تغيير المواقف من أجل المصادر الحيوية، پيپي إسكوبار
النقل البري للمواد الحيوية، مقال للصحفي البرازيلي پيپي إسكوبار، نشر في يناير 2012.
لم يحظ دمار ليبيا وتوريثها للناتو وثورييه، باهتمام المواطن العربي بقدر من الاهتمام والمتابعة لأسباب عديدة منها الموقف من القذافي نفسه والذي طالما كان عرضة للنقد أكثر من اي حاكم عربي آخر، مما أدى إلى تخفي حكام كثيرين وخاصة في كيانات النفط العربي وراء النار المفتوحة على القذافي. كما كان لتدهور القوى القومية دورا في استسهال الهجوم على ليبيا وعدم الاكتراث ليس لأنها قطر صغير بل كذلك لأن كثيرا من القوميين يرون العروبة في المشرق، وقد يتبين هذا أكثر من عدم الاهتمام القطعي بما يدور ويُدار ضد بلد فقير كالصومال أو بلد صغير كالبحرين إضافة للأسباب الطائفية ضد العرب الشيعة.
وربما كان السبب الرئيس لعدم اهتمام الكثيرين بعملية التدمير المكشوف وطويل الأمد ضد ليبيا وهي مصلوبة على الشاشات كل لحظة لعشرة اشهر، هو الشعور المنهار والبأس اليائس من الانتصار أي استدخال الهزيمة لدى كثير من العرب وخاصة المثقفين الذين يرفعون قدرة الناتو إلى قدرة إلهية، فيجدون أن الأفضل هو البحث عن مثالب القذافي لتغطية ذلك الانهيار القووي المتهالك في دواخلهم. وهذا بالطبع نقيضاً للموقف الثوري: الحياة مقاومة.
هذا المناخ الثقافوي وحتى الشارعي فتح شهية قطريات النفط كي تغرس أنيابها في لحم الشعب العربي في ليبيا فتمول العدوان الغربي وتسلح قطعان ثوار الناتو الذين "طفسوا" المحتجين الأُول في بنغازي سواء بفيض اسلحتهم وفيض الأموال التي بايديهم وبالغطاء الجوي الناتوي/الصهيوني ايضاً.
أما ثالثة الأثافي فهي ذلك الاغتباط بدمار ليبيا من قبل قوى الدين السياسي وجماعات التسوية مع الكيان الصهيوني ومعظم الأنظمة العربية وهرولة هؤلاء جميعاً إلى ليبيا المستعمَرة للتهنئة...ولا ندري بماذا! فأية أحلام هذه!
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .