تحية شوقي، وديع البستاني

تحية لشوقي، هي قصيدة للشاعر اللبناني وديع البستاني.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

القصيدة

ربَّ القـوافـي تقبَّلْ مـن قـوافـيـنـــــــا
 
فـي هـيكل الشِّعـر أزكـاهـا قَرابـيـنــــا
فـي هـالةٍ مـن بخـورٍ مــــــــــنك نفْحتُه
 
نجثـو ونرفع بـالأيـدي الريـاحـيـنـــــا
إنـا بنـي الشعـر لا مــــــــالٌ ولا نشبٌ
 
والكـونُ أشبـاح حـلـمٍ فـي لـيـالـيـنـــا
والـوجْدُ مـن وجـدنـا والفكر عـالـمـنـــا
 
والـحـادثـاتُ ضروبٌ مـن أحـاجـيـنـــــــا
والنُّعْمُ والـبؤسُ لـونـا ضحــــــــوةٍ ودُجًى
 
هـذا يُراوحنـا هـذا يُغاديـنــــــــــــا
والزُّهْر فـي فلكٍ والزَّهْرُ فـــــــــــي أُنُفٍ
 
والـدرُّ فـي النحـر دمعٌ مـن مآقـيـنـــــا
بـالرمز نحـيـا ومـا تبـدو سـرائرنـــــا
 
وفـي الريـاحـيـن شـيءٌ مـن معـانـيـنـــا
هـذي قـرابـيـنُنـا زُلفى مـــــــــــنزَّهةٌ
 
مـن صـادقـيـن وبعـدًا للـمـرائـيـنـــــا
فـي هـيكل الشعـر عُزّاه يـقـوم لهـــــــا
 
غُرُّ الكـنـانة كُهّانًا مـيـامـيـنـــــــــا
والشِّعـر هـيكلُ أهلِ الـوحـيِ كلِّهـــــــــمُ
 
تلقى الأئمّة فـيـه والرّهـابـيـنــــــــا
نحن الـحجـيجُ إلى بـيـت الخـيـــــال هَفَتْ
 
بنـا الربـوع وأدْنَتْنـا قـواصـيـنـــــــا
نعـلـو سـوابقَ فـي بحـرٍ وفـــــــــي جَلَدٍ
 
وفـي الـبطـاح وفـي عـالـي روابـيـنــــا
خلائق العـلـم حـيـتــــــــــانًا وأجنحةً
 
وسـاعـيـاتٍ ركبنـاهـا ثعـابـيـنــــــــا
فـالـمـاخرون وهـولُ اللَّجِّ حــــــــــولَهُمُ
 
جُنْحٌ مـن اللـيل مـا هـال السَّراحـيـنــــا
والطـائرون بسـاطُ الريح خـفَّ بـهــــــــم
 
كـالنَّسـر تحسَبـهـم مـنه الشَّواهـيـنـــــا
والراكبـون مُطـيَّ الـبِيـدِ تـنهـبُهـــــــا
 
نهـبًا فلا بـيـدَ فـي الصحـرا ولا سـيـنـا
والأرضُ والجـوُّ والآفـاق قـد صــــــــفِرَت
 
مـنهـا الأيـادي ومـا شُلَّت أيـاديـنـــــا
العـلـمُ مـلَّكَ أهلَ الغرب فـامتلكـــــــوا
 
إلا تبـاريحَ أرواحٍ تُنـاجـيـنـــــــــــا
نحن الـحجـيجُ وبـيـتُ الشعـر كعبتُنــــــا
 
لله فـي الله لا دنـيـا ولا ديـنـــــــا
أكرِمْ بأهل الـتُّقى روحًا جِبـلَّتُهــــــــــم
 
مـن نسمة الله لا مـاءً ولا طـيـنـــــــا
بـيـن الصعـالـيك تلقـاهـم صعـــــــالكةً
 
حـيـنًا وتلقـاهـمُ حـيـنًا سلاطـيـنــــــا
والعصر آيـتُه فقـــــــــــــــرٌ يذلُّ غنًى
 
وصِيـدُ مـالٍ يُدارون الـمسـاكـيـنــــــــا
ونحن قـومٌ فُرادى كـالرجـــــــــــال وإن
 
قـيل اجتـمـاعٌ فلا لُـمْتَ النَّسـاويـنـــــا
تلك الشـيـاطـيـنُ لـمـا قـام قـائمهــــا
 
شـيـطـانُ شعـرِك أخزاهـا شـيـاطـيـنـــــا
فـالشمـل مـجتـمعٌ والسـوق قـــــــــائمةٌ
 
والعُرْب تحـمـل فـي العـيـد الشَّعـانـيـنـا
مـن الفرات مـن الأردنِّ مــــــــــن بردَى
 
طِرْنـا إلى النـيل تهديـنـا هـواديـنــــا
غنّى هـزارُكَ فـي الـوادي فجـمَّعـنــــــــا
 
حَتّى غدَوْنـا ووادي النـيل واديـنــــــــا
وفـي الرُّبـوع لسـان الـحـال مـــــــنطلقٌ
 
معـي يـقـول - وأيـمُ الـحقِّ - آمـيـنــــا
أنـت الأمـيرُ الـذي حقَّتْ إمــــــــــارته
 
فـي دولة الشِّعـر واحتلَّ الـدواويـنــــــا
يـا أمةً مـن وفـاء النــــــــــيل راتعةً
 
بألف خـيرٍ تلقّي مـن تهـانـيـنــــــــــا
تهـنـيك دولةُ شعـــــــــــرٍ لا تدول إذا
 
دالَتْ مع الـدهـر دولاتٌ أفـانـيـنـــــــا
يـهـنـيكِ واديك بـاستقــــــــــلال آهلِه
 
يـهـنـيك سعـدُك نجـمُ السّعـد هـاديـنــــا
تعـشـو إلى ضـوْئِه الــــــــــوضّاء أفئدةٌ
 
فـي هَدْأةِ اللـيل سـرّاً فـي ديـاجـيـنــــا
إنِ اشـرأبَّتْ إلى استقـلالِنــــــــــا عُنُقٌ
 
مدُّوا القـيـوَد إلـيـهـا والسكـاكـيـنـــا
الـيـومَ أولُ عهدٍ لا انقضـــــــــــاءَ له
 
عهدٍ أواخِرُنـا فـيـه أوالـيـنـــــــــــا
قـامت عُكـاظُ، مـيـاديـنُ السبــــــاق إلى
 
مـجـدٍ طريفٍ، فقُمْ حَيِّ الـمـيـاديـنـــــــا
بُشـراكُمُ إنَّنـي نُبِّئتُ عــــــــــــــن ثقةٍ
 
تكريـمُ شـوقِيِّنـا بشـرى أمـانـيـنـــــــا
هـذا اللَّواءُ لـمَلْكِ الشعـرِ مـــــــــرتفعٌ
 
والضـادُ ندوتـنـا والشعـر نـاديـنــــــا
للشعـر أوَّلُ سـوقٍ فـي معـاشـرنــــــــــا
 
للشعـر أول صَرْحٍ مـن مبـانـيـنــــــــــا
يـا هـيكلَ الشعـر رَبُّ الشعـر جــــــــدَّدَه
 
حـيّاكَ بـيّاكَ قـاصـيـنـا ودانـيـنـــــــا

{{قصيدة|إلى النـبـوغ بتكريـم النـبـــــــوغ إلى|تجـديـد أمـجـادِنـا فلْيَحْدُ حـاديـنــــــا


المصادر