ من قبل الزوج أبوه أو أخوه أو عمه فهم الأحْماء. وقال رجل كانت له امرأةٌ فطلقها وتزوجها أخوه فأنشأ يقول: لقد أصبحت أسماءُ حِجْراً مُحَرَّما وأصبحتْ من أدني حُمُوَّتها حَما أي أصبحتُ أخا زوجها بعدما كنت زوجها. وفي حديث عمر أنه قال: مابالُ رجالٍ لايزال أحدهم كاسراً وساده عند مُغْزيةٍ يتحدث إليها؟ عليكم بالجَنْبةِ. وفي حديث آخر: لايدخلن رجلٌ على امرأةٍ، وإن قيل حموها ألا حموها الموت. قال أبو عبيدٍ في تفسير الحَمْو ولغات عن الأصمعي نحواً مما ذكره ابنُ السكيت.
قال أبو عبيد: وقوله ألا حموها الموتُ. يقول فلْتَمُتْ ولاتفعل ذلك، فإذا كان هذا رأيه في أبي الزَّوج وهو مَححْرَمٌ فكيف بالغريب؟ قلت: وقد تدبّرت هذا التفسير فلم أرَهُ مشاكلاً للفظ الحديث. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي: أنه قال في قوله: الحَمْوْ الموت. هذه كلمةٌ تقولها العرب كما تقول: الأسد الموت، أي لقاؤه مثل الموت، وكما تقول السلطانُ نارٌ، فمعنى قوله: الحَمْو المَوْت أي أن خلوة الحَمْو معها أشد من خلوة غيره. قُلت: كأنه ذهب إلى أن الفسادد الذي يجرى بين المرأة وأحمائها أشدُ من فسادٍ يكون بينها وبين الغريب، ولذلك جعله كالموت. وروى أبو العباس عن أبي نصر عن الأصمعي أنه قال: الأحماء من قبل الزَّوج والأختان من قبل المرأة. وهكذا قال ابن الأعرابي، وزاد فقال: الحَمَاةُ أُمُّ الزوج والختنة أُمُّ المرأة. قال وعلى هذا الترتيب العباس وعليٌّ وحمزةُ وجعفر أحماء عائشة. وقال الليث: الحماة لحمة مُنتبرة في باطن الساق. وقال الأصمعي: الحماتان: اللَّحْمتان اللَّتان في عرض الساق تريان كالعصبتين من ظاهرٍ وباطنٍ. وقال ابنُ شميل: هما المُضْغتان المنتبرتان في نصف السَّاقين من ظاهرٍ. وقال الأصمعي في الحوافر: الحوامى وهي حُرُوفها من عن يمينٍ وشمالٍ. وقال أبو دواد: له بـين حَـوامـيه نُسورٌ كنوى القَسْبِ وقال أبو عبيدة: الحاميتان ما عن يمين السُّنْبُك وشماله. وقال الليث: الحمى موضع فيه كلأٌ يُحْمى من الناس أن يُرْعى. وقال الشافعي في تفسير قول النبي صلى الله عليه وسلم: لاحمى إلا لله ولرسوله. كان الشريف من العرب في الجاهليَّة إذا نزل بلداً في عشيرته استعوى كلباً فحَمَى لخاصته مَددَى عُواء ذلك الكلب، فلم يَرْعه معه أحدٌ وكان شريك القوم في سائر المراتع حوله. قال: فنهى النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يُحْمى على الناس حمىً كما كانوا في الجاهليَّة يحمون. قال وقوله: إلا لله ولرسوله، يقولُ إلا مايحمى لخيل المسلمين وركابهم المُرْصدة لجهاد المشركين والحمل عليها في سبيل الله-كما حمى عُمر النَّقيع لتعم الصَّدقة والخَيْل المعدَّة في سبيل الله. وقال الأصمعي: يُقال حَمَى فلانٌ الأرض يَحْميها حمى إذا منعها من أن تُقْرَب. ويقال أحْماها إحماء إذا جعلها حمىً لاتُقرب. قال: وأحْميت الحديدة فأنا أحميها إحماء حتى حَمِيَت تَحْمى، وكذلك حَمِيَت الشمس تَحْمى حَمْياً. وقال ابن السكيت: أحْميتُ المسمار إحماء فأنا أحميه، وهذا ذهب جيددٌ يخرج على الإحماء ولايقال على الحمى لأنه من أحميت. ويقال حَمَيْت المريض وأنا أحميه من الطعام، وحَمَيْت القوم حمايةً، وحمى فلانٌ أنفهُ يحميه حميَّةً ومَحْمية، وفلانٌ ذُو حميَّة مُنْكرةٍ إذا كان ذا غضبٍ وأنفة، وحمى أهله في القتال حماية. وقال الليث: حميتُ من هذا الشئ أحْمى منه حميّةً أي انفاً وغيظاً. وإنه لرجل حَمىٌّ لايحتمل الضَّيْم، وحَمىُّ الأنف، ويقال: احْتمى المريض احتماء من الأطعمة. والرجلُ يحتمى في الحرب إذا حمى نفسه، وحمى الفرس إذا عرق يَحْمى حَمْياً وحمى الشدَّ مثله. وقال الأعشى: كأن احتدام الجوف من حمى شَدِّه ومابعدهُ من شدِّه غَلْىُ قُمْـقُـمِ ويجمع حَمْى الشَّدِّ أحْماء. وقال طرفة: فهى تَرْدى وإذا مافزعـت طَارَ من أحمائها شدُّ الأُزرْ ويقال إن هذا الذهب والفضة ونحوها لحسن الحماء ممدود أي خرج من الحماء حسناً. قال والحاميةُ الرجلُ يحمى أصحابه في الحرب. يقال كان فلانٌ على حامية القوم أي آخر من يحميهم في انهزامهم، والحامية أيضاً جماعةٌ يَحْمون أنفسهم. وقال لبيد: ومعى حاميةٌ من جَعْفَـرٍ كلَّ يوم نَبْتلى مافي الخِلَلِ قال: والحامية الحجارة يُطوى بها البئر. شمر عن ابن شميل: الحوامى عظام الحجارة وثقالها. والواحدة حامية، والحوامى: صخرٌ عظام تجعل في مآخير الطَّي أن ينْقلع قُدُماً، يحفرون له نقارا فيغمزونه فيها، فلا يدع تراباً ولاشيئاً يدْنو من الطّيّ فيدفعه. وقال أبو عمرو: الحَوامى مايحميه من الصخر، واحدها حاميةٌ. وقال ابن شميل أيضاً حجارة الركيَّة كلها حوام، وكلُّها على حذاءٍ واحدٍ ليس بعضها بأعظم من بعض.
قال: والأثافى الحوامى الواحدة حامية وأنشد:
كأنَّ دَلْـوىّ تَـقَـلَّـبـانِ بين حوامى الطَّيِّ أرْنبانِ
وقال الليث: يقال معنى فلان في حميَّته أي في حملته.
الأصمعي: يقال سارت فيه حُمَيَّا الكأس يعنى سَوْرتها، ومعنى سارت ارتفعت إلى رأسه.
وقال الليث: الحُْمَيَّا بلوغ الخمر من شاربها.
وقال أبو عبيد: الحُمَيَّا دبيب الشراب.
وقال شمر: حُمَيَّا الخمر سَوْرتها. وحُمَيَّا الشئ حدَّته. وشدَّته. ويقال: إنه لشديد الحُمَيَّا أي شديد النفس.
وقال الأصمعي: إنه لحامى الحميَّا أي يحمى حوزته وماوليه، وأنشد:
حامى الحُمَيَّا مَرِسُ الضَّرير
وقال الليث: الحُمَّة في أفواه العامة إبرةُ العقرب والزنبور ونحوه، وإنما الحُمةُ سُمُّ كل شئ يلددغ أو يلسع.
وقال شمر: الحُمة السم قال وناب الححية جوفاء وكذلك إبرة العقرب والزنبور ومن وسطها يخرج السُّمُّ.
أبو العباس عن ابن الأعرابي: يقال بسم العقرب الحمة والحُمة.
قلت: ولم أسمع التشديد في الحمة لغير ابن الأعرابي ولا أحسبه رواه إلا وقد حفظه عن العرب. الليث أحْمومى الشئ فهو مُحْموم، يوصف به الأسود من نحو الليل والسحاب.
وقال الأصمعي: المُحْمُومى من السحاب الأسود المتراكم.
حما
الأصمعي: يقال حَمِئِت الركيَّة فهي تَحْمأ حَمَأ إذا صارت ذات حَمَأ وأحْمأتها أنا إحماء إذا نقيتها من حَمَأتها.
قال: وحَمَأتها إذا ألقيت فيها الحْمأة.
قلت: ذكر هذا الأصمعي في كتاب الأجناس كما رواه الليث. وليس بمحفوظٍ: والصواب ما أخبرنا المنذريُّ عن الحرَّاني عن ابن السكيت.
قال: أحْمأت الركيَّة بالألف إذا ألقيت فيها الحَمْأة وحَمَأتها إذا نزعت حَمْأتها، وكذلك روى أبو عبيد عن اليزيدي: حَمَأت البئر إذا أخرجت حَمْأتها.
قال: وأحْمأتها جعلت فيها حَمَأة، وافق قولُ ابن السكيت قول أبي عبيد عن اليزيدي. وقرأت لأبي زيد: حمأت الركيَّة جعلتها حَمِئَةً. وقرأ ابن عباس "تَغْرُبُ في عَيْن حَمِئةٍ?بالهمز.
ورواه الفرَّاء عن ابن عينية عن عمرو بن دينار عن ابن عباس نحوه.
قال الفراء: قرأ ابن مسعود وابن الزبير "حامية".
وقال الزجاج: "في عين حمئة أي في عين ذات حَمْأة.
يقال: حَمِئَتْ فهي حَمِئة إذا صارت فيها الحَمْأة. ومن قرأ "حاميةٍ، بغير همزٍ أراد حارَّةً، وقد تكون حارَّة ذات حمأةٍ.
أبو عبيدد عن الفراء: حَمِئْتُ عليه حَمَأ، مهموز وغير مهموزٍ، أي غضبت.
وقال اللحيانيُّ: حميتُ في الغضب أحْمى حُمِيّاً، وبعضهم حَمِئْتُ في الغضب بالهمز.
أمح
في التوادر: أمَحَ الجُرْح يأْمِحُ أمَحَاناً ونبذ وأزَّ وذرب إذا ضَرَب بوجعٍ، وكذلك نَبَغ ونتع.
محا
قال الليث: المَحْو لِكل شئ يذهب أثره، يقول: أنا أمْحوه وأمْحاه وطيئ يَمَّحى أمحاء. وكذلك امْتحى إذا ذهب أثره، الأجود امَّحى، والأصل فيه انْمحى. وأمَّا امْتحى فلغةٌ رديئة الخ.
أبو عبيد عن الفراء: أصبحت الأرض مَحْوةً واحدةً إذا تغطى وجهها بالماء.
قال أبو عبيد: وقال الأصمعي: من أسماء الشَّمال مَحْوة غيرُ مصروفة.
وقال ابن السكيت: هبَّت مَحْوة اسم للشَّمال معرفة وأنشد:
قد بَكَرَتْ مَححْوةُ بالعجاجِ فدَمَرَّت بقية الرَّجـاج
وقال غيره: سميت الشّمال مَحوة لأنها تمحو السحاب وتقشعها.
وقال أبو زيد: تركب السماء الأرض محوة واحدة إذا طبَّقها المطر. والمحى من أسماء النبيّ صلى الله عليه وسلم، محا الله به الكُفْر وأثره. وهكذا رُوى في حديث مرفوع.
حام
قال الليث: الحَوْم القطيع الضَّخْم من الإبل. قال: والحَوْمة أكثر موضعٍ في البحر ماء. وأغمره، وكذلك في الحوض.
أبو عبيد عن الأصمعي: حَوْمةُ القتال مُعظمه. وكذلك من الرَّمل. وغيره قال: وقال أبو عبيدة: الحَوْم الكثير من الإبل.
وقال الليث: الحَوَمان دومان الطير يدوم ويحوم حول الماء. غيره: هو يحوم حول الماء ويلوب إذا كان يدور حوله من العطش.
وقال الليث: الحوائم الإبل العطاش جدا ويقال: لكل عطشان حائمٌ، وهامةٌ حائمةٌ قد عطش دماغها.
أبو عبيد عن الأصمعي: الحُوَّمُ من الإبل العطاش التى تحوم حول الماء.
قال أبو بكر: قال الأصمعي في قول علقمة ابن عبدة:
كأس عزيزٍ من الأعناب عتقها لبعض أربابها حانيةٌ حُـومُ قال الحُومُ الكثيرة. وقال خالد بن كلثوم: الحُومُ التي تحوم في الرأس أي تدور. وقال الليث: الحَوْمان نباتٌ يكون بالبادية. قلت: لم أسمع الحَوْمان في أسماء النبات لغير الليث، وأظنه وهماً منه. وقرأت بخط شمر لأبي خيرة قال: الحَوْمان واحدها حَوْمانة شقائق بين الجبال، وهي أطيب الحُزُونة ولكنها جلد ليس فيها إكامٍ ولا أبارق. وقال أبو عمرو: ماكان فوق الرَّمْل ودونه حين تصعده أو تهبطه. وقال الأصمعي: الحَوْمانة وجمعها حوامين، أماكن غلاظ مُنقادة. قلت: وردت ركيَّة واسعة في جو واسع يلى طرفا من أطراف الددق يقال لها الحَوْمانة ولا أدري الحومانة فوعال من فعل حَمَنُُ وفَعَلان من حام. وقال زهير: بحَوْمانةِ الدَّرَّاج فالمُتَثَلَّم ماح قال الليث: المَيْحُ في الاستقاء أن ينزل الرجلُ في قرار البئر إذا قلَّ ماؤها فيملأ الدَّلْو، يميح فيها بيده. ويميحُ أصحابه. والجميع ماحةٌ. وفي الحديث أنهم وردوا بئراً ذمة أي قليلاً ماؤها. ونزلنا فيها ستة ماحةً. وأنشد أبو عبيد: يأيها المائح دلوى دونـكـا إنى رأيت النَّاس يَحْمدونكا وقال الليث: المَيْحُ يجرى مَجْرى المنفعة، وكل من أعطى معروفاً فقد ماحح. والمُيُوحةُ ضربٌ من المشى في رهوجة حسنة. وأنشد: ميَّاحة تميح مشياً رَهْوجا قال: والبطة مشيها المَيْح، وأنشد لرؤبة: من كُلَّ مَيَّاح تراه هَيْكـلا أرْجل خنذيذٍ وغير أرْجلا قال: وقد ماح فاه بالسِّواك يميحه إذا شاصه وماصه. أبو العبَّاس عن ابن الأعرابي: ماح إذا استاك، وماح إذا تبختر، وماح إذا أفضل، ويقال امْتاح فلانٌ فلاناً إذا أتاه يطلب فضله فهو ممتاحٌ وامْتاحت الشمس ذفرى البعير إذا استدَّرت عَرَقه. وقال ابن فسوة يذكر مُعَذّر ناقته: إذا امتاح حَرُّ الشمس ذفراه أسهلت بأصفر منها قاطرٍ كُلَّ مَقْـطـر الهاء في ذفراه للمُعذِّر. أبو العباس عن عمرو عن أبيه قال: يقال لصُفرة البَيْض الماحُ ولبياضه الآح. وقال ابن شميل مُحُّ البيض بالتشديد مافي جوفه من أصفر وأبيض كلُّهُ مُحُّ. قال ومنهم من يقول المُحَّةُ الصفراء. وحم قال الليث: يقال للمرأة الحُبْلى إذا اشتهت شيئا: قد وحمت وهي تحمُ فهي وحْمى بينِّة الوحام، قال والوَحم والوحام في الدواب إذا حملت استعصت فيقال وَحِمَتْ. وأنشد: قد رابهُ عِصْيانها ووحامها أبو عبيد عن الأصمعي: من أمثثالهم في الشهوان: وَحْمي ولا حَبَلٌ: أي أنه لايذكر له شئ إلاَّ تشهَّاه كتشهى الحُبْلى قال: وليس يكون الوحام إلا في شهوة الحبل خاصة. وقال أبو عبيددة. ومن أمثالهم: وَحْمى وأما حَبَلٌ فلا، يقال ذلك لمن يطلب مالاً حاجة له فيه من حرصه، لأن الوَحمى التى ترححم فتشتهى كُلَّ شئ على حبلها، فقال هذا يشتهى كما تشتهى الحُبلى وليس به حبل. قال: وقيل لحُبْلى: ماتشتهين: فقالت التمرة وبيه دواهاً، وأنا وحمى للدّكة أي للودك. قلت: الوحم شدة شهوة الحُبْلى لشئ تأكله، ثم يقال لكل من أفرط شهوته في شئ قد وحم يَوْحم وحماً ومنه قول الراجز. أزمان ليلى عام ليلى وَحْمـى فجعل شهوته للقاء لَيْلى وحماً وأصل الوَحَم للحَبالى: وأما قول الليث: الوِحام في الدّواب استعصاؤها إذا حملت، فهو تفسير باطل فأراه غلطة إنما غرَّهُ قول لبيد يصف عَيْراً وأتنه فقال: قد رابه عصيانها ووحامها فظن أنه لما عطف قوله ووحامها على قوله عصيانها أنهما شئ واحد، والمعنى في قوله وحامها شهوة الأُتن للعَيْر أراد أنه تُريحه سرة وتستعصى عليه مع شهوتها له فقد رابه ذلك منها حين ظهر له منها شيئان متضادان. ومح أهمل الليث هذا الباب. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي. قال: الوْمحة الأثر من الشمس. وقرأت بخط شمر أن أبا عمروٍ وأنشد هذه الأرجوزة. لما تمشيَّتُ بعيد الـعَـتْـمَـهْ سمعتُ من فوق البيوتُ كَدَمهْ إذا الخريع العَنَقْفِيزُ الحَـزَمـه يَؤرُّها فَحْلٌ شديد الضَّمْضّمه أي الضم للأنثى إلى نفسه. أراً بعتَّـارٍ إذا مـا قـدَّمـه فيها انْفرى وَمَّاحها وخزمه
سدَّه بذكره. قال: ومَّاحها صَدْعُ فرجها انفرى أي انْفتح وانفتق لإيلاجه ألا يريقه قلت ولم أسمع هذا الحرف إلا في هذا الرَّجز وهو من نوادر أبي عمرو: وحوح قال الليث: الوَحْوحة الصوت. وقال ابن دريد وحْوح الرجل من البرد إذا رددّ نفسه في حلقه حتى تسمع له صوتاً. قال: وضربٌ من الطير يسمى الوَحْوح. وقال الكميت: ووَحْوح في حضن الفتاة ضجيعها ولم يك في النكد المقاليت مشْخَبُ وقال اللحيانى: وَحْ زجر البقرة، وقد وَحْوح بها. ورجل وَحْوَحٌ شديد ينْحِمُ عند عمله لنشاطه وشدَّته ورجال دحادحُ، وقال الراجز: يارُبَّ شيخٍ من لكيْزٍ وَحْوح عَبْلٍ شديد أسْره صَمَحْمح قال والصمَحْمح: الشديد. وتوحْوح الظليم فوق البيض إذا رئمها وأظهر ولوعه بها. وقال تميم بن مقبل: كبيضة أُدجى توحوح فوقـهـا هجفان مرياعا الضُّحى وحدان حيي يُندب بها ويدعى بها، يقال: حيَّ على الفداء حيَّ على الخير. قال ولم يشتق منه فِعْلٌ قال ذلك الليث وقال غيره: حيَّ حَثَّ ودعاء ومنه قول المؤذن: حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح معناه عجّل إلى الصلاة وإلى الفلاح، وقال ابن أحمر الجاهلي: أنشأتُ أسألهُ مابـالُ رُفْـقَـتِـه حيَّ الحُمول فان الركْب قد ذهبا أي عليك بالحمول فقد مروا. وأخبرني أبو الفضل عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: العرب تقول حيَّ هَلْ بفلان وحيَّ هل بفلان وحيّ هَلاً بفلان أي أعْجل. أبو عبيد عن الأسمر مثله في اللغات الثلاث. قال شمر: أنشد مححاربٌ لأعرابي. ونحن في مسجدٍ يدعو مؤذنه حَيَّ تعالوا وما ناموا وماغفلوا قال: ذهب إلى الصوت نحو طاقٍ طاقٍ وغاقٍ غاقٍ، وزعم عمر بن الخطاب أن العرب تقول ححيَّ هل الصلاة أئت الصلاة، جعلهما اسمين فنصبهما وقال: بحيَّ هلاً يزجون كُسلَّ مطيَّةٍ أمام المطايا سيرُهُن تقاذفُ وقال أبو عبيدة: سمع أبو مهدية رجلاً يقول بالفارسية زَدذ زُدذْ فقال: مايقول؟ فقيل يقول عجِّلْ عجِّلْ فقال: أولا يقول ححي هَلَكْ وروى عن ابن مسعود أنه قال إذا ذكر الصالحون فححيّ هَلْ بذكر عمر معناه عجِّلْ بذكر عُمر وقال لبيد: ولقد يسمع قولى حَيَّ هَلْ وقال النضر الحَيْهْل شجر، رأيت حَيْهلاً وهذا حَيْهَلٌ كثيرٌ: وقال أبو عمرو والهَرْم من الحمص يقال له حَيْهل، الواحدة حَيْهلة: قال وسُمى به لأنه إذا أصابه المطر نبت سريعاً وإذا أكلته الإبل فلم تبعر ولم تَسْلخ مُسْرعة ماتت. حي قال الليث: يقال حيى يحيا فهو حيٌّ ويقال للجميع حَيُّوا بالتشديد. قال ولغة أخرى يقال حيَّ يحيى، والجميع حَيُوا خفيفة. وقال الله جل وعز: (ويحيا من حيّ عن بَيِّنَةٍ) قال الفراء: كتابها على الأدغام بياءٍ واحدة وهي أكثر القراءة. وقال بعضهم حيى عن بينة بإظهارها. قال: وإنما أدغموا الياء مع الياء، وكان ينبغى أن لايفعلوا لأن الياء الآخرة لزمها النصب في فعل فأدغموا لما الْتقي حرفان متحركان من جنس واحدٍ: قال ويجوز الإدغام في الاثنين للحركة اللازمة للياء الآخرة. فتقول حيّا وحييا، وينبغى للجميع أن لايُدغم إلا بياءٍ لأن ياءها يصيبها الرفع وماقبلها مكسور فينبغى لها لأأن تسكن فتسقط بواو الجمع، وربما أظهرت العرب الإدغام في الجمع إرادة تأليف الأفعال ان تكون كلُّها مشددة فقالوا في حييت حَيُّوا وفي عييت عَيُّوا قال: وأنشدنى بعضهم: يَحِدْن بنا عن كل حيٍّ كـأنـنـا أخاريس عَيُّوا بالسلام وبالنَّسَبْ قال: وقد أجمعت العرب على إدغام التحية لحركة الياء الآخرة كما استححبوا إدغام حيّ وعيّ للحركة اللازمة فيها. فأما إذا سكنت الياء الأخيرة فلا يجوز الإدغام مثل يُحيى ويُعيى. وقد جاء في بعض الشعر الإدغام وليس بالوجه. قلت: وأنكر البصريون الإدغام في مثل هذا الموضع ولم يَعْبأ الزّجاج بالبيت الذي احتج به الفراء: وقال لايعرف قائله. وكأنها بين النساء سبيكة تمشى بسُدَّة بيتها فتحىّ
حدثنا الحسين عن عثمان بن أبي شيبة عن أبي معاوية عن إسماعيل بن سميع عن أبي مالك عن ابن عباس: في قول الله (فلَنُحْيِينهُ حياةً طيِّبةً) قال هو الرِّزق الحلال في الددنيا (ولنجزَيَنَّهم أجْرهم بأحسن ماكانُوا يعملون) إذا صاروا إلى الله جزاهم أجرهم في الآخرة بأحسن ماعملوا. ثعلب عن ابن الأعرابي الحيّ: الحقُّ واللَّيُّ الباطل ومنه قولهم: هو لايعرف الححي من اللَّيِّ وكذلك الحوُّ من اللو في المعنيين. قال: وأخبرني المنذريّ عن ابن حَمُّوية، قال سمعت شمراً يقول في قول العرب فلان لايعرف الحوَّ من اللَّوِّ الحَوُّ نعمْ واللَّوُّ: لو قال: والحيّ الحَوِيّة واللَّي ليُّ الحَبْل أي فَتْله يضرب هذا للأحمق الذي لايعرف شيئاً. قال والحي فَرْج المرأة، ورأي أعرابيٌ جهاز عروسٍ فقال: هذا سعف الحيّ أي جهاز فرج امرأة. قال: والحيُّ كلُّ متكلم ناطق. قال والحيّ من النبات ماكان طرياً يهتز، والحيُّ الواحد من أحياء العرب. قال والحيّ بكسر الحاء جمع الحياة وأنشد: ولو ترى إذا الحياة حيّ قال الفراء كسروا أولها لئلا يتبدل الياء واواً كما قالوا بيضٌ وعينٌ. قال الأزهري: الححيُّ من أححياء العرب تقع على بنى أبٍ كثروا أم قلوا، وعلى شَعْبٍ يجمع القبائل من ذلك قول الشاعر: قالت الله قيس عَـيْلان حـيا مالهم دون غَدْرةٍ من حجاب أنشده أبو عبيدة. وقال الليث: الحياة كتبت بالواو في المصحف ليعلم أن الواو بعد الياء، وقال بعضهم بل كتبت واواً على لغة من يفخم الألف التى مرجعها إلة الواو، نحو الصلاة، والزكوة، وحَيْوة اسم رجل بسكون الياء، وأخبرني المنذري عن الغسانى عن سلمة عن أبي عبيدة في قوله: (ولكُمْ في القِصَاص حَيَاةٌ) أي منفعة. ومنه قولهم ليس بفلان حياة أي ليس عنده نفع، ولاخيرٌ. ويقال حاييت النارُ بالنفخ كقولك أحْيَيْتها. وقال الأصمعي: أنشد بعض العرب بيت ذي الرمة. فقلت له أرفعها إليك وحايها برُوحك واقْتَتْهُ لها قِيتَةً قَدْرا وغيره يرويه وأحْيها، وسمعت العرب تقول: إذا ذكرت ميتاً كُنا سنة كذا وكذا بمكان كذا وكذا، وحيُّ عمروٍ معنا، يريدون: عَمْرو معنا حيٌّ بذلك المكان، وكانوا يقولوان: أتينا فلاناً زمان كذا وحيُّ فلان شاهدٌ وحيٌّ فلانة شاهدة، المعنى وفلانٌ إذ ذاك حيٌّ وأنشد الفراء في هذا. ألا قَبَح الإلهُ بـنـى زياد وححَيَّ أبيهُم قَبْحَ الحمار أي قبح الله بنى زياد وأباهم. وقال ابن شميل: يقال أتانا حيُّ فلانا أي أتانا في حياته وسمعت حيَّ فلان يقولون كذا أي سمعته يقول في حياته. أخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي أنه أنشده: ألا حيَّ لى من ليلة القبْر أنَّهُ مآبٌ ولو كُلِّفْتُُه أنـا آئبُـه قال: أراد ألا يُنجيني من ليلة القبر. وقال الكسائي: يقال لاحيّ عنه أي لامنع منه وأنشد: ومن يك يَعْيا بالبـيان فـإنـه أبو معقلٍ لاحيَّ عنه ولاحَدَدْ قال الفراء معناه: لايُحددّ عنه شئٌ. ورواه: فان تسألوني بالبيان فإناه أبو مـعـقـل الـخ والعرب تذكر الحيَّة وتؤنثها فإذا قالت: الحيُّوتُ عَنَوا الحية الذَّكر. وقال الليث: جاء في الحديث أن الرجل الميت يُسأل عن كل شئ حتى عن حيَّة أهله قال معناه عن كل شئ حي في منزله مثل الهرة وغيره، فأنث الحي وقال حية، ونحو ذلك. قال أبو عبيد في تفسير هذا الحرف. قال وإنما قال حيَّة لأنه ذهب إلى كلّ نفس أو دابة فأنث لذلك. عمرو عن أبيه العرب تقول: كيف أنت وكيف حيَّة أهلك، أي كيف من بقى منهم حيّاً. قلت: وللعرب أمثالٌ كثيرة في الحية نذكر ماحضرنا منها سمعتهم يقولون في باب التشبيه: هو أبصر من حيَّة؛ لحدَّة بصره ويقولون: هو أظلمُ من حيّة، لأنها تأتى جُحْر الضبّ فتأكل حِسْلها وتسكن جُحْره. ويقولون: فلانٌ حيَّةُ الوادى إذا كان شدديدد الشكيمة حامى الحقيقة. وهم حيَّة الأرض إذا كانوا أشدَّاء ذوى بسالة، ومنه قول ذي الإصبع العَددْواني: عذير الحيّ من عـدوا ن كانوا حيَّة الأرض
أراد أنهم كانوا ذوى إربٍ وشدَّة لا يضيعون ثأراً. ويقال: فلان رأسه رأس حيَّةٍ إذا كان متوقداً ذكياً شهماً. وفلانٌ حَيَّةٌ ذكر أي شجاع شديدٌ. ويُدعى على الرجلُ فيقال: سقاه الله دم الحيَّات أي أهْلكه الله. ويقال: رأيت في كتاب كتبه فلانٌ في أمر فلان حيَّاتٍ وعقارب إذا محل كاتبهُ برجلٍ إلى سلطانٍ ليوقعه في ورطة. ويقال للرجل إذا طال عُمره وللمرأة المعمرة، ماهو إلا حيةٌ وماهي إلا حية، وذلك أن عمر الحيَّة يطول وكأنه سمى ححيَّةً لطول حياته وأنه قلَّما يوجد ميِّتاً إلا أن يُقتل. أبو العباس عن ابن الأعرابي: فلان حيَّة الواددى، وحيَّة الأرض وشيطان الحماط إذا بلغ النهاية في الإرب والخُبْث وأنشد الفراء: كمثل شَيْطانِ الحَمَاط أعْرفُ وقول مالك بن الحارث الكاهلي: فلا ينجو نجائي ثـمَّ حَـيٌّ من الحيوات لَيْس له جَناح كل ماهو حيٌّ، فجمعه حيوات، وتجمع الحيَّة حَيَوات، وفي الحديث: لابأس بقتل الححيوات، جمع الحيَّة. والحَيَوان اسمٌ يقع على كل شئ حيٍّ. وسمى الله جل وعز الآخرة حيوانا فقال (وإن الدّارَ الآخرة لهي الحَيَوانُ) فحدثنا ابن هاجك عن حمزة عن عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله "وإن الدار الآخرة لهي الحَيَوان?قال: هي الحياة. قال الأزهري: معناه أنَّ من صار إلى الآخرة لم يمت وددام حياً فيها لايموت، فمن أُدخل الجنَّة حيى فيها حياة طيبة، ومن دخل النار فأنه لايموت فيها ولايحيا، كما قال الله جل وعز. وكُلُّ ذي روح حيوانٌ. والحيوان عينٌ في الجنة. ابن هانئ عن زيد بن كثوة: من أمثالهم: حَيَّهْن حمارى وحمار صاحبى. حَيِّهن حمارى وحدى. يقال ذلك عندد المزرئة على الذي يستحق مالا يملك مكابرة وظلماً، وأصله أنَّ امرأة كانت رافقت رجلاً في سفرٍ وهي راجلة وهو على حمار، قال فأوى لها وأفقرها ظهر حماره، ومشى عنها، فبينما هما في مسيرهما إذ قالت وهي راكبة عليه حَيَّهن حمارى وحمار صاحبى، فسمع الرجل مقالتها فقال: حيَّهن حمارى وحدى: ولم يحفل لقولها ولم ينغضها، فلم يزالا كذلك حتى بلغت الناس فلمَّا وثقت قالت: حيَّهن حمارى وحدى وهي عليه فنازعها الرجل إياه، فاستغاثت عليه، فاجتمع لهما الناس والمرأة راكبةٌ على الحمار والرجل راجل، فقضى لها عليه بالحمار لما رأوا فذهبت مثلا. وقال أبو زيد: يقال أرض مَحْياةٌ ومحواةٌ من الحيَّات. وقال ابن المظفر: الحيوان كلٌّ ذى روحٍ، والجميع والواحد فيه سواءٌ. قال: والحيوان ماءٌ في الجنة لايصيب شيئا إلا حيى بإذن الله. قال: واشتقاق الحيَّة من الحياة، ويقال هي في أصل البناء حيْوة فأدْعمت الياء في الواو، وجعلتا ياء شديدة. قال ومن قال لصاحب الحيَّات حاي فهو فاعلٌ من هذا البناء وصارت الواو كسْرةً كواو الغازى والعالى. ومن قال حواء على فَعَّال فإنه يقول: اشتقاق الحيَّة من حَوَيْت لأنها تَتَحوى في التوائها، وكُلَّ ذلك تقول العرب. قلت: وإن قيل حاوٍ على فاعل فهو جائز، والفرق بينه وبين غازى أنَّ عين الفعل من حاوٍ واوٌ وعين الفعل من الغازى الزاى فبينهما فرق. وهذا يجوز على قول من جعل الحيَّة في أصل البناء حَوْيةً. وقال الليث الحياءُ من الاستحيا. ممدودٌ ورجل حَيِيٌّ بوزن فعيل وامرأة حيَيَّةٌ ويقال: استحيا الرجل واستحيت المرأة. قلت: وللعرب في هذا الحرف لغتان يقال اسْتحى فلان يستحى بياء واحدة، واسْتحيا فلان يًسْتحيى بياءين. والقرآن نزل باللغة التامة. قال الله جل وعز: (إن الله لايستحيى ان يضرب مثلاً). وأما قوله صلى الله عليه وسلم: اقتلوا شيوخ المشركين واستحيوا شرخهم فهو بمعنى استفعلوا من الحياة أي استبقوهم ولاتقتلوهم. وكذلك قول الله: (يُذَبِّحُ أبْناءهم ويستحيي نساءهم) أي يستبقيهن فلا يقتلهن. وليس في هذا المعنى إلا لغة واحدة. ويقال فلانٌ أحيا من الهدى وأحيا من كعابٍ وأحيا من مُخدرةٍ ومن مخبأةٍ، وهذا كله من الحياء ممدود، وأما قولهم أحيا من الضّبَّ فهي الحياة. وقال أبو زيد يقال حييت من فعل كذا أحْيا حَيَاء أي استَحْيَيْتُ وأنشد: إلا تَحَيْون من تكثير قومٍ لعَلاَّتٍ وأمُّكمُ رَقُوبُ معناه ألا تستحيون.
ورُوى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الحَيَاء شعبةٌ من الإيمان. واعترض هذا الحديث بعض الناس، فقال كيف جعل الحياء وهو غريزة شعبة من الإيمان وهو اكتسابٌ، والجواب في ذلك أن المستحى ينقطع بالحياء عن المعاصى وإن لم تكن له تقِيَّةٌ، فصار كالإيمان الذي يُقطع عنها ويحول بين المؤمنين وبينها، وكذلك قيل إذا لم تستح فاصنع ماشئت، يُراد أنَّ من لم يستح صنع ماشاء لأنه لايكون له حياء يحجزه عن الفواحش فيتهافت فيها. ولايتوقاها، والله أعلم. وأما قول الله جل وعز مخبراً عن طائفة من الكفار لم يؤمنوا بالبعث والنشور بعد الموت (وقالوا ماهي إلاّ حَيَاتنا الدنيا نموتُ ونَحْيا وما يُهْلِكنا إلا الدَّهْرُ ومالهمْ بذلك من عِلْم) فإن أبا العباس أحمد بن يحيى سُئل عن تفسيرها فقال: اختلف فيه، فقالت طائفة: هو مقدم ومؤخر ومعناه نحيا ونموت ولانححيا بعد ذلك. وقالت طائفةٌ: معناه نحيا ونموت ولا نحيا أبداً، ويحيا أولادنا بعدنا فجعلوا حياة أولادهم بَعْدَهُم كحياتهم، ثم قالوا: ويموت أوْلادنا فلا نحيا ولاهم. وقال ابن المظفر في قول المصلى في التشهد: التحيَّات لله، قال: معناه: البقاء لله، ويقال: المُلْك لله. وأخبرني المنذريّ عن أبي العباس عن سلمة عن الفراء أنه قال في قول العرب حيَّاك الله، معناه: أبقاك الله، قال: وحيّاك أيضاً أي ملكك الله، قال: وحيّاك أي سلم عليك. قال وقولنا في التشهد: التححيات لله يُنوى بها البقاء لله والسلام من الآفات لله والمُلْك لله. ونحو ذلك قال أبو طالب النحويُّ فيما أفادنى عنه المنذري. وقال أبو عبيد قال أبو عمرو: التحيَّةُ: المُلْك وأنشد قول عمرو بن معدي كرب: أسيِّرُها إلى النُّعمان حتى أُنيخ على تحيَّته بجندى يعنى على ملكه، وأنشد قول زهير ابن جناب الكلبي: ولكلُّ مانال الفتى قد نلته إلاَّ التَّحية قال يعنى المُلْك. قال أبو عبيد: والتحية في غير هذا السلام. قال خالد بن يزيد: لو كانت التحية المُلْك لما قيل التحيَّات لله، والمعنى السلامات من الآفات كلها لله، وجمعها لأنه أراد السلام من كل آفةٍ. وقال القتيبي: إنما قيل التحيات لله على الجمع لأنه كان في الأرض مُلُوك يُحيُّون بتحيات مختلفة، يقال لبعضهم: أبيت اللعن، ولبعضهم اسْلم وانْعَمْ، وعش ألف سنة، فقيل لنا قُولوا: التحيات لله، أي الألفاظ التى تدل على الملك ويُكنَّى بها عن الملك هي لله تعالى. وأخبرني المنذري عن أبي الهيثم أنه كان يُنكر في تفسير التحية مارويناه عن هؤلاء الائمة، ويقول: التحيّة في كلام العرب مايُحيى به بعضهم بعضا، إذا تلاقوا. قال: وتحية الله التي جعلها في الدنيا والآخرة لمؤمني عباده إذا تلاقوا وددعا بعضهم لبعض بأجمع الدعاء أن يقول: السلام عليكم ورحمة الله. قال الله في أهل الجنة (تَحِيَّتُهم يوم يلقونه سلام) وقال في تحيَّة الددنيا (وإذا حُيِّيتُم بتحيةٍ بأححسن منها أو رُدُّوها) وقال في قول زهير بن جناب: ولكلُّ مانال الفتى قد نِلْتهُ إلا التحيّة يريد إلا السلامة من المنية والآفات فإن أحدا لايسلم من الموت على طول البقاء. فجعل أبو الهيثم معنى "التحيات لله?أي السلام له من الآفات التى تلحق العباد من العناء وأسباب الفناء قلت: وهذا الذي قاله أبو الهيثم حسنٌ ودلائله واضحة غير أن للتحية وإن كانت في الأصل سلاماً فجائز أن يسمى الملك في الدنيا تحية كما قال الفراء وأبو عمرو: لأن المَلِك يُحيّا بتحية المُلْك المعروفة للملوك التي يباينون فيها غيرهم، وكانت تحيةُ ملوك العجم قريبةً في المعنى من تحية مُلوك العرب، كان يقال لملكهم زِهْ هزار سال، المعنى عِشْ سالما ألف سنة. وجائز أن يقال للبقاء تحيَّة لأن من سلم من الآفات فهو باقٍ، والباقي في صفة الله من هذا لأنه لايموت أبدا، فمعنى حيَّاك الله: أي أبقاك صحيحٌ، من الحياة، وهو البقاء. يقال: أحْياه الله وحيَّاه بمعنى واحد، والعرب تسمى الشئ باسم غيره إذا كان معه أو من سببه. أخبرني محمد بن مُعاذ عن حاتم بن المظفر أنه سأل سلمة بن عاصم عن قوله: حيّاك الله، فقال: بمنزلة أحْياك الله أي أبقاك الله مثل كرّم الله وأكرم الله، قال: وسألت أبا عثمان المازنى عن حيّاك فقال عَمَّرك الله.
وقال الليثُ. المحاياةُ الغذاء للصبيّ بما به حَيَاتُه، وقال: حَيَا الربيع ماتحيا به الأرض من الغيث. وروى أبو عبيد عن أبي زيد يقال أحيا القومُ إذا مُطروا فأصابت دوابُّهم العشب وسمنت. وإن أرادُوا أنفسهم قالوا: حَيُوا بعد الهزال. والحَيَا الغيثُ مقصورٌ لايُمد. وحَيَاة الشَّاةِ والناقة والمرأة ممدودٌ ولايجوز قصْره إلا لشاعر يُضظرّ في شعره إلى قَصْره. وماجاء عن العرب إلا ممدوداً، وإنما قيل له حَيَاءُ باسم الحياء من الاستحياء لأنه يُسْتر من الآدمى، ويكنّى عنه من الحيوان ويستفحش التصريح بذكره واسمه الموضوع له، ويستحى من ذلك، سمى حياء لهذا المعنى. وقد قال الليث: يجوز قصر الحياء ومدُّه وهو غلطٌ لايجوز قصره لغير الشاعر لأن أصْله الحياء من الاستحياء. حوى قال الليث: حَوَى فلانٌ ماله حَيَّا وحَوَاية، إذا جمعه وأحْزره. واحْتوى عليه. قال: والحَوْىُّ استدارةُ كل شئٍ كَحِوىّ الحيّة، وكحوى بعض النجوم إذا رأيتها على نَسَق واحدٍ مستديرة. وقال أبو العباس قال ابن الأعرابي: الحَوِىُّ المالكُ بعد استحقاق. والحَوِىُّ العليل والدويُّ الأحْمق مشدَّدات كلها. قلت: والحَوِىُّ الححُوَيْضُ الصغير يسوِّيه الرجلُ لبعيره يسقيه فيه وهو المرْكو يقال قدد احتويت حَوِيّاً. وأما الحَوَايا التى تكون في القيعان والرياض، فهى حفائر ملتويةٌ يملؤها ماءُ السيل فيبقى فيها دهْراً لأن طين أسفلها عَلِكٌ يُمْسِك الماء، واحدتها حَوِيّةٌ. وقد تسميها العرب الأمْعاء تشبِيهاً بحوايا البطن. أبو عمر: الحَوايا المساطح، وهو أن يعمدوا إلى الصَّفا فيَحْوون له ترابا يحبس عليهم الماء، واحدتها حَوية حكاها عن ابن الأعرابي وأخبرني المنذريُّ عن أبي طالب عن أبيه عن الفراء في قول الله جل وعز: (أو الحوايا أو ما اختلط بعظم)، قال وهي المباعر وبنات اللبن، وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي أنه قال: هي الحِوَايَّة والحاوية وهي الدَّوَّارة التي في بطن الشاة، وأخبرني المنذريّ عن الحراني عن ابن السكيت أنه قال: الحاوياتُ بنات اللبن، يقال حاويةٌ وحاوياتٌ وحاوياءُ ممدود. قال: وحَوية وحوايا وحويات. قال: والحَاوياءُ وحوا مثل زاويةٌ وزوايا ورواية وروايا. قال: ومنهم من يقول حَوِيَّةٌ وحوايا، مثل الحَوِية التي توضع على ظهر البعير ويُركب فوقها. قال: ومنهم من يقول لواحدتها حاوياء، وجمعها الحَوَايا. وأنشد قول جرير: تَضْفُوا لَخَتانِيصُ والغولُ التي أكلت في حاوياء دَرُومِ الليل مِجْعـار وقال الليث: الحَوِية مَرْكب يُهَيَّأ للمرأة لتركبه، وهي الحوايا. قال وقال عُمير بن وهب يوم بدرٍ ححين رأي النبيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه وحَزَرَهم، فرجع إلى أصحابه فقالوا له: وراءك؟ فأجابهم وقال: ورأيت الحَوَيا عليها المنايا. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي أنه قال: العرب تقول: المنايا على الحَوايا أي قد تأتى المنيَّةُ الشجاع وهو على سرجه. وقال الأصمعي: الحويَّةُ كساء يحوى سَنَام البعير ثم يُركب. وقال الليث الحِوَاء أخخْبِيَةٌ تَدانى بعضها من بعضٍ، تقول: هم أهْلِ حواءٍ واحدٍ، وجمع الحِواء أحْوية. أبو عبيد عن الأصمعي: الحِواء جماعات بيوت الناس. والحُوّاء نبت معروف الواحدة حُوَّءةٌ. وقال ابن شميل هما حُوّاء أن أحدهما حُواء الذَّعاليق وهو حُوَّاء البقر وهو من أحرار البقول، والآخر حُوَّاء الكلاب، وهو من الذكور ينبت في الرَّمْث خشنا وقال الشاعر: كما تبسم للحُوَّاءةِ الجَمَلُ وذلك أنه لايقدر على قلعها حتى يكْشر عن انيابه للزوقها بالأرض. وقال النضر: الأحْرى من الخيل هو الأحمر السراة. وقال أبو عبيدة: الأحْرى هو أصفى من الأحم، وهما يتدانيان حتى يكون الأحْرى مححلفاً يُحْلفُ عليه أنه أحمُّ. قال ويقال: احْواوَى يَحواوى احْويَواء. والحُوَّةُ في الشفاه شبيه باللمى واللمس وقال ذو الرمة. لَمْياءُ في شفتيها حُوَّةٌ لَـمَـس وفي اللثاثِ وفي أنيابها شنبُ
وقال الفراء: في قول الله تعالى: (والذي أخْرَجَ المَرْعى، فجعله غُثَاءً أحْوى) قال إذا صار النبت يبيساً فهو غُثاء، والأحْوى الذي قد اسودّ من القدم والعتق قال: ويكون معناه أيضا: أخرج المَرْعى أحْوى، أي أخضر فجعله غُثاء بعد خُضْرته، فيكون مؤخراً، معناه التقديم. والأحْوى الأسود من الخضرة كما قال "مُدْهَامَّتَان". وقال شمر: حُوَيُّ خَبْتٍ طائرٌ، وأنشد: حُوَىّ خَبْتٍ أين بتَّ الليلة بتُّ قريباً أحتذى نُعَيْله وقال الآخر: كأنك في الرجال حوىُّ خَبْتٍ يُزَقِّي في حُوَيَّاتٍ بـقـاعِ وقال أبو خيرة الحُوُّ من النمل نمل حُمْرٌ يقال لها: نمل سليمان. والعرب تقول: لمجتمع بيوت الحي مَحَوَّى وحَواءٌ ومُحْتوى والجميع أحْويةٌ ومحاءٍ. أبو العباس عن ابن الأعرابي وعن أبي نجدة عن أبي زيد وعن الأثرم عن أبي عبيدة وعن عمرو عن أبيه قالوا كلهم: يُوحُ اسم للشمس معرفة لايدخله الصرف ولا الألف واللام. قلت: وقد جاء يُوحُ اسماً للشمس في كتاب الألفاظ المَعْزِيُّ إلى ابن السكيت وهو صحيح. ولم يأت بن أبو عبيد ولا ابن شميل ولا الأصمعي. ويح وقال الليث: وَيْح يقال إنه رحمة لمن تنزل به بلية، وربما جعل مع "ما?كلمة واحدة فقيل وَيْحما. وقال إسحاق الفَرَج: الوَيْحُ والوَيْل والوَيْس بمعنى واحد. قال وقال الخليل: وَلَيْس كلمةٌ في موضع رأفة واستملاح كقولك للصَّبيِّ ويْحهُ ما أمْلحه، ووَيْسَه ما أملحه. قال: وسمعت أبا السَّميذع: يقول ويَحك ووَيْسك وويلك بمعنى واحد. قال وقال اليزيديُّ: الوَيْح والويْل بمعنى واحد. وقال الحسن: وَيْح كلمةُ رحمةٍ. وقال نصير النحوي: سمعت بعض المتنطعين يقولون: الوَيْحح رَحْمة، قال وليس بينه وبين الوَيْل فَرْقانٌ إلا كأنه ألْينُ قليلا. قال ومن قال: هو رَحْمةٌ فعسى أن تكون العربُ تقول لمن ترحمه: وَيْحه رثاية له. وقال ابن كَيْسان: سمعت ثعلباً قال: قال المازني: قال الأصمعي: الويل قُبُوح والوَيْح ترحمُّ ووَيْس تصغيرها، أي هي دونها. وقال أبو زيد: الويل هُلْكةٌ والويْح قبوحٌ والويس ترحمٌ. وقال سيبويه: الويل يقال لمن وقع في هُلْكةٍ، والوَيْح زجرٌ لمن أشرف على الهُلْكة. ولم يذكر في الويس شيئاً. وقال أبو تراب: جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لعمَّارٍ: ويْحك ياابن سُمية بؤساً لك تقتلك الفئة الباغية. قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة ليلة تبعت النبيَّ وقد خرج من حجرتها، فنظر إلى سوادها فلحقها وهي في جوف حجرتها، فوجد لها نفساً عالياً، فقال: وَيْسَها، مإذا لقيت الليلة؟ وقال أبو سعيد: وَيْح كلمةُ رحمةٍ. قلت: وقد قال أكثر أهل اللُّغة: إن الويل كلمة تقال لمن وقع في هُلْكةٍ أو بلية لايُترحم عليه معها وويْح تقال لمن وقع في بلية يرثى له. ويُدعى له بالتخلص منها. ألا ترى أن الويل في القرآن ماجاء إلا لمن استحق العذاب بجرمه من ذلك قول الله جل وعز: (وَيْلٌ لكل هُمَزةٍ لُمَزَة) وقال: (وويل للمشركين الذين لايؤتون الزكاة) وقال (ويل للمطففين) فما جاء ويلٌ إلا لأهل الجرائم نعوذ بالله من سخط الله، وأما وَيْح فقد صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قالها لعمَّار الفاضل كأنه أُعلم ما أصابه من القتل فتوّجع له وترحم عليه. وقال بعضهم الأصل في وَيْح ووَيْس وويل وىْ، وُصِلَت بحاء مرة ومرة بسين ومرة بلام. وقال سيبويه سألت الخليل عنها، فزعم: أن كل من ندم فأظهر ندامته قال وَىْ معناها التنديم والتنبيه. وقال ابن كيسان إذا قالوا: ويلٌ له وويح له وويس له فالكلام فيهن الرفعُ على الابتداء، واللام في موضع الخخبر. فإن حذفت اللام لم يكن إلا النصب كقولك ويَحهُ وويسه. وحى وقال أبو الهيثم: يقال وحيْتُ إلى فلان أُحى إليه وحْيا وأوْحت إليه أُوحى إيحاءً: إذا أشرت إليه وأومأت، قال فأما اللُّغةُ الفاشية في القرآن فبالألف، وأما في غير القرآن فوحْيتُ إلى فلان مشهورةٌ قال العجاج: وَحَى لها القرار فاستقرت
أي وَحَي اللهُ الأرض بأن تقرّ قراراً فلا تميد بأهلها، أي أشار إليها بذلك. قال: ويكون وحى لها القرار أي كتب لها القرار، ويقال، وَحَيْت الكتاب أحيه وَحْياً أي كتبته فهو مَوْحى وقال لبيد بن ربيعة. فمدافع الريان عُرِّى رَسْمـهـا خلقاً كما ضمن الوُحى سَلامها قال والوُحىُّ جمع وحي وقال رؤبة. انجيل توراة وَحَي مُنَمْنِمه أي كتبه كاتبه. أبو عبيد عن الكسائي وَحَي إليه بالكلام يحي به وحْياً. وأوْحي إليه، وهو أن يكلمه بكلام يُخفيه من غيره. وقال أبو إسحاق الزجاج في قوله (وإذ أوْحَيْتُ إلى الحواريِّين أنْ آمنوا بى). قال بعضهم: معناه ألْهَمْتُهم كما قال (وأوْحي ربُّك إلى النحل). وقال بعضهم: أوحيت إلى الحواريين أمرْتهم. ومثله. وَحَي لها القرارُ فاستقرت أي أمَرها. وقال بعضهم: معنى قوله "وإذ أوْحَيْتُ إلى الحواريين?أتيتهم في الوحْى إليك بالبراهين التي استدلُّوا بها على الإيمان فآمنوا بي وبك. وقال الفراء في قوله تعالى: (فأوْححى إليهمْ) أشار إليهم. قال: والعربُ تقول: أوْحى ووَحى، وأوْمى ووَمي. بمعنى واحد، ووَحى بحِي ووَمى بمي. وقال جل وعز: (وأوْحَيْنا إلى أُمِّ موسى أن أرضعيه) قيل إن الوححى ههنا إلقاء الله في قلبها وما بعد هذا يددلُّ-والله اعلم-على أنه وَحْىٌ من الله على جهة الإعلام للضمان لها (إنا رادوه إليك وجاعلُوه من المرسلين) وقد قيل إن معنى الوحْى ههنا الإلهام، وجائز أن يُلْقى الله في قلبها أنه مردودٌ إليها وأنه يكون مرسلاً ولكن الإعلام أبْين في معنى الوَححْى ههنا. وقال أبو إسحاق: وأوصل الوَحْى في اللعة كلها إعلامٌ في خفاءٍ، ولذلك صار الإلمام يسمى وحْياً. قلت: وكذلك الإشارة والإيماء يسمى وَحْياً، والكتابة تسمى وَحْياً. وقال الله جل وعز: (ماكان لبشرٍ أن يكلِّمه الله إلا وحياً أو من وراءِ حجابٍ) معناه إلا أن يوحى الله إليه وحياً فيعلمه بما يعلم البشر أنه أعْلمه إما إلهاماً وإما رُؤْيا، وإما أن يُنْزل عليه كتاباً، كما أنْزل على موسى أو قرآناً يُتْلى عليه كما أنزل على محمدٍ، وكل هذا إعلام وإن اختلفت أسبابُ الإعلام فيها. وأفادنى المنذري عن ابن اليزيدي عن أبي زيد في قوله: (قُلْ أُوحِىَ إليَّ) من أوْححيتُ إليه، ووحْيت له، وأوْحَيْتُ إليه وله. قال وقرأ جُؤّيةُ الأسدي: "قل: أُحى إلىَّ?من وحيت، همز الواو. وذكر الفراءُ عن جؤية نحواً مما ذكر أبو زيد. ثعلب عن ابن الأعرابي: أوْحى الرجلُ إذا بعث برسولٍ ثقةٍ إلى عبد من عبيدده ثقةٍ، وأوحى أيضاً إذا كلم عبدده بلا رسولٍ. وأوْحى الإنسان إذا صار ملكاً بعدد فقر. وأوْحى الإنسان ووَحى وأحى إذا ظلم في سلطانه. واستَوْحَيْته أي استفهمته. قال: واستوحْيت الكلب واستوشيته وآسَدْته: إذا دعَوْته لتُرْسله. قال: والوَحَى النار، ويقال الملك وحى من هذا. وقال بعضهم: الإيحاء البكاء، يقال فلان يُوحى أباه أي يَبْكيه، والنائحة تُوحى الميَّت تنوح عليه، وقال: تُوحى بحالٍ أباها وهو متكـئ على سنانٍ كأنْف النَّسْر مَفْتُوق أي مُجدد. أبو عبيد عن أبي زيد: الوَحَاة الصوت ويقال: سمعت وَحَاه ووَعاه. والوَحاء ممدودد: السرعة. يقال: تَوَحَّ في شأنك أي أسْرع فيه. ووحَّى فلانٌ ذبيحته إذا ذبحه ذبحاً وحيا. وقال الجعديُّ: أسيران مكبُولان عند ابن جعفر وآخرُ قد وحَّيْتُموه مُشاغـبُ والعرب تقول الوحاء الوحاء، والوحا، والوحا ممدوداً ومقصوراً، وربما أدخلوا الكاف مع الألف فقالوا: الوحاك الوحاك، وروى سلمة عن الفراء. قال: العرب تقول النَّجاء النَّجاء والنَّجا النَّجا، والنجاءك النجاءك، والنَّجاك النّجاك. وقال أبو العباس: قلت لابن الأعرابي: مالوحى؟ فقال المُلْك، النار فكأنه مثثل النار، ينفع ويضرُّ. وقال مثلاً لمن يكتم سرَّه، يقول الحجر لايُخبر أحداً بشئ فأنا مثله لاأُخبر أحداً بشئ أكتُمُه. قلت: وقد يُضرب مثلاً للشئ الظاهر البين. يقال هو كالوحى في الحجر إذا نُقر فيه نَقْراً، ومنه قول زهير: كالوحى في حجر المسيل المُخْلِدِ وقال لبيد: فَمَدَافِعُ الرَّيان عُرِّى رسمـهـا خَلَقاً كما ضمن الوَحِىُّ سلامها وح
أبو العباس عن ابن الأعرابي: الوحُّ الوتد يقال هو أفقر من وحٍ وهو الوند وهذا قول المفضل. وقال غيره وحٌّ كان رجلاً فقيراً فضُرب به المثل في الحاجة.
قال اللحيانى: وحْ زجرٌ للبقر يقال: وحوحت بها، ورجل وَحْوح شديد القوة ينْحِمُ بنشاطه إذا عمل عملا ورجال وَحَاوِحُ، والأصل في الوَحْوحة الصوت من الحلق وكلب وَحْواحٌ ووَحُوحٌ وقال:
يارُبَّ شيخٍ من لُكَيْزٍ وَحْوِح عَبْلٍ شديدٍ أسره صَمَحْمح
حوى
أبو عمرو: الحوايا المساطح وهو أن يعمدوا إلى الصفا فيحوون له تراباً وحجارة ليحبس عليهم الماء واحدها حَوِيَّةٌ. وقال الليث أرض مَحْواةٌ كثيرة الحيات. واجتمعوا على ذلك. وقال اليزيديُّ: أرض محياةٌ ومَحْواةٌ كثيرة الحيات.
عمرو عن أبيه: أوْحى الرجل إذا ملك بعد مُنازعةٍ.
الحراني عن ابن السكيت، تقول: استوح لنا بنى فلان ما خبرهم؟ أي استخبرهم. عمرو عن أبيه: يقال لبياض الذي يؤكل الآح ولصفرتها الماح.
ابن هانئ عن ابن كَثْوة من أمثالهم، إن من لايعرف الوحا أحمق يقولها الذي يُتواحى دونه بالشئ، أو يقال عند تعبير الذي لايعرف الوحا.
وفي الحديث إذا أردت أمراً فتدبر عاقبته فان كانت شراً فانْته وإن كان خيراً فَتَوحَّه أي أسرع إليه.
حق
أخبرني المنذري عن أبي الهيثم أنه كتب عن أعرابي: السخينة دقيق يُلْقى على ماءٍ أو على لبن فيطبخ ثم يؤكل بتمر أو يحتسى وهو الحساء قال وهي السُّخُونة أيضاً وهي النفية.
والحُدُرّقَّةُ والخَزِيرة. قال: والحَرِيرةُ أرَقُّ منها وقالت جويريةٌ لأمها: يا أمَّتاه أنَفِيتةً فتخّذ أم حُدْرُقَّةً؟ قال: والحُدْرُقَّه مثل ذرق الطائر في الرَّقة.
ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الحِرْقِد أصل اللسان. والحلقد هو السئ الخُلُق الثقيل الرُّوع. وقال الليث الحَرْقة هو عُقْدة الحُنْجُور، والجميع الحراقد.
قال: والقُرْدُح: الضخم من القِرْدان والقَرْدَح ضرب من البرود: ويقال قد قَرْدَح الرجل إذا أقرَّ بما يطلب إليه أو بما طُلب منه. أبو العباس عن ابن الأعرابي قال القَرْدَحَةُ الإقرار على الضَّيْمِ. قال وأوصى عبد الله بن حازم بنيه عند موته فقال: إذا أصابكم خُطَّته ضيم لاتقدرون على دفعه فَقَرْدَحوا له فإن اضطرابكم أشد لرِسُوخكم فيه: أخبرني به المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي أبو زيد القَمَحْدُوَة لأأشرف على القفا من عظم الرأس والهامة فوقها والقذال دونها مما يلي المَقَذّ.
وقال الليث: الحُرْقُفة عظم الحَجَبة والدابَّة الشديدة الهزال يقال لها حُرْقُوف وقد بدت حراقيفه. شمر الحُرْقُفة رأس الوَرِك والجميع الحَرَاقِفُ. وقال غيره هي الحَرْكَكَة أيضاً وجمعها الحَرَاكِك.
وقال الليث الحَلْقَمةُ قطْع الحلقوم، وجمعه حَلاَقَمُ وحلاقيم. وقال أبو عبيد قال الأصمعي يقال رُطَبٌ مُحَلْقين ومُحَلْقمٌ وهي الحُلْقانةُ والحُلْقمانة وهي التى بددأ فيها النُّضج من قبل قمعها، فإذا أرْطبت من قبل ذنبها". فهي التَّذْنُوبة.
والحُلْقُوم وهي الحُنْجُور، وهو مَخْرج النفس، لايجرى فيه الطعامُ والشرابُ، والذي يجرى فيه الطعام والشراب يقال له المرئ وتمام الذَّكاة بقطع الحُلْقوم والمرئ والوَدّجَيْن.
ورُوى عن أبي هريرة أنه قال لما نزل تحريم الخخمر كنا نعمد إلى الحُلْقانة وهي التَّذْنُوبة فنقطع ماذنب منها حتى نخلص إلى البُسْر ثم تفتضخه. أبو عبيد يقال المبسر إذا بدأ فيه الإرطاب من قبل ذنبه: مُذنَّب، وإذا بلغ الإرطاب نصفه فهو مُجَزَّع، فإذا بلغ ثلثيه فهو حُلْقانٌ ومُحَلْقنٌ.
وقال الليث: الحملاق ماغطَّت الجنون من بياض المُقلة. وقال غيره حماليق فرج المرأة ماانضم عليه شفرا احيائها. وقال الراجز
ويْحك ياعـرابُ لاتُـبَـرْبِـرى هل لك في ذَا العَزَب المُخَصَّر
يمشى بِعْردٍ كالوظيف الأعْجـرِ وفيشةٍ متى تَرِيها تَـشْـفـرى
تقلب أحياناً حمالـيق الـحـر
أبو زيد: الحماليق بياض العين أجمع ماخلا السواد، واحدها حملاقٌ. وقال أبو عبيدة: عين مُحْملقة وهي التي حول مقلتها بياضٌ لم يخالط السواد. قال والحملاق ماولى المقلة من جلد الفن. وحَمْلَق الرجل: إذا نْقَلَب حِمْلاق عينه من الفزع وأنشد:
رأت رجلاً أهْوى إليها فَحَمْلَقَتْ إليه بمأقي عينها المتقـلِّـب وقال أبو مالك رجل إنْقحرٌ وإنْقَحْلٌ وقَحْرٌ وقَحْلٌ إذا كان كبيراً. وقال غيره: رجلٌ إنْقَحلٌ وامرأة إنْقَحْلةٌ إذا أسنَّا وأنشد: لما رأيتني خَلَقاً إنْقَحْلا وقال أبو خيرة: شيخ قلْحمٌّ وقِلْعَمٌ مُسِنٌّ وأنشد: لاضَرَع السِّنِّ ولاقِلْحما وقال الليث: الحُرْقُوص. دُوَيْبةُ مجزعة لها حُمةٌ كحمة الزُّنبور وتلدغ، يشبه به أطراف السِّياط، فيقال: أخذته الحراقيص، يقال ذلك لمن يضرب بالسياط. قلت: الحراقيص دوابُّ صغار تثقب الأساقي وتقرضها. وسمعت الأعراب يزعمون أنها تدخل في فروج الجوارى، وهي من جنس الجعلان إلا أنها أصغر منها. وهي سود منقطعة ببياض وأنشدتني أعرابية من بني نمير: ما لقي البيضُ من الحرقـوص يدخل تحت الغلق المرصوص بمهـر لاغـالٍ ولارخـيصٍ قلت: ولاحُمة لها إذا عضت ولكن عضتها تؤلم، ولاسم فيه. وقال الليث: السِّمحاقُ: جلدة رقيقة فوق قحف الرأس إذا أنتتهت الشجة إليها سميت سمحاقاً. وكل جلدةٍ رقيقةٍ تشبهها تسمى سمحاقاً، نحو سماحيق السّلا على الجنين، ومنه قيل: في السماء سماحيق من غيم. وقال الأصمعي السِّمحاقُ من الشِّجاج هي التي بينها وبين العظم قُشيرة رقيقة. قال: وعلى ثُرْب الشاة سماححيق من شحم. وقال شمر يقال: شجة سمحاق. وقال الليث: يقال حَرْذَق الرجل، وفي لغة حُرْزِق: فعل به، إذا انضم وخضع. قلت: لم يَجْد في تفسير حرزق. وقال أبو عبيد: يقال حرزقته حبسته في السجن، وأنشد: فذاك وما أنجى من الموت ربَّـه بساباطٍ حتى مات وهو مُحَرْزق الأصمعي وابن الأعرابي محرزق ورواه المؤرج مُحَرْزق. وقال هو المضيَّق عليه المحبوس قال المؤرج والنبط تسمى المحبوس المهزرق بالهاء. قال: والحبس يقال له هُزْرُقي وأنشد شمر: أرينى فتىً ذا لَوْثةٍ هـو حـازم ذرينى فإنى لاأخاف المحَزْرَقا وقال الليث: القُرْذح: اسم فرس. وقال أبو عمرو القُرزُوح شجر، الواحده قرزوحة. وقال الليث شئ كنَّ نساء العرب يلبسنه. ثعلب عن ابن الأعرابي: امرأة قُرْزُحةٌ قصيرة، ابن السكيت عن أبي عمرو: القُرْزُحة من النساء الدميمة القصيرة، والجميع قَرَازح. وقال الليث أبو عمر الحَقْطبة صياح الحيقطان وهو ذكر الدُّرَّاج. وقال: القُداحس من الرجال الجرئ الشجاع. قال: والقَمَحْدوة مؤخر القذال وهي صفحة مابين الذؤابة وفأس القفا ويجمع قماحيد وقمحدوات. وقال أبن دريد: الحُثْرُقة: خشونة وحمرة تكون في العين. وقال: فَحْثثَرْتُ الشئ من يدي إذا رَدَدْته. وقال الليث: حِزْقل اسم رجل. قلت: ولاأدري ما أصله في كلام العرب: وقال الليث: القِلْحاسُ من الرجال السمج القبيح. قال: والحَبَلَّق أغنام تكون بجرش. وقال أبو عبيد: الحبلَّق غنم صغار وأنشد: واذكْر غُدانة عِدَّانـاً مـزنـمة من الحبلق تُبنى حولها الصِّيَرُ وقال الليث: الحَنْدَقوق حشيشة كالقت الرطب. أبو عبيد عن أبي عمرو: هي الذَّرق. وقال شمر يقال: حَيْدقوقي وحُنْدُقُوقي وحَنْدَقُوقى. وقال ابن هانئ عن أبي عبيدة: الحَنْدَقُوق الرأراء العين، وأنشد: وهَبْتهُ ليس بِـشَـمْـلَـيق ولا دَحُوق العين حَنْدَقُوقِ والشمشليق الخفيف، والدَّحوق الرأراء. وقال الليث: القَحْذمة والتَّقَحْذُم الهُوِىُّ على الرأس وأنشد: كم من عدوٍ زال أو تذحلما كأنه في هُوَّةٍ تَقَحْـذَمـا وتذحلم إذا تدهور في بئرٍ أو من جبلٍ، وستراه في موضعه. وقال الليث: الحِذْلاق الشئ المُحَدَّد، يقال: قد حذْلق، قال: والحذْلقة التَّطرف. وقال أبو عبيد: إنه ليتحذلق في كلامه ويَتَلَتَّعُ، أي يتظرف ويتكيس، وقد قاله غيره. وقال الليث: السُّمْحوق هو الطويل الدقيق ولم أسمع هذا الحرف في باب الطويل لغيره. وقال الليث: الحَيْقَطان هي التَّذرُجَّة، وقال غيره هي الدُّرّاجة. وقال ابن دريد: الدُّرَّاج يقال له حَنْقط، وجمعه حَنَاقِطُ. وقال: حِنِقْطان وحَيْقُطان وحُنْقُطٌ. أبو عبيد عن الأصمعي: الزَّحاليف أثر تزلج الصبيان من فوق إلى أسفل، واحدتها زحلوْفة في لغة أهل العالية، وأما تميم فتقول: زُحْلُوقة بالقاف.
أبو عبيد عن أبي زيد: ضربه فَقَحْزنه أي صرعه. شمر عن ابن الأعرابي: قَحْزنه وقَحْزله وضربه حتى تَقَحْزن وتقحزل، أي وقع. قال: والقُحْزنة العصا. ثعلب عن ابن نجدة عن أبي زيد قال القَحْزَنة: العصا. وقال ابن شميل: هي الهِراوة وأنشد: ضَرَبَتْ جَعَار عِنْد بيتٍ وجارها يَقَحْزنتى عن حنبها جَلَـدات وقال غيره: تقحْذم الرجلُ في أمره إذا تشدد وقَحْذمٌ اسم رجل منه. أبو عبيد: الحَقَلَّدُ الرجل الضيّق الخلق، ويقال: الضعيف وهو الإثم عند بعضهم في قول زهير: بِنَهْكة ذى قُربى ولابِحَقَلّد وقال شمر قال الأصمعي: الحقلَّد الحِقْد والعداوة في قول زهير. قال شمر: والقولُ ماقال أبو عبيد إنه الإثم. وقول الأصمعي ضعيف. قال شمر ورواه ابن الأعرابي: ولابحفلَّد، بالفاء وفسَّره أنه البخيل. وقال أبو الهيثم: الحفلّد بالفاء باطل، والرواة مجمعون على القاف. وقال شمر: المُقْذحِرُّ الغضبان وهو الذي لاتراه إلا وهو يشار الناس ويُفحش عليهم، وقال أبو عمرو: والاقْذِحْرار سوء الخُلُق وأنشد: في غير تَعْتَعةٍ ولا اقذحْرارِ وقال آخر: مالك لاجزيت غـير شـر من قاعد في البيت مُقْذَحِرِّ أبو عبيد عن الفراء قال: المُقْذَحِرُّ: المتهيئ للسِّباب. قال: واقذحرّ واقدحرّ بمعنى واحد. أبو عبيد عن الأصمعي وغيره ذهبوا قِذَّحْرةً بالذال وذلك إذا تفرقوا في كل وجه. أبو عبيد عن الأصمعي: أكل الذئب من الشاة الحُدِلقة، وهو شئ من جسدها. قال: ولاأدري ماهو قال، وقال غيره: الحُدَلِقة، العين الكبيرة. وقال اللحيانى قال أبو صفوان: عين حُدَلِقة جاحظة. أبو العباس عن ابن الأعرابي: فَقْحَلَ الرجلُ إذا أسرع الغضب في غير موضعه، سلمة عن الفراء رجل فُقْحلٌ: سريع الغضب. ابن دريد قَلْفَح مافي الإناء إذا شربه أجمع. قال: ورجل حَفَلَّقٌ، وهو الضعيف الأحمق. عمرو عن أبيه الحُفْلُق الدرابزين وكذلك التقاريح. قُرئ على شمر في شعر الحطيئة: فقلت له أمسك فحسبك إنـمـا سألتك صرفا من جياد الحَرَاقِم قال: الحراقم الأدمُ الصرف الأحمر. قه قال ابن المظفر: قَهْ يُحْكى بأنَّه ضَرْب من الضحك. ثم يكرر بتصريف الحكاية، فيقال: قَهْقَه "يقهقه: قَهْقَهَةً إذا مدّ ورجع، وإذا خُفِّف قيل قَهْ للضاحك. وقال الراجز يذكر نساء: نشأن في ظل النعيم الأرفه فَهُنّ في تهانُفٍ وفي قَهٍ قال وإنما خفف للحكاية: وإن اضطر الشاعر إلى تثقيله جاز له كقوله: طَلِلْن في هَزْ رَقَةٍ وقهّ يهزأن من كُلِّ عَبَامٍ فَهِّ قال: والقهقهة في قرب الوِرِدد مشتق من اصطدام الأحمال لعجلة السير كأنهم توّهموا لحسِّ ذلك جرس نغمة فضاعفوه. وقال رؤبة: يطلْقن قبل القَرَب المُقَهْقِهِ وقال غيره: الأصل في قَرب الوِرِد أنه يقال قَرَبٌ حَقْحاق بالحاء، ثم أبدلوا الحاء هاء فقالوا لِلْحَقْحَقَة هَقْهَقة وهَقَهاق، ثم قلبوا الهقهقة فقالوا القهقهة. كما قالوا خَجْخَجَ وجخجخ إذا لم يبد مافس نفسه. وقال أبو عبيد قال الأصمعي في قول رؤبة "القَرَب المُقَهْقه?أراد المُحَقْحِقُ فقلب، وأصله من الحقحقة، وهو السير المتعب الشديد. وقد مر تفسيره مشبعا في أول كتاب الحاء. وإذا انتاطت المراعي عن المياه واحتاج البدوىُّ إلى تعزيب النَّعم حُمِلْت وقت وردها خمسا كان او سدساً على السير الحثيث، فيقال: خمس حَقْحاق وقسقاس وحَصْحاص. وكل هذا السير الحثيث الذي لاوتيرة فيه ولافتور. وإنما قلب رؤبة حقحقة فجعلها هقهقة، ثم قلب هقهقة، فقال المقهقه؛ لاضطراره إلى القافية. هق أهمله الليث وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: الهُقُق الكثير الجماع: يقال هَكَّ جاريته وهقَّها إذا جهدها بشدة الجماع. هك وهو مستعملٌ في معان كثيرة، منها. قال أبو عمرو الشيباني في كتاب النوادر: هَكّ بِسَلْحه وسك به إذا رمى به. ونحو ذلك. قال ابن الأعرابي قال: هَكّ وسجّ وترَّ إذا حذف بسلْحه. وقال أبو عمرو هَكَّ الرجلُ جاريته يُهكها إذا نكحها، وأنشد: ياضبعاً ألْفتْ أباها قـد رقْـد فَنَقَرْت في رأسه تْبغى الولدْ
فقام وسْنان بِعَرْدٍ ذى عُقَدْ فهكَّها سُخناً به حتى بَرَدْ وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي يقال هك إذا أُسْقط. والهكُّ تهوَّر البئر. والهكُّ المطر الشديد. والهكّ مُُداركة الطَّعْن بالرماح. والهكُّ الجماع الكثير. يقال هكَّها إذا أكثر جماعها. وقال أبو عمرو الهَكِيك المُخنُّث. وروى أبو عبيد عن الأصمعي يقال: انهك صلا المرأة انهكاكاً إذا انفرج في الولادة. وقال ابن شميل. تهككت الناقةُ وهو ترخى صًلْويها ودُبرها، وهو أن يرى كأنه سقاء يُُمخض. قلت: وتفكَّكت الأنثى إذا أقْربت فاسترخى صلواها وعظم ضرعها ودنا نتاجها شبهت بالشئ الذي يتزايل ويتفتح بعد انعقاده وارتتاقه وأنشد ثعلب عن ابن الأعرابي: إذا بَرَكْن مبْركاً هَكَوّكـا كأنما يَطْحَنَّ فيه الدَّرْمَكا قال هَكَوَّكٌ على بناء عَكَوَّكٌ وهو السمين. أكه قال الليث: ناقةٌ كَهَّةٌ وكهاة، لغتان، وهي الضخمة المسنة الثقيلة. وقال ابن شميل: الكَهَّة العجوز أو الناب مهزولةً كانت أو سمينة. وقد كهَّت الناقة تكه كُُهوهاً أي هرمت. أبو العباس عن ابن الأعرابي: جارية كهكاهةٌ وهَكْهاكةٌ إذا كانت سمينة. وقال الليث: الكَهْكَهةُ حكاية صوت الزَّمر وهي في الزَّمر أعرف منها في الضحك وأنشد: ياحبذا كَهْكَهةُ الغوانـى وحبذَّا تهانفُ الرَّوانى إلىَّ يوم رحلة الأظْعان وقال الليثث: كَهْ حكاية المُكهكَه. والأسد يُكَهْكه في زئيره وأنشد: سامٍ على الزَّآرة المكَهْكه أبو عبيد: الكَهْكاهة المتهيب. وقال أبو العيال الهذلى. ولا كَهْكَـهـاةٌ بَـرَمٌ إذا ما اشتدت الحِقَبُ وقال شمر: وكَهْكامةٌ بالميم مثل كهكاهة للمتهيب، وكذلك كَهْكم قال وأصله كهامٌ فزيدت الكاف وأنشد: يارب شيخ من عديِّ كَهْكم قال شمر: وروى أن الحجاج كان قصيراً أصفر كُهاكهةً وهو الذي إذا نظرت إليه كأنه يضحك وليس بضاحك. وكَهْكه المَقْرور في يده من البرد. قال الكميت: وكهكه المُدْلج الـمـقـرور فـي يده واستدفأ الكلب في المأسور ذي الذنب وهو أن يتنفس في يده إذا خصرت. وقال أبو عمرو يقال: كه في وجهى أي تنفس. والأمر منه كهَّ وكهَّ. وقد كَهَهْت أكِهُّ وكِهْهت اكَهُّ. هج قال الليث: هجَّج البعيرُ يُهجج إذا غارت عينه في رأسه من جوع أو عطش أو أعياء غير خلقةٍ وأنشد. إذا حجاجاً مقلتيها هجَّجا أبو عبيد الأصمعي: هجَّجَتْ عينه: غارت وقال الكميت. كأن عيونهـنّ مُـهـجَّـجـاتٌ إذا راحت من الأصل الحرور الليث: الْهَجَاجةُ الهَبْوة التي تددفن كلَّ شئ. ثعلب عن ابن الأعرابي: ورجل: هَجَاجةٌ أحمق. وقال أبو عمرو: الهجاجةُ الهَبْوة التى تدفن كل شئ بالتراب. وقال غيبره: العجاجة مثلها. ابن السكيت: رجل هَجْهَاجةٌ وهو الذي لاعقل له ولارأي. أبو عبيد عن الأصمعي قال: الهجْهَاجُ النَّفور. قال: وقال الأموي يقال: ركب فلان هجاج وهجاج إذا ركب رأسه وأنشد: وهم ركبوا على لَوْمى هَجاج وأخبرني الإيادي عن شمر: رجل هَجَاجةٌ أي أحمق وهو الذي يستهجَّ على الرأي ثم يركبه، غَوى أم رشد. واستهجاجه أن لايؤامر أحدا ويركب رأيه وأنشد: ماكان روَّى في الأمور صنيعة أزمان يَرْكبُ فيك أمْر هَجَاجِ قال شمر: والناس هجاجَيْك ودواليك أي حواليك. وقال أبو الهيثم قول شمر الناس هجاجيك في معنى دواليك باطل، وقوله معنى دواليك أي حواليك كذلك، بل دواليك في معنى المتدَّاول، وحواليك تثنية حوالك، يقال الناس حولك وحَوْليك وححَواليك وحوالْيك. قال: وأما ركبوا في أمرهم هجاجُهم أي رأيهم الذي لم يُرَوُّوا فيه، وهجاجيهم تثنيته. قلت: أرى أن أبا الهيثم نظر في خط بعض من كتب عن شمر مالم يضبطه والذي يتوججه عندي أن شمرا قال: هجاجيك مثل دواليك وحواليك أراد أنه مثله في التثنية لافي المعنى. وقال الليث الهَجْهَجةُ حكاية صوت الرجل إذا صاح بالأسد وأنشد للبيد: أوْذى زوائد لايُطـافُ بـأرْضِـه يغشى المُهَجْهج كالذّنوب المُرْسل يعنى الأسد يغشى مُهَجْهجاً به فينصب عليه مسرعاً ويفترسه.
أبو عبيد عن الأصمعي هَجْهَجْتُ بالسبعُ وهوَّجت به، كلاهما إذا صِحْت به. ويقال للزاجر للأسدد مهجهجٌ ومُجَهْجهٌ. وقال الليثث: فحل هَجْهاج في حكاية شدة هديره وقال وهَجْهجت بالجمل إذا زجرته فقلت هِيْج وقال ذو الرمة: أمرْقت من جَوْزِه أعناق ناجية تَنْجو إذا قال حاديها لها هِيجى قال إذا حكوا ضاعفوا هَجْهج كما يضاعفون الوَلْولة من الويل فيقولون ولْولت المرأة إذا أكثرت من قولها الوَيْل. وقال غيره هَجْ زجر الناقة قال جندل: فَرّج عنها حَلَق الرتائح تكفُّح السمائم الأواجِجِ وقيلُ عاجِ وأيّاً أياهج فكسر للقافية. وإذا حكيت قلت هَجْهَجت بالناقة. وقال اللحيانى يقال للأسد والذئب وغيرهما في التسكين هجاحيك وهَجْهجٌ وهَجْ هَجْ وهَجْهج وهجاهجاً، وإن شئت قلتها مرة واحدة وأنشد: سفرت فقلت لها هج فتبرقعت فذكرت حين تبرقعت ضَبَّارا قال ويقال في معنى هَجْ هَجْ جَهْ جَه على القلب ويقال سَيْرٌ هجاجٌ شديد. وقال مزاحم العقيلي: وتححتى من بنات العيد نِضْوٌ أضر بنيه سَيْؤٌ هَـجَـاجُ وقال اللحيانى يقال: ماء هُجَهِجٌ لاعذبٌ ولاملحٌ ويقال ماءٍ زمزمٌ هُجَهِجٌ. وأرض هَجْهَجٌ جَدْبةٌ لانبت فيها والجميع هَجَاهِجُُ، وأنشد: في أرض سَوْءٍ جَددْبةِ هُجاهج جه قال الليث: جَهْ حكايته المُجَهْجه والجَهْجَهةُ من صياح الأبطال في الحرب. يقال: جَهْجَهُوا فَحملوا. وقال شمر: جَهْجهت بالسبع وهَجْهَجْتُ بمعنى واحد. عمرو عن أبيه: جَهَّ فلان فلاناً إذا رده. يقال: أتاه فجَّهُُ وأوأبَهُ وأصْفحه، كلُّه إذا رده ردّاً قبيحاً. أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: الهُجُجُ الغُدْران. ويومٍ جُُهْجُوهٍ: يوم لتيم. قال مالك بن نويرة: وفي يوم جُهْجُوهٍ حمينا ذمارنـا بعَقْر الصفايا والجواد المرَّبب وذلك أن عوف بن حارثة بن سليط الأصم ضرب خَطْم فرس مالكٍ بالسيف وهو مربوط بفناء القُبَّة فنشب في خطمه فقطع الرَّسن وجال في الناس، فجعلوا يقولون جوه جُُوه فسمى يوم جُهجُوهٍ. قلت: والفُرْس إذا استصوبوا فعل إنسان قال جُوه جُوه. هض قال الليث: الهضُّ كسر ددون الهدّ وفوق الرَّض قال: والهَضْهضةُ كذلك إلا أنه في عجلةٍ، والهضُّ في مهلةٍ. جعلوا ذلك كالمد والترجيع في الأصوات. قال: والهضْهاض الفحل الذي يَهُض أعناق الفحول، تقول: هو يُهَضْهض الأعناق. وقال أبو عبيد: قال أبو زيد: هضَضْتُ الحجر وغيره أهضه هضاً إذا كسرته ودققته. وقال غيره: يقال جاءت الإبل تهضُّ السير هضّاً إذا أسرعت. ويقال لشدّ ماهضّت السَّير وقال ركاض الدُبيري: جاءت تَهُضُّ المشى أيَّ هَضّ يدفع عنها بعضها عن بعض قال ابن الأعرابي: يقول هي إبل غزارٌ فيدفع ألبانها عنها قطع رؤسها كقوله. حتى فَدَى أعناقَهُنَّ المْححضُ قال وهضَّضَ إذا دقّ الأرض برجليه دقاً شديداً وقال الأصمعي الهَضَّاء الجماعة من الناس وقال الطرمَّاح: قد تجاوزتها بهضاء كالـجـن ة يُخفون بعض قَرْع الوفاض وقال ابن الفرج: جاء يهز المشى ويهضُّه إذا مشى مشياً حسناً في تدافع. هش قال الليث: الهَشُّ من كل شئ فيه رخاوة يقول هشَّ الشئ يهشَّ هشاشة فهو هشٌّ هشيشٌ. وفي حديث عمر أنه قال: هَشِشْت يوما فقَبَّلْت وأنا صائم، فسألت عنه النبي صلى الله عليه وسلم. قال شمر: هَشِشْت أي فَرِحْت واشتهيت. وقال الأعشى: أضحى ابن ذي فائشٍ سَلامةُ ذو ال تفضـال هَـشّـاً فـؤاده جَـذِلا قال الأصمعي: هشّاً فؤاده أي خفيفا إلى الخير. قال: ورجل هشٌّ إلى إخوانه. والهَشاش والأُشاش واحد. قال: والهشُُّ جَذْبك الغصن من الشجر إليك أبو عمرو عن الأصمعي: هَشِشْتُ للمعروف أهشُّ هشاً وهشاشة إذا اشتهاه. وهششت أهشُّ هُشُوشةً إذا صرت خوَّاراً ضعيفا. وإنه لهش المكسر والمكسر إذا كان سهل الشأن في طلب الحاجة. وقد هشَشْتُ أهُشَّ هَشّاً إذا خبط الشَّجر فألقاه لغنمه.
وقال الفراء في قوله جل وعز: (وأُهُشُّ بها على غنمى) أي أضرب بها الشجر اليابس ليسقط ورقها فترعاه غنمه. قلت والقول ماقاله الأصمعي والفراء في هشّ الشجر بالعصا لاماقاله الليث أنه جذب الغصن من الشجر إليك. وقال ابن الأعرابي هَشّ العُودُ هُشُوشاً إذا تكسر وهش للشَّئ يهشُّ إذا سُرَّ به. وفرح. وفرسٌ هشُّ العنان خفيف العنان. وقال شمر هاش بمعنى هشَّ وقال الرعاي: فكبَّر للرُّؤيا وهاش فـؤادهُ وبَشَّر نفساً كان قَبْل يلومها قال: هاش: طرب. أنشد أبو الهيثم في صفة قدر. وحاطبان يَهُشان الهشيم لـهـا وحاطب الليل يَلْقي دُونها عَننا يَهُشان الهشيم يكسرانه للقددر. وقِرْبة هشاشة: يسيل ماؤها لرقتها وهي ضدد الوكيعة. وأنشد أبو عمرو لطلْق بن عدي. كأن ماء عِطْفِـه الـجـياش ضَهْلُ شِنان الحَوَرِ الهشاش الضهل الماء القليل. والحور الأديم. وفرسٌ هشٌّ كثير العرق واستهشَّنى أمرُ كذا فهششت له أي استخفنى فخخفت له. وقال أبو عمرو: الهشيش الرجل الذي يفرح إذا سألته، يقال: هو هاشٌ عند السؤال وهشيش ورائح ومرتاح وأريحى. قال أبو عمر: الخيل تُعلف عندد عوز العَلَف هشيش السمك. قال: والهشيش لخيول أهل الأسياف خاصة قال وقال النمر بن تولب والخيلُ في إطعامها اللحم ضرر نُطعمها اللحم إذا عزّ الشجـر هص قال الليث: الهصُّ شدة القبض والغمز. وقال غيره: بنو هصَّان قبيلةٌ من بنى أبي بكر ابن كلاب. وحصيص اسم رجل وقيل الهص شدة الوطء. ثعلب عن ابن الأعرابي: زخيخ النَّار بريقها، وهصيصها تلألُؤها، وحكى عن أبي ثروان أنه قال: ضِفنا فلاناً فلما طِعْمنا أتونا بالمقاطر فيها الجحيم يهِصُّ زخيخها، فألُقى عليها المندلى. قال: المقاطر المجامر، والجحيم الجمر، وزخيخه بريقه، وهصيصه تلألؤه. سلمة عن الفراء هصصّ الرجلُ إذا برق عينيه والهُصَاهِص والقُصاقِصُ: الشديد من الأُسْد. صه قال الليث: صَهْ كلمة زجرٍ للسكوت وأنشد قول ذي الرُّمة. إذا قال حادينا لتشبـيه نَـبْـأةٍ صهٍ لم يكن إلاَّ دوىُّ المسامع قال: وكل شئٍ من موقوف الزجر فإن العرب تنونه مخفوضاً. وماكان غير موقوفٍ فعلى حركة صرفه في الوجوه كلها. ويضاعف صه فيقال صَهْصَهْتُ بالقوم. ابن السكيت يقال للرجل إذا أسكته: صهْ، فإن وصلت قلت: صهٍ صهٍ، وكذلك مَهْ فإن وصلت قلت: مهٍ مهٍ، وكذلك تقول للشئ إذا رضيته: بَخخْ فإن وصلت قلت: بَخٍ بًخٍ. هس أبو العباس عن ابن الأعرابي الهسيسُ المددقوق من كل شئ. والهَسُّ زجر الغنم أبو عبيدة والأصمعي: هسهس ليلته كلَّها وقسقس إذا أدْأب السير. وقال الليث: الهَسَاهِسُ الكلام الخفيّ المُجمْجَمُ وسمعت هسيساً وهو الهمس ويقال: الهَساهِسُ من حديث النفس ووسوستها وأنشد: فلهُنَّ منك هساهسُ وهُموم وقال غيره: الهَسْهَسةُ عامٌ في كل شئ له صوت خفي كهساهس الإبل في سيرها وصوت الحْلىِّ. وقال الراجز: لَبْسنَ من حُُرّ الثيابِ مَلْبسـا ومُذْهبِ الحَلْى إذا تَهْسهَسا وقال في هَسَاهِس أخفاف الإبل: إذا عَلَون الظَّهْر ذا الضَماضم هَسضاهساً كالهددّ بالجماجم في النوادر: الهساهس المشى: بتنا نُهَسْهس حتى أصبحنا، وسمعت من القوم هَسَاهس من نجى لم أفهمها، وكذلك وساوس من قول: سه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: العينان وكاءُ السَّهِ فإذا نامتا استطلق الوكاء. أبو عبيد: السَّهُ حلْقة الدبر وأنشد: شأتْكَ فُعَيْنٌ غُثُّهـا وسـمـينـهـا وأنت السَّه السُّفلى إذا دُعيت نَصْر وقال آخر: ادْعُ فعْيلاً باسمها لاتنـسـهْ إن فعيْلاً هي صِئبانُ السَّهْ قلت والسَّهُ من الحروف الناقصة. هز الهز تحريكك الشئُ كما تهزُّ القناة فتضطربُ وتهتزُ. تقول: هَزَزْت فلانا فاهتز للخير، واهتز النباتُ إذا طال، وهزّته الرِّياح، واهتزَّت الأرض إذا أنبتت. والهزيز في السير تحريك الإبل في خفتها. يقال هزها السيرُ وهزّها الحادى، وأنشد: إذا ماجرى شأوين وابتلَّ عِطْفهُ يقول هزيزُ الريح مرَّت بأثْأب قال: والهَزْهَزَةُ والهَزَاهز تحريك البلايا والحروب للناس.
أبو عبيد عن الأصمعي: الهِزَّة من سير الإبل أن يهتز الموكب. قال شمر قال النضر يهتز أي يسرع وأنشد: ألا هزئتْ بنا قُرِشيَّ ةٌ يهتزُّ موكبـهـا وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: اهتزّ العرش لموت سعدد بن معاذ. روى الدارمي عن ابن شميل أنه قال في قوله: اهتزّ العرش، أي فرح وأنشد: كريم هُزّ فاهتز أي فرح. وقال بعضهم أراد بالعرش سريره الذي حمل عليه سعدُ بن معاذ حين نقل إلى قبره. وقيل هو عرش الله ارتاح لروح سعد ابن معاذ حين رُفع إلى السماء والله أعلم بما أراد. وقال الله: (فإذا أنْزَلْنا عليها الماء اهتزَّت ورَبَتْ) أي تحرّكت عندد وقوع الماء بها للنبات، وربت أي انتفخت وعلّتْ. وقال اللحيانى: ماء هُزَهزٌ في اهتزازه إذا جرى. وقال الباهلي في قول الراجز: فوَرَددَتْ مِثْل اليمانِ الهَزْهَازْ تددفع عَنْ أعْناقها بالأعْجَازْ أراد إبلاً وردت ماء هَزْهازاً كالسيف اليمانى في صفاته، وقيل: الهزهاز من نعت السيف أي وردت ماء صافياُ كالسيف اليمانى في صفائه. وقال أبو عمرو بئر هُزْهُزٌ: بعيدة القعر، وأنشد: وفتححت للعَرْد بئرا هُزْهُزا ويقال تهزهَزَ إليه قلبي: أي أرتاح وهش. وقال الراعى: إذا فاطنَتْنا في الحدديث تهزهزت إليها قلوبٌ دونهنَّ الجـوانـح وهزَّانُ قبليلة معروفة. هط أبو العباس عن ابن الأعرابي: قال الهُطُطُ الهلْكى من الناس والأهطُّ الجمل الكثير المشى الصبور عليه والناقة هَطَّاء. طه قال الليث: الطَّهْطَهاهُ الفرس الفتىُّ الرائع. قال: وبلغنا في تفسير طَهْ مجزومة أنه بالحبشية يارجل. قال ومن قرأ "طَاهى?فهما حرفان من الهجاء. قال وبلغنا أن موسى لما سمع كلام الرَّبِّ استفزه الخوف حتى قام على أصابع قدميه خوفا، فقال الله "طه?أي اطمئن. وقال الفراء طَهْ حرف هجاء. قال وجاء في التفسير: طه يارجل ياإنسان. قال وحدثنى قيس عن عاصم عن زرٍّ قال: قرأ رجل على ابن مسعود "طَهْ?فقال له عبد الله "طه?فقال الرجل أليس أُُمر أنْ يَطَأ قدمه، فقال له عبدد الله: هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الفراء: وكان القراء يقطعها "طَ هَ". وأخبرني المنذري عن اليزيدي عن أبي حاتم قال: طَهَ افتتاحُ سورةٍ ثم استقبل الكلام فقال للنبي صلى الله عليه وسلم (ما أنْزَلْنا عليك القُرْآن لِتَشْقى). وقال قتادة: طَهَ بالسريانية يارجل. وقال سعيد بن جبير وعكرمة هي بالنَّبَطِية يارجل. وقال الكلبي نزلت بلغة عَكّ يارجل. وروى ذلك عن ابن عباس قلت والعمل على أنهما حرفا هجاء مثل ألم. هد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: اللّهم إني أعوذ بك من الهَدّ. والهَدّة. قال شمر قال أحمد بن غياث المروزي: الهَدَّةُ الخُسُوف، والهَدّ الهَدْم. وقال الليث: الهَدُّ الهَدْم الشديد، كحائط يُهدُّ بمرة فينهدم، وتقول هَدَّ في هذا الأمر، وهدّ رُكنى إذا بلغ منه وكسره. وروى عن بعضهم أنه قال: ماهدّنى موت أحددٍ ماهدَّنى موت الأقران. وقال الليث الهَدَّة صوت شديد تسمعه من سقوط رُكنِ وناحية جَبَلٍ. قال: والهادُّ صوتٌ يسمعه أهل السواحل يأتيهم من قبل البحر له ددرىّ في الأرض وربما كانت له الزلزلة ودويَّه هَدِيدهُ وأنشد: داعٍ شديددُ الصوت ذُو هديد زالفعل منه هددَّ يهدّ. ثعلبٌ عن ابن الأعرابي قال: الهَدُودُ العَقَبة الشاقَّة. والهديد الرجل الطويلُ. وقال الليث: الفَحْلُ يَهَدْهُد في هديره وأنشد: يتبعن ذا هَدَاهدٍ عَجَنَّسا والهُدْهُد معروف. وهَدْهَدته صوته. قال: والهُدَاهِدُ طائر يشبه الحمام. قال الراعي: كهُداهدٍ كسر الرُّماة جناحـه يَدْعو بقارعة الطريق هَديلا وفي النوادر: يقال: يُهدهد إلىَّ كذا، ويُهدى إلىَّ كذا، ويُسوَّل إلىّ كذا، ويُهدى إلى كذا، ويُسوَّل إلىَّ كذا، ويهدى لى كذا، ويهول إلىَّ كذا ولى، ويوسوس إلىّ كذا، ويخيل إلىّ ولى، ويُخال لى كذا: تفسيره إذا شُبه للانسان في نفسه بالظن مالم يُثبته ولم يعقدد عليه التشبيه. والتهدّدُ والتهديد والتهداد من الوعيد. والهَدْهَدةُ تحريك الأُم ولددها لينام.
وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: جاء شيطانٌ فحمل بلالا فجعل يُهَدْعدده كما يهدهد الصبيُّ، وذلك حين نام عن إيقاظه القوم للصلاة. وقال الأصمعي: هددّ البناء يَهُدُّه هددَّا إذا كسره وضعضعه. قال: وسمعت هادداً أي سمعت هدَّة صوتٍ. قال: وسمعت هَددْهَدةً الفحل، وهو هديره. وسمعت هَدْهَدَةَ الحمام إذا سمعت دويّ هديره. ويقال: لَهَدَّ الرجل: إذا أُثنى عليه بالجلد والشدة. قال: ويقول الرجل للرجل إذا أوعده. إنى لغير هدٍ أي لغير ضعيف. أبو عبيد عن الأصمعي: الهدّ من الرجال الضعيف. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي أنه قال: الهَدُّ بفتح الهاء الرجل القويّ. وأبى ماقاله الأصمعي: قال وإذا أردت ذمه بالضعف قلت الهِدّ بالكسر. وقال العجاج: سَبْياً ونُعمـى مـن إلـهٍ ذى دِرَرْ لاعَصْف جارٍ هدَّ جارُ المعتصر قوله: عصف جارٍ أي ليس هو من كسب جارٍ إنما هو من الله جل وعز، ثم قال هدَّ جارُ المعتصر كقولك هدَّ الرجل جلد الرجل جارُ المعتصر، أي نِعْم جار الملجأ. وقال شمر يقال رجل هدٌّ وهُُدادةٌ، وقوم هَدادٌ أي جبناء وأنشد قول أمية: فأدخلـه عـلـى رَبـذٍ يداه بفعل الخير ليس من الهَداد وقال شمر: فإذا قلت مررت برجل هدَّك من رجلٍ فهو بمعنى حسبك وهو مدح. وقال الليث: يقال للرجل مهلاً هَدَايْك. وقال اللحيانى، قال الكسائي في قول الراعى: كهُداهِدِ كسر الرماة جناحه أراد بهُداهد تصغير هُدْهُد. قال وقال الأصمعي الهُداهِدُ الفاختة. والورشان والدُّبْسىّ والهدهد قال ولاأعرفه تصغيرا إنما يقال ذلك في كل ماهَدل وهدر. أبو عبيد عن الأحمر: استهددت فُلانا أي استضعفته وقال عديّ بن زيد: لم أطلبُ الخُطة النبيلة بالقوة إذ يستهـدَّ طـالـبُـهـا وقال الأصمعي يقال للوعيد من وراء وراءُ: الفديدُ والهديدُ. وقال أبو العباس اختلفوا في الهدّ فقال الأصمعي هو الجبان الضعيف. وقال أبو عمرو وابن الأعرابي الهَدّ الرجل الجواد الكريم وأنشدد ابن الأعرابي: ولى صاحب في الغار هدَّك صاحبا قال هدَّك صاحباً: أي ماأجله ماأنبله ماأعلمه يصف ذئبا. قال والهِدّ الجبان الضعيف وأنشد: ليسوا بهديّن في الحروب إذا تُعْقد فوق الحراقف النُطُق ده قال الليث: دَهْ كلمة كانت العرب تتكلم بها يرى الرجل تأمره فيقول له يافلان: إلاّ دَهْ فلاده أي إنك إن لم تثأر بفلان الآن لم تثأر به أبدا قال وأما قول رؤبة: وقُوَّلٌ إلا دهٍ فلا دهِ يقال إنها فارسية حكى قول ظئره. وقال أبو عبيد في باب طالب الحاجة يسألها فيمنعها فيطلب غيرها. ومن أمثالهم في ذها إلاَّ دهٍ فلادهٍ قال يضرب للرجل، يقول: أريد كذا وكذا، فإن قيل له ليس يمكن ذاك فكذا وكذا. قال أبو عبيدة بعض هذا الكلام وليس كلُّه عنه. قال: وكان ابنُ الكلبي يخبر عن بعض الكهَّان أنه تنافر إليه رجلان، فقالوا: أخبرنا في أي شئ جئناك فقال: في كذا وكذا، فقالوا: إلاّدهٍ انظر غير هذا النظر فقال: إلاّ دهٍ فلادهٍ ثم أخبرهم بها. وقال أبو عبيد وقال الأصمعي في بيت رؤبة: وقُوَّلٌ إلاّ دهٍ فَلاَ دَهِ إن لم يكن هذا فلا يكون ذاك ولا أدري ما أصله؟ وأخبرني المنذريّ عن أبي الهيثم فيما أكتب ابنه قال: ويقال إلا دهٍ فلادهٍ، يقول: لاأقبلُ واحدة من الخصلتين اللتين تعرض. قال وفي كتاب الأمثال للأصمعي إلاّ دهٍ فلا دهٍ، يُراد به إن لم يكن هذا الآن فلا يكون. وقال أبو زيد: تقول إلاَّ دهٍ فلا دهٍ ياهذا، وذلك أن يُوتر الرجلُس فيلقى واتره فيقول له بعض القوم: إن لم تضربه الآن فإنك لاتضربه. قلت: وقول أبي زيد هذا يددلّ على أن "دهٍ?فارسية معناها الضرب تقول للرجل إذا أمرته بالضرب "ده?رأيته في كتابه بكسر الدال. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي نحواً من قول أبي زيد. قال والعرب تقول إلا دهٍ فلا دهٍ يقال للرجل الذي قد أشرف على قضاء حاجته من غريم له أو من ثأره أو من إكرام صديق له: إلا دهٍ فلا دهٍٍ أي إن لم تغتنم الفرصة الساعة فلست تصادفها أبددا. ومثله بادر الفرصة قبل أن تكون غُصة.
أبو عبيد عن الأصمعي في باب الباطل وأسمائه دُهْ دِرّينْ سعد القْين. قال: ومعناه عندهم الباطل، ولاأدري ماأصله قال: قال أبو عبيد وأمَّا أبو زياد فإنه قال لى يقال دُهْ دُرَّيْه بالهاء وقال المنذري وجدت بخط أبي الهيثم دُهْ دُرَّيْن سعد القين، دُه مضمومة الدال، سعد منصوب الدال، والقين غير معربٍ، كأنه موقوف. ورى عن ابن السكيت أنه قال الدُّهدُر والدهْدُن الباطل وكأنهما كلمتان جُعلتا واحدة. وروى عنه أنه قال: قولهم: دُهْ دُرْ معرب وأصله دُه أي عشرة دُرّين أو دُرّ أي عشرة ألوان في واحدد أو اثنين: قلت وقدد حكيت في هذين المثلين أعنى إلاّ دَهْ فلا دَهْ. وقولهم: دَهْ دُرّين ماسمعته وحفظته لأهل اللغة، ولم أجد لهما في العربية أو العجمية إلى هذه الغاية أصلا معتمدا إلا ماذكرتُ لأبي زيد وابن الأعرابي ولست على يقين ممَّا قالا: أبو عبيد عن الأحمر قال: الدَّهْداه صغار الإبل وأنشدنا: قد رَوِيتْ إلا دُهيد هينا قُليِّصاتٍ وأُبَيْكرينـا قال شمر: وسمعت ابن الأعرابي يقول رأيت أخي في المنام، فقلت له كيف رأيت الآخرة؟ فقال كالدَّهْداهِ في الزحام. وقال ابن الأعرابي الدَّهداه لاواحد له قال: والدُّهَيْدِهين صغار الإبل. أبو عبيد عن أبي زيد إذا كثُر الإبل فهي الدَّهْدهان وأنشد: لَنِعْم ساقى الدهدهان ذى العَدَدْ وقال أبو الطفيل: الدهداه الكثير من الإبل، جلّةً كانت أو حواشى. وقال الراجز: إذا الأمورُ اصطكت الدواهى مارسْن ذا عَقْب وذا بُُـداه يذود يوم النَّهل الـدَّهْـداه أي النهل الكثير. شمر: دهْدَهْتُ الحجارة ودهديتها إذا دحرجتها فتَدَهْدَه وتَدَهْدى، وقال رؤبة: دهْدَهْن جولان الحصى المدهدَه وقال ابن الأعرابي: دهُ زجر للابل لها في زجرها دهُ دُه. وقال الليث: الدَّهْدَهَةُ قذفك الحجارة من أعلى إلى أسفل دحرجة، وأنشد: يُدَهْددِهْن الُّؤس كما تُدَهْدى حَزاورةٌ بأبْطحها الكُرينا قال: حوّل الهاء الآخرة ياء لقرب شبهها بالهاء، ألا ترى أن الياء مدة، والهاء نفس. ومن هنالك صار مجرى الياء والواو والألف والهاء في روى الشعر شيئاً واحداً نحو قوله: لَمْنْ طَلَلٌ كالوحْى عافٍ منازلهُ فاللام هو الروى والهاء وصل للروى، كما أنها لو لم تكن لمُدت اللام حتى تخرج من مدَّتها واو أو ياء أو الفٌ للوصل نحو: منازلى منازلا منازلو. هت قال الليث الهتُّ شبه العصر للصوت ويقال للبكر يهتُّ هتيتاً ثم يكشُّ كشيشاً ثم يهدر إذا بزل هديرا. ويقال: للهمز صوتٌ مهتوتٌ في أقصى الحلق فإذا رُفِّه عن الهمز صار نفساً تحول إلى مخرج الهاء، ولذلك استخفت العرب إدخال الهاء على الألف المقطوعة، يقال: أراق وهراق وأيْهات وهيهات. وأشباه ذلك كثير. وتقول يَهُتُّ الإنسان الهمزة هتا إذا تكلم بالهمز. قال: والهتهتة أيضاً تقال في معنى الهتيت. قال: والهتهتة والتهتهة في التواء اللسان عند الكلام. وقال الحسن البصريُّ في كلام له: والله ماكاونا بالهتَّاتين ولكنهم كانوا يجمعون الكلام ليُعْقل عنهم. يقال: رجل مِهَتٌّ وهتَّاتٌ إذا كان مِهْذاراً كثير الكلام. ويقال فلان يُهتُّ الحديث هتّاً إذا سردده وتابعه. والسحابة تهتُّ المطر إذا تابعت صبَّه والمرأة تهتُّ الغزل إذا تابعت. وقال ذو الرمة: سُقيا مجلَّـلةً ينـهـلُّ ريِّقـهـا من باكرٍ مُرْثَعِنَّ الوَدْق مَهْتوتِ أخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: قولهم أسرع من المُهْتهتة، قال ويقال: هتّ في كلامه وهتْهت إذا أسرع، ومن أمثالهم: إذا وقَفْت العير على الرّدْهة فلا تقل له هتْ، وبعضهم يقول فلا تُهْتِهتْ به، قال أبو الهيثم: الهتْهَتَة أن تزجره عند الشرب قال ومعنى المثل إذا أريت الرجل رشده فلا تلح عليه فإن الإلحاح في النصيحة يهجم بك على الظِّنة. ثعلب عن ابن الأعرابي: الهتُّ تمزيق الثوب والعرض. والهت حطُّ المرتبة في الإكرام. والهتُّ كسر الشئ حتى يصير رفاتاً. والهتُّ الصبُّ. هت المزادة وَبَعَّها إذا صبَّها. ته أبو عبيد عن أبي عبيدة التَّهاتهُ التُُّهات وهي الاباطيل، ومنه قول الشاعر: ولم يكن مااجتنينا من مواعدها إلا التهاتهَ والأُمْنيَّة السّقمـا
وتهته فلانٌ إذا ردد في الباطل، ومنه قول رؤبة: في غائلات الحائر المُتَهْته وقال شمر المتهته الذي رُدِّدَ في الباطل. تُهْ تُهْ زجر للبعير ودعاء للكِلْب ومنه قوله: عجبتُ لهذه نَفَرَتْ بعيري وأصبح كلبُنا فرحا يجول يحاذرُ شرَّها جملى وكَلْبي يُرجى خَيْرها مإذا تقول يعنى بقوله هذه أي لهذه الكلمة وهي تُهْ تُُه زجر للبعير وهي دعاء الكلب. هذ قال الليث: يقال هذه بالسيف هذا إذا قطعه. قال: والهَذُّ سرعة القطع، وسرعة القراءة وأنشد: كهذّ الأشاءة بالمخلب ابن السكيت هذه وهَذأهُُ: إذا قطعه. وقال ابن الأعرابي: إزميلٌ هَذٌّ هَذُودٌ أي حادٌّ. قال ويقال حَجَازَيْك وهَذَاذَيْك. قال وهي حروف خلقتها التثنية لاتغيَّر. وحَجَازَيْك: أمره أن يحجز بينهم، ويحتمل أن يكون معناه كُفَّ نفسك. قال: وهذا ذَيْك يأمره أن يقطع أمر القوم. وقال غيره: هذا ذَيْك: أمره أن يهذهم بالسيف هذّاً بعد هذٍّ، وأنشد: ضَرْباً هَذَاذيْك وطعناً وخضا هث قال الليث الهَثْهَثَةُ: انتخال الثَّلْج والبَرَد وعظام القَطْر في سرعة. يقال هَثْهَث السحابُ بمطرٍ، وأنشد: من كل جَوْن مُسْبِلٍ مُهَثْهثِ قال ويقال للوالى إذا ظلم: قد هَثْهَثَ، وقال العجَّاج: وأمراءُ أفْسَدُوا فعاثـوا وهثهثوا فكثر الهَثْهاثً ويقال للراعية إذا وطئت المَرْعى من الرُطْب حتى يُؤْبى قد هَثْهَثَته، وأنشد الأصمعي: أنْشدَ ضَأناً أْمجرت غثـاثـا فهثهثتْ بْقل الحمى هَثْهاثا ورجل هثَّاثٌ وهَثْهاثٌ إذا كان كذبه سُماقاً. وقال الأصمعي: الهَثْهَثَةُ والمَثْمَثةُ التخليط، يقال أخذه فَمَثْمَثَهُ إذا حركه، وأقبل به وأدْبر ومَثْمث أمْره وهثهثه: أي خَلَطه، وقال الراجز: ولم يَحُلَّ العَمِس الهَثْهاثا هر قال الليث: الهِرَّةُ السِّنَّوْرة، والهِرُّ الذَّكر. قال ويجمع الهِرُّهررةً، وتجمع الهِرة هِراراً. والهَرِيرُ دون النُّباح، تقول: هَرَّ إليه، وهرَّه. وبه يشبَّهُ نظر الكُماة بعضهم إلى بعض، وفلان هرّهُ الناس أي كرِهوا ناحيته. وقال الأعشى: أرى النَّاس هَرُّونى وشُهر مَدْخلـى ففي كُلّ ممشى أرْصد النَّاس عَقْرباً وهرَّ الشوك هرَّا إذا اشتد يبسه. وأنشد: رعَيْنَ الشبْرق الريَّان حتى إذا ما هرَّ وامتنع المذاقا قال: والهُرهُور الكثير من الماء واللبن إذا حَلَبْت سمعت له هَرْهرةً، وأنشد: سَلْمٌ ترى الدالىِّ منـه أزورا إذا يَعُبُّ في السَّرِى هرهرا قال والهَرْهَرَةُ والغرغرة يُحكى به بعض أصوات الهند والميد، وهم جنس من السودان عند الحرب. وأخبرني المنذري عن أبي طالب أنه قال في قولهم: فلان مايعرف هِرّاً من بِرٍّ. قال خالد: الهِرّ السَّنَّوْر والبِر الجُرذُ. وقال ابن الأعرابي: لايعرف "هاراً?من "بارا?لو كتبت له. وقال أبو عبيدة مايعرف الهرهرة من البَرْبَرة، والهرهرة صوت الضأن والبربرة صوت المِعْزى. وقال الفزاري: البِرُّ اللطْف، والهِرُّ: العقُوق، وهو من الهرير. ثعلب عن ابن الأعرابي: هَرَّ بِسَلحْه، وهَكَّ بسَلْحه إذا رمى به، وبه هُرارٌ إذا استطلق بطنه حتى يموت. سلمة عن الفراء "هل?قد تكون حَجْدا وتكون خَبراً. قال: وقول الله (هل أتى على الإنسان حين من الدهر) من الخبر، معناه: قَدْ أتي على الإنسان حينٌ من الدددَّهْرُ. قال: والجَحْدُ أن تقول هل زلت تقوله، بمعنى مازلت تقوله. قال فيستعملون هل، تأتى استفهاما وهو بابها وتأتى جحدا مثل قوله. وهل يقدر أحمد على مثل هذا. قال: ومن الخبر قولك للرجل هَلْ وعَظْتك هل أعظيْتك تقرره بأنك قد وعظته وأعطيته. حُكى عن الكسائي أنه قال تقول هل زلت تقوله بمعنى مازلت تقوله قال فيستعملون هل بمعنى ماقال ويقال متى زلت يقول ذلك وكيف زلت وأنشد: وهَلْ زِلْتُم تأوى العشيرةُ فيكـم وتُنْبِتُ في أكناف أبْلح خِصْرم وقال الفراء وقال الكسائي: هل تأتى استفهاما وهو بابها وتأتى جَحْداً مثل قوله: ألا هل أخُو عيش لذيذ بددائم
معناه: ألا ماأخو عَيْش. قال: وتأتى شَرْطاً، وتأتى بمعنى قد، وتأتى توبيخاً، وتأتى أمراً، وتأتى تنبيهاً، وقال فإذا زِدْت فيها ألفا كانت بمعنى التسكين. وهو معنى قوله: إذا ذُكر الصالحون فحى هلا بعمر قال: معنى حي أسرع بذكره ومعنى هلا أي اسْكن عند ذكره حتى تنقضى فضائله. وأنشد: وأي حصَانٍ لايقال لها هلا أي اسكنى للزَّوْج. قال: فإن شدَّددْت لامها فقلت هلاَّ صارت بمعنى اللوم والحضّ فاللَّوم على مامضى من الزمان، والححضُّ على مايأتى من الزمان، ومن الأمر قوله جل وعز: (فَهَلْ أنْتُمْ مُنْتهون). وأخبرني المنذريُّ عن ثعلب أنه قال: حَيَّ هل أي أقْبل إلىّ، وربما حذف حى فقيل هَلاَ إلى. وقال الزجاج: إذا جعلنا معنى "هَلْ أتى على الإنسان?قدد أتى على الإنسان، فهو بمعنى ألَمْ يأت على الإنسان حين من الدهر. أخبرني المنذري عن فهمٍ عن ابن سلام قال: سألت سيبويه عن قوله: (فلولا كانتْ قريةٌ آمنت فنفعها إيمانها إلاَّ قومَ يونس) على أي شئ نُصب؟ قال: إذا كان معنى إلا لكن نُصب. وقال الفراء في قراءة أُبي فهلا، وفي مصحفنا فلولا. قال: ومعناها أنهم لم يؤمنوا ثم استثنى قوم يونس بالنصب على الانقطاع بما قبله. كأن قوم يونس كانوا منقطعين من قوم غيره. وقال الفرَّاء أيضا: لولا إذا كانت مع الأسماء فهي شرطٌ، وإذا كانت مع الأفعال فهي بمعنى هلاَّ، لَوْمٌ على مامضى وتحضيض لما يأتى. وقال الزجاج في قوله: (لولا أخَّرْتنى إلى أجل قريب) معناه هلاّ. وقال الليث: تقول: هَلّ السححابُ بالمطر وانهل بالمطر انْهلالاً، وهو شدة انصبابه، ويتهلَّلُ السحاب ببَرْقه أي يتلالأُ، ويتهلل الرجل فَرَحاً. وقال: زهير: تَرَاهُ إذا ماجِئْتهُ مـتـهـلِّـلاً كأنك تعطيه الذي أنتْ سائله قال: والهَلِيلةُ: الأرض التي استُهلّ بها المطر، وماحوإليها غيرُ ممطور، قال: والهِلال غُرَّةُ القمر حين يُهِلُّه الناس في أول الشهر. تقول: أُهلَّ القَمَرُ. ولايقال أُهلَّ الهلالُ. قلت: هذا غلط. وكلام العرب: أُهلَّ الهِلال. وروى أبو عبيد عن أبي عمرو: أُهِلَّ الهلال، واسُتِهلّ لاغيرُ. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي: أهَلَّ الهلالُ واسْتَهَلَّ وأهل الصبيُّ واستَهَلَّ. وقال: الشهرُ الهلالُ بعينه. وقال شمر: أُهل الهلال واستهل قال واستَهَلَّ أيضا وشهر مستهلٌ. وأنشد: وشهر مستهلُّ بعد شَهْرٍ ويوم بعده يومٌ قريبُ قال أبو بكر: قال أبو العباس: سُمِّى الهلالُ هلالا لأن الناس يرفعون أصواتهم بالإخبار عنه، وأَهَلَّ الرجلُ واستهلَّ إذا رفع صوته. وقول الشاعر: غَيرَ يَعْفُورٍ أهلَّ بـه جَابَ دَفَّيْه عن القلبِ قيل في الإهلال إنه شئ يعتريه في ذلك الوقت يخرج من جوفه شبيهٌ بالعُواء الخفيف، وهو بين العواء والأنين، وذلك من حاقّ الحرص وشدة الطلب وخوف الفَوْت، وانهلت السماء يعنى كلب الصيدد إذا أرسل على الظبْى فأخذه أبو زيد. استهلَّت السماء في أول المطر، والاسم الهلَلُ. وقال غيره: هلّ السحاب إذا قَطَر قَطْراً له صوتٌ، وأهلَّه الله، ومنه انهلال الدمع وانْهلال المطر. وأخبرني المنذريُّ عن أبي الهيثم قال: يسمى القمر لِلَيْلَتَيْن من أوَّل الشهر ليلة ست وسبع وعشرين هلالاً. ويسمى مابين ذلك قمراً، ويقال: أهْلَلَنا الهِلال واستهلَلْناه. وقال الليث: المُحْرِم يُهِلُّ بالإحرام: إذا أوجب الحُرُم على نفسه، تقول: أهَلَّ فلانٌ بعمرة أو بحجة أي أحرم بها، وإنما قيل للاحرام إهلالٌ لأن إحرامهم كان عند إهلال الهلال. قلت: هذا غلط انما قيل للاحرام: هلالٌ لرفع المُحرم صوته بالتلبية. قال أبو عبيد قال الأصمعي وغيره الإهلالُ التلبية، وأصل الإهلال رفْع الصوت، وكل شئ رافعٍ صوته فهو مُهِلٌّ. قال أبو عبيد: وكذلك قول الله جل وعز في الذبيحة: (وماأُهِلَّ لغير الله به) هو ماذبح للآلهة وذلك لأن الذَّابِح كان يُسَمِّيها عند الذبح، فذلك هو الإهلال. وقال النابغة: يذكر دُرّةً أخرجها غوَّاصها من البحر: أو دُرَّةٍ صَدَفيةٌ غوَّاصـهـا بَهِجٌ متى يَرَها يُهِلَّ ويَسْجُدِ يعنى بإهلاله رفعه صوته بالدعاء والحمد لله إذا رآها.
وقال أبو عبيد: وكذلك الحديث في استهلال الصبي إذا وُلد لم يرث ولم يُورَثْ حتى يستهل صارخا وذلك أنه يُسْتَدَل على أنه وُلِد حيّاً بصوته. وقال ابن أحمر: يُهِل بالفَرْقَدِ ركبـانـهـا كما يُهِل الرّاكبُ المعتمرْ وقال الليث: قال أبو الخطاب كل متكلمٍ رافعٍ الصوت أو خافضه فهو مُهلُّ ومستهل، وأنشد: وألفيت الخخُصوم وهم لدَيْه مُبَرْشمة أهلوا ينظرونـا قلت: والدليل على صحة ماقاله أبو عبيد وحكاه عن أصحابه قول السَّاجع عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين قضى في الجنين الذي أسقطته أمه ميتا بغُرَّة، فقال: أرأيت من لاشرب ولاأكل ولاصاح فاستهل مثل دمه يُطل. فجعله مستهلا بصياحه عند الولادة. وقال الليث، يقال للبعير إذا استَقْوس وحنى ظهره والتزق بطنه هُزالا، واحناقا قد هُلِّلَ البعير تهليلا. وقال ذو الرمة: إذا رفضَّ أطرافُ السِّياط وهُلِّلَت جُرُوم المطايا عذَّبَتْهن صَـيْدَحُ ومعنى هُلِّلت: أي انحنت حتى كأنها الأهلة ددقة وضُمرا. وقال الليث: الهَلَلُ الفرع، يقال حَمَل في هَلَل، وإن ضرب قِرْنه. ويقال أحجم عنا هَلَلاً قاله أبو زيد. وقال: مات فلان هَلَلاً ووَهَلاً أي فرقا. وقال أبو عبيد التهليل النكوص. وقال كعب بن زهير: ومابهم عن حياض الموت تَهْليلُ وأخبرني المنذري عن أبي الهيثم أنه قال: ليس شئ أجرأ من النمر. ويقال: إن الأسدد يُهلل ويكلل، وأن النمر يُكَلَّلُ ولايُهَلِّلُ. قال: والمهللّ الذي يحمل على قرنه ثم يجبن فينثنى ويرجع، يقال حَمَل ثم هلّل، والمكللّ الذي يحمل فلا يرجع حتى يقع بقرنه وقال الراعي: قوم على الإسلام لما يَمْنعوا ماعونهم ويُهللوا تهـلـلا أي لما يُُهللوا أي لما يرجعوا عمَّاهم عليه من الإسلام من قولهم هَلّلَ عن قِرْنه وكلّس. قلت: أراد لما يضيعوا شهادة أن لاإله إلا الله، وهو رفع الصوت بالشهادة: هذا على قول من رواه "ويضيعوا التهليلا". وقال الليث: التهليل: قول لا إله إلا الله قلت: ولاأراه مأخوذ إلا من رفع قائله به صوته. وقيل: هو مأخوذ من حُرُوف لا إله إلا الله. قلت: وهذا أوْلى بقول الراعى من التهليل بمعنى النكوص إذا روى "ويضيعوا التهليلا". وقال الليث: الهِلال الحيَّةُ الذَّكر. قلت: الهلال عند العرب الحيّة ذكراً كان أو غير ذكرٍ، كذلك قال ابن الأعرابي وأنشد: في نَثْلةٍ تَهْزأُ بالنِّصال كأنها من خلع الهلال يصف دِرْعاً، شبهها في صفائح بِسَلْخ الحيَّة، وهزؤها بالنصال ردُّها إياها. وقال ابن الأعرابي: الهلالُ أيضاً مايبقى في الحوض من الماء الصافى. قلت: وقيل له هلالٌ لأن الغدير إذا امتلأ من الماء استدار، وإذا قلَّ ماؤه صار الماءُ في ناحية منه فاستقوس. قال: والهلال الغلام الحسن الوجه. ويقال للرَّحى هلال إذا انكسرت. وقال الليث الهَلْهَل السم القاتل قلت: ليس كل سُمٍّ يكون قاتلا يسمى هَلْهَلاً ولكن الهَلَهَل ضربٌ من السموم بعينه يقتل من ذاق منه، وإخاله هنديا. وقال الليث: الهَلَهلة سخافة النسج. ثوبٌ مُهَلْهَلٌ. قال: والمُهلهلة من الدروع أرْدؤها. أبو عبيد عن الأحمر قال: اللهَلهُ والنّهْنهُ الثوب الرقيق النسج. وقال شمر: يقال ثوب مُهَلْهَلهٌ ومهلهلٌ ومنَهْنَهٌ، وأنشد: ومدَّ قُـصـىٌّ وأبـنـاؤه عليك الظِّلال فما هَلْهَوا وقال شمر في كتاب السلاح: المهلْهَلةُ من الدروع. قال بعضهم: هي الحسنة النَّسْج الرقيقة ليست بصفيقة. قال ويقال: هي الواسعة الحلق. قال وقال ابن الأعرابي: ثوب لَهْلهُ النسج أي رقيقٌ ليس بكثيف. ويقال هَلْهَلتُ الطَّحين إذا نخلته بشئ سخيف، وقال أمية: كما تُذْرى المهَلْهَلةُ الطحينا وقال النابغة: أتاك بقولٍ لَهْلَهِ النسـج كـاذبٍ ولم يأتك الحقُّ الذي هو ناصع وقال الليث: الهُلاهل من وصف الماء الكثير الصَّافي. قال: ويقال أنهج الثوب هلهالا، وأنشد شمر قول رؤبة: ومُخخْفقٍ من لَهْلَهٍ ولَهْلَهِ من مهمه يَجْتَبنْه ومَهْمهِ قال ابن الأعرابي: اللُّهلُه الوادي الواسع. وقال غيره: اللَّهالهِ مااستوى من الأرض.
وقال الليث: اللّهله المكان الذي يضطرب فيه السراب. وقال الأصمعي: اللَّهْلَهُ مااستوى من الأرض. وقال أبو نصر: أهاليلُ الأمطار لاواحد لها في قول ابن مقبل: وغيثٍ مريعٍ لم يُجدع نبـاتـه وَلَتْهُ أهاليل السماكْين مُعْشب وقال ابن الأنباري قال أبو عكرمة الضبي يقال: هَيْلل الرجلُ إذا قال لاإله إلا الله وقد أخذنا في الهَيْلَلة إذا أخخذنا في التَّهْليل. قال أبو بكر: وهو مثل قولهم حَوْلق الرجل وحَوْقَل إذا قال لاحول ولاقوة إلا بالله، وأنشد: فِداك من الأقوام كلُّ مبـخَّـل يُحولقُ إما ساله العرفَ سائلُ قال وقال الخليل: حَيْعل الرجل إذا قال حيّ على الصلاة، قال: والعرب تفعل هكذا إذا كثر استعمالهم الكلمتين ضموا بعض قولهم لاتُبَرْقلْ علينا، والبَرْقلة كلام لايتبعه فعل، مأخوذ من البَرْق الذي لامطر معه. أخبرني المنذريّ عن أبي العباس أنه قال: الحوقلة والبسملة والسبححلة والهيللة، قال هذه الأربعة جاءت هكذا، قيل له: فالحمد له فقال: لا، وأنكره. ابن بزرج: هَلال المطر وهلاله، وماأصابنا هِلال ولابلال ولاطلالٌ. قال وقالوا: الهِلَلُ للأمطار واحدها هِلَّةٌ وأنشد: من منعج جادت روابيه الهِلَلُ أبو عبيدد عن الأصمعي: انهلت السماء إذا صبت، واستهلت إذا ارتفع صوتُ وقعها، وكأن استهلال الصبي منه. وقال أعرابي: ماجاد فلان لنا بهلَّةٍ ولابلة. ويقال أهل السيف بفلان إذا قطع فيه. وقال ابن أحمر: ويل أمِّ خخِرْقٍ أهلَّ المشرفيُّ به على الهَبَاءة لانِكْـسٌ ولاورعُ وهلال البعير مااستقوس منه عند ضُمره. وقال ابن هرمة: وطارق همٍّ قـريتُ هـلالـه يُخبُّ إذا اعْتل المطىُّ ويرسم أراد أنه قدد فرى الهمُّ الطارقُ سير هذا البعير، وأما قوله: وليست لها ريحٌ ولكن وِديقةٌ يظلُّ بها السامى يُهلُّ وينقع فالسامى الذي يطلب الصيد في الرمضاء يلبس مِسْحَاتَيْه ويُثير الظباء من مكانها، رَمِضْت تشققت أظلافها ويُدركها السامى فيأخذها بيده، وجمعه السُّماةُ. وقال الباهلي في قوله: يُهل: هو أن يرفع العطشان لسانه إلى لهاته فيجمع الريق، يقال جاء فلانُ يُهِلُّ من العطش، والنقع جمع الريق تحت اللسان. أبو عبيد عن أبي زيد يقال للحدائد التى تقم مابين أحْناء الرحال أهِلَّة واحدها هلال. وقال غيره هِلال النَّوْءِ مااستقوس منه. وقال الللحيانىَّ: هاللت الأجير مهالَّة وهلالاً إذا استأجرته من الهلال إلى الهلال بشئ معلوم. أبو عبيدد عن أبي عمرو: هَلْهَلْتُ أُدركه أي كنت أدركه. وقال ابن الأعرابي: الهلْهَلةُ الانتظار والتأنى. وقال الأصمعي في قول حرملة بن حكيم: هَلْهِل بكعب بعد ماوقعت فوق الجبين بساعدٍ فَعْم قال: هَلْهِلْ بكعبٍ أي أمهله بعد ما وقعت به شَجَّةٌ على جبينه. ويقال هَلْهل فلان شعره إذا لم يُنَقِّحه وأرسله كما حضره وكذلك سمى الشاعرُ مهلهلا. وقال شمر: هلْهَلْتُ تَلَبَّثْتُ وتنظَّرْت قال: وسمى مهلهل مهلهلا بقوله لزهير ابن جناب: لما توغل في الكراع هجينهم هلهلتُ أثأر جابراً أو صنبلا أخبرني أبو بكر عنه. ويقال: أهلَّت أرض بعالمها إذا ذكرت به. وقال جرير: هنيئاً للمدينة إذ أهلَّـت بأهل العلم أبدأ ثم عادا وقال أبو عمرو: يقال لنسج العنكبوت الهَلَلُ والهَلْهَلُ. ثثعلب عن ابن الأعرابي: هلَّ إذا فرحح. وهلّ إذا صاح. وقال في موضع آخر: هلَّ يَهُل إذا فرح وهلَّ يهلُّ إذا صاح وبنو هلال قبيلة من العرب. هن
قال الليث: هَنٌ كلمةٌ يُكنى بها عن أسم الإنسان كقولك أتانى وأتتنى هَنَهْ النون مفتوحة في هَنَهْ إذا وقفت عندها لظهور الهاء فإذا أددرجنها في كلام تصلها به سكَّنت النون لأنها بُنيت في الأصل على التسكين فإذا ذهبت الهاء وجاءت التاء حسن تسكين النون مع التاء كقولك رأيت هَنْت مقبلةً لم تصرفها لأنها اسم معرفة للمؤنث وهاء التأنيث إذا سكن ماقبلها صارت تاء مع ألف الفتح؛ لأن الهاء تظهر معها لأنها بنيت على إظهار صرف فيها فهي بمنزلة الفتح الذي قبله كقولك القناة، الحياة. وهاءُ التأنيثث أصْل بنائها من التاء، ولكنهم فرقوا بين تأنيث الفعل وتأنيث الاسم، فقالوا في الفعل فَعَلْت فلما جعلوها اسماً قالوا فعلة، وإنما وقفوا عند هذه التاء بالهاء من بين سائر الحروف لأن الهاء ألْين الحروف الصِّحاح. والتاء من الحروف الصِّحاح، فجعلوا البدل صحيحا مثلها، ولم يكن في الحروف حرفٌ أهشُّ من الهاء، لأن الهاء نَفَسٌ، قال: وأما هَنْ فمن العرب من يُسَكِّن يجعله كَقْد وبَلْ فيقول دخلت على هَنْ يافتى ومنهم من يقول هَنٌ فيجريها مجراها. والتنوين فيها أحسن قال رؤبة: إذ مِنْ هَنٍ قَوْلٌ وقَوْلٌ من هَنِ وأخبرني المنذريُّ عن أبي الهيثم أنه قال: كل اسم على حَرْفَين فقد حُذف منه حَرْفٌ، قال: والهَنُ اسم على حرفين مثل الحر على حرفين. قال وعن النحويين من يقول: المحذوفُ من الهَنِ والهَنَة الواوُ كأن أصله هَنَو، وتصغيره هُنَيٌّ لمَّا صغرته حركت ثانيه ففتحته، وجعلت حروفه ياء التصغير، ثثم رَدَدْتَ الواو المحذوفة، فقلت: هُنَيْو ثم أدغمت ياء التصغير في الواو فجعلتها ياءً مُشدَّدة كما قلنا في أبٍ وأخٍ أنه حذف منهما الواو وأصلها أخوٌ وأبو. قال ومن النحويين من يقول هذا هنوك للواحد في الرفع ورأيت هناك في النصب، ومررت بهنيك في موضع الخفض، مثل رأيت أخاك وهذا أخوك، ومررت بأخيك، ورأيت أباك ومررت بأبيك وهذا أبوك ورأيت فاك وهذا فوك ونظرت إلى فيك، ومثلها رأيت حماك ومررت بحميك وهذا حموك، قال ومن النحويين من يقول أصل هن هنّ وإذا صغر قيل هُنَيْن، وأنشد: ياقاتل الله صبيانا تجئ بـهـم أم الهُنَيْنَيْن من زَنْدلها وارى وأحد الهنينين هُنَيُّن وتكبير تصغيره. هَنٌّ ثم يخفف فيقال هنٌ. قال أبو الهيثم: وَهَنٌ كناية عن الشئ يُستفحش ذكره تقول: لها هَنٌ تريد لها حِرٌ كما قال العماني: لها هَنٌ مستهدف الأركان أقمر تَطْلِيه بزعفـران كأن فيه فلق الرمـان فكنى عن الحر بالهن فافهمه. قلت وأهمل الليث حروفا من مضاعف هن فلم يذكر منها شيئا. فمنها ماأقراني الإيادي عن شمر لأبي عبيد عن الأصمعي: قال: الهُنَانةُ الشحمة. قال وقال شمر: يقال مالبعير هُنانة أي مابه طِرْقٌ وأنشد قول الفرزدق: أيفاتشونك والعظامُ رقـيقة والمخ هَمتخر الهُنانة رَارُ قال شمر: وسمعت أبا حاتم يقول حضرت الأصمعي وسأله إنسان عن قوله: ماببعيري هَانة وهُنانة فقال إنما هو هُتاتة بتاءين. قال أبو حاتم فقلت إنما هو هانَّه وهُنانةٌ وبجنبه أعرابي فسأله فقال ماالهُتاتة؟ فقال لعلك تريد الهُنانة فرجع إلى الصواب قلت: وهكذا سمعته من العرب الهُنانة بالنون للشحم. وقال غيره يقال: هَنَّ وحنَّ وأنَّ: وهو الهَنينُ والحنينُ والأنينُ قريب بعضها من بعض وأنشد: لمَّا رأي الدَّار خلاء هَنّا بمعنى حنّ أي بكى، يقال هَنَّ الرجل يهن إذا بكى أي حن أو أنّ ويقال الحنين أرفع من الأنين وقال الآخر: لاتنكحْن أبدا هَنّـانـهْ عُجَيِّزا كأنها شيطانَهْ يريد بالهنَّانة التي تبكى وتئن. أبو عبيد عن أبي عمرو: يقال اجْلس هَهنا: أي قريبا، وتنححَّ ههنا أي أبعد قليلا. قال وهَهُنَّا أيضا، تقوله قيس وتميم: قلت: وسمعت جماعة من قيس يقولون اذهب هاهُنَّا بفتح الهاء، ولم أسمع بالكسر من أحد أنشد ابن السكيت: حنَّتْ نَوارُ ولات هنّا حنـت وبَددَ الذي كانت نوارُ أحنَّت أي ليس هاهنا موضع حنينٍ، ولافي موضع الحنين حنَّتْ. وأنشد لبعض الرّجاز: لما رأيتَ مَحْمليها هَنّـا محذرين كدت أنَّ أُجنَّا قوله: هنا أي هاهنا يغلط به في هذا الموضع.
سلمة عن الفراء قال: من أمثالهم هَنَّا وهَنَّا عن جمال وَعْوَعَهْ قال هذا مثل كما تقول: كلُّ شَئْ ولاوججع الرأس، وكل شئ ولاسيف فراشة. قال أبو المفضل وقال أبو الهيثم تقول: العرب هَنَّا وهَنَّا عن جمال وَعْوَعه يقول: إذا سَلِمْت أو سلم فلان لم أكترث لغيره. قال والعرب تقول إذا أردت البعد: هنا وهاهنا وهاهناك. وإذا أردت القرب قلت هُنا وهاهنا وتقول للرجل الحبيب هاهنا وهنا أي اقترب وادْنُ، وفي ضده للبغيض هاهنا وهنا أي تنح بعيدا، وقال الححطيئة يخاطب أمه: فها هنا اقعدي عنى بعيدا أراح الله منك العالمينا وقال ذو الرمة يذكر مفازة بعيدة الأرجاء: هَنّا وهَنّا ومن هنالهن بـهـا ذات الشمائل والأيمان هَيْنُوم وقال شمر: أنشدنا ابن الأعرابي للعجاج. وكانت الحياة حـين حـيّت وذكرها هنَّت فلات هنت قال أراد هَنَّا وهَنَّهْ فصيره هاء للوقف، فلان هنت أي ليس ذا موضع ذاك ولا حينه، ومنه قول الأعشى. لات هَنَّا ذِكْرى جُبَيْرة أم مَنْ جاء منها بطائف الأهوال ورواه ابن السكيت "وكانت الحياة حين حُبَّت "يقول وكانت الحياة حين يُحَبّ، وذِكْرُها هَنَّت، يقول وذكر الحياة هناك ولاهناك أي للْيَأس من الحياة. وقال وتمدح رجلا بالعطاء هَنّا وهَنّا وعلى المَسْجوح أي يُُعطى عن يمين وشمال وعلى المسجوح أي على القَصْدد وقال ابن أحمر: ثم ارتمينا بقولٍ بيننـا دُوَلٍ بين الهَنَاتَيْنِ لاجِدّاً ولالَعَبا يريد هُنَّ وهُنَّ ودول مرة منى ومرة منها، وتمام تفسير لاث هَنَّا في معتل الهاء، لأن الأقرب عنددى أنه من المعتل. نه قال الليث وغيره: النَّهْنَهَةُ الكفّ تقول نَهْنَهْتُُ فلانا إذا زجرته وأنشد: نَهْنِهْ دُمُوعك إنَّ مـن يَغْتَرُّ بالحدثان عاجز قلت: والأقرب فيه أن أصل نَهْنه النَّهْى فكرر على حد المضاعف أبو عبيد عن الأحمر النَّهْنَهُ والنَّهْلَهْ الرقيق النسج. هف في النوادر تقول العرب: ماأحسن هِفَّة الورق ورقتَّه، وهي إبْرِدته، وظلٌّ هَفْهافٌ بارد. وقال الليث: الهفيف سرعة السير وقال ذو الرمة: إذا مانعسنا نَعْسةً قـلـت غَـنِّـنـا بخرقاء وارفع من هفيف الروَّاحل قال: وقد هفُّ يهف هفيفاً. قال وموضع من البطيحة كثير القَصْباء فيه مُخْترق للسُّفن يقال له: زُقاق الهفة ويقال للجارية الهيفاء مُهَفْهَفةٌ وهي الخميصة البطن الدقيقة الخصر وقال امرؤ القيس: مهفهفةٌ بيضاءُ غَيْرُ مفاضةٍ وروى عن علي رضى الله عنه، أنه قال في تفسير قول الله جل وعز: (أنْ يأتَيكُم التَّأبوت فيه سكينة) قال: لها وجهٌ كوجه الإنسان، وهي بعد ريحٌ هفافة، يقال ريح هَفَّافةٌ أي سريعة المَرِّ في هبوبها. وجناح هفَّافٌ: خفيف الطيران. وقال ابن أحمر يصف الظليم: ويلْحَفُهُنَّ هفَّافاً ثخينا أي يلبسن جناحاً، وجعله ثخيناً لتراكبِ الريش. ورجل هفَّافُ القميص إذا نُعت بالخفة. وقال ذو الرمة في لْغزيَّاته: وأبيضَ هفافِ القميص أخذته فجئت به للقوم مغتصباً قَسْراً أراد بالأبيض قلباً تغشاه شحمٌ أبيض. وقميص القلب غشاؤه من اللحم، وجعله هفَّافاً لرقته. ويقال شُهْدةٌ هفَّةٌ ليس فيها عسل، وغَيْمٌ هِفٌّ لاماء فيه. وأما قول مزاحم: كبيضة أُدْحىٍ بوَعْس خـمـيلة يهفهفها هَيْقٌ بجؤْشُوشهِ صَعْلُ فمعنى يهفهفها أي يحركها ويدفعها لتُفْرخ عن الرأْل. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الهفُّ الهازبا، واحدته هَفَّة قال: وقال الأصمعي: هو الهِفُّ بالسكر وقال عمارة: يقال للهف الحُساس. والهازبا جِنْسٌ من السمك معروف. وقال ابن الأعرابي: هَفْهف الرجل إذا كان ممشوق البدن كأنه غُصْن يميد. أبو عبيد عن أبي عمرو إليهفوف الحديدُ القلب. واليْأفوف الخفيف السريع قال وقال الفراء: إليهفوف الأحمق قلت: وكله من الخفَّة. فه قال الليث: الفَهُّ الرجل العَيىُّ عن حجته وامرأة فهَّةٌ. وقد فهِهْت يارجل تفهُّ. ورجل فَهٌّ فَهِيهٌ. أبو عبيد عن أبي زيد قال: الفَهُّ العيىُّ الكليل اللسان، يقال منه: جئتُ لحاجةٍ فأفَّهنى عنها فلان حتى فُهِهْت إذا نسَّاكها.
وقال ابن الأعرابي: أفهَّنى عن حاجتى حتى فَهِهْت فَهَها: أي شغلنى عنها حتى نسيتها. قال: وفَهْفَه الرجلُ إذا سقط من مرتبة عاليةٍ إلى سفل. وفي حديث أبي عبيدة بن الجراح أنه قال لعمر حين قال له: ابسط يدك أبايعك، مارأيت منك فَهَّةً في الإسلام قبلها، أتبايعنى وفيكم الصديق ثثانى اثنين؟ قال أبو عبيد: الفَهَّة مثل السَّقْطة والجَهْلة. ورجل فَهٌّ وفهيهٌ وأنشد فلم تَلْقَنى فَهّاً ولَمْ تُلْف حُجَّتى مُلَجْلَجةً أبغى لها من يُقيمها وقال شمر: قال ابن شميل: فَهَّ الرجل في خُطبته وحجَّته إذا لم يَبْلغ فيها ولم يشفها. وقد فهِهْت في خطبتك فهاهةً. قال: وأتيت فلاناً فبيَّنْت له أمري كله إلاَّ شيئاً فإنىِّ فهِهْتهُ أي نسيته. هب قال الليث: يقال هَبَّت الريح تهبَّ هُُبُوباً والنائم يهُبُّ هَباً. والسيف يَهُبَّ، إذا هُزَّ، هَبَّة. قال: والتيس يهبُّ هبيباً ااسِّفاد، والناقة تهب هباباً. وقال الأصمعي: هبَّت الريح تهبُّ هُبُوباً وهبيباً. وهبّ النائم يهبَّ هُبوباً. وهب التَّيس يهب هباباً إذا هاج. وهبَّ السيف هَبَّة إذا قطع، وإنه لذو هَبَّةٍ إذا كانت له وقْعةٌ شديدة. يقال احذَرْ هَبَّة السيف. وثوبٌ هبايب وخبايب، بلا همز فيهما، إذا كان متقطعا. والهباب النَّشاط. وقال شمر: هبَّ السيف قطع. وأهبَبْتُ السيف إذا هزَزْته فاهْتَبَّه وهَبَّهُ إذا قطعه. قال وهَبْبتُ الثوب حزقته، فتهبب أي تخرق. وثوب أهْبابٌ أي قطع. وقال أبو زبيد: على جناجنه من ثوبه هِبَبٌ أبو عبيدة عن يونس يقال: هَبّ فلانٌ حيناً ثم قدم: أي غاب دهْوا ثم قدم: وأين هَبْبَت عنا؟ أي غبت عنا. أبو زيد: غَنِينا بذلك هَبَّة من الدهر، أي حقبة. وروى النضر بن شميل حديثا بإسناد له عن رغْبان. قال: لقد رأيت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: يهبُّون إليهما كما يهبون إلى المكتوبة، يعنى الرَّكعتين قبل المغرب. قال النضر: قوله يهبُّون إليهما: أي يسْعون. أبو العباس: عن ابن الأعرابي: هَبَّ فلانٌ إذا نُبِّه، وهب إذا انهزم. عمرو عن أبيه قال: هَبْهبَ إذا زجر، وهَبْهبَ إذا ذبح وهَبْهب إذا انتبه. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: البَهىُّ القصاب. قال الأخطل: على أنَّها تهدى المطـيَّ إذا عَـوَى من الليل ممشوقُ الذراعين هَبْهَبُ أراد به الخفيف من الذئاب. وناقة هَبْهَبِيَّةً سريعة خفيفة قال ابن أحمر. تماثيل قِرْطاسٍ على هَبْهَـبـيَّةٍ جلا الكورُ عن لحم لها متخدد قال: أراد بالتماثيل كُتَباً يكتبونها. وقال الليث: هَبْهب السراب هَبْهَبةً إذا ترقرق. قال: والهَبْهابُ اسم من أسماء السَّراب. قال: ولُعْبةٌ لصبيان الأعراب يسمونها الهَبْهاب. قال والهَبْهَبيُّ يقال تَيْس الغنم. ويقال: بَلْ راعيها، وأنشد: كأنَّه هَبْهَبيُّ نـام عـن غـنـم مستأوِرٌ في سواد الليل مذْءوبُ به عمرو عن أبيه قال: بهَّ إذا نَبُل وزاد في جاهه ومنزلته عند السلطان. وهَبَّ إذا انْتبه. وقال ابن المظفر: البَهْبَهُ من هدير الفحل، وأنشد: برجس بَعْباع الهدير البَهْبَهِ ويقال اللأبَحِّ أبهُّ. وقال ابن السكيت قال الأصمعي: بَخْ بَخْ، وبَهْ بَهْ للشئ يُتَعَجَّبُ منه، وأنشد: من عزانى قال بَهْ بَهْ سِنْخُ ذا أكْرَمُ أصْلِ شمر قال المفضل الضَّبى يقال: إن حوله من الأصوات البَهْبه أي الكثير قال رؤبة: برجس بخباخ الهدير البَهْبَهِ قال وقال ابن الأعرابي: في هديره بَهْبَهٌ وبَخْبَخٌ. والبعير يَبَهْبِهُُ في هديره. وقال غيره: يقال للشئ إذا عُظِّم بَخْبَخٌ وبَهْبَهٌ. هم قال الليث: الهَمُُّ ماهممت به من أمر في نفسك. تقول أهمَّنى الأمر. والمُهِمَّات من الأمور الشددائد. قال: والهَمُّ الحُزن. والهِمَّةُ ماهمتت به من أمر لتفعله. وتقول: إنه لعظيم الهِمَّة، وإنه لصغير الهمة. قال: والهُمامُ من أسماء الملوك لعظم هِمَّته. وتقول: لايَكَادُ ولايَهُمُّ كَوْداً ولاهَمّاً ولامهمة ولامكادة. قال: والهَمِيمُ ددبيبُ هَوَامِّ الأرض. والهوامُ ماكان من خشاش الأرض، نحو العقارب وما أشبهها، الواححدة هامَّةٌ؛؛ لأنها تَهُمّ أن تدب.
وروى سُفيان عن منصور عن المِنْهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان يُُعَوِّذ الحسن والحسين: أُعيذ كما بكلمات الله التامة، من شر كل شيطان وهامَّة، ومن شر كل عين لامة. ويقول: هكذا كان إبراهيم يعوِّذ إسماعيل وإسحاق صلى الله عليه وسلم عليهم أجمعين. قال شمر: الهامَّةُ واحدة الهوامِّ، والهوامُُّ الحيَّات وكلُّ ذي سم يقتل سمُّه. وأما مالا يقتل ويسم فهى السَّوامُّ مشدَّدة الميم لأنها تسم ولاتبلغ أن تقتل مثل الزنبور والعقرب وأشباهها. قال: ومنها القوامُّ وهي أمثال القنافذ والفأر واليرابيع والخنافس، فهذه قوامُّ وليست بهوَّام ولاسوَّام. والواحدة من هذا كله هامةٌ وسامة وقامَّة. قلت: وتقع الهامة على غير ذوات السم القاتل. ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكعب بن عُجْرة: أيؤذيك هوامُّ رأسك؟ أراد بها القمل، وسماها هوامّ لأنها تدبُّ في الرأس والجسد، وتهُمُّ مثله. ويقال مارأيت هامةً أكرم من هذه الدابَّة، يعنى الفرس. ثعلب عن ابن الأعرابي: يقال هَمّ إذا أغلى. وهَمّ إذا إلى. وأخبرني المنذري عن أبي العباس ثعلب: أنه سئل عن قول الله جلّ وعز: (ولقد هَمَّتْ به وهَمَّ بها لولا أن رأي بُرْهان رَبِّه)، فقال: همَّتْ زليخا بالمعصية مُصرة على ذلك، وهمَّ يوسف بالمعصية ولم يأتها ولم يُصر عليها، فبين الهَمَّتين فرقٌ. وقال ابن بُزرْج: الهامةُ الححيَّة، والسامَّة العقرب. يقال للحية قد همت الرجل، وللعقرب قد سمْته. وقال الليث: الانْهمامُ الانهضام في ذوبان الشئ واسترخائه بعد جموده وصلابته، مثل الثلج إذا ذاب تقول: قد انْهم، وانهَّمت البقول إذا طُبخت في القدر. قال: والهامُومُ من الشحم كثيرُ الإهالة. وقال ابن الأعرابي: الهامُومُ مايسيل من الشَّحمة إذا شويت. وكل شئ ذائبٍ تسمى هامُوماً، وأنشد: وانْهمَّ هامُومُ السَّديف الوارى قال ويقال: همَّك ماأهمك. أي إذابك ماإذابك. ويقال: أهمك ماأقلقك. وهمت الشمس الثلج إذابته. قال ويقال: مارأيت هامةً قط أكرم منه، الميم مشددة، يقال هذا للبعير وللفرس، وريقال لغيرهما. وقال أبو عبيد في باب قلة اهتمام الرجل بشأن صاحبه: هَمُّك ماهَّمك، ويقال هَمُّك مأهمك. جعل مانفيا في قوله: ماأهمك، أي لم يُهِمُّك. ويقال: معنى ماأهمك؟ أي ماأحزنك وقيل ماأقلقلك. وقال ابن السكيت: الهمُّ من الحُزْن. والهَمُّ مصدر همَّ الشحم يَهُمُّه هماً إذا إذابه وأنشد: يُهَمُّ فيه القوم همّ الحَمِّ والهمُّ مصدر هَمَمْتُُ بالشئ هماً. والهِمُّ الشيخ البالى، وأنشد: وما أنا بالهم الكبيرُ ولاالطفل أبو العباس عن ابن الأعرابي يقال: هِمَّ لنفسك ولاتَهِمَّ لهؤلاء: أي اطلب لها واحفل. سلمة عن الفراء ذهبت أتهمَّمه أنظر أين هو؟ وقال أبو عبيد عن الفر اء ذهبت أتهمَّمُه أي اطلبه. وقال أبو عبيد: التَّهمِيمُ المطر الضعيف، ومنه قول ذى الرُّمَّة. من لَفْحِ ساريةٍ لوثاءَ تَهْمِيمُ ابن السكيت عن أبي عمرو الهميمة من المطر الشيء الهين. وهُمام الثلج ماسال من مائه إذا ذأبوقال أبو وجزة: نواصح بين حَمَّاوَيْن أحْصَنَتا مُمَنَّعاً كهمام الثلج بالضَّرب أراد بالنواصح الثنايا البيض. ويقال همام بكذا أي هُمَّ به، مثل نزال. أبو عبيد عن الأموى: يقال: لاهَمَام أي لاأهُمُّ، وقال الكميت. عادلاً غيرهم من الناس طُرَّا بِهِمْ لاهَمَام لى لاهَـمَـامِ ويقال: هَمَّ اللبن في الصحن إذا حلبه. وانهَمَّ العرق من جبينه إذا سال وقال اللحيانى: سمعت أعرابياً من بنى عامر يقول: تقول إذا قيل لنا أبقى عندكم شئٌ؟ فنقول هَمْهامِ ياهذا: أي لم يبق شئٌ. وقال العامرى. قلت لبعضهم: أبقى عندكم شئ؟ قالوا هَمْهام وحَمْحام ومَحْماحِ وبَحْباح، أي لم يبق شئ، وأنشد: أوْلمـتَ ياخِـنَّـوْتُ شَـرَّا يلام في يوم نحس ذي عجاج مِظْلامْ ماكان إلا كاصطِـفـان الأقـدامْ حتى أتيناهم فقالوا هَـمْـهـامْ أي لم يبق شئ. وقال الليث الهَمْهَمةُ تردُّددُ الزئر في الصدر من الهم والْحُزْن.
والهَمْهَمةُُ نحو أصوات البقر والفيلة وأشباه ذلك. ويقال للقصب إذا هزته الريح: إنه لَهُمْهُومٌ. ويقال للحمار إذا ردّد نهيقه في صدره أنه لَهَمْهيمٌ. قال ذو الرمة. خَلَّي لها سِرْب أولاها وهيَّجهـا مِنْ خَلْفها لاحقٌ الصُّقْلين هِمْهِيمُ وهَمْهم الرّعد إذا سمعت له دوياً. وهَمْهَم الأسد، وهَمْهم الرجل: إذا لم يبن كلامه. وفي حديث مرفوع أحب الأسماء إلى عبد الله وهَمَّامٌ لأنه مامن أحد إلا ويهُمُّ بأمر من الأمور: رشد أوغَوى. ويقال هو يَتَهَمّمُ رأسه أي يفليه، وقال الراعى: في الهَمَاهِمِ بمعنى الهموم: طَرَفاً فتلك هَمضاهمى أقْريهما قُلُصاً لَواقح كالقسيّ وحُـولا عمرو عن أبيه: الهَمُوم: الناقة الححسنة المشية، والقِرْواحُ التي تعاف الشرب مع الكبار، فإذا جاء الدَّهْداهُ شربت معهن. مه قال الليث: المَهْمَهُ الخَرْقُ الأملس الواسع. وقال ابن شميل المَهْمَهُ الفلاة بعينها لاماءُ بها ولاأنيس. وأرض مَهَامهُ: بعيدة. وقيل: المَهْمَهُ البلد المُقْفِرُ ويقال مَهْمَهةٌ وأنشد: في شبه مَهْمهةٍ كأنَّ صُوَيَّها أيْدى مخالعة تكفُّ وتنهدُ وقال الليث: مَهْ زجْرٌ ونهى. وتقول: مَهْمَهت أي قلت له: مَهْ مَه. وأما مَهْما فإن النحويين زعموا أن أصل مهما: ماما، ولكن أبدلوا من الألف الأولى هاء ليختلف اللفظ، فما الأولى هب ماء الجزاء، وما الثانية هي التي تزاد تأكيداً لحروف الجزاء مثل أينما ومتى وكيفما، والدليل على أنه ليس شئ من حروف الجزاء إلاّ و "ما?تزاد فيه. قال الله (وإما تثقفنَّهم في الحرب) الأصل إن تثقفهم: وقال بعض النحويين في مهما: جائز أن يكون مَهْ بمعنى الكَفّ، كما تقول مَهْ أي كُفّ، وتكون ماللشرط والجزاء، كأنهم قالوا: اكْفُفْ، ماتأتنا به من آية، والقول الأول أفْيس، قال أبو بكر ابن الأنباري في مهما: قال بعضهم معنى مه كُفّ ثم ابتدأ مجازياً وشارطاً، فقبال: مايكن من الأمر فإنى فاعل، فَمَهْ في قوله منقطع من "ما". وقال آخرون في مهما يكن: مايكن، فأرادوا أن يزيدوا على "ما?التى هي حرف الشرط "ما?للتوكيد كما زادوا على إن ما. قال الله (فإمَّا نَذْهبنّ بك) فزاد ما للتوكيد، وكرهوا أن يقولوا "ما، ما?لاتفاق اللفظين فأبدلوا ألفها هاء ليختلف اللفظان، فقالوا: "مهما?قال وكذلك "مَهْمَنْ?أصله "مَنْ مَنْ?وأنشد الفراء: أماوى مَهْمَنْ يستمع في صديقه أقاويل هذا الناس ماويَّ يَنْـدمِ وأخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي "مهمالى": مَهْما لى الليلة مَهْما لِيَهْ أوْدى بِنَعلى وسِربإليه قال: مهما لى، ومالى واحدٌ. وقال أبو سعيد: يقال مَهْمَهْتهُ فنَمَهَمْه أي كففتُه فكفّ. وقال ابن السكيت: نقول للرجل: مَهْ، فإن وصلت قلت: مَهٍ مَهْ. وكذلك صَه، فإن وصلت قلت صَهٍ صَهْ. ابن بزرج يقال مافي ذلك الأمر مَهْمَهٌ وهو الرجا، ويقال مَهْمَهتُ منه مَههاً. ويقال: ماكان لك عند ضربك فلاناً مَهَهٌ، ولاروية. أبو عبيد عن الأحمر والفراء: كل شئ مَهَهٌ ومَهَاهٌ ماالنساء وذكرهن، معناها حسن يسيرٌ إلا النساء. فنصب على هذا. والهاء مه مهةٍ ومهاهٍ ثابتةٌ كالهاء من مِيَاهٍ وشفاهٍ. وقال عمران ابن حطان: فليس لعَيِشْنا هذا مَهَـاهٌ وليست دارنا الدُّنيا بدار والحمد لله وحده. هخ قال الليث: أهملت الهاء مع الخاء في الثلاثي الصيحيح إلا قولهم: جارية هَبَيّخةٌ وهي التَّارة. قال وكل جارية بالحميرية: هَبَيّخةٌ قال: والهبيَّخى مِشْيةٌ في تبختر وأنشد: جرّت عليه الريح ذيلا أنْبَخا جرَّ العروس ذيلها الهَبَيَخا ويقال: اهبيَّخَتْ في مشيها اهِبيّاخاً وهي تَهْبَيَّخُ. أبو عبيدة: الهبيَّخُ الرجل الذي لاخير فيه. وفي النوادر: امرأة هَبَيَّخهٌ. وفتى هبيَّخٌ إذا كان مخصباً في بدنه حسناً. هغ
قال ابن المظفر قال الخليل بن أحمد: لاتوجد الهاء مع الغين إلاَّ في هذه الحروف وهي الأهْيَغُ والغَيْهقُ والهَيْنَغُ والغَيْهَبُ والهِلْياغ. فأما الأهيغ فإنك ترى تفسيره في أول معتل الهاء. وأمَّا الغيهق فهو النَّشاط، ويوصف به العظم والتَّرارة. وأخبرني المنذريّ عن الصيداوي قال: سمعت الرياشي يقول سمعت أبا عبيدة ينشد: كأنما بى من إرانى أوْلَـقُ وللشباب شِرَّةٌ وغَـيْهَـقُ ومنهلٍ طامٍ عليه الغَلْفَـق يُنيرُ أو يُسْدى به الحذَرْنَقُ قال أبو عبيدة الإران النشاط، والأوْلَقُ الجنون والشّرّه النشاط، وكذلك الغَيْهقُ. قال: والغلْفَقُ الطُّحُلب. وقال ابن دريد الغَيْهق الطويل من الإبل وقال النضر فيما حكى عنه أبو تراب الغَوْهَقُ الغراب وأنشد: يتْبَعْن ورقاء كلون الغَوْهقِ قلت: والثَّابت عندنا لابن الأعرابي وغيره العَوْهق العزاب بالعين. وقد مرّ في كتاب العين ولاأنكر أن تكون الغين فيه لغةٌ والله أعلم. هغل قال الليث: الهِلْياغُ شئ من صغار السباع، وأنشد: وهِلْياغُها فيها معاً والغناجِلُ قلت: أما الهِلْياغ فلم أسمعه إلا لليث. ولاأددري لمن هذا الشعر. وأما الغناجلُ فواحدها غُنْحُلٌ وهو عناقُ الأرض، بالغين والنون. وكان بعض أصحابنا روى هذا الحرف العَثْجَلُ، وهو عناق الأرض وهو تصحيف والصواب غُنْجُل. هغن قال الليث: الهَيْنَغُ المرأة المانغة الضاحكة المُلاعبة وقال رؤبة: قَوْلاً كتحديث الهَلُوك الهَيْنَغُ وهانغت المرأة غازلتها. أبو عبيد عن أبي زيد يقال خاضنت المرأة وهانغتها إذا غازلهتا: وقرأت بخط شمر: امرأة هَيْنَغٌ فاجرة وهَنَغت إذا فجرت، وأنشد بيت رؤبة. هغف قال ابن دريد هَفَغ يَهْفَغُ هفوغاً إذا ضعف من جوع أو مرض. قلت لم أجده لغيره ولاأُحقه. هبغ قال الليث وغيره الهُبُوغ النوم وأنشد: هَبَغْنا بين أذْرُعهـنّ حـتـى تَبَخْبَخَ حَرُّذى رَمْضاء حانى أبو عبيد عن أبي زيد: هَبَغ الرجل يَهْبَغُ إذا نام. وعن أبي عمرو خَبَط مثل هَبَغَ. غهب قال الليث: الغَيْهَبُ شدَّة سواد الليل والجمل ونحوه. يقال جمل غَيْهبٌ مظلِمُ السواد. وقال امرؤ القيس: تلافَيْتها والبُوم يَدْعو بها الصَّدى وقد أُلْبِست أفراطها ثنْى غيهب شمر عن ابن الأعرابي: لَيْلٌ غَيْهبٌ وغيهم. وقد اغْتهَبَ لرجل سار في الظُّلْمة. وقال الكميت: فذاك شبهَّتُه الـمـذكـرة ال وجناء في البيد وهي تَغْتَهِبُ أي تباعد في الظلم وتذهب. وقال اللحيانى أسود غَيْهبٌ وغيهم. وقاله ابن الأعرابي أيضا. وقال شمر: الغَيْهبُ من الرجال الأسود، شُبِّه بغَيْهب اللَّيل. قال: والغَيْهَبُ الذي فيه غفلة أو هَبْتَهٌ وأنشد: حَلَلْتث به وِتْرى وأدركتُُ ثؤرتى إذا ما تناسى ذَحْلهُ كلُّ غَيْهبِ وقال كعب بن جعيل يصف الظليم: غَيْهَبٌ هَوْهَاةٌ مُخْتَـلِـطٌ مستعارٌ حِلْمه غير دَئلِ وروى عن عطاء أنه سئل عن رجلٍ أصاب صيدا غهباً وهو مُحْرم، فقال: عليه الجزاء. قال شمر: الغَهَبُ أن يصيبه غَفْلةٌ من غير تعمد، يقال: غَهْبتُ عن الشئ أغْهبُ عنه غَهَباً إذا أغفلت عنه ونسيته. ونحو ذلك قال أبو عبيد في كتابه: أبو عبيد أشدُّ الخيل دُهْمةً. الأدْهم الغَيْهَبىُّ، وهو أشد الخيل سواداً، والأنثى غَيْهَبةٌ، والجميع غياهب. قال: والدجُوجىُّ دون الغَيْهب في السواد، وهو صافى لون السواد. غهم قال أبو الحسن اللحيانى: أسْود غَيْهَمٌ وغَيْهَبٌ وهو الشدديد السواد. همغ قال أبو عبيد قال الأصمعي: الهِمْيَغُ: الموت. الوحى المعجل: وقال أسامة الهذلي: إذا وردوا مِصْرهم عوجلـوا من الموت بالهِمْيَغ الضَّاغط وقال شمر يقال هَمَغ رأسه وثَدَغه وثمغه إذا شدَخَهُ. وفي نوادر الأعراب: انهدَغَتْ الرُطبة وانثدغَتْ وانثغمت أي انْفَضَخَتْ حين سقطت. وقال غيره: انهمغت كذلك. شهق قال الليث: الشهيق ضدُّ الزفير، فالشهيق ردُّ النفس، والزفير إخراج النفس. قال ويقول شهق يشهق ويشهق شهيقا. وبعضهم يقول: شُهُوقا.
أبو عبيدد عن أبي زيد شهق يشهق ويشهق كما قال الليث.
وقال الله جل وعز في صفة أهل النار (لهُمْ فيها زَفِيرٌ وشهيقٌ).
وقال أبو إسححاق الزجاج: الزَّفير والشهيق من أصوات المكروبين. قال والزفير من شدَّة الأنين وقبيحه، والشهيق الأنين الشديد المرتفع جداً. قال: وزعم أهل اللغة من البصريين والكوفيين أنَّ الزفير بمنزلة ابتداء صوت الحمار في النهيق، قلت: وهكذا قال الفراء في تفسير هذه الآية، وهو صحيح. والله أعلم بما أراد.
حدثنا محمد بن إسحاق، قال حدثنا العباس الدُوري، قال حدثثنا عبيد الله بن موسى، قال حدثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع: (لَهُم فيها زَفِيرٌ وشهيق) قال: الزَّفير في الحلق، والشهيق في الصدر.
وقال ابن السكيت: كُلُّ شئ ارتفع وطال فقد شهق. ومنه يقال شهق يشهق إذا تنفس نفساً عاليا. ومنه الجمل الشاهق.
وقال أبو عبيدد: الش!َاهق الطويل من الجبال.
وقال الليثث: جبلٌ شاهقٌ ممتنعٌ طولاً، والجمع شواهق.
وقال أبو زيد: يقال للرجل إذا اشتدَّ غضبه: إنه لذو شاهقٍ، وإنه لذو صاهلٍ.
وفحل ذو شاهقٍ وذو صاهلٍ: إذا هاج وصال، فسمت له صوتاً يخرج من جوفه.
وقال الأصمعي شهقت عين الناظر عليه إذا أصابته بعين.
وقال مزاحم العقيلي:
إذا شهقت عينٌ عليه عزوْتهُ لغير أبيه أو تسَّنيْتُ راقياً
أخبر أنه فتح إنسان عينيه عليه فخشيت أن يصيبه بعينه قلت: هو هجين لأردَّ عين الناظر عنه إليه.
السَّهْوقَ والقَهْوس والسَّوْهق.
أخبرني الإيادي عن شمر أنه قال السْهوق والسوْهق واحد.
قال وقال الفراء: رجل قَهْوسٌ وهو الطويل الضخم.
وقال شمر: اللفاظ الثلاثة بمعنى واحدٍ في الطول والضِخَم.والكلمة واحدةٌ إلا أنَّها قُدِّمت وأخَّرَتْ، كما قالوا عقاب عَبَنْقَاةُ وهَقَنْبَاةٌ.
أبو عبيد عن أبي عمرو والفراء، قالا: السهْوَقُ: الطويل.
قال الفراء: والسهْوقُ الكذّاب أيضاً.
قال: والسهوْق من الرياح التي تَنْسِجُ العَجَاج، أي تَسْقِى.
وقال الليث: السهْوق كل شئ تَرَّ وارْتَوى من سوق الشجر وأنشد:
وظيفٌ أزجُّ الخَطْوِرَّيانُ سَهْوَق
أزجُّ الحَظْوِ: بعيدددُ ما بين الطرفين، مقوَّسٌ، والسَّهْوَن الكذَاب أيضاً.
هزق
قال الليث: أمرأةٌ هَزِقَةٌ ومِهْزَاقٌ: وهي التي لا تستقر في موضع.
وقال أبو عبيد: المِهْزَاقُ من النساء: الكثيرة الضَّحِك.
قال وقال أبو زيد: أَهْزَق فلانٌ في الضحك وزَهْزَق.وأَنْزَق إذا أكثر منه.
ابن الأعرابي: زَهْزَقَ بالضحك وأنْزَقَ وكَرْكَرَ.
وفي النوادر: زَهْزَقَ في ضحكه زَهْزَقَةً ودَهْدَق دَهْدَقَةً.
وقال غيرهم: الهَزَق النَّشاطُ وقدد هَزق يهزَقُ هَزَقاً.
قال رؤبة:
وشَبّح ظهرَ الأرضِ رقّاصُ الهَزَق
زهق
قال الليثث: زَهَقَتْ نَفْسُه وهي تَزْهَقُ أي تذهب.
وكل شئ هَلَك وبَطَل فقد زَهَق.
أبو عبيد عن الكسائي قال: زَهَقَتْ نَفْسَه وزهِقَتْ: لغتان.
ووقال أبو عبيدٍ قال أبو زيد: زَهَقَ فلانٌ بين أَيْدِينا يَزْهَقُ زُهُوقاً إذا سَبَقَهم، وكذلك زَهَقَ الدابّةُ إذا سَمِن، مثله.وزَهَقت نَفْسُه وزَهق الباطلُ: ليس في شئ منه زَهِقَ.
وقال ابن السكيت: زَهَقَ الفرسُ وزَهَقَتْ الراحلة زُهوقاً إذا سَبَقَتْ وتقدَّمَتْ وزَهَق مُخُّه فهو زاهِقٌ إذا اكتنز.وهو زاهِقُ المخّ.
قال: وزَهَق الباطلُ إذا غَلَبَهُ الحقُّ.وقد أَزْهَقَ الحقُّ الباطِلَ.
وقال اهل التفسير في قوله(جاءَ الحقُّ وزَهَقَ الباطِلُ) أي بَطُلَ واضْمَحل.
وقال شمر: فرسٌ زَهَقَى إذا تقدّم الخيل.وأنشد:
على قَرًا من زَهَقَى مِزَلّ.
وفي حديث عبددد الرحمن بن عوف: أنه تكلم يوم الشُّورى فقال"ان حابيِاً خيرٌ من زَاهِق"فالزّاهِقُ من السهام الذي وقع وراء الهدف دون الاصابة.والحابى الذي زحف إلى الهدف.فأّخْبَرَ أَن الضعيف الذي يُصيبُ الحقَّ خيرٌ من القويِّ الذي لا يصيبه وضرب الزاهقَ والحابي من السهام لهما مثلا.
وقال الليث: الزَّاهِقُ من الدواب السّمينُ.
قال وقال بعضهم: الزاهِقُ الشديد الهُزال الذي تحد زُهومة غُثُوثَةِ لحمه.قلت: هذا غلط، انما الزاهقُ الذي اكتنز لحمه ومُخُّه كما قال ابن السكيت.
وقال غيره: وقال الليث: الزَّهَقُ الوَهْدةُ ربما وقَعَتْ فيها الدوابُّ فهلكت، يقال: انْزَهَقَتْ أيديها في الحُفَر، وقال رؤبة: كأنّ أيديهن تهوى في الزّهَقْ وقال غيره: معنى الزهَقِ التقدًّم، في بيت رؤبة: وقال الليث: الزَّهْزَقَةُ ترقيصُ الأُمِّ الصبيَّ.والزّهْزَاقُ: اسم ذلك الفعل.والزَّهْزَقَةُ كالقَهْقَهَةِ أيضاً. أبو عبيدة: جاءت الخيلُ أَزَاهقَ وأَزَاهيقَ، وهي جماعاتٌ في تَفْرِقَةٍ، ولا واحدد لها من جنسها. قهز قال الليث: القِهْزُ والقَهْزُ لغتان، ضَرْبٌ من الثياب تتَّخذ من صوف كالمِرْعِزى، ربما خالطه الحرير. وقال أبو عبيد: القِهْزُ: ثياب بيض يخالطها حرير. وقال ذو الرّمة: من الزُّرْقِ أو صُقْعِ كأن رُؤسَهـا من القِهْزِ والقُوهِيّ بيضُ المقَانِعِ وقال الراجز يصف حمر الوحش: كأّنّ لَوْنَ فـي خُـضُـورهـا والتُبْطُرِىّ البيضِ في تَأْزِيزها قهد قال الليث: القَهْدُ من أوْلادِ الضّأْنِ يَضْرِبُ إلى البياض، والجمع قِهَادٌ، قال ويقال أيضاً لولدد البقرة الوحشية قَهْدٌوأنشد: نَقُوُدُ جِياَدَهُنّ وتَفَـتَـلِـيهـا ولا نَعْدو التُّيوس ولا القِهاَدَا وقال غيره: القِهاَدُ شاءٌ حجازية، وأنشد الأصمعي: أَتَبْكى أن يُسَاقَ القَهْدُ فيكـم فمن يبكى لأهل السَّاجِسِىّ الساجسيَّة غنم تكون بالجزيرة. شمر عن ابن شُميل: القَهْدُ: الصغير من البقر.اللطيف الجسم.ويقال القَهْدُ القصيرُ الذّنَبِ، قاله أبو عمرو. وقال المفضل.قَهدَ في مشيه إذا قارب خَطْوَه ولم ينبسطَ في مشيه، وهو من مشى القصار. أبو عبيدد: أَبْيَضُ يَقَقٌ وقَهْبٌ وقَهْدٌ وهو بمعنى واحد.قال لبيد: لِمُعَفَّرٍ قَهْدٍ تنازَع شِلْوَه وصف بقرة وحشية أكل السبعُ ولدها فجعله قَهْداً لبياضه. ثعلب عن الأعرابي قال: القَهْدُ: غنم سود تكون باليمن وهي الحَذَفُ. قال: والفَهْدُ النرجس إذا كان جُنْبَذاً لم يتفتح، فإذا تفتح فهى التفاتيح والتّفاقيح والعيون. دهق قال الليث"الدّهَقُ خشبان يُغْمَزُ بهما الساق.قال: وادّهقت الحجارة ادِّهاقاً، وهو شدةٌ تلازمها ودخول بعضها في بعض وأنشد: يَنْصَاح من حَبْلَةَ رَضْمٌ مُدَّهِقْ وقال الزجاج في قول الله جل وعز: (وكأْساً دِهاَقا) قال: ملأي.قال وجاء في التفسير أيضاً: صافية.وانشد: يَلذُّه بكأسِه الدِّهاَق وقال غيره أَدْهقْتُ الكَأسَ إلى أَصبارها اى ملأتها إلى اعإليها.وقال الليث: أدْهقتها شددت ملأها"قال والدَّهدقة دَوَران البضعُ الكثير في القِدِرِ إذا غَلَت، تراها تعلو مرة وتسفل اخرى وأنشد: تَقَمُّصَ دَهْدَاقَ البَضِيع كـأنّـه رؤس قطاً كُدْرٍ دِقاقِ الحناجر وقد اهملت الهاء والقاف مع الظاء والذال والثاء. قهر قال الليث: القَهْرُ الغلبة والاخذ من فوق والله القاهر القَهّار، قَهَر خَلْقَه بقدرته وسلطانه فصرَّفهم على ما اراد طوعاً أو كرهاً. ويقال أُخِذ القومُ قَهْراً إذا أُخذوا دددون رضاهم على سبيل الغلبة. ابن السكيت قال الطائي القَهِيرَةُ مححض يلقى فيه الرّضْف فإذا إلى ذُرّ عليه الدقيق وسيط به ثم أُكل.وقال غيره: قَهَرْنا اللحمَ نَقْهَرُه وذلك أول ما تأخذ فيه النارُ فيسيل ماؤه، قال الشاعر: فلّما أن تلَهْوَجْـنَـا شِـوَاءً به اللهَّبَاَنُ مقْهوُراً ضَبِيحاً يقال ضبَحته النار وضَبَتْه وقَهَرَتْه إذا غيَّرته. أبو عبيد عن الكسائي: أقْهَرْنَا فلاناً: وجدناه مقهوراً ومنه قول المُخَبل. تمنى حُصَيْنٌ أن يسود جِذاعَـه فأمسى حُصَيْنٌ لو أُذلَّ و أُقْهِرا قال أبو عبيد: ورواه الأصمعي قد أَذل وأَقهرا: أي صارَ أًصحابه أذلاء مَقْهُورين. وقال شمر: قال أبو عمرو: القَهْقَرُ الحجر الأملس. وقال أبو خيرة: القَهْقَرُ والقُهَاقِر وهو ما سهكت به الشئَ.قال: والقِهْرُ أعظم منه، وقال الكميت: وكأَنَّ خلف حِجَاجِها من رأسها وأمام مجمع أَخْدَعَيْها القَهْقَرَا شمر عن ابي عبيدة قال: القهقرُّ بتشديد الراء، قال الجعدى:
بِأَخخضَرَ كالقهقرِّ ينفض رأسَه أمام رِعال الخيل وهى تُقَرَّبُ واخبرني الاياديُّ عن شمر أنه قال: القهقرُ بالتخفيف الطعام الكثير الذي في الاوعية منضوداً، وأنشد: بَاتَ ابنُ أدْمَاءَ يسامى القَهْقَرَا قال شمر: والقَهْقَرُ الطعام الكثير الذي في العيبة.قال والقُهَيْقِرَانُ دويّبة. أبو عبيد: القَهْقَرَي التراجع إلى الخلف.يقال رجع فلانٌ القَهْقَرَى إذا رجع على عقبيه.وقد قَهْقَرَ إذا فعل ذلك. ابن الانباري: إذا ثنيت القَهْقَرى والخَوْزَلَى تُثَنّيه باسقاط الياء، فقلت القهْقَرانِ والخوزَلان، اشتثقالاُ للياءِ مع التثنية، وياء التثنية. وقد جاء في حدديث رواه عكرمة عن بن عباس عن عمرو ان النبي صلى الله عليه وسلم قال أني أمسك بحجزكم، هَلَمَّ إلى النار، وتَقَاَحمون فيها تقاحُم الفراش، وتَرِدُون على الحوض، ويُذْهب بكم ذات الشمال، فأقول ياربّ: أمتى فيقالُ انهم كانوا يمشون بعدك القَهْقَرى. قلت: معناه الارْتِدَادُ عما كانوا عليه. هقر ثعلب عن ابن الأعرابي: الهقَوَّرُ الطويل الضخم الأحمر والهُقَيْرَةَ تصغير الهَقْرَة، وهو وجع من اوجاع الغنم. قره قال الليث: القَرَهُُ في الجسدد كالقَلَح في الأسنان، وهو الوسخُُ.والنعت أَقْرَهُ وقَرْهَاءُ ومُتَقَرِّهٌ. ثعلب عن ابن الأعرابي: قَرِه الرجل إذا تَقَوَّب جِلْده من كثرة القُوباء. هرق قال الليث: هَرَاقَت السماء ماءَها، وهى تُهَرِيق.والماء مُهَرَاق، والهاء في ذلك متحركة لانها ليست بأصليةٍ، انما هى بددل من همزة أَرَاقَ.قال: أَهْرَقْتُ فهو خخطأ في القياس.ومثل للعرب تخاطب به الغضبان هَرِّق على خَمْرك أو تبين أي تَثَبّت.ومثل هرقت-والأصلُُ أرقت- قولهم: هَرَحْتُ الدابَّة وأَرَحْتُها، وهَنَرْتُ النار وأنرتها، واما لغة من قال أَهْرَقْتُ الماء فهى بعيدة. وقال أبو زيد: الهاء فيها زائددة، كما قالوا أَنْهأْتُ اللحم، والاصل أَنَأْتُه بوزن أَنَعْتُه. ويقال هَرِّق عنّا من الظهيرة، وأَهْرِئ عنَّا من الظهيرة جعل القاف مبدلة من الهمز في أهرئْ. وقال بعض النحويين: انما قالوا: هَرَاق يُهَرِيق لأن الأصل في أَرَاق يُريق يُؤَرْيِق؛لأن أفعل يُفْعِل كان في الاصل يُؤَفْعِلُ فقلبوا الهمزة التي في يُؤَرِيق هاء فقيل يُهَرِيق، ولذلك حرِّكت الهاء. وقال الليث: يقال مَطَر مُهَرَوْرِقٌ ودمع مُهَرَوْرِقٌ. عمرو عن ابيه: هو اليَمُّ والقَلَمَّسُ والنَوْفَلُ والمُهْرُقَانُ للبحر بضم الميم والراء. وقال ابن مقبل: يمشِّى به نُور الظبـاء كـأنَّـهـا جَنَى مُهْرُقَانٍ فاض باللّيلِ ساحلُه ومُهْرُقان معرّب أصله ماهى رُويان. وقال بعضهم: مُهْرُقان مُفْعُلان من هرقت، لأن ماء البحر يفيض على الساحل إذا مدّ فإذا جزر بقى الوَدَع والمُهْرَقُ الصحيفة البيضاء يكتب فيها معرَّبٌ أيضا، أصله مُهْرَه كَرَّر، قاله الأصمعي فيم روى عنه أبو عبيد. وأنشد: لآل أسماء مثل المهرق البالى وقال الليث: المُهْرَقُ في الصحراء الملساء. قلت: وانما قيل للصححراء مُهْرَقٌ تشبيها بالصحيفة الملساء. وقال الاعشى: ربِّى كريمٌ لا يكـدّر نِـعـمةً وإذا تُنوشد في المَهَارِق أنشدا أرادد بالمَهَارق: الصحائف. وقال أبو زيد: يقال: هَرِيقُوا عنكم أولَ الليل فحمةَ الليل أي أُنزلوا وهي ساعة يشقُ فيها السير على الدوابّ حتى يمضى ذلك الوقت وهو ما بين العَشَاءين. رهق قال الليث: الرَّهَقُ جهلٌ في الانسان وخفَّةٌ في عقله؛تقول به رهقٌ، ولم اسمع منه فعلاً.قال: ورجلٌ مُرَهَّقٌ موصوف بالرهق.قال: ورَهِقَ فلانٌ فلانا إذا تَبِعَهُ فقُرب ان يلحًقًه.قال: والرَّهَقُ أيضاً غشيان الشئِ، تقول: رهِقَه ما يكرَهُ: أي غشيه ذلك.قال الله: (ولا يَرْهَقُ وجوهَهُم قَتَرٌ ولا ذِلَّةٌ) أي لا يغشاها. أبو عبيد عن الأصمعي.في فلان رهَقٌ أي يَغْشى المححارمَ.قال وأَرْهَقْتُ الرججل: أدرَكْتُه، ورهِقْتُه غَشِيتُه، قال: والمُرَهَّقُ الذي يغشاه السؤالُ والضِّيفان: والمُرَهَّقُ أيضا المتَّهم في ددينه.وأرْهَق القوم الصلاة إذا أخَّرُوها، ححتى يددنو وقت الاخرى.
أبو زيد أرهَقْتُهُ عُسْراً إذا كلَّفْتَه ذاك، وأرهقْتُه إِثْماً حتى رهِقَه رهَقاً أَدركه. وفي حدديث ابي وائل أنَّه صلى على امرأةٍ كانت تَرَهَّقُ يعنى تُتَّهم وتُؤْبَنُ بشرٍّ.ومنه رجلٌ مُرَهَّق، وفيه رَهَقٌ إذا كان يُظَنّ به السوءُ، وقال الشاعر: كالكوْكبِ الأزْهر انشقَّت دُجُنَّتـه في الناس، لا رَهَقٌ فيه ولا بَخَلُ سَلمة عن الفراء قال: رِهِقَني الرجل يرْهَقُنى رَهَقاً: أي لَحِقَنى وغَشِينى، وأرهقْته إذا أرهقته غيرك. قال: والمُرْهَق المحمول عليه في الامر مالا يطيق.وبه رَهَقٌ شديد: وهى العظمة والغساء. شمر قال ابن شميل: أَرْهَقَنِي القوم أن أصلى أي أَعْجَلُونى. وقال ابن الأعرابي: أنه لَرَهِقٌ نَزِلٌ أي سريع إلى الشر سريع الحِدَّة. وقال الكميت: ولاية سِـلَّـغْـد ألـفَّ كـأنـه من الرَهَق المخلوط بالنّوك أَثْولُ وقال الشيباني: فيه رَهَقٌ أي خفة وحدّة.وانه لَمُرْهَقٌ أي فيه حدّة وسفه. وقال الزَّجاَّج في قوله الله: (وأّنَّهُ كان رجالُ من الإنس يَعُوذون برجالٍ من الجِنِّ فزادُوهُمْ رَهَقَاً) قيل كان أهلُ الجاهلية إذا مرت رفقة منهم بوادٍ يقولون نَعُوذُ بعزيز هذا الوادى من مرَدَةَ الجن فزادوهم رَهَقَاً اى ذلةً وضعفاً. قال: ويجوز-والله اعلم-انّ الإنس الذين عَاذُوا بالجنّ زادهم الجنُّ رَهَقَاً أي ذِلَّةً. وقال مجاهد في قوله: (فَزَادُوهم رَهَقَاً) قال: طُغْياناً. وقال قتادة: زَادُوهم إثْماً. وقال الكلبي: زادُوهم غَيَّاً. وأما قوله جل وعز: (فَلاَ يَخَافُ بَخْساً ولا رَهَقَاً). فان الفراء قال معناه: لا تخاف بخساً ولا ظُلماً. قلت: الرَّهَقُ اسمٌ من الارهاق وهو أن يُحمَلَ عليه مالا يطيقه. وقال الليث: يقال: أرهقْنَاهم الخيلَ فهم يُرهَقون. قال: والمُراهِقُ الغلامُ الذي قد قارب الحُلْم. قال ابن بُزُرْجج، يقال: جارية مُراهقَةٌ وغلامٌ مراهقٌ، ويقال جارية رَاهِقَة وغلام رَاهِقٌ.وذلك ابنُ العشرة وإحدى عشرة وأنشد: وفتاةٍ راهقٍ عُلَّقْـتَـهـا في عَلالىَّ طِوالٍ وظُلَل قال: والرَّهَقُ الكذب وأنشد: حلفَتْ يميناً غير ما رَهَقٍ بالله ربِّ محمدٍ وبِلاَلِ وفي حديث سعد أنه كان إذا دخل مكة مُرَاهِقاً خرج إلى عرفة قبل أن يطوف بالبيت. ويقال: هو يَعْدُو الرَّهَقَ وهو ان يُسرِع في عدوه حتى يُرهِقَ الذي يطلبُهُ. ويقال: القوم رُهاَقُ مائة ورَهاق مِائة كقولك زُهاء مائة.وقُراب مائة. وقال النضر: الرَّهُوق الناقة الوَسَاعُ الجواد التى إذا قُدْنَها رَهِقَتْك حتى تكاد أن تطأَكَ بخفها، وأنشد: وقلت لها أرخِى فارخت برأسها غشمْشمةٌ للقـائدِينَ رَهُـوقٌ وقال أبو عمرو: الرَّهَقُُ الخفة والعربدة، وأنشد في وصف كَرْمَةٍ: لها حَلِيبٌ كأنّ المسـكَ خـالـطـه يغشى الندامى عليه الجُود والرَّهقُ أراد عصير العنب والريَّهقَاَنُ الزعفران، قاله أبو عبيدة. الأصمعي: يقال رَهِقَه دَيْنٌ فهو يَرْهَقُه إذا غشيه، وأنه لعطوفٌ على المُرْهَق أي على المددْرَك.وقد أرهَقَ فلانٌ الصلاةَ إذا أخخرها ححتى تكاد أن تَدْنُوَ من الاخرى. ثعلب عن ابن الأعرابي: المُرهَّق الفاسِدد.والمُرَهّقُ الكريم الجواد. وقال ابن هَرمة: خير الرجال المرهقون كما خير تلاع البلاد أوطؤها وهم الذين يغشاهم الاضياف والسؤَّال. هقل قهل.هوقلة مستعملة. قال الليث: القَهَلُ كالقَرَهِ في قشف الانسان وقَذر جلدده.ورجل متَهِّلٌ لا يتعاهدد جسده بالماء والنظافةِ. قال: وأقْهَلَ الرجلُ إذا تكلّف ما يعيبه ويدنِّس نفسه، وأنشد: خليفة الله بلا إقْهال قال: وقهِل الرجل قَهَلاً إذا استقل العَطَّية وكَفَر النعمة. وقال أبو عبيد: قهل الرجل قهلا إذا جدّف. وقال أبو عمرو: قَهَلت الرجل أقْهَلُه قَهَلاً إذا أثْنَيْتَ ثناءً قبيحاً، ورجلٌ متقَهِّل إذا كان رثَّ الهيئة متقشِّفاً: ويقال: قَهَلَ جلدهُ وقحَلَ إذا يَبِس فهو قاهِلٌ قاححلٌ: وقال أبو عمرو: التَّقهل شكوى الحاجة، وأنشد: لَعْوٌ إذا لاقيته تَـقَـهَّـلاَ وإن حَطَأْتَ كتفيه ذَرْملا
والذَّرْمَلَةُ إرسال السلح، رجلٌ مِقْهاَلٌ إذا كان مُجَدِّفاً كفوراً للنعمة. وقال هميان يصف عيراً وأُتُنَه: تضْرحه ضرحاً فينقَـهِـلُّ يرفتُّ عن منسمه الخشبلُّ ينقهلّ أصله مخفف اللام فثقَّله، ومعناه أنه يشكوها ويحتمل ضرحها إياه، والخشبلُّ الحجارة الخشنة. هقل الهِقْلُ: الظليم، والنعامة هِقْلة. وقال مالك بن خالد: والله ما هِقْلة حَصَّاءُ عنّ لهـا جَوْنُ السَّرَاةِ هَزِفٌّ لَحمُه زِيَمُ وقال الليث: الهِقْلُ والهِقْلَةُ الفَتِيَّان من النعام. قله قال الليث: القَلَهُ لغة في القَرَهِ. لهق وقال الليث: اللّهَقُ الابيض ليس بذي بريق ولا مُوهَةٍ كاليَقَق، انما هو نعت للثور والثوب والشيبِ.والبعير الأعْيَسُ لَهَقٌ والانثى لَهَقٌ والجميع لَهَقَةٌ وأنشد: بان الشبابُ ولاح الواضح اللّهَق ولا أرى باطلا والشيبُ يَتَّفِق أبو عبيد: أبيضُ يَقَقٌ ولهقٌ بمعنى واحد: ثعلب عن ابن الأعرابي: يقال في فلان لَهْوَقَةٌ وبَلْهَقةٌ أي طرمَذَة وكَبْر. أبو عبيد عن الأصمعي التَّلَهْوق مثل التَّمْلُّق. وقال: رجلٌ مُهَلَّقُ اللون أي أبْيضه واضحه. وقال أبو الخطاب تلهوق الرجل تَلَهْوُقاً، وهو أن يتزين بما ليس فيه من الخُلُق والمروءة والدين. وقال رؤبة: والغِرُّ مَغْرُورٌ وإن تَلَهْوقا وقال الليث: رجل لَهْوقٌ، وهو يَتَلَهْوق: وهو أن يَبْدى من سنحاته ويفتخر بغير ماعليه سجيته. وفي الحديث: كان خُلُق النبي صلى الله عليه وسلم سجيَّة، ولم يكن تَلَهْوُقاً. نقه قال الليث: نَقِه يَنْقَهُ معناه فهم يفهم، فهو نَقِهٌ سر يع الفِطْنة. ابن بزرج: نَقَهْتُ الخبر والحديث، مفتوحٌ ومكسور نَقْهاً ونُقُوهاً ونَقَاهةً ونُقْهاناً. وأنا أنْقه. قال: ونَقِهْتُ من الحمى أنْقه منها نُقُوهاً. ونقه من مرضه يَنْقه نُقُوهاً، فهو ناقةٌ. وقال شمر روى ابن الأعرابي بيت المخبّل: واستنقهوا للمحلم أي فهموه. قال: ورواه أبو عدنان عن أبي زيدٍ مثله. وفي النوادر، يقال: انْتَقَهْتُ من الحديث ونَقَهْتُ، وانْتَقَهْتُ أي اشتَفَيْتُ. وفلانٌ لايَفْقَهُ ولا يَنْفقَهُ بمعنى واحد. نهق قال الليث: النَّهْقُ-جَزْمٌ-نبات يشبه الجِرْجير من أحرار البقول، يؤكل. قلت سماعى من العرب النَّهَقُ بحركة الهاء للجرجير البري، رأيته في رياض الصَّمَّان، وكنا نأكله بالتمر لأن في طعمه حمزة وحرارة، وهو الجرجير بعينه إلا أنه بريٌّ يلذع اللسان، ويقال له الأيْهَقَانُ، وأكثر ما ينبت في قَرِيْان الرياض. وقال الليث: النهيق صوت الحمار، فإذا كرَّر نهيقه قيل أخذه النُّهاقُ. قال: ونواهق الدابة عروق تكتنف خياشيمه، الواحدة ناهقةٌ. أبو عبيد عن أبي عبيدة: النَّواهِقُ من الخيل والحُمُر حيث يخرجج النُّهاقُ من حلقه، قال: وقال الأصمعي: النواهق العظام الناتئة من الخيل في خدودها. وقال أبو عبيدة في كتابه: الناهقتان: عظمان شاخصان في وجه الفرس أسفل من عينيه. وقيل النَّواهِقُ ماأسْهل من الجبهة في أسفل الأنف. ابن السكيت: الناهقان عظمان يَبْدوان من ذى الحافر في مجرى الدمع. ويقال لهما: النواهق، وأنشد: بعارى النَّواهقُ صَلْتِ الجبي ن يستنُّ كالتيس ذى الحُلَّبِ فهق قال الليث: الفَهْقَةُ عظمٌ عندد فائق الرأس مشرفٌ على اللَّهاة، وهو العظم الذي يسقط على اللَّهاة فيقال نُهق الصبي وقال رؤبة: قد يَجَأُُالفَهْقَة حتى تَنْدلِقَ أي يلجأ القفا ححتى تسقط الفهْقة من باطن. ثثعلب عن ابن الأعرابي الفَهْقَةُ مَوْصِلُ العُنُق والرأس، وهي آخر خرزة في العنق. وقال الليث: الفَهَقُ اتساع كل شئ ينبع منه ماءٌ أو دمٌ. تقول انْفَهَقَت الطعنة وانفهقت العين، وهي أرض تَتَفَهَّقُ مياها عذابا وقال الشاعر: وأطْعنُ الطَّعْنَةَ النَّجْلاء عن عُرَضٍ تَنْقى المسابير بالإزْبادِ والفَهَـقِ قال: والفَيْهَقُُ الواسع من كل شئ، يقال مفازةٌ فَيْهقٌ. شمرُ عن ابن الأعرابي: أرض فَيْهَقٌ وفَيْحَقٌ، وهي الواسعة. قال رؤبة: وإنْ عَلَوْا من فَيِفِ خَرْقٍ فَيْهقاً ألْقى به الآل غديراً دَيْسَقـا
قال: وانفهقّ الشئُ إذا اتسع. وقال رؤبة: وانْشَقّ عنها صَحْصَحَانُ المُنْفَهِقْ قال: ومنه يقال: انْفَهَق في الكلام وتَفَيْهقَ إذا توسع فيه. وقال الفرزددق. تَفَيْهَقَ بالعِراقِ أبو المُثَنَّى وعلّم قَوْمه أكْلَ الخَبيص وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن أبغضكم إلىّ الثَّرْثارون المُتَفَيْقُهون. قيل يارسول الله: وما المتفيقهون؟ قال: المتكبرون. قال أبو عبيد، قال الأصمعي: أصل الفَهَقِ الامتلاءُ، فمعنى المتَفَيْهِقِ الذي يتوسع في كلامه ويَفْهَقُ به فمه. وقال الأعشى: تروح على آلِ المحَلِّق جَفْـنَةٌ كَجَابيِةِ الشسخ العراقيّ تَفْهَقُ يعنى الامتلاء: وقال الليث: المُتَفَيْهِقُ الذي يتفتح بالبذَخ. يقال: هو يَتَفَيْهَقُ علينا بمال غَيْره. وقال ابن الأعرابي: كل شئ توسَّع فقد تَفَهَّق. وبئر مِفْهَاقٌ كثيرة الماء. قال حسان: على كلِّ مِفْهاقٍ، خسيفٍ غُرُوبهـا تُفَرِّغُ في حوض من الماء أسْجَلا قال الغروب ههنا ماؤها. وقال الأصمعي حدثنا قُرَّة بن خالد قال سئل عبدُ الله بن عثى عن المُتَفَيْهِق، فقال: هو المتفخم المتفتح المتبختر. وفي الحديث: أن!َ رجلاً يخرج من النار فيُدْنى من الجنَّة فَتَنْفَهِق أي تنفتح وتتسع. والفَيْهَقُ البلد الواسع. المنذري عن ثعلب عن سلمة عن الفراء. قال. يقال: بات صَبِيُّها على فَهَقٍ: إذا امتلأ من اللَّبن. فقه قال الليث: الفِقْه العلم في الدين، يقال: فَقِه الرجل يَفْقه فهو فقيهٌ. وأفْقَهْته أنا، أي بيَّنت له تعلُّم الفقه. قلت أنا، يثال: فقه فلانٌ عَنِّى مابيَّنْت له يَفْقه فِقْهاً إذا فَهِمه. وقال لى رجل من بنى كلاب، وهو يصف لى شيئاً فلما فرغ من كلامه قال لى: أفقِهْت؟ يريد: أفَهِمْت؟ والفِقْهُ هو الفَهْمُ. قال: أُُوتى فلانٌ فِقْهاً في الدين أي فهماً فيه. ودعا النبيُّ صلى الله عليه وسلم لابن عباس، وقال: اللَّهْم عَلِّمه الدين وفَقِّهْهُ في التأويل. أي فهِّمْه تأويله فاستجاب الله جل وعز دُعاء نبيه فيه. وكان من أعلم الناس بكتاب الله في زمانه، ولم يُلْحق شَأوُه من بعده. وأمَّا فَقُه الرجل بضم القاف فإنما يستعمل في النعت. يقال: رجل فَقِيهٌ وقد فَقُه يَفْقُهُ فَقَاهةً إذا صار فقيهاً. وفي حديث سلمان أنَّه نزل على نَبَطَّيةٍ بالعراق، فقال لها: هل هنا مكان نظيفٌ أًصلى فيه؟ فقالت: طَهِّرْ قلبك وصَلّ حيث شئت. فقال سلْمانُ: فَقِهَتْ. قال شمر: معناه أنها فَقِهَت هذا المعنى الذي خاطبته به. ولو قال فَقَهَتْ كان معناه صارت فَقِهَةً. يقال فَقِه عَنِّى كلامى يَفْقهُ أي فهم، وماكان فقيهاً ولقد فَقِه وفَقُه. وقال ابن شميل أعجبنى فَقاهتهُ. أي فِقْهُهُ. وقال أبو بكر. رجل فقيه أي عالمٌ. وكل عالمٍ بشئ فهو فقيهٌ، من ذلك قولهم فلانٌ مايَفْقهُ ولايَنْقَهُ، معناه لايعلم ولايفهم. قال: وفَقِهت الحديث أفْقَهُهُُ إذا فهمه. وفقيهُ العرب عالمُ العرب. وقول الله (ليَتَفَقَّهُوا في الدِّين) معناه ليكونوا علماء به. قهب قال الليث: القَهْبُ الأبيض من أولاد البقر والمِعْزى ونحو ذلك. يقال إنه لَقَهْبُ الإهاب، وإنه لَقُهابٌ وقُهابيٌّ. والأنثى قَهْبَةٌ. وقال أبو عبيد: القَهْبُ الأبيض. وقال الليث: القَهْبُ أيضاً المُسِنُّ في قول رؤبة: إن تميما كان قَهْباً من عادْ وقال: إن تميما كان قَهْباً قَهْقَبا أي كان قديم الأصل عاديَّهُ. أبو عبيد عن أبي عمرو يقال للشيخ إذا أسَنَّ: قَحْرٌ وقَهْبٌ. وقال الليث: القهب اليعقوب وهو الذكر من الحجل وأنشد: فأضْحت الدارُ قَفْراً لاأنيس بهـا إلا القُهابُ مع القَهْبِىّ والحذفِ وروى أبو عمر عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: القَهْبىُّ ذكر القَبَجِ. وقال أبو عمرو: القَهْبُ الطويل من الجبال. وقال الليث: القَهُُوَبَةُ من نصال السِّهام ذاتُ شعبٍ وثلاثٍ وربما كانت حديدتين تنضمان أححياناً وتنفرجان، والجميع القَهُوبات.
عمرو عن أبيه وابن نجدة عن أبي زيد وابن الأعرابي عن المفضل قالوا جميعاً القَهُوباتُ السهام الصغار المُقَرْطسات، واحدتها قَهْوَبَةُ قلت وهذا هو الصحيح، وقال رؤبة:
عن ذي خَنَاذِيذَ قُهابٍ أدْلَمُه
قال القُهْبَةُ سواد في حمرة. أقْهِبُ بَيِّنُ القُهْبة، والأدْلم الأسود. فالقَهْبُ الأبيض والأقْهَبُ الأدْلمُ كما ترى.
وقال ابن السكيت: الأقْهَبَان الفيل والجاموس. قال رؤبة:
والأقهَبْين الفيل والجاموسا
وكل واحدٍ منهما أقهب للونه.
هقب
قال الليث: الهِقَبُّ الضخم الطويل من النعام، وقال ذو الرمة:
من المسوحِ هِقَبٌّ شَوْقَبٌ خَشِبُ
عمرو عن أبيه قال: القَهْقَبُ والقَهْقَمُ الجمل الضخم.
وقال الليث: القَهْبُ بالتخفيف العظيم الطويل الرغيب.
وقال ابن الأعرابي القهقب الباذنجان.
بهق
قال الليث: البَهَقُ بياضٌ دون البرص، وقال رؤبة:
كأنه في الجِلْددِ تَوْليعُ الْبَهَقْ
والله أعلم
هقم
أبو العباس، عن ابن الأعرابي، قال: اَلهقْمُ: أصوات شُرب الإبل للماء.
قلت: جعله جمع هَيْقَم، وهو حكاية صوت جرعها الماء كما قال رؤبة:
ولم يَزلْ عِزُّ تميم مدعَما
للناس يدعو هَيْقَماً وهيقما
كالبحر ما لقَّمتَه تلقَّما
وقال الليث: بحر هيقم: واسع بعيد القعر.
وقال الليث: رجل هقم: شديد الجوع كثير الأكل "وهو يتهقم الطعام، أي يتلقمه لقما عظاما متتابعة.
أبو عبيد عن أبى زيد: الهَقِمُ: الجائع وقد هقِم هَقَماً.
وقال أبو عمرو في قول رؤبة:
يكفيه مِحْرابَ العِدَا تَهقُّمُه
قال: وهو قهره من يحاربه، قال :وأصله من الجائع الهقم، وقال في قوله:
من طول ما هَقمه تهَقُّمه
قال: تَهَقُّمه: حرصه ورجوعه، وقال في قول رؤبة:
للناس يدعو هَيْقما وهَيْقماَ
إنه شبهه بفحل وضربه مثلا. وهَيْقَم حكاية هديره، ورواه بعضهم:
كالبَحْر يدعُو هيقما وهيقما
فمن رواه كذلك أراد حكاية أصوات أمواجه.
وقال بعضهم: الهيقماني: الطويل من كل شيء.
وقال الشاعر:
من الهَيْقَمَانِيَّات هَيْقٌ كأنه
من السِّنْدِ ذو كَبْليْنِ أفلتَ من تَبْل
قهم
أهمله الليث.
أبو عبيد عن الكسائي: يقال للقليل الطعم: قد أقْهَى وأقْهَم.
وقال أبو زيد في النوادر: المْقهِم: الذي لا يطعم من مرض أو غيره.
قال وقال أبو السمح: المُقْهِمُ الذي لا يشتهي الطعام من مرض أو غيره.
ثعلب عن أبى الأعرابي: أقهم فلان إلى الطعام إقهاما إذا اشتهاه، وأقهم عن الطعام إذا لم يشته، وأنشد في الأشتهاء:
وهو إلى الزاد شديدُ الإقْهَام
قال: وأقهمت الإبل عن الماء إذا لم ترده، وأنشد:
ولو أن لؤْمَ ابني سليمان في الغَضَـا أو الصِّلِّياَن لم تَـذُقْـهُ الأبـاعـرُ
أو الحَمْض لا قْوَرَّت أو الماء أقهمت عن الماء حَمْضيا تُهُنَّ الكَنَـاعـرُ
قلت: من جعل الإقْهام شهوة ذهب به ال الهقم وهو الجائع، ثم قلبه فقال: قهم، ثم بنى الإقْهَام منه.
وقال أبو عبيد: أقْهَمَتِ السماء إقهاما مثل أجْهَمتَ إذا أنقشع الغيم عنها.
مقه
قال الليث: المَهق والمقَهُ: بياض في زرقة قال: وبعضهم يقول المَقَهُ أشدهما بياضا، وامرأة مَهْقَاء ومَقْهَاء وسرابٌ أمقه.
وقال رؤبة:
في الصَّيْف من ذاكَ البعيدِ الأمْقَهِ
وهو الذي لا خضراء فيه.
وقال أبو عمرو: هو الأقمه، ورواه: من ذاك البعيد الأقمه، قال: وهو البعيد، يقال: هو يَتَقمَّه في الأرض إذا ذهب فيها.
وقال الأصمعي: إذا أقبل وأدبر فيها، والأمْقَهُ من الناس الذي يركب رأسه لا يدري ابن يتوجه.
وقال رؤبة أيضا في هذه القصيدة:
قفقاف الحي الراعسات القُمَّهِ
قيل: القُمَّه: هي القمح، وهي التي رفعت رؤوسها كالقماح التي لا تشرب.
وقال الليث في قوله:
يَعْدل أنضادَ القِفافِ القُمَّهِ
قال: القُمَّة من نَعْت القِفَاف، وهي التي تغيب وتظهر في السراب.
قال ويقال: قَمَه الشيء في الماء يقمَهُهُ إذا قَمَسه فارتفع رأسه أحيانا وانغمر أحيانا فهو قَامِهِ.
وقال المفضل: القَامِهُ: الذي يركب رأسه لا يدري أين يتوجه.
وروى شمر عن أبى عدنان عن الأصمعي قال: الأمقه المكان الذي اشتدت الشمس عليه حتى كره النظر إلى أرضه، وقال في قول ذي الرمة: إذا خَفَقْت بأمْقَهَ صَحْصَـحَـانِ رؤوسُ القوم فالتزَمُوا الرِّحَالا قال شمر: المقهاء السكريهة المنظر ولا يكون المكان أمقه إلا بانهار، ولكن ذو الرمة قاله في سير الليل، قال، وقيل: المقه حمرة في غبرة. وقال ابن الأعرابي: الأمقه الأبيض القبيح البياض، وهو الأمهق، والمقهاء من النساء التي ترى جفون عينيها ومآقيها محمرة مع قلة شعر الحاجبين، والمرهاء مثل المقهاء. وفلاة مقهاء، وفيف أمقه إذا ابيض من السراب وقال ذو الرمة: إذا خَفَقَتْ بأمْقَه صَحْصـحَـانٍ رؤوسُ القوم واعتَنَقُوا الرِّحالا وقال النضر: المَقْهَاء: الأرض التي قد اغَبرت متونها وبرَاقُها وإباطها بيض، والمَقَهُ: غُبْرةٌ إلى البياض وفي نبتها قلة بيَّنَة المقه. قال: والمَرْهَاء القليلة الشجر سهلة كانت أو حزنة. وقال ابن الأعرابي: خرج فلان يَتَقمَهُ في الأرض: لا يدري اين يذهب. وقال أبو سعيد: ويتكمه مثله، رواه أبو تراب في كتابه. مهق في حديث أنس وصفة النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان أزهر ولم يكن بالأبيض الأمهق. قال أبو عبيد: الأمهق الشديد البياض الذي لا يخالط بياضه شيء من الحمرة وليس بنير ولكنه كلون الجص ونحوه، يقول: فليس هو كذلك. وقال الأصمعي: هو يتمهَّقُ الشراب تمهقا إذا شربه النهار أجمع. وقال أبو عمرو: يقال أنت تمهق الماء تمهقا، إذا شربه النهار أجمع ساعة بعد ساعة، قال: ويقال ذلك في شرب اللبن. وأنشد قول الكميت: تمهقُ أخلافَ المعيشة بينـهـم رضاعٌ وأخْلافُ المعيشة حُفَّلُ وقال غيره: والمهيق، الأرض البعيدة، وقال أبو داود: له أثر في الأرض لحبٌ كأنه نَبِيثُ مسَاحٍ من لحاء مهَيقِ قالوا: أراد باللحاء ما قشر من وجه الأرض. وقل أبو زيد: الأمقه والأمره معا: الأحمر أشفار العين. همق قال ابن شميل: المهمَّق من السويق: المدقق. وقال الليث: الهُمقَاقُ واحدتها هُمْقاقَة بوزن فهلالة، قال وأظنه دخيلا من كلام العجم أو كلام بلعم خاصة لأنها تكون بحبال بلعم، وهي حبة تشبه حب القطن في جماحة، مثل الخشخاش، إلا أنها صلبة ذات شعب يقلي حبه ويؤكل، يزيد في الجماع، قلت: وبعضهم يقول: همقيق، وقال بعضهم: هو الهمق من الحمض وأنشد: باتَتْ تَعشَّى الحمضَ بالقَصيم لباية من هَمِقٍ عَـيشُـومِ سلمة عن الفراء أنه قال: اللباية: شجر الأمطى، وأنشد: لُبَايةُ من هَمِق عَيْشُوم قال: والهِمق نبت، والعيشوم اليابس. وقال أبو العباس: قال ابن الأعرابي: الهمقي نبت. قال ابن الأنباري: قال أبو العباس: الهمقي مشية فيها تمايل، وأنشد: فأصبحنَ يمشِين الهِمَقَّي كأنما يُدافعنَ بالأفخاذ نهداً مؤرَّبا وفي كتاب أبى عمرو وأنشد: لُبَايةً من هَمِقٍ هَيْشُوم قال الهمق: الكثير. هكش يقال: شاكه الشيء وشابهه وشاكله، بمعنى واحد، والمشاكهة المشابهة، ومن أمثال العرب قولهم للرجل المفرط في مدح الشيء: شاكه أبا فلان، أي قارب في المدح ولا تطنب. وأصله أن رجلا رأى آخر يعرض فرسا له على البيع فقال له: أهذا فرسك الذي كنت تصيد عليه الوحش فقال له شاكه أبا فلان أي قارب في المدح. صهك أهمله الليث، وروى عمرو عن أبيه: الصهك: الجواري السود. سهك قال الليث السَّهَكُ ريحٌ كريهةٌ تجدُها من الإنسان إذا عَرقَ، تقول إنه لسَهِكُ الريحِ، قال النابغة: سَهِكِينَ من صَدَإ الحديد كأنهم تحت السَّنَوَّر جِنَّةُ البَقَّـار قلت: جعلَ الليثُ السَّهك ريحَ الإنسان والسَّهَكُ عند العرب رائحةُ صدإ الحديدِ، ومنه قول النابغة هذا: "سَهِكِينَ من صدإ" ولولا لُبسهم الدروعَ الصَّدِئةَ ما وصفهم بالسهك. وقال الليث: سَهَكَت الريحُ وسهكت الدَّوابُّ سهُوُكا وهو جَرْىٌ خفيفٌ في لِينٍ، وفَرَسٌ مِسْهَكٌ سريعٌ، ويقالُ: سُهوكُها: استنانُها يميناً وشمالا، قال: والسَّاهكةُ أيضاً: الرياحُ التي تَسْهكُ الترابَ عن وجه الأرض، وأنشد: بساهكاتِ دُقَقٍ وَجَلْجال
قال: وتقول سَهكْتُ العطر ثم سَحَقتُه فالسهْك كسرك إياه بالفِهرْ ثم تسحقه. أبو عبيد عن الأصمعي: ريح سَهُوكٌ وسهوجٌ وسَيهْوكٌ وسيهوجٌ كلُّه: الشديدُ الهبوبِ، وقال الأعشى: وَحَثَثنَ الْجِمَالَ يَسْهَكْنَ بالـبـا عِزِ والأُرجُوَانِ خَملَ القَطيف أراد أنهنَّ يَطَأْنَ خَمْلَ القطائفِ حتى يتحاتَّ الخمل. أبو عبيد عن اليزيدي: بعيِنهِ ساهِكٌ مثل العائر، وهما من الرمد، وفي النوادر: ويقال: سُهاَكَةٌ من خَبرَ ولُهاَوَةٌ، أي تَعلَّةٌ من الخبر كالكذب. زهك وقال أبو زيد: الزَّهِكُ مثل السَّهك وهو الحَشُّ بين حَجَرين، وَزَهَكَت الريحُ الأرضَ وسَهَكتْها بمعنى واحد، قلت: والرَّهَكُ بالراء: الدقُّ أيضاً. هكد وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي يقال: هَكَدَ الرجلُ، إذا تشدَّدَ على غريمهِ. دهك أهمله الليث: وقال رؤبة: رُدّتْ رَجِيعاً بين أرحاءْ دُهُكْ قال أبو عمرو: الدَّهْكُ الدَّقُّ والطحن وأَرحاؤها أنيابها وأسنانها. كهد قال الليث: اكوَهَدّ الشيخُ والفرخ: إذا ارتعد. ثعلب عن أبن الأعرابي: كهد إذا ألَحَّ في الطلب، وأَكْهَدَ صاحبه إذا أَتْعَبه. وقال الفرزدق يصف عيراً وأتانَه: موَقعَةٌ ببياض الرَّكـوب كهُودُ اليدين مع المُكهِدِ أراد بكَهُود اليدين الأَتان، وبالمُكْهِد العَيْر، كهُود اليدين: سريعُهُ، والمُكْهد: المتعِب، ويقال: أصابه جَهْد وكَهْد، ويقيني كاهداً قد أعيا ومُكْهداً، وقد كَهَد وأَكْهَدَ، وكَدَه وأكده كل ذلك إذا جَهَدَه الدُّؤُبُ. كده قال الليث: الكَدْهُ صكَّةٌ بحجر ونحوه، يؤثِّرُ أَثَراً شديداً، وقال رؤبة: وخافَ صَقْعَ القارعاتِ الكُدَّه وقال ابن السكيت: يقال في وجهه كُدوه وكُدُوحٌ أي خُمُوشٌ، وسَقَطَ فلانٌ فَتَكَدَّهَ وتكدَّحَ، ويقالُ: هو يكْدَح كعياله ويكْدَهُ لعياله أي يكْسَبُ لهم، ويقال: كَدَهَهُ الهمُّ يكدَهُهُ كَدْهاً: إذا جهده. وقال أُسامةُ الهذَلِيُّ يصف الخمر: إذا نُضِحَت بالماء وازداد فَوْرُها نجا وهو مَكْدُوهٌ من الغَمِّ ناجدُ يقول: إذا عَرِقَتْ الخمرُ وفارتْ بالغَلْى نجا العَيْرُ، والناجِدُ الذي قد عَرِقَ، ويقال: في وجهه كُدُوهٌ وكُدُوحٌ، أي خموش، ومنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "من سأل وهو غنيٌّ جاءتْ مسألتهُ يوم القيامة كُدُوحاً"، أي خُمُوشاً. هتك قال الليث: الهَتْكُ أن تجذب سِتْراً فتقْطعُه من موضعه أو تَشُقَّ منه طائفةً يُرَى ما وراءه، ولذلك يقال: هَتَكَ الله سِتْرَ الفاجر، ورجل مَهْتُوك السِّترِ متهتِّكه ورجل مُسْتَهْتِكٌ لا يبالي أن يُهْتَكَ سِترُهُ عن عورته، وكل شيء يُشَقُّ كذلك فقد تَهَتّكَ وانهتك، وقال في الكلأ: مُنْهتِكُ الشَّعرانِ نَضَّاخُ العَذَبْ والهُتْكَة ساعةٌ من الليل للقوم إذا ساروا، يقال: سِرْنَا هُتْكَةً منها، وقد هَاتَكْنَاهَا: سرنا في دُجَاها وأنشد: هاتكتُهُ حتى انجلتْ أكراؤُه عني وعن ملموسةٍ أحناؤُه يصف الليل والبعير، وقال ابن الأعرابيّ في هُتْكَةِ الليلِ نحواً منه. وقال غيره: الهِتَكُ قِطَعُ الفَرْش يتمزق عن الولد، الواحدة هِتَكة، وثَوْبٌ هَتِكٌ، وقال مزاحم: جلا هَتِكاً كالرَّيْطِ عنه فبيَّنَتْ مشابههُ حُدْبَ العِظَامِ كَوَاسِيا أي استبانت مشابهُ أبيه فيه، عمرو عن أبيه: الهَتْكُ: وسط الليل. هكر أهمله الليثُ ومستعملهُ فاشٍ كثير، روى شمرٌ لآبي عبيدٍ قال: الهَكْر: العجب، وقد هَكِر يَهْكَرُ هَكَراً إذا اشتد عَجبُه، وقال أبو كبير: فاعجَبْ لذلك رَيْبَ دهرٍ واهْكَرِ قال: والهَكِرِ: المتعجب، وقال ابن شميل: الهَكُرِ: الناعسُ، وقد هَكرتْ أي نعِسَتْ، قلت: وهَكِرٌ موضعٌ، وأراهُ روميّاً منه قول امرئ القيس: أو كبعضِ دُمَى هَكِرْ كهر
في حديث معاويةَ بنِ الحكمِ السُّلَمِيِّ أنه قال: ما رأيت معلِّماً أحسن تعليماً من النبي صلّى الله عليه وسلّم والله ما كَهَرني ولا شتمني، قال أبو عبيد: قال أبو عمرو: الكَهْر: الانتهارُ، يقال منه: كَهَرْتُ الرجلَ وأنا أكهَرُهُ كَهْراً، قال: وقال الكسائي: هي في قراءة عبد الله "فَأَمَّا اليَتِيمَ فَلا تكْهَر" قلت: معناه لا تَقْهَرْ على ماله. وقال أبو عبيد: الكهر في غير هذا: ارتفاع النهار، وقال عدي بن زيد العبادي: فإذا العَانَةُ في كَهْرِ الضحى دونها أحْقَبُ ذو لَحْـمٍ زِيَمْ وقال الليث: الكَهْرُ استقبالك الإنسان بوجه عابس تهاونا به، وقال غيره: في فلان كهرورة، أي انتهار لمن خاطبه وتعبيس للوجه وقال زيد الخيل: ولستُ بذي كُهرورَة غير أننـي إذا طلعت أولى المغيرةِ أعْبِسُ عمرو عن أبيه: الكَهْر: القهر والكَهْرُ: عبوس الوجه والكَهْرُ: الشَّتْمُ والكَهْرُ: المصاهرة، وأنشد: يُرحَّبُ بي عند باب الأمير وتُكْهَرُ سعدٌ ويُقْضَى لها أي تصاهر. الليث: كهر النهار ارتفاعه في شدة الحر. كره ذكر الله تبارك وتعالى الكره والكره في غير موضع من كتابه، واختلف القراء في فتح الكاف وضمها، فأخبرني المنذر عن أحمد بن يحيى أنه قال: قرأ نافع وأهل المدينة في سورة البقرة: (وَهُو كُرْهٌ لَكمَ) بالضم في هذا الحرف خاصة، وسائر القرآن بالفتح، وكان عاصم يضم هذا الحرف أيضا، والذي في الأحقاف: (حَمَلَتْه أمُّه كُرْهاً وَوَضَعَتْه كُرْهًا)، ويقرأ سائرهن بالفتح، وكان الأعمش وحمزة والكسائي يضمون هذه الأحرف الثلاثة، والذي في النساء: (لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا) ثم قرءوا كل شيء سواها بالفتح، قال وقال بعض أصحابنا: نختار ما عليه أهل الحجاز أن جميع ما في القرآن بالفتح إلا الذي في البقرة خاصة، فان القراء قروه بالضم، قال أحمد ابن يحيى: ولا أعلم ما بين الأحرف التي ضمها هؤلاء وبين التي فتحوها فرقا في العربية ولا في سنة تتبع، ولا أرى الناس اتفقوا على الحرف الذي في سورة البقرة خاصة، إلا أنه اسم وبقية القرآن مصادر، وقد أجمع كثير من أهل اللغة أن الكره لغتان من أهل اللغة أن الكَرْه والكُرْهَ لغتان فبأي لغة قرئ فجائز إلا الفراء فانه زعم أن الكُرْه ما أكرهت نفسك عليه، والكَرْه ما أكرهك غيرك عليه، جئتك كرها وأدخلتني كرها، وقال الزجاج في قوله: "وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ" يقال كرهت الشيء كَرْها وكُرْها وكراهةً وكراهية. وقال: وكل ما في كتاب الله من الكَرْه بالفتح "فالضم" فيه جائز إلا هذا الحرف الذي في هذه الآية، فإن أبا عبيد ذكر أن القراء مجمعون على ضمه، قال الزجاج: ومعنى كراهتهم القتال أنهم كرهوه على جنس غلظه فرض الله، لأن الله لا يفعل إلا ما فيه الحكمة والصلاح. وقال الليث في الكُرْه والكَرْه: إذا ضموا أو خفضوا قالوا كره، وإذا فتحوا قالوا كرها تقول: فعلته على كره وهو كره وتقول: فعلته كرها، قال: والكره والمكروه، قلت: الذي قاله أبو العباس والزجاج. فحسن جميل وما قاله الليث "فقد قاله بعضهم، وليس عند النحويين بالبين الواضح". وقال أيضا: رجل كره مُتَكَرِّة وجَمَلٌ كَرْهٌ: شديد الرأس، وأنشد: كَرْهُ الحِجاجَيْنِ شديدُ الأرآد قال: وأمر كريه: مكروه، وامرأة مستكرهة إذا غصبت نفسها، وأكرهت فلانا: حملته على هوله كاره، والكريهة الشدة في الحرب، وكذلك كرايه الدهر: نوازل الدهر. أبو عبيد عن الأصمعي: من أسماء السيوف ذو الكريهة وهو الذي يمضي في الضرائب. وقال الليث: الكرهاء هي أعلى النقرة بلغة هذيل، ويقال كره إلى هذا الأمر تكريها أي صير عندي بحال كراهة، ويقال للأرض الصلبة الغليظة مثل القف وما قاربه: كَرْهَه، وجميع المكروهِ مكاره. اللحياتي: أتيُتك كَراهِينَ ذلك، وكراهية ذلك، بمعنى واحد. قال الحطيئة: مصاحَبَةٌ عل الكَرَاهِين فَارِكُ أي على الكراهة وهي لغة. رهك أهمله الليث، وهو مستعمل، قال الراجز: حُيِّيتِ من هِرِ كْوَلَةٍ ضِنـاكِ جاءتْ تهزُّ المَشيَ في ارْتهاكِ
والارتهاك: الضعف في المشي، يقال: فلان يَرْتَهِكُ في مشيته، ويمشي في ارتهاك الرَّهكَةُ: الضعف، يقال: أرى فيه رَهْكةً أي ضعفا. أبو عبيد عن الأصمعي: النرهوك: هو الذي كأنه يموج في مشيته وقد ترهوك. وفي النوادر: أرض رَهِكَةٌ وهَيْلَةٌ وهَيْلاء وهارَةٌ وهَوِرَةٌ وهَمِرَةٌ وهَكَّةُ، إذا كانت لينة خبارا. هكل أما هكل فقد استعمل منه الهيكل وهو البناء المرتفع تشبه به الفرس الطويل، ومنه قول امرئ القيس: بمنجرِدٍ قَيْدِ الأوابدِ هَيْكلِ وقال الليث: الهيكل بيت للنصارى فيه صنم على خلقة مريم فيما يزعمون، ومنه قول الراجز: مَشْىَ النَّصارى حول بَيْتِ الهيكل وقال ابن شميل: الهيكل: الضخم من كل حيوان. وقال الليث: الهيكل الفرس الطويل عُلْوًا وعَدْوًا. هلك قال الليث: الهُلْك: الهلاكُ. وقال أبو عبيد: يقال الهُلْكُ والهَلْك والمُلْك والمَلْك. قال، وقال أبو زيد: يقال لأذهبن فإما هُلْكٌ وإما مُلْكٌ، وبعضهم يقول: فإما هلك وإما ملك، وقال: الاهتلاك: رمى الإنسان نفسه في تهلكة، قال: والتهلكة: كل شيء يصير عاقبته إلى الهلاك. قال الله: " ولا تُلْقُوا بِأيْدِيكم إلى التَّهْلُكَةِ". قال: والقطاة تهتلك من خوف البازي أي ترمي نفسها في المهالك، وقوم هلكي وهالكون؛ والهلاك: الصعاليك الذين ينتابون الناس طلبا لمعروفهم من سوء الحال، قال جميل: أبيتُ مع الهُلاكِ ضيفاً لأهـلـهـا وأهلى قريب موسعون ذوو فضل وقال في قول الأعشى: وهالكُ أهل يُجِنُّـونـه كآخرَ في أهلِه لم يُجَنّ قال: هو الذي يهلك في أهله، قال: ويكون "هالك أهل" الذي يهلك أهله. قال: ومفازة هالكة من سلكها أي هالكة السالكين. وفي حديث سهيل عن أبيه عن أبى هريرة: إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم، معناه أن العالمين الذي يقطنون الناس من رحمه الله يقولون: هلك الناس، أي استوجبوا النار والخلود فيها بسوء أعمالهم، ومعنى قوله: هو أهلكهم أي هو أوجب لهم ذلك، والله جل وعز لم يُهْلِكهم. وقال مالك في قوله: أهلكهم، أي أبلسهم. أبو عبيد عن أبى عبيدة: هلكت الرجل وأهلكته بمعنى، وأنشد: ومهمهٍ هالِكِ مَن تَعَرَّجَا يعني مهلك، لغة تميم. وقال شمر: روى أبو عدنان عن الأصمعي أنه قال في قوله: هالك من تعرجا: أي هالك المتعرجين إن لم يهذبوا في السير. قال، وقال أبو عبيدة: أخبرني رؤبة أنه يقال: هلكتني بمعنى أهلكتني، قال: وليست بلغتي. وقال الليث: الهلكة: مشرفة للهواة في جو السكاك. وقال غيره: الهلك المهواة بين الجبلين، وقال امرؤ القيس: رأتْ َهَلَكا بِنِجَافِ الغَبِـيطِ فكادت تَجُذُّ الحقِيُّ الهِجَارا وقال ذو الرمة يصف امرأة جيداء: ترى قُرْطَها في واضح اللِّيتِ مشرفا على هَلَك في نَفْنَـفٍ يتـطَـوَّحُ أبو عبيد عن الأصمعي: تهالك فلان على المتاع والفراش: إذا سقط عليه، ومنه تهالك المرأة، وتهالكت المرأة في مشيتها. وقال، وقال أبو زيد: الهلوك: المرأة الفاجرة. أبو عبيد قال ابن الكلبي أول من عمل الحديد من العرب هالك بن أسد بن خزيمة، قال: ولذلك قيل لبني أسد القيون، ومنه قول لبيد: جُنُوحُ الهالكي على يديه مُكِبًّا يجتلي نُقَبَ النِّصاَلِ أراد بالهالكي الحداد. وقال غيره: استهلك الرجل في كذا وكذا: إذا جهد نفسه، واهتلك مثله. وقال الراعي: لهنَّ حديثٌ فاتنٌ يتـرك الـفـتـى خفيف الحشا مستهلِك الربْحِ طامعاً أي يجهد قلبه في إثرها، وطريق مستهلك الورد أي يجهد من سلكه. قال الحطيئة يصف طريقا: مستهِلكُ الوِرْدِ كالأسْتِي قد جَعَلَتْ أيدي المَطِيِّ به عاديَّةً رُكـبـا وقال عرام في حديثه: كنت أتهلك في مفاوز، أي كنت أدور فيها شبه المتحير، وأنشد: كأنها قطرة جاد السحاب بـهـا بين السماء وبين الأرض تهتلك وقال ابن برزج: يقال هذه أرض أرمة هَلَكُونُ، وأرَضُونَ هَلكُونُ: إذا لم يكن فيها شيء يقال: هلكون نبات أرمين. عمرو عن أبيه قال: الهلكي: الشرهون من الرجال والنساء، يقال رجال هلكي ونساء هلكي، الواحد هالك وهالكة.
ويقال: تركتها آرِمَةً هَلِكينَ، إذا لم يصبها الغيث منذ دهر طويل. وفي حديث الدجال: فإما هَلَكَ الهُلْلُكُ فإن ربكم ليس بأعور، ورواه بعضهم: إما هلكت هلك. وقال شمر: قال الفراء: العرب تقول أفعل كذا إما هَلَكَتْ هُلُكٌ يا هذا، وهُلُكُ يا هذا، بأجراء وغير إجراء، وبعضهم يضيفه: إما هَلَكَتْ هُلُكُه، أي على ما خيلت، أي على كل حال، ونحوه. وقال غيره في تفسير الحديث: إن شبه عليكم بكل معنى، وعلى كل حال، فلا يشبهن عليكم إن ربكم ليس بأعور. وروى بعضهم حديث الدجال: ولكن الهُلْكُ كل الهُلْك. إن ربكم ليس بأعور، وفي رواية: فأما هلكت هلك فأن ربكم ليس بأعور. الهُلْكُ الهلاك. قال ابن الأنباري: من رواه كذلك فمعناه لكن هلك الدجال وخزيه وبيان كذبه في عوره. قال: ومن رواه: فإن هلكت هلك: أراد ما اشتبه عليكم من أمره، فلا يَشْتَبِهَنَّ عليكم أن ربكم ليس بأعور. وقال شمر: قال أبو زيد: هذه أرض هَلَكُون: إذا كانت جدبة وإن كان فيها ماء، ومررت بأرض هَلَكين- بفتح الهاء واللام. وأنشد شمر: إنَّ سَدَى خَير إلى غيرِ أهلـهِ كهَالكةٍ من السَّحاب المصوَّبِ قال: هو السحاب الذي يصوب للمطر، ثم يقلع فلا يكون له مطر، فذلك هلاكه. كذلك رواه ابن الأنباري عن ثعلب،عن سلمة عن الفراء. قال: وقال غيره: فلان هلكة من الهلك، أي ساقطة من السواقط، أي هالك. ثعلب، عن ابن الأعرابي قال: الهالكة: النفس الشرهة. يقال: هَلكَ يَهْلِكُ هَلاكاً: إذا شره. ومنه قوله: ولم أهلك إلى اللبن، أي لم أشره. قال: ويقال للمزاحم على الموائد: المتهالك والملاهس والأوبش والحاضر واللعو، فإذا أكل بيد ومنع بيد فهو جردبان. وقال شمر: قال أبو عبيدة: يقال وقع فلان في الهَلَكة الهلْكاء والسوءة السَّوْآء. قال: وقال ابن الأعرابي: الهَلَكُ السنة الشديدة. وقال الأسود بن يعفر: قالت له أم صَمْعا إذ تُؤامِرُه: أما ترَى لذوِي الأموال والهَلَكِ كهل قال الله جل وعز في قصة عيسى: (ويُكَّلمُ الناسَ في المَهْدِ وكَهْلاً). قال الفراء: أراد ومكلما الناس في المهد وكهلا. والعرب تجعل يفعل في موضع فاعل إذا كانا في عطوف مجتمعين في الكلام. قال الشاعر: بِتُّ أعَشِّيها بعَضْبٍ باتِـرِ يَقصدُ في أسؤُقِها وَجائرِ أراد قاصد في أسؤقها وجائر؛ وقد قيل إنه عطف الكهل على الصفة، أراد بقوله " في المهد" صبيا وكهلا، فرد الكهل على الصفة كما قال الله: (دَعانا لجْنِبه أو قاعِداً). وأخبرني المنذري عن أحمد بن يحيى أنه قال: ذكر الله جل وعز لعيسى آيتين: إحداهما: تكليمه الناس في المهد، فهذه معجزة. والآخرى: نزوله إلى الأرض عند اقتراب الساعة كهلا ابن ثلاثين سنة يكلم أمة محمد، فهذه الآية الثانية. قال: وأخبرنا ابن الأعرابي أنه يقال للغلام: مراهق، ثم محتلم، ثم يقال: خرج وجهه ثم أبلقت لحيته، ثم مجتمع، ثم كهل وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة. قلت: وقيل له حينئذ: كهل؛ لانتهاء شبابه وكمال قوته. وكذلك يقال للنبات إذا تم طوله: قد أكتهل. وقال الأعشى يصف نباتاً: يُضاحِكُ الشمسَ منها كوكبٌ شَرِقٌ مُؤَزَّرٌ بِعَميمِ النَّبْتِ مُكْـتـهِـلُ قوله: يضاحك الشمس، معناه يدور معها، ومضاحكته إياها حسن له ونضرة، والكوكب: معظم النبات، والشرق الريان الممتلئ ماء والمؤزر: الذي صار النبات كالإزار له، والعميم: النبات الكثيف الحسن، وهو أكثر من الجميم. يقال: نبات عَميم ومُعْتَم وعَمَم. قلت: وإذا بلغ الخمسين فإنه يقال له: كهل. ومنه قوله: هل كَهْلُ خَمْسينَ إن شاقَتْهُ منزلةٌ مُسَفَّةُ رأيُه فيها ومَـسْـبُـوبُ فجعله كهلا وقد بلغ الخمسين. وقال الليث: الكهل الذي وخطه الشيب ورأيت له بجالة، وامرأة كهلة. قال: وقل ما يقولون للمرأة كَهْلة مُفْرَدة إلا أن يقولوا: شَهْلة كَهلة، وجمعُ الكَهل كُهول وكُهْل. قال: واكتَهَلت الروضة: إذا عمها نورها. قال: وقال بعضهم: نعجة مكتهلة، وهي المختمرة الرأس بالبياض. قلت: نعجة مكتهلة: إذا انتهى سنها. ورجل كهل، وامراة كهلة: إذا انتهى شبابهما، وذلك عند استكمالها ثلاثا وثلاثين سنة.
وقد يقال: امرأة كهلة وإن لم يذكر معها شهلة. قال ذلك الأصمعي، وابن الأعرابي وأبو عبيدة. وقال ابن السكيت: الكهولة والوهشوش والبهلول: كله السخي الكريم. وقال الليث: الكاهل مقدم الظهر مما يلي العنق، وهو الثلث الأعلى فيه ست فقارات، قال امرؤ القيس: له حارِكٌ كالدِّعْصِ لَبَّلَده الثَّرَى إلى كاهل الرتاج المضبـب وقال ابن شميل: الكاهل: ما ظهر من الزور والزور ما بطن من الكاهل. وقال غيره: الكاهل من الفرس: ما ارتفع من فروع كتفيه، وقال أبو دواد: وكاهل أفره فيه مع الإ فراع إشراف وتقبيب وقال أبو عبيدة: الحارك فروع الكتفين، وهو أيضا الكاهل، قال: والمنسج أسفل من ذلك، والكاثبة مقدم المنسج. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا أراد معه، فقال: "هل في أهلك من كاهل" ويروى من كاهل فقال: لا. قال" ففيهم فجاهد". قال أبو عبيد: قال أبو عبيدة: هو مأخوذ الكهل،يقول: هل فيهم من أسن وصار كهلا، يقال منه: رجل كهل وامرأة كهلة، وأنشدنا قول الراجز: ولا أعودُ بَعْدَهَـا كَـرِيّا أمارِس الكَهْلةَ والصَّبِياّ وروى عن أبى سعيد الضرير أنه قال فيما رد على أبى عبيد: هذا خطأ قد يخلف الرجل في أهله كهلا وغير كهل، قال: والذي سمعناه من العرب من غير مسالة أن الرجل الذي يخلف الرجل في أهله يقال له الكاهن، وقد كهن يكهن كهونا، قال فلا يخلو هذا الحرف من شيئين، أحدهما أن يكون المحدث ساء سمعه فظن أنه كاهل، وإنما هو كاهن، أو يكون الحرف تعاقب فيه بين اللام والنون، كما قالوا: هَتَنَتِ السماء وهَتَلَت، ومنه الغِرْيَن والغِرْيَل لما تبقى في أسفل الحوض من الطين. قلت: وهذا الذي قاله أبو سعيد له وجه غير أنه مستكره، والذي عندي في تفسير قوله صلى الله عليه وسلم للرجل الذي أراد الجهاد معه: هل في أهلك من كاهل؟ معناه هل في أهلك من تعتمده للقيام بشأن عيالك الصغار ومن تخلفه ممن يلزمك عوله؟ فلما قال له: ما هم إلا صبية صغار أجابه فقال تختلف وجاهد فيهم ولا تضيعهم. وسمعت غير واحد من العرب يقول: فلان كاهل بني فلان: أي معتمدهم في الملمات وسندهم في المهمات، وهو مأخوذ من كاهل الظهر؛ لأن عنق الفرس يتساند إليه إذا أحضر، وهو معتمد مقدم قربوس السرج، واعتماد الفارس عليه، ومن هذا قول رؤبة يمدح معدا: إذَا مَعَدُّ عَـدَّتِ الأوائلا فابْنا نِزَارِ فَرَّجا الزَّلازِلا حصِنْيَنْ كانا لَمعَدّ كاهِلا أي كانا يعني ربيعة ومضر عمدة أولاد معد كلهم، ثم وصفهما فقال: ومنكبين اعتليا التلاتلا والعرب تقول: مضر كاهل العرب، وتميم كاهل مضر ،وسعد كاهل تميم. قلت: فهذا يبين لك صحة ما اخترناه من هذه الأقاويل، والله أعلم. وأخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي: فلان شديد الكاهل، أي منيع الجانب، ويقال طار لفلان طائر كهل، إذا كان له جد وحظ في الدنيا. عمرو، عن أبيه: الكهول: العنكبوت قال: وحق الكهول: بيته. وقال عمرو بن العلص لمعاوية حين أراد عزله عن مصر: إنى أتيتك من العرق وإن أمرك كحق الكهول، فما زلت أسدي وألحم حتى صار أمرك كفلكة الدرارة وكالطراف الممدد. وروى ابن السكيت عن أبى عمرو أنه قال: يقال للرجل: إنه لذو شاهق وكاهل وكاهن، بالنون واللام، إذا اشتد غضبه، ويقال ذلك للفحل عند صياله حين تسمع له صوتا يخرج من جوفه. نهك قال الليث: يقال نهكته الحمى: إذا رئى أثر الهزال فيه من المرض، فهو منهوك وبدت فيه نهكة. وفي الحديث: "لِيَنْهَكِ الرجلُ ما بين أصابعه أو لَتَنْهَكنَّه النار" يقول: لِيبالِغ في غَسْل ما بين أصابعه مبالغَةً يُنعِم غَسْلَه، ويقال: انتهَكْتُ حُرْمةَ فلان: إذا تناوَلْتهَا بما لا يَحِلّ. وفي حديث يزيدَ بن شجرةَ حين حَضَّ المؤمنين الذين كانوا معه في غَزاةِ وهو قائدُهم على قتال المشركين: أنْهكُوا وجوهَ القوم، يقول: ابلُغوا جُهْدَهم. وَرَجل نَهيك، وقد نَهُك نَهاكةً، إذا وُصف بالشَّجاعة. والنَّهِيك: البَئِيس، وسيفٌ نَهيك: قاطعٌ ماضٍ.
وقال الأصمعيّ: النَّهْك: أن تُبالِغَ في العَمَل، فإِن شَتَمْتَ وبالَغْتَ في شَتْمِ العِرض قيل: انْتَهَكَ عِرْضَه. ونهِكَتْه الحُمَّى تَنهَكه نَهْكَةً: إذا بلغتْ منه، ورجلٌ مَنْهوك: إذا رأيتَه قد بلغ منه المَرَض. ويقال: أَنْهَكْه عُقوبةً، أي ابلغ في عُقوبَتِه. قال: ويقال: ما ينفكّ فلانٌ يَنهَك الطعامَ: إذا ما أَكلَ ما يشتدّ أَكلُه، والنَّهِيك: الشُّجاع، لأنه ينهك عَدُوّه فَيبلُغ منه، وهو نهِيك بيِّن النّهاكة في الشجاعة. ورَجُل مَنْهوك البَدَن: بيِّن النَّهْكة من المَرَض. أبو عبيد، عن الأصمعي: النهَّيك من الرِّجال: الشجاع، وقد نَهُكَ نَهاكةً، وهو من الإبل القَوىُّ الشديد. وقال الليث، يقال: ما يَنْهك فلانٌ يصنَع كذا وكذا، أي ما ينفكُّ، وأنشد: لَنْ يَنْهَكوا صَفْعاً إذا أَرَمُّوا أي ضرباً إذا سَكتوا. قلت: لا أعرف ما قاله اللّيث، ولا أَدرى ما هو، ولم أَسمع لأحد: ما يَنهَك يَصنَع كذا، أي ما يَنفكّ، لغير الليث ولا أحقُّه. وقال الليث: يقال: مررتُ برجلٍ ناهِيكَ من رجلٍ وناهاك من رجل، قلت: ليس هذا الحرف من باب نَهَك، وإنما هو من معتلّ الهاء من نَهَى يَنْهَى، ومَعْنى نَاهِيك مِن رَجُل: أي كافِيكَ، وهو غيرُ مُشكل. ونَهَكْتُ الناقةَ حَلْباً، إذا نَقْضْتَها فَلم تُبقِِ في ضَرْعها لَبناَ. وفي حديث ابن عباس: "غير مُضِرٍّ بنَسْل ولا ناهِكٍ في حَلب". ورُوِى عن النّبيّ عليه السلام أنّه قال للخافضة: "أشِمِّى ولا تَنهِكىَ"، أي لا تُبالغِي في إسْحاتِ مَخْفِض الجارية، ولكن اخفضي طُرَيْفَة. وفي النوادر: النهَيْكة: دابّة سُوَيداء مُدارةٌ تَدْخُل مَداخِل الحَراقيص، ونَهكَت الإبلُ ماءَ الحَوْض: إذا شَربَتْ جميعَ ما فيه. قال ابن مقبل: نَواهِكُ بَيُّوتِ الحِياضِ إذا غَـدَتْ عليه وقد ضَمَّ الضَّرِيبُ الأفاعياَ كنه قال الليث: كُنْه كلِّ شيء: غايَتُه، وفي بعض المعاني: وقتهُ وَوجْهُه، تقول بلغتُ كُنْهَ هذا الأمر: أي غايتَه، وفعلتُ هذا في غير كَنْهِه. وأنشد: وإنّ كلامَ المرءِ في غير كُنْهه لكالنَّبْل تَهوِى ليس فيها نِصالُها ثعلب، عن ابن الأعرابيّ: الكُنه: جوهرُ الشَّيء، والكُنْه: الوَقْت: يقال تكلَّم في كُنْه الأمر: أي في وَقْته، والكُنْه: نِهايةُ الشّيء وحقيقتُه. وقال غيرُه: اكتَنَهْتُ الأمرَ اكتناهاً: إذا بلغتَ كُنْهَه. نكه قال الليث تقول: نَكَهْتُ فلاناً واستَنْكَهْتُه: أي تَشممَّت ريحَ فمه، والاسم النَّكْهَةُ. نَكَهْتُ مُجالِداً فَوَجدْتُ مِـنْـه كريح الكَلْبِ ماتَ حَديثَ عَهْدِ هنك قرأتُ في نسخة من كتاب الليث: الهَنَك: حَبٌّ يُطبَخ أغبرُ أكدرُ، يقال له القُفْص، قلتُ: الهَنَكُ ما أراه عَرَبياً. كهن قال الليث: كَهَن الرجلُ يَكْهَنُ كَهانةً، وقَلَّما يقال إلاّ تَكَهَّنَ الرجلُ، وتقول: ما كان فلانٌ كاهِناً، ولقد كَهُن. ويقال: كَهَنَ لهم: إذا ما قال لهم قولَ الكَهنَة. وفي الحديث: "مَن أَتَى كاهِناً أو عَرّافا فقد كَفَر بما أُنزِل على النَّبيّ محمد صلى الله عليه وسلّم" أي من صَدَّقَهم. قلتُ: وكانت الكِهَانةُ في العرب قبلَ مَبعَث النَّبي صلى الله عليه وسلّم، فلمّا بُعِث نبيا وحُرسَت السماءُ بالشُّهُب، ومنِعت الجِنّ وَمَرَدَةُ الشّياطين من استِراق السَّمْع وإلقائِه إلى الكَهَنة بَطَل عِلُم الكَهانة، وأزهَق الله أباطيلَ الكُهَّان بالفُرقان الَّذي فرق جل وعزّ به بين الحقّ والباطل، وأطَلع الله نبيَّه بالوَحْي على ما شاءَ من عِلْم الغُيوب الَّتي عَجزَت الكَهَنةُ عن الإحاطة به، فلا كِهاَنةَ اليومَ بحَمْدِ الله ومَنِّه. وفي الحديث: "إنّ الشياطين كانت تَسترِق السَّمعَ في الجاهليَّة وتُلقِيه إلى الكَهَنة فتَزيد فيه ما تَزيِد ويَقبله الكُفار منهم". والكاهن أيضا في كلام العرب الَّذي يقوم بأمر الرّجل ويَسعَى في حاجته والقيام بما أَسنَد إليه من أسبابه. ويقال لقُريْظة والنَّضِير: الكاهِنان، وهما قَبِيلا اليَهود بالمدينة.
وفي حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلّم: يَخرُجُ من الكاهنين رجلٌ يقرأ القرآن قراءةً لا يقرؤه أحدٌ قراءتَهُ. وقيل إنّه محمّد بن كعب القُرَظيّ.
فكه
قال الليث: الفاكهة قد اختُلف فيها، فقال بعض العلماء: كلُّ شيء قد سُمِّي من الثمار في القرآن نحو العِنَب والرُّمّان فإنَّا لا نُسمّيه فاكهة. قال: ولو حَلَف أنْ لا يأكل فاكهةً فأكل عِنَبا ورُمَّاناً لم يكن حانثاً.
وقال آخرون: كلُّ الثَّمارِ فاكهة وإنَّما كُرِّر في القرآن فقال جلّ وعزّ: (فِيهِما فاكهِةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّان) لتفضيل النّخْل والرُّمّان على سائر الفواكِه.
ومِثله قول الله جلّ وعزّ: (وإذْ أَخَذْنا مِن النَّبِيِّين مِيثَاقَهُم ومِنْكَ ومِنْ نُوحٍ وإبراهيمَ وموسى وعيسى ابْنِ مَرْيَمَ) فكرر هؤلاء للتفضيل على النبيِّين ولم يخرجوا منهم.
قلتُ: وما علمتُ أحداً من العَرب قال في النَّخيل والكُرومِ وثِمارِهما إنّها ليست من الفاكهة، وإنما شذّ قولُ النَّعمان بنِ ثابت في هذه المسألة عن أَقاويل جماعةِ فقهاءِ الأمصار لقلَّةِ عِلْمِه كان بكلامِ العرب وعلم اللغة وتأويلِ القرآن العربيّ المبين. والعربُ تَذكُر الأشياءَ جُملةً ثمَّ تخصُّ منها شيئاً بالتَّسْمية تنبيهاً على فضْلٍ فيه.
قال اللهُ جلّ وعزّ: (مَنْ كانَ عَدُواًّ للهِ وملائكتِهِ ورُسُلِهِ وجِبْرِيلَ وميِكالَ) فمن قال إنَّ جبِريل وميكال ليسا من الملائكة لإفراد الله إِيَّاهما بالتّسمية بعد ذِكر الملائكة جملة فهو كافر؛ لأن الله نص على ذلك وبيَّنه، وكذلك من قال إن ثمر النخل والرمان ليس من الفاكهة؛ لإفراد الله إياهما بالتسمية بعد ذكر الفاكهة جملةً فهو جاهل، لأن اللهَ وأنْ أفرَدَهما بالتسمية فإنه لم يُخرجِهما من الفاكهة. ومن قال: إنَّهُما ليسا من الفاكهة فهو خلافُ المعقول، وخلاف ما تَعرفُه العرب.
وقال الليث: فَكَّهْتُ القومَ تفكِيهاً بالفاكهة. قال: وفاكَهْتُ القومَ مُفاكَهةً بمُلَح الكلام والمُزاح، والاسم الفَكِيهةُ والفاكهة.
وتقول: تفكَّهْنا من كذا وكذا: تَعَجَّبْنَا.
ومنه قولُ الله: (فَظَلْتُم تَفَكَّهُون) أي تَعَجَّبون.
قال: وقولُ الله جلّ وعزّ: (فَاكهِينَ بِما آتاهُمْ ربُّهم) أي ناعمين مُعجِبين بما هم فيه، ومَنْ قرأ (فَكِهِينَ) فمعناه فَرِحِين.
قال: وسمعتُ أهلَ التفسير يَختارُون ما كان في وصف أهل الجنَّة فاكِهين، وما كان من وَصْف أهل النّار فَكهين، يعني أَشرينَ بَطرين.
وقال الفرّاء في قول الله جلَّ وعزّ في صفة أهل الجنَّة: (في شُغُلٍ فاكهون) بالألف، ويقرأ (فَكِهون) وهي بمنزلة حَذرُون وحاذِرُون. قلتُ: لمَّا قرئ بالحرفين في صفة أهل الجنّة علم أَنَّ معناهما واحد.
وقال الفرّاءُ في قوله تعالى: (إنَّ المُتَّقِينَ في جَنَّاتٍ وَنَعَيِمٍ فَاكِهِينَ) قال: مُعجبين بما آتاهم ربُّهم.
وقال الزجّاج: قُرِئ فَكِهينَ وفاكِهِين جميعاً والنَّصب على الحال، ومعنى فاكِهينَ بما آتاهُم رَبُّهُمْ: أي معجبين بما آتاهم ربُّهم.
وقال أبو عُبَيدة: تقول العرب للرجل إذا كان يَتفكَّه بالطعام أو بالفاكهة أو بأَعراضِ الناس: إنَّ فلاناً لَفِكَهٌ بكذا وكذا، وأنشد قوله:
فكِه إلى جَنْبِ الخِوَانِ إذا غَدَتْ نَكْبَاءُ تَقْطَع ثابِتَ الأطنـابِ
وقال أبو عُبَيد: قال أبو زيد: الفَكِهُ: الطَّيِّبُ النَّفْس الضَّحُوك.
وقال شمر: قال أبو زيد: رجُلٌ فَكِهٌ وفاكِهٌ وَفَيْكَهَانٌ، وهو الطّيِّبُ النّفس المّزَّاح. وأنشد:
إذا فَيْكَـهَـانٌ ذو مُـلاءِ وَلِـمَّةٍ قليل الأذَى فيما يرى الناسُ مُسِلمُ
قال: وفاكَهتُ: مازحت.
قال أبو عُبَيد في حديث زيدِ بنِ ثابت: إنّه كان من أَفْكَه الناس إذا خَلاَ مع أَهْلِه.
قال: الفاكِه ههنا: المازح، والاسمُ الفُكاهة. والفاكِه أيضاً: النّاعم في قوله: (في شُغُلٍ فاكِهُون). والفَكِهُ: المعجب.
وقال الفرّاء في قول الله: (فَظَلْتُمْ تَفَكّهون) أي تتعجّبون مما نَزل بكم في زَرْعُكم. قال: ويقال معنى تَفَكّهون تَنَدَّمون وكذلك تفكّنون، وهي لُغةٌ لِعُكْل.
وقال أبو معاذ النَّحوِيّ: الفاكِه الذي كَثُرَت فاكهتُه، والفَكِه: الذي يَنالُ من أعراض الناس.
وقال الفرَّاء في المصادر: الفَكِه: الأشِر والفاكِهةُ: من التفكُّه. أبو عُبَيد، عن أبى زيدٍ قال: المُفْكِه من النُّوق: التي يُهَرَاق لَبَنُها عند النِّتاج قبل أن تَضَعَ وقد أَفْكَهَتْ. وقال شمرِ: ناقة مُفْكِهَةٌ ومُفْكِهٌ، وذلك إذا أَقْرَبَتْ فاستَرْخَى صَلَوَاها وَعَظُم ضَرْعُها ودَنَا نِتاجُها. وقال الأحوَصُ: بَنِى عمِّنا لا تَبعثوا الحَـرْبَ إنّـنـي أَرَى الحَربَ أَمْسَتْ مُفْكِهاً قد أَصَنَّتِ قال شمِر: أصنَّت: استرخَى صَلَواها ودنا نتاجها. وأنشد: مُفْكِهةٌ أَدْنَتْ على رأسِ الوَلَدْ قد أقَرَبتْ نَتْجاً وحان أنْ تَلِدْ أي حان ولادُها. قال: وقومٌ يجعلون الْمُفْكِهة مُقرباً من الإبل والخيل واُلحمُر والشاء وبعضُهم يَجعلُها حين اسْتبان حَمْلُها، وقومٌ يَجعلون المفْكِهَ والدّافعَ سواء. وقال غيرُه: تركتُ القومَ يتفكّهون بفلانٍ أي يَغْتابونه ويتناوَلُون منه. ويقال للمرأة: فَكِهَةٌ وللنساءِ فَكِهَاتٌ، وتصغُر فُكَيْهَةٌ. كهف قال الليث: الكَهْف كالمَغارَة في الَجبل إلا أَنَّه واسع، فإذا صَغُرَ فهو غارٌ، والجميعُ كُهوف. ويقالُ: فلانٌ كَهفٌ لأهل الرِّيب: إذا كانوا يَلُوذون به، ويكون وَزَراً لهم يلجأُون إليه إذا رُوِّعوا. وأُكْيَهِف: موضِعٌ ذكره أبو وَجْزَة فقال: حتى إذا طَوَيا والليلُ مُـعْـتَـكِـرٌ من ذي أُكَيْهِف جزْع البان والأثَبِ أراد الأثأب فترك الهمز. كفه أبو العباس، عن ابن الأعرابيّ قال: الكافِه: رئيسَ العَسكر، وهو الزُّوَيْر والعَمود والعِمادُ والعُمدة والعُمْدَان. قلتُ: وهذا حَرْفٌ غَريبٌ لا أَحْفَظُه لغير ابن الأعرابيّ. هفك امرأةٌ هَيْفَكٌ: أي حَمْقَاء. وقال عُجَيْر السَّلولىّ: اخبرني أبو بكر الإياديّ عن شمِر أنَّه أنشده لِعُجَيْر: دَمَّتْهُما هَيْفَكٌ حَمْقاءٌ مُصْبِـيَةٌ لا تُتْبِعُ العين أشْقَاها إذا وَغَلا ويقال : فلانٌ مُهفَّكٌ ومُؤَفَّكٌ ومُتَهفَّك وَمُفَنِّنٌ: إذا كان كثيرَ الخطأ والاختلاط. كهب قال الليث: الكُهبْة: غَبرة مُشرَبة سواداً في ألوان الإبل خاصة، تقول: بعير أكهَب، وناقة كَهْباء. قلت: لم أسمع الكُهْبة في ألوان الإبل لغير الليث، ولعلّه يُستعمَل في ألوان الثياب. وقال ابن الأعرابي: الكَهْب: لون الجاموس. هكب أهملَه الليث. ورَوَى ثعلبٌ عن ابن الأعرابي، قال:الهَكَب الاستهِزاء. قلت: أَصلُه الهَكَم يالميم. همك قال الليث: انهَمَك فلان في كذا وكذا إذا لَجَّ وتماَدَى فيه، تقول: ما الذي همَكه فيه؟. وقال أبو عبيدة: فَرسٌ مَهْمُوك المعَدَّين. وقال أبو دؤاد: سَلِطُ السُّـنْـبُـك لأْمٌ فَـصُّـهُ مُكْرَب الأرساغ مهموك المعَدّ وقال ابن السكيت: اهْمأَكَّ فلانٌ يَهْمَئِكُّ فهو مُهْمَئِكٌّ ومزمئِكٌّ ومُصْمَئِكٌّ ومُصْمَئِكٌّ إذا امتلأ غَضَباً. كمه قال الليث: الكَمَه في التفسير: العَمَى الذي يولد به الإنسان، وقد جاء في الشِّعر مِنْ عَرَضٍ حادث. قال الشاعر: كَمِهتْ عيناه حتّى ابيضَّتَا فهوَ يَلْحَا نَفْسَه لما نَزَعْ ثعلب عن ابن الأعرابي: الأكْمَه: الذي يُولد لا بَصَرَ له، والفعل منه كَمِه يَكْمَه كَمَهاً. وأخبرني المنذري عن أبى الهيثم أنه قال: الأكمه الأعمى الذي لا يبصر فيتحيّر ويتردّد. ويقال إنّ الأكمه: الذي تَلدِه أمُّه أَعمى. وأنشد: هَرَّجْتُ فارتَدَّ ارْتدادَ الأكمهِ فوصَفَهُ بالهَرَج، وذَكَر أنه كالأكْمه في حالِ هَرْجه. وروى أبو عبيد عن حجاج عن جُرَيج عن مجاهد أنه قال: الأكمه: يبصر بالنهار ولا يبصر بالليل. وقال المفضَّ: يقال للذّاهب العَقْل: أكمه، وقد كَمِه كَمَاً. كهم قال الليث: كَهُمَ الرّجُل، وهو يَكْهُم كَهَامةً: إذا كان بطيئاً عن النصْرة والحرب، وفرسٌ كَهام: بطئ عن الغاية، وسيفٌ كهام: كليلٌ عن الضَّريبة، ولسان كهامٌ عن البلاغة، وتقول: فلان قد كَهمَتْه الشدائد: إذا جَبّنَته عن الإقدام. قال والكَهْكامةُ: المتهيب.
وقال شمر: رجلٌ كَهْكامةٌ وكَهْكم، قال: وأصلُه كَهام فزيدت الكاف، وأنشد: يا رُبَّ شيخٍ مِنْ عَدِيًّ كَهْكمِ وقال أبو العيال الهذَلي: ولا كَهْـكـامةٌ بَـرِمٌ إذا ما اشتدّت الحِقَبُ ورواه أبو عبيد: ولا كهكاهَةٌ بَرمٌ، وقد مرّ تفسيره فيما مرّ من هذا الكتاب. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الكَهْكَم والكهْكَب: الباذَنْجان. مهك قال الليث: مُهْكَةُ الشباب: نُفْخَته وامتلاؤه وارتواؤه وماؤه: يقال: شابٌّ مُمَهَّك. أبو عبيد، عن الكسائي: الممَهَّك: الطويل، ويقال: مَهَكْتُ الشيء: إذا مَلَسْتَه وقال النابغة: إلى المَلِك النُّعْمانِ حِينَ لَقِيتُـه وقد مُهِكتْ أصْلابها والجَنَاجِنُ قال: مَهِكَتْ: مُلِّسَتْ ومهَكْتُ السَّهمَ: ملّسْتُه. هكم قال الليث الهَكِمُ: المقتحِم على مالا يعنيه الذي يتعرض للنّاس بشرِّه، وأنشد: تَهَكمَ حَرْبٌ على جارِنَا وألقى عليه له كَلْكَلا أبو عبيد: عن أبى زيد: تهَكَّمْتُ: تَغَنَّيت، وهكَّمتُ غيري غَنَّيْتُه. ثعلب عن ابن الأعرابيّ: التهكُّم: الاستهزاء. قال: وأخبرني ابن نَجدَة عن أبى زيد أنه قال: التهكم: التكبُّر، والتَّهكُّم: التَّبَخْترُ بطَرا، والتهكم: السَّيْلُ الذي لا يطاق، والتهكم: الاستهزاء والتهكم: تَهَورُّ البِئْر، والتهكم الطَّعْن المدَارَك. جهش قال الليث: جَهَشَتْ نفسي وأجْهَشَتْ إذا نهضت إليك وهمت بالبكاء. وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل بالحديبية فأصاب عطش، قالوا: فجهشنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أبو عبيد: قال الأصمعي: الجهش: أن يفزع الإنسان إلى الإنسان. وقال غيره وهو مع فزعه كأنه يريد البكاء كالصبي يفزع إلى أمه وأبيه، وقد تهيأ للبكاء. أبو عبيد: وفيه لغة أخرى: أجهشت إجهاشا، قاله أبو زيد وأبو عمرو، ومن ذلك قول لبيد: باتَت تَشْكى إلى النفس مُجْهِشةً وقد حَمَلْتُكَ سَبْعاً بعدَ سَبْعِينا قال: وقال الأموي: أجَهَشَ: إذا تهيأ للبكاء. وقال أبو زيد مثله، وزاد فقال: جَهَشْتُ للشّوق والحُزْن جهض ثعلب عن أبى الأعرابي قال: الجهاض: ثمر الأراك؛ والجهاض الممانعة. وفي حديث محمد بن سلمة أنه قصد يوم أحد رجلا، قال: فجاهضني عنه أبو سفيان، أي ما نعنى. وقال الأصمعي: أجهضْتُه عن الأمر وأجَهشْتُه، أي أعجلته. وقال غيره: أجهضته عن مكانه: أزلته عنه. وقال الليث: الجَهِيض: السقط الذي قد تم خلقه ونفخ فيه روحه من غير أن يعيش، يقال للناقة خاصة إذا ألقت ولدها: أجهضت إجهاضا فهي مجهض، والجميع مجاهيض، وقال الكميت: في حَرَاجيجَ كالحَنِىِّ مجاهِـي ضَ يخدْنَ الوَجِيفَ وَخْدَ النعامِ والاسم: الجهاض. وقال ذو الرمة: يطرَحْنَ بالمهَامه الأغْفالِ كلَّ جَهِيضٍ لَثِق السَّرْبال أبو عبيد عن أبى زيد قال: إذا ألقت الناقة ولدها قبل أن يستبين خلقه قيل: أجْهَضَتْ. سلمة عن الفراء قال: هو خِدْج وخَدِيج وجِهْضٌ وجَهِيض للمُجْهَض. وقال الأصمعي في المجهض مثل قول أبى زيد إنه يسمى مجهضا، إذا لم يستبن خلقه، وهذا أصح من قول الليث: إنه الذي تم خلقه ونفخ فيه روحه. أبو عبيد عن الأموي: الجاهض: الحديد النفس، وفيه جهوضة وجهاضة. صهج أهمله الليث. وقال غيره: بيت صيهوج: إذا ملس، وظهر صيهوج: أملس. وقال جندل: عَلَى ضُلوعٍ نَهْدةِ المَنافِجِ تَنهض فيهنَّ عُرَى النَّسَائج صُعْداً إلى سَناسِنٍ صَياَهِج وقال الأصمعي: الصيهج: الصخرة العظيمة. هجس قال الليث: الهَجْسُ: ما وقع في خلدك. يقال: هَجَس في قلبي هم وأمر، وأنشد: فطأطأتِ النّعامةُ مِنْ بَـعـيدٍ وقد وقَّرْتُ هاجِسَها وهَجْسي النعامة: فرسه. وقال أبو عبيدة: الهجيسي: ابن زاد الركب، وهو اسم فرس معروف. وقال أبو زيد في نوادره: الهجيسة: الغريض من اللبن في السقاء. قال: والحامط والسامط مثله، وهو أول تغيره. قلت: والذي أعرفه في الألبان بهذا المعنى الهجيعة، ولا أدرى الهجيسة لغة بمعناها أو صحفه الكاتب.
وفي النوادر: هجيسني عن كذا فانْهَجَسْتُ: أي ردني فارتددت. وروى حماد بنُ سَلمة عن عطاء عن السائب ابن الأقرع قال: حضرتُ طعامَ عمرَ فدعا بلَحْم غليظ وخُبز مُتَهجِّس، قالوا: المتهجس من الخُبز: الغليظ الذي لم يختمِر عَجينُه. ورُوى لأبي زيد: الهجيسة: الغَريض من اللَّبن. سهج أهمله الليث، وهو من كلام العرب معروف. روى أبو عُبَيد عن الأصمعي: رِيحٌ سَهُوج وسَيْهُوج، وهي الشديدة. وأنشد ابن السكيت: يا دَارَ سَلْمَى بين دَاراتِ العُوجْ جَرتْ عليها كلُّ رِيحٍ سَيْهُوجْ وقال أبو سعيد: خطيب مسهج ومِسْهك، ورِيحٌ سَيْهُوج وسَيْهوك. قال: والسَّهَك والسّهَج: مَرُّ الرِّيح. وقال أبو عمرو: المِسْهج: الذي يَنطق في كل حقٍّ وباطل. أبو عبيد: الأساهِيُّ والأساهِيجُ: ضُرُوبٌ مختلفةٌ من السَّير. هزج قال الليث: الهزَج: صوتٌ مُطرِب، ورَعْدٌ هَزِجٌ بالصَّوت. وقال الشاعر: أجشُّ مُجَلْجِلٌ هَزِجٌ مُـلِـثٌّ تُكَرْ كِرُه الجَنائِبُ في السِّداد وعٌودٌ هَزِج، ومُغَنٍّ هَزج: يُهَزِّجُ الصوتَ تهزيجاً. والهَزَج: نوعٌ من أعاريض الشِّعر، وهو مَفاعِيلُنْ مفاعيلن، على هذا البناء كله أربعة أجزاء. وقال الأصمعيّ: الهَزَج تدارُكُ الصوت في خِفةٍ وَسُرعة. يقال: هو هَزج الصوت هُزَامِجُه: أَي مُدارِكه. قال: وليس الهَزَج من الترنُّم في شيء. وقال عنترة: وكأنما ينأى بجانـب دفِّـهـا ال وَحْشِيِّ مِن هَزَج العَشيِّ مُؤَوِّمِ يعني ذُباباً لطيرَانه ترَنُّمٌ، فالناقة تُحاذر لَسعَهُ إياها. جهز أبو عُبيدة: فَرسٌ جَهيز السَّدّ: أي سريعُ العَدْوِ، وأنشد: ومقلِّصٍ عَتِدٍ جَـهـيزٍ شَـدُّه قيدِ الأوابد في الرِّهان جَوَادِ ابن السكيت، عن الأصمعي: أجْهزْتُ على الجَريح، إذا أَسْرَعْتَ قتله وقد تمَّمْتَ عليه. قال:وفرس جَهيزٌ، إذا كان سريعَ الشّد. والعرب تقول: أَحْمَقُ من جهيزة، قال: وهي أُمُّ شَبيب الخارجي، قال: وكان أبو شَبِيب من مهاجرة الكوفة، اشترى جَهيزةَ، وكانت هي حمراء طويلةً جميلةً فأدارها على الإسلام، فأبت فواقَعَها فحمَلتْ، فتحرّك الولدُ في بطنها فقالت: في بطني شيء يَنقُز، فقيل: أَحْمَقُ من جَهيزة. وقال أبو العباس: قال ابن الأعرابيّ في قولهم: هو أَحْمَق من جَهيزة؛ قال: هي الدُّبَّة. وقال الليث: كانت جَهيزة امرأةً خليقةً في بدنهِا رَعْناءَ يضرَب بها المَثَل في الحُمْق، وأنشد: كأنّ صَلاَ جَهيزةَ حين قامت حَبابُ الماء حالاً بعد حال قال: وقيل: الجَهيزة: جرو الدُّب، والجِبسُ: أنثاه، وقيل: الجهيزة: عِرْس الذِّئب، يعنُون الذِّئبة، وقيل: حُمْقها أنها تدعُ ولدَها وتُرضِع وَلدَ الضَّبُع. قال: كمُرْضَعَةٍ أولادَ أخرَى وضيَّعتْ بَنِيها فلَم ترْقَعْ بذلك مَرْقعـا ويشهد على ذلك ما بين الذئب والضبع من الألفة، ويقال: إنَّ الضبُع إذا صِيدَت فإن الذئبَ يكفُل عِيالهَا، فيأتيها باللّحم، ومنه قوله: لدَى الحبْل حتى عالَ أوسٌ عِيالها قال: وجَّهزْت القوم تجهيزا: إذا تكلَّفت لهم جَهازَهم للسفر، وكذلك جَهاَز العَرُوس والميّت: وهو ما يحتاج إليه في وَجْهه، وقد تجَهزوا جَهازاً. قال: وسمعتُ أهلَ البَصْرة يخطِّئون الجِهاز بالكسر. قلت: والقرّاء كلهم على فَتْح الجيم في قول الله جلَّ وعز: (ولما جَهَّزَهم بجَهَازِهم) وجِهاز بالكسر لغة ليست بجيدة، وموت مجهز: أي وَحِيٌّ. والعرب تقول: ضربَ البعيرُ في جهازه، إذا جَفَلَ فَنَدَّ في الأرض والتَبَط حتى طَوَّح ما عليه من أَداةٍ وحِمْل. هجد قال الليث: هَجَد القومُ هُجوداً: إذا ناموا، وتَهجدوا: إذا استَيْقظوا للصلاة. أبو عُبيد، عن أبى عبيدة: الهاجد: الناقم، والهاجد المصِّلي بالليل. وقال الحُطيئة: فحَيَّاك وُدٌّ من هـداك لِـفـتْـيةٍ وخُوصٍ بأعلى ذي طُوالة هُجَّدِ وقال ابن بُزُرج: أهْجدتُ الرجلَ: أَنَمَتُه.وهَجّدْتُه: أيقظته. قال الله جل وعز: (ومِنَ الليْلِ فتَهجَّدْ بهِ نَافِلَةً لكَ). وقال غيره: وهجّدتُ الرجلَ: أنمْتُه. ومنه قول لبيد: قال: هَجِّدْنا فقد طالَ الـسُّـرَى وقَدَرْنا إنْ خنا الدَّهْرَ غَفَلْ كأنه قال: نَوِّمنا فإن السرى قد طال علينا حتى غلبَنا النومُ، ويقال: أهجدت الرجلَ: وجدته نائماً. الحرَّاني عن ابن السكيت: أَهجَدَ البعيرُ: إذا أَلقَى جِرَانَه على الأرض. أبو العباس عن ابن الأعرابي: هجَّد الرجل: إذا صَلى بالليل، وهَجًّد: إذا نام بالليل. وقال في موضع آخر: الهاجد: النائم، والهاجد: المصِّلي، قال: وكذلك المتهجِّد يكون مصّلياً ويكون نائماً. عمرو عن أبيه قال: هَجد وهَجَّد: إذا قام مصلِّيا، وهَجَد: إذا نام، وذلك كله في آخر الليل. قلت: والمعروفُ في كلام العرب أن الهاجدَ النائم، وقد هَجد هُجودا: إذا نامَ، وأما المتهجِّد، فهو القائم إلى الصلاة من النوم آخر الليل، وكأنه قيل له: متهجِّد لإلقائه الهجود عن نفسه، كما أنه قبل للعابد: متحنِّث لإلقائه الحِنْثَ عن نفسه، وهو الإثم. جهد وقال الليث: الجَهْد: ما جَهَد الإنسانَ من مَرَض أو أمر شاقٍّ فهو مَجْهود. قال: والجُهْد لغة بهذه المعنى، قال: والجُهد: شيء قليلٌ يعيش به المُقلّ على جَهْدِ العَيْش. قال الله جل وعزّ: (والذِينَ لا يَجِدُونَ إلاَّ جُهْدَهُم) على هذا المعنى. قال: والجَهْد أيضا: بلُوغُكَ غايةَ الأمر الّذي لا تأْلو عن الجَهْد فيه. تقول: جَهَدْتُ جَهْدي واجتهدتُ رَأْيي ونَفْسي حتى بلغتُ مجهودي. ابن السكّيت: الجَهْد: الغاية. وقال الفرّاء: بلغتُ به الجَهْد: أي الغايةَ، واجهَدْ جَهْدكَ في هذا الأمر: أي ابلُغْ فيه غايَتَك. وأما الجُهد فالطاقة، يقال: اجهد جُهْدَك. قال: وجَهَدْتُ فلانا: بلغت مشقّته، وأجَهدتُه على أن يفعل كذا وكذا، وأجهَدَ القومُ علينا في العَداوة وجاهَدْتُ العَدُوَّ مُجاهَدة. أبو عُبيد: جَهَدتُه وأَجْهدتُه، بمعنى واحد. وقال الأعشى: جَهَدْنَ لهَا مَعَ إِجْهادِها شَمِر، عن أبي عمرو، يقال: هذه بَقْلة لا يَجهْدَها المال: أي لا يكثر منها، وهذا كلأٌ يجَهْده المال: إذا كان يَلِجُّ عليه ويَرْعاه. وقال الأصمعيّ: كلّ لبن شُدّ مَذْقُه بالماء فهو مَجْهود. وقال الشّماخ يصف إِبلا بالغزارة: تُضِحى وقد ضَمِنتْ ضَرَّاتُها غُرَفـا مِن ناصعِ اللّونِ حُلْوِ الطَّعم مَجْهودِ فمن رَوى البيت هكذا أراد بقوله: مجهود: المشتهَى الذي يُلَحّ عليه في الشُّرب لطيبه وحلاوته، ومن رواه: "حلو غير مجهود"؛ فمعناه أنها غِزَارٌ لا يجَهْدها الحَلب فَينهك لَبَنهَا. وقال الأصمعيّ في قوله غير مجهود: إنه يُمذَق لأنه كثير. وقال الفرّاء في قول الله جلّ وعزّ: (الّذين لا يَجِدُون إلا جُهْدَهم). قال: الجُهد: الطاقة، تقول: هذا جُهدي، أي طاقتي؛ ويقال: اجهْد جُهْدَك. وأخبرني المنذريّ عن القاسم بن محمد القرشيّ بن سعيد بن عمرو، عن مروان، عن عيسى بن المغيرة، عن الشَّعبيّ قال: الجٌهد الطاقة: تقول: هذا جُهدي: أي طاقتي. الجُهْد في القيتة والجَهد في العمل. شَمِر عن ابن شميل، قال الجَهاد: أظهرُ الأرض وأسواها: أي أشدّها استواء، أنبتَتْ أو لم تُنبتِ، ليس قُرْبَه جَبَل ولا أكَمة، والصّحراء جَهاد، أنشد: يَعُود ثرَى الأرض الجماد وَينْبُت ال جَهادُ بها والعُودُ رَيّانُ أَخـضـرُ قال، وقال أبو عمرو: الجَماد والجَهاد: الأرض الجَدْبة التي لا شيءَ فيها، والجماعةُ: جُمُدٌ وجَهُد. وقال الكميت: أَمَرَعَتْ في نَداهُ إذ قَحَطْ القَطْ رُ فأمسىَ جَهادُها مَمْطُورا وقال الفراء: أرضٌ فضَاء وجَهاد، وبراز بمعنىً واحد. وقال غيرُه: أجهدَ فيه الشَّيبُ إجهادا: إذا بدا فيه وكَثُر. وقال عديّ بن زيد: لا تُواتيك إذ صَحَـوتَ وإذْ أَجْ هَدَ في العارِضَيْنِ مِنْكَ القَتِيرُ ويقال: أَجهدَ لك الطريقُ، وأجهَدَ لك الحقُّ: بَرَزَ وظَهَر ووضح. وقال أبو عمرو بنُ العَلاء: حلَفَ بالله فأجْهَدَ، وسار فأَجْهدَ، ولا يكون فَجهَد. وقال أبو سعيد: أجهدَ لَك هذا الأمرُ فاركْبْه: أي أَمكَنك وأَعرَضَ لك. وقال أبو عمرو: أَجهَدَ القومُ لي: أي أشرَفوا. وقال الشاعر: لّما رأيتُ القومَ قد أجهَـدوا ثُرْتُ إليهم بالحُسام الصَّقِيلْ
وقال أبو زيد، يقال: إنَّ فلانا لمُجْهِدٌ لك، وقد أجهَد: إذا اختَلَط. ثعلب عن ابن الأعرابيّ قال: الجَهاض والجَهاد ثَمرُ الأراك، ونحو ذلك. قال أبو عمرو، وقال الحسن في قول الله جلَّ وعزّ: (ويَسْأَلُونك مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْو) هو أن لا يَجهَد الرجلُ مالَه ثم يَقُعد يسأل الناس. وقال النضر: معنى يَجهَد مالَه. يعطيه ههنا وههنا. هدج قال اللّيث: الهَدَجان: مِشْيه الشيخ ونحو ذلك، يقال: هَدَج الشيخُ وهَدَجت الرِّيح: أي حَنَّت وصَوّتت، والتهدُّج: تقطيع الصّوت، وهَدَجُ الظَّليم: وهو سعيٌ ومشيٌ وَعَدْوٌ، كل ذلك إذا كان في ارتهاش وأنشد: والمُعْصِفاتِ لا يزلنَ هدجا وقال العجّاج يصف الظَّليم: أَصَكَّ نَغْضاً لا يَنِى مُسْتهْدَجاَ قال ابن الأعرابيّ في قوله: مُسْتهْدَجاً: أي مستعجِلا، أي أفزع فمرّ، ومن رواه بكسر الدال أراد أنّه لا يزال عَجْلان في عَدْوِه. وقال غيره: الهَدْجةٌ: رَزْمة الناقة وَحَنِينُها على وَلَدَها، وناقةٌ هَدُوج ومِهداج. ويقال للرِّيحِ الحَنون: لها هَدْجة ومِهْداج، ومنه قولُ أبى وَجْزة السعديّ يصف حُمُر الوحش: حتّى سَلَكْن الشَّوَى منهنّ في مَسَكٍ مِنْ نَسْلِ جَوابِة الآفاق مِهْـدَاج المنذريّ عن ثعلب عن ابن الأعرابي: يقال: تهدَّجوا عليه وتَبأْبؤُوا عليه: إذا أَظهروا إلْطافَه، ويقال: ظَلِيمٌ هَدَجْدَج لِهدَجانه في مِشْيتهِ. قال ابن أحمر: لِهدَجْدِجٍ جرَبٍ مَساعـرُه قد عادها شهراً إلى شهرِ وإنما قال: جرَبِ مَساعِرهُ لأنّ ذلك الموضع من النّعام لا ريشَ عليه. وقال الأصمعي: الهَدَجان: مُداركة الخَطْو، وأنشد: وهَدَجانا لم يكن مِنْ مِشْيتي كهَدَجان الرَّأْل خَلْفَ الهيقَتِ مُزَوْزِياً لما رآها زَوْزَتِ وقال ابن الأعرابيّ: هَدَج: إذا اضطَرَب مشيُه من الكِبرَ، وهو الهُداج. والهَوْدج: مركَب من مراكب النساء. وقِدْرٌ هَدُوج: سريعة الغَليان. دجه أهمله الليث. وقال ابن الأعرابيّ: دَجَّه الرّجل، إذا نام في الدُّجْيَة، وهي قُتْرَة الصائد. تجاه فأصله وُجاه، وقد اتَّجهنْا وتجهنا. هجر قال الفراء في قول الله جلّ وعزّ: (مُسْتَكْبِرينَ بِهِ سَامِراً تَهْجُرُونَ). قال: الهاء في قوله (به) للبيت العتيق، يقولون: نحن أهلُه وقُطّانه ةغذا كان اللّيل وسَمَرْ تُم هَجَرْتم النبيَّ صلى الله عليه وسلم والقرآن، فهذا من الهَجْر والرَّفْض. قال: وقرأ ابن عباس: (تَهجرون) من أَهْجَرْتُ، وهذا من الهَجْر وهو الفُحْش، وكانوا يَسُبّون النبيّ صلى الله عليه وسلم إذا خَلَوا حولَ البيت ليلا. وقال الفرّاء: وإنْ قُرئِ تَهجرون، فجُعل من قولك: هَجَرَ الرجُل في منامه إذا هَذَى، أي أنكم تقولون فيه ما ليس فيه ومالا يضرُّه فهو كالهَذَيان. ورُوى عن أبى سعيد الخُدْريّ أنه كان يقول لبنيه: إذا طُفْتم بالليل فلا تَلْغَوْا ولا تَهجُروا. قال أبو عُبَيد: معناه، لا تَهْذُوا، وهو مِثلُ كلام المُبَرْسَمِ والمَحْموم، يقال: هَجَرَ يَهجُرُ هَجْرا، والكلام مَهجور، ورُوى عن إبراهيم أنه قال في قول الله جلّ وعزّ: (إن قَوْمي اتَّخذوا هذا القرآنَ مهْجوراً): قالوا فيه غيرَ الحقّ، ألم تر إلى المريض إذا هَجرَ قال غير الحقّ؟! وأمل قولُ النبيّ صلى الله عليه وسلم: "إني كنت نهيتُكم عن زيارة القبور فزُوروها ولا تقولوا هُجْراً" فإنّ أبا عُبَيد ذَكر عن الكسائيّ والأصمعيّ أنهما قالا: الهُجْر: الإفحاش في المَنطِق والخَنا. يقال منه: أَهجرَ الرجلُ يُهجِرُ، وقال الشّمَّاخ: كماجِدَةِ الأعراقِ قال ابنُ ضَرَّة عليها كلاماً جارَ فيه وأهجَرَا وقال أبو زيد: يقال: أهجرتُ بالرّجل إهجارا: إذا استَهزأتَ به وقلتَ له قولاً قبيحاً، وهجَرَ الرجلُ هَجْرا، إذا تباعَد ونَأَى، وهجَرَ في الصَّوْم هَجرْا وهِجرانا. ورُوي عن عمر أنه قال: هاجِروا ولا تَهجَّرُوا.
وقال أبو عبيد: يقول: أَخلِصوا الهِجرةَ ولا تَشبَّهوا بالمهاجرين على غير صِحة منكم، فهذا هو التَّهجُّر، وهو كقولك: فلانٌ يتحلّم وليس بحليم، ويتشجَّع وليس بشجاع: أي أنه يُظهِر ذلك وليس فيه. قلت: وأصل المُهاجَرة عند العرب: خروجُ البدويّ من بادِيتِه إلى المُدُن. يقال: هاجرَ الرجُل، إذا فعَل ذلك، وكذلك كلّ مُخْلٍ بمسكنه منتقِل إلى دارِ قومٍ آخرين؛ لأنهم تَركوا ديارَهم ومساكنَهم التي بها نشؤوا بها لله ولحقوا بدار قوم ليس لهم بها أهلٌ ولا مالٌ حينَ هاجروا إلى المدينة، وكذلك الذين هاجروا إلى أرض الحَبشة. فكلُّ من فارقَ رِباعَه من بدويّ أو حَضَريّ وسكن بلداً آخر فهو مُهاجر، والاسم منه الهِجرْة. قال الله جلّ وعزّ: (ومن يُهَاجِر فْيِ سَبِيلِ اللهِ يَجِدْ فيِ الأرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً) وكلُّ من أقام من البَوادي بمَبَاديِهِمْ ومَحاضرهم ولم يلحقوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ولم يتحولوا إلى أمصار المسلمين التي أحدثت في الإسلام وإن كانوا مسلمين فأنهم غير مهاجرين وليس لهم في الفئ نصيب، ويسمون الأعراب. أبو عبيد عن الأصمعي: هجرتُ البعير أهجُره هجرْا، وهو أن يشد حبل في رسغ رجله ثم يُشَدّ إلى حقوه. وقال أبو الهيئم: قال نصير: هجَرتُ البَكْرَ، إذا رَبطْتَ في ذراعه حبلا إلى حقوه وقَصْرتَه لئلا يقدر على العدو. قلت: والذي حِفظْتُه عن العرب في تفسير الهجار أن يؤخذ حبل ويسوى له عروتان طَرَفيه برزين، ثم تشد إحدى العُرْوَتين في رُسْغ رجل الفَرَس وتُزَرّ وكذلك العروة الأخرى في اليد، وتُزَرّ، وسمعتهم يقولون: هجروا خيلكم، وقد هجر فلان فرسه هجرا. وقال أبو زيد: يقال لكل شيء أفرط في طول أو تمام وحسن: إنه لمُهْجِر. ونَخْلةٌ مُهجرة: إذا أفرطت في الطول، وأنشد: يعلى بأعلى السُّحُق المُهاجرِ منها عِشاشُ الهُدهُد القُراقرِ وسمعت العرب تقول في نَعْتِ كل شيء جاوزَ حده في تمامه: إنه لمهجر، وناقةٌ مُهجرة: إذا وصفت بالفراهة والحسن، وإنما سمي ذلك إهجارا؛ لأن ناعته يخرج في نعته عن الحد المقارب المساكل للمنعوت إلى نعت يفرط فيه، فكأنه يَهذي ويَهجُر. وقال أبو عبيد: قال أبو زيد وغيره: هِجِّيَري الرحل: كلامه ودأبه، وشأنه. وقال ذو الرمة: رَمَى فأخطـأ والأقـدارُ غـالـبة فأنصَعْنَ والويلُ هِجِّيراهُ والحَرَبُ وقال الأموي: يقال: ما زال ذلك إهْجيراه وهِجِّيراه ودَأبه ودَيْدَنَه. وروى مالك بن أنس عن سمي عن أبي صالح ع أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو يَعلمُ الناسُ ما في التَّهجير لاستبقوا إليه؛ وفي حديث آخر: "المهُجِّرُ إلى الجُمُعة كالمُهْدِي بَدَنَة" يذهب كثير من الناس إلى أن التهجير في هذه الأحاديث تفعيل من المهاجرة وقت الزوال، وهو غلط، والصواب ما رواه أبو داود المصاحفي عن النضر بن شميل أنه قال: التهجير إلى الجمعة وغيرها: التبكير. قال: سمعت الخليل بن أحمد يقول ذلك في تفسير هذا الحديث. قلت: وهذا صحيح، وهي لغة أهل الحجاز ومن جاوَرَهم من قيس. وقال لبيد: راحَ القَطِينُ بِهَجْرٍ بعدما ابتَكَرُوا فقرن الهجر بالابتكار، والرواح عندهم: الذهاب والمضي، يقال، راح القوم: أي خفوا ومروا أي وقت كان. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لو يعلم الناس ما في التهجير لاستبقوا إليه"، أراد به التبكير إلى جميع الصلوات: وهو الذهاب إليها في أول أوقاتها. قلت: وسائر العرب تقول: هجر الرجل: إذا خرج وقت الهاجرة رواه أبو عبيد عن أبى زيد. هجر الرجل: إذا خرج بالهاجرة. قال: وهي نصف النهار، قال: ويقال: أتيته بالهجير وبالهجر. ذكر ابن السكيت عن النضر أنه قال: الهاجرة إنما تكون في القيظ، وهي قبل الظهر بقليل، وبعدها بقليل. قال: والظهيرة: نصف النهار في القيظ حين تكون الشمس بحيال رأسك كأنها لا تريد أن تبرح. أنشد المنذي فيها روى لثعلب عن ابن الأعرابي في نوادره قال: قال جعثنة بن جواس الربعي في ناقته. هل تَذْكرِينَ قَسَمي ونَـذْرِي أزمانَ أنتِ بعُرُوضِ الجَفْـرِ إذ أنتِ مِضْرَارٌ جوادُ الحضْرِ فيُهْجِرُون بهجير الـفـجْـر قلت: قوله بهجير الفجر، أي يبكرون بوقت السحر.
وقال الليث: أهجر القوم: إذا صاروا في ذلك الوقت، وهجر القوم: إذا ساروا في وقته. قال: والهِجِّيرَي: اسم من هجر إذا هذى. قال: والهَجْر من الهِجْران: وهو ترك ما يَلزَمُك تعاهده. قال: والهجار: مخالف للشكال تشد به يد الفحل إلى إحدى رجليه، وأنشد: كأنما شُدَّ هِجَارا شاكِلا قلت: وهذا الذي ذكره الليث في تفسير الهجار مقارب لما حكيته عن العرب سماعا وهو صحيح، إلا أنه يهجر بالهجار الفحل وغيره. وقال أبو عمرو: هِجار القَوس: وترها. وقال أبو سعيد: الهاجرة من حين تزول الشمس: والهُوَيْجِرَة بعدها بقليل. والهاجري: البناء. وقال لبيد: كعَقْر الهاجِرِيّ إذا ابتَناه بأشياء حُذِينَ على مِثالِ والهجير: الحوض المبني. وقالت خنساء تصف فرسا: فَمَالَ في الشَّد حَثِيثاً كـمـا مالَ هَجِيرُ الرجل الأعسَرِ شبهت الفرس حين مال في حضره بحوض ملئ فأنثلم ومال ماؤه سائلا. أبو عبيد عن الأصمعي: الهَجيِر: ما يَبِس من الحَمْض. وقال ذو الرمة: وَلَمْ يَبقَ بالخَلْصاء ممَّا عَنَتْ بـه مِن الرُّطب إلا بَبْسُها وهَجيرُها أبو عبيد عن الفراء: ناقه مهجرة: فائقة في الشحم والسمن. قال: ويقال: رماه بهاجرات ومهجرات: أي بفضائح، وناقة هاجرة فائقة. قال أبو وجزة: تُبَارِى بأجْوازِ العَـقِـيق غُـدَيَّةً على هاجِرَاتٍ حان منها نُزُولها وقال أبو عبيد: قال أبو زيد: يقال للنخلة الطويلة: ذهبت هجرا، أي طولا وعظما. أبو عبيد، عن أبى زيد يقال: لقيت فلانا عن غفر: بعد شهر ونحوه، وعن هجر بعد الحول ونحوه. وعدد مهتجر: كثير. وقال أبو نخيلة: هذاكَ إسحاقُ وقَبْضٌ مُهْجِرُ أبو العباس عن ابن الأعرابي: يقال للخاتم: الهجار والزينة، وأنشد: وفارِساً يَستِلب الهِجارا قال: يصفه بالحذق إذا رمى. قال: والهُجَيرة: تصغير الهَجْرَة: وهي السنَّةَ التامة. قلت؛ ومنه قولهم: لقيته عن هجر، أي بعد حول. وأنشد ابن الأعرابي: وغِلْمَتي منهمْ سَحِيرٌ وبَحِرْ وَأبِقٌ مِنْ جَذْبِ دَلوَيْها هَجِرْ قال: هجر: يمشي مثقلا متقارب الخطو كأن به هجارا لا ينبسط مما به من الشر والبلاء. وسمعت واحد من غير البحرانيين يقوقون للطعام الذي يؤكل نصف النهار: الهجوري. هرج أبو عبيد، عن الأصمعي: هرج الناس يَهرِجون هرجا، من الاختلاط. وقال الليث: الهرج: القتال والاختلاط فيه، وأنشد الأصمعي قول ابن الرقيات: ليتَ شِعري أوَّلُ الهَرْج هَـذا أمْ زَمانٌ من فِتْنَةٍ غير هَرْج وقال: هَرَج الرجل المرأة يَهْرِجُها، إذا نَكَحَها، وقد هَرَجها ليلة جمعاء. روى أبو عوانة عن عاصم عن أبى وائل عن عبد الله بن قيس الأشعري قال: قيل لعبد الله بن مسعود: أتعلم الأيام التي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها الهرج؟ قال: نعم تكون بين يدي الساعة يرفع فيها العلم، وينزل الجهل، ويكون الهرح، فقال أبو موسى: الهرج بلسان الحبشة: القتل". وقال خالد بن جَنْبة: بابٌ مَهْروج: وهو الذي لا يُسَدّ، يَدخُله الخَلْق، وقد هَرَجه الإنسان يهَرِجه: أي ترَكه مفتوحاً، وهَرج القومُ يهرِجُون في الحديث: إذا أفاضوا فيه وأَكثَروا. وفي الحديث: "قُدَّام الساعة هَرْج": أي قِتال شديد. أبو عُبيد: عن الأصمعيّ: هَرَج الفرسُ يهرُجُ هَرْجا وهو فرس مِهْرَجٌ وهَرَّاج: إذا كان كثير العَدْو، ومه قولُ العجّاج: غَمْرُ الأجارِىِّ مِسَحّاً مِهْرَجا ويقال: هَرِجَ البعيرُ يهرَج هَرْجا: إذا ما سَدَر من شِدَّة الحَرّ. وقال شمر: هَرِج البعيرُ من شدّة الحرّ، وقد أهرجْتَ بعيرَك: إذا وَصَل الحرُّ إلى جَوْفه، ورجل مُهْرِج: إذا أَصابَ إِبلِهَ الجَرَب فطَلاها بالقَطران وَوَصَل حَرُّه إلى جوْفها. وأَنشد في ذلك قوله: عَلَى نارِ جِنًّ يَصْطَلون كأنها جِمَالٌ طَلاها بالعَنِيَّة مُهرِجُ قلتُ: ورأيت بعيراً أجربَ هُنِئَ بالخَضْخَاض فهَرج هَرَجا شديداً ثم سَقَط ومات. أبو عُبيد، عن الأصمعيّ: هَرَّجْتُ السَّبُعَ، إذا صِحتَ به. وقال رؤبة: هَرَّجتُ فارتدَّ ارتدادَ الأَكمَهِ في غائلاتِ الحائرِ المُتَهْتِه
قال شمر: المتَهتِه: الذي تَهته في الباطل: أي رُدِّدَ فيه. وقال الأصمعيّ: يقال: هَرَّجَ بعيرَه، إذا حَمَل عليه في السيَّر في الهاجرة، وأنشد: ورَهِبا من حَنْذِه أن يَهْرَجا والهِرْج: الضعيفُ من كلّ شيء. وقال أبو وَجزْة: والكبشُ هِرْجٌ إذا نَبّ العَتُودُ له زَوزَى بأليَتِه للذُّلِّ واعترفـا جهر سلمة عن الفرَّاء: جَهَزْتُ السِّقاءَ، إذا مَخَضْتَه، والجَهيرُ: اللّبَن الذي أَخرِج زُبْدَه، والثميرُ: الذي لم يخرج زبده وهو التثمير. أبو عبيد عن الأصمعي: جَهَرْتُ البِئر، واجتهرْتُها، إذا نزَحْتها، وأنشد: إذا وَرَدْنا آجِنا جَهَرْناه أو خالياً مِن أَهْلِه عَمرْناه أراد أنهم من كَثرتهم نزَفوا مياهَ الآبار الآجنة وعَمرَوا الرَّكايا التي ليس عليها حاضِر بنزُولهم عليها. وفي حديث عليّ رضي الله عنه: أنه وصفَ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لم يكن قصيراً ولا طويلا، وهو إلى الطول أقرَبُ، مَن رآه جَهره، معنى جَهرَه، عَظُم عَيْنَيه، ومنه قولُ الراجز: لا تَجْهُريني نَظراً وُردِّي فقد أَرُدُّ حينَ لا مَرَدِّ يقول: استعظمتِ مَنَظري فإني مع ما ترين من مَنظري شُجاعٌ أرُدّ الفُرْسان الذين لا يَرُدّهم إلاّ مِثلي. قال: وكبشٌ أجهَر، ونعجةٌ جَهْراء، وهي التي لا تُبْصَر في الشمس. ومنه قول الهذلي: جَهْرَاءُ لا تأْلُوا إذا هي أَظْهَرَتْ بصراً ولا مِن عَيْلةٍ تُغْنيِنـي قال: يصف فرساً بقوله: جَهْرَاء. وقال غيرُه: أراد بالجَهراء عَنْزا أو نَعْجَة. أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: الْجُهْرة: الحَوْلة، ورجل أجْهَر وامرأة جَهْراء: في عُيونِهما حَوَل. أبو عبيد الأصمعي: جَهَرْتُ الجَيشَ واجْتَهَرْتُهم: إذا كثروا في عينك، وكذلك الرجلُ تراه عظيماً في عَينِك. وقال العجاج يصف جيشاً عَرمْرَما: كأنما زهاؤُه لمن جَهَرْ ليْلاً وَزَزُّغْرِه إذا وَغَر زُهاؤه: كثرة عَدَده، ويقال: رأيتُ جُهْرَ الرَّجل: إذا نظرتَ إلى هيئته وحُسنِ منظَره فراعَكَ حُسنُه. وقال القطامي: شَنِئْتُكَ إذ أَبصَرْتُ جُهْرَك سَيِّئاً وما غَيَّبَ الأقوامُ تابِعَةُ الجُهر قال: "ما" في معنى الذي، يعني ما غاب عنك من خُبْر الرجل فانه تابعٌ لمنظره، والجُهْر يستعمل في السَّيِّئ، وهو القَبيح كما يستعمل في البهِّي الحَسَن. ثعلب عن الأعرابي: رجل حَسَن الجهارة والجُهْر: إذا كان ذا منظر حَسَن. وقال أبو النجم: وأَرَى البياضَ على النَّساء جَهارةً والعِتْقَ أَعْرِفُهُ علـى الأدْمـاء وقال أبو زيد: يقال: ما في القوم أَحدٌ تَجْهَرَهُ عيني: أي تأخذُه عيني. قال: وجَهَرْتُ بالقَوْل أَجْهَرُ به، إذا أَعلنْتهُ. ورجلٌ جَهِير الصوتِ: أي عالي الصوت، وكذلك رجلٌ جَهْوَرِيُّ الصوت: رفيعه. ويقال: جاهرَ فلانٌ جِهاراً، أي عالَنني مُعالبَةً؛ والجَهْر: العلانية. وقال الليث: الجَهْوَر: هو الصوت العالي قال: والجَوْهر: كلُّ حجرٍ يستخرجَ منه شيء ينتفع به، وجوهرُ كل شيء ما خُلِقَتْ عليه جبلته. وجَهَر فلانٌ في كلامِه وقراءته. قال: وأَجهر بقراءته لغة. أبو عبيد: جهرتُ الكلام وأجهرته: إذا أَعلنتهَ. والجَهْراء: ما استَوَى من ظَهر الأرض بها شجرٌ ولا إكامٌ ولا رمال إنما هي فضاء، وكذلك العراء: يقال وطئَنا أَعْرِيةً وَجَهْرَوات وهذا من كلام ابن شميل. أبو سعيد: جَهيرٌ للمعروف: أي خَلِيقٌ له، وهمُ جهراء للمعروف: أي خُلقاء له، وقيل ذلك؛ لأن من اجتَهَره طَمِع في معروفه. وقال الأخطَل: جُهراءُ للمعروف حينَ تَراهُمُ خُلقاء غيرَ تنابـلٍ أَشـرارِ ابن السكيت: جُهراء الحي: أفاضُلهم، وأمر مُجْهِر: أي واضح، وقد أجهرته أنا إجهاراً وجهرت بكذا أَجْهَرُ به جهْرا: أي شَهَرْتُ به، فهو مَجْهور به: أي مشهور. أبو عبيدة: فرُسٌ جَهْورَ: وهي الذي ليس بأجَشّ الصوت ولا أَغنّ. وقال اين الأعرابي: أجهَرَ الرجلُ: إذا جاء ببَنِينَ جَهارةٍ وهم الحَسنو القُدود الحَسَنو المنظر، وأجْهر: جاء بابن أحْوَل.
عمر عن أبيه: الأجهرَ: الحَسن المنظر، الحَسَن الجِسم التامة، والأجْهَر: الأحول المليحَ الحَوْلة والأجهر: الذي لا يبصر بالنَّهار، وضدُّه الأعشى. وفي حديث عمر: إذا رأيناكم جَهَرناكم: أي أَعْجَبنا أجسامُكم: قال والجُهْر: حُسْن المنظر. ابن الأعرابي: الجَهر: قطعةٌ من الدهر، والهَجْر: السنة التامة. قال: وحاكم أعرابي رجلا إلى بعض الحكام فقال: بعت منه عُنجداً مُذْ جَهْرٌ فغاب عني. قال ابن الأعرابي: أي مُذْ قطعةٌ من الدّهر. جره أبو عبيدة عن أبى زيد: سمعت جَراهِيَةَ القوم: يريد كلامهم وعلانِيتهم دون سِّرهم. قال غيره: يقال جَرَّهْت الأمرَ تَجْرِيها إذا أعلنته، ولقيتُه جَراهَيةً، أي ظاهراً، وأنشد: ولولا ذَا لَلاَقَيتُ المنـايا جَراهية وما عنها مَحِيدُ ثعلب عن ابن الأعرابي: الجَرْه: الشَّبهُ الشديد. رجه والرَّجْه: التشبث بالإنسان، وهو التزعزع قال: ويقال: أَرجَهَ الأمرَ عن وقته إذا أخَّره، وكذلك أَرْجاه، كأَنّ الهاء مُبدلة من الهمزة. رهج قال الليث: الرَّهج: الغبار. وقال غيره: أرهجت السماءُ إرهاجاً: إذا هَمَّتْ بالمطر، ونَوءٌ مُرهِج: كثير المطر. وقال مليح الهذلي: ففي كلِّ دار منكِ للقلب حَسْرَة يكون لها نَوْءٌ مِن العَيْن مُرْهجُ والرِّهْجيج: الشَّغِب الضَّعيفُ من الفُصْلان. وقال الراجز: فهي تبذُّ الرُّبَعَ الـرِّهْـجـيجـا في المشيْ حتى تَركب الوَسِيجا ثعلب عن ابن الأعرابي: أرهَج: إذا أَكثَر بخُورَ بيته. قال: والرَّهج: الشغب. هجل قال الليث: الهَجْل كالغائط يكون مُنفرجاً بين الجبال مطمئناً موطئه صُلْب. وقال أبو عبيد: الهَجْلُ: المْطمئن من الأرض. شمر عن الأعرابي. الهَجْل. ما اتسع من الأرض وغَمض. وقال أبو النَّجم: والخَيْلَّ يَرْدِينَ بهَجْلٍ هاجِل فَوارطاً قُدَّامَ زَحْفٍ رافلِ وماءٌ مُهْجَل ومُسْجَل: إذا كان مُضَيَّعا مُخَلَّى. وقال غيرُه: الهَجْل والهَبْر مُطمئنٌّ يُنْبِت وما حوله أشدّ ارتفاعاً، وجمعُه هُجول وهُبور. وأَهْجَل القومُ فهم مُهْجِلون. وقال الليث: الهَوْجَل: المَفازة البعيدةُ. وروى أبو العباس عن عمرو عن أبيه قال: أَنْجَرُ السفينة، والهَوْجَل: بقايا النعاس، والهَوْجَل: الدَّليل الحاذِق، والهوْجل الأحَمق. ايو عُبيد، عن الأصمعيّ: الهَوْجَل: الأرضُ التي لا معالم بها. وقال شمر: قال يحيى بنُ نُجيم: الهَوْجل: الطّريقُ الذي لا عَلَم به، وأنشد قولَ الفرزدق: إليكَ أَمِيرَ المـؤمـنـين رَمَـتْ هُمومُ المُنى والهوجَلُ المتعسِّفُ يقال: فَلاةٌ هَوْجَل: إذا لمْ يهتَدوا بها. والهوْجَل: الثّقيل الوَخِم، وناقةٌ هَوجَل: وهي السريعةُ الوَساع. وقال أبو عمرو: الهَوْجَل: الأرضُ التي لا نَبْتَ فيها. وقال ابنُ مُقْبِل: وجَرْداءُ خَوْقاءُ المسارحِ هَوْجَلٌ بها لاسْتِداءِ الشَّعْشَعاناتِ مَسْبَحُ أبو بكر، سمِعتُ شمراً يقول: قال ابن الأعرابيّ: الهَوْجَل: المَفازة الذاهبةُ في سَيْرِها، والهوْجل: الرّجل الذاهِبُ في حُمْقه، والهَوْجَل: النّاقةُ السَّريعةُ الذاهبة في سيرها قال: وهو كلّه واحد، ولكن لا يُحسِنون. ثعلب عن ابن الأعرابيّ قال: الهاجِل: النائم، والهاجل: الكثير السَّفَر. أبو عبيد، عن أبى زيد: هَجَّلْتُ بالرّجل تَهجيلاً، وسَمَّعْتُ به تَسْمِيعا: إذا أسْمَعه القبيحَ وشَتَمه. وقال ابنُ بُزْرُج: لا تَهْجَلَنَّ في أَعراض الناس: أي لا تَقَعَنَّ فيهم: والهَجُول: البَغِيُّ من النِّساء. وقال أبو عمرو: الهَجول: الفاجرة، وامرأةٌ مُهْجَلة: وهي التي أُفْضِىَ قُبُلُها ودُبُرُها. وقال الشاعر: ما كان أَهْلاً أَن يُكَذَّب مَنطقِي سعدُ بنُ مُهْجَلة العِجان فَليِقِِ وجاء في الحديث: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أخَذَ قصَبَةً فَهَجَل بها: أَي رَمى به. قلت: لا أعرف هَجَل بمعنى رمى، ولكن يقال: نجل وزجل بالشيء: رمى به. ثعلب عن ابن الأعرابيّ: هَوْجَل الرجلُ: إذا نامَ نَوْمةً خفيفة. وأنشد: إِلا بَقايا هَوجَلِ النُّعاسِ
قال: وهَجَلَت المرأَةُ بعينِها ورَمَشَتْ وغَيَّقَتْ ورَأْرَأَتْ: إذا أَدراتْها بغَمْز الرَّجُل. هلج قال الليث: الهَلِيلَج: معروفٌ من الأدوية. ورَوى أبو عبيد عن الأحمر: هي الأهْلِيلَجَة، ولا نقل: هّلِيلَجَة، وكذلك قال الفرّاء. ثعلب عن ابن الأعرابيّ: الهالِج: الكثير الأحلام بلا تَحْصيل. وقال أبو زيد: هّلّجَ يَهِلجُ هَلْجا، إذا أَخْبَرَ بما لا يُؤْمَن به، والهَلْجُ في النوْم أيضاً: الأضْغاث. لهج قال الليث: لَهِجَ فلانٌ بكذا وكذا: إذا أُولع به، ولَهِجَ الفصيلُ بِأُمِّه يَلهج: إذا اعتادَ رضاعها، وهو فَصِيلٌ لاهِجٌ. أبو الهَيثم: فَصيل داغِل ولاهِج بِأُمِّه. وقال الليث: أَلْهجْتُ الفصِيلَ: إذا جعلْتَ في فيِه خِلالاَ فشَددتَه لئلاَّ يَصِل إلى الرّضاع. وأنشد: يَرَى بِسَفَى البُهْمَى أَخِلَّةَ مُلْهِجِ قلت: المُهلج ها هنا: الرّاعي الذي هاجَت فِصَالُ إبِلِه بأمّهاتها فاحتاج إلى تفليكهِا وإجْرارِها: يقال: أَلْهجَ الرّاعي وصاحِبُ الإبِل فهو مُلهج: إذا لَهِجَتُ فصالُه، والتَّفليك: أن يَجعل الراعي من الهُلْب مِثلَ فَلْكة المِغْزَل، ثم يَثقُب لسانَ الفصِيل فيَجعله فيه لئّلا يَرضَع والإجْرَار: أن يشُقَّ لسانَ الفصيل لئلاَّ يرضَع، وهو البَذْج أيضاً. وأمَّا الخَلّ، فهو أَنْ يأخذَ خِلاَلاً فيُلزقَه بِأَنْفِ الفصِيل طولا، فإذا ذهب يرضع خِلْفَ أمِّه أَوْجَعَها طرَف الخِلاَل فزَبَنَتْهُ عن ضرْعِها. ولا يقال: أَلْهجْتُ الفصِيلَ، إنما يقال: ألهج الرّاعي: إذا لهِجَتْ فصالُه، وبيتُ الشمّاخ حُجَّةٌ لمِا وَصَفناه، وهو قوله: رَعَى بأرِضَ الوَسْمِيّ حتى كأَنما يَرى بسَفَي البُهْمَى أَخِلَّةَ مُلْهِجِ هكذا أنشدنِيه المنذريّ، وذَكرَ أنه عرضه على أبى الهيم قال: والمُلهج: الذي لَهجَتْ فصالُه بالرّضاع. يقول الشمّاخ: رَعَى هذا العَيْرَ بأَرْضَ الوَسْمِىّ، أول ما نبت إلى أن يبس سَفَا ذلك البارِض، فكرهه لَيْبسه، وشَّبه شوكَ السَّفا عند يُبْسِه بالأخِلَّة التي تُلْزَق بأنوف الفِصال. وفسر الأصمعي لي رواية الباهليّ البيتَ على ما وَصفْتُه وبيّنته. وقال الليث: اللَّهْجَة يقال: طرَف اللَسان، ويقال: جَرْس الكلام، يقال: فلانٌ فَصِيحُ اللَّهْجة واللَّهَجَة، وهي لُغَتُه التي جُبِل عليها فعتادها ونَشَأَ عليها، ويقال: فلانٌ مُلهِجٌ بهذا الأمر، أي مُولَع به. ومنه قول العجاج: رأساً بتَهْضَاضِ الرؤوس مُلهِجاَ قال: ولَهْوَجْتُ اللَّحْمَ: إذا لم تُنْعِم شَيَّه، وأمْرٌ مُلَهْوَج: إذا لمْ تُحكِمْه. ومنه قولُ العجاج: والأمْرُ ما رامَقْتَه مُلَهْوَجاً يُضوِيكَ ما لمْ تُحيْيِ منه مُنْضَجا ابن السكيت: طعامٌ مُلَهْوَج ومُلَغْوَس. وهو الذي لم يَنْضَج. وأنشد: خيرُ الشِّوَاء الطِّيبُ المُلَهْوَجُ قد هَمَّ بالنُّضْج ولمّا يَنضَج أبو عُبَيد عن الأصمعيّ: إذا خَثُر اللّبن حتى يختلط بعضُه ببعض، ولم تَتمّ خُثُورَتُه، فهو مُلْهاجٌّ، وكذلك كلُّ مختلِط بعضُه ببعض ولم تتم خُثورَته فهو مُلْهاجٌّ، وكذلك كلُّ مختلِط. يقال: رأيتُ أمرَ بني فلانٍ مُلْهاجّا، وأيقَظَني حين الهاجَّتْ عَيْني: أي حينَ اختَلَط بها النعُّاس. أبو عبيد عن الأمويّ: لَهَجْتُ القومَ: إذا عّللتَهم قبلَ الغَداء بِلَهْنَة يتعللّون بها، وهي اللُّهْجة والسُّلْفة والمَجَّة، وقد قاله أبو عمرو أيضاً. قال: وتقول العربُ سَلِّفوا ضيفَكم ولَمِّجُوه ولَهِّجوه ولمِّكُوه وغَسِّلوه وشَمِّجوه وغَبِّروه وسَفِّكوه ونَشِّلوه وسَوِّدوه، بمعنىً واحد. جهل قال الليث: الجَهل: نقيضُ العِلْم: تقول: جَهِل فلانٌ حَقَّ فلان، وجَهِل فلانٌ علىَّ وجَهل بهذا الأمر، قال: والجَهالة: أن يَفعل فعلا بغير علم، وقال ابن أحمر يصف قدوراً تغلي: دُهْمٍ تُصادِيها الولائِدُ جِـلّةٍ إذا جَهِلَتْ أجوافُها لم تَحَلَّم يقول: إذا فارت لم تَسْكُن. والجاهلّية الجَهْلاء: زمانُ الفَتْرة ولا إسلام. وقال غيره: أرضٌ مجهولة لا أعلام بها، وكذلك المَجهَل من الأرض، وجمعُه المَجاهِل.
شمر عن ابن شميل: الأرضُ المجهولة: التي لا يُهتَدى بها: لا أعلامَ بها ولا جبال، وإذا كانت بها معارفُ أعلام فليست بمجهولة، يقال: علوْنا أرضاً مَجهولةً ومَجْهَلا، سواء، وأنشدنا: قلتُ لصحراءَ خلاءِ مَجْهَلِ تَغَوَّلى ما شئتِ تَغَوَّلى قال: ويقال: مجهولةٌ ومجهولاتٌ ومَجاهِيلُ. وقال غيره: ناقةٌ مجهولة: لم تُحلَب قطّ، وناقةٌ مجهولة، إذا كانت غفْلا لا سِمَة عليها. ابن شميل: إنَّ فلاناً لجاهل مِن فلان: أي جاهل به. رُوِيَ عن ابن عباس أنه قال: من استجهل مؤمناً فعليه إثمه. قال شمر: قال ابن المبارَك: يريدُ بقوله: من استَجهل مؤمناً، أي حَمَله على شيء ليس من خُلُقه فيُغضِبه، قال: وجَهْلُه أرجو أن يكون موضوعا عنه، ويكون على من استجهَله. قال شمر: والمعروف في كلام العَرَب جهلتُ الشيءَ، إذا لم تَعرفه. تقول: مِثلي لا يَجهَل مِثَلك. قال: وجهَّلُته: نسبتُه إلى الجَهْل، واستجهَلْتُه: وجدتُه جاهلا، وأجهلْتُه: جعلُته جاهلا، قال: وأمّا الاستجهال بمعنى الحَمْل فمنه مَثَل للعرب: نَزْوُ الفُرارِ استَجْهَل الفُرَارَ. وقول الله جلّ وعزّ: "يَحْسَبُهُمْ الْجَاهِلُ أغْنِياءَ مِنَ التَّعَفَّفِ"، لم يرد الجهل الّذي هو ضدّ العقل، وإنما أراد الجهلَ الذي هو ضدّ الخبْرة. أراد يَحْسَبُهم مَن لم يَخْبُر أمْرَهُم، وقال الطّرمّاح: مُخْلِفُ الطُّرَّاق مجهولةٌ محدِثٌ بعدَ طِراقٍ لُؤام أي لم تقبل ماءَ الطَّرْقِ، ثمّ أَحْدَثَتْ لقاحا بعد طِراق لؤام. جله قال الليث: الجَلَه: أشدُّ من الجَلَح. وقال أبو عبيد: الأنْزَعُ: الذي انحَسَر الشعر عن جانبي جَبْهته، فإذا زاد قليلا فهو أجْلَع، فإذا بلغ النِّصف ونحوَه فهو أجْلَى، ثم هو أَجْلَه، وأنشد: لمّا رأَتْني خَلَق المُمَوَّهِ بَرّاقَ أَصْلادِ الجَبِين الأجْلَهِ أبو عبيد عن الأصمعيّ: الجَلْهَة: ما استقبلك من حَرْفَي الوادِي، وجمعُها جِلاه، قال لبيد: فَعَلى فُروعَ الأيهقَانِ وأَطْفَلتْ بالجَلْهَتَين ظِباؤُها ونَعامُهـا وقال ابن السكيت: الجَلِيهَة: الموضع تَجْلَهُ حَصاه: أي تُنحِّيه، يقال: جَلَهْت عن هذا المكان الحَصا. وقال الليث: الجَلْهتان: جَنْبَتا الوادي إذا كان فيهما صلابة. وقال شمر: قال أبو عمرو وابن الأعرابيّ: الجَلْهَتان: جانِبا الوادي. وقال ابن شميل: الجَلْهَة: نَجَواتٌ من بَطْن الوادي أَشَرفن على المَسِيل، فإذا مَدَّ الوادي لَم يَعْلُها الماء. هجن قال الليث: الهاجنُ: العَناق التي تَحمِل قبل أن تَبلُغ وقتَ السِّفاد، والجميع الهَواجِن، ولم أسمع له فِعْلا. وقال ابن شميل: الهاجِن: القَلُوص يَضربِها الجَمَل وهي ابنةُ لَبون فَتَلْقَح وتنتج وهي حِقِّة، ولا تفعل ذلك إلا في سَنةُ مُخصِبة، فتلك الهاجِن، وقد هَجَنَتْ تَهْجُن هِجانا، وقد أهجَنَها الجَمَل: إذا ضَرَبها، وأنشد: ابنُوا على ذِي صِهْرِكُم وأحسِنُـوا أَلَم تَرَوا صُغْرَى القِلاصِ تهجُنُ؟ قاله رجلٌ لأهل امرأته واعتلّوا عليه بصِغَرها عن الوَطْء، وقال: هَجَنَتْ بأكبَرِهم ولمّا تُقْطَبِ يقال: قُطِبت الجاريةُ: أي خُفِضت. أبو عُبَيْد عن الأصمعيّ: إذا حَمَلت النخلةُ وهي صغيرةٌ فهي المُهْجِنَة. قال شمر: وكذلك الهاجن، ومِثله مَثلٌ للعَرَب: "جَلَتِ الهاجِنُ عن الوَلَد"، أي صَغُرت، يُضرَب مَثَلا للصّغير يتزيّن بزينة الكبير. ويقال للجارية الصغيرة: هاجِن، وقد اهتُجِنَتْ الجاريةُ، إذا افْتُرِعَت قبلَ أوانها. وقال الليث: الهِجَان من الإبل: البِيضُ الكِرامُ، ناقةٌ هِجان وبعيرٌ هِجان، ويُجمَع على الهَجائن. قال: وأرضٌ هِجَان، إذا كانت تَرْبَتُها بَيضاءَ، وأنشد: بأرض هِجانِ التُّرْبِ وَسْمِيَّةِ الثّرَى عَذَاةٍ نأتْ عنها المُؤُوجَةُ والبَحْرُ ويقال للقوم الكِرام: إنهم لمِن سَراة الهِجَان، وقال الشمّاخ: ومِثلُ سَراةِ قومك لم يُجـارَوْا إلى الرُّبَع الهِجَانِ ولا الثَّمِين وأُخبرتُ عن أبى الهيثم، أنه قال: الروايةُ الصحيحة في هذا البيتِ: إلى رُبُع الرِّهان ولا الثَّمين
يقول: لم يُجارَوْا إلى رُبْع رِهانهم ولا ثُمُنه. قال: والرِّهان: الغايةُ التي يُستَبق إليها. يقول: مِثل سَراةِ قومِك لم يُجارَوْا إلى رُبُع غايتِهم التي بلغوها ونالُوها من المَجْد والشرف، ولا إلى ثُمُنها. ابن بُزُرج: غِلْمةٌ أُهَيْجِنة، وذلك أنّ أَهلَهم أَهجَنوا: أي زَوَّجوهم صِغارا، يزوَّج الغلامُ الصغيرُ الجاريةَ الصغيرة، فيقال: أَهجَنَهُمْ أَهْلُهُم، وأهجَنَ الرجلُ: إذا كَثُر هِجانُ إبلِه، وهي كرامها، وقال في قوله: حَرْفٌ أخُوها أَبُوها من مُهَجَّنةٍ قال: أراد بمهجَّنة أنها ممنوعةٌ من فُحول الناس إلاَّ من فحولِ تلادِها لعِتْقِها وكرمها قال: والهاجِنُ على مَيْسورها ابنةُ الحِقُة، والهاجن على مَعْسورها: ابنة اللّبُون، وناقةٌ مُهَجَّنة: وهي المعتَسِرة. وقال أبو زيد. امرأة هِجان، من نسوة هِجائن: وهي الكريمةُ الحسَب التي لم يُعرق فيها الإماء تعريقا. والهِجان من الإبل: الناقة الأدْماء: وهي الخالصة اللّون والعِتْق، من نوق هِجانٍ وهُجْن. وقال أبو الهَيْثَم في قوله: هذا جَناي وهِجانُه فيه قال: الهجانُ: البيض، وهو أحسنُ البياض وأعتَقُه في الإبل والرجال والنساء، ويقال: خيار كل شيء هِجانُه، وإنما أُخذ ذلك من الإبل، وأصل الهِجان البيض، وكلّ هجانٍ أبيض وأنشد: وإذا قيلَ: مَن هِجانُ قُـريش؟ كنت أنتَ الفَتَى وَأنتَ الهِجانُ قال: والعَرَبَ تَعُدُّ البياضَ من الألوان هِجاناً وكَرَماً؛ وأمّا الهَجِين فإنّ اللّيث قال: الهَجِين: ابن العربيّ من الأَمَة الراعية التي لا تُحَصَّن، فإذا حُصِّنت فليس الولدُ بهَجِين، والجميع الهُجنَاء والمَهَاجِنَة، والفعلُ هَجُنَ يَهجُن هَجانةً وهُجْنة. قال: والهُجنْة في الكلام ما يَلزَمُك منه العيبُ، تقول: لا تفعلْ كذا فيكون عليك هُجْنَة. وقال أبو زيد: رجُلٌ هَجِين بيِّن الهُجونة من قوم هُجَناء وهُجْن، وامرأةٌ هِجانٌ: أي كريمةٌ وتكون البيضاءَ من نِسْوةِ هُجْن بيِّنات الهَجانة. أبو عُبَيد عن الأمويّ، الهَجين: الذي ولدتْه أمَةٌ. وقال أبو الهَيْثم: الهَجين الذي أبوه عربيّ وأُمّه أَمَة، والهَجِينُ من الخيل: الذي ولدتْه بِرْذَوْنة من حِصَان عربيّ، وخيلٌ هُجْن. وأخبرني المنذريّ عن أبى العباس أنه قال: الهَجِينُ: الذي أبوه خْيرٌ من أمّه. قلت: وهذا هو الصحيح. وَرَوَى الرواة أن رَوْح بن زِنباع كان تزوج هندَ بنت النعمان بن بشير، فقالت وكانت شاعرة: وهلْ هِنْدُ إلاّ مُهْـرَةٌ عـرَبِـيّةٌ سَلِيلةُ أفراسٍ تَجلَّلهـا بَـغْـلُ فإِنْ نُتِجَتْ مُهْراً نَجِيبا فبالْحَـرَى وإن يَكُ إقْرافٌ فَمنِ قبَلِ الفَحْلِ والإقرافُ: مُداناةُ الهُجْنه من قِبل الأب. وقال المبرَّد: قيل لوَلَد العربيّ من غير العربّية: هَجِين؛ لأنَّ الغالب على ألوان العرب الأُدْمة، وكانت العربُ تُسمِّى العَجَم: الحمراءَ ورقابَ المَزاوِد؛ لِغلبة البياض على ألوانهم، ويقولون لمن علا لونَه البياضُ أحمرَ، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة: يا حُمَيراء؛ لغَلَبة البياض على لَوْنها. وقال عليه السلام: "بُعثْتُ إلى الأسْوَد والأحْمَر" فأسوَدْهم: العرب، وأحمرهم: العجم، وقالت العرب لأولادها من العجميات اللائى يغلب ألوانَهن البياض: هُجْنٌ وهُجَناء؛ لغلبة البياض على ألوانهم، وإشباههم أمّهاتهم. والهجانة: البياض، ومنه قيل: إبل هجان: أي بيض، وهي أكرمُ الإبل، وقال لبيد: كأنّ هِجانَها مُـتـأبِّـضـات وفي الأقران أَصوِرةُ الرّغامِ متأبِّضات: معقولات بالإباض، وهو العِقال. وقال غيره: الهاجِن: الزّند الذي لا يُورِى بَقْدحةٍ واحدة، يقال: هَجَنَتْ زندةُ فلان وإنّ لها لَهُجْنة شديدة، وقال بشر: لَعَمُرك لو كانت زِنادُك هُجْـنةً لأوْرَيتَ إذْ خَدّي لخَدَّكَ ضارِعُ وقال آخر: مُهاجِنةٌ مُغالِثةُ الزِّناد وقال أبو الهيثم في قول كعب بن زهير: حَرْفٌ أخوها أبُوها من مُهَّجَنةٍ وعَمُّها خالُها قَوْدَاءُ شِمْلـيلُ
هذه ناقةٌ ضربَها أبوها ليس أخوها، فجاءت بذَكَر، ثمّ ضربها ثانيةً فجاءت بذكَر آخر، فالوَلدان ابناها لأنهما وُلِدا منها وهما أخواها أيضاً لأبيها لأنهما وَلدا أبيها، ثمّ ضَرَب أحدُ الأخَوَين الأُم فجاءت الأم بهذه الناقة وهي الحَرْف فأَبُوها أخوُها لأبيها لأنه وُلِد من أمِّها والأخ الآخر الذي لمَ يضرِب عمُّها لأنهُ أخو أبيها، وهو خالُها لأنه أخو أمِّها لأبيها لأنّه من أبيها، وأبوه نَزَا على أُمّه. وقال ثعلب: أنشَدَني أبو نصر عن الأصمعي بيتَ كعب، وقال في تفسيره: إنها ناقة كريمة مداخلة النَّسب لشَرَفها. قال ثعلب: عرضتُ هذا القول على ابن الأعرابيّ فخطّأ الأصمعيَّ. وقال: تداخُلُ النسب يُضوِي الوَلدَ. قال: وقال المُفَضَّل: هذا جَمَل نَزَا على أمِّه ولها ابن آخرَ هو أخو هذا الجَمَل، فوضعتْ ناقةً، فهذه الناقة الثانية هي الموصوفة، فصار أحدهُما أباها لأنه وطئ أمَّها، وصار هو أخاها لأن أمّها وضعتْه، وصار الآخرُ عمَّها لأنّه أخو أبيها وصار هو خالًها لأنّه أخو أمهّا. قال ثعلب: وهذا هو القول. نهج قال الليث: طريقٌ نَهْج وطُرُقٌ نَهْجة، وقد نَهجَ الأمرُ وأَنهَج، لغتان: إذا وضح، ومِنهَج الطريق: وَضَحه، والمِنهاج: الطّريق الواضح. وقال ابن بُزُرج: اسْتَنْهج الطريقُ: صار نهْجا، ويقال: نهجتُ لكَ الطريقَ وأَنهجْتُه، فهو مَنْهُوج وَمُنهَج، وهو نَهْج، ومُنهَج. قال: وقالوا: أَنهجْتُ الثوبَ فهو مُنهَج: أي أخلقْتُه. وقال أبو عبيد: المُنهِج: الثّوب الذي أَسرَع فيه البِلَى، يقال: قد أَنهَج. وقال شمر: نَهج الثوبُ وأَنهَج: إذا خَلُق، لغتان، وأَنهَجَه البِلَى فهو مُنْهَج. قال: ويقال: نَهَج الإنسانُ والكلْبُ: إذا رَبَا وانْبهَر، يَنهَج نَهْجا، وقد أَنْهَجْتُه أنا إِنْهاجاً. وقال ابن بُزُرج: طردتُ الدّابة حتَّى نَهِجَتْ فهي ناهِج في شدّة نَفَسها، وأنْهَجْتُها أنا فهيَ مُنهْجَة. وقلا الليث: النَّهْجَة: الرَّبوْ يعلو الإنسانَ والدّابة، ولم أَسمَع منه فِعلا. وقال غيره: أنهَجَ يُنهج إِنْهاجا ونَهَج يَنْهَج نَهْجا. وقال شمر: قال ابن شميل: إنّ الكلب لُينهَج من الحرّ، وقد نَهجَ نَهْجة. وقال غيره: نُهج الفرس حين أنْهجْتُه: أي رباجين صَيَّرته إلى ذلك. نجه قال الليث: نَجَهْتُ الرجلَ نجَهْا: إذا استقبَلْتَه بما يُنَهْنِهه عنك فينقدع عنك، وأنشد: كَعْكَعْتُه بالرَّجم والتَّنَجُّه قال: وفي الحديث: بعد ما نجهها عمر، أي بعد ما رَدّها وانتهَرَها. وفي النوادر: فلانٌ لا يَنْجَهه شيء، ولا يَنْجَهُ فيه شيء، وذلك إذا كان رغيبا لا يَشْبَع ولا يَسمَن عن شيء، وكذلك فلان لا يَنجَعه شيء ولا يَهْجُؤه شيء، ولا يهجأ فيه شيء، كلّه بمعنى واحد. جنه أبو العباس، عن ابن الأعرابيّ قال: الجَنَهىّ: الْخَيزران، وأنشد: بكّفه جَنـهِـىٌّ ريحُـه عَـبِـقٌ مِنْ كَفِّ أَرْوَعَ في عِرْنينِه شَمَمُ قال: وهو العَسَطُوس أيضاً. جهن قال أبو العباس، أحمدُ بنُ يحيى: جُهَينَة، تصغير جُهْنة، وهي مثل جُهْمة الليل؛ أُبدِلت الميمُ نونا، وهي القِطعة من سواد نصفِ الليل، فإذا كانت بين العشاءين فهي الفَحْمة والقَسْورة، وجُهَينة: اسم قبيلةٍ من العَرَب، ومن أمثالهم: وعند جُهَيْنَة الخبرُ اليقين. وقال قطرب: جارية جُهَانَة: أي شابة وكأَنَّ جُهَينة ترخيمٌ من جُهانة. هجف قال الليث: الهِجَفُّ: الظليم المُسِنّ. وقال أبو عبيد: الهِجَفُّ: الظّليمُ الجافي، والهِزَفّ مِثله. عمرو عن أبيه: الهِجَفّ: الرَّغيب، الجَوْف، وقد هَجِف هَجَفا: إذا جاع. وقال ابن بُزُرج: هَجَف: إذا جاع واسترخَى بطنُه. وقال أبو سعيد: العَجْفة والهَجْفة واحد، وهو من الهُزال. وقال كعبُ بنُ زهير: مُصَعْلَكاً مغْرَباً أطرافهُ هَجِفاً فهج أهمله الليث، وأَخبرَني المنذريَّ عن أبى العباس أنه أنشده: ألا يا اصبَحانِي فَيْهجاً جَـيْدَرّية بماء سحاب يَسِبق الحقَّ باطلي قال: الحق: الموت، والباطل: اللهو: والفيهج: الخمر الصافي. وقال ابن الأنباري: الفَيْهَح: اسم مختلق للخمر، وكذلك القنديد، وأم زنبق.
بهج قال الليث: البهجة: حسن لون الشيء، ونضارته، ورجل بهج: أي كبتهج بأمر يسره، وأنشد: وقد أراها وَسْـط أتـرابِـهـا في الحي ذي البّهْجة والمسامر وامرأة بَهِجةٌ مُبْتَهجة، قد بَهِجتْ بهجة، وهي مبهاج قد غلبت عليها البهجة. وقد تباهج الروض: إذا كثر نوره. وأنشد: نوّارهُ متباهِج يَتوهَّجُ وقول الله جل وعز: (مِنْ كلَّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) أي من كل ضرب من النبات حسن ناضر. وأفادني المنذري، عن ابن اليزيزي، عن أبى زيد قال: بَهِيجٌ: حسن وقد بَهُجَ بَهاجَة وبَهْجة. وقال الأصمعي: باهَجْتُ الرجل وباهَيْتُه وبازَجْتُه وبارَيْتُه، بمعنى واحد، والله أعلم. جهب أهمله الليث. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: المِجْهَب: القليل الحياء. وقال ابن شميل: أتيته جاهباً وجاهيا: أي علانية. هبج قال الليث: الهَبْج: الضرب بالخشب كما يُهْبَج الكلب إذا قتل. يقال: هبجه بالعصا: إذا ضربه. وقال الأصمعي: الهَوْبَجَة: بطن من الأرض، ولما أراد موسى الأشعري حفر ركايا الحفر قال: دلوني على موضع بئر تقطع بها هذه الفلاة. قالوا: هَوَبْجَةٌ تَنْبِتُ الأرْطَي بين فَلْج وفُلَيْج، فحفرا الحفر، وهو حفر أبى موسى، بينه وبين البصرة خمس ليال. وقال ابن شميل: الهَوْبَجَة أن تُحفَرَ في مَناقعِ الماء ثماد يسيلون إليها الماء فتمتلئ، فيشربون منها، وتعين تلك الثماد إذا جعل فيها الماء. وقال الليث: التَّهْبيج: شبه التَّوَرُّم، يقال: أصبح فلان مُهَبّجَا: أي مورما. جبه قال الليث: الجبهة: مشتوى ما بين الحاجبين إلى الناصية، وجبهت فلانا: إذا استقبلته بكلام فيه غلظة، والجبهة مصدر الأجْبَه: وهو العريض الجبْهَة. قال: والجبهة: النجم الذي يقال له: جبهة الأسد: وأنشد غيره: إذا رأيتَ أنْجُماً من الأسَـدْ جَبْهَتَهُ أو الخَراتَ والكَتَـدْ بالَ سُهَيْلٌ في الفَضيخِ ففَسَد وفي الحديث: "ليس في الجبهة ولا في النخة صدقة". قال أبو عبيد: قال أبو عبيد: الجبهة: الخيل. وقال الليث: الجبهة اسم يقع على الخيل لا يفرد. وفي حديث آخر: "إن الله قد أرَاحَكم من الجضبهة والسَّجة والبجة". قال أبو عبيد: هذه آلهة كانوا يعبدونها في الجاهلية. وقال أبو سعيد الضرير: الجَبْهَة: الرجال الذين يَسْعَوْنَ في حمالة أو مَغْرَمٍ أو جبر فقير؛ فلا يأتون أحداً إلا استحيا من ردهم، فتقول العرب في الرجل يعطي في مثل هذه الحقوق: رحم الله فلانا فقد كان يعطي في الجبهة. وتفسير قوله: ليس في الجبهة صدقة، أن المصدق إن وجد في أيدي هذه الجبهة إبلا تجب فيها الصدقة لم يأخذ منها الصدقة؛ لأنهم جمعوها لمغرم أو حمالة. سمعت أبا عمرو الشيباني يحكيها عن العرب، وهي الجمة والبركة، قال أبو سعيد: وأما قوله: إن الله أراحكم من الجبهة والسحبة، فالجبهة هاهنا الذمله، قال: والسَّجَّة السَّجَاج: وهو المذيق من اللبن، والبَجَّة: الفصيد الذي كانت العرب تأكله من الدم الذي يفصدونه من البعير. أبو عُبَيد، عن الكسائي: جَبَهْنا الماء جبها: إذا وردته وليست عليه قامة ولا أداة. وقال ابن السكيت: يقال: وردنا ماء له جبيهة، إما كان ملحا فلم ينضح مالهم الشرب، وإما كان آجنا، وإما كان بعيد القعر غليظا سقيه، شديدا أمره. وأخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي أنه قال: قال بعض العرب: لكل جابه جوزة، ثم يؤذن: أي لكل من ورد علينا سقيه ثم منع من الماء: يقال: أجزت الرجل: إذا سقيت إبله، وأذنت الرجل: إذا رددته. وفي النوادر: اجتَبَهْت ماء كذا وكذا اجتباهاً، إذا أنكرته ولم تستمرئه. جهم قال الليث: رجل جَهْم الوجه: غليظه، وفيه جُهومةٌ: غلظ. قال وتجهمت لفلان: إذا استقبلته بوَجْه كَرِيه، ويقال للأسد: جَهْم الوجه. قال: ورجل جَهُوم: عاجز ضعيف، وأنشد: وبَلدة تَجَّهمُ الجَهُوماَ أي تستقبله بما يكره. قال: وجيهم: بلد كثير الجن بناحية الغور، وأنشد: أحاديث جِنّ زُرنَ جِنا بِجَيْهَما قال: والجهام الغَيم الذي قد هَراقَ ماءَه مع الرِّيح. ابن السكّيت: جُهْمَة وجُهْمَته بالضمّ والفتح:
وهو أوّل مَآخير اللّيل، وذلك ما بين نصف الليل إلى قريب من وقت السَّحَر، وأنشد:
قد أَغتدِى بِفِتْيَةٍ أَنْجابِ
وَجْهمةُ اللَّيل إلى ذَهابِ
وقال:
وقَهوْةٍ صَهبْاءَ باكرتُهـا بجَهْمَةٍ والدِّيكُ لم يَنْعَبِ
قال ابن السكيت: تقول العرب: الاقتحام: أوّل اللّيل والدّخول فيه، والاجتهام: آخره. أبو عبيد عن الكسائيّ: مضى من اللَّيل جَهْمة وجُهْمَة.
قال: وقال الأمويَّ جَهمتُ الرجلُ مثل تَجَهّمْتُه. قال: وأَنشَدَني خالدُ بنُ سعيد:
لا تَجْهَمِينا أمَّ عَمرو فإِنّـنـا بنا داءُ ظَبْيٍ لم تَخُنْه عَوامِلُهْ
قال أبو عمرو: أراد أنّه لا داءَ بنا كما أنّه لا داءَ بالظَّبْي.
هجم
قال الليث: الهَجْمَة من الإبل: ما بين السَّبعين إلى المائة، وأَنشَد.
بَهجْمةٍ تملأُ عينَ الحاسد
أبو عُبيد أبى زيد: الهجمة: أولها الأربعون إلى ما زادت. شمر عن أبى حاتم قال: إذا بلغت الإبل السّتين فهمي عِجْرِمة، ثمَّ هي هَجْمة حتى تَبلغَ المائة. قلت: وافَق قولُ أبى حاتم قولَ الليث في الهَجْمَةِ والذي قاله أبو زيد عندي أصحّ.
الليث: هجَمْنا على القوم هُهجوما: إذا انتَهيْنا إليهم بَغْتة. ويقال: هجَمْنا عليهمْ الخيلَ، ولم أَسمعْهم يقولون: أَهجمْنا.
قال: وبيتٌ مَهْجوم: إذا حُلَّت أَطْنابه فانضمّت سِقابهُ: أي أعمِدَتُه، وكذلك إذ وَقعَ.
وقال عَلْقمَة بن عبدة:
صَعْلٌ كأنّ جناحَيْه وُجـؤجُـؤَه بيتٌ أطاقَتْ به خَرقاءُ مَهْجُوم
قال: والخَرْقا هاهنا: الرِّيح تَهجمُ التّراب على المَوْضع، إذا جَرَّتْه فألقَتْه عليه، وقال ذو الرمة:
أَودَى بها كل عَراص أَلثَّ بـهـا وجافِلٍ من عَجاجِ الصَّيْف مَهْجوم
يصف عَجاجا جَفَل من موضعه فهَجَمَتْه الرِّيح على هذه الدار. قال: والهَجْم: السَّوْق، والهَجْم: القَدضح الضَّخْم، وأنشد:
فتملأُ الهَجْم عَفْوا وهي وادِعةٌ حتى تَكادَ شِفاه الهَجْمَ تَنْثَلـمُ
وأنشد غيره:
فاهتَجَم العَبْدان مِن أَخصامِها
غَمامةً تبرق من غَمامِـهـا
وتذْهِب العَيْمةَ من عِيامِهـا
اهتجم: أي احتَلَب، وأراد بأخصامِها: جوانبَ ضُروعها.
أبو عُبَيد، عن الأصمعيّ: هَجمتَ ما في ضَرْعها: إذا حَلَبْت كلَّ ما فيه وأنشد:
إذا التَقَتْ أربعُ أيدٍ تَهجُـمُـهْ
حَفَّ حَفيفَ الغَيْث جادَتْ دِيمُه
ابن السكيت: هاجِرةٌ هَجوم: أي حَلُوب للعَرَق، وأنشد:
والعِيسُ تَهجُمها الحرورُ كأنها
أي تَلُب عَرَقها، ومنه: هَجَم النَّاقة: إذا حَط ما في ضَرْعها من اللّبن، وهُجَم البيتُ إذا قُوِّض، ولما قُتلِ بِسْطام بن قيسٍ لم يَبْقَ بيتٌ في رَبيعةَ إلاّ هُجِم: أي قُوِّض.
ثعلب، عن ابن الأعرابيّ: القَدَح والهَجْم والعَسْف والأجمّ والأحمّ والعَتَادُ.
وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال لعبد الله بن عمرو حين ذَكر قيامه باللَّيلِ وصيامَه بالنَّهار: "إنك إذا فعلتَ ذلك هَجَمَتْ عَيْناك، ونَفَهْتَ نَفسُك". قال أبو عبيد: قال أبو عمرو: هجمت عيناك: أي غارَتَا ودخَلَتا.
قال أبو عبيد: ومنه هَجمتُ على القوم إذا دخلتَ عليهم، وكذلك هَجَم عليهم البيتُ: إذا سَقَط عليهم. أبو عبيد، عن الأصمعيّ: انْهَجَمَتْ عينثه: إذا دمَعَت. الأصمعيّ: يقال: هَجْمٌ وهَجَمٌ للقَدَح، قال الراجز:
ناقةُ شيخٍ لـلإِلـه راهِـبِ
تَصُفَّ في ثلاثِة المَحالِـب
في الهجَمَيْن والهنِ المُقارِب
قال: الهَجَم: العُسُّ الضَّخْم: قال: والفَرَق أربعةُ أرباع، وأنشد:
تَرفِد بعدَ الصَّفِّ في فُرْقانِ
جمع الفَرَق: وهو أربعة أرباع، والهَنُ المُقارب: الذي بين العُسَّين. أبو عبيد، عن الأصمعيّ: هجمتُ على القوم: دخلتُ عليهم، وهجمْتُ غيري عليهم. الكسائي في الهجوم مثله، وزاد فيه دَهَمْتُهم عليه أَدَهمُهم.
وقال الليث: هَيْجُمانة: اسمُ امرأة.
ورَوَى أبو العباس عن ابن الأعرابي، قال: الهَيْجُمانة: الدُّرَّة، وهي الوَنِيَّة، أبو عبيد، عن الكسائي قال: الهُجَيْمة: اللبن قبل أن يُخض، قال: وقال أبو الجراح: إذا ثَخُن اللبن وخَثُر فهو الهُجَيمة.
ثعلب، عن ابن الأعرابي:الهُجَيْمة: ما حَلبْتَه من اللبن في الإناء، فإذا سكنتْ رَغوَتُه حَوَّلَته إلى السِّقاء. ابن السكيت، عن أبى عمرو: الهُجَيْمة من اللبن أن تَحقِنه في السِّقاء الجديد ثم تشرَبُهُ ولا تمخِّضه. قال: وسمعت الكلابي يقول: هو ما لم يَرُبْ: أي يخثر، وهو الهاجّ لأن يَرُوب. قلت: وهذا كلامُ العرب. والهَجْم: السَّوْق الشديد. قال رؤبة. والليلُ يَنْجو والنهار يَهْجُمهْ وقال ابن الأعرابيّ. الهَجْم: الهَدْم، والهَجْم: ماءٌ لبنى فَزَارَة، ويقال: إنّه من حَفْر عاد والهَجمْ: العَرَق، وقد هَجَمتْه الهَواجر. وفي النوادر: أهجَم الله عن فلان المَرَض فهجَمَ المرضُ عنه، أي اقتلع وفتر. مهج قال الليث: المُهْجة: دم القلب، ولا بَقَاءَ للنّفس بعد ما تُراقُ مُهجتُها. وقال غيره: مُهجة كل شيء: خالصُه. أبو عبيد عن الأصمعي: الأُمْهُجان من اللَّبن: الرقيق، ما لم يتغيَّر طعمُه. شمر: لبنٌ أُمْهُجان: إذا سَكنتْ رغوَتُه وخَلَص ولم يَخثُر، ومنه مُهْجة نفسِه: خالصُ دمِه، ولبن أُمْهوجٌ: مِثله. قلت: وكذلك ابنٌ ماهِج، ومنه قولُ هِمْيانِ بنِ قُحافة: وعَرَّضوا المجلسَ مَحْضاماهجا عمرو عن أبيه: مهجَ: إذا حَسُن وجهُه بعد علة. همج عمرو عن أبيه: هَمضج: إذ جاع، وأنشد أبو عُبيد: قد هَلكتْ جارَتُنا من الهَمَجْ والهمج: الجوع في هذا البيت. أبو سعيد: الهَمْجَة من الناس: الأحمق الذي لا يتماسك، والهَمَج جمعُ الهَمجَة. وقال ابن الأنباري: الهَمجَ في كلام العرب: أصله البَعوض، الواحدة هَمَجة، ثم يقال الرُّذّال من الناس: هَمَجٌ هامِج؛ وفي حديث علي، رضي الله عنه: "الناسُ رجلان: عالم ومتعلّم، وسائر الناس هَمَجٌ رَعاع"، يقال لأخلاط الناس الذين لا عقولَ لهم، ولا مروءة: هَمَج هامِج. وقال ابن حِلِّزَة: يترك ما رَقَح من عَيشةٍ يعيث فيه هَمَجٌ هامِجُ وقال الليث: الهَمَج: كلَّ دُود ينفقئ عن ذُباب أو بَعوض، ويقال لرُذالة الناس الذين يتَّبعون أهواءهم: هَمَج، قال: والهَمِيج: الخَميضُ البَطْن. وقال حُميد بن ثَور: هَميجُ يعّلل عـن خـاذلٍ نتيجُ ثلاثٍ بغِض الثّرَى يعني الولَد نَتيج ثلاث ليال، بغيض الثّرَى يعني لَبَن أمه بغيضُه بالرضَاع. وقال ابن دريد: ظَبيةٌ هَمِيج لها جُدَّتان في طرَّتَيْها، قال أبو ذؤيب يصف ظبية: مُوَلعةٌ بالطُّرِّتين هَميجُ وقال غيره: معنى قوله: هَميج، هي التي أصابَها وجَمَعٌ فذَبُل وجهُها، يقال: اهتَمَج وجهُه: أي ذَبُل، واهتَمجَتْ نفسُه: إذا ضَعُفتْ من حَرَّ أو جَهْد، ويقال للنَّعجة إذا هَرِمتْ: هَمَجةٌ وعَشَمة. وقال ابن السكيت: هَمَجَت الإبل من الماء فهي تَهمَج، وهي هامِجة: إذا شَرِبتْ منه، وهي إبلٌ هوامج. قال: والهَمَج جمع هَمَجة، وهو ذُباب صغيرٌ يَسقط على وجوه الغَنَم والحمير وأعينها، ويقال: هو ضَرْبٌ من البَعوض، ويقال للرَّعاع من الناس الحمَقى: إنَّما هم هَمَج. أبو عبيد، عن الأصمعي: أهمج الفرسُ إهماجا في جَرْيه فهو مهْمِج مِثل أَلْهب، وذلك إذا اجتهد في عَدْوه. وأنشد شعر لأبي حيّة النُّمَيْري: وقُلْنَ لِطِفْلَةٍ منهمَّ ليستْ بمتْفالٍ ولا هَمِج الكلام قال: يريد الشّرارة والسَّماجة. قال: وقال ابن الأعرابي: الإهماج: الإسماج. قال رؤبة: في مُرْشِفاتٍ ليس بالإهماج وهُماجُ: اسمُ موضع بِعَيْنِه. شهد أخبرني المنذريُّ أنّه سأل أحمد بنَ يحيى عن قول الله عزّ وجلَّ: (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إلهَ إلاَّ هُوَ)، فقال: كلُّ ما كان (شَهِد الله) فهو بمعنى عَلِم الله، قال. وقال: ابن الأعرابيّ: معناه قال الله. ويكون معناه عَلَم الله، وسكون (شَهد الله): كَتَبَ الله، وقال أبو بكر بنُ الأنباريَّ في معنى قول المؤذّن: أشهد أن لا إلهَ إلاّ الله: أَعلم أن لا إلهَ إلاّ الله وأبيّن أنّه إلا إله إلاّ الله، قال وقولُه جلَّ وعزَّ: (شَهدَ اللهُ أَنَّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ) معناه: بيَّن الله أنّه لا إلهَ إلاّ هو، قال: وقوله: أشهد أنّ محمَّدا رسول الله: أعلَم وأبيّن أَنَّ محمداً رسول الله.
قال: وقال أبو عبيدة: معنى (شَهد الله) قضَى الله أنّه لا إلهَ إلاّ الله، قال: وحقيقتُه عَلِمِ الله، وبَيَّنَ الله؛ لأن الشاهد: هو العالم الذي يبيِّن ما عَلِمه، فالله قد دلَّ على توحيده بجميع ما خلق، فبيَّن أنه لا يقدر أحدٌ أن ينشئ شيئا واحدا ممَّا أَنشَأَ، وشَهِدَتِ الملائكة لِمَا عاينتْ مِن عظيم قدرتِه، وشَهِد أُولوُ العِلم بما ثَبَت عندهم، وتبين من خْلقه الذي لا يقدر عليه غيرُه. وقال أبو العباس أَحمدُ بنُ يحيى: شهد الله: بيَّن الله وأَظهَر. وشَهِد الشّاهد عند الحاكم: أي بَيَّن ما يَعلَمه وأَظَهره، يدل على ذلك قوله: (شَاهِديَنَ عَلَى أَنفسْهِمْ بالكفْر) وذلك أنّهم يؤمنون بأنبياءَ شَعرُوا بمحمدّ صلّى الله عليه وسلم وحَثّوا على اتَّباعه، ثمّ خالَفُوهم فكذّبوه، فبيّنوا بذلك الكفرَ على أنفسهم، وإنْ لم يقولوا: نحن كفّار. وقال ابن شميل في تفسير الشّهيد الذي يُستشهَد: الشَّهيد: الحيُّ. قلتُ: أراه تأوّل قولَ الله جلّ وعزّ: (وَلا تَحْسَبَنَّ الذَّينَ قُتِلُوا في سَبيل ِالله أَمْوَاتاً بَلْ أَحْياَءٌ عِنْدَ رَبِّهمْ يُرْزَقُون) كأنّ أرواحهم أُحضِرت دارَ السّلام أحياءً وأرواح غيرِهم أُخِّرت إلى يوم البَعْث، وهذا قولٌ حَسَن. وقال ابن الأنباريُّ: سُمِّي الشهيدُ شهيداً لأنَّ الله وملائكته شَهدوا له بالجنَّة، وقيل: سُمُّوا شُهداءَ لأنهم مّمن يستشهد يوم القيامة مع النبي صلّى الله عليه وسلم على الأمم الخالية. قال الله جلّ وعزّ: (لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدا). وقال أبو إسحاق الزّجّاج: جاء في التفسير أنّ أمم الأنبياء تكذب في الآخرة إذا سُئلوا عمَّن أُرسلوا إليهم، فيجحَدون أنبياءهم. هذا فيمَن جَحَدَ في الدَّنيا منهم أَمْرَ الرسولِ فتَشهد أمةُ مُحمد "صلى الله عليه وسلّم" بصدق الأنبياء "عليهم السلام" وتشهد عليهم بتكذيبهم، ويشهد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لهذه الأمَّة بصدقهم. قال: والشَّهادةُ تكون للأفضل فالأفضل من أمته، فأفضلُهم مَن قُتل في سبيل الله مُجاهِدا أعداءَ الله لتكون كلمةُ الله هي العُلْيا، مُيّزت هذه الطبقةُ عن الأمة بالفَضْل الذي حازُوه، وبيَّن الله أنهم أحياءٌ عند ربهم يُرزَقون فَرِحين بما آتاهم الله من فضله، ثمّ يتلوهم في الفَضْل مَن جَعَله النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في عِداد الشُّهداء، فإنّه قال: "المَبْطُونُ شهيد، والمَطعُون شهيد". قال: ومنهم أن تموتَ المرأةُ بِجُمْع، وعَدّ فيهم الغَريق والميت في سبيلِ الله، ودلّ حديث عمرَ بنِ الخطّاب أنَّ من أَنكَر مُنكَراً، وأقام حَقّا ولم يَخَفْ في الله لومةَ لائم أنّه في جملة الشهداء، لقوله رضى الله عنه: "ما لَكم إذا رأيتم الرجلَ يَخْرِقُ أعراضَ الناس أن لا تُعرِبوا عليه؟! قالوا: نخاف لسانَه، فقال: ذلك أدنى أن لا تكونوا شُهَداء"، معناه والله أعلم أنكم إذا لم تُعرِبوا وتقبِّحوا قولَ من يَقترض أعراضَ المسلمين مخافةَ لسانهِ لم تكونوا في جُملة الشّهداء الَّذين يُستشهدَون يوم القيامة على الأمم الّتي كَذّبتْ أنبياءها في الدّنيا وجَحدتْ تكذيبها في الدّنيا يومَ القيامة. والشّهيد في أسماء الله وصفاته. قال أبو إسحاق: هو الأمين في شهادته، قال: وقيل: الشّهيد: الّذي لا يَغيب عن علمه شيء. وقال اللّيث. الشَّهْد: العَسَل ما دام لم يُعصَر من شَمعه، ويُجمَع على الشِّهاد، والواحدةُ: شَهْدة وشُهْدة. قال: وشَهد فلانٌ بحقّ فهو شاهد وشهيد، واستُشهد فلان فهو شَهيد: إذا مات شهيدا، واستَشهَدْتُ فلانا على فلان: أي أشهَدْته. قال الله جلّ وعزّ: (واسْتَشْهِدُوا شَهيدَيْنِ مِنْ رِجَالكُمْ)، واستَشْهَدتُ فلانا: إذا سألته إقامة شهادة احتَملها. والتشهُّد: قراءة خُطبة الصلاة: التحيّات لله والصَّلوات، واشتقاقَه من قوله: أشهدُ أن لا إله إلاّ الله وأشهد أنّ محمدا عبدُه ورسوله. والمَشَهد: مَجَمعٌ من الناس، وجَمعُه المَشاهد، وقولُ الله جلّ وعز: (وشَاهدِ ومَشْهودٍ) قيل في التفسير: الشاهد هو النبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، والمشهود: يوم القيامة.
وقال الفرّاء في قوله: (وشاهد) هو يومُ الجمعة (ومشهود) هو يوم عرفة. قال: ويقال أيضا: الشاهد: يوم القيامة، فكأنَّه قال: واليوم الموعود والشاهد، فَجعَل الشاهدَ من صفة الموعود يتبعه في خفَضه. وقال اللّيث: لغةُ تميم : "شهِيد" بكسر الشين يكسرون فَعيلا في كلّ شيء كان ثانِيَة أحدُ حرُوف الحَلْق، وكذلك سُفلَى مُضَر، يقولون: فِعيل. قال: ولغةٌ شَنْعاء يَكسون كلّ فَعِيل، والنَّصب اللّغة العالية. ورَوَى شمِر في حديث رواه لأبي أيُّوبَ الأنصاريّ أَنّه ذكر صلاةَ العصر ثم قال: ولا صلاةَ بعدَها حتّى يُرَى الشاهد، قال قلنا لأبي أيوب: ما الشاهد؟ قال: النجم. قال شمر: وهذا راجعٌ إلى ما فسَّره أبو أيوب أنّه النجم، كأَنه يَشهَد على الليل. أبو عبيد عن أبى عمرو: الشهُّود: ما يخرج على رأس الصبيّ، أحدها شاهد، وأنشد: فجاءتِ بمِثْل السابريّ تَعجَّـبـوا له والثَّرَى ما جَفّ عنها شُهودُها وهي الأغراس. وقال أبو بكر في قولهم: ما لِفلانٍ رُوَاء ولا شاهد: معناه ما له مَنظَر ولا لسان. والرواء: المَنظر، وكذلك الرِّيُّ، قال الله: (أَحْسَنُ أثَاثاً وَرِيّاً). وأنشد ابن الأعرابي: للهِ دَرُّ أَبيك رُبَّ عَـمَـيدَرٍ حَسَنِ الرُّوَاءِ وقلبُه مَدْكوكُ قال: والشاهد: اللِّسان، من قولهم: لفلانٍ شاهدٌ حَسَن: أي عبارة جميلة. بخطّ شَمِر: قال الفراء وغيره: صلاةُ الشاهد صلاةُ المغرب، وهو اسمُها. قال شَمِر: وهو راجعٌ إلى ما فَسَّر أبو أيوبَ أنّه النجم. وقال غيره: وتُسَّمى هذه الصلاة صلاةَ البَصَر، لأنه يُبصَر في وقته نجومُ السماء، فالبَصَر يُدرِك رؤيةَ النَّجم، ولذلك قيل له: صلاة البَصَر. عمرو، عن أبيه: أَشْهَد الغلامُ: إذا أَمدَى وأَدَرَك، وأَشْهَدَت الجارية: إذا حاضَت وأَدْرَكَتْ، وأنشد: قامت تُناجِي عامراً فأَشهدَاَ فَداسَها ليلَته حتى اغتَـدَى وقال الكسائي: أشهِدَ الرجلُ: إذا استُشْهِد في سبيلِ الله، فهو مُشهَد بفتح الهاء. وأنشد: إني أقول سأموت مُشْهَدا ويقال: للشاهد: شَهِيد، ويُجمَع شُهَدَاء. وقال غيره: أشهدتُ الرجلَ على إقرار الغَريم، واستشهدتُه، بمعنى واحد، ومنه قولُ الله تعالى: (وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْن مِنْ رِجالِكُمْ) أي أَشهِدوا شاهدين، يقال للشاهد: شهيد، ويُجمَعُ شهداء. وقال أبو سعيد الضرير: صلاة المغرب تسمّى شاهداً؛ لاستواء المُسافِر والمقيم فيها، لأنها لا تُقصَر. قلت: والقول ما قاله شمر، لأن صلاة الفجْر لا تُقصَر أيضاً، ويَستوِي فيها الحاضر والمسافر فلم تُسَمّ شاهداً. وقال ابن بزرج: شَهِدتُ على شاهدة سَوْء: يريد شُهَداء سَوْء، قال: وكلاًّ تكون الشهادة كلاما يُؤدَّى وقوفاً يَشهدون. وأما قولُ الله جلّ وعز: (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُم الشَّهرَ فَلْيَصُمْهُ) فإن الفراء قال: نَصَبَ الشهرَ بِنَزْعِ الصِّفة، ولم يَنْصِبه بوُقوع الفعل عليه. المعنى: فمن شَهِد منكم في الشهر: أي كان حاضراً غيرَ غائب في سفره. وقال ابنُ الأعرابيّ: أنشدني أعرابيٌّ في صفة فَرَس: له غائبٌ لم يَبتَذِلْهُ وشاَهِدُ قال: الشاهد مِن جَرْيه ما يشهد له على سَبْقه وَجَوْدَته، وقيل: شاهدُه بَذْلُه جَرْيَه، وغائبه مَصُونُ جَرْيه. أبو حاتم، عن الأصمعي: امرأةٌ مُشْهِد بغير هاء: إذا كان زَوجُها شاهداً وامرأة مُغيبةِ بالهاء: إذا غاب زوجُها. هكذا حُفِظ عن العرب لا على مَذْهب القياس، ولا يجوز غيرُه. دهش قال الليث: الدَّهَشُ: ذَهابُ العَقل من الذَّهْل والوَلَه، يقال: دَهِش وشُدِه فهو دَهِش ومَشْدُوه شَدْها، وقد أَشدَهه هكذا. أبو عبيد: عن أبى زيد: شُدِه الرجلُ فهو مَشْدوه شَدْهاً، وهو الشُّغْل ليس غيره. قلت: لم يُجعل شدِه من الدَّهش كما بتوَهّم بعضُ الناس أنه مقلوب منه، واللّغة العالية دَهِش على فَعِل، كذلك قال أبو عمرو، وهو الدّهَشِ بفتح الهاءِ، وأما الشَّدْه فالدال ساكنةٌ، والدَّهَش مثل الخَرقَ والبَعَل ونحوه، وأما شُدِه، فهو مَشدوه، فمعناه شِغل فهو مشغول. هتش قال الليث: يقال: هُتِش الكلبُ فاهْتَتَشَ: إذا حُرِّش فاحتَرشَ، ولا يقال إلاّ للسِّباع خاصة.
قال: وفي هذا المعنى حُتِّش الرجلُ: أي هُيِّج للنَّشاط. هشر قال الليث: الهَيْشَر: نباتٌ رخْوٌ، فيه طول، على رأسه بُرْعومة كأنه عُنق الرَّأْل. وقال ذو الرّمة: كأنّ أعناقَها كُـرّاتُ سـائِفَةٍ طارتْ لفائِفهُ أو هَيْشَرٌ سُلُبُ قال: ورجل هَيْشَر: رِخو ضعيف. وقال الأصمعي: الهَيْشر: شجر ينبت في الرَّمل يَطول ويستوي، وله كماِمة للبزْر في رأسه، والسائفة: ما استرقَّ من الرمل. وقال الليث: المِهشار من الإبل: التي تضع قبلَ الإبل وتَلقَحُ في أوَّل ضَربة ولا تمُاجنِ. أبو العباس، عن ابن الأعرابي قال: الهُشَيْرَةُ: تصغير الهَشْرة، وهي البَطر. وفي النوادر: شجرةٌ هَشورٌ وهَشِرة، وهَمُور وهَمِرة، إذا كان ورقُها يسْقُط سريعا. قال أبو زيد: الهَيْشَر: كَنْكَر البُرِّ ينبُت في الرِّمال. وقال أبو زياد: الهَيْشر له ورقةٌ شاكَّةٌ وزهرتُه صفراء، له قصبة في وَسَطه. ابن دُرَيد: الهَشُور من الإبل: المُحْتَرِق الرِّئة. هرش الليث: رجلٌ هَرِشٌ، وهو الجافي المائِقُ. والمُهارَشة في الكلاب ونحوها: كالمُخَارشة. يقال: هارَشَ بين الكلاب، وأنشد: جِرْوَارَ بِيضٍ هُورِشا فَهَرّا غيره: يقال: هو الكلْبُ هِراش وخِراش. وقال أبو عُبيدة: فرسٌ مُهارِش العِنان: أي خفيفُ العِنان، وأنشد: مُهارِشةُ العِنان كأنّ فيهـا جرادَة هَبْوةٍ فيها اصفِرار وقال مرّة: مُهارِشَة العِنان: هي النشِيطة. وقال الأصمعيّ: فرسٌ مُهارِشة العنان: خفيفةُ اللِّجام كأنها تُهارشه. شهر قال الليث: الشَّهر والأشْهُر: عَدَد، والشُّهور جماعة، والمُشاهَرة: المعاملَة شَهْرا بشَهْر. وقال الله جلّ وعزّ: (الْحَجُّ أشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ). قال الزَّجاج: معناه وقتُ الحجّ أشهُر معلومات. وقال الفرّاء: الأشهُرُ المعلومات الحجّ: شوَّال وذو القعدة وعَشْر من ذي الحجّة. قال: وإنما جاز أن يقال: أشهُر، وإنما هما شهران وعَشْر من ثالث، وذلك جائزٌ في الأوقات. قال الله جل ذكره: (واذْكُرُوا اللهَ في أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّل في يَوْمَيْنِ) وإنما يتعجلّ في يوم ونصف، وتقول العرب: له اليوم يومان مذ لم أَرَه، وإنما هو يومٌ وبعضُ آخر. قال: وليس هذا بجائز في غير المواقيت، لأنّ العرب قد تَفعل الفِعل في أقلَّ من الساعة ثم يُوقِعونه على اليوم، ويقولون: زُرْتُه العامَ، وإنما زَاره في يومٍ منه. وقال الزَّجاج: سمّى الشّهر شَهْراً؛ لشُهْرته وبيانِه. وقال غيرُه: سمّي شَهْراً باسم الهِلال إذا أهلّ يسمَّى شهراً، والعَرَب تقول: رأيتُ الشهرَ: أي رأيت هلالَه. وقال ذو الرمّة: يَرَى الشَّهْرَ قبلَ الناس وهو نَحيلُ ثعلب، عن ابن الأعرابيّ: يُسمَّى القمر شَهْرا لأنه يُشهر به. وقال الليث: الشّهريّة: ضَربٌ من البَراذين، وهي بين المُقْرِف من الخيل والبِرْذَوْن. قال: والشُّهْرة: ظهورُ الشيء في شُنْعة حتى يشهَره الناس، ورجل مشهور، وأَمْر مشهور، ومُشهَّر، وشَهرَ فلانٌ سيفَه: إذا انتضاه من غِمْده فَيرفَعَهُ على الناس. وفي الحديث: "ليس منّا مَن شَهرَ علينا السِّلاح". وقال ذو الرمّة: وقد لاحَ للساري سُهَيلٌ كـأنّـه على أُخرَياتِ الليلِ فَتْقٌ مشهَّرُ أي صُبحٌ مشهور. قال: وامرأةٌ شَهيرة: وهي العَريضة الضّخمة، وأتانٌ شَهِيرة: مِثلُها، والعَرَب تقول: أشهرْنا مُذْ لم نَلْتَق: أي أتَى علينا شهرٌ، وأشهرنا منذُ نزلْنا على ماء كذا: أي أتَى علينا شهرٌ. ثعلب عن ابن الأعرابيّ: الشُّهْرة: الفَضِيحة. وأنشد الباهليّ: أَفِينَا تَسُوم الشاهِريّة بـعـدمـا بدالك مِنْ شَهْر المُلَيْساء كوكب شهْرُ المُلَيْساء" شهرٌ بين الصَّفَرِيَّة والشتاء، وهو وقتٌ يَنقطِع فيه الميِرة تقول: تُعرَض علينا الشاهريَّة في وقتٍ ليس فيه ميرة، وتَسومُ: تعرض، والشاهريّة: ضرب من العِطْر معروف. رهش ثعلب، عن ابن الأعرابيّ قال: الرّواهش: عُروقُ باطنِ الذِّراع، والنَّواشر: عروقُ ظاهِر الكفّ. وقال الأصمعيّ في الرَّواهش كما قال، قال: والنَّواشر عُروقُ ظاهِر الذِّراع.
وقال الليث: الرّهش ارتهاشٌ يكون في الدابة، وهو أن تَصطَكَّ يداه في مشيه فيَعْقِر رَواهِشَه وهي عَصَب يديْه، والواحدة راهِشة، وكذلك في يَدِ الإنسان رَواهِشُها: عَصَبُها من باطن الذِّراع. وأخبرني المنذريّ عن أبى الهيثم أنّه قال: واحد الرَّواهِش: راهش بغير هاء، وأنشد: وأَعددْتُ للحَربِ فَضْفَاضَةً دِلاصاً تَثَنَّى على الرّاهِش أبو عبيد، عن الأصمعيّ وأبي عمرو: النَّواشر الرَّواهش: عروق باطِن الذِّراع، والأشاجِع: عروقُ ظاهِر الكّف. وقال النَّضر: الارتهاش والارتعاش واحد. وقال الليث: الارتهاش: ضَربٌ من الطَّعْن في عَرْض، وأنشد: أبا خالدٍ لولا انتظارِيَ نَـصْـرَكُـمْ أخذتُ سِناني فارتَهَشْتُ به عَرْضا قال: وارتهاشُه: تَحريكُ يديه. قلت: معنى قوله فارتهشْتُ به: أي قَطعْتُ به رَواهِشي حتى يَسيلَ منها الدّم وَلا ترقأ فأموت. يقول: لولا انتظاري نصْرَكم لقتلتُ نفسي آنفاَ. أبو عمرو: ناقةٌ رَهيش: أي غَزِيرة صفىٌّ، وأنشد: وخَوّارة منهـا رَهـيشٌ كـأنـمـا بَرَى لَحْمَ مَتْنَيْها عن الصُّلْب لاحِبُ أبو عبيد عن الأصمعيّ: الناقة الرُّهْشوش: الغَزِيرة اللبن. وقال الليث: رجلٌ رُهْشوش: حَيِيٌّ سَخِيٌّ رقيقُ الوَجْه، وأنشد: أنتَ الكريمُ رِقّةَ الرُّهْشُوش يريد: يَرِقّ رِقّةَ الرُّهْشوش، ولقد تَرهْشَشَ وهو بَيِّنُ الرُّهشة والرُّهشوشيّة. أبو عبيد، عن الأصمعيّ: الرَّهيش النَّصْل الرقيق، وانشد: بِرَهِيش من كِـنـانَـتِـه كتلظِّي الجَمْرِ في شَرَرِهْ وقال الأصمعي: المُرْتَهِشة من القسيّ: التي إذا رُمِي عنها اهتزتّ فَضَرَبَ وتَرُها أبهَرَها. قال: والرَّهِيشُ: التي يُصيبَ وَترُها طائِفَها، والطائف: ما بين الأبهَر والسِّيِة. شره قال الليث: رجلٌ شَرِهٌ: شَرْهَان النَّفْس حريص؛ ويقال: شَرِه فلانٌ إلى الطعام يَشرَه شَرَهاً: إذا اشتدّ حِرْصُه عليه، قال: وقولُهم: هَيَا شَراهِياَ، معناه: يا حَيُّ يا قَيّوم، بالعِبْرانّية. شهل قال الليث: الشَّهَل والشَّهْلة في العَيْن. وقال أبو عبيد عن أصحابه: الشُّهْلة: حُمْرة في سَوادِ العَين، وأمّا الشُّكْلة فهي كهيئة الحمرة تكون في بياض العين. قلت: ويقال: رجلٌ أشهَل، وامرأة شَهْلاء. وقال الليث: يقال للمرأة النَّصَفة العاقِلة: شَهْلَة كَهْلَة، نَعتٌ لها خاصة لا يوصف الرجلُ بالسَّهْل والكَهْل. أبو زيد: الأشْهَل والأَشكل والأَشْجَر واحد. وقال النضر: جَبَل أشْهَلُ: إذا كان أغبَر في بياضٍ، وعَينٌ شَهْلاء: إذا كان بياضُها ليس بخالص فيه كُدُورة، وذئبٌ أشهَل، وأنشد: مُتوضِّح الأقرابِ فيه شُهْلةٌ شَنِجُ اليَدَيْن تَخالُه مَشكُولا وحدّثنا السعدي قال: حدّثنا الرمادي قال: حدثنا وهب بن جرير قال: حدّثنا شعبةُ، عن سماك، عن جابر بن سَمُرة قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ضليعَ الفم، أشهَل العَيْنين، منهُوسَ الكَعْبين. ورواه غُنْدُر عن شُعبة عن سماك عن جابر: كان رسول ُ الله صلى الله عليه وسلم أشكَلَ العَيْنين. قال شعُبة: فقلتُ لسماك: ما أشكَل العينين؟ قال: طويلُ شقّ العَيْن. قلت: خالَف غُنْدُر وهبَ بن جرير. أبو عُبَيد، عن الأموي: الشَّهْلة: العَجُوز وأنشدنَا: باتَ يُنَزِّي دَلْوَه تَنْـزِيَّا كما تُنَزِّى شَهْلَةٌ صَبِيّا وقال الليث: المُشاهَلة: المشارّة، تقول: كانت بينهم مشاكلة أي لحاء ومُقارصَة وقال أبو عمرو في نوادره: أَلاَ أَرَى ذا الضَّعْفَةِ الهَبيِتا يُشاهِلُ العَمَيْثَل البِلِّيتَـا وقال ابن السكيت: يقال في فلان وَلَع وشَهَل: أي كَذِب. قال: والشَّهَل: اختلاطُ اللونين، والكذَّابُ يُشرح الأحاديثَ ألواناً. وقال غيرُه: المُشاهَلة: مراجَعة الكلام، وأَنشد: قد كان فِيما بيننا مُشاهَـلَـهْ ثمَّ توَلّت وهيَ تَمشِي البَأْدَلَهْ البأدَلَة في المشي: أن يُسرِع فيه، والشَّهلاء: الحاجة، تقول: قضيتُ من فلان شَهْلائي، أي حاجتي، وقلا الرَّاجز: لَم أقضِ حتى ارتَحلتْ شَهْلائي من العَرُوب الطفلة الغَـيْداء هشل
أهملَه الليث. وأقرأنِي الإياديّ عن شمر لأبي عبيد، عن الأحمر قال: الهَيْشَلة من الإبل وغيرها: ما اعْتَصَب.
قلت: وهذا حرفٌ وقع فيه الخطأ من جهتين: إحداهما في نفس الكلمة، والأخرى في تفسيرها، والصوابُ الهَشِيلة على فَعِيلة من الإبل وغيرها: ما اغتُصِبَ لا ما اعْتَصَبَ، وأثبت لنا عن ثعلب عن ابن الأعرابي أنه قال: يقول مُفاخرِ العرب: مِنَّا مَن يُهْشِل أي مِنَّا مَن يُعطِي الهَشِيلة: وهو أن يأتي الرجلُ ذو الحاجة إلى مُراحِ الرجّل فيأخذَ بعيراً فيرَكبه، فإذا قَضَى حاجتَه رَدّه. وأمّا الهَيْشَلَة على فَيْعَلة فإن شمراً وغيره قالوا: هي الناقة المُسِنَّة السمينة.
نهش
قال الليث: النَّهْش: دون النَّهْس: وهو تناولٌ بالفَمِ إلا أن النَّهْشَ تناولٌ من بَعِيد كنَهْش الحيّة والنَّهْسُ: القَبْضُ على اللحم ونَتْفُه.
أبو عبيد عن الأصمعي: نهشَتْه الحيَّةُ ونَهَسَتْه إذا عَضّته.
وقال أبو عمرو في قول أبى ذؤيب:
يَنْهَشْنَه ويَذُودُهنَّ ويَحْتَمِي
قال: ينهشنه: يعضضنه، قال: والنَّهْش قريبٌ من النَّهْس.
وقال رؤبة:
كم مِن خليلٍ وأَخِ مَنْهوش
قال المُنْهُوش: الهزيل. يقال: إنه لمنْهوش الفَخِذَين، وقد نُهِش نَهْشاً.
وفي الحديث: لَعَن رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الحالِقَةَ والمْنتَهِشة، فالحالقة: التي تَحلق شعرها إذا أصيبتْ بزَوجها.
وقال القُتَيْبيُّ: هي التي تخمش وجههَا، قال: والنَهْشُ له أن تأخذَ لحمه بأظافرها، ومنه قيل: نَهِشَتْه الكلابُ. وفلانٌ نَهِش اليدين: أي خَفيفُ اليَدَين في المَرّ، قليلُ اللَّحم عليهما. وقال الرّاعي يصف ذئبا:
متوضِّح الأقراب فيه شُهبة نهشُ اليَدَين تَخاله مَشكُولا
وقوله: تخاله مشكولا: أي لا يستقيم في عَدْوه كأنه قد شُكِل بشِكال.
وقال أبو العباس: النَّهْش بأَطراف الأسنان، والنهش بالأسنان والأضْراس.
قال: وسألت ابن الأعرابي عن قول عليّ رضي الله عنه في صفة النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان منهوش القَدَمين أو منْهوس، فقال: يقال: رجلُ منهوش القدمين ومنهوس القدمين: إذا كان مُعرَّق القدمين.
وقال ابن شميل: يقال: نُهِشَت عَضُداه: أي دَقَّتا.
شفه
قال الليث: الشَّفة حُذفَتْ منها الراء، وتصِغيرها شُفَيْهة، والجميع الشِّفاه. قال: وماءُ مَشْفُوهٌ: مطلوبُ مَبسول. قلت: ولم أسمع ماءٌ مَشْفوه بمعنى مطلوبٍ لغير الليث.
وروى أبو عبيد عن الأصمعي أنه قال: يقال: ماء مَشْفُوه: وهو الذي كَثر عليه الناسُ، وكذلك مَثْمود ومضْفوف كأنهم نَزَحوه بِشفاهِهمِ وشَغَلوه بها عن غيرهم.
وقال ابن بُزُرج: ماء مَشْفوه: ممنوعٌ من وِرْده لقلته، وَوَرَدْنا ماء مَشفُوها: كثير الأهل، وأصبحْتَ يا فُلان مشفوهاً: كثير الأهل، وأصبحت يا فلانُ مشفوها: مكثورا عليك تُسأل وتُكلَّم. ويقال: ما شفهت عليك من خيرِ فلانٍ شيئاً، وما أَظنّ إبِلَك إلاّ سَتَشْفَه علينا: الماءَ: أي تشغله، وفلانٌ مشفوة عنّا أي مشغول عنا، مكثور عليه.
وفي الحديث: "إذا صنع لأحدِكم خادِمُه طعاماً وكان مشفوها فليَضعْ في يدِه منه أُكلةً" أي كان قليلا.
وقال الليث: إذا ثلَّثوا الشَّفةَ قالوا شَفَهات وشَفَوات، والهاء أقيس، والواو أعمّ لأنهم شبهوها بالسَّنوات ونقصانها حذفُ هائها. قلت: والعَرَب تقول: هذه شَفُةٌ في الوَصْل وشفهٌ بالهاءِ، فمن قال: شَفَة، قال: كانت في الأصل شَفَهة، فحذفت الهاء الأصلية وأُبقيت هاءُ العلامة للتأنيث، ومن قال: شفه بالهاء أَبقَى الهاء الأصلية، ويقال: إنّ شَفَة الناس عليك لحسنة: أي ذِكْرهم لك وثناءهم عليك حَسَن ويقال: ما سمعت منه ذات شَفَة: أي ما سمعت منه كلمةً؛ ورجلٌ خفيفُ الشفة: أي قليلُ السؤال.
شهب
الليث: الشَّهَب: لوُن بياض يَصْدَعه سوادٌ في خلاله، وأَنشد:
وَعَلا المفارقَ رَبْعُ شَيْبٍ أَشهب
قال: والعنبر الجيِّد لونُه أَشهب، ويقال اشهابَّ رأسي: إذا كان البَياض غالباً للسّواد واشتهب كذلك، وأنشد:
شاب بعدي رأسُ هذا واشتهب
ويوم أَشهب: ذو ريح بارِدة، وليلةٌ شهبْاء، وكتيبة شهباء، لما فيها مِنْ بياض السِّلاح في خلال السَّواد.
ويقال للشجاع: شِهاب، وجمعُه شُهبان. قال ذو الرمة:
إذا عَمّ داعيها أَتـتـه بـمـالـك وشُهبانِ عمرٍو كلُّ شَوْهاءَ صِلْدِمِ عم داعيها: أي دعا الأب الأكبر، وأراد بشهبْان عمرو: بني عمرو بن تميم، وأَما بنو المنذر فإنهم يسَّمون الأشاهِب؛ لجمالهم. قال الأعشى: وبنو المنذر الأشاهب وقال أبو سعيد: شَهَّبَ البردُ الشجرَ: أي غَيَّرَ ألوانها، وشهَّبَ الناسَ البردُ. والشوْهاء: الفَرَس الرايِعة الواسعةُ الفم، والصِّلْدِم الصُّلب. أبو عبيد عن الأصمعي: يقال كَتيبة شهباء إذا كانت عِلْيتَها بياضُ الحديد. وقال غيره: سَنَة شهباء: إذا كانت جَدْبةً، ويوم أشهب: ذو حَليِتٍ وأَزيز. وقال الليث، اشهابَّ الزّرع: إذا كاد يهيج وفي خلاله خُضْرة. وقال: اشهابَّت مَشافِرُه. والشّهاب: شَعْلة نار ساطع، والجميع الشُّهْبُ والشُّهْبان، ويقال للرجل الماضي في الحَرْب. شهابُ حَرْب. وقال الله جلّ وعزّ: (أو آتيِكمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ). قال الفرّاء: نَوَّن عاصمٌ والأعْشَى فيهما، قال: وأضافَه أهلُ المدينة: (بِشِهابِ قَبَسِ) قال: وهذا ممّا يُضَاف الشيءُ إلى نفسه. واخبرني المنذريُّ عن الحَرّاني عن ابن السكيت قال: الشِّهاب: العُودُ الذي فيه نار. وقال أبو الهيثم: الشِّهاب أصلُ خشَبَة أو عُود فيها نارٌ ساطِعَة، ويقال للكوكب الذي ينقضُّ على إِثر الشّيطان بالليل: شِهاب. قال الله جلّ وعزّ: (فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ). وسمعتُ غيرَ واحدٍ من الأعراب يقول للبَّن المَمْزوج بالماء: شَهاب، كما ترى بفتح الشين. وقال أبو حاتم: هو الشُّهابة بضمّ الشين، وَهو الفَضيخُ والخَضَار، والشَّهاب والسَّجاج والسَّحار والضَّياح والسَّمار، كلُّه واحد. والشَّهَبان والشَّبهان: شجرٌ معروَفٌ يُشْبِه الثُّمام. أنشد المازِنيّ: وما أَخَذَ الدِّيوانَ حتى تَصَعْلَكا زماناً وحَتَّ الأشْهبَان كِلاهما الأشْهبان: عامان أَبّيضان ليس فيهما خُضْرَة من النَّبات. وسنَةَ شَهْباء: جَدْبة كثيرةُ الثَّلْج. والشَّهْباء أَمْثَلُ من البيضاء. والحَمراء أشَدّ من البَيْضاء، وَسَنَةٌ غَبْرَاء: لا مَطَرَ فيها، وقال: إذا السَّنةُ الشَّهباءُ حَلَّ حَرَامُها أيْ حَلَّت المَيْتَةُ فيها. وقال أبو عبيدة: الشُّهْبة في ألوانِ الخَيْل: أنْ تَشُقَّ معظَمَ لونه شَعْرَةٌ أو شَعَرَاتٌ بيضُ كُميتاً كان أو أَدْهَم أَشقَر. بهش قال ابن شميل: بَهْشٌ الصَّقْر للصَّيْد: تَفَلتُهُ عليه، وبَهَشَ الرّجلُ إلى الرَّجُل: كأنّه يتناوَلُه لينصُوَه: أي ليأخُذَ بناصِيَته فيجرَّه، وقد تَباهَشا: إذا تَناصَيا برءُوسِهِما، وإن تناوَلَه ولم يأخُذْه أيضاً فقد بَهَشَ إليه، ونَصَوْتُ الرجُلَ نَصْواً: إذا أخَذتَ برأسِه، ولفلانٍ رأسُ طويلٌ: أي شَعْرٌ طويلٌ. وفي الحديث: أَنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم، كانَ يُدلِعُ لسانَه للحَسن بنِ عليّ فإِذا رَأَى الصَّبيُّ حُمْرَةَ لسانه بَهشَ إليه. قال أبو عبيد: يقال للإنسان إذا نظر إلى شيء فأعجَبَه واشتَهاه، فتناوَله وأَسْرَع إليه وفَرِح به: قد بَهَش إليه. وقلا المغيرة بن حَبْناء التميميّ: سَبقتُ الرِّجالَ الباهِشِين إلى النّدى فعالاً ومَجْداً والفعالُ سِـبـاقُ وفي حيث آخَرَ، أنّ رجلا سأل ابنَ عبّاس عن حَيَّة قَتَلَها وهو مُحرِم. فقال: هل بَهَشَتْ إليك؟ أراد: هل أقبلَتْ إليك تريدُك؟ قال أبو العباسّ: قال ابن الأعرابيَّ: البَهْش: الإسراع في المعروف بالفرح. وفي حديث آخر أنّ النبيّ عليه السلام، قال لرجل: أَمِنْ أَهْلِ البَهْش أنت؟ أرادَ: أمن أهلِ البلاد التي يكون بها البَهْش؟ والبَهْش هاهنا فيما رَوَى ابنُ نَجْدة، عن أبى زيد أنه قال: الخَشْل: المُقْل اليابس، والبَهْش: رَطْبُه، والمُلْج: نَواه، والحَتِيُّ: سُوَيقُه. وقال الليث: البَهْشُ رديءُ المُقْل، ويقال: هو ما قد أُكِل قِرْفُه، وأنشد: كما يَحْتَفِي البَهْشَ الدّقيقَ الثعالبُ قلت: والقولُ في تفسير البَهْش ما فسّره أبو زيد. وقال الليث: رجل بَهِش شِنّ بمعنىً واحد، وقد بَهَشْتُ إلى فلان. بمعنى حَنَنْتُ إليه. قلت: والقول في تفسير البَهْشِ ما قاله أبو عبيد وابن الأعرابيّ. وقال الليث: بَهَش القومُ وبَحَشُوا: أي اجتَمَعوا. قلتُ: هذا عندي وَهْم، والذي أراده الليث: تَحبَّشُوا وتَهبَّشوا: إذا اجتَمَعوا الهاء والحاء قبل الباء، ولا يُعرَف بَحَش في كلام العرب. هبش أهمله الليث، وروى أبو العبّاس عن ابن الأعرابي أنه قال: الهَبْش: ضربُ التَّلف، وقد هَبَشَه: إذا أَوجَعَه ضَرْباً. وقال اللحياني: هو يهبش لِعياله ويَهْتَبِش ويَحرِف ويَحْترِف ويَخْرِش ويَخْترِش معناها يَكسَب ويَطلُب ويَحتال. وقال الأصمعيّ: الهُباشة والحُباشة: الجماعة من الناس. وقلا الرُّوَاسيّ: إنّ المجلسّ لَيَجمعُ هُباشات وحُباشات: أي ناساً ليسوا من قبيلةٍ واحدة، وقد تهبَّشوا وتحبَّشوا: إذا اجتمعوا. ومنه قولُ رؤبة: لولا هُباشاتٌ من التَّهْبِيشِ لصِبْيةٍ كأَفْرِخِ العُشُوشِ قال: أراد بالهُباشات: ما كَسَبه من المال وجَمَعه. شبه قال الليث: الشَّبَه: ضَربٌ من النُّحاس يُلقَى عليه دواءٌ فيصفرّ، وسُمِّيَ بالشَّبَه لأنه شُبَّه بالذَّهَب. وتقول : في فلانٍ شَبَهٌ من فلان، وهو شَبَههُ وشِبْههُ وشَبِيهه. وقال العجّاج يصف رَمْلا: وشَبَهٌ أَمَيلُ مَيْلانيُّ ويقال: شبَّهتُ هذا بهذا، وأشْبَه فلانٌ فلانا. وقال الله جلّ وعزّ (فِيهِ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمِّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشاَبِهَاتٌ). قيل: معناه يُشبه بعضُها بعضا. قلت: وقد اختلف المفسِّرون في تفسير قوله: (وأخر متشابهات)؛ فرُوي عن ابن عبّاس أنه قال: المتشابهات (ألم) و(ألر) وما اشتبه على اليَهود من هذه ونحوِها. قلت: وهذا لو كان صحيحاً عن ابن عباس كان التفسير مسلّما له، ولكنّ أهلَ المعرفة بالأخبار وَهَّنوا إسناده، وقد كان الفرّاء يذهب إلى ما رُوِي عن ابن عبّاس في هذا ورُوِي عن الضحّاك أنه قال: المُحْكَمات: ما لم يُنسَخ، والمتشابِهات: ما قد نُسخ. وقال غيره: المُتشابِهات هي الآيات التي نَزلتْ في ذِكر القيامة والبَعْث، ضَرْبَ قوله: (وَقَالَ الَّذيِنَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إذَا مُزِّقْتُمْ كلَّ مُمَزَّقٍ إنّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أَ فْتَرَى عَلَى اللهِ كَذبِاً أَمْ بِهِ جِنَّةٌ). وضَرْبَ قوله: (وَقَالُوا إنْ هَذَا إلاَّ سِحْرٌ مُبِين أَ إذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظاَماً أَئِنَّا لَمَبْعُوثُون أَوَ آبَاؤُنَا الأَوَّلُون) فهذا الذي تَشابَه عليهم فأَعلمهم الله جلّ وعزّ الوجهَ الذي ينبغي أن يستدلّوا به على أنّ هذا المُتشابه عليهم كالظاهر لو تدبَّروه، فقال: (وَضَرَبَ لَناَ مَثَلاً وَنَسِىَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يَحْيي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ) إلى قوله: (أَ وَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم)، أي إذا كنتم قد أَقررتم بالإنشاء والابتداء فما تُنكرون من البَعْث والنَّشور؟ وهذا قولُ كثيرٍ من أهل العلم، وهو بيِّن واضح، وممّا يدلّ على هذا القول قولُه جلّ وعزّ: (فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشاَبَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وابتغاءَ تَأْويِلهِ)، أي أنهم طلبوا تَأْويل بَعْثِهم وإحيائهم، فأَعلم الله أنَّ تأْويلَ ذلك ووقتَه لا يَعلمُه إلاّ الله جلّ وعزّ. والدَّليل على ذلك قوله: (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا تَأْوِيلَهُ يومَ يَأتي تَأوِيلُه) يريد قيامَ الساعة وما وُعدوا من البَعْث والنَّشور وهذا قولُ كثير من أهل العلم والله أعلم. وأمَّا قولُه عزّ وجلّ (وأُتُوا به مُتَشَابِهاً) يُشْبِه بعضُه بعضاً في الجودةِ والحُسْن. وقال المفسِّرون: (متشابهاً) يُشْبه بعضُه بعضاً في الصُّورة، ويختلف في الطعم، ودليل المفسِّرِين قوله جلّ وعزّ: (هَذَا الّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ) لأنّ صُورته الصُّورة الأولى، ولكنَّ اختلافَ الطُّعوم مع اتِّفاق الصّورة أَبَلغ وأَغْرب عند الخلق، لو رأيْتَ تُفاحاً فيه طَعم كلِّ الفاكهة لكان نهايةً في العجب.
ورَوَى أبو العباس عن ابن الأعرابيّ أنّه قال: شَبِّه الشيءُ: إذا أَشْكَل، وشَبَّه: إذا ساوَى بين شيءٍ وشيء. قال: وسأَلْتُه عن قوله: (وأُتوا بهِ مُتشابِهاً)، فقال: ليس من الاشتباه المُشْكِل، إنَّما هو من التَّشابُه الذي هو بمعنى الاشتباه. وقال الليث: المُشْبهات من الأمور: المُشْكِلات، وتقول: شَبهَّتَ علىّ يا فلانُ: إذا خَلَّط عليك، واشتَبَه الأمر: إذا اخْتَلط، وتقول: أَشْبَه فلانٌ أباه، وأنتَ مثله في الشبَّه والشِّبْه، وفيه مَشابِه من فلان، ولم أَسمع فيه مَشْبهَة من فلان، وتقول: إنِّي لفي شُبْهَةٍ منه. رُوِي عن عَمَر أنه قال: الَّلبَنُ يُشْبَه عليه، ومعناه أَن المُرْضِعة إذا أَرْضَعتْ غلاماً فإِنه يَنْزِع إلى أَخلاقِها فيُشْبِهها، ولذلك يُختار للرَّضيع امرأةٌ عاقلةٌ غيرُ حَمْقاءَ. وفي الحديث: نَهى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن تُسْتَرْضَعَ الحَمقاء، فإنَّ اللِّبن يُشَبَّه. وحُروف الشين يقال لها: أَشْباه، وكذلك كلُّ شيءٍ يكون سواءً فإِنها أَشباه، كقول لَبِيدٍ في السَّواري وتَشْبِيه قوائم النَّاقة بها: كعُقْرِ الهاجِريّ إذا ابْتَناه بِأَشْباهٍ حُذِين على مِثالِ قال: شبّه قوائمَ ناقتِه بالأساطين. قلت: وغيرُه يَجْعَلُ الأشباهَ في بيت لَبيِد الآجُرَّ؛ لأنّ لَبِنَها أَشباهٌ يُشْبه بعضُها بعضاً، وإنما شَّبه ناقته في تمام خَلْقِها وحَصانة جِبِلَّتهِا بقَصْرٍ مَبنىٍّ بالآجّر. وقال الليث: الشَّباه حَبٌّ عَلَى لَوْن الحُرْف يُشْرَب للدَّواء. والشَّبَهان: الثمُّام، ومنه قوله: وأسفلُه بالَمرْخِ والشَّبَهان وجمع الشُّبْهَة، شُبَه، وهو اسمٌ من الأشْباه. شهم قال الليث: الشَّهْم وجمعُه الشُّهُوم وهم السادَة الأَنجاد الناقدُون في الأُمور، وفرسٌ شَهْمٌ: سريعٌ نشِيطٌ قوِيٌّ، وَشهَمْتُ الفَرَسَ، فأَنا أَشْهَمُه، والمشهُوم: كالْمَذْعُور سواء. أبو عبيد، عن الأصمعيّ: الشَّهْم: الذَّكيُّ الفؤاد، والمشهوم: الحديدُ الفؤاد، وقال ذُو الرّمة يصفُ ثَوْراُ وَحْشِيّاً: طَاوِى الحَشا قَصَّرَتْ عنه مُحَرَّجةٌ مستوْفَضٌ من نباتِ القَفْر مَشْهُوم قال ابن الأنباريّ: قال الفرّاء: الشهم في كلام العرب: الْحَمُول الجيِّد القيام بما حُمِّل، الذي لا تَلْقَاه إلاّ حَمُولاً طيِّبَ النَّفْس بما حُمِّل، وكذلك هو في غير الناس. ثعلب عن ابن الأعرابيّ: شَهُم شَهامةً: إذا كان ذكيّاً، وقد شَهَمْتُه أَشْهَمُه شَهْماً: إذا ذَعَرْتَه. وقال الليث: الشَّيْهَم: الدُّلْدُل، وما عَظُم شَوْكُه مِن ذُكْرَان القَنافِذ، ونحو ذلك قال أبو عبيد، وأنشد: لتَرْتَحِلَنْ مِنِّى على ظهْرِ شَهْيَم وقال أبو عبيدة في قوله: على ظهْرِ شَيهم: أي على ذُعْر. ثعلب، عن ابن الأعرابي قال: هو القُنْفُذ والدُّلْدُل والشَّيْهَم. أبو عبيد، عن أبى زيد: يقال للذَّكَر من القَنافذ: شَيْهَم. هشم قال الليث: الهَشْم: كسْرُ الشيء الأجْوَف والشيء اليابس: تقول هَشمْتُ أَنْفَه: إذا كسَرْتَ القصبَة. قال: والهاشمةُ: شجَّة تَهشِمُ العظْم، ونحو ذلك قال الأصمعيّ فيما روى عنه أبو عبيد. وَقال الليث: الرِّيحُ إذا كَسَرَت اليَبِيسَ. يقال: هَشَمَتْه، وتَهشَّمَ الشَّجَر تهشُّماً: إذا تكسَّر مِن يُبْسِه، وصارَتْ الأرضُ هَشِيماً: أي صارَ ما عليها من النبات والشجر قي يَبِسَ وتكسَّر. وقال الزّجَّاج في قول الله جلّ وعزّ: (فكانوا كَهَشِيمِ المُحْتَظِر). قال الهيثم: ما يَبِسَ من الورَق وتكسَّر وتَحطَّم، فكانوا كالهشِيم الذي يَجمعُه صاحبُ الحَظيرةِ: أَي قد بلغ الغايةَ في اليُبْس حتى بَلَغ إلى أن يُجْمَع ليُوقَد به. ثعلب، عن ابن الأعرابيّ: شجرةٌ هَشيمةٌ يابِسة. وقال ابن شميل: أرضٌ هَشيمة: وهي التي يَبِسَ شجرُها قائماً كان أو مُتَهشِّماً، وإنَّ الأرضَ الَبالِية تَهشَّمُ، أي تكسَّرُ إذا وَطِئتَ عليها نفسها لا شجرها، وشجرها أيضاً إذا يَبِسَ يَتهشَّم: أي يتكسَّر. وقال أبو عُبيد: كان هاشمُ بن عبد مناف واسمه عمرو، إنما سمِّى هاشما لأنه هَشَم الثريد، وفيه يقول مطرود الخُزاعي: عَمرُو العُلاَ هَشَم الثَّرِيدَ لِقَوْمه ورجالُ مَكّةَ مُسْنِتْوُن عِجافُ وقال اللحياني: يقال للنبّت الذي بَقِى من عام أَوّلَ: هذا نَبْت عامِيٌّ وهَشِيم وحَطِيم. أنشد المِّبرد لابن ميَّادة: أمرتُكَ يا رِياحُ بأَمر حَـزْم فقلتَ هَشِيمَةٌ من أَهْلِ نجدِ قوله: هَشيِمة، تأويله ضَعْف، وأصل الهَشِيم: النّبْت إذا ولى وجَفَّ فأَذَّرَته الرّيح، قال الله: (فأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّياحُ). قال : ويقال: هَشَمْتُ ما في ضَرْع الناقة، واهتَشَمْت، أي احْتلبت. وقال ابن الأعرابي: يقال للرّجل الجَواد: ما فلان إلا هَشِيمة كَرَم، أي لا يَمنَع شيئاً، وأصلُه من هَشيمة الشَّجَر يأخذها الحاطِبُ كيف شاء قال ويقال: تهشّمتُ الرجلَ، أي استعطفْتُه، وأنشد: حُلْوَ الشّمائل مِكْراماً خَليقَتُه إذا تهشّمْتُه للنّائل اختـالا وقال أبو عمرو بن العلاء: تهشّمتُه للمعروف، وتهضّمته. إذا طلبتَه عندَه. وقال أبو زيد: تهشّمتُ فلاناً، إذا ترضّيتَه، وقال الشاعر: إذا أَغضَبْتُكم فتهشَّموني ولا تستعتبوني بالوعيد أي تَرضَّوني. ثعلب عن ابن الأعرابي: الهُشُم: الجبال الرِّخوه، والهُشُم: الحّلابون للبن الحُذّاق، واحدُهم هاشم. وقال ابن شميل: الهَشُوم من الأرْض: المكان المُتَنّقِر منها المُتَصوِّب من غِيطانها في لِين الأرض وبُطونها، وكلّ غائِط يكون وَطيئاً فهو هَشْم. ثعلب عن ابن الأعرابي: ناقةٌ مِهْشام: سريعة الهُزال، وناقةٌ مِشيْاط: سريعةُ السِّمَن، والهَشمَة: الأَرْوِيّة، وجمعُها هَشَمات، ويقال للرّجل الهَرِم: إنه لهَشِمُ أهْشامٍ. وقال أبو عمرو: الهَشِم: الأرضُ المُجدِبة. ابن شميل: واهتَشَم فلانٌ الناقةَ: إذا احتَلبها، وهَشَمها مثله. وقال قَتادة في قول الله جلّ وعزّ: (وَترَى الأَرْضَ هامِدَةً). قال: تراها غَبراءَ متهشِّمة. قلت: وإنمَّا تهشُّمها يُبسُها لطُول عَهْدِها بالنَّدى، فإذا مُطِرتْ ذهب تَهشّمها. وقال شجاع الأعرابي: تقول: اهتَشمتُ نفسي لفلان ٍواهتَضَمْتُها له، إذا رضيتَ منه بدون النَّصَفة، وأنشد شمر لابن سَماعة الذُّهْلِيّ في تهشُّم الأَرض: وأخْلَفَ أَنْوَاءٌ ففي وَجْهِ أَرْضِها قُشَعْرَيرةٌ من جِلدها وتهشَّـمُ وقال ابن شميل: أرض جَرْباء: لم يُصِبها مطر، ولا نَبْتَ فيها، تراها متهشِّمة، ومن أسماء العَرَب: هِشام وهُشَيم وهاشِم، والأصل فيها كلّها الهَشْم، وهو الكَسْر. والهَشْم: الْحَلَب أيضاً. همش قال الليث: الهَمِشُ: السريعُ العَمَل بأصابعه. قال: والهَمشْ: العَضّ. أَبو عبيد، عن الأصمعي: الهَمْشَة: الكلامُ والحركة، وقد هَمِش القومُ فهم يَهْمَشون. شمر، عن ابن الأعرابي: الهَمَشُ والهَمْشة: كثرة الكلام والخَطَل في غير صواب، وأنشد: وهَمِشُوا بِكَلمٍ غيرِ حَسَن وأنشدنيه المنذري وهَمشوا ?بفتح الميم- ذكره عن أبى الهيثم. أبو عُبَيد، عن أبى الحسَنَ الأعرابي: اهتَمَشَت الدابّةُ، إذا دَبّت. وقال غيرُه: رأيتُهم يهتمشون: إذا كانوا في مكان فأَقبَلوا وأدبروا واختَلَطُوا، وللجَرَاد هَمْشة في الوعاء: إذا سمعت له حركة، ويقال: إن البراغيثَ لتَهتَمِش تحت جَنْبِي فُتؤذيني باهتماشها. أبو عُبيد، عن أبى عبيدة: امرأة هَمْشَى الحديث: وهي التي تُكثر الكلام وتُجَلِّب. قلت: والذي قاله الليث في الهَمْش: إنه العضّ غيرُ صحيح، وصوابُه الهَمْس بالسين، فصحَّفه. وأخبرني المنذريّ عن أبى الهَيثم أنه قال: إذا مَضَغ الرجلُ الطعامَ وفُوه مُنْضَمّ قيل: هَمس يَهْمِس هَمْساً. ابن السكيت، قالت امرأةٌ من العَرَب لامرأةِ ابنِها: طَفَّ حَجْرُكِ، وطاب نَشْرُك، وقالت لابنتِها: أكلْتِ هَمْشاً وحَطَبْتِ قَمْشاً: دعت على امرأةِ ابنها ان لا يكون لها ولد، ودَعتْ لابنتها أن تَلد حتى تُهامِشَ أَولادَها في الأكل: أي تعاجِلَهم، وقولها حَطَبْتِ قَمْشاً: أي حَطَبَ لكِ ولدُكِ مِن دِقِّ الحطَب وجِلِّه. وَرَوى ثعلبٌ عن ابن الأعرابي أنه قال: يقال للجَراد إذا طُبِخ في المِرْجل: الهَمِيشة، وإذا شُوِى على النار فهو المَحْسُوس. مهش
رُوي عن بعضهم أنه قال: محشَتْه النارُ ومَهَشَتْه: إذا احرَقَتْه، وقد امتُهِشَ وامتُحِشَ. ورُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لعن من النساء الحالقَةَ والمُمْتَهِشة، وجاء تفسيرُه في الحديث أنها التي تحلِق وجهها بالمُوسَى. وقال القتيبيّ: لا أعرِف المُمتَهِشة إلا أن تكون الهاء مبدلةً من الحاء، يقال: مرَّبى جملٌ عليه حِملُه فمحشَنى: إذا سَحَج جِلده مِن غير أن يسلخه والله أعلم. ضهد قال الليث: ضَهَد فلانٌ فلاناً، واضطَهَده: إذا قَهَره، وهو مُضْطَهد: مَقْهور وذَليل. وقال ابن بُزرج: يقال: ضَهَدْتُ الرجلَ أَضْهَدُه: قَهَرْتُه. وقال أبو تراب: قال أبو زيد: أضهدْتُ بالرجل إضْهاداً، وألْهَدْتُ به إلْهاداً، وهو أن تجُور عليه وتَسْتَأثر. ابن شُميَل: اضطَهَد فلانٌ فلاناً: إذا اضطَعفَه وقَسَره، وهي الضُّهْدة، يقال: ما يخاف بهذا البلد الضُّهْدة، أي الغَلَبة والقَهْر. ضهر قال الليث: الضَّهْر: خِلْقة على الجَبَل من صَخْر يُخالف جَبْلَتَه. وقال أحمد بنُ يحيى: أنشدنا ابن الأعرابي: رُبَّ عُصْمٍ رأيتُ في وَسْط ضَهْرِ قال: الضَّهْر: البُقْعة من الجَبَل يخالِف لونُها سائر لونِه. وقال: ومثل الضّهْر الوَعْثَة. وقال الفراء: باليَمين جبل يسمَّى الضهْر بالضاد. قال: وسمِّي ضَهراً، لأنه عالٍ ظاهر، فقالوه بالضاد ليكون فَرْقا بين الظَّهر ومَوْضع معروف بِضَهْر. هضل قال الليث: الهَيْضَل: جماعةٌ متسلِّحة أمرُهم واحد في الحَرْب، فإذا جعل اسما قيل: هَيْضلة. وقال أبو كبير: أَزُهَير إنْ يَشِب القذالُ فـإِنـنـي رُبْ هَيْضَلٍ مَصعٍ لَفَفْتُ بهَيْضَلِ أبو عبيد، عن الفراء قال: الهَيْضَلة: الضّخْمَة من النساء النَّصَف، ومن النُّوق: الغَزِيرة، والهَيْضَلة أيضاً: أصواتُ الناس. وقال ابنُ الفرج: هو يَهضِل بالكلام وبالشعر ويَهضِب به: إذا كان يَسُحُّ سَحًّا، وأنشد: كأَنهنّ بجمَادِ الأجبالْ وقد سَمِعْنَ صَوْتَ حادٍ جَلجَالْ من آخر اللَّيلِ عليها هَضَّال عِقْبَانُ دَجْنٍ وَمَرازِيحُ الغَال قال: قيل له: هَضال لأنه يَهضل عليها بالشِّعْر إذا حَدَا. ضهل قال الليث: ضَهَلَتِ الناقةُ: إذا قلَّ لبنُها فهي ضَهُول؛ ويقال: إنها لضُهْلٌ بُهْلٌ: ما يشدّ لها صِرار، ولا يَرْوَى لها حُوار، وقال ذو الرمة: بها كلُّ خَـوّارٍ إلـى كـل صَـعْـلةٍ ضَهُولٍ ورَفضُ المذْرِعات القَرَاهِب ويقال: أعطيته ضَهلةً من مالٍ: أي عطّية قليلةً، وضَهل الشراب: قلَّ وَرَقَّ، وضَحَل: صار كالضحْضاخ، ويقال: حَمّة ضاهِلة وعينٌ ضاهِلة نَزْرة، وقال رؤبة: يقرُوبِهنَّ الأعينَ الضَّوَاهِلا أبو عبيد، عن الأصمعي: فإن رَجَعْتَ إلى الرجل على وجهِ القِتال والمغالبة قيل: ضَهلْتُ إليه، ويقال: هل ضَهَل إليكم من هذا الخبر شيء: أي هل رَجَع، ويقال: ضَهَلْتُ فلانا أضهَله: إذا أعطيتَه شيئاً قليلا من الماء الضّهْل. وقال يحيى بنُ يَعمر لرجل خاصمْته امرأته إليه وقد مَنَعها حقها من المَهْر: أَ أَن سأَلتْك ثَمنَ شكْرِها وشَبْرِك أنشأتَ تطُلُّها وتَضهَلها ثمنَ فَرْجها. وشَبْره: غِشْياته إياها. تطُّلها: أي تدافِعها وتماطِلها. وتَضْهلها أي تعطيها شيئا نزراً قليلا، ولا توفِّيها حقُّها من مَهْرها. أخبرني ثعلب عن ابن الأعرابي: ضَهَل ماءُ البِئر يَضهلَ ضَهْلاً، إذا اجتمعَ شيء بعد شيء؛ وهو الضَّهْل والضُّهول. وأخبرني المنذري عن الحراني، عن التوزيّ أنه قال في تفسير قوله: تطلُّها وتَضْهَلها، قال: تَمصِّر عليها العطاءَ أصلها من بئر ضَهول: إذا كان ماؤها يخرج من جوانبها. وإنما يغزر ماؤها إذا نَبَع من قرارها. وقلا المبرد في قوله: تَطُلُّها: أي تَسْعَى في بُطْلان حَقّها، أُخِذ من الدَّم المَطْلول. وشَكْرُها: فَرْجها. ويقال: ضَهَل الظِّلّ: إذا رَجَع ضُهُولا. وقال ذو الرمَّة: أَفياءً بَطِياءً ضُهُولها وأما قوله: إلى كلّ صَعْلةٍ ضَهُولِ فإنّ الضَّهُول من نَعْت النَّعامة: أنها ترجِع إلى بَيْضها.
أبو عبيد، عن الأمويّ: إذا أَبصَرت في البُسْر الرُّطَبَ قلت: أَضْهَلت إضْهالا. أبو العبّاس، عن ابن الأعرابي: ضَهْيَل الرجلُ: إذا طالَ سَفرُه، واستفادَ مالاً قليلا. وقال أبو عمرو: الضَّهْلُ: المالُ القليل. وقال أبو زيد: الضَّهْلُ: ما ضَهَل في السِّقاء من اللبن: أي اجتَمَع، وقد ضَهَلَ ضُهُولا. وقال أبو مالك: يقال ما ضَهل عندكَ من المال؟ أي ما اجتَمَع عندك منه. نهض قال اللبق: النُّهوض: البَراح من المَوضع. والناهِض: الفَرْخ الذي قد وَفُرَ جَناحاه وَنهَض للطَّيَران، قال لبيد: رَقَمِيَّاتٍ عليها نـاهِـضٌ تُكْلِحُ الأرْوَق منهم والإيَلّ أي عليها ريشُ فرخٍ ناهضٍ من فِراخ النَّسْرة. قال: ونَهْضُ البعير: ما بين الكَتِف والمنْكِبِ، وجمعه أنهُض، وقال هِمْيان بنُ قُحافة: وقرَّبوا كلَّ جُمالِيّ عَضِـهْ أَبقَى السِّنافُ أَثَراً بأنهُضِهْ ثعلب، عن ابن الأعرابيّ قال: النَّهْض: الظلْم، وقال رؤبة: أما تَرَى الحَجّاجَ يأبى النّهْضا قال: والنَّهْض: العَتَب. وقال غيره: طريقٌ ناهِض: أي صاعد في جَبَل، وهو النَّهْض، وجمعُه نهِاض، وقال الهذلي: يُتابِعُ نَقْباً ذا نِهاضٍ فَوْقـعُـه به صُعُداً لولا المَخافةُ قاصِدُ ومكانٌ نهّاض ناهِض: مرتفِع. وقال أبو عبيدة: ناهِضُ الفَرَسِ: خَصيِلةُ عَضُده المنتَبِرة، ويُستَحبّ عِظَمُ ناهِضِ الفَرَس. وقال أبو دُواد: نَبِيلُ النَّواهِض والمَنْكِبَـين حديدُ المَحازِم نَابِي المَعَدّ وقال النضر: نَواهِضُ البعير: صَدْرُه وما أقّلت يدُه إلى كاهِلِه، وهو ما بين كِرْكِرَته إلى ثُغْرة نَحْرِه إلى كاهِله، والواحد ناهض، والنَّواهض: عِظام الإبل وشِدَادُها، وقال الراجز: الغَرْبُ غَرْبٌ بَقَرىّ فارِضُ لا يَستطِيعُ جَرَّه الغَوامِضُ إلاّ المُعِيدات به النَّواهض والغامِض: العاجِز الصّغير. وقال ابن الفَرج: سمعتُ أبا الجَهْم الجعفريّ يقول: نَهَضْنا إلى القوم ونَغَضْنا إليهم بمعنىً واحد. ثعلب عن ابن الأعرابيّ قال: النِّهاض: العَتَب: والنِّهاض السرعة. هضب قال الليث: الهَضْبة: المَطْرة الدائمة، وجمعُها هِضَب. قال: وتقول: أصابتْهم الهُضوبة من المَطَر، والجميعُ أهاضِيبِ، وهضَبتْهم السماءُ: إذا بَلّتهم بَلاّ شديدا. قال: والهَضَبة: كلُّ جَبَل خُلِق من صَخْرة واحدة، وكلُّ صَخْرة راسيةٍ ضَخْمة تُسَمَّى هَضَبة، والجميع الهِضَاب، والهِضَبُّ: الشديد الصُّلْب. ضهب وكل قُفٍّ أو حَزْن أو مَوْضع من الجَبَل تَحمَى عليه الشمسُ حتى يَنشوِيَ اللحمُ عليه فهو الضَّيْهَب، وأنشد: وَغْر تَجِيشُ قُدورُة بضَياهِبِ هكذا أنشده الليث-بالضاد- والصّواب بصيَاهب بالصاد، جمع الصَّيْهب: وهو اليومُ الشديد الحرّ. أبو عبيد، عن أبى عمرو: إذا أدخلتَ اللحمَ في النّار ولم تُبالِغْ في نُضْجِه. قلت: ضَهَّبْتُه تَضِهيباً فهو مُضهَّب، إذا ألقيتَه على الجَمْر. وقال الليث: المضهَّب: اللحمُ الذي قد شُوِىَ على حَجَر مُحْمىً. ثعلب، عن ابن الأعرابيّ: الضَّهبْاء من القسيِّ: التي عملتْ فيها النارُ. قال: والضَّبْحاء مثُلها. وقال أبو عبيد: الهِضَبّ: الشديد الصُّلْب وكلُّ قُف أو حَزْن أو موضع من الجَبَل يَحْمَى فيه فهو ضَيْهَب. وقال أبو عبيد: الهِضَبّ من الخَيْل: الكثيرُ العَرَق، وقال طَرَفة: وهِضَبّاتٍ إذا ابتلّ العُذُرْ أبو الهيثم: الهَضْبة: دَفعة واحدة من مَطَر، ثم تَسْتَنّ، وكذلك جَرْيَة واحدة، وأنشد للكميت يصف فرسا: مُخَيَّفٌ بعضُـه وَرْدٌ وسـائِرُه جَوْنٌ أَفانينُ إجِربّاهُ لا هَضَبُ يريد إجريّاه أفانين لا هَضَب وإجرياه: جريه، أفانين أي فنون، لا هضب أي لا فن واحد. أبو عبيد، عن الأصمعيّ: الهَضبْة: الجَبَل يَنبسِط على الأرض، وجمعُها هِضاب. وهَضَبت السماءُ: إذا دامَ مَطرُها. وهَضَب فلان في الحديث: إذا اندفَع فيه فأكثَر، وقال الشاعر: لا أُكثِر القَوْلَ فيما يَهِضبُون به من الكلامِ قليلٌ منه يَكْفِينـي وقال النضر: يقال: رجل هَضَبَة أي كثيرُ الكلام.
وفي الحديث أنَّ أصحابَ رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا معه في سَفَر فَعرَّسوا ولم يَنْتَبِهوا حتى طَلَعت الشمسُ والنبيُّ نائم، فقالوا: اهضِبُوا معنى اهضبوا أي تكلموا وأفيِضوا في الحديث، لكي يَنتبِه رسولُ الله صلى الله عليه وسلَّم بكلامهم. يقال: هَضَب وأَهْضَب واهْتَضَب: إذا فَعَل ذلك، وقال الكُميت يصف قوسا: في كفِّه نَبْـعةُ مُـوَتَّـرةٌ يَهْزِجِ إنباضُها وَيَهْتَضِبُ أي يرنّ فيُسمَع لرنينه صوت. عمر، وعن أبيه: هَض وأَهضَب وضَبَّ وأَضَبَّ، كلّه: كلام فيه جَهارة. وفي النوادر: هَضَب القومُ وضَهبَوا وهَلَبوا وأَلَبوا وحَطبوا، كلّه: الإكثار والإسراع. بهض قال أبو تراب: سمعت أعرابياً من أشجَعَ يقول: بهضني هذا الأمر وبَهظَنِي أي فَدَحَنِي. قال: ولم يتابعه على ذلك أحد والله أعلم. هضم قال الليث: الهاضم: الشادِخُ، لما فيه رَخاوة ولين، تقول: هَضْمته فانهضم كالقَصَبة المهضومة التي يُرمَى بها، ويقال: مِزْمار ومُهَضَّم. وقال لبيد يصف نَهيقَ حِمار: يُرَجِّع في الصُّوَى بُمهَضَّـمـاتٍ يَجُبْن الصَّدْرَ مِن قَصَب العوالي قيل: شَبَّه مخارجَ صوتِ حَلْقِه بَمهَضَّماتِ المزامير. وقال الفراء في قول الله عز وجل: (ونَخْلٍ طَلْعُها هَضٍيمٌ) قال: هضيم ما دام في كَوافيره. قال: والهضيم: الّليِّن. والهضيم: اللطيف: والهضيم: النضيج. ثعلب عن ابن الأعرابي في قوله: طلعها هضيم قال: مَرِئ. وقبل: هضيم: ناعم، وقيل: هضيم: مُنهَضِمٌ مدرِك. وقال الزجاج: الهضيم: الداخلُ بعضهُ في بعض، وهو فيما قيل: إنّ رُطَبه بغير نَوَىَ؛ وقيل الهضيم: الذي يتهَشَّم تهشُّماً. وقال الأثرم: يقال: للطّعام الذي يُعمل في وفاة الرَّجل: الهضيمة، والجميع الهضائم. وقال الليث: في قوله: (طَلْعُها هَضيِم) قال مَهْضوم في جَوْف الجفّ منهضم فيه. قال: يقال: هَضَمْتُ من حَظَّي طائفةً: أي تركتُه. وقال ابن السكيت: الهَضْم مصدرٌ هَضَمَهُ يهضِمه هضْماً: إذا ظَلَمه، ويقال: هَضَم له مِن حقّه: إذا كَسر له منه، قال: والهِضْمُ: المطمئن من الأرض، وجمعه أَهْضام وهُضوم، وقال ذو الرمة: حتى إذا الوَحْش في أَهْضام مَوْرِدِها تغّييتْ رابهـا مِـن خـيفة رِيبُ ونحو ذلك قال الليث: في أَهضام الأرض. أبو عبيد: الأهْضام: البَخُور، واحدها هَضْمة. وإذا ما الدُّخان شُبِّه بـالآ نفِ يوماً بَشْتوةٍ أَهضاماً يعني من شدَّة الزمان وكَلَب الشتاء والبَرْد. وأَهضام تَبالةَ: ما اطمأن مِن الأرَضين بين جبالها، قال لبيد: هَبَطا تَبالةَ مُخْصِباً أَهْضامُها وقال الليث: الأهْضام قُرَى تَبالةَ، وتبالةُ بلد مُخصب معروف. قال: والمهْضومة: ضَربٌ من الطِّيب يُخْلَط بالمسْك والبان. وقال أبو عبيد: المتهَضَّم والهضيمُ جميعاً: المظلوم. أبو العباس، عن ابن الأعرابي: يقال: أَهضم المُهْرُ للارباع. وقال أبو الجرّاح: أهَضمت الناقةُ للارباع وقال أبو زيد مِثله، وكذلك الغَنَم يقال لها أَهْضَمَتْ وأَدْرَمَتْ وأَفَرَّت. شمر عن أبى عمرو: الهَضْم: ما تطَامَنَ من الأرض، وجمعُه أهضام. قال: وقال المؤرِّج: الأهضام: الغُيوب، واحدها هَضْم، وهو ما غَيَّبها عن الناظر. وقال ابن شُميل: مسقط الجبل، وهو ما هَضَم عليه: أي ما دَنَا منه. ويقال هَضَم فلانٌ على فلان: أي هَبَط عليه، وما شَعرُوا بنا حتى هَضَمْنا عليهم أي هجمنا عليهم. وقال ابن السكيت: هو الهِضْم بكسر الهاء: ما اطمأنّ من الأرض. صهد قال الليث: الصَّيْهدَ: الطَّويل، والصَّيهود الجسيم. أبو عبيد: الصَّيْهد: السَّراب الجاري: قال أمية الهذليّ: من صَيْهَد الصَّيْف بَرْدَ السِّماَل وأنكر شمر الصَّيْهد بمعنى السّراب، وقال: صَيْهد الحرِّ: شدته. قال ذلك الأصمعي والفراء، ويوم صَيْهدٌ وصَيْهَبٌ وصَيْخُودٌ، وقد صَهَدهم الحرّ وصَخَدهم وصهرهم، بمعنى واحد. وفَلاةٌ صَيْهد: لا يُنالُ ماؤُها. وقال مزاحِم العقيليّ: إذا عرضتْ مَجهـولةٌ صَـيْهـدِيَّة مَخُوفٌ ردَاها من سَرابٍ ومِغْوَل قال: وما غالكَ وأهلكك فهو مِعْوَل. هصر
قال الليث: الهَصْرَ: أَنْ تأخُذَ برأس شيءٍ ثم تكسره إليك من غير بينونة، وأنشد قوله: هَصَرْتُ بغصنٍ ذِي شماريخَ مَيّالِ أبو عبيد: هَصَرت الشيءَ وَوَقَصته: إذا كسرته، واهَتَصَرْتُ النخلة: إذا ذللّتَ عُذوقَهَا وسوّيتها، وقال لبيد يصفُ النَّخل جَعْلٌ قِصارٌ وعَيْدانٌ يِنُـوءُ بـه مِن الكوافِر مَهضومٌ ومُهْتَصَرُ ويُروَى: مَكموم: أي مُغطَّى. وقال الليث: أسدٌ هَصُور وهَصّار. قال: والمُهاصِرِيّ: ضَرْب من بُرُود اليَمَن. هرص أهمله الليث. ورَوَى أبو العباس عن سلمة عن الفرّاء: هَرَّصَ الرّجل: إذا اشتَعَل بدنُه حَصَفا، قال: وهو الحَصَف والهَرَص والدُّود والدُّوَاد، وبه كُنِيَ الرجلُ: أبا دُواد. ثعلب، عن ابن الأعرابيّ قال: الهِرِنْصانَة: دُودةٌ، وهي السُّرْفة. صهر قال الليث: الصِّهْر: حُرمة الخُتونة. قال: وخَتَنُ الرَّجُلِ: صِهْرُه، والمتزوَّج فيهم: أصْهارُ الخَتَن ولا يقال لأهل بيت الخَتَن إلاَّ أَخْتان، وأهلُ بيتِ المرأة أصْهار. قال: ومن العرب من يجعلُهم كلهم أصهاراً وصهراً، والفعل: المُصَاهرةُ. وقال أبو الدُّقَيْش: أصهْرَ بهم الخَتَن، أي صار فيهم صِهْرا. وروى أبو العباس عن أبى نصر عن الأصمعيّ، قال: الأَحْماءُ من قِبَلِ الزَّوْج، والأخْتَانُ من قبل المرأة، والصَّهْر يجمعهما، قال: لا يقال غيرُه، ونحو ذلك قال ابن الأعرابي. أبو عبيد، يقال: فلان مُصهِر بنا وهو من القرابة، قال زهير: قَوْدُ الجِيادِ وإصْهارُ الملوكِ وصَبْ رٌ في مواطنَ لو كانوا بها سَئِمُوا وقال الفراء في قول الله جل وعز: (وهو الذي خَلقَ من الماءِ بَشَراً فجعلَهُ نَسَباً وصِهْرا)، قال الفراء: أما النسب فهو النسب الذي لا يَحِلُّ نكاحه، وأما الصِّهْر فهو النَّسبُ الذي يحلُّ نكاحُه كبنات العم والخال وأشباهِهنَّ من القرابة التي يَحِلّ تزويجها. وقال الزجاج: الأصهار من النسب لا يجوز لهم التزويج، والنسب الذي ليس بصهر، من قوله: (حُرِّمتْ عليكم أمهاتكم) إلى قوله: (وأن تجمعوا بين الأختين). قلت: وقد روينا عن ابن عباس في تفسير النسب والصِّهر خلافَ ما قال الفراء جملة، وخلافَ بعض ما قاله الزجاج، فحدثنا محمد ابن إسحاقَ قال: حدثنا الزعفرانيُّ قال: حدثنا يزيدُ بن هرونَ، قال: أخبرنا الثَوْرِيُّ عن حبيب بن أبى ثابت عن سعيدِ بن جبيرٍ، عن ابن عباس، قال: حرم الله من النَّسب سبعاً ومن الصَّهر سبعاً: حرِّمتْ عليكم أمهاتُكم وبناتُكم وأخواتُكم وعماتُكم وخالاتُكم وبناتُ الأخ وبناتُ الأخت من النسب، ومن الصِّهر: (وأمهاتُكم اللاتي أرضعْنَكمْ وأخواتُكم من الرَّضاعة، وأمهاتُ نسائكم، ورَبائِبُكم اللاتي في حَجورِكم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن، وحلائل أبناكم ولا تنكحوا ما نكَح آباؤكم من النساء، وأن تجمعوا بين الأختين). قلت: وقال الشافعي في النسب والصهر نحواً مما روينا عن ابن عباس، قال الشافعي: حرم الله سبعاً نسباً وسبعاً سبباً، فجعل السبب القرابة الحادثة بسبب المصاهرة والرَّضاع، وهذا هو الصحيح الذي لا ارتياب فيه. وقال الليث: الصَّهْرُ إذابةُ الشحم، والصُّهارة ما ذاب منه، وكذلك الإصهار في إذابته أو أَكْلِ صُهارتِه، وقال العجاج: شَكَّ السفافيدِ الشِّوَاءَ المُصْطَهَرْ والصَّهِير: المشوىُّ، ويقال للحِرباء إذا تلألأ ظهره من شدة الحر قد صَهَرَهُ الحرُّ، واضطهر الحرباء. وقال الله: (يُصْهَرُ به ما في بطونهم) أي يذاب. وقال المفسرون في قوله (يُصْهَرُ بهِ ما في بطونهم) أي يغلي به ما في بطونهم حتى يخرج من أدبارهم. الحرّاني عن ابن السِّكِّيت: صَهرتْهُ الشمس وصَهَدَتْهُ: إذا اشتد وقعها عليه. وقال ابنُ اليزيديّ، عن أبى زيد في قوله: (يصهر به ما في بطونهم)، قال: هو الإحراقُ، صَهَرْتُه بالنار: أَنضجتُه أَصْهَرُه. أَبو عبيد عن الأصمعي: يقال لما أَذيب من الشحم: الصُّهَارة والجميل، وما أذيب من الألية فهو حَمٌّ، إذا لم يبق فيه وَدَكٌ. وقال أبو زيد: صَهَر خبزَه إذا أَدَمَه بالصُّهارة، فهو خبز مصهور وصَهِير. وفي الحديث: أن الأسود كان يَصْهَرُ رجليه بالشحم وهو مُحْرِم، أراد أنه كان يَدْهُنُهما.
وقال أبو عبيد: يقال: صَهَرْتُ فلاناً بيمين كاذبة أي استحلفته بيمين كاذبة توجب له النار. وقال النضر: الصِّهْري: الصِّهريج، وذلك أنهم يأتون أسفلَ الشُّعْبة من الوادي الذي له "مَأْزِمَانِ" فيبنُون بينهما بالطين والحجارة فيترادُّ الماءُ، فيشربون به زمانا، قال: ويقال: تصهرجوا صِهْرِيّا. وقال غيره: صَهَر فلانٌ رأسَه صَهْراً، إذا دَهَنه بالصُّهارة، وهو ما أُذيب من الشحم، وقال الليث: الصَّيْهُور ما يُوضَعُ عليه متاعٌ البيت من صُفْر أو شَبَهٍ أو نحوِه. رهص قال الليث: الرَّهْص أن يصيب حجرٌ حافراً أو مَنْسِما فَيدْوَي باطنه، يقال: رَهَصه الحجرُ، ودابّةٌ رَهِيصٌ ومَرْهُوص، والمَرْهَصُ: موضع الرَّهصة وأنشد: على جِمَالٍ تَهِصُ المراهصا قال: والرَّهْص شدةُ العَصَر، وقال شمر: في قول النمر بن تولب يصف جملا: شديدُ وهْصٍ الرَّهْصِ معتدلٌ بصفحتيه من الأنساع أَنْدَابُ وقال: والوَهْصُ: الوطْءُ، والرَّهْصُ: الغَمْز والعِثار. وقال أبو الدّثقيْش: للفرس عِرْقان في خيشومه، وهما الناهقان، وإذا رُهِصَهُما مَرِض لهما، قال: والرهَّص أسفل عرق في الحائط، ويُرْهَص الحائط بما يقيمه، إذا مال. أبو عبيد عن أبى زيد رُهِصَت الدابة والله أرهصها، ووُقِرَتْ والله أَوْقَرهَا من الرَّهصة والوَقْرة. قال ثعلب: رُهِصَتْ الدابُة أفصَحُ من رَهِصَتْ. أبو عبيد عن الأصمعيّ قال: الرَّواهص الحجارة المتراصِفة الثابتة، قال، وقال أبو عمرو: المَرَاهِص الدَّرَج واحدتها مَرهَصة؛ وقال الأعشى: وَفُضِّلَ أقوامٌ عليك مَرَاهِصاً وقال الأعشى أيضاً في الرَّواهص: فعَضَّ جَديدَ الأرض إن كنت ساخطاً بفيكَ وأحجارَ الكُلاَبِ الرَّوَاهِصـا وقد أرهص الله فلاناً للخير أي جعله معدنا للخير ومأتى ابن شميل: يقال رهصَه على عسْره ويُسره، فذلك الرَّهْصُ، وقال آخر: ما زلتُ أُرَاهِصُ غَريمي مذ اليوم، أي أرْصُدُه، وقال: رهَصَني فلانٌ في أمر فلان أي لاَمَنِي، قال، وقال آخر: رهصتي في الأمر استعجلني فيه. صهل قال الليث: الصَّهِيل للخيل، وقد صَهِلَ الفرس يَصْهَل صَهيلاً، وقال النضر: الصاهل من الإبل: الذي يخْبِط ويَعَضُّ ولا يرغُو بواحدة من عزة نفسه، يقال: جَمَلٌ صَاهِل، وذو ضاَهِل، وناقة ذاتُ صاهل، وبها صاهل، وأنشد: وذو صاهل لا يأمَن الخَبْطَ قائدهُ وجعل ابنُ مُقْبل للذِّبَّانِ صواهلَ في العُشْب يريد بها غُنَّةَ طيرانِها فقال: كأن صَـوَاهِـلَ ذِبـانِـــهِ قُبَيْلَ الصباحِ صَهِيلُ الحُصُنْ وجعل أبو زيد لأصواتِ المساحي التي يُحْفَرُ بها صواهلَ فقال: لها صَوَاهلُ في صُمِّ السِّلاَمِ كـمـا صَاحَ القَسِيَّاتُ في أيدي الصَّياريف والصَّواهل: جمع الصاهلة، مصدر على فاعلة بمعنى الصَّهِيل وهو الصوت، وأنشد الفَرَّاء: فُرادَ ومَثْنَى أَصْعَقَتْها صَوَاهِلْه ومن المصادر التي جاءت على فاعلة وفواعل قولهم: سَمِعْتُ رَوَاغِيَ الإبل وثَوَاغِيَ الشاء، يريدون سمعنا رُغاءها وثُغاءها، ويقال: في صوته صَهَلٌ وصَحَلٌ وهو بَحَّةٌ في الصوت. صهب قال الليث: الصَّهَب والصُّهْبةَ: لون حمرة في شعر الرأس واللحية، إذا كان في الظاهر حُمْرة، وفي الباطن سواد، وكذلك في لون الإبل، يقال: بعير أَصْهب وصُهَابِيٌّ، وناقةٌ صهباء وصُهَابِبَّة، وقال طَرَفَةُ: صُهَابِيةُ العُثْنُونِ مُؤْجَدَةُ القَرَى بعيدةُ وَخْدِ الرِّجْلِ مَوَّارَةُ اليدِ وإذا لم يضيفوا الصُّهابِيةَّ فهي أولاد صُهاب، قال ذو الرمة: صُهَابِيَّةٌ غُلْبُ الرِّقاب كأنما يُناطُ بألْحَيْها فرَاعِلَةٌ غُثْر قيل: نسبت إلى فَحْل في شِقِّ اليمن. أبو عبيد عن الأصمعي: الأصهب: قريب من الأصبَح. وقال ابن شميل: الأصهب من الإبل: الذي احمرَّ أعالي وبَرِه وابيضَّ أجوافُه، وليست أجوافه بالشديدةِ البياضِ وأَقْرابُه، ودُفُوفُه فيها، تَوَضح، أي بياض، قال: والأصهب: أقل بياضا من الآدَم، في أعاليه كُدْرة، وفي أسافله: بياض. ثعلب عن ابن الأعرابي: قال الأَصْهَب من الإبل: الأبيض.
وقال الأصمعي: الآدمَ من الإبل: الأبيض، فإِن خالطْته حمرة فهو أصهب. وقال ابن الأعرابي، قال حُنَيْفُ الحَناتِم، وكان آبَلَ الناس: الرَّمكاءُ بُهيْا، والحمراءُ صُبْرَي والخَوَّارة غُزْرَى، والصَّهبْاءُ سُرْعَى، قال: والصُّهْبَةُ أشهر الألوان وأحسنُها حين يُنْظَر إليها، ويقال: حمل صَيْهَبْ وناقة صَيْهبَة: إذا كانا شديدين، شُبِّها بالصَّيْهب، الحجارة، وقال هميان: حتى إذا ظلَماؤها تكشـفـت عني وعن صَيْهبةٍ قد شرفت أي عن ناقة صلبة قد تَحَنَّتْ. وقال الليث: يقال للجراد صُهابِية، وأنشد: صُهابِيّةُ زُرْقٌ بعيد مَسِيرُها ويقال: للظَّليم: أصهبُ البَلَدِ، أي جِلْدُه. أبو عبيد عن الأصمعي: الصَّيْهَبُ: الحجارة. قال شمر، وقال بعضهم: هي الأرض المستوية، وقال القطامي: حَدَا فيِ صَحَارَى ذِي خِماس وعَرْعَرٍ لِقاحاً يُغَشِّيها رؤوسَ الصَّـياَهـبِ وقال شمر: ويقال: الصَّيْهَبُ: الموضعُ الشديدُ، قال كثير: على رَحَبٍ يَعْلُو الصياهبَ مَهْيَعٍ شمر عن الأصمعي والفراء: يَوْمٌ صَيْهَبٌ وصَيْهَدٌ: شديدُ الحَرِّ، وبين البصرة والبحرين عَيْنٌ تُعْرَفُ بعين الأصهب، وقال ذو الرمة فجمَعه على الأصْهَبيَّات: دعاهنَّ منَ ثاجٍ فأزمعـنَ وِرْدَ أو الأصْهَبيَّات العيونُ الشَّوائح وصُهاب: موضعٌ. وإبلُ صُهابَّيةٌ: منسوبة إلى صُهاب، وهو اسم فحل، والموت الصُّهابيّ: الشديد، كالموت الأحمر، قال الجعديّ: فجئنا إلى الموت الصُّهبابيِّ بعد ما تجرَّدَ عُرْياَنٌ من الشَّرِّ أحـدبُ هبص قال الليث: الهَبَص من النَّشاط أو العَجَلة، ويقال للكلب قَدْ هَبِصَ: هَبَصاً، إذا حَرَصَ على الصَّيْد أو الشيء يأكُله فتراه قلقا لذلك، وكذلك الإنسان الهَبِصُ. أبو عبيد عن الفراء قال: الهَبْصُ: النشاط، وقد هبِص هَبَصا، وهو يهبَصُ. وقال غيره: هو يَعْدُو الهبَصَى، وأنشد: كذَنَبِ الذَّئْب يُعَدِّى الهبَصَى هصم قال الليث: الهيْصَم من أسماء الأسد، وهو الهصَمْصَمُ، لشدته وصولته. وقال غيره: أُخذ من الهصْم وهو الكَسْر، يقال: هَصَمه وهَزَمه، إذا كسره. صهم قال الليث: الصِّهْمِيمُ: من نعت الإبل في سُوء الخلُق، وقال رؤبة: وخَبْطَ صِهْمِيمِ اليَدَيْنِ عَيْدَهِ وقال الأصمعي: الصِّهْمِيمُ من الرجال: الذي يركبُ رأسَه ولا يَثْنِيه شيءٌ عما يريد ويَهْوَى. رواه أبو عبيد عنه. وقال أبو عمر: الصِّهْمِيمُ: الجملُ الذي لا يَرْغُو أيضا، وقيل: الصِّهمْيِيمُ: السيِّدُ الشريفُ من الناس، ومن الإبل: الكريم. ثعلب عن ابن الأعرابي، قال: إذا أعطيتَ الكاهنَ أجرته فهو الحُلْوان والصِّهْمِييمُ، ورجل صِيَهْمٌ وامرأة صِيَهْمَةٌ، وهو الضَّخْم والضَّخْمَةُ، وجَمَلٌ صِيَهْمٌ: ضخمٌ. وقال ابن أحمر: وَمَلٌّ صِيَهْمٌ ذُو كراديسَ لم يكن أَلُوفا ولا صَباًّ خِلافَ الرَّكائبِ وقال بعضهم: الصِّيَهْمُ الشديدُ من الإبل، وكل صَلْبٍ شديدٍ فهو صِيَهْمٌ صِيَمٌّ وكان الصِّهمْيِيمُ منه، وقال مزاحم: حتى اتَّقَيْتَ صِيَهمْاً لا تُوَرِّعُـه مثلُ اتقاد القَعُود القَرْمَ بالذَّنَب لا تُوَرِّعُه: لا تكفُّه. طمس قال أبو تُرابٍ: سمعتُ عَرَّاماً يقول: طَمَّسَ في الأرْض، وطَهَّس: إذا دخل فيها: إمَّا راسِخاً، وإمَّا واغِلاً، وقاله شُجَاعٌ أيضا بالهاء. سهد قال الليث: السَّهَدُ، السُّهاد: نقيض الرُّقاد، وقال الأعشى: أَرقْتُ وما هذا السُّهاد المؤرِّقُ ويقال: ما رأيت من فلان سَهْدةً: أي أمراً أعْتَمِدُ عليه من بركة أو خيْرٍ، أو كلامٍ مُطْمِع. وَسهْدَدُ: اسم جبل، لا ينصرف. وقال غيره: فلانٌ ذو سَهْدةٍ: أي ذو يَقَظَةٍ، وهو أَسْهَدُ رأياً منك، وفلان يُسَهَّدُ: أي لا يُتْرَكُ أن ينام، ومنه قول النَّابغة: يُسَهَّدُ من نَوْم العِشاءِ سليمها لَحِلْىِ النِّساءِ في يَدَيْهِ قَعَاقِعُ ثعلب، عن ابن الأعرابيّ: يقال للمرأة إذا وَلَدَتْ وَلَدَهَا بزَحْرةٍ واحدةٍ: قد أَمْصَعَتْ بهِ، وأُحْفِدتْ به، وأَسْهَدَتْ به وأَمْهَدَتْ بهِ، وحَطَأَتْ بهِ.
شمر: يقال: غُلامٌ سَهْوَدٌ: إذا كان غَضّاً حَدَثاً، وأنشد: وَلَيْتَهُ كانَ غُلاماً سَهْـوَدَا إذا عَسَتْ أغْصَانُهُ تجدَّدَا أبو عبيد في باب الإتْباع: هو سَهْدٌ مَهْدٌ أي حَسَن. دهس قال الليث: الدُّهْسَةُ: لَوْنٌ كلَوْنِ الرِّمال وألوانِ المعزى. قال العجاج: مُوَاصلاً قَفاًّ بِلَوْنٍ أدْهَساَ أبو زيد: من المِعْزَى الصَّدْآء، وهي السَّوْدَاءُ المُشْرَبةُ حُمْرةً، والدَّهْساءُ أَقَلُّ منها حُمْرةً. وقال الليث: الدَّهاسُ: ما كان من الرّمْل وكذلك لا يُنْبِتُ شجراً، وتَغِيبُ فيه القوائم، وأنشد: وفي الدَّهاَسِ مِضْبَرٌ مُواثِمُ غيره: رجُلٌ دَهَاسُ الخُلُق: أي سَهْلُ الخُلُق دَمِثُه، وما في خلقه دهاسة. الأصمعيّ: الدَّهاسُ كل لِّينٍ لا يَبْلُغُ أن يكون رَمْلاً، وليس بتراب، ولا طين، والوعْثُ: كلُّ لِّين سَهْلٍ، وليس بكثير الرَّمل جدّاً. ورُوِي عن المؤرِّج أنه قال: يقال: للأسد: هَسَد، وأنشد: فَلاَ تَعْيا مُعْاوِيَ عَنْ جوابي وَدَعْ عنك التعزّز للهِسَاد أي لا تتعزَّر لِلأُسْدِ فإنَّها لا تذلّ لك. ويقال للشجاع: هَسَدٌ مِنْ هذا. قلت: ولم أسْمَع هذا لِغَيْرهِ. سته قال الليث: السَّتَهُ: مصدر الأَسْتَهِ، وهو الضّخْمُ الاسْتِ. ويقال للواسعة من الدُّبُر: سَتْهاء، وَسُتْهُمٌ، وتصغير الاست سُتَيْهَةٌ، والجميع الأسْتاه قلت: يقال: رَجُل سُتْهُمٌ: إذا كان ضخمَ الاسْتِ؛ وسُتاهِيٌّ مثله، والميم زائدة. وقال النحويون: أصل الاست: سَتْهٌ، فاستثقلوا الهاء لسكون التاء، فلما حذفوا الهاء سُكِّنت السِّين، فاحتيج إلى ألف الوصْلِ، كما فُعِل بالاسم، والابن، فقيل: الاسْت. ومن العرب من يقول: السَّهْ ?بالهاء- عند الوقف: يجعل التاء هي الساقطة، ومنهم من يجعلها هاء عند الوقف، وتاء عند الإدراج، فإذا جمعوا، وَصَغَّروا رَدُّوا الكلمة إلى أصلها، فقالوا في الجمع: أستاه، وفي التصغير: سُتَيْهةَ، وفي الفعل: سَتِهَ يَسْتَهُ فهو أَسْتَهُ. قلت: وللعرب في الاسْتِ أَمْثالٌ أنا أَذكرها: فمنها ما رَوَى أبو عبيد، عن أبى زيد: تقول العَرَب: مالَكَ اسْتٌ مع اُسْتِك: إذا لم يكن له عددٌ، ولا ثَرْوَةٌ، ولا عُدَّة، يقول: فاسْتُهُ لا تُفارقُه، وليس معها أخرى من رِجالٍ، ومال. وقال أبو زيد: وقالت العَرَب: إذا حَدَّث رجل حديثاً فَخَلَّط فيه: أحاديثَ الضَّبُع اسْتَها، وذلك أنها تمرّغُ في التُّراب ثمَّ تُقْعِي فتتغَنَّى بما لا يَفْهَمُهُ أَحدٌ، فذلك أحاديثُها اسْتَهَا. والعرب تضع الاستَ موضِعَ الأصْل فتقول: مالك في هذا الأمر اسْتٌ ولا فَمٌ: أي مالك فيه أصْلٌ ولا فَرْع، وقال جرير: فما لَكُمْ اسْتٌ في العُلا لاَ ولاَ فَمٌ أبو عبيد، عن أبى عُبَيدة: يقال: كان ذلك على اسْتِ الدهر، وعلى أُسِّ الدَّهر: أي على قِدَم الدَّهر، وأنشدني أبو بكر: ما زال مَجْنُوناً على اسْتِ الدَّهْرِ في بَدَنٍ يَنْمِي، وعقلٍ يَحْـرِي ومن أمثالِ العرب في عِلْم الرّجل يما يليه دون غيره قولهم: "اسْتُ البائِنِ أَعْلَم"، والبائِنُ: الحالِب الذي لا يَليِ العُلْبة، والذي يَليِ العُلْبة يقال له المُعلِّى، ويقال للرجل الذي يُستَرَكُّ ويُسْتَضْعَفُ: اسْتُ أمِّك أَضْيَقُ، واسْتُكَ أَضْيَقُ من أن تَفعَل كذا وكذا، ويقال للقومِ إذا اسْتُذِلُّوا واسْتُخِفّ بهم واحتقروا: باسْتِ بني فُلاَن، ومنه قول الشاعر: فباسْتِ بني عَبْسٍ وَأَسْتَـاهِ طِّـيء وباسْتِ بني دُودَان حاشا بني نَصْرِ ومن أمثالهم في الرجل الذي يُسْتَرْ ذَل: هو الاسْتُ السفْلَى، أو هو السَّهُ السُّفْلَى. منه قول الشاعر. شَأَتْكَ قُعَيْنٌ: غَثُّهـا وَسَـمِـينُـهـا وأَنتَ السَّهُ السُّفْلَى إذا دُعِيَتْ نَصْرُ ويقال لأراذل الناس: هؤلاء الأَسْتَاه ولأفاضلهم: هؤلاء الأعيان، وهؤلاء الوجوه، ويقال: سَتهْتُ فُلاَناً أسْتَهُهُ، إذا ضَرَبْتَ استَه. وقال شمر فيما قرأتُ بخطِّه: العرب تُسَمي بني الأمَة: بني اسْتها، قال: وَأَقْرْأَنيِ ابن الأعرابي للأعشى: أسَفَهاً أَوْعَدْتَ يابْنَ اسْتهـا لَسْتَ على الأعداءِ بالقادرِ
ويقال للّذي ولَدَته أَمَةٌ. يابنَ اسْتها، يعنون اسْتَ أَمَةٍ ولَدَته" أنه وُلِدَ من اسْتها، ومن أمثالهم في هذا المعنى قولهم: يابن اسْتها، إذا حَمَضَتْ حِمَارَها. قال المؤرِّج: دخل رجل على سليمان بن عبد المَلِك وعلى رأسه وصِيفةٌ رَوْقَةٌ فأَحَدَّ النظرَ إليها، فقال له سليمان: أَتعْجِبُك؟ فقال. بارك الله لأمير المؤمنين فيها، فقال: أُخْبِرْني بِسَبْعَةِ أمثالٍ قيلت في الاسْت وهي لك، فقال الرجل:اسْتُ البائِن أَعْلمُ، فقال: واحد، قال صَرّ عليه الغَزْوُ اسْتَه، قال: اثْنان، قال: اسْتٌ لم تُعَوَّد المِجْمَر، قال: ثلاثة، قال: اسْتُ المسئول أَضْيَقَ، قال: أربعة، قال: الحرّ يعطي والعبد يألم اسْتَه، قال: خمسة، قال: استِي اخبثي، قال: ستَّة، قال: لاماءًكِ أَبقيت، ولاَ هَنَك أَنقَيْتِ. قال سليمان: ليس هذا في هذا، قال، بلى، أخذت الجارَ بالجار كما يأخُذُ أمير المؤمنين، وهو أوَّلُ من أَخَذَ الجار بالجار قال. خُذْها لا بارك اللهُ لك فيها، قوله. صَرَّ عليه الغزوُ اسْتَه. لأنه لا يَقْدِرُ أن يُجامِع إذا غَزَا. وفي حديث المُلاَعَنَةِ: إنْ جاءت به مُستَهاً جَعْداً فَهُوَ لفلان، وإن جاءت به حَمْشاً فهو لزوجِها؛ أراد بالمُسْتَهِ: الضَّخْمَ الأَلُيَتَيْنِ، كأنَّهُ يقال: أُسْتِهَ يُسْتَهُ فهو مُسْتَهٌ، كما يقال: أُسْمِنَ فَهُوَ مُسْمَن؛ ورأيتُ رجلا ضَخْمَ الأَرْدْاف كان يقال له: أبو الأستاه. سهر قال الليث: السَّهرَ: امتناع النَّوْم باللَّيل: تقول: أسْهَرَنِي همٌّ فَسَهِرْتُ له سَهَراً. قال: والسَّاهُور مِنْ أسْماءِ القَمَر؛ وقال غيره: السَّاهُور للقمر كالغِلاف للشيءِ، وَمنه قول أمَيّة: قَمَرٌ وَسَاهُورٌ يُسَلُّ ويُغّمَدُ قاله القُتَيْبِيُّ. قال ابن دُرَيد: السَّاهُور: القمر بالسُّرْيانيّة، وَوَافَقه أبو الهَيْثم، وهو الصَّوَاب قال الشاعر: كأَنَّها بُهْـثَةٌ تَـرْعَـى بـأَقْـرِيَةٍ أو شُقةٌ خَرَجَتْ من جَنْبِ سَاهورِ البَهْثَة: البقرة، والشُّقَة: شُقَّةُ القَمَر، والسّاهور: القمر، كذا كتبه أبو الهْيثم؛ ويُرْوَى: مِنْ جَنْب ناهُور، والناهور: السحاب. وقال القُتَيبِيُّ: يقال للقمر إذا كَسَف: دخل في ساهُورِه، وهو الغاسق إذا وقب وقال النبيُّ صلّى الله عليه وسلم لعائشة، وأشار إلى القمر، فقال: تعوَّذي بالله من هذا، فإِنّه الغاسق إذا وقب: يريد سودّ إذا كسف، وكلّ شيءٍ اسودّ فقد غسق. وأما قول الله جل وعزّ: (فإِذَا هُمْ بالسَّاهِرَةِ) فإِن الفراء قال: السَّاهِرَة: وَجْهُ الأرْض، كأنها سّميت بهذا الاسم لأنّ فيها الحيوان، نومَهُم وَسهَرَهُم. قال: وَحَدِّثني حَبّان، عن الكَلْبِيِّ عن أَبي صالح، عن ابن عباس قال: السَّاهِرَةُ: الأرض، وأنشد الفرّاء. وفيها لَحْمُ ساهِرَةٍ وبَحْرٍ وَما فاهوا به لهُمُ مُقِيمُ وقال الليث: الساهرة: وجه الأرض العرِيضةِ البسيطة "ومنه قول الشاعر": يَرْتَدْنَ ساهِرَةً كأَنَّ جحِيمَها وعَميمِها أَسْدَافُ لَيْلٍ مُظْلمِ وقال ابن السكيت في كتاب الألفاظ: قيل ليالي الساهور: التِّسعُ البواقي مِنْ آخر الشَّهْر. وقال غيره: ساهُور العَيْن: أصْلُها، وَمَنْبعُ مائها يعني عَيْنَ الماء. وقال أبو النّجم. لاقتْ تميمُ الموتَ في ساهُورِهـا بَينَ الصَّفَا والعِيص مِن سَدِيرها ويقال لِعَيْنِ الماء: ساهِرةٌ إذا كانت جارية، وكان يقال: خَيْرُ المال عَيْنٌ ساهرة لِعَيْنِ نائمة، ويقال لناقة: إنها لساهِرة العِرْق، وهو طول حَفْلها وكثرة لَبَنِها. وقال الليث: الأسْهَران: هما عِرقان في الأنفِ من باطن إذا اغْتَلَم الحمارُ سالا دماً أو ماء. وقال أبو عمرو الشَّيْبانِيُّ في قول الشَّمَّاخ: تُوَائِلُ مِنْ مِصَكٍّ أَنْصَبَتْه حَوَالِبُ أَسْهَرَبْهِ بالذَّنيِن قال: أسْهَراه: ذَكَره وأنفه. رواه شَمِرٌ عنه، وقال: وَصَف حماراً وأتانَه، والسُّهادُ واحد، بالراء والدال. هسر أهمله الليث. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: الهُسَيْرَةُ تصغير الهُسْرة، وهم قرابات الرجل من طرفَيْه: أعمامه وأخواله. رهس أهمله الليث.
ورَوَى أبو تُراب: قال ابن الأعرابي: ترَكْتُ القوْمَ قد ارتَهسُوا، وارتَهشُوا، وارْتهَسَتْ رِجْلا الدابَّة، وارْتهَشَتا إذا اصْطَكَّتا وضرب بعضها بعضاً. قال: وقال شُجاعٌ: ارتكسَ القوْمُ، وارتهَسُوا إذا ازدحموا. وقال العجَّاج: وَعُنُقاً عَرْداً، ورأساً أَمْرَسـا مُضبَّرَ اللّحْيَين يَسْراً مِنْهسَا عَضبْاً إذا دماغُه ترَهّـسـا وَحَكَّ أنْياباً وخُضْراً فُؤُسا ترهَّس: أيْ تمخَّض، وتحرّك. فُؤُس: قُطُع، من الفأس. فُعُلٌ منه. حَكَّ أنْياباً: أي صَرَّفها. وخُضراً: يْعنِي أضراساً قَدُمت فاخضرَّت. هرس قال الليث: الهَرْسُ: دَقُّ الشيء بالشيء العريض، كما تُهْرَسُ الهريسةُ بالمِهْرَاس، والفَحْلُ يهرِس القِرْنَ بكَلْكله، والهَرِس من الأُسُود: الشَّدِيد المِرَاس، وانشد في صفة الأسد: شديد الساعِدَين أخل وِثـاب شديداً أَسْرُه هَرِساً هموسا قال: والمهاريِس من الإبل: الجِسامُ الثِّقال. قال: ومِنْ شدة وطْئها سُمِّيَتْ: مَهارِيسَ. وقال أبو عبيد: المهَاريسُ من الإبل: التي تَقْضِمُ العِيدانَ إذا قلَّ الكلأ، وأجدبت البلاد، فتتبّلغ بها كأنها تهْرِسها بأفواهِها هَرْساً: أي تَدُقُّها، وقا الحطيئة يصف إبلاً: مهارِيسُ يُرْوِي رِسلُها ضَيْفَ أهلها إذا النَّارُ أبْدَتْ أَوْجُهَ الخـفِـراتِ وقال الليث: المهراسُ: حَجَرٌ منقورٌ مستَطيلٌ يُتَوضأُ منه. وفي الحديث أن أبا هريرة رَوى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا أراد أحدُكم الوُضوءَ فليُفْرِغ على يديه من إنائه ثلاثاً؛ فقال له قيْنٌ الأشَجَعِيّ: فإذا أتَيْنا مِهراسكم كيف نصنْع"؟ أراد بالمهراس: هذا الحجَر الضخم المنْقُورَ الذي لا يُقِلُّه الرِّجال ولا يُحرِّكهُ الجماعة لثِقِلَه يُمْلأُ ماءً ويتطَّهرُ الناسُ منه. وجاءَ في حديثٍ آخر أن النبي "صلى الله عليه وسلم" مَرَّ بمهْراسٍ وجماعةٌ من الرجال يُجْذُونه، وهو حَجر منقورٌ أيضاً. سمِّى مِهْراساً لأنه يُهرَسُ به الحَبُّ وغيرُه، وقول شِبْل: وقَتيلاً بجانبِ المهْراسِ فإنه عَنى به حمزةَ بن عبد المطلب. قال المبرِّد: المهراس ماءٌ بأُحُد، ورُويَ أن النبي صلى الله عليه وسلم عَطِشَ يومَ أُحُد، فجاءه عليٌّ في دَرَقةٍ بماءٍ من المهرَاس، فعافه وغسل به الدَّمَ عنْ وَجْهه. ثعلب عن ابن الأعرابين قال: هَرِس الرَّجلُ إذا كثر أكْلُه، وقال العجاج يصف فَحْلاً: وكَلْكَلاً ذا حامياتٍ أَهرَسا ويُروى: مهرَسا أراد بالأهرس: الشديد الثَّقيل، يقال: هو هرِسٌ أَهرَسُ للذي يَدُقُّ كلَّ شيء. والهَرَاسُ: شَوْكٌ كأَنه حَسك، الواحدة هَرَاسَهَ، ومنه قول النابغة: فَبِتَّ كأَنَّ العائدات فَرَشـنَـنـي هرَاسا به يُعلى فِرَاشى ويُقْشَبُ وُسمِّيت الهَرِيسة هَرِيسة لأنّ البُرَّ الذي تُسَوّى الهرِيسة منه يَدُقُّ دَقاًّ، ثم يطبخ ويُسَمّى صانعُه هَرَّاساً. هلس قال الليث: الهُلاسُ: شِدّة السُّلاَل من الهزّال، وامرأةٌ مهْلوسةٌ: ذاتُ رَكَبٍ مهلوس كأنما جُفِل لحمه جَفْلا. أبو عبيد: الهَلْسُ: مِثلُ السُّلال، رجل مَهلوس. وقال الكُميت: يعَالْجِنَ أَدْوَاءَ السُّلالِ الهَوَالِسَا وقال غيره: الهُلاَسُ في البَدَن وهو السُّلاَل، وأما: السُّلاسُ في العقل. أبو عبيد، عن الأمويِّ: أَهْلَسَ في الضّحِك، وهو الخفيُّ منه وأنشدنا: يَضْحَكُ مِنِّي ضَحِكاً إهْلاَسا وأمَّا قول المرَّار الفَقْعَسِيِّ: طرَق الخيالُ فهاج لي من مَضجعيِ رَجْعَ التَّحِيّةِ في الظّلاَم المهِلـسِ أراد بالمُهْلسِ: الضعيف من الظلام. ثعلب، عن ابن الأعرابيّ قال: الهُلْسُ: النُّقَّهُ من الرجال. والهُلْسُ: الضَّعْفّي وإن لم يكونوا نُقَّها. سهل قال الليث: السَّهْلُ: كلُّ شيء إلى اللِّين وذَهابِ الخُشونة، تقول: سَهُلَ سُهُولةً. قال: والسَّهْلَةُ: تُرَابٌ كالرَّمْل يجئُ به الماء وأَرْضٌ سَهِلة، فإذا قلتَ سَهْلَة: فهي نقيض حَزْنَة. قلت: لم أسمعَ سَهِلة ?بكسر الهاء- لغير الليث.
قال: وأسهل القوم: إذا نزلوا السَّهْلَ بعد نزولهم بالحَزْن، وأَسْهَلوا: إذا استعملوا السُّهولة مع النّاس، وأحزَنوا: إذا استعمَلوا الحُزونة، وقال لبيد: فإنْ يُسْهِلوا فالسَّهْل حَظِّي وطُرْقَتِي وإن يُحزِنُوا أَرْكَبْ بهم كلَّ مركَبِ وأسْهلَ الدَّواءُ بطنَه، وقد شَرِب دواءً مُسْهلا. وسُهَيْلٌ: كوكب يُرَى في ناحية اليمن، و لا يُرَى بخُرَاسان، ويُرَى بالعراق. وقال الليث: وبلَغَنا أن سُهَيْلاً كان عَشّاراً على طريق اليمن ظلوما، فَمَسَخَهُ اللهُ كوْكَباً. وقال ابن كُناسَة: سُهَيْلٌ يُرَى بالحجاز، وفي جميع أرضِ العرب، ولا يُرَى بأرضِ أَرْمِنيَة. قال: وبين رؤية أهل الحجاز سُهَيْلاً. ورُؤْيةِ أهلِ العراق إيَّاه عشرون يوما؛ وأنشد غيره: إذا سُهَيلٌ مطْلَعَ الشمسِ طَلَعْ فابْنُ اللَّبُونِ الحِقُّ والحِقُّ جَذَعْ وذلك أنّه يَطلعُ عند نِتاج الإبل، فإذا حالَت السَّنةُ نحوَّلْت أسنانُ الإبل. ثعلب، عن ابن الأعرابيّ: يقال لرمل البحر: السِّهْلَة، هكذا قاله بكسر السين. ورَوَى أبو عبيد، عن اليزيديّ، عن أبى عمرو بن العَلاء قال: يُنْسَبُ إلى الأرض السَّهْلة: سُهْلىّ بضم السين. لهس قال الليث: المُلاَهِسُ: المُزَاحم على الطعام من الحِرْصِ، وأنشد غيره: مُلاَهِسُ القومِ على الطعامِ وجائِزٌ في قَرْقَفِ المُدَامِ ويقال: فلانٌ يلاهِس بني فلان: إذا كان يَغْشَى طعامَهم. سله قال شِمر: الأسْلَهُ: الذي يقول: أَفْعَلُ في الحَرب، وأَفْعل، فإذا قاتَلَ لمْ يُغْنِ شيئاً، وأنشد: ومِن كلِّ أَسْلَهَ ذي لُـوثَةٍ إذا تُسْعَرُ الحَرْبُ لا يُقْدِمُ سهن أهمله الليث. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: الأسْهانُ: الرِّمالُ الّلِّينة، قلت: كأنُ النون في الأسهان مُبْدَلَة من الأَسْهال جمعُ السَّهْل. سنه قال الليث:السَّنَةُ نُقْصَانُها حذفُ الهاء، وتصغيرها سُنَيْهةَ، والمعاملة من وقتها مُسانَهة، وثلاثُ سنواتٍ، وقال الله جلّ وعزّ: (لم يَتَسَنَّهْ) أي لم تُغَيِّره السِّنُون، ومَن جعل حذفَ السَّنَةِ واواً قرأَ: (لمْ يَتَسَنَّ) وقال: سانَيْتُه مُسانَاةً، وإثباتُ الهاءِ أَصْوَبُ. وقال الفرّاء في قول الله عزّ وجلّ (لمْ يَتَسَنهْ): يقال في التفسير: لَمْ يَتغير، وتكونُ الهاءُ مِن أصلِه، وتَكونُ زائدةً صِلةً بِمنزلةِ قوله جلّ وعزّ: "َبِهُدَاهُمُ اقْتَدِه)، فمن جعل الهاءَ زائدةً جعل فَعلتُ منه: تَسَنَّيْتُ، أَلا ترَى أنّكَ تجمعُ السَّنةَ سنَوات، فتكون تفعّلت على صحة. ومَنْ قال في تصغير السَّنَة. سُنَيْنَة وإن كان ذلك قليلا، جاز أَنْ يقول: تَسَنيْتُ: تَفَعَّلْتُ؛ أُبْدِلَتْ النُّونُ ياءً لمَّا كثُرَت النُّونات، كما قالوا: تظنَّيْتُ، وأصلُه الظّنّ، وقد قالوا هو مأخوذٌ مِن قوله جلّ وعزّ: (مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ)، يريدون: متغيَّر، فإِن يكن كذلك فهو أيضاً ممَّا أُبدلَتْ نونُه ياءً، ونَرَى ?واللهُ أَعْلَم- أنَّ معناه مأخوذ من السَّنة: أي لمْ تٌغيِّره السِّنون. وأخبرني المنذريّ، عن أبى العباس أحمدَ ابن يحيى في قوله: (لَمْ يَتَسَنَّهْ) قرأها أبو جعفر، وشَيْيبَةُ، ونافِعٌ، وعاصمٌ بإِثباتِ الهاءِ إِن وَصلوا، أو قطعوا، وكذلك قولُه: (فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ)، ووافقهم أبو عَمرو في (لم يتسنَّه)، وخالَفهم في (اقْتَدِهْ). فكان يحذف الهاءَ منه في الوَصل، ويُثْبِتُها في الوَقف، وكان الكسائيّ يحذف الهاءَ منهما في الوصل، ويثبتهما في الوقف. قُلْتُ: وأجود ما قيل في تصغير السَّنة: سُنّيْهة، على أَنّ الأصْل سَنْهَةٌ، كما قالوا: الشَّفَةُ، أصلُها شَفْهَةٌ، فحذفت الهاء منهما في الوصل. ومما يقوىٌ ذلك ما رَوَى أبو عُبيد عن الأصمعيّ أنّه قال: إذا حملت النَّخلة سنة ولم تَحمل سنة قيل: قد عاوَمَتْ، وسانَهَتْ. وقال غيره: يقال: للنخلة التي تفعل ذلك: سَنْهاءُ، وأنشد الفراء: فليسَتْ بِسَنْـهـاءَ ولا رُجَـبِـيَّةٍ ولكنْ عَرايا في السِّنينِ الجَوائِح
شدَّد أبو عبيد الجيم من رُجَبِيَّة قلت: ونقَصُوا الهاء من السَّنة والشَّفَة أنَّ الهاءَ مُضَاهِية حروف اللَّيِّن التي تُنْقَص في الأسماء الناقصة: مِثل زِنَةٍ، وثُبَةٍ، وعِزَةٍ؛ وعِضَةٍ وما شاكلَها، والوجه في القراءة (لم يَتَسَنَّهْ) بإِثبات الهاء في الإدراج والوقف، وهو اختيار أبى عمرو، والله أعلم. أبو عبيد، عن الأصمعي: أرْضُ بَني فلان سَنَةٌ: إذا كانت مُجْدِبةً. قلت: وبُعِثَ رائدٌ إلى بَلَدٍ، فوجده مُمْحِلا، فلما رجع سُئل عنه، فقال: السَّنَة: أراد الجدوبة. وقال أبو عُبيد في موضع أخر: ليست بِسَنْهاء: تقول: لم تُصِبْهُ السّنةَ المُجْدِبة. وقال أبو زيد: يقال: طعامٌ سَنِهٌ، وسَنٍ: إذا أَتَت عليه السِّنون. قال: وبعض العرب يقول: هذه سنينٌ كما تَرَى، ورأيتُ سِنِيناً، فيُعْرِبُ النّونَ، وبعضهم يجعلها نونَ الجمْع، فيقول: هذه سِنُونَ ورأيتُ سِنِينَ وهذا هو الأصل، لأنّ النّون نونُ الجمع، والسنةُ: سَنةُ القحط. ويقال: أَسْنَت القومُ: إذا دخلوا في المجاعة، وتفسيره في كتاب السِّين. نهس قال الليث: النّهْسُ: القَبْض على اللَّحم ونَتْرُه. وقال رؤبة: مُضَبَّرَ اللَّحْيَيْنِ يَسْراً مِنْهَسا قال: والنُّهَسُ: طائر. وفي الحديث أنّ رجلا صاد نُهَساً بالأسْوَافِ، فأَخَذَه زيدُ بنُ ثابت منه، فأرسله. قال أبو عبيد: النُّهَسُ: طائر، والأسواف: موضع بالمدنية، وإنما فعل زيد ذلك لأنه كَرِه صَيْدَ المدينة لأنها حَرَمُ رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلت: وقد مَرَّ في باب النَّهْسِ ما جاء من اختلاف أقاويل اللغويّين في الفَرْق بَيْنَ النَّهْشِ، والنَّهْسِ، فكرهتُ إعادته، ويقال: نَهَسْتُ العَرْق، وأنْتَهَسْتُه: إذا تَعرَقته بمقاديمِ فِيك. سهف قال الليث: السَّهْفُ: تَشحُّطُ القتيلِ يَسْهَفُ في نَزْعِهِ واضطرابه. قال الهذلِيّ: ماذا هُنالِكَ مِنْ أَسوانَ مُكتـئبٍ وساهفٍ ثَمِلٍ في صَعْدَةٍ فَصِمِ قال: والسَّهْفُ: حَرْشَفُ السَّمَك خاصّة. وأخبرني الإياديّ، عن شمر أنه سمع ابنَ الأعرابيّ يقول: طعامٌ مَسْهفَةٌ، ومَسْفَهة: إذا كان يَسْقي الماءَ كثيراً، ورجل ساهِفٌ، وسافِهٌ: شديد العَطَش. قلت: وأُرَى قول الهُذَلِيّ في بيته: "وساهِفٍ ثَمِلٍ" من هذا الذي قاله ابنُ الأعرابيّ. وقال الأصمعيّ: رجل ساهفٌ: إذا نُزِفَ فأُغْمِىَ عليه، ويقال: هو الذي غلب عليه حِرَّة العَطَش عند النّزع والسياق. وقال ابن شميل: يقال: هو ساهِفُ الوَجه، وساهِمُ الوجْه: إذا تَغيَّر وجههُ. قال: والسَّاهِفُ: العطشان، وأنشد قول أبى خِراشِ الهُذليّ: وأَنْ قد يُرى مِنّى لمِا قد أصابـنـي مِنَ الحُزن أَنِّي ساهفُ الوَجْهِ ذُوهَمِّ سفه قال الله جلّ وعزّ: (إلاَّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ). قلتُ: اختّلفتْ أقاويلُ النَّحويِّين في معنى قوله: (إلاّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ) وانتصابِه. فقال الأخفش: أهل التأويل يَزْعمون أنّ المعنى: سَفه نَفْسَه. وقال يونسُ النحويّ: أُراها لغَةً؛ ذهب يونُس إلى أنّ فَعِل للمبالغة، كما لأنّ فعَّل للمبالغة، فذهب في هذا مَذْهبَ أهل التأويل، ويجوزُ على هذا القول سَفِهْتُ زيدا، بمعنى: سفَّهْتُ زيدا. وقال أبو عبيدة: معنى سَفِه نفسَه: أَهْلَك نفسه، وأوْبَقَها، وهذا غير خارجٍ من مذهبٍ يونُسَ، وأهلِ التأويل. وقال الكسائيُّ والفرّاء: إنّ نفسه منصوب على التفسير، وقالا: التفسير في النكرات أكثر: نحو "طِبْتُ به نَفْساً" و"قَرِرت به عَيْناً". وقالا معا: إنَّ أصل الفعل كان لها، ثم حُوِّل إلى الفاعل؛ أراد أنّ قولهم: "طبت به نفسا" معناه طابت به نفسي، فلمّا حُوِّل الفعل إلى ذي النفس خرجت النفس مفسِّرة، وأنكر البصريّون هذا القول وقالوا: لا تكون المفسِّرات إلاّ نَكِراتٍ، ولا يجوز أن تُجْعَل المَعارفُ نَكِراتٍ.
وقال بعض النحويّين في قوله: (إلا من سَفِه نفسَه)، معناه إلا من سفه في نفسه، إلاّ أنّ "في" حُذفت كما حذفت حروفُ الجرّ في غير موضع: قال الله جلّ وعزّ: (وإن أردتم أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أّوْلاَدِكُمْ فَلاَ جُنَاحَ عليكمْ)، المعنى أن تسترضعوا لأولادكم، فحُذِفَ حرفُ الجرّ من غير ظَرْف، ومثله قول الشاعر: نُغَالِي اللَّحْمَ للأَضْيافِ نِيّاً ونَبْذُلُه إذا نَضِج القُدُورُ المعنى: نغالي باللحم. وقال الزجّاج بعد ما ذكَر أقاويلَ النَّحويّين القولُ الجيّد عندي في هذا أنّ (سَفِه) في موضع "جَهِل"، فالمعنى-والله أعلم- إلا مَنْ جهل نفسه: أي لم يُفَكِّر في نفسه، فَوُضِع (سفه) في موضع "جهل"، وعُدِّي على المعنى. فهذا جميعُ ما قال النحويُّون في هذه الآية. قلت: ومما يقوِّي قولَ الزَّجَّاج الحديثُ المرفوع: حين سُئِل النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن الكِبْر، فقال: الكِبْر أنْ تَسْفَه الحقَّ، وتَغْمِطَ النّاس، معناه أن تجهَل الحقَّ فلا تراه حَقّا، والله أعلم. وقال بعض أهل اللّغة: أصل السَّفَه: الخفّة، ومعنى السَّفِيه: الخفيفُ العَقْل، ومن هذا يقال: تسفَّهَتِ الرّياحُ الشيءَ: إذا حرَّكَتْه واستخفّته فطيَّرتْه، وقال الشاعر: مَشَيْنَ كما اهتَزَّت رِماحٌ تَسَفَّهَتْ أعالِيَها مَرُّ الرّياحِ النَّـواسِـمِ ويقال: ناقةٌ سَفِيهةٌ الزِّمام: إذا كانت خفيفة السَّيْر. ومنه قول ذي الرُّمَّة: "سَفِيهةٍ جديلُها"، وسافَهَتِ الناقةُ الطريقَ: إذا خفت في سيرها، وقال الراجز: أَحْدُو مَطِيَّاتٍ وقزماً نُعّسا مُسافِهاتٍ مُعْمَلاً مُوَعَّسا أراد بالمعمل الموعَّس: الطريقَ المَلحُوبَ الذي وُطِئَ حتى استتب ووضَح. أبو عبيد عن الكسائيّ: سَفِهْتُ الماءَ أسْفَهه إذا أكثَرْتَ منه ولم تَرْوَ، والله أسْفَهَكَهُ. وقال غيره: سَافَهْتُ الشَّرابَ: إذا أسرفت فيه، وقال الشّماخ: فبِتُّ كأنّني سافَهْتُ صِرْفاً مُعَتَّقَةً حُمَيّاهـا تـدُورُ وفي حديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الكِبْرُ أن تَسْفَهَ الحقَّ، وتَغْمِطَ النّاس، فجعل سَفِه واقعاً وقال أبو زيد: امرأةٌ سَفِيهةٌ من نِسْوَةٍ سَفَائِه، وَسَفيِهاتٍ، وسُفُهٍ وسِفاهٍ، ورجلٌ سفِيهٌ من رجال سُفَهَاءَ، وسُفَّهٍ، وسِفَاهٍ، ويقال: سَفه الرجل يَسْفُهُ فهو سَفيهٌ، ولا يكون هذا واقعاً، وأما سَفِه-بكسر الهاء- فإنه يجوز أن يكون واقعاً، وقال الأكثر فيه أن يكون غير واقع أيضاً. قوله عزّ وجلّ: (كما آمن السفاء): أي الجهَّال، وقوله: (فإنْ كانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سِفيهاً أَوْ ضَعيِفاً). السفيه العقل: من قولهم: تَسَفِّهت الرياحُ الشيءَ، إذا استخفّته فحرَّكته. وقال مجاهد: السفيه: الجاهل، والضعيف: الأحمق. قال ابن عرفةَ: والجاهل هاهنا: هو الجاهل بالأحكام لا يُحْسِنُ الإملاء، ولا يدري كيف هو؟ ولو كان جاهلا في أحوالهِ كلِّها ما جاز له أنْ يُدَايَن، وقوله تعالى: (ولا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أموالَكُم) يعني المرأةَ والولد، وسُمِّيَتْ سَفيِهةٍ لِضَعْفِ عَقلِها، ولأنها لا تُحْسِنُ سياسة مالها، وكذلك الأولاد ما لم يُؤْنسْ رُشْدُهُم، وقوله عزّ وجلّ: (إلاَّ من سَفِه نَفْسهَ) أي سَفِه في نفسه: أي صار سَفِيها، وقيل: أي سَفِهَت نَفْسهُ، أي صارت سفيهةً، ونصب نفسه على التفسير المحوَّل، وقيل: سَفِه هاهنا بمعنى سَفَّه، ومنه قوله: إلا من سَفِه الحقّ. معناه: من سَفَّه الحقَّ، ويقال: سَفِه فلانٌ رأْيَه: إذا جهله، وكان رأيُه مضطربا لا استقامةَ له. سهب قال الليث: فرسٌ سَهْبٌ. شديد الجرْيِ بطئ العَرَق، وقال أبو دُوَاد: وقد أَغْدو بِطِرْفٍ هَيْ كَلِ ذِي مَيْعَةٍ سَهْبِ قال: وبئرٌ سَهبْةٌ: بعيدة القَعْر يخرج منها الريح، وإذا حفر القوم فهجموا على الرِّيح وأخلفهم الماء، قيل: أسْهَبُوا، وأنشد في وصف بئر كثيرة الماء: حَوْضٌ طَوِيٌّ نِيل مِنْ إِسْهابِها يَعْتِلجُ الآذِىُّ مِن حَبَابِـهـا قال: وهي المُسْهَبة، حُفِرتْ حتى بلغَتْ عَيْلَمَ الماء، ألاَ ترى أنه قيلَ: نِيلَ مِنْ أَعْمَق قعْرها.
قال: والسَّهبْاءُ: بئرٌ لبني سَعْد، ورَوْضة أيضاً بالصَّمَّان تُسَمَّى السَّهبْاء. قال: والسَّهْبَى: مَفازَةٌ. قال جرير. سارُوا إليْكَ من السَّهْبَى ودُونَهُـمُ فَيْحانُ فالحزْنُ فالصَّمانُ فالوَكَفُ والوَكَفُ: لبني يربوع. قال أبو عبيد: قال أبو عمرو: إذا بلغ حافرُ البئر إلى الرَّمْل قال: أسْهَبَ، وأَسْهَبَتْ. قال: وقال الفراء: إذا خرجت الرّيحُ من البئر ولم يخرُجْ ماءٌ قال: أسْهَبَتْ وقال شَمِر: المُسَهَبةُ من الرَّكايا: التي يَحفرونها حتى يبلغوا ترابا مائقا فَيَغْلِبُهُمْ تهيُّلاً، فَيدَعُونَها. أبو عُبَيد عن الكسائي قال: بئر مُسْهَبة: التي لا يُدْرَك قَعْرُها وماؤها. قال: وقال الأصمعيّ: المُسْهَب-بفتح الهاء-: الكثير الكلام. شمر، عن ابن الأعرابي: كلام العرب كلُّه على أَفْعَل فهو مُفْعِل إلا ثلاثة أحرف: أَسْهَبَ فهو مُسْهَب، وأَحْصنَ الرجلُ فهو مُحْصَن، وأَلْفَجَ فهو مُلْفَجٌ: إذ أَعْدَم. شمر: قال ابن شميل: السَّهْبُ: ما بعُدَ من الأرض، واستوى في طمأنينة، وهي أَجْوافُ الأرض، طمأنينتها: الشيء القليل يقود الليلة واليومَ ونحوَ ذلك، وهي بطونُ الأرض تكون في الصَّحارَى والمُتُون، وربما تَسِيل وربّما لا تَسِيل، لأن فيها غِلَظاً وسُهولاً تنبتُ نباتاً كثيراً، وفيها خَطَراتٌ من شجر: أي فيها أماكنُ فيها شجرٌ، وأماكنُ لا شجر فيها. وقال أَبو عُبيد: السُّهوبُ واحدها سَهْب، وهي المُستويةُ البعيدة. وقال أبو عمرو: السُّهوبُ: الواسِعةُ من الأرض، وقال الكميت: أبارقُ، إنْ يَضْغَمْكُمُ الليثُ ضَغْمَةٍ يَدَعْ بارِقاً مِثلَ اليَبَابِ مِن السَّهْبِ وقال الليث: سُهوبُ الفلاةِ: نواحيها التي لا مَسَلْكَ فيها. وقال اللِّحيانيّ: رجَلٌ مُسْهَبُ العقْل: ومُسْهَمٌ، وكذلك الجسمُ في الحُبِّ: أي ذاهبٌ. وقال أبو حاتم: أُسْهِبَ السَّليمُ إسهاباً فهو مُسْهِبٌ: إذا ذَهب عقلُه وعاش، وأنشد: فباتَ شَبْعَانَ وباتَ مُسْهبَا وقال غيره: أَسْهَبْتُ الدابَة إسهاباً: إذا أهملْتَها تَرْعَى فهي مُسْهَبة، وقال طُفَيْلٌ الغَنَوِيّ: نَزائِعَ مَقْذُوفاً على سَرَواتِـهـا بما لَمْ تَحَالَسْها الغُزاة وتُسْهَبُ أي قد أُعْفِيَتْ حتى حَمَلَت الشحمَ على سَرَواتِها. وقال بعضهم: ومن هذا قيل للمِكْثار: مُسْهَب، كأنه تُرِكَ والكلامَ يتكلّم بما شاء، كأنّه وُسِّع عليه أن يقول ما شاء. وقال الليث: إذ أَعْطَى الرجلُ فأَكثر. قيل: قد أَسْهَبَ، ومكانٌ مُسْهِب: لا يمنع الماء، ولا يمسكه. سبه قال الليث: السَّبَهُ: ذَهابُ العَقْل من الهَرَم. وقال اللحيانيّ: رجلٌ مُسَبَّه العقل، ومُسَمَّهُ العقل: أي ذاهبُ العقل. أبو عبيد، عن الأمويّ: رجلٌ مَسْبُوهُ الفؤاد، مثلُ مُدَلَّه العقل، وهو المُسَبَّهُ أيضاً، وقال رؤبة: قالت أُبَيْلَي ليِ ولم أُسَبَّهِ ما السِّنُّ إلاّ غَفْلَةُ المُدَلَّهِ وقال غيره: رجل سَبَاهِيُّ العقل: إذا كان ضَعيفَ العقل. أبو عبيد، عن الكسائيّ: المُسَبَّه: الذاهب العقل. وقال المفضل: السُّباهُ: سَكتَةٌ تأخذ الإنسانَ يذْهب منها عَقْلَه، وهو مَسْبُوهٌ. بهس قال الليث: بَيْهَسُ من أسماءِ الأسد. قلت: وبَيْهَسُ من أسماء العرب. ومنه الذي كان يُلّقَّب بنعامة، اسمه بَيْهَسٌ. وقال: فلان يَتَبَيْهَسُ في مِشيته ويَتَبَهْنَسُ: إذا كان يَتَبَخْترُ، ومثلهُ يتَبَرْنَسُ، وَيَتَفَيْجَسُ، ويتفيْسَجُ. سهم قال الليث: يقال: اسْتَهَمَ الرجلان إذا اقترعا، وقال الله عزّ وجلّ: (فَسَاهَمَ فَكانَ مِنَ المُدْحَضِين): يقول: قارَع أَهلَ السفينة فقُرِعَ، يعني يونُسَ حين الْتَقَمّهُ الحوت.
وقال النبيّ صلى الله عليه وسلم لرجلين احتَكما إليه في مَواريثَ قد دَرَسَتْ: اذْهَبَا فتَوَخَّيا الحقّ، ثمَّ اسْتَهِما، ثمَّ لِيُحْلِلْ كلُّ واحد منكما صاحبه، معنى قوله: اسْتَهِما أي اقْتَرِعا وتوخَّيا الحقَّ فيما تَضَعانِه وتَقْتَسِمانِه وليأخُذ كلُّ واحد منكما ما تُخرِجُه القِسْمَةُ بالقُرعة، ثم لِيُحْلِلْ كلُّ واحد منكما صاحبه فيما أخذه وهو لا يَسْتَيْقِنُ أنَّه حقُّه أم لا. ويقال: اسْتَهَمَ القومُ فَسَهمهُمْ فلان: إذا قَرَعَهُمْ، والسَّهْمُ: النصيب والسَّهْمُ: واحِدُ السَّهام من النَّبل وغيره. والسَّهْمُ: القِدْح الذي يُقارَعُ به. والسَّهْمُ: مقدارُ سِتِّ أَذْرُع في مُعاملات الناس ومِساحاتهم.
قال ابن شُمَيل: السَّهْمُ: نَفْسُ النَّصْل. وقال: لو التقطْتُ نَصْلا لقُلْتُ: ما هذا السَّهْمُ معك؟، ولو التَقَطْتُ قِدْحا لَمْ تقُل: ما هذا السّهْمُ معك؟.
قال: والنَّصْل: السّهْم العريض الطويل يكونُ قريبا من فِتْرٍ. والمِشْقَص على النِّصف من النَّصل، ولا خيرَ فيه، يلعبُ فيه الوِلْدان، وهو شَرُّ النّبْل، وأحْرَضُه.
قال: والشَّهمُ: ذو الغِرارَين والعَيْر.
قال: والقُطْبَةُ لا تُعَدّ سَهْما. والمِرِّيخُ: الذي على رأسه العُظَيْمَةُ يرمي بها أهلُ البَصْرة بين الهدَفين. والنَّضِيُّ: مَتْنَ القِدْح، ما بين الفُوقِ والنَّصْل.
وقال الليث: بُرْدٌ مُسَهَّمٌ، وهو المخطّط. وقلا ذو الرُّمَّة:
كأنَّهَا بعدَ أَحْوالٍ مَضْينَ لها بالأَشْتِميْنِ يمَانٍ فيه تَسهيم
قال: والسُّهُومُ: عبوس الوجه من الهمَّ. ويقال للفَرَسِ إذا حُمِل على كريهةِ الْجَرْي: ساهِمُ الوجه، وكذلك الرَّجلُ في الحرب ساهِمُ الوجه، قال عنترة:
والخيلُ ساهِمةُ الوجوه كأنمّا يُسْقَى فوارِسُها نقيعَ الْحَنْظَلِ
أبو عبيد، عن أبى عمرو: السُّهامُ: الضُّمْرُ والتّغيُّر-بضم السين- والسَّهامُ: الذي يقال له: مُخاطُ الشَّيطان، يقال: سُهِمَ يُسْهَم فهو مَسْهوم: إذا ضُمِّر، قال العجاج:
وَلا أبٍ وَلاَ أَخٍ فَتُسهَمِ
وأوَّله:
فهي كرِ عدِيدِ الكَثِيب الأهْيَمِ ولم يُلِحْها حَزَنٌ على ابْنَمِ
وَلا أبٍ وَلاَ أَخٍ فَتُسـهَـمِ
وقال الليث: السُّهام من وَهَجَ الصَّيْفِ، وغُبْرَتِه، يقال سُهِم الرجلُ: إذا أصابه السُّهام.
قلت: والقول في السُّهام والسَّهام ما قال أبو عمرو.
ثعلب عن ابن الأعرابيّ: السُّهُمُ: غَزْلُ عينِ الشمس، قال: والسُّهمُ أيضا: الحرارةُ الغالِبَة. والسُّهُم والشُّهُم-بالسين والشين-: الرجال العقلاء الحكماء العُمال.
وقال اللحيانيّ: رجل مُسْهَم العقل مثل المُسهَب، وكذلك مُسْهَم الجسْم: إذا ذهب جِسمُه في الحبّ.
أبو عبيد، عن الأموي قال: من أدواء الإبل السُّهام، يقال منه: بعير مسهوم وقول أبى دَهْبَل الجمحيِّ:
سَقى الله جارَانا ومَنْ حلَّ وَلْتَهُ وكلَّ مَسِيلٍ مِن سَهامٍ وسَرْدَد
سَهام وسَرْدَد: وديان في بلاد تهامة وقال:
بَني يَثْرِبىًّ حَصِّنـوا أَيْنُـقَـاتِـكـم وأفراسَكم من ضَرْب أحمر مُسْهَمِ
ولا أُلِفيَنْ ذا الشِّفَّ يطْلُـبُ شِـفَّـهُ يُداويه منكم بالأديم الـمـسـلَّـمِ
أراد بقوله: أَيْنُقَاتكم وأفراسَكم نساءهم، يقول: لا تُنكِحوهُنَّ غير الأكْفاء، وقوله: من ضَرْب أحمرَ مُسْهَم، يعني سِفادَ رجلٍ من العجَم، وفَرَسٌ مُسْهَمٌ: إذا كان هَجِينا يُعْطَى دون سَهْم العتيقِ من الغنِيمة. وقوله: بالأديم المُسَلَّم: أي يُتصَحَّحُ بِكُمْ.
قال: وقال أبو عبيدة: السُّهْمَةُ: القرابة. والسُّهْمَةُ الحظُّ.
وقال عبيد:
قد يُوصَلُ النّازحُ النائي وقد يُقْطَعُ ذو السُّهمْةِ القريبُ
وقال الليث لي في هذا الأمر سُهمْةٌ: أي نصيب وحظ من أثر كان لي فيه.
سمه
قال الليث: سَمَه البعِيرُ، أو الفرسُ في شَوْطه يَسْمَهُ سُمُوهاً فهو سامِهٌ لا يعرف الإعياء، وأنشد:
ياَ لَيْتَنَا والدَّهْرَ جَرْى السُّمَّهِ
قال: أراد ليتنا والدَّهر نجرى إلى غير غاية.
أبو عبيد، عن الكسائي: من أسماء الباطل قولهم: السُّمَّه، يقال: جرى فلان جَرْىَ السُّمَّه. وقال اللحيانيّ: يقال: للهواء اللُّوح، والسُّمَّهَى والسُّمَّهِى. وقال النَّضر: يقال. ذهب فلان في السُّمَّهِ والسُّمَّهِي: أي في الريح والباطل، ويقال: ذهب السُّمَّيْهَيِّ: أي في الباطل. وروى أبو العباس، عن ابن الأعرابي يقال للهواء. السُّمَّهَى والسُّمَّيْهَى. أبو عبيد. سمعت الفرّاء يقول. ذهبتْ إِبلُه السُّمَّيْهَى على مثال وقعوا في خُلَّيْطَى، وذلك أن تُفَرَّق إبُلُهم في كلُّ وجه. وقال ابن الأنباري: قال الفرّاء: ذهبتْ إبله السُّمَّيْهَى، والعُمَّيهي، والكُمَّيْهىَ، أي لا يدري أين ذهبَتْ. وقال اللحيانيّ: رجل مُسَمَّه العقْل، ومُسَبّه العْقل: أي ذاهب العقل قال الشيخ: تَرْىَ السُّمَّه: أراد الباطل كما قال الكسائيّ. همس قال الليث: الهمْسُ: حِسُّ الصّوت في الفَمِ ممّا لا إشْرَابَ له من صَوْتِ الصَّدْرِ ولا جهارةَ في المَنْطِق، ولكّنه كلامٌ مَهْمُوسٌ في الفم كالسّرّ. قال: وهَمْسُ الأقدام أَخْفَى ما يكونُ من صَوْتَ الوطء. قال: والشيطان يُوَسْوِس فيهمِسْ بِوَسواسة في صَدْر ابنِ آدم. ورُوي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه كان يتعوّذ بالله من هَمْزِ الشيطان وهمسه ولمزه. فالهَمْزُ: كلام من وراء القَفا كالاستهزاء، واللَّمز: مواجَهةً. وفي القرآن: (فلا تَسْمَعُ إلاّ هَمْساً) يعني به-والله أعلم- خَفْقَ الأقدام على الأرض. وقال الفرّاء: يقال: إنّه نَقْلُ الأقدام إلى المحْشَر. ويقال: إنّه الصَّوْتُ الخفِيّ. قال: وذُكِر عن ابن عبّاس أنّه تَمَثَّل فأنشد: وَهُنَّ يَمْشِينَ بِنَا هَمِيسا قال: وهو صَوْتُ نَقْلِ أخْفافِ الإبل. وأخبرني المنذريّ، عن الطُّوسيِّ، عن الخرّاز عن ابن الأعرابيّ، قال: يقال: "اهمِسْ وصَهْ": أي امْشِ خَفِياًّ واسْكُتْ، ويقال: "هَمْساً وَصَهْ" و"هَساًّ وَصَهْ". قال: وهذا سارقٌ قال لصاحبه: امْسِ خَفِياَّ واسكت. وقال أبو الهيثم: أسَرَّ الكلامَ وأَخفاه فذلك الهَمْسُ من الكلام، قال: وإذا مَضَغَ الرجُل من الطعام وفُوه مُنضَمٌّ قيل: هَمَس يَهْمِس هَمْسا، وأنشد: يأكُلْن ما في رَحْلهِنّ هَمْسَا قاله: والهَمْس: أَكلُ العجوزِ الدَّرْداءِ. غيره: الهَمُوسُ: من أَسْمَاء الأَسَد، لأنه يَهمِس في الظُّلْمة، ثمّ جُعِل ذلك اسماً يُعْرَف به، يقال أَسَدٌ هَمُوس. وقال أبو زُبيدٍ: بَصِيرٌ بالدُّجَى هادٍ هَمُوسُ شمر، قال أبو عَدْنان: قال أبو السَّمَيْدَع: الهمْس: قَلةُ الفُتورِ باللّيل والنّهار، وأنشد: هَمْساً بِأَوْدِ العَلَسِيِّ هَمْسا وقال أبو عمرو: الهمْس: السَّيْرُ بالليل. والهَمُوس: الذي يسري ليله أجمع، وأنشد: يَهْتَسُّ فيه السَّبُعُ الهَرُوسُ الذّيب أو ذلِبَدٍ هَمُـوسُ قال: هَمَسَ ليلَه أجمعَ: أَي سار. قال شمر: الهَمْسُ من الصَّوت والكلام: مالا غَوْرَ له في الصَّدْر، وهو ما هُمِسَ في الفَم، وأَسَدٌ هَمُوسُ: يَمْشِي قليلاً قليلا، يقال. هَمَس ليله أجمَع. قال: وأخذْتُه أخَذًا هَمساً: أي شَدِيداً، ويقال عَصْراً، وهَمسهَ: إذا عَصَرَه. وقال الكميت فجعل الناقة هَمُوساً: غُرَيْرِيّةَ الأنساب أو شَـدْ قَـمِـيَّةً هَمُوساً تُبارِي اليَعْمَلاتِ الهوامِسا هسم ثعلب، عن ابن الأعرابيّ قال: الهُسُم: الكاوُون. قلت: كأنّ الأصل الحُسُم، وهم الذين يُتابِعون الكَيَّ مرَّةً بعد أخرى، ثمَّ قُلِبت الحاءُ هاءً. زهد قال الليث: الزُّهْد، والزّهاد في الدنيا، ولا يقال الزهد إلاّ في الدِّين، والزَّهادة في الأشياء كلِّها. ورجلٌ زَهِيد، وامرأة زَهِيدة، وهما القليلاَ الطُّعْم، وأزهَد الرجلُ إزهاداً: إذا كان مُزْهِدا، لا يُرغَبُ في مالِه لقلته. وفي حديث النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أفضلُ الناسِ مؤمنٌ مُزْهِد". قال أبو عبيد: قال الأصمعي، وأبو عمرو: المزْهِد: القليل الشيء، وإنما سُمِّي مُزْهِدا لأنّ ما عنده من قِلّته يُزهَد فيه، يقال: أزْهَدَ الرجلُ إزهاداً، إذا كان كذلك.
وقال الأعشى يَمدحَ قوما بُحسنِ مُجاوَرَتِهم جارةً لهم فقال: فَلَنْ يَطُلبوا سِرَّها للِغنى ولَنْ يُسلِموها لإزهادِها يقول. لا يتركونها لقّلة مالها، وهو الإزهاد. قلت: المعنى أنّهم لا يُسلِمونها إلى مَن يريد هَتْكَ حُرمتها لقلّةِ مالِها. وقال ابن السكّيت: يقولون: فلانٌ يَزّدَهِدُ عَطاءَ من أعطاه: أي يَعُدُّه زهيداً قليلا. ثعلب، عن سَلَمةَ، عن الفرّاء، قال: الزَّهْد: الحَزْر، وقد زَهَد تمرَ النَّخل: إذا خَرَصَه. أبو عُبيد، عن أبى زيد: زَهِدْتُ فيه، وزَهَدْتُ، وما كان زَهِيداً، ولقد زَهِد، وزَهَد يَزهَد منهما جميعا. شمرِ: رجلٌ زَهِيد: لئيم، وما كان زهيداً، ولقد زَهَد، وزَهِد يزهَد منهما جميعاً. وقال ثعلب مثله، وزاد: وزَهُد أيضا. غيره: رجلٌ زَهيدُ العين: إذا كان يُقنِعُه القليل. ورغيب العين: إذا كان لا يُقْنِعُه إلاّ الكثير، وقال عديّ ابن زيد: ولَلْبَخْلَةُ الأُولى لمن كان باخِلاً أَعَفُّ ومَن يَبْخَلْ يُلَمْ ويُزَهَّدِ يُزَهَّد: أي يُبَخَّل، ويُنْسَب إلى أَنّه زَهِيدٌ لئيم. وقال الَّلحيانيّ: امرأَة زَهيد للضَّيِّقَة الخُلُق. ورجلٌ زهيد من هذا. قال: ويقال للّئيم: إنّه لزَهِيد وزاهِد، وأنشد أبو ظَبْيَة: وتسأَلِي القَرْضَ لئيماً زاهِدا وقال ابن السكِّيت: يقال: خذ زَهْدَ ما يكفيك: أي قَدْرَ ما يكفيك. ومنه يقال: زهَدْتُ النّخْلَ؛ وزهَّدْتُه: إذا خَرَصْتَه. وقال أبو سعيد: الزَّهَد: الزكاة-بفتح الهاء- حكاه عن مُبْتَكِر البدَويّ. قال أبو سعيد: وأصله من القِلَّة؛ لأنّ زَكاة المال أَقلّ شيء فيه. شمِر، عن ابن شميل قال: الزَّهِيد من الأودية: القليل الأخذ للماءَ، النَّزِلُ الذي يُسَيِّلُه الماءُ الهيّن، لو بالَتْ فيه عَناقٌ سال، لأنه قاعٌ صُلْب، وهو الحَشادُ، والنْزِلُ، وامرأةٌ زهيدة: قليلُة الأكل، ورغيبةٌ: كثيرةُ الأكل. هزر قال الليث: الهزْرُ، والبَزْرُ: شِدَّة الضَّرب بالخشب. يقال: هزَرَه هَزْراً، كما يقال: هَطَره، وهَبَجَه. أبو عُبيد، عن الفرّاء، يقال: إنّه رجل ذو كَسرَات، وهَزَراتٍ، وإنّه لَمِهْزَر، وهذا كلّه: الذي يُغْبَن في كلّ شيء، وأنشدنا: إلاَّ تَدَعْ هَزراتٍ لَسْتَ تاركَها تُخْلَعْ ثيابُكَ لا ضَأْنٌ ولا إبلُ سلمة، عن الفرّاء: في فلان هَزَراتٌ، وكَسَرَاتٌ، ودَغَوَاتٌ، ودَغياتٌ، وَخَنَبَاتٌ، وخبَنَاتٌ، كله الكَسَل. وقال ابن الأعرابيّ: الهُزَيْرة تصغير الهَزْرَة، وهي الكَسَل التامّ. أبو زيد، يقال: هَزَرَه يَهزِرُه هَزْرا وهو الضَّرْبُ بالعصا في الظّهر والجَنْب، فهو مُهْزُور وهَزِير. وقال أبو ذؤيب: لَقالَ الأباعِدُ والشّـامِـتُـو نَ: كانوا كلَيْلَةِ أهْلِ الهُزَر قال بعضهم: الهُزَر: ثمودُ حين أُهْلِكوا، فيقال: بادوا كما بادَ أهلُ الهُزَر. وقال الأصمعيّ: هي وقعةٌ كانت لهم مُنْكَرة. ويقال: الهُزَر: حَيٌّ من اليمن، قُتِلُوا فلم يَبقَ منهم أَحَد. وقال ابن شميل: الهَزْرُ في البيع: التَّقَحُّم فيه والإغلاء، وقد هزَرْتُ له في بَيْعه هَزْراً: أي أغليت له، والهازِرُ: المشتريِ المُقَحِّم في البيع. زهر قال الليث:الزهْرَة: نَوْرُ كلُّ نبات وزَهْرَة الدُّنيا: حُسْنها وبَهْجَتُها. وشجرةٌ مُزْهِرَة، ونباتٌ مُزهِرٌ. والزُّهورُ: تلألؤ السِّرَاج الزَّاهر. قال العجَّاج يصفُ ثَوْراً وَحشياًّ، ووَبِيصَ بياضه: وَلّى كمِصْباح الدُّجَى المَزْهُورِ يقول: مضَى الثور كأنه شُعلةُ نارٍ في ضَوئه وبياضه. وقال: "مَزْهُور"، وهو يريد الزاهر؛ ويجوز أن يكون أراد: المُزْهَر، كما قال لبيد: النّاطق المَبرُوزُ والمَخْتُوم يريد: المُبْرَز، جعله على لفظ "يُزْهَر" و"ويُبْرَز". والأزهر: القَمَر، وقد زَهَر يَزْهَر زهْراً؛ وإذا نَعَتَّه بالفعل اللازم قلتَ: زَهِرَ يَزْهَر زَهَراً، وهو لكل لونٍ أبيض، كالدُّرّة الزَّهْراء، والحُوَار الأزهرِ، وقول الله: (زَهَرَةَ الحياةِ الدنيا). قال أبو حاتم: زَهَرَةَ الحياة الدنيا، بفتح الهاء، وهي قراءةُ العامّة بالبصرة.
قال: وزهْرة هي قراءة أهل الحَرمين، وأكثر الآثار على ذلك. وأخبرني المنذريّ، عن الحَرّاني، عن ابن السكِّيت قال: الزُّهْرة: البياض، والأبيض يقال: الأزهر. قال: والزَّهْرة: زَهْرَةُ النّبت والزهْرَةُ: زهْرة الحياة الدنيا: غَضارَتُها وحُسْنُها. والنجمُ الزُّهَرَة. ثعلب، عن ابن الأعرابيّ،عن أبى المكارِم، قال: الزَّاهر: الْحَسنُ من النّبات، والزّاهر: المشْرِق من ألوان الرجال. شمر: يقال للسحابة البيضاء: زَهْراء، وأنشد لرؤبة: شَادِخَةُ الغُرَّةِ زَهْراءُ الضَّحِكْ تَبْلُّجَ الزَّهْراء في جُنْحِ الدَّلِكْ قال: يريد سحابةَّ بيضاء بَرَقَتْ بالعشيّ. عمرو، عن أبيه: الأزهر: المشْرِق من الحيوان النبات. والأزهر: اللَّبنُ ساعةَ يُحلَب، وهو الوَضَحُ، وهو النَّاهِضُ والصَّريح. وقال أبو العباس: وتصغير الزَّهر زُهير وبه سُمِّي الشاعر زُهَيْرا. والعربُ تقول: زَهَرَتْ بك زنادي: المعنى قُضِيَتْ بك حاجتي. وزَهَر الزَّنْدُ: إذا أضاءت نارُه، وهو زَنْدٌ زَاهر. والإزهار: إزهارُ النَّبات، وهو طلوعُ زَهَره. قال ابن السكِّيت: الأزهَران: الشمسُ والقمر. وفي حديث أبى قَتادة أنّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال في الإناء الذي توضَّأَ منه: "ازدَهِرْ بهذا فإنّ له شأْنا". قال أبو عبيد: قال الأمَوي في قوله: ازدَهرْ به: أي احتفظ به، ولا تُضيِّعه، وأنشدنا: كما ازدَهَرَتْ قَيْنَةٌ بالـشِّـراع لأسْوارِها عُلَّ منها اصطبَاحا أي جَدّتْ في عملها ليحظى عِنْد صاحبها يقول: احتفظت القَيْنَةُ بالشِّراع، وهي الأوتار. قال أبو عبيد. وأظنّ "ازْدهِرْ" كلمةً ليست بعربية، كأنها نَبَطيّة، أو سُرْيانية فعُرِّبتْ. وقال أبو سعيد: هذه كلمةٌ عَرَبية، ومنه قولُ جرير: قإِنك قَيْنٌ وابن قَيْنِينِ فازْدَهِرْ بِكيركَ إنّ الكِيرَ لِلْقين نافعُ قال: ومعنى ازْدَهِرْ افرَحْ، من قولك: هو أَزْهَرُ بَيِّنُ الزُّهرة: فازدَهِرْ معناه: ليُسْفِرْ وجهُك، وليُزْهِر. قال: والازدهارُ أيضاً، إذا أمَرْتَ صاحبَك أن يَجِدَّ فيما أَمَرْتَه به قلت له: ازدَهِرْ فيما أَمَرْتُكَ به قال: وقول الشاعر: كما ازدَهَرَتْ قَيْنَةٌ بالشِّراع وهي الأوتار: أي جَدت في عملها لِيَحْظَى عند صاحبها. وقال الليث: المِزْهَرُ: العُود، وهو معروف. وقال بعضهم: الازْدِهارُ بالشيء: أن تَجْعلُه مِنْ بالِك، ومنه قولهم: قَضَيْتُ منه زهْرِي-بكسر الزاي- أي وَطَرِي وحاجتي. وقال شمر: الأزهر من الرِّجالِ: الأبيض العتيق البياض النَّيِّرُ الحَسنُ، وهو أحْسَنُ البياض، كأنَّ له بريقا ونورا يَزْهر كما يَزهَرُ النجم أو السِّراج. والزّهْرَاوَان: سورتا البقرة، وآل عمران. جاء في الحديث: وهما المنيرتان المضيئتان. هرز أبو عبيد، عن أبى زيد: هَرْوَزَ فُلانٌ هَرْوَزَةً: إذا مات. قلت: وهو فعْوَلةٌ هَرَزَ. وروى أبو العباس، عن ابن الأعرابي: هَرِزَ الرجُل، وهَرِئَ: إذا مات. رهز قال الليثْ: الرَّهْز من قولك: رَهَزَ ها فارتَهَزَتْ، وهو تحرُّكهما معاً عند الإيلاج: من الرجل والمرأة. هزل قال الليث: الهَزْل: نقيض الجدّ، فلان يَهْزلِ في كلامه: إذا لم يكن جادّاً، والمُشَعْوِذُ إذا خَفَّتْ يَدهُ بالتَّخاييل الكاذبة، فَفِعْلُه يقال له: الهُزَّيْلَيْ، لأنها هَزْل لا جِدَّ فيها. يقال أجادٌّ أنت أمْ هازِلٌ، وقال الله جلَّ وعزَّ: (وما هُو بالهَزْل) أي ما هو باللَّعِب. ثعلب، عن ابن الأعرابي: الهَزْلُ: استرخاء الكلام، وتَفْنيِنُه. قال: والهَزْل يكون لازِماً، ومُتعَّدِّيا، يقال: هَزَلَ الفَرَسُ، وهَزَلَه صاحبُه، وأَهْزَلَه، وهَزَّله. وقال الليث: الهُزّال: نقيض السِّمَن، يقال: هُزِلت الدَّابَّة؛ وأُهْزِلَ الرّجُلُ: إذا هُزلَتْ دابته، وتقول: هَزَلْتُها فَعَجُفَتْ والهَزِيلة: اشمٌ مُشْتَقٌّ من الهُزال، كالشّتِيِمة من الشَّتْم، ثمّ فشَت الهَزِيلة في الإبل، وأنشد الليث. حتى إذا نَوَّرَ الجَرْجارُ وارْتَفَعَتْ عَنْها هَزِيلتها والفَحْلُ قد ضَربَا
وقال خالد وهو أبو الهيثم: الهَزْلُ الفَقْر، والهُزَال: ضدّ السِّمَن. والهَزْل: مَوْتُ مَواشِي الرّجل، فإذا ماتت قيل: هَزَل الرّجلُ يَهْزِل هَزْلا فهو هازِلٌ، أي افتقر، وفي الهُزَال يقال: هُزِل الرجل يُهْزَل فهو مَهْزُول، وهَزَل الرجل في الأمر: إذا لم يَجِدَّ. وقال أبو الهيثم: يقال: هَزَل الرجلُ يَهْزِل هَزْلا: إذا مَوَّتَتْ ماشِيتُه، وأَهْزَل الرجل يُهْزِل: إذا هُزِلت ماشيته، وأنشد: إنّي إذا مُرُّ زمـانٍ مُـعْـضِـلِ يُهْزِلْ ومَنْ يُهْزِلْ ومَنْ لا يُهْزلِ يَعِهْ وكلٌّ يبتلِـيه مُـبْـتَـلِـي قال: كان في الأصل يُعْيِهْ، فلما سقطت الياء انجزمت الهاءِ، يُعِهْ: تُصبِ ماشِيتَه العاهة. والعرب تقول للحيّات: الهَزْلَى، على فَعْلَى قد جاء في أشعارهم، ولا يُعْرَف لها واحد، وقال: وأَرسال شِبْثَانٍ وَهَزْلَى تَسَرَّبُ زهل ثعلب، عن ابن الأعرابي: الزّهَلُ: التَّباعُدُ من الشرِّ. قال: والزاهل: المطمئنّ القلب. والزُّهلول: الفرس الأمْلَسُ الظهر. لهز قال الليث: اللَّهْز: الضَّرْبُ بِجُمْع اليد في الصَّدْر، وفي الحَنَك، ويقال: لَهزَه القَتيرُ فهو ملهُوز، وَلهَزَه بالرُّمح: إذا طعنه في صَدْره، والفَصِيل يلهَزُ أمَّه: إذا ضربَ ضَرْعَها بِفِيه لَيرْضع. وقال غيره: جَمَلٌ مَلْهُوز: إذا وُسِم في لِهْزِمَتِه، وقد لأهَزْتُ البَعيرَ فهو ملهوز: إذا وسَمَتَه تلك السمه، وقال الجُمَيْح: مَرَّتْ براكِب مَلْهُوزٍ فقال له ضُرِّى جُمَيْحاً ومَنِّيه بِتَعْذِيبِ ابن بُزُرْج: اللَّهْزُ في العُنُق، واللَّكْز بِجُمْعِكَ في عنقه وصدره. قال: والوَهْزُ بالرِّجْلَين، والبَهْزُ بالمِرْفَق، ويقال: وَكَزْتُ أنفه أَكِزُه: إذا كسرت أنفه، ووكَعْتُ أَنفه فأنا أَكِعُه مثل وكزته. أبو عبيدة: من دوائر الخيل الّلاهز، وهي التي تكون في اللَّهْزِمة، وهي تُكْرَه. وقال ابن شُمَيْل: الّلاهز: الجَبَل يَلْهَزُ الطريق يقطَعُه، ويُضِرُّ به، وكذلك الأكَمةُ تُضِرّ بالطريق، وإِذا اجْتَمَعَتَ الأَكَمَتَان، أو التَقَى الجَبَلان حتى يَضِيق ما بينهما كهيئة الزُّقاق فهما لاهِزَان، كلُّ واحد منهما يَلْهَزُ صاحبه. أبو عُبَيد، عن أبى زيد، يقال للرَّجلُ أوَّل ما يظهر فيه الشَّيْب: قد لِهَزَه الشَّيْبُ، ولَهْزَمَهُ يْلهَزُه ويُلَهزِمُه. قلت: والميم زائدة، ومنه قول رؤبة: لَهْزَمَ خَدَّيَّ به مُلَهْزِمُه وقال أبو عُبيد، قال الأصمعي: لَهَزْتُه وبَهَزْتُهُ: ولَكَمْتُه: إذا دفَعْتَه. وقال ابن الأعرابي: البَهْزُ واللّهْزُ، واللَّكْزُ، والوَكْزُ واحد. وقال الكسائي: لهزْتُه ونَهَزْتُه وَوَهَزْتُه واحد. وقال ابن الأعرابي: لهزَه، وبهزَه، ومهزَه، ونهزَه، ونحزَه، وبحزَه، ومحزَه، ووكزَه، بمعنى واحد. زله قال الليث: الزَّلَهُ: ما يَصِلُ إلى النفس من غَمّ الحاجة، أو همٍّ من غَيْرِها، وأنشد: وقد زَلِهَتْ نَفْسِي مِنَ الْجُهْدِ والذي أطالِبُه شَقْنٌ ولـكـنَّـه نَـذْلُ الشَّقْنُ: القليل الوَتِحُ من كل شيء ثعلب، عن ابن الأعرابي، قال: الزَّلُهُ التَّحَيُّر. والزَّلْه: نَوْرُ الرَّيحان وحُسْنُه. والزَّلْهُ: الصَّخرْةُ التي يقوم عليها الساقي. هنز في نوادر الأعراب: يقال: هده قَرِيصَةٌ من الكلام وهَنِيزةٌ، ولَدِيغة. في معنى الأَذِيَّة. هزن هَوَزِانُ، ابن منصور: لا أدري مِمَّ اشتقاقه. قال ابن دُرِيد: هَوْزنُ: اسم طائر، وجمعُه هَوَازِن، ولم أسمعه لغيره. وقرأتُ بخطِّ أبى الهيثم للأصمعي قال: الهولزن: جمع هَوْزَنٍ، وهم حيٌّ من اليمن يقال لهم: هَوْزَن. قال: وأبو عامر الهوزَنيُّ منهم. نزه قال الليث: مكان نَزِهٌ، وقد نَزِهَ نَزَاهَةً. والإنسان يتنزّه: إذا خَرجَ إلى نُزْهَة. والتنزه: أن يَرْفَع نَفْسَه عن الشيء تكرُّما، ورغْبةً عنه. قال: وتنزيه الله: تسبيحُه، وهو تبرئَتُه عن قول المُشْرِكين، سبحان الله عما يقول الظالمون عُلُواًّ كبيرا.
الحرانيّ، عن ابن السكيت قال: ومّما تَضَعُه العامّة في غير موضعِه قولهم: خرجنا نتنزَّه: إذا خرجوا إلى البساتين، وإنما التنزُّه: التَّباعُد عن الأرياف والمياه؛ ومنه قيل: فلان يتنزّه عن الأَقذار: أي يباعد نفسه عنها، ومنه قولُ الهُذَليّ:
أقَبَّ طَرِيدٍ بنُزهِ الـفَـلاَ ةِ لا يردُ الماء إلا انتيابا
يريد ما تَباعَد من الفلاة عن المياه والأرْياف، ويقال: ظَلِلنَا مُتَنزِّهِين: إذا تباَعَدُوا عن المِياه، وهو يتنزَّه عن الشيء: إذا تباعد عنه، وإنّ فلانا لنَزِيهٌ كريم: إذا كان بعيداً من اللُّؤم، وهو نَزِيه الخُلُق.
ويقال: تَنَزَّهُوا بحُرَمِكُمْ عن القوم، وهذا مكانٌ نَزِيهٌ: أيْ خَلاءٌ ليس فيه أحد، فأَنزِلُوا فيه حُرَمَكُم.
قلتُ: وتنزيه الله: تَبْعِيدُه، وتقديسهُ عن الأنداد، والأضداد وإنّما قيل لِلْفَلاةِ التي نأت عن الرِّيف والمِياه: نَزِيهةٌ؛ لبُعْدِها عن غَمَق المياه، وذِبّانِ القُرَى، ووَمَدِ البِحار، وفَسادِ الهواء.
وقال شَمِر: يقال: هُمْ قومٌ أَنْزاه: أي يتنزَّهون عن الحرام، الواحدُ نَزِيه: مثل مَلِئٌ وإملاء.
قال: ورجل نَزِهٌ ونَزِيه: وَرِع، وفلانٌ يتنزَه عن مَلائِم الأَخْلاق، أي يترفّع عمّا يُذَمُّ منها.
نهز
قال الليث: النَّهْزُ: التناوُل باليد، والنُّهُوض للتِّناوُل جميعا. والنُّهْزَة: اسم للشيء الذي هُوَ لك مُعَرَّض، كالغنيمة التي أمكَنَك تَنَاؤلُها يقال: هو نُهْزَة المُختَلسِ: أي هُوَ صَيْدٌ لكلّ أحد، وتقول. انْتهِزْها فقد أمكنك قبل الفَوْت.
والنّاقةُ تَنْهَزُ بصَدْرها: إذا نَهَضَتْ لتَمضِيَ وتَسير، وأنشد:
نَهُوزٌ بأُولاها زَحُولٌ بصَدْرِها
والدّابّة تَنْهَزُ بِرَأسِها: إذا ذبّت عن نَفْسها، قال ذو الرّمة:
قيِاماً تَذُبُّ البَقَّ عَنْ نُخَراتِهـا بِنهْزٍ كإيماءِ الرُّءوس المَوَاتِع
ويقال للصبيّ إذا دنا للفِطام: نَهَزَ للفِطام فهو ناهِز. والجارية كذلك، وقد ناهزا، وأنشد:
تُرضِعُ شِبْلَيْن في مَغَارِهِما قد ناهَزَا للفِطامِ أو فُطِماَ
ويقال: نَهَزَتْني إليك حاجةٌ نَهْزاً: أي جاءت بي إليك، وأصل النَّهْزِ الدَّفْعُ، كأنّها دَفَعَتْنِي، وحَرَّكَتنِي، وفلان ينهَزُ دابَته نَهْزاً، ويلْهَزُها لَهْزاً: إذا دَفَعَها وحرَّكَها.
ورُوِي عن عُمَرَ أنه قال: "من أَمَّ هذا البيت لا يَنْهَزُهُ إليه غيره رجع وقد غُفِرَ له".
أبو عُبيد، عن الكسائيّ: نَهَزه، ولَهَزَهٌ، بمعنىً واحد.
وكان الناسُ نَهْزَ عشرةِ آلاف: أي قُرْبَها. يقال: ناهزَ فُلانٌ الْحُكُمَ: أي قارَبَه.
شمر: المُناهزة: المُباَدَرة، يقال: ناهزْتُ الصَّيْدَ فقَبَصْتُ عليه قبلَ إفْلاتِه.
هزف
أبو عُبيد، عن أبى عمرو: الهِجَفّ من الظلِّمان: الجافي. والهِزَفُّ، وقيل: الهِزَفّ الطويل الرِّيش.
زفه
أهمله الليث. ورَوَى أبو العباس عن ابن الأعرابيّ قال: الزّافِهُ: السَّرَاب، والسَّافِهُ: الأحْمَق.
زهف
قال الليث: الزَّهْف: استُعْمل منه الازدِهاف وهو الصُّدُود، وأنشد:
فِيهِ ازْدِهافٌ أيَّما ازْدِهافِ
وقال الأصمعيّ: ازدِهاف هاهنا: استعجالٌ بالشرّ.
وقال المُفَضَّل: فيه ازدِهافٌ: أي كَذبٌ وتَزَيُّد.
وقال غيرُه: فيه ازْدهاف: أي تقَحُّمٌ في الشّرّ.
ويقال: زَهَف للموْت: أي دنا له، وقال أبو وَجْزَة:
ومَرْضَى مِنْ دَجاج الرِّيف حُمْرٍ زَواهفَ لا تموتُ ولا تَطِـيرُ
ويقال: ازْدَهَفَ فلانٌ فلاناً، واسْتهَفَّهُ واسْتهفْاه: إذا استزفّه، كلُّ ذلك بمعنى استخفّه.
والزّاهف: الهالك، ومنه قوله:
فلَمْ أَرَ يوماً أكثرَ زاهِـفـاً به طعنةٌ قاضٍ عليه أَلِيلُها
والأَلِيلُ: الأنِين.
أبو زيد في نوادره: أَزْهَفَ بالرجل إزْهافا: إذا ذَكَر للقوم مِنْ أَمْرِه أَمْراً لا يَدْرُون أحقٌّ هو أو باطل.
وأَزْهَفْتُ إلى فُلانٍ حَدِيثا: أي أسندتُ إليه قولاً بحَسَن، وأَزْهَفَ لنا فلانٌ في الخَبَر: إذا زاد فيه.
وإذا وثِقْتَ بالرَّجُل في الأمْر فخانَك فقد أزْهَفَك إزهافا، وأصل الإزهاف الكذب.
وقال شمِر: أَزْهَفْتُهُ، وأَزْهَقْتُه: أي أهلكْتُه.
وقال ابن الأعرابي: أَزْهَفَتْهُ الطَّعنَةُ، وأَزْهَقتْهُ: أي هَجَمتْ به على الموت، وأَزْهَفْتُ إليه الطّعنةَ: أي أدْنَيتها. وقال الأصمعيّ: أزْهَفْتُ إليه، وأزْعفْت عليه: أي أجهَزْتُ عليه، وأنشد شَمِر: فلمّا رأَى بأنّـه قـد دَنَـا لـهـا وأزْهَفها بعض الذي كان يُزْهِفُ وقال أبو عمرو: أزْهَفتُ الشيء: أزْجَيتُه. وقال ابن شُمَيل: أَزْهَفَ له بالسيَّف إزْهَافا، وهو بُداهَتُه، وعَجَلَتُه، وسَوْقُهُ إِليه، وازدهَفَ له بالسَّيف أيضاً. هزب قال الليث: الهَوْزَبُ: المُسِنُّ الجريء من الإبل، وقال الأعشى: والهَوْزَبَ العَوْدَ أَمتَطِيهِ بها والعَنتَرِيسَ الوَجناءَ واَلجملاَ هبز قال أبو زيد: هَبَزَ يَهبزُ هُبُوزا: إذا مات وكذلك قَحَزَ يَقْحِزُ قُحُوزاً: إذا مات. زهب أبو تراب، عن الجعفريّ: أعطاه زِهْباً من ماله فازدهبه: إذا احتمله، وازدعبه مئله. بهز في الحديث: أنَه أُتىَ بشارب، فُخفِقَ بالنَّعال: وبُهِزَ بالأَيدي. البَهْزُ: الدَّفْع. قال الليث: البَهْزُ: الدَّفعُ العنيف، بَهَزْتُه عنِّي. وقال ابن الأعرابيّ: هو البهزُ واللَّهزُ، وأنشد: أنا طَلِيقُ اللهِ وابنِ هُرْمزِ أنقذني مِن صاحبٍ مُشَرِّز شَكْسٍ على الأهلِ مِتَلٍّ مِبْهَزِ أبو عُبيدة عن الأصمعيّ بَهزَهُ، ولهَزَهُ: إذا دَفَعه، وبَهْزٌ: مِن أسماء العَرَب المشارزة: المشارَّة بين الناس. مهز أبو العباس، عن ابن الأعرابيّ: مَهزَه، ومَحَزَه وبَهزَه بمعنى واحد: أي دفعه. مزه يقال: مازَحَه، ومازَهَه. والمَزْحُ، والمَزْهُ واحد. هزم قال الليث: الهزْم: غَمزُك الشيء تهزِمُه بيَدِك فينهزِم في جوفه، كما تَغْمِزُ القَناة فتنهزم، وكذلك القرِبةُ تنهزِم في جوفها والاسم الهمزَةُ، والهزْمة، والجميع الهُزُوم، ومنه قول الراجز: حتِّى إذا ما بَلَّت الـعُـكـومـا من قَصَب الأجواف والهُزُوما وغَيْثٌ هَزِم: مُتهزِّم لا يستمسك، كأنه مُتهزِّمٌ عن مائِه، وكذلك هَزيم السّحاب. أبو عبيد، عن الأصمعيّ: السحاب المتهزِّم والهَزِيم، وهو الذي لرَعدِه صوتٌ، يقال منه: سمعتُ هَزْمَهَ الرعد. الليث: يقال: هُزِم القومُ في الحرْب، والاسم الهزِيمة، والهِزِّيَمي، وأصابتهم هازِمةٌ من هوازم الدَّهر: أي داهية كاسرة. وقال أبو إسحاق في قول الله جلَّ وعز: (فَهَزَمُوهم بإذْنِ الله) معناه كسروهم ورَدُّوهم. قال: وأصل الهَزْم في اللغة كسر الشيء وثَنْىُ بعضِه على بعض. ويقال: سِقاءٌ مُتَزِّمٌ ومُهزَّم: إذا كان بعضُه قد ثُنِيَ على بعض مع جَفاف. قال: وقَصَبٌ مُتهزِّم ومُهَزَّم: أي قد كُسِر وشُقِّق. قال: والعَرَبُ تقول: هُزِمْتُ على زيد: أي عُطِفْتُ عليه، وأنشد: هُزِمْتُ عليكِ اليَوْمَ يا بنةَ مالكٍ فجودِي عليْنا بالنّوال وأَنْعمِي ويقال: سمعتُ هَزْمة الرَّعد. قال الأصمعي: ورُويَ عن أبى عمرو: هُزِمتُ عليك: أي عُطِفتُ، وهو حرف غريب صحيح، ويقال: سمعتُ هَزْمة الرعد. قال الأصمعيّ: كأنه صوت فيه تَشَقُّق. وفَرَس هَزِم الصوْتِ: يُشَبَّه صَوْتُه بصَوْتِ الرعدِ. وقال الليث: الهَزْم: ما اطمأنَّ من الأرض. وقال غيره: جمعُه هزُوم، ومنه قوله: كأنه بالخَبْتِ ذي الهُزُومِ وقد تَدَلَّي قائدُ النُّجوم نَوَّاحةٌ تبكي على حميم وُهزُومُ الليل: صُدوعُه للصبح، وأنشد قول الفرزدق: وسوْداءَ من ليل التِّمام اعْتسفْتـهـا إلى أنْ تجلَّى عن بياض هُزُومُها وقال الليث: الهزائم: العِجافُ من الدوابّ، الواحدة هزِيمة. وقال غيره: هي الهِزَم أيضاً، واحدُها: هِزْمة. وقال ابن السكيت: الهَزِيم: السحاب المُتَشَقِّق بالمطَر، وفَرَسٌ هَزيم: يتشقَّق بالجرْي. وهَزمْتُ البئر: حَفرتُها وجاء في حديث زمزم: إنها هَزمة جبريل: أي ضربها برجله فنَبَع الماء.
وقال غيره: معناه أنه هَزَم الأرض: أي كسر وجهها عن عَينها حتى فاضت بالماء الرَّواء. وبئر هزيمة: إذا خُسِفتْ وكسِر جَبَلُها ففاض الماءُ الرَّواء، ومن هذا أخذ هزيمةُ الفَرَس، وهو تصبُّبُ عَرقِه عند شِدَّة جَرْيه.
وقال الجعديُّ:
فلمَّا جَرى الماءُ الحميمُ وأُدْرِكتْ هزيمتُه الأولىَ التي كنتُ أَطلُبُ
وقال الطرمَّاح في هزيمة البئر:
أنا الطِّرمّاح وعَمِّي حاتمُ
واسمِي شَكيمٌ ولساني عارِمُ
والبحرُ حين تنكُزُ الهزائمُ
أراد بالهزائم آباراً كثيرةَ المياه.
وفي بعض الروايات: فاجتنبوا هَزْمَ الأرْض، فإنها مأوَى الهوامّ، يعني ما تهزَّم منها: أي تشقَّق، وتكسَّر.
وفي الحديث: أول جُمُعة جُمِّعت في الإسلام بالمدينة في هَزْم بَني بَياضةَ.
وقال أبو عبيد: قال الأصمعيّ: الاهتزام من شيئين؛ يقال للقِرْبة إذا يَبِستْ وتكسَّرت: تَهزَّمَتْ، ومنه الهزيمة في القتال، إنما هو كَسْرٌ.
والاهتزام: من الصوت، يقال:سمعتُ هزيمَ الرَّعد.
وقال أبو عمرو: من أمثال العرَب في انتهاز الفُرص: "اهتّزِ مواذَ بِيحتَكم ما دام بها طِرْق" معناه اذبحوها ما دامتْ سمينةً قبل هُزالِها.
والاهتزام: المبادَرَة إلى الأمر والإسراع، قال الراجز:
إنِّي لأخشَى وَيْحَكُمْ أن تُحرَمُوا
فاهتزِموها قَبْلَ أَنْ تَنَدَّموا
وجاء فلانٌ يَهتزِم: أي يُسرع كأنه يُبادِر شيئاً، وأنشد أبو عَمْرو:
كانت إذا حالِبُ الظلْماءِ أَسْمَعهـا جاءت إلى حالبِ الظلَّماء تهتَزِمُ
أي جاءت إليه مُسرِعةً.
ثعلب، عن ابن الأعرابيّ: ضربَه حتى هَزَّمه وطَحْلَبَه: أي قتله، وأَنقزه مثله.
وقال الليث: المِهزامُ: عُودٌ يُجعَل في رأسه نارٌ يَلَعب به صِبْيانُ الأعراب، وهو لُعبَةٌ لهم.
وقال ابن حبيب في قول جرير:
كانت مجرِّبةً ترُوزُ بكفِّـهـا كَمرَ العَبيدِ وتَلعَبُ المِهزاما
قال: المِهْزام: لُعْبةٌ لهم يَلعَبونها: يُغَطَّى رأسُ أحدهم، ثمَّ يُلطم، فيقال له: من لَطَمَك؟ وقال ابن الفَرَج: المِهزام: عَصاً قصيرةٌ، وهي المِرْزام، وأنشد:
فشاَمَ فيها مِثْلَ مِهْزَامِ العَصاَ
ويُرْوَى: مثل مِرْزام.
همز
أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: الهُمّاز: المُغْتابون في الغيب. واللُّمّاز: المغتابون في الحَضْرة، ومنه قول الله جلّ وعز: (وَيْلٌ لِكلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ).
وقال أبو إسحاق: الهُمَزَة اللُّمَزَة: الذي يغتاب الناسَ، وَيغُضُّهم: وأنشد:
إذا لقيتُك عن كُرْهٍ تكاشِـرُنـي وإن تغّيبتُ كنتَ الهامِزَ اللُّمزَهْ
وقال ابن السكيت في الهمَزة: اللمَزة مثله.
وقال ابن الأعرابي: الهمْز: الغَضُّ. واللّمْز: الكَسْر. والهَمز: العيب.
أبو عبيد، عن الكسائي، هَمَزتُه ولَمزْتُه ولهَزْتُه ونهَزْتُه: إذا دَفعْته.
وقال الليث: الهَمَّاز والهُمَزة: الذي يَهمِز أخاه في قَفاه مِن خَلفِه.
قال: واللَّمْز في الاستقبال.
وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا استفتَح الصلاة قال: "اللهمَّ إنِّي أعوذُ بك منَ الشَّيطانِ الرَّجيم، مِن هَمْزه وَنفْثِه ونَفْخِه". قيل: يا رسول الله: ما هَمْزُه ونَفْخُه ونَفْثُه؟ قال: أما هَمزه فالمُوتَةُ، وأما نَفثُه فالشِّعر، وأما نَفْخُه فالكِبْر.
وقال أبو عبيد: المُوتَةُ: الجنون، وإنما سمَّاه هَمزاً؛ لأنه جَعَله من النَّخْس والغَمز، وكلُّ شيء دفعتَه فقد هَمزتَه.
وقال الليث: الهَمْز: العَصْر. تقول: هَمزتُ رأسَه، وهَمزتُ الجَوْزَ بكفِّي، وأنشد:
ومن هَمزِنا رَأسَه تَهَشَّما
ابن الأنباريّ: قوسٌ هَمَزَي: شديدة الهَمْز: إذا نُزِع فيها. قال أبو النَّجم:
أَنْحَىِ شمالا هَمَزي نَضُوحاً وهتَفَى مُعْطِيةً طرُوحـاَ
قَوْسٌ هتَفَى: تهتِفُ بالوَتر.
قال وإنما سّميت الهمْزة في الحروف لأنها تُهمَز فُتهَتُّ فتنهمز عن مَخرَجها، يقال: هو يَهُتُّ هتاًّ: إذا تكلم بالهَمْز.
قلت: وهمزُ القناةِ: ضَغْطُها بالمَهامِز إذا ثُقِّفتْ.
قال شمر: والمَهامِز: عِصِيٌّ واحدتها مِهْمزَة وهي عصاً حديدةٌ يُنْخَس بها الحمار. وقال الأخطل:
رَهْطُ ابنِ أَفعَلَ في الخـطـوب أذّلةٌ دُنُسُ الثِّياب قَناتُهُـم لـم تُـضْـرَسِ بالهَمْز من طول الثِّقـاف وجـارُهُـم يُعطِي الظُّلامةَ في الخطوب الحُوَّسِ وقال الشماخ في المَهامِز التي يُنْخَسُ بها الشَّمُوسُ من الخَيل: أقام الثِّـقـافُ والـطَّـريدةُ دَرْأَهـا كما أخرَجَتْ ضِغْنَ الشَّمُوسِ المهامِز ورَوَى شَهْرُ بنُ حَوْشَبِ، عن ابن عبّاس في قول الله (ويل لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ) قال: هو المَشّاءُ بالنَّميمة، المُفَرِّق بين الجماعة المُغْرِي بين الأحِبَه. المنذري، عن أبى الهيثم قال: المَهامِز: مَقارِعُ النّخّاسين التي يهمزون بها الدوابَّ لتُسْرِع، واحدتها مِهْمَزة، وهي المِقْرَعة. زهم قال الليث: الزُّهومة: ريحُ لحمٍ مُتَنٍ. ولحمٌ زَهِم. ووجَدْتُ منه زُهومَةً: أي تغيُّراً. قلت: الزُّهُومة في اللحم: كراهة طبعيَّه في رائحته التي خُلِقَتْ عليها بلا تغيّر وإنتان، وذلك مثلُ رائحة اللحم الغثّ، أو رائحة لحم السبِّاع، وكلك السَّمك السَّهِك البَحْريّ، وأما سَمَك الأنهار العَذْبة الجارية فلا زُهومَةَ لها. وفي النوادر يقال: زَهِمْتُ زُهْمَة، وخَضِمْتُ خُضْمةً، وغَذِمتُ غُذمةً بمعنى لَقِمْتُ لُقْمةً. وقال: تَمَلَّئِ من ذلك الـصَّـفـيحِ ثمّ ازهَميِه زُهْمَةً فَرُوحي قلتُ: ورواه ابن السكيت: ألا ازحَمِيه زُحمةً فرُوحِي عاقَبَت الحاءُ الهاءَ. وقال ابن السكّيت: الزُّهمةُ: الرائحة المُنْتِنة، والزُّهْم: الشّحْم. والزَّهِمُ: السَّمين. سلمة، عن الفرّاء قال: من أمثال العرب: "في بطن زُهْمانَ زادُه" يُضرَب مَثَلا للرجل يُدعَى إلى الغداء وهو شَبْعان. قال: ورجلٌ زُهمانيّ: إذا كان شبْعان. والشَّحْمُ يُسَمَّى زُهْماً إذا كان فيه زُهُومة مِثلُ شحْم الوحش. وقال أبو النجم: يذكُر زُهْمَ الكَفَل المَشروحا ومن هذا يقال للسّمين: زَهِم. وقال زهير: منها الشَّنُونُ ومنها الرَّاهِقُ الزَّهِمُ وقال أبو زيد: إذا اقتسم القومُ جَزُوراً أو مالاً فأعطوا منها رجُلاً حَظَّه، وأكل معهم، ثمّ جاءهم بعد ذلك مستطعما، قيل له: "في بَطْنِ زُهْمانَ زادُه": أي قدَ أكلتَ منه وأخذتَ حظَّك. ورَوَى ابنُ هانئ، عن زيد بن كَثْوَة أنه قال: يُضْرَب هذا المثل للرجل يطلبُ الشيءَ وقد أَخذ نصيبه منه، وذلك أنّ رجلا نَحَرَ جَزُورا وأَعطَى زُهْمانَ نصيباً ثمّ إنه عاد ليأخذ مع الناس، فقال له صاحب الجزور هذا. ابن السكّيت: الزُّهْمة: الرِّيح المُنْتنة، والزُّهْم: الشَّحْم، والزَّهِم: السَّمين. وفي النوادر: زَهَمْتُ فلاناً عن كذا وكذا: أي زجرتُه عنه. أبو عبيد، عن أبى زيد: زاهَمَ فلانٌ الخَمسين، إذا دنا لها ولما يبلُغْها. وروى أبو العبّاس، عن ابن الأعرابيّ قال: يقال: زاحَم الأربعين، وزاهَمَها. وقال أبو سعيد: يقال: بينهما مُزاهَمَة أي عداوة ومحاكَة. وقال أبو عمرو: جَمَل مُزاهِم. والمُزاهَمَة: الفَرُوط لا يكاد يدنو منه فَرَسٌ إذا جُنِبَ إليه. وقد زاهَم مُزَاهَمَةَ وأزهَمَ إزهما، وأنشد: أبو عمرو: مُسْتَرْ عِفاتٌ بِخِدَبٍّ عَيْهامْ مَرَوْدَكِ الخَلْقِِ دِرَفْسٍ مِسعَامْ للسابِق التاليِ قليل الإزْهامْ أي لا يكاد يدنو منه الفرس المَجْنوبً لسُرْعته قال: و المزاهِم: الذي ليس منك بقريب ولا بعيد، وقال: غَرْبُ النَّوَى أمْسَى لها مُزاهِما من بعد ما كان لها مُلازِمـا فالمُزاهم: المُفارِق هاهنا، وأنشد أبو عمرو: حَمَلتْ به سَهْواً فزاهَمَ أنْفَـه عندَ النِّكاح فَصِيلُها بمَضيقِِ والمزاهَمة: المداناة، مأخوذ من شمِّ ريحِهِ. الذهيوط والذِّهْيَوْط، ويقال: الزِّهْيوط: موضع. هطث أهمله الليث. ورَوَى عمر عن أبيه أنه قال: الطهثة الطُّهْثَةُ: الضعيف العقل من الرِّجال وإن كان جسمه قويا. هطر قال الليث: يقال: هَطَرُه يَهْطِرَه هَطْراً كما يُهْبَجُ الكلب بالخشبة. ثعلب، عن ابن الأعرابي قال: الهَطْرة تذلُّل الفقيرِ للغنيّ إذا سأله. هرط
قال الليث: نعجَة هِرْطَةٌ، وهي المهزولةُ لا يُنتفعُ بلحمها غُثُوثةَ. ثعلب، عن سلمة، عن الفرَّاء قال: الهِرْطة: النعجة المهزولة، ولحمها: الهِرْط بالكسر. قال: وقال ابن الأعرابي: لحمها الهَرْط بفتح الهاء، وهو الذي يَتَفَتَّتُ إذا طُبِخ. وقال الليث: الإنسان يَهْرِط في كلامِه: إذا سَفْسَف وخلَّط. وقال: والهَرْط لغة في الهَرْت، وهو المَزْق العَنيف. أبو عبيد، عن أبي زيد: هَرَطَ الرجلُ عِرْض فلانٍ يَهرِطُه هَرْطاً إذا طَعَن فيه، ومثله هَرَده يَهْرِدُه، وهرتَه يَهْرِتُه ومَزَقه. ابن شميل قال: الهِرْطةُ من الرجال: الأحمق الجبان الضعيف. ثعلب، عن ابن الأعرابي: هَرِط الرجُل: إذا استَرْخَى لحمُه بعد صلابة من علّةٍ أو فَزَع. طهر قال الليث: الطَّهْر: نَقيض الحَيْض. يقال: طَهَرت المرأةُ، وطَهُرتْ فهي طاهِرٌ: إذا انقطع عنها الدَّم، ورأت الطّهُر. قال فإذا اغتسلت قيل: تطهَّرت، واطَهَرَت. قال الله جلَّ وعزَّ: ( وإنْ كُنْتُمْ جُنَباً فاطّهَّروا). وأخبرني المنذريّ، عن أبى العبَّاس أنه قال في قول الله: (عزَّ وجلَّ): (وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يْطهُرْنَ فإِذا تطَهَّرْنَ فأْتُوهُنَّ) وقرأ (حتى يَطَّهَّرْن). قال أبو العبَّاس: والقراءةُ (يَطَّهَّرْنَ)؛ لأنَّ من قرأ (يَطْهُرْنَ) أراد انقطاع الدم، (فإذا تَطَهَّرْنَ): اغْتَسلْنَ، فيصير معناهما مختلفا. والوجهُ أن تكون الكلمتان بمعنىً واحد، يريد بهما جميعا الغُسْلَ، ولا يحلُّ المَسِيسُ إلاّ بالاغتسال، ويُصدِّق ذلك قراءة ابن مسعود: (حتَّى يتَطهَّرن). قال : وقال ابنُ الأعرابي: طَهَرتِ المرأة هو الكلام، ويجوز طَهُرَت، وأما قول الله جلَّ وعزَّ: (رجالٌ يُحبُّونَ أن يتطَهَّروا) فإنّ معناه الاستنجاء بالماء، نزلت في الأنصار، وكانوا إذا أَحْدَثُوا أَتْبعُوا الحجارةَ بالماء، فأثنى الله جلَّ وعزَّ عليهم بذلك. وقال الليث: التطهُّر: التنزَّه عن الإثم ومالا يحمد. ومنه قول الله عزَّ وجلَّ في ذكر قوم لُوط وقولِهم في مؤني قوم لوط: (إنهم أناسٌ يتطهَّرُونَ) أي يتنزهون عن إتيان الذُّكران. ويقال: فلانٌ طاهر الثياب: إذا لم يكن دَنِسَ الأخلاق. وقال امرؤ القيس: ثِيَابٌ بني عَوْفٍ طَهاَرَى نَقِـيَّةٌ وأوجُهُهُمْ بِيضُ المَسافِرِ غُرّانُ وقول الله عزّ وجلّ: (وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ) يعني من الحيض والبول والغائط، وماء طَهُور: أي يُتَطَهَّر به، وكما تقول: وَضُوء، للماء الذي يُتَوَضْأُ منه، وكلُّ طَهُورٍ طاهِرٌ، وليس كلّ طاهر طَهُوراً. (فَإذَا تطَهَّرْنَ): اغتسلْنَ، وقد تطَهَّرَت المرأة، واطّهرت، فإذا انقطع عنها الدم قيل: طَهَرت تطهُر فهي طاهر بلا هاء. وقوله عزّ وجلّ: (هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ): أي أحَلُّ لكم، والتطهُّرُ: التنزُّه عمّا لا يحلُّ، ومنه قوله: (إنَّهُمْ أُنَاسٌ يتطَهَّرُون): أي يتنزَّهون عن أدبار النساء والرجال، قاله في قوم لوط تهكّما، وقوله تعالى: (أَنْ طَهِّرَا بَيْتِي) يعني من المعاصي، والأفعال المحرَّمة. وقال الفرَّاء في قوله الله جلَّ وعزَّ: (وثِياَبَك فَطَهِّرْ): قال بعضُ المفسِّرين: يقول: لا تكن غادِراً فتُدنِّسَ ثيابك، فإنّ الغادر دَنِسُ الثّياب، وقيل معنى قوله: (وثِياَبَكَ فَطَهِّرْ) يقول: عَمَلَك فأَصْلِحْ. وقال بعضهم: (وثيِابَكَ فَطَهِّرْ): أي قَصِّرْ، فإِنَّ تقصير الثِّياب طُهرٌ. ورَوى عِكْرِمة عن ابن عباس في قوله عزّ وجلّ: (وثِيابَكَ فَطهِّرْ) يقول: لا تَلْبَس ثيابَك على معصية ولا فُجورٍ وكُفر، وأنشد قولَ غَيْلاَن: إنِّي بحَمْدِ اللهِ لا ثَوْبَ غادرٍ لَبِسْتُ ولا مِن خَزْيةٍ أَتقَنَّعُ قلت: وكلّ ما قيل في قوله عزّ وجلّ: (وثيابَكَ فطَهِّرْ) فهو صحيح من جهة اللُّغة، ومعانيها متقاربة، والله أعلم بما أراد. وأمّا قول الله جلّ وعزّ: (وأَنْزَلْنَا مِن السَّماءِ ماءً طَهُوراً) فإنَّ الطَّهُور في اللغة هو الطَّاهر المطهِّر، لأنّه لا يَكون طَهوراً إلاّ وهو يُتطهَّر به كالوضوء: الماءُ الذي يُتَوضّأ به، والنَّشُوقِ: ما يُسْتنشَق به، والفَطُورِ ما يُفطَرُ عليه من شرابٍ أو طعامٍ.
وسُئل النبيُّ صلى الله عليه وسلّم عن ماءِ البحر فقال: هو الطَّهورُ ماؤُه، الحِلُّ مَيْتَتُه: أراد أنَّه طاهر يُتطهر به. وقال الشافعيّ: كلُّ ماءٍ خَلقه الله نازِلا من السماء أو نابِعاً من عَينٍ في الأرض أو بحرٍ لا صَنعَةَ فيه لآدمِيّ غير الاسْتِقاء، ولم يُغيِّرْ لَونَه شيءٌ يُخالطُه، ولمَ يتغير طعمُه منه فهو طهور، كما قال الله جلّ وعز. قال: وما عدا ذلك من ماءِ وَرْدٍ أو وَرَقِ شَجَرٍ أو ماءِ يَسِيلُ من كَرْمٍ، فإنه وإن كان طاهراً فليس بطهور. وقال الليث: والتوبة التي تكون بإقامة الحدود نحوَ الرَّجْم وغيره طَهَورٌ للمُذنِب تُطهِّره تطهيراً. وقال: وجمع طُهْرِ النّساة: أطهار. وقال في قوله جلَّ وعزَّ: (لاَ يَمَسُّه إلاَّ المُطَهَّرُون) يعني به الكتاب لا يمسَّه إلاّ الملائكة. وقال أبو إسحاق: قال المفسِّرون في قوله: (لا يَمَسُّهُ إلاّ المُطَهَّرُونَ) عُنِيَ بها الملائكة: أي لا يَمسُّه في اللوح المحفوظ إلا الملائكة. وقال غيره: يقال: طَهَّرَ فلانٌ ولَدَه: إذا أقام سُنَّةَ خِتَان؛ وإنما سَمَّاه المسلمون تطهيرا لأن النَصارى لما تَرَكُوا سنّة الخِتان غَمَسوا أولادهم في ماءٍ فيه صِبْغٌ يُصَفِّر لَوْنَ المولود، وقالوا: هذا طُهْرَةُ أولادنا التي أُمِرْنا بها، فأنزل الله جلَّ وعزَّ: (صبغةَ الله ومَنْ أَحْسَنُ من اللهِ صِبْغَةً) أي اتّبعوا دينّ الله وفِطْرتَه وأمرَه، لا صِبْغة النصارى، فالخِتان هو التطهير، لا ما أَحْدَثه النّصارى في صِبغة الأولاد. والمِطْهَرة: الإداوة، وجمعُها المطاهر، وكلُّ إناءٍ يُتَطَهَّر منه مِثل قُوَسٍ أو رَكْوَة أو قَدَحٍ فهو مِطْهَرة، وامرأة طاهرٌ بغير هاء: إذا طهرتْ من الحيض، وامرأة طاهرة إذا كانت نقيةً من العيوب، ورجل طاهر، ورجالٌ طاهرون، ونساءٌ طاهراتٌ وطواهر، والطّهارة: اسمٌ يقوم مَقامَ التطهُّر بالماء في الاستنجاء والوضوء. رهط قال الليث: الرَّهْط عَدَدٌ يُجمَع من ثلاثةٍ إلى عَشَرة، وبعضُه يقول: من سَبْعةٍ إلى عشرة، وما دون السبعة إلى الثلاثة نَفَر. قال: وتخفيف الرَّهْط أحسن من تثقيله. وقال أبو عبيد: قال أبو زيد: النَّفَر، والرَّهْط: ما دون العشرة من الرِّجال، قال الله جلَّ وعزَّ: (وكانَ في المَدِينَةِ تسِعْةُ رَهْطٍ). وأخبرني المنذريّ، عن أبى العبّاس أنه قال: المَعْشَر، والنَّفَر، والرَّهْط، والقوم، هؤلاء معناهم الجمعُ واحدَ لهم من لفظهم. وهو للرِّجال من دون النِّساء. قال: والعَشيرة أيضاً للرِّجال. وقال ابن السكّيت: العِتْرة مثلُ الرَّهْط. قلتُ: وإذا قيل: بنو فلان رَهْط فُلانٍ فهُم ذو قرابته الأدْنَوْن، والفَصِيلة أقربُ من ذلك. وفي حديث أنَسِ بن سيرين قال: أَفضْتُ مع ابن عُمر من عرفات، فأتَى جَمْعاً، فأناخَ بُخْتِيَّهُ، فجعلها قِبلَةً، وصلى بنا المغربَ والعِشاء جميعا، ثمّ رَقَد، فقلتُ لغلامه: إذا استيقظ فأيقِظْنا ونحنُ ارْتِهاط. قلت: كأنّ معناه نحن ذَوُو ارْتهاط: أي ذوو رَهْطٍ من أصحابنا. وقال الليث: التَّرهيط: عِظَمُ اللَّقْم وشدّة الأكل، وهو الدَّهْوَرة، وأنشد: يأيها الآكِلُ ذو التَّرْهِيط قال: والراهِطاء: جُحْر لليَرْبُوع بين القاصِعاء والنّافقاء يَخبَأُ فيه أولاده. قال: والرِّهاط: أَدَمٌ تُقَطَّع كقَدْر ما بين الحُجْزةِ إلى الرُّكْبة ثم تُشَقّ كأمْثالِ الشُّرُك تلبَسُه الجارية. ويقال: ثوب يلْبَسهُ ولِدانُ الأعراب، أطباقٌ بعضها فوق بعض أمثال المَراويح، وأنشد قول الهذليّ: بِضَرْبٍ تَسْقُطُ الهامَاتُ منـه وطَعْنٍ مثل تَعْطِيطِ الرِّهاطِ أبو عبيد، عن الأصمعي: الرَّهْط: جلدٌ يُشقَّق بلبسه الصِّبيان والنِّساء، وأنشدنا: متى ما أشَأْ غيرَ زَهْوَ الملُـو كِ أجعَلْكَ رَهْطاً على حُيِّضِ وقال ابن الأعرابي: الرَّهْط مِئْزَرُ الحائض يُجعَلُ جُلودا مُشَقَّقةً إلا مَوضِع الفَلْهَم، وأنشد بيتَ الهُذَلي هذا. وقال أبو طالب النحوي: الرّهْط يكون من جلودٍ ومن صوفٍ، والحوْفُ لا يكون إلا من جلودٍ.
وأخبرني المنذري عن أبى الهيثم أنه قال: الراهِطاء: التراب الذي يجعله اليَرْبوع على فَمِ القاصِعاء وما وراءُ ذلك، وإنما يُغطُّي جُحْرَه حتى لا يَبقى إلا قدر ما يَدخل الضوءُ منه؛ وأصله من الرَّهْطِ، وهو جلدٌ يُقطَّع سيُوراً يصير بعضها فوق بعض، ثمَّ تلْبَسُه الحائض تتوقى وتأتزِرُ به. قال: وفي الرَّهْط فُرَجٌ، كذلك في القاصعاء مع الراهِطاء فُرَجٌ يصلُ بها إلى اليربوع الضوء. قال: والرَّهْط أيضا: عِظم اللَّقم، سُمِّيت راهِطاء لأنها في داخل فَمِ الجُحر، كما أنّ اللُّقْمة في داخل الفم. وقال الليث: يجمعَ الرَّهْط من الرجال أَرْهُطاً، والعددُ أرْهِطة، ثم أَراهط ومنه قوله: يا بُؤسَ للـحَـرْب الـتـي وضعتْ أَراهِطَ فاسْتراحُوا قلت: وَرُهاط: موضعٌ في بلاد هُذَيل. وذو مَرَاهط: اسم موضعٍ آخر، وقال الراجز: منذ قَطَعْنا بَطنَ ذِي مَرَاهِطِ وقال يصف إبلا: كم خلَّفت بليْلها مِنْ حائطِ وذعْذَعَتْ أخفاَفَها من غائطِ منذ قطعنا بطن ذي مَراهِطِ يقودها كلُّ سنَامٍ عائطِ لم يَدْمَ دَفّاها من الضَّواغِطِ ووادي رُهاط: في بلاد هُذَيل. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي أنه قال: الرِّهاط: الأديمُ الأمْلَس. هطل قال الليث: الهطَلاَن: تتابع القَطْر المتفرِّن العظام. والسَّحاب يهطل والعينُ تهطِلُ بالدُّموع، ودَمْعٌ هاطل. أبو عبيد، عن الأصمعي: الدِّيمة: مطرٌ يدومُ مع سكون، والضَّرْبُ فوق ذلك. والهطلُ فوقَه، أو مثل ذلك، وقال امرؤ القيس: دِيمةٌ هَطْلاءُ فيهـا وطَـفٌ طَبَقُ الأرْض تحَرَّى وتَدُرّ وقال النحويون: لا يقال: مطرٌ أهطل، قالوا: وقوله: هطلاء. جاء على غير قياس. قال أبو النجم يصف فرسا: يهطِلُهَا الرَّكْضُ بِطَشٍّ تهْطِلُه وقال أبو عبيدة: هَطَل الجْريُ الفَرَسَ هَطْلاً، إذا أخرَجَ عرَقَه شيئا بعد شيء. قال: ويهطِلُها الرَّكْض: يُخرج عرقَها. أبو عبيد، عن أبى عمرو: الهِطْل: البعير المعْيِي. قال: والهطْلي: الإبل التي تمشي رُوَيداً، وأنشد: أبَابيلُ هَطْلَى من مُرَاحٍ ومُهْملِ وأنشد ابن الأعرابي: تَمشَّى بها الآرامُ هَطْلَى كأنهـا كواعِبُ ما صيغَتْ لَهُنَّ عقُودُ ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الهِطْل: الذِّئب، والهِطْل: اللِّصّ، والهْطل: الرَّجل الأحمق. وهطَلت الناقةُ تهطِل هطْلا: إذا سارت سَيْراً ضعيفاً. قال ذو الرُّمة: جَعلْتُ له من ذِكْـرِمَـيٍّ تَـعِـلةً وخرقاءَ فَوْق النَّاعِجاتِ الهواطِلِ أبو عبيدةً: جاءت الخيل هَطْلى: أي خنَاطِيل، جماعاتٍ في تَفرقَهٍ، ليس لها واحد. وقال الليث: الهَيْطَل والهياطِلَة: جِنْسٌ من التّرْك والهِنْد، وأنشد: حَمَلْتَهُمْ فيها مع الهَياَطِلَـهْ أَثْقِلْ بهم من تِسْعةٍ في قَافِلَهْ وقال بعضهم لهذه الآنية التي يقال لها الطِّنجير: الهَيْطَل، ولا أحفَظُه لإمام أعتَمِدُه، وأراهُ معرًّبا أصلُه باتِيلَهْ. وقال أبو الهيثم في قول الأعشى: "مُسْبِلٌ هَطِلٌ": هذا نادرٌ إنما يقال: هَطَلت السماءُ تَهْطِل هَطْلا فهي هاطِلة، فقال الأعشى: هَطِل، بغير ألف. وهَطّال: جبلٌ معروف في بلاد قيس. طهل أبو العباس عن ابن الأعرابي: طَهْيَلَ الرجلُ: إذا أكل الطهْلَة، وهي بقلةٌ ناعمة. وقال: ابن السكيت: يقال: ما في السماء قَزَعَةٌ، وما عليها طِهْلِئَة. وقال الليث الطِّهْلِيَة: الطِّين في الحَوْض، وهو ما انحتّ فيه من الحَوْضِ بَعْدَ ما لِيطَ، تقول: أخرجْ هذه الطهِيلَة مِن حَوْضِك، ويقال: الطَّهِيلَةُ من الناس: الأحمق الذي لا خير فيه، وهو المُدَفَّع، قال: ويقال: الرَّاشِنُ. وقال غيره: في الأرض طُهْلَة من كَلأٍ: أي شيء يسيرٌ من الكلأ وليس بالكثير. ثعلب عن ابن الأعرابي، يقال: بقيت من أموالهم طُهْلَةٌ: أي بِقيّة. وقال هاهنا: طُهْلةُ الماء، ونُضَاضَتُه وبُرَاضَتُه: بقيّةٌ منه. طله في النوادر: عَشِيٌّ أطْلَهُ، وأَدْهَسُ، وأطْلَسُ: إذا بقي من العشِيّ ساعة يختلف فيها: فقائل يقول: أمْسيتَ، وقائل يقول: لا، فالذي يقول: لا يقول هذا القول. هلط
ثعلب، عن ابن الأعرابي، الهالط: المسترخِي البَطْن. قال: والطاهل: الزَّرْع الملتفّ.
وفي النوادر، يقال: هَلْطةٌ من خبر، وهَيطةٌ، ولَهطَةٌ، ولَغْطةٌ، وخَبْطَةٌ، وخَيْطَةٌ وخَرْطةٌ كلّه الخَبَر تسمعه، ولم يُسْتَحَقَّ، ولم يكذَّب.
لهط
أبو عبيد، عن الفرّاء: لهَطَت المرأةُ فَرْجَها بالماءٍ: أي ضَرَبَتْهُ به.
وقال أبو زيد: اللًّهط: الضربُ بالكفِّ منشورة، يقال: لَهَطَه لَهْطاً.
ثعلب عن ابن الأعرابي قال: اللاهط: الذي يُرشُّ بابَ داره، وينظّفه.
لطه
قال: شمر: قال ابن الأعرابي: اللَّطْهُ واللَّطْخُ واحد، وهو الضَّرْب بباطنِ الكفّ. ويقال: في السماء طَلَّةٌ وطَلَسٌ وهي مارقَّ من السحاب.
طهف
قال الليث: الطَّهْف: طعامٌ يُختبَزُ من الذُّرة، ونحو ذلك روى أبو عبيد عن الفرّاء.
وقال ابن الأعرابي: الطَّهَفُ: الذُّرة. قال ابن الأعرابيَّ: الطَّهفُ: شبه الذُّره وهي شجرة كأنها الطُّرَيفة لا تنبت إلا في السَّهل وشعاب الجبال.
هطف
بنو الهَطِف: حيٌّ من العرب، ذكره أبو خِراش الهذليّ:
لو كان حَياً لـغَـاداهـم بـمُـتْـرَعةٍ فيها الرَّواويِقُ من شِيزَى بني الهَطِفِ
وقال ابن السكيت: باتت السماءُ تهطِف أي تَمطُر. قال: والهَطِف: المطر الغزير.
وقال ابن الرِّقاع.
مُخْرَ نْشِماً لِعَماءِ بـات يَضْـرِبـهُ منه الرُّضابُ ومنه المُسْبِل الهَطِفُ
بهط
قال الليث: البَهَطُّ سِنْديّة وهو، الأرُزُّ يُطْبَخُ باللبن والسَّمْن بلا ماء، وعرَّبته العَرَب، فقالوا: بَهَطَّةٌ طيبة. وأنشد:
من أَكلها الأَرُزَّ بالبَهَطِّ
وقال أبو تراب: سمعت الأشجعيَّ يقول: بَهَظَني الأمر بَهَظَني بمعنى واحد قلت: ولم أسمعها بالطاه لغيره.
هبط
قال الليث: يقال: هَبَط الإنسان يَهْبِط: إذا انحدر في هَبُوط من صَعُود.
قال: والهَبْطَة: ما تطَامَن من الأرض، وقد هَبَطْنا أرضَ كذا وكذا: أي نزَلْناها، ويقال للقوم إذا كانوا في سَفالِ: قد هَبَطُوا يهبِطون، وهو نَقِيض ارتفَعُوا. قال: وفرق ما بين الهَبُوط والهُبُوط أنّ الهَبُوطَ اسمٌ للحَدُور، وهو الموضع الذي يُهْبِطُك من أَعلى إلى أَسفَل، والهُبُوط المصدر.
قال: والمَهْبُوطُ: الذي مَرِض فهبَطه المَرَض إلى أن اضطَرَب لحمه.
أبو عبيد، عن أبى عبيدة: الهَبِيط: الضامر من الإبل.
وقال شمر:يقال: َبَطَ شَحْمُ الناقة: إذا اتّضع وقلّ، هَبَط ثمَنُ السِّلعة، وهَبط فلان، إذا اتّضع، وهبط القوم: صاروا في هُبوط، قال الهذليّ:
ومِنْ أَيْنِها بعدَ إبْـدَانـهـا ومن شَحْم أثْباجِها الهابِطِ
ويقال: هَبطتُه فهبط. لازم وواقع، أي أنْهبطَتْ أَسْنِمَتها وتواضعَتْ.
وقال خالد بن جَنْبة: يقال: هبط فلانٌ في أرض كذا، وهَبَط السُّوقَ: إذا أتاها، وهَبَطَه الزّمانُ: إذا كان كثيرَ المال والمعروف فَذَهَب ماله ومعروفُه.
وقال الفراء: يقال: هَبَطه اللهُ وأهْبَطه.
وجاء في الحديث: اللّهمّ غَبْطاً لا هَبْطَا: أي نسألك الغِبْطة، ونعوذُ بك من أن تُهْبِطَناَ إلى حالٍ سَفَالٍ.
وقال الفراء: الهَبْطُ: الذلّ.
وقال لبيد:
إن يُغْبَطُوا يهبَطُوا وإن أَمِرُوا
يوما يَصيرُوا لِلهُلكِ والنَّكَدِ
يقال: هَبَطَه فهَبط، لفظ اللازم والمتعدي واحد: وقال عبيد:
وكأَنَّ أَقْتاَدِي تضمَّنَ نِسْعَـهـا مِن وَحْشِ أوْرَالٍ هَبِيطٌ مُفْرَدُ
أراد بالهَبِيط ثَوْراً ضامراً، ويقال: هَبَطْتُ بلدَ كذا: إذا أَتيتَه. وقال أبو النَّجم يصف إبِلاً:
يَخُضْنَ مُلاحاً كذاوِي القَرْمَلِ
فهبَطَتْ والشمسُ لمْ تَرَجَّـلِ
أي أَتَتها بالغداةِ قبْل ارتفاع الشمس.
أبو عُبيد، عن أبى زيد: هبَط ثمنُ السِّلعة نقص، وهبَطْتُه أنا أيضاً بغير ألف وهبَط الرجلُ من بلدٍ إلى بلدٍ، وهَبَطْتُه.
همط
قال الليث: الهَمْط: الخَلْط من الأباطيِل والظُّلم. يقال: هو يَهْمِط ويَخلِط هَمْطاً وخَلْطاً.
وسئل إبراهيم النَّخَعِيّ عن العُمّال ينهضون إلى القرى فيَهمِطُون أَهلها، فإذا إلى أهاليهم أَهْدَوْا لجيرانهم ودَعوْهم إلى طعامِهم. فقال إبراهيم: لهم المَهْنَأ، وعليهم الوِزْر. ويقال: هَمَطَه واهتَمَطَه: إذا أخذ منه ماله على سبيل الغَلَبَة والجَوْر، واهتمطَ فلانٌ عِرضَ فلانٍ: إذ نال منه وشَتَمَه. شمِر عن أبى عدنان، سألتُ الأصمعيّ عن الهمْط فقال: هو الأخْذ بخُرْق وظُلْم. وقال غيره: الهمْطمِن هَمَطَ يَهْمِطُ: إذا لم يُبالِ ما قال وما أَكَلَ. وقال ابن الأعرابيّ: امْتَرَزَ مِن عِرضِه، واهتَمَطَ منه: إذا شَتمه وعابَه. طهم أبو الحسن اللِّحياني: ما أَدْرِي أيُّ الطَّهْم هو، وأيُّ الدَّهْم هو بمعنى واحد، معناه أيُّ الناس هو؟ ووَصَف عليٌّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: لم يكن بالمطَّهم، ولا بالمُكَلْثَم. قال أبو عُبيد: قال الأصمعيّ: المطهَّم: التَّامّ كلُّ منه فهو بارِعُ الجمال. وسُئل أبو العباس عن تفسير المُطَهَّم في هذا الحديث؟ فقال: المطهَّم مختلف فيه: فقالت طائفة: هو الذي كلّ عُضوٍ منه حَسَن على حِدَتِه. قال: وقالت طائفة: المطهَّم: السَّمين الفاحش السِّمَن. وقالت طائفة: المطهَّم: المنتفِخ الوجْه، ومنه قوله: ووَجهٌ فيه تطهيم أي انتفاخ وجَهامة من السِّمَن. قال: وربما بَثَرَ الوجهُ فيسمَى بَثْرُه النَّفاطِير. قال: وقالت طائفة: المطهَّم: النحيف الجسم الدَّقيقُه. وقالت طائفة: المطهَّم الضَّخْم. قال أبو العباس: أَمّا مَن قال في صفة المُرْتضَى: لم يكن بالمطهَّم، وفسَّرَ التطهيم الجَمال البارعَ فقد نَفَى عنه الصِّفة المحمودة. وقد أخطأ لأن الممدوحَ لا تُنفَى عنه المحاسِن، وإنما تُنفَى المحاسِن عن المذموم. قال: وأمّا مَن قال: التطهيم: السِّمن الفاحِش فقد تمَّ النفيُ في قوله: لم يكن بالمطهَّم، وهذا مدحٌ، ومَن قال إنّه النّحافة، فقد تمَّ النّفْيّ عنه في هذا، لأنَّ أُمَّ معبَد وصفتْه بأنّه لم تَعِبْه نُحْلَة، ولم تَشِنْه ثُجْلَة: أي انتفاخُ بطْن. قال: وأمّا من قال: إنَّ التطهيمَ: الضِّخَمُ فقد صحَّ النفي، فكأَنّه قال: لم يكن بالضَّخْم. قال: وهكذا وصَفَه عليّ رضي الله عنه: فقال: كان بادِياً متماسِكا. وقال الباهليُّ في قول طُفَيل: وفينا رِباطُ الخيل كلُّ مطـهَّـمٍ رَجِيلٍ كَسِرْحانِ الغَضَا المُتَأَوَّبِ قال: المُطهَّمُ: الناعِم الحَسَنُ، والرَّجِيلُ: الشديد المشي. وقال أبو سعيد: الطُّهْمةَ والصُّحْمة في اللّون: أنْ تُجاوِزَ سُمْرَتَه إلى السواد. وَجْهٌ مطهَّم: إذا كان كذلك. قال أبو سعيد: والتطهيم: النِّفار في قول ذي الرّمة: تلك التي أشْبهتْ خَرْقاءَ جِلْوَتُها يومَ النَّقَا بَهجةٌ منها وتَطْهِـيمُ قال: التطهيمُ في هذا البيت: النِّفَار، قال: ومِن هذا يقال: فلانٌ يَتطهمُ عنّا: أي يستْوحِش. قال: وأمّا الخيلُ المطَّهمةُ فإِنها المقرَّبة المكرّمة العَزيزة الأنفُسِ. ومنه يقال: مالك تَطَّهمُ عن طعامنا: أي ترْبَأُ بنفْسك عنه. طمه ثعلب، عن ابن الأعرابيّ قال: المُطَمَّهُ: المُطَوَّل، والمُمَطَّهُ: المُمَدَّدُ. قال: والْمُهَمَّط: المُظَلَّم، يقال: هَمَط: إذا ظَلم. وقال في قول أبى النجم: أخْطِم أنْفَ الطامِحِ المُطَهَّمِ أراد به الرجلَ الكريمَ الحَسب. توهد وروَى اللِّحياني وغيره: غلامٌ تَوْهَدٌ وفَوْهدٌ، وهو التّامُّ الخَلْق. وقال أبو عمرو: هو الناعم، وجارية تَوْهَدة فَوْهَدَة: إذا كانت ناعمةً. دهر قال الليث: الهَدَر: ما يَبطُل: تقول: هَدَرَ دَمُه يَهْدِرُ هداراً، وأهدرْتُه أنا إهداراً، وهدَرَ البعيرُ يَهدِر هديرا وهَدْرا والحمامةُ تَهدِر، وجَرّةُ النَّبِيذِ تهدرِ، قال: والأرض الهادرة، والعُشْب الهادِر: الكثير، وبنو فلان هِدَرَةٌ: أي ساقطون ليسوا بشيءٍ. قلتُ: هذا الحرف رَوَاه أبو عُبَيْد عن الأصمعي بفتح الهاء والدال: هَدَره، وفسّره أنهم الساقطون. ورَوَى أبو العباس عن ابن الأعرابي: بنو فلانٍ هِدَرة-بكسر الهاء-، وهُدَرةٌ ?بضم الهاء- وبُذَرةٌ.
وقال بعضهم: واحِدُ الهِدَرة هِدْر مثل قِرْد وقِرَدَة، وأنشد ابن الأعرابي: إنّى إذا حان الجَبانُ الهِدَرَهْ قصدتُ من قَصْدِ الطريق مَنْجَرَه وقال أبو صخر الهُذَلي: إذا اسْتَوْسَنَتْ واستَبْقَل الهَدَفُ الهِدْرُ أبو عُبَيد، عن الأصمعي: اللبن إذا خَثُرَ أعلاه وأسفَلُه رقيقٌ فهو هادِر. وقال ابن شُميل: يقال للبقل: قد هَدَر: إذا بلغ إناهُ في الطُّول والعِظَم، وكذلك قد هَدَرَت الأرضُ هَدِيرا: إذا انتهى بَقْلُها طُولا،والهادِرُ من العُشْب: الذي لا شيء فوقه. أبو نصر، عن الأصمعي: هدَرَ البعيرُ يَهْدِر هَدِيرا، وضربتُه فَهَدَرَت رِئتُه تهدُر هُدُورا: إذا سَقَطَتْ. قال: وهَدَرَ دَمُه يَهْدِرُ هَدْرا، ودَمُه هدَرٌ: أي باطلٌ ليس فيه قَوَد ولا عَقْل، ويقال: هو كالمُهَدِّر في العُنَّة: يضرب مثلا للذي يصيح ويُجلِّب وليس وراء ذلك شيء، كالبعير الذي يُحبَس في حَظيرةٍ يُمنَع من الضِّراب فهو يُهَدِّر قال الباهليِّ في قول العجّاج: وهَدَرَ الناسُ من الجِدِّ الهَدَرْ فالهَدَر هاهنا معناه: أهْدَرَ: أي الجدُّ أسْقَطَ من لا خير فيه من الناس، والهَدَرُ: الذين لا خير فيهم، وهَدَر الطائرُ وهَدَل يهْدِر ويهْدِل هَدِيرا وهَدِيلا. أبو حاتم، عن الأصمعي: هدر البعيرُ والحَمامُ يَهْدِر هَدْرا ودُمه هَدَرٌ: أي باطل ليس فيه قَوَدٌ ولا عقْل. قال: ويقال: هَدَرَ دمُ القتيل يهدُر-بالضم- هَدَرا بفتح الدال، وأهدَرَه السلطان. ورَوَى أبو عُبَيد عن أبى زيد: هَدَر الدَّمُ يهَدِر، وأنا أهْدَرْتُه. وَرَوَى أبو تُراب للأصمعيّ: هَدَر الغُلامُ وهَدَلَ: إذا صوَّت. قال: وقال أبو السَّمَيْدَع: ذاك: إذا أراغَ الكلام وهو صغير، وأنشد قول ذي الرُّمّة: طَوى البَطْنَ زَيّامٌ كأنّ سَحيلَه عليهنَّ إذ وَلَّى هَدِيلُ غُلاَمِ أي غِناءُ غُلام. هرد قال الليث: الهُرْدِيَّة قصَبات تُضَمّ مَلوِيّةً بطاقات الكَرْم يُرسَل عليها قُضْبان الكرْم. وتقول: هرَّدْتُ اللحمَ فهو مُهَرَّد، وقد هَرِد اللحمُ. قلت: والذي حفظناه عن أئمتّنا في القصب الحُرْدِيّ بالحاء، ولا يجوز عندهم بالهاء. أبو عُبَيد، عن أبى زيد: فإن أَدخلْتَ اللحمَ النارَ وأنضجْتَه فهو مُهرَّد، وقد هَرَّدْتُه وهَرِدَهو. قال: والمُهَرَّأُ مثلُه. وفي الحديث: ينزل عيسى إلى الأرض وعليه ثوبان مَهْرُودَان. ورَوَى أبو العباس، عن سَلَمة، عن الفراء قال: الهَرْدُ: الشَّقّ. قال: وفي خبر عيسى أنه ينزل في مَهْرُودتَيْن، أي في شُقَّتين، أو حُلَّتين. وقال شَمِر: قال أبو عدنان: أخبرني العالم من أعراب باهلة أنّ الثَّوبَ يُصْبَغ بالوَرْس ثم بالزعفارن فيجئ لونه مثل لون زَهْرة الحَوْذَانة، فذلك الثوبُ المَهْرُود. قال: أخبرني بعض أصحاب الحديث أنّه بَلَغَه أن المَهْرُود: الذي يُصْبَغُ بالعُروق. قال: والعروق يقال لها الهُرْد. أبو عُبيد، عن أبى زيد: هَرَد ثوبَه، وهَرَتَه:إذا شَقَّه فهو هَرِيدٌ وهَرِيتٌ وقال ساعدة الهُذَليّ: غَداة شُواحِطٍ فَنَجَوْتَ شَداًّ وَثَوْبُكَ في عباقِيَةٍ هَرِيدُ أي مشقوق. أبو عُبيد عن الأصمعي: هَرَت فلان الشيءَ، وهَرَدَه: إذا أنضَجَه إنْضاجا شديدا. وقال ابن الأنباري في حديث عيسى رُوِى في مَهْرُودَتَيْن، ورُوِي في مُمَصَّرتَيْن. قال: ومعناهما واحد، وهي المصبوغة بالصُّفرة من زعفران أو غيره. قال القُتيبيّ: هو عندي من النقلة خطأ، وأراه مَهْرُوًّتين: أي صفراوَين. يقال: هرّيت العمامة: إذا لبِستها صفراء، وفعلتُ منه: هرَوْتُ. قال أبو بكر: لا تقول العرب: هرَوتُ الثوب، ولكن يقولون هرَّيتُ، فلو ثُنِّىَ على هذا لقيل: "مُهَرَّاتين" في اسم ما لم يُسَمَّ فاعله، وبَعْدُ فإن العرب لا تقول: هرَّيْتُ إلا في العمامة خاصة، فليس له أن يَقيسَ الشُّقَّةَ على العمامة؛ لأن اللغة رواية، وقوله: من مَهْرُودَتين: أي من شُقَّتين أخذتا من الهَرْد وهو الشقّ خطأ؛ لأن العرب لا تُسمِّي الشقّ لإِصلاح هرْداً، بل يسمون الخرق والإفساد:هرْداً.
وقال ابن السكيت:هرَد القَصَّارُ الثوب، وهرَته: إذا خرقه، وهرَد فلان عِرْضَ فلان، وهرَته، فهذا يدل على الإفساد، والقول عندنا في الحديث:مهرودتين -بالدال، والذال-: أي بين ممصَّرتين على ما جاء في الحديث، ولم نسمعه إلا في الحديث كما لم نسمع الصِّيرَ الصِّحناة، وكذلك الثُّفّاءَ الحُرْف، ونحوه. قال: والدال، والذال أختان تُبدل إحداهما عن الأخرى: يقال: رجلٌ مِدْلٌ ومِذْلٌ إذا كان قليل الجسم خفيّ الشخص، وكذلك الدال والذّال في قوله: مهروذتين. أبو عُبيد، عن الأصمعيّ: الهِرْدَى: نَبْتٌ، وقاله ابن الأنباريّ، وهو أنثى. "دهر قال الليث: الدَّهر: الأبَدُ المحدود، ورجلٌ دُهْرِيُّ: أي قديم، ورجلٌ دَهْرِيّ: يقول ببقاء الدهر، ولا يؤمن بالآخرة. ورُوِي عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: لا تَسُبُّوا الدهر فإِن الله هو الدهر. قال أبو عُبيد: قوله: فإِنّ الله هو الدهر مما لا ينبغي لأحد من أهل الإسلام أن يجهل وجهَه، وذلك أنّ المعطِّلة به يحتجّون على المسلمين، قال: ورأيتُ بعضَ من يُتَّهم بالزَّنْدَقة والدَّهْرِيّة يحتجّ بهذا الحديث ويقول: "ألا تراه يقول: فإنّ الله هو الدَّهْر"؟! فقلتُ: وهل كان أحدٌ يسبُّ اللهَ في آبادِ الدَّهر؟! قد قال الأعشى في الجاهلية: استأثر الله بالوفاء والحَـم دِ وَوَلَّى الملاَمَةَ الرَّجُلاَ قال: وتأويله عندي أنّ العَرَب كان شأنها أن تَذَمّ الدَّهْرَ وتَسُبَّه عند النوازل تنزل بهم: من مَوْتٍ أو هَرَم فيقولون: أصابتهم قوارِعُ الدهرِ، وأبادَهم الدَّهرُ، فيجعلون الدَّهر الذي يفعل ذلك، فيذمّونه، وقد ذكروا ذلك في أشعارهم، وأّخبرَ اللهُ عنهم بذلك، ثم كَذَّبهم، فقال جل وعزّ: (وقالوا مَا هِيَ إلاّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ ونَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلا الدَّهْرُ) قال الله جل وعزَّ: (وما لهم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إلا يَظُنُّونَ) فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تَسُبُّوا الدّهرَ على تأويل: لا تَسُبُّوا الدهر الذي يفعل بكم هذه الأشْياءَ، فإنكم إذا سببتم فاعلها فإنما يقع السَّبُّ على الله لأنه الفاعل لها لا الدهرُ، فهذا وجه الحديث إن شاء الله. قلتُ: وقد قال الشافعي في تفسير هذا الحديث نَحْواً مما قال أبو عُبيد، واحتج بالأبيات التي ذكرها أبو عبيد، فظننت أبا عبيد عنه أخذ هذا التفسير لأنّه أوّل من فسره. وقال شَمر: الزّمان والدَّهْر واحد، واحتجّ بقوله: إنّ دَهْراً يَلُفُّ حَبْليِ بِجُمْل لَزَمانٌ يَهُمُّ بالإحـسـانِ فعارض أبو الهيثم شَمِراً في مقالته، وخطأه في قوله: الزّمان والدّهر واحد، وقال: الزمانُ: زَمانُ الرُّطَب، وزمان الفاكهة، وزمان الحرّ، وزمانُ البرد، ويكون الزمان شهرين إلى ستة أشهر، والدهر لا ينقطع. قلت: والدهر عند العرب يَقَع على بعض الدهر الأطوَلِ، ويقَع على مُدّة الدنيا كلِّها وقد سمعت غير واحد من العرب يقول: أقمنا على ماء كذا وكذا دَهْراً، ودارنا التي حللنا بها دَهْرا، وإذا كان هذا هكذا جاز أن يقال: الزمان والدهر واحد في معنىً دون معنىً وقد سمعتُ أعرابياً فصيحاً يقول: ماءُ كذا وكذا يحملنا الشَّهْرَ والشَّهْرَين، ولا يحملنا الدّهر الطويل: أراد أنّ ما حوله من الكلأ ينفَدُ سَريعاً فنحتاج إلى حُضورِ ماء آخر؛ لأن الماء إذا أكلت الماشية ما حوله من الكلأ لم يكن لحُضّاره بُدٌّ من طَلَبِ ماءٍ آخرَ يَرْعَوْنَ ما حَوْله ويجوز أن تقول: كنا أزمانَ ولاية فلانٍ بموضع كذا وكذا، إن طالت مدّةُ ولايته والسَّنَة عند العرب أربعة أزمنة: ربيع الكلأ، والقيظ والخَريف والشتاء؛ ولا يجوز أن يقال: الدّهر أربعة أزمنة، فهما يفترقان في هذا الموضع. قال الشافعي: الحينُ يقع على مدّة الدنيا، ويَوْم، ولا نعلم للحين غايةً، وكذلك زمانٌ ودَهْرٌ وأحقابٌ. ذكر هذا في كتاب الإيمان. حكاه المُزَنيّ في مُختصره عنه. وقال ابن الانباريّ يقال في النِّسْبة إلى الرجل القديم: دَهْرِيّ، وإن كان من بني دَهْر بن عامر قلتَ دُهْرِيّ لا غير بضمّ الدال. وقال ابن كَيْسان: ومما غُيِّرتْ حركاتُه في النِّسبة قولُهم: رجُلٌ سُهْلىٌّ بضمّ السِّين في المنسوب إلى السَّهل، وكذلك رَجُلٌ دُهريّ. قال: ولهما أمثالٌ كثيرة.
حدثنا عبد الله بن محمد بن هَاجَك، عن ابن جَبَلة، عن أبى عبيد، عن ابن عُلَيّة، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي بَكْرَة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ألا إن الزَّمان قد استدار كهَيْئَته يوم يومَ خَلَق اللهُ السَّمواتِ والأرْض، السَّنة اثنا عشر شهراً، أربعةٌ منها حُرُم، ثلاثة منها متواليات: ذو القعدة وذو الحجة ومحرَّمٌ ورجب مُفرَد. قلتُ: أراد بالزمان الدَّهْرَ وسِنِيِّه. وقال الليث: الدَّهارير: أول الدهر من الزمان الماضي، يقال: كان ذلك في دَهْر الدَّهارير، قال: ولا يُفرَد منه دِهْرِير. قال: والدّهرُ: النازلة تنزل بالقوم تقول: دَهَرَهمْ أمرٌ: نَزَلتْ بهم نازِلةٌ ويقال: ما دَهري كذا وكذا: أي ما هِمَّتي. وقال ابن السكيت: ما طِبِّي كذا: أي ما دهري: قال الليث: ورَجُل دَهْورِيُّ الصَّوْت، وهو الصَّلب الصًّوْت، قلتُ: وهذا خَطَأٌ عندي، والصوابُ رجلٌ جَهْوَرِيُّ الصَّوْت بالجيم: أي رَفيعُ الصوت فَخْمُه؛ فصُحِّف وقلبت الجيمُ دالاً والله أعلم. والدَّهْوَرة: جمعُ الشيء ثم قذفه في مَهْوَاة. وقال غير الليث دَهْوَرَ فلانٌ اللُّقَم إذا أدارها ثم التهمها. وقال مجاهد: في قول الله جل وعز: (إذَا الشّمْسُ كُوِّرَتْ): أي دُهْوِرتْ وقال الربيع بن خُثَيْم كوِّرت أي رُمِيَ بها. وقال بعضُ أهل اللغة: دَهْوَرْتُ الحائط: إذا طَرَحْتَه حتى يسقُطَ، ويقال: طعنه فكوَّره: إذا ألْقاه وصَرَعه. وقال الزَّجّاج في قول الله جل وعزّ: (فَكُبْكِبُوا فيها هم والغاوُون) أي في الجحيم. قال: ومعنى (كُبْكِبُوا) طُرح بعضهم على بعض. وقال غيره من أهل اللغة: معناه دُهْوِروا. وفي حديث: فانّ ذا الدّهر أطوار دهاريرُ قال الأزهري: الدهرُ ذو حالين من بؤس ونُعْم. وقال الفرزدق: فإني أنا الموْتُ الذي هو نـازلٌ بنفسكَ فانظر كيف أنت تُحاولهْ خاطَبَ جريراً، فأجابه: أنا الدّهرُ يُفنِي الموتَ والدهرُ خالد فجئني بمثلِ الدهر شيئاً يُطاوِلـه قلتُ: جعل الدّهرَ الدنيا والآخرة، لأن الموت يَفنَى بعد انقضاء الدنيا، هكذا جاء في الحديث. وداهر: مَلِك الدَّيْبُل قتله محمد بن القاسم الثقَفيّ ابن عمّ الحجّاج، فذكره جرير فقال: وأَرْضَ هِرَقْلٍ قد قَهَرْتَ وداهراً ويسعى لكم من آل كِسْرَى النَّواصِفُ أراد بالنواصف الخَدَم. رهد في نوادر الأعراب: ما عندي في هذا الأمر رَهْوَدِيَّةٌ ولا رَخْوَدِيّة: أي ليس عندي فيه رِفق ولا مُهاوَدَة، ولا هُوَيْدِيّة ولا رُوَيْدِيّة، ولا هَوْداء ولا هَيْداء، بمعنىً واحد. أبو العبّاس عن ابن الأعرابيّ: رَهَّدَ الرجلَ: إذا حَمُق حماقة محكمة. وقال الليث: الرَّهِيد: الناعم، والرَّهادَة هي الرَّخاصة، تقول: فتاة رَهِيدَة: أي رَخْصَة. رده ثعلب، عن ابن الأعرابيّ: رَدَّهَ الرَّجُلُ: إذا ساد القومَ بشجاعةٍ أو سخاءٍ أو غيرِهما. وقال الليث: الرَّدْهُ: شِبْهُ أَكَمَةٍ خَشِنةٍ كثيرة الحجارة، والواحدة رَدْهَة، وهي قِلالُ القِفاف، وأنشد لرؤبة: من بَعْض أَنْضادِ القِفافِ الرُّدَّهِ قال: وربما جاءت الرَّدهَة في وصف بئر تُحْفَر في قُفٍّ أو تكون خِلْقَةً فيه. وقال أبو عُبيد: عن الأصمعيّ: الرَّدْهَة: النُّقرة في الجبل يُسْتنقَع فيها الماءُ، وجمعُها رِدَاهٌ. وقال أبو خَيْرَة: الرَّدْه شبه أكمة في رأس الجبل: صفاةٌ يُسْتَنْقَعُ فيها الماء، وأنشد: لِمن الديارُ بجانبِ الرَّدْهِ قَفْراً مِنَ التَّأْييهِ والنَّدْهِ التأيِيه: أن يُؤَيِّه بالفَرَس إذا نَفَر، فيقول: إيهِ إيهِ. والنَّدْه بالإبل: أن تقول لها: هِدَهْ هِدَهْ. وقال غيره: الرَّدْهَة: حَجَر مستنقَع في الماء، وجمعها رِداهٌ. وقال ابن مُقبِل: وقافِيَةٍ مِثلِ وَقْع الـرِّدا هِ لم تَترِكْ لمجيبٍ مَقالا وقال المؤرِّخ: الرَّدْهة: الموْرِدُ، والرّدْهة: الصَّخْرة في الماء، وهي الأتانُ. قال: والرَّدْهة أيضاً: ماءُ الثَّلْج. قال: والرَّدْهة: الثَّوْبُ الخَلَق المُسَلْسَل. ورجل رَدِهٌ: صُلْبٌ مَتينٌ لَجُوجٌ لا يُغْلَب.
قلتُ: لا أعرف الذي رَوَى للمُؤَرِّج هذه الأشياء، وهي مُنْكَرةٌ عِنْدي. وقال الليث: يُسَمَّى البَيْتُ العظيم الذي لا يكون أعظَمُ منه الرَّدْهة، وجمعُها الرِّداهُ، وقد ردَّهت المرأةُ بيتَها تَرْدَهُه رَدْهاً. قلت: كان الأصل فيه رَدَحَتْ بالحاء، فأُبدِلت هاءً، ومنه قوله: بَيْتَ حَتُوفٍ مُكْفَأٍ مَرْدُوحَا حدّثنا أبو إسحاق قال: حدّثنا عثمان قال: حدّثنا هرون بن معروف قال: حدّثنا سفيان بن عيينة قال: حدّثنا العلاء بن أبى العبَّاس، عن أبى الطفيل، عن بكر بن قِرْواش، عن سعد قال: سمعت النبيَّ صلى الله عليه ذكر ذاك الذي قتل عليٌّ صلوات الله عليه: ذا الثُّدَيّة، فقال شيطان الرَّدْهة، راعِي الخيل، يحتدِرُه رجلٌ من بَجيِلة: أي يُسْقِطه. دره قال الليث: أُمِيت فِعلُه إِلاّ قولهم: رجل مِدْرَهُ حرب، وهو مِدْرَهُ القوم وهو الدافع عنهم. أبو عُبيد، عن أبى زيد: المِدْرَهُ: لسان القوم والمتكلِّم عنهم، وأنشد غيره: وأنتَ في القوم أخُـو عِـفّةٍ ومِدْرَهُ القومِ غداةَ الخِطابْ وأخبرني المنذريّ عن ثعلب، عن ابن قال: دَرَه فلانٌ علينا، ودَرَأ: إذا هَجَم من حيث لم تَحْتسبْه، وأنشد: عزيز عليَّ فَقْدُه ففـقَـدْتُـه فبان وخَلَّى دارهات النَّوائبِ قال: دارِهاتُها. وهاجِماتها. ويقال: إِنّه لَذُو تُدْرَإٍ وذو تُدْرَأةٍ: إذا كان هجّاما على أعدائه من حيث لا يحتسبونه. عمرو عن أبيه قال: قال: الدَّرَهْرَهَةُ: المرأة القاهرةُ لبَعْلها، قال: والسَّمَرْمَرَة: الغول، ويقال للِكَوكَبَةِ الوَقّادةِ إذا دَرَأَتْ بنُورِها من الأفق: دَرَهْرَهة. هدل قال الليث: هَدَلت الحمامةُ تَهدِل هَديلا، ويقال: هَدِيلُها: فرخها. أبو عُبيد، عن الأصمعيّ قال: الهَدِيل يكون من شيئين: هو الذَّكَر من الحمام، وهو صوتُ الحمام أيضاً. قال: وقال أبو عمرو مثلَه في القولين جميعاً. قال: وسَمِعْتُهما جميعا من العرب. قال: وقال الأُمَويّ: يَزعُم الأعراب في الهَدِيل أنّه فَرْحٌ كان على عَهْد نُوحٍ فمات ضَيْعةً وعَطشا، قال: فيقولون: ليس حَمامةٍ إلاّ وهي تَبْكي عليه. قال الأمَويّ: وأنشدني ابن أبى وَجْزَة السَّعْدِيّ لِنُصَيْب: فقلتُ: أتبْكي ذاتُ طوْقٍ تذكَّرَتْ هَدِيلاً وقد أَوْدَى وما كان تُبَّعُ يقول: ولم يكن خُلِق تُبَّع بَعْدُ. قال: ويقولون: صادَ الهَدِيلَ جارِحةٌ من جَوارح الطير، وأنشد: وما مَنْ تَهتفِين به لنصـرٍ بأقرب جابةً لكِ من هَدِيلِ فمرّة يجعلونه الطائر نفسَه، ومرّة يجعلونه الصوتَ. وقال الليث: الهَدَل: استرخاء المِشْفَر الأسفل، ومِشفرٌ هادِلٌ، وأَهْدَلُ، وشَفَةٌ هَدْلاء: مُنْقَلَبةٌ على الذَّقَن. قال: والتهدّل: استرخاء جلْدَة الخُصْية، ونحو ذلك، وأنشد: كأنّ خُصيَيْه من التَّهَدُّل ظَرفُ عجوزٍ فيه ثِنْتَا حَنْظَلِ والهَدَالُ: ضَربٌ من الشَّجَر، ويقال: كلُّ غُصنٍ يَنبُت في أراكةٍ أو طَلْحَة مستقيما فهو هَدَالة كأنّه مُخالِفٌ لسائِرها من الأغصان، وربما داوَوْا به من السِّحْر والجُنون. الحرّانيّ، عن ابن السكّيت: يقال: هَدَلَ البعيرُ يَهدِل هَدْلا فهو أَهْدَل: إذا طال مِشْفَرُه، وهو أن تأخُذَه القَرْحة فيهدِل مِشْفَرُه، وقد هِدِل يَهدَل هَدَلاً: إذا كان طَويلَ المِشْفَر. وذلك ممّا يُمدَح به، وهو مِشْفَرٌ هَدِل، وقال الراجز: بكُلِّ شَعشاعٍ صُهابيٍّ هَدِلْ وقال أبو عُبيد: هَدَلْتُ الشيءَ أهْدِلهُ: أي أرسلتُه إلى أَسْفَل. والسحابُ إذا تَدَلَّى هَيْدَبُه فهو أهدَل. وقال الكميت: بِتَهْتانِ دِيمَتِه الأهْدَلِ ويقال: تهدَّلتِ الثمارُ: إذا تدلّت، فهي متهَدِّلة. دهل قال الليث: لاَ دَهْل بالنَّبطِيّة: لا تَخَفْ وأنشد البشّار: فقلتُ له: لا دَهْلَ من قَمْل بعد ما مَلاَ نَيفَقَ التُّبّان منه بِـعـاذِرِ قلتُ: وليس لا دَهْل ولا قَمل من كلام العرب، إنما هما من كلام النَّبَط، يقولون للجَمَل قَمل وإنما تهكَّم بالطّرمّاح وجعله نبطيَّ النَّسَب، ونفاه عن طيءِّ. وقال اللِّحياني: مضى دَهْلٌ من الليل: أي ساعة.
وقال أبو عمرو: الدَّهْل: الشيء اليسير. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: الدَّاهِل: المتحيِّر. قلت: وأصله الدَّالِه فقلبه. دله قال الليث: الدَّلَه: ذهاب الفؤاد من همٍّ كما يدَلَّه عقل الإنسان من عِشق أو غيره، وقد دُلِّه عقلُه تَدْلِيهاً. وقال أبو عبيد: رجل مُدَلَّه: إذا كان ساهِيَ القَلْب، ذاهب العقل. وقال غيرُه: رجلٌ مُدَلَّهٌ ومُتَلَّهٌ بمعنىً واحد، ورجلٌ دالِهٌ ودالهةٌ: ضعيف النَّفس. لهد قال الليث: اللَّهْدُ: الصَّدْمة الشديدة في الصدر. والبعير اللَّهِيد: الذي أصاب جَنْبَه ضَغْطَهٌ من حِمْلٍ ثقيل فأوْرثَه داءً أفسدَ عليه رِئَتَه، فهو ملهود. وقال الكميت: نُطْعِمُ الجَيْأَلَ اللَّهِيدَ من الكُـو م ولم نَدْعُ مَنْ يُشِيطُ الجَزُورا قلتُ: اللَّهيدُ من الإبل: الذي حُمِل عليه حِمْلٌ ثقيل فَلهَد ظَهْرَه أو جَنْبَه: أي ضغطه، أو شدخه فوَرَّمَه ثمَّ لم يُوَقّ موضعُ اللَّهْدِ من الرحْل أو القتَب حتى دَبِرَ. وإذا أصابته لَهْدَةٌ من الْحِمْل أُخْلِي ذلك الموْضعُ من بَدَادِي القَتَب كيلا يضغطه الْحِمل فيزدادَ فساداً، وإذا لم يُخْلَ عنه تقَيَّحت اللَّهْدَةُ فصارت دَبَرَة. ويقال لَهَدْتُ الرجلَ أَلْهَدُه لَهْداً: أي دَفَعتُه فهو ملهود، ورجلٌ مُلهَّد: إذا استُذِلَّ فدُفِّع تدفيعاً، ونُحِّيَ عن مجالس ذَوِي الفضل، ومنه قول طرَفة: ذَليل بأَجماعِ الرِّجال مُلَهَّدِ وقال أبو عبيد: قال أبو زيد: ألْهَدْتُ بالرجُل إلهاداً، وأَحضنتُ به إحْضاناً إذا ازدريت به، وأنشدنا: تعـــــــــــــــلــــــــــــــــــــــمْ هداكَ اللهُ أنَّ ابنَ نَوْفَلٍبنا مُلْهِدٌ لو يَملكِ الضَّلْعَ ضالعُ وقال ابن السكيت: اللهيدة: من أطعِمة الأعراب، وهي التي تُجاوِز حدَّ الحرِيقة والسخيِنَة، وتقصُر عن العصيدة، والسخينةُ: التي ارتفعتْ عن الحساء، وثَقُلَتْ أنْ تُحْسَى. وقال أبو عمرو: ألْهَدْتُ بالرجل إلهاداً، إذا أمسكْتَ إحدى رجليه، وخلَّيت عليه رجلاً آخَر يُقاتله، وكذلك إن فطَّنتَ رجلا لمخاصمة صاحبه وَلَحْنتَ له ولقَّنتَه حُجَّتَه فقد ألهدْتَ به. قال: واللَّهْد: داءٌ يأخذُ الإبل في صُدورِها، وأنشد: تَظلَعُ مِنْ لَهْدٍ بها وَلَهْدِ شمر عن الهوَازنيّ: رَجلٌ مُلَهدٌ: أي مستَضْعَفٌ ذَليل. هدن شمِرٌ عن الهوازنيّ قال: الهُدْنة: انتقاض عَزْم الرجلُ لخبرٍ يأتيه، فيَهْدِنُه عما كان عليه، فيقال: انْهَدَنَ فلان عن ذاك، وهَدَنَه خبرٌ أتاه هَدْناً شديداً. وقال الليث: المهدَنَة من الهُدْنة، وهو السكون، يقال منه: هَدَنْتُ أَهْدِنُ هُدُوناً: إذا سكنْتَ فلم تتحرَّك. ورجلٌ مَهدون، وهو البليد الذي يُرضيه الكلام، يقال: قد هَدَنوه بالقَوْل دون الفعل، وأنشد: ولم يُعَوَّدْ نَوْمةَ المهدونِ ويقال: هُدِنَ عنك فلان: أي أرضاه الشيء اليسير. ورُوِي عن سَلمان أنه قال: مَلْغاةُ أولِ الليل مَهدنةٌ لآخره، معناه أنه إذا سَهر في أول ليله فَلَغَا في الأباطل لم يستيقظ في آخره للتهجّد والصلاة. أبو عبيد، عن أبى عمرو قال: الهدُون: السكون، والهِدان: الرجل الأحمقُ الجافي. قال رؤبة: قد يَجمعُ المالَ الهِدانُ الجافي من غير ما عَقْلِ ولا اصطِرافِ أبو عبيد في كتاب النوادر قال: الهَيْدانُ والهِدانُ واحد. قال: والأصل الهدَان، فزادوا الياء. قلت: وهو فَيْعال، مثاله عيْدان النخل، النونُ أصلية، والياء زائدة. وقال الشاعر في المهدُون: إنَّ العَواوِيِرَ مأكولٌ حُظوظتُها وذو الكهامَة بالأقوال مَهدُون وفي الحديث أن النبيّ صلى الله عليه وسلم ذكَر الفِتَن فقال: "يكون بعدَها هُدنةٌ على دَخَن، وجماعةٌ على أَقْذاء"، وتفسيره في الحديث: لا ترجعُ قلوبُ قومٍ على ما كانت عليه. وأصل الهدْنة السكون بعد الهَيْج، ويقال للصُّلح بعد القتال: هُدْنة، وربما جُعِلَت الهدْنة مُدّةً معلومة، فإذا انقضت المدة عاوَدُوا القتال. وتفسير الدَّخَن في كتاب الخاء. ويقال: هدَّنَت المرأةُ صَبِيَّها: إذا أَهدَأَتْه لينام، فهو مُهدَّن. وقال ابن الأعرابي: هَدَّن عدوَّه: إذا كافّه، وهَدَن: إذا حَمُق.
وقال الليث:الهوْدَناتُ: النُّوق. وقال شمِرٌ: هدَنْتُ الرجلَ إذا سكنْتَه وخَدَعْته كما يُهْدَن الصبي. وقال رؤبة: ثُقِّفْتَ تَثقِيفَ امرئ لم يُهْدَنِ أي لم يُخدَعْ ولم يُسَكَّن فيُطْمَعَ فيه. هند قال الأصمعيّ وغيره: هُنَيْدةُ: مائة من الإبلَ معرِفةٌ لا تنصَرِف؛ ولا يَدْخُلها الألف واللام، ولا تُجمع، ولا واحد لها من جِنْسِها. وقال أبو وَجزة: فيهم جِيادٌ وأخطـارٌ مُـؤبَّـلَةٌ من هِنْدِ هِنْدَ وأرْباءٌ على الهِنَد ويقال: هنَّدَتْ فلانةُ فُلاناً: إذا أورثَتْه عِشقاً بالمُغازلة والملاطفة؛ وأنشد: يَعِدْنَ مَنْ هنَّدْنَ والمُتَيَّماَ وقال الراجز: غَرَّكَ مِنْ هنَّادَةَ التَّهنِيدُ موْعُودُها والباطلُ المَوْعودُ والتهنِيدُ: شَحْذُ السَّيْف. وقال: كلُّ حُسامٍ مُحْكَمِ التّهنِيد وأصل التهنِيد في السَّيْف أن يُطبَعَ ببلاد الهند ويُحكم عملُ شَحْذِه حتى لا ينبُو عن الضَّرِيبة يقال: سيفٌ مُهَنَّد وهِنْديٌّ وهُنْدُوانيّ إذا سوى وطُبِع بالهنْد. ثعلب عن ابن الأعرابيّ: هَنَّدَ: إذا قَصَّرَ وهَنَد وهَنَّد: إذا صاح صياح البُومة. ابن المستنير: هَنَّدَتْ فلانةُ بقَلْبه: أي ذهبت به. عمرو عن أبيه: هَنّد الرجل إذا شَتم إِنساناً شَتْماً قبيحا؛ وهُنِّد إذا شُتم فاحتمله. وهنْدٌ من أسماء الرجال والنساء. وأما هَنَّادٌ ومُهَنَّد وهِنْديٌّ فمن أسماء الرجال خاصة. وقال ابن دُريد: هَنَّدتُ الرجلَ تنْهيدا: إذا لايَنْتَه ولاطَفْته، وأنشد: راقك من هَنَّادَةَ التهنيدُ دهن قال الليث: الدُّهْن الاسمُ. والدَّهْنُ: الفِعْل المجاوز، والادِّهانُ الفِعْل اللازم. أبو عبيد عن الأصمعيّ وأبي زيد: الدَّهِين الناقةُ البَكِيئة القليلة اللبن. قال أبو زيد: وقد دَهِنَتْ تَدْهَنُ دَهَانَةً. ابن السكيت: ناقة دَهِينٌ: قليلة اللبَن، والجميع دُهُن. قال المثقّب: تَسُدُّ بمَضْرَ حيِّ اللّوْنِ جَثْلٍ خَوَايَةَ فَرْج مِقْلاتٍ دَهِينِ وقال الليث: هي التي يُمْرَى ضَرْعُها فلا يدُرُّ قطرةً. وأخبرني المنذريّ عن ثعلب، عن ابن الأعرابيّ قال: الدَّهِين من الجمال: الذي لا يكاد يُلقِحُ والملِيحُ: الذي لا يُلقح أصلا، وإذا ألقَح في أوَّل قَرْعة فهو قَبِيسٌ قال: ودَهّن الرَّجُلُ الرَّجُلَ: إذا نافَقَ، ودَهَّنَ غلامَه، إذا ضرَبه. أبو عبيد، عن الفرَّاء: دَهَنَه بالعصا يَدْهَنُه: إذا ضَرَبه، وهذا كما يقال: مَسَحَه بالعصا، وبالسَّيْف، إذا ضَرَبه برفق وقال الفراء في قوله عزّ وجلّ: يقال: وَدُّوا لو تَلين في دِينك فيلينُون. وقال أبو الهيثم: الإدهان: المُقَاربة في الكلام والتَّليِين في القَوْل، من ذلك قوله: (وَدُّوا لو تُدْهِنُ فَيُدْهنون)، معناه ودوا لو تكفرون فيكفرون، وقال في قوله عزّ وجلّ: (أ فَبِهَذَا الحديث أنتم مُدْهِنُون) قال:مكذِّبون، ويقال: كافرون، وقال في موضع آخر في قوله (وَدُّوا لو تُدْهِنُ فَيُدْهِنُون): يقال: ودُّوا لو تَلينُ في دينك فَيَلِينُون. وقال أبو الهيثم: الإدهان: المقاربة في الكلام، والتَّليين في القول من ذلك قوله: (وَدُّوا لو تُدْهِنُ فَيُدْهِنُون). وقال أبو إسحاق الزّجاج: المُدْهِنُ والمُداهِنُ: الكذّابُ المنافِق. وقال في قوله: (ودّوا لو تُدْهِنُ) أي ودُّوا لو تُصانعهم في الدِّين فيُصانُعوك. وقال الليث: الإدهان: الليِّنُ، والمُداهِن: المُصانِع الُلوارِبِ، قال زهير: وفي الحِلْمِ إدهانٌ وفي العَـفْـوِ دُرْبةٌ وفي الصِّدْق مَنْجَاةٌ من الشَّرِّ فاصدُقِ وقال ابن الأنباري: أصل الإدهان الإبقاء، يقال: لا تُدْهِنُ عليه: أي لا تُبق عليه. وقال اللحيانيّ: يقال: ما أدهنْتَ إلا على نفسك: أي ما أبقيت- بالدال- ويقال: ما أرهيْت ذاك: أي ما تركتَه ساكنا. والإرهاء: الإسكان. وقال في موضع آخر: قال بعض أهل اللّغة: معنى داهَنَ وأَدْهَنَ: أي اظهَر خَلافَ ما أَضْمَر فكأنّه بَيَّن الكذب على نفسه. وقال في قول الله عزّ وجلَّ: (أَ فَبِهَذّا الحدِيثِ أنتُمْ مُدْهِنُونَ): أي مكذِّبون.
وقال الليث: الدُّهْنُ من المطر: قدرُ ما يَبلُّ وجهَ الأرض. ورجل دَهِينٌ: ضعيف. ويقال: أتيت بأمرٍ دَهِين. وقال أبن عَرادةَ: لِتَنْتَزِعُوا تُراثَ بَني تميمٍ لقد ظِنُّوا بنا ظَنًّا دَهِينا وقال غيره: الدِّهان: الأمطار اللَّيِّنة، واحدها دُهن. وقال الفرَّاء في قول الله جلَّ وعزَّ: ( فكانت وَرْدَةً كالدِّهَانِ). قال: شَبَّهها في اختلاف ألوانِها بالدُّهن واختِلاف ألوانهِ. قال: ويقال: الدِّهان: الأديم الأحمر وأنشد ابنُ الأعرابيَّ: ومُخاصِمِ قاومْتُ في كَـبَـدٍ مثل الدِّهانِ فكان لي العُذْرُ قال: الدِّهان: الطَّرِيقُ الأملَس ههنا: أي قاومْتُه في مَزِلِّ فثَبَتَ قَدَمي ولم تثبُت قدمُه. والعُذْرُ: النُّجْح. قال: والدِّهان في القرآن: الأدِيمُ الأحْمَر الصِّرْف. وقال أبو إسحاق في قوله عزّ وجلَّ: (فكانَتْ ورْدَةً كالدِّهانِ): تتَلوَّنُ من الفَزَعِ الأكْبَر كما تتَلوَّن الدِّهانُ المُختلفة، ودليل ذلك قوله عزّ وجلَّ: (يوم تكُونَ السَّماءُ كالمُهْلِ): أي كالزَّيت الذي قد أُغلي. أبو عبيد، عن أبي عمرو: المَداهِنُ: نُقَرٌ في رؤوس الجبال يَسْتَنْقِعُ فيها الماء، واحدها مُدْهُن. وقال الليث: المُدْهُن كان في الأصل مِدْهَناً، فلمَّا كَثُر في الكلام ضَمُّوه. وقال ابن السكيت: قال الفرّاء: ما كان على مِفْعل ومِفْعلة ممّا يُعْتَملُ به، فهو مكسورُ الميم، نحو مِخْرَز ومِقْطَع ومِسَلّ ومِخَدَّة إلاّ أحرفا جاءت نوادرَ بضمّ الميم والعين، وهي: مُدْهُنٌ ومُسعُطٌ ومُنْخُلٌ ومُكْحُلٌ ومُنْصُلٌ، والقياسُ مِدْهَن ومِنْخَل ومِسْعَط ومِكْحَلة. والدَّهناء من ديارِ بني تَميم، معروفة، تُقْصرُ وتُمَدّ. والنِّسبة إليها دَهْناويّ، وهي سَبْعةَ أَجْبُل في عُرْضها بين كلِّ جَبَلَيْن شَقِيقَةٌ، وطولُها من حَزْن يَنْسوعَةَ إلى رَمْل يَبْرِينَ، وهي من اكثر بلاد الله كلأ مع قلّة أَعْدادِ المياه، وإذا أخْصَبت الدَّهْناء رَبَّعَت العَرب جَمْعاء لِسَعيها وكثرة شَجَرها، وهي غَداةٌ مكرُمَة نَزِهَةٌ، مَنْ سَكنها لم يَعرِف الحُمىَّ لِطيب تُرْبَتها وهَوائِها. وقال أبو زيد: الدِّهان: الأمطار الضّعيفة، واحدها دُهْن، يقال: دَهَنها وَليٌّ، فهي مَدْهُونة. والدَّهَّان: الذي يبيع الدُّهْن. نهد قال الليث: النَّهْد في نَعْت الخيل: الجسيمُ المُشْرف. يقال: فَرَسٌ نَهْدُ القَذال، نَهْدُ القُصَيْرَي. والنَّهْد: إخراج القَوم نَفقاتهم على قَدْرِ عَدَدِ الرُّفْقة: يقال: تناهدوا وناهَدُوا، وناهَدَ بعضهم بعضا. والمُخْرَجُ يقال له: النِّهْد: يقال: هاتِ نِهْدَك. قال: والمُناهَدة في الحرب أن يَنْهدَ بعضهم إلى بعض، وهي في معنى نهضُوا، إلاّ أنّ النهوض قيامٌ على قُعود، ومُضِىّ؛ والنُّهُود: مُضىٌّ على كلِّ حال. قال والنهيدة: الزُّبدَة الضَّخْمة، وبعضهم يُسمِّها إذا كانت ضخْمةً نهْدَهً، وإذا كانت صغيرة فَهْدةً. قال أبو حاتم: النهِيدَة من الزُّبْد: زُبْدُ اللّبن الذي لم يَرُبْ ولم يُدْرِك فَيُمخَضُ اللّبن فتكون زُبْدَتُه قليلةً حلوةً. والنَّهْداء من الرِّمال كالرَّابية المتلبِّدة: مكرُمَة تُنبِتُ الشَّجَر، ولا يُنْعَتُ الذَّكَرُ على أَنْهَد. وتقول: نَهَدَ الشَّدْىُ نُهُوداً: إذا انتَبَرَ وكَعَّب، فهو ناهِد. وقال أبو عبيد: إذا نَهَدَ ثَدْيُ الجارية قيل: هي ناهِد. والثُّدِيُّ الفَوالكُ دون النَّواهد. وَنَهَدَ القومُ لِعَدُوّهم: إذا صَمَدوا له. وفي حديث ابن عمر أنه دخل المسجدَ الحرامَ فنهَدَ له الناسُ يسألونه: أي نَهَضوا، وأنْهَدْتُ الحَوْضَ إنهادا: إذا مَلأُتَه حتى يفيض. أبو عبيد، عن الكسائي: إناءٌ نَهْدانُ: الذي قد علا وأشرف، وحَفّانُ: قد بَلَغ الماءُ حَفافَيْه، وكَعْثَبُ نَهْدٌ: إذا نَتَأَ وارتَفع، وإذا كان مُسْتَرخِياً فهو هَيْدَبٌ، وأنشد الفراء: أريتَ إنْ أُعطِيتَ نَهْداً كَعْثَبا أذاكَ أمْ نُعطِيك هَيْداً هَيْدَبا ابن السكيت: النَّهيدةُ أن يُغْلَى لُبابُ الهبِيد، وهو حبُّ الحَنظَل، فإذا بلغ إناَه من النُّضج والكَثَافة ذُرَّتْ عليه قُمَيْحة من دَقيق، ثم أُكِل.
روى ابن السكيت لأبي عبيدة أنه قال: إذا قاربت الدلوُ الملْءَ فهو نَهْدُها: يقال: نهَدتِ المَلْءَ، قال: فإذا كانت دون مَلْئِها قيل: غرَّضْتُ في الدَّلْو، وأنشد: لا تملأ الدَّلْوَ وغَرِّضْ فيها فإِنّ دُونَ مَلْئِها يَكْفيهـا وكذلك عَرَّقْتُ. وقال: وضَخْتُ وأَوضَخْتُ: إذا جعلتَ في أَسْفَلها مُوَيهةً. نده الأصمعيّ: النَّدْهُ: الزَّجْر، قال: وكان يقال للمرأة في الجاهلية إذا طُلِّقَت: اذهَبِي فلا أَندَهُ سَرْبَكِ، فكانت تَطُلق، الأصل فيه أنه يقول لها: اذهبِي إلى أهلك فإِني لا أَحفَظ عليكِ مالكِ ولا أرُدُّ إبِلك عن مَذْهَبها، وقد أَهْمَلْتُها لِتَذْهَب حيث شاءت. وقال الليث: النَّدْه: الزّجْر عن الحوض وعن كلّ شيء إذا طُرِدَتِ الإبلُ عنه بالصيِّاح. وقال أبو مالك: نَدَه الرّجلُ يَنْدَه نَدْهاً: إذا صَوَّت. وقال أبو زيد: يقال للرجل إذا رأَوه جَرِيئا على ما أَتّى أو المرأةِ: إحْدَى نَوَادِهِ البَكْر. أبو عبيد، عن الأموي: النَّدهة: الكْثيرة من المال، وأنشد قول جميل: ولا مَالُهم ذُو نَدْهَةٍ فَيدُوني وقال ابن السكيت: النَّدهة والنُّدهة بفتح النّون وضمِّها: كثرة المال. هدف روى شمر بإِسناد له أنَّ الزُّبير وعمرو بن العاص اجتمعا في الحِجر، فقال الزُّبير: أما والله لقد كنت أهدَفْتَ لي يوم بَدْر، ولكني اسْتَبْقَيتُك لمثل هذا اليوم. فقال عمرو: وأنت والله كنت أَهدفْتَ لي، وما يَسُرُّني أنَّ لي مثل ذلك بِفَرَّتي منك. قال شمر: قوله: أهدفْت لي، الإهدافُ: الدُّنُّو منك والاستقبالُ لك والانتصاب: يقال: أهدَف لي الشيءُ فهو مُهدِف، وأنشد: ومِن بني ضَبَّة كَهْفٌ مِكْهَفُ إنْ سالَ يوماً جَمْعُهمْ وأَهدَفُوا وقال: الإهدافُ: الدُّنُوُّ: أَهدَفَ القومُ: إذا قَرُبوا. وقال ابن شُميل، أو قاله الفرَّاء: يقال لمّا أَهدَفَتْ لي الكوفةُ نَزَلْتُ، ولمّا أهدَفَتْ لهم تفرَّقوا، وكلُّ شيء رأيته قد استقبَلك استقبالا فهو مُهْدِف ومُسْتَهدِف قال النابغة: وإذا طَعَنْتَ طَعَنْتَ في مُسْتَهدِفٍ رابِي المَجَسَّة بالعَبِير مُقَرْمَـدِ أي مُرتفع منتصب، وقد اسْتهْدَف: أي انتَصَب، ومن ذلك أُخذ الهدَف لانتصابه لِمَنْ يَرمِيه. وقال الزَّفَيان السَّعْديّ يذكر ناقته: ترجوا اجتيارَ عظْمها إذْ أَزْحَفَتْ فأَمْرَعَتْ لما إليكَ أَهـدَفَـتْ أيْ قدْ قَرُبتْ وَدَنَتْ. وفي النوادر: يقال: جاءت هادِفَةٌ من ناس، ودَاهفَةٌ وجاهشَةٌ. وهاجِشَةٌ وهابِشَةٌ وهائِشةٌ. ويقال: هل هَدَف إليكم هادِفٌ، أو هَبَشَ هابِشٌ: يستخبره هل حَدَثَ ببَلده أحدٌ سِوى مَن كان به. وقال الليث: الهدَف: الغرَض. والهَدَفُ من الرّجال: الجسيم الطَّوِيلُ العُنُق العُريضُ الألْوَاح. ويقال: أَهْدفَ لك السحابُ أو الشيء: إذا انتَصَب، والهَدفُ: كلُّ شيءٍ عريض مرتفع. وفي الحديث أَنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا مرَّ بهدفِ مائلٍ أو صَدفٍ مائلٍ أسرَعَ المشيَ. قال أبو عُبيد: قال الأصمعيّ: الهدَف: كل شيءٍ عظيم مرتفع. وقال غيره: وبه شُبِّه الرَّجل العظيم، فقيل له: هَدَف، وأنشد: إذا الهَدَفُ المِعْزالُ صوَّب رأْسَه وأَعجبه ضَفْوٌ من الثَّلّةِ الخُطْلِ قال: والصَّدَف نحوٌ من الهَدف. وقال أبو سعيد في قوله: إذا الهدف المِعْزال: هذا راعي ضأن فهو لضَأنه هَدف تأوي إليه، وهذا ذمٌّ للرجُل إذا كان راعي الضأْن، ويقال: أحمقُ من راعي الضأن. قال: ولم يُرِدْ بالخُطْل اسْترخاء آذانها، أراد بالخُطْل: الكثيرةَ تخْطِل عليه وتَتْبَعُه. قال: وقوله: الهَدَف: الرجلُ العظيم خطأ. وفي حديث أبى بكر: قال له ابنه عبد الرحمن: لقد أَهْدَفْتَ لي يومَ بدر، فَصِفْتُ عنك، فقال أبو بكر: لكنَّك لو أَهدفْتَ لي أَصِفْ عنك: يقال لكل شيء دنا منك وانتصب لك واستَقْبَلك: قد أهدف لي الشيءُ، واستَهْدَف، ومنه أُخِذ الهَدف لانتصابه. وقال ابنُ شميل: الهَدف: ما رُفِع وثُنِيَ من الأرض للنِّضال. والقرْطاس: ما وُضِع في الهدف ليُرْمَى. والغرض: ما يُنْصَب شِبْه غِرْبال أو حلْقة.
وقال في موضعٍ آخر: الغرض: الهدَف، ويُسَمَّى القِرطاسُ هَدَفاً أو غَرَضاً على الاستعارة. ويقال: أهدفَ لكَ الصَّيدُ فارْمِه، وأَكْثبَ وأعرضَ مثلُه. وقال عبد الرحمن بن أبى بكر رضي الله عنهما لأبيه: لقد أهْدَفْتَ لي يوم بدر فصدفت عنك، فقال أبو بكر: لكنك لو أهدفتَ لي لم أصْدِف عنك. وقال إسحق بن الفَرَج: قال الأصمعيّ: عِدْفةٌ وعِدَف، وهِدْفةٌ وهِدَفٌ بمعنى قِطْعَةٌ. قال: وقال عُقْبَة: رأيتُ هِدْفةً من الناس: أي فِرْقة. دهف في النوادر: جاءت هادفةٌ من الناس وداهفةٌ بمعنىً واحد. ويقال: إبلٌ داهفةٌ، أي مُعْيِيَةٌ من طُولِ السّيْر. وقال أبو صَخر الهَذَلِيّ: فما قَدِمَتْ حتى تَوَاتَرَ سيرُهـا وحتى أُنِيخَتْ وهي داهِفةٌ دبْرُ دفه أهمله الليث. ورَوى ثعلب عن ابن الأعرابيّ قال: الدّافِه: الغريب. قلت: كأنه قُلِبَ عن الداهِف أو الهادِف. فهد قال الليث: الفَهْد معروف، وجمعُه فُهود، وثلاثةُ أفْهُد. وقال أبو عبيدة: فَهْدَتا صَدْرِ الفَرَسِ: لحمتان تكتنفانه. وقال غيره: فَهْدَتاَ البعير: عَظْمانِ ناتِئَانِ خَلْفَ الأُذُنين، وهما الخُشَشَاوَان. والفَهْد: مِسْمَارٌ يُسَمَّر به وَاسِطُ الرَّحْل، وأنشد: مُضَبَّـرٌ كـأنـمـا زَئيرُه صَرِيرُ فَهْدٍ واسطٍ صرِيرُه شبَّه صَرِيفَ نابِ الفحْل بصَرِيرِ هذا المِسمار. قال خالد: واسطُ الفَهد: مِسمارٌ يُجعل في واسطِ الرَّحْل. اللِّحيانيّ: غلامٌ فَوْهَد وثَوْهَد: إذا كان ناعما ممتلِئاً. ووَصَفَ امرأةٌ زوجَها فقالت: "زَوجي إن دَخَل فَهدَ، وإن خرَج أَسِدَ"، فوصفَت زوجها باللَّين والسكون إذا كان معها في البيت. ويُوصَف الفَهْد بكثرة النَّوم، فيقال: أنْوَمُ مِن فَهدٍ، فشبَّهتْهُ به إذا خَلا بها، وبالأسد إذا رأى عدُوَّه. ويقال للَّذي يُعلِّمُ الفَهدَ الصَّيْد: فَهاد. وقال أبو عمرو: غلام فَلْهَد وفَوْهَد، وهو الغلام السَّمين الذي قد راهَقَ الحُلُم. وفي النَّوادِر: يقال: فَهَد فلانٌ لفلانِ، وفَأَدَ، ومَهَد: إذا عِمِل في أَمْرِه بالغَيْبِ جَميلا. هدب قال الليث: الهَدَب: أَغْصانُ الأرْطَي ونحوِها ممَّا لا وَرَقَ له، وجمعُه أَهداب، والواحدة هَدَبة. والهَدَب: مَصدر الأهدب والهَدْباءِ يقال: شجرةٌ هَدْباءُ، وقد هَدِبَتْ هَدَباً: إذا تَدَلّى أغصانُها من حَواليْها. ورجلٌ أهدَبُ: طويل أَشفار العين، النّابِت كثيرُها. قلت: كأنّه أراد بأَشفار العين ما نَبت على حروف الأجفان من الشَّعَر، وهو غَلَط، إنما شُفْرُ العيْن مَنْبِت الهَدَب من حروف أجفان العين، وجمعه أشفار. وفي الحديث: "ما من مُؤْمِنٍ يمرَض إلاّ حَطَّ الله هُدْبَةً من خطاياه"، أي قطعةً، وطائفة؛ ومنه هُدْبَةُ الثوْب. وقال الليث: الهُدَّاب: اسم يَجمعُ هُدْبَ الثوب وهُدْبَ الأرْطَي، وقال العجّاج يصف ثوراً وَحْشِيًّا: وشجرَ الهُدَّابِ عنه فجفاَ بِسَلْهَبيَنِ فوقَ أَنْفٍ أَذْلَفاَ والواحدة هُدَّابة وهُدْبَة. وقال الشاعر: مناكبُه أَمْثالُ هُدْبِ الدَّرَانِكِ والهَدْب بسكون الدال: ضَرْبٌ من الحَلَب: تقول: هَدَبَ الحالبُ الناقة يَهْدِبُها هدْباً إذا حَلَبَها. قال ذلك ابن السكيت، وقد هَدَبَ الثَّمَرَة يَهْدِبُها إذا اجتناها قال: والهدَبُ من وَرَق الشَّجر: مالا عَيْرَله نَحو الأثْل والطَّرْفاء والسَّرْو. قلتُ: يقال: هُدْبٌ وهَدَبٌ وهَدَبٌ لورَق الشجر من السَّرْوِ والأرْطَي ومالا عَيْرَله في وسطه ويقال: هُدْبة الثوبِ والأرْطَي وهُدَبُهُ. قال ذو الرُّمة: أعْلَى ثوبِهِ هُدبُ وأهْدَبَ الشجَرُ: إذا خرح هُدْبُه وقد هَدَبَ الهدَبَ يهدِبُه: إذا أخذه من شجره. وقال ذو الرمة: على جوانِبِه الأسْباطُ والهدَبُ وفي الحديث: "ومِنَّا من أيْنَعَتْ له ثمرتُه فهو يَهدِبُها"، أي يجنيها ويقطفها، كما يَهدِبُ الرّجُل هَدَب الغَضاَ والأرْطَي. قلت: والقَبَل مثل الهدَبُ سواءٌ. أبو عبيدة عن الأصمعي: الهيْدَب: السّحاب الذي يتدلَّى ويدنو مثل هُدْب القطيفة.
وقال الليث: هَيْدَبُ السحاب: إذا رأيتَ السَّحابة تَسلْسَلُ في وجهها للوَدْق فانصَبَّ كأنه خُيوطٌ متّصلة، وكذلك هَيْدَبُ الدَّمْع، وأنشد: بدَمْـع ذي حَــزَازاتٍ على الخَدَّيْن ذِي هَيْدَبْ أبو عبيد: الهيْدَبُ: العَبَامُ من الأقوام الفَدْمُ الثقيل. وقال أَوْسُ بن حَجَر: وشُبِّه الهيْدَبُ العَبامُ مِنَ ال أَقْوام سَقْباً مُجَلِّلاً فَرَعاَ وقال غيره: الهَيْدَب ثدي المرأة ورَكَبُها إذا استرخَى وذهبَ اكتِنازُه وانتصابه شُبِّه بهيْدَب السّحاب، وهو ما تَدَلَّى من أسافله إلى الأرض قلت: ولم أسمع الهَيْدَب في صفةِ الوَدْقِ المتصل، ولا في نعت الدمع، والبيتُ الذي احتجّ به الليث مصنوع لا حجة به وأمّا بيت عبيد فإنه يدل على أنّ الهَيْدَب من السَّحاب، وهو قوله: دانٍ مُسِفٌّ فُوَيْقَ الأرْضِ هَيْدَبُهُ وقال الليث: يقال لِلِّبْدِ ونحوِه إذا طال زِئْبِرُه: أهْدَب، وأنشد: عن ذِي دَرَانِيكَ ولِبْدٍ أهْدَبا والهُدْبة: الواحدةُ من هُدْب الثَّوْب، وبها سُمِّى الرجُلُ هُدْبة. هبد قال الليث: الهَبْد: كَسْرُ الهبيد وهو الحنْظَل، يقال منه: تَهبَّد الرجلُ والظَّليم: إذا أخذا الهَبِيِدَ من شَجره. وقال أبو عبيد: الهَبيدُ: الحَنْظَل، ويقال: حَبُّ الحنْظَل، ويقال للظليم: هو يتهبَّد: إذا استخرجه ليأكله. قلت. ويقال: اهتَبَدَ الظَّليمُ: إذا نَقَر الحَنْظَلَ بِمنْقارِه فأَكل هَبيدَه، واهتبد الرّجُلُ: إذا عالج الحَنْظَل، وقد هَبَدْتُه أَهْبِدُه: إذا أَطْعَمْته الهَبيدَ قلت وهَبيدُ الحَنْظَل. حَبُّ حَدَجِه إذا جَفّ يُسْتَخْرَج ويُنقَع ثمّ يُطْبَخُ ذلك الماءُ الذي أُنقْع فيه حتى تذهب مَرَارَته ثمّ يُصَبُّ عليه السَّمن ويُذَرّ عليه قُمَيْحَةٌ ويُتحسَّى فيتبلَّغُ به في السنين والمجاعات. وقال أبو عمرو: الهَبيد هو أن يُنقَع الحَنْظَل أَيّاما ثمّ يُغسلَ ويطرَحَ قشْرُه الأعلى فيطبخ ويُجْعل منه دَقيق، وربما يجعل منه عَصيدةٌ، يقال منه. ورأيت قوماً يتهبَّدون، والتّهبُّد: اجتناء الحَنْظل ونَقْعُهُ وأخبرني المُنذري عن أبى الهيثم أنه قال: هَبيدُ الحَنْظل: شَحْمه يستخرج فيجعل في الماء ويترك فيه أياما، ثمّ يضرَب ضَرْباً شديداً ثم يخرَخ وقد ذهبتْ مَرارَتُه، ثمّ يشَرَّرُ في الشَّمس، ثمّ يطحن ويُستخرج دُهْنُه فيتعالج به، وأنشد البيت. خُذِي حَجَرَيْكِ فادَّقِّي هبيدا وقال ابن السكيت: الهبيدة: أن يغلي لُبابُ الهبيد، وهو حَبُّ الحَنْظل، فإذا بلغَ إناه من النُّضج ذُرّتْ عليه قُمَيْحَةٌ من دَقيق ثم أُكل وقال: خُذِي حَجَرَيْكِ فادَّقِّي هبيدا كلا كلبيْك أعْيا أنْ يصيدا كأن قائل هذا الشِّعر صَيّادٌ أخفق فلم يصدْ فقال لامرأته: عالجِي الهبيد فقد أخفقنا. أنشد أبو الهيثم: شَرِبنَ بعُكَّاش الهَباَبـيدِ شَـرْبَةً وكان لها الأحْفَى خلِيطاً تُزَايَلْه قال: عُكَّاش الهَبابيد: ماءٌ يقال له: هَبُّود وأحْفَي: اسم موضع. أبو عبيد: الهَبيِدُ: الحنْظل، ويقال: حبُّ الحنْظَل فجمعَه بما حوله. وهَبُّود: اسم فرَسٍ سابقٍ كان لبني قُرَيْع وقال: وفارِسُ هَبُّودٍ أشابَ النَّواصيا بده أبو العباس، عن ابن الأعرابي: بَدَه الرجُل: إذا أجاب جواباً سَدِيداً على البَديهة بلا تَرْوِيةَ فيه. وقال الليث: البَدْه: أن تَسْتَقْبِل الإنسان بأمرٍ مفاجأةً، والاسم البَدِيهة في أول ما يفاجأ به. تقول: بادَهَنِي مُبادَهةً: أي باغَتني مُباغتَةً. قال: والبُداهة: البَديهة في أول جَرْى الفرَس، تقول: هو ذو بَديهةٍ، وذو بُداهة. قلت: بُداهة الفرَس: أول جريه، وعُلالَتُه: جَرْيٌ بعد جَرْي. وقال الأعشى: إلاَّ بُـداهةَ أو عُــلا لةَ سابِحٍ نَهْدِ الجُزَارَهْ دبه أبو العباس، عن ابن الأعرابي: دَبُه الرجُلُ: إذا وقع في الدَّبَهِ، وهو الموضع الكثيرُ الرَّمْل، ودَبَّهَ: إذا لزِم الدُّبَّهَ، وهي طريقةُ الخير. قلت: جَعَل ابن الأعرابيّ دَبَّةَ ثلاثياً صحيحاً ثم جعله من ثنائيّ المُضاعف، ولا أدري ما مَذهبُه في ذلك. هدم
قال الليث: الهَدْم: قَلْع المَدَر، يعني البُيُوت، وهو فِعْل مُجاوِز، والفعل المطاوِع الانهدام وهو لازمٌ، والهِدْم: الخَلَق البالي، وجمعُه أهدام.
وقال أبو عبيد: الهِدْم: الشيخُ الذي قد انحطَم مثل الهِمّ.
قال: وسمعتُ الأصمعي يقول للناقة إذا اشتدَّت ضَبَعَتُها وهو شَهْوَتُها للفَحْل: هَدِمَتْ تهْدَمُ هَدَماً فهي هَدِمة.
وقال الفراء: الهَدِمَة: الناقة التي تقع من شدَّة الضَّبَعة، وأنشد:
فيها هَدِيمُ ضَبعٍ هَوَّاسُ
وقال الليث: الناب المتهدِّمة، والعجوز المتهدِّمة: الفانية الهَرِمة.
الحرَّاني عن ابن السكيت قال: الهَدَم: ما تهدَّم من البئر من نواحيها في جَوْفها، وأنشد أبو زيد الأنصاري:
تمضي إذا زُجِرَتْ عنْ سَوْءةٍ قَدُماً كأنها هَدَمٌ في الجَفْرِ مُنقـاضُ
وفي الحديث أن أبا الهَيْثم بن التَّيِّهان قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن بيننا وبين القوم حبالاً، ونحن قاطعوها فنخشى إنِ الله أعَزّلَ وأَظْهَرَك أن ترجِع إلى قومك. فتبسَّم النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: "بل الدَمَ الدَمَ، والهَدْمَ الهَدْم، أنا منكم، وأنتم مني".
وأخبرني المنذريّ عن ثعلب، عن ابن الأعرابيّ قال: العَرَب تقول: دَمِي دَمُك، وهَدَمي هَدَمُك، هكذا رواه بفتح الدال قال: وهذا في النُّصْرة والظْلم، تقول: إِن ظُلمتَ فقد ظُلِمتُ، قال: وأنشدني العُقَيْليّ:
دماً طيِّبا يا حبّذا أنتَ من دَمِ
وقال أبو عبيدة قولا ثالثا، كان يقول: هو الهَدَمُ الهَدَمُ، واللَّدَمُ اللّدَمُ: أي حُرَمتي مع حُرْمَتِكم، وبيتي مع بَيْتِكم، وأنشد:
ثمّ الْحَقِي بهَدَمِي ولَدَمي
أي بأصلي ومَوْضِعي.
قال: وأصل الهَدَم ما انهَدَم. يقال: هدمْتُ البناء هَدْما، والمَهْدُوم هَدَمٌ، وسُمِّيَ منزلُ الرجل هَدَما لانهدامه.
وقال غيره: جاز أن يقال لقَبْر الرجل: هَدَمُه لأنه يُحفَر ثم يُرَدّ تُرابُه فيه، فهو هَدَمُه، فكأنه قال: مَقبَرِي مَقْبَرُكُم: أي لا أزال معكم حتى أموتَ عندكم.
وأخبرني المنذريّ عن أبى الهَيثم أنه قال: قولهم في الحلف: دَمِي دَمُك: إنْ قتلَنِي إِنسانٌ طلبْتَ بدَمِي كما تطلُبُ بدم وليِّك: أي ابن عمِّك واخيك، وهَدَمي هَدَمُك أي مَن هَدَم لي عِزًّا وشَرَفا فقد هَدَمه منك، وكلّ من قتَل لك وليًّا فكأنما قتَل وَلِييِّ، ومن أراد هَدْمك فقد قصدني بذلك.
قلت: ومن رواه الدَّمَ الدَّمَ والهَدْمَ الهَدْمَ فهو على قول الحليف: تطلُب بِدَمي وأنا أطلُب بدَمِك، وما هَدَمْتَ من الدّماء هَدَمْتُ: أي ما عفوْتَ عنه وأهْدَرْتَه فقد عفوتُ عنه وتركتُه.
ويقال: إنهم كانوا إذا احْتَلفوا قالوا: هَدْمِي هَدْمُك ودَمِي دمُك، وترِثني وأَرِثُك، ثم نسخ الله تعالى بآيات المواريثِ ما كانوا يشتَرطونه من الميراث في الحِلْف.
وقال ابن شميل: المَهْدومة: الرَّثِيئة من اللَّبَن؛ ورجل هَدِم: أحَمق مُخَنّث، وأنشد أبو حاتم:
شفَيْتُ أبا المُخْتارِ من داءِ بَطْنـه بمهْدُومةٍ تُنبيِ أُصولَ الشراسِفِ
قال: المهدُومة: هي الرثيئة.
وقال أبو عبيدة: قال شهاب: إذا حُلِب الحليبُ على الحَقِين جاءت رثيئةً مذكرةً طيِّبَةً، لا فَلَقَ، ولا مُمْذَقِرَّة، سَمْهَجَةً لِّينَةً.
وقال أبو زيد: الهَدْمة: المطْرة الخفيفة. وأرضٌ مهدومةٌ: أي ممطورة.
وقال أبو سعيد: هَدَم فلانٌ ثوبَه ورَدَّمه: إذا رَقّعه.
رواه أبو تراب عنه.
وقال شمِر: قال أحمد بن الحَرِيش: الأهْدَمان: أن ينهار عليكَ بناءٌ أو تقع في بئر أو أُهْوِيَّة.
وفي الحديث: من هَدَمَ بُنْيان ربِّه فهو ملعون: أي من قتل النّفس المحرَّمة لأنها بُنْيان الله وتركيبُه.
دهم
قال الليث: الأدْهَم: الأسود، وبه دُهْمة شَدِيدة، وادْهامَّ الزَّرْعُ: إذا علاه السَّوادُ رِيًّا.
وقال الفرّاء فيما رَوَى عنه سَلَمة في قول الله جلّ وعزَ: (مُدْهَامَّتَانِ): يقول: خضراوان إلى السَّواد من الرِّيِّ.
وقال الزَّجّاج: المعنى أنهما خَضْراوان تَضرِب خُضرَتُهما إلى السّواد، وكل نبْت أخضر فتَمام خصبه وريِّه أن يضرب إلى السَّواد.
وقال اللّيث: الدَّهْمُ: الجماعة الكثيرة. وقد دَهَمُونا: أي جاءونا بمَرَّةٍ جماعةً.
ودَهَمَهُم أمْرٌ: إذا غَشِيهَم فاشيا، وأنشد: جئنا بدَهْمٍ يَدْهَمُ الدُّهُوما وقال بعضهم: الدُّهمة عند العرب: السَّواد، وإنما قيل للجَنّة: مُدْهامّةٌ؛ لشدّة خُضرتها. يقال: اسودّت الخُضرَة: أي اشتدّت، ولما نزل قوله عزّ وجلّ: (عَلَيْهاَ تِسْعَةَ عَشَر). قال أبو جهل: ما تستطيعون يا معشر قريش وأنتم الدَّهْمُ أن يغلب كلّ عشرة منكم واحدا؟! أي وأنتم العدد الكثير، وسبق بعض العرب إلى عرفة، فقال: اللهمّ اغفر لي قبل أن يَدْهَمَك النّاس، وفي حديث آخر: من أراد أهل المدينة بدَهمٍ: أي بغائلة، وأمر عظيم، وجَيْشٌ دَهمٌ: أي كثير. وأتتكم الدَّهماء، يقال: أراد الدَّهماء: السوداء المُظلمة، ويقال: أراد بذلك الداهية يذهب إلى الدُّهيم: اسم ناقة. وقال ابن السكّيت: يقال: دَهِمَهُم الأمرُ يَدْهَمُهُم، ودَهِمتْهم الخيل. قال: وقال أبو عُبَيْدة: ودَهَمَهُم يَدْهَمُهُم لغة. وقال اللّيث: الدَّهْماء: الجَماعةُ من الناس. أبو عُبيد، عن الكسائيّ: يقال: دخَلتُ في خَمَرِ الناس: أي في جَماعتهم وكَثْرَتِهم، وفي دَهْماَء الناس أيضا مثْلُه وأنشد غيرُه: فقَدْناكَ فِقْدَانَ الرَّبيع ولَيْتَنا فَدَيْنَاك مِنْ دَهَماَئِنا بألُوفِ وقال الليث: الدَّهماء القِدْرُ، والدَّهْماء: سَحْنَةُ الرجل، والدَّهْماء: بَقلْة. وقال ابن شُمَيل: الدَّهْماء: السَّوْداء من القُدُور، وقد دَهَمتْها النارُ. وقال حُذَيفَة وذكَر الفِتْنة فقال: أتَتْكم الدُّهَيْمَاء تَرْميِ بالنَّشْفِ ثمّ التي تليها ترْمي بالرَّضْف. قال أبو عُبَيْد: قوله: الدُّهَيمْاء ترْمِي بالنَّشْف نُراه أراد الدَّهماء فصغَّرها. وقال شَمِر: أراد بالدَّهْمَاء السَّوْداءَ المظْلِمة، مثله حديثه الآخر: لتكونَنَّ فيكُمْ أَرْبَعُ فِتَن: الرَّقْطاء، والمُظْلِمة، وكذا وكذا، فالمظلِمة مِثلُ الدَّهْمَاء. قال: وبعض الناس يذهب بالدُّهَيْماء إلى الدُّهَيم، وهي الداهية، وقيل للدَّاهية: دُهَيم؛ أَنَّ ناقةً كان يقال لها: الدُّهيْم، غَزّا قومٌ من العَرب قوماً فقُتِل مِنهم سَبْعَةُ اخْوَة فُحمِلُوا على الدُّهيْم؛ فصارت مثلا في كلّ داهية. وقال شَمِر: سمعت ابن الأعرابيّ يَروِي عن المفضَّل أنّ هؤلاء بنو الزبّان بن مُجَالِد، خرجوا في طلب إبلٍ لهم، فلقِيَهم كثيف ابنُ زَهَير فضَرَب أعناقَهم، ثم حَمَل رءوسهم في جُوالق، وعلَّقه في عُنُق ناقة يقال لها: الدُّهَيمُ، وهي ناقة عَمرو بن الزّبان، ثمّ خلاها في الإبل، فراحت على الزبّان، فقال لمّا رأى الجُوالق: أظُنُّ بَنِيَّ صاروا بيض نعام، ثمّ أَهْوَى بيَدِه فأَدخَلها الجُوالق، فإذا رأسٌ، فلما رآه قال: آخر البَزِّ على القَلُوص، فذهبت مثلا، وضَرَبت العربُ الدُّهيْمَ مَثَلا في الشّرّ والدّاهية. وقال الراعي يَذكُر جَوْرَ السُّعاةِ: كَتَبَ الدُّهيْمَ من العَداء لِمُسْرِفٍ عَادٍ يريد مَخـانَةً وغُـلُـولاَ وقال الكميت: أهَمْدانُ مَهْلاً لا يُصبِّح بيوتَكُـمْ بجُرْمكم حِملٌ الدُّهيْم وما تَزبِى وهذا البيت حُجَةٌ لما قاله المُفضَّل. يقال: هَدَمه ودَهدَمَه بمعنىً واحد. قال العجاج: وما سُؤالُ طَلَلٍ وأَرْسُمِ والنُّؤىِ بعدَ عَهدِه المُدَهْدَمِ يعني الحاجزَ حولَ البيت إذا تَهدَّم. وقال: غيرُ ثلاثٍ في المحلّ صُيَّمِ رَوَائمٍ وهُنَّ مِثلُ الدَّوْسَمِ بَعْدَ البِلَى شِلْوَ الرَّمادِ الأدْهمِ أبو عُبيد، عن الأصمعيّ: قال: الوَطْأة الدّهماء: الجديدة، والوَطْأة الغَبراء: الدّارسة، وأنشد قول ذي الرّمة: سِوَى وَطْأةٍ دَهماءَ من غير جَعْدةٍ ثَنَى أُخْتَها في غَرْزِ كَبداء ضامرِ وقال غيره: رَبعٌ أدْهَمُ: حديثُ العَهد بالحيّ النازِلِين به، وأَرْبْعٌ دُهمٌ. وقال ذو الرمة أيضا: أَلِلأَربُعَ الدُّهم اللّواتي كـأنـهـا بقيّةُ وَحْيٍ في بطون الصّحائف أبو عُبَيد، عن أبى زيد: النعجة الدَّهماء: هي الحمراء الخالصة الحُمرة. قال: وقال الأصمعيّ: إذا اشتدَّت وُرْقة البعير لا يخالطها شيء من البياض فهو أدْهمُ، وناقةٌ دَهماء، وفرس أَدْهَمُ بَهيم: إذا كان أسود بَهيماً لا شية فيه.
عمرو، عن أبيه: إذا كان القيد من خشب فهو الأدْهم والفلق. قال: والمُتَدهَّم، والمُتَدَأم والمُتدثِّر هو المحبوس المأبون، ويقال: أدهامَّ يَدْهامُّ فهو مُدهامٌّ، وأدْهَمَّ يَدهَمُّ فهو مُدهَمٌّ، وادهَوْهمَ يَدهوَمُ فهو مُدْهَوْهمٌ بمعنىً واحد. همد قال شمِر: الأرض الهامدة: المُسْنِتَه قال: وهُمُودها ألا يكون فيها حَياةٌ، ولا نَبتٌ، ولا عُود، ولم يُصِبْها مَطَر. والرَّمادُ الهامد: المُتلِّبد البالي بعضُه فوقَ بعض. وهمدتْ أصواتُهم: أي سكنتْ. وهمَد شجرُ الأرض: أي بَلِىَ وذَهب. وهمَد الثوبُ يَهمِدُ همُودا، وذلك من طُولِ الطَّيّ. تحسبَه صحيحا، فإذا مَسِسَتَه تَناثَرَ من البِلِى. وقال ابن السكّيت: همِد الثَّوْبُ يَهمَدُ هَمَدا: إذا بَلِى. وقال الليث: الهمُود: المَوْت؛ كما همَدت ثَمُود، ورَمادٌ هامِد: قد تَلبَّد وتغير. أبو عُبَيد، عن الأصمعي قال: خَمَدت النارُ: إذا سكن لهَبُها، وهمَدَت همُودا: إذا طُفِئت البتّة، فإذا صارت رَماداً قيل: هَبَا يَهبُو فهو هابٍ. الليث: ثمرةٌ هامِدة: إذا اسودتْ وعَفِنتَ، وارضٌ هامِدةٌ: مقشعِرَّةٌ لا نبات فيها إلا يبيسٌ مُتحطم. قال: والهامد من الشجر: اليابس. ويقال للهامد: هَمِيد. يقال: أخذنا المُصدِّقُ بالهميد: أي بمامات من الغَنم. وقال ابن شميل: الهَميد: المال المكتوبُ على الرَّجُل في الدِّيوان. فيقالُ: هاتوا صدقَتَه، وقد ذهب المالُ: يقال: أخذَنا الساعِي بالهَمِيد. أبو عُبيد، عن الأصمعيّ قال: الإهماد: السُّرعة في السير. والإهماد: الإقامة بالمكان. وانشد في السُّرعة: ما كان إلاّ طَلَق الإهماد وأنشد في الإقامة: لما رأَتني راضيا بالإهمادْ كالكُرَّزِ المَرْبوطِ بين الأوتادْ وهذا من باب الأضداد. وقال ابن بُزُرج: أهمَدُوا في الطعام: أي اندفَعُوا فيه. وقالوا: أهمَد الكلبُ: أي أَحضَر. مهد قال الليث: المَهْدُ للصَّبيّ، وكلك الموضع يُهيّأُ لينام فيه الصبي. قال: والمِهاد اسم أجمَعُ من المَهْد، كالأرض جعلها الله مهاداً للعباد، وجمعُ المِهاد مُهُد وثلاثة أَمْهِدة، ومنه قوله تعالى: (فَلأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُون) أي يُوطِّئون، وأصل المهد التَّوثير، يقال: مَهَّدتُ لنَفسي، ومهدت: أي جَعَلتُ مكانا وطيئا سهلا، ويقال: مَهَدْتُ لنفسي خيرا: أي هيَّأتُه ووطّأته. وقال أبو النجم: وامتَهَدَ الغاربُ فِعْلَ الدُّمَّلِ قلتُ: أصل المَهْدَ التوثير، ويقال للفراش: مهادٌ لوَثارته. وقال النضر: المُهْدة من الأرض: ما انخفض في سهولة واستواء. وقال أبو زيد: يقال: ما امتَهَد فلانٌ عندي يداً لم يُولِكَ نعمةً ولا مَعْروفا. ورَوَى ابن هانئ عنه: يقال ما امتَهَد فلان عندي مَهْد ذاك بفتح الميم وسكون الهاء. يقولها حين يُطْلب إليه المعروفُ بلا يَدٍ سلفتْ منه إليه، ويقولُها أيضاً للمسيء إليه حين يَطلُب معروفه أو يُطْلَبُ له إليه. مده قال الليث: المَدْه يضارع المَدْحَ، إلا أن المَدْه في نَعتِ الجَمَال والهيئة، والمدح في كل شيء عامّ. قال رؤبة: لله درّ الغانيات المُدَّهِ وقال غيره: المَدْح والمَدْهُ واحد، أَبدِلت الحاء هاء ويقال: فلان يتمدَّه بما ليس فيه ويتَمتَّه، كأنه يطلُبُ بذلك مَدْحَه، وأنشد ابن الأعرابي: تَمَدَّهي ما شئتِ أن تمَدَّهِي فلست موهَوْئِي ولا ما أَشْتَهِي هَوْئِي: هَمِّي. ورَوَى النضر عن الخليل بن أحمد أنه قال: مَدَهْتُه، في وجهه، ومَدَحْتُه، إذا إذا كان غائباً. دمه قال الليث: الدَّمَه: شِدّة حَرِّ الرَّمْلِ، وأنشد: ظَلَّتْ على شُزُنٍ في دامِهٍ دَمِهٍ كأنه أُوارِ الشَّمْس مَرعُـونُ قال: ويقال: ادْمَوْمَهَ الرَّمْل ولم أسمع دَمِه لغير الليث. ولا أعرف البيت الذي احتجّ به. ثهت قال ابن بُزُرج في نوادره الذي قرأتهُ بخط أبى الهيثم: يقال: ما أنت في ذلك الأمر بالثّاهت ولا المَثْهوت: أي ما أنت في ذلك بالداعي ولا المدعُوّ. قلت: ورَوَى أحمد بن يحيى، عن ابن الأعرابي نحواً من ذلك، وأنشد: وانْحَط داعِيكَ بلا إِسْكاتِ من البكاءِ الحقِّ والثُهاتِ هتر
قال الليث: الهَتْر: مَزْق العِرْض. قال: وتقول: رجل مُسْتَهْترَ: لا يبالي ما قيل فيه وما شُتِم به. وأُهْتِرَ الرجُل: إذا فَقَد عَقْلَه من الكِبر: يقال: رجل مُهْتَر. قلت: أما قوله الهَتْر: مَزْق العِرْض فغيرُ مُعتَمد. والذي سُمِع من الثِّقات بهذا المعنى: الهَرْتُ إلا أن يكون مقلوبا، كما جَذَب وحَبَذ، وأمّا الاستهتار فهو الوُلُوع بالشيء والإفراط فيه حتى كأنه أُهتِر: أي خَرِفَ. أبو عُبَيد عن أبى زيد أنه قال: إذا لم يَعقِل من الكِبَر قيل: أُهْتِر، فهو مُهْتَرٌ، والاستهتار مثله. وقال الأصمعي: الهِتْر: السَّقَط من الكلام والخَطأُ فيه. يقال منه: رجل مُهْتَر. وقال ابن الأعرابي: رجل مُهْتَر: من كِبَر أو مَرَضٍ أو حُزن. قال. والهُتْرُ-بضم الهاء-: ذَهابُ العقل. وقال أبو زيد: من أمثالهم في الداهي المنكَر: إنه لهِتْرُ أَهْتَار، وإنه لَصِلُّ أَصْلال. قال: ويقال: تَهاتَر القومُ تَهاتُراً: إذا ادَّعى كلُّ واحد منهم على صاحبه باطلا. قال ابن الأنباري في قولهم: فلان يُهاتِر فلاناً: معناه يُسابُّه بالباطل من القَوْل. قال أبو العباس ثعلب: هذا قولُ أبى زيد. وقال غيره: المُهاتَرة: القولُ الذي ينقضُ بعضُ بعضاً. قال: وأُهتِرَ الرجلُ فهو مُهْتَر: إذا أُولع بالقول في الشيء، واستُهتِر فلانٌ فهو مُستَهتَرٌ: إذا ذهب عقله فيه، وانصرفت همته إليه، حتى أكثر القول فيه بالباطل. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "المستبَّان: شَيطانان يتَهاتَران". وفي الحديث: "سبق المُفَرِّدون قالوا: وما المُفَرِّدون؟ قال: الذين أُهْتِروا في ذكر الله عز وجل". قال أبو بكر: المُفَرِّدون: الشيوخ الهَرْمَى الذين مات لِداتُهم وذهب القَرْن الذين كانوا فيهم. قال: ومعنى أُهْتِروا في ذكر الله: أي خَرِقوا وهم يَذكرون الله. يقال: خَرِفَ في طاعة الله: أي خَرِفَ وهو يطيع الله. قال: والمُفَرِّدُون يجوز أن يكون عنِيَ بهم المتفرِّدون المُتَخَلونَ بذكر الله، والمُسْتَهْتَرُون: المُولَعون بالذِّكر والتسبيح. في حديث ابن عمر: اللّهمَّ إنِّي أَعُوذُ بك أن أكونَ من المستهتَرين. يقال: استُهْتِرَ فلانٌ فهو مُستهتَر: إذا كان كثير الأباطيل. والهِتْر: الباطل. وقال الليث: التَّهْتار من الحُمْق والجهل، وأنشد: إنَّ الفَزارىَّ لا ينفكُّ مُغْتَلِماً من النّوَاكَةِ تَهْتاراً بتَهتَارِ قال: يريد به: التهتُّرَ بالتهتُّر. قال: ولغة العرب في هذه الكلمة خاصّة: دَهْدَارٌ بدَهْدَار، وذلك أنَّ منهم من يقلب بعض التاءَات في الصُّدور دالاً نحو الدِّرْياق لغةٌ في التِّرْياق، والدِّخْرِيضِ لغةٌ في التِّخْرِيصِ، وهما مُعرَّبان. وقال أبو عُبيد: الهِتْر: العَجَب. قال أَوْس: يُراجِعُ هِتْراً من تُمَاضِرَ هاتِراً أبو العبّاس، عن ابن الأعرابيّ: الهُتَيْرة: تصغير الهَتْرَة، وهي الحَمْقةَ المُحكَمة. وفي الحديث: المستَبَّان شيطانانِ يَتهاتران وَيتكاذَبان. وفي حديث مرفوع: سبق المُفَرِّدُون قالوا: وما المفرِّدون؟ قال الذين أُهتِرُوا في ذكر الله، يضعُ الذِّكر عنهم أثقالهم، فيأتون يوم القيامة خفافاً. قلت: معناه أنّهم كبِرُوا في طاعة الله وهلَك لِداتُهم. وجاء تفسيرُه في حديثٍ آخر: همُ الذين اسْتُهْتِرُوا بذِكر الله عزّ وجلّ: أي أولعوا به. يقال: استُهتِر فلان بأَمرِ كذا وكذا: أي أُولع به. تهر قال بعضهم: التَّيْهوُر: مَوْجُ البحْر إذا ارتَفع، وقال الشاعر: كالبحر يَقْذِف بالتَّيْهُورِ تيهُورا والتيهور: ما بَيْن قُلَّة الجَبل وأَسفله. وقال الهُذَلِيّ: فطلَعْتُ مِن شِمْراخِه تَيْهـورةً شَمَّاءَ مُشْرِفَةً كرأْسِ الأَصلعِ قلت: التَّيهُورُ: فَيْعُول، أصله ويْهُور قُلبِتَ الواو تاءً، كما قالوا: تَيْقُور أصلُه وَيْقُور، من الوَقار. تره قال الليث: التُّرَّهات: البَواطل من الأمور، وأنشد: وحَقِّةٍ ليستْ بقوْلِ التُّرَّهِ والواحدة: تُرَّهة. وقال أبو زيد: من أسماء الباطل التُّرَّهات البَسابِسُ، وجاء فلانٌ بالتُّرَّه، وهي واحدة التُّرَّهات. وقال شمِر: واحدة التُّرَّهات تُرَّهة، وهي الأباطيل. هرت
قال الليث: الهَرْتُ: هَرْتُك الشِّدْقَ نحو الأذن، والهَرَت: مصدر الأهرَت، والهَرْتاء. تقول: أَسَدٌ أَهْرَت، وأَسدٌ هَرِيتُ الشِّدْق أي مَهْرُوت ومُنهَرِت الشِّدْق. قال: والهَرْتُ: أن تَشُقَّ شيئاً تُوسِّعه بذلك..
أبو عبيد، عن أبى زبد: هَرَتَ عِرْضَه وهرَطَه وهرَدَه: إذا طَعن فيه، لُغاتٌ كلها. ويقال: هرَتَ ثوبه هَرْتاً: إذا شقَّه. ويقال للخطيب من الرِّجال: أهْرَتُ الشِّقْشِقَة، ومنه قول ابن مُقْبِل:
هُرْتُ الشَّقاشِقِ ظَلامُون للجُزُرِ
وقال أبو زيد: يقال للمرأةِ المُفْضَاةِ: الهَرِيتَ والأتُوم. قال: والهَرِيتُ من الرّجال: الذي لا يَكتُم سِراًّ أو يتكلم بالقبيح.
هتل
ابن السكيت عن الأصمعيّ: هتلت السَّماء وهَتَنَتْ تَهتِلُ وتهتِنُ هَتَلاناً وهَتَناناً وهو التَّهْتالُ والتّهْتَان. وقال العجّاج:
عَزَّزَ منه وهو مُعطِى الأَسْهالْ ضَرْبُ السَّوَارِي مَتْنَه بالتهتالْ
ونحو ذلك قال اللِّحيانيّ، قال: وهي سحائب هُيَّل وهُتَّن، وهو الهَتَلان والهتنان.
تله
في النوادر تَلِهْتُ كذا وتَلِهْتَ عنه: أي ضَلِلْتُه وأُنْسِيتُه.
وقال الليث: فَلاَةٌ مَتْلَهَةٌ: أي مَتْلَفة. وَالتَّلَهُ لُغةٌ: في التَّلَف. وأنشد:
به تَمَطَّتْ غَوْلَ كلِّ مَتْلَف
أي مَتْلَف. وقال غيره: التَّلَه: الحَيرة. وقد تَلِهَ يَتْلَه تَلَهاً، ورأيتُه يَتَتلَّه: أي يتردّد متحيِّراً، وأنشد أبو سعيد بيْتَ لَبِيد:
باتَتْ تَتلّهُ في نَهاءِ صُعَائدٍ
رواه غيره: باتت تبلّدَ. وقيل: التاء في قوله: تَلِه أصلها واو، يقال: وَلِهَ يَوْلَهُ وَلَهاً وتَلِهَ يَتْلَه تَلهاً، وقيل تَلِه كان في الأصل ائتَلَه يأتَلِه، فأَدغمت الواو في التاء، فقي: اتَّلَه يَتَّلِهَ، ثم حُذفت التاء فقيل تَلِهَ يَتلَه، كما قالوا: تَخِذَ يَتْخَذُ، وتَقِيَ يَتْقَي: والأصل فيهما اتَّخَذ يَتخِذ، واتَّقَى يتقي. وقال بعضهم: تَلِه أصلُه دَلِهَ.
هلت
قال أبو عُبيد، عن الأصمعيّ: هَلْتَى: شجرةٌ معروفة جاءَت على فَعْلَى. الهَلْتَى يَنْبت نباتَ الصِّلِيَّان إلا أنّ لونَه إلى الحُمرَة.
وقال ابن الفرَج: سمعْتُ واقعاً السُّلَمِىَّ بقول: انهَلتَ يَعدُو، وانْسَلَت يَعدُو.
قال، وقال الفرَّاء: سَلَته وهَلَته.
وقال اللِّحيانيّ: سلَتَ الدَّمَ وهَلَته: قشَرَه بالسِّكِّين.
هتن
يقال: هتَنَتْ السماءُ تَهتِنُ هتَناناً، وعينٌ هَتُونُ الدّمع، وجمعُه هُتُن.
نهت
يقال: نهتَ الأسَدُ في زئيرِه يَنهَت.
قال الليث. وهو صوتٌ دون الزَّئير. أبو عُبَيد، عن الأصمعيّ: النهيت: مثل الزَّحِير والطَّحِير، وقد نَهَتَ يَنْهِت.
تهن
أهمله الليث: وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي أنه قال. تَهِنَ يَتهَن تَهَناً فَهو تَهِنٌ: إذا نام.
وفي الحديث أن بلالاً تهِنَ: أي نامَ عن الأذان.
هتف
قال الليث: الهَتْف: الصوتُ الشديد. تقول: هتَفَ يهتِفُ هَتْفاً. والحمامةُ تهْتِفُ. والهُتَاف: الصوت، وسمعت هاتِفا يَهتِف: إذا كنتَ تسمَع الصّوت ولا تُبصر أحَداً.
قال أبو زيد: يقال: هَتفتُ بفلانٍ: أي دَعَوْتُه، وهَتَفْتُ بفلانٍ: أي مَدَحْته، وفلانةُ يُهتَفُ بها: أي تُذكَر بجمالٍ.
هفت
قال الليث: الهَفْتُ: تساقُط الشيء قِطْعةً بعد قطعة كما يَهفِتُ الثلْجُ، ونحوُ ذلك.
وقال الراجز:
كأن هَفْتَ القِطْقِطِ المنْثورِ
ويقال: تهافتَ القومُ تهافُتاً إذا تساقطوا مَوْتاً، وتهَافتَ الثوبُ: إذا تساقط بِلىً. وتهافتَ الفَراشُ في النار: إذا تساقط.
وقال الراجز يصف فَحْلا:
يَهفِتُ عنه زَبَداً وبَلْغمَا
قلتُ: والهَفْتُ من الأرض مثلُ الهَجْل، وهو الجو المطمئنّ في سَعَة.
وسمعت أعرابياً يقول: رأيتُ جمالاً يتهادَرْن في هذاك الهَفْتِ، وأشار إلى جَوٍّ من الأرض واسِعٍ وكلامٌ هَفت: إذا كثر بلا رويَّة فيه.
والهَفْتُ من المطر: الذي يُسرِع انهلالُه.
قال الليث: حَبٌّ هَفُوت: إذا صار إلى أسفل القِدْر وانتفخ سريعاً.
وقال ابن الأعرابي: الهَفْتُ: الحُمْقُ الجيّد.
وروى أبو عبيد عن الأحمر أنه قال: الهَفات: اللَّفات من الرجال: الأحمق.
تفه
قال الليث: التافِه: الشيء الخسيس القليل. وقد تَفِه الشيءُ يتْفَه تفَهاً فهو تافِه وتفِه. ورجلٌ تافِه العَقْل: أي قليله.
وفي حديث ابن مسعود ووصفِه القرآن: "إنه لا يَتْفَه ولا يتشانُّ".
قال أبو عبيد: قال أبو عمرو في قوله: لا يتفَه: هو من الشيء التافه، وهو الخسيس الحقير، ومنه قول إبراهيم: تجوز شهادة العبد في الشيء التافه.
وقوله: ولا يتشانّ: أي لا يخلق على كثرة التَّرْداد من الشَّنّ: وهو السِّقاء الْخَلَق، والأطعمة التَّفهِةُ: التي ليس لها حلاوة مَحْضَة، ولا حُمُوضة خالصةٌ ولا مرارةٌ، ومن الناس من يجعل الخُبزَ واللحم منها.
هبت
قال الليث: الهَبْتُ: حُمْقٌ وتَدْلِيهٌ. يقال: هُبِتَ الرجلُ فهو مَهبْوت لا عقل له، وفيه هَبْتَةٌ شديدةٌ.
وفي حديث عمر: أنّ عثمان بن مظعون لما مات على فِراشه قال هَبَتَه الموتُ عندي منزلةً، فلما مات رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على فراشه علمتُ أن موتَ الأخيار على فُرُوشهم.
قال أبو عبيد: قال الفراء في معنى قوله: هَبَتَه الموتُ عندي منزلة: يعني طأطأَهُ ذلك عندي وحَطَّ من قَدْرِه، وكلُّ مَحطوطٍ شيئاً فقد هُبتَ به فهو مَهْبُوت. قال: وأنشدني أبو الجرَّاح:
وأَخْرَقُ مَهْبُوتُ التراقِيُّ مُصَعَّدُ ال بلاعيم رِخوُ المَنْكِبين عُـنَـابُ
العُناب: الغليظ الأنف.
قال: والمهْبُوت التراقي: المحطُوطها الناقِصُها.
وقال الكسائيّ: يقال: رجل فيه هَبْتَةٌ للذي فيه كالغَفْلة، وليس بمستَحكِم العقل.
أبو عبيد، عن الأصمعيّ: الهَبِيت: الذاهبُ العقل.
وقال طرفة:
فالْهَبِيتُ لا فؤادَ له والثبيتُ ثبْتُه فَهَمُه
ثعلب، عن ابن الأعرابي قال: الهبِيتُ: الذي به الخوْلَع، وهو الفَزَع والتبلُّد.
وقال عبد الرحمن بنُ عَوْف في أميَّة بن خلف وابنه إنَّ قَتَلَتَهمُا من المسلمين هَبَتُوهما حتى فرَغوا منهما يومَ بدْر: أي ضَرَبوهما حتى قَتَلوهما.
قال شمر: الهَبْت: الضرب بالسيف.
فكأنَّ معنى قوله: هَبَتوهما بالسيوف أي ضَرَبُوهما حتى وقَذوهما. يقال: هَبَته بالسيف وغيره يَهْبِتُه هَبْتاً.
بهت
قال الليث: البَهْت: استقبالك الرَّجل بأَمْرٍ تقْذِفُه به، وهو منه برئ. والاسم البُهْتان. والبَهْت كالحَيْرة: يقال: رأَى شيئاً فبَهِت ينظرُ نَظر المتعجِّب، وأنشد:
أَ أَنْ رأيتِ هامَتي كالطَّسْتِ
ظَلِلْتِ ترْمِينَ بقَوْلٍ بَهْـتِ
قال الليث: البَهْتُ: حساب من حساب النجوم، وهو مسيرها المُستوي في يوم.
وقال الأزهري: ما أُراه عَربياًّ، ولا أحفظه لغيره.
أبو عبيد، عن الأصمعيّ: بَهِتَ، وغَرِس وبَطِر: إذا دُهِش.
وقال الزجاج: في قول الله جل وعز: (فَبُهِت الذِي كفَرَ): تأويله: انقطع وسكت متحيِّراً عنها، يقال: بُهِتَ الرجل يُبهَت: إذا انقطع وتحيَّر، ويقال بهذا المعنى بُهتَ وبَهِتَ، ويقال: بَهَتُّ الرجل أبهَتُه بَهْتاً: إذا قابلتَه بالكَذِب. وقولُ الله جل وعز: (بَلْ تأتِيهِمْ بَغْتَة فَتَبْهَتُهُمْ). قال الزجاج: أي تُحيِّرهم حين تُفاجئهم بغتةً، يقال: بَهتَه: أي حيرَّه، ومنه بَهَتُّ الرجُلَ: إذا قابلته بكَذِب يُحَيِّره وقول الله جل وعز: (أَ تَأخُذونهُ بُهْتَاناً وإثماً مُبِيناً).
قال أبو إسحاق: البهتان: الباطل الذي يُتَحَيَّر من بطلانه.
قال: وبُهتانا موضوعٌ موضِع المصدر وهو حالٌ، المعنى أ تأخذونه مُباهتين وآثمين يقال: بَهِتَ وبُهِتَ وبُهِت فهو باهتٌ ومَبهُوتٌ: إذا تحير.
هتم
قال الليث: الهَتْم: كسْرُ الثَّنِيّة أو الثَّنايا من الأصل، والنَّعت أهتَم وهَتْماء.
وقال أبو زيد: الهتْماء من المِعْزي: التي انكسرتْ ثَنِيَّتَاها.
قال وأَهْتَمْتُه إهتاما: إذا كسَرْتَ أسنانَه، وأقْصَمْتُه: إذا كسرت بعضَ سِنِّه وأشتَرْتُ عيْنَه حتى هَتِمَ وقَصِم وشتِر.
تمه
أبو عبيد، عن الأمويّ: تَمِهَ الدُّهنُ يَتْمَة تمَهاً: إذا تغير: وهو دُهْنٌ تمِهٌ.
وعن أبى الجرَّاح: تَمِهَ اللحمُ يَتْمَه تَمهَاً وتَماهةً، مثل الزُّهومة.
وقال شمر: يقال: تمِه وتهِمَ بمعنىً واحد، وبه سُمِّيتْ تِهامة.
وقال الليث: تمِهَ اللبنُ: تغير طعمُه. وشاةٌ مِتْماهٌ: يَتْمَهُ لَبَنُها رَيْثماَ يُحلَب.
تهم
قال الليث: تِهامة: اسم مكة، والنازل فيها مُتهِم.
وأخبرني المُنْذريُّ، عن الصَّيْدَاويّ، عن الرِّياشيّ قال: سمعت الأصمعي يقول. سمعتُ الأعراب يقولون: إذا انحدرْتَ من ثنايَا ذاتِ عِرْقٍ فقد أتهَمتَ. قال الرِّياشيّ: والغَوْر: تِهامة.
قال: وأَرْض تَهِمةٌ: شديدةُ الحرّ.
قال: وتَبلَلَةُ من تِهامة. ويقال: تَهِم البعيرُ تَهمَاً، وهو أن يستنكِر المَرْعَى ولا يَسْتمْرِئَهُ وتَسَوءُ حالُه، وقدتَهِم أيضا وهو تَهِم: إذا أصابه حَرورٌ فهُزِل.
وفي الحديث أنّ رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم وبه وَضَحٌ، فقال: انظرْ بطنَ وادٍ لا مُنْجِدٍ ولا مُتهم، فتَمعَّكْ فيه، ففعل، فلم تزِدِ الوََحُ حتّى مات، فالمُتهِم الوادي الذي ينصبُّ ماؤُه إلى تِهامة، وأَتهَم الرجُل: إذا أَتى تِهامةَ، ويقال: رجلٌ تَهَامٍ، وامرأةٌ تَهَامِيَةٌ: إذا نُسِباَ إلى تِهامةَ، ويقال: إبلٌ مَتاهيمُ وَمتاهِمُ: تأتي تِهامة.
وأنشد ابن السكيت:
ألا انهمِاها إنها مَناهِيمْ
وإنها مَناجدٌ متاهِيمْ
وذكر الزِّياديُّ عن الأصمعيّ أنّ التهمَةَ: الأرضُ المتصوِّبةُ إلى البحر، وكأنّها مَصدرٌ من تِهامةَ، قال: والتهائم: المتصوِّبة إلى البحر.
وقال المبرِّد: إنما قالوا: رجل تَهَامٍ في النّسبة؛ لأنّ الأصل تَهَمَة، فلمّا زادوا ألفاً خَفَّفوا ياء النِّسبة، كما قالوا: رجل يَمانٍ وشآمٍ: إذا نَسَبوا إلى اليَمنَ والشام زادوا ألِفاً وخَففوا الياء.
مته
الليث: المَتْهُ: التَّمتُّه في البَطالة والغَواية. قال رؤبة:
بالحَقّ والباطِل والتَّمتُّهِ
وقال غيره: التمتُّه أصله التمدُّه، وهو التمدُّح، وقد تَمَتَّه: إذا تمدَّح بما ليس فيه.
قال رؤبة:
تَمتَّهِي ما شئتِ أن تَمتهي
وقال المفضل: التَّمتُّه: طَلَب الثَّناء بما ليس فيه.
ظهر
قول الله تبارك وتعالى: (وَلا يُبْدِينَ زِينَتهُنَّ إلا مَا ظَهَرَ مِنهَا)حدّثنا السَّعديّ قال: حدَّثنا ابن عفّان قال: حدثنا ابنُ نُمَير، عن الأَعْمَش، عن سعيد بن جُبَير عن ابن عباس في قوله عزّ وجلّ: (وَلا يُبْدِينَ زِينَتهُنَّ إلا مَا ظَهَرَ مِنهَا) قال: الكَفُّ والخاتَمُ والوجهُ.
وقالت عائشة: الزّينة الظاهرةُ: القُلْب والفَتْخَة.
وقال ابن مسعود: الزينة الظاهرة: الثياب.
قال الليث: الظّهْر: خلافُ البَطْن من كلّ شيء، وكذلك الظَّهْر من الأرض: ما غِلُظ وارتفَع، والبطْنُ: ما رَقَّ واطمأنّ، والظهر: الرِّكاب التي تحمِل الأثقال في السَّفَر. ويقال لطريق البَر: طريقُ الظهر، وذلك حيث يكون مَسلَكٌ في البرَّ ومسلَكٌ في البحر. ويقول المُدَبِّر للأمر: قلّبْتُ الأمرَ ظهراً لِبَطْن.
والظُّهْر: ساعةُ الزَّوال، ولذلك يقال: صلاة الظُّهر.
والظَّهيرةُ: حَدُّ انتصافِ النهار. قلتُ: هما واحد.
وقال الأصمعيّ: يقال: أتانا بالظَّهيرة، وأتانا ظُهراً بمعنىً، ويقال: أظهَرْتَ يا رجُل: أي دخلتَ في حَدِّ الظهْر.
وقال الفرّاء في قول الله جلّ وعزّ: (واتخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِياًّ)، يقول: تركتم أمرَ الله وراء ظهورِكم، يقول: عَظَّمتمْ أمرَ رَهْطِي، وتركتُم تَعظيمَ الله وخوفَه.
أبو عُبَيد، عن الأصمعيّ: البعير الظِّهْريّ: هو العُدَّة للحاجة إن احتيج إليه.
وقال غيره عنه: يقال: اتخذْ معك بعيرا أو بعيرين ظِهْرَّيين: أي عُدّةً، والجميع ظَهَارِىٌّ وظهاَرٍ، وبعير ظهيرٌ بيِّنُ الظهَارة إذا كان شديداً.
وقال الليث: الظَّهِير من الإبل: القويُّ الظهر صَحِيحُه، والفعل ظهَرَ ظهارةً.
وقال الأصمعيّ: هو ابن عمّه دُنيا، فإذا تباعد فهو ابن عمِّه ظَهْراً بجزم الهاء.
وقال: وأما الظِّهرة فهو ظهْرُ الرجل وأنصارُه-بكسر الظاء- وأنشد:
أَلَهْقِى على عِزٍّ عزيزٍ وظِهْرَةٍ وظلِّ شبابٍ كنتُ فيه فأَدْبَرَا
أخبرني المنذريّ عن ثعلب، عن ابن الأعرابيّ قال: سال واديهم دُرْأّ: من غير مَطَر أرضهم، وسال واديهم ظَهْراً: مِنْ مطرِ أرضهم.
قلت: وأحسِب ظُهْرا بالضم أجود، لأنه أنشد:
ولو دَرَى أنّ ما جاهَرْتَنِي ظُهُراً ما عُدْتُ ما لألأتْ أذنابَها الفُؤُرُ ابن بُزُرْج: أوثقُ الظُّهارَّية: أي كَتَفَه. الليث: رجلٌ ظَهْريّ: من أهل الظَّهر، ولو نَسْبتَ رجلا إلى ظهْر الكوفة لقلت: ظَهريّ، وكذلك لو نَسْبت جِلْد إلى الظهر لقلت: جلدٌ ظَهريّ. قال: والظِّهرِيّ: الشيء تَنساه وتغفل عنه. يقال: تكلّمتُ بذلك عن ظهر غَيب. والظهر: فما غاب عنك. وقال لبيد: عن ظهر غيبٍ والأنيس سَقَامُها قال: وظَهْرُ القلب: حِفْظُه من غير كتاب. تقول: قرأتُه ظاهراً فاستظْهَرْتُه. وقال الفراء في قوله عزّ وجلّ: (واتّخَذْتمُوه وَرَاءكمْ ظِهْرِياًّ) أي واتخذتم الرهط وراءكم ظهريا تستظهرون به عليّ، لا ينجيكم من الله تعالى ذكره. الأصمعي: فلانٌ قِرْنُ الظهر، وأنشد: فلو كان قِرنِي واحداً لكُفيِتُه ولكنّ أقران الطُّهورِ مَقاتِلُ وفي حديث طَلْحَة أنّ قَبيِصَةَ قال: ما رأيتُ أحداً أعْطَى لجزَيلٍ عن ظَهْر يدٍ من طَلْحَةَ بن عبد الله. قيل: قوله عن ظَهْر يدٍ، معناه ابتداءً من غيرُ مكافأة. وقال الأصمعي: يقال: هاجت ظُهُورُ الأرض، وذلك ما ارتفع منها، ومعنى هاجت أي يَبِسَ بَقْلها. وقال الفرّاء في قول الله جلّ وعزّ: (والمْلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ)، قال: يريدُ أعوانٌ، فقال: ظَهيرٌ، ولم يقل ظُهَراء. ولو قال قائل: إنّ ظهير لجبريل وصالح المؤمنين وللملائكة كان صوابا، ولكنه حَسُنَ أن تجعل الظَّهير للملائكة خاصةً لقوله: (والمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذلك ظَهِيرٌ) أي بعد نُصْرَةِ هؤلاء ظَهِيرٌ. وقال الزجاج: (والمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذلك ظَهِيرٌ) في معنى ظُهَرَاء، أراد والملائكة أيضاً نُصَّارُ النبي صلى الله عليه وسلم. وقال غيره: ومِثلُ ظَهيرٍ في معنى ظُهَراءَ قولُ الشاعر: إنَّ العَواذِلَ لَسْنَ ليِ بأَميرِ يعني لَسْنَ لي بأُمراء، وأما قول الله عزّ وجلّ: (وكانَ الكَافِرُ عَلَى رَبِه ظَهِيراً). قال ابن عرفة: أي مُظاهراً لأعداء الله تعالى، وقوله عزّ وجلّ: (وظَاهَرُوا عَلَى إِخْراجِكُمْ) أي عاونوا، وقوله: (تَظَاهَرُون عَلَيْهِمِ) أي يتعاونون، (والمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذلك ظَهِيرٌ) أي ظُهَرَاء أي أعوان النبي صلى الله عليه، كما قال: (وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) أي رُفَقاء. قال الشاعر: إنَّ العَوَاذِل لَسْنَ لي بأمِيرِ أي بأمراء، (فَماَ اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ) أي ما قَدَرُوا أن يَعْلُوا عليه لارتفاعه، يقال: ظهر على الحائط، وعلى السَّطْح، وظهر على الشيء: إذا غَلَبه وعَلاَه (ومَعَارِجَ عليها يظْهَرُونَ) أي يعلون، والمعارج: الدَّرَج (فأَصْبَحُوا ظاَهِرِينَ) أي غالبين وقولُ الله جلّ وعزّ (وَإنْ تَظَاهَرَا عَلَيْه) معناه: وإن تعاونا، يقال: تظاهرَ القومُ على فُلان، وتظافَروا وتضافَروا إذا تعاوَنوا عليه. وقول الله جلّ وعزّ: (الذِينَ يَظَاهَرٌون مِنْكُمْ مِنْ نِساَئِهِمْ) قُرِئَ يَظَّاهَرون، وقرئَ يَظهَّرون، وقرئَ يُظَاهِرُون فمن قرأ يَظَّاهرون فالأصل يتَظاهرون، ومن قرأ يظَّهَّرُون فالأصل يتَظَهَّرون، والمعنى واحد، وهو أن يقول لها: أنتِ علىَّ كظَهْر أُمِّي، وكانت العرب تُطَلق نساءها في الجاهلية بهذه الكلمة، فلمَّا جاء الإسلام نُهُوا عنها، وأُوجبَت الكفارة على مَن ظَاهَرَ من امرأته، وهو الظِّهار، وأصله مأخوذٌ من الظَّهْر، وذلك أن يقول لها: أنتِ عليَّ كظهْرِ أمِّي، وإنما خصُّوا الظَّهْر دون البَطْن والفخِذ والفَرْج، وهذه أَوْلَى بالتَّحْريم؛ لأنَّ الظَّهر مَوْضِعُ الرُكُوبِ، والمرأة مَرْكوبة إذا غُشِيَتْ، فكأنه إذا قال: أنتِ عليَّ كظهر أمِّي، أراد رُكُوبُكِ للنِّكاح حرام عليَّ كرُكُوب أمِّي للنِّكاح، فأقام الظَّهرْ مقامَ الرّكوب لأنَه مَرْكوبٌ، وأقام الرّكوبَ مقام النكاح لأنّ الناكحَ راكِبٌ، وهذا من لطيف الاستعارة للكناية، ويقال: ظاهرَ فلانٌ فلاناً: إذا عاونه. وقال الأصمعي: ظهرَ فلانٌ بحاجة فلانٍ: إذا جعَلها بظهرٍ ولم يخفَّ لها. ويقال: ظاهرَ فلانٌ بين ثَوْبَيْنِ وبَيْنَ دِرْعَيْن: إذا طابق بينهما. أبو عُبَيد، عن أبى زيد: الظَّهَرَةُ: ما في البيت من المتاع والثياب.
وقال ابن الأعرابي. بيتٌ حَسَنُ الأهَرة والظَّهرَة والعَقارِ بمعنى واحد. سلمة عن الفرّاء: نزل فلانٌ بين ظَهْريَنْا وظَهرَانَيْنَا وأظْهُرِنَا بمعنى واحد. ولا يجوز بين ظَهرانِينَا، بكسر النون. أبو عُبيد عن الأحمر: لقيتُه بين الظَّهْرَانَيْن معناه في اليَوْميَن أو في الأيام. قال: وبين الَّظهرَين مثله. وقال غيره: يقال: رأيته بين ظَهْرانَي الَّليل، يعني ما بين العِشاء إلى الفجر. وقال الأصمعيّ يقال: جاء فلان مُظَهِّراً أي جاء في الظَّهيرة، وبه سُمِّي الرجُل مُظهِّرا وأَحدُ أجداد الأصمعيّ يقال له: مُظَهِّر، وهو مدفونٌ بكاظِمةَ فيما زَعم. وقال: إبلُ فلانٍ تَرِد الظاهرة: إذا وَرَدَتْ كلَّ يوم نِصفَ النهار. وقال أبو عمرو شمر: الظاهرة: التي ترِد كلَّ يومٍ نِصفَ النهارُ، وتصدرُ عند العَصر. ويقال: شاؤُهمْ ظواهر. ثعلب عن ابن الأعرابيّ: الظاهرة: أن تَرِدَ كلّ يومٍ ظهراً. قال: وظَاهرَةُ الغِبِّ، هي للغنم لا تكاد تكون للإبل. قال: وظاهرَةُ الغِبِّ أقصَرُ من الغِبِّ قليلا. وقال شمر: قال الأصمعي: الظواهر: أشرافُ الأرض، يقال: هاجت ظَواهِرُ الأرْض. وقال ابن شمُيل فيما رواه عن ابن عَوْن، عن ابن سيرين أنَّ أبا موسى كَسا في كفارة اليمن ثَوْبَين: ظهرانِيّأً ومُعَقداً. قال النضر: الظهرانيّ يُجاء به من مَرَّ الظهران. وقال الفراء: أتيته مرة بين الظَّهرَيْن: مرة في اليومين. قال: وقال أبو فَقْعَس: إنما هو يومٌ بين عامَين. وقال الفرّاء: نزل بين ظَهْرَينْا وظَهْرَانَيْنا، وأظْهُرِنا. والمُعَقَّد: بُرْدٌ من بُرُودٍ هَجَر. وعن معمر قال: قلت لأيّوب: "ما كان عن ظَهْرِ غِنىً" ما ظَهْرُ غِنىً؟ قال أيوب: عن فضل عيال. وقال ابن شميل: ظاهِرَةُ الجبل: أعلاه وظاهرة كلِّ شيء: أعلاه، استوى أو لم يستَوِ ظاهرُه، وإذا علوتَ ظهرَه فأنت فوق ظاهِرَتِه، وقال المُهَلهِل: وخَـيْلٍ تَـكَـدَّسُ بـالـدَّارِعِـي نَ كَمشْيِ الوُعُولِ عَلَى الظَّاهِرَهْ وقال الكميت: فَحَلَلْتَ مُعْتَلَـجَ الـبِـطَـا حِ وحَلَّ غيرُك بالظَّواهِرْ وقال خالد بنُ كُلْثوم: مُعْتلج البطاح: بطنُ مَكَّة، والبطحاء: الرَّمْل، وذلك أنّ بني هاشم وبني أُميّة وسادَةَ قُرَيش منازِلُهمْ ببَطْن مكّة، ومن دُونَهم فَهُم يَنْزِلُون بظواهر جبالها، ويقال: أراد بالظَّواهر أعْلَى مكة. ثعلب عن ابن الأعرابيّ: قريشُ الظّواهر: الّذين نَزَلوا بظهور جبالِ مكّة. قال: وقُريشُ البطاح أكرَمُ وأشْرَفُ من قُريشِ الظواهر. وقال الفرّاء: العَرَب تقول: هذا ظهرُ السَّماء، وهذا بَطْنُ السماء، لظاهرها الذي تراه. قلتُ: وهذا جائز في الشيء ذِي الوَجْهين الذي ظَهْرُه كبطنِه كالحائط القائم، ويقال: لمَا وَليَك منه: ظَهْرُه، ولما وِليَ غيرك ظَهْرُه، فأمّا ظِهارَة الثوب وبِطانَتُه، فالبطانَة: ما وَلِىَ منه الجسد وكان داخلا، والظِّهارة: ما عَلاَ وظَهَر ولم يَلِ الجَسَد، وكذلك ظِهارة البساط: وجهه، وبطانَتُه ما يلي الأرض، ويقال: ظَهَّرْتُ الثوبَ: إذا جعلتَ له ظِهارَةَ، وبطَّنْتَه: إذا جعلتَ له بطانَةً، وجمع الظِّهاَرة ظَهائِر، وجمعُ البطانة بَطائن. أبو عبيد، عن أبى عُبيدة قال: الظُّهارُ من رِيشِ السَّهم: ما جُعِل من ظَهْرِ عَسِيبِ الرِّيشة، والبُطْنان: ما كان من تحت العَسيب. وقال الفرّاء والأصمعيّ في الظُّهارِ والبُطْنان مثل ذلك، قالا: واللُّؤَام: أن يَلتَقِيَ بطنُ قُذّةٍ وظَهْرُ الأخرى، وهو أجْوَدُ ما يكون، فإِذا الْتَقى بَطْنان أو ظَهْرَان فهو لُغابٌ ولَغْبٌ. وقال اللّيث: الظُّهارُ من الرِّيش: هو الذي يظهرَ رِيشِ الطائر وهو في الجناح. قال: ويقال: الظُّهار جماعةٌ، واحدها ظَهْرٌ قال: ويُجمَع على الظُّهْرانِ، وهو أفضل ما يُراشُ به السَّهْم، فإِذا رِيشَ بالبُطنان فهو عَيْبٌ. قلت: والقَوْل في الظُّهار والبُطْنان ما قاله أبو عُبيدة والأصمعيّ والفرّاء. وقال الليث: الظُّهران من قولك: هو فيما بين ظَهْرَانَيْهم وظَهْرَيْهِم، وكذلك يقال للشيء إذا كانَ وَسَطَ شيء فهو بين ظَهْرَيه وظَهْرَانَيْه، وأنشد: أُلْبِسَ دِعْصاً بين ظَهْرَيْ أَوْعَساَ
وقول الله جلّ وعزَّ: (عَلَى عَدُوِّهِمْ فأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ) أي غالبين عالِين: من قولِك: ظَهَرْتُ على فلان: أي عَلوْتُه وغَلَبْتُه، وظَهَرْتُ على السَّطح: إذا صِرْتُ فوقه. وأنشد ثعلب عن ابن الأعرابيَّ: فلو أنَّهم كانوا لَقُونا بِمِثْلـنِـا ولكنَّ أقرانَ الظُّهورِ مغالِبُ قال: أقران الظُّهور: أن يتظاهروا عليه: إذا جاء اثنان وأنت واحدٌ غلباك. وقال بعض الفقهاء من الحجازييّن: إذا استُحِيِضَت المرأة واستمرَّ بها الدَّم، فإنها تقعُد أيامها للحيض، فإذا انقضتْ أيامُها استظهَرتْ بثلاثة أيام تقعُد فيها للحيض ولا تُصلّي، ثُمَّ تغتسل وتُصلَّي. قلت: ومعنى الاستظهار في كلامهم: الاحتياط والاستيثاق، وهو مأخوذ من الظِّهْرِىَّ، وهو ما جعلتَه عُدَّةً لحاجتك. قال أبو عُبيَد: قال الأصمعي: البعيرُ الظِّهْرِىّ: العُدَّة للحاجة إن احتيجَ إِليه. وجمعُه ظَهاَرِيَّ. قلت: واتخَاذُ الظِّهْري من الدَّوابَّ عُدَّةً للحاجة إليه احتياط، لأنه زيادة على قَدْر حاجة صاحبه إليه؛ وتفسيره: الرجُل ينهض مسافراً ويكون معه حاجَتُه من الرِّكاب لحُمُولته التي معه فيحتاط لسَفَره، ويزدادُ بعيراً أو بعيرَين أو أكثر-فُرَّغاً- تكون مُعَدَّةً لأحمال ما انقطع من حُمُولته بظَلَعٍ أو آفَةٍ أو انحسارٍ، فيقال: استَظْهر ببعَيرَين ظِهْرِيَّيْن مُحتاطاً بهما، ثم أقيم الاستظهارُ مُقام الاحتياط في كلّ شيء. وقيل: سُمِّيَ ذلك البعيرُ ظِهْرِياًّ؛ لأن صاحبه جعله وراءَ ظهرِه فلمْ يَرْكَبْه ولم يحْمِل عليه، وتركه عُدَّةً لحاجةٍ إنْ مَسَّتْ إليه. ومن هذا قولُ الله جل وعزَّ حكايةً عن شُعَيب أنه قال لقومه: (واتَّخَذْتُمُوه وَرَاءَكُمْ ظِهْرِياًّ) وقد مَرَّ تفسيرُه. وفي الحديث: فاظهرْ بِمَن معك مِن المسلمين إليها، أي اخرُج بهم إلى ظاهرها، وأَبْرِزْهُم. وفي حديث عائشة: كان يصلّي العَصْر في حُجْرَتيِ قبل أن يُظْهر، تعني الشمس: أي تعلو السُّطح، ومنه قوله: وإنا لنَرْجو فوقَ ذلك مَظْهرا يعني مَصْعَدا. وقال الليث: الظُّهور: بُدُوُّ الشيء الخفيِّ والظّهور: الظَّفَر بالشيء والاطّلاع عليه. يقال: أظهر الله المسلمين على الكافرين: أي أعلاهُمْ عليهم، وأظهرَني الله على ما سُرِق منِّي أي أعثرني عليه. ويقال: ظَهر عنّي هذا العَيْبُ أي نَباَ عَنّي ولم يَعْلَقْ بي منه شيء. ومنه قولُ أبى ذُؤَيب الهُذَلي: وعَيَّرها الوَاشُونَ أنِّي أحِبُّـهـا وتِلْكَ شَكاةٌ ظاهِرٌ عنكَ عارُها وقيل لعبد الله بن الزُّبير: يا بنَ ذات النِّطاقَين، تعبيراً له بها، فقال متمثّلا: وتلك شَكاةٌ ظاهرٌ عنك عارُها أراد أن نطاقها لا يَغُضُّ منها ولا منه، فيُعَيَّرا به ولكنه يرفعُه، فيزيدُه نبلا ويقال: وهذا أمرٌ ظاهرٌ عنك: أي ليس بلازِمٍ لك عيبُه. وقال: وتلك شَكاةٌ ظاهرٌ عنك عارُها وهذا أمرٌ أَنت به ظاهرٌ: أَي أَنت قويٌّ عليه، وهذا أَمرٌ ظاهرٌ بك: أَي غالِبٌ لك. وقوله: واظْهَرْ بِبزَّتِه وَعَقْدِ لوائه أّي افخر به على غيره. وحاجتي عندك ظاهرةٌ: إذا كانت مُطَّرحةً عنده. المُنْذريّ، عن ثعلب، عن ابن الأعرابي قال: ظهرتُ به: أي افتخرتُ به: وظهرتُ عليه: قويتُ عليه. وجعلني بظهرٍ: أي طَرَحَنِي. وقوله عزّ وجلّ: (لم يَظْهرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ): أي لم يبلغوا أن يطيقوا إتيان النّساء، ويقال: ظَهَر فلان على فلان: قوي عليه، وفلان ظاهر على فلان: أي غالب له. (إن يَظهروا عليكن) أي يطَّلعوا عليكم ويعثروا، ويقال: ظهرت على الأمر. (يَعْلَمُون ظاَهِراً من الحياة الدُّنْيَا) أي ما يتصرّفون فيه من معاشَهم. ابن بُزُرْج: أكلَ الرجُل أكلةً ظَهر منها ظَهْرُه: أي سَمِن منها. قال: واكل أَكلَةً إن أَصبَح منها لَناَبِياً، ولقد نَبَوْتُ من أكلةٍ أكلتها. يقول: سمِنْتُ منها. أبو عُبيدٍ، عن أبى عُبَيْدة: جعلتُ حاجته بظَهرٍ: أي بظَهرِي: خَلْفِي. قال: ومنه قوله: (واتِّخذتمُوه وَرَاءكُم ظِهِرْياًّ)، وهو استهانُتك بحاجة الرَّجُل. قلت: ومنه قوله: تميمُ بنَ مرِّ لا تكونَنّ حاجتي بظَهرٍ، فلا يَعْياَ عليَّ جوابُها
وقال الزجَّاج: يقال لّلذي يَسْتهين بحاجَتِك ولا يَعْبَأ بها: قد جعلت حاجتي بظَهرٍ، وقد رَمَيْتها بظهر. وقال الله جلّ وعزّ: (فنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهورِهْم). وقال ابن شُمَيل: العَين الظَاهرة: التي مَلأتْ نُقْرَةَ العَين وهي خلافُ الغائِرة. وقال غيرُه: العين الظاهرةُ: هي الجاحِظة الوَحِشَة. وقال بعضُهم: الظُّهار: وَجَعُ الظّهر، ورجل مظهورٌ وظَهِرٌ: إذا اشتكى ظهرَه. وقال ابن السكّيت: رجل مُظَهَّرٌ: شديد الظَّهر، ورجل ظَهيرٌ: يَشتِكي ظَهرَه، ورجل مُصدَّر: شديد الصَّدْر، ورجل مَصْدُورٌ: يشتكي صَدْرَه. ويقال: فلان يأكل على ظَهر ِيدِ فُلان: إذا كان هو يُنفق عليه، والفُقراء يأكلون على ظَهر أيدِي الناس. ويقال: حَمَل فلانٌ القرآنَ على ظَهرِ لسانِه، كما يقال: حَفِظه عن ظَهرِ قَلْبه وقد اسْتَظهر فلانٌ القرآن: إذا حَفِظَه. ويقال: ظَهَر فلانٌ الجبَل: إذا علاه، وظهَر السَّطْحَ ظُهوراً: علاه. وقال أبو زيد: فلانٌ لا يظهر َعليه أحدٌ: أي لا يُسلِّم عليه أحد. ثعلب، عن ابن الأعرابي قال: الظُّهار: الرِّيش، والظَّهار: ظاهر الَحرَّة: والظِّهار: من النساء. وقال ابن شُمَيل: الظُّهارَّية: أن يعتقله الشَّغْزَبيّةَ فيصرعَهَ؛ يقال:أخذه الظُّهاريَّة والشَّغْزَبيَّةَ بمعنًى. ويقال: ظهرْتُ فلانا: أي أَصبْتُ ظهره فهو مظهور. والظِّهْرَة: الأعوان قال نميم: ألهْفِي على عِزٍّ عَزيزٍ وظِهْرَةٍ وظلِّ شَبابٍ كنتُ فيه فأَدْبَرا قال أبو الهيثم: الظَّهرْ ستّ فقارات، وهُما بين الكتفِين، وفي الرَّقبة ستّ فقارات ذكره عن نُصَير. قال أبو الهيثم: والظهر الذي هو سِتُّ فِقَر تكتنفِها الَمتْنان. قلت: وهذا في البعير. بهظ قال الليث وغيره: يقال: بهَظَى هذا الأمرُ: أي ثَقُل عليّ وبلغَ منِّي مشقّته وكلّ شيء ثقُل عليك، فقد بهظَك. أبو عبيد، عن أبى زيد: بَهظْتُه: أخذتُ بفُقْمِه وفُغْمِه. قال: شمر: أراد بفُقْمشه فَمَه، وبِفُعْمِه أنْفَه. والفُقْمان: هما اللَّحيَان. وأخَذَ بفَغْوِه: أي بِفَمه، ورجل أفْغَى، وامرأة فغواء: إذا كان في فَمه مَيَلٌ. ظهم أهمله الليث، ووجدتُ حَرْفا في حديثٍ حَدَّثَنيِه أبو الحسن المَخْلَدِيّ، عن أبى الرّبيع، عن ابن وهب، عن يحيى ابن أيوب، عن أبى قَبيلٍ المعافِريَّ قال: كنا عند عبيد الله بن عمرو فسئل: أي المدينتين تُفتَح أوّلاً: قُسْطَنْطِيِنيَّة أو رُوميّة؟ فدعا بصُنْدوق ظَهْمٍ. قال: والظَّهْمُ: الخَلَق. قال: فأخرج كتابا فنَظَر فيه وقال: كنّا عند النبي صلى الله عليه وسلم نكتب ما قال، فسُئِل: أيّ المدنيتين تُفتَح أوّلَ: قُسْطَنْطِيِنيَّة أو رُوميّة؟ فقال رسول الله صلى الله عله وسلم: مدينة ابن هِرَقْلَ تُفتَح أوّل، يعني القُسْطَنطِينيّة. قلت: هكذا جاء مفسَّراً في الحديث، ولم أسمَعْه إلاّ في هذا الحديث. هذر قال الليث: الهَذَر: الكلام الّذي لا يُعَبَأ به، يقال: هَذَر الرجلُ فَهو يَهذِر في مَنطِقه هَذْراً، وهو رجُل هَذار مِهذار، والجميعُ: المهاذير وقال غيرُه: رجل هُذَرّةٌ بُذَرَةٌ، ورجلٌ هِذْرِياَنُ: إذا كان غَثَّ الكلام كثيره. هذل قال اللّيث: الهُذلول: ما ارتفع من الأرض من تلالٍ صِغارٍ، وأنشد: يَعلُو الهَذالِيلَ ويعلو القرْدَدَا شَمِر، عن ابن شُمَيل. الهُذلولُ: المكان الوَطِئُ في الصَّحْراء لا يشعُر به الإنسان حتى يُشرِف عليه، قال جرير: كأنّ دياراً بين أسْنِـمَةِ الـنَّـقـا وبين هَذا اليل البُحَيْرة مُصْحَفُ قال: وبُعدُه نحوُ القامة يَنقْاد ليلةً أو يوماً، وعَرْضاً قِيدُ رُمْح أو أنْفَسُ، له سَنَدٌ لا حروف له. وقال أبو نَصر: الهذاِليل: رمالٌ رقاقٌ صغار. وقال غيرُه: الهُذلول: ما سَفَت الرِّيحُ من أعالي الأَنْقاء إلى أَسافِلِها، وهو مِثْل الخَنْدَق في الأرض. وقال أبو عمرو: الهَذالِيل: مِسايلُ صغارُ من الماء وهي الثُّعبَانُ. قال أبو عُبَيدٍ: الهُذلول: الرّمْلة الطويلة المستدِقّة المُشرِفة وذهب ثوبُه هَذالِيلَ: أي قِطَعاً. وأمَّا قول الراجز: قلتُ لقَوْمٍ خَرَجوا هَذَالِـيلْ نَوْكىَ ولا ينْفَعُ للنَّوْكىَ القِيلْ
قيل في تفسيره: هم المُسرِعون يتْبَع بعضُهم بَعْضا. وقال ابن الكَلْبِيّ: الهُذْلول: اسمُ سَيفٍ كان لبعضٍ بَني مخزُومٍ، وهو القائل فيه: كم من كميٍّ قد سَلَبْتُ سِلاحَه وغادَره الهُذْلُولُ يَكْبُو مُجَدَّلا وقال الليث: الهَوْذلَة: القذْفُ بالبَوْل، يقال هَوْذَلَ بَبوْله: إذا قذَفَه. قال: والهَوْذَلة: أن يضطرب في عَدْوِه. أبو عُبَيد، عن الأصمعيّ: الهَوْذَلة: أن يَضْطُرب في عَدْوِه. قال: ومنه يقال للسِّقاء إذا تَمخَّض: هَوْذَلَ: يُهَوْذِل هَوْذلةً. أبو العبّاس، عن ابن الأعرابي: هَوْذَلَ السِّقاءُ: إذا أَخْرَج زُبْدَتَه، وهَوْذَلَ: إذا قاءَ، وهَوْذَل: إذا رَمَى بالعُرْبُون، وهو الغائِط والعَذِرة، وأنشد: لو لَمْ يُهَوْذِلْ طَرَفاه لَنَجَمْ في صُلْبِه مِثْلُ قَفَا الكَبْشِ الأجَمّ قال: والهاذِل بالذّال: وَسَط اللّيل. وقال الأصمعيُّ: هَوذَل الفحلُ من الإبل ببَوْلهِ: إذا اهتز ببوله وتحرك. وقال ابن الفرج: أهْذَب في مَشْيِه، وأَهْذَلَ: إذا أَسْرَع، وجاء مُهْذِباَ مُهْذِلاً. وهُذَيْل: أَحدُ قَبائل خِنْدِف، وقد أُعْرِقَ لها في الشِّعْر، والنِّسبة إليها هُذَلىّ، ومن العرب من يقول: هُذَيْلِيّ. ويقال: ذهب بولُه هَذالِيلَ: إذا تقطَّعَ. وهَذاليلُ الخيل: خِفَافُها. ذهل قال الله جلَّ وعزَّ: (يَوْمَ تَذْهَلُ كلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ) أي تسلُو عن وَلَدها فتتركه لشدة القيامة والفزع الكبر. وقد ذَهَلَ يَذْهَل، وذَهِلَ يَذَهَل ذُهولا. وأَذْهَلَني كذا وكذا عنهُ يُذْهِلُني. وقالت امرأة: أَذْهَلَ خِلِّى عنْ فِراشي مَسْجَدُهْ وكان زوجها اشتغل بعبادته عن فراشها فشكت سُلُوَّه عنها. وقال الليث: الذَّهْل: تركُكَ الشَّيءَ تَناساه على عَمْد، أو يَشْغَلُك عنه شاغل. وقال اللحيانيّ: مضىَ ذَهْلٌ من اللَّيل: أي ساعةٌ. ذَهْلٌ، ودَهْلٌ، لُغَةٌ بالدال والذال. جاء به أبو عمرو. وقال الليث: الذُّهْلانِ: حيَّان من ربيعة، وهم بَنُو ذُهْل بن شَيْبَان، وبنو ذُهْل بن ثَعْلبة. ذهن قال الليث: الذِّهْن: حِفْظ القلب. تقول: اجعلْ ذِهنْك إلى كذا وكذا. وفي نوادر الأعراب: ذَهِنْتُ كذا وكذا: أي فَهِمتهُ، وذَهِنْتُ عن كذا وكذا: أي فَهِمْتُ عنه، ويقال: ذَهنَنِي عن كذا وكذا، وأذْهنَنِي، واسْتَذْهنَنِي: إذا أَنْساني وأَلْهاني عن الذِّكْر، ويقال: فلان يُذاهِن الناسَ أي يُفاطِنُهم، وقد ذَاهنَنِي فَذَهنْتُه: أي كُنتُ أَجْودَ ذِهْناً منه. هذف أهمله الليث وأنشد أبو عمرو قول الرّاجز: يُبْطِر ذَرْعَ السَّائق الهذَّافِ بعَنَقٍ من فَوْرِه زَرَّافِ قال: والهَذَّاف: السَّريع، وقد هَذَف يهذِفُ: إذا أسْرَع، ويقال: جاء مُهْذِباً مُهْذِفاً مُهذِلاً، بمعنىً واحد. ذهب قال الليث: الذَّهَب: التِّبْر، والقطعة منه ذَهبَةٌ. قال: وأهلُ الحجاز يقولون: هي الذَّهب. ويقال: نزلتْ بلغتهم: (والذين يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ والفِضَّةَ ولاَ يُنْفِقُونهَا في سَبيلِ الله) ولولا ذلك لغَلَب المذكَّر المؤنث. وقال: وسائر العرب يقولون: هو الذَّهب. قلت: الذّهب مُذكّر عند العرب، ومن أنَّثه ذَهب له مذهب الجميع. وأما قوله جلَّ وعزّ: (ولا يُنفِقونهَا) ولم يقل: يُنفقونه؛ ففيه أقاويل للنَّحويين أحدها أنّ المعنى يَكْنِزُون الذّهب والفضَّة ولا ينفقون الكنوز في سبيل الله، وقيل: جائز أن يكون محمولا على الأموال، فيكون: ولا ينفقون الأموال، ويجوز أن يكون: ولا ينفقون الفضّة، وحذف الذَّهب، كأنه قال: والذين يَكنزون الذهب ولا يُنفِقونه، والفضّة ولا يُنفقونها، فاختصر الكلام، كما قال الله جلَّ وعزّ: (واللهُ ورَسُولُه أَحَقُّ أَنْ يُرْضوه)، ولم يقل: يُرضوهما. وقال الليث: الذِّهبْة: المَطْرة الجَوْدة، والجميع الذِّهاب. أبو عبيد، عن أصحابه قالوا: الذِّهاب: الأمطار الضعيفة. ومنه قول الشاعر: توَضَّحْن في قَرْن الغَزالةِ بعدما ترشَّفْنَ دِرَّاتِ الذِّهاب الرَّكائِك
وقيل: ذِهبْة للمطْرة، واحدة الذِّهاب ورُوِي عن بعض الفقهاء أنه قال: في أَذاهِبَ من بُرٍّ وأذاهبَ من شَعيرٍ، قال: يُضمّ بعضها إلى بعض، فتزَكيَّ. قيل: الذهب: مكيالٌ معروفٌ باليمن، وجمعه أذْهاب، ثمّ جمعُ الجميع. قاله أبو عُبيد. وقال ابن السكيت في قول ابن الخطيم: أَتَعْرفُ رَسْماً كاطِّرادِ المذاهِبِ المذَاهب: جُلود كانت تُذْهَب، واحدها مُذْهَب، يجعل فيها خُطوطٌ مُذهَبه، فيُرَى بعضُها في إثْر بعض، فكأنها متتابعة. ومنه قول الهذليّ: يَنْزِعْن جلدَ المَـرْءِ نَـزْ عَ القَيْن أَخلاقَ المَذَاهِبْ يقول: الضِّباعُ ينزعن جلدَ القتيل كما ينزع القَينُ خِللَ السُّيوف، قال: ويقال: المذاهب: البُرُود المُوَشّاة، يقال: بُرْدٌ مُذهَب، وهو أرْفَعُ الأَتحَمِىّ. وفي الحديث أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد الغائط أبعَدَ في المَذْهَب. أبو عبيد، عن الكسائي: يقال لموضع الغائط: الخَلاء، والمَذْهب والمِرْفَق والمِرْحاض. الحرّاني، عن ابن السكيت: ذهَبَ الرجلُ والشيءُ يذهَبُ ذَهابا، وقد ذَهِبَ الرجلُ والشيء يذهَبُ ذهبَا: إذا رَأَى ذهبَ المعْدِن فبَرِق من عِظَمه في عَيْنيه، وأنشد ابن الأعرابي: ذَهَّب لمّا أن رآها ثُرْمُرَه وفي رواية: لَمَّا أن رآها ثُرْمُلَهْ وهو اسم رجُل. وقال: يا قوم رأيتُ مُنْكَرَهْ شَذْرَةَ وادٍ ورأَيتُ الزُّهَرَهْ أبو عبيدة: كُمَيْتٌ مذْهَب، وهو الذي تعْلو حُمرتَه صُفْرَة، والأنثى مُذْهَبة. وقال الليث: المُذْهَبُ: الشيءُ المَطْلِيُّ بالذَّهب، قال لبيد: أو مُذهَبٌ جُدُدٌ على ألْوَاحِه الناطِقُ المبْروزُ والمختُومُ قال الأزهريّ: وأهل بغداد يقولون للمُوَسْوِس من الناس: به المُذْهِبُ، وعَوامَّهم يقولون: به المُذْهَب، بفتح الهاء، والصواب المُذْهِب. وقال الليث: المُذْهِبُ: اسم شيطان يقال: هو من ولد إبليس يَبدو للقراء فيفتنهم في الوضوء وغيره. وقال: والذُّهوب، والذَّهاب لغتان، والمذهَب: مصدر كالذّهاب. ويقال: ذهبَّتُ الشيءَ فهو مُذَهَّب: إذا طليتَه بالذَّهب. وقال ابن الأعرابي: يقال للموُسْوِس: به المذْهِبُ. ويقال: هو اسم شَيطان. هذب سلمة، عن الفراء قال: المُهْذِب: السريع. وهو من أسماء الشيطان. ويقال له: المُذهِب: أي المُحَسِّن للمعاصي. وقال الليث: وغيره: الإهذاب: السُّرعة في العَدْو والطَّيَران، وإبِلٌ مهاذِيبُ: سِراع. وقال رؤبة: صَوَادِقَ العَقْبِ مَهَاذِيب الوَلَقْ وفي بعض الأخبار: إني أخشى عليكم الطّلَب، فهَذِّبوا: أي أسرعوا السير، يقال: هذب وأَهذَب وهَذّب، كلّ ذلك، من الإسراع. وقال الليث: المُهَذَّب: الذي قد هُذِّب من عيوبه. وقال غيره: أصل التهذيب تنقيةُ الحَنْظل من شَحْمه، ومعالجةُ حَبِّه حتى تذهبَ مَرارَتُه ويَطيب لآكله، ومنه قول أوسِ بن حَجَر: ألم تَرَيَا إذْ جئتمُا أنّ لحـمـهـا به طَعْمُ شَرْىٍ لم يُهذَّبْ وحَنْظَلِ ويقال: ما في مودتّه هَذَبٌ، أي صفاءٌ وخُلوص، وقال الكميت. معدنُك الجوهرُ المهذَّبُ ذو ال إِبرِيزِبَخٍّ ما فوق ذا هَـذَب ومن أمثالهم: أيُّ الرِّجال المهذَّب؟! يُضرَب مثلاً للرجل يُؤمر باحتمال إخوانه على ما فيهم من خطيئة عيب يُذَمُّون به، ومنه قوله. ولَسْتَ بِمُسْبَـقٍ أَخـاً لا تَـلُـمُّـه على شَعَثٍ، أَيُّ الرِّجال المُهذَّبُ؟! قال ابن الأنباري: الهَيْذَبَي: أن يعدو في شقِّ، وأنشد: مَشَى الْهَيْذَبَي في دَفِّهِ ثم قَرْقَرْا وروى بعضهم: مَشَى الهِرْبذَي، وهو بمنزلة الهَيْذَبَي. وقال ذو الرِّمّة: دِيارٌ عَفَتْها بـعـدنَـا كـلُّ دِيمَةٍ دَرُورٍ وأُخرى تُهذِبُ الماءَ ساجِرُ يقال: أَهذَبت السحابةُ ماءها، إذا أسالَتْه بسرعة. هبذ قال الليث: المُهابَذَة. الإسراع. وأنشد: مُهابِذَةٌ لم تَتَّرِكْ حين لم يكن لها مَشرَبٌ إلاّ بِناءٍ مُنَضَّبِ وقال أبو عبيد في باب المقلوب. أَهْبَذَ وأهْذَبَ، إذا أسْرَع. وقال أبو خِراش الهذَليّ.
يُبادِرُ جُنْحَ اللَّيْل فهو مُهـابِـذٌ يَحُثُّ الجَناحَ بالتّبَسُّطِ والقَبْضِ هذم قال الليث. الهَذْم. الأَكل. والهذْم. القَطْع، كلُّ ذلك في سرعة، وقال رؤبة يصف اللَّيل والنهار: كلاهُما في فَلَكٍ يَسْتَلْحِمُهْ واللِّهْبُ لِهْبُ الخافِقَين يَهذِمُهْ كلاهما: يعني الليل النهار. في فَلَك يَسْتلحِمه: أي يأخذ قَصْده ويَركَبُه. واللِّهْبُ: المَهْوَاةُ بين الشيئين، يعني به ما بين الخافِقَين، وهما المَغْرِبان. وقال أبو عمرو: أراد بالخافِقين: المَشْرِق والمغْرِب، يَهْذِمه: يُغيِّبُه أجمعَ. وقال شمر. يَهْذِمه. يأكله ويُوعيه وقال. سِكَّين هَذُوم، يَهْذِم اللَّحْم. أي يُسْرِع قطعه فيأكله، عن ابن الأعرابيِّ. وقال الليث: أراد بقوله: يَهْذمه نُقصانَ القمر، وقال: سيفٌ مِهْذَمٌ مِخْذَم. قال: والهَيْذام: الشُّجاع من الرِّجال، وهو الأكول أيضا. ويقال: سِكِّينٌ هُذامٌ ومُوسى هُذَام وشفْرة هُذَامة. وقال الرَّاجز: وْيلٌ لِبُعْرَانِ أبى نَعَامَهْ مِنْكَ ومنْ شَفْرَتِك الهُذَامَهْ همذ قال الليث. الهَماذِيِّ. السُّرْعة في الجرْي، يقال. إنه لذو هَمَاذِيِّ في جَرْيه. وقال غيره. حَرٌّ هَمَاذِيٌّ أي شديد. ومَرَضٌ هماذِيٌّ، وأنشد الأصمعي: تُرِيغُ شُذَّاذاً إلـى شُـذّاذِ فيها هَمَاذِيٌّ إلى هَمَاذِي أبو عبيد، عن أبى عمرو. الهَماذِيّ: السَّرِيع من الإبل. وقال شمر. الهَمَاذِيُّ: الجِدُّ في السَّيْر. ويقال: الهَمَاذِيُّ: تاراتٌ شِدادٌ تكون في المَطَر، والسِّباب، والجَرْي، مرّة يَشتدّ، ومرة يسكن. قال العّجاج: منه هَماَذِيٌّ إذا حَرَّتْ وحَرّ لهث قال أبو إسحاق في قول الله جلّ وعزّ: (فَمَثَلُه كَمَثَلِ الْكَلْبِ إنْ تَحْمِلْ عَلَيْه يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلهَثْ) ضربّ اللهُ جلّ وعزّ للتّارك لآياته، والعادلِ أَخَسَّ شيءٍ في أَخْسِّ أحْواله مثلاً، فقال: (فَمَثَلُه كَمَثَلِ الْكَلْبِ) إذا كان للكلب لَهْثانَ، وذلك لأنّ الكلب إذا كان يلهث فهو لا يقدر لنفسه على ضُرّ ولا نَفْع، لأن التمثيل به على أنه يلهث على كل حال: حملت عليه أو تركته، فالمعنى: فمثَلُه كمَثَل الكلب لاهِثاً. وقال الليث: اللَّهْث لَهْثُ الكلب عند الإعياء، وعند شدَّة الحرّ، وهو إدْلاعُ اللِّسان من العَطش. وقال سعيد بن جُبَير في المرأة اللَّهثَى والشيخ الكبير: إنهما يُفطِران في رمضان ويُطعِمان. ويقال: رجلٌ لَهْثانُ وامرأةٌ لَهثَى، وبه لُهاثٌ شديد، هو شِدَّةُ العَطش. وقال الراعي: يصف إبلا وردتْ ماءً وهي عِطاش: حتى إذا بَرَدَ السِّجاَلُ لَهَاثـهَـا وجعلنَ خَلْفَ غُروضِهنَّ ثميلا وقال أبو عمرو الشَّيبانيّ فيما رَوَى أبو العبَّاس، عن عمرو بن أبى عَمْرو عنه أنه قال: اللُّهَّاث: عامِلُوا الخُوص مُقعَداتٍ، وهي الدواخلّ، واحدتُها مُقعدة، وهي الوَشيجة، والوشَجَة، والشَّوْغَرةُ والمُكَعَّبة. قال: واللُّهْثَة: التعب، واللُّهْثة أيضاً العَطش، واللُّثة أيضاً: النقطة الحمراء التي تراها في الخُوص إذا شققته. سلَمة، عن الفراء قال: اللُّهاثِيُّ من الرِّجال: الكثير الخيِلان الحُمر في الوجه، مأخوذٌ من اللُّهاث، وهي النُّقط الحمر التي في الخُوص إذا شُقَّ. هلث قال الليث: الهَلثاء: جماعةٌ من الناس قد عَلتْ أصواتهم، يقال: جاء فلانٌ في هَلْثاءٍ من أصحابه، ممدود مُنوَّن. سلمة عن الفراء: يقال: هِلثاءَةٌ من الناس، وهَلْثاءة: أي جماعةٌ، بكسر الهاء وفتحها. عمرو، عن أبيه قال: الهَلَثَة: الجماعة من الناس. ورَوَى ثعلبٌ، عن ابن الأعرابيّ قال الهَلْثَى: الجماعة من الناس. ثهل وقال الليث: ثَهْلان: اسم جَبَل معروف، ومنه المَثَل السائر يُضرَب للرَّجل الرَّزين الوَقور، فيقال: ثهلاَنُ ذو الهَضَبات ما يَتَحَلْحَلُ أبو عبيد، عن الأحمر قال: هو الضَّلال بنُ فَهْلَل، والضلال ابنُ ثَهللَ. لا ينصرفان يُضرَبان مثلا للكَذُوب وللذي لا يَهْتَدِي لأمرِه. لثه قال الليث: اللِّثاةُ: اللَّهاةُ. ويقال: اللِّثَة واللَّثَة من اللِّثاه: لحمٌ على أصول الأسنان.
قلت: هكذا قرأتُه في نُسَخ من كتاب الليث والذي حصلناه وعرَفناه أن اللِّثاتِ جمع اللِّثة، واللثة عند النحويين أصلها لِثْيةٌ. من لَثِيَ الشيءُ يلْتَى إذا نَدِىَ وابتَلّ، وليس من باب الهاء، فإذا انتهى كتابنا إلى كتاب الثاء فسَّرناه إن شاءَ الله سبحانه وتعالى. بهث قال الليث: البُهْثةُ: ولَدُ البَغِيِّ، ونحو ذلك قال أبو عمرو في البُهْثة. وقال ابن الأعرابي: قلت لأبي المكارم: ما الأَزيَبُ؟ فقال: البُهثة. قلت: فما البُهْثة؟ قال: ولد المُعارَضِة، وهي المُيَافَعة، والمُسَاعاةُ وبُهثة: حَيٌّ من بني سُلَيم. والبهثة: البقرة الوحشية. هثم قال الليث: الهَيْثَمُ: فَرْخ العُقاب. وقال ابن شميل: الهيْثم: الصَّقْر. وقال أبو عمرو: الهيثم: الرَّمْل الأحمر. وقال الطِّرِمّاح يصف قِداحاً أُجيِلت؛ فخرج لها صوتٌ: خُوارَ غزِلانٍ لدَى هيْثَم تذكّرتْ فِيقَه أرْآمِها وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: الهُثْم القيزانُ: المنهالة. هرل قال الليث: يقال: هَرْوَل الرجلُ هَرْوَلةً: بين المشي والعَدْو. شمر، عن التميميّ قال: الهَرْوَلة فوق المشي، ودون الخبَب، والخَبَب دون العَدْو. رهل قال الليث: الرَّهَل: شِبْه وَرَم ليس من داءٍ، ولكن رخَاوةٌ من سِمَن، وهو إلى الضَّعف، تقول: فَرَسٌ رَهِلُ الصدر. وقال غيرُه: أصبح فلان مرهلا: إذا تهبَّج من كثرة النوم. وقد رهلَّه ذلك تَرْهيلا. هرن أما هرن فإني لا احفظ فيه شيئاً من كلام العرب، واسم هرُون معرَّب لا اشتقاق له في اللغة العربية. قال الدِّينَوَرِيّ: الهَيْرُون: ضَربٌ من التمر معروف. هنر يقال: هَنَرتُ الثوبَ بمعنى أَنَرْتُه أُهَنِيره، وهو أن يُعْلِمَه، قال اللحياني. وقال الليث: الهنرْة: وَقْبَة الأُذن. قلت: وهي عربية صحيحة. روى أبو عمرو، عن ثعلب، عن ابن الأعرابي أنه قال: الهُنَيرة: تصغير الهنْرة، وهي الأذُن المليحة. رهن قال الليث: الرَّهن معروف، تقول: رَهْنْتُ فلاناً داراً رَهْناً، وارتهنه: إذا أخذه رَهنا. قال: والرُّهونُ والرِّهانُ والرُّهُنُ: جماعة الرَّهن. والرِّهان أيضاً: مراهنة الرجل على سباق الخيل وغير ذلك. قال: وأَرْهنْتُ فلاناً ثوباً: إذا دفعتَه إليه ليَرْهنَه، وأرْهنْتُ الميِّتَ قَبْراً: إذا ضمَّنْتَه إيَّاه. وكلُّ أَمْرٍ يُحبَس به شيءٌ فهو رَهنُه ومُرْتهَنُه، كما أنَّ الإنسان رَهينُ عمله. الحرّانيّ، عن ابن السكيت: يقال: أَرْهنَ في كذا وكذا يُرْهن إرهاناً: إذا أَسْلف فيه، وأنشَد: يطوي ابنُ سَلْمَى بها عن راكبٍ بَعَداً عِيديَّةٌ أُرْهِنَتْ فيهـا الـدَّنـانِـيرُ بها: بإبِلٍ. عيديّة: نُجُب، منسوبةٌ إلى بنات العيد، وهو فحلٌ معروفٌ كان مُنْجِباً، أراد ابن سَلْمَى يحمل الناس على هذه النجائب وهي عِيديّة تتلَفُ فيها الدنانير لنجابتها، وقد رهنتُه كذا وكذا، أَرْهنُه رَهناً. وقال الأصمعيّ: لا يقال: أَرهنتُه. قال: وأمّا قولُ عبد الله بن هَمام السَّلوُلىّ: فلمّا خَشِيتُ أظافِـيَره نجوتُ وأُرْهَنهُمْ مالكا فهو كما تقول: قمتُ وأَصُكُّ رأسه. قال: ومَن رَوَى "وأرهنتُهم مالكا"، فقد أخطأ. وقال غيره: أَرهنتُ لهم الطعامَ والشرابَ إرهانا: أي أَدَمته، وهو طعامٌ راهنٌ: أي دائم. قاله أبو عمرو: وأنشد: لا يَستِفيقون منها وهي راهِنَةٌ إلاّ بهاتِ وإن عَلُّوا وإنْ نَهِلوا أبو زيد: أنا لك رَهْنٌ بالرِّضا: أي كفيل. وقال: إن كَفِّى لكَ رَهنٌ بالرِّضا أي أنا كفِيل لك، ويَدِي لكَ رَهنٌ، يريدون به الكَفالَة. اخبرني المنذريّ، عن ثعلب، عن ابن الأعرابيّ أنّه أنشده: والمَرْءُ مرهونٌ ومن لا يُخْتَرمْ بعاجل الحتْفِ يُعاَجَلْ بالهَـرَمْ قال: أَرْهَن: أدَام لهم، أرْهنتُ لهم طعامِي، وأَرْهَيْتُه: أي أَدَمْتُهُ لهم. وأَرْهَي لكَ الأَمرُ: أي أَمكَنَك، وكذلك أَوْهَبَ. قال: والمَهْوُ والرَّهْوُ والرَّخَفُ واحد وهو الِّلين. أبو عُبيد، عن أبى زيد: أَرْهَنْتُ في السِّلْعة: غالَيْتُ بها. قال: وهو من الغَلاء خاصة، وأنشد قوله:
عِيديَّةٌ أُرْهِنَتْ فيها الدَّنانيرُ أي أُغْلِيَتْ، وغيره يقول: أُسْلِفَت قال: ورَهَنْتُ في البيع والقَرْض بغير ألف، لا غير. وأَرْهنْت وَلَدي إرْهاناً: أخطرتهم به خَطَراً وقول الله جلَّ وعزّ: (فُرُهُنٌ مَقْبُوضَةٌ)، قرأ نافعٌ وعاصم وأبو جعفر وشَيْبة: (فرِهان) وقرأ أبو عمرو، وابن كثير: (فرُهن)، وكان أبو عمرو يقول: الرِّهان في الخيل أكثر. أبو عُبيد، عن الأمويّ: الراهن: المهزول من الإبل، والناس. وقال قَعْنَبُ: بانت سُعادُ وأَمْسَى دُونها عَـدَنُ وغَلِقَتْ عندها من قَلْبك الرُّهُنُ سلمة عن الفرّاء: من قرأ: فرُهُن، فهو جمعُ رِهان، مثل ثُمُر جمعُ ثِمار. وقال غيره: رَهْن ورُهُن مثل سَقْف وسُقُف قال: والرُّهُن في الرَّهُن أكثر. والرِّهان في الخيل أكْثَر. أبو عُبَيد، عن الأمويّ: الرَّاهنُ: المهزول من الإبل والنّاسِ، وأنشد: إمّا ترَىْ جِسْمِيَ خَلاًّ قَدْرَهَنْ هَزْلاً وماَ مَجْدُ الرِّجال في السِّمَنْ شمِرٌ، عن ابن شمَيل: الرّاهن: الأَعجف من ركوب أو مرض أو حَدَث، يقال: رُكِبَ حتى رَهن. رأَيتُ بخطِّ أبى بكر الإياديّ: جاريةٌ أُرْهُون: أي حائض. قلت: لم أره لغيره. نهر قال الليث: النَّهَر لغةٌ في النهرَ، والجميع نُهُر وأنهار. واستنهرَ النهرَ: إذا أخَذَ لمجراه موضعا مكيناً قال: والمَنْهَرُ: موضع النهر يحتفِره الماءُ. قال: والنهار: ضياء ما بين طلوع الفَجر إلى غروب الشمس، ولا يُجمع. ورجلٌ نَهِر: صاحبُ نهار. وقال الفرّاء في قوله الله جلّ وعزّ: (إنّ المُتّقين في جَنّاتٍ وَنَهَرٍ) أي في ضياءٍ وسَعة. قال الفرّاء: وسمعتُ العربَ تُنْشِد: إنْ تكُ لَيْلِياًّ فإني نَهِرُ مَتَى أَرَى الصُّبحَ فَلاَ أنتظِرُ وقال: ومعنى نَهِر: أي صاحبُ نهار، لستُ بصاحب ليل، وأنشد: لولا الثَّرِيدانِ هلَكْنَا بالضُّمُرْ ثَريدُ ليلٍ وثريد بالنُّهُرْ قلت: النُّهُر: جمع النهار هاهنا. قال الفرّاء: وقيل: (في جنّات ونُهُر)، معناه أَنهار، كقوله: (ويُوَلُّون الدُّبُر) معناه الأدبار. وقال أبو إسحاق نحوه. وقال: الاسم الواحد يدلّ على الجميع، فيُجتَزأ به من الجميع، ويقال: أَنهَرَ بطَنُه: إذا جاء بطْنُه مِثلَ مَجيء النهَر، وأنهَرَ دَمُه: أي سال دَمُه. وقال أبو الجرّاح: أنهَر بطْنُه، واسْتَطلَقَتْ عُقَدُه. ويقال: أنهَرتُ دَمَه، وأَمَرتُ دَمه، وَهَرَقْتُ دَمَه. ويقال: طَعَنه طَعْنَةً أنهَرَ فَتْقَها: أي وَسَّعه، ومنه قولُ قيس بن الخَطيم: مَلكتُ بها كفِّي فأنهَرتُ فَتْقَـهـا يُرَى قائِما من دُونها ما وَراءَها وأنشد أبو عُبيد قولَ أبى ذؤيب: على قَصَبٍ وفُراتٍ نَهِرْ قال شمِر: نَهِر: أي واسع. والقَصَب: مَجاَرِي الماء من العيون. قال: والعرب تُسَمِّي العَوَّاء والسِّماكَ الأنهَرَين لكثرة مائِهما. وروى المنذريّ عن أبى الهيثم قال: النهار: اسمٌ، وهو ضدّ اللّيل، والنهار: اسم لكلّ يومٍ. والليلُ: اسم لكلّ ليلة؛ لا يقال: نهار ونهاران، ولا ليلٌ ولا ليلان، إنما واحدُ النهار يومٌ، وتثنيتُه يومان، وضدُّ اليوم ليلة، وجمعها ليالٍ، قال: وربما وَضَعت العربُ النهار في موضع اليوم، ثمّ جمعوه نهُرا، قال الراجز: ثَرِيدُ ليلٍ وثَرِيدٌ بالنُّهُرْ وقال اللّيث: النهارُ: فرخُ القطاة، وثلاثة أًنهِرة. وقال غيره: النهار: فَرخُ الحُبارَي: والنَّهْرُ: من الانتهار، يقال: نهَرْتهُ وانتهَرْته: إذا استقبلتَه بكلامٍ تزجُرُه عن خَبر. ثعلب عن ابن الأعرابيّ قال: النهر: الدَّغْرَةُ، وهي الخُلسة. وقال أبو عبيد: قال الكسائي: حَفرتُ البئر حتى نهَرتُ، فأنا أَنهَرُ: أي بلَغتُ الماء. ونهرٌ نَهِرٌ: أي واسعٌ، وأنشد: على قَصَب وفُراتٍ نَهِرْ وقال غيره: الناهور: السَّحاب، وأنشد: أَو شقَّةٌ خرجت من جَوف ناهُورِ هرف قال الليث: الهَرْفُ: شِبْه الهذَيان من الإعجاب بالشيء، يقال: هو يَهرِف بفلان نهارَه كلَّه هرفا. قال: ويقال لبعض السِّباع: يَهرِف لكثرة صوته.
وفي الحديث: أنَّ رُفقةً جاءت وهو يهَرِفون بصاحبٍ لهم، ويقولون: ما رأينا يا رسول الله مثلَ فلان، ما سِرنا إلا كان في قراءة، ولا نَزّلْنا إلاّ في صلاة. قال أبو عُبيد: قوله: يَهرِفون به: يمدَحونه، ويُطنِبُون في ذكره، يقال منه: هَرَفْتُ بالرجل أَهرِف هَرْفا، ويقال في مثَلٍ: "لا تَهْرِف قبلَ أن تَعرِف". ثعلب عن ابن الأعرابي: هَرَفَ: إذا هَذَى وهَقَى مِثلُه. قال: والهَرْف: مدحُ الرجلِ على غَير مَعرفة. رهف قال الليث: الرَّهْف مصدر الشيء الرَّهِيف، وهو اللطيف الدَّقيق، والفعلُ قد رَهُفَ يَرْهُف رَهافةً، وقلَّما يُستَعمل إلاّ مُرْهَفا، وأرْهَفْتُ السيفَ: إذا رَقَّقتهَ، وسهمٌ مُرهَف، ورجل مُرْهَف الجسم: دَقيقٌ. وفي الحديث أن عامرَ بن الطُّفَيل قدِم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان مُرهَف البَدَن. أي لطيف الجسم دَقيقه، يقال: رُهِف فهو مَرْهوف، وأكثرُ ما يقال: مُرهَف الجسم، ويقال: سيفٌ مُرهَف ورَهِيف، وقد رَهَفْتَهُ وأَرهفته. فره قال الليث: فَرُهَ الإنسانُ يَفرُه فَراهةً فهو فارهٌ بيِّن الفَراهَة والفَراهيِةَ. وقال الله جلّ وعزّ (وَتَنْحِتُونَ من الجِباَلِ بُيُوتاً فاَرِهين). قال الفراء: معناه حاذِقين، قال: ومن قرأها (فَرِهين) فمعناه أَشِرين بَطِرين، وقال أبو الهيثم: من قرأها: (فَرِهين) فتفسيره أَشِرِين بطرين قال: والفَرِح في كلام العرب-بالحاء-: الأَشِر البَطِر، يقال: لا تفَرَح أي لا تأشَر، قال الله جلّ وعزّ (لا تَفْرَحْ إن الله لا يُحِبُّ الفَرِحِين)؛ فالهاء هاهنا كأنها قامت مقام الحاء. قلت: وسمعت الأعراب من بني عُقيل يقولون: جارية فارهةٌ، وغلام فارِهٌ: إذا كانا مَلِيحَيِ الوَجْه والجميع فُرْه، ويقال بَرْذَنٌ فارِهٌ، وحمارٌ فارِهٌ، إذا كانا سَيُورَيْن، ولا يقال للفَرَس العربي: فاره ولكن يقال فرسٌ جَواد وخُطِّئَ عَدِيُّ بن زيد في قوله ينعتُ فرسا فقال: "فارها مُتتابعا". ويقال. أفرَهَتْ فلانة، إذا جاءت بأولادٍ فُرْهَةٍ، أي مِلاح. وقال الشافعي في باب "نفقة المماليك والجواري": إذا كان لهنّ فَراهةٌ زِيد في كُسْوتهنّ ونفقتهِنّ، يريد بالفَراهة الحُسن والملاحة. وروى أبو العباس، عن ابن الأعرابي أنه قال. أَفَرَهَ الرجلُ: إذا اتخذ غلاما فارها. وقال: فارِهٌ وفُرْهٌ ميزانه نائب ونُوبٌ. رفه رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نَهى عن الإرْفاه. قال أبو عُبَيد فُسِّر الإرْفاه أنه كثرة التدهن. قال: وهذا من وِرْدِ الإبل، وذلك أنها إذا وَرَدَت كلَّ يوم مَتَى ما شاءت قيل. وَرَدَتْ رفهاً، قال ذلك الأصمعي وأبو عُبيدة، ويقال، قد أَرْفَهَ القومُ: إذا فَعلتْ إبلُهم ذلك، فهم مُرْفِهون. فَشبَّه كثرة التدهن، وإدامته به. قال لبيد يذكر نخلا نابتةً على الماء: يشْرَبن رَفْهاً عرِاكاً غيرَ صادرَةٍ فكلُّها كارِعٌ في الماء مُغْتَمِرُ قال: وإذا كان الرجل في ضيق فنفَّسْتَ عنه قلتَ رفَّهْتَ عنه تَرفيهاً. وقال أبو سعيد: الإرْفَاه: التنعُّم والدَّعَة ومُظاهرَةُ الطَّعام على الطَّعام، واللباس على اللباس، فكأنه نَهى عن التنعُّم فِعْلَ العجم، وأمر بالتقشُّف، وابتذال النفس. روى أبو عُبيد، عن أبى عمرو، يقال: هم في رَفاهةٍ ورَفاهيَة ورُفَهْنِيَةٍ: أي في خِصبٍ وعيشٍ واسع. وكذلك الرَّفَاغة والرُّفَغْنِيَةُ. وروى ثعلب، عن ابن الأعرابي: أَرْفَه الرجلُ: دام على أكل النَّعيم كلَّ يوم، وقد نهى عنه. قلت: كأنه أراد الإرْفاه الذي فَسَّره أبو عبيد أَنّه كثَرةُ التدهُّن. وفي النوادر: يقال: أَرْفِه عندي واسترْفِهْ ورَفِّه عندي، واستنفِه عندي وأَنفِه عندي، ورَوِّحْ عندي، المعنى: أَقم واسْتَرحْ واستجمَّ. والعرب تقول: إذا سقطت الطَّرْفَهُ قَلَّتْ في الأرض الرَّفَهَة. قال أبو الهيثم: الرَّفَهة: الرحمة. قال أبو ليلى: يقال: فلان رافهٌ بفلانٍ: أي راحمٌ له. ويقال: أمَا ترفَهُ فُلاناً؟! الطَّرفة: عَيْنا الأسد: كَوكَبان، الجبهةُ أمامهما، وهي أربعة كواكب. فهر قال الليث: الفِهْرُ: الحَجَرُ قدرُ ما يكسر به جَوز أو يُدَقُّ به شيء، قال: وعامة العرب تؤنث الفهر، قال: وتَصغيرها فُهيْرة.
وقال الفراء: الفِهْر يذكَّر ويؤنَّث. وقال الليث: قريشٌ كلهم يُنسبون إلى وَلد فهر بن مالك بن النضر بن كِنانَةَ. وفي حديث عليّ أنه رأى قوماً سدلوا ثيابهم، فقال: كأنكم اليهودُ خَرجوا من فُهرهم. قال أبو عبيد: قوله خرجوا من فُهرهم: هو مَوضعُ مِدْراسهم الذي يجتمعون فيه كالعيد يصلَّون فيه. قال وهي: كلمة نبطية أو عبرانية، أصلها بُهر فعربت بالفاء وقيل: فُهر. ثعلب، عن ابن الأعرابي: أَفهرَ الرجلُ إذا خلا مع جاريته لقضاء حاجته ومعه في البيت أُخرى من جواريه فأكْسل عن هذه: أي أوْلَجَ ولم يُنْزل، فقام من هذه إلى الأخرى فأَنزَل معها. وقد نُهي عنه في الخبر.؟ قال. وأَفهر: إذا كان مع جاريته والأخرى تسمع حِسَّه وقد نُهي عنه. قال: والعرب تسمي هذا الفَهْر والوَجْس والرِّكْزَ والخَفْخَفَة. قال: وأَفهر الرجل: إذا شهد الفهرَ، وهو عيد اليهود. وأَفهر: إذا شهد مِدْرَاسَ اليهود. وأَفهر بعيرُه: إذا أَبْدَع فأُبْدِع به. وأَفهَر: إذا اجتمع لحمُه زِيَماً زيماً وتكتَّل فكان مُعَجَّراً، وهو أقبح السِّمَن. وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم نَهى عن الفَهَر، وقد فسره ابن الأعرابي، وقال غيره: هو من التفهير، وهو أن يُحضِر الفَرَسُ؛ فيعتريه انقطاعٌ في الجَرْي من كلال أو غيره، وكأنه مأخوذٌ من الإفهار، وهو الإكسال عن الجماع. قال ابن دُرَيد: ناقة فَيْهَرَةٌ: أي صُلْبةٌ، في بعض اللغات. هرب أبو عبيد عن الأصمعي: العرب تقول في نفي المال عن الرجُل: ما لفلان هاربٌ ولا قاربٌ وكذلك ماله سَعْنَةٌ ولا مَعْنَة. ثعلب، عن ابن الأعرابي قال: الهارب: الذي صَدَر عن الماء؛ ومنه قولهم: ماله هارِبٌ ولا قارب: أي ماله شيء، قال: والقارب: الذي يطلب الماءَ. وقال الأصمعي في قولهم: ماله هاربٌ ولا قارب. معناه ليس له أحدٌ يهرب منه، ولا أحدٌ يقرُب منه؛ أي فليس هو بشيء. أبو عبيد، عنه في الأمثال وقال غيره: معنى قولهم: ماله هاربٌ ولا قاربٌ: أي ماله بعيرٌ يصدرُ عن الماء، ولا بعيرٌ يقرُب الماءَ. ويقال: هَرَب من الوَتِد نصفُه في الأرض: أَي غاب، قال أبو وَجْزَة: ورُمَّةً نَشبت في هارِبِ الوَتِدِ وساح فلانٌ في الأرض، وهرَب فيها، قال: وهرَب الرجلُ وهَرِم بمعنىً واحد. أبو عبيد، عن الكسائي. أهَرَب الرجل إذا جَدَّ في الذّهاب. وقال الليث: الهرَب: الفِرار. يقال: جاء فلانٌ مُهْرِباً: إذا أَتاكَ هارباً فَزِعاً. وفلانٌ لنا مَهْرَب. وقال غيره: أهرَب الرجُل: إذا أَبعَد في الأرض، وأَهْرَب فلانٌ فلاناً: إذا اضْطرَّه إلى الهرب، وأَهربَت الرِّيحُ ما على وجهِ الأرض من التراب والقَمِيم وغيره: إذا سَفَتْ به. هبر قال الليث: الهَبْر: قَطْع اللَّحم، والهَبْرَة: نَحْضَةٌ من لحمٍ لا عظمَ فيها. والهِبْرِيَة والإبْرِية: هي نُخالة الرأس. أبو عبيد، عن الأصمعيّ: أعطيتُه هَبْرَةً من لحم: إذا أعطاه مُجتمِعاً منه، وكذلك البِضْعَة والفِدْرَة. الحَرّانيّ، عن ابن السكيت: ضَرْبٌ هَبْرٌ: أي يُلقِي قطعةً من اللّحْم إذا ضَرَبه. وطَعْنٌ نَتْرٌ: فيه اختلاس. أبو عبيد، عن الأصمعيّ الهَبْر: ما اطْمَأَنّ من الأرض. وأنشد غيره: هُبورُ أَغْوَاطٍ إلى أَغْواطِ شمِرٌ، عن أبى عمرو: الهَبْر من الأرض أن يكون مطمئناً وما حوله أرفعُ منه، وجمعُه هُبْر. قال عَدِيّ: جَعَل القُفَّ شمالاً وانتَحى وعلى الأيمنِ هُبْرٌ وبُرَقْ ويقال: هُبْرَة هُبْر أيضاً. ثعلب، عن ابن الأعرابيّ: أهبَرَ الرجل: سَمِنَ سِمَناً حَسَناً. أبو عُبيد، عن الكسائي: بعيرٌ أَهْبَرُ وهبِرٌ: أي كثيرُ اللّحم، وناقةٌ هبْراء وهبِرَة. وقال غيره: اهتَبَره بالسيف: إذا قطعه. وقال اللّحيانيّ: يقال: لا آتيك هُبَيْرَة بنَ سعد، ولا آتيك أَلْوَةَ هبَيْرَةَ: ينصب على مذهب على مذهب الصفات: أي لا آتيك أبداً. ويقال: إِنَّ أَصْلَه أنَّ سعدَ ابنَ زيدِ مَناةَ عُمِّرَ طويلا وكَبِر، فنظر يوماً إلى شائه وقد أهملَتْ ولم تُرْعَ، فقال لابنِه هُبَيْرَة: ارْعَ شاءَك، فقال: لا أَرْعاها سِنَّ الحِسْل: أي أبداً، فصار مَثلاً. وقيل: لا آتيك أَلْوَةَ هبَيرةَ. وهُباريّةَ الرَّأسِ: نُخالَتُه. مِثل الهِبريِةَ، وريحٌّ هُبارِيّةٌ: ذاتُ غبار. وقال ابن أحمر: هُباريةٌ هَوجاءَ موعدُها الضُّحَـى إِذا أَرْزَمَتْ جاءت بوَرْدٍ غَشَمْشَم أبو عبيدة: من آذان الخيل أذُنٌ مُهَوْبَرةٌ وهي التي يَحتَشِى جَوفُها وَبَراً وفيها شعَر، وتَكتسِي أَطْرافُها وَطُرَرُها أيضاً الشَّعَر. وقلما تكون إلا في رَوائد الخيل، وهي الرَّوَاعِي. والهَوْبَر والأَوبَر: الكثير الوبَرِ من الإبلِ وغيرِها. ثعلب، عن ابن الأعرابي قال: الهَوْبَر: القرد الكثير الشَّعَر. والهُبَيْرَةُ: الضَّبُع الصغيرة. ويقال للكانُونَيْن: هما الهَبّاران والهَرَّاران. عمرو، عن أبيه: يقال للعنكبوت: الهَبُور والهَبُون. وروى سفيان، عن السدّيّ، عن عكرمة عن ابن عباس في قوله: (فجعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأكُولٍ). قال: الهبُّور. قال سفيان: وهو الذَّرُّ الصغير. وروى أبو عوانَة، عن عطاءٍ، عن سعيد، عن ابن عبَّاس قال: هو الهَبُّور عُصافَة الزَّرع الذي يُؤكل، وقيل الهبُّور بالنَّبَطيّة: دُقاق الزَّرْع، والعُصافة ما تَفتَّت من وَرَقِه، والمأكول: ما أُخذ حَبُّه وبقى لا حَبَّ فيه. بهر روي عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما زالت أُكلةُ خَيْبَرَ تُعاودُني فهذا أوانُ قَطَعَتْ أَبْهَرِي". قال أبو عبيد: الأبْهَر: عِرْقٌ مُسْتبطِنُ الصُّلْبِ، والقَلْبُ مُتَّصلُ به، فإذا انقطع لم يكن معه حياة، وأنشد الأصمعيَّ: وللفؤاد وَجِيبٌ تحـتَ أَبْـهَـرِه لَدْمَ الغُلامِ وراءَ الغَيْب بالحجَرِ وفي حديث عمر انه رُفع إليه غلامٌ ابتهَرَ جاريةً في شعره، فلم يُوجَد الثَّبَتُ، فَدَرَأَ عنه الحَدَّ. قال أبو عبيد: الابتهار: أن يقذفها بنفسِه، فيقول: فعلتُ بها كاذبا، فإن كان فَعَل فهو الابتيار. وقال الكُمَيْت: قَبِيحٌ بِمثْلِيَ نَعْتُ الفـتـا ةِ إما ابتهاراً وإمَّا ابِتياَرا وقال شمر: البَهْر: التَّعْس قال: وهو الهلاَك. قال: ويقال: ابتهَرَ فلانٌ: إذا بالَغ في الشيء، ولم يَدَع جُهْدا. ويقال: ابتهَرَ في الدعاء: إذا تَحوَّب وجَهِد. وابتهَرَ فلانٌ في فلان ولِفُلان: إذا لم يدَع جَهدْا ممَّا لفلان أو عليه. وكذلك يقال: ابتهَلَ في الدُّعاء وهذا ممّا اعتقب فيه اللام والراء. وقال خالد بن جَنْبة: ابْتهَرَ في الدعاءِ: إذا كان يدعو كلَّ ساعة لا يَسْكت. وابتُهِرَ يُشبِّب بامرأة: إذا كان لا يُفرّط عن ذلك، ولا يُثْجَى. قال: لا يُثْجى: لا يُسْكَتُ عنه. قال: وأنشدت عَجوزٌ من بني دارِمٍ لشيخٍ من الحيِّ في قعيدته: ولا يَنامُ الضَّيْفُ من حِذارِها وقولِها الباطِلَ وابتهارِها وقال: الابتهار: قول الكذِبِ، والحَلِفُ عليه. ثعلب، عن ابن الأعرابي: أَبْهَرَ: إذا جاء بالعَجب. قال: والبَهْرُ: العَجب. وأبْهَرَ: إذا استغنى بعد فَقْر. وأَبْهَرَ: تزوّج سيِّدةً، وهي البهيرة، يقال: فلانةُ بَهِيرةٌ مَهيرة. وأَبهَر: إذا تلوَّن في أخلاقه: دَماثةً مرَّة، وخُبثا أخْرَى. قال: والبَهْرُ: الغَلَبة. والبَهْر: المَلْءُ. والبَهْر: البُعْد. والبَهْر: المباعدة من الخير. والبَهْر: الخيْبة. والبَهْر: الفَخْر، وأنشد بيت عمرَ بن أبى ربيعة: ثمَّ قالوا: تُحبُّها قلتُ: بَـهْـراً عَدَدَ القَطْرِ والحصاَ والتُّرابِ قال أبو العباس: يجوز أن يكون جميع ما قاله ابن الأعرابيَّ في وجوه البَهْر أن يكون معنىً لما قاله عُمر، وأحْسَنها العَجَب. وفي حديث النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه سار ليلة حتى ابهارَّ الليلُ. قال أبو عُبَيد: قال الأًصمعيّ: قوله ابهارَّ الليلُ، يعني انتَصَف، وهو مأخوذ من بُهرْة الشيء، وهو وَسَطُه. وقال أبو سعيد الضّرير: ابهِيرَارُ اللَّيْل: طلوعُ نُجومه إذا تَتامَّت، لأنّ الليل إذا أَقبَل أقبلتْ فَحْمتُه، فإذا استنارت ذهبت تلك الفحمة. وقال غيره: بُهِرَ الرجُل: إذا عَدَا حتى غَلَبَه البُهْر، وهو الرَّبْو، فهو مَبهور وبَهير. وقال الليث: امرأةٌ بَهِيرَةٌ، وهي القصيرة الذَّليلة الخِلقة.
ويقال. هي الضعيفَةُ المَشْي. قلت. هذا تصحيف، والذي أراده الليث. البُهتُرة بمعنى القصيرة، وأما البهِيرةَ من النساء فهي السيدة الشريفة، ويقال للمرأة إذا ثُقل أَردافُها فإذا مَشَت وقع عليها البُهرْ والرَّبو. بَهِير. وقال الأعشى. تَهادَى كما قد رأَيْتَ البَهيرَا ورُوي عن عمرو بن العاص أنه قال: إنّ ابن الصَّعْبة وهو طلحة بن عُبيد الله ترك مائة بُهار، في كلَّ بُهار ثلاثة قناطير من ذهب وفضة. قال أبو عبيد. بُهارٌ أحسَبها كلمةً غيرَ عربيَّة، وأراها قبطيَّة. قال: والبُهار في كلامهم: ثَلاثُمائة رِطل. قلت: وهكذا رَوَى سَلَمة عن الفراء: قال البُهار ثلاثُمائة رِطل. وكذلك قال ابن الأعرابي، قال: والمُجَلَّدُ: سِتمائة رِطل. قلت: وهذا يدلّ على أن البهار عربيّ. وهو ما يُحمل على البعير بلُغة أهل الشام. وقال بُرُيْقٌ الهذَليّ يصف سحابا ثقيلا: بمُرتَجِزٍ كأنَّ عـلـى ذُراه رِكابَ الشأْمِ يَحملنَ البُهارا قال القُتَيبيُّ: كيف يُخلِّف في كل ثلاثمائة رَطْلٍ ثلاثة قناطير؟! ولكنّ البُهارَ الحِمْلُ، وأنشد البيت للهُذَليّ. قال: وقال الأصمعيّ في قوله: "يحملن البهار" يحملن الأحمال من مَتاع البيت. وأراد أنّه ترك مائة حِمْل مالٍ، مقدار الحمل منه ثلاثة قناطير. قال: والقنطار مائة رَطْلٍ، فكان كلّ حمل منها ثلاثمائة رَطل. وقال ابن الأعرابي: البَهار لَبَب الفَرَس. قال: والبِهار: المُفاخرة. ويقال: بَهَر فلانٌ فلانا: إذا علاه وغَلَبه، وقمرٌ باهِر: إذا علا الكَواكِب ضوءُه، وأنشد أبو عبيد: وقد بَهَرْتَ فما تَخَفى على أَحدٍ إلاّ على أحدٍ لا يَعرِف القَمَرَا أي علوت كلَّ من يُفاخِرُكَ، فظهرتَ عليه. ويقال لليالي البِيض: بُهْرٌ، جمع باهِر، ويقال: بُهَر-بوزن ظُلَم- جمع بُهْرة، وكلّ ذلك من كلام العرب. وبَهْراءُ: حيٌّ من قُضاعة. وقال اللحياني: يقال لأربع رِيشاتٍ من مُقَدَّمِ الجناح: القوادِمُ؛ ولأرْبع يليهنّ: المناكبُ؛ ولأربع يَليهنّ بعد المَناكب: الخوافي؛ ولأربع بعد الخَوافي: الأباهِرُ. وقال الليث: البُهار: شيء من الآنية كالإبريق، وانشد: على العلياءِ كُوبٌ أو بُهار قلت: لا أَعْرِف البهار بمعنى الآنية. أبو عبيد، عن الأصمعي. العَرارُ: بَهارُ البر. قلت: العَرار: الحَنْوَة، كأنّ البَهارَ فارسيّة. وقال الليث: الأبهَرُ مِنَ القوْسِ: ما دُونَ الطائِف. وروى أبو عبيد، عن الأصمعيّ: في القوس كَبِدُها، وهو ما بين طرَفَي العِلاقة، ثم الكُلْية تلي ذلك، ثم الأبهَرُ يَلي ذلك، ثم الطَّائِفُ، ثم السِّيَةُ، وهو ما عُطِفَ من طَرَفَيها. وقال شمر: بَهَرتُ فلانا: إذا غلبتَه ببَطْش أو لِسَانٍ. وبَهَرْتُ البعير: إذا ما ركَضْتَه حتى ينقطع. وقال ابن قتادة: ألا يا لقومي إذ يبيعون مُهجتِي بجاريةٍ بَهْراً لهمْ بعدَها بَهْرَا ويقال: رأيتُ فلاناً بَهْرَةً: أي جَهْرةً عَلانية، وأنشد: وكم مِنْ شُجاعٍ بادَرَ الموت بَهْـرَةً يَمُوتُ على ظَهرِ الفِراشِ ويَهْرَمُ وقال ابن شميل: البُهْر: تكلُّف الجَهْدِ إذا كُلِّف فوق ذَرْعه، يقال: بَهَرَهُ إذا قطع نَفَسَه بضَرْبٍ أو خَنْقٍ، أو ما كان، وأنشد: إنّ البَخيلَ إذا سأَلْتَ بَهَرْتَه رهب قال الليث: رَهِبْتُ الشيءَ رَهبَا ورهْبَةً: أي خِفْتُه، وأَرْهَبْتُ فلاناً. قال: والرَّهْبَانيَّه. مصدر الراهب. والترهُّبُ: التَّعَبُّد في صَوْمَعة. والجميع الرُّهبان، والرَّهابِنة خطأ. وأخبرني المنذري، عن أبى الهيثم أنه قال: الرُّهبانُ يكونُ واحداً وجَمعا، فمن جعله واحداً جَعلَه على بناء فُعلان، وأنشد في ذلك: لو عاينَتْ رُهبانَ دَيْرٍ في القُلَلْ لا نحدَرَ الرُّهبان يَمشِي ونَزَلْ قال: ووجهُ الكلام أن يكون جَمعا بالنّون. قال: وإن جَمَعْتَ الرهُّبْانَ الواحدَ رَهابِينَ ورهابِنَة جاز. وإن قلت: رهبانيوُّن كان صوابا. وأصلُ الرَّهبانَّية من الرَّهبةن ثم صارت اسما لمِا فَضَل عن المقدار وأَفرَط فيه. وقال الله جل وعز. (وَرَهْبَانَّية ابْتَدَعُوهَا ما كَتبْنَاهَا عَليهمْ إلاَّ ابتِغَاءَ رِضْوَانِ الله).
قلت. ومعنى هذه الآية عَوِيص. قال أبو إسحاق. يَحتمل معناها ضَرْبينِ: أحدُهما أن يكون المعنى في قوله: (وَرَهْبَانَّية ابْتَدَعُوهَا) وابتَدعُوا رَهبانّيةً ابتَدَعوها، كما تقول: رأَيتُ زيداً وعَمْراً أَكْرَمتُه. قال: ويكون (ما كَتبْنَاهَا عَليهمْ) معناها: لم تُكْتَبْ عليهم البتّةَ، ويكون (إلاَّ ابتِغَاءَ رِضْوَانِ الله) بدلاً من الهاء والألف، فيكون المعنى: ما كَتَبْنَا عليهم إلاّ ابتغاءَ رِضْوان الله، وابتغاءُ رِضْوان الله اتِّباعُ ما أَمَر به، فهذا-والله أعلم-وجْهٌ، وفيها وجْهٌ آخرُ: (ابتَدَعُوهَا) جاء في التفسير أنهم كانوا يَرون من مُلوكهم مالا يصبرون عليه. فاتّخذوا أسرابا وصَوامِع، وابتَدعوا ذلك، فلمّا أَلْزَموا أنفسهم ذلك التَّطَوُّعَ، ودخلوا فيه لزمَهم تمامُه، كما أنَّ الإنسان إذا جعَل على نفسه صَوْماً لم يُفترَضْ عليه لزِمه أَن يُتمِّمَه، وأما قول اللهِ جلّ وعزّ: (واضْمُمْ إليكَ جَنَاحَك من الرَّهْب)، فإنَّ أبا إسحاق قال: يقال: من الرُّهْب والرَّهَب، إذا جُزِمَ الهاءُ ضُمَّ الراء، وإذا حُرِّكَ الهاءُ فُتح الراء، ومعناهما واحد مثل الرُّشْد والرّشَد. قال: ومعنى جَناحَك هاهنا يقال: العَضدُ ويقال: اليدُ كلُّها جَناح. قلت: وقال مُقاتلٌ في قوله: (من الرَّهَب): الرَّهَبُ كُمُّ مِدْرَعَتِه. ورَوى عمرو عن أبيه: يقال لكُمِّ القميص: القُنُّ، والرُّدْنُ، والرَّهَب، والخِلاف. وقال ابن الأعرابيّ: أَرْهبَ الرجلُ: إذا أطال رَهَبَه: أي كُمَّه. قال وأرْهب إذا رَكِب رَهْبا، وهو الجمل العالي. قلت: وأكثرُ الناس ذهبوا في تفسير قوله: : (واضْمُمْ إليكَ جَنَاحَك من الرَّهَب) كُماّ لذهبت إليه؛ لأنه صحيح في العربية، وهو أَشْبه بسياق الكلامِ والتفسيرِ، والله أعلم بما أراد. ويقال: استَرهبتُه وأرهبْتُه بمعنىً واحد. وترهَّبَ الرجلُ: إذا صار راهباً يَخْشَى الله. قال الله: (واسْتَرهَبُوهم وجاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ) أي: أَرْهبوهم. وترهبَ غيرَه: إذا توعَّدَه، وقال العجّاج يصف عَيْراً وأُتنَه: تُعْطِيه رَهبـاهـا إذا تَـرَهَّـبـا على اضطِمارِ الكَشْحِ بَوْلاً زَغْربا عُصارةَ الجَزءِ الذي تَـحَـلَّـبـا رَهبْاها: التي تَرهبُه، كما يقال هالكٌ وهلْكَي. إذا ترهبا: إذا تَوَعَّدَها. وقال الليث: الرَّهْب-جَزْمٌ-: لُغة في الرَّهَب. قال: والرَّهْباء: اسمٌ من الرَّهَب: تقول: الرَّهْباءُ من الله، والرَّغْباء إليه. وقال شمر: تقول العرب: رَهبُوت خيرٌ من رَحَمُوت. قال: والمعنى لأَن تُرْهَب خيرٌ مِن أن تُرحَم. وقال الليث: الرَّهابُة: عُظَيْمٌ في الصدر مُشْرِفٌ على البَطن، كأنه طرَفُ لسان الكلب. ثعلب، عن ابن الأعرابيّ قال: الرَّهابةُ: طَرَف المعِدة. قال: والكُلْكُل: طرَفُ الضِّلَع التي تُشْرِف على الرَّهابة. وقال ابن شميل في قَصِّ الصدر رَهابتُه، قال: وهو لسان القَصِّ من أسفَل. قال: والقَصُّ: مُشاشٌ. وقال الليث: ناقةٌ رَهْب، وهي المَهزولة جِدا، وأنشد قول الأعشى: وأَلْوَاحُ رَهْبٍ كأنَّ الـنُّـسُـو عَ أَثْبَتْنَ في الدّفّ منها سِطارا وأمّا قوله في قصيدةٍ أخرى: ولا بُدَّ مِن غزوَةٍ بالـمَـصِـي ف رَهْبٍ تُكِلُّ الوَقاحَ الشَّكُورا فإنَّ الرَّهْبَ من نعت الغَزْوة، وهي التي كَلَّ ظهرُها وهُزِل. وحكى عن ابن الأعرابي أنه قال: رهَّبَتْ ناقةُ فلانٍ، فقعد عليها يُحايِيها: أي جَهدَهَا السيرُ فَعلَفَها، وأحْسَنَ إليها حتى ثابت إليها نفسُها. وقال الليث. رَهبَى: مَوْضع. أبو عُبيد، عن الأصمعي: الرِّهاب: الرِّقاق من النِّصال، واحدُها رَهْب، وأنشد: بِيضٌ رِهاَبٌ ومُجْنَأٌ أُجُدُ قال: وناقةٌ رَهْبٌ: ضامِر. قال أبو عُبيد في باب "البخيل يعطي من غير طبعِ جُودٍ": قال أبو زيد: يقال في مثل هذا: رَهْبَاك خيرٌ من رَغْباك. يقول: فَرَقُهُ منك خير من حُبِّه،وأَحْرَى أن يُعطِيَكَ عليه. ومثله: الطَّعنُ يَطْأَرُ. وقال غيرُه: يقال فعلتُ ذلك من رُهبَاك: أي من رَهبتَك، والرُّغْبَى: الرَّغْبَة. وقال: يقال: رُهباك خيرٌ من رُغباك، بالضم أيضاً فيهما. ربه أهمله الليث.
ورَوى ثعلب عن ابن الأعرابيّ: أَرْبَهَ الرجُلُ: إذا استَغنى بتعبٍ شديد. بره أَبو العبّاس، عن ابن الأعرابيّ قال: بَرِهَ الرجلُ: إذا ثاب جسْمُه بعد تغيُّرٍ من عِلَّة. قال وأَبْرَه الرجل: غَلَبَ الناسَ، وأتى بالعجائب. وقال الّليث: البُرْهان: الحجّة، وإيضَاحُها. قلتُ: ونون البُرْهان ليست أصليّة، وقولُهم: بَرْهَن فلانٌ: إذا جاء بالبُرْهان، مُوَلَّد، والصواب أن يقال: أَبْرَه: إذا جاء بالبُرْهان كما قاله ابن الأعرابيّ إن صحّ عنه، وهي في رواية أبى عمرو، ويجوز أن تكون النون في البُرْهان نون جمعٍ على فُعْلان، ثمّ جُعلت كالنّون الأصليّة، كما جمعوا مُصَاداً على مُصْدَانٍ، وَمَصيراً عَلَى مُصْرانٍ، ثمّ جَمَعُوا مُصرانَ على مَصَارين، على توّهم أنّها أصليّة. وقال الليث: أبْرَهة: اسم أبى يَكْسُومَ مَلكِ الحبشة الذي ساق الفيل إلى البيت فأهلكه الله. قال: والبَرَهْرَهة: الجارية البيضاء قال: وبَرَهُها: تَرارَتُها وبَضَاضَتها. قال: وتصغير بَرَهْرَهة بُرَيْهةَ. ومَن أَتمَّها قال: بُرَيْرِهة وأمّا بُرَيْهِرَهةٌ فقبيحة قلّما يُتكلَّم بها. أبو عُبَيد، عن الأصمعيّ: البَرَهْرَهَة: التي كأنها تُرْعَدُ من الرّطوبة. شمر، عن ابن الأعرابيّ قال: البَرَهْرَهة: التي لها بَريق من صَفائِها. وقال غيرُه: هي الرقيقة الجِلد، كأنّ الماء يَجري فيها من النَّعْمة قلتُ: ومعنى أقاويلِهم متقارب. أبو عُبيد: البُرْهة: الزَّمان، يقال: أقمتُ عندَه بُرهةً من الدَّهر. كقولك: أقمتُ عنده سَبَّةً من الدَّهر. وقال ابن السكّيت: أقمتُ عنده بُرهة من الدَّهر وبَرهة من الدهر. وقال غيرُه: يُصغَّر إبراهيم بُرَيهاً، وذلك أنّ الميم عنده زائدة، وبعضهم يقول: بُرَيْهِيم. هرم قال الليث: هَرِمَ يَهرَم هَرَماً وَمَهْرَما، ونساءٌ هَرْمَي وهَرِمات. والهَرْم: ضَربٌ من النّبات فيه مُلُوحة، وهو من أَذَلّ الحَمْض وأشدِّه استبطاحا على وجه الأرض. وقال زُهير: ووَطِئتَنا وَطأً عَلَى حَنَـقٍ وَطْءَ المُقيِّد يابِسَ الهرِم والواحدة هَرمة؛ وهي التي يقال لها: حَيْهَلَة، ويقال في مَثلٍ: أذَلُّ من هَرمة. قال: وابن هِرمة، وابن عِجْزة: آخرُ وَلَد الشيخ والشَّيخة، يقال: وُلِد لهِرمة. ويقال للبعير إذا صار قَحْدا: هَرِمٌ. والأنثى هَرِمة. قال الأصمعي: والكَزُوم الهَرِمة، وكان النبيّ صلّى الله عليه وسلم يتعوذ من الهرَم. وقال شمِر: قال أبو زيد: يقال: ما عنده هُرمانَةٌ، ولا مَهرَم: أي مَطمَع. قال: ورَوَى أبُو عُبَيد، عن الأمويّ أنَّه قال: الهُرمانُ. العَقْل، والرّأْيُّ، يقال: ماله هُرمانٌ. قلت: وسمعتُ غير واحد من العَرب يقول: هَرَّمتُ اللَّحمَ تهريما: إذا قطّعتَه قِطعاً صغارا مثل الحُزَّة، والوذْرة، ولحمٌ مُهرَّم. همر قال الليث: الهَمْر: صَبُّ الدمع والماءِ والمطرِ، وهَمَر الماءُ، وانهمر فهو هامِرٌ ومُنهمَرِ، والفَرس يَهمِرُ الأرضَ هَمْرا: وهو شدّةُ حَفْرِه الأرضَ بحوافره. وقال العجّاج: عَزَازَهُ وينهَمرن ما انْهَمرَ وقال الآخر: من الرَّمال هَمرٌ يَهمُورُ وقال: يُهامِرُ السَّهلَ ويُولِي الأخْشَبا قال: والهَمّار: النَّمّام. قلت: الصواب الهماز بالزاي بمعنى النمام العَيّاب، وأمَّا الهمَّار، والمِهمار فهو المِكثار الذي يَهمِر الكلامَ هَمْراً: أي يَصُبُّه صَباً. ثعلب، عن ابن الأعرابي قال: الهَمْرَي: الصَّخّابة من النّساءَ. قال: والهُمْرة: الدُّفعة من المَطَر. والهَمْرة: الدَّمْدَمَة. والهَمْرَة: خَرَزَةُ الحُبّ، يقال: يا هَمْرةُ اهْمُرِيه، ويا عَمْرة اعمُرِيه. قال: والهَمْرة: الدَّمدَمة بغضب. رهم قال الليث: الرِّهمة: مَطْرة ضَعِيفَةٌ دائمةٌ وجمعُها رِهَم ورِهام، وروضة مرهومَةٌ قال الأزهريّ: ونحو ذلك قال الأصمعيّ في الرِّهمة. وقال اللّيث: الرُّهام من الطير: كلُّ شيء لا يَصطاد. وقال غيره: جَمعُه الرُّهم، وبه سُمِّيت المرأة: رُهْماً، وقيل واحدة الرُّهام رُهامة. قلت: ولم أسمع الرُّهامَ لغيره. وأرجو أن يكون مضبوطا.
أبو زيد: الرِّهْمة أشدُّ وقعاً من الدِّيمة، وأَسرعُ ذهابا، وقد أَرهمَت السماءُ إِرهاماً. مهر قال الليث: المَهْر: الصَّداق، تقول: مَهَرتُ المرأةَ فهي ممهورةٌ: إذا قطعتَ لها مَهرا، فإِذا زوَّجتها رَجُلا على مهر قلتَ: أَمهرَها. أبو عُبيد، عن أبى زيد: مَهرتُ المرأة أَمهرُها مَهْراً، وأَمهرتُها، وأنشد: أُخِذْنَ اغتِصاباً خِطْبةً عَجْرَفِـيَّةً وأُمهرنَ أرمَاحاً منَ الخَطّ ذُبَّلا ومن أمثالهم السائرة "أحمَقُ من المَمهورة إحدى خَدمَتَيْها"، يُضرب مثلا للأحمق البالغ من الحُمق النهاية، وذلك أن رجُلا تزوَّج امرأةً، فلما دخل عليها قالت: لا أطيُعك أو تُعطيَني مهري، فنَزَع إحدى خَدَمَتَيْها من رِجلها ودَفعها إليها، فَرَضِيت بها مهراً لحُمقها. الليث: امرأة مَهِيرةٌ: غالَية المَهر، والمهائر: الحرائِرُ، وهنّ ضدَّ السّرَارِي. قال الليث: والمُهْرُ: وَلَد الرَّمَكَةِ والفَرس، والأنثى مُهْرة، والجميع مِهارٌ ومِهارَة ومنه قولهم: لا يَعْدَمُ شقِيٌّ مُهَيْراً، يقول: من الشّقَاءِ مُعالجةُ المِهارة. والماهر: الحاذق بكلّ عمل، وأكثرُ ما يُوصف به السَّابحُ. وقال الأعشى: مثل الفُراتيِّ إذا ما جَرَى يقذف بالبُوصِيِّ والمَاهرِ ويقال: مَهَرتُ بهذا الأمر أمهَرُ به مهارةً: إذا صرتَ به حاذِقا. وقال أبو زيد: يقال: لم تُعطِ هذا الأمرَ المِهَرَة أي لم تأته من قِبَل وَجهه، ويقال: أيضا: لم تأت إلى هذا البناء المِهَرة: أي لم تأت من قِبل وجهه؛ ولم تبنه على ما كان ينبغي. سَلَمة، عن الفراء قال: تحت القلب عُظَيم يقال له: المُهْر، والزِّرّ، وهو قوام القَلب. وأُمَّ أَمهارٍ: اسم هَضبْة. قال الراعي: مَرَّت على أمِّ أَمهارٍ مُشَـمِّـرةً تَهوِى بها طُرُقٌ أوساَطها زُورُ وأما قول أبى زُبَيْد في صفة الأسد. أقبل يَرْدِي كما يَردِي الحِصَانُ إلى مُسْتعْسِبٍ أَرِبٍ منه بتَـمـهـيرِ فإنه وصف أسداً أَقبل كأنه حِصاَنٌ جاء إلى مُسْتعسب، وهو المُسْتطْرِق لأنثاه. أَرِبٍ: ذي إرْبة: أي حاجة. وقوله: بتمهير: أي بطَلب مُهْر واتخاذه ويقال للفرسة: المُهْرَة، وما أُراه عَرَبياً. مره قال الليث: المَرَه: ضدُّ الكَحَل. يقال: امرأَةٌ مَرْهاء: لا تتعهَّدُ عينها بالكُحل. وسرابٌ أَمْرَهُ: أي أبيض، وأنشد: عليه رَقْراقُ السَّرابِ الأمْرَهِ قال الأزهري: المَرَه، والمُرْهَةُ: بياضٌ تكرَهُه عَينُ الناظر، وعينٌ مَرْهاءُ إذا كانت تضرب إلى البياض. وقال أبو زيد: المرهاء من النِّعاج: البيضاء التي ليس بها شِيَةٌ، وهي نعجة يَقَقَةٌ. نهل وقال الليث: يقال: أَنهلْتُ الإبلَ: وهو أول سَقْيِكَها وقد نَهلَتْ هي: إذا شَرِبت في أول الوُرودِ. أبو عبيد، عن الأصمعي: إذا أَورَد إبلَه الماءَ؛ فالسَّقيةُ الأولى النَّهَل، والثانية العَلَل. قال: وقال أبو زيد: الناهل في كلام العرب: العَطشان. والناهل: الذي قد شَرِب حتى رَوِى، والأنثى ناهله، وانشد: ينهل منه الأَسَلُ الناهلُ أي يروَى منه العطشان. قال: وقال أبو الوليد: ينهل منه أي يشرَب الأسلُ الشارب. قال: والناهل هاهنا: الشارب. وإن شئتَ كان العطشان. قلت: وقول جرير يدلّ على أن العِطاش تسمى نِهالا، وهو قوله وأخوهما السَّفَّاحُ ظَمَّأَ خيَلَـه حتى وَرَدنَ جَبَا الكُلابِ نِهالا وقال عَميرةُ بنُ طارق في مثل ذلك. فما ذُقتُ طعم النَّوم حتى رأيتُنـي أُعارِضهم ورِدَ الخِماسِ النَّواهل قال الليث: المنهل: المورد حتى صارت منازلُ السُّفَّار على المياه مناهل. قال أبو الهيثم: يقال: ناهلٌ ونَهَل، مثل خادِم وخَدَم، وغائب وغَيَب، وحارِس وحَرَس، وقاعد وقَعَد والمِنهالُ: الرجلُ الكثير الإنهال. قال: والناهلة: المختلفة إلى المنهل، وكذلك النازلة، وانشد: ولم تُراقبَ هناك ناهلةَ الْ وَاشِينَ لما اجْرهَدَّ ناهلُها وقال أبو مالك: المناهل: هي المنازِل على الماء. سلمة، عن الفراء: المِنهال: القَبر، والمنهال: الغايةُ في السَّخاء. والمنهال: الكثيب العالي الذي لا يتماسك انهياراً.
قلت: المنهال-بضم الميم- أشبَه بتفسيره من انهال.
في حديث الدَّجّال: إنه ليَرِدُ كلَّ مَنهل.
قال شمر: قال خالدٌ الغَنَوِيّ: المَنهل: كلُّ ماءٍ يطؤُه الطَّريق، مثل الرُّحَيل والحَفِير والشجِيّ والخَرْجا.
قال: وما بين المناهل: مَراحِل.
قال: وكلُّ ماءٍ على غير طريقٍ فلا يُدْعَى مَنْهلا، ولكن يقال. ماءُ بني فلان.
ويقال: من أين نَهِلْتَ اليومَ؟ فيقول: بماءٍ بني فلان، وبمنْهل بني فلان، وقوله: أين نَهِلْتَ؟ معناه أين شَرِبْتَ فَرَوِيتَ؟ وأنشد:
ما زال منها ناهِلٌ ونائبُ
فالنَّاهل: الذي رَوِيَ فاعْتَزَل، والنائب: الذي يَنُوب عَوْداً بعد شُرْبها؛ لأنها لم تُنْضَح ريِاً.
لهن
قال أبو عبيد: قال أبو زيد: يقال للطعام الذي يُتعَلل به قبلَ الغداء: السُّلْفة والُّلهْنة، وقد لَهَنتُ لَهم، وسَلَفْت لهم.
ويقال: سَلَفْتُ القومَ أيضاً. وقد تَلَهَّنْتُ تَلَهُّناً.
هلف
قال الليث: الهِلَّوْف: اللِّحْية الضَّخمة والهِلَّوْف: الرَّجُل الكذوب.
أبو عبيد، عن الأمويّ قال: إذا كبر الرجلُ وهَرِمَ فهو الهِلَّوْف.
وقال ابن الأعرابيّ: الهِلَّوْف: الثّقيل البطيء الذي لا غناءَ عنده، وأنشد:
ولا تكونَنَّ كهِلَّوْفٍ وَكَلْ
وأنشدني أبو بكر الإيادي قال: أنشدني أبو محمد السَّرْخَسِيّ:
هِلَّوْفَةٌ كأنها جُـوالـقُ لها فُضُولٌ ولها بنائق
?????قال: أراد بها اللِّحية.
لهف
أبو زيد: رجُل لَهْفانُ، وامرأةٌ لَهْفَى.
من قومٍ ونساءٍ لَهافَى ولُهُف، وهو المغتاظ على ما فاته.
وقال الليث: التَّلهُّف على الشيء يفوت بعد مُشارفَتَك عليه.
قال: ويقال: فلان يُلَهِّف نفسَه وأمَّه: إذا قال: وانَفْساه وأُمِّياه.
ويقال: والَهفاه والَهفَتاه، ووالَهْفَتِياه.
شَمرٌ، عن ابن الأعرابيّ قال: الَّلهْفان، واللاَّهفُ: المكروبُ. ومن أمثالهم "أُمّه يَلهَفُ اللَّهفان".
قال شَمِر: يَلهَف من لَهِفَ، وبأمِّه يستغيث اللَّهِفَ؛ يقال ذلك لمن اضطُرَّ فاستغاث بأهل ثقته.
قال: ويقال: لهَّفَ فلانٌ أُمَّه وأُمَّيْه: يريدون أبَوَيْه. وقال الجعْدِيُّ:
أَشْلَى ولَهَّفَ أمَّيْه وقد لَهِفَتْ أَمَّاه والأمّ مما تُنْحَلُ الخَبَلاَ
يريد أباه وأمّه.
ويقال: لَهِفَ لَهَفاً فهو لَهفانُ، وقد لُهِف فهو مَلْهُوف: أي حزين قد ذَهَب له مالٌ أو فجِع بحميم. وقال الزَّفيَانُ:
بابن أبى العَاصي إليك لَهِفَتْ تشكو إليك سَنةً قد جَلَفَـتْ
لَهِفتْ: أي استغاثت، ويقال: نادَى لَهْفَه، إذا قال: يا لَهْفَي.
وقال الليث. المَلهوف. المَظْلوم ينادي ويستغيث. وفي الحديث. أَجِب المَلْهوف.
وقال النحويون في قولهم. يا لَهْفَي عليه: أَصلُه يا لَهْفِي، ثم قُلِبَت ياءُ الإضافة ألِفا، ومثله يا وَيلِي عليه ويا وَيلَي عليه ويا بِأَبِي ويا بِأَبَا.
وفي النوادر: أنا لَهِيفُ القَلْب، ولاهِف القلب، ومَلْهوفٌ، أي مُحْتَرِق القَلْب.
فهل
أبو عبيد، عن الأحمر. هو الضَّلاَل بن فَهْلَلَ وابنُ ثَهْلَلَ، غير منصرفين.
هلب
قال ابن شميل يقال: إنه لَيَهلِبُ الناسَ بلسانه: إذا كان يَهجُوهم ويَشتُمهم، يقال: هو هَلاّبٌ: أي هَجّاء، ورجلٌ مُهلب: أي مَهْجُوّ.
وقال الليث: الهُلْب: ما غَلُظ من الشّعر، كشَعر ذَنَبِ الناقة.
ورجلٌ أهلبُ: إذا كان شعر أخدعيه وجسده غلاظا.
فرسٌ مَهلوب: قد هُلِبَ ذنبهُ: استُؤصِلَ جَزاً.
ويقال: هَلَبَتْنا السماء. إذا بلّتهم بشيء من ندىً أو نحوِ ذلك.
أبو العباس، عن ابن الأعرابي قال: الهَلُوب: المرأة التي تَقرُب من زوجها وتُحبّهُ، وتتباعَدُ من غيره وتُقصِيه.
قال: وكذلك إذا كان لها صديق فأَحَبَّتْه وأَطاعته، وعَصَتْ غيرَه وأقْصَتْه.
قال: وروي عن عمر أنه قال: رحم الله الهَلُوب، يعني الأولى، ولَعَن الله الهَلُوب، يعني الأخرى.
وقال ابن الأعرابي: الهَلُوب الصِّفة المحمودة أُخِذتْ من اليوم الهَلاّب: إذا كان مَطَرُه سَهلاً لَيِّنا دائما غير مُؤْذٍ.
قال: والصِّفَةُ المذْمُومَةُ: أُخِذتْ من اليوم الهَلاّب: إذا كان مَطرُه ذا رَعْد وبَرْق وأهوال وهَدْمٍ للمنازل.
أبو عبيد: الهَلاّب: الرّيح مع المَطَر. وقال أبو زبيد: أَحَسَّ يوماً مِن المَشْتاةِ هَلاّبا وهلَبَتْنا السماءُ تهلِبُنا هَلْبا. وقال المازنيّ: ذَنَب أهلبُ: أي مُنقطع، وانشد: وأنهُمُ قد دَعَوْا دَعْوَةً سَيَتْبَعهُا ذَنَبٌ أَهلَبُ أي منقطع عنكم، كقوله: الدنيا ولَّتْ حَذَّاءَ: أي منقطعة. قال: والأهلَب: الذي لا شَعَر عليهُ. أبو عبيد، عن الأموي: أتيتُه في هُلْبة الشّتاء: أي في شدّة بَرْدِه. شمر، عن أبى يزيد الغَنَويّ قال: في الكانون الأول الصِّنُّ والصِّنَّبْر والمَرْقِيُّ في القبْر، وفي الكانون الثاني هَلاّبٌ ومُهلِّب وهُلَيْب، قال: وهي أيام شديداتُ البَرْد: ثلاثةٌ في كانون الأول، وثلاثةٌ في كانونَ الآخر، قال: وهَلاّب ومُهلَّب وهُليب يَكنَّ في هُلْبة الشّهر، وهُلْبَةُ الشَّهر آخره. وقال غيره: يقال: هُلْبة الشتاء وهُلُبَّتُه بمعنى واحد. ومن أيام الشتاء هالِبُ الشَّعَر ومُدحْرِجُ البَعَر. وقال شمر: وفي الحديث: "والسماء تَهلُبُني" أي تَبلُّني وتُمطِرني وقد هلَبَتْنا السماءُ، إذا أَمطَرت بجود. أبو عُبَيدة. الهُلاَبةُ غُسالَة السَّلا، وهي في الحِوَلاء، والحِوَلاء: رأسُ السَّلا، وهي غِرْسٌ كَقدْر القارُورة تراها خضراء بعد الولد، تُسَمَّى هُلاَبة السِّقْي، ويقال: أَهلَبَ في عُدْوه إهلابا، وأَلهبَ إلهَابا، وعَدْوهُ ذو أَهَاليب. وقال خَليفة الحصيني: تقول: رَكِب كلُّ منهم أُهلُوبا من الثَّناء، أي فَناًّ، وهي الأهاليب. وقال أبو عبيدة هي الأساليب، واحدها أسلوب. وروى شمر عن بعضهم أنه قال: لأن يمتلئ ما بين عانَتِي إلى هُلْبَتي. قال. والهُلْبة ما فوق العانة إلى قريب من أسفل البطن. والأهلَب: الكثيرُ شَعَر الرأس والجسد. ووقعنا في هُلْبةٍ هلْباءَ، أي في داهية دَهياء، مثل هُلْبة الشتاء. هبل ثعلب، عن ابن الأعرابي قال: الهُبْلة. الثُّكْلَة، والهُبْلة: القَتْلة، واللُّهُبة: إشراق اللّون من الجسد. وقال الليث. الهَبَل كالثُّكْل، وهَبِلَتْه أُمُّه وثَكِلَتْه. وقال أبو الهيثم: فَعِل يَفْعَل إذا كان متعدّيا فمصدَرُه فَعْل إلاّ ثلاثة أحرف: هَبِلَتْه أمّه هبَلا، وعَمِلْت الشيءَ عملا، وزكِنْتُ الخَبَر زَكَنا، أي عَلِمته. وقال الليث. الهِبِلُّ: الشيخ الكبير والمُسِنّ من الإبل، وانشد. أنا أبو نَعامةَ الشيخُ الهِبِلّ أبو عبيد، عن الأصمعي. الهِبَلُّ: الثقيل. وقال الليث: المَهْبِل: موضعُ الولد من الرَّحِم وقيل: المَهْبِل: أقصَى الرَّحم. وقال شمر: المَهْبِل: البَهْوُ بين الوَرِكَينْ حيث يَجثم الولدُ، شُبِّه بمهَبِل الجبَل، وهو الهُوَّة الذاهبةُ في الأرض. وقال الهذليّ: لا تَقِه المَوْتَ وقِـيَّاتُـه خُطَّ له ذلك في المَهِبلِ وقال أوس بن حَجَر في مهبِل ما بين الجبَلَينْ: فأَبصَرَ أَلْهاباً من الطَّـوْدِ دُونـه يرَى بين رأسَيْ كل نِيقَيْنِ مَهبِلاَ وقال ابن الأعرابي: قال أبو زياد: المَهبِل: حيث يَنظُفُ فيه أبو عُمَير بأَرُونِه، وأنشد بيت الهذليّ. وقال بعضهم: المَهبِل: ما بين الغَلَقين: أحدُهما فمُ الرَّحم، والآخر موضع العُذْرة. وقال الليث: الهَبّال: المحتال، والصيَّاد يَهتَبِل الصيدَ: أي يغتَنِمه، وسمعتُ كلمةً فاهتبلتُها: أي اغتَنمْتُها. ثعلب، عن ابن الأعرابي قال: الهبَالةُ: الغنيمة، وأنشد: فلأَحْشأَنّكَ مِشْقَـصـاً أَوْساً أُوَيْسُ مِنَ الهَبالهْ وهُبَل: اسمُ صَنَم عبدته قُريش. وفي حديث أهلِ الإفك: والنساءُ يومَئذٍ لم يُهَبِّلْهُنَّ اللحمُ، معناه: لم يكثر عليهنَّ الشَّحمُ واللَّحم. ويقال: أصبَح فلانٌ مُهَبَّلا: وهو المُهَبَّجُ الذي كأنه تورَّم من انتفاخه، ومنه قولُ أبى كبير: فشَبّ غير مهبّل. أخبرنا المنذريّ، عن ثعلب، عن ابن الأعرابي: يقال: ما له هابل ولا آبل: فالهابلُ: المحتال، والآبل: الحَسَنُ الرِّعْية للإِبل، والهَبُّلِيُّ والأبُّلِيُّ: الراهب.
وفي حديث أبى ذَرّ وذكرِه ليلة القدر. قال: فاهتبلتُ غَفْلَتَه، وقلت: أيُّ ليلة هي؟ أي تَحيّنْتُ غفْلَتَه وافترصْتهُا، واحتلْتُ لها حتى وجدتهُا، كالرجل يطلب الفرصة في الشيء. وقال الكميت: وقالتْ ليَ النفسُ: اشعَبِ الصّدْعَ واهتَبِلْ لإحدى الهَنَاتِ المُضْلِعاتِ اهتبالَـهـا أي استعدَّ لها واحْتَلْ. قاله أبو عبيد: ورجلٌ مُهتَبِلٌ وهبّال. أبو العباس، عن ابن الأعرابي قال: الهابل: الكثير اللَّحم والشَّحم، ومنه قولُ عائشة: والنساء لم يُهَبِّلْهُنَّ اللَّحْمُ. بهل قال الليث: الأبهل شجرةٌ يقال لها: أيُّ الأبرُس قال: وليس الأبهل بعربّية مَحْضة. قال: والباهل: المتردِّد بلا عمل، والراعي بلا عَصاً. ثعلب، عن ابن الأعرابي قال: الباهل: الذي لا سِلاَح معه، وناقة باهِلٌ: مُسَيَّبَةٌ، وتكون التي لا صِرَار عليها، ونحو ذلك قال أبو عبيد. وحدثني بعضُ أهل العلم أن دُرَيدَ بن الصِّمة أراد أن يُطَّلق امرأته، فقالت: أتُطِّلقني وقد أطعَمْتُكَ مَأْدُومِي، وأَبثَثْتُك مَكْتومِي، وأتيتك باهِلاً غير ذات صِرار؟. قال: جعلتْ هذا مثلاً لمالِهاَ، وأنها أباحتْ له ماَلها. وقال الليث: أَبهَلَ الراعي إبلَه: إذا تركها، وأَبهَلها من الحَلَب. قال: ورجل بُهلُول: حَيِيٌّ كريم، قال: ويقال: امرأةٌ بُهلول. أبو عبيد، عن الأصمعي قال: البُهلول: الضَّحَّاك من الرجال. شمر، عن أبى عمرو الشيباني قال: البَهْل: الشيء اليسير الحقير، وأنشد: وذو اللُّبّ للبَهْل الحقير عَيُوفُ أبو عبيد، عن الأموي: البَهْل. المال القليل. اللِّحياني: هو الضَّلال بن بهلَلِ، مأخوذ من الإبهال: وهو الإهمال، وبَهْلَل الوالي رعيّتَه، واستبهْلها: إذا أَهمَلها. وقال النابغة: وشَيْبان حيثُ استَبهلَتْها السواحِلُ أي أهملها ملوك الحيرة، وكانوا على ساحل الفُرات قال الشاعر في إِبل أُبْهِلَتْ: إذا استُبهِلتْ أو فَضَّها العبدُ حَلَّقَتْ بسرْبِكَ يوْمَ الوِرْد عَنْقاءُ مُغرِبُ يقول: إذا أُبهِلَتْ هذه الإبل، ولم تُصَرَّ أنفَدَت الجيرانُ ألْبانَها، فإذا أرادت الشرْبَة لم تكنْ في أخلافِها من اللبن ما يُشترى به ماءٌ لِشُربها واسْتَبهل فلانٌ الحرْبَ: إذا احتلبها بلا صِرار. وقال ابنُ مُقبل في الحرب: فاستَبهل الحرذْبَ من حَرّانَ مُطَّرِدٍ حتى يَظَلَّ على الكَفَّين مَوْهونـاَ أراد بالحرَّان الرُّمْح. والعرب تقول: مَهْلاً وبَهلاً. قال الشاعر: فقلت له: مَهلاً وبَهلاً فـلـم يَتُـبْ بقوْلِ وأضْحَى النفسُ محتمِلا ضِغْنا ثعلب، عن ابن الأعرابي، وعن سلمة عن الفراء قال: اهتبل الرجلُ: إذا كَذَب، واهتَبلَ: إذا غَنِمَ، واهتَبل: إذا ثَكِل. أبو عُبيد، عن الأصمعيّ: المَباهِيل: الإبلُ التي لا صِرَارَ عليها، وهي المُبْهَلَة. وقال أبو عمرو في البهَّل مثله، واحدُها باهل. وقال الكسائيّ: الباهل: التي لا سِمةَ عليها. ويقال: باهَلْتُ فلاناً: أي لاعَنْتُه، وعليه بَهْلةُ الله وبُهْلةُ الله: أي لعْنة الله. وابتَهل فلانٌ في الدّعاء: إذا اجتهَد. ومنه قول الله جلّ وعزَّ: (ثمَّ نَبْتهِلْ فَنَجْعَلْ لعنةَ اللهِ عَلَى الكاذِبِينَ): أي يجتهِد كلٌّ منا في الدُّعاء، ولعن الكاذب منا. قال أبو بكر: قال قومٌ: المُبتهِل معناه في كلام العرب: المُسَبِّح الذاكُر لله، واحَتجُّوا بقول نابغة بني شَيْبَان: أَقْطَعُ اللّيلَ آهةً وانْتِحابَا وابتهالاً لله أيَّ ابتهالِ قال: وقال قومٌ: المُبتهِل: الدّاعي. وقيل: في قوله: (ثمَّ نَبْتهِلْ): ثم نَلتَعِنْ. قال: وأنشدنا ثعلب عن ابن الأعرابيّ: لا يَتَأَدّوْنَ في المَضيق وإنْ نادَى مُنادٍ كيْ يَنزلوا نَزَلوا لابدّ في كَرَّةِ الفـوارسِ أَنْ يُترَكَ في مَعْرَكٍ لهم بَطَلُ مُنعفِرُ الوجهِ فـيه جـائفةُ كما أَكَبَّ الصَّلاةَ مُبْتَهِـلُ أراد كما أَكَبَّ في الصلاة مُسّبِّح.
أخبرنا المُنذريِّ قال: أخبرني الحرّانيّ: أنه سمع ابن السّكيت قال: يقال: تباهَل القوم: إذا تلاعنوا، ويقال: عليه بَهْلةُ الله: أي لعنةُ الله. ومُبتهِلاً: أي مجتهداً في الدُّعاء: ويقال: هو الضَّلاَل بنَ بَهْلَل بالباء كأنّه المُبهَل المُهْمَل ابنُ ثهْلَل. بله قال الليث: البَلَه: الغَفْلة عن الشّرّ. وفي الحديث: أكثر أهل الجنّة البُلْه، الواحد أبلَه: وهو الغافل عن الشرّ. قلت: البَلَه في كلام العرب على وجوه: يقال: عيشٌ أَبْلَه، وشبابٌ أبله: إذا كان ناعماً، ومنه قولُ رؤبة: بعد غُدانِيِّ الشبابِ الأبْلَهِ يريد الناعم، ومنه أُخِذَ بُلَهْنِية العَيش: وهو نَعْمَتُه وغَفْلَتُه. والأَبلَه: الرجل الأحمق الذي لا تمييزَ له، وامرأةٌ بَلْهاء. وقال ابن شميل: ناقةٌ بَلهاء: وهي التي لا تَنْحَاشُ من شيءٍ مكانةً ورزَانةً، كأنها حَمْقاء، ولا يقال: جملٌ أبلَه. والأبلَه: الذي طُبِع على الخير، فهو غافِلٌ عن الشرّ لا يعرفه. ومنه الحديث الذي جاء: "أكثرُ أهل الجنة البُله". وقال ابن شميل: الأبلَه: الذي هو مَيّتُ الداء، يُرادُ أن شرَّه ميّت لا ينبَه له. وقال أحمد بن حَنْبل في تفسير قوله: استراحَ البُلْه، قال: هم الغافلون عن الدنيا وأهلِها وفساَدِهم وغِلِّهم، فإذا جاءوا إلى الأمر والنهي فهمُ العقلاء الفقهاء. وقال ابنُ شميل: البَلَه: حُسْن الخلُق وقلة الفِطْنة لِمَداقّ الأمور. وقال القُتَيْبِيُّ في تفسير البُلْه الذي جاء في الحديث: البُلْه: هم الذين غَلبتْ عليهم سلامةُ الصُّدور، وحُسْنُ الظنّ بالناس، وأنشد: ولقد لَهَوْتُ بطِـفْـلةٍ مَـيّالةٍ بلهاءَ تُطلِعُني على أَسْرَارها أراد أنها غِرٌّ لا دهاء لها، فهي تخبرني بسِرها، ولا تفطن لما في ذك عليها، وأنشد غيره في صفة امرأة: بَلهاء لم تُحفَظْ ولم تُضَيَّعِ يقول: لم تُحفظ لعَفافِها ولم تُضَيَّع، مما يقُوتُها ويَصونها، فهي ناعمة عَفِيفة. وقال الليث: التَّبَلُّه: تَطَلَّبُ الدابة الضالة والعرَب تقول: فلان يتبلّه في سيره إذا تعَسَّف طريقاً لا يهتَدِي فيه ولا يستقيم على صَوْبه. قال لبيد: عَلِهَتْ تَبلَّهُ في نِهاءٍ صعائدٍ والرواية المعروفة: عَلِهتْ تبَلّدُ. وقال الليث: بَلْهَ: كلمةٌ بمعنى أَجَلْ، وأنشد: بَلْهَ أني لم أَخُنْ عهدا ولـم أقترِفْ ذنباً فتجْزيني النَّقَمْ وقال أبو بكر الأنباريّ: في بَلْهَ ثلاثة أقوال: قال جماعة من أهل اللغة: بلهَ معناها على، وقال الفراء: مَن خَفضَ بها جَعَلها بمنزلة على وما أشبهها من حروف الخفض، وذكر ما قاله الليث أنها بمعنى أَجَلْ. وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "أَعدَدْتُ لعبادي الصالحين ما لا عينٌ رَأَتْ، ولا أُذُن سَمِعتْ، ولا خطر على قلبِ بشَر، بله ما أطَلْعتُهم عليه". وقال أبو عبيد: قال الأحمر وغيرُه: بله معناه كيف ما أطْلعتُه عليه. وقال الفراء: معناه كيف ودَع ض ما أَطْلعتهم عليه. وقال كعب بنُ مالك يصفُ السيوفَ: تَذَرُ الجماجِمَ ضاحياً هاماتُها بَلْهَ الأكُفِّ كأنها لم تُخلَقِ قال أبو عبيد: الأكُفّ يُنشَد بالخفض والنّصب: النصب على معنى دَعْ الأكفَّ. وقال أبو زُبيد: حمَّالُ أَثقـالِ أَهْـلِ الـوُدّ آوِنةً أُعْطيهُمُ الجَهدَ مِني بلهَ ما أَسَعُ أي أعطيهم مالا أَجِد إلا بجَهْدٍ، معناه فَدعْ ما أحِيطُ به وأَقْدِر عليه. لهب قال الليث: اللَّهَب: اشتعال النار الذي قد خَلَص من الدُّخان. قال: واللَّهبان: توقد الجَمْر بغير ضِرام، وكذلك لَهبان الحرِّ في الرَّمضاء، وأنشد: لَهَـبـانٌ وقَـدَتْ حُـزَّانُـه يَرْمَضُ الجُنْدَبُ منه فيصِرّ أبو عبيد، عن أبى عبيدة: الَّلهْبَة: العَطش، وقد لَهِبَ يلهب لَهَباً، وهو رجل لَهْبان، وامرأة لَهْبَى. وقال: الليث: أَلهْبتُ النارَ فالتهبَتْ وتلهَّبَتْ. والِّلهْب: وجه من الجبل كالحائط لا يُستطاع ارتقاؤه، وكذلك لِهبُ أفقُ السماء، والجميع اللُّهوب. أبو عبيد، عن الأصمعي: الِّلهب: مَهواةُ ما بين كلِّ جبلين. قال: والنَّفْنَفُ: نحو منه. وقال الليث: الَّلهب الغُبار الساطع.
أبو عبيد، عن الأصمعي: إذا اضطَرَم جَرْيُ الفَرَس: قيل: أَهْذب إهْذاباً، وأَلهبَ إِلهاباَ. وقال الليث: يقال للفَرَس الشديد الجَرْي المثِيِر للغُباء: مُلهِب، وله أُلُهُوب. وقال امرؤ القيس: فلِلزَّجْر أُلْهُوبٌ وللسّاق دِرَّةٌ وقال غيره: أَلهبَ البرقُ إِلهاباً، وإلهابُه: تَدارُكه حتى لا يكونَ بين البَرْقتين فُرْجة. واللِّهابة: وادٍ بناحية الشواجن فيه رَكايا عَذبةٌ يخترِقه طريق بَطنِ فَلْج، كأنها جمعً لِهْب. وبنو لِهْب: حيٌّ من العرب يقال لهم: اللِّهبِيّون، وهم أهلُ زَجْرٍ وعيافة. ثعلب، عن ابن الأعرابي قال: المِلْهَبُ: الرائع الجمال، والملهب: الكثيرُ الشَّعر من الرجال. هلم عمرو عن أبيه: الهِلِمَّان الكثير من كلّ شيء وأنشد لكُثَيِّر المحاربِيّ: قد مَنَعتْني البُرَّ وهي تلحَّانْ وهو كثيرٌ عندها هِلِمّـانْ وهي تُخَنْذِى بالمقالِ البَنْبَانْ قال: والبَنْبان: الرديء من المنطق. وروى أبو العباس، عن ابن الأعرابي قال: الهَيْلَمان: المال الكثير، يقال: جاء بالهَيْل والهَيْلَمان. أبو عُبيد، عن أبى زيد في "باب كَثْرة المال والخير يَقْدَم به الغائبُ أو يكون له": جاءَ فلانٌ بالهَيْل والهَيْلَمان، بفتح اللام. وقال ابن المظفَّر: هَلُمَّ: كلمةُ دعوةٍ إلى شيء، الواحد والاثنان، والجميع، والتأنيث، والتذكير فيه سواء، إلاَّ في لغة بني سعد فإنّهم يحملونه على تصريف الفعل، فيقولون: هَلُمَّا، هَلُمُّوا؛ ونحو ذلك قال ابن السكيت، قال: وإذا قال لك: هَلُمَّ إلى كذا، قلت: إلاَمَ أهَلُمُّ؛ وإذا قال لك: هَلمُّ كذا وكذا، قلتَ: لا أَهَلُمُّه-بفتح الألف والهاء-:أي لا أُعْطِيكَه، وهَلُمَّ بمعنى أَعطِ؛ يدل عليه ما حدثنا محمدُ بنُ إسحاق عن عمر بن شَبَّة قال: حدثنا يحيى، عن طلحة بن يحيى عن عائشة بنتِ طلحةَ، عن عائشة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتيها فيقول: هل من شيء؟ فتقول: لا، فيقول: إني صائم. قالت: ثم أتاني يوما فقال: هل من شيء؟ قلتُ حَيْسَة. قال: هَلُمِّيها، فإني أصبحت صائما، فأكل. قلتُ: معنى َلُمِّيها: أي هاتِيها أَعطنِيها. وروى مالكٌ عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبى هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لَيُذَادَنَّ رِجالٌ عن خَوْضِي فأُنادِيهم: ألاَ هَلُمَّ أَلاَ هَلُمَّ، فيقال: إنهم قد بَدَّلُوا، فأقول: فَسُحْقا. وقال الزجاج: زعم سيبويه أنّ هَلُمّ "ها" ضُمَّتْ إليها "لُمَّ" وجُعِلتا كالكلمة الواحدة. وأكثر اللغات أن يقال: هَلُمّ للواحد، والاثنين، والجماعة، وبذلك نزل القرآن، نحو قوله (هَلُمَّ إلَيْنَا) و(قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمْ). قال: وفَتِحَتْ (هَلُمَّ) لأنها مُدْغمة كما فُتِحَتْ (رُدَّ) في الأمر، ولا يجوز فيها (هَلُمُّ) بالضم كما يجوز (رُدُّ) لأنها لا تُصرَف. قال: ومن العرب من يُثَنِّي ويجمع، ويؤنث، فيقول: هَلُمَّ، هَلُمَّا، هَلُمُّوا، وللنساء: هَلْمُمْنَ. وقال: ومعنى (هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمْ) أي هاتوا شُهَدَاءَكم، وقربوا شُهَدَاءكم. قلتُ: وسمعتُ أعرابياً دعا رجُلا إلى طعامه، فقال: هُلُمّ لك، ومثله قول الله جلّ وعزّ: (وقَالَتْ هَيْتَ لَكَ). وقال المُبَرِّد: بنو تميم يجعلون "هَلمّ" فعلا صحيحا، ويجعلون الهاء زائدة فيقولون: هَلُمَّ يا رَجُل، وللاثنين: هَلُماَ، وللجميع: هَلُمُّوا، وللنساء هَلْمُمْنَ؛ لأن المعنى المُمْنَ، والهاء زائدة. قال: هَلُمَّ زَيْداً: هاتِ زبدا. وقال ابن الأنباري: يقال للنساء: هَلُمْنَ وهَلْمُمْن.
قال وحكى أبو عَمْرو عن العرب: هَلُمِّينَ يا نِسوة. قال: والحجة لأصحاب هذه اللغة أن أصل "هَلُمَّ" التصرف، إذا كان من أَمَمْتُ أَؤُمُّ أماً، فعَمِلوا على الأصل، ولم يلتفتوا إلى الزيادة، وإذا قال الرجل للرجل: هَلُمَّ، فأراد أن يقول: لا أفعل، قال: لا أَهَلُمُّ ولا أُهَلِمُّ، ولا أَهَلِمُّ، ولا أُهَلُمُّ قال: ومعنى هَلُمَّ: أقْبِل، وأصله أُمَّ يا رجل: أي اقصده، فَضَمُّوا هَلْ إلى أُمَّ وجعلوها حَرْفاً واحداً، وأزالُوا أُمَّ عن التصرُّف، وحَوَّلوا ضمة همزة أُمّ إلى اللام، وأسقطوا الهمزة، فاتصلت الميم باللام، وهذا مذهبُ الفَرّاء: يقال للرّجلين، وللرّجال، وللمؤنث: هَلُمّ، وَوُحِّد هَلُمَّ؛ لأنه مُزالٌ عن تصرُّف الفعل، وشُبَّه بالأدوات كقولهم: صَهْ، ومَهْ، وإيهٍ، وإيهاً، وكل حرفٍ من هذه لا يثنَّى، ولا يُجمع، ولا يؤنث. وقال الليث: الهُلام: طعامٌ يُتخذ من لحم عِجْلٍ بجلده. ثعلب، عن ابن الأعرابي قال: الهُلُم: ظِباء الجبال، ويقال لها: الُّلهُم، واحدها لَهْمٌ، قال: ويقال لها: الجُولان، والثَّياتل، والأبدان، والعِنْبان، والبَغابِغ. لهم قال الليث: يقال: لَهِمْتُ الشيءّ، وقلَّ ما يقال إلا التَهَمْتُ: وهو ابتلاعُكَه بمرة، وقال جرير: كذاك اللَّيثُ يَلتَهِم الذُّباباَ وقال آخر: ما يُلْقَ في أشداقِه تَلهَّمَا قال: وأُمُّ اللُّهَيم هي الحُمَّى. وقال شَمِر: أمُّ اللُّهَيم: كنية المَوْت، لأنّه يَلتَهِم كلَّ أحد. وقال الليث: فَرَسٌ لِهَمٌّ، ولِهْمِيم: سابقٌ يجري إمام الخيل لالتهامه الأرضَ، والجميع لَهامِيم، ورجُلٌ لَهُوم: أكول. ويقال: أَلْهَمَهُ الله خيرا: أي لقَّنه خيرا، ونَسْتَلْهِمُ الله الرَّشاد. وجيشٌ لُهام: يَغْتمِرُ من يَدْخُله: أي يُغيَّب ما في وَسَطه. وقال الأصمعيّ: إبلٌ لهامِيم إذا كانت غِزاراً، واحدتُها لُهْمُوم وكذلك إذا كانت كثيرة المشْيِ، وقال الراعي: لَهامِيمُ في الخرْقِ البعيدِ نِياطُهُ ثعلب، عن ابن الأعرابيّ إذا كَبُر الوعِل فهو لِهْمٌ، وجمعه لُهُوم. وقال غيره: يقال ذلك لِبَقر الوحْش أيضا، وأَنشد: وأصبح لِهْماً في لُهومٍ قَراهِبٍ قال: والمِلْهَمُ: الكثيرُ الأكل. ومَلْهَم، وقُرَّان: قريتان من قُرى اليمامة معروفتان. ويقال: أَلهَم الله فلاناً الرُّشد إلهاما إذا ألقامه في رُرعِه فلتلقاه بفَهْمه. همل قال الليث: الهَمَل: السُّدَى، وما ترك الله الناسَ هَملاَ: أي سُدىً: بلا ثواب ولا عقاب. وقال غيره: لم يَتركْهم سُدىً: بلا أَمرٍ ولا نَهْي، وبيانٍ لما يحتاجون إليه. وإبلٌ هَمَل، واحدها هامل. وقال ابن الأعرابيّ: إبلٌ هَمْلَى: مُهْملة. ويقال: إبلٌ هوامل: مُسَيَّبة لا رَاعِيَ وأمرٌ مُهْمَل: متروك. وقال الراجز: إنَّا وَجَدْنا طَرَدَ الهوامِلِ خيْراً من التَّأْنَانِ والمَسَائلِ أراد: إنَّا وجَدْنا طَرْدَ الإبل المهمَلة وسَوْقَها سَلاًّ وسَرِقةً خيراً لنا، من مسأَلة النَّاس والتَّباكي إليهم. ثعلب، عن سَلمة، عن الفرَّاء وعن أبن الأعرابيّ: اهتَمل الرجُلُ: إذا دَمْدَم بكلام لا يُفْهَمُ. قلت: المعروف بهذا المعنى هَتْمَلَ يُهَتْمِلُ، وهو رُباعيّ. وقال الزجّاج: الهَمَل: بالنَّهار، والنَّفَسُ باللَّيل. وقال أبو عمرو: الهَمَل: اللِّيف إذا انتزع، الواحدة هَمَلة. وفي النَّوادر: أرضٌ هُمال بين الناس: قد تحامتْها الحروب؛ فلا يَعْمرُها أحد، وشيء هُمّال: رَخِوٌ. ويقال: هَمَل دَمْعُه يَهمُل فهو هامِلٌ: إذا تتابع سَيَلانُه، وانهمَل دمعُه فهو مُنهمَلِ. مهل قال ابن السكيت: يقال: مَهْلاً يا رجُل، وكذلك للاثنين، والجمع، والأنثى، وهي موحَّدة، وإذا قيل: مَهْلاً، قلت: لا مَهْلَ والله. ويقال: ما مَهْلُ والله بمُغْنِيةٍ عنك شيئاً، وأنشد لجامع بن مُرْخية الكلابيّ: أقول لهُ ما جئتُ مَـهْـلاً وما مَهْلٌ بواعظةِ الجَهُولِ وقال الليث: المَهْلُ: السَّكينة والوقار: تقول: مَهْلاً يا فلان: أي رِفْقاً وسُكونا لا تَعْجَلْ، ونحو ذلك كذلك، ويجوز التثقيل، وأنشد: فيابن آدمَ ما أَعدَدْتَ في مَهَلٍ لِله دَرُّك ما تأتي وما تَذَرُ وقال الله: (فَمَهِّلِ الكافِرينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً)، فجاء باللغتين: أي أنظِرْهم. أبو عبيد: التمهُّل: التقدُّم. وقال ابن الأعرابي: الماهِل: السَّريع، وهو المتقدِّمُ، وفُلانٌ ذو مَهَلٍ: أي ذو تقدُّم في الخير، ولا يقال: في الشَّرّ. وقال ذو الرِّمة: كم فيهمُ مِنْ أَشمِّ الأنْفِ ذي مَـهَـلٍ يأبى الظُّلامةَ منه الضَّيْغَم الضّارِي أي ذي تقدُّم في الشَّرف والفَضْل. وقال أبو سعيد: يقال: أَخَذ فلانٌ على فُلان المُهْلَةَ: إذا تقدَّمه في سِنٍّ أو أَدبٍ. ويقال:خُذ المُهْلَة في أمْرِك: أي خُذ العدَّة؛ وقال في قول الأعشى: إلاَّ الّذين لهم فيما أَتَوْا مَهَلُ قال: أراد المعرفة المتقدِّمة بالموضع. وقال مَهَلُ الرَّجُلِ: أسلافُه الذين تقدَّموه يقال: قد تقدَّمَ مَهَلُك قبْلَك، ورَحِم اللهُ مَهَلَك. أبو العبَّاس، عن ابن الأعرابي، رُوي عن عليّ بن أبى طالب رضي الله عنه أنه لما لَقَي الشُّراةَ قال لأصحابه: أقِلُّوا البِطْنَةَ وأَعذِبوا، وإذا سِرْتُم فمهلاً مَهَلاً: أي تقدُّما. قال أسامة الهذَلي: لعَمري لقد أَمْهَلْتُ في نَهْيِ خَالدٍ عن الشام إمَّا يَعصِيَنَّك خالـدُ أَمهلت: بالغتُ: يقول: إن عصاني فقد بالغتُ في نَهيْه. ورُوي عن أبى بكر رحمه الله أنه أَوْصى في مَرَضه، فقال: ادْفنوني في ثوبيَّ هَذَين؛ فإنما هما للمُهْل والتَّراب. قال أبو عُبيد، قال أبو عُبيدة: المُهْل في هذا الحديث: الصَّديد والقيْح. قال: والمُهْل في غير هذا: كلّ فِلِزٍّ أُذِيب، قال: والفِلِزُّ: جواهرُ الأرض من الذهب والفضة والنُّحاس. وسُئل ابن مسعود عن قول الله جل وعزّ: (كالمُهْلِ يَشْوِي الوُجُوهَ) فدعا بِفِضّةٍ فأَذابَها، فجعلتْ تميَّعُ وتَلَوَّنُ، فقال: هذا من أَشبهِ ما أَنتم راءُون بالمُهْل. قال أبو عبيد: أراد تأويل هذه الآية. وقال أبو عبيدة: والمُهْل في غير هذا: كلُّ شيء يَتحاتُّ عن الخُبْزَة من الرَّماد وغيره إذا أُخرِجت من المَلَّة. قال: وقال أبو عمرو: المُهْل في شيئين: هو في حديث أبى بكر: القَيْح والصَّديد. وفي غيره: دُرْدِيُّ الزّيت، لم يُعْرَف منه إلاّ هذا، قال أبو عبيد: وقال الأصمعي: حدّثني رجل وكان فصيحا أن أبا بكر قال: فأنّهما للمَهْلة والتراب بفتح الميم قال وبعضهم يَكسِر الميم فيقول: للمِهْلة. قال الزّجاج في قوله تعالى (يَوْمَ تكُونُ السَّماءُ كالْمُهْلِ). قال: المُهْل: دُرْدِيُّ الزّيت هاهنا. قلت: ومِثُله قوله: (فكانَتْ وَرْدَةً كالدِّهَانِ) جمعُ الدُّهْن. قال أبو إسحاق في قوله: (كالدِّهان): أي يتلوَّن من الفَزَع الأكبر كما تتلوَّن من الدِّهَان المختلفة. قال: وذليل ذلك قوله: (يَوْم تكُونُ السّماءُ كالْمُهْلِ) أي كالزّيت. وقال الليث: المُهْل: ضَرْبٌ من القَطِران إلا أنه مَاهٍ رقيق شبيه بالزيت لمهاوَتهِ يضرب إلى الصُّفرة، وهو دَسِمٌ يُهْنَأُ به الإبل في الشّتاء. قال: والقَطِران: الخاثر، لا يُهْنَأُ به. وقال غيره: مَهَلْتُ البعيرَ: إذا طليتَه بالخضاض، فهو ممهول، وقال أبو وَجْزة يصف ثوراً: صافِي الأدِيم هِجانٌ غَيرَ مَذْبَحهِ كأَنَّه بِدَم الْمَكْنَان مَمْـهُـولُ شمر، عن ابن شميل قال: المُهْل عندهم: المَلَّة إذا حميت جداًّ رأيتها تموجُ. وقالت العامريّة: المُهْلُ عندنا: السُّمّ. والمُهْل: الصَّديد والدَّمُ يخرُج فيما زَعَم يونس. والمُهْل: النُّحاس الذائب، وأنشد: ونُطعِم من سَدِيف اللَّحْم شِيزَي إذا ما الماءُ كالمُهْل الفَرِيغِ هنف قال الليث: الهِنافُ: مُهانَفَة الجواري بالضّحك، وهو فوق التّبسُّم، وأَنشد: تَغُضُّ الجفون على رِسْلِهـا بُحسْن الهِنافِ وخَوْنِ النّظَرْ قيل: أقبَل فلانٌ مُهنِفا: أي مُسْرِعاً لينالَ ما عندي. أبو عبيد، عن الأصمعي: أهنَفَ الصبيُّ إهنافاً: مثل الإجهَاش، وهو التَهيُّؤُ للبُكاء، قال: والمُهَانَفة أيضا: المُلاعبَة. هفن أهمله الليث. ثعلب، عن ابن الأعرابي: الهَفْن: المَطَر الشديدُ.
نفه
أبو عبيد، عن الأصمعي: المَنْفُوه: الضَّعيف الفؤادِ الجَبان.
وقال ابن بُزُرج: ما كان الرجل نَافِها، ولقد نَفَه نُفُوها. قال: والنُّفُوه: ذِلّةٌ بعد صُعوبة. وأَنْفَهَ ناقتَه حتى نُفُهُتْ نَفْهاً شديدا.
وفي حديث النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال لعبد الله بن عَمرو حين ذَكر له قِيامَ الليل وصيامَ النّهار: إنك إذا فعلتَ ذلك هَجَمتْ عيناك، ونََهتْ نفسُك.
قال أبو عبيد: قال أبو عبيدة: قوله: نَفِهتْ نفسُك: أَعيث، وكلَّت.
ويقال للمعُيِي: مُنَفَّهٌ، ونافِهٌ، وجمع النّافِه نُفَّهٌ، وانشد أبو عمرو:
بنا حَراجِيجُ المَطِيِّ النُّفَّه
يعني المعْيِيَة، واحدتها نافِهٌ ونافِهَةٌ، والذي يفعل ذلك بها منفِّهٌ، وقد نفّه البعير.
الخرّاز، عن ابن الأعرابي: نَفَهَتْ نفسُه تَنفَه نُفُوها: إذا ضعفت، وسقطت، وأنشد:
والعَزَبَ المُنَفَّه الأُمِّيَّا
وروى أصحابُ أبى عُبَيد عنه: نَفِهَ يَنْفَه بكسر الفاء من نَفِه وفتحها من يَنْفَه.
هنب
قال الليث: هِنْب: حيٌّ من رَبيعة.
وقال أبو العبّاس: قال ابن الأعرابيّ: المِهْنَبُ: الفائق الحُمْق، قال وبه سُمِّي الرجل "هِنْبا"، قال: والذي جاء في الحديث أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم نَفَى مُخَّنثَين يُسَمَّى أحدُهما "هِيتٌ"، والآخر "ماتِعٌ"، إنّما هو "هِنْبٌ"، فصحَّفَه أصحابُ الحديث.
قلت: رواه الشافعيّ وغيرُه "هِيتٌ"، وأظنه الصواب. وأخبرني أبى محمد المُزَنيّ، عن أبى خَليفة، عن محمدّ بن سلاّم أنه أنشده:
وشَرُّ حَشْوِ خِباءٍ أنت مُوَلِجُه مجنونةٌ هُنَّبَاءٌ بنتُ مَجْنونِ
وهُنَّباء-بوزن فُعَّلاء بتشديد العين والمدَّ- ولا أعرف في كلام العرب له نظيرا، والهُنَّباء: الأحمق.
وقال ابن دُرَيد: امرأة هُنَّبا، وهُنَّباء-بالمدّ والقصر- وهُنَّبِيٌّ: وهي الوَرْهاء.
نهب
قال الليث: النَّهْب: الغَنِيمة، والانتهاب: أَخْذُه من شاء، والإنهاب. إباحَتُه لمن شاء، والنُّهْبَي: سامٌ لما أَنْهَبْتَه: قال: والنِّهاب: جَمْعً النَّهْب، والمُناهَبة: المُباراة في الْحُضْر والجري.فرسٌ يُناهِب فَرَسا، وأنشد: للعجّاج يصف عَيْراً وأُتنَه
وإنْ تُناهِبْه تجِدْه مِنْهَبا
ويقال للفرس الجواد: إنّه ليَنْهَبُ الغاية والشَّوْط، وقال ذو الرّمّة:
والخَرْقُ دون بنَاتِ البَيْضِ مُنتَهَبٌ
يعني في التّباري بين الظليم والنّعامة. وفي النّوادر: النَّهْب: ضَرْبٌ من الرَّكْض، والنّهب: الغاَرَة.
نبه
قال الليث: النَّبَه: الضَّالّة تُوجَد عن غَفْلة، يقال: وجدتُه نَبَهاً عن غير طلب، وأضلَلْتُه نَبَهاً لم تَعلَمْ متَى ضلّ. وقال ذو الرَّمَّة:
كأنّـه دمْـلُـجٌ مـن فِـضَّةٍ نَـبَـهٌ في مَلعَبٍ من جوارِي الحيِّ مَفْصومُ
يصف غَزالاً قد انحنى في نومه، فشبَّهه بدُمْلُجٍ قد انفصَم.
قال: والنُّبْه: الانتباه من النّوم: تقول: نَبَّهتُه، وأنْبَهتُه من النّوم، ونَبَّهْتُه من الغَفْلة. وجُلٌ نبيه: شريف. وقد نَبُه فلانٌ باسم فلان: إذا جعَلَه. مذكورا.
أبو عُبَيد، عن أبى زيد: نَبِهْتُ للأَمر أَنْبَهُ نَبَهاً، ووَبِهْتُ أَوْبَهُ وَبَهاً، وهو الأمر تنساه ثمّ تَنتَبِه له.
وقال الأصمعيّ: يقال: أضلُّوه نَبَهاً: لا يدرون متى ضلَّ حتى انتبَهوا له. قال: وسمعت من ثقةٍ: أَنبَهْتُ حاجتي حتى نَسيتُها. ويقال للقوم ذهب لهم الشيء لا يدرون متى ذهب: قد أَنبَهوه إِنباها.
وقال غيره: النَّبَه: الضّالّة التي لا يُدرَى متى ضلَّت؟ وأين هي؟. ويقال فَقَدْتُ الشيءَ نَبَهاً: أي لا عِلْم لي كيف أضلَلْتُه، وقول ذي الرّمّة:
كأنّه دُمْلجٌ من فِضَّةٍ نَبَهٌ
وضَعَه في غيرِ موضعه، كان ينبغي له أن يقول: كأنّه دُمْلجٌ قد فُقِد نَبَها.
وقال شَمِر: النَّبَهُ: المَنْسِيُّ المُلْقَي الساقط الضال.
ورجل نَبَهٌ ونَبِيه: إذا كان معروفا شريفاُ، ومنه قولُ طَرَفة يمدح رجلا:
كامل يَجْمَعُ آلاءَ الفتَى نَبَهٌ سَيِّدُ ساداتٍ خِضَمّْ
بهن
قال الليث: البَهْوَنِيُّ من الإبل: ما يكون بين العربية والكِرْمانية، وكأنه دَخِيل في الكلام. قال: وجاريةٌ بَهْنانَةٌ: وهي اللَّينّة في مَنطِقها وعَملِها.
أبو عُبيد، عن أبى علقمة الثقفيّ: البَهْنانة: الطيبة الرّيح، قال: وقال الأصمعيّ: هي الضحّاكة وأخبرني المنذريُّ عن ثعلب أنّ ابن الأعرابيّ أنشده:
ألاَ قالَتْ بَهانِ ولم تـأَبَّـقْ نَعِمْتَ ولا يَليقُ بكَ النَّعيمُ
قال: بَهانِ أراد بَهْنانة.
وقال الكسائي: البَهْنانة: الضحَّاكة المُتَهِّللَة.
وقال غيره: هي الطيّبة الريح.
عمرو، عن أبيه قال: البَهْنانة: الطيبة الرائحة، الحَسنة الخَلْق، السَّمْحة لزَوجِها.
هنم
قال الليث: الهَيْنَمَةُ الصَّوْتُ، وهو شِبْه قِراءة غير بَّينة، وأنشد لرؤبة:
لا يَسمعُ الرَّكْبُ بها رَجْعَ الكَلِمْ
إلا وَساويسَ هَيَانِيم الهَنِمْ
وفي الحديث أن عمر قال: ما هذه الهينمة؟ قال أبو عبيد: الهينمة الكلام الخفِيّ.
وأنشد قول الكُمَيت:
ولا أَشهَد الهُجْرَ والقائليه إذا هُمْ بهَيْينَمَةٍ هَتْمَلُوا
وقال اللحيانيّ: من أسماء خَرَز نساءِ الأعراب: الهِنَّمَةُ تُؤخِّذ بها المرأةُ زوجَها عن النّساء. قالت امرأة منهم: أخَّذْتُه بالهِنَّمَهْ، بالليل زوجٌ وبالنّهِار أَمَهْ. ومن أسماء خَرَز الأعراب العَطْفة، والفَطْسَة، والكَحْلة، والهَبْرةَ، والقَبَل، والقَبَلة، والصَّرْفة والسُّلْوانَة.
وقال ابن دُرَيدْ: الهَنَم: التَّمْر. وأنشد:
مالَكَ لا تَمِيرنا من الهَنَم
قلتُ: أخاله مُعرّبا.
ثعلب، عن ابن الأعرابي: الهَنْمة: الدَّمْدَمة.
ويقال للرجل الضعيف: هِنَّمة.
قال الليث في قوله:
ألا يا قَيْلُ وَيْحَك قُمْ فَهَيْنِمْ
أي فادعُ الله.
وقال التَّوَّزيّ: الهَنَم: ضربٌ من التّمر.
وأنشد:
مالَكَ لا تميرُنا مِن الهَنَم
مهن
قال الليث: المِهْنة: الحَذاقة بالعمل ونحوه، وقد مَهَن يَمْهَن مَهْنا: إذا عَمِل في ضَيْعته، والماهِن: البعد، ويقال: خَرْقاءُ لا تُحْسن المْهْتة: أي لا تُحْسن الخِدمة.
مَهَنَهمَ: أي خَدَمَهم.
وقال أبو عُبَيد: أنكَر أبو زيد المِهْنَة، وفَتَح الميم "مَهْنة"، وهكذا. قال الرِّياشيّ: "مَهنة". قال: وامَتَهن نفسه، وأنشد الرياشيّ:
وصاحبُ الدّنيا عُبَيدٌ مُمْتَهَنْ
أي مستخدم وقال الكسائي: المِهنة: الخدمة.
أبو عُبيد عن أبى زيد مَهَنتُ الإبل مَهْنَةً: إذا حلبها عند الصَّدَر وأنشد شَمِر:
فقلت لمِا هِنَىَّ: ألا احلباها فقاما يحلُبان ويَمـرِيان
وقال شَمِر: قال أبو زيد العِتريفيُّ: إذا عجز الرجل قلت: هو يطَلُغ المَهْنَةَ. قال: والطَّلَغَان: أن يعَيا الرجلُ ثم يعمل عل الإعياء. قال: وهو التلغُّب قال: ويقال: هو في مهنة أهله: وهو الخدمة والابتذال. وقال أبو عدنان: سمعت أبا زيد يقول: هو في مَهِنَة أهلِه-بفتح الميم وكسر الهاء-، وبعض العرب يقول: المَهْنَة، يسكن الهاء، وقال الأعشى يصف فَرَساً:
فَلأياً بَلأيٍ حَمَلْنا الغُـلا مَ كرْهاً فأَرسله فامتَهَنْ
أي أَخرَج ما عِنْدَه من العَدْو وابتَذَلَه.
وقال الفراء في قول الله جلّ وعزّ: (وَلاَ تُطِعْ كلَّ حَلاَّفٍ مَهِين): المَهين هاهنا الفاجر.
وقال أبو إسحاق: هو فَعِيل من المهانة، وهي القِلَّة.
قال: ومعناه هاهنا: القلّه في الرأي والتمييز.
وقال الليث: رَجُلٌ مَهِين: ضَعيف حَقِير، وقد مَهُن مَهانةً.
وقال أبو زيد: رَجُلٌ مَهِين: ضَعيف حَقِير، وقد مَهُن مَهانةً.
وقال أبو زيد: رَجُلٌ مَهِين: ضَعيف، من قوم مُهنَاء.
ويقال للفَحْل من الإبل والغَنم إذا لم يُلقِح من مائِه: مَهِين.
وقوله: (مِنْ سُلاَلةٍ مِنَ ماءٍ مَهِين) أي من ماء قليلٍ ضعيف.
نهم
قال الليث: النَّهِيم: شِبه الأنين، والطَّحِيرُ والنَّحِيمُ مثله، وأنشد:
مالـــكَ لا تـــنْـــهِـــمُ يا فـــــــلاَّحُ
إنّ الـنَّـــهِـــيم لـــلـــسُّـــقـــاة راحُ
قال: والنَّهْم: زجْرُك الإبلَ تصيح بها لتمضيَ.
وقال ابن السكيت: نهَم الرجُلُ الإبلَ ينهَمها نَهْماً: إذا زَجَرها لتجدّ في سيرها، وأنشد:
ألا انهِماها إنها منَاهِـيمْ وإنما يَنهَمُها القومُ الهِيمْ قوله: مناهيم: أي تطيع على النّهم: أي الزّجْر. وقد نهِم في الطعام ينهَم نَهْماً: إذا كان لا يشبَع. وقال الليث: النَّهْمة: بلوغُ الهِمَّة في الشيء، وفلان مَنهوم بكذا: أي مُولَع به لا يَشبَع. قال: والنَّهْم: الحَذْف بالحَصَا ونحوه، وأنشد: يَنهِمْنَ بالدّار الحصَا المْنهُوما قال: والنَّهاميّ: الحدَّاد. وروَى أبو نصر عن الأصمعي أنه قال: النَّهامِيّ: النّجّار. والمَنْهَمة: موضِع النَّجْر. وقال أبو سعيد: النُّهاميّ: الراهب، والنَّهاميّ: الحدَّاد، وأنشد قول أبى دُؤاد: نَفْخَ النَّهامِيِّ بالكِيريْن في الّلهَبِ وقال النضر: النَّهاميّ: الطَّريق المَهْيَعُ الجَدَدُ، وهو النَّهام أيضاً. وأخبرني المنذريّ عن ثعلب عن ابن الأعرابيّ قال: النِّهامِيّ-بكسر النون-: صاحبُ الدَّيْر، لأنه يَنهَمُ فيه ويدعو. وقال الليث: النَّهّام الأسد في صَوْتِه، يقال: نَهم يَنهِم نَهِيما. وقال أبو عبيد: الوَئِيدُ: الصَّوت، والنهِيم مِثلُه. وقال غيرُه: النُّهامُ: البُوم الذَّكَر. وقال الطِّرمَّاح يذكر بُومةً تضبَح: تَبيتُ إذا ما دعاهَا النهام تُجِدُّ وتحسْبها مازِحَهْ يعني أنها تُجِدّ في صوتها كأنها تُمازِح. وقال أبو سعيد: جمع النُّهام نُهمُ، وهو ذَكَر البُوم، وأنشد للطِّرِمَّاح: لَقْوَةٌ تَضبَح ضَبْحَ النُّهامِ همن قال الليث: الهِمْيَان: التِّكَّة، وقيل للمِنْطَقة: هِمْيان ويقال للذي تُجعل فيه النفقة، ويشدّ على الوَسَط: هِمْيان. والهِميْان دَخيل معرَّب. والعرب قد تكلموا به قديماً، فأَعرَبوه، وأما قول الله جل وعز: (ومُهَيْمِناً عَلَيْهِ) وقوله: (المؤْمِنُ المُهَيْمِنُ) فإن المفسرين قال بعضهم في قوله: (ومُهَيْمِناً عَلَيْهِ) معناه: وشاهداً عليه. وقال بعضهم: رقيباً عليه. وقال بعضهم: ومؤتمناُ عليه. وقال بعضهم: المهَيمِن: اسمٌ من أسماء الله في الكُتب القديمة. وقال المُبرد: مُهيمِن معناه مُؤَيْمنِ، إلا أنّ الهاء مُبدلةٌ من الهمزة، والأصل مُؤَيْمِناً عليه، كما قالوا: هِيَّاك وإيَّاك، وهَرَقْتُ الماءَ، وأصله أَرَقتُ. قلتُ: وهذا على قياس العربية صحيح إن شاء الله تعالى مع ما جاء في التفسير أنه بمعنى الأمين. وقيل: بمعنى مؤتَمَن. وقال العباس بنُ عبد المطَّلب يمدَح النبيّ صلى الله عليه وسلم: حتى احتوَى بيتُكَ المهيمِنُ من خِنْدِفَ عَلْياءَ تحتَها النُّطُـقُ قال ابن قُتيبة: معناه حتى احتَويتَ يا مهيمن من خِندفَ علْياَء: يريد به النبي صلى الله عليه وسلم فأقام البيتَ مقامَه، لأن البيت إذا حَلَّ بهذا المكان فقد حَلَّ به صاحبُه. قلت: وأراد ببيته شرفَه. والمَهيْمِن من نعْتِه، كأنه قال: حتى احتوى شرفُك الشاهدُ على فضلِك علياءَ الشرفِ من نَسَب ذَوِي خِنْدِف: أي ذِرْوَةَ الشرفِ من نسبهم التي تحتها النطق، وهي أَوسْاط الجبال العالية، جعل خِنْدَفَ وقبائلها نُطُقاً له. وفي حديث النعمان بن مُقَرِّن يومَ نهاوَنْد: ألا إني هازٌّ لكم الراية الثانية فليثبتْ الرجال، فليَشُدُّوا هَما يِينَها على أحقائها، يعني مَناطِقَها ليستعدوا للحملة ويُروى عن عمر أنه قال يوماً: إني داعٍ فَهْيمِنوا أراد: إِنِّي داع فأمِّنوا على دُعائي، قَلب إحدى حَرْفَي التَّشْديدة في "أَمِّنُوا" ياءً، فصار "أَيْمنِوا" ثم قُلِبَتْ الهمزة هاءً فقال: "هَيْمِنوا". والعرب تقول: أمّا زيدٌ فحسَن، ثم يقولون: أَيْما زيدٌ فحسَنٌ، بمعنى "أمّا"، وأنشد المبرّد قولَ جميل: على نَبعةٍ أَيْمَا خِطامُهـا فمتنٌ وأمّا عُودُها فعَتِيقُ قال: أراد بأَيما أمّا فاستَثقَلَ التَّضْعيفَ، فأَبدلَ مِن إحدى المِيمَيْنِ ياءً كما فعلوا بقيراط ودينار، ودِيوانٍ، ألا تراهم جَمعوها قَراريط ودنانيرَ ودَبابيج. وقال ابن الأنباريّ في قوله: (ومُهَيْمِناً عليه). قال: المُهيْمِن: القائمُ على خَلْقه، وأنشد: ألا أنَّ خيرَ الناسِ بَـعـد نـبـيِّه مُهَيْمِنهُ التَّاليِه في العُرف والنُّكْر
معناه: القائم على الناس بعدَه قال: وفي مُهيمِن خمسةُ أَقوال: قال ابن عبّاس: المُهَيْمِنُ: المؤتمَن. وقال الكسائيْ: المهيمن: الشَّهيد. وقال غيرُه: هو الرَّقيب. يقال: هَيمَن يُهيمِن هَيْمنة: إذا كان رقيباً على الشيء. وقال أبو معشر في قوله: (ومُهَيْمِناً عليه) معناه وقَبَّاناً عليه، وقيل: وقائماً على الكُتب. قال: وقيل مُهيمِن في الأصل مُؤَيْمِن. فهم قال الليث: يقال: فهمتُ الشيءَ: أي عقَلْتُه وعَرَفته وفَهَّمتُ فلاناً وأفْهمتُه ورجلٌ فهِم: سريعُ الفَهم، ويقال: فَهْم وفَهَمٌ وتفهَّمْتُ المعنى: إذا تَكَلفْتَ فَهْمَه. بهم رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يُحْشَرُ الناسُ يوم القيامة غُرْلاً بُهمْا". قال أبو عبيد: قال أبو عمرو: البُهْم واحدها بَهِيم: وهو الذي لا يَخلطِ لَوْنَه لونٌ سِواه، من سوادٍ كان أو غيره. قال أبو عبيد: فمعناه عندي أنه أراد بقوله: بُهمْا يقول: ليس فيهم شيءٌ من الأعراض والعاهات التي تكونُ في الدُّنيا: من العَمَى والعَرَج والجُذام والبَرَص، وغير ذلك: من صُنوف الأمراض والبلاء، ولكنها أَجساد مُبْهَمَةٌ مصحَّحة لخُلُود الأبَد. وسُئل ابن عبّاس عن قول الله جلَّ جلّ ثناؤه: (وَحَلائِلُ أَبنائِكُمُ الذين مِنْ أَصْلابِكم) ولم يُبَيِّن: أَدَخلَ بها الابنُ أم لا؟ فقال ابن عبّاس: أَبْهِموا ما أَبهَمَ الله. قلت: وقد رأيتُ كثيراً من أهل العِلم يذهبون بمعنى قوله: أَبهِموا ما أبهمَ الله، إلى إبهام المر واشتباهِه، وهو إشكاله واشتباهه، وهو غَلَط. وكثيرٌ من ذَوي المعرفة لا يميّزون بين المُبْهَم وغيرِ المُبهم تمييزاً مُقنِعا شافياً وأنا أُبينه لك بعون الله وتوفيقه؛ فقولُه جلّ وعزّ: (حُرِّمَتْ عَليكم أُمَّهَاتُكمْ وَبنَاتُكُم وأَخَوَاتُكمْ وعَمَّاتُكم وخالاتُكم وبَنَاتُ الأَخِ وبناتُ الأُختْ) هذا كلُّه يسمى التحريم المُبهم، لأنه لا يحل بوجه من الوجوه ولا سبب من الأسباب، كالبهيم من ألوان الخيل الذي لا شِيَةَ فيه تُخالفُ معظم لونه. ولما سُئل ابنُ عباس عن قوله: (وأمَّهاتُ نسائكم)، ولم يبين الله الدخول بهن؟ أجاب فقال: هذا من مُبهم التحريم الذي لا وجه فيه غير التحريم سواء دخلتم بنسائكم، أو لم تدخلوا بهن؛ فأُمهات نسائكم محرمات من جميع الجهات. وأما قوله: (ورَبائِبُكم اللاتِي في حُجورِكم مِنْ نسائكم اللاتِي دَخَلتم بهِنّ) فالرّبائب هاهنا لسن من المُبهمة، لأن لهن وجهين مبينين أُحللن في أحدهما وحُرمن في الآخر، فإذا دُخل بأمهات الربائب حرمت الربائب، وإن لم يدخل بأمهات الربائب لم يحرمن، فهذا تفسير المبهم الذي أراد ابن عباس، فافهمه. أخبرني المنذريُّ عن ثعلب عن ابن الأعرابيّ أنه أنشده: أَعْيَيْتَنِي كلَّ الـعَـيا ءِ فلا أَغَرُّ وَلاَ بَهِيمُ قال: يُضرَب مَثلا للأمر إِذا أَشكل ولم تَتّضِح جِهَتُه واستقامتُه ومعرفتُه، وأنشد في مثله: تفرّقتِ المَخاضُ على يَسارٍ فما يَدرِي: أ يُخْثِر أمْ يُذِيبُ وقال الليث: بابٌ مُبهَم: لا يُهتَدَى لفتحه إذا أُغْلِق، وليلٌ بَهيم: لا ضوءَ فيه إلى الصّباح. وقال ابن عَرَفة: البَهِيمة: مُسْتَبْهِمَةٌ عن الكلام، أي مُنْغَلِقٌ ذاك عنها؛ ويقال: أَبهمتُ الباب، إذا سَدَدْتَه. وقال الزجّاج في قوله جل وعزّ: (أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةٌ الأَنْعَامِ) يعني الأزواجَ الثمانية المذكورة في سورة الأنعام، وإنما قيل لها: بهيمة الأنعام لأنّ كلّ حيّ لا يُميِّز فهو بَهِيمة، وإنما قيل له: بهيمة لأنه أُبهِم عن أن يميز. قال: وقيل للإِبهام الإصبع: إبهامٌ؛ لأنها تُبْهِمُ الكَفّ: أي تُطِبق عليها. قال: وطريق مُبْهَم: إذا كان خفيّا لا تستبين. ويقال: ضرَبَه فوقع مُبْهَما: أي مغشياً عليه لا يَنطِق ولا يميِّز. وقال الليث: البَهْمة: اسمٌ للذكر والأنثى من أولاد بَقَر الوَحش والغنم والماعِز، والجميع البَهْم والبِهَام، والبَهْم أيضا: صِغارُ الغَنَم. وقال أبو عُبَيد: يقال لأولاد الغنم ساعةَ تَضعُها من الضأن والمَعْز جميعا ذكراً أو أنثى: سَخْلة، وجمعُها سِخال، ثم هي البَهْمة للذكر والأنثى، وجمعها بَهْمٌ.
وقال ابن السكيت: يقال: هم يُبَهِّمون البَهْمَ: إذا حرّموه عن أمهاته فرَعَوْه وحدَه. قال: والبِهام: جمعُ بَهْم، والبَهْم: جمع بَهْمة، وهي أولاد الضأن، والبَهْمة اسمٌ للمذكّر والمؤنّث. قال:والسِّخال: أولادُ المِعْزَى، والواحدة سَخْلة للمؤنث والمذكَّر، وإذا اجتمعَت البِهام والسِّخال. قلتَ لهما جميعاً: بِهام. قال: ويقال: هي الإبْهام للإِصبع، ولا يقال: البِهام، ويقال: هذا فرس جَوادٌ وبَهِيم، وهذه فرسٌ جَواد وَبَهيم-بغير هاء-: وهو الذي لا يَخلِط لونَه شيءٌ سوى مُعظم لونِه. روى سُفيانُ عن سَلَمة بن كُهَيل عن خَيْثمة عن عبد الله بن مسعود في قول الله تعالى: (إِنَّ المُنَافِقِينَ في الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ)، قال: في تَوابِيتَ من حديد مُبْهَمةٍ عليهم. قال أبو بكر بنُ الأنباريّ: المُبهمَة: التي لا أقفال عليها. يقال: أمرٌ مُبْهَم: إذا كان ملتَبساً لا يُعرَف معناه ولا بابُه. قال: ورجُلُ بُهْمةَ: إذا كان شُجاعا لا يَدرِي مُقاتِلُه من أَيْنَ يَدْخُل عليه. قلت: والحروف المُبهَمة: التي لا اشتقاق لها، ولا يُعرف لها أصول، مثل الذي والذين وما ومن وعن، وما أشبهَهَا. وقال في موضع آخر: كلام مُبْهَم: لا يُعرَف له وجهٌ يُؤتَى منه، مأخوذ من قولهم: حائطٌ مَبهَم: إذا لم يكن فيه باب، ومنه يقال: رجلٌ بُهْمة: إذا لم يُدْرَ من أين يُؤتَى له. وقال ابن السكيت: أَبهَمَ عليّ الأمرُ: إذا لم يجعل له وجْهاً أعرِفُه. ولونٌ بَهِيم: لا يُخالِفُه غيره: وقال الليث: البُهْمَى: نبتٌ تَجِدِ بِه الغنمُ وَجْداً شديداً ما دام أخضَر، فإِذا يَبِس هَرَّ شوكُه وامتَنَع، ويقولون للواحدة: بُهْمَى، وللجميع: بُهْمَى. قال: ويقال: للواحدة: بُهْماَة، وأنشد ابن السكيت: رَعَتْ بأرِضَ البُهْمَى جَمِيماً وبُسْرَةً وصَمْعاءَ حتى آنَفَتْها نصالُـهـا والعرب تقول: البُهْمَى: عَقْر الدّار، وعَقَار الدار: يريدون أنه من خِيار المَرْتَع في جَنابِ الدّار. والإبهام: الإصبَعُ الكُبرى التي تلي المُسبِّحة، والجميع الأباهيم، ولها مَفصِلان. وكلّ ذي أربع من دوابّ البر والبحر يُسمى بَهيمة. وقال الأخفش: بُهمَى لا تُصرَف، والواحدة بُهْماة. والبَهايم: أَجْبُلُ بالحِمَى على لونٍ واحد. قال الراعي: بَكَى خَشْرَمٌ لمَّا رَأْى ذا مَـعـارِكٍ أَتَى دونه والهَضْبَ هَضْبَ البهايم وأَبهمَت الأرضُ فهي مُبهِمة: إذا أنبتَتْ البُهمى. وَبَهَّمَ فلانٌ بموضِع كذا: إذا أقامَ به ولم يَبرَحْه. وقال أبو عُبيد البُهْمة الفارس الذي لا يُدرَى من أين يُؤتَى من شدّة بأسِه. قال: والبُهْمة أيضا: هم جماعةُ الفُرْسان، وقال متمّم ابن نُوَيْرة. وللشَّرْب فابِكي مالِكاً ولِبُهْـمَةٍ شديدٍ نواحِيها على من تشجَّعا وهم الكُماةُ، وقيل لهم: بُهْمة لأنه لا يُهتَدَى لقتالهم. وقال غيرُه: البُهْمة: السَّواد أيضا. ويقال لليالي الثلاث التي لا يَطلُع فيها القَمَر: بُهْم، وهي جمعُ بُهمْة. وفي نوادر الأعراب: رجل بُهْمة، إذا كان لا ينثني عن شيء أراده. واستَبهَم الأمرُ، إذا استغْلَق فهو مُسْتبهِمُ. قاه قال الليث: القاهُ: الطاعة، ويقال: بمنزلة الجاه، وفي الحديث أن رجلا من أهل اليمن قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إنا أهلُ قاهٍ، فإِذا كان قاهُ أحدِنا دعا من يُعينه، فعَمِلوا له، أَطعَمَهم وسقاهم من شراب يقال له: المِزْر. فقال: أله نَشْوةٌ؟ قال: نعم. قال: فلا تشربوه. قال أبو عبيد: القاهُ: سرعة الإجابة، وحُسنُ الإجابة والمعاونة، يعني أن بعضهم يعاون بعضاً في أعمالهم، وأصلهُ الطاعة ومنه قول رؤبة: تالله لولا النّارُ أن نَصْلاهَا لَماَ سمعنا لأميرٍ قـاَهـاَ قال: يريد الطاعة، ومنه قول المخبَّل: واستَيْقَهوا للمحلِّم، أي أطاعوه، إلاّ أنه مقلوب، قدم الياء وكانت القاف قبلها، وهذا كقولهم: جَذَب وجَبذ. وقال أبو عبيد: قال الأصمعي: القاهُ، والأقْه: الطاعة، ومنه يقال: أقاهَ الرُّجُلُ، وأَيْقَه، ويقال: مالك عليَّ قاهٌ: أي سلطان.
قال: وقال الأموي: القاهُ: الطّاعة، عَرَفَتْه بنو أَسد. قلت أنا: الذي يتوجّه عندي في قوله: إنا أهلُ قاهٍ: أي أهل طاعة لمن يتملك علينا، وهي عادتُنا، فإذا أَمَرَنا بأمرٍ أو نهانا عن أمرٍ أَطعنْاه، ولم نرَ خلافه، وقوله: فإِذا كان قاهُ أَحدِنا دعا من يُعينه، أراد فإذا كان ذو قاهِ أحدِنا دعا الناسَ إلى مَعُونته أطعمهم وسقاهم. قال: الدِّينوري: إذا تناوب أهلُ الجَوْخان، فاجتمعوا مرّة عند هذا، ومرّة عند هذا، وتعاونوا على الدِّياس فإن أهلَ اليمن يسمون ذلك القاه، ونَوبةُ كلّ رجل قاهَة، وذلك كالطاعة له عليهم، لأنه تناوبٌ قد ألزموه أنفسَهم، فهو واجب لبعضهم على بعض. قهي أبو عبيدة، عن الأصمعي: الفُوهَة: اللَّبن الحُلو. وقال الليث: القاهِيُّ: الرجلُ المخصب في رَحْله، وإنه لفي عيشٍ قاهٍ: أي رَفِيهٍ بين القُهُوَّة والقَهْوَةِ وهو قاهِيُّون. أبو عبيد، عن الكسائي: يقال للرجل القليل الطُّعم: قد أَقهَى وأَقهم. وقال أبو زيد: أقهى الرجُل: إذا قلَّ طُعْمُه، وأَقْهَى عن الطعام: إذا قَذِره فتركه وهو يَشْتَهيه. وقال أبو السَّمْح: المقْهِى: الأَجِمُ الذي لا يشتهى الطعامَ من مرض أو غيره، وأنشد شمر: لَكالمسْكِ لا يُقهى عن المسك ذائقُه والقهوة: الخمر؛ سُمِّيتْ قهوةً، لأنها تُقهِي الإنسان: أي تُشْبِعهُ. وقال غيره: سُمِّيتْ قهوة؛ لأن شاربها يُقْهِي عن الطعام: أي يكرهه ويأجَمُه. وقال الشاعر يذكر نساء: فأصبحنَ قد أَقْهَينَ عني كما أَبَتْ حِياضَ الإمِدَّانِ الهِجانُ القَوامحُ يصف نساءً سَلَوْنَ عنه لما كبر. قوه الثياب القُوهِية معروفة منسوبةٌ إلى قُهِسْتَان. قال ذو الرّمّة: من القُهز والقُوهِيِّ بِيضُ المقَابغ وحدثنا حاتم بنُ محبوب، عن عبد الجبار، عن سُفْيان، عن عمرو بن دينار: قال في كتاب النبي صلى الله عليه وسلم لأهل نجران: لا يُحرَّك راهبٌ عن رهبانيته، ولا وُقاهٌ عن وُقاهيته، ولا أُسْقُفُّ عن أُسقفيته، شهد أبو سفيان بنُ حَرب، والأقرعُ ابنُ حابس. قلت: هكذا رواه لنا أبو يزيد-بالقاف- والصوابُ لا يحرَّك وافِهٌ عن وُفْهِيته، كذلك كتبه أبو الهيثم في كتاب ابنُ بُزُرْج بالفاء. وقال الليث: الوافه: القيمِّ الذي يقوم على بيت النصارى الذي فيه صَليبُهم بلغة أهل الجزيرة، قال: وفي الحديث: لا يُغَيَّرُ وافهٌ عن وُفهيته. قلت: ورواه ابن الأعرابي "واهفٌ" وكأنهما لغتان. هيق قال الليث: الهَيْق: الدَّقيق الطَّويل. ولذلك سُمِّي الظَّليم: هَيْقا. ورجُلٌ هيق، يُشَبَّه بالظليم لنفاره وجُبنه. وقال غيرُه: الهيق من أسماء الظليم، والأنثى هيْقة وأنشد: كَهدَجان الرَّألِ خَلْفَ الهَيْقَةِ وهق قال الليث: الوَهَق: الحَبْل المُغارُ يُرمَى في أُنشُوطةٍ فُيؤخَذ به الدّابة والإنسان. والمُوَاهَقة: المواظَبة في السَّير، ومَدُّ الأعناق؛ تقول: تَوَاهَقَت الرِّكابُ، وقال رؤبة: تَنشَّطَتْها كلُّ مِغْلاةِ الوَهَقْ أبو عُبيد، عن الأصمعي: المواهقة: أن تسيرَ مثل سَيرِ صاحِبِك. وقاله أبو عمرو: وهي المُوَاضَخَة والمُواغَدَة، كلُّه واحد. وفي نوادر الأعراب: فلانٌ مُتَّقِهٌ لفلان ومُؤتَقِهٌ: أي هائبٌ له مطيعٌ. هقي الليث: فلانٌ يَهِقي فُلاناً: إذا تناوَلَه بقبيح. وقال الباهليّ: هَقَي يَهْقِي، وهَرَف يَهْرِف: إذا هذى فأكثر، وانشد: أيُترَك عيرٌ قاعدٌ عند ثَلَّةٍ وَعالاتِها يَهْقِي بِأمِّ حَبِيبِ ثعلب، عن ابن الأعرابيّ: هَقَي، وهَرَفَ، إذا هَذَى. وقال أبو عمرو: توهَّقَ الحَصا: إذا حمى من الشمس، وأنشد: وقد سَرَيتُ الليلَ حتى غَرْدقا حتى إذا حامِى الحَصا توهَّقا وأهمل الليث وغيرُه الهاء مع الخاء، وأنشد محمد بن سهل الكُمَيْت: إذا ابتَسَر الحَربَ أخْلامُها كِشافاً وهُيِّخَت الأَفْحُلُ الابتسار: أن يَضْرِب الفحلُ الناقة على غير ضَبَعةٍ. وأخْلامُها: أصحابُها الواحد خِلم. هيخ قال هُيِّخَت: أُنيخَتْ، وهو أن يقال لها عند الإناخة: هِخْ هِخْ وإِخْ إِخْ. يقول: ذَلَّلَتْ هذه الحروبُ الفُحُولة فأناختها.
وقال محمد بن سهل: هُيِّخَت الناقةُ: إذا أُنِيختْ ليَقرَعها الفحلُ، وهُيِّخ الفحلُ: أي أُنِيخَ ليَبْرُك عليها فيضربها. قلت: هذه الهاء مع الخاء ليست بأصلية، أصلها همزة قلبت هاء. كهي عمرو، عن أبيه: أَكهَى الرجل: إذا سَخَّن أطراف أصابعه بنفسه. قلت: أصلُ أَكْهَى أَكَهَّ، فقلبت إحدى الهاءين ألفا. وقال الليث: الكَهاة: الناقة الضَّخمة كادت تدخُل في السِّنّ. وقال ابن الأعرابيّ: ناقة كَهاةٌ: عظيمة السَّنام جليلةٌ عند أهلها، وجاءت امرأةٌ إلى ابن عبَّاس فقالت: في نفسي مسألةٌ وأنا أَكْتَهِيك أنْ أُشافِهك بها: أي أُجِلُّك وأعظِّمك. قال: فاكْتُبيها في بطاقة: أي في رُقعة، وقال: في نِطاقة. والباء تُبدل من النون في حروف كثيرة. وقال غيره: رجل أَكْهَى: أي جبانٌ ضعيف، وقد كَهِىَ كَهاً. وقال الشَّنْفَرَى: ولا جُبَّإٍ أَكْهَى مُرِبٍّ بِعِرْسِـه يُطالِعُها في شأنه: كيف يَفْعَلُ ثعلب، عن ابن الأعرابيّ: الأكْهاء: المتحيِّرون، والأكْهاء: النُّبلاء من الرجال. قال: ويقال: كاهَاهُ، إذا فاخره أيُّهما أَعظم بَدَناً، وهاكاهُ إذا استَصْغَر عقله. وقوله: وإن تَكُ إِنْساً ما كَها الإنْسُ يفْعَلُ يريد: ما هكذا الإنْس يَفعل، فترك ذا وقَدّم الكافَ. وحدثنا المنذريّ، عن أبى بكر محمد ابن أحمد بن النَّضر قال: حدَّثني حسنُ بنُ عبد الله بن عِياضٍ الأسْلميّ قال: حدَّثني مالكُ بنُ إياس بن مالك بن أَوْس الأسْلميّ قال: حدَّثني أبى إياسُ بنُ مالك عن أبيه مالك بن أَوْس أنَّه حدَّثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر تَأوَّباَ أباه أَوْسَ بن عبد الله بقَحْدواتٍ دُوَيْن الجُحْفة من دون رابغ، وقد ظلعتْ برسول الله ناقتُه القَصْوى، فدعا أوسُ بنُ عبد الله بفَحْل إبله، فَحَمل عليه رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وَرَدَفه، فَسَلَك بها "قَفَا قَحْدواتٍ"، ثم سَلك به في أحياء، ثم سَلَك به في ثَنِيَّة المُرَّة، ثمَّ أتى به من طَرْف صخرة "أَكْهَى" ثم أتى به من دُون "العَصَوَيْن" ثمَّ أتى من "كَشَذ"، ثمَّ سَلَك به "مَدْلَجة تُعَهِّن"، وصلَّي بها، وبَنىَ بها مَسْجداً، ثمّ أتى به من الغَثْيَانة، ثمّ أجاز به وادِي العَرْج، ثمّ سَلَك به "ثنيَّة رَكُوبه"، ثمّ علا "الخلائقَ"، ثم دخل به المدينة. يقال: حَجَرٌ أَكْهَى: لا صَدْع فيه. قال ابن هَرْمة: كما أعْيتَ على الرّاقِين أَكْهَى تعيَّتْ لا مِياهَ ولا فِـراغـا هوك روي عن عمر بن الخطّاب أنه قال للنَّبيّ صلى الله عليه وسلّم: إنّا نسمَعُ أحاديث من يهود تُعجِبُنا، أَ فترى أن نَكتبها؟ فقال: أَ مُتَهوِّكُون أنتم كما تَهَوَّكتْ اليَهودُ والنَّصارى؟ لقد جئتُكم بها بَيْضاءَ نقيّة. قال أبو عُبيد: معناه أَ مُتَحيِّرون أنتم في الإسلام حتى تأخذوه من اليَهود؟ والهَوَكُ: الحُمْق، وقد هَوِك فهو أَهْوَكُ وهَوَّاك، وقد هَوَّكه غيره، ومثله الأهْوَج. هجا قال الليث: هَجَا يَهْجو هِجاءً، ممدود: وهو الوِقيعة في الأشعار. وقال ابن هانئ: قال أبو زيد: الهجاء: القراءة. قال: وقلت لرجل من قيس: أتقرأ من القرآن شيئاً؟ فقال: والله ما أَهْجُو منه حَرْفا: يريد: ما أَقْرَأُ منه حَرْفا. قال: ورويتُ قصيدةً فما أهْجُو اليومَ منا بيْتَيْن: أي ما أرْوِي. وقال غيره: فلانُ تَهْجُو صُحْبةَ زوجها: أي تَذُمّه، ونشكو من صُحْبتَه. ورُوى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "اللهم إن فلاناً هجاني فاهجُه اللهم مكانَ ما هَجاني". ومعنى قوله: اهْجُه اللهم: أي جازِه على هِجائه إيّاي جزاءَ هِجائه، وهذا كقوله جلّ وعز: (وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثُلهَا) وكقوله: (فَمنْ اعْتَدَى عَليكُمْ فاعْتَدُوا عليه)؛ فالثاني مجازاة وإن وافَق اللَّفْظُ اللَّفْظَ في هذه الحروف. ومن مهموز هذا الباب. قال الليث: يقال: قد هَجَأَ غَرْثِي يَهْجَأُ هَجْأ: إذا ذهب عنه وانقطع. ويقال: قد أَهْجَأَ طعامُكم غَرْثِي: إذا قطعَه إهجاءً، وأنشد: فَأَخْزَاهُم رَبِّـي ودَلَّ عـلـيهـمُ وأطعَمهمْ من مَطْعمٍ غير مُهْجِئِ أبو عبيد، عن أبى عمرو: هَجَأَتُ الطعامَ: أكلتُه.
وقال غيره: أهجأتُه حقَّه، وأهْجَيْتُه حَقَّه: إذا أدَّيْتَه إليه. قال أبو بكر: قال أبو العباس: الهَجَأ يُقصَر ويُهْمَز، وهو كل ما كنتَ فيه فانقطع عنك. وقال: ومنه قولُ بشار وقصرَه ولم يَهْمِزْ؛ والأصلُ الهمز: وقَضَيْتُ من وَرَقِ الشَّبابِ هِجاً مِن كل أَحْورَ راجحٍ حَسَبُـهْ وقال الليث: الهجاء، ممدودٌ: تهجِية الحروف، تقول تهجأت وتهجَّيْتُ، بهَمْزٍ وتبديل. شمر، قال ابن شميل: فلانٌ على هِجاءِ فلانٍ أي على قَدْرِه ومثاله. ثعلب عن ابن الأعرابيّ قال: الهِجَا الشِّبَع من الطَّعام، والمهاجاه بين الشاعرين يتهاجيان. هوج قال الليث وغيره: الهوَجَ مصدرُ الأهْوَج، وهي الناقة وهو الحمق، ويقال للشّجاع الذي يرَمي بنفسه في الحرب: أهْوَج، ويقال للطُّوال إذا أَفرَط في طُوله: أهْوَجُ الطُّول. قال: والهوْجاء من صفة الناقة خاصة، ولا يقال: جملٌ أهوَج، وهي الناقة السريعة لا تَتعاهَدُ مواطِئَ مناسِمِها من الأرض. والهُوجُ من الرِّياح: التي تَحمل المُورَ وتَجرُّ الذَّيل، والواحدة هَوْجاء. ثعلب عن ابن الأعرابي: الهوْجاء من الرِّياح كلّها: الشديدة الهبوب. أبو عمرو: في فلانٍ عَوَجٌ وهَوَج، بمعنى واحد. هاج قال الليث: هاج البَقْل إذا اصَفرّ وطالَ فهو هائج، ويقال: بل هِيجَ، وهاجَتِ الأرضُ فهي هائجة. أبو عبيد عن الأصمعي: إذا تمّ يُبسُ النّبات قيل: قد هاجت الأرضُ تَهيج هِياجاً. وقال أبو إسحاق في قول الله: (ثمّ يَهِيجُ فتراه مُصْفَراًّ) قال: يهيجُ: يأخذ في الجَفاف فتبتدئ به الصُّفْرة. وقال الليث: هاجَ الفَحْل هِياجا، واهتجاج اهتياجا، إذا ثار وهَدَر، وكذلك كلُّ شيء يثور للمشّقة والضرر، تقول: هاجَ به الدمُ، وهاجَ الشرُّ بين القوم. والهَيْجاء: الحَرْب تُمَدّ وتُقْصَر. وتقول: هَيَّجْتُ الشرَّ بينهم، وهَيّجت الناقةَ فانبعثتْ، ويقال: هِجْتُه فهاج. رواه أبو عُبيد عن أبى زيد، وأنشد غيره: هِيهِ وإنْ هِناكَ يابن الأصْوَلِ وقال الليث: هِيجِ، مجرورٌ في زَجْر الناقة، وأنشد: تَنْجو إذا قال حاديِها لها: هِيجِي وقال الليث: الهاجَةُ: الضِّفْدِعَة الأنثى. والنَّعامة يقال لها: هاجَة، وتصغيرُها هُوَيْجةَ. ويقال: هُيَيْجَة، وجمع الهاجِة هاجَات. وقال الأصمعي: يقال للسَّحاب أوّل ما يَنْشأ: هاجَ له هَيْجٌ حَسَن، وأَنشَد قولَ الرّاعي: تَراوَحُها رَواعِدُ كلِّ هَيْجٍ وأرواحٌ أَطَلْنَ بها الحَنيِنا ويقال: يومُنا يومُ هَيْجٍ، أي يومُ غيْم ومطر، ويومنا يومُ هَيْج أيضاً، أي يومُ ريح. وقال الرّاعي: ونـارِ وَدِيقَةٍ فـي يومِ هَــيْجٍ من الشِّعْرَى نَصيْتُ لها الجَبَينا يريد يوم رِيح. وقال النضر: المِهْياج من الإبل: الذي يَعْطَش قبل الإبل، وهاجَت الإبلُ إذا يَعْطَش قبل الإبل، وهاجَت الإبلُ إذا عطَشَتْ. قال: والمِلْواح مِثلُ المِهيْاج. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الهَيْج: الصُّفرة والهَيجْ: الجفَاف، والهَيجْ: الحركة، والهَيْج: الفِتْنة والهَيْج: هَيَجان الدَّم أو الجماع أو الشَّوق. جاه قال الليث: الجاه المنزلة عند السلطان، ولو صَغَّرْتَ قلت: جُويْهة، ورَجُل وَجِيه: ذو وجاهة. وقال الفرّاء: يقال: جُهْتُ فُلاناً بماكَرِه فأنا أَجُوهُه به، إذا أنتَ تَقَبَّلْتَه به. وقال: وأصله من الوَجْه فقُلبت، وكذلك الجاهُ أصلُه الوَجْه. ويقال: فلانٌ أَوْجَهُ من فلان، من الجَاه، ولا يقال: أَجْوَه. والعرب تقول للبعير: جاهِ لا جُهْتَ، وهو زَجرٌ للجمل خاصة. وجه قال الليث: الوَجه: مستقبَلُ كلِّ شيء. والجِهة: النَّحو، تقول: كذا على جِهة كذا، وتقول: رجلٌ أحمر من جهته الحمرة، وأسودَ، من جهته السَّواد. والوِجْهة: القبِلة، وشبهتها في كل وجهة أي في كل وجه استقبله، وأخذت فيه. وأَخذت فيه. وتقول: توجَّهوا إليك ووجَّهوا، كلٌّ يقال، غير أنَّ قولك: وجَّهوا إليك على معنى وَوَّا وُجوهَهم. والتَّوجُّه الفعل اللازم. قال شمر: قال الفراء سمعتُ امرأةً تقول: أخاف أن تَجُوهَني بأكثر من هذا، أي تستقبلني.
قال شمر: أراه مأخوذاً من الوَجه فإنه مقلوب قال: والوُجاه والتُّجاه لغتان، وهو ما استقبل شيءٌ شَيْئا، تقول: دارُ فلانٍ تُجاه دارِ فلان، والمُواجَهة: استقبالُك الرجل بكلامٍ أو وَجْهٍ. وفي حديث أم سَلَمْه أنّها لما وَعَظتْ عائشة حين خرجتْ إلى البَصْرة قالت لها: لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عارَضَكِ بعضَ الفَلَوات ناصَّةً قَلوُصاً من مَنْهَل إلى مَنْهَل قد وَجَّهتِ سِدافتَه وترِكت عُهَيْداه. في حديث طويل قولُها: وجّهْتِ سِدافته أي أخذتِ وَجْهاً هَتكْتِ سِتْرَك فيه. قال القُتَيْبيٌّ: ويجوز أن يكون معنى وجّهتِها أي أَزلِتها من المكان الذي أُمِرْتِ أن تلزميه وجعلتِها أمامك. قال أبو عبيد: من أمثالهم أَينما أُوجِّهْ أَلْقِ سَعْدا، معناه أين أتوجّه، قلت: ومثلُها قدَّم وتقدَّم وبين وتبين، بمعنى واحد. والعرب تقول: وَجَّه الحَجَرِ جهةً ماله وجهةٌ ما له، يُضرب مثلا للأمر إذا لم يَستقم من جهةٍ أن يوجه له تدبير من جهة أخرى. وأصلُ هذا في الحجر يوضع في البناء فلا يستقيم فيقلب على وجهٍ آخر فيستقيم. وقال أبو عبيد في باب الأمر يحسن التدبير والنَّهْي عن الخُرْق فيه: وَجَّه الحجر وجهة ماله. ويقال: وِجهةٌ ناله بالرفع، أي دَبِّ المر على وَجْهه الذي ينبغي أن يوجَّه عليه، وفي حُسن التدبير. ويقال: ضَرَب وَجْهَ المر وعينه. وقال أبو عبيدة: يقال وَجِّه الحجرَ جهةً ماله، يقال في موضع الحَضِّ على الطَّلَب، لأن كل حجر يُرمَي به فله وجهٌ، فعلى هذا المعنى رَفْعُه، ومن نصبه فكأنه قال: وجِّه الحجر جِهتَهَ، وما فَضْلُ، وموضع المثل ضَع كل شيء موضعه. وقال ابن الأعرابي: وجِّه الحجَر جِهةً ناله وجهةٌ ماله ووِجهةً ماله ووجهةٌ ماله، ووَجْهاً ماله، ووجهٌ ماله. ويقال: وجّهتِ الرِّيحُ الحصا توجيهاً، إذا ساقَتْه، وأنشد: تُوجِّه أبْساطَ الحُقُوفِ التَّياهِرِ ويقال: قادَ فلانٌ فلانا فوجَّه، أي انقاد واتَّبَع. ويقال للرجل إذا كَبِر سنُّه: قد تَوَجَّه. ورَوَى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: يقال: شَمِط، ثم شاخَ، ثم كبِر، ثم توجَّه، ثم دلَف، ثم دَبّ، ثم مَجّ، ثم ثَلَّبَ، ثم الموت. ويقال: أتيتُه بوجْهِ نَهار، وشبابِ نَهار وصَدْرِ نَهارِ، أي في أوّله ومنه قوله: من كان مسروراً بِمَقْتَلِ مالكٍ فليأتِ نِسْوَتَنا بوجْهِ نَهـارِ وقيل في قول الله جلَّ وعزّ: (وَجْهَ النَّهار واكفُروا آخِرَه): إنه صلاة الصبح، وقيل: هو أوَّل النَّهار. وقال اللِّحياني: يقال: نظر فلان إليّ بِوجَيْه سَوْءٍ وبجُوه سَوْء وبجِيه سَوْءٍ. وقال الأصمعي: وجَهتُ فلانا: ضربتُ وجهَه فهو مَوْجُوهٌ. وقال أبو عمرو: يقال: أَتى فلان فلاناً فاوْجهَه وأَوْجأَه، إذا رَدَّه. وقال أبو عبيد: قال الخليل في قوافي الشعر: التأسيس، والتوجيه، والقافية، وذلك مثل قول النابغة: كِليني لِهَمٍّ يا أُميْمةَ نَاصبِ فالباء هي القافية، والألف التي قبل الصاد: تأسيس، والصاد: توجيه بين التأسيس والقافية، وإنما قيل له: توجيه؛ لأن لك أن تغيره بأي حرف شِئت. ويقال: خرج القوم فوجَّهوا للناس الطريقَ توجيها، إذا وَطَّئوه وسَلَكُوه حتى استبان أثَرُ الطّريق لمن يَسلُكُه. ويقال: أَوْجَهَتْ به أمُّه حين وَلدَتْه، إذا خَرَجَ يداه أولا ولم تلِده يَتْنا. قال أبو بكر: قولهم: لفلانٍ جاهٌ فيهم، أي منزلة وقَدْر، فأخَّرَت الواوُ من موضع الفاء، وجُعِلتْ في موضع العين، فصار جَوْهاً، ثم جَعلوا الواوَ أَلفاً فقالوا: جاه. وقال ابن السكيت: فلانٌ أحمقُ ما يَتَوجَّه، أي ما يُحسِن أَن يأتي الغائطَ. وقال ابن شميل: عندي امرأةٌ قد أوْجَهَتْ، أي قَعَدَتْ من الولادة. جهى شمر أجْهَى لك الأمرُ والطريق، أي وَضَح، وأَجْهت السماء أي تقَشّعَتْ. وبْيتٌ أَجْهَى: لا سَقْف له. وقالت أم جابر العَنْبرية: الجهاء والمُجْهِيةَ: الأرض التي ليس فيها شَجرَ. وقال أبو زيد: الجَهْوة: الدُّبُر. أبو عبيد عن أصحابه: أَجَهَتِ السماء فهي مُجْهيَة، إذا أَصْحَت، وأَجْهِتْ لك السُبلُ، أي استبانت، وبيتٌ أَجْهى: لا سِترَ عليه، وبُيوتٌ جُهْوٌ- بالواو- وعَنْزٌ جَهْوَاء:لا يَستر ذَنبُها حياها.
ثعلب عن ابن الأعرابي: جاهَاه، إذا فاخَرَه. وهج قال الليث: الوَهَج: حَرُّ النار والشمس من بعيد. وقد توهَّجَت النار، ووَهِجَتُ تَوْهَج. ويقال للجَوْهر إذا تلألأ: يَتوهَّج، ووَهَجان الجَمْر: اضطرامُ توهُّجه، وأنشد: مُصْمَقِرُّ الهَجِير ذو وَهَجانِ شهو في الحديث: "إن أخوَفَ ما أخافُ عليكم الرِّياء والشهوَة الخفَّية". قال أبو عبيد: ذهب بعض الناس إلى شهوة النساء وغيرها من الشهوات، وهو عندي ليس بمخصوص بشيء واحد، ولكنه في كل شيء من المعاصي يُضمِره صاحبه ويُصِرّ عليه، فإنما هو الإصرار وإن لم يَعمله. وقال غير أبى عبيد: هو أن يرَى جاريةً حسناء فيغُضّ طَرْفَه، ثم ينظرُ إليها بقَلْبه كما كان يَنظر بعينه، وقيل: هو أن ينظر إلى ذات مَحْرَم له حسناء ويقول في نفسه: ليتَها لم تحرُم عليَّ. قال أبو سعيد:الشهْوَة الخفية من الفواحش ما لا يَحِلّ مما يَستخفي به الإنسان، إذا فَعله أخفاه، وكَرِه أن يطّلِع عليه الناس. قال الأزهري: القولُ ما قال أبو عبيد في الشهوة الخفِّية، غيرَ أني أستحسن أن أَنصِب قولَه: والشهوة الخفية، وأجعلَ الواوَ بمعنى مع، كأنه قال: أخوَفُ ما أَخافُ عليكم الرِّياء مع الشهوة الخفيَّة للمعاصي، فكأنه يُرائي الناسَ بتركِه المعاصي، والشهوةُ لها في قلبه مُخفاةٌ، وإذا استَخفي بها عَمِلَها. وقال الليث رجلٌ شَهْوان، وامرأةٌ شَهْوَى، وأنا إليه شَهْوان. وقال العَجَّاج: فهيَ شَهاوَى وهوَ شَهوانيُّ وقوم شَهاوَى: ذَوُو شَهوة شديدة للأكل. ويقال: شَهِىَ يَشْهَى، وشَها يَشهو، إذا اشتَهَى. قال ذلك أبو زيد. والتَّشهِّي: اقتراح شهوةٍ بعد شهوة. يقال: تشهّتِ المرأةُ على زَوجها فأشهاها، أي أطلَبَها شهواتِها. أبو العباس عن أبن الأعرابي: شاهَاهُ في إصابة العَين، وهاشَاهُ إذا مازَحَه. هاش قال شمر: قال أبو عدنان: سمعت التَّميميَّات يَقُلن: الهَوَش والبَوْش: كثرةُ الناس والدواب، ودخلنا السوقَ فما كِدنا نخرج من هَوْشِها وبَوْشِها. ويقال: اتَّقوا هَوْشات السوق أي اتقوا الضلال فيها. وأن يُحتال عليكم فتُسرَقوا. وقال أبو زيد: هاش القومُ بعضُهم إلى بعض للقتال. قال: والمصدر الهَيْش ورأيتُ هَيشةً، أي جماعة، وأنشد للطِّرِماح: كأن الخَيْمَ هاشَ إلىَّ منـه نِعاجُ صَرائمٍ جُمِّ القُرونِ وقال أبو عمرو: هاشَ يَهيشُ هَيْشاً. وقال عبد الله بن مسعود: إيّاكم وهوْشاتِ اللَّيل وهَوْشاَت الأسواق، وبعضهم يرويه وهَيْشَات. قال أبو عبيد: الهَوْشة: الفِتْنة والهَيْج والاختلاط، يقال منه: قد هَوَّشَ القومُ، إذا اختَلَطوا، وكل شيء. خَلَطتَه فقد هوّشْتَه. وقال ذو الرُّمّة: تَعفَّتْ لِتَهتْانِ الشَّتاء وهَـوَّشَـتْ بها نائجاتُ الصَّيفِ شرقيَّةً كُدْرا وصَفَ منازلَ هبّت بها ريِاح الصيف فخَلطتْ بعضَ أثرِها ببعض. وفي حديثٍ آخر: من أصاب مالاً من مهاوِشَ أذهبُه الله في نهابِر. قال أبو عبيد: المهَاوِش: كل ما أُخِذ من غير حِله. قال: وهو شبيهٌ لما ذُكِر من الهَوْشات. وقال أبو بكر بن الأنباريّ: قولُ العامّة: شَوَّشْتُ الأمرَ، صوابه: هَوَّشْت. قال: وشَوَّشْت خطأ. وقال الليث: إذا أُغِيرَ على مالِ الحيِّ فَنفرتِ الإبلُ واختلط بعضها ببعض، قيل: هاشَتْ تهوُش، فهيَ هَوائشُ. ويقال: رأيتُ هُواشةً من الناس، وهُوَيشةً، أي جماعةً مختلِطة. ثعلب عن ابن الأعرابي: إبلٌ هَوّاشة، أي أخِذت من هاهنا وهاهنا، ومنه: مَن اكتسب مالاً مِن مَهاوِشَ، ويُروَى من نهاوِش؛ وهذا مِن أنْ يُنهَشَ من كل مكان. ورواه بعضهم: من تهاوِش وذو هاشٍ: موضع ذكَره زُهير في شعره. والهَيشات: نحوٌ من الهَوْشات، وهو كقولهم: رجل ذو دغَواتٍ ودَغَياتٍ. وفي حديث آخر: ليس في الهَيشات قَوَد، عُنِي به القتِيل يُقتَل في الفتنة لا يُدرَى من قتله. وقال أبو زيد: هاشَ القومُ بعضُهم إلى بعض هيْشا، إذا وثب بعضهم إلى بعض للقتال، ورأيت هَيشةً من الناس، أي جماعةً. وتهيَّشَ القومُ بعضُهم إلى بعض تهيُّشاً. أبو عُبيد عن الكسائي: الهَيْش: الحَلَب الرُّوَيد، جاء به في باب حَلَب الغَنَم.
وقال أبو زيد: هذا اقتيلُ هَيْشٍ، إذا قُتل وقد هاشَ بعضُهم إلى بعض. والهَيْشة: أمَّ حُبَين. قال بِشر بن المعتمِر: وهَيْشةٌ تأكلُـهـا سُـرْفَةٌ وسِمْعُ ذِئبٍ همُّه الحُضْرُ وقال: أشكو إليك زماناً قد تَعرَّقَـنـا كما تَعرَّق رأسَ الهَيشْة الذِّيبُ يعني أمَّ حُبَين. شاه في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه رَمَى المشركين يومَ حُنين بكفٍّ من حَصى وقال: شاهت الوجوهُ، فكانت هزيمةُ القوم. قال أبو عبيد: قال أبو عمرو: يعني قَبُحَت الوُجوه. يقال شاهَ وجهه يَشُوه، وقد شَوَّهه الله. ورجُلٌ أشْوَه، وامرأةٌ شَوْهاءَ، والاسم الشُّوهَة. ورَوَى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: الشُّوهَة: البُعْد، وكذلك البُوهَة يقال: شُوهَةً له وبُوهَةً، وهذا يقال في الذّمّ. قال: والشُّوهَةُ: الإصابة بالعَيْن. أبو عبيد عن الأصمعي: رجل شائِه البَصَر، وشاهِي البَصَر، وهو الحديد البَصَر. ابن بُزْرُج: يقال: رجل شَيُوهٌ، وهو أَشْيَهُ الناسِ، ويقال: إنه يَشُوهُه ويَشِيهُه، أي يعينُه. وقال شمر: رجلٌ شاهُ البَصر وشاهِي البَصر بمعنى. قال: وفَرسٌ شَوْهاءُ، إذا كانت حديدةَ النَّفْس، ولا يقال للذَّكر أشْوَه، ويقال: هو الطويل إذا جُنِب. وقال ابن الأعرابيّ: عن أبى المكارم: إذا سمعْتَنِي أتكلَّم فلا تُشَوِّه عليّ، أي لا تقُل ما أَفْصحَك، فتُصيبني بالعين. وقال غيرُه: فلانٌ يتشوَّه أموالَ الناس لِيُصيبَها بالعَيْن. ويقال: امرأةٌ شَوْهاءُ، إذا كانت قبيحة، وامرأة شوهاء إذا كانت حَسناءَ، وهذا من الأضْدَاد. وقال الشاعر: وبجارةٍ شَوْهاءَ ترقُبُنِـي وَحَماً يَظَلُّ بمَنْبِذِ الحِلْسِ ورُوى عن مُنْتَجِع بن نَبْهَان أنه قال: امرأةٌ شَوْهاء، إذا كانت رائعةً حَسَنة، قال: وفَرَسٌ شَوْهاء، إذا كانت واسعةَ الشِّدق. قال: ولا يقال للذَّكَر أشوَه، إنما هي صفةٌ للأنثى. وقال الليث: الأشْوَه: السريع الإصابة بالعَين، والمرأة شَوْهاء. قال: والشَّوَهُ مصدر الأشوه، والشَّوهاء، وهما القَبيحا الوجه والخلقة، قال: وفَرَسٌ شَوْهَأ، وهي التي في رأسها طُول، وفي مِنْخَرَيْها وفمها سَعة. وقال اللِّحياني: شُهتُ مالَ فلانٍ شَوْهاً، أي أَصَبْتُه بعيني، ورجلٌ أشوَه وامرأةٌ شَوْهاء، إذا كان يصيب الناسَ بعيْنه. وقال الأصمعيّ: الشُّوَّه الحُسَّد، والواحد شائِه. وقال الِّلحياني: شُهْتُ فلاناً: أفزَعْتُه، وأنا أَشُوهُه شَوْهاً. أبو عبيد عن الأحمر: الأشْوه: الشديد الإصابة بالعَين، والمرأة شَوْهاء. وقال أبو عمرو: إنَّ نفسَه لتَشُوه إلى كذا، أي تَطَمح إليه. ثعلب عن ابن الأعرابيّ أنه قال: الشَّوْهاء التي تُصيبُ بالعين فتنفُذُ عينُها. والشّوْهاء: القَبيحة، والشّوْهاء: المَليحة، والشَّوْهاء: الواسعة الفَم، والشّوهاء: الصغيرة الفم. وقال الشاعر يصف فرسا: فهي شَوْهاءُ كالجُوالقِ فُوها مُستجافٌ يَضِلُّ فيه الشَّكِيمُ الليث: الشاهُ تصغَّر شُوَيْهَة، والعَدَد شِياه، والجميع شاءٌ، فإِذا تَركوا هاءَ التأنيث مَدّوا الألفَ، وإذا قالوها بالهاء قَصَرُوا، وقالوا: شاةٌ، وتُجمَع على الشَّوِىِّ أيضاً. قال ثعلب: قال ابن الأعرابيّ: الشاءُ والشَّوِيّ والشِّيّهُ واحد. وأرضٌ مَشاَهَةٌ: كثيرةُ الشَّاءِ. ويقال للثَّوْر الوحشيّ: شاة، والشاة أصلُها شاهة، فحُذِفَت الهاء الأصلية، وأُثْبِتَتْ هاء العلامة التي تنقَلب تاءً في الإدراج. وقيل في الجمع: شاءٌ، كما قالوا: ماءٌ، والأصل: ماهةٌ وماءَةٌ، وجمعها مِياهٌ. وفي الحديث أنّ النيَّ صلى الله عليه وسلم قال: بينا أنا نائمٌ رأيتُني في الجنّة، فإذا امرأةٌ شَوْهاء إلى جَنب قَصْر، فقلتُ: لمن هذا القصر؟ قالوا: لِعُمَر. ورَوى أبو حاتم عن أبى عبيدة عن المُنْتجَع أنّه قال: الشّوْهاء: المرأةُ الحَسنة الرائِعة. هضى أبو العباس عن ابن الأعرابيّ: هاضاهُ إذا اسْتَحْمَقَه، واستَخَفَّ به. وقال: الأَهْفاءُ: الجماعاتُ من الناس. والهَضَّاء-بتشديد الضاد-: الجماعةُ من الناس. ضهى
قال الليث: المُضاهاةُ: مُشاكلةُ الشيء بالشيء، وربَّما هَمزوا فيه. قال الله جلّ وعزّ (يُضاهُونَ قَوْلَ الذينَ كَفَرُوا).
وقال الفرّاء: يُضاهُون أي يُضارِعُون قولَ الذين كفَرُوا، لقولهم: اللات والعُزّى.
قال: وبعضُ العرب يَهمِز فيقول: يُضاهِئُون، وقد قرأَ بها عاصم.
وقال أبو إسحاق: معنى قوله: (يضاهُون قولَ الذين كفروا) أي يُشاَبِهون في قولِهم هذا قولَ مَن تقدّم من كَفَرَتِهم، أي إنما قالوه اتّباعاً لهم. قال: والدليل على ذلك قولُه جلّ وعزّ: (اتَّخَذُوا أحْبارَهُمْ ورُهْبانَهُمْ أَرْباباً) أي قَبِلُوا منهم أنّ المسيحَ والعُزَيْرَ ابنْاَ الله.
قال: واشتقاقُه من قولهم: امرأةٌ ضَهْيَاء وهي التي لا يَظهَر لها ثَدْي؛ وقيل: هي التي لا تحَيض، فكأنّها رَجُل شَبَهاً.
قال: وضَهْياءُ فَعْلاءُ، الهمزة زائدة كما زِيدتْ في شَمأَل، وفي غِرْقِئ البَيْض.
قال: ولا نعلم لهمزةٍ زِيدتْ غيرَ أوّلٍ إلا في هذه الأسماء.
قال: ويجوز أن تكون الضَّهْيَأُ بوَزْن الضَّهْيَع: فَعْيَلاً وإن كانت لا نظيرَ لها في الكلام. فقد قالوا: كَنَهْبَلُ، ولا نظير له.
وقال أبو زيد: الضَّهْيَأُ بوزن الضَّهْيَع مهموزٌ مقصور، مثلُ السَّيَال وجَناتُهما واحد في سِنْفَةٍ، وهي ذات شَوْكٍ ضعيف. قال: ومَنِبيها الأودية والجِبال.
ورَوَى ثعلب عن عَمرو عن أبيه قال: أضَهَى فلانٌ إذا رَعَى إبِلَه الضَّهْيَأَ، وهو نَباتٌ مَلبَنةٌ مَسمَنة.
وقال ابن بُزُرْج: ضَهْيَأَ فلانٌ أَمرَه إذا مَرَّضَه ولم يَصرِمه.
وقال الليث: الضَّهْيَاء: التي لم تَحضِ قَطّ. وقد ضَهِيَتْ تَضْهَى ضَهىً.
قال: والضَّهْوَاء التي لم تَنْهَد. قلت: رواه أبو عبيد عن أصحابه الضَّهْياَء على فَعْلاء: المرأةُ التي لا تحيض، وجمعُها ضُهْيٌ. قال ذلك الأصمعي والكسائي معا، ومَدَّاها.
وقال شمر: امرأةٌ ضَهْياء وضَهْواء بالواو والياء.
وقال أبو سعيد: فلانٌ ضَهِىٌّ فلان، أي نظيرُه.
وفي الحديث أشَدُّ الناس عذاباً يومَ القيامة الذين يُضاهُون خَلْقَ الله، أراد المصوِّرِين، وكذلك معنى قولِ عمر لكعب: ضاهَيْتَ اليهوديةَ، أي عارضتَها.
وقال شمر: قال خالد بن جَنْبة: المضاهاةُ المتابَعة، يقال: فلان يُضاهي فلاناً، أي يُتابِعه.
ضهوة عمر عن أبيه: الضَّهْوة: بِركةُ الماء، والجميع أضْهَاء.
أبو عُبيد عن الأمويّ: ضاهأْتُ الرجلَ: رَفَقْتُ به.
ورُوِي أنّ عِدّةً من الشعراء دَخَلوا على عبدِ الملك، فقال: أَجِيزوا:
وضَهْيَاءَ من سِرِّ المَهارِي نَحبيبةٍ جلستُ عليها ثم قلت لهـا إخِّ
فقال الراعي:
لِنَهْجَعَ واستَبْقَيتُها ثم قَـلَّـصَـتْ بسُمْرٍ خِفافِ الوَطْءِ واريةِ المُخِّ
والضَّهْيَاء من النُّوق: التي لا تَضْبَع ولا تَحمِل، ومن النساء: التي لا تحيض.
هاض
رُوي عن عائشة أنها قالت في أبيها: "لو نَزَل بالجبال الراسيات ما نَزَل بأبي لهاضَها".
قال أبو عبيد: قال الأصمعيّ وغيرُه: قولُها، لَهاضَها، الهَيْض: الكَسْر بعد جُبورِ العَظْم، وهو أشدّ ما يكون من الكَسْر، وكذلك النُّكْس في المَرَض بعد الاندمال. وقال ذو الرُّمّة:
ووجه كقَرْن الشمس حُرّ كأنمـا تَهيضُ بهذا القَلْب لَمْحتُه كَسْرا
وقال القطاميّ:
إذا ما قلتُ قد جَبَرتْ صُدُوعٌ تُهاضُ وما لمِاهِيضَ اجتِبار
وقال الليث: الهَيْضة: معاوَدة الهَمّ والحُزْن، والمَرْضة بعد المَرْضة.
وقال غيرُه: أصابت فلاناً هَيْضَةٌ، إذا لم يوافِقْه شيء يأكُلُه وتغيَّر طبعُه، وربما لان من ذلك بطنُه فكثُر اختلافُه.
وقال ابن شميل: المُستهاض: المريضَ يَبرأ فيَعمل عملا يَشُقُّ عليه، فيُنْكَس.
وهض
وقال الأصمعي: يقال لمِا أطمأنّ من الأرض: وَهْضة.
وقال أبو السَّمْيدَع: هي الوَهْضة والوَهْطة وذلك إذا كانت مُدَوَّرة.
وقال ابن الأعرابيّ في قول عائشة: لَهاضَها؛ أي لألانَها. والهَيْضُ: اللِّين.
صهى
قال الليث: الصَّهْوة: مؤخَّر السَّنام، وهي الرادفة تراها فوق العَجُز مؤخَّرَ السَّنام.
وقال ذو الرَّمة يصف ناقة:
لها صَهْوَةٌ تتلو مِحالاً كـأنـهـا صَفاً دَلَصَتْه طَحْمَةُ السَّيلِ أخلَقُ قال: والصَّهَوات ما يُتّخذ فوق الرَّوابي من البُروج في أعاليها، وأنشد: أَزْنأَنِي الحُبُّ في صُهَا تَلَـفٍ ما كنتُ لولا الرَّبابُ أَزْنَؤُها وقال النضر: الصَّهْوة: مكانٌ متطامِن أحدَقت به الجبال، وهي الصُّهاوية؛ سُمِّيتْ صَهْوَةُ الفرس، وهو موضع لِبْدِه من الظَّهر، لأنه متطامِن. وقال أبو عبيدة: الصَّهَوات أوساطُ المَتْنَيْن إلى القَطاة. وقال أبو زيد: الصَّهْوة أعلى كلِّ شيء، وأنشد: فأقسَمْتُ لا أَحْتَلُّ إلاّ بصَهْوَةٍ حَرامٍ عليَّ رَمْلُه وشَقائِقُهْ ابن الأعرابي: تَيْسٌ ذو صَهَوات، إذا كان سميناً، وانشد: ذا صَهَواتٍ يَرتَعِى الأَدلاسا كأنَّ فوقَ ظَهْرِه أَحلاسا مِن شَحمِه ولَحمِه دِحاسا ثعلبٌ عن ابن الأعرابي: هاصاه، إذا كَسَرَ صُلبَه، وصاهاه إذا رَكِب صَهْوَته. قلل: وصَهاَ، إذا كَثُر مالهُ. أبو عبيد عن الأصمعيَّ: إذا أصابَ الإنسانَ جُرحٌ فجعل يَندَى، قيل: صَها يَصْهاَ. وقال أبو عمرو: صِهْيَوْنُ هي الرُّوم، وقيل: بيت المقدس. وقال الأعشى: وإن أَحْلبَتْ صِهْيَوْنُ يوماً عليكمـا فإِنّ رَحَا الحَرْب الدَّكُوك رَحَاكُما هصى ثعلب عن ابن الأعرابي: الأهْصاء الأشِدَّاء. وقال: هَصَى، إذا أسَنَّ. وهص قال الليث:الوَهْص: شِدَّةُ غَمزِ وَطْء القدم على الأرض، وانشد: على جِمالٍ تَهِضُ المَواهِصا وكذلك إذا وَضَع قدمَه على شيء فشَدَخه. تقول: وهَصَه. وفي حديث عمر: من تَوَاضعَ رفعَ الله حكْمَتَه، ومن تكبَّر وعَدا طَوْزَ وَهَصَه الله إلى الأرض. قال أبو عبيدة: قولُه وَهَصه يعني كَسَره ودَقَّه، يقال: وهَصْتُ الشيءَ وَهْصا ووَقَصْتُه وَقْصاً، بمعنى واحد. وقال شمر: سألت الكلابِيين عن قوله: كأنّ تحت خُفِّها الوَهّاصِ مِيظَبَ أُكْمٍ نِيِطَ بالمِلاصِ فقالوا: الوَهّاص: الشديد. والمِيظَب: الظُّرَز، قال: والمِلاصُ الصَّفا. وقال ابن شميل: الوَهْص والوَهْسُ والوَهْزُ: واحد، وهو شدة الغَمْز. وقال الليث: رجل مَوْهوصُ الخَلْق: لازِمٌ عظامُه بعضُها بعضاً، وأنشد: مُوَهَّصٌ ما يتشكْى الفائقا وقال ابن بُرج: بنو مَوْهَصَى: هُمُ العَبيد. وأنشد: لحَى الله قوماً يُنكـحِـون بـنـاتِـهِـم بَنِي مَوْهَصَى حُمْرَ الخُصَى والحناجِرِ هاس أبو عمرو: هَيْصُ الطير: سَلْحُه، وقد هاصَ يَهيصُ، إذا رَمَى به. وقال العجاج: مَهايِصُ الطَّيْرِ على الصُّفِيِّ ويروى: "مَواقِعُ الطَّيْرِ". ثعلب عن ابن الأعرابي: الهَيْصُ: العُنْف بالشيء، والهَيْصُ: دَقُّ العُنُق. سهو قال الليث: السَّهْو الغَفْلة عن الشيء وذَهابُ القلب عنه. وإنه لساهٍ بيّنُ السَّهْو، والسُهُوّ، وسها الرجلُ في صَلاته، إذا غَفَل عن شيء منها. أبو عبيد: السَّهْوة: الناقة اللّينة السّير، ويقال: بعيرٌ ساهٍ راهٍ، وجِمالٌ سَواهٍ رَواهٍ لَواهٍ. ثعلب عن ابن الأعرابي: ساهاه: غافَلَه، وهاساَه، إذا سَخِر منه، فقال: هِيسَ هِيسَ. أبو عبيد، عن الأصمعيّ: الأَساهِيّ والأساهيج: ضروبٌ مختِلفة من سَيْر الإبل. وقال غيره: بغلةٌ سَهْوَة، وهي اللينة السير لا تُتْعِب راكبها، فإنها تُساهِيه. قال: والمُساهاة: حُسنُ العِشرة، ولا يقال للبَغْل: سَهْو، وكذلك الناقة. قال زهير: كِنازُ البَضِيع سَهْوَةُ السَّيْر بازِلُ وقول العجاج: حُلْـوُ الـمُـسـاهـاة وإِن عــادَى أَمَـــرّ قال شمر: حُلُو المُساهاهَ، أي المُياسرة والمُساهَلة. ورُوى عن سلمان أنه قال: يوشِك أن يَكْثُرَ أهلُها، يعني الكُوفة، فتملأُ ما بين النهرين حتى يغدو الرجلُ على البغلة السَّهْوةَ فلا تُدْرِكً أقصاها. ويقال: أفعَلُ ذلك سَهْواً رَهْواً، أي عَفْواً بلا تَقاضٍ. ويقال: يَروحُ على بني فلان مِن المالِ ما لا يُسْهَى ولا يُنهَى، أي لا يُعَدُّ كثرةً. وقال ابن الأعرابيّ: معنى لا يُسْهَى لا يُحزَر. أبو عبيد عن الأحمر: ذهبتْ تميمٌ فلا تُسْهَى ولا تُنْهَى، أي لا تُذْكَر.
قال: وقال الأصمعيّ: البيتُ المُعَرَّس الذي عُمِلَ له عَرْس، وهو الحائط يُجعل بين حائطَي البيت لا يبلغ أقصاه، ثم يوضع الجائز من طَرَف العَرس الدّاخل إلى أقصى البيت. وسُقِّف البيتُ كلُّه، فما كان بين الحائطَين فهو السَّهْوَة وما كان تحت الجائز فهو المُخْدَع. ثعلب عن ابن الأعرابيّ، قال: والسَّهْوَة: صُفَّةٌ بين بيتين أو مُخْدَع، وجمعُها سِهاء. قال: والسَّهْوَة في كلام طّيئ: الصّخرة التي يقوم عليها السّاقي. والسّهوة: الكَنْدُوخ والسهوَة: الرّوشَنُ، والسّهْوَة: الغَفْلَة، والسّهْوة: الكُوَّة بين الدارَين. ورَوى الخَرَّاز عن ابن الأعرابيّ أنه قال: السّهْوَة: الحَجَلَة أو مثل الحَجَلَة والسهوة: بيتٌ على الماء يَستظِلُّون به تَنصبه الأعراب. وقال أبو الهيثم: قال أبو ليلى: السَّهْوة: سُترة تكون قُدَّام فناءِ البيت، ربما أحاطت بالبيت شِبْه سُورٍ حول البيت. أبو عبيد عن أبى عمرو: حَملتْ به أمُّه سَهواً، أي على حَيْض. وقال الليث: المُساهاة حسنُ المخالفة، وأنشد: حُلو المُساهاةِ وإنْ عادي أَمَرّ قال: والسُّهى كُويْكِب خفيّ صغير. يقال: إنه الذي يسمى: أسلم مع الكوكب الأوسط من بنات نعش ومنه، المثل السائر: أُريها السُّها وتريِني القَمَرْ". هسا أبو العباس، عن ابن الأعرابيّ قال: الأهْساء: المتحيِّرون. هاس قال الليث: الهَوَسُ: الطَّوَفان باللَّيل، والطَّلَب في جُرأة، تقول: أسدٌ هَوَّاس، ورجل هَوَّاسة: مجرَّب شجاع. ثعلب عن ابن الأعرابيّ قال: الهَوْس: الأكل الشديد. والعرب تقول: الناس هَوْسَى، والزمان أهْوَسُ قال: الناسُ يأكلون طيبات الزمان، والزمانُ يأكلُهم بالموت. أبو عبيد، عن الأصمعي: هُسْتُه هَوْسا، وهِسْتُه هَيْسا، ووَهَسْتُه وَهْسا، وهو الكَسْر والدَّقّ، وأنشد: إنَّ لنا هَوَّاسةً عَرِيضاً قال: وقال الفرَّاء: الهَوِسةُ من النُّوق: التي يتردَّد فيها الضَّبَعة، وأنشد: فيها هَدِيمُ ضَبَعٍ هَوَّاسِ أبو عبيد: الهَيْسُ: السير أي ضَرْبٍ كان وأَنشد: إحدى لياليكِ فهِيسى هِيسِي لا تَنعَمِي الليلةَ بالتَّعـريسِ شمر عن ابن الأعرابيَّ: إنَّ لُقمان بن عاد قال في صفة النَّمل: أقبلتْ مَيْسا، وأَدَبرتْ هَيْسا. قال: تهِيس الأرضَ: تدُقُّها. وقال الليث: العَرَب تقول للغَارة إذا استباحتْ قريةً فاستأصَلَتْها: هِيسِي هِيسي، وقد هِيسَ القومُ هَيْسا. ويقال: ما زِلْنا ليلتنا نهِيس، أي نَسْرِي. وهس قال الليث: الوَهْس: شدَّة السَّيْر، وهَسوا وتوهَّسوا وتواهَسوا، وسيرٌ وَهِسٌ. والوَهْس أيضا في شِدّة البُضع والأكل والشرب وأنشد: كأنه ليثُ عَرِينٍ دِرْباسْ بالعَثَّرَيْن ضَيْغَمِىٌّ وَهّاسْ شمر: الوَهْس: شدّة الغَمْز، ومرَّ يَتوهَّس أي يَغمِز الأرض غَمْزاً شديدا، وكذلك يَتوهَّز. أبو عبيد عن الأصمعيّ: التوهُّس: مَشيُ المثقَل في الأرض. وقال غيره: الوَهِيسَة أن يُطبَخ الجرادُ ثم يُجفَّف ثم يُدَقّ ثم يُقمَح ويؤكل بدَسَم. هزأ أبو عليّ عن الأصمعي: قال يونس: إذا قال الرجلُ: هَزِئْتُ منك، فقد أخطأ، إنما هو هَزِئتُ بك واستهزأت بك. قال: وقال أبو عمرو: يقال: سَخِرتُ منك، ولا يقال سَخِرتُ بن. قال الأصمعي: فيما روى له ابن الفَرَج: نَزَأْتُ الرَّاحلَة وهَزَأْتُها إذا حرَّكتها. وقال اللَّيث: الهُزْءُ: السُخْرية، يقال: هَزِئَ به يهَزَأ به واستهزأَ به. ورجل هُزَأُةٌ يهَزَأُ بالنَّاس، ورجل هُزْأَة: يُهزأ به. وقال الزّجاج في قول الله جلَّ وعزّ: (قالوا إنما نحن مستهزِئون الله يَستهزئ بهم) القراءة الجيدة على التحقيق، فإذا خَفَّفتَ الهمزَ جعلتَ الهمزة بين الواو والهمزة فقلت: مُستهزِئون، فهذا الاختيار بعد التَّحقيق. ويجوز أن يُبَدل منها ياءٌ، فيقال: مستهزِيُون فأما مُستهْزُون فضعِيف، لا وجهَ له إلاّ شاذاً على قول من أَبدل من الهمزة ياءً فقال في استهزأت: استهزيت، فيجب على استهزَيْت مُسْتهزُون.
وقول الله جلَّ وعزّ (اللهُ يستهزِئُ بهمْ) أي يُجازيهم على هُزْئهمْ بالعذاب، فسُمِّي جزاءُ الذَّنْب باسمه، كما قال الله عزّ وجلّ: (وجزاءُ سيِّئةٍ سيِّئةٌ مثلُها). شمر عن ابن الأعرابيِّ: أَهزَأَه البَرْدُ، أهرأَه، إذا قتله. ومثله أزَغَلَه وأَرْغَلَهُ فيما تعاقَب فيه الزّاي والرَّاء. زها في النوادر زَهَوْتُ فلاناً بكذا أَزْهَاه، أي حزَرْتُه، وزهوْته بالخشبة: ضربته بها. وقال الليث: الزّهْو: الكِبر والعظمة، ورجل مَزْهُوٌّ، أي معجب بنفسه. قال: والريح تَزْها النبات، إذا هزته بعد غِبِّ المطر. وقال أبو النجم: في أقحوانٍ بلَّه طَلُّ الضّحا ثم زَهَتْه ريحُ غَيمٍ فازدَهاَ والسراب يَزْها القُورَ والحُمُولَ كأنه يرفعها. قال: والأمواجُ تَزْها السفينة. تَرفَعها. وازدهَيْتُ فلانا، أي تهاونت به. والزَّهْو: الفخر، وقال الهذليّ: متى ما أَشأْ غير زَهْوِ الملـو كِ أجعَلْكَ رَهْطاً على حُيَّضِ وروى أنسُ بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الثمر حتى يَزْهُو. قيل لأَنَس: وما زَهْوُه؟ قال: أن يَحْمَرَّ أو يَصْفَرَّ. وروى ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع النَّخْل حتى يُزْهِيَ. قال شمر: قال ابن الأعرابيّ: زها النبتُ إذا نبت ثمرتُه، وأَزْهَى، إذا احمرّ أو اصفرّ. قال: وزَهَا النباتُ: طال واكتهَل وأنشد: أَرَى الحُبَّ يَزْها لي سَلامةَ كالذي زَهَا الطَّلُّ نَوْراً واجهَتْه المَشارِقُ يريد: يزيدها حُسْناً في عيني. وروى ابن شميل عن أبى الخطاب أنه قال: لا يقال إلاّ يُزْهِي النَّخْل، قال: وهو أن يحْمرّ أو يصفَرّ، قال: ولا يقال: يَزْهُو. أبو عبيد عن الأصمعي: إذا ظهرتْ فيه الحمرة قيل: أَزْهَى. وقال خالدُ بن جَنْبة: زُهِيَ لنا حَمْلُ النَخْلِ فنحسبه اكثر مما هو، وزُهِيَ فلانٌ، إذا أُعجِب بنفسه. وقال الليث: زَهْوُ النبات: نَوْرُه. قال: ويقال: يَزْهُو في النخل خطأ، وإنما هو يُزْهِي؛ والإزْهاء أن يحمرَّ أو يصفَرَّ. أبو عبيد عن الأصمعي: إذا ظَهَر في النَّخل الحُمْرة، قيل: أَزْهَى يُزْهِي، وهو الزَّهْو، وفي لغةِ أهلِ الحجاز: الزُّهُوّ. الليث: الزَّهْو: المنظر الحسن والنبت الناضر. ابن بُزُرج: قالوا: زُهاءُ الدنيا: زينتها وإيناقُها. أبو عبيد عن أبى زيد قال: إذا وردت الإبلُ الماءَ فشربت، ثم سارتْ بعد الوِرْدَ ليلةً أو اكثر، ولم تَرْع حول الماء، قيل: زَهْت تَزْهو زَهْواً، وقد زَهَوْتُها أنا، بغير ألف. وقال الليث: الزَّهْو أن تشرب الإبل ثم تُمدّ في طلب المرعى ولا ترعى حول الماء وأنشد: من المؤلفات الزَّهْوَ غيرِ الأوارِكِ وقال أبو سعيد: لا أعرف ما قال في الزَّهْو، قال: وقال ابن الأعرابي: الإبل إبلان: إبلٌ زاهية زالَةُ الأحْناكِ لا تَقْرَب العضاهَ، وهي الزَّواهِي، وإبلٌ عاضِهةٌ ترعى العِضاهَ وهي أحمَدُها وخَيرُها، وأما الزّاهية الزّالّة. الأحْناك عن العِضاه فهي صاحبةُ الحَمْضِ ولا يُشبِعها دُون الحَمْض شيء. قال ابن الأعرابي: والزَّهْو: الكذب. وقال ابن أحمر: ولا تقولَنَّ زَهْوٌ ما تُخبِّرني لم يَترك الشَّيْبُ لي زَهْواً ولا العَوَرُ الأصمعيّ: في فلان زَهْو أي كِبر، وأصله الاستخفاف، وقد زُهِيَ يُزْهَى زَهْواً إذا كان به كِبْر. ولا يقال: زَهَى. وازدَهَى فلانٌ فلانا، إذا استَخفّه. وقال الأصمعي: يقال: هم زُهاءُ مائة، أي قَدْرُ مائة، وهم قومٌ ذَوُو زُهاءِ، أي ذوو عدد كثير، وأنشد: تقلّدْتَ إبريقاً وعَلَّقْتَ جَعْـبَةً لتُهلِكَ حَياًّ ذا زُهاءٍ وجامِنِ الإبريق: السيف، ويقال: قوْسٌ فيها تَلاميع. أبو عبيد، زَهَت الشاةُ زَهْوا، إذا أَضْرَعَتْ ودَنا وِلادُها. وزُهَاءُ الشيء: شخصُه. ويقال: زَها المُرَوِّحُ المِرْوحةَ وزَهّاها، إذا حَرَّكها. وقال: مُزاحمٌ العُقَيليّ يصف ذَنَب البعير: كمِرْوحة الدّارِيّ ظَـلَّ يَكُـرُّوهـا بكفِّ المزَهِّي سَكْرةَ الرِّيح عُودُها فالمُزَهِّي: المحرِّك. زَهاه وزَهّاهُ، يقول: هذه المروحة بكف المُزَهِّي: المحرِّك لسكون الريح.
اللِّحياني: رجل إنْزَهوٌ ورجالٌ إنْزَهْوُون، إذا كانوا ذَوِي كِبْر. ثعلب عن ابن الأعرابي: زهاَ البُسْرَ وأَزْهَى وزهَّى، وشَقَّح، وشَقَح، وأَشَقَح وأَفْضَحَ لا غير. قال: والزَّهْوُ: الكِبْر، والزَّهو الكَذِب، والزَّهو: الظُّلم، ومنه قوله: متى ما أشأْ غيرَ زَهْوِ المُلوك وقال أبو زيد: زَكا الزرعُ وزَها، إذا نَمَا، وقاله اليَزيديّ. قال: وازدَهاه، وازدَفاه إذا استخفه. شمر عن خالد بن جَنْبَه، قال: الزَّهْو من البُسْر حين يَصفَرَّ ويحمرَّ ويحل جَزْمُه، قال: وجَزْمُه للشراء والبيع. قال: وأحسن ما يكون النخل إذ ذاك، قال: وزُهِيَ فلانٌ إذا أُعجِب بنفسه. ويقال: له إبِلٌ زُهاءُ مائة ولُهاءُ مائة أي قَدْرُ مائة. وكم زُهاؤكُمْ، أي حَزْرهم، وأنشد: كأنّما زُهاؤه لمنْ جَهَرْ وفي الحديث: إذا سمعتُم بناسٍ يأتون من قِبَل المشرق أُولِى زُهاءٍ يعجب الناسُ من زِيهِّم، فقد أظلت الساعةُ. قوله: أُولِى زُهاء: أولِى عددٍ كثير. وهز أبو عُبيد عن الكسائي: وهَزْتُه ولَهَزْتُه ونَهَرْتُه بمعنى واحد. ثعلب عن ابن الأعرابيّ: الأَوهَزُ الحسن المِشْية، مأخوذُ من الوَهازة، وهي مِشية الخَفرِاتِ. ومنه قولُ أم سَلَمة لعائشة: قُصارىَ النساء قَصَرُ الوِهازة. وقال ابن مُقبل يصف نساء: يَمِحْن بأطرافٍ الـذُّيولِ عَـشِـيّةً كما وَهَزَ الوَعْثُ الهِجانَ المُزَنَّما شبَّه مَشْيَ النساء بمشي إبلٍ في وَعْثٍ قد شَقَّ عليها. وقال رؤبة: كلُّ طَويلٍ سَلِبٍ وَوَهْزِ قالوا: الوَهْز الغليظ الرَّبْعَة. وقال شمِر: يقال: ظَلّ يتوهّز في مِشْيته ويتَوهّسُ، أي يَغِمز الأرض غَمْزا شديداً. ووَهَز القَملةَ إذا قَصَعَها، وأنشد شمر: يَهِزُ الهَرانِعُ لا يَزالُ ويَفتَلى بأذلَّ حيثُ يكونُ مَن يتذَلَّلُ والوَهْز: الشديدُ الملزَّزُ الخَلْق. هوز الحرّاني، عن ابن السكيت: ما ادري أيَّ الهُوز هو؟ وما أَدري أيُّ الطَّمْس هو؟ وقال أبو العباس. يقال: ما في الهُوز مثلُه. وما في الغاطِ مثله، أي ليس في الخَلْق مثلُه. وقال الليث: الأَهْواز: سَبْعُ كُوَرٍ بين البَصْرة وفارس لكّل كُورة منها اسم ويجمعهّن الأهْوازُ، ولا يُفرد واحدة منها بَهوْزٍ. وهَوَّز: حروفٌ وُضعتْ لحساب الجُمَّل، الهاء خمسة، والواو ستة، والزاي سبعة. هطا ثعلب عن ابن الأعرابي: هَطا، إذا رَمَى، وطَهَا إذا أَذْنب. قال: والهُطَى. الصِّراع، والهُطَى: الضَّرب الشديد. طها في حديث أبى هريرة أنه ذكر حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقيل له: أسَمِعْتَه؟ فقال: أنا ما طَهْوِى؟ قال أبو عبيد: هذا مَثَلٌ ضَرَبه، لأن الطَّهْوَ في كلامهم الإنضاجُ للطعام، ورجل طاهٍ وقومٌ طُهاةٌ. وقال: امرؤ القيس: فَظلَ طُهاةُ اللَّحْم مِنْ بين مُنْضِجٍ صَفِيفَ شِواءٍ أو قَديرٍ مُعَجَّلِ قال أبو عُبَيد: فَترَى أنَّ أبا هُرَيرة جعل إحكامَه للحديث وإتقانه إياه، كالطاهي المُجيد المُنضج لطعامه، يقول: فما كان عَملي إنْ كنتُ لم أَحْكِمْ هذه الرّواية التي رَوَيْتُها عن النبيّ صلى الله عليه وسلم كإحكام الطّاهي للطعام، وكان وَجْهُ الكلام أن يقول: فما طَهْوِي؟ أي فما كان إذاً طَهْوِي؟ ولكن الحديث جاء على هذا اللفظ. قلت: والذي عندي في قوله: "أنا ما طَهْوِي": أنا أيُّ شيءٍ طَهْوِي، على التعجب، كأنه أراد أيُّ شيء حِفْظي وإحكامي ما سمعتُ. قلت: وروى احمدُ بنُ يحيى عنٌ ابن الأعرابيّ أنه قال: الذَّنْب من قول أبى هُرَيرة: "أنا ما طَهْوِي" أي ما ذَنْبي إنما قاله النبي صلى الله عليه وسلم. قلت: وقولُ ابن الأعرابي أشبه بمعنى الحديث والله أعلم وهو حسبنا ونعم الوكيل. قال: والطُّهَي: الطَّبيخ. وقال الليث: الَّطْهُو: علاجُ اللحم بالشَّيِّ والطَّبخ، والطاهي ذُوه؛ يقال: هو يَطْهو اللحم طَهْواً ويقال: يَطْها. عمرو عن أبيه: أَطَهى حَذَق صِناعَته. وَطَهت الإبلُ تَطَهى طَهيْاً، إذا انتشرت فذهبت في الأرض. وقال: ولِسْنا لِباغيِ المُهْمَلات بِقِرْفةٍ إذا ما طَهَا بالليلِ مستتراتُها ورَواه بعضهم: إذا ما طَهَا، من ماطِ يَمِيِط: مَدَّلنَا في عُمْرِه رَبُّ طَهَا أراد رَبُّ طه السورة. أبو عبيد عن الأصمعي: الطَّهاءُ والَّطخاء والطَّخاف والعَماء، كلُّه السحاب المرتفع. أبو عُبَيد عن الكسائي قال: إذا نُسِب إلى طُهَيّة قيل: طُهَوِيّ وطَهَوِيّ وطُهْوِيّ. قلت: من قال طَهَوِيّ جعل الأصل طَهْوَه أنشد الباهليّ للأَحول الكِنديّ: وليت لنا من ماءٍ زمزمَ شربَةً مبرَّدةً باتت على الطَّهَـيانِ الطهيان اسم قُلة جبلٍ وفي النوادر: ما أدري أي الطَّهْياء هو؟ وأي الضَّحياء هو؟ وأيُّ الوضَح هو؟ وهط في حديث ذي المشْعار الهَمْدانيّ: على أن لهم وِهَاطها عَزازَها. قال القُتَيبيّ: الوِهاط: المواضعُ المطمئنَّة، واحدُها وَهْط، وبه سُمِّي الوَهْط، وهو مالٌ كان لعبد الله بن عمرو بن العاص بالطَّائف. وقال الليث: الوَهْط: المكان من الأرض المطمئنُّ المستوي يُنْبِت العِضَاهَ والسَّمُر به الطَّلْح والعُرْفُط وهي الوِهاط. قال: والوَهْط: شبه الوهن والضعف، يقال: رمى طائراً فأوهطه، وأَوهط جناحه، والفعل: وَهط يَهِط، أي ضَعُف. أبو عبيد عن الأمويّ: الإيهاط أن يَصرَعه صَرعةً لا يَقُوم منها. وقال عرَّام السُّلميُّ: أَوْرَطْتُ الرجلَ وأَوْهطْتُه، إذا أوقَعْتَه فيما يَكره. وقال أبو عمرو: وهطَه ووَهصه، إذا كَسَره، وأنشد: يمرُّ أَخفافاً يَهِطْن الجنْدَلا هاط سمعتُ المنذري يقول: سمعتُ أبا طالب يقول في قولهم: ما زلنا بالهِياَط والمِياَط. قال الفَرّاء: الهيِاط: أشدُّ السَّوْق في الوِرْد والمِيَاط: أشدُّ السَّوْق في الصّدَر. قال: ومعنى ذلك بالمجيء والذهاب. وقال اللحياني: الهياط: الإقبال، والمياط: الإدبار. وقال غيرهما: الهياط: اجتماع الناس للصُّلح، والمياط: التفرق عن ذلك. وقال الليث: الهياط الدُّنُوّ، والمياط: التَّباعُد. وقد أُمِيتَ فِعلُ الهياط. أبو عبيد عن الفراء: تهايط القوم تهايُطاً، إذا اجتمعوا وأصلحوا أمَرهم، وتمايَطُوا تمايُطاً: تباعدوا وفسد ما بينهم. ثعلب عن ابن الأعرابي: هُطْ هُطْ، إذا أمرتَه بالذهاب والمجيء. ويقال: بينهما مُهايَطة ومُمايَطة ومغايطة ومُشايطة: كلامٌ مختلف في نوادر الأعرابيّ. وقال ابن الأعرابيّ: الهائط: الذاهب، والمائط: الجائي. ويقال: هاطاه، إذا اسْتَضْعَفَه. هدى قال الليث: الهُدَى: نقيض الضلالة. ويقال: هُدِىَ فاهْتَدَى. وقال الزجاج في قول الله جلّ وعزّ: (قل اللهُ يَهدِي للحقّ) يقال: هَدَيْتُ إلى الحق، وهدَيْتُ للحق، بمعنىً واحد؛ لأن هَدَيْتُ يتعدّى إلى المَهْدِيِّين، والحق يتعدَّى بحرف جرّ، المعنى الله يَهدِي من يشاء إلى الحق. أبو العباس عن ابن الأعرابيّ: الهُدَى: البَيان، والهُدَى: إخراج شيء إلى شيء، والهُدَى أيضاً: الطاعة والوَرَع. والهُدَى الهادي في قوله عزّ وجلّ: (أَوْ أَجِدُ عَلَى النّارِ هُدىً) أي هادِياً. قلت والطريقُ يُسمى هُدىً، ومنه قولُ الشماخ: وقد وَكَّلْتْ بالهُدَى إنسانَ ساهِمَةٍ كأنه من تمَامِ الظَّمْءِ مَسْمولُ وقال الفراء في قول الله جلّ وعزّ: (أَمَّن لا يَهِدِّي إلا أن يُهْدَى) يقول: تعبدون مالا يَقدِرَ على ينتقل من مكانه إلا أن تنقلُوه. وقال الزجاج: قرئ: أمْ مَن لا يَهْدِي بإسكان الهاء والدال. قال: وهذه قراءة مَرْوية، وهي شاذة. قال: وقراءة أبى عمرو: (أمَّن لا يَهَدِّي) بفتح الهاء، والأصل: يَهتَدِي، وقراءة عاصم أمّن لا يَهِدِّي بكسر الهاء بمعنى يَهتَدِي أيضاً، ومن قرأ أمّن لا يَهْدِي خفيفة فمعناه يَهتَدي أيضاً. يقال: هَدَيْتُه فَهَدِى، أي اهتَدَى. وقال قتادة في قوله عزّ وجلّ: (وأما ثمود فهديناهم) أي بيَنا لهم طريقَ الهُدَى وطريق الضلالة، فاستحبُّوا، أي آثروا الضلالة على الهُدَى. وقوله عزّ وجلّ (أَعْطَى كلُّ شيءٍ خَلْقَه ثم هَدَى) قال: معناه خلق كلَّ شيء على الهيئة التي بها ينتفع والتي هي أصلح الخَلْق له، ثم هداه لمعيشته، وقد قيل: ثم هداه لموضع ما يكون منه الوَلَد، والأول أبَين وأوضح.
وقال الأصمعيّ: هداه يَهْدِيه في الدين هُدى، وهَداه يَهْدِيه هِدَايةً، إذا دَلَّه على الطريق، وهَدَيْتُ العَروسَ فأنا أهْدِيها هِداءً وأَهْدَيْتُ الهَدِيَّةَ إهداءً، وأَهْدَيْتُ الهَدْىَ إلى بيت الله إِهداءً، والهَدْى خفيف، وعليه هَدْيةٌ، أي بَدَنةٌ. وقال ابن السكيت: الهَدِىّ: الرجلُ ذو الحُرْمة، وهو ان يأتي القومَ يستجيرُهم أو يأخذُ منهم عَهداً، فهو هَدِيّ ما لم يُجَر أو يأخذ العَهْد، فإذا أَخَذ العهدَ أو أُجِير فهو حينئذ جارٌ. وقال زُهير: فلَم أَرَ معشَرا أسَرُوا هَدِياًّ ولم أَرَ جارَ بَيْتٍ يُستباءُ وقال عنترة في قِرْوَاشٍ: هَدِيُّكمُ خيرٌ أبَا من أبـيكـمُ أبرُّ وأَوْفَى بالجِوار وأَحْمَدُ أبو الهيثم لابن بزرج: أَهدَى الرجلُ امرأتَه: جمَعَها إليه وضَمّها. وقال أبو عبيد: يقال للأسير أيضاً: الهَدِيُّ، وقال المتلمِّس: كطُرَيْفَه بن العَبْد كان هَدِيَّهم ضَرَبوا صَميمَ قَذالِه بمُهنَّدِ قال: وأظنّ المرأة إِنما سميت هدِياًّ لهذا المعنى، لأنها كالأسيرة عند زوجها، وقال عنترة. ألا يا دار عَبلة بـالَّـطـوِيِّ كرَجْع الوَشْم في كفِّ الهَدِيّ قال: وقد يجوز أن تكون سُمِّيتْ هدِيّا؛ لأنها تُهدَى إلى زوجها، فهي هَدِيّ فَعِيل في معنى مفعول. وقال أبو زيد في باب الهاء والفاء: يقال للرّجل إذا حَدَّث بحديث فعَدَل عنه قبل أن يفرغ إلى غيره: خُذْ عني هِدْيَتِك وقِدْيَتِك أي خُذْ فيما كنت فيه ولا تَعدِل عنه. كذا أَخبَرَني أبو بكر عن شمِر، وقيَّده في كتابه المسموع من شمِر: خُذْ في هِدْيَتِك وقِدْيَتِك، أي خذ فيما كنت فيه القاف. وقال الأصمعي: يقال: نَظرَ فلانٌ هِدْيَة أمره، أي جِهة أمره، ويقال: هَدَيْتُ به أي قَصَدْتُ به. ويقال: ما أشبَه هَدْيَه بَهْدِي فلان، أي سَمْتَه. وتركَهُ على مُهَيْدِيته، أي على حاله. وقال شمر: قال الفراء: يقال: هدَيتُ هَدْىَ فلان، إذا سِرتَ سِيرته. وفي الحديث: "اهْدُوا هَدْىَ عمّار". وقال أبو عَدنان: فلان حسن الهَدْى، وهو حُسن المَذْهب في أموره كلِّها. وقال زيادُ ابن زيد العدوِيّ: ويُخبِرُني عن غائبِ المـرءِ هَـدْيُه كَفَى الهَدْىُ عمّا غَيّبَ المرءُ مُخْبِرا وفلانٌ يذهبُ على هِدْيَتِه، أي على قَصْدِه، وأقرَأني ابنُ الأعرابي لعمرو بنُ أحمر الباهليّ: نَبَذَ الجُؤَارَ وضَلَّ هِدْيَةَ رَوْقهِ لمّا اخْتَلسْتُ فؤادَه بالمِطْرَدِ أي تَرَك وَجْههَ الذي كان يريد، وسقط لما أن صرعتُه. وقال الأصمعيّ وأبو عمرو: ضلَّ الموضعَ الذي كان يقصد له برَوْقِه من الدَّهَش. وقال الفرّاءَ: يقال ليس لهذا الأمر هِدْيَةٌ، ولا قِبْلة، ولا دِبْرَة ولا وَجْهَة. أبو عُبيد عن أبى زيد: لك عندي مِثلها هُدَيَّاها. شمِر، قال ابن شميل: اسْتَبَق رَجلان، فلمَّا سبق أحدهما صاحبه تَبالحَا، فقال المسبوق: لَمْ تَسْبِقْني، فقال له السابق: فأنت على هُدَيّاها، أي أعاوِدُك ثانية، وأنت على بُدْأَتِك، أي أعاوِدك. قال شمر: تَبالحَا أي، تجاحَدا. وفي حديث ابن مسعود: إِنّ أحسنَ الهدْىِ هَدْىُ محمد، أي أحسنَ الطريق والهِداية والطريقة والنحو والهيئة. وفي حديثه: كنّا تنظرُ إلى هَدْيِه ودَلِّه. قال أبو عبيد: وأحدهما قريب المعنى من الآخر، وقال عمران بن حطان: وما كان في هَدْيٍ عَلَيَّ غَضاضةٌ وما كنتُ من مَخْزَاتِه أَتَقَـنَّـعُ وقال الليث وغيرُه فيما يُهدَى إلى مكَّة من النَّعَم وغيرِه من مالٍ أو متاعٍ فهو هَدِىٌّ وهَدْىٌ، وقُرِئ بالوجهين. والهِداء: الرَّجل البَليد الضعيف. وجمع الهَدِيَّة هدايا، ولُغة أهل المدينة: هدَاوَي والهَدْيُ السُّكون. قال الأخْطَل: وما هدَى هَدْىَ مَهزومٍ وما نَكَلاَ يقول: لمْ يُسرع إسراع المنهزم، ولكن على سكونٍ وحُسن هدْىٍ. وقال أبو زيد: الهدَاوَى لغة عُليا معَدّ. وسُفْلاها الهدايا. أبو بكر: رجلٌ هِداء وهِدان للثقيل الوَخم. قال الأصمعيّ: لا أَدرِي أيهما سمعتُ أكثر. قال الراعي: هِداءُ أخُو وَطْبٍ وصاحبُ عُـلْـبَةٍ يَرى المجدَ أن يَلقَي خِلاءً وأَمْرُعا
وفي حديث النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه خرج في مَرَضه يُهاديَ بين اثنين. قال أبو عبيد: معناه انه كان يعتمد عليهما من ضَعفه وتمايُله. وكذلك كلُّ من فعل ذلك بأحد فهو يُهاديه. وقال ذو الرمة يصف نساءً يُهادِين جاريةً ناعمةً: يُهادِين جَمّاءَ المرافـقِ وَعْـثَةً كَليِلةَ حَجْم الكَعب رَيَّا المخْلخَلِ فإذا فعلت ذلك المرأة فتمايلت في مشيها من غير أن يُماشيها أحد، قيل: هي تَهادَى. قاله الأصمعيّ. قال الأعشى: إذا ما تَأَتي تـريد الـقـيامَ تَهادَى كما قد رأيتَ البَهِيرا وقال أبو ذؤيب: فما فَضْلَةٌ من أَذْرِعات هوَتْ بها مُذكَّرَةٌ عَنْسٌ كهادية الضَّحْـلِ أراد بهاديةِ الضَّحل أتان الضَّحْل، وهي الصخرة الملساء. ويقال: هو يُهاديه الشِّعْرَ ويُهاجِيه الشِّعر، بمعنى واحد. وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه بعث إلى ضُباعةَ وذبحت شاةً فطلب منها، فقالت: ما بقي إلا الرقبة، فبعث إليها أن أرسلي بها، فإنها هاديةُ الشاة. قال أبو عبيد: قال الأصمعيّ: الهادية من كل شيء أوّله وما تقدم منه. ولهذا قيل: أقبلت هَوادِي الخيل، إذا بدت أعناقُها، لأنها أوَّل شيء من أجسادها وقد تكون الهوادِي أوّلَ رَعِيل يطلعُ منها، لأنها المتقدمة. يقال: قد هَدَت تَهْدِى، إذا تقدمت. وقال عبيد يذكر الخيل: وغَداةَ صَبَّحْنَ الجِفَارَ عَوَابساً يَهدِي أوائِلَهْنّ شُعْثٌ شُرَّبُ أي يتقدّمهنّ، وقال الأعشى وذكر عَشاهُ وأنّ عصاه تَهديه: إذا كان هادِي الفتى في البلا دِ صدْرَ القَناةِ أَطاعَ الأمِيرا فقد يكون إنما سَمَّي العصا هادياً؛ لأنه يُمسكُها فهي تَهدِيه: تتقدَّمه، وقد يكون من الهداية، لأنها تدله على الطريق، وكذلك الدليل يسمى هادِيا؛ لأنه يتقدم القومَ ويتبعونه ويكون أن يهديهم للطريق. وقال الليث: لغة أهل الغَوْر في معنى بَيَّنتُ له: هدّيتُ لك. وقوله جلّ وعزّ: (أَ فَلَمْ يَهْدِ لهم): نبين بهم. وهادِياتُ الوحش: أوائلها، وهي هَوادِيها. ويقال: فَعَلَ به هُدَيّاها أي مثلها. ويقال: أهدَى وهدَّى، بمعنى واحد. ومنه قول الشاعر: أقولُ لها هَدِّى ولا تَذْخَرِي لحمِى والعرب تسمي الإبل هَدِيّا، يقولون: كم هَدِيُّ بني فلان أي كم إبِلُهم، سُميت هَدِياًّ لأنها تُهدَى إلى البيت. وجاء في حديث فيه ذكر السّنَة والجَدب هلك الهدِىُّ، ومات الوَدِىّ، أي هلكَت الإبلُ ويَبِسَ النخل، وامرأةٌ مِهداءُ بالمدّ، إذا كانت تَهْدِي لجاراتها وأَما المِهدَى بالقَصْر، فهو الطَّبق الذي يُهدَى عليه. وقال المؤرِّخ: هاداني فلانٌ الشِّعرَ وهادَيتُه، أي هاجاني وهاجَيْتُه. والهادَية: الصخرة الناتئة في الماء. مذكَّرةٌ عنسٌ كهادِية الضَّحْلِ هدئ قال الليث وغيرُه: الهَدَأُ مصَدُر الأهدأ، رجلٌ أَهْدَأَ وامرأة هَدْآءَ، وذلك أن يكون مَنكبُه منخفضاً مستويا، أو يكون مائلا نحوَ الصَّدْر-غيرَ منتصب، يقال منكِبٌ أَهَدَأَ. وقال الأصمعي: رجل أهدأ، إذا كان فيه انحناء، وأنشد في صفه الرّاعي: أهَدَأُ يَمشي مِشْيةَ الظليمِ وقال أبو زيد: هَدَأ الرجلُ هدوءاً، إذا سكن. وأخبرني المنذريّ عن أبى الهيثم قال: يقال: نظرتُ إلى هَدئه بالهَمز، وهديه، قال: وإنما أسقطوا الهمزةَ فجعلوا مكانها الياء، وأصلُها الهمز، من هدَأَ يَهْدَأ، إذا سكن. قال: وهَدِئَ وهتِئَ، إذا انحنى. وقال اللحيانيّ: أتيتُهُ بعد هَدْءٍ من الليل، وَهْدأةٍ هدِئٍ-على فعيل- وهُدُوء على فُعول. غيرُه: أهدأَت المرأةُ صبَّيها، إذا قارَبته وسكَّنته لينام، فهو مُهْدَأُ. وأنشد أبو الهيثم: شَئِزٌ جَنْبِي كـأنـي مَـهْـدَأُ أَلصق القَينُ على الدّفّ الإبر قال: سمعت ابن الأعرابي يرويه: مُهْدَأ وهو الصبيُّ المعَلَّل لينام، ورواه غيرُه: كأني مَهْدَأ، أي بعد هَدْءٍ من الليل. وده أبو عبيد عن الفراء: استودَهت الإبلُ واستَيْدَهَتْ-بالواو والياء- إذا اجتمعت، وانساقت، ومنه استيداهُ الخصم، إذا غُلبِ فانقاد، ويقال: اسَتْوَدَهَ الخصمُ. وأنشد الأصمعيّ لأبي نُخَيَلة: حتى اتلأبُّوا بعد ماَ تبدُّدِ
واستَيْدَهُوا للقَرَب العَطَوَّدِ أي انقادوا وذَلّوا، وهذا مَثل. وقال ابن السكيت: اسَتْودَهَ الخصمُ واستتيْده، إذا غَلِب ومُلك عليه أَمرُه. وقال غيره: استيده الأمرُ، واستنده وايْتَدَه، وانْتَدَه إذا اتلأبَّ: وفي النوادر: والوَدْهاء: الحسَنة اللون في بياض. دها قال الليث: الدَّهىُ والدَّهْوُ: لغتان في الدَّهاء. ويقال: دهوتُه ودهَيتُه فهو مَدْهُوُّ، ومدهِيٌّ، ودهيتُه ودهوته، نَسَبتُه إلى الدَّهاء، ورجل داهيةٌ، أي مُنْكَرٌ بصيرٌ بالأمور. وتدهَّى الرجُل: فعل فعلَ الدُّهاة والمصدر الدَّهاء. وكذلك كلُّ ما أصابك من مُنكَر من وجه المأْمَن، تقول: دُهيتُ، وكذلك إذا خُتِلْتَ عن أمرٍ والدَّهياء هي الداهية من شدائد الدهر وأنشد: وأخو محافظَة إذا نزلتْ به دَهياءُ داهيةٌ مـن الأزْمِ ابن بُزرج: دَهِي الرجُل ودَهَى وهو يدهَى ويدهو، كلُّ ذك للرّجل الداهية. قال العجّاج: وبالدَّهاء يُخْتَلُ المدْهِيُّ وقال: لا يعرفون الدَّهْىَ من دهائهـا أو يأخذ الأرض على مِيدائها ويروي: الدَّهْوَ من دَهائها ويقال: غَرْبٌ دَهْىٌ، أي ضخم. قال الراجز: الغَرْبُ دَهْىٌ غَلْفَقٌ كبيرُ والحوضُ من هَوْذَلِه يَفُوز هَوْذَلِه: صَبُّه. وقال ابن السكيت: يقال من الدَّهاء داهيةٌ دَهياء، وداهية دَهواء. وقال اللحياني: دها فلانٌ يَدْهَا ويَدْهو دَهاءً ودهاءَة، ودَهِىَ يَدْهى دَهاءً ودهياً، وإنه لدَاهٍ، ودَهِيٌّ وَدَهٍ؛ فمن قال: داهٍ قال: من قوم دُهاة، ومن قال: دَهِىٌّ قال: من قوم أدْهياء، ومن قال دَهٍ قال: من قومٍ دَهِين، مِثلُ عَمِين. أبو العباس عن عمرو عن أبيه قال: الدَّهِيُّ: العاقل. ويقال: هو داهٍ ودَهٍ، ودَهِيّ. وما دهاك، أي ما أصابك. ويقال: دهدَيْتُ الحجرَ ودهدهته فتَدْهدَى وتدَهدَهَ، ويقال: ما أدري أي الدَّهدْاء هو؟ أي أيّ الخلق هو. وقال: وعندي للدَّهداء النائين. هاد قال الليث: الهَوْد: التوبة. قال الله جل وعز (إنَّا هُدْنا إليك) أي تُبنا إليك. وكذلك قال ابن عباس ومجاهد وسعيد ابن جُبَير، وابراهيم والهُودُ: هم اليهود، هادُوا يهودُون هوداً، وسُمِّيت اليهودُ اشتقاقاً من هادُوا، أي ثابوا. وقال الزجاج: قال المفسرون في قوله عز وجل: (إنَّا هُدْنا إليك) إنا تُبنا إليك، وأما قوله عز وجل: (وعَلَى الذينَ هَادُوا حَرَّمْنا كلَّ ذي ظُفُر) فمعناه دَخَلوا في اليهودية. وفي الحديث: كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يُهوِّدانه أو ينصِّرانه، معناه أنهما يعلَّمانه دين اليهودية ويدخلانه فيه. وقال الفراء، في قوله الله: (وقالوا لَنْ يدخلَ الجنّة إلا من كان هُوداً أو نصارى). قال: يريد يَهُوداً، فحذف الياء الزائدة ورجع إلى الفِعل من اليهودية، وهي في قراءة أُبّيّ: (إلاّ مَنْ كاَنَ يَهُودِياًّ أو نَصْرانياًّ). قال: ويجوز أن يُجعل هُوداً جمعاً، واحدهُ هائد وهُود، مثل جائل وعائط من النُّوق، والجميع جُولٌ وعُط، وجمع اليَهودِيّ يَهود، كما يقال في جمع المَجُوسيّ مجُوس، وفي جمع العَجَميّ والعربيّ عَرَب وعَجَم. أبو عبيد، التهوُّد: التوبة والعمل الصالح وقال زهير: سِوَى رُبَعٍ لمَ يأْتِ فيها مخانةً ولا رَهقاً مِن عائدٍ متهـوَّدِ قال: المتهوِّد: المتقرِّب (إنا هدْنا إليكَ) أي تُبْنا إليك ورجعنا وقرُبنا من المغفرة. وقال شمر: المتهوِّد: المتوصّل بهوادةٍ إِليك، قاله ابن الأعرابيّ، قال: والهَوادَة: الحُرْمَة، والسبب. ثعلب عن ابن الأعرابي: هادَ، إذا رجع من خيرٍ إلى شَرّ، أو من شر إلى خير، ودَاهَ إذا عقل. أبو عبيد عن الأصمعيّ: التهويد: السير الرفيق. وفي حديث عمر: أن ابن حُصَين أنه أَوْصَى عند موته: إذا مِتُّ فخرجتم بي فأَسرعوا المشي ولا تُهَوِّدوا كما تُهَوِّد اليهودُ والنصارى. قال أبو عبيد: التهويد: المشيُ الرُّوَيد، مثل الدَّبيب ونحوه، وكذلك التهويد في المَنطق، وهو الساكن. وقال الراعي يصف ناقة: وخَوْدٍ من اللائى يُسَمَّعْن بالضُّحَى قَرِيصَ الرُّدافَى بالغِناء المُهوَّدِ
وقال أبو مالك: يقال: هوَّد الرجل، إذا سكن، وهوَّد، إذا غَنى، وهوَّد، إذا اعتمد على السّيْر، وانشد: سَيراً يُراخِى مُنَّةَ الجليد ذا قُحَمٍ وليسَ بالتَّهوِيدِ أي ليس بالسير اللين. وقال غيره: هوَّدَه الشراب، إذا خَثرَّه فأَنامَه: وقال الأخطل: ودَافعَ عني يومَ جِلَّـقَ غـمـرَةً وصَمَّاءَ تُنْسيني الشرابَ المهوِّدا وقال شمِر: الهَوْدة: مجتمع السَّنام وقَحْدَتُه، وجمعها هَوْدٌ. هيد هادَ يهيد. قال يونس: يقال فلانٌ يُعطي الهَيْدَان والزَّيدان، أي يُعطي من يعرف ومن لا يعرف. وقال الليث: الهَيْد: الحركة، يقال: هِدْتُه أَهِيده هَيْدا كأنك تحركه ثم تُصلحه. وقال: وهِدْت الرجل أَهيدُه هَيْدا وهِيداً وهاداً، إذا زجرته عن الشيء وصرَفْته عنه، يقال منه: هِدْهُ، فما يقال له: هَيْد، ومنى هِدْهُ، أي أَزِلْه عن موضعه، وأنشد: حتى استقامتْ له الآفاقُ طائعةً فما يقال له هَـيدٌ ولا هـادُ أي ما يمنع من شيء، ويجوز: ما يقال له هَيدٍ بالخفض في موضع رفعٍ، على حكاية صَهٍ وغارِقٍ ونحوِه. والهَيْد من قولك: هادَني هَيدٌ أي كَرَثَنِي. قال: والهِيد في الحُداء كقوله: مُعاتَبةً لهنّ حَلاَ وحَوْبـا وجُلُّ غِنائهنّ هياَ وهِيدِ وذلك أنَّ الحاديَ إذا أراد الحُداء قال: هِيدِ هيدِ ثم زَجَل بصوْته. روى أبو عبيد لابن عمرَ قال: لو لقيتُ قاتِلَ أبى في الحرم ما هِدتُه، قال: يريد: ما حرَّكْتُه، وأنشد: فما يقال له هَيْدٌ ولا هادُ أبو عبيد عن الكسائي: ما يقال له هِيدٌ ولا هادٌ، يقال منه: هِدْت الرجلَ، وأنشد الأحمر: فما يقال له هِيدٌ ولا هادُ شمر: هِيدٌ وهَيْد جائزان، والعرب تقول: هَيْدَ مالَك، إذا استفهموا الرجل عن شانه، كما تقول: يا هذا مالك. والهَيْدُ: الشيء المضطرب، ومنه قوله: أذاك أم تعطِيك هَيْداً هيدَبا قال شمر: قال أبو زيد: قالوا يقول ما قال له هَيْدَ ماَلك، فنصبوا، وذلك أن يَمُرّ بالرجل البعيرُ الضال فلا يُعوِّجُه ولا يلتفت إليه، ومر بعير فما قال له: هَيْدَ مالَك، بجر الدال، حكاه ابن الأعرابي، وأنشد لكعب بن زهير: لو أنها آذَنَتْ بِكْراً لقُلتُ لهـا: يا هَيْدِ ماَلَكِ أو لو آذَنَتْ نَصَفَا وفي الحديث أنه قيل للنبي صلى الله عليه وسلم في مسجده: يا رسولَ الله هِدْه فقال: "عَرْشٌ كعَرش موسى". قال أبو عبيد: قوله هِدْه، كان ابن عُيينة يقول: معناه أَصْلِحْه. قال: وتأويله كما قال. وأصله أن يراد به الإصلاح بعد الهدم، وكل شيء حرَّكته فقد هِدْتَه تهيدُه هَيْدا، فكأن المعنى أنه يُهْدَم ويستأنف بناؤه ويُصلح. ويقال: لا يهيدنّك هذا عن رأيك، أي لا يُزيلنّك. وقال الحسن: ما من أحد عمل لله عملاً إلا سار في قَلْبه سَوْرتان، فإذا كانت أُوليهما لله فلا تَهِيَدَنَّه الآخرة، أي لا يمنعنَّه ذلك عن من الأمر الذي قد تقدمت فيه نِيَّتُه لله. قال ابن السكيت: يقال ما هادَه كذا وكذا، أي ما حرّكه وما يَهيدُه. قال: ولا يُنَطق بِيَهِيد إلاَّ بحرف جَحْد. وهد قال الليث: الوَهْد: المكان المنخفض كأنه حفرة، تقول: أرضٌ وَهْدة، ومكان وَهْد، والوَهْد يكون اسما للحُفرة. وقال ابن شميل: الوَهْدة: النُّقرة المنتقرة في الأرض أشدُ دُخولا في الأرض من الغائط، وهو أضيق من الغائط وليس لها جُرْف، وعرضها رُمْخان وثلاثةٌ، لا تنبت شيئاً. دهدى قال الليث: تقول تَدَهْدَى الحجر وغيره تَدْهَدِياً، إذا تدحرج ودَهْدَيتُه دَهْداة ودِهداءً، إذا دحرجته. والدُّهدِيَّة: الخَراء المستدير الذي يُدَهدِيه الجُعَلُ. وهت الوَهْتة: الهبْطة من الأرض، وجمعها وَهْت. وقد وهَته يَهته وَهْتا، إذا ضَغَطه فهو مَوْهوتٌ. أبو عبيد عن الأموي: المُوهِت: اللّحم المُنتِن، وقد أَيهت إيهاتاً. هيت قال الله جل وعز مخبراً عن زَليخا صاحبة يوسف أنها لمّا راودَتْ يوسف عن نفسه: قالت له: (هَيْتَ لك).
قال الفراء بإسناد له عن ابن مسعود أنه قال: أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم: هَيْتَ لك. قال الفراء: ويقال إنها لغةٌ لأهل حَوْران سقطت إلى مكة فتكلموا بها. قال: وأهل المدينة يقرءون: هِيتَ لكَ، يكسرون الهاء ولا يهمِزون. قال: وذكر عن علي وابن عباس أنهما قرآ: هِئْتُ لك، يراد به في المعنى: تهيَّأتُ لك، وأنشد الفراء: أبلغ أميرَ المـؤمـنـي نَ أخذا العِراقِ إذا أَتَيْتاَ أن العِـراقَ وأهـلـهَ عُنُقٌ إلأيكَ فَهْيَتَ هيْتا ومعناه: هُلمَّ هُلمّ. وقال الفراء في المصادر: من قرأ: هَيْتَ لك فمعناه: هَلُمّ لك. قال: ولا مصدر لهَيْت، ولا يُصرف. وقال الأخفش: هَيتَ لك مفتوحة، معناها: هلُمّ لك. قال: وكسر بعضهم التاء، وهي لغة، فقال: هَيْتِ لك، ورفَع بعض التاء فقال: هَيْتُ لك وكسر بعض الهاء وفتح التاء فقال: هِيتَ لك، كل ذلك بمعنى واحد. وأخبرني المنذري، عن ابن اليزيديّ، عن أبى زيد، قال هَيْتَ لك، بالعبرانية هَيْتَا لَجْ أي تَعَالَهْ، أَعربه القرآن. وقال الليث: هِيت: موضعٌ على شاطئ الفرات. وقال رؤبة: والحوتُ في هِيتَ رَذَاها هِيتُ قلت: الرواية في قول رؤبة: وصاحب الحوت وأينَ الحُوتُ؟ في ظلمات تَحتـهـنّ هِـيتُ وقال شمر: قال ابن الأعرابيّ في قوله: تَحتَهنَّ هِيتُ، أي هوّةٌ من الأرض. قال: ويقال للمَهْواة: هُوتةٌ وهُوَّةٌ وهوْتَةٌ، وجمع الهُوتة هُوت. وقال ابن السكيت: سميت هِيتٌ هِيتَ لأنها في هُوّة من الأرض انقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها. وروي عن عثمان أنه قال: وَدِدْت أنّ ما بيننا وبين العَدُوِّ هَوْتَةً لا يُدرَك قَعْرُها إلى يوم القيامة. وقال ابن الأعرابيّ: قيل أم هشام البَلَوِيّة: أين منزلك؟ فقالت: بهَاتا الهَوْتَةِ. قيل: وما الهَوْتَةُ؟ قالت: بهاتَا الوَكْرَة. قيل: وما الوَكْرة؟ قالت: بهاتَا الصُّدَاد. قيل: وما الصُّدّاد؟ قالت: بِهاتَا المَوْرِدة. قال ابن الأعرابيّ: وهذا كله الطريق المنحدر إلى الماء. وقال الليث: يقال في الشَّتْم: صَبّ الله عليك هَوْتَةً ومَوْتَةً. هوت في الحديث انه لما نزلت: (وأَنْذِرْ عشيرتَك الأقْرَبين) بات النبي صلى يُفخِّذ عَشِيرتَه فقال المشركون: لقد باتُ يُهوِّت. أبو عبيد عن أبى عمرو: التَّهيِيتُ: الصوت بالناس، وهو فيما قال أبو زيد: أن يقوله له: يا هِياَه، وانشد أبو زيد: قد رابَني أن الكَرِىَّ أَسْكَتَا لو كان مَعْنِيَّا بنا لَهّـيتَـا وقال غيره: يقال: هَيَّتَ بالقوم تَهْيِيتاً، وهَوَّت بهم تَهوِيتاً، إذا ناداهم، وهَيَّت النَّذيرُ. والأصل فيه حكاية الصوت، كأنهم حكوا في هَوَّت: هَوْتَ هَوْتَ، وفي هَيَّتَ: هَيْتَ هَيْتَ. والعرب تقول للكلب إذا أغْرى بالصيد: هَيْتاه هَيْتاه. وقال الراجز يذكر ذِئبا: جاءَ يُدِلُّ كَرِشاءِ الغَرْبِ و قلتُ: هَيْتاهُ فتَاه كَلْبِي هات قال الليث: المُهاتاة من قولك: هاتَ، يقال: اشتقاقُه من هاتَى يُهاتِي، الهاء فيها أصلية. ويقال: بل الهاء مُبدلة من الألف المقطوعة في آتَى يُؤاتِي، ولكن العرب أماتت كل شيء من فعلها غير الأمر بهاتِ. وأخبرني المنذري عن أبى الهيثم أنه قال: إذا أمرت رجلا أن يعطيك شيئا قلت له: هاتِ يا رجل، وللاثنين: هاتِيَا، وللجميع: هاتُوا، وللمرأة: هاتِي، فزدت ياء تكون فرقا بين الأنثى والذكر، ولجماعة النساء: هاتِينَ، ويقال: هاتَي يُهاتِي مُهاتاةً. وقال ابن السكيت نحوه. وراد فقال: يقال: هاتِ لا هاَتيْتَ وهاتِ إن كانت بك مُهاتاة. قال: وتقول: أنت أخذَته فهاتِه. وللاثنين: أنتما أخذْتُماه فهاتِياه، وللجماعة: أنتم أخذتموه فهاتُوه، وللمرأة: أنتِ أخذتِيه فهاتِيه، وللجماعة: أنتّ أخْتُنَّه فهاتِينَه. أبو العباس عن ابن الأعرابيّ: هاتاه، إذا ناوله شيئاً، وتاهاهُ، إذا فاخَره. وقال المفضَّل: هاتِ وهاتِياَ وهاتوا، أي قَرِّبوا. وقال الله عزّ وجل: (قل هاتوا برهانَكم) أي قرِّبوا. قال: ومن العرب من يقول: هاتِ: أي أعط. تاه قال أبو زيد: قال لي رجل من بني كلاب: أَلْقَيْتَني في التُّوهِ، يريد في التيِّة. ويقال: ما أَتْيَه فلانا.
وقال الليث: يقال تاهَ يَتِيهُ تُوهاً وتَيهاً، والتِّيه أعمُّها. ويقال: توَّهْتُه وتيَّهْتُه، والواو أعمّ. قال: والتَّيهْاء: الأرض التي لا يُهتدى فيها، يقال: أرض تِيهٌ وتَيْهاء، وأرض َتْيَهةٌ وأنشد: مُشْتَبِهٍ مُتَيِّهٍ تَيْهاؤُهُ وقال غيره: تَيْهان وتَيَّهانٌ، إذا كان جَسُورا يركب رأسه في الأمور، وناقة تَيْهانة، وانشد: يَقدُمُها تَيْهَانَةٌ جَسورُ لا دِعْرِمٌ نامَ ولا عَثُورُ شمر عن ابن شميل التَّيْهاء: المَضِلَّة الواسعة بين الأرضين، التي لا أعلام فيها، ولا جبال ولا آكام. وقال شمر: يقال: أرضٌ تَيْهاء وتِيهٌ ومِتْيَهةٌ، أي يَتِيهُ فيها الإنسان. وقال العجاج: تِيهِ أَتاوِيهَ على السُّقّاطِ ويقال: مكان مِتْيَهٌ: الذي يُتَيِّه الإنسان، قال رؤبة: يَنوِي اشتقاقاً في الضَّلالِ المِتْيَهِ أبو عبيد، عن أبى زيد: طاحَ يطِيح طَيْحا، وتاهَ يِتيه تَيْها وتَيهَانا، وما أطوَحَه وأتْوَهَه، وأَطْيَحه وأَتْيَهَه، وقد طوح نفسه وتوَّهَها. وقال ابن الفَرَج: سمعتُ عَرّاماً يقول: تاهَ بَصرُ الرجل وتاف، إذا نظر إلى الشيء في دَوامٍ، وأنشد: فمَا أَنْسَ من أشْياءَ لا أَنسَ نَظْرتي بمكة إني تائِفُ الـنَّـظـراتِ وتافَ عني بَصرُك وتاهَ، إذا تَخطَّى. هتئ أبو عبيد عن الأحمر: هَتِئٌ من الليل وهَتَاءٌ وهزِيعٌ، واحد. أبو عبيد: تَهتَّأَ الثوبُ وتَهمّأَ ووتفَسّأَ إذا انقطع وبَلِيَ، حكاه عن الكسائي. ابن السكيت: ذَهبَ هِتْءٌ من الليل، وما بقي إلا هِتْءٌ، وما بقي من غنمهم إلا هِتْءٌ، وهو أقل من الذاهبة. وروى سلمة عن الفراء: فيها هَتأٌ شديد وهُتُوءٌ، يريد شَقٌّ وخَرْق. ثعلب عن ابن الأعرابي، قال: الهَتِئٌ والأهتَاءَ: ساعات الليل. قال: والأتْهَاءُ: الصحاري البعيدة. وقال أبو الهيثم: يقال: جاء بعد هَدْأَة من الليل وهْثأَة. وقال اللحياني: جاء بعد هَتيءٍ على فَعيل من الليل، وهتْءٍ على فَعْل، هتْيٍ بلا هَمْز، وهَتَاءٍ وهَيْتَاء ممدودان. هذأ قال أبو زيد فيما روى عنه ابن هاني: هَذأْتُ العَدُوَّ هذْأً، إذا أَبَرْتَهُمْ وأفنيتهم قال: وهذأْتُه بلساني، إذا آذَيْتَه. وقال الليث: الهَذْءُ أَوحَى من الهَذِّ، يقال: هَذأتُه بالسَّيف هذْءًا، وسيف هذَّاء. وقال أبو زيد: هذَأْتُ اللحم بالسكين هذْءًا: إذا قطعْتَه به، وهذْأْتُه بلساني: إذا أسَمْعتَه ما يكرَه. أبو عبيد عن الأصمعي إذا فسدت القرحة وتقطعت. قيل: تهذّأت تهذُّأ وأرضت أرضا وتذيأت تَذيُّؤاً. هذى قال الليث: الهَذَيان: كلامٌ غير معقول مثل كلام المبَرْسَم والمَعْتوه، يقال: هذَى يَهْذِي. ثعلب عن ابن الأعرابي: هذَى، إذا هَذَر بكلام لا يُفهم، وذَها، إذا تكبر، بالذَّال قلت: لم أَسَمع ذَهَا، إذا تكبر لغيره. أبو عبيد عن الأًصمعي: إذا فسدت القُرحة وتقطعت قيل: تَهذَّأَتْ تَهذُّؤاً، وتذَّيأتْ تذَيُّؤاً. أما هذا وهذان، فالهاء في هذا: تنبيه، وذا: إشارةٌ إلى شيء حاضر، والأصل: إذا ضُم إليها: ها، وتفسيرهما في كتاب الذال. وقال النضر: قال أبو الدُّقيش لرجل قال: أين فلان؟ فقال: هوذا. قلتُ: ونحو ذلك حفظته عن أعراب بني مُضَرّس وغيرهم. وقال أبو بكر بن الأنباريّ: قال بعض أهل الحجاز: هُوَذَا بفتح الواو، وقال أبو بكر: وهذا خطأ منه، لأن العلماء الموثوق بعلمهم اتفقوا على أن هذا من تحريف العامة. والعَرَبُ إذا أرادت مَعْنى هُوَذَا قالت: هأنذا أَلْقَى فلانأً، ويقول الاثنان: ها نحن ذانِ نلقاه. ويقول الرجال: ها نحن أُولاء نلقاه. ويقال للمخاطب: ها أَنت ذا تلقى فلانا، وللاثنين: ها أنتما ذانِ، وللجماعة: ها أنتم أُولاء. ويقال للغائب: ها هو ذا يلقاه، وها هما ذانِ، وهاهم أُولاء، ويُبنَى التأنيث على التذكير، وتأويل قولهم: هأنذا ألقاه قد قَرُب لقائي إياه. اللحياني: هذَوْتُ وهذَيتُ بمعنى. هاذ قال ابن شميل: الهَاذةُ: شجرة لها أغصانٌ سَبِطة لا ورق لها، وجمعها الهاذُ. قلت: هكذا رُوي عن النضر، والذي سمعناه من العرب وحصلناه لأئمة اللغة الحاذّ في الأشجار.
وقال الليث: الهَوْذة: القطاة الأنثى قلت: وبها سمي الرجل هَوْذَة. ثاه قال الليث: الثاهة: اللَّهاة. ويقال: هي اللِّثَة. ثعلب عن ابن الأعرابيّ: ثَها، إذا حَمُقَ، وهَثاَ، إذا احمرَّ وجههُ. قال: ويقال: ثاَهاه إذا قاوَله، وهاثاه: إذا مازَحه ومايله. وهث قال الليث: الوَهْث: الانهماك في الشيء، والواهث: الملقي نفسه في الشيء، وتوهَّث في الأمر، إذا أَمعنَ فيه. هاث قال أبو عبيد: قال أبو زيد: هِثْتُ له من المال أَهِيث هيثاً وهَيَثانا، إذا حَثَوتَ له، وأنشد غيرُه قول رؤبة: فأَصْبحتْ لو هايثَ المُهايِثُ قال ابن الأعرابي: المُهايَثَة: المكاثَرة. يقال: هاث له من ماله. وقال في قوله ما زال بيعُ السَّرِقِ المُهايِثُ قال: المهايث: الكثير الأخْذ. قال: ويقال: هاث من المال يهيث هيثاً، إذ أصاب منه حاجته. وقال الأصمعيّ: عاثّ في المال وهاثَ، إذا أَفسد فيه، وأخذ بغير رِفْق. هرى قال الليث: الهُرِيُّ: بيت ضخم يجمع فيه طعامُ السُّلطان، والجميع الأهراء. قلت: أحسب الهرىّ معرَّبا دخيلا في كلامهم. وقال الأصمعي: يقال: هراهُ يَهْرُوه هَرْواً، إذا ضربه بالهِراوة، وتهرَّاهُ مثله، ومنه قول الراجز: لا يلتوي مِن الوَبِيل القِسْبارْ وإن تهرَّاه به العبدُ الهَارْ أي ضربه به العبدُ الضارب. والوَبيل: العصا الضخم، وكذلك القِسبار والقِشْبار ويقال: هرَّى فلانٌ عمامته، إذا صبغها بالصُّفرة، ومنه قوله: رأيتك هَرَّيْتَ العِمامةَ بعدمـا أراك زماناً حاسراً لم تَعَصَّبِ وكانت سادةُ العرب تلبي العمائم الصُّفْر وكانت تُحمل من هَراةَ إليهم مصبوغة، فقيل لمن لبس عمامةً صفراء: قد هَرَّى عِماَمتَه، وكان مُعاذٌ الهرّاء يبيع الثياب الهَرَوية فعُرِف بها، ولُقِّب الهرّاء. ثعلب عن ابن الأعرابي: هارَاه، إذا طانَزَه، ورَاهاهُ إذا حامَقَه. أبو عمرو، عن ثعلب، عن ابن الأعرابيّ: ثوبٌ مُهَريًّ، إذا صُبغ بالصَّبِيبِ، وهو ماء ورق السِّمْسِم. قال: ومُهَريًّ أيضاً، إذا كان مصبوغا كلون المِشْمِس، أو المَشمْشَ. هرأ ومن مهموزه، قال الأصمعي: هَرَأَ البرْدُ فلاناً يَهْرَؤُه هَرْأَ، إذا اشتدَّ عليه حتى كاد يَقتُلُه. ويقال: أَهْرَأْنا في الرَّواح، أي أبرَدْنا، وقال إهاب بنُ عُمَير: حتى إذا أهْرَأْنَ للأصائِلِ وفارقتْها بُلةُ الأوَابِلِ ويقال: أَهْرَأَ لحمه إهراءَ، إذا طبَخه حتى يتَفسَّخ. قال: والهَرِيَّة: الوقتَّ الذي يشتد فيه البرد. وقال الليث وغيره: اهرأَنا القُرُّ، أي قتلنا، وأَهْرأَ فلانٌ فلانا، إذا قتله. وقال أبو زيد في هَراءَة البرد، وفي إهراء اللحم مثل ما قال الأصمعيّ، وكذلك في الإهراء للرَّواح. أبو عُبيد، الهُراء-ممدودٌ مهموز-: المنطق الفاسد، ويقال: الكثير، وأنشد قول ذي الرّمّة يصف امرأةً ناعمةً: لها بشرٌ مِثل الحرير ومَـنـطِـقٌ رَخِيمٌ الحَواشي لا هُرَاءٌ ولا نَزْرُ شمر عن الفراء: أَهْرَأَ الكلامُ، إذا أكثر ولم يُصِب المعنى، وإنَّ منطقه لغير هُراءْ. قال: ورجلٌ هُراءٌ وامرأةٌ هُراءَةٌ وقوم هُراءون. وقال أبو زيد: هَرَأَ الرجل في منطقه يَهْرَأُ هَرْأَ، إذا ما قال الخَنا والكلام القبيح. قال: والمُهْرَأُ والمُهرَّدَ: المُنْضَج من اللحم. شمر عن ابن الأعرابي: أهرَأَه البَرْدُ، وأهْزأَه-بالراء والزاي-: إذا قتله. وقال ابن مقبل في المَهْرُوءِ، مِن هَرَأَه البرْد، يرثي عثمان بنَ عفان رحمه الله. ومَلْجَأُ مَهْرُوئينِ يُلْقَى به الحَـيا إذا جَلَّفَتْ كَحْلٌ هو الأمُّ والأبُ أبو عبيد عن الأصمعي: يقال في صِغار النَّخل أوّل ما يُقْلَع شيءٌ منها من أمّه فهو الجَثِيث وهو الوَدِيُّ والهراءُ والفَسِيل. رها قال الليث: الكُرْكِيُّ يسمَّى رَهْواً، ويقال: بل هو من طَيْرِ الماء، شبيهٌ به. والرَّهْو: مَشْيٌ في سكون. وقال في قول الله جلّ وعزّ: (واتْرُك البحْرَ رَهواً) أي ساكناً.
بلغَنا أن موسى عليه السلام لما دخل البحر عَجِلَ، فأَعْجَل أصاحبه، فأوحى الله تبارك وتعالى إليه: (واترُك البحرَ رَهواً) أي ساكناً على هِينَتِك. وقال الأصمعي: يقال: افعل ذاكَ سهواً رَهواً، أي ساكناً بغير تشدُّد. وقال: وجاءت الإبل رَهْواً: يتبع بعضها بعضاً. والرَّهْو: طائر. قال أبو عبيد في قوله: يَمشين رَهْواً، هو سيرٌ سهل مستقيم. وفي حديث رافع أنه اشترى من رجل بعيراً ببعيرين دفع إليه أحدهما، وقال: آتيك بالآخر رَهْواً غداً، يقول: آتيك بع عَفْواً لا احتباسَ فيه، وأنشد: يَمشِينَ رَهْواً فلا الأعجازُ خـاذِلةٌ ولا الصُّدُورُ على الأعجاز تَتَكلُ والرّهو: الحَفيرُ يجمع فيه الماء. وقال أبو سعيد في قوله عز وجلّ: (واترُك البَحْر رَهْواً) يريدُ دَعه كما فلقَتُه لك لأن الطريق في البحر كان رَهواً بين فلقي البحر. قال: ومن قال: ساكناً فليس بشيء، ولكن الرَّهو في السير هو اللَّيِّن مع دوامِه. أبو عبيد عن الأصمعيّ، يقال لكل ساكن لا يتحرّك: ساجٍ وراهٍ ورايٍ. وقال الِّلحياني: يقال: ما أرهيتَ ذكَ، أي ما تركته ساكناً. وقال الأصمعي: يقال: أَرْهِ ذاك، أي دعه حتى يَسكن، وقال: الإرهاء: الإسكان. ويقال: الناس رَهْوٌ واحد ما بين كذا وكذا، أي متُقاطِرُون. وقال الأخطل: ثَنَى مُهْرَهُ والخيلُ رَهوٌ كأَنهـا قِدَاحٌ على كَفَّيْ مُجِيلٍ يُفيِضُها أي متتابعة. قاله ابن الأعرابي. وقال الزَّجاج في قوله: عز وجل: (واترِكِ البَحْرَ رَهْواً) جاء في التفسير: يَبَساً. وقال أهل اللغة: رهواً: ساكناً. قلت: رَهواً: ساكناً: مِن نعت موسى، أي على هِينَتِك، وأجود منه أن تجعل رَهواً من نعت البحر، وذلك أنه قام فِرْقاه ساكِنَيْن. فقال لموسى: دع البحر قائماً ملؤه ساكنا، واعبُر أنت البحر. وروى شمر عن ابن الأعرابيّ في قوله: (واترُك البَحْرَ رَهْواً) قال: واسعاً ما بين الطاقات. قال: وقال العُكْليّ: المُرْهِي من الخيل الذي تراه كأنه لا يُسرع وإذا طُلب لم يُدْرَك. وقال ابن الأعرابي: الرَّهْو من الخيل والطير: السِّراع، قال لَبيد: يُرَيْن عَصائبا يَرْكُضْنَ رَهْواً سَوابِقُهن كالحدَإ الـتُّـؤَامِ ويقال: رَهْواً يتبع بعضها بعضا. وقال الأصمعي وابن شميل: الرَّهْوَة والرَّهْو: ما ارتفع من الأرض. وقال ابن شميل: الرَّهْوة: الرابِيَةُ تضرب إلى اللِّين، وطولُها في السماء ذراعان أو ثلاث، ولا تكون إلا في سُهول الأرض، وجَلَدُها ما كان طِيناً، ولا تكون في الجبال. وقال الأصمعي: الرِّهاء: أماكنُ مرتفعة، الواحدة رَهْوَأ، والرَّهاء: ما اتسع من الأرض وأنشد: بشُعْثٍ على أكوارِ شُدْفٍ رَمَى بهم رَهاَء الفَلاَ نابيِ الهُمومِ القواذِفِ ويقال: رَهَّى ما بين رجليه، أي فتح ما بين رجليه. قال: ومَرَّ بأعرابيّ فالِجٌ فقال: سبحان الله، رَهْوٌ بين سَنامَيْن، أي فجوةٌ بين سنامين. أبو عبيد عن أبى عبيدة: الرَّهْو: الارتفاع والانحدار. قال: وقال أبو العباس النُّمَيْري: دَلَّيْتُ رِجْلي في رَهوْة، فهذا انحدار. وقال عمرو ابن كلثوم: نَصبْنا مِثلَ رَهْوةَ ذاتَ حَدٍّ محافظةً وكنّا المُستقِينا فهذا ارتفاع. ثعلب عن ابن الأعرابي: الرَّهْو شدة السَّير، والرَّهو: الواسع، والرَّهو، طائرٌ يشبه الكُرْكِيّ. وقال: الرَّهو والرَّهوَى، لغتان: المرأة الواسعة. وقال المُخبَّل: وأنكِحْتُها رَهواً كأنّ عِجابَـهـا مَشَقُّ إهابٍ أَوسَعَ السَّلْخَ ناجِلُهْ قال: والرَّهو: مُستنقع الماء. والرَّهوة: شِبه تَلِّ صغيرٍ يكون في مُتُون الأرض على رؤوس الجبال، وهي مواقعُ الصُّقور والعِقْبان. قال: والرَّها: أرضٌ مستَوِية قلما تَخْلو من السَّراب، ورُها: بلد بالجزيرة، والنِّسبة إليه: رُهاوِيّ. وقال أبو عبيد: الرَّهوة: الجَوْبَة تكون في مَحلَّة القوم يسيل إليها ماء المطر. وقال أبو سعيد: الرَّهو ما اطمأن من الأرض وارتفع ما حولَه. شمر: قال خالد بن جَنْبة في قوله: (واترُك البَحْر رَهْواً) أي دَمِثاً، وهو السهل الذي ليس برمل ولا حَزْن.
عمرو عن أبيه: أَرْهَى الرجلُ، إذا تزوج بالرَّهاء، وهي الخِجامُ الواسعة العَفْلَق. وأَرهَى: دامَ على أكل الرَّهو، وهو الكُرْكِيّ. وأَرهَى: أدام لِضيفانه الطعامَ سخاء. وأرهَى: صادَف موضعاً رَهاءً، أي واسعا. وقال ابن بزرج: يقولون للرّامي وغيره إذا أساء: أَرْهِهْ، أي أَحسِن. وأَرهيتُ: أحسنتُ. الرَّهو: المطر الساكن. ويقال: ما أرهيتَ إلاّ على نَفْسك، أي ما رفقت إلاّ بها. رهيأ قال أبو عبيد: رَهْيأَ في أمره رَهيَأَةً: إذا اختلط، فلم يَثبُت على رَأْى. وفي حديث ابن مسعود أن رجلا كان في أرض له، إذْ مرت به عَنانَةٌ تَرَهيَأُ، فسمع فيها قائلا يقول: ائتي أرضَ فلانٍ فاسقِها. قال أبو عبيد: قال الأصمعيّ: تَرَهيَأ يعني إنها قد تهيَّأَتْ للمطر، فهي تريد ذلك ولما تفعل. قال: ومنه: تَرَهيَأَ القوم في أمرهم، إذا تهيئوا له، ثم أَمسكوا عنه، وهم يريدون أن يفعلوه. وقال الليث: الرَّهيأَة أن تجعل أحدّ العِدْلين أثقلَ من الآخر. تقول: رَهْيأْتُ حِمْلَك رهيأةً، وكذلك رهيأتَ أمرَك، إذا لم تُقوِّمه. والرَّهيَأَةك الضعف والعجز، وأنشد: قد عَلِم المُرَهيئون الحَمْقَى قال: ومنه: تَرهيَأَ الرجلُ في أمره، إذا هَمّ به ثم أمسك عنه. والرهيَأَة أن تَغْرَورِق العينان من الجَهد، أو من الكِبَر، وأنشد: إن كان حَظُّكما مِن مَالِ شيخكما نابٌ تَرهيَأُ عيناها من الكِبَـر قال شمر: قال ابن الأعرابيّ: الرَّهيَأَةُ: التخليط في الأمر وترك الإحكام. يقال: جاء بأمر مُرَهْيَإٍ وعيناه تَرَهيَآن: لا يَفْتُر طَرَفاهما. وقال أبو نصر: يقال للرّجل إذا لم يَقُم على الأمر ويمضي، وجعل يَشُكّ ويتردّد: قد رَهْيَأَ. وقال ابن شميل: رَهيَأْتَ في أمرك، أي ضَعُفْتَ وتوانَيْت. وقال أبو زيد: رَهيَأَ الرجلُ فهو مُرَهْيِيٌّ، وذلك أن يحمل جملاً فلا يشده بالحبال، فهو يميل كلما عَدَّله. وقد تَرَهيَأَ السحابُ، إذا تَحرَّك. أهر اخبرني المنذري عن ثعلب، عن ابن الأعرابيّ، بيتٌ حَسَنُ الأَهَرَة والظَّهَرة والعقار، وهو مَتاعُه، ونحو ذلك، قال أبو عبيد، وقال الليث: أَهَرة البيت: ثِيابُه وفرشه ومتاعه، وأنشد: كأنما لُزَّ بصَخْـرٍ لَـزَّا أَحسنُ شيءٍ أَهَراً وبَزّا هير الأصمعيّ، من أسماء الصبَّا: هِيرٌ وإيرٌ، ويقال: هَيرٌ وأَيرٌ وهيِّرٌ وأَيّر، ونحو ذلك قال أبو عبيد وغيره. وأخبرني المنذري عن أبى الهيثم أنه قال: يقال: ذهب صاحبك في اليَهْيرَّى، أي في الباطل. ويقال للرجل إذا سألته عن شيء فأخطأ: ذهبت في اليَهيَريَّ، وأين تذهب في اليَهيَريَّ، وأنشد: لما رأَتْ شيخاً لها دَوْدَرىَّ في مِثْلِ خَيطِ العِهِن المُعَرَّى ظلّت كأنّ وجهها يَحْمَرّا تَرمَدُّ في الباطل واليَهيَرَّى قال: والدَّوْدَرَّى من قولك: فرس دَرِيرٌ أَي جَواد، والدليل عليه قولُه: في مِثلِ خَيط العِهن المعرّى، يريد الخُذْرُوف. وزعم أَبو عبيدة أن اليَهْيَرَّى: الحجارة. وقال أبو مالك: هو الباطل. وقال ابن هانئ: اليَهْيَرُّ: شجرٌ، وأنشد: أشبعتُ راعيَّ من اليَهْيَرِّ فظلَّ يَبكي حَبِطاً بشَرِّ خَلْف استِه مِثل نَقِتقِ الهِرِّ وقال الليث: اليَهْيَرُّ: حجارة أمثال الأكُفّ. وقال ابن شميل: قيل لأبي أسلم: ما الثَّرَّة اليَهْيَرَّةُ الأخْلاف؟ فقال: الثَّرَّة: الساهرة العِرْق تَسمَع زَميرَ شُخْبهِا، وأنت من ساعةٍ. قال: واليَهْيَرّة: التي يسيل لبنُها من كثرته، وناقة ساهِرَة العِرْق: كثيرةُ اللبن. واليَهْيَرُّ: دُوَبْيَّة تكون في الصَّحارِى أعظمُ من الجُرَذ، وانشد: فَلاةٌ بها اليَهْـيَرُّ شُـقْـراً كـأنـهـا خُصَي الخيلِ قد شُدّتْ عليها المَسامِرُ والواحدة: يَهْيَرَّة. قال: واختلفوا في تقديرها فقالوا يَفْعَلَّة. وقالوا فَيعَلَّة وقالوا: فَعْلَلةّ. أبو عبيد عن الحمر: اليَهْيَرُّ: الحجر الصُّلْب. وقال شمر: ذهب في اليَهْيَرِّ أي في الرِّيح. وقال الليث: اليَهْرُ: اللجاجة والتمادِي في المر. تقول استَيْهَرَ، وأنشد: وقَلبُك في اللهو مُستَيهِرٌ
ثعلب، عن سلمة، عن الفرّاء: يقال: قد استَيْهَرْتُ أنكم قد اصطلحتم، مثل استَيقَنْت. وقال أبو تراب: سمعتُ الجَعْفَرِيِّين: أنا مُستَوْهِر بالأمر، أي مستيقنٌ. وقال السُّلَمىّ: مستَيهِر. ثعلب عن ابن الأعرابي: الهائر: الساقط. والرَّاهي: المقيم، والهُورَة: الهلَكة. قال: ويقال استَيهِرْ بإِبلك واقْتَيل وارتجِعْ، أي استبدِلْ بها إبِلاً غيرها. اقْتِيِلْ، من باب المقابلة في البَيْع: المُبادَلة. هار قال الليث: الهَوْر مصدرها والجَرْفُ لا يَهُور إذا انصدع من خَلْفِه وهو ثابت بعدُ مكانه، وهو جَرْفٌ هارٍ وهائر، فإذا سقط فقد انهار وتهوَّر، وكذلك إذا سقط شيء من أعلى جُرْف أو رَكِيّة في قَعْرها، يقال: تهوَّر وتَدَهْوَر. ورجلٌ هارٌ إذا كان ضعيفاً في أَمره، وأنشد: ماضي العزيمةِ لا هارٌ ولا خَزِلٌ الخزل: الساقط المنقطِع. ويقال: تهوَّر الليلُ، إذا ذهبَ أكثره. وتهوَّر الشتاء، إذا ذهبَ أشدُّه. قال: ويقال في هذا المعنى بعينه: تَوهَّر الليلُ والشتاء، وتوهّر الرمل أي تهَوَّر. وقال غيره: خَرْقٌ هَوْرٌ، أي واسع بَعِيد. وقال ذو الرمة: هَيجاءُ يَهمْاءُ وخَرْقٌ أَهْيَمُ هَوْرٌ عليه هَبَواتٌ جُثمُ للريح وَشْيٌ فوقَه مُنَمْنَمُ ويقال: هَوًّرْنَا عنَّا القَيظَ وجَرَمْنا وجَرَّمْناه وكَبَبْناه بمعنىً. ويقال: هُرْتُ القوم أهُورُهم هَوْراً، إذا قتلتهم، وكَبَبْتَ بعضهم على بعض كما ينهار الجُرف. قال الهذليّ: فاستَدبروهمْ فهارُوهم كأنـهـمُ أفنادُ كَبْكَب ذاتُ الشَّثِّ والْخَزَمِ ثعلب، عن ابن الأعرابي: اهتَوَر، إذا هَلك، ومنه قوله: من أطاع ربه فلا هَوَارة عليه. ويقال: هُرْتُ الرجل بما ليس عنده من خيرِ، إذا أَزْنَنْتَه، أَهُورُه هَوْراً. وقال أبو سعيد: لا يقال ذلك في غير الخير. ويقال: هُرْتُ الرجلَ هَوْراً، إذ غَشَشْتَه، وأنشد: قد علمِتْ جِلادُها وخُـورُهـا أنِّى بِشِرْب السُّوءِ لا أَهورُها يصف إبِلا، أي لا أظن أن القليل يكفيها. وقال مالك بنُ نُوَيرة يصف فرسَه: رأَى أنني لا بالقليل أَهـورُه ولا أنا عنه بالمواساةِ ظاهرُ أَهُوره: أي أظن القليل يكفيه، يقال: هو يُهارُ بكذا وكذا، أي يُظَنُّ بكذا وكذا. عمرو عن أبيه: الهَوَرْوَرَةُ: المرأة الهالكة. وهر أبو عبيد عن الأصمعي، التَّتهْوُر: ما أطمأنَّ من الرَّمل. قلت: كأن أصله وَيهْوُر، مثل التَّيقور، أصله وَيْقُور. وقال العجاج: إلى أَراطَى ونَقاً تَيْهوُرِ أراد به فَيعولا من التَّوَهُّر. وقال خليفة: توهَّرتُ الرجلَ في الكلام وتَوَعَّرْتُه، إذا اضطرَرتَه إلى ما بقي فيه متحيرا. ويقال: وَهَّر فلانٌ فلاناً، إذا أَوْقعه فيما لا مخرج له منه. وقال ابن الأعرابي: الهَوْرَة: الهلَكة والهائر: الساقط. والرَّاهي: المقيم. ويقال: أَرجِعْ إبلك وارتجِعُ واستيهِر واقيِلْ بمعنىً واحد، أي استبدِل بإبلك إبلاً غيرها. وقال الليث: الرَّيْه هو التَّرَيُّه، وهو تهَثْهُث السَّراب على وجه الأرض، وأنشد. إذا جَرَى من آلِه المُرَيَّهِ قال شمر: المُرَيَّه والمريّعُ واحد. قال: وقال ابن الأعرابي: يتميّعُ هاهنا وهنا لا يستقيمُ له وَجْهٌ. وره الوَرَهُ: الحُمق في كل عمل. امرأةٌ وَرْهاء: خَرْقاء بالعمل، وأنشد: تَرنُّمَ وَرْهاءِ اليَدَيْن تـحـامَـلَـتْ على البَعْل يوماً وهْيَ مقَّاءُ ناشِزُ قال: المَقَّاء: الكثيرة الماء. وتورَّه فلان في عمل هذا الشيء، إذا لم يكن له فيه حّذاقة. عمرو عن أبيه قال: الوَرَهْرَهة: المرأة الحَمْقاء، والهْوَرْوَرَة: الهالكة. وقال ابن بزرج: الوَرِهة: الكثيرة الشَّحم. وَرِهَتْ فهي تَرِهُ، مثل وَرِمَتْ تَرِم. وقال غيره: سحابٌ وَرِهٌ وسحابةٌ ورِهة إذا كَثُر مطرها. وقال الهُذليّ: جُوفُ رَبابٍ وَرِهٍ مُثْقَلِ ودارٌ وارِهة: واسعة. هال
قال الليث: الهَوْلُ: المخافة من الأمر لا تدري على ما تهجُم عليه منه، كَهَوْل الليل، وهَوْلِ البحر، تقول: هالَني هذا الأمرُ يَهُولُني، وأمرٌ هائلٌ، ولا يقال أَمرٌ مَهُول، إلا أن الشاعر قد قال: ومَهُوِلٍ من المنَاهل وَحْشٍ ذي عَراقِيبَ آجِنٍ مِدْفَانِ وتفسير المَهُول، أي فيه هَوْل. والعَرَبُ إذا كان الشيءُ هُوَلَهُ أخرَجوه على فاعِل، مثل دارِع لذِي الدِّرْع، وإذا كان فيه أو عليه أخرَجوه على مَفْعول، كقولك مَجْنون: فيه ذاك، ومَدْيون: عليه ذلك. قال: والتَّهاويل: جماعةٌ التَّهْويل، وهو ما هالك. والتّهاويل: زِينةُ الوْشي، وكذلك زِينةُ التَّصَاوير والسَّلاح، وإذا تزَّينَتْ المرأة بزِينةٍ من لِباس أو حُلِيّ، يقال: هَوَّلَتْ. وقال رُؤبة: وهَوَّلتْ من رَيْطها تَهاوِلاَ ويقال للرياض إذا تزّينتْ بنَوْرِها وأَزاهِيرها من بين أحمرَ وأصفرَ وأبيضَ وأخضرَ: قد علاها تَهْويلُها، ومنه قولُه: وعازِبٍ قد عَلاَ التَّهويلُ جَنْبـتَـه لا تَنفَع النَّعلُ في رَقْراقه الحافيِ حدثنا عبد الملك عن إبراهيم عن أبى ربيعة، عن حمّاد عن عاصم، عن زِرّ عن ابن مسود في قوله: (ولقد رآه نَزْلةً أخْرى) قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: رأيتُ لجبريلَ ستمَّائة جَناح يَنتثِر من رِيشِه التَّهاويلُ والدُّرُّ والياقوت، أراد بالتّهاويل تَزايين ريشه، وما فيه من صُفْرة وحُمرة وبياض وخُضْرَة مثل تَهاويل الرّياض. والله أعلم. أبو عبيد عن أبى زيد: تهوَّلْتُ للناقة تهوُّلا وتذابْتُ لها تَذؤَّبا: وهو أن تَستخفِيَ لها إذا ظأَرْتها على ولد غيرها، فتَشَبَّهْتَ لها بالسَّبُع ليكون أَرأَم لها عليه. وقال أبو عمرو: يقال: ما هو إلا هُولَة من الهُوَل، إذا كان كريه المنظر. والهُولة: ما يفزَّع به الصبي، وكل ما هالك يسمى هُولة. وقال الكُميت: كَهُولِة ما أَوقَدَ المُحْلِفونَ لَدَى الحالِفين وما هَوَّلُوا وكانت الهُولة نارا يوقِدونها عند الحِلْف، يلقون فيها مِلْحاً فيتفقَّعُ يُهَوِّلون بها. وكذلك إذا استحلفوا رجلا. وقال أوس ابنُ حَجَر: كما صَدّ عن نارِ المُهَوِّل حالِفُ وقال أبو زيد: الهُؤُول: جمُع هَوْل، يهمزون الواو لانضمامها، وأنشد: رحَلْنا من بلاد بني تمـيمٍ إليك ولم تَكاءَدْنا الهُؤُولُ وقال الأصمعيّ: هِيلَ السكرانُ يُهالُ إذا رأى تَهاويلَ في سُكْرِه فيفزع لها. وقال ابن أحمر يصف خَمْرا وشاربها: تَمَشَّي في مَفاصِله وتَغْشَى سَنَاسِنَ صُلْبِه حتى يُهالا وقال أبو الحسن المدائنيّ لما قال النابغةُ الجعديُّ لليلى الأحيَليَّة: أَلاَ حَيِّيَا ليلىَ وقُولا لها هَـلاَ فقد ركبتْ أَمْراً أَغَرَّ محجَّلا أجابته فقالت: تُعيِّرني داءً بأمِّك مِـثْـلُـه وأيُّ جواد لا يقال لها: هَلاَ قال: فغلبته، قال: وهَلاَ زَجْرٌ تُزجَر به الفَرَس الأنثى إذا أُنْزِىَ عليها الفحلُ لتقرَ وتِسكن. وقال الكسائي في قوله: إذا ذُكر الصَّالحون فحيَّ هَلاً بمرَ، قال حيَّ: أَسْرِع، وقوله: هلاً، أي اسكن عند ذِكره. قلت: وقد مرّ تفسيره مُشبَعا في باب هَلْ. هال قال الله جل وعز: (كثِيبا مَهِيلا) وقال النبيّ صلى الله عليه وسلم لقومٍ شَكَوْا إليه سُرعة فناء طَعامهم: "أَتكيلُون أم تَهيلون؟" فقالوا: بل نَهيل، فقال: "كِيلُوا ولا تَهيلوا". قال أبو عبيد: يقال لكل شيء أرسلتَه إرسالا من رمل أو تراب أو طعام أو نحوه: قد هِلْتُه أَهِيلُه هَيْلا، إذا أرسلتَه فَجَرى، وهو طعام مَهِيل، وقال الله جل وعز: (وكانت الجِبالُ كَثِيباً مَهيلاً). وقال الليث: الهيْل والهائل من الرَّمل: الذي لا يثبُت مكانَه حتى يَنهال فيَسقط. قال: وهِلتُه أَهِيله، وأنشد: هَيْلٌ مَهِيلٌ من مَهِيل الأَهْيلِ قال: والهيَوُل: الهَباء المُنْبَثّ، بالعِبّراني، أو بالرومية، وهو الذي تراه في ضوء الشمس يدخل كُوَّة المنزل. وقال أبو عبيد: الهالة: دارهُ القمر، وهالة أمُّ حمزةَ بن عبد المطلب. ويقال: جاء فلانٌ بالهَيْل والهَيْلمَان إذا جاءَ بالمال الكثير.
وقال أبو عبيد: أظن أَهَلْتُه لغة، في هِلْتُه. أهل أبو عبيد عن أبى زيد: الإهالة في الشَّحْم والزَّيت قَطَّ. وفي حديث كعب: يُجاء بجهنم يوم القيامة كأنها مَتْنُ إهالة. وقال غير أبى زيد: كلُّ ما اؤْتُدِمَ به من زُبْد ووَدَك شحمٍ ودُهن سِمْسِم وغيره فهو إهالة. وكذلك ما علا القِدْرَ من وَدَك اللَّحم السَّمين إهالة واسْتَأْهَل الرجلُ، إذا ائتَدَم بالإهالة. وقال الشاعر: لا بل كُليِ يامَيّ واستَأهِلِي إن الذي أنَفَقْتِ من مالِيَهْ أبو عبيد عن الفراء والكسائي: أَهِلْتُ به ووَدَقْتُ به، إذا استأنَسْتَ به. وقال الليث: أهْلُ الرجل: امرأته. والتأهُّل: التزوُّج، وأَهْلُ الرجل: أخضُّ الناس به، وأهلُ البيت: سُكانه، وأهلُ الإسلام: من يَدين به، ومن هذا يقال: فلان أَهلُ كَذا أو كذا، قال الله جل وعز: (هو أَهلُ التقوى وأهل المغفرة) جاء في التفسير أنه جل وعز أَهْلٌ لأنْ يُتَّقَي فلا يُعصَى، وهو أهل المغفِرة من اتقاه. قوله: هو أهل التقوى، أي مَوضع أُنْسٍ لأنْ يُتَّقَى، وأهل المغفرة، أي موضع أنس لذلك والداته. وقال اليزيديّ: آنست به، واستأنست به، وأهِلت به أُهُولاً: بمعنى واحد، وأهَل الرجل يأهَل أُهُولا: إذا تزوج؛ للأنس الذي بين الزوجين. ويُجمَع الأهلُ أَهْلِين وأهْلاَت والأهالي جمع الجمع، وجاءُت الياء التي في الأَهالي من الياء التي في الأهلِين. ويقال: أهّلْتُ فلاناً لأمرِ كذا وكذا تَأْهيلا. قال الليث: ومن قال: وهَّلْتُه ذهب به إلى لغة من يقول: وَامْرتُه وواكلْتُه. الحرّاني عن ابن السكيت: مكانٌ مأْهُولٌ: فيه أهلُه، ومكان آهلٌ: له أهل. وأنشد: وقدْماً كان مأهـولاً فأَمسَى مَرْتَعَ العُفرِ وقال رؤبة: عَرَفْتُ بالنَّصْرِيّة المناَزِلا قَفْراً وكانت منهمُ مآهلا وكلُّ شيء من الدواب وغيرها إذا أَلِف مكاناً فهو آهل وأَهلِيٌّ، ولذلك قيل لمَا أَلِفَ الناسَ والقُرَى: أَهلِيّ، ولما استوْحَش: بَرِّيٌّ ووَحْشِيّ، كالحمار الوحشي. والأهليُّ هو الإنسيّ، ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم يومَ خَيبر عن لحوم الحُمُر الأهلية. والعرب تقول: مرحَباً وأَهلا، ومعناه نَزَلْتَ رُحْبا، أي سَعَةً، وأَتيت أهلاً لا غُرباء. وخَطَّأ بعض الناس قول القائل: فلانٌ يستأهل أن يُكرَم، بمعنى يستحق الكرامة، وقال: لا يكون الاستئهال إلاّ من الإهالة، وأجاز ذلك كثير من أهل الأدب، وأما أن فلا أنكره ولا أُخطِّئُ من قاله، لأني سمعتُه. وقد سمعتُ أعرابيا فصيحا من بني أَسَد يقول لرجُل أُولِيَ كَرامَةً: أنت تستأهل ما أُوْلِيتَ، وذلك بحضرة جماعةٍ من الأعراب، فما أَنكَروا قوله، ويحقِّق ذلك قولُ الله عز وجل: (هو أهلُ التَّقوى وأهل المغفرة). قال الأزهريّ: والصواب ما قاله أبو زيد والأصمعيّ وغيره، لأن الأسديّ أَلِفَ الحاضرةَ فأخذ هذا عنهم. قال أبو عبيد عن أصحابه: يقال: أَهَلَ فلانٌ امرأَةً يأْهِلُ إذا تزوجها، فهي مأْهولة. وقال في باب الدّعاء: آهلك الله في الجنة إيهالاً، أي زَوّجك منها وأَدْخَلَكَها. قال: وقال أبو زيد: أهَلَ يَأْهِل أَهْلا، ويأهُل أهُولا، إذا تزوج. وقال المازني: لا يجوز أن تقول: أنت مستأهلٌ هذا الأمر، لهذا الأمر، لأنّك إنما يريد أنتَ مستوجِب لهذا الأمر، ولا يدلّ مستأهل على ما أردتَ، وإنما معنى هذا الكلام أنت تطلبُ أن تكون من أهل هذا المعنى، ولم تُرِد ذلك، ولكن تقول: أنت أهلٌ لهذا الأمر. وهل أبو عبيد عن أبى زيد: وَهِلْتُ في الشيء، ووَهِلْتُ عنه وَهَلاً، إذا نَسِيتَه وغَلْطت فيه، ووَهَلْتُ إلى الشيء أَهِلُ وَهَلاَ إذا ذهب وَهْمُك إليه. وقال الكسائي: مثله. ويقال: وَهِلَ الرجلُ، إذا جَبُنَ. ثعلب، عن ابن الأعرابيّ، وَهَلْتُ، إذا أَوْهَمْت وِسَهَوْت، ووَهِلْتُ، إذا فَزِعْت أَوْهَلُ وَهَلاً، فأنا وَهِلُ، ووهِلتُ فأَنا واهِل أي سَهَوْت. وقال أبو زيد: وَهَلَ يَهِل وَهْلاً مثل: وَهِمَ يَهِم. وَهْما. ومنه قول ابن عمر: وَهِلَ أَنَسٌ. قال: وأما الوَهَل فهو الفَزَع، والمستَوْهِل الفَزع النشيط. قال: ووَهِلْتُ إليه وَهْلا: فَزِعْت إليه، ووَهِلْتُ منه: فزِعْتُ منه.
قال: ووَهَلْتُ إلى الشيءِ ووَهَلتُ عنه، إذا نسيته وغَلطتَ فيه، وتوهَّلْتُ فلاناً، أي عرَّضْتُه لأن يَهِل أي يَغلط. ومنه الحديث: كيف أنتَ إذا أَتَاكَ مَلكان فتوهَّلاكَ في قبرك، جاء به أبو سعيد. وقال أبو زيد: وَهْلت إلى الشيء أَهِلُ وَهْلاً، وهو أن تُخطِئ بالشيء فتَهِلُ إليه وأنت تريد غيره. ورَوَى أبو حاتم في كتابه في المُزال والمُفسد عن الأصمعيّ: يقال: استوجَب ذاكَ واستحقَّه، ولا يقال اسْتَأْهله، ولا أنتَ تَسْتَأهِل، ولكن يقال: هو أَهلُ ذاك: وأهلٌ لذاك، ونحو ذلك قال أبو زيد. قال: ويقال هم أَهْلَةُ ذلك. ويقال لقيتُه أوَّلَ وَهلة، وهو أول ما تراه. وله رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: :لا تُوَلهُ والدةٌ عن ولدِها". قال أبو عُبيد: التَّوْلِيهُ أن يُفرق بينهما في البيع، وكل أنثى فارقتْ ولدَها فهي والِهٌ. قال الأعشى يذكر بقرة أكل السِّباع ولدَها: فأَقْبَلَتْ والِهاً ثَكْلَى على عَجَـل كلٌّ دَهاَها وكلٌّ عِندهَا اجتمعاَ شمر، عن ابن شميل: ناقةٌ مِيلاهٌ وهي التي فَقَدتْ ولدَها، فهي تَلِه إليه. يقال: وَلهتْ إليه تَلِه، أن تَحنّ إليه. وقال غيره: فيه لُغتان: ولِهَتْ تَوْلَه، وولهَتْ تِلهُ. وقال بعضهم: الوَلَه يكون من الحُزنِ والسرور، مِثل الطَّرَب. وقال شمر: المِيلاهُ: الناقة تُرِبُّ بالفحل، فإذا فقدته وَلِهتْ إليه. وناقةٌ والِهٌ. قال: والجمل إذا فقد أُلافَهُ فحنَّ إليها والِهٌ أيضاً. وقال الكُمَيت: وَلِهتْ نَفسيَ الطَّرُوبُ إليهم وَلَهاً حال دُون طَعْمِ الطَّعام وَلِهَت: حَنَّت. قال: والوَله يكون بين الوالدة وولدِها، وبين الإخوة، وبين الرّجل ووَلدِه. وقال الليث: الوَلَه: ذَهاب العقل لِفقْدان الإلْف. يقال: وَلِه يَوْلَه ويَلِه، والأنثى والهٌ ووالهِة. قال: والوَلْهان: اسم شيطان الماء يُولِع الناس بكثرة استعمال الماء. والميلاهُ: الرِّيح الشديدة الهُبوب ذاتُ الحنين. الله جلّ وعزّ. قال الليث: بلغنا أنَّ اسم الله الأكبر هو: الله لا إله إلا الله وحده. قال: وتقول العرب: اللهِ ما فَعلتُ ذاك، تريد واللهِ ما فعلتُه. قال: والتَّأَلُّه: التعبُّد، وقال رؤبة: سَبَّحْنَ واسْتَرجعنَ من تألُّهِي قال: وقال الخليل: اللهُ: لا تُطرح الألفُ من الاسم، إنما هو الله على التمّام. قال: وليس من الأسماء التي يجوز منها اشتقاق فِعْل، كما يجوز في الرَّحمن الرّحيم. وأخبرني المنذريُّ عن أبى الهيثم انه سأله عن اشتقاق اسم الله في اللغة، فقال: كان حقُّه إلهٌ، أُدخلت الأَلِف واللامَّ عليه للتعريف فقيل: الإله، ثم حذفت العربُ الهمزةَ استثقالا لهما، فلمّا تركوا الهمزة حَوّلوا كسرتها في اللام التي هي لام التعريف، وذهبت الهمزةُ أصلا فقيل: أَلِلاَه، فحرَّكوا لامَ التعريف التي لا تكون إلاّ ساكنةً، ثم الْتَقَى لامان متحرِّكتان فأدغموا الأولى في الثانية، فقالوا: الله، كما قال الله عزّ وجلّ: (لكِنّا هو اللهُ رَبِّي) معناه لكنْ أنا. ثم عن العرب لما سمعوا الّلهم قد جرَت في كلام الخَلق توَّهمُوا أنه إذا ألْقيت الألفُ واللام من الله كان الباقي لاه، فقالوا لاهُمَّ، وأنشد: لاهُمَّ أَنْتَ تَجبُر الكَـسـيرا أنتَ وهبْت جِلَّةً جُرْجُورا ويقولون: لاهِ أبوك، يريدون للهِ أبوك، وهي لام التعجب يُضْمِرون قَبلها: اعجبوا لأبيه ما أكمله، فيحذفون لامَ التعجب مع لام الاسم، وأنشد لذِي الإصْبع: لاهِ ابنَّ عمِّـي مـا يَخـا فُ الحادثاتِ من العَواقبْ قال أبو الهيثم: وقد قالت العرب: بسم الله بغير مدّة اللام وحذفِ مَدَّةِ لاهِ، وأنشد: أَقْبَلَ سَيْلٌ جاءَ من أمَر اللهْ يَجْرِدُ حَرْدَ الجَنَّة المُغِلَّهْ وأنشد أبو الهيثم أيضاً. لَهِنَّكِ من عَبْسِـيَّةٍ لَـوَسِـيمةٌ على هَنَواتٍ كاذبٍ من يقولُها إنما هو لله إنك، فحذَف الألف واللام فقال: لاهِ إنك، ثم ترك إنك، فقال: لَهِنَّك. وقال الآخر: أبائنةٌ سُعْدَى نَعَمْ وتُماضِـرٌ لَهِنَّا لمَقْضِيٌّ علينا التَّهاجُر يقول: لاهِ إنَّا، فحذف مدَّة لاه، وترك همزة غنا.
قال الفراء في قول الشاعر: لَهِنَّك، أراد لإنَّك، فأبدل الهمزة هاء، مثل هَراق الماء وأَراق. قال: وأدخَل اللام في إن لليَمِين، ولذلك أجابَها باللام في: لَوَسِيمة. قال أبو الهيثم: وسمعتُ الثورِيّ يقول: سمعتُ أبا زيد يقول: قال لي الكسائيّ: ألَّفتُ كتاباً في معاني القرآن، فقلتُ له: أسمعتُ الحمدُ لاَهِ رَبِّ العالمين؟ فقال: لا. فقلت: فاسمَعْها. قلت: لا يجوز في القراءة إلا الحمدُ لله بمدة اللام. وإنما يقرأ ما حكاه أبو زيد الأعراب ومن لا يعرف سُنة القراءة. وقال أبو الهيثم: فالله أصلُه إلاَه، قال الله جل وعز: (ماَ اتَّخَذَ اللهُ مِنْ وَلَدٍ، وماَ كانَ مَعَهُ مِنْ إلهٍ إذًا لذَهَبَ كلُّ إلهٍ بما خَلَقَ). قال: ولا يكون إلها حتى يكون معبودا وحتى يكون لعابده خالقاً، ورازقاً، ومدبِّرا، وعليه مُقتدِرا، فَمن لم يكن كذلك، فليس بإله، وإن عُبِد ظُلماً، بل هو مخلوق ومُتعبد. قال: وأصل إله وِلاه. فقلبت الواو همزة كما قالوا: للوِشاح إشاح، وللوِجاج إجاج ومعنى وِلاَه أَنّ الخلق إليه يَوْلَهون في حوائجهم، ويَفزعون إليه فيما يُصيبُهم ويفزعون إليه في كل ما يَنوبُهم كما يَوْلَه كلٌّ طِفْل إلى أمه. وقد سَمَّت العربُ الشمسَ لما عَبَدُوها: إلاهة. وقال قُتيبة ابنُ الحارث اليَربوعيّ: تَرَوَّحْنا من اللَّعْباءِ عَصْراً فَأَعْجَلْنَا الإلهةَ أَن تَؤُوباَ وكانت العرب في جاهليّتها يَدعون مَعبُوداتهم من الأصنام والأوثان آلهة، وهي جمعُ الإهة. قال الله عز وجل: (ويَذرَكَ وآلِهَتَك)، وهي أصنامٌ عَبَدها قومُ فرعون معه. ورُوي عن ابن عباس أنه قرأ: (ويَذرَكَ وآلِهَتَك) ويُفسره وعِبادَتك. واعتل بأن فرعون كان يُعبَد ولا يَعْبُد والقراءة الأولى أكثر وأشهر، وعليها قراءةٌ الأمصار. وروى أبو العباس عن عمرو عن أبيه أنه قال: الإلاهَةُ: الحيَّة. قال: وهي الهلال. قلت: فهذا ما سمعناه في تفسير اسم الله واشتقاقه. ونذكُر الآن ما قيل في تفسير اللَّهمَّ، لاتصاله بتفسير الله. فأما إعرابُ اللّهم فضمُّ الهاء وفتح الميم، لا اختلاف فيه بين النحويين في اللفظ، فأما العلة والتفسير ففيهما اختلاف بينهم. فقال الفراء: معنى اللهمّ، يا ألله أمَّ بخير، ورواه سلمة وغيره عنه. وقال أبو إسحاق الزجاج: هذا إقدام عظيم، لأن كل ما كان من هذا الهمز الذي طُرِح فأكثرُ الكلام الإتيانُ به. يقال: ويلُ أُمِّه وويل امِّه، والأكثر إثبات الهمز، ولو كان كما قال الفراء لجازَ: الله أَوْمُمْ والله أمَّ، وكان يجب أن يَلزمه "يا" لأن العرب إنما تقول: يا ألله اغفر لنا، ولم يقل أحد من العرب إلاّ اللّهمَّ، ولم يقل أَحدٌ يا اللهم. قال الله جل وعز: (قل اللهم فاطر السموَات) فهذا القول يُبطل من جهات: إحداها أن "يا" ليست في الكلام، والأخرى أن هذا المحذوف لم يُتكلَّم به على أصله كما تكلم بمثله، وأنه لا يُقدَّم أمام الدعاء. هذا الذي ذكره. قال الزجاج: وزعم الفراء أن الضمة التي هي في الهاء ضمةُ الهمزة التي كانت في أُم، وهذا محال أن يُترك الضمّ الذي هو دليل على النداء المفرد، وأن يُجعل في اسم الله ضمة أُمَّ، هذا إلحادٌ في اسم الله. قال: وزعم أنّ قولنا هَلُمّ: مِثْل ذلك، وأن أصلها هَلْ أُمَّ، وإنما هي لُمَّ، وهاَ للتَّنبيه. قال: وزعم الفراء أن "يا" قد يقال مع اللهم، فيقال: يا اللَّهُمَّ، واستشهد بشِعر لا يكون مِثلُه حُجّةً. وما عليكِ أن تقولِي كلَّما صلَّيْتِ أو سَبّحْتِ يا للَّهُمَّمَا اردُدْ علينا شَيخَنا مُسلَّمـا وقال أبو إسحاق: قال الخليل وسيبويه وجميع النحويين الموثوق بعلمهم: اللهمَّ بمعنى يا ألله، وأن الميم المشدّدة عِوَض من "يا" لأنهم لم يَجِدوا "يا" مع هذه الميم في كلمة ووجَدُوا اسم الله مستعملا ب"يا" إذا لم تُذكر الميم في آخر الكلمة فعَلموا أن الميم في آخر الكلمة بمنزلة "يا" في أوّلها والضمة التي في الهاء لسكونها وسكون الميم قبلها. وقال الزجاج في قول الله تعالى: (قال عيسى ابنُ مريم اللهمّ ربّنا) ذكر سيبويه أنّ اللهمّ كالصوت وأنه لا بوصَف، وأن رَبَّنا منصوبٌ على نداء آخر. قلت: وأنشد قٌطُربٌ: إنِّي إذا ما مَطعَمٌ أَلَّما أَقُولُ يا اللَّهُمَّ يا اللَّهُما وقال أبو بكر بن الأنباريّ: الدليل على صحة قول الفرّاء وأبي العبّاس في اللّهّم أنه بمعنى يا ألله أُمَّ، إدخال العرب "يا" على اللّهّم. وروى سلمة عن الفرّاء أنه قال بعد قوله الأوّل: ومن العرب من يقول إذا طَرَح الميمَ: يألله اغفر لي بهمزة، ومنهم من يقول: يلّله بغير همزة، فمن حذف الهمزة فهو على السَّبيل، لأنها ألف ولام، ومِثل الحارث من الأسماء وأشباهه، ومن هَمَزَها توهّمَ الهمزة من الحرف إذا كانت لا تَسقط منه، وأنشد: مُباركٌ هُوَ وَمن سَمَّاهُ على اسمك الَّلهُمَّ يا أللهُ قال: وقد كَثُرت اللهم في الكلام حتى خُففتْ ميمها في بعض الّلغات. أنشدني بعضهم: بحَلفةٍ مِن أبي رباح يسمعها اللَّهُمَ الكُبارُ قال: وإنشاد العامة: "يسَمُعها لاهُهُ الكُبار". قال: وأنشده الكسائيّ: يسمعها الله والله كُبار. وقال الكسائي: العرب تقول: يأ الله اغفر لي ويَللّه اغفر لي. وقال ابن شميل: سمعتُ الخليلَ يقول: يَكرَهون أن يَنقُصوا من هذا الاسم شيئا يأ الله، أي لا يقولون: يَلَّه. تفسيرُ: لها وألهى وتَلهىَّ واستَلْهى ولاهَى. أمَّالهّا، فهو من اللَّهو. وقال الليث: الَّلهْو: ما شَغَلك من هَوىً وطَرَب، يقال: لها يَلْهُو، والتّهَى بامرأةٍ فهي لَهْوَتُه، وقال العجّاج: ولَهْوةُ الّلاهي ولو تَنَطَّسا قال: والَّلهْو: الصُّدُوف، يقال: لهَوْت عن الشيء أَلْهُو لَهاً. قال: وقولُ العامة: تلهّيتُ. وتقول: أَلْهاني فلانٌ عن كذا وكذا أي ، شَغَلني وأَنْساني. قلتُ: كلامُ العرب جاءَ على خِلاف ما قاله الليث: تقول العرب: لهْوت بالمرأة وبالشيء أَلْهُو لَهْواً لا غير، ولا يقال: لَهىً، ويقولون: لَهِيتُ عن الشيء أَلْهَى لُهِيًّا. وروينا عن ابن الزُّبيرُ أنه كان إذا سَمع صوتَ الرعد لَهِىَ عن حديثه. قال أبو عبيد: قال الكسائي والأصمعيّ: قولُه لَهِىَ عن حديثه، يقول: تَرَكه وأَعرضَ عنه. وكلُّ شيء تركتَه فقد لَهِيتَ عنه. وأنشد الكسائي: إلْهُ منها فقد أَصابَك مِنها قال: وقال الأصمعيّ: لَهِيتُ مِن فلان وعنه فأَنا أَلْهَى. وقال الكسائي: لَهِيتُ عنه لا غيرُ. وقال: إلْهَ منه وعنه. وقال ابن بزرج: لَهِيت منه وعنه. قال: ولَهوْتُ ولَهِيتُ بالشيء، إذا لَعِبتَ به، وأنشد: خلعتُ عِذارَها ولهِيتُ عنها كما خُلِعَ العِذارُ عن الجَوادِ ثعلب عن ابن الأعرابيّ: لَهيتُ به وعنه: كرِهْته، ولهوْتُ به: أحبَبْته، وأنشد: صَرَمَتْ حِبالَكَ فالْهَ عنها زَينبُ ولقد أطلتَ عتابَها لو تُعْتِـب لو تعتب لو تُرضيك. وقال إبراهيم بن عرفة النحويّ في قول الله جلّ وعزّ: (لاهِيَةً قلوبُهم) أي مُتشاغلة عما يُدْعَوْن إليه. قال: وهذا من لَهِىَ عن الشيء يَلهَى إذا تشاغل بغيره. قال: وهذا من قول الله جلّ وعزّ: (فأنتَ عنه تَلَهَّى) أي تتشاغل، والنبي صلى الله عليه وسلم لا يَلْهُو، لأنه قال: "ما أنا مِن دَدٍ ولا الدَّدُ مِنَّي". وروي عن عمر أنه أخذ أربعمائة دينار فجعلها في صُرة ثم قال للغلام: اذهَبْ بها إلى أبى عبيدة بن الجراح، ثم تَلَهَّ ساعةً في البيت، ثم انظر ماذا يصنع، قال: ففرَّقَها. قال شمر: قوله: تلَهَّ ساعةً: التلهِّي بالشيء: التعلل به والتمكُّث، يقال: تلهيْتُ بكذا، أي تعلّلتُ به وأَقمتُ عليه ولم أفارِقْه. وتَلهت الإبلُ بالمَرعى، إذا تعلّلتْ به، وأنشد: لنا هَضَباتٌ قد ثَنَيْنَ أكـاَرِعـاً تَلَهَّى ببَعْض النجم والليل أبْلَقُ يريد ترعى في القمر، والنجم: نَبتٌ، وأراد بهضبات هاهنا إِبِلا، وانشد شمر لبعض بني كلاب: وساجِيَةٍ حَوْراءَ يَلْهـو إزَارُهـا إلى كَفَلٍ رابٍ وخَصْرٍ مُخصَّرٍ قال: يلهو إزارُها إلى الكَفَل فلا يفارِقُه، قال: والإنسان الّلاهي إلى الشيء، إذا لم يفارقه ولَهِىَ عن الشيء وتلَهَّى عنه، إذا غَفَل عنه. قال شِمر: ويقال: قد لاهَى فلانٌ الشيءَ إذا داناه وقارَبَه، ولاهَى الغُلامُ الفِطامَ، إذا دَناَ منه. وأنشد قول ابن حِلّزة: أتَلهَّى بها الهواجِرَ إذْ كُلْ لُ ابنِ هَمٍّ بَليّةٌ عَمـيْاءُ
قال: تَلهيِّه بها: ركوبُه إياها، وتعلُّلُه بسَيْرها. وقال الفَرَزْدَق: ألا إنما أفنى شبابيَ فانقَضَـى على مَرَّ ليلٍ ذائبٍ ونهـاَرِ يُعيدانِ ليِ ما أمْضيَا وهما معاً طَرِيدَانِ لا يَستَلْهِيانِ قَرارِي قال: معناه لا ينتظران قَراري، ولا يستوقِفاني. وحدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، قال: حدثنا صالح بنُ مالك قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، عن محمد بن المنكدِر، عن يزيدَ الرَّقاشيّ، عن أنس بن مالك، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: سألتُ ربّي ألاَّ يُعذِّب الَّلاهين من ذرية البشر، فأعطانيهم. قيل في تفسير الّلاهين: إنهم الأطفال الذين لمَ يقتَرفُوا ذنبا. وقيل: الّلاهون الذين لم يتعمدوا الذَّنْب، إنما أَتَوْه غفلةً ونسياناً وخَطأً، وهم الذين يَدْعون الله: فيقولون: (ربّنا لا تُؤاخِذْنا إنْ نسينا أو أخطأْنا) كما علمهم الله. وقال الليث في قول الله: (لو أَرَدْنا أن نتخذ لَهْواً لاتّخذناه من لَدُنّا). قال: اللَّهْو: المرأةُ نفسها هاهنا. وقال الزجاج: قال أهل التفسير: الَّلْهو في لغة أهل حَضْرَمَوْتَ: الوَلَدُ. قال: وقيل: اللهو: المرأة. قال: وتأويله في اللغة أنَّ الولدَ لَهْوُ الدنيا، أي لو أردنْا أن نتّخذ وَلَداً ذا لَهْوٍ يُلهَى به، ومعنى لاتَّخَذْناه من لدنّا: أي لا صطفيناه ممّا نَخْلق. ثعلب عن ابن الأعرابيّ: لاهاهُ، أي دنا منه، وهاَلاَه أي قَارعَه. وقال ابن شميل: يقال: لاهِ أَخَاك يا فلان، أي أفعل به نحوَ ما يفعل بك من المعروف. وأَلْهِه سواء. وقال الليث: اللَّهاةُ: أقصى الحَلْق، وهي لحمة مُشرِفة على الحَلْق، وهي من البعير العربيِّ الشِّقْشِقَة، ولكلِّ ذي حَلْقٍ لَهاة، والجميع: لهاً ولَهَوات. قال: وبعضهم يجمع اللهاة: لهِاءً، وأنشد: يَنشَب في المَسْعَل واللِّهاءِ وقال الليث: اللُّهْوة: ما أُلقِي في فَمِ الرَّحا من الحَبّ للطَّحن. وقال ابن كلثوم: ولُهْوَتُها قُضاعُة أجمعِيا قال: واللُّهَى: أَفضَل العَطاياَ، واحدتها لُهْوة، ولُهية، وأنشد: إذا مَا بالَّلهَى ضَنَّ الكِرامُ وقال النابغةُ يمدَح قوما: عظامُ الُّلهَى أبناءُ أبناءِ عُذْرَةٍ لَهامِيمُ يَسْتَلْهُونها بالجَراجِرِ يقال: أراد بقوله عِظامُ الُّلهَى، أي عظامُ العطايا، واحدتها لُهوَة، يقال: أَلهَيْتُ له لُهْوَة من المال كما يُلْهَى في حُرِيّ الطاحونة. ثم قال: يَسْتَلْهُونها، الهاءُ للمكارِم، وهي العطايا التي وصفها. والجَراجِر: الحَلاقيِم. ويقال: أراد بالُّلهى الأموال، أراد أن أموالهم كثيرة قد اسَتْلهَوْها، أي استكثروا منها. أبو الهيثم: قال ابن بزرج: تَلَهْلأتُ، أي نَكصْتُ. هنأ قال أبو زيد: يقال: في الهمزة: هُنَأْتُ البعير أهنَؤُه هَنْأَ، إذا طَلَيْتَه بالهِناَء، وهو القَطِران. قال: وتقول هَنأَني الطَّعامُ، وهو يَهْنَؤُني هِنْأً وهَنْأً ويَهْنِئُنِي. الحراني عن ابن السكيت: يقال: هَنَأَك اللهُ ومَرأَك، وقد هَنأَني الطَّعامُ ومَرَأَني بغير ألف، إذا أَتْبعوه هنَأَني، فإِذا أفَردُوه قالوا: أَمْرَأَني. أبو حاتم عن الأصمعيّ: العرب تقول لِيَهْنِئْك الفارسُ، بجزم الهمزة، وليَهْنِيك الفارسُ بياءٍ ساكنة، ولا يجوز لِيَهْنِك، كما تقول العامة. وقال الفرَّاء: يقال: إنما سُميت هانِئاً لتهنَأَ ولِتَهْنِئ، أي لتُعطِيَ: لغتان، والاسم الهِنْءُ، وهو العطاء. وقال الزَّجاج في قول الله جلّ وعزَّ: (فكلوهُ هنيئاً مَرِيئاً) يقال: هنأَني الطعامُ ومَرَأَني. قال: وقال بعضهم: يقال مع هنأَني: مَرَأَني، فإذا لم تذكر هنأني قلت: أَمْرَأَني. أبو عبيد عن الأمويّ: هنَأْتُ الرجلَ: أعطيتُه. وقال غيره: هنأتُ القوم، إذا عُلْتَهم وكَفَيْتَهم وأعطيتهم، يقال: هنأَهم شَهْرَيْن يَهنَؤُهم، إذا عالهم، ومنه المثل: إنما سُمَّيت هانئاً لِتَهنَأَ، أي لتَعُول وتكفي، يُضرب لمن عُرف بالإحسان، فيقال له: تجْرِ على عادتِك ولا تقطعها. وقال الكسائي: لِتَهْنِئ بالكسر، ويقال: استهنَأَ فلانٌ بني فلان، فلم يَهْنِئوه، أي سأَلهم فلم يُعطوه، وقال عروة بن الوَرْد: ومُسْتَهْنِئٍ زَيدٌ أبـوهُ فـلـم أَجِـدْ له مَدْفَعا فاقْنَىْ حَياءكِ واصبِري وقال ابن شميل يقال: ما هَنِئَ لي هذا الطعامُ، أي ما استهنَأْتُه، وهَنِئَت الإبلُ مِن نَبْت الأرض، أي شَبْعْت، وأكلْنا من هذا الطعام حتى هَنِئْنا منه، أي شبعنا. ويقال: هنَأَنِي خيرُ فلانٍ أي كان هنيئا بغير تَبِعة ولا مَشَقّة، وقد هنَأَنا اللهُ الطعامَ، وكان طعاما استَهْنَأْناه، أي استَمْرَأْناه. وقال أبو زيد: هَنِئَت الماشيةُ تهنَأُ هَنْأَ، إذا أَصابت حَظاًّ من البَقْل من غير أن تَشبَع منه. أبو عبيد عن الأصمعيّ: يقال في الدعاء للرجل: هَنِئْتَ ولا تَنْكَهْ، أي أَصبت خيراً ولا أصابك الضَّرُّ، يدعو له. وقال أبو الهيثم: معنى قوله: هَنِئْتَ، يريد ظَفِرْتَ، على الدعاءُ له. وقال الليث: هَنُؤَ الطعامُ يَهْنُؤُ هناءَةً، ولغةٌ أخرى هَنِيَ يهَنْا، بلا همز. وقال ابن السكيت: يقال هذا مُهَنَّأٌ، قد جاء بالهمز: اسم رجل. وقال أبو عبيد: من أمثالهم في المبالغة وترك التقصير قولُهم: ليس الهِناءُ بالدَّسّ، الدَّسُّ أن يطلي الطَّالي مَساعِرَ البعير، وهي المواضع التي يُسرع إليها الجربُ من الآباط والأرفاغ وأمِّ القِرْدان ونحوها. فيقال: دُسَّ البعيرُ فهو مَدْسُوس، إذا طُليَت هذه المواضع منه، ومنه قول ذي الرمة: قَرِيعُ هجانٍ دُسَّ منه المَساَعِرُ فإذا عُمَّ جسدُ البعير كله بالهِناء فذلك النَّدجِيل، يُضرب مثلا للذي لا يُبالغ في إحكام الأمور ولا يستوثِق منها، ويَرضَى باليسير منها. ثعلب عن ابن الأعرابيّ: تهنَّأَ فلانٌ، إذا كَثُر عَظاؤُه، مأخوذٌ من الهِنْء، وهو العطاء الكثير. وقال ابن شميل: قال الخليل في قول الأعشى. لا تَهَنَّا ذِكرَى جُبَيْرَةَ أَمَّـنْ جاءَ منها بطائفِ الأهوال قال: يقول: لا تُجَمْجِمُ عن ذِكرِها، لأنه يقول: قد فعلتُ وهنَيْتُ، فتُجَمْجِم عن شيء، فهو من هنَيْتُ، وليس بأَمْر، ولو كان أَمراً كان جَزْما، ولكنه خبر. يقول: أَنت لا تَهْنَا ذِكْرَها. قلتُ: وقال غيرُ الخليل في قولهم: "لاتَ هنَّا" : "لاتَ" حرف، و"هنَّا" كلمة أخرى. وأنشد الأصمعيّ: لاتَ هَنَّا ذِكرَى جُبَيْرة البيت يقول: ليس جُبيرةُ حيثُ ذهبْتَ، ايأَسْ منها، ليس هذا بموضع ذِكرها. قال: وقولُه: ??? أَمَّــــــــنْ جاء منها بطائفِ الأهوالِ يَستفهم، يقول: من الذي دَلَّ خيالها علينا؟ وقال الراعي: نعمْ لاتَ هَنَّا إنَّ قلْبَك مِتْيَحُ يقول: ليس الأمرُ حيث ذهبتَ، إنما قلبُك مِتيحٌ في غير ضَيعة. وقال أبو عبيد: من أمثال العرب: "حَنَّتْ ولاتَ هَنَّتْ"، وأنَّي لك مقروع. قال: يُضرَب مَثَلا لمن يُتَّهَم في حديثه ولا يُصدَّق، قاله مازن بنُ مالك بن عمرو ابن تميم لابنة أخيه الهَيْجُمانة بنت العَنْبر ابن عَمْرِو بن تميم حين قالت لأبيها: إن عبد شمس بن سعد بن زيد مَناةَ يريد أن يُغِير عليهم فاتهمها مازِن، لأنّ عبد شمس كان يَهْوَاها وتهْوَاه، يقال هذه المقالة، وقوله: عَنَّت أي حَنَّت إلى عبد شمس ونزَعَتْ إليه وقوله: ولاتَ هَنَّتْ: أي ليس الأمرُ حيثُ ذهبت. وقال شمر: سمعتُ ابنَ الأعرابيّ يقول في قول مازِن: حَنَّت ولاتَ هَنَّتْ، يقول: حَنّت إلى عاشقها، وليس أوان حَنين، وإنما هُوَ وَلا، والهاءُ صلة جُعِلْت تاءً، ولو وقَفتَ عليها لقلتَ: لاهْ في القياس، ولكن يَقفِون عليها بالتاء. قال ابن الأعرابيّ: وسأَلتُ الكسائي: كيف تَقِف على بنت؟، فقال بالتاء اتّباعا للكتاب، وهي في الأصل هاء. قلت: والهاء في قوله: هَنَّت كانت هاء الوَقْفة، ثم صُيِّرتْ تاءً ليُزاوِجُوا به حَنّت. والأصل هَنَّا، ثم قيل في الوقف: هَنه للوقف، ثم صُيِّرتْ تاءً. أبو عبيد عن أبي زيد، يقال: اجلِس هَهنا أي قريباً، وتَنحَّ هَهُنا، أي ابعدْ قليلا. قال: وهَهَنَّا أيضا، تقولُ قيسٌ وتميم. وأخبرني المنذري عن ثعلب عن سلمة عن الفراء قال: من أمثالهم: "هَنَّا وهَنَّا عن جِمالِ وَعَوْعَه" كما تقول: كلُّ شيء ولا وَجَعُ الرأس، وكل شيء ولا سَيْفُ فَراشَة. وقال غيره: معنى هذا الكلام: إذا سَلِمْتُ وسَلِم فلانٌ لم أكترث لغيره.
والعَرَبُ تقول: إذا أرادت البُعْدَ: هَنّا وها هَنَّا وهَنَّاكَ وها هَنَّاكَ، وإذا أرادت القُربَ قالتْ: هُنَا وهَهناَ، ونقول للحبيب: هَهُنا وهُنَا، أي تَقرَّب، وادْنُ، وفي ضدِّه للبَغيض ها هَنَّا وَهَنَّا، أي تَنَحَّ بعيداً، وقال الحُطيئة:
فَها هَنَّا اقعُدي عني بعيداً أراحَ اللهُ منكِ العالَمِينا
يخاطب أمَّه ويهجوها.
وقال ذو الرمة يصف فلاةً بعيدة الأطراف:
هَنَّا وهَنَّا ومن هَنَّا لهنّ بهـا ذات الشمائلِ والإيمان هَيْنُومُ
أبو عبيد عن الأصمعيّ: هُنَا: اللَّهْو، وهو مَعرِفة، وأنشد:
وحديث الرَّكب يومَ هُنَـا وحديثٌ ما على قِصَرِه
وقال غيره: هُنَا: موضع بعَيْنه في هذا البيت. ومن العَرَب من يقول في قوله: يومَ هُنَا إنه كقولك: يومَ الأوَّل، رواه ابن شميل عن أبي الخطَّاب.
ورُوِي عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الهُنَا: النَسَب الدَّقيق الخسيس، وأنشد:
حاشَا لَفَرْعَيْكِ من هُنَا وهُنَا حَاشَا لأعراقِك التي تَشِجُ
وقول الأعشى:
ياليتَ شِعرِي هلْ أعُوِدن ناشئاً مِتْلي زُمَيْنَ هَنَا ببُرْقَةِ أَنقَدَا
أراد زُمَيْنَ أنا، فقَلَب الهمزة هاءً، تقول العرب: هَنا وهَنْتَ، بمعنى أَنَا وأَنْتَ.
وقال أبو زيد: تقول العرب: يا هَنَا هلُمَّ ويا هَنَانِ هَلُمَّا ويا هَنُون هَلُمَّ، ويقال للرجل أيضا يا هَناةُ هَلُمَّ، ويا هَنَانِ هَلُمَّ، وللمرأة يا هَنَتَا هَلُمَّ، وفي الوقف يا هَنَتَاه، ويا هنَاه، وتُلْقَى الهاء في الإدراج، وعامةُ قيس تقول: يا هنَاتُ هَلُمَّ.
وقال أبو الصقر يقال: يا هناه هَلَمَّ ويا هَلُمَّا، ويا هَنُون هلُمُّوا، ويا هَنتَاه هَلُميَّ ويا هَنَتاه هَلُمَّا، ويا هناتُ هَلْمُمْنَ. وهذا في لغة تميم.
قال ابن الأنباري في كتاب التأنيث والتذكير: إذا نادَيتَ مذكَّرا بغير التصريح باسمه قلتَ: يا هَنُ أَقْبِل، وللرَّجُلَين: يا هنَان أقبِلا، وللرِّجال: يا هَنُون أقْبِلوا، وللمرأة: يا هنَةُ أقبلي، وللمرأتَيْن يا هَنتَان، وللنِّسوة يا هنَات.
قال: ومنهم من يزيد الألفَ والهاء، فيقول للرجل: يا هناه أقبِل، يا هناهِ أقبِلْ، بضمَّ الهاء وخَفْضِها، حكاها الفرَّاء، فمن ضَمَّ الهاء قدَّر أنها آخر الاسم، ومن كَسَرها قال: كسَرْتُها لاجتماع الساكنين، ويقال في الاثنين على هذا المذهب: يا هنَانِيهِ أقْبِلا وإن شئتَ قلتَ يا هنَا نَاه أَقْبِلا.
قال الفرَّاء: كسرُ النون وإتباعُها للياء اكثر، ويقال في الجمع على هذا: يا هَنَوْناه أَقْبِلوا.
قال: ومن قال للمذكَّر: يا هَناهُ ويا هَناهِ، قال للأنثى: يا هَنَتَاهُ أَقْبِلي، وباهنَتَاه، وللاثنتين: يا هنَتَانِيهِ ويا هَنَتَانَاهُ أقْبِلا، وللجميع من النِّساء: يا هنَاتَاه، وأنشد:
وقد رابَني قولُها: ياهـنـا ةُ وَيْحَكَ ألْحَقَتَ شَرَّاً بِشَرِّ
وإذا أضفت إلى نفسك قلت: يا هَنِي أقبِلْ، وإن شئت ياهَنَ أَقْبِل، وإن شئت يا هَنُ أَقْبِل، وتقول: يا هَنَى أَقْبِلا، وللجميع يا هَنِيَّ أَقْبِلوا، فتَفْتَحُ النون في التثنية، وتكسِرُها في الجمع.
نهي
قال أبو عبيد الكسائي: النَّهِيءُ على مِثالِ فَعِيل: النِّيُّ، وقد نهِىءَ نُهوَءةً على فُعولةِ ونَهاءَةً ممدود على فَعالة، وهو بيِّن النُهوء، مهموزٌ ممدود، وبيِّن النَّيُوء مثل النُيُوع.
قال: وأنْهأْت اللَّحْمَ وأَنَأْتُه، إذا لم تُنْضِجه.
أبو زيد: أنْهأْتُه فهو مُنْهَأٌ ومُنَأٌ وقد ناءَ اللحمُ يَنِىءُ نَيْأَ. وتقول: نَهِىءَ يَنْهأُ نَهْأَ ونَهاءةً ونُهُوءَةً.
ثعلب عن ابن الأعرابيّ قال: الناهي: الشَّبْعان والرَّيَّان.
وقال غيره: شَرِب حتى نَهِيَ ونَهَّى.
وقال الليث: النَّهي: ضدّ الأمر. تقول: نهيتُه، وفي لغة نَهوْته.
قال: والنَّهاية كالغاية حيث ينتهي إليه الشيء، وهو النِّهاء ممدود.
قال: والنِّهاية: طرف العِران الذي في أنف البعير.
قال أبو سَعيد: النِّهاية: الخَشَبة التي تُدعى بالفارسيِّة: ياهو، فقالوا: النِّهايتان والعاضِدَتان والحامِلَتان.
قال اللحيانيّ: النهيَة العَقْل، وكذلك النُّهي جمع نُهيَة.
ونُهية كلِّ شيء: غايته، ورجل نَهِ ونَهِيُّ من قوم نَهِين وأَنْهياء، ولقد نَهُوَ ما شاء، كلُّ ذلك من العقل، وسمي العقل نهية لأنه يُنتَهى إلى ما أَمَرَ به، ولا يُعْدَى أمرَه. وقال النضر النَّهِيَّة: الناقة التي تناهت شحماً وسِمَناً، وجَمَلٌ نَهىٌّ. وقال الأصمعيّ: جَزُورٌ نَهِيةٌ، أي سمينة. وحكي عن أعرابيّ أنه قال: للخبزُ أحبُّ إلي من جَزورِ نَهِيَّة، في غداةٍ عَرِيَّة. ابن شميل: استَنْهَيْتُ فلانا عن نفسه فأبى أن ينتهي عن مساءتي، واستنهيت فلانا من فلان أقولُ للناس: أغنُوه فإنه قد ظَلَمَني وإني أستنهي منه فأنهوه، واعذروني منه وقد استنهيت فلانا من فلان، إذا قلت له: انهَهُ عني. والنِّهي: الغدير حيثُ يتحير السيل في الغدِير فيوسِّع، والجميع النِّهاء. وبعض العَرَب يقول: نِهْيٌ، وبعض يقول: تَنْهِيية، وجمعها التَّناهي. وقال أبو عمرو: التناهي حيث ينتهي الماء، واحدتها تنهية. وقال الليث: قال أبو الدُّقَيش: نِهاءُ النهار: ارتفاعه قرابَ نصفِ النهار. ويقال: ما تنهاه عنا ناهية، أي ما تكفُّه عنا كافة، والإنهاء: الإبلاغ، وتقول: أنهيتُ إليه السهمَ، أي أوصلتُه إليه، وأَنهيتُ إليه الكتابَ والرسالَة. أبو عبيد عن أبي زيد: هذا رجل نَهْيُكَ مِن رجل، وناهِيكَ من رجل، أي كافيك من رجل. وقال اللحيانيّ: بلغت مَنهَى فلانِ ومَنهاتَه، ومُنهاه ومُنهاته. شمر عن أبي عدنان عن الكلابيّ، يقول الرجل للرجل إذا وَلِيتَ ولاية فأنه، أي كُفَّ عن القبيح. قال: وانْهِ بمعنى اْنتَهِ. قاله بكسر الهاء وإذا وقف قال فانْهِهْ أي كُفَّ. وقال ابن السكيت: النَّهاة: الوَدَعة، وجمعها نَهاً. وبعضهم يقول النهاءُ ممدود. وقال ابن دريد: النَّهاء ممدود، وقال ابن دريد: النَّهاء: القوارير، لا أعرفُ لها واحداً من لفظها. وفلان يركب المناهي. أي يأتي ما نُهي عنه. هان قال الليث: الهَوْن: مصدرُ الهيَّن في معنى السكينة والوقار، تقول: هو يمشي هَوْنا، وجاء عن على عليه السلام أَحببْ حبِيبَك هوناً ما وتقول: تكلَّم على هِينَتِك، ورجل هَيِّن لَيِّن وهَيْنٌ لَيْنٌ. والهَوْن: هَوَان الشيء الحقير الهيِّن الذي لا كَرامةَ له. وتقول: أهنتُ فلانا وتهاونت به واستهنتُ به. وقال شمر: الهَوْنُ: الرِّفق والدَّعة والهِينة، قاله في تفسير حديث عليّ، قال: يقول: لا تفرط في حُبِّه ولا بغضه. وقال ابن شميل: يقال: أخَذَ أمره بالهُونَى، تأنيثُ الأهوَن، وأخذ فيه بالهُوَيْنَى، وإنك لتعمد للهوينى من أمرك، أي لأَهْوَنه، وإنه ليأخذ في أمره بالهُون، أي الأهون. قال: وقال الآخرون: الهُون: الهوان، والهَون: الرِّفق. وأنشد: مَررْتُ على الوَرِيقَةِ ذات يوم تهادى في رداء المِرْطِ هَوْنا وقال امرؤ القيس: تميلُ عليه هَوْنةٌ غير مِعْطالِ قال: هَونة: ضعيفة من خِلقتها، لا تكون غليظة كأنها رجل. وروى غيرُه: هُونة، أي مُطاوِعة. وقال جَنْدَل: داوَيتُهم مِن زمنِ إلى زِمنْ دواء بُقْيَا بالرُّقي وبالهُوَنْ وبالهويْنا ذائِباً فـلـمْ أوَنْ بالهُوَن: يريد بالتسكين وبالصلح. وقال ابن الأعرابيّ يقال: هيِّنٌ بيِّن الهُون. وقال ابن شميل: إنه ليهُون عليَّ هَوْنا وهواناً. قال: والهُون: الهَوان: والشِّدَّة. أصابه هُونٌ شديد، أي شدّة ومضَرّة وعَوَز. وقالت خنساء: تُهِينُ النُّفوس وهُونُ النِّفوس تريد إهانة النفوس. وقال الفرَّاء في قول الله: (أَيُمسِكه على هُونٍ). قال: الهُون في لغة قريش: الهَوان. قال: وبعضُ بني تميم يَجعَل الهُونَ مصدراً للشيء الهيِّن. قال: وقال الكسائي: سمعتُ العرب تقول: إن كنت لقليل هُون المَؤونة مُذُ اليوم، وقد سمعتُ الهَوانَ في مثل هذا المعنى. قال رجل من العرب لبعير له: ما بِِه بأس غيرُ هَوانِه، يقول: إنه خفيف الثَّمن. وإذ قالت العرب: أَقبلَ يمشي على هَوْنِهِ، لم يقولوه إلاَّ بالفَتْح، قال الله جلَّ وعَزَّ (الذين يَمْشُون على الأرض هَوْناً). قال الفرَّاء: حدَّثني شَرِيك عن جابر الجُعْفيّ عن عكرمة ومجاهد قالا: بالسَّكينة والوَقار.
وقال ابن الأعرابيّ: العرب تَمدَح بالهَيْن الَّليْن وتذُم بالهيِّن اللِّين.
وقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: المسلمون هَيْنُون لَيْنُون، جعلَه مدحاً لهم.
أنه
أخبرني المنذريّ عن ثعلب عن ابن الأعرابيّ: رجلٌ نافِسٌ ونفِيسٌ وآنِهٌ وحاسدٌ، بمعنى واحد.
قال الأزهري: هو من أَنَه يأْنِه وأَنحَ ياْنِحُ أنِيهاً وأَنِيحاً
ناء
وقال الليث: نُهْتُ بالشيء ونَوَّهْتُ به: إذا رَفَعْتَ بذكره.
قال: والهامَةُ إذا صرخت فرفعتْ رأسها.
يقال: ناهَتْ نَوْها، وأنشد لرؤية:
على إكام النّائحاتِ النُّوَّهِ
إذا رفعُتَ الصوتَ فدعوتَ إنساناً، قلت: نوّهتُ.
وفي حديث عمرَ: أنا أوّلُ من نَوَّه بالعرب.
قال: وقال ابن الأعرابي: التَمر واللبن تَنوهُ النفسُ عنهما، أي تَقوى عليهما.
وقال الفراء: أعطني ما يَنُوهُنِي أي ما يَسُدّ خَصاصَتي، وإنها لتأكل وما يَنُوهُها، أي لا يَنْجَع فيها.
وقال ابن شميل: ناهَ البَقَلُ الدَّوابَّ يَنُوهُها، أي مَجَدها، وهو دُونَ الشِّبَع، وليس النَّوْه إلا في أوّل النَّبْت، فَأمَّا المَجْدُ فَفي كُلٍّ.
ونوَّهْتُ باسمِه، إذا دعوْتَه.
وأخبرني المنذريّ عن ثعلب عن ابن الأعرابيّ، قال: أعرابيٌّ: إذا أكلنا التَّمْرض وشَرِبْنا الماء ناهَتْ أنفُسُنا عن اللحم تَنُوه نَوْها، أي تركته النفسُ وأبَتْه. وأنشد.
يَنهُون عن أكلِ وشربِ مثله
قال: وهذا مقلوبٌ وإلاّ فلا يجوز.
أبو عبيد عن أبي عمرو: المُهْوَأَنُّ: المكان البعيد.
وقال شمر: يقال مُهَوَأَنّ ومُهَوَئِنّ، وأنشد:
من مُهوْأَنٍّ بالدَّبَا مدبوش
ويقال: أنه لَهَوْنٌ من الخيل، والأنثى هَوْنة، إذا كان مِطواعاً سَلِساً.
وهن
قال الليث: الوَهْن: الضَّعْف في العمل والأمر، وكذلك في العَظْم ونحوه. وقد وَهَنَ العَظْمُ يَهِن وَهْنا وأَوْهَنَه يُوْهِنُه، ورجلٌ واهِنٌ في الأمر والعَمَل ومَوْهُون في العَظْم والبَدَن. والوَهَن لغةٌ فيه. وأنشد:
وما إنْ بعظْمٍ من وَهَنْ
والوَهِين بلغة أهل مضر: رجل يكون مع الأجير في العمل يحثه على العمل. وقيل في قول الله جل وعز (حملتْه أُمُّه وَهْناً على وَهْنٍ) أي جملته ضعفاً على ضعف، أي لزمها لحملها إياه أَنْ ضَعُفَتْ مرَّةً بعد مرة.
وقال الله جل وعز: (فما وَهَنُوا لما أصابهم في سبيل الله) أبي فما فَتَروا وما جَبُنوا عن قتال عدوهم.
وقال شمر: المُهْوَئْنّ: الوَطِئُ من الأرض نحو الهِجْل والغائط والوادي، وجمعُه مُهْوَئنّاتٌ، والوهدَة مُهْوَئنٌّ، وهي بُطونُ الأرض وقَرارُها، ولا تُعَدّ الشِّعاب والمِيث من المهْوَئنِّ، ولا يكون المهْوَئنّ من الجبال ولا في القِفاف ولا في الرمال، ليس المهْوَئِنّ إلاّ من جلد الأرض وبطونها.
قال: والمُهْوَئِنّ والخَبْتُ واحد، وخُبُوت الأرض: بطونُها، وقال الكميت:
لما تَحرّم عنه الناسُ رَبْرَبه بالمهْوَئِنِّ فمرْمِيٌ ومُحْتَبَلُ
ويقال للمُهْوَئنِّ: ما اطمأنّ من الأرض واتسع، واهو أنت المفازةُ، إذا اطمأنتّ في سعة.
وقال رؤبة:
ما زال سُوءُ الرَّعْي والنِّتاجِ
بمهْوَئنٍّ غـير ذي لَـمـاَجِ
وطولِ زَجْر نجلٍ وعـاجٍ
شمر عن الأشجعيّ: الواهِنَةُ: مرضٌ يأخذ في عَضُد الرِّجْل فتَضْرِبها جاريةٌ بِكْر بيدها سبع مرات، وربما عُقِد عليها جِنْسٌ من الخرز، يقال له: خَرَزُ الواهنة، وربما ضربها الغُلام، ويقول: يا واهِنَةُ تَحَوَّلِي بالجارية، وهي لا تأخذ النساء، وإنما تأخذ الرجال.
عمرو عن أبيه قال: الوَهْنانة من النِّساء: الكَسْلَى عن العمل تنعُّما.
أبو عبيد: الوَهْنانةُ: التي فيها فَترَةٌ.
ويقال: كان وكان وَهْنٌ بذِي هَنَاتٍ، إذا قال كلاما باطلا بتعّلل به.
أبو عبيد: المَوْهِن والوَهْن: نحوٌ من نِصْفِ الليل.
وقال الليث: أوهنَ الرجُل: دخل في ساعةٍ من الليل.
قال: والوَهْن: ساعةٌ تمضي من الليل.
يقال: لقيتُه مَوْهِنا، أي بعد وَهْن.
قال: والواهن: عِرقٌ مستبطِنٌ حَبْلَ العاتِق إلى الكَتِف، وبما وَجِعَه صاحبُه فيقول: هِنِ يا واهِنة اسكُبي يا واهنة، قلت: ويقال للذي أصابه وجَعُ الواهنة: مَوهُون، وقد وُهِن، وقال طَرَفة:
إنّني لستُ بَمْوهُونٍ فَقِرْ يقال: أوهَنُه الله فهو مَوْهون، كما يقال: أَحَّمه الله فهو مَحْموم، وأَزْكَمَه الله فهو مَزْكوم، ويقال للطائِر إذا ثَقُل من أكْل الجِيفَ فلم يقدر على النهوض: قد توَهَّن تَوَهُّنا، وقال الجعديّ: تَوهَّن فيهِ المَضْرَحِيّةُ بـعـدمـا رأَيْنَ نَجِيعاً من دَمِ الجَوْفِ أَحْمَرَا والمَضْرَحِيّة: النُّسور هاهنا. وقال النضر: الواهِنَتان: عَظْمان في ترقوة البعير، والتَّرْقُوَة من البعير: الواهنة، يقال: إنه لشديد الواهِنَتين، أي شديد الصَّدْر والمُقَدِّم، وتسمى الوَاهِنة من البعير: النَّاحِرَة، لأنها ربما نحرت البعير بأن يُصرع عليها فينكسر، فَيُنْحر البعير فلا يُدرك دَكاته، ولذلك سميت ناخرةً، ويقال: كوَيْناه من الوَاهِنة، والواهِنَة: الوجع نفسُه، وإذا ضَربَ عليه عِرقٌ في رأسِ مَنكبَيُه قيل: به واهنِة، وإنه ليَشتِكي واهنَتَه. أهان قال الليث: الإهان هو العُرْجون، يعني ما فوق الشَّماريخ، ويجمع أُهُناً، والعدد ثلاثة آهِنَةٍ، أنشدني أعرابي: منحتَي يا أكرمَ الفتْيانْ جُبَّارة ليست من العَيْدانْ حتى إذا قُلتُ: الآنَ الآن دبَّ لها أسوَدُ كالسِّرْحانْ بِمخْلَبٍ يختذِم الإهانْ هفا قال الليث، الهَفْو: الذَّهاب في الهَواء، ويقال: هَفَت الصُّوفةُ في الهَواء فهي تَهفُو هَفْوا وهُفُواًّ، والثَّوْبُ وَرِفارِفُ الفَسْطاط، إذا حرّكته الريح قلت: هو يَهْفُو وتَهْفو به الريح. والهَفْوَة: الزَّلة، وقد هَفاَ، ويقال الظَّلِيم إذا عَدَا: قد هَفاَ، والفُؤادُ إذا ذَهَب في إثْرِ شيء قيل: قد هَفاَ، ويقال: الألف الليّنة هافِيَةٌ في الهواء. قلت: وسمعتُ العرب تقول لضَوَالِّ الإبل: هي الهَوافِي بالفاء، والهَوامِي، الواحدة هافِيَة وهامِيَة. وقال أبو سعيد: الهَفاة: خَلِقَة تقدُم الصَّبِير ليستْ من الغَيمْ في شيء، غير أنّها تَستُر عنك الصَّبير، فإذا جاوزتْ بذلك الصَّبير. وهو أعناقُ الغَمام الساطعة في الأفق، ثم يَرْدَف الصَّبير الحَبِيُّ وهو ما آسثَكَفَّ منه وهو رحا السّحابهَ، ثم الرَّباب تحت الحَبيّ، وهو الذي يقدم الماءَ ثم رَوَادِفُهُ بعد ذلك، وأنشد: ما رَعدتْ رَعْدةً ولا بَرَقتْ لكنها أنشأت لنا خَلَـقـهْ فالماء يجري ولا نظام لـه لو يَجدُ الماءُ مَخرَجا فَرَقهْ قال: هذه صفة عيَث لم يكن بريِح ولا رَعْدٍ ولا بَرْق، ولكن كانت دِيمةً، فوَصَف أنها أغدقت حتى جرت الأرض بغير نظام، ونظامُ، الماء: الأودِية. أبو زيد: هفَوَتُ في الشيء هفْوا إذا خففت فيه وأسرعت، قالها في الذي يهفو بين السماء والأرض. وفلان يَهْفُو فؤادُه، إذا كان جائعا يخفق فؤادُه. والهَفْو: المَرّ الخفيف. أبو زيد، الهفَاءة وجمعُها الهفَاء: نحوٌ مِن الرِّهْمة. وقال العنبريّ: أفاةٌ وأفاءَةٌ. وقال النضر: هي الهَفَاءةُ والأَفاءَة والسُّدُّ والسماحيق والجِلْب والجُلْب. وهف قال الليث: الوَهْف مِثلُ الوَرْف وهو اهتزاز النبات وشدةُ خضرته، يقال: هو يَهِف وَيرِف وَهِيفاً وَورِيفاً. أبو عبيد عن أبى زيد: ما يُوهِف له شيء إلا أَخَذَه، أي ما يرتفع له شيء إلا أخذه، وكذلك ما يَطِفُّ له شيء وما يُشرِف إيهاَفا وإشْرَافا. ورُوِي عن قتادة أنه قال في كلامٍ له: كلما وقف لهم شيء من الدنيا أخَذُوه، معناه ما بَدالهم وعَرَض. ويقال: وهفَ الشيءُ وهفاَ يَهْفُو، إذا طارَ، وقال الراجز: سائلةُ الأصْداغِ يَهْفُو طاقُها أي يطير كساؤهاءٌ، ومنه قيل للزَّلة: هفْوَة. ثعلب عن ابن الأعرابيّ عن المفضل أنه قال: الواهف قَيمّ البيعة قال: ومنه قول عُمر في عهده للنّصارى: ويُترك الواهفُ على وَهافَته. قال: وَهف يَهفِ وَهْفا. قال: ومنه قول عائشة في صفة أبيها: قلده رسول الله صلى الله عليه وسلم وَهْفَ الدِّين، أي قَلدَه القيام بشرف الدِّين بعدَه، كأنها عَنَتْ أمَره إياه بأن يُصلي بالناس في موضعه. وقال ثعلب: قال غير ابن الأعرابيّ: يقال: وَهْفٌ وهفْوٌ، وهو المَيْل من حَق إلى لاطل وضعف. قال: وكلا القولين مَدحٌ لأبي بكر، أحدهما القيام بالأمر، والآخر رَدُّ الضعف إلى قوَّة الحق.
وفه
قال الليث: الوافِهُ: القَيِّم الذي يقوم على بيت النصارى الذي فيه صَليبُهم بلغو أهل الجزيرة. وفي الحديث لا يُغير وافِهٌ عن، وَفْهِيتَّهِ ولا قسيس عن قسيسيته. قلت: ورواه ابن الأعرابيّ: واهِف، وَكأنهما لغتان. وقال ابن بزرج: وافِه، كما قال الليث. وقد جاء في بعض الأخبار: واقِهٌ بالقاف. والصواب الفاء. هاف قال الليث: الهَيْف: ريح باردة تجئ من مهب الجنوب، وهي أيضاً كلُّ ريح سَمُوم تُعَطِّشُ المال وتُيَبِّسُ الرَّطْب، وقال ذو الرمة: وصَوّح البَقْلَ نأّجٌ تجئُ بـه هَيْفٌ يَمانيَّةٌ في مَرِّها نَكَبُ الحرانيّ، عن ابن السكيت: الهَيْف والهُوف: ريحٌ حارّة تأتي مِن قِبَل اليَمن. قال: والهِيفُ جمع أَهْيَف وهَيْفاء، وهو الضَّامِر البطن. وأخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابيّ أنه قال: نكساء الصَّبَا والجنوب مِهْيَافٌ مِلْوَاجحٌ مِيباسٌ للبَقْل، وهي التي تجئ بين الرِّيحين. قلت: والذي قاله الليث في الهَيْف إنه ريحٌ باردة خطأ. لا تكون الهَيْفُ إلا حارة. وروى أبو عبيد عن الأصمعيّ أنه قال: الهَيْف: الجنوبُ إذا هّبت بحرٍّ. وقال الليث: رجلٌ مهْياف هَيُوف: لا يَصْبِر عن الماء. قال: والهَيَف: دِقّة الخَصْر، والفعل هَيِفَ، ولفةُ تميم: هافَ يَهافُ هَيفَا. وقال اللحياني: يقال للعَطْشان: إنه لَهَافٌ، والأنثى هافَةٌ. وقال الأصمعي: الهافُة النَّاقةُ: السريعة العَطش، وهي المِهياف والمِهْيَامُ. فاه قال ابن شميل: رجل مُفَوَّهٌ ومُسْتَفِيهٌ أي شديد الأكل، وشدَّ ما فَوَّهْتَ في هذا الطعام وتَفَوَّهْتَ وفُهْتَ، أي شدَّ ما أكلْتَ، وإنه لمفوَّهٌ ومُسْتَفِيهٌ في الكلام أيضاً، وإنه لذو فَوْهَةٍ، أي شديد الكلام بسيط اللسان. قال: وفاهَاه، إذا ناطقه وفاخره. وهافاه، إذا مايله إلى هواه. وقال الليث: الفُوه: أصلُ بناءِ تأسيسِ الفم، تقول: فاهَ الرجلُ بالكلام يَفُوه إذا لفظ به، وأنشد لأمية: وما فاهو به لهمُ مُقيمُ ورجل مُفوَّه: قادرٌ على الكلام. وقال أبو زيد: قد استفاه استِفاهَةً في الأكل، وذلك إذا كان قليل الطُّعْم، ثم اشتدَّ أكله وازداد. ورجلٌ مُفوَّه تَفْوِيهاً، وهو المِنْطِيق. والفَيِّهُ الشديد الأكل، وَالفَيِّهُ: المفوَّه المِنْطِيق أيضاً. قال أبو زيد: واستفاه الرَّجلُ إذا اشتدَّ أكله بعد قِلة. ورجلٌ أفوَه: واسع الفم. وقال الراجز يصف الأسد: أَشْدَقُ يَفْتَرُّ افتِرَارَ الأفوَهِ وفرسٌ فَوْهاء شَوْهاء: واسعة الفم، في رأسها طول، والفَوَه في بعض الصفات: خروج الثَّنايا العُلْيا وطولها. أبو عبيد: يقال للرجل إذا كان كثيرَ الكل: فَيِّهٌ-على فَيْعِل- وامرأةٌ فَيَّهة: كثيرةُ الأكل. وقال ابن السكيت: رجل أَفْوَه: عظيمُ الفم طويلُ الأسنان، وكذلك محالةٌ فَوْهَا: إذا طالت أسنانها التي يجري الرِّشاء بينها. قال: ويقال: قعد على فُوَّهةٍ الطريق وعلى فَوَّهة النهر، ولا تقُل فم النهر، ولا فُوهَة بالتخفيف. ويقال: إن ردّ الفُوَّهة لشديدة، أي القالَة: قال ورجلٌ فَيِّهٌ: جيِّدٌ الكلام. أبو عبيد عن الكسائي: أفْوَاه الأزقَّة، واحدتُها فُوَّهة، مثل حُمَّرة، ولا يقال: فَم. قال: ووَاحدِ أفواه الطِّيب فُوهٌ. وقال الليث: المُفَوَّهة: فم النهر، ورأسُ الوادي. قال: والفُوهُ: عُروق يَصْبَغُ بها. قلت: لم اسمع الفُوهَ بهذا المعنى. وقال أبو زيد: فاهَ الرجل يَفوه فَوْهاً إذا كان متكلماً. وقال غيره: هوَ فاهٌ بِجُوعِه، إذا اظهر وباح به، قال: والأصل: فائِه بجوعه، فقيل فاهٌ، كما قالوا جُرُفٌ هارٌ وهائرٌ، ويقال لمحالة السّانية إذا طالت أسنانها: إنها لفَوْهاء بينة الفَوَه. وقال الراجز: كَبْدَاءَ فَوهاء كجَوْزِ المُقْحَمِ وفي الحديث أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم خرج فلما تفَوَّه البقيع قال: السلامُ عليكم، يريد: لما دخل فَمَ البقيع. ويقال: هو يَخافُ فُوَّهة الناس، أي قالتهم. وقال أبو زيد: يقال: استفاه الرجلُ، إذا كان قليل الأكل، فازداد أكله.
ويقال: ما أَشد فُوَّهَةَّ بعيرك في هذا الكلأ، يريدون أكله، وكذلك فُوّهة فرسك ودابتك؛ ومن هذا قولهم: أفواهُها مَجاسُّها، المعنى أن جَوْدة أكلها يدلُّك على يمنها، فيُغنِيك عن جَسّها. ويقال: طلع علينا فُوَّهةُ إِبِلك، أي أوّلها، بمنزلة فُوَّهة الطريق. وأفْواه المكان: أوائله، وأَرْجُله: أواخره، وقال ذو الرمة: ولو قُمتُ ما قامَ ابنُ لَيلى لقد هَوَت رِكابي بأفواهِ السَّماوَةِ والرِّجْـلِ يقول: لو قمتُ مقامَهُ انقطعتَ ركابي. ويقال للرَّجُل الصغير الفمِ: فُوجُرذٍ، وفُودَبَا، يُلقَّب به الرجل. ويقال للمنتن ريحِ الفم: فُوفرسَ حَمِرٍ. ويقال: لو وَجَدْتُ إليه فاكَرِشٍ، أي لو وجدتُ إليه سبيلا. أبو العباس، عن ابن الأعرابيّ: الفَوهَة مصب النهر في الكِظامَةِ، وهي السقاية. والفَوّهة: تقطيع المسلمين بعضهم بعضا بالغيبة، يقال: من ذا يطيق رَدَّ الفُوَّهة، والفُوّهة: الفم. وقال أبو المكارم: ما أحسنت شيئاً قط كثَغْرٍ في فُوّهةِ جاريةٍ حسناء، أي ما صادَفْتُ شيئا حسنا. الناس: العربُ تقول: فاهَا لِفيِك، المعنى الخيبة لك، وأصله أنه يريد جعل الله بِفيك الأرض، كما يقال: بفيِك الحجر وبِفيكَ الأَثْلَب. وقال رجل من بَلْهُجَيمْ: فقلت له: فاهَت لِـفـيِكَ فـأنـهـا قَلوصُ امرئٍ قارِيكَ ما أنت حاذِرُهْ قال شمر: سمعتُ ابن الأعرابي يقول: فاهاً بفيِكَ منونا، أي ألصَقَ الله فاكَ بالأرض، ورواه أبو نصر عن الأصمعيّ: فاهَا بفِيك، غير منَّون، يريد فادَاهِيَةٍ. قال: وقال بعضهم: من قال فاهاً بِفيكَ، فنَّون، دعا عليه بكَسْر الفَمِ، أي كسر الله فمه. قال: وقال سيبويه: فاهَا بِفيكَ غير منَّون، إنما يريد فَا الدّاهيةِ، وصار الضميرُ بدلاً من اللقط بالفِعْل، وأضمر له كما أَضْمَرَ للتُّرْب والجَنْدَل، وصار بدلاً من اللفظ بقوله: دَهَاك الله. قال: ويدلك على ذلك قولُه: وداهيةٍ مِن دَواهِي المَنُو نِ يَرهَبُها الناسُ لا فَالهَا فجعل للداهية فماً. وقال الآخر: لئن مالِكٌ أَمسَى ذليلاً لَطالَمـا سَعَى لّلتي لا فَالَها غيرَ آيِبِ أراد لا فَمَ لها ولا وَجْه، أي الدّاهية. والعرب تقول: يقي فلانٌ إبله على أَفْواهها، إذا لك يكن جَبَى لها الماءّ في الحوض قبل وِرْدِها، وإنما نزع الماءَ نزعا على رءوسها وهذا كما يقال: سَقَى إبِلَه قَبْلاً. ويقال أيضا: جَرَّ فلانٌ إبله على أفواهِها، إذا تركَها تَرعى وتَسير. قاله الأصمعيّ، وأنشد: أَطَلقَها نِضْوَ بُلَـيِّ طِـلْـح جَرَّا على أَفواهِها والسْجحِ بُلَىّ تصغيرُ بِلْوٍ، وهو البعير الذي بَلاه السَّفَرُ، وأراد بالسُّجْح خَراطيمها الطوال. ومن دعائهم كَبَّهُ الله لِمْنخَزَيه وفمه، ومنه قولُ الهّذَليّ: أَ صخْرَ بنَ عبدِ اللهِ من يَغْوَ سادِراً يَقُلْ غيرَ شَكِّ لليدين ولـلِـفـم ثعلب عن ابن الأعرابيّ: الأهْفاء الحَمْقىَ من الناس، والأفْهاء: البُلْه من الناس. وقال: فَهَا إذا فَصُح بعد عُجْمه، وفاهَ إذا تَكلَّم يَفُوه فَوْها. هبا قال ابن شميل: الهبَاء: التّراب الذي تُطيره الريح، فتراه على وجوه الناس وجلودهم وثيابهم يلزق لُزوقا. وقال: أقول: أرى في السَّماء هَباءً، ولا يقال: يومنا ذو هَباء، ولا ذو هَبْوَة. والهابي من التُّراب: ما ارتفع وَدَقّ. ومنه قولُ الشاعر: تزوَّدَ منَّا بين أذْنـاهَ ضَـرَبةً دَعْته إلى هابي التُّرابِ عَقيمُ وقال الليث: الهَبْوَة: غبارٌ ساطعٌ في الهواء كأنه دُخان. وقال رؤبة: في قِطَعِ الآلِ وهَبْواتِ الدُّقَقْ ويقال: هبا يَهْبوُ هَبْواً، إذا سَطَع، وهباَ الرَّماد يَهبو إذا اختلط بالتَّراب، وتراب هابٍ. وقال مالكُ بنُ الرَّيب: ترَى جَدَثاً قد جرَّت الريحُ فَوقَه ترابا كلَون القَسْطلانيِّ هابيا والهَباء: دُقاق التَّراب ساطعه ومنثورُه على وجه الأرض. أبو عبيد عن الأصمعيّ: إذا سكن لَهَبُ النار ولم يطفأ جَمْرُها، قيل: هَمَدت، فإذا صارت رمادا قيل: هَبَا يَهْبُو، وهو هاب، غير مهموز.
قلتُ: فقد صح للتَّراب والرّمادِ معاً. وأما قول الله جلّ وعزّ: (هباءً مُنَبثّا) فمعناه أن الجبال صارت غُبارا، ومثله: (وسُيِّرت الجبالُ فكانت سَرابا)، وقيل: الهباء المُنبَثّ: ما تُثيره الخيل بحوافرها من دُقاق الغُبار.
ويقال لما يَظهر في الكُوَى من ضَوْء الشمسِ: هَباء.
وفي الحديث: أن سُهيل بن عمرو جاء يتهبأ كأنه جملٌ آدم.
يقال: جاء فلانٌ يتَهبيَّ إذا جاء يَنفُض يديهْ، قال ذلك الأصمعي، كما يقال: جاءَ يضرب أَصْدَرَيه، إذا جاء فارغا.
ويقال: أهبَى الترابَ إهبَاءً، إذا أثاره، وهي الأهابيُّ، ومنه قولُ أوْس ابن حَجَر:
أهابِيَّ سَفْسافٍ من التُّراب تَوْأمِ
وأنشد أبو الهيثم:
يكون بها دليلَ القوم نـجـمٌ كعَين الكلْب في هُبَّى قِبَاعِ
قال: وصف النجم الهابي الذي في الهباء فشبهه بعين الكلب نَهاراً، وذلك أن الكلب بالليل حارِسٌ، والنهار ناعِس، وعين الناعس مُغمَّضة، ويبدو من عينيه الخَفِيُّ، فكذلك النجم الذي يُهتَدى به هو هابٍ، كعين الكلب في خَفائه.
وقال: في هُبَّي، وهي جمعُ هابٍ، مثل غازٍ وغُزَّى، المعنى أن دليلٌ القوم نجمٌ هابٍ، أي في هباء يخفى فيه إلا قليلا منه، يعرف به الناظرُ إليه أي نجمٍ هو، وفي أي ناحيةٍ هو، فيهتدي به، وهو في نجومٍ هُبَّي، أي هابِيَةٌ، إلا إنها قِباعٌ كالقَنافذِ إذا قَبعتْ فلا يُهتدى بهذه القِباع. إنما يُهتدى بهذا النجم الواحد الذي هو هابٍ غير قابعٍ في نجوم هابِيَه قابِعَة، وجمع القَابع على قِباع، كما جَمَعوا صاحباً على صِحْاب وبَعيرا قامحاً على قِماح.
ثعلب عن ابن الأعرابيّ: هَبَا إذا فَرَّ. وهَباَ إذا مات أيضاً، وتَهاَ إذا غفل، وذَها إذا تكبر، وهذا إذا قتل، وهَزَا إذا سارَ، وثَهاَ إذا حَمُق.
بها
قال ابن السكيت: بَهَأْتُ به وبَهِئْتُ به، إذا أنِسْتَ به، وأنشد:
وقد بَهأَتْ بالحَاجِلات إفالُـهـا وسيفٍ كريمٍ لا يزال يَصُوعُها
والبَهاء ممدودٌ غيرُ مهموز: مصدرُ البَهِيُّ ويقال: بَهاَ فلانٌ يَبْها ويَبْهُو بَهاَءً وبهاَءةً، وبَهُوَ فَلانٌ يَبْهُو بَهاَءً، وبَهِيَ يَبْهَى بَهاءً، وإنه لبَهِىٌّ، وبَهٍ من قوم أَبْهِياَءَ، مثل عَمٍ من قومٍ أَعْمِياء، وامرأةٌ بَهِيَّة من نسوةٍ بَهايا وبَهِيَّات. قال ذلك كله اللحيانيّ، حكاه عن الكسائي.
وقال الليث: البَهْو: البيتُ المقدَّم أماَ البُيوت، والجميعُ الأبهار.
والبَهْوُ: كِناسٌ واسِعٌ يُتخذه الثور في أصل الأَرْطَى، وأنشد:
أجوَفَ بَهَّى بَهْوُه فاستَوْسَعاَ
وقال آخر:
رأيتَه في كل بَهْوٍ دامجَا
قال: والبَهْوُ من كلّ حامل: مَقِيلُ الولد بين الوَركين.
والبَهِيُّ: الشيءُ ذو البَهاء مما يَملأ العينَ رَوْعُهُ وحُسْنُه.
وقال الأصمعي: أَصل البَهْو السعة.
يقال: هو في بَهْوٍ من عَيْش، أي في سعة، وكلّ هواء أو فجوة فهو عند العرب بَهْوٌ.
وقال ابن احمر:
بهوٌ تلاقَتْ به الأرْآمُ والبَقَرُ
وناقةٌ بَهْوَة الجَنْبَين، واسعة الجنبين.
وقال جندل:
على ضُلوعٍ بَهْوَةِ المنافج
وقال الراعي:
كأنّ رَيْطَةَ حَـبَّـارٍ إذا طُـوِيَتْ بَهْوُ الشَّراسِيفِ منها حينَ يَنْخَضِدُ
شَبَّه ما تكسر من عُكَنِها وانطواءَه برَيْطِه حَبَّارٍ. والبَهوُ: ما بين الشراسيف، وهي مقاطُّ الأضلاع.
وفي حديث أمّ مَعبَد، وَصِفتها للنبي صلى الله عليه وسلم، وأنه حَلَب عنْزاً لها حائلاً في قَدَح فَدرَّت حتى ملأت القَدَح، وعَلاه البَهاء، أرادت أن بَهاء الَّلبن وهو وَبِيصُ رَغْوتِه عَلاَ الَّلبن.
والبَهاء أيضاً: الناقةُ التي تَستأنِس إلى الحالب يقال: ناقةٌ بَهاءٌ ممدود. رواه أبو عبيد عن الأصمعيّ، وهذا مهموزٌ من بَهأْتُ بالشيء أي أَنِسْت به. وبَهاء الَّلبنَ ممدودٌ غيرُ مهموز، لأنه من البَهِيِّ.
وفي حديث عبد الرحمن بن عَوْف أنه رأى رَجُلا يَحلِف عند المَقام فقال: أرى الناس قد بَهَؤوا بهذا المَقام، معناه أنهم أنِسوا به حتى قلَّت هَيْبَتُه في صدورهم، فلم يَهابُوا اليمينَ على الشيءَ الحَقير عندَه، وكلُّ من أنِس بشيْ وإن جَلَّ قَلَّت هيبَته في قلبه.
وقال الرِّياشي: بَهأتُ بالرجل أبهأ بَهَاءَ وبُهُوءًا إذا استأنَسْتَ به. وفي حديث آخر أنه لمّا فُتِحت مكة قال رجلك أَبْهُوا الخيلَ. قال أبو عبيد: معنى قوله: أبهوا الخَيْلَ، أي عَطَّلوها فلا يُغزَى عليها، وكلُّ شيء عطَلتَه قد أبهيْتَه. ويقال: بَهِىَ البيتُ يَبْهى بهاءً، إذا تخرق. وبيتٌ باهٍ: إذا كان قليلَ المتاع. ومن أمثالهم: إنَّ المِعزَى تُبْهِي ولا تُبْنِي. رُوِي ذ لك عن أبي عبيد، عن أبي زيد، قال: ومعنى المَثَل أنّ المِعزَى تَصعَد فوق البيت فتَخرِقُه، ومعنى لا تُبْنِي، أي لا يُتَّخذ منها أَبْنِية، إنما الأبْنِيَة من الوَبَر والصُّوف، يقول: لأنها إذا أمكنَتْك من أصوافِها فقد أَبْنَيْت. قلتُ: وقال القُتَيءبيُّ فيما رَدَّ على أبي عبيد: رأيت بيوتَ الأعراب في كثيرٍ من المواضع من شَعر المِعزَى، ثم قال: ومعنى قوله: ولا تْبْنِي أي ولا تُعِين على البِناءَ.قلت: والمِعزَى في بادية العَرَب ضَرْبان: ضرب منها جُرد لا شعُورَ لها مِثل مِعزَى الحِجاز، وغَوْرِ تهامة، والمِعزَى التي ترعى نجودَ البِلاد البَعيدة من الرِّيفَ وتَرْجُنُ حَواليَ القُرَى الكثيرة المياه، تطولُ شُعورُها مِثل مِعزَى الأكراد بناحية الجَبَل ونَواحِي عاليةٍ نَجْد، فيصحّ ما قاله أبو زيد على هذا، والله أعلم. وهو حسبُنا ونعم الوكيل. وأخبرني المنذري، عن ثعلب، عن ابن الأعرابيّ: أنه قال: قال حُنَيف الحَناتم، وكان من آبِلِ الناسِ: الرَّمْكاء بُهْيَا، والحمراء صُبْرى، والخَوَّارة غُزْرَى، والصَّهباء سُرْعَى، وفي الإبل أخرَى إن كانت عند غيري لم أشتَرِها، وإن كانت عندي لم أَبِعْها حمراء،بِنْتُ دَهْماء، قَلَّما تَجدها، وقولُه نهْيَا، أراد البَهِيَّة الرائقة، وهي تأنيث الأبهى والرُمْكة في الإبل أن يشتدَّ كُمْتَتُها حتى يدخَلها سَواد، بعيرٌ أَرمَك. والعَرَب تقول: إن هذا لَبُهياىَ، أي ممَّا أتباهى به، حكى ذلك ابن السكيت عن أبي عمرو. ويقال: باهيتُ فلاناً فبهوْتُه، أي غلبته بالبهاء. وأَبهيتُ الإناء، إذا فَرَّغْتَه. وقال أَبو عمرو: باهاه، إذا فاخَرَه، وهاباه إذا صايَحَه. قال: والبَهْوُ البيت من بيُت الأعراب، وجمعُه أَبهاء. وفي الحديث: "وتنتقل الأعرابُ بأَبهائها إلى ذِي الخَلَصَة" أَي بيُوتها. أبه أبو عبيد عن أبي زيد: نَبِهتُ للأمر نَبَها أَنْبَه، ووَبهتُ له أَوْبَهُ وَبَهاً: وابهتُ، وأبَهتُ آبَهُ أَبْها، وهو الأمر تنساه، ثم تنتبهُ له. قال: وقال الكسائيّ: أَبِهْتُ آبهُ، وبُهْتُ أَبُوهُ، وبِهتُ أَباهُ. وقال ابنُ السكيت: يقال ما أَبِهْتُ له، وما أَبَهت له وما بِهتُ له وما بُهْتُ له، وما وَبِهْتُ له، وما بأَهْتُ له وما بَهأْتُ له. يريد ما فَطِنْتُ له. ورُوى عن أبي زيد أنه قال: إني لآبهُ بك عن ذلك الأمر، إلى خَيرٍ منه، إذا رفعتَه عن ذلك. وفي حديثٍ مرفوع: رُبَّ ذِي طِمْرَين لا يُؤْبَه له أَقْسمَ على الله لأبَرّه. معناه: لايُفطَن له لِذلَّته وقلة مَرآته، ولا يحتَفل به لحَقارته، وهو مع ذلك من الفَضْل في دَبْئِهِ وإخْباتِه لرَبِّه بحيثُ إذا دعاه أجابه. وقال أبو زيد: يقال: تأبّه فلانٌ على فلان تأبُّهاً: إذا تكبَّر ورَفع قَدْرَه عنه، ورَجُل ذو أُبَّهةَ، أي ذو كِبْر ونخوة. عمرو عن أبيه قال: الوَبْه: الفِطْنة، والوَبْه أيضاً: الكِبْر. سلَمة، عن الفّراء قال: جاءتْ تَبوهُ بُوَاهاً، أي تَضِجّ. باه وقال الليث: الباءةُ: الحُظْوَة في النِّكاح. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الباءُ والباءَةُ والباه مَقُولات كلها. قلت: جَعل الهاءَ أصلية في الباهِ. وروى ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم:" من استطاع منكم الباءةَ فليتزوج، ومَن لا فعلَيْه بالصوم فإنه له وِجاء". أراد: مَن استطاع منكم أن يتزوج ولم يُرِد به الجماع، يدلك على ذلك قوله: ومن لم يَقْدِر فعليه بالصوم، ليَجْفُر، وإنما أراد من لم يكن عنده جِدَةٌ فيُصْدِق المنكوحةَ ويَعولها. والله أعلم. وهو حسبنا ونعم الوكيل. وفي حديثٍ آخر: أن امرأةً ماتَ عنها زوجُها فمرَّ بها رَجُل، وقد تزينتْ للباءة أي النكاح.
بوه وقال الليث: البُوهة ما طارَتْ به الرِّيح من جُلال التراب، يقال: هو أهوَنُ من صُوفةٍ في بُوهَةٍ. قال: والبُوهَة من الرجال: الضعيف الطَّبّاش. عمرو عن أبيه قال: البَوْهُ: الَّلعْن. يقال: على إبليسَ بَوْه الله، أي لَعْنُه. وقال ابن الأعرابيّ: البُوهة: الرَّجُل الأحمق. والبوُهَة: البُومة، والبُوهة: الرَّجل الضاوِيُّ، والبُوهة: الصوفة المنفوشة تُعمل للدَّواةِ، قبلَ أنْ تُبَلّ. والبُوهَة: الرِّيشة التي تكون بين السماء والأرض، تلعب بها الرِّياح والبُوهة: الرجل الأحمق، ومنه قولُ امرئ القيس: أبا هِندُ لا تنكحِي بُوهةً عليه عَقِيقتُه أحسَبـا هاب قال الليث: الهابُ زَجْرُ الإبل عند السَّوْق، يقال: هابِ هابِ، وقد أَهابَ بها الرجل. قلت: هابِ: زَجْرٌ للخيل، يقال للخَيْل: هَبِي، أي أقْبِلي، وهلاَ أي قَرِّي. قال الأعشى: ويَكثر فيها هَبِي واضْرَحِي ومَرْسُونُ خَيْل وأعطالُها والإهابة: دُعاء الإبلِ. قال ذلك. قال ذلك الأصمعي وغيرُه. وقال طَرفَة: تَرِيعُ إلى صوْت المُهِيب وتَتَّقي بذي خُصلَ رَوْعاتِ أَكلفَ مُلْبِدِ وسمعتُ عُقيليَّا يقول لأمَةٍ كانت ترعى رَوَائدَ خيل، فجَفَلتْ في يوم عاصف، فقال لها: ألا وَأَهيبي بها تَرِعْ إليك، فجعل دعاءَ الخيل إهابةً أيضاً. وأما هابِ فلم أسمَعْه إلا في الخيل دون الإبل، وأنشد بعضهم: والزَّجرُ هابِ وهِلاَ تَرْهِبُهْ وقال الليث: الهَيبة إجلالٌ ومخَافة. ورجل هيُوبٌ جبانٌ يَهاب كلَّ شيء. ورُوي عن عبيد بن عُمَير أنه قال: الإيمان هيُوب، وله وجهان: أحدُهما: المؤمن يهابُ الذنبَ فيتَّقِيه. والآخر: المؤمن هَيوب أي مهيوب لأنه يَهاب اللهَ فيهابهُ الناس، أي يعظِّمون قدره ويُوقَّرونه. وسمعتُ أعرابياً يقول لآخر: أعْلَق تهاب الناس حتى يهابُوك، أمره بتوقير الناس؛ كي يُوقَّروه. أبو عبيد عن أبى عمرو: الهَوْب: الرجل الكثيرُ الكلام، وجمعُه أَهواب. ثعلب، عن ابن الأعرابي: الهيَّبان: الجبان، والهيَّبان: التيسْ، والهيَّبَان: الراعي، والهيَّبان: زَبَدُ أَفواه الإبل، قال: والهيَّبان: التراب، وانشد: أكلَّ يوم شِعِرٌ مستـحـدَثُ نحن إذاً في الهيَّبان نَبحثُ وقال ذو الرّمة يصفُ إبلا أزبدت مَشافِرها، فقال: يظلّ الُّلغام الهـيَّبـان كـأنـه جَنَا عُشَرٍ تَنْفِيه أشداقُها الهُدْلُ وجَنا العُشَر: يخرج مثل رُمانة صغيرةٍ فتنشق عن مثل القَزّ، فشبه لُغامها به، والبادية يجعلون جنا العُشر ثقوباً يوقدون به النار. وهب أبو حاتم عن الأصمعيّ: تقول العرب: هَبْنِي ذَاك، أي احسُبْني ذاك واعدُدْني. قال: ولا يقال هَبْ أَني فعلت ذاك، ولا يقال في الواجب: قد وَهبْتُك، كأنها كلمة وُضِعتْ للأمر، كما يقال ذَرْنِي ودَعْنِي، ولا يقال: وذَرْتُك. ثعلب عن ابن الأعرابيّ: يقال: وهَبَني الله فِداكَ، بمعنى جعلني. وقال شمِر: قال الفرّاء: اتَّهَبْتُ منكَ دِرْهماً: افْتَعَلْتُ من الهبِة، وأصبح فلانٌ مُوهباً أي مُعداً. قال: ووَهبتُ له هِبَةً ومَوْهِبةً ووَهْبا ووَهَبا، إذا أعطيته، واتّهَبْتُ منه، أي قَبِلتُ. وقال الليث: تقول: وَهَب الله له الشيء، فهو يَهَب هِبَةً، وتَواهَبَه الناسُ بينهم، والله الوَهّاب الوَاهِب، وكلّ ما وُهِبَ لك من ولدٍ وغيره فهو مَوْهوبٌ. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لقد هممتُ ألاّ أَتَّهِبَ إلاّ مِن قُرَشِيّ أو أَنْصَاريّ أو ثَقَفِيّ". قوله: لا أَتَّهِبَ، أي أقبل هِبةً ألا من هؤلاء. قال أبو عُبيد: رأى النبي صلى الله عليه وسلم جَفاءً في أخلاق البادية، وطلباً للزيادة على ما وَهَبوا، فخص أهل القرى العربية بقبوله الهدية منهم دون أهل البادية: لغَلَبة الجَفاء على أخلاقهم، وبُعدِهم من ذوي النُّهَى والعُقول، والله أعلم بالصواب، وحسبُنا الله ونعم الوكيل. وقال ابن الأعرابيّ: المَوْهَبَة: نُقْرَةٌ في صخرة يستنقع فيها ماء السماء. وأنشد غيره: ولَفُوكِ أَشهَى لو يَحِلُّ لنـا مِن ماءِ مَوْهَبَةٍ على شُهْد أبو عبيد عن أبى زيد وغيره: أوْهَبَ الشيءُ، إذا دامَ.
وقال غيرُه: أوهب الشيءُ، إذا كان مُعَداًّ عند الرجل، فهو مُوهِبٌ، وأنشد أبو زيد: عظيم القَفا ضخم الخَواصِر أَوْهَبَتْ له عَجوةٌ مَسْمُـونَةٌ وخَـمِـيرُ ويقال: هذا وَادٍ مُوهِب الحَطب، أي كثير الحطب. ووَهْبيِنُ: جبل من جبال الدَّهناء قد رأيته. والمَوْهِبَةٌ: الهِبة-بكسر الهاء- وجمعها مَواهِب، وأما النَّقرةُ في الصَّخر فَمَوْهَبَة، -بفتح الهاء- جاء نادرا، والوَهُوب: الرجل الكثير الهبات. والوهّاب من صفة الله: الكثير الهبات المنعم على العباد. أهب الأُهْبَة: العُدّة: وجمعها أُهَب، وقد تأهّب الرجلُ، إذا أخذ أُهْبَتَه. والإهاب: الجِلْد، وجمعه أُهُب، وأَهَب. وفي الحديث: وفي بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أُهُبٌ عَطِنَةٌ، أي جلود في دِباغها. ويقال: تَهَّيبني الشيءُ، بمعنى تهيّبْنُه أنا، ويقال لَلأّبحّ: أَبَهّ وهم قال الليث: الوَهْم: الجمل الضخم، وأنشد بين لبيد: ثم أصـدَرْنـاهـمـــا فـــي وَارِدٍ صادِرٍ وَهْمٍ صواه قد مَثَلْوقال ذو الرّمة: كأنـهـا جَـمَـلٌ وَهْـمٌ ومـا بَـقِـيَتْ إلاّ النَّحِـيزَةُ والألـواحُ والـعَـصَـبُ أراد بالوَهْم جملاً ضخما. ويقال: توهمّتُ الشيءَ وتفرسته وتوسمتُه وتبينتُه، بمعنى واحد. وقال زهير في التوهّم: فلأْياً عرفتُ الدّار بعد تَوَهُّمِ وقال الليث: الوَهْم من الإبل: الذَّلُول المُنقادُ لصاحبه مع قُوة. والوَهْم: والوَهْم: الطريق الواضح الذي يرد الموارد. وللقَلْب وَهْم، وجمعه أَوْهام، والله لا تُدرِكه أوهام العباد. ويقال: توهّمتُ في كذا وكذا، وَأَوَهْمتُ الشيءَ إذا أغفلته، والتهمة أصلها وُهْمَة من الوَهْم، يقال: اتهمَتُه، افتعالٌ منه، ويقال: أَتْهمتُ فلاناً على بناء أفعَلْتُ، أي أدخَلْتُ عليه التُّهمة ويقال: وهِمتُ فيكذا وكذا، أي غَلِطت. ووَهَم إلى الشيء يَهِم، إذا ذَهب وَهْمُه إليه، وأوهَم الرجل في كتابه وكلامه، إذا أَسقَط. أبو عبيد عن الأصمعيّ: أوهمتُ: أَسْقطْتُ من الحساب شيئا. قال: ووَهِمْتُ في الصلاة: سَهَوْتُ، فأنا أَوْهَم. قال: ووهِمْتُ إلى الشيء أَهِمُ ذهبَ وَهْمشى إليه. وقال شمر: قال الفراء: أوْهَمْتُ شيئاً ووَهَمْتُه فإذا ذهب وهُمكَ إلى الشيء قلتَ: وِهمْتُ إلى كذا وكذا أَهِمُ وَهْما. قال عديُّ بن زيد: فإن أخْطَأْتُ أو أوهمتُ أَمراً فَقَدْ يَهِمُ المصافِي بالحَبيبِ وقال الزِّبرقان بن بدر: فبِتِلْك أَقضِي الهَمَّ إذ وَهِمَتْ يه نفسي ولَسْتُ بِنَأْنـإٍ عُـوَّارِ قال شمر: وقيل: أَوهمَ ووَهِم ووَهَم بمعنىً. قال: ولا أرى الصحيحَ إلا هذا. وأخبرني المنذريّ عن ثعلب: أوَهمْتُ الشيءَ، إذا تركته كلَّه أُوهِمُ، ووَهِمْتُ في الحساب أَوْهَم، إذا غَلِطْتَ، ووَهَمتُ إلى الشيء إذا ذهب قلبك إليه وأنت تريد غيره أَهِم وَهْماً. وفي حديث النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه صلى فأَوْهَم في صلاته، فقيل له: كأنك أَوهَمتَ في صلاتك. فقال: "وكيف لا أُوهِمُ ورَفْغُ أحدِكم بين ظُفْره وأَنملَتِه". قال أبو عبيد: قال الأصمعيّ: أوَهم، إذا أسقط، ووَهِم، إذا غلط. همى في الحديث أن رجلا سأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: إنّا نُصِيبُ هَوامِىَ الإبل، فقال: ضالّة المؤمن حَرْقُ النار. قال أبو عبيد: قال أبو عبيدة: الهوَامِي هي المُهمَلة التي لا راعيّ لها ولا حافظ. يقال منه: ناقةٌ هاميةٌ، وبعيرٌ هامٍ، وقد هَمَى يَهمِى هَمْياً، إذا ذهب على وجهه في الأرض لِرَعْىٍ أو غيره، وكذلك كلُّ ذاهبٍ وسائلٍ من ماءٍ أو مطر، وأنشد لطَرَفة: فسَقى دِيارَك غير مُفْسِدهـا صَوْبُ الرّبيع ودِيمَةٌ تهمِى يعني تَسِيل وتذهب. وقال الكسائي: هَمَتْ عينه تهمِى، إذا سالت ودمعت. قال أبو عبيد: وليس هذا من الهائم في شيء. سلمة عن الفراء: الأهماء: المياه السائلة. ثعلب عن ابن الأعرابيّ: هَمَى وعَمَى وصَهَى وضَهَى، كلُّ ذلك إذا سأل. وقال الليث: هَما: اسمُ صنم. وقال غيره: يقال: هَماَ والله، بمعنى أَمَا والله. هام
حدثنا محمد بن إسحاق قال: حدثنا المخزوميُّ عن سُفيان، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس في قوله الله جل وعز: (فشارِبون شُرْبَ الهِيم). قال: هَيامُ الأرض. وقيل: هَيامُ الرَّمل. الحراني عن ابن السكيت: الهَيْم: مصدرُ هَام يَهيم هَيمْا وهيَماناً، إذا أَحبَّ المرأةَ. قال: والهيِم: الإبل العِطاش. وقال ابن الأعرابيّ: الهُيّام: العُشاق. والهُيَّام: المُوَسْوِسُون. وقال أبو عبيد: رجلٌ هائم وهَيُومٌ. والهُيُوم أن يذهب على وجهه، وقد هامَ يهيمُ هُياماً. وقال الليث بن المظفر: الهيمْان: العَطْشان. الهَائمُ: المتحيِّر، والهُيام كالجنون من العِشْق، والهيمْاء: مفازةٌ لا ماء بها. وقال الفراء في قول الله جل وعزّ: (فشاربون شُرْبَ الهِيم): الهيم الإبل التي يُصيبها داء فلا تروى من الماء، واحدها: أهيَم، والأنثى هَيمْاء. قال: ومن العرب من يقول: هائم، والأنثى هائمة. ثم يجمعونه على هِيم، كما قالوا: عائِطٌ وعِيط، وحائلٌ وحُول، وهي في معنى حائل حُول، إلا أنّ الضمة تُركَتْ في هِيمِ؛ لئلا تصير الياء واوا. ويقال: إن الهِيم: الرمل، يقول: يشرب أهل النار كما تشرب السِّهلةُ والسِّهلة: الأرض التي يَكثر فيها الرمل. وقال الليث: الهَياَمُ من الرمل: ما كان تراباً دُقاقا يابساً. أبو عبيد عن أبى الجراح: الهُيام: داءٌ يصيب الإبل من ماءٍ تشربه مُستنقعاً. يقال: بعيرٌ هَيمْان، وناقة هيْمَى، جمعه هِيام. وقال الأصمعي: الهَيمْان هو العَطْشان. قال: وهو من الداء مَهْيُوم. قال الليث: ويقال: هوَّم القُومُ وتهوَّموا، إذا هزُّوا رءوسهم من النعاس. أبو عبيد عن أصحابه: إذا كان النومُ قليلاً فهو التهويم. أبو عبيد عن الكسائي: تهَّمأَ الثوبُ وتهنّأَ، إذا تَفسأ، مهموزاتٌ. أبو عبيدة: عَماَ والله لأفعلن ذاك، وهمَا والله، وأمَا والله، بمعنى واحد. وقال الليث: الهامةُ: رأَس كلِّ شيء من الرُّوحانِّيين، والجميع الهامُ. قلت: أراد الليث بالرُّوحانيين ذوي الأجسام القائمة بما جعل الله فيها من الأرواح. وقال ابن شميل: الرُّوحانيون هم الملائكة والجنّ التي ليس لها أجسام تُرى. وهذا القول هو الصحيح عندنا. وقال الليث: الهامة من طَيْر الليل. قال: ويقال للفرس: هامَة. قلت: وروى أبو عُمرَ عن ثعلب، عن عمرو عن أبيه قال: الهامة، مخفَّفة الميم: الفَرس، والهامة: وسَط الرأس. وقال أبو زيد: الهامة: أعلى الرأس. وفيه الناصية، والقَصَّة، وهما ما اقبل على الجبهة من شعر الرأس، وفيه المَفْرق، وهو مجرى فرق الرأسِ بين الجَبِينَيْن إلى الدائرة. وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا عَدْوى ولا هامة ولا صَفَر". قال أبو عبيد: قال أبو عبيدة: أمّا الهامة إن العرب كانت تقول: إن عظام الموتى تصيرُ هامةً فتَطير، قال: وقال أبو عمرو مثله. قال: كانوا يسمون ذلك الطائر الذي يخرج من هامة الميت إذا بَلِيَ الصَّدَى، وأنشد أبو عبيدة: سُلَّط الموتُ والمنون عليهـم فلهم في صَدَى المقابر هامُ وقال لبيد يرثي أخاه: فليس الناسُ بعدَك في نَقِيرٍ ولا هُمْ غَيرُ أصداءٍ وَهامِ وقال شمر: قال ابن الأعرابيّ: معنى قوله: لا هامَةَ ولا صَفَر. قال: كانوا يتشاءمون بهما، أي لا تتشاءَمُوا. ويقال: أصبح فلانٌ هامةً، إذا مات. وأَزْقَيْتُ هامةَ فلان، أي قتلته. وقال: فإِن تك هامةً بِهَرَاةَ تَزْقُـو فقد أزْقَيتُ بالمَرْوَيْنَ هاما وكانوا يقولون، إن القتيل تخرج هامَةٌ من هامَتِه، فلا تزال تقول: اسقُوني اسقوني حتى يُقتل قاتِلُه، ومنه قوله: إنَّكَ أنْ لا تَدَعْ شتْمِى ومَنْقَصَـتِـي أَضْرِبْك حتى يقولُ الهامُ: أَسْقُونِي يريد أقتلك. وفي حديث ابن عمرَ أنّ رجلا باعَ منه إبلاً هِيماً. قال شمِر: قال بعضهم: الهِيم هي الظِّماء، وقيل: هي المِراض التي تَمصّ الماء مَعنا ولا تَروَى. وقال الأصمعيّ. الهُيامُ: داءٌ شَبيه بالحمَّى تَسْخُن عليه جلودُها، وقيل: إنها لا تَروَى إذا كانت كذلك. وقال ابن شميل: الهُيام: نحوُ الدُّوَار جُنونٌ يأخذ البعير حتى يَهلِك، يقال: بعيرٌ مَهْيُومٌ. مهى
قال الليث: المَهْى: إرْخاء الحبل ونحوه، وقال طرفة: لَكا الطِّوَلِ المُمْهَى وثِنْياَه باليَدِ قال: وأمْهَيْتُ فَرسي إمهاءً، إذا أجْرَيتَه. أبو نصر، عن الأصمعي: أَمْهَى قِدْرَه، إذا أَحدَّه ورققه، وأنشد قول امريْ القيس: راشَهَ مِن ريشٍ ناهِضَةٍ ثمَّ أمْهَاهُ عَلَى حَجَرِهْ قال: وأمْهَى فرسَه، إذا أجراه. وقال أبو زيد: أمْهيتُ الفَرس: أرْخَيت له من عِنانه، ومثلُه: أمَلْتُ به يَدي إمالةً، إذا أرخَي له من عِنانه. وأمْهَيت الشّرابَ، إذا أكثرتَ ماءَ ه. أبو عبيد عن أبي زيد: أمْهَيتُ الحديدةَ: سَقَيْتُها ماءً. وأمْهَيتُ الفَرسَ: طوَّلتُ رَسَنَه. الأَمويّ: أمْهَيْتُ، إذا عَدَوْتُ. الكسائي: حفَرْنا حتى أمْهَينا، أي بلغنا الماء. وفي النوادر: المَهْوُ: البَرْد، والمَهو، حَصىً أبيَض، يقالُ له: بُصاقُ القمر، والمَهْو: الُّلؤلؤ. ثعلب عن ابن الأعرابيّ: المَهْيُ: تَرقيقُ الشَّفْرة، وقد مَهاها يَمهِيها. سَلَمة عن الفراء: الأَمهاء: السُّيوف الحادّة. وقال غيرُه: سيفٌ مَهْوق رقيق. وأنشَد: أبيض مَهْوٌ في مَتْنِه رُبَدُ. الأصمعيّ: المَها: بَقَرُ الوَحْش، الواحدة مَهاة: والمَهاةُ: الحِجارةُ البِيض التي تَبرُق، وهي البِلَّوْر. والمَهْو: السِّيفُ الرَّقيق. وسَلَح سَلْحَا مَهْواً، أي رَقيقاً. والمَهو: شدّة الجري. وقال الليث: المَهاءُ ممدودٌ: عيب وأَوَدٌ يكونُ في القِدْح، وأنشد: يُقيمُ مَهاءَهُنَّ بإصبَعَيْه وقال أبو عبيد: حفَرتُ البئرَ حتى أمهَت، وأموَهْتُ، وإن شئت حتى أَمهَيتُ، وهي أبعَدُ الُّلغات. كلُّها انتهيتَ إلى الماء. وقال ابن هَرْمة: فإنك كالقَرِيحةِ عامَ تُمْـهَـى شَرُوبَ الماء ثم تعود ما جا وقال ابن بزرج في حَفر البئر: أَمهَى وأمَاهَ، قال: وَمهَتِ العينُ تمهو، وأنشد: تقولُ أمـامةُ عـنـد الـفـرا ق والعينُ تَمهُو على المِحْجَر قال: وأمهيتُها أنا أي أسَلْت ماءَها. أبو زيد: المَها: ماءُ الفحْل، وهو المُهْيَةُ، وقد أمهَى، إذا أنزَل الماء عند الضِّراب. ومَهْوُ الذَّهب: ماؤه. وقال عمر بن عبد العزيز: رأى رجلق فيما يَرَى النائم جسَد رجلٍ مُمْهىً، قال: هو الذي يُرى داخِلهُ من خارجه. وقال ابن الأعرابيّ: أمهَى، إذا بلَغ من حاجته ما أرادَ، وأصلُه أن يَبْلُغ الماءَ إذا حَفَر بئرا. ماه يقال: عليه مُوهَةٌ من حُسْنٍ، ومُواهةٌ ومُوَّهة: إذا مَسَحه، وتموَّه المالُ للسِّمَن، إذا جَرى في لُحومه الرَّبيعُ. وتَموَّه العِنبُ، إذا جَرى فيه اليَنْعُ وحَسُنَ لونُه. وقال الليث: المُوهَة: لونُ الماء، يقال: ما أحسنَ مُوهَةَ وَجْهِه. وتصغيرُ الماء: مُوَبْةٌ. والجميع المياه، ويقال: ماهتِ السفينةُ تمثوه وتَماه، إذا دَخَل فيها الماءُ، وأماهت الأرضُ، إذا ظهر فيها النَّز. ويقال: أماهت السَّفينة، بمعنى ماهت. ثعلب، عن ابن الأعرابيّ، قال: المَيْه: طِلاء السيفِ وغيرِه بماء الذهب. وأنشد في نعت فرس: كأَنما مِيهَ به ماءُ الذَّهبْ وأَمْهتِ السِّكين. والنِّسبة إلى الماء: ما هِيّ. ابنُ بُزرُخ، مَوَّهت السماء، أسالتْ ماءً كثيراً، وماهتِ البئرُ وأمَاهتْ في كثرة مائها وهي تَمَاه وتَمُوه. ويقولون في حَفْر البِئر: أمهَى البئرُ تَمُوه وتَماهُ مَوْها إذا كَثُر ماؤُها. وقال غيرُه مَوَّه فلانٌ حَوْضَه تمويهاً، إذا جعل فيها الماءَ. ومَوَّه السحابُ الوَقائِعَ وأَنشد: تَمِيميّة نـجـدية دارُ أهـلِـهـا إذا مَوَّه الصَّمّان من سَبَلِ القَطْرِ وقيل: مَوَّه الصَّمّانُ: صار مُمَوَّها بالبَقْل. اللحياني: أَمِهْنِي، أي اسقِني، وبئر مَيْهةٌ: كثيرة الماء. وتقول: تَموَّه تمرُ النَّخل والعِنَب، إذا امتَلأَ ماءً فتهيأ للنُّضْج. وقال أبو سعيد: شجر مَوْهِيٌّ، إذا كان مَسْقَوِيّاً، وشَجر جَزَوِيّ يَشربُ بعروقِه ولا يُسقى. وكلامٌ عليه مُوهَةٌ، أي حُسْن وحَلاوة. وفلان مُوهَةٌ أهل بَيْتِه. وحكى الكسائي: باتت الشاةُ ليلتها ماءٍ ماءٍ وماهٍ وماهٍ، وهو حكاية صوتِها.
أبو العباس، عن ابن الأعرابيّ: الماهُ: قَصَبُ البَلَد، قال: ومنه قولُ الناس ضَرِب هذا الدينارُ بماهِ البَصْرة، وبماهِ فارس. قلت: كأنه مُعَرَّبٌ. والماهان: الدَّينَوَر ونهاوَند، أحدهُما: ماهُ الكوفة، والآخر ماهُ البَصْرة. وجمعُ الماء مِياهٌ وأمواه. وأصل الماء ماه، والواحدة ماهَةٌ وماءَةٌ. أبو عبيد، عن الكسائي: مَوَّهْتُ الشيءَ إذا طليته بفضة أو ذَهب، وما تحت ذلك حديد أو نُحاس. قلت: ومنه قيل للمُخادِع: مُموَّه وقد مَوَّه على الباطل إذا لَبَّسَه، وأراهُ في صورة الحق. أمه ابن السكيت: الأَمِيهةُ: بَثْرٌ يخرج بالغَنم كالجُدَري، وقد أُمِهَت فهي مأمُوهةُ، وقال الشاعر: طَبِيخُ نُحازٍ أو طَـبِـيخُ أَمِـيهةٍ صغيرُ العِظام سِيئُ القَسْم أَمْلَطُ يقول: كان في بطن أمه وبها نُحاز وأَمِيهة، فجاءت به ضاوِياً. قال: وقولهمُ آهَةٌ وأَمِيهةٌ، الآهة من التأوّه، والأمَيهة الجُدَرِيّ. ثعلب عن ابن الأعرابيّ: الأَمْهُ: النسيان والأَمْهُ: الإقرار، الأمْه: الجُدَرِيّ. وقال الزجاج: قرأ ابن عباس: (واذَّكَر بَعْدَ أَمَهٍ) قال: والأمَهُ: النسيان، يقال: أَمِه يَأْمَه أَمهَاً، هذا الصحيح بفتح الميم. قال: وروي عن أبى عُبيدة: بعد أَمْهٍ بسكون الميم، وليس ذلك بصحيح، وكان أبو الهيثم فيما أخبرني عنه المنذري بقرأه بعدَ أمْهٍ، ويقول: أمَهٌ خطأ. أبو عبيد عن أبى عُبيدة، يقال: أمِهْتُ الشيءَ فأنا آمَهُه أَمْهاً، إذا نسيته، قال: وادَّكَر بعد أَمْهٍ. وروي عن الزهري أنه قال: من امتُحِن في حَدٍّ فأَمِهَ ثم تبَّرأَ فليست عليه عُقوبة. قال أبو عبيد: هو الإقرار، ومعناه أن يُعاقَب ليُقِرَّ، فإقراره باطل. وقال أبو عبيد: لم أسمع الأَمَهَ: الإقرار إلا في هذا الحديث: والأَمَهُ في غير هذا النسيانُ. وقال شمر: قال غَيْرُه: يقال: أَمَهْتُ إليه في أمْرٍ فأَمَهَ إلىَّ، أي عَهِدْتُ إليه فعهد إليّ. وقال الفراء: الأَمَهُ: النسيان، قال: وأُمِهَ الرجلُ فهو مَأْموه، وهو الذي ليس عقله معه. وأما الأُمُّ فقد قال بعضهم: الأصل أُمّة، وربما قالوا أُمَّهة، وتجمع أُمَّهات، وأنشد بعضهم: أُمَّهَتِي خِنْدِفُ والياسُ أَبِي وقال غيره: تُجمع الأَمُّ من غير الآدميات أُمَّات بغير هاء، وأما بنات آدم فهنّ امَّهاتٌ، ومنه قول الشاعر: لقد آليتُ أَغْدِرُ في جَداعِ وإنْ مُنِّيتُ أُمّاتِ الرِّباعِ والقرآن نزل بالأّمهات، كأن الواحدة أُمَّهة. وقيل: الهاء زائدة في الأُمَّة. ومن قال هذا قال: الأم في كلام العرب أصلُ كلَ شيء، واشتقاقه من الأَمِّ وزِيدت الهاء في الأمّهات، لتكون فرقا بين بنات آدم وسائر إناث الحيوان، وهذا أصح القولين عندنا. يهم قال الليث: الأَيْهمَ من الرِّجال: الأصَمّ والأيْهَم: الشُّجَاع الذي لا ينحاشُ لشيء. واليَهْماء: مفازةٌ لا ماء فيها ولا يُسمع فيها صوت. والأَيْهمَان: السَّيْل والحَرِيق، لأنه لا يُهتدى فيهما كيف العمل، كما لا يُهتدى في اليَهْماء. وقال ابن السكيت: قال عمارة: اليَهمْاء: الفَلاة التي لا ماءَ فيها، ويقال لها: هَيمْاَءَ. قال: وليلٌ أَيْهَم: لا نجوم فيه. والأيْهم: المُصابُ في عقله. ورُوِي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتعوذ من الأيْهَمَين، وهما السَّيْل والحريق. ويقال في الأَيْهَمين: إنهما الفَحْل المغتلم، والسَيْل. شمر عن ابن الأعرابيّ: اليَهْماء: فلاةٌ مستويةٌ ملساَءُ ليس فيها نَبْت. قال: والأيهَم: البَلد الذي لا علم به. وقال المؤرِّج: اليَهمْاء: العمياء، وسميت يَهْماءَ؛ لعَمَى من يَسلُكها فيها عن الاهتداء، كما قيل للسَّيل والبعير الهائج: الأَيهمانِ، لأنهما يَتًجَرْثماَن كلَّ شيء كتَجَرثُم الأعمى. ويقال لهما: الأعمَيان. وقال ابن شميل: اليَهمْاء: التي لا مَرْتع بها، أرضُ يهماء، وسَنَةٌ يَهمْاء: ذاتُ جُدُوبة. قال: والأيهَم من الناس: الذي لا يَسمع بين اليَهَم، وأنشد: فإنيِّ أُنادِي أو أُكلِّم أَيْهَمَا قال: وسنون يُهْمٌ: لا ماء فيها ولا كَلأ، ولا شجر. وقال أبو زيد: سنَةٌ يهماء: شديدة عسرة لا فرج فيها.
وقال ابن الأعرابيّ: الأيهم: الرجل الذي لا عقل له، ول فهم. وقال العجَّاج: إلاّ تَضاليل الفؤاد الأيهَم وقال الأصمعي: اليَهْماء: الفَلاة التي لا يُهتدى فيها الطريق، والأيهَم: الأعمى والأيهم: الذي لا عقل معه. وقال رؤبة: كأنما تغريدُه بعد العَتَمْ مُرْتَجِسٌ جَلْجَلَ أو حادٍ نَهَمْ أو راجزٌ فيخ لَجاجٌ ويَهَمْ أي لا يعقل. قال أبو زيد: يقال: أنت أشدّ وأشجع من الأَيهْمَين، وهما الجمل والسَّيْل، ولا يقال لأحدهما: أَيهَم. ويقال: رجل أَيهم، إذا كان لا يحفظ ولا يعقل. هيم ويقال:استُهِيم فؤادُه فهو مُستهامُ الفؤاد. وقال ابن الأعرابيّ: الهَيْم: هَيمَان العاشق. قال: والشاعر إذا خَلا في الصحراء هام. وقيل في قول الله جل وعز يصف الشعراء:(ألم تر أنهم في كلِّ وادٍ يَهِيمون). قال بعضهم: هو وادي الصّحْراء يخلو فيه العاشق والشاعر، ويقال هو وادي الكلام، والله أعلم. مها ويقال للثَّغْر النَّقِيّ: مَهَا، ومنه قول الأعشى: ومَهَا تـرِفُّ غُـروبُـه يَشفِي المتَّيم ذا الحرارهْ ومه ثعلب عن ابن الأعرابي: الوَمْهَةُ الإذْوَابة من كلّ شيء. مهو، وقال أبو عبيد: من أمثالهم في باب أفعَل: إنه لأخيَبُ من شَيخ مَهْوٍ صَفْقَةً. قال: وهُمْ: حَيٌّ من عبد القيس كانت لهم في المَثَل قصة يسُج ذِكرُها. أوه وقال ابن السكيت: الآهة من التأوَّه، وهو التوجُّع، يقال: تأوَّهْتُ آهةً، وكذلك قولُهم في الدعاء: آهةً وأَمِيهةً، وقد مرَّ تفسيرهما. ورُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير قوله: (إن إبراهيمَ لأوَّاهٌ حليم) أنه قال: الأوَّاهُ الدَّعّاءُ. وقال أبو عبيد: الأوَّاه: المتأَوِّه شَفَقاً وفرقا، المتضرِّع يقينا ولُزوما للطاعة، وأنشد: إذا ما قمتُ أَرحَلُها بلَـيْل تأَوَّهُ آهةَ الرَّجل الحزين ويقال: الأوَّاه: الرَّحيم، وقيل: الرَّقيق، وقيل: الفقيه، وقيل: المؤمن، بلغة الحبشة. وحدَّثنا السَّعْدي عن أبى زُرْعة عن قَبِيصَة عن سُفيان عن سلمة بن كُهَيل عن مسلم البَطين عن أبى العُبَيْدَيْن قال: سألتُ ابنَ مسعود عن الأوَّاه، فقال: الرحيم. وقال ابن المظفَّر: آهِ هو حكايةُ المتأَوِّه في صَوْته، وقد يفعله الإنسان شفقةً وجَزَعا، وأنشد: أهٍ من تَـيَّاكِ آهـا تركَتْ قلبي مُتاها ونحو ذلك قال ابن الأعرابيّ، وقال: تأَوَّهَ تأَوُّهاً، إذا توَجَّع، ومثله أوَّهَ تَأْوِيهاً. وقال أبو حاتم: العرب تقول: أَوَّه وآوَه وآوُوه، بالمَدّوواين، وأَوْهِ بكسر الهاء خفيفة، وأنشد الفراء: فَأَوْهِ من الذِّكرَى إذا ما ذَكرتُها ومن بُعدِ أرضٍ بينَنا وسَماءِ وروى ابن المظفَّر: أَوَّهَ وأَهَّهَ، إذا توجع الحزين الكئيبُ، فقال: آهِ، أو قال: هاهِ عند التوجُّع، فأخرج نفسه بهذا الصوت ليتفرَّج عنه بعض ما به. هيه قال الليث: يقال: هِيهِ وهيهَ، بالكسر والفتح، في موضع إيهِ وإيهَ. وقال ابن السكيت: تقول للرَّجل إذا استزَدْتَه من حديث أو عمل: إيِه، فإن وصلت قلتَ: إيهٍ حدِّثْنا. وقال في قول ذي الرمة: وقَفْنا فقلنا: إيِه عن أم سالـمٍ وما بالُ تَكليم الدِّيارِ البَلاقع فلم ينونَّ، وقد وصل أنه نوى الوقف. قال: فإذا أَسْكتَّه وكفَفْتَه قلت: إِيهاً عنا، فإِذا أَغْرَيته بالشيء قلت: وَيْهاً يا فُلان، فإذا تعجَّبتَ من طيبِ شيء قلت: واهاً له ما أَطيَبَه، قال أبو النجم: واهاً لرَيَّا ثم واهاً واهاَ وأنشد: وهو إذا قيل لهُ: وَيْهاً كُلْ فإنه مُوَاشكٌ مُسْتَعْجِـلْ وهو إذا قيلَ له: وَيْهاً فُلْ فإنه أَحْجِ به أن يَنكـلْ أبو عبيد عن أبى زيد: تقول في الأمر: إيهٍ افعَلْ، وفي النَّهْى: إيهاً عني الآن، وفي الإغراء: وَيْهاً يا فلان. وقال ابن الأعرابيّ نحواً ممَّا قال. وقال الكسائي: من العرب من يَتعجَّب بِوَاهاً فيقول: واهاً لهذا، أي ما أَحسنَه. وقال الليث: يقال إيهٍ وإيهِ، في الاستزادة والاستنطاق وإيهَ وإيهاً، في الزَّجْر والنهي، كقولك: إيهَ حَسْبُك، وإيهاً حِسْبُك.
وقال الليث: ها بفَخامة الألف: تنبيه، وبإمالة الألف: حرف هجاء. قال: وهاء ممدودٌ يكون تَلْبِيةً. كقول الشاعر. لابل، يَملُّك حين تَدعْوا باسمه فيقول: هاءَ وطاء لماَ لبَّى قال: وأهُل الحجاز يقولون في موضع لَبَّى في الإجابة: لَبى خفيفةً، ويقولون أيضاً في هذا المعنى: هَبَى ويقولون: ها إنك زيد معناه أ إنك زيد في الاستفهام، ويقصرون فيقولون: هَإنّكَفي موضع أَ إنَّك زيد، والأصل فيه الهَمْزَتان. هيّ بن بَيّ قال الليث: هَىّ بن بَىّ كان من ولد آدم فانقرض نسله، وكذلك هيّان بن بيّان. ثعلب عن ابن الأعرابي: هو هيُّ بنُ بيّ وهيّان بن بيّان وبيّ بن بيّ. يقال ذلك كله للرجل إذا كان خسيساً. أبو عبيد عن الكسائي يقال: يا هَيُّ مالِي، معناه التَلُهُّف والأسى، ومعناه يا عَجَبا ما لِي. وروى الفراء عن الكسائي أنه قال: من العرب من يتعجب بهَىّ وفَىّ وشَىّ، ومنهم من يزيدها فيقول: يا هَيَّما وياشيَّما ويافيَّما، أي ما أَحسن هذا. وقال ابن دُرَيد: العرب تقول هَيَّك أيْ أسرعْ فيما أنت فيه. هيا قال الليث: هَيَا مِنْ زَجْر الإبل، هَيْهَيْتُ بها هِيهاءً وهيِهاةً، وأنشد: مِن وَجْسِ هِيهاءَ ومن هِيهائهِ وقال العجاج: هيهاتَ من مَختِرقٍ هَيهاؤه قال: وهَيهاؤُه معناه البُعْد، والشيء الذي لا يُرجى. قال: ومن قال: ها فحكى ذلك قال: ها هَيْت: ها هَيْتُ بالإبل: دَعَوتها، وهأْهأْتُ بها للعَلَف، وجَأْجَأْتُ بالإبل للشرب، والاسم منه والجِئُ والهِئُ، وأنشد: وما كان على الجِئ ولا الهِئ امتداحِيكا ونحو ذلك قال ابن الأعرابي. هيه قلت: واتفق أهل اللغة أن التاء من هَيْهات ليست بأصلية أصلها هاء: قال أبو عمرو بن العلاء: إذا وصلت هيهاتَ فدَع التاءَ على حالها، وإذا وقفت فقل: هَيهَات هيهاه، قال ذلك في قوله عز وجل: (هيهاتَ هيهاتَ لماَ تُوعَدون). وبنحو ذلك قال الخليل وسيبويه. وقال أبو إسحاق الزجاج: تأويل (هيهات هيهات) البُعْد لما توعدون. قال: وقال سيبويه: من كسر التاء فقال: هيهاتِ هيهاتِ، فهي بمنزله، عِرْقات تقول: استأصَلَ اللهُ عرقاتَهم وعِرْقاتِهم، فمن كسر التاء جعلها جمعاً، واحدها عِرْقة، وواحد هيهاتٍ على ذلك هيهة، ومن نصب التاء جعلها كلمة واحدة. قال: ويقال: هيهاتَ ما قلتُ، وهيهاتَ لمِا قلت، فمنْ أَدخل اللام فمعناه البُعُد لقولك. وقال ابن الأنباري: في هيهات سبعُ لغات: فمن قال هيهاتَ بفتح التاء من غير تنوين شبه التاء بالهاء، ونصبها على مذهب الأداة. ومن قال: هيْهاتاً بالتنوين، شبهه بقوله تعالى: (فقليلاً ما يؤمنون) أي فقليلا إيمانهم ومن قال: هيهاتِ شبهه بحَذامِ، وقَطاعِ، ومن قال هيهات لك، بالتنوين، شبهه بالأصوات كقولهم: غاقٍ وطاقٍ، ومن قال هيهاتُ لكَ، بالرفع، ذهب بها إلى الوَصْف فقال: هي أداةٌ والأدواتُ معرفةٌ، ومن رفعها ونونَّ شبه التاء بتاء الجمع، كقوله: مِن عَرَقاتٍ. قال: ومن قال العرب من يقول: أَيْهات، في اللغات التي ذكرتُها كلها، ومنهم من يقول: أَيْهان بالنون. ومنهم من يقول: أَيْها بلا نون، ومن قال أَيْها، فإنه حذف التاء كما حذفت الياء من حاشي، فقالوا: حاش الله، وأنشد: ومن دُونيَ الأَعْراضُ والقِنْعُ كلُّه وكُتمانُ أَيْهاَ ما أَشَتَّ وأبـعـدَا قال: هذه اللغات كلها معناها البُعد، المستعمل منها استعمالا عالياً الفتح بلا تنوين. وقال الفراء: نصبُ هيهات بمنزله نصب رُبَّتَ وثُمَّتَ، والأصل رُبَّهْ وثُمَّهْ، وأنشد: ما وِيَّ يارُبَّتمـاَ غـارةٍ شعواءَ كاللَّذْعَةِ بالميسمِ قال: ومن كسر التاء لم يجعلها هاء تأنيث، وجعلها بمزله دَراكِ وقَطامِ. هيأ قال الليث: الهَيئة للمتهيِّئ في مَلْبَسه ونحوه تقول: هاءَ فلانٌ يَهاءُ هَيئةً. قال: وقرى (هِئْتُ لكَ) أي تهيأت لك. قال: والهَيِّءُ على تقدير هَيِّع: الحسنُ الهيئة من كلَّ شيء. قال: والمُهايأَة: أَمرٌ يتهايأُ للقوم فيتراضَوْن به، وهَيَّأُتُ الأمرَ تهيِئةً، فهو مُهَيًّأ. هوأ
وأما الهَوْء فهو الهِمَّة، يقال: فلان بعيدُ الهوْء، وبعيد الشَأْو، إذا كان بعيدَ الهمّة، وهو يَهُوءُ بنفسِه، أي يرفَعها، وقال الرَّاجز:
لا عاجزُ الهَوْءِ ولا جَعْدُ القَدَمْ
وإنه ليَهوء بنفسه إلى المعالي، ويقال: هُؤْتُه بخيرٍ وهُؤْتثه بشَرٍّ، وهُؤْته بمالش، مثل هُرْتثه وأَزْنَنْتُه به.
عمرو بن أبيه: هُؤْتُ به وشُؤتُ به، أي فَرِحْتُ به.
ثعلب عن ابن الأعرابيّ: هَأَى، إذا ضَعُف، وأَهَى إذا قَهقَه في ضحكه.
هوه
وقال الليث: حمارٌ وَهْوَاهٌ يُوَهْوِه حول عانَتِه.
وقال غيره: فرسٌ وَهْوَهٌ وَوَهْواهٌ إذا كان حريصاً على الجِري نَشيطاً. وقال ابن مقبل يصف فرساً يصيد الوحش:
وصاحِبي وَهْوَهٌ مُستَوْهِـلٌ زَعِـلٌ وعَولُ بين حمارِ الوْحشِ والعَصَرِ
وقال أبو عبيدة: من أصوات الفَرَس الوَهْوَهة، وفَرَس مُوَهْوِه، وهو الذي يَقْلَع من نَفسِه شِبْهَ النَّهْم، غير أنّ ذلك خِلقَة منه لا يستعين فيه بحنجرته.
قال: والنَّهْم: خروجُ الصَّوت على الإبعاد، وقال رؤبة يصف حمارا:
مقتدِرُ الضَيْعة وَهوْاهُ الشَّفَقْ
وقال أيضاً: ودُونَ نَبْحِ النَّابح المُوَهْوِهِ
ياه
وقال الليث: تقول، يَهْيَهْتُ بالإبل، إذا قلتَ: ياه، ياه، ويقول الرجل لصاحبه من بعيد: ياهْ ياهْ أَقْبِلْ.
وقال ذُو الرّمة:
تَلوَّمَ يَهْـياهٍ بـياهٍ وقـد مَـضَـى من الليل جَوْزُ واسْبَطرَّتْ كواكبُهْ
وقال رؤبة:
من وَجْس هَيْهاهٍ ومِن يَهْيائها
وقال:
يُنـادِي بـيهْـياءٍ وياهٍ كــأنّـــه صُوَيتُ الرُوَيْعِي ضَلَّ بالَّليل صاحِبُه
يقال: إنه يناديه يا هِياه، ثم يَسكت منتظراً الجوابَ عن دَعوَته، فإذا أَبطأ عنه.
قال: ياهِ، وقد يَهْيَهَ يَهْيَاهاً، وياه ياه: نِداءان.
قال:وبعضُ يقول: ياهَياه، فَينصِب الهاء الأولى، وبعضٌ يَكرَه ذلك، ويقول: هَياه من أسماء الشّياطين.
وتقول: يَهْيَهْتُ به.
وقال الأصمعيّ: إذا حَكَوْا صوتَ الدّاعي قالوا. يَهْيذياهْ، وإذا حَكَوْا صوتَ المجِيبَ قالوا: ياهَ، والفِعل منهما جميعا: يَهْيَهْتُ.
وقال الأصمعيّ في تفسير بيت ذي الرمّة: إنّ الدّاعي سَمِع صوتا يا هَيَاهْ فأجاب بَياهِ رَجاء أن يأتيه الصوتُ ثانيةً، فهو متلوِّم بقوله ياه صَوْتاً بياهِياه.
وقال ابن برزج: ناسٌ من بني أسَد يقولون: يا هَيَاهُ أَقبِلْ، ويا هَيَاهُ أَقْبِلا، ويا هِياهُ أَقْبِلوا ويا هِيَاه أَقْبِلي، وللنساء كذلك، ولُغةٌ أخرى يقولون للرجل يا هَيَاهُ أَقْبِلْ، ويا هَياهان أَقْبِلا، وللثلاثة: يا هَيَاهُونَ أَقبِلوا، وللمرأة: يا هَيَاهَ أَقبلي فَينصِبونها، كأنهم خالفوا بذلك بينها وبين الرجل، لأنهم أرادوا الهاءَ فلم يدخلوها، وللثنتَين: يا هَياهَتان أَقْبِلا، ويا هَياهاتُ أَقْبِلنَ.
ثعلب عن ابن الأعرابيّ: يا هَياهُ ويا هَياهِ وياهَياتَ ويا هَياتِ كلّ ذلك بفتح الهاء.
أبو حاتم عن الأصمعيّ: العامة تقول: يا هِيَا. وهو مُوَلَّد، والصواب يا هَيَاه بفتح الهاء، ويا هَيَأ.
قال أبو حاتم: أظنُّ أصلَه بالسُّرْيانية: يا هَيَا شَرَا هِيَا.
قال: وكان أبو عمرو بن العلاء يقول: يا هَياهُ أَقْبِلْ، ولا يقول لغير الواحد، وقال: يَهْيَهْتُ بالرجل من ياهَياه.
وهي
وقال الليث: يقال وهيَ الحائط يَهى إذا اتَفَزَّر واسترخَى، وكذلك ال ثّوبُ والقِرْبة واَلحبْل.
قال: والسحاب إذا تَبَعقَ بمطرٍ تبُّعقاً قيل: وهَتْ عَزَالِيه، وكذلك إذا استرخَى رِباط الشيء.
يقال: وَهيَ، ويجمَع الوَهْيُ وُهِيّاً، وأنشد:
أَمِ اَلحبْلُ واهٍ بها مُنْجذِمْ
ثعلب عن ابن الأعرابيّ: وَهي إذا حَمق، ووَهَى إذا سَقَط، ووَهَى إذا ضَعُف
أيه
أبو عبيد عن ابن عمرو: التَّأييهُ الصَّوت، وقد أَبَّهْتُبه تَأْبيها، يكون بالناس والإبل. قال: والتهِيتُ: الصَّوْتُ بالناس.
وقال أبو زيد: هو أن يقول له: يا هَياه.
هوى
أبو عبيد عن الأصمعيّ: هَوَيتُ أَهْوِي هُوِيَّا، إذا سقطتَ من عُلْوٍ إلى أسفل، وكذلك الهَوِيُّ في السَّير إذا مضى.
وهَوَت الطعنةُ تَهوِي، إذا فتحتْ فاها. وقال أبو النّجم:
فاختاضَ أخرى فَهَوَتْ رَجُوحَا للشِّقّ يَهوِي جُرحُها مَفْتوحَا وقال أبو العباس ثعلب: أهْوَى من قريب، وهَوَى من بعيد، وأنشد: طَوَيناهما حتى إذا ما أنِـيخَـتَـا مُناخاً هَوَى بين الكُلَى والكَراكِرِ يريد: خلاَ وانْفَتحَ من الضُّمْر. قال: وأهوَيتُ له بالسّيف وغيره، وأهوَيْتُ بالشيء. إذا أَوْمأْتَ به. ويقال: أهوَيْتُه، إذا ألقَيْتَه من فوقُ. قال أبو العباس: وقال ابن الأعرابيّ: الهَوِيُّ: السريع إلى أسفل، والهُوِيّ: السريع إلى فوق. قال: وحكى ابن نجدة عن أبي زيد مِثله سواء، وأنشد: الدَّلُو في إصعادِها عَجْلَى الهُوِيّ وروى الرياشيّ عن أبي زيد مِثله. قال: وهَوَت العُقابُ تَهوِي هَوِيّاً، إذا انقضّت على صَيْد أو غيره ما لم تُرِغْه، فإذا أَرَاغَتْه. قيل: أهوَتْ له إهوءاً. قال: والإهواء أيضا: التناول باليَد والضربُ، والإراغة: أن يذهب الصيدُ هكذا وهكذا، والعقابُ تَتْبَعُهُ. سَلمة عن الفراء في قول الله جل وعز:( فاجعلْ أفئدةً من الناس تهوى إليهم) يقول: اجعل أفئدةً من الناس تريدهم، كما تقول: رأيتُ فلاناً يهوى نحوَك، معناه يريدك. قال: وقرأ بعض الناس (تهوى إليهم) بمعنى تهواهم، كما قال:( رَدِف لكم) ورَدفَكم. وقال أبو العباس: قال الأخفش في قوله: (تَهوِي إليهم) إنه في التفسير تَهواهُم. قال: وقال الفراء تهوى إليهم: تسرِع، وتهوى إليهم: تَهْواهم. وقول الله جل وعز )والمؤتفِكة أهْوَى) يعني مدائن قوم لوط، أي أسقطها فَهَوَتْ، أي سقطت. وقال ابن المظفر: العامّة تقول: الهُوى في مَصدرِ هَوى يهوِي في المَهوْاة هَوِيّا. قال: وأما الهَوِيّ الملِيُّ، فالحين الطويل من الزمان، يقال: جلست عنده هويّا. قال: وهَوى فلان، إذا مات. وقال النابغة: وقال الشامِتون هوَى زيادٌ لكل مَنِيَّةٍ سببٌ متـينُ قال: وتقول: أهوى فأخذَ، معناه أهوَى إليه يَدَه. وتقول: أهوَى إليه بيده. قال: والهاوية: اسم من أسماء جهنم. والهاوية: كل مَهْوَاةٍ لا يُدرك قعرها، والهُوَّة: كل وَهْدةٍ مُعَمَّقَةٍ، وأنشد: كأنه في هُوَّة تَقَحْذَما وجمع الهُوّة هي هُوًى، وفي النوادر فلانٌ هُوَّةٌ أي أحمق لا يمسك شيئاً في صدره. وهَوٌّ من الأرض: جانب منها. والمَهواةُ: موضع في الهواء مُشرفٌ ما دونه من جبلٍ وغيره ويقال هوَى يهوِي هَوَياناً، ورأيتُهم في الْمَهْوَاة، إذا سقط بعضُهم في أثر بعض. ويقال للمستهام، الذي يَستهِيمُه الجنُّ: استهوتْه الشياطينُ، فهو حيرانُ هائم. وقال أبو إسحاق في قوله عز وجل: (كالذي استهوتْه الشياطين) كالذي زينت له الشياطين هواه حَيْرانَ في حال حَيْرَتِه. وقال القيتبيّ: استَهوته الشياطين: هوَتْ به وأَذْهَبْته، جعله من هوَى يِهوى، وجعله الزّجاج من هوِىَ يهوَى. وأخبرني المنذريُّ عن أبو الهيثم في قول الله جلّ وعزّ: (وأَفْئِدَهمْ هواء) قال: كأنهم لا يَعقلون من هَوْل يوِم القيامة. والهَواءُ والخواءُ واحد. قال: والهواء كلُّ فُرْجة بين شيئين كما بين أسفل البيت إلى أعلاه، واسفل البئر إلى أَعْلاها. قال: ويقال: هوتِ الناقة والأتان وغيرهما تهوِى هَوِياًّ فهي هاوية، إذا عَدَتْ عَدْواً أَرْفعَ العَدْو، وكأنه في هواءِ بئر يهوِي شَدِيداً فيها، وأنشد: فَشَجَّ بها الأماعزَ وهي تهوِي هَوِىَّ الدَّلو أَسلمها الرِّشاءُ ويقال: هَوَى صدرُه يهوِى هَواء إذا خلا قال جرير: ومُجاشعٌ قَصَبٌ هَوَتْ أجوافُـه لو ينفُخون من الخُؤُورة طارُوا أي هم بمنزلة قصبٍ جَوفُه هواء أي خالٍ أي لا فُؤادَ لهم، كالهواء الذي بين السماء والأرض. سلمة عن الفراء في قول الله جلّ وعز: (فأُمُّه هاوية). قال بعضهم: هذا دعاء عليه، كما تقول: هَوَتْ أُمُّه، على قول العرب، وأنشد قوله: هَوَتْ أمُّه ما يبعثُ الصبح غادِياً وماذا يُؤدِّي الليلُ حينَ يَؤُوبُ ومعنى هوت أمه هلكت أُمُّه. وقال بعضهم: أمَّه هاوية، صاَرَتْ هاوية مَأْواه، كما تُؤوِي المرأةُ ابنها، فجعلها إذ لا مأوى له غيرها أُمًّل له. وقيل: معنى قوله: (فأُمّه هاوية)، أُمُّ رأْسِه تهوِى في النار.
وقال الليث: الهوَى مقصور: هوى الضمير، تقول: هوىَ يهوَى هَوىً، ورجلٌ هَوٍ ذو هَوًى مخامر، وامرأة هَوِيَة، لا تزال تهوَى على تقدير فَعِلَة، فإذا بُنِىَ منه بجزم العين. قيل: هَيَّة مثل طيَّة. قال: والهواء ممدود، هو الجوّ، وأهل الهواء واحدها هَوًى. وقال أبو إسحاق في قوله: (وأفئدتهم هواء) أي متخرِّقة لا تعي شيئاً من الخوْف. وقيل: نُزِعَتْ أفئدتهم من أجوافهم. وقال حسان بن ثابت: ألا أَبِلغْ أبا سفيان عـنـى فأًنت مُجَوَّفٌ نَخِبٌ هواءُ أبو عبيد عن الأصمعيّ: الهَوْهاءَةُ: الضعيف الفؤاد، الجبان. وقال أبو عبيدة: اَوْماة والهَوْهاة واحدٌ والجميع الموامِي والهواهِى. وقال أبو عبيد: الهواهي: الأباطيل وقال ابن أحمر: وفي كلّ عام يداعونِ أَطِـبَّةً إلىَّ وما يُجْدُونَ إلاّ الهواهيا وقال غيره: الهواهي: ضَروبٌ من السير وأنشد: تغالَتْ يداها بالنَّجـاء وتـنـتـحـى هواهي من سَيرٍ وعُرْضَتها الصَّبْرُ تغالت: ارتفعت. وتنتحي: تعتمد وأخبرني المنذري عن الحراني عن ابن السكيت قال: رجل هَواهِيَة وهَوهاءةٌ، إذا كان منخوب الفؤاد قال: وأصل الهوهاءة البئر التي لا متعلَّق لها ولا موضع لرِجْلِ نازلها لبعد جاَلَيْها. ويقال: سمعتُ لأذُني هَوِيًّا، أي دَوِيَّا، وقد هَوَتْ أذُنه تهوِى. والمُهاوَاة: السير الشديد، يقال: هاوَتْ بي الناقة مُهاواةً. وقال ذو الرمة: وكائِنْ بِناَ هاوِينَ من بطن هَوْجَلٍ وظَلماَء والهِلْباَجَة الجِبْسُ راقِدُ ويقال: هاوَيتُ القومَ في السير، أي سرت مثل سيرهم. وقال ذو الرمة: فلم تستَطِع مَىٌّ مُهاَواتَنَا السُّـرَى ولا لَيلُ عبسٍ في البُرِينَ سوامِي أبو عبيد عن الكسائي: هاوأت الرجل وهاوَيْتُه في باب ما يهُمز ولا يُهمز. قال: ودَارأته ودارَيتُه، يُهمز ولا يُهمز. وقال الأصمعيّ: الهَوِيَّةُ: بئر بعيدةُ المَهْواة. قال الشماخ: ولما رأيتُ المرَ عرْشَ هَوِيّةٍ تَسلَّيْتُ حاجاتِ الفؤاد بِشَمَّرا أراد لما رأيتني كأنني مُشرف على هلكة مضيتُ ولم أُقِم. وشمر: اسم ناقة أي ركبتُها ومضيتُ. وقال ابن شميل: الهُوَّة ذاهبةٌ في الأرض بعيدةُ القَعْر مثل الدَّحْل، غير أن له أَلجافاً، والجماعةُ الهُوُّ، ورأسُها مثلُ رأسِ الرّحْل. وقال الأصمعيّ: هُوَّة وهُوًى. وقال أبو عمرو: الهُوَّة: البئرُ. وقيل: الهُوّة: الحُفرة البعيدة القَعْر، وهي الَمهواة. وقال ابن الأعرابيّ: الرواية عَرْشَ هُوِيّةٍ أراد أَهوية فلما سقطت الهمزة رُدَّت الضمةُ إلى الهاء، المعنى لما رأيتُ الأمر مُشرفا على الفَوْت مضيتُ ولم أُقِمْ. اللحيانيّ: رجلٌ هَأْهأ وهاهاء، من الضحِك، وأنشد: يا رُبَّ بيضاَء من العَواسِج هَأْهَاءَةٍ ذاتِ جَبينٍ سارِجِ أي حَسَنٍ، اشتقاقهُ من السِّراج. عمرو عن أبيه: الهَأْهاء: دُعاءُ الإبل إلى العَلَف، وهو زَجر الكلْب وإشْلاؤُه، وهو الضحك العالي. قال: وهاهَيْتُ الكلابَ: زجرتُها، وأنشد: أَرَى شَعَرات على حاجِبَيْ يَ بِيضاً نَبَتْن جميعاً تؤاما ظلِلتُ أُهَاهِي بهنّ الكلاب أحسَبهنّ صِواراً قيامـاً وحدثنا محمد بن سعيد عن الحسن الحلواني عن يزيد بن هارون، عن ابن أبى ذئب، عن سعيد المَقْبُري، عن أبيه عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يُحِبّ العُطاسَ ويكرَه التثاؤب، فإذا عطس أحدُكم فقال: الحمد لله، فحقَّ على كل من سَمِعه أن يقول: يرحمُك الله، وأما التثَاؤب، فإذا تثاءَب أحدُكم فليرُدّه ما استطاع، ولا يقولنّ هاه هاه، فإِنما ذلكم الشيطان، يضحَك منه". ويقال: هو كنايةٌ تذكير، وهي كنايةُ تأنيث، وهما للاثنين، وهم للجماعة من الرجال، وهنَّ للنساء، فإذا وقفت على هو وصلت الواو فقلت: هُوَهْ، وإذا أَدْرَجتَ طرحت هاء الصلة.
وأخبرني المنذري عن أبى الهيثم أنه قال يقال: مررتُ بهْ ومررت بهِ وبِهى وإن شئت مررتُ بهْ وبهُ وبهُو، وكذلك ضَرَبه، فيه هذه اللغات، وكذلك يَضرِبُهْ ويضرِبُهُ ويَضرِبُهُو، فإذا أفرَدْتَ الهاء من الاتصال بالاسم أو الفعل، أو بالأداة، وابتدأت بها كلامك، قلتَ: هو لكلّ مذكَّر، وهي لكل مؤنثة غائبة، قد جَرى ذكرُهما فزِدْتَ واواً أو ياءً استثقالا للاسم على حرف واحد، لأنَّ الاسم لا يكون أقلَّ من حرفين. قال: ومنهم من يقول: الاسم إذا كان على حرْفين فهو ناقص، قد ذهبَ منه حرف، فإن عُرِف تثنيتُه وجمعُه وتصغيره وتَصريفه عُرف الناقصُ منه، وإن لمُ يصرَّف ولم يصغّر ولم يعرف له اشتقاق زيدَ فيه مثل آخره، فقيل: هوَّ أخوك، فزادوا مع الواو واواً، وأنشد: فإني لساني شُهْدةٌ يُشتفى بهـا وهُوَّ على من صَبّه الله عَلْقَمُ كما قالوا في من وعن ولا تصرف لهما، فقالوا: مِنِّى أحسنُ مِن مِنِّك، فزادوا نوناً مع النون. يأيها قال سيبويه، وهو قول الخليل، إذا قلت: يأيها الرجل، فأيُّ اسمٌ مبهَم مبنيُّ على الضمّ، لأنه منادّى مفرد، والرجل صفةٌ لأيّ، تقول: يأَيها الرجل أَقْبِلْ، ولا يجوز يا الرجل، لأن يا تنبيه بمنزلة التعريف في الرجل، فلا يُجمع بين يا وبين اللف واللام، فتصل إلى اللف واللام بأَي، وها لازمةٌ لأيّ للتنبيه، وهي عِوَض من الإضافة في أي، لأن أصل أيٍّ أن تكون مضافة إلى الاستفهام والخبر، وتقول للمرأة: أيأَيتها المرأة، والقُرَّاء كلهم قرءوا: "أيَّهاَ" "ويأَيها الناسُ"، "وأيها المؤمِنون" إلا ابن عامر فإنه يقول: "أيُّهُ المؤمِنون"، وليست بجيدة. وقال ابن الأنباريّ: هي لغة، وأما قولُ جرير: يقول ليَ الأصحابُ هل أنت لاحِقٌ بأهِلكَ إنّ الـزاهَـرِيَّة لاهِـيا ومعنى قوله لاهِيَا، أي لا سبيل إليها، وكذلك إذا ذكر الرجلُ شيئاً لا سبيل إليه قال له المجيب: لا هُوَ، أي لا سبيل إليه، فلا تذْكُرْه. ويقال: هُوَ هُوَ، أي هُوَ من قد عرفته، ويقال: هِيَ هِيَ، أي هِيَ الداهية التي عرفتها، وهُم هُم أي هم الذين أنكرتَهم، وقال الهُذَليّ: رفَوْني وقالوا يا خُوَيلِد لا تُرَعْ فقلتُ وأَنكرتُ الوجُوهَ هُمُ هُمُ عمرو عن أبيه: ظبية مَوْءُوهة ومَأْوُوهةٌ، وذلك أن الغزال إذا نجا من الكلب أو من النَّبْل وَقَف وقْفةً، ثم قال: أوْه، ثم عَدَا. وقال النضر: الهَوَّةُ، بفتح الهاء، وهي الكُوّة حكاها عن أبى الهُذَيل، قال: والهُوَّةُ: المَهْواة بين جبلين. وقال ابن الفرج: سمعتُ خليفة يقول: للبيت كِواءٌ كثيرةٌ وهِواءٌ كثيرة، والواحدة كَوّة وهَوَّة، وأما النّضر فأنه زعم أنّ الهَوَّة بمعنى الكَوّة تُجمع هُوًى، مثل قَرْية وقُرًى. أخبرني المنذريّ، عن ثعلب، عن ابن الأعرابيّ قال: إذا أخصب الزمان جاء الغاوي والهاوي. قال: الغاوي الجراد، وهو الغوعاء، والهاوي: الذباب، أي يهوِي حتى أتى الخصب. خق قال ابن المظفَّر: الخقِيق: زُعاقُ قنْب الدابة، فإذا ضُوعِف مخفَّفا قيل: خَقْخَقَ. قال: ومن الأحراح مُخِق، وإخْقاقُه صوته عند النَّخْج، وتقول: خَقّتْ الأتانَ تَخِقّ خقيقا، وكذلك كلُّ أَتان ودابة أنثى، وهو صوتُ حيائها من الهُزال والاسترخاء عند المجامعة، ونحو ذلك، واتان خَقُوقٌ: واسعة الدُّبر. ويقال في السِّباب: يا بنَ الخَقُوق. أبو عبيد عن أبى زيد: الخَقوق من الأُتُنِ: التي يُصوت حَياؤها، وقد خَقّت تخِقّ، ويكون ذلك من الهُزال. وقال أبو عبيدة في كتاب الخيل: الخِقاق: صوتٌ يكون في ظَبْية الأنثى من الخيل من رَخاوةِ خِلْقتها وارتفاع مُلتَقاها، فإذا تحركت لعَنَقٍ أو غيره احْتَشَت رجِمها الريحُ، فصوتت فذاك الخِقاق. قال: ويقال للفرس من ذلك: الخاقُّ. أبو عبيد، عن أبى زيد: قال: إذا اتّسعت البَكْرة أو اتسع خرْقُها عنها. قيل: أَخَقَّت إخْقاقاً فانخَسُوها نَخْسا، وهو أن يَسُدَّ ما اتسع منها بخشبة، أو بحجر، أو غيره. وفي حديث النبي صلى الله عليم وسلم أنَّ رجلا كان واقفا معه وهو معه وهو مُحرِم، فَوقَصتْ به ناقتُه في أخاقِيق جِرْذان، فمات. وقال أبو عبيد: قال الأصمعيّ: إنما هي لخَاقِيقُ جرذان، واحدها لخْقُوُق، وهي شقوق في الأرض.
قلت: وقال غيره: الأَخاقيق صحيحة، كما جاء في الحديث، واحدها أُخْقوق مثل أُخدُود، وأَخاديد. والخَقّ والخدّ: الشق في الأرض. يقال: خَدَّ السُّيلُ فيها خداًّ وأَخَقَّ فيها خَقّا. وقال ابن شميل: خَقَّ السَيلُ في الأرض خَقّا، إذا حَفَر فيها حَفْراً عميقاً. وقال غيره: كتب عبدُ الملك ابن مروان إلى وكيل له على ضيعة له: أما بعد فلا تَدَعْ خَقاًّ في الأرض ولا لَقاًّ إلا سَوَّيْتَه. وأنشد شمر للعين المنِقْرَي: وقاسِحٍ كعَـمـوُدِ الأَثْـلِ يَحْـفِـزُه وِرْكا حِصانٍ وصُلْبٌ غيِرُ مَعْروقِ مِثلِ الهِراوة مِـئْتَـامٍ إذا وَقَـبَـتْ في مَهِبل صادَفتْ داءَ اللخاقـيقِ وقال الليث: الأُخْقُوق: نُقَرٌ في الأرض وهي كُسورٌ فيها وفي مُنفَرِج الجبال، وفي الأرض المتفقِّرة. قال: والأُخْقوق: قَدْرُ ما يختفي فيه الرجل والدابة. قال: ومن قال: الُّلخْقٌوق فإنما هو غَلَط من قبل الهمزة مع لام المعرفة. قلت: هي لغةٌ لبعض العرب يتكلم بها أهل المدينة، وبهذه اللغة قرأ نافع، يقولون: قال أَلَحْمَرُ، يريدون: قال الأحْمَر، ومنهم من يقول: قال لَحْمَرُ. قال ذلك سيبويه والخليل، حكاه الزجاج. ثعلب، عن ابن الأعرابيّ: الخَقَقَةُ: الرَّكَوات المُتلاحِمات، والخَقَقَةُ أيضاً: الشُّقوق الضيقة. وفي النوادر يقال: استخَقّ الفرس وأخَقَّ وامتَخض: إذا استرخى سُرْمُه، يقال ذلك في الذكر. خج قال الليث: الريح الخَجُوج: التي تَخُجَّ في هبوبها، أي تلتوي ولو ضوعف قيل:خَجْخَجَتِ الريح كان صواباً، واختَجّ الجمل والناشط في سيره وعدوه، إذا لم يستقم. أبو عبيد، عن الأصمعيّ: الخَجُوج من الرياح: الشديدة المَرّ. وقال الليث: الخَجْخَجَة سرعة الإناحة وحلول القوم. والخَجْخَجَة: الانقباض في موضع يخنى فيه. ويقال أيضاً بالحاء، ورجل خَجّاجَة: أًحمَق لا يعقل. والخَجْخاجُ من الرجال: الذي يَهمِر الكلام ليس لكلامه جِهة. قلت: لم أسمع رجلٌ خَجّاجَة في نعت الأحمق إلا ما قرأته في كتاب الليث. والمسموعُ من العرب رجلٌ جَخّاية، قاله ابن الأعرابي وغيره. شمر: ريح خَجُوجٌ وخَجَوْجاةٌ: تَخُحّ في كل شَقٍّ، أي تشتق. قال: وقال ابن الأعرابيّ: ريح خَجَوْجاةٌ: طويلة دائمة الهبوب. وقال أبو نصر: هي البعيدة المسلك الدائمة الهبوب. وقال ابن أحمر يصف الربح: هَوْجاءُ رَعْبَلة الرَّواح خَجَوَ جاة الغُدُوِّ رَواحُها شَهْـرُ قال: والأصل خَجُوج، وقد خَجَّت تَخُجُّ، وأنشد أبو عمرو: وخَجّت النَّيْرَجُ من خَرِيقها وقال النضر: الخَجخاج من الرجال الذي: يُرِى أنه جادٌّ في أمْره وليس كما يُرى. أبو عبيد، عن الفرّاء: خَجْخَج الرجلُ وجَخْجَخ، إذا لم يُبد ما في نفسه. قلت: وهذا يقرب من قول النضر، وهو أصجُّ مما قاله الليث في الخَجْخاج. أبو عبيد عن الأصمعيّ: الخَجْوَجَى من الرجال: الطويل الرِّجْلين. ثعلب عن ابن الأعرابيّ قال: الخَجُّ: الجِماع الخَجُّ: الدَّفع. وفي النوادر: الناسُ يُهجُّون هذا الوادي هَجاًّ ويخَجُّونه خَجاًّ، أي ينحدرون فيه ويطؤنه كثيرا. جخ في حديث البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى جَخَّ. قال شمر: يقال: جَخَّى الرجلُ في صلاته، إذا رفع بطنه. قال: وجَخَّى تجْخِيَةً إذا جلس مُسْتَوْفِزاً في الغائط. قال: وقال ابن الأعرابيّ: ينبغي له أن يُجخَّى ويُخَوِّى، والتَّخجية: إذا أراد الركوع رفع ظهره. وقال أبو السَّمَيْدَع: المجخِّى: الأقْحَج الرجلين. قال: وجَخّت النجوم تخْجِيَةً وخَوّتْ تخْوِيةً: إذا مالت للمغَيب. عمرو، عن أبيه: خَجَّ جارِيتَه إذا مَسحها وجَخَّ إذا تفتح في سُجوده وغيره. وقال أبو العباس في تفسير حديث البراء معنى جَخَّ، أي فتح عضديه في السجود، وكذلك جَخَّى واجْلخَّ، كله إذا فتح عضديه في السجود. وقال الفراء: جَخَّ: تحول من مكانه إلى مكان، والقول ما قال أبو عمرو. وفي حديث آخر إن أردت العِز فجخجخْ في جُشَم. قال الليث: الجَخْجَخَة: الصياح والنداء ومعنى الحديث صِحْ ونادِ فيهم وتحوَّلْ إليهم، وانشد أبو الهيثم للأغْلَب: إنْ سَرَّك العِزُّ فجَخْخِخْ في جُشَمْ
قال أبو الهيثم: جَخْجِخ بها: ادعُ بها تُفاخِرْ معك. قال: ويقال: بل جَخْجِخْ، بها أي ادخل بها في معظمها وسودها الذي كأنه ليل، وقد تجخْجخ: أي تراكبَ، واشتدت ظلمته. قال: وأنشدنا أبو عبيد الله: لَمن خَيالٌ زارنا من مَيْدَخـاَ طافَ بنا والليلُ قد تجخجَخاَ قال أبو الفضل: وسمعتُ أبا الهيثم يقول: جَحْجَخَ أصله من جَخْ جَخْ، كما تقول: بَخْ بَخْ كلمة يتكلم بها عند تفضيلك الشيء، وكذلك بَدَخْ، مثل بَخْ وجَخْ، وأنشد: نحن بَنو صَعْبٍ وصعبٌ لأسَدْ فَبِدَخٌ هل تُنكِرَنْ ذاك مَعَدّ؟ خش قال الليث: الخَشُّ جَعلُك الْخِشاشَ في أنف البعير، وجمعه أَخِشّة. أبو عبيد عن الأصمعيّ: الخِشاش: ما كان في العظم إذا كان عُوداً، والعِران: ما كان في اللحم فوق الأنف. وقد خَشَشتُ البعيرَ فهو مخشوش. أبو عبيد عن الأصمعيّ أيضاً: خَشَشْتُ في الشيء دخلتُ فيه. قال زهير: فَخَشَّ بها خِلالَ الفَدْفدِ أي دخل بها. أبو عبيد عن الأصمعيّ الخِشاش: الحيَّة بالكسر. والخِشاش: الرجل الخفيف بالكسر. قال: والخَشاش: شِرارُ الطير، هذا وحدَه بالفتح. وقال ابن الأعرابيّ: الرجل الخفيفُ خَشاش أيضاً. رواه شمر عنه. قال: وإنما سمي به خَشاشُ الرأس من العِظام، وهو ما رَقَّ منه، وكلُّ شيء رَقَّ ولَطُف فهو خَشاش. وقال الليث: رجلَ خَشاش الرأس، فإذا لم تَذكُر الرأس فقل: رجل خِشاش بالكسر. وفي الحديث: أن امرأةً ربطتْ هِرَّة فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض. قال أبو عبيد: يعني من هوام الأرض ودوابها وما أشبهها. وفي حديث عمر: أن قبيصة بن جابر قال له: إني رميت ظبياً وأنا مُحرِم فأصبتُ خُشَشاَءَه، فأَسن فمات. قال أبو عبيد: الخُشَشاء: هو العظم الناشز خلف الأذن، وفيه لغتان: خُشَّاء، وخُشَشاء. وقال الليث: الخُششاوان: عظمان ناتئان خلف الأذنين. وقال العجاج: في خُششاَوَىْ حُرَّةِ النَّحْرِيرِ قال: والخَشْخشة: صوتُ السلاح. قال: وفي لغة ضعيفةٍ: شَخْشخة. ثعلب عن ابن الأعرابيّ: يقال لصوت الثوب الجديد إذا حُرّك: الخَشْخشة، والنَّشْنَشَة. قال: والخَشُّ: الشيء الأخشن، والخَشُّ: الشيء الأسود. أبو عبيد عن أبى عمرو: الخَشْخاش: الجماعة الكثيرة من الناس، وأنشد: في حَوْمة الفَيلق الجأْواء إذ نزلَـتْ قَسْرٌ وهَيْضلُها الخَشخاش إذ نزلوا قال: وقال أبو عمرو: رجل مِخَشٌّ، ومِخْشف، وهما الجريئان على هَوْل الليل. وقال غيره: الخَشُّ: القليل من المطر، وأنشد: يُسائلني بالمُنْـحَـنـى عـن بـلادِه فقلت: أصابَ الناسَ خَشٌّ مِن القَطْر وانخَشَّ الرجلُ في القوم انخِشاشاً: إذا دخل فيهم. أبو عبيد عن الأصمعي: الخَشاء أرضٌ فيها رَمْل، يقال: أَنْبَطَ في خَشَّاء. وقال: الخَشُّ: أرضٌ غليظةٌ فيها طين وحَصْباءُ. شمر عن الفَقْعسيّ: الخَشاش: حيَّةُ الجبَل لا تُطْنِى، قال: والأفْعى: حيّة السَّهل، وانشد: قد سالَم الأفعَى مع الخَشاشِ وقال ابن شميل: الخَشاش: حية صغيرة سمراء أصغرُ من الأرْقم. قال: والخَشاش: من دوابِّ الأرض والطير: مالا دُماغَ له. قال: والحيّة لا دُماغ له، والنعامة لا دُماغَ لها، والكَرْوانُ لا دُماغَ له. وقال: كروانٌ خَشَاش، وحُبارَى خَشاَش سواء. وقال أبو أسلم: الخَشاَش من دوابِّ الأرض: الصغير الرأس اللطيف. قال: والحِدَأ ومُلاعِبُ ظِله. خِشَاش. قال ابن الأعرابيّ: الخَشاشُ: الخفيف الرُّوح الذكيُّ، وأنشد: أنا الرجلُ الضَّرْب الذي تعرِفونه خَشاشاً كرأس الحيَّة المتوقِّـدِ وقال أبو خَيرة: الخَشاش: حيةٌ بيضاء قلما تُؤذِي. وهي بين الحُقَّاثِ والأرْقم والجميع الخِشّان. عمرو عن أبيه: يقال للرجالة: الخَشُّ والجَشُّ والصَّفُّ والبَثُّ. قال: واحد الخَشّ: خاشٌّ. ثعلب عن ابن الأعرابيّ، قال: الخَشاش: الغضبُ، يقال: قد حرك خشاشَه، إذا أَغضَبه. والخَشاش: الشجاع، بضم الخاء. قال: والخُشَيش: الغزال الصغير، والخُشَيش: تصغيرُ خُشّ، وهو التَّلُّ، والخَشاش الجُوالِق، وأنشد: بين خَشاش بازلٍ جِوَرِّ شخ
قال الليث: يقال للصبيّ: شَخَّ الصبيُّ ببَوْله: إذا أسمعك صوته، وذلك إذا امتدَّ كالقضيب.
أبو العباس عن البن الأعرابيّ: الشَّخُّ: البَوْل، وأنشد:
وكان أَكْلاً دائماً وشَخَّا
أي يَشُخّ ببَوْله لا يقدر أن يحبسه.
وقال غيره: هو الشَّخْشخة أيضاً.
وقال ابن الأعرابيّ الشَّخُّ البَوْلُ، والشَّخْشَخَةُ والخَشخشة والخَفخفة: حركة القِرطاس أو الثوب الجديد.
خض
قال أبو عبيد: قال الفراء: الخَضاضُ: الشيءُ اليسير من الحُلِيِّ.
قال: وأنشدنا القَنانيّ:
ولو أَشْرَفَتْ من كُفّة السِّتْر عاطلا لقلتَ غزالُ ما عليه خضاضُ:
قال ويقال للرجل الأحمق أيضاً: خَضاض.
وقال الأمويّ: الْخَضَضُ: الْخَرَز البيض الذي تلبسه الإماء.
وقال ابن الأعرابي: الخَضاض: نِقْسُ الدّواة، والمُداد الذي يكتب به.
قال: والخُضاخض من الرجال الضَّخْم الحسن. قلت: وجمعه الخَضاخِض، مثل قُناقن وقَناقن.
وقال الليث: الخَضخاض: ضرب من القَطِران، وكلُّ شيء يتحرك ولا يُصوت خُثورة يقال: إنه يتخضخض حتى يقال وَجَأَه بالخنجر فخضخض به بطنه.
قلت: الخضخاض الذي يُهنَأ به الجَربَي: ضربٌ من النِّفْط اسود رقيق لا خُثورة فيه، وليس بالقَطِران، لأن القطران عُصارةُ شجرٍ معروف، وفيه خُثُورة يُداوَى به دَبَرُ البعير، ولا يُطلى به الجَرَب. وشجره ينبت في جبال الشام، يقال له: العَرْعَر.
وأما الخضخاضُ فانه دَسِمٌ رقيقٌ ينبع من عين تحتَ الأرض.
وقال الليث: خصخضتُ الأرضَ، إذا قلبتها حتى يصير موضعُها مُثاراً رِخْواً، إذا وصل إليها الماءُ أَنبتتْ.
والخَضِيض: المكان المنْبُوثُ تَبُلُّه المطار.
وقال غيره: خَضخض الحمارُ الأتانَ، إذا خالطها، واصله من خاض يَخُوض، إذا دَخل الجوفَ من سِلاح وغيره.
ومنه قوُل الهُذَليّ:
فخضخضتُ صُفْتِىَ في جَمِّه خِياض المدابر قِدْحاَ عَطوفاً
ألا تراه جعل مصدره الخِياض، وهو فِعال من خاض.
وقال اللحيانيّ: قال الأصمعيّ: جمل خُضَخِضٌ وخُضاخِضٌ وخُضْخُضٌ إذا كان يتمخض من البُدْنِ والسِّمَن.
وقال الفراء: نبتٌ خُضَخِضٌ وخُضاخض الماء: رَيّانُ ناعم.
وسُئل ابن عباس عن الخضخضة، فقال: هو خيرٌ من الزّنا، ونكاحُ الأمة خيرٌ منه، وفسر الخضخضة بالاستمناء، وهو استنزالُ المَنِيِّ في غيرِ الفَرْج.
عمرو عن أبيه قال: الخَضاض: المِداد. والخَضاض: مِخْنَقَةُ السِّنَّوْر.
ضخ
قال الليث: المِضَخَّة: قصبة في جَوْفها خشبة يُرمى بها الماءُ من الفم.
قلت: الضَّخّ، مثلُ النَّضْخ وقد ضَخَّة ضخاًّ، إذا نضخّه بالماء.
خص
قال الليث: الخُصُّ: البَيْت الذي يُسقَف بخشبةٍ على هيئة الأَزَج.
قلت: وجمعه خُصوص وأَخْصاص، سُمِّى خُصاًّ لما فيه من الخَصاص، وهو التَّفاريجُ الضيقة.
والخَصاصة: الخَلَّة والحاجة وذو الخَصاصة، ذو الخَلَّة والفقر.
قال الله جل وعز: (ويُؤْثِرون على أنفسهم ولو كان بهم خَصاصة) وأصلُ ذلك من الخَصاص وكلّ خَلَل أو خَرْق يكون في مُنْخل أو بابٍ أو سحابٍ أو بُرقُع فهو خًصاص، والواحدة خَصاصة، ويجمع خَصاصات، ومنه قول الشاعر:
مِن خَصاصَاتِ مُنْخُلِ
وقال الليث: الخَصاص: شبه كَوًّ يكون في قُبة أو نحوها، إذا كان واسعاً قَدْرَ الوَجْه.
قال: وبعضٌ يجعل الخَصاص للضيِّق والواسع، حتى قالوا لخُرُوق المصفاةِ: خصاص وأنشد:
وإنْ خَصاصُ ليلِهنّ اسْتَـدَّا رَكِبْنَ من ظِلْمائِه ما اشْتَدّا
قال: شبّه القَمَرَ بالخَصاص، أي ما استتر بالغمام.
قال: والخُصوص مصدر قولك: هو يَخُصُّ وخَصَّصْتُ الشيء، وأَخصَصْتُه.
قال: والخاصّة: الذي اختصصتَه لنفسك.
قلت: وتصغَّر الخاصّة خُوَيْصَّة.
وفي الحديث: "خُوَيْصَّة أحدِكم" يعني الموت.
وقال ابن شميل عن الطائفيّ قال: الخُصاصة ما يبقى في الكَرْم بعد قِطافِهِ العُنَيْقِيد الصَّغير، هَاهُنا وآخر هَاهُنا، وجمعها خُصاس، وهو النَّبْذُ القليل.
قلتُ: ويقال له مِنْ عُذُوقُ النَّخل الشَّمْل والشَّماليل، ويقال: تخصَّص فلان بالمر واختصّ به، إذا انفرد به، وخَصَّ غيرَه واختصّه ببِرّه.
وحانوت الخَمّار يسمى خُصّا، ومنه قول امرئ القيس:
كأنَّ التِّجار أصـعـدوا بـسـبـيئة من الخُصّ حتى أنزلوها على يُسْرِ ويقال: فلان مُخِصٌّ بفلانٍ، أي خاص به، وله به خُصِّيَّة، والإخصاص في غير هذا: الإزراء ويقال: خاصٌّ بين الخصوصيّة. صخ قال الليث: الصَّاخَّة: صَيحةٌ تَصُخّ الآذانَ فتصِمُّها، ويقال: كأنما في أذنه صاخَّةٌ، أي طعنة. والغراب يَصِخّ بمنقاره في دبر البعير، أي يَطعُن، ونحو ذلك كذلك. وقال أبو إسحاق في قول الله جلّ وعزّ: (فإذا جاءت الصَّاخّة) قال: هي الصَّيْحة التي تكون عنها القيامة تَصُخّ الأسماع، أي تُصِمُّها فلا تسمع إلا ما تُدعَى به للإِحياء. وقال غيره: يقال للدَّاهية: صاخّة. ثعلب عن ابن الأعرابيّ، قال: الصَّخُّ: الضرب بالحديد والعصا الصُلْبة على شيء مُصْمَت. خس قال الليث: الخَسُّ: بَقلةٌ معروفة. والخَساسةُ: مصدرُ الرجل الخَسيس البيِّن الخَساسة، يقال منه: خَسَستُ نصيبه خَساًّ فهو مَخْسوسٌ، وامرأة مُسْتَخَسَّةٌ: إذا كانت ذميمة الوجه زَرِيّةً، مشتقٌّ من الخِسّة. قلت: والعرب تقول: أخسّ الله حظَّه وأَخَتَّه بالألف، إذا لم يكن ذا جَدٍّ ولاحَظٍّ في الدنيا، ولا شيء من الخير. وأَخسَّ فلانٌ، إذا جاء بخَسِيس من الفِعال، وقد أَخْسَسْتَ في فعلك. ويقال: رفع اللهُ خَسِيسةَ فلانٍ: إذا رَفَع حاله بعد انحطاطها. وابنة الخُسِّ الإيادَّيةُ كانت امرأةً معروفة بالفصاحة. أبو العباس عن ابن الأعرابيّ، قال: الخَسِيس: الكافر. ويقال: هو خَسِيسٌ خَتِيت. سخ أهمله الليث. وروى أبو عبيد عن الأصمعي أنه قال: السَّخاخ: الأرض الحُرَّة اللينة. قلت: وقد جمعها القَطامِيُّ سَخاسِخ، فقال وهو يصف سحابا ماطِراً: تواضَعَ بالسَّخاسِخِ مِن مُنِـيمٍ وجاد العَيْنَ وافْتَرَش الغِمارا وفي النوادر، يقال: سُخَّ في أسفل البئر، أي احفر: وسُخَّ في الأرض، وزُخَّ في الحَفْر والإمعانِ في السَّير جميعاً. ويقال: لَخَّ في البئر مثل سَخَّ. خز عمرو عن أبيه قال: الخَزَزُ: العَوْسَج الذي يُجعَل على رُءوس الحِيطان ليَمنَع التسلُّق. وقال الليث: يقال: خَزَّ الحائطَ خَزاًّ، إذا وََع عليه شَوْكا.ويقال: خَزَّه بسهم واختزَّه، إذا انتظمه. وقال رؤبة: لاقَى حمامَ الجَلِ المُختّزِّ وقال الآخر: فاختَزَّه بِسَلِبٍ مَدرِيِّ كأنما اختَزَّ بِراعِبِىِّ أي انتظمه، يعني الكلب. بقرن سَلِب، أي طويل. مَدْرِيّ: محدَّد. أبو عبيد، عن الأصمعيّ: الخُزَز: الذَّكر من الأرانب وجمعه خِزَّان، وثلاثة خِزَزَة. والخَزّ معروف، وجمعه خُزُوز، وبائعه خَزّاز. وقال أبو عمرو: تَمرٌ خَازّ: فيه شيءٌ من الحموضة، وقد خَزِزْتَ يا تَمُرُ تَخَزَّ، فأنت خازٌ. ثعلب عن ابن الأعرابيّ، قال: الضَّريع العَوْسَج الرَّطب، فإذا جفَّ فهو عَوْسَج، فإذا زادَ جُفُوفُه فهو الخَزِيز. قال: والخَزُّ الطَّعْن بالحراب. والخَزّ: تَغْرِيزُ العَوْسَج على رؤسِ الحيطان. وقال الأصمعيّ: اختَزَّه بالرُمْح واختَلَه وانتَظَمه، بمعنى واحد. وفي النوادر: اختَزَزْتُ فلاناً، إذا أتيته في جماعة فأخذَته منها. واختززتُ بعيراً من الإبل، أي استَقْتُه وتركتها. وأصل ذلك أن الخُزَز إذا وجد الأرانبَ عاشِيَةً اختزَّ منها أَرنباً وتركها. أبو عبيد عن الأصمعيّ، قال: الخُزَخِزُ: القويُّ، وأنشد: أَعددْتُ للورِدْ إذا الورِدْ حَفَزْ غَرْباً جَرُوراً وجُلالاً خُزَخِزْ وقال اللحيانيّ: بعير خُزَخِزٌ وخُزَاخِز، إذا كان قويّا شديداً، ويقال: لتجدنَّه يحمله خُزَخِزاً، أي قوياً عليه. وخَزازَى: موضعٌ معروف. ويومُ خَزازَى: أَحدُ أيام العرب، ومنه قوله: ونَحنُ غَداةَ اُوقِدَ في خَزازَى رَفَدْنَا فوق رِفْدِ الرافِدِينـا زخ روى عن أبي موسى الأشعريّ أنه قال: اتَّبِعوا القران ولا يتَّبِعنّكم القرانُ، فإنه من يتْبعه القرانُ يَزُخّ في قَفاه حتى يُقذَف به في نار جهنم. قال أبو عبيد: قوله يَزُخّ في قفاه، أي يَدْفعه، يقال: زخَخَتُه أَزُخُّه زَخّا. ثعلب عن ابن الأعرابيّ، قال: الزَّخِيخ بَرِيق الجَمر، وقد زَخَّ يَزُخّ زَخِيخا.
قال: والمِزَخَّة: المرأة، وقد زّخَّها زوجُها يَزُخْها زَخَّا، إذا جامعها. وقال الليث: الزَّخِيخ: شِدّة بريق الجَمر والحرير، وأنشد: فعندَ ذاك يَطلُع المِرِّيخُ في الصُّبح يحكي لونَه زَخيخُ قال: وزَخَّه الرجل: امرأته. قلتُ: وقال ابن الأعرابيّ في المِزَخَّة مثله، وأنشد: أفلَحَ من كانت له مِزَخَّةْ يَزُخَّها ثم يَنامُ الفَخَّهْ وزَخّ ببَوْله مِثْل ضَخّ، قال الليث. قال: وربما وَضع الرّجلُ مِسْحانَه في وسط نهلر ثم يَزُخّ بنفسه، أي يَثِبُ. أبو عبيد، عن الأصمعي: الزَّخَّة: الغَيْظ، وانشد قوله: فلا تـقْـعُـدن عـلـى زَخَّةٍ وتُضمِرُ في القَلْب وَجْداٍ وَخِيفا والزَّخّ والنَّح: السَّيْر العنيف، ومنه قول الرّاجز: لقد بَعثنا حادِياً مِزَخّا أَعجمَ إلا أن يَنُخّ نّخَّا خط قال الليث: الخَطّ: أرضٌ تُنسب إليها الرِّماح الخَطيّة، فإذا جعلتَ النِّسبة اسماً لازماً قلتَ: خَطِّيْة، ولم تذكر الرماح، وهو خَطَّ عُمان. قلت: وذلك السَّيفُ كلُّه يسَّمى الخَطَّ، ومن قُرى الخَطّ: القَطيف، والعُقَير، وقَطَرُ. وقال الليث: الخُطّة من الخَطّ مِثلُ النُّقْطة من النَقْط: اسمُ ذلك. وفي النوادر: يقال أَقِمْ على هذا الأمر بخُطّةٍ وبحُجَّة، معناهما واحد. واختطَّ فلانٌ خِطّةً إذا تحجَّر موضِعاً وخَطّ علبه بِجدار وجمعه الخِطَط. وقال الليث: الخَطوط من بقر الوحش: الذي يَخُطُّّ في الأرض بأطراف أظلافه وكذلك كلُّ دابة. والتخطيط كالتسطير. وتقول: خططتُ عليه ذنوبَه، أي سَطَّرْتُها. ويقال: فلانٌ يَخْطّ في الأرض، إذا كان يفكّر في أمرٍ ويُقدِّره. وقال ذو الرّمة. عشيّة مـالـي حِـيلةٌ غـيرَ أنّـنـي بطَرْق الحَصى والخَطِّ في الدّار مُولَعُ ثعلب، عن ابن الأعرابيّ، عن أبي المكارم أنه وصف مَدْعاةً دُعِيَ إليها فوَصفها، وقال: فَحطَطْنا ثم خَطَطْنا، أي اعتمدنا على الأكل فأخذنا، وأما ما حَطَطْنا فمعناه التعذير في الأكل، والحَطّ ضدّ الخَطّ. وفي حديث معاوية بن الحكم أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الخَطّ فقال: كان نبيٌّ من الأنبياء يَخُطُّ فمن وافق خَطَّه على. وروى أبو العباس، عن ابن الأعرابي أنه قال في الطَّرْق: قال ابن عباس: هو الخَطّ الذي يَخُطُّه الحازِي، وهو عِلْم قَدِيم تركه الناس. قال: يأتي صاحبُ الحاجة إلى الحازِي فيُعطِيه حُلْوانا، فيقول له: اقعُد حتى أخُطَّ لك. قال: وبين يَدَيِ الحازِي غلامٌ له معه مِيلٌ، ثم يأتي إلى أرضٍ رِخوة فيخُطّ الأستاذ خطوطاً كثيرا بالعَجلة، لِئَلاَّ يلحقها العَدَد. قال: ثم يرجع فيُمْحُو على مَهل خَطُّين خَطَّين، فإن بقى من الخطوط خطان فهما علامة النُّجْح. قال: والحازِي يَمحُو وغلامُه يقول للتّفاؤل: ابَنْى عِيان، اسرِعا البيان. قال ابن عباس: فإذا محا الحازِي الخُطوطَ فبقى منها خَطّ فهو علامة الخيبة في قضاء الحاجة. قال: وكانت العرب تسمي ذلك الخطَّ الذي يَبقَى من خُطوط الحازي: الأسْحم. وكان هذا الخطُّ عندهم مشثُوما. وروى عن ابن عباس أيضاً أنه سئل عن رجل جعل أَمْرَ امرأته بيدها. فقالت له: أنت طالق ثلاثا. فقال ابن عباس: خَطا الله نَوْءَها أَلا طَلَّقتْ نفسها ثلاثاً، ويروى: خَطّأَ الله نَوْءَها. قال أبو عبيد: من رواه خَطَّ الله نَوءَها، جعله من الخطيطة، وهي الأرضُ التي لم تُمطر بين أرضَين ممطورتين، وجمعها خَطَائط وأنشد. على قلاصٍ تَخْتَطِى الخَطائِطا. قال ذلك الأصمعيّ، وأبو عبيدة. وقال الليث: خَطَّ وجهُ فلانٍ واختَطّ. وخَطَطْتُ بالسيف وَسَطه. والخَطّ: الكتابة ونحوه ممّا يُخَطّ. والخِطَّة: الأرض والدَّار يختطها الرجل في أرضٍ غيرِ مملوكةٍ ليتحجِّرها ويبنى فيها، وجمعهُا الخِطط، وذلك إذا أَذِن السلطانُ لجماعةٍ من المسلمين أن يختطُّوا في موضع بعينه ويتخذوا فيها مساكن لهم، كما فَعلوا بالكُوفة والبصرة وبغداد، وإنما كُسرت الخاء من الخِطَّة لأنها أُخْرِجت على مصدر بُنى على فِعْلَة. وأما الخُطّة فهي شِبْهُ القِصَّة، يقال: إن فلاناً ليُكلِّفني خُطّةً من الخَسْف.
وسمعت المنذري يقول: سمعتُ إبراهيم الحَرْبِيّ، وسئل عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه وَرَّثَ النساء خِطَطَهُنَّ دون الرجال، فقال: نعم، كان النبي صلى الله عليه وسلم أَعطَى نساءً يسكُنَّها بالمدينة، شِبْهَ القَطايع، منهنّ أُمُّ عبْد، فجعلها لهنّ دون الرجال لاحظّ فيها للرجال. قال الليث: والْخَطُّ: ضربٌ من البُضْع، يقال: خطٌّ بها قُساحاً. ويقال: خَطّه بالسَّيف نِصْفين. ويقال: الكَلأُ: خُطوطٌ في الأرض، أي طرائق لم يَعُمَّ الغَيثُ البلادُ كلها. وفي حديث عبد الله بن عمرو في صفة الأرض الخامسة: فيها حَيَّاتٌ كسَلاسل الرَّمل وكَخَطَائط بين الشقائق واحدها خطيطة، وهي طرائق تفارقُ الشائق في غِلَظِها ولِينها. والخَطّ: الطريق، يقال الْزَمْ ذلك الخَطَّ ولا تَظْلِم عنه شيئاً. شمر عن ابن شميل: الأرض الخطِيطة: التي يُمطرها ما حولها ولا تُمْطَر هي. ثعلب عن ابن الأعرابيّ: الأخَطّ: الدَّقَيق المحاسن. طخ قال الليث: الطَّخُوخ مِن شَرَسِ الخُلُق وسوء العشرة. والطَّخْطَخة: تسوية الشيء كنحو السحاب يكون فيه جُوَب، ثم يَتَطَخْطَخ أي ينظم بعضه إلى بعض، وهو الطَّخْطاخ، ويقال للرجال الضعيف النظر: مُتَطَخْطِخ، والجميع مُتَطَخْطِون. قال. والطَّخْطخة: حكايةُ الضَّحِك، إذا قال طِيخْ طِيخْ، وهو أقبح القَهقهة. والطَّخطاخ: اسمُ رجلٍ، وربما حُكِىَ به صوت الحَلْى ونحوه. وقال أبو عبيد: المتَطَخْطِخُ من الغَيْم: الأسَود. وقال الأصمعيّ: تطخَطخَ الليلُ، إذا أَظلم. ومثله: تَدَخْدَخ، وذلك إذا كان غَيْمٌ يَسْتُر ضوءَ النجوم. خد قال ابن المظفَّر: الخَدّ من الوجه: من لَدُن المحَجِر إلى اللَّحْى من الجانَبين جميعاً. ومنه اشتقَّ اسمِ المِخدّة، قال: والخَدّ: جعلُك أخْدُوداً في الأرض تحفِرُه مستطيلا، يقال: خَدَّ خَداًّ، وانشد: رَكِبْنَ من فَلْجٍ طريقاً ذا قُحَمْ ضاَحِي الأخادِيدِ إذا الليلُ ادْلَهمّ أراد بالأخاديد شَرَك الطريق، وكذلك أَخادَيد السِّياط في الظَّهر. وفي القرآن: (قُتِلَ أَصحابُ الأُخْدُود) وكانوا خَدُّوا في الأرض أَخَاديدَ، وأَوْقَدوا عليها النيران حتى حميت، ثم عرضوا الناس على الكفر، فمن امتنع أَلْقَوْه فيها حتى يحترق. والتخْدِيدُ من تخديد اللحم إذا ضمرت الدواب، وقال جرير يصفُ خيلا هُزِلَتْ: أَجْرَى قَلائدَها وخَدَّد لحمَهـا أَنْ لا يَذُقْنَ مع الشَّكائمِ عُودَا ورجلٌ مُتَخَدِّد، وامرأة مُتخدِّدَة مهزُولٌ قليلُ اللحم. وإذا شَقَّ الجملُ بنا به شيئاً قيل: خَدَّه، وأنشد: قَداًّ بخدَّادٍ وهَذاًّ شَرْعَبا وقال غيره: رأيتُ خداًّ من الناس، أي طبَقَة، وطائفةً، وقتلهم خَداًّ فَخَدّاًّ، أي شَرَاحِيلُ إذْ لا يمنعون نساءَهم وأَفْنَاهمُ خَداًّ فخداًّ تَنَـقُّـلا وروى أبو العباس عن ابن الأعرابيّ قال: الخدّ: الجماعةُ من الناس. ويقال: تخَدَّدَ القومُ، إذا صاروا فِرَقاً. وخَدَدُ الطريق: شَرَكُه. وقال أبو زيد: وقال الأصمعيّ: الخُدودُ في الغُبُط والهوادِج: جوانبُ الدِّفَّتَين عن يمين وشمالٍ، وهي صفائح خَشَبها، الواحد خَدّ. وروى أبو العبَّاس عن ابن الأعرابيّ أنه قال: الخَدّ: الطريق. قال: والدَّخّ: الدُّخّان، جاء به بفتح الدال. وروى شمر عن ابن الأعرابيّ: أخَدَّه فخدَّه، إذا قَطَعَه. وأنشد: وعَضُّ مَضَّاغٍ مِخَدٍّ مَعْذَمُهْ أي قاطع. وقال ضَرْبةُ أخْدُود: شديدةٌ قد خُدَّتْ فيه. وأخادِيدُ السِّياط في الظَّهر: ما شَقَّت منه. قال: وأخاديد الأَرْشِية في رأس البئر: تأثيرُ جرها فيه. وخَدَّ السيلُ في الأرض: إذا شقها بجريه. والخَدَّان في صفحتي الوجه، وهي الْخُدود. دخ ثعلب عن ابن الأعرابيّ، قال: هو الدُّخان، والدُّخُّ، والدَّخُّ، والظِّلُّ، والنُّحاس، وأنشد: تحتَ رِواقِ البيْتِ يَغشَى الدُّخَّا قال: الدُّخّ، أراد به الدُّخان. وقال الليث: في الدُّخّ بمعنى الدّخان مثله. قال: ويقال دَخْدَخْناهم، أي وَطِئْنَاهم وذَللَّناهم، وانشد: ودَخْدَخَ العدُوَّ حتى اخْرَمَّسَا وكذلك دَخْدَخْنا البلادَ.
وقال غيرهُ: دُخْدِخَ البعيرُ، إذا رُكِبَ حتى أَعيا وذَلَّ. وقال الرَّاجز: والعَوْدَ يَشكو ظَهْرَه قد دُخْدِخا وقال الأصمعيّ: تَدَخدَخ الليلُ، إذا اختلط ظلامُه، وتدَخدخَت الظَّلْماءُ. وقال المؤرج: الدَّخداخ دُوَبْيَّة صفراءُ كثيرة الأرجل وقال الفَقْعَسِيّ: ضحكَتْ ثم أغربَتْ أَن رأتنِي لاقتطاعِي قَوَائمَ الدَّخـداخِ وفي النوادر: مَرَّ فلان مُدِخْدخاً ومُرَخزِخا، أي مرّض مُسرعِا. خت ثعلب عن ابن الأعرابيّ، قال: الخَتُّ: الطعن بالرَّماح مُدارَكاً. شمر: الخَتِيت والخَسيس واحد. وقد أَختَّ الرجلُ فهو مُخِتٌّ، إذا انكسر واستَحيا، وقال الأخطل: فمن يَك في أوائله مُخِتاًّ فإِنّك يا وَليدُ بهمْ فخورُ ويقال: أَختَّ اللهُ حَظَّه وأخسَّه، بمعنىً واحد. تخ قال الليث: التَّخْتَخَةُ في بعض حكاية الأصوات، كأصوات الجِنان، وبه سُمِّى التَّختْاخ. قال: والتَّخُّ: العجين الحامض. تخَّ العجينُ يَتِخُّ تُخوخاً، وأَتَخَّه صاحبُه إتْخاخاً. ثعلب عن ابن الأعرابيّ قال: التَّخّ: العجينُ المسترخِي. خظ وروى أبو العباس عن عمرو عن أبيه أنه قال: أخَظَّ الرجلُ، إذا استرخَى بطنُه وانْدَالَ. خذ وفي نوادر الأعراب: خَذَّ الجُرحُ خَذِيذاً، إذا سال منه الصَّديد. ذخ رجلٌ ذَخْذَاخٌ يُنزِل قبل الخِلاط. ثعلب عن ابن الأعرابي: رجلٌ ذَوْذَخٌ، وهو الزُّمَّلِق الذي ينزل قبل أن يُفْضَي إلى المرأة. خت وروى أبو العباس عن عمرو عن أبيه أنه قال: الخُثَّةُ: البَعْرة اللَّينة: قلتُ: أصلُها الخِثْنىُ. خر قال الليث: الخَرِيرُ: صوتُ الماء وصوتُ الريح. قال: وخَرير العُقاب: حفيفة. وقد يُضاعف إذا توُهِّمَ سرعة الخرير في القصب ونحوه، فيُحمَل على الخَرْخَرة، وأما في الماء فلا يقال إلاّ خَرْخرة. قال: والهِرّة خَرُورٌ في نَوْمِها. والخَرْخَرة: صوت النَّمِر في نومه، يُخَرْخِرُ خَرْخَرةً، ويَخِرُّ خَرِيرا. ويقال لصوته: الخَرِير، والهريِر، والغَطِيط. أبو العباس عن سلمة عن الفراء: خَرَّ الماء يَخِرّ خَرِيراً، فهو خارٌّ. وخَرَّ الميت يَخِرَّ خَريراً، فهو خارُّ، وخَرَّ الحجرُ، إذا تَدَهْدَى من الجبل يَخُرُّ خُرُورا بضم الخاء، من يَخُرّ. وروى عن حكيم بن حزام أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم. فقال: أُبايعك على ألاَّ أَخِرَّ إلاّ قائما. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أمّا مِنْ قِبَلنا فلستَ تَخِرُّ إلاّ قائما". قال الفراء: معناه أَلاَّ أغِبن ولا أُغْبَن، فقال النبي: "لستَ تُغبْن في دِينٍ ولا شيءٍ من قِبَلنا ولا بَيْع". وقال أبو عبيد: معنى قوله: ألاَّ أَخِر إلا قائما، أي لا أموت. لأنه إذا مات فقد خَرَّ وسقط، إلاَّ قائما أي ثابتا على الإسلام. قال: وقول النبي صلى الله عليم وسلم: "أمّا مِن قَبلنا فلست تَخِرّ إلاّ قائما"، أي لسنا نَدعوك ولا نبايعك إلا قائما، أي على الحق. ثعلب عن ابن الأعرابيّ: خرّ الرجل يَخُرّ، إذا تنعم وخَرَّ يَخُرّ، إذا سقط. قاله بضم الخاء. قلت وغيره يقول: خرّ يَخِرّ بكسر الخاء. قال: والخُرْخور: الرجل الناعم في طعامه وشرابه، ولباسه وفراشه. وقال غيره: يقال لِخُذْرُوفِ الصبي الذي يديرها خَرّارة، وهو حكاية صوتها: خَرْخَرْ. والخَرّارة: عينُ الماء الجارية، سميت خَرّارةً لخَرير مائها، وهو صوتُه. أبو عبيد عن الأصمعيّ: الأخِرَّة، واحدها خَرِير، وهي أماكن مطمئنَّة تنقاد بين الرَّبَوتَين. قال: وأخبرني خلف الأحمر أنه سمع العرب تنشد: بأَخِرّةِ الثَّلَبوتِ يَربأُ فوقَهـا قَفْرَ المراقِبِ خوفَها آرامُها فأما العامة فتقول أحِزّة، وإنما هو بالخاء، والبيتُ للبيد. أبو عبيد عن الأصمعي: فإن اضطرب بطنه مع العظم. قيل: تَخَرْخَرَ بطنه، وأنشد غيره قول الجعديّ: فأَصبَح صِفْراً بَطنُه قد تَخَرْخَرا ثعلب عن ابن الأعرابيّ: خُرَّ إذا جرى وخَرَّ إذا ماتَ. رخ قال الليث: الرَّخاَخ: لينُ العَيش. أبو عبيدة عن أبى عمرو: الرَّخاخ هو الرِّخوُ من الأرض.
شمر عن ابن الأعرابيّ: أرضٌ رَخَّاء رِخْوة ليِّنَة. وقال ابن مُقبل. ربيبةُ حقفٍ دافَعتْ في حقوقهـا رَخاخَ الثَّرَى والأُقْحوان المديَّما أي أنه لم يُصبها من الرَّخاخ شيء، ورَبيبَةٌ: بقرة، وقوله: والأُقْحُوان، أي وئَغْراً كالأُقْحوان. وقال ابن شميل: رَخَّاء الأرض: ما اتسع منها ولان، ولا يَضرُّك استوى أو لم يَسْتَوِ، وأنشد لابن مُقبِل أيضاً: فلبَّدَه مَسُّ القِطـارِ ورَخَّـه نِعاجُ رُوافٍ قبل أن يَتَشدَّدَا قال: رَخَّه وِطئَه فأَرْخاه. ورُواف: موضع. وروى في الحديث يأتي على الناس زمانٌ أفضلهم رَخاخاً أقصدهم عَيشاً. قال: الرَّخاخ لين العيش. وقال ابن الأعرابيّ: ارتخّ العجينُ ارتخاخا، إذا استَرخى، وارتخّ العجين ارتخاخا، إذا استرخى، وارتَخَّ رأْيهُ إذا اضطرب. وسكران مُرَتَخّ ومُلْتَخّ، بالراء واللام. وقال الليث: الرُّخّ: معرب من كلام العجم من أدوات لعبة لهم. والرَّخّ: نبات هَشّ. أبو زيد: الأرضُ المنتفِخة التي تُكسر تحت الوَطْءِ، وجمعها الرَّخاخىّ. قال: والنَّفْخاء مثلها، وجمعها النفاخىّ. وقال غيره: هي الرَّخاء والسَّخاء والسَّوخة. خل قال الليث: الاختلال من الخَلّ من عصير العنب والتمر. قلت لم أسمع لغيره أنه يقال: اختلَّ العصير، إذا صار خَلاًّ، وكلامهم الجيد: خَلَّل شراب فلانٍ، إذا فسد، فصار خلاًّ. سلمة عن الفراء قال: الخَلة: الخمرة القارِصة. والخَلّة: الخَصاصة في الوَشِيع، وهي الفُرْجة في الخُصّ. قال: والخَلّة: الرملة اليَتيمة المنفردة من الرَّمْل. وقال الله جل وعز: (لا بَيْع فيه ولا خُلَّة ولا شفاعَة). قال الزجاج: يعني يوم القيامة، والخُلّة: الصَّداقة. ويقال: خاللتُ الرجل خِلاَلاً، ومنه قول امرئ القيس: ولستُ بِمَقْلِيِّ الخِلالِ ولا قالي وقال الأصمعيَ: فلان كريمُ الخُلّة، أي كريم الإخاء والمصادقة، وكريمُ الخِلِّ وفلانٌ خَلَّتِي وفلانةُ خَلَّتِي وخِلِّى، سواء في المُذكّر والمؤنث، وأنشد: ألا أبِلغا خَلّتي جابراً بأن خليلكَ لم يُقتَلِ والخُلّة: كل نَبْت حُلْو. ويقال: جاءت الإبلَ مُخْتَلةً، إذا أكلت الخُلَّة. وقال العجاج: جاءوا مُخِلِّين فلاقَوْا حَمْضا قلت: ومن أطيب الخُلّلة عند العرب الحَلِيِّ والصليان، ولا تكون الخُلةّ إلا من العروة، وهو كلُّ نبتٍ له أصل في الأرض يبقى عصمة للنعم إذا أجدبت السنة، وهي العُلْقَة عند العرب. والعَرْفَجَ، والحلمة من الخُلّة أيضاً. والعرب تقول: الخُلَّة: خُبْزُ الإبل. والحَمْضُ فاكِهتُها، وتُضربُ الخُلّة مثلاً للدَّعة والسعة، ويُضرب الحمضُ مثلا للشر والحرب. شمر: عن ابن شميل قال: الخُلّة إنما هي الأرض: ويقال: أرضٌ خُلّةٌ وخُلَلُ الأرض: التي لا حَمْضَ بها. قال: ولا يقال للشجر خُلّة، ولا تُذَكَّر، وهي الأرض التي لا حَمْضَ بها، وربما كان بها عِضلهٌ، وربما لم تكن. ولو أتيتَ أرضاً ليس بها شيءٌ من الشّجر، وهي جُرُزٌ من الأرض، قلت: إنها الخُلَّة. وقال أبو عمرو: الخُلةّ ما لم يكن فيه ملح ولا حموضة، والحَمْض: ما كان فيه حموضة وملوحة: قال الكميت: صادفْنَ واديَهُ المغبـوطَ نـازلُـه لا مرتعاً بعدتْ من حَمضِه الخُلَلُ وقال ابن الأعرابيّ: الخُلَّة من النبات: ما كان حُلواً من المرعى. وقال أبو عمرو: في قول الطِّرِمَّاح: لايَنِى يُحمِضُ العَدُوَّ وذو الخُلْ لَةِ يُشْفَى صَداه بالإحماضِ يقول: إنْ لم يَرضَوْا بالخُلة أطعَموهم الحَمض. وقال غيره: يقول من جاء مُشتهياً قتالنا شَفَيْنا شهوته بإيقاعنا به، كما تُشْفَى الإبل المُختَلة بالحَمْض. وقال الّلحيانيّ: الخِلالة المُخالّة، وأنشد: وكيف تصاحِبُ مَنْ أصْبَحَتْ خَلاَلتُه كأَبِـي مَـرْحَـبِ أراد أصبحت خلالُته كخلالَة أبى مرحب. وقال الزجاج في قول الله جلّ وعزّ: (ولأَوْضعوا خلالَكُم يبغونكم الفِتْنة) أوضعتْ في السَّيْر أسرعت. المعنى: ولأسرَعوا فيما يُخِلُّ بكم. وقال أبو الهيثم: أراد ولأوْضَعوا مراكبهم خلالكم يبغونكم الفِتْنة، وجعل خلالكم بمعنى وسطكم.
وقال ابن الأعرابيّ: ولأَوْضعوا خلالَكم، أي لأسرعوا في الهرب خلالكم، أي ما تفرق من الجماعات لطلب الخَلْوَة والفرار. والخِلال أيضا جمعُ الخَلَّة، وهي الخَصْلة، يقال: فلان كريم الخِلال ولئيمُ الخِلال، وهي الخِصال، ويقال، خَلَّ ثوبَه بخِلال يَخُلُّه خَلاًّ فهو مَخْلُول، إذا شَكَّه بالخِلال. وفَصِيل مَخْلولٌ، إذا غُرِزَ خِلالٌ على أنفه لئلاّ؛ يَرضَع أمَّه، وذلك تزبِنُه إذا أوجَعَ ضَرعَها الخِلالُ.
قال: والخِلال: المُخَالَّة والمصادَقة.
وقال الأصمعيّ: الخَلَّة: الحاجة.
ويقال: ما أخَلّك إلى هذا، أي ما أحوَجَك إليه.
وفي حديث ابن مسعود: تفقَّهوا فإن أحدكم لا يدري متى يُخْتَلُّ إليه. قاله أبو عبيد، وقال في قول زهير:
وإن أتاهُ خلـيلٌ يومَ مَـسـأَلةٍ يقول لا غائبٌ مالِي ولا حَرِمُ
قال: يعنى بالخَليل المحتاج.
وقال ابن الأعرابيّ: الخليل: الحبيبُ. والخليل: الصادِق، والخليل: الناصح. والخليل: الرّفيق. والخليل: الأَنْف، والخليلُ: السَّيف. والخليلُ: الرُّمح. والخليل: الفَقير. والخليل: الضعيف الجسم، وهو المَخْلُول، والخَلُّ أيضاً.
الأصمعيّ: يقال لابنة المخاض: خَلَّة، والذَّكر خَلّ.
اللحياني، يقال: إن الخمر ليست بخَمْطة ولا خَلةّ، أي ليست بحامضة، والخَمْطة التي قد أخذت شيئاً من الرِّيح كريح النّبق والتفاح.
وجاءنا بلبن خامِطٍ منه. ويقال: فيه خَلّة صالحة وخَلّة سيئة.
الأصمعيّ: يقال للرجل إذا مات له ميّت: اللهم أخلُفْ على أهله بخير، واسدُدْ خَلَّته، يريد الفُرْجة التي تَرك.
وقال أَوس بن حجر:
لِهْلْكِ فَضاَلة لا يُستِوي ال فُقودُ ولا خَلّةُ الذاهـبِ
أراد الثُّلْمةَ التي ترك، يقول: كان سيدا، فلما مات بقيت خَلَّتُه.
وقال الأصمعيّ: الخَلّ: الطريق في الرمل والخَلّ: الرجل القليل اللحم: وقد خَلَّ لَحْمُه خَلاَّ وخُلولاً. وقال الكسائي مثله.
وخَللْتُ الكِساء أَخُّلُه خَلاًّ، إذا شددتَه بخِلالٍ.
أبو عبيد: الخَلّ والخَمْر: الخَيْر والشر، يقال في مثل: ما فلانٌ بخَلّ ولا خَمْر، أي لا خير فيه ولا شرَّ عنده.
وقال النَّمِر بن تَوْلَب:
هلاّ سألتَ بعَـادِياءَ وبَـيْتِـه والخَلِّ والخَمْرِ التي لم تُمْنَع
وسئل الأصمعيّ عن الخلّ والخمر في بيت النمر، فقال: الخلّ: الخير، والخَمْر: الشر. وقال أبو عبيدة: وغيره يقول: الخَلّ: الخير، والخَمر: الشر.
وقال اللحيانيّ: يقال: قد عَمَّ في دُعائه، وخَلَّ خَلاًّ، أي خَصَّ، وأنشد:
فعَمَّ في دُعائه وخَـلاَّ وخَطَّ كاتِباه واسْتَمَلاَّ
قال: وخَلَّل بالتشديد، أي خَصَّص، وأنشد:
عَهِدتُ به الحيَّ الجميع فأَصبَحوا أتَوْا داعِياً للـه عَـمَّ دخَـلَّـلا
وقال اللحيانيّ: شراب فلان قد خَللّ يُخلِّل تخليلا، أي فسد، وكذلك كلُّ ما حَمُض من الأشربة يقال له: قد خلَّل ويقال: قد خلَّلَ فلانٌ أصابعَه بالماء، وخَلّل لحيته، إذا توضأ، ويقال: وجدْتُ في فمي خِلّة فتخلّلتُ، والجميعُ خِلَل، وهو ما يَبقَي بين الأسنان من الطعام، وهي الخُلالة أيضاً. يقال:أكلَ خُلالَتَه.
وقال ابن بزرج: الخِلَل: ما دخل بين الأسنان من الطعام. والخِلال: ما أَخرجتَه به وأنشد:
شاحِىَ فِيه عن لِسانٍ كالوَرَلْ على ثناياهُ من اللحم خِلَـلْ
وكذلك قال أبو عبيد، قال: والخِلَل جُفون السيوف، واحدها خِلَّة وقال النضر: الخِلَلُ من داخل سَيْر الجَفْن، تُرَى من خارج، واحدها خِلّة، وهو نَقْشٌ وزِينة.
والأصمعيّ: تَخلّلتُ القومَ، إذا دخلتَ بين خَللَهم وخِلالِهم، ومنه تخَلُّلُ الأَسْنان.
وقال شمر: تخلَّلتُ الرَّمل، أي مضيتُ فيه وأخللتُ بالمكان وغيره، إذا تركتَه وغبِتَ عنه. وفلان مختلُّ الجسم، أي نحيف الجسم، وفي رأْي فلان خَلَلٌ، أي فُرْجة: والخَلال: البَلَح. قال شمر: وهي بلغة أهل البصرة واحدتها خَلالة.
وقال الله جلّ وعزَّ: (فترى الوَدْقَ يخرج من خِلاله) وقرئ (خَللَه).
ويقال: جلستا خلالَ الحيِّ، وخلالَ دُورِهم، أي جلسنا بين البيوت، ووسط الدور، وكذلك سرنا خِلالَ العدو، أي بينهم.
ويقال: طعنتُه فاختلْتُ فؤاده بالرمح، أي انتظمته.
وقال الليث: سُمِّى الطريق بين الرمل خَلاًّ لأنه يتخلله، أي ينفذه. قال: والخَلّ في العنق: عِرْق متصل بالرأس، وأنشد: ثمَّ إلى هادٍ شديد الخَلِّ وعنُقٍ كالجِذْع مُتْمَهِلِّ قال: وخَلَل السحاب: ثُقَبُه وهي مخارج مصبِّ القطر، والجميع الخلاِل، والخَلل: الرِّقة في الناس. والخَلل في المر كالوهن، والخَلّ: الثوب البالي إذا رأيتَ فيه طُرُقا. قال: والخِلَّة: جفن السيف المغشى بالأدّم، والمُخَلْخَلُ: موضعُ الخَلْخال من الساق. والخَلْخال: الذي تلبسه المرأة. وفي الحديث أن النبي صلى الله عليم وسلم أُتِى بفصيل مَخْلول.، وهو المهزول. وقال شمر: المخلول: المَهْزول، وقيل: هو الفصيل الذي خُلَّ أنفه، لئلاَّ يرضع أمَّه. وأما المهزول فلا يقال له: مَخْلول؛ لأن المخلول هو السمين ضد المهزول، والمَهْزول: هو الخَلّ والمختَلّ. قال: وسمعتُ ابن الأعرابيّ يقول: الخَلَّة: بنتُ مخاض. ويقال: أتانا بقُرْصٍ كأنه فِرْسنُ خُلَّةٍ، يعني السمينة. وقال ابن الأعرابيّ: اللحم المخلولُ هو المهزول. وقال: وخَلَّ الرجلُ، إذا احتاج. ويقال: اقسم هذا المال في الأخَلّ فالأخَلّ أي في الأَفقر فالأفقر. ويقال: ثوبٌ خَلخال وهَلهالٌ وخَلْخلٌ، إذا كانت فيه رِقَّة. وقال الزجاج: الخليلُ: المحبّ الذي ليس في محبَّته خَلَل. قال: وقول الله: (واتخذ اللهُ إبراهيمَ خليلاً) أي أَحبَّه محبَّةً تامة لا خَللَ فيها. قال: وجائز أن يكون معناه الفقير، أي اتخذه مُحتاجاً فقيراً إلى ربه. قال: وقيل للصّداقة: خُلّه؛ لأن كل واحد منهما يَسُدُّ خَلَل صاحبه في الموَدّة، والحاجة إليه. قال: والخَلُّ: الذي يؤتَدم به يسمى خَلاًّ؛ لأنه اختلَّ عنه طعم الحلاوة. لخ وقال الليث: اللخلخة من الطِّيب: ضرب منه. قلت: لم يَزد الليثُ على هذا الحرف. وروينا عن ابن عباس قصة إسماعيل وإسكان إبراهيم إِياه الحرم. قال: والوادي يومئذ لاخٌّ. قال شمر: في كتابه: إنما هو لاخٌ، خفيف، أي مُعوَّجُ، ذهب به إلى الالخى واللَّخْوَاء، وهو المُعوَجُّ الفمِ، والرواية لاخٌّ بالتشديد. روى أبو العباس أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابيّ انه قال: جَوْفٌ لاخٌّ، أي عميق. قال: والجَوْف: الوادي. وقال أبو العباس فيما أخبرني عنه المنذريُّ عنه أنه قال: لِخَخَتْ عَيْنُه ولححتْ، إذا التزقَتْ من الرَّمَص. قال: ومعنى قوله: والوادي لاخٌّ، أي متضايق مُتلاحِزٌ لكثرة شجرِه، وقلَّةِ عمارته. وقال الأصمعي: يقال: سكران مُلتَخٌّ ومُلْطَخٌّ، أي مختلط، ومنه يقال: التَخَّ عليهم أمرهم، أي اختلط، ولا يقال: سكران متلطَّخ. قال الأصمعيّ: وهو مأخوذ من وادٍ لاخٍّ، إذا كان ملتفاًّ بالشجر. وقال ابن الأعرابيّ في قوله: وسالَ غَرْبُ عينِه وَلَخَّا أي رَمِض. وفي الحديث: فأَتانا رجلٌ فيه لَخَلَخانِيَّةٌ. قال أبو عبيد: اللَّخْلَخانِيَّة: العُجمة، يقال: رجل لخْلَخانيٌّ، وامرأةٌ لخَلَخانِيَّةٌ، إذا كانا لا يُفصِحان. وقال البعيث: سَيتركها إن سَلَّم اللهُ جارَهـا بَنُو اللَّخْلخانِيَّاتِ وهيَ رَتُوعُ 4 43 خن قال الليث: خَنَّ يَخِنَّ حخنيناً، وهو: بكاء المرأة تخنُّ في بكائها دون الانتحاب. قال: والخنين: الضَّحِك إذا أظهره الإنسان فخرج جافياً، يقال: خَنَّ يَخِنُّ خنيناً، فإذا أخرج صوتاً رقيقاً فهو الرَّنين فإذا أخفاه فهو الهنين. وقال وغيره: الهنين مثل الأنين، يقال: "أنَّ، وهَنَّ" بمعنى واحد. قال الليث: والخُنَانُ في الإبل كالزكام في الناس، يقال: خُنَّ البعير فهو مخْنُون، والخُنْان داء يأخذ الطَيْر في حُلُوقها، يقال: طائر مَخْنون. والخُنَّة ضرْب من الغُنَّة، كأنَّ الكلام يرجع إلى الخياشم، يقال: امرأة خَنَّاء وغَنَّاء، وفيها مَخَنَّةٌ. وأخبرني المُنْذريّ، عن أحمد بن يحيى، عن ابن الأعرابي: قال: النَّشيج من الفم، والخنين من الأنف، وكذلك النَّخير.
قال: والمخَنَّة الحُرَمُ، وسطُ الدار، والمخَنَّة الفِناء، والمخَنَّة الحُرَم، والمخَنَّة مضيق الوادي والمخَنَّة مصب الماء من التَّلْعة إلى الوادي، والمَخَّنة فُوَّهة الطريق، و"المَخَنَّةُ" المحَجَّةُ البينة، والمَخَنَّة طرف الأنف. قال: وروى الشعبي أن الناس لمَّا قدِمُوا البصرة "قالت" بنو تميم لعائشة: هل لك في الأحنف؟ فقالت: لا، ولكن كونوا على مَخَنَّته. وأخبرني المُنْذريّ عن المبرد أنه قال: الغُنَّة أن تشرب الحرف صوت الخيشوم. قال واُلْخنَّة أشد منها. وقال الليث: "الخْنْخَنَةُ" ألا يبين الكلام فيُخَنْخِنْ في خياشيمه، وأنشد: خَنْخن لي في قوله ساعةً وقال لي شيئاً فلم أسمع وقال النابغة الجَعْدي: فمن يَحْرص على كبرى فإني من الشبان أيَّام الـخُـنْـان قال الأصمعي: كان الخُنْان داء يأخذ الإبل في مناخرها، وتموت منه وصار تاريخاً لهم، قال: والخُنْان داء يأخذ الناس، وقال جريرٌ. ? ? ? وأكْوى النَّاظرين من الخُنْان وقال غيره: رجل مِخِنٌّ-إذا كان طويلا وقال الراجز: لَمَّا رآه جَسْرَباً مِـخَـنَّـاً أقْصَرَ عَنْ حسناء وارْثَعَنَّا أي استرخى عنها. ويقال للطويل: مَخْنٌ أيضاً-بفتح الميم وجزم الخاء. وقال بعضهم: خَنَنْت الجِذع بالفأس خَنَّاً-إذا قَطَعْتُهُ. قلت: وهذا حرفٌ مريب، وصوابه عندي: جَثَثْت الجذع جّثاً، فأما خَنَنْتُ-بمعنى قَطَعْتُ-فما سمعته. "اللحيانيُّ": رجل مجنون مخنون مَحْنون وقد أجنَّه الله وأحنَّه وأخَنَّه بمعنى واحد. عمرو-عن أبيه-قال: الْخِنُّ: السفينة الفارغة. ثعلب-عن ابن الأعرابي-قال. الرُّبَّاحُ القِرْد، وهو الحَوْدل، ويقال لصوته: الْخَنْخَنةُ ولضحكه: الْقَحْقَحة. وقال شمر: خَنَّ خنيناً في البكاء-إذا ردَّد البكاء في الخياشيم. وقال الفصيحُ من أعراب بني كلاب: الْخِنينُ سُدد في الخياشيم، والخُنْان منه، وقد خَنْخَن الرجل-إذا أخرج الكلام من أنفه. وقال أبو عمرو: الخنين يكون من الضحك الجافي أيضاً. نخ رُوى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لَيْس في النَّخْةِ صدقة". قال أبو عبيد: قال أبو عبيدة: النَّخَّةُ الرقيق. قال: وقال الفراء: النَّخَّة أن يأخذ المُصَدِّق ديناراً بعد فراغه من الصدقة، وأنشدنا: عَمِّى الذي مَنَع الدِّينارَ ضاحيةً دينارَ نَخَّةِ كَلْبٍ وهو مشهودُ وقال الليث: النَّخَّةُ والنُّخَّةُ-لغتان-اسمٌ جامعٌ للحُمرِ. وقال أبو العباس: اختلف الناس في النَّخَّة، فقال قوم: النَّخَّة: الرقيق "من الرجال والنساء" "وقال قوم: الحمير"، وقال قوم: البقر العوامل، وقال قوم: الإبل العوامل، وقال قوم: النَّخَّة الربا، وقال قوم: النَّخَّة الرِّعاء، وقال قوم: النَّخةُ الجَمَّالون، وقال بعضهم: يقال لها في البادية: النخَّةُ-بضم النون. قال أبو العباس: واختار ابن الأعرابي-من هذه الأقاويل-النَّخةُ: الحميرُ. قال: ويقال لها: الكُسْعة. وقال أبو سعيد: كل دابَّة استعملت من إبل وبقر وحمير ورقيق فهي نَخَّةٌ ونُخَّةٌ، وإنما نخها استعمالها. وقال الرَّجز يصف حاديْين للإبل: لاتضْربا ضَرْباً ونُخَّا نَخَّا ما ترك النَّخُّ لهنَّ مُخَّا قال: وإذا قهر رجل قوماً فاستأداهم ضريبةً صاروا نُخَّة له. قال: وقوله: دينار نَخَّةِ كلْبٍ وهو مَشْهُودُ كان أخذ الضَّريبة من كلْب نخَّاً لهم-أي استعمالا. قال: والنَّخُّ أن تقول لسيِّقتك-وأنت تحثها-: إخْ إخْ، فهذا: النَّخُّ. قلت: وسمعت غير واحد من العرب يقول: نَخْنِخْ بالإبل-أي ازْجرها بقولك: إخْ إخْ، حتى تَبْرُك. وقال الليث: النّخْنَخَةُ من قولك: أنَخْت الإبل فاستناخت-أي بَركتْ، ونَخْنَخْتها فَتَنَخْنَخَتْ: من الزجر، وأما الإناخة فهو الإبراك، لم يشتّقَّ من حكاية صوتٍ، ألا ترى أن الفحل يستنيخ الناقة فَتَنَخْنَخُ له؟. والنَّخُّ أن تُناخ النَّعم قريبة من المُصدِّق حتى يُصدقها، وأنشد: أكْرِمْ أمير المؤمنين النَّخَّا قال: والنَّخُّ من الزجر-من قولك: إخْ إخْ، يقال: نخَّ بها نَخَّاً شديداً، ونَخَّة شديدة، وهو التَّأنيخ أيضاً.
وقال ابن شميل: يقال: هذه نخَّةُ بني فلان-أي عبيد بني فلان. ثعلب عن ابن الأعرابي: نَخْنَخ-إذا سار سيراً شديداً، ويقال: هذا من نُخَّ قلبي ونُخاخة قلبي، ومن مُخِّ قلبي-أي من صافيه. خف قال الليث: الخُفُّ خُفُّ البعير، وهو مجمع فِرْسِنِه. تقول العرب: هذا خُفُّ البعير، وهذه فرسنهُ، والخُفُّ ما يلبسه الإنسان. ورُوى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لاسَبَق إلا في خُفَّ أو نصلٍ أو حافر"، فالخُفُّ: الإبل ههنا، والحافر الخيل، والنَّصل: السَّهم الذي يُرمى به، ومجازه: لاسبق إلا في ذي خفٍّ، أو ذي حافر، أو ذي نصلٍ. وقال الليث: الخِفَّةُ: خفة الوزن، وخفَّة الحال. وخِفَّة الرجل: طيشه وخفته في عمله، والفعل من ذلك كله: خَفَّ يَخِفُّ خفة، فهو خفيف فإذا كان خفيف القلب متوقداً فهو خُفافٌ، يُنْعت به الرجل، كأنه أخفُّ من الخفيف، وكذلك: بعير خفافٌ، وأنشد: جَوْزٌ خُفافٌ قلبُهُ مُثَقَّلُ ويقال: أخفَّ الرجل-إذا خفَّت حاله ورقت. وفي الحديث: "نجا المُخِفُّون"، وأخف الرجل-إذا كان قليل الثَّقل في سفره أو حضره. والخُفْوفُ: سرعة السير من المنزل، يقال: حان الخُفُوف، وخفَّ القوم-إذا ارتحلوا مسرعين، وقال لبيد: خّفَّ القطينُ فراحوا منك أو بكروا والخُفُّ كل شئ خّفَّ مَحْملهُ. وقال امرؤ القيس: يطير الغُلام الخْفُّ عن صهواته ويقال: جاءت الإبل على خف واحد-إذا تبع بعضها بعضهاً، مقطورة كانت أو غير مقطورة، وخفَّ فلان لفلان-إذا أطاعه وانقاد له، وخفَّت الأتن لعيرها-إذا أطاعته وقال الرَّاعي-يصف العَيْر وأته-: نفى بالعْرِاك حوإليهـا فخَفَّتْ له خُذفٌ ضُمَّر واستخف فلان بحقي-إذا استهان به واسْتَخَفَّه الفرحُ-إذا ارتاح لأمر واستَخَفَّه فلان-إذا استجهله فحمله على اتِّباعه في غيِّه. ومنه قول الله-عز وجلَّ-: (وَلاَ يَسْتَخِفَنَّك الذينَ لايُوقِنون). وفي حديث عطاء: أنه قال: "خِفُّوا على الأرض". قال أبو عبيد: أراد: خفُّوا في السجود ولاتُرْسل نفسك إرسالا ثقيلا فيؤثر في جبهتك. ورُوى عن مجاهد نحوه. قال: "إذا سَجَدْتَ فَتَخافَّ. ثعلبٌ عن ابن الأعرابي: خَفْخَفَ-إذا حرَّك قميصه الجديد فسمعت له خَفخَفة-أي صوتا. وقال المفضَّلُ: الخُفْخُوف الطائر الذي يقال له: الميِساق، وهو الذي يُصَفِّقُ بجناحيه إذا طار. قال: وفخْفَخَ الرَّجل-إذا فاخر بالباطل. فخ قال الليث: الفخفيخُ دون الغطيط في النوم، تقول: سمعت له فخيخاً، والافعى له فخيخٌ. قلت: أما الأفعى فإنه يقال في فعله فحَّ يَفِحُّ فحيحاً، بالحاء. قاله الأصمعي وأبو خيْرة الأعرابي. وقال شمر: الفحيح لما سوى الأسود من الحيَّات، بفيه كأنه نفس شديد. قال: والحَفِيفُ من جرش بعضه ببعض. قلت: ولم أسمع لأحد في الأفعى وسائر الحيَّات-فخيخ بالخاء، وهو عندي غلط، اللَّهُمَّ إلا أن تكون لُغةً لبعض العرب لاأعرفها، فإن اللغات أكثر من أن يحيط بها رجل واحد. وقال الأصمعي: فحَّت الأفعى تفح إذا سمعت صوتها من فمها، فأما الكشيش فصوتها من جلدتها. وقال الليث: الفَخُّ مُعَرَّبُ، وهو من كلام العجم. قلت: العرب تسمى الفَخَّ: الطَّرْق. وقال الفراء: الحِضْب سرعة أخذِ الطَّرْق الرَّهْدن، قال: والطَّرْقُ الفَخُّ. وقال أبو العباس في قوله: يزُخها ثمَّ ينام الفَخَّه قال: قال ابن الأعرابي: الفَخَّة أن ينام على قفاه ويَنفُخ من الشبع. وقال غيره: امرأة فَخٌّ وفَخَّةٌ: قذرة وأنشد: ألستَ ابن سَوداء المحاجرِ فخةٍ لها علبةٌ لَخْوى ووطبٌ مُجَزَّمُ خب قال الليث: الخَبْبُ ضرب من العدو، تقول: جاءوا مُخِبِّين-تخبُّ بهم دوابهم. قال: والخِبُّ الْجربزةُ، والنعت رجلٌ خَبُّ، وامرأة خَبَّةٌ، والفعل خَبَّ يَخَبُّ خباً، وهو بين الخب، والتخبيب إفساد الرجل عبد رجلٍ أو أمته، يقال: خبَّبهما فأفسدهما. والْخِبُّ: هيج البحر، يقال: أصابهم الخْبُّ-إذا اضطربت أمواج البحر، والتوت الرياح في وقت معلوم تُلجأ السفن فيه إلى الشط، أو يلقى الأنجرُ، يقال: خبَّ بهم البحر يَخِبُّ. أبو العباس-عن ابن الأعرابي-قال: الخِبَابُ ثوران البحر.
وقال الليث: الخُبَّة من المرعى. وقال الراعي: حتى ينال خُبَّة من الخبب وقال شمر: "قال ابن شميل": الخِبَّةُ من الأرض طريقة اينة منبات، ليست بحزنةٍ ولاسهلة، وهي إلى السهولة أدنى. قال: وأنكره أبو الدُّقيش. وقال الأصمعي: الخِبَّة والطِّبَّةُ، والخْبِيبة والطِّبابة، كا هذا: طرائق من رمل وسحاب. وأنشد قول ذي الرُّمة: من عُجْمةِ الرَّمل أنقاءٌ لها خِببُ ورواه غيره. ? لها حببُ وهي الطرائق أيضاً. وقال الفراء: الخَبُّ-من الرمل-الحبلُ، إلا أنه لاطئٌ بالأرض. وقال ابن عمرو: الخْبُّ: السهل بين حزنين يكون فيه الكَمْأة. وأنشد قول عدي بن زيد: تجى لـك الـكـمـأة ربـعـيةً بالخب تندى في أصول القصيص "القصيص: نبتٌ ينبتُ في أصله الكمأة". وقال أبو عمرو أيضاً: المخبة و الخبيبة بطن الوادي. وقال ابن نجيم: الخبيبة والخُبَّة كلها واحد، وهي الشقيقة بين حبلين من الرَّمل. وقال الراعي: فجاء بأشوال إلى أهـل خـبَّة طُرُقا وقد أقعى سُهَيْل فَعَرَدا وقال أبو عمرو: "خبَّةٌ": كلأٌ، وقال غيره: الخُبَّة مكان يستنقع فيه الماء، فينبت حوإليه البقول. وقال شمر: خبَّة الثَّوب طُرته، والخبائب خبائب اللحم، وهي طرائق ترى في الجلد من ذهاب اللحم، يقال: لحمه خبائب، أي كتل وزيمٌ وقطع ونحوه. وقال أوس بن حجر: صدٍ غائرُ العينين خَبَّب لحمه سمائم قيظٍ فهو أسْود شاسف قال: خبَّب لحمه وخدد لحمه-أي ذهب لحمه فرأيت له طرائق في جلده. وقال أبو عبيدة: الخبيبة: كلُّ ما اجتمع فطال من اللحم. قال: وكلُّ خبيبة من لحم فهي خصيلة-في ذراع كانت أو غيرها. وقال الفراء: ثوبه خبائب وهبائب،-إذا تمزَّق. أبو عبيد-عنه-الخبيبة: الخِرْقة تخرجها من الثوب فتعصب بها يدك، ويقال: خَبَّةٌ وخُبَّةٌ. وروى سلمة عنه: يقال: أخذ خبيبة الفخذ. ولحمُ المتن يقال: له الخبيبة، وهنَّ الخبائب. أبو عبيد عن الفراء: يقال: "لي" منهم خواب، واحدها خابُّ، وهي القرابات. عمرو عن أبيه: خَبْخَب، ووخْوخ-إذا استرخى بطنه، وخَبْخب-إذا غدر. وقال ابن الأعرابي في قوله: ?لاأحسن قتو الملوك والخْبَبَا قال: الخبب الخُبثُ. وقال غيره: أراد بالخبب مصدر خَبَّ "يخبُّ"-إذا عدا. وقال الليث: الخَبْخابُ رخاوةُ الشئ المضطرب. بخ الليث: تَبْخَبخ الحَرّ إذا سكن بعض فورته. قال: وتبَخْبخت الغنم-إذا سكنت حيث كانت، وتبخبخ لحمه، وهو الذي تسمع له صوتاً من هُزالٍ بعد سمنٍ. قال: و"بَخْ" كلمة تقال عند الإعجاب بالشئ-يُثقل ويُخّفَّف. وقال: بخْ بخْ لهذا كَرَماً فوق الكرم وقال: ودرهم بخيُّ-"إذا" كُتب عليه "بخ"، ودرهم مَعْمعىُّ-إذا كتب عليه "مع" مضاعفاً لأنه منقوص وإنما يضاعف إذا كان في حال إفراده مخففاً، لأنه لايتمكن في التصريف-في حال تخفيفه فيحتمل طول التضاعف-ومن ذلك مايثقل فيكتفى بتثقيله، وإنما حمل ذلك "على مايجرى" على ألسنة الناس، فوجدوا "بخ" مُثقلاً في مستعمل الكلام، ووجدوا "مع" مخفَّفاً، وجرس الخاء أمتن من جرس العين، فكرهوا تثقيل العَيْن-فافهم ذلك. أبو حاتم عن الأصمعي: درهم بخيُّ-الخاء خفيفة-لأنه منسوب إلى: بخ" و"بخ" خفيفة الخاء، يقال: بخْ بَخْ، وبخٍ بخٍ، وهو كقولهم: "ثوب يديٌّ" للواسع، ويقال للضيق، وهو من الأضداد قال: والعامَّة تقول بَخِّيٌّ-بتشديد الخاء-وليس بصواب. وقال أبو حاتم: لو نسب إلى "بَخْ" على الأصل-قيل: بَخَوىٌّ-كما إذا نسب إلى "دم" قيل: دموي. عمرو عن أبيه: بَخَّ-إذا سكن من غضبه وخَبَّ: من الخبَب. الليث: بَخْبَخة البعير وبخباخهُ: هدير يملأ الفم شقشقته. أبو عبيد-عن الفراء: بخبخوا عنكم من الظَّهيرة، وخبخبوا وهريقوا، معناه كُله: أبردُوا: شمرٌ: تبَخْبَخ الحَرُّ، وباخ-إذا سكن فوره، وقال رؤبة-في بَخْبخاخ هدير الجمل: بخ وبخباخ الهدير الزَّغد أبو الهيثم: "بخ بخ": كلمة يتكلم بها عند تفضيلك الشئ، وكذلك يقال: "بخ وجخ"، بمعنى "بخ". وقال العجاج: إذا الأعادى حسبونا بخبخوا
أي: قالوا: بخ بخ، وبخ بخٍ، ثعلبٌ، عن ابن الأعرابي إبل مبخبخة: عظيمة الأجواف "وهي" المُخبخَبَة-مقلوب-مأخوذ من "بخ بخ". والعرب تقول للشئ-تمدحه-: بخْ بَخْ وبخٍ بخْ، وبَخٍ بخ، وبخٍ بخٍ. قال: فكأنها من عظمها-إذا رآها الناس-قالوا: ما أحسنها. قال: والْبَخُّ: السَّرىُّ من الرجال. خم قال الليث: اللحم المُخِمُّ: الذي قد تغيرت ريحهُ ولما يَفْسد فساد الجيف. قال: وإذا خَبُث ريحُ السِّقاء-فأفسد اللبن-قيل: أخَمَّ اللبنُ. قال: وخمَّ مثله، وأنشد: قد خَمّ أو قد هَمَّ بالخِمْومِ أبو عبيد-عن أبي عمرو-: خَمَّ اللحمُ وأخمَّ-إذا تغير وهو شواء أو قديرٌ وصلَّ وأصَلَّ-إذا تغير نيءُ. وقال الليث: الخَمْخَمةُ ضرب من الأكل قبيح، به سمي الخَمْخامُ، ومنه التَّخَمْخم والخِمْخمُ نبن، وأنشد: وَسْط الدِّيلر تسفُّ حَبَّ الخِمْخم قلت: ويقال له: الحِمْحِمُ بالحاء أيضاً، وهو الشُّقَّارى. وقال الليث: الخِمْامة ريشة رديئة فاسدة تحت الريش. أبو عبيد-عن الأصمعي-: الخُمْامة والقُمامة: الكُناسَة، وخَمْخَمتُ البيت-إذا كنسته. وفي الحديث: "خَيْر النَّاس رجلٌ مخموم القلب". قال أبو عبيد: معناه: الذي قد نُقِّي "قلبه" من الغلِّ والغش. وقال الأصمعي: خَمَّان القوم خُشارتهم. ثعلب-عن ابن الأعرابي-: "خَمَّان النَّاس، ونُتَّاش الناس، وعوذ الناس: واحدٌ. قال: والخَمُّ: البكاء الشديد-بفتح الخاء"-، والخُمُّ: قفص الدُجَّاج، والخِمُّ: البستان الفارغ. سلمة-عن الفَرَّاء-"قال": الخَمُّ الثناء الطيب، يقال: فلان يَخُمُّ ثياب فلان-إذا أثنى عليه خيرا، والخَمُّ تغير رائحة القُرص، إذا لم ينضج، وخُمَّ-إذا جُعل في الخُمُّ، وهو حبس الدجاج، وخُمَّ-إذا نُظف. ثعلبٌ-عن ابن الأعرابي-قال: الخَمْيِمُ: اللبن ساعة يُحلب، والخَميمُ: الممدوح والخَميمُ: الثَّقيل الرُّوح. قال الليث: المُخُّ نقي عظام القصب، والجميع: المِخةُ، فإذا قلت: مُخَّةٌ، فجمعها: المُخُّ، وقد تمخته وتمكَّكته-إذا استخرجته، وشحم العين قد سُمى مُخَّا، ومنه قول الراجز: مادان مُخُّ في سلامي أو عين وأمَخَّ العَظُم، وأمَخَّت الشاة-إذا اكْتَنَزت سمناً. وقال غيره: مُخُّ كل شئ خالصه وخيره وأمرٌ ممُخُّ، إذا كان طائلا من الأمور وإبل مَخَائخُ-إذا كانت خياراً. أبو زيد: جاءته مُخة الناس-أي نُخْبَتُهُمْ، وأنشد أبو عمرو: بات يُماشى قُلصاً مَخائخاً وأنشد غيره: مِنْ مُخَّة النَّاسِ التي كان امْتَخَرْ خسق "قال" أبو عبيد-عن الأصمعي-: إذا رمى بالسهام فمنها الخاسقُ وهو المُقَرْطِسُ. ثعلب-عن ابن الأعرابي-: رمى فَخَسق-إذا شَقَّ الجِلد. الليث: ناقةٌ خَسُوق: سيئة الخُلُق تَخْسِقُ الأرض بمناسمها، إذا مشت انقلب منسمها فَخَدَّ في الأرض. قال: و"خَيْسَقُ": اسمُ لابةٍ معروفة، وبئر خَيْسق: بعيدة القعر. خزق من أمثالهم في باب "التشبيه": أنْفَذ من خازقٍ-يَعنون السَّهْم النافذ. وقال الليث: كلُّ شئ جادٍ رززته في الأرض وغيرها فارْتَزَّ-فقد خَزَقْته. قال: والخَزْقُ: نايثبت، والخَزْق: ما ينفذُ. قال: والمِخْزقُ: عُودٌ في طرفه مسمار محدَّد، يكون عند بيَّاع البُسْر. ثعلب-عن ابن الأعرابي-: إنه لَخَارِقُ ورقه-إذا كان لايُطمع فيه، والسهم إذا قَرْطس فقد خَسَق وَخَزَق. خذق قال الليث: خَذَق البازِي خَذْقاً وسائر الطير: ذرَقَّ. أبو عبيد-عن الأصمعي-: ذرق الطائر وخذقَ ومَزق وزرق-يَخْذِقُ ويَخْذُقُ. خرق قال الليث: خَرَقْت الثوب-إذا شققته وخرقت الأرض-إذا قطعتها حتى بلغت أقصاها، ولذلك سُمِّي الثَّور مخراقاً، والاخْتِراقُ: الممرُّ في الأرض عرضاً على غير طريق، يقال اخترقت دار فلان-إذا جعلتها طريقاً لحاجتك، والريح تخترق في الأرض، والخيل تخترق ما بين الشجر والقُرى. وقال رؤبة: يَكِلُّ وَفْدُ الرِّيحِ من حَيْثُ انخرق قال: والخَرْق: المفازة البهيدة، اخترقته الريح، فهو خَرْقٌ أمْلس. قال: والخَلرْقُ: الشَّقُّ في الأرض والحائط والثوب ونحوه.
قال: والخْريق من أسماء الريح الباردة الشديدة الهُبُوب، كأنها خُرِقَتْ، أماتوا الفاعل بها. ويقال: انْخَرَقت الرِّيح الخْؤيق-إذا اشتدَّ هُبُوبها وتخللُّها المواضع. ويقال: للرجل المتمزِّق الثياب: مُنْخَرِقُ السِّربال. شِمر-عن ابن شميل-قال: الخْرْقُ: الأرض البعيدة-مستوية كانت أو غير مستوية، يقال: قطعنا إليكم أرضاً خَرْقاً وخَرُوقاً والخْرْق: البُعْد، كان فيه ماءٌ أو شجر أو أنيس، أو لم يكن. قال: ويُعَدُّ ما بين البصرة وحفر أبي موسى-خَرْقاً، وما بين النِّباج وضرية-خَرْقاً. وقال المُؤَرَجُ: كلُّ بلد واسع تتخرق به الريح فهو خَرْق. شِمرٌ، قال الفرّاء: يقال: مررت بخريق بين مَسْحاوين، والمسحاء أرض لانبات فيها والْخرِيقُ: الذي توسَّطَ بين مَسْحاوَيْن بالنبات، والجميع الْخُرُقُ. وقال الله جلَّ وعزَّ: (وَخَرقُوا لهُ بنين وبَناتٍ بغير عِلْمٍ)، قرأ نافع وحده: "وخَرَّقوا لهُ" بتشديد الراء، وسائر القُرَّاء قرأوا: "وخَرَقوا لَهُ"-بالنخفيف. وقال الفراء: معنى "خَرَقوا" افتعلوا ذلك كذباً وكفراً، قال: وخَرَقوا واخَتَرَقُوا، وخَلَقُوا واخْتَلَقوا: واحد. وقال أبو الهيثم: الاخْتراقُ والاخْتِلاق والاخْتِراصُ والافْتراءُ: واحد. ويقال: خلق الكلمة واختلقها، وخرقها واخترقها-إذا ابتدعها كذباً، وتخرّق الكذب وتخَلَّقه. وقال الليث: الخُرْقُ: نقيض الرِّفق وصاحبه أخْرَقُ، وناقةٌ خَرْقاء-إذا لم تتعاهد مواضع قوائمها، وبعير أخْرَقُ: يقع مِنْسَمَه بالأرض قبل خُفَّه، يَعْتريه ذلك من النَّجابة. قال: وريحٌ خَرْقاء: لاتدوم على جهتها في هبوبها-وقال ذُو الرُّمَّة: بَيْتٌ أطَالإضتْ به خَرْقاءُ مَهْجومُ وقال المازنيُّ في قوله: "اطافت به خَرْقاء": امرأة غير صناعٍ، ولا لها رفق فإذا بنت بيتاً انهدم سريعاً. وقال الليث: مَفَزةٌ خَرْقاء خَوْقاء: بعيدةٌ، والْخِرق من الفتيان: الظريفُ في سماحة ونجدة. ورُوى عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أنَّه نهى أنْ يُضحَّى بِشرْقاءَ أو خَرْقاء". قال أبو عبيد: قال الأصمعي: الشَّرْقاء في الغنم: المشقوقة الأذُن باثنين، والخْرْقاءُ من الغنم: التي يكون في أذنها خَرَق وقيل: الخْرْقاء: أن يكون في الأذن ثقبٌ مستدير. أبو عبيد-عن الكسائي-: كل شئ من باب "أفْعَلَ وَفَعْلاَء"-سوى الألوان-فإنه يقال فيه: "فَعِلَ يَفْعلُ" مثل "عَرِجَ يَعْرَج" وما أشبهه، إلاَّ ستَّة أحرف فإنها جاءت على "فَعُلَ"، الأخْرَقُ والأحمق والأرْعَن والأعْجَف والأسْمَر، يقال خَرَق الرجل يخرُق فهو أخرَق، وكذلك أخواته. أبو عبيد-عن أبي عمرو-: خَرِق الرَّجل يَخْرَقُ، وبَرِق يَبْرق-إذا دُهِش. وقال ابن الأعرابي: الغَزَال إذا أدركه الكَلْب-خَرِقَ فلزق بالأرض. وقال الليث: الخْرَقُ شبه النظر من الفزع، كما يخرق الخِشْف إذا صيد. قال: وخرق الرجل-إذا بقي متحيراً من همٍ أو شدة. قال: وخَرِق الرجل في البيت، فلم يبرح فهو يَخْرَق خَرَقاً وأخْرَقَهُ الخوف. قال: وخَرُق يَخْرق فهو أخرق-إذا حَمُق، وخَرُق بالشئ يَخْرُق-إذا عَنُف فلم يحسن عمله، فهو أخْرَق أيضاً. غيره: رَمَادٌ خَرِقٌ: لازق بالأرض ورَحِمٌ خريق-إذا خرقها الولد فلا تلقح بعد ذلك. قال: والمِخْرَاقُ: السَّيف، ومنه قوله: وأبْيَض كالمِخْرَاق بلَّيْتُ حَدَّهُ المَخَاريقُ-واحدها مِخْراقٌ-: ما يلعب به الصبيان من الخرق المفتولة، وأنشد: كأنَّ سُيُوفنا مِنَّا ومنهـمْ مخاريقٌ بأيدي لاعبينا وذو الخْرق الطُّهويُّ: اسمُ شاعر أو لقب له، ويقال: جاءت خِرْقة من جراد-أي قطعة وجمعها: خرق. قال: والثَّور الوحشيُّ يسمى مِخْراقاً لقطعه البلاد البعيدة، ومنه قول عدي بن زيد. ? ?كالنَّابئ المْخْراقِ وروى عن عليّ-رضى الله عنه-أنه قال: "البَرْقُ مخاريق الملائكة". وقال كُثير: في المخاريق بمعنى السيوف-: عَلَيْهنَّ شعثٌ كالمَخَاريق كلهم يُعَدُّ كريماً لاجباناً ولا وغلا قال شمر: والمِخْراق من الرجال: الذي لايقع في أمر إلاَّ خرج منه. قال: والثور البريُّ يسمى مِخْراقاً، لأن الكلاب تطلبه فيُفْلت منها.
قال: وقال أبو عدنا: المْخارِق: المَلاَصُّ، يتخرُّقون الأرض، بيناهم بأرض إذا هم بأخرى. وقال ابن الأعرابي، رجل مِخْراقٌ وخِرْقٌ ومُتَخَرِّقٌ-أي: سخيُّ. قال: ولا جمع للْخِرق. أبو عبيد-عن الأصمعي-: ريحٌ خريقٌ-أي: باردة. خلق قال الليث: الْخِليقةُ: الخُلُقُ، وجمعها: الخْلائق. أبو عبيد-عن أبي زيد-: إنه لكريم الطبيعة والخليقة والسَّليقة: بمعنى واحد. قلت: ورأيت بذروة الصَّمَّان قلاتاً تمسك ماء السحاب في صفاة خلقها الله فيها، تسميها العرب "الخلائق"، الواحدة خَلِيقةٌ-ورأيت بالخْلْصاء-من جبال الدَّهْناء-دُحْلاناً خلقها الله في بطون الأرض، أفواهها ضيقة، فإذا دخلها الداخل وجدها تضيق مرة وتتسع أخرى، ثُمَّ يُفْضى الممر فيها إلى قرار للماء واسع لايُوقف على أقصاه، والعرب إذا تربَّعوا الدهناء ولم يقع ربيع بالأرض يملأ الغُدران-استقوا لخيلهم وشفاههم من هذه الدُّحْلان. ومن صفات الله: الخْالق والخْلاَّقُ ولاتجوز هذه الصفة-بالألف واللام-لغير الله جلَّ وعزَّ. والخْلْقُ-في كلام العرب-ابتداع الشئ على مثال لم يسبق إليه. وقال أبو بكر بن الأنباري: الخْلْقُ-في كلام العرب-على ضربين، أحدهما: الإنشاء على مثال أبدعه، والآخر: التقدير. وقال في قول الله جل وعز: (فَتَباركَ اللهُ أحْسَنُ الخالقين)-معناه: أحسن المقدرين، وكذلك قوله: (وَتَخْلُقُونَ إفْكاً)-أي: تُقَدِّرون كذباً. قلت: والعرب تقول: خلَقْت الأديم-إذا قدَّرْته وقسته، لتقطع منه مزادةً أو قِرْبةً أو خُفَّاً. وقال زهير: وَلأنتَ تَفْرى ما خلقت وَبَعْ ضُ القوْم يَخْلُقُ ثُمَّ لايَفْرى يمدح رجلا فيقول له: أنت إذا قدَّرت أمراً قطعته وأمضيته، وغيرك يقدِّر مالا يقطعه، لأنه غير ماضي العزم، وأنت مضَّاء على ماعزمت عليه. وقال الكُميت: أرادوا أنْ تُزايل خالقاتٌ أديمهمُ يَقِسْن ويَفْترينا يصف ابني نزار بن معد-وهما ربيعة ومضر-أراد: أن نسبهم وأديمهم واحد، فإذا أراد خالقات الأديم التفريق بين نسبهم تَبيَّن لهنَّ أنه أديم "واحد" لايجوز خلقه للقطع، وضرب النساء-الخالقات للأديم-مثلا للنسَّابين الذين أرادوا التفريق بين ابني نزار. ويقال: زايلت بين الشيئين وزيَّلْتُ: إذا فرقت، وقال الله جلَّ وعزَّ: (إنْ هذا إلاَّ خَلْق الأوَّلين) وقرئ "خُلُقُ الأوَّلين". وقال الفراء: من قرأ "خَاْقُ الأوَّلين" أراد اختلافهم وكذبهم، ومن قرأ "خُلُق الأوَّلين"-وهو أحبُّ إلى الفراء-أراد عادة الأولين. قال: والعرب تقول: حدَّثنا فلانٌ بأحاديث الخْلْقِ، وهي الخرافات من الأحاديث المفتعلة. وكذلك قوله: إن هذا إلاَّ اختلاق. وروى ابن شميل-باسناد له-عن أبي هريرة-أنه قال: "هُمْ شَرُّ الخَلْقِ والخَلِيقةِ". قال: "الْخَلْقُ: الناس"، والْخَليقة: الدوَّاب والبهائم. وقال الليث: رجل خالقٌ: أي صانع وهنَّ الْخالقات-للنساء-، ويقال: خالق النَّاس بخلق حسن-أي: عاشرهم ويقال: إنه لخليق لذاك "أي: شبيه، وما أخلقه!!-أي: ما أشبهه. وقال غيره: إنه لَخَليق بذاك"-أي: حَرِيٌّ، وأخْلِق به أن يفعل ذاك!!-أي: أحْرِ به. وقال الليث: وامرأة خليقة: ذات جسم وخَلْقٍ، ويُنْعت به الرجل. وقال غيره: يقال: رجل خليق-إذا تم خلقه، والنعت: خلقت المرأة خلاقة-إذا تم خلقها. أبو عبيد-عن الأصمعي-: المختْلَقُ: التام الخَلْق والجمال. وسئل أحمد بن يحيى عن قول الله عزَّ وجلَّ: (مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقةٍ) فقال: الناس خُلقوا على ضربين، منهم تام الخلق ومنهم خَدِيجٌ ناقص غير تام. يَدُلُّك على ذلك قوله جلَّ وعزَّ: (وَنُقِرُّ في الأرْحام ما نشاء إلى أجَلٍ مُسَمى) الآية. وقال ابن الأعرابي: "مُخَلَّةٍ": قد بدا خَلْقها"، وَغَيْر مُخَّلقة": لم تُصَوَّر. وقال الليث: الخلاق النَّصيب من الحظ الصالح، وهذا رجلٌ ليس له خلاق-أي: ليس له رَغبةٌ في الخير ولا في الآخرة، ولاصلاح في الدين. وقال المفسرون-في قول الله-جلَّ وعزَّ-: (وَمَالهُ في الآخرةِ مِنْ خَلاَق): الْخلاَقُ: النَّصيب من الخير. ثعلب عن ابن الأعرابي-: "لاَخلاق لَهُمْ": لانصيب لهم في الخير. قال: والْخلاقُ الدِّين.
ويقال: خلق الثَّوب يخْلُقُ خُلُوقة وأخلق إخلاقا-بمعنى واحد. ويقال للسَّائل: قد أخْلق وجهه، وأخْلَقَ فلان فلاناً-أي: أعطاه ثوباً خلقاً. وروى أبو عبيد-عن ىالكسائي-فيما أقْرَأني الإياديُّ لشمرٍ عنه: أخْلَقْت الرجل ثوباً-أي: كسوته خلقاً. وثوى عن عمر بن الخطاب أنه قال: "ليسَ الفَقير الذي لامال له، إنما الفقير الأخْلَقُ الكسب". قال أبو عبيد: هذا مثل للرجل الذي لايُرْزأ في ماله، ولايُصاب بالمصائب، وأصل هذا أنه يقال للجبل المَصْمت الذي لايؤثر فيه شئ: أخْلَقُ وصخرة خلقاءُ-إذا كانت ملْساء. وأنشد للأعشى: قدْ يَتْرُكُ الدَّهْرُ في خلْقاء راسـيةٍ وَهْياً يًنْزِل منها الأعْصَمَ الصَّدعا فأراد عمر أنَّ الفقر الأكبر إنما هو فقر الآخرة-لمن لم يقدم من ماله شيئاً يُثاب عليه هنالك، وأن فقر الدنيا أهون الفقرين. وقال الليث: اْلأخْلَق: الأملس من كل شئ. قال: وخُلَيقَاء الجبهة: مستواها، وهي الخْلْقَاءُ، يقال: سُحبوا على خَلْقاوات جباههم. قال: وخلقاء الغار الأعلى: باطنه، واخَلْولَقَ السحاب-إذا استوى، كأنه مُلِّسَ تمليساً. وأنشد لمرقش: ماذا وُقُوفي عَلَى رَبْعٍ عفا مُخْلَوْلِق دارسٍ مُسْتَعْجم والْخُلُوق من الطيب: معروف، وقد تخلَّقت المرأة بالخْلُوق وخلَّقت غيرها، وقد خُلِّق المسجد بالخْلُوق. ويقال للمرأة الرَّتْقاء: خَلْقاء، لأنها مُصْمَتة كالصَّفَاة الخْلْلَقاء. وقال الراجز: جاءَ الشِّتاء وقميصي أخلاَقْ شراذمٌ يضحك مِنِّي التَّوَّاقْ ويقال: جُبِّة خلق-بغير هاء-وجديدٌ-بغير هاءٍ أيضاً-ولايجوز جُبَّة خلقة-بالهاء-ولاجديدة. وقال أبو عبيدة: في وجه الفرس خُلَيقاوان، وهما حيثُ لقيت جبهته قصبة أنفه. قال: والخْلِقان، عن يمين الخُلَيْقاء وشمالها، ينحدران إلى العين. قال: والخْليقاءُ: بين العَيْنين، وبعضهم يقول: الخْلْقاء. عمرو-عن أبيه-: الخَليقة: الْبِءْرُ ساعة تُحْفر. قال: والْخلق، كل شئ مملَّس، "مستو" وسهم مُخَلَّقٌ: أملس مستو، والْخَلَقة: السحابة المستوية المُخيلة للمطر. ثعلب عن ابن الأعرابي: الخلق: الآبار الحديثات الحفر، والخُلُق: المروءة. ويقال: فلان مَخْلَقة للخير-كقولك: مَجْدرَةٌ ومَحْراةٌ ومَقمَنَةٌ. قلخ عمرو-عن أبيه-: القَلْخُ: الضرب باليابس على اليابس. وقال الليث: القَلْخُ والقَلِيخُ: شِدة الهدير، وأنشد: قَلْخُ الهدير مِرْجَس زغادُ قال: ويقال للفحْل عند الضراب: قَلَخْ قَلَخْ-مجزوم-ويقال للحمار المُسِنِّ: قَلْخٌ وقَلْخٌ-بالخاء والحاء، وأنشد الليث: أيَحْكُك في أمـوالـنـا ودمـائنـا قُدامَةُ قَلْخ العَيْرِ عَيْر ابن جَحْجبِ أبو عبيد-عن الأصمعي-قال: الفحل من الإبل إذا هدر فجعل كأنه يَقْلع الهدير قلعا. قيل: قَلْخ يَقْلَخ "قلخاً"، وهو بعير قَلاَّخٌ، وأنشد الأصمعي: قَلْخَ الفُحُول الصِّيِد في أشوْالها قلت: والْقُلاخ ابن جناب بن جلا-الرَّاجز، شُبِّه بالفحل فلُقب بالقُلاخِ-وهو القائل: أنا القُلاخُ بن جناب بن جلا أبو خناثير أقودُ الجمـلا "والخناثير: الدواهي-أراد أنه مشهور معروف". أبو عبيد-عن الأموي-قال: قلَّخْتهُ بالسَّوط تقليخاً: ضرَبْتهُ. لخق عمرو-عن أبيه-قال: اللَّخْق: الشَّقُّ في الأرض، وجمعه لُخُوق وألْخاق. وقال الأصمعي: هي اللَّخاقيق-للشقوق-واحدها لُخْقوقٌ. وقال ابن شميل: اللُّخْقُوق: مسيل الماء، له أجراف وحفر، والماء يجري فيحفر الأرض كهيئة النهر حتى ترى له أجرافا وجمعه اللَّخاقيق، وقيل: شقاب الجبل لخاقيقُ أيضاً. وقال بعضهم في قوله: "في لخاقيق جِرذانٍ": إن أصلها الأخاقيق وقد مر تفسيره في أول مضاعف الخاء. خنق قال الليث: خَنَقه فاخْتنَق وانخنق، فأما الانْخناق فهو انعصار الخناق في عنقه والاختناق: فعْلُهُ بنفسه. قال: والخِناق: الحَبْل الذي يخنق به ويقال: رجل خنق مخنوق، ورجلٌ خانق-في موضع خنيق-ذو خناق، وأنشد: وخانِقٍ ذي غُصَّةٍ جَرَّاض
قال: والخْنَّاق: نعتٌ لمن يكون ذلك شأنه وفِعْله بالنس، وأخذ بمُخَنَّقه-أي: بموضع الخِنْاق، ومنه اشتُقت المِخْنَقَة من القلادة. والخُناقيَّةُ داءُ أو ريح يأخذ الناس والدَّواب في حلوقهم، وقد يأخذ الطير في رأسها وحلقها. وتهتري الخيل الخُناقيَّة-أيضاً، يقال: خنق الفرس، فهو مخنوق. أبو سعيد: المُخْتِنق من الخيل: الذي أخذت غُرَّته لحيته إلى أصوله أُذنيه وخنَّقت الحوض تخنيقاً-إذا شددت ملأه، وقال أبو النَّجْم: ثمَّ طباها ذو حباب مُتْرعُ مُخنَّقٌ بمائهِ مُدَعْـدع ثعلب-عن ابن الأعرابي-قال: الخُنُق: الفُروج الضيَّقةُ من فروج النساء. وقال أبو العباس: فَلْهم خنَّاقٌ: ضيق حُزُقَّة قصير السَّمك. ومُخْتنق الشِّعْبِ: مضيقه، وخانقين موضع معروف. نقح قال الليث: النَّقْخُ: نقف الرأس عن الدماغ، وقال العجَّاج: لهامهم أرُضُّهُ وأنْقَخُ أبو عبيد-عن أبي زيد-قال: إذا ضرب رأس الرجل حتى يَخْرج دماغه قال: نَقَخْتُهُ نَقْخاً، وأنشد: نَقْخاً على الهام وبَجَّاً وخَضْاً أبو عبيد-عن أبي عبيدة-: النُّقاخ: الماء العذب، وأنشد شمر: وَأحْمق ممن يلعق المـاء قـال لـي دع الخمر واشرب من نُقاخ مُبضرَّد وقال أبو العباس: النُّقاخُ: النوم-في العافية والأمن. والنُّقَاخُ: الضرب على الرأس بشئ صُلب. والنُّقاخُ: استخراج المُخِّ. شمر: قال ابن شميل: النُّقاخُ الماء الكثير يَنْبطه الرجل-في الموضع الذي لاماء فيه. وقال الفراء: يقال: هذا نُقاخُ العَربيَّة-أي: خالصها. أبو عمرو: ظليمٌ أنْقَخُ: قليل الدماغ. وأنشد لطلق بن عدي: بالرُّمح من دُون الظَّليم الأنْقَخِ خقن قال الليث: خاقان: اسمٌ يسمى به من تخقَنِّه التُّرْك على أنفسهم. قلت: وليس من العربية في شئ". خفق قال الليث: الخَفْق: ضربك الشئ بالدرة أو بشئ عريض، والخفْق صوت النَّعْل وما أشبهه-من الأصوات. ورجلٌ خفاقُ القدم: عريض باطنها ومنه قوله: خَدَلَّجُ السَّاقين خَفَّاق القْدم قال: والخْفق لضطراب الشئ العريض. يقال: راياتهم تخفق وتختفق، وتُسمى الأعلام: الخوافق، والخافقات. والمَخْفق من أسماء السيف العريض والمِخْفَقَة والخَفَقة-جزمٌ-هو الشئ الذي يضرب به، نحو سيرٍ أو درة. قال: والخفقان: اضطراب القلب، وهي خفة تأخذ القلب، تقول: رجلٌ مَخْفوق. والخفقان: اضطراب الجناح. ورُوى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أيُّما سَرَّية غزت فأخفقت كان لها أجرها مرَّتين". قال أبو عبيد: الإخفاق: أن تغزو فلا تغنم شيئاً، ومنه قول عنترة: فيُخْفِقُ مَرَّةً ويفـيدُ أخـرى ويَفْجَعُ ذا الضعائن بالأريب يصف فرساً "له"، أنه يغزو عليه فيغنم مرة، ولايغنم أخرى. قال أبو عبيد: وكذلك كلُّ طالب حاجة إذا لم يقضها فقد أخفق إخفاقاً. وأصل ذلك في الغنيمة. وقال الليث: أخْفق القوم: فني زادهم. قال: والسَّراب الخْفُوق والخافِق: الكثير الاضطراب، والْخْفقةُ: المفزة ذات الآل. وقال العجَّاج: وخفقةٍ ليس بها طُوئيُّ يعني: ليس بها أحد. ويقال: خفق فلان خفقةً-إذا نام نومة خفيفة. وناقة خفيق، وفرس خيفق، وهي السريعة جداً، وظليم خيفق-وهو الخَنفقيق في كل ذلك، وهو مشى في اضطراب. وقال أبو عبيدة: فرس خفق، والأنثى خفقة، مثل خَرِبٍ وخَرِبةٍ. وإن شئت قلت: خفق، والأنثى خفقةٌ تقديرها: رطبٌ ورطبة، والجميع: خفقات وخفقات وخفاق. وربما كان الخُفُوق من خلقة الفرس وربما كان من الضُّمر والجهد، وربما أفرد، وربما أضيف. وأنشد في الإفراد: ويكفُ فضل سابغةٍ دلاص على خيفاقةٍ خفقٍ حشاها وأنشد في الإضافة: حابى الضُّوع خفق الأحشاءِ وقيل لبعض الفقهاء: ما يُوجب الغسل؟ فقال: الخْفق والخْلاط. وقيل: الخْفق تغبيب القضيب في الفرج، وخفق النَّجْم-إذا غاب. ابن السكيت-عن الكلابيِّ-امرأة خيفق: وهي الطويلة الرُّفَغْين، الدقيقة العظام، البعيدة الخطو. وفلاةٌ خيفق-أي: واسعة، يخفق فيها السَّراب. قال الزَّفيان: أنَّى ألمَّ طيفُ ليلى يَطْرُقُ ودونَ مَسْراها فلاةٌ فَيْهقُ
تيه مَرَوْارةٌ وفيفٌ حيفق. أبو عبيد-عن أبي عبيدة-: خفق النَّجم وأخفق-إذا غاب. وقال الشَّمَّاخ: إذا النُّجومُ توَلَّتْ بعد إخفاقِ وقال الآخر: وأطْعُنُ بالقومِ شطر المُلُو كِ حتى إذا خفق المِجْدَحُ وقال غيره: خفقت الدَّابة تخفق-إذا ضرطت فهي خفوقٌ. وخفقت الرِّيح خفقاناً، وهو حفيفها: أيْ دويُّ جريها. وقال الشاعر: كأنَّ هُويَّها خفقـان ريحٍ خريقٍ بين أعلامٍ طوال وقال أبو الهيثم: خفق النَّجْمُ-إذا غاب. وقال: والخَافقان: المشرق والمغرب وذلك أنّ المغرب يقال له: الخافق، "لأنه الخافق" وهو الغائب، فَغَلَّبوا المغرب على المشرق فقالوا: الخافقان-كما قالوا: الأبوان. وقال ابن السكيت: الخافقان: المشرق والمغرب، لأن الليل والنهار يخفقان بينهما. عمروٌ-عن أبيه-قال: المَخْفُوق: المجنون وأنشد: مخفوقةٌ تزوَّجت مخفوقاً قال: والخْفَيقُ الدَّاهية. الرِّياشي-عن الأصمعي-قال: المُخْفق: الأرض التي تستوى، فيكون فيها للسَّراب مضطرب. قفخ أبو عبيد-عن الأصمعي-: قفخت الرَّجل أقْفَخه قَفْخاً إذا-صَككته على رأسه بالعصا. قال: ولايكون الققَفْخ إلاَّ على شئ صلب، أو على شئ أجوف، أو على الرأس، فإن ضربه على شئ مصمت يابس قال: صفقته وصقعته. الليث: القَفْخ: كسر الرأس شدخاً. قال: وكذلك-إذا كسرت العَرْمض عن وجه الماء قلت: قفخته قفخاً، وأنشد: قَفْخاً على الهامِ وَبجَّاً وخْضاً قال: والقَفْيخة: طعامٌ يصنع من تمر وإهالة تصب على جشيشة. قال: والقَفْخة من أسماء البقرة المُستحرمة، يقال: أقْفخت أرْخهُمْ-أي: استحرمت بقرتهم، وكذلك الذئبة-إذا أرادت السفاد. ونحو ذلك قال ابنُ شميل وأبو زيد. بخق قال الليث: البَخْقُ أقبح ما يكون من العور، وأكثره غمصاً. قال رؤبة: وما بعينيه عواويرُ البَخَقْ وقال شمر: البَخَق: أن تُخْسف العين بعد العور. وفي حديث زيد بن ثابت: أنه قال: "في العين القائمة-إذا بُخقت-مائة دينار". وقال شمر: أراد زيد أنها إن عورت ولم تنخسف-وهو لايبصر بها إلا أنها قائمة-ثم فُقئت بعد فقيها مائة دينار. قال: وقال ابن الأعرابي: البَخَقُ: أن يذهب بصره-وعينه منفتحة. وقال أبو عمرو: بخقت عينه-إذا ذهيت وأبقتها-إذا فقأتها. خبق أبو عبيد-عن الأصمعي-قال: الخْبِقُّ: الطويل. وروى غيره-عنه-أنه قال: سمعت عقبة ابن رؤبة يصف فرساً فقال: أشقُّ أمَقُّ خِبَقُّ. قال: وقيل: "خِبَقُّ" إتباع للأشق الأمقِّ. والقول: أنه يُفْرد بالنعت للطويل. أبو العباس-عن ابن الأعرابي-قال: خُبَيْقٌ تصغير خَبِقٍ، وهو الطول ورجل خِبِقٌّ: طويل. وقال غيره: "يقال": حَبَق وخَبَق-إذا ضرِط. قمخ قال الأصمعي: أقْمَخَ بأنفهٍ إقماخاً وأكْمَخ إكْماخاً-إذا شمخ بأنفه وتكبَّر. خقم خَيْقَمُ: حكاية صوتٍ، ومنه قوله: ? يَدْعو خَيْمقاً وَخيْقَماً قلت: ورأيت في ديار بني تميم ركيَّة عاديَّة تُسمى: خيْقمانة، وأنشدني بعضهم-ونحن نستقى منها-: كأنما نُطْفةُ خَيْقـمـان صبيبُ حنَّاءٍ وزعفران وكان ماء هذه الرَّكية أصفر شديد الصُّفرة. كشخ قال الليث: الكَشْخان ليس من كلام العرب، فإن أُعرب قيل: كِشْخان، على "فِعْلالٍ"، ويقال للشاتم: لا تَكْشَخْ فلاناً. قلت: إن كان الكَشْخ صحيحاً فهو حرف ثلاثي، ويجوز أن يقال: فلان كَشْخان، على "فَعْلانَ"، وإن كانت النون أصلية فهو رباعي، ولايجوز أن يكون عربياً لأنه يكون على مثال "فَعْلاَلٍ" "وفَعْلالٌ" لا يكون في غير المضاعف فهو بناء عقيم، فافهمه. كرخ قال الليث: الكَراخةُ: بلغة أهل السَّواد: الشُّقة وغيره من البواري، قال: والكَرَاخة والكارخ-بلغتهم-الرَّجلُ الذي يسوق الماء إلى الأرض. وكَرْخ: اسم سُوق ببغداد، وأُكَيْراخٌ: موضع آخر في السَّواد. كخر أهمله الليث وغيره: وقال أبو زيد الأنصاريُّ: في الفخذ الغُرُور، وهي غضون في ظاهر الفخذين واحدها: غَرٌّ، وفيه الكاخرة، وهي أسفل من الحاعرة في أعالي الغُرُور. خرك
أهمله الليث، وروى أبو العباس-عن ابن الأعرابي-قال: خرك الرجل-إذا لجَّ وخارك: اسم موضع، ومنه قيل: فلان الخَارَكيُّ. كفخ قال الليث: الكُفْخَةُ: الزُّبدة المجتمعة البيضاء، وأنشد: لها كَفْخةٌ بيضا تلُوحُ كأنها تَريكة قفر أهديت لأميرِ وقال أبو تراب: قال الفراء: كَفَخهُ "كَفخاً-إذا ضربه. وقال أبو زيد: لفخهُ لفْخاً "على رأسه" إذا ضربه. كمخ قال الليث: أكْمَخَ فلانٌ إكْماخاً-وهو جلوس المتعظم في نفسه-حكاه لنا أبو الدُّقَيْش فلبس كساءٍ له ثم جلس جلوس العروس على المنصة، وقال: هكذا يُكْمِخ-من الْبأو والعظمة. وقال رؤبة: إذا ازدَهاهُمْ يومُ هَيْجا أكمخوا بَأواً ومَدَّتهُم جبالٌ شُـمـخُ وقال أبو العباس: الكُماخُ: الكِبْرُ والتَّعَظُّم. كخم قال الليث: الكَيْخَمُ يوصف به المُلْك والسلطان، وأنشد: قُبَّةَ إسْلام ومُلكاً كَيْخماً وقال أبو عمرو: الْكَخْمَ دفعك إنساناً عن موضعه، تقول: كَخَمْته كَخْماً-إذا دفعته. وقال الْمَرَّار: إنِّي أنا الْمَرَّارُ غيْرُ الوَخْـم وقد كَخَمْت الْقوم أيَّ كَخْم أي: دفعتهم ومنعتهم. قال: ومنه قيل للمُلك: كَيْخمٌ. خزج قال الليث: الْمِخْزاجُ من النُّوق: الَّتي إذا سمنت مار جلدها-كأنه وارمٌ من السمن، وهو الخزبُ أيضاً. خدج قال الليث خدجت الناقة-فهي خادجٌ، وأخدجت-فهي مُخْدجٌ، والولد خَدِيجٌ مُخْدج مَخْدوجٌ، وذلك إذا ألْقَتْه وقد استبان خلقه. ويقال-إذا ألْقته جماً: قد خَدّجت وإذا ألَقْته قبل أن ينبت شعره قيل: قد غضَّنت، وهو الغضان، وأنشد: فهنَّ لايَحْملن إلاَّ خدْجاً والخْداجُ: الاسم من ذلك، وذات خِداجٍ: تُخْدج كثيراً، وأخدجت الزَّندة-إذا لم تور ناراً. أبو عبيد-عن الأصمعي-: خدجت الناقة: -إذا ألْقت ولدها قبل أوان النَّتاج وإن كان تامَّ الخَلْق، وأخدجت الناقة-إذا ألْقت ولدها ناقص الخلق، وإن كان لتمام الحمل. وقال أبو خيرة: خدجت المرأة ولدها وأخدجته: بمعنى واحدٍ. وروى ثعلب-عن ابن الأعرابي-: نحواً منه. وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "كلُّ صلاةٍ ليست فيها قراءة فهي خداجٌ". قال أبو عبيد: قال الأصمعي: الْخداجُ النُّقصان، وأصل ذلك من خداج الناقة-إذا ولدت ولداً ناقص الخلق، أو لغير تمام. ويقال: أخدج الرجل صلاته: فهو مخدج، وهي مخدجة، ومنه قيل لذي الثَّدية، المقتول بالنهروان: مُخدَجُ اليد-أي: ناقصها. وقال غيره: أخْدج فلانٌ أمره-إذا لم يُحْكمه، وأنضج أمره-إذا أحْكمه والأصل في ذلك: إخْداج الناقة ولدها وإنضاجها إياه. جخر أبو عبيد: جَخَّرنا البئر: وسعناها وجخر جوف البئر: اتسع. ثعلب-عن ابن الأعرابي: أجخر فلان-إذا وسَّع رأس بئره، وأجخر-إذا أنبع ماءً كثيراً من غيره موضع بئر، وأجخر-إذا تزوَّج جخراء، وهي الواسعة، وأجخر-إذا غسل "دُبره" ولم يُنقها فبقى نتنه. عمروٌ-عن أبيه-: الجْاخر: الوادي الواسع. شمرٌ: تجخَّر الحوض-إذا تلَّقف طينه وانفجر ماؤه، وامرأة جخراء: واسعة البطن. وقال الليث: الجْخراء المنتنة الرِّيح. وقال اللحيانيُّ: الجخْراء من النساء: المنتنة التَّفلة. وقال ابن شميل: الحجْخَرُ-في الغنم-: أن تشرب الماء-وليس في بطنها شئ-فَيَتخَضْخض الماء في بطونها فتراها جخرة خاسفة. وقال الأصمعي في قوله: ببطْنه يَعْدو لبَّكْرْ قال: الذَّكر من الخيل لايَعْدو إلاَّ إذا كان بين الممتلئ والطاوي، فهو أقل حتمالا للجخر من الأنثى، والجَخَرُ: الخْلاء-والذَّكر إذا خلا بطنه انكسر، وذهب نشاطه. خجر الليث: رجلٌ خجرٌّ والجميع الْخِجِرُّون، وهو الشَّديد الأكل الجبان الصَّدادُ عن الحرب. عمرو-عن أبيه-قال: الْخاجرث صوت الماء على سَفْح الجبل. ثعلب-عن ابن الأعرابي-قال: الخُجَيْرَة تصغير الخَجْرة وهي الواسعة من الإماء. قال: والخَجْرة-أيضاً-سعة رأس الْحُبِّ. قال: والجُخْيرة تصغير الجْخرة وهي نفحة تبقى من القندورة-إذا لم تنقَّ. رخج قال الليث رُخَجُ: إعراب "رُخُذْ"، وهو اسم كُورة معروفة. خرج
قال الله جلَّ وعزَّ: (أمْ تَسْألُهُمْ خَرْجاً فخراجُ ربِّك خَيْر) وقرئ "أمْ تَسْألُهْم خَراجاً". قال الفراء: معناه: أم تسألهم أجراً على ما جئت به؟ فأجر ربك وثوابه خير. "ونحوه قال الزّجاج". وقال الأخفش: يقال للماء الذي يخرج من السحاب: خرج، وخروج، وأنشد: إذ همَّ بالإقْلاع هّبَّت له الصَّبا فأعقب غيمٌ بعده وخـروج قال: والخْرْج: أن يُؤدى إليك العَبْدُ خراجه-أي: غلَّته، والرَّعية تؤدى الخْرْج إلى الولاة. وقال الليث: الخْرْج والخَراجج واحدٌ وهو شئ يخرجه القوم في السَّنة من مالهم بقدرٍ معلوم. ورُوى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الخْراج بالضمان". وقال أبو عبيد وغيره-من أهل العلم-: معنى الخراج-في هذا الحديث-غلَّة العَبْد يشتريه الرَّجل فيستغله زماناً، ثم يعثر منه على عيب دلَّسه البائع ولم يطلعه عليه، فله ردُّ العبد على البائع، والرُّجوع عليه بجميع الثمن والغلّة التي استغلها المشترى من العبد طيبةٌ له، لأنه كان في ضمانه، ولو هلك هلك من ماله. وهذا معنى قول شريحٍ لرجلين احتكما إليه-في مثل هذا-فقال للمشتري: "ردَّ ذا الدَّاء بدائه، ولك الغَلّة بالضمان"، معناه: رُدّ ذا العَيَب بعيبه، وما حصل في يدك من غلَّته فهو لك. وأما الخراج الذي وظفه عمر بن الخطاب على السَّواد وأرض الفئ فإن معناه الغلة أيضاً، لأنه أمر بمساحة السواد ودفعها إلى الفلاحين الذين كانوا فيه-على غلة يؤدونها كل سنة، ولذلك سمى خراجاً، ثم قيل بعد ذلك للبلاد التي فتحت صلحاً ووظَّف ما صولحوا عليه على أرضهم: خراجيَّة، لأن تلك الوظيفة أشبهت الخراج الذي ألزم الفلاحون وهو الغلة. لأن جملة معنى الخراج: الغلة. ويقال: خارج فلان غلامه-إذا اتفقا على ضريبة يُرُّدها العبد على سيده كل شهر ويكون مخلى بينه وبين عمله، فيقال: عبد مخارج، وقيل للجزية التي ضربت على رقاب أهل الذمة: خراجٌ-لأنه كالغلَّة الواجبة عليهم. وقال أبو عبيدة-في قول الله جلَّ وعزَّ: (ذَلِكَ يَوْم الخُرُوج). قال: الخُرُوج: اسمٌ من أسماء يوم القيامة. وقال العجاج: أليسَ يومٌ سُميَ الخُرُوجا أعْظم يومٍ رجَّةً رجُوجاً وقال أبو إسحاق: في قوله عزَّ وجلَّ: (ذَلِك يَوْمُ الخُرُوج) أي: يَوْم يُبعثون فيُخرجون من الأرض. ومثله قوله تعالى: (خُشَّعاً أبَصَارُهُم يَخْرُجونَ مِنَ الأجْداثِ). أبو عبيد-عن الأصمعي-: "يقال": أوَّلُ ما ينشأ السحابُ فهو نَشْء. ويقال: قد خرج له خُرُوج حسنٌ. وقال غيره: خرجت السماء خُروجاً-إذا أصحت بعد إغامتها. وقال هِمْيان-يصف الإبل وورودها: فَصَبَّحَتْ جابيةً صُهـارجـا تَحْسَبُها لونَ السَّماء خارجا يريد: مُصْحياً، والخروج نقيض الدخول. وقال الليث: الخُرُوج: يُخَرَّج فَيَخْرُج وخرجت خوارج فلان-إذا ظهرت نجابته وتوجَّه لإبرام الأمور وإحكامها، وعَقَلَ عَقْلَ مثله بعد صباه. أبو عبيد: الخارجيُّ: الذي يَخْرُج ويشرف بنفسه، من غير أن يكون له قديم وأنشد: أبا مَرْوَان لَسْتَ بخارجـيّ وَلَيس قديمُ مَجْدِك بانتحالِ والخوارج: قوم من أهل الأهواء، لهم مقالةٌ على حدة. وقال الليث: الخارجيَّة من الخيل: التي ليس لها عِرْق في الجودة، فَتَخْرج سولبق. أبو عبيد: قال الخليل بن أحمد: الخُرُوج: الألف التي بعد الصِّلة في القافية كقول لبيدٍ: عَفِت الدِّيارُ مَحَلُّها فمقامها فالقافية هي الميم، والهاء بعد الميم هي الصلة لأنها اتصلت بالقافية، والألف التي بعدها-هي الخُرُوجُ. وقال أبو عبيدة: من صفات الخيل: الخَرُوج "بفتح الخاء-وكذلك الأنثى-بغير هاء، والجميع: الخُرُج"، وهو الذي يطول عُنُقه فيغتال بطولها كلَّ عنان جُعِل في لجامه، وأنشد: كلُّ قباءَ كالْهِراوة عَجْلي وَخَرُوجٍ تغتالُ كلُّ عنان والخُرْجُ: هذا الوعاء-ثلاثةُ خرجة-وهو جُوالق ذو أوْنين. وفي حديث قصة ثمود: أنّ الناقة التي أرسلها الله-جلَّ وعزَّ-آية لقوم صالح-وهم ثمود-كانت مُخْترجةً. قال: ومعنى المخترجة أنها جُبْلت على خلقة الجمل، وهي أكبر منه وأعظم. والسحابة تُخِّرج السحابة-كما يُخَرِّج الليلُ الظُّلم.
"و" قال شمر: يقال: مررْت على أرض مُخَرَّجة، وفيها على ذلك أرتْاع، والأرتاعُ: أماكن أصابها مطر فأنبتت البقل، وأماكن لم يصبها مطر، فتلك المخرَّجة. وقال بعضهم: تخريج الأرض: أن يكون نبتها "في" مكان دون مكان، فترى بياض الأرض في خضرة النبات. وشاةٌ خرجاء: بيضاء المؤخر، نصفها أبيض والنصف الآخر لايَضرُّك على ما كان لونه. ويقال: الأخرج: أسود في بياض والسَّواد: الغالب. ابن هانئ-عن زيد بن كَثْوة-: يقال: فلان خَرَّاجٌ ولاَّجٌ، يقال ذلك تأكيد الظَّرْف والاحتيال. أبو عبيد-عن أبي عمروٍ-الأخرَجُ: مِنْ نعت الظَّليم-في لونه. وقال الليث: هو الَّذي لَوْن سواده أكثر من "لون" بياضه-كلون الرَّماد. والأخْرجُ: المُكَّاءُ، وْالأخْرج-من المِعْزى-: الذي نصفه أسود ونصفه أبيض، وقارةٌ خرجاء-إذا كانت ذات لونين. وللعرب بئرٌ احتفرت في أصل جبل أخرج، يسمونها أخْرَجة، وبئرٌ أخرى احتفرت في أصل جبل أسود، يسمونها أسْودة-اشتقوا لهما اسمين من نعت الجبلين. ويقال: اخترجوه-بمعنى استخرجوه والخُرَاجُ: ورم وقُرْح يخْرُج بدابَّة أو غيرها من الحيوان. قال: والخراجُ والخريج: مخارجةُ لعبةٍ لفتيان الأعراب. "و" قال الفرَّاء: خراج: اسم لعبة لهم "معروفة"-وهو أن يمسك أحدهم شيئاً بيده، ويقول لسائرهم: أخرجوا مافي يدي. وقال ابن السكيت: يقال: لَعِب الصبيان خَرَاج-بكسر الجيم-بمنزلة دراك وقطام. وقول أبي ذؤيب: أرِقْت له ذات العِشاء كـأنـهُ مخاريقُ يُدْعى تحتهنَّ خُرُوج قيل: "خروج": لعبة لصبيان الأعراب، يمسك أحدهم الشئ بيده ويقول لسائرهم: أخرجوا ما في يدي. قال الأزهري: والعرب عرفته في هذه اللغة-خَرَاجٌ-هكذا. وقال الفراء وغيره: أخرجهُ: اسم ماءةٍ، وكذلك أسْوَدةُ-سُمِّيتا بجبلين يقال لأحدهما: أسود، وللآخر: أخرَجُ. وقال الليث: يقال: خرَّج الغلام لَوْحه تخريجاً-إذا كتبه فترك فيه مواضع "لم يكتبها، والكتاب إذا كُتب فتُرِك منه مواضع" لم تُكْتب فهو مُخَرَّجٌ وخرَّجَ فلانٌ عمله-إذا جعله ضُروباً يخالف بعضه بعضا، وعامٌ فيه تخريج-إذا أنبت بعضُ المواضع، ولم ينبت بعض. وأمَّا قولُ زهير-يصف خيلا: وَخَرَّجها صَوارخَ كلَّ يَوْمٍ فقدْ جعلتْ عَرَائكها تلين فمعناه: أنَّ منها مابه طِرْقٌ، ومنها مالا طَرْق به. وقال ابن الأعرابي: معنى خَرَّجها-أي: أدَّبها، كما يُخرج المعلم تلميذه. ورجلٌ خَرَّاجٌ ولاّج-إذا لم يشرع في أمر لايسهل له الخرُوج منه إذا أراد ذلك. وفي حديث ابن عبَّاسٍ: أنَّه قال: "يتخارجُ الشَّريكان وأهل الميراث". قال أبو عبيد: يقول: إذا كان المتاع بين ورثةٍ لم يقتسموه، أو بين شركاء، وهو في يد بعضهم دون بعض، فلا بأس أنْ يتبايعوه، وإن لم يعرف كلُّ واحدٍ منهم نصيبه بعينه، ولم يقبضه. قال: ولو أراد رجلٌ أجنبي أن يشتري نصيب بعضهم لم يجُزْ-حتى يقبضه البائع قبل ذلك. قلت: وقد جاء هذا عن ابن عباسٍ مُفسَّراً على غير ماذكره أبو عبيد، حدَّثناه محمد بن إسحاق-عن أبي زُرْعة عن إبراهيم ابن موسى عن الوليد عن ابن جُرَيْجٍ عن عطاء عن ابن عباس: قال: "لابأس أن يتخارج القومُ في الشركة تكون بينهم، فيأخذ هذا عشرة دنانير نقداً، ويأخذ هذا عشرة دنانير ديناً". ورواه الثَّورىُّ-عن ابن الزُّبير عن ابن عبَّاس-في الشريكين-: لابأس أن يتخارجا. قال: يَعْنى العَيْن والدَّيْن. وفرس أخْرَجُ: وهو الأبيض البَطْن والجنبين إلى منتهى الظهر، ولم يَصْعد إليه ولون سائره: ماكان. وخرجاء: اسم ركيَّة بعينها. وخرْجٌ: اسم موضع بعينه. ثعلبٌ-عن ابن الأعرابي-قال: الْخرْجُ على الرؤس. واَلْخرَاجُ على الأرضين. قال: وأخرج الرجلُ-إذا تزوَّج بِخِلاسَّية، وأخْرج-إذا اصطاد الْخْرْج وهي النَّعام-الذكر أخرج، والأنثى خَرْجاء وأخرَج: مَرَّ به عامٌ نصفه خَصْبٌ ونصفه جَدْبٌ. خجل رُوى عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال للنساء: "إنكُنَّ إذا جُعْتُنَّ دَقِعْتُنَّ واذا شَبِعْتُنَّ خَجِلْتُنَّ". قال أبو عبيد: قال أبو عمرو: الْخجَلُ: الكسل والتواني عن طلب الرزق.
"قال": وهو مأخوذ من الإنسان يبقى ساكناً لايتحرك ولايتكلَّم، ومنه قيل للانسان-قد خَجِلَ-إذا بقى كذلك. قال الكُميتُ: ولَمَ يَدْقَعُوا عِنْدما نـابَـهُـمْ لِوَقْعِ الحُرُوب ولمْ يَخجلُوا أي: لم يبقوا فيها باهتين-كالإنسان المتحيِّر الدّهش، ولكنهم جَدُّوا فيها. وقال غيره: "لم يخجلوا": لم يَبْطَرُوا ويأْشَروا. قال أبو عبيد: وهذا أشْبه الوْجْهين بالصواب. قال: وأمَّا حديث أبي هريرة: "أنَّ رجلاً مرَّ بواد خَجِلٍ مُغِنٍ" فليس من هذا ولكنه الكثير اى النبات الملتفِّ. وأخبرني المنذريُّ-عن أبي العبَّاس-أنه قال: الدَّقَعُ سُوءُ احتمال الفقر والْخَجَلُ سوء احتمال الغنى. وقال الليث: الْخَجَل أن يَفْعل الإنسان فعْلا يتشوَّر منه، فيستحى، وقد خَجَّلْتُهُ وأخْجَلْتُه، والبعيرُ-إذا ارتطم في الْوَحل فقد خجل. ويقال: جَلَّلْتُ البعير جُلاً خجلاً-أي: واسعاً يضطرب عليه وأخجل الحْمضُ-إذا طال والْتفَّ، فهو مُخْجِلٌ. وقال ابن شميل: خَجِل الرجل-إذا الْتبس عليه أمرُه، والْخَجِلُ: الثّوبُ الواسع الطويل. سَلَمة-عن الفراء-: الخَجَلُ الاسترخاء من الحياء، ويكون من الذُّلِّ، والْخجَلُ كثرة تشقيق الذَّناذن. وأنشد: عَلَىَّ ثَوْبٌ خَجِلٌ خبـيثُ مِدْرَعَةٌ كِساؤها مَثْلوثُ والخَجَلُ: الْبَطَرُ، والْخَجَلُ: التفاف النبات وحُسنه. لخج قال ابن شميل: اللَّخَجُ أسْوأُ الغمص تقول: عينٌ لَخِجةٌ-لزِقَةٌ بالغمص. قلتُ: هذا عندي شبيه بالتصحيف والصواب. لِختْ عَيْنه-بخاءين-ولحت-بحاءين-إذا التصقت من الغمص. قال ذلك ابنُ الأعرابي وغيره، وأمَّا اللَّخَجُ فإنه "غير" معروف في كلام العرب، ولا أدري ماهو؟. خلج في الحديث: "أن النبي-صلى الله عليه وسلم-صلى بأصحابه صلاة جهر فيها بالقراءة، وقرأ قارئٌ خلفه فجهر، فلَّما سلَّم قال: لَقْد ظننتُ أنَّ بَعْضكم خالجنيها". معنى قوله: "خالجنيها"-أي: نازعنى القراءة، فجهر فيما جهرت فيه فنزع ذلك من لساني ما كنتُ أقرؤه، ولم استمر عليه وأصل الْخَلْجِ: الَجذْبُ والنَّزْع. وقال الليث: يقال: خَلَج الرجل حاجبيه عن عينيه، واخْتلج حاجباه وعيناه- إذا تحرَّكتا، وأنشد: يُكلِّمني وَيَخْلِجُ حاجـبـيهْ لأحْسب عندهُ عِلْماً قديماً وأخبرني المنذريُّ-عن الحرَّاني عن ابن السكيت-قال: يقال في الأمثال: "الرَّأْيُ مَخْلوجةٌ وليست بِسْلكي". قال: وقوله: "مَخْلُوجةٌ"-أي: يَضْرب مرَّة كذا، ومرة كذا، حتى يصحَّ صوابه. قال: والسُّلْكي: المستقيمة. وقال في معنى قول الشاعر: نَطْعُنُهم سُلْكي وَمَخْلوجةً كَرَّك لأمَيْن على نابل يقول: يَذهب الطعن فيهم ويرجع-كما ترُّدُّ سهمين على رامٍ رمى بها. قال: والسُّلكي: الطَّعْنة المستقيمة والمَخْلُوجة: على اليمين وعلى اليسار. ويقال: تخالجته الهموم-إذا كان له همٌّ في ناحية وهَمٌّ في ناحية-كأنه يَجْذبه إليه. وقال شمر: "يقال" إنني لَبَيْن خالجين في ذلك الأمر-أي: نفْسَيْن، وما يُخالجني في ذلك الأمر شكٌّ-أي: ما أشُكُّ فيه وقومٌ خُلُجٌ-إذا شُكَّ في أنسابهم، فتنازع النسب قومٌ، وتنازعه آخرون. ومنه قول الكُمَيْت: أمْ أنتمُ خُلُجٌ أبْناءُ عُهَّارِ وقال الليث: إذا مَدَّ الطاعن رُمْحه عن جانبٍ-قيل: خَلَجهُ. قال: والْخَلْجُ: كالانتزاع. قال: والفَحْلُ-إذا أُخرج من الشّوْل-قبل فُدُوره-فقد خُلِج-أي: نُزع وأُخرج، وإن أخْرِج-بعد فُدُوره-فقد عُدل فانعدل، وأنشد: فَحْلٌ هجانٌ تولَّى غَيْر مخلُوجِ ويقال: اختلج في صدري همٌّ، وتخالجتني الهُموم-أي: تنازعتني. الحرَّانيُّ-عن ابن السكيت-قال الْخَلْجُ الجَذْبُ، وقد خلَجَهُ يَخْلِجهُ "خلْجاً"-إذا جذبه. قال العجَّاجُ: فإنْ يَكنْ هذا الزَّمان خَلَجا ومنه قيل: ناقةٌ خَلُوجٌ-إذا جذب عنها ولدها بذبح أو موت، ومنه سمي خليج النهر خليجاً، ويقال للحَبْل: خَلِيجٌ-لأنه يجذبُ ما شُدَّ به، ويقال: قد خلجه بعينه-إذا غمزه. قال الرَّجز: جاريةٌ منْ شَعْبِ ذي رُعَيْنِ حَيَّاكةٌ تمشى بِعُلْـطَـتَـينِ قد خلجت بحاجبٍ وعـين
يا قومُ خَلُّوا بينها وبيني قال: والْخَلَجُ-بالتحريك-أن يشتكى الرجلُ-لحمه وعظامه-من عملٍ عمله، أو من طول مشىٍ وتعبٍ. وقال الليث: إنما يكون الْخَلَجُ من تقَبَّض العصب في العضد-حتَّى يُعالج بعد ذلك فيستطلق، وإنما قيل له: خَلَجُ-لأن جذْبه يَخْلِج عضده. قال: وسحابةٌ خَلُوجٌ: "كثيرة الماء شديدة البرق، وناقة خلوج": كثيرة اللَّبن، تحِنُّ إلى ولدها، ويقال: هي التي تَخْلِجُ السَّيْر، من سرعتها. قلت: والقول في الناقة الْخَلُوجِ: ما قاله ابن السِّكيت، وهو قولُ الأصمعي وأبي زيدٍ. وقال الليث: يقال خَلَجْتهُ الْخَوالج-أي: شغلته الشواغل. وأنشد: وَتَخْلِجُ الأشكال دون الأشكال ويقال للمفقود-من بين القوم-وللميِّت: قد اخْتَلَج من بينهم، فذهب به. والَخليجُ: نهر في شقٍّ من النهر الأعظم وجناحا النهر: خليجاه: وأنشد: إلى فتىً فاضَ أكُفَّ الْفِتْانْ فيضَ الْخَلِيج مَدَّهُ خليجان والمجنون يتخلج في مشيته-أي: يتمايل كأنما يجتذب مرَّة يمنة ومرَّة يسرة، ومنه قول الشاعر: أقْبَلَتْ تنْفُضُ الْخلاء بعيني ها وتمشى تَخَلُّجُ الْمَجْنُون والْخَليجُ: ما اعْوجَّ من البيت والْخَلْجُ: فسادٌ في ناحية البيت وقوله: فإن يَكنْ هذا الزَّمان خَلَجا أي: نحَّى شيئاً عن شئ. قال: والْخَلْجُ: ضرب من النكاح وهو إخراجه، والدَّعْس إدخاله، ورجلٌ مُخْتلِجٌ: وهو الذي نُقل عن قومه-ونسبهُ فيهم-إلى قوم آخرين، فاختلف في نسبه وتنُوزع فيه. وقال أبو مِجْلزٍ: إذا كان الرجل مُختلجاً-فسرَّك ألاَّ تكذب-فانسبه إلى أُمُّه. وقال غيره: هم الْخُلُج-للذين انتقلوا بنسبهم إلى غيرهم. أبو العبَّاس-عن ابن الأعرابي-قال: الْخُلُجُ: التَّعِبُونُ، والْخُلُجُ: المرتعدو الأبدان. والْخُلُج: الحبال. عمرو-عن أبيه-قال: الْخِلاجُ: العشق الذي ليس بمُحْكم. الليث: المْختلج من الوجوه: القليل اللحم، الضامر. وقال المُخَبَّلُ: وتريك وجهاً كالصَّحيفة لا ظمآنُ مُخْتلجٌ ولا جَهْـمُ اللِّحيانيُّ: خلجت المرأة ولدها تَخْلِجه، وجذبته تجذبه-"إذا" فطمته. وقال أعرابي: لاتَخْلجِ الفصيل عن أمَّهِ فإن الذئب عالمٌ بمكان الفصيل اليتيم-أي: لاتُفرق بينه وبين أمع. وقال ابن مُقْبل-يصف فرساً: وأخلَجَ نهَّاماً إذا الْخـيْلُ أوعـثـتْ جرى بسلاح الكَهْل والْكهل أدرْدا "و" الأخلجُ: الطويل من الخيل الذي يَخْلج الشَّدَّ خَلْجاً-أي: يجذبه كما قال طرفة: خُلُج الشَّدِّ مُشيحات الْحُزُم والْخِلاج والْخِلاس: ضروب من البُرُود مُخَطَّطةٌ. قال ابن أحمر: إذ انْفرجت عنه سماديرُ خِلْقـهِ بِبرُديْن من ذاك الخِلاج المُسَهَّمِ ويروى: ? ? من ذاك الخِلاس? وفي حديث شُرْح: "أنَّ نسوة شهدن عنده على صبي وقع حيَّاً يتَخَلَّج-أي: يتحرك، فقال: إن الحيَّ يرث المِّيت، أتشهدن بالاستهلال؟ فأبطل شهادتهن". وقال شمر: التَّخَلُّج: التَّحرك، يقال: تخلَّج الشئ تخلجاً واختلج اختلاجا-إذا اضطرب وتحرك. ومنه يقال: اخْتَلَجتْ عينه، وخَلَجَتْ تَخْلِجُ خلُوجاً وخَلَجاناً. وخَلَجْتُ الشئ: حرَّكته. وقال الجْعْديُّ: وفي ابنُ خُرَيْقٍ يَوْم يدعو نساؤُكم حواسر يَخْلِجْن الجمال المذاكيا قال أبو عمرو: يَخْلِجْن: يُحَرِّكن. وقال أبو عدنان: أنشدني حمَّاد بن عَمَّار بن سعيد: ياربَّ مُهْرٍ حسنٍ وقاح مُخَلَّجٍ من لبن اللَّقاح قال: الْمُخلَّجُ: الَّي قد سمن، فلحمه يَتَخَلَّجُ تَخَلُّجَ العين-أي: يضطرب. قال: والتَّخلج في المشي: مثل التخلع وقال جرير: وأشْفى من تخلَّج كُـلِّ جـنٍ وأكوى النَّاظرين من الخنان جلخ أبو عبيد-عن أبي عمرو-: الْجِلْواخُ: الواسع من الأودية، ورُوى عن النبي-صلى الله عليه وسلم-أنه قال: "أخذني جبريل وميكائيل فصعدا بي، فإذا أنا بنهرين جلواخين، فقلت: ماهذان النهران؟ قال جبريل: سُقيا أهل الدنيا" وقال ابن الأعرابي: اجْلَخ الشيخ-أي: ضعف وفتر عظامه وأعضاؤه، وأنشد: لاخَيْر في الشيَّخ إذا ما اجْلَخا واطْلَخَّ ماءُ عينه ولـخَّـا
اطْلَخَّ-"أي": سال. وقال أبو العباس: جَخَّ وجَخّى وَاجْلَخَّ-إذا فتح عضديه في السُّجود. قال: واُلْجلاَخُ: الوادي العميق. وأنشد أبو عمرو بن العلاء: ألا ليْت شعري هلْ أبيتَنَّ لَيْلَةً بأبْطَحَ جِلْواخٍ بأسفله نخلُ؟ أبو عبيد-عن الفراء-: سَيْلٌ جُلاَخٌ وجُرافٌ-أي: كثير. نجخ قال الليث: النَّجْخُ: نَجْخُ السَّيْل، وهو أنْ يَنْجخ في سند الوادي فيجرفه في وسط البحر، وأنشد: ذو ناجخٍ يضربُ ضوجىْ مَخْرِمِ وقال آخر: مُفْعَوْعمٌ يَنْجَخُ في أمواجِهِ قال: ونجيخه: صوته وصدمه، وامرأة نجَّاخةٌ، وهي الرَّشاحة التي تمسح الابتلال. وقال غيره: هي التي لها نجخات أي: دفعاتٌ-إذا جُوِمعت. وقال ابن شميل: سَيْلٌ "ناجخٌ، وهو الشديد الجِرية، الذي يحفر الأرض حفراً شديداً، وتناجخت الأمواج-إذا اضطربت في أصول الأجراف حتى تؤثر فيها. قال: والنَّجَّاخة من النساء: التي يَنْتَجِخُ سُرْمُها كانتجاخ بطن الدابة إذا صوَّت. نخج قال اللَّحيانيُّ: نَخَج بالدلو ومَخج-إذا حرَّك الدَّلو في الماء، لتملئ. وقال أبو عمرو: النَّخجُ: أن تضع المرأة السِّقاء على رُكبتيها ثم تمخضه. قال: ونَخَج المرأة يَنْخُجُها نَخْجاً-إذا جامعها. وقال ابن السكيت: النَّخِيجَةُ رُبْدٌ رقيقٌ يخرج من السقاء، إذا حُمل على بعير بعدما نزع زُبده الأول، فَيَمْتَخِضُ، فيخرج زُبْدٌ رقيق. وقال غيره: هو النَّخيجُ-بغيرها-ذكره الشافعي. خنج خُناجٌ: قبيلة من العرب. وقالت أعرابية-لضرةٍ لها كانت من بني خُُناج: لاَ تُكْثري أخْت بني خناج وأقْصري من بَعْض ذا الضِّجاج فقدْ أقمناك على المنهاج أتيتهُ بمثل حُقٍّ العاجِ مَضَمَّخٍ زُيِّنَ بانتفاجِ بمثله نيل رضا الأزْواج جخن الأصمعي: الجُخُنَّةُ: الرديئة-عند الجماع-من النساء، وأنشد: سأنْذرُ نفسـي وَصْـل جُـخُـنَّةٍ قضافٍ كَبْرذونِ الشَّعير الفُرَافر خجف قال الليث: الْخجِيفُ لغة في الْجخيف وهي الخفَّةُ والطَّيش والكبر. قال: والْخجيفةُ: المرأة القضيفة وهُنَّ الْخِجاف، ورجل خجيف: قضيف. قلت: لم أسمع الْخجِيفّ-الخاء قبل الجيم-في شئ من كلام العرب لغير الليث. خفج قال الليث: الْخَفَجُ نبات ينبت في الربيع، الواحدة خَفَجةٌ، وهي بقلةٌ شهباء لها ورق عراضٌ. وقال غيره: خفاجةُ: بطنٌ من عقيلٍ وإذا نسب إليهم قيل: فلانٌ الخفاجيُّ وقال الأعشى: لساناً كمقراضِ الخفاجيِّ مِلْحَباً أبو عبيد، عن أبي عمرو: اْلأخفَجُ: الأعْوج الرِّجل من الرجال، وقد خفج خفجاً. وروى عمروٌ-عن أبيه-أنه قال: خَفِج فلانٌ-إذا اشتكى ساقيه من التعب. وقال الليث: الْخَفْجُ: من المباضعة. قلت: ولم أسمعه في باب المُباضعة لغيره. وقال أبو زيد: الْخَفيِجُ والمُخْضِمُ: الشَّريب من الماء. أبو عبيد-عن الأصمعي-: إذا كانت رجلا البعير تَعْجلان بالقيام قبل أن يرفعهما-كأن بهما رِعْدةً-فهو أخفجُ، وقد خَفِج يَخفَجُ. جفخ أبو عبيد-عن الأصمعي-: يقال من الكِبْر: جَمَخ وجَفَخ، وهو الْجَفْخ والجْمْخُ وأنشد غيره: أجَفْخاً تميمياً إذا فتنةٌ خبـتْ وجبْناً إذا ما المشرفيَّةُ سُلَّتِ جخف ثعلب: عن ابن نجدة-عن أبي زيد-: من أسماء النَّفْس: الرُّوع والخَلَدُ والْجخيفُ. وأخبرني المنذريُّ، عن المبِّرد، أنه قال: الجخيفُ: مثلُ الرُّوع. يقال: ضع هذا في تامورك، وفي رُوعك وفي جخيفك. قال: والرُّوعُ مُتَّصل بالقلب، وعنه يكون الفهم خاصة. أبو عبيد-عن أبي عبيدة- قال: الْجخِيفُ أن يفتخر الرجل بأكثر مما عنده. وقال غيره: هو الكِبْرُ والعَظَمة. وفي حديث ابن عمر: "أنه نام حتَّى سُمع جخيفه ثُمّ صلَّى ولم يتوضأ". قال أبو عبيد: الْجخِيفُ: صوتٌ من الْجوْفِ أشد من الغطيط. قال: وقد يكون الْجَخِيفُ: الكِبْر ويكون: الكثرة، وأنشد: أرَاهُمْ بِحمد اللهُ بَعْد جخيفهـمْ غُرَابثهُم إنْ مَسَّه الْفَتْرُ واقعا قال أبو عبيد: وقوله: "بعد جخيفهم" يعني: "بعد" سوادهم وكثرتهم.
وقال أبو عبيد: الْجخِيفُ أشدُّ من الغطيط.
قال: والمعروف في هذا الموضع: الفَخِيخُ ومنه حديث ابن عباس: "بِتُّ عند النبيِّ صلَّى الله عليه وسلم، فنام حتَّى سُمِع فخيخه". قال: يريد بالْفخيخ الغطيط. عمرو-عن أبيه-قال: الجَخيِف: الكِبْر، والَجخيف: النفس، والجِخِيفُ: الجيش الكثير، والجخيفُ: النَّوْمُ، والجخيف: الصوت. وقال ابن شُميل: هو النَّخير-جخف-إذا نخر. قال: وجَخَف وفخَّ-إذا نام. خبج أبو عبيد-عن الأصمعي-يقال للرَّجل وغيره: حبج بها وخبج بها-إذا ضرط. أبو سعيد-فيما روى عنه أبو تراب-: حَبَجَهُ بالعصا، وخبَجه بها-إذا ضربه "بها". وقال الليث: الَخْبجُ: الضرب بسيفٍ أو عصا-ليس بالشديد. قال: والْخَباجَاء-من الفُحُول-: الكثير الضِّراب. وقال غيره: يقال: خَبَجَها خَبْجاً وخَفَجَها خَفْجاً-إذا باضعها. جبخ أبو العباس-عن ابن الأعرابي-قال: الَجْبخُ إجالتك الكعاب في القمار. وكذلك الْجَمْخُ، وأنشد: فاجْبَخِ الخيل نحو جَبْخ الكعاب جخب أبو عبيد-عن الفرَّاء-قال: الَجخَّابة: الأحمق. وروى ثعلب-عن ابن الأعرابي-: رجلٌ جخابةٌ فقاقةٌ-مُخفَّفان. وأقْرأنيه المنذريُّ-لأبي الهيثم-: رَجُلٌ جخابةٌ، بكسر الجيم، وأقرأنيه الإياديُّ لشمر: جخَّابةٌ-بفتح الجيم وتشديد الخاء. خمج أهمله الليث: وسمعت العرب تقول: خَمِج اللحم يَخْمج خمجاً-إذا أنتنَ. قالوا: وَخَمج التَّمْر-إذا فسد جوفه وحمض. وروى أبو العبَّاس-عن عمرو عن أبيه-أنه قال: الخَمَجُ: فساد الدِّين. ورُوى عن ابن الأعرابي أنه قال: الخَمَجُ أن يحمض الرُّطب-إذا لم يُشرَّرْ، ولم يشرَّق. وقال أبو سعيد: رجل مُخمَّجُ الأخلاق: فاسدها. مخج الأصمعي: مخج البئر، ومخضها: بمعنى واحد، وأنشد: فصبَّحَتْ قلمَّساً هُمـومـاً يزيدها مَخج الدِّلا جُمُوما أبو عبيد: تمخجتُ الماء-إذا حرَّكته وأنشد البيت: صافى الجمام لَمْ تمخَّجْه الدِّلا -أي: لمْ تمخَّضْه الدلاء. خجم قال ابن السكيت وغيره: الخجام المرأة الواسعة الْهَنِ. قال: وهو سبٌّ عند العرب، يقولون يابن الخجَام وأنشد: بذاك أشفى النَّيْزَجَ الْخجِاما ثعلب-عن ابن الأعرابي: قال: الْخِجامُ المرأة الواسعة الزَّردان. جمخ أبو عبيد-عن الفرّاء-: جامخْتُ الرَّجل وفايشته-إذا فاخرته قال: وقال الأصمعي: الَجمْخُ والجحفْخ الكِبْرُ، والجمْخُ مثل الجبخ في الكعاب-إذا أُجيلت. شخص قال الليث: الشَّخْص سواد الإنسان إذا رأيته من بعيد، وكل شئ رأيت جسمانه فقد رأيت شخصه، وجمعه: الشخوص والأشخاص. قال: والشُّخوص: السَّيرُ من بلد إلى بلد وقد شخص يشخص شخوصاً، وأشخصته أنا، وشخصت الكلمة في الفم نحو الحنك الأعلى، وربما كان ذلك في الرَّجل خلقةً أن يشخص صوته، لايقدر على خفضه. شمرٌ: يقال: شخص الرجل بصره فشخص البصر نفسه-إذا سما وطمح وشصا كلُّ ذلك مثلُ الشُّخوص. وفي حديث قيلة: "أن صاحبها استقطع النبيَّ صلى الله عليه وسلم الدَّهْناء، فأقطعه إيَّاها قالت: فشخص بي". يقال: للرجلُ-إذا أتاه ما يقلقه-: قد شُخص به. أبو زيد: رجلٌ شخيص-إذا كان سيداً. وقال غيره: رجل شخيص-إذا كان ذا شخص وخَلْقٍ عظيم، بَيَّن الشخاصة قاله الكسائي. وامرأة شخيصة، وقد شخصتشخاصة. وقال ابن شميل: يقال: لشدَّ ما شخص سهمك، وقحز سهمك-إذا طمح في السماء وقد أشخصه الرامي إشخاصاً. وأنشد غيره: ولا قاصراتٌ عن فؤادي شواخصُ ابن السكيت: أشخص فلانٌ بفلانٍ وأشخس به-إذا اغتابه. قال: وشخص بصر فلان-إذا فتح عينيه لايَطِرفُ. قال: وأشخص الرَّامي-إذا جاز سهمه الغرض من أعلاه، وهو سهمٌ شاخص. أبو سعيد: كلامٌ متشاخص ومتشاخس-أي: متفاوت. خ ش س: استعمل منه: شخس. شخس قال الليث: الشَّخْسُ: فتح الحمار فمه عند التثاؤب والكَرْف. وأنشد قول الطرمَّاح يصف العير: وشاخسَ فاه الدَّهْرَ حتى كـأنـهُ مُنَمِّسُ ثيران الكريص الضَّوائن قال: والشِّخاس والمشاخسة: في الأسنان.
"الليث" وقال أبو سعيد: كلام متشاخسٌ-أي: متفاوتٌ، وتشاخس صدع القدح-إذا تباين فبقي غير مُلتئم. ويقال للشَّعَّاب: قد شاخست. أبو سعيد: أشخصت له في المنطق وأشخست، وذلك إذا تجهَّمْته. شخز قال الليث: الشخْزُ: شدة العناء والمشقة. وأنشد: إذا الأُمورُ أولعتْ بالشَّخْز وقال أبو عمرو: الشَّخْزُ: الطَّعن، يقال: شَخَزّ عيْنه-إذا فقأها. وقال غيره: الشّخْزُ: التواء الأمر على صاحبه. أبو تراب: قال الأصمعي: شَخَزَ عينه وضخزها وبخصها-بمعنى واحدٍ. قال: ولم أر أحداً يعرفه. خدش قال الليث: الخَدْشُ مَزْق الجلد، قلَّ أو كثر. قلت: وجاء في الحديث: "من سأل وهو غنيٌّ جاءت مسألته يوم القيامة خُدُوشاً أو خُمُوشاً". قلت: الَخْدش والخمش: بالأظافير. يقال: خدشت المرأة وجهها عند المصيبة، وخمشت إذا أظفرت في أعالى حُر وجهها فأدمته، أو قشرته ولم تُدْمه. وخادشة السَّفا: طرفه-من سُنبل البُرِّ أو الشعير أو البُهْمي، وهو شوْكه. وكان أهل الجاهلية يسمُّون كاهل البعير: مُخدشاً، لأنه يخدش الفم إذا أُكل، لقلَّة لحمه. ويقال: شدَّ فلان الرَّحل على مُخدش بعيره، قاله ابن شميل. ثعلبٌ-عن ابن الأعرابي-قال: الخَدُوش: الذُباب، والخدوش: البُرْغوث والخموش: الْبقُّ. وخادشتُ الرَّجل-إذا خدشت وجهه وخدش هو وجهك، ومنه سُمِّى الرجل: خداشاً. شدخ أخبرني المنذري-عن ثعلب عن ابن الأعرابي-: يقال للغلام: جَفْرٌ، ثم يافع، ثم شدخ، ثم مطبخ، ثم كوْكب. وقال أبو عبيدة: يقال لغُرَّة الفرس-إذا كانت مستديرة-: وتيرة فإذا سالت وطالت فهي شادخة، وقد شدخت شدوخاً. وأنشد أبو عبيد: سَقْياً لكُم يانُعْمُ سَقْييْن اثنـين شادخةُ الغُرَّة نجلاء الْعين وقال الآخر: شدخت غُرَّة السَّوابق فيهـم في وجوه إلى اللِّمام الجِعْاد وقال الليث: الشَّدْخ: كسْرك الشئ الأجوف-كالرأس ونحوه، وكذلك كلُّ شئ رخصٍ-كالعَرْفَج وما أشبهه. وكان يَعْمر الشَّدَّاخ أحد حُكام الغرب في الجاهلية-سمى شُداخاً لأنه حكم بين خُزاعة وقصى حين حكَّموه فيما نتازعوا فيه من أمر الكعبة، وكثر القتل، فشدخ دماء خزاعة تحت قدمه وأبطلها، وقضى بالبيت لقصىً، وخرج شُدَّاخ نعتاً مخرج "رجلٌ طوالٌ، وماء طيّاب". ومن العرب من يقول: يَعْمر الشَّدَّاخ. وقال الليث: المُشَدَّخُ بسر يُغْمز حتى ينشدخ ثم ييبس في الشتاء. قلت: المُشَدَّخُ-من البسر-: ماافتضح والفضح والشَّدخ واحد، وأمر شادخ-أي: مائل عن القصد، وقد شدخ يشدخ شدخاً فهو شادخ. قلت: لا أعرف هذا الحرف ولا أحقه. ورُوى عن ابن عمر: أنه قال-في السِّقط-: إذا كان شَدخاً أو مضغة فادفنه في بيتك. شمر: -عن أبي عدنان عن الأصمعي-: يقال: هو شدخ صغير-إذا كان رطباً. قال: وأخبرتني أُمُّ المخيلة أن الشَّدخ: الذي يولد لغير تمام، ولايكون إلا سقطا وهو الشدخة. شخت قال الليث: الشَّخْت: الدَّقيق من كل شئ حتى إنه يقال للدقيق العنق والقوائم: شخت، وقد شخت شخوتة، ومنهم من يحرِّك الخاء، وأنشد: أقاسيمُ جزأهـا صـانـعٌ فمنها النَّبيل ومنها الشَّخَتْ قال: ويقال للحطب الدَّقيق: شَخْتٌ، ويقال: إنَّه لَشَخْت الجُزارة-إذا كان دقيق القوائم. وقال ذو الرُّمة: شَخْت الْجُزارة مِثْلُ البيت سائره من المُسُوح خدبٌّ شَوْقَبٌ خشب ويقال للشَّخت: شخيت، وإنه لشخت العطاء-أي: قليل العطاء. خشر في الحديث: "إذا ذهب الخيار وبقيت خُشارة كخشارة الشَّعير لايبالى بهم الله بالةً". أبو عبيد: الْخُشارة: الردئ من كل شئ وأنشد بيت الحطيئة: وباع بنيه بعضهُمْ بخُشـارة وَبِعْت لذُبيان الْعلاءَ بما لك وقال غيره: خشرت الشئ-إذا أرذلتهُ فهو مخشور. وقال أبو زيد: الخُشْارة: ما بقي على المائدة-مما لاخير فيه. قال: وخشرت الشئ أخشره خشراً-إذا نفيت الردئ منه. عمرو-عن أبيه-قال: الْخاشر السَّفلة من الناس، وقاله ابن الأعرابي وزاد فقال: هم الْخُشارُ والبُشار "والقُشَلرُ" والسٌّقاطُ والبُقّاطُ واللُّقاط والمُقَّاط. خرش
في حديث أبي بكر: : أنه أفاض وهو يَخرش بعيره بمحجنه". "قال أبو عبيد-عن الأصمعي-: الْخَرش: أن يضربه بمحجنه" ثم يجتذ به إليه-يريد بذلك تحريكه للإسراع. وهو شبيه بالخدش، وأنشد: إنَّ الجراءَ تخـتْـرشْ في بطن أمِّ الْهَمرَّشْ وقال الليث: الْخرْش، بالأظفار في الجسد كله. قال: وتخارش الكلاب والسَّنانير: مزَّقَ بعضها بعضاً، وخرش البعير بالْمِحْجن: ضربه بطرفه في عرض رقبته أو في جلده، حتى يُحتَّ عنه وبره. قال: والخْرِاش: سمة مستطيلة-كاللَّذْعة الْخفيَّة، وثلاثة أخْرِشةٍ، وبعير مخروش. أبو عبيد: عن أبي زيد: الْخْرشاء قشر البيض الأبيض الأعلى، وإنما يقال له: خرشاء بعد ما يُنْقف فيخرج مافيه. قال: وقال الأصمعي: الْخِرْشاء: جلد الْحيَّة، وكذلك كلُّ شئ فيه انتفاخ وتفتق وأنشد: إذا مَسَّ خِرْشاء الثُّمالة أنْفـهُ ثنى مِشفَريه للصَّريح فأقنعا يعنى الرَّغْوة، فيها انتفاخ وتفتق وخروق. الليث: الْخرشاء: جلد البيضة الدَّاخل وجمعه خراشيُّ، وهو الغِرْقى. اللَّحياني: فلان يَخْرش لعياله، ويخترش-أي: يكسب لهم ويجمع، وكذلك يقرش ويقترش. قال رؤبة: أولاك هَبَّشْت لَهُم تـهـبـيشـي قرضي وما جمعت من خروشي وخرشة: اسم رجل، ويقال للذباب: خَرَشة، وقد خرشه الذباب-إذا عَضَّه وخراش: اسم رجل. ويقال: هو كلب خراش وهراش. وقال أبو سعيد: حرَشه وخرشه-إذا خدشه. وقال أبو تراب: سمعت رافعاً يقول: لي عندي خُراشة وخُماشة-أي: حقٌّ صغير. أبو عبيد-عن الأموي-رجل خرش وخرشٌ، وهو الذي لاينام. قلت: أظنه مع الجوع. شخر أبو عبيد-عن الأصمعي-: من أصوات الخيل: الشَّخير والنَّخير والكرير، فالشَّخير من الفم، والنَّخير من المنخرين، والكرير من الصدر. قال: واسم الرجل: شِخيِّرٌ-بكسر الشين، وليس في كلام العرب فَعِّيلٌ. وقال الليثُ: الشَّخيرُ: ماتحاتَّ من الجبل بالأقدام والقوائم. وأنشد: بنُطْفةٍ بارقٍ في رأس نيق مُنيفٍ دونها منه شخيرُ قلت: لاأعرف الشَّخير بهذا المعنى إلاَّ أن يكون الأصل فيه خشيراً فقلب. وقال أبو زيد: يقال لما بين الكُرَّيْنِ من الرَّحْل: شَرْخٌ وشَخْرٌ، والْكُرُّ ما ضمَّ الظَّلفتين. شرخ رُوى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "اْقتُلوا شُيوخَ المشركين واسْتَحْيوا شَرْخهم". قال أبو عبيد: "فيه" قولان: أحدهما-أنَّه أراد بالشيوخ-الرجال المَسانَّ، أهل الجلد والقوة على القتال، ولايريد الهَرْمى، وأراد بالشَّرْخ-الصِّغار الذين لم يُدْركوا. فصار تأويل الحديث: اقتلوا الرِّجال البالغين، واستَحْيوا الصِّبيان. قال: ومنهم من قال: أراد بالشيوخ-الْهَرْمى، الذين إذا سُبوا لم يُنتفع بهم للخدمة وأراد بالشَّرْخ-الشَّباب وأهل الجلد من الرجال، الذين يَصْلحون للمِلْك والخدمة. وقال حسَّان بن ثابت: إنَّ شَرْخ الشَّباب والشَّعَرَ الأسْ وّد مالمْ يُعاص كان جُنونـا قلت: والشَّارخ في كلام العرب: الشابُّ، والجميع شَرْخ. ابن نجْدة-عن أبي زيد-: الشَّرْخ والسِّنخُ: الأصل. وقال "الليث": شَرْخا الرَّحْلِ: آخرته وواسطه. وقال ذو الرُّمة: كأنه بيْنَ شَرْخى رَحْلٍ سـاهـمةٍ حَرْف إذا ما اسْترق الليلً مأمُومُ ابنُ حبيبٍ: نَجْلُ الرَّجل وشلْخه وشرْخهُ: واحد. ابن شميل: زنمتا السَّهْم: شَرْخا فوقه، وهما اللذان: الوتر بينهما. أبو عبيد-عن الأصمعي-في شَرْخي السَّهْم مثله. شِمرٌ: الشَّرْخُ: الشَّابُّ، وهو اسمٌ يقع موقع الجمع. قال لبيد: شَرْخا صُقُورا يافعاً وأمْرَدا ويُجْمع الشَّرْخ: شُرُوخاً وشُرَّخاً. وقال العجَّاج: صِيدٌ تسامى وشُرُوخ شُرَّخُ وقال أبو عبيدة: الشَّرْخ النِّتاجُ، يقال: هذا من شَرْخ فلان-أي: من نتاجه. وقال غيره: الشَّرْخ نتاج سنة-مادام صغاراً: وقال ذو الرُّمَّة-يصف فحلاً: سِبَحْلاً أبا شَرْخين أحيا بناتـهِ مقاليتُها فَهْي اللُّبابُ الْحبَائسُ وشرخ نابُ البعير يَشْرخ شُرُوخاً-إذا شّقَّ البضعة وخرج، وأنشد: لَمَّا اعْترى صادقاتُ الْهُمُوم رَفَعْتُ الْوَلىَّ وُكُوراً ربيخاً
على بازلٍ لَمْ يَخْنُها الضِـرابُ وقد شَرَخ النَّابُ مِنْها شُرُوخا وقيل: شَرْخ الشَّباب: قُوَّتُهُ ونضارته. خشل أبو العباس-عن ابن نجدة عن أبي زيد-قال: الْخشْلُ: ضربٌ من النبات، أحمر وأصفر وأخضر. قال: والْخشْلُ: رؤس الحُليِّ. قال: والْخشْلُ: الْمُقلُ اليابس. أبو عبيد، عن أبي عمرو، قال: الْخَشلُ-مُحَرَّك الشين-: المُقْلُ نفسه، واحدته خَشَلة. قال: ويقال لرؤس الحُليِّ من الخلاخيل والأسْوِرة: خشلٌ أيضاً. وقال الشماخ في الخْشِل: ترى قطعاً من الأحْناش فيه جماجمهنَّ كالْخشَلِ النَّزيع وقال الليث: الْخشَلُ من المُقْل-كالْحشَف من التمر. شلخ "قال" أبو العباس-عن ابن نَجْدة، عن أبي زيد-قال: الشَّلْخُ: الأصل. وقال ابن حبيب: شَلْخُ الرَّجُل وشَرْخهُ ونَجْلُهُ، ونَشْلُهُ، وزَكْوَتُه، وزَكْبَتُهُ: واحد. قلت: هو نُطْفَتهُ. وقال شمر: قال أبو عدنان: قال لي الكِلابيُّ: فلان شلْخُ سوء، وخلف سُوء وأنشد بيت لبيد: وَبَقيت في شَلْخ كَجِلْد الأجْرَبِ وقال الليث: شالخ جدُّ إبراهيم النبيِّ-عليه السلام. شخل أبو زيد: الشَّخْلُ: الصَّديق. وقال الليث: الشَّخْلُ: الغُلام الحدثُ يصادق رَجُلاً. قال: والشَّخْلُ بزْل الشَّراب بالمَشخْلَة، وهو المِصْفاة. أبو تراب-: قال الأصمعي: شَخَل فلانٌ ناقته وشخبها-إذا حلبها. قلت: وسمعت العرب تقول: شَخَلْتُ الشَّراب شَخْلاً-"إذا صفيَّته بالمشخلة وسمعتهم يقولون: شَخلنا الإبل شَخْلاً"-أي: حلبناها حَلْباً. خشن قال الليث: يقال: خشن الشئ يَخشن خُشونة فهو خشنٌ أخْشَنُ، والمُخاشنة: في الكلام "و" نحوه، واخْشوْشنَ الرجلُ-إذا لبس خشناً، وأكل خشناً، وقال قولا فيه خُشُونة. وكتيبة خشناء: كثيرة السِّلاح. قال: والخشناء-ممدودةٌ-بقْلةٌ خضراء ورقها قصير، مثلُ الرَّمْرام غير أنها أشدُّ اجتماعاً، ولها حَبٌّ-تكون في الروض والقيعان. الخشنْاءُ: الأرضُ الغليظة، ورجل أخْشنُ: خَشِنٌ، وخُشَيْنةُ: بطْنٌ من بطون قبيلة من قبائل العرب، والنسبة إليهم خُشنيٌّ. وقال شمرٌ: اخْشَوْشَنَ عليه صدره، وخشن عليه صدره-إذا وجد عليه. شنخ عمرو-عن أبيه-قال: المُشَنَّخُ من النَّخْل: الذي نُقَّحَ عنه سُلاَّؤهُ، وقد شَنَّخ نخله تشنيخاً. وقال ذو الرُّمَّةِ يصف الجبال: إذا شناخا قُورها توقَّدا أراد: شناخيب قُورها، وهي رؤسها-الواحدة: شُنْخوبة، كأن الباء زيدت. نخش سمعت العرب تقول يوم الظَّعْن-إذا ساقوا حَمُولَتُهم-: ألا وانْخشوها نخشاً معناه: حثُّوها وسُوقُوها سَوْقاً شديداً. ويقال: نخش البعير بطرف عصاه-إذا خرشه وساقه. وفي نوادر العرب: نخش فلانٌ فلاناً-إذا حرَّكه وآذاه، "وصيَّصه-إذا غلبه فآذاه". وقال الليث: نخش الرُّجل فهو منخوشٌ-إذا هزل، وامرأة منخوشةٌ: لالحم عليها. وقال أبو تراب: سمعت الجعفريَّ يقول: نخش لحمُ الرجل، ونخس-أي: قلَّ. قال: وقال غيره: نخش-بفتح النون. خنش قال الليث: امرأة مُخَنَّشةٌ. قال: وتخنشُها بعض رقَّة بقية شبابها ونساء مخنشات. وقال اللِّحياني: -بقى من ماله خُنْشُوشٌ-أي: بقيةٌ، وماله عُنْشُوشٌ-أي: ماله شئ. خشف أبو عبيد-عن الأصمعي-: أول ما يولد الظبي فهو طلاً. وقال غير واحد من الأعراب: هو طلاً، ثمَّ خِشْفٌ. "قال: ويقال: خَشَف" يَخْشِفُ خُشُوفاً-إذا ذهب في الأرض. أبو عبيد-عن أبي عمرو-: رجل مِخَشٌّ مخشفٌ، وهما الجريئان على هَوْل اللَّيل. وقال الليث: الْخَشَفان: الجولان سمى الخُشَّاف به لخشفانه وهو أحسن من اُلْخشَّاف. قال: ومن قال: خُفَّاشٌ. فاشتقاق اسمه من صغر عينيه. قال والخشيفُ: الثلج الخشن، وكذلك الجمد الرِّخو. قال: والْمَخْشَفُ: الْيَخَدانُ، وليس لِلْخشيف فِعْلٌ، يقال أصبح الماءُ خشيفاً وأنشد: أنتَ إذا ما انْحدر الْخشيف ثلْجٌ وشفّضانٌ لهُ شفيف وفي الحديث: "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلالٍ: إني لاأراني أدْخلُ الجنَّةَ فأسَمعُ الْخشفْة إلاَّ رأيتك".
وقال أبو عبيد: الخَشْفةُ: الصوت-ليس بالشديد، يقال: خشف يَخْشف خَشْفا-إذا سمعت له صوتا أو حركة. وقال الرِّياشي: الخشف مرٌّ سريع. أبو عبيد-عن الأصمعي-: إذا جرب البعير-أجمع-قيل: هو أجْربُ أخشف. وقال الليث: هو الذي يبس عليه جربه. وقال الفرزدقُ: إلى النَّاس مَكْلُّي المساعر أخْشَف قال: والخُشف: الذبابُ الأخضر وجمعه أخشاف. ويقال: خاشف فلانٌ في ذمَّته-إذا سارع في إخفارها. قال: وخاشف إلى كذا وكذا: مثله. أبو العباس-عن ابن الأعرابي-: الخشَفُ: الثَّلْج، والخشْفُ مثل الخسف-وهو الذُّلُّ. قال: والخشف: الحركة والصوت. شمر-عن الفراء-قال: الأخاشف-بالشين-الْعَزازُ الصُّلْبُ من الأرض، وأما الأخاسف فهي الأرض اللَّيَّنة. يقال: وقع في أخاسف من الأرض. وفي النوادر: يقال خُشِفُ به، وخفش به ولُهط به-إذا رُمى به. خفش قال الليث: الخَفَشُ: فسادٌ في الجفون تضيق له العيون من غير وجعِ ولاقَرْح-رجلٌ أخفش. وفي حديث ولد الملاعنة: "إنْ جاءتْ به أُمُّهُ أخفش العينين". قال شمر: قال بعضهم: هو الذي يُغمض إذا نظر. وقال بعضهم: الخفش ضعف البصر. قال رؤبة: وكنتُ لا أُوبنُ بالتَّخفيشِ ويقال: خفش في أمره-إذا ضعف وبه سمى الخُفَّاش-لضعف بصره بالنهار. وقال أبو زيد: رجلٌ خفش-إذا كان في عينيه غمص-أي: قذى. قال: وأما الرّمص فهو مثل العمش. وقال أبو الهيثم: الأخفش: الذي يبصر بالليل، ولايبصر بالنهار. قال: والأخفش يكتب بالليل في القمراء ويفتح عينيه فتحاً واسعاً، وهو بالنهار يغمض عينيه لايكاد يطرف، وبه سمِّى الخُفَّاش، لأنه يطير بالليل. قال: وعين خفشاء وجهراء-لايبصر بها صاحبها نهاراً. شخف قال الليث: الشِّخاف-بالحميرية-: اللَّبْنُ. وقال أبو عمرو: الشَّخف صوت اللبن عند الحلب. يقال: سمعت له شخْفاُ، وأنشد: كأن صوت شخبها ذي الشَّخْف كشيش أفعى في يبيس قُف قال: وبه سُمىَّ اللَّبن شخافاً. فشخ قال الليث: الفشخ: الظُّلْمُ والصَّفع-في لعب الصبيان، والكذب فيه. خشب قال الله-جلَّ وعزَّ-في صفة المنافقين: (كأنَّهُمْ خشبٌ مُسَنَّدةٌ)، وقرئ "خشْبٌ"-بإسكان الشين-مثل بَدَنة وبُدْنٍ، ومن قال: "خشُبٌ" فهو بمنزلة ثمرةٍ وثُمُرٍ وتجمع خشبة على خَشَبٍ، مثل شجرةٍ وشجَر. أراد-والله أعلم-أنَّ المنافقين "في" ترك التفُّهم والاستبصار ووَعْى ما يسمعون من الوَحْي: بمنزلة الخُشُب. وفي الحديث: "أنَّ جبريل قال: يا محمدُ": إنْ شِئْتَ جمعتُ عليهم الأخشَبَيْن فقال: دَعْني أُنْذِرْ قومي". وفي حديث آخر: في ذكر مكة-: "لاتَزُولُ حَتَّى يَزُول أخْشبَاها". قال شمر: الأخشَبُ من الجبال: الخَشِنُ الغليظ. ويقال: هو الذّي لايُرْتَقَى فيه. وأرضٌ خشبْاءُ-وهي التي كَأنَّ حجارتها منثورةٌ متدانيةٌ. وقال رؤبة: بِكُلِّ خشبْاءَ وَكُلِّ سَفْحِ يريد: كأنه نُطِحَ. قال: واَلْخشِبُ: الغليظ الخشن من كل شئ، ورجل خشِبٌ: عارى العظم، بادى العصب. والجبْهة اْلْخشْباءُ: الكريهة، وهي اَلْخشِبةُ أيضاً، ورجل أخْشَبُ الجبهة وأنشد: إمَّا تَرَيْني كالوَبيل الأعْـصـلِ أخشَبَ مَهْزُولاً وإنْ لَمْ أُهْزِلَ وفي حديث عُمَر: "اخشَوْشِنوا واخشَوْشِبوا، وَتَمعْدوا". يقال: اخشوشب الرجل-إذا صار صُلْباً خشناً. قال شمر: وقال اْلعِتْيفيُّ: اُلْخشْبانُ: الجبال الخُشْنُ، التي ليست بضخام ولا صغار. قال: والخشبُ من الإبل: الجافي السَّمِجُ الشَّاسِئُ اُلْخُلقِ. ابن السكيت-عن أبي عمرو-: الخشيب: السيف الخشن الذي قد بُرِدَ ولم يُصْقل. قال: والخشيب: الصَّقِيلُ. وقال الأصمعي: سَيْفٌ خشيبٌ، وهو عند الناس: الصَّقيلً، وإنما أصلُه بُرد قبل أن يليَّن. ويقول الرجل للنَّبَّال: أفرغْت من سهمي؟ فيقول: قد خَشَبْتُهُ-أي: "قد" بريته البْريَ الأوَّل، ولم أسَوِّه، فإذا فرغ قال: قد خلَّقْتُه-أي: قد لَيَّنتُه-من الصَّفاة الْخلقاء وهي الملْساءُ. ويقال: سبفٌ مشقوق الخشيبة. يقول: عُرِّض حين طُبَع. وقال ابنُ مِرْداسٍ: جَمَعْتُ إليه نثرتي ونـجـيبـتـي وَرُمْحى ومشقوق الخشيبة صارما قال: ويقال: فلان يخشبُ الشِّعْر-أي: يُمِرُّه كما يجيئه، لايَتنوَّق فيه واْلخشبَةُ: البَرْدةُ الأولى-قبل الصِّقال وأنشد: وَقُتْرَةٍ مِنْ أثلِ ما تخشَّبا أي: مما أخذه خشباً، لايتنوَّقُ فيه: يأخذه من ههنا وههنا. أبو عبيد: الخشيب: السَّيْفُ الذي لم يُحكم عمله. قال: والخشيب: الصَّقيل. وقال أبو الوليد: قلتُ لصقيلٍ: هل فرغت من سيفي؟ قال: نعم-إلا أني لم أخْشبْهُ، واْلخشْبُ أن يضع عليه سناناً عريضاً أملس فيدلكه به، فإن كان فيه شقوقٌ، أو شعث أو حدبٌ-ذهب. وقال الليث: الخِشْبُ: الشَّحْذ وسيفٌ خشيب مخشوبٌ-أي: شحيذٌ والأخاشبُ: جبال الصَّمَّان، ليس قربها جبال، ولاآكام. وخشبتُ النَّبْل خشبا-إذا بريْتها البَرْي الأوَّل، ولم تفرغ منه. وهو يخشب الكلام والعمل-إذا لم يُحْكمه ولم يجوِّده. أبو عبيد: الْمخْشُوبُ: المخلوط في نسبه وقال الأعشى: ? لا مُقْرِفٍ ولا مَخْشُوبِ والمُقْرِفُ: الذي دانى الهُجْنة من قبل أبيه. خبش قال الليث: خُباشاتُ العيش: مايتناول من طعام ونحوه. تقول: يُخْبَشُ من ههنا وههنا. وقال اللِّحياني-في باب الخاء والهاء-: إنَّ المجلس ليجمع خُباشاتٍ من الناس وهُباشاتٍ-إذا كانوا من قبائل شتَّى. قلت: ويقال: هو يَحْبِشُ-بالحاء-ويَهْبِشُ، وهي الْحبَاشاتُ واْلُهبَاشاتُ. وقد رأيت غلاماً أسود في البادية كان يسمَّى خَنْبَشاً، وهو فَنْعَلٌ من اْلَخبِشِ. شخب قال الليث: الشُخْبُ: ما امتَّد من اللَّبن-حين يُحلبُ-متصلا بين الإناء والطُّبي. ويقال: شَخَبْتُ اللبن شخباً، وقد شَخَبَتْ أوداجه دماً. ومن أمثالهم-في الذي يصيب مرَّة ويخطئ أخرى-: "شَخْبٌ في الإناء وشُخْبٌ في الأرض". ويقال: انْشَخَب عِرْقه دماً-إذا سال. خشم قال الليث: اْلَخشْمُ: كَسْر الخيشوم والخُشَامُ: داءٌ يأخذ فيه، وسُدَّةٌ: ويقال: خشم فلانٌ، فهو أخْشمُ وفلانٌ ظاهر الخْيشُومِ-أي: واسع الأنف وأنشد: أخْشَمُ بادى النَّعْوِ والخْيشُومِ قال: والخْيشُومُ: سلائل سُود، ونغفٌ في العظم، والسَّلِيلةُ هَنَةٌ رقيقة-كاللحم-لَيَّنةٌ، وفي الأنف ثلاثة أعْظم، فإذا انكسر منه عظم تَخم الخيشُومُ، فصار مَخْشُوماً، والأخْشَمُ: الذي لايجد ريح طيبٍ و"لا" نتنٍ، والتَّخَشُّم: من السُّكْر وذلك أنَّ ريح الشراب تسُور في خَيْشومٍ الشارب، ثم تخالط الدماغ فيذهب العقل، فيقال: تَخَشم وخَشَّم الشراب، وأنشد: فأرْغَمَ اللهُ الأنوفَ الرُّغَّمـا مَجْدوعها والعَنت اْلمُخَشَّمَا أي: المكسَّر، وخياشمُ الجبال: أنوفها. أبو عبيد-عن الأصمعي-: اُلْخشَام: العظيم من الجبال، وأنشد غيرهُ: ويُضْحى بهٍ الرَّعْنُ اُلْخشامُ كأنـهُ وراءَ الثَّنايا شَخْصُ أكْلَفُ مُرْقِلِ وقال أبو عمرو: اُلْخشامُ: الطويل-من الجبال-الذي له أنْفٌ، ويقال: إنَّ أنف فلان لخُشَامٌ-إذا كان عظيماً. خمش شمر: قال ابن شُميل: مادون الدِّية: فهي خُماشاتٌ، مثلُ قطع يد، أو رجل، أو أُذن أو عين، أو لطمة، أو ضربة، بالعصا. كُلُّ هذا خُماشةٌ. وقد أخذت خُماشى من فلان وقد خَمَشنى فلان-أي: ضربني أو لطمني أو قطع عضواً مني، وأخذ خُماشَتَهُ-إذا اقْتَصَّ. وفي حديث قيس بن عاصم: " أنَّهُ جَمَع بنيه عند موته-وقال: كان بيني وبين "بني" فلان خُماشاتٌ في الجاهلية. قال أبو عبيد: أراد بها جناياتٍ وجراحات. وأنشد قول ذي الرُّمة: رَبَاعٌ لها مُذْ أوْرَق اْلعُودُ عندهُ خُماشاتُ ذَحْلٍ مايُراد امتثالُها يصف عَيْراً وأُتنه ورَمْحُهنَّ إيَّاه-إذا أراد سفادَهُنَّ. وأراد بقوله: رباعٌ-عَيْراً قد طلعت رباعيتاه، والامتثالُ: الاقتصاص. وقال الليث: الْخامِشة وجمعها الخوامشُ-وهي صغار المسايل والدوافع قلت: سُمِّيت خامشة لأنها تَخْمش الأرض-أي: تخُذُّ فيها بما تحمل من ماء السيل واَلْحوافِشُ: مدافع السيل-الواحدة: حافشةٌ. ابن الأعرابي: اَلْخمُوشُ: البعوض-بلغة هُذْيلٍ، واحدتها خموشة، وأنشد: - كأنَّ وغى الْخموشُ بجانبيه مآتِم يَلْتدمِنْ على قتـيل
وفي الحديث: من سأل وهو غنيٌّ-جاءت مسألته يوم القيامة خموشاً أو كدوحاً" قال أبو عبيد: اُلْخمُوشُ مثل الْخدُوش يقال: خمشت امرأة وجهها تخمشهُ خمشاً وخُموشاً. قال لبيدٌ-يذكر نساء قُمن ينحن على عمه أبي براء: يَخْمِشْنَ حُرَّ أوْجـهٍ صـحـاح في السُّلُب السُّود وفي الأمْسَاحِ شمخ قال الليث: شمخ فلانٌ بأنفه، وشمخ أنفه "لي"-إذا رفع رأسه عِزَّاً وكِبْراً، وجبل شامخ: طويل في السماء وقد شَمَخ شُمُوخاً، والجميع شوامخ. قلت: ومن هذا قيل للمتكبر: شامخ وشمَّاخ، وشَمْخُ بْن فزارة: بطن منهم. وقال أبو تراب: قال عرَّامٌ: نيَّة زَمَخٌ، وَشَمَخٌ وزموخُ وشموخٌ. وقد زمخ بأنفه، وشمخ. شخم أبو عبيد-عن الفراء-قال: أشْخَمَ اللحم إشْخاماً-إذا تغيَّرت ريحه لامن نتنٍ ولكن كراهةً. وقال أبو زيد: يقال: أشْخم فُوه إشخاماً-إذا تغيَّرت ريحه، ولحمٌ فيه تشخيمٌ-إذا تغيّرت ريحه. ثعلب-عن ابن الأعرابي-الشُّخُمُ هُمُ المسْتدو الأنوف من الروائح الطَّيَّبة أو الخبيثة. قال: والشُّخُم: البيضُ من الرجال والشُّجُم-بالجيم-: الطِّوال الأعفار. وقال: شعرٌ أشْخمُ-إذا ابيضَّ ورورضٌ أشْخمُ: لانبت فيه. وفي النوادر: حمار أطْخم، وأشْخمُ وأدْغمُ-بمعنى واحد. خضد قال الليث: الخضد: نزع الشوك عن الشجر، وقال الله جلَّ وعزَّ: (في سِدْرٍ مَخْضُودٍ)، وهو الذي خُضِدَ شَوْكه، فلا شوك فيه: قال: وإذا كسرت عوداً فلم تبِنْه قلت: خَضَدْته فانخضد. وقال الزَّجاج-في قوله-عزَّ وجلَّ: "في سدر مخضود"-: قد نزع شوكه ونحو ذلك قال الفراء. أبو عبيد-عن أبي زيد-: انخضَدَ العُود انْخضاداً، وانْعَطَّ انعطاطاً-إذا تثنى من غير كسر يبين. وقال غيره: الْخضَد: ما خضد من الشجر ونُحِّى عنه. وقال الليث: الحل يخضد عنق البعير-إذا قاتله، وقال رؤبة: وَلَفْت كَسَّار لهُنَّ خَضَّادْ قال: والخضاد-بفتح الخاء-من شجر الجنبة، وهو مثل النَّصيِّ، ولورقه حروف كحروف الحلفاء، يُجزُّ باليد كما تجز الحلفاء. وخضد الإنسان يخضد خضداً-إذا أكل شيئاً رطباً نحو القثَّاء والجزر وما أشبههما. وقال غيره: اَلْخضْدُ: شدَّة الأكل ورجلٌ مِخْضَد. وفي الخبر: أنَّ معاوية رأى رجلا يجيد الأكل، فقال: إنه لمِخْضَدٌ. وقال امرؤ القيس: وَيَخْضِدُ في الآرِىِّ حَتَّى كأنمـا به عُرَّةٌ أو طائفٌ غَيْرُ مُعْقبِ ويقال: انْخضدت الثِّمارُ الرَّطبة-إذا حملت من موضع إلى موضع، فتشَدَّخت. ومنه قول الأحْنف بن قيس-حين ذكر الكوفة وثمار أهلها. فقال: "تأتيهم ثمارهم لَمْ تُخْضَدْ"، أراد أنها تأتيهم بطراءتها، لم يُصِبْها ذُبُول ولا انعصارٌ، لأنها تحمل في الأنهار الجارية فتؤدِّيها إليهم. وقال شمر: اَلْخضَادُ: وجع يصيب الإنسان في أعضائه، لايبلغ أن يكون كسراً، وهو اَلْخضَدُ. وقال الكُمَيْتُ: حتَّى غدا ورُضابُ الماء يَتْبَعُه طيَّان لاسأمٌ فيه ولاخضـدٌ دخض قال الليث: الدَّخضُ: سُلاخ السِّباع وأكثر ما يوصف به: الأسد. يقال: دَخَض دَخْضاً. خضر قال أبو إسحاق-في قول الله جلَّ وعزَّ: (فأخْرَجْنا مِنْهُ خَضِراً نُخْرجُ مِنْه حبَّاً مُتراكباً): قال "خَضِراً"-ههنا-بمعنى أخضر، يقال: أخْضرَّ، فهو أخْضَرُ، وخَضرٌ ومثله: أعْوَرَّ، فهو أعْوَرُ وعورٌ. وقال الليث: اَلْخضِرُ-في هذا الموضع-: الزرع الأخضر. ورُوى عن النبي-صلى الله عليه وسلم-أنه قال: "وإنَّ ممَّا يُنْبتُ الرَّبيع ما يَقْتُلُ حبطاً أو يُلِمُّ، إلاَّ آكلة الخضر، فإنها إذا أكلت منه ثلطت وبالت". والخضِرُ-في هذا الموضع-: ضرب من الجنبة، واحدته: خضرة، والْجْنبةُ-من الكلأ-: ماله أصل غامضٌ في الأرض مثل النَّصيِّ والصَّليَّان والحْلَمة والعَرْفج والشيح، وليس الخضر من أحرار البقول التي تهيج في الصيف، والبقول يقال لها: الخضارة والخضراء. وقد ذكر طرفة الْخَضِرَ فقال: كَنباتِ اْلـمَـخْـرِ يَمْـأدْن إذا أنْبت الصَّيْف عساليج الخضر وفي فصل الصَّيف تنبت عساليج الخضر من الجنبة، فأمَّا البقول فإنها تنبت في الشتاء، وتيبس في الصيف. وعَيْشٌ خَضِرٌ: ناعم.
وروى أبو العباس-عن ابن الأعرابي-أنه قال: الخُضَيْرةُ: تصغير الخُضْرة، وهي النَّعمة. ومنه الخبر الآخر: "مَنْ خُضِّر له في شئ فَلْيَلْزَمْهُ". معناه: من بورك له في صناعة أو حرفة أو تجارة فليلزمه. وفي حديث عليٍ رضى الله عنه: أنه خطب بالكوفة في آخر عمره فقال: اللَّهُمَّ سَلِّطْ عليهم فتى ثقيفٍ الدَّان اْلمَنَّان يَلْبَسُ فروتها، ويأكل خُضرتها. يعنى غضَّها وناعمها وهنيئها. ويقال: هو لك خضراً مضراً-أي: هنيئاً مريئاً، وخَضْراً لك ونَضْراً مثل: سقيا لك ورَعيْاً. وفي نوادر الأعراب: "يقال": لستُ لفلان بِخَضرةٍ-أي: لست له بحشيشةٍ رطبة يأكلها سريعاً. وقال الليث: اْلخَضِرُ نبيُّ من بني إسرائيل، وهو صاحب موسى، الذي التقى معه بمجمع البَحْرين. أبو عبيد-عن الكسائي-ذهب دمه خضْراً مضراً، وذهب بِطْراً-إذا ذهب هدراً باطلا. والعرب تُسَمَّى اَلْحمام: الدواجن اَلْخُضر وإن اختلفت ألوانها. خصُّوها بهذا الاسم لغلبة الوُرْقة عليها. والخُضْرُ: قبيلة من العرب، قال الشماخ: وَحَـلاَّهـا عَـنْ ذي الاراكةِ عـامـرٌ أخو الخُضْر يَرْمى حيثُ تُكوى النَّواحزُ ورُوى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إيَّاكم وخضراء الدِّمن". قيل: وماذاك يا رسول الله؟ فقال: "المرأة الحسناء في منبت السُّوء". قال أبو عبيد: نُراه أراد فساد النسب إذا خيف أن تكون لغير رشدة. قال: وإنما جعلها "خضراء الدِّمن" تشبيهاً بالبقلة الناضرة، تنبت في دمنة البعر. وأصل "الدِّمن": ماتدمنه الإبل والغنم من أبعارها وأبةالها، فربما نبت فيها النبات الحسن الناضر-وأصله في دمنة قذرة. يقول صلى الله عليه وسلم: "فمنظرها حسن أنيق، ومنبتها فاسد. وقال زفر بن الحارث: فَقَدْ ينبتُ المرْعى على دمن الثَّرى وتَبْقى حزازاتُ النُّفوس كما هيا ضربه مثلا للذي يُظهر موَّدته لرجل، وقلبه نغل بالعداوة. وسمعت المنذريَّ يقول: سمعت أبا طالب النَّحْوىَّ يقول-في قول العرب-: : أباد الله خضراءهم". قال الأصمعي: معناه: أذْهب الله نعيمهم وخصبهم. قال: ومنه قوله: وأنا اْلأخْضرُ من يعرفـنـي؟ أخْضر الجلدة من نَسْل العرب قال: يريد ب"أخضر الجلدة": الخصب والسَّعة. قال: وقال ابن الأعرابي: أباد الله خضراءهم-أي: سوادهم. قال: والخضرة-عند العرب-: سَوَادٌ. وقال القُطامي: "ياناقُ خُبِّي خبباً زورَّا?" "وقلِّبي منسمك المغْبَرَّا?" "وعارضي الليل إذا ما اخضرَّا" أراد: إذا ما أظلم. وقال الفرّاء: أبد الله خضراءهم-أي: دنياهم، يريد قطع عنهم الحياة. ورُوى عن مجاهد أنه قال: ليس في الخضراوات صدقةٌ-أراد-ب"الخضراوات" التُّفاح والكُمَّثرى وما أشبهها. وقال الليث: الخضير الزرع الأخضر وقد اخْتضر فلان-إذا مات شابَّاً. في بعض الأخبار: أنَّ شاباً من العرب أولع بشيخ قد كبر، فكان يقول له-إذا رآه-: قد أجْزَزت أبا فلان، فقال له الشيخ-لما أكثر عليه-: وتُختضرون-أي: تُتَوّفَّوْن شباباً. والأصل في ذلك: النبات الغضُّ يُرعى ويُختضر ويُجزُّ، فيؤكل قبل تناهى طوله. ويقال: اختَضرت الفاكهة-إذا أكلتها قبل إناء إدراكها. والعرب تقول: للبقول الخضر: الخضراء. ومنه الحديث: "تَجَنَّبوا من خضرائكم ذوات الريح"-يعنى الثوم والبصل والكُرَّات. ويقال للدَّلو التي استقى بها-حتى اخضرَّتْ-: خضراء. وقال الراجز: يُمطى ملاطاهُ بخضراء فرى وإن تأبَّاه تلَّقى الأصبحـي وأخبرني الإيادي-عن شمر-أنه قال: الخُضْريَّة: نخلةٌ طيبة التمر خضراؤه وأنشد: إذا حَمَلْت خُضرية فوق طـايةٍ وللشُّهب قصلٌ عندها والبهارزِ أبو عبيد-عن الفراء-قال: الْخضِيرة النَّخلة التي ينتثر بُسْرُها وهو أخضر. وسمعت العرب تقول: -لسعف النْخل وجريده الأخْضر: اَلْخضَرُ-بفتح الضاد والخاء. ومنه قول الشاعر: يَظَلُّ يَوْم وِرِدها مُـزَعـفـرا وهي خناطيل تجوسُ الخضرا أي توطَّؤه وتكسره. ويقال: خضر الرجل خضر النَّخل بمخلبه، يخضره خضراً، واختضره يختضره-إذا قطعه.
وروى أبو تراب-عن الأصمعي-: يقال: اختضر فلانٌ الجارية، وابتسرها وابتكرها-إذا اقترعها قبل بلوغها. والعرب تقول: الأمر بيننا أخضر-أي: جديدٌ، لمْ تَخْلق المودَّة بيننا. وقال ذو الرُّمَّة: أترابُ ميً والوصالُ أخضرُ ولمْ يُغيِّر أصله المَـغِّـير والعرب تقول-أيضاً-: لَيْلٌ أخضر-أي: مُظلمٌ أسْود. وقال ذو الرُّمة: قد أعْسِفُ النَّازح المجهول مَعْسفهُ في ظلِّ أخضر يَدْعو هامه البُوم أراد في ظل ليل مُظلم. وأما قولُ عُتْبة بن أبي لهبٍ: وأنا الأخضرُ من يَعْرفـنـي؟ أخضرُ الجلدة في بيت العرب ففيه قولان: أحدهما-أنه أراد: أنه أسود الجلدة-قاله أبو طالب النَّحويُّ. وقيل: إنه أراد: أنَّه من خالص العرب وصميمهم-لأن الغالب على ألوان العرب الأُدمةُ-وأنه لم يُعْرق فيه العَجَم الحمراء فينزع إليهم لونه. وقيل-في قول الله جلَّ وعزَّ في صفة الجنَّتين: (مُدْهَامَّتان)-: إنهما خضراوان "من الرِّيِّ". وقيل لسواد العراق: سوادٌ، لخُضْرةِ النَّخيل والزُّروع. أبو عبيد، عن أبي زيد قال: اْلخضارُ من اللَّبن-مثل السَّمار-: الذي مُذق بماءٍ كثير حتى أخْضْرَّ، كما قال الراجزُ: جاءوا بضيحٍ هل رأيت الذئب قطْ؟ أراد اللبن: أنه لما مذق بماء كثير صار أورق كلون الذئب، حين علت خضرة الماء بياض اللبن. ابن السكيت: خَضارة: معرفة لاتنصرف-اسم للبحر. ويقال للبقول: الخُضارةُ-بالألف واللام. والخُضَّارُ: طائر معروف. وفي النوادر: يقال: رمى الله في عيني فلان بالأخيضر، وهو داءٌ يأخذ في العين. أبو عبيدة: الأخضرُ-من النخيل-: هو الدَّيْزج-في كلام العرب. وقال: ومن الخضرة في ألوان الخيل: أخضر أحمُّ، وهو ادنى الخُضْرة إلى الدُّهمة وأشدُّ الخُضْرة سواداً، غير أن أقربه وبطنه وأذنيه مُخضرة، وأنشد: خضراء حماء كلون العَوْهق قال: وليس بين الأخضر الأحم وبين الأحوى إلاَّ خُضرة منخريه وشاكلته لأن الأحوى تحمر مناخره، وتصفر شاكلته-صفرة مشاكلةً للحمرة. قال: ومن الخيل أخضر أدغم وأخضر أطْحل، وأخضر أوْرق. وبيع المخاضرة المنهيُّ عنه: بيع الثِّمار وهي خضر لم يبد صلاحها. سُمِّى ذلك مخاضرة لأن المتايعين تبايعاً شيئاً أخضر بينهما-مأخوذة من الخُضْرة. وقال الليث: الخُضاريُّ طائر يسمَّى الأخيل-يتشاءمُ به إذا سقط على ظهر بعير وهو أخضر في حنكه حُمرة، وهو أعظم من القطا. قال: والخَضْرُ والمخضُور: اسمان للرَّخْص من الشجر-إذا قطع وخُضر. "وقال ابن الأعرابي: اْلخِضْرُ عبدٌ صالحٌ من عباد الله. وقال أهل العربية: الخَضِرُ-بفتح الخاء وكسر الضاد. ورُوى عن النبي-صلى الله عليه وسلم-أنه قال: "جلس الخضر على فروةٍ بيضاء فإذا هي تهتزُّ خضراء". وعن مجاهد: كان إذا صلَّى في موضع اخضرَّ ماحوله. وقيل: سمى "اَلْخضِرَ: لحسنه وإشراق وجهه، والعرب تسمى الإنسان الحسن المُشْرِق: خضراً، تشبيهاً بالنَّبات الأخضر الغضِّ. ويجوز في العربية: الخضرُ: بمعنى الخضِرِ كما يقال: كِبْدٌ وكَبِدٌ". رضخ قال الليث: الرَّضْخُ: كسْرُ الرأس ويستعمل الرَّضْخ في كسر النَّوى، وفي كسر رأس الحيات، وغيرها. ويقال: هم يترضَّخون اُلْخبْزَ: يتناولونه: ويقال: رضخت له من مالي رضيخة وهو القليل. والتَّراضخُ: ترامى القوم بينهم بالنَّشاب: قال: والحاء في جميع "ماذكرنا" جائز، إلا في الأكل، يقال: كنا نترضَّخُ وكذلك العطاء-يقال فيه: الرَّضْخُ-بالخاء. ويقال: راضخ فلانٌ شيئاً0إذا أعطى وهو كاره، وقد راضخنا منه شيئاً-أي: اصبنا. وقال أبو العباس المبرَّد: يقال: فلان يرتَضِخ لكنةً عجمية، إذا نشأ في العجم صغيراً، ثم صار مع العرب فتكلَّم بكلامهم فهو ينزع إلى العجم في ألفاظ من ألفاظهم، لايستمرُّ لسانه على غيرها، ولو اجتهد. قال: وكان صُهَيْبٌ يرتضخ لُكْنةً رُوميَّة، "وذلك أنه سُبى وهو صغير، سبتْهُ الرُّوم، فبقيت لُكنةٌ روميّة" في لسانه-بعد ماملكه العرب. قال: وكان عبد بني الحسحاس يرتضخُ لُكْنةً حبشيَّةً مع جودة شعره. وكان سلمان الفارسيُّ يرْتضخ لُكْنةً فارسية. خرض
قال الليث: الخرِيضةُ: الجارية الحديثة السِّنِّ، التَّارَّة البيضاء، وجمعها: خرائضُ. قلت: ولم أسمع هذا اَلْحرْف لغير الليث. خضل قال الليث: اَلخضِلُ: كلُّ شئ ندٍ يترشَّش من نداه-فهو خضل، ويسمّى اللؤلؤ: خَضْلاً-بسكون الضاد. وجاءت امرأة إلى الحجَّاج برجل فقالت: تزوَّجنى على أن يعطيني خضلاً نبيلا-تعنى لؤلؤاً أو درة خضلةً-أي: صافية. قال: وأخضلتنا السماء-أي: بلّتنا بلاًّ شديداً، ونبات خضلٌ بالنَّدى، وشواء خضل-أي: رَطْبٌ جيِّد النُّضج. ويقال: أخضلت دموع فلان لحيته وإذا خصُّوا الفعل قالوا: اخضلت لحيته. قال: ولم أسمعهم يقولون: خضل الشئ والعرب تقول: نزلنا في خضلَّة من العُشب-إذا كان أخضر ناعماً رطباً. ويقال: دعنى من خضلاتك-أي: من أباطيلك. أبو عبيد، عن أبي زيد: اخضَلَّ الثوب اخضلالاٍ-إذا ابتلَّ. ويقال للَّيْل إذا أقبل طيبُ بَرْده: قد اخْضَلَّ اخْضِلالاً. وقال ابن مقبل: مِنْ أهل قَرْنٍ فما اخْضلَّ العشاء لهُ حنَّى تَنوَّر بالزَّوْراء مِـنْ خـيمِ خضن أبو عبيد-عن أبي زيد-: خاضَنْتُ المرأة مُخاضنةً-إذا غازلتها. وقال الليث: المُخاضَنَةُ: التّرامى بقول الفحش. وأنشد للطِّرمَّاح: تخاضِنُ أو تَرْنو لقولِ المُخاضِنِ وقال الأصمعي وغيره: يقال: خَضَن عنا الهدية وغيرها-إذا صرفها. وكذلك خبنها. وقال اللِّحياني: ماخضنت عنه المُُروءةُ إلى غيره-أي: ماصرفت. نضخ قال الليث: النَّضْخُ-كاللَّطْخ: مما يبقى له أثرٌ. تقول: نضخ ثوبه بالطيب. قال: والنّضخ: في فور الماء من العين والجيشان. ومنه قول الله جلَّ وعزَّ: (فيهما عَيْنان نضَّاختان). قال الزَّجاجُ: جاء في التفسير: أنهما تنضخان بكل خير. وقال أبو عمرو: وقعت نضخةٌ بالأرض-أي: مَطَرة. وأنشد: لا يَفْرَحون إذا ما نَضْخةٌ وَقَعْت وَهُمْ كِرامٌ إذا اشْتَدَّ اْلملازيبُ "وأنشد غيره: فَقلْتُ لَعَلَّ الله يُرْسِلُ نضخةً فيضحى كلانا قائماً يتذَمَّرُ" وقال أبو عبيدة في قوله عزَّ وجلَّ: "عينان نضَّاختان". قال: فوّاَرتان. وقال أبو عمرو: النّضخُ: ماكن من الدّم والزَّعفران والطِّين، وما أشبهه. وأنشد لجرير: ثيابكم ونَضْخ دم القتيل "قلت": وقد مرَّ تفسير النضخ والنَّضْح في كتاب "الحاء" باستقصاء. خضف أبو عبيد، عن الأصمعي: خضف بها ةغضف بها-إذا ضرط. وقال أبو الهيثم: خضف خَضْفاً-إذا ضرط. وأنشد: إنَّ عُبَيْداً خَلفٌ بئس اَلْخلَـفْ عبدٌ إذا ماناءَ بالحِمْلِ خضفْ وقال الليث: البِطِّيخ-أول ما يخرجُ-يكون قعسَراً صغيراً، ثم يكون خضفاً أكبر من ذلك، ثم يكون فِجّاً قبل أن ينضج والحدج يجمعها. خفض قال الليث: اَلْخْفض نقيض الرفع وعَيشٌ خَفْضٌ: ذو دعةٍ وخصبٍ. يقال: خفض عيشهُ. ثعلب-عن ابن الأعرابي-: يقال للقوم. هم خافضون-إذا كانوا وادعين مقيمين على الماء، وإذا انتجعوا لم يكونوا في النُّجْعة خافضين، لأنهم لايزالون ظاعنين في طلب الكلأ، ومساقط الغيث. وقال في موضع آخر: اَلْخْفضُ: العيش الطِّيب، واَلْخْفض: الانحطاط بعد العُلُوِّ واَلْخْفضُ: ختان الجارية. ورُوى عن النبي صلى الله عليه وسلم-أنَّه قال لأُمِّ عطيِّة: "إذا خفضت فأشمىِّ"، يقول: إذا ختنت جارية فلا يسحتى نواتها ولكن أقطعي من طرفها حُزَّة يسيرة. "و" قال الليث: يقال للجارية: قد خفضت، وللغلام: خُتِنَ. قال: والتخفيض: مدُّك رأس البعير إلى الأرض، لتركبه. وأنشد: يكادُ يستعصى على مخفِّضهْ وقال أبو إسحاق-في قول الله جلَّ وعزَّ: (خافِضَةٌ رافِعةٌ)-: المعنى أنها تخفض أهل المعاصى، وترفع أهل الطاعة. وروى أبو داوُد-عن ابن شُميْلٍ-في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله يخفض القِسْط ويرْفعه"-قال: القِسْط: العدل. وقال: ومن ثقلت موازينه خفضت، ومن خفَّت موازينه شالت. قلت: ذهب ابن شميل إلى أن "القسط" ههنا: الموزاين التي ذكرها الله تعالى فقال: (ونَضَعُ المَوازينَ القِسْطَ لِيَوْم القيامة).
وقال غيره-في تفسير قوله: "إنًّ الله يخفض القسط ويرفعه"-: إن القسط معناه: العدلُ، وإنَّ الله جلَّ وعزَّ يحطه في الأرض مرة، ويظهر عليه أهل الجور ابتلاءً وتطهيراً واستعتاباً، وكما شاء الله، فإذا تأبوا وأنأبوا رفع العدل وأظهر أهله على أهل الجْور. وهذا القول عندي صحيحٌ إن شاء الله.
والعرب تقول: أرضٌ خافضة السُّقيا-إذا كانت سهلة السَّقي، وأرضٌ رافعة السُّقيا-إذا كانت على خلاف ذلك، وفلانٌ خافض الجناح، وخافض الطَّيْر-إذا كان وقوراً ساكناً.
وقال الله جلَّ وعزَّ: (واخْفِضْ لَهُما جَنَاح الذُّلِّ من الرَّحْمةِ)-أي: تواضع لهما، ولاتتعَزَّزْ عليهما.
وامرأة خافضة الصوت: وخفيضة الصوت-إذا كانت ذات وقارٍ، لاسلاطة في لسانها.
وقال ابن شميل: الخافضة: التَّلْعَةُ المطمئنة وجمعها: الخَوَافِضُ. والرافعة: الْمَتْنُ من الأرض، وحمعها: الروافع.
فضخ
قال الليث: الفَضْخُ كسر الشئ الأجوف نحو البطيخ، ورأس الإنسان.
قال: والفضيخ شرابٌ يتخذ من البُسْر المفضوخ، وهو المشدوخ.
ونحو ذلك قال أبو عبيد.
وحُكى-عن بعضهم-أنه قال: هو الفَضُوحُ المعنى: أنه يُسْكر شاربه فيفضحه، فاسْمُ الفضوح أولى به من اسم الفضيخ.
وفي حديث عليٍ-رضى الله عنه-أنه قال: "كنتُ رجلاً مَذّاءٍ فسألتُ المقداد أن يسأل لي النبي صلى الله عليه وسلم عنه فقال: إذا رأيت المذيَّ فتوَضَّأ واغسْل مذاكيرك، وإذا رأيت فضخ الماء فاغتسل".
قال شمرٌ: فضخ الماء دفقه، وانفضخ الدَّلْو إذا دُفق ما فيه من الماء، والدَّلو يقال لها: المِفْضَخةُ، وأنشد:
كأنَّ ظهري أخذتْهُ زُلَّـخَـهْ لَمَّا تَمَطَّى بالفْرِى المفضخهْ
قال: -ويقال: بيننا الإنسان ساكتٌ: أذ انفضخ.
قال: وهو شِدَّة البكاء، وكثرة الدمع.
قال: والقارورة تنفضخُ، إذا تكسَّرت فلم يبق فيها شئ.
والسِّقاء ينفضخ وهو ملآن، فينشقُّ ويسيل ما فيه.
وحُكى عن بعضهم أنه قيل له: ما الإناء؟ فقال: حيث تُفْضَخ الدَّلْو-أي: تدفق فتفيض في الإزاء.
وقال أبو عبيد: انْفَضَخت القَرْحة وغيرها-إذا تفتَّحت وانعصرت.
قال شمر: وقد قيل: انْفَضَخت الدَّلو-بالجيم-وانْفضج بالعرق.
قال: ويقال: انْفضخت العَيْن-بالخاء-أي: تفقَّأت.
وقال أبو زيد: فَضْخت عينه فضخاً وفقأتها فقئاً، وهما: واحد، للعين والبطن وكلِّ وعاءٍ فيه دُهنٌ أو شراب.
خضب
قال الليث: خضب الرجل شيبه والخضاب: الاسم، وكلُّ لونٍ غيَّر لونه حُمْرة فهو مخضُوبٌ.
قال: والخاضب: من النعام.
قال أبو الدُّقيْش: إذا اغْتَلَم في الربيع احمرَّت ساقاه، فهو خاضبٌ-نَعْت جاء للذَّكر.
أبو عبيد-عن أبي عبيدة-قال: الخاضب من النعام: الذي أكل الربيع فاحمرَّ ظُنْبُوباه أو اخضرَّا أو اصفرَّا وجمعه خواضب.
وقال أبو الهيثم: الخاضب من النعام: "الذي" قد أكل الخُضْرة.
قال: ويقال: قد خضبت الأرض-أي: اخضرَّت.
وقال أبو سعيد: سُمِّى الظليم خاضباً لأنه يحمرُّ منقارهُ وساقاه إذا ترَّبع، وهو في الصَّيْف يَفْزع ويبيض ساقاه.
قلت: والعرب تقولُ: أخضبت الأرض إخضاباً-إذا ظهر نبتها، والخَضُوبُ: النَّبْت الذي يصيبه المطر، فيخضب ما يخرج من البطن.
ويقال: اختضب الرَّجل، واختضبت المرأة-من غير ذكر الشَّعر.
واْلمِخْضَبُ مثلُ إجَّانةٍ يُغسل فيها الثياب.
واْلخِضابُ: ما يُخْتضب به من حنَّاء وكتم ووسمة وغيرها.
خضم
في حديث أبي هريرة: أنه مرَّ بمروان-وهو يبنى بنياناً له-فقال: "ابنوا شديداً وأملُوا بعيداً واخضموا فسنقضمُ".
قال أبو عبيد: قال الكسائيُّ: اَلْخْضْمُ: بأقصى الأضراس، والقَضْمُ: بأدناها.
وقال أيمن بن خريم-يذكر أهل العراق: رَجَوْا بالشقاقِ الأكْل خضماً فقد رَضُوا أخيراً من أكل الخْضْم أن يأكلوا القضْما قاله حين ظهر عبد الملك على مصعب واستولى على العراق.
يقال: خَضِمت أخضم خضماً، وقضمتُ أقضمُ قَضْماً.
أبو عبيد، عن الأصمعي، قال: اْلخُضُمَّةُ عَظْمةُ الذِّراع، وهي مُسْتَغلَظها.
قال: واْلخِضَمُّ: الكثير العطيَّة.
قال: وقال الأمويُّ: اْلخِضَمُّ: المسِنُّ وأنشد قو ل أبي وجزة السَّعْديِّ:
حَرَّى مُوقَّعةٌ ماج البنانُ بـهـا على خضمٍّ يسقى الماء عجَّاجِ والسَّيْف يختضم العظم-إذا قطعه ومنه قوله: إنَّ القُسَاسِىَّ الذَّي يُعْصى بهِ يَخْتضمُ الدَّارعَ في أثوابهِ واختضَم الطريق-إذا قطعه، وأنشد في صفة إبل ضُمَّرٍ: ضوابعٌ مِثْل قسيِّ القّضْب تختضم البيد بغير تعب ابن السكيت: قال أبو مهديٍّ: الخَضِيمَةُ: أن تؤخذ الحنطة فتنقى وتطيَّب ثم تجعل في القدر، ويُصبَّ عليها الماء فتُطبخ حتى تنضج. أبو زيد: يقال للماء الذَّي لايبلغ أن يكون أجاجاً، ويشربه المالُ دون الناس: المُخِضمُ واَلْخمجريرُ. وقال الفراء: خَضَّمٌ: ماء لبني تميم وأنشد: لَوْلا الإله ما سَكَنَّا خضَّماَ ? ? ? وقال أبو تر اب: قال زائدة القيسيُّ: خضف بها وخضم بها-إذا ضرط. قال: وقاله عَرَّام-وأنشد للأغلب: إنْ قابلَ العِرْسَ تشكَّى وخَضم وقال أبو عبيد: حصم: مثله. بالحاء والصاد. ضمخ قال الليث: الضَّمْخُ: لَطْخُ الجسد بالطيب حتى كأنما يقطر. وأنشد في صفة النساء: تَضَمَّخن بالجادىِّ حتَّى كأنمـا ال أنوف إذا استَعْرضتهُنَّ رواعفُ ويقال: ضَمَخْتها ضَمْخاً واضْمَخت، وتضمَّخَتْ. قال: والمَضْخُ: لغةٌ شنيعة في الضَّمْخ. مخض قال الليث: "المخض تحريكك" الممِخْضَ الذي فيه اللبن المَخِيض-الذي قد أخذتْ زبدته. قال: يستعمل المخض في أشياء كثيرة البعير يمخض بشقشقته. وأنشد لرؤبة: يَجْمعنَ زأراً وهديراً مخضا والسَّحابُ يتمخَّض بمائه، ويقال للدنيا: إنها لتتمخض بفتنةٍ منكرةٍ. وأنشد الأصمعي: تمخَّضت المنون له بيومٍ أنى ولكل حاملةٍ تمام يعنى: المنيَّة تهيأت لأن تلد له الموت يعنى النعمان بن المنذر أو كسرى. وقال الليث: يقال لما اجتمع من الألبان حتى صار وقر بعير في الغريب: الإمخاض ويجمع على الأماخيض. ويقال: هذا إحلابٌ من لبن، وإمخاضٌ من لبن، وهي الأحاليب والأماخيض. ويقال: مادام اللبن المخيض في الممخض فهو إمخاض-أي: مَخْضةٌ واحدة. قال: والمُسْتَمْخِض من اللبن: البطئ الرُّؤوب، فإذا استمخض لم يكد يروب، وإذا راب ثم مخضته فعاد مخضاً فهو المُسْتَمخِض، وذلك أطيب ألبان الغنم. وقوله عزَّ وجلَّ: (فأجاءها المخاض إلى جِذْعِ النَّخْلةِ). المخاض: وجع الولادة، وهو الطلَّقْ أيضاً. وقال شمر: قال ابن الأعرابي "وابن شميل": يقال: ناقة ماخضٌ ومخوضٌ وهي التي ضربها المخاض، وقد مخضت تمخض مخاضاً، وإنها لتَمَخَّضُ بولدها وهو تضَرُّب الولد في بطنها، وذلك حين تنتج فتمتخضُ. ويقال: مخضت "وخِضَتْ"، وتَمَخَّضَتْ وامْتَخَضتْ. ويقال: ماخضٌ ومُخَّضٌ ومواخض-في الجمع، وأنشد: ومسدٍ فوق مـحـالٍ نُـغَّـضِ تنقضُ إنقاض الدَّجاج المُخَّضِ وقال: مخضتْ بها ليلةً كُلـهـا فجئت بها مؤيداً خنفقيقاً وقال ابن الأعرابي: ناقةٌ ماخضٌ وشاةٌ ماخض، وامرأة ماخضٌ-إذا دنا ولادها، وإبلٌ مواخض، وقد أخذها الطَّلْق والمخاض، والمِخَاضُ. وقال نُصَيْرٌ: إذا أرادت الناقة أن تضع قيل: مَخِضتْ. وعامَّة قيس وتميم وأسد يقولون: مَخِضت-بكسر الميم-ويفعلون ذلك في كل حرفٍ كان قبل أحد حروف الحلق في "فَعِلْتْ" وفي "فَعِيلٍ" يقولون: بعيرٌ وزئيرٌ وشهيقٌ، ونهلت الإبل، وسخرت منه. وقال ابن الأعرابي: يقال مَخِضتْ المرأة ولايقال: مُخِضَتْ، ويقال: مخَضَتْ لبنها. أبو عبيد-عن أبي زيد-: إذا أردت الحوامل من الإبل قلت: نُوقٌ مَخَاضٌ-واحدتها "خَلفَةٌ" على غير قياس، كما قالوا لواحدة النساء: "امرأة" ولواحدة الإبل: "ناقة" و"بعير". وقال الأصمعي: إذا حُمل الفحل على ناقة فلقحت فهي خَلْفَةٌ وجمعها-مَخَاضٌ وولدها-إذا استكمل سنة من يوم ولد ودخل في السنة الأخرى-: ابنُ مَخَاضٍ لأنَّ أُمه لحقت بالمخاض من الإبل، وهي الحوامل. وقال غيره: إنما قيل للنُّوق-إذا حَمَلْت-: مخاضٌ، تفاؤلاً بأنها ستمخض بولدها، إذا نتجت. ويقال: مخضت ماء البئر بالدَّلو-إذا أكثرت النَّزْع منها بدلائك، وحرَّكتها لتمتلئ، وأنشد الأصمعي: لنمخضنْ جوفك بالدُّلِّى
والمسْتَمْخضُ: البطئ الرُّؤُب من اللبن، وقد استَمْخض لبنك-أي: لايكاد يروب، وإذا استمخض اللَّبن لم يكد يخرج زبده، وهو من أطيب اللبن، لأن زُبْدهُ استهلك فيه، واستمخض اللبن أيضا-إذا أبطأ أخذه الطَّعْم بعد حقنه في السِّقاء. وقال ابن بُزُرْج: تقول العرب-في أُدعيَّةٍ يتداعون بها-: صَبَّ الله عليك أمَّ حُبَيْن ماخضاً-يعنى الليل. ضخم قال الليث: الضَّخْمُ: العظيم من كل شئ، والمصدر: الضَّخامة، وقد ضَخمٌ، وامرأة "ضخمة"، ونسوة ضخمات-بسكون الخاء-لأنه نعتٌ، والأسماء تُجمع على "فعلاتٍ" نحو شَرْبة وشَرَبات، وقرْية وقريات، وتمرة وتمرات، وبنات الواو في الأسماء تجمع على "فَعْلاتٍ" نحو: جَوْزة وجوزاتٍ-لأنه إن ثُقِّل صارت الواو ألفاً، فتُركت الواو على حالها، كراهة الالتباس. صخد قال الليث: الصَّخْد صوت الهام والصُّرِدَ تقول: صخد الهام يصخد صخداً وصخيداً، وأنشد: وصاحَ من الأفراط هامٌ صواخدُ والصَّيْخدُ: عين الشمس-سمى به لشدة حرها، وأنشد: وقْدَ الهَجِيِر إذا اسْتذاب الصَّيْخَد ويقال للحرباء: اصْطَخد-إذا تصلَّى بحر الشمس، واستقبلها. قال: والصَّيْخود: الصخرة الملساء الصُّلبة لاتُحرك من مكانها، ولايعمل فيها الحديد، وأنشد: حَمْراءُ مِثْلُ الصَّخْرة الصَّيْخود وهو الصَّلُود. وحرُّ صاخد: شديد. ويقال: أصْخدنا-كما تقول: أظهرنا. أبو عبيد-عن أبي عمرو-: يومٌ صَيْخودٌ: شديد الحرَّ. وكذلك قال الأصمعي والفرَّاء. وقد صهدهم الحر وصخدهم. شمرٌ: -عن ابن شميل: الصَّيْخود: الصَّخرة العظيمة التي لايرفعها شئ ولايأخذ فيها منقار ولاشئ. وقال ذو الرُّمة: يتبعْن مثل الصَّخرة الصَّيْخودِ وقال شمر: قيل: صخرة صيخود وهي الصُّعلبة التي يشتدُّ حرُّها-إذا حميت عليها الشمس. وقال غيره: صخد فلانٌ إلى فلان يصْخدُ إليه صُخوداً-إذا استمع منه، ومال إليه فهو صاخدٌ. وقال الهُذَليُّ: هلاّ علمت أبا إياسٍ مشهدي أيَّام أنت إلى الموالى تَصْخدُ ويقال: أتيته في صخدان الحرِّ "وصخدانه"-أي: "في" شدَّته. دخص قال الليث: الدَّخُوص: نعت للجارية التَّارَّة. قلت: وهذا حرف غريبٌ، لاأحفظه لغير الليث: خصر قال الليث: اْلخَصْرُ: وسط الانسان والخاصرتان: ما بين الحرقفة والقصيري. وهو ماقلصت عنه القصريان، وتقدَّم من الحجبتين، وما فوق الخصر من الجلدة: الرَّقيقة الطفطفة. ويقال: رجلٌ صخم الخواصر وخصر القدم: هو أخمصها، وقدمٌ مُخصَّرة ومخصورة، ويدٌ مُخصَّرة-إذا كان في رسغها تخصير-كأنه مربوط، أو فيه محزّلإ مستدير، ورجلٌ مُخَصَّر: مخصور البطن أو القدم، وخصر الرَّمل: طريق أعلاه وأسفله: في الرَّمال خاصة. وأنشد: أخذْن خصور الرَّمْل ثُمَّ جزعنه والخَصْر: من بيوت الأعراب، موضعه لطيف، ةالاختصار في الكلام: أن تدع الفضول، وتستوجز الذي يأتي على المعنى وكذلك الاختصار في الطريق، والاختصار في الجَزِّ: أن لا تستأصله. وفي الحديث: "أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم خرج "إلى" البقيع، وبيده مخصرة له فجلس ونكت بها في الأرض". قال أبو عبيد: المِخْصرة ما اختصر الإنسان بيده فأمسكه، من عصا، أو عنزة أو عكازة وما أشبهها. قال: ومنه قيل: فلانٌ مخاصر فلان-إذا أمسك بيد صاحبه. وأنشد لعبد الرحمن بن حسَّان: ثُمَّ خاصرتها إلى القُبَّةِ الخض راءِ تمشى في مَرْمر مسنونِ -أي: أخذت بيدها. و قال الفراء: "خرج" القوم متخاصرين-إذا كان بعضهم آخذاً بيد بعضٍ. قال: ويقال: خاصرت الرجل وخازمته، وهو أن تأخذ في طريقٍ ويأخذ هو في غيره، حتَّى تلتقيل في مكان واحدٍ. ثعلب-عن ابن الأعرابي-قال: المُخاصرة، أن يمشى الرجلان ثم يفترقا ثم يلتقيا على غير ميعاد. ورُوى عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أنه نهى أنْ يصَلى الر!َجُلُ مُتخَصِّراً" قيل: معناه: أن يصلى الرجل وهو واضع يده على خصره. وجاء في الحديث: "أنه راحة أهل النَّار". وفي حديث آخر: "المختصرون يوم القيامة على وجوههم النُّور". قال أبو العباس: معناه: المصلون بالليل، فإذا تعبوا وضعوا أيديهم على خواصرهم من التعب.
قال: ويكون معناه أنهم يأتون-يوم القيامة، ومعهم أعمال يتكئون عليها-مأخوذ من المخصرة.
حدثنا عليُّ بن الحسين بن سعديل-قال: حدثنا أحمد بن بديل-عن أبي أسامة عن هشام عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة-قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ يُصَلِّى الرَّجُلُ مختصراً".
واختُلِف في تفسيره، فقال بعضهم: معناه: أن يأخذ بيده عصا يتَّكئ عليها.
وقال أبو عبيد: هو أن يصلِّي وهو واضعٌ يدهُ على خَصْرِهِ.
وجاء في الحديث: "أنَّهُ راحةُ أهل النَّار".
وقال الليث: اَلْخصَرُ: البْرد الذي يجده الإنسان في أطرافه، وثَغْرٌ خَصِرٌ: بارد المُقَّبل.
وقال أبو عبيد: الْخَصِر: الذي يجد البرد، فإذا كان معه جوع فهو خَرِصٌ.
شمر-عن ابن الأعرابي-قال: الخَصْران-من النَّعل-مُسْتدقها، ونعلٌ مُخَصَّرة: لها خصران.
ونُهى عن اختصار السَّجدة، وهو على وجهين: أحدهما: أن يختصر الآية التي فيها السجود، فيسجد بها.
والثاني: أن يقرأ السُّورة، فإذا انتهى إلى السَّجدة جاوزها، ولم يسجد لها.
ومختصرات الطرق: التي تبعد في جد سهل، وإذا سُلك الطريق الوعر كان أقرب.
خرص
قال الله جلَّ وعزَّ: (قُتِلَ الخَرَّاصون).
قال الزَّجاج: "الخَرَّاصون": الكذَّأبون.
يقال: تخرَّص فلانٌ علىَّ الباطل واخترصه-أي: اختلقه وافتعله.
قال: ويجوز أن يكون "الخرَّاصون": الذين إنما يتظنَّون الشئ، لايحُقُّونه فيعملون بما لايعلمون.
وقال الفرَّاء-في قوله: "قُتِل الخرَّاصون"-: "يقول: لعن" الكذَّأبون الذين قالوا: محمدٌ شاعر، وساحرٌ وأشباه ذلك-خَرَصُوا مالا علم لهم به.
قلت: وأصْل الخَرْص: التَّظَنِّي فيما لايستيقنه.
ومنه قيل: خَرَصْت النَّخل والكرم-إذا حزرْت ثمره، لأن الحزر إنما هو تقديرٌ بظنٍ-لاإحاطة، ثمَّ قيل للكذب: خَرْصٌ، لما يدخله من الظُّنون الكاذبة.
وكان النبي-صلى الله عليه وسلم-يبعث الخُرَّاص إلى نخيل خيبر عند إدراك ثمرها فيحزرُونه رُطباً كذا، وتمراُ كذا، ثم يأخذهم بمكيلة ذلك من التَّمْر الذي يجب له وللمُوجفين معه.
وإنما فعل ذلك لما فيه من الرِّفق لأصحاب الثَّمار فيما يأكلونه منه، مع الاحتياط للفقراء-في العُشر، "ونصف العُشْرْ" ولأهل الفئ-فيما يخُصُّهم.
ورُوى عن النبي-صلى الله عليه وسلم-: أنَّه أمر بالخَرْص في النَّخل والكرم خاصَّة دون الزَّرْع القائم.
وذلك أن ثمارها ظاهرة، والخارص يطيف بها، فيرى ماظهر من الثمار، وليس ذلك كالحبِّ الذي هو "في أكمامه".
ابن السكيت: خرَصْت النخل خَرْصاً وكم خِرْص نخلك؟-بكسر الخاء.
وقال الليث: الخريص: شبهُ حوضٍ واسع، ينفجر إليه الماء من نهرٍ ثم يعود إلى النهر، والخريص ممتلئُّ.
وقال عديٌّ:
والمشْرَبُ المصْقولُ يُسْقى بـه أخضر مطموثاً كماء الخريصْ
قال الأزهري قرأته في شعر عَدِيٍ:
والمشْرَفُ المشمول يُسقى به
وقيل-في تفسيره-: المشْرَفُ: إناء كانوا يشربون به.
وأما الخريص: فإن ابن الأعرابي قال: افترق النَّهْر على أربعة وعشرين خريصاً-يعنى ناحية منه.
قال: ويقال: خريص النهر: جانبه.
قال: والمشمول: الطَّيِّبُ، يقال للرجل-إذا كان كريماً-: إنه لمشمول.
والَمطْمُوثُ: الممسوس.
"و" قال أبو عبيد: الخَريصُ: الخليج من البحر.
وقال أبو عمروو: الخَرِيص: جزيرة البحر.
أبو عبيد: الخُرْص: السِّنانُ وجمعه خُرْصان.
وقال ابن شميل: الخِرْصُ: الرُّمح اللطيف وجمعه خِرْصان.
قال: والخِرْصان: أصلها القضبان.
وقال قيس بن الخطيم:
تَرَى قصد المُرَّان مُلْقىً كـأنـه تَذَرّعُ خُرْصانٍ بأديدي الشَّواطب
وقال غيره: جعل الخُرْص رمحاً، وإنما هو نصف السِّنان الأعلى-إلى موضع الجُبَّة.
قال: ويقال: خِرْص الرُّمح، وخُرْصٌ وخَرْص-ثلاث لغات-وخِرْصان: جماعة.
وقد مرَّ تفسير البيت في كتاب "العين".
أبو عبيد-عن الأصمعي-: الخُرْصُ-أيضاً-: الحلقة من الذهب والفضَّة.
قلت: وقد قيل للدَّرُوع: خرصانٌ لأنها حلقٌ، والواحدة: خِرْصٌ، وأنشد:
سَمُّ الصَّباح بخرصانٍ مُسَوَّمةٍ والمشرفيَّة نهديها بـأيدينـا
قال بعضهم: أراد بالخرصان: الدُّروع وتسويمها: حلقٌ صفر فيها.
ورواه بعضهم:
بخرصان مقوَّمةٍ فجعلها رماحاً. وفي الحديث: "أن النبي صلى الله عليه وسلم وعظ النِّساء، وحَثَّهن على الصَّدقة فجعلت المرأة تُلقي الخُرْص والخاتم". قال شمر: الخُرْصُ: الحلقة الصَّغيرة من الحُلِّي-كحلقة القُرْط ونحوها. وفي حديث سعد بن معاذٍ: أنَّ جُرْحه قد برأ، فلم يبق منه إلا كالخُرْص"-أي: في قلَّة أثر مابقي من الجُرْح. وقال الليث: الخُرْص: العُود، وأنشد: ومزاجها صهباءُ فَتَّ ختامـهـا فرْدٌ من الخُرْصِ القطاط مُثَقَّبُ قال: وقال الهُذَليُّ في مثله: يُمشِّى بيننـا حـانـوتُ خَـمْـرٍ مِن الخُرْص الصَّراصِرةِ القِطاطِ وقال الليث: وقال بعضهم: الخُرْصُ: أسقيَةٌ مُبَرِّدةٌ تُبَرِّدُ الشراب. قلت: هكذا رأيت ما كتبته في كتاب الليث. فأمَّا قوله: "الخُرْصُ: العُودُ". فلامعنى له، وكذلك "قوله": "الخُرْص أسْقيَّةٌ مُبَرِّدةٌ"، والصوابُ عندي في البيتين: من الخُرْس القطاط و? ?"من الخُرْس الصَّراصرة" بالسين-، وهو خدم عجم لايفصحون فكأنهم خُرْس لاينطقون. وقوله: يُمشِّى بيننا حانوتُ خمرٍ "يريد صاحب حانوت خمرٍ"، فاختصر الكلام. ويقال: إبلٌ خرصة وخرصات-إذا أصابها برد وجوعٌ. قال الحطيئة: . . . . . . إذا ما غدتْ مَقْرُورةً خرصات ثعلب-عن ابن الأعرابي-: هو يخترص: أي يجعل في الخِرْص ما يريد وهو الجراب، ويكترص-أي: يجمع ويقلد. رخص قال الليث: الرَّخْصُ: الشئُ الناعم اللَّين إن وصفت به المرأة، فرخاصتها: نعمةُ بشرتها، ورقَّتها، وكذلك رخاصة أناملها: لينها-وإن وصفت به البنان فرخاصتها: هشاشتها، والفعل: رخص يرخص. ويقال: رخص السِّعْرُ يرخص رُخْصاً واسترخَصْتُ الشئ. رأيته رخيصاً وارْتَخَصْته: اشتريته رخيصاً، وأرْخَصْته: جعلته رخيصاً، ويكون أرْخَصْتُه: وجدته رخيصاً. وقال الليث: الموتُ الرَّخيص: الذَّريع والرُّخصة: ترخيص الله للعبد "في" أشياء خففَّها عنه. وتقول: رَخَصْت لفلان في كذا وكذا-أي: أذنت له بعد نهيى إيَّاه عنه. وقال الشاعر: في أرْخصت الشئ-إذا جعلته رخيصاً: نغالى اللَّحْم للأضيْاف نـيئاً ونُرْخِصهُ إذا نَضِج القُدور وحُكى عن أبي عمرو: أنه قال: رُخصتي من الماء، وخُرْصتي-يريدون: شِرْبي. وقال غيره: هي الخُرْصة والرُّخْصةُ وهي الفرصة "والرُّفصة" بمعنى واحد. عمرو-عن أبيه-قال: الرَّخيص: الثَّوب النَّاعم. صرخ أبو عبيد-عن الأصمعي-: الصارخ: المستغيث، والصَّارخ: المغيث. وقال الله تعالى: (ما أنا بِمُصْرِخِكم وما أنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ). قال أبو الهيثم: معناه: ما أنا بمغيثكم وما "أنتم" بمغيثَّي. قال: والصَّارخ: المستغيث والمُصْرخ: المغيث-يقال: صرخ فلان يصرخ صُراخاً-إذا استغاث فقال: واغوثاه، واصرْختاه. قال: والصَّريخ-بمعنى الصَّارخ-مثل قديرٍ وقادرٍ. قال: والصَّريخ يكون فعيلاً بمعنى مُصرخ، مثل نذيرٍ بمعنى مُنْذرٍ، وسميعٍ بمعنى مُسْمعٍ. وقال زهيرٌ: إذا ما سمعنا صارخاً معجتْ بنـا إلى صوته وُرقُ المراكل ضُمَّرُ قال: والصارخ: المستغيث. قلت: ولم أسمع في "الصَّارخ": أنَّه يكون بمعنى "المُغيث" لغير الأصمعي، والناس كُلُّهم على أن "الصَّارخ": المستغيث "والمُصرِخُ: المُغيث، والمُسْتَصْرخُ: المُستْغيث" أيضاً. وروى شمرٌ: -لأبي حاتم-أنه قال: الاستصراخ: الإغاثة. قال: والاستصْراخ: الاستغاثة. وفي حديث ابن عمر: "أنه استصرخ على صفيَّة". واستصراخ الحيِّ على الميت: أن يستعان به ليقوم بتجهيز الميت، وما يجب من دفنه والصلاة عليه. قال: والصَّرِخة: -بمعنى الإغاثة-مصدر على "فَاعِلَةٍ"، وأنشد: فكانوا مُهْلِكي الأبناء لَوْلا تداركهم بصارخةٍ شفيقِ قال: والصَّارخة: الإغاثة. وقال الليث: قيل: الصَّارخةُ-بمعنى الصَّريخ-: المغيث. قلت: والقول: ماقال شمرٌ. وقال اللَّيث: الصَّرْخة صيحةٌ شديدة عند فزعةٍ أو مصيبة. قال: والاصطراخ: التَّصارُخُ-افتعالٌ. ومن أمثالهم: "كانت كصرخة الحُبلى"-للأمر يفجؤك. ثعلب-عن ابن الأعرابي-قال: الصَّرَّاخ: الطَّاووس. صخر
قال الليث: الصَّخْرُ عظام الحجارة وصلابها. قال: والصّاخرُ إناء من خزفٍ. قلت: يقال. صخرةٌ وصَخْرٌ وصَخَرٌ ويقال: صَخْرة وصَخران. ويقال: صخرةٌ، وصُخور، وصُخُورةٌ. عمرو-عن أبيه-الصَّاخر صوت الحديد بعضه على بعض. رصخ إلا أن يكون رصخ-بالصاد-لغةً في رسخ الشئ-إذا ثبت. خلص قال الليث: خلص الشئ خلوصاً-إذا كان قد نشب، ثم نجا وسلم، وخلص فلان إلى فلان-أي: وصل إليه، وخلص الشئ خلاصاً. واْلخلاص يكون مصدراً للشئ الخالص. ويقال: فلانٌ خالصتي وخُلْصاني-إذا خَلَصَتْ مودَّتهما. ويقال: هؤلاء خُلْصاني وخُلَصائي. وتقول: هذا الشئ خالصةٌ لك-أي: خالصٌ لك خاصَّة. وقال الله جلَّ وعزَّ: (وقالوا: مافي بُطُون الأنْعامِ خَالِصةٌ لِذُكُورنا). أنَّث "الخالصة" لأنه جعل "معنى" "ما": التأنيث، لأنها في معنى الجماعة، كأنه قال: جماعة مافي بطون هذه الأنعام: خالصةٌ لذكورنا. وأما قوله: (ومُحَرَّمٌ عَلَى أزْواجنا) فإنه ذكَّره لأنه ردَّهُ على لفظ "ما". وقرأه بعضهم: "خالِصُهُ لِذُكُورنا" يعنى ما خلص حيَّاً. وأمَّا قوله جلَّ وعزَّ: (قُلْ هي للَّذين آمنوا في الحيَاةِ الدُّنيا خَالِصَةً يَوْم القيَامةِ) فقد قرئ: "خالِصَةٌ" و"خَالِصَةً". المعنى: أنها حلال للمؤمنين، وقد يشركهم فيها الكافرون، فإذا كان يوم القيامة خلصت للمؤمنين في الآخرة، ولايشركهم فيها كافر. وأمَّا إعراب "خالِصَةٌ" فهو على أنها خبر بعد خبر، كما تقول: زَيْدٌ عاقل لبيب. المعنى: قُلْ هي ثابتة للذين آمنوا في الحياة الدنيا، خالصةٌ يوم القيامة. ومن قرأ: "خالصة" نصبه على الحال على أنَّ العامل في قوله: "في الحياة الدُّنيا" في تأويل الحال، كأنك قلت: قل هي ثابتةٌ للمؤمنين، مستقرةً في الحياة الدنيا، خالصةً يوم القيامة. وأما قول الله جلَّ وعزَّ: (إنَّا أخْلَصْناهُمْ بخالِصةٍ ذِكرى الدَّارِ) فقد "قرئ: بخالصة ذكرى الدَّار"، على إضافة "خالصة" إلى "ذكرى" فمن قرأ بالتنوين جعل "ذكرى الدَّارِ" بدلاً من "خالصةٍ"، ويكون المعنى: إنَّا أخلَصْناهم بذكرى الدار، وعمنى الدار" ههنا: الدار الآخرة، ومعنى "أخلَصْناهم": جعلناهم لنا خالصين، بأن جعلناهم يُذكرُن بدار الآخرة ويُزَهِّدون في الدنيا، وذلك شأن الأنبياء. ويجوز أن يكونوا يكثرون ذكر الآخرة، والرجوع إلى الله. وقوله جلَّ وعزَّ (خَلَصُوا نَجِيَّاً) معناه: تميَّزوا عن الناس-يتناجون فيما أهَمّهم. وقال الليث: الإخلاصُ: التَّوْحيد لله خالصاً، ولذلك قيل لسورة: (قُلْ هُوَ اللهُ أحَدٌ): "سورة الإخلاص". وقوله جلَّ وعزَّ: (إنّهُ مِنْ عِبادنا المُخْلِصين) "وقُرِئ "المُخْلِصِين"". فالمخَلصون: المختارون، والمخلِصُون: الموِّحدون قال: والتَّلخيص: التنحية من كلِّ منشبٍ تقول: خلَّصْتُه تخليصاً-أي: نحَّيْتهُ تنحية وتخلَّصْتهُ تخَلُّصاً-كما يتَخلَّص الغزل إذا التبس. أبو عبيد-عن أبي زيد-قال: الزُّبْدُ حين يُجعْل في البُرْمة ليُطبَخ سمناً فهو الإذوابُ والإذوابة، فإذا جاء وخلص اللَّبن من الثُّفل فذلك اللبن الأثْرُ والخِلاصُ والثُّفل الذي يكون أسفل-هو الْخلُوصُ. قلت: وسمعت العرب تقول-لما يُخَلَّصُ به السَّمْنُ في البرمة من اللبن والماء والثُّفل-: الخِلاص، وذلك إذا ارتجن واختلط اللبن بالزُّبْد، فيؤخذ تمرٌ أو دقيقٌ أو سويقلٌ، فيُطرح فيه ليخِّلص السمن من بقية اللبن المختلط به وذلك الذي به يُخَلَّصُ: هو الخِلاَصُ-بكسر الخاء. وأما الخلاصة فهو ما بقي في أسفل البُرْمة من الخِلاَص وغيره من ثُفْل ولبنٍ وغيره. وقال الليث: الخِلاصُ: رُبُّ يُتخذ من التَّمْر. قال: وقال أبو الدُّقَيْشِ: الزُّبْدُ خِلاَص اللبن-أي منه يُسْتَخْلَصُ-أي: يُسْتَخرج. وقال غيره: اْلخَلْصَاءُ بلد بالدَّهْناء معروف، وذُو الخَلْصةِ موضع آخر كان فيه بيتٌ لصنمٍ لهم فهُدم. وقال الليث: بعيرٌ مُخْلِصٌ-إذا كان مُخُّه قصيداً سميناً، وأنشد: مُخْلِصَةَ الأنقاءِ أو زَعُوما وقال غيره: الخالِص: الأبيض من الألوان-ثوبٌ خالِصٌ: أبيضُ، وماءٌ خالِصٌ: أبيض. شمرٌ، عن الهوزانيِّ، قال: إذا تَشَظى العظام في اللحم فذلك الخَلَصُ.
قال: وذلك في قصب العظام في اليد والرِّجل-يُقال: خَلِصَ العظم يَخْلَصُ خلصاً-إذا برأ وفي خلله شئٌ من اللحم.
وروى سلمة، عن الفرّاء، أنه قال: خلَّص الرَّجُلُ-إذا أخذ الخلاصة، وخلَّص-إذا أعطى الخَلاَصَ، وهو مثل الشئ ومنه خبر شُريحٍ: "أنه قَضَى في قوسٍ-كَسَرها رجلٌ-لرجلٍ بالخلاص"، أي: بمثلها.
خصل
قال الليث: اْلخُصْلَةُ لفيفةٌ من شعرٍ وجمعها خُصلٌ.
ومنه قول لبيد:
? يتَّقيني بِتَلِيلٍ ذي خُصَلْ
قال: واْلخَصْلَةُ: الفضيلة والرَّذيلة تكون في الإنسان، وقد غلب على الفضيلة والجميع: الخصالُ والخَصْلَةُ: الْخَلَّةُ وهي حالات الأمور.
تقول: في فلان خَصْلَةٌ حسنة، وخَصْلةٌ قبيحة، وخِصالٌ، وخَصَلاَتٌ كريمة.
قال: والخَصَيِلةُ كلُّ لحمةٍ على حيِّزها من لحم الفخذين والعضدين والسَّاقين والساعدين، وأنشد:
عارى الْقرا مُضْطربٌ الخصائلِ
ثعلب-عن ابن الأعرابي-قال: الْخَصِيلةُ لحمةُ الفخذيْن.
وقال أبو عمرو: الْخَصِيلةُ: الطَّفْطَفَةُ.
وقال أبو زيد: الْخَصِيلَةُ: القِطعة من اللحم-عَظُمت أو صغرت، وجمعها: الخَصَائل.
وفي حديث ابن عمر: "أنَّهُ كان يرمى، فإذا أصاب خصلة قال: أنا بها أنا بها".
قال أبو عبيد: الْخَصْلَةُ: الإصابة في الرَّمى-يقالُ منه: خَصَلْت: القوم خَصْلاً وخِصالاً-إذا نضَلَتهم.
وقال الكُمَيْت-يمدح رجلا:
سَبَقْت إلى الْخيرات كُلَّ مُناضـلٍ وأحرَزْتَ بالعَشْر الولاء خصالها
وقال ابن شميل: إذا أصاب القِرْطاس فقد خصله.
وقال الليث: الخَصْل في النضال: إذا وقع السهم بلزْق القرطاس.
قال: وإذا تناضلوا على سَبَقٍ حسبوا خصلتين مُقَرْطسةً.
يقال: رمى فأخصلَ.
"قال": ومن قال: الخَصْلُ: الإصابةُ فقد أخطأ.
وقال الطِّمَّاحُ:
تِلْك أحسابنُا إذا احْتتَنَ الْخَـصْ لُ وَمُدَّ المدى مدى الأغْراضِ
وقال أبو عمرو: الخَصْلُ: القمرُ في النِّضال: وقد خَصَلَه-إذا قَمَرَهُ، وتخاصَلوا-إذا استبقوا.
وقال شمرٌ: قال بعضهم: اْلخصْلةُ: الإصابة في الرَّمْى.
وقال بعضهم: الخَصْلَةُ: القَمْرةُ، يقال: لي عنده خصْلةٌ-أي: قَمْرةٌ، وخصلَتان-أي: قَمْتان، وهي الخِصَال.
قال: وقال بعض أعراب بني كلاب: الخَصْل ما وقع قريباً من القرطاس، وكانوا يَعُدُّون خَصْلتَيْن مُقَرطسةً.
وقال غيره: الخصَيِلُ: الذّضنب، واحتجَّ بقول ذي الرمة:
وفَرْد يُطيرُ البَقَّ عَنْه خَصِـيلُـهُ بِذَبِّ كنفضِ الرِّيحِ آل السُّرادق
قال: وكُلُّ غصنٍ ناعمٍ من أغصان الشَّجرة: خُصْلةٌ، وخَصَّلْت الشَّجر تخصيلاً-إذا قطَّعْت أغصانه وشذَّبته.
وقال مزاحم العُقَيْليُّ-يصف صُرَدين: -
كما صاح جونا ضالتين تـلاقـيا كحيلانِ في أعلى ذُراً لمْ تُخْصَّلِ
أراد بالجونين: صُردين أخضرين جعلهما كحيلين لخطٍ في مؤخرَّ العين إلى ناحية الصُّدْغ من الإنسان.
ثعلب-عن ابن الأعرابي-قال: المِخْصَلُ والمِخضَلُ-بالصَّاد والضَّاد-والمِقْصَلُ: السّيف.
وقال أبو عبيد: المِخْصَلُ: القَطَّاعُ وكذلك المِخْذَمُ.
صلخ
قال النَّضْرُ: جملٌ أصْلخُ، وناقةٌ صَلْخاءُ وإبلٌ صَلْخى، وهي الجُرْبُ.
والجرب الصَّالُخ هو النَّاخس الذَّي يقع في دبره، فلا يشكُّ أنَّه سيصْلُخُه، وصَلْخُهُ إيَّاه: أنَّه يشملُ بَدَنَه.
والعرب تقول للأسْود من الحيَّات: أسود صالخٌ.
حكاه أبو حاتم-بالصاد والسين.
وقال غيره: أقْتلُ مايكون من الحيَّات-إذا صَلَخت جلدها.
وقال الكُمَيْتُ-يصفُ قرْن ثورٍ طعن به كلباً-:
فَكَرَّ بأسْحَمَ مثلِ السِّـنـانِ شوىً ما أصاب به مَقْتلُ
كأنْ مُخَّ ريقتهِ في الغُطاطِ به سالِخُ الجِلْد مُسْتبـدلُ
وقال أبو عمرو: الأصْلَخُ: الأصَم، وأنشد:
لوْ أبْصَرَتْ أبْكمَ أعْمى أصْلَخا إذاً لسَمَى واهتدى أنَّى وخى
أي: أين توَّجه.
يقال: وخى يَخى وَخْياً.
أبو عبيد-عن الفرَّاء-قال: الأصْلَحخُ: الأصَمُّ.
ونحو ذلك ابنُ الأعرابي.
قلت: هؤلاء-أهل الكوفة-أجمعوا على الخاء في الأصْلخ-وأمَّا أهل البصرة ومن في ذلك الشِّقِّ من العرب، فإنهم يقولون: الأصْلَجُ-بالجيم-للأصَمِّ
وسمعت أعرابياً من بني كُلَيْبٍ يقول: فلانٌ يتصالج علينا-أي: يتصامم ورأيت أمةً صماء تُعْرف بالصَّلجاءِ فهما لغتان صحيحتان-بالخاء والجيم.
لخص
قال الليث: اللَّخَصُ أن يكون الجِفْن الأعلى لحيماً، والن!َعْتُ: اللَّخْصُ وضَرْعٌ لِخصٌ: كثير اللحم.
وتقول: لخصتُ البعير وأنا ألْخَصُهُ-إذا نظرت إلى شحم عينهِ منحوراً.
وذلك أن تُشقَّ جلدة العين فتنظر أترى شحماً أم لا،. . ولا يُقال: اللَّخْصُ إلا في المنْحور، وذلك المكان يُسمى لَخَصَة العين-مثل قصبةٍ-وقد أُلْخصً البعير-إذا فُعِل به هذا، فظهر نقيُهُ.
وقال ابنُ السِّكيت: قال رجلٌ من العرب لقومه في سنةٍ أصابتهم: انظروا ما ألْخَصَ من لإبلي فانحروه، وما لم يلخُصْ فركبوه-أي: ماكان له شحم في عينه. .
ويقال: آخر ما يَبْقى النِّقْىُ: في السُّلامي والعين، وأول مايبدو: في اللسان والكَرِش.
وقال أبو عبيدة: اللَّخْصَتَان: الشَّحْمتان اللَّتان في وقبى العينين، وعينٌ لخصاء-إذا كَثُر شحمها.
وقال ابن شُمْيلٍ: ضَرْع لَخِصٌ: بيَّن اللَّخص، وهو الكثير اللحم.
وقال الليث: يُقال: لخَّصت الشئ ولَّخصته بالحاء والخاء-إذا استقصيت في بيانه.
يقال: لخَّصْ لي خَبَرك، ولحِّصْ-أي: بينِّهث شيئاً بعد شئ.
خصن
أبو العبَّاس-عن ابن الأعرابي-قال: من أسماء الفأس: الخَصِينُ، والحَدَثان. والمِكْشاحُ.
وقال الليث: اَلْخصِنُ فَأسٌ ذات خلفٍ واحد، والعرب تؤنث "الخَصَين" وتذكّرُه وثلاثُ أخصنٍ-لتأنيثه وهو الناجخُ أيضاً.
وقال امرؤ القيس:
يَقَطعُ الغاف بالخَصِين ويُشْلى قدْ عَلِمنا بِمَنْ يُديرُ الرَّبابـا
نخص
أهمله الليث: وروى أبو عبيد-عن أبي زيد-نخص لْحم الرجل يَنخص وتخد-كلاهما إذا هُزل.
شمر-عن ابن الأعرابي-: قال: النَّاخِصُ: الذي قد ذهب لحمه من الكبر وغيره وقد أنخصه المرض والكِبَر.
خنص
قال الليث وغيره: الخِنَّوْصُ: ولد الخنزير.
وقال الأخطل:
أكْلتَ الدَّجاجَ فـأفـنـيتـهـا فهلْ في الخنانيِص مِنْ مَغْمزِ
خصف
قال الليث: الخَصَف: ثيابٌ غلاظ جداً بلغنا تُبَّعاً كسا البيت المُسُوح فانتفض البيت ومزَّقها، ثم كساه الخَصَف فلم يقبلها ثم كساه الأنطاع فقبلها.
قلتُ: الخَصَف التي كسا تُبَّعٌ البيت ليس معناه الثِّياب الغلاظ، إنما الخَصَف حُصْرٌ "تُسَفُّ" من خوص النخل يُسَوَّى منها شُقَقٌ تُلْبس بيوت الأعراب.
ويقال للجلال التي تُسَفَّ من الخوص ويُكْنز فيها التَّمر: خَصَفٌ-أيضاً.
ومنه الحديث الذي جاء: "أنَّ رَجُلاً تَوَطَّأ خَصَفةً على رأس بئرٍ، فطاح فيها".
وأهل البَحْرين يُسَمُّون جلال التَّمر خَصَفاً.
ومنه قولُ الشاعر:
? تَبيعُ بنيها بالخِصَافِ وبالتَّمْرِ
وقال الليث: الخَصَف لغةٌ في الخزفِ.
قال: واْلخَصَفةُ: القِطعة مما يُخْصَفُ به النَّعْل، واْلمِخْصَفُ مثقب ذلك.
وقال أبو كبيرٍ:
? فَتْخاءَ رَوْثةُ أنفها كالمِخصَفِ
يعنى العقاب.
وقال الله جلَّ وعزَّ: (يًخصِفانِ عَلَيْهما منْ وَرَقِ الجنَّة)-أي: يُطابقان بعض الورق على بعض.
وقال الليث: الخَصيفُ والأخْصَف لونٌ كلون الرَّماد، فيه سوادٌ وبياضٌ، وكذلك من الجبال: ماكان أبْرق بقوَّة سوداء وأخرى بيضاء، فهو خصيف وأخصف.
وقال العَجَّاج:
أبْدى الصَّباحُ عن بَريمٍ أخصفا
وقال الطِّرِمَّاحُ:
وخصيفٍ لدى مناتِجِ ظِئْرَي نِ مِن المَرْخِ أتْأمتْ زُنُدُهْ
شَبَّه الرماد بالبَوِّ، وظئْراهُ أُثفيَّتان أوقدت النَّارُ بينهما.
وقال أبو عبيدة: فَرَسٌ أخصفُ الجبينين، وهو الأبيض الجَنْبَيْن، ولونُ سائره: ماكان.
قال: ويكون أخصف بجنبٍ واحدٍ أبو عبيد-عن أبي زيد-: نعجةٌ خَصْفاءُ-إذا أبيَّضت خاصرتاها.
وقال غيره: كتيبةٌ خصيف-لما فيها من صدإِ الحديد وبياضه.
أبو عبيد-عن أبي زيد-يقال للناقة-إذا بلغت الشهر التاسع من يوم لقحت ثم ألقته-: قد خَصَفت تخصِفُ خِصافاً، وهي خَصُوفٌ.
ثعلب-عن ابن الأعرابي-خَصَّفَهُ الشيب تخصيفاً، وخوَّصه تخويصاً، وثَقَّب فيه تثقيباً: بمعنى واحد.
وقال الليث: الإخْصافُ: سُرْعة العدو، وأخصف يُخْصِفُ-إذا أسْرع في عدوه. قلت: صحَّف الليث فيما قال-والصَّواب: أحْصَف-بالحاء-إحصافاً-إذا أسْرع في عدوه. قاله الأصمعي وغيره. وقال العجَّاجُ: ذارٍ إذا لاقى العَزَازَ أحْصَفا وقال الليث: الاختصافُ أن: يأخذ العُرْيان ورقاً عراضاً، فيخصفَ بعضها على بعض ويستتر بها. يقال: خصف يَخْصِفُ واختصف يَخْتَصِفُ-إذا فعل ذلك. قال: والأخْصَفُ: الظَّليمُ-لسوادٍ فيه وبياضٍ-والنَّعامةُ خَصْفاء. أخبرني الإيادي-عن شمرٍ عن أبي عدنان، عن ابن الكلبيِّ، عن أبيه-قال: كان مالك بن عَمْرو الغسانيُّ يقال له: فارسُ خصافِ، وكان من أجبن النَّاس. قال: فغزوا قوماً فوقف، فأقبل سهمٌ حتى وقع عند حافر فرسه، فتحرَّك ساعةً ثم قال: إن هذا السَّهْم سبباً ينْجُثُهُ، فاحتفر عنه فإذا هو قد وقع على نفق يربوع فأصاب رأسه، فتحرَّك اليربوع ساعةً ثم مات فقال: هذا في جوف جحرٍ!! جاء سهم حتَّى قتله!!، وأنا ظاهر للنَّاس على فرسي-. ما اْلمرءُ في شئٍ ولا اليَرْبوعُ ثم شدَّ عليهم، فكان بعد ذلك من أشجع الناس. قال ابن الكَلْبيِّ: يَنجُثُه: يُحَرِّكُهُ. قال: وخصافُ: فرسه،. . ويُضرب به المثل فيقال: أجْرأُ من فارس خصافِ. قال شمر: وقال ابن الأعرابي: إن صاحب خصاف كان يلاقي جند كسرى فلا يجترئ عليهم، ويُظُن أنهم لايموتون كما يموت الناس، فرمى يوماً رجلاً منهم بسهم فصرعه فمات، فقال: "إن هؤلاء يموتون كما نومت نحن"، فاجترأ عليهم فكان من أشجع الناس. فصخ قال ابن شميل: الفَصَخُ: التَّغابي عن الشئ وأنت تعْلَمه. يقال: فَصِخْت عن ذاك الأمر فصخاً. قال: ويقال: فَصَخ يده وفسخها-إذا أزال المفصل عن موضعه. حكاه-بالصاد-عن أبي الدُّقَيْشِ. وروى أبو عمرو: صنخ الودك، وسنخ وهو الوضح والوَسَخُ. وقال أبو حاتم: فصخ النَّعام بصومه-إذا رمى به. خصب قال الليث: الخِصْب نقيض الجدب وهو كثرة العشب، ورفاهة العيش. قال: والإخصاب والاختصاب: من ذلك. ويقال: أخصبت الأرض إخصاباً، والرَّجل-إذا كان كثير خير المنزل-يقال: إنه خصيب الرَّحْل. وقال الليث: الخَصْبةُ: الطَّلْعة-في لغةٍ-وهي النَّخْلة الكثيرة الحمل في لغة. قلتُ: أخطأ الليث في تفسير الخصبةِ والخَصَاب-عند أهل البَحرين-: الدَّقَلُ الواحدة: خصْبةٌ. ونحو ذلك قال الفراء-فيما روى عنه أبو عبيدٍ. والعرب تقول: لايُنْفج الغداءُ إلا بالخِصَاب، لكثرة حملها، إلا أنَّ تمرها ردئُ. ومن قال: الخصْبةُ: الطَّلْعة، فقد أخطأ. وقال الليث: إذا جرى الماءُ في عود العضاه-حتى يصل بالعرق-قيل: قد أخْصَبَتْ. قلت: وهذا تَصحيفٌ مُنكر وصوابه: الإخْضاب-بالضاد. يقال: خضَبَت العضاه، وأخضبت. وأخبرني المُنذريُّ: عن ثعلب عن ابن الأعرابي-قال: خَضَب العَرْفَجُ وأدبي-إذا أوْرق وخلع العضاه وأحدر. وقال الليث-في هذا الباب: اْلخِصْبُ: حَيَّةٌ بيضاء تكون في الجبل. قلتُ: وهذا أيضاً تصحيف والصواب: الحضْبُ-بالحاء والضاد. وقد مر تفسيره في كتاب "الحاء". قلت: وهذه الحروف وما شاكلها أراها منقولة من صُحُف سقيمة إلى كتاب الليث، وزيدت فيه، ومن نقلها لم يعرف العربيَّة، فصحَّف وغيَّر فأكثر، والله المستعان، وهو خحَسْبنا ونعم الوكيل. شمرٌ: المُخْصِبَةُ من الأرض: المُكْلِئةُ والقوم أيضاً مخصبون-إذا كثر لبنهم وطعامهم وأمرَعَت بلادهم. وأخْصَبِت الشَّاء-إذا أصابت خصباً. ورجل خصيبٌ: كثير الخير ومكانٌ خصيبٌ: مثله. وقال لبيدٌ: هبطا تبالةَ مُخْصِباً أهضامها صخب قال الليث: الصَّخب معروف، وقد صَخب يَصْخب صَخباً، والسّخب لغةٌ فيه-ربَعيَّةٌ قبيحةٌ. وعَيْنٌ صخبة-إذا اصطخبت عند الجيشان. وماءٌ صخب الآذىِّ-إذا تلاطمت أمواجه. وقال الشاعر: مُفْعوْعِمٌ صَخِبٌ الآذىِّ مُنْبِعقُ وقال ذُو الرُّمة: فيه الضَّفادع والعيدان تَصْطخبُ واصطخب القومُ وتصاخبوا-إذا تصايحوا وتضاربوا. خبص
قال الليث: الخَبْصُ: فِعْلُك الخبيص والمِخْبَصَة: التي يقلَّبُ بها الخبيص في الطِّنْجير، وقد خبص خَبْصاً، وخَبّص تخبيصاً، فهو خَبيصٌ مَخبَّصٌ مخبوصٌ. ويقال: اخْتَبص فلان-إذا اتخذ لنفسه خبيصاً. بخص قال الليث: البَخَصُ: ما ولى الأرض من تحت أصابع الرِّجلين، وتحت مناسم البعير والنّعام، وربَّما أصاب الناقة داءٌ في بخصها فهي مَبْخوصة تُظْلعُ من ذلك. وبَخَصُ اليد: لحمُ أصول الأصابع-مما يلي الراحة. قال: والبَخَصُ-في العين-لحمٌ عند الجفن الأسفل-كاللَّخص عند الجفن الأعلى. والبخصُ: لحمُ الذراع-أيضاً. أبو عبيد-عن الأصمعي: البَخْصَةُ لحمُ أسفل خُفِّ البعير. قال: والأظَلُّ: ماتحت المناسم. وأخبرني المنذري-عن المبِّرد-أنه قال: البَخَصُ: اللَّحم الذي يركب القَدَم. وهذا قول الأصمعي. وقال غيره: هو لحمٌ يخالطه بياض، من فسادٍ يُحلُ فيه. قال: ومما يُدلُّ على أنه: اللحم الذي خالطه الفساد-قوله: يا قدميَّ ما أرى لي مخلَصاً ممَّا أراه أو تعود ابخصا وقال ابن السكيت: البَخْصُ مصدرُ بخصتُ عينه بخصاً. قال: والبَخَصُ لحم القدم، ولحم الفرسن. وروى أبو تراب للأصمعي: بخص عينه وبخزها، وبخسها-كلُّهُ بمعنى: فقأها. وقال أبو زيد: الوَجَى: في عظام الساقين وبَخَص الفراسن. والوَجَى: قيل: الحفا. صبخ الصَّبَخةُ لغةٌ في السَّبَخة، والصَّبيِخةُ لغةٌ في سبيخة القُطن، والسين فيها أفشى وأكثر. خصم قال الليث: الخصْم واحدٌ وجميع، قال الله جلَّ وعزَّ: (وَهَلْ أتاك نبأُ الخصْمِ إذْ تَسَوَّرُوا المِحْرابَ) فجعله جمعاً لأنه سُمِّى بالمصدر، وخصيمك: الذي يخاصمك وجمعه خصماء. ويُجمع الخصْمُ خُصوماً. والخُصُومة: الاسم من التَّخاصم والاختصام. يقال: اختصَمَ القوْمُ وتخاصموا، وخاصم فلانٌ فلاناً-مخاصمةً وخصاماً. قال: والخُصْمُ: طرفُ الرّواية الذَّي بحيال العزلاء في مؤخَّرها. قال: وطرفها الأعلى هو العُصْمُ، وهي الأعصام التي عند الكُلية وهي مكن كل شئ. قلتُ: خُصْمُ كل شئ: ناحيته وطرفه من المزادة والفراش وغيرهما. وأمَّا عُصْم الرَّوايا فهي الحبال التي تنشبُ في عُراها وتُشدُّ بها على ظهر البعير واحدها عصام، وقد أعْصَمْتُ المزادة-إذا شدتها بالعصامين. وقيل للخصمين: خصمان، لأخذ كلِّ واحد منهما في شِقٍ من الحجاج والدَّعوى. وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال: "ما فعلت الدَّنانيرُ التي أنْسيتها في خُصْمِ الفراش فبتُ ولمْ أقْسِمْها"؟؟. وخصوم السَّحابة: جوانبها. قال الأخطل يذكر سحاباً: إذا طَعَنتْ فيه الجنوبُ تحاملـتْ بأعجازِ جَرَّارٍ تداعى خُصُومها أي: تجاوب جوانبها بالرَّعْد. وقال أبو زيد: أخصَمْتُ فلاناً-إذا لقْنته حُجَّتَه على خَصْمه، وخَصَمْتُ فلاناً: غلبته فيما خاصْمته فيه. وطعن الجُنوب فيه: سَوْقها إياه. والجرّار: الثقيل ذو الماء: و تحاملت بأعجازه: دفعتْ أواخره. وخُصُومها-أي: جوانبها. ويقال: هو خصمي، وهؤلاء خصمي. خمص قال الليث: الخْمَصُ: خماصةُ البطن وهو دقَّةُ خلقته. والخْمصُ: الخَمَصةُ أيضاً، وهو خلاء البطن من الطَّعان "جوعاً". وامرأة خميصةُ البطن خُمصَانةٌ، وهُنّ خُمْصَاناتٌ. وفلانٌ خميصُ البطن من أموال الناس: عفيفُ عنها. والجميع: خماص البطون. وفي الحديث: "خماص البُطُون خفافُ الظُّهورِ". وفي حديث آخر-في الطَّيْر-: "تَغْدو خماصاً وتُرُحُ بطاناً". أراد أنها تغدو جياعاً وتروح شباعاً. قال: واَلْخمِيصةُ: برنكانٌ أسود مُعْلَمٌ من المِرْعزَّى والصوفِ ونحوه. وقال أبو عبيد: الخميصة كساءٌ أسود مرَّبعُ له علمان. وأنشد قول الأعشى "يصف امرأة": إذا جُرِّدتْ يَوْماً حسبتً خميصةً عليها وجريالَ النَّضير الدُّلامصا أراد شعرها الأسود، شبَّهه بالخميصة، وشبَّه لون بشرتها بالذهب. و"النضيرُ": الذهب، و"الدُّلامصُ": البّراق. وقال الليث: الأخمص خَصْرُ القدم والخمْصَةُ: بطنٌ من الأرض صغير، ليَّن الموطئ والتَّخَامُصُ: التَّجافي عن الشئ. قال الشَّمَّاخ: تخامص عن بُرْد الوْشَـاح إذا مَـشَـتْ تخامص حافي الخيل في الأمْعَز الوَجى ويقال للرجل: تخامص للرَّجل عن حقَّه، وتجاف "له" عن حقه-أي: أعطه. وتخامص الليل تخامصاً-إذا رقَّتْ ظلمته عند وقت السَّحَر. وقال الفرزدق: فما زُلْتُ حتَّى صعدتني حبالها إليها وليلى قد تخامص آخره أبو زيد: انْحَمَص الجُرْحُ وانحمص-إذا سكن ورمه-بالحاء والخاء. وقال أبو العبَّاس: سألتُ ابن الأعرابي عن قول عليٍّ-رضى الله عنه-: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خُمْصانَ الأخْمَصَين"، فقال: إذا كان خمَص الأخمص بقدرٍ لم يرتفع جداً، ولم يستو أسفل القدم جداً فهو أحسن ما يكون، وإذا استوى أو ارتفع جداً فهو ذمٌّ. صمخ قال الليث: الصِّماخ: خَرْق الأذن إلى الدِّماغ، والسِّماخُ لغةٌ فيه، والصَّاد تميمية. ويقال: صمخ الصَّوْتُ صماخ فلان وصمخت فلاناً-إذا عقرت صماخ أذنه، بعودٍ أو غيره. ويقال للعطشان: إنه لصادى الصِّماخ. ويقال: ضرب اللهُ على صَمِاخ فلان-إذا أنامه. وفي حديث أبي ذرّ: "فضرب "الله" على أصمختنا فما انتهينا حتى أضحينا". وهو كقول الله جلَّ وعزَّ: (فضربنا على آذانهم في الكهف)، ومعناه: أنْمناهم. وقال أبو زيد: كلُّ ضربةٍ أثرت في الوجه فهي صَمْخٌ. ابن السكيت: صَمَخْتُ عَيْنه صَمْخاً وهو ضَرْبك العين بجمع يدك?ذكره بعقبِ قولك: صَمَختُ صِماخهُ. مصخ قال الليث: المَصْخُ: اجْتذابك الشئ عن جوف شئ آخر. قال: وضَرْبٌ من الثُّمامِ لاورَق له إنَّما هي أنابيب مُرَّكبٌ بعضها في بعض كُلُّ أُنبوبة منها أًمْصُوخة، إذا اجتذبتها خرَجَتْ من جوف أخرى، كأنها عِفَاصٌ أخرج من المُكْحُلة. واجتذابه: المًصْخُ والامِّصاخُ. قلت: وقد رأيت في البادية نبتاً يقال له: المُصَّاخُ والثُّداء، له قشور بعضها فوق بعض، كلما قَشْرت منه أُمصوخة ظهرت أخرى، وقشروه ثقوبٌ جيدُ. وأهل "هراة" يسمونه: دليزاذ. وقال الليث: المَصُوخةُ من الغنم: ماكان ضَرْعها مُسْترخى الأصْل-كأنما امْتُصِختْ ضرَّتها، فامّصَخَت عن البَطْنِ-أي: انْفَصَلَت. صخم أبو عبيد-عن أبي عمروٍ-: المُصْلِخمُّ: المنتصب القائم-بتشديد الميم: قال: والمُصْطَخِمُ: "في معناه، غير أنَّه مُخَفَّف الميم. قلتُ: والمُصْطَخِمُ" مُفْتَعِلٌ من صخَم، وهو ثلاثيٌّ، ولم أجد ل"صَخَمَ" ذكراً في كلام العرب. سخط قال الليث: يقال: سَخَطٌ وسُخَطٌ مثل عُدْمٍ وعَدَمٍ، وهو نقيض الرِّضا، والفعل منه: سخط يَسْخط. ويقال: كُلَّما عَمِلت له عملاً تَسَخَّطه-أي: لم يرتضه. وأسخطني فلانٌ فَسِخطتُ سخطاً. طخس ابن السكيت: يقال: إنه للئيمُ الطِّخْسِ-أي: لئيمُ الأصْل، وأنشد: إنَّ امرأً أُخِّرَ مِنْ إصْرنا ألأمُناطخساً إذا يُنسبُ وكذلك: لئيم الكرس والإرسِ ثعلب-عن ابن الأعرابي-: يقال: فلان طخسُ شَرَ، وسنبُك شرًّ، وسنُّ شرٍّ وصلوُ شرٍّ، ورِكْبةُ، شرٍّ، وبِلْوشَرٍّ، وطُمَّرُ شَرٍّ، وقِرْقُ شَرٍّ-إذا كان نهاية في الشَّرِّ. سخد أبو العباس-عن ابن الأعرابي-: السُّخدُ دمٌ وماءٌ في السابياءُ، وهو السَّلَى الذي يكون فيه الولد. أبو عبيد-عن الأحمر-قال: السُّخْدُ الماء الذي يكون على رأس الولد، ومنه قيل: رجل مُسْخدٌ-إذا كان ثقيلا من مرضٍ أو غيره، لأن السُّخْد ماءٌ ثخينٌ يخرج مع الولد. دخس قال الليث: الدَّخْسُ: الإنسانُ التَّارُّ المُكْتَنِزُ، غير جدَّ جسيم. قال: ويقال: الدُّخَسُ: الفَتَّى من الدِّبَبَة. وقال شمر: الدُّخَسُ دابَّةٌ في البحر يقال: دَخَسَ فيه-أي: دخل فيه. وقال الطِّرمَّاحُ: فَكُنْ دُخَساً في البحرِ أو جُزْ وَرَاءَهُ إلى الهِنْدِ إنْ لَمْ تَلْقَ قحطانَ بالهْندِ وقال الليث: الدَّخس اندساس شئ تحت التراب، كما تُدْخَس الأثْفِيَّةُ في الرَّماد، ولذلك يقال لْلأثافيِّ: دَوَاخِسُ. قال العجَّاج: ? دَوَاخِساً في الأرض إلاَّ شَغَفا وامرأة: مُدْخِسةٌ: كأنها دُخَسٌ. قال: والدَّخَسُ امتلاء العظم من السِّمن، جملٌ مُدْخِسٌ. والجمعُ مُدْخِسَاتٌ. قال: والدُّخَسُ: الرجلُ الكثير اللَّحم.
وقال ابن شُمَيْل: والدَّخيسُ عُظيمٌ في جوف الحافر، كأنه ظهارةٌ له. قال: والحْوشَبُ عَظْم الرُّسْغ. وقال الليث: الدَّخيسُ: عَظْمُ الحوشب. قال: والدَّخَسُ داءٌ يأخذ في قوائم الدَّابَّة يقال: فرس دخسٌ: به عنت. قال: والدَّخيسُ من الناس العَد الكثير المُجْتمع. قال العجَّاج: وَقَد نرى بالدَّارِ يوماً أنسـا جَمَّ الدَّخيسِ بالثُّغورِ أحْوسا قال: ودخيسُ اللَّحم مُكْتنزهُ. وأنشد: مَقْذوفةٍ بدخيسِ النَّحْضِ بازلـهـا لهُ صَريفٌ صريفَ القعو بالمسد سخت ثعلب-عن ابن الأعرابي-قال: اْلعِقْىُ من الصبيِّ: ساعة يولد، وهو من الحافر: الرَّدَحجُ، ومن الخفّ: السُّخْتُ. أبو عبيد-عن أبي عمر-يقال للسَّويق الذي لايُلَتُّ بالأدْم: سِخْتيتٌ. وقال شمرٌ: يقال للدَّقيق الحوَّارى: سختيتٌ. وقال رؤبة: هل يَنْفعني حلفٌ سِخْتيتُ؟ وقال ابن الأعرابي: سِخْتيتٌ: أي شديد، أصله سِخْتُ-بالفارسية-للشئ الشديد، فلَّما عُرِّب قيل: سِخْتيتٌ. وقال أبو عمرو: السِّخْتيتٌ: الدَّقيقُ من كل شئ، وأنشد: وَلَوْ سَبَخْتَ الوَبَر العميتا وبِعْتُهْم طحينك السِّخْتيتا إذاً رَجَوْنا لك أنْ تلُوتا قال: اللَّوْتُ: الكتمان، والسَّبْخُ: سَلُّ الصُّوف والقطن. وقال الليث: حرٌّ سَخْتٌ: شديد. أبو عبيد-عن أبي زيد-: إذا سَكن ورم الجُرْح قيل: اسْخاتَّ اسْخِيتاتاً. خسر قال الليث: الخُسْرُ: النُّقصان، والخُسْرَانُ كذلك، والفِعْل: خسِرُ يَخْسَرُ خُسْراناً. ويقال: كِلْته ووزَنْته فأخسَرْتهُ-أي: نقصتهُ. قال الله عزَّ وجلَّ: (وإذا كالُوُهمْ أو وَزَنُوهُمْ يُخْسِرون). قال الزجاج: أي: ينقصون في الكيل والوزن. قال: ويجوز في اللُّغة "يخسرون" يقال: أخسَرْتُ الميزان وخسَرْتهُ ولا أعلم أحداً قرأ "يَخْسِرُون". ويقال: أخسر الرجلُ-إذا وافق خُسْراً في تجارته. عمرو-عن أبيه-قال: الخاسر: الذي ينقص المكيال والميزان إذا أعطى ويستزيد إذا أخذ. ثعلب-عن ابن الأعرابي-: خَسَر-إذا نقص ميزاناً أو غيره، وخَسَر-إذا هَلَك. وقال الليث: الخاسر: الذي وُضع في تجارته، ومصدره: الْخسَارة والْخُسْرُ وصفق صفقة خاسرة-أي: غير مربحة وكرَّ كرة خاسرة-أي: غير نافعة. وقال الله جلَّ وعزَّ: (وَالْعَصْرِ إنَّ الإنْسانَ لفي خُسْرٍ). قال الفرّاء: لفي عقوبةٍ بذنوبه، وأنْ يخسر أهله ومنزله في الجنَّة. قال الله عزَّ وجلَّ: (خَسِرَ الدُّنيا والآخرِة، ذلك هُوَ الخُسْرَانُ المُبينُ). أبو عبيد: خَسَرْتُ الميزان وأخْسَرْته: نقصته. وقال ابن الأعرابي-في قوله عزَّ وجلَّ: (فَما زَادُوهُمْ غَيْرَ تَخْسِيرٍ) أي: غير إبعادٍ من الخير-أي: غير تخسير لكم، لالي. خرس قال الليث: خَرِسَ خَرَساً، وَلخْرَسُ ذهاب الكلام خِلْقة أو عيَّاً. وكتيبةٌ خرساء-إذا لم تَسْمع لها صوتاً ولاجلبةً، وفيهم نجْدة. قال: وعَلَمٌ أخْرسُ-إذا لم يُسْمع فيه صوت صدى، يعنى العلم الذي يُهتدى به. قلت: وسمعتُ العرب تنشد: وأيْرَمٍ أخْرَسَ فَوْق عَنْزِ والأيْرَمُ: العلمُ فوْق القارة يُهْتدى به. ويروى"?أحْرسَ?". والأحْرَسُ: العادي القديم مأخوذ من الْحرْسِ، وهو الدَّهْرُ. والعَنْزُ: القارة السَّوداء. والصحيح هذا، لاما قاله الليث. وأنشدنيه أعرابيُّ آخر: وإرَمٍ أعْيَسَ فَوْق عَنْزِ وقال: اْلأعْيَسُ: الأبيضُ، والعَنْزُ: الأسْود، وناقةٌ خَرْساءُ: لاتَسْمع لها رُغاءً، والخرْسَاءُ: الدَّاهية. أبو عبيد-عن أبي زيد-قال: الْخرْسُ: الطَّعام الذي يصنع عند الولادة، وأما "الذي" تُطْعمه النَّفَسَاءُ فهو اْلْخرْسة وقد خُرِّسَتْ، وأنشد: إذا النُّفَسَاءُ لَمْ تُخَرَّسْ ببكـرهـا غلاماً ولَمْ يسكت بجترٍ فطيمها قال: وقال الأصمعي: اَلْخرُوسُ من النساء: التي يُعْمل لها عند ولادها شئ، واسم ذلك الشئ: الْخرْسَةُ. وقال الليث: اُلْخرْسيُّ: منسوبٌ إلى خُراسان، ومثله الخُرْاسيُّ والخراساني ويُجمع على: الخُرْسين-بتخفيف ياء النسبة-كقولك: الأشْعَرين. وأنشد: لا تُكْرِيَنَّ بَعْدَها خُرْسياً
ثعلب-عن ابن الأعرابي-: الخُرْسُ: الدَّنُّ، واْلخَرَّاسُ: الذي يَعْملُ الدِّنان. قال الجعديُّ: جَوْنٌ كَجَوْنِ اَلْخمَّارِ جَرَّدهُ الْ خَرَّاسُ لاناقسٌ ولا هَـزِمُ والنَّاقِسُ: الحامضُ. وقال العجاج: وَخَرْسُهُ اْلمُحْمَرُّ فيهِ ما اعْتُصِرْ وسمعت العرب تقول-للبن الخاثر-: هذه لبنةٌ خَرْساءُ-أي: لايُسْمع لها صوت إذا أريقت، وسحابةٌ خرْساءُ: لايُسمع لها صوت رعد، ويقال للنُّفساء إذا اتخذَتْ طعاماً لنفسها: قد تَخَرَّسَتْ. ومن أمثالهم: "تخَرَّسي لامُخَرِّسة لك". وفي الحديث: "إنَّ الرُّطب خُرْسَةُ مَرْيَمَ". ويقال للأفاعي: خُرْسٌ. وقال عنترة: عَلَيْهمْ كُلُّ مُحْكمةٍ دلاص كأنَّ قتيرها أعيانُ خُرْسِ أبو عبيد-عن الأصمعي-كتيبةٌ خَرْساءُ-إذا كانت قد صمتت من كثرة الدُّرُوع، ليس لها قعاقع. رسخ ثعلب-عن ابن الأعرابي-في قول الله عز وجل: (والرَّاسخُونَ في الْعِلِم). قال: هُم الحفَّاظ والمْذاكرون. وقال مسروق: قدمت المدينة فإذا زَيْدُ ابن ثابت من الرَّاسخين في العلم. وقال شمرٌ: قال خالدُ بنُ جَنْبَةَ: الراسخ في العلم: البعيد العلم. وقال الليث: رجلٌ راسخٌ في العلم: قد دخل فيه مَدْخلاً ثابتاً، والرَّاسخون في كتاب الله عزَّ وجلَّ: هُمُ الدَّارسون. قال: ورَسَخ الشئ رُسُوخاً-إذا ثبت في مةضعه، وأرْسَختُه إرساخاً، كالحِبْر يَرْسَخ في الصَّحيفة، والعلم يرسخ في قلب الإنسا، ورسخ الغدير رُسُوخاً-إذا نشف ماؤه فذهب، ورَسَخ المَطَرُ رُسُوخاً-إذا نضب نداه في داخل الأرض فالتقى الثَّريان. سخر يقال: سَخِرَ منه وبه-إذا تهزأ به، والسُّخْرِيَّةُ مصدرٌ في المعنيين جميعاً، وهو السُّخْريَّ أيضاً، ويكون نعتاً كقولك: "هُوَ لك" سُخْرِيٌّ وسُخِرِيَّة،? منْ ذكَّرَ، قال: سُخريَّاً، ومنْ أنَّث قال: سُخْرِيَّةً. قال: والسُّخَرَةُ: الضُّحَكةُ، فأما السُّخْرةُ: فما تَسَخَّرْتَ من خادمٍ أو دابَّةٍ بلا أجْرٍ ولاثمن، تقول: هُمْ لك سُخْرةً وسُخْرِياً. وقال الله-جلَّ وعزَّ-: (فاتَّخَذْتُمُوهُم سُخْرِياً حتَّى أنْسَوْكُمْ ذِكرى). وقال الفرّاء: قُرئ سُخْرياً وسِخْرِيَّاً والضَّمُّ أجوْد. قال: وقال الذين كسروا ماكان من السُّخْرة فهو مضموم، وماكان من الهُزْء فهو مسكور. وروى ابنُ اليزيديِّ-عن أبي زيد-أنه قال: "سِخْرِيَّاً" مِنْ سَخِرَ واسْتَهزأ، والتي في "الزُّخْرُفُ": (ليَتَّخذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرياً). قال: عبيداً وإماءً وأُجراء. ابن سَلاَّم-عن يُونسَ-: "سُخْرِيّا" من السُّخْرة، و"سِخْرِيّاً" من الهزء. وقال: وقد يقال في الهُزْء: سِخْريٌّ وسُخْرِيٌّ وأما من "السُّخْرةِ" فواحدةٌ مضمومة. وقال الليث: سَخَرِت السَّفينةُ-إذا أطاعت وطاب لها السَّيْرُ، وقدْ سَخَّرها اللهُ تَسْخيراً، وتَسَخَّرْتُ دابَّةً لفُلانٍ: رَكِبْتها بغير أجرٍ، وأنشد: سَوَاخِرٌ في سَوَاءِ الْيَمِّ تَحْتَفرُ وقال الفرَّاء: يقال: سَخْرِت منه ولاتَقُلْ: سَخِرْتُ به، قال الله: (لا يَسْخَرُ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ). وقال ابن السكيت: تقول: سَخِرْتُ من فلان، فهذه: اللُّغةُ الفصيحة، قال الله (فَيَسْخُرُونَ مِنْهُمْ، سَخِرَ اللهُ مِنْهُمْ) وقال عزَّ وجلَّ: (إنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فإنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ). أبو عبيد-عن أبي زيد: رجلٌ سُخَرَةٌ-يسخر من الناس، ورجُلٌ سُخْرَةٌ-يُسْخَرُ منه. وقال غيره: رجلٌ سُخْرَةٌ-يَتَسَخَّرُهُ من قَهَرهُ، وقد سَخَرْتُهُ وسَخَّرْتُهُ. خسل اهمله الليث. وروى ابن حبيب-عن ابن الأعرابي-: اُلْحسَالةُ واُلْخسَالَةُ: الرَّدئُ من كل شئ. وقال الأصمعي: اَلمحْسُولُ واْلمَخْسُول: اْلَمرذُولُ، واْلمُحَسَّل واْلمّخَسَّلُ: مثله وقال العجَّاج: ذي رأيِهمْ واْلعَاجِزِ اْلمُخَسَّلِ خلس قال الليث: اَلْخلْسُ: في القتال والصِّراع وهو رجلٌ مُخالِسٌ-أي: شُجاعٌ حَذِرٌ. قال: واْلخَليسُ: النَّباتُ اْلهَائجُ بعضه اصفر وبعضه أخضر، وكذلك الخليط يُسمَّى خليساً.
أبو عبيد-عن أبي زيد-: أخْلَسَ رَأسه فهو مُخْلِسٌ وخَلِيسٌ0إذا ابيْضَّ بعضه، فإذا غَلَب بياضه سواده فهو أغْثَمُ. وسمعت العرب تقول للغلام-إذا كانت أمُّهُ سوداء، وأبوه عَربي، فجاءت بولدٍ أخذ من سوادها وبياضه-: غلامٌ خلاسيٌّ، وجاريةٌ خِلاسيَّةٌ. وقال الليث: الْخِلاسيُّ من الدِّيَكةِ مايتولد بين الدَّجاجة الهْندية والدِّيك الفارسي. قال: واُلْخْلسَةُ: النُّهْزة والاختلاسُ أوْحى من اَلخْلْسِ وأخص والْقِرْنان إذا تبارزا: يتخالسان أنفسهما، يُناهز كُلُّ واحدٍ منهما قَتْل صاحبه. قال أبو ذُؤَيْبٍ: فَتَخالَسا نَفْسيهما بنـوافـذٍ كنوافذ العُبُطِ الَّتي لاتُرْقَعُ وطَعْنةٌ خَلْسٌ-إذا اختلسها الطاعنُ بِحِذْقه، ومُخالِسٌ: اسمُ حصانٍ-من خيل العرب-معروف، ولِحْيَةٌ خَلِيسٌ: فيها سوادٌ وشيبٌ. سلخ قال الليث: السَّلْخ كَشْط الإهاب عن ذيه، والمِسْلاَخُ: الإهابُ نفسه، ومِسْلاخُ الحيَّة قِشْرها الَّي يَنْسلخ منها، وكلُّ شئ يَنفلق عن قِشْره، يقال: انْسلخ، والإنسانُ إذا مَحَشَهُ الحَرُّ يقال: قد سَلخ الحَرُّ جِلده وسلخت المرأة درعها عنها-إذا خلعته. ويقال: سلخت الشَّهْرَ-إذا خرجت منه فصرت في آخر يومٍ منه، وانْسلخ الشهر. وقال أبو الهيثم-في قول الله جلَّ وعز: (وآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّارَ فإذا هُمْ مُظْلِمُونَ). يقال: "سَلَخنا الشهرَ-أي: خرجنا منه، فسَلَخْنا كلَّ ليلةٍ منه عن أنفسنا جُزْءاً من ثلاثين جزءا، حتى تكاملت ليإليه فَسَلْخناه عن أنْفسنا كُلَّه. قال: وأهللنا هلال شهر كذا-أي دخلنا فيه ولبسناه، فنحن نزدادُ-كلَّ ليلة "منه إلى مُضيِّ نِصفه-لباساً منه، ثم نسْلُخه عن أنفسنا" بعد تكامل النصف جزءا فجزءاً، حتى نسُّخَهُ عن ألفُسنا كله. زمنه قول الشاعر: إذا ما سَلَخْتُ الشَّهْرَ أهْلَلْتُ مِثْلـهُ كَفَى قاتلاً سَلْخي الشُّهُورَ إهْلالي وقال لبيد: حَتَّى إذا سَلَخا جُمـادى سِـتَّةٍ جَزْءاً فَطَال صيامهُ وصيامها قال: "وجمادى سِتَّةٍ": هي جُمادى الآخرة، وهي تمام سِتَّة أشهْرٍ من أول السنة. وقال الليث: السَّالخ جَرَب يكون بالجمل يُسْلخ منه، وكذلك الظَّليمُ-إذا أصاب ريشهُ داءٌ. قال: والمَسْلُوخةُ اسمٌ يلْزم الشَّاةَ المَسْلوخة نفسها بلا بطون ولا جزارةٍ. قال: والسَّليخةُ شئٌ من العِطْر، كأنه قِشرٌ مُنْسلخ ذو شعبٍ والسَّالخ. الأسودُ من الحيَّات-شديدُ السُّواد، والنَّبات إذا سَلَخ ثم عاد فاخضرَّ كلُّه فهو سالخ من الحْمضِ وغيره. قلت: والعرب تقول للرِّمث والعرْفَج-إذا لم يبق فيهما مرعىً للماشية-: ما بقي منهما إلاَّ سليخة. أبو عبيد-عن الأحمر-سليخٌ مَلِيخٌ-أي: لاطعم له. قال: وقال الفرّاء: المِسْلاخُ من النَّخيلِ: الَّتي يَنْتثرُ بُسْرُها، وهو أخضرُ. "ابن شميل: اسْلَخَّ الرجلُ-إذا اضطجع، وقد اسْلَختُ-أي اضطجْعتُ. وأنشد: إذَا غَدَا القَوْمُ أبى فاسْلَخَّا وسَليِخةُ ألبان دُهْن ثمره قبل أن يُرَبَّب بأفاويه الطِّيب، فإذا رُبِّب ثمره بالمسك والعنبر، ثم اعتُصِرَ فهو مَنْشُوش وقد نُشَّ نشَّا، وكذلك سليخةُ السِّمْسِم: عَصيره قبل أن يُرَبَّبَ. سخل قال الليث: السَّخْلُ: أولادُ الشاة والسَّخْلَةُ: "الواحد" والواحدة، ذكراً كان أو أنثى، والجميع: السِّخالُ والسَّخْلُ. ويقالُ للأوغاد من الرِّجال: سُخَّلٌ وسُخَّالٌ، ولايُعْرف منه واحد. أبو عبيد-عن الفرَّاء-يقال للتَّمْر الذي لايشتدُّ نواه: الشِّيصُ. "قال: وأهلُ المدينة يسمُّونه السُّخلَ وقد سَخَّلَت النَّخلة. قال: وقال الأصمعي": رجالٌ سُخَّلٌ، وهم الضعفاء، وسَخَّلَتِ النخلة-إذا ضَعُفَ نواها. أبو عبيد-عن أبي زيد-يُقال لوَلد الغَنَم ساعة تَضَعهُ أمُّه من الضَّأن والْمَعْز جميعاً. ، ذكراً كان أو أنثى: سَخْلةٌ، وجمعها سِخالٌ، ثمَّ هي البَهْمةُ-للذكر والأنثى وجمعها بَهْمٌ. وقال الليث: السَّخْلُ أخْذُ الشئ مُخاتلةً واجْتذاباً. قلتُ لاأعرف السَّخْلَ بهذا المعنى إلا أن يكون مقلوباً من اَلْخلْسِ-كما قالوا: جَذَبَ وجَبَذ، وبَضَّ وضَبَّ. خنس
ثعلب-عن ابن الأعرابي-قال اُلْنُسُ مأوَى الظِّباء. قال: والخُنسُ: الظِّباء أنفسها. وقال الليث: اَلْخْنسُ انقباض قصبة الأنف، وعرض الأرنبة، وأنفُ البقر أخنسُ لايكون إلا هكذا، والبقرة خنساء، والتُّرْكُ خُنْسٌ. قال: والخُنوسُ: الانقباضُ والاستخفاء يقال: خَنَسَ من بين القوم، وانْخَنَسَ. وفي الحديث: "الشَّيْطانُ يُوَسْوِسُ للْعَبْدِ فإذا ذكر الله خَنَسَ"-أي: انقبض منه. قلت: وهكذا قال الفرّاء-في قول "الله جلَّ وعزَّ": (مِنْ شَرِّ اْلوَسْوَاسِ اَلْخَنَّاسِ). قال: إبليس يُوَسْوس في صدور الناس فإذا ذُكر اللهُ خَنَس. قلت: وخَنَس في كلام العرب0يكون لازماً ومتعدِّياً. يقال: خَنَسْتُ فلانا فَخَنَس-أي"أي" أخَّرْتُهُ فَتأخرَ، وقَبَضْتُهُ فانقبض، وأخنَسْته: أكثر. وروى أبو عبيد-عن الفرَّاء والأُمويِّ-: خَنَس الرجلُ-تأخَّرَ-يَخْنُسُ، وأنا أخْنَسْتُهُ-بالألف. وهكذا قال ابن شُميْل-في حديث رواه-: "يَخرجُ عُنُق من النَّارِ فَيَخْنس بالجبَّارين في النَّار". قال شمر: قال ابن شُمَيْل: يريدُ: تَدْخل بِهْم في النَّار، ويقال: خَنَسَ به-أي: واراهُ، ويقالُ: تَخْنِسُ بهم-أي: تغيب بهم. قال: وخَنَس الرجُلُ-إذا توارى وغاب، وأخْنَسْتُهُ أنا-أي: خَلَّفْتُهُ. قال: وقال الفرَّاء: أخْنَسْتُ عنه بعض حقّه. وأنشدني أبو بكرٍ الإياديُّ لشاعر-قدم على النبي صلى الله عليه وسلم-فأنشده هذه الأبيات التي فيها: وَإنْ دَحَسُوا بالشَّرِّ فَاعْفُ تَكَـرُّمـاً وإنْ خَنَسُوا عَنْك اَلْحديث فَلا تَسَل وهذا حُجَّةٌ لمن جعل: "خَنَسَ" واقعا. ومما يدُلُّ على صحة هذه اللغة ما روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم "أنه" قال: "الشَّهْرُ هَكَذا، وهَكَذا، وهَكَذا، وخَنَسَ إصْبَعَهُ في الثَّالثة"، أي: قبضها يُعَلِّمُهُم أنَّ الشهر يكون تسعا وعشرين. وأنشد أبو عبيد في "أخْنَسَ" وهي اللُّغَةُ المعْرُوفة: إذا ما اْلقَلاسي وَاْلَعَمَائِمُ أخْنَسَـتْ فَفِيهنَّ عَنْ صُلْع الرِّجالِ حُسُور وسمعت عُقْيِلياً يقول لخادم له-كان معه في طريقٍ فتَّلف عنه-: لِمَ خَنَسْت عنّي؟ أراد: لِمَ غِبْت وتخَّلْفت؟؟ وقال الأصمعي: اْلخَنسُ-في الأنف-تأخُّرُ الأرْنبة في اْلوَجْه، وقصر الأنف. وقال الزَّجاج: في قول الله عزَّ وجلَّ: (فَلاَ أُقْسِمُ بالخُنَّسِ، اَلْجوَاري الكُنَّسِ). قال أكثر أهل التفسير في "اُلْخنَّسِ": إنَّها النُّجوم، وخنوسها أنَّها تغيب و"تَكْنسُ": تغيب أيضا، كما يَدْخل الظَّبْيُ في كناسه. قال: واُلْخَّنسُ جمعُ خانس، تَسْتتر كمل تكنس الظّباء. قال: وقال الفرَّاء: اُلْخنَّسُ: هي النُّجُومُ الخمسة-تَخْنس في مجراها وترجع، وتكنس كما تكنس الظِّباء. قال: وهي: بَهْرامُ وزُحل وعُطارِد والزُّهَرَةُ واُلْمشْترى. أبو عبيدة: فَرَسٌ خَنُوسٌ، وهو الذي يَعْدِل-وهو مُسْتقيم-في خُضْره ذات اليمين وذات الشِّمال، وكذلك الأنثى بغير هاء، والجميع: خُنُسٌ، والمصدر اَلْخْسُ-بسكون النُّون. وقال الفرَّاء: اِلْخنَّوسُ-بالسِّين-: من صفات الأسد في وجهه وأنفه، وبالصَّاد-ولدُ الخْنزير. سخن قال الليث: السُّخْنُ نقيضُ البارد تقول: سَخُن الماء سُخُونةً وأسْخَنْتَهُ إسْخاناً، وسخَّنْتهُ "تسْخيناً" فهو سُخْنٌ وسَخين ومُسْخَّنٌ "ورجُلٌ سَخين العين وقد سَخُنَتْ عينه سُخْنَةً وسُخُوناً". ويقال: سَخْنتْ، وهو نقيضُ قَرَّتْ. أبو عبيد-عن الكسائيِّ-: يومٌ سُخْنٌ وسَاخنٌ وسَخْنَانٌ، وليلةٌ سُخْنَةٌ وسَاخِنةٌ، وسَخْنانَةٌ، وقد سَخَن يومنا يَسْخُنُ. شمرٌ-عن ابن الأعرابي-: إنِّى أجد سَخْنةَ-أي حُمَّىً. ويقال سَخِنَتْ عَينُه-من حرارةٍ-تَسْخَنُ سُخْنَةٌ. وأنشد: إذا الماءُ مِنْ حَالبَيِهْ سَخِن قال: وسَخِنَت الأرضُ وسَخُنت، وأمَّا سَخِنت العين فبالكسر لاغير. ثعلب-عن ابن الأعرابي-: يَوْمٌ سُخَاخينٌ، مثل سُخْنٍ. وأنشد: حُبَّاً سُخَاخِينَ وَحبَّاً بارادا "سُخاخِينُ": يؤذى، و"باردٌ": يَسْكن إليه قلبي.
وأخبرني المنذريُّ-عن أبي الهيثم-أنه قال-عن أعرابيٍّ-: السَّخِينةُ دقيقٌ يُلْقى على ماء، أو على لبنٍ، فيُطْبَخُ ثم يؤكل بتَمْرٍ، أو يُحْسى. قال: وهي السُّخُونة أيضاً. وقال ابن السكيت: السَّخِينةُ: التي ارتفعت عن الحساء، وثَقُلَت أن تُحْسى، وهما دون العصيدة. قال: وإنما يأكلون السَّخِينةَ في شدَّة الدَّهْر، وغلاء السِّعْر، وعَجَف المال. وقال غيره: السِّخِينةُ تُعْمل من دقيق وسَمْن، وبها عُيِّرِت قُرَيْش فسميت سَخينة. وقال كعب بن مالك الأنصاري: زَعَمَتْ سَخِينَةُ أنْ سَتَغْلِبُ رَبَّها وَلَيُغْلَبَنَّ مُغالـبُ الـغَـلاَّبِ والمِسْخنةُ قديرةٌ كأنَّها تَوْرٌ. قاله أبو عبيد عن السكائي. وقال ابن شميل: هي الصَّغيرةُ التي يُطْبخ فيها للصَّبيِّ. ويقال: سَخِنَتِ الدابَّة، وذلك إذا أُجريتْ فسخن عظامها وخَفَّت في حُضْرها ومنه قول لبيدٍ: ? حتَّى إذا سَخَنَتْ وَخَفَّ عظامها "ويروى: سَخِنَتْ". وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "أنَّهُ بَعَثَ سَريَّةً، فأمَرَهُم أنْ يَمْسَحوا على المشاوِذِ والتَّساخين. قال أبو عبيد: التَّساخينُ: الْخِفافُ. وقال أبو عمرو: قال المبِّردُ: واحد التَّساخين "تَسْخانٌ وتَسْخَنٌ. قال: وقال ثعلبٌ: ليس للتَّساخين واحد من لفظها-كالنِّساء". . لاواحد لها من لفظها. "وقال" ثعلب-عن ابن الأعرابي-: هو المِعْزَقُ والسِّهِّينُ. قلت: وسمعت غير واحد من أعراب بني سعد "يقولون" لِلْمَرِّ الذي يعمل به في الطِّين: السِّخِّينُ، وجمعه السَّخاخين. وقال أبو عمرو: يقال للسِّكين: السَّخينَةُ والشِّلْقاء. قال: والسَّخاخين سَكاكين الجزَّار. قال: وماءٌ سَخِيمٌ وسَخِينٌ-للَّذي ليس بحارٍ ولابارد. "وأنشد: إنَّ سَخيم الماءِ لَنْ يضيرا اللحياني: إني لأجدُ سُخْنَةً وسِخْنَةً وسَخْنَةً"، وسَخْناء-ممدودٌ-كلُّ ذلك من حرارة الحُمَّى. خسن أهمله الليث. وروى أبو العباس-عن ابن الأعرابي-قال: أخْسَنَ الرجُلُ-إذا ذَلَّ بَعْد عزٍ. نخس قال الليث: النَّخْسُ تَغْريزُك مؤخر الدَّابة أو جنبها بعُودٍ أو غيره. وقيل للنَّخَّاس: نخَّاسٌ-لنَخْسه الدَّوابَّ حتَّى تنبسط، وفِعْلَهُ: النَخَاسَةُ. ويقال لابن زنْيَةٍ: ابنُ نَخْةٍ. وقال الشَّمَّاخ: أنا اْلِجحَاشِيُّ شَّـمـاخٌ ولـيس أبـي لِنَخْسَةٍلِدعي غَيْر مَوْجُود أي: متروك وحده، ولايقال من هذا: وحْده. ويقال: نَخَسوا بفلان، إذا هَّيجُوهُ وأزْعَجُوه، وكذلك إذا نَخَسُوا دابَّته وطردوه. وأنشد. النَّاخِسين بِمَرْوَانٍ بـذي خَـشَـبِ والمُقْحمين على عُثْمانَ في الدار أي: نخسوا به من خلفه حتى سَيَّرُوه من البلاد مطروداً. أبو عبيد-عن الأصمعي-: إذا صُبَّ لبنُ الضأْن على لبن الماعز فهو النَّخِيسَةُ. وقال أبو زيد: مثله. وقال الليث: النَّخِيسَةُ: الزُّبْدىُ. قال: والنِّخاسُ دائرتان تكونان في دائرة الفخذين-كدائرة كتف الإنسان. والدَّابَّةُ مَنْخُوسَةٌ: يُتَطَّيَرُ منها. وقال أبو عبيدة: ومن دوائر الخيل النَّاخس، وهي التي تكون على الجاعرتين إلى الفائلين. قال: والنَّاخِسُ جَرَب يكون عند ذنب البعير، فهو مَنْخُوسٌ. أبو عبيد، عن أبي زيد: إذا اتَّسعت البَكرة أو أتسع خَرْقها عنها. قيل: أخَقَّتْ إخقْاقاً فانْخَسُوها نَخْساً، وهو أن يُسدَّ ما أتَّسَع منه بخشبة أو بحجرٍ أو بغيره. وقد نَخَسَ يَنْسَخُ. وقال الليث: هي النِّخاسَةُ. . للرُّقعة تدخلُ في ثَقْب المِحْور إذا اتسع. وقال غيره: النَّخُوس من الوُعُول الذي يطول قرناه حتى يبلغا ذنبه وإنَّما يكوت ذلك في الذكور. وأنشد: يارُبَّ شاةْ فارِدٍ نخوسِ وبَكَرَةٌ نَخِيسٌ-إذا اتسع ثَقْبُ محورها، فنُخسِت بِنخاس. وأنشد: دُرْنا وَدَارَتْ بَكْـرَةٌ نَـخـيسُ لاضَيْقَةُ المجْرى ولا مَرُوسُ وقال أبو سعيد: قال أعرابي: رأيتُ غُدْرَاناً تَنَاخَسُ، وهي أن يُفْرغ بعضها في بعض كَنَنَاخِسٍ الغنم، إذا أصابها البرد فاستدفأ بعضها ببعضٍ. سنخ
قال الليث: السِّنْخ أصْل كلِّ شئ، وسِنْخ السِّكين طَرَف سيلانه الدَّاخل في النِّصاب. وأسْناخُ الثَّنايا: أُصُولها. ورَجَع فُلانٌ إلى سِنْخِ الكَرَم أو إلى سِنْخه الخبيث وسِنْخ الكلمة أصْل بنائها. أبو عبيد-عن الفرَّاء-: سَنَخَ فلان في العلم يَسْنَخُ سُنُوخاً، إذا رَسَخ فيه. وسَنِخَ الطعام يَسْنَخُ، وَزَنِخَ يزْنَخُ-إذا تَغَيَّر وأْنتَنَ، فهو سَنِخٌ وزَنِخٌ. نسخ قال الله جلَّ وعزَّ: (ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أو نُنْسِها نَأْتِ بِخْيرٍ منها أو مِثْلها) قال أبو إسحاق الزَّجَّاج: النَّسْخُ في اللغة: إبْطال شئ وإقامة آخر مقامه. والعرب تقول: نَسَخَتِ الشمس الظِّلَّ والمعنى أذهبت الظِّلَّ وحلَّت محله. وقال غيره-في مناسخة الفرائض وتناسخ الورثة-: وهو موت ورثة بعد ورثة وأصلُ الميراث قائمٌ لم يُقْتسَمْ. وكذلك تناسخ الأزْمنة والقَرْن بعد القرن. والنَّسْخُ اكتتابك كتاباً عن كتابٍ حرفاً بحرف. تقول: نَسَخْته وانتْسَخَتْه، فالأصل نُسْخة، والمكتوب منه نسخة-لأنه قام مقامه والكاتب ناسخٌ ومُنْتَسِخٌ. وقال الليث: النَّسْخ أن تُزايل أمراً كان من قبل يُعمل به ثم تنسخه بحادثٍ غيره. وقال الفرَّاء: النَّسْخ أن يعمل بالآية ثم تنزل آية أخرى فيعمل بها، وتترك الأولى. وقرأ عبد الله بن عامر: "مانُنْسخُ من آيةٍ" بضم النَّون-يعنى ما ننسخك من آية والقراءة جيدة "ما نَنْسخُ من آيةٍ" بفتح النون. أبو العباس-عن ابن الأعرابي-قال: النَّسْخ تبديل "الشئ" من الشئ. وهو غيره. والنَّسْخُ نقل الشئ من مكان إلى مكان، وهو هُوَ. وقال أبو تراب: قال الفراء وأبو سعيد: مَسَخه الله قرداً، ونَسَخه قِرْداً: بمعنى واحد. وقال أبو عمر حضرت أبا العباس يوماً فجاء رجلٌ معه كتابُ الصَّلاة، في شطر جزء، والشطر الآخر بياضٌ فقال له إذا حَوَّلْت هذا المكتوب إلى الجانب الأخر فأيُّهما كتاب الصلاة؟؟ فقال أبو العباس: هما جميعاً كتاب الصلاة لاهذا أولى به من هذا، ولا هذا أوْلى به من هذا. خسف أبو عبيد-عن الأصمعي-الْخَسْفُ: النُّقصان. أبو عبيد. . قال: الْخَاسِفُ: المَهْزول. وأخبرني المنذريُّ-عن أبي الهيثم-أنه قال: الْخَسْفُ: الجُوْعُ. واْلخاسِفُ: الجائع. وأنشد قول أوسٍ: أخُـو قُـتُـراتٍ قَـدْ تَـبَـيَّنَ أنَّــهُ إذا لَمْ يُصِبْ لَحْماً من الوَحْشِ خَاسِفُ قال: وخَسَفَتِ الشَّمْسُ وكَسَفَتْ: بمعنى واحد. قال: وخُسِفَ بالرَّجل-وبالقوم-إذا أختْه الأرض فدخل فيها. قال الله جلّ وعزّ: (لَوْلا أنْ مَنَّ اللهُ عَلْيَنَا لَخَسَفَ بنَا). ثعلب-عن ابن الأعرابي-قال: الْخَسْفُ إلحاق الأرض الأولى بالثانية. والْخَسْفُ أن يَبْلغ الحافر إلى ماءٍ عَدٍ. والْخسْفُ: اَلْجوْزُ الذي يُؤكَلُ. أبو عبيد-عن أبي عمرو-الْخَسِيفُ البِئْر التي تحفر في الحجارة، فلا ينقطع ماؤها كثرة. وأنشد غيره: قَدْ نَزَحَتْ إنْ لَمْ تَكُنْ خَسِيفاً أو يَكُنِ الْبَحْرُ لها حَليفـا وقال ابن بُزُرْج: ماكانت البِئر خَسيفاً، ولقد خُسِفَتْ. وقال الليث: الْخَسْفُ سُؤُوخ الأرض بما عليها. تقول: اْنخسَف به الأرض، وخَسَف الله به الأرض، وعَيْنٌ خاسِفةً. . وهي التي فُقئت حتَّى غابت حدقتها في الرأس، وبئر خَسيف-إذا نُقب جبلها عن عَيْلم الماء فلا تَنْزَحُ أبداً. والْخسيفُ من السحاب ما نشأ من قبل العين حامل ماء كثير، والعين عن يمين القبلة. والشمس تَخْسف يوم القيامة خُسُوفاً وهو دُخُولها في السماء، كأنها تكوَّرت في جُحْرٍ. والْخَسْفُ أن يُحَمِّلك إنسان ماتكره. أبو زيد والأصمعي: خسَف المكان يَخْسفُ، وخَسَفه الله، رواه عنهما أبو عبيد. وقال الفرَّاء: عَيْنٌ خاسِفٌ-إذا غارت والبِئْر خَسِيف لاغير، وناقة خَسِيفٌ: غزيرة سريعة القطع في الشتاء. وقد خَسَفناها خَسْفاً. والْخَسْفُ الْجوْزُ-بلغة الشَّحْر. أبو عمرو: الْخسْفُ الُّلُّ، والْخَسْفُ الجوع، والْخَسْفُ غؤُورُ العين، والخُسُفُ النُّقَّة من الرِّجال. ويقال في الجوز والذَلِّ: خُسْفٌ أيضاً.
ثعلب-عن ابن الأعرابي-: يقال للغلام الخفيف النَّشيط: خاسف وخاشفُ، ومزاق وقضيب، ومُنْهَمِكٌ. خفس قال ابن المظفر: يقال للرَّجل: خَفَسْتَ ياهذا وأخْفَسْت، وهو من سوء القول-إذا قلت لصاحبك أقبح ما تقدر عليه. قال: والشَّراب الْمُخْفِسُ: السَّريعُ الإسْكار، واشْتقاقه من القُبْح، ألا ترى أنه يخرج من سُكْره إلى قبح القول والفعل؟. وقال "الفرَّاء"-في كتاب "المصادر" يقال: أخْفِسْ-أي: أقِلَّ الماء، وأكْثِر النَّبِيذ، وكذلك: أعْرِقْ. وروى أبو العباس-عن عمروٍ عن أبيه-أنه قال: الْخَفِيسُ: الشَّراب الكثير المزاج. قال: وشرتبٌ مُخفَسٌ-إذا أُكثر ماؤه، وهذا ضدُّ ما قاله الفرَّاء. وقال أبو عمرو: الْخَفْسُ: الاستهزاء والْخَفْسُ: الأكْلُ القليل. وكان أبو الهيثم-فيما أخبرني المنذريُّ عنه-يُنْكر قول الفرَّاء-في الشراب الْمُخْفَسِ-: إنَّه الَّذي أُكْثر نبيذه وأُقِلَّ ماؤه. سخف قال الليث: الُّسخْفُ رقَّة العقل "ورجلٌ سخيف العَقْل": بَيَّنُ السُّخْفِ وهذا من سَخْفةِ عقلك، وسخافة عقلك، وثوبٌ سَخيفٌ: رقيق النَّسْج، بَيِّنُ السَّخافة لايكادون يقولون: "السُّخْفُ" إلا في العقل خاصَّة، والسَّخافة عامٌّ في كل شئ نَحْوُ السحاب والسِّقاء-إذا تَغَّير وبلى-والعُشْبِ السَّخِيف، والرجلُ السَّخِيفِ. وفي حديث أبي ذر: "أنَّهُ لَبِث أيَّاماً فما وَجَد سَخْفَةَ الجُوع-أي: رِقَّتَهُ وهُزاله". عمرو-عن أبيه-قال: السَّخْفُ رِقَّةُ العيش، والسَّخْفُ ضعف العقل. ابن شميل: أرضٌ مُسْخِفَةٌ: قليلة الكلأ-أخذ من الثوب السَّخِيف. فسخ قال الليث: الْفَسِخُ زوال المَفْصِلِ عن موضعه. يقال: وَقَع، فانْفَسَختْ قدمه وفَسَخْتهُ أنا. ويقال: فَسَخْت البيع بين البَيِّعيْنِ فانْفَسَخ البيع-أي: نَقَضْته فانتقض. والْفَسِيخُ: الضَّعِيفُ المُتّفَّسخ عند الشِّدَّة، واللحم إذا أصَلَّ انْفَسَخ وتَفَسَّخ عن الْعَظْم، وكذلك تَفَسُّخ الْجِلْد عن العظم. ويَتَفَسَّخُ الشَّعْر عن الجلد، ولايقال إلا لشعر الْمَيْتة وجلدها، ورجلٌ فَسَيخ: لايظفر بحاجته. أبو عبيد-عن الكسائي-أفْسَخْتُ القُرْآن: نَسِيتُهُ. قال: وقال غيره: فَسَخْتُ الشئ-إذا فَرَّقْتُهُ، وفَسَخْت يده فَسْخاً-بغير ألف. خبس قال الليث: أسدٌ خبَّاسٌ وخابسٌ وخبُوسٌ وخُنابِسٌ، وخَبْسُه أخْذُه، وأسدٌ خَوابِسُ. أبو عبيد-عن الأصمعي-الخُباسَةُ ما تَخبَّسْتَ من شئ-أي: أخذته وغنمته. "ومنه" يقال: رجلٌ خَبَّاسٌ. سخب قال الليث: السِّخابُ قلادةٌ تُتَّخذ من قرنفلٍ وسُكٍ ومحلب. . ليس فيها من اللَّؤلؤ شئٌ. قلت: السِّخابُ-عند العرب-كلُّ قلادة. . كانت ذات جوهرٍ أو لم تكن. وقال الشاعر: ويَوْمُ السِّخابِ من تعاجِيب رَبِّنا عَلى أنّه مِنْ بَلْدة السُّوء نجَّانى وفي الحديث: "أنَّ النبي-صلى الله عليه وسلم-حضَّ النساء على الصَّدقة، فجعلت المرأة تُلقي القُرْط والسِّخاب". يعنى القلادة والسَّخَبُ: لغة في الصخب. وفي الحديث-في ذكر المنافقين-: "خُشَبٌ باللّيْلِ سُخُبٌ بالنَّهار". سبخ قال الليث: أرضٌ سِبَخةٌ، وهي ذات المِلْح "والنَّزِّ". ويقال: انتهينا إلى سَبَخةٍ. . يعنى الموضع، والنَّعتُ: أرضٌ سَبِخةٌ، وأسْبَختِ الأرض وسَبِخت. وقال الفرّاء: هي السَّبَخَةُ والصَّبَخَةُ. ويقال: حفر بئراً فأسْبَخ-إذا انتهى إلى سَبَخةٍ. . ذكر ذلك أبو عبيد. ويقال: قد عَلَت الماء سَبَخةٌ شديدة كأنها الطَّحْلُبُ. . من طول التَّرْك. وقال ابن السكِّيت: يقال: هذه سَبِيخةٌ من قطن، وعميته من صوف، وفليلةٌ من شعر. والسَّبِيخة قطعةُ قُطنة تُعرَّض ليوضع عليه دواءٌ وتوضع فوق جُرْح، وجمعها سباثخ. وقال الشاعر: سَبَائِخُ مِنْ بُرْسٍ وَطُوطٍ وبَيْلَمٍ وَقُنْعُةٌ فيها أليلُ وَحِيحِهـا البُرْسُ: القُطن، والطُّوطُ: قطن البَرْدى، والبَيْلَمُ: قُطنُ القصب، والقُنْعُةُ: القُنْفُذةُ والأليلُ: التَّوجَّعُّ، والوحيح: ضَرْبٌ من اْلوَحْوحةِ.
وفي الحديث: "أنَّ سارقاً سرق من بيت عائشة "شيئاً" فدَعْت عليه، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: لاتُسَبِّخي عنه بدُعائك".
قال أبو عبيد: قال الأصمعي: يقول: لاتُخفِّفي عنه بدعائك عليه.
قال: وهذا كما قال-في حديث آخر: "مَنْ دَعَا عَلَى مَن ظَلَمه فقد انتصَر".
وكذلك كلُّ من خُفِّف عنه شئٌ فقد سُبِّخ عنه.
ويقال: اللهم سَبِّخْ عنه الُحمَّى-أي سُلَّها وخفَّفها.
قال أبو عبيد: ولهذا قيل لِقِطَع القطن-إذا نُدِف-: سَبَائخُ.
ومنه قول الأخطل-يذكر الكِلاب-:
فأرْسلوهُنَّ يُذْرِين التُّرابَ كما يُذْرِى سبائخَ قُطْنٍ نَدْفُ أوْتارِ
وقال أبو زيد: يقال: سَبَّخَ اللهُ عنا الأذى، يعنى كَشَفَه وخفَّفَه.
ويقال لريش الطائر-الذي يَسْقُط: سَبيخٌ، لأنه يَنْسُلُ فيسقط عنه.
وقال ابن الأعرابي: سمعت أعرابياً يقول: "الحمد لله على تسبيخ العروق، وإساغة الرِّيق" أراد سكون العرُوق من ضربان الدَّم فيها.
وقول الله عزَّ وجلّ: (إنَّ لَكَ في النَّهارِ سَبْخاً طِويلاً) وقُرئ: "سَبْخاً"-بالخاء-.
قال الفرّاء: هو من تَسْبيخ القطن، وهو تَوْسِعَته "وتَنفيشُه".
يقال: سَبِّخي قُطْنك-أي: تَفِّشِيه ووسِّعيه.
وقال ابن الأعرابي: من قرأ "سَبْخاً" فمعناه: اضطرابا ومعاشاً، ومن قرأ "سَبْخاً" أراد راحةً وتخفيفاً للأبدان. . والنوم.
وقال الزَّجَّاج: السَّبْخُ والسْبخُ قريبان من السَّواءِ.
أبو عبيد-عن الأموي-: التسبيخُ النَّوم الشديد، وقد سّبختُ-إذا نمتُ.
ابن شُمْيل: السَّبَخَةُ: الأرض المالحة.
بخس
أبو عبيد: من أمثالهم في الرجل-تحسبه مُغَفَّلاً. وهو ذو نكراء-: "تَحْسِبُها حَمْقاء وهي باخِسٌ".
قال أبو العباس: باخسٌ: بمعنى ظالم "لاتَبْخَسُوا النَّاس": لاتظلموهم.
ابن السِّكِّيت: يقال: بَخَصْتُ عينه-بالصاد-، ولاتقل: بَخَسْتها، إنَّما البَخْس نَقْصُ الحقِّ، تقول: بَخَسْتُ حقَّه.
ويقال للبيع-إذا كان قَصْداً-: لابَخْسَ ولاشُطُوطَ.
وقال الليث: الْبَخسُ فقءُ العين بالأصبع وغيرها، والْبَخْسُ من الظَّلم تَبْخَسُ أخاك حقَّه فتنقُصُه، كما يَبْخَسُ الكَيَّال مِكْيالَه فَيَنْقُصُه.
وقال الله عزَّ وجلَّ: (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ)-أي: ناقصٍ. . دُون ثمنه.
وقال غيره: الْبَخْسُ: الخسيس الذي بُخِس به البائع.
وقوله-جلَّ وعزَّ-: (فَلاَ يَخَافُ بَخْساً)-أي: لا يُنْقص من ثواب عمله.
غيره: إنه لشديد الأباخس، وهي اللَّحمُ العَصِبُ.
وقيل: "الأبَاخِسُ: مابين" الأصابع وأصولها.
وقال الكُمَيْتُ:
جَمَعْتَ نزاراً وَهْي شَتَّى شُعُوبُها كَمَا جَمَعَتْ كفٌّ إليها اْلأباخِسَا
أبو عبيد-عن الأُمويِّ-: بَخَّسَ المُخ تَبْخيِساً-إذا دخل في السُّلاَمي والعين فذهب، وهو آخر ما يَبْقى.
والْبَخْسِيُّ-من الزَّرْع-ما لم يُسْق بماءٍ عِدٍّ، إنَّما أسْقاه ماءُ السَّماء.
خمس
قال ابن شميل: يقال: غُلامٌ خُماسيٌّ ورُباعيٌّ.
قال: خَمْسَةٌ أشْبارٍ، وأرْبَعَةُ أشْبارٍ وإنما يقال: خُماسِيٌّ ورُباعيٌّ فيمن يَزْدادُ طُولا.
ويقال في الثوب: سُباعِيٌّ.
وقال الليث: الخُماسِيُّ والخُماسَّيةُ من الوصائف ماكان طوله خمسة أشبارٍ.
قال: ولايقال: سُداسِيٌّ ولاسُباعيٌّ. . إذا بلغ ستَّة أشْبار وسبعة أشبار.
قال: وفي غير ذلك: الخُماسِيُّ: مابلغ خمسةً. وكذلك السُّداسيُّ والعُشارِىُّ واَلْخمْسُ تأنيث خمسة، واَلْخمسُ أخْذُك واحداً من خمسة، تقول: خَمَسْت مال فلان، وخَمَسْتُ القوم-أي: تَمُّوا بي خمسةً والخُمسُ جُزْء من خمسة، والْخِمس شُرْبُ الإبل يَوْم الرَّابع من يوم صَدَرت-لأنهم يَحْسُبون يوم الصدر فيه.
قلتُ: هذا غَلطٌ. . لايُحْسَب يومُ الصدر في ورد النَّعَمِ، والْخِمْسُ أن تشربَ يوم وِرِدْها، وتصدر يومها ذلك، وتَظَلَّ بعد ذلك اليوم في المرعى ثلاثة أيامٍ سوى يوم الصَّدر، وترِد اليَوْم الرَّابع، فذلك الْخمِسُ.
ولإبلٌ خامسة وخوامسُ، ويقال: فَلاَةٌ خِمسٌ-إذا انْتاط ماؤها حتى يكون وِرْد النَّعم في اليوم الرَّابع، سوى اليوم الذي شربت فيه وَصَدرت.
ويقال: خِمسٌ بَصْباصٌ، وَقَعْقاعٌ-إذا لم يكن في سيرها إلى الماء وتيرة، ولافُتُورٌ لبُعْده. وقال ابن السكيت: يقال في "مثل" "لَيْتَنَا في بُرْدَةٍ أخْماسٍ"-أي: ليتنا تَقَارَبْنا. ويُراد "بأخماس" أنَّ طولها خْمسة أشبار. والبُرْدة شِمْلَةٌ من صوفٍ مُخَطَّطَةٌ، وجمعها البُرْد. وقال ابن السكيت في قول الشاعر: وَذَلك ضَرْبُ أخْماسٍ أُرِيَدتْ لأسْداس عَسَى ألا تكُونـا قال: وقال أبو عمرو: هذا كقولك: "شَشْ بَنْج"، وهو أن يُظْهِر خَمْسةً يُريد ستَّةً. وقال أبو عبيدة: قالوا: ضَرْبُ أخْماسٍ لأسْداسٍ. يقال للذي يَقدِّم الأمر، يُريد "به" غيره فيأتيه من أولَّه، فيعمل فيه رويداً رويداً. قال: والْخمسُ: الْوِردُ يوم الخامس من يوم صدرها، والسِّدْسُ: الوِرْدُ يوم السادس. وقال محمد بنُ سهل-راوية الكُميت-: إذا أراد الرجل سَفَراً بعيداً عوَّدَ إبله أن تشرب خمساً ثم سِدْساً حتى إذا رفُعْت في السقي صَبَرْت. ويقال لصاحب الإبل التي تَرِدُ خْمساً: مُخْمِسٌ. وأنشد أبو عمرو بنُ العَلاء: يُثيرُ ويُذْرى تُرْبها ويُهِـيلُـهُ إثارةً نبَّاثِ الْهَواجِر مُخْمسِ وقال ابن السِّكيت: خَمَسْتُ القوم أخَمُسُهْم "خَمْاً"-إذا أخذْتُ خُمْس أموالهم، أو كُنْت لهم خامساً والْخمِسُ: من أظْماء الإبل. وقال الليث: الخَميسُ: الْجيْشُ، والخميس: يومٌ من أيام الأسْبوع، وثلاثة أخْمِسَةٍ وخُماسَ ومَخْمس، كما يقال: ئُناء ومَثْنى ورُباعَ ومَرْبَعَ. قال: والخَميسُ، والمَخْموسُ-من الثَّوْب-: الذي طوله خْمس أذْرع. ويقال: بل الخميس ثَوْبٌ منسوب إلى مِلِكٍ من ملوك اليمن، كان أمر بعمل هذه الثِّياب، فنُسِبَتْ إليه. وفي حديث معاذ: "إنَّه كان يقول باليَمن: ائتوني بخميس أو لبيسٍ آخذه منكم في الصَّدقة". قال أبو عبيد: قال الصمعي: الخميسُ الثّوب الذي طُولُه خَمْسُ أذْرعٍ. قال أبو عبيد: ويقال له: مَخْموسٌ. وأنشد قول عبيدٍ: هاتيِك تَحْمِلني وأبيضَ صارماً ومُذَرَّباً في مارنٍ مَخْموسِ قال وكان أبو عمرو بن العلاء يقول: إنما قيل للثَّوب: خَميسٌ-لأن أول من عمله ملكٌ باليمن يقال له: الخِمْسُ أمر بعمل هذه الثياب، فنسبت إليه-وأنشد قول الأعشى: يَوْماً تَراها كَشِبْه أرْدِيِة الخِمْ سِ وَيَوْماً أديمها نـغـلا ويقال: هما في بُرْدةٍ أخماسٍ-إذا تقاربا واجتمعا، واصطلحا. وأنشد ابن السكيت: صَيَّرني جُوُد يَديَه وَمَـن أهواهُ في بُرْدةِ أخماس كأنه اشترى له جاريةٍ، أو ساق مهر امرأته عنه. ثعلبٌ-عن ابن الأعرابي-: هما في بُرْدةٍ أخماس-أي: يفعلان فعلاً واحداً كأنهما في ثوبٍ واحدٍ، لاشتباههما. سمخ قال الليث: السِّمَاخُ لَغَةٌ في الصِّماخ، وهو والج الأذُن عند الدِّماغ، وسَمَخْته أسْمخُه إذا أصبت سماخه فعقرته. ويقال: سَمَخَني، لشَّدة صوته وكثرة كلامه، ولغة تميمٍ: الصَّمْخُ. ويقال: فلانٌ يَضْرب أخماساً لأسْداسٍ-إذا كان يُخادع ويحتال يُظهر خمسةً وهو يريد ستَّةً. وأخبرني المنذريُّ-عن ثعلب عن ابن الأعرابي-: ضَرْبُ أخماسٍ لأسْداسٍ-أي: يُظْهر غير ما يُضْمر. قال: والخميس: الحيشُ الجرَّارُ. وقال أبو عمرو: الخميسُ: الجيش الخشن. وقال ابن السكيت: يقال: صًمْنا خَمْساً من الشَّهْر، فيُغلِّبون الليالي على الأيام، وإنما يقع الصِّيام على الأيام، لأنَّ ليلة كلِّ يومٍ قبله، فإذا أظهروا الأيام قالوا: صُمنا خمْسة أيام، وكذلك أقمنا عنده عشراً بين يومٍ وليلة غلَّبوا التأنيث-كما قال الناَّبغَّة الجْعْديُّ: أقامَتْ ثلاثـاً بَـيْن يَوْمٍ وَلَـيْلةٍ يَكُونُ النّكيرُ أنْ تُضيفَ وتَجأرَا ويقال: له خمس من الإبل، وإن عَنَيْت أجمالاً-لأن الإبل مؤنثة وكذلك: له خَمْسٌ من الغنم، وإن عَنْيت أكْبُشاً-لأن الغنم مؤنثة. سخم أبو عبيد-عن الأمويِّ: السُّخام: سَواد القِدْرِ-يقال منه سَخَّمْتُ وجهه. قال: وقال الأصمعي: وأما الشَّعْرُ السُّخام فهو اللَّيْن الحسَنُ، وليس هو من السَّواد. ويقال للخمر: سُخامٌ-إذا كانت لِّينة سلسةً.
ثعلب-عن ابن الأعرابي-: سَخَّمتُ الماء وأوْغَرْته-إذا اسَخَّنْتَهُ. وقال الليث: السّخم مصدر السَّخيمةِ وهي الموْجِدة-في النفس-والحقدُ، وقد سَخِمْتُ بصدر فلان-إذا أغضَبْتَهُ وسَلَلْت سَخيمته بالقول اللطيف والترضِّي. قال: والسُّخاميُّ-من الخمر-لونٌ يضرب إلى السَّواد، والسُّخامُ: الرِّيشُ اللَّين الذي تحت الرِّيش من الطَّير، والواحدة بالهاء. وقال في الشعر السُّخام: إنه اللَّين. مسخ قال الليث: المَسْخُ تحويل خَلْقٍ إلى صورةٍ أخرى، وكذلك المُشَوَّه الخْلْق. قال: والمسيخ من الناس: الذي لاملاحة له، ومن الطعام: الذي لاملح فيه ومن الفواكه: مالا طعم له. وقد مَسُخَ مَسَاخةً. أبو عبيد: مَسَخْتُ النَّاقة أمْسَخُها مَسْخاً-إذا هَزَلْتُهَا وأدْبَرَتها. وقال الكُمَيْت-يَذكر ناقةً: لَمْ يَقْتعِدها الْمُعجِّـلـون وَلَـمْ يَمْسخْ مطاها الوُسُوقُ والقَتَبُ قال: ومَسَحْتُ النَّاقة-بالحاء-إذا هَزَلْتها. . يقال بالحاء والخاء. ثعلب-عن ابن الأعرابي: مَسَخْتُ النّاقة. . بالخاء. أبو عبيد-عن ابن الكَلْبيِّ-قال: أوَّلُ من عمل الْقِسيَّ الماسِخِيَّة من العرب-: ماسخةُ، وهو رجلٌ من الأزد، فلذلك قيل للقِسٍيِّ: ماسخِيَّةٌ، وأنشد غيره: - كَقوْسِ الْماسِخيِّ أرَنَّ فيها مِنَ الشَّرَعِيِّ مربوعٌ مَتينُ وقال النَّضْرُ: الطعام المسيخُ: الذي لاملح فيه، ولاطعم له، ولا لون. وقال مُدْرِكٌ القَيْسيُّ: هو المَلِيخُ أيضاً. خزر قال الليث: الْخزَرُ: جيلٌ خُزْرُ العيون. "قال": والخُزْرَةُ انقلاب الحْدَقَةِ نحو اللحاظ، وهو أقبحُ الحَوَلِ وأنشد: إذا تخازرت وما بي مِن خَـزَرْ "ثمَّ كَسَرْتُ العَيْن من غَيْرِ عَوَرْ" قال: ويقال: خَزَرْت فلاناً خَزْراً إذا نظرت إليه بلحاظ عينك، وأنشد: لاتخْزُرِ الْقَوْمَ شَزْراً عَن مُعارِضةٍ "قال": وعدوٌّ أخزَرُ العين-إذا نظر عن معارضةٍ. . كالأخْزر العين. "عمرو-عن أبيه-: الخازرُ: الدَّهيةُ من الرجال. وقال ابن الأعرابي: خَزَر-إذا تَداهي وخزَر-إذا هرب". وقال أبو زيد: الأخْزرُ: الأحوْلُ إحدى العيَنْين، والأحْولُ: الذي حَوِلَتْ عيناه جميعاً: ثعالب-عن ابن الأعرابي-قال: الشَّيْخُ يُخَزِّرُ عينيه ليجمع الضَّوء. حتى كأنهما خيطتا، والشَّابُ إذا خَزَّرَ عينيه فإنه يتداهى بذلك، وأنشد: يا وَيْح هذا الرأسِ كَيْفَ اهتزَّا وحيَص مُوقاهُ وقاد العَنْـزا ويقال للرجل إذا انْحنى من الكِبَر-: "قد قاد العَنْز"، لأن قائدها يَنْحنى. قال ابنُ حَبِيِبٍ: الأحْزَرُ: الذي أقْبَلَتْ حَدَقَتَاهُ إلى أنفه، والأحْوَلُ: الذي ارْتفعت حدقتاه إلى حاجبيه". وقال ابن السكيت: الْخزِيرَةُ أن تُنْصب القِدْر بلحمٍ يُقْطع صغاراً على ماء كثير فإذا نَضِجَ ذُرَّ عليه الدقيق، فإن لم يكن فيها لحمٌ فهي عصيدة. وقال أبو عبيد: الْخَزِيرةُ: الْحساء من الدَّسَم والدقيق. وقال الليث: الْخَزِيرةُ مَرَقةٌ تُطْبَخُ بماءٍ يُصفى من بُلالَةِ النُّخالة. أبو عبيد-عن الْعَدَبسَّ الكنانيِّ-قال: الْخزَرَةُ "داءٌ" يأخُذُ في مُسْتدقِّ الظَّهْر بفقر الظَّهْر. وأنشد لراجز يصف دَلْواً: داوبِها ظهرك من توْجاعـه مِنْ خُزرَاتٍ فيه واْنقطاعهِ وقال ابن السكيت-في باب "فُعْلَةَ"-: الْخزَرةُ وجعُ يأخذ في الظَّهْر، "وخازِرٌ": موضعٌ كانت به الوَقْعة بين عبيد الله بن زيادٍ وبين إبراهيم بن الأشْتَرِ، ويومئذ قُتل-ابنُ زيادٍ "الفاسِقُ". ثعلب-عن ابن الأعرابي-: هو يمشى الْخَيْزَرَي والْخَوْزَرَى، والْخَيْزَلى والْخَوْزَلى. . كلهنَّ مِشْيَةٌ فيها تبخترٌ، والْخيْزرانُ عُودٌ معروف، وجَعَله الرَّجزُ خَيْزوراً فقال "يصف حيَّةً": مُنْطوياً كالطَّبَقِ الْخيْزُورِ أبو عبيد: الْخيْزرَان: السُّكَّانُ، وهو كَوْثَلُ السّفينة. قال الْمُبَرَّدُ: والْخيْزُران كلُّ غُصْنٍ ليِّنٍ يتَثَنَّى. قال النابغة: يَظَلُّ مِنْ خَوْفه المَلاَّحُ مُعْتَصِماً بالخيْزُرانةِ بعد الأيْنِ والنَّجَـدِ قال الشيخ: والقول ما قال المُبَرَّدُ في الْخيْزران.
وقال أبو زبيدٍ-فجعل المِزْمار خَيْزُراناً لأنه من اليَرَع-يصف الأسد: كأنَّ اْهتِزام الرَّعْدِ خالط جَوْفه إذا جَنَّ فيه الْخيْزُرانُ المُثَجَّرُ والمُثَجَّرُ: المثَّقب المفجَّرُ. يقول: كأنَّ في جوفه المزامير. وقال ابن الهيثم: كلُّ ليِّنٍ من كلِّ خَشَبةٍ: خَيْزُران. قال عَمْرو بنُ بَحْرٍ: قيل: الخيزُران لجامُ السَّفينة التي بها يكون السُّكَّانُ، وهو في الذَّنب. خرز قال الليث: "الْخرَزُ فُصوصُ من جيدٍ الجوْهَرِ، وَرَديئَه من الحجارة"، والَخرْزُ خياطةُ الأدم، وكلُّ كُتْبةٍ منه خُرْزةٌ يعني كلَّ ثُقْبةٍ وخَيْطها. والمخرَّزُ من الطير والحمام: الذي على جناحيه نمنمةٌ وتحبير شبيه بالخرز. وقال ابن السكيت: يقال: خَرَز الخارز خَرْزةً واحدةً، وهي الغَرْزةُ الواحدة. فأمّا الْخرْزَةُ فهي مابين الغرْزَتين، وكذلك خُرْزةُ الظهر: مابين "كلّ" فقرتين، وكذلك مفاصِلُ الدَّأيَاتِ: خُرَزٌ. ثعلب-عن ابن الأعرابي-: خَرِزَ "الرجلُ" إذا أحكم أمْرهُ بعد ضعفٍ: عن ابن السكيت: - في باب "فُعَلَةَ"-. قال: عُقَرَةُ خَرَزةٌ يقال لها: خَرَزةُ الْقُعْرِ، تشُدُّها المرأة على حَقْوَيْها. زخر أبو عبيد-عن الأصمعي-: إذا الْتَفَّ العُشْب وأخْرَجَ زَهْره قيل: "قد" جُنّ جُنُوناً، وقد أخذ زُخاريَّةُ. وقال ابنُ مُقبلٍ: زُخارىَّ النَّباتِ كأنَّ فيه جِياد العَبْقريَّةِ والْقُطُوعِ وقال أبو عمرو: الزاخرُ: الشَّرَفُ العالى. ويقال للوادي-إذا جاش مَدُّهُ وطما سَيْلُه-: زَخَرَ يَزْخَرُ زَخْراً. وقال الليث نحوه-إذا جاشَ ماؤهُ وارتفعت أمْواجه. قال: وإذا جاش القوم للنَّفير قيل: زَخَرُوا. وقال أبو ترابٍ: سمعت مُبتِكراً يقول: زَاخَرْتُهُ فَزَخَرْتُهُ، وفاخَرْته فَفَخَرْتهُ. وقال الأصمعي: فخر بما عندهُ، وزخَرَ: "بمعنى" واحدٍ. خزل قال الليث: "الْخَزَلُ" من الانخزال في المشي، كأنَّ الشَّوْك شاك قَدَمَهُ: وقال الأعشى: - ... إذا تَقومُ يكادُ الْخَصْرُ يَنْخَزِلُ قال: والأخْزَلُ: الذي في وسط ظهره كسْرٌ، وهو مخزولُ الظَّهْر، "وفي ظهره خُزْلَةٌ"-أي: هو مثل سَرْجٍ. قال: والأخْزَلُ-من الإبل-: الذي ذهب سَنامُهُ كلُّهُ. قلت: أراهُ أراد "الأجْزَلَ"-بالجيم-فصَحَّفَهُ، وجعله خاء. وروى أبو عبيد-عن الأصمعي-: الْجَزلُ أن يصيب الغْارِبَ دَبَرةٌ فيخرج منه عظمٌ فيطمئنَّ موضعه، وأنشد: يُغادِرُ الصَّمْدَ كَظَهْرِ الأجْزَلِ وأما الخَزْلُ-بالخاء-: فهو القطْع. يقال: خَزَلْتُهُ فانخَزَل-أي: قطَعْتهُ فانقطع. "وقول الأعشى: إذا تأنى يكادُ الْخًصْرُ يَنْخزِلُ معناه: ينقطع لهيفه، كما قال قيسٌ: .... تكادُ تَنْغَرِفُ أي: تنقطع. قلت: وقد يكون الْجزْلُ-بالجيم-قطعاً. يقال: جاء زمنُ الْجزَالِ والْجِزالِ ولعلّ الخاء والجيم تعاقبا في هذا "الحرف". ويقال: اخْتزل العاملُ المال الذي جباه-إذا اقتطعته، ولايقال إلاَّ بالخاء. وهو يمشى الَخيْزَلَى والْخوْزَلَى-إذا تَبَخْتر. . لايقال إلا بالخاء. وقال الليث: المْخزُولُ من الشِّعر: ما فيه خُزْلَةٌ. قال: والخُزْلَة سقوط تاء "متفَاعِلُنْ" "و"كُفَاعَلَتُنْ"". وبعضهم يقول: خَزْلَةٌ-كقوله: وأعطى قَوْمهُ الأنصارَ فَضلاً وَإخْوَتَهُمْ من المُهاجِـرِينـا وتمامه: ...... .... من المُنَهاجِرينا ولا يكون هذا إلا في "الوافر" و"الكامل" ?ومثله: - لَقَدْ بحـحـتُ مـن الـنِّـدا ء لِجَمْعِكُمْ: هل من مُبارزْ؟ تمامه: - ولقد بالواو، ويسمَّى هذا أخْزل. "و" مخزولاً. ورجلٌ خُزَلةٌ وخُزَرَةٌ-أي: يحبسُكَ عما تريد، ويُعَوِّقك عنه. زلخ قال الليث: الزَّلْخُ رَفْعُك يدك في رمي السَّهم إلى أقصى ما تقدر عليه-تُريد به بُعْد الغَلْوة، وأنشد: - مِنْ مائَةٍ زَلْخٍ بمرِّيخٍ غالْ قال: وسألت أبا الدُّقَيْشِ عن تفسير هذا البيت بعينه، فقال: "الزَّلْخُ" أقصى غاية المُغالى، وأنشدني: قامَ عَلَى مَرْتَبَةٍ زَلْخٍ فَزَلْ
""ابن السِّكِّيت: بئرٌ زَلُوخٌ وزلُوجٌ، وهي المتزلِّقَةُ الرأس. "قال": ومكانٌ زَلِخٌ-بكسر اللام-ويقال: زَلْخٌ، وأنشد: قامَ عَلَى مَرْتَبَةٍ زَلْخٍ فَزَلْ قال: وقال أبو زيد: زَلَخَتْ رِجْلهُ وزَلَجَتْ. وقال الشاعر: فَوَارِسُ نازلوا الأبطالَ دُوني غَدَاةَ الشِّعبِ في زَلْخ المَقام وقال خليفةُ الضِّبابيُّ: الزَّلَخانُ والزَّلَجانُ في المشي: التقدُّمُ في السُّرعة. وقال شمرٌ: مكانٌ زلِخٌ-أي: دَحْضٌ مَزِلَّةٌ. قلتُ: والذي قاله الليث في الزَّلْخِ-أنَّهُ رَفْعُكَ يَدَك في رمي السَّهم-: حرفٌ "لاأحفظه" لغيره، وأرجو أن يكون صحيحاً". "وأخبرني المنذريُّ-عن ابن الهيثم-أنه قال: اعتَلَّتْ أُمُّ الهيثم الأعرابيةُ فزارها أبو عبيدة، وقال لها: عَمَّ كانت عِلَّتُكِ؟؟ فقالت: كنتْ وَحْمى سَدِكةً فشهدتُ مأدبةً فأكْلتُ جُبْجُبَةً من صَفِيفِ هِلَّعَةٍ فاعْتَرَتْني زُلَّخَةٌ. قلنا لها: ما تقولين يا أُمَّ الهيثم؟ فقالت: أو للنَّاس كلامان؟! وقال شمرٌ: الزُّلَخَّةُ وَجَعٌ يعترض في الظهر، وأنشد: كأنَّ ظَهْري أخذْتـهُ زُلَّـخَـهْ لمّا تَمَطَّى بالْفرِىِّ الْمِفْضَضَهْ وكان اسم صاحبة يوسف-عليه السلام-زُلَيخا، فيما رُوى والله أعلم"" وهو حسبنا ونِعْم الوكيلُ. خزن في نوادر الأعراب: "يقال": اخْتَزَنْتُ طريقاً واختصرتهُ، وأخذنا مخازن الطريق ومخاصرها-أي: أخذنا أقربها. وقال الليث: خَزَن الشئ يَخْزُنُه خَزْناً-إذا أحرزه في خزانة، واخْتَزَنَه لنفسه وخزانةُ الرجل قْلبُه، وخازنهُ لسانه. ورُوى عن لُقْمان الحكيم. . أنه قال لابنه: إذا كان خازنُكَ حفيظاً وَخِزَانَتُك أمينةً سُدْت في دُنْيَاك وآخِرَتِك" يعنى. . اللسان والقلب. والْخِزَانة اسم المكان الذي يخزن فيه الشئ، والخِزَانَةُ عَمَلُ الْخازن. وقال ابن الأنباريِّ-في قول الله عزَّ وجلَّ: (وَلاَ أقُولُ لَكُمْ عِنْدي خزَائِنُ الله)-قال: معناها: غُيُوب عِلْم الله التي لايَعْلَمُها إلا الله. وقيل للغْيُوبُ: خزائنُ. . لغُمُوضها على النَّاس، واستتارها عنهم، وخَزَن المال-إذا غَيَّبَتهُ. وقال سُفْيان بنُ عُيَيْنَةَ: إنَّما آيات القرآن خزائن، فإذا دخلت خِزَانَةَ فاجْتَهِدْ إلا تَخْرُج منها حتَّى تَعْرف ما فيها. قال: شَبَّه الآية من القُرآن بالوعاء الذي يجمع فيه المالُ الْمَخْزُونُ فيه. وخَزِنَ "اللَّحْمُ يَخْزَنُ، وخَزَن"، يَخْزُنُ ويَخْزِنُ، وخَنَزَ يَخْنَزُ-كُلُّهُ بمعنى واحدٍ-"إذا تَغَّيرَ". قال ذلك كلَّهُ أبو عبيد-عن الأصمعي-وأنشد لِطَرَفةَ: - ثُمَّ لاَيَخْزُنُ فِينا لَحْمُهـا إنّما يَخْزَنُ لَحْمُ المُدَّخِرْ أبو العبَّاسِ-عن ابن الأعرابي: - أخْزَنَ الرَّجُلُ-إذا اسْتَغْنى بعد فَقْرٍ. "وتُجْمَعُ الْخِزَانَةَ: خَزَائِنَ". خنز في الحديث: "لَوْلا بنُو إسْرائيلَ وادِّخَارُهُمْ ما أنْتَنَ اللَّحْمُ، ولاَ خَنَز الطَّعَامُ. . كانوا يَرْفَعُون طعامهم لِغَدِهِمْ". يقال: خَنِزَ الطّعامُ يَخْنَزُ خَنَزاً فهو خَنِزٌ. قال أبو عبيد: خَنِزَ-أيْ: أنْتَنَ وكذلك خَزِنَ-إذا أرْوَحَ. ثعلبٌ-عن ابن الأعرابي-: الخُنَّازُ: اْلَوَزَعَةُ، واَلُلْخنَّازُ: إليهود الذين ادَّخَرُوا اللحم حتّى خَنِزَ: "قال": والْخنزُوَانُ-بالفتح-ذَكَرُ الخنازير، وهو الدَّوْبَلُ، والرَّتُّ. قال: والخُنْزوَانةُ: الكْبرُ. . يقال: في رأسه خُنزُوانَةٌ-أي: كِبرٌ. المنذريُّ-عن ثعلبٍ عن سَلَمة عن الفرَّاء-: أنه أنشد قول عَدِيِّ بْنِ زيدٍ: فَصَافَ يُقرِّي جُلَّهُ عَنْ سَرَاتِـهِ يَبُذُّ الجِيادَ فارِهاً متـتَـابِـعـا فآضَ كَصَدْر الرُّمْحِ نَهْداً مُصَدَّراً يُكَفْكِفُ مِنْه خنْزواناً مُنازِعـا قال: الخُنْزُوانة: الكِبْرُ،. . يقال: لأنْزِعَنَّ خُنْزُواناتك، ولأطَيِّرَنَّ نُعَرَتَ:. زنخ أبو عبيد: سَنِخ الطَّعَامُ وزِنخ-إذا تَغَيَّر: وفي الحديث: "إنَّ رجلاً دَعَا النَّبيّ صلى الله عليه وسلم إلى طعامه فقدَّمَ إليه إهالَةً زَنَخةً "فيها قَرْعٌ. فَجَعَلَ النَّبيّ يَتَتَبَّعُ الْقَرْعَ وَيَأكُلُه".
أراد ب"الزَّنِخَةِ": التَّي قد أرْوحَتْ وَتَغَيَّرَتْ". "و" قال أبو عمرو: زَنَخَ القُرَادُ زُنُوخاً، ورَتَخَ رُتُوخاً-إذا تَشَبَّثَ بِمنْ علق به، وأنشد "أبو عمرو": فَقُمْنا وَزَيْدٌ راتِخٌ في خِبَائِهـا رُتُوخَ القُرادِ لايَرِيمُ إذا زَنَخْ ويُروى: "إذا رَتَخْ"، ومعناها واحد. خزف قال الليث: الخزَفُ: الْجرُّ. "وقال" غيرهُ: "يقال" للَّذي يبيعها: خَزَّافٌ. زخف أهمله الليث. وفي نوادر الأعراب: الشَّوْذَقَةُ والتَّزْخيِفُ: أخْذُ الإنسان-عن صاحبه-بأصابعه البَشَيْذَقَ. قلت: أمَّا الشَّوْذَقة: فمعرَّبٌ "مأخوذ من البَشَيْذَقِ"، وأمَّا التّزْخِيفُ فأرجوا أن يكون عربياً صحيحاً. ويقال زَخَف يَزْخفُ-إذا فَخَر. ورجلٌ مِزْخْفٌ: فَخُورٌ. وقال البُرَيْقُ الهّذَليُّ: - وَأنْتَ فتاهُ غَيْر شكٍ زَعَمْـتـهُ كفى بِك ذا بأوٍ بنفسِكَ مِزْخَفَاً ذكر ذلك الأصمعي، وأظنُّ ؟زَخَفَ" مقلوباً عن "فَخَرَ". فخز قال الليث: الْفَخْزُ والتَّفَخُّزُ: هو التَّعَظُّم. يقال: هو يَتَفَخَّزُ علينا. أبو عبيد-عن الأصمعي-: يقال-من الكِبْر والْفَخْر-: فَخِرَ الرَّجُل وجَمخَ. وجَفَخ: بمعنى واحدٍ. ثعلب-عن ابن الأعرابي-: يقال: فَخَرَ الرَّجلُ-إذا جاء بفَخْزِهِ وفَخْزِ غيره، وكَذَب في مفاخرته، والاسم: الفَخْزُ-بالزاي. "وقال" أبو عبيدة: فرسٌ فَيْخَزٌ-بالخاء والزَّاي-إذا كان ضَخْم الجُرْدان. خزب قال الليث: الْخزَبُ تهَيُّجٌ في الجلد كهيئة ورمٍ من غير ألمٍ. تقول: خَزِبَ جِلْدهُ، وتَخَزَّبَ ضَرْعها "عند النِّتاج، وضَرْعها خَزِبٌ"-إذا كان فيه شِبْه الرَّهل. أبو عبيد-عن الأصمعي-: يقال: خَزِبَتِ النَّاقة خَزَباً-إذا ورم ضرعها. ابن الأعرابي: الْخزْباه: النَّاقة التي في رحمها ثآليل تتأذَّى بها. "وقال" أبو عمرو: العرب تُسمَّى مَعْدِنَ الَّذهب: خُزَيْبةَ: وأنشد: - فَقْد تركت خُزَيْبةُ كُلَّ وغدٍ يُمَشِّى بَيْن خاتامٍ وطاق وأما الخازباز الَّذي جاء في شعر ابن أحمر "يَصِفُ الرَّوْضَ": - تَفَقَّعُ فَوْقَهُ الْقَلَعُ السَّوارى وَجُنَّ الْخازِبازِ بِهِ جُنُونا فإن الأصمعي قال: عَني ب"الْخازِبازِ" الذُّبابَ. . حكى صوتَهُ. وقال ابن السكيت: قال ابن الأعرابي: الْخازِبَازِ نَبْتٌ، وأنشد: أرْعَيْتُها أطْيَبَ عُـودٍ عُـودا الصِّلَّ والصِّفْصِلَّ والْيَعْضِيدا والخْازِبازِ السَّنِمَ الْمَـجُـودا قال ابن السكيت: والْخازِباز-في غير هذا-: داءٌ يأخذ الإبل في حُلُوقها. والنَّاس، وأنشد: يَاخَازِبازِ أرْسِل اللَّهازِما وروى أبو العبَّاس-عن ابن الأعرابي-قال: خازِباز: ورمٌ، وخَازِباوز: صوتُ الذباب وخازِباز: كَثْرة النبات، وخَازِباز: السِّنَّوْرُ. بخز أبو تراب-عن الأصمعي-: يقال: بَخَزَ عَيْنه وبَخَسها-إذا فَقَأها. . وبَخَصها كذلك. بزخ قال الليث: الْبَزْخُ: الجرْفُ بلغة عُمان: قلت: هذا تصحيف، والصَّواب: الْبَرْخ-بالراء-وقد ذكرْته في بابه. وروى أبو العباس-عن ابن الأعرابي-وقد بَزخ بَزَخاً، وبَرْذَوْنٌ أبْزخ-إذا كان في ظهره تطامن، وقد أشرف حاركه، وأنشد "أبو الهيثم": فَتَبازَتْ فَتَبـازَخـتُ لـهـا جِلْسَةَ الْجازِرِ يَسْتَنجْي الوَتَرْ قال: والْبَزَى: أن يستأخر الْعَجُزُ ويستقدم الصَّدْرُ. وروى أبو عمرو قول العَجَّاج: - وَلَوْ أقُولُ: بَزِّخُوا لَبَزَّخُوا قال: بزِّخوا: اسْتخْذُوا. ورواه غيره: بَرِّخُوا-بالراء-والزَّايُ-عندي-أفْصَحُ. وقال ابن الأعرابي: في صدره بَزَخٌ-أي: نُتُوء، وفي وَرِكه بِزَخٌ. قال أبو عبيد: البَزَخ في الظهر: أنْ يطمئن وسط الظَّهْر، ويخرج أسْفل. وقال الليث: البَزَخُ تقاعس الظَّهر عن البَطْن، وربما مشى الإنسان مُتَبازِخاً كمشية العجوز، إذا تكلَّفت إقامة صُلبها، فتقاعس كاهلها، وانحنى ثبجُها. ومن العرب من يقول: تَبَازَخْت عن هذا الأمر-أي: تقاعسْت عنه. وإذا ضربت ذلك الموضع. قلت: بَزَخْتُ ظهْره بالعصا بَزْخاً.
قال: وأمَّا البَزَى فكأنَّ العَجُزَ خرج حتى أشرف على مؤخَّر الفخذين. وبُزاخةُ: موضعٌ، ويومُ "بُزَاخَة" من أيام العرب: معروف. خبز قال الليث: الَخْبزُ: الضّرب باليد والخبْزُ: السَّوْق الشديد. وقال الراجز: لاتَخْبِزا خَبْزاً وَنُسَّا نَسَّا وَلا تُطيلا بِمُناخ حَبْسا ويُروى: ?و بُسَّا بَسَّا مأخوذ من البسيس، وهو أن يُلَتَّ الدقيق بالسَّمْن ثم يُسَفَّ. والنِّسُّ سَوْقٌ لطيفٌ. أبو عبيد عن أبي زيد: الخبْزُ: السَّوْق الشديد والضَّرْب، والبَسُّ: السير الرَّفيق بَسَسْتُ أبُسَّ بَسَّاً، وأنشد: لا تَخْبِزا خَبْزاً وَبُسَّا بَسَّا وقال غير أبي زيد: الخَبْزُ-ههنا-: خَبْزُ الخُبْزِ، والبُسُّ: بَسُّ السَّويق، وهو لَتُّهُ بالزّيت أو الماء-فإمر صاحبيه بِلتِّ السَّويق، وترك المقام على خَبْز الخُبْزِ ومِراسِه. . لأنهم كانوا في سَفرٍ لامُعَرَّجَ لهم، فَحثَّ صاحبيه على عجالةٍ يتبلغون بها ونهاهم عن إطالة المُقام على عَجْن الدَّقيق وخَبْزه. أبو عبيد: الخُبْزَةُ: هي الطُّلْمَةُ التي تُدْفَن في المَلَّة، والمَلَّةُ: الرَّماد والتراب الذي أوقد عليه النَّارُ. يقال: أطعَمَنا خُبْزَ مَلَّةٍ، ولايقال: أطعمنا مَلَّةً. واخْتَبَز فلانٌ-إذا عالج دقيقاً فعجنه ثم خَبَزه في مَلّةٍ أو تنُّور. والخبْزُ: مصدرُ "خَبَزْتُ" والخَبَازَةُ: صَنْعة الخَبّازِ، والخَبيِزُ: الخُبْز المَخْبُوزُ، وخَبْزت القوم أخْبِزْهُم-إذا أطعمتُهم الخُبْز. حكاه أبو عبيد عن الكسائي. والخُبَّازُ بَقْلةٌ معروفةٌ، عريضةُ الورق لها ثمرة مستديرة، ويقال لها: الخُبَّازَي وتخَّبزت الإبل العُشْبَ تَخَبُّزاً-إذا خَبَطْتَهُ بقوائمها. زخب أبو العباس-عن ابن الأعرابي-: قال: الزَّخْبَاء: الناقة الصُّلبة على السير. ورُوى عن النبي-صلى الله عليه وسلم-أنه سئل عن الفرع-وهو أول ولدٍ يُنْتَجُ من الناقة فيذْبح؟. . فقال: حقٌ، ولأن تَتْركه حتى يكون ابن لبونٍ، أو ابن مَخَاَس زُخْزُبَّاً: خيرٌ من أن تَكْفأ إناءك وتُوَلِّه ناقتك. قال أبو عبيد: الزُّخْزُبُّ: هو الذي غُلط جسمه، واشتدَّ لحمه. خمز أمَّا "خَمَز" فإني لاأحفظ للعرب فيه شيئاً صحيحاً. وقد قال الليث: الخامِيزُ اسمٌ أعْجَمِيٌّ وإعرابهُ: عَامِصٌ وآمصٌ. خزم قال الليث: الخَزْمُ: الشّكُّ. تقول: شِرَاكٌ مَخْزومٌ ومشكوك. قال: والْخِزامةُ بُرةٌ في أنف الناقة يُشَكُّ فيها الزمام، والجميع: الخزائم، وبعيرٌ مخزوم. أبو عبيد-عن أبي عبيدة-: قال: الخِزامَةُ هي الحلقة التي تجعل في أنف البعير فإن كانت من ضَفْرٍ فهي بُرةٌ، وإن كانت من شَعْر فهي خزامة. وقال غيره: كلُّ شئ ثَقَبْته فقد خَزَمته. وقال ابن الأعرابي: الخُزُم: الخَرَّازوُن. قال: والخزْماء: الناقة المشقوقة المْنخِرِ. وقال الليث: كمرةٌ خَزْماءُ: قصيرة وترتها، ويقال: ذكرٌ أخْزمُ. قال: وقال رجلٌ لِبُني له أعجبه: شِنْشِنَةٌ أعرفها مِنْ أخْزَمي أي قطرة ماءٍ من ذكرى الأخْزَمِ. قال: وقيل: أخْزَمُ: قطعةٌ من جبل. قال: والأخْزَمُ: الحيَّةُ الذَّكَرُ. وقال أبو عبيد: أخبرني ابن الكلبي أنَّ هذا الشِّعْر لأبي أخْزَمَ الطَّائيِّ، وهو جدُّ أبي حاتم، أو جدُّ جَدِّه وكان له ابنٌ يقال له: أخْزَمُ، وقيل كان عاقاً فمات وترك بنين فوثبوا يوماً على جدِّهم أبي أخْزَمَ فأدْمَوْهُ فقال: إنَّ بَنيَّ زَمَّلُوني بـالـدَّمِ شِنْشِنَةٌ أعْرِفُها مِن أخْزَمِ قلت: والذي ذكره الليث-في الكَمَرة الْخزْماء والأخْزَمِ في أسماء الحيَّات-: لم أسمعه لغيره. وقد نظرت في كتاب "الحيَّات" لشمرٍ وفيما وجد لابن الأعرابي، ولأبي عمرو ولأبي عُبيد في أسماء الحيَّات-مجموعة-فلم أر "الأخْزَمَ" فيها. شمر-عن أبي عمرو-: والْخزَمُ شَجَرٌ له ليفٌ يُتَّخَذُ منه الحبال، وأنشد قول أميّة: وانْبَعَثَتْ حَرْقَفٌ يمـانـيَةٌ يَيْبًسُ مِنْها الأرَاكُ والخَزَمُ وقال الليث: الخَزَمةُ خُوصُ المُقْل يُعمل منه أحْفاشُ النساء، والْخزَمُ شَجَرٌ. وقال الأصمعي: الْخزَمُ شجرٌ يُتَّخذُ من لِحائِه الحبال.
قال: وبالمدينة سُوقُ الخزَّامين، وأنشد قول الجعْديِّ في صفة الفرس: في مِرْفَقَيْه تقاربٌ وَلَـهُ بِرْكةُ زَوْرٍ كَجَبْأةِ الخَزَمِ والمُخَزَّمُ: من نعت النَّعام-قيل له: "مُخَزَّمٌ" لثَقْبٍ في منقاره. ومنه قوله: وأرْفَعُ صَوتي للنَّعَامِ المُخَزَّمِ وخَزَمْتُ الكتاب وغيره-إذا ثقبته فهو مَخْزُومٌ. أبو عبيد: الخزُومةُ: البقرة في لغة هُذَيْلٍ. قال أبو ذَرَّةَ الهُذَليُّ: إنْ يَنْتَسِبْ يُنْسَبْ إلى عِرْقٍ وربْ أهْل خَزُوماتٍ وشَحَّاج صَخِبْ أبو عبيد-عن الفرَّاء-: خازَمْتُ الرّجل الطريق، وهو أن تأخذ في طريق ويأخذ هو في غيره، حتى تلتقيا في مكان واحد. قال: وهي المُخاصَرة، والمُخَاصَرَةُ-أيضاً-أخْذُ الرَّجل بيد الرجل. "وقال" غيره: المُخازَمة: المُعارضة في السَّير. وقال: ابن فَسْوة: إذا هُوَ نَحَّاها عن القَصْدِ خَازَمَـتْ به الجوْرَ حَتَّى يَسْتَقيمَ ضُحى الغَدِ ذكر: ناقته. . "أنَّ راكبها" إذا جاربها عن القصْد ذهبت به خلاف الجَوْر كأنها تُبارى الجور حتى تَغْلبه فتأخذ على القَصْد. وأما قول الرَّاجز: قَطَعْتُ ماخازَمَ مِنْ مُزْوَرِّه فمعناه: ماعرض لي منه. والخزامي بَقْلَةٌ طيِّبةُ الرائحة، لها نَوْرٌ كَنوْر البَنَفْسَجِ. . الواحدة: خُزاماةٌ. ثعلب-عن ابن الأعرابي-: الخَزْماءُ: النَّاقةُ المشقوقة الخنَّابَة، وهي المَنْخِرُ. قال: والزَّخَماء: المُنْتَنةُ الرائحة والخُزُمُ: الخرَّازونُ. وفي حديث حُذَيْفةَ: "إنَّ اللهَ يَصْنعُ صانِع الخُزْمِ، ويَصْنع كلَّ صَنْعةٍ". قال أبو عبيد: في حديث حُذَيْفة تكذيبٌ لقول المعتَزِلَةِ: إنَّ الأعمال ليست بمخلوقةٍ. ويصدِّقُ قول حُذيَفْة قولُ الله تعالى: (والله خَلَقَكُم وما تَعْمَلون)-يعنى نحْتَهُمُ الأصنام. . يعملونها بأيديهم. زمخ قال الليث وغيره: الزَّامِخُ: الشَّامِخُ بأنفه، وأنشد: أجْوازُهُنَّ والأنوفُ الزُّمَّخُ "قال": يعنى بالأجْوازِ أوْساطَ الجبال، وأنوفها الطِّوالَ. "وقال" غيره: زَمَخ الرجلُ بأنفه وشَمَخ بأنفهِ-إذا تكبَّرَ وتعظَّم. أبو عبيد: -عن الأمويِّ-العَقَبَةُ الزَّمُوخُ: البعيدة. وقال أبو زيدٍ: عُقْبَةٌ زَمُوخٌ وحَجُونٌ: شديدةٌ. وقال ابن الأعرابي: "عُقْبَةٌ" زَمُوخٌ وبَزُوخٌ-أي: عَسِرةٌ نكِدَةٌ، وأنشد: أبَتْ لي عِزَّةٌ بَزَرى زَمُوخُ ويُروى: "بَزُوخ"، ومعناهما واحدٌ. زخم أبو العباس-عن ابن الأعرابي: -قال: الزَّخْماءُ المُنتِنةُ الرائحة. "وقال" ابن شميل: الزَّخَمَة: الرائحة الكريهة. طعامٌ له زَخَمَةٌ، وأتانا بطعامٍ فيه زَخَمَةٌ-أي: رائحةٌ كريهةٌ. وقال ابن السكيت: لحمٌ زخمٌ، وهو أن يكون نَمِساً كثير الدَّسم، فيه زُهُومةٌ. وقال الكلابيُّ: لاتكون الزَّخَمَةُ إلا في لحوم السِّباع، والزَّهَمَةُ في لحوم الطيور كلها، وهي أطيب من الزَّخَمة. ابنُ بَزُرْج: أزْخَم اللحمُ وأشْخَم. خطر قال الليث: "الخِطْرُ": القطيعُ الضَّخْم من الإبل، ألْفٌ زيادة. أبو عبيد-عن الفراء-: هي الخِطْرُ "من الإبل"، وجمعه أخطارٌ. شمرٌ-عن أبي حاتم-: قال: إذا بلغت الإبل مائتين فهي خِطْرٌ، فإذا جاوزت ذلك، وقاربت الألف فهي عَرْجٌ. الحرَّانيُّ-عن ابن السِّكِّيت-: "قال": الخَطْرُ مصدر خَطَرَ البعير بذنبه. . يَخطِرُ خَطْراً "وَخطَرَاناً". والْخِطْرُ مائتان من الإبل والغنم. وقال الليث: الْخطْرُ مكيال ضخمٌ لأهل الشام، والْخطْرُ نباتٌ يجعل ورقه في الْخِضاب الأسود. ويقال: ما لقيته إلا خَطْرةً بعد خَطْرَةٍ،-معناه: الأحيان بعد الأحيان، وما ذكرته إلا خَطْرَةً واحدةً ولعب الْخطْرَةَ بالمِخْراقِ. وقال ابن الأعرابي: تقول العربُ: يَبْني وبينه خَطْرةُ رحمٍ. ويقال: لاجعلها اللهُ خَطْرَتَهُ، ولا جعلها آخر مُخْطرٍ منه-أي: آخر عهد منه ولا جعلها اللهُ آخر دَشْنَةٍ منه، وآخر دسْمةٍ وَطنَّةٍ ووَدْسَةٍ-كلُّ ذلك: آخر عهد. وقال الليث: الخَطْرُ ارتفاع المكانة والمنزلة والمال والشَّرف.
قال: والخَطَرُ: السَّبْق الذي يُترامى عليه تقول: وضعوا لهم خَطَراً. . ثزباً أو نحو ذلك والسابق إذا تناول القصبة عُلَم أنَّه قد أحْرَزَ الْخَطَرَ.
ويقال: هذا خَطَرٌ لهذا-أي: مثله في القَدْرُ، ولايقال للدُّون إلاَّ للشَّئ المَزيز ويقال للرجل الشريف: هو عظيم الخْطَر. ثعلبٌ-عن ابن الأعرابي، والحرَّانيُّ-عن ابن السكيت-قال: الخَطَرُ والسَّبَقُ والنَّدَبُ-واحد، وهو كلُّهُ: الذي يوضع في النِّضال والرِّهان، فمن سَبْق أخذه ويقال فيه كلِّهِ: "فَعَّلَ"-مشدّدٌ-إذا أخذه. وأنشد ابنُ السِّكيت: أيَهْلِكُ مُـعْـتَـمٌّ وزيْدٌ وَلْـم أقـمْ عَلَى نَدَبٍ يَوْماً وِلى نَفْسُ مُخْطِرِ والمُخْطرُ: الذي يجعل نفسه خَطَراً لِقرْنه، فيُبارِزُه ويقاتله. وقال الليث: أخْطِرت لفلان-أي: صُيِّرْتُ نظيره في الْخطَر، وأخْطَرَني فلانٌ فهو مُخْطري-إذا صار مثلك في الْخطَر وفلانٌ ليس له خطيرٌ-أي: ليس له نظيرٌ ولامثل. قال: والإشراف على شفا هَلَكةٍ: هو الْخَطرُ. وفي حديث النُّعمان بِن مُقَرِّنٍ المُزَنيِّ-: أنه خطب الناس يوم نهاوند-حين التقى المسلمون مع المشركين-فقال: "إن هؤلاء قد أخْطروا لكم رِثَّةٍ ومَتَاعاً، وأخطرتم لهم الدِّين، فنافحوا عن دينكم". معناه: أنهم إن غلبوكم وولَّيْتم مُدْبرين عنهم كان في ذلك ذهاب دينكم وإن غلبتموهم أحرزتم دينكم مع ما تحزرون من أثاثهم وأموالهم". وقال الليث: الأخْطارُ من الجَوْزِ-في لُعب الصِّبيان-هي الأحْرازُ. . واحدها خَطَرٌ. قال: والْخَطِيرُ: الْخَطَرانُ عند الصّوْلة والنَّشاط، وهو التَّصاولُ والوَعيد. وقال الطِّرِمَّاحُ: بَالُوا مَخَافَتَهُمْ عَلَى نـيرانـهـمْ وَاسْتَسْلَموا بَعْد الْخَطِير فأُخْمِدُوا والإنسان يُخاطر بنفسه-إذا أشْفى بها على خَطَرِ هُلْكٍ أو نَيْلِ مُلْكٍ. والمُخاطِرُ: الْمُرامى. ويقال: خَطَرَ-ببالى وعلى بالى-كذا وكذا يَخْطُر خُطُوراً-إذا وقع ذلك في بالك وهمِّك. ويقال: خَطَرَ الدَّهرُ من خطَرَانهِ كقولك: ضَرَبَ الدّهرُ مِنْ ضَرَبَاتِهِ. والفَحْلُ يَخطِرُ بذنبه عند الوَعيد-من الخُيلاءِ-والنّاقة الْخطَّارِةُ تَخْطِرُ بذنبها في السير نشاطاً. ورُمح خَطَّارٌ: ذو اهتزاز شديدٍ يَخْطِرُ خَطَراناً، وكذلك الإنسان، إذا مشَى يَخْطِرُ بيده كِبْراً. ورجلٌ خَطَّارٌ بالرُّمح-أي: طعّانٌ به وأنشد: مَصَالِيتُ خَطَّارُونَ بالرُّمح في الوْغى والجُنْدُ يَخْطِرون حول قائِدهم يُرُونه منهم الجِدَّ، وذلك إذا احتشدُوا في الحرْب. سلمة-عن الفرَّاء-: الْخطَّارةُ حظيرةُ الإبل، والخَطَّارُ: الْعَطَّارُ، يقال: اشتريتُ بنَّفشاً مِن الخطَّار. ويقال: إنَّه لعظيمُ الخَطَرِ، وصغيرُ الخَطرِ في حُسْن فِعالهِ وشرفه، أو سُوء فِعاله ولؤمه، وخَطَر الرجلُ بسوطه وقضيبه يَخطِرُ به خَطَرَاناً-إذا رفعه مرَّة ووضعه أخرى، وتَبَخْتَرَ في مشيتهِ وأقبل بيديه، وأدبر بهما. وخَطَر الرجلُ بالرَّبيعةِ يَخْطِرُ خَطْراً وخَطَرَ الفَحْلُ بذنبه يَخْطِرُ خَطْراً، وخَطِيراً وخَطَرَاناً-إذا جَعَل يرفع ذنبه ثم يضرب به حاذيْه، وهما ما ظهر من فخذيْه حيث يقع شَعَرْ الذَّنَب. عمرو-عن أبيه-: الخَاطِرُ: المتَبَخْتِرُ يقال: خَطَر يخطِرُ-إذا تبخترَ. قال: وخطُر يخطُرُ خَطْراً وخُطُوراً-إذا جلَّ بعد دقَّة. والخَطيرُ من كل شئٍ: النَّبيل. قال: وخَطَران الفحل من نشاطه "وأما خَطَرانُ النَّاقة فهو إعلامٌ للفحل أنها لاقحٌ". وفي حديث علي-رضى الله عنه-"أنه "قال" لعمَّارٍ: جُرُّوا لَهُ الخِطيرَ ماانجَرَّ لكُمْ". معناه: اتَّبعوه ماكان فيه موضعُ مُتَّبَعٍ لكم، وتَوَّقوْا مالم يكن فيه موضعٌ. قال: واْلخَطِيرُ زمامُ البعير. وقال شمرٌ: قال بعضهم: اْلخَطيرُ: الْحْبلُ: قال: وبعضهم يذهب "به" إلى إخْطارِ النفس: وإشراطِها في الحرب. . المعنى: اصْبروا لعمَّارِ ما صَبَر لكم. قال: والْخَطَرُ: العدلُ. يقال: لاتجعل نفسك خَطَراً لفلان وأنت أوْزن منه. قال: والْخَطيرُ، والْخِطارُ: وقعُ ذنبِ الجمل بين وَركيه. . إذا خطرَ. وأنشد:
رُدِدْنَ فأُنشِقْنَ الأزِمَّةَ بعد ما تحَوَّبَ عن أوْراكِهنَّ خَطير والْخَطَّارُ: الْمِقْلاعُ، وأنشد: جُلُمود خطَّارٍ أُمِرَّ مِجْذَبُهْ والخَاطِرُ: ما يَخْطِرُ في القلب من تدبير أو أمرٍ. والعربُ تقول: رَعَينا خَطَرات الوسميِّ وهي اللُّمع من المراتع والبُقع. والْخِطْرَةُ عَشْبةٌ معروفة، لها قَضْبَةٌ يَجْهدها المال، وتَغْزُرُ عليها. وخَطَر الرجل بربيعته-إذا هزَّها عند الإشالة، وكذلك خطَرَ بسَوْطه-إذا رَفَعهُ وخَفَضَه. خرط قال الليث: قَشْرُكَ الوَرَق عن الشَّجر اجتذاباً بِكَفِّكَ. ومنه قول الشاعر: إنَّ دُون مَاهَـمَـمْـتَ بِـهِ مِثْلَ خَرْطِ القَتَادِ في الظُّلَمهْ واَلْخُروطُ-من الدَّوَابِّ-: الذي يَجْتَذِب رَسَنَهُ من يد مُمْسِكه، ثم يَمْضى عاثراً خَارِطاً. ويقول بائع الدَّابَّةِ: بَرِئْتُ إلْيكَ مِنَ اِلْخرَاط. وقال ابن الهيثم: خَرَطْتُ العُنْقُود خرطاً إذا اجْتَذَبت حَبَّه أصابعك. . وما سقط منه فهو اُلْخرَاطة. وقال الليث: اُلخرَاطَةُ: شحمةٌ بيضاءُ تُمْتَصَخُ من أصل البَرْدِىِّ، ويقال له: اُلْخرَاطَى واُلخرَّيْطَى. وفي حديث علي-رضى الله عنه-: : أنَّهُ أتاهُ قَوْمٌ برجلٍ فقالوا: إنَّ هذا يؤُمُّنا ونحن له كارهون، فقال له عليٌّ: إنك لَخَرُوطٌ أتَؤُمُّ قوماً لك كارهُونَ؟! قال أبو عبيد: الخرُوطُ: الذي يتهوَّرُ في الأمور، ويركبُ رَأسَهُ في كلِّ مايريد. بالجهل وقلة المعرفة بالأمور. ومنه قيل: انْخَرَطَ فلانٌ علينا-أي: انَدَرَ عليهم بالقول السَّيِّء وبالفعل. قال العجَّاجُ يصف ثوراً: فَظَلَّ يرْقَدُّ مِنَ النَّـشَـاطِ كالْبَرْبَريَّ لَجَّ في انْخِراطِ قال: شبَّهَهُ بالفرس البَرْبَريِّ. . إذا لَجَّ في سيره. وقال الليث: اسْتَخْرَطَ الرجل في البكاء-إذا اشتدَّ بُكاؤه ولَجَّ فيه. واخْتَرَط السَّيفَ-إذا اسْتله مِن غِمِده. والإخْرِيطُ: مِنْ أطْيب الْحَمضِ، وهو مِثْل الرُّغْل. . سُمِّ إخِريطاً لأنه يُخرِّط الإبل إذا أكلته-أي: يُسَلِّحُها، كما قالوا لِبَقْلَةٍ تُسَلِّحُ المواشي-إذا رَعَتْها: إسْلِيحٌ. وقال الليث: اَلْخرِيطةُ-مثل الكيسِ-: مُشْرَجٌ من أدَمٍ وخِرَقٍ. وكذلك خَرَائط كُتُب السُّلطان وعُمَّاله. ويقال-للرجل-إذا أذن لعبدهِ في إيذاء قوم: -قد خَرَط عليهم عَبْده. شُبِّه بالدَّابَّة، يُفْسَخ رَسَنُهُ ويُرْسَلُ مُهْمَلاً. ويقال: اخْرَوَّط بهم الطريقُ والسَّفَرُ إذا مضى وامْتدَّ، ومنه قوله: ?? واخْرَوَّطَ السَّفَرُ ورجلٌ مَخْرُوط الوجه-إذا كان في وجهه طولٌ، وكذلك مَخْروط اللِّحية، إذا كان فيها طولٌ من غير عِرَضٍ. . وقد اخرَوَّطَتْ لِحيَتُهُ. ويقال للشَّرِكَ-إذا انقلب عَلَى الصَّيْدِ فعَلِق في رِجْله-: قد اخْرَوَّطَ في رِجْله، واخْرِوَّاطُهُ: امتداد أُنْشُوطَتِهِ. والمخرُوط من النُّوق: السريعة، وإذا أخذ الطَّائر الدُّهْنَ من مُدهُنِهِ، أي: من زِمِكَّاه قيل: هو يَتَخَرَّطُ تَخَرُّطاً ويُنَضِّدُ تَنْضِيداً. ويقال: خَرَط فلان جاريته خَرْطاً-إذا نكحها، وخَرَطَ البازي-إذا أرْسَله من سَيْره. وقال جَوَّاسُ بن قَعْطَلٍ: يَزَعُ الجِيَادَ بِقَوْنَس وكأنَّهُ بَازٍ تَقَطَّعَ قَيْدُهُ مَخْرُوط وانْخِراط الصَّقر: انقضاضُه عَلَى الصيد. أبو عبيد، عن الأصمعي: الْخرَطُ أن يصيب الضَّرْعَ عَيْنٌ أو تَرْبِضَ الشَّاةُ أو تَبْرك الناقة على ندى، فيخرج اللَّبَنُ متقعداً كأنه قِطَعُ الأوتار، ويخرج معه ماءُ أصفر. يقال: قد أخرَطَتِ الشَّاةُ فهي مُخْرِطٌ الجميع مَخَارِيطُ. فإذا كان ذلك عادةً لها فهي مِخراطٌ، فإذا احمرَّ لبنها "ولم يَخْرَط" فهي مُمْغِرٌ: أبو عبيد، عن أبي عمرو: خَرِط الرَّجل خَرَطاً-إذا غَصَّ بالطعام. قال شمر: لم أسمع "خَرِطَ إلا ههنا. قلت: وهو حرف صحيح. أنشدني الإياديُّ: يأكُلُ لْحماً بائِتاً قَدْ ثَـعِـطـا أكْثَرَ مِنْهُ الأكْلَ حَتَّى خَرِطا وقال غيره: حِمارٌ خَارِطُ، وهو الذي لايسقتر العَلَفُ في بطنه، وقد خَرَّطه البقل فَخَرِطَ. وقال الجعديُّ: خَارِطٌ أحْقَبُ فَلْـوٌ ضـامِـرٌ أبْلَقُ الْحِقْوَيْنِ مَشْطُوبُ الْكفَلْ وفي حديث عمر: "أنَّه رأى في ثوبه جَنَابةً فقال: خُرِط علينا الاحِتْلامُ. قال ابن شميل: خُرِط-أي: أرْسل. وقال أبو عبيدة: خَرَطَ دَلْوَه في البئر-أي: ألقاها وحَدَرَها. طرخ قال الليث: الطَّرْخَة: مأْجلٌ يُتَّخَذُ كالحوض الواسع عند مَخْرَجِ القناة. . يجتمع فيها الماءُ يُفْتَجَرُ منها إلى المزرعة، وهو دخيلٌ، ليست بفارسية لَكْناء، ولاعربيةٍ مَحْضَةٍ. قال: وطَرْخان: اسمٌ للرجل الشريف بلغة أهل خراسان، والجميع: الطَّرَاخِنَةُ. طخر قال الليث: الطَّخاريرُ: سحاباتٌ متفرقة والواحدة طُخْرُورةٌ. ويقال مثل ذلك في المطر. والناس طَخَارِيرُ-إذا تفرَّقوا. أبو عبيد-عن أصحابه-: الطَّحخاريرُ من السحاب، واحدها طُخْرُورٌ. . وهي قطع مستَدِقَّةٌ "رقاقٌ. ويقال للرجل-إذا لم يكن جَلْداً ولا كَثيفاً-: إنه لطُخْرُورٌ. وقال شمر: يقال: طُخْرُورٌ وتُخْرُورٌ-بمعنى واحدٍ". وقال ابن السكيت: يقال: ما عليه طُخْرُورٌ ولاطُخْرُورٌ-بمعنى واحدٍ. . في "باب نفى اللَّباس". أبو عمرو: الطَّاخرُ: الغَيْمُ الأسْوَدُ. طلخ قال اللَّيث: اطْلَخَّ دمعُ عينه-أي: تفرق وأنشد: لاَ خَيْرَ في الشَّيخ إذا ما اجْلَخَّا وسَال غَرْبُ عَيِنِه فاطلخَّـا وقال أبو الهيثم: اطْلَخَّ جمعُ عينه-إذا سال. ورُوى عن النبي-صلى الله عليه وسلم-: "أنه كانَ في جَنَازَةٍ فقال: أيُّكُمْ "يأْتِي" المَدينة فلا يَدْع فيها وثناً إلا كسره ولا صُورةً إلا طلَّخها، ولا قَبْراً إلا سَوَّاه" قال شمر: أحْسب قوله: "طَلَّخها"-أي: لَطَّخها بالطِّين حتى يَطْمسها، وكأنه مَقْلوبٌ. قال شمر: ويكون "طَلَّخْتُه"-أي: سوَّدْتُه، ومنه: "الليَلةُ المُطْلَخِمَّة"، والميم زائدةٌ "وامرأة طَلْخاءُ-إذا كانت حَمْقاء. ومنه قول الشاعر: فلَمْ أرَ مِثْلى زَوْجَ طَلْخاءَ خِرْملٍ أقَلَّ عِتَاباً في السَّدادِ وَأشْكَعَـا قال: ويُرْوى "?زوجَ طَلْخاءَ لَطْخَةٍ". ويقال أغْنُوا عَنَّا لُطَخَتَكمْ. لَطَخ وقال الليث: الطَّلْخُ: "اللَّطْخُ" بالْقَذَرِ وإفساد الكتاب ونحوه، واللّطْخُ أعَمُّ. "قال: ورجلٌ لَطِخ-أي: قَذِرُ الأكل، ولَطَخْت فلاناً بأمرِ قبيح. أبو زيد: رجلٌ لُطْخةٌ. . من رجالٍ لُطخاتٍ وطَيْخَة من رجالٍ طَيْخاتِ. . وهما الأحمق الذي لاخير فيه. ويقال: تَلّطَخَ فلانٌ بأمرٍ قبيحٍ-أي: تدنَّس به". قال شمر: وقال ابنُ شُكيل: اللُّطَخَةُ: الرجلُ الفاسِدُ. لخط وأمَّا "لَخَط": فإن الليث أهمله. قال أبو الهيثم: قال ابن بَزُرْج-في نوادره-: قال خَيْشَنَة: يقالُ: قد الْتَخَطَ الرجل من ذلك الأمر-يريدُ: اخْتَلَط. قال: وما اخْتلط. . إنما هو الْتَخَطَ. خطل قال الليث: الْخَطَلُ خِفَّةٌ وسرعة. يقال للأحْمق العَجِل: خَطِلٌ وللمقاتل السَّريع الطّعْن: خَطِلٌ، وأنشد: أحْوَسُ في الظّلْماء بالرُّمْح الْخطِلْ ويقال للجواد من الرجال-: خَطِلُ اليدين خضِلٌ بالمعروف-أي: عَجِلٌ عند الإعطاء. قال: والخَطِلُ: ما غلُظ من الثياب وخشن وجفا-وأنشد: أعَدَّ أخطالاً له ونَرْمَقا يعنى الصَّيَّاد. أبو عبيد: "الْهُرَاء": المنطق الفاسد ويقال: الكثير. . والْخَطَلُ مثله. وقال ابن الأعرابي-في قول رؤبة-: وَدَذْيةٍ مِنْ خَطِلٍ مُغْدَوْدنِ "الخَطِلُ": المضطرب. وقال الليث: الْخَطْلاءُ-من الشاء-: العريضة الأذنين جداً. أّناه خَطْلاوان. . كأنهما نَعْلان. ويقال للمرأة الجافية الخُلُق: خَطْلاءُ. ونسوةٌ خُطْلٌ، وثوب خَطِل: يَنْجَرُّ على الأرض من طوله. . ورجل أخْطلُ اللسان-إذا كان مضطرب اللسان مُفَوَّهاً. أبو عبيد-عن أبي عمرو-: خَطِلَ "الرجل" في كلامه، وأخْطَلَ في كلامه: بمعنى واحد. ثعلبٌ-عن ابن الأعرابي-: هي الْهِرُّ والخَيْطَلُ، والْخَازَبَازِ. وقال الليث: الخيطلُ: السِّنَّوْر. ??? خلط قال الليث: خَلْطتُ الشئ بالشئ خلطاً فاخْتلطَ، والخِلْط كل نوع من الأخْلاط كأخلاط الدَّواء ونحوه.
قال: والْخَلِيطُ-من السِّمن-: الذي فيه شَحْمٌ ولَحمٌ. والْخَلِيطُ: تَبْنٌ وقتٌّ مُخْتلطان. وخَليطُ الرَّجلُ: مخالِطُهُ. والخليطُ: القوم الذين أمْرُهم واحدٌ-وأنشد: بانَ الْخَلِيطُ بِسُحْرةٍ فتبدُّدُوا والخُلَّيْطي: تخليط الأمر-إنه لفى خُلَّيْطي من أمره. قلت: وقد تُخَفَّفُ "اللام" فيقال: خُلَيْطي. ويقال للقوم-إذا خَلَطُوا مالهم بعضه ببعض-: خُلَيْطي. وأنشدني بعضهم: وكُنَّا خُلَيْطي في الجِمال فأصْبَحتْ جِمالى تُوالى وُلَّهاً مِنْ جِمالـك ورُوى عن النبي-صلى الله عليه وسلم-أنه قال: "لاَخِلاطَ ولاَ شِنَاقَ في الصَّدَقة". وفي حديث آخر: "وَمَا كان مِنْ خَليِطَيْن فإنهما يَترضاجعان بينهما بالسَّوِيَّةِ". وكان أبو عُبيد فَسَّر هذا الحديث في كتاب "غريبُ الحديث" فثَبَّجه ولم يحصِّل تفسيراً يُبْني عليه، ثم ألَّف كتاب "الأموالُ" وقرأه عليَّ أبو الحسين المُزَني روايةً عن عليِّ بن عبد العزيز-عن ابي عبد وفسره فيه على نحو ما فَسَّرَه الشَّافعيُّ: أخبرنا عبد الملك-عن الرَّبيع. . عن الشَّافعيٌ-أنه قال: الذي لاأشُكُّ فيه أن "الْخلِيطَيْن": الشَّرِيكان لَمْ يَقتَسِما الماشية، وتراجعهما-بالسَّوِيَّة: -أن يكونا خَلِيطَيْن في الإبل يجب فيها الغنم، فَتُوجد الإبل في يد أحدهما فتؤخَذُ منه صدقتهما فيرجع على شريكه بالسَّوِيَّة. قال الشَّافعيُّ: وقد يكونُ الخْلِيطانِ: الرَجَلَيْن يَتَخالَطان بماشيتهما، وإن عَرَف كلُّ واحد منهما ماشيته. قال: ولايكونان "خَلِيْطَين" حتى يُريحا ويَسْرحا ويَسْقيا معاً. وتكون فُحولُهُما "مُخْتَلِطةً"، فإذا كانا هكذا صدَّقا صَدَقة الواحد، بكلِّ حال. قال وإن تفرَّقا في مُراحٍ أو سَقْيِ أو فحولٍ، فليسا "خَلَيِطَين"، ويُصَدَّقانِ صَدَقة الاثنين. قال ولايكونان. "خَلِيطَيْن" حتَّى يَحُول عليهما الْحول، من يوم "اخْتَلَطا" فإذا حال عليهما حَوْلٌ من يَوْم "اخْتَلَطا" زُكِّيا زكاة الواحد. قُلْتُ-وشَرْح ذلك أن النبي-صلى الله عليه وسلم- أوجب على من مَلَك أربعينَ شاةً فحال عليها الْحَوْلُ-من يوم ملَكها-شاةً. وكذلك: إذا مَلَك "أكثر" منها إلى تمام مائة وعشرين-ففيها "شاةٌ واحدةٌ، فإذا زادت شاةً واحدةً على مائة وعشريت ففيها" شاتان: ولو أنَّ ثَلاَثة نَفَر مَلَكوا مائةً وعشرين شاةً. . لكُلِّ واحدٍ منهم "أربعون" شاةً، ولم يكونوا "خُلَطَاءَ" سنة كاملةً فعلى كلِّ واحدٍ منهم شاةٌ-فإن صاروا "خُلَطَاء" وجَمَعوها على راعٍ واحدٍ سنةً كاملةً وجَبَتْ عليهم شاةٌ واحدةٌ لأنهم يُصَّدِقُون صَدَقة الواحد إذا اخْتَلُطوا. وكذلك إذا كانوا ثلاثة بينهم أربعون شاةً-وهم "خُلَطَاءُ"-فإنَّ عليهم شاةً، كأنه مَلَكها رجلٌ واحد. فهذا تفسير "الُخْلَطَاءِ" في المواشى من الإبل والغنم، والبقر. وأما تفسير "الْخِلِيطَيْن" الذي جاء في باب "الأشْرِبةِ" وما جاء فيهما من النهَّي عن شُرْبهما، فهو شَرَابٌ يُتَّخذ من التمر والبُسْر، أو من العنب والزبيب، أو من التمر والعنب. وقول الله جلَّ وعَزَّ: (وَإنَّ كَثِيراً مِنَ الخُلْطَاء لَيَبْغي بَعْضُهُم عَلَى بَعْضٍ إلاَّ الَّذينَ آمنوا وَعَمِلوا الصَّالحاتِ". فالْخُلَطَاءُ-ههنا-: الشُّرَكاءُ، الذين لايتميَّز مِلْكُ كلِّ واحدٍ من ملك أصحابه إلا بالقسمة: وقد يكون "الْخُلَطاء"-أيضاً-أن يَخْلِطُوا العَيْن المُتَمِيِّز بالعَيْن المتمِّيِز-كما فسَّر الشَّافِعيُّ-ويكونون مجتمعين كالْحِلَّةِ تشتمل على عشرة أبيات. . لصاحب كلِّ بيتٍ ماشيةٌ على حدةٍ فيجمعون مواشيهم كلَّها على راعٍ واحدٍ، يرعاها معاً، ويُورِدُها الماء معاً وكلُّ واحد منهم يعرف ماله بسمته ونُجِاره. وروى أبو العباس-عن ابن الأعرابي-قال: "الْخِلاَطُ" أن يأتي الرجلُ إلى مُرَاحِ آخرَ فيأخذ منه جَمَلاً فَيَنْزِيَهُ على ناقتهِ سرّاً من صاحبه. قال: "والْخِلاَطُ"-"أيضاً": أنْ لا يُحسِن الجملُ القُعُوَّ على طروقته فيأخذ الراعي قضيبه ويهديه لِلْمَأتى حتى يُولِجَهُ. واَلْخَلِيطُ: الصاحب. . واَلْخلِيط: الجارُ. ويكون واحداً وجمعاً، ومنه قول جريرٍ: بانَ الخليطُ ولو طُوِوعْتُ ما بَانا
فهذا واحدٌ. وقال زُهَيْرٌ في الْجْمعِ: بانَ الخَلِيطُ وَلَمْ يَأوُوا لِمَنْ تَرَكُوا فهؤلاء جمْعٌ. ويقال: "خُولِطُ" الرجل. . فهو "مُخَالَطٌ"، و"اخْتَلَطَ" عقله. . فهو "مُخْتَلِطٌ"-إذا تغيَّر عقُلُه. وقال الليث: الْخِلاَطُ: مُخالَطَةُ الذئْبِ الغنم، وأنشد: يَضْمَنُ أهْلُ الشَّاءِ في الخلاَطِ قال: والخِلاَطُ: مُخالَطَةُ الداءِ الجوْفَ. قلت: والْخِلاَطُ: مخالطةُ الرجا أهْلَهُ-إذا جامعها، وكذلك مُخَالَطَةُ الجمل الناقة-إذا خَالَط ثَيْلُه حَيَاءَها. أبو عبيد-عن أبي زيد-قال: إذا قعا الفحْلُ على الناقة فلم يسترشد لحيائها حتى يُدْخِلَهُ الراعى، أو غيره. قيل: قد أخْلَطَهُ إخْلاطاً، وألْطَفَه إلطافاً، فهو يُخْلِطُه ويُلْطِفَه فإن فَعَل الجملُ ذلك من تلقاء نفسه قيل: قد اسْتَخْلط واستَلْطَفَ. وقال الليث: رجلٌ خَلِطٌ: مُخْتَلِطٌ بالناس متحِّبٌ، وامرأة خَلِطةٌ كذلك. وقال الأصمعي: الْخِلْطُ من السهام: الذي يَنْبُتُ عُوُده على عوجٍ؛ فلا يزالُ يَعْوَجُّ-وإن قُوَّمَ. وقال ابن شميل: جَملٌ مُخْتَلِطٌ، وناقة مُخْتَلِطةٌ-إذا سمنا، حتى اخْتَلَط الشَّحْمُ باللَّحْم. أبو العباس-عن ابن الأعرابي قال-: الخُلُطُ: الْمَوَالى والْخُلُطُ: الشركاء والْخُلُطُ: جيران الصَّفاء. وقال أبو زيد: يقال: : اختلط اللَّيْل بالتُّراب"-إذا اختلط على القوم أمرُهم "واختلَطَ الْمَرِعىُّ بالْهمل". نخط روى أبو العباس-عن ابن الأعرابي-: النُّخُطُ: اللاعِبُون بالرِّماح شجاعةً. ويقال للسُّخْدِ-وهو الماء الذي في المشيمة-: النُّخْطُ، فإذا اصَفَّر فهو الصِّفَقُ والصَّفَرُ، والصُّفَارُ. والنُّخْطُ-أيضاً-: النِّخَاعُ، وهو الْخَيْطُ الذي في القَفَا. أبو عبيد-عن الفراء-: ماأدْري أيُّ النُّخْطِ هو؟-أي: ماأدْري أيُّ الناس هو؟ طنخ أبو عبيد، عن الأصمعي: إذا غلب على قلب الرجلِ الدَّسَمُ قيل: طَنِخَ يَطْنَخُ طَنَخاً-وتَنِخَ يَنْتَخُ تَنَخَاً. خنط أبو عبيد-عن الكسائيِّ-: الْخَنَاطِيطُ والخنَاطِيلُ-مثْلُ العَبَادِيِد-: جماعاتٌ في تَفْرِقةٍ، ولايَعْرف لها واحدُ. وقال بعضهم: واحدُ الْخَناطِيط: خِنْطِيطٌ. خطف قال الله جلَّ وعَزَّ: (يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أبْصَارَهُمْ). وقال الله عزَّ وجلَّ-في سورة أخرى: (إلاَّ مَنْ خطِفَ الْخَطْفَةَ فأتْبَعُهُ شِهَابٌ ثاقِبٌ). ويقال: خَطِفْتُ الشئ، واخْتَطَفْتُهُ-إذا اجتذَبْتَهُ بسرعة. وأكثر القُرّاء قَرءوا: "يَخْطفُ" من "خَطِفَ يَخْطَفُ" وهي القِراءة الجِّيدةُ، التي اجتمع عليها أكثر القُرَّاء. ورُوى-عن الحسن-: أنه قرأ "يَخِطِّفُ" بكسر الخاء، وتشديد الطاء مع الكسر. وقال بعضهم: "يَخَطِّفُ" بفتح الخاء وكسر الطاء وتشديدها. فمن قرأ: "يَخَطِّفُ" فالأصل يَخْتَطِفُ، فأُدْغِمَت التاءُ في الطاء، وأُلْقيتْ فَتْحَةُ التاء على الخاء. ومن قرأ "يَخِطِّفُ" كَسَر الخاء لسكونها وسُكون الطاء، وهذا قول البَصْريين. وقال الفرّاء: الكسر لالتقاء الساكنين-ههنا-: خطأٌ. وإنَّه يلزم من قال هذا: أن يقول في "يَعَضُّ": "يَعِضُّ"، وفي "يَمُدُّ": "يَمِدُّ". وقال الزَّجاجُ: هذه العلَّة غير لازمةٍ لأنه لو كُسِر "يَعَضُّ ويُمدُّ" لالْتَبَس ما أصْلُهُ "يَفْعَلُ، ويَفعُلُ" بما أصله "يَفْعِلُ". قال: "ويَخْتَطِفُ": ليس أصلُه غير هذا، ولايكون مَرَّة على "يَفْتَعِلُ" ومَرَّة على "يَفْتَعَلُ"، فكُسر لالتقاء الساكنين في موضع غير مُلتبسٍ. وقال ابن بَزُرُْج: خَطِفْتُ الشئ: أخذته وأخْطَفْتُهُ-إذا أخْطأتُهُ. وأنشد قول الهُذَلِّي: تَنَاوَلُ أطْرافَ الْقِرَانِ وَعَيْنـهـا كَعَيْنِ الْحُبَارى أخْطَفَتْها الأجادِلُ "القِرانُ"-جمع قَرْنٍ-: الجَبَلُ. قال: والإخْطافُ-في الْخَيْلِ-ضدُّ الانْتِفاج، وهو عَيْبٌ في الخيل. وقال أبو الهيثم: الإخطاف شَرُّ عيوب الخيل، وهو صِغَرُ الجوْف. . وأنشد: لاَدَنَنٌ فيهِ ولاإخْطافُ والدَّنَنُ: قِصَرُ العُنُق، وتطامن المُقَدَّمِ.
وقال أبو زيد: أخْطَفَ الرَّجلُ إخْطافاً-إذا مَرِض مرضاً يسيراً وبَرأ سريعاً-حكاه ابن السكيت عنه. وقال اللِّحْيَانِيُّ: قال أبو صَفْوان: يقال: أخْطَفَتْهُ الْحُمىَّ-أي: أقْلَعَتْ عنه، وما من مرضٍ إلا خُطْفٌ-أي: يَبْرأ منه. والعرب تقول للذّئْب: خاطفٌ-وهي الخَوَاطِفُ. وقال الليث: بازٍ مُخْطِفٌ. قال: والْخَيْطَفُ سُرْعة انجذاب السير. . وجَمَلٌ خَيْطَفٌ وذو عَنَق خيطَفٌ. . وأنشد: وعَنقاً باقي الرَّسِيمِ خَيْطَفَا أي: كأنه يَخْتَطِفُ في مشيته عُنُقه أي: يجتذبه. يقال خَطِف يَخطِفُ، وخَطِف يَخطَفُ: لُغتان. والْخُطَّافُ: طائرٌ معروفٌ-وجمعهُ خَطاطيفُ. أبو عبيد-عن الأصمعي-: الخُطَّافُ هو الذي تجري فيه الْبَكَرَةُ-إذا كان من حديد. . فإنْ كان من خشبٍ فهو الْقَعوُ. ويقال لسمةٍ يُوسَمُ بها البعير. . كأنها خُطَّافُ البكرة: خُطَّافٌ-أيضاً-وبعيرٌ مَخْطوفٌ-إذا كان به هذه السِّمة. وإنما قيل لخُطَّاف البكرة: "خُطَّافٌ" لحُجْنَةٍ فيه. وكل حديدة ذات حُجْنةٍ فهي خُطَّافٌ. ومنه قول النابغة الذُّبيانيِّ: خَطَاطِيفُ حُجْنٌ في حبالٍ مَتينةٍ تُمَدُّ بهـا أيْدٍ إلـيْكَ نَـوَازِعُ وفي حديث أنسٍ: "أنه كان عند أمِّ سُلْيمٍ شعيرٌ فجشَّتْه وجعلت للنبي-صلى الله عليه وسلم-خَطِيفَةً فأرْسَلتْني أدعوهُ". قلت: والخطيفة-عند العرب-أن تُؤْخَذ لُبَيْنَةٌ فتُسَخَّنُ، ثم يُذَرَّ عليها دقيقةٌ ثم تطبخ فيلعقها النسُ ويخْتَطِفونها في سُرْعةٍ. وخَطَافٍ، وكَسَابِ: من أسماء كلاب القَنْصِ. وفي حديث آخر: "أن النبي-صلى الله عليه وسلم-نهى عن الخَطْفَةِ" وهي مااخْتَطفَ الذِّئب من أعضاء الشاة وهي حيَّة من يدٍ أو رجلٍ. . أو يَخْتَطِفُهُ الكلْبُ الضَّاري من أعضاء الحيوان التي تصاد-من لحمٍ أو غيره-والصِّيْدُ حيٌّ، وكلُّ ما أبين من الحيوان-وهو حيٌّ-من شَحْمٍ ولَحَمٍ؛ فهو مَيْتٌ لايحِلُ اكله. ومن الطير طائرٌ يقال له: "خاطف ظِلَّه". قاله الأصمعي، وأنشد: وَرَيْطَةِ فِتْيانٍ كخاطف ظِلَّهِ جَعَلْتُ لهُمْ منها خِباءً مُمدا يقال: إنَّه يرى ظلَّه وهو يطير، فيحسبه صيْداً فينقضُّ عليه. ويقال: أخْطَفَ لى فلانٌ من حديثه شيئاً ثمَّ سكت، وهو الرجل يأخذ في الحديث ثم يبدو له فيقطع حديثه. . وهو الإخطَافُ. ويقال للِّصِّ الذي يَدْغَر نفسه-على الشئ-فَيَخْتَلِسُهُ: خَطَّافُ. ابن شميل-عن أبي الْخَطَّابِ-: خَطِفتِ السفينة وخَطَفَتْ-أي: سَارتْ. يقال: خَطِفت اليوم من عُمان-أي: سارت. طخف أبو عبيد-عن الأصمعي-: الطَّخَافُ: السَّحاب المرتفع، وطِخْفَةُ: موضعٌ. والطَّخْفُ: اللَّبَنُ الحامض. قال الطِّرِمَّاحُ: مَا لَمْ تُعالجْ دَمْحقاً بـائتـاً شُجَّ بالطَّخْفِ للدْمِ الدَّعَاع اللَّدْمُ: اللْعقُ، والدَّعاع: عيالُ الرَّجل. وقال بعض الأعراب: الطَّخِيفَة واللَّخِيفةُ: الْخَزيرَةُ-رواه أبو تراب. خطب قال الليث: الْخطْبُ سبب الأمر. تقولُ: ماخَطْبُك؟ أي: ما أمْرُك؟ وتقولُ: هذا خَطْبٌ جليلٌ وخَطْبٌ يسيرٌ. . وجمعه خُطُوب. والْخُطِبَةُ مَصْدرُ الخطيب. وهو يخْطُب المرأة، ويَختَطِبُها. . خِطْبَةً وخِطِّيبي. وقال الفراء-في قول الله جلَّ وعزَّ: (مِنْ خِطْبَةِ النِّساءِ): الخِطْبَةُ مصدرٌ بمنزلة الخَطْب-وهو بمنزلة قولك: إنهُ لحسَن القَعْدة والجلسة. قال: والخُطْبَةُ مثل الرِّسالة التي لها أوَّلٌ وآخر. قال: وسمعت بعض العرب تقول: اللهم ارفع عنَّا هذه الضُّغْطَةَ. . كأنه ذهب إلى أنَّ لها مُدَّةً وغاية، أولاً وآخراً، أراد "مَرَّةً" لقال: ضَغْطةً-ولو أراد الفِعْل لقال: الضِّغْطَة، مثل المِشْية. قال: وسمعتُ آخر يقول: اللهم غَلَبني فلانٌ على قُطْعة من أرض-يريدُ أرضاً مفروزة. قلت: والذي قال الليث. . أنَّ اُلخْطَبَة مصْدَر الخطيب: لايجوز إلاَّ على وجهٍ واحد، وهو أن الْخطْبَةَ: اسمٌ للكلام الذي يتكلم به الخطيب، فيوضع موضع المصدر والعرب تقول: فلان خِطْبُ فلانةٍ-إذا كان يَخْطُبُها.
وكانت امرأة من العرب-يقال لها: أمُّ خارجة-يضرب بها المثل. . فيقال: "أسرَعُ مِنْ نِكاح أُمِّ خارجة" وكان الخاطِبُ يقوم على باب خبائها فيقول: خِطْبٌ فتقول: نِكْحٌ! وقال الليث: الخِطِّيبي: اسم امرأة-وأنشد قول عَديِّ "بن زيد": لِخطِّيبي التي غَدَرَتْ وخَانَتْ وهُنَّ ذَواتُ غائِلةٍ لُحينـا قلتُ: وهذا خطاٌ مَحْضٌ، و"خِطِّيبي" في البيت مصدَرٌ كالْخِطْبة. هكذا قال أبو عبيد. والْمَعْنى: لِخِطْبَةِ زَبَّاء، وهي امرأة كانت ملكة خطبها جذيمةُ الأبرش، فغرّرتْ به وأجابته، فلَّما دخل بلادها قَتْلَتهُ. أبو عبيد-عن أبي زيد-: اخْتطبَ القومُ فلاناً-إذا دَعَوْه إلى تزوُّج صاحبتهم. وقال أبو زيد-في النوادر-: إذا دعا أهل المرأة الرَّجل إليها ليخطبها فقد اختَطَبوا اخْتِطاباً. قال: وإذا أرادوا تنفيق أيمهم كذبوا على رجلٍ فقالوا: قد خطبها فَرَدناهُ فإذا رَدَّ عنه قومه قالوا: كذَبُتمْ، لقد اخْتَطَبْتُموه، فما خطب إليكم. وقال الليث: اخطابُ: مراجعة الكلام وجمعُ الخطيب خُطباء، وجمعُ الْخاطب خُطْابُ. وقال بعض المفسرين في قول الله جلَّ وعزَّ: "وفَصْلَ الْخِطاب": هو أن يَحْكُم بالبَيْنة، أو اليمين. وقيل: معناه أن يفصل بين الحقِّ والباطل، ويميِّز بين الحُكْم وضِّده. وقيل: "فَصْلُ الخِطابِ": "أما بعد" وداوُدُ-عليه السلام-أولُ من قال: "أمَّا بَعْدُ". وقيل: "فَصْلُ الخِطابِ": الفِقهُ في القضاء. وقال أبو العباس: معنى "أمّا بَعْدُ" أما بعد ما مضى من الكلام فهو كذا وكذا. ابن السكيت-عن أبي زيد-: أخْطَبك الصَّيْدُ فارْمِه-أي: أمكنك، فهو مُخْطِبٌ. أبو عبيد، عن الأصمعي: إذا صار للْحِنْظَلِ خُطُوطٌ فهو الِخُطْبانُ-وقد أخْطَبَ الحْنظَلُ. عمرو-عن أبي-قال: الأخْطَبُ: الأخضَرُ يُخالِطُهُ سَوادٌ. قال: وقيل للصُّرَدِ: "أخْطَبُ" لأنَّ فيه سواداً وبياضاً. ويقال لليد: عند نُضُوِّ سوادها من الحِنَّاء: "خَطْباءُ". ويقال: ذلك في الشَّعَر أيضاً. وقال الليث: الأخْطَبُ: لومنٌ يضربُ إلى كُدْرَةٍ أشْرِبت حُمْرَةٍ في صُفْرةٍ، كلون الْحنظَلَة الخَطْباء قبل أن تيبس، وكلون بعض حُمُر الوَحْش. أبو عبيد: من حُمُرِ الوَحْش: الخَطْباء وهي الأتان التي لها خطٌّ أسود على متنها والذكرُ أخْطَبُ. خبط الليث: بفُلان خَبْطَةٌ من مَسٍ. قال: ويقال للرَّجل الذي فيه رُعُونةٌ في لُبْسِه وعمله: يا خُباطة. ورُوى عن مَكْحولٍ: أنه مرَّ برجلُ نائم بعد العَصْر فدفعه برجله وقال: لقد عُوفيت، لقد دُفِع عنك، إنها ساعة مَخرَجِهم، وفيها يَنْتَشرون، وفيها تكون الْخَبْتةُ. قال شمرٌ: كان مَكْحولٌ في لسانه لُكنَة، وإنما أراد "الخبْطَة". يقال: تَخَبّطهُ الشيطان-إذا مسَّه بخبل أو جُنون. وأصلُ الخَبْطِ ضرب البعير الشئ بخُفِّ يده، كما قال طَرَفَةُ: تَخْبِطُ الأرْضَ بصُـمٍّ وُقُـحٍ وصِلابٍ كالملاطِيسِ سُمُرْ أراد أنه تضربها بأخفافها إذا سارت. وخَبَطْتُ الشجرة بالعصا: ضربتها بها والمِخْبَطَة: العصا. قال كُثَيِّر: إذا خَرَجَتْ مِنْ بيتها حَالَ دُونـهـا بِمخْبَطةٍ يا حُسْنَ من أنت ضارب يعنى زوجها. . أنه يخطبها. وقال ابن شميل: الخَبطُة: الزُّكامُ وقد خبط الرجل فهو مَخْبُوطٌ. وقال الليث: الخَبْطة-كالزَّكْمة-تصيب في قبل الشِّتاء، يقال: خُبِط فلان فهو مَخْبُوط. وقال أبو زيد: خَبَطْت الرجل. . أخْبَطُهُ خَبْطاً-إذا وصَلته. وقال أبو مالك: الاختباط طلب المعروف والكسب. تقول: اختَبَطْتُ فلاناً، واختَبَطْتُ معروفه فَخبَطني بخير وأنشد: وفي كلِّ حَيٍّ قَدْ خَبَطتَ بنعْمةٍ فحُقَّ لشأسٍ من نداك ذنوبُ وقال غيره: المختَبطُ: الذي يسألك بلا وسيلة، ولا معرفة. وقال لبيدٌ: لِيَبْك عَلَى النُّعْمانِ شَرْبٌ وقَيْنةٌ ومُختَبِطاتٌ كالسَّعالى أراملُ ويقال: خَبَطهُ-أيضاً-إذا سأله. ومنه قول زهيرٍ: يَوْماً ولاخابطاً مِنْ مالِهِ وَرَقَا وقال الليث: الخْبَط "خَبْطُ" ورق العضَاهِ من الطَّلْح ونحوه، يُخْبَطُ-أي: يُضرب بالعصا فيتناثر، ثمَّ يُعلف الإبل.
يقال: خَبَطْت له خبيطاً. قال: والْخْبط الْهشُّ. . والْخبَطُ اسمٌ مثلُ النَّفَض، وهو ما خبَطَتْهُ الدوَابُّ-أي: كَسَرَتْهُ. والْخبْطُ: شدَّةُ الوطء بأيدي الدَّواب. وقال الله جلَّ وعزَّ: (كَالَّي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنْ الْمَسِّ). أي: يتوطَّؤهُ فيصرعه، والْمسُّ: الحنون. وقال زهيرٌ: رأيْتُ الْمنايا خَبْطَ عَشْواءَ مِنْ تُصِبْ تُمِتْهُ ومن تخْطئ يُعَمَّـرْ فَـيْرَمِ يقول: رأيتها تخبط الْخلق خَبْط العشواء من الإبل، وهي التي لاتبصر، فهي تَخْبِطُ الكُلَّ، لاتُبقي على أحد، فممن خَبَطْته المنايا: من تُميتُه، ومنهم من تُعِلُّهُ فيبرأ، والهرَم غايته، ثم الموت. أبو عبيد: الْخبْطَةُ: الجُرْعة من الماء تبقى في قربة، أو مزادةٍ أو حوض، ولا فِعْل لها. ثعلب-عن ابن الأعرابي-: هي الْخِبْطَةُ والخبْطَةُ والْخُبْطُة. . والْحِقْلَةُ، والْحقْلَةُ، والْحقْلَةُ-والْفَرْشَةُ، والفراشة-والسّحْبَةُ والسَّحْبان. وقال أبو الرَّبيع الكلابيُّ: كان ذلك بعد خِبْطَةٍ "من الليل وخِدْفةٍ، وخدمة-أي: قطعةٍ. وقال الليث": الْخَبِيطُ حوضٌ قد خَبَطته الإبل حتَّى هَدَمَتْه، سمى خَبيطاً، لأنه خُبط طينه بالأرْجل عند بنائه. وقال الشاعر: ونُؤْىٌ كأعْضادِ الْخَبِيطِ الْمُهَدَّمِ قال: والْخبيط لبنٌ رائب، أو مخيضٌ يُصب عليه حليب من لبن ثم يضرب حتى يختلط، وأنشد: أو قلُبْضةٍ مِنْ حازرٍ خَبيطِ قال: والْخِبَاطُ سمةٌ-في الفخذ-طويلةٌ عرضاً، وهي لبني سعدٍ. أبو مالك: الْخِبْطةُ: القطعة من كلِّ شئ، و"الحْوضُ" الصغير يقال له: خبِيطٌ وأنشد: إنْ تًسْلَمِ الدَّفْواءُ والضُّـرُوطُ يُصْبحْ لها في حوضها خبيط "والْخَبيط" والْخَبُوطُ-من الخيل-: الذي يَخْبِطُ بيديه. وقال شجاعٌ: يقال: تخَّبَطني برجله وتخبَّزني. . وخَبَطني، وخبزني، والْخَبْطَةُ ضربة الفحل النَّاقة. وقال ذو الرُّمَّة يصف جملاً: خَرُوج من الخَرْقِ الـبـعـيد نـياطُـهُ وفي الشَّوْلِ يَرْضى خَبْطة الطَّرْق ناجلهْ طبخ قال الليث: الطَّبيخُ كالقدير، إلاَّ أنَّ القدير فيه توابل، والطَّبيخ دون ذلك. والطَّبْخُ: إنضاج اللحم والمرق. والطُّبَاخةُ: ما تأخذ ممَّا تحتاج إليه ممَّا يُطْبخ. . نحو البَقَّم تأخذ طُباخته للصِّبْغ وتطرحُ سائره. والْمطْبَخُ: بيت الطّبَّاخ. وأما قول العَجَّاجِ: تالله لَوْلا أن تُحشَّ الطُّـبّـخُ بي الجحيم حين لامُسْتَصْرِخ فإنه عني بالطُّبَّخ: الملائكة الموكلين بعذاب الكفَّار. وطَبائخُ الحرِّ: سمائمه في الهواجر. . الواحدة طبيخةٌ. وقال الطِّرِمَّاحُ: طَبَائخُ شَمْسٍ حَرُّهُنَّ سُفوعُ والطّبيِخُ ضربٌ من الأشربة. والطِّبِّيخ-بلغة أهل الحجاز-: هو البِطِّيخ. ثعلب-عن ابن الأعرابي-: يقال للصبي-إذا ولد-: رضيع، وطفلٌ، ثم فطيمٌ ثمَّ دارجٌ، ثم جَفْرٌ، ثم يافع، ثمَّ شَدخٌ ثمَّ مُطَبِّخٌ، ثمَّ كَوْكَبٌ. أبو عبيد-عن أب زيد-: يقال لفَرْخ الضّبِّ-حين يخرج من بيضه-: حِسْلٌ ثمَّ غَيْدَلقٌ، ثمَّ مَطَبِّخٌ، ثم يكون ضَبَّا مُدْرِكاً. ونحو ذلك قال الليث في الغلام-إذا امتلأ شباباً. قال: ويقال: جاريةٌ طُباخِيَّة: شابةٌ مُكْتَنِزِةٌ، وأنشد: عَبْهَرةُ الْخلْقِ طُباخيَّةٌ تزينهُ بالْخُلُقِ الطَّاهِرِ ويقال: ليس به طُباخٌ-أي: ليس به قوَّةٌ. وقال غيره: امرأة طباخيَّةٌ: عاقلةٌ مليحة. وفي كلامه طُباخ-إذا كان محكماً. وطابخة بن إلياس بن مضر طَبخَ قِدْراُ فسميِّ: طابخة. وتميم بنُ مرِّ، ومُزينةُ، وضَبَّةُ: بنو أدِّ ابنِ طابخة، من خِنْدِفَ. ابن السكيت: يقال: قد انطبخ اللحم وقد اطَّبَخ القوم، وقد يكون الطِّباخُ اشتواءً أو اقتْداراً. ويقال: اتقْتَدرون، أم تشتوون؟ ويقال: خُبزةٌ جيدةٌ الطَّبْخ، وآجرَّةٌ جيدةُ الطَّبْخ، وهذا مُطَّبَخُ القوم ومُشْتواهم. ويقال: اطَّبِخوا لنا قُرْصاً. بطخ الْبِطِّيخُ، والطِّبِّيخُ: لُغتان. وقال بعض اللُّغويين: المَطْخُ والْبَطخ: اللَّعْقُ. طخم
قال الليث: الطُّخْمةُ: اسم سواد في مقدَّم الأنف، أو مقدَّمُ الأنف، أو مقدمُ الخَطْم.
يقال: كبشٌ أطْخَمُ: رأسهُ أسودُ وسائره كَدِرٌ. واْلأطخَمُ: مقدَّم الخُرْطُوم في الدَّابة والإنسان، وأنشد: وما أنْتُوا إلاَّ ظَرَابـيُّ قَـصَّةٍ تفاسي وتَسْتَنْشي بآنفها الطُّخْمِ قال: يَعنى لَطْخاً مِنْ قَذرٍ. ابن السكيت-يقالُ: أخضرُ أطخَمُ أدغَمُ-وهو الدَّيْزجُ. خطم روى عبد الرحمن بن القاسم-عن أبيه-قال: أوْصى أبو بكر أن يكَّفن في ثوبين كانا عليه، وأن يجعل معهما ثوبٌ آخرُ فأرادت عائشة أن تَبْتاع له أثواباً جُداً فقال عمر: لايُكّفَنُ إلا فيما أوْصى به فقالت عائشة: ياعمر، والله ما وَضَعْت الخُطُمَ على آنلإنا. فبكى عمر وقال: كفِّني أباك فيما شئت. قال شمر: معنى قولها: "ما وَضَعْت الخُطُم على آنفنا"-أي: ما ملكتنا بعد فتنهانا أن نصْنع مانريد في أملاكنا. ويقال للبعير-إذا غَلَب أن يُخْطَمَ-: مَنَع خِطامه. وقال الأعْشى: أرادوا نَحْت أثْلتنـا وكُنَّا نَمْنَع الْخُطُما وخَطَمه بالكلام-إذا قهره ومنعه حتى لاينبس ولايحير. وقال الليث: الَخْطمُ من البازي ومن كلِّ شيءٍ: منقاره. . ومن كلِّ دابَّةٍ-خَطْمُه: مُقَدَّمُ أنْفه وفمه، نحو الكلْب والبعير. قال: والأخْطمُ: الاسْودُ. أبو العباس-عن ابن الأعرابي-قال: هو من السِّباع: الَخطْمُ واُلْخرْطُومُ. . ومن الخنزير: الفِنْطيسةُ. . ومن ذى الجناح غير الصائد: المنقار-ومن الصائد: المِنْسَرُ. أبو عبيد-عن أبي عمرو الشَّيباني-: الأنُوفُ: يقال لها: الْمَخَاطِمُ-واحدها مَخْطِمُ. وقال غيره: الْخِطامُ حَبْلٌ يجعل في طرفه حلقةٌ، ثم يُقلَّدُ البعير، ثم يثنى على مخمِطِه-وقد خَطَمْت البعير. . أخطِمُهُ خَطْماً، وجمعه الخُطُم-يُفْتلُ من الليف والشعْر والكتَّان وغيره. وقال الليث: الْخِطَمْيُّ نباتٌ يُتَّخذ منه غِسْلٌ. وفي الحديث "إنَّ دابَّةَ الأرض معها عصا موسى فَتَجْلو وَجْه المُؤْمِنِ، وتَخْطِمُ أنفَ الكافر". معناه: أنها تؤثر في أنفه سمة يُعْرف بها. ونحو ذلك قيل-في قوله جلَّ وعزَّ: (سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُوم). وقال النضْرُ: الخِطَامُ سمةٌ في عرض الوجه إلى الخدِّ كهيئة الخطِّ، وربما وُسِم بخطام، وربَّما وُسِم بخطامين. يقال: جملٌ مَخطُوم خطام، ومَخْطومُ خطامين-على الإضافة. وبه خطامٌ وخطامان. وقول ذي الرُّمَّة: وإنْ حَبا من أنف رَمْلٍ مَنْخرٌ خَطَمْنه خَطْماً وهُنَّ عُسَّرُ "وقال الأصمعي": يريد بقوله: "خَطَمْنَهُ": مَرَرْن على أنف ذلك الرَّمْل فقطعنه. وخَطْمُ اللَّيل: أوَّل إقباله، كما يقال: أنف الليل. وقال الرَّاعي: أتَتْنا خُزامى ذاتُ نَشْرٍ وَحَنْـوةٌ وَرَاحٌ وخُطَّامٌ من المِسْكِ يَنْفَح قال الأصمعي: مِسكٌ خطامٌ-يَفْعمُ الخياشيم. "وروى ثعلبٌ-عن ابن الأعرابي-عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم حديثاً رواه مرسلاً: "أنه وَعَد رَجُلاً أنْ يَخرجُ إليه فأبْطَأ عليه؛ فلما خرج قال: شَغَلني عنك خَطْمٌ"-أي: خَطْبٌ جليل". أبو عبيد-عن الأصمعي-: إذا صار في البُسْر خُطوط وطرائق، فهو الُمَخِطَّمُ وبنو خُطامة: حيٌّ من الأزد. "وروى شُعْبةُ-عن فُراتٍ القزَّز، عن أبي الطُّفيل، عن حُذيفة-: قال: تَخْرج الدَّابة فيقولون: قدْ رأيناها ثمَّ تتوارى حتَّى يُعاقب ناسٌ في ذلك، ثم تَخرجُ الثانية في أعظم مسجد من مساجدكم فتأتى المؤمن فتسلِّمُ عليه، وتأتي الكافر فتَخْطِمُهُ وتُعرِّفه ذنوبه. قال شمرٌ: الخطْمُ: الأثر على الأنف-كما يُخْطم البعير بالكيِّ. يقال: خَطَمْتُ البعير-إذا وَسَمْته بخطٍ من الأنف إلى أحد خدَّيْه-وبعيرٌ مَخْطُوم. قال: وخَطَمُهُ بالخطام-إذا عُلِّق في حَلْقه ثمَّ ثُنى على أنفه، ولا يثقب له الأنف". مطخ ابن السكيت، عن ابن الأعرابي: مَطَخ عِرْضَه يَمْطَخُهُ-إذا دَنَّسَه. وقال أبو زيد: الَمطْخُ اللَّعَقُ. قال: ومن أمثال العرب: "أحْمَقُ مِمَّنْ يَمْطَخُ الماء". يقول: لايشربه، ولكن يَلْعَقُه من حُمْقِه. والَمطْخُ: مَتْح الماء بالدَّلْو من البئر-وقد مَطَخْتُ الماء مَطْخاً. . وأنشد: أما وَرَب الرَّاقصاتِ الزُّمّـخِ يَزُرْنَ بيتَ الله عِند المَصْرَخِ لَنَمْطَخَنَّ بالرِّشاءِ المِمْطـخ والمطَّاخُ: الفاحش البذئ. "وقال الليث: يقال للرَّجل الكذاب: مَطِخْ مَطْخْ-أي: باطلٌ قولك. وقال" أبو سعيد: الَمطْخُ واللَّطْخُ: ما يبقي في الحوض من الماء والدَّعاصيص-لايُقْدر على شُربه. "وأنشد شمر: وأحْمَقُ مِمَّنْ يَمْطَخُ الماء قال لي دَعْ الخمرَ واشربْ مِن نُقـاخٍ مبرَّدِ ويُرو"يَبْطَخُ". ويُروى: "مِمَّنْ يَلْعقُ الماء". وكله واحد". خمط قال الله جلّ وعزَّ-"في قصة أهلسَبَأٍ-: (وبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَتّيْهِمْ جَنَّتِيْنِ ذَوَاتي أُكُلٍ خَمْطٍ وأثْلٍ). قال الليث: "اَلْخمْطُ": ضَرْبٌ من الأراكِ. . له حَمْلٌ يُؤكل. وقال الزَّجاج: يقال لكلِّ نبتٍ قد أخذ طعماً من مرارة، حتى لايمكن أكله: خَمْطٌ. وقال الفرّاء: اَلخْمطُ-في التفسير-: ثَمَرُ الأراك، وهو الْبَرِيرُ. أبو عبيد-عن الأصمعي-: إذا ذهب عن اللَّبَن حلاوة الحلب، ولم يتغير طعمه: فهو سامطٌ، فإن أخذ شيئاً من الرِّيح فهو خامِطٌ "والخمِيطُ المشويُّ-والسَّمط المنزوع منه شعره". قال: وقال أبو زيد: خَمَطْتَ اللحم أخْمِطُه خَمْطاً-إذا شويته. وقال الليث: الَخْمطُ: أن تَشْوى حملاً أو غيره مسْلوخاً، فإذا نُزع شعره فهو السّميِطُ. قال: والْخمطة ريحُ نَوْر الكرم، وما أشبهه. . مما له ريحٌ طيبةٌ، وليس بالشديد الذكاء طيباً. ولبنٌ خَمْطٌ. . وهو الذي يُحقن في سقاء ثم يوضع على حشيشٍ حتى-يأخذ من ريحه فيكون خَمْطاً طيب الريح، طيب الطعم. ثعلبٌ-عن ابن الأعرابي-: الْخمُط ثمرٌ شجرٍ يقال له: فَسْوة الضبع، على صورة الْخشخاش. . يَتَفرَّك ولايُنتفع به. "وقال" الأصمعي: التمخُّط: القهرُ، والأخذ بغلة. . وأنشد: إذا مُقْرَمٌ منَّا ذَرا حدُّ نابـه تَخَمَّطَ فينا نابُ آخر مُقْرِمِ وقال الليث: رجل مُتَخَمِّطٌ: شديد الغضب، له ثورىٌ وجلبة. . وأنشد: إذا تَخَمّط جَبَّـارةٌ ثَـنَـوْه إلـى ما يشتهون ولايُثْنَون إنْ خَمَطُوا قال: ويقال للبحر?إذا الْتَطَمتْ أمواجه-: إنه لَخَمط الأمواج وأنشد: خَمَط التيَّارِ يَرْمى بالْقَلَعْ مخط أبو العباس-عن ابن الأعرابي-: المَخْطُ: شَبَه الولد بأبيه. تقول العرب: كأنما مَخَطه مَخْطاً. قال: والمخطُ: استلال السَّيْفِ. وقال الليث: المُخَاطُ من الأنف: كاللُّعاب من الفم، وقد مخط الصبِيُّ مَخْطا، وامْتَخَطَ امْتِخاطاً. قال: ورجل مَخِط: سيِّدُ كريمٌ. وقال رؤبةُ: وإنَّ أدْواء الرِّجال الْمُخَّطِ مكانها من شامتٍ وغُبَّطِ قلتُ: ورأيته في شعر رؤبة: وإنَّ أدْواءَ الرِّجال النُّخَّط "بالنون-وفسَّره ابن الأعرابي فقال: "النُّخَّط": اللاعبون بالرماح شجاعةً كأنه أراد: الطَّعَّانين في الرجال، ولا أعرف "المُخَّطَ"-على تفسبره". ويقال: هذه النَّاقة إنما مَخَطها بنو فلان-أي: نُتِجَتْ عندهم. وأصلُ ذلك: أنَّ الْحُور إذا فارق أمه مَسَح "النَّاتج" عنه غرْسه وما على أنفه من السَّابياء. فذلك: المخط، ثم قيل للناتج: ماخِطٌ. وقال ذُو الرُّمة: وانْم القُتُود عَلى عَيْرانةٍ حَـرَجٍ مَهريَّةٍ مَخَطَتْها غِرْسَهَا الْعيِدُ. ويقال للسَّهام الذي يتراءى في عينالشَّمس للناظر في الهواء عند الهاجرة-: مُخَاطُ الشيطان. ويقال له: لُعابُ الشَّمس. . وريقُ الشَّمسْ. كلُّ ذلك سُمع من العرب. ويقال: رَمَاه بسَهْمٍ فأمْخَطَهُ من الرَّميَّةِ-إذا انْفذَهُ. وامْتَخطَ فلان السيف "من جَفْنِه-إذا استَلُه". ويقال: مَخَط في الأرض مَخْطاً-إذا مَضى فيها سريعاً. ويقال: بَرْد مَخْطٌ ووَخْطٌ، وسيرٌ مَخْطٌ ووَخْطٌ: شديدٌ سريع. خدر قال الليث: الِخْرُ: سِتْرٌ للجارية-في ناحية البيت، وكذلك يُنْصب لها خَشَباتٌ-فوق قتب البعير-مَسْتورة بثوب، فهو الْهَوْدجُ المُخَدَّرُ. ويُجْمع على الأخْدار والأخادير واُلْخدُورِ. وأنشد: حتى تغامز ربَّاتُ الأخاديرِ والجاريةُ مَخْدورةٌ. . وقد خدرتْ في خدرها، وتخدرَتْ: كذلك.
وأخْدرَت الجارية إخْداراً، كما تُخْدرُ الظبية خشفها هَبْطةٍ في من الأرض. وخَدَر الأسد في عرينه-إذا لم يكدْ يَخْرج-فهو خادرٌ. . مُخْدِرٌ. . كثير الْخُدور وأخْدَرَهُ عرينهُ. وكلُّ شئ منع بصراً عن شئ فقد أخدره. والليلُ مُخْدِرٌ. وقال العَجَّاجُ: وَمُخْدِرُ الأخْدارِ أخْدَرِيُّ يصف الليل. طوالأخْدَرِيُّ": من نعت حمار الوحش. قلت: كأنه نسب إلى فحلٍ. . اسمه: "أخدَرُ". "ثعلب-عن ابن الأعرابي-: الْخدْرَةُ: الظُّلْمة الشديدة. والْخدْرَةُ: اسم أتانٍ كانت قديمةً فيجوز أن يكون "الأخْدَرِيُّ" منسوباً إليها. أبو عبيد-عن الأصمعي-إذا تخلَّف الوَحشيُّ عن القطيع-قيل: خَذَل وخَدَر. وقال ابن الأعرابي: اُلْخدْريُّ: الحمارُ الأسود". وأخبرني الإياديُّ. . -عن شمرٍ: يقال للأسد: خَدَرَ، وأخْدَرَ-"أي: أقام". وأسَد خادِرٌ: مُقيِمٌ في عرينه. ومُخْدَرٌ أيضاً. قال: وأما الْخَدِرُ-من الظِّباءِ-فالفاترُ العِظام. قال طَرَفةُ: آخر اللَّيْل بِيَعْفورٍ خَدِرْ قال: ويقال: أخْدره الليل-إذا حبسه. قال: والْخدُور من الإبل: التي تكون في آخر الإبل. الحرَّانيُّ-عن ابن السكيت-: قال: الْخَدَرُ: الغيْمُ والمطر?وأنشد: لايُوقدون النَّارَ إلاَّ بِـسَـحَـرْ ثُمَّتَ لاتُوقَدُ إلاَّ بالـبَـعَـرْ وَيَسْتُرُون النَّارَ منْ غَيْر خَدَرْ يقول: يسْتُرُون النار مخافة الأضياف من غير غيمٍ ولامطر. وأنشدني عُمارةُ لنفسه: فيهنَّ جائِلَةُ الوِشَاحِ كَأنـهـا شَمسُ النَّهارِ أكَلَها الإخْدَارُ "أكلَّها": أبْرزَها، وأصله من "الانْكِلالِ، وهو التَّبَسُّمُ. وقال آخر-يصف ناقة: ومَرَّتْ عَلَى ذَاتِ التَّنانيرِ غُدْوةً وَقَدْ رَفْعَتْ أذيالَ كُلِّ خدُورِ اَلْخُدُورُ: التي تَخَّلفتْ عن الإبل فلما نظرت إلى التي تسيرُ. . سارت معها. ومثله: واحْتَثَّ مُحْتثاتُها الْخُدورا وقال آخر: إذ حَثَّ كُلُّ بـازِلٍ ذَقُـونِ حَتَّى رَفَعْن سيرة اللَّجُونِ وقال الليث: يومٌ خَدِرٌ: شديدُ الحَرِّ. وأنشد: وَمَـكـان زَعـلٍ ظِـلْـمـانُــهُ كالْمَخَاضِ الْحُرُب في الْيَوْمِ الْخدِرْ ويقال: خَدَر النَّهار-إذا لم يتحرَّك فيه ريحٌ، ولايوجد فيه رَوْح. قُلت أراد ب"الْيَوْم الْخِدِر" اليوم الْمَطِيرَ. . ذا الغيم-كما قال ابنُ السِّكيت. وإنما خَصَّ "اليوم المطير" للمِخاض الْجرْبِ، لأنه إذا جربت آذاها النَّدى والبَرْد فلم تَقِرَّ في مكان، ولم تَسْكنْ. وذلك أنَّ الإبل إذا جربت تَوَسَّفَتْ عنها أوْبارُها، فالْبَرْدُ إليها أسْرع. وقال الليث: الْخدَرُ امْذلال يَغشى الرِّجل والْيَدَ والْجسد. وقد خدرت الرَّجْل تَخْدَرُ. والْخَدَرُ-من الشَّراب والدَّواء-فُتُور يَعْتري الشَّارب وضَعْفٌ. قال: والْخُداريُّ: الأسود الشَّعْر ونحوه حتَّى العُقَاب الخُدَاريَّةُ، والجاريةُ الخُدَاريَّةُ الشَّعَرْ. أبو عبيد: لَيْلٌ خُداريٌّ: مُظْلِم. وقال الأصمعي: الْخَدَرُ: الظُّلْمةُ، ومنه قيل للعِقاب: خُداريَّة-لشدَّة سوادها. وقال العَجَّاج: وخَدَرَ اللَّيْلِ فَيَجْتابُ الْخَدَرْ وقال ابن الأعراربي: أصلُ "الخُدَارِيِّ": أنَّ الليل يَخْدر الناس-أي: يَلْبَسُهم. ومنه قيل للأسد: خادرٌ. وقال الأصمعي: معناه: أنَّه أتَّخَذ الأجمةَ خِدْراً. . وقال ذُو الرُّمَّة: وَلَمْ يَلْفِظِ الْغَرْثى الخُدَارِيَّةَ الوَكْرُ قال شمر: يعنى أنَّ الوَكْرَ لم يَلْفظ العُقاب. جعل خُرُوجها من الوَكْر: لفظاً. . مثل خُرُوج الكلام من الفم. ثعلب-عن ابن الأعرابي-قال: الخَدْرَةُ: ثِقُلُ الرِّجل، وامتناعها من المشي. وقال الأصمعي: يقول عامل الصَّدقات: ليس لي حشفةٌ ولاخَدِرَةٌ فالحشَفَةٌ: اليابسة. . والْخدِرةُ: التي تَقَعُ من النَّخْلِ-قبل أن تنْضِجَ. رخد أهمله الليث: أبو عبيد-عن أبي عمرو-: الرِّخْوَدُّ: اللَّيِّنُ العظام. وقال أبو الهيثم: الرِّخْوَدُّ: الرِّخو. . زيدت فيه الدال، وشُدِّدت-كما قيل: "فَعْمٌ وَفَعْمَلٌ".
قلت: وجاريةٌ رِخْوَدَّةٌ: ناعمةٌ. وجمعها: رَحخَاويدُ. وقال أبو صَخْرٍ الهُذَليُّ: عَرْفْتُ مِنْ هِنْدَ أطلالاً بذي الْبيدِ قفراً وجاراتها البيضِ الرَّخاوِيد ردخ قال الليث: الرَّدْخ: الشَّدْخُ. . والرَّدَخ: الرّدَغُ. . -عُمانيَّةٌ. خرد قال الليث: جاريةٌ خَرِيدةٌ: بِكْرٌ لم تُمْسَسْ قَطُّ، والجميع: الخرائد والخُرُد. "قال": وجاريةٌ خَرُودٌ: خَفرةٌ حَيِيّةٌ، قد جاوزت الإعصار، ولم تُعَنِّسْ. "وقال" اللِّحْيانيُّ: الخريدةُ: الحيَّيةُ. "قال": وسمعت أعرابياً من-كلبٍ-يقول: الْخرِيدةُ: الدُّرَّةُ التي لم تثقب. وهي من النساء: البِكْر. "وقال" ثعلبٌ-عن ابن الأعرابي-: الخريدةُ: الحيِيَّةُ، وقد أخْرَدتْ إخراداً. عمرو-عن أبيه-الخارِد: الساكت من حياء، لامن ذُلٍّ. . والمُخْرِدُ: الساكت من ذُلٍ. . لا من حياء. وقال ابن الأعرابي: خَرِدَ-إذا ذلّ وخَرِدَ-إذا استحيا. أبو عبيد-عن أبي زيد-: الخَرِيدةُ من النساء: الحِييَّةُ الخَفِرةُ. دخر قال الله جلَّ وعزَّ: (وَهُمْ دَاخِرون). قال: ومعنى الآية: (أو لَمْ يَروا إلى ما خَلَق اللهُ من شئٍ يَتَفَيَّأ ظِلالُهُ عَن اليمين والشمائل سُجَّداً للهِ وَهُمْ داخرون). أنَّ كلَّ ماخلقه الله-من جسم وعظمٍ ولحمٍ ونجمٍ وشجرٍ-: خاضِعٌ ساجدٌ لله. قال: والكافر-وإن كفر بقلبه ولسانه فنفس جسمه، وعظمه ولحمه، وجميع الشجر والحيوانات خاضعةٌ لله، ساجدة. ورُوى عن ابن عباس رضى الله عنه أنه قال: الكافرُ يَسْجد لغير الله، وظِلُّه يَسْجدُ لله. قال الزَّجاج: وتأويل الزظِّلِّ: الجسم الذي عنه الظِّلُّ. وتقول: دَخَر يَدْخَر دخُوراً-أي: صَغُرَ يَصْغرُ صَغاراً. وهو الذي يَفْعلُ ماتأمرهُ "به"-شاء أو أبى-صاغراً قميئاً. خدل قال الليث "وغيره": تقول: امرأة خَذِلةُ الساق، وساقٌ خَدْلة. . وقد خَدِلتْ خَدالةً، والجميع خِدال. وخَدَالتها: استدارتها. . كأنما طُويت طيَّاً. وقال غيره: الْخِدالُ: السُّوقُ الغلاظ. وقال ذُو الرُّمة يصف نساء: جَواعِلُ في البُرى قصباً خِدالا "أراد عظام أسْوُقها. . أنها غليظة". دخل ""قال الليث: الدَّخْلُ عَيْبٌ في الحسب وكذلك الدَّخَل، وأمرٌ فيه دَخْلٌ ودَخَلٌ-مُثَقَّلٌ ومخففٌ-ودَغَلٌ: بمعناه. "وقال" الفرَّاء في قول الله "جلَّ وعزّ" (تَتَّخِذون أيمانكم دَخَلاً بينكم أنْ تَكونَ أمَّةٌ هي أرْبى مِنْ أمَّةٍ)"". قال: يعنى دَغَلاً وخديعة. قال: ومعناه: لاتغْدروا بقوم. . لقلتهم وكثرتكم، أو قلَّتكم وكثرتهم، وقد غررْتموهم بالأيمان. . فسكنوا إليها. وقال الزَّجاج: "تتَّخِذون أيمانكم دَخَلاً بَيْنكم"-أي: غِشاً بينكم ودغَلاً. قال: و"دَخَلاً" منصوبٌ: لأنه مفعول "له". قال: وكلُّ ما دخله عيبٌ. قيل: هو مدخول، وفيه دخل. وقال القُتَيْبيُّ-في قوله تعالى: (أنْ تَكُون أمَّةٌ هي أرْبى مِنْ أمَّة): أي: لأن تكون أمَّة أغنى من قومٍ وأشرف من قوم-تقتطعون بأيمانكم حقوقاً "لهؤلاء" فتجعلوها لهؤلاء. وقال الليث: الدَّخْلُ: مادخل على الإنسان. . من ضَيْعَتِه من المَنالة. "قال": والمَدْخولُ: المهزُول، والداخلُ في جوفه الهُزالُ. . بعير مدخول، وفيه دَخَل بيِّن من الهزال، ورجلٌ مَدْخول-إذا كان في عقله دخل، أو في حسبه. قال: والدِّخْلَةُ: بطانة الأمر. تقول: إنه لعفيف الدُّخلة، وإنه لخبيث الدُّخْلة-أي: باطن امره. قال: والدُّخلةُ-في اللون-تخليط من ألوان في لون. ويقال: إنه لعالمٌ بدُخْلةِ أمرهم "وبدخل أمرهم"، وإذا اتُكل الطعام سُميِّ مدخولاً ومسْرُوفاً. قال: ودخيل الرَّجل: الذي يداخله في أموره كلَّها، فهو له دخيل، ودُخْللٌ. وقال شمر-في تفسير بيت الرّاعي: كأنَّ مَنَاطَ العِقِد حَيْثُ عَقَدته لبان دَخِيليٍّ أسياِ المُقَلَّـدِ قال "الدَّخِيِليُّ": الظْبيُ الرَّبِيبُ يُعلَّقُ في عنقه الودَعُ فشبِّه الوَدَعُ في الرَّحْل بالوَدْعِ في عُنق الظَّبْي. يقول: جعلنا الوَدَع في مقدَّم الرَّحْل. قال والظبيُ الدَّخِيليُّ واْلأهيليُّ والرَّبيبُ: واحدٌ. ذكر ذلك كلَّه عن ابن الأعرابي.
وقال أبو نصر: "الدَّخِيليُّ" في بيت الرَّاعي: الفَرَسُ يُخصُّ بالعلف. قال: وأمَّا قوله: هَمَّانِ باتا جَنْبَةً وَدَخِيلا فإن ابن الأعرابي قال: أراد-همّاً داخل القلب، وآخر قريباً من ذلك كالضَّيْفِ إذا حلَّ بالقْوم فأدْخَلوه. . فهو دخيلٌ، وإن حلَّ بفنائهم فهو جَنْبَةٌ وأنشد "لجرير". وَلَّوْا ظُهُورَهم الأسِنَّةَ بَعْدما كان الزُّبْيرُ مُجاوراً ودخيلا "وقال" ابن السكيت: يقال: فلانٌ دُخْلُلُ فلان، وَدُخْلَلُهُ-إذا كان بطانته وصاحب سرِّه. وقال الليث: الدِّخالُ: مُداخلةُ المفاصل بعضها في بعض. . وأنشد: وطِرْفَةٍ شُدَّتْ دِخالاً مُدْمجا قلت: وناقة مُدَاخَلَةُ الخَلْق-إذا تلاحكت واكتنزتْ، واشتد أسْرها. أبو عبيد-عن الأصمعي: إذا وَرَدت الإبل أرْسَالاً فشرب منها رَسَلٌ ثم وَرَد رَسَلٌ آخر الحوض فأُدخل بعيرٌ "قد" شرب بين بعيرين لم يَشْرَبا. . فذلك الدِّخالُ. وإنما يُفْعلُ في قِلَّة الماء. وأنشد غيرهُ فيه بيت لَبَيدٍ: فإوْرَدَها العِرَاك ولـمْ يَذُدَهـا ولم يُشْفِقْ عَلَى نَغَصِ الدَّخال وقال الليث: الدَّخالُ في وِرْد الإبل-إذا سُقْيت قطيعاً قطيعاً حتى إذا ما شربت جميعاً حُمِلَت على الحوض ثانيةً، لتستوفى شُرْبها. . فذلك الدِّخالُ. "قلت: والصحيح في تفسير الدِّخال ماقاله الأصمعي، والذي قاله الليث ليس بصحيح. و" الدُّخَّلُ صغار الطير. . أمثال العصافير-وجمعه دَخَاخيلُ-تأوِى الْغِيَرَان والشجر الملتفَّ. . والأنثى: دُخَّلة. قال: والدُّخول: نقيضُ الخُروج. وفي حديث العائن: "أنَّه يَغْسِلُ داخلة إزارهِ". قال أبو عبيد: "داخلةُ إزاره": طَرَفُهُ الذي يلي جَسَد المُؤْتَزِرِ. وفي حديث آخر: "إذا أراد أحدكم أنْ يَضْطجع عَلَى فِرِاشه "فلينزِعْ داخلةَ إزارهِ ولْيَنْفُضْ بها فراشهَ فإنَّه لايَدْري ماخلفه عليه. أراد بها طَرَف إزاره الذي يلي جسده. وأمَّا دَاخِلةُ الأرض: فَخَمَرُها وغامِضُها-. يقال: مافي أرضهم دَاخِلةٌ من خمرٍ. وجمعها الدَّوَاخل. وقال ابن الرِّقاع: فَرَمى به أدْبارَهُنَّ غُلامُنا لَمَّا اسْتَتِبَّ به ولمْ يَسْتَدْخل يقول: لم يدخل الخمر فيتخْتل الصَّيْد ولكنَّه جاهرها-كما قال زهيرٌ: مَتَى نَرَهُ فإنَّنا لانُخاتِلُهْ وقال أبو عبيدة: بينهم دُخْلُلٌ ودُخْلَلٌ-أي: إخاءُ ومودَّةٌ: والدُّخْلَلُون اُلْحِشْوةُ الذين يدخلون في قومٍ ليسوا منهم والدُّخْلَلُون: الأخلاَّء والأصفياء. وهذا الحرف من الأضداد. وقال امرؤ القيس: ضَيَّعَهُ الدُّخلَلُون إذْ غَدَرُوا قال: الدُّخْلَلُون-: الْخاصَّةُ-ههنا. وقال الأصمعي: الدُّخَّلُ من الكلإ: مادخل في أغصان الشَّجر ومنعه الْتِفافُهُ عن أن يُرْعى، وهو العُوَّذُ. . ودُخلُ اللَّحم: ماعاذ بالعظم، وهو أطيب اللحم. وقيل للعُصفور الصغير: دُخَّلٌ-لأنه يَعْوذ بكلِّ ثَقْبٍ ضيقٍ من الجوارح. "وقال" شمر: يقال: فلانٌ حَسَنُ المَدْخل والمخرج-أي: حسنُ الطريقة. . محمودها وكذلك: هو حَسَنُ المَذْهب. وفي حديث الحسن: "كان يُقال: إنَّ من النِّفاق اختلاف المَدْخل والمَخْرج واختلاف السِّرِّ والعلانية". قال شمر: أراد ب"اختلاف المَدْخل والَمْخرج": سُوء الطريقة. ثعلبٌ-عن ابن الأعرابي: أنه قال: الدَّاخلُ والدُّخالُ والدُخْلُلُ-كلُّه دُخَّال الأذن، وهو الهِرْنِصانُ. والدَّوْخَلَةُ هي الوَشِيجة التي تُسَوَّى من الخوص للتَّمْر، وتُجمع: دَواخل ودَوَاخيل. وقال عَدِيٌّ: فِيه ظِبَاءٌ وَدَواخِيلُ خُوصْ خلد قال الليث: الخلُودُ: البقاء في دارٍ لايُخرج منها، والفِعْلُ: خَلَد يَخْلُد: قال: وأهل الجنَّة خالدون مُخَلَّدون آخر الأبد، وأخلَدَ اللهُ أهل الجنة إخلاداً والخُلْدُ: اسمٌ من أسماءِ الْجنان. وأخلَدَ فلانٌ إلى كذا وكذا-أي: رَكَن إليه ورضى به. وقال الفرّاء-في قوله عزّ وجلّ: (ولَكِنَّهُ أخْلَدَ إلى الأرضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ) أي: رَكَن إليها وسَكَن. قال: ويقال: خَلَد إلى الأرض-بغير ألف-وهي قليلة. قال: ويقال للرجل-إذا بقى سوادُ رأسه ولحيته على الكبر: إنه لَمُخْلِدٌ.
"ويقال للرجلُ-إذا لم تَسْقُط أسنانه من الهَرَم: إنه لَمُخْلِدٌ". قال: وسمعت الكسائي يقول: خلَد وأخْلَد، وخَلَّدَ. . إلى الأرض، وهي قليلةٌ ونحو ذلك قال الزَّجاجُ. وقال الله جلَّ وعزَّ: (يَطُوفُ عَلَيْهمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ). قال الفرَّاء-في قوله: "مُخَلَّدُونَ": بقال: إنهم على سِنِّ واحدةٍ، لايتغيرون. قال: ويقال: "مُخَلَّدونَ": مُقَرَّطُون. ويقال: مُسَوَّرُون. كلُّ ذلك يقالُ. وأنشد غيرهُ: و مُخَلَّداتٍ باللُّجَيْنِ كأنمـا أعْجَازُهُنَّ أقَاوِزُ الْكُثبانِ ثعلبٌ-عن ابن الأعرابي: من أسماء الفأر: "الثُّعْبَةُ" والخُلْدُ، والزَّبَابَةُ. وقال الليث: الْخُلْدُ ضربٌ من الْجرْذان عُمْىٌ. . لم يُخْلَقْ لها عيونٌ، واحدها خِلْدٌ-بكسر الخاء-والجميع: خِلْدانٌ. ثعلب-عن ابن نَجْدة، عن أبي زيدٍ-: من أسماء النَّفْس: الرُّوعُ واَلْخَلُد. وقال اللَّيث: الخَلَد: البالُ-يقال: ما يَقَعُ ذلك في خَلَدِي-أي: في بالي. وقال أبو زيد: الْبَالُ: النَّفْس، "فإذا: التَّفسْيران متقاربان". وقال الليث: الْخوَالِدُ: اْلأثَافيُّ والْجِبال?والحِجارة تُسَمَّى: خَوَالدَ. وأنشد: فَتأتِيك حَذَّاء مَحْمُـولةً تَفُضُّ خَوالدها الْجنْدَلا يعنى القوافي. أبو عبيد-عن أبي عمرو-: أخْلَدَ به إخلاداً، وأعْصَمَ به إعْصَاماً-إذا لَزمه وبَنُو خُوَيْلدٍ: بطنٌ من عَقْيلٍ. وقال أبو عمرو: خلَّدَ جاريته-إذا حَلَّها بالْخلَدٍ، وهي الْقِرطَة، وخَلَّدَ "الرجُلُ"-إذا أسَنَّ ولم يَشبْ. وقال ابن الأعاربيِّ-"في قوله: "وِلْدانٌ" مُخَلَّدون"-: مُقَرَّكون بالْخلَدَةِ وجمعها: خَلَدٌ، وهي الْقِرطَةُ. دلخ النَّضْرُ: دَلَخت الناقةُ-أي: سمنتْ وناقةٌ دالِخةٌ. وقال الليث: رجلٌ دالخ وقَوْمٌ دَالخون. . ، وهُو المُخصِبُ من الرِّجال. ابن السكِّيت-عن الفرَّاء-: امرأة دُلَخَةٌ-أي: عَجْزاءُ. وأنشد: أسْقـى ديارَ خُـرَّدٍ بِـلاخِ منْ كلِّ هَيْفاءِ الْحشَا دلاخِ قال: "بِلاخِ": ذواتُ أعجاز. قال: و"دُلاَخِ" للواحدة ودِلاَخٌ: للجميع. وقال أبو عمرو: دَلِخ يَدْلَخُ دَلَخاً، فهو دَلِخٌ، ودَلُوخٌ-أي: سمينٌ. وأنشد: يُسائِلنا مَنْ ذَا أضَرَّبِهِ التَّـنَـخْ؟ فَقُلْتُ: الَّتي لأياً تَقُومُ مِنَ الدَّلَخ خدن قال اللَّيثُ: الْخْدنُ والْخَدينُ: الذي يُخادِنك. . يكون معك في كلِّ أمرٍ ظاهر وباطن. وخِدْنُ الجارية: مُحَدِّثها. قال: وكانوا في الجاهليَّة لايمتنعون من خِدْنٍ يُحَدِّث الجارية، فجاء الإسلام بهَدْمه. قال الله جلَّ وعزَّ، (مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسافِحاتٍ وَلا مُتَّخِذَاتِ أخْدانٍ). يعني أنْ يتَّخِذْن أصدقاء. دخن قال أبو عبيد: دَخَنت النَّارُ تَدْخِنُ-إذا ارتفع دُخانها، ودَخِنَتْ تَدْخَنُ-إذا ألقيت عليها حَطَباً فأفسدتها حتَّى يَهيج دُخان يشتدُّ. وكذلك: دَخِن الطُّعامُ. . يَدْخَنُ. وقال الليث: دَخَن "النَّارُ" والدُّخانُ "دُخُوناً"-إذا سَطَع. قال: والدَّاخِنةُ: كُوى فيها إرْبَّاتٌ تُتَّخَذُ على الْمَقالى واْلأتُّونات. وأنشد: كمثْل الدَّوَاخِنِ فَوْقَ الإرِينا ويقال: دَخَن الغُبَارُ-أي: ارْتَفَع وسَطَع. ومنه قوله: اسْتَلْحَمَ الوَحْشَ على أكْسائهـا أهْوَجُ مِحْضيرٌ إذا النَّقْعُ دَخَنْ أي: سطع. قال: والدُّخْنَةُ بَخُورٌ يُدَخَّنُ به الثَّوْب أو البيت. والدُّخْنُ: الْجاوَرْسُ-والحبَّةُ منه دُخْنةٌ. والدُّخْنَةُ من لونِ الأدْخَنِ، وهو كُدْرَةٌ في سوادٍ-كالدُّخان. شاةٌ دَخْناء، وكَبْشٌ أدْخَنٌ. وقال رؤبة: مَرْتٌ كظَهْرِ الصَّرْصَرانِ الأدْخَنِ قال: "الصَّرْصَرانُ" سمكٌ بحريٌّ. وليلةٌ دَخْنانةٌ، كأنما تَغَشَّاها دُخانٌ من شِدَّة حرِّها. ويومٌ دَخْنانٌ سَخنانٌ. وفي حديث النَّبي صلى الله عليه وسلم-حين ذَكر الفتن فقيل له: أبَعْدَ ذلك خَيرٌ؟ فقال: هُدْنَةٌ على دَخَنٍ، وجَماعةٌ عَلَى أقْذاء".
قال أبو عبيد-في قوله: "هُدْنَةٌ عَلَى دَخنٍ"-تفسيرهُ في الحديث: لاترجع قُلُوبُ قُوْمٍ على ماكانت عليه.
قال: وأصل الدَّخَنِ: أن يكون في لون الدَّابَّة أو الثوب: كُدْرةٌ إلى سوادٍ. وقال الْمُعَطَّلُ الْهُذَليُّ يصف سيفا: لَيْنٌ حُسَامٌ لايليقُ ضـريبةً في مَتْنِهِ دَخَنٌ وأثْرٌ أحْلَس قوله: "دَخَنٌ": يعنى كُدُورةً إلى السواد، ولا أحْسَبِهُ. أخذ إلا من الدُّخان. وهذا شبيهٌ بلون الحديد. قال: فَوَجْههُ، أنه يقول: تكون القُلوبُ هكذا، لايصفو بعضها إلى بعضٍ ولايَنْصَعُ حُبُّها كما كانت، وإن لم تَكُنْ فيهم فِتْنَةٌ. وجمع الدُّخان: دَوَاخنُ، عَلَى غير قياس وقيل: "الدَّخَنُ": فِرِنْدُ السَّيف في قول الهُذْليِّ. "وقال" شمر: يقال للرجل-إذا كان خبيث الخُلُق-: إنَّهُ لَدَخِنُ الْخُلُقِ، وقد دخن خُلُقه دَخَناً-إذا خَبُث وفَسَد. وقال قَعْنَبٌ: وَقَدْ عَلِمْتُ عَلَى أنيِّ أُعاشِرُهُم لانَفْتأ الدَّهْرَ إلاَّ بَيْننا دَخَـنُ ودخن الطَّعام واللَّحم-إذا شُوى فأصابه الدُّخان حتى غَلَب عَلى طعمه. وشرابٌ دَخِنٌ: مُتَغِّيرَ الرائحة. وقال لبيدٌ: وَفْتيَانِ صِدْقٍ قَدْ غَدَوْت عَلَيهُمو بِلا دَخِنٍ ولا رَجيعٍ مُجَنِّـبِ ويروى مُجَنَّبِ فتامَجنَّبُ: الذي جنبه الناس-والمجَنِّبُ: الذي بات في الباطيةِ. "وقول الله جلَّ وعزَّ: (يَوْمَ تَأتِى السماءُ بدُخانٍ مُبينٍ)-أي: بِجَدْبٍ بيِّن. يقال: إن الجائع كان يرى بينه وبين السماء دُخاناً من شِدَّة الجوع. ويقال: بل قيل للجوع: دُخانٌ، لُيبْسِ الأرض في الْجدْب وارتفاع الغُبار. . فَشَبَّهَ غُبْرَتَها بالدُّخان. ومنه قيل لسنة الْمجاعة: غَبْراء-وجوعٌ أغْبَر. وربما وضعت العرب الدُّخان موضع الشَّرِّ إذا علا، فيقولون: كان بيننا أمرٌ ارتفع دُخانٌ. وقد قيل إنَّ الدُّخان قد مضى. ومِثْل دُخانٍ، ودَوَاخن: عُثَانٌ، وعواثن". والعرب تقول لغنيٍّ وباهلة: بنو دُخانٍ. قال الطِّرمَّاحُ: يا عَجَباً لَيْشكر إذْ أعَـدَّتْ لِتَنْصُرهُمْ رُواةَ بني دُخانِ دنخ قال الليث: التَّدنيخُ: خضوع، وذلَّةٌ وتنكيس للرأس. يقال: لمَّا رآني دَنَّخَ. قال: والتَّدْنِيخُ في الْبِطِّيخة: أن ينهزم بعضها ويخرج بعضها. ورجلٌ مُدَنِّخُ الرأس-إذا كان فيه ارتفاعٌ وانخفاض. ويقال: دَنَّخَتْ ذِفْراهُ-إذا أشْرَفَتْ قمَحْدُوتهُ عليها، ودخلت الذِّفْري خَلْف الْخشَشَاوَيْنِ. أبو عبيد-عن الأصمعي-: دَنّخ الرجل-إذا طأْطَأ ظَهْرَه. "وقال" اللحياني: يقال للرَّجل-إذا لم يبرح بيته: قد دنَّخَ الرّجلُ في بيته. خفد قال الليث: الْخَفْيَد-من الظِّلْمانِ: الطَّويل السَّاقِيْن. وجمعه الْخَفيْداتُ، والْخفَاد. قال: وإذا جاء اسمٌ على بناء "فَعالِلَ"-مِمَّا في آخره حرفان "مِثْلان"-فإنهم يَمُدُّونه-نحو قرْد، وقراديد. . وخَفَيْد-وخَفَادِيدَ. "وقال أبو عبيد: قيل للظَّليِم: خَفَيْد لسرعته". أبو عبيد-عن الأمويِّ-: إذا ألْقَتِ الناقة ولدها-قبل أن يستبين خَلْقه-قيل: أخفْدَتْ، وهي ناقةٌ خَفُودٌ. قال شمر: وهذا غريب مُنْكَرٌ. قلت: وروى أبو العباس-عن ابن الأعرابي-: إذا ألْقت المرأة ولدها بزخرةٍ واحدة. زَكَبَتْ به وأزْلَختْ به، وأمْعَصَتْ به، وأخْفَدَت به، وأسْهَدت "به" وأمْهدت به. "ويقال للظليم: خَفَيْد، وخَفَيْفَدٌ كلُّ يقال". خدف عمرو-عن أبيه-يقال لِخرق القميص قبل أن تؤلَّف: الكِسَفُ والْخِدَفُ. واحدها: كِسْفَةٌ وخِدْفَةٌ. قال: والْخَدْفُ: السُّكان الذي بالسَّفينة. خدب سَلَمة-عن الفرَّاء-يقال: فلان على طريقةٍ صالحةٍ، وخَيْدَبَةٍ وسُرْجُوجةٍ، وهي الطريقة. أبو عبيد-عن أبي زيد-يقال: أقْبِلْ عَلى حَيْدَبَنِك-أي: على أمْرك الأوَّل وخُذْ في هِدْيَتك، وقديِتك أي: فيما كُنْت فيه. أبو عبيد-عن الأصمعي-: من أمثالهم في الهلاك قُولهمْ: "وَقَع القَوْمُ في وادي خَدَباتٍ". قال: وقد يقال ذلك فيهم-إذا جاروا عن القَصْد. "وقال الليث": الْخَدْبُ: ضربٌ في الرأس ونحوه. والْخَدْبُ: الضرب بالسيف. . يَقْطع اللحم دون العظم. وقال العَجَّاجُ: نَضرِبُ جَمْيْعهِمْ إذا اجْلَخَمُّوا خَوَدابـاً أهْـوَنـهـمَّ الأُمُّ وقال آخر: لِلْهامِ خَدْبٌ والأعْناق تَطْبيقُ ويقال: أصابتهم خادبةٌ-أي: شَجَّةٌ شديدةٌ. وبعيرٌ وَشَيْخٌ خِدَبٌّ: ضَخْمٌ قويٌّ شديد. وخَيْدَبٌ: موضع في رمال بني سَعْدٍ. وقال "الرّاجز": بِحَيثُ ناصى الْخِبرَاتُ خَيْدَبا أبو عبيد-عن الأصمعي-: الْخدْباءُ: الدِّرعُ اللَّيِّنَةُ وأنشد: خَدْباء يَحفِزُها نجادُ مُهَنَّدٍ شمرٌ-عن ابن الأعربي-: نابٌ خَدِبٌ وسَيْفٌ خَدِبٌ، وضربةٌ خَدْباء: مُتَّسِعَةٌ طويلة. وسِنَانٌ خَدِبٌ: واسع الجراحة قال بِشْرٌ: عَلَى خَدِبِ الأنيابِ لم يَتَثلَّمِ قال: والأخْدَبُ: الذي لايتمالك من الُحْمقِ. وقال امْرؤ القيسِ: وَلَسْتُ بِطَيَّاخَةٍ في الرجالِ وَلَسْتُ بِخِزْرافةٍ أخْدَبـا قال: والْخِزرافةٌ: الكثير الكلام. . الخفيفُ. وقال غيره: هو الرِّخْوُ. "وقال" ابنُ هانئ-عن أبي زيد-: خَدَبْتَهُ: قَطَعْتَهُ. . وأنشد: بيضٌ بأيديهمُو بيضٌ مُـؤلَـلَّةٌ لِلْهَامِ خَدْبٌ واللأعْناقِ تطبيقُ ثعلب-عن ابن الأعرابي-: قال: الْخَدْباءُ: العَقُورُ من كل الحيوان. أبو عبيد-عن الكسائي-: خَدَبْتهُ الحُّية-أي: عَضَّتْهُ. بدخ قال الليث: امرأة بَيْدخةٌ: تارَّةٌ-لغة حَمْيَريَّةٌ-وبه سميِّت المرأة. . وانشد: هَلْ تَعْرِفُ الدَّارَ لآل بَيْدَخَا ويقال: فلان يَتَبَدَّخُ علينا، ويَمَدَّخُ علينا-أي: يَتَعَظَّمُ وَيَتَكَبَّر. النَّضْرُ: والْبُدَخَاءُ: العِظامُ الشؤون-وأنشد لساعدة: بُدَخَاءُ كلُّهُمُو إذا ما نُوكُرُوا وبدخْ-كقولك: "عَجَباً". وَ"بَخْ بَخْ" تَتَكَّمُ بها عند تفضيلك الشَّئ وكذلك "بَدَخْ" مثل قولهم: "عَجَباً وبَخْ بَخْ". . وأنشد: نَحْنُ بَنُو صَعْبٍ وصَعْبٌ لأسَـدْ فَبَدَخٌ!! هَلْ تُنْكرون ذاك مَعَدْ؟ خمد أبو عبيد-عن الأصمعي-: إذا سَكَن لهبُ النَّار ولم يَطْفَأ جَمْرها. قيل: خَمَدَتْ تَخمُد خُمُوداً. فإن طَفئِت الْبَتَّة، قيل: هَمَدت هُمُوداً. ونحو ذلك قال الليثُ. وفي نوادر الأعراب: يقال: رأيته مُخْمِداً ومَخْبِتاً ومُخْلِداً ومُخْبِطاً ومُسِبِطاً ومَهِدياً-إذا رأيته مُضْرباً لايَتَحرَّكُ، "وأخْمد فلانٌ ناره". خدم قال: الْخَدَمُ: الْخدَّامُ. . والواحد خادمٌ-غُلاماً كان أو جاريةً. . وأنشد: مُخَدَّمُون ثِقالٌ في مَجَالِسِـهْـم وفي الرِّحال إذا رافَقْتَهُم خَدَمُ وهذه خادمنا-بغير هاء-لوجوبه وهذه خادمتنا غداً. وَأخْدَمْت فلاناً-أي: أعْطَيْته خادماً يَخدِمُهُ. ويقال: لابُدَّ لمن لاخادم له أن يَخْتَدُ-أي: يَخْدم نفسه. "ويقال: اخْتَدَمْتُ فلاناً، واسْتَخدمته-إذا سألْتَهُ أن يَخْدِمك". قال: والْخدَمَةُ: سَيْرٌ غليظٌ مُحْكمٌ-مثل الْحلْقةِ-يُشَدُّ في رُسْغِ البعير، ثم يَشَدُّ إليها سَرائحُ نعلها "وجمعها خِدامٌ". وسُمِّى الْخلْخالُ: خَدَمة بذلك. والْخدْماءُ من الغنم: التي في ساقها-عند الرُّسْغ-بياضٌ كالْخِدمةٍ في السَّواد أو سواد في بياض. والاسم: الْخُدمَةُ-بضم الخاء. قال: ويُسَمَّون موضع الْخلخال: مُخَدَّماً. ورباط السَّراويل-عند أسفل رجل السَّراويل-يقال له: الْمُخَدمُ. واْلمُخَدَّمُ-من البعير-ما فوق الكَعْبِ. أبو عبيد عن أبي زيد: إذا ابيضَّتْ أوْظِفةُ النّعْجة فهيحَجْلاء وخَدْماءُ. "وقال" أبو عبيدة: إذا قَصُر البياض عن الوظيف، واستدار بأرْسَاغ رِجلي الفَرَس-دون يَديه-فذلك: التَّخْديِمُ. يقال: فرسٌ أخْدَمُ ومُخَدَّمٌ. وفي حديث خالد بن الوليد: أنَّه كتب إلى مَرَازِبة فارس: "الحمد لله الذي فَضِّ خَدَمَتكم، "وسَلَبَ مُلكَكُمْ"". قال أبو عبيد: هذا مثلٌ، وأصْل الْخدَمة: الحْلقَةُ المستديرة المُحْكمة-ومنه قيل للخَلاَخِيِل: خدَامٌ-وأنشد: كَانَ مِنَّا المُطَارِدُون عَلَى اْلأُخْ رى إذا أبْدتِ الْعَذَارَى الخِداما
قال: فشَّبه خالدٌ اجتماع أمرهم كان واستساقهم. . بذلك. ولهذا قال: "فَضَّ خَدَمَتكمْ"-أي: فَرَّقها بعد اجتماعها. عمرو-عن أبيه-"قال": الخِدَامُ: القُيُود. . ويقال للْقَيْدِ: مِرْمَلٌ "ومِحْبسٌ". وفي حديث سَلْمان: "أنه رُئي عَلَى حمار وعَلَيه سَرَاويلُ وخَدَمَتَاهُ تَذّبْذبان" أرادوا بخَدَمَتَيه: ساقيه. سُمِّيتا: خَدَمَتَيْن، لأنهما موضعا الخَدَمَتَيِن-وهما الْخلخالان. ويقال: أريد بهما: مَخْرَجا الرِّجلين من السَّراويل. دمخ دَمْخٌ: اسمُ جَبَلٍ. قال العجَّاج: بِرُكْنِهِ أرْ كانَ دَمْخٍ لانْقَعَرْ ثعلب-عن ابن الأعرابي-: الدَّمْخُ: الشَّدْخُ. "يقال": دَمَخه دَمْخاً-"إذا" شَدَخَه. ""قلت: لم أسمعِ "الدَّمْخ" بهذا المعنى لغيره"". مدخ قال الليث: الَمْدُ الْعَظَمة. . ورَجلٌ مَادِخٌ ومَدِيخٌ-"أي": عظيم عزيز. وقال الْهُذَليُّ: مُدْخَاءُ كلُّهُمُو إذا مانُـوكـروا يُتقى كما يُتقى الطَّلِيُّ الأجْرَبُ وقال أبو عمرو: التّمادُخُ: البَغْي-وأراد به "الكِبْرَ". . وأنشد: تَمَادَخُ بالْحِمى جَهْلاً عَلَيْنا فَهَلاَّ بالْقَنَانِ تَمادَخِينـا وقال الزَّفَيَانُ: فَلاَ تَرى في أمْرنا اْنِفسَاخا مِنْ عُقَدِ الحَيِّ ولاَ امْتِدَاخا أبو العباس، عن ابن الأعرابي: المَدْخُ: المَعُونة التَّامة، وقد مَدَخَهُ يَمْدَخُه مَدْخاً، ومادَخَهُ يُمادِخَهُ مُمادَخَةً-إذا عاونه على خيرٍ أو شرٍ. ختر قال الله جلَّ وعزَّ: (كُلُّ خَتّارٍ كَفُورٍ). قال الفرّاء وغيره: "الخَتّارُ": الْغَدار. ويقال: الْخَتْرُ: أسْوأ الغَدْر. وقال الليث: الْخَتْرُ: كالْخَدَرِ، وهو ما يأخذك من شرب الدَّواء والسَّمِّ ونحو ذلك حين تَضْعُف. أبو العباس-عن ابن الأعرابي-: خَتَرَتْ نفسه-أي: خَبُثَتْ، وتختّرتْ-بالتاء-أي: اسْترختْ. والتَّخَتُّرُ: التّفَتُّرُ والاسترخاء. "يقال: شرب اللبن حتى تختَّر". خرت قال الليث: اَلُخرْت: للإبرة والفأس ونحوه، وهو ثقبه. . ويُجمع على الخُرُوت وكذلك: خَرُْتُ الْحلَقة. وجملٌ مَخْروتُ الأنف: خَرَتهُ الْخشَاش. "وقال" شمر: دليلٌ خِّرِيتٌ برِّيتٌ-إذا كان ماهراً بالدَّلالة، مأخوذ من الَخُرْت. أبو العباس-عن ابن الأعرابي-: فأسٌ فِنْدأيَةٌ: ضَخْمةٌ لها خُرْتٌ، وخُراتٌ وهو خَرْق نصابها. ويقال: هذا الطريق يخْرتُ بك إلى موضع كذا وكذا. وقال ابن المُظَّفِّر: الخرِّيتُ الدليل وجَمعهُ: خَرَارت. . وأنشد: يُعنى عَلَى الدَّلامِز الْخرَارِات قال: وإنما سُميِّ "خِريَّتاً" لشقه المفازة. قال: وفي المزادة أخْراتها، وهي الْعُرا بينها القصب التي تُحمل بها. . الواحدة خُرْتَةٌ. قلت: هذا وَهْمٌ، إنما هو خُرَبُ المزادة. . الواحدة خُرْبةٌ، وكذلك خُرُبَةُ الأذن-بالباء-وغُلامٌ أخربُ الأذن. والخُرْتة-بالتاء-: في الحديد من الفأس والإبرة. والُخْرَبةُ-بالباء-: في الجِلْد. وقال أبو عمرو: الْخُرْتَةُ: ثقبُ الشَّغيزة وهي المٍسَلَةُ. قال ابن الأعرابي: وقال السّلُوليُّ: راد خُرْت القوْم-إذا كانوا غَرِضين بمَنْزلهم لايَقرُّون، ورادت أخْرَاتُهُم-ومنه قوله: لقد قَلِق الْخُرتُ إلا انتظارا أبو الهيثم: والخَرَاتان من كواكب "الأسد"، وهما كوكبان بينهما قَدْرُ سَوْط، وهما كتفا "الأسد"، وهما زُبْرةُ "الأسد". قال الراجز: إذا رأيْت أنجماً مِنَ الأسَـدْ جَبْهَتَه أو الخَرَاتَ والْكَتَدْ بَالَ سُهَيْلٌ في الْفَضِيخِ فَفَسَدْ وَطَاب ألْبانُ اللِّقاحِ وبَرَدْ رتخ قال الليث: الرَّتْخُ: قطعٌ صغار في الجلد خاصةً. وإذا لم يبالغ الحَجَّامُ في الشَّرْط. قيل: أرْتَخَ. ترخ "وروى" أبو العباس-عن ابن الأعرابي-: التَّرْخُ: الشرط اللَّيِّن. يقال: اتْرخ شَرْطي. . ارتَخْ شَرْطي. قلت: فهما لغتان-التَّرْخُ والرَّتْخُ بمعنى الشرط اللَّيِّن، مثل الْجَذْبِ والْجَبْذِ. وقال ابن دُرَيْدٍ: رَتِخ العَجين رَتَخاً-إذا رَقَّ فلم ينْخَبِزْ، وطينٌ رَتِخٌ-"أي": زَلِقٌ.
وقال الليث: قُرَادٌ رَتِخٌ-وهو الذي شَقَّ أعْلى الجِلْد فَلَزِق به-رُتُوخاً.
وقال غيره: رَتَخ "فلان" بالمكان-إذا ثبت به. ختل قال الليث: الْخْتلُ: تَخَادُعُ عن غَفْلَة. "قلت: يقال الصَّائد-إذا استتر بشئ ليرمي الصَّيْد-: دَرَى وخَتَل. . للصيد. ويقال للرَّجُل: إذا تَسَّمَع لسر قومٍ-: قد اخْتتلَ. ومنه قول الأعشى: وَلاَ تَراها لِسِرِّ الْجار تَخْتتِلُ وفي نوادر الأعراب: هو يمشى الْخوْتلى-إذا مشى في شقةٍ. ويقال: هو يَخْلِجني بعينه، ويشمى لي الْخوْتلي. خلت قلت: ورأيت البَحْرانيين يقولون لهذا الصَّمْغ-الذي يقال له: الأنْجَرُذُ-: الْخِلْتِيتُ-بالخاء-وغيرهم يقول: الْحِلْتيت. لخت يقال: حَرُّ سَخْتٌ "لَخْتٌ"-أي: شديد. لتخ اللَّطْخُ، واللَّتْخُ: واحدٌ. وقد لَتَخَهُ-أي: لَطَخَهُ. خنت "وروى" أبو العباس-عن ابن الأعرابي-"أنه قال": الْخِنَّوْتُ دابَّةٌ من دوابِّ البحر. نخت قرأت في نوادر الأعراب: نَخَت فلان لفلان، وسَخَت "له"-إذا اسْتَقْصى في القول "وبالغ فيه". ختن قال الليث: الْخَتْنُ: فِعْلُ الْخاتن الغُلامَ. يقال: ختَنَهُ يَخْتُنُهُ خَتْناً، فهو مَخْتُونٌ والْخِتَانَةُ صَنْعَتَهُ. والْخِتان ذلك الأمر كلُّه وعلاجه. والْخِتانُ موضعُ "القطع من الذَّكر. قلت: "وكذلك" الْخِتانُ من الأنثى موضع الخْفْضِ من نواتها"". ومنه الحديث "الْمَروي عن عائشة": "إذا الْتقى الختانان "فَقَدْ" وَجَب الغُسْلُ". ""ومعنى التقائهما: غُيوب خحَشَفة فرج الرَّجل في فرج المرأة، حتى يصير ختانه بحذاء ختانها. وذلك أن مدخل الذَّكر-من المرأة-يسفل عن ختانها، لأن ختانها مُسْتَعْلٍ. وليس معنى التقاء الختانين "أن يُماسَّ" ختانه ختانها، ولكن معناه أن يتخاذيا، وإن لم يتَماسَّا. وهكذا قال الشافعيُّ في تفسيره"". وأصل الخْتْنِ القطع. وأما الْخَتَنُ-بفتح التاء-فإن أحمد بن يحيى روى عن ابن الأعرابي، وعن أبي نصر-عن الأصمعي-أنهما قالا: الأحْمَاءُ من قبل الزَّوْج. . والأختان من قبل المرأة والصِّهر يجمعهما. وقال ابن الأعرابي: الْخَتَنَةُ: أمُّ امرأة الرَّجُل. قال: وعَلَى هذا الترتيب يقال: أبو بكلا وعمر: خَتَنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم. قلت: وروى حَمَّدُ بن زَيْدٍ-عن أيُّوب-قال: سألتُ سَعَيدَ بن جُبَيْرٍ: أينظرُ الرجلُ إلى شَعَرِ خَتَنَتِهِ؟ فقرأ هذه الآية: (وَلاَيُبْدِينَ زِيَنَتُهنّ إلاّ لبُعُولَتِهنَّ) حتى قرأ الآية، وقال: لاأراهُ فيهم، ولاأراها فيهنَّ. أراد "سعيد" بِخَتَنَتِهِ: أُمَّ امرأته. وقال ابن المُظِفِّرِ: الْخَتَن: "الصِّهْرُ". . تقول: خَاَتَنْتُ فلاناً مُخاتَنَةً-وهو الرجل المتَزَّوِّجُ في القوم. قال: والأبوان-أيضاً-خَتَنا ذلك الزَّوْج-والرجلُ خَتَنٌ، والمرأة خَتَنةٌ والْخَتنُ: زوجُ فتاة القوم، ومَنْ كان من قبله من رجل، أو امرأة، فهم كلَّهم أخْتانٌ لأهل المرأة. وأُمُّ المرأة، وأبوها: خَتَنَانِ للزَّوْج. قلت: الخُتْونَةُ: المصّاهرةُ، وكذلك الختُون-بغير هاءٍ. وأنشد الفَرَّاءُ: رأيْتُ خُتُونَ العامِ والعامِ قَبْلَهُ كَحَائِضةٍ يُزْنى بِها غَيْر قَبْلهُ ""أراد: رأيتُ مصاهرة العام، والعام "الذي كان" قبله "كامرأة حائِضٍ زُنى بها". وذلك أن هَذْين العامَيْن"": كانا عامَىْ جَدبٍ ومَحْلٍ، فكان الرجل الهجينُ إذا كثر ماله يخطُبُ إلى الرجل الشريف-في حَسَبه ونَسَبه "إذا قَلَّ مالهُ"-كَرِيمَتَهُ فيزوِّجُهُ إيَّاها ليكفيه مؤونتها في جُدُوبة السَّنة، فيتشرَّف الهجين بها، لشرف نسبها على نسبه وتعيش هي بماله، غير أنَّها تُورِثُ أهلها العار، "لأن أباها يُعَيَّر: أنه زوَّجها رجلا هجيناً غير صحيح النسب. فكانت المصاهرة التي تكون في الْجُدُوبةِ" "كحائضةٍ" فجِرَبها فجاءها العارُ من جهتين: إحداهما أنها أُتِيتْ حائضاً-والثانية أن الوَطءْ كان حراماً "مع حَيْضها". والختُونَةُ-أيضاً تَزوُّجُ الرَّجُل المرأة. . ومنه قول جريرٍ: وَمَا اسْتَعْهَد الأقْوامُ مِنْ ذي خُتُونَةٍ مِنَ النَّاسِ إلاَّ مِنك أوْمِنْ مُحاربِ قلت: والْخُتونة تجمع المصاهرة بين الرجل والمرأة، فأهْلُ بيتها: أخْتانُ أهل "بيت" الزَّوْج-وأهل بيت الزوج: أخْتانُ المرْأةِ "وأهلها". وروى أبو دَاوُدَ: "المصَاحِاحِفيُّ" عن النَّضْر. ابن شميل-أنه قال: سُمِّيتِ المخَاتَنةُ "مُخَاتَنَةً"-وهي المصاهرة-لالتقاء الْخِتانْين: منهما". وروى "حديثا" بإسْناده عن عُيَيْنَةَ بن حِصْنٍ: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " "إنّ" موسى عليه السلامُ أجَرَ نفسه بِعِفَّةٍ فَرْجه، وشَبِع بطنه. فقال له خَتَنَهُ: إن لَك في غنمي ما جاءت به قالب لونٍ". قال "ابن شميل: معنى قوله": "قالب لَوْنٍ": عَلَى غير ألوان أمهاتها. تنخ قال الليث: تُنُوخ: حيٌّ من اليمن. ثعلب عن ابن الأعرابي: تَنَخ بالمكان تُنُوخاً-إذا أقام "به". وقال اللِّحْيانيُّ: تَنَخ بالمكان. وتَنَأ به، فهو تَانِخٌ وتَانئُ-أي: مقيمٌ. وقال "غيره": طَنِخَ الرجل وتَنِخ-طَنَخاً وتَنَخاً-إذا اتَّخ. نتخ قال الليث: البَازي يَنْتِخُ اللَّحْم بِمِنْسَرِهِ والغُراب يَنْتِخُ الدَّبَرةَ عن ظهر البعير. قال: والنَّتْخُ إخْراجك الشوك بالْمِنْتَاخِيْنِ-وهما طَرَفا الْمِنْقاش وأنشد غيرهُ: يَنْتِخُ أعْيُنَهَا الغِرْبانُ وَالرَّخَمُ أبو العباس-عن ابن الأعرابي-قال: النَّتْخُ-أيضاً-: النَّسج. قال والنَّاتِخ: النَّاسجُ. قال ونَتَخْتهُ: "نَتَفْتهُ، ونَتَخْتُهُ: " نَقَشَتْهُ، ونتَخْتهُ: أهَنْتَهُ. ورُوى عن ابن عباس رضى الله عنه "أنه قال": "إنَّ في الجنَّةِ بساطاً مَنْتُوخاً بالذَّهب"-أي: منسوجاً. خفت قال ابن المظَفِّر: الْخُفُوتُ: خُفُوض الصَّوت من الجوع: تقول صَوْتٌ خَفيضٌ، خَفيتٌ. ويقال للرجل-إذا مات-: قد خَفَت-أي: انقطع كلامه. ويقال منه: زَرْعٌ خافتٌ-أي: كأنه بقي فلم يَبْلغ غاية الطُّول: وفي حديث أبي هريرة: "مَثَل المؤْمِنِ الضَّعيف كَمَثل خافِتِ الزَّرْعِ، يَمِيلُ مَرَّةً وَيَعْتَدلُ أخرى". قال أبو عبيد: أراد ب"الخَافِتِ": الزرعَ الغَضَّ اللَّيِّنَ. ومن هذا قيل للمِّيت: قد خَفَت-إذا انقطع كلامه. وأنشد: حَتَّى خَفَت الدُّعاءُ وصُرِّعَتْ قَتْلى كمُنْجدِعٍ من الغُلاَّنِ والمعنى: أنَّ المؤمن مُرَزَّأٌ في ماله ونفسه وأهله. وقال الليث: "الرّجُلُ" يُخافت بقراءته-إذا لم يُبَيِّنْ قراءته برفع الصَّوْت. قال الله-جلَّ وعزّ-: "وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاتِك وَلا تُخَافِت بها). وتَخَافِت القومُ-إذا تشاوروا سرَّاً. والإبل تُخافِتُ المضْغَ-إذا اجْتَرَّتْ. قال: وامرأة خَفُوتٌ لَفُوتٌ. فالْخفُوتُ: التي تأخُذُها العين مادامت وحدها فتقْبَلُها وتستحسنها، فإذا صارت بين النساء، غَمَرْنها. واللَّفْوتُ: التي فيها الْتِوَاءُ وانقباضٌ. وقال "أبو عبيد: قال" الكسائيُّ: اللَّفُوتُ: التي لها زَوْجٌ، ولها ولدٌ من غيره فهي تَلفَّتُ إلى ولدها. وقال شمر: بَلَغَني أن عبد الملك بنَ عُمَيْرٍ قال: اللَّفُوتُ: التي إذا سمعت كلام الرِّجال الْتَفَتتْ إليهم. "قلن: ولم أسمع "الْخفُوتَ"-في نَعْتِ النساء-لغير الليث". وروى أبو العباس-عن ابن الأعرابي-قال: الْخُفْتُ-بضم الخاء "وسكون الفاء"-: السَّذَابُ. قال: وهو الفَيْجَلُ والْفَيْجَنُ. وقال الْجَعْديُّ: فَلَـــــــــــــــسْــــــــــــــــــــتُ وإنْ عَزُّوا عَلَىَّبهالِكٍخُفَاتاً ولا مُسْتَهزِمٍ ذاهبِ الْعَقْلِ وقال أبو عمرو: "خفُاتاً"-"أي": فُجَأةً. ومُسْتَهْزِمٍ "أي" جَزُوعٍ"". ويقال: خَفَت من النُّعاس-أي: سَكَنَ. "قلت: ومعنى قوله: "خُفاتاً"-أي: ضَعْفاً: وتذلُّلاً. وأنشد أبو عبيدٍ في "خَفَت"-بمعنى سَكَن-: حَتَّى إذا خَفَتَ الدُّعاءُ وصُرِّعَتْ قَتْلى كَمُنْجَدِعٍ من الـغُـلاَّنِ وزرْعٌ خافتٌ-إذا كان غَضَّاً طريَّاً ناعماً". فخت قال الليث: إذا مشِت المرأة مُجَنْبَخَةً قيل: تَفَخَّتَتْ تفخُّتاً. قال: أظنُّ ذلك مشتقَّاً من مَشْي الفاختة-الطائر-وجمعها: الفَوَاخِتُ.
أبو عبيد-عن الكسائيِّ: الفَخْتُ ضوءُ القمر. . يقال جلسنا في الفَخْتِ. "وقال" شِمرٌ: لم أسَمعِ "الفَخْتَ" إلاَّ ههنا. قال: ويقال: هو يَتَفَخَّتُ-أي: يَتعجَّبُ، فيقولُ: ماأحْسَنَهُ!!!. أبو العباس-عن ابن الأعرابي-قال: "الفَخْتُ": نَشْلُ الطَّبَّاخِ الفِدْرةَ من القِدْرِ. فتخ في حديث النبيِّ صلى الله عليه وسلم: "أنَّه كَانَ إذا سَجَدَ جَافَى عَضُدَيْهِ عَنْ جَنْبَيْهِ، وفَتَخَ أصابع رِجلَيْهِ". قال أبو عبيد: قال يحيى بنُ سعيد: الْفَتْخُ: أنْ يَصْنَعَ هكذا-ونصب أصابعه ثمَّ غَمز موضع المفاصل منها إلى باطن الرَّاحة. يعنى: أنه كان يفعل ذلك بأصابع رجليه في السُّجود. ويقال للبراجم-إذا كان فيها لينٌ أو عِرَضٌ-: إنها لَفُتْخٌ. ومنه قيل للعُقَابِ: فَتْخَاءُ. . لأنها إذا انحطَّتْ كَسَرتْ جَنَاحَيْها وغَمَزَتْهُما، وهذا لايكون إلاّ من اللِّين. وأنشد: كأنيِّ بِفَتخَاء الجـنَـاحَـيْنِ لِـقَـوَّةٍ دفُوفٍ من العُقْبانِ طَأْطأْتُ شِمْلالي وقال أبو العباس أحمدُ بنُ يحيى: فَتَخَ أصلبع رِجلَيْه في السجود-"إذا" ثناهما. قال: وأصل الفتْخِ: اللِّيْنُ. قلت: يَثْنِيهما إلى ظَهْرِ القَدَم لا إلى باطِنها". قال "أبو العبَّاس": وقال ابن الأعرابي: الْفَتْخَةُ: الخاتمُ، وجمعها فَتَخٌ. وأنشد: يَسْقُطُ منه فَتَخِىِ في كُمِّى قال: كنَّ النِّسَاءُ يتختَّمْنَ في أصابع أرْجُلِهنَّ. فتصف هذه أنه إذا شال برِجْلَيْها وذاقت العُسَيْلةَ استَرْخَتْ أصابعُ رجليها فَسَقَطتْ خواتمها في كُمَّيْها، وإنما تَمَنَّتْ شدَّةَ الجماع. وقال الليث: الفُتُوخُ خواتيمُ بلا فُصُوص. . كأنها حَلَقٌ. قال: وكلُّ جُلْجُلٍ لايَجْرُسُ فهو فَتَخٌ. قال: والْفَتَخُ-في الرجلين-طُولُ العَظْم وقِلةُ اللحم. وقيل: بَلِ الْفَتَخُ: عَرِضُ الكفِّ والقَدَم وأنشد: عَلَى فَتْخَاءَ تَعْلَمُ حَيْثُ تَنْـجُـو وَمَا إنْ حَيْثُ تَنْجو من طَريق قال: عَنى بالْفَتَخاءِ ""شِبْه مِلْبَنٍ من خَشَبٍ يَقْعد عليه المُشْتارُ ثم يَمُدُّ يده من فوق، حتى يَبْلغَ موضع العَسَلِ. "ويقال: أراد بالفَتْخَاءِ"": رِجْلَهُ. قال: وهذا من صفة مُشْتارِ لْعَسَل". قال: والْفَتَخُ عَرِضُ مخالب الأسد ولين مفاصلها. أبو عبيد-عن الكسائيِّ-: اْلأفْتَخُ: اللَّيِّن مَفَاصِلٍ الأصابع "مع عَرِضٍ". خبت قال الليث: الْخَبْتُ عربيَّةٌ مَحْضَة، وجمعهُ خُبُوتٌ وهو ما أتَّسَع من بطون الأرض. وقال ابن الأعرابي: الْخَبْتُ ما اطمأنَّ من الأرض واتسع. وقال "شمرٌ: قال" أبو عمرو: الْخَبْتُ سَهْلٌ في الحَرَّة. وقال غيره: هو "الوَادي" الْعَمِيقُ الوطئُ، يُنْبتُ ضُروب الْعِضاهِ. وقال العَدَوِيُّ: الْخَبْتُ: الخفيُّ المطمئنُّ. قال: وخَبَتَ ذِكْره-أي: إذا خَفى. قال: ومنه "المُخْبِتُ" من الناس. أخْبَتَ إلى ربه-أي: اطمأنَّ إليه. وقال الفرَّاء-في قوله جلَّ وعزَّ-: (وَأخْبتُوا إلَى رَبِّهِمْ): يعنى: تخشَّعوا لربهمْ. قال: والعرب تجعل "إلى" في موضع "اللام". قال: ومعنى الإخْبَاتِ: الخشوعُ. وقال الليث: الْخَبيتُ: -من الأشياء-الحَقِيرُ الرَّدِ. وأنشد: يَنْفَعُ الطَّيِّبُ القَلِيلُ مِنَ الرِّزْ قِ وَلاَ يَنْفَعُ الكَثِيرُ الْخَبِيتُ "قلت: أظن "الْخَبِيتُ" تصحيفاً لأن الشَّئْ الحقير الردئُ: إنما يقال له: الْخَتيِتُ-بتاءين-وهو بمعنى الخَسيس فصحَّفَه وجعله خَبيتاً. وقال" شمر: الْخَبْتُ ما تطامن من الأرض وغُمَض، فإذا خرجْتَ منه أفضْيتَ إلى سِعَةٍ، والجميع: الْخُبُوتُ. بخت قال الليث: الْبَخْتُ: الجَدُّ-معروفٌ، "ولا أدري أعَرَبيٌّ هو أمْ لا"؟. وقال: والبُخْتُ: الإبلُ الخُرسانيَّةُ، "تَنْتَجُ" بين الإبل العربية والْفالِجِ. ويقال: جَمَلٌ بُخْتيٌّ وناقةٌ بُخْتِيَّةٌ، وهو أعْجميٌّ دَخيلٌ عَرَّبته العرب. ويجمع: البَخَاتيَّ أيضاً. "ويقال للذي يقتنيها: الْبَخَّاتُ". ختم قال الليث: خَتَمَ يَخْتِمُ-أي: طَبَع والخَاتِمُ: الفاعِلٌ، والْخاتِمُ: مايوضع عَلَى الطِّينة وهو اسْمٌ. . مثلُ "الْعالَم". والْخِتامُ: الذي يُخْتَمُ "به" على كتابٍ. وخِتامُ الوادي: أقصاه-وخَاتِمَةُ السُّورَةِ: آخرها. . وخَاتِمُ كلِّ شئٍ: آخرهُ. ويقال: خَتَمْنَا زَرَعَنَا إذا سَقَيْتَهُ أوَّلُ سَقْيَّةٍ، فهو الْخَتْمُ. "قال" والْخِتَامُ: اسْمٌ له لأنه إذا سُقَيَ فقد خُتِمَ بالرجاء. وقد خَتَمُوا على زَرْعِهمْ: أي-سَقَوْهُ، وهو كِرَابٌ بَعْدُ. وقال ابن شميل: قال الطَّائِفيُّ: الْخِتامُ أنْ تُثار الأرض بالبَذْر حتى يصير الْبَذْرُ تحتها، ثم يَسْقونها-يقولون: خَتَموا عليه. وقول الله جَلَّ وعزَّ: (خَتَمَ اللهُ على قُلوبهمْ) كقوله (طَبَع الله على قُلُوبِهِمْ). وأما قوله جلَّ وعزَّ: (فإنْ يَشَأَ اللهُ يَختِمُ عَلَى قَلْبِكَ). فإنَّ الزَّجَّاجَ قال، المعنى: فإن يَشأ "اللهُ" يَرْبِطْ على قَلبِك بالصَّبْرِ على أذاهمْ، وعلى قولْهمْ (أفتَرَى عَلَى اللهِ كّذِباً). ثعلب-عن ابن الأعرابي-"قال": الْخَتْمُ: أفْواهُ خلايا النَّحْل. قال: والْخَتْمُ: المنعُ. . "والْخَتْمُ" أيضاً-: حفْظُ مافي الكتاب-بتَعْليمِ الطِّينة. وقال الزَّجَّاج-في قوله عزَّ وجلًّ: (خَتَم اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمُ)-: معنى "خَتَمَ"-في اللغة-و "طَبَعَ": واحد وهو التغطية على الشئ، والاسْتيثاقُ منه، لِئلاَّ يدخله شئٌ كما قال تعالى: (أمْ عَلَى قُلوبٍ أقْفَالُهَا). وقال: (كلاّ بَلْ رَانَ عَلى قُلوبهمْ ماكانوا يَكْسِبون) معناه: غَلَب على قلوبهم، وغطَّى على قلوبهم ماكانوا يكسبون. وكذلك (طَبَعَ الله على قلوبهم). وروى أبو عبيد حديث عَلْقَمةَ-في قول الله جلَّ وعزَّ (خِتامُهُ مِسْكٌ)-. قال: "خِلْطُهُ مِسْكٌ"، ألم تَرَ إلى المرأة تقول-للطِّيبِ: خِلْطهُ مِسْكٌ. . خِلْطُهُ كذا؟ وأما مُجاهدٌ فإنه قال-في قوله عزَّ وجلَّ: (خِتَامُهُ مِسْكٌ)-قال: مِزَاجُهُ مِسْكٌ. وقال ابنُ مسعود: عَاقِبَتُهُ طَعْمُ المِسْكِ. وقال الفرَّاءُ: قَرأ عَليٌّ: "خَاتِمُهُ مِسْكٌ" وقال: أما رأيت المرأة تقول لِلْعَطَّار: اجْعَلْ لي خاتمهُ مِسْكاً. . تريد آخرهُ؟ قال ذلك عَلْقَمَةُ. قال الفرَّاء: والْخاتَمُ والْخِتامُ: متقاربان في المعنى، إلاَّ أن الْخاتَمَ: الاِسْمُ، والخِتَامَ: المَصْدَرُ. وقال الفَرَزْدَقُ: فَبِتْنَ جَنَابَتَّي مًصَرَّعَـات وَبِتُّ أفُضُّ أغْلاقَ الْخِتامِ قال: ومثل الْخِتَامِ والْخاتِمَ: قَوْلَك للرَّجْلُ: هو كريمُ الطَّابِع والطِّباعِ. قال: وتفسيره: أنَّ أحَدَهُمْ إذا شرب وجَدَ في آخر كأسِهِ ريحِ المِسْكِ. وقوله جلَّ وعزَّ: (مَا كانَ مُحَمّدٌ أبَا أحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ ولكنَّ رسول اللهِ وخَاتِمَ النَّبِيِّين) معناه: آخر النَّبيِيِّن. ومن أسمائه "الْعَاقِبُ" أيضاً-"مَعْناهُ" آخر الأنْبِياء. "وقال" اللِّحيَانيُّ: هو الْخَاتَمُ، والْخَاتَامُ، والْخَيتَامُ. وأنشد غيرهُ: وأُعْرِ مِنَ الْخاتامِ صُغْرى شَمِاليا ونهى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم عن التًّخَتُّم بالذهب. ويقال: فلانٌ خَتَم عليك بابهُ-أي أعْرَض عنك. . وخَتَم فلانٌ لك بابَهُ-إذا آثرَك على غيرك. . وخَتَم فلانٌ القُرآن-إذا قَرأهُ إلى آخرهِ. ثعلب عن ابن الأعرابي: جاء فلانٌ مُتَخَتِماً-أيْ: مُتَعَمِّماً. . وما أحْسَنَ تَخَتُّمَهُ!!!. ""وقال ابن شُمَيْل: قال الطَّائِفيُّ: الخِتَامُ أن تُثار الأرضُ بالبَذرِ حتى يصير البذرُ تحتها، ثم يسقونها، يقولون: خَاَموا عليه"". قلت: أصل الْخَتم: التغطيةُ، وخَتْمُ البَذر تغطيته. ولذلك قيل للزَّارِعِ: كافرٌ. . لأنه يغطِّى البَذْر بالتراب. وقال ابن الأعرابي: الْخُتُمُ فُصُوصُ مفاصِلِ الخَيْلْ. . زاحدها خِتَامٌ، وخَاتَمٌ. قال: والخَاتَم والخَاتِمُ: من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم. ومعناه: آخر الأنبياء، وقال الله تعالى: (وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ). تخم رُوى عن النبي-صلى الله عليه وسلم-أنه قال: "مَلْعُونٌ مَنْ غَيَّرَ تُخُومَ الأرْضِ". "قال" أبو عبيد: التُّخُومُ هي الحُدود والْمَعَالِمُ. قال: والمعنى من ذلك: يقع في موضعين: أحدهما: أن بكون ذلك في تغيير حُدُود الحَرَم. . التي حَدَّها إبراهيم-صلى الله عليه وسلم. والمعنى الآخر: أن يدخل الرجُلُ في مِلْك غيره من الأرض، فيقتطعهُ ظلماً. وقال شمر: قال الفراء: هي التُّخُومُ-مضمومة. وقال ابن الأعرابي: تَخُومٌ. وقال الكسلئيُّ: هي التَّخُومُ، والْجَمعُ تُخُمٌ. وقال الفرَّاء: التُّخومُ: واحدها تَخْمٌ. قال: وأصحاب العربية يقولون: هي التَّخُومُ-بفتح التاء-ويجعلونها واحدة-وأمَّا أهل الشام فيقولون: التُّخُومُ يجعلونها جَمْعاً والواحد: تَخْمٌ. وأنشد لأبي دُوادٍ الإياديِّ: يَابَنيَّ. . التُّخُومَ لاتَظْلِمونها إنَّ ظُلْمَ التُّخُومِ ذُو عُقَّالِ وقال الليث: التُّخُومُ مَفْصِلُ مابين الكُورَتَيْن والقَرْيَتَيْن. قال: ومُنْتهى أرض كل كُورةٍ وقَرْيةٍ: تُخُومُها. وقال أبو الهيثم: يقال هذه الْقَرْيَةُ تُتَاخِمُ أرض كذا وكذا-أي: تُحَادُّها وبلادُ عُمَانَ تُتَاخِمُ بلادَ الشِّحْر. وقال غيره: وتُطاخِمُ-بالطاء-لغةٌ، كأنّ التاء قُلِبَتْ طاءً، لقُؤْب مخرَجيْهما. والأصل: من التُّخُومِ، وهي الحُدُود. وقال شمرٌ: أقرأني ابنُ الأعرابي لعَدي ابن زَيدٍ: جَاعِلاً سِرَّكَ التُّخُومَ فما أحْ فِلُ قَوْلَ الوُشاة وَالأنْذالِ قال: التُّخُومُ: الحالُ الذي يُريده. وقال غيره: يريد: اجعلْ هَمّك تُخوماً-أي: حدّاً. . انْته إليه، ولاتُجاوِزه. وقال أبو دُوَادَ: جًاعِلاً قَتْرهُ تُخوماً وَقَـدْ جَـر رَ العَذَارى عَلَيْه وافى الشَّكِيرِ وأما التُّخَمَةُ-من الطعام-فأصلها وُخَمَةُ قلبت الواو تاءً. وتفسيرها: في مُعْتلِّ الخاء. والفِعْل منه: اتَّخَمَ اتًّخَاماً وليس "من" هذا. خمت قال الليث" الخَمِيتُ: اسم السَّمين بالحِمْيَرية. متخ أبو العباس عن ابن الأعرابي، مَتَخَ الجرادُ-إذا رَزَّ ذَنَبه في الأرض ليبيض. وحكاه ابن دريد عن أفَّارٍ: مَتَخَتِ الجرادة-إذا غَرَزَتْ ذَنبها في الأرض. ظمخ فإن أبا العباس روى عن ابن الأعرابي. و"عن" عمروٍ. . عن أبيه-أنهما قالا: الظِّمْخُ، واحدتها ظِمَخَةٌ-شجرةٌ على صُورة الدُّلبِ، يُقطع منها خُشُبُ القصَّارين التي تُدْفِنُ. وهي الْعِرْنُ أيضاً. . "الواحدة: عِرْنةٌ". ونحو ذلك قال ابن السِّكِّيت. ذخر قال الليث: تقول: ذخرت الشئ اذخره ذخرا، وادخرته ادخارا. واصله: اذتخرته، فثقلت التاء التي للافتعال مع الذال. فقلبت دالا، وادغم فيها الذال الاصلية، فصارت دالا مشدة ومثله الادكار من الذكر. وقال الزجاج في قوله جل وعز: (وما تدخرون في بيوتكم) اصله تذخرون، لان الذال حرف مجهور لا يمكن التفس ان يجري معه، لشدة اعنماده في مكانه، والتاء مهموسة فأبدل من مخرج التاء حرف مجهور يشبه الذال في جهرها-وهو الدال، فصار تذخرون، ثم ادغمت الذال في الدال فصار"تدخرون". واصل الادغام ان يدغم ال أول في الثاني. قال: ومن العرب من يقول"تذخرون"بذال مشدة، وهو جائز وال أول اكثر. وقال الليث: الاذخر: حشيشة طيبة الريح، اطول من الثيل. ويقال: هو نبات كهيئة الكولان له اصل مندفن. وهي شجرة صغيرة ذفرة الريح. قلت: وفي الحديث: ان النبي-صلى الله عليه وسلم-لما قال في مكة: "لا يختلى خلاها"قال العباس: "الا الاذخر فأنه لموتانا"فقال عليه السلام: "الا الاذخر"وهو نبات معروف عندهم. وقال أبو عُبيدة: فرس مدخر وهو المبقي لحضره. قال: ومن المدخر: المسواط، وهو الذي لا يعطى ما عنده من الحضر الا بالسوط، والانثى: مدخرة. وقال الأصمعي: المذاخر اسافل البطن. يقال: فلان ملأ مذاخره-إذا امتلأ اسافل بطنه. ويقال للدابة-إذا شبعت-: قد ملأت مذاخرها. وقال الراعي: حتى إذا قتلت ادنى الغليل ولم تملأ مذاخرها للري والصدر عملرو-عن أبيه- قال: المذاخر: السمين. خذر وروى أبو العباس-عن عمرو عن أبيه-انه قال: الخاذر: المستتر من سلطان أو غريم.
قال: وقال أبن الأعر أبي: الخذرة هي الخذروف التي يلعب بها الصبيان، وتصغيرها: خذيرة. خذل قال الليث: تقول: خذل يخذل خذلا وخذلانا، وهو تركك نصرة اخيك. وخذلان الله تعالى للعبد: الا يعصمه من السيئة فيقع فيها. قال: والخاذل والخذول-من الظباء والبقر-: التي تخذل صواحباتها في المرعى وتنفر مع ولدها-وقد اخذلها ولدها. قلت: هكذا رأيته في النسخة: وتنفر والصواب: وتتخلف مع ولدها. وقيل: تنفرد مع ولدها. هكذا رواه أبو عُبيد-عن الأصمعي. قال: الخذول: التي تتخلف عن القطيع-وقد خذلت وخذرت. وانشد غيره: خذول تراعى ربربا بخميلة والتخذيل حمل الرجل على خذلان صاحبه، وتثبيطه عن نصرته. ثعلب-عن أبن الأعر أبي-قال: الخاذل: المنهزم. والخاذل: ضد الناصر. خذن قال: الخذنتان: الاذنان. وأنشد قوله: يا ابن التي خذنتاها باع قلت: هذا تصحيف منكر والصواب في الاذنين: الحذنتان. هكذا اقرأنيه الايادي لشمر-عن أبي عُبيد. ومن قال: الخذنتان-بالخاء-فقد صحف. وانشد شمر البيت الارجز: يا ابن التي حذنتاها باع بالحاء غير معجمة-للاذنين. وقد مر تفسيره في كتاب الحاء. وخذن مهمل. ولا يعرف في كلام العرب. خنذ قال الليث: الخنذيذ بوزن فعليل كأنه بني من خنذ، وقد اميت فعلهز ويقال: هو الخصي من الخيل، ويقال: هو الطويل. أبو عُبيد عن الأصمعي: الخناذيذ: الخصيان، والفحول من الخيل. وأنشد: وخناذيذ خصية وفحولا وقال شمر: قال أبن الاعاربي: كل ضخم من الخيلوغيره: خنذيذ-خصيا كان أو غير خصي. وأنشد: ةخنذيذ ترى الغرمول منه كطي الزق علقة التجار قال شمر: واراد الشاعر بقوله وخناذيذ خصية وفحولا جياد الخيل فوصفها بالجودة أي: منها فحول، ومنها خصيان، فقد خرج الان الخنذيذ من حد الاضداد. وكان أبو عُبيد ذكر الخناذيذ في باب الاضداد. وروى أبو العباس عن أبن الأعر أبي قال: الخنذيذ: الشاعر المجيد المنقح المفلق. قال: والخنذيذ: الشجاع البهمة الذي لا يهتدي لقتاله. والخنذيذ: السخي التام السخاء. قال: والخنذيذ المصقع والخنذيذ: السيد الحكيم. والخنذيذ: العالم بأيام العرب واشعار القبائل. والخنذيذ: الفحل، والخنذيذ: الخصي. وقال الليث: خناذيذ الجبل: شعب طوال دقاق الاطراف. قال: والخنذيذ: البذئ اللسان من الناس والجميع الخناذيذ. قلت: والمسموع من العرب بهذا المعنى: الخنذيان والخنظيان. وقد خنذى وخنظى وحنظى، وعنظى-إذا خرج إلى البذاءة وسلاطة اللسان. ولم اسمع الخنذيذ بهذا المعنى لغير الليث:. وكذلك خناذى الجبال واحدها خنذوة. وقيل خنذيذ الريح: اعصارها. وقال الشاعر: نسعية ذات خنذيذ تـجـاوبـهـا نسع لها بعضاة الارض تهزيز أبو عُبيد عن الاموي: رجل خنذيان: كثير الشر، وكذلك: الخنظيان. حذف قال الليث: الخذف: رميك بحصاة أو نواة تأخذها بين سبابتيك أو تجعل مخذفة من خشبة ترمي بها بين الابهام والسبابة. ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الخذف بالحصة وقال: "انه لا ينكي عدوا، ولايصيد صيدا، وربما فقأ العين". والخذف رميك الحصى بطرف اصبعين، وترمى الجمار بمنى بمثل حصى الحذف. والمخذفة هي القذافة ترمى بها الحجارة. وقال الليث: الخذوف: يوصف به الدواب السريعة. قال: والخذفان ضرب من سير الابل. وقال الأصمعي: أتان خذوف. وهي التي تدنو سرتها من الارض من السمن. وقال الراعي يصف عيرا واتنه: نفى بالعراك حوإليهـا فخفت له حذف ضمر وقال أبن الأعر أبي: الخذوف: الاتان السمنة. والقول في الخذوف: ما قاله الأصمعي وابن الأعر أبي: فخذ قال الليث: الفخذ: وصل ما بين الوركوالساق-ويقال: فخذ وهي مؤنثة. وبعضهم يقول: فخذ. قال: ويقال: فخذ الرجل. فهو مفخوذ-إذا اصيب فخذه. قال: وفخذ الرجل: نفره من حية الذين هم اقرب عشيرته إليه وهو اقرب إليه من البطن. وقال غيره: فخذ الرجل بني فلان إذا دعاهم فخذا. وفي الحديث: ان النبي صلى الله عليه وسلم لما انزل الله جل وعز: (وأنذر عشيرتك الاقربين)، بات يفخذ عشيرته.
وروى أبو عُبيد-عن أبن الكلبي-انه قال: الشعب اكبر من القبيلةثم القبيلة، ثم العمارة، ثم البطن، ثم الفخذ. قلت: والفصيلة اقرب من الفخذ وهي القطعة من اعضاء الجسد. وكان العباس فصيلة النبي صلى الله عليه وسلم. ويقال: فخذت القوم عن فلان-أي: خذلتهم. وفخذت بينهم-أي: فرقت وخذلت. بذخ قال الليث: البذخ تط أول الرجل بكلامه، وافتخاره. والفعل: بذخ يبذخ بذخا و بذوخا. وفي الكلام: هو بذاخ. وفي الشعر: هو باذخ. وقال العجاج: اشم بذاخ نتمنى البذخ قال: والباذخ: الجبل الطويل والجميع: البواذخ والباذخات. وقد بذخت بذوخا. أبو عُبيد: الباذخ والشامخ: الجبل الطويل. وفلان يتبذخ-أي: يتعظم ويتكبر. مذخ يقال: هو يتمذخ علينا، ويتبذخ علينا-أي: يتط أول ويتكبر. خذم قال الليث: الخذم سرعة القطع، وسرعة السير. يقال: فرس خذم: سريع. نعت له لازم. لايتق منه فعل. وقد خذم يخذم خذمانا. وسيف خذوم ومخذم: قاطع، والقطعة خذامة. ورجل خذم-ورجال خذمون-وهو الطيب النفس. والخذمة: سمة الناس الناس ابلهم مذ كان ألاسلام. والخذمة-من سمات الشاء-: شقة من عرض الاذن. فتترك الاذن نائسة. ورجل خذم العطاء-أي: سمح. قلت: يقال: خذم الشئ وجذمه وجذفه وحذمه-إذا قطعه. وثوب خذم وخذاريم: بمنزلة رع أبيل قاله أبن الأعر أبي. أبو عُبيد: المخذم: السيف القطاع وابن خذام: اسم شاعر جاهلي. ومنه قول الشاعر نبكي الديار كما بكى أبن خذام أبن السِّكِّيت: الاخذام: الافرار بالذل. والسكون. وانشد لرجل من بني اسد في أولياء دم رضوا منه بالدية فقال: شرى الكرش عن طول النجى اخا همو بمال كأن لم يسمعوا شعـر حـذلـم شروه بحمر كالـرضـام واخـذمـوا على العار من لم ينكر العـار يخـذم أي: باعوا اخاهم بأبل حمر، وقبلوا الدية ولم يؤثروا القود. ثعلب-عن أبن الأعر أبي-قال: الخذم: السكارى. والخذم: الإذان المقطعة. سلمة-عن الفراء-قال: الخذيمة: المرأة السكرى، والرحل خذيم. وقال شمر"فيما قرأت له بخطه": سكت الرجل وأطم، وارطم واخذم واخرنبق بمعنى واحد. خرث قال الليث: الخرثي-من المتاع"والغنيمة: اردؤها. وهي سقط البيت"من المتاع"" قال: والخرثاء: النمل الذي فيه حمرة والواحدة: خرثاءة. عمرو-عن أبيه-: من اسماء النمل الخرثاء، والسماسم والديلم. خثر ثعلب-عن أبن الأعر أبي-: خثرت نفسه-إذا خبثت. وقال-في موضع اخر-: خثر الرجل-إذا لقست نفسه. وخثر إذا استحيا. وقال الليث: الخثورة مصدر الشئ الخاثر، وقذ خثر يخثر. خثورة وخثارة وقد اخثرته وخثرته. ويقال: خثر اللبن وخثر -لغتان-. خثل قال أبو عُبيد-عن الكسائي-: خثلة البطن: ما بين السرة والعانة. ويقال ايضا: خثلة البطن. وانشد غيره: وعلكد خثلتها كالجف العلكد: العجوز الصلبة. ثلخ قال الليث: ثلخ البقر يثلخ ثلخا،وهو خرؤه ايام الربيع-إذا اكل الرطب. وقال غيره: ثلخته تثليخا-إذا لطخته بقذر فثلخ ثلخا. ثخن قال الليث: ثخن الشئ. يثخن ثخانة والرجل الحليم الرزين: ثخين. والثوب المكتنز اللحمة والسدى-من جودة نسحه-: ثخين. وقد اثخنته-أي) اثقلته. وقال الله جل وعز:(حتى إذا اثخنتموهم فشدوا الوثاق). قال أبو العباس: معناه: حتى إذا غلبتموهم وقهرتموهم وكثر فيهم الجراح، فأهطوا بايديهم. قال: وقال أبن الأعر أبي: أثخن-إذا غلب وقهر. وقال أبو زيد: يقال: اثخنت فلانا معرفة-أي: قتلته معرفة. ورصنته معرفة: نحو الاثخان. خنث روى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه نهى عن اختناث الاساقي. قال أبو عُبيد: قال الأصمعي: الاختناث ان تثني افواهها ثم يشرب منها. وأصل الاختناث: التكسر والتثني ومن هذا سمي المخنث لتكسره. ومنه سميت المرأة خنثى. يقول انها لينة تتثنى. ومنه: الخنثى الذي له ما للرجال ما للنساء. قال: وتأويل الحديث في نهيه عن اختناث الاساقي: ان الشرب من افواهها ربما ينتنها. وقيل: انه لا يؤمن ان تكون فيها حية، أو شئ من الحشرات. وقال الليث: يقال: خنثت فم القربة فأنخنث.
قال: ويقال للمخنث: خنيثة وخناثة.
قال: ويقال للرجل: يا خنث وللمرأة يا خناث مثل: لكع ولكاع. قال: وتخنث الرجل إذا فعل فعل المخنث. والخنث: باطن الشدق. عند الاضراس من فوق واسفل. ثعلب-عن أبن الأعر أبي-: اطو الثوب على خناثه وراحته وغره. وقال شمر: اطو الثوب على اخناثه أي: على مطاويه والواحد خنث. قال: واخناث الدلو فروغها. والواحد خنث. قال: وقال أبن شميل: خنث فم السقاء: قلبه داخلا، أو خالرجا. والاختناث: التكسر. وقال الليث: خنثت السقاء والجوالق إذا عطفته. وفي حديث عائشة رضي الله عنها"انها ذكرت مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ووفاته. قالت: فأنخنث في حجري، فما شعرت حتى قبض"أي: فأنثنى في حجرها. ويقال: القى الليل اخناثه على الارض. اخناثه: أي: اثماء ظلامه. قال شمر: وقال المفضل الضبي: خنث الرجل سقاءه يخنثه خنثا وخنوثة إذا ثنى فمه، فأخرج ادمته، وهي الداخلة والبشرة، وما يلي الشعر: الخارجة. وروى عن أبن عمر: انه كان يشرب من الاداوة ولا يختنثها، ويسميها نفعة. أبو زيد: رجل خنثى، ورجال خناثى وخناث. وانشد قوله: لعمرك ما الخناث بنو قشير بنسوان يلدن ولا رجـال خبث قال الليث: خبت الشئ يخبث خبثا، فهو خبيث، وبه خبث، وخباثة واخبث فهو مخبث فهو مخبث إذا صار ذا خبث وشر. وفي حديث انس: "ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اراد الخلاء قال: اعوذ بالله من الخبث والخبائث". وفي حديث اخر: انه قال: "اللهم اني اعوذ بك من الرجس النجس الخبيث المخبث". قال أبو عُبيد: الخبيث: ذو الخبث في نفسه. قال: والمخبث: الذي اصحابه واعوانه خبثاء. وهو مثل قولهم: فلان قوي مقو. فالقوي: في بدنه، والمقوى: ان تكون دابته قوية. واما قوله: "من الخبث والخبائث"فان ابا عُبيد قال: اراد بالخبث: الشر وبالخبائث: الشياطين. وافادونا عن أبي الهيثم انه كان يرويه: من الخبث بضم الباء ويقول: هو جمع الخبيث، وهو الشيطان الذكر. قال: والخبائث: جمع الخبيثة وهي الانثى من الشياطين. قلت: وهذا الذي قاله أبو الهيثم اشبه عندي بالصواب. من قول أبي عُبيد. واما الخبث-بفتح الخاء والباء-فما تنفيه النار من ردئ الفضة والحديد إذا اذيبا. ومنه الحديث: "ان الحمى تنفى الذنوب كما ينفي الكير الخبث". وقال الليث: الخابث من كل شئ: الردئ، والخبيث: نعت كل شئ فاسد. يقال: هو خبيث الطعم. ز خبيث اللون خبيث الفعل، والكلام. ويقال: ولد فلان لخبثة-إذا كان لغير رشدة. ويكتفي عهدة الرقيق: لا داء ولا خبثة، ولا غائلة. فالداء: ما دلس فيه للمشتري من عيب يخفى، أو علة باطنة لا ترى. والخبثة: الا يكون طيبة لأنه سبي من قوم لا يحل استرقاقهم، لعهد تقدم لهم، أو حرية في الاصل ثبتت لهم. واما الغائلة: فأن يستحقه مستحق بملك ثبت له عليه، فيجب على بائعه رد الثمن على من اشتراه. ز وكل من اهلك شيئا فقد غاله واغتاله. زفكأن استحقاق المالك ايه صار سببا لهلاك الثمن الذي اداه المشتري إلى البائع. وقال الليث: يقال للرجل: يا خبث والانثى: يا خباث. والاخابث: جمع الاخبث. يقال: هم أخابث الناس، وهو اخبث الناس. ويقال للرجل وللمرأة: يا مخبثان بغير هاء للانثى. قال: واما قولهم: نزل به الاخبثان فهما البخر والسهر. وفي الحديث: "لا يصلين احكم وهو يدافع الاخبثين في الصلاة". اراد بالاخبثين: الغائط والبول. والحرام البحت: يسمى خبيثا مثل الزنى والمال الحرام والدم، وما اشبهها مما حرمه الله تعالى. وفي الحديث: "ان الخمر هي ام الخبائث"لانها محرمة تحمل شاربها على الخصال الخبيثة من سفك الدماء والزنى وغيره من المعاصي. ويقال للشئ الكريه الطعم والرائحة: خبيث. ز مثل الثوم والبصل والكراث. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من اكل من هذه الشجرة الخبيثة فلا يقربن مسجدنا". وقال الله جل وعز-يذكر نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم: (يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث). فالطيبات: ما كانت العرب تستطيبه من المأكل الطيبة التي لم ينزل فيها تحريم مثل الجراد والسمك والضباب والارانب وسائر ما يصاد من الوحش، ويؤكل من الازواج الثمانية المنصوصة في القران.
واما تحريمه الخبائث: فما كانت العرب تستقذره ولا تأكله. مثل الافاعي والعقارب والحر أبي والبرصة والخنافس والورلان والجعلان والفأر. فاحل النبي صلى الله عليه وسلم بأمر الله. ما كانوا يستطيعون اكله، وحرم عليهم ما كانوا يستخبثونه. الا ما نص الله عليهم ما كانوا يستخبثونه. الا ما نص الله جل وعز على تحريمه في المتاب من الميتةوالدم ولحم الخنزير، وما اهل لغير الله به عند الذبح، أو بين تحريمه على لسان النبي-صلى الله عليه وسلم-مثل نهيه عن لحوم الحمر الاهلية، وعن اكل كل ذي ناب من السباع، وكل ذي مخلب من الطير. ودلت-الالف واللام-اللتان دخلتا للتعريف في الطيبات والخبائث على ان المراد بها: اشياء معهودة عند المخاطبين بها. وهذا كله: معنى ما قاله محمد بن ادريس الشافعي-رحمه الله-في تفسيره الاية. واما قول الله جل وعز: (ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة) فأن التفسير جاء: ان الشجرة الخبيثة: هي الحنظلة وقيل: عي الكشوث والله اعلم بما اراد. والكلمة الخبيثة: هي كلمة الشرك. وقال الله جل وعز: (الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات). وفيها قولان: احدهما: الكلمات الخبيثات: للخبيثين من الرجال، والرجال الخبيثون: للكلمات الخبيثات أي: لا يتكلم بالخبيثات الا الخبيث من الرجال والنساء. والوجه الثاني: ان الكلمات الخبيثات: انما تلصق بالخبيثات والخبثاء من الرجال والنساء. فاما الطاهرون والطاهرات: فلا يلصق بهم السب. وقيل: الخبيثات من النساء وهن البغايا: للخبيثين من الرجال. أبو العباس ثعلب- عن أبن الأعر أبي. قال: اصل الخبيث في كلام العرب: المكروه. فأن كان من الكلام فهو الشتم. وإن كان من الطعام فهو الحرام. وإن كان من الشراب فهو الضار. ومنه قيل لما يرمى من منفى الحديد: الخبث. سلمة عن الفراء قال: الاخبثان: القئ والسلاح. وقيل: البول والعذرة: وروى عن الحسن انه قال يخاصب الدنيا: "خباث: قد مصصنا عيدانك فوجدناك كذا" اراد الدنيا. فقال لها: يا خباث أي: يا خبيثة. خثم قال الليث: ثور اخثم، وبقرة خثماء. والخثمة: غلظ وقصر، وتفرطح. يقال: انف اخثم إذا كان كذلك. وركب اخثم إذا كان منبسطا غليظا، وناقة خثماء. قال: وخثمها: استدارة خفها، وانبساطه، وقصر مناسمه. وبه يشبه ركب المرأة. لأكتنازه. قال ومثله: الاخث. وقال أبو العباس احمد بن يحيى: ركب اخثم، وفرج اخثم: منتفخ حزقة. قصير السمك. خناق. ضيق. قال النابغة: وإذا لمست لمست اخثم جاثما ومركنا بمكانه ملء الـيد وقال أبو عُبيدة: اذن خثماء. وهي التي عرض رأسها، ولم تطرف. وقد: خثمت خثما. وقال أبو سعيد: الاخثم: السيف العريض في قول العجاج: بالموت من حد الصفيح الاخثم ثعلب-عن أبن الأعر أبي-: هو الابرد. للنمر. ويقال لأنثاه: الخيثمة. خلر فأن الليث: اهمله. وروى أبو العباس0عن أبن الأعر أبي-انه قال: الخلر: الماش. وقد ذكره الشافعي في الحبوب التي تقتات، ويخرج منها الصدقات. رخل قال الليث: الرخل: الانثى من سخال الضأن. ويقال: رخل، والجميع: الرخلان والرخال. وقال الفراء: العرب تقول في جمع رخل: رخال بضم الراء. مثل ظئرو ظؤار، وشاة ربي. وجمعها رباب. نخر قال الفراء في قول الله جل وعز: (أ إذا كنا عظاما ناخرة)، وقرئ نخرة. قال: وناخرة اجود الوجهين لان الايات: بالالف. الا ترى ان ناخرة مع الحافرة والساهرة: اشبه بمجئ التنزيل؟ قال: والناخرة والنخرة سواء في المعنى، بمنزلة الطامع والطمع: وقد فرق بعضهم بين الناخرة والنخرة. فقال: النخرة: البالية. والناخرة: العظام المجوفة التي تمر فيها الرياح فتنخر. وقال أبو نصر في قول عدي بن زيد العبادي. بعد بني تبـع نـخـاورة قد اطمأنت بهم مرازبها قال: النخاورة: الاشراف. واحدهم نخوار، ونخورى. ويقال: هم المتكبرون. عمرو-عن أبيه-: الناخر: الخنزير الضاري، وجمعه نخر. الليث: نخر الحمار نخيرا بأنفه، وهو مد النفس في الخياشيم، وصوت كأنه نغمة جاءت مضطربة. قال: ونخرتا: الانف خرقاه-الواحدة نخرة. ويقولون: منخر ومنخر.
فمن قال: منخر فهو اسم جاء على مفعل وهو قياس. ومن قال: منخر قال: كان في الاصل منخير على مفعيل فحذفوا المدة كما قالوا: منتن-وكان في الاصل منتين. ثعلب-عن أبن الأعر أبي- قال: النخرة رأس الانف. س وقال الليث: النخور: الناقة التي يهلك ولدها فلا تدر حتى تنخر تنخيرا. والتنخير: ان يدلك حالبها منخريها بأبهاميه، وهي مناخة فتثور دارة. وقال الليث: نخرت الخشبة نخرا إذا بليت فأسترخت تتفتت إذا مست. وكذلك العظ. وامرأة منخار-إذا كانت تنخر عند الجماع كأنها مجنونة. ومن الرجال من ينخر عند الجماع حتى يسمع نخيره. خنر قال الليث: الخنور: قصب النشاب وانشد: يرمون بالنشـاب ذي ال إذان في القصب الخنور ويقال: الخنور: كل شجرة رخوة خوارة. أبو العباس-عن أبن الأعر أبي-قال: الخنور: النعمة الظاهرة-والخنور: الضبع. وام خنور: هي الدنيا. عمرو-عن أبيه-قال: ام خنور: الصحارى ايضا. قال: وهي الدنيا، وهي الضبع. قلت: وفي الخنور ثلاث لغات. يقال: خنور: مثل بلور وعلوص. وخنور: مثل سفود وكلوب. وخنور: مثل عذور، وكروس. وقال أبو العباس: الخانر: الصديق المصافى، وجمعه خنر. يقال: فلان ليس من خنري أي: ليس من اصفيائي. خرف قال الليث: خرف الشيخ. يخرف خرفا-واخرفه الهرم، فهو خرف. وفي الحديث: "عائد المريض على مخارف الجنة حتى يرجع". قال أبو عُبيد: قال الأصمعي: واحد المخارف: مخرف، وهو جنى النخل-وانما سمي مخرفا لأنه يخترف منه-أي: يجتنى. ولما نزلت: (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا) الاية. قال أبو طلحة: (انى لي مخرفا، وانى قد جعلته صدقة). وقال غيره: المخرف والمخرفة: الطريق. فمعنى الحديث: "عائد المريض على طريق الجنة": أي تؤديه العيادة إلى طريق الجنة. ومنه قول عمر: "تركتم على مثل مخرفة النعم"أي: على مثل طريقها لوضوحها واستقامتها. وقال أبو كبير الهذلي: فأجزته بافل تحسـب اثـره نهجا أبان بذي فريغ مخرف وقال أبو عمرو: يقال: اخرف لنا أي: اجن لنا ثمر النخل، وقد خرف يخرف. وقال الليث: اخرفت فلانا نخلة أي: جعلتها خرفة له يخترف منها أي: يجتني. قال: والمخرف: زبيل صغير يخترف فيه من اطايب الرطب. قال: واسم النخلة التي تعزل للخرفة: خريفة. وجمعها خرائف. وأخرف النخل، فهو مخرف إذا حان خرافه. وقال الليث: الخروف: الحمل: الذكر والعدد: اخرفة، والجميع خرفان. قال: واشتقاقه: من انه يخرف من هنا وههنا أي: يرتع. وقال أبن السِّكِّيت: إذا نتجت الفرس فأنه يقال لولدها: مهر وخروف فلا يزال كذلك حتى يحول عليه الحول وانشد: ومستنة كأستنـان الـخـرو ف قد قطع الحبل بالمردود يعني طعنة فأردمها باستنان. ويقال: سمي الحمل: خروفا، لأنه بلغ ان يخترف أي: يذبح فيؤكل لحمه، كما يبلغ التمر الاختراف فيجنى ويؤكل. وقال الليث: الخريف ثلاثة اشهر بين آخر القيظ و أول الشتاء. وإذا مطر الناس في الخريف قيل: قد خرفوا. قال: ومطر الخريف خرفي قال: وسمي هذا الفصل خريفا لأنه يخترف فيه الثمار. أبو عُبيد عن الأصمعي: أول ما يبدأ المطر في اقبال الشتاء فاسمه الخريف، وهو الذي يأتي عند صرام النخل، ثم الذي يليه: الوسمي وهو أول الربيع وهذا عند دخول الشتاء. ثم يليه الربيع، س ثم الصيف ثم الحميم. قال أبو عُبيد: وقال أبو عمرو: مثل ذلك أو نحوه. قال: وهذا لأن العرب تجعل السنة ستة ازمنة. أبو عُبيد عن الاموي: يقال للناقة إذا نتجت في مثل الوقت الذي حملت فيه من قابل: قد اخرفت، فهي مخرف. قال شمر: ولا اعرف اخرفت بهذا المعنى الا من الخريف،تحمل الناقة فيه وتضع فيه. وفي الحديث: "ان اهل النار يدعون مالكا خازن جهنم اربعين خريفا فلا يجيبهم". معناه: اربعين سنة. وقال الليث: الخرافة: حديث مستملح، كذب. وله حديث. وقال غيره: كان خرافة رجلا استهوته الجن فرجع بعجائب رآها فيهم فقيل لكل عجيب كذب: خرافة. عمرو عن أبيه قال: الخريف: الساقية، والخريف: الرطب المجتنى والخريف: السنة والعام. وفي الحديث: "ما بين منكبي الخازن من خزنة جهنم: خريف". اراد: من الخريف إلى الخريف، وهو السنة.
أبو عُبيد-عن الأصمعي-ارض مخروفة: أصابها خريف المطر. ومربوعة: أصابها الربيع، وهو المطر. ومصيفة: أصابها الصيف. وقال أبو زيد: أول المطر: الوسمي ثم الشتوي، ثم الدفائي، ثم الصيف، ثم الحميم، ثم الخريف. ولذلك جعلت السنة ستة ازمنة. رخف أبو عُبيد-عن أبي زيد-: ارحفت العجين واورخته-إذا اكثرت ماءه. حتى يسترخي وقد رخف يرخف رخفا، ورخف يرخف. واسم ذلك العجين: الرخف، والريخة. وقال الفراء: هي الرخيفة، والمريخة والوريخة، والانبخاني: للعجين-إذا عجن رقيقا. وقال الليث: الرخفة: الزبدة. اسم لها. وانشد: تضرب دراتها إذا شكرت تأقطها والرخاف تسلوها فرخ أبو عُبيد: من أمثالهم المنتشرة في كشف الكرب-عند المخاوف عن الجبان-قولهم: افرخ روعك. يقول: ليذهب رعبك وفزعك فأن الامر ليس على ما تحاذر. واصل الافراخ: الانكشاف. مأخوذ من افراخ البيض-إذا انقاض عن الفرخ،فخرج منه. واخبرني المنذري-عم أبي الهيثم-انه كان يقول: افرخ روعه-بضم الراء. قال: والروع: موضع الروع من قلبه. قال: وافرخ فؤاد الرجل-إذا خرج روعه منه-كما تفرخ البيضة إذا انفلقت عن الفرخ-فخرج منها. قال: وقلبه ذو الرمة فقال-لمعرفته بالمعنى-: جذلان قد افرخت عن روعه الكرب قال: والروع في الفؤاد: كالفرخ في البيضة. وانشد: فقل لـلـفـؤاد ان نـزابـك نـزوة من الخوف افرخ. اكثر الروع باطله وقال أبو عُبيدة: افرخ روعه-إذا دعى له ان يسكن روعه ويذهب. قال: وقالوا: افرخوا بيضهم. يقال ذلك للذي اظهر امره واخرج خبره. لأن افراخ البيض: ان يخرج فرخه. الليث: فرخت الحمامة تفريخا واستفرخناها-أي: اتخذناها للفرخ. قال: وافرخ الطائر: صار ذا فرخ وافرخ الامر وفرخ-إذا استبان عاقبته بعد اشتباه. قال: ويقال للفرق الرعديد: فرخ تفريخا. وانشد: وما رأينا معشرا فينتخـوا من شنإ الاقوام الا فرخوا قلت معنى فرخوا: أي: ضعفوا كأنهم فراخ. من ضعفهم. وقال الليث: و فروخ: بلغنا انه كان من ولد ابراهيم، وكان ولد بعد اسحق واسمعيل، وكثر نسله، ونما عدده فولد العجم الذين هم في وسط البلاد. قال الليث: والزرع، ما دام في البذور فهو الحب، فإذا الحب، فإذا انشق الحب عن الورقة فهو الفرخ، فإذا طلع رأسه فهو الحقل. والعرب تقول: فلان فريخ قومه إذا كانوا يعظمونه ويكرمونه. وصغر. على وجه المبالغة في كرامته. شمر عن الهوزاني-: قال: إذا سمع صاحب الامة صوت الرعد أو الطحن فرخ إلى الارض أي: لزق بها. يفرخ فرخا. ثعلب-عن أبن الأعر أبي-: قال: فرخ الرجل-إذا زال فزعه وأطمأن. قال: والفرخ: المدغدغ من الرجال. خفر الليث: الخففر: شدة الحياء، وامرأة خفرة: حيية. وقال أبو عبي: املرأة خفرة ومتخفرة: شديدة الحياء. وقال الليث: خفير القوم: مجيرهم الذي يكونون في ضمانه، ما داموا في بلاده وهو يخفر القوم خفارة. قال: والخفارة: الذمة. وانتهاكها: اخفار. وفي الحديث: "من صلى الغداة فأنه في ذمة الله فلا يخفرن الله في ذمته". وقال زهير: فأنكمو وقماً اخفروكـم لكاليباج مال به العباء قال: والخفور هو: الاخفار نفسه، من قبل المخفر، و من غير فعل-عبى خفر يخفر. وانشد: فواعدني واخلف ثم ظنـى وبئس خليقة القوم الخفور أبو عُبيد عن الأصمعي: خفرت بالرجل وخفرت الرجل. معناهما: ان تكون له خفيرا تمنعه. وقال أبو جندب الهذلي: ... يخفرني سيفي إذا لم اخفر وتخفرت بفلان إذا استجرت به وسألته ان يكون لك خفيرا، واخفرت الرجل إذا نقضت هعده وخست يه. وقال أبو الجراح العقيلي: مثل ذلك كله الا تخفرت وحجها، وزاد فيه: أخفرت إذا بعثت معه خفيرا. والاسم الخفارة والخفارة بضم الخاء وفتحها. وقال: هذا خفرتي يعني الخفير الذي يمنعه. أبو عُبيد عن الأصمعي: الخافور نبت. وانشد غيره ل أبي نجم: وأتت النمل القرى بـغـيرهـا من حسك التلع ومن خافورها فخر
قال الليث: الفاخور: ضرب من الريحان، يقال له مرو، وهو: منه ما عرض ورقه، وخرجت له جماميح في وسطه كأنه اطراف اذناب الثعالب، عليها نور احمر في وسطه، طيب الريح يسميه اهل البصرة ريحان الشيوخ، يزعم اطباؤهم انه يقطع الشباب. قال الليث، ويقال: هذا فخيرك أي: الذي يفاخرك. نحو خصيمك. والفخر معروف، وقد فاخرته ففخرته، وهو نشر المناقب، وذكر الكرام بالكرم. ورجل فخير: كثير الافتخاروانشد: يمشي كمشي المرح الفخير والفخير: المغلوب بالفخر. والشئ الجيد يقال له: الفاخر. أبو عُبيد عن الأصمعي: يقال من الكبر والفخر: فخز الرجل. بالزاي. قلت: جعل الفخز والفخر واحدا. وقال أبو عُبيدة: فرس فيخر وفيخز-بالراء والزاي-إذا كان عظيم الجردان. عمرو، عن أبيه، قال: الفاخر: النبيا من كل شئ. ويقال: فخر الرجل يفخر إذا عدد حيبه ومفاخره. وقال أبن السِّكِّيت: أفخر فلان اليوم على فلان في الشرف والجلد والمنطق أي: فضل عليه. ثعلب عن أبن الأعر أبي: فخر الرجل يفخر إذا انف. وانشد: وتراه يفخر ان تحل بيوتـه بمحلة الزمر القصير عنانا الليث: ناقة فخور: تعطيك ما عندها من اللبن، ولا بقاء للبنها. وقال أبن شميل: الفخور من النوق: العظيمة الضرع. القليلة اللبن. ومن الغنم: كذلك. ونحو ذلك قال أبو زيد. وقال الليث: الفخارمن الجر: معروف، قال الله جل وعز: (من صلصال كالفخار). قال: واستفخرت الثوب أي: اشتريته فاخرا، وكذلك في التزويج. استفخر فلان ما شاء. وافخرت المرأة إذا لم تلد الا فاخرا. فقد يكون في الفخر من الفعل ما يكون في المجد، الا انك لا تقول فخير مكان مجيد، ولكن فخور ولا أفخرته مكان امجدته. وقول الله جل وعز: (ان الله لا يحب كل مختال فخور(. الفخور: المتكبر ههنا. خرب قال الليث: الخراب: نقيض العمران وثلاثة اخربة. قال: والخرب: جمع الخربة كالكلم جمع الكلمة. والفعل من كل ذلك: خلرب يخرب خرابا. وقد خربه المخرب تخريبا. وفي الدعاء: "اللهم مخرب الدنيا، ومعمر الاخرة"أي: خلقتها للخراب. والخروبة: شجرة الينبوت. وبلغني انه كان ينبت في مصلى سليمان كل يوم شجرة. فيسألها: ما نت؟ فتقول: انا شجرة كذا، انبت في ارض كذا، انا دواء من داء كذا. فيأمر بها فتقطع، ثم تصر ويكتب على الصرة اسمها ودواؤها حتى إذا كان في اخر ذلك نبتت الينبوتة فقال لها: ما انت؟ فقالت: انا الخروبة، وسكتت فقال سليمان صلى الله عليه وسلم: الان اعلم ان الله قد اذن في خراب هذا المسجد وذهاب هذا الملك، فلم يلبث ان مات. والخرب: الذكر من الحبارى وجمعه الخربان. وفي حديث أبن عمرو: "في الذي يقلد بدنته فيضن بالنعل، قال: "يقلدها خرابة". قال أبو عُبيد: والذي نعرف في الكلام: انها الخربة وهي عروة المزادة. سميت خربة لاستدارتها. وكل ثقب مستدير فهو خربة، مثل ثقب الاذن. وجمعها خرب. وقال ذو الرمة: أو من معاشر في إذانها الخرب ثعلب عن أبن الأعر أبي: قال: خربة المزادة اذنها. وقال: وخربة السندي: ثقبة شحمة اذنه. يقال: خربة إذا كان ثقبا غير مخروم، وجمعها خرب، فإذا كانت مخرومة فهي خربة، والجميع: الرخب. وقال أبو عُبيدة: لكل مزادة: خربتان وكليتان. ويقال: خربان، ويخرز الرخبان إلى الكليتين. وقال الليث: امة خرباء، وعبد اخرب والخرب: مصدر الخربة. قال: والخارب: اللص، يقال ما رأينا من فلان خربة وخربا مذ جاورنا أي: فسادا في دينه، أو شينا. وخريبة: موضع بالبصرة يسمى بصيرة الصغرى. قال: ويقال: الخارب: من شدائد الدهر وانشد: ان بها أكتل أو رزامـا خويربان ينقفان الهاما قال: و الاكتل والكتال هما: شدة العيش، والرزام: الهزال. قلت: اكتل ورزام بكسر الراء: اسمها رجلين كانا خاربين لصين. وقوله: خويربان اراد: هما خاربان، فصغرهما. وهما اكتل ورزام. والذي قاله الليث: في تفسير الخارب وأكتل ورزام: كلا شئ. وفسر أبن الأعر أبي وغيره هذا الرجز على ما بينته. وقال الليث: الرخابة: حبل من ليف أو نحوه. وخربة الابرة، وخرابتها: خرتها.
أبو عُبيد عن أبي عمرو: الخرب ثقب الورك، وهو الخرابة والخرابة: وقال أبو عُبيدة: من دوائر الفرس: دائرة الخرب. وهي الدائرة التي تكون عند الصقرين، ودائرتا الصقرين هما اللتان بين الحجبتين والقصريين. وقال الأصمعي: الخرب: الشعر المقشعر في الخاصرة. زوانشد: طويل الحداء سليم الشظـى كريم اراح صليب الخرب قال: والحدأة سالفة الفرس: وهو ما تقدم من عنقه. أبو عُبيد عن أبي عمرو: الخرب ايضا: منقطع الجمهور المشرف من الرمل. وخروب: موضع. برخ قال الليث: البرخ بلغة اهل عمان: الرخيص. يقال: كيف اسعارهما؟ فيقال: برخ أي: رخيص. وقال اراجز: ولو اقول برخوا، لبـرخـوا لمار سرجيس وقد تدخدخوا برخوا: قال: بركوا بالنبطية. وقال غيره: برخوا أي: اجعلوا لنا منه شقصا. واصله بالفارسية: البرخ، وهو النصيب. ربخ قال الليث: الربوخ: المرأة يغشى عليها عند الملامسة. ياقل: ربخت تربخ ربخا وربوخا وربخت رباخا. فهي ربوخ. قال: ومربخ: رمل بالبادبة بعينه. واخبرنا المنذري عن أبن الهيثم انه قال: سمي جبل مربخ مربخا لانه يربخ الماشي فيه من التعب والمشقة أي: يذهب عقله كالربوخ التي يغشى عليها من شدة الشهوة. وانشد: أ طيب لذات الفتى نيك ربوخ غلمة وروى عن علي رضي اللع عنه: ان رجلا خاصم إليه ابا امرأته: زوجني بنته وهي مجنونة. فقال ما بدا لك من جنونها؟ فقال: إذا جامعتها غشي عليها. فقال: تلك الربوخ!!لست لها اهل اراد ان ذلك يحمد منها. وقال الليث: ربخت الابل في المربخ أي: فترت في ذلك الرمل من الكلال وانشد: أمن حبال مربخ تمـطـين لا بد منه فانحدرن وارقين أو يقضي الله ذبابات لـين قال: ورجل ربيخ: ضخم. وانشد: فلما اعترت طارقات الهموم وفعت الولى وكورا ربيخا أي: ضخما. ثعلب عن أبن الأعر أبي: اربخ الرجل إذا وقع في الشدائد. واربخ الرمل إذا تكاثف. واربخ الماشي فيه إذا اشتد عليه السير فيه. واربخ الرجل إذا اشترى جارية ربوخا، وهي التي تنخر عند الجماع وتظطرب كأنها مجنونة. خبر قال الليث: الخبر ما اتاك من نبأ عمن تستخبر. تقول: اخبرته وخبرته. وجمع الخبر: اخبار. والخبير: العالم بالامر، والخبر: مخبرة الانسان إذا خبر أي: جرب فبدت اخلاقه. والخبرة: الاختبار. تقول: انت ابطن به خبرة، واطول له عشرة. والخابر: المختبر المجرب والخبر: علمك بالشئ تقول: ليس لي به خبر أي: لا علم لي به. والخبار: ارض رخوة يتتعتع فيه الدواب. زوانشد: يتعتع في الخبـار إذا عـلاه ويعثر في الطريق المستقيم وقال أبن الأعر أبي: الخبار: ما استرخى من الارض وتحفر. وقال غيره: ما تهور وساخت فيه القوائم. شمر: قال أبو عمرو: الخبار ارض لينة فيها جحرة. أبو عُبيد عن الأصمعي: الخبرة والخبراء: القاع. ينبت السدر. والخبار ما لان من الارض واسترخى. وقال الليث: الخبراء: شجراء في بطن روضة يبقى الماء فيها إلى القيظ. وفيها ينبت الخبر، وهو شجر السدرولاراك. وحوإليها عشب كثير. وتسمى: الخبرة ايضا والجميع: الخبر. قال: وخبر الخبرة: شجرها، وانشد: فجادتك انواء الربيع وهـلـلـت عليك رياض من سلام ومن خبر قال: والخبر من مناقع الماء: ما خبر المسيل في الرؤوس، فيخوض الناس فيه. واخبرني المنذري عن الصيداوي: عن الرياشي قال: الخبرة: لحم يشتريه الانسان لاهله. يقال للرجل: ما اختبرت لأهلك؟ أبو عُبيد عن الأصمعي: الخبرة: النصيب. تأخذه من لحم أو سمك. وقال الرياشي: الخبير: الزبد. وقال أبو عُبيد: قال الأصمعي: هو زبد افواه الابل. وقال الرياشي: الخبير: الوبر. قال: والخبير: الاكار. وانشد في الخبرة: بات الربيعي والخاميز خـبـرتـه وطاح ظبي بني عمرو بن يربوع وانشد للهذلي: في الخبير الزبد: تغذمن في جانبيه الخـبـي ر لما وهي مزنة واستبيحا تغذمن: يعني الفحول أي: مضغن الزبد وعمينه أي: رمينه. وانشد: تجذ رققاب لاوس في غير كنهه كجذ عقاقيل الكروم خبيرهـا رفع قوله: خبيرها على تكرير الفعل.
اراد: جذه خبيرها أي: اكارها. أبو عُبيد عن لبي عُبيدة: الخبير: الاكار. ومخابرة الارض أي: مزارعتها على لاثلث والربع: من هذا. وقال جابر بن عبد الله: كنا نخابر ولا نرى بذلك بأسا. حتى اخبرنا رافع بن خديج ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى عنه. قال: وقال الأصمعي: الخبر: المزادة. ويقال: الخبر. الا انه بالكسر اكثر. وجمعه: خبور. وقال أبو الهيثم: الخبر بالفتح: المزادة. وانكر فيه الكسر. قال: ومنه قيل: ناقة خبر إذا كانت غزيرة. والخبر والخبر: الناقة الغزيرة اللبن سبهت بالمزادة في خبرها. وفي الحديث: كنا نستخلب الخبير اراد بالخبير: النبات والعشب واستخلابه: احتشاشه. كأن العشب شبه بخبير الابل، وهو وبرها. فالنبات ينبت كما ينبت الوبر. زخيبر: موضع بعينه معروف. ويقال: تخبرت الخبر واستخبرته بمعنى واحد. ومثله: تضعفت الرجل واستضعفته وتنجزت الجواب، واستنجزته. ثعلب عن أبن الأعر أبي: المخبور: الطيب الادام، ولمخبور: المخمور والخبير: من اسماء الله تعالى: معناه العالم بما كان، وما يكون، وهذه الصفة لا تكون الا لله تبارك وتعالى. وخبرت بالامر أي: علمته. وقول الله جل وعز: (فأسأل به خبيرا) أي: سل عنه خبيرا عالما تخبر. والخأبور: بلد معروف ومنه قوله: أ يا شجر الخأبور مالك مورقا ورجل مخبر أي: إذا خبر وجد كاملا. بخر قال الليث: بخر الرجل بخرا، والبخر ريح كريهة من الفم. والنعت ابخر، وامرأة بخراء. والبخر مجزوم فعل البخار. يقال: بخرت القدر تبخر بخارا وبخرا. وكل دخان يسطع من ماء حار فهو بخار. وكذلك من الندى. ولابخور: دخنة يتبخر بها. أبو عُبيد عن الأصمعي: بنات بخر وبنات مخر: سحائب بيض يأتبن قبل الصيف منتصبات. ثعلب عن أبن الأعر أبي: المبخور: المخمور. قال والباخر: ساقي الزرع. خرم قال الليث: يقال: خرم الرجل، فهو مخروم. وخرم انفه. يخرم خرما، وهو قطع في الوترة، أو في الناشرتين أو في طرف الارنبة. لا يبلغ الجدع. والنعت: اخرم وخرماء كأشرم وشرماء. والفعل: خرمته خرما وشرمته شرما. قال: وان أصاب نحو ذلك في الشفة، أو اعلى قوف الاذن فهو خرم. قال: والخرم: ما خرم سيل، أو طريق في خف أو رأس جبل. واسم ذلك الموضع إذا اتسع فهو مخرم، كمخرم العقبة، ومخرم المسيل. والرخم: انف الجبل وهي الخروم ومنه اشتقاق المخرم. واخرم الكتف: محز في طرف عيرها مما يلي الصدفة والجميع: الاخارم. وفي الحديث: "تن النبي صلى الله عليه وسلم نهى ان يضحى بالمخرمة الاذن"يعني: المقطوعة الاذن. قال شمر: والخرم يمون في الاذن والانف جميعا. وهو الانف: ان يقطع مقدم منخر الرجل وارنبته بعد ان يقطع اعلاها حتى بنفذ إلى جوف الانف. يقال: رجل ارخرم: بين الخرم. والاخرمن من الشعر: ما كان في صدره وتد مجموع الحركتين، فخرم احدهما، وطرح كقوله: ان امرءا قد عاش تسعين حجة إلى مثلها يرجو الخلود لجاهل كان تمامة: وأن امرءا. وتقول: اخترمته المنية من بين اصحابه أي: اخذته من بينهم. واخترم فلان عنا أي: مات وذهب. وقال غيره: خرم الجبل: منقطع انفه وانف الجبل: قأئد قادمته. والخرم بكاظمة: جبيلات وانوف جبال. وقال أبو نخيلة في صفة ابل: قاظت من الخرم بقيظ خرم و اراد بقوله: بقيظ خرم: الخصب والسعة. أي: بقيظ ناعم كثير الخير. ومنه يقال: كان عيشنا بها خرما أي: ناعما. قاله أبن الأعر أبي. واما قول جرير: ان الكنيسة كان هدم بنـائهـا نصرا وكان هزيمة للاخرم فان الاخرم: اسم ملك من ملوك الروم. ويقال: لا خير في يمين لا مخارم لها أي: لا مخارج لها. مأخوذ من المخرم وهو الثنية بين الجبلين. ويقال: خرمته الخوارم إذا مات كما يقال: شعبته شعوب. وقال أبو زيد: يقال هذه يمين قد طلعت في المخارم. وهي اليمين التي تجعل لصاحبها مخرجا. وقال أبو خيرة: الخرومانة: بقلة خبيثة الريح: تنبت في العطن. وانشد: إلى بيت شقذان كأن سبالـه ولحيته في خرومان منور عمرو عن أبيه: جاء فلان بالخرمان أي: بالكذب.
وقال أبن السِّكِّيت: ما نبست فيه بخرماء: يعني به الكذب. ثعلب عن أبن الأعر أبي قال: الخريم: الماجن. والرخيم: الحسن الكلام. وقال أبو عمرو: الخارم: التارك. والخارم: المفسد. والخارم: الريح الباردة. وفي حديث سعد رضي الله عنه: "ما خرمت من صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا أي: ما ترت". وقال أبن الأعر أبي: الخرام: الاحداث المنخرمون في المعاصي المجعجعة، وإذا أصاب الرامي بسهمه القرطاس فلم يثقبه فقد خرمه. ويقال: أصاب خورمته أي: انفه. أبو عُبيد عن أبي عمرو: ريح خارم: باردة. وقال شمر: ريح خارم وهو الجامد الذي ليس فيه ندى. خمر قال الليث: الخمر: معروف واختمارها: ادراكها وغليانها ومخمرها: متخذها. وخمرتها: ما غشي المخمور من الخمار والسكر في قلبه وانشد: وقدأصَابَتْ حُمَّياها مَـقـاَتِـلَةُ فلم تكد تنجلي عن قلبه الخمر ويقال: قد اختمر العجين والطيب، وقد وجدت منه خمرة طيبة إذا اختمر الطيب أي: وجدت ريحه. أبو عُبيد عن أبي زيد: وجدت منه خمرة الطيب بفتح الميم: يعني ريحه. وقال الليث: حمرت العجين والطيب خمرة كخمر يخمر. وخمرت الدابة. اخمرها إذا سقيتها الخمر. أبو عُبيد عن الكسائي: خمرت العجين وفطرته. وهي الخمرة: للذي يجعل في العجين يسميه الناس: الخمير. وكذلك: خمرة النبيذ والطيب. وقال غيره: خميرة اللبن: روبته التي تصب عليه. ليروب سريعا رؤوبا. أبو عُبيد عن أبي عمرو: خمرت الرجل أخمره إذا استحييت منه. وقال أبو زيد: خامر الرجل المكان وخمره إذا لم يبرحه. ومن أمثال العرب: خامري أم عامر. قال أبو عُبيد: يضرب مثلا للرجل الأحمق، وأم عامر هي الضبع. واخبرني المنذري عن الحراني عن أبن السِّكِّيت: الضبع تحمق ويدخل عليها الرجل في وجارها، فتحمل عليه، فيقول: خامري ام عامر، ليست ام عامر ههنا فتمكنه حتى يكعمها ويوثقها بحبل، ثم يجرها. قال: ومعنى خامري: ادخلي الخمر وهو ما وراك من الشجر. وقال الليث: خامره الداء إذا خالط جوفه وانشد: هنيئا مريئا غير داء مخـامـر لعزة من اعلراضنا ما استحلت أبن الأعر أبي عن أبي ثروان انه وصف مأدبة وبخور مجمرها قال: فتخمرت اطناننا أي: طابت روائح ابداننا بالبخور. ثعلب عن أبن الأعر أبي قال: الخامر: الذي يكتم شهادته. شمر عن أبن الأعر أبي: رجل خمر أي: مخامر. وانشد: احار بن عمرو كأني خمر أي: مخامر. هكذا قيده شمر بخطه: قال: والداء المخامر: المخالط. خامره الداء إذا خالطه. وانشد قوله: وإذا تباشرك الهمو م فانها داء مخامر ونحو ذلك قال الليث:. في خامره الداء إذا خالط جوفه. وقال أبن السِّكِّيت: خمرت العجين اخمره خمرا إذا جعلت فيه الخميرة. وقد خمر شهادته إذا كتمها. وقد خمر عني يخمر خمرا إذا توارى. شمر عن أبن شميل: الخمر: ما واراك من شئ أو أدرأت به. الوهدة: خمر والاكمه: خمر والجبل: خمر والشجر: خمر وكل ما واراك فهو خمر. قال الفارء: خمر الرجل إذا دخل في الخمر وانشد: أحار بن عمرو كأني خمر قال: وقال الأصمعي: الخمرة: الاستخفاء. وقال أبن احمر. من طارق ياتي على خمرة أو حيبة تنفع من يعتبـر وقال أبن الأعر أبي: معناه: على غفلة منك. أبو عُبيد عن أبي زيد: قال: النعجة إذا أبيض رأسها من بين جسدها فهي مخمرة، ورخماء ايضا. وقال الليث: هي المختمرة من الضأن والمعزى. وقال أبن سهية: وقفت بها تكاتم مسـتـهـلا وخمرك من حميلة ان تفورا اراد بخمرك: ما خامرك من حميلة ان تفور أي: تظهر. ومنه قوله: حتى إذا ما هراق الـنـوم عـبـرتـه قل العشي لخمري في الضحى فوري وروى عن النبي صلى اله عليه وسلم انه قال: "خمروا آنيتكم". قال أبو عُبيد: النخمير: التغطية. وفي حيث معاذ من استمخر قوما أولهم احرار وجيران مستضعفون: فأن له ما قصر في بيته. قال أبو عُبيد: كان أبن المبارك يقول في قوله: من استخمر قوما أي: استعبدهم. وقال أبو عُبيد: قال محمد بن كثير: هذا كلام معروف عندنا باليمن لا يكاد يتكلم بغيره. يقول الرجل للرجل: اخمرني كذا وكذا أي: اعطنيه هبه لي ملكني اياه.
فقول معاذ: "من استخمر قوما": يقول اخذهم قهرا أو تملكا عليهم، فما وهب الملك من هؤلاء لرجل فقصره الرجل في بيته حتى جاء ألاسلام، وهو عنده فهو له. وقال غيره: أخمر فلان على ظنها اي: أضمرها: وقال لبيد: ألفتك حتى اخمر القوم ظنة على بنو ام البنين الاكابر ثعلب عن أبن الأعر أبي قال: المخامرة: ان يبيع الرجل غلاما حرا على انه عبده. قلت: وأظن قول معاذ من هذا اخذ. الليث: الخمر وهدة يختفى فيها الذئب وانشد: فقد جاوزتما خمر الطريق وقال الليث: الخمر: ان تخرز ناحيتي اديم المزادة، ثم يعلى بحروز اخر فذلك: الخمر. والخمار: ما تغطي به المرأة رأسها، وقد تخمرت بالخمار، وهي حسنة الخمرة. أبو عُبيد عن الكسائي: دخلت في خمار الناس وخمارهم وخمرهم أي: في جماعتهم وكثرتهم. وقال شمر: ويقال: دخلتفي غمرتهم وخمرتهم أي: جماعتهم. وفي الحديث: "ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يسجد على الخمرة. قال الليث: وهي حصير صغير قدر ما يسجد عليه ينسج من السعف اصغر من المصلى. وقال الزجاج: سميت خمرة لانها تستر الوجه عن الارض. قال: وقيل للعجين: وقد اختمر، لأن فطورته قد غطاها الخمر وهو الاختمار. ويقال: قد خمرت العجين، واخمرته وفطرته، وافطرته. قال: وسميالخمر خمرا لانه يغطى العقل. قال: ويقال لكل ما ستر الانسان من شجر أو غيره: خمر. وما ستره من شجر خاصة فهو الضراء. ومن أمثالهم: ما فلان بخل ولا خمر أي: ما عنده خير ولا شر. وقد مر تفسيره. رخم قال الليث: ارخمت الدجاجة والنعامة على بيضها إذا حضنت بيضها، فهي مرخم. ورخمها اهلها إذا الزموها بيضها. والرخمة: شبة النسر في الخلقة الا انها مبقعة ببياض وسواد. وجمعها: رخم. والرخام: حجر أبيض رخو. والرخامي: نبت تجد به السائمة وهي بقلة غبراء تضرب إلى البياض، حلوة لها اصل أبيض. كأنه العنقر إذا انتزعته حلب لبنا. والرخامة لين في المنطق. حسن في النساء. وقد رخمت الجارية رخامة؛ فهي رخيمة الصوت. وقد رخم كلامها وصتها وكذلك: رخم. ويقال: هي رخيمة الصوت أي: مرخومة الصوت. يقال ذلك للمرأة ولاخشف. قال: وزعم أبو زيد الانصاري ان من اهل اليمن من يقول: رخمته رخمة بمعنى رحمته. ويقال: القى الله عليك رخمة فلان أي: عطفته ورقته. وقال اللحياني: مثله: رخمه يرخمه رخمة، والقى عليه رحمته ورخمته. قال: وسمعت أعرابيا يقول: هو راخم له. وقال ذو الرمة: كأنها ام ساجي الطرف اخدرها مستودع خمر الوعساء مرخوم قال الأصمعي: مرخوم: القيتعليه رخمة امه أي: حبها له والفها اياه. وهو قول أبي عُبيدة. وانشد الأصمعي: مدلل يشتمنا ونرخمه وفي نوادر لاعراب: مرة ترخم صبيها، وعلى صبيها. وترخمه، وتربخ عليه إذا رحمته. وارتخمت الناقة فصيلها إذا رئمته. وقال النحويون: الترخيم حذف اخر الحرف من الاسم المنادى. كقولك إذا ناديت رجلا اسمه حارث: يا حار. وإذا ناديت مالكا قلت: يا مال. سمي ترخيما لتليين المنادى صوته بحذف الحرف. وشاة رخماء إذا أبيض راسها واسود سائر جسدها. قاله أبو زيد. والرخاء: الريح اللينة، وهي الرخامي ايضا. ثعلب عن أبن الأعر أبي قال: الرخم: الاشفاق. والرخم: اللبن الغليظ. وقال في موضع اخر: الرخم: كتل اللبأ. أبو عُبيد عن أبي زيد: ما ادري أي ترخم هو؟ واي ترخم هو؟. مرخ قال الليث: المرخ: مرخك انسانا بالدهن وتمرخت انا بالدهن. أبو تراب عن بعض العرب قال: المريخ: الرجل الاحمق. والمريخ: السهم الذي يغالي به. والمريخ: القرن الذي في جوف القرن. ويقال له: المريخ. وقال أبو خيرة: المريخ والمريج بالخاء والجيم جميعا: القرن الداخل ويجمعان: امرخة وامرجة. وقال أبو تراب: سألت ابا سعيد عن المريخ والمريج فلم يعرفهما. قال: وعرف غيره: المريخ. وقال الليث: بن المظفر: المريخ سهم طويل، به يقتدر الغلاء. وانشد: أو كمريخ على شريانه يعني على قوس شريانة. قال: والمريخ من الكواكب بهرام. ورجل مرخ: كثير الادهان. قال: والمريخ: المراسنج. قلت: وما اراه عربيا محضا. والمريخ: تصغير المرخ.
أبو عُبيد عن الاموي: إذا اكثرت ماء العجين قلت: امرخته امراخا. وكذلك قال أبو زيد. أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: المرخ: المزاح. قال: وروى عن م سروق عن عائشة: ان النبي صلى الله عليه وسلم كان عندها يوما فدخل عليه عمر فقطب وتشزن له فلما انصرف عاد النبي-صلى الله عليه وسلم- إلى انبساطه ال أول. قالت فقلت يا رسول الله كنت منبسطا فلما جاء عمر انقبضت. قلت: فقال لي: يا عائشة ان عمر ليس ممن يمرخ معه أي: يمزح معه. قلت: وهذا حرف غريب لم اسمعه الا في هذا الحديث. رواه ابن الأعر أبي في نوادره مرسلا ولا ادري ما صحته؟. والمرخ من شجر النار معروف يتخذ منه الزناد. ومنه قولهم: "في كل الشجر نار واستمجد المرخ والعفار. وقال اعر أبي: شجر مريخ ومرخ وقطف وهو الرقيق اللين. ومن أمثالهم: "هذا حياء مارخة". ومارخة: امرأة كانت تتحفر ثم عثر عليها وهي تنبش قبرا. وفي النوادر: عود متيخ ومريخ، وهو الطويل اللين. وقال أبن الأعر أبي: المرخاء: الناقة المنبسطة في سيرها نشاطا. ومرخ فلان بدنه بالدهن إذا رواه دهنا. رمخ قال شمر: الرمخ: هو السدى والسداء ممدود بلغة اهل المدينة. وهو السياب بلغة وادي القرى وهو الرمخ بلغة طئ واحدتها رمخة. وهو الخلا بلغة اهل البصرة. وانشد لبعض الطائيين: تحت أفانين ودي مرمخ وقال الليث: الرمخ: من اسماء الشجر المجتمع اسم من اسمائها. ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الرمخاء: الشاة الكلفة بأكل الرمخ وهو الخلال. مخر قال الله جل وعز (وترى الفلك فيه مواخر). أخبرنا المنذري عن أحمد بن يحيى انه قال: الماخرة: السفينة التي تمخر الماء أي: تدفعه بصدرها. قال: وانشدني الحراني عن أبن السِّكِّيت انه انشده: يافي مالي علقت ضرائري مقدمات ايدي المواخـر قال وقال أبن السِّكِّيت: والماخر: الذي يشق الماء إذا سبح. يصف نساء يتصاخبن ويستعن بأيديهن كأنهن يسبحن في الماء. قال: وقال أبو الهيثم: مخر السفينة: شقها الماء بصدرها. ونحو ذلك قال أبو عُبيد. سلمة عن الفراء: في قول الله جل وعز: (وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله): مواخر: واحدتها ماخرة. والمخر هو صوت جري الفلك بالرياح. يقال: مخرت تمخر، وتمخر. قال: وقال الكسائي: مواخر: جواري. قلت: والمخر: اصله الشق. وسمعت اعر أبيا يقول: مخر الذئب بطن الشاة أي: شقه. وروى عن النبي-صلى الله عليه وسلم- انه قال: "إذا اراد احدكم البول فليمتخر الريح". قال أبو عُبيد: يعني ان ينظر من اين مجراها، فلا يستقبلها، ولكن يستدبرها كي لا ترد عليه البول. وقال الليث: مخرت السفينة مخرا إذا استقبلت بها الريح. ومخرت هي مخورا، فهي ماخرة. وقال: وفي بعض وجوه التفسير: مواخر أي: مقبلة ومدبرة بريح واحدة. قال: والفرس يستمخر الريح ويتمخرها ليكون اروح لنفسه. وماتخارها: استقبالها. قال: ويقال: مخرت الارض مخرا إذا ارسلت فيها الماء في الصيف لتطيب؛ فهي ممخورة. ومخرت الارض إذا طابت من ذلك الماء. ويقال: امتخرت القوم أي: انتقيت خيارهم ونخبتهم. قال العجاج: من نخبة القوم الذي كان امتخر أبو عُبيد عن الأصمعي: يقال لسحائب ياتين قبل الصيف منتصبات: بنات مخر، وبنات بخر. قال: زكل قطعة منها على حيالها بنت مخر. قال الليث: والماخور: مجلس الريبة ومجتمعه، وربما قيل لذلك الرجل الذي يجلس فيه: ماخور. وقال زياد حين قدم البصرة واليا عليها: ما هذه المواخير؟! الشراب عليه حرام حتى تسوى بالارض هدما واحراقا. وجمل يمخور العنق إذا كان طويل العنق. وقال العجاج: في شعشعان عنق يمخور وقال أبن شميل في قوله عليه السلام: إذا اتيتم الغائط فأستمخروا الريح. يقول اجعلوا الريح وراء ظهوركم. وفي النوادر: تمخرت الابل الريح إذا استقبلتها واستنشتها. وكذلك تمخرت الكلأ إذا استقبلته. لخن قال الليث: يقال: لخن السقاء يلخن لخنا إذا اديم فيه صب اللبن، فلم يغسل، وصار فيه تحبيب أبيض قطع صغار مثل السمسم واكبر منه متغير الريح والطعم.
قلت ورأيت الاعراب إذا لخن السقاء اخدوا ورق الاورطي فدقوه وحعلوه في السقاء، وصبوا فيه الماء ووضعوه يوما، ثم دفقوا ذلك الماء، وقد طيب السقاء فإذا حقن فيه الحليب طاب وذهب لخنه. وقال الليث: يقال: لخنت الجوزة تلخن لخنا إذا فسدت، ولخن الاديم لخنا إذا فسد في دباغه، ولم يصلح. وقال رؤبة: والسب تخريق الاديم الالخن قال: ورجل الخن،وامرأة لخناء إذا لم يختنا. عمرو عن أبيه قال: اللخن: القبيح من الكلام. واللخن: البياض الذي على جردان الحمار، وهو الحلق. واللخن: البياض الذي في قلفة الصبي قبل ان يختن. قال: واللخن: وكب السقاء وحشنه ووسبه كله واحد. نخل قال الليث: النخلة: شجرة التمر، والجماعة نخل ونخيل وثلاث نخلات. ونخيلة: موضع بالبادية، وبطن نخلة: موضع آخر، وكلاهما بالحجاز. قال: والنخل: تنخيل الثلج والودق. تقول: انتخلت ليلتنا الثلج، أو مطرا غير جود. والنخل: تنخيلك الدقيق بالمنخل لتعزل نخالته عن لبابه. وإذا نخلت الادوية لتستصفى اجودها قلت: نخلت وانتخلت. فالنخل: التصفية والانتخال: الاختيار لنفسك افضله. وكذلك التنخل. وانشد: تنخلتها مدحا لقوم ولم اكـن لغيرهمو فيما مضى اتنخل والمتنخل: احد شعراء هذيل، وهو من المجيدين، سمي متنخلا لتنقيحه شعره. قلت: وفي وادي العرب واديان يعرفان بالنخلتين. احدهما باليمامة، ويأخذ إلى قرن الطائف. والاخر يأخذ إلى ذات عرق. ومن أمثال العرب في الغائب الذي لا يرجى ايابه: "حتى يؤوب المنخل". وقال الأصمعي: المنخل: رجل ارسل في حاجة فلم يرجع، فصار مثلا لكل من لا يرجى ايابه. والمنخل: الذي ينخل به الدقيق. لفخ ورى أبو عُبيد عن أبي زيد: لفخه على رأسه، يلفخه لفخا إذا ضربه بالعصا. وكذلك: قفخه. فلخ قال شمر: يقال: فلخته وقفخته وسلعته إذا اوضحته. والفيلخ: احد رحيي الماء، واليد السفلى منهما. ومنه قول الشاعر: ودرنا كما دارت على القطب فيلخ خفل وروى أبو العباس عن أبن الأعر أبي انه قال: الخافل: الهارب وكذلك الماخل والمالخ. لخف وروى أبو عُبيد عن أبي عمرو انه قال: اللخف: الضرب الشديد. وفي حديث زيد بن ثابت حين امره أبو بكر بجمع القران قال زيد: فجعلت اتتبعه من الرقاع والعسب واللخاف. وقال أبو عُبيد: قال الأصمعي: اللخاف: واحدتها لخفة وهي حجارة بيض رقاق. وقال أبو تراب: قال السلمي: الوخيفة واللخيفة والحزيرة: واحد. وهي من اطعمة الاعراب. وقريب منها السخينة. خلف قال الليث: الخلف: ضد قال: تقول فأس ذات خلفين، وذات خلف، والجميع: الخلوف. وقال الله جل وعز: (فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة). وقال أبو العباس احمد بن يحيى: الناس كلهم يوقولون: خلف صدق وخلف سوء. قال: وخلف: للسوء لاغير. وأبو عُبيدة: معهم، ثم انفردوحده فقال: ويقال للصدق ايضا: خلف صدق. واخبرني المنذري عن أبي طالب عن أبيه عن الفراء انه قال في قوله جل وعز: (فخلف من بعدهم خلف) قال: الخلف يذهب به إلى الذم والخلف: خلف صالح. وقد يكون في الردئ خلف، وفي الصالح خلف لأنهم يذهبون به إلى القرن. قلت: فأرى الفراء اجاز: خلف في الصالح، كما اجازه أبو عُبيدة. واخبرني المنذري عن الحراني عن أبن السِّكِّيت انه قال: يقال: هذا خلف صدق، وهذا خلف سوء. ويقال: هذا خلف إسكان اللم للردئ. ويقال: هذا خلف من القول أي: ردئ. ويقال في مثل: "سكت ألفا ونطق خلفا"للرجل يطيل الصمت، فإذا تكلم تكلم بالخطأ. ويقال: هؤلاء خلف سوء، وهذا خلف سوء. وقال لبيد: ذهب الذين يعاش في اكنافـهـم وبقيت في خلف كجلد الاجرب قال: والخلف: الاستقاء. عن أبي عمرو بفتح الخاء. وانشد قول الحطيئة: لزغب ك أولاد القطا راث خلـفـهـا على عاجزات النهض حمر حواصله قلت: وروى شمر ل أبي عُبيد: هذا الحرف الخلف بكسر الخاء في المؤلف فقال: الخلف بكسر الخاء: الاستقاء. قال: والمستخلف: المستقي. والخلف: الاسم منه. يقال: اخلف، واستخلف. وقال ذو الرمة: ومستخلفات مـن بـلاد تـنـوفة لمصفرة الاشداق حمر الحواصل
قلت: والخلف والخلف بمعنى الاستقاء: لغتان. وقال أبن السِّكِّيت: الخلف بالكسر: واحد اخلاف الضرع، وهو طرفه. وقال الفراء في قول الله جل وعز: (فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب) قال: قرن. قال: والخلف: ما استخلفته. تقول: اعطاك الله خلفا مما ذهب لك ولا تقل: خلفا. وانت خلف سوء من أبيك. واخبرنا المنذري عن ثعلب عن سلمة عن الفراء قال: ويقال إذا مات للرجل بني صغير قد يبدل: اخلف الله لك. وكذلك إذا ذهب له مال قلت: أخلف الله لك. قال: وإذا مات أبو الرجل أو الام. أو ذهب له مالا يخلف. قيل: خلف الله عليك بغير الف. قلت: وقيل: معناه: كان الله خليفة من مضى عليك. وفي حدبث عائشة رضي الله عنها ان النبي-صلى الله عليه وسلم- قال لها: "لولا ان قومك حديثو عهد بكفر لنقضت الكعبة وبنيتها على اساس ابراهيم، وجعلت لها خلفا فأن قريشا استقصرت من بنائه". قلت: الخلف: المربد في كلام العرب يجعل وراء البيوت، وفي مأوى للدواجن وغيرها. واراد بالخلف: شبيها بالحجر الذي: هو مما يلي الميزاب. ويقال للقصيري من الاضلاع: خلف بكسر الخاء. قال: والخلف: المربد. والخلف: الظهر. قال ذلك كله أبن الأعر أبي. وقال طرفة: وطي محال كالحني خلوفه وقال الليث: الخلوف: جمع خلف، وهي القصيري. وقال: والخلف: الاخر من الاطباء. ويقال: الخلف هو الضرع نفسه. قلت: الخلف هو الطبي اخر كان أو قادما وجمعه: اخلاف. وقال الراجز: كأن خلفيها إذا ما دروا اراد بخلفيها: طبي ضرعها. وقال الليث: : الخلف: القوم الذين ذهبوا من الحي يستقون، وخلفوا اثقالهم. قلت: الخلف: الاستقاء. قال ذلك أبو عمرو. وهو اسم من الاخلاف. وقال الكسائي: يقال لكل شيئين اختلفا: هما خلفان وخلفتان. ويقال له ابنان خلفان، وله عبدان خلفان، وله امتان خلفان إذا كان احدهما طويلاا والاخر قصيرا، أو كان احدهما ابيض والاخر اسود. وقال الراجز: دلواي خلفان وساقياهما يقول: احداهما مصعدة ملأى والاخرى فارغة منحدرة. أو احداهما جديدة، والاخرى خلق. وقال غيره: ولد فلان خلفة أي: نصف صغار، ونصف كبار. ونصف ذكور، ونصف اناث. ويقال: علينا خلفة من نهار أي: بقية. وبقي في الحوض خلفة من ماء. قلت: و كل شئ يجئ بعد شئ فهو خلفة. وقال الله جل وعز: (وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة). وقال الفراء: يقول: يذهب هذا، ويجئ هذا وانشد لزهير: بها العين والارام يمشين خـلـفة واطلاؤها ينهضن من كل مجثم قال: فمعنى قول زهير: يمشين خلفة أي: مختلفات في انها ضربان في الوانها وهيئتها. وتكون خلفة في مشيتها تذهب كذا وتجئ كذا. قال الفراء: وقد يكون قول الله عز وجل: خلفة أي: من فاته عمل من الليل استدركه في النهار. فعجل هذا خلفا من هذا. قلت: وقد روى الحسن نحو من هذا. وقال الأصمعي: خلفة الثمر: الشئ يجئ بعد الشئ. ويقال: نتاج فلان خلفه أي: عاما: ذكر، وعاما: انثى. ويقال: من اين خلفتكم؟ أي: من اين تستقون؟ ويقال: وراء بيته خلف جيد. وهو المربد وهو محبس الابل. ويقال: هو من أبيه خلف أي: بدل. والبدل من كل شئ خلف منه. وقال الله جل وعز: (ول نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الارض يخلفون). أي: يكونون بدلكم في الارض. وقال الأصمعي: الخلفة من البطن. يقال: به خلفة أي: به بطن وهو الاختلاف. والخلفة ما انبت الصيف من العشب بعدما يبس العشب. وكذلك ما زرع من الحبوب بعد ادراك الاولى: خلفة لانها تستخلف. أبو عُبيد في باب الاضداد: قال غير واحد: الخلوف: الغيب. ويقال: الحي خلوف: أي: غيب. قال: والخلوف: المتخلفون. وقال أبو زبيد الطائي: اصبح البيت بـيت آل بـيان مقشعرا والحي حي خلوف ورُوى عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم-"أنه قال": "لَخُلوفُ فَم الصَّائِم أطْيبُ عِنْد الله مِنْ ريح الْمِسكِ". قال أبو عبيد: الْخُلُوفُ: تَغَّيرُ طَعْم الفم لِتأخير الطعام. يقال منه: خَلَفَ "فَمُهُ". . يَخْلُفُ خُلُوفاً. قاله الكسائيُّ، والأصمعي، وغيرهما.
قال: ومنه حديث عليٍّ عليه السلام-"حين سئِلَ" عن الْقِبْلَةِ للصَّائمِ-فقال: وما أرَبُكَ إلى خُلوفِ فيها؟؟ وقال الأصمعي: يقال: خَلَف فُلانٌ عن كلِّ خيْرٍ. . فهو يَخْلُفُ خُلُوفاً-إذا فَسَدَ ولم يَفْلِحْ. فهو خالِفٌ، وهي خَالٍفةٌ. ويقال: خَلَفَتْ نفسه عن الطعام. . فهي تَخْلُفُ خُلُوفاً-إذا أضْربَتْ عن الطعام من مَرَضٍ. ويقال: خَلَفَ اللَّبنُ وغَيْرُهُ خُلُوفاً-إذا تغيَّر طعمه وريحُه. ويقال: خَلَف الرجلُ-عَن خُلُقٍ أبيه-يَخْلُفُ خُلُوفاً-إذا تغيَّر عنه. "وخَلُفَ اللَّبنُ يَخلُفُ خُلُوفاً-إذا أُطيِلَ إنْقَاعُهُ. . حتى يَفْسُدَ". وخَلَفَ النّبِيذُ-إذا فَسَد. . وبعضُهمْ يقول: إذا أخْلَفَ-أي: حَمُضَ. ويقال: خَلَف فلانٌ مَكان أبيه. . يَخْلُفُ-إذا كان في مكانه، ولم يَصْرْ فيه غَيْرهُ. ثعلبٌ-عن ابن الأعرابي-: أبِيعُك هذا العَبْدَ، وأبْرأ إليكَ من خُلْفَتِهِ ورجلٌ ذُو خُلْفَةٍ. وقال ابن بُزُرجَ: خُلْفَةُ الْعَبْدِ: أن يكون "أحْمَقَ" مَعْتُوهاً. وإنَّهُ لَطِّيبُ الخُلْفَةُ-أي: طَيِّبُ آخر الطعَّم. وقد خَلَف يَخْلُفُ خَلاَفَةً وخَلْفاً. قال: والخَالِفَةُ: الأحْمَقُ. . القَلِيلُ العَقْلِ. ورجلٌ أخْلَفُ وخُلْففٌ "-مَخرجَ قُعْدُدٍ-وامرأة خَالِفَةٌ وخَلْفاءُ وخُلْففةٌ". وخُلْفُفٌ-بغير هاءٍ. . وهي الحمقاء. ويقال: خَلَف فلانٌ يَخْلُفُ خِلاَفَةً وخَلْفاً. وقال ابن الأعرابي: والخُلْفُوفُ: الْعَبْدُ اللَّجُوجُ. والخُلُوفُ: الحيُّ إذا خرج الرجالُ، وبقي النساء. والْخُلُوفُ: إذا كان الرجالُ والنساء في الدَّارِ. . مُجْتَمِعِينَ "في الحيِّ". قال: وهذا: من الأضْدَادِ. قال: والخَالِفةُ: اللَّجُوجُ "من الرِّجال". ورجلٌ فيه خِلْفَنةٌ-إذا كان مُخالِفاً. وما أدري أيُّ خَالِفَةَ هو؟"-غير مصروفٍ-أي: أيُّ الخَلْق هو؟. ورجلٌ خَالِفٌ. . وخَالِفَةٌ. . وخِلْفَنةٌ وخِلَفَناةٌ. أبو عبيد-عن اليزيدي-: خَلَف الله عليك بِخْيرِ خِلافةٍ. قال: وقال الأصمعي: خَلَف فلانٌ بعَقِبي. وذلك إذا مافارقه عَلَى أمرٍ، ثم جاء مِنْ ورائه فجعل شيئاً آخر بعد فرَاقِهِ. اللِّحيانيُّ: خَلَفَ فلانٌ فلاناً-في أهله وفي مكانه-يَخْلُفُ خِلافَةٍ حَسَنَةً. ولذلك قيل: أوْصى له بالخلافَةِ. ويقال: خَلَفَني رَبيِّ في أهلي ومالي أحْسَنَ الْخلافَةِ: وقال الْفَزَاريُّ: بَعِيرٌ مَخْلُوفٌ: قد شُقَّ عِنْ ثيله منْ خِلْفِهِ-إذا حَقِبَ. قال: والمَخْلُوفُ: الثَّوْبُ المَلْفُوقُ. والمَخْلُوفُ: الذي أصابَتْهُ خِلْفَةٌ ورقَّة بَطْنٍ. وخَلَف له بالسَّيْف-إذا جاءهُ من خَلْفِهِ فَضَرب عُنُقه. أبو عبيد-عن أبي عمرو-: خَلَفْت القَمِيصَ أخْلُفُهُ فهو خَلِيفٌ. وذلك أن يَبْلى وسَطه-فَتُخْرِجُ البالي منهُ ثمّ تَلْفِقَهُ. وأنشد شمرٌ: يُرْوى النَّديمَ إذا تَناشَى صَحْبُهُ أُمَّ الصَّبيِّ وثَوْبَهُ مَخْلُـوفُ يريد: إذا تناشى صَحْبُهُ أُمَّ وَلَدِهِ من العُسْر، فإنه يُرْوى نديمه، وثَوْبُه مَخْلُوفٌ مِنْ سُوء حاله. شِمرٌ-عن ابن الأعرابي-: امرأة خَلِيفٌ-إذا كان عَهْدُها بعد الوِلادةِ بيَوْمٍ أو يَوْمَين. وقال غيرُهُ: يقال للناقة "العائذِ": خَلِيفٌ-أيضاً. وقال اللِّحْيانيُّ: الخَلِيفُ: الطَّرِيقُ خَلْف الجَبْل، أو الطريق بين الجَبَلين. وقال الأصمعي: حَلَب فُلانٌ ناقته خَلِيفُ لِبائها. يَعْني الحَلْبْةَ التي بعد ذَهابِ اللِّبَاءِ. أبو عبيد: الخَلْيفُ-من ىالجسد-ما تحْتَ الإبْطِ. وقال الليث: الخلْيِفَانِ-من الإبلِ-: كالإبْطِيْنِ من النَّاس. قال: والخَلْيِفُ فَرْجٌ-بين قُنَّتْيِن-مُتَدَانٍ قليلُ العَرْضِ والطُّول. قال: والخَلْيفُ: مَدَافِعُ الأوْدية. وإنما "ينتهى" المَدْافَعُ إلى خَلِيفٍ ليُفْضيَ إلى سَعَةٍ. أبو عبيدٍ-عن الْيَزَيديِّ: يقال: أخْلَفَ الله لك. ورَوى ثعلبٌ-عن سَلَمةَ. . عن الفرَّاء-قال: سمعتُ: "أخْلَفَ اللهُ عَلَيْك". وقال الأصمعي: يقال: "خَلَف اللهُ عليك بِخَيْرٍ"-إذا أدْخَلْتَ الباء ألْقَيْتَ الأفَ-و"أخْلَفَ الله عليك خَيراً".
قال: والإخْلاَفُ: أن تُعيد على الدابة فلا تَلْقَحُ. والإخْلاَفُ: أن يَعِددَ الرجلُ "الرجلُ العِدَةَ". . فلا يُنْجِزُها. والإخْلافُ: أن يُصِّير الحَقَب وراء ثيل البعير، لئلاَّ يَقْطعه. يقال: أخْلِفْ عن بعيرك. . فتصِّيرَ الحَقَب وراء الثِّيل. والإخْلافُ: الاسْتِقاء. ويقال: أخْلَفَ اللهُ عليك-أي: أبْدَلَ الله لك ماذهب. وخَلَف الله عليك-أي: كان الله خَلِفَة والدِك عليك. قال: والإخِلاف: أن يكون في الشجر ثَمرٌ، فيذهبُ، ثم تعود فيه خِلْفَةٌ فيقال: قد أخْلفَ الشجرُ، فهو يُخْلِفُ "إخْلافاً". وأخْلَفَ الشَّجرُ-إذا أخْرَجَ وَرَقاً بعد وَرَقٍ قد تناثر. والإخْلافُ: أن يضربَ الرجل "يدَه" إلى قِرابِ سَيْفه. "ليأخذ سيفه" إذا رأى عَدُوَّاً. وفي الحديث: "أنَّ رَجُلاً أخْلَفَ السَّيْف يَوْمَ بَدْرٍ فضربَ رِجْلَ ابن أُمَيَّةَ ابنِ خَلفٍ". قال شِمرٌ: قال الفرَّاءُ: أخْلفَ وَلَدي-إذا أراد سَيْفه، وأخْلفَ إلى الْكِنانةَ. وقال الأصمعي: أخْلفَ بيده إلى سَيْفه. "قال": وأخْلَفَتِ الأرضُ-إذا أصابها برْدٌ آخر الصّيف، فيخضرُّ بعض شَجَرِها. والإخْلافُ: أن تَحْمِلَ عَلَى الدّابةِ فلا تَلْقَحُ. والإخْلافُ-في النَّخْلة-: إذا لم تحملْ سَنَةٍ. والإخْلافُ: أن يأتي على البعير البازِلِ سَنَةٌ بعد بُزُولهِ. . فيقالُ: بعيرٌ مِخْلف. يقال: هو مُخْلِفُ عامٍ، ومُخْلِفُ عامين. وكذلك مازاد. والإخْلافُ: أن يُهْلِك الرجُلُ شيئاً لنفسه أو لغيره ثم يُحْدِثُ مِثْله. والإخْلافُ: أن يَطُلبَ الرجُلُ الحاجةَ أو الماء. . فلا يَجِدُ ما طَلَبَ. وقال أبو الْحَسَنِ: رُجى فلانٌ فأخْلَفَ. وأخْلَفَ الطَّائرُ-إذا خَرَج له ريشٌ بعد ريشٍ. ويقال: أخْلفتِ الناقةُ العام، ورَجَعتْ. وهي ناقةٌ مُخْلَفَةٌ-إذا ظُنَّ أنّ بها حَمْلاً ثم لم تكُن كذلك. ويقال: أرْجَعَ فلانٌ يَدَهُ، وأخْلَفَهَا-إذا ردَّها إلى خَلْفِهِ. وأخْلَفَتِ النُّجُومُ?إذا لم يكن لنوْئها مَطَرٌ. وقال الفرَّاء-في قول الله جلَّ وعزَّ: "رَضُوا بأنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفُ". وقوله عزَّ وجلَّ: فاقْعُدُوا مَعَ الخالفين". قال: "الْخَوالِفُ": النِّساء. ويقال: عَبْدٌ خَالِفٌ، وصاحبٌ خَالِفٌ-إذا كان مُخالِفاً. ورجلٌ خَالِفٌ، وامرأة خَالِفَةٌ-إذا كانت فاسِدةً، أو مُتَخَلِّفَةً في منزلها. وقال غيره: "من النَّحْوِيِّين": لم يجئ "فَاعِلٌ" مَجْموعا على "فَوَاعِلَ" إلا قُولُهم: "إنه لَخَالِفٌ منَ الْخَوالِفِ". "و "فلان" هالِكٌ في الهَوالِكِ". "وفارِسُ من الْفَوَارِسِ". وقال الفرَّاء-في قول الله تعالى: (وَهُو الَّذي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأرض) قال: جُعْلَتْ أمَّة مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم-خَلاَئِف كلِّ الأمَمِ. وقال الزَّجَّاجُ نَحْوه. قال: وقيل: "خَلائِفَ الأرْضِ": يَخْلُفُ بَعْضُكم بعضاً. وأخبرني المنذريُّ-عن الْحرَانيِّ عن ابن السِّكِّيت-قال: أمَّا "الْخَليفَة" فإنه وَقَع على الرِّجالِ خاصَّةً. فالأجْوَدُ أن يُحْمل على معناه. . لأنه إنما يَقَعُ للرِّجال "خاصَّةً". . وإن كانت فيه "الخاؤُ". ألا ترى أنَّهُم قد جَمَعُوه: "خُلَفاء"؟ فكلُّ من جَمَعَهُ "خُلَفَاءَ". قال: ثَلاثة خُلَفَاءً-لا غَيْرُ. وقد جمع "خَلائِفَ". فمن قال: "خَلاَئِفَ" قال: ثلاثُ خَلاَئِف، وثَلاَثةُ خَلائِفَ. فَمرَّةً يَذْهب به إلى المعنى، ومرةً إلى اللَّفْظِ. وأنشد "الفرَّاءُ": أبوكَ خَلِيفَةٌ وَلَدتْـه أخـرى وَأنْتَ خَلِيفَةٌ. . ذاك الْكمالُ فقال: " "وَلَدَتْهُ" أخرى" لتأنيث اسم الْخَليفةِ. والْوَجْهُ: أن يقول: "وَلَدَهُ آخرُ". الأصمعي-يقال: فَرَس به شِكالٌ مِنْ خِلافٍ-إذا كان في يده اليُمْنى ورِجْله اليُسْرى: بياضٌ. وقولُ الله جلَّ وعزَّ: (وإذاً لاَيَلْبَثُونَ خِلاَفَكَ إلاَّ قَلِيلاً). و يُقرأ: "خَلْفَكَ". ومعناهما: بَعْدَك. أبو العبَّاس-عن ابن الأعرابي-: الْخِلافُ: كُمُّ الْقَمِيصِ. يقال: احْعَلْهُ في متى خِلاَفِك-أي: في وسط كُمِّكَ. قال: والْخِلاَفُ: الصَّفْصَافُ. والْخلاَفُ: الْخُلْفُ.
وسمعتُ غير واحد من العرب يقول: إذا سُئل-وهو صادرٌ عن ماءٍ. . أو مُقْبِلٌ من بلد-عن رَجُلٍ: أحَسْتَ فُلاناً؟ فيُجِيبُهُ: خَالِفتي. يريد أنه وَرَد الماء، وأنا صادرٌ عنه. أبو عبيدٍ: الْخَالِفَةُ عَمُودٌ من أعمدة الْخباء، وجَمْعها خَوالِفُ. وقال اللِّحْيانيُّ: تكونُ الْخالِفة في آخر البيت. وقال غيره: الْخالِفةُ: الْعَمُودُ الذي يكون أيضاً-قُدَّمَ البيتِ. ويقال: بَيْتٌ ذُو خَالِفَتْين. ويقال: خَلَف فُلانٌ بيتهُ. . يَخْلُفُهُ "خَالفاً"-إذا جَعَل له خَالِفةً. ويقال: أقام فلانٌ خِلافَ أصحابه-أي: لم يسرْ معهم حين سارُوا. ويقال: سُرِرْتُ بمقامي خَلْف أصحابي-أي: سُرِرتُ بِمقامي بَعْدَهْم، وبَعْد ذهلبهم. وقال الليث: رجلٌ خَالفٌ وخَالِفةٌ-أي: مُخالِفٌ. . كثير الْخِلاف. وقال ابن الأعرابي: الْخَالِفَة: القاعِدةُ من النساء-في الدَّار. وقال الليثُ: الخَالِفُ: اللَّحْم الذي تجُد منه رُوَيْحةً. . ولابأس بمضغه. "قال: والْخُلْفُ: اسم وضع موضع الإخْلافِ". قال: والْخالِفَةُ: الأمةُ البَاقِيَةُ بعد الأُمَّة السَّالِفة. وأنشد: كَذَلِك تَلْقاهُ الْقُرُونُ الْخَوَالِفُ يعنى الموْتَ. قال: وأخْلفً الْغُلامُ فهو مُخْلِفٌ-إذا رَاهَقَ الحُلُمَ. وخَلفَ فلانٌ بِعَقِبِ فُلان-إذا خَالَفَهُ إلى أهله. وقال اللحياني: هذا رجلٌ خَالِفٌ-إذا اعْتَزَلَ أهله. قال: والْمَخْلَفَةُ: الطريق. يقال: عليك الْمَخْلَفَةُ الْوُسْطى. ويقال-للذي لايَكاد يفي إذا وَعَد-: إنَّهُ لَمِخْلافٌ. وقال ابن السكيت: ألْحتُ على فلانٍ في الاتِّباعِ حتى اختَلَفْتهُ-أي: جَعَلْتُهُ خَلْفى. وقال الليث: يقال: هو يَخْتِلِفُني في النَّصِيحَة-أي: يَخُلُفني. ويقال أيضاً-: اخْتَلَفْتُ فلاناً-أي: أخَذْتُهُ من خَلْفِهِ. وفي حديث مُعاذٍ "مَنْ تحوَّلَ مِنْ مِخْلافٍ إلى مِخْلافٍ فعُشْرهُ وصَدَقتُهُ إلى مِخْلافِ عشيرته الأوَّل. . إذا حال عليه الْحَوْل". وقال أبو عمرو: يقال: اسْتَعْمِل فلانٌ على مَخَاليِفِ الطَّائِفِ. وهي الأطرافُ والنَّواحي. وقال خالدُ بن جَنْبَةَ: في كلِّ بَلَدٍ مِخلاَفٌ. بِمَكَّة، والمدينة، والبَصْرة، والكوفة. وقال: مِخْلافُ الْبَلَد سُلْطانه. قال: وكنَّا نَلِقي بني نُمَيْرِ-ونحن في مِخْلاف المدينة، وهم في مِخلاف اليَمامةِ. وقال أبو معاذٍ: المِخْلافُ: "الْبُنْكِرْدُ". . وهو أن يكونُ لكُلِّ قومٍ صَدَقةٍ عَلَى حِدةٍ، فذاك: بُنْكِرْدُهُ. . يؤدَّى إلى عشيرته التي كان يُؤدى إليها. وقال الليث: يقال: فلانٌ من مِخْلافِ كذا وكذا. وهو-عند أهل اليمن-كالرُّسْتاقِ. والجميع: مَخَالِيفُ. ويقال: إنَّ نَوْمَةَ الضُّحى مَخْلَفَةٌ للفم-أي: تُغيِّرهُ. ومخْلَفَةُ منىً: حِيْث ينزل النّاسُ. وقال الهُذَليُّ: وَأنَّا نَحْنُ أقْدَمُ مِنْكَ عِزَّاً إذا بنِيَتْ بِمَخْلَفَةَ الْبيُوتُ ومَخْلَفَةُ بني فلانٍ: مَنزِلُهُمْ. ونُزُلُ القَوْمِ بِمنىً. . ومَخْلَفَةُ منيً: طُرُقُهُمْ حيث يَمُرُّونَ ويقال: خَلف فلانٌ بعقبي?إذا فارَقَهُ على أمْرِ فَصَنَع شيئاً آخر قلت: وهذا أصَحُّ من قول الليث: إنَّه يُخالفُهُ إلى أهْلِه ويقال: خَلَف فلانٌ فلاناً-في أهله وفي مكانه-يَخُلُفهُ خِلافَةً حَسَنةً "ويقال: خَلَفَتِ الفاكِهةُ بعضها بعضهاً خَلْفاً وخِلْفةً-إذا صارَتْ خَلْفاً من الأولى قال": والنَّاقةُ الْخَلِفَةُ: الْحَامِلُ وجمعها: مَخاضٌ. . وتُجْمَعُ: خَلِفَاتٌ. وقد خَلِفَتْ تَخْلَفُ خَلَفاً ويقال: خَلَف فلانٌ عن أصحابه-إذا لم يَخْرُجْ معهُمْ ويقال: أكل فلانٌ طعاماً فَبَقِيتْ في فيه خِلْفَةٌ فَتَغَّرَ فُوُ. وهو الشئُ. . يبقى بين الأسنانِ. ويقال: إنَّهُ لخليفَةٌ بَيِّنُ الْخلافةِ والْخَلِّيفي. وقال عُمَرُ بن الخطَّاب-رِضْوان الله عليه-: "لوْ أطَقْتُ الأذانَ مع الْخِلِّيفي لأذَّنْتُ". ويقال: خَلَّفْتُ فلاناً. . أخلِّفُهُ تَخْلِيفاً واسْتَخْلَفْتُهُ-أي: جَعَلْتُهُ خَليِفتي. الأصمعي: "". . "يقال": خَلَفَ فلانٌ على فُلانة. . خلافةً-إذا تَزَوَّجها بعد زَوْجٍ.
ويقال"": خَلَّف فلانٌ خَلَفَ صِدْقٍ في قومه-إذا ترك عَقْباً. الليث: اختَلَفْتُ إليه اخْتلافةً واحدة. "قال": والْخِلاَفُ شَجرٌ، والواحدة: خِلافَةٌ. ويقال: جاء الماءُ بِبَزْرِهِ فَنَبتَ مَخالِفاً لأصله، فسُميِّ خلافاً. قال: والْمِخْلافُ-بلُغة أهْل اليمن-: الكُورةُ، ومَخاليفها: كُوَرُها. "قال": والمُتَوشِّحُ يُخالفُ بين طَرَفي ثوبه. وجَمْعُ الخَلِفةِ الحامل من النُّوق: مَخَاضٌ. وقال غيره: يقال: إنَّ امرأة "فلان" تَخْلُفُ زَوْجها بالنِّزاعِ إلى غيره-إذا غاب عنها. وقَدِم أعْشى بني مازِنٍ عَلَى النَّبيِّ عليه السَّلامُ. فأنشده "هذا الرَّجَزَ": يا مَالِكَ النَّاسِ وَديَّانَ الْـعَـرَبْ إلْيكَ أشْكو ذِرْبَةً مِنْ الـذِّرَبْ خَرَجْتُ أبْغِيها الطَّعَامَ في رَجَبْ فَخَلفْتني بِـنِـزاعٍ وهَـرَب أخْلَفْتِ الْعَهد ولَطَّنْ بالَّـذَّنَـبْ "وهُنَّ غَالبٍ لِمَـنْ غَـلَـب" وقال أبو زيد: "يقال": إنَّما أنْتُمْ في خوالف من الأرضين-أي: في أرضين لاتُنبتُ إلاَّ في آخر الأرضين "نباتاً". والأخْلَفُ: الأعْسَرُ. ومنه قولُ الْهُذَليِّ أبي كَبيرٍ: زَقَبٌ يَظَلُّ الذِّئبُ يَتْبَـعُ ظِـلَّـهُ مِنْ ضِيِقِ مَوْرِدِهِ اسْتِنانَ الأخْلفِ "وقيل: أراد بالأخْلَفِ: الْحَيَّة". وقيل: الأخْلَفُ: الأحْولُ. والأخْلَفُ من الإبل: المشْقُوقُ الثِّيلِ. . الذي لايَسْتَقِرُ وَجَعاً. وقال الأصمعي: الْخَلفُ-في البعير-أن يكون مائِلاً في شقٍّ. يقال منه: بعيرٌ أخْلَُ. ويقال: خَلَّفَ فلانٌ بناقَتِه تَخْلِفاً-إذا صَرَّ خِلْفاً واحداً من أخلافها. وقال اللِّحيانيُّ: الْخِلْفُ: في الظِّلْفِ والْخُفِّ. . والطُّبيُْ: في الحافر والظُّفرِ. وقال أبو عبيدٍ: الْخِلْفُ حَلَمة ضَرْع النَّاقة. وقال ابنُ الأعرابي: الْخِلْفَةُ: وقتٌ بَعْد وَقْتٍ. وقال أبو زيدٍ: خَالِفَةُ البيت: تحت الأطْنابِ في الكَسِرِ. وهي الْخَصَاصَةُ أيضاً. . وهي الْفُرْجَة. وجَمْع الْخَالِفَةِ: خَوَالِفُ. وهي الزَّوايا. وأنشد: مَا خِفْتُ حَتًّى هَتَكوا الخوالِفا وقال أبو مالك: "الْخَالِفَةُ": الشُّقَّةُ المُؤَخَّرةُ. . الَّتي تكون تحت الْكِفاءِ تحتها طَرَفها مِمَّا. . يللا الأرضَ من كِلاَ الشِّقيْنِ. شَمِرٌ-عن ابن شميلٍ-: الْخِلَفُ يكون في الخير والشِّرِّ. قال: وقال أبو الدُّقَيْشِ: يقال: مَضى خَلْفٌ من الناس، وجاء خَلْفٌ لاخير فيه. . وخَلْفٌ صالحٌ. خَفَّفَهُما جميعاً. وفي هؤلاء القوم: خَلَفٌ ممن مَضَى-أي: يقومون مقامهم. وفي فُلانٍ خَلَفٌ من فُلان-إذا كان صالحاً أو طالحاً. . فهو خلَفٌ. ويقال: بئس الْخَلَفُ هم-أي: البَدَلُ. وقال الكسائيُّ: الْخَلفُ القَرْنُ بعد القَرْنِ. "فَخَلَف مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ". والْخَلَفُ-مُثَقَّل-: إذا كان خَلَفاً من شئ. وفي حديث مرفوعٍ: "يَحْمِلُ هَذا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ. . يَنْفُون عَنْه تَحْريفَ الغَالين، وانتْحال المُبْطِلينَ، وتأوِيل الْجاهلين". وقال شمرٌ: قال القَعْنَبِيُّ: سَمْعتُ رجلاً يَحَدِّثُ مالك بن أنسٍ بهذا الحديث فأعْجَبهُ. "أخبرني المنذريُّ-عن ثَعْلبٍ. . عن ابن الأعرابي-قال: الْمَخَاليِفُ من الإبل: التي رَعَت الْبَقْلَ، ولم تَرْعَ الْيَبِيسَ، فلم يُغْنِ عنها رَعيهُا الخُضْرَةَ شيئاً. وأنشد: فإنْ تَسْألي عَنَّا إذا الشَّوْلُ أصْبَحَتْ مَخَاليفَ حُدْباً لاتَدرُّ لَبُونـهـا" خلب قال الليث: الْخَلْبُ: مَزْقُ الْجِلْد بالنَّاب. والسَّبُعُ يَخْلُبُ الفَريسة-إذا شقّ جِلدها بنابه، أو فعله الْجارحَةُ بِمَخْلَبه. ولكلِّ طائرٍ من الجوارح: مِخْلَبٌ ولكل سَبْعٍ: مِخْلبٌ. . وهو أظافيره. وٍضعْتُ النَّخْلاَوِيِّينَ مِنْ أهل الْبَحْرين يقولون للحديدة الْمُعَقَّفَةِ-التي لاأُشَرَ لها، ولا أسنان-: الْمِخْلبُ. وأنشدني أعرابيٌّ-من بني سَعْدٍ-: "دَبَّ لها أسْوَدُ كالسِّرْحانْ" بِمِخْلَبٍ يَخْتَدمُ الإهـانْ
وقال الليث: الْخُلُبُ: حَبْلٌ دقيق صُلْبُ الْفَتِلِ. . من ليفٍ أو قُنَّبٍ أو شئٍ صُلْبٍ. وأنشد: كالْمَسَدِ اللَّدْنِ أُمِرَّ خُلُبُهْ ثعلبٌ-عن ابن الأعرابي-: الْخُلُبَةُ: الْحَلْقة من اللِّيف. أبو عبيد-عن الأصمعي-: الْخُلْبُ اللِّيف: واحدتهُ خُلْبَةٌ. وقال الليث: الْخُلْبُ: طِينُ الْحَمأةِ. ويقال: هو الطِّين الصُّلب. ويقال: طِينٌ لاَزِبٌ خُلُبٌ. وماءٌ مُخْلِبٌ-أي: ذُو خُلُبٍ. وقال أميَّةُ: فَرأى مَغِيبَ الشَّمْسِ عِنْد مآبِهـا في عَيْن ذي خُلُبٍ وَثأْطٍ حَرْمَدٍ أبو العبَّاس-عن ابن الأعرابي-: قال رجُلُ من العرب لطَّباخه: "خَلِّبْ مِيفَاكَ حتَّى يَنْضَجَ الرَّوْدَقُ". قال: "خَلِّبْ"-أي: طَيِّنْ. ويقال للطِّيِن: خُلْبٌ. قال: "والْمِيفَي": طَبَقٌ التَّنُورِ و"الرَّوْدَقُ": الشِّوَاءُ. وقال الليث: الْخُلْبُ أيضاً: وَرَقُ الْكَرْم والْعَرْمَضِ ونحوه. قال: والْخِلاَبَةُ: الْمُخَادَعَةُ. وفي حديث النَّبي-صلى الله عليه وسلم "أنه قال": لرجلٍ كان يُخْدَعُ في بيعه-: "إذا بَايَعْتَ فَقُلْ: لاخِلاَبَةَ". أي: لاخَديِعَةَ ولاغِشَّ". قال الليث: والْخِلاَبَةُ: أنْ تَخْلُبَ المرأة قَلْبُ الرجلِ. . بألْطَف القَوْل وأخلَبِهِ. وامرأة خَلاَّبَةُ للفؤاد. . وخَلُوبُ للفؤاد. ورجل خَلَبُوتٌ: "ذُو" خديعة "جاء على "فَعَلُوتٍ" مثلُ "رَهَبُوتٍ"". وقال الشاعر: مَلَكتُمْ فَلَمَّا أنْ مَلَكْتم حَلَبْتُـمُـو وشَرُّ الملوك: الخَالِبُ الْخَلَبُوتُ أبو عبيد-عن أبي زيدٍ-: الخِلْبُ حجاب القلب. ومنه قيل للرَّجل الذي تحبُّه النساء: إنّه لَخِلْبُ نساء-أي: تُحِبُّه النساء. وقال غيره: فلانٌ خِلْبُ نساءٍ-إذا كان يُخالِبهُنَّ-أي: يُخادِعُهنَّ. وفلانٌ حِدْثُ نساءٍ، وزيرُ نساءٍ-إذا كان يُحادِثُهُنَّ ويُزاوِرُهُنَّ. ومن أمثال العرب: "إذا لمْ تَغْلِبْ فاخْلبُ". وبعضهم يقول: فاخلب بكسر اللاَّم. فمن ضَمَّ اللام. . فمعناه: فاخْدَعْ. ومن كَسَر اللاَّم. . فمعناه: فانتِشْ شيئاً يسيراً بَعْد شئ. أُخذ من مِخْلَبِ الجارحة. ويقال للرجل الذي يَعِدُ ولايفي بوعده: إنه لبَرْق خُلَّبٍ، وإنه لَبَرْقٌ خُلَّبٌ وهو السَّحَابُ الذي يُرْعِدُ ويُبْرِقُ، ولا يُمْطر. أبو عبيد-عن الأصمعي-: امرأة خَلْبَنٌ، وهي: الخَرْقاءُ. قال: وليس من الْخلابَةِ. "قال": والنُّونُ ليست بأصْليَّة. وقال الليث: امرأة خَلْباء-إذا كانت خَرْقاء، وقد خَلِبَتْ خَلَباً. وكذلك: الخَلْبَنُ. "قال": ويقال للمرأة المهزولة: خَلْبَنٌ. وأنشد الأصمعي: وخَلَّطَتْ كلُّ دِلاثٍ عَلْجَـنِ تَخْليطَ خَرْقاءِ اليدين خَلْبَنِ ورواه أبو الهيثم: . . "خَلْبَاءِ اليَديْنِ". . وهي الْخرْقاءُ. ثعلبٌ-عن ابن الأعرابي-قال: الْخَلبَاءُ من النساء: الْخَدُوعُ. سَلَمةُ-عن الفرَّاء-"قال": الْخِلبُ: الطِّينُ، والخِلْبُ: الوَشْيُ. أبو عبيد-عن أبي عمروٍ-"قال": المُخَلَّبُ من الثياب: الكثير الوَشْيِ. وقال لبيدٌ: وَغَيْثٍ بدَكْـدَاكٍ يَزِينُ وَهَـادهُ نَبَاتٌ" كَوَشْي العَبْقَريِّ المُخلَّبِ قال: وهو الكثير الألوان. وقال ابنُ الزَّبير الأسََديُّ: خَشَّ الضُّلُوعَ فأفْرَاها بِمَخْـلِـبِـهِ ومَرَّش الخِلْبَ حَتَّى هَتَّك الْقَصَرا قال: "مَرَّشَ" و"خَدَّش". . واحدٌ. و"الخِلْبُ": عُظَيْم مثل ظُفْرُ الإنسان لاصِقٌ بناحية الحجاب. . ممَّا يلي الكَبِدَ. وهي التي تلي الكَبِدَ والحجاب. . والكَبِدُ مُلْتَزِقٌ بجانب الحجاب. "وجَمْعُ الْخالبِ: خَلَبَةٌ". بلخ قال الليث: البَلَخُ: مَصْدرُ الأبْلَخِ، وهو الْعَظِيم في نفسه. . الجرئُ على ما أتى من الفجور. وامرأة بَلْخاء. ثعلبٌ-عن ابن الأعرابي-قال: البَلَخُ: التَّكُّبُر، والبَلَخُ: شجرُ السِّنديان. "والبَلْخُ: الطُّولُ. وقال أبو العباس: البُلاَخُ شَجَرُ السِّنْديان" وهو الشجر الذي تُقْطع منه كُدَيْناتُ القَصَّارين.
"والأبلخُ: الرَّجُل المتكِّبرُ. . والجميعُ: البُلْخُ". لبخ قال الليث: اللَّبْخُ: احتيالٌ لأخذ شئ. قال: واللَّبْخُ: من الضرب والقتل. واللُّبُوخُ كثرة اللحم في الجسد. واللّبيخُ: النَّعْتُ. وامرأة لُباخِيَّةٌ: ضَخْمةُ الرَّبْلة. . كثيرة اللَّحْم. أبو العباس-عن ابن الأعرابي-: يقال للمرأة الطويلة العظيمة الجسم: خِرْباقٌ ولُباخيَّةٌ، ومُزَنَّرَةٌ. "واللِّبَاخُ: اللِّطَامُ والضِّرابُ". بخل قال الليث: البُخْلُ والبَخْلُ-لغتان-قُرئ بهما، وقد بَخِل يبخلَ بَخلاً وبُخْلاً ورجلٌ بَخيلٌ وبَخَّالٌ ومُبَخَّلٌ-إذا وصِف بالبخل. . والبَخْلَةُ بُخْلُ مرَّةٍ واحدة. "ويجمع البخيل: بُخلاء، ورَجلٌ باخلٌ: ذُو بُخْلٍ، ورجالٌ باخِلونَ. وأبْخلْتُ فلاناً: وَجَدْتُهُ بخيلاً، وبَخَّلْت فلاناً: نَسَبْتُه إلى البخيل. والولد مَحْبَنَةٌ مَجْهَلَةٌ مَبْخَلةٌ وقد مرَّ تفسيرها. خبل قال الليث: الخبْلُ جنونٌ أو شِبْههُ في القلب، ورجلٌ مخبولٌ وبه خَبْلٌ، ورجلٌ مُخَبْلٌ: لافؤاد معه، وقد خَبَله الدَّهْر والحُزن والسُّلطان والحُبُّ والدَّاء-خَبْلاً. وأنشد: يَكُرُّ عليه الدَّهْرُ حـتـى يَرُدَّه دوى شَنَّجَتْه جِنُّ دَهْرٍ وَخابِله ودَهرٌ خَبِلٌ: مُلْتوٍ عَلَى أهله لايَرون فيه سُروُراً. قال: والخَبْلُ فسادُ الأعضاء، حتى لايدري كيف يمشى-فهو مَتَخَبَّلٌ خَبِلٌ، مُخْتَبَلٌ. ثعلبُ-عن سَلَمةَ عن الفرَّاءِ-قال: الْخبَالُ أن: تكون البئرُ مُتَلَجِّفَةً فرَّبما دخلت الدَّلْو في تَلْحجِيفها فَتَنْخَرقُ. وأنشد "قول الراجز في صفة الدَّلْو وانقطاعها": أخَذِمَتْ أمْ وَذِمَتْ أمْ مَالـهـا أمْ لَقِيَتْ في قعرها خَبَالَهَا؟؟ قال: وقال ابن الأعرابي: الْخَبالُ: الْفَسَادُ، والْخِبالُ: الجُنُون، والخبالُ: عُصارةُ أهل النار. وفي الحديث: "مَنْ أكلَ الرِّبا أطْعَمَهُ اللهُ مِنْ طيِنَةِ الْخِبالِ يَوْم القيامة. "قال": وقال رجلٌ من العرب. إنَّ لنا في بني فلان خَبْلاً في الجاهليَّة-أي: قَطْعَ أيدٍ وأرجل. وقال ابن الأعرابي: الْخَبَلُ: الجِنُّ والخَبَلُ الإنسُ، والْخَبَلُ الْجراحةُ. قال: والْخَبْلُ-بالجزم-: قَطْع اليد والرِّجل. يقال: بنو فلان يطالبوننا بخَبْلٍ-أي: بقطع أيدٍ وأرجلٍ وجراحات. أبو عبيد: اْلإخْبالُ أن يُعطى الرجل ُ الرجل البعير أو الناقة. . يركبها ويَجْتَرُّ وبَرها، وينتفع بها، ثم يَرُدُّها. وإياه عَني زُهير بْنُ أبي سُلْمي بقوله: هُنالِكَ إنْ يُسْتَخْبَلوا الْمالَ يُخْـبَـلـوا وَإنْ يُسْألوا يُعْطوا وإنْ يَيْسِروا يُغْلُوا يقال منه: أخْبَلْتُ الرجلُ "أُخْبِلُهُ إخْبَالاً. ورُوى قول لبيدٍ في صفة فَرسٍ له: . . غَيْرُ طويلِ الْمُخْتَبَلْ "بالخاء من الاختِبال-أراد أنَّه غيرُ طويل مُدَّةِ عَارِيتَّه-"إذا أُعيرَ". ومَن رَواه: ?"عَيْرُ طَويل" الْمُحْتَبَلْ أراد: أنَّه غيرُ طويل الرَّسغ-وهو موضع الْحَبْلِ من يده، وطُولهُ عَيْبٌ. وقال الليث: مُخْتَبَلُهُ: قَوائِمَهُ واخْتِبالها: ألاَّ تُثْبت في مَواطِنها. قلت: والقولُ هو الأوَُّ. وقال اللَّيْثُ: يقال: بِفلانٍ خَبَالٌ-أي: مَسٌ. وهو خَبالٌ على أهله-أي: عَنَاءٌ. وقال الله جلَّ وعزَّ: (لايَألُونَكمْ خَبَالاً). قال الزَّجَّاجُ: الْخَبَالُ: الفَساد، وذهاب الشئ. وأنشد "بيت أوْسٍ": أبنيِ لُبَيْني لَسْتُمُو بِـيَدٍ إلاَّ يَداً مَخْبُولَةَ العَضُدِ ورَوى أبو العبَّاس-عن ابن الأعرابي في قول الله جلَّ وعزَّ: "لاَ يَأْلُونَكمْ خَبَالاً"-أي: لايُقَصِّرون في فَسَادِكُمْ: وفي الحديث: "مَنْ أُصِيَبِ بِدَمٍ أوْ خَبْلٍ. . ". معناه: بقطع يدٍ أو عضوٍ. وفي حديث آخر: "بَيْن يَدَي السَّاعَةِ خَبْلٌ". يعنى فساد الفِتْنَة والهَرْج والقَتْل. والخَابِلُ: الْجِنُّ، وجَمْعُهُ: خبَلٌ. وقال الأصمعي: خَبَل فلانٌ فلاناً عن كذا "وكذا"-إذا مَنَعه. . يَخْبِلهُ خَبْلاً وخَبَلَتْ يَدهُ-أي: شَلذَتْ.
وقال ابن الأعرابي: الْمُخَبَّلُ، الْمَجُنون وبه سُميِّ الْمْخَبَّلُ الشاعرُ. . وهو الْمُخْبَلُ.
سَلَمَةُ عن الفرَّاء "قال": الخَبَلُ: الْجِنٌّ، والْخَبلُ: الإنْسُ.
"قال": والْخَبَلُ المَزَادة، والْخَبلُ: الْجُنُون، والْخَبلُ" جودةُ الْحمقِ بلا جُنُون والْخَبَلُ: الْقِرْبَةُ الْملأى.
"أبو العبَّاس-عن ابن الأعرابي-قال": الْخِبَالُ: السَّمُّ القَاتل.
قال: والْخُبْلَةُ: الفَسَاد من جراحةٍ أو كلمةٍ.
قال: والْخَبْلُ الفساد في الثَّمر.
وفي الحديث: "أنَّ الأنْصارَ شَكَتْ إلى رسول الله-صلَّى الله عليه وسلم-أنَّ رَجُلاً صاحب خَبْلٍ يأتي إلى نَخْلِهِمْ فَيُفسِدُهُ.
لخب
ثعلبٌ-عن ابن الأعرابي-قال: الْمُلاخِبُ: الْمُلاَطِمُ، والْمُلَخَّبُ: "الْمُلَطَّمُ"، في الْخُصومات، "واللُّخَابُ: اللُّطامُ".
مخل
وروى أبو العباس-عن ابن الأعرابي-"قال": الْمَاخِلُ: الْهارِبُ.
قلتُ: وكذلك المَالِخُ، كأنه قُلِبَ عنه، "والخَافِلُ. . وهذه من نوادره".
خمل
قال اللَّيْثُ: خَمَلَ ذِكره يَخملُ خُمُولاً والْخَامِلُ: الْخَفيُّ: وهو خاملُ الِّذكر-لايعرف ولايُذكرُ، والقولُ الْخاملُ: الْخَفِيضُ.
وفي الحديث: "اذْكُروا اللهِ ذِكراً خَاملاً"-"أي: اخْفِضوا صَوْتكم بذكره-تَوْقيراً لِجلالته، وَهَيْبَتةً لِعَظَمَته".
قال: والْخَمِيلَةُ مَفْرَجٌ بين هَبْطةٍ وصَلابة، وهي مَكْرُمةٌ للنَّبات.
أبو عبيد-عن أصحابه-: الْخَمِيَلةُ من الرَّمل مُسْتَرقهُ. . حيث يَذهبُ مُعْظَمهُ ويبقى شئٌ مِنْ لَيِّنِه.
وقال شمرٌ: قال أبو عمرو: الْخَمِيَلةُ: الأرض السَّهْلة التي تُنبتُ.
شُبِّه نَبْتُها بِخَمْلِ القَطيفة.
قال: ويقال: الْخَمِيلةُ مَنْقعُ ماءٍ ومَنْبتُ شَجرٍ.
ولاتكون إلاَّ في وَطاٍْ من الأرض.
وقال ابن السِّكيت: قال أبو صاعِدٍ: الْخَمِيلةُ: الشَّجَرُ المجتمع. . الذي لاتَرَى فيه الشئ إذا وقع في وسطه.
قال: وقال الأصمعي: الخَمِيلةُ رَمْلةٌ تُنْبِتُ الشَّجرَ.
وروى ابن الفَرَج-عن بعضهم-أنَّه قال: هو خاملُ الذِّكْر، وخَامَنُ الذّكْر-بمعنى واحدٍ.
وقال الليث: الْخَملُ-مَجْزُومٌ-خَمْلُ القطيفةِ ونحوه، وهو من غَزْلٍ نُسجِ قد أفْضِلت له فُضُولٌ كَخَمْلِ الطَنفَسَةِ.
ويقال لريش النَّعام: خَمْلٌ.
قال: والخَمْلةُ ثوْبٌ مُخْملٌ من صوفٍ كالكساء. . له خَمْلٌ.
قال: والخُمالُ داءُ يأخذُ الفرس فلا يَبَرح حتى يُقْطع منه عِرْقٌ أو يهلك.
وأنشد قول الأعشى يصف نَجِيِبَةً "من الإبل".
لمْ تُعَطَّفْ على حُوَارٍ ولَمْ يقْ طَعُ عَبِيدٌ عُرُوقها مِنْ خُمالِ
قال: والْخُمالُ داءٌ يأخذ في قائمة الشَّاة، ثمَّ يَتحَّول في القوائم يَدُورُ بينَّهن.
يقال: خُمِلَت الشَّاةُ. . فهي مَخْمولةٌ.
أبو عبيد: الخُمالُ: من أدواءِ الإبل وهة ظَلْعٌ يكُونُ في القوائم.
وأنشد بيت الأعشى: وقال الليث: الخَمِيلةُ-والجميع: الخَمِيلُ-: ريشُ النَّعامِ.
قال: والخَمْلُ: ضربٌ من السَّمَك. . مثلُ اللُّخْمِ.
قلت: لاأعرفُ "الخَمْلَ" بالخاء في أسماء السَّمك، "وأنواعها"، وأعِرِفُ "الجَمَلَ" ولاآمن أن يكون مُصَحَّفاً.
فإن صحَّ "الخَمْلُ" لِثِقة فاْقْبَلْهُ وإلاَّ?ففيه نَظَرٌ.
قلت: ويقال: فلانٌ. . خبيثُ الخِمْلة-أي: خبيثُ البِطانة والسّريرة.
"قاله أبو زيد".
ثعلب عن سَلَمَة عن الفرَّاء-: الخِمْلَةُ: باطنُ أمْرِ الرجل.
يقال: فلانٌ كريمُ الخِمْلَة. . ولئيم الخمِلْة.
قال: والخِمْلةُ: العباء القَطَوانيّةُ قال: وهي البيضُ القصيرة الخَمْلِ.
قال: والْخَمَلُ: السَّفِلُ من الناس. واحدهم خاملٌ.
وقال غيره: الْخَميلُ: الثَّياب الْمُخْمَلةُ.
وأنشد:
وإنَّ لَنا دُرْني فَكُلَّ عَشـيَّةٍ يُحَطَّ إليْنا خَمْرُها وخَميلها
خميلها: ثيابها.
"والْخَمِلْةُ: شِبْهُ الشِّمْلة من الثِّياب".
لخم
قال الليث: لَخْمٌ: حيُّ من جُذامَ.
قلت: ومُلُوكُ لَخْمٍ كانوا يَنْزلون "الحيرة"، وهم آل المُنْذرِ ابن ماءِ السماء.
وقال الليث: اللَّخمُ ضَرْبٌ من سَمَك البَحْر.
وقال رؤبةُ:
كَثِيرةٌ حِتانهُ وَلُخُمهْ قال: "والْجَمَلُ" سَمَكةٌ تكون في البحر. رواه ابن الأعرابي: وأنشد: واعْتَلَحَتْ جِمالُهُ وَلُخُمُهْ قال: ولايكون "الجَمَلُ" في العَذب. "قال": واللُّخمُ: الكَوْسَج-يقال: إنه يأكل الناس. وقال غيره: اللَّخْمُ: القَطع، وقد لَخَمعُ-إذا قطعه. واللَّخَمَةُ: الْعَقَبَةُ من الْمَتْنِ. "قال ذلك قُطْرُبٌ". خلم قال الليث: "الْخِلْمُ": مَرْبِضلإ للظَّبْيَةِ أو كِنَاسٌ تَتَّخِذه مألفاً، وتأوى إليه. قال: ويسمَّى الصَّديقُ خِلْماً. . لألْفَتِهِ ويقال فلانٌ خِلْمُ فلان. قال: وَالْخْلُم: العَظيم. وقال غيره: هو خِلْمي، وهي خِلْمى وقد خَالَمَ فلانٌ فلاناً-إذا صادَفَه. "أبو العبَّاس"-عن ابن الأعرابي-قال: الخِْلْمُ: الصَّديقُ الصَّادقُ الخالص. وقال المبِّرِد-حكايةً عن بعض البصريين-"إنه قال": ماكانوا يَعُدُّونَ الْمُتَفَتِّيَةَ حتى يكون لها خِلْمانِ سوى زوجها. عمرو-عن أبيه-قال: الْخِلْمُ شَحْم ثَرْبِ الشَّاة. قال أبو العبَّاس: وسألتُ عنه ابنَ الأعرابي. . فعرفه. وقال في باب آخر: الْخُلُمُ شُحُومُ ثَرْبِ الشَّاة. قال: والْخُلُمُ-"أيضاً": الأصدقاء. ملخ قال الليث: الْمَلْخُ قَبْضُكَ على عَضلةٍ عَضَاً ةجَذْباً. ويقال: امتلخ الكلبُ عَضَلَتَهُ وامْتَلَخ يَدهُ من القابضِ "عليه، وامتلخَ السَّيْف من جَفْنه-إذا اسَتَّلُه". ومَلَختِ العقابُ عين الْمَيْتَةِ واتَلَخَتْها-إذا انتزعتها. وامتلختُ اللجامَ-. . من رأس الدَّابة. قال: والمَلاَّخُ: المَلاَّقُ. وقال رؤبة: مُقْتَدرُ التَّجْلِيخِ مَلاَّخُ الْمَلقُ"" ورُوى "عن" الْحَسَن أنه وصَف رجلاً فقال: يَمْلَخ في الباطل مَلْخاً-أي: يَتَلَهَّى. قال: ومَالَخَها "مِلاَخَاً"-إذا مالَقَها ولاَعَبَها. شِمرٌ-عن ابن الأعرابي-: مَلَخ في الأرض: ذَهَب فيها. قال: والْمَلْقُ "أنْ" يَمُرَّ مَرّاً سريعاً. وقال ابن هانئٍ: الْمَلْخُ مَدُّ الضَّبْعَين في الْحُضرِ على حالاته كلِّها مُحْسناً ومُسِيئاً. وقال غيره: المَلْخُ: السَيْر السَّهل، والْمَلْقُ نحوهُ. وقال شَمرٌ-في قول الحَسَن: "يَمْلخُ في الباطل"-هو التّثَنى والتَّكَسُّر. يقال: مَلَخ الفَرس-إذا لَعِبَ. "قال": وقال أبو عَدْنانَ: قال لي الأصمعي: "يَمْلَخُ في الباطل": يَمُرُّ فيه مَرّاً سهلاً. قلتُ وسَمْعت غير واحد من الأعرابي يقول: مَلَخَ فُلانٌ-إذا هَرَب. وعَبْدٌ مَلاَّخٌ-إذا كان كثير الإباق. ثعلب-عن ابن الأعرابي-: الْمَلْخُ: الفِرارُ، والْمَلْخُ التَّكُّبُر. والْمَلْخُ: ريحُ الطعام. أبو عبيد-عن الأصمعي: امْتَلَخْتُ الشئ-إذا اسْتَلَلَتُهُ رُويداً. أبو العباس-عن ابن الأعرابي-قال: إذا ضَرَب الفحْلُ الناقة فلمُ يُلْقِحُها فهو مَلِيخٌ. وقال في موضعٍ: المليخُ: الذي لايُلقِحُ أصْلاً. قال: وكلُّ طعامٍ فاسدٍ فهو مَليخٌ. وقال الليث: المليخُ لحمٌ لاطعم له-كلحم الحُوارِ. قال: ومَلَخْتُ المرأة مَلْخاً. . وهو شِدَّة الرَّطْمِ. وقال أبو عبيدة: فَرسٌ مَليخٌ ونَزُورٌ وصَلُودٌ-إذا كان بطئ الإلْقاحِ. وجمعه: مُلُخٌ. لمخ قال الليث: اللِّمَاخُ: اللِّطامُ. يقال: لامَخْتُه، ولاطَمْتُه. وأنشد "قول العَجَّاجِ": فأوْرَخَتْهَ أيَّما إيرَاخِ قَبْلَ لَمَاخٍ أيِّما لَمِاخِ ويقال: لَمَخَهُ لْمخاً-أي: لَطَمَه. خفن قال الليث: خَفّانُ النَّعَامِ: رَأْلُها-الواحدةُ خفَّانةٌ-وهو فَرْخُها. قلتُ: هذا تَصْحِيفُ، والذي أراد "الليثُ": الحَفَّانُ-بالحاء-وهي رِئَالُ النَّعام. وقد مرَّ تفسيرها مُشْبَعاً، في باب "حَفَّ" "من مُضاعف حرف الحاء، والخاء فيه خطَأٌ. قلتُ": وخَفَّانُ: مَوْضِعٌ. وهو مأسَدَةُ بين الثِّنْي وعُذَيْبٍ. وفيه غَيَاضٌ ونُزُوزٌ. . وهو معروفٌ. وروى أبو العباس-عن ابن الأعرابي-: "أنه قال": الْخَفْنُ: اسْتِرْخَاءُ الْبَطْنِ. "قلت": وهو حَرْفٌ غريبٌ لم أسْمَعْهُ لغيره. وقال الليث: الخَيْفَانُ: الجَرَادُ. . أوَّلَ مايطير.
جَرَادَةٌ خَيْفَانَةٌ. وكذلك الناقةُ السريعة. قُلت: جعل "خَيْفَاناً" "فَيْعَالاً"، من الْخَفِن؛ وليس كذلك. وإنما الْخَيْفَانُ-من الجراد-: الذي "صار" فيه خطوطٌ مُخْتلفةٌ. وأصْله من "الأخْيَفِ". والنَّونُ "في خَيْفَانَ": نونُ "فَعْلانَ"، والياءُ أصْليَّةٌ. خنف أبو العباس-عن ابن الأعرابي-: قال: الْخِنَافُ: سرعةُ قَلْبِ يَدي الفرس. وقال الليث: صَدْرٌ أخْنَفُ وظهرٌ أخْنَفُ. وخَنَفُه: انهضامُ أحد جانِبَيْه. يقال: خَنَفَتِ الدَّابَّةُ، وهي تَخْنِفُ بيدها وبأنفها في السير-أي: تَضْرب بها نشاطاً، وفيه بعضُ المَيْل. يقال: ناقةٌ خَنُوفٌ. . مِخْنافٌ. وقال أبو عبيدٍ-عن الأصمعي-: الْخَنُوفُ من الإبل: اللَّيِّنَةُ اليَديْن في السَّيْر. وقال أبو عبيدة: "ويكونُ" الْخِنَافُ في الخيل: أنْ يَثْنى "الفَرسُ" يَدَهُ ورأسه في شِقٍّ، إذا أحضَرَ. قال: أبو عبيد: وقال الأصمعي: إذا أهْوَى الفَرَسُ بجافره إلى وَحْشِّيِه فذلك: الْخِنَاف. . وقد خَنَف يَخْنِفُ. قال: ويكونُ الْخِنَافُ في البعير-في الْعُنُق-: أنْ يُمَيِلَهُ. . إذا مُدَّ بِزَمَامِه. وقال الليث: الْخَانِفُ: الذي يُمَيلُ رأسه إلى الزِّمام، يَفعَلُ ذلك من نشاطه. قال: وجَمَلٌ خَانِفٌ. . مِخنافٌ. وهو الذي لايُلْقِحُ-إذا ضَرَب. وهو كالْعقِيِمِ من الرِّجال. "قلت": لم أسمع "الْمِخْنَافَ" بهذا المعنى. . لغير الليث، ولا أدري. ما صِحَّتُهُ؟ وفي الحديث: "أنَّ قَوْماً أتَوُا النّبيِّ-صلى الله عليه وسلَّم-"فقالوا" تَخَرَّقَتْ عنَّا الْخُنُفُ، وأحْرَقَ بُطُوننَا التَّمْرُ". قال أبو عبيدٍ: قال الأصمعي: الْخُنُفُ واحدها خَنِيفٌ. . وهو جنسٌ من الكَتَان أرْدَأ مايكون منه. وأنشد: عَلَى كالْخَنِيِفِ السَّحْقِ يَدْعُو بِهِ الصَّدَى لَهُ قُـلُـبٌ عَـادِيَّةٌ وَصُـحُــون "يعنى طريقاً ذَكرُه". شَبَّهُهُ بثوب كّتَّان خَلَقٍ. . لدُرُوسِه. عمروٌ-عن أبيه-قال: الْخَنيفُ ردئ الكَتَّان. والْخَنيفُ: الناقة الغَزيَرةُ اللَّبن. "ومِخْنَفٌ-من الأسماء-: معروفٌ". فنخ قال الليث: الْفَنِيخُ: الرِّخْوُ الضَّعيف. وقالت امرأة: مَالى وَللِشُّيُوخِ يَمْشُون كالْفُرُوخِ واَلْحوْقَلِ الْفَنِيخِ "والْحَوْقَلُ: الذي أسَنَّ، وضعفُ عن الجماع". قال: وفَنَّخْتُهُ تَفْنيخاً-أي: أذْلَلتُه وفَنَخْتُ رأسَه فَنْخاً-إذا فَتَتَّ العَظْمَ من غير شَقٍّ ولا إدْماءٍ. وقال العَجَّاج: لَعِلَم الجُهَّالُ أنِّى مِفْنَخُ لِهَامِهمْ أرُضُّهُ وأنْفُخُ أمَّ الصَّدَى عن الصَّدَى وَأَصْمَخُ نفخ قال الليث: النَّفْخُ معروفٌ. تقول: نَفَخْتُ فانْتَفَخَ. والْمِنْفاخُ: الذي يَنْفُخُ به الإنسانُ في النار وغيرها. والنّفِيخُ: الذي يَنْفخُ في النار. . المُوَكَّلُ بذلك. وأنشد: في الصُّبْح يَحْكى لَوْنَهُ زَخِيخُ مِنْ شُعْلةٍ "سَاعَدَها" النّفِيخُ قال: صار الَّذي يَنْفَخُ: نَفِخاً مَثْلُ الْجَليس ونحوه. . "لأنه" لايزالُ يَتعهَّدُه بالنَّفْخ. والنُّفاخُ: نُفْخَةُ الوَرَم من داءٍ يأْخذُ حيثُ أخذَ. والنُّفْخَةُ: انتفاخُ البطن من طعام ونحوه. والنًّفْخَةُ: نَفْخَةُ يوم القيامة. والْمِنْفاخُ: كِيرُ الحَدَّاد. وشابٌّ وشابَّةٌ نُفُخٌ. وذلك: إذا مَلأتْهُما نُفْخةُ الشَّباب. ورجلٌ أنْفِخَانٌ، وامرأة أُنْفِخَانةٌ ورجلٌ مَنْفوخٌ، وقَوْمٌ مَنْفُوخون-إذا امْتلأُوا سِمَناً. . في رَخَاوةٍ. والنُّفُخُ: الفتى الْمُمْتلئُ شباباً-بضمة النون والفاء. وكذلك: الجَاريةُ-بغير هاء. والنَّفَخُ: داءٌ في الْفَرْسِ. . فَرَسٌ أنْفَخُ وهو انْتِفاخُ الْخُصْيَتَيْن. والنُّفَّاخَةُ: هَنَةٌ منتفخة. . تكون في بطن السَّمكة، وهو نصابها-فيما زعموا وبها تَسْتَقِلُّ السَّمَكةُ في الماء وتترددُ به. قال: والنُّفَّاخةُ: التي تكون فوق الماء. والنَّفْخَاءُ-من الأرض-: ماراتفع. وهي مَكْرمةٌ تنبتُ قليلاً من الشجر. ومثلها: النَّهْداءُ. . غير أَّها أشدُّ اسْتواء وتصوُّباً في الأرض.
شمر-عن ابن الأعرابي-: أرضٌ نَفْخاءُ: لَيِّنةٌ. . فيها ارتفاعٌ، وليس فيها رَمْلٌ ولاحجارة.
وقيل لابنة الءثسِّ-أي: شئٍ أحْسَنُ؟ فقالت: "أثَرُ غاديةٍ. . في إثْرٍ ساريةٍ. . في بلادٍ خاويةٍ. . في نفخاء رابيةٍ". "وقال" أبو زيد: هذه نُفْخَةُ الرَّبيع. ونُفْخَتُهُ: اكْتهالُ بقلهِ. والنَّفْخُ: الْكِبْرُ. . في قوله: "أعُوذُ بِك من الشَّيْطان. . من هَمْزه ونفثه ونَفْخِهِ". فَنَفْخُهُ الْكِبْرُ، ونفثهُ الشِّعر وهمزهُ الْمُوتة. "قال" والنَّفْخُ: ارتفاع الضُّحى. "وقال الفراءُ: يقال: نُفخَ في الصُّور ونُفِخَ الصُّور-بمعنى واحدٍ". نخف أبو العباس-عن ابن الأعرابي-قال: النَّخْفُ: صوتُ الأنف-"إذا مَخَطَ". قال: وأنْخفَ الرجلُ: كثُر صوتُ نَخِيِفهِ. وهو مثلُ "الْخنِينِ" من الأنف. قال: والنِّخَافُ: الْخُفُّ. وجمعهُ: أنْخِفَةٌ. وقال أعرابيٌّ: جاءنا فلانٌ في نِخَافَيْنِ مُلَكَّمَيْنِ. . نفاعِيَيْنِ. . مُقَرْطَمَيْنِ. "-أي: في خُفَّيْنِ مُرَقَّعَيْنِ". خنب قال الليث: يقال: جاريةٌ خَبِنَةٌ: غَنِجَةٌ رَخِيمةٌ. "قال": ورجلٌ خِنَّأبٌ-مكسور الخاء. . مشدَّدُ النون مهموز-وهو الضَّخْمُ في عبالة. . والجميع: خَنَانِبُ. ويقال: بل الْخِنَّأْبُ من الرجال: الأحمقُ المُتَصِّرفُ-يَخْتلجُ هكذا مَرَّةً وهكذا مَرَّة-أي: يذهب. وأنشد: أكْوى ذَوي الأضْغانِ كَيَّاً مُنْضِجا مِنْهم وذا الخنابةِ الْعَفَـنْـجـا قال: والْخُنَّأْبةُ-الخاءُ رفعٌ، والنون شديدةٌ، وبعد النون همزة-وهي طرف الأنف-وهما الْخُنَّأبتان. قال: والأرْنَبَةُ: تحت الْخُنَّأبةِ. قلت: أمَّا قوله: "جاريةٌ خَنِبَةٌ" بمعنى "الْغَنِجَةِ الرَّخِيمة" فلا أعر فه. ولكنَّ أبا العباس روى-عن ابن الأعرابي-قال: ظَبْيَةٌ خَنِبَةٌ-أي: عاقِدةٌ عُنُقَها، وهي رابضَةٌ "وكأنَّ الجارية مُشَّبَهةٌ بها". وروى سلمةُ-عن الفَرَّاء-أنه قال: الْخِنْبُ-بكسر الخاء-: ثِنْىُ الرُّكْبةِ. وهو المَأبِضُ. وقال شمرٌ: خَنِبَتْ رِجْلُه-إذا "وَهُنَتْ". وأخْنَبْتُها-إذا أوْهَنْتُهَا. وقال ابنُ أْحْمر: أبى الذي أخْنَبَ رِجْلَ ابن الصَّعِقْ قال: وقال ابن الأعرابي: أخْنَبَ رجله-"أي": قطعها. وقال أبو عمروٍ: الْمَخْنَبَةُ: الْقَطِيعةُ. وأما قولُهُ: الْخُنَّابَةُ-بالهمز وضم الخاء-فإن أبا العباس. . روى-عن ابن الأعرابي-"أنه قال": الْخِنَّابتان-بكسر الخاء "وتشديد النون" غير مهموز: "هما" سَمَّا الْمَنخَرَين وهما الْمنخَرَان والْخَوْرمتان. قلت: وهكذا قال أبو عبيدة. . في "كتاب الْخَيْلِ". وروى سَلَمةُ-عن الفَرَّاء-أنه قال: الْخِنَّابُ والْخِنَّبُ: الطّويلُ. . "ولاأعرف الهمز لأحدٍ. . في هذه الحروف". أبو عبيد-عن الفرَّاء-"أنه قال: يقال": إنه لَذُو خُنَباتٍ وخَنَباتِ. وهو الذي يَصْلح مرة، ويفسد أخرى. "وقال" شَمرٌ: الْخَنَبَاتُ: الغَدْرُ والكذب. ويقال: لن يعدمك-من اللئيم-خَنَابَةٌ-أي: شَرٌّ. نخب قال الليث: النَّخْبُ ضربٌ من الْبُضْع. يقال: نخبها "به" النَّاخبُ. وأنشد: إذا الْعَجُوزُ اسْتَنْخَبَت فانْخُبْها قال: والنَّخْبَةُ: خَوْقُ الثَّفْرِ. "وروى سلمة-عن الفراء-قال: المَنْخَبَةُ: أمُّ سَوْيدٍ". الحرَّانيُّ-عن ابن السكِّيت-يقال: رجلٌ مَنْخوبٌ ونَخيبٌ. . ومُنْتَخَبُ الفُؤاد-أي: مُنْتزع الفُؤاد. ومنه: نَخَب الصَّقْرُ الصَّيْد-إذا انتزع قَلْبه. ومنه: النُّخْبةُ-وهم الجماعة. . تُختار من الرجال، فَتُنْتزع منهم. أبو العباس-عن ابن الأعرابي-قال: أنْخَبَ الرجلُ-"إذا" جاء بولد جبانٍ وأنْخَبَ: جاء بولدٍ شُجاع. فالأول من "المَنْخوبِ". . والثاني من "النُّخْبَةِ". وقال الليث: يقال: انْتَخَبْتُ أفضلُهمْ نُخْبَةً، وانْتَخَبْتُ نُخْبَتُهُمْ. قال: وقد يقال للمَنْخوبِ: "النِّخبُّ-النون مجرورة والخاء منصوبة والباء شديدة. والجميع: الْمَنْخُوبونُ. وقد يقال في الشِّعر-على "مَفَاعِلَ"-: مَنَاخِبُ. قال: والمَنْخُوبُ: الذي قد ذهب لَحْمهُ وهُزِل: أبو حاتم-عن الأصمعي-: "يقال":