تاريخ الإسلام للذهبى-2

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الجزء السادس

الكتاب: تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام. تأليف: شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي. دار النشر: دار الكتاب العربي. مكان النشر: لبنان/ بيروت. سنة النشر: 1407هـ - 1987م. الطبعة: الأولى. تحقيق: د. عمر عبد السلام تدمري. ملاحظات حول الكتاب: الكتاب موافق للمطبوع كاملاً. غير مفهرس.غير مقابل على نسخة ورقية. بل هو نفس الموجود في مكتبة التراث. قام بنسخه وإدخاله إلى الشاملة أخوكم: أبو عبد الله السني. راجياً منكم دعاءً بظهر الغيب. تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 248 أبو مريم الحنفي الكوفي، إياس بن صبيح، قاله ابن المديني. (6/248)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 249 روى عن: عمر، وعثمان. وعنه: ابنه عبد الله، ومحمد بن سيرين، والأعمش، وآخرون. قال أبو أحمد الحاكم: هو أول من قضى بالبصرة، استعمله أبو موسى. أبو معمر الأزدي عبد الله بن سخبرة. (6/249)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 250 كان أحد العشرة المعدودين من أصحاب ابن مسعود بالكوفة. روى عنه: الأعمش، ومجاهد، وعبد الكريم المعلم. قال ابن معين: كوفي ثقة. أبو النجيب العامري بخ د ن مولى عبد الله بن سعد ابن أبي سرح المصري، ويقال أبو نجيب بالتاء اسمه ظليم. روى عن: ابن عمر، وأبي سعيد الخدري. وعنه: بكر بن سوادة. قال عمرو بن سواد: توفي بإفريقية سنة ثمانٍ وثمانين، وكان فقيهاً. آخر الطبقة التاسعة ولله الحمد والمنة (6/250)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 251 5 (الطبقة العاشرة أحداث)

1 (الحوادث من سنة إلى)

4 (احداث سنة إحدى وتسعين) توفي فيها: سهل بن سعد. والسائب بن يزيد. والسائب بن خلاد الأنصاري. وأنس بن مالك، في قول حميد الطويل، وغيره. وكذا في سهل، والذي بعده خلاف. وفيها: محمد ابن أمير اليمن أخو الحجاج بن يوسف. وعبد الأعلى بن خالد الفهمي المصري نائب قرة بن شريك على مصر. وفيها سار قتيبة بن مسلم في جمع عظيم إلى مرو الروذ، فهرب مرزبانها، فصلب قتيبة ولديه، ثم سار إلى الطالقان، فلم يحاربه صاحبها، فكف قتيبة عنه، وقتل لصوصاً كثيرة بها، واستعمل عليها عمرو بن مسلم، ثم سار إلى أن وصل الفارياب، فخرج إليه ملكها سامعاً مطيعاً، فاستعمل (6/251)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 252 عليها عامر بن مالك، ثم دخل بلخ، وأقام بها يوماً، فأقبل نيزك، فعسكر ببغلان، فاقتتل هو وقتيبة أياماً، ثم أعمل قتيبة الحيل على نيزك، ووجه إليه من خدعه، حتى جاء برجليه إلى قتيبة من غير أمان، فجاء معتذراً إليه من خلعه، فتركه أياماً ثم قتله، وقتل سبعمائة من أصحابه. وفيها عزل الوليد عمه محمد بن مروان عن الجزيرة وأذربيجان، وولاها أخاه مسلمة بن عبد الملك، فغزا مسلمة في هذا العام إلى أن بلغ الباب من بحر أذربيجان، فافتتح مدائن وحصوناً، ودان له من وراء الباب. وفيها افتتح قتيبة أمير خراسان شومان، وكس، ونسف، وامتنع عليه (6/252)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 253 أهل فرياب، فأحرقها، وجهز أخاه عبد الرحمن بن مسلم إلى السغد إلى طرخون أموالاً، وتقهقر إلى أخيه إلى بخارى، فانصرفوا حتى قدموا مرو، فقالت السغد لطرخون: إنك قد رضيت بالذل وأديت الجزية، وأنت) شيخٌ كبير، فلا حاجة لنا فيك، ثم عزلوه وولوا عليهم غوزك، فقتل طرخون نفسه، ثم إنهم عصوا ونقضوا العهد. وفيها حج أمير المؤمنين الوليد. ثم إنه كتب في هذه السنة أو بعدها إلى عمر بن عبد العزيز متولي المدينة أن يهدم بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ويوسع بها المسجد. فعن عمران بن أبي أنس قال: كان على أبوابها المسموح من الشعر، ذرعت الستر فوجدته ثلاثة أذرعٍ في ذراع، ولقد رأيتني في مجلسٍ فيه جماعة، وإنهم ليبكون حين قريء الكتاب بهدمها، فقال أبو أمامة بن سهل: ليتها تركت حتى يقصر المسلمون عن البناء، ويرون ما رضي الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ومفاتيح خزائن الدنيا بيده. (6/253)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 254 4 (احداث سنة اثنتين وتسعين) توفي فيها: مالك بن أوس بن الحدثان. وإبراهيم بن يزيد التيمي. وخبيب بن عبد الله بن الزبير. وطويس المغني صاحب الألحان. وفيها ولي قضاء مصر عياض بن عبيد الله بن ناجذ. وفيها افتتح محمد بن القاسم بن أبي عقيل الثقفي مدينة أرمائيل صلحاً ومدينة قنزبور. وسار قتيبة بن مسلم إلى رتبيل فصالحه. وحج بالناس عمر بن (6/254)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 255 عبد العزيز. وافتتح إقليم الأندلس، وهي جزيرة عظيمة متصلة ببر القسطنطينية من جهة الشمال، والبحر الكبير من غربيها وقد خرج منه بحر الروم من جنوبيها، ثم دار إلى شرقيها، ثم استدار إلى شماليها قليلاً. وهي جزيرة مثلثة الشكل، افتتح المسلمون أكثرها في رمضان منها على يد طارق أمير طنجة، من قبل مولاه أمير المغرب موسى بن نصير. وطنجة هي أقصى المغرب، فركب طارق البحر وعدى من الزقاق لكون الفرنج اقتتلوا فيما بينهم واشتغلوا، فانتهز الفرصة. وقيل: بل عبر بمكاتبة صاحب الجزيرة الخضراء ليستعين به على عدوه، فدخل طارق) واستظهر على العدو، وأمعن في بلاد الأندلس، وافتتح قرطبة، وقتل ملكها لذريق، وكتب إلى موسى بن نصير بالفتح، فحسده موسى على الانفراد بهذا الفتح العظيم، وكتب إلى الوليد يبشره بالفتح وينسبه إلى نفسه، وكتب إلى طارق يتوعده لكونه دخل بغير أمره، ويأمره أن لا يتجاوز مكانه حتى يلحقه، وسار مسرعاً بجيوشه، ودخل الأندلس ومعه حبيب بن أبي عبيدة الفهري، فتلقها طارق وقال: إنما أنا مولاك، وهذا الفتح لك. وأقام موسى بن نصير غازياً وجامعاً للأموال نحو سنتين، وقبض على طارق، ثم استخلف على الأندلس ولده عبد العزيز بن موسى، ورجع (6/255)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 256 بأموالٍ عظيمة، وسار بتحف الغنائم إلى الوليد. ومما وجد بطليطلة لما افتتحها: مائدة سليمان عليه السلام، وهي من ذهبٍ مكللة بالجواهر، فلما وصل إلى طبرية بلغه موت الوليد وقد استخلف سليمان أخاه، فقدم لسليمان ما معه. وقيل: بل لحق الوليد وقدم ما معه إليه. وقيل إن هذه المائدة كانت حمل جمل. وتتابع فتح مدائن الأندلس. وفي هذا الحين فتح الله على المسلمين بلاد الترك وغيرها، فلله الحمد والمنة. وكان أكثر جند موسى بن نصير البربر، وهم قوم موصفون بالشهامة والشجاعة، وفيهم صدقٌ ووفاء، ولهم هممٌ عالية في الخير والشر، وبهم ملك البلاد أبو عبد الله الشيعي، وبنو عبيد، وتاشفين، وابنه يوسف، وابن تومرت، وعبد المؤمن، والملك فيهم إلى اليوم. وفيها توجه طائفةٌ من عسكر موسى بن نصير في البحر إلى جزيرة سردانية، فأخذوها وغنموا، ولكنهم غلوا فلما عادوا سمعوا قائلاً يقول: اللهم غرق بهم، فغرقوا عن آخرهم، ثم استولى عليها الفرنج. وقد غزاها مجاهد العامري سنة ست وأربعمائة، ثم استردها الفرنج في العام كما سيجيء إن شاء الله تعالى، وبه العون. (6/256)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 257 4 (احداث سنة ثلاثٍ وتسعين) توفي فيها: أنس بن مالك، على الأصح.) وأبو الشعثاء جابر بن زيد. وأبو العالية الرياحي، على الأصح. وزرارة بن أوفى البصري قاضي البصرة. وبلال بن أبي الدرداء. وعبد الرحمن بن يزيد بن جارية الأنصاري. وفيها افتتح محمد بن القاسم الثقفي الديبل وغيرها، ولاه الحجاج ابن عمه، وهو ابن سبع عشرة سنة. وفيه يقول يزيد بن الحكم: (إن الشجاعة والسماحة والندى .......... لمحمد بن القاسم بن محمد)

(قاد الجيوش لسبع عشرة حجة .......... يا قرب ذلك سؤدداً من مولد) قال كهمس بن الحسن: كنت معه، فجاءنا الملك داهر في جمعٍ كثيرٍ ومعه سبعٌ وعشرون فيلاً، فعبرنا إليهم، فهزمهم الله، وهرب داهر، فلما كان (6/257)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 258 في الليل أقبل داهر ومعه جمعٌ كثير مصلتين، فقتل داهر وعامة أولئك، وتبعنا من انهزم، ثم سار محمد بن القاسم فافتتح الكيرج وبرهما. قال عوانة بن الحكم: وفي أولها غزا موسى بن نصير، فأتى طنجة، ثم سار لا يأتي على مدينةٍ فيبرح حتى يفتحها، أو ينزلوا على حكمه، ثم ساروا إلى قرطبة، ثم غرب وافتتح مدينة باجة ومدينة البيضاء، وجهز البعوث، فجعلوا يفتتحون ويغنمون. قال خليفة: وفيها غزا قتيبة بن مسلم خوارزمٍ، فصالحوه على عشرة آلاف رأس، ثم سار إلى سمرقند، فقاتلوه قتالاً شديداً، وحاصرهم حتى صالحوه على ألفي ألف ومائتي ألف، وعلى أن يعطوه تلك السنة ثلاثين ألف رأس. قال: وفيها غزا العباس ابن أمير المؤمنين أرض الروم، ففتح الله على يديه حصناً. وفيها غزا مسلمة بن عبد الملك، فافتتح ما بين الحصن الجديد من ناحية ملطية. وغزا مروان ابن أمير المؤمنين الوليد فبلغ خنجرة. وحج بالناس ابن أمير المؤمنين عبد العزيز بن الوليد. (6/258)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 259 وقال ابن جرير الطبري: سار قتيبة بن مسلم إلى سمرقند بغتةً في جيشٍ عظيم، فنازلها، فاستنجد بملك الشاش وفرغانة، فأنجدوهم، فنهضوا ليبيتوا المسلمين، فعلم قتيبة، فانتخب فرساناً) مع صالح بن مسلم وأكمنهم على جنبتي طريق الترك، فأتوا نصف الليل، فخرج الكمين عليهم، فاقتتلوا قتالاً لم ير الناس مثله، ولم يفلت من الترك إلا اليسير. قال بعضهم: أسرنا طائفة فسألناهم، فقالوا: ما قتلتم منا إلا ابن ملك، أو بطلاً، أو عظيماً، فاحتزرنا الرؤوس، وحوينا السلب، والأمتعة العظيمة، وأصبحنا إلى قتيبة، فنفلنا ذلك كله، ثم نصبنا المجانيق على أهل السغد، وجد في قتالهم حتى قارب الفتح، ثم صالحهم، وبنى بها الجامع والمنبر. قال: وأما الباهليون فيقولون: صالحهم على مائة ألف رأس، وبيوت النيران، وحلية الأصنام، فسلبت ثم أحضرت إلى بين يديه، فكانت كالقصر العظيم يعني الأصنام فأمر بتحريقها، فقالوا: من حرقها هلك. قال قتيبة: أنا أحرقها بيدي، فجاء الملك غوزك فقال: إن شكرك علي واجبٌ، لا تعرضن لهذه الأصنام، فدعا قتيبة بالنار وكبر، وأشعل فيها بيده، ثم أضرمت، فوجدوا بعد الحريق من بقايا ما كان فيها من مسامير الذهب والفضة خمسين ألف مثقال. ثم استعمل عليها عبد الله أخاه، وخلف عنده جيشاً كثيفاً، وقال: لا تدعن مشركاً يدخل من باب المدينة إلا ويده مختومة، ومن وجدت معه حديدةً أو سكيناً فاقتله، ولا تدعن أحداً منهم يبيت فيها، وانصرف قتيبة إلى مرو. (6/259)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 260 4 (احداث سنة أربعٍ وتسعين) فيها توفي: علي بن الحسين. وسعيد بن المسيب. وعروة بن الزبير. وأبو سلمة بن عبد الرحمن. ومالك بن الحارث السلمي. وأبو بكر بن عبد الرحمن. وربيعة بن عبد الله بن الهدير. وتميم بن طرفة. وفي بعضهم خلاف.) وفيها غزا قتيبة بن مسلم بلد كابل وحصرها حتى افتتحها، ثم غزا فرغانة، فحصرها وافتتحها عنوة، وبعث جيشاً فافتتحوا الشاش وفيها قتل محمد بن القاسم الثقفي صصة بن داهر. (6/260)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 261 وفيها افتتح مسلمة سندرة من أرض الروم. وغزا العباس بن الوليد فافتتح مدينتين من الساحل. وغزا عبد العزيز بن الوليد حتى بلغ غزالة. وحج بالناس الأمير مسلمة. وفتح الله على الإسلام فتوحاً عظيمة في دولة الوليد، وعاد الجهاد شبيهاً بأيام عمر رضي الله عنه. وفي شعبان عزل عمر بن عبد العزيز عن المدينة، ووليها عثمان بن حيان المري بعده سنتين وشهراً حتى عزله سليمان بن عبد الملك. قال مالك: وعظ محمد بن المنكدر وأصحابه نفراً في شيءٍ، وكان فيهم مولى لابن حيان، فبعث لابن المنكدر وأصحابه فضربهم لكلامهم في النهي عن المنكر، وقال: تتكلمون في مثل هذا. قال ابن شوذب: قال عمر بن عبد العزيز: أظلم مني من ولى عثمان بن حيان الحجاز، ينطق بالأشعار على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وولى قرة بن شريك مصر، وهو أعرابي، جافٍ أظهر فيها المعازف، والله المستعان. (6/261)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 262 4 (احداث سنة خمسٍ وتسعين) فيها توفي: سعيد بن جبير شهيداً. وإبراهيم النخعي. ومطرف بن عبد الله بن الشخير. وإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وأخوه حميد. وعبد الرحمن بن معاوية بن حديج قاضي مصر. وفيها أو سنة ست جعفر بن عمرو بن أمية.) وفيها الحجاج. وفيها قال خليفة: افتتح محمد بن القاسم المولتان. وقفل موسى بن نصير من المغرب إلى الوليد، وحمل الأموال على (6/262)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 263 العجل، ومعه ثلاثون ألف رأس. وفيها افتتح مسلمة مدينة الباب من أرمينية وخربها، ثم بناها مسلمة بعد ذلك بتسع سنين. وحدثني أبو مروان الباهلي، عن رجلٍ من باهلة حضر مسلمة قال: نزل مسلمة على مدينة الباب، فأتاه رجل فسأله أن يؤمنه على نفسه وأهله، ويدله على عورة المدينة، فأعطاه ذلك، فدخل المسلمون، وبدر بهم العدو، فاقتتلوا قتالاً شديداً، فلما كان من السحر كبر شيخ وقال: الظفر ورب الكعبة، فأظهر الله مسلمة. وفيها غزا قتيبة الشاش ثانياً، فأتته وفاة الحجاج، فرجع إلى مرو. ويقال: فيها توفي صلة بن أشيم. وأبو عثمان النهدي. وزرارة بن أوفى. وسعيد بن المسيب. والحسن بن محمد بن الحنفية. وأبو تميمة طريف بن مجالد الهجيمي. والفضل بن زيد الرقاشي أبو سنان، أحد العابدين. (6/263)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 264 4 (احداث سنة ستٍ وتسعين) فيها توفي: الوليد بن عبد الملك. وقتل قتيبة بن مسلم. وفيها توفي: محمود بن لبيد. ومحمود بن الربيع في قول. وعبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان.) وقرة بن شريك القيسي. وأبو بكر بن عبد العزيز بن مروان. وآخرون بخلافٍ فيهم. وفيها استخلف سليمان، فأغزى الصائفة أخاه مسلمة. وغزا العباس بن الوليد، فافتتح طوبس والمرزبانين، وأصيب جدار العذري الشامي ومن معه بأرض الروم، وهو جد عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان لأمه، وقد روى عنه. (6/264)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 265 4 (احداث سنة سبعٍ وتسعين) فيها توفي: قيس بن أبي حازم أو في سنة ثمانٍ. وطلحة بن عبد الله بن عوف. وسعيد بن مرجانة. وعبد الرحمن بن جبير المصري. ومحمود بن لبيد في قول. والحسن بن الحسن بن علي. وعبد الله بن كعب بن مالك. والسائب بن خباب. وفي بعضهم خلفٌ يأتي في تراجمهم. وموسى بن نصير. وفيها غزا يزيد المهلب جرجان. قال المدائني: غزاها ولم تكن يومئذٍ مدينةً، إنما هي جبالٌ محيطةٌ بها، وتحول صول الملك إلى البحيرة جزيرة في البحر، وكان يزيد في ثلاثين ألفاً، فدخلها يزيد، فأصاب أموالاً، ثم خرج إلى البحيرة، فحاصره، فكان (6/265)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 266 يخرج فيقاتل، فمكثوا كذلك أشهراً، ثم انصرف يزيد في رمضان. وذكر الوليد بن هشام: أن يزيد صالحهم على خمسمائة ألف درهم في العام. وروى حاتم بن مسلم، عن يونس بن أبي إسحاق أنه شهد ذلك مع يزيد، قال: صالحهم على خمسمائة ألف، وبعثوا إليه بثياب وطيالسة وألف رأس.) وقال خليفة: وفيها غزا مسلمة بن عبد الملك برجمة، وحصن ابن عوف، وافتتح أيضاً حصن الحديد، سردوسل، وشتى بنواحي الروم. وأقام الحج الخليفة سليمان. وفيها بعث سليمان بن عبد الملك على المغرب محمد بن يزيد مولى قريش، فولي سنتين فعدل، ولكنه عسف بآل موسى بن نصير، وقبض على ابنه عبد الله بن موسى وسجنه، ثم جاءه البريد بأن يقتله، فولي قتل عبد الله: (6/266)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 267 خالد بن خباب، وكان أخوه عبد العزيز بن موسى على الأندلس، ثم ثاروا عليه فقتلوه في سنة تسعٍ وتسعين، لكونه خلع طاعة سليمان، قتله وهو في صلاة الفجر حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع الفهري. (6/267)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 268 4 (احداث سنة ثمانٍ وتسعين) فيها توفي: كريب مولى ابن عباس. وعبد الله بن محمد بن الحنفية. وأبو عمرو الشيباني. وسعد بن عبيد المدني أبو عبيد. وعبد الرحمن بن الأسود النخعي. وعمرة بنت عبد الرحمن. وعبد الله بن عبد الله بن عتبة الفقيه. وآخرون مختلفٌ فيهم. وفيها غزا يزيد بن المهلب بن أبي صفرة طبرستان، فسأله الأصبهبذ الصلح، فأبى، فاستعان بأهل الجبال والديلم، وكان بينهم مصاف كبير، واقتتلوا قتالاً شديداً، ثم هزم الله المشركين، ثم صولح الأصبهبذ على سبعمائة ألف، وقيل خمسمائة في السنة، وغير ذلك من المتاع والرقيق. وقال المدائني: غدر أهل جرجان بمن خلف يزيد بن المهلب عليهم (6/268)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 269 من المسلمين، فقتلوهم، فلما فرغ من صلح طبرستان سار إليهم، فتحصنوا، فقاتلهم يزيد أشهراً، ثم أعطوا بأيديهم، ونزلوا على حكمه، فقاتل المقاتلة، وصلب منهم فرسخين، وقاد منهم اثني عشر ألف نفسٍ إلى وادي جرجان فقتلهم، وأجرى الماء في الوادي على الدم، وعليه أرحاء تطحن بدمائهم، فطحن) واختبز وأكل، وكان قد حلف على ذلك. قال خليفة: وفيها شتى مسلمة بضواحي الروم، وشتى عمر بن هبيرة في البحر، فسار مسلمة من مشتاه حتى صار إلى القسطنطينية في البر والبحر، إلى أن جاوز الخليج، وافتتح مدينة الصقالبة، وأغارت خيل برجان على مسلمة، فهزمهم الله، وخرب مسلمة ما بين الخليج وقسطنطينية. وقال الوليد بن مسلم: حدثني شيخ أن سليمان بن عبد الملك سنة ثمانٍ وتسعين نزل بدابق، وكان مسلمة على حصار القسطنطينية. وقال زيد بن الحباب: ثنا الوليد بن المغير، عن عبيد الله بن بشر الغنوي، عن أبيه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لتفتحن القسطنطينية ولنعم الأمير أميرها فدعاني مسلمة، فحدثته بهذا الحديث، فغزاهم. قال ابن المديني: راويه مجهول. وقال سعيد بن عبد العزيز: أخبرني من أدرك ذلك ان سليمان بن عبد الملك هم بالإقامة ببيت المقدس، وجمع الناس والأموال بها، وقدم عليه موسى بن نصير من المغرب، ومسلمة بن عبد الملك، فبينما هو على ذلك إذ جاءه الخبر أن الروم خرجت على ساحل حمص فسبت جماعةً فيهم امرأة لها ذكر، فغضب وقال: ما هو إلا هذا، نغزوهم ويغزونا، والله لأغزونهم غزوة أفتح فيها القسطنطينية أو أموت دون ذلك. ثم التفت إلى مسلمة وموسى بن (6/269)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 270 نصير فقال: أشيروا علي. فقال موسى: يا أمير المؤمنين، إن أردت ذلك فسر سيرة المسلمين فيما فتحوه من الشام ومصر إلى إفريقية، ومن العراق إلى خراسان، كلما فتحوا مدينة اتخذوها داراً وحازوها للإسلام، فابدأ بالدروب فافتح ما فيها من الحصون والمطامير والمسالح، حتى تبلغ القسطنطينية وقد هدمت حصونها وأوهيت قوتها، فإنهم سيعطون بأيديهم. فالتفت إلى مسلمة فقال: ما تقول قال: هذا الرأي إن طال عمرٌ إليه، أو كان الذي يبني على رأيك، ولا تنقضه، رأيت أن تعمل منه ما عملت ولا يأتي على ما قال خمس عشرة سنة، ولكني أرى أن تغزي جماعةً من المسامين في البر والبحر القسطنطينية فيحاصرونها، فإنهم ما دام عليهم البلاء أعطوا الجزية أو فتحوها عنوة، ومتى ما يكون ذلك، فإن ما دونها من الحصون بيدك. فقال سليمان: هذا الرأي. فأغزى جماعة أهل الشام والجزيرة في البر في نحو عشرين ومائة ألف، وأغزى أهل مصر) وإفريقية في البحر في ألف مركب، عليهم عمر بن هبيرة الفزاري، وعلى الكل مسلمة بن عبد الملك. قال الوليد بن مسلم: فأخبرني غير واحدٍ أن سليمان أخرج لهم الأعطية، وأعلمهم أنه عزم على غزو القسطنطينية والإقامة عليها، فاقدروا لذلك قدره، ثم قدم دمشق فصلى بنا الجمعة، ثم عاد إلى المنبر فكلم الناس، وأخبرهم بيمينه التي حلف عليها من حصار القسطنطينية، فانفروا على بركة الله تعالى، وعليكم بتقوى الله ثم الصبر، وسار حتى نزل دابقاً، فاجتمع إليه الناس، ورحل مسلمة. وفيها ثار حبيب بن أبي عبيدة الفهري، وزياد بن النابغة التميمي (6/270)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 271 بعبد العزيز بن موسى بن نصير متولي الأندلس فقتلوه وأمروا على الأندلس أيوب ابن أخت موسى بن نصير. ثم الأمور ما زالت مختلفة بالأندلس زماناً لا يجمعهم والٍ، إلى أن ولي السمح بن مالك الخولاني في حدود المائة، واجتمع الناس عليه. وأما مسلمة فسار بالجيوش، وأخذ معه إليون الرومي المرعشي ليدله على الطريق والعوار، وأخذ عهوده ومواثيقه على المناصحة والوفاء، إلى أن عبروا الخليج وحاصروا القسطنطينية، إلى أن برح بهم الحصار، وعرض أهلها الفدية على مسلمة، فأبى أن يفتحها إلا عنوة، قالوا: فابعث إلينا إليون فإنه رجل منا ويفهم كلامنا مشافهةً، فبعثه إليهم، فسألوه عن وجه الحيلة، فقال: إن ملكتموني عليكم لم أفتحها لمسلمة، فملكوه، فخرج وقال لمسلمة: قد أجابوني أنهم يفتحونها، غير أنهم لا يفتحونها ما لم تنح عنهم، قال: أخشى غدرك، فحلف له أن يدفع إليه كل ما فيها من ذهب وفضة وديباج وسبي، وانتقل عنها مسلمة، فدخل إليون فلبس التاج، وقعد على السرير، وأمر بنقل الطعام والعلوفات من خارج، فملأوا الأهراء وشحنوا المطامير، وبلغ الخبر مسلمة، فكر راجعاً، فأدرك شيئاً من الطعام، فغلقوا الأبواب دونه، وبعث إلى إليون يناشده وفاء العهد، فأرسل إليه إليون يقول: ملك الروم لا يبايع بالوفاء، ونزل مسلمة بفنائهم ثلاثين شهراً، حتى أكل الناس في العسكر الميتة، وقتل خلق، ثم ترحل. (6/271)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 272 4 (احداث سنة تسع وتسعين) فيها توفي: الخليفة سليمان بن عبد الملك.) وعبد الله بن محيريز. ونافع بن جبير بن مطعم. وأبو ساسان حضين بن المنذر. وعبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل الهاشمي. ومحمود بن الربيع، على الصحيح. وآخرون بخلاف. وفيها أغارت الخزر على أرمينية وأذربيجان، وأمير تلك البلاد عبد العزيز بن حاتم الباهلي، فكانت وقعة قتل الله فيها عامة الخزر، وكتب بالنصر عبد العزيز الباهلي إلى عمر بن عبد العزيز أول ما ولي الخلافة. وكانت وفاة سليمان بن عبد الملك بدابق غازياً يوم الجمعة، عاشر صفر. (6/272)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 273 وأمر عمر بن عبد العزيز بحمل الطعام والدواب إلى مسلمة بن عبد الملك، وأمر من كان له حميمٌ أن يبعث إليه، فأغاث الناس، وأذن لهم في القفول من غزو القسطنطينية. وفيها قدم يزيد بن المهلب بن أبي صفرة من خراسان، فما قطع الجسر إلا وهو معزول، وقدم عدي بن أرطاة والياً على البصرة من قبل عمر بن عبد العزيز، فأتى يزيد بن المهلب يسلم عليه، فقبض عليه عدي وقيده وبعث به إلى عمر بن عبد العزيز، فحبسه حتى مات. وبعث عمر الجراح بن عبد الله الحكمي على إمرة خراسان، وقال له: لا تغزوا، وتمسكوا بما في أيديكم. وحج بالناس أبو بكر بن حزم. وعزل عمر عن إمرة مصر عبد الملك بن رفاعة بأيوب بن شرحبيل. واستقضى على الكوفة الشعبي. وجعل الفتيا بمصر إلى جعفر بن ربيعة، ويزيد بن أبي حبيب، (6/273)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 274 وعبيد الله بن أبي جعفر. وقال عبدة بن عبد الرحمن: ثنا بقية، ثنا محمد بن زياد الألهاني قال: غزونا القسطنطينية، فجعنا حتى هلك ناسٌ كثير، فإن كان الرجل ليخرج إلى قضاء الحاجة والآخر ينظر إليه، فإذا فرغ أقبل ذاك إلى رجيعه فأكله، وإن كان الرجل ليخرج إلى المخرج فيؤخذ فيذبح ويؤكل، وإن الأهراء من الطعام كالتلال لا نصل إليها، يكايد بها أهل قسطنطينية المسلمين.) قال خليفة: فلما استخلف عمر أذن لهم في القدوم. وفيها استعمل عمر على إفريقية إسماعيل بن عبيد الله المخزومي مولاهم، فوصل إليها سنة مائة، وكان حسن السيرة، فأسلم خلقٌ من البربر في ولايته. (6/274)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 275 4 (احداث سنة مائة) فيها توفي: أبو أمامة بن سهل بن حنيف. وأبو الزاهرية. وتميم بن مسلمة. وخارجة بن زيد بن ثابت. ودخين بن عامر. وسالم بن أبي الجعد. وسعيد بن أبي الحسن البصري. وبسر بن سعيد الزاهد المدني. وفي بعضهم خلاف. ويقال: فيها توفي: أبو عثمان النهدي. ومسلم بن يسار. وشهر بن حوشب. وأبو خالد الوالبي. وفيها ولد حماد بن زيد. ويقال: فيها توفي: حنش الصنعاني، وعيسى بن طلحة بن عبيد الله. (6/275)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 276 وأبو الطفيل. وعبد الله بن مرة الهمداني.) وأبو عبد الرحمن الحبلي. وعبد الله بن عبد الملك بن مروان. وفيها غزا الصائفة الوليد بن هشام المعيطي. وأقام الموسم للناس أبو بكر بن حزم. (6/276)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 277 1 (تراجم رجال أهل هذه الطبقة)

4 (الألف) إبراهيم بن سويد النخعي الأعور. عن: عبد الرحمن بن يزيد، وعلقمة. وعنه: الحسن بن عبيد الله، وسلمة بن كهيل، وزبيد اليامي، وغيرهم. إبراهيم بن عبد الله بن قارظ ويقال عبد الله بن إبراهيم بن قارظ الكناني المدني. رأى عمر، وعلياً، وروى عن: أبي هريرة، وجبر، وأبي قتادة الأنصاري، والسائب بن يزيد، وغيرهم. (6/277)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 278 روى عنه: ابن أخيه سعيد بن خالد، وسلمان الأغر، وعمر بن عبد العزيز، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، ويحيى بن أبي كثير، وآخرون. إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن عباس. عن: عم أبيه عبد الله، وعن أبيه، وميمونة أم المؤمنين. وعنه: أخوه عباس، ونافع مولى ابن عمر، وسليمان بن سحيم، وابن جريج. إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي المدني، وأمه أم كلثوم بنت الصديق. روى عن: جده، وخالته، وعائشة، وأمه، وجابر بن عبد الله. وعنه: ابناه إسماعيل، وموسى، والزهري، وأبو حازم سلمة، والضحاك بن عثمان. إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف سوى ت أبو إسحاق، (6/278)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 279 ويقال أبو محمد الزهري المدني.) روى عن: أبيه، وعمر، وعثمان، وعلي، وسعد، وعمار، وجبير بن مطعم. روى عنه: ابناه: سعد، وصالح، والزهري، وعطاء بن أبي رباح، ومحمد بن عمرو، وغيرهم. وأمه هي أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط، وأخواه أبو سلمة، وحميد. ورد أنه شهد الدار مع عثمان. توفي سنة ستٍ وتسعين. ووثقه النسائي، وغيره. إبراهيم النخعي ع ابن يزيد بن قيس بن الأسود، أبو عمران النخعي الكوفي، فقيه العراق. (6/279)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 280 روى عن: علقمة، ومسروق، وخاله الأسود بن يزيد، والربيع بن خثيم، وشريح القاضي، وصلة بن زفر، وعبيدة السلماني، وسيد بن غفلة، وعابس بن ربيعة، وهمام بن الحارث، وهني بن نويرة، وخلق. (6/280)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 281 ودخل على عائشة رضي الله عنها وهو صبي. روى عنه: منصور، والأعمش، وحماد بن أبي سليمان، وأبو إسحاق الشيباني، وعبيدة بن معتب، والعلاء بن المسيب، وعبد الله بن شبرمة، وابن عون، وعمرو بن مرة، ومغيرة بن مقسم، ومحمد بن سوقة، وطائفة. وتفقه به جماعة، وكان من كبار الأئمة. قيل: إنه لما احتضر جزع جزعاً شديداً، فقيل له في ذلك، فقال: وأي خطر أعظم مما أنا فيه، أتوقع رسولاً يرد علي من ربي، إما بالجنة وإما بالنار، والله لوددت أنها تلجلج في حلقي إلى يوم القيامة. توفي إبراهيم سنة ستٍ، وقيل سنة خمسٍ وتسعين، وله تسعٌ وأربعون سنة على الصحيح. وقيل ثمان وخمسون سنة. وقال يحيى القطان: توفي بعد الحجاج بأربعة أشهر أو خمسة. قلت: مات الحجاج في رمضان سنة خمس. وقال محمد بن سعد: دخل على عائشة، وسمع زيد بن أرقم، والمغيرة بن شعبة، وأنس بن مالك.) روى عنه: الشعبي، ومنصور، ومغيرة بن مقسم، وغيرهن من التابعين. وقال عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن طلحة بن مصرف، عن إبراهيم قال: دخلت على أم المؤمنين عائشة. وعن حماد بن أبي سليمان قال: لقد رأينا ننتظر إبراهيم، فيخرج والثياب عليه معصفرة، ونحن نرى أن الميتة قد حلت له. قال ابن عيينة، عن الأعمش قال: جهدنا على إبراهيم النخعي أن نجلسه إلى سارية، وأردناه على ذلك فأبى، وكان يأتي المسجد وعليه قباء وريطة معصفرة. (6/281)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 282 قال: وكان يجلس مع الشرط. قال أحمد بن حنبل: كان إبراهيم ذكياً حافظاً، صاحب سنة. وعن الشعبي إنه قيل له: مات إبراهيم، فقال: ما ترك بعده خلفٌ. وقال نعيم بن حماد: ثنا جرير، عن عاصم قال: تبعت الشعبي، فمررنا بإبراهيم، فقام له إبراهيم عن مجلسه، فقال له الشعبي: أنا أفقه منك حياً، وأنت أفقه مني ميتاً، وذاك أن لك أصحاباً يلزمونك، فيحيون علمك. وكان إبراهيم رحمه الله أعور. قال هشيم، عن مغيرة، عن إبراهيم: كانوا يكرهون أن يظهر الرجل ما خفي من عمله الصالح. وقال مالك: كان إبراهيم النخعي رجلاً عالماً، وكان الشعبي أقدم وأكثر حديثاً. وقال أبو بكر بن شعيب بن الحبحاب، عن أبيه: كنت فيمن دفن إبراهيم النخعي ليلاً سابع سبعة، أو تاسع تسعة، فقال الشعبي: أدفنتم صاحبكم قلت: نعم، قال: أما إنه ما ترك أحداً أعلم أو أفقه منه، قلت: ولا الحسن، وابن سيرين قال: ولا الحسن وابن سيرين، ولا من أهل البصرة، ولا من أهل الكوفة، ولا من أهل الحجاز. وقال أحمد بن عبد الله العجلي: مات مختفياً من الحجاج. وقال جرير، عن مغيرة قال: كان إبراهيم النخعي إذا طلبه إنسان لا (6/282)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 283 يحب أن يلقاه، خرجت الجارية فقالت: اطلبوه في المسجد. وقال قيس، عن الأعمش، عن إبراهيم قال: أتى رجل فقال: إني ذكرت رجلاً بشيءٍ، فبلغه عني، فكيف أعتذر، قال: تقول: والله إن الله ليعلم ما قلت من ذلك من شيء.) وقال حماد بن زيد: ما كان بالكوفة رجل أوحش رداً للآثار من إبراهيم لقلة ما سمع، فذكر لحماد قول إبراهيم: في الفأرة جزاءٌ إذا قتلها المحرم. قال الداني: أخذ القراءة عرضاً عن علقمة، والأسود. قرأ عليه: الأعمش، وطلحة بن مصرف. وقال وكيع، عن شعبة، عن مغيرة، عن إبراهيم قال: الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم بدعة. إبراهيم بن يزيد التيمي تيم الرباب، أبو سماء الكوفي الفقيه العابد. (6/283)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 284 روى عن: أبيه يزيد بن شريك، والحارث بن سويد، وعمرو بن ميمون الأودي، وأنس بن مالك، وغيرهم. روى عنه: بيان بن بشر، ويونس بن عبيد، والأعمش، وآخرون. قتله الحجاج، وقيل: مات في حبسه سنة اثنتين أو أربعٍ وتسعين، وهو شاب لم يبلغ أربعين سنة وكان كبير القدر. قال أبو أسامة سمعت الأعمش يقول: قال إبراهيم التيمي: ربما أتى علي شهر لا أطعم طعاماً ولا أشرب شراباً، لا يسمعن هذا منك أحد. وقال الأعمش: كان إذا سجد كأنه إذا سجد كأنه جذم حائط تنزل على ظهره العصافير. الأخطل النصراني الشاعر اسمه غياث بن غوث التغلبي، شاعر بني أمية، وهو من نظراء جرير (6/284)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 285 والفرزدق، لكن تقدم موته عليهما. وقد قيل للفرزدق: من أشعر الناس قال: كفاك بي إذا افتخرت، وبجرير إذا هجا. وبابن النصرانية إذا امتدح. وكان عبد الملك بن مروان يجزل عطاء الأخطل ويفضله في الشعر على غيره. وله: (والناس همهم الحياة ولا أرى .......... طول الحياة يزيد غير خبال)

(وإذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد .......... ذخراً يكون كصالح الأعمال) قال محمد بن سلام: حدثني محمد بن عائشة قال: قال إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن نوفل:) خرجت مع أبي إلى دمشق، فإذا كنيسة، وإذا الأخطل في ناحيتها، فسأل عني فأخبر، فقال: يا فتى إن لك شرفاً وموضعاً وإن الأسقف قد حبسني، فأنا أحب أن تأتيه وتكلمه في إطلاقي، قلت: نعم، فذهبت إلى الأسقف، فقال لي: مهلاً، أعيذك بالله أن تكلم في مثل هذا، فإنه ظالمٌ يشتم الناس ويهجوهم، فلم أزل به حتى قام معي، فدخل (6/285)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 286 الكنيسة فجعل يتوعده ويرفع عليه العصا، ويقول: تعود، وهو يتضرع إليه ويقول: لا، قال: فقلت: يا أبا مالك، تهابك الملوك وتكرمك الخلفاء، وذكرك في الناس، فقال: إنه الدين، إنه الدين. وعن أبي عبيد قال: لما أنشد الأخطل كلمته لعبد الملك التي قول فيها: (شمس العداوة حتى يستقاد لهم .......... وأعظم الناس أحلاماً إذا قدروا) قال: خذ بيده يا غلام فأخرجه ثم ألق عليه من الخلع ما يغمره، ثم قال: إن لكل قومٍ شاعراً، وإن شاعر بني أمية الأخطل، فمر به جرير فقال: كيف تركت خنازير أمك قال: كثيرة، وإن أتيتنا قريناك منها، قال: فكيف تركت أعيار أمك قال: كثيرة، وإن أتيتنا حملناك على بعضها. وعن الأصمعي قال: دخل الأخطل على عبد الملك، فقال: ويحك، صف لي السكر، قال: أوله لذةٌ، وآخره صداع، وبين ذلك ساعة لا أصف لك مبلغها، فقال: ما مبلغها قال: لملكك يا أيمر المؤمنين أهون علي من شسع نعلي، وأنشأ يقول: (إذا ما نديمي علني ثم علني .......... ثلاث زجاجات لهن هدير)

(خرجت أجر الذيل حتى كأني .......... عليك أمير المؤمنين أمير) أرقم بن شرحبيل الأودي الكوفي (6/286)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 287 أخذ عن: عبد الله بن مسعود، وصحب ابن عباس إلى الشام. روى عنه: أخوه هزيل بن شرحبيل، وأبو إسحاق السبيعي، وأبو قيس الأودي، وعبد الله بن أبي السفر. قال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث. وقال أبو زرعة: كوفي ثقة. أسلم بن يزيد أبو عمرتن التجيبي المصري، مولى عمير بن تميم.) روى عن: أبي أيوب الأنصاري، وعقبة بن عامر، وأم سلمة، وصفية أمي المؤمنين، وجماعة. وعنه: سعيد بن أبي هلال، ويزيد بن أبي حبيب، وعبد الله بن عياض. وكان وجيهاً في مصر، وكانت الأمراء يسألونه. وثقه النسائي. أسير بن جابر ويقال يسير سيأتي، وقد تقدم. (6/287)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 288 الأغر أبو مسلم المدني نزيل الكوفة. عن: أبي هريرة، وأبي سعيد وكانا اشتركا في عتقه. وعنه: علي بن الأقمر، وأبو إسحاق، وطلحة بن مصرف، وعطاء ابن السائب، وجماعة. وأما أبو عبد الله الأغر ففي الكنى. أنس بن مالك ع ابن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن (6/288)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 289 عدي بن النجار، أبو حمزة الأنصاري النجاري الخزرجي، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم وآخر أصحابه موتاً. روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً كثيراً، وعن أبي بكر، وعمر، وعثمان، وأسيد بن الحضير، وأبي طلحة، وعبادة بن الصامت، وأمه أم سليم، وخالته أم حرام، وابن مسعود، ومعاذ، وأبي ذر، وطائفة. روى عنه: الحسن، وابن سيرين، والشعبي، ومكحول، وعمر ابن عبد العزيز، وأبو قلابة، وطائفة من هذه الطائفة، ثم إسماعيل بن عبيد الله، وقتادة، وثابت، والزهري، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وابن المنكدر، وخلقٌ كثير من هذه الطبقة، وحميد الطويل، ويحيى بن سعيد (6/289)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 290 الأنصاري، وربيعة بن أبي عبد الرحمن، وسليمان التيمي، وآخرون من هذه الطبقة الثالثة، وعمر بن شاكر، وكثير بن سليم، وناس قليل من هذه الطبقة التي انقرضت بعد السبعين ومائة، لكن ليس فيها من يحتج به. وروى عنه بعدهم ناس متهمون بالكذب كخراش، وإبراهيم بن هدبة، ودينار أبو مكيس، حدثوا) في حدود المائتين. فعن أنس قال: كناني النبي صلى الله عليه وسلم ببقلة أجتنيها، يعني حمزة. وفي الصحيح، عن أنس قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ابن عشرٍ، وكان أمهاتي يحثثنني على خدمته. وقال علي بن زيد بن جدعان وليس بالقوي، عن سعيد بن المسيب، عن أنس قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن ثمان سنين، فأخذت أمي بيدي، فانطلقت بي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله إنه لم يبق رجلٌ ولا امرأةٌ من الأنصار إلا وقد أتحفك بتحفة، وإني لا أقدر على ما أتحفك به، إلا ابني هذا، فخذه فليخدمك ما بدا لك، فخدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنسن، فما ضربني ولا سبني سبةً، ولا عبس في وجهي. رواه الترمذي بأطول من هذا. وقال عكرمة بن عمار: ثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، حدثني أنس قال: جاءت بي أم سليم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أزرتني بنصف خمارها وردتني ببعضه، فقالت: هذا أنيس ابني أتيتك به يخدمك، فادع الله له، فقال: اللهم أكثر ماله وولده. قال أنس: فوالله إن مالي لكثير وإن ولدي وولد ولدي يتعادون على نحو من مائة اليوم. (6/290)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 291 وروى نحوه جعفر بن سليمان، عن ثابت. وقال شعبة، عن قتادة، عن أنس: أن أم سليم قالت: يا رسول الله، أنس خادمك، ادع الله له، فقال: اللهم أكثر ماله وولده، فأخبرني بعض ولدي أنه دفن من ولدي وولد ولدي أكثر من مائة. وقال الحسين بن واقد: حدثني ثابت، عن أنس قال: دعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم أكثر ماله وولده وأطل حياته فالله أكثر مالي حتى أن كرماً لي ليحمل في السنة مرتين، وولد لصلبي مائة وستة. أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن سنة اثنتين وتسعين وستمائة، أنا محمد بن خلف سنة ست عشرة، ثنا أبو طاهر السلفي، أنا أحمد، ومحمد ابنا عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني، أنا علي بن محمد الفرضي، ثنا أبو عمرو حكيم، ثنا أبو حاتم الرازي، ثنا محمد بن عبد) الأنصاري، حدثني حميد، عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أم سليم، فأتته بتمر وسمن، فقال: أعيدوا تمركم في وعائكم وسمنكم في سقائكم فإني صائم، ثم قال في ناحية البيت، فصلى بنا صلاةً غير مكتوبة، فدعا لأم سليم ولأهل بيتها، فقالت أم سليم: يا رسول الله إن لي خويصة، قال: وما هي قالت: خادمك أنس، فما ترك خير آخرةٍ ولا دنيا إلا دعا لي به، ثم قال: اللهم ارزقه مالاً وولداً وبارك له فيه، فإني لمن أكثر الأنصار مالاً. وحدثتني ابنتي أمينة أنه دفن من صلبي إلى مقدم الحجاج البصرة تسعةٌ وعشرون ومائة. (6/291)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 292 وقال الترمذي: ثنا محمود بن غيلان، ثنا أبو داود، عن أبي خلدة قال: قلت لأبي العالية: سمع أنس من النبي صلى الله عليه وسلم قال: خدمه عشر سنين، ودعا له، وكان له بستان يحمل في السنة الفاكهة مرتين، وكان فيها ريحان يجيء منه ريح المسك. أبو خلدة احتج به البخاري. وقال ابن سعد: ثنا الأنصاري، عن أبيه، عن مولى لأنس أنه قال له: شهدت بدراً فقال: لا أم لك، وأين غبت عن بدرٍ قال الأنصاري: خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غلام يخدمه. وقد رواه عمر بن شبة، عن الأنصاري، عن أبيه، عن ثمامة قال: قيل لأنس، فذكر مثله. قلت: لم أر أحداً من أصحاب المغازي قال هذا. وعن موسى بن أنس قال: غزا أنس ثمان غزوات. وقال ثابت البناني قال أبو هريرة: ما رأيت أحداً أشبه بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من ابن أم سليم، يعني أنساً. وقال أنس بن سيرين: كان أنس أحسن الناس صلاةً في الحضر والسفر. وقال الأنصاري: حدثني أبي، عن ثمامة قال: كان أنس يصلي حتى تقطر قدماه دماً مما يطيل القيام. وقال جعفر بن سليمان: ثنا ثابت قال: جاء قيم أرض أنس فقال: عطشت أرضوك، فتردى أنس، ثم خرج إلى البرية، ثم صلى ودعا، فثارت (6/292)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 293 سحابةٌ وغشت أرضه ومطرت حتى ملأت صهرية له، وذلك في الصيف، فأرسل بعض أهله فقال: انظر أين بلغت، فإذا هي لم تعد أرضه إلا يسيراً.) روى نحوه الأنصاري، عن أبيه، عن ثمامة. وقال همام بن يحيى، حدثني من صحب أنساً قال: لما أحرم لم أقدر أن أكلمه حتى حل من شدة إبقائه على إحرامه. وقال ابن عون، عن موسى بن أنس: أن أبا بكر بعث إلى أنس بن مالك ليوجهه على البحرين ساعياً، فدخل عليه عمر فقال: إني أردت أن أبعث هذا على البحرين، وهو فتىً شاب، فقال له عمر: ابعثه، فإنه لبيبٌ كاتبٌ، فبعثه، فلما قبض أبو بكر قدم على عمر، فقال: هات ما جئت به، قال: يا أمير المؤمنين البيعة أولاً، فبسط يده. وقال حماد بن سلمة: أنا عبيد الله بن أبي بكر، عن أنس قال: استعملني أبو بكر على الصدقة، فقدمت وقد مات، فقال عمر: يا أنس، أجئتنا بظهرٍ قلت: نعم. قال: جئتنا بالظهر، والمال لك. قلت: هو أكثر من ذلك. قال: وإن كان، فهو لك. وكان أربعة آلاف. وقال ثابت، عن أنس قال: صحبت جرير بن عبد الله، فكان يخدمني، وقال: إني رأيت الأنصار يفرحون برسول الله، فلا أرى أحداً منهم إلا خدمته. قال خليفة بن خياط: كتب ابن الزبير بعد موت يزيد بن معاوية إلى (6/293)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 294 أنس، فصلى بالناس بالبصرة أربعين يوماً. وقال الأعمش: كتب أنس بن مالك إلى عبد الملك بن مروان، يعني لما آذاه الحجاج: إني خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع سنين، والله لو أن النصارى أدركوا رجلاً خدم نبيهم لأكرموه. وقال جعفر بن سليمان: ثنا علي بن زيد قال: كنت بالقصر، والحجاج يعرض الناس ليالي ابن الأشعث، فجاء أنس بن مالك، فقال الحجاج: يا خبيث جوالٌ في الفتن، مرةً مع علي، ومرةً مع ابن الزبير، ومرةً مع ابن الأشعث، أما والذي نفسي بيده لأستأصلنك كما تستأصل الصمغة، ولأجردنك كما يجرد الضب. قال: يقول أنس: من يعني الأمير قال: إياك أعني، أصم الله سمعك، فاسترجع أنس، وشغل الحجاج، وخرج أنسٌ، فتبعناه إلى الرحبة، فقال: لولا أني ذكرت ولدي وخشيته عليهم بعدي لكلمته بكلامٍ لا يستحييني بعده أبداً. وقال عبد الله بن سالم الأشعري، عن أزهر بن عبد الله قال: كنت في الخيل الذين بيتوا أنس بن مالك، وكان فيمن يؤلب على الحجاج، وكان مع عبد الرحمن بن الأشعث، فأتوا به الحجاج،) فوسم في يده: عتيق الحجاج. وقال الأعمش: كتب أنس إلى عبد الملك: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع (6/294)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 295 سنين، وإن الحجاج يعرضني لحوكة البصرة، فقال: يا غلام، اكتب إليه: ويلك قد خشيت أن لا يصلح على يدك أحدٌ، فإذا جاءك كتابي هذا. فقم إلى أنس حتى تعتذر إليه، قال الرسول: فلما جئته قرأ الكتاب ثم قال: أمير المؤمنين كتب بما هنا قلت: إي والله، وما كان في وجهه أشد من هذا، قال: سمعٌ وطاعة، فأراد أن ينهض إليه، فقلت: إن شئت أعلمته، فأتيت أنساً، فقلت: ألا ترى قد خافك، وأراد أن يقوم إليك، فقم إليه، فأقبل يمشي حتى دنا منه، فقال: يا أبا حمزة غضبت قال: كيف لا أغضب تعرضني لحوكة البصرة قال: إنما مثلي ومثلك كقول الذي قال: إياك أعني واسمعي يا جارة، أردت أن لا يكون لأحدٍ علي منطق. وقال عمرو بن دينار، عن أبي جعفر قال: رأيت أنس بن مالك أبرص، وبه وضحٌ شديدٌ، ورأيته يأكل، فيلقم لقماً كباراً. وقال عفان: ثنا حماد بن سلمة، ثنا حميد، عن أنس قال: يقولون: لا يجتمع حب علي وعثمان في قلب مؤمن، وقد جمع الله حبهما في قلوبنا. وقال يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أمه أنها رأت أنساً متخلقاً بالخلوق، وكان به برصٌ، فسمعني وأنا أقول لأهله: لهذا أجلد من سهل بن سعد، وهو أكبر من سهل. فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لي. وقال خليفة: قال أبو اليقظان: مات لأنس في طاعون الجارف ثمانون ابناً، ويقال سبعون في سنة تسعٍ وستين. (6/295)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 296 وقال معاذ بن معاذ: ثنا عمران، عن أيوب قال: ضعف أنس عن الصوم، فصنع جفنةً من ثريد، ودعا ثلاثين مسكيناً فأطعمهم. قلت: أنس، رضي الله عنه، ممن استكمل مائة سنة بيقينٍ، فإنه قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن عشر. وقد قال شعيب بن الحبحاب: توفي سنة تسعين. وقال أحمد بن حنبل: ثنا معتمر عن حميد: أن أنساً مات سنة إحدى وتسعين، وكذا قال قتادة، والهيثم بن عدي، وسعيد بن عفير، وأبو عبيدة.) وقال الواقدي: سنة اثنتين وتسعين، تابعه معن بن عيسى، عن ابنٍ لأنس بن مالك. وقال سعيد بن عامر، وإسماعيل بن علية، وأبو نعيم، والمدائني، والفلاس، وخليفة، وقعنب، وغيرهم سنة ثلاث. وقال محمد بن عبد الله الأنصاري: اختلف علينا مشيختنا في سن أنس، فقال بعضهم: بلغ مائةً وثلاث سنين. وقال بعضهم: بلغ مائةً وسبع سنين. وقال يحيى بن بكير: نوفي أنس وهو ابن مائة وسنة. قلت: وفي الصحابة. أنس بن مالك الكعبي القشيري أبو أمية. (6/296)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 297 له حديث واحد لفظه: إن الله وضع عن المسافر شطر الصلاة. روى عنه: أبو قلابة الجرمي، وعبد الله بن سوادة القشيري. حديثه في السنن. أوس بن ضمعج م الحضرمي، ويقال النخعي الكوفي. (6/297)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 298 عن: سلمان، وأبي مسعود الأنصاري، وعائشة. وعنه: إسماعيل بن رجاء، وإسماعيل السدي، وإسماعيل بن خالد، وأبو إسحاق السبيعي، وابنه عمران بن أوس. قال ابن أبي خالد: كان من القراء الأول، وذكر له فضلاً، وأثنى عليه شعبة. روى له الخمسة حديثاً واحداً في الإمامة. أوسط البجلي الحمصي ق بخ ابن إسماعيل، وقيل: ابن عامر، وقيل: ابن عمرو. نزل دمشق، وروى عن: أبي بكر، وعمر. وعنه: سليم بن عامر الخبايري، ولقمان بن عامر، وحبيب بن عبيد. له حديثٌ واحد في سؤال العافية، عن الصديق. (6/298)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 299 أيمن الحبشي) مولى عتبة بن أبي لهب الهاشمي، وعتيق ابن مخزوم، وهو والد عبد الواحد بن أيمن. روى عن: عائشة، وسعد، وجابر. لم يرو عنه إلا ابنه. قال أبو زرعة: ثقة. قلت: لم يخرج له إلا البخاري. أيوب بن بشير بن سعد بن النعمان الأنصاري المعاوي المدني أبو سليمان. ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأرسل عنه، وروى عن: عمر، وحكيم بن حزام. وتوهم أنه أخو النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة. وروى عنه: أبو طوالة، وعاصم بن عمرو بن قتادة، والزهري. قال ابن سعد: كان ثقةً، شهد الحرة وجرح بها جراحات كثيرة، ومات بعد ذلك. (6/299)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 300 أيوب بن خالد بن صفوان بن أوس الأنصاري النجاري المدني، نزيل برقة. عن: أبيه، وجابر، وزيد بن خالد الجهني، وعبد الله بن رافع مولى أم سلمة. وعنه: عمر مولى عفرة، وإسماعيل بن أمية، وموسى بن عبيدة، ويزيد بن أبي حبيب. وهو راوي حديث: خلق الله التربة يوم السبت الذي رواه مسلم. أيوب بن سليمان بن عبد الملك بن مروان ولي غزو الصائفة، ورشحه أبو لولاية العهد، فمات قبل أبيه بأيام. وفيه يقول جرير: (إن الإمام الذي ترجى نوافله .......... بعد الإمام ولي العهد أيوب) (6/300)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 301 4 (الباء) بجالة بن عبدة التميمي العنبري البصري، كاتب جزء بن معاوية. عن: ابن عباس، وعبد الرحمن بن عوف، وعن كتاب عمر في المجوس. وعنه: عمرو بن دينار، وقشير بن عمرو، وقتادة. وثقه أبو زرعة، وذكره الحافظ في نساك أهل البصرة.) (6/301)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 302 بسر بن سعيد المدني مولى بني الحضرمي السيد العابد الفقيه. روى عن: عثمان، وسعد بن أبي وقاص، وزيد بن ثابت، وأبي هريرة، وطائفة. روى عنه: بكير، ويعقوب ابنا عبد الله بن الأشج، وسالم أبو النضر، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، ومحمد بن إبراهيم التيمي، وزيد بن اسلم، وآخرون. وثقه النسائي، وقبله يحيى بن معين. وقال محمد بن سعد: كان من العباد المنقطعين والزهاد، كثير الحديث، وورد أن الوليد سأل عمر بن عبد العزيز: من أفضل أهل المدينة قال: مولى لبني الحضرمي يقال له بسر. وقيل: إن رجلاً وشى على بسر عند الوليد بأنه يعيبكم، فأحضره وسأله، فقال: لم أقله، واللهم إن كنت صادقاً فأرني به آيةً، فاضطرب الرجل حتى مات. توفي سنة مائة. (6/302)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 303 وقال مالك: مات بسر وما خلف كفناً. بسر بن محجن الديلي المدني روى عن: أبيه في صلاة الجماعة. وعنه: زيد بن أسلم، حديثه في الموطأ. والأصح أنه بشر بالكسر، وشين معجمة. وقال مالك وغيره: بالضم والإهمال. بشير بن نهيك أبو الشعثاء البصري عن: بشير بن الخصاصية، وأبي هريرة، وله عنه صحيفة. (6/303)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 304 وعنه: أبو الوليد بركة المجاشعي، وأبو مجلزلاحق، والنضر بن أنس، وخالد بن سمير، ويحيى بن سعيد الأنصاري. وكان صالحاً من الثقات. وشذ أبو حاتم فقال: لا يحتج به. بشير بن كعب العلوي تقدم. بلال بن أبي الدرداء) الدمشقي، أبو محمد ولي إمرة دمشق. وحدث عن: أبيه، وامرأة أبيه أم الدرداء. روى عنه: خالد بن محمد الثقفي، وحميد بن مسلم، وعلي بن زيد ابن جدعان، وإبراهيم بن أبي عبلة، وحريز بن عثمان، وأبو بكر بن أبي مريم. قال أبو مسهر: كان أسن من أم الدرداء. وقال البخاري في تاريخه: بلال بن أبي الدرداء أمير الشام. وقال سعيد بن عبد العزيز: إن أبا الدرداء ولي القضاء، ثم فضالة بن عبيد، ثن النعمان بن بشير، ثم بلال بن أبي الدرداء، فلما استخلف (6/304)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 305 عبد الملك عزله بأبي إدريس الخولاني. وقال أبو عبيد: توفي سنة ثلاثٍ وتسعين. بلال بن أبي هريرة الدوسي. روى عن أبيه. روى عنه: الشعبي، ويعقوب بن محمد بن طحلاء، وغيرهما. شهد صفين مع معاوية، وبقي إلى خلافة سليمان. قال رجاء بن أبي سلمة، عن عبد الله بن أبي نعم: إنه دخل على سليمان بن عبد الملك، وإلى جانبه بلال بن أبي بردة على السرير. (6/305)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 306 4 (التاء) تميم بن سلمة الكوفي عن: شريح القاضي، وعبد الرحمن بن هلال العبسي، وعروة بن الزبير، ولا تعلم له رواية عن الصحابة. روى عنه: طلحة بن مصرف، ومنصور، والأعمش. ووثقه ابن معين. وتوفي سنة مائة. تميم بن طرفة الطائي الكوفي. (6/306)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 307 يروي عن: جابر بن سمرة، وعدي بن حاتم.) روى عنه: سماك بن حرب، وعبد العزيز بن رفيع، والمسيب بن رافع. وثقه النسائي. توفي سنة أربعٍ وتسعين. (6/307)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 308 4 (الثاء) ثابت بن عبد الله بن الزبير ابن العوام، أبو مصعب، ويقال: أبو حكمة الأسدي الزبيري. روى عن: سعد بن أبي وقاص، وقيس بن مخرمة. وعنه: نافع، وإسحاق والد عباد بن إسحاق. ووفد على عبد الملك بعد مقتل والده، ثم على سليمان بن عبد الملك. قال الزبير بن بكار: كان لسان آل الزبير جلداً وفصاحةً وبياناً. وحدثني عمي مصعب قال: لم يزل بنو عبد الله خبيب، وحمزة، وثابت، عند جدهم منظور بن زبان بالبادية، حتى تحرك ثابت فقال: الحقوا بنا بأبينا، فزعموا أن ثابتاً جمع القرآن في ثمانية أشهر، فزوجه أبوه، وكان يشهد القتال مع أبيه ويبارز، وكان قد أشار على أبيه أن يخرج من مكة، فلم يطعه، وقيده خوفاً من هربه. له أخبار في تاريخ دمشق. (6/308)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 309 ثعلبة بن أبي مالك القرظي حليف الأنصار، إمام مسجد بني قريظة. قال مصعب الزبيري: سنه سن عطية القرظي، وقصته كقصته. روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم، وعمر، وعثمان، وجماعة. وعنه: الزهري، ويزيد بن الهاد، وعمه مولى عفرة، ويحيى بن سعيد، وجماعة. (6/309)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 310 4 (الجيم) جابر بن زيد أبو الشعثاء. في الكنى. جعفر بن عمرو سوى د بن أمية الضمري المدني، أخو عبد الملك بن مروان من الرضاعة.) روى عن: أبيه، ووحشي بن حرب، وأنس بن مالك. روى عنه: سليمان بن يسار، وأبو قلابة، والزهري، وغيرهم. وثقه أحمد العجلي. توفي سنة خمسٍ أو ست وتسعين. (6/310)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 311 جميل بن عبد الله ابن معمر، أبو عمرو العذري، الشاعر المشهور، صاحب بثينة. روى عن: أنس بن مالك. ووفد على عمر بن عبد العزيز. وهو القائل: (ألا ليت ريعان الشباب جديد .......... ودهراً تولى يا بثين يعود)

(فكنا كما كنا نكون وأنتم .......... صديقٌ وإذ ما تبذلين زهيد)

(لكل حديثٍ عندهن بشاشةٌ .......... وكل قتيلٍ عندهن شهيد) (6/311)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 312 وله يرويه ثعلب: (خليلي فيما عشتما هل رأيتما .......... قتيلاً بكى من حب قاتله قبلي)

(أفي أم عمرو تعذلاني هديتما .......... وقد تيمت قلبي بها عقلي) وله يرويه الصندلى: (أريتك إن أعطيتك الود عن قلى .......... ولم يك عندي إن أبيت إباء)

(أتاركتي للموت أنت فميتٌ .......... وعندك لي لو تعلمين شفاء)

(فواكبدي من حب من لا يجيبني .......... ومن عبراتٍ ما لهن فناء) وأنشد ابن الأنباري لجميل: (خليلي عوجا اليوم عني فسلما .......... على عذبة الأنياب طيبة النشر)

(فإنكما إن عجتما بي ساعةً .......... شكرتكما حتى أغيب في قبري)

(وما لي لا أبكي وفي الأيك نائحٌ .......... وقد فارقتني شختة الكشح والخصر)

(أيبكي حمام الأيك من فقد إلفه .......... وأصبر مالي عن بثينة من صبر)

(يقولون: مسحورٌ يجن بذكرها .......... فأقسم ما بي من جنونٍ ولا سحر)

(وأقسم لا أنساك ما ذر شارقٌ .......... وما أورق الأغصان في ورق السدر) ) (ذكرت مقامي ليلة الباب قابضاً .......... على كف حوراء المدامع كالبدر) فكدتولم أملك إليها صبابةًأهيم، وفاض الدمع مني على النحر (أيا ليت شعري هل أبيتن ليلةً .......... كليلتنا حتى يرى ساطع الفجر)

(فليت إلهي قد قضى ذاك مرةً .......... فيعلم ربي عند ذلك ما شكري)

(ولو سألت مني حياتي بذلتها .......... وجدت بها إن كان ذلك عن أمري) ولجميل: (ألا ليت شعري هل أبيتن ليلةً .......... بوادي القرى إني إذاً لسعيد)

(إذا قلت ما بي يا بثينة قاتلي .......... من الحب قالت ثابتٌ ويزيد) (6/312)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 313 (وإن قلت ردي بعض عقلي أعش به .......... مع الناس قالت ذاك منك بعيد)

(فلا أنا مردودٌ بما جئت طالباً .......... ولا حبها فيما يبيد يبيد) وله: (لما دنا البين بين الحي واقتسموا .......... حبل النوى فهو في أيديهم قطع)

(جادت بأدمعها ليلى فأعجبني .......... وشك الفراق فما أبكي ولا أدع)

(يا قلب ويحك لا عيش بذي سلمٍ .......... ولا الزمان الذي قد مر يرتجع)

(أكلما مر حي لا يلايمهم .......... ولا يبالون أن يشتاق من فجعوا)

(علقتني بهوىً منهم فقد كربت .......... من الفراق حصاة القلب تنصدع) وله مطلع قصيدة: (ألا أيها النوام وحكم هبوا .......... أسائلكم هل يقتل الرجل الحب) قال الزبير بن بكار: قال عباس بن سهل الساعدي: بينا أنا بالشام، إذ لقيني رجلٌ فقال: هل لك في جميلٍ نعوده، فإنه ثقيل فدخلنا عليه وهو يجود بنفسه، وما يخيل إلي أن الموت بكر به، فقال: يا بن سهل، ما تقول في رجلٍ لم يشرب الخمر قط، ولم يزن، ولم يقتل نفساً يشهد أن لا إله إلا الله قلت: أظنه قد نجا، فمن هو قال: أنا. فقلت: ما أحسبك سلمت، أنت تشبب منذ عشرين سنة ببثينة. فقال: لا نالتني شفاعة محمدٍ صلى الله عليه وسلم إن كنت وضعت يدي عليها لريبةٍ. فما برحنا حتى مات، رحمه الله تعالى. (6/313)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 314 4 (الحاء) ) حبيب بن صهبان بخ الأسدي الكاهلي الكوفي. عن: عمر، وعمار. وعنه: الأعمش، وأبو حصين الأسدي، والمسيب بن رافع. الحجاج بن يوسف ابن الحكم بن أبي عقيل بن مسعود الثقفي، أمير العراق، أبو محمد. (6/314)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 315 ولد سنة أربعين، أو إحدى وأربعين. (6/315)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 316 وروى عن: ابن عباس، وسمرة بن جندب، وأسماء بنت الصديق، وابن عمر. روى عنه: ثابت البناني، وقتيبة بن مسلم، وحميد الطويل، ومالك بن دينار. وكان له بدمشق آدر. ولي إمرة الحجاز، ثم ولي العراق عشرين سنة. قال النسائي: ليس بثقة ولا مأمون. وقال أبو عمرو بن العلاء: ما رأيت أحداً أفصح من الحسن والحجاج، والحسن أفصحهما. وقال علي بن زيد بن جدعان: قيل لسعيد بن المسيب: ما بال الحجاج لا يهيجك كما يهيج الناس قال: لأنه دخل المسجد مع أبيه، فصلى، فأساء الصلاة، فحصبته، فقال: لا أزل أحسن صلاتي ما حصبني سعيد. وفي صحيح مسلم أن أسماء بنت أبي بكر قالت للحجاج: أما إن (6/316)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 317 رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أن في ثقيف كذاباً ومبيراً، فأما الكذاب فقد رأيناه، وأما المبير فلاف إخالك إلا إياه. وقال أبو عمر الحوضي: ثنا الحكم بن ذكوان، عن شهر بن حوشب: أن الحجاج كان يخطب وابن عمر في المسجد، فخطب الناس حتى أمسى، فناداه ابن عمر: أيها الرجل الصلاة، فأقعد، ثم ناداه الثانية، فأقعد، ثم ناداه الثالثة، فأقعد، فقال لهم: أرأيتم إن نهضت أتنهضون قالوا: نعم. فنهض فقال: الصلاة فلا أرى لك فيها حاجة، فنزل الحجاج فصلى، ثم دعا به فقال: ما حملك على ما صنعت قال: إنما نجيء للصلاة فإذا حضرت الصلاة فصل لوقتها، ثم نقنق بعد ذلك ما شئت من نقنقة. وقال أبو صالح كاتب الليث: حدثني حرملة بن عمران، عن كعب بن علقمة قال: قدم مروان) مصر ومعه الحجاج بن يوسف وأبوه، فبينا هو في المسجد مر بهم سليم بن عتر، وكان قاص الجند، وكان خياراً، فقال الحجاج: لو أجد هذا خلف حائط المسجد ولي عليه سلطانٌ لضربت عنقه، إن هذا وأصحابه يثبطون عن طاعة الولاة، فشتمه والده ولعنه وقال: ألم تسمع القوم يذكرون عنه خيراً، ثم تقول هذا أما والله إن رأيي فيك أنك لا تموت إلا جباراً شقياً. وكان أبو الحجاج فاضلاً. وعن يزيد بن أبي مسلم الثقفي قال: كان الحجاج على مكة، فكتب (6/317)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 318 إليه عبد الملك بولايته على العراق، فخرج في نفرٍ ثمانية أو تسعة على النجائب. قال عبد الله بن شوذب: ما رؤي مثل الحجاج لمن أطاعه، ولا مثله لمن عصاه. وروى ابن الكلبي، عن عوانة بن الحكم قال: سمع الحجاج تكبيراً في السوق وهو في الصلاة، فلما انصرف صعد المنبر وقال: يا أهل العراق، وأهل الشقاق والنفاق، ومساوئ الأخلاق، قد سمعت تكبيراً ليس بالتكبير الذي يراد به الله في الترهيب، ولكنه الذي يراد الترغيب، إنها عجاجةٌ تحتها قصفٌ، أي بني اللكيعة، وعبيد العصا، وأولاد الإماء، ألا يرقأ الرجل منكم على ظلعه، ويحسن حمل رأسه، وحقن دمه، ويبصر موضع قدمه، والله ما أرى الأمور تثقل بي وبكم حتى أوقع بكم وقعةً تكون نكالاً لما قبلها، وتأديباً لما بعدها. وقال سيار أبو الحكم: سمعت الحجاج على المنبر يقول: أيها الرجل، وكلكم ذلك الرجل، رجل خطم نفسه وزمها، فقادها بخطامها إلى طاعة الله، وعنجها بزمامها عن معاصي الله. وقال مالك بن دينار: سمعت الحجاج يخطب فقال: امرؤٌ رد نفسه قبل أن يكون الحساب إلى غيره، امرؤ نظر إلى ميزانه، فما زال يقول امرؤ حتى أبكاني. وعن الحجاج قال: امرؤٌ عقل عن الله أمره امرؤٌ أفاق واستفاق وأبغض (6/318)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 319 المعاصي والنفاق، وكان إلى ما عند الله بالأشواق. وعن الحجاج أن خطب فقال: أيها الناس الصبر عن محارم الله أيسر من الصبر على عذاب الله. فقام إليه رجل فقال: ويحك ما أصفق وجهك، وأقل حياءك، تفعل ما تفعل، ثم تقول مثل هذا فأخذوه، فلما نزل دعا به فقال: لقد اجترأت، فقال: يا حجاج، أنت تجتريء على الله فلا تنكره على نفسك، وأجتريء أنا عليك فتنكره علي، فخلى سبيله. وقال شريك، عن عبد الملك بن عمير قال: قال الحجاج يوماً: من كان له بلاء فليقم فلنعطه) على بلائه، فقام رجل فقال: أعطني على بلائي. قال: وما بلاؤك قال: قتلت الحسين. قال: وكيف قتلته قال: دسرته بالرمح دسراً، وهبرته بالسيف هبراً، وما أشركت معي في قتله أحداً، قال: أما إنك وإياه لن تجتمعا في موضع واحد. فقال له اخرج. وروى شريك، عن عبد الملك بن عمير. ورواه صالح بن موسى الطلحي، عن عاصم بن بهدلة أنهم ذكروا الحسين رضي الله عنه، فقال الحجاج: لم يكن من ذرية النبي صلى الله عليه وسلم، فقال يحيى بن يعمر: كذبت أيها الأمير، فقال: لتأتيني على ما قلت ببينةٍ من كتاب الله، أو لأقتلنك. فقال قوله تعالى: ومن ذريته داود وسليمان وأيوب إلى قوله وزكريا ويحيى وعيسى فأخبر الله تعالى أن عيسى من ذرية آدم بأمه، قال: صدقت، فما حملك على تكذيبي في مجلسي قال: ما أخذ الله على الأنبياء لتبيننه للناس ولا تكتمونه. قال: فنفاه إلى خراسان. وقال أبو بكر بن عياش، عن عاصم: سمعت الحجاج، وذكر هذه (6/319)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 320 الآية: فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا، فقال: هذه لعبد الله، لأمين الله وخليفته، ليس فيها مثوبة، والله لو أمرت رجلاً يخرج من باب هذا المسجد فأخذ من غيره لحل لي دمه وماله، والله لو أخذت ربيعة بمضر لكان لي حلالاً، يا عجباً من عبد هذيل يزعم أنه يقرأ قرآناً من عند الله، ما هو إلا رجز من رجز الأعراب، والله لو أدركت عبد هذيل لضربت عنقه. رواها واصل بن عبد الأعلى شيخ مسلم، عن أبي بكر. قاتل الله الحجاج ما أجرأه على الله، كيف يقول هذا في العبد الصالح عبد الله بن مسعود قال أبو بكر بن عياش: ذكرت قوله هذا للأعمش، فقال: قد سمعته منه. ورواها محمد بن يزيد، عن أبي بكر، فزاد: ولا أجد أحداً يقرأ علي قراءة ابن أم عبد إلا ضربت عنقه، ولأحكنها من المصحف ولو بضلع خنزير. وروها ابن فضيل، عن سالم بن أبي حفصة. وقال الصلت بن دينار: سمعت الحجاج يقول: ابن مسعود رأس المنافقين، لو أدركته لأسقيت الأرض من دمه. وقال ضمرة، عن ابن شوذب قال: ربما دخل الحجاج على دابته حتى يقف على حلقة الحسن، فيستمع إلى كلامه، فإذا أراد أن ينصرف يقول: يا حسن لا تمل الناس. قال: فيقول: أصلح الله الأمير، إنه لم يبق إلا من لا حاجة له.) (6/320)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 321 وقال الأصمعي: قال عبد الملك للحجاج: إنه ليس أحد إلا وهو يعرف عيبه، فعب نفسك. قال: أعفني يا أمير المؤمنين، فأبى عليه، فقال: أنا لجوجٌ حقودٌ حسودٌ، فقال: ما في الشيطان شر مما ذكرت. وقال عبد الله بن صالح: ثنا معاوية بن صالح، عن شريح بن عبيد، عمن حدثه، قال: أخبر عمر بأن أهل العراق قد حصبوا أميرهم، فخرج غضبان، فصلى فسها في صلاته، حتى جعلوا يقولون: سبحان الله، سبحان الله، فلما سلم أقبل على الناس، فقال: من ها هنا من أهل الشام فقام رجل، ثم آخر، ثم قمت أنا، فقال: يا أهل الشام استعدوا لأهل العراق، فإن الشيطان قد باض فيهم وفرخ، اللهم إنهم قد لبسوا علي فالبس عليهم، وعجل عليهم بالغلام الثقفي، يحكم فيها بحكم الجاهلية، لا يقبل من محسنهم، ولا يتجاوز عن مسيئهم. وقال يزيد بن هارون: أنا العوام بن حوشب، حدثني حبيب بن أبي ثابت قال: قال علي رضي الله عنه لرجل: لا مت حتى تدرك فتى ثقيف، قيل: يا أمير المؤمنين، ما فتى ثقيف قال: ليقالن له يوم القيامة: اكفنا زاويةً من زوايا جهنم، رجلٌ يملك عشرين سنة، أو بضعاً وعشرين سنة، لا يدع لله معصيةً إلا ارتكبها. وقال جعفر بن سليمان: ثنا مالك بن دينار، عن الحسن: أن علياً كان على المنبر فقال: اللهم إني ائتمنتهم. فخافوني، ونصحتهم فغشوني، اللهم فسلط عليهم غلام ثقيف يحكم في دمائهم وأموالهم بحكم الجاهلية. وقال الواقدي: ثنا ابن أبي ذئب، عن إسحاق بن يزيد: قال رأيت أنساً (6/321)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 322 رضي الله عنه مختوماً في عنقه ختمة الحجاج، أراد أن يذله بذلك. قال الواقدي: قد فعل ذلك بغير واحدٍ من الصحابة، يريد أن يذلهم بذلك، وقد مضت لهم العزة بصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال جرير بن عبد الحميد، عن سماك بن موسى الضبي قال: أمر الحجاج أن توجأ عنق أنس، وقال: أتدرون من هذا هذا خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعلته به لأنه سيء البلاء في الفتنة الأولى، غاش الصدر في الفتنة الآخرة. وروى إسماعيل بن أبي خالد، قال الشعبي: يأتي على الناس زمانٌ يصلون فيه على الحجاج. وعن أيوب السختياني قال: أراد الحجاج قتل الحسن مراراً، فعصمه الله منه، واختفى مرةً في) بيت علي بن زيد سنتين. قلت: لأن الحسن كان يذم الأمراء الظلمة مجملاً، فأغضب ذلك الحجاج. وعن مالك بن دينار قال: إن الحجاج عقوبةٌ سلطه الله عليكم، فلا تستقبلوا عقوبة الله بالسيف، ولكن استقبلوها بالدعاء والتضرع. وقال أبو عاصم النبيل: حدثني جليسٌ لهشام بن أبي عبد الله قال: قال عمر بن عبد العزيز لعنبسة بن سعيد: أخبرني ببعض ما رأيت من عجائب الحجاج. قال: كنا جلوساً عنده ليلةً، فأتي برجلٍ، فقال: ما أخرجك هذه (6/322)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 323 الساعة ! وقد قلت: لا أجد فيها أحداً إلا فعلت به ! قال: أما والله لا أكذب الأمير، أغمي على أمي منذ ثلاثٍ، فكنت عندها، فلما أفاقت الساعة قالت: يا بني، أعزم عليك إلا رجعت إلى أهلك، فإنهم مغمومون لتخلفك عنهم، فخرجت، فأخذني الطائف، فقال: ننهاكم وتعصونا اضرب عنقه. ثم أتي برجلٍ آخر، فقال: ما أخرجك هذه الساعة قال: والله لا أكذبك، لزمني غريمٌ فلما كانت الساعة أغلق الباب وتركني على بابه، فجاءني طائفك فأخذني، فقال: اضربوا عنقه. ثم أتي بآخر، فقال: ما أخرجك هذه الساعة قال: كنت مع شربةٍ أشرب، فلما سكرت خرجت، فأخذوني، فذهب عني السكر فزعاً، فقال: يا عنبسة ما أراه إلا صادقاً، خلوا سبيله، فقال عمر لعنبسة، فما قلت له شيئاً فقال: لا. فقال عمر لآذنه: لا تأذن لعنبسة علينا، إلا أن يكون في حاجة. وقال بسطام بن مسلم، عن قتادة قال: قيل لسعيد بن جبير: خرجت على الحجاج قال: إني والله ما خرجت عليه حتى كفر. وقال هشام بن حسان: أحصوا ما قتل الحجاج صبراً، فبلغ مائة ألفٍ وعشرين ألفاً. وقال عباد بن كثير، عن قحذم قال: أطلق سليمان بن عبد الملك في غداةٍ واحدةٍ واحداً وثمانين ألف أسيراً، وعرضت السجون بعد موت الحجاج، فوجدوا فيها ثلاثة وثلاثين ألفاً، لم يجب على أحدٍ منهم قطعٌ ولا صلبٌ. وقال الهيثم بن عدي: مات الحجاج، وفي سجنه ثمانون ألفاً، منهم ثلاثون ألف امرأة. وعن عمر بن عبد العزيز قال: لو تخابثت الأمم، وجئنا بالحجاج (6/323)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 324 لغلبناهم، ما كان يصلح لدنيا ولا لآخرة، ولي العراق، وهو أوفر ما يكون من العمارة، فأخس به حتى صيره أربعين ألف ألف، ولقد أدي إلي في عامي هذا ثمانون ألف ألف وزيادة.) وقال جعفر بن سليمان: ثنا مالك بن دينار قال: كنا إذا صلينا خلف الحجاج، فإنما نلتفت إلى ما علينا من الشمس، فقال: إلى ما تلتفتون، أعمى الله أبصاركم، إنا لا نسجد لشمسٍ ولا لقمرٍ، ولا لحجرٍ، ولا لوبر. وقال عاصم بن أبي النجود: ما بقيت لله حرمة إلا وقد انتهكها الحجاج. وقال طاوس: إني لأعجب من أهل العراف، يسمون الحجاج مؤمناً، وقال سفيان، عن منصور قال: ذكرت لإبراهيم لعن الحجاج أو بعض الجبابرة، فقال: أليس الله يقول: ألا لعنة الله على الظالمين وكفى بالرجل عمىً. أن يعمى عن أمر الحجاج. وقال ابن عون: قيل لأبي وائل: تشهد على الحجاج أنه في النار فقال: سبحان الله أحكم على الله. وقال عوف: ذكر الحجاج عند ابن سيرين، فقال: مسكين أبو محمد، إن يعذبه الله فبذنبه، وإن يغفر له فهنيئاً. وقال رجل للثوري: اشهد على الحجاج وأبي مسلم أنهما في النار. (6/324)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 325 فقال: لا، إذا أقرا بالتوحيد. وقال العباس الأزرق، عن السري بن يحيى قال: مر الحجاج في يوم جمعةٍ، فسمع استغاثةً، فقال: ما هذا قيل: أهل السجون يقولون: قتلنا الحر، فقال: قولوا لهم: اخسؤا فيها ولا تكلمون، قال: فما عاش بعد ذلك إلا أقل من جمعة. وقال الأصمعي: بنى الحجاج واسطاً في سنتين وفرغ منه سنة ست وثمانين. وقال مسلم بن إبراهيم: ثنا الصلت بن دينار قال: مرض الحجاج، فأرجف به أهل الكوفة، فلما عوفي صعد المنبر وهو يتثنى على أعواده، فقال: يا أهل الشقاق والنفاق والمراق، نفخ الشيطان في مناخركم، فقلتم: مات الحجاج، فمه، والله ما أرجو الخير إلا بعد الموت، وما رضي الله الخلود لأحدٍ من خلقه إلا لأهونهم عليه إبليس، وقد قال العبد الصالح سليمان: رب اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحدٍ من بعدي فكان ذلك، ثم اضمحل وكأن لم يكن، يا أيها الرجل، وكلكم ذلك الرجل، كأني بكل حي ميت، وبكل رطب يابس، وبكل امرئٍ في ثياب طهور إلى بيت حفرته، فخد له في الأرض خمسة أذرع طولاً في ذراعين عرضاً، فأكلت الأرض من لحمه، ومصت من صديده ودمه.) وقال محمد بن المنكدر: كان عمر بن عبد العزيز يبغض الحجاج، فنفس عليه بكلمة قالها عند الموت: اللهم اغفر لي فإنهم يزعمون أنك لا تفعل. (6/325)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 326 وقال إبراهيم بن هشام الغساني، عن أبيه، عن جده، أن عمر بن عبد العزيز قال: ما حسدت الحجاج عدو الله على شيءٍ حسدي إياه على حبه القرآن وإعطائه أهله، وقوله حين احتضر: اللهم اغفر لي فإن الناس يزعمون أنك لا تفعل. وقال الأصمعي: قال الحجاج لما احتضر: (يا رب قد حلف الأعداء واجتهدوا .......... بأنني رجل من ساكني النار)

(أيحلفون على عمياء ويحهم .......... ما علمهم بكثير العفو ستار) فأخبر الحسن فقال: إن نجا فبهما. وقال عثمان بن عمرو المخزومي: ثنا علي بن زيد قال: كنت عند الحسن، فأخبر بموت الحجاج، فسجد. وقال حماد بن أبي سليمان: قلت لإبراهيم النخعي: مات الحجاج، فبكى من الفرح. قال أبو نعيم، وجماعة: توفي ليلة سبعٍ وعشرين في رمضان سنة خمسٍ وتسعين. قلت: عاش خمساً وخمسين سنة. قال ابن شوذب، عن أشعث الحداني قال: رأيت الحجاج في منامي بحالٍ سيئة، قلت: ما فعل بك ربك قال: ما قتلت أحداً قتلةً، إلا قتلني بها، قلت: ثم مه. قال: ثم أمر بي إلى النار، قلت: ثم مه. قال: ثم أرجو ما يرجو أهل لا إله إلا الله، فكان ابن سيرين يقول: إني لأرجو له، فبلغ ذلك الحسن، فقال: أما والله ليخلفن الله رجاءه فيه. ذكر ابن خلكان أنه مات بواسط، وعفي قبره وأجروا عليه الماء. (6/326)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 327 وعندي مجلد في أخبار الحجاج فيه عجائب، لكن لا أعرف صحتها. حرملة مولى أسامة بن زيد عن: مولاه، وعن زيد بن ثابت ولزمه مدةً حتى نسب إليه، وعن: علي، وابن عمر. وعنه: أبو بكر بن حزم، وأبو جعفر الباقر، والزهري. حسان بن بلال المزني البصري.) عن: عمار بن ياسر، وحكيم بن حزام، وغيرهما. وعنه: أبو بشر جعفر بن أبي وحشية، وعبد الكريم بن أبي المخارق، وقتادة، ويحيى بن أبي كثير. وثقه علي بن المديني. حسان بن أبي وجزة مولى قريش. (6/327)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 328 عن: عبد الله بن عمرو بن العاص، وعقار بن المغيرة. وعنه: مجاهد، ويعلى بن عطاء. له في السنن، عن عقار، عن أبيه حديث: ما توكل من اكتوى واسترقى. الحسن بن الحسن بن علي ابن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم، أبو محمد المدني. روى عن: أبيه، وعبد الله بن جعفر. وعنه: ابنه عبد الله، وابن عمه الحسن بن محمد بن الحنفية، وسهيل بن أبي صالح، وإسحاق بن يسار، والوليد بن كثير، وفضيل بن مرزوق. قال الليث بن سعد: حدثني ابن عجلان، عن سهيل، وسعيد بن أبي سعيد مولى المهري، عن حسن بن حسن بن علي أنه رأى رجلاً وقف على (6/328)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 329 البيت الذي فيه قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو له ويصلي عليه، فقال للرجل: لا تفعل، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تتخذوا بيتي عيداً، ولا تجعلوا بيوتكم قبوراً، وصلوا علي حيثما كنتم فإن صلاتكم تبلغني. هذا حديث مرسل. قال الزبير: أم الحسن هذا هي خولة بنت منظور الفزاري، وهي أم إبراهيم، وداود، وأم القاسم، بنو محمد بن طلحة بن عبيد الله التيمي، قال: وكان الحسن وصي أبيه، وولي صدقة علي، قال له الحجاج يوماً وهو يسايره في موكبه بالمدينة، إذ كان أمير المدينة: أدخل عمك عمر بن علي معك في صدقة علي، فإنه عمك وبقية أهلك، قال: لا أغير شرط علي. قال: إذا أدخله معك. فسافر إلى عبد الملك بن مروان، فرحب به ووصله، وكتب له إلى الحجاج كتاباً لا يجاوزه. وقال زائدة، عن عبد الملك بن عمير: حدثني أبو مصعب أن عبد الملك كتب إلى هشام بن إسماعيل عامل المدينة: بلغني أن الحسن بن (6/329)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 330 الحسن يكاتب أهل العراق، فإذا جاءك كتابي) فاستحضره. قال: فجيء به، فقال له علي بن الحسين: يا بن عم، قل كلمات الفرج لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله العلي العظيم، ل إله إلا الله رب السماوات السبع ورب الأرض رب العرش الكريم قال: فخلي. ورويت من وجهٍ آخر، عن عبد الملك بن عمير: لكن قال: كتب الوليد إلى عثمان المري: انظر الحسن بن الحسن فاجلده مائة ضربةٍ، وقفه للناس يوماً، ولا أراني إلا قاتله، قال: فعلمه علي بن الحسين كلماتٍ للكرب. وقال فضيل بن مرزوق: سمعت الحسن بن الحسن يقول لرجلٍ من الرافضة: إن قتلك قربةٌ إلى الله، فقال: إنك تمزح. فقال: والله ما هو مني بمزاح. وقال مصعب الزبيري: كان فضيل بن مرزوق يقول: سمعت الحسن يقول لرجلٍ من الرافضة: ويحكم أحبونا، فإن عصينا الله فأبغضونا، فلو كان الله نافعاً أحداً بقرابته من رسول الله لغير طاعةٍ لنفع أباه وأمة. توفي سنة سبعٍ وتسعين. الحسن بن عبد الله العرني الكوفي سوى ت (6/330)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 331 عن: ابن عباس، وعمرو بن حريث، وعبيد بن نضلة، وعلقمة بن قيس، ويحيى بن الجزار. وعنه: عزرة بن عبد الرحمن، وسلمة بن كهيل، والحكم بن عتيبة، وأبو المعلى يحيى بن ميمون، وغيرهم. وثقه أبو زرعة، وغيره. الحسن بن محمد بن الحنفية أبو محمد، وأخو أبي هاشم عبد الله، وكان الحسن هو المقدم في الهيئة والفضل. (6/331)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 332 روى عن: جابر، وابن عباس، وأبيه محمد بن الحنفية، وسلمة بن الأكوع، وأبي سعيد الخدري، وعبيد الله بن أبي رافع. روى عنه: الزهري، وعمرو بن دينار، وموسى بن عبيدة، وأبو سعد البقال، وآخرون. قال عمرو بن دينار: ما رأيت أحداً أعلم، بما اختلف فيه الناس من الحسن بن محمد، ما كان زهريكم إلا غلاماً من غلمانه.) وقال مسعر: كان الحسن بن محمد يفسر قول النبي صلى الله عليه وسلم ليس منا ليس مثلنا. وقال سلام بن أبي مطيع، عن أيوب السختياني: قال: أنا أكبر من المرجئة، إن أول من تكلم في الإرجاء رجلٌ من بني هاشم يقال له الحسن بن محمد. وقال عطاء بن السائب، عن زاذان، وميسرة، أنهما دخلا على الحسن ابن محمد بن علي بن أبي طالب، فلاماه على الكتاب الذي وضعه في الإرجاء، فقال: لوددت أني مت ولم أكتبه. وقال يحيى بن سعيد، عن عثمان بن إبراهيم بن حاطب: أول من تكلم في الإرجاء الحسن بن محمد، كنت حاضراً يوم تكلم، وكنت في حلقته مع عمي، وكان في الحلقة جندب وقوم معه، فتكلموا في عثمان، وعلي، وطلحة، وآل الزبير، فأكثروا، فقال الحسن: سمعت مقالتكم هذه، ولم أر مثل أن يرجأ عثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، فلا يتولوا ولا يتبرأ منهم، ثم قام، فقمنا، وبلغ أباه محمد بن الحسن ما قال، فضربه بعصاً فشجه، وقال: لا تولي أباك علياً قال: وكتب الرسالة التي ثبت فيها الإرجاء بعد ذلك. (6/332)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 333 قال ابن سعد: هو أول من تكلم في الإرجاء، وكان من ظرفاء بني هاشم وعقلائهم، ولا عقب له. وأمه جمال بنت قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف بن قصي. قلت: الإرجاء الذي تكلم به معناه أنه يرجئ أمر عثمان وعلي إلى الله، فيفعل فيهم ما يشاء، ولقد رأيت أخبار الحسن بن محمد في مسند علي رضي الله عنه ليعقوب بن شيبة، فأورد في ذلك كتابه في الإرجاء، وهو نحو ورقتين، فيها أشياء حسنة، وذلك أن الخوارج تولت الشيخين، وبرئت من عثمان وعلي، فعارضتهم السبائية، فبرئت من أبي بكر، وعمر، وعثمان، وتولت علياً وأفرطت فيه، وقالت المرجئة الأولى: نتولى الشيخين ونرجيء عثمان وعلياً فلا نتولاهما ولا نتبرأ منهما. وقال محمد بن طلحة اليامي: قال: اجتمع قراء الكوفة قبل الجماجم فأجمع رأيهم على أن الشهادات والبراءآت بدعة، منهم أبو البختري. وقال إبراهيم بن عيينة، ثنا عبد الواحد بن أيمن قال: كان الحسن بن محمد إذا قدم مكة نزل على أبي، فيجتمع عليه إخوانه، فيقول لي: اقرأ عليهم هذه الرسالة، فكنت اقرأها: أما بعد، فإنا نوصيكم بتقوى الله ونحثكم على أمره، إلى أن قال: ونضيف ولايتنا إلى الله ورسوله، ونرضى من أئمتنا بأبي بكر، وعمر أن يطاعا، ونسخط أن يعصيا، ونرجيء أهل الفرقة، فإن أبا بكر،) وعمر، لم تقتتل فيهما الأمة، ولم تختلف فيهما الدعوة، ولم يشك في أمرهما، وإنما الإرجاء فيما غاب عن الرجال ولم يشهدوه، فمن أنكر علينا الإرجاء وقال: متى كان الإرجاء قلنا: كان على عهد موسى، إذ قال له فرعون: فما بال القرون الأولى قال علمها عند ربي في كتابٍ، إلى أن قال: منهم شيعة متمنية ينقمون المعصية على أهلها ويعلمون بها، اتخذوا أهل بيتٍ من العرب إماماً، وقلدوهم دينهم، يوالون على حبهم، ويعادون (6/333)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 334 على بغضهم، جفاةٌ للقرآن، أتباع للكهان، يرجون الدولة في بعثٍ يكون قبل قيام الساعة، حرفوا كتاب الله وارتشوا في الحكم، وسعوا في الأرض فساداً، وذكر الرسالة بطولها. وقال ابن عيينة، عن عمرو بن دينار قال: قرأت رسال الحسن بن محمد على أبي الشعثاء، فقال لي: ما أحببت شيئاً كرهه، ولا كرهت شيئاً أحبه. عن محمد بن الحكم، عن عوانة قال: قدم الحسن بن محمد الكوفة بعد قتل المختار، فمضى إلى نصيبين، وبها نفرٌ من الخشبية، فرأسوه عليهم، فسار إليهم مسلم بن الأسير من الموصل، وهو من شيعة ابن الزبير، فهزمهم وأسر الحسن، فبعث به إلى ابن الزبير، فسجنه بمكة فقيل: إنه هرب من الحبس، وأتى أباه إلى منى. قال العجلي: هو تابعي ثقة. وقال أبو عبيدة: توفي سنة خمس وتسعين. وقال خليفة: مات في خلافة عمر بن عبد العزيز. حصين بن قبيصة الفزاري الكوفي. عن: علي، وابن مسعود، والمغيرة. وعنه: عبد الملك بن عمير، والركين بن الربيع الفزاري، والقاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود. ذكره ابن حبان في الثقات. حصين أبو ساسان في الكنى. (6/334)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 335 حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي المدني.) روى عن: أبيه، وعمه عبد الله، وأبي هريرة، وعبد الله بن بحينة، وأبي سعيد بن النعلى. روى عنه: عمر، وعيسى، ورباح بنوه، وابن عمه سالم بن عبد الله، ونسيبه عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، وسعد بن إبراهيم، وابن شهاب الزهريان، وخبيب بن عبد الرحمن، وغيرهم. وكان من سروات بني عدي، مجمعٌ على ثقته. الحكم بن أيوب بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي، ابن عم الحجاج. روى عن: أبي هريرة (6/335)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 336 وعنه: الجريري. وقال أبو حاتم: مجهول. وقال خليفة: ولي البصرة لما قدم الحجاج العراق، فلما وثب ابن الأشعث على البصرة لحق بالحجاج. حمزة بن أبي أسيد مالك بن ربيعة الأنصاري الساعدي المدني. روى عن: أبيه، والحارث بن زياد الأنصاري. روى عنه: ابناه مالك، ويحيى، ومحمد بن عمرو بن علقمة، وعبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل. وقال ابن الغسيل: توفي زمن الوليد. حمزة بن المغيرة بن شعبة الثقفي عن أبيه في المسح. (6/336)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 337 وعنه: بكر بن عبد الله المدني، وإسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص، وغيرهما. حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني، وأمه أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط من المهاجرات، وهي أخت عثمان بن عفان لأمه. روى عن: سعد، ابن أخيه إبراهيم، وقتادة بن أبي مليكة، والزهري، وصفوان بن سليم، وغيرهم.) وقيل: إنه أدرك عمر، والصحيح أنه لم يدركه. وكان فقيهاً نبيلاً شريفاً. وثقه أبو زرعة وغيره. وتوفي سنة خمسٍ وتسعين، وأما سنة خمس ومائة فغلطٌ. (6/337)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 338 حميد بن عبد الرحمن الحميري البصري عن: أبي هريرة، وأبي بكرة، وابن عمر، وثلاثةٍ من ولد سعد بن أبي وقاص، وسعد بن هشام، وغيرهم. وعنه: عبد الله بن بريدة، وابن سيرين، ومحمد بن المنتشر، وقتادة، وأبو بشر جعفر بن أبي وحشية، وداود بن عبد الله الأودي، وجماعة. قال العجلي: تابعي ثقة، ثم قال: كان ابن سيرين يقول: هو أفقه أهل البصرة. قلت: رواه منصور بن زاذان، وعن ابن سيرين. وقال هشام، عن ابن سيرين: كان حميد بن عبد الرحمن أعلم أهل المصرين يعني الكوفة والبصرة. (6/338)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 339 حنش بن عبد الله ابن عمرو بن حنظلة، أبو رشدين السبائي الصنعاني، صنعاء دمشق لا صنعاء اليمن. روى عن: فضالة بن عبيد، وأبي هريرة، وابن عباس، وأبي سعيد الخدري، ورويفع بن ثابت. روى عنه: ابنه الحارث، وقيس بن الحجاج، وعبد الله بن هبيرة، وخالد بن أبي عمران، وعامر بن يحيى المعافري، والجلاح أبو كثير، وربيعة بن سليم. وغزا المغرب، وسكن إفريقية، ولهذا عامة أصحابه مصريون. وتوفي غازياً بإفريقية سنة مائة. (6/339)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 340 وثقه العجلي وأبو زرعة. وأما أبو سعيد بن يونس فقال: حنش الصنعاني كان مع عليٍ بالكوفة، وقدم مصر بعد قتل علي، وغزا المغرب مع رويفع بن ثابت، وكان فيمن ثار مع ابن الزبير، فأتي به عبد الملك بن مروان في وثاق، فعفا عنه، وله عقب بمصر، وهو أول من ولي عشور إفريقية، وبها توفي) سنة مائة. وكذا قال الواقدي في وفاة حنش الصنعاني. قلت: وهم ابن يونس وابن عساكر في أنه صاحب علي، لأن صاحب علي اسمه كما ذكرنا حنش بن ربيعة أو ابن المعتمر، وهو كناني كوفي، وقد روى عنه جماعةٌ من الكوفيين، كالحكم بن عتيبة، وإسماعيل بن أبي خالد، الذين لم يروا مصر ولا إفريقية، فتبين أنهما رجلان. ولحنش صاحب علي ترجمة في الكامل لابن عدي، وقال ما أظن أنه يروي عن غيرهما. قلت: وقد تقدمت ترجمته. حنظلة بن علي الأسلمي المدني يروي عن: حمزة بن عمرو الأسلمي، وأبي هريرة، وخفاف بن إيماء، وغيرهم. روى عنه: عبد الرحمن بن حرملة، وعمران بن أبي أنس، والزهري، (6/340)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 341 وأبو الزناد، وآخرون. وثقه النسائي. حنظلة بن قيس سوى ت الأنصاري الزرقي المدني. يروي عن: عمر، وعثمان إن صح، وعن أبي اليسر السلمي، ورافع بن خديج، وغيرهما. وكان عاقلاً ذا رأي ونبل وفضل. روى عنه: الزهري، وربيعة الرأي، ويحيى بن سعيد. وكان من الثقات. حوشب بن سيف أبو هريرة السكسكي، ويقال المعافري الحمصي. عن: فضالة بن عبيد، ومعاوية، ومالك بن يخامر. وعنه: صفوان بن عمرو، وشداد بن أفلح المغراني. وثقه أحمد العجلي. (6/341)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 342 4 (الخاء) خارجة بن زيد ابن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لواذن، أبو زيد الأنصاري الخزرجي (6/342)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 343 النجاري المدني الفقيه،) وأمه أم سعد بنت أحد النقباء سعد بن الربيع. روى عن: أبيه، وعمه يزيد، وأم العلاء الأنصارية، وعبد الرحمن بن أبي عمرة. روى عنه: ابنه سليمان، والزهري، ويزيد بن عبد الله بن قسيط، وعثمان بن حكيم، وأبو الزناد، وغيرهم. وكان يفتي بالمدينة مع عروة وطبقته، عدوه من الفقهاء السبعة. وثقه العجلي وغيره. قال مصعب بن عبد الله: كان خارجة بن زيد، وطلحة بن عبد الله بن عوف في زمانهما يستفتيان وينتهي الناس إلى قولهما، ويقسمان المواريث من الدور والنخل والأموال بين أهلها، ويكتبان الوثائق للناس. وقال معن القزاز: ثنا زبد بن السائب أن سليمان بن عبد الملك أجاز خارجة بن زيدٍ بمالٍ فقسمه. وقال يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عمرة: سمعت خارجة ابن زيد يقول: والله لقد رأيتنا ونحن غلمانٌ شبابٌ في زمان عثمان فدفن في مؤخر البقيع. وقال الواقدي: ثنا محمد بن بشر بن حميد المدني، عن أبيه قال: قال رجاء بن حيوة: يا أمير المؤمنين قدم قادمٌ الساعة فأخبرنا أن خارجة بن زيدٍ (6/343)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 344 مات، فاسترجع عمر بن عبد العزيز، وصفق بإحدى يديه على الأخرى وقال: ثلمة والله في الإسلام. قال الواقدي، والهيثم بن عدي، والجماعة: توفي سنة تسعٍ وتسعين، وقيل عاش سبعين سنة. خالد بن سعد الكوفي مولى أبي مسعود البدري. عن: مولاه، وحذيفة، وعائشة، وأبي هريرة. وعنه: إبراهيم النخعي، والأعمش، ومنصور، وحبيب بن أبي ثابت، وأبو حصين الأسدي. وثقه ابن معين. خالد بن المهاجر بن خالد بن الوليد م بن المغيرة المخزومي. (6/344)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 345 عن: ابن عباس، وابن عمر، وعبد الرحمن بن أبي عمرة. وعنه: الزهري، ومحمد بن أبي يحيى الأسلمي، وإسماعيل بن رافع، وثور بن يزيد.) وكان شاعراً شريفاً، اتهم معاوية بأن يكون سقى عمه عبد الرحمن بن خالد سماً، فنابذ بني أمية، وكان عم ابن الزبير. روى عنه مسلم. قال الزبير بن بكار: اتهم معاوية أن يكون دس إلى عمه عبد الرحمن بن خالد طبيباً يقال له ابن أثال، فسقاه في شربةٍ سماً، فاعترض ابن أثال فقتله. قلت: وقيل إن الذي قتل ابن أثال هو خالد بن عبد الرحمن بن خالد. خبيب بن عبد الله بن الزبير ابن العوام الأسدي. (6/345)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 346 توفي سنة ثلاثٍ أو اثنتين وتسعين. قال ابن جرير الطبري: ضربه عمر بن عبد العزيز إذ كان أمير المدينة بأمر الخليفة الوليد خمسين سوطاً، وصب على رأسه قربةً في يومٍ بارد، وأوقفه على باب المسجد يوماً، فمات رحمه الله. قلت: روى عن: أبيه، وعائشة. وعنه: ابنه الزبير، ويحيى بن عبد الله بن مالك، والزهري، وغيرهم. وقيل: إنه أدرك كعب الأحبار، وكان من النساك. قال الزبير بن بكار: أدركت أصحابنا يذكرون أنه كان يعلم علماً كثيراً لا يعرفون وجهه ولا مذهبه فيه، يشبه ما يدعي الناس من علم النجوم. ولما مات ندم عمر وسقط في يده واستعفى من المدينة، وكانوا إذا ذكروا له أفعاله الحسنة وبشروه يقول: فكيف بخبيب. وقيل: أعطى أهله ديته، قسمها فيهم. وقال مصعب الزبيري: أخبرني مصعب بن عثمان أنهم نقلوا خبيباً إلى دار عمر بن مصعب بن الزبير، فاجتمعوا عنده حتى مات. قال: فبينا هم جلوس إذ جاءهم الماجشون يستأذن عليهم وهو مسجى، وكان الماجشون يكون مع عمر، فقال له عبد الله بن عروة: كأن صاحبك في مريةٍ من موته، اكشفوا عنه، فلما رآه رجع، قال الماجشون: فأتيت عمر فوجدته كالمرأة الماخض قائماً وقاعداً، فقال لي: ما وراءك فقلت: مات الرجل، فسقط إلى الأرض فزعاً،) واسترجع، فلم يزل يعرف فيه ذلك حتى مات، واستعفى من المدينة وامتنع من الولاية. وكان يقال له: إنك فعلت فأبشر، فيقول: فكيف بخبيب. قال مصعب بن عبد الله: وحدثت عن يعلى بن عقبة قال: كنت أمشي (6/346)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 347 مع خبيب وهو يحدث نفسه، إذ وقف ثم قال: سأل قليلاً فأعطي كثيراً، وسأل كثيراً فأعطي قليلاً، فطعنه فأذراه فقتله، ثم أقبل علي فقال: قتل عمرو بن سعيد الساعة، ثم ذهب فوجد أن عمراً قتل يومئذٍ، وله أشباه هذا فيما يذكر. خلاد بن السائب بن خلاد الأنصاري الخزرجي المدني. عن: أبيه، وزيد بن خالد الجهني. وعنه: حيان بن واسع، وعبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، والمطلب بن عبد الله بن حنطب، والزهري، وقتادة. خلاس بن عمرو الهجري البصري. (6/347)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 348 روى عن: علي، وعمار بن ياسر، وعائشة، وأبي هريرة. وعنه: قتادة، وداود بن أبي هند، وعوف الأعرابي. وثقه أحمد، وغيره. ويروي عن علي، وإنما ذلك كتابٌ وقع له فرواه. وقال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لم يسمع خلاس من أبي هريرة شيئاً. خليد بن عبد الله العصري البصري قرأ القرآن على: زيد بن صوحان، وروى عن أبي الدرداء، وسلمان الفارسي، وعلي، والأحنف. روى عنه: قتادة، وأبان بن أبي عياش، وأبو الأشهب العطاردي بن جعفر، وغيرهم. وهو ثقة. (6/348)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 349 4 (الدال) دخين بن عامر الحجري أبو ليلى، كاتب عقبة بن عامر.) روى عن: عقبة. وعنه: بكر بن سوادة، والمغيرة بن نهيك، وأبو الهيثم المصري، وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم. قال ابن يونس: قتلته الروم بتنيس، سنة مائة رحمه الله. درباس مولى عبد الله بن عباس مكي قرأ على مولاه ابن عباس وقرأ عليه: عبد الله بن كثير، وابن محيصن، وزمعة بن صالح. قال أبو عمرو الداني. (6/349)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 350 4 (الراء) ربيعة بن عباد الديلي الحجازي رأى النبي صلى الله عليه وسلم بسوق ذي المجاز، وشهد اليرموك. روى عنه: ابن المنكدر، وهشام بن عروة، وزيد بن أسلم، وأبو الزناد. وقال البخاري، وغيره: له صحبة. وأبوه بالكسر والتخفيف، قيده عبد الغني. وقيده بالفتح والتخفيف ابن منده، وهو قول منكر. ومنهم من قال: عباد بالضم. ومنهم من قال: عباد مشدد. قال خليفة، وغيره: توفي في خلافة الوليد، وقد شهد اليرموك. قلت: لا شك في سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم بمكة قبل الهجرة، وإنما أسلم بعد ذلك، (6/350)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 351 ولم يرد نص أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مسلم. ربيعة بن عبد الله بن الهدير توفي سنة ثلاثٍ وتسعين، وله سبعٌ وثمانون سنة. ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم. روى عن: طلحة، وعمر بن الخطاب. وعنه: ابنا أخيه محمد، وأبو بكر ابنا المنكدر، وعثمان بن عبد الرحمن التيمي، وربيعة الرأي، وغيرهم.) ذكره ابن حبان في كتاب الثقات. ربيعة بن لقيط ابن حارثة التجيبي المصري. حدث عن: معاوية، وعمرو بن العاص، وعبد الله بن حوالة. وشهد صفين مع الشاميين. (6/351)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 352 روى عنه: ابنه إسحاق، ويزيد بن أبي حبيب. وثقه أحمد العجلي. قال يزيد بن أبي حبيب: أخبرني ربيعة بن لقيط أنه كان مع عمرو بن العاص عام الجماعة، وهم راجعون من مسكن، ومطروا دماً عبيطاً. قال ربيعة: فلقد رأيتني أنصب الإناء فيمتلئ دماً عبيطاً، فظن الناس أنما هي، يعني الساعة، وماج الناس بعضهم في بعض، فقام عمرو فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: يا أيها الناس، أصلحوا ما بينكم وبين الله، ولا يضركم لو اصطدم هذان الجبلان. رواه ابن المبارك في الزهد. ورواه ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن يزيد عن ربيعة، ولفظه: إنهم كانوا مع معاوية حين قفلوا من العراق، فأمطرت السماء بدجلة دماً عبيطاً، وظنوا الظنون وقالوا القيامة، وذكر الحديث. الربيع بن خثيم ابن عائذ، أبو يزيد الثوري الكوفي، الزاهد، أحد الأعلام. (6/352)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 353 أرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم. وروى عن: ابن مسعود، وأبي أيوب الأنصاري، وعمرو بن ميمون الأودي. وهو قليل الرواية. وعنه: الشعبي، وإبراهيم النخعي، وهلال بن يساف، ومنذر الثوري، وهبيرة بن خزيمة، وآخرون. قال عبد الواحد بن زناد: ثنا عبد الله بن الربيع بن خثيم، ثنا أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود قال: كان الربيع بن خثيم إذا دخل على ابن مسعود لم يكن له إذنٌ لأحدٍ حتى يفرغ كل واحدٍ) من صاحبه، فقال له ابن مسعود: يا أبا يزيد، لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك، وما رأيتك إلا ذكرت المخبتين. أخبرنا إسحاق الأسدي: أنا ابن خليل، أنا أبو المكارم اللبان، أنا أبو علي، أنا أبو نعيم، ثنا الطبراني، ثنا عبدان بن أحمد، ثنا أزهر بن مروان، ثنا عبد الواحد فذكره، بالإسناد إلى أبي نعيم، ثنا أبو حامد بن صلة، ثنا السراج، ثنا هناد، ثنا أبو الأحوص، عن سعيد بن مسروق، عن منذر الثوري، قال: كان الربيع إذا أتاه الرجل يسأله قال له: اتق الله فيما علمت وما استؤثر به عليك، فكله إلى عالمه، لأنا عليكم في العمد أخوف مني (6/353)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 354 عليكم في الخطأ، وما خيركم اليوم بخير، ولكنه خيرٌ من آخر شر منه، وما تتبعون الخير حق اتباعه، وما تفرون من الشر حق فراره، ولا كل ما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم أدركتم، ولا كل ما تقرأون تدرون ما هو، ثم يقول: السرائر السرائر اللاتي تخفون من الناس، وهي لله بوادٍ، التمسوا دواءهن، وما دواؤهن إلا أن تتوب ثم لا تعود. الثوري، عن منصور، عن إبراهيم قال: قال فلان: ما أرى الربيع بن خثيم تكلم بكلامٍ منذ عشرين سنة إلا بكلمة تصعده. الثوري، عن نسير بن ذعلوق، عن إبراهيم التيمي قال: أخبرني من صحب ابن خثيم عشرين عاماً ما سمع منه كلمةً تعاب. الثوري، عن رجل، عن أبيه قال: جالست الربيع بن خثيم سنين، فما سألني عن شيءٍ مما فيه الناس، إلا أنه قال لي مرة: أمك حية الثوري، عن أبيه قال: كان إذا قيل للربيع بن خثيم كيف أصبحتم قال: ضعفاء مذنبين نأكل أرزاقنا وننتظر آجالنا. خلف بن خليفة، عن سيار، عن أبي وائل قال: انطلقت أنا وأخي حتى دخلنا على الربيع بن خثيم، فإذا هو جالسٌ في مسجده، فسلمنا عليه، فرد وقال: ما جاء بكم قلنا: جئنا لنذكر الله معك ونحمده، فرفع يديه وقال: (6/354)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 355 الحمد لله الذي لم تقولا جئنا لتشرب ونشرب معك، ولا لنزني معك، رواها آخر عن أبي وائل. وعن الربيع بن خثيم قال: كل ما لا يبتغى به وجه الله يضمحل. الأعمش، عن منذر الثوري: أن الربيع بن خثيم قال لأهله: اصنعوا لي خبيصاً وكان لا يكاد) يتشهى عليهم شيئاً قال فصنعوه، فأرسل إلى جارٍ له مصاب، فجعل يأكل ولعابه يسيل، قال أهله: ما يدري ما أكل. قال الربيع: لكن الله يدري. سفيان الثوري، عن سرية الربيع بن خثيم قالت: كان الربيع يدخل عليه الداخل وفي حجره المصحف يقرأ فيه فيغطيه. وعن بنت الربيع بن خثيم قالت: كنت أقول: يا أبتاه ألا تنام فيقول: يا بنية، كيف ينام من يخاف البيات أبو نعيم: ثنا سفيان، عن أبي حيان، عن أبيه قال: كان الربيع بن خثيم يقاد إلى الصلاة وبه الفالج، فقيل له: يا أبا يزيد، قد رخص لك، قال: إني أسمع حي على الصلاة، فإن استطعتم أن تأتوها ولو حبواً. الثوري، عن أبيه، عن بكر بن ماعز قال: كان في وجه الربيع بن خثيم شيء، فكان فمه يسيل، فرأى في وجهي المساءة، فقال: يا أبا بكر، ما يسرني أن هذا الذي بي بأعتى الديلم على الله. (6/355)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 356 وقال الثوري: قيل للربيع بن خثيم: لو تداويت، فقال: ذكرت عاداً وثمود وأصحاب الرس وقروناً بين ذلك كثيراً، كانت فيهم أوجاع، وكانت لهم أطباء، فما بقي المداوى ولا المداوي، إلا وقد فني. ابن عيينة: ثنا مالك بن مغولٍ، عن الشعبي قال: ما جلس ربيع في مجلسٍ منذ اتزر بإزارٍ، يقول: أخاف أن أرى حاملاً، أخاف أن أرد السلام، أخاف أن لا أغمض بصري. الثوري، عن نسير بن ذعلوق قال: ما رؤي الربيع بن خثيم متطوعاً في مسجد الحي قط غير مرة. مسعر، عن عمرو بن مرة: سمعت الشعبي يقول: ثنا الربيع بن خثيم عند هذه السارية، وكان من معادن الصدق. وعن منذر قال: كان ربيع بن خثيم إذا أخذ عطاءه قسمه، وترك قدر ما يكفيه. وعن ياسين الزيات قال: جاء بن الكواء إلى الربيع بن خثيم فقال: دلني على من هو خيرٌ منك. قال: نعم، من كان منطقه ذكراً، وصمته تفكراً، ومسيره تدبراً، فهو خيرٌ مني. (6/356)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 357 وعن الشعبي قال: كان الربيع بن خثيم أشد أصحاب ابن مسعود ورعاً. زائدة، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن الربيع بن خثيم، عن عمرو بن ميمون، عن عبد) الرحمن بن أبي ليلى، عن امرأةٍ من الأنصار، عن أبي أيوب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيعجز أحدكم أن يقرأ ليلةً بثلث القرآن فأشفقنا أن يأمرنا بأمرٍ نعجز عنه، فسكتنا، قال: إنه من قرأ: الله الواحد الصمد، فقد قرأ ليلتئذٍ ثلث القرآن. أخبرناه أحمد بن أبي الخير، إجازةً عن أبي المكارم المعدل، أنبأ أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم، ثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا محمد بن غالب، ثنا أبو حذيفة، ثنا زائدة فذكره، وفيه خمسةٌ من التابعين، بعضهم عن بعض. الربيع بن عميلة م الفزاري الكوفي. عن: ابن مسعود، وعمار، وسمرة بن جندب، وأخيه يسير بن عميلة. وعنه: ابنه الركين، وهلال بن يساف، وعبد الملك بن عمير، والحكم بن عتيبة. وثقه ابن معين. (6/357)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 358 4 (الزاي) زرارة بن أوفى أبو حاجب العامري، قاضي البصرة. كان من كبار علماء البصرة وصلحائها. سمع: عمران بن حصين، وأبا هريرة، وابن عباس. روى عنه: أيوب، وقتادة، وداود بن أبي هند، وبهز بن حكيم (6/358)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 359 القشيري، وعوف الأعرابي، وآخرون. وثقه النسائي، وغيره. وثبت أنه قرأ في صلاة الصبح، فلما تلا فإذا نقر في الناقور خر ميتاً، وذلك في سنة ثلاثٍ وتسعين. زهدم بن مضرب الأزدي الجرمي البصري، أبو مسلم. عن: أبي موسى، وعمران بن حصين. وعنه: أبو قلابة، وأبو جمرة الضبعي، والقاسم بن عاصم الوراق، وقتادة.) زياد بن جارية الدمشقي له حديث مرسل، وقيل له صحبة. وله عن: حبيب بن مسلمة في النفل. (6/359)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 360 روى عنه: مكحول، ويونس بن ميسرة، وعطية بن قيس، وأنكر زمن الوليد بن عبد الملك تأخير الجمعة، فأخذوه وقتلوه. زياد بن ربيعة الحضرمي المصري وقد ينسب إلى جده، فيقال: زياد بن نعيم. روى عن: زياد بن الحارث الصدائي، وابن عمر، وأبي أيوب الأنصاري، وغيرهم. وعنه: بكر بن سوادة، وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي، وجماعة. توفي سنة خمسٍ وتسعين. زياد بن صبيح الحنفي المكي ويقال البصري. عن: ابن عباس، والنعمان بن بشير، وابن عمر. وعنه: سعيد بن زياد، والأعمش، ومنصور، ومغيرة بن مقسم. وثقه النسائي، وغيره. زيد بن وهب الجهني الكوفي مخضرم، وقد ذكر. قال ابن مندويه: مات سنة ست وتسعين. (6/360)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 361 4 (السين) سالم البراد د ن أبو عبد الله، كوفي. عن: أبي مسعود البدري، وأبي هريرة. وعنه: إسماعيل بن أبي خالد، وعطاء بن السائب، وعبد الملك بن عمير. وثقه ابن معين. سالم بن أبي الجعد) الأشجعي مولاهم الكوفي الفقيه، (6/361)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 362 أخو عبد الله، وعبيد، وزياد، وعمران، ومسلم، وأشهرهم سالم. روى عن: ابن عباس، وثوبان، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن عمرو، والنعمان بن بشير، وعبد الله بن عمر، وأنس، وأبيه رافع أبي الجعد، وجماعة. روى عنه: قتادة، ومنصور، والأعمش، والحكم، وحصين بن عبد الرحمن، وآخرون. كان ثقة نبيلاً. توفي سنة مائة، وقيل قبلها، ويقال بعدها بسنة. وقد روى أيضاً عن: عمر، وعلي في سنن النسائي وذلك مرسل. سالم أبو الغيث ع مولى عبد الله بن مطيع العدوي المدني. (6/362)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 363 عن: أبي هريرة فقط. وعنه: سعيد المقبري، وثور بن زيد، وصفوان بن سليم، وعثمان بن عمر التيمي، وآخرون. وثقه ابن معين. السائب بن مالك وقيل ابن يزيد، أو زيد الثقفي، مولاهم الكوفي. عن: علي، وعمار، وعبد الله بن عمرو، وغيرهم. وعنه: ابنه عطاء بن السائب، وأبو إسحاق السبيعي. وثقه العجلي. السائب بن يزيد ع ابن سعيد بن ثمامة، أبو يزيد الكندي المدني، ابن أخت نمر، يعرفون (6/363)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 364 بذلك، وكان سعيد بن ثمامة حليف بني عبد شمس. قال السائب: حج بي أبي مع النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ابن سبع سنين. وقال: خرجت مع الصبيان إلى ثنية الوداع نتلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك. وقال: ذهبت بي خالتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: إنه وجعٌ، فمسح رأسي ودعا لي، ورأيت بين كتفيه خاتم النبوة.) (6/364)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 365 وقد روى أيضاً عن: عمر، وعثمان، وخاله العلاء بن الحضرمي، وطلحة، وحويطب بن عبد العزى، وجماعة. روى عنه: إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، والزهري، والجعد بن عبد الرحمن، ويحيى بن سعيد، وابنه عبد الله بن السائب، وعبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، ويزيد بن عبد الله، وعمر بن عطاء بن أبي الخوار، وآخرون. قال أبو معشر السندي، عن يوسف بن يعقوب، عن السائب قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم قتل عبد الله بن خطل يوم الفتح، استخرجوه من تحت الأستار، فضرب عنقه بين زمزم والمقام، ثم قال: لا يقتل قرشي بعد هذا صبراً. وقال عكرمة بن عمار: ثنا عطاء مولى السائب قال: كان السائب رأسه أسود من هامته إلى مقدم رأسه، وسائر رأسه ومؤخره وعارضه ولحيته أبيض، فقلت له: ما رأيت أعجب شعراً منك فقال لي: أو تدري مم ذاك يا بني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بي وأنا ألعب، فمسح يده على رأسي، وقال: بارك الله فيك فهو لا يشيب أبداً. يعني: موضع كفه. وقال يونس، عن الزهري قال: ما اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم قاضياً، ولا أبو بكر، ولا عمر، حتى قال عمر للسائب ابن أخت نمر: لو روحت عني بعض الأمر حتى كان عثمان. وقال عبد الأعلى الفروي: رأيت على السائب بن يزيد مطرف خز، وجبة خز، وعمامة خز. (6/365)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 366 وقال الواقدي، وأبو مسهر، وجماعة: توفي سنة إحدى وتسعين، وهو ابن ثمانٍ وثمانين سنة، ويروى عن الجعد بن عبد الرحمن أن وفاته سنة أربع وتسعين. سعد بن إياس أبو عمرو الشيباني. في الكنى. سعد بن عبيد هو أبو عبيد في الكنى. سعيد بن جبير ع ابن هشام الأسدي الوالبي مولاهم أبو عبد الله الكوفي، أحد الأئمة الأعلام. (6/366)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 367 سمع: ابن عباس، وعدي بن حاتم، وابن عمر، وعبد الله بن مغفل، وغيرهم. وروى عن: أبي) موسى الأشعري عند النسائي، وذلك منقطع وروى عن أبي هريرة، وعائشة، وفيه نظر. قرأ عليه: المنهال بن عمرو، وأبو عمرو بن العلاء. وروى عنه: جعفر بن المغيرة، وجعفر بن أبي وحشية، وأيوب السختياني، والأعمش، وعطاء بن السائب، والحكم بن عتيبة، وحصين بن عبد الرحمن، وخصيف الجزري، وسلمة بن كهيل، وابنه عبد الله بن سعيد، وابنه الآخر عبد الملك، والقاسم ابن أبي بزة، ومحمد بن سوقة، ومسلم البطين، وعمرو بن دينار، وخلق كثير. وقال ابن عباس وقد أتاه أهل الكوفة يسألونه فقال: أليس فيكم سعيد ابن جبير. وعن أشعث بن إسحاق قال: كان يقال لسعيد بن جبير: جهبذ العلماء. وقال إبراهيم النخعي: ما خلف سعيد بن جبير بعده مثله. وروي أنه كان أسود اللون. خرج مع ابن الأشعث على الحجاج، ثن إنه اختفى وتنقل في النواحي اثنتي عشرة سنة، ثم وقعوا به، فأحضروه إلى الحجاج، فقال: يا شقي بن كسير يعني ما أنت سعيد بن جبير أما قدمت الكوفة وليس يؤم بها إلا عربي فجعلتك إماماً قال: بلى. قال: أما وليتك القضاء، فضج أهل الكوفة وقالوا: لا يصلح للقضاء إلا عربي، فاستقضيت أبا بردة بن أبي موسى وأمرته أن لا يقطع أمراً دونك قال: بلى، قال: أما جعلتك في سماري (6/367)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 368 وكلهم رؤوس العرب قال: بلى، قال: أما أعطيتك مائة ألف تفرقها على أهل الحاجة قال: بلى، قال: فما أخرجك علي قال: بيعة كانت في عنقي لابن الأشعث. فغضب الحجاج وقال: أما كانت بيعة أمير المؤمنين في عنقك من قبل يا حرسي اضرب عنقه. فضرب عنقه، رحمه الله، وذلك في شعبان سنة خمس وتسعين بواسط، وقبره ظاهر يزار. وقال معتمر بن سليمان، عن أبيه قال: كان الشعبي يرى التقية، وكان سعيد بن جبير لا يرى التقية، وكان الحجاج إذا أتي بالرجل قال له: أكفرت إذا خرجت علي فإن قال: نعم، تركه، وإن قال: لا، قتله، فأتي بسعيد بن جبير، فقال له: أكفرت إذ خرجت علي قال: ما كفرت منذ آمنت. قال: اختر أي قتلة أقتلك فقال: اختر أنت فإن القصاص أمامك. وقال ربيعة الرأي: كان سعيد بن جبير من العباد العلماء، فقتله الحجاج، وجده في الكعبة وناساً فيهم طلق بن حبيب، فساروا بهم إلى العراق، فقتلهم من غير شيء تعلق به عليهم، إلا بالعبادة، فلما قتل سعيداً خرج منه دم كثير، حتى راع الحجاج، فدعا طبيباً، فقال: ما بال دمه كثيراً قال: قتلته ونفسه معه.) وقال عمرو بن ميمون، عن أبيه: مات سعيد بن جبير وما على الأرض أحد إلا وهو محتاج إلى علمه. (6/368)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 369 وعن هلال بن يساف قال: دخل سعيد بن جبير الكعبة فقرأ القرآن في ركعة. وقال عبد الملك بن أبي سليمان: عن سعيد إنه كان يختم القرآن في كل ليلتين. وله ترجمة جليلة في الحلية. قال ابن عيينة، عن أبي سنان قال: لدغت سعيد بن جبير عقربٌ، فأقسمت أمه عليه ليسترقين، فناول الرقاء يده التي لم تلدغ. وقال إسماعيل بن عبد الملك: كان سعيد بن جبير يؤمنا في رمضان، فيقرأ ليلة بقراءة ابن مسعود، وليلة بقراءة زيد بن ثابت. وقال عبد السلام بن حرب، عن خصيف قال: أعلمهم بالطلاق سعيد بن المسيب، وأعلمهم بالحج عطاء، وأعلمهم بالحلال والحرام طاوس، وأعلمهم بالتفسير مجاهد، وأجمعهم لذلك كله سعيد بن جبير. وقال حماد بن يزيد: ثنا الفضل بن سويد، ثنا الضبي قال: كنت في حجر الحجاج فقدموا سعيد بن جبير، وأنا شاهد، فأخذ الحجاج يعاتبه كما يعاتب الرجل ولده، فانفلتت من سعيد كلمة فقال إنه عزم علي، يعني ابن الأشعث. ويروى أن الحجاج رؤي في النوم، فقيل: ما فعل الله بك فقال: قتلني بكل قتيل قتلته، قتلة، وقتلني بسعيد بن جبير سبعين قتلة. روي أنه لما احتضر كان يغوص ثم يفيق ويقول: مالي ومالك يا سعيد بن جبير. قلت: صح أنه قال لابنه: ما يبكيك، ما بقاء أبيك بعد سبع وخمسين سنة، وذلك حين دعي ليقتل، رحمه الله. رواها الثوري، عن عمر بن (6/369)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 370 سعيد بن أبي حسين. سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى الكوفي عن: أبيه في الكتب الستة. وعنه: ذر الهمداني، وقتادة، وزبيد اليامي، وعطاء بن السائب، والحكم بن عتيبة، وغيرهم. سعيد بن عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد بن أبي الفيض بن أمية القرشي الأموي أحد الأشراف بالبصرة.) كان نبيلاً جواداً ممدحاً، له وفادة على سليمان بن عبد الملك. قال مصعب الزبيري: زعموا أنه أعطى شاعراً ثلاثة آلاف دينار. سعيد بن مرجانة أبو عثمان مولى بني عامر بن لؤي. ومرجانة هي أمه. كان من علماء المدينة. حدث عن: أبي هريرة، وابن عباس. روى عنه: إسماعيل بن أبي حكيم، وزيد بن أسلم، وعلي بن الحسين، مع جلالته وقدمه، وابناه: أبو جعفر الباقر، وعمر، وواقد بن محمد العمري، وغيرهم. ولد في خلافة عمر، وتوفي سنة سبع وتسعين. (6/370)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 371 سعيد بن المسيب ع ابن حزن بن أبي وهب بن عائذ بن عمران بن مخزوم، الإمام أبو محمد القرشي المخزومي المدني عالم أهل المدينة بلا مدافعة. ولد في خلافة عمر لأربع مضين منها، وقيل لسنتين مضتا منها. ورأى عمر، وسمع: عثمان، وعلياً، وزيد بن ثابت، وسعد بن أبي وقاص، وعائشة، وأبا موسى الأشعري، وأبا هريرة، وجبير بن مطعم، وعبد الله بن زيد المازني، وأم سلمة، وطائفة من الصحابة. روى عنه: الزهري، وقتادة، وعمرو بن دينار، ويحيى بن سعيد، وبكير (6/371)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 372 ابن الأشج، وشريك بن أبي نمر، وداود بن أبي هند، وآخرون. قال أسامة بن زيد، عن نافع، قال ابن عمر: سعيد بن المسيب هو والله أحد المفتين. وقال قتادة: ما رأيت أحداً أعلم من سعيد بن المسيب. وكذا قال مكحول، والزهري. وقال ابن وهب عن مالك، قال: غضب سعيد بن المسيب على الزهري وقال: ما حملك على أن حدثت بني مروان حديثي فما زال غضبان عليه حتى أرضاه بعد. وقال ابن وهب: ثنا مالك أن القاسم بن محمد سأله رجل عن شيء، فقال: أسألت أحداً غيري قال: نعم عروة، وفلاناً وسعيد بن المسيب، فقال: أطع ابن المسيب، فإنه سيدنا وعالمنا. وقال يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، سمع مكحولاً يقول: طفت الأرض كلها في طلب العلم،) فما لقيت أحداً أعلم من سعيد بن المسيب. وقال حماد بن زيد، عن يزيد بن حازم: إن ابن المسيب كان يسرد الصوم. وعن ابن المسيب قال: ما شيء عندي اليوم أخوف من النساء. وقال مالك: كان يقال لابن المسيب رواية عمر، فإنه كان يتبع أقضية عمر يتعلمها، وإن كان ابن عمر ليرسل إليه يسأله. مجاشع بن عمرو، عن أبي بكر بن حفص، عن سعيد بن المسيب قال: من أكل الفجل وسره أن لا يوجد منه ريحه فليذكر النبي صلى الله عليه وسلم عند أول قضمه. وقال بعضهم عن ابن المسيب، قال: ما فاتتني التكبيرة الأولى منذ خمسين سنة. وعنه قال: حججت أربعين حجة. (6/372)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 373 وعنه قال: ما نظرت إلى قفا رجل في الصلاة منذ خمسين سنة، يعني لمحافظته على الصف الأول. وكان سعيد ملازماً لأبي هريرة، وكان زوج ابنته. وقال أحمد بن عبد الله العجلي: كان رجلاً صالحاً لا يأخذ العطاء، وله أربعمائة دينار يتجر بها في الزيت. وقال علي بن المديني: لا أعلم في التابعين أوسع علماً منه، هو عندي أجل التابعين. وقال أحمد بن حنبل وغيره: مرسلات سعيد بن المسيب صحاح. قلت: قد مر في ترجمة هشام بن إسماعيل أنه ضرب سعيد بن المسيب ستين سوطاً. وقال ابن سعد: ضرب سعيداً حين دعاه إلى بيعة الوليد، إذ عقد له أبوه عبد الملك بالخلافة، فأبى سعيد وقال: أنظر ما يصنع الناس، فضربه هشام وطوف به وحبسه، فأنكر ذلك عبد الملك ولم يرضه، فأخبرنا محمد بن عمر ثنا عبد الله بن جعفر، وغيره، أن عبد العزيز بن مروان توفي، فعقد عبد الملك لابنيه العهد، وكتب بالبيعة لهما إلى البلدان، وأن عامله يومئذ على المدينة هشام المخزومي، فدعا الناس إلى البيعة، فبايعوا، وأبى سعيد بن المسيب أن يبايع لهما، وقال: حتى أنظر، فضربه ستين سوطاً، وطاف به في تبان من شعر حتى بلغ به رأس الثنية، فلما كروا به قال: إلى أين قالوا: السجن. قال: والله لولا أني ظننت أنه الصلب ما لبست هذا التبان أبداً، فردوه إلى السجن. (6/373)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 374 وكتب هشام إلى عبد الملك بخلافه، فكتب إليه عبد الملك يلومه فيما صنع به، ويقول: سعيد) والله أحوج إلى أن تصل رحمه من أن تضربه، وإنا لنعلم ما عند سعيد شقاق ولا خلاف. وعن عبد الله بن يزيد الهذلي قال: دخلت على سعيد بن المسيب السجن، فإذا هو قد ذبحت له شاة، فجعل الإهاب على ظهره، ثم جعلوا له بعد ذلك قضباً رطباً، وكان كلما نظر إلى عضديه قال: اللهم انصرني من هشام. وروي أن أبا بكر بن عبد الرحمن دخل على سعيد السجن، فجعل يكلمه ويقول: إنك خرقت به ولم ترفق، فقال: يا أبا بكر اتق الله وآثره على ما سواه، وأبو بكر يقول: إنك خرقت به، فقال: إنك والله أعمى البصر والقلب، ثم ندم هشام بعد وخلى سبيله. وقال يوسف بن يعقوب الماجشون، عن المطلب بن السائب قال: كنت جالساً مع سعيد بن المسيب بالسوق، فمر بريد لبني مروان، فقال له سعيد: من رسل بني أمية أنت قال: نعم. قال: فكيف تركتهم قال: بخير. قال: تركتهم يجيعون الناس ويشبعون الكلاب قال: فاشرأب الرسول، فقمت إليه، فلم أزل أرجيه حتى انطلق، ثم قلت لسعيد: يغفر الله لك، تشيط بدمك بالكلمة هكذا تلقيها، قال: اسكت يا أحيمق، فوالله لا يسلمني الله ما أخذت بحقوقه. وقال سلام بن مسكين: ثنا عمران بن عبد الله قال: أرى نفس سعيد ابن المسيب كانت أهون عليه في الله من نفس ذباب. وعن علي بن الحسين زين العابدين قال: سعيد بن المسيب أعلم الناس بما (6/374)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 375 تقدم من الآثار وأفقههم في رأيه. وقال مالك: بلغني أن سعيد بن المسيب قال: إن كنت لأسير الأيام والليالي في طلب الحديث الواحد. وقال ابن يونس الفوي: دخلت المسجد فإذا سعيد بن المسيب جالس وحده، فقلت: ما له قالوا: نهى أن يجالسه أحد. وكان ابن المسيب إماماً أيضاً في تعبير الرؤيا. قال أبو طالب: قلت لأحمد بن حنبل: سعيد بن المسيب عن عمر حجة قال: هو عندنا حجة، قد رأى عمر وسمع منه، إذا لم يقبل سعيد عن عمر فمن يقبل قال ابن خيثمة في تاريخه: ثنا لوين، ثنا عبد الحميد بن سليمان، عن أبي حازم، عن ابن المسيب قال: لو رأيتني لبالي الحرة، وما في المسجد غيري، ما يأتي وقت صلاة إلا سمعت) الأذان من القبر، ثم أقيم فأصلي، وإن أهل الشام ليدخلوا المسجد زمراً فيقولون: انظروا إلى هذا الشيخ المجنون. قلت: عبد الحميد ليس بثقة. وقال وكيع: ثنا مسعر، عن سعد بن إبراهيم، سمع سعيد بن المسيب يقول: ما أحد أعلم بقضاءٍ قضاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر ولا عمر مني. ومن مفردات سعيد بن المسيب أن المطلقة ثلاثاً تحل للأول بمجرد عقد الثاني من غير وطء. توفي سعيد في قول الهيثم، وسعيد بن عفير، ومحمد بن عبد الله ابن نمير، وغيرهم: في سنة أربع وتسعين. وقال أبو نعيم وعلي بن المديني: سنة ثلاث وتسعين. وقال يحيى القطان وغيره: توفي سنة إحدى أو اثنتين وتسعين. (6/375)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 376 وقال محمد بن سواء: ثنا همام، عن قتادة قال: مات سنة تسع وثمانين. وقال أبو عبد الله الحاكم: فأما أئمة الحديث فأكثرهم على أنه توفي سنة خمس ومائة. ثنا الأصم، ثنا حنبل، ثنا علي بن عبد الله قال: مات سعيد بن المسيب في سنة خمس ومائة. سعيد بن وهب الهمداني الكوفي. قال ابن معين: توفي سنة ستٍ وتسعين. والصواب سنة ستٍ وسبعين كما قدمناه، وهو من كبار التابعين، وروى اليسير. سعيد بن أبي الحسن يسار أخو الحسن البصري روى عن: أمه خيرة، وأبي هريرة، وأبي بكر الثقفي، وابن عباس. روى عنه: قتادة، وسليمان التيمي، وخالد الحذاء، وعوف الأعرابي، وجماعة. وثقه النسائي. (6/376)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 377 توفي سنة مائة، ويقال إنه مات قبل الحسن بسنة، والأول أثبت. وآخر من روى عنه علي بن علي الرفاعي. سليمان بن سنان المزني مولاهم البصري. عن: أبي هريرة، وابن عباس. وعنه: يزيد بن أبي حبيب، وجعفر بن ربيعة. قاله ابن يونس.) سليمان بن عبد الملك ابن مروان بن الحكم القرشي الأموي أمير المؤمنين أبو أيوب. وكان من خيار ملوك بني أمية، ولي الخلافة في جمادى الآخرة سنة ستٍ وتسعين بعد الوليد بالعهد المذكور من أبيه. وروى قليلاً عن: أبيه، وعبد الرحمن بن هنيدة. (6/377)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 378 روى عنه: ابنه عبد الواحد، والزهري. وكانت داره موضع سقاية جيرون، وله دار بناها بدرب محرز بدمشق، فجعلها دار الخلافة، وجعل لها قبة صفراء كالقبة الخضراء التي بدار الخلافة، وكان فصيحاً مفوهاً مؤثراً للعدل، محباً للغزو، وجهز الجيوش مع أخيه مسلمة لحصار القسطنطينية، فحاصرها مدة حتى صالحوا على بناء جامع بالقسطنطينية. ومولده سنة ستين. وقالت امرأة: رأيته أبيض عظيم الوجه مقرون الحاجبين، يضرب شعره منكبيه، ما رأيت أجمل منه. وقال الوليد بن مسلم: حدثني غير واحد أن البيعة أتت سليمان وهو يشارف البلقاء، فأتى، بيت المقدس، وأتته الوفود فلم يروا وفادة كانت أهيأ من الوفادة إليه، كان يجلس في قبة في صحن المسجد مما يلي الصخرة، ويجلس الناس على الكراسي، وتقسم الأموال وتقضى الأشغال. وقال سعيد بن عبد العزيز: ولي سليمان وهو إلى الشباب والترفه ما هو، فقال لعمر بن عبد العزيز: يا أبا حفص، إنا وقد ولينا ما قد ترى، ولم يكن لنا بتدبيره علم، فما رأيت من مصلحة العامة فمر به، فكان من ذلك أنه عزل عمال الحجاج، وأخرج من كان في سجن العراق، ومن ذلك كتابه: أن الصلاة كانت قد أميتت فأحيوها وردوها إلى وقتها، مع أمورٍ حسنة كان يسمع من عمر فيها، فأخبرني من أدرك ذلك أن سليمان هم بالإقامة ببيت المقدس واتخذها منزلاً، ثم ذكر ما قدمنا في سنة ثمانٍ وتسعين، من نزوله بقنسرين مرابطاً. وحج سليمان في خلافته سنة سبعٍ وتسعين. (6/378)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 379 وعن الشعبي قال: حج سليمان، فرأى الناس بالموسم، فقال لعمر بن عبد العزيز، أما ترى هذا الخلق الذي لا يحصي عددهم إلا الله ولا يسع رزقهم غيره قال: يا أمير المؤمنين هؤلاء اليوم رعيتك، وهم غداً خصماؤك فبكى سليمان بكاءً شديداً ثم قال: بالله أستعين.) وقال حماد بن زيد، عن يزيد بن حازم قال: كان سليمان بن عبد الملك يخطبنا كل جمعة، لا يدع أن يقول: أيها الناس إنما أهل الدنيا على رحيل لم تمض بهم نية ولم تطمئن لهم دار حتى يأتي وعد الله وهم على ذلك. لا يدوم نعيمها ولا تؤمن فجائعها، ولا يتقى من شر أهلها، ثم يقرأ: أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون. وعن ابن سيرين قال: يرحم الله سليمان بن عبد الملك، افتتح خلافته بإحيائه الصلاة لوقتها، واختتمها باستخلافه عمر بن عبد العزيز. وكان سليمان ينهى عن الغناء، وقيل كان من الأكلة المذكورين، فذكر محمد بن زكريا الغلابي وليس بثقة ثنا محمد بن عبد الرحيم القرشي عن أبيه، عن هشام بن سليمان قال: أكل سليمان بن عبد الملك أربعين دجاجة تشوى له على النار على صفة الكباب، وأكل أربعاً وثمانين كلوة بشحومها وثمانين جردقة. وقال محمد بن حميد الرازي، عن ابن المبارك: أن سليمان حج فأتى الطائف، فأكل سبعين رمانة وخروفاً وست دجاجات، وأتي بمكوك زبيب طائفي، فأكله أجمع. وعن عبد الله بن الحارث قال: كان سليمان بن عبد الملك أكولاً. (6/379)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 380 وقال إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى: ثنا أبي، عن أبيه قال: جلس سليمان بن عبد الملك في بيت أخضر على وطاء أخضر عليه ثياب خضر، ثم نظر في المرآة فأعجبه شبابه وجماله فقال: كان محمد صلى الله عليه وسلم نبياً، وكان أبو بكر صديقاً، وكان عمر فاروقاً، وكان عثمان حيياً، وكان معاوية حليماً، وكان يزيد صبوراً، وكان عبد الملك سائساً، وكان الوليد جباراً، وأنا الملك الشاب. فما دار عليه الشهر حتى مات. وروى محمد بن سعيد الدارمي، عن أبيه قال: كان سليمان بن عبد الملك ينظر في المرآة من فرقه إلى قدمه ويقول: أنا الملك الشاب، فلما نزل بمرج دابق حم وفشت الحمى في عسكره، فنادى بعض خدمه، فجاءت بطست، فقال لها: ما شأنك قالت: محمومة. قال فأين فلانة قالت: محمومة، فما ذكر أحداً إلا قالت: محمومة، فالتفت إلى خاله الوليد بن القعقاع العبسي وقال: (قرب وضوءك يا وليد فإنما .......... هذي الحياة تعلةٌ ومتاع) فقال الوليد: (فاعمل لنفسك في حياتك صالحاً .......... فالدهر فيه فرقة وجماع) ) ومات في مرضه. وعن الفضل بن المهلب قال: عرضت لسليمان سعلةٌ وهو يخطب، فنزل وهو محموم، فما جاءت الجمعة الأخرى حتى دفن. وقال الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن حسان الكناني قال: لما مرض سليمان بدابق قال لرجاء بن حيوة: من لهذا الأمر بعدي، أستخلف ابني قال: ابنك غائب، قال: فابني الآخر، قال: صغير، قال: فمن ترى قال: أرى أن تستخلف عمر بن عبد العزيز، قال: أتخوف إخوتي لا يرضون، قال: فول عمر، ومن بعده يزيد بن عبد الملك، وتكتب كتاباً وتختم عليه وتدعوهم إلى بيعته مختوماً، قال: لقد رأيت ائتني بقرطاس، فدعا بقرطاس، فكتب فيه العهد، (6/380)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 381 ودفعه إلى رجاء، وقال: اخرج إلى الناس فليبايعوا على ما فيه مختوماً، فخرج، فقال: إن أمير المؤمنين يأمركم أن تبايعوا لمن في هذا الكتاب، قالوا: ومن فيه قال: هو مختوم لا تخبرون بمن فيه حتى يموت. قالوا: لا نبايع. فرجع إليه فأخبره، فقال: انطلق إلى صاحب الشرطة والحرس، فاجمع الناس ومرهم بالبيعة، فمن أبى فاضرب عنقه، قال: فبايعوه على ما فيه. قال رجاء بن حيوة: فبينا أنا راجع إذ سمعت جلبة موكب، فإذا هشام، فقال لي: يا رجاء قد علمت موقعك منا، وإن أمير المؤمنين صنع شيئاً ما أدري ما هو، وأنا أتخوف أن يكون قد أزالها عني، فإن يكن قد عدلها عني فأعلمني ما دام في الأمر نفس حتى ينظر، فقلت: سبحان الله، يستكتمني أمير المؤمنين أمراً أطلعك عليه، لا يكون ذا أبداً، قال: فأدارني ولاحاني، فأبيت عليه، فانصرف، فبينا أنا أسير إذ سمعت جلبة خلفي، فإذا عمر بن عبد العزيز وقال لي: يا رجاء إنه قد وقع في نفسي أمر كبير من هذا الرجل، أتخوف أن يكون قد جعلها إلي ولست أقوم بهذا الشأن، فأعلمني ما دام في الأمر نفس لعلي أتخلص منه ما دام حياً، قلت: سبحان الله يستكتمني أمير المؤمنين أمراً أطلعك عليه، قال: وثقل سليمان، فلما مات أجلسته مجلسه وأسندته وهيأته وخرجت إلى الناس، فقالوا: كيف أصبح أمير المؤمنين قلت: أصبح ساكناً، وقد أحب أن تسلموا عليه وتبايعوا بين يديه على ما في الكتاب، فدخلوا وأنا قائم عنده، فلما دنوا قلت: إنه يأمركم بالوقوف، ثم أخذت الكتاب من عنده وتقدمت إليهم وقلت: إن أمير المؤمنين يأمركم أن تبايعوا على ما في هذا الكتاب، فبايعوا وبسطوا أيديهم. فلما بايعتهم وفرغت قلت: آجركم الله في أمير المؤمنين، قالوا: فمن ففتحت الكتاب فإذا فيه العهد لعمر بن عبد العزيز، فتغيرت) وجوه بني عبد الملك، فلما سمعوا: وبعده يزيد بن عبد الملك كأنهم تراجعوا فقالوا: أين عمر، فطلبوه فإذا هو في المسجد، فأتوه فسلموا عليه بالخلافة، فعقر به فلم يستطع النهوض حتى أخذوا بضبعيه، فدنوا به إلى المنبر وأصعدوه، فجلس طويلاً لا يتكلم، فقال رجاء: ألا تقومون إلى أمير المؤمنين فتبايعونه، فنهض القوم إليه فبايعوه رجلٌ رجلٌ ومد يده إليهم، (6/381)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 382 قال فصعد إليه هشام بن عبد الملك، فلما مد يده إليه قال: يقول هشام إنا لله وإنا إليه راجعون، فقال عمر: إنا لله وإنا إليه راجعون، حين صار يلي هذا الأمر أنا وأنت. ثم قال: فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس إني لست بفارض ولكني منفذ، ولست بمبتدع ولكني متبع، وإن من حولكم من الأمصار والمدن إن هم أطاعوا كما أطعتم فأنا واليكم، وإن هم أبوا فلست لكم بوالٍ. ثم نزل فأتاه صاحب المراكب فقال: ما هذا قال: مركب الخليفة. قال: لا حاجة لي فيه، ائتوني بدابتي، فأتوه بدابته فانطلق إلى منزله، ثم دعا بدواة فكتب بيده إلى عمال الأمصار. قال رجاء: كنت أظن أنه سيضعف، فلما رأيت صنعه في الكتاب علمت أنه سيقوى. وقال عمرو بن مهاجر: صلى عمر بن عبد العزيز المغرب، ثم صلى على جنازة سليمان بن عبد الملك. وقال ابن إسحاق: توفي يوم الجمعة في عاشر صفر سنة تسعٍ وتسعين. قال الهيثم وجماعة: عاش خمساً وأربعين سنة. وقال آخرون عاش أربعين سنة. وقيل تسعاً وثلاثين سنة، وخلافته سنتان وتسعة أشهر وعشرون يوماً. سميط بن عمير أو ابن عمرو أو ابن سمير أبو عبد الله السدوسي البصري. يقال إنه سار إلى عمر، وروى عن: أبي موسى، وعمران بن حصين، وأنس وقيل الذي روى عن أنس آخر. وعنه: عاصم الأحول، وعمران بن حدير، وسليمان التيمي. (6/382)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 383 فرق بينهما أبو حاتم، وخالفه الدارقطني. سهل بن سعد ع ابن مالك أبو العباس الساعدي الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأبيه أيضاً) صحبة. روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم، وأبي بن كعب، وغيره. روى عنه: ابنه عباس بن سهل، والزهري، وأبو حازم الأعرج. وهو: آخر من مات من الصحابة بالمدينة وقد قارب المائة سنة. وقال عبد المهيمن بن عباس بن سهل، عن أبيه قال: كان اسم سهل بن سعد حزناً فسماه النبي صلى الله عليه وسلم سهلاً. وقال عبيد الله بن عمر: تزوج سهل بن سعد خمس عشرة امرأة. وروي أنه حضر وليمة فيها تسعة من مطلقاته، فلما خرج وقفن له وقلن: كيف أنت يا أبا العباس. أخبرنا يحيى بن أحمد بالإسكندرية ومحمد بن الحسين بمصر قالا: أنا محمد بن عمار، أنا عبد الله بن رفاعة، أنبأ أبو الحسن (6/383)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 384 الخلعي، أنا عبد الرحمن بن عمر البزاز، أنبأ أبو الطاهر أحمد بن محمد الميني، ثنا يونس بن عبد الأعلى، ثنا سفيان، عن الزهري، عن سهل بن سعد، سمعه يقول: اطلع رجل من حجر في حجرة النبي صلى الله عليه وسلم ومع النبي صلى الله عليه وسلم مدرى يحك به رأسه، فقال: لو أعلم أنك تنظرني لطعنت به في عينك، إنما جعل الاستئذان من أجل النظر. اتفقوا على أنه مات سنة إحدى وتسعين، إلا ما ذكر أبو نعيم، والبخاري أنه مات سنة ثمانٍ وثمانين. سواء الخزاعي. عن: حفصة، وعائشة، وأم سلمة. وعنه: معبد بن خالد، والمسيب بن رافع، وعاصم بن أبي النجود. (6/384)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 385 4 (الشين) شبيل بن عوف أبو الطفيل الأحمسي البجلي الكوفي. مخضرم سمع عمر. وعنه: إسماعيل بن أبي خالد.) وهو والد الحارث، ومغيرة. شهر بن حوشب م مقرون الأشعري الشامي، مولى أسماء بنت يزيد رضي الله عنها. (6/385)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 386 روى عن: مولاته، وأبي هريرة، وعائشة، وابن عباس، وعبد الله ابن عمرو، وخلق. وقرأ القرآن على ابن عباس، وأرسل عن سلمان، وبلال، وأبي ذر. روى عنه: قتادة، ومعاوية بن قرة، وداود بن أبي هند، والحكم بن عيينة، وأشعث بن عبد الله الحداني، وأبو بشر جعفر بن إياس، ومقاتل بن حيان، وأبو بكر الهذلي، وثابت البناني، وعبد الله بن عثمان بن خثيم، وعبيد الله بن أبي زياد المكي، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وطائفة آخرهم عبد الحميد بن بهرام. قال أبان بن سمعة: قلت لشهر: يا أبا سعيد، وبها كناه مسلم، والنسائي. وعن حنظلة، عن شهر قال: عرضت القرآن على ابن عباس سبع مرات. وعن أبي نهيك قال: قرأت على ابن عباس، وابن عمر، وجماعة، فما رأيت أحداً أقرأ لكتاب الله من شهر بن حوشب. رواه البخاري في ترجمة شهر، ثم قال: سمع من أبي هريرة، وأبي سعيد، وأم سلمة، وجندب بن عبد الله، وعبد الله بن عمرو. وقال علي بن عباس: ثنا عبد الحميد بن بهرام قال: أتى على شهر بن حوشب ثمانون سنة، ورأيته يعتم بعمامة سوداء، طرفها بين كتفيه، وعمامة أخرى، قد أوثق بها وسطه سوداء، ورأيته مخضوباً خضابةً سوداء في حمرة، ووفد على بلال بن مرداس الفزاري بحولايا، فأجازه بأربعة آلاف درهم فأخذها. وقال إسماعيل بن عياش: ثنا عثمان بن نويرة قال: دعي شهر بن (6/386)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 387 حوشب إلى وليمة وأنا معه، فأصبنا من طعامهم، فلما سمع شهر المزمار وضع إصبعه في أذنيه وخرج. قال حرب الكرماني: قلت لأحمد بن حنبل: شهر بن حوشب، فوثقه وقال: ما أحسن حديثه. وقال حنبل: سمعت أبا عبد الله يقول: شهر ليس به بأس. قال الترمذي: قال محمد يعني البخاري: شهر حسن الحديث، وقوى أمره وقال: إنما تكلم فيه ابن عون، ثم روى عن رجل عنه. وقال العجلي: ثقة.) وقال عباس الدوري عن ابن معين: شهر ثبت. وقال أبو زرعة: لا بأس به. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن عدي: شهر ممن لا يحتج بحديثه ولا يتدين به. وقال مسلم بن إبراهيم: ثنا زياد بن الربيع، ثنا أعين الإسكاف قال: آجرت نفسي من شهر بن حوشب إلى مكة، وكان له غلام ديلمي مغنٍ، وكان إذا نزل منزلاً قال له: تنح فاخل، فاستذكر غناءك، ثم يقبل علينا فيقول: إن هذا ينفق بالمدينة. وقال يحيى بن أبي بكر، عن أبيه قال: كان شهر بن حوشب على بيت المال، فأخذ خريطة فيها دراهم، فقيل فيه: (لقد باع شهرٌ دينه بخريطةٍ .......... فمن يأمن القراء بعدك يا شهر)

(أخذت بها شيئاً طفيفاً وبعته .......... من ابن جريرٍ إن هذا هو الغدر) وقال يحيى القطان، عن عباد بن منصور قال: حججت مع شهر بن حوشب فسرق عيبتي. (6/387)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 388 وقال النضر بن شميل، عن ابن عون قال: إن شهراً تركوه، قال النضر: يعني طعنوا به. وقال شهر بن حوشب: من ركب مشهوراً من الدواب أو لبس مشهوراً من الثياب أعرض الله عنه، وإن كان على الله كريماً. قال عبد الحميد بن بهرام: توفي سنة مائة، تابعه المدائني، وخليفة، والهيثم، وآخرون. ويروى أنه توفي سنة ثمانٍ وتسعين، ولا يصح. وقال الواقدي: توفي سنة اثنتي عشرة ومائة. شويس بن جياش بالجيم أبو بالحاء المهملة اختلفوا فيه عن: عمر، وعتبة بن غزوان. وعنه: عاصم الأحول، وأبو نعامة عمرو بن عيسى العدوي، وجعفر بن كيسان العدوي، وغيرهم. ذكره ابن حبان في الثقات. له حديث في الشمائل. (6/388)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 389 4 (الصاد) ) صالح بن أبي مريم أبو الخليل الضبعي، مولاهم البصري. عن: سفينة، وأبي سعيد، وعبد الله بن الحارث بن نوفل، وأبي علقمة الهاشمي، وجماعة. وأرسل عن أبي موسى، وأبي قتادة الأنصاري. وعنه: مجاهد، وعطاء وهما أسن منه وقتادة، وأيوب السختياني، ومنصور، وأبو الزبير المكي. وثقه ابن معين، والنسائي، وقد أرسل عن أبي سعيد. صفوان بن محرز المازني البصري، أحد الأئمة العابدين. (6/389)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 390 روى عن: أبي موسى الأشعري، وابن عمر، وعمران بن حصين، وحكيم بن حزام. روى عنه: جامع بن شداد، وقتادة، وبكر بن عبد الله المزني، وثابت البناني، ومحمد بن واسع، وعلي بن يزيد، وعاصم الأحول، وآخرون. ذكره ابن سعد فقال: ثقة له فضل وورع. وقال غيره: كان قد اتخذ لنفسه سرباً يبكي فيه، وكان واعظاً عابداً. وقال عثمان بن مطر، وهو ضعيف، عن هشام، عن الحسن قال: لقيت أقواماً كانوا فيما أحل الله لهم أزهد منكم فيما حرم الله عليكم، وصحبت أقواماً كان أحدهم يأكل على الأرض وينام على الأرض، منهم صفوان بن محرز كان يقول: إذا أويت إلى أهلي وأصبت رغيفاً فجزى الله الدنيا عن أهلها شراً، والله ما زاد على رغيف حتى مات، كان يظل صائماً، ويفطر على رغيف، ويصلي حتى يصبح، ثم يأخذ المصحف فيتلو حتى يرتفع النهار، ثم يصلي، ثم ينام إلى الظهر، فكانت تلك نومته حتى فارق الدنيا، ويصلي من الظهر إلى العصر، ويتلو في المصحف إلى أن تصفر الشمس. صفوان بن أبي زيد بخ ن وقيل ابن يزيد المدني. عن: أبي سعيد الخدري، وابن اللجلاج واسمه حصين بن اللجلاج، وقيل خالد، وقيل القعقاع، وقيل أبو العلاء عن أبي هريرة.) وعنه: سهيل بن أبي صالح، وعبيد الله بن أبي جعفر المصري، ومحمد بن عمرو بن علقمة، وصفوان بن سليم. له أحاديث يسيرة، وثقه ابن حبان. (6/390)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 391 صفوان بن يعلى سوى ق بن أمية التميمي حليف قريش. عن: أبيه. وعنه: عطاء بن أبي رباح، وعمرو بن الحسن، والزهري. (6/391)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 392 4 (الضاد) الضحاك بن فيروز الديلمي الأنباري اليماني، نزيل الشام. عن: أبيه. وعنه: أبو وهب الجيشاني، وكثير الصنعاني. له عن أبيه: أسلمت وتحتي أختان يا رسول الله. (6/392)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 393 4 (الطاء) طارق بن زياد المغربي البربري مولى موسى بن نصير الأمير. ويقال هو مولى الصدف. عدى البحر من الزقاق السبتي إلى الأندلس، فنزل بالجبل المنسوب إليه في رجب سنة اثنتين وتسعين، في اثني عشر ألفاً إلا اثني عشر نفساً، سائرهم من البربر، وفيهم قليل من العرب. وذكر ابن القوطية أن طارقاً لما ركب البحر غلبته عينه فرأى النبي صلى الله عليه وسلم وحوله الصحابة وقد تقلدوا السيوف وتنكبوا القسي فدخلوا قدامه، وقال له النبي صلى الله عليه وسلم: تقدم يا طارق لشأنك، فانتبه مستبشراً وبشر أصحابه ولم يشك في الظفر، قال: فشن الغارة وافتتح سائر المدائن، وولي سنة واحدة، ثم دخل مولاه موسى، فأتم ما بقي من الفتح في سنة ثلاث وتسعين. طريف بن مجالد خ أبو تميمة الهجيمي البصري، وهو بكنيته أشهر.) (6/393)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 394 عن: أبي موسى الأشعري، وجندب بن عبد الله، وابن عمر، وأبي هريرة. وعن أبي عثمان النهدي، وأبي جرير الهجيمي. وعنه: قتادة، وحكيم الأثرم، والمثنى بن سعيد، وجعفر بن ميمون، وخالد الحذاء، والجريري، وسليمان التيمي، وآخرون. وثقه ابن معين وغيره. توفي سنة خمس وتسعين، قاله الفلاس. وقال الواقدي: سنة سبع. طلحة بن عبد الله بن عوف خ القرشي الزهري، قاضي المدينة في أيام يزيد بن معاوية. يروي عن: عمه عبد الرحمن بن عوف، وعثمان بن عفان، وسعيد بن زيد، وابن عباس، وغيرهم. روى عنه: الزهري، وسعد بن إبراهيم، وأبو الزناد، وأبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر. وكان فقيهاً نبيلاً عالماً جواداً ممدحاً، وهو طلحة الندى أحد الطلحات (6/394)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 395 الموصوفين بالكرم. توفي سنة سبع وتسعين. وثقه جماعة. طويس صاحب الغناء اسمه عيسى بن عبد الله أبو عبد المنعم المدني المغني كان ممن يضرب به المثل في الحذق بالغناء وقال الشاعر: (تغنى طويس والسريجي بعده .......... وما قصبات السبق إلا لمعبد) وكان أحول، مفرطاً في الطول. ويقال في المثل: أشأم من طويس لأنه ولد في اليوم الذي قبض فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قيل، وفطم في يوم وفاة الصديق، وبلغ يوم مقتل عمر، وتزوج يوم مقتل عثمان، وولد له يوم مقتل علي. توفي بالسويداء على مرحلتين من المدينة، في درب الشام سنة اثنتين وتسعين. وأصل اسمه طاوس. (6/395)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 396 4 (العين) ) عامر بن لدين أبو سهل الأشعري وقيل أبو عمرو، وقيل أبو بشر، شامي من أهل الأردن. ولي القضاء لعبد الملك بن مروان، وحدث عن: بلال، وأبي هريرة، وأبي ليلى الأشعري. وعنه: سليمان بن حبيب، وعروة بن رويم، والحارث بن معاوية. قال العجلي: تابعي ثقة لم يخرجوا له شيئاً. عباد بن تميم المازني الأنصاري المدني. عن: عمه عبد الله بن زيد، وأبي بشير قيس بن عبيد الأنصاري، وجماعة. وولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه: عبد الله، ومحمد ابنا أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، (6/396)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 397 والزهري، ويحيى بن سعيد، ومحمد بن يحيى بن حبان. عباد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير. عن: جدة أبيه أسماء، وعائشة ابنتي الصديق، وجابر. وعنه: هشام بن عروة، والسري بن عبد الرحمن المدني. قال الزبير في النسب: كان سرياً سخياً حلواً، يضرب المثل بحسنه. قال الأحوص يصف امرأة: (لها حسن عبادٍ وجسم ابن واقدٍ .......... وريح أبي حفصٍ ودين ابن نوفل) ابن واقد هو عثمان بن واقد بن عبد الله بن عمر، وأبو حفص هو عمر ابن عبد العزيز، وابن نوفل إنسان كان بالمدينة، وله حديث في الثاني من حديث زغبة، أخرجه خ في كتاب الأدب، وآخر في مسند أحمد، أخرجه مسلم. عباد بن زياد ابن أبيه أخو عبيد الله بن زياد. عن: حمزة، وعروة ابني المغيرة في الوضوء. وعنه: مكحول، والزهري.) قال مصعب الزبيري: أخطأ فيه مالك خطأ قبيحاً حيث يقول عن (6/397)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 398 عباد بن زياد: من ولد المغيرة، والصواب: عن عباد، عن رجل من ولد المغيرة. وقال خليفة: عزل معاوية عبيد الله بن أبي بكرة عن سجستان، وولاها عباد بن زياد، فغزا حتى بلغ بيت الذهب، وجمع له الهند فهزم الله الهند، وبقي عباد على سجستان سبع سنين. وقال أبو حسان الزيادي: مات سنة مائة. قال غيره: مات بجيرود من عمل دمشق. عباس بن سهل الساعدي قيل إنه توفي في خلافة الوليد بن عبد الملك، وقيل قبل العشرين ومائة، كما يأتي. عباية بن رفاعة الأنصاري الزرقي المدني. (6/398)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 399 عن: جده رافع بن خديج، وأبي عبس بن جبر الأنصاري، وعبد الله بن عمر. روى عنه: إسماعيل بن مسلم المكي، ويزيد بن أبي مريم، وأبو حيان يحيى بن سعيد التيمي، وسعيد بن مسروق الثوري، وغيرهم. وثقه ابن معين. عبد الله بن بسر المازني الصحابي قال عبد الصمد بن سعيد القاضي وغيره: توفي سنة ستٍ وتسعين. وقال أبو زرعة: مات قبل سنة مائة قد مر في الطبقة الماضية. قال يزيد بن عبد الله الجرجسي: توفي سنة ستٍ وتسعين. عبد الله بن الحارث أبو الوليد، البصري، زوج أخت محمد بن سيرين. (6/399)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 400 روى عن: عائشة، وأبي هريرة، وابن عباس. وعنه: أيوب، وخالد الحذاء، وعاصم الأحول، وابنه يوسف بن عبد الله، وجماعة. وثقه أبو زرعة، وليس هو بالمشهور. عبد الله بن رباح أبو خالد الأنصاري المدني، نزيل البصرة.) روى عن: أبي بن كعب، وعمار بن ياسر، وعمران بن حصين، وكعب الأحبار. روى عنه: ثابت البناني، وأبو عمران الجوني، وقتادة، وخالد الحذاء. وهو ثقة. جليل القدر. قال شعبة، عن أبي عمران الجوني: وقفت مع عبد الله بن رباح ونحن نقاتل الأزارقة مع المهلب، فبكى، فقلت: ما يبكيك فقال: قد كان في قتال أهل الشرك غنى عن قتال أهل القبلة. عبد الله بن زياد أبو مريم الأسدي الكوفي. عن: علي، وابن مسعود، وعمار. وعنه: شمر بن عطية، وأشعث بن أبي الشعثاء، وأبو حصين عثمان ابن عاصم، وغيرهم. (6/400)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 401 عبد الله بن ساعدة أبو محمد الهذلي المدني يروي عن عمر. قاله ابن سعد، وقال: توفي سنة مائة. عبد الله بن الصامت م ابن أخي أبي ذر الغفاري. عن: عمه، وعمر، وعثمان، وعائشة، وحذيفة، والحكم، ورافع ابني عمرو الغفاري. وعنه: أبو عمران الجوني، وحميد بن هلال، وأبو العالية البراء، ومحمد بن واسع، وعمرو بن مرة، وأبو نعامة السعدي، وجماعة. وقال النسائي: ثقة. عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب أبو يحيى الهاشمي المدني أخو إسحاق، ومحمد. روى عن: أبيه، وابن عباس، وعبد الله بن خباب بن الأرت، وعبد الله بن شداد. روى عنه: أخوه عون الزهري، وعاصم بن عبيد الله، وعبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب. وكان من صحابة سليمان بن عبد الملك. (6/401)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 402 قال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث، قتلته السموم بالأبواء سنة سبعٍ وتسعين وهو مع سليمان،) فصلى عليه. عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى الخزاعي مولاهم الكوفي. عن أبيه. وعنه: أجلح الكندي، وأسلم المنقري، وسلمة بن كهيل، ومنصور بن المعتمر، وجماعة. عبد الله بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي. ولي الغزو في أيام أبيه، وبنى المصيصة، وكانت داره بمحلة القباب عند باب الجامع. وولي إمرة مصر بعد عمه عبد العزيز إلى أن عزل سنة تسعين بقرة بن شريك. وعن معن، عن مالك قال: مات بسر بن سعيد ولم يدع كفناً، ومات عبد الله بن عبد الملك وترك ثمانين مدىً ذهب. توفي سنة مائة. عبد الله بن أبي عتبة الأنصاري مولى أنس بن مالك. عن: مولاه، وعائشة، وأبي سعيد، وأبي الدرداء وكأنه مرسل وجابر، وغيرهم. وعنه: قتادة، وثابت، وعلي بن زيد بن جدعان، وحميد الطويل. وثقه ابن حبان. (6/402)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 403 عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان أبو محمد الأموي، سبط ابن عمر. مدني، كان يقال له المطرف من حسنه وملاحته، وهو والد محمد الديباج. روى عن: ابن عباس، ورافع بن خديج، والحسين بن علي، وجماعة. روى عنه: أبو بكر بن حزم، والزهري، وابنه محمد الديباج. وكان شريفاً كبير القدر جواداً، مدحه الفرزدق، وموسى شهوات. توفي بمصر سنة ستٍ وتسعين. وعن جميل أنه قال لبثينة: ما رأيت عبد الله بن عمرو بن عثمان يخطر على البلاط إلا أخذتني) الغيرة عليك وأنت بخبائك. عبد الله بن أبي قتادة الحارث بن ربعي الأنصاري. روى عن أبيه فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم. روى عنه: يحيى بن أبي كثير، وأبو حازم الأعرج، وزيد بن أسلم وحصين بن عبد الرحمن، وإسماعيل بن أبي خالد. مات في خلافة الوليد، وكان من علماء أهل المدينة وثقاتهم. قال ابن حبان: توفي سنة خمسٍ وتسعين. (6/403)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 404 عبد الله بن أبي قيس م ويقال ابن قيس، أبو الأسود، ويقال عبد الله بن أبي موسى مولى عطية، شامي حمصي. روى عن: أبي الدرداء، وأبي ذر وعائشة، وابن الزبير. روى عنه: عيسى بن راشد، ويزيد بن خمير، ومحمد بن زياد الألهاني، ومعاوية بن صالح. قال أبو حاتم: صالح الحديث، ووثقه النسائي. عبيد الله بن قيس أبو بحرية. في الكنى. عبد الله بن قيس الرقيات المدني المشهور الذي يقول في كثيرة زوجة علي بن عبد الله بن عباس: (عاد له من كثيرة الطرب .......... فعينه بالدموع تنسكب)

(كوفية نازحٌ محلتها .......... لا أممٌ دارها ولا صقب)

(والله ما إن صبت إلي ولا .......... يعرف بيني وبينها نسب)

(إلا الذي أورثت كثيرة في ال .......... قلب وللحب سورةٌ عجب) عبد الله بن كعب بن مالك توفي سنة سبعٍ أو ثمانٍ وتسعين. (6/404)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 405 وقد ذكرناه في الطبقة الماضية فيحول.) عبد الله بن كعب الحميري مولى عثمان رضي الله عنه. عن: عمر ابن أبي سلمة، وأبي بكر بن عبد الرحمن. وعنه: عبد ربه بن سعيد الأنصاري، وابن إسحاق، وغيرهما. يؤخر. عبد الله بن محمد بن الحنفية أبو هاشم الهاشمي العلوي المدني. روى عن: أبيه، وعن صهر له صحابي من الأنصار. روى عنه: الزهري، وعمرو بن دينار، وسالم بن أبي الجعد، وابنه عيسى أبو محمد. وهو نزر الحديث. وفد على سليمان بن عبد الملك فأدركه أجله بالبلقاء في رجوعه. قال مصعب الزبيري: كان أبو هاشم صاحب الشيعة، فأوصى (6/405)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 406 إلى محمد بن علي بن عبد الله بن عباس والد السفاح، ودفع إليه كتبه وصرف الشيعة إليه. وقال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث وكان الشيعة يلقونه وينتحلونه، فلما احتضر أوصى إلى محمد بن علي، وقال: أنت صاحب هذا الأمر، وهو في والدك، وصرف الشيعة إليه ودفع إليه كتبه. وقال الزهري مرة أخرى: ثنا الحسن، وعبد الله ابنا محمد بن علي. وكان عبد الله يجمع أحاديث السبائية. وقال أبو أسامة: أحدهما مرجيء يعني الحسن والآخر شيعي. قال يعقوب بن شيبة: ثنا سليمان بن منصور ثنا حجر بن عبد الجبار: سمعت عيسى بن علي وذكر أبا هاشم فقال: كان قبيح الخلق، قبيح الهيئة، قبيح الدابة، فما ترك شيئاً من القبح إلا نسبه إليه، قال: وكان لا يذكر أبي عنده أبوه هو علي بن عبد الله إلا عابه، فبعث إلى ابنه محمد بن علي إلى باب الوليد بن عبد الملك، فأتى أبا هاشم، فكتب عنه العلم، وكان يأخذ بركابه، فكفه ذلك عن أبينا، وكان أبي يلطف محمداً بالشيء يبعث به إليه من دمشق، فيبعث به محمد إلى أبي هاشم. وأعطاه مرة بغلة فكبرت عنده، قال: وكان قوم من أهل خراسان يختلفون إلى أبي) هاشم، فمرض واحتضر، فقال له الخراسانية: من تأمرنا نأتي بعدك قال: هذا، قالوا: ومن هذا قال: هذا محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، قالوا: وما لنا ولهذا قال: لا أعلم أحداً أعلم منه ولا خيراً منه، فاختلفوا إليه. قال عيسى: فذاك سببنا بخراسان. وروي عن جويرية بن أسماء، وعن غيره أن سليمان بن عبد الملك دس على عبد الله من سمه لما انصرف من عنده، فهيأ أناساً، وجعل عندهم لبناً (6/406)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 407 مسموما، فتعرضوا له في الطريق، فاشتهى اللبن وطلبه منهم، فشربه، فهلك، وذلك بالحميمة في سنة ثمانٍ وتسعين، وقيل سنة تسع وتسعين. حديثه بعلوٍ في جزء البانياسي. عبد الله بن محيريز ع ابن جنادة بن وهب القرشي الجمحي المكي أبو محيريز، نزيل بيت المقدس. لا أعلم أحداً ذكر أباه في الصحابة، والظاهر أنه من مسلمة الفتح. روى عن: عبادة بن الصامت، وأبي محذورة المؤذن الجمحي، وكان زوج أمه، ومعاوية، وأبي سعيد، والصنابحي وغيرهم. واسم أبي محذورة سلمة بن معير. روى عنه: خالد بن معدان، ومكحول، وحسان بن عطية، والزهري، ويحيى الشيباني أبو زرعة، وإسماعيل بن عبيد الله، وإبراهيم بن أبي عبلة، وجماعة. (6/407)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 408 وكان كبير القدر عالماً عابداً قانتاً لله. قال الأوزاعي: كان ابن أبي زكريا يقدم فلسطين فيلقى ابن محيريز فتتقاصر إليه نفسه لما يرى من فضل ابن محيريز. وقال عمرو بن عبد الرحمن بن محيريز: كان جدي يختم في كل جمعة، وربما فرشنا له فراشاً، فيصبح على حاله لم ينم عليه. وقال مروان الطاطري: ثنا رباح بن الوليد قلت: وقد وثقه أبو زرعة النصري، حدثني إبراهيم بن أبي عبلة قال: قال رجاء بن حيوة: إن يفخر علينا أهل المدينة بعابدهم عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فإنا نفخر عليهم بعبادنا عبد الله بن محيريز.) وقال محمد بن حمير، عن ابن أبي عبلة، عن رجاء قال: إن كان أهل المدينة يرون ابن عمر فيهم إماماً فإنا نرى ابن محيريز فينا إماماً، وكان صموتاً معتزلاً في بيته. روى رجاء بن أبي سلمة، عن خالد بن دريك قال: كانت في ابن محيريز خصلتان ما كانتا في أحدٍ ممن أدركت، كان أبعد الناس أن يسكت عن حقٍ في الله من غضب ورضاً، وكان من أحرص الناس أن يكتم من نفسه أحسن ما عنده. وقال ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة، عن مقبل بن عبد الله الكناني قال: ما رأيت أحداً أحرى أن يستر خيراً من نفسه، ولا أقول لحق إذا رآه من ابن محيريز. ولقد رأى على خالد بن يزيد بن معاوية جبة خزٍ، فقال: أتلبس الخز فقال: إنما ألبسها لهؤلاء وأشار إلى عبد الملك فغضب ابن محيريز وقال له: ما ينبغي أن تعدل خوفك من الله بأحد من الناس. وعن الأوزاعي قال: من كان مقتدياً فليقتد بمثل ابن محيريز، فإن الله لم يكن ليضل أمةً فيها ابن محيريز. (6/408)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 409 وقال يحيى بن أبي عمرو السيباني: قال لنا ابن محيريز إني أحدثكم فلا تقولوا حدثنا ابن محيريز، فإني أخشى أن يصرعني ذلك يوم القيامة مصرعاً يسوؤني. وقال عبد الواحد بن موسى: سمعت ابن محيريز يقول: اللهم إني أسألك ذكراً خاملاً. وقال رجاء بن أبي سلمة: كان ابن محيريز يجيء إلى عبد الملك بالصحيفة فيها النصيحة فيقرئه إياها، فإذا فرغ منها أخذ الصحيفة. وعن رجاء بن حيوة قال: بقاء ابن محيريز أمانٌ للناس. وقال ضمرةٌ: مات في ولاية الوليد. وقال خليفة: مات في زمن عمر بن عبد العزيز. وعبد الله بن مرة الهمداني الكوفي. يروي عن: البراء بن عازب، وابن عمر، ومسروق. روى عنه: منصور، والأعمش. وثقه ابن معين. توفي سنة مائة. عبد الله بن مسافع) بن عبد الله الأكبر بن شيبة بن عثمان بن أبي طلحة الحجبي المكي. (6/409)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 410 سمع من: عمته صفية، وابن عمته مصعب بن عثمان. وعنه: منصور بن صفية، وابن جريج. ومات مرابطاً مع سليمان بن عبد الملك. له حديثٌ في سجود السهو في السنن. عبد الله بن وهب بن زمعة بن الأسود الأسدي الزمعي المدني الأصغر، أن أخاه عبد الله الأكبر قتل يوم الدار. عن: أم سلمة، وابن عمر، ومعاوية. وعنه: هاشم بن هاشم بن عتبة، والزهري، وسالم أبو النضر، وحفيده يعقوب بن عبد الله بن عبد الله. ذكره ابن حبان في الثقات. عبد الله بن يزيد الحبلي أبو عبد الرحمن. يذكر في الكنى. عبد الرحمن بن أبي بكرة الثقفي. أبو بحر، ويقال أبو حاتم. سمع: أباه، وعلياً. (6/410)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 411 روى عنه: محمد بن سيرين، وأبو بشر جعفر بن أبي وحشية، وخالد بن الحذاء، وآخرون. وهو أول مولود بالبصرة، وكان ثقةً جليل القدر، قد وفد مع أبيه على معاوية. قال أبو عمرو الداني: قال شعبة: كان عبد الرحمن أقرأ أهل البصرة. قال هدبة بن خالد: ثنا عبد الواحد بن صفوان: سمعت عبد الرحمن بن أبي بكرة يقول: أنا أنعم الناس، أنا أبو أربعين، وعم أربعين، وخال أربعين، وأبي أبو بكرة وعمي زياد، وأنا أول مولود ولد بالبصرة، فنحرت علي جزور. وقال مخلد بن الحسين، عن هشام، عن ابن سيرين قال: اشتكى رجل فوصف له لبن الجواميس، فبعث إلى عبد الرحمن بن أبي بكرة: ابعث إلينا بجاموسة، قال: فبعث إلى قيمه: كم حلوب لنا قال: تسعمائة. قال: ابعث بها إليه. وقد رويت هذه الحكاية لعبيد الله بن أبي بكرة،) وهي به أشبه. قال المدائني، وابن معين: توفي سنة ستٍ وتسعين. عبد الرحمن بن أذينة العبدي قاضي البصرة. يروي عن: أبيه أذينة بن سلمة، وأبي هريرة. وعنه: الشعبي، وقتادة، وأبو إسحاق، ويحيى بن أبي إسحاق الحضرمي. وثقه أبو داود. وولاه الحجاج قضاء البصرة سنة ثلاثٍ وثمانين، وبقي إلى حدود سنة خمسٍ وتسعين ومات. (6/411)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 412 عبد الرحمن بن الأسود ابن يزيد بن قيس أبو حفص النخعي الكوفي. يروي عن: أبيه، وعمه علقمة بن قيس، وعائشة، وابن الزبير. وأدرك عمر. روى عنه: الأعمش، وإسماعيل بن خالد، ومحمد بن إسحاق، وحجاج بن أرطأة، ومالك بن مغول، وزبيد اليامي، وأبو إسرائيل الملائي، وعبد الرحمن المسعودي، وأبو بكر النهشلي، وآخرون. وكان فقيهاً عابداً ثقة فاضلاً. قال حماد بن زيد: ثنا الصقعب بن زهير، عن عبد الرحمن بن الأسود قال: كان أبي يبعثني إلى عائشة رضي الله عنها، فلما احتلمت أتيتها، فناديت من وراء الحجاب: يا أم المؤمنين، ما يوجب الغسل فقالت: أفعلتها يا لكع إذا التقت المواسي. وقال إسماعيل بن أبي خالد: قلت لعبد الرحمن بن الأسود: ما منعك أن تسأل كما سأل إبراهيم قال: إنه كان يقال: جردوا القرآن. وقال زبيد، عن عبد الرحمن بن الأسود إنه كان يصلي بقومه في رمضان اثنتي عشرة ترويحةً، ويصلي لنفسه بين كل ترويحتين اثنتي عشرة ركعة، ويقرأ بهم ثلث القرآن كل ليلة، وكان يقوم بهم ليلة الفطر. (6/412)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 413 وروى مالك بن مغول، عن رجل قال: دخلت المسجد يوم جمعة، فإذا عبد الرحمن بن الأسود) قائم يصلي، فعددت له ستاً وخمسين ركعة، ثم صلى الجمعة، ثم قام، فعددت له مثلها حتى سهوت أو ترك. وقال حفص بن غياث، عن ابن إسحاق قال: قدم علينا عبد الرحمن بن الأسود حاجاً فاعتلت رجله، فقام يصلي على قدمٍ حتى أصبح. وقال موسى بن إسماعيل: ثنا ثابت بن يزيد، ثنا هلال بن خباب قال: كان عبد الرحمن بن الأسود، وعقبة مولى رويم، وسعد أبو هشام، يحرمون من الكوفة، ويصومون يوماً ويفطرون يوماً حتى يرجعوا. ويروى أن عبد الرحمن بن الأسود صام حتى أحرق الصوم لسانه. وقال الشعبي: أهل بيت خلقا للجنة، علقمة، والأسود، وعبد الرحمن. وعن الحكم قال: لما احتضر عبد الرحمن بن الأسود بكى، فقيل: ما يبكيك قال: أسفاً على الصلاة والصوم، ولم يزل يقرأ القرآن حتى مات. ورؤي له أنه من أهل الجنة. قال خليفة: مات سنة ثمانٍ أو تسعٍ وتسعين. وذكر ابن عساكر أنه وفد على عمر بن عبد العزيز. عبد الرحمن بن بشر بن مسعود الأنصاري المدني الأزرق. عن: أبي مسعود الأنصاري، وخباب، وأبي هريرة، وأبي سعيد. وعنه: إبراهيم النخعي، ومحمد بن سيرين، وأبو حصين الأسدي، وأبو بشر جعفر بن إياس، وآخرون. (6/413)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 414 عبد الرحمن بن البيلماني الشاعر روى عن: سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وابن عباس، وعمرو بن عبسة، وابن عمر، وغيرهم. روى عنه: حبيب بن أبي ثابت، وزيد بن أسلم، وربيعة الرأي، ومحمد ابنه. لينه أبو حاتم. توفي في خلافة الوليد، وقيل كان أشعر شعراء اليمن. عبد الرحمن بن جبير) المصري المؤذن يروي عن: عقبة بن عامر الجهني، وعبد الله بن عمرو، وغيرهما. روى عنه: بكر بن سوادة، وكعب بن علقمة، وعبد الله بن هبيرة، ويزيد بن أبي حبيب المصريون. قال ابن لهيعة: كان عالماً بالفرائض، وكان عبد الله بن عمرو معجباً به يقول إنه لمن المخبتين. وقال النسائي: ثقة. وقال أبو سعيد بن يونس: هو مولى نافع بن عبد عمرو القرشي العامري. شهد فتح مصر. توفي سنة سبعٍ أو ثمانٍ وتسعين. (6/414)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 415 عبد الرحمن بن عائذ الأزدي الثمالي الحمصي، أبو عبد الله، يقال له صحبة ولا يصح. روى عن: عمر، ومعاذ، وأبي ذر، وعلي، وعمرو بن عبسة، وعوف بن مالك الأشجعي، والعرباض، وغيرهم. روى عنه: محفوظ بن علقمة، وراشد بن سعد، وإسماعيل بن أبي خالد، وسليم بن عامر، ويحيى بن جابر، وثور بن يزيد، وصفوان بن عمرو. وقال يحيى بن جابر: كان من حملة العلم ويتطلبه من الصحابة وغيرهم. وقال غيره: لما مات خلف كتباً وصحفاً من علمه، وخرج مع ابن الأشعث فأسر يوم الجماجم وأدخل على الحجاج فعفا عنه. وثقه النسائي. قال بقية: حدثني ثور بن زيد قال: كان من أهل حمص يأخذون كتب ابن عائذ، فما وجدوا فيها من الأحكام، عمدوا بها على باب المسجد قناعةً بها ورضاً بحديثه. وحدثني أرطأة بن المنذر قال: اقتسم رجال من الجند كتب ابن عائذ بينهم بالميزان لقناعته فيهم. (6/415)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 416 روى جنادة بن مروان عن أبيه قال: لما أتي الحجاج بعبد الرحمن بن عائذ يوم الجماجم، وكان به عارفاً، قال: كيف أصبحت قال: كما لا يريد الله، ولا يريد الشيطان، ولا أريد، قال: ويحك ما تقول قال: نعم يريد الله أن أكون عابداً زاهداً، وما أنا كذلك، ويريد الشيطان أن أكون فاسقاً) مارقاً، وما أنا كذلك، وأريد أن أكون مخلىً في سربي آمناً في أهلي، وما أنا كذلك. فقال الحجاج: أدب عراقي ومولدٌ شامي وجيراننا إذ كنا بالطائف، خلوا عنه. عبد الرحمن بن محيريز أخو عبد الله بن محيريز الجمحي الشامي، وهو الصغير. وروى عن: فضالة بن عبيد، وزيد بن أرقم، وغيرهما. وعنه: إبراهيم بن محمد بن حاطب، ومكحول، وأبو قلابة الجرمي. صدوق. عبد الرحمن بن معاوية بن حديج الكندي التجيبي المصري. قاضي مصر لعبد العزيز بن مروان وصاحب شرطته ونائبه على مصر إذا غاب، ولهذا قال شعبة بن عفير: جمع له القضاء وخلافة السلطان. روى عن: أبيه، وأبي بصرة الغفاري، وعبد الله بن عمر. وروى عنه: يزيد بن أبي حبيب، وعقبة بن مسلم، وواهب المعافري، وسويد بن قيس. ووفد على الوليد بن عبد الملك ببيعة أهل مصر له. توفي سنة خمسٍ وتسعين. كنيته أبو معاوية، ولم يخرجوا له شيئاً. (6/416)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 417 عبد الرحمن بن يزيد بن جارية الأنصاري خ المدني، أخو مجمع، وابن أخي مجمع. ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وحدث عن: عمه، وأبي لبابة بن عبد المنذر، وخنساء بنت خذام. روى عنه: القاسم بن محمد، والزهري، وعبد الله بن محمد بن عقيل. وروي عن الأعرج قال: ما رأيت بعد الصحابة أفضل منه. وقال ابن سعد: كان ثقة، ولي قضاء المدينة في خلافة الوليد، وهو قليل الحديث. توفي عبد الرحمن سنة ثلاثٍ وتسعين. عبد الرحمن بن وعلة م ويقال ابن أسميفع السبائي المصري. عن: ابن عباس، وابن عمر.) وعنه: أبو الخير مرثد اليزني، وزيد بن اسلم، وجعفر بن ربيعة، وآخرون. (6/417)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 418 وثقه ابن معين وغيره، وكان أحد الأشراف بمصر. عبد الملك الشاب الناسك العابد ولد عمر بن عبد العزيز. قال عبد الله بن يونس الثقفي، عن سيار أبي الحكم قال: قال ابنٌ لعمر بن عبد العزيز يقال له عبد الملك: يا أبه أقم الحق ولو ساعةً من نهار. وكان يفضل على عمر. وقال يحيى بن يعلى المحاربي: ثنا بعض المشيخة قال: كنا نرى أن عمر بن عبد العزيز إنما أدخله في العبادة ما رأى من ابنه عبد الملك. وقال أبو المليح، عن ميمون بن مهران قال: قال لي عمر بن عبد العزيز: إلق عبد الملك، فأتيته فقلت لغلامه: استأذن لي، فسمعت صوته: ادخل، فدخلت، فإذا خوانٌ بين يديه، عليه ثلاثة أقرصةٍ وقصعةٌ فيها ثريد، فقال: كل فما منعني من الأكل إلا الإبقاء عليه، فاعتللت بشيء، فلما فرغ دعا غلامه وأعطاه فلوساً، فقال: جئنا بعنبٍ، فجاء بشيءٍ صالح، وكان عمر منع من العصير، فرخص العنب، فقال: الله كان منعك الإبقاء علينا فكل من هذا فإنه رخيص، قلت: من أين معاشك قال: أرضٌ لي أستدين عليها، قلت: فلعلك تستدين من رجلٍ يشق عليه وهو يحتمل ذلك لمكانك قال: لا إنما هي دراهم لصاحبتي استقرضها، قلت: أفلا أكلم أمير المؤمنين يجري عليك رزقاً، فأبى ذلك وقال: والله ما يسرني أن أمير المؤمنين أجرى علي شيئاً من صلب ماله دون إخوتي الصغار، فكيف يجري علي من فيء المسلمين. وقال فرات بن السائب، عن ميمون بن مهران، أن عمر بن عبد العزيز قال له: إن ابني عبد الملك آثر ولدي عندي، وقد زين علي علمي بفضله، (6/418)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 419 فاستثره لي تم ائتني بعلمه وعقله، فأتيته، فجاء غلامه فقال: قد أخلينا الحمام، فقلت: الحمام لك قال: لا، قلت: فما دعاك إلى أن تطرد عنه غاشيته وتدخل وحدك فتكسر على الحمامي غلته، ويرجع من جاءه متعيناً قال: أما صاحب الحمام فإني أرضيته، قلت: هذه نفقة سرفٍ يخالطها كبرٌ. قال: يمنعني أن الرعاع يدخلون بغير إزار وكرهت أدبهم على الإزار فقد وعظتني موعظةً انتفعت بها فاجعل لي من هذا فرجاً، فقلت: ادخل ليلاً، فقال: لا جرم لا أدخله نهاراً ولولا شدة) برد بلادنا ما دخلته، فأقسمت عليك لتكتمن هذه عن أبي فإني معتبك، قلت: فإن سألني: هل رأيت منه شيئاً، أتأمرني أن أكذب وإنما أبغي عقله مع ورعه فقال: معاذ الله، ولكن قل: رأيت عيباً ففطنته، له، فأسرع إلى ما أحببت، فإنه لن يسألك عن التفسير، لأن الله قد أعاذه من بحث ما ستر الله. وقال يعلى بن الحارث المحاربي: سمعت سليمان بن حبيب المحاربي قال: جلست مع عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز، فقلت: هل خصك أمير المؤمنين أو جعل لك مطبخاً أو كذا فقال: إني في كفايةٍ، ويحك يا سليمان إن الله قد أحسن إلى أمير المؤمنين، وتولاه فأحسن معونته منذ ولاه، والله لأن تخرج نفس أمير المؤمنين أحب إلى من أن تخرج نفس هذا الذباب، قلت: سبحان الله، فقال: هو في نعم الله في عنايته بالخاصة والعامة، ولست آمن عليه أن يجيئه بعض ما يصرفه عن دينه. وقال عبد الله بن صالح: حدثني يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبيه قال: قال عمر بن عبد العزيز: لولا أن أكون زين لي من أمر عبد الملك ما يزين في عين الوالد لرأيته أهلاً للخلافة. وقال جويرية: ثنا نافع قال: قال عبد الملك بن عمر لأبيه: ما يمنعك أن تمضي للذي تريد والذي نفسي بيده ما أبالي لو غلت بي وبك القدور، فقال: الحمد لله الذي جعل لي من ذريتي من يعينني على هذا الأمر، يا بني لو تأهب الناس بالذي تقول لم آمن أن ينكروها فإذا أنكروها لم أجد بداً من (6/419)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 420 السيف، ولا خير في خيرٍ لا يجيء إلا بالسيف، إني أروض الناس رياضة الصعب، فإن يطل بي عمر، فإني أرجو أن ينفذ الله مشيئتي، وإن تغدو علي منية فقد علم الله الذي أريد. وقال حسين الجعفي، عن محمد بن أبان قال: جمع عمر بن عبد العزيز قراء أهل الشام فيهم ابن أبي زكريا الخزاعي فقال: إني جمعنكم لأمر قد أهمني، هذه المظالم التي في أيدي أهل بيتي ما ترون فيها فقالوا: ما نرى وزرها إلا على من اغتصبها، فقال لابنه عبد الملك: ما ترى قال: ما أرى من قدر على ردها فلم يردها والذي اغتصبها إلا سواءً، فقال: صدقت أبي بني الحمد لله الذي جعل لي وزيراً من أهل عبد الملك ابني. وقال سفيان الثوري: قال عمر بن عبد العزيز لابنه: كيف تجدك قال: في الموت. قال: لأن تكون في ميزاني أحب إلي من أن أكون في ميزانك، فقال: والله يا أبه، لأن يكون ما تحب) أحب إلي من أن يكون ما أحب. قيل إنه عاش تسع عشرة سنة، ومات سنة مائة أو نحوها، وله حكايات في زهده وخوفه. عبد الملك بن يعلى الليثي قاضي البصر. عن أبيه، وعن رجل صحابي من قومه، وعن عمران بن حصين، وعن محمد بن عمران بن حصين. وعنه: قتادة، وأيوب السختياني، وحميد الطويل، وجماعة آخرهم (6/420)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 421 معاوية بن عبد الكريم الضال. قال ابن حبان: مات سنة مائة، كذا قال ولا أراه إلا بقي بعد ذلك، فإن قرة بن خالد، ومعاوية بن عبد الكريم رويا عنه وأدركاه. لم يخرجوا له عبيد الله بن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. سمع: أباه، وعلي بن أبي طالب، وكان كاتبه، وأبا هريرة. روى عنه: الحسن بن الحنفية، والحكم بن عتيبة، وعبد الرحمن الأعرج، وعلي بن الحسين، وابنه محمد بن علي، وابن ابنه جعفر الصادق، والزهري، وآخرون. وثقه أبو حاتم. عبيد الله بن عبد الله ع ابن عتبة بن مسعود، أبو عبد الله الهذلي المدني الضرير، أحد الفقهاء السبعة، وأخو عون. روى عن: عائشة، وأبي هريرة، وابن عباس، وأبي سعيد، وجماعة. (6/421)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 422 روى عنه: الزهري، وصالح بن كيسان، وعراك بن مالك، وأبو الزناد، وآخرون كثيرون. وكان إماماً حجةً حافظاً مجتهداً. قال: ما سمعت حديثاً قط فأشاء أن أعيه إلا وعيته. وقال عمر بن عبد العزيز: ما رويت عن عبيد الله ابن عبد الله أكثر مما رويت عن جميع الناس، ولو كان حياً ما صدرت إلا عن رأيه. وقال يعقوب بن عبد الرحمن الإسكندراني، عن أبيه قال: كنت أسمع عبيد الله يقول: ما سمعت حديثاً قط فأشاء أن أعيه إلا وعيته.) وقال مالك: كان عبيد الله بن عبد الله كثير العلم، وكان ابن شهاب يخدمه ويصحبه، حتى أن كان لينزح له الماء. وسئل عراك بن مالك: من أفقه من رأيت قال: أعلمهم سعيد بن المسيب، وأغزرهم في الحديث عروة، ولا تشاء أن تفجر من عبيد الله بحراً إلا فجرته. وقال الزهري: أدركت أربعة بحور، فذكر منهم عبيد الله. قال: وسمعت شيئاً كثيراً من العلم، فظننت أني التقيت، حتى لقيت عبيد الله بن عبد الله. وعن عمر بن عبد العزيز قال: لأن يكون لي مجلسٌ من عبيد الله أحب إلي من الدنيا. قال الواقدي: مات سنة ثمانٍ وتسعين. وقال الهيثم بن عدي: سنة سبع وتسعين. (6/422)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 423 وكان عبيد الله أيضاً من الشعراء، وقيل: هو مؤدب عمر بن عبد العزيز. وقال عبد الرحمن: رأيت الحسين يحمل جنازة عبيد الله بن عبد الله بن عتبة. عبيد الله بن عدي بن الخيار بن عدي بن نوفل النوفلي. توفي في آخر خلافة الوليد. فيحول من الطبقة الماضية إلى هنا العجاج أبو رؤبة صاحب الرجز، هو أبو الشعثاء عبد الله بن رؤية بن صخر التميمي. روى عن: أبي هريرة. وعنه: ابنه رؤبة. وفد على الوليد، ومات في خلافته بعد أن كبر وأقعد، وهو أول من رفع الرجز وشبهه بالقصيد وجعل له أوائل. ولقي بالعجاج ببيتٍ قاله. (6/423)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 424 عروة بن الزبير ع ابن العوام بن خويلد بن أسد، الإمام الفقيه أبو عبد الله القرشي الأسدي المدني. روى عن: أبيه الزبير، وعلي، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وأسامة بن زيد، وزيد بن ثابت، وحكيم بن حزام، وعائشة، وأبي هريرة، وابن عباس، وطائفة. وكان ثباً حافظاً فقيهاً عالماً بالسيرة، وهو أول من صنف المغازي.) روى عنه: بنوه هشام، وهو أجلهم، ويحيى، وعثمان، وعبد الله ومحمد، وابن أخيه محمد بن جعفر، وحفيده عمر بن عبد الله، وأبو الأسود يتيمه، وابن المنكدر، والزهري، وصالح بن كيسان، وأبو الزناد، وصفوان بن سليم، وخلق. ولد سنة تسع وعشرين: قاله مصعب. (6/424)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 425 وقال خليفة: ولد سنة ثلاث وعشرين. ومصعب أخبر بنسبه، ويقويه قول هشام بن عروة، عن أبيه قال: أذكر أن أبي الزبير كان ينقزني ويقول: (مباركٌ من ولد الصديق .......... أبيضٌ من آل أبي عتيق) ألذه كما ألذ ريقي ويقوي قول خليفة ما روى الزبير بن بكار، عن محمد بن الضحاك الحزامي قال: قال عروة: وقفت وأنا غلامٌ وقد حصروا عثمان. روى الفسوي في تاريخه عند ذكر عروة قال: حدثني عيسى بن هلال السليحي، ثنا أبو حيوة شريح بن يزيد، ثنا شعيب، عن الزهري، عن عروة قال: كنت غلاماً لي ذؤآبتان، فقمت أركع، فبصر بي عمر بن الخطاب ومعه الدرة فقررت منه، فأحضر في طلبي حتى تعلق بذؤآبتي، فنهاني، فقلت: يا أمير المؤمنين لا أعود. قلت: هذا حديث منكر مع نظافة رجاله. وقال هشام، عن أبيه قال: رددت أنا وأبو بكر بن عبد الرحمن يوم الجمل واستصغرنا. قال يحيى بن معين: كان عمره يومئذ ثلاث عشرة سنة. وقال هشام، عن أبيه: ما ماتت عائشة حتى تركتها قبل ذلك بثلاث سنين. وقال مبارك بن فضالة، عن هشام، عن أبيه قال: لقد رأيتني قبل موت عائشة بأربع حجج وأنا أقول: لو ماتت اليوم ما ندمت على حديثٍ عندها إلا (6/425)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 426 وقد وعيته. ولقد يبلغني عن الرجل من المهاجرين الحديث فآتيه فأجده قد قال، فأجلس على بابه فأسأله عنه، يعني إذا خرج. وروى عثمان بن عبد الحميد بن لاحق البصري، عن أبيه قال: قال عمر بن عبد العزيز: ما أحدٌ أعلم من عروة وما أعلمه يعلم شيئاً أجهله. وقال أبو الزناد: فقهاء المدينة أربعة: ابن المسيب، وعروة، وقبيصة، وعبد الملك بن مروان.) وقال أبو عيينة، عن الزهري قال: رأيت عروة بحراً لا تكدره الدلاء. وكان يتألف الناس على حديثه. وعن حميد بن عبد الرحمن قال: لقد رأيت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنهم ليسألون عروة. وقال معمر، عن هشام بن عروة: إن أباه حرق كتباً له، فيها فقه، ثم قال: لوددت أني كنت فديتها بأهلي ومالي. وعن أبي الزناد قال: ما رأيت أحداً أروى للشعر من عروة. وعن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال: العلم لواحدٍ من ثلاثة، لذي حسب يزينه، أو ذي دينٍ يسوس به دينه، أو مختلط بسلطان يتحفه بعلمه. ولا أعلم أحداً أشرط لهذه الخلال من عروة بن الزبير وعمر بن عبد العزيز. (6/426)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 427 وقال عبد الله بن شوذب: كان عروة يقرأ القرآن كل يوم في المصحف نظراً، ويقوم به الليل، فما تركه إلا ليلة قطعت رجله، وكان وقع فيها الأكلة فنشرها، وكان إذا كان أيام الرطب يثلم حائطه، ثم يأذن للناس فيدخلون فيأكلون ويحملون. وقال معمر، عن الزهري قال: وقعت في رجل عروة الآكلة فصعدت في ساقه، فدعا به الوليد، ثم أحضر الأطباء وقالوا: لا بد من قطع رجله، فقطعت، فما تضور وجهه. وقال عامر بن صالح، عن هشام بن عروة: إن أباه خرج إلى الوليد بن عبد الملك، حتى إذا كان بوادي القرى، وجد في رجله شيئاً فظهرت به قرحة، ثم ترقى به الوجع فلما قدم على الوليد قال: يا أبا عبد الله اقطعها. قال: دونك، فدعا له الطبيب وقال له: اشرب المرقد. فلم يفعل، فقطعها من نصف الساق، فما زاد على أن يقول: حس حس. فقال الوليد: ما رأيت شيخاً قط أصبر من هذا. وأصيب عروة في هذا السفر بابنه محمد، ركضته بغلةٌ في إصطبل، فلم نسمع منه كلمةً في ذلك، فلما كان بوادي القرى قال: لقد لقينا من سفرنا هذا نصباً اللهم كان لي بنون سبعة فأخذت منهم واحداً وأبقيت لي ستةً، وكان لي أطرافٌ أربعةٌ فأخذت طرفاً وأبقيت ثلاثةً، فإن ابتليت لقد عافيت، ولئن أخذت لقد أبقيت. ولهذه الحكاية طرق.) وعن عبد الله بن عروة أن أباه نظر إلى رجله في الطست فقال: الله (6/427)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 428 يعلم أني ما مشيت بها إلى معصية قط، وأنا أعلم. وقال هشام بن عروة: كان أبي يسرد الصوم، ومات وهو صائم، جعلوا يقولون له: أفطر، فلم يفطر، وأقام بمكة ابن الزبير تسع سنين وأبي معه. وعن أبي الأسود أن عبد الله بن عمر زوج بنته سودة من عروة. وقال علي بن المديني: ثنا سفيان قال: قتل ابن الزبير، فسار عروة من مكة بالأموال، فأودعها بالمدينة، وأسرع إلى عبد الملك، فقدم عليه قبل وصول الخبر، فقال للبواب: قل لأمير المؤمنين: أبو عبد الله بالباب، فقال: من أبو عبد الله قال: قل له كذا، فدخل، فقال: ها هنا رجلٌ عليه أثر السفر، قال: كيت وكيت. قال: ذاك عروة بن الزبير فأذن له، فلما رآه زال عن موضعه، وجعل يسأله: كيف أبو بكر، يعني ابن الزبير قال: قتل رحمه الله، قال: فنزل عن السرير فسجد، فكتب إليه الحجاج: إن عروة قد خرج والأموال عنده، قال: فكلمه عبد الملك في ذلك، فقال: ما تدعون الشخص حتى يأخذ بسيفه فيموت كريماً فلما رأى ذلك، كتب إلى الحجاج أن أعرض عن ذلك. وقال هشام بن عروة: ما سمعت أحداً من أهل الأهواء يذكر أبي بشرٍ. وقال معاوية بن إسحاق، عن عروة قال: ما بر والده من شد طرفه إليه. وقال نوفل بن عمارة، عن هشام بن عروة قال: لما فرغ أبي من بناء قصره بالعقيق، وحفر بئاره، دعا جماعةً فأطعمهم. (6/428)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 429 وقال أبو ضمرة، عن هشام قال: لما اتخذ قصره بالعقيق قالوا: جفوت مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إني رأيت مساجدهم لاهية، وأسواقهم لاغية، والفاحشة في فجاجهم عالية، فكان فيما هنالك عما هم فيه عافية. قال أبو نعيم، وابن المديني، وخليفة: مات سنة ثلاث وتسعين. وقال الهيثم، والواقدي، والفلاس: سنة أربع وتسعين. وقال يحيى بن بكير: سنة خمس. عروة بن المغيرة بن شعبة أبو يعفور، أخو عقار، وحمزة.) ولي بالكوفة الصلاة زمن الوليد، وكان سيد ثقيفٍ في وقته. روى عن: أبيه، وعائشة. وعنه: الحسن البصري، وبكر بن عبد الله المزني، ونافع بن جبير بن مطعم، وآخرون. عطاء بن فروخ الحجازي ن ق عن: عثمان بن عفان، وعبد الله بن عمرو. وعنه: علي بن زيد بن جدعا، ويونس بن عبيد. وثقه ابن حبان. (6/429)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 430 عطاء بن مينا المدني وقيل البصري روى عن: أبي هريرة. وكان من صلحاء الناس وفضلائهم. روى عنه: سعيد المقبري، وأيوب بن موسى، وعمرو بن دينار، والحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب. عطاء بن يسار قيل سنة أربعٍ وتسعين، وقيل سنة سبعٍ وتسعين، وقيل: سنة ثلاثة ومائة، كما يأتي إن شاء الله تعالى. عقبة بن وساج الأزدي البصري روى عن: عمران بن حصين، وعبد الله بن عمرو، وأنس، وغيرهم. روى عنه: قتادة، ويحيى السيباني، وإبراهيم بن أبي عبلة، وأبو عبيدة حاجب سليمان. ونزل الشام. (6/430)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 431 قال ابن معين: ثقة. علقمة بن وائل بن حجر م الحضرمي الكندي أخو عبد الجبار. روى عن: أبيه، والمغيرة بن شعبة. روى عنه: سماك بن حرب، وعبد الملك بن عمير، وعمرو بن مرة، وعوف الأعرابي، وآخرون.) علي بن الحسين بن الإمام علي ابن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي المدني زين (6/431)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 432 العابدين، أبو الحسن ويقال أبو الحسين، ويقال: أبو محمد، ويقال: أبو عبد الله. روى عن: أبيه، وعمه الحسن، وابن عباس، وعائشة، وأبي هريرة، وجابر، ومسور بن مخرمة، وأم سلمة، وصفية أمي المؤمنين، وسعيد بن المسيب، ومروان، وغيرهم. روى عنه: بنوه محمد الباقر، وزيد، وعمر، وعبد الله، وعاصم بن عمر بن قتادة، والحكم بن عتيبة، وهشام بن عروة، ومسلم البطين، والزهري، وزيد بن أسلم، وأبو الزناد، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وعبد الله بن مسلم بن هرمز. وحضر مصرع والده الشهيد بكربلاء، وقدم إلى دمشق، ومسجده بها معروف بالجامع. قال الفسوي: ولد سنة ثلاث وثلاثين. وقال ابن سعد: أمه غزالة، وأخوه علي الأكبر قتل مع أبيه. وقال القعنبي: ثنا محمد بن هلال: رأيت علي بن الحسين يعتم بعمامةٍ بيضاء يرخيها من ورائه. وقال الزهري: ما رأيت قرشياً أفضل من علي بن الحسين، وكان مع أبيه يوم قتل، وله ثلاث وعشرون سنة، وهو مريض، فقال عمر بن سعد بن أبي وقاص: لا تعرضوا لهذا المريض. قال: وكان علي من أحسن أهل بيته طاعةً وأحبهم إلى مروان وإلى عبد الملك. (6/432)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 433 وقال زيد بن أسلم: ما رأيت فيهم مثل علي بن الحسين قط. وقال أبو حازم الأعرج: ما رأيت هاشمياً أفضل من علي بن الحسين. وقال زيد بن أسلم: كان من دعاء علي بن الحسين: اللهم لا تكلني إلى نفسي فأعجز عنها، ولا تكلني إلى المخلوقين فيضيعوني. وقال حجاج بن أرطأة، عن أبي جعفر أن أباه علي بن الحسين قاسم الله ماله مرتين، وقال: إن الله يحب المؤمن المذنب التواب. وقال أبو حمزة الثمالي: إن علي بن الحسين كان يحمل الخبز على ظهره بالليل يتتبع به المساكين في ظلمة الليل، ويقول: إن الصدقة في ظلمة الليل تطفئ غضب الرب. وقال جرير بن عبد الحميد، عن شيبة بن نعامة: قال: كان علي بن الحسين يبخل، فلما مات) وجدوه يعول مائة أهل بيت بالمدينة. وقال سعيد بن مرجانة: أعتق علي بن الحسين غلاماً أعطاه به عبد الله بن جعفر عشرة آلاف درهم. وقال الزهري: أخبرني علي بن الحسين أنهم لما رجعوا من الطف كان أتى به يزيد أسيراً في رهطٍ هو رابعهم. (6/433)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 434 وعن سعيد بن المسيب قال: ما رأيت رجلاً أورع من علي بن الحسين. وقال المدائني: عن سعيد بن خالد، عن المقبري قال: بعث المختار بن أبي عبيد إلى علي بن الحسين بمائة ألف درهم فكره أن يقبلها، وخاف أن يردها، فأخذها فاحتبسها عنده، فلما قتل المختار، كتب في أمرها إلى عبد الملك، فكتب إليه: يا بن عم خذها فقد طيبتها لك. وقال المدائني، عن عبد الله بن أبي سليمان: كان علي بن الحسين إذا مشى لا يخطر بيده، وكان إذا قام إلى الصلاة أخذته رعدةٌ فقيل له في ذلك، فقال: تدرون بين يدي من أقوم ومن أناجي. وقال ابن المديني: ثنا عبد الله بن هارون بن أبي عيسى، حدثني أبي، عن حاتم بن أبي صغيرة قال: دخل علي بن الحسين على محمد بن أسامة بن زيد في مرضه، فجعل يبكي، فقال: ما شأنك قال: علي دينٌ. قال: كم قال: بضعة عشر ألف دينار، قال: فهي علي. وعن علي بن الحسين قال: إني لأستحيي من الله أن أسأل للأخ من إخواني الجنة وأبخل عليه بالدنيا، فإذا كان يوم القيامة قيل لي: لو كانت الجنة بيدك لكنت بها أبخل وأبخل. وقال ابن أبي فديك، عن ابن أبي ذئب، عن الزهري: سألت علي ابن الحسين عن القرآن فقال: كتاب الله وكلامه. وقال عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه: سأل رجلٌ علي بن الحسين: (6/434)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 435 ما كان منزلة أبي بكر وعمر من النبي صلى الله عليه وسلم فقال: كمنزلتهما الساعة، وأشار بيده إلى القبر. وقال أبو عبيدة، عن أبي إسحاق الشيباني، عن القاسم بن عوف الشيباني قال: قال علي بن الحسين جاءني رجل فقال: جئتك في حاجة وما جئتك حاجاً ولا معتمراً، قلت: وما حاجتك قال: جئت لأسألك متى يبعث علي، فقلت له: يبعث والله يوم القيامة ثم تهمه نفسه. وقال الثوري، عن عبيد الله بن موهب قال: جاء قوم إلى علي بن الحسين فأثنوا عليه، فقال: ما) أجرأكم وأكذبكم على الله، نحن من صالحي قومنا فحسبنا أن نكون من صالحيهم. وقال يحيى بن سعيد الأنصاري: سمعت علي بن الحسين وكان أفضل هاشمي أدركته يقول: يا أيها الناس أحبونا حب الإسلام. فما برح بنا حبكم حتى صار علينا عاراً. وقال الأصمعي: لم يكن للحسين عقبٌ إلا من ابنه علي، ولم يكن لعلي ولد إلا من بنت عمه أم عبد الله بنت الحسن، فقال له مروان: لو اتخذت السراري لعل الله أن يرزقك منهن. فقال: ما عندي ما أشري به. قال: فأنا أقرضك، فأقرضه مائة ألف درهم فاتخذ السراري، فولد له جماعة، لم يأخذ منه مروان ذلك المال. وقال ابن عيينة: حج علي بن الحسين، فلما أحرم أصفر لونه وانتفض، (6/435)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 436 ووقه عليه الرعدة ولم يستطع أن يلبي، فقيل له: مالك لا تلبي قال: أخشى أن أقول لبيك، فيقال لي: لا لبيك، فلما لبى غشي عليه، وسقط من راحلته، ولم يزل يعتريه ذلك حتى قضى حجه. وقال مالك: أحرم علي بن الحسين، فلما أراد أن يقول: لبيك، أغمي عليه حتى سقط من ناقته، فهشم، ولقد بلغني أنه كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة. قال: وكان يسمى بالمدينة: زين العابدين لعبادته. وقال أحمد بن عبد الأعلى الشيباني: حدثني أبو يعقوب المدني قال: كان بين حسن بن حسن وبين علي بن الحسين شيء، فجاء حسن فما ترك شيئاً إلا قاله وعلي ساكت، فذهب حسن، فلما كان الليل أتاه علي، فقرع بابه، فخرج إليه، فقال له: يا بن عم إن كنت صادقاً فغفر الله لي، وإن كنت كاذباً فغفر الله لك، والسلام عليك. فالتزمه حسن وبكى حتى رثى له. قال أبو نعيم: ثنا عيسى بن دينار ثقة قال: سألت أبا جعفر عن المختار فقال: قام علي بن الحسين على باب الكعبة فلعن المختار، فقال له رجلٌ: جعلت فداك، تلعنه وإنما ذبح فيكم قال: إنه كان يكذب على الله وعلى رسوله. وقال أبو نعيم: ثنا أبو إسرائيل، عن الحكم، عن أبي جعفر قال: إنا لنصلي خلفهم في غير تقية، وأشهد على أبي أنه كان يصلي خلفهم في غير تقية. وقال عمر بن حبيب شيخٌ للمدائني عن يحيى بن سعيد قال: قال (6/436)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 437 علي بن الحسين: والله ما قتل عثمان على وجه الحق. قال غير واحد: كان علي بن الحسين يخضب بالحناء والكتم، وروي أنه كان له كساءٌ أصفر) يلبسه يوم الجمعة. وقال عثمان بن حكيم: رأيت على علي بن الحسين كساء خز وجبة خز. وروى مالك بن إسماعيل، عن حسين، عن زيد بن علي، عن عمه أن علي ابن الحسين كان يشتري كساء الخز بخمسين ديناراً يشتو فيه، ثم يبيعه ويتصدق بثمنه. وقال القعنبي: ثنا محمد بن هلال قال: رأيت علي بن الحسين يعتم ويرخي خلف ظهره. وقال الزبير بن بكار: ثنا عمي ومحمد بن الضحاك ومن لا أحصي أن علي بن الحسين قال: ما أود أن لي بنصيبي من الذل حمر النعم. وقال إبراهيم بن المنذر: ثنا حسين بن زيد، ثنا عمر بن علي أن علي بن الحسين كان يلبس كساء خز بخمسين ديناراً، يلبسه في الشتاء، فإذا كان الصيف تصدق بثمنه، ويلبس في الصيف ثوبين ممشقين من ثياب مصر، ويقرأ: قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق. وعن جعفر الصادق أن علي بن الحسين كان إذا سار على بغلته في (6/437)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 438 سكك المدينة، لم يقل لأحدٍ: الطريق، وكان يقول: الطريق مشترك ليس لي أن أنحي عنه أحداً. وروي أن هشام بن عبد الملك حج قبل الخلافة، فكان إذا أراد استلام الحجر زوحم عليه، وكان علي بن الحسين إذا دنا من الحجر تفرقوا عنه إجلالاً له، فوجم لذلك هشام وقال: من هذا فما أعرفه وكان الفرزدق واقفاً فقال: (هذا الذي تعرف البطحاء وطأته .......... والبيت يعرفه والحل والحرم)

(هذا ابن خيرٍ عباد الله كلهم .......... هذا التقي النقي الطاهر العلم)

(إذا رأته قريشٌ قال قائلها .......... إلى مكارم هذا ينتهي الكرم)

(يكاد يمسكه عرفان راحته .......... ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم)

(يغضي حياءً ويغضى من مهابته .......... فلا يكلم إلا حين يبتسم)

(هذا ابن فاطمةٍ إن كنت جاهله .......... بجده أنبياء الله قد ختموا) وهي طويلة مشهورة، فأمر هشام بحبس الفرزدق، فحبس بعسفان. وبعث إليه علي بن الحسين باثني عشر ألف درهم، وقال: اعذر أبا فراسٍ، فردها وقال: ما قلت ذلك إلا غضباً لله ولرسوله، فردها علي وقال: بحقي عليك لما قبلتها فقد علم الله نيتك ورأى) مكانك، وقبلها. وهجا هشاماً بقوله: (أيحبسني بين المدينة والتي .......... إليها قلوب الناس يهوي منيبها)

(يقلب رأساً لم يكن رأس سيدٍ .......... وعينين حولاوين بادٍ عيوبها) (6/438)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 439 قلت: وليس للحسين رضي الله عنه عقبٌ إلا من زين العابدين، وأمه أمةٌ، وهي سلافة بنت يزدجرد آخر ملوك فارس. وقيل: غزالة كما تقدم، خلف عليها بعد الحسين مولاه زبيد فولدت له عبد الله بن زبيد، قاله محمد ابن سعد. وهي عمة أم الخليفة يزيد بن الوليد. قال أبو جعفر الباقر: عاش أبي ثمانين وخمسين سنة. وقال الواقدي: حدثني حسين بن علي بن الحسن أن أباه مات سنة أربعٍ وتسعين، وكذا قال البخاري، وأبو عبيد، والفلاس، وروى عن جعفر ابن محمد. وقال يحيى بن عبد الله بن حسن بن الهاشمي الحسني: مات في رابع عشر ربيع الأول ليلة الثلاثاء. وقال أبو نعيم وخليفة: توفي سنة اثنتين وتسعين. وقال ابن معين: سنة ثلاثٍ. وقال يحيى بن بكير: سنة خمس. والأول الصحيح. علي بن ربيعة الوالبي الأسدي الكوفي أبو المغيرة. روى عن: علي، والمغيرة بن شعبة، وأسماء بن الحكم الفزاري، وابن عمر. روى عنه: سعد بن عبيد الطائي، وسلمة بن كهيل، وعثمان بن المغيرة، وعاصم بن بهدلة، وأبو إسحاق، وإسماعيل بن عبد الملك بن أبي الصفيراء. وثقه ابن معين. (6/439)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 440 علي بن عبد الله الأزدي م الكوفي البارقي، أبو عبد الله بن أبي الوليد. سمع: أبا هريرة، وابن عمر. وعنه: يعلى بن عطاء، وأبو الزبير، وموسى بن عقبة، وحميد الطويل، وآخرون. عمارة بن عمير الليثي ع أبو سليمان الكوفي.) روى عن: علقمة والأسود، وشريح القاضي، والحارث بن سويد، وأبي عطية الوادعي. روى عنه: الحكم بن عتيبة وزبيد اليامي، ومنصور الأعمش. قال ابن المديني: له ثمانين حديثاً. وقال غيره: توفي في خلافة سليمان، وكان ثقة نبيلاً. عمر بن عبد الله بن الأرقم الزهري. عن: سبيعة الأسلمية. عمرو بن أوس بن أبي أوس الثقفي المكي. (6/440)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 441 روى عن: أبيه، وعبد الله بن عمرو، وأبي رزين العقيلي، وعبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، وجماعة. روى عنه: محمد بن سيرين، وعمرو بن دينار، وأبو إسحاق السبيعي، وعبد الرحمن بن البيلماني. وكان من الفقهاء الثقات. عمرو بن الحارث أبو عبد الله العامري مولاهم الدمشقي. كان على خاتم الوليد بن عبد الملك. عن: عائشة، ومحمود بن الربيع، وأبي بحرية عبد الله بن قيس. وعنه: الزهري، وإسحاق بن أبي فروة. عمرو بن سلمة الجرمي أحسبه بقي إلى بعد التسعين. وقد تقدم. عمرو بن الشريد سوى ت بن سويد الثقفي الطائفي. (6/441)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 442 روى عن: أبيه، وأبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم، وسعد بن أبي وقاص. روى عنه: عمرو بن شعيب، وبكير بن عبد الله بن الأشج، ويعلى بن عطاء، وإبراهيم بن) ميسرة. وثقه أحمد العجلي. عمرو بن سليم بن خلدة الزرقي المدني. روى عن: أبي حميد الأنصاري، وأبي قتادة الحارث بن ربعي، وأبي هريرة، وأبي سعيد. روى عنه: سعيد المقبري، وبكير بن الأشج، وعامر بن عبد الله بن الزبير، والزهري، ومحمد بن يحيى بن حبان، وجماعة. عمرو بن مالك الجنبي المصري روى عن: فضالة بن عبيد، وأبي سعيد الخدروي. روى عنه: أبو هانيء حميد بن هانيء، ومحمد بن شمير الرعيني. وثقه ابن معين. عمران بن الحارث أبو الحكم السلمي الكوفي. سمع: ابن عباس، وابن عمر. (6/442)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 443 روى عنه: سلمة بن كهيل، وقتادة، وحصين بن عبد الرحمن. وهو قليل الحديث. عمرة بنت عبد الرحمن ابن سعد بن زرارة الأنصارية المدنية الفقيهة. كانت في حجر عائشة فأكثرت عنها، وروت أيضاً عن: أم سلمة، ورافع بن خديج، وأختها لأمها أم هشام بنت حارثة بن النعمان. روى عنها: ابنها أبو الرجال محمد بن عبد الرحمن، وابناه حارثة، ومالك، وابن أختها أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وابناه محمد، وعبد الله، والزهري، ويحيى بن سعيد، وآخرون. وكان ثقة حجةً خيرةً كثيرة العلم. روى الزهري وفي الإسناد إليه ابن لهيعة أن القاسم بن محمد قال له: إن كنت تريد حديث عائشة فعليك بعمرة فإنها من أعلم الناس بحديثها، وكانت تحت حجرها. توفيت سنة ثمانٍ وتسعين، ويقال: سنة ستٍ ومائة.) روى أيوب بن سويد، عن يونس، عن الزهري، عن القاسم بن محمد أنه قال لي: يا غلامٌ أراك تحرص على طلب العلم، أفلا أدلك على وعائه قلت: بلى. قال: عليك بعمرة فإنها كانت في حجر عائشة، فأتيتها فوجدتها بحراً لا ينزف. (6/443)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 444 عنبسة بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية أبو خالد، ويقال أبو أيوب، أخو عمرو الأشدق. روى عن: أبي هريرة، وأنس بن مالك. روى عنه: أبو قلابة، والزهري، وأسماء بن عبيد، ومحمد بن عمرو بن علقمة. وثقه ابن معين. وقال الدارقطني: كان جليساً للحجاج. عوف بن الحارث الأزدي المدني رضيع عائشة وابن أختها لأمها. روى عن: عائشة، وأخيه رميثة بنت الحارث، وأبي هريرة، وأم سلمة. روى عنه: الزهري، وعامر بن عبد الله بن الزبير، وبكير بن الأشج، وهشام بن عروة. العلاء بن زياد ابن مطر بن شريح، أبو نصر العدوي البصري. (6/444)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 445 أرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً. وحدث عن: عمران بن حصين، وأبي هريرة، وعياض بن حماد المجاشعي، ومطرف بن عبد الله بن الشخير، وغيرهم. وعنه: الحسن، وأسيد بن عبد الرحمن الخثعمي، وقتادة، ومطر الوراق، وإسحاق بن سويد العدوي، وأوفى بن دلهم، وجماعة. وقد كان زاهداً خاشعاً قانتاً لله بكاءً. له ترجمة في حلية الأولياء. ذكر ابن حبان أنه توفي بالشام في آخر ولاية الحجاج سنة أربعٍ وتسعين. قال قتادة: كان العلاء بن زياد قد بكى حتى غشي بصره، وكان إذا أراد أن يتكلم أو يقرأ جهشه البكاء، وكان أبوه زياد بن مطر قد بكى حتى عمي. وعن عبد الواحد بن زيد قال: أتى رجل العلاء بن زياد فقال: أتاني آتٍ في منامي وقال: ائت) العلاء بن زياد فقل له: لم تبك، قد غفر لك. فبكى، وقال: الآن حين لا أهدأ. وقال سلمة بن سعيد: رأى العلاء بن زياد أنه من أهل الجنة، فمكث ثلاثاً لا ترقأ له دمعةٌ ولا يكتحل بنوم، ولا يذوق طعاماً، فأتاه الحسن فقال: أي أخي، أتقتل نفسك أن بشرت بالجنة، فازداد بكاءً على بكائه، فلم يفارقه (6/445)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 446 الحسن رضي الله عنه حتى أمسى، وكان صائماً فطعم شيئاً. رواها محمد بن الحسن البرجلاني، عن عبيد الله بن محمد العبسي، عن سلمة. وقال جعفر بن سليمان الضبعي: سمعت مالك بن دينار يسأل هشام بن زياد العدوي قلت هو أخو صاحب الترجمة عن هذا الحديث، فحدثنا به يومئذ، قال: تجهز رجل من أهل الشام للحج، فأتاه آتٍ في منامه: ائت البصرة، فائت بها الحسن بن زياد فإنه رجل ربعةٌ أقصم الثنية بسامٌ فبشره بالجنة، فقال: رؤيا ليست بشيء. فأتاني في الليلة الثانية، ثم في الليلة الثالثة، وجاءه بوعيدٍ، فأصبح وتجهز إلى العراق، فلما خرج من البيوت، إذا الذي أتاه في منامه يسير بين يديه، فإذا نزل فقده، فلم يزل حتى دخل البصرة، قال هشام: فوقف على باب العلاء، فخرجت إليه، فقال لي: أنت العلاء فقلت: لا، وقلت: أنزل رحمك الله فضع رحلك، فقال: لا، أين العلاء، فقلت: في المسجد، وأتيت العلاء فصلى ركعتين، وجاء، فلما رأى الرجل تبسم فبدت ثنيته فقال: هذا والله صاحبي، فقال العلاء: هلا حططت رحل الرجل، ألا أنزلته، قال: قلت له فأبى، فقال العلاء: انزل رحمك الله، فقال: أخلني، فدخل العلاء منزله وقال: يا أسماء تحولي إلى المنزل الآخر، ودخل الرجل وبشره برؤياه، ثم خرج، فركب، قال: وقام العلاء فأغلق بابه وبكى ثلاثة أيام، أو قال: سبعة أيام، لا يذوق فيها طعاماً ولا شراباً ولا يفتح بابه، فسمعته يقول في حال بكائه: أنا أنا، وكنا نهابه أن نفتح بابه، وخشيت أن يموت، فأتيت الحسن، فذكرت ذلك له، فجاء فدق عليه، ففتح وبه من الضر شيءٌ الله به عليم، وكلمه الحسن، ثم قال: رحمك الله ومن أهل الجنة إن شاء الله، أفقاتلٌ نفسك أنت قال هشام: فحدثنا العلاء لي وللحسن بالرؤيا، وقال: لا تحدثوا بها ما كنت حياً. (6/446)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 447 وقال قتادة، عن العلاء بن زياد قال: ما يضرك شهدت على مسلم بكفرٍ أو قتلته. وقال هشام بن حسان: كان قوت العلاء بن زياد رغيفاً كل يوم، قال: وكان يصوم حتى يخضر، ويصلي حتى يسقط، فدخل عليه أنس والحسن فقالا: إن الله لم يأمرك بهذا كله، فقال: إنما أنا عبدٌ مملوكٌ لا أدع من الاستكانة شيئاً إلا جئته.) وقال هشام بن حسان، عن أوفى بن دلهم قال: كان للعلاء بن زياد مالٌ ورقيقٌ، فأعتق بعضهم وباع بعضهم، وتعبد، وبالغ، فكلم في ذلك، فقال: إنما أتذلل لله لعله يرحمني. قلت: علق البخاري في تفسير حم المؤمن قولاً في: لا تقنطوا من رحمة الله. وروى حميد بن هلال، عن العلاء بن زياد قال: رأيت في النوم الدنيا عجوزاً شوهاء هتماء، عليها من كل زينة ولحية، والناس يتبعونها، فقلت: ما أنت قالت: الدنيا، قلت: أسأل الله أن يبغضك إلي. قالت: نعم إن أبغضت الدراهم. العيزار بن حريث العبدي الكوفي. (6/447)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 448 روى عن: ابن عباس، والنعمان بن بشير، والحسين بن علي، وعروة البارقي. روى عنه: ابنه الوليد، وأبو إسحاق السبيعي، ويونس بن أبي إسحاق السبيعي، وجرير بن أيوب البجلي. وثقه ابن معين، وكأنه تأخر. عيسى بن طلحة بن عبيد الله القرشي التيمي المدني، أبو محمد. روى عن: أبيه، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمرو، ومعاوية. روى عنه: محمد بن إبراهيم التيمي، وطلحة بن يحيى، والزهري، وغيرهم. وكان من حلماء قريش وأشرافهم، وفد على معاوية. وثقه ابن معين. روى أيوب بن عباية، عن سليمان بن مرباع قال: دخل رجلٌ إلى عيسى بن طلحة فأنشد عيسى: (يقولون: لو عزيت قلبك لارعوى .......... فقلت: وهل للعاشقين قلوب)

(عدمت فؤادي كيف عذبه الهوى .......... أما لفؤادي من هواه طبيب) (6/448)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 449 فقام الرجل فأسبل إزاره ومضى إلى باب الحجرة يتبختر ثم يرجع، حتى عاد لمجلسه طرباً، وقال: أحسنت، فضحك عيسى وجلساؤه لطربه. مات عيسى في حدود سنة مائة.) عيسى بن هلال الصدفي المصري. عن: عبد الله بن عمرو. روى عنه: دراج أبو السمح، وكعب بن علقمة، ويزيد بن أبي، وعياش بن عباس المصريون. (6/449)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 450 4 (الغين) غزوان أبو مالك الغفاري كوفي. يروي عن: ابن عباس، والبراء، وعبد الرحمن بن أبزى. وعنه: سلمة بن كهيل، وحصين، وإسماعيل السدي. وثقه ابن معين. وهو بالكنية أشهر. غزوان بن يزيد الرقاشي البصري أحد الخائفين، أصاب ذراعه شرارةٌ فلما آلمته حلف أن لا ياره الله ضاحكاً حتى يعلم أفي الجنة هو أم في النار، فلبث أربعين سنةً لم ير ضاحكاً مكشراً. رواها إبراهيم بن عجلان، عن يزيد الرقاشي أن غزوان أصاب ذراعه، فقيل إنه بلغ الحسن فقال: عزم غزوان ففعل. وروى يحيى بن كثير، عن شيخ له أن غزوان كان إذا سافر هدم خصه فإذا رجع أعاده. (6/450)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 451 غنيم بن قيس م أبو العنبر المازني الكعبي البصري. أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ووفد على عمر رضي الله عنه، وغزا مع عتبة بن غزوان. وروى عن: أبيه، وسعد بن أبي وقاص، وأبي موسى الأشعري. روى عنه: ثابت بن عمارة، وسليمان التيمي، وخالد بن الحذاء، وعاصم الأحول، وسعيد الجريري. وكان من جلة البصريين. (6/451)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 452 4 (الفاء) ) فروة بن مجاهد اللخمي الفلسطيني. أرسل حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، وحدث عن عقبة بن عامر، وغيره. روى عنه: حسان بن عطية، والمغيرة بن المغيرة الرملي، وأسيد بن عبد الرحمن. قال ابن أبي حاتم: كانوا لا يشكون أنه من الأبدال. وقال الوليد بن مسلم: أخبرني مغيرة بن مغيرة، عن فروة بن مجاهد أخبرهم أن طاغية الروم لما دعاه وأصحابه إلى قتال برجان ووعدهم تخلية سبيلهم إن نصرتهم عليهم، فأجبناه إلى ذلك، فقال لي أصحابي: كيف نقاتلهم بلا دعوة إلى الإسلام فقلت: لا يجيبنا الطاغية، ولكني سأرفق، فقلت للطاغية: إن رأيت أن تأذن لنا في إقامة الصلاة، ونجمعها معشر المسلمين بين الصفين، ثم قولوا أنتم: جاءنا مددٌ من العرب، فتكون صلاتنا مصدقاً لما قلتم من ذلك فأجابنا إلى ذلك، وأقمنا الصلاة، فصلينا، ثم قاتلناهم، فنصرنا الله عليهم، وخلى سبيلنا. (6/452)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 453 الفضيل بن زيد أبو سنان الرقاشي أحد زهاد البصرة وعبادها، له ذكرٌ توفي سنة خمسٍ وتسعين. (6/453)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 454 4 (القاف) قتيبة بن مسلم ابن عمرو بن الحصين بن ربيعة، أبو حفصٍ الباهلي. أمير خراسان كلها بعد إمرة الري، وكان من الشجاعة والجزم والرأي بمكانٍ، وهو الذي افتتح خوارزم وبخارى وسمرقند، وقد كانوا كفروا ونقضوا، ثم افتتح فرغانة والترك في سنة خمسٍ وتسعين. وولي خراسان عشر سنين. وقد سمع، من: عمران بن حصين، وأبي سعيد الخدري. ولما مات الوليد بن عبد الملك نزع الطاعة، فلم يوافقه على ذلك أكثر الناس. (6/454)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 455 وكان قتيبة قد عزل وكيع بن حسان بن قيس الغداني عن رياسة تميم، فحقد عليه، وسعى في تأليب الجند، ثم وثب على قتيبة في أحد عشر من أهله، فقتلوه في ذي الحجة سنة تسعٍٍ وتسعين، وله ثمان وأربعون سنة. وقتل أبو صالح، أبوه، مع مصعب بن الزبير.) وباهلة قبيلة منحطةٌ بين العرب، كما قيل: (وما ينفع الأصل من هاشمٍ .......... إذا كانت النفس من باهله) وقال آخر: (ولو قيل للكلب يا باهلي .......... عوى الكلب من لؤم هذا النسب) وعن قتيبة أنه قال لهريرة بن مسروح: أي رجلٍ أنت، لو كان أخوالك من غير سلول فلو بادلت بهم. قال: اصلح الله الأمير، بادل بهم من شئت وجنبني باهلة. وقيل: لبعضهم: أيسرك أنك باهلي وأنك دخلت الجنة قال: أي والله بشرط أن لا تعلم أهل الجنة أني باهلي. ويروى أن أعرابياً لقي آخر فقال: ممن أنت قال: من باهلة، فرثى له الأعرابي، فقال: وأزيدك، إني لست من صميمهم بل من مواليهم، فأخذ الأعرابي يقبل يديه ويقول: ما ابتلاك الله بهذه الرزية في الدنيا إلا وأنت من أهل الجنة. (6/455)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 456 قلت: قتيبة لم ينل ما ناله بالنسب، بل بالشجاعة والرأي والدهاء والسعد وكثرة الفتوحات. قرة بن شريك بن مرثد بن حرام العبسي القنسريني، أمير مصر من قبل الوليد، وكان ظالماً فاسقاً جباراً. قال أبو سعيد بن يونس: كان خليعاً، مات على إمرة مصر في سنة ستٍ وتسعين، بعد أن وليها سبع سنين، أمره الوليد ببناء جامع الفسطاط والزيادة فيه، قال: وقيل إنه كان إذا انصرف الصناع من بناء الجامع دخله فدعا بالخمر والطبل والمزمار ويقول: لنا ليلٌ ولهم نهار، وكان من أظلم خلق الله. همت الإباضية باغتياله، وتبايعوا على ذلك، فعلم بهم، فقتلهم. قال ابن شوذب وغيره: قال عمر بن عبد العزيز: الوليد بالشام، والحجاج بالعراق، وعثمان بن حيان المري بالحجاز، وقرة بمصر، امتلأت الأرض والله جوراً. ويروى أن نعي الحجاج وقرة وردا على الوليد في يوم واحد، وليس بشيء، فإن قرة عاش بعد الحجاج ستة أشهرٍ. قزعة بن يحيى أبو الغادية البصري، مولى زياد ابن أبيه، وقيل مولى غيره. (6/456)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 457 حدث عن: أبي هريرة، وأبي سعيد، وابن عمر، وعبد الله بن عمر.) وروى عنه: مجاهد، وقتادة، وعمرو بن دينار، وعبد الملك بن عمير، وربيعة بن يزيد القصير، وعاصم الأحول، وعروة بن رويم، وآخرون. وكان كثير الحج، ويسبق الحجاج إلى مكة في أيام معاوية. وهو من الثقات. قسامة بن زهير المازني البصري. حدث عن: أبي موسى الأشعري، وأبي هريرة. روى عنه: قتادة، وهشام بن حسان، وعوف الأعرابي. قال ابن سعد: كان ثقةً إن شاء الله، قال: وتوفي في إمرة الحجاج.. قلت: وقع حديثه عالياً في القطيعيات. قيس بن أبي حازم عبد عوف بن الحارث، ويقال عوف بن عبد الحارث الأحمسي (6/457)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 458 البجلي، من كبار علماء الكوفة. توفي النبي صلى الله عليه وسلم وقيس في الطريق قد قدم ليبايعه، ولأبيه صحبة. روى عن: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، ومعاذ، وخالد بن الوليد، والزبير، وابن مسعود، وحذيفة، وخباب بن الأرت، وسعد بن أبي وقاص، وأبي موسى، وجرير بن عبد الله، وطائفة من المهاجرين. روى عنه: الحكم بن عتيبة، وأبو إسحاق، وطارق بن عبد الرحمن، وإسماعيل بن أبي خالد، وبيان بن بشر، والأعمش، وعمر بن أبي زائدة، ومجالد بن سعيد، وعيسى بن المسيب، وجماعة. وكان كوفياً عثمانياً، وذلك نادر. روى حفص بن سلم السمرقندي وهو متهمٌ واهٍ عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيسٍ قال: دخلت المسجد مع أبي، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب وأنا ابن سبعٍ أو ثمان سنين. وقال جعفر الأحمر، عن السري بن إسماعيل، عن قيس قال: أتيت رسول الله لأبايعه، فجئت وقد قبض، وأبو بكر قائمٌ في مقامه. كان قيس مع خالد حين قدم الشام من السماوة.) وقال الحكم بن عتيبة، عن قيس قال: أمنا خالد بن الوليد باليرموك في ثوب واحد. وقال مجالد، عن قيس قال: دخلت على أبي بكر في مرضه، وأسماء بنت عميس تروحه، فكأني أنظر إلى وشمٍ في ذراعها، فقال لأبي: يا أبا حازم قد أجزت لك فرسك. (6/458)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 459 وقال ابن المديني: قيسٌ سمع من أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وسعد، والزبير، وطلحة، وسعيد بن زيد، وأبي مسعود، وجرير، وجماعة. وكان عثمانياً. وروى عن بلال ولم يلقه. قال ابن عيينة: ما كان بالكوفة أروى من الصحابة منه. وقال أبو داود: روى عن تسعةٍ من العشرة، لم يرو عن عبد الرحمن بن عوف. وقال معاوية بن صالح، عن ابن معين قال: قيس بن أبي حازم أوثق من الزهري. وقال ابن أبي خالد: ثنا قيس بن أبي حازم هذه الأصطوانة. وقال ابن المديني: قال لي يحيى بن سعيد: قيس بن أبي حازم منكر الحديث، ثم ذكر له حديث كلاب الحوأب. وقال إسماعيل بن أبي خالد: أمنا قيسٌ كذا وكذا، فما رأيته متطوعاً في مسجدنا، وكان عثمانياً. وقال يحيى بن أبي غنية: ثنا إسماعيل بن أبي خالد قال: كبر قيسٌ حتى جاوز المائة بسنين كثيرةٍ حتى خرف وذهب، فاشتروا له جاريةً سوداء أعجمية في عنقها قلائد من عهنٍ وودعٍ وأجراس، فجعلت عنده، وأغلق عليهما، فكنا نطلع عليه من وراء الباب، فيأخذ تلك القلائد فيحركها بيده (6/459)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 460 ويضحك في وجهها. قال يعقوب السدوسي: قالوا: كان يحمل على علي، والمشهور عنه أنه كان يقدم عثمان، ولذلك تجنب كثيرٌ من قدماء الكوفيين الرواية عنه. قال الهيثم: مات في آخر خلافة سليمان. وقال يحيى بن معين، وخليفة، وأبو عبيدة: توفي سنة ثمانٍ وتسعين. وغلط الفلاس وقال: توفي سنة أربع وثمانين. قيس بن حبتر النهشلي الكوفي. حدث بالجزيرة عن: ابن عباس.) روى عنه: علي بن بذيمة، وعبد الكريم بن مالك الجزري، وغالب بن عبادة. وثقه ن. قيس بن رافع الأشجعي القيسي المصري، أحد العلماء. روى عن: أبي هريرة، وابن عمر. وعنه: يزيد بن أبي حبيب، وعبد الكريم بن الحارث، والحسن بن ثوبان، وإبراهيم بن نشيط، وعياش بن عقبة. قال عبد الكريم بن الحارث عن قيس: ويلٌ لمن كان دينه دنياه وهمه بطنه. (6/460)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 461 قيس بن كليب الحضرمي حاجب الأمراء بمصر. حجب عمرو بن العاص، وعتبة بن أبي سفيان بعده، ثم عقبة بن عامر، ومسلمة بن مخلد، وسعيد بن مخلد، وسعيد بن مخلد، وسعيد بن يزيد، وعبد الرحمن بن جحدم، وعبد العزيز بن مروان، وعمر بن مروان، وعبد الله بن عبد الملك بن مروان. روى عنه: أبو قبيل المعافري. وبقي إلى حدود التسعين. (6/461)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 462 4 (الكاف) كريب بن أبي مسلم المكي مولى ابن عباس، كنيته أبو رشدين. أدرك عثمان، وروى عن: زيد بن ثابت، وعائشة، وأسامة بن زيد، وأم هانئ، وأم سلمة، وابن عباس، وغيرهم. روى عنه: ابناه رشدين، ومحمد، وبكير بن الأشج، وسلمة بن كهيل، وإبراهيم، ومحمد، وموسى بنو عقبة، وعمرو بن دينار، ومخرمة بن سليمان، والزهري، وصفوان بن سليم، وطائفة. وبعثته أم الفضل والدة ابن عباس إلى معاوية رسولاً. وثقه ابن معين وغيره. وقال موسى بن عقبة: وضع عندنا كريب حمل بعيرٍ أو عدل بعيرٍ من كتب ابن عباس،) فكان علي بن عبد الله بن عباس إذا أراد الكتاب كتب إليه: أبعث إلي بصحيفة كذا وكذا، قال: فننسخها ونبعث إليه إحداهما، رواها (6/462)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 463 أحمد بن يونس، عن زهير بن معاوية، عنه. وعن موسى بن عقبة وغيره: أن كريباً توفي سنة ثمانٍ وتسعين. وثقه ابن معين، وقد رأى عثمان رضي الله عنه. كنانة بن نعيم العدوي البصري. روى عن: قبيصة بن المخارق، وأبي برزة الأسلمي. روى عنه: عدي بن ثابت، وهارون بن رياب، وثابت البناني، وعبد العزيز بن صهيب. وكان ثقةً قليل الرواية. (6/463)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 464 4 (الميم) مالك بن أوس بن الحدثان أبو سعيد النصري المدني. أدرك الجاهلية. ورأى أبا بكر، وقيل: له صحبة، ولم يصح. روى عن: عمر، وعلي، وعثمان، وطلحة، والعباس، وعبد الرحمن بن عوف، والزبير، وجماعة. روى عنه: عكرمة بن خالد، ومحمد بن جبير، وابن مطعم، وابن المنكدر، والزهري، وأبو الزبير، ومحمد بن عمرو بن عطاء، ومحمد بن عمرو بن حلحلة، وآخرون. وحضر الجابية وبيت المقدس مع عمر، وكان عريفاً على قومه في زمن عمر، وكان من أفصح العرب. (6/464)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 465 وقد ذكره في الصحابة أحمد بن صالح المصري، وابن خزيمة. قال الفلاس وغيره: توفي سنة اثنتين وتسعين. ونقل الواقدي أنه ركب الخيل في الجاهلية. مالك بن الحارث السلمي الرقي ويقال: الكوفي. روى عن: أبيه، وابن عباس، وعبد الله بن ربيعة، وعلقمة.) وعبد الله بن يزيد النخغيين. روى عنه: منصور، والأعمش. ووثقه ابن معين. وتوفي سنة أربعٍ وتسعين. مالك بن مسمع أبو غسان الربعي من أشراف أهل البصرة وسادتهم. ذكره ابن عساكر وقال: ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووفد على معاوية. قال خليفة: مات سنة ثلاثٍ وتسعين. محمد بن أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي، ابن حب رسول الله صلى الله عليه وسلم. (6/465)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 466 مدني قليل الرواية. روى عن أبيه. روى عنه: سعيد بن عبيد بن السباق، وعبد الله بن محمد بن عقيل، وعبد الله بن دينار، ويزيد بن عبد الله بن قسيط. وثقه ابن سعد. يقال: توفي سنة ستٍ وتسعين. محمد بن ثابت بن شرحبيل، أبو مصعب العبدري المدني، عن: أبي هريرة، وعقبة بن عامر، وابن عمر. وعنه: ابناه: مصعب، وإبراهيم، ومحمد بن إبراهيم التيمي، ويزيد بن عيبد الله بن قسيط، وآخرون. له حديثٌ في كتاب الأدب للبخاري. محمد بن جبير بن مطعم ابن عدي بن نوفل بن عبد مناف، أبو سعيد القرشي النوفلي المدني، أخو نافع. روى عن: أبيه، وعمر بن الخطاب، وابن عباس، ومعاوية. ووفد على معاوية.) روى عنه: بنوه: جبير، وعمر، وإبراهيم، وسعيد، وابن شهاب، (6/466)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 467 وسعد بن إبراهيم الزهريان، وعمرو بن دينار، وآخرون. وكان من علماء قريش وأشرافها. روى محمد بن إسحاق، عن ابن قسيط، أن محمد بن جبير بن مطعم احتسب بعلمه وجعله في بيتٍ وأغلق عليه باباً، ودفع المفتاح إلى مولاةٍ له، وقال لها: من جاءك يطلب منك مما في هذا البيت شيئاً فادفعي إليه المفتاح، ولا تذهبين من الكتب شيئاً. قال ابن سعد: كان ثقةً قليل الحديث. وقال الواقدي: توفي بالمدينة في خلافة عمر بن عبد العزيز، وقيل في خلافة سليمان بن عبد الملك. محمد بن أبي سفيان بن العلاء بن جارية الثقفي الدمشقي، أبو بكر، ويقال أبو عامر. روى عن أم حبيبة أنها رأت النبي صلى الله عليه وسلم صلى في ثوبٍ علي وعليه وفيه: كان ما كان، رواه معاوية بن صالح، عن ضمرة بن حبيب، أخبرني محمد بن أبي سفيان، فذكره. وقال صالح بن كيسان، عن الزهري، عن محمد بن أبي سفيان، عن يوسف بن الحكم، عن محمد بن سعد، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: من يرد (6/467)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 468 هوان قريشٍ أهانه الله. وروى الزبيدي، عن أبي عمر الأنصاري، عن محمد بن أبي سفيان، سمع قبيصة بن ذؤيب، عن بلال في الأذان. محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان القرشي العامري مولاهم المدني. روى عن: أبي هريرة، وابن عباس، وفاطمة بنت قيس، وجابر، وأبي سعيد. روى عنه: عبد الله بن بريد مولى الأسود، والزهري، ويحيى بن أبي كثير، ويزيد بن عبد الله بن قسيط، ويحيى بن سعيد، وآخرون. وهو ثقة. محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي أخو الفقيه أبي بكر.) روى: عن عائشة. (6/468)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 469 وعنه: الزهري. وهو مقل لا يكاد يعرف. محمد بن عبد الرحمن بن يزيد بن قيس النخعي الكوفي. روى عن: أبيه، وعمه الأسود، وعم أبيه علقمة. روى عنه: الحسن بن عمرو الفقيمي، وزبيد اليامي، والحكم، ومنصور الأعمش، والأكابر. قال أبو زرعة: كان رفيع القدر من الجلة. وقال ابن معين: ثقة. محمد بن عروة بن الزبير بن العوام، الذي ضربه فرسٌ فمات. قال الزبير بن بكار، كان بارع الجمال يضرب بحسنه المثل. (6/469)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 470 روى عن: عمه عبد الله بن الزبير، وعن أبيه. روى عنه: أخوه هشام، والزهري. محمد بن عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي العلوي المدني. روى عن: جابر، وابن عباس. روى عنه: سعد بن إبراهيم، ومحمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، وأبو الجحاف داود بن أبي عوف. وثقه أبو زرعة الرازي، والنسائي. محمد بن يوسف الثقفي أخو الحجاج. كان أمير اليمن. قال عبد الرزاق بن همام، عن أبيه، عن عبد الملك بن خشك، عن حجر المدري قال: قال علي بن أبي طالب: كيف بك إذا أمرت أن تلعنني قلت: وكائنٌ ذلك قال: نعم. قلت: فكيف أصنع قال: العني ولا تبرأ مني. قال: فأمره محمد بن يوسف أن يلعن علياً، فقال: إن الأمير أمرني أن) ألعن علياً فالعنوه. لعنه الله، فما فطن لها إلا رجلٌ. (6/470)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 471 قلت: حجر المدري وثقه العجلي. وعن وهب بن منبه قال: صليت أنا وطاوس المغرب خلف محمد بن يوسف، فلما سلم قام طاوس فشفع بركعة ثم صلى المغرب. وقيل إنه كان ظلوماً غشوماً. وعن عمر بن عبد العزيز قال: الوليد بالشام والحجاج بالعراق، ومحمد بن يوسف باليمن، وعثمان بن حيان بالحجاز، وقرة بن شريك بمصر، امتلأت والله الأرض جوراً. قال سعيد بن عفير: مات باليمن في رجب سنة إحدى وتسعين. محرر بن أبي هريرة الدوسي اليماني. روى عن: أبيه، وابن عمر. روى عنه: عبد الله بن محمد بن عقيل، والزهري، والمثنى بن الصباح. توفي في أيام عمر بن عبد العزيز. محمود بن الربيع ع أبو سراقة بن عمرو الأنصاري (6/471)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 472 الخزرجي، أبو محمد، ويقال أبو نعيم، وأمه جميلة بنت أبي صعصعة بن زيد النجارية الأنصارية المدنية. عقل من رسول الله صلى الله عليه وسلم مجةً مجها في وجهه من بئرٍ في دارهم وله أربع سنين. وحدث عن: أبي أيوب الأنصاري، وعتبان بن مالك، وعبادة بن الصامت. روى عنه: رجاء بن حيوة، ومكحول، والزهري، وعبد الله بن عمرو بن الحارث. وقد روى عنه أنس بن مالك مع تقدمه. قال ابن سميع وغيره: هو ختن عبادة ابن الصامت، نزل بيت المقدس. وقال ابن معين: له صحبة. وقال أمد العجلي: ثقةٌ من كبار التابعين. وقال ابن عساكر: اجتاز بدمشق غازياً إلى القسطنطينية. وقال الواقدي: مات سنة تسع وتسعين، وهو ابن ثلاث وتسعين سنة، وكذا ورخه علي بن عبد) الله التميمي. وقال خليفة: سنة ستٍ وتسعين. محمود بن عمرو بن يزيد بن السكن الأنصاري المدني. روى عن: جده يزيد، وعمته أسماء بنت يزيد، وسعيد بن أبي وقاص، وأبي هريرة. روى عنه: يحيى بن أبي كثير، وحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ الأشهلي. (6/472)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 473 محمود بن لبيد م بن عقبة، أبو نعيم الأنصاري الأشهلي المدني. ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه أحاديث، لكن حكمها الإرسال على الصحيح. وروى عن: عمر، وعثمان، وقتادة بن النعمان، ورافع بن خديج. روى عنه: بكير بن عبد الله بن الأشج، ومحمد بن إبراهيم التيمي، وعاصم بن عمر بن قتادة، والزهري، وغيرهم. وانقرض عقبه، وفي أبيه نزلت الرخصة فيمن لا يستطيع الصوم. قال البخاري: له صحبة. وقال ابن عبد البر: هو أسن من محمود بن الربيع. توفي ابن لبيد سنة سبع، وقيل: سنة ستٍ وتسعين. مرقع بن صيفي التميمي الأسدي الكوفي. روى عن: عم أبيه حنظلة بن أبي الربيع الكاتب، وجده رباح بن الربيع، وأبي ذر. روى عنه: ابنه عمر، وأبو الزناد، وموسى بن عقبة، ويونس بن أبي إسحاق، وغيرهم. (6/473)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 474 مروان بن عبد الملك يروى أنه وقع بينه وبين أخيه سليمان في خلافته كلامٌ، فقال: يا بن اللخناء، ففتح مروان فاه ليجيبه، فأمسك عمر بن عبد العزيز بفيه، وقال: أنشدك الله، إمامك وأخوك وله السن، فسكت، وقال: قتلتني والله، قال: كلا إن شاء الله، قال: هو ما أقول لك، لقد رددت في جوفي أحر من) النار، قال: فوالله ما أمسى حتى مات، فوجد عليه سليمان وجداً شديداً. مزاحم مولى عمر بن عبد العزيز كان أنجب مواليه، وكان بربري الجنس. روى عنه: ابنه سعيد بن مزاحم، والزهري، وعيينة أبو سفيان الهلالي. وكان ذا فضل وعبادة. وعن عمر بن عبد العزيز قال: أول من أيقظني لشأني مزاحم، حبست رجلاً فكلمني في إطلاقه، فقلت: لا أخرجه، فقال: يا عمر، أحذرك ليلة تمخض بيوم القيامة، والله لقد كدت أن أنسى اسمك مما أسمع قال الأمير، وأمر الأمير فوالله ما هو إلا أنى قال ذاك، فكأنما كشف عني غطاءٌ، فذكروا أنفسكم رحمكم الله. قلت: قال له هذا هو أميرٌ على المدينة قبل الخلافة. وقال الثوري: قال عمر بن عبد العزيز لمزاحم مولاه: قد جعلتك عيناً علي إن رأيت مني شيئاً فعظني ونبهني عليه. توفي مزاحم سنة مائة. (6/474)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 475 مسلم بن يسار د ن ق د أبو عبد الله البصري الفقيه الزاهد، مولى بني أمية، وقيل مولى طلحة ابن عبيد الله التيمي. روى عن: عبادة بن الصامت ولم يلقه، وعن: ابن عباس وابن عمر، وأبي الأشعث الصنعاني، وأبيه يسار. ويقال: لأبيه صحبة. روى عنه: ابن سيرين، وقتادة، ومحمد بن واسع، وأيوب، وثابت البناني، وآخرون. قال ابن عون: كان لا يفضل عليه أحد في زمانه. وقال ابن سعد: كان ثقة فاضلاً عابداً ورعاً. وقال علي بن أبي حملة: قدم علينا مسلم بن يسار دمشق، فقالوا له: يا أبا عبد الله لو علم الله أن بالعراق من هو أفضل منك أتانا به، فقال: كيف لو رأيتم أبا قلابة الجرمي. رواها ضمرة عن علي. (6/475)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 476 وقال هشام، عن قتادة: كان مسلم بن يسار يعد خامس خمسةٍ من فقهاء البصرة.) وقال هشام بن حسان، عن العلاء بن زياد أنه كان يقول: لو كنت متمنياً لتمنيت فقه الحسن، وورع ابن سيرين، وصواب مطرف، وصلاة مسلم ابن يسار. وقال حميد بن الأسود، عن ابن عون قال: أدركت هذا المسجد وما فيه حلقةٌ تنسب إلى القفقه إلا حلقة مسلم بن يسار. وقال ابن عون، عن عبد الله بن مسلم بن يسار أن أباه كان إذا صلى كأنه وتدٌ لا يميل هكذا ولا هكذا. وقال غيلان بن جرير: كان مسلم بن يسار إذا صلى كأنه ثوبٌ ملقى. وقال ابن شوذب: كان مسلم بن يسار يقول لأهله إذا دخل في صلاته: تحدثوا فلست أسمع حديثكم. وجاء أنه وقع حريقٌ في داره وأطفأوه، فلما ذكر به بعد قال: ما شعرت. رواها سعيد بن عامر الضبعي، عن معدي بن سليمان. وقال هشام ابن عمار، وغيره: ثنا أيوب بن سويد، ثنا السري بن يحيى، حدثني أبو عوانة، عن معاوية بن قرة قال: كان مسلم بن يسار يحج (6/476)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 477 كل سنةٍ، ويحج معه رجال من إخوانه تعودوا ذلك، فأبطأ عاماً حتى فاتت أيام الحج، فقال لأصحابه: أخرجوا، فقالوا: كيف قال: لا بد أن تخرجوا، ففعلوا استحياءً منه، فأصابهم حين جن عليهم الليل إعصارٌ شديد حتى كاد لا يرى بعضهم بعضاً، فأصبحوا وهم ينظرون إلى جبال تهامة، فحمدوا الله عز وجل، فقال: ما تعجبون من هذا في قدرة الله تعالى. وقال قتادة: قال مسلم بن يسار في الكلام في القدر: هما واديان عميقان، يسلك فيهما الناس، لن يدرك غورهما، فاعمل عمل رجلٍ تعلم أنه لا ينجيك إلا عملك، وتوكل توكل رجلٍ تعلم أنه لن يصيبك إلا ما كتب الله لك. وقال ابن عون: لما وقعت الفتنة يعني نوبة ابن الأشعث، خف مسلم فيها، وأبطأ الحسن، وارتفع الحسن واتضع مسلم. وقال أيوب السختياني: قيل لابن الأشعث: إن أردت أن يقتلوا حولك كما قتلوا حول جمل عائشة، فأخرج معك مسلم بن يسار، فأخرجه مكرهاً. وقال أيوب، عن أبي قلابة: قال لي مسلم بن يسار: إني أحمد الله إليك أني لم أضرب فيها) بسيف. قلت: فكيف بمن رآك بين الصفين؟ فقال: (6/477)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 478 هذا لا يقاتل إلا على حق فقاتل حتى قتل، فبكى والله، حتى وددت أن الأرض انشقت فدخلت فيها. قال أيوب في القراء الذين خرجوا مع ابن الأشعث: لا أعلم أحداً منهم قتل إلا رغب له عن مصرعه أو نجا إلا ندم على ما كان منه. وقال ابن عيينة: قال الحسن، لما مات مسلم بن يسار: وامعلماه. قال خليفة والفلاس. مات سنة مائة. وقال الهيثم: سنة إحدى ومائة. قلت: له ترجمة حافلة في تاريخ ابن عساكر. ومن طبقته: مسلم بن يسار المصري أبو عثمان الطنبذي رضيع عبد الملك بن مروان. وطنبذ من قرى مصر. روى عن: أبي هريرة، وعبد الله بن عمر. (6/478)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 479 روى عنه: بكر بن عمرو المعافري، وأبو هانيء، وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وجماعة. وهو صدوق. مصدع أبو يحيى الأعرج م عن: علي بن أبي طالب إن صح وعن: عائشة، وابن عباس، وعبد الله بن عمرو. روى عنه: سعد بن أوس العدوي، وهلال بن يساف، وعمار الدهني، وشمر بن عطية بن السائب، وغيرهم. يقال له المعرقب. مطرف بن عبد الله بن الشخير ابن عوف بن كعب، أبو عبد الله الحرشي العامري البصري، أحد الأعلام. (6/479)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 480 حدث عن: عثمان، وعلي، وأبي ذر، وأبيه، وعمار بن ياسر، وعمران بن حصين، وعائشة، وعياض بن حماد، وعبد الله بن مغفل. روى عنه: أخوه يزيد أبو العلاء، وحميد بن هلال، والحسن، وقتادة، ومحمد بن واسع، وثابت،) والجريري، وغيلان بن جرير، وداود بن أبي هند، وأبو التياح، وآخرون، ولقي أبا ذر بالشام. وقال ابن سعد: روى عن أبي بن كعب، وعثمان، وعلي، وكان ثقةً له فضل وورعٌ وأدب. وقال غيره: كان أسن من الحسن بعشرين سنة. وقال ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن مطرف قال: لقيت علياً فقال لي: يا أبا عبد الله ما بطأ بك أحب عثمان ثم قال: لئن قلت ذاك لقد كان أوصلنا للرحم وأتقانا للرب. وقال مهدي بن ميمون: قال مطرف: لقد كان خوف النار يحول بيني وبين أن أسأل الله الجنة. وقال ابن عيينة: قال مطرف: ما يسرني أني كذبن كذبةً واحدةً وأن لي الدنيا وما فيها. وقال أبو نعيم: ثنا عمارة بن زاذان قال: رأيت على مطرف بن الشخير مطرف خز أخذه بأربعة آلاف درهم. وقال مهدي بن ميمون، عن غيلان بن جرير: إن مطرفاً كان يلبس المطارف والبرانس والموشى، ويركب الخيل، ويغشى السلاطين، ولكنه إذا (6/480)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 481 أفضيت إليه أفضيت إلى قرة عينٍ. وقال حميد بن هلال: أتى مطرف بن عبد الله الحرورية يدعونه إلى رأيهم فقال: يا هؤلاء إنه لو كان لي نفسان بايعتكم بإحداهما وأمسكت الأخرى، فإن كان الذي تقولون هدىً أتبعتها الأخرى، وإن كان ضلالةً هلكت نفسٌ وبقيت لي نفسٌ، ولكن هي نفسٌ واحدةٌ فلا أغرر بها. وقال قتادة: قال مطرف: لأن أعافى فأشكر أحب إلي من أن أبتلى فأصبر. وقال مسلم بن إبراهيم: ثنا عقيل الدروقي، ثنا يزيد قال: كان مطرف يبدو، فإذا كانت ليلة الجمعة جاء ليشهد الجمعة، فبينا هو يسير في وجه الصبح سطع من رأس سوطه نورٌ له شعبتان، فقال لابنه عبد الله وهو خلفه: أتراني لو أصبحت فحدثت الناس بهذا كانوا يصدقوني فلما أصبح ذهب. وروى نحوها من وجهٍ آخر، عن غلام مطرف، عنه. وقال مهدي بن ميمون، عن غيلان، قال: أقبل مطرف من البادية، فبينا هو يسير إذ سمع في طرف سوطه كالتسبيح. وقال معمر، عن قتادة قال: كان مطرف يسير مع صاحب له، فإذا طرف سوط أحدهما عنده ضوء. وقال سليمان بن المغيرة: كان مطرف إذا دخل بيته سبحت معه آنية بيته.) (6/481)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 482 وقال جرير بن حازم، عن حميد بن هلال، قال: كان بين مطرف وبين رجل من قومه شيءٌ، فكذب على مطرف، فقال له: إن كنت كاذباً فعجل الله حتفك، فمات الرجل مكانه، واستعدى أهله زياداً على مطرف، فقال: هل ضربه هل مسه قالوا: لا. قال: دعوة رجلٍ صالح وافقت قدراً. وروى نحوها عن غيلان بن جرير، عن مطرف. وقال سليمان بن حرب: كان مطرف مجاب الدعوة، قال لرجلٍ: إن كنت كذبت فأرنا به، فمات مكانه. وقال مهدي بن ميمون، عن غيلان قال: كان ابن أخي مطرف حبسه السلطان فلبس مطرف خلقان ثيابه، وأخذ عكازاً وقال: أستكين لربي لعله أن يشفعني في ابن أخي. وقال أبو بكر الهذلي: كان مطرف يقول لإخوانه: إذا كانت لكم حاجةً فاكتبوها في رقعةٍ لأقضيها لكم فإني أكره أن أرى ذل السؤال في الوجه. قال الفلاس: توفي سنة خمسٍ وتسعين. وقال ابن سعد وغيره: توفي بعد سنة سبع وثمانين. وقال خليفة: مات سنة ستٍ وثمانين. قال العجلي: لم ينج من فتنة ابن الأشعث بالبصرة إلا مطرف، وابن سيرين. معاذ بن عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله القرشي التيمي أخو عثمان. حدث عن: أبيه، وحمران بن أبان، ويقال إنه أدرك زمان عمر. (6/482)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 483 روى عنه: محمد بن إبراهيم التيمي، والزهري، وابن المنكدر، وعبد الله بن أبي سلمة الماجشون، وجماعة. معاوية بن سبرة السوائي العامري أبو العبيدين الكوفي الأعمى. عن: ابن مسعود. وعنه: سلمة بن كهيل، وأبو إسحاق، ومسلم البطين. وثقه ابن معين، وهو مقل.) توفي سنة ثمانٍ وتسعين، وله في بخ. معاوية بن سويد بن مقرن المزني الكوفي. روى عن: أبيه، والبراء بن عازب. روى عنه: سلمة بن كهيل، وأشعث بن أبي الشعثاء، وأبو السفر، وعمرو بن مرة. واسم أبي السفر سعيد بن محمد. معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي المدني. روى عن: أبيه، ورافع بن خديج، والسائب بن يزيد. (6/483)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 484 روى عنه: ابنه عبد الله، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، والزهري، ويزيد بن عبد الله بن الهاد، وآخرون. وهو قليل الحديث نبيلٌ فاضل، وفد على يزيد بن معاوية وبقي إلى أن وفد على ويزيد بن عبد الملك، وكان صديقاً ليزيد بن معاوية خاصاً به. وذكر جويرية بن أسماء أن معاوية وفى عن أبيه عبد الله بن جعفر من الديون ألف ألف درهمٍ. المغيرة بن أبي بردة سار في هذا الزمان، بل في سنة مائة إلى غزو البحر. روى عن: أبي هريرة، وقيل عن أبيه، عن أبي هريرة في البحر هو الطهور ماؤه الحل ميتته. روى عنه: يحيى بن سعيد الأنصاري، وغيره. المغيرة بن أبي شهاب المخزومي. قرأ على عثمان بن عفان. وعليه قرأ عبد الله بن عامر الدمشقي. نقل القصاع أنه توفي سنة إحدى وتسعين وله تسعٌ وثمانون سنة. المغيرة بن عبد الله اليشكري الكوفي. روى عن: أبيه عبد الله بن أبي عقيل اليشكري، والمغيرة بن شعبة، والمعرور بن سويد.) (6/484)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 485 روى عنه: أبو صخرة جامع بن شداد، وعلقمة بن مرثد، وأبو إسحاق السبيعي، ومحمد بن جحادة، وجماعة. موسى بن نصير أبو عبد الرحمن اللخمي أمير المغرب، كان مولى امرأة من لخم، وقيل مولى لبني أمية، وكان أعرج. روى عن: تميم الدراي. روى عنه: ابنه عبد العزيز، ويزيد بن مسروق اليحصبي. وشهد مرج راهط، وولي غزو البحر لمعاوية، فغزا جزيرة قبرس وبنى هناك حصوناً كالماغوصة وحصن يانس. وقيل: إنه ولد سنة تسع عشرة. وقد ذكرنا افتتاحه الأندلس، وجرت له عجائب وأمورٌ طويلة هائلة. وقيل انتهى إلى آخر حصن من حصون الأندلس، فاجتمع الروم لحربه، فكانت بينهم وقعةٌ مهولة، وطال القتال، وجال المسلمون جولةً وهموا بالهزيمة، فأمر موسى بن نصير بسرادقه فكشف عن ثيابه وحرمه حتى يرون، وبرز بين الصفوف حتى رآه الناس، ثم رفع يديه بالدعاء والتضرع والبكاء، فأطال، فلقد كسرت بين يديه أغماد السيوف، ثم فتح الله ونزل النصر. (6/485)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 486 قال جرير بن عبد الحميد، عن سفيان بن عبد الله إن عمر بن عبد العزيز سأل موسى بن نصير عن أعجب شيء رآه في البحر، فقال: انتهينا إلى جزيرة فيها ست عشرة جرةٍ خضراء، مختومة بخاتم سليمان عليه السلام، فأمرت بأربعة منها، فأخرجت، وأمرت بواحدة فنقبت، فإذا شيطان يقول: والذي أكرمك بالنبوة لا أعود بعدها أفسد في الأرض، ثم نظر فقال: والله ما أرى بها سليمات ولا ملكه، فانساخ في الأرض، فذهب، فأمرت بالبواقي فردت إلى مكانها. وقال الليث بن سعد: إن موسى بن نصير بعث ابنه مروان على جيشٍ، فأصاب من السبي مائة ألفٍ، وبعث ابن أخيه في جيشٍ فأصاب من السبي مائة ألفٍ أخرى، فقيل لليث: من هم قال: البربر، فلما جاء كتابه بذلك، قال الناس: إن ابن نصير والله أحمق، من أين له أربعون ألفاً يبعث بهم إلى أمير المؤمنين في الخمس فبلغه ذلك فقال: ليبعثوا من يقبض لهم أربعين ألفاً، فلما فتحوا الأندلس جاء رجلٌ فقال: ابعث معي أدلك على كنزٍ، فبعث معه فقال لهم: انزحوا ها) هنا، فنزحوا فسال عليهم من الياقوت والزبرجد ما أبهتهم فقالوا: لا يصدقنا موسى، فأرسلوا إليه، فجاء ونظر، قال الليث: إن كانت الطنفسة لتوجد منسوجةً بقضبان الذهب، تنظم السلسلة الذهب باللؤلؤ والياقوت، فكان البربريان ربما وجداها فلا يستطيعان حملها حتى يأتيا بالفأس فيقسمانها. ولقد سمع يومئذ منادٍ ينادي ولا يرونه: أيها الناس إنه قد فتح عليكم باب من أبواب جهنم. وقيل: لما دخل موسى إفريقية وجد أكثر مدنها خاليةً لاختلاف أيدي البربر عليها، وكانت البلاد في قحطٍ، فأمر الناس بالصوم والصلاة وإصلاح (6/486)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 487 ذات البين، وخرج بهم إلى الصحراء ومعه سائر الحيوانات، وفرق بينها وبين أولادها، فوقع البكاء والضجيج، وأقام على ذلك إلى نصف النهار، ثم صلى وخطب، ولم يذكر الوليد، فقيل له: ألا تدعو لأمير المؤمنين فقال: هذا مقامٌ لا يذكر فيه إلا الله، فسقوا حتى رووا وأغيثوا. قال أبو شبيب الصدفي: لم نسمع في الإسلام بمثل سبايا موسى بن نصير. وقيل: إن موسى تمادى في سيره بأرض الأندلس مجاهداً حتى انتهى إلى أرض تميد بأهلها، فقال له جنده: إلى أين تريد أن تذهب بنا، حسبنا ما بأيدينا فرجع وقال: لو أطعتموني لوصلت إلى القسطنطينية. ولم افتتح موسى أكثر الأندلس رجع إلى إفريقية وله نيفٌ وستون سنةً، وهو راكب على بغلٍ اسمه كوكب وهو يجر الدنيا بين يديه جراً، أمر بالعجل تجر أوقار الذهب والجواهر والتيجان والثياب الفاخرة ومائدة سليمان، ثم استخلف ولده بإفريقية، وأخذ معه مائةً من رؤوس البربر، ومائة وعشرين من الملوك وأولادهم، وقدم مصر في أبهةٍ عظيمة، ففرق الأموال، ووصل الأشراف والعلماء، ثم سار يطلب فلسطين، فتلقاه روح بن زنباع، فوصله بمبلغٍ كبيرٍ، وترك عنده بعض أهله وخدمه، فأتاه كتاب الوليد بأنه مريض، ويأمره بشدة السير ليدركه، وكتب إليه سليمان بن عبد الملك يبطئه في سيره فإن الوليد في آخر نفسٍ، فجد في السير، فآلى سليمان إن ظفر به ليصلبنه، وأراد سليمان أن يبطئ ليتسلم ما جاء به موسى، فقدم قبل موت الوليد بأيام، فأتاه بالدر والجوهر والنفائس وملاح الوصائف والتيجان والمائدة، فقبض ذلك كله، وأمر بباقي الذهب والتقادم فوضع ببيت المال، وقومت المائدة بمائة ألف (6/487)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 488 دينار، ولم يحصل لموسى رضا الوليد، واستخلف سليمان فأحضره وعنفه وأمر به فوقف في يوم شديد الحر وكان سميناً) بديناً فوقف حتى سقط مغشياً عليه وعمر بن عبد العزيز واقف يتألم له، فقال سليمان: يا أبا حفص ما أظن إلا أنني خرجت من يميني، ثم قال: من يضمه فقال يزيد بن المهلب: أنا أضمه. قال: فضمه إليك ولا تضيق عليه، فأقام عنده أياماً، وتوسط بينه وبين سليمان وافتدى منه بألف ألف دينار، ويقال: إن يزيد قال له: كم تعد من مواليك وأهل بيتك قال: كثير. قال يزيد: يكونون ألفاً قال: وألف ألف، وقال يزيد: وأنت على هذا وتلقي بيدك إلى التهلكة، أفلا أقمت في قرار عزك وسلطانك وبعثت بالتقادم، فإن أعطيت الرضا، وإلا فائت على عزك قال: لو أردت ذلك لصار، ولكني آثرت الله ولم أر الخروج، قال يزيد: كلنا ذلك الرجل، أراد بذلك قدومه هو على الحجاج. وقال سليمان يوماً لموسى: ما كنت تفزع إليه عند حربك قال: الدعاء والصبر، قال: فأي الخيل رأيتها أصبر قال الشقر، قال: فأي الأمم أشد قتالاً قال: هم أكثر من أصف، قال: فأخبرني عن الروم، قال: أسدٌ في حصونهم، عقبانٌ على خيولهم، نساءٌ في مراكبهم، إن رأوا فرصةً افترصوها، وإن رأوا غلبةً فأوعال تذهب في الجبال، لا يرون الهزيمة عاراً، قال: فأخبرني عن البربر، قال: هم أشبه العجم بالعرب لقاءً ونجدة وصبراً وفروسيةً وشجاعةً، غير أنهم أغدر الناس، ولا وفاء لهم ولا عهد، قال: فأخبرني عن أهل الأندلس، قال: ملوك مترفون وفرسان لا يجبنون، قال: فأخبرني عن الفرنج، قال: هناك العدد والجلد والشدة والبأس والنجدة، قال: فكيف كانت الحرب بينك وبينهم قال: أما هذا فوالله ما هزمت لي رايةٌ قط، ولا بدد جمعي، ولا نكب المسلمون معي منذ اقتحمت الأربعين إلى أن (6/488)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 489 بلغت الثمانين، ثم قال: والله لقد بعثت لأخيك الوليد بتورٍ من زبرجدٍ أخضر كان يجعل فيه اللبن حتى يرى فيه الشعرة البيضاء، ثم جعل يعدد ما أصاب من الجوهر والزبرجد حتى بهت سليمان وتعجب. وبلغنا أن النصيري من ولد موسى بن نصير قال: دخل موسى مع مروان مصر، فتركه مع ابنه عبد العزيز بن مروان، ثم كان مع بشر بن مروان وزيراً بالعراق. وقال الفسوي: ولي موسى إفريقية سنة تسعٍ وسبعين، فافتتح بلاداً كثيرة، وكان ذا حزمٍ وتدبير. وذكر النصيري أن موسى بن نصير قال يوماً: أما والله لو انقاد الناس إلي لقدتهم حتى أوقفهم على رومية ثم ليفتحنها الله علي يدي إن شاء الله. ولم قدم مصر سنة خمسٍ وتسعين توجه إلى الوليد، فلما جلس الوليد يوم جمعةٍ على المنبر أتى) موسى وقد ألبس ثلاثين رجلاً التيجان، على كل واحدٍ تاج الملك وثيابه، ودخل بهم المسجد في هيئة الملوك، فلما رآهم الوليد، بهت ثم حمد الله وشكر، وهم وقوف تحت المنبر، وأجاز موسى بجائزةٍ عظيمة، وأقام موسى بدمشق حتى مات الوليد واستخلف سليمان، وكان عاتباً على موسى، وحبسه وطالبه بأموال عظيمة، ثم حج سليمان ومعه موسى بن نصير، فمات بالمدينة. وقيل: مات بوادي القرى. وقيل: لم يسمع في الإسلام بمثل سبايا موسى بن نصير وكثرتهم. وروى أن موسى قال لسليمان يوماً: يا أمير المؤمنين لقد كانت الشياه (6/489)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 490 الألف تباع بمائة درهم، ويمر الناس بالبقرة لا يلتفتون إليها، وتباع الناقة بعشرة دراهم، ولقد رأيت العلج الفاره وامرأته وأولاده يباعون بخمسين درهماً. ميسرة أبو صالح الكوفي مولى كندة. روى عن: علي، وعن سويد بن غفلة، وشهد قتال الخوارج مع علي. وعنه: سلمة بن كهيل، وهلال بن خباب، وعطاء بن السائب. وثقه ابن حبان. (6/490)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 491 4 (النون) ناعم بن أجيل مولى أم سلمة، أبو عبد الله. همداني النسب، أصابه سباء في الجاهلية. روى عن: علي، وابن عباس، وكعب بن عدي. وعنه: عبد الرحمن بن هانيء الأعرج، ويزيد بن أبي حبيب، وعبيد الله بن المغيرة، والحارث بن يزيد، وغيرهم. نافع بن جبير ابن مطعم بن عدي بن نوفل القرشي النوفلي المدني، أبو محمد، (6/491)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 492 وقيل أبو عبد الله أخو محمد بن جبير. روى عن: أبيه، وعلي، والعباس، والزبير، وعثمان بن أبي العاص، وعائشة، وجرير بن عبد) الله، وأبي هريرة، وابن عباس. روى عنه: حكيم بن عبد الله بن قيس، والزهري، وعمرو بن دينار، وصالح بن كيسان، وصفوان بن سليم، وسعد بن إبراهيم، وعبد الله بن الفضل الهاشمي، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، وموسى بن عقبة، ومحمد بن سوقة، وآخرون. قال ابن سعد: كان ثقةً أكثر حديثاً من أخيه محمد. وقال ابن المديني: أصحاب زيدٍ الذين كانوا يأخذون عنه ويفتون بفتواه منهم من لقيه ومنهم من لم يلقه، وهم اثنا عشر رجلاً، فذكر منهم نافع بن جبير. وقال عبد الرحمن بن خراش: كان ثقةً أحد الأئمة، وروي أنه كان يحج ماشياً وراحلته تقاد معه، وكان من الفصحاء الألباء. قال ابن عيينة، عن مسعر: إن الحجاج قال لنافع بن جبير، وذكر ابن عمر، فقال: أهو الذي قال لي كذا وكذا، ليتني ضربت عنقه، قال: أراد الله بك خيراً مما أردت بنفسك، قال: صدقت، ثم قال الحجاج: عمر الذي يقول: سيكون للناس نفرةٌ من سلطانهم، أعوذ بالله أن يدركني وإياكم ذلك أهواء متبعة، وما كان على عمر لو أدرك ذلك، فقال بالسيف هكذا وهكذا، وقال نافع: أما إنه كان من خير الأمراء قال: صدقت. وقال الوليد بن عبد الله بن جميع: رأيت نافع بن جبير يخضب بالسواد. وروى معن، عن ثابت بن قيس قال: رأيت نافع بن جبير مربوطة (6/492)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 493 أسنانه بخرصان الذهب. وقيل: غزا الديلم زمن الحجاج. توفي بالمدينة سنة تسع وتسعين، قاله غير واحد. نافع بن عباس ع أبو عياش مولى أبي قتادة الأنصاري. روى عن: مولاه، وعن أبي هريرة. وعنه: عمر بن كثير بن أفلج، والزهري، وصالح بن كيسان. وهو قليل الحديث. نافع بن عجير بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب المطلبي.) عن: عمه ركانة، وأبيه علي. وعنه: عبد الله بن علي المطلبي، ومحمد بن إبراهيم التيمي، وولده محمد بن نافع. ذكره ابن حبان في الثقات. النعمان بن أبي عياش سوى د أبو سلمة الأنصاري الزرقي المدني، فاضل نبيل. روى عن: أبي سعيد الخدري، وجابر، وخولة بنت عامر. روى عنه: سهيل بن أبي صالح، وسمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن، وصفوان بن سليم، وأبو حازم الأعرج، وعبد الله الماجشون، ومحمد بن أبي حرملة، وموسى بن عبيدة، وابن عجلان. (6/493)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 494 4 (الهاء) هانيء بن كلثوم بن عبد الله الكناني، ويقال الكندي الفلسطيني. أراده عمر بن عبد العزيز على إمرة فلسطين فأبى عليه. روى عن: ابن عمر، ومعاوية، ومحمود بن الربيع. روى عنه: خالد بن دهقان، وأسيد بن عبد الرحمن، ويحيى بن أبي عمرو السيباني وغيرهم. وكان شريفاً جليلاً عابداً مجاهداً غازياً. توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز. هلال بن يساف أبو الحسن الأشجعي مولاهم الكوفي، من كبار التابعين. روى: عن أبي الدرداء، وسعيد بن زيد مرسلاً، وعن: عائشة، وعمران بن (6/494)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 495 حصين، وسويد بن مقرن، وسمرة بن جندب، والبراء بن عازب، وعن طائفة من التابعين. وروى عنه: حصين بن عبد الرحمن، وعبدة بن أبي لبابة، ومنصور، والأعمش، وسعيد بن مسروق الثوري، وآخرون. وثقه ابن معين وغيره. هنيدة بن خالد الخزاعي) ويقال النخعي. كانت أمه تحت عمر بن الخطاب. روى عن: علي، وحفصة، وعائشة، وغيرهم. وعنه: الحسن بن عبيد الله النخعي، وأبو إسحاق السبيعي، والحر بن الصباح، وإسحاق بن سويد العدوي، وآخرون. وثقه ابن حبان. الهيثم بن شفي أبو الحصين الرعيني الحجري المصري. يروي عن: أبي عامر الحجري، وعبد الله بن عمرو، وأبي ريحانة. روى عنه: عياش بن عباس القتباني، وأبو الخير مرثد اليزني، ويزيد بن أبي حبيب. قال: الدارقطني: وشفي بالفتح والتخفيف، وغلط من ضمه. (6/495)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 496 4 (الواو) واسع بن حبان بن منقذ بن عمرو الأنصاري المدني. روى عن: عبد الله بن زيد بن عاصم المازني الأنصاري، وابن عمر، ورافع بن خديج. روى عنه: ابنه حبان، وابن أخيه محمد بن يحيى بن حبان. قال أبو زرعة: مدني ثقة. الوليد بن عبد الملك ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية، أبو العباس الأموي، (6/496)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 497 استخلف بعهدٍ من أبيه بعده. قال العتبي عن أبيه: كان دميماً، إذا مشى تبختر في مشيته، وكان أبواه يترفانه، فشب بلا أدب، وكان سائل الأنف. وقال سعيد بن عفير: كان الوليد طويلاً أسمر، به اثر جدري، وبمقدم لحيته شمطٌ ليس في رأسه ولا لحيته غيره، أفطس. وروى ابن يحيى الغساني أن روح بن زنباع قال: دخلت يوماً على عبد الملك وهو مهموم، فقال: فكرت فيما أوليه أمر العرب فلم أجده، فقلت: أين أنت عن الوليد قال: إنه لا يحسن) النحو. قال: فقال لي: رح إلي العشية فإني سأظهر كآبةً، فسلني، قال: فرحت إليه، والوليد عنده، فقلت له: لا يسوءك الله ما هذه الكآبة قال: فكرت فيمن أوليه أمر العرب، فلم أجده، فقلت: وأين أنت عن ريحانة قريشٍ وسيدها الوليد فقال لي: يا أبا زنباع إنه لا يلي العرب إلا من تكلم بكلامهم. قال: فسمعها الوليد، فقام من ساعته، وجمع أصحاب النحو، وجلس معهم في بيت وطين عليه ستة أشهرٍ، ثم خرج وهو أجهل مما كان، فقال عبد الملك: أما إنه قد أعذر. وقد غزا الوليد أرض الروم في خلافة أبيه غير مرة، وحج بالناس سنة ثمانٍ وسبعين. وروى العتبي أن عبد الملك أوصى بنيه عند الموت بأمور، ثم قال للوليد: لا ألفينك إذا مت تعصر عينيك وتحن حنين الأمة، ولكن شمر وائتزر (6/497)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 498 والبس جلد نمرٍ ودلني في حفرتي وخلني وشأني، ثم ادع الناس إلى البيعة، فمن قال هكذا، فقل بالسيف هكذا. وبويع الوليد في شوال. وروى سعيد بن عامر الضبعي عن كثير أبي الفضل الطفاوي قال: شهدت الوليد بن عبد الملك صلى الجمعة والشمس على الشرف، ثم صلى العصر. قلت: كثير هو ابن يسار، بصري. روى عنه: حماد بن زيد، وأبو عاصم النبيل، وجماعة. لم يضعف، وبنو أمية معروفون بتأخير الصلاة عن وقتها. وقال ضمرة، عن علي بن أبي عبلة، سمع عبد الله بن عبد الملك بن مروان قال: قال لي الوليد: كيف أنت والقرآن قلت: يا أمير المؤمنين أختمه في كل جمعة، قلت: فأنت يا أمير المؤمنين قال: وكيف مع الأشغال، قلت: على ذاك، قال: في كل ثلاث. قال علي: فذكرت ذلك لإبراهيم بن أبي عبلة فقال: كان يختم في رمضان سبع عشرة مرة. وقال ضمرة: سمعت إبراهيم بن أبي عبلة يقول: رحم الله الوليد وأين مثل الوليد، افتتح الهند والأندلس وبنى مسجد دمشق، وكان يعطيني قصاع الفضة أقسمها على قراء بيت المقدس. وقال عمر بن عبد الواحد الدمشقي، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن أبيه قال: خرج الوليد بن عبد الملك من الباب الأصغر، فوجد رجلاً عند الحائط عند المئذنة الشرقية يأكل وحده، فجاء فوقف على رأسه، فإذا هو يأكل خبزاً وتراباً، فقال: ما شأنك انفردت من الناس قال: أحببت الوحدة، قال: فما حملك على أكل التراب، أما في بيت مال المسلمين ما يجرى) عليك قال: بلى ولكن رأيت القنوع، قال: فرد الوليد إلى مجلسه ثم أحضره، فقال: إن لك لخبراً لتخبرني به وإلا ضربت ما فيه عيناك، قال: نعم، كنت جمالاً ومعي ثلاثة أجمال موقرة طعاماً حتى أتيت مرج الصفر فقعدت في خربةٍ (6/498)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 499 أبول فرأيت البول ينصب في شق، فاتبعته حتى كشفته، فإذا غطاء علي حفير، فنزلت، فإذا مال صبيبٌ، فأنخت رواحلي وأفرغت أعكامي، ثم أوقرتها ذهباً وغطيت الموضع، فلما سرت غير يسير وجدت معي مخلاةً فيها طعام، فقلت: أنا أنزل الكسوة ففرغتها ورجعت لأملأها فخفي عني الموضع، وأتعبني الطلب، فرجعت إلى الجمال فلم أجدها، ولم أجد الطعام، فآليت على نفسي ألا آكل شيئاً إلا الخبز بالتراب، فقال الوليد: كم لك من العيال فذكر عيالاً. قال: يجرى عليك من بيت المال، ولا تستعمل في شيء، فإن هذا هو المحروم. قال ابن جابر: فذكر لنا أن الإبل جاءت إلى بيت مال المسلمين فأناخت عنده، فأخذها أمين الوليد فطرحها في بيت المال. رواته ثقات، قاله الكناني. وقال المفضل الغلابي: ثنا نمير بن عبد الله الصنعاني، عن أبيه قال: قال الوليد بن عبد الملك: لولا أن الله ذكر آل لوطٍ في القرآن ما ظننت أن أحداً يفعل هذا. وقال ابن الأنباري: ثنا أبو عكرمة الضبي أن الوليد بن عبد الملك قرأ على المنبر: يا ليتها كانت القاضية، وتحت المنبر عمر بن عبد العزيز وسليمان بن (6/499)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 500 عبد الملك، فقال سليمان: وددتها والله. وعن أبي الزناد قال: كان الوليد لحاناً كأني أسمعه على منبر النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يا أهل المدينة. قلت: وكان الوليد جباراً ظالماً، لكنه أقام الجهاد في أيامه، وفتحت في خلافته فتوحات عظيمة كما ذكرنا. قال حماد بن زيد: حدثني خالد بن نافع، حدثني ابن عيينة، عن المهلب بن أبي صفرة، عن يزيد بن المهلب قال: لما ولاني سليمان بن عبد الملك خراسان ودعني عمر بن عبد العزيز فقال لي: يا يزيد اتق الله، إني حين وضعت الوليد في لحده إذا هو يركض في أكفانه، يعني ضرب الأرض برجله. قال سعيد بن عبد العزيز: هلك الوليد بدير مران فحمل على أعناق الرجال فدفن بباب الصغير.) قال أبو عمر الضرير وغيره: توفي في نصف جمادى الآخرة سنة ستٍ وتسعين. وقال خليفة: عاش إحدى وخمسين سنة. قلت: كانت خلافته تسع سنين وثمانية أشهر، وبلغنا أن البشير لما جاء الوليد بفتح الأندلس جاءه أيضاً بشيرٌ بفتح مدينةٍ من خراسان، قال الخادم: فأعلمته وهو يتوضأ، فدخل المسجد وسجد لله طويلاً وحمده وبكى. وقيل: كان يختن الأيتام ويرتب لهم المؤدبين ويرتب للزمنى من يخدمهم وللأضراء من يقودهم من رقيق المسلمين، وعمر مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ووسعه، ورزق الفقهاء والفقراء والضعفاء، وحرم عليهم سؤال الناس، وفرض لهم ما يكفيهم وضبط الأموال أتم ضبطٍ. (6/500)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 501 4 (الياء) يحنس بن أبي موسى المدني مولى مصعب بن الزبير. روى عن: ابن عمر، وأبي سعيد، وأرسل عن عمر، والزبير. روى عنه: قطن بن وهب، ومحمد بن إبراهيم التيمي، ويزيد بن عبد الله بن الهاد، وغيرهم. وثقه النسائي. يحيى بن سعيد بن العاص م الأموي المدني أخو عمر، والأشدق، وعنبسة، وعبد الله. لما قتل عبد الملك أخاهم عمراً سيرهم إلى المدينة. روى هذا عن: أبيه، وعثمان، وعائشة. روى عنه: الربيع بن سبرة، والزهري. (6/501)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 502 يحيى بن عمارة ع بن أبي حسن الأنصاري المازني المدني. عن: أبي سعيد، وعبد الله بن زيد بن عاصم، وأنس بن مالك. روى عنه: ابنه عمرو بن يحيى، والزهري، ومحمد بن يحيى بن حبان، وعمارة بن غزية، وأبو طوالة عبد الله. وثقه النسائي.) يحيى بن يعمر العدواني البصري أبو سليمان، ويقال: أبو عدي، قاضي مرو أيام قتيبة بن مسلم. روى عن: أبي ذر، وعمار بن ياسر، وعائشة، وأبي هريرة، وابن عباس، وابن عمر، وأبي الأسود الدؤلي، وقرأ عليه القرآن وغيرهم. (6/502)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 503 روى عنه: عبد الله بن بريدة، وقتادة، ويحيى بن عقيل، وعطاء الخراساني، وسليمان التيمي، وإسحاق بن سويد، وآخرون. قال أبو داود: لم يسمع من عائشة. وقيل: إنه أول من نقط المصحف، وكان أحد الفصحاء أخذ العربية عن أبي الأسود، وكان الحجاج قد نفاه، فقبله قتيبة، وولاه القضاء بخراسان، فكان إذا انتقل من بلدٍ إلى بلد استخلف على القضاء بها. ثم إن قتيبة عزله لما بلغه عنه شرب المنصف. وقال الداني: روى عنه القراءة عرضاً عبد الله بن أبي إسحاق، وأبو عمرو ابن العلاء. قال أحمد بن زهير: ثنا عمرو بن مرزوق، أنبأ عمران القطان، عن قتادة، عن نصر بن عاصم، عن عبد الله بن فطيمة، عن يحيى بن يعمر قال: قال عثمان رضي الله عنه: في القرآن لحنٌ ستقيمه العرب بألسنتها. قال خليفة: توفي يحيى بن يعمر قبل التسعين. يحيى بن وثاب سنة 153. (6/503)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 504 يزيد بن الحكم ابن أبي العاص بن بشر الثقفي البصري الشاعر. حدث عن: عمه عثمان بن أبي العاص. روى عنه: معاوية بن قرة، وعبد الرحمن بن إسحاق القرشي. وفي الأغاني بإسنادٍ ضعيف أن الحجاج دعا يزيد بن الحكم الثقفي فولاه كور فارس، ودفع إليه عهده بها، فلما دخل عليه ليودعه استنشده، فأنشده قوله يفتخر: (وأبي الذي صلب ابن كسرى رايةً .......... بيضاء تخفق كالعقاب الطائر) فغضب الحجاج وعزله، فقال في الحجاج: (فورثت جدي مجده ونواله .......... وورثت جدك أعنزاً بالطائف) ) ثم لحق بسليمان بن عبد الملك فامتدحه فوصله وجعل له في السنة عشرين ألفاً. ومن شعره: (شريت الصبا والجهل بالحلم والتقى .......... وراجعت عقلي والحليم يراجع)

(أبى الشيب والإسلام أن أتبع الهوى .......... وفي الشيب والإسلام للمرء وازع) يزيد بن طريف البجلي. قال محمد بن يزيد الواسطي، عن إسماعيل بن أبي خالد: حدثني يزيد بن طريف قال: توفي أخي عثمان بن طريف أيام الجماجم، فلما دفن وضعت رأسي على قبره، إذ سمعت صوت أخي أعرفه ضعيفاً يقول: الله ربي، قال الآخر: فما دينك قال: الإسلام ديني. (6/504)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 505 يزيد بن عبد الرحمن الأودي الكوفي، جد عبد الله بن إدريس. روى عن: علي، وأبي هريرة، وغيرهما. وعنه: ابناه إدريس، وداود، ويحيى بن أبي الهيثم العطار. يزيد مولى المنبعث المدني عن: أبي هريرة، وزيد بن خالد. روى عنه: ابنه عبد الله، وربيعة الرأي، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وغيرهم. يزيد بن هرمز المدني كان رأس الموالي يوم وقعة الحرة. روى عن: أبي هريرة، وابن عباس. روى عنه: قيس بن سعد المكي، والزهري، والحارث بن عبد الرحمن ابن أبي ذباب، وآخرون. وثق. (6/505)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 506 يسير بن عمرو ويقال: يسير بن جابر، ويقال: أسير، يقال: له صحبة، وقيل: رؤية، وهو أشبه. روى عن: عمر، وعلي، وسهل بن حنيف، وسلمان. وعنه: زرارة بن أوفى، وأبو قتادة العدوي، وأبو نضرة العبدي، وأبو إسحاق السيباني.) يقال: ولد في حدود عام بدر. قال العوام بن حوشب: مات سنة خمسٍ وثمانين. يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي الطائفي. عن: الشريد بن سويد، وعبد الله بن عمرو، وجماعة. وعنه: النعمان بن سالم، وإبراهيم بن ميسرة، ومحمد بن عبد الله بن مسيكة، وغيرهم. يوسف بن عبد الله بن سلام ابن الحارث، أبو يعقوب المدني حليف الأنصار. (6/506)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 507 سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأجلسه في حجره، وله رؤيةٌ وروايةٌ حديثين حكمهما الإرسال. وروى عن: عثمان، وعلي، وأبيه. روى عنه: عمر بن عبد العزيز، وعيسى بن معقل، ويزيد بن أبي أمية الأعور، ومحمد بن المنكدر، ويحيى بن سعيد، وعون بن عبد الله، ويحيى ابن أبي الهيثم العطار، وغيرهم. وشهد موت أبي الدرداء بدمشق. قال حفص بن غياث، عن محمد بن أبي يحيى، عن يزيد الأعور، عن يوسف بن عبد الله بن سلام قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أخذ كسرةً فوضع عليها تمرةً وقال: هذه إدام هذه. فأكلها. وقال ابن سعد في الطبقة الخامسة من الصحابة: يوسف بن عبد الله بن سلام وهو رجل من بني إسرائيل من ولد يوسف نبي الله عليه السلام، وكان ثقةً وله أحاديث صالحة. وقال ابن أبي حاتم: له رؤية. وقال البخاري: إن له صحبةً، وسمعت أبي يقول: ليست له صحبة. وقال العجلي: تابعي ثقة. وقال خليفة: توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز. (6/507)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 508 يونس بن جبير أبو غلاب الباهلي البصري. حكى صلاة أبي موسى الأشعري بأصبهان، وروى عن: جندب بن عبد الله البجلي، وابن عمر،) وحطان الرقاشي. وهو قليل الحديث. روى عنه: ابن سيرين، وقتادة، وابن عون. ووثقه ابن معين. روي أنه أوصى أن يصلي عليه أنس بن مالك. (6/508)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 509 4 (الكنى) أبو الأشعث الصنعاني الدمشقي م أصح ما قيل: إن اسمه شراحيل بن آدة. روى عن: عبادة بن الصامت، وشداد بن أوس، وأبي هريرة، وثوبان، وأبي ثعلبة الخشني، وأوس بن أوس الثقفي. وعنه: حسان بن عطية، وأبو قلابة الجرمي، ويحيى بن الحارث الذماري، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وآخرون. وثقه أحمد العجلي وغيره. وقال ابن سعد: هو يماني نزل دمشق. وقال ابن عساكر: لعله من صنعاء دمشق. (6/509)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 510 أبو أسماء الرحبي الدمشقي م قال ابن زبر: والرحبة قريةٌ رأيتها عامرةً بينها وبين دمشق ميل. اسمه عمرو بن مرثد، وقيل: عمرو بن أسماء. روى عن: أبي ذر في صحيح مسلم، وعن ثوبان، وشداد بن أوس، وأبي هريرة، وغيرهم. روى عنه: أبو الأشعث الصنعاني، وأبو سلام ممطور، وشداد أبو عمار، وأبو قلابة، وربيعة بن يزيد، ويحيى بن الحارث الذماري، وآخرون. وثقه العجلي. أبو أمامة بن سهل بن حنيف الأنصاري الأوسي المدني، واسمه أسعد، وإنما يعرف بالكنية، وسمي (6/510)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 511 بجده أسعد بن زرارة النقيب. ولد في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورآه، وحدث عن: أبيه، وعمر، وعثمان، وزيد بن) ثابت، ومعاوية، وابن عباس. روى عنه: الزهري، وسعد بن إبراهيم، وأبو الزناد، ومحمد بن المنكدر، ويحيى بن سعيد، ويعقوب بن الأشج، وابناه: محمد، وسهل. وكان من علماء المدينة. قال أبو معشر نجيح: رأيته وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم. وقال الزهري: أخبرني أبو أمامة وكان من علية الأنصار وعلمائهم ومن أبناء الذين شهدوا بدراً. وحسن الترمذي في جامعه من حديث عبد الرحمن بن الحارث، عن حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف، عن أبي أمامة بن سهل قال: كتب معي عمر إلى أبي عبيدة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الله ورسوله مولى من لا مولى له، والخال وارث من لا وارث له. وقال يوسف الماجشون، عن عتبة بن مسلم قال: آخر خرجةٍ خرجها عثمان بن عفان يوم الجمعة، فلما استوى على المنبر حصبه الناس، فحيل بينه وبين الصلاة، فصلى للناس يومئذٍ أبو أمامة بن سهل بن حنيف. قالوا: توفي سنة مائة. أبو بحرية هو عبد الله بن فيس الكندي التراغمي (6/511)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 512 الحمصي. شهد خطبة عمر بالجابية، وروى عن: معاذ، وأبي الدرداء، وأبي هريرة. روى عنه: خالد بن معدان، ويزيد بن قطيب، وضمرة بن حبيب، ويونس بن ميسرة، وابنه بحرية، وأبو ظبية الكلاعي، وأبو بكر بن أبي مريم. وكان فاضلاً ناسكاً مجاهداً. روي عن الواقدي أن عثمان كتب إلى معاوية أن أغز الصائفة رجلاً مأموناً على المسلمين، رفيقاً بسياستهم، فعقد لأبي بحرية عبد الله بن قيس وكان ناسكاً فقيهاً يحمل عنه الحديث حتى مات في زمن الوليد بن عبد الملك، وكان معاوية وخلفاء بني أمية تعظمه. أبو بكر بن سليمان بن أبي حثمة القرشي العدوي المدني الفقيه.) روى عن: أبيه، وجدته الشفاء، وأبي هريرة، وابن عمر. روى عنه: محمد بن إبراهيم التيمي، والزهري، وصالح بن كيسان، ويزيد بن عبد الله بن قسيط. وقد روى له البخاري مقروناً بآخر. أبو بكر بن عبد الرحمن ابن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي الفقيه. (6/512)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 513 أحد الفقهاء السبعة بالمدينة. الأصح أن اسمه كنيته، ويقال: اسمه محمد، وله عدة إخوة هو أجلهم. روى عن: أبيه، وعمار بن ياسر، وأبي مسعود البدري، وعائشة، وعبد الرحمن بن مطيع، وأبي هريرة، وأسماء بنت عميس، وجماعة. روى عنه: ابناه عبد الملك، وعبد الله، والشعبي، والحكم بن عتيبة، والزهري، وسمي مولاه، وعمرو بن دينار، والقاسم بن أخيه، محمد، وخلق منهم أيضاً ابناه عمر، وسلمة، وأشهر أولاده عبد الله شيخ ابن إسحاق في المغازي، وآخر من روى عنه عبد الواحد بن أيمن. قال الزبير: وكان يسمى الراهب، وكان من سادة قريش. وقال ابن سعد: ولد في خلافة عمر، وكان يقال له راهب قريش لكثرة صلاته، وكان مكفوفاً. وقال سليم وغيره: كنيته أبو عبد الرحمن. وقال ابن سعد: كان فقيهاً ثقةً كثير الحديث عاقلاً سخياً. (6/513)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 514 وقال هشام ابن عروة: رأيت عليه كساء خز. وقال الواقدي: كان عبد الملك بن مروان مكرماً لأبي بكر مجلا له، يقول: إني لأهم بالشيء أفعله بأهل المدينة لسوء أثرهم عندنا، فأذكر أبا بكر بن عبد الرحمن، فأستحيي منه، وأدع ذلك الأمر له. قال خليفة: مات سنة ثلاث وتسعين. وقال أبو عبيد، وابن نمير، والبخاري: سنة أربعٍ. أبو بكر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي. كان أسن من عمر أخيه لأبويه، وكان خيراً فاضلاً، له ابنان:) الحكم ومروان. قال ابن يونس: توفي سنة ستٍ وتسعين. أبو تميمة الهجيمي اسمه طريف بن مجالد. من فضلاء أهل البصرة. تقدم. قال الفلاس: توفي سنة خمس وتسعين. أبو جميلة الطهوي الكوفي صاحب راية علي (6/514)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 515 رضي الله عنه. روى عن: علي، وعثمان. وعنه: ابنه عبد الله، وعبد الأعلى بن عامر الثعلبي، وعطاء بن السائب، وجماعة. اسمه ميسرة بن يعقوب. وثقه ابن حبان. أبو حازم الأشجعي الكوفي اسمه سلمان مولى عزة الأشجعية. روى عن أبي هريرة فأكثر، وعن: ابن عمر، والحسين بن علي. روى عنه: منصور، والأعمش، وفرات القزاز، ومحمد بن جحادة، وفضيل بن غزوان، ونعيم بن أبي هند، ويزيد بن كيسان، وجماعة. وثقه أحمد، وابن معين. وتوفي في خلافة عمر بن عبد العزيز. وقيل: إنه جالس أبا هريرة خمس سنين. أبو خالد الوالبي الكوفي اسمه هرمز، ويقال هرم. (6/515)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 516 روى عن: أبي هريرة، وابن عباس. وعنه: منصور، والأعمش، وفطر بن خليفة. أبو رافع الصائغ المدني ثم البصري مولى آل عمر، اسمه نفيع، يقال إنه أدرك الجاهلية. وروى عن: عمر، وأبي بن كعب، وأبي موسى، وأبي هريرة، وكعب الأحبار، وجماعة سواهم.) روى عنه: الحسن البصري، وبكر المزني، وقتادة، وعلي بن زيد جدعان، وعطاء بن أبي ميمونة، وآخرون. وثقه أحمد العجلي وغيره. وقال أبو حاتم: ليس به بأس. وقال ثابت البناني: لما أعتق بكى، وقال: كان لي أجران فذهب أحدهما. أبو رزين م اسمه مسعود بن مالك الأسدي الكوفي. (6/516)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 517 روى عن: ابن مسعود، وعلي، وأبي هريرة، وعمرو بن أم كلثوم، وابن عباس، وغيرهم. روى عنه: منصور، والأعمش، ومغيرة بن مقسم، وعطاء بن السائب، وإسماعيل بن أبي خالد، وجماعة. وكان فقيهاً مسناً. قال أبو بكر بن أبي داود: ضربت رقبته على منارة جامع البصرة، ورمي برأسه. أبو الزاهرية حدير بن كريب الحمصي. سمع: أبا أمامة، وعبد الله بن بسر، وجبير بن نفير. وروى عن: أبي الدرداء، وحذيفة، وجماعة مرسلاً. روى عنه: إبراهيم بن أبي عبلة، وسعيد بن سنان، والأحوص بن حكيم، ومعاوية بن صالح. قال أحمد بن محمد بن عيسى في تاريخه: زعموا أنه أدرك أبا الدرداء، وكان أمياً لا يكتب. وثقه ابن معين وغيره. قال قتيبة: ثنا شهاب بن خراش، عن حميد بن أبي الزاهرية، عن أبيه (6/517)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 518 قال: أغفيت في صخرة بيت المقدس، فجاءت السدنة فأغلقوا علي الباب، فما انتبهت إلا بتسبيح الملائكة، فوثبت مذعوراً، فإذا المكان مصفوف. فدخلت معهم في الصف. قال ابو عبيد وغيره: مات سنة مائة. وقال المدائني: في إمرة عمر بن عبد العزيز. وأما ابن سعد وخليفة فقالا: سنة تسعٍ وعشرين ومائة.) أبو زرعة بن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي الكوفي. اسمه فيما قيل: هرم وقيل: اسمه باسم أبيه، فإن أباه مات في حياة جده وكفله جده. وقيل: إنه رأى علياً. روى عن: جده، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمرو، وخرشة بن الحر، وغيرهم. روى عنه: عمه إبراهيم، وحفيداه جرير، ويحيى ابنا أيوب بن أبي زرعة البجلي، والحارث العكلي، وعبد الله بن شبرمة، وعمارة بن القعقاع، وموسى الجهني، وعلي بن مدرك، ويحيى ين سعيد التيمي، وآخرون. وكان ثقةً نبيلاً شريفاً كثير العلم، وفد مع جده على معاوية. (6/518)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 519 أبو ساسان اسمه حضين بن المنذر الرقاشي البصري، ويكنى أيضاً بأبي محمد. روى عن: عثمان، وعلي، وأبي موسى الأشعري، والمهاجر بن قنفذ. روى عنه: الحسن، وداود بن أبي هند، وعبد الله الداناج، وابنه يحيى بن حضين. ووفد على معاوية، وكان قد شهد صفين مع علي ثم نزل مرو في آخر (6/519)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 520 عمره، وكان قتيبة بن مسلم يستشيره في أموره. وقيل: إنه كان حامل راية علي يوم صفين. وروى عنه أبو إسحاق السبيعي، ثم قال: كان صاحب شرطة علي. وعن المازني قال: قيل لحضين بن المنذر: بم سدت قومك قال: بحسب لا يطعن فيه، ورأيٍ لا يستغنى عنه، ومن تمام السؤدد أن يكون الرجل ثقيل السمع، عظيم الرأس. وقال أبو أحمد العسكري: كان من سادات ربيعة، وكان يبخل، وفيه يقول علي رضي الله عنه: (لمن رايةٌ سوداء يخفق ظلها .......... إذا قيل قدمها حضين تقدما) قال: ثم ولاه إصطخر. وفيه يقول زياد الأعجم: (يسد حضين بابه خشية القرى .......... بإصطخر والشاة السمين بدرهم) وعن قتيبة بن مسلم، وذكر الحضين فقال: هو باقعة العرب وداهية الناس. وقال خليفة: أدرك خلافة سليمان بن عبد الملك. وقال غيره: توفي سنة سبع وتسعين.) أبو سخلية عن: علي، وأبي ذر. وسلمان. (6/520)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 521 وعنه: الخضر بن القواس، ومحمد بن عبيد الله العرزمي، وفضيل بن مرزوق. وله في مسند علي. أبو سعيد المقبري كيسان مولى الجندعيين، كان ينزل المقابر بالمدينة، ويقال له صاحب العباء. روى عن: عمر، وعلي، وعبد الله بن سلام، وأبي هريرة، وعقبة بن عامر، وعبد الله بن وديعة، وغيرهم. روى عنه: ابنه سعيد، وحفيده عبد الله بن سعيد، وأبو صخر حميد بن زياد، وعمرو بن أبي عمرو مولى المطلب. توفي في خلافة الوليد، وهو من كبار التابعين وثقاتهم. أبو سعيد مولى المهري مدني ثقة. روى عن أبي ذر، إن صح، وعن: أبي سعيد الخدري، وابن عمر. وعنه: ابناه سعيد، ويزيد، وسعيد المقبري، ويحيى بن أبي كثير، (6/521)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 522 ويحيى بن أبي إسحاق الحضرمي. أبو سفيان مولى عبد الله بن أبي أحمد بن جحش الأسدي المدني. روى عن: أبي هريرة، وأبي سعيد. وعنه: داود بن الحصين، وخالد بن رباح، وغيرهما. اسمه: قزمان، وقيل: وهب، وهو قليل الحديث، ثقة. أبو سلمة بن عبد الرحمن ابن عوف الزهري المدني الفقيه. قال مالك: اسمه كنيته، وقيل: اسمه عبد الله، وقيل إسماعيل. روى عن: أبيه، وعثمان، وأبي قتادة الأنصاري، وأبي أسيد الساعدي، وأبي هريرة، وابن عباس، وحسان بن ثابت، وطائفة من الصحابة والتابعين.) (6/522)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 523 وكان يناظر ابن عباس ويماريه، فحرم بذلك كثيراً من علمه، قال الزهري. وروى عنه: سالم أبو النضر، وابن أخيه سعد بن إبراهيم، وأبو الزناد، ويحيى بن أبي كثير، والزهري، وأبو حازم الأعرج، وابنه عمر بن أبي سلمة، ويحيى بن سعيد الأنصاري، ومحمد بن عمرو بن علقمة، وخلق سواهم. قال إسماعيل بن أبي خالد: قدم علينا أبو سلمة: زمن بشر بن مروان، وكان أبو سلمة زوجه ابنته. وقال عمرو بن دينار: قال أبو سلمة: أنا أفقه من بال، فقال ابن عباس: في المبارك. رواها ابن عيينة عنه. وقال ابن لهيعة، عن أبي الأسود قال: كان أبو سلمة مع قومٍ، فرأوا قطيعاً من غنم، فقال: اللهم إن كان في سابق علمك أن أكون خليفةً فاسقنا من لبنها، فانتهى إليها، فإذا هي تيوسٌ كلها. وقالت له عائشة مرةً، وهو حدثٌ: إنما مثلك مثل الفروج يسمع الديكة تصيح فيصيح. وكان إماماً حجةً، واسع العلم. قال الزهري: أدركت أربعةً بحوراً: عروة، وسعيد بن المسيب، وأبو سلمة، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة. وعن الشعبي قال: قدم أبو سلمة الكوفة، فكان يمشي بيني وبين رجلٍ، فسئل عن أعلم من بقي، فتمنع ساعةً ثم قال: رجلٌ بينكما. وقال ابن مهين: توفي سنة أربعٍ وتسعين. وقال خليفة: سنة ثلاثٍ. وقال الواقدي: سنة أربع ومائة. (6/523)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 524 أبو الشعثاء جابر بن زيد الأزدي اليحمدي، مولاهم البصري الخوفي. والخوف ناحية من عمان. كان من كبار أصحاب ابن عباس. وروى عنه: عمرو بن دينار، وقتادة، وأيوب السختياني. قال عطاء، عن ابن عباس قال: لو أن أهل البصرة نزلوا عند قول جابر بن زيد لأوسعهم علماً عما في كتاب الله.) وعن ابن عباس قال: تسألوني عن شيء وفيكم جابر بن زيد. وعن عمرو بن دينار قال: ما رأيت أحداً أعلم من أبي الشعثاء. (6/524)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 525 وقال ابن الأعرابي: كانت لأبي الشعثاء حلقة في جامع البصرة يفتي فيها قبل الحسن، وكان من المجتهدين في العبادة. وكانوا يفضلون الحسن عليه، حتى خف الحسن في أمر ابن الأشعث. وقال أيوب: رأيت أبا الشعثاء وكان لبيباً. وقال قتادة يوم موته: اليوم دفن علم أهل البصرة، أو قال: عالم العراق. وعن إياس بن معاوية قال: أدركت أهل البصرة ومفتيهم جابر بن زيد. وقال أبو الشعثاء: لو ابتليت بالقضاء لركبت راحلتي وهربت. وقال أحمد بن حنبل والفلاس، والبخاري، وغيرهم: توفي سنة ثلاثٍ وتسعين. وقال بعضهم: سنة ثلاثٍ ومائة. أبو صالح الحنفي الكوفي، اسمه عبد الرحمن بن قيس على الصحيح. وقال إسحاق بن راهويه: اسمه ماهان. عن: علي، وابن مسعود، وعائشة، وأبي هريرة، وجماعة. وعنه: عمرو بن مرة، وإسماعيل بن أبي خالد، وبيان بن بشر، وأبو عون محمد بن عبيد الله الصقفي، وجماعة. وثقه ابن معين. (6/525)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 526 أبو الضحى مسلم بن صبيح الكوفي العطار، مولى همدان. روى عن: ابن عباس، وجرير بن عبد الله، والنعمان بن بشير، وعلقمة، ومسروق. روى عنه: منصور، والأعمش، وأبو يعفور عبد الرحمن بن عبيد، وعباد بن منصور، وفطر بن خليفة، وجماعة. وثقه أبو زرعة، وغيره. وقال خليفة: توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز. أبو الطفيل ع عامر بن واثلة بن عبد الله بن عمرو الليثي الكناني. آخر من رأى (6/526)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 527 النبي صلى الله عليه وسلم) في الدنيا بالإجماع، وكان من شيعة علي. روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم استلامه الركن، وعن أبي بكر، وعمر، ومعاذ بن جبل، وعلي، وابن مسعود. روى عنه: الزهري، وحبيب بن أبي ثابت، وأبو الزبير، وعلي بن زيد بن جدعان، وسعيد الجريري، وعبد الله بن عثمان بن خثيم، ومعروف بن خربوذ، وفطر بن خليفة. قال معروف: سمعته يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا غلامٌ شاب يطوف بالبيت على راحلته، يستلم الحجر بمحجنه. وقال محمد بن سلام الجمحي، عن عبد الرحمن الهمداني قال: دخل أبو الطفيل على معاوية فقال له: ما أبقى لك الدهر من ثكلك علياً قال: ثكل العجوز المقلات والشيخ الرقوب، قال: فكيف حبك له قال: حب أم موسى لموسى، وإلى الله أشكو التقصير. كان أبو الطفيل من أعوان علي رضي الله عنه، وحضر معه حروبه. (6/527)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 528 قال خليفة: وأقام بمكة حتى مات سنة مائة أو نحوها. قال: ويقال: سنة سبع ومائة. وجاء عنه أنه قال: أدركت من حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمان سنين. وقال البخاري: ثنا موسى، ثنا مبارك، عن كثير بن أعين قال: أخبرني أبو الطفيل بمكة سنة سبع ومائة. وقال وهب بن جرير: سمعت أبي يقول: كنت بمكة سنة عشرٍ ومائة، فرأيت جنازةً فسألت عنها، فقالوا: هذا أبو الطفيل. هذا هو الصحيح لثبوت إسناده وهو مطابقٌ لما قبله. أبو ظبيان ع الجنبي الكوفي، حصين بن جندب بن عمرو بن الحارث. روى عن: حذيفة، وأسامة بن زيد، وسلمان الفارسي، وعلي، وعمر، (6/528)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 529 وابن عباس، وجرير، وجماعة. وعنه: ابنه قابوس، وحصين بن عبد الرحمن، والأعمش، وعطاء بن السائب، وسماك بن حرب، وآخرون. وثقه جماعة. وتوفي سنة تسعين على الصحيح، وقيل: سنة خمسٍ وتسعين.) أبو العالية الرياحي ع مولى امرأةً من بني رياح بن يربوع، حي من تميم. أحد علماء البصرة وأئمتها، اسمه رفيع بن مهران. أسلم في إمرة الصديق ودخل عليه، وصلى خلف عمر، وقرأ القرآن علي أبي بن كعب، وروى عن: عمر، وعلي، وابن مسعود، وأبي ذر، وعائشة، وأبي موسى، وأبي أيوب الأنصاري، وابن عباس. (6/529)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 530 قال الداني: أخذ القراءة عرضاً عن أبي، وزيد بن ثابت، وابن عباس، ويقال: قرأ على عمر. روى عنه: القراءة عرضاً شعيب بن الحبحاب، والأعمش، والربيع بن أنس. قلت: وجماعة. ويقال: قرأ عليه أبو عمرو بن العلاء، حدث عنه: قتادة، وأبو خلدة خلد بن دينار، وداود بن أبي هند، والربيع بن أنس الخراساني، وخالد الحذاء، وثابت، ومحمد بن واسع، وعاصم الأحول، وعوف الأعرابي. قال قتادة: قال أبو العالية: قرأت القرآن بعد وفاة نبيكم بعشر سنين. وقال خالد أبو المهاجر، عن أبي العالية قال: كنت بالشام مع أبي ذر. وقال معتمر وغيره: ثنا هشام، عن حفصة بنت سيرين قالت: قال لي أبو العالية: قرأت القرآن على عمر ثلاث مرار. وقال أبو خلدة: سمعت أبا العالية يقول: كنا عبيداً مملوكين، منا من يؤدي الضرائب، ومنا من يخدم أهله، فكنا نختم كل ليلة، فشق علينا، حتى شكا بعضنا إلى بعض، فلقينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلمونا أن نختم كل جمعةٍ، فصلينا ونمنا ولم يشق علينا. وقال أبو خلدة: ذكر الحسن لأبي العالية فقال: رجل مسلم يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وأدركنا الخير، وتعلمنا قبل أن يولد الحسن، وكنت آتي ابن عباس وهو أمير البصرة، فيجلسني على السرير، وقريشٌ أسفل، فتغامزت قريشٌ بي، فقالت: يرفع هذا العبد على السرير ففطن بهم، فقال: إن هذا العلم يزيد الشريف شرفاً، ويجلس المملوك على الأسرة. (6/530)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 531 وقال جرير، عن مغيرة قال: كان أشبه أهل البصرة علماً بإبراهيم النخعي أبو العالية. وقال أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية قال: كنت أرحل إلى الرجل) مسيرة أيام لأسمع منه، فأتفقد صلاته، فإن وجدته يحسنها أقمت عليه، وإن أجده يضيعها رحلت ولم أسمع منه، وقلت: هو لما سواها أضيع. وقال شعيب بن الحبحاب: حابيت أبا العالية في ثوبٍ فأبى أن يشتريه مني. وقال أبو خلدة: قال أبو العالية: لما كان زمان علي ومعاوية وإني لشاب القتال أحب إلي من الطعام الطيب، فتجهزت بجهاز حسنٍ حتى أتيتهم، فإذا صفان ما يرى طرفاهما، إذا كبر هؤلاء كبر هؤلاء، وإذا هلل هؤلاء هلل هؤلاء، فراجعت نفسي فقلت: أي الفريقين أنزله كافراً، ومن أكرهني على هذا، فما أمسيت حتى رجعت وتركتهم. وقال عاصم الأحول: كان أبو العالية إذا جلس إليه أكثر من أربعة قام تركهم. وقال معمر، عن عاصم، عن أبي العالية قال: أنتم أكثر صلاةً وصياماً ممن كان قبلكم، ولكن الكذب قد جرى على ألسنتكم. قال أبو حاتم: ثنا حرملة: سمعت الشافعي يقول: حديث أبي العالية الرياحي رياح، وقال أبو حاتم: يعني الذي يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم في الضحك في الصلاة أن على الضاحك الوضوء. (6/531)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 532 وقال أبو بكر بن أبي داود: ليس أحدٌ بعد الصحابة أعلم بالقرآن من أبي العالية، وبعده سعيد بن جبير. قال أبو خلدة: توفي سنة تسعين في شوال. وقال البخاري وغيره: سنة ثلاثٍ وتسعين. وقال المدائني: سنة ستٍ ومائة. أبو العباس الشاعر المكي الأعمى، اسمه السائب بن فروخ، وهو والد العلاء. سمع: عبد الله بن عمرو، وابن عمر. وعنه: عطاء، وعمرو بن دينار، وحبيب بن أبي ثابت. وهو قديم الوفاة، وثقه أحمد بن حنبل، وله حديثان أو ثلاثة. أبو عبد الله الأغر المدني مولى جهينة، اسمه سلمان.) روى عن: أبي هريرة، وعبد الله بن عمرو. روى عنه: ابناه عبد الله، وعبيد الله، وبكير بن عبد الله بن الأشج، والزهري، وصفوان بن سليم، وزيد بن رباح، ومحمد بن عمرو بن علقمة. وأما أبو مسلم الأغر الكوفي، عن أبي هريرة، فرجل آخر، وقد (6/532)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 533 جعلهما واحداً الحافظ عبد الغني المصري، وقبله ابن خزيمة فوهما. قال شعبة: كان الأغر قاصاً من أهل المدينة رضياً. أبو عبد الله الجدلي الكوفي عبد بن عبد، وقيل عبد الرحمن بن عبد. عن: سلمان الفارسي، وأبي مسعود البدري، وخزيمة بن ثابت، وعائشة، وأم سلمة. وعنه: أبو إسحاق السبيعي، وإبراهيم النخعي، وعطاء بن السائب، وشمر بن عطية، ومسلم البطين. وثقه ابن معين، وغيره. أبو عبد الله الأشعري الدمشقي. روى عن: معاذ، وأبي الدرداء وخالد بن الوليد، وشرحبيل بن حسنة. روى عنه: أبو صالح الأشعري، ويزيد بن أبي مريم، وإسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر. أبو عبد الرحمن الحبلي م ع عبد الله بن يزيد المعافري (6/533)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 534 المصري، نزيل إفريقية، وأحد أئمة التابعين. روى: عن أبي ذر وذلك في جامع الترمذي وعن: أبي أيوب الأنصاري، وعبد الله بن عمرو، وجابر بن عبد الله، وعقبة بن عامر، وفضالة بن عبيد، وجماعة. وعنه: حيي بن عبد الله المعافري، وأبو هانيء حميد بن هانيء، وعقبة بن مسلم، وقيس بن الحجاج، وعياش بن عباس، وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي، وآخرون. وثقه ابن معين، وغيره. قال الحارث بن يزيد فيما قاله عنه ابن لهيعة: قلت لحسن بن عبد الله: أخبرني عن قوله تعالى: كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون قال: هذه والله صفة سليم بن عتر، وأبي عبد الرحمن الحبلي.) قال ابن يونس: يقال: توفي سنة مائة بإفريقية وكان رجلاً صالحاً فاضلاً. أبو عبيد مولى ابن أزهر اسمه سعد بن عبيد المدني الزهري مولاهم. (6/534)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 535 روى عن: عمر، وعثمان، وعلي. روى عنه: الزهري، وسعيد بن خالد القارظي. وكان فقيهاً مقرئاً ثقةً نبيلاً، توفي سنة ثمانٍ وتسعين. وابن أزهر هو عبد الرحمن بن أزهر الزهري. له صحبة. أبو عثمان النهدي البصري عبد الرحمن بن مل. أدرك الجاهلية وسمع من: عمر، وابن مسعود، وحذيفة، وبلال، وسلمان، وعلي، وأبي موسى، وسعيد بن زيد، وابن عباس، وطائفة. روى عنه: قتادة، وأيوب، وعاصم الأحول، وحميد الطويل، وداود بن أبي هند، وخالد الحذاء، وسليمان التيمي، وعمران بن حدير. وشهد اليرموك، وحج في الجاهلية مرتين، ثم أسلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وأدى الصدقة إلى عماله، وصحب سلمان الفارسي ثنتي عشرة سنة، وكان كبير الشأن صواماً قواماً قانتاً لله حنيفاً. ورد أنه كان يصلي حتى يغشى عليه، وكان ثقةً إماماً ثبتاً، هاجر إلى (6/535)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 536 المدينة في أول خلافة عمر. روى حميد الطويل عنه أنه قال: بلغت مائةً وثلاثين سنة. وروى عنه عاصم قال: رأيت يغوث صنماً من رصاص يحمل على جملٍ أجرد فإذا بلغ وادياً برك فيه، وقالوا: قد رضي لكم ربكم هذا الوادي. وقال عبد الرحيم بن سليمان، عن عاصم الأحول قال: سئل أبو عثمان وأنا أسمع: هل أدركت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: نعم أسلمت على عهده وأديت إليه ثلاث صدقاتٍ ولم ألقه، وغزوت اليرموك والقادسية وجلولاء ونهاوند وتستر وأذربيجان ورستم. وروي أنه سكن الكوفة، فلما قتل الحسين تحول إلى البصرة، وحج ستين حجة ما بين حجة وعمرة.) وقال علي بن زيد عنه: أتيت عمر بالبشارة يوم نهاوند. وقال معتمر بن سليمان، عن أبيه قال: كان أبو عثمان يصلي حتى يغشى عليه. وقال معاذ بن معاذ: كانوا يرون أن عبادة سليمان التيمي أخذها من أبي عثمان. وقال سليمان التيمي: إني لأحسب أن أبا عثمان كان لا يصيب ذنباً، كان ليله قائماً ونهاره صائماً. وقال أبو حاتم الرازي: كان عريف قومه وكان ثقةً. وقال الفلاس: توفي سنة خمسٍ وتسعين. وقال المدائني، وجماعة: توفي سنة مائة. (6/536)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 537 أبو عمرو الشيباني سعد بن إياس الكوفي من بني شيبان بن ثعلبة بن عكابة. روى عن: علي، وابن مسعود، وحذيفة، وغيرهم. روى عنه: منصور والأعمش، وسليمان التيمي، والوليد بن العيزار، وإسماعيل بن أبي خالد، وأبو معاوية عمرو بن عبد الله النخعي، وآخرون. وعمر مائةً وعشرين سنة. قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أرعى إبلاً بكاظمة. وقال: كنت يوم القادسية ابن أربعين سنة. وقال عاصم بن أبي النجود: كان أبو عمرو الشيباني يقرئ القرآن في المسجد الأعظم، فقرأت عليه ثم سألته عن آية فاتهمني بهوىً. وقال ابن معين: كوفي ثقة. أبو الغيث هو سالم المدني مولى عبد الله بن مطيع العدوي. (6/537)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 538 روى عن: أبي هريرة فقط. روى عنه: ثور بن زيد، وصفوان بن سليم، وجماعة. وثقه ابن معين. أبو لبيد الجهضمي بصري اسمه لمازة بن زبار. روى عن: عمر، وعلي، وأبي موسى، وجماعة.) روى عنه: الزبير بن الخريت، ويعلى بن حكيم، وطالب بن السميدع، والربيع بن سليم، ووفد على يزيد بن معاوية. وقال ابن معين: قد رأى حماد بن زيد أبا لبيد، وأبو لبيد رأى علياً. وقال ابن سعد: سمع من علي وكان ثقةً. وعن حماد بن زيد قال: رأيت أبا لبيد يصفر لحيته وكانت تبلغ سرته، وقد قاتل علياً يوم الجمل، وقيل له: أتحب علياً قال: كيف أحب رجلاً قتل من قومي ألفين وخمسمائة في يوم. وقال وهب بن جرير، عن أبيه، عن أبي لبيد: وكان شتاماً. (6/538)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 539 وقيل لابن معين: من كان يشتم قال: نرى أنه كان يشتم علياً رضي الله عنه. يؤخر إلى طبقة الحسن البصري من أجل رواية جرير عنه. أبو ليلى الكندي مولاهم الكوفي. روى عن: عثمان، وسلمان الفارسي، وخباب بن الأرت، وغيرهم. وروى عن سويد بن غفلة. روى عنه: أبو إسحاق السبيعي، وأبو جعفر الفراء، وعثمان بن أبي زرة الثقفي، وعبد الملك بن أبي سليمان، وغيرهم. وثقه ابن معين. أبو مدينة السدوسي البصري اسمه عبد الله بن حصين. قيل له صحبة، ولم يصح. سمع: أبا موسى الأشعري، وابن عباس، وغيرهما. روى عن: قتادة، وثابت البناني. أخبر أبو موسى المديني: أنبأ الحداد، ثنا أبو نعيم، ثنا الطبراني، ثنا محمد بن هشام المستملي، ثنا عبيد الله بن عائشة، ثنا حماد، عن ثابت، عن أبي مدينة الدارمي وكانت له صحبة قال: كان الرجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقيا لم يتفرقا حتى يقرأ أحدهما على الآخر والعصر إلى آخرها، ثم يسلم أحدهما على الآخر.) (6/539)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 540 قلت: هذا حديثٌ غريبٌ جداً ورواته مشهورون. أبو مرة مولى عقيل بن أبي طالب الهاشمي المدني، واسمه يزيد. روى عن: عقيل، وأبي الدرداء، وعثمان بن عثمان، وأم هانيء بنت أبي طالب، وعمرو بن العاص، وأبي هريرة. روى عنه: أبو جعفر محمد بن علي، وسالم أبو النضر، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، ويزيد بن الهاد، وموسى بن عبيدة، وأبو حازم الأعرج. وكان ثقةً فاضلاً. أبو المهلب الجرمي البصري م عم أبي قلابة. روى عن: عثمان، وتميم الداري، وأبي مسعود البدري، وعمران بن حصين، وجماعة. روى عنه: أبو قلابة، ومحمد بن سيرين، وعوف الأعرابي. أبو نجيح يسار مولى الأخنس بن شريق الثقفي المكي. (6/540)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 541 أرسل عن: عمر وسعيد، وقيس بن عبادة، وروى عن: معاوية، وابن عمر، وعبيد بن عمير الليثي وطائفة. وعنه: ابنه عبد الله بن أبي نجيح، وعمرو بن دينار، وميمون أبو مغلس، وآخرون. وثقه وكيع، وجماعة. أبو الهيثم كان تحت حجر أبي سعيد الخدري فأكثر عنه، كان أبوه أوصى به إليه، واسمه سليمان بن عمرو العتواري. سكن مصر وحدث عن: أبي سعيد، وأبي هريرة، وأبي بصرة الغفاري. روى عنه: دارج أبو السمح، وكعب بن علقمة، وعبيد الله بن المغيرة، وغيرهم. وثقه ابن معين من رواية أحمد بن أبي خيثمة، عنه. أبو الوداك) اسمه جبر بن نوف الهمداني (6/541)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس الصفحة 542 البكالي الكوفي. عن: أبي سعيد. وعنه: مجالد بن سعيد، وإسماعيل بن أبي، خالد، وقيس بن وهب، وأبو التياح، وعلي بن أبي طلحة، ويونس بن أبي إسحاق وآخرون. وثقه ابن معين. أبو يونس مولى عائشة روى عن: عائشة. روى عنه: زيد بن أسلم، والقعقاع بن حكيم، وأبو طوالة عبد الله بن عبد الرحمن. عداده في أهل المدينة. آخر الطبقة العاشرة، والحمد لله. (6/542)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 7 5 (الطبقة الحادية عشرة)

1 (الحوادث من سنة إلى)

4 (لحوادث سنة إحدى ومائة) توفي فيها: ذكوان أبو صالح السمان. ربعي بن حراش العبسي الكوفي. عمارة بن عبد العزيز الأموي. القاسم بن مخيمرة فيها في قول. محمد بن مروان والد مروان الحمار. مقسم مولى ابن عباس. و فيها استخلف يزيد بن عبد الملك بن مروان في رجب. (7/7)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 8 4 (حوادث سنة اثنتين و مائة) توفي فيها: الضحاك بن مزاحم صاحب التفسير. عدي بن أرطأة أمير البصرة.) مجاهد في قول جماعة. يزيد بن المهلب بن أبي صفرة الأمير. يزيد بن أبي مسلم الثقفي كاتب الحجاج. أبو المتوكل التاجي. علي بن داود. و فيها كانت وقعة العقر، و هو موضع بقرب كربلاء من العراق بين يزيد ابن المهلب و بين مسلمة بن عبد الملك بن المروان، قتل فيها يزيد و كسر جيشه و انهزم آل المهلب، ثم ظفر بهم مسلمة فقتل فيهم و بدع، و قل من نجا منهم، وكان يزيد قد خرج على الخلافة لما توفي عمر بن عبد العزيز. قال الكلبي: نشأت و هم يقولون ضحى بنو أمية يوم كربلاء بالدين و يوم العقر بالكرم. (7/8)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 9 قال خليفة بن خياط: ثم بعث مسلمة بن عبد الملك هلال بن أحوز المازني إلى قندابيل في طلب آل المهلب فالتقوا، فقتل المفضل بن المهلب و انهزم أصحابه و خدمه، و قتل هلال بن الاحوز جماعةً من آل المهلب، و لم يتعرض للنساء و بعث بهم إلى يزيد بن عبد الملك، فحدثني حاتم بن مسلم أن يزيد بن عبد الملك لما قدم بآل المهلب عليه قال: من كان له قبل آل المهلب دم فيلقم، فقام ناس، فدفعهم إليهم حتى قتل نحوٌ من ثمانين نفساً. و روى المدائني، عن المفضل بن محمد أن الحجاج عزل يزد بن المهلب عن خراسان، و كتب بولايتها إلى المفضل بن المهلب، فوليها سبعة أشهرٍ، فافتتح باذغيس و غيرها، و قسم الغنيمة بين الناس، فأصاب الرجل ثمانمائة درهم. قلت: وثق المفضل، و له حديث عن النعمان بن البشير في سنن أبي داود و النسائي من رواية ابنه حاجب عنه، و روى عنه أيضاً ثابت البناني، و جرير بن حازم، و كان جواداً ممدحاً. (7/9)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 10 4 (حوادث سنة ثلاث و مائة) توفي فيها: عطاء بن يسار مولى ميمونة في قوله. عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث. عمر بن الوليد بن عبدة، مصري مقل.) مجاهد، فيها أو في سنة اثنين. مصعب بن سعد بن أبي وقاص بن طلحة بن عبيد الله. يحيى بن وثاب مقريء الكوفة. يزيد بن الأصم نزيل الرقة. يزيد بن حصين السكوني. و فيها قتل أمير الأندلس السمح بن مالك الخولاني، قتلته الروم يوم التروية. (7/10)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 11 4 (حوادث سنة أربعة و مائة) توفي فيها: خالد بن معدان الكلاعي الحمصي. عامر بن سعد، فيها، قيل قبل المائة. عامرالشعبي عالم العراق. عبد الله بن يزيد أبو قلابة الجرمي. عبد الرحمن بن حسان بن ثابت الشاعر. عبد الأعلى بن عدي البهراني. عبد الأعلى بن الهلال السلمي أبو النضر. عمير مولى آل العباس. مجاهد في فول القطان. و ابن المديني. يحيى بن عبد الرحمن بن الحطاب اللخمي. أبو بردة بن أبي موسى الأشعري. أبو سلمة بن عبد الرحمن، فيها في قول. (7/11)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 12 وفيها كانت وقعة نهر الران، فالتقى المسلمون و الكفار، و على المسلمين الجراح بن عبدالله الحكمي، و على أولئك ابن الخاقان، و ذلك بقرب باب الأبواب، و نصر الله الإسلام و ركب المسلمون أقفية الترك قتلاً و أسراً و سبياً. (7/12)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 13 4 (حوادث سنة خمس ومائة) توفي فيها:) أبان بن عثمان بن عفان في قول. رزيق بن حيان بن الفزاري مولاهم. سعيد بن المسيب. في قول المدائني، والصحيح سنة بضعٍ وتسعين كما تقدّم. سليمان بن بريدة الأسلمي. سنان بن أبي سنان الدّؤلي. عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطّاب. عبيد بن حنين المدني. عمارة بن خزيمة بن ثابت الأنصاري. والمسيّب بن رافع الأسديّ. يزيد بن عبد الملك بن مروان. وفيها زحف الخاقان وخرج من الباب في جمع عظيم من الترك وقصد أرمينية، فسار إليه الجرّاح الحكميّ فاقتتلوا أياماً، ثم كانت الهزيمة على الكفّار، وذلك في شهر رمضان. (7/13)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 14 4 (حوادث سنة ستٍّ ومائة.) توفّي فيها: بكر بن عبد الله المزني في قول. سالم بن عبد الله بن عمر العدوي الفقيه. طاوس بن كيسان اليماني. أبو مجلز لاحق بن حميد السّدوسي. وفيها عزل متولّي العراق عمر بن هبيرة بخالد بن عبد الله القسري فدخل خالد واسط بغتة وأبو المثنّى عمر بن هبيرة يتهيّأ لصلاة الجمعة ويسرّح لحيته، فقال عمر: هكذا تقوم الساعة بغتةً، فقيّده خالد وألبسه مدرعة صوفٍ وحبسه، ثم إنّ غلمان ابن هبيرة اكتروا داراً إلى جانب السجن فنقبوا سرباً إلى السّجن وأخرجوه منه، فهرب إلى الشّام، واستجار بالأمير مسلمة أخي الخليفة، فأجاره، ثم لم ينشب أن مات، وقد ولي العراق ثلاثة أعوام. وفيها غزا مسلم بن سعيد بن أسلم فرغانة، فلقيه ابن خاقان في جمع كبيرٍ من تركستان، فقتل ابن أخي خاقان في طائفةٍ كبيرة.) (7/14)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 15 وفيها استعمل خالدٌ القسريّ على إقليم خراسان أخاه أسد بن عبد الله نيابةً عنه. وفيها دخل الجرّاح الحكميّ وغوّر في أرض الخزر، فصالحته الّلان، وأعطوه الجزية وخراج أرضهم. وفيها حجّ بالنّاس خليفة الوقت هشام، والله أعلم. (7/15)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 16 4 (حوادث سنة سبع ومائة) توفي فيها: سليمان بن يسار المدني مولى أمّ سلمة رضي الله عنها. وعطاء بن يزيد اللّيثي المدني. وعكرمة البربريّ مولى ابن عبّاس. وأبو رجاء العطاردي بخلفٍ فيه. والقاسم أبو محمد بن أبي بكر الصّدّيق. وكثيّر عزّة الخزاعي. وفيها عزل الجرّاح الحكميّ عن إمرة أذربيجان وأرمينية بمسلمة بن عبد الملك، فنهض مسلمة فغزا قيصريّة الروم وافتتحها بالسيف. وفيها غزا أسد بن عبد الله القسريّ متولّي خراسان بلاد غرشستان، فانكسر المسلمون واستشهد طائفةٌ ورجع الجيش مجهودين جائعين. (7/16)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 17 4 (حوادث سنة ثمانٍ ومائة) توفي فيها: بكر بن عبد الله المزني في قولٍ. محمد بن كعب القرظي المدني. يزيد بن عبد الله الشّخّير أبو العلاء. أبو نضرة العبديّ المنذر. وفيها غزا أسد بن عبد الله القسريّ بلاد الغور، فالتقوه في جيشٍ لجب، فهزمهم أسد. وفيها زحف ابن الخاقان إلى أذربيجان ونازل مدينة ورثان، ورماها بالمجانيق، فسار إليه متولّي تلك الناحية الحارث بن عمرو، فالتقوا، فانهزم ابن الخاقان، وقتل خلقٌ من جيشه،) واستشهد أيضاً الحارث بن عمرو. (7/17)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 18 وفيها غزا ولد الخليفة معاوية بن هشام أرض الروم، فجهّز بين يديه البطّال إلى خنجرة فافتتحها. (7/18)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 19 4 (حوادث سنة تسعٍ ومائة) توفي فيها: بشر بن صفوان الكلبيّ أمير المغرب. سعد بن أبي الحسن البصريّ. أبو حرب بن أبي الأسود الدّؤلي. أبو نجيح يسار المكيّ والد عبد الله. وفيها غزا في الصّيف معاوية بن هشام بن عبد الملك وافتتح حصناً من أرض الروم، وغزا أيضاً مسلمة فجهّز جيشاً شتّوا بأذربيجان. (7/19)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 20 4 (حوادث سنة عشر ومائة) توفي فيها: إبراهيم بن محمد بن طلحة التّيمي الأعرج. جرير التّيمي الشاعر. الحسن البصريّ سيّد زمانه. أبو الطّفيل عامر بن واثلة في قولٍ. عطية بن قيس المذبوح في قول. الفرزدق وهو همّام بن غالب. محمد بن سيرين البصري. ونعيم بن أبي هند الأشجعيّ الكوفي. وفيها غزا مسلمة بلاد الخزر، وتسمى غزوة الطين، التقى هو وملك الخزر واقتتلوا أياماً، وكانت ملحمةً مشهورة هزم الله فيها الكفار في سابع جمادى الآخرة. (7/20)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 21 وفيها افتتح معاوية ولد هشام حصنين كبيرين من أرض الروم. وفيها قدم إلى إفريقية عبيدة بن عبد الرحمن الذّكواني أميراً عليها، فجهّز ولده وأخاه، فالتقوا) المشركين، فنصر الله تعالى وأسر طاغية القوم وولّوا مدبرين. (7/21)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 22 1 (تراجم أعيان هذه الطبقة على حروف المعجم)

4 (حرف الألف)

4 (أبان بن عثمان بن عفان م بن أبي العاص بن أمية، أبو سعيد القرشي الأموي المدني،) وإنما أعدته للخلف في موته. روى عن: أبيه وعن زيد بن ثابت. وعنه: ابنه عبد الرحمن، والزهري، وأبو الزناد، ونبيه بن وهب، وغيرهم. وكان أحد فقهاء المدينة الثّقات. (7/22)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 23 قال ابن سعد: كان به وضحٌ كثير وصممٌ وأصابه الفالج قبل موته بسنة. توفي أبان بالمدينة في قول خليفة سنة خمسٍ ومائة. وقيل: مات قبل عبد الملك بن مروان، فالله أعلم. 4 (إبراهيم بن عبد الله بن حنين ع أبو إسحاق المدني مولى آل العبّاس.) روى عن أبيه وأبي هريرة، وأرسل عن عليّ رضي الله عنه. وعنه زيد بن أسلم وأسامة بن زيد، والليثي، وابن عجلان، ومحمد بن عمرو، ومحمد بن إسحاق، وآخرون. وكان ثقة. 4 (إبراهيم بن عبد الله م د ن بن معبد بن عباس بن عبد المطلب (7/23)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 24 الهاشمي المدني.) سمع ابن عباس، وميمونة أم المؤمنين. وعنه: سليمان بن سحيم، ونافع مولى ابن عمر، وابن جريج. وكان ثقة. 4 (إبراهيم بن محمد بن طلحة بخ م بن عبيد الله القرشيّ التيمي المدني أبو إسحاق.) روى عن: سعيد بن زيد، وأبي هريرة، وابن عباس، وابن عمر، وعبد الله بن عمرو، وعدّة، وكان من سادة التابعين قوالاً بالحق بليغاً وقوراً كبير القدر. روى عنه: سعد بن إبراهيم القاضي، وعبد الله بن محمد بن عقيل، ومحمد بن زيد بن المهاجر، وطلحة بن يحيى أحد بني عمّه، ومحمد بن عبد الرحمن الطلحي، وآخرون.) ووفد على عبد الملك فأجلسه على فرشه فنصحه ووعظه. قال العجلي: تابعيٌّ ثقةٌ رجلٌ صالح. وقال ابن سعد: كان يسمى أسد قريش، كان شريفاً صبّاراً أعرج وليّ خراج العراق لابن الزّبير. توفي سنة عشرٍ ومائة. (7/24)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 25 4 (الأحوص الشاعر) أبو عاصم، ويقال أبو عثمان بن عبد الله بن محمد بن عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح الأنصاري. نفاه عمر بن عبد العزيز إلى دهلك لكثرة هجائه. قال عقيل بن خالد: كنت بالمدينة، فجاء رجل فلطم عراك بن مالك الغفاري وجر برجله، وانطلق به إلى مركب في البحر، فنفاه إلى دهلك، وأخرج منها الأحوص، فكان أهلها يقولون: جزى الله عنّا يزيد بن عبد الملك خيراً، أخذ عنّا رجلاً علّم أولادنا الباطل وأقدم علينا رجلاً علّمنا الخير. والحوص هو ضيقٌ في آخر العين. وقيل: بل الذي نفاه هو سليمان بن عبد الملك. وكان يشبب بعاتكة بنت يزيد بن معاوية إذ يقول: (7/25)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 26 (يا بيت عاتكة التي أتغزّل .......... حذر العدى وبه الفؤاد موكّل)

(إني لأمنحك الصدود وإنني .......... قسماً إليك مع الصدود لأميل)

(ولقد نزلت من الفؤاد بمنزلٍ .......... ماكان غيرك والأمانة ينزل)

(ولقد شكوت إليك بعض صبابتي .......... ولما كتمت من الصبابة أطول)

(هل عيشنا بك في زمانك راجعٌ .......... فلقد تفحش بعدك المتعلل)

(أعرضت عنك وليس ذاك لبغضةٍ .......... أخشى مقالة كاشحٍ لا يعقل)

4 (إسحاق بن عبد الله د بن الحارث بن نوفل، أبو يعقوب الهاشمي البصري.) عن: أبيه، وابن عباس، وأم الحكم بنت الزبير بن عبد المطلب. وعنه: قتادة، وحمبد الطويل، وعوف، وداود بن أبي هند، وآخرون.) وثقه أحمد بن عبد الله العجلي. 4 (إسحاق بن قبيصة ق بن ذؤيب الخزاعي الدمشقي.) (7/26)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 27 عن أبيه. وعنه: برد بن سنان، وأسامة بن زيد الليثي، وعثمان بن عطاء الخراساني، وغيرهم. وكان ناظر ديوان الزمني بدمشق، له حديث واحدٌ عند ابن ماجه. 4 (إسحاق مولى زائدة م د ن روى عن سعد بن أبي وقاص، وأبي هريرة، وله عن أبيه عن) أبي هريرة. روى عنه: ابنه عمر بن إسحاق المدني، وأسامة بن زيد الليثي، وبكير بن عبد الله بن الاشج، والعلاء بن عبد الرحمن، وآخرون. وثقه ابن معين. 4 (أسلم العجلي د ت ن عن أبي موسى الأشعري، وبشر بن شغاف، وأبي مراية العجلي.) (7/27)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 28 وعنه: ابنه أشعث، وشميط بن عجلان، وسليمان التيمي. وثقة ابن معين. 4 (الأسود بن سعيد الهمذاني د الكوفي، عن جابر بن سمرة، وابن عمر.) وعنه: زياد بن خيثمة، ومعن بن يزيد، وأبو إسرائيل الملائي. له حديث في الملاحم. 4 (أصبغ عن نباتة ق الدرامي ثم المجاشعي الكوفي، أبو القاسم، عن: علي، وعمر، وعمار،) وأبي أيوب. وعنه ثابت البناني، والأجلح بن عبد الله، ومحمد بن السائب الكلبي، وفطر بن خليفة، وآخرون. (7/28)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 29 قال ابن معين: ليس بثقة وقال النسائي: متروك. وقال الدار قطني: منكر الحديث. وقال العقيلي: كان يقول بالرجعة. 4 (أيفع بن عبد الكلاعي شاميٌ أظنه خطب بحمص.) روى عن ابن عمر وأرسل حديثين عن النبي صلى الله عليه وسلم.) روى عن صفوان بن عمرو وقال: أمر علينا مرةً في الغزو، وسمعته مرة يقول على منبر حمص، قد غلط غير واحد وعده في الصحابة، منهم عبدان المروزي، وأبو بكر الإسماعيلي، وأبو الفتح الأزدي، واغتروا بما أرسل. قال محمد بن المثنى: توفي سنة ستٍ. 4 (أيوب بن بشير د بن كعبٍ العدوي البصري.) له وفادةٌ على سليمان بن عبد الملك. روى عن رجلٍ تابعي. (7/29)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 30 وعنه: خالد بن ذكوان، وقتادة، وسماك المربدي. وهو مقلٌ لا يكاد يعرف. 4 (أيوب بن شرحبيل بن أكسوم بن أبرهة بن الصباح الأصبحي الحميري، وأمه أم أيوب بنت) مالك بن نويرة. ولي مصر لعمر بن عبد العزيز. روى عنه أبو قبيل، وعبد الرحمن بن مهران. قال ابن يونس: مات في رمضان سنة إحدى ومائة. (7/30)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 31 4 (حرف الباء)

4 (بسر بن عبيد الله ع الحضرمي الشامي.) عن: واثلة بن الأسقع، ورويفع بن ثابت، وغيرهما من الصحابة، وأبي إدريس الخولاني. وعنه: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وثور بن يزيد، وزيد بن واقد، وآخرون. وكان ثقةً جليل القدر. قال أبو مسهر: هو أحفظ أصحاب أبي إدريس رحمه الله. 4 (بشر بن صفوان الكللبي أمير إفريقية.) ولي المغرب سبعة أعوام، ولما احتضر ولي على الناس قعاس بن قرط الكلبي. (7/31)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 32 توفي بشر سنة تسعٍ ومائة. 4 (بشير بن يسار المدني ع مولى الأنصار.) عن: رافع بن خديج، وسهل بن أبي حثمة، وسويد بن النعمان، ومحيصة بن مسعود.) وعنه: يحيى بن سعيد الأنصاري، وربيعة الرأي، والوليد بن كثير، ومحمد بن إسحاق، وغيرهم. قال ابن معين: ثقة. وقال ابن سعد: كان فقيهاً أدرك عامة الصحابة. قلت: وليس هو أخاً لسليمان بن يسار. 4 (بعجة بن عبد الله خ م ت ن ق بن بدر الجهني، من بادية الحجاز.) عن أبيه، وأبي هريرة، وعقبة بن عامر. (7/32)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 33 وعنه: يحيى بن أبي كثير، وأبو حازم المديني، وأسامة بن زيد بن أسلم، ويزيد بن أبي حبيب. وثقة النسائي. 4 (بكر بن عبد الله ع) ابن عمرو المزني، أبو عبد الله البصري، أحد الأعلام. عن: المغيرة بن شعبة، وابن عباس، وابن عمر، وأنس، وابن رافع، وجماعة. وعنه: ثابت البناني، وعاصم الأحول، وسليمان التيمي، وحبيب العجمي، ومبارك بن فضالة، وصالح المري، وأبو عامر الخزاز، وغالب القطان، وآخرون. قال ابن سعد: كان ثقة ثبتاً كثيرا الحديث حجةً فقيهاً. قال سليمان التيمي: الحسن شيخ البصرة، وبكر المزني فتاها. وقال عبد الله بن بكر المزني: حدثتني أختي أنها سمعت أبانا يقول: عزمت على نفسي أن لآ أسمع قوماً يذكرون القدر إلا قمت فصليت ركعتين. (7/33)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 34 وقال عبد الله بن بكر أيضاً: سمعت فلاناً يحدث عن أبي أنه كان واقفاً بعرفه فرق فقال: لولا أني فيهم لقلت: قد غفر لهم. أبو هلال، عن غالب، عن بكر أنه لما ذهب به للقضاء قال: إني سأخبرك عني أني لا علم لي والله بالقضاء، فإن كنت صادقاً فما ينبغي لك أن تستعملني، وإن كنتت كاذباً فيما ينبغي لك أن تستعمل كاذباً. حميد الطويل، عن بكر قال: إني لأرجو أن أعيش عيش الأغنياء وأموت موت الفقراء، فكان لذلك يلبس كسوته ثم يجيء إلى المساكين فيجلس معهم يحدثهم ويقول: إنهم يفرحون بذلك.) معتمر بن سليمان: سمعت أبي يذكر أن بكر بن عبد الله كان قيمة كسوته أربعة آلاف، وكانت أمه ذات ميسرةٍ، وكان لها زوجٌ كثير المال. عبيد الله بن عمرو التقي، عن كلثوم بن جوشن قال: اشترى بكر بن عبد الله طيلساناً بأربعمائة درهم، فأراد الخياط أن يقطعه، فذهب ليذر عليه تراباً، فقال له بكر: كما أنت، فأمر بكافورٍ فسحق، ثم ذره عليه. عمرو بن عاصم الكلابي: ثنا عتبة بن عبد الله العنبري: سمعت بكراً المزني يقول في دعائه: أصبحت لا أملك ما أرجو ولا أدفع عن نفسي ما أكره، أمري بيد غيري، ولا فقير أفقر مني. (7/34)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 35 أبو الأشهب: سمعت بكر بن عبد الله يقول: اللهم ارزقنا رزقاً يزيد لك شكراً، وإليك فاقةً وفقراً، وبك عمن سواك غنى. مبارك بن فضالة قال: حضر الحسن جنازة بكر بن عبد الله على حمار، فرأى الناس يزدحمون فقال: ما يؤزرون أكثر مما يؤجرون، كان القوم ينظرون، فإن قدروا على عمل الجنازة أعقبوا إخوانهم. قال مؤمل بن إسماعيل: توفي بكر سنة ستٍ ومائة. وقال غير واحدٍ: سنة ثمانٍ ومائة، وأظنه أصح. 4 (بكر بن ماعز أبو حمزة الكوفي.) روى عن: عبد الله بن يزيد الأنصاري، والربيع بن خيثم. وعنه: يونس بن أبي إسحاق السبيعي، ونسير بن ذعلوق، وسعد بن مسروق الكوفي، وغيرهم. وثقه يحيى بن معين. (7/35)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 36 4 (حرف التاء)

4 (تبيع بن عامر الحميري ن ابن امرأة كعب الأحبار. نزل الشام.) يقال إنه أسلم زمن الصديق. روى عن: أبي الدرداء، وكعب. وعنه: مجاهد، وعطاء، وأبو قبيل المصري، وحكيم بن عمير الحمصي، وحيان أبو النضر، وغيرهم. وكان يقال له تبيع صاحب الملاحم، قرأ الكتب ونظر في سير الأولين.) توفي سنة إحدى ومائة. يكنى أبا غطيف، قاله ابن يونس وإنه كلاعيٌ من ألهان. وكناه البخاري أبا عبيد. (7/36)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 37 وكناه صاحب تاريخ حمص: أبا عبيدة، مات بالإسكندرية. 4 (تميم بن نذير أبو قتادة العدوي البصري.) عن: عمر بن الخطاب، وعمران بن حصين، وعبادة بن الصامت. وعنه: حميد بن هلال، وإسحاق بن سويد. وثقة ابن معين. (7/37)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 38 4 (حرف الثاء)

4 (ثمامة بن حزن م ت س القشيري البصري. مخضرمٌ قدم على عمر وله خمسٌ وثلاثون) سنة. وثقه ابن معين. وروى عن: عمر، وعثمان، وأبي الدرداء، وعائشة، وغلط من قال له صحبة. روى عنه: الجريري، والأسود بن شيبان، والقاسم بن الفضل الحراني. وثقة ابن معين، وحديثه من أعلى شيءٍ في صحيح مسلم. (7/38)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 39 4 (حرف الجيم)

4 (جابر بن زيد أبو الشعثاء، فقيه أهل البصرة، قد مر.) وقال ابن سعد: توفي سنة ثلاثٍ ومائة. (7/39)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 40 4 (جرير بن الخطفي) وهو جرير بن عطية بن حذيفة بن بدر بن سلمة، أبو حزرة التميمي البصري الشاعر المشهور. مدح يزيد بن معاوية ومن بعده من الأمويين، وإليه المنتهى وإلى الفرزدق في حسن النظم. فعن أبي عبيدة، عن عثمان التيمي قال: رأيت جريراً وما يضم شفتيه من التسبيح، فقلت: ما ينفعك هذا وأنت تقذق المحصنات فقال: سبحان الله والحمد لله ولا الله لا الله والله أكبر. إن) الحسنات يذهبن السيئانت وعد من الله حقٌ. وعن بشار قال: كان جرير يحسن ضروباً من الشعر لا يحسنها الفرزدق. روى عن محمد بن سلام الجمحي عن يونس قال: كان الفرزدق يتضور (7/40)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 41 ويجزع إذا أنشد لجرير، وكان جرير أصبرهما. قال بشار بن برد: أجمع أهل الشام على جرير والفرزدق والأخطل، والأخطل دونهما، وممن فضل جريراً على الفرزدق: ابن هرمة، وعبيدة بن هلال. قال يونس بن حبيب: قال الفرزدق لامرأته النوار: أنا أشعر أم ابن المراغة قالت: غلبك على حلوه وشكرك في مره. وقال محمد بن سلام: ذاكرت مروان بن أبي حفصة فقال: (ذهب الفرزدق بالفخار وإنما .......... حلو القريض ومره لجرير) هشام بن الكلبي، عن أبيه، أن أعرابياً مدح عبد الملك بن مروان فأحسن، فقال له عبد الملك: تعرف أهجي بيتٍ في الإسلام قال: نعم، قول جرير: (فغض الطرف إنك من نميرٍ .......... فلا كعباً بلغت ولا كلاباً) قال: أصبت، فهل تعرف أرق بيت قيل في الإسلام قال: نعم، قول جرير. (إن العيون التي في طرفها مرض .......... قتلننا ثم لم يحيين قتلانا)

(يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به .......... وهن أضعف خلق الله أركانا) قال: أحسنت، فهل تعرف جريراً قال: لا والله وإني إلى رؤيته لمشتاق، قال: فهذا جرير، وهذا الأخطل، وهذا الفرزدق، فأنشأ الأعرابي يقول: (7/41)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 42 (فحيا الإله أبا حزرةٍ .......... وأرغم أنفك يا أخطل) فأنشأ الفرزدق يقول: (بل أرغم الله آنفاً أنت حامله .......... يا ذا الخنا ومقال الزور والخطل)

(ما أنت بالحكم لترضى حكومته .......... ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل) فغضب جرير وقال أبياتاً، ثم وثب فقبل رأس الأعرابي وقال: يا أمير المؤمنين جائزتي له وكانت كل سنة خمسة عشر ألفاً فقال عبد الملك: وله مثلها مني. قال نفطويه: حدثني عبد الله بن أحمد المزني أن جارية قالت للحجاج: يدخل عليك جرير) فيشبب بالحرم، قال: ما علمته إلا عفيفاً، قالت: فأخلني وإياه، فأخلاهما، فقالت: يا جرير، فنكس رأسه، وقال هأنذا، قالت: بالله أنشدني قولك: (أوانس أما من أردن عناءه .......... فعانٍ ومن أطلقن فهو طليق)

(دعون الهوى ثم ارتمين قلوبنا .......... بأسهم أعداءٍ وهن صديق) فقال: ما أعرف هذا ولكني القائل: (ومن يأمن الحجاج أما نكاله .......... فصعبٌ وأما عهده فوثيق)

(يسر لك البغضاء كل منافقٍ .......... كما كل ذي دينٍ عليك شفيق) ولجرير: (7/42)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 43 (يا أم ناجية السلام عليكم .......... قبل الرحيل وقبل يوم المعدل)

(لو كنت أعلم أن آخر عهدكم .......... يوم الرحيل فعلت ما لم أفعل) توفي جرير سنة عشرٍ ومائة بعد الفرزدق بشهر. 4 (جعفر بن عمرو بن حريث م د ن ق أبو عون المخزومي الكوفي.) عن: أبيه وعن جده لأمه عدي بن حاتم. وعنه: مساور الوراق، وحجاج بن أرطأة، ومعن أبو القاسم المسعودي، وغيرهم. وهو جد المحدث جعفر بن عون العمري. 4 (جميع بن عمير أبو الأسود التيمي تيم الله بن ثعلبة، كوفي جليل.) عن: عائشة: وابن عمر. وعنه: صدقة بن سعيد، وكثير النواء، وحكيم بن جبير، وأبو الجحاف دواو بن أبي عوف، والصلت بن بهرام، وآخرون. قال أبو حاتم: كوفيٌ من عتق الشيعة محله الصدق. (7/43)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 44 وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه. وقال محمد بن عبد الله بن نمير: هو من أكذب الناس، كان يقول الكراكي تفرخ في السماء ولا تقع فراخها. وقال ابن حيان: رافضيٌ يضع الحديث. (7/44)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 45 4 (حرف الحاء) ) 4 (الحارث بن مخمر أبو حبيب الظهراني الحمصي، ولي قضاء حمص وقضاء دمشق زمن) الوليد. وروايته عن: عمر، وأبي الدرداء منقطعة، وسمع من النواس بن سمعان. وعنه: القاسم بن مخيمرة، وصفوان بن عمرو، وحريز بن عثمان. وثقه أحمد بن حنبل. وقال إسماعيل بن عياش، عن حريز بن عثمان، وعن الحارث بن مخمر، عن أبي الدرداء، قال: الإيمان ينقص ويزداد. (7/45)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 46 4 (حبان بن رفيدة الكوفي عن الحسن، ومسروق.) وعنه: أبو إسحاق، ابنه يونس بن أبي إسحاق، ويحيى الجابر. قال ابن معين ثقة. 4 (حبان بن جزيء السلمي ت ق عن أخيه خزيمة وأبيه ولهما صحبة وأبي هريرة.) وعنه: عبد الكريم بن أبي المخارق، وعبد الله بن عثمان خثيم، وزينب بنت أبي طليق، وآخرون. له حديث عن الترمذي، وابن ماجه. 4 (حبيب بن سالم م كاتب النعمان بن بشير ومولاه.) روى عن: أبي هريرة، والنعمان بن بشير. (7/46)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 47 وعنه: خالد بن عرفطة، ومحمد بن المنتشر، وجماعة. وهو ثقة. 4 (حبيب بن الشهيد أبو مرزوق التجيبي، شيخ مصريٌ وليس بالبصري.) وفد على عمر بن عبد العزيز وروى عنه، وعن حنش الصنعاني. وعنه: يزيد بن أبي حبيب، وجعفر بن ربيعة، وغير واحد. وثقه أحمد العجلي، وهو مشهور بالكنية، وكان ينزل بطرابلس المغرب، وكان فقهياً. قال ابن يونس: توفي سنة تسعٍ مائة. 4 (حبيب بن يسار ت ن الكندي الكوفي.) عن: ابن عباس، وزيد بن أرقم، وعبد الله بن أبي أوفى.) وعنه: زكريا بن يحيى الكندي، وأبو الجارود زياد بن المنذر، ويوسف بن صهيب، وآخرون. وثقه ابن معين وغيره، وحديثه قليل. (7/47)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 48 4 (الحسن البصري ع) ابن أبي الحسن يسار، أبو سعيد مولى زيد بن ثابت، ويقال: مولى جميل بن قطبة، إمام أهل البصرة بل إمام أهل العصر، ولد بالمدينة سنة إحدى وعشرين من الهجرة في خلافة عمر، وكانت أمه خيرة مولاةً لأم سلمة، فكانت تذهب لأم سلمة في الحاجة وتشاغله أم سلمة بثديها، فربما در عليه، ثم نشأ بوادي القرى. (7/48)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 49 وقد سمع عن عثمان وهو يخطب، وشهد يوم الدار، ورأى طلحة وعلياً. وروى عن: عمران بن حصين، والمغيرة بن شعبة، وعبد الرحمن بن سمرة، وأبي بكرة، والنعمان بن بشير، وجندب بن عبد الله، وسمرة بن جندب، وابن عباس، وابن عمر، وجابر، وعمرو بن ثعلب، وعبد الله بن عمرو، ومعقل بن يسار، وأبي هريرة، والأسود بن سريع، وأنس بن مالك، وخلق كثير من الصحابة وكبار التابعين كالأحنف بن قيس، وحطان الرقاشي، وقرأ عليه القرآن، وصار كاتباً في إمرة معاوية للربيع بن زياد متولي خراسان. روى عنه: أيوب، وثابت، ويونس بن عون، وحميد الطويل، وهشام بن حسان، وجرير بن حازم، ويزيد بن إبراهيم، ومبارك بن فضالة، والربيع بن صبيح، وأبان بن يزيد العطار، وأشعث بن سوار، وأشعث بن جابر، وأشعث بن عبد الملك، وأبو الأشهب العطاردي، وقرة بن خالد، وشبيب بن شيبة، وحزم القطعي، وسلام بن مسكين، وشميط بن عجلان، وأممٌ لا يحصون. قال غير واحد من الكبار: لم يسمع الحسن من أبي هريرة. وقال علي بن المديني: لم يسمع الحسن من أبي موسى الأشعري ولا من عمرو بن ثعلب ولا من الأسود بن سريع ولا من عمران ولا من أبي بكرة. قلت: وكان يدلس ويرسل ويحدث بالمعاني، ومناقبه كثيرةٌ ومحاسنه غزيرةٌ، كان رأساً في العلم والحديث، إماماً مجتهداً كثير الإطلاع، رأساً في (7/49)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 50 القرآن وتفسيره، رأساً في الوعظ والتذكير، رأساً في الحلم والعبادة، رأساً في الزهد والصدق، رأساً في الفصاحة والبلاغة، رأساً في الأيد والشجاعة.) روى الأصمعي، عن أبيه قال: ما رأيت زنداً أعرض من زند الحسن البصري، كنا عرضه شبراً. وقال محمد بن عبد الله الأنصاري: أصل الحسن البصري من ميسان. وعن أبي بردة قال: ما رأيت أحداً أشبه بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الشيخ، يعني الحسن. وروى جرير بن حازم عن حميد بن هلال قال: قال لنا أبو قتادة العدوي: إلزموا هذا الشيخ فما رأيت أحداً أشبه بعمر رضي الله عنه منه، يعني الحسن. وعن أنس بن مالك قال: سلوا الحسن فإنه حفظ ونسينا. وقال مطر الوراق: لما ظهر الحسن جاء كأنما كان في الآخرة، فهو يخبر عما عاين. وروى ضمرة بن ربيعة، عن الإصبع بن زيد، حدثني العوام بن حوشب قال: ما أشبهه الحسن إلا بنبي أقام في قومه ستين عاماً يدعوهم إلى الله تعالى. وقال عيسى بن يونس، عن الفضيل أبي محمد: سمعت الحسن (7/50)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 51 يقول: أنا يوم الدار ابن أربع عشرة سنةٍ جمعت القرآن، فأنظر إلى طلحة بن عبيد الله، وذكر قصةً. وقال غالب القطان، عن بكر المزني قال: من سره أن ينظر إلى أفقه من رأينا فلينظر إلى الحسن. مجالد، عن الشعبي قال: ما رأيت الذي كان أسود من الحسن. قال الحسن: احتملت سنة صفين. وعن أمه الحكم قالت: كان الحسن يجيء إلى حطان الرقاشي، فما رأيت شاباً قط كان أحسن وجهاً منه. غندر، عن شعبة قال: رأيت الحسن وعليه عمامةً سوداء. وقال سلام بن مسكين، رأيت على الحسن طيلساناً كأنما يجري فيه الماء. وخميصةً كأنها خز. وقال محمد بن سعد: ذكر عن الحسن أنه قال: كان أبواي لرجلٍ من التجار، فتزوج إمرأةً من بني سلمة من الأنصار، فساقهما إلى المرأة من مهرها فأعتقتهما، ويقال بل كانت أمه مولاةً لأم سلمة، فولد الحسن لسنتين بقيتا من خلافة عمر، قال: فيذكرون أن أمه ربما غابت فيبكي، فتعطيه أم سلمة ثديها تعلله به إلى أن تجيء أمه، فدر عليه ثديها فشربه، فيرون أن تلك الحكمة) والفصاحة من بركة ذلك. أبو داود الطيالسي، عن خالد بن عبد الرحمن بن بكير، ثنا الحسن قال: رأيت عثمان يخطب وأنا ابن خمس عشرة سنةٍ قائماً وقاعداً. معن بن عيسى القزاز: ثنا محمد بن عمرو، سمعت الحسن يقول: سمعت (7/51)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 52 أبا هريرة يقول: الوضوء مما غيرت النار، قال الحسن: فلا أدعه أبداً. مسلم بن إبراهيم: ثنا هلال، سمعت الحسن يقول: كان موسى لا يغتسل إلا مستتراً، فقيل له: ممن سمعت هذا قال من أبي هريرة. مسلم بن إبراهيم: ثنا ربيعة بن كلثوم، سمعت الحسن يقول: ثنا أبو هريرة قال: عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً: الغسل يوم الجمعة، والوتر قبل النوم، وصيام ثلاثةٍ من كل شهر. وهيب، عن أيوب قال: لم يسمع الحسن من أبي هريرة، وقال مثله حماد، عن علي بن زيد. حماد بن سلمة، عن حميد قال: كان علم الحسن في صحيفةٍ مثل هذه، وعقد عفان بالإبهامين والسبابتين. حماد بن سلمة، عن يزيد بن الرشك قال: كان الحسن على القضاء. عمر بن أبي زائدة قال:: جئت بكتابٍ من قاضي الكوفة إلى إياس بن معاوية، فجئت وقد عزل واستقضي الحسن. قال ابن أبي عروبة: رأيت الحسن يصفر لحيته. وقال جرثومة مولى بلال بن أبي بردة: رأيت الحسن يصفر لحيته في كل جمعة. (7/52)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 53 وقال أبو خلدة: رأيت الحسن يصفر لحيته. وقال عفان: ثنا حماد بن سلمة قال: رأيت على الحسن ثوباً سعيدياً مصلباً وعمامةً سوداء. أحمد بن عبد الله بن يونس، ثنا عيسى بن عبد الرحمن: رأيت الحسن البصري عليه عمامةٌ سوداء مرخيةً من ورائه، وعليه قميص وبردٌ صغير مرتدياً به. حماد بن سلمة، عن حميد ويونس بن عبيد قالا: قد رأينا الفقهاء، فما رأينا أجمع من الحسن. حماد بن زيد، عن أيوب قال: قيل لابن الأشعث: إن سرك أن يقتلوا حولك كما قتلوا حول عائشة فأخرج الحسن فأرسل إليه فأكرهه.) عفان: ثنا سليم بن أخضر: ثنا ابن عون قال: قالوا: لابن الأشعث: أخرج هذا الشيخ، يعني الحسن، قال ابن عون: فنظرت إليه بين الجسرين عليه عمامةٌ سوداء، فغفلوا عنه، فألقى نفسه في بعض تلك الأنهار حتى نجا منهم، وكاد يهلك يومئذ. سلام بن مسكين: ثنا سليمان بن علي الربعي قال: لما كانت فتنة ابن الأشعث، إذ قاتل الحجاج، انطلق عقبة بن عبد الغافر، وأبو الجوزاء، وعبد الله بن غالب في طائفةٍ فدخلوا على الحسن، فقالوا: يا أبا سعيد ما تقول في قتال هذا الطاغية الذي سفك الدم الحرام، وأخذ المال الحرام، وترك (7/53)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 54 الصلاة وفعل وفعل؟ قال: أرى أن لا تقاتلوه فإنها إن تكن عقوبةً من الله، فما أنتم برادي عقوبة الله بأسيافكم، وإن يكن بلاءً فاصبروا حتى يحكم الله، فخرجوا وهم يقولون: نطرح هذا العلج، قال: وهم قومٌ عرب، وخرجوا مع ابن الأشعث فقتلوا. حماد بن زيد، عن أبي التياح، عن الحسن قال:: والله ما سلط الحجاج إلا عقوبة فلا تعترضوا عقوبة الله بالسيف، ولكن عليكم بالسكينة والتضرع. روح بن عبادة: ثنا حجاج الأسود قال: تمنى رجلٌ فقال ليتني بزهد الحسن، وورع ابن سيرين، وعبادة عامر بن عبد قيس، وفقه سعيد بن المسيب، وذكر مطرفاً بشيءٍ، فنظروا فوجدوا ذلك كاملاً كله في الحسن. روح بن عبادة: ثنا حجاج الأسود قال: تمنى رجلٌ فقال: ليتني بزهد الحسن، وورع ابن سيرين، وعبادة عامر بن عبد قيس، وفقه سعيد بن المسيب، وذكر مطرفاً بشيءٍ، فنظروا فوجدوا ذلك كاملاً كله في الحسن. روحٌ: ثنا حماد بن سلمة، عن الجريري، أن أبا سلمة بن عبد الرحمن قال للحسن: أرأيت ما تفتي الناس، أشيئاً سمعته أم برأيك فقال: لا والله ما كل ما نفتي به سمعناه، ولكن رأينا لهم خيرٌ من رأيهم لأنفسهم. قال يزيد بن إبراهيم التستري: رأيت الحسن يرفع يديه في قصصه في الدعاء بظهر كفيه. وقال حماد بن سلمة عن حميد: كان الحسن يشتري كل يومٍ لحماً بنصف درهمٍ. (7/54)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 55 وقال سلام بن مسكين: سمعت الحسن يقول: أهينوا هذه الدنيا، فوالله لأهنا ما تكون إذا أهنتموها. وقال حماد بن زيد، عن هشام، أن عطاء سئل عن شيءٍ فقال: لا أدري فقيل: إن الحسن يقول:) كذا وكذا، قال: إنه والله ليس بين جنبي مثل قلب الحسن. وقال حماد، عن حميد، عن الحسن قال: ابن آدم لم تكن فكونت، وسألت فأعطيت، وسئلت فمنعت، فبئس ما صنعت. قال سليمان بن المغيرة: ثنا يونس أن الحسن أخذ عطاءه فجعل يقسمه، فذكر أهله حاجةً، فقال: دونكم بقية العطاء، أما إنه لا خير فيه إن لم يصنع به هكذا. وقال حماد، عن حميد، عن الحسن قال: كثرة الضحك مما يميت القلب. قال أبو حرة: وكان الحسن لا يأخذ على قضائه. وقال يعقوب الحضرمي: ثنا عقبة بن خالد العبدي: سمعت الحسن يقول: ذهب الناس والنسناس، نسمع صوتاً ولا نرى أنيساً. وقال يزيد بن هارون: أنبأ هشام قال: بعث مسملة بن عبد الملك إلى الحسن بجبةٍ وخميصة فقبلهما، فربما رأيته وقد سدل الخميصة على الجبة. وقال وهب بن جرير: ثنا أبي: رأيت الحسن يصلي وعليه خميصةٌ (7/55)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 56 كثيرة الأعلام، فلا يخرج يده منها إذا سجد. وقال حماد، عن حميد قال: لم يحج الحسن إلا حجتين. وقال همام، عن قتادة قال: كنا نصلي مع الحسن على البوادي، وكان الحسن يحلق رأسه كل عام يوم النحر. وقال حجاج بن نصير: ثنا عمارة بن مهران قال: كنت عند الحسن فدخل علينا فرقد وهو يأكل خبيصاً فقال: تعال فكل، فقال: أخاف أن لا أؤدي شكره، قال الحسن: ويحك وتؤدي شكر الماء البارد. قال حجاج، وثنا عمارة: حدثني الحسن أنه كان يكره الأصوات بالقرآن هذا التطريب. وروى ابن عيينة، عن أيوب السختياني، قال: لو رأيت الحسن لقلت إنك لم تجالس فقيهاً قط. وعن الأعمش قال: ما زال الحسن يعي الحكمة حتى نطق بها وقيل: كان الحسن إذا ذكر عند أبي حعفر الباقر قال: ذاك الذي يشبه كلامه كلام الأنبياء. وعن صالح المري، عن الحسن قال: ابن آدم إنما أنت أيامٌ كلما ذهب يومٌ ذهب بعضك. وقال مبارك بن فضالة: سمعت الحسن يقول: فضح الموت الدنيا فلم يترك فيها لذي لب فرحاً.) (7/56)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 57 قال قتادة: ما جمعت علم الحسن إلى علم أحدٍ إلا وجدت له عليه فضلاً، غير أنه كان إذا أشكل عليه شيءٌ كتب فيه إلى سعيد بن المسيب يسأله. وقال أيوب السختياني: كان الرجل يجلس إلى الحسن ثلاث حججٍ ما يسأله عن مسألة هيبةً له. وقال معاذ بن معاذ: قلت لأشعث: قد لقيت عطاء وعندك مسائل، أفلا سألته قال: ما لقيت أحداً، يعني بعد الحسن، إلا صغر في عيني. وقال محمد بن سلام الجمحي، عن همام، عن قتادة قال: يقال: ما خلت الأرض قط من سبعة رهطٍ بهم يسقون وبهم يدفع عنهم، وإني أرجو أن يكون الحسن أحد السبعة. وقال قتادة: ما كان أحدٌ أكمل مروءةً من الحسن. وقال يونس بن عبيد: لم أر أقرب قولاً من فعلٍ من الحسن. وقال أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس قال: اختلفت إلى الحسن عشر سنين، فليس من يومٍ إلا أسمع منه ما لم أسمع قبل ذلك. روى حوشب، عن الحسن قال: يا ابن آدم والله إن قرأت القرآن ثم آمنت به ليطولن في الدنيا حزنك وليشتدن خوفك وليكثرن بكاؤك. قال إبراهيم بن عيسى اليشكري: ما رأيت أحداً أطول حزناً من الحسن، وما رأيته إلا حسبته حديث عهدٍ بمصيبة. (7/57)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 58 وقال سفيان الثوري، عن عمران القصير قال: سألت الحسن عن شيءٍ فقلت: إن الفقهاء يقولون كذا وكذا، فقال: وهل رأيت فقيهاً بعينك، إنما الفقيه الزاهد في الدنيا البصير بدينه، المداوم على عبادة ربه. وقال عبد الصمد بن عبد الوارث: ثنا محمد بن ذكوان، ثنا خالد بن صفوان قال: لقيت مسلمة بن عبد الملك فقال: أخبرني عن حسن أهل البصرة قلت: أصلح الله الأمير، أخبرك عنه بعلم أما جاره إلى جنبه وجليسه في مجلسه، أشبه الناس سريرةً بعلانية وأشبه قولاً بفعلٍ، إن قعد على أمرٍ قام به، وإن قام على أمرٍ قعد به، وإن أمر بأمر كان أعمل الناس به، وإن نهى عن شيءٍ كان أترك الناس له، رأيته مستغنياً عن الناس، ورأيت الناس محتاجين إليه، قال: حسبك با خالد، كيف يضلٌ قومٌ هذا فيهم. قال جعفر بن سليمان: سمعت هشام بن حسان، سمعت الحسن يحلف بالله ما أعز أحدٌ الدرهم) إلا ذل. وقال حزم بن أبي حزم: سمعت الحسن يقول: بئس الرفيقان: الدرهم والدينار لا ينفعانك حتى يفارقانك. قال أبو داود السجستاني في كتاب سؤالات الآجري له: كان الحسن يكون بخراسان، وكان يرافق مثل قطري بن الفجاءة، والمهلب بن أبي صفرة، كان من الشجعان. قال هشام بن حسان: كان الحسن أشجع أهل زمانه. وقال أبو عمرو بن العلاء: ما رأيت أفصح من الحسن. (7/58)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 59 وقال جعفر بن سليمان: كان الحسن البصري من أشد الناس، وكان المهلب إذا قاتل المشركين يقدمه. وقال حماد بن زيد، عن ابن عون قال: لما ولي الحسن القضاء كلمني رجلٌ أن أكلمه في مال يتيمٍ يدفع إليه ويضمه قال: فكلمته، فقال: أتعرفه قلت: نعم، فدفعه إليه. قال سعيد بن أبي عروبة: كلمت مطراً الوراق في بيع المصاحف، فقال: خذ: كان حبرا الأمة أو قال فقيها الأمة لا يريان به بأساً: الحسن والشعبي. وقال عبد الله بن شوذب، عن مطر قال: دخلنا على الحسن نعوده فما كان في البيت شيء لا فراشٌ ولا بساطٌ ولا حصير إلا سريرٌ مرمولٌ هو عليه. 4 (ذكر غلط من نسبه إلى القدر) قال حماد بن زيد، عن أيوب قال: لا أعلم أحداً يستطيع أن يعيب الحسن إلا به يعني القدر أنا نازلته في القدر غير مرةٍ حتى خوفته السلطان فقال: لا أعود فيه بعد اليوم، وقد أدركت الحسن والله ما يقوله. وقال أبو سلمة التبوذكي: ثنا أبو هلال، سمعت حميداً، وأيوب يقولان، فسمعت حميداً يقول لأيوب: لوددت أنه قسم علينا غرمٌ، وأن الحسن لم يتكلم بالذي تكلم به. (7/59)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 60 وقال حماد بن زيد أيضاً، عن أيوب قال: كذب على الحسن ضربان من الناس: قومٌ القدر رأيهم لينفقوه بين الناس بالحسن، وقومٌ في صدورهم شنآنٌ وبغضٌ للحسن، وأنا نازلته غير مرةٍ في القدر حتى خوفته بالسلطان، فقال: لا أعود. وقال حماد بن سلمة، عن حميد: سمعت الحسن يقول: الله خلق الشيطان وخلق الخير والشر.) وقال سليمان بن حرب: ثنا أبو الأشهب، عن الحسن: وحيل بينهم وبين ما يشتهون. قال حيل بينهم وبين الإيمان. قال حماد بن سلمة، عن حميد قال: قرأت القرآن، كله على الحسن، ففسره لي أجمع على الإثبات، وسألته عن قوله تعالى: كذلك سلكناه في قلوب المجرمين. قال: الشرك سلكه الله في قلوبهم. وسألته عن قوله: ولهم أعمالٌ من دون ذلك. قال: أعمالٌ سيعملونها لم يعملوها. وقال حماد بن زيد، وعن خالد الحذاء قال: سأل رجلٌ الحسن فقال: ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك. قال: أهل رحمته لا يختلفون: ولذلك خلقهم. فخلق هؤلاء لجنته وهؤلاء لناره. قال خالد الحذاء: فقلت: يا أبا سعيد آدم خلق للسماء أم للأرض قال: للأرض خلق. قلت: أرأيت لو اعتصم فلم يأكل من الشجرة، قال: لم يكن بدٌ من أن يأكل منها، (7/60)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 61 فقلت: ما أنتم عليه بفاتنين، إلا من هو صال الجحيم. قال: نعم، الشياطين، لا يضلون إلا من أحب الله له أن يصلي الجحيم. قال سليمان بن حرب: ثنا أبو هلال قال: دخلت على الحسن يوم جمعةٍ ولم يكن جمع، فقلت: يا أبا سعيد أما جمعت قال: أردت ذاك ولكن منعني قضاء الله. قال سليمان، وثنا حماد، عن حبيب بن الشهيد، ومنصور بن زاذان، قالا: سألنا الحسن عن ما بين الحمد لله رب العالمين، إلى قل أعوذ برب الناس. ففسره على الإثبات. قلت: على إثبات أن الأقدار لله. وقال ضمرة بن ربيعة، عن رجاء، عن ابن عون، عن الحسن قال: من كذب بالقدر فقد كفر. قال ابن عون: قيل لمحمد بن سيرين في الحسن وما كان ينحل إليه أهل القدر فقال: كانوا يأتون الشيخ بكلام مجملٍ لو فسره لهم لساءهم. قال أبو سعيد بن الأعرابي في كتاب طبقات النساك: كان يجلس إلى الحسن طائفةٌ من هؤلاء، وكان هو يتكلم في الخصوص حتى نسبته القدرية إلى الجبر، وتكلم في الاكتساب حتى نسبته السنة إلى القدر، كل ذلك لافتتانه وتفاوت الناس عنده، وتفاوتهم في الأخذ عنه، وهو بريء من (7/61)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 62 القدر، ومن كل بدعةٍ، فلما توفي تكشفت أصاحبه وبانت سرائرهم وما كانوا يتوهمونه من قوله بدلائل يلزمونه بها لا نصاً من قوله، فأما عمرو بن عبيد فأظهر القدر. وقال عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، عن الحسن، قال: الخير بقدرٍ والشر ليس بقدر، هكذا) رواه أحمد بن علي على الأبار في تاريخه، قال: ثنا مؤمل بن إهاب، ثنا عبد الرزاق قلت: هذه هي الكلمة التي قالها الحسن ثم أفاق على نفسه ورجع عنه وتاب منها. وقال ابن الأعرابي أيضاً: كان عامة نساك البصرة يأتونه ويسمعون كلامه، وكان عمرو بن عبيد، وعبد الواحد بن زيد من الملازمين له، وكان للحسن مجلسٌ خاصٌ في منزله، لا يكاد يتكلم فيه إلا في معاني الزهد والنسك وعلوم الباطن، فإن سأله إنسانٌ غيرها تبرم به، وقال: إنما خلونا مع إخواننا نتذاكر، فأما حلقته في المسجد فكان يمر فيها الحديث، والفقه، وعلوم القرآن، واللغة، وسائر العلوم، وكان ربما يسأل عن التصوف فيجيب، وكان منهم من يصحبه للحديث، ومنهم من يصحبه للقرآن والبيان، ومنهم من يصحبه للبلاغة، ومنهم من يصحبه للإخلاص وعلم الخصوص. قال أبو زرعة الرازي: كل شيءٍ قال الحسن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وجدت له أصلاً ثابتاً ما خلا أربعة أحاديث. وقال ابن سعد: كان الحسن جامعاً عالماً رفيعاً حجةً ثقةً عابداً كثير العلم فصيحاً جميلاً وسيماً، وما أرسله فليس بحجة. قال ابن علية: توفي الحسن في رجب سنة عشر ومائة. وقال عارم: ثنا حماد بن زيد قال: مات الحسن ليلة الجمعة، وغسله (7/62)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 63 أيوب، وحميد، وأخرج حين انصرف الناس، وذهب بي أبي معه. وقيل: توفي في أول رجب، فصلوا عليه عقيب الجمعة وازدحموا عليه، حتى أن صلاة العصر لم تقم في جامع البصرة. 4 (الحسن بن مسلم سوى ت بن يناق المكي، كهلٌ ثقة، توفي في حياة والده.) حدث عن: صفية بنت شيبة، وطاووس، ومجاهد. وعنه: سليمان التيمي، وإبراهيم بن نافع، وعمرة بن مرة، وابن جريج. وثقه يحيى بن معين. وقال ابن المديني: كان من أعلى أصحاب طاوس، ومات قبل طاوس وكان يحدث عن طاوس بحضرته، وقد بقي أبوه حتى سمع منه شعبة. 4 (الحصين بن مالك بن الخشخاش، أبو القلوص العنبري البصري، جد قاضي البصرة عبيد الله) ) بن الحسن. روى عن: أبيه، وجده ولهما صحبة وعمران بن حصين، وسمرة. (7/63)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 64 وعنه: ابنه الحسن، وعبد الملك بن عمير، ويونس بن عبيد. وهو الحصين بن أبي الحر، وقيل إنه كبير السن، ولي عمالة ميسان لعمر بن الخطاب، وامتدت حياته، ويقال: مات في سجن الحجاج. 4 (حطان بن خفاف الجرمي أبو الجويرية، وهو بكنيته أشهر.) روى عن: ابن عباس. وعنه: عاصم بن كليب. وثقه أحمد بن حنبل. 4 (حفصة بنت سيرين ع أم الهذيل البصرية.) روت عن: أم عطية، وأم الرائح الرباب، وأنس بن مالك مولاها من أعلى، وأبي العالية. وعنها: أخوها محمد بن سيرين، وقتادة، وابن عون، وخالد الحذاء، وهشام بن حسان، وغيرهم. وعن إياس بن معاوية قال: ما أدركت أحداً أفضله على حفصة بنت (7/64)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 65 سيرين، قرأت القرآن ولها اثنتا عشرة سنة، وعاشت سبعين سنة، فذكروا له الحسن وابن سيرين فقال: أما أنا فلا أفضل عليها أحداً. وقال مهدي بن ميمون: مكثت حفصة ثلاثين سنة لا تخرج من مصلاها إلا قائلةً أو لأجل حاجة. قلت: كانت عديمة النظير في نساء وقتها، فقيهةً صادقةً فاضلةً كبيرة القدر، توفيت بعد المائة. 4 (الحكم بن عبد الله البصري م د ت ن الأعرج.) روى عن: عمران بن حصين، وأبي هريرة، وابن عباس، ومعقل بن يسار. وعنه: ابن أخيه، أبو خشينة حاجب بن عمرو، وينس بن عبيد، وخالد الحذاء، والجريري، وآخرون. قال أحمد بن حنبل: ثقة. 4 (الحكم بن عبدل الأسدي الشاعر) شاعرٌ مفلقٌ خبيث الهجاء، مدح الكبار، ووفد من الكوفة على عمر بن هبيرة بواسط. وشعره) سائرٌ مذكور في كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني، ما عندي الآن من شعره ما أورده. (7/65)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 66 4 (الحكم بن مينا الأنصاري م ن ق رأى بلالاً رضي الله عنه يتوضأ بدمشق.) وروى عن: أبي هريرة، وابن عباس. وعنه: سعد بن إبراهيم، والضحاك بن عثمان الحزامي، وأبو سلام ممطور، وحجاج بن أرطأة، وابنه شبيب بن الحكم. وثقه أبو زرعة. 4 (حكيم بن أبي حرة خ ق الأسلمي المدني.) عن: ابن عمر، وسنان بن سنة. وعنه: ابن أخيه محمد بن عبد الله بن أبي حرة، وموسى بن عقبة، وعبيد الله بن عمر. وثقه أبو حاتم، وابن حبان. 4 (حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف الأنصاري الأوسي المدني.) عن: ابن عمهم أبي أمامة بن سهل، ومسعود بن الحكم الزرقي، (7/66)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 67 ونافع بن جبير. وعنه: أخوه عثمان، وعبد الرحمن بن الحارث بن عياش، ومحمد بن إسحاق. وثقه ابن حبان. 4 (حكيم بن عمير د ق بن الأحوص الحمصيّ.) عن: العرباض بن سارية، وعتبة بن عبد، وجابر بن عبد الله، وأرسل عن عمر وغيره من كبار الصحابة. روى عنه: ابنه الأحوص بن حكيم، وأرطأة بن المنذر، وأبو بكر بن أبي مريم، ومعاوية بن صالح، وآخرون. قال أبو حاتم: لا بأس به. وقال صفوان بن عمرو: رأيت في جبهته أثر السجود رحمه الله. 4 (حكيم بن معاوية بن حيدة القشيريّ البصريّ، أبو بهز.) روى عن: أبيه رضي الله عنه. وعنه: بنوه بهز، وسعيد، ومهران، وسعيد والجريري، وأبو قزعة سويد بن حجير. (7/67)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 68 قال النّسائيّ وغيره: ليس به بأس، خرّج له أصحاب السّنن، وعلّق له البخاريّ في صحيحه.) 4 (حمّاد الأسدي الكوفي) عن: عبد الله بن عمرو، وعبد الله بن عباس. وعنه: أبو العميس، وعبد الرحمن، وعيسى بن عبد الرحمن السّلميّ، وهو مقلّ. 4 (حمزة بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ع العدوي المدني.) عن: أبيه، وعمّته حفصة، وعائشة أمّي المؤمنين. وعنه: الزّهريّ، ويزيد بن عبد الله بن الهاد، موسى بن عقبة، وآخرون. وكان من ثقات التّابعين وفقهائهم، وسالم أجل منه. 4 (حمزة بن أبي أسيد مالك بن ربيعة السّاعديّ المدني.) روى عن: أبيه، والحارث الصّدائيّ. (7/68)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 69 وعنه: ابنه مالك، والزّهريّ، ومحمد بن عمرو، وعبد الرحمن بن الغسيل، وغيرهم. قال: الهيثم: توفي في أيام الوليد، وقيل: تأخّر. 4 (حميد بن عقبة أبو سنان الدمشقيّ.) روى عن: أبي الدّرداء، وابن عمر. وعنه: يحيى بن أبي عمرو السّيبانيّ، والوليد بن سليمان بن أبي السّائب وأبو بكر بن أبي مريم. عداده في أهل فلسطين، وله حديثان. 4 (حميد بن مالك بن خثمّ، مدنيّ.) عن: سعد، وأبي هريرة. وعنه: بكير بن الأشج، ومحمد بن عمرو بن حلحلة. له في الموطّأ وفي أدب البخاري حديث، وثّقه النّسائيّ. 4 (حوّط بن عبد الله بن رافع العبديّ عن: ابن مسعود وأراه منقطعاً وعن: تميم بن سلمة،) وأبي الشّعثاء. وعنه: الأعمش، ومسعر، والصّلت بن بهرام. (7/69)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 70 وثّقه ابن معين ولم يخرّجوا له. 4 (حيّان بن عمير م د ن الجريري البصري.) عن: سمرة بن جندب، وابن عبّاس، وعبد الرحمن بن سمرة، وغيرهم.) وعنه: قتادة، والجريري، وسليمان التّيمي، وعوف بن أبي جميلة. له حديثٌ واحدٌ في الكتب، حديث الكسوف. (7/70)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 71 4 (حرف الخاء)

4 (خالد بن معدان ع) ابن أبي كرب، أبو عبد الله الكلاعيّ الحمصيّ. عن: ثوبان، ومعاوية، وأبي أمامة، وجبير بن نفير، وكثير بن مرّة، والمقدام بن معد يكرب، وطائفة. (7/71)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 72 وعنه: بحير بن سعد، وثور بن يزيد، وجرير بن عثمان، وصفوان بن عمرو، وبنتة عبدة ابنة خالد، وآخرون. قال صفوان: سمعته يقول: لقيت سبعين صحابيّاً. قال أحمد بن حنبل: أمّا خالد بن معدان فلم يسمع من أبي الدّرداء. وقال أبو حاتم: لم يصحّ سماعه من عبادة بن الصّامت، فخالد بن معدان عن أبي هريرة متّصلٌ قد أدركه. وقال بحير بن سعد: ما رأيت أحداً ألزم للعلم منه، وكان علمه في مصحفٍ له أزرار وعرى. وعن حبيب بن صالح قال: ما خفنا أحداً من النّاس ما خفنا خالد بن معدان. وقال صفوان بن عمرو: رأيت خالد بن معدان إذا عظمت حلقته قام كراهية الشّهرة. وقال سفيان الثّوري: كا أقدّم على خالد بن معدان أحداً. وعن خالد بن معدان وكان من سادة التّابعين قال: لو كان للموت غاية تعرف ما سبقني أحدٌ إليه، إلا بفضل قوّة. وروي أنّه كان يسبّح في اليوم أربعين ألف تسبيحة. وبلغنا أنّه مات صائماً، رحمه الله. قال الهيثم بن عديّ، والمدائنيّ: توفي خالد بن معدان سنة ثلاثٍ ومائة. (7/72)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 73 وقال جماعة من الحمصيّين: توفّي سنة أربعٍ، وثّقه العجليّ، والنّسائيّ. وكان كثير الجهاد. 4 (خليد بن عبد الله العصري أبو سليمان البصري.) عن: أبي ذرّ، وأبي الدّرداء.) وعنه: قتادة، وأبو الأشهب العطاردي. وكأنّه قد تقدّم، فعن محمد بن واسع، قال: كان خليد العصريّ يصوم الدّهر. وقال عمر بن شهاب، عن قتادة، عن خليد قال: ألا إنّ كلّ حبيب يحبّ أن يلقى حبيبه فأحبّوا الله وسيروا إليه. (7/73)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 74 4 (حرف الدال)

4 (داود بن أبي عاصم بن عروة بن مسعود الثّقفيّ الطّائفيّ ثم المكّي.) روى عن: ابن عمر، وسعيد بن المسيّب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن. وعنه قتادة، وابن جريج، وقيس بن سعد، وآخرون. وثّقه أبو زرعة وغيره. علّق له البخاري في صحيحه. 4 (دينار أبو عبد الله القرّاظ م ن مدنيٌّ جليل.) روى عن: سعد بن أبي وقّاص، وأبي هريرة. وعنه: عمر بن نبيه الكعبيّ، ومحمد بن عمرو، وموسى بن عبيدة، وأسامة بن زيد اللّيثي، وآخرون. (7/74)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 75 وكان ذال صلاح ووقار وفضل. 4 (دينار عقيصا أبو سعيد.) عن: عليٍّ رضي الله عنه. وعنه: الأعمش، ومحمد بن جحادة، وفطر بن خليفة، وغيرهم. قال ابن معين: ليس بشيء. (7/75)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 76 4 (حرف الذال)

4 (ذفيف مولى ابن عباس) عن: ابن عبّاس. وعنه: حميد الأعرج المكّي وحده. توفّي سنة تسع ومائة، وله حديثٌ أو حديثان. ذكوان هو أبو صالح السّمّان، يأتي في الكنى.) 4 (ديّال بن حرملة الأسدي) عن: ابن عمر، وجابر. وعنه: حجّاج بن أرطأة، وحصين بن عبد الرحمن وآخرون. (7/76)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 77 4 (حرف الراء)

4 (راشد بن سعد الحمصيّ يقال فيها وقيل سنة ثلاث عشرة.)

4 (الرّاعي الشاعر المشهور) هو أبو جندل عبيد بن حصين النّميريّ الذي هجاه جرير، حيث يقول: (7/77)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 78 (فغضّ الطّرف إنّك من نميرٍ .......... فلا كعباً بلغت ولا كلابا) ولقّب بالرّاعي لكثرة وصفه للإبل في نظمه، وفد على عبد الملك بن مروان، وللرّاعي ترجمة في تاريخ دمشق. قال محمد بن سلاّم الجمحيّ: ولقد هجا الرّاعي فأوجع، وهو القائل في ابن الرّقاع العامليّ الشّاعر: (لو كنت من أحد يهجى هجوتكم .......... يابن الرّقاع ولكن لست من أحدٍ)

(تأبى قضاعة أن يعزى لكم نسباً .......... وابنا نزارٍ فأنتم بيضة البلد) وأوّل قصيدة جرير التي هجاه بها: (أقلّي اللّؤم عاذل والعتابا .......... وقولي إن أصبت لقد أصابا)

(إذا غضبت عليّ بنو تميمٍ .......... حسبت النّاس كلّهم غضابا)

(ألم تر أنّ كلب بني كليبٍ .......... أراد حياض دجلة ثم هابا) (7/78)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 79 4 (ربعيّ بن حراش ع) ابن جحش بن عمرو الغطفاني ثم العبسي الكوفي، أحد كبار التّابعين المعمّرين، وهو أخو الرجل الصّالح مسعود بن حراش الذي تكلّم بعد الموت. سمع: عمر بن الخطّاب بالجابية وعليّاً، وحذيفة، وأبا موسى، وأبا مسعود البدريّ، وأبا بكرة الثّقفي، وجماعة. وعنه: أبو مالك الأشجعيّ، ومنصور، وعبد الملك بن عمير، وحصين بن عبد الرحمن، وآخرون.) قال عمران بن عيينة: ثنا عبد الملك بن عمير، عن ربعيّ قال: خطبنا عمر بالجابية. وعن الكلبيّ قال: وكتب النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلى حراش بن جحش فمزّق كتابه. وقال محمد بن عليّ السّمليّ: رأيت ربعيّ بن حراشٍ ومرّ بعشّار ومعه مالٌ، فوضعه على قربوس سرجه ثم غطّاه ومرّ. (7/79)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 80 وقال الأصمعيّ: أتى رجلٌ الحجّاج فقال: إنّ ربعيّ بن حراش زعموا لا يكذب، وقد قدم ابناه عاصيين، فبعث إليه الحجّاج فقال: ما فعل ابناك قال: هما في البيت والله المستعان، فقال له الحجّاج: هما لك. وأعجبه صدقه. رواه الثّوريّ، عن منصور، فزاد: قالوا من ذكرت يا أبا سفيان قال: ذكرت ربعيّاً وتدرون من ربعيّ كان ربعيّ من أشجع، زعم قومه أنّه لم يكذب قطّ. قال عبد الرحمن بن حراش: ربعيّ بن حراش صدوق. وقال العجليّ: ثقة وقال البرجلانيّ: ثنا محمد بن جعفر بن عون، أخبرني بكربن محمد العابد، عن الحارث الغنويّ قال: آلي ربعيّ بن حراش ألاّ تفترّ أسنانه ضاحكاً حتى يعلم أين مصيره، قال الحارث فأخبر غاسله أنّه لم يزل مبتسماً على سريره ونحن نغسّله، حتى فرغنا منه. قال عليّ بن المديني: بنو حراش ثلاثة: ربعيّ، وربيع، ومسعود. قال هارون بن حاتم: ثنا أصحابنا أنّ ربعيّاً توفّي سسنة إحدى وثمانين. وقال خليفة: توفّي بعد الجماجم، سنة أثنتين وثمانين. وقال أبو بكر بن أبي شيبة، وابن المديني وغيرهما: توفّي في خلافة عمر بن عبد العزيز. وقال ابن نمير: توفّي سنة إحدى ومائة، وقال أبو عبيد سنة مائة، وقال ابن معين: سنة أربع ومائة. (7/80)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 81 4 (رزيق بن حبّان م أبو المقدام الفزاريّ، مولاهم كاتب ديوان العشر بدمشق.) روى عن: مسلم بن قرظة، وعمر بن عبد العزيز. وعنه: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وأخوه يزيد بن يزيد، ويحيى بن حمزة، فتحرّر وفاة هذا الشيخ، ورواية يحيى عنه. قال يحيي: إنّما كتب العلم في أوّل دولة بني العبّاس. وورد أنّه ولّي ديوان العشر بمصر للوليد) بن عبد الملك. قال أبو زرعة الدمشقي: توفّي في إمارة يزيد بن عبد الملك بأرض الروم من سهم أصابه في الغزاة. وقال عبو عبد الله بن مندة: توفّي سنة خمسٍ ومائة. (7/81)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 82 4 (حرف الزاي)

4 (زهير بن سالم د ق العنسيّ بالنون أبوالمخارق.) عن عبد الله بن عمرو بن العاص، وغيره، وعن عبد الرحمن بن جبير بن نفير. وعنه: أبو وهب عبيد الله بن عبيد الكلاعيّ، وثور بن يزيد، وصفوان بن عمرو. وثّقه ابن حبّان، وهو مقلّ. (7/82)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 83 4 (زياد الأعجم د ن ق) وهو زياد بن سليم، أبو أمامة مولى عبد القيس، كانت في لسانه عجمهٌ، وقد شهد فتح إصطخر مع أبي موسى الأشعري، وطال عمره. وحدّث عن: أبي موسى وعبد الله بن عمرو. وعنه: طاوس، وهشام بن قحذم، وأخوه المحبّر بن قحذم، وغيرهم. وله وفادةٌ على هشام بن عبد الملك، وهو أحد فحول الشعراء، إمتدح عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وغيره، وله في المغيرة مدائح، وهو القائل يرثي المهلّب بن أبي صفرة بأبيات سائرة، منها. (مات المهلّب بعد طول تعرّضٍ .......... للموت بين أسنّةٍ وصفائح)

(فإذا مررت بقبره فاعقر به .......... كوم الهجان وكلّ طرفٍ سابح.) (7/83)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 84 (وانضح جوانب قبره بدمائها .......... فلقد يكون أخا دمٍ وذبائح.)

4 (زياد بن جبير ع بن حيّة الثقفيّ البصريّ.) عن: أبيه، وسعد بن أبي وقّاص، والمغيرة بن شعبة، وعبد الله بن عمر. وعنه: ابنا أخيه سعيد، ومغيرة ابنا عبيد الله بن جبير، ويونس بن عبيد، وابن عون، والمبارك بن فضالة. وثّقه النّسائيّ وغيره.) 4 (زياد بن الحصين م ن ق بن قيس الحنظليّ البصري.) عن: ابن عباس، وابن عمر، وأبي العالية. وعنه: الأعمش، وعاصم الأحول، وعوف الأعرابيّ، فوطر بن خليفة، وآخرون. وقيل: لم يلق ابن عبّاس، كناه بعضهم أبا جهمة. (7/84)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 85 قال أبو حاتم: أبو جهمة، عن ابن عبّاس مرسل. وقال أحمد العجليّ: ثقة. 4 (زيد بن الحسن) ابن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب الهاشميّ، والد أمير المدينة الحسن بن زيد. سمع: أباه، ابن عبّاس. وعنه: ابنه حسن والد السيدة نفيسة ويزيد بن عياض بن جعدبة، وعبد الرحمن بن أبي الموال، وأبو معشر السّندي. ذكره ابن حبّان في الثقات. وقد كان عمر بن عبد العزيز كتب في حقّه: أمّا بعد، فإن زيد بن الحسن شريف بني هاشم، فأدّوا إليه صدقات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعنه يا هذا على ما استعانك عليه. ولزيد وفادةٌ على عبد الملك. قال أبو معشر نجيح: رأيته أتى الجمعة من ثمانية أميالٍ إلى المدينة. وقيل: كان النّاس يعجبون من عظم خلقته. (7/85)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 86 وقد كان سليمان بن عبد الملك عزله عن صدقات آل عليّ عليه السلام. مات بالبطحاء على ستّة أميالٍ من المدينة وشيّعه الخلق، وكان جواداً ممدّحاً، عاش سبعين سنة، وقلّما روى. قال عبد الله بن وهب: حدّثني يعقوب قال: بلغني أنّ الوليد كتب إلى زيد بن الحسن يسأله أن يبايع لابنه، ويخلع سليمان بن عبد الملك من ولاية العهد، ففرّق زيد، وأجاب الوليد، فلمّا استخلف سليمان، وجد كتاب زيد بذلك إلى الوليد، فكتب سليمان إلى أبي بكر بن حزم، وهو أمير المدينة: أدع زيداً فأقرئه هذا الكتاب، فإن عرفه فاكتب إليّ، وإن هو نكل فحلّفه، قال: فخاف الله واعترف، وبذلك أشار عليه القاسم، فكتب بذلك ابن حزم، فكان جواب سليمان أن) اضربه مائة سوطٍ ودرّعه عباءةً ومشّه حافياً، قال: فحبس عمر بن عبد العزيز الرسول في عسكر سليمان، وقال حتى أكلّم أمير المؤمنين فيما كتب به، ومرض سليمان، ثم مات، فحرّق عمر الكتاب. وللشّعراء في زيدٍ مدائح. 4 (زيد بن علي أبو القموص العبدي البصري.) (7/86)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 87 روى عن: طلحة بن عبيد الله، وقيس بن النّعمان، وابن عبّاس، والجارود بن المعلّى العبدي. وعنه: قتادة، وعوف الأعرابيّ، وغيرهما. (7/87)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 88 4 (حرف السين)

4 (سالم بن أبي سالم الجيشاني م د ن واسم سفيان بن هانيء المصري.) روى عن: أبيه، وعبد الله بن عمرو. عنه: ابنه عبد الله بن سالم، ويزيد بن أبي حبيب، وعبيد الله بن أبي جعفر، وغيرهم. له حديثٌ واحدٌ في الكتب. 4 (سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ع) العدوي، أبو عمر، يقال: أبو عبد الله المدني الفقيه، أحد الأعلام. (7/88)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 89 سمع: أباه، وعائشة، ورافع بن خديج، وأبا هريرة، وسفينة، وسعيد بن المسيب وغيرهم. وعنه: عمرو بن دينار، وابن شهاب، وصالح بن كيسان، وموسى، بن عقبة، وعبد الله بن عمرو، وحنظلة بن أبي سفيان، وخلق كثير. وقدم الشام وافداً على عبد الملك ببيعه والده له، ثم على الوليد وعلى عمر بن عبد العزيز. عباس الدوري: ثنا حماد بن عيسى الجهني، ثنا حنظلة بن أبي سفيان، عن سالم، عن ابن عمر، عن عمر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مد يديه في الدعاء لم يرسلهما حتى يمسح بهما وجهه. تفرد به جماعة، وهو شيخ صالح لين. وقال علي بن زيد، عن ابن المسيب، قال لي ابن عمر: تدري لم سميته سالماً قلت: لا، قال باسم سالم مولى أبي حذيفة. قال ابن سعد: كان سالم ثقةً كثير الحديث، عالياً من الرجال. وقال يحيى بن سعيد، عن ابن المسيب قال: كان عبد الله بن عمر يشبه أباه، وكان سالم بن عبد) الله يشبه أباه. (7/89)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 90 وقال أشهب، عن مالك قال: ولم يكن أحدٌ في زمان سالم بن عبد الله أشبه بمن مضى من الصالحين في الزهد والقصد والعيش منه، كان يلبس الثوب بدرهمين، ويشتري الشمال يحملها. وقال سليمان بن عبد الملك لسالم، ورآه خشن السحنة: أي شيءٍ تأكل قال: الخبز والزيت، وإذا وجدت اللحم أكلته. وروى زيد بن عمر، عن نافع، قال: كان ابن عمر يلقى ولده سالماً، فيقبله ويقول: شيخٌ يقبل شيخاً. وقال خالد بن أبي بكر: بلغني أن ابن عمر كان يلام في حب سالم، فيقول: (يلومونني في سالمٍ وألومهم .......... وجلدة بين العين والأنف سالم) مالك عن يحيى بن سعيد قال:: قلت لسالمٍ: أسمعت كذا من ابن عمر فقال: مرةً واحدةً أكثر من مائة مرة. وعن أبي الزناد قال: كان أهل الكوفة يكرهون اتخاذ الإماء حتى نشأ فيهم علي بن الحسين، والقاسم، وسالم فقهاء، ففاقوا أهل المدينة علماً وتقي وعبادةً، فرغبوا حينئذٍ في السراري. وعن ابن المبارك قال: فقهاء أهل المدينة الذين يصدرون عن رأيهم سبعة: سعيد بن المسيب، وسليمان بن يسار، وسالم بن عبد الله، والقاسم، وعروة، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وخارجة بن زيد، لا يقضي القاضي حتى يرفع إليهم. رواها يعقوب الفسوي عن علي بن الحسن العسقلاني، (7/90)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 91 عن ابن المبارك. وقال النسائي: فقهاء أهل المدينة هؤلاء فسمى المذكورين وعلي ابن الحسين، وأبا سلمة، وأبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، وعمر بن عبد العزيز، وأبا جعفر محمد بن علي. وقال ابن راهويه: أصح الأسانيد كلها الزهري، عن سالم، عن أبيه. همام بن يحيى، عن عطاء بن السائب، قال: دفع الحجاج إلى سالم بن عبد الله رجلاً ليقتله، فقال للرجل: أمسلمٌ أنت قال: نعم. قال: فصليت اليوم الصبح قال: نعم. فرده إلى الحجاج، فرمى بالسيف وقال: ذكر أنه مسلمٌ، وأنه صلى الصبح، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من صلى الصبح فهو في ذمة الله، فقال: لسنا نقتله على صلاةٍ، ولكنه ممن أعان على قتل عثمان، فقال: هاهنا من هو أولى بعثمان مني، قال: فبلغ ذلك ابن عمر، فقال: مكيسٌ مكيس.) وقال علي بن زيد بن جدعان: دخلت على سالم، وكان لا يأكل إلا ومعه مسكين. وقال ضمرة، عن ابن شوذب قال: كان لسالم حمار هرم، فنهاه بنوه عن ركوبه، فأبى، فجدعوا أذنه، فأبى أن يدع ركوبه، فقطعوا ذنبه، فأبى أن يدعه، وركبه أجدع الأذنين مقطوع الذنب. وسفيان بن عيينة، عن عبد الله بن عبد العزيز العمري قال: كان سالم إذا خرج عطاؤه، فإن كان عليه دين قضاه، ثم يصل منه ويتصدق. (7/91)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 92 سلمة بن الفضل: حدثني ابن أبي إسحاق قال: رأيت سالم بن عبد الله يلبس الصوف، وكان علج الخلق يعالج بيديه ويعمل. قال ابن عيينة: دخل هشام بن عبد الملك الكعبة، فإذا هو بسالم بن عبد الله، فقال: سلني حاجةً، قال: إني أستحي من الله أن أسأل في بيته غيره، فلما خرج خرج في أثره فقال: الآن قد خرجت فسلني حاجةً، فقال: والله ما سألت الدنيا من يملكها، فكيف أسألها من لا يملكها. وعن إبراهيم بن عقبة قال:: كان سالم إذا خلا حدثنا حديث الفتيان. وعن أبي سعيد قال: كان سالم غليظاً كأنه جمال، سئل: ما أدمك قال: الخل والزيت، قيل: فإن لم تشتهه قال: أدعه حتى أشتهيته. وعن ميمون بن مهران وقال: كان سالم على سمت والده عبد الله في عدم الرفاهية. العتبي، عن أبيه أن سالماً دخل في هيئةٍ رثةٍ وثياب غليظة، فرحب به سليمان بن عبد الملك، وأجلسه معه على السرير. قال ابن سعد: سالم ثقةٌ ورع كثير الحديث. روى ليث بن أبي سليم وابن شوذب، وطائفة أن سالماً توفي سنة ستٍ ومائة، زاد ابن سعد: وهشام يومئذٍ بالمدينة، كان حج تلك السنة، فوافق موت سالم. وعن أفلح وغيره، أن هشاماً صلى على سالم بالبقيع، لكثرة الناس، (7/92)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 93 فلما رأى هشام كثرتهم قال لإبراهيم بن هشام المخزومي: إضرب على أهل المدينة بعث أربعة آلافٍ، فكان الناس إذا دخلوا الصائفة، خرج أربعة آلافٍ من أهل المدينة إلى السواحل، فكانوا هناك إلى قفول الناس ومجيئهم من الصائفة. قال أنس بن عياض: حج هشام، فأعجبته سحنة سالم، فقال له: ما تأكل قال الخبز والزيت، قال: فإذا لم تشتهه قال: أدعه حتى أشتهيه، فعانه هشام أي أصابه بالعين فمرض ومات،) فشهده هشام، وازدحم الناس في جنازته، فقال: إن أهل المدينة لكثيرٌ، فضرب عليهم بعثاُ خرج فيه جماعة لم يرجعوا، فتشاءم بهشام أهل المدينة، فقالوا عان فقيهنا، وعان بلدنا وأهله. وقال جويرية بن أسماء: حدثني أشعب قال: قال لي سالم بن عبد الله: لا تسأل أحداً غير الله. ويقال: توفي سالم في أول سنة سبع ومائة. 4 (سالم بن عبد الله النصري م د ن ق مولاهم المدني، وهو سالم سبلان، وهو سالم مولى) المهري وهو سالم السدوسي مولاهم، وهو سالم (7/93)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 94 مولى أوس بن الحدثان النصري، وهو سالم مولى شداد بن الهاد. عمر دهراً، وروى عن: سعد بن أبي وقاص، وعائشة، وأبي هريرة، وجماعة. وعنه: سعيد المقبري، وأبو الأسود يتيم عروة، ومحمد بن عمرو، ومحمد بن إسحاق، وآخرون. له عدة أحاديث، واحتج به مسلم وغيره. 4 (سالم أبو الزعيزعة الدمشقي. مولى مروان بن الحكم وكاتبه، وكاتب ابنه عبد الملك،) وصاحب حرسه. روى عن: أبي هريرة. روى عنه: علي بن زيد بن جدعان، والنضر بن محرز، وعمرو بن عبيد. وهو مقل. 4 (سعد بن عبيدة ع أبو حمزة السلمي الكوفي، زوج ابنة أبي عبد الرحمن السلمي.) حدث عن: ابن عمر والبراء بن عازب، والمستورد بن الأحنف، وجماعة. وعنه: إسماعيل السدي، ومنصور بن المعتمر، وزبيد اليامي، (7/94)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 95 والأعمش، وفطر بن خليفة، وآخرون. وثقه النسائي وغيره. 4 (سعد أبو هاشم السنجاري حدث عن: ابن عباس، وابن عمر.) وعنه: علي بن بذيمة، وخصيف، وعبد الكريم الجزري، وهلال بن خباب، وإسماعيل بن سالم. وثقه ابن معين، وقيل: هو بصريٌ نزل سنجار. 4 (سعيد بن سليمان) ) ابن زيد بن ثابت الأنصاري، قاضي المدينة، قال مالك: كان فاضلاً عابداً، أريد على القضاء فامتنع، فكلمه إخوانه من الفقهاء، وقالوا: القضية نقضيها بحقٍ أفضل من كذا وكذا من التطوع، فلم يجب، فأكره، فكان أول شيءٍ قضى به على الأمير عبد الواحد النصري متولي المدينة، أخرج من يده مالاً عظيماً للفقراء فقسمه، وبذلك السبب عزل عبد الواحد. قال مصعب بن عثمان الزبيري: كن عبد الواحد صالحاً بارزاً للأمراء، ولا يستر شيئاً، وكان إذا أتى برزقه في الشهر، وهو ثلاثمائة دينار يقول: إن الذي يخون بعدك لخائن. (7/95)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 96 وروى أن القاسم بن محمد توجع لعزل عبد الواحد وجزع. قال الواقدي: لم يقدم على أهل المدينة والٍ أحب إليهم من عبد الواحد النصري، كان لا يوصل أمراً إلا استشاراً القاسم وسالماً. 4 (سعيد بن المسيب ع تقدم، وقد قال المدائني: توفي سنة خمسٍ ومائة، وهي رواية عن ابن) معين، ومال إلى هذا الحاكم. 4 (سعيد بن أبي هند ع مولى سمرة.) روى عن: أبي موسى الأشعري، وأبي هريرة، وابن عباس، وعبيدة السلماني، ومطرف بن عبد الله بن الشخير. وعنه: ابنه عبد الله بن سعيد، ويزيد بن أبي حبيب، ومحمد بن أبي إسحاق، ونافع بن عمر الجمحي، وآخرون. كان ثقة فاضلاً قال ابن سعد: توفي في أول خلافة هشام. 4 (سعيد بن أبي الحسن خ م) يسار، أخو الحسن البصري. (7/96)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 97 روى عن: أبي هريرة، وابن عباس. وعنه: قتادة، وعوف الأعرابي، ويحيى بن أبي إسحاق، وعلي بن علي الرفاعي، وآخرون. وثقه أبو زرعة وغيره. قال ابن حبان: مات بفارس سنة ثمانٍ، وقيل: سنة تسعٍ ومائة، وقيل: سنة مائة. ابن علية، عن يونس بن عبيد قال: لما مات سعيد بن أبي الحسن طال حزن الحسن عليه وبكى، فقلنا له: إنك إمامٌ يقتدى بك فقال: دعوني، فما رأيت الله تعالى عاب على يعقوب طول) الحزن. قال مبارك بن فضالة: دخل بكر بن عبد الله على الحسن وهو يبكي على أخيه، فقال: يا أبا سعيد، إنك تعلم الناس ويحتجون ببكائك عند المصيبة فحمد الله، وقد خنقته العبرة وقال: إن الله جعل هذه الرحمة في قلوب المؤمنين وإنما الجزع ما كان باللسان أو اليد، فرحم الله سعيداً ما علمت في الأرض من شدةٍ كانت تنزل بي إلا يود أنه وقى ذلك بنفسه. 4 (سليمان بن بريدة م بن الحصيب الأسلمي، ولد هو وأخوه عبد الله بن بريدة في بطنٍ في) خلافة عمر، وكان ابن عيينة يفضله على أخيه عبد الله. روى عن: أبيه، وعمران بن حصين، وعائشة. (7/97)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 98 وعنه: علقمة بن مرثد، ومحارث بن دثار، ومحمد بن جحادة، وجماعة. توفي سنة خمسٍ ومائة، رحمه الله تعالى. 4 (سليمان بن سعد الخشنى مولاهم الكاتب، قيل إن هذا هو أول من نقل حساب الديوان من) الرومية إلى العربية. وكان من نبلاء الرجال، وكان كاتب عبد الملك بن مروان، والوليد، وسليمان، وعمر بن عبد العزيز. حكى عنه غير واحد، ولا رواية له. قال علي بن أبي حملة: قال عمر بن عبد العزيز لسليمان بن سعد: بلغني أن فلاناً عاملنا زنديق، قال: وما يضرك كان أبو النبي صلى الله عليه وسلم كافراً، فما ضره ذلك، فغضب عمر وقال: وما وجدت مثلاُ إلا ذا، فعزله. 4 (سليمان بن عبد الله مولى أم الدرداء وقائدها، ويقال له: سليم، يكنى أبا عمران.) حدث عنها، وعن ذي الأصابع الصحابي، وعبد الله بن محيريز. وعنه: عثمان بن عطاء الخراساني، وعاصم بن رجاء بن حيوة، ومعاوية بن صالح، وغيرهم. قال أبو حاتم: صالح الحديث. (7/98)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 99 4 (سليمان بنت عتيق المكي م د س ق) عن: جابر، وابن الزبير، وطلق بن حبيب. وعنه: حميد بن قيس الأعرج، وزياد بن سعد، وابن جريج، وآخرون. وثقه النسائي.) أخبرنا أحمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن صرما، والفتح بن عبد السلام، قالا: أنبأ أبو الفضل الأرموي، أنبأ أبو الحسن بن النقور، أنبأ علي بن عمر الحرمي، ثنا أحمد بن الحسن الصوفي، ثنا يحيى بن معين، ثنا ابن عيينة، عن حميد الأعرج، عن سليمان بن عتيق، عن جابر، أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بوضع الجوائح، ونهى عن بيع السنين. (7/99)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 100 4 (سليمان بن قتة البصري مولى بني تميم.) قرأ القرآن عرضاً على ابن عباس، وسمع منه ومن معاوية، وعمرو بن العاص. قرأ عليه: عاصم الجحدري، وحدث عنه موسى بن أبي عائشة، وحميد بن الطويل، وأبان بن أبي عياش، وآخرون. وكان من كبار شعراء وقته، وثقه يحيى بن معن، وقته هي أمه. ومن شعره: (وقد يحرم الله الفتى وهو عاقلٌ .......... ويعطي الفتى مالاً وليس له عقل)

4 (سليمان بن يسار المدنيّ ع) أخو عطاء بن يسار، وعبد الله، وعبد الملك. (7/100)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 101 كاتب سليمان أمّ سلمة رضي الله عنها، وروى عنها، وعن عائشة، وأبي هريرة، وميمونة، وزيد بن ثابت، وأبي رافع، والمقداد بن الأسود، وابن عبّاس، ورافع بن خديج، وطائفة. وعنه: الزّهري، وعمرو بن دينار، وعبد الله بن دينار، وسالم أبو النّضر، وصالح بن كيسان، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وأسامة بن زيد اللّيثي وآخرون. وكان فقيهاً إماماً مجتهداً، رفيق الذّكر. قال الحسن بن محمد بن الحنفيّة: سليمان عندنا أفهم من سعيد بن المسيّب. وقال مصعب بن عبد الله: ثنا مصعب بن سليمان قال: كان سليمان بن يسار من أحسن النّاس، فدخلت عليه أمرأةٌ فراودته، فامتنع، فقالت: إذاً أفضحك، فتركها في منزله وهرب، فحكي أنّه رأى في النّوم يوسف الصّدّيق عليه السّلام يقول: أنا يوسف الذي هممت، وأنت سليمان الذي لم تهمّ. وعن عبد الله بن يزيد قال: رأيت السّائل يأتي سعيد بن المسيّب في المسألة، فيقول: اذهب إلى سليمان بن يسار فإنّه أعلم من بقي.) وقال مالك: كان سليمان من علماء النّاس بعد ابن المسيّب. (7/101)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 102 وقال ابن سعد: كان ثقةً عالماً فقيهاً، كثير الحديث. أخبرنا إسحاق الأسدي، أنبأ ابن خليل، أنا أبو المكارم اللّبّان، أنبأ أو عليّ المقريء، أنبأ أبو نعيم، ثنا أبو بكر بن خلاّد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا عبد الوهاب بن عطاء، ثنا ابن جريج، أخبرني يونس بن يوسف، عن سليمان بن يسار قال: تفرّق النّاس عن أبي هريرة، فقال له ناتل أخو أهل الشام: يا أبا هريرة، حدّثنا حديثاُ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أوّل الناس يقضى فيه يوم القيامة، ثلاثةٌ: رجلٌ استشهد، فأتي به، فعرّفه الله نعمة فعرفها، فقال: ما علمت فيها قال: قاتلت في سبيل حتى استشهدت، فقال: كذبت، إنما أردت أن يقال فلانٌ جريٌ، وقد قيل، فأمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النّار. ورجل تعلّم العلم وعلّمه، وقرأ القرآن، فأتي به فعرّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها قال: تعلّمت العلم وعلّمته، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت، ولكنّك تعلّمت العلم ليقال: عالمٌ. وقرأت القرآن ليقال هو قاريء فقد قيل. فأمر به، فسحب على وجهه إلى النّار. ورجلٌ آتاه الله من أنواع المال، فأتي به فعرّفه نعمه، فعرفها، فقال: ما عملت فيها قال: ما تركت من شيء يجب أن ينفق فيه إلاّ أنفقت فيه لك، فقال: كذبت، إنّما أردت أن يقال: فلانٌ جوادٌ، فقد قيل، فأمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. وهذا حديثٌ صحيح. (7/102)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 103 قال ابن سعد، وابن معين: ثقة. وقال عبد الرحمن بن يزيد بن جابر: قدم علينا سليمان بن يسار دمشق، فدعاه أبي إلى الحمّام، وصنع له طعاماً. وقال أحمد بن صالح المصري: كان أبوه يسار فارسيّاً. وقال الواقدي: يكنى أبا أيّوب. وقد ولّي سوق لأميرها عمر بن عبد العزيز. وقال ابن المديني، والبخاري، ومسلم، وآخرون: كنيته أبو أيّوب. وقال محمد بن أحمد المقدّمي: يكنى أبا عبد الرحمن. وعن قتادة قال: قدمت المدينة، فسألت عن أعلم أهلها بالطّلاق، فقيل: سليمان بن يسار.) وعن أبي الزّناد قال: كان سليمان بن يسار يصوم الدّهر، وكان أخوه عطاء يصوم يوماً ويفطر يوماً. قال ابن معين، وابن سعد، ومصعب بن عبد الله، والفلاّس، وعليّ بن عبد الله التّيميّ، والبخاري: توفّي سنة سبعٍ ومائة، وقال خليفة: سنة أربعٍ ومائة، وقال بعضهم: سنة أربعٍ وتسعين، وهو غلط، توفّي في عشر الثّمانين. 4 (سلامان بن عامر الشّعباني المصري عن فضالة بن عبيد، (7/103)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 104 وأبي عثمان صاحب لأبي هريرة.) وعنه: هعبد الرحمن بن شريح، وابن لهيعة. قال ابن يونس: كان رجلاً صالحاً، توفّي قريباً من سنة عشرين ومائة. 4 (سنان بن أبي سنان خ م ت، الدّيلي المدني.) عن: أبي هريرة، وأبي واقد اللّيثي، وجابر. وعنه: الزّهري، وزيد بن أسلم. وثّقه العجلي. 4 (سوادة بن عاصم أبو حاجب العنزي البصري.) عن: الحكم بن الأقرع الغفاريّ واسم أبيه عمرو، وعائذ بن عمرو المزني، وعبد الله بن الصّامت. وعنه: عاصم الأحول، وسليمان التّيمي، والجريري، وعمران بن حدير. وهو ثقة. 4 (سيار مولى يزيد بن معاوية نزل البصرة، وروى عن أبي (7/104)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 105 أمامة، وابن عبّاس، وأبي إدريس) الخولاني. وعنه: عبد الله بن بحير، وسليمان التيمي، وقرّة بن خالد، وآخرون. وما علمت أحداً تكلّم فيه. (7/105)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 106 4 (حرف الشين)

4 (شرحبيل بن شفعة ت أبو يزيد الشامي.) عن: شرحبيل بن حسنة، وعمرو بن العاص، وعتبة بن العاص، وعتبة بن عبد، وأبي عتبة الخولاني.) وعنه: يزيد بن خمير، وحريز بن عثمان. قال أبو داود: شيوخ حريز كلّهم ثقات. 4 (شعبة بن دينار د مولى ابن عبّاس، عن ابن عبّاس.) وعنه بكير بن الأشجّ، وداود بن الحصين، وابن أبي ذئب، وآخرون. قال ابن معين: ليس به بأس، وضعّفه غيره. (7/106)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 107 قال ابن عديّ: أرجو أنّه لا بأس به. 4 (شفيّ بن ماتع د ت ن) الأصبحي المصري. عن: أبي هريرة، وعبد الله بن عمرو. وعنه: ابنه حسين، وأبو قبيل المعافري، وأبو هانيء حميد بن هانيء، وعنه ابن مسلم، وقيس بن الحجّاج، وربيعة بن سيف، وآخرون. وثّقه النّسائي. قال ابن يونس في تاريخه: كان شفيّ عالماً حكيماً، ثم ساق من حديث سعيد بن أبي أيّوب، عن النعمان بن عمرو، عن حسين بن شفيّ قال: كنّا جلوساً مع عبد الله بن عمرو بن العاص، فأقبل شفيّ، فقال عبد الله: جاءكم أعلم من عليها فلما جلس قال له عبد الله: أخبرنا يا أبا عبيد الله، ما الخيرات الثلاث، وما الشّرّات الثّلاث قال: الخيرات الثلاث: لسانٌ صدوق، وقلبٌ تقيٌ، وامرأةٌ صالحة. والشّرّات الثلاث: لسانٌ كاذبٌ، وقلبٌ كافرٌ، وامرأة سوء. قال عبد الله: قد قلت لكم. وروى أبو هانيء الخولاني، عن شفيّ قال: من كثر كلامه كثرت خطاياه. (7/107)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 108 قال ابن يونس: توفّي سنة خمسٍ ومائة. 4 (شقيق بن عقبة الكوفي م عن البراء بن عازب.) وعنه: الأسود بن قيس، وفضيل بن مرزوق، ومسعر بن كدام. وثّقه أبو داود السّجزي. 4 (شييم بن بيتان القتباني المصري د ت ن عن أبيه، وجنادة ابن أبي أميّة، ورويفع بن ثابت،) وأبي سالم الجيشاني، وغيرهم.) وعنه: خير بن نعيم، وعياش بن عبّاس القتباني. وثّقه يحيى بن معين. (7/108)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 109 4 (حرف الصاد)

4 (صالح بن أبي حسان الدني ت ن) عن عبد الله بن حنظلة الغسيل، وسعيد بن المسيب، وأبي سلمة. وعنه: خالد بن الياس، وبكير بن الأشج، وابن أبي ذئب. وثّقه البخاريّ وقال: صالح بن حسان منكر الحديث. قلت: يجيء هذا بعد سنة خمسيبن ومائة. 4 (صالح بن أبي صالح ذكوان م ن السّمّان المدني، أبو عبد الرحمن، موته قريبٌ من موت) والده. (7/109)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 110 سمع: أباه، وأنس بن مالك. وعنه: هشام بن عروة، وبكير بن الأشجّ، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند، وابن أبي ذئب. وثّقه ابن معين. وهو مقلٌّ. 4 (صالح بن عبد الرحمن أبو الوليد الكاتب.) كان فصيحاً جميلاً من سبي سجستان، سريع الحخفظ، عارفاً بالعربية، وهو أول من نقل الديوان من الفارسية إلى العربية. ويقال: بذل له كتّاب الفرس ثلاثمائة ألفٍ على أن لا يفعل ذلك فأبى، وبه تخرّج أهل العراق في كتابة الديوان، وكان سليمان بن عبد الملك قد ولاّه خراج اللعراق، ثم ولاّه يزيد، فتعقّبه أمير العراق عمر بن هبيرة الفزاريّ فقتله. 4 (صخر بن الوليد الفزاريّ أعرابي.) روى عن: ابن ضليع وجزيّ بن بكير. روى عنه إسماعيل بن رجاء، والحارث بن حصيرة، وإسماعيل بن خالد، وغيرهم. (7/110)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 111 4 (حرف الضاد)

4 (الضّحّاك بن عبد الرحمن ت ق بن عرزب، أبو عبد الرحمن الأشعري الشامي الطبراني،) ولّي إمرة دمشق لعمر بن عبد العزيز.) وحدّث عن: أبي موسى الأشعري، وأبي هريرة، وعبد الرحمن بن غنم الأشعريّ، ووالده عبد الرحمن. وعنه: مكحول، ومحمد بن زياد الألهاني، وأبو طلحة الخولاني، وعبد الله بن العلاء بن زبر، وحريز بن عثمان، والأوزاعيّ، وآخرون. وثّقه أحمد العجلي وغيره. قال أبو مسهر: كان من خير الولاة. (7/111)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 112 وقال عبد الله بن العلاء: سمعته يقول على منبر دمشق: حدثني أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة أن يقال: ألم أصح جسمك وأروك من الماء البارد. وعرزب بالباء أصحّ. 4 (الضّحّاك بن مزاحم الهلاليّ الخراسانيّ) أبو محمد، وقيل: أبو القاسم صاحب التفسير، وله أخوان: محمد، ومسلم، كان يكون بسمرقند وببلخ. حدّث عن: ابن عبّاس، وابن عمر، وأبي سعيد الخدريّ، وأنس بن مالك، وسعيد بن جبير، والأسود، وعطاء، وطاوس، وغيرهم. وعنه: جويبر بن سعيد، وعمارة بن أبي حفصة، وأبو سعد البقّال سعيد (7/112)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 113 بن المرزبان، وعبد العزيز بن أبي داود، وعمر بن الرمّاح، ونهشل بن سعيد، ومقاتل، وعليّ بن الحكم، وأبو روق عطيّة، وأبو جناب يحيى بن أبي حيّة الكلبي، وقرّة بن خالد، وآخرون. وثّقه أحمد بن حنبل، وابن معين، وضعّفه يحيى القطّان، وغيره، واحتجّ به النّسائيّ وغيره، وكان مدلّساً، وورد أنه كان فقيه مكتبٍ فيه ثلاثة آلاف صبيٍّ، وكان يركب حماراً ويدور عليهم. وله يدٌ طولى في التفسير والقصص. قال الثّوري: كان الضّحّاك يعلّم ولا ياخذ أجراًُ. وروي شعبة، عن مشاش قال: سألت الضّحّاك: هل لقيت ابن عبّاس قال: لا. وقال شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة قال: لم يلق الضّحّاك ابن عباس، إنّما لقي سعيد ابن جبير بالرّيّ فأخذ عنه التّفسير. قال يحيى بن سعيد: كان شعبة ينكر أن يكون الضّحّاك لقي ابن عباس قطّ، ثم قال يحيى: والضّحاك عندنا ضعيف. وروى أبو) جناب الكلبي عن الضّحّاك قال: جاورت ابن عباس سبع سنين. وقال قبيصة، عن قيس بن مسلم: كان الضّحّاك إذا أمسى بكى، فيقال له فيقول: لا أدري ما صعد اليوم من عملي. وروى الثّوريّ، عن أبي الوداك، عن أبي الضّحّاك قال: أدركتهم وما يتعلمون إلاّ الورع. (7/113)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 114 وقال قرّة: كان هجّير الضّحّاك إذا سكت: لا حول ولا قوّة إلا بالله وروى ميمون أبو عبد الله، عن الضّحّاك قال: حقٌ على كل من تعلم القرآن، أن يكون فقيهاً، وتلا قوله تعالى: كونوا ربّانيّين بما كنتم تعلّمون الكتاب. وروى زهير بن معاوية، عن بشير أبي إسماعيل، عن الضّحّاك: كنت ابن ثمانين جلداً غزّاءً. قال غير واحد: توفي الضّحّاك سنة اثنتين ومائة. وقال أبو نعيم الكوفي: توفي سنة خمس ومائة. وقال الحسين بن الوليد: سنة ستٍّ ومائة. 4 (الضّحّاك المشرقي خ م أبو سعيد الكوفي، ومشرق بطنٌ من همدان. حدّث عن: أبي سعيد) الخدريّ. وعنه: حبيب بن أبي ثابت، والزّهري، والأعمش، وآخرون. قيل: إسم أبيه: شراحيل، وقيل شرحبيل. 4 (ضمضم بن جوس الهفّاني اليمامي) (7/114)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 115 عن أبي هريرة، وعبد الله بن حنظلة الغسيل. وعنه: يحيى بن أبي كثير، وعكرمة بن عمّار. وثّقه يحيى بن معين وغيره. (7/115)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 116 4 (حرف الطاء)

4 (طاوس بن كيسان ع) أبو عبد الرحمن اليماني الجندي أحد الأعلام، كان من أبناء الفرس الذين سيّرهم كسرى إلى اليمن، من موالي بحير بن ريسان الحميري، وقيل: هو مولى لهمدان. (7/116)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 117 سمع: زيد بن ثابت، وعائشة، وأبا هريرة، وابن عباس، وزيد بن أرقم، وطائفة. وعنه: ابنه عبد الله، والزّهري، وإبراهيم بن ميسرة، وأبو الزّبير المكّي، وعبد الله بن أبي نجيح، وحنظلة بن أبي سفيان، وأسامة بن زيد اللّيثي، والحسن بن مسلم بن يناق، وسليمان التّيمي، وسليمان بن موسى الدمشقي، وعبد الملك بن ميسرة، وقيس بن سعد، وعكرمة بن) عمّار، وخلق كثير. قال عمرو بن دينار: ما رأيت أحداً مثل طاوس. وروى عطاء، عن ابن عباس قال: إنّي لأظنّ طاوساً من أهل الجنّة. وقال قيس بن سعد: كان طاوس فينا مثل ابن سيرين في أهل البصرة. وروى ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح، قال مجاهد لطاوس: رأيتك يا أبا عبد الرحمن تصلّي في الكعبة والنّبيّ صلى الله عليه وسلم على بابها يقول لك: اكشف قناعك وبيّن قراءتك، قال: أسكت لا يسمع هذا منك أحد، ثم خيّل إليّ أنّه انبسط في الكلام، يعني فرحاً بالمنام. روى هشام بن حجير، عن طاوس قال: لا يتمّ نسك الشّابّ حتى يتزوّج. وقال عبد الرزاق، عن داود بن إبراهيم: إنّ الأسد حبس ليلةً النّاس في طريق الحجّ، فدق النّاس بعضهم بعضاً، فلما كان السّحر ذهب عنهم، فنزلوا وناموا وقام طاوس يصلّي، فقال له رجل ألا تنام قال: هل ينام أحدٌ السّحر. قال عبد الرزاق: وسمعت النّعمان بن الزّبير الصّنعانيّ يحدّث أنّ أمير اليمن بعث إلى طاوس بخمسمائة دينار، فلم يقبلها. وقال سفيان بن عيينة: قال عمر بن عبد العزيز لطاوس: ارفع حاجتك إلى أمير المؤمنين، يعني سليمان بن عبد الملك، قال: ما لي إليه من حاجةٍ، فكأنّه عجب من (7/117)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 118 ذلك، قال: ابن عيينة فحلف لنا إبراهيم بن ميسرة قال: ما رأيت أحداً الشّريف والوضيع عنده بمنزلةٍ إلاّ طاوساً. قال ابن عيينة: وجاء ولد سليمان فجلس إلى جنب طاوس، فلم يلتفت إليه، فقيل له: ابن أمير المؤمنين، فلم يلتفت، ثم قال: أردت أن يعرف أن لله عباداً يزهدون فيما في يديه. وقال معمر، عن ابن طاوس قال: كنت لا أزال أقول لأبي: إنه ينبغي أن يخرج على هذا السلطان وأن يفعل به، قال: فخرجنا حجّاجاً فنزلنا في بعض القرى وفيها عاملٌ لنائب اليمن، يقال له أبو نجيح، وكان من أخبث عمّالهم، فشهدنا الصبح في السمجد، فإذا أبو نجيح قد علم بطاوس، فجاء فقعد بين يديه، فسلّم عليه، فلم يجبه، ثم كلّمه، فأعرض عنه، ثم عدل إلى الشّقّ الآخر، فأعرض عنه، فلما رأيت ما به قمت إليه، فمددت بيده، وجعلت أسائله، وقلت: إن أبا عبد الرحمن لم يعرفك، فقال: بلى معرفته بي فعلت بي ما رأيت، قال: فمضى وهو ساكت، فلما دخلنا المنزل قال لي: يا لكع، بينما أنت تريد أن تخرج عليهم بسيفك، لم تستطع أن تحبس عنهم لسانك.) حفص بن غياث، عن ليث قال: كان طاوس إذا تشدّد الناس في شيء رخّص فيه، وإذا رخّص الناس في شيءٍ شدّد فيه، قال ليث: وذلك العلم. عنبسة بن عبد الواحد، عن حنظلة بن أبي سفيان قال: ما رأيت عالماً قطّ يقول لا أدري أكثر من طاوس. وقال الثّوريّ: كان طاوس يتشيّع. وقال معمر: أقام طاوس على رقيق له حتى فاته الحجّ. قال جرير بن حازم: رأيت (7/118)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 119 طاوساً يخضب بحنّاء شديد الحمرة. وقال فطر: كان طاوس يتقنّع ويصبغ بالحنّاء. وقال عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي: رأيت طاوساً وبين عينيه أثر السّجود. وروى سفيان الثّورريّ، عن رجل قال: كان من دعاء طاوس: اللهم احرمني المال والولد وارزقني الإيمان والعمل. وقال معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه قال: عجبت لإخوتنا من أهل العراق يسمّون الحجّاج مؤمناً. وقال ابن جريج: ثنا إبراهيم بن ميسرة، أن محمد بن يوسف استعمل طاوساً على بعض الصّدقة، فسألت طاوساً: كيف صنعت قال: كنا نقول للرجل: تزكّى رحمك الله بما أعطاك الله، فإن أعطانا أخذنا، وإن تولّى لم نقل تعال. وروى عبد السلام بن هشام، عن الحرّ بن أبي الحصين العنبري، أنّ طاوساً مرّ برآسٍ قد أخرج رأساً فغشي عليه. وعن عبد الله بن بشر قال: كان طاوس إذا رأى تلك الرؤوس المشويّة لم يتعشّ تلك الليلة. عن عبد الرزّاق، عن معمر، أن رجلاً كان يسير مع طاوس، فسمع غراباً فقال: خير، فقال طاوس: أيّ خير عند هذا، أو شرٍّ، لا تصحبني. ابن أبي نجيح: إنّ طاوساً قال لأبي: من قال واتّقى الله خيرٌ ممّن صمت واتّقى الله. عبد الملك بن ميسرة عن طاوس قال: أدركت خمسين من (7/119)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 120 أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. أنبئت عن اللّبان، أنبأ أبو علي الحدّاد، أنبأ أبو نعيم، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق، ثنا عبد الرزاق، عن النعمان بن الزبير الصّنعانيّ أن محمد بن يوسف، أو أيّوب بن يحيى بعث إلى طاوس بخمسمائة دينار، وقيل للرسول: إن أخذها منك فإن الأمير سيحسن إليك، فقدم بها على طاوس الجند، فأراده على أخذها فأبى، فغفل طاوس، فرمى بها الرجل في كوّة البيت، ثم ذهب، وقال: أخذها، ثم بلغهم عن طاوس شيء يكرهونه، فقال: ابعثوا إليه، فليبعث إلينا بمالنا، فجاءه الرسول فقال: المال الذي بعث به الأمير، قال: ما قبضت منه شيئاً، فرجع الرسول، وعرفوا أنّه) صادقٌ، فبعثوا إليه الرجل الأول، فقال له: المال الذي جئتك به، قال: هل قبضت منك شيئاً قال: لا. قال: فانظر حيث وضعته، فمدّ يده، فإذا بالصّرّة قد نبت عليها العنكبوت، فأخذها. روى عبد الرزّاق، عن أبيه قال توفي طاوس بمزدلفة، أو بمنى، فلما حمل أخذ عبد الله ابن الحسن بقائمة السرير، فما زايله حتى بلغ القبر. قال عبد الله بن شوذب: شهدت جنازة طاوس بمكة سنة خمسٍ ومائة. وقال الواقديّ، والهيثم بن عديّ، ويحيى القطّان وآخرون: توفي سنة ستٍّ ومائة، وقيل: سنة بضع عشرة، وهو غلط. وقيل: توفي يوم التّروية من ذي الحجّة، وصلى عليه الخليفة هشام، ثم بعد أيام صلّى هشام بالمدينة على سالم بن عبد الله، وأخباره مستوفاة في التهذيب. (7/120)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 121 4 (طلق بن حبيب العنزي البصريّ م) عن: ابن عبّاس، وجابر بن عبد الله، وأنس، وابن الزّبير، والأحنف بن قيس. وعنه: منصور، والأعمش، وسليمان التّيمي، وعوف الأعرابيّ، ومصعب ابن شيبة، وجماعة، وكان صالحاً عابداً شديد البرّ بأمه طيّب الصّت بالقرآن، فعن طاوس قال: ما رأيت أحداً أحسن صوتاً منه، وكان ممّن يخشى الله. وروى عاصم الأحول، عن بكر المزني قال: لما كانت فتنة ابن الأشعث، قال طلق بن حبيب: اتّقوها بالتّقوى، فقيل له صف لنا التّقوى، قال: العمل بطاعة الله، على نور من الله، رجاء ثواب الله، وترك معاصي الله، على نورٍ من الله، مخافة عذاب الله. وروى سعد بن إبراهيم الزّهري، عن طلق قال: إنّ حقوق الله أعظم من أن يقوم بها العباد، وإنّ نعم الله أكثر من أن تحصى ولكن أصبحوا تائبين وأمسوا تائبين. وقال ابن الأعرابيّ: كان يقال: فقه الحسن، وورع ابن سيرين، وحلم مسلم بن يسار، وعبادة طلق. وكان طلق يتكلّم على النّاس ويعظ. (7/121)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 122 قال حمّاد بن زيد، عن أيّوب، قال: ما رأيت أحداً من أعبد من طلق من حبيب. قيل إنّ الحجّاج قتل طلب بن حبيب مع سعيد بن جبير، وهذا لم يصحّ. قال أبو حاتم الرازي: طلق صدوق، كان يرى الإرجاء. وقال ابن عيينة: سمعت عبد الكريم يقول: كان طلق لا يركع إذا افتتح البقرة، حتى يبلغ العنكبوت، وكان يقول: كان طلق لا يركع هذا افتتح البقرة، حتى يبلغ العنكبوت، وكان يقول: أشتهي أن أقوم حتى يشتكي صلبي.) قال غندر: ثنا عوف، عن طلق بن حبيب أنّه كان يقول في دعائه: اللّهمّ إنّي أسالك علم الخائفين لك، وخوف العالمين بك، ويقين المتوكّلين عليك، وتوكّل الموقنين بك، وإنابة المختبتين إليك، وإخبات المنيبين إليك، وشكر الصّابرين لك، وصبر الشّاكرين لك، ولحاقاً بالأحياء المرزوقين عندك. (7/122)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 123 4 (حرف العين)

4 (عامر بن سعد بن أبي وقاص ع الزّهري المدني، وله ثمانية إخوة: سمع أباه، وأسامة بن) زيد، وأبا هريرة، وعائشة، وجابر بن سمرة. وعنه: ابنه داود، وابنا أخويه، والزّهري، وعمرو بن دينار، وموسى بن عقبة وآخرون. وكان ثقة شريفاً، كثير الحديث، توفي سنة أربعٍ ومائة. (7/123)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 124 4 (عامر بن شراحيل ع) الشّعبيّ، شعب همدان، أبو عمرو، علاّمة أهل الكوفة في زمانه، ولد في وسط خلافة عمر، وروى عن: عليّ يسيراً، وعن المغيرة بن شعبة، وعمران بن حصين، وعائشة، وأبي هريرة، وجرير البجلي، وعدي بن حاتم، وابن عباس، ومسروق، وخلق كثير، وقرأ القرآن على علقمة، وأبي عبد الرحمن السّلمي. قرأ عليه: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وروى عنه إسماعيل بن أبي خالد، وداود بن أبي هند، والأعمش، وابن عون، ومجالد، وأبو حنيفة، ويونس بن أبي إسحاق، ومنصور بن عبد الرحمن، وخالق كثير. (7/124)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 125 قال أحمد بن عبد الله العجلي: مرسل الشّعبي صحيح، لا يكاد يرسل إلا صحيحاً. قال الشّعبي: ولدت عام جلولاء، قاله ابن عيينة، عن السّريّ بن إسماعيل، أحد الضعفاء، وجلولاء كانت سنة سبع عشرة. وقال عاصم الأحول: كان الشّعبيّ أكثر حديثاً من الحسن، وأكبر منه بسنتين، ولد لأربع بقين من خلافة عمر. وقال خليفة: ولد سنة إحدى وعشرين، وقيل غير ذلك، شعبة، عن منصور بن عبد الرحمن الغداني، عن الشّعبيّ قال: أدركت خمسمائةً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أكثر. وقال ابن شبرمة: سمعت الشّعبيّ يقول: ما (7/125)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 126 كتبت سوداء في بيضاء إلى يومي هذا، ولا حدّثني رجل بحديثٍ قطّ إلاّ حفّظته، ولا أحببت أن يعيده عليّ. رواه محمد بن فضل عنه. وقال ابن عيينة: ثنا ابن شبرمة، سمعت الشّعبيّ يقول: ما سمعت منذ) عشرين سنة رجلاً يحدّث بحديثٍ إلاّ وأنا أعلم به منه، ولقد نسيت من العلم ما لو حفظه رجلٌ لكان به عالماً. وقال نوح بن قيس الطّامي، عن يونس بن مسلم، عن وادع الراسبيّ، عن الشّعبيّ قال: ما أروي شيئاً أقلّ من الشعر، ولو شئت لأنشدتكم شهراً لا أعيد. رواه عبيد الله القواريريّ، عن نوح أيضاً، لكنّه قال: عن يونس، ووادع، كلاهما عن الشّعبيّ، قال أبو أمامة: كان عمر في زمانه، وكان بعده ابن عبّاس، وكان بعده الشّعبيّ، وكان بعده الثّوريّ في زمانه. قال محمود ابن غيلان: وكان بعد الثّوري يحيى بن آدم. وقال شريك، عن عبد الملك بن عمير قال: مرّ ابن عباس بالشّعبيّ وهو يقرأ المغازي، فقال: كأنّه كان شاهداً معنا، ولهو أحفظ لها منّي وأعلم. وقال أبو بكر بن عياش، عن أبي حصين قال: ما رأيت أفقه من الشّعبيّ. قلت: ولا شريح، قال: تريد أن تكذّبني. وقال أشعث بن سوار، عن ابن سيرين، قال: قدمت الكوفة وللشّعبيّ حلقةٌ عظيمة، والصّحابة يومئذٍ كثير، وروى سليمان التّيمي، عن أبي مجلز قال: ما رأيت فقيهاً أفقه من الشّعبي. وقال مكحول: ما رأيت أعلم بسنّةٍ ماضيةٍ من الشّعبيّ. وقال عاصم الأحول: ما رأيت أحداً أعلم من الشّعبيّ. وقال داود بن أبي هند: (7/126)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 127 ما جالست أحداً أعلم الشّعبيّ. وقال أبو معاوية: سمعت الأعمش يقول: قال الشّعبيّ: ألا تعجبون من هذا الأعور، يأتيني باللّيل فيسألني، ويفتي بالنّهار، يعني إبراهيم النّخعيّ. وروى أبو شهاب الخيّاط، عن الصّلت بن بهرام قال: ما رأيت أحداً بلغ مبلغ الشّعبيّ أكثر منه، يقول: لا أدري، وقال ابن عون: كان الشّعبيّ إذا جاءه شيءٌ اتّقاه، وكان إبراهيم يقول ويقول، وكان منقبضاً، وكان الشّعبيّ منبسطاً، إلاّ في الفتوى. وقال محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى: كان الشّعبيّ صاحب آثار، وكان إبراهيم النّخعيّ صاحب قياس. وقال سلمة بن كهيل: ما اجتمع الشّعبيّ وإبراهيم إلاّ سكت إبراهيم. وقال ابن شبرمة: سئل الشّعبيّ عن شيءٍ فلم يجب، فقال رجلٌ عنده: أبو عمرو يقول فيه كذا، فقال الشّعبيّ: هذا في المحيا، فأنت في الممات أكذب عليّ. قال ابن عائشة: وجّه عبد الملك بن مروان بالشّعبيّ إلى ملك الروم، فلما رجع قال عبد الملك: تدري يا شعبيّ ما كتب به ملك الروم قلت: وما كتب قال كتب: العجب لأهل دينك كيف لم يستخلفوا رسولك قلت: يا أمير المؤمنين، لأنّه رآني ولم ير أمير المؤمنين. رواها الأصمعيّ، وفيها: يا شعبيّ إنّما أرد أن يغريني بقتلك، فبلغ ذلك ملك الروم، فقال: والله ما أردت إلاّ ذلك.) جابر بن نوح الحماني: حدّثني مجالد، عن الشّعبيّ قال: لما قدم (7/127)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 128 الحجّاج العراق سألني عن أشياء من العلم فوجدني بها عارفاً، فجعلني عريفاً على الشعبيّين ومنكباً على جميع همدان، وفرض لي، فلم أزل عنده بأشرف منزلةٍ، حتى كان ابن الأشعث، فأتاني قرّاء أهل الكوفة، وقالوا: يا أبا عمرو إنّك زعيم القرّاء، فلم يزالوا حتى خرجت معهم، فقمت بين الصّفّين أذكر الحجّاج وأعيبه بأشياء، فبلغني أنّ الحجّاج قال: ألا تعجبون من هذا الشّعبيّ الخبيث، أما لئن أمكنني الله منه لأجعلنّ الدنيا عليه أضيق من مسك حمل، قال: فما لبثنا أن هزمنا، فجئت إلى بيتي وأغلقت عليّ فمكثت تسعة أشهر، فندب النّاس لخراسان، فقال قتيبة بن مسلم: أنا لها، فولاّه خراسان، ونادى مناديه: من لحق بقتيبة فهو آمنٌ، فاشترى مولىً لي حماراً وزوّدني، فخرجت، فكنت في العسكر، فلم أزل معه حتى أتينا فرغانة، فجلس ذات يوم وقد سرّ، فنظرت إليه فقلت: أيّها الأمير، عندي علمٌ، قال: ومن أنت قلت: أعيذك، لا تسأل عن ذلك، فعرف أنّي ممّن يختفي، فدعا بكتابٍ وقال: اكتب نسخةً، قلت: لست تحتاج إلى ذلك، فجعلت أملّ عليه، وهو ينظر، حتى فرغ من كتاب الفتح، قال: فحملني على بغلةٍ، وبعث إليّ بسرقٍ من حرير، وكنت عنده في أحسن منزلةٍ، فإنّي ليلةً أتعشّى معه، إذا أنا برسول الحجّاج بكتابٍ فيه: إذا نظرت في كتابي هذا، فإنّ صاحب كتابك الشّعبيّ، فإن فاتك قطعت يدك على رجلك وعزلتك، قال: فالتفت إليّ وقال: ما عرفتك قبل السّاعة، فاذهب حيث شئت (7/128)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 129 من الأرض، فوالله لأحلفنّ له بكلّ ممكن يمين، فقلت: أيّها الأمير، إنّ مثلي لا يخفى، قال: فأنت أعلم، وبعثني إليه وقال: إذا وصلتم إلى خضراء واسط فقيّدوه، ثم أدخلوه على الحجّاج، فلما دنوت من واسط استقبلني يزيد بن أبي مسلم، فقال: يا أبا عمر إنّي أضنّ بك على القتل، إذا دخلت، فقل: كذا وكذا، فلما دخلت قال: لا مرحباً ولا أهلاً، فعلت بك وفعلت، ثم خرجت عليّ وأنا ساكت، فقال: تكلّم. قلت: أصلح الله الأمير، كلّ ما قلته حقّ، ولكنّا قد اكتحلنا بعدك السّهر وتحلّسنا الخوف، ولم نكن مع ذلك بررةً أتقياء، ولا فجرةً أقوياء، وهذا أوان حقنت لي دمي، واستقبلت بي التّوبة، قال: قد فعلت ذلك. وقال الأصمعيّ: لما أدخل الشّعبيّ على الحجّاج قال: هيه يا شعبيّ، فقال: أحزن بنا المبرك واكتحلنا السّهر، واستحلسنا الخوف، فلم نكن فيما فعلنا بررةً أتقياء، ولا فجرةً أقوياء، قال: لله درّك. وقال جهم بن واقد: رأيت الشّعبيّ يقضي في أيام عمر بن عبد العزيز. ومالك بن مغول،) عن الشّعبيّ قال: ما بكيت من زمانٍ إلا بكيت عليه. مجالد عن الشّعبيّ، أنّ رجلاً لقيه وامرأة، فقال: أيّكما الشّعبيّ، فقلت: هذه. وقيل: كان الشّعبيّ ضئيلاً نحيفاً، فقيل له في ذلك، فقال: زوحمت في الرّحم، وكان توأماً. مجالد، عن الشّعبيّ قال: فاخرت أهل البصرة فغلبتهم بأهل الكوفة، والأحنف ساكت، فلمّا رآني قد غلبتهم، أرسل غلاماً له، فجاءه بكتابٍ فقال (7/129)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 130 لي: هاك اقرأ، فقرأته، فإذا فيه من المختار إليه يذكر أنه نبيٌّ، فقال الأحنف: أفيها مثل هذا رواها الفسويّ عن الحميدي، ثنا سفيان، عن مجالد. وكان الشّعبيّ يذمّ الرأي ويفتي بالنّصّ، قال مجالد: سمعت الشّعبيّ يقول: لعن الله رأيت. وروى الثّوريّ، عمّن سمع الشّعبيّ يقول: ليتني أنفلت من علمي كفافاً لا عليّ ولا لي. قال محمد بن جحادة: سئل الشّعبيّ عن شيء لم يكن عنده فيه شيء، فقيل له: قل فيه برأيك، فقال: وما تصنع برأيي، بل على رأيي. روى سفيان، عن عبد الله بن أبي السّفر، عن الشّعبيّ قال: ما أنا بعالمٍ، وما أترك عالماً. قال أبو يحيى الحماني: حدّثني أبو حنيفة قال: رأيت الشّعبي يلبس الخزّ، ويجالس الشّعراء، فسألته عن مسلمة فقال: مايقول فيها بنوإستها، يعني الموالي، وقال الحسن بن صالح بن حي، عن أبيه، قال: رأيت على الشّعبيّ عمامةً بيضاء، قد أرخى طرفها ولم يردّها. وقال عبد الله بن إدريس: سمعت ليثاً يقول: رأيت الشّعبيّ وما أدري ملحفته أشدّ حمرةً أو لحيته. وقال أبو نعيم: ثنا أبو أميّة الزيّات قال: رأيت على الشّعبيّ مطرف خزٍّ أصفر. وقال روح، عن ابن عون قال: رأيت على الشّعبيّ قلنسوة خزٍّ خضراء. وقال دواد بن أبي هند: كان يلبس المعصفر. وقال عبيد بن عبد (7/130)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 131 الملك: رأيت الشّعبيّ جالساً على جلد أسد. وروى قيس بن الربيع، عن مجالد قال: رأيت على الشّعبيّ قباء سنّور. جرير بن عبد الحميد، عن عطاء بن السّائب، عن الشّعبيّ قال: ما اختلفت أمّةٌ بعد نبيّها إلاّ ظهر أهل باطلها على أهل حقّها. قتيبة: ثنا عبد الواحد بن زياد، عن الحسن بن عبد الرحمن، قال: رأيت الشّعبيّ يسلّم على موسى النّصرانيّ فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فكلّم في ذلك، فقال: أوليس في رحمة الله، لو لم يكن في رحمته هلك. المدائني، عن أبي بكر الهذلي قال: قال الشّعبيّ: أرأيتم لو قتل الأحنف بن قيس، وقتل طفلٌ،) أكانت ديتهما سواءً، أم يفضّل الأحنف لعقله وحلمه قلت: بل سواءً، قال: فليس القياس بشيء. أبو يوسف القاضي: ثنا مجالد، عن الشّعبيّ قال: نعم الشيء الغوغاء يسدّون السّبل، ويطفئون الحريق، ويشغبون على ولاة السّوء، ابن شبرمة قال: ولّي ابن هبيرة الشّعبيّ القضاء، وكلّفه أن يسامره فقال: لا أستطيع، فأفردني بأحدهما. إسحاق الأزرق، عن الأعمش: سأل رجل الشّعبيّ فقال: ما اسم امرأة إبليس قال: ذاك عرسٌ ما شهدته. سلمة بن كهيل وغيره، عن الشّعبيّ قال: شهدت عليّاً رضي الله عنه جلد شراحة يوم الخميس، ورجمها من الغد، وقال جلدتها بكتاب الله، ورجمتها بسنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم. (7/131)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 132 قال إسماعيل بن مجالد: توفي الشّعبيّ سنة أربعٍ ومائة، وله اثنتان وثمانون سنة. وقال الواقديّ كم سنة خمسٍ ومائة. وقال الفلاّس: مات في أول سنة ستٍّ ومائة، وقيل غير ذلك. عامر بن واثلة أبو الطّفيل الكنانيّ. 4 (عاصم بن عمرو البجلي ويقال أبن عوف. هو أحد من قدم مع حجر بن عديّ إلى عذراء) فسلم وأطلق. روى عن: أبي أمامة، وعمرو بن شرحبيل، وغيرهما. وعنه: أبو إسحاق السّبيعيّ، وفرقد السّبخي، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وحجّاج بن أرطأة، ومالك بن مغول. قال أبو حاتم: صدوق. 4 (عبادة بن الوليد سوى ت بن عبادة بن الصّامت الأنصاريّ المدني، أبو الصّامت، وهو أخو) يحيى. روى عن: جدّه، وعائشة، وأبي أيّوب، وأبيه، والربيع بنت معوّذ. وعنه: أبو حرزة يعقوب بن مجاهد، ويحيى بن سعيد الأنصاريّ، وعبيد (7/132)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 133 الله بن عمر، وابن إسحاق، وآخرون. وثّقه أبو زرعة. 4 (عائشة بنت طلحة ع) ابن عبيد الله التّيمي، وأمّها أمّ كلثوم ابنة الصّدّيق، تزوّجت بابن خالها عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر، وبعده بمصعب بن الزّبير، فأصدقها مصعب مائة ألف دينار، وكانت أجمل أهل زمانها وأحسنهنّ وأرأسهنّ، فلما قتل مصعب تزوّجها عمر بن عبيد الله وأصدقها أيضاً ألف) ألف، حتى قال بعض الشعراء: (بضع الفتاة بألف ألفٍ كاملٍ .......... وتبيت سادات الجيوش جياع.) حدّثت عن خالتها عائشة رضي الله عنها. وعنها: حبيب بن أبي عمرو، وابن أخيها طلحة بن يحيى، وابن أخيها الآخر معاوية بن إسحاق، وابن ابن أخيها موسى بن عبد الله بن إسحاق، (7/133)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 134 وفضيل الفقيمي وغيرهم. وفدت على هشام بن عبد الملك، فأكرمها واحترمها. وثّقها يحيى بن معين. ومن أعجب ما تمّ لها. ما روى هشيم قال: أنا مغيرة، عن إبراهيم، أنّ عائشة بنت طلحة قالت: إن تزوّجت مصعباًُ فهو عليها كظهر أمّها، فتزوّجته، فسألت عن ذلك فأمرت أن تكفّر، فأعتقت غلاماً لها، ثمنه ألفان. رواه سعيد في سننه. 4 (عبد الله بن أبي أمامة د ق بن ثعلبة الأنصاريّ البلوي المدني.) روى عن: أبيه، وعن عبد الله بن كعب. وعنه: صالح بن كيسان، ومحمد بن إسحاق، وأسامة بن زيد اللّيثي، ومحمد بن يوسف بن مهاجر. وثّقه ابن حبّان. 4 (عبد الله بن باباه م ويقال ابن بابيه المكيّ.) له عن جبير بن مطعم، ويعلى بن أمية، وعبد الله بن عمرو. وعنه: حبيب بن أبي ثابت. (7/134)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 135 4 (عبد الله بن حنين ع المدني، مولى العبّاس، ويقال: مولى عليّ ابن أبي طالب، وهو والد) إبراهيم المذكور. روى عن: عليّ، وأبي أيّوب، وابن عبّاس، والمسور بن مخرمة. وعنه: ابنه إبراهيم، ومحمد بن المنكدر، وشريك بن أبي نمر، وأسامة بن زيد، وآخرون. حديثه في الأصول الستة. 4 (عبد الله بن رافع م أبو رافع المدني، مولى أمّ سلمة، عن: أمّ سلمة، وأبي هريرة.) وعنه: سعيد المقبري، وأفلح بن سعيد، وموسى بن عبيدة، وأسامة بن زيد اللّيثي، وابن إسحاق، وأيّوب بن خالد، وخلق. وثّقه أبو زرعة.) 4 (عبد الله بن رافع أبو سلمة الحضرميّ المصري عن: عبد الله بن عمرو، وعبد الله بن عمر،) وعمرو بن معد يكرب، وابن جزء الزّبيدي. وعنه: جعفر بن ربيعة، وعيّاش ابن عبّاس، وسعيد بن أبي هلال، (7/135)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 136 وسليمان بن راشد، وعيّاش بن عقبة، وإسحاق بن أبي فروة. قال أبو زرعة: ثقة. 4 (عبد الله بن زيد ت ق أو ابن يزيد المدشقيّ الأزرق القاصّ، كان يقصّ في غزو الروم مع) مسلمة، روى عن: عوف بن مالك الأشجعي، وعقبة بن عامر. وعنه: بكير بن عبد الله بن الأشج، وأخوه يعقوب، وأبو سلام ممطور، وزيد بن سلاّم، وابن أبي حفصة، وآخرون. 4 (عبد الله بن سعيد بن جبير الكوفي خ م ت ن أخو عبد الملك. سمع أباه.) وعنه: إسحاق السّبيعي، وأيّوب السّختياني. قال السّختياني: كانوا يعدّونه أفضل من أبيه، يعني في العبادة. 4 (عبد الله بن أبي سلمة الماجشون م د ن مولى آل المنكدر.) (7/136)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 137 روى عن عائشة، وأم سلمة، وابن عمر فقيل لم يلقهم، وعن عبد الله بن عبد الله بن عمر، والنعمان بن أبي عياش، وعمرو بن قيس الزّرقيّين، وجماعة. وعنه: ابنه عبد العزيز، وحكيم بن عبد الله بن قيس، ويحيى بن سعيد الأنصاريّ، ومحمد بن إسحاق، وآخرون. وثّقه النّسائيّ. وقال حفيده عبد الملك بن عبد العزيز: توفي جدي سنة ستٍّ ومائة. 4 (عبد الله بن شقيق العقيليّ البصري م روى عن: أبيه، وعمر بن الخطاب، وعثمان،) وعلي وعائشة، وأبي ذرّ. وعنه: ابن سيرين، وقتادة، وأيوب السّختياني، وخالد الحذّاء، وعاصم الأحول، وعوف الأعرابيّ، وآخرون. وثّقه غير واحد، وعمّر دهراً. قال أحمد بن حنبل: ثقة. وكان سليمان التّيميّ سيّء الرأي فيه لكونه كان ينال من عليّ بعض الشّيء، قيل: توفي سنة ثمان ومائة. 4 (عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطّاب سوى ق العدوي (7/137)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 138 المدني، وصيّ أبيه. سمع: أباه،) ) وأبا هريرة، وأسماء بنت زيد بن الخطّاب. وعنه: عبد الرحمن بن القاسم، والزّهري، ومحمد بن جعفر بن الزّبير، ومحمد بن يحيى بن حبّان، وغيرهم. وثّقه وكيع. توفي سنة خمس، قبل أخيه سالم بعام. 4 (عبد الله بن عروة بن الزّبير سوى د بن العوّم، أبو بكر الأسديّ المدني، له جماعة إخوة،) وهو أكبرهم، وأبوه أكبر منه بخمس عشرة سنة. روى عن: الحسن بن عليّ، وحكيم بن حزام، وأبي هريرة، وابن عمر، وجدّته أسماء. وعنه: أخوه هشام، والزّهري، وحنظلة بن أبي سفيان، والضّحّاك بن عثمان الحزاميّ، ونافع القاريء، وغيرهم. وهو الذي خرج رسولاً من عمّه ابن الزبير إلى حصين بن نمير السّكوني. وكان سيّداً نبيلاً فصيحاً، يشبّه بعمّه عبد الله في بيانه، وبنو عروة، هو، ويحيى، ومحمد، وعثمان، وهشام، وعبيد الله. 4 (عبد الله بن عوف أبو القاسم الكناني الشامي. رأى عثمان رضي الله عنه، وروى عن: أبي) جمعة الأنصاريّ، وبشير بن عقربة، وكعب الأحبار. (7/138)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 139 وعنه: الزّهري، وحجر بن الحارث، ورجاء بن أبي سلمة. وقد ولّي خراج فلسطين، لعمر بن عبد العزيز. 4 (عبد الله بن غابر ن ق أبو عامر الألهاني الحمصيّ. أدرك عمر رضي الله عنه، وحدّث) عن: ثوبان، وعتبة بن عبد، وأبي أمامة، وعبد الله بن بسر. وعنه: أرطأة بن المنذر، وثور بن يزيد، وحريز بن عثمان، ومعاوية بن صالح. 4 (عبد الله بن أبي قيس النّصريّ م أبو الأسود الحمصي.) روى عن: عمر، وأبي ذرّ، وأبي الدرداء وأرى ذلك منقطعاً وروى عن عائشة، وابن عمر. وعنه: محمد بن زياد الألهاني، ويزيد بن خمير، ومعاوية بن صالح. وثقه النّسائيّ. 4 (عبد الله بن قدامة أبو سوار العنقريّ، قاضي البصرة، وأبو قاضيها، روى عن: أبي برزة) الأسلميّ. وعنه: توبة العنبريّ. ذكره أبو حاتم الرازي ولم يضعفه.) (7/139)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 140 4 (عبد الله بن أبي عتيق خ م ن ق) محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصّدّيق التّيمي، والد محمد، وعبد الله. عن: أمّ المؤمنين عائشة، وابن عمر. وعنه: شريك بن أبي نمر، وعمرو بن دينار، ويعقوب بن مجاهد، وخالد بن سعد، وابن إسحاق، وغيرهم. قال مصعب الزّبيري: كان أمرأً صالحاً، وفيه دعابة، مرّ به رجلٌ معه كلب، فقال له: ما اسمك قال: وثّاب. قال: فما اسم كلبك قال عمرو: فقال: واخلافاه. وحكى مصعب الزّبيري قال: لقي ابن أبي عتيق عبد الله بن عمر فقال: إنّ إنساناً هجاني، فقال: (أذهبت مالك غير مترك .......... في كل مومسةٍ وفي الخمر)

(ذهب الإله بما تعيش به .......... فبقيت وحدك غير ذي وفر) فقال له: أرى أن تصفح، فقال: والله لأفعلنّ به لا يكنّى فقال ابن عمر: سبحان الله لا تترك الهزل، وافترقا، ثمّ لقيه فقال: قد أولجت فيه. فأعظم ذلك ابن عمر وتألّم فقال: امرأتي والله التي قالت البيتين. قال مصعب: وأمرأته هي أمّ إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله، وكانت قد غارت عليه، وله مزاح ونوادر. 4 (عبد الله بن موهب الشّاميّ ولّي قضاء فلسطين لعمر بن عبد (7/140)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 141 العزيز، وحدّث عن تميم) الدّاريّ، وأبي هريرة، ومعاوية، وابن عمر، وغيرهم، وعن قبيصة بن ذؤيب. وعنه: ابنه يزيد، وأبو إسحاق السّبيعي، والزّهري، وعبد الملك بن أبي جميلة، وعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، وآخرون. والأصحّ أنّه لم يدرك تميماً، وإنّما هو: ابن موهب عن قبيصة عن تميم. وقد روى عنه: ابن أبي غيلان الفلسطينيّ، قال: ثلاثٌ إذا لم تكن في القاضي فليس بقاضٍ: يسأل وإن كان عالماً، ولا يسمع من أحد دعوى إلاّ مع خصمه، ولا يقضي إلاّ بعد أن يفهم. 4 (عبد الله بن واقد م د ق بن عبد الله بن عمر بن الخطاب. عن: جدّه، وعائشة.) وعنه: الزّهري، وفضيل بن غزوان، وعمر بن محمد العمري، وأسامة بن زيد، ورآه مالك. ثم وجدت وفاته سنة سبع عشرة ومائة، ورّخه ابن سعد فيؤخّر. 4 (عبد الله بن يسار الجهني الكوفي د ن شيخ معمّر. روى عن: عليّ، وحذيفة، وسليمان بن) ) صرد، وغيرهم. (7/141)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 142 وعنه: منصور، والأعمش، وجابر الجعفي، وسعيد بن أشوع، وفطر بن خليفة، وآخرون. وثّقه النّسائيّ. 4 (عبد الله الهيّ م مولى مصعب بن الزّبير. روى عن عائشة، وفاطمة بنت قيس، وأبي) سعيد الخدريّ، وابن عمر، وعروة بن الزّبير. وعنه: أبو إسحاق السّبيعي وإسماعيل السّدّي، وإسماعيل بن أبي خالد، والعبّاس بن ذريح، والصّلت بن بهرام، وآخرون. وهو من تابعي أهل الكوفة وثقاتهم. 4 (عبد الأعلى بن عديّ ن ق البهراني الحمصي القاضي. عن ثوبان، وعتبة بن عبد، وعبد) الله بن عمرو بن العاص، وأرسل عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم. وعنه: أحوص بن حكيم، ولقمان بن عامر، وحريز بن عثمان، وصفوان بن عمر، وأبو بكر بن أبي مريم الغسّانيّ. وثّقه ابن حبّان. وقال يزيد بن عبد ربّه: توفي سنة أربعٍ ومائة. 4 (عبد الأعلى بن هلال أبو النّضر السّلميّ الحمصي. روى عن (7/142)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 143 العرباض بن سارية، وواثلة) بن الأسقع، وأبي أمامة. وعنه: الزّهري، وسعيد بن سويد، ويزيد بن الأيهم. وروايته في مسند الإمام أحمد، وما علمت به بأساً. 4 (عبد الرحمن بن أبان بن عثمان بن عفّان الأمويّ المدني، أحد سادات بني أميّة) وكبرائهم. سمع أباه. روى عنه: عمر بن سليمان العمري، وعبد الله، ومحمد ابنا أبي بكر بن حزم، وموسى بن محمد بن إبراهيم التّيمي، وآخرون. قال موسى بن محمد التّيمي: ما رأيت أحمد للدين والحكمة والشرف منه. وقال مصعب بن عثمان: كان عبد الرحمن بن أبان يشتري أهل البيت، ثم يكسوهم، ثم يعرضهم عليه ويعتقهم، ويقول: أنتم أحرار أستعين بكم على غمرات الموت، فمات وهو نائمٌ في مسجده. قال الزّبير بن بكّار: كان عبد الرحمن من خيار المسملين، كان كثير الصّلاة، فرآه عليّ بن عبد الله بن عبّاس، فأعجبه هديه ونسكه وقال: أنا أقرب رحماً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم) منه، وأولى بهذه الحال، فما زال مجتهداً حتى مات. 4 (عبد الرحمن بن أبي بكرة الثقفي ع أول مولود ولد بالبصرة.) (7/143)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 144 روى عن: أبيه، وعن الأسود بن سريع، وعن عليٍّ إن صحّ. وعنه: أبو بشر جعفر بن أبي وحشيّة، وابن عون، والجريري، ويونس بن عبيد، وخالد الحذّاء، وإسحاق بن سويد، آخرون. وكان ثقةً كبير القدر. قال ابن سعد: نحروا جزوراً يوم مولده وهم بالخريبة، فكفتهم، وكانوا قدر ثلاثمائة رجلٍ. قلت: لم أر أحداً ضبط وفاته، وهي بعد المائة بقليل. 4 (عبد الرحمن بن جابر ع عبد الله الأنصاري. روى عن: أبيه، وعن أبي بردة بن نيار.) وعنه: سليمان بن يسار، وهو أكبر منه، وعاصم بن عمر بن قتادة، ومسلم بن أبي مريم، وحزام بن عثمان، وآخرون. وكان ثقةً، قاله العجليّ والنّسائيّ. وقال ابن سعد: لا يحتجّ به. (7/144)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 145 4 (عبد الرحمن بن حسّان بن ثابت ق) الأنصاريّ المدنيّ، الشّاعر ابن الشاعر، المؤيّد بروح القدس، وهو ابن خالة إبراهيم ابن النّبيّ صلى الله عليه وسلم. روى عن: أمّه سيرين القبطيّة، وعن أبيه، وزيد بن ثابت. وعنه: ابنه سعيد، وعبد الرحمن بن بهمان. له حديثٌ عند ابن ماجه. ويقال: إنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وصحب عمر. وفي مسند أحمد من حديث بهمان، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن زوارات القبور، ولكن ابن بهمان لا يعرف. روى معمر بن راشد، عن عبد الله محمد بن عقيل، أن معاوية لما قدم المدينة، لقيه أبو قتادة الأنصاري، فقال معاوية: تلقاني الناس كلهم غيركم با معشر الأنصار قال: لم يكن لنا دوابٌ، قال: فأين النواضح قال: عقرناها في طلبك وطلب أبيك يوم بدر، ثم قال أبو قتادة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم (7/145)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 146 قال لنا: إنكم سترون بعدي أثرةً قال معاوية: فما أمركم قال: أمرنا بأن نصبر، قال فاصبروا، فبلغ ذلك عبد الرحمن بن حسان بن ثابت، فقال: (ألا أبلغ معاوية بن حربٍ .......... أمير المؤمنين نثا كلامي)

(فإنا صابرون ومنظروكم .......... إلى يوم التغابن والخصام) ) أبو عبيد: ثنا محمد بن كثير، عن الأوزاعي، أن يزيد قال لمعاوية: ألا ترى إلى عبد الرحمن بن حسان يشبب بابنتك ويقول: (هي زهراء مثل لؤلؤة الغ .......... واص ميزت من جوهرٍ مكنون) فقال: صدق، قال: فإنه يقول: (فإذا ما نسبتها لم تجدها .......... في سناءٍ من المكارم دون) فقال: صدق، قال: فإنه يقول: (ثم خاصرتها إلى القبة الخض .......... راء نمشي في مرمرٍ مسنون) فقال معاوية: كذب. قوله خاصرتها: أخذت بيدها. توفي سنة أربع ومائة. 4 (عبد الرحمن بن سعد المدني م د ق رأى عمر بن الخطاب.) وروى عن: أبي هريرة، وأبي سعيد. (7/146)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 147 وعنه: هشام بن عروة، وعمر بن حمزة بن عبد الله بن عمر، وابن أبي ذئب، وغيرهم. وهو مولى الأسود بن نفيل، وثقه النسائي. 4 (عبد الرحمن بن سعد الكوفي مولى عبد الله بن عمرو بن العاص. روى عن: مولاه، وعن) أخيه عبد الله. وعنه: منصور، وأبو إسحاق، وحماد بن أبي سليمان، وأبو شيبة عبد الرحمن بن إسحاق. ذكره ابن أبي حاتم. 4 (عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع المخزومي أبو محمد، عاش ثمانين سنة. روى عن: أبيه) حديثاً، وعن عثمان. وعنه: أبو حازم الأعرج، وخالد الحذاء، وحفيداه: عمرو، ومحمد ابنا عثمان بن عبد الرحمن. وهو مقل. 4 (عبد الرحمن بن شماسة المهري المصري م عن: (7/147)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 148 زيد بن ثابت، وعمرو بن العاص،) وعبد الله بن عمرو، وعقبة بن عامر، وروى عن أبي ذر، فلعله مرسل. وعنه: يزيد بن أبي حبيب، وكعب بن علقمة، وحرملة بن عمران، وآخرون. توفي في أول خلافة يزيد بن عبد الملك، وقد وثقه العجلي.) 4 (عبد الرحمن بن الضحاك، بن قيس الفهري، أحد أشراف العرب، ولي إمرة المدينة، فأحسن) إلى أهلها. روى الواقدي أنه خطب فاطمة بنت الحسين بن علي رضي الله عنها، فأبت، فألح عليها، فشكته إلى الخليفة يزيد بن عبد الملك، فغضب لها وعزله، وغرمه أربعين ألف دينارٍ، وطوف به في جبة صوفٍ. وأبوه المقتول يوم مرج راهط. 4 (عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب خ م د ن بن مالك الأنصاري السلمي المدني، وروى) عن: جده، وعمه عبيد الله بن كعب، وأبي هريرة، وجابر. وعنه: الزهري، ومحمد بن أبي أمامة بن سهل، وعبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وكان أحد الفقهاء بالمدينة. 4 (عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمار م القرشي المكي، (7/148)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 149 الملقب بالقس، لعبادته ودينه،) وهو صاحب سلّامة وله معها أخبار، وكان قد هويها. روى عن: أبي هريرة، وجابر، وشداد بن الهاد، وعبد الله بن بابيه، وجماعة. وعنه: عكرمة بن خالد المخزومي، وعبد الله بن عبيد بن عمير، وابن جريج. 4 (عبد الرحمن بن عمرو بن عبسة د ت ق السلمي الشامي.) عن: العرباض بن سارية، وعتبة بن عبد. وعنه: ابنه جابر، وخالد بن معدان، ومحمد بن زياد الألهاني، وغيرهم. وهو صدوق إن شاء الله. 4 (عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري ع المدني القاص، في اسم أبيه أقوال. روى عن:) أبيه وله صحبه وعن عثمان، وأبي هريرة، وعبادة بن الصامت، وزيد بن خالد الجهني. وروايته عن عثمان في صحيح مسلم. روى عنه: إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وشريك بن أبي نمر، ومحمد بن يحيى بن حبان، وهلال بن أبي ميمونة، ويزيد بن يزيد بن جابر، وعبد الرحمن بن أبي الموال. وثقه محمد بن سعد. (7/149)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 150 4 (عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي د ن قاي حمص. وروى عن: مرو بن العاص، وأبي) هند البجلي، والمقدام بن معد يكرب. وعنه: ثزر بن يزيد، والزبيدي، وحريز بن عثمان، وصفوان بن عمرو.) 4 (عبد الرحمن بن كعب ع بن مالك الأنصاري السلمي المدني.) عن: أبيه، وأبي قتادة الأنصاري، وجابر بن عبد الله. وعنه: الزهري، وسعد بن إبراهيم، وهشام بن عروة، وأبو عامر صالح بن رستم الخزاز، وابناه: كعب، وعبد الله. 4 (عبد الرحمن بن مطعم ع بن عبد الله، أبو المنهال البناني البصري، وقيل الكوفي، نزيل) مكة. حدث عن: ابن عباس، والبراء بن عازب. وعنه: حبيب بن أبي ثابت م ن وسليمان الأحول خ وعمرو بن دينار ع وعبد الله بن كثير ع. (7/150)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 151 4 (عبد الرحمن بن أبي نعم البجلي ع) أبو الحكم الكوفي، عن المغيرة بن شعبة، وأبي هريرة، وأبي سعيد. عنه: ابنه الحكم، وسعيد بن مسروق، وصالح بن صالح بن حي، وعمارة بن القعقاع، وفضل بن غزوان، وفضيل بن مرزوق، ويزيد بن مردانبة. وكان من الثقات العابدين. قال بكير بن عامر: كان لو قيل له قد توجه إليك ملك الموت، ما كان عنده زيادةٌ، وكان يمكث نصف شهرٍ لا يأكل. وروى محمد بن فضيل، عن أبيه، قال: كان عبد الرحمن بن أبي نعم يحرم من السنة إلى السنة، ويقول: لبيك، لو كان رياءً لا ضمحل. وقيل: إنه أنكر على الحجاج كثرة سفكه للدماء، فهمَّ به، فقال له: من في بطنها أكثر ممن على ظهرها. رواها أبو بكر بن عياش، عن مغيرة. وروى حفص بن غياث، عن عبد الملك بن أبي سليمان قال: كنا نجمع مع عبد الرحمن بن أبي نعم، وهو يلبي بصوت حزين، ثم يأتي خراسان وأطراف الأرض، ثم يوافي مكة وه و محرمٌ، وكان يفطر في الشهر مرتين. (7/151)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 152 أخبرنا إسحاق الصفار، أنا يوسف الخليل، أنا اللبان، أنا أبو علي، أنا أبو نعيم، ثنا سليمان، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم، ثنا يزيد بن مردانبة، والحكم بن عبد الرحمن بن أبي نعم، عن عبد الرحمن بن أبي نعم، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. 4 (عبد الرحمن بن هلال العبسي الكوفي م د س ق عن: جرير بن عبد الله.) ) وعنه تميم بن سلمة، وبيان بن بشر، ومجالد بن سعيد، ومحمد بن أبي إسماعيل، وثقه النسائي. 4 (عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية) ابن أبي سفيان الأموي الدمشقي، كان من خيار بني أمية وصلحائهم. سمع ثوبان. وعنه: أبو طوالة عبد الله بن عبد الرحمن، وأبو حازم سلمة بن دينار، ومحمد بن قيس، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وغيرهم. (7/152)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 153 روى رجاء بن أبي سلمة، وعن الوليد بن هشام، قال: كان عمر بن عبد العزيز يرق لعبد الرحمن بن يزيد، لما هو عليه من النسك، فرفع ديناً عليه إلى عمر، وهو أربعة آلاف، فوعده أن يقضي عنه وقال: وكل أخاك الوليد، فوكله، وقال عمر للوليد: إني أكره أن أقضي عن رجلٍ واحدٍ أربعة آلاف دينار، وإن كنت أعلم أنه أنفقها في حق، قال: يا أمير المؤمنين، يقال: من أخلاق المؤمن أن ينجز ما وعد، قال: ويحك، وضعتني هذا الموضع، فلم يقض عنه شيئاً. قال المفضل الغلابي: كان يقال: جماعة كلهم عبد الرحمن، وكلهم عابد قرشي: عبد الرحمن بن زياد بن أبي سفيان، وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد، وعبد الرحمن بن أبان بن عثمان، وعبد الرحمن بن يزيد بن معاوية. وعن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: اجتهد عبد الرحمن بن يزيد في العبادة حتى صار كالشن. فلت لعل هذا الرجل أفضل عند الله من آبائه. 4 (عبد الرحمن بن يعقوب الجهني م مولى الحرقة. أكثر عن أبي هريرة.) روى عنه: ابنه العلاء بن عبيد الرحمن، وابن عجلان، وسالم أبو النضر، ومحمد بن عمرو بن علقمة. قال أبو عبد الرحمن النسائي: ليس به بأس. (7/153)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 154 4 (عبد العزيز بن أبي بكرة د ت ق الثقفي البصري. روى عن أبيه.) وعنه: ابنه بكار بن عبد العزيز، وسار أبو حمزة، وأبو كعب صاحب الحرير، واسمه عبد ربه، وبحر بن كنيز السقاء. 4 (عبد العزيز بن جريج المكي مولى قريش. عن: عائشة، وابن عباس، وابن أبي مليكة،) ) وسعيد بن كثير، وروى عن أم حميد أيضاً، عن عائشة. وعنه: ابنه عبد الملك شيخ مكة، وخصيف الجزري. قال البخاري: لا يتابع في حديثه. وذكره ابن حبان في الثقات. وفي رواية أحمد في مسنده: ثنا محمد بن سلمة، عن خصيف، عن عبد العزيز بن جريج: سألت عائشة عن الوتر. حسنه الترمذي. 4 (عبد العزيز بن عبد الله د ت ن بن خالد بن أسيد بن (7/154)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 155 أبي العيص ابن أمية الأموي المكي) أمير مكة. روى عن: أبيه محرش الكعبي. وعنه: حميد الطويل، ومزاحم مولى عمر بن عبد العزيز، وابن جريج. وثقه النسائي، وقد حج فأقام الموسم سنة ثمانٍ وتسعين. وحكى الزبير بن بكار أن سليمان بن عد الملك لما حج في خلافته قال: من سيد أهل مكة قالوا له: عبد العزيز بن عبد الله، وعمرو بن عبد الله بن صفوان بن أمية يتنازعان الشرف، فقال: ما سوي عمرو بعبد العزيز في سلطاننا وهو ابن عمنا، ألا وهو أشرف منه، ثم خطب ابنه عمروٍ وتزوج بها، وكان عبد العزيز جواداً ممدحاً. توفي برصافة هشام بن عبد الملك زائراً له، فرثاه أبو صخر الهذلي بأبياتٍ. 4 (عبد العزيز بن الوليد) ابن عبد الملك بن مروان الأمير أبو الأصبغ الأموي، وهو ابن أخت عمر بن عبد العزيز، سعى أبوه الوليد في خلع سليمان من العهد وتولية عبد (7/155)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 156 العزيز هذا فلم يتم له ما رامه، وقد ولي نيابة دمشق لأبيه، وداره بناحية الكشك قبليّ دار البطّيخ العتيقة، وله ذرّية بالمرج بقرية الجامع. وروي عن مالك بن أنس قال: أراد الوليد أن يبايع لابنه، فأراد عمر بن عبد العزيز على ذلك فقال: لسليمان بيعةٌ في أعناقنا، فأخذه الوليد وطيّن عليه، ثم فتح عنه بعد ثلاثٍ فأدركوه وقد مالت عنقه. وقال أبو زرعة الدمشقي: فكان ذلك الميل فيه حتى مات. وحكى نحو هذا محمد بن سلاّم الجمحيّ لكنّه قال: خنق بمنديلٍ حتى صاحت أخته أمّ البنين، فشكر سليمان لعمر ذلك وعهد إليه بالخلافة. وقد حجّ عبد العزيز بالناس سنة ثلاثٍ وتسعين، وغزا الروم في سنة أربعٍ) وتسعين، وكان من ألبّاء بني أميّة وعقلائهم. روى الوليد بن مسلم، عن عامر بن شبل، عن عبد العزيز بن الوليد، أنّ عمر بن عبد العزيز قال له: يا بن أختي، بلغني أنك سرت إلى دمشق تدعو إلى نفسك، ولو فعلت مانازعتك. قال عامر بن شبل: أنا ممّن سار مع عبد العزيز إلى دمشق، فجاءنا الخبر بأن عمر بن عبد العزيز قد بويع ونحن بدير الجلجل، فانصرفنا. 4 (عبد الملك بن أبي بكر ع بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي) المدني، اخو الحارث وعمر. روى عن: أبيه، وخلاّد بن السّائب، وخارجة بن زيد، وقيل: إنّه روى عن أبي هريرة. روى عنه: الزّهري، وأبو حازم الأعرج، وابن جريج وآخرون. وكان (7/156)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 157 جواداً سخيّاً سريّاً، قرنه البخاريّ بغيره. 4 (عبد الملك بن رفاعة بن خالد الفهميّ المصريّ الأمير. ولّي مصر للوليد وسليمان، فلما) استخلف عمر بن عبد العزيز عزله بأيّوب بن شرحبيل، ثم إنه ولي مصر لهشام بن عبد الملك، في أول سنة تسعٍ، فمات بعد خمسة عشر يوماً، وولي مصر بعده أخوه الوليد بن رفاعة. 4 (عبد الملك بن المغيرة الطّائفيّ روى عن: عباس، وأوس بن أبي أوس الثقفي، وعبد الرحمن) بن البيلماني. وعنه: حجّاج بن أرطأة، وعمير بن عبد الرحمن الخثعميّ، وجماعة. وثّقه أبو حاتم البستي، ولم يخرّج له أحدٌ من أصحاب الكتب السّتّة. 4 (عبد الملك بن المغيرة ق بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم أبو محمد) الهاشمي المدنيّ. روى عن: علي، وأبي هريرة، وابن عمر، وما أحسبه أدرك عليّاً. روى عنه: ابنه يزيد بن عبد الملك النّوفليّ، وبكير بن عبد الله بن الأشجّ، والزّهري، ومحمد بن عمرو بن علقمة. وثّقه يحيى بن معين. 4 (عبد الملك بن نافع الشيباني الكوفي قيل هو عبد الملك بن أبي (7/157)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 158 القعقاع. روى عن ابن عمر.) وعنه: أبو إسحاق الشيباني، وإسماعيل بن أبي خالد، والعوّام بن حوشب. له حديث واحد يستغرب.) 4 (عبد الملك بن يسار س مولى ميمونة، أخو عطاء، وسليمان، وعبد الله، مدنيون. روى) عنه أخوه سليمان. 4 (عبد الواحد بن عبد الله خ بن بسر، أبو بسر النصري الشامي. روى عن أبيه عبد الله) بن بسر، وعبد الله بن بسر المازني، وواثلة بن الأسقع. (7/158)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 159 وعنه: ابن عجلان، وحريز بن عثمان، والأوزاعي، وعمر بن رؤبة. وثّقه يحيى بن معين. قال أبو زرعة الدمشقي: هو جدنا، ولي إمرة حمص وإمرة المدينة، وكان محمود السيرة. 4 (عبيد الله بن الأرقم بن أبي الأرقم القرشي المخزوميّ، من أبناء المهاجرين. وفد على عمر) بن عبد العزيز، وخرج إلى الغزو، فاستشهد، رحمه الله تعالى، لا أعلم له رواية. 4 (عبيد الله بن عبدالله بن عمر بن الخطاب ع العدوي المدني: سمع أباه، وصميتة اللّيثيّة.) وعنه: الزّهري، ويزيد بن أبي حبيب، وأبو بشر جعفر بن أبي وحشيّة، ومحمد بن إسحاق، وعبيد الله بن عمر، وآخرون. يكنّى أبا بكر، وهو ثقة قليل الحديث، توفي سنة خمسٍ ومائة. 4 (عبيد الله بن مقسم القرشي سوى ت مولاهم المدني. عن أبي هريرة، وابن عمر، وعن) أبي صالح السمان، والقاسم بن محمد. وعنه: أبو حازم، وسهيل بن أبي صالح، ويحيى بن أبي كثير، وابن عجلان، وآخرون. (7/159)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 160 وثّقه أبو داود. 4 (عبيد بن جريج التّيمي سوى ت مولاهم المدني. عن أبي هريرة، وابن عمر، وغيرهما.) وعنه: سعيد المقبري، وزيد بن أسلم، ويزيد بن عبد الله بن قسيط، وسليمان بن موسى. وثّقه أبو زرعة. 4 (عبيد بن حصين النّميري الشاعر، وهو المشهور بالرّاعي. قد ذكر ومن شعره:)

(إن الزمان الذين ترجو هودايه .......... يأتي على الحجر القاسي فينفلق)

(ما الدهر والناس إلا مثل وارده .......... إذا مامضى عنقٌ منها بدا عنق)

4 (عبيد بن حنين المدني ع أبو عبد الله، مولى آل زيد بن الخطاب، عن: أبي موسى) الأشعري، وزيد بن ثابت، وأبي هريرة، وابن عباس، وجماعة. وعنه سالم أبو النّضر، وأبو) الزناد، وأبو طوالة، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وآخرون، وله أخوان: عبد الله، ومحمد. توفي سنة خمسٍ ومائة. (7/160)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 161 4 (عبيدة بن سفيان م بن الحارث الحضرميّ المدنيّ. روى عن أبي هيرة، وأبي الجعد) الضّمري، وزيد بن خالد، وعنه: بسر بن سعيد، وإسماعيل بن أبي حكيم، ومحمد بن عمرو بن علقمة، وكان ثقة قليل الحديث. 4 (عبيدة بن أبي المهاجر سمع من: معاوية، وأرسل عن حذيفة، وكعب الأحبار، وعنه: ابنه) يزيد ن عبيدة، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر. 4 (عثمان بن حيّان م ن بن معبد المزني مولى أمّ الدرداء أو مولى عتبة بن أبي سفيان، غزا) الروم في سنة خمسٍ ومائة، وحدّث عن أم الدرداء. وعنه: هشام بن سعد، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وهو الذي كان على المدينة في خلافة الوليد، وكان ظلوماً عسّافاً جائراًَ، كان يروي في خطبه الشّعر على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابن شوذب: قال عمر بن عبد العزيز: الوليد بالشام، والحجاج بالعراق، ومحمد بن يوسف باليمن، وعثمان بن حيان بالحجاز، وقرة بن (7/161)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 162 شريك بمصر، امتلأت والله الأرض جوراً. قال ابن وهب حدّثنا مالك أن ابن حيان المرّي إذ كان أميراً على المدينة: وعظ محمد بن المنكدر وأصحابه نفراً في شيء، وكان فيهم مولى لابن حيّان، فرفع ذلك إلى ابن حيّان فضرب ابن المنكدر وأصحابه لإنكارهم وقال: تتكلّمون في مثل هذا. 4 (عجلان المدني م ن روى عن مولاته فاطمة بنت عتبة بن ربيعة، وزيد بن ثابت، وأبي) هريرة. وعنه: ابنه محمد بن عجلان، وبكير بن الأشج، قال النّسائيّ: لا بأس به. 4 (عدي بن أرطأة الفزاريّ الدمشقيّ) أخو زيد، ولي البصرة لعمر بن عبد العزيز. وحدث عن: عمرو بن عبسة، وأبي أمامة الباهلي. وعنه: أبو سلاّم الأسود، وبكير بن عبد الله المزني، وبريد بن أبي مريم، وعروة بن قبيصة. قال عبّاد بن منصور: سمعت عديّ بن أرطأة يخطب على منبر المدائن، فوعظ حتى بكى وأبكانا ثم قال: كونوا كرجلٍ قال لابنه: يا بنيّ لا تصلّ صلاةً إلا ظننت أنك لا تصلي بعدها غيرها.) (7/162)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 163 وقال عبد الرزاق: أنبأ معمر أنّ عمر بن عبد العزيز كتب إلى عدي بن أرطأة: أمّا بعد، فإنّك غررتني بعمامتك السّوداء، ومجالستك القراء، وإرسالك العمامة من ورائك، وأظهرت لي الخير، وقد أظهرنا الله على كثير مما تكتمون زاد غيره: قاتلكم الله، أما تمشون بين القبور قال خليفة: وفي سنة تسع وتسعين قدم عدي والياً من قبل عمر على البصرة، فأتى يزيد بن المهلب يسلم عليهة، فقيده عدي وبعث به إلى عمر بن عبد العزيز، فحبسه. قلت: فلما توفي عمر انفلت يزيد من الحبس، وقصد البصرة ودعا إلى نفسه، وتسمى بالقحطاني، ونصب رايات سوداء، وقال: أدعو إلى سيرة عمر بن الخطاب، فقام الحسن البصري في الناس خطيباً، فذم يزيد وخروجه، فأرسل يزيد بن عبد الملك أخاه مسلمة في جيشٍ، فحارب ابن المهلب، فظفر به فقتله، فوثب ابنه معاوية بن يزيد، فقتل عدي بن أرطأة وجماعةً صبراً. قال الدار قطنيّ: عديّ يحتجّ بحديثه. قلت: قتل سنة اثنتين ومائة. 4 (عديّ بن زيد العامليّ الشاعر) المعروف بابن الرقاع، مدح الوليد بن عبد الملك وغيره، وهاجى (7/163)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 164 جريراً، وكان أبرص، وفيه يقول الراعي. (لو كنت من أحدٍ يهجى هجوتكم .......... بابن الرقاع ولكن لست من أحد)

(تأبى قضاعة أن تعرف لكم نسباً .......... وابنا نزارٍ فأنتم بيضة البلد.) قال محمد بن سلاّم: ثنا أبو الغرّاف قال: دخل جرير على الوليد وعنده ابن الرقاع، فقال لجرير: أتعرف هذا قال: لا يا أمير المؤمنين، قال: هذا رجل من عاملة، قال: الذي يقول الله تعالى: عاملةٌ ناصبةٌ. تصلى ناراً حاميةً ثم أنشأ يقول. (يقصر باع العاملي عن العلا .......... ولكن أير العاملي طويل) فقال ابن الرقاع: (أأمّك يا ذا خبرتك بطوله .......... أم أنت أمرؤٌ لم تدر كيف تقول) فقال: لا، بل لم أدر كيف أقول، فوثب ابن الرقاع إلى الوليد فقبّل رجله، وقال أجرني منه، فقال الوليد: لئن سميته لأسرجنّك ولألجمنك وليركبنك فتعيّرك الشعراء بذلك.) (7/164)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 165 4 (عدي بن زيد بن الحمار) العباديّ التميمي الشاعر: جاهليّ نصرانيّ من فحول الشعراء، ذكرته هنا تمييزاً له من ابن الرّقاع العامليّ، وأظنّه مات قبل الإسلام أو في زمن الخلفاء الراشدين. ذكره محمد بن سلاّم في الطبقة الرابعة من شعراء الجاهلية، وقال: هم أربعة فحول: طرفة بن العبد، وعبيد بن الأبرص، وعلقمة بن عبدة، وعديّ بن زيد بن الحمار، وأما أبو الفرج صاحب الأغاني فقال: ابن الخمار بخاء معجمة مضمومة. روى إسحاق بن زياد، عن شبيب بن شيبة، عن خالد بن صفوان قال: أوفدني يوسف بن عمر في وفد العراق إلى هشام بن عبد الملك فقال: هات يابن صفوان، قلت: إنّ ملكاً من الملوك خرج متنزّهاً في عامٍ مثل عامنا هذا إلى الخورنق، وكان ذا علم مع الكثرة والغلبة، فنظر وقال لجلسائه لمن هذا قالوا: للملك، قال: فهل رأيتم أحداً أعطي مثل ما أعطيت قال: وكان عنده رجل من بقايا حملة الحجّة، فقال: إنّك قد سألت عن أمرٍ أفتأذن لي بالجواب فقال: نعم، قال: أرأيت ما أنت فيه، أشيءٌ لم تزل (7/165)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 166 فيه أم شيءٌ صار إليك ميراثاً، وهو زائلٌ عنك إلى غيرك، كما صار إليك قال: كذا هو، قال: فتعجب بشيءٍ يسير لا تكون فيه إلاّ قليلاً وتنقل عنه طويلاً، فيكون عليك حساباً، قال: ويحك فأين المهرب، وأين المطلب وأخذته قشعريرة. قال: إمّا أن تقيم في ملكلك فتعمل فيه بطاعة الله على ما ساءك وسرّك، وإمّا أن تنخلع من ملكلك وتضع تاجك وتلقى عليك أطمارك وتعبد ربّك، قال: إنّي مفكّرٌ الليلة وأوافيك السّحر، فلمّا كان السّحر قرع عليه بابه فقال: إنّي اخترت هذا الجبل وفلوات الأرض، وقد لبست عليّ أمساحي فإن كنت لي رفيقاً لا تخالف، فلزما والله الجبل حتى ماتا. وفيه يقول عديّ بن زيد العباديّ: (أيها الشامت المعيّر بالدّه .......... ر أأنت المبرّأ الموفور)

(أم لديك العهد الوثيق من الأي .......... ام بل أنت جاهلٌ مغرور)

(من رأيت المنون خلّدن أم من .......... ذا عليه من أن يضام خفير)

(أين كسرى كسرى الملوك أبو سا .......... سان أم أين قبله سابور)

(وبنو الأصفر الكرام ملوك ال .......... رّوم لم يبق منهم مذكور)

(وأخو الحضر إذ بناه وإذ دج .......... لة تجبى إليه والخابور) ) (شاد مرمراً وجلّله كل .......... ساً فللطّير في ذراه وكور)

(لم يهبه ريب المنون فباد ال .......... ملك عنه فبابه مهجور)

(وتذكّر ربّ الخورنق إذ أش .......... رف يوماً وللهدى تذكير) (7/166)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 167 (سرّه حاله وكثرة ما يم .......... لك والبحر معرضٌ والسدير)

(فارعوى قلبه وقال: وما غب .......... طة حيٍّ إلى الممات يصير) وزاد بعضهم في هذه القصيدة: (ثم بعد الفلاح والمك والإمّ .......... ة وارتهم هناك القبور)

(ثم صاروا كأنّهم ورقٌ ج .......... فّ فألوت به الصّبا والدّبور) وزدت أنا: (فافعل الخير ما استطعت ولا تب .......... غ فكلٌّ ببغيه مأسور)

(واتّق الله حيث كنت وأتبع .......... سيّء الفعل صالحاً فهو نور) قال: فبكى هشام حتى أخضلّ لحيته، وأمر بنزع أبنيته، وطيّ فرشة، ولزم قصره، فأقبلت الموالي والحشم على خالد بن صفوان بن الأهتم وقالوا: ماذا أردت إلى أمير المؤمنين، أفسدت عليه لذّته فقال: إليكم عنّي فإنّي عاهدت الله أن لا أخلوا بملك إلاّ ذكّرته الله تعالى، قال: فبعث هشام إلى كلّ واحدٍ من الوفد بجائزة، وكانوا عشرة أنفسٍ، وبعث إلى خالد بمثل جميع ما وجّه إليهم. رواه غير واحدٍ عن بهلول بن حسّان الأنباري، عن إسحاق بن زياد بنحوه. ومن شعر عدّي بن زيد هذه الكلمة السّائرة، رواها أبو بكر الهذلي وخلف الأحمر: (7/167)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 168 (أين أهل الديار من قوم نوح .......... ثم عادٍ من بعدهم وثمود)

(أين آباؤنا وان بنوهم .......... أين آباؤهم وأين الجدود)

(سلكوا منهج المنايا فبادوا .......... وأرانا قد حان منّا ورود)

(بينما هم على الأسرّة والأن .......... ماط أفضت إلى التراب الخدود)

(ثم لم ينقض الحديث ولكن .......... بعد ذاك الوعيد والموعود)

(وأطبّاء بعدهم لحقوهم .......... ضلّ عنهم سعوطهم واللّدود)

(وصحيحٌ أضحى يعود مريضاً .......... هو أدنى للموت ممّن يعود)

4 (العريان بن الهيثم س بن الأسود النّخعي الكوفي. رأى عبد الله بن عمرو بن العاص) ) بدمشق، وكان قد وفد مع والده الهيثم على يزيد. وحدّث عن أبيه، وقبيصة بن جابر. وعنه: عبد الملك بن عمير، وعليّ بن زيد بن جدعان. وولّي شرطة الكوفة في أيام خالد القسري، وكان شريفاً مطاعاً في قومه، خرّج له النّسائيّ. 4 (عراك بن مالك الغفاريّ المدني ع الفقيه الصالح من جلّة (7/168)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 169 التّابعين. روى عن: أبي هريرة،) وعائشة، وابن عمر، وزينب بنت أبي سلمة. وعنه: ابنه خثيم بن عراك، وبكير بن الأشجّ، ويزيد بن أبي حبيب، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وجعفر بن ربيعة، وآخروه. وثّقه أبو حاتم وغيره، وكان يصوم الدّهر. قال عمر بن عبد العزيز: ما أعلم أحداً أكثر صلاةً من عراك بن مالك. وكان عراك يحرّض عمر على انتزاع ما بأيدي بني أميّة من المظالم، فوجدوا عله، فلما استخلف يزيد بن عبد الملك نفاه إلى دهلك، فلم يطل مقامه بها، وانتقل إلى الله تعالى في أيام يزيد بن عبد الملك. عروة بن أبي قيس مولى عمرر بن العاص، فقيه فاضل. روى عنه: عبد الله بن عمرو، وعقبة بن عامر. وعنه: بكير بن الأشج، وعبيد الله بن أبي جعفر، وسعيد بن راشد، وعبد العزيز بن صالح، وآخرون. قال أبو سعيد بن يونس: توفي قريباً من سنة عشرٍ ومائة. 4 (عروة بن عياض القرشي القاري م س أمير مكة لعمر بن عبد العزيز. روى عن: عبد الله) بن عمرو، وأبي سعيد، وجابر بن عبد الله. وعنه: عمرو بن دينار، وسعيد بن حسّان، وابن جريج، وهو ثقة غزير الحديث. (7/169)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 170 4 (عروة بن محمد بن عطيّة السّعدي د الأمير. روى عن أبيه، عن جده.) وعنه: رجاء بن أبي سلمة، وحنظلة بن أبي سفيان، وأبو وائل القاصّ، وعبد الرحمن بن يزيد، وولي إمرة اليمن لعمر بن عبد العزيز وقبله، وكان ذا زهدٍ وصلاح. ولما استخلف يزيد عزله، فخرج عن اليمن بسيفه ورمحه ومصحفحه فقط راكباً راحلته، وروى حنظلة بن أبي سفيان عنه) قال: لما استعملت على اليمن، قال لي أبي: إذا غضبت فانظر إلى السّماء فوقك والأرض تحتك، ثم أعظم خالقهما. 4 (عزرة بن عبد الرحمن م د ت س بن زرارة الخزاعيّ الكوفيّ الأعور، عن عائشة) مرسلاً، وسعيد بن جبير، وسعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، والحسن العرني. وعنه: قتادة، وسليمان التّيمي، وداود بن أبي هند، وعاصم الأحول، وآخرون، وثّقه عليّ بن المديني، ويحيى. 4 (عطاء بن يزيد اللّيثي ع أبو محمد الجندعي المدني. نزل (7/170)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 171 الشام، وحدّث عن تميمي) الداريّ، وأبي هريرة، وأبي أيّوب الأنصاريّ، وأبي ثعلبة الخشني، وأبي سعيد الخدريّ. وعنه: أبو صالح السّمّان، وابنه سهيل بن أبي صالح، والزّهري، وأبو عبيد الحاجب، وآخرون، وعمّر اثنتين وثمانيني سنة، وكان من علماء التابعين وثقاتهم، توفي سنة سبعٍ ومائة، وقيل سنة خمسٍ ومائة. 4 (عطاء بن يسار ع) أبو محمد المدني الفقيه، مولى ميمونة أم المؤمنين، وهو أخو سليمان، وعبد الله، وعبد الملك، وكان قاصّاً واعظاً ثقةً جليل القدر. أرسل عن أبي ابن كعب وغيره، وحدّث عن أبي أيوب، وزيد بن ثابت، وأسامة بن زيد ومعاوية بن الحكم، وعائشة، وأبي هريرة، وطائفة. وعنه: زيد بن أسلم، وصفوان بن سليم، وعمرو بن دينار، وهلال بن أبي ميمونة على الأرجح وشريك بن أبي نمر. قال ابن وهب: حدّثني عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال: كان أبو حازم يقول: ما رأيت رجلاً كان ألزم لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من عطاء بن يسار، قال عبد الرحمن بن زيد، قال أبي: كان عطاء يحدّثنا حتى يبكينا أنا (7/171)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 172 وأبو حازم، ثم يحدّثنا حتى يضحكنا، ويقول: مرّة هكذا، ومرّة هكذا. ذكره ابن عساكر، وكان ثقة، توفّي سنة ثلاثٍ ومائة، وقيل قبل المائة. روى ابن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: ما رأيت أحداً كان أزين لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من عطاء بن يسار، وقال أبو داود: قد سمع من ابن مسعود. 4 (عطية بن قيس م) ) أبو يحيى الكلبي مولاهم الحمصي الدمشقي المقريء، ويعرف بالمذبوح. قرأ القرآن على أمّ الدرداء، وأرسل عن أبي بن كعب، وأبي الدرداء، وحدّث عن معاوية، وعبد الله بن عمرو، وجماعة من الصحابة. وعنه: ابنه سعد، وسعيد بن عبد العزيز، والحسن بن عمران العسقلاني، وعلي بن أبي حملة وقرأوا عليه وأبو بكر بن أبي مريم، وآخرون، وسأعيده لاختلافهم في موته. روى سعيد بن عبد العزيز عنه قال: غزوت فارساً زمن معاوية، فبلغ نفلي مائتي دينار، فتحنا شمّاسة، وقال الوليد بن مسلم: ذكرت لسعيد بن عبد العزيز قدم عطيّة بن قيس، فقال: لقد سمعته يقول إنّه كان فيمن غزا القسطنطينة زمن معاوية. وقال دحيم: كان هو وإسماعيل بن عبيد الله قارئ الجند. وقال عبد (7/172)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 173 الواحد بن قيس: كان الناس يصلحون مصاحفهم على قراءة عطيّة بن قيس وهم جلوسٌ على درج الكنيسة من المسجد. قال سعيد بن عبد العزيز: ما كان أحد يطمع أن يفتح في مجلسه ذكر الدنيا. قال الحسن بن محمد بن بكّار: سمعت أبا مسهر يقول: كان مولد عطيّة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة سبعٍ، ومات سنة عشرين ومائة. وأما البخاري فقال: قال يزيد بن عبد ربه: أنبأ عبد الأعلى بن مسهر، حدّثني سعد بن عطية أن أباه مات سنة إحدى وعشرين ومائة، وهو ابن مائةٍ وأربع سنين. وكذا رواه جماعة عن ابن مسهر. 4 (عطية مولى سلم بن زياد الدمشقي عن حذيفة بن اليمان، وعبد الله بن معانق الأشعريّ.) وعنه عبد الرحمن بن أبي ميسرة، وبرد بن سنان، وثور بن يزيد. قال أحمد بن عبد الله العجلي: ثقة. 4 (عكرمة بن عبد الرحمن خ م د س بن الحرث بن هشام بن المغيرة، أبو عبد الله) المخزومي، أخو أبي بكر، سمع أباه، وأمّ سلمة، وعبد الله بن عمرو. وعنه: ابناه عبد الله، ومحمد، والزّهري، ويحيى بن محمد بن صيفي. (7/173)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 174 قال ابن سعد: ثقة. وقال ابن حبان: توفي سنة ثلاثٍ ومائة. 4 (عكرمة البربري ع) ثم المدني، أبو عبد الله مولى ابن عباس أحد العلماء الربّانيّين. روى عن ابن عبّاس، وعائشة، وعليّ بن أبي طالب وذلك في سنن النّسائيّ وعن أبي هريرة، وعقبة بن عامر، وعبد الله) بن عمرو، وأبي سعيد، وابن عمرو، وعنه: أيّوب السّختياني، وثور بن يزيد وثور بن زيد الدّيلي، وأبو بشر، وخالد الحذّاء، وداود بن أبي هند، وعاصم الأحول، وعباد بن منصور، وعقيل بن خالد، وعبد الرحمن بن الغسيل، ويحيى بن أبي كثير، وخلق كثير، وأفتى في حياة مولاه، وقال: طلبت العلم أربعين سنة، ملكه ابن عباس، إذ ولي البصرة، لعلي بن أبي طالب، فلا يبعد سماعه من علي. قال يزيد بن زريع: كان عكرمة بربرياً للحصين بن أبي الحرّ العنبريّ، فوهبه لابن (7/174)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 175 عباس حين ولي البصرة. ابن عيينة، عن عمرو: سمع أبا الشعثاء يقول: هذا عكرمة مولى ابن عباس، هذا أعلم الناس. ابن جريج: أخبرني عتبة بن محمد بن الحارث، أن عكرمة مولى ابن عباس أخبره قال: وفد ابن عباس على معاوية، فكانا يسمران إلى شطر الليل أو أكثر، فرأيت معاوية أوتر بركعة، قال عبد الحميد بن بهرام: رأيت عكرمة أبيض اللحية، عليه عمامة بيضاء، طرفها بين كتفيه، قد أدارها تحت حنكه، وقميصه إلى الكعبين، ورداؤه أبيض، قدم على بلال بن مرداس الفزاريّ والى المدائن فأجازه بثلاثة آلاف. حمّاد بن زيد، عن الزبير بن الخرّيت، عن عكرمة قال: كان ابن عباس يضع في رجلي الكبل على تعليم القرآن والفقة والسنن. حماد بن سلمة، عن داود، عن عكرمة: قرأ ابن عبّاس: لم تعظون قوماً الله مهلكهم أو معذّبهم. فقال: لم أدر، أنجوا أم هلكوا، فما زلت أبيّن له أبصّره حتى عرف أنهم قد نجوا، فكساني حلة. أبوحمزة السّكّري، عن يزيد النّحوي، عن عكرمة، قال ابن عباس: انطلق فأفت، فمن جاءك يسألك عما يعنيه فأفته. ابن سعد: ثنا محمد بن عمر، عن أبي بكر بن أبي سبرة قال: باع علي بن عبد الله بن عباس عكرمة من خالد بن يزيد بن معاوية بأربعة آلاف (7/175)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 176 دينار. فقال عكرمة: ما خير لك، بعت علم أبيك فاستقال خالداً، فأقاله وأعتق عكرمة. روى أحمد بن أبي خيثمة، عن مصعب الزّبيري مثله. وعن شهر بن حوشب قال عكرمة حبر الأمة. وقال مغيرة: قيل لسعيد بن جبير: تعلم أحداً أعلم منك قال: نعم، عكرمة. وقال الشعبي: ما بقي أحد أعلم بكتاب الله من عكرمة. وقال قتادة: أعلم الناس بالتفسير عكرمة. وقال عمرو بن) دينار: كنت إذا سمعت عكرمة يحدّث عنهم كأنه مشرفٌ عليهم ينظر إليهم. قال أيوب السختياني: قال عكرمة: إني لأخرج إلى السوق فأسمع الرجل يتكلم بالكلمة، فينفتح لي خمسون باباً من العلم. وقال لنا عكرمة مرة: أيحسن حسنكم مثل هذا قلت: وكان عكرمة كثير التّطواف، كثير العلم ويأخذ جوائز الأمراء. قال شبابة: أخبرني موسى بن يسار قال: رأيت عكرمة قادماً من سمرقند وهو على حمار تحته جوالقان حرير، أجازه بذلك عامل سمرقند، فقيل له: ما جاء بك إلى هنا قال: الحاجة. وقال عبد الرزاق: حدّثني أبي قال: قدم عكرمة الجند، فحمله طاوس على نجيبٍ له، فقال: إني ابتعت علمه بهذا الجمل. قال معمر: سمعت أيوب يقول: إني لفي سوق البصرة إذا رجل (7/176)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 177 على حمار فقيل لي: هذا عكرمة، واجتمع الناس، فما قدرت على شيء أسأله، فجعلوا يسألونه وأنا أحفظ. قيل لأيّوب: يكانوا يتّهمونه قال: أما أنّا فلم أكن أتهمه. ابن لهيعة: قال أبو الأسود: هيّجت عكرمة على السّير إلى إفريقية، فلما قدمها اتّهموه، قال: وكان قليل العقل خفيفاً، كان قد سمع الحديث من ذا ومن ذا، فيحدّث به مرّة عن هذا ومرة عن هذا، فيقولون: ما أكذبه. قال ابن لهيعة، وكان يحدّث برأي نجدة الحروريّ، أتاه فأقام عنده ستة أشهر، ثم أتى ابن عباس فسلّم عليه، فقال ابن عباس: قد جاء الخبيث. القاسم بن الفضل الحدّاني: ثنا زياد بن مخراق قال كتب الحجّاج إلى عثمان بن حيّان المرّي: سل عكرمة عن يوم القيامة أمن الدنيا هو أو من الآخرة. حماد بن زيد، عن أيوب: سمعت رجلاً قال لعكرمة: فلانٌ سبّني في النّوم، قال: اضرب ظلّه ثمانين. أيّوب: بلغني عن سعيد بن جبير قال: لو كفّ عكرمة عن بعض حديثه لشدّت إليه المطايا. وقال طاوس: لوترك من حديثه واتّقى الله لشدّت إليه الرحال. ومن كلامهم في عكرمة، وثّقه يحيى بن معين وغيره، وكان أحمد بن حنبل والبخاري والجمهور يحتجّون به، قال أبو حاتم الرازي: يحتجّ به (7/177)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 178 إذا كان عن ثقة، أصحاب ابن عباس عيالٌ في التفسير على عكرمة. وقال ابن عدي: إذا روى عنه ثقة فهو مستقيم الحديث، ولا بأس به. روح بن عبادة: ثنا عثمان بن مرة: قلت: للقاسم بن محمد: كيف ترى في هذه الأوعية، فإن عكرمة يحدث عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرّم النّقير والدّبّاء والحنتم،) فقال عكرمة كذّاب. ضمرة بن ربيعة، عن أيّوب بن زيد قال: قال ابن عمر لنافع: لا تكذب عليّ كما كذب عكرمة على ابن عباس، هذا ضعيف السّند، وقد رواه أبو خلف عبد الله بن عيسى، عن يحيى البكّاء، وهو ضعيف، أنه سمع ابن عمر يقوله. أبو نعيم: ثنا أيمن بن نابل، حدّثني رجل عن ابن المسيّب أنه قال لغلامه برد: لا تكذب علي كما كذب عبد ابن عباس. رواه إبراهيم بن سعد عن أبيه، عن ابن المسيّب أنه قال لبرد: لا تكذب علي كما كذب عكرمة على ابن عباس. حماد بن زيد، عن أيوب، عمن مشى بين سعيد بن المسيّب وعكرمة في رجلٍ نذر نذراً في معصية الله فقال سعيد يوفي به، وقال عكرمة: لا يوفي به، فأخبر الرجل سعيداً بقول عكرمة، فقال سعيد: لا ينتهي عكرمة حتى يلقى في عنقه حبل ويطاف به، فجاء الرجل إلى عكرمة فأبلغه، فقال: أنت (7/178)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 179 رجل سوء كما أبلغتني عنه، فأبلغه عنّي، قل له: هذا النذر لله أم للشيطان، والله لئن قال: لله ليكذبنّ، وإن قال: للشّيطان، ليكفّرنّ، ولئن زعم أنه لغيرالله فما فيه وفاء. هشام بن عمّار: ثنا سعيد بن يحيى، ثنا فطر بن خليفة: قلت: لعطاء: إن عكرمة يقول: قال ابن عباس سبق الكتاب المسح، فقال: كذب عكرمة، سمعت ابن عباس يقول: لا بأس بالمسح، ثم قال عطاء: وإن كان بعضهم ليرى أنّ المسح على القدمين يجزيء. رواه محمد بن فضيل، عن فطر مثله. جرير بن عبد الحميد، عن يزيد بن أبي زياد قال: دخلت على علي بن عبد الله بن عباس، وعكرمة مقيد، قلت: ما هذا قال: إنه يكذب على أبي. مسلم بن إبراهيم: ثنا الصّلت أبو شعيب: سألت محمد بن سيرين، عن عكرمة قال: ما يسوؤني أن يدخل الجنة، ولكنه كذّاب. قال أبو أحمد بن عدي: ثنا ابن أبي عصمة، ثنا أبو طالب أحمد بن حميد: سمعت أحمد بن حنبل يقول: كان عكرمة من أعلم الناس، ولكنه يرى رأي الصّفريّة، ولم يدع موضعاً إلا خرج إليه: خراسان، والشام، واليمن، ومصر، وإفريقية، كان يأتي الأمراء فيطلب جوائزهم، ويقال: إنما أخذ أهل إفريقية رأي الصّفريّة من عكرمة. قال وهيب: شهدت يحيى بن (7/179)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 180 سعيد الأنصاري وأيّوب السّختياني فذكرا عكرمة، فقال يحيى: كان كذّاباً، وقال أيّوب: لا.) إبراهيم بن المنذر: حدثني مطرف: سمعت مالكاً يكره أن يذكر عكرمة ولا يرى أن يروى عنه. قال أحمد بن حنبل: ما علمت أن مالكاً حدث فسمي عكرمة إلا في حديثٍ، وقال الشافعي: قال مالك: لا أرى لأحدٍ أن يقبل حديث عكرمة. يحيى القطان: حدّثوني والله عن أيّوب أنّه ذكر له عكرمة وأنّه لا يحسن الصلاة، فقال أيّوب: وكان يصلّي. الفضل بن موسى السّيناني، عن رشدين قال: رأيت عكرمة قد أقيم في لعب النّرد. قال يزيد بن هارون: قدم عكرمة، فأتاه أيوب، وسليمان التّيمي، ويونس، فبينا هو يحدّثهم، إذ سمع صوت غناءٍ، فقال اسكتوا، ثم قال: قاتله الله لقد أجاد، فأمّا سليمان ويونس فما عادا إليه. عمرو بن خالد الحرّاني: ثنا خلاّد بن سليمان الحضرميّ، عن خالد بن أبي عمران قال: كنّا بالمغرب وعندنا عكرمة في وقت الموسم، فقال عكرمة: وددت أن بيدي حربةٌ أعترض بها من شهد الموسم، قال: فرفضه أهل إفريقية. عليّ بن المدينيّ، عن يعقوب الحضرميّ، عن جدّه قال وقف عكرمة على باب المسجد فقال: ما فيه إلاّ كافر، قال: وكان يرى رأي الإباضية، قال ابن المديني: كان يرى رأي نجدة. وقال مصعب الزّبيريّ: كان يرى (7/180)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 181 رأي الخوارج، وادّعى على ابن عباس أنه كان يرى رأي الخوارج، نقله أحمد بن أبي خيثمة، عن مصعب. وقال خالد بن نزار الإيلي: ثنا عمر بن قيس، عن عطاء بن أبي رباح أن عكرمة كان إباضيّاً. إسماعيل بن أبي أويس، عن مالك، عن أبيه قال: أتي بجنازة عكرمة وكثيّر عزّة بعد العصر، فما علمت أحداً من أهل المسجد حلّ حبوته إليهما. قال الدراورديّ: ماتا في يومٍ واحد فما شهدهما إلاّ سودان المدينة. قال جماعة: توفيا سنة خمسٍ ومائة، وقال الهيثم بن عدي وغيره: سنة ستٍّ ومائة، وقال أبو نعيم، وأبو بكر بن أبي شيبة وجماعة: سنة سبعٍ، وقال يحيى بن معين والمدائني: سنة خمس عشرة ومائة، وأظن هذا القول غلطاً، لم يبق إلى هذا التاريخ قطّ. 4 (علباء بن أحمر اليشكريّ البصري م ت ن ق روى عن: أبي زيد عمرو بن أحطب رضي) الله عنه، وعن عكرمة. وعنه: عزرة بن ثابت، وداود بن أبي الفرات، وحسين بن واقد المروزي، وحسين بن قيس الرّحبيّ، وثّقه يحيى بن معين.) 4 (عار بن سعد القرظ ق بن عائذ المؤذّن. عن أبيه، وأبي هريرة.) (7/181)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 182 وعنه ابنه سعد، وابن أخيه حفص بن عمر، وأبو المقدام هشام بن زياد. 4 (عمار بن سعد التّجيبيّ أحد من شهد فتح مصر، وعمّر دهراً. وحدّث عن: أبي الدرداء،) وعمرو بن العاص. وعنه: الضحاك بن شرحبيل، وعطاء بن دينار، توفي سنة خمس ومائة. 4 (عمارة بن أكيمة اللّيثي ثم الجندعي، حجازيّ. روى عن أبي هريرة. لم يرو عنه غير) الزّهري. حديثه في السنن. 4 (عمارة بن خزيمة بن ثابت الأنصاري. روى عن: أبيه ذي الشهادتين، وعمه، وعثمان) بن حنيف، وعمرو بن العاص. وعنه: الزّهري، ويزيد بن الهاد، وعمرو بن خزيمة المزني، وأبو جعفر (7/182)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 183 الخطمي عمير بن يزيد، وثّقه النّسائيّ. توفي سنة خمسٍ ومائة. 4 (عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة) عمر بن المغيرة بن عبد الله المخزومي، أحد فحول الشعراء بالحجاز. وفد على عبد الملك بن مروان، وامتدحه، فوصله بمالٍ عظيمٍ لشرفه وبلاغة نظمه، ووفد على عمر بن عبد العزيز. وحدّث عن سعيد بن المسيّب. وقيل: إنّه ولد في زمن عمر رضي الله عنه. روى عنه: مصعب بن شيبة، وعطاف بن خالد، وأخشى أن تكون رواية عطاف عنه منقطعة، فما أراه بقي إلى حدود العشرين ومائة، فإنه من طبقة جرير والفرزدق، وعبد الله بن قيس الرّقيّات. حكى الهيثم بن عديّ أنّ عبد الملك بن مروان بعث إلى عمر بن أبي ربيعة المخزومي، وإلى جميل بن معمر العذري، وإلى كثيّر عزّة، وأوقر ناقةً (7/183)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 184 ذهباً وفضّة، ثم قال: لينشدني كل واحدٍ منكم ثلاثة أبياتٍ، فأيكم كان أغزل شعراً، فله النّاقة وما عليها، فقال عمر بن أبي ربيعة: (فيا ليت أني حيث تدنو منيّتي .......... شممت الذي ما بين عينيك والفم)

(وليت طهوري كان ريقك كله .......... وليت حنوطي من مشاشك والدم)

(وليت سليمى في المنام ضجيعتي .......... لدى الجنّة الخضراء أو في جهنّم) ) وقال جميل: (حلفت يميناً يا بثينة صادقاً .......... فإن كنت فيها كاذباً فعميت)

(حلفت لها بالبدن تدمي نحورها .......... لقد شقيت نفسي بكم وعييت)

(ولو أن راقي الموت يرقى جنازتي .......... بمنطقها في النّاطقين حييت) فقال كثيّر: (بأبي وأمي أنت من معشوقة .......... ظفر العدو بها فغيّر حالها)

(ومشى إليّ ببين عزّة نسوةٌ .......... جعل المليك خدودهنّ نعالها)

(لو أنّ عزّة خاصمت شمس الضّحى .......... في الحسن عند موفّقٍ لقضى لها) فقال عبد الملك: خذ النّاقة يا صاحب جهنّم. وكان يقال: من أراد رقّة الغزل والنّسيب فعليه بشعر عمر بن أبي ربيعة. ومن شعره رواه الأنباريّ: (لبثوا ثلاث منىً بمنزل قلعةٍ .......... وهم على عرضٍ لعمرك ما هم)

(متجاورين بغير دار إقامةٍ .......... لو قد أجدّ رحيلهم لم يندموا) (7/184)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 185 (ولهنّ بالبيت العتيق لبانةٌ .......... والبيت يعرفهنّ لو يتكلّم)

(لو كان حيّاً قبلهنّ ظعائناً .......... حيّا الحطيم وجوههنّ وزمزم)

(لكنّه ممّا يطيف بركنه .......... منهنّ صمّاء الصّدا مستعجم)

(وكأنهنّ وقد صدرن عشيّةً .......... بيضٌ بأكناف الخيام منظّم) وفي كتاب النّسب للزّبير بن بكّار لعمر بن أبي ربيعة: (نظرت إليها بالمحصّب من منى .......... ولي نظرٌ لولا التّحرّج عارم)

(فقلت: أشمسٌ أم مصابيح بيعةٍ .......... بدت لك تحت السّجف أم أنت حالم)

(بعيدة مهوى القرط إمّا لنوفلٌ .......... أبوها وإمّا عبد شمسٍ وهاشم)

(فلم أستطعها غير أن قد بدا لنا .......... عشيّة راحت وجهها والمعاصم) قال الزّبير: وثنا سلم بن عبد الله بن مسلم بن جندب، عن أبيه قال: أنشد ابن أبي عتيق سعيد بن المسيّب، قول عمر بن أبي ربيعة المخزومي: (أيّها الرّاكب المجدّ ابتكارا .......... قد قضى من تهامة الأوطارا)

(إن يكن قلبك الغداة جليدا .......... ففؤادي بالحبّ أمسى معارا) ) (ليت ذا الدّهر كان حتماً علينا .......... كلّ يومين حجّة واعتمارا) فقال سعيد: لقد كلّف المسلمسن شططا. وروى الأصمعيّ، عن صالح بن أسلم قال: قال لي عمر بن أبي ربيعة: إنّي قد أنشدت من الشّعر ما بلغك، وربّ هذه البنيّة ما حللت إزاري على فرجٍ حرامٍ قطّ. وروي أنّ عمر بن أبي ربيعة غزا البحر، فاحترقت سفينته واحترق، رحمه الله. (7/185)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 186 4 (عمر بن خلدة قاضي المدينة في خلافة عبد الملك، لهشام بن إسماعيل المخزومي أمير) المدينة، وكان رجلاً مهيباً عفيفاً، لم يرتزق على القضاء شيئاً. قال ربيعة الرأي: كان يقضي في المسجد. وقال مالك: كان ابن خلدة قاضي عمر بن عبد العزيز وغيره يقضون في المسجد، وكان ابن خلدة يجلس مع خارجة بن زيد، ومع ربيعة، فكانوا يقولون، آذيتنا وأبرمتنا، فيقول: لا تقيموني من عندكم دعوني أتحدّث معكم، فإذا جاء الخصمان تحوّلت إليهما ثم عدت. وذكر الواقديّ، عن ابن أبي ذئب قال: حضرت عمر بن خلدة يقول لخصمٍ: اذهب يا خبيث فاسجن نفسك، فذهب الرجل وليس معه حرسيٌّ، وتبعناه ونحن صبيان حتى أتى السّجّان فحبس نفسه. 4 (عمر بن عبد الله بن عروة خ م ن بن الزّبير، توفّي شابّاً.) روى القليل عن جدّه. وعنه: ابن جريج، ومحمد بن إسحاق بن يسار. وكان ثقة خياراً. (7/186)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 187 4 (عمر بن عبد العزيز) ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمسٍ بن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب، أمير المؤمنين أبو حفصٍ القرشيّ الأمويّ رضي الله عنه وأرضاه، ولد بالمدينة سنة ستّين، عام توفي معاوية أو بعده بسنة، وأمّه هي أمّ عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب. روى عن: أبيه، وأنس، (7/187)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 188 وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وابن قارظ، وأرسل عن عقبة بن عامر، وخولة بنت حكيم، وروى أيضاً عن عامر بن سعد، ويوسف بن عبد الله بن سلاّم، وسعيد بن المسيّب، وعروة بن الزّبير، وأبي بكر بن عبد الرحمن، والربيع بن سبرة، وطائفة. وعنه: أبو سلمة بن عبد الرحمن أحد شيوخه، ومحمد بن المنكدر، والزّهري، ويحيى بن سعيد الأنصاري، ومسلمة بن عبد الملك، ورجاء بن حيوة، وعبد الله بن العلاء بن زيد، ويعقوب بن) عتبة، وولداه: عبد الله، وعبد العزيز، وخلق كثير، وكانت خلافته تسعةً وعشرين شهاراً، كأبي بكرٍ الصديق. قال الخريبي: ولد عام قتل الحسين رضي الله عنه. وقال إسماعيل الخطبيّ: رأيت صفته في كتابٍ: أبيض، رقيق الوجه، جميلاً، نحيف الجسم، حسن اللحية، غائر العينين، بجبهته أثر حافر دابة، ولذلك سمي أشجّ بني أمية، وقد وخطه الشّيب، قال ثروان مولى عمر بن عبد العزيز: إنّه دخل إلى إصطبل أبيه وهو غلام، فضربه فرسه فشجّه، فجعل أبوه يمسح عنه الدم ويقول: إن كنت أشجّ بني أميّة إنّك لسعيد. رواه ضمرة عنه. نعيم بن حماد، عن ضمام بن إسماعيل، عن أبي قبيل، أن عمر بن عبد العزيز بكى وهو غلام، فقالت أمّه: ما يبكيك قال: ذكر الموت وكان قد جمع القرآن وهو غلامٌ صغير فبكت أمه. سعيد بن عفير، وعن يعقوب، عن أبيه، أن عبد العزيز بن مروان أمير مصر بعث ابنه عمر إلى المدينة يتأدّب بها، وكتب إلى صالح بن كيسان أن يتعاهده، وكان يختلف إلى عبيد الله بن عبد الله يسمع منه العلم، فبلغه أن عمر ينتقص عليّاً، فقال له: متى بلغك أن الله سخط على أهل بدر بعد أن رضي عنهم ففهم، وقال: معذرة إلى الله وإليك لا أعود. (7/188)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 189 وقال غيره: لما توفي عبد العزيز، طلب عبد الملك عمر بن عبد العزيز إلى دمشق، فزوّجوه بابنته فاطمة، وكان الذين يعيبون عمر من حسّاده لا يعيبونه إلاّ بالإفراط في التّنعّم والاختيال في المشية، هذا قبل الإمرة، فلمّا ولي الوليد الخلافة، أمّر عمر على المدينة فوليها من سنة ستٍّ وثمانين، إلى سنة ثلاثٍ وتسعين، وعزل، فقدم الشام، ثم إن الوليد عزم على أن يعزل أخاه سليمان من العهد وأن يجعل ولي عهده ولده عبد العزيز بن الوليد، فأطاعه كثيرٌ من الأشراف طوعاً وكرهاً، وصمّم عمر بن عبد العزيز، وامتنع، فطيّن عليه الوليد، كما ذكرنا في ترجمة عبد العزيز. قال أبو زرعة عبد الأحد بن الليث الفتياني: سمعت مالكاً يقول: أتى فتيان إلى عمر بن عبد العزيز فقالوا: إن أبانا توفي وترك مالاً عند عمّنا حميد الأمجي، فأحضره عمر، وقال له: أنت القائل: (حميد الذي أمجٌ داره .......... أخو الخمر ذو الشيبة الأصلع) ) (أتاه المشيب على شربها .......... فكان كريماً فلم ينزع) قال: نعم. قال: ما أراني إلا حادّك، أقررت بشربها، وأنك لن تنزع عنها، قال: أين يذهب بك، ألم تسمع الله يقول: والشعراء يتّبعهم الغاوون. ألم تر أنّهم في كل وادٍ يهيمون. وأنّهم يقولون ما لا يفعلون قال: أولى لك يا حميد ما أراك إلا قد أفلت، ويحك يا حميد، كان أبوك رجلاً صالحاً وأنت رجل سوءٍ، قال: أصلحك الله وأيّنا يشبه أباه، كان أبوك (7/189)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 190 رجل سوءٍ، وأنت رجلٌ صالحٌ، قال: إن هؤلاء زعموا أن أباهم توفي وترك مالاً عندك، قال: صدقوا، وأحضره بختم أبيهم، ثم قال: إن أباهم مات منذ كذا وكذا، وكنت أنفق عليهم من مالي، وهذا مالهم، قال: ما أحدٌ أحق أن يكون عنده منك، فامتنع. وقال زيد بن أسلم: قال: أنس رضي الله عنه: ما صلّيت وراء إمامٍ بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أشبه صلاةً برسول الله من هذا الفتى، يعني عمر بن عبد العزيز، وكان عمر أميراً على المدينة، قال زيد بن أسلم: فكان يتمّ الركوع والسجود، ويخفّف القيام والقعود. رواه العطّاف بن خالد، عن زيد بن أسلم. قال عمر بن قيس الملائي: سئل محمد بن علي بن الحسين، عن عمر ابن عبد العزيز، فقال: هو نجيب بني أمية، وإنه يبعث يوم القيامة أمّةً وحده. قال سفيان الثوري، عن عمرو بن ميمون بن مهران، عن أبيه قال: كانت العلماء مع عمر بن عبد العزيز تلامذةً أبو مصعب، عن مالك: بلغني أن عمر بن عبد العزيز حين خرج من المدينة، التفت إليها وبكى، ثم قال: يا مزاحم أتخشى أن نكون ممّن نفته المدينة معمر، عن الزّهري قال: سمرت مع عمر بن عبد العزيز ليلةً فقال: كل ما حدّثت الليلة قد سمعته، ولكنك حفظت ونسيت. قال عبد العزيز بن (7/190)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 191 الماجشون: ثنا عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال: يا آل عمر، كنّا نتحدّث وفي لفظ: يزعم الناس أنّ الدنيا لا تنقضي حتى يلي رجلٌ من آل عمر، يعمل مثل عمل عمر، قال: فكان بلال بن عبد الله بن عمر بوجهه شامة، وكانوا يرون أنه هو، حتى جاء الله بعمر بن عبد العزيز، أمّه بنت عاصم بن عمر. قال التّرمذيّ في تاريخه: ثنا أحمد بن إبراهيم، ثنا عفان بن عثمان بن عبد الحميد بن لاحق، عن جويرية، عن نافع: بلغنا أن عمر قال: إن من ولدي رجلاً بوجهه شينٌ، يلي فيملأ الأرض عدلاً، قال نافع: فلا أحسبه إلا عمر بن عبد العزيز.) مبارك بن فضالة، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع قال: كان ابن عمر يقول: ليت شعري من هذا الذي من ولد عمر في وجهه علامةٌ، يملأ الأرض عدلاً. أيوب بن محمد بن الوزّان، ومحمد بن عبد العزيز قالا: ثنا ضمرة بن ربيعة، عن السّريّ بن يحيى، عن رياح بن عبيدة قال: خرج عمر بن عبد العزيز إلى الصلاة، وشيخٌ متوكّيءٌ على يده، فقلت في نفسي: إن هذا لشيخٌ جافٍ، فلما صلى ودخل لحقته، فقلت: أصلح الله الأمير، من الشيخ الذي كان يتّكيء على يدك قال: يا رياح رأيته قلت: نعم. قال: ما أحسبك إلا رجلاً صالحاً، ذاك أخي الخضر، أتاني فأعلمني أنّي سألي أمر هذه الأمة، وأنّي سأعدل فيها. رواته ثقات. (7/191)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 192 جرير بن حازم، عن هزّان بن سعيد: حدثني رجاء بن حيوة قال: لما ثقل سليمان بن عبد الملك، رآني عمر بن عبد العزيز في الدار فقال: يا رجاء، أذكّرك الله أن تذكّرني أو تشير بي، فوالله ما أقدر على هذا الأمر، فانتهرته وقلت: إنّك لحريصٌ على الخلافة، أتطمع أن أشير عليه بك، فاستحيا، ودخلت، فقال لي سليمان: يا رجاء، من ترى لهذا الأمر قلت: اتّق الله، فإنك قادمٌ على ربك وسائلك عن هذا الأمر، وما صنعت فيه، قال: فمن ترى قلت: عمر بن عبد العزبز. قال: كيف أصنع بعهد عبد الملك إليّ، وإلى الوليد في ابني عاتكة، أيّهما بقي قلت تجعله من بعده، قال: أصبت، هات صحيفةً، فكتب عهد عمر، ويزيد بن عبد الملك من بعده، ثم دعوت رجالاً فدخلوا عليه، فقال: عهدي في هذه الصحيفة مع رجاء، اشهدوا واختموا الصحيفة، فما لبث أن مات، فكففت النساء عن الصياح، و خرجت إلى الناس، فقالوا: كيف أمير المؤمنين قلت: لم يكن منذ اشتكى أسكن منه الساعة، قالوا لله الحمد. الوليد بن المسلم، عن عبد الرحمن بن حسّان الكنانيّ قال: لما مرض سليمان بدابق، قال لرجاء بن حيوة: من للأمر أستخلف ابني قال: ابنك غائب، قال: فالآخر، قال: صغير، قال: فمن ترى قال: أرى أن تستخلف عمر بن عبد العزيز، قال: أتخوف بني عبد الملك قال: ولّ عمر، و من بعده يزيد، واختم الكتاب، و تدعوهم إلى بيعته مختوماً، قال: لقد رأيت، ائتني بقرطاس، فدعا بقرطاسٍ، و كتب العهد، و دفعه إلى رجاء، و قال: اخرج إلى الناس فليبايعوا على ما فيه مختوماً، فخرج إليهم، فامتنعوا، فقال: انطلق إلى صاحب الحرس و الشّرط فاجمع الناس ومرهم بالبيعة، فمن أبى فاضرب عنقه، ففعل، فبايعوا على ما في الكتاب، قال رجاء:) فبينا أنا راجع إذا بموكب هشام، فقال: تعلم موقعك منّا، و إنّ أمير المؤمنين قد صنع شيئاً (7/192)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 193 ما أدري ما هو، و أنا أتخوّف أن يكون قد أزالها عنّي، فإن يكن عدلها عنّي فأعلمني ما دام في الأمر نفسٌ، قلت: سبحان الله، يستكتمني أمير المؤمنين أمراً أطلعك عليه، لا يكون ذا أبداً قال: فأدارني و ألاحني، فأبيت عليه، وانصرف، فبينا أنا أسير، إذ سمعت جلبةً خلفي، فإذا عمر بن عبد العزيز، فقال لي: يا رجاء إنه قد و قع في نفسي أمرٌ كبير أتخوف أن يكون هذا الرجل قد جعلها إلي، و لست أقوم بهذا الشأن، فأعلمني ما دام في الأمر نفسٌ، لعلي أتخلص منه ما دام حياً، قلت سبحان الله، يستكتمني أمير المؤمنين أمراً أطلعك عليه فأدارني و ألاحني، فأبيت عليه، و ثقل سليمان، و حجب الناس، فلما مات أجلسته و سندته و هيأته، و خرجت إلى الناس، فقالوا: كيف أصبح أمير المؤمنين قلت: أصبح ساكناً، و قد أحب أن تسلموا عليه و تبايعوا بين يديه، و أذنت للناس، فدخلوا، و قمت عنده، فقلت إن أمير المؤمنين يأمركم بالوقوف، ثم أخذت الكتاب من عنده، و تقدمت إليهم، و قلت: إن أمير المؤمنين يأمركم أن تبايعوا على ما في هذا الكتاب، فبايعوا و بسطوا أيديهم، فلما بايعبهم و فرغت، قلت لهم: آجركم الله في أمير المؤمنين، قالوا: فمن ففتحت الكتاب، فإذا عمر بن عبد العزيز، فتغيرت وجوه بني عبد الملك، فلما قرأوا: بعده يزيد فكأنهم تراجعوا، فقالوا: أين عمر فطلبوه، فأذا هو في المسجد، فأتوا فسلموا عليه بالخلافة، فعقر به فلم يستطع النهوض، حتى أخذوا بضبعيه فأصعدوه المنبر، فجلس طويلاً لا يتكلم، فلما رآهم رجاء جالسين، قال: ألا تقومون إلى أمير المؤمنين فتبايعونه رجلاً رجلاً، و مد يده إليهم، فصعد إليه هشام، فلما مد يده إليه قال: يقول هشام إنا لله و إنا إليه راجعون، فقال: إنا لله حين صار يلي هذا الأمر إنا و أنت، ثم قام فحمد الله، ثم قال: أيها الناس إني لست بقاضٍ و لكني منفذ، ولست بمبتدعٍ، و لكني متبعٌ، و إن أبوا فلست لكم بوالٍ، ثم نزل يمشي، فأتاه صاحب المراكب، فقال: ما هذا قال مركب (7/193)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 194 الخلافة، قال: إئتوني بدابتي، ثمن إنه كتب إلى العمال في الأمصار، قال رجاء: كنت أظن أنه سيضعف، فلما رأيت صنعه في الكتاب علمت أنه سيقوى. قال عمر بن مهاجر: صلى عمر بن عبد العزيز المغرب، ثم صلى على سليمان بن عبد الملك. قال ابن إسحاق وغيره: وذلك يوم الجمعة عاشر صفر سنة تسعٍ. قلت: وكان عمر في خلافة سليمان كالوزير له.) أحمد بن حنبل: ثنا سفيان: حدثني من شهد دابق، وكان مجتمع غزو الناس، فمات سليمان، وكان رجاء صاحب مشورته وأمره، فأعلم الناس بموته، وصعد المنبر، وقال: إن أمير المؤمنين كتب كتاباً وعهد عهداً ومات، أفسامعون أنتم مطيعون قالوا: نعم، وقال هشام بن عبد الملك: نسمع ونطيع إن كان فيه استخلاف رجلٍ من بني عبد الملك، قال: فجذبه الناس حتى سقط وقالوا: سمعنا وأطعنا، فقال رجاء: قم يا عمر، فقال عمر: والله إن هذا لأمر ما سألته الله قط. وعن الضحاك بن عثمان قال: لما انصرف عمر عن قبر سليمان، قدموا له مراكب سليمان، فقال: (فلولا التقى ثم النهي خشية الردى .......... لعاصيت في حب الصبي كل زاجر)

(قضى ما قضى فيما مضى ثم لا ترى .......... له صبوةٌ أخرى الليالي الغوابر) لا قوة إلا بالله، قدموا بغلتي خالد بن مرداس: ثنا الحكم بن عمر قال: شهدت عمر بن عبد العزيز حين جاءه أصحاب المراكب يسألونه العلوفة ورزق خدمها، قال: ابعث بها (7/194)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 195 إلى أمصار الشام يبيعونها فيمن يزيد، واجعل أثمانها في مال الله، تكفيني بغلتي هذه الشهباء. سفيان بن وكيع: ثنا ابن عيينة، عن عمرو بن زاذان مولى عمرو بن عبد العزيز قال له، إذا رجع من جنازة سليمان: مالي أراك مغتماً قال: لمثل ما أنا فيه فليغتم، ليس أحدٌ من الأمة إلا وأنا أريد أن أوصل إليه حقه غير كاتبٍ إلي فيه، ولا طالبه مني. اسماعيل بن عياش، عن عمرو بن مهاجر، أن عمر بن عبد العزيز لما استخلف قام في الناس، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس إنه لا كتاب بعد القرآن، ولا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم، ألا وإني لست بقاضٍ، ولكني منفذ، ولست بمبتدع، ولكني متبعٌ، إن الرجل الهارب من الإمام الظالم ليس بظالمٍ، ألا لا طاعة لمخلوقٍ في معصية الخالق. رواه معتمر بن سليمان، عن عبد الله بن عمر، وزاد فيه: لست بخيرٍ من أحدٍ منكم، ولكني أثقلكم حملاً. أيوب بن سويد الرملي: ثنا يونس، عن الزهري قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى سالم بن عبد الله، يكتب إليه بسيرة عمر بن الخطاب في الصدقات، فكتب إليه بالذي سأل، وكتب إليه: إنك إن عملت بمثل عمل عمر في زمانه، ورجاله في مثل زمانك ورجالك، كنت عند الله خيراً من عمر.) حماد بن يزيد، عن أبي هاشم أن رجلاً جاء إلى عمر بن عبد العزيز فقال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، وأبو بكر عن يمينه، وعمر عن شماله، فإذا رجلان يختصمان، وأنت بين يديه جالس، فقال لك: يا عمر إذا عملت فاعمل بعمل هذين لأبي بكر وعمر فاستحلفه عمر بالله لرأيت هذا فحلف له فبكى. ورويت من وجهٍ آخر، وأن الرائي عمر نفسه. قال ميمون ابن مهران: إن الله يتعاهد الناس بنبيٍ بعد نبي، وإن الله تعاهد الناس (7/195)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 196 بعمر بن عبد العزيز. حماد بن سلمة، عن حماد، أن عمر بن عبد العزيز لما استخلف بكى، فقال: يا أبا فلان أتخشى علي قال: كيف حبك للدرهم قال: لا أحبه، قال: لا تخف فإن الله سيعينك. جرير، عن مغيرة، قال: جمع عمر بن عبد العزيز بني مروان حين استخلف، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت له فدك ينفق منها، ويعود منها على صغير بنيهم، ويزوج منها أيمهم، وإن فاطمة رضي الله عنها سألته أن يجعلها لها، فأبى، فكانت كذلك حياة أبي بكر ثم عمر، قال: ثم أقطعها مروان، ثم صارت لعمر بن عبد العزيز، فرأيت أمراً منعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة، ليس لي بحقٍ، وإني أشهدكم أني قد رددتها على ما كانت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال عبد الله بن صالح: حدثني الليث قال: فلما ولي عمر بن عبد العزيز بدأ بلحمته، وأهل بيته، فأخذ ما بأيديهم، وسمى أموالهم مظالم، ففرغت بنو أمية إلى عمته فاطمة بنت مروان، فأتته ليلاً، فأنزلها عن دابتها، فلما أخذت مجلسها قالت: يا عمة أنت أولى بالكلام فتكلمي، قالت: تكلم يا أمير المؤمنين، قال: إن الله بعث نبيه رحمةً، ثم اختار له ما عنده، فقبضه الله، وترك لهم نهراً شربهم سواءٌ، ثم قام أبو بكر، فترك النهر على حاله، ثم ولي عمر فعمل عمل صاحبه، ثم لم يزل النهر يشق منه يزيد، ومروان، وعبد الملك، والوليد، وسليمان، حتى أفضى الأمر إلي، وقد يبس النهر الأعظم، ولن يروى أصحاب النهر الأعظم حتى يعود النهر إلى ما كان عليه، (7/196)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 197 فقالت: حسبك قد أردت كلامك ومذاكرتك، فأما إذا كانت مقالتك هذه فلست بذاكرةٍ لك شيئاً، فرجعت إليهم فأبلغتهم كلامه. هشام بن عمار، ثنا أيوب بن سويد، عن فرات بن سليمان، عن ميمون ابن مهران: سمعت عمر بن عبد العزيز يقول: لو أقمت فيكم خمسين عاماً ما استكملت فيكم العدل، إني لأريد) الأمر فأخاف أن لا تحمله قلوبكم، فأخرج منه طمعاً من طمع الدنيا، فإن أنكرت قلوبكم هذا سكنت إلى هذا. ابن عيينة، عن إبراهيم بن ميسرة، قلت لطاوس: هو المهديّ يعني عمر بن عبد العزيز قال: هو مهديٌّ وليس به، إنه لم يستعمل العدل كلّه. ابن عون قال: كان ابن سيرين إذا سئل عن الطلاء قال: نهى عنه إمام هدىً، يعني عمر بن عبد العزيز. حرملةً: سمعت الشافعيّ يقول: الخلفاء خمسةً: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعليّ، وعمر بن عبد العزيز، وقد ورد عن أبي بكر بن عياش نحوه. ابن وهب: حدثني ابن زيد، عن عمر بن أسيد قال: والله ما مات عمر بن عبد العزيز حتى جعل الرجل يجيء بالمال العظيم فيقول: اجعلوا هذا حيث ترون، فما يبرح حتى يرجع بماله كله، قد أغنى عمر الناس. سعيد بن عامر: ثنا جويرية قال: دخلنا على فاطمة ابنة علي بن أبي طالب، فأثنت على عمر بن عبد العزيز فقالت: لو كان بقي لنا ما احتجنا بعد إلى أحدٍ. إبراهيم الجوزجاني: ثنا محمد بن الحسن الأسدي: ثنا عمر بن ذر، حدثني عطاء بن أبي رباح، حدثتني فاكطمة امراة عمر بن عبد العزيز أنها دخلت عبليه وهو جالس في مصلاّه تسيل دموعه على لحيته، فقلت: يا أمير المؤمنين ألشيءٍ حدث قال: يا فاطمة إنّي تقلّدت من أمر أمّة محمدٍ صلى الله عليه وسلم أسودها وأحمرها، فتفكّرت في الفقير الجائع، والمريض الضائع، والعاري (7/197)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 198 المجهود، والمظلوم المقهور، والغريب الأسير، والشيخ الكبير، وذي العيال الكثير، والمال القليل، وأشباههم في أقطار الأرض وأطراف البلاد فعلمت أن ربي سائلي عنهم يوم القيامة، فخشيت أن لا تثبت لي حجةً، فبكيت. الفريابي: ثنا الأوزاعي أن عمر بن عبد العزيز كان جالساً في بيته، وعنده أشراف بني أمية، فقال: تحبون أن أولّي كل رجلٍ منكم جنداً فقال رجل منهم: لم تعرض علينا ما لا تفعله قال: ترون بساطي هذا، إني لأعلم أنه يصير إلى بلى وفناءٍ، وإني أكره أن تدنسوه بأرجلكم، فكيف أوليكم ديني، أوليكم أعراض المسمين وأبشارهم، هيهات لكم هيهات فقالوا له: لم أما لنا حقٌّ: قال: ما أنتم وأقصى رجل من المسلمين عندي في هذا الأمر إلا سواء إلا رجلاً من المسلمين حبسه عني طول شقته.) حماد بن سلمة: أنبأ حميد قال: أملى علينا الحسن رسالةً إلى عمر بن عبد العزيز فأبلغ، ثم شكا الحاجة والعيال، فقلت: يا أبا سعيد لا تهجن هذا الكتالب بالمسألة، اكتب هذا في غير ذا، قال: دعنا منك، فأمر بعطائه، قال: قلت: يا أبا سعيد اكتب إليه في المشورة فإن أبا قلابة قال: كان جبريل ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم بالوحي، فما منعه ذالك أن أمره الله بالمشورة، فقال نعم، فكتب بالمشورة، فأبلغ فيها ايضاً. أبو إسحاق الفزاري، عن الأوزاعي أن عمر بن عبد العزيز كان إذا أراد أن يعاقب رجلاً حبسه ثلاثة أيام، ثم عاقبه، كراهية أن يعجل في أول غضبه. معاوية بن صالح الحمصي حدثني سعيد بن سويد أن عمر بن عبد العزيز صلى بهم الجمعة، ثم جلس وعليه قميص مرقوع الجيب من بين يديه ومن خلفه، فقال له رجل: يا أمير المؤمنين إن الله قد أعطاك، فلو لبست، (7/198)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 199 فنكس ملياً ثم رفع رأسه فقال: أفضل القصد عند الجدة، وأفضل العفو عند المقدرة. سعيد بن عامر، عن جويرية بن أسماء قال: قال عمر بن بعد العزيز: إن نفسي نفسٌ تواقةٌ، لم تعط من لدنيا شيئاً إلا تاقت إلى ما هو أفضل منه، قال سعيد: يريد الجنة. حماد بن واقد: سمعت مالك بن دينار يقول: الناس يقولون: إني زاهدٌ، إنما الزاهد عمر بن عبد العزيز الذي أتته الدنيا فتركها. الفسويّ: حدثني إبراهيم بن هشام بن يحيى، حدثني أبي، عن عبد العزيز بن عمر قال: دعاني المنصور قال: كم كانت غلّة عمر بن عبد العزيز حين أفضت إليه الخلافة قلت: خمسون ألف دينار، فقال: كم كانت غلته يوم مات قلت: ما زال يردها حتى كانت مائتي دينار. وحدثني إبراهيم بن هشام، عن أبيه، عن جده عن مسلمة بن عبد الملك قال: دخلت على عمر بن عبد العزيز، فإذا عليه قميصٌ وسخٌ فقلت لأمراته فاطمة، وهي أخت مسلمة، اغسلوا قميص أمير المؤمنين. قالت: نفعل، ثم عدت فإذا القميص على حاله، فقلت لها فقالت: والله ما له قميصٌ غيره. إسماعيل بن عياش، عن عمرو بن مهاجر، قال: كانت نفقة عمر بن عبد العزيز كل يوم درهمين. سعيد بن عامر، عن عون بن المعتمر قال: دخل عمر بن عبد العزيز (7/199)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 200 على زوجته فقال: عندك) درهم نشتري به عنباً قالت: لا، أنت أمير المؤمنين لا تقدر على درهم قال: هذا أهون من معالجة الأغلال في جهنم. يحيى بن معين: ثنا مروان بن معاوية: ثنا يوسف بن يعقوب الكاهلي قل: كان عمر بن عبد العزيز يلبس الفروة الكبل، وكان سراج بيته على ثلاث قصبات، فوقهن طين. وعن عطاء الخراساني قال: أمر عمر بن عبد العزيز غلامه أن يسخن له ماءً، فانطلق فسخن قمقماً في مطبخ العامة، فأمره عمر أن يأخذ بردهم حطباً يضعه في المطبخ. ابن المبارك في الزهد: أنبأ إبراهيم بن نشيط: ثنا سليمان بن حميد، عن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع أنه دخل على فاطمة بنت عبد الملك، فقال لها: أخبريني عن عمر، قالت: ما اغتسل من جنابةٍ منذ استخلف. يحيى بن حمزة: ثنا عمرو من مهاجر أن عمر ين عبد العزيز كان يسرج عليه الشمعة ما كان في حوائج المسلمين، فإذا فرغ من حوائجهم أطفأها، ثم أسرج عليه سراجه. خالد بن مرداس: ثنا الحكم قال: كان لعمر بن عبد العزيز ثلاثمائة حرسيٌ، وثلاثمائة شرطي، قشهدته يقول لحرسه: إن لي عليكم بالقدر حاجزاً، وبالأجل حارساً، من أقام منكم فله عشرة دنانير، ومن شاء فليلحق بأهله. (7/200)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 201 إسماعيل بن عياش، عن عمرو بن مهاجر قال: اشتهى عمر بنت عبد العزيز تفاحاً، فأهدى له رجلٌ من أهل بيته تفاحاً، فقال: ما أطيب ريحه وأحسنه، ارفعه يا غلام للذي أتى به، وأقريء فلاناً السلام، وقل له: إن هديتك وقعت عندنا بحيث نحب، فقلت: يا أمير المؤمنين، إبن عمك ورجلٌ من أهل بيتك، وقد بلغك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل الهدية، فقال: ويحك، إن الهدية كانت للنبي صلى الله عليه وسلم هديةً، وهي اليوم لنا رشوةٌ. ضمرة بن ربيعة، عن عبد العزيز بن أبي الخطاب، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز قال: قال لي رجاء بن حيوة: ما أكمل مروءة أبيك، سمرت عنده ليلةٍ فعشي السراج، فقال لي: ما ترى السراج قد عشي، قلت بلى، قال: وإلى جانبه وصيف راقد قلت: ألا أنبهه قال: لا، أفلا أقوم قال: ليس من مروءة الرجل استخدامه ضيفه، فقام إلى بطة الزيت وأصلح السراج، ثم رجع، وقال قمت وأنا عمر بن عبد العزيز ورجعت وأنا عمر بن عبد العزيز. حماد بن سلمة، عن رجاء أبي المقدام الرّمليّ، عن نعيم كاتب عمر بن عبد العزيز قال: إنه) ليمنعني من كثيرٍ من الكلام مخافة المباهاة. سليمان بن حرب: ثنا جرير بن حازم، ثنا المغيرة بن حكيم: قالت لي فاطمة امرأة عمر بن عبد العزيز إنه يكون في الناس من هو أكثر صلاة وصياماً من عمر بن عبد العزيز، وما رأيت أحداً قط أشدّ فرقاً من ربه من عمر، كان إذا صلى العشاء قعد في مسجده، ثم يرفع يده، فلم يزل يبكي حتى تغلبه عينه، ثم ينتبه، فلا يزال يدعو رافعاًُ يديه يبكي حتى تغلبه عينه. روى مثله (7/201)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 202 ابن المبارك، عن جرير بن حازم، وزاد: يفعل مثل ذلك ليلة أجمع. هشام بن الغاز، عن مكحول قال: لو حلفت لصدقت، ما رأيت أزهد ولا أخوف لله من عمر بن عبد العزيز. أبو جعفر الرملي: ثنا النضر بن عربي قال: دخلت على عمر بن عبد العزيز، فكان لا يكاد يبكي، إنما هو ينتفض أبداً، كأن عليه حزن الخلق. الفسوي: حدثني إبراهيم بن هشام بن يحيى، حدثني أبي، عن جدي، عن ميمون بن مهران، قال: قال لي عمر بن عبد العزيز: حدثني، فحدثته حديثاً بكى منه بكاءً شديداً، فقلت: يا أمير المؤمنين، لو علمت لحدثتك حديثاً ألين منه. قال: يا ميمون إنا نأكل هذه الشجرة العدس، وهي ما علمت، مرقةٌ للقلب معزرةٌ للدمعة، مذلةٌ للجسد. عن عطاء قال: كان عمر بن عبد العزيز يجمع كل ليلةٍ الفقهاء، فيتذاكرون الموت والقيامة، ثم يبكون، حتى كأن بين أيديهم جنازة. وعن سعيد بن أبي عروبة وغيره، أن عمر بن عبد العزيز كان إذا ذكر الموت اضطربت أوصاله. قال معاوية بن يحيى: حدثني أرطأة قال: قيل لعمر بن عبد العزيز: لو جعلت على طعامك أميناً لا تغتال، وحرساً إذا صليت، وتنح عن الطاعون قال: اللهم إن كنت تعلم أني أخاف يوماً دون يوم القيامة، فلا تؤمن خوفي. (7/202)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 203 روي عن ابن أبي عبلة، عو الوليد بن هشام قال: لقيني يهودي فقال: إن عمر بن عبد العزيز سيلي، ثم لقيني آخر ولاية عمر، فقال: صاحبك قد سقي فمره فليتدارك، فأعلمت عمر، فقال: قاتله الله، وما أعلمه لقد علمت الساعة التي سقيت فيها، ولو كان شفائي أن أمسح شحمة أذني وأوتي بطيبٍ فأرفعه إلى أنفي ما فعلت. رواه الناس عن ضمرة عنه، ولكن بعضهم قال: عمرو) بن مهاجر، بدل الوليد. مروان بن معاوية، عن معروف بن مشكان، عن مجاهد قال: قال لي عمر بن عبد العزيز: ما يقول الناس في قلت: يقولون مسحور، قال: ما أنا بمسحورٍ، ثم دعا غلاماً له فقال: ويحك ما حملك على أن تسقيني السم قال: ألف دينارٍ أعطيتها، على أن أعتق، قال: هاتها، فجاء بها، فألقاها في بيت المال، وقال: اذهب حيث لا يراك أحد. قلت: كانت بنو أمية قد تبرمت بعمر، لكونه شدد عليهم، وانتزع كثيراً مما في أيديهم مما قد غصبوه، وكان قد أهمل التحرز، فسقوه السم. سفيان بن عيينة: قلت لعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز: ما آخر ما تكلم به أبوك عند موته فقال: كان له من الولد أنا، وعبد الله، وعاصم، وإبراهيم، وكنا أغيلمةً، فجئنا كالمسلمين، عليه والمودعين له، فقيل له: تركت ولدك ليس لهم مالٌ، ولم تؤوهم إلى أحد فقال: ما كنت لأعطيهم ما ليس لهم، وما كنت لآخذ منهم حقاً هو لهم، وإن وليي فيهم الله الذي يتولى الصالحين، وإنما هم أحد رجلين، رجلٌ صالح أو فاسق، وقيل إن الذي كلمه فيه خالهم مسلمة. حماد بن زيد، عن أيوب، قيل لعمر بن عبد العزيز: يا أمير المؤمنين، (7/203)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 204 لو أتيت المدينة، فإن مت دفنت في موضع القبر الرابع، موضع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: والله لأن يعذبني الله بكل عذاب إلا النار، أحب إلي من أن يعلم الله مني أني أراني لذلك الموضع أهلاً. روى عبد الله بن شوذب، عن مطر الوراق مثله. جرير بن حازم: حدثني المغيرة بن حكيم: قالت لي فاطمة بنت عد الملك: كنت أسمع عمر في مرضه يقول: اللهم أخف عليهم أمري ولو ساعةً من نهار، فقلت له يوماً: ألا أخرج عنك، فإنك لم تنم، فخرجت عنه، فجعلت أسمعه يقول: تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين. مراراً، ثم أطرق فلبث طويلاً لا يسمع له حسٌ، فقلت لوصيف: ويحك أنظر، فلما دخل صاح، فدخلت فوجدته ميتاً، قد أقبل بوجهه على القبلة، ووضع إحدى يديه على فيه. والأخرى على عينيه. هلال بن العلاء الرقي: ثنا أبي، ثنا عبد الرحمن بن عوف الرقي، عن عبيد بن حسان قال: لما احتضر عمر بن عبد العزيز قال: اخرجوا عني، فقعد مسلمة، وفاطمة على الباب فسمعوه يقول: مرحباً بهذه الوجوه، ليست بوجوه إنسٍ ولا جانٍ، ثم قال: تلك الدار الآخرة الآية، ثم) هدأ الصوت، فقال مسلمة لفاطمة: قد قبض صاحبك، فدخلوا فوجدوه قد قبض. روى هشام بن حسان، عن خالد الربعي قال: إنا نجد في التوارة أن (7/204)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 205 السموات والأرض تبكي على عمر بن عد العزيز أربعين صباحاً. جعفر بن سليمان، عن هشام قال: لما جاء نعي عمر بن عبد العزيز قال: الحسن البصري: مات خير الناس. سليمان بن عمر بن الأقطع: ثنا أبو أمية الخصي غلام عمر بن عبد العزيز قال: بعثني عمر بن عبد العزيز بدينارين إلى أهل الدير، فقال: إن بعتموني موضع قبري، وإلا تحولت عنكم. ابن وهب، عن مالك، أن صالح بن علي لما قدم الشام سأل عن قبر عمر بن عبد العزيز، فلم يجد أحداً يخبره، حتى دل على راهب فقال: قبر الصديق تريدون، هو في تلك المزرعة. محمد بن سعد في الطبقات وغيره: أنا عباد بن عمرو الواشجي: ثنا مخلد بن يزيد لقيته من نحو خمسين سنةً، وكان فاضلاً خيراً عن يوسف بن ماهك قال: بينا نحن نسوي التراب على قبر عمر بن عبد العزيز، إذ سقط علينا كتابٌ من السماء فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، أمانٌ من الله لعمر بن عبد العزيز من النار. الوليد بن هشام القحذفي، عن أبيه، عن جده أن عمر توفي يوم الجمعة لخمس بقين من رجب، سنة إحدى ومائة، بدير سمعان، من أعمال حمص، وصلى عليه يزيد بن عبد الملك، وهو ابن تسعٍ وثلاثين سنةً وستة (7/205)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 206 أشهر. وقال أبو عمر الضرير: توفي بدير سمعان، لعشر بقين من رجب، وآخرون قالوا: في رجب، ولم يؤرخوا اليوم. ومناقبه طويلةٌ اكتفينا بهذا. 4 (عمر بن كثير بن أفلح خ م مولى أبي أيوب الأنصاري.) عن: ابن عمر، وسفينة، وابن سفينة، ونافع مولى أبي قتادة. وعنه يحيى بن سعيد الأنصاري، وأخوه سعد بن سعيد، وابن عون. قال النسائي: ثقة. 4 (عمر بن عبيرة) ابن معية بن سكين، أبو المثنى الفزاري أمير العراقين، وليهما ليزيد ابن عبد الملك، فلما استخلف هشام عزله، قال الوليد بن مسلم: في سنة سبعٍ وتسعين غزا مسلمة القسطنطينة، وكان على أهل البحر عمر بن هبيرة.) قال غير واحد: وجمعت إمرة العراق في أول سنة ثلاثٍ مائة لابن هبيرة، فروى عبد الله بن بكر السهمي عن بعض أصحابه أن عمر بن هبيرة جمع فقهاء البصرة والكوفة فقال: إن أمير المؤمنين يكتب إلي في أمور أعمل بها؟ (7/206)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 207 فقال الشعبي: أنت مأمورٌ، والتبعة على من أمرك، فأقبل ابن هبيرة على الحسن فقال: ما تقول قال: قد قال هذا، قال: فقل أنت، قال: اتق الله، فكأنك بملك الموت قد أتاك فاستنزلك عن سريرك هذا، وأخرجك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك، فإن الله ينجيك من يزيد، ولا ينجيك زيد من الله، فإياك أن تعرض لله بالمعاصي، فإنه لا طاعة لمخلوقٍ في معصية الخالق، قال: فخرج عطاؤهم وفضل الحسن. قال ابن عون: أرسل عمر بن هبيرة إلى ابن سيرين، فأتاه فقال: كيف تركت أهل مصر قال: تركتهم والظلم فيهم فاشِ، فغضب، وأبو الزناد حاضرٌ، فجعل يقول: أصلحك الله، إنه شيخٌ، إنه شيخ. وعن سليمان بن زياد قال: لما استخلف هشام بعث على العراق خالد بن عبد الله القسري، فدخل واسط، وقد تهيأ ابن هبيرة للجمعة، والمرآة في يده يسوي عغمته، إذ قيل: هذا خالدٌ قد دخل، فقال: هكذا تقوم الساعة بغتةً، فأخذه خالد فقيده وألبسه عباءةً، فقال: بئس ما سننت على أهل العراق، أما تخاف أن تؤخذ بمثل هذا قال: فاكترى موالي ابن هبيرة داراً نقبوا منها سرباً إلى السجن، كما ذكرنا في الحوادث، وقد تولى العراقين أيضاً ولده يزيد بن عمر بن هبيرة. 4 (عمر بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم. كان لعاباً متنعماً، وكان يقال له فحل بني) مروان، لأنه كان يركب معه ستون ابناً لصلبه. (7/207)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 208 4 (عمرو بن الوليد بن عبدة المصري ق مولى عمرو بن العاص.) عن قيس بن سعد بن عبادة، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأنس بن مالك. وعنه: يزيد بن أبي حبيب فقط. توفي سنة ثلاثٍ مائة. 4 (عمرو بن هرم الأزدي البصري م ت ن ق عن: أبي الشعثاء، وربعي بن حراش، وسعيد) بن جبير، وطائفة. وعنه: حبيب بن أبي حبيب الحرمي، وسالم المرادي، وأبو بشر جعفر بن إياس. وثقه أبو داود السجستاني. 4 (عمران بن عبد الرحمن ابن الأمير شرحبيل بن حسنة الكندي المصري القاضي، أبو) ) شرحبيل. روى عن أبي خراش، صحابي. وعنه: عياش بن عباس القتابي، وموسى بن أيوب الغافقي. قال ابن يونس: كان قاضي مصر وصاحب شرطها في سنة تسع وثمانين وقبلهما، ثم ولي مصر سنة ثلاثٍ ومائة. 4 (عمران بن ملحان ع هو أبو رجاء. سيأتي.) (7/208)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 209 4 (عمير مولى أم الفضل خ م د ن وقيل مولى ابنها عبد الله بن عباس. عن: ابن عباس،) وأسامة بن زيد، وأبو جهيم بن الحارث بن الصمة، وأم الفضل ابنة الحارث. وعنه سالم أبو النضر، والأعرج، وإسماعيل بن رجاء الزبيدي. وثقه النسائي، ومات سنة أربعٍ ومائة. 4 (عنبسة بن سحيم الكلبي الأمير، متولي بلاد الأندلس من قبل بني أمية. قال ابن يونس: توفي) سنة سبع ومائة. 4 (عياض بن عبد الله ع بن سعد بن أبي سرح العامري الحجازي، ولد أمير المصرية) لعثمان، نشأ بمصر، القرشي المكي. حدث بمصر والحجاز عن: أبي هريرة، وأبي سعيد، وابن عمر. وعنه: بكير بن الأشج، وزيد بن أسلم، وسعيد المقبري وهو من أقرانه وابن عجلان، وإسماعيل بن أمية، وداود بن قيس، وعبيد الله بن عمر، وآخرون. ثقةٌ حجة. 4 (عيسى بن عاصم الكوفي د ن ق عن: القاضي شريح، (7/209)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 210 وزر بن حبيش، وعدي بن عدي) الكندي. وعنه: معاوية بن صالح، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وسلمة بن كهيل، وجرير بن حازم، وغيرهم وكان صدوقاً نزل أرمينية. (7/210)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 211 4 (حرف الفاء)

4 (الفرزدق) مقدم شعراء العصر: أبو فراس همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية (7/211)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 212 بن عقال التميمي البصري. روى عن: علي بن أبي طالب وكأنه مرسل وعن أبي هريرة، والحسين، وابن) عمر، وأبي سعيد، والطرماح الشاعر. وعنه الكميت الشاعر، ومروان الأصغر، وخالد الحذاء، وأشعث بن عبد الملك، والصعق بن ثابت، وآخرون، وابن لبطة بن الفرزدق، وحفيده أعين بن لبطة. ووفد على الوليد وسليمان، ومدحهما، ولم أر له وفادةً على عبد الملك. وذكر ابن الكلبي أنه وفد على معاوية، ولم يصح. قال ابن دريد: كانت غليظ الوجه جهماً، لقب الفرزدق، وهو الرغيف الضخم، شبه وجهه ذلك. قال مسدد: ثنا ربعي بن عبد الله، سمع الجارود قال: أتى رجل من بني رياح، يقال له ابن وثيل الفرزدق بماءٍ يظهر الكوفة، على أن يعقر هذا مائة من الإيل، وهذا مائةً من الإبل إذا وردت الماء، فلما وردت قاما إليها بالسيوف يكسعان عراقيبها، فخرج الناس على الحمير والبغال يريدون اللحم، وعلي رضي الله عنه بالكوفة، فخرج على بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ينادي: لا تأكلوا من لحومها فإنه أهل لغير الله. قال جرير، عن معاوية قال: لم يكن أحدٌ من أشراف العرب بالبادية أحسن ديناً من صعصعة جد الفرزدق، ولم يهاجر، وهو الذي أحيا الوئيدة، وبه يفتخر الفرزدق حيث يقول: (وجدي الذي منع الوائدا .......... ت فأحيا الوئيد فلم يوأد) فقيل: إنه أحيا ألف موؤدةٍ، وحمل على ألف فرس. وقد روى (7/212)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 213 الروياني في مسنده حديث وفادة صعصعة بن ناجية المجاشعي، وأنه جد الفرزدق. روى معاوية بن عبد الكريم، عن أبيه قال: دخلت على الفرزدق، فتحرك، فإذا في رجليه قيد، قلت: ما هذا يا أبا فراس قال: حلفت أن لا أخرجه من رجلي حتى أحفظ القرآن. وقال أبو عمرو بن العلاء: لم أر بدوياً أقام بالحضر إلا فسد لسانه غير رؤبة والفرزدق. وقال ابن شبرمة: كان الفرزدق أشعر الناس. وقال يونس بن حبيب النحوي: ما شهدت مشهداً قط، وذكر فيه جرير والفرزدق فأجمع ذلك المجلس وأهله على أحدهما، وكان يونس يقدم الفرزدق بغير إفراط. وقال ابن داب: الفرزدق أشعر عامة، وجرير أشعر خاصة. قال محمد بن سلام الجمحي: أتى الفرزدق الحسن فقال: إني هجوت إبليس، فاسمع. قال: لا حاجة لنا بما تقول، قال: لتسمعن أو لأخرجن فلأقولن للناس: إن الحسن ينهى عن هجاء إبليس، قال: أسكت فإنك عن لسانه تنطق.) وقيل لابن هبيرة: من سيد أهل العراق قال الفرزدق هجاني ملكاً، ومدحني سوقة. روى الأصمعي، عن أبي عمرو قال: دخل الفرزدق على بلال بن أبي بردة فقال: لو لم يكن لليمن إلا أبو موسى حجم النبي صلى الله عليه وسلم، فوجم بلال ساعةً ثم قال: ترى أنه ذهب على هذا، أو ليس كثيرٌ لأبي موسى أن يحجم النبي صلى الله عليه وسلم، ما فعل هذا قبل ذلك ولا بعده، قال الفرزدق: أبو موسى كان أعلم بالله من أن يجرب الحجامة على رسول الله صلى الله عليه وسلم. (7/213)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 214 وكان الفرزدق زير نساءٍ وصاحب زي على ما ذكر الجاحظ، وقال: وكان لا يحسن بيتاً واحداً في صفاتهن واستمالة أهوائهن، ولا في صفة عشقٍ وتباريح حب، وجرير ضده في إرادتهن، وخلافه في وصفهن، أحسن خلق الله تشبيباً، وأجودهم نسبياً، وهذا ظاهرٌ معروف. الأصمعي: ثنا أبو مودود، ثنا شفقل رواية الفرزدق قال: طلق الفرزدق امرأته النوار ثلاثاً، وقال لي: يا شفقل، امض بنا إلى الحسن حتى نشهده على طلاق نوار، قلت: أخشى أن يبدو لك فيها، فيشهد عليك الحسن فتجلد ويفرق بينكما، فقال: لا بد منه، فمضينا إلى الحسن في حلقته، فقال له الفرزدق: يا أبا سعيد، علمت أني قد طلقت النوار ثلاثاً، فقال: قد شهدنا عليك، ثم بدا له بعد فأعادها، فشهد عليه الحسن، ففرق بينهما، فأنشا الفرزدق يقول: (ندمت ندامة الكسعي لما .......... مضت مني مطلقة نوار)

(وكانت جنتي فخرجت منها .......... كآدم حين أخرجه الضرار)

(فلو أني ملكت يدي وقلبي .......... لكان علي للقدر الخيار) روى الأصمعي وغيره أن النوار ماتت، فخرج الحسن في جنازتها، فقال الفرزدق: يا أبا سعيد، يقول الناس حضر هذه الجنازة خير الناس وشر الناس، فقال الحسن: لست بخير الناس ولست بشرهم، ما أعدت لهذا اليوم يا أبا فراس قال: شهادة أن لا الله إلا الله منذ ثمانين سنة، وفي رواية: منذ سبعين سنة، قال الحسن: نعم العدة، ثم أنشأ الفرزدق يقول: (أخاف وراء القبر إن لم يعافني .......... أشد من القبر التهاباً وأضيقا)

(إذا جاءني يوم القيامة قائدٌ .......... عنيفٌ وسواقٌ يسوق الفرزدقا) (7/214)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 215 (لقد خاب من أولاد آدم من مشى .......... إلى النار مشدود القلادة أزرقا) وفي رواية:) (يساق إلى نار الجحيم مسربلاً .......... سرابيل قطرانٍ لباساً محرقاً)

(إذا شربوا فيها الحميم رأيتهم .......... يذوبون من حر الصديد تمزقا) قال: فأبكى الناس. وللفرزدق مما رواه أبو محمد بن قتيبة: (إن المهالبة الكرام تحملوا .......... دفع المكاره عن ذوي المكروه)

(زانوا قديمهم بحسن حديثهم .......... وكريم أخلاقٍ بحسن وجوه) أبو العيناء: ثنا أبو زيد النحوي، عن أبي عمرو بن العلاء قال: حضرت الفرزدق وهو يجود بنفسه، فما رأيت أحسن ثقةً بالله منه، قال: وذلك في أول سنة عشرٍ ومائة، فلم أنشب أن قدم جرير من اليمامة، فاجتمع إليه الناس، فما أنشدهم ولا وجدوه كما عهدوه، فقلت له في ذلك، فقال: أطفأ والله الفرزدق جمرتي، وأسال عبرتي، وقرب منيتي، ثم رد إلى اليمامة، فنعي لنا في رمضان من السنة. قلت: وكتاب مناقضات جرير والفرزدق مشهورٌ، وفيه كثيرٌ من شعرهما. 4 (فضيل بن عمرو الفقيمي م ت ن ق أحد علماء الكوفة. روى (7/215)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 216 عن إبراهيم النخعي، وسعيد) بن جبير، وعائشة بنت طلحة، ومجاهد، ومات شاباً قبل أن يتكهل. روى عنه أخوه الحسن، وأبان بن تغلب، وحجاج بن أرطأة، والعلاء بن المسيب، وأبو إسرائيل إسماعيل بن خليفة الملائي. قال ابن معين: ثقة حجة. قلت: توفي سنة عشر ومائة. 4 (فضيل بن فضالة الهوزني الشامي ن أرسل عن: النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عن) عبد الله بن بسر، وفضالة بن عبيد. وعنه: محمد بن الوليد الزبيدي، وصفوان بن عمرو، ومعاوية بن صالح، وكان ثقة. (7/216)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 217 4 (حرف القاف)

4 (القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ع) عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي المدني الفقيه، أبو محمد، وقيل أبو عبد الرحمن، أحد الأعلام. ولد في خلافة عثمان، وكان خيراً من أبيه بكثير، نشأ بعد قتل أبيه في حجر عمته أم المؤمنين رضي الله عنها، فسمع منها، ومن ابن) عباس، وابن عمر، ومعاوية، وصالح بن خوات، وفاطمة بنت قيس، وطائفة. (7/217)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 218 روى عنه: ابنه عبد الرحمن بن القاسم، والزهري، وربيعة، وابن المنكدر، وجعفر بن محمد، وابن عون، وأفلح بن حميد، وأيوب السختياني، وآخرون، وحديثه أعلى شيءٍ عند مسلم، فإنه روى في صحيحه عن القعنبي، عن أفلح عنه أحاديث، وكان فقيهاً إماماً مجتهداً ورعاً عابداً ثقةً حجة، قال عبد الله بن شوذب، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، قال: ما أدركنا أحداً بالمدينة نفضله على القاسم بن محمد. وقال أيوب السختياني: ما رأيت رجلاً أفضل من القاسم، لقد ترك مائة ألفٍ هي له حلال، ورأيت عليه قلنسوة خزٍ، رواه سليمان بن حرب، عن وهيب، سمع أيوب يقول ذلك. وقال ابن عيينة: أعلم الناس بحديث عائشة ثلاثة: القاسم، وعروة، وعمرة، وقال علي بن المديني: ثنا سفيان، عن عبد الرحمن بن القاسم وكان أفضل أهل زمتانه أنه سمع أباه وكان أفضل أهل زمانه فذكر حديثاً. وعن أبي الزناد قال: ما رأيت فقيهاً أعلم من القاسم بن محمد. وقال عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه قال: ما رأيت أحداً أعلم بالسنة من القاسم بن محمد. وقال ابن معين: عبيد الله، عن القاسم، عن عائشة ترجمة مشبكة بالذهب. ابن إدريس، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه قال: سبعةٌ من أهل المدينة نظراء، إذا اختلفوا أخذ بقول أحدهم: سعيد بن المسيب، وعروة، والقاسم، وأبو بكر بن عبد الرحمن، وعبيد الله بن عبد الله، وخارجة بن زيد، وسليمان بن يسار، وعن الزهري قال: صارت الفتوى إلى أبي (7/218)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 219 سلمة، والقاسم، وسالم. وقال يحيى القطان: فقهاء المدينة عشرة، فذكر منهم القاسم. يونس بن بكير: ثنا ابن إسحاق قال: جاء أعرابيٌ إلى القاسم بن محمد فقال: أنت أعلم أم سالم قال: ذاك منزل سالم، لم يزده على ذا. ابن أبي الزناد، عن أبيه قال: ما رأيت أحداً أحد ذهناً من القاسم، إن كان ليضحك من أصحاب الشبه كما يضحك الفتى. خالد بن خراش: ثنا مالك قال: كان القاسم رجلاً عاقلاً، وكان ابنه يحدث عنه أن الذنوب لاحقةٌ بأهلها. حماد بن زيد، عن أيوب: سمعت يحيى يسأل القاسم فيقول: لا أدري، لا أعلم. فلما أكثر قال: والله لا نعلم كل ما تسألونا عنه.) حماد، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم قال: لأن يعيش الرجل جاهلاً بعد أن يعلم حق الله خيرٌ له من أن يقول ما لا يعلم. قال مالك: ما حدث القاسم مائة حديثٍ. قال ابن وهب: حدثني مالك أن عمر بن عبد العزيز قال: لو كان لي في الأمر شيء لوليت القاسم بن محمد الخلافة. قلت: إنما بايعوا عمر بن عبد العزيز بالخلافة مشروطاً بأن الأمر من بعده ليزيد، فلهذا قال: لو كان لي من الأمر. قال الزبير بن بكار: حدثني محمد بن الضحاك الحزامي، عن أبيه قال: قال عمر بن عبد العزيز: لو كان إلي أن أعهد ما عدوت أحد رجلين: صاحب الأحوص، يعني إسماعيل بن أمية، وكان خيارأً، أو أعيمش بني تيم، يعني (7/219)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 220 القاسم. قال الواقدي: حدثني أفلح بن حميد قال: فبلغت القاسم فقال: إن القاسم ليضعف عن أهليه فكيف بأمر الأمة. قال ابن عون: كان القاسم ممن يأتي بالحديث بحروفه، ابن وهب: ثنا مالك، عن يحيى بن سعيد قال: كان القاسم لا يكاد يردٌ على أحد ولا يعيب عليه، فتكلم ربيعة يوماً فأكثر، فلما قام القاسم وهو متكيءٌ علي قال لي: لا أبا لغيرك، أترى الناس كانوا غافيلن عما يقول صاحبنا. حميد الطويل، عن سليمان بن قته قال: أرسلني عمر بن عبيد الله بن معمر التيمي إلى القاسم بخمسمائة دينار، فأبى أن يقبلها. وقال حماد بن زيد، عن عبيد الله قال: كان القاسم لا يفسر، يعني القرآن. وعن أبي الزناد قال: ما كان القاسم يجيب إلا في الشيء الظاهر، وقال ابن عون: إن القاسم قال في شيء: أرى ولا أقول إنه الحق. وقال عكرمة بن عمار: سمعت القاسم، وسالماً يلعنان القدرية. قال زيد بن يحيى الدمشقي: ثنا عبد الله بن العلاء، قال: سألت القاسم يملي علي أحاديث، فقال: إن الأحاديث كثرت على عهد عمر رضي الله عنه، فأنشد الناس أن يأتوه بها، فلما أتوه بها أمر بتحريقها، ثم قال: مثناة (7/220)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 221 كمثناة أهل الكتاب قال: فمنعني القاسم يومئذٍ أن أكتب حديثاً. قال الواقدي: كان مجلس القاسم وسالمٍ في المسجد واحداً، ثم جلس فيه بعدهما عبد الرحمن بن القاسم، وعبيد اللله بن عمر، ثم جلس فيه بعدهما مالك بين القبر والمنبر. أفلح بن حميد، عن القاسم قال: اختلاف الصحبة رحمة. ومحمد بن معاوية النيسابوري قال، ابن أبي الموال قال: رأيت القاسم يأتي المسجد أول النهار فيصلي ركعتين، ثم يجلس بين الناس) فيسألونه. سليمان بن بلال، عن ربيعة، قال: كان القاسم قد ضعف جداً، فكان يركب من منزله حتى يأتي مسجد منى، فينزل عند المسجد، فيمشي من عند المسجد إلى الجمار ويرميها. قال حنظلة بن أبي سفيان: رأيت على القاسم خاتماً من ورق حلقة فيها اسمه، في خنصره اليسرى. وقال محمد بن هلال: رأيت القاسم لا يحفي شاربه جداً. وقال أبو نعيم: ثنا خالد بن إلياس قال: رأيت على القاسم جبة خزٍ، وكساء خزً، وعمامة خز، وقد أفلح بن حميد: كان القاسم يلبس جبة خز، وقال العطاف بن خالد: رأيت القاسم وعليه جبة خز صفراء، ورداء مقبب. (7/221)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 222 وقال أبو نعيم: ثنا معاذ بن العلاء قال: رأيت القاسم بن محمد، فرأيت على رحله قطيفةً من خزٍ، غبراء، وعليه رداءٌ معصفر، وقال عبد الله بن العلاء بن زيد: دخلت على القاسم بن محمد، وهو في قبوة معصفرةٍ، وتحته فراش معصفر، وقال معن: حدثني خالد بن أبي بكر قال: رأيت على القاسم، عمامةً بيضاء، قد سدل خلفه منها أكثر من شبر. وقال غيره: كان القاسم يخضب رأسه ولحيته بالحناء، وقال آخر: لم أره يخضب. وقال فطر بن خليفة: رأيت القاسم يصفر لحيته. وقال القعنبي: ثنا محمد بن صالح، عن سليمان بن عبد الرحمن قال: مات القاسم بقديد، فقال: كفنوني في ثيابي التي كنت أصلي فيها، قميصي وإزاري وردائي، هكذا كفن أبو بكر، والحي أحوج إلى الجديد. وقال خالد بن أبي بكر: أوصى القاسم أن لا يبنى على قبره، وقال عبد العزيز الماجشون: مات بقديد ودفن بالمشلل، وبينهما ثلاثة أميال. قال الواقدي: مات سنة ثمانٍ ومائة، وكان قد ذهب بصره. وقال خليفة: (7/222)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 223 مات في آخر سنة ستٍ، أو أول سنة سبعٍ ومائة. وقال الهيثم، وابن بكير: سنة سبع. قال ابن المديني، وأبو عبيد، وجماعة: سنة ثمانٍ. وقيل: سنة اثنتي عشر ومائة، وهو قولٌ شاذٌ. 4 (القاسم بن محمد الثقفي الشامي عن معاوية، وأسماء بنت أبي بكر.) وعنه: قيس بن الأحنف، وعثمان بن الأحنف، وعثمان بن المنذر. وقيل: إن الذي روى عن معاوية هو القاسم أبو عبد الرحمن.) 4 (القاسم بن مخيمرة في الطبقة الآتية.)

4 (القطامي الشاعر المشهور) عمرو بن شييم، ويقال شييم بن عمرو التغلبي، كان نصرانياً (7/223)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 224 فأسلم ومدح الوليد بن عبد الملك، وغيره، وهو صاحب هذه الكلمة السائرة التي أولها: (إنا محيوك فاسلم أيها الطلل .......... وإن بليت وإن طالت بك الطيل)

(وما هداني لتسليمٍ على دمنٍ .......... بالعمر غيرهن الأعصر الأول)

(والناس من يلق خيراً قائلون له .......... ما يشتهي ولأم المخطيء الهبل)

(قد يدرك المتأني بعض حاجته .......... وقد يكون مع المستعجل الزلل)

(وربما فات قوماً بعض أمرهم .......... من التأني وكان الحزم لو عجلوا)

(والعيش لا عيسش إلا ما تقر به .......... عينٌ ولا حال إلا سوف تنتقل)

(أما قريشٌ فلن تلقاهم أبداً .......... إلا وهم خير من يحفى وينتعل)

(قومٌ هم أمراء المؤمنين وهم .......... رهط الرسول فما من بعده رسل)

4 (القعقاع بن حكيم المدني م عن: عائشة، وابن عمر، وجابر بن عبد الله، وعلي بن) الحسين، وأبي صالح السمان، وجماعة. وعنه: سمي، وسهيل بن أبي صالح، وزيد بن أسلم، وابن عجلان. وثقه أحمد بن حنبل، وغيره. 4 (قيس بن الحارث د عن عبادة بن الصامت، وأبي سعيد الخدري، وغيرهما.) (7/224)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 225 وعنه عمر بن عبد العزيز، ويحيى بن يحيى الغساني، وإسماعيل ابن عبيد الله بن أبي المهاجر، وغيرهم. وثقه أحمد بن عبد الله العجلي. 4 (قيس بن عباية أبو نعامة الحنفي البصري.) عن ابن عباس، وعبد الله بن مغفل. وعنه: أيوب السختياني، وسعيد الجريري، وخالد الحذاء، وعثمان بن غياث، وغيرهم. وهو بالكنية أشهر، وثقه غير واحد. (7/225)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 226 4 (حرف الكاف)

4 (كثير بن عبيد د مولى أبي بكر الصديق.) ) عن عائشة، وزيد بن ثابت، وأبي هريرة. وعنه: ابنه سعيد، وحفيده عنبسة، عن سعيد، وابن عون، ومجالد بن سعيد. (7/226)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 227 4 (كثير عزة الشاعر المشهور) هو كثير بن عبد الرحمن بن الأسود الخزاعي، أبو صخر المدني، قدم الشام، ومدح عبد الملك بن مروان وغيره. قال الزبير بن بكار: كان شيعياً يقول بتناسخ الأرواح، ويقرأ في أي صورةٍ ما شاء ركبك، قال: وكان خشبياً يؤمن بالرجعة، يعني رجعة علي رضي الله عنه إلى الدنيا. قال عمر بن عثمان الحمصي: ثنا خالد بن يزيد عن جعونة قال: كان لا يقوم خليفة من بني أمية إلا سب علياً، فلم يسبه عمر بن عبد العزيز حين استخلف، فقال كثير: (7/227)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 228 (وليت فلم تشتم علياً ولم تخف .......... بنيه ولم تتبع سجية مجرم)

(وقلت فصدقت الذي قلت بالذي .......... فعلت فأضحى راضياً كل مسلم) وكان قد أحب عزة وشبب بها، فمن ذلك: (وإني وتهيامي بعزة بعد ما .......... تخليت مما بيننا وتخلت)

(لكالمرتجى ظل الغمامة كلما .......... تبوأ منها للمقيل اضمحلت)

(وقلت لها: يا عز كل مصيبةٍ .......... إذا ذللت يوماً لها لنفس ذلت) قال يونس بن حبيب النحوي: كان عبد الله بن إسحاق يقول: كثير أشعر أهل الإسلام، ورأيت ابن أبي حفصة يعجبه مذهبه في المديح جداً، يقول: كان يستقصي المديح، وكان فيه خطلٌ وعجبٌ، وكانت له عند قريشٍ منزلةٌ وقدرٌ. و روى سعيد بن يحيى الأموي، عن أبيه قال: لقيت امرأةٌ كثير عزة و كان قليلاً دميماً فقالت: من أنت قال: كثير عزة، فقالت: تسمع بالمعيدي خيرٌ من أن تراه، قال: مهٍ أنا الذي أقول: (فإن أك معروق العظام فإنني .......... إذا ما وزنت القوم بالقوم وازن) قالت: و كيف تكون القوم وازناً و أنت لا تعرف إلا بعزة قال: و الله لئن قلت ذاك لقد رفع الله بها قدري، و زين بها شعري، و إنها لكلما قلت: (و ما روضة بالحزن طاهرة الثرى .......... يمج الندى جثجاثها و عرارها) ) (بأطيب من أردان عزة موهناً .......... وقد أوقدت بالمندل الرطب نارها) (7/228)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 229 (من الخفرات البيض لم تلق شقوةً .......... و بالحسب المكنون صافٍ نجارها)

(فإن برزت كانت لعينك قرةً .......... وإن غبت عنها لم يعممك عارها) قال الزبير بن بكار: قال عمر بن عبد العزيز: إني لأعرف صلاح بني هاشم و فسادهم بحب كثير، لأنه كان خشبياً يؤمن بالرجعة. قال جويرية بن أسماء: مات كثير و عكرمة في يوم واحد، فاحتفلت قريشٌ في جنازة كثير، و لم يوجد لعكرمة من يحمله. قال الغلابي: ماتا في سنة خمسٍ و مائة. و قال جماعة: سنة سبعٍ و مائة. 4 (كردوس الثعلبي د ن الكوفي القاص.) روى عن ابن مسعود، و حذيفة، وأبي موسى، و عائشة. و عنه: عبد الملك بن عمير، و ابن عون، و منصور بن المعتمر، و آخرون. (7/229)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 230 4 (حرف اللام)

4 (لمازة بن زبار أبو لبيد الجهضمي البصري.) روى عن عمر، و أبي موسى الأشعري. و عنه: الزبير بن الخريت، و يعلى بن حكيم، و جماعة. حضر وقعه الجمل مع عائشة، و قد وثقه ابن سعد، و قال أحمد بن حنبل: صالح الحديث. و قال: حماد بن زيد: رأيت أبا لبيد يصفر لحيته، وكانت تبلغ سرته. و قال وهب بن جرير، عن أبيه، عن أبي لبيد، و كان شتاماً، قال ابن (7/230)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 231 معين: نرى أنه كان يشتم علياً رضي الله عنه. و روى الزبير بن الخريت، عن أبي لبيد قال: وفدنا إلى يزيد فقالوا: هو يشرب الخمر، فهاجت ريحٌ فألقت خيمته، فإذا هو قد نشر المصحف و هو يقرأ. قلت: ما يلائم الشيعي على بغض هذا الناصبي اليزيدي الذي ينال من علي و يروي مناقب يزيد. (7/231)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 232 4 (حرف الميم)

4 (مالك بن أسماء) ) ابن خارجة الفزاري الشاعر، وفد على عبد الملك بن مروان، و حكى العتبي، أنه كان عاملاً للحجاج على الحيرة، و كان صهراً له، فبلغه عنه شيءٌ فعزله، فلما ورد عليه قال: أنت القائل: (حبذا ليلتي بحيث نسقى .......... قهوةً من شرابنا و نغنى)

(حيث دارت بنا الزجاجة حتى .......... حسب الجاهلون أنا جننا)

(و نزلنا بنسوةٍ عطراتٍ .......... وسماعٍ و قرقفٍ فنزلنا) (7/232)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 233 فقال: بل أنا القائل: (ربما قد لقيت أمس كئيباً .......... أقطع الليل عبرةً و نحيبا)

(أيها المشفق الملح حذاراً .......... إن للموت طالباً و رقيبا)

(فصل ما بين ذي الغنى و أخيه .......... أن يعار الغني ثوباً قشيبا) فرق الحجاج و رقت عينه، ثم حبسه، و بعث إلى أهل عمله يكشف عليه، فقالوا بينهم: هذا صهر الأمير، يغضب عليه اليوم، و يرضى عنه غداً، فلما دخلوا قال كبيرهم: ما ولينا أحدٌ قط أعف منه، فأمر بضرب الكبير ثلاثمائة سوطٍ، ثم سأل أصحابه، فرفعوا كل شيءٍ، فقال له الحجاج: ما تقول يا ملك قال: أصلح الله الأمير، مثلي و مثلك و مثل هؤلاء، و المضروب مثل أسدٍ كان يخرج إلى الصيد فيصحبه ذئبٌ و ثعلبٌ، فاصطادوا حمار وحشٍ و تيساً و أرنباً، فقال الأسد للذئب: و من يكون القاضي فقال: و ما الحاجة إليه الحمار لك، و التيس لي، و الأرنب للثعلب، فضربه الأسد ضربة وضع رأسه بين يديه، ثم قال للثعلب: من يقسم هذا قال: أنت، أصلحك الله، قال: بل أنت، أنا الأمير، و أنت القاضي، قال: فالحمار لغدائك، و التيس لعشائك، و الأرنب تتفكه به، فقال: ويحك يا أبا الحصين، ما أعدلك من علمك القضاء قال: علمنيه رأس الذئب، فالشيخ المضروب هو الذي علم هؤلاء. فضحك الحجاج، و وصل المضروب، وخلى سبيل مالك. رواها أيضاً عبد الله بن أبي سعد الوراق، عن أبي جعفر الضبي، عن عاصم بن الحدثان، عمن شهد الحجاج. و روى الزبير بن بكار بإسنادٍ قال: كان الحجاج ينشد قول مالك بن أسماء: (7/233)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 234 (يا منزل الغيث بعد ما قنطوا .......... و يا ولي النعماء و المنن)

(يكون ما شئت أن يكون و ما .......... قدرت أن لا يكون لم يكن) ) (لو شئت إذ كان حبها عرضاً .......... لم ترني وجهها و لم ترني)

(يا جارة الحي كنت لي سكناً .......... و ليس بعض الجيران بالسكن)

(أذكر من جارتي و مجلسها .......... طرائفاً من حديثها الحسن)

(و من حديث يزيدني مقةً .......... ما لحديث المحبوب من ثمن) ثم يقول الحجاج: فض الله فاه ما أشعره. قال: مصعب الزبيري و غيره: رأى ابن أبي ربيعة رجلاً في الطواف قد بهر الناس بحسنه، فسأل عنه، فقيل: هو مالك بن أسماء الفزاري، فجاءه و عانقه و قال: أنت أخي، قال: فمن أنا و من أنت. روى عمر بن شبة عن رجل، لمالك بن أسماء بن خارجة: (أمغطى مني على بصري بال .......... حب أم أنت أكمل الناس حسنا)

(و حديثٍ ألذه هو مما .......... تشتهيه النفوس يوزن وزنا)

(منطقٌ صائبٌ و تلحن أحيا .......... ناً و خير الحديث ما كان لحناً) (7/234)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 235 4 (مجاهد بن جبر ع) أبو الحجاج المكي المقريء المفسر، أحد الأعلام، مولى السائب بن أبي السائب المخزومي، وولد في خلافة عمر. وسمع سعد بن أبي وقاص، وعائشة، وأم هانيء، وأبا هريرة، وأسيد بن ظهير، وابن عباس ولزمه مدةً طويلة وعبد الله بن عمرو، ورافع بن خديج، وابن عمر، وخلقاً سواهم. (7/235)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 236 وعنه: عكرمة، وطاوس، وجماعةٌ من أقرانه، وقتادة، ومنصور، والأعمش، وعمرو بن دينار، وأيوب السختياني، وابن عون، وعمر بن ذر، وعبد الله بن أبي نجيح، ومعروف بن مشكان، وخلق. روى محمد بن عبد الله الأنصاري: ثننا الفضل بن ميمون، سمع مجاهداً يقول: عرضت القرآن على ابن عباسٍ ثلاثين مرة. محمد بن إسحاق، عن أبان بن صالح، عن مجاهد قال: عرضت القرآن على ابن عباسٍ ثلاث عرضاتٍ، أقف عند كل آيةٍ، أسأله فيم نزلت وكيف كانت. محمد بن عبد الله بن عبد الحكم: ثنا الشافعي، ثنا إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين قال: قرأت على شبل بن عباد، وقرأ على ابن كثير، وأخبره ابن كثير أنه قرأ على مجداهد، وقرأ على ابن) عباس. قال الثوري: خذوا التفسير، على أربعةٍ: مجاهد، وسعيد بن جبير، وعكرمة، والضحاك، وقال خصيف: كان مجاهد أعلمهم بالتفسير. وقال قتادة: أعلم من بقي بالتفسير مجاهد. قال أبو بكر بن عياش: قلت: للأعمش: ما لهم يتقون تفسير مجاهد قال: كانوا يرون أنه يسأل أهل الكتاب. قال ابن المديني: سمع مجاهدٌ عائشة، وقال القطان: لم يسمع مها. قال محمد بن عبد الله الأنصاري قال ابن جريج: لأن أكون سمعت من مجاهد فأقول: سمعت مجاهداً، أحب إلي من أهلي وما لي. قال ابن (7/236)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 237 معين وجماعة: مجاهدٌ ثقة. وقيل: سكن الكوفة بأخرة. قال سلمة من كهيل: ما رأيت أحداً يريد بهذا العلم وجه الله إلا هؤلاء الثلاثة: عطاء، ومجاهد، وطاوس. بقية، عن حبيب بن صالح: سمعت مجاهداً يقول: استفرغ علمي القرآن. شعبة، عن رجلٍ سمع مجاهداً يقول: صحبت ابن عمر، وأنا أريد أن أخدمه، فكان يخدمني. وروى إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد قال: ربما أخذ لي ابن عمر بالركاب. وقال الأعمش: كنت إذ رأيت مجاهداً ازدريته مبتذلاً، كأنه خربندجٌ ضل حماره وهو متهم. الأجلح، عن مجاهد قال: طلبنا هذا العلم وما لنا فيه نية، ثم رزق الله النية بعد. وقال منصور: قال مجاهد: لا تنوهوا بي في الخلق. وقال حصين، عن مجاهد: بينا أنا أصلي، إذا قام مثل الغلام ذات ليلةٍ، فشددت عليه لآخذه، فوثب، فوقع خلف الحائط، حتى سمعت وقعته، ثم قال: إنهم يهابونكم كما تهابونهم من أجل ملك سليمان. وعن الأعمش قال: كنت إذا نظرت إلى مجاهدٍ كأنه جمال فإذ نطق خرج من فيه اللؤلؤ. (7/237)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 238 قال حميد الأعرج: كان مجاهد يكبر من: والضحى. وروى الواقدي، عن ابن جريج قال: بلغ مجاهد ثلاثاً وثمانين سنة. قال أحمد بن حنبل: ثنا حماد بن خالد، سمعت شيوخنا يقولون: توفي مجاهد سنة ثلاثٍ ومائة، وكذا قال الواقدي، عن سيف بن سليمان، وتبعه سعيد بن عفير، وأبو عبيد. وقال الهيثم بن عدي، والمدائني، وأبو نعيم، وعثمان بن أبي شيبة، وآخرون: توفي سنة اثنتين ومائة، زاد بعضهم: توفي وهو ساجد. وقال يحيى بن القطان وغيره: مات سنة أربعٍ ومائة. 4 (محمد بن أوس بن ثابت الأنصاري عن أبي هريرة وعنه: الحارث ابن يزيد، وأبو الأسود) ) محمد بن عبد الرحمن. وغزا مع موسى بن نصير، وكان على بحر تونس، وليه سنة اثنتين ومائة، ولما قتل أمير إفريقية يزيد بن أبي مسلم اجتمع أهلها فأمروا عليهم محمد بن أوس، رحمه الله. 4 (محمد بن زيد ع بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي. روى عن: سعيد بن زيد، وابن) عباس، وجده. وعنه بنوه الخمسة: عاصم، وعمر، وواقد، وزيد، وأبو بكر، والأعمش، وغيرهم، وله وفادة على هشام بن عبد الملك. وثقه أبو حازم وغيره. 4 (محمد بن سويد ن بن كلثوم القرشي الفهري. ولي إمرة (7/238)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 239 دمشق لسليمان بن عبد الملك،) ثم إمرة الطائف لعمر بن عبد العزيز. روى عن عم أبيه الضحاك بن قيس، وعنه: مكحول، والزهري، وثقه أحمد العجلي. 4 (محمد بن سيرين) أبو بكر الأنصاري البصري، الإمام الرباني، صاحب التعبير، مولى أنس بن مالك، كان سيرين جرجرايا، فكاتب أنساً على مالٍ جليلٍ فوفاه، قال أنس بن سيرين: ولد أخي محمد لسنتين بقيتا في خلافة عثمان، وولدت بعده بسنة، سمع: أبا هريرة، وعمران بن حصين، وابن (7/239)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 240 عباس، وابن عمر، وعدي بن حاتم، وأنساً، وعبيدة السلماني، وشريحاً، وطائفة. وعنه: قتادة، وأيوب، ويونس بن عبيد، وابن عون، وخالد الحذاء، وعوف، وقرة بن خالد، وأبو هلال محمد بن سليم، وهشام بن حسان، ومهدي بن ميمون، وجرير بن حازم، ويزيد بن إبراهيم، وعقبة الأصم، وخلق سواهم. قال هشام بن حسان، عن محمد قال: حج بنا ونحن سبعة ولد سيرين، فلما دخلنا على زيد بن ثابت قيل له: هؤلاء بنو سيرين، فقال: هذان لأم، وهذان لأم وهذان لأم، وهذا لأم، فما أخطأ واحداً، وكان معبد أخا محمد لأبويه. قال هشام: أدرك محمد بن سيرين ثلاثين صحابياً. قال عمر بن شبة: ثنا يوسف بن عطية قال: رأيت محمد بن سيرين، وكان قصيراً، عظيم البطن، وله وفرة، يفرق شعره، كثير المزاح والضحك، يخضب بالحناء. قال ابن عون: كان محمد يأتي بالحديث على حروفه، وكان الحسن صاحب معنى، وقال عون) بن عمارة: ثنا هشام بن هشام، حدثني أصدق من أدركت من البشر محمد بن سيرين، وقال حبيب بن الشهيد: كنت عند عمرو بن دينار فقال: والله ما رأيت مثل طاوس قط، فقال أيوب وكان جالساً: والله لو رأى محمد بن سيرين لم يقله. وقال معاذ بن معاذ: سمعت (7/240)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 241 ابن عون يقول: ما رأيت مثل محمد بن سيرين، وعن خليف بن عقبة قال: كان ابن سيرين نسيج وحده، وقال شعيب بن الحبحاب: كان الشعبي يقول لنا: عليكم بذلك الأصم، يعني ابن سيرين. وقال ابن يونس: كان ابن سيرين أفطن من الحسن في أشياء. وقال جعفر بن سليمان عن عوف قال: كان محمد بن سيرين حسن العلم بالفرائض والقضاء والحساب، ولكن والله ما رأيت أحداً قط كان أدرك على طريق الجنة من الحسن، وقال أشعث: كان ابن سيرين إذا سئل عن الحلال والحرام تغير لونه حتى يكون كأنه ليس بالذي كان. قال مورق العجلي: ما رأيت أحداً أفقه في ورعه ولا أورع في فقه من محمد بن سيرين. وقال أبو قلابة: من يستطيع ما يطيق محمد بن سيرين يركب مثل حد السنان. وقال أبو عوانة: رأيت ابن سيرين مر في السوق، فما رآه أحد إلا ذكر الله تعالى. وروى الثوري، عن زهير الأقطع قال: كان ابن سيرين إذا ذكر الموت مات كل عضوٍ منه على حدته. وقال ابن عون: ما رأيت رجلاً كان أعظم رجاءً لأهل الإسلام من محمد، ولا رأيت أسخى منه، وقال مهدي بن ميمون: رأيت ابن سيرين يتكلم بأحاديث الناس وينشد الشعر ويضحك حتى يميل، فإذا جاء الحديث من السنة كلح وتقبض. (7/241)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 242 وقال ثابت البناني: قال لي محمد: لم يكن يمنعني من مجالستكم إلا خوف الشهرة، فلم يزل بي البلاء حتى أخذ بلحيتي، فأقمت على المصطبة، فقيل: هذا ابن سيرين أكل أموال الناس، قال: وكان عليه دينٌ كثير. وذكر المدائني أنه اشترى زيتاً بأربعين ألفاً، فوجد فيه فأرة فبدره. قلت: شك، لأنه وجد الفأرة في زقٍ وقال: الفأرة كانت في المعصرة. قال يونس بن عبيد: كان ابن سيرين صاحب ضحك ومزاح، وقال هشيم بن منصور قال: كان ابن سيرين يضحك حتى تدمع عيناه، وكان الحسن يحدثنا ويبكي. وقال سليمان بن حرب: ثنا عمارة بن مهران قال: كنا في جنازة حفصة بنت سيرين، فوضعت الجنازة ودخل محمد بن سيرين صهريجاً يتوضأ، فقال الحسن: أين هو قالوا: يتوضأ، قال:) صباً صباً، دلكاً دلكاً، عذابٌ على نفسه وعلى أهله. قال حماد بن زيد: أنبأ ابن عون: سمعت ابن سيرين ينهى عن الجدال إلا رجاء إن كلمته أن يرجع. وقال محمد بن عمرو: سمعت محمد بن سيرين يقول: كاتب أنس بن مالك أبي أبا عمرة على أربعين ألف درهمٍ فأداها. قال عبيد الله بن أبي بكر بن أنس: هذه مكاتبة سيرين عندنا، وكان قنا. قال ابن شبرمة: دخلت على محمد بن سيرين بواسط، فلم أر أجبن عن فتيا ولا أجرأ على رؤيا منه. قال يونس بن عبيد: لم يكن يعرض (7/242)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 243 لمحمد بن سيرين أمران في دينه إلا أخذ بأوثقهما. وقال هشام بن حسان: كان ابن سيرين يتجر، فإذا ارتاب في شيءٍ تركه. وقال ابن عون: كان محمد من أشد الناس إزراءً على نفسه. وقال غالب القطان: خذوا بحلم ابن سيرين، ولا تأخذوا بغضب الحسن. حماد بن سلمة، عن أيوب: كان ابن سيرين يصوم يوماً ويفطر يوماً. وقال ابن عون: كان يصوم محمد عاشوراء يومين، ثم يفطر بعد ذلك يومين. وقال جرير بن حازم: كنت عند ابن سيرين فذكر رجلاً فقال: ذاك الأسود، ثم قال: إنا لله، أراني قد اغتبته. وقال معاذ، عن ابن عون إن عمر بن عبد العزيز بعث إلى الحسن فقبل، وبعث إلى ابن سيرين فلم يقبل. وقال ضمرة بن ربيعة، عن رجاء قال: كان الحسن يجيء إلى السلطان ويعيبهم، وكان ابن سيرين لا يجيء إليهم ولا يعيبهم. وقال هشام ما رأيت أحداً عند سلطان أصلب من ابن سيرين. وقال حماد بن زيد، عن أيوب: رأيت الحسن في المنام مقيداً، ورأيت ابن سيرين في النوم مقيداً. أبو شهاب الحناط، عن هشام: أن ابن سيرين اشترى طعاماً بيعاً منونياً (7/243)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 244 فأشرف فيه على ربح ثمانين ألفاً، فعرض في قلبه شيء فتركه قال هشام والله ما هو برباً. قال ابن سعد: سألت محمد بن عبد الله الأنصاري عن سبب الدين الذي ركب محمد بن سيرين حتى حبس، قال: اشترى طعاماً بأربعين ألف درهم، فأخبر عن أصل الطعام بشيءٍ فكرهه فتركه، أو تصدق به، فحبس على المال، حبسه مالك بن المنذر. قال هشام بن حسان: ترك محمد أربعين ألفاً في شيءٍ ما ترون به اليوم بأساً. ويروى عن ابن سيرين قال: إني لأعرف الذي حمل علي الدين، قلت لرجل منذ أربعين سنة:) يا مفلس. قال أبو سليمان الداراني وقد بلغه هذا: قلت ذنوبهم فعرفوا من أين أتوا، وكثرت ذنوبنا فلم ندر من أين نؤتى. وقال المدائني: كانوا يرون أنه عير مرة رجلاً بالفقر، فابتلى به. وقال قريش بن أنس: ثنا عبد الحميد بن عبد الله بن مسلم بن يسار أن السجان قال لابن سيرين: إذا كان الليل فأذهب إلى أهلك، فإذا أصبحت فتعال، قال: لا والله لا أعينك على خيانة السلطان. وقال السري بن يحيى: ترك محمد ربح أربعين ألفاً، قال لي التيمي: والله لقد تركها في شيء ما يختلف فيه العلماء أنه لا بأس به. قال معمر: جاء رجل إلى ابن سيرين فقال: رأيت كأن حمامةً التقمت لؤلؤةً فخرجت منها أعظم مما كانت، ورأيت حمامةً التقمت لؤلؤةً، فخرجت أصغر مما دخلت، ورأيت حمامةً أخرى التقمت لؤلؤةً، فخرجت منها كما دخلت سواء، فقال ابن سيرين: أما التي خرجت أعظم مما دخلت، (7/244)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 245 فذاك الحسن يسمع الحديث فيجوده بمنطقه، ويصل فيه من مواعظه، واما التي خرجت أصغر مما دخلت، فهو محمد بن سيرين يسمع الحديث فينقص منه، وأما التي خرجت كما دخلت، فهو قتادة، فهو أحفظ الناس. ابن المبارك، عن عبد الله بن مسلم المروزي قال، كنت أجالس ابن سيرين فتركته وجالست الاباضية، فرأيت كأني مع قوم يحملون جنازة النبي صلى الله عليه وسلم فأتيت ابن سيرين فذنرته له فقال: مالك جالست أقواما يريدون أن يدفنوا ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وعن هشام بن حسان قال: قص رجل على ابن سيرين فقال: رأيت كأن بيدي قدحاً من زجاج فيه ماء، فانكسر القدح وبقي الماء فقال له اتق الله، فإنك لم تر شيئاً، فقال: سبحان الله قال ابن سيرين: فمن كذب فما علي ستلد امرأتك وتموت ويبقى ولدها، فلما خرج الرجل قال: والله ما رأيت شيئاً، فما لبث أن ولد له وماتت امرأته قال: ودخل آخر فقال: رأيت كأني وجارية سوداء، نأكل في قصعة سمكة، قال: أتهيء لي طعاماً وتدعوني قال: نعم، ففعل، فلما وضعت المائدة، إذا جارية سوداء، فقال له ابن سيرين: هل أصبت هذه قال: لا، قال: فادخل بها المخدع، فدخل بها، فصاح: يا أبا بكر، رجل والله قال: هذا الذي شاركك في أهلك. أبو بكر بن عياش، عن مغيرة بن حفص قال: سئل ابن سيرين فقال: رأيت نأن الجوزاء تقدمت الثريا، فقال هذا الحسن يموت قبلي ثم أتبعه، وهو أرفع مني.) وقد جاء عن ابن سيرين في التفسير عجائب يطول الكتاب بذكرها، وكان له في ذلك تأييد إلهي. قال حماد بن زيد: ثنا أنس بن سيرين قال: كان لمحمد سبعة أوراد، فإذا فاته شيء من الليل قرأه بالنهار. وقال حماد، عن ابن عون: إن محمداً كان يغتسل كل يوم. (7/245)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 246 قلت: كان عنده وسواس، وقد ذكرنا تطويله في الوضوء يوم وفاة أخته. قال مهدي بن ميمون: رأيت محمداً إذا توضاْ فغسل رجليه بلغ عضلة ساقيه. وقال قرة بن خالد وغيره: كان نقش خاتم ابن سيرين كنيته أبو بكر. قال مهدي: رأيته يتختم في الشمال. وقال محمد بن عمرو: سمعت ابن سيرين يقول: عققت عن نفسي بختية. وقال مهدي بن ميمون: رأيت ابن سيرين يلبس طيلساناً ويلبس كساء أبيض في الشتاء وعمامة بيضاء وفروة ز وقال سليمان بن المغيرة: رأيت ابن سيرين يلبس الثياب الثمينة والطيالس والعمائم. وقال يحيى بن خليف: ثنا أبو خلدة قال: رأيت ابن سيرين يتعمم بعمامة بيضاء لاطية، قد أرخى ذوائبها من خلفه، ورأيته يخضب بالصفرة. وقال أبو الاشهب: رأيت عليه ثياب كتان. وقال معن بن عيسى: ثنا محمد بن عمرو: رأيت ابن سيرين خضب بحناء وكيم، ورأيته لا يحفي شاربه. وقال حميد الطويل: أمر ابن سيرين سويداً أن يجعل له حلة حبرة يكفن فيها. وقال هشام بن حسان: حدثتني حفصة بنت سيرين قالت: كانت أم (7/246)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 247 محمد حجازية، وكان يعجبها الصبغ، وكان محمد إذا اشترى لها ثوياً اشترى ألين ما يجد، فإذا كان عيدٌ صبغ لها ثياباً، وما رأيته رافعاً صوته عليها، كان إذا كلمها كالمصغي إليها. قال بكار بن محمد، عن ابن عون إن محمداً كان إذا كان عند أمه لو رآه رجلٌ لا يعرفه، ظن به مرضاً من خفض كلامه عندها. أزهر، عن ابن عون قال: كان إذا ذكروا عند محمد رجلاً بسيئة ذكره هو بأحسن ما يعلم، وجاءه ناس فقالوا: إنا نلنا منك، فاجعلنا في حلٍ، فقال: لا أحل لكم شيئاً حرمه الله. قال جعفر بن برقان: ثنا ميمون بن مهران قال: قدمت الكوفة وأنا أريد أن أشتري البز: فأتيت ابن سيرين بالكوفة، فساومته، فجعل إذا باعني صنفاً من أصناف البز قال: هل رضيت فأقول: نعم، فيعيد ذلك علي ثلاث مرارٍ، ثم يدعو رجلين فيشهدهما، وكان لا يشتري ولا يبيع) بهذه الدراهم الحجاجية، فلما رأيت ورعه ما تركت شيئاً من حاجتي أجده عنده إلا اشريته، حتى لفائف البز. أبو كدينة، عن ابن عون قال: كان ابن سيرين إذا وقع عنده درهم زيف او ستوق لم يشتر به فمات يوم مات وعنده خمسمائة ستوقة وزيوف. عارم: ثنا حماد، عن غالب قال: رأيت محمداً وذكر مزاحه فسألته عن هشام فقال: توفي البارحة، أما شعرت فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون. (7/247)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 248 4 (ذكر وفاته) قال عبد الوهاب بن عطاء: أنا ابن عون قال: كانت وصية ابن سيرين: ذكر ما أوصى به محمد بن أبي عمرة بنيه وأهله، أن يتقوا الله ويصلحوا ذات بينهم، وأن يطيعوا الله ورسوله إن كانوا مؤمنين، وأوصيهم بما أوصى به إبراهيم بنيه ويعقوب: يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون أوصيكم أن لا يدعوا أن يكونوا إخوان الأنصار ومواليهم في الدين، فإن العفاف والصدق خيرٌ وأبقى وأكرم من الزنا والكذب، وأوصي فيما أترك إن حدث بي حدثٌ قبل أن أغير وصيتي قال ابن سعد: أنبأ بكار بن محمد، حدثني أبي، عن أبيه عبد الله بن محمد بن سيرين قال: لما ضمنت عن أبي دينه قال: بالوفاء، قلت: بالوفاء، فدعا لي بخير، فقضى عبد الله عنه ثلاثين ألف درهمٍ، فما مات عبد الله حتى قومنا ماله ثلاثمائة ألف درهمٍ أو نحوها. وقال أيوب: أنا زررت على محمد، يعني القميص لما كفنه. وروى أيوب، عن محمد أنه كان يأمر أن يجعل لقميص الميت أزرار ويكف. قال غير واحدٍ: مات ابن سيرين بعد الحسن بمائة يوم، وذلك في سنة عشرٍ ومائة، وعاش بضعاً وثمانين سنة، وقد مر مولده أنه في خلافة عمر. (7/248)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 249 قال خالد بن خداش: ثنا حماد بن زيد قال: مات ابن سيرين لتسعٍ مضين من شوال سنة عشرٍ ومائة. قل أبو صالح كاتب الليث: حدثني يحيى بن أيوب أن رجلين تواخيا فتعاهدا إن مات أحدهما قبل صاحبه أن يخبره بما وجد، فمات أحدهما فرآه صاحبه في النوم، فسأله عن الحسن البصري، قال: ذاك ملك في الجنة لا يعصي، قال: فابن سيرين قال: ذاك فيما شاء واشتهى، وشتان ما) بينهما، قال: فبأي شيء أدرك الحسن قال: بشدة الخوف والحزن. وقال المحاربي: ثنا الحجاج بن دينار قال: كان الحكم بن جحل صديقاً لابن سيرين، فحزن على ابن سيرين حتى كان يعاد، ثم قال بعد: رأيته في المنام في حال كذا وكذا، فسألته لما سرني: فما صنع الحسن قال: رفع فوقي بسبيعين درجة، قلت: بم، فقد كنا نرى أنك فوقه قال: بطول الحزن. رواهما جماعة عن المحاربي. 4 (محمد بن طلحة د ق بن يزيد بن ركانة القرشي المطلبي المكي، ثم المدني. عن: إبراهيم) بن سعد بن أبي وقاص، وعكرمة، وسالم ابن عبد الله. وعنه: عمرو بن دينار مع تقدمه، ومحمد بن إسحاق، وجماعة، قيل: توفي في أول خلافة هشام، وثقه يحيى بن معين، وتوفي أخوه يزيد بن طلحة بعده بيسير. (7/249)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 250 4 (محمد بن عباد ع بن جعفر القرشي المخزومي المكي.) عن جده لأمه عبد الله بن السائب، وأبي هريرة، وابن عباس، وجابر، وجماعة. وعنه: زياد بن إسماعيل، وابن جريج، والأوزاعي، وآخرون. وكان ثقة نبيلاً. 4 (محمد بن كعب القرظي ع) أبو حمزة، ويقال: أبو عبد الله، وهو محمد بن كعب بن حيان بن سليم. كان أبوه من سبي بني قريظة فنزل الكوفة، وولد بها محمد فيما قيل. وقد أخبرنا محمد بن قايماز وغيره قالوا: أنبأ بن اللتي، أنا أبو الوقت، أنا أبو إسماعيل الحافظ، أنا عبد الجبار بن الجراح، أنبأ ابن محبوب، ثنا أبو عيسى الترمذي: سمعت قتيبة يقول: بلغني أن محمد بن كعب القرظي ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم. وقيل: نشأ محمد بالكوفة، ثم تحول به أبوه إلى المدينة، واشترى بها (7/250)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 251 أملاكاً. روى عن علي، وابن مسعود، وأبي الدرداء، وأبي أيوب، وفضالة بن عبيد، وأبي هريرة، وكعب بن عجرة، وزيد بن أرقم، وابن عباس، وجابر، وشبث بن ربعي، وأبان بن عثمان، وغيرهم، وأحسب روايته عن علي وذويه مرسلة. وقد قال أبو دواد: سمع من علي، وابن مسعود. وعنه: محمد بن المنكدر، وزيد بن أسلم، والحكم بن عتيبة، ويزيد بن الهاد، وابن عجلان، وأسامة بن زيد الليثي، وعاصم بن محمد العمري، وأبو المقدام هشام بن زياد، وأبو معشر) نجيح، وعبد الرحمن بن أبي الموالي، وآخرون. روى عنه أبو المقدام قال: قدمت على عمر بن عبد العزيز بخناصرة وكان عهدي به وهو أمير على المدينة حسن الجسم والشعر، وقد حال لونه ونحل جسمه. قال ابن سعد: كان محمد بن كعب ثقةً عالماًُ كثير الحديث ورعاً من حلفاء الأوس. وذكر البخاري ان أباه كعباً كان ممن لم ينبت يوم قريظة فترك. وثنا ابن بشار ثنا أبو بكر، ثنا الضحاك بن عثمان، عن أيوب بن موسى، سمعت محمد بن كعب القرظي، سمعت ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة. الفسوي: ثنا سعيد بن أبي مريم، ثنا نافع بن يزيد، ثنا أبو صخر، (7/251)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 252 عن عبد الله بن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن جده سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يخرج من أحد الكاهنين رجل يدرس القرآن دراسةً لا يدرسها أحد بعده. قال نافع بن يزيد: قال ربيعة: فكنا نقول: هو محمد بن كعب. والكاهنان: قريظة والنضير. رواه ابن وهب عن عمرو بن الحارث، عن أبي صخر حميد بن زياد بنحوه. يعقوب بن عبد الرحمن الإسكندراني، عن أبيه: سمعت عون بن عبد الله يقول: ما رأيت أحداً أعلم بتأويل القرآن من القرظي. زهير بن عباد: حدثني أبو كثير البصري قال: قالت: أم محمد بن كعب: يا بني لو لا أني أعرفك صغيراً طيباً كبيراً طيباً لظننت أنك أذنبت ذنباً موبقاً لما أراك تصنع بنفسك قال: يا أمتاه، وما يؤمنني أن يوكن الله تعالى قد أطلع علي وأنا في بعض ذنوبي فمقتني فقال: اذهب فلا أغفر لك، مع أن عجائب القرآن توردني على أمورٍ حتى إنه لينقضي الليل ولم أفرغ من حاجتي. ابن المبارك: ثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن موهب: سمعت محمد بن كعب يقول: لأن أقرأ في ليلتي حتى أصبح بإذا زلزلت، والقارعة، وأتردد وأتفكر، أحب إلي من أن أهذ القرآن ليلي هذاً، أو قال: أنثره نثراً. (7/252)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 253 بسرة بن صفوان: ثنا أبو معشر، عن محمد بن عبيد قال: رجع محمد بن كعب إلى منزله من الجمعة، فلما كان ببعض الطريق جلس هو وأصحابه، فقال لهم: ما تتمنون أن تفطروا عليه قالوا كلهم: طبيخ، قال: تعالوا ندعوا الله أن يرزقنا طبيخاً، فدعوا الله، فإذا خلفهم مثل رأس) الجزور يفور، فأكلوا. موسى بن عبيدة، عن محمد بن كعب قال: إذا أراد الله بعبدٍ خيراً زهده في الدنيا وفقهه في الدين وبصره بعيوبه. نعيم بن حماد: ثنا ابن المبارك، عن عبد العزيز قال: أصاب محمد بن كعب القرظي مالاً، فقيل له: ادخر لولدك، قال: لا، ولكن أدخره لنفسي عند ربي، وأدخر ربي لولدي. أبو القداد هشام بن زياد، عن محمد بن كعب، أنه سئل عن علامة الخذلان، قال: أن يستقبح الرجل ما كان يستحسن، ويستحسن ما كان قبيحاً. عن محمد بن فضيل قال: كان لمحمد بن كعب جلساء كانوا من أعلم الناس بالتفسير، وكانوا مجتمعين في مسجده الربذة، فجاءت زلزلة، فسقط عليهم المسجد، فماتوا جميعاً تحته. قال حجاج الأعور، وأبو معشر، وأبو نعيم، وقعنب: توفي محمد بن كعب القرظي سنة ثمانٍ ومائة. وقال أبو الهيثم، والفلاس، وخليفة، وأبو عبيد وآخرون: سنة سبع عشرة ومائة. وروى هذا ابن سعد، عن الواقدي فقال أحمد بن أبي خيثمة، عن ابن معين: سنة عشرين ومائة، وهو قول عن الهيثم (7/253)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 254 أيضاً. وغلط أبو عمر الضرير فقال: سنة تسعٍ وعشرين ومائة. وسأعيده في الطبقة الآتية مختصراً. 4 (محمد بن مروان بن الحكم) ابن أبي العاص الأموي الأمير. سمع أباه، وعنه: الزهري، وغيره. ولي الجزيرة لأخيه عبد الملك، وأمه أم ولد. روى الأصمعي، عن عيسى بن عمر قال: كان محمد بن مروان قوياً في بدنه، شديد البأس، فكان عبد الملك يحسده على ذلك، وكان يفعل أشياء لا يزال يراها منه، فلما استوثق الأمر بعد الملك جعل يبدي له الشيء بعد الشيء مما في نفسه، ويقابله بما يكره، فلما رأى محمد ذلك تهيأ للرحيل إلى أرمينية، وأصلح جهازه، ورحلت إبله، ودخل يودع أخاه، فقال له: ما بعثك على ذلك فأنشأ يقول: (وإنك لا ترى طرداً لحر .......... كالصاق به بعض الهوان)

(فلو كنا بمنزلة جميعاً .......... جريت وأنت مضطرب العنان) فقال: أقسمت عليك إلا ما أقمت، فوالله لا رأيت مركوهاً بعدها، فأقام.) ولمحمدٍ عدة وقعات ومصافاتٍ مع الروم لعنهم الله، ذكرها ابن عائذ وغيره. وهو والد مروان الخليفة. قال خليفة: توفي سنة إحدى ومائة. (7/254)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 255 4 (محمد بن المنتشر ع بن الأجذع الهمداني الكوفي، عن أبيه وعمه مسروق، وأم المؤمنين) عائشة، وابن عمر. وعنه: ابنه إبراهيم، وعبد الملك بن عمير، ومجالد بن سعيد، وآخرون. 4 (محمد بن نشر الهمداني مؤذن محمد بن الحنفية. روى عن: ابن الحنفية، وعلي بن الحسين،) ومسروق. وعنه: علي بن الحزور، وليث بن أبي سليم، وكثير النوا، ومجالد. خرج له البخاري في الأدب خارج الصحيح. 4 (محمد بن يزيد مولى الأنصار من صحابة عمر بن عبد العزيز.) روى عنه: داود بن أبي هند، ولما قتل أهل إفريقية متوليهم يزيد بن أبي مسلم لعسفه أخرجوا محمد بن يزيد من سجنه وأمروه عليهم، فأقره يزيد بن عبد الملك. وكان قد كتب الرسائل لعبد الملك بن مروان، وقلما روى. (7/255)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 256 4 (محمد بن يوسف ت بن عبد الله بن سلام المدني. روى عن أبيه، وأبي سعيد الخدري،) وعبد الله بن الزبير. وعنه: عثمان بن الضحاك، وعبد الملك بن عمير، ومحمد بن عجلان. 4 (مسافع بن عبد الله م د ت بن شيبة بن عثمان القرشي العبدري الحجبي المكي، أبو) سليمان، عن أبيه عبد الله الأكبر، وعمته صفية، والحسين ابن علي، وعبد الله بن عمرو، وجده شيبة. وعنه: ابن عمه مصعب بن شيبة، وابن عمته منصور بن صفية، والزهري، وجويرية بن أسماء. وثقه العجلي وغيره. 4 (مسلم بن جندب الهذلي ت) أبو عبد الله قاص أهل المدينة وقارئهم، قرأ القرآن على عبد الله بن عياش القارئ، وابن عمر،) روى عن أبي هريرة، وحكيم بن حزام، وابن عمر. قرأ عليه القرآن نافع، وهو أحد شيوخه الخمسة، وحدث عنه: ابنه عبد (7/256)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 257 الله، وزيد بن أسلم، ومحمد بن عمرو بن حلحلة، وابن أبي ذئب، وآخرون، رزقه عمر بن عبد العزيز دينارين في الشهر، وكان قبل ذلك يقص بلا رزق. قال أبو بكر بن مجاهد: كان مسلم بن جندب من فصحاء الناس. قال عمر بن عبد العزيز: من أحب أن يسمع القرآن فليسمع قراءة مسلم بن جندب. وقال أحمد بن يزيد الحلواني، عن قالون: كان أهل المدينة لا يهمزون، حتى همز ابن جندب فهمزوا قوله مستهزؤون و يستهزي. قلت: ذكره أبو عمرو الداني، ولم يذكر أنه قرأ على غير عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة. قال ابن حبان في كتاب الثقات: توفي مسلم بن جندب سنة ستٍ ومائة. وقال ابن سعد: توفي في خلافة هشام. 4 (مسلم بن مشكم الخزاعي د س ق أو عبيد الله الدمشقي كاتب أبي الدرداء، روى عن أبي) الدردراء، وأبي ثعلبة الخشني، وعوف بن مالك الأشجعي، وعمرو بن غيلان الثقفي. وقيل: إنه قرأ القرآن على أبي الدرداء. روى عنه: زيد بن واقد، وجعفر بن الزبير، وعبد الله بن زبر، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وآخرون. وثقه دحيم، وكان كبير القدر طويل العمر. (7/257)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 258 4 (مسلم بن يسار عابد أهل البصرة وعالمهم مع الحسن، ومن كان يضرب به المثل في صلاته) وخشوعه، ومن قال الحسن البصري لما توفي، وامعلماه. قد ذكر في الطبقة الماضية، قال خليفة والفلاس: مات سنة مائة، وقال الهيثم: سنة إحدى ومائة. 4 (مسلم بن يسار روى عن: عبد الله بن عمر.) وعنه: عمر بن دينار، هذا حجازي. 4 (مسلم بن يسار أبو عثمان الطنبذي. روى عن: أبي هريرة. وعنه: عمرو بن أبي نعيمة،) وغيره، وكان رضيع عبد الملك بن مروان. 4 (المسيب بن رافع ع أبو العلاء الأسدي الكاهلي الكوفي.) روى عن: جابر بن سمرة، وأبي سعيد الخدري، والبراء بن عازب، وجماعة.) وعنه: ابنه العلاء بن المسيب، وعاصم بن أبي النجود، وأبو إسحاق السبيعي، ومنصور، والأعمش، وآخرون. قال ابن معين: لم يسمع أحداً من (7/258)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 259 الصحابة إلا البراء بن عازب، وأبا إياس عامر بن عبدة. قال معن بن عيسى القزاز: حدثني إسحاق بن يحيى بن طلحة أن عمر بن هبيرة دعا المسيب بن رافع ليوليه القضاء، فقال: ما يسرني أني وليت القضاء وأن لي سواري مسجدكم هذا ذهباً. ذكره ابن سعد فقال: قالوا: توفي المسيب بن رافع سنة خمسٍ ومائة. 4 (مصعب بن سعد ع بن أبي وقاص أبو زرارة الزهري المدني، عن أبيه، وعلي، وطلحة) بن عبيد الله، وصهيب، وابن عمر، وآخرين. وعنه: سماك بن حرب، والحكم بن عتيبة، وإسماعيل السدي، وموسى الجهني، والزبير بن عدي، وجماعة. ذكره ابن سعد وقال: كان ثقةً كثير الحديث، توفي رحمه الله سنة ثلاثٍ ومائة. 4 (مضارب بن حزن ق التيمي المجاشعي البصري. عن: أبي هريرة، ومعاوية، وأم الدرداء.) وعنه قتادة، والجريري، وغيرهما. وثقه العجلي. (7/259)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 260 4 (معاذ بن رفاعة خ د ت س بن رافع الزرقي المدني أخو عبيد بن رفاعة، روى عن أبيه،) وجابر بن عبد الله. وعنه: ابن ابن أخيه رفاعة بن يحيى، ويزيد بن عبد الله بن الهاد، ومحمد بن إسحاق، وآخرون. ثقة. 4 (معاوية بن عبد الله س ق بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي المدني. وفد) على يزيد بن معاوية، وطالت حياته إلى أن وفد على يزيد بن عبد الملك، فيحول من الطبقة الماضية إلى هنا. روى عن: أبيه، ورافع بن خديج، والسائب بن يزد. روى عنه: ابنه عبد الله، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، والزهري، ويزيد بن عبد الله بن الهاد، وآخرون. وقليل الحديث، نبيل فاضل، وفد على يزيد بن معاوية، وبقي إلى أن وفد على يزيد بن عبد الملك، وكان صديقاً ليزيد بن معاوية خاصاً به. وذكر جويرية بن أسماء أن معاوية وفى عن أبيه عبد الله بن جعفر من الديون ألف ألف درهم.) 4 (معبد بن كعب خ م س ق بن مالك الأنصاري السلمي (7/260)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 261 المدني. عن: أبي قتادة، وجابر بن) عبد الله، ولم يروا عن أبيه بل عن أخويه عبد الله، وعبيد الله عن أبيهما. وعنه العلاء بن عبد الرحمن، ووهب بن كيسان، وعقيل بن خالد، ومحمد بن إسحاق، وقع لنا حديثه عالياً في الدارمي وهو: ثنا أحمد بن خالد، ثنا ابن إسحاق عنه، عن أبي قتادة حديث من قال علي ما لم أقل. 4 (مغيث بن سمي الأوزاعي الشامي ق عن عبد الله عمرو، وابن الزبير، وابن عمر، وكعب) الأحبار. وعنه: عاصم بن أبي النجود، وزيد بن واقد، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وغيرهم، ويقال إنه أدرك ألفاً من الصحابة، وكان اخبارياً صاحب كتب كوهب، وأبي الجلد، وثقه أبو داود. 4 (المغيرة بن أبي بردة ويقال المغيرة بن عبد الله بن أبي بردة، حجازي. روى عن أبي) هريرة، وزياد بن نعيم. وعنه: سعيد بن سلمة المخزومي، ويحيى بن سعيد الأنصاري، ويزيد بن محمد القرشي، وموسى بن أشعث البلوي. 4 (المغيرة بن سبيع العجلي ت س ق عن عمرو بن (7/261)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 262 حريث، وابن بريدة، له حديثان. روى) عنه: أبو فروة الهمداني، وأبو التياح يزيد بن حميد، وأبو سنان الشيباني الكبير. 4 (المغيرة بن شبيل الأحمسي الكوفي عن جرير بن عبد الله البجلي، وطارق بن شهاب،) وقيس بن أبي حازم. وعنه: جابر الجعفي، والأعمش، ويونس بن أبي إسحاق، وكان ثقة. 4 (ممطور أبو سلام الدمشقي م) الأعرج الأسود الحبشي، وهذه نسبته إلى حي من حمير لا إلى الحبشة. من ثقات الشاميين وعلمائهم الأعلام. روى عن: علي، وأبي ذر، وعبادة بن الصامت، وحذيفة بن اليمان، وثوبان، وعمرو بن عبسة، والنعمان ابن بشير، وأبي أمامة، وأبي أسماء الرحبي، وعبد الرحيم بن غنم، وطائفة. وعنه حفيداه: زيد، ومعاوية ابنا سلام بن أبي سلام، ومكحول، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وابن زبر، والأوزاعي، وآخرون. روى عنه بالإجازة يحي بنت أبي كثير جماعة أحاديث. وقد) استقدمه عمر بن عبد العزيز في خلافته من دمشق إلى خناصرة ليشافهه بما سمع في ذكر الحوض من (7/262)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 263 ثوبان، فقال لعمر: شققت علي، فاعتذر إليه. وثقه أحمد بن عبد الله العجلي. وقال أبو مسهر الدمشقي: سمع أبو سلام ببيت المقدس من عبادة بن الصامت. قلت: وهو بكنيته أشهر. 4 (منذر بن يعلي ع أبو يعلى النوري الكوفي. لازم محمد بن الحنفية، وحفظ عنه، وعن) الربيع بن خثيم، وسعيد بن جبير. وعنه: سعيد بن مسروق الثوري، والأعمش، ومحمد بن سوقة، وفطر بن خليفة، وآخرون. وثقه يحيى بن معين. 4 (مهاجر بن عكرمة د ت س بن عبد الرحمن المخزومي المدني. عن: جابر بن عبد الله،) وعن ابن عمه عبد الله بن أبي بكر. عنه: يحيى بن أبي كثير، وسويد بن حجير. 4 (مهاجر بن عمرو النيال د ت ق عن ابن عمر، وعنه: عثمان بن أبي زرعة الثقفي، وليث) بن أبي سليم، وصفوان بن عمرو الحمصي. (7/263)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 264 له فيمن لبث ثوب شهرة. 4 (مورق العجلي ع) أبو المعتمر، بصري كبير القدر، وأظنه توفي في الطبقة الماضية. روى عن عمر وأبي الدرداء، وأبي ذر، وابن عمر، وجندب، وعبد الله بن جعفر، وجماعة. وعنه: توبة العنبري، وقتادة، وعاصم الأحول، وحميد الطويل، وإسماعيل بن أبي خالد. قال ابن سعيد: كان ثقةً عابداً، توفي في ولاية عمر بن هبيرة على العراق. قال يوسف بن عطية: ثنا معلى بن زياد قال: قال مورق العجلي: ما من أمرٍ يبلغني أحب إلي من موت أحب أهلي إلي، وقال: تعلمت الصمت في عشر سنين وما قلت شيئاً قط إذا غضبت أندم عليه إذا زال غضبي. وقال حماد بن زيد، عن جميل بن مرة قال: كان مورق يجيئنا فيقول: أمسكوا لنا هذه الصرة فإن احتجتم فأنفقوها، فيكون آخر عهده بها. قال جعفر بن سليمان: كان مورق يتجر فيصيب) المال، فلا تأتي عليه جمعة وعنده منه شيء. (7/264)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 265 4 (موسى بن طلحة ع) ابن عبيد الله، أبو عيسى القرشي التيمي المدني نزيل الكوفة. روى عن أبيه: وعثمان، وعلي وأبي ذر، وأبي أيوب، وعائشة، وأبي هريرة. وعنه: ابنه عمران، وحفيده سليمان بن عيسى، وبنو إخوته معاوية، وموسى ابنا إسحاق بن طلحة، وطلحة، وإسحاق ابنا يحيى، وسماك بن حرب، وبيان بن بشر، وعبد الملك بن عمير، وعثمان بن عبد الله بن موهب، وولداه محمد، وعمرو ابنا عثمان، وآخرون. قال أبو حاتم الرازي: هو أفضل ولد طلحة بعد محمد. قلت: ولد لطلحة جماعة أولاد، فأجلهم محمد، وقد قتل مع أبيه يوم الجمل، ثم أفضلهم موسى، ثم عيسى، وقد مر سنة مائة، واخوتهم يحيى وله عدة بنين، ويعقوب كان أحد الأجواد قتل يوم الحرة، وزكريا وهو ابن أم كلثوم بنت الصديق، وإسحاق وله عدة أولاد بالكوفة، وعمران وكان له أولاد انقرضوا. ذكر ذلك ابن سعد بعد ترجمة موسى بن طلحة، ويقال: كان يسمى المهدي. وثقه أحمد العجلي وغيره. (7/265)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 266 وقال الأسود بن شيبان، عن خالد بن سمير قال: لما ظهر المختار الكذاب بالكوفة هرب منه ناس، فقدموا علينا البصرة، فكان منهم وموسى بن طلحة، وكان في زمانه يرون أنه المهدي فغسشيناه، فإذا هو رجل طويل السكوت شديد الكآبة والحزن إلى أن رفع رأسه فقال: والله لأن أعلم أنها فتنة لها انقضاء أحب إلي من كذا وكذا وأعظم الخطر فقال له رجل: يا أبا محمد، وما الذي ترهب أن يكون أعظم من الفتنة قال: الهرج، قالوا: وما الهرج قال: الذي كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثونا القتل القتل حتى تقوم الساعة وهم على ذلك. وروى صالح بن موسى الطلحي، عن عاصم بن أبي النجود قال: فصحاء الناس ثلاثة: موسى بن طلحة التيمي، وقبيصة بن جابر الأسدي، ويحيى بن يعمر، وقال مثل ذلك عبد الملك بن عمير، وعن موسى بن طلة قال: صحبت عثمان رضي الله عنه ثنتي عشرة سنة. وقال ابن موهب: رأيت موسى بن طلحة يخضب بالسواد. وقال عيسى بن عبد الرحمن: رأيت على موسى بن طلحة برنس خز. توفي آخر سنة ثلاثٍ ومائة على الصحيح.) (7/266)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 267 4 (حرف النون)

4 (نافع أبو محمد الغفاري المدني الأقرع روى عن أبي قتادة الحارث ابن ربعي مولاه، وأبي) هريرة. وعنه: الزهري، وسالم أبو النضر، وسعد بن إبراهيم، وصالح بن كيسان، وعمر بن كثير بن أفلح، وسالم بن أبي سالم البراد. وقيل: ولاؤه لعقيله الغفارية. 4 (النضر بن أنس بن مالك ع بن النضر الأنصاري البصري، عن أبيه وابن عباس، وزيد) بن أرقم، وبشير بن نهيك. وعنه: قتادة، وعاصم الأحول، وسعيد بن أبي عروبة، وحرب بن (7/267)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 268 ميمون، وثقه النسائي. 4 (نعيم بن أبي هند الأشجعي الكوفي م ت س ق واسم أبيه النعمان بن أشيم، وهو ابن عم) سالم بن أبي الجعد، وابن عم أبي مالك الأشجعي. ولأبيه صحبة، روى عن: أبيه ونبيط بن شريط، وسويد بن غفلة، وأبي وائل، وربعي بن حراش، وآخرين. وعنه: ابن عمه أبو مالك سعد بن طارق، وسلمة بن نبيط بن شريط، وسليمان التيمي، ومحمد بن جحادة، وشعبة، وشيبان النحوي، وهما آخر من حدث عنه. وثقه النسائي، وقال الفلاس: توفي سنة عشرٍ ومائة. (7/268)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 269 4 (حرف الهاء)

4 (هلال بن سراج الحنفي اليمامي روى عن: أبيه، وأبي هريرة، وعبيد الله بن عمر.) روى عنه: يحيى بن أبي كثير، والدخيل بن إياس، ويحيى بن مطر، وغيرهم. 4 (هلال بن عبد الرحمن بن المصري مولى قريش. عن عبد الله بن عمرو، ومسلمة بن مخلد.) وعنه: حفص بن الوليد، ويزيد بن أبي حبيب، وعبد العزيز بن عبد الملك بن مليل. وفد على عمر بن عبد العزيز، وكذا ابن سراج له وفادة. (7/269)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 270 4 (الهيثم بن الأسود) أبو العريان المذحجي الكوفي أحد المعمرين الشعراء، وله شرف وبلاغة وفصاحة، أدرك علياً رضي الله عنه، وسمع عبد الله بن عمرو، وغزا القسطنطينة سنة ثمانٍ وتسعين مع مسلمة. روى عنه: ابنه العريان، والأعمش، وغيرهما.) وهو صاحب الأبيات المشهورة الرجز في الكبر. قال أحمد العجلي: ثقةٌ من خيار التابعين. قال محمد بن زياد بن الأعرابي: قال عبد الملك بن مروان للهيثم بن الأسود: ما مالك قال: الغنى عن الناس والبلغة الجميلة، فقيل له: لم لم تخبره قال: إني إن أخبرته أنني غنيٌ حسدني، وإن أخبرته أنني فقير حقرني. حبان بن علي العنزي، عن عبد الملك بن عمير، عن عمرو بن حريث قال: دخل رجل على الهيثم بن الأسود فقال: كيف تجدك يا أبا العريان قال: أجدني والله قد اسود مني ما أحب أن يبيض، وابيض مني ما أحب أن يسود، واشتد مني ما أحب أن يلين، ولان مني ما أحب أن يشتد، وسأنبئك عن آيات الكبر: (تقارب الخطو وضعفٌ في البصر .......... وقله الطعم إذا الزاد حضر)

(وقلة النوم إذا الليل اعتكر .......... وكثرة النسيان في ما يدكر) (7/270)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 271 (وتركي الحسناء من قبل الطهر .......... والناس يبلون كما تبلى الشجر.)

4 (الهيثم بن مالك الطائي الشامي الأعمى. عن: النعمان بن بشير، وعبد الرحمن بن عائذ،) وغيرهما. وعنه: صفوان بن عمرو، وحريز بن عثمان، ويزيد بن أيهم، وأبو بكر بن أبي مريم، ومعاوية بن صالح الحمصيون. له في الأدب للبخاري. (7/271)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 272 4 (حرف الواو)

4 (وضاح اليمن لقب بالوضاح لحسنه، واسمه عبد الله بن إسماعيل بن عبد كلال، قيل: إنه وفد) على الوليد بن عبد الملك، فأحسن صلته، له حكاية في اعتلال القلوب للخرائطي في محبته لأم البنين، وله أشعارٌ مليحة. (7/272)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 273 4 (حرف الياء)

4 (يحيى بن عبد الرحمن م بن حاطب بن أبي بلتعة اللخمي، أبو محمد المدني، حليف بني) أسد بن عبد العزى، روى عن: أسامة بن زيد، وعائشة، وابن عمر، وعثمان بن عبد الرحمن التيمي.) وعنه: أسامة بن زيد الليثي، وبكير بن الأشج، ومحمد بن عمرو، وهشام بن عروة. وثقه النسائي وغيره، ولد في إمرة عثمان، وتوفي سنة أربعٍ ومائة. 4 (يحيى بن أبي المطاع الأردني ق هو ابن أخت بلال بن رباح، روى عن: العرباض بن) سارية ومعاوية بن أبي سفيان. وعنه: عطاء الخراساني، وعبيد الله بن العلاء بن زبر، والوليد بن سليمان بن أبي السائب. وثقه دحيم. (7/273)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 274 4 (يحيى بن وثاب الأسدي خ م ت س ق) مولاهم قاريء أهل الكوفة. أخذ القراءة عرضاً عن علقمة، والأسود، وعبيدة، ومسروق، وزر، وأبي عمرو الشيباني، وأبي عبد الرحمن السلمي. روى عنه القراءة عرضاً: طلحة بن مصرف، والأعمش، وأبو حصين، وحمران بن أعين. قاله أبو عمرو الداني. وقال محمد بن جرير الطبري: كان مقريء أهل الكوفة في زمانه. قال الأعمش: كان يحيى بن وثاب لا يقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم، في عرض ولا في غيره، وقال أبو بكر بن عياش: كنت إذا قرأت على عاصم قال: اقرأ قراءة يحيى بن وثاب، فإنه قرأ على عبيد بن نضيلة كل يومٍ آية. وروى يحيى بن عيسى، عن الأعمش قال: كان يحيى بن وثاب من أحسن الناس قراءةً، وكان إذا قرأ لم تحس في المسجد حركةً، كأن ليس في المسجد أحد. وقال: عبيد الله بن موسى: كان الأعمش يقول: يحيى بن وثاب أقرأ من بال على التراب. وعن غير واحد قالوا: قرأ يحيى بن وثاب على عبيد بن نضيلة. وقال أحمد بن جبير الأنطاكي: ثنا الكسائي ثنا زائدة قال: قلت للأعمش: على من قرأ يحيى قال: على علقمة، والأسود، ومسروق. (7/274)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 275 وقال يحيى بن آدم: حدثني حسن بن صالح، قال: قرأ يحيى على علقمة، وقرأ علقمة على ابن مسعود. قلت: وحدث عن ابن عباس، وابن عمر، ومسروق، وأبي عبد الرحمن السلمي. وعنه: الأعمش، وعاصم بن أبي النجود، وأبو العميس، وأبو حصين عثمان بن عاصم وآخرون، وكان من جلة العلماء، له قدر وفضل وعبادة، قال الأعمش: كنت إذا رأيت يحيى بن وثاب) قلت: هذا قد وقف للحساب، وإذا كان في الصلاة كأنما يخاطب رجلاً. وقال محمد بن سعد: كان ثقةً قليل الحديث، صاحب قرآن. توفي بالكوفة سنة ثلاثٍ ومائة. 4 (يزيد بن الأصم م) أبو عوف العامري البكائي الكوفي، نزيل الرقة. روى عن: خالته أم المؤمنين ميمونة، وعن ابن خالته عبد الله بن عباس، وأبي هريرة ومعاوية. وعنه: ابنا أخيه عبد الله، وعبيد الله ابنا عبد الله، والزهري، وجعفر بن برقان، وأبو إسحاق الشيباني سليمان، وكان ثقةً إماماً، كثير الحديث، وأمه هي برزة بنت الحارث الهلالية. (7/275)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 276 عن عبيد الله بن عبد الله بن الأصم، عن عمه قال: دخلت على خالتي ميمونة، فوقفت في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أصلي فبينا أنا كذلك، إذ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستحيت خالتي، لوقوفي في مسجده، فقالت: يا رسول الله، ألا ترى إلى هذا الغلام وريائه، فقال: دعيه، فلأن يرائي بالخير، خير من أن يرائي بالشر. هذه حديث منكر لا يصح بوجهٍ. وقد أخرج ابن مندة يزيد في الصحابة معتمداً على هذا الخبر الساقط، وقال: اسم الأصم عمرو، وقيل يزيد بن عبد عمرو. توفي يزيد بن الأصم سنة ثلاثٍ ومائة. قاله الواقدي وأبو عبيدة. وقال خليفة: سنة أربعٍ. 4 (يزيد بن حصين بن نمير السكوني الحمصي، من أشراف العرب.) سمع: أباه، وروى عن معاذ بن جبل. وكان من أمراء مروان بن الحكم وبنيه. حكى عنه علاء بن رباح، وغير واحد. توفي سنة ثلاثٍ ومائة. 4 (يزيد بن الحكم) ابن أبي العاص الثقفي البصري الشاعر، له نظم فائق وشعر سائر. مدح سليمان بن عبد الملك وغيره، وروى عن عمه عثمان بن أبي العاص. وعنه: معاوية بن قرة، وعبد الرحمن بن إسحاق القرشي. وقد ولاه (7/276)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 277 الحجاج لشرفه وقرابته منه مملكة فارس، فلما دخل ليودعه أنشد أبياتاً يفتخر فيها، منها:) (وأبي الذي سلب ابن كسرى رايةً .......... بيضاء تخفق كالعقاب الطائر) فغضب الحجاج من فخره وعزله، فهجاه، ولحق بسليمان بن عبد الملك، فقال له سليمان: كم كان الحجاج جعل لك على ولاية فارس قال: عشرين ألفاً، قال: هي لك ما عشت. ومن شعره: (شربت الصبا والجهل بالحلم والتقى .......... وراجعت عقلي والحليم يراجع)

(أبى الشيب والإسلام أن أتبع الهوى .......... وفي الشيب والإسلام للمرء وازع)

4 (يزيد بن حبان التيمي الكوفي م د ت ن عن زيد بن أرقم وغيره.) وعنه: ابن أخيه أبو حيان يحيى بن سعيد التيمي، وسعيد بن مسروق، وفطر بن خليفة. وثقه النسائي. 4 (يزيد بن شريح الحضرمي الحمصي د ت ق عن عائشة، وثوبان وأبي أمامة وكعب، وأبي) حي المؤذن شداد بن حي. وعنه: حبيب بن صالح، ويحيى بن جابر الطائي، وثور بن يزيد، ومحمد بن الوليد الزبيدي، وآخرون. (7/277)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 278 قال الدارقطني: يعتبر به. 4 (يزيد بن صهيب الفقير سوى ت أبو عثمان الكوفي. روى عن ابن عمر، وأبي سعيد،) وجابر بن عبد الله. وعنه: جعفر بن برقان، وأبو حنيفة، ومسعر، وآخرون قال أبو حاتم وغيره: صدوق. 4 (يزيد بن عبد الله بن الشخير ع أبو العلاء العامري البصري، أحد الأئمة، عن: أبيه، وأخيه) مطرف، وعمران بن حصين، وعائشة، وعثمان بن أبي العاص، وأبي هريرة، وعياض بن حماد وطائفة. وعنه: قتادة، والجريري، والحذاء، وسليمان التيمي، وكهمس، وقرة بن خالد، وكان يقول: أنا أكبر من الحسن بعشر سنين، وكان ثقةً فاضلاً، ورد أنه كان يقرأ في المصحف حتى يغشى عليه. توفي سنة ثمانٍ ومائة، وقيل: سنة إحدى عشرة. (7/278)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 279 4 (يزيد بن عبد الملك) ) ابن مروان بن الحكم أمير المؤمنين، أبو خالد الأموي الدمشقي، ولي الخلافة بعد عمر بن عبد العزيز بعهدٍ من أخيه سليمان، معقود في تولية عمر بن عبد العزيز كما ذكرنا، وأمه عاتكة بنت يزيد بن معاوية. ولد سنة إحدى أو اثنتين وسبعين. قال سعيد بن عفير: كان جسيماً أبيض مدور الوجه أفقم لم يشب. قال عبد العزيز، عن ابن جابر: بينا نحن عند مكحول، إذ أقبل يزيد بن عبد الملك، فهممنا أن نوسع له، فقال مكحول: دعوه يجلس حيث انتهى به المجلس، يتعلم التواضع. أبو ضمرة، عن محمد بن موسى بن عبد الله بن بشار قال: إني لجالس في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وقد حج يزيد بن عبد الملك قبل أن يكون خليفةً، فجلس مع المقبري، وابن أبي الغياث، إذ جاء أبو عبد الله القراظ، فوقف عليه فقال: أنت يزيد بن عبد الملك فالتفت يزيد إلى الشيخين فقال: أمجنونٌ هذا فذكروا له فضله وصلاحه وقالوا: هذا أبو عبد الله القراظ صاحب أبي هريرة، حتى رق له ولان، فقال: نعم أنا يزيد، فقال له: ما أجملك، إنك تشبه أباك إن وليت من أمر الناس شيئاً، فاستوص بأهل المدينة خيراً، فأشهد على أبي هريرة لحدثني عن حبه وحبي صاحب هذا البيت وأشار إلى الحجرة أنه صلى الله عليه وسلم خرج إلى ناحية من المدينة، يقال لها بيوت السقيا، وخرجت معه، فاستقبل القبلة ورفع يديه فقال: إن إبراهيم (7/279)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 280 خليلك دعاك لأهل مكة، وأنا نبيك ورسولك أدعوك لأهل المدينة، اللهم بارك لهم في مدهم وصاعهم وقليلهم وكثيرهم، ضعفي ما باركت لأهل مكة، اللهم ارزقهم من ها هنا وها هنا وأشار إلى نواحي الأرض كلها اللهم من أرادهم بسوءٍ فأذبه كما يذوب الملح في الماء. ثم التفت إلى الشيخين فقال: ما تقولان قالا: حديثٌ معروفٌ مرويٌ، وقد سمعنا أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أخاف أهل المدينة فقد أخاف ما بين هذين. وأشار كل واحدٍ منهما إلى قلبه، رواه ابن أبي خيثمة في تاريخه عن الحزامي عنه. قال ابن وهب: ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال:: لما توفي عمر بن عبد العزيز وولي يزيد قال: سيروا بسيرة عمر بن عبد العزيز، قال: فأتى بأربعين شيخاً فشهدوا له: ما على الخلفاء حساب ولا عذاب. وقال روح بن عباد: ثنا حجاج بن حسان التيمي، ثنا سليم بن بشير قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى يزيد بن عبد الملك حين احتضر: سلامٌ عليك، أما بعد فإني لا أرى إلا ملماً بي، فالله، الله، في أمة محمدٍ فإنك تدع الدنيا لمن لا يحمدك، وتفضي إلى من) لا يعذرك، والسلام. قال الزبير بن بكار: ثنا هارون الفروي، حدثني موسى بن جعفر بن كثير، وابن الماجشون قالا: لما مات عمر بن عبد العزيز قال يزيد: والله ما عمر بأحوج إلى الله مني، فأقام أربعين يوماً يسيرة بسيرة عمر، فقالت حبابة لخصي له كان صاحب أمره: ويحك قربني منه حيث يسمع كلامي، ولك عشرة آلاف درهم، ففعل، فلما مر يزيد بها قالت: (بكيت الصبا جهداُ فمن شاء لامني .......... ومن شاء آسى في البكاء وأسعدا) (7/280)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 281 (ألا لا تلمه اليوم أن يتبلدا .......... فقد منع المحزون أن يتجلدا) والشعر للأحوص، فلما سمعها قال: ويحك قل لصاحب الشرط يصلي بالناس. وقال يوماً: والله إني لأشتهي أن أخلوا بها فلا أرى غيرها، فأمر ببستانٍ له فهيء، وأمر حاجبه أن لا يعلمه بأحدٍ، قال: فبينما هو معها أسر شيء بها، إذا حذفها بحبة رمانٍ أو بعنبة، وهي تضحك، فوقعت في فيها، فشرقت فماتت، فأقامت عنده في البيت حتى جيفت أو كادت، واغتم لها، وأقام أياماً، ثم إنه خرج إلى قبرها فقال: (فإن تسل عنك النفس أو تدع البكا .......... فباليأس أسلو عنك لا بالتجلد)

(وكل خليلٍ زارني فهو قائل .......... من أجلك هذا هامة اليوم أو غد) ثم رجع، فما خرج من منزله إلا على النعش، قال الهيثم بن عمران العبسي: مات يزيد بن عبد الملك بسواد الأردن، مرض بطرفٍ من السل. وقال أبو مسهر: مات يزيد بأربد، وقال غير واحد: مات لخمسٍ بقين من شعبان سنة خمسٍ ومائة، وكانت خلافته أربع سنين وشهراً. يزيد بن مرثد الهمداني الصنعاني الدمشقي، أرسل عن: معاذ وأبي ذر، وأدرك عبادة بن الصامت، وشداد بن أوس، وعنه خالد بن (7/281)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 282 معدان، والوضين بن عطاء، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وكان خاشعاً بكاءً عابداً عالماً، وهو الذي يقول: والله لو أن تواعدني إن أنا عصيته أن يسجنني في الحمام لكان حرياً أن لا تنقطع دموع عيني. وقيل: إنه طلب للقضاء، فقعد يأكل في الطريق، فتخلص بذلك، ورغبوا عنه. وقد أرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: العنكبوت شيطانٌ فاقتلوه. 4 (يزيد بن أبي مسلم أبو العلاء الثقفي، مولاهم الأمير، كاتب الحجاج ووزيره وخليفته بعد موته) ) على العراق، أقره الوليد على إمرة العراق أربعة أشهرٍ، ومات الوليد، فعزله سليمان، وكان رأساً في الكتابة، فهم سليمان أن يجعله كاتبه، فقال عمر: نشدتك الله يا أمير المؤمنين أن تحيي ذكر الحجاج، قال: إني قد كشفت عليه فلم أجد عليه خيانةً، فقال عمر بن عبد العزيز: إبليس أعف منه في الدينار والدرهم، وقد أهلك الخلق، فترك ذلك، ثم ولاه إفريقية، فبقي على المغرب سنةً، وفتكوا به، لأنه أساء السيرة وظلم وفي المغاربة زعارةٌ ويبس فقتلوه وأراح الله منه في سنة اثنتين ومائة. وكان قصيراً قبيح الوجه، ذا بطنٍ، ثم ولوا عليهم محمد بن يزيد مولى الأنصار، وقد ذكرناه. 4 (يزيد بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي الأمير، قتل في صفر سنة (7/282)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 283 اثنتين ومائة كما مر في) ترجمة عدي بن أرطأة. وكان شريفاً جواداً بطلاً شجاعاً من جلة أمراء زمانه، ولكنه تحرك بحركةٍ ناقصة أفضت إلى استئصال شأفة أهل بيته، وقد تقدم بعض ذلك في الحوادث، والله أعلم. 4 (يزيد بن نمران الدمشقي ويقال يزيد بن غزوان المذحجي. روى عن: عمر، وأبي الدرداء،) وعنه: مولاه سعيد، وإسماعيل بن عبيد الله، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وقد شهد مرج راهط مع مروان. (7/283)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 284 4 (الكنى)

4 (أبو الأشعث الصنعاني الدمشقي م أصح ما قيل إنه اسمه شراحيل ابن آذة. تقدم.)

4 (أبو بردة بن أبي موسى الأشعري ع) الفقيه، قاضي الكوفة. روى عن: أبيه، وعلي بن أبي طالب، والزبير بن العوام، وحذيفة، وعبد الله بن سلام، وأبي هريرة، وغيرهم. (7/284)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 285 وعنه: حفيده يزيد بن عبد الله، بن أبي بردة، وابنه بلال، وبكير بن عبد الله الأشج، وثابت البناني، وقتادة، وأبو إسحاق الشيباني، وخلق كثير. وكان إماماً ثقةً واسع العلم، قيل اسمه عامر بن عبد الله بن قيس بن حضار، ولي قضاء الكوفة بعد شريح مدةً، ثم عزله الحجاج وولى أخاه أبا بكر. قال الروياني: ثمنا أحمد بن أخي ابن وهب، ثنا عمي، ثنا عبد الله بن عياش، عن أبيه، أن يزيد بن المهلب ولي خراسان فقال: دلوني على رجلٍ كاملٍ بخصال الخير، فدل على أبي بردة بن أبي موسى، فلما رآه رأى رجلاً فائقاً،) فلما كلمه رأى من مخبرته أفضل من مرآته فقال له: إني وليتك كذا وكذا من عملي، فاستعفاه، فأبى، فقال: حدثني أبي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من تولى عملاً وهو يعلم أنه ليس له بأهلٍ، فليبيتوا مقعده من النار. وروى سعيد بن أبي بردة، عن أبيه قال: أرسلني أبي إلى عبد الله بن سلام أتعلم منه. قال أبو نعيم: توفي سنة أربعٍ ومائة. وقال الواقدي: توفي سنة ثلاثٍ ومائة. 4 (أبو بكر بن أنس بن مالك الأنصاري م سمع أباه، وعتبان بن مالك، ومحمود بن الربيع،) وعنه قتادة، وعلي بن زيد بن جدعان، ويونس ابن عبيد، وثقه أحمد العجلي. 4 (أبو بكر بن أبي موسى الأشعري ع الكوفي. عن: أبي (7/285)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 286 هريرة، وأبيه أبي موسى، وابن) عباس، وجابر بن سمرة. وعنه: أبو عمران الجوني، وأبو حمزة الضبعي، وحجاج بن أرطأة، ويونس بن أبي إسحاق، وآخرون، وكان كوفياً عثمانياً ولي قضاء الكوفة في زمن الحجاج. 4 (أبو بكر بن عمارة م د ت بن رؤيبة الثقفي البصري. روى عن: أبيه. وعنه إسماعيل بن) أبي خالد، وعبد الملك بن عمير، ومسعر بن كدام. 4 (أبو بكر أخو عبد الله خ بن عبيد الله بن أبي مليكة التيمي المكي، عن: عائشة، وعثنمان) بن عبد الرحمن التيمي، وعبيد بن عمير، وعنه: ابنه عبد الرحمن بن أبي بكر، وهشام بن عروة، وابن جريج، وغيرهم. خرج له البخاري مقروناً بغيره، وما علمت به بأساً. 4 (أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم في الطبقة الآتية.)

4 (أبو حاجب هو سوادة بن عاصم العنزي، من رجال السنن.)

4 (أبو حرب بن أبي ألسود الدؤلي م د ت ق عن أبيه، (7/286)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 287 وعبد الله بن عمرو بن العاص،) وزاذان. وعنه: قتادة، وداود بن أبي هند، وابن جريج، وأبو اليقظان عثمان بن عمير، وهو بصري مشهور صدوق، له أحاديث. وقد قرأ القرآن على والده، قرأ عليه حمران بن أعين، وغيره. 4 (أبو رجاء العطاري ع) وهو عمران بن مليحان، وقيل ابن تيم. مخضرم أدرك الجاهلية، أسلم بعد الفتح، ولم ير النبي صلى الله عليه وسلم، أخرجه ابن عبد البر في كتاب الصحابة. وقيل: إنه رأى أبا بكر) الصديق. حدث عن: عمر، وعلي، وعمران بن حصين، وابن عباس، وسمرة، وتلقن القرآن من أبي موسى الأشعري، وعرضه على ابن عباس، وكان تلاّءً لكتاب الله. قرأ عليه: أبو الأشهب العطاردي وغيره، وحدث عنه أيوب السختياني، وابن عون، وعوف الأعرابي، وسعيد بن أبي عروبة، وسلم بن زرير، وصخر ابن جويرية، ومهدي بن ميمون، وخلق كثير. سمعه جرير بن حازم يقول: (7/287)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 288 بلغنا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن على ماءٍ لنا، فانطلقنا نحو الشجرة هاربين بعيالنا، فبينا أنا أسوق بالقوم، إذ وجدت كراع ظبيٍ طريٍ فأخذته فأتيت المرأة فقلت: هل عندك شعير فقالت: قد كان في وعاءٍ لنا عام أول شيء من شعير، فما أدري بقي منه شيء أم لا، فأخذته فنفضته، فاستخرجت منه ملء كفٍ من شعير، فرضخته بين حجرين، ثمك ألقيته والكراع في برمة، ثم قمت على بعيرٍ ففصدته إناءً من دمٍ، ثم أوقدت تحته، ثم أخذت عوداً، فلبكته به لبكاً شديداً حتى أنضجته، ثم أكلنا. فقلت له: ما طعم الدم؟ قال: حلو. قال الأصمعي: ثنا أبو عمرو قال: قلت لأبي رجاء: ما تذكر قال: أذكر قتل بسطام، ثم أنشد: (وخز على الألاءة لم يوسد .......... كأن جبينه سيفٌ صقيل) قال الأصمعي: قتل بسطام قبل الإسلام بقليل. أبو يلمة التبوذكي: ثنا أبو الحارث الكرماني ثقة قال: سمعت أبا رجاء يقول: أدركت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا شاب أمرد ولم أر ناساً كانوا أضل من العرب، كانوا يجيئون بالشاة البيضاء فيقيدونها، فيختلسها الذئب، فيأخذون أخرى مكانها فيقيدونها، وإذا رأوا صخرةً حسنة جاؤوا بها وصلوا إليها، فإذا رأوا أحسن منها رموها، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أرعى الإبل على أهلي ن فلما سمعنا بخروجه لحقنا بمسيلمة. وقيل اسم أبي رجاء: عثمان بن تيم، وبنو عطارد بطنٌ من تميم، وبلغنا أن أبا رجاء كان يخضب رأسه دون لحيته. قال ابن الأعرابي: كان أبو رجاء عابداً، كثير الصلاة وتلاوة القرآن، كان يقول: ما آسي على شيءٍ من الدنيا إلا أن أعفر في التراب وجهي كل يومٍ خمس مرات. وقال أبو عمر بن عبد (7/288)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 289 البر: كان أبو رجاء رجلاً فيه غفلة وله عبادة، عمر طويلاً أزيد من مائة وعشرين سنة، ومات سنة خمس ومائة. وقال غيره: مات سنة مائة. وقال غير واحد:) مات سنة سبعٍ ومائة. وقيل: مات سنة ثمانٍ ومائة. وقال ابن عبد البر: ذكر الهيثم بن عدي، عن أبي بكر بن عياش قال: اجتمع في جنازة أبي رجاء: الحسن البصري، والفرزدق، فقال الفرزدق: يا أبا سعيد، يقول الناس: اجتمع في هذه الجنازة خير الناس وشرهم، فقال الحسن: لست بخيرالناس ولست بشرهم، لكن ما أعددت لهذا اليوم يا أبا فراس قال: شهادة أن لا الله لا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، ثم انصرف، فقال: (ألم تر أن الناس مات كبيرهم .......... وقد كان قبل البعث بعث محمد)

(ولم يغن عنه اليوم سبعون حجة .......... وستون لما بات غير موسد)

(إلى حفرةٍ غبراء يكره وردها .......... سوى أنها مثوى وضيعٍ وسيد)

(ولو كان طول العمر يخلد واحداً .......... ويدفع عنه عيب عمر ممرد)

(لكان الذي راحوا به يحملونه .......... مقيماً ولكن ليس حيٌ بمخلد)

(نروح ونغدو والحتوف أمامنا .......... يضعن لنا حتف الردى كل مرصد)

4 (أبو السليل م ضريب بن نقير وقيل ابن نفير بالفاء الجريري البصري. روى عن:) أبي ذر، وأبي هريرة ولم (7/289)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 290 يلقهما وعبد الله بن رباح، وزهدم الجرمي. وعنه سليمان التميم، وسعيد والجريري، وكهمس، وآخرون، وثقوه. 4 (أبو سلام الحبشي، ممطور قد ذكر.)

4 (أبو سلمة بن عبد الرحمن قد توفي سنة أربعٍ ومائة.) وقيل: توفي سنة أربعٍ وتسعين كما أوردناه. 4 (أبو السوار العدوي خ م ن بصريٌ نبيل ن اسمه حسان بن حريث. روى عن عمران بن) حصين، وجندب بن سفيان، وعنه. قتادة، وابن عون، وقرة بن خالد، وثقوه. 4 (أبو صالح السمان ع) ذكوان مولى جويرية الغطفانية، من كبار علماء أهل المدينة، كان يجلب السمن والزيت إلى الكوفة، قيل إنه شهد حصار يوم الدار، وسمع: سعد بن أبي وقاص، وأبا هريرة، وعائشة، وابن عباس، وأبا سعيد، وابن (7/290)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 291 عمر، ومعاوية، وجماعة، وعنه: ابنه سهيل، والأعمش، وسمي، وزيد بن أسلم، وبكير بن الأشج، وعبد الله بن دينار، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وابن شهاب، وخلق.) ذكره أحمد بن حنبل فقال: ثقةٌ ثقة، من أجل الناس وأوثقهم، وقيل كان عظيم اللحية. وقال الميموني: سمعت أبا عبد الله يقول: كانت لأبي صالح لحيةٌ طويلة، فإذا ذكر عثمان بكى، فارتجت لحيته وقال: هاه هاه، وذكر أبو عبد الله من فضله، وقال حفص بن غياث، عن الأعمش: كان أبو صالح مؤذناً فأبطأ الإمام، فأمنا، فكان لا يكاد يجيزها من الرقة والبكاء، وقال أبو حاتم: ثقة، صالح الحديث، يحتج بحديثه. وقيل: إن أبا هريرة كان إذا رآه قال: ما على هذا ألا يكون من بني عبد مناف. وقال أبو خالد الأحمر: سمعت الأعمش يقول: سمعت من أبي صالح السمان ألف حديث. قلت: توفي سنة إحدى ومائة، رحمه الله. 4 (أبو السائب م مولى هشام بن زهرة، مدنيٌ مشهور لم يسم. روى عن: أبي هريرة وأبي) سعيد. وعنه: الزهري، وبكير بن عبد الله بن الأشج، والعلاء بن عبد الرحمن، وشريك بن أبي نمر، ومحمد بن عمرو بن عطاء، وآخرون، وهو ثقةٌ مكثر. 4 (أبو سبرة النخعي الكوفي د ت ق قيل اسمه عبد الله بن عباس. روى عن فروة بن مسيك،) وغيره، وأرسل عن عمر. وعنه: الحسن بن الحكم النخعي، والأعمش، وغيرهما. (7/291)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 292 4 (أبو سعيد مولى عبد الله بن عامر م ت ق بن كريز القرشي المدني. عن أبي هريرة.) وعنه: أسامة بن زيد، وابن عجلان، ودادو بن قيس، وصفوان بن سليم. وثقه ابن حبان. 4 (أبو شيخ الهنائي د ن حيوان، وقيل خيوان المقريء. قال: أتانا كتاب عمر، وقرأ على أبي) موسى الأشعري، وحدث عن ابن عمر، ومعاوية. وعنه: قتادة، ومطر الوراق، ويحيى بن أبي كثير، ويونس بن مهران. قال شباب: وهو بصري، مات بعد المائة. 4 (أبو صادق الأزدي الكوفي ق مسلم بن يزيد، وقيل عبد الله بن ناجذ أخو ربيعة بن ناجذ،) عن ربيعة بن ناجذ، وعن علي، وأبي هريرة مرسلاً، عن عبد الرحمن بن يزيد النخعي، وعنه: الحارث بن حصيرة، والحكم، وسلمة بن كهيل، والقاسم بن الوليد الهمداني، وعثمان بن المغيرة، وجماعة. قال يعقوب بن شيبة: ثقة. وقال أبو حاتم: هو بابة أبي البختري. (7/292)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 293 4 (أبو الصديق الناجي البصري ع بكر بن عمرو، وقيل ابن قيس.) ) سمع: عائشة، وأبا سعيد، وابن عمر، وعنه: الوليد بن مسلم البصري، وقتادة، وزيد العمي، وعامر الأحول، وآخرون، مجمع على ثقته. 4 (أبو الطفيل: قد ذكر.)

4 (أبو العالية البصري خ م البراء، قيل اسمه زياد، وقيل: كلثوم. حدث عن: ابن عباس،) وابن عمر، وعبد الله بن الصامت، وعنه: أيوب السختياني، ومطر الوراق، ويونس بن عبيد، وسعيد بن أبي عروبة. وثقه أبو زرعة الرازي. 4 (أبو عبد الله القراظ دينار قد تقدم.)

4 (أبو العلاء بن الشخير ع) هو يزيد بن عبد الله بن الشخير العامري البصري، أخو مطرف. روى (7/293)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 294 عن أبيه: وأخيه، وعمران بن حصين، وعثمان بن أبي العاص، وعائشة، وأبي هريرة، وعياض بن حماد، وأحنف بن قيس. وعنه: قتادة، والجريري، وخالد الحذاء، وسليمان التيمي، وكهمس بن الحسن، وقرة بن خالد، وآخرون. وكان أحد العلماء الأثبات، ذكر أنه أكبر من الحسن بعشر سنين، فلعله ولد في خلافة الصديق، قال أبو هلال: ثنا أبو صالح العقيلي قال: كان يزيد بن الشخير يقرأ في المصحف حتى يغشى عليه. وقال أبو خلدة: رأيت أبا العلاء يصفر لحيته. وعن ثابت البناني قال: كان الحسن في مجلس، قفقيل لأبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير: تكلم، فقال: أو هناك أنا، ثم ذكر الكلام ومؤنته وتبعته. توفي أبو العلاء يزيد سنة ثمانٍ ومائة، وقيل سنة إحدى عشرة. 4 (أبو علقمة م مولى بني هاشم، سكن مصر، وحدث عن: عثمان، وابن مسعود، وأبي) هريرة، وأبي سعيد الخدري، وغيرهم. وعنه: أبو الخليل صالح بن أبي مريم، وأبو الزبير المكي، ويعلى بن عطاء، وعبد الرحمن بن زياد الإفريقي، وغيرهم. قال أبو حاتم الرازي: أحاديثه صحاح. وقال أبو سعيد بن يونس: أبو علقمة الفارسي مولى لابن عباس، ولي قضاء إفريقية، وكان أحد الفقهاء.) 4 (أبو قتادة العدوي اسمه تميم، قد ذكر.) (7/294)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 295 4 (أبو قلابة ع) هو عبد الله بن زيد الجرمي البصري، أحد أعلام التابعين، روى عن عائشة، وابن عمر، ومالك بن الحويرث، وعمرو بن سلمة، وسمرة بن جندب، والنعمان بن بشير، وثابت بن الضحاك، وأنس بن مالك، وأنس بن مالك الكعبي، وأبي إدريس الخولاني، وزهدم الجرمي، وخالد بن اللجلاج، وأبي أسماء الرحبي، وعبد الله بن يزيد رضيع عائشة وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وقبيصة بن ذؤيب، وقبيصة بن مخارق، وأبي المليح الهذلي، وابي الأشعث الصنعاني، وخلق. وعنه: قتادة، وأيوب، ويحيى بن أبي كثير، وخالد الحذاء، وحميد الطويل، وعاصم الأحول، وداود بن أبي هند، وحسان بن عطية، وآخرون. وروايته عن عائشة مرسلة، وقد أخرجها مسلم والنسائي. وروى عن حذيفة، وأخرج ذلك أبو داود، وهو مرسل أيضاً. قال عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وغيره: قيل لعبد الملك بن مروان: (7/295)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 296 هذا أبو قلابة قدم، قال: ما أقدمه قال: متعوذاً من الحجاج، أراده على القضاء، فكتب له إلى الحجاج بالوصاة، فقال أبو قلابة: لن أخرج من الشام. قال ابن سعد: ثقة كثير الحديث، ديوانه بالشام، قال سليمان بن داود الخولاني: قلت لأبي قلابة ما هذه الصلاة التي يصليها أميرالمؤمنين عمر بن عبد العزيز فقال: حدثني عشرةٌ من أفضل من أدركت من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقراءته وركوعه وسجوه. قال مالك بن أنس: مات أبو قلابة، فبلغني أنه ترك حمل بغلٍ كتباً. وقال أيوب، عن أبي رجاء مولى أبي قلابة، إن عنبسة بن أبي سعيد قال لأبي قلابة: لا يزال هذا الجند بخير ما أبقاك الله بين أظهرهم. قال ابن عيينة: ذكر أيوب أبا قلابة فقال: كان والله من الفقهاء ذوي الألباب. وقال أبو حاتم الرازي: لا يعرف لأبي قلابة تدليس. ويروى أن أبا قلابة خرج حاجاً، فتقدم أصحابه في يومٍ صائفٍ وهو صائم، فأصابه عطشٌ شديد، فقال: اللهم إنك قادرٌ على أن تذهب عطشي من غير فطر، فأظلته سحابةٌ فأمطرت عليه، حتى بلت ثوبيه، وذهب عنه العطش.) وقال خالد الحذاء: كنا نأتي أبا قلابة، فإذا حدثنا بثلاثة أحاديث قال: قد أكثرت. قال أيوب السختياني: لم يكن ها هنا أعلم بالقضاء من أبي قلابة، لا أدري ما محمد. وقال: لما مات عبد الرحمن بن أذينة القاضي ذكر أبو قلابة (7/296)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 297 للقضاء، فهرب حتى أتى اليمامة، فلقيته بعد فقلت له في ذلك ! فقال: ما وجدت مثل القاضي العالم إلا مثل رجلٍ وقع في بحرٍ فكما عسى أن يسبح حتى يغرق. قال أيوب: كان يراد على القضاء، فيفر، مرةً إلى الشام، ومرةً إلى اليمامة، وكان إذا قدم البصرة كان يختفي. عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب، عن أبي قلابة قال: لا تجالسوا أهل الأهواء، فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم أو يلبسوا عليكم بعض ما تعرفون، وقال صالح بن رستم: قال أبو قلابة لأيوب: يا أيوب، إذا أحدث الله لك علماً فأحدث له عبادة، ولا يكن همك أن تحدث به الناس. أيوب قال: مرض أبو قلابة، فعاده عمر بن عبد العزيز وقال: تشدد يا أبا قلابة، لا يشمت بنا المنافقون. قال حماد بن زيد: مرض أبو قلابة بالشام، فأوصى بكتبه لأيوب وقال: إن كان حياً وإلا فأحرقوها فأرسل أيوب فجيء بها عدل راحلة. شبابة: ثنا عقبة بن أبي الصهباء، عن أبي قلابة أنه كان يخضب بالسواد. قال علي بن أبي حملة: قدم علينا مسلم بن يسار دمشق، فقلنا له: لو علم الله أن بالعراق من هو أفضل منك لجاءنا به، فقال: كيف لو رأيتم أبا قلابة فما لبثنا أن قدم علينا أبو قلابة، وقال أيوب: رآني أبو قلابة وقد (7/297)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 298 اشتريت تمراً رديئاً، فقال: ما علمت أن الله قد نزع من كل ردئ بركته وعن أبي قلابة قال: ليس شيءٌ أطيب من الروح، ما انتزع من شيءٍ إلا أنتن، وعن أبي قلابة قال: إذا حدثت الرجل بالسنة فقال: دعنا من هذا وهات كتاب الله، فاعلم أنه ضال. قلت: وإذا رأيت المتكلم يقول: دعنا من الكتاب والسنة، وهات ما دل علي العقل، فاعلم أنه أبا جهل، وإذا رأيت العارف يقول: دعنا من الكتاب والسنة والعقل، وهات ما دل عليه الذوق والوجد، فاعلم أنه شرٌ من إبليس، وأنه ذو اتحاد وتلبيس. قال ابن الأعرابي: يقال: رجل قلابة، إذا كان أحمر الوجه. وقيل: إن أبا قلابة كان يسكن دارياً. قال خليفة: توفي سنة أربعٍ ومائة. وقال الواقدي: سنة أربعٍ أو خمسٍ ومائة، وقال المدائنيّ:) سنة ستٍّ أو سبعٍ ومائة، رحمه الله. 4 (أبو المتوكّل النّاجي البصريّ ع اسمه علي بن دؤاد، حدّث عن عائشة، وأبي هريرة، وابن) عبّاس، وأبي سعيد الخدريّ، وجابر بن عبد الله. (7/298)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 299 وعنه: قتادة، وحميد، وخالد الحذّاء، وإسماعيل بن مسلم العبدي، وعليّ بن عليّ الرفاعي، وأبو عقيل بشير بن عقبة، وكان ثقةً نبيلاً من جلّة التّابعين. توفّي سنة اثنتين ومائة. 4 (أبو مجلز ع) هو لاحق بن حميد بن سعيد السّدوسي البصري الأعور، سمع: جندب ابن عبد الله العجلي، ومعاوية، وابن عبّاس، وسمرة بن جندب، وأنس بن مالك، وأرسل عن عمر، وحذيفة، والكبار، وعنه أيّوب السّختياني، وعاصم الأحول، وحبيب بن الشّهيد، وهاشم بن حسّان، وأبو هاشم الرمّاني يحيى بن دينار، وآخرون. وقد دخل خراسان صحبة أميرها قتيبة بن مسلم، وكان أحد علماء زمانه. قال شعبة: لم يسمع أبو مجلز من حذيفة. وقال هشام بن حسّان: كان أبو مجلز قصيراً قليلاً، فإذا تكلّم كان من الرجال. وقال أبو داود الطّيالسيّ: ثنا شعبة قال: هذا أبو مجلز تجيئنا عنه أحاديث كأنه شيعيّ، وتجيئنا عنه أحاديث كأنه عثمانيّ. وروى عمران بن حدير، عن أبي مجلز قال: شهدت بشهادةٍ عند زرارة (7/299)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 300 ابن أوفى وحدي، فقضى بها وبئس ما صنع. 4 (أبو مصبح المقرائيّ د الأوزاعيّ الحمصي. عن: ثوبان، وشدّاد ابن أوس، وجابر، وكعب) الأحبار، وواثلة، وطائفة، وعنه صبيح بن محرز، وحريز بن عثمان، والأوزاعيّ وجماعة، وثّقه أبو زرعة وغيره. 4 (أبو مرزوق التّجيبي د ق مولاهم البصريّ، حبيب بن الشهيد. عن: حنش الصّنعانيّ،) ومغيرة بن أبي بردة. وعنه: يزيد بن أبي حبيب، وجعفر بن ربيعة، وكان أحد الفقهاء، نزل إفريقية فانتفعوا به. توفّي سنة تسعٍ ومائة. 4 (أبو المليح الهذلي ع ورّخه خليفة سنة ثمانٍ ومائة، وسيأتي.)

4 (أبو المنيب الحرشي الدمشقي د الأحدب. أرسل عن معاذ، وأبي هريرة، وجماعة، روى) ) عن ابن عمر، وغيره، وعنه: حسّان بن عطيّة، وعاصم الأحول، وثور بن يزيد، وطائفة. وثّقه أحمد العجلي وغيره، وهو قليل الحديث. (7/300)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 301 4 (أبو نضرة العبدي م المنذر بن مالك بن قطعة العوقي، والعوقة بطن من عبد القيس،) بصريٌّ كبير أدرك طلحة أحد العشرة، وروى عن: عليّ، وأبي موسى، وابن عباس، وعمران بن حصين، وأبي هريرة، وأبي سعيد، وخلق. وعنه: قتادة، والجريري، وسليمان التّيمي، وداود بن أبي هند، وكهمس بن الحسن، وأبو الأشهب العطارديّ، وابن أبي عروبة، وعبد الله بن شوذب، والقاسم بن الفضل الحدانيّ، وآخرون. وثّقة ابن معين، وأبو زرعة. وقال ابن سعد: ثقة، وليس كل أحدٍ يحتج به. قلت: توفّي سنة ثمانٍ ومائة. 4 (أبو نهيك الأزدي د الفراهيدي البصري، صاحب القراءآت. يقال اسمه عثمان بن نهيك.) روى عن: أبي زيد الأنصاري، وابن عباس، وعنه: قتادة، وزيادة بن سعد، وحسين بن واقد، وآخرون، وحدّث بمرو. (7/301)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 302 4 (أبو يزيد المديني خ ن حدّث بالبصرة عن أبي هريرة، وأمّ أيمن مرسلاً، وأسماء بنت) عميس، وروى عن عكرمة، وذكوان مولى عائشة، وهما من طبقته. وعنه: أيّوب السّختياني، وابن أبي عروبة، وجرير بن حازم، ومبارك بن فضالة. وثّقه ابن معين، الله سبحانه وتعالى أعلم. تمت الطبقة الحادية عشرة، والحمد لله. (7/302)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 303 5 (الطبقة الثانية عشرة)

1 (الحوادث من إلى)

4 (حوادث سنة إحدى عشرة ومائة) فيها توفّي: عطيّة العوفي، والقاسم بن مخيمرة في قول، ويزيد بن الشّخّير في قول. وفيها قال خليفة: عزل مسلمة بن عبد الملك عن أرمينية وأذربيجان، وأعيد الجرّاح بن عبد الله الحكميّ فسار إلى تفليس، وأغار على مدينة البيضاء التي للخزر فافتتحها ورجع، فجمعت الخزر جموعاً عظيمةً كثيرة مع ابن خاقان، فدخلوا أرمينية وحاصروا أردبيل. وفيها أغزى الأمير عبيدة الذّكواني من إفريقية مستنير بن الحارث في البحر، وفي مائةٍ وثمانين مركباً، وهجم الشتاء فقفل، وجاءت ريحٌ مزعجةٌ، فغرّقت عامّة تلك المراكب ومن فيها، فلم يسلم منها إلاّ سبعة عشر مركباً، فما شاء الله كان. (7/303)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 304 4 (حوادث سنة اثنتي عشرة ومائة) فيها توفي: رجاء بن حيوة، وشهر بن حوشب، في قول الواقدي، وابن سعد، وقال يحيى بن بكير: سنة إحدى عشرة، وقد مرّ سنة مائة. وقد قال شعبة: لقيت شهراً، فلم أعتدّ به. وفيها توفي: طلحة بن مصرّف، وعبد الرحمن بن أبي سعيد الخردي، وأبو عبد ربّ الدمشقيّ الزّاهد، والقاسم أبو عبد الرحمن الشامي، وأبو المليح الهذلي. وفيها زحف الجرّاح بن عبد الله الحكمي بالمسلمين من برذعة إلى ابن خاقان ليدفعه عن أردبيل، فالتقى الجمعان وعظم القتال، واشتدّ البلاء وانكسر المسلمون، وقتل خلقٌ منهم الجرّاح وكان أحد الأبطال رحمه الله، وغلبت الخزر، لعنهم الله، على أذربيجان، وبلغت خيولهم إلى الموصل، وحصل وهنٌ عظيمٌ على الإسلام لم يعهد. وفيها غزا المسلمون مدينة فرغانة، وعليهم أشرس بن عبد الله السّلمي، فالتقاهم الترك وأحاطوا بالمسلمين، وبلغ الخبر هشام بن عبد (7/304)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 305 الملك، فبادر بتوليه جنيد بن عبد الرحمن المرّي على بلاد ما وراء النهر، ليحفظ ذلك الثّغر. وفيها أخذت الخزر أردبيل بالسيف، واستباحوها، فإنا لله وإنّا إليه راجعون، ثم وجّه هشام بن عبد الملك على أذربيجان سعيد بن عمير الحرشي فساق وبيّت الخزر، واستنقذ منهم بعض السّبي، ثم ركب في البحر وكسر طاغية الخزر، وقتل خلقٌ من الخزر ونزل النّصر.) وقال ابن الكلبيّ: خرج مسلمة بن عبد الملك في طلب التّرك، وذلك في البرد والثلج، فسار حتى جاوز الباب، وخلّف الحارث بن عمرو الطائي فب بنيان الباب وتحصينه وإحكامه، وبثّ سراياه، وافتتح حصوناً، فحرّق الملاعين أنفسهم في حصونهم عند الغلبة. وفيها كانت غزوة صقليّة، فغنم المسلمون وسبوا. وفيها سار معاوية ولد هشام بن عبد الملك فافتتح خرشنة من ناحية ملطية، والله أعلم. (7/305)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 306 (7/306)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 307 4 (حوادث سنة ثلاث عشرة ومائة) فيها توفي: حرام بن سعد بن محيصة المدني. وراشد بن سعد الحمصي، في قول ابن سعد. وأبو السّفر سعيد بن محمد. وطلحة بن مصرف في أول السنة، أو في آخر الماضية. وعبد الوهاب بن بخت. وعبد الله بن عبيد بن عمير اللّيثي المكّي. وعبد الله أبو محمد البطّال. ومعاوية بن قرّة أبو إياس المزني البصري. ومكحول الدمشقي الفقيه. ويوسف بن ماهك. وفيها غزا الجنيد المرّي ناحية طخارستان، فجاشت التّرك بسمرقند، فالتقاهم الجنيد بقرب سمرقند، فاقتتلوا أشدّ قتال، ثم تحاجزوا، فكتب الجنيد إلى سورة بن أبجر الدّارمي نائبة على سمرقند بالإسراع إليه، فخرج فلقيه التّرك على غرّةٍ، فقتلته في طائفة من جنده، ثم إن الجنيد التقاهم ثانيةً، فهزمهم ودخل سمرقند. (7/307)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 308 وفيها أعيد مسلمة إلى إمرة أذربيجان، فأخذ متولّيها سعيد بن عمرو فسجنه، فجاء أمر هشام بأن يطلقه. وسأل مسلمة أهل حيزان الصّلح فأبوا عليه، فقاتلهم وجدّ في قتالهم، فطلبوا الصّلح والأمان، فحلف لهم ألاّ يقتل منهم رجلاً ولا كلباً، فنزلوا، فقتل الجميع إلاّ رجلاً واحداً وكلباً ورأى أنّ هذا سائغاً له، وأنّ الحرب خدعة. ثم إنّه سار إلى أرض شروان، فسأله ملكها الصّلح، فصالحهم وغوّر في بلادهم، فقصده خاقان، فالتقى الجمعان، واقتتلوا أشدّ قتال، وكان) العدوّ أن يظفروا، فتحيّز مسلمة بالنّاس، ثم التقاهم ثانياً انهزم فيها خاقان. وفيها كانت وقعة عظيمة هائلة بأرض الروم، انكسر فيها المسلمون وتمزّقوا، وكانوا ثمانية آلافٍ، عليهم مالك بن شبيب الباهليّ، وكان قد دخل عليهم في بلاد الروم، فحشدوا له، فاستشهد في هذه الوقعة مالك الأمير، وعبد الوهاب بن بخت، والبطّال الذي تضرب الأمثال بشجاعته. (7/308)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 309 4 (حوادث سنة أربع عشرة ومائوة.) فيها توفي: الحكم بن عتيبة، في قول شعبة. وعطاء بن أبي رباح على الصّحيح. وعلاء بن رباح على الصحيح. وأبو جعفر الباقر على الصحيح. ووهب بن منبّه في أوّل السنة. ويحيى بن ميمون الحضرميّ قاضي مصر. وفي أول السنة عزل هشام أخاه مسلمة عن أذربيجان والجزيرة بابن عمّه مروان بن محمد، فسار مروان بجيشه حتى جاوز نهر الزّمّ، فقتل وسبى، وأغار على الصّقالبة. وفيها غزا الجنيد المرّي بلاد الصّغانيان من التّرك ن فرجع ولم يلق كيداً. قال خليفة بن خياط: وفيها غزا معاوية بن هشام بلاد الروم وأسر المسلمون قسطنطين. (7/309)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 310 وقال غيره: فيها ولّ إمرة المغرب عبيد الله بن الحبحاب السّلولي، فبقي عليها تسع سنين، وكان خبيراً حازماً وشاعراً كاتباً، وهو الذي بنى جامع تونس، وقد ولّي إمرة ديار مصر قبيل هذا، ومنها سار إلى إفريقية، واستخلف على مصر ولده القاسم، واستعمل على مملكة الأندلس عقبة بن حجّاج، وصرف عنبسة. وافتتح في أيامه عدّة فتوحات، وأوطأ البربر، خوفاً وهواناً وذلاًّ، وكان مقدّم جيوشه حبيب بن أبي عبيدة الفهري. (7/310)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 311 4 (حوادث سنة خمس عشرة ومائة) توفي: الحكم بن عتيبة، على الأشهر. والجنيد بن عبد الرحمن المرّي أمير خراسان. وعبد الله بن بريدة بن الحصيب. وعمر بن مروان بن الحكم.) وعمر بن سعيد النّخعيّ الكوفي. وفيها خرج عن الطّاعة الحارث بن سريج، وتغلب على مرو والجوزجان، فحاربه عاصم بن عبد الله، ثم إن الحارث قطع بهم نهر بلخ، فسار في طلبه أمير خارسان أسد بن عبد الله القسري، فالتقوا، فانهزم الحارث ونجا، وأسر أسد عدّةً من أصحابه وبدّع فيهم. (7/311)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 312 4 (حوادث سنة ست عشرة ومائة.) فيها توفي: أبو الحباب سعيد بن يسار. وعدي بن ثابت الوفي. وعمرو بن مرة المرادي الجملي. وعبد الملك بن ميسرة، وعون بن أبي جحيفة. والعيزار بن حريث. والقاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود في قول. ومحارب بن دثار القاضي. وميمون بن مهران الجوزري في قول. وفيها كتب هشام بن عبد الملك إلى ابن الحبحاب السّلولي تقليداً بولاية إفريقية، فخرج عليه عبد الأعلى بن جريج بطنجة، وكان صفريّاً، فالتقى عسكر ابن الحبحاب فهزمهم. وفيها بعث ابن الحبحاب جيشاً إلى بلاد السودان، فغنموا وسبوا. وفيها غزا المسلمون في البحر مما يلي صقلّية، فأصيبوا فلله الأمر. (7/312)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 313 4 (حوادث سنة سبع عشرة ومائة) فيها توفي: سعيد بن يسار، وقد ذكر. وعبد الله بن أبي زكريا الخزاعي. وسكينة بنت الحسين. وشريح بن صفوان بمصر. وعبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة. وعبد الرحنمن بن هرمز الأعرج. وعائشة بنت سعد.) وعمر بن الحكم بن ثوبان. وفاطمة بنت عليّ بن أبي طالب. وقتادة بن دعامة المفسّر، وقيل بعدها. ومحمد بن كعب القرظيّ في قول الواقديّ. وموسى بن وردان القاصّ بمصر. وميمون بن مهران، أو في عام أوّل. وأبو البدّاح بن عاصم المدني. ونافع مولى عبد الله بن عمر العدوي. (7/313)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 314 وفيها جاشت الترك بخراسان ومعهم الحارث بن سريج الخارجيّ، وعليهم الخاقان الكبير، فعاثوا وأفسدوا، ووصلوا إلى بلد مرو الرّوذ، فسار أسدٌ القسريّ فالتقاهم فهزمهم، وكانت وقعةً هائلةً قتل فيها من الترك خلائق. وفيها افتتح مروان بن محمد متولّي أذربيجان ثلاثة حصون، وأسر تومانشاه، وبعث به إلى الخليفة هشام، فمنّ عليه وأعاده إلى مملكته. وفيها غزا ابن الحبحاب أمير المغرب فغنم وسلم. (7/314)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 315 4 (حوادث سنة ثمان عشرة ومائة) فيها توفي: أبو صخرة جامع بن شداد. وحكيم بن عبد الله بن قيس. وأبو عشانة حيّ بن يومن المعافريّ. وعبادة بن نسيّ الكندي. وعبد الله بن عامر مقريء الشام. وعبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرميّ. وعبد الرحمن بن سابط الجمحي. وعثمان بن عبد الله بن سراقة المدني. وعلي بن عبد الله بن عباس الهاشمي. وعمرو بن شعيب السّهمي.) ومعاذ بن عبد الله الجهني. ومعبد بن خالد الجدلي الكوفي. وأبو جعفر محمد بن عليّ الباقر، وفي قول ابن معين. وفيها غزا مروان الحمار ناحية ورتنيس، وظفر بملكهم فقتل وسبى. وغزا معاوية بن هشام بأرض الروم. (7/315)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 316 4 (حوادث سنة تسع عشرة ومائة) فيها توفي: إياس بن سلمة بن الأكوع، وحبيب بن أبي ثابت في قول، وحماد بن أبي سليمان في قول، وسليمان بن موسى الفقيه بدمشق، وقيس بن سعد الفقيه بمكة، ومعاوية بن هشام الأمير بأرض الروم. وفيها غزا مروان بن محمد غزوة السّائحة، فدخل بجيشه في باب الّلان، فلم يزل حتى خرج إلى بلاد الخزر، ومرّ ببلنجر وسمندر، وانتهى إلى البيضاء مدينة الخاقان، فهرب الخاقان. وفيها جهّز أمير إفريقية المغرب جيشاً، عليهم قثم بن عوانة، فأخذوا قلعة سردانية من بلاد المغرب، ورجعوا فغرق قثم بن عوانة هو وجماعة. فيها حجّ بالنّاس مسلمة بن هشام بن عبد الملك. (7/316)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 317 4 (حوادث سنة عشرين ومائة.) فيها توفي: أنس بن سيرين على الصحيح. وأسيد بن عبد الله القسريّ الأمير. والجلاّح أبو كثير القاصّ. والجارود الهذلي. وحماد بن أبي سليمان الفقيه في قول. وأبو معشر زياد بن كليب الكوفي. وعاصم بن عمر بن قتادة الصّفري. وعبد الله بن كثير مقريء أهل مكة. وعبد الرحمن بن مروان الأودي. وعدي بن عدي بن عميرة الكندي.) وعلقمة بن مرثد الكوفي. وعلي بن مدرك النّخعي الكوفي. وقيس بن مسلم الجدلي الكوفي. ومحمد بن إبراهيم التّيمي المدني الفقيه. ومحمد بن كعب القرظي في قول. ومسلمة بن عبد الملك. وواصل الأحدب. ويزيد بن رومان على الصّحيح. (7/317)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 318 وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم على الصحيح. وفيها عزل خالد بن عبد الله القسريّ عن إمرة العراق بيوسف بن عمر الثّقفي، وكانت مدة ولاية خالد أربع عشرة سنة، فلمّا استخلف الوليد بعث به إلى يوسف فقتله. (7/318)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 319 1 (ترجمة رجال هذه الطّبقة علي حروف المعجم)

4 (حرف الألف)

4 (أبان بن صال بن عمير حجازي ثقةٌ ورعٌ كبير القدر. روى عن: أنس، و مجاهد، و شهر بن) حشوب، و الحسن، و عطاء. و عنه: محمد بن خالد الجندي و ابن إسحاق، و جماعة. مات في الكهولة. 4 (إبراهيم بن إسماعيل أبو إسماعيل، قيس مولى بني هاشم. عداده في أهل الكوفة. سمع أبا) وائل، و نافعاً مولى ابن عمر. و عنه: سليمان التيمي، و مبارك بن فضالة، و العلاء بن المسيب. مات شاباً. 4 (إبراهيم بن عامر بن مسعود القرشي الكوفي. عن: عامر بن سعد، و سعيد ين المسيب. و) عنه مسعر، و سفيان، و شعبة. صدقه أبو حاتم. (7/319)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 320 4 (إبراهيم بن عبد الرحمن السكسكي خ د ن أبو إسماعيل الكوفي. عن عبد الله بن أبي) أوفى، و أبي وائل، و أبي بردة. و عنه العوام بن حوشب، و مسعر، و المسعودي. قال النسائي: ليس بالقوي. 4 (إبراهيم بن عبيد م بن رفاعة الزرقي المدني. عن أبيه، و عائشة، و جابر. و عنه ابن) ) جريح، و ابن إسحاق، وابن أبي ذئب. وثقه أبو زرعة. 4 (الأزرق بن قيس الحارثي خ د ق ثقة كوفي. عن أبي برزة الأسلمي، و ابن عمر، و أبي) ريمة. و عنه شعبة، و الحمادان، و المنهال، بن خليفة. 4 (إسحاق بن يسار المدني مولى محمد بن قيس بن مخرمة المطلبي. رأى معاوية و روى عن) عروة، و عبيد الله بن عبد الله. و عنه ابنه صاحب السيرة، و يعقوب بن محمد بن طحلاء. وثقه ابن معين و غيره. له في كتاب مراسيل أبي داود. (7/320)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 321 4 (أسد بن عبد الله بن يزيد، الأمير أبو عبد الله القسري متولي خراسان، و أخو أمير العراقين) خالد بن عبد الله. كان شجاعاً مقداماً سائساً جواداً ممدحاً. روى عن أبيه، و الحجاج. و عنه سالم بن قتيبة، و سعيد بن خثيم، و غيرهما. و له دار بدمشق بالزقاقين عند دار البطيخ. و فيه يقول سليمان بن قتة: (سقى الله بلخاً حزن بلخٍ و سهلها .......... و مروي خراسان السحاب المجمما)

(و ما بي لسقياه و لكن لحفرةٍ .......... بها غيبوا شلواً كريماً و أعظما)

(مراجم أقوامٍ و مردي عظيمة .......... و طلاب أوتارٍ عفرني عثمثما) (7/321)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 322 (لقد كان يعطي السيف في البذع حقه .......... و يروي السنان الزاعبي المقوما) قال: خليفة: توفي سنة عشرين و مائة، و أما أخوه فتأخر بعده مدة. 4 (اسماعيل بن أوسط البجلي أمير الكوفة. يرسل عن الصحابة، و له عن أبي كبشة الأنماري.) و هو الذي قدم سعيد بن جبير للقتل. وثقه ابن معين. روى عنه المسعودي. توفي سنة سبع عشر و مائة. 4 (إسماعيل بن رجاء م بن ربيعة الزبيدي الكوفي، أبو إسحاق.) عن إبراهيم النخعي، و أوس بن ضمعج، و عبد الله بن أبي الهذيل. و عنه الأعمش، و شعبة، و المسعودي، و غيرهم. وثقه غير واحد. (7/322)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 323 4 (إسماعيل بن عبد الرحمن ن بن أبي ذؤيب، ويقال ابن ذؤيب الأسدي المدني. عن ابن) عمر، و عطاء بن يسار. و عنه سعيد بن خالد القارظي، و عبد الله بن أبي نجيح. له حديثان، وثقه أبو زرعة. 4 (أكيل مؤذن إبراهيم النخعي عنه، وعن سويد بن غفلة، و عامر الشعبي. و عنه الزبير بن) ) عدي، و إسماعيل بن أبي خالد، و مالك بن مغول، و آخرون. قال بعضهم: كان أكيل ضريراً و اسمه معبد. 4 (أنس بن سيرين ع الأنصاري، مولاهم البصري، آخر بني سيرين موتاً. ولد في آخر) خلافة عثمان، و دخل على زيد بن ثابت. و حدث عن ابن عباس، و جندب بن عبد الله، و ابن عمر، و مسروق، و جماعة. و عنه: ابن عون، و خالد بن حذاء، و شعبة، و الحمادان، و همام، و أبان، و خلق. وثقه ابن معين و غيره. توفي سنة عشرين و مائة على الصحيح. و يقال: توفي سنة ثماني عشرة. (7/323)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 324 4 (إياد بن لقيط م د ت س السدوسي الكوفي. عن البراء بن عازب، و البراء بن قيس، و أبي) رمثة البلوي، و يزيد بن معاوية العامري، و الحارث بن حسان صحابي. و عنه إبنه عبيد الله، و عبد الملك بن عمير مع تقدمه، و مسعر، و الثوري، و قيس بن الربيع، وعدة. وثقه ابن معين، و النسائي. و قال أبو حاتم: صالح الحديث. 4 (إياس بن سلمة ع بن الأكوع الاسلمي المدني. عن أبيه. و عنه: عكرمة بن عمار، و) موسى بن عبيدة، و ابن أبي ذئب، و أبو العميس عتبة بن عبد الله، و يعلى بن الحارث المحاربي، و آخرون. وثقه ابن معين. مات سنة تسع عشرة و مائة. (7/324)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 325 4 (حرف الباء)

4 (باذام أبو صالح و يقال: باذان مولى أم هانيء. عن مولاته و أخيها علي بن أبي طالب، و) أبي هريرة، و ابن عباس. وعنه: أبو قلابة مع تقدمه و الأعمش، و السدي، و محمد بن السائب الكلبي، و محمد بن سوقة، و مالك بن مغول، و سفيان الثوري، و طائفة آخرهم عمار بن محمد. قال ابن معين: ليس به بأس، و إذا حدث عنه الكلبي فليس بشيء. و قال يحيى القطان: لم أر أحداً من أصحابنا تركه. و قال ابن عدي: عامة ما يرويه تفسير ما أقل ما له من المسند. و قال النسائي: ليس بثقة. (7/325)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 326 4 (بحير بن ذاخر بن عمار، يبو علي المعارفي الناشري المصري، سياف الأمير سلمة بن) مخلد. روى عن عمر بن العاص، و عقبة بن عامر، و مسلمة بن مخلد، و عبد العزيز بن مروان، و عبد الله بن عمرو، و طائفة. و عنه: ابنه علي بن بحير، و الأسود بن مالك الحميري، و عبد الله بن لهيعة، و غيرهم. و) كان أيضاً من حرس عبد العزيز بن مروان. جودة ابن ماكولا، و رد على من جعله رجلين، بل هما واحد. 4 (بريد بن أبي مريم السلولي البصري. عن أبيه مالك بن ربيعة، و له صحبة، و عن أبي) موسى الأشعري، و عن أنس، و أبي الجوزاء السعدي. و عنه: أبو إسحاق، و ولده يونس بن إسحاق، و شعبة، و معمر، و آخرون. وثقه النسائي و غيره. 4 (بشير بن أبي عمرو الخولاني المصري. عن أبي فراس، و الوليد بن قيس، و عكرمة، و) غيرهم. و عنه سعيد بن أبي أيوب، و حيوة بن شريح، و ابن لهيعة. وثقه أبو زرعة و غيره، و هو قليل الحديث. 4 (بكير بن الأخنس الكوفي م د ن ق عن أنس، و مجاهد، و عطاء، (7/326)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 327 و جماعة، و قيل إنه) روى عن ابن عباس. و و عنه: أيوب بن عائذ، وحمزة الزيات، ومسعر، وأبو عوانة، وأخرون، وثقه أبو حاتم وغيره. 4 (بكير بن فيروز الرهاوي عن أبي هريرة، وابن عباس وغيرهما. وعنه: زيد، ويحيى ابنا أبي) أنيسة، وقتادة بن الفضل الرهاوي، وبشر بن ذكوان، وجماعة من أهل الرها، قاله أبو حاتم. 4 (بلال بن سعد ت) ابن تميم، أبو عمرو الدمشقي، المذكر، واعظ أهل الشام وعالمهم. روى عن أبيه، وله صحبة، وعن معاوية، وجابر بن عبد الله، وغيرهم، وعنه: عبد الله بن العلاء، والأوزاعي، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وسعيد بن عبد العزيز، وطائفة. (7/327)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 328 وكان من العلماء العاملين النفاعين بحسن مواعظه، وبليغ قصصه. قال الأوزاعي: كان من العبادة على شيءٍ لم نسمع أحداً قوي عليه، كان له كل يومٍ وليلةٍ ألف ركعة. وثقه أحمد العجلي، وغيره، وشبهه بعضهم بالحسن البصري، فقال أبو زرعة الدمشقي، كان لأهل الشام مثل الحسن بالعراق، وكان قاريء الشام، وكان جهير الصوت، حدثني رجلٌ من ولده أنه مات في إمرة هشام بن عبد الملك. وقال عبد الملك بن محمد: ثنا الأوزاعي قال: لم أسمع واعظاً قط أبلغ من بلال بن سعد. وقال عبد الرحمن بن يزيد بن تميم: سمعت بلال بن سعد يقول: يا أهل الخلود، يا أهل البقاء، إنكم لم تخلقوا للفناء، وإنما تنقلون من دارٍ إلى دار، كما نقلتم من الأصلاب إلى الأرحام، ومن) الأرحام إلى الدنيا، ومن الدنيا إلى القبور، ومن القبور إلى الموقف، ومن الموقف إلى الخلود في الجنة والنار. قرأت على أبي المعالي الأبرقوهي: أخبركم الفتح بن عبد الله: ثنا هبة الله بن حسين، أنا ابن النقور، ثنا عيسى بن الجراح، أنبأ أبو بكر بن نحيروز، ثنا محمد بن المثنى، ثنا الوليد بن مسلم، سمعت الأوزاعي، سمعت بلال بن سعد يقول: لا تنظر إلى صغر الخطيئة، ولكن انظر من عصيت. وقال ابن عساكر: كان بلال بن سعد إمام الجامع بدمشق، وقال (7/328)



الجزء السابع

الكتاب: تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام. تأليف: شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي. دار النشر: دار الكتاب العربي. مكان النشر: لبنان/ بيروت. سنة النشر: 1407هـ - 1987م. الطبعة: الأولى. تحقيق: د. عمر عبد السلام تدمري. ملاحظات حول الكتاب: الكتاب موافق للمطبوع كاملاً. غير مفهرس.غير مقابل على نسخة ورقية. بل هو نفس الموجود في مكتبة التراث. قام بنسخه وإدخاله إلى الشاملة أخوكم: أبو عبد الله السني. راجياً منكم دعاءً بظهر الغيب. تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 329 خيثمة: ثنا العباس بن الوليد البيروتي: أنبأ أبي، ثنا الأوزاعي قال: كان لبلال ابن سعد في كل يوم وليلةٍ ألف ركعة، وعن الوليد بن مسلم قال: كان بلال ابن سعد إمام الجامع، وكان إذا كبر سمع صوته من الأوزاع، وتبين قراءته من العقبة التي فيها دار الضيافة، ولم يكن هذا العمران. وقال الضحاك بن عثمان: رأيت بلال بن سعد يعظ الناس في غداة العيد في المصللى إلى جانب المنبر، حتى يخرج الخليفة، فإذا خرج، جلس بلال. ومن كلامه مما سمعه منه الأوزاعي: والله لكفي به ذنباً، أن الله يزهدنا في الدنيا، ونحن نرغب فيها. وقال ابن وهب: ثنا صدقة بن المنتصر الشعباني، ثنا الضحاك عن: بلال بن سعد قال: عباد الله أنتم اليوم تتكلمون، والله ساكت، ويوشك الله أن يتكلم فتسكتون، ثم يثور من أعمالكم دخانٌ تسود منه الوجوه. وقال الأوزاعي: خرجوا يستقون بدمشق وفيهم بلال بن سعد، فقام في الناس فقال: يا معشر من حضر، ألستم مقرون بالإساء قلنا: نعم، قال اللهم إنك قلت: ما على المحسنين من سبيل وقد أقررنا بالإساءة فاعف عنا واسقنا، فسقينا يومنا ذلك، وتوفي بلال في إمرة هشام، وترجمته في تاريخ دمشق في نيفٍ وعشرين ورقة. (7/329)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 330 4 (بيان بن سمعان التيمي النهدي، لعنه الله. ظهر بالعراق، وقال بآلهية علي رضي الله عنه،) وأن فيه جزءاً من الآلهية، متحداً بناسوته، ثم تحول من بعده في ابنه محمد بن الحنيفة، ثم في ولده أبي هاشم، ثم من بعده في بيان، يعني نفسه، ثم إنه كتب كتاباً إلى أبي جعفر الباقر يدعوه إلى نفسه وأنه نبي. قتله خالد بن عبد الله القسري أمير العراق. (7/330)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 331 4 (حرف التاء)

4 (توبة بن نمر بن حرمل بن تغلب الحضرمي البستي، أبو محجن، وأبو عبد الله قاض مصر،) ) قال ابن يونس: جمع له القضاء والقصص بمصر. قلت: روى يسيراً عن التابعين. حدث عنه زياد بن عجلان، وعمرو بن الحارث، والليث، وابن لهيعة، وضمام بن إسماعيل. قال مفضل بن فضالة: لما ولي توبة بن نمر القضاء، قال لأمراته: أنت الطلاق، فصاحت، فقال لها: إن كلمتني في خصمٍ وذكرتني به، فإن كنت لتري دواته قد احتاجت إلى أن تلاق، فلا تصلحها خوفاً أن يدخل عليه في يمينه شيء. قال ابن يونس: مات سنة عشرين ومائة. (7/331)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 332 4 (حرف الثاء)

4 (ثابت بن عبيد الأنصاري الكوفي م عن ابن عمر، والبراء، وعدة، وعنه: الأعمش،) ومسعر، وسفيان، وآخرون، وأظن روايته عن مولاه زيد بن ثابت منقطعة. 4 (ثالبت بن عياض العدوي خ م د ن مولاهم الأعرج الأحنف. عن أبي هريرة، وعبد الله بن) عمرو، وابن عمر، وغيرهم. وعنه زياد بن سعد، وعبيد الله بن عمر، ومالك، وفليح، قال أبو حاتم الرازي: لا باس به. 4 (ثماية بن شفي الهمداني المصري م د ن ق نزيل الإسكندرية.) (7/332)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 333 عن فضالة بن عبيد، وعقبة بن عامر، وعبد الله بن زرير الغافقي، وطائفة. وعنه عبد الرحمن بن حرملة، وعمرو بن الحارث، وإسحاق، وغيرهم. وثقه النسائي. مات قبل العشرين. 4 (ثمامة بن عبد الله ع بن أنس بن مالك الأنصاري، عن جده، والبراء بن عازب، وعنه ابن) عون، ومعمر، وعزرة بن ثابت، ومعاوية بن عبد الكريم الضال، وابو عوانة، وآخرون. ولي قضاء البصرة، وكان يقول صحبت جدي ثلاثين سنة. (7/333)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 334 4 (حرف الجيم)

4 (الجارود بن سبرة الهذلي أحد الأشراف بالبصرة. توفي سنة عشرة ومائة.)

4 (جامع بن شداد ع أبو صخرة المحاربي الكوفي، أحد العلماء، عن حمران بن ابان، وأبي) بردة، وصفوان، بن محرز، وعبد الرحمن بن محرز، وعنه ألأعمش، وشعبة، ومسر، والثوري، وشريك، (7/334)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 335 وغيرهم. وثقه أبو حاتم وغيره، توفي سنة ثماني عشرة ومائة. 4 (جبر بن حبيب ق أم كلثوم بنت الصديق، عن عائشة. وعنه، الجريري، وأبو نعامة) ) العدوي، وشعبة، وحماد بن سلمة. وثقه ابن معين. له حديث واحد. 4 (جبير بن محمد د بن جبير بن طعم بن عدي النوفلي. عن أبيه، عن جده حديث الأطيط.) روى عنه يعقوب بن عتبة، وحصين بن عبد الرحمن السلمي. 4 (الجراح بن عبد الله الحكمي) الأمير أبو عقبة، له ترجمة طويلة في تاريخ ابن عساكر، ولي البصرة في (7/335)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 336 دولة الوليد، من تحت يد الحجاج، ثم ولي خراسان وسجستان لعمر بن عبد العزيز. وكان من صلحاء الأمراء ومجاهديهم. روى عن محمد بن سيرين. روى عنه: يحيى بن عطية، وصفوان بن عمرو، وربيعة بن فضالة. قال أبو مسهر: حدثني شيخ من حكم قال: قال الجراح بن عبد الله الحكمي وكان فارس أهل الشام: تركت الذنوب حياءً أربعين سنةً، ثم أدركني الورع. وقال البخاري: ولي الجراح خراسان ليزيد بن المهلب، وهو من سعد العشيرة، فروى الوليد بن مسلم أن الجراح كان إذا مشى في جامع دمشق يميل رأسه عن القناديل من طوله، وروى عبد الرحمن بن الحسن الزرقي، عن أبيه قال: كان الجراح بن عبد الله عامل خراسان كلها، حربها وصلاتها، ومالها، وقال الوليد: ثنا ابن جابر قال: في سنة أثنتي عشرة ومائة غزا الجراح أرض الترك، فدخل، ثم رجع، فادركته الترك، فقتل هو وأصحابه. وقال أبو سفيان الحميري: كان الجراح على أرمينية، وكان رجلاً صالحاً، فقتله الخزر، ففرغ الناس لقتله في البلدان. وروى صفوان بن عمرو عن سليم بن عامر قال: دخلت على الجراح، وعنده أمراء الأجناد، فإذا به قد رفع يديه، ورفعوا، فمكث طويلاً، ثم قال لي يا أبا يحيى، تدري ما كنا فيه قلت: لا، قال: سألنا الله الشهادة، فوالله ما علمت أنه بقي منهم أحدٌ في تلك الغزاة إلا استشهد، قال: فبعث الجراح إلى الأمراء أن ينضموا إليه حين دهموا فأقبلوا إليه. وقال خليفة: زحف الجراح من برذعة سنة اثنتي عشرة إلى ابن خاقان، وهومحاصٌ ر أردبيل، فاقتتلوا، فقتل الجراح لثمانٍ بقين من رمضان، وغلبت الخزر على أذربيجان، وبلغت خيولهم على الموصل. قال الواقدي: كان البلاء بمقتل الجراح على المسلمين عظيماً، فبكي عليه في كل جندٍ من أجناد العرب وفي الأمصار، رحمه الله تعالى.) (7/336)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 337 4 (جريد بن زيد خ م ن أبو سلمة الأزدي البصري، عن عامر بن سعد بن أبي، وتبيع) الحميري، وسالم بن عبد الله، وغيرهم. وعنه ابنا أخيه جرير بن حازم، ويزيد بن حازم. 4 (جعثل بن هاعان أبو سعيد الرعيني الفتباني المصري، قاضي إفريقية، عن أبي تميمٍ) الجيشاني. وعنه بكر بن سوادة، وعبيد الله بن زحر: قال ابن يونس: توفي قريباً من سنة خمس عشرة ومائة. 4 (الجعد بن درهم) مؤدب مروان بن محمد الحمار، ولهذا يقال له مروان الجعدي. كان الجعد أول من تفوه بأن الله لا يتكلم، وقد هرب من الشام. ويقال: إن الجهم بن صفوان أخذ عنه مقالة خلق القرآن، وأصله من حران. فبلغنا عن عقيل بن معقل بن منبه قال: وقف الجعد على وهب بن منبه، فجعل يسأله (7/337)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 338 عن الصفه، فقال: ياجعد، ويلك، أنقص من المسألة، إني لأظنك من الهالكين، لو لم يخبرنا الله في كتابه أنه له يداً، ما قلنا ذلك، وأن له عيناً، ما قلنا ذلك، ثم لم يلبث الجعد أن صلب. قال أبو الحسن المدائني: كان الجعد زنديقاً. وروى أن خالد بن عبد الله القسري خطب الناس يوم الأضحى بواسط، وقال: ضحوا يقبل الله ضحاياكم، فإني مضحٍ بالجعد بن درهم، إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً، لم يكلم موسى تكليماً، ثم نزل فذبحه. وهذه قصة مشهورة رواها قتيبة بن سعيد، والحسن بن الصباح، وعثمان بن سعيد الدارمي، عن ابن أبي سفيان المعمري. وأما الجهم فسيأتي فيما بعد. 4 (جعفر بن عبد الله بن الحكم م بن رافع بن سنان الأوسي الأنصاري، من نبلاء التابعين،) روى عن عقبة بن عامر الجهني، وعلباء السلمي، وأنس بن مالك، وحمود بن لبيد، وعمه الحكم، ورافه بن أسيد بن ظهير، وخلق. وعنه ابنه عبد الحميد بن جعفر، والحارث بن فضيل، وعمرو بن الحارث، والليث بن سعد، وآخرون. وهو من كبار شيوخ الليث وثقاتهم. 4 (الجنيد بن عبد الرحمن المري الدمشقي الأمير. ولي (7/338)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 339 خراسان والسند لهشام بن عبد الملك،) وكان من الأجواد، ولكن لم يخمد في الحروب. 4 (الجهم بن دينار ويقال هو ابن ميسرة. روى عن عمرو بن الحارث بن المصطلق،) وإبراهيم النخعي، وغيرهما. وعنه إسماعيل بن أبي خالد، وإبراهيم الرماني، واشعث بن سوار،) وعبد الله بن بكير الغنوي. قال أبو حاتم الرازي: صدوق. 4 (جواب بن عبيد الله التيمي الكوفي عن يزيد بن شريك التيمي، ومعروف بن سويد، والحارث) بن سويد التيمي. وعنه أبو إسحاق الشيباني، وجويبر بن سعيد، وأبو حنيفة، والمسعودي، وطائفة. وكان قاصاُ واعظاً، سكن جرجان مدة، وليس بالقوي في الحديث، مع أن ابن معين قد وثقه. 4 (الجلاح أبو كثير الرومي م د ت ن مولى عبد العزيز بن مروان، كان له فضل ومعرفة،) جعله عمر بن عبد العزيز قاص الإسكندرية. يروي عن حنش الصنعاني، وأبي عبد الرحمن الحبلي، وجماعة. وعنه: عبيد الله بن أبي جعفر، وعمرو بن الحارث، وابن لهيعة، والليث بن سعد. مات سنة عشرين ومائة. (7/339)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 340 4 (حرف الحاء)

4 (الحارث بن يزيد) العكلي التيمي الكوفي الفقيه. عن: إبراهيم، والشعبي، وعبد الله بن نجي الحضرمي، وأبي زرعة البجلي. وعنه: مغيرة بن مقسم، وعبد الله بن شبرمة، وصالح بن صالح بن حي، وآخرون. قال أحمد العجلي: كان فقيهاً من اصحاب إبراهيم النخعي من عليتهم، وكان ثقةً قديم الموت. 4 (حبان بن واسع بن حبان) بن منقذ الأنصاري المازني (7/340)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 341 المديني، ابن عم محمد بن يحيى بن حبان. سمع اباه، وخلاد بن السائب. وعنه عمرو بن الحارث، وابن لهيعة. 4 (حبيب بن أبي ثابت) قيس بن دينار، وقيل قيس بن هند، الكوفي أحد الأعلام. عن: ابن عباس، وابن عمر، وأنس، وأبي عبد الرحمن السلمي، وأبي وائل، وسعيد ابن جبير، وخلق. وعنه: مسعر، وشعبة، وحمزة الزيات، وسفيان الثوري، والمسعودي، وأبو بكر بن عياش، وآخرون، وقد روى عنه من الكبار: عطاء ابن أبي رباح، وكان هو وحماد بن أبي سليمان فقيهي الكوفية، قال علي بن) المديني: سمع من عائشة. وقال البخاري: لم يسمع من عروة. وقال أبو ييحى القتات: قدمت مع حبيب بن أبي ثابت الطائف، فكأنما قدم عليهم نبي. وقال غير واحدٍ: حبيب ثقة. قال أبو بكر بن عياش، ومحمد بن عبد الله بن نمير، والبخاري: مات سنة تسع عشرة ومائة، وقال بعضهم: توفي سنة اثنتين وعشرين ومائة. ورورى زافر بن سليمان، عن أبي سنان، عن حبيب بن (7/341)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 342 أبي ثابت قال: وضع جبينه لله فقد بريء من الكبر. وعن كامل أبي العلاء قال: أنفق حبيب بن أبي ثابت على القراء مائة ألف. وقال أبو بكر بن عياش: رأيت حبيب بن أبي ثابت ساجداً، فلو رأيته قلت ميت، يعني من طول السجود، رحمه الله. 4 (حبيب بن عبيد الرحبي الحمصي) أبو حفص، عن العرياض ابن سارية، وعتبة بن عبد، وعوف بن مالك الأشجعي، وأمامة، وجبير بن نفير، وطائفة، وعنه يزيد بن حميد، وثور بن يزيد، وعصمة بن راشد، وحريز ابن عثمان، ومعاوية بن صالح، وآخرون، وثقه النسائي وغيره، ويقال: إنه أدرك سبعين من الصحابة. ويروى أنه أدرك خلافة عمر، وفيه بعد. 4 (حرام بن حكيم بن خالد الأنصاري) ويقال العنسي الدمشقي. عن: عمه عبد الله بن سعد وله صحبة، وأبي هريرة، وأبي مسلم الخولاني، وأرسل عن أبي ذر وغيره، وعنه العلاء بن الحارث، وزيد بن واقد، وعبد الله ابن العلاء بن زبر، ومحمد ابن عبد الله بن المهاجر، وآخرون. وثقه دحيم، وغيره. ويقال كان له بدمشق دارٌ في سوق القمح. (7/342)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 343 4 (حرام بن سعد بن محيصة بن مسعود الأنصاري المدني) عن: أبيه، والبراء بن عازب، وعنه: الزهري فقط. وهو ثقة، وقد ينسب إلى جده. 4 (الحر بن الصياح النخعي الكوفي) عن ابن عمر، وانس. وعنه: شعبة، ومحمد بن جحادة، وسفيان الثوري، وشريك، وثقه أبو حاتم. 4 (حزن بن بشير الخثعمي الكوفي) عن البراء بن عازب، وعمرو بن ميمون. وعنه: ابن أبي خاالد، والثوري، وشريك، وعنبسة) قاضي الري. وما علمت به بأساً. 4 (الحسن بن جابر الحمصي ت ق عن معاوية، والمقدام بن معد يكرب، وعبد الله بن بشر.) وعنه: محمد بن الوليد الزبيدي، ومعاوية بن صالح الحضرمي. 4 (الحسن بن سعد بن معبد الكوفي م د ن ق مولى الحسن بن (7/343)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 344 علي رضي الله عنهما، عن:) أبيه، وعن ابن عباس، وعبد الله بن جعفر، وعبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، وغيرهم. وعنه: أبو إسحاق الشيباني، وحجاج ابن أرطأة، والمسعودي، وأخوه أبو العميس، وجماعة. وثقه النسائي، وهوقليل الحديث. 4 (الحسين بن الحارث الجدلي د ن أبو القاسم الكوفي. عن: ابن عمر، والعمان بن بشير،) والحارث بن حاطب، وعبد الرحمن بن زيد بن الخطاب. وعنه زكريا بن أبي زائدة، وشعبة، وغيرهما. 4 (الحضرمي بن لاحق د ن اليماني الأعرج. عن: ابن عباس، وغيره مرسلاً، وعن ابن) المسيب، وأبي صالح الساني. وعنه: يحيى بن أبي كثير، وسليمان التيمي، وعكرمة بن عمار. قال يحيى بن معين: ليس به بأس. 4 (حفص بن عبيد الله سوى د بن أنس بن مالك الأنصاري البصري. عن: جده، وأبي) هريرة، وجابر بن عبد الله، وابن عمر. وعنه: يحيى بن سعيد الأنصاري، ويحيى بن أبي كثير، وأسامة بن زيد، ومحمد بن إسحاق، وإبراهيم بن أبي يحيى، وغيرهم. قال أبو حاتم: لا يثبت له السماع إلا من جده. قلت: حديثه عن جابر في صحيح البخاري. (7/344)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 345 4 (حفص بن أبي أخي أنس بن مالك د ن قيل هو: حفص بن عبد الله ابن أبي طلحة، وقيل) هو: حفص بن عبد الله بن أبي طلحة. عن عمه. وعنه: عكرمة بن عمار، وأبو معشر، وخلف بن خليفة، وثقه الدارقطني. 4 (الحكم بن حجلٍ البصري ن عن حجر العدوي، وعطاء بن أبي رباح، وغيرهما. وعنه) حجاج بن دينار، وسعيد بن أبي عروبة. وثقه ابن معين. 4 (الحكم بن عتيبة ع) ابو محمد الكندي، مولاهم الكوفي، الفقيه أحد الأعلام. عن: أبي (7/345)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 346 جحيفة السوائي، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وشريح القاضي، وأبي وائل وعلي بن الحسين، ومصعب بن سعد،) وإبراهيم النخعي، وسعيد ابن جبير، وخلق. وعنه زيد بن أبي أنيسة، وأبان بن تغلب، ومسعر، ومالك ابن مغول، حمزة الزيات، والأوزاعي، وشعبة، وأبو عوانة، وخلق. قال الأوزاعي: حججت، فلقيت عبدة بن أبي لبابة، فقال لي: هل لقيت الحكم قلت: لا، قال: فالقه، فما بين لابتيها أفقه منه، وقال أحمد ابن حنبل: هو افقه الناس في إبراهيم. وقال ابن عيينة ما كان بالكوفة مثل الحكم وحماد. وقال عباس الدوري: كان الحكم صاحب عبادة وفضل. وقال أحمد العجلي: كان الحكم ثقةً، ثبتاً، فقيهاً، من كبار أصحاب إبراهيم، وكان صاحب سنةٍ واتباع. وقال مغيرة بن مقسم: كان الحكم إذا قدم المدينة أخلوا له سارية النبي صلى الله عليه وسلم يصلي إليها، وقال الشاذكوني: أنبأ يحيى بن سعيد، سمعت شعبة يقول: كان الحكم يفضل علياً على أبي بكر وعمر، الشاذكوني صعيف. وقال معمر: كان الزهري في أصحابه كالحكم في أصحابه، وقال أبو إسرائيل الملائي، عن مجاهد بن رومي قال: ما كنت أعرف فضل الحكم إلا إذا اجتمع علماء الناس في مسجد منى، نظرت إليهم فإذا هم عيال عليه. قال شعبة: مات الحكم سنة خمس عشرة ومائة، وقال آخر: توفي سنة أربع عشرة، والأول أصح. (7/346)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 347 4 (حكيم بن عبد الله م بن قيس بن مخرمة القرشي المطلبي. عن: نافع بن جبير، وعن) عامر بن سعد، وعبد الله بن أبي سلمة الماجشون، ورأي عبد الله بن عمر، وعنه: عمرو بن الحارث، والليث، وابن لهيعة، وآخرون، وثقه ابن حبان توفي سنة ثماني عشرة ومائة. 4 (حماد بن أبي سليمان م) الفقيه الكوفي، أبو إسماعيل بن مسلم مولى الأشعريين، أحد الأعلام، أصله من أصبهان، روى عن: أنس، وابن المسيب، وزيد بن وهب، وأبي وائل، والشعبي، وطبقتهم، وتفقه بإبراهيم النخعي، وعنه: أبو حنيفة، وهشام الدستوائي، ومسعر، وشعبة، وسفيان، وحماد بن سلمة، وحمزة الزيات، وأبو بكر النهشلي، وجماعة، وكان سخياً جواداً، قال عبد الملك بن إياس: سألت إبراهيم والنخعي: من نسأل بعدك قال: حماد. وقال مغيرة: قلت: لإبراهيم النخعي: إن حماداً قد قعد يفتي ! قال: (7/347)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 348 وما يمنعه، وقد سألني عما لم تسالوني عن عشره، قال شعبة: سمعت الحكم يقول: ومن فيهم مثل حماد يعني أهل الكوفة. وقال أبو إسحاق الشيباني: ما رأيت أحداً أفقه من حماد، قيل: ولا الشعبي قال: ولا) الشعبي. وقال معمر بن راشد: ما رأيت مثل حماد، وقال غيره: كان حماد بن أبي سليمان الأشعري من الأجواد، كان يفطر كل يوم في رمضان كل ليلةٍ خمسمائة إنسانٍ، ويعطيهم ليلة العيد مائةً مائة. وفي رواية أخرى، كان يفطر خمسين إنساناً، قال شعبة: كان حماد صدوق اللسان، وقال النسائي ثقة، إلا أنه مرجيء، وقال أبو داود: سمعت أحمد يقول: حماد مقارب الحديث، ما روى عنه سفيان، وشعبة والقدماء، ولكن حماد يعني ابن مسلمة عنده عنه تخليط، قلت لأحمد: أبو معشر أحبّ إليك، أم حماد في إبراهيم قال: ما أقربهما، وحماد كان يرمي بالإرجاء. وروى ورقاء، عن مغيرة قال: لما مات إبراهيم جلس الحكم وأصحابه إلى حماد، حتى أحدث ما أحدث، يعني الإرجاء. ابن المبارك، عن شعبة قال: كان حماد بن أبي سليمان لا يحفظ، يعني أن الغالب عليه كان الفقه. حجّاج الأعور، عن شعبة قال: كان حماد ومغيرة أحفظ من الحكم، يعني مع سوء حفظ حماد الآثار، كان أحفظ من الحكم، قال أبو حاتم: حماد صدوق، ولا يحتج به، وهو مستقيم في الفقه، فإذا جاء الآثار شوش. وقال العجلي: كان حماد أفقه أصحاب إبراهيم، وكانت به موتة، (7/348)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 349 كان ربما حدث فتعتريه، فإذا أفاق أخذ من حيث انتهى، وقال ابن عدي: يقع في حديثه أفراد وغرائب، وهو متماسك في الحديث لا بأس به. قال ابن سعد: قالوا: وكان حماد ضعيفاً في الحديث، واختلط في آخر أمره وكان مرجئاً كثير الحديث، توفي حماد سنة عشرين ومائة، ويقال: سنة تسع عشرة، خرج له مسلم مقروناً برجلٍ آخر، وأهل السنن الأربعة. 4 (حمران بن أعين الكوفي ق المقريء، قرأ القرآن على الكبار، أبي الأسود ظالم بن عمرو،) وقيل بل قرأ على ولده أبي حرب بن أبي الأسود، وعلى عبيد بن نضيلة، وأبي جعفر الباقر، وحدث عن أبي الطفيل، وغير واحد، وعنه: أبو خالد القماط، وحمزة بن حبيب الزيات وقرأ عليه، وسفيان الثوري، وغيرهم، سئل أبو داود عنه فقال: كان رافضياً، وقال أبو حاتم: شيخ، قلت له في سنن ق حديثان. 4 (حمزة بن بيضٍ الحنفي أحد بني بكر بن وائل، كوفيٌ شاعر مجود، سائر القول، كثير) ) المجون، وكان منقطعاً إلى المهلب بن أبي صفرة (7/349)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 350 وولده، ثم إلى بلال بن أبي بردة، حصل له أموال كثيرة إلى الغاية من ذهب وخيل ورقيق، وقيل إنه حصل ألف درهم، ومات سنة ست عشرة ومائة. وبيض: بكسر أوله، ورخه ابن الجوزي، وأخباره مستوفاة في كتاب الأغاني. 4 (حمزة بن عمرو الضبي م د ن العائذ البصري، عائذ الله بن ضبة، روى عن: أنس،) وعلقمة بن وائل، وعنه: ابنه عمر، وعوف، وشعبة، وثقه النسائي. 4 (حميد بن نافع الأنصاري ع مولاهم المدني. عن: زينب بنت أبي سلمة، وأبي أيوب) الأنصاري، وعبد الله بن عمرو، وعنه: ابنه أفلح بن حميد، وشعبة، وصخر بن جويرية، وآخرون، وثقه أبو عبد الرحمن النسائي. وقال مصعب الزبيري: هو مولى صفوان بن خالد. ويقال: مولى أبي أيوب الأنصاري، حج مع أبي أيوب، وروى عنه، وقد روى الثوري، ومالك عن عبد الله بن أبي بكر، عن حميد بن نافع. وقال أحمد بن حنبل: ثنا حجاج بن محمد قال: قال شعبة: سألت عاصماً عن المرأة تحد، فقال: قالت: حفصة بنت سيرين: كتب حميد بن نافع إلى حميد الحميري، فذكر نحو حديث زينب. قال شعبة: فكان عاصم يرى أنه مات من مائة سنة. (7/350)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 351 4 (حميد بن هلال العدوي ع عدي تميم، بصريٌ نبيل، روى عن: عبد الله بن مغفل، وأنس) بن مالك، ومطرف بن الشخير، وجماعة، وعنه أيوب، وقرة بن خالد، وشعبة، وجرير بن حازم، وحماد بن سلمة، وآخرون. قال أبو هلال الراسبي: ما كان بالبصرة أحدٌ أجل من حميد بن هلال، وقال ابن المديني: لم يلق حميد بن هلال عندي أبا رفاعة العدوي، قال أبو هلال: ثنا قتادة قال: ما كانوا يفضلون أحداً على حميد بن هلال في العلم بالبصرة، يعني بعد الحسن، وابن سيرين، وقال سليمان بن المغيرة: رأيت حميد بن هلال يلبس الثياب الثمينة والطيالسة والعمائم، توفي حميد في إمرة خالد بن عبد الله القسري، وموته قريبٌ من موت قتادة. 4 (حميد الشامي عن محمود بن الربيع، وأبي عمرو الشيابني، وسليمان المنبهي، وعنه محمد) بن جحادة، وغيلان بن جامع، وسالم المرادي. قال أحمد، وابن معين: لا نعرفه. قلت: له حديث منكر في مناقب فاطمة.) 4 (حيان أبو النضر الأسدي عن واثلة بن الأسقع، وجنادة بن (7/351)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 352 أبي أمية، وعنه: هشام بن الغاز،) ومدرك الفزاري، والوليد بن سليمان بن أبي السائب، وثقه ابن معين، وسئل عنه أبو حاتم فقال: صالح. 4 (حي بن يومن أبو عشانة المصري، في الكنى، يأتي.)

4 (حيان الأعرج شيخ بصري، عن أبي الشعثاء جابر بن زيد، وعنه: قتادة مع تقدمه،) ومنصور بن زاذان، وابن جريج، وابن أبي عروبة، وآخرون، وثقه يحيى بن معين. (7/352)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 353 4 (حرف الخاء)

4 (خالد بن باب الربعي البصري عن عمه صفوان بن محرز، وشهر بن حوشب، وعنه عوف،) وجسر بن فرقد، وسلم بن زرير، وغيرهم. تركه أبو زرعة. 4 (خالد بن دريك العسقلاني وقيل: الدمشقي، وقيل: الرملي، عن ابن عمر، وقباث بن) أشيم، وعبد الله بن محيريز، وأرسل عن عائشة، وعنه قتادة، أيوب، وأبو بشر، وابن عون، والأوزاعي، وسفيان بن حسين وغيرهم. وثقه النسائي. 4 (خالد بن زيد بن جارية الأنصاري عن ابن عمر، وعن عقار بن (7/353)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 354 المغيرة بن شعبة، وعنه:) عنبسة قاضي الري، وشريك، وقيس بن الربيع. قال أبو حاتم: ما به بأس. 4 (خالد بن أبي الصلت المدني ق نزيل البصرة. عن: ربعي بن حراش وعراك بن مالك،) وعنه: خالد الحذاء، وسفيان بن حسين، ومبارك ابن فضالة، وغيرهم، وثقه ابن حبان. 4 (خالد بن اللجلاج العامري د ت ن أبو إبراهيم الدمشقي. سمع أباه وله صحبة، وعبد) الرحمن بن عايش، وقبيصة بن ذؤيب، وقد أرسل عن عمر، وابن عباس، وعنه: أبو قلابة، ومكحول، وعبد العزيز بن عمر بن عبد العزبز، وزيد بن واقد، والأوزاعي، وجماعة، قال ابن إسحاق، عن مكحول: كان ذا سنٍ وصلاح، وله جرأة على الملوك وغلظةٌ عليهم. وقيل: كان من بناء جامع دمشق، قال أبو مسهر: كان يفتي مع مكحول. وقال البخاري: سمع من عمر، والبخاري ليس بالخبير برجال الشام، وهذه من أوهامه. (7/354)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 355 4 (خالد بن محمد الثقفي عن بلال بن أبي الدرداء، وعمر بن عبد العزيز، وعنه: الزبيدي،) ) ومعاوية بن صالح، وأهل حمص. وثقه أبو حاتم، وهو مقل. (7/355)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 356 4 (حرف الذال)

4 (ذو الرمة الشاعر المشهور) هو غيلان بن عقبة بن بهيش، مضري النسب، وكان كثير التشبيب بمية بنت مقاتل المنقرية، ثم شبب بالخرقاء، وله مدائح في بلال بن أبي بردة، قال أبو عمرو بن العلاء: فتح الشعر بامريء القيس، وختم بذي (7/356)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 357 الرمة، وقيل إن الفرزدق وقف على ذي الرمة وهو ينشد، فاستحسن شعره، وكان ذو الرمة ينزل ببادية العراق، وقد وفد على عبد الملك ومدحه. وروى عن ابن عباس. روى عنه: أبو عمرو بن العلاء، وعيسى بن عمر النحوي، ويقال: إن الوليد سأل الفرزدق: من أشعر الناس قال: أنا، قال: فتعلم أحداً أشعر منك قال: لا، إلا غلاماً من بني عدي يركب أعجاز الإبل، يعني ذا الرمة، وله: (وعينان قال الله: كونا، فكانتا .......... فعولان بالألباب ما تفعل الخمر) وله: (إذا هبت الأرواح من نحو جانبب .......... به أهل مي هاج قلبي هبوبها)

(هوى تذرف العينان منه وإنما .......... هوى كل نفسٍ حيث حل حبيبها) توفي ذو الرمة بأصبهان سنة سبع عشرة ومائة، عن أربعين سنة، رحمه الله تعالى. (7/357)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 358 4 (حرف الراء)

4 (راشد بن سعد المقرائي ويقال الحبراني الحمصي. عن: سعد ابن أبي وقاص، وثوبان،) ومعاوية بن أبي سفيان، وعتبة بن عبد، وأبي أمامة، وأنس بن مالك وغيرهم. وعنه ثور بن يزيد، والزبيدي، وصفوان بن عمرو، وحريز بن عثمان، وأبو بكر بن أبي مريم، ومعاوية بن صالح الحمصيون. وثقه غير واحد. وقال يحيى القطان: هو أحب إلي من (7/358)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 359 مكحول. وقال غيره: شهد صفين مع معاوية. قال ابن سعد، وخليفة، وأبو عبيد: توفي سنة ثلاث عشرة ومائة. وقيل: سنة ثمانٍ. 4 (راشد بن أبي سكنة أبو عبد الملك العبدري مولاهم الشامي. أرسل عن أبي الدرداء، وحدث) عن معاوية، وواثلة بن الأسقع. وولي خراج مصر. روى عنه: ابناه محمد، وإبراهيم، وعمرو) بن الحارث، وغيرهم. وثقه أحمد العجلي، ومات سنة سبع عشرة ومائة. 4 (الربيع بن سبرة م بن معبد الجهني المدني. عن أبيه، وله صحبة، وعن عمر بن عبد) العزيز. وعنه: ابنه عبد الملك، وعمارة بن غزية، وعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، وعمرو بن الحارث، والليث، وابن (7/359)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 360 لهيعة، وخلق، وقد روى عنه من أقرانه الزهري، وعمر بن عبد العزيز، ويزيد ابن أبي حبيب. وكان من علماء التابعين، العجلي والنسائي. 4 (ربيعة بن سيف د ت ن بن ماتع المعافري الإسكندراني. عن: شفي، وأبي عبد الرحمن) الحبلي، وبسر بن سعيد. وعنه بكر بن مضر، والليث، وصمصام بن اسماعيل، ومفضل بن فضالة. قال النسائي: ليس به بأس. وقال ابن يونس: توفي قريباً من سنة عشرين ومائة. قلت: لعله عاش بعد ذلك مدة. 4 (ربيعة بن عطاء م ن بن يعقوب المدني، مولى ابن سباع. صدوق. روى عن عروة،) والقاسم، ووفد على عمر بن عبد العزيز. روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري، وربيعة بن عثمان، وعبد الله بن عمر العمري. 4 (رجا بن حيوة م) أبو نصر الكندي، وأبو المقدام الشامي. عن عبد الله بن عمرو، (7/360)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 361 ومعاوية بن أبي سفيان، وأبي أمامة، وجابر بن عبد الله، وقبيصة بن ذؤيب، وجماعة. وعنه. إبراهيم بن أبي عبلة، وابن عون، وثور بن يزيد، وابن عجلان، ومحمد ابن جحادة، والزهري، وعروة بن رويم، وخلق. وكان أحد أئمة التابعين، وثقه غير واحد. روى ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة قال: قال مكحول: ما زلت مضطلعاً على من ناوأني حتى عاونهم علي رجاء بن حيوة، وذلك أنه سيد أهل الشام في أنفسهم. وقال مطر الوراق: ما رأيت شامياً أفضل من رجاء بن حيوة. وروى ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة قال: ما من رجلٍ من أهل الشام أحب إلي أن أقتدي به من رجاء بن حيوة. وقال ابن عون: رأيت ثلاثةً ما رأيت مثلهم: ابن سيرين بالعراق، والقلسم بالحجاز، ورجاء بن حيوة بالشام، قال: وكان هؤلاء يأتون بالحديث بحروفه، وكان إبراهيم، والشعبي، والحسن، يأتون بالمعاني.) (7/361)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 362 وقال رجاء بن أبي سلمة: كان يزيد بن عبد الملك يجري على رجاء ابن حيوة ثلاثين ديناراً في كل شهر، فلما ولي هشام الخلافة قطعها، فرأى أباه في النوم يعاتبه في ذلك، فأجراها، وقال عبد الله بن بكر: ثنا محمد بن ذكوان الأزدي، عن رجاء بن حيوة قال: كنت واقفاً على باب سليمان بن عبد الملك، إذا أتاني رجل لم أره قبل ولا بعد، فقال: يا رجاء، إنك قد ابتليت بهذا وابتلي بك فعليك بالمعروف وعون الضعيف، يا رجاء إن كان من له منزلة من سلطان، فرفع حاجة ضعيفٍ لا يستطيع رفعها، لقي الله، وقد شد قدميه للحساب بين يديه. وقال ابن عون بإسنادٍ فيه الكديمي قال: قيل لرجاء: إنك كنت تأتي السلطان فتركتم قال: يكفيني لذي أدعهم له، وقال إبراهيم بن أبي عبلة: كنا نجلس إلى عطاء الخراسانبي، فكان يدعو بعد الصبح بدعواتٍ، قال: فغاب، فتكلم رجلٌ من المؤذنين، فقال رجاء: من هذا فقال: أنا يا أبا المقدام، فقال: اسكت، فإنا نكره أن نسمع الخير إلا من أهله. وقال صفوان بن صالح: ثنا عبد الله بن كثير القاريء الدمشقي، ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: كنا مع رجاء بن حيوة، فتذاكرنا شكر النعم، فقال: ما أحد يقوم بشكر نعمةٍ وخلفنا رجلٌ على رأسه كساء، فقال: ولا أمير المؤمنين، فقلنا: وما ذكر أمير المؤنين هنا وإنما هو رجلٌ من الناس، فغفلنا عنه، فالتفت رجاء فلم يره، فقال: أتيتم من صاحب الكساء، ولكن إن دعيتم فاستحلفتم فاحلفوا، فما علمنا إلا بحرسي قد أقبل، فقال: أجيبوا أمير المؤمنين، فأتينا باب هشام، فأذن لرجاء وحده، فلما دخل عليه قال: هيه يا رجاء، يذكر أمير المؤمنين فلا تحتج له ! قال: فقلت: وما ذاك يا (7/362)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 363 أمير المؤمنين؟ قال: ذكرتم شكر النعم، فقلتم: ما أحدٌ يقوم بشكرها، قيل لكم: ولا أمير المؤمنين فقلت: أمير المؤنين رجلٌ من الناس، فقلت: لم يكن ذاك، قال: الله، قلت: الله، فأمر بذلك الساعي، فضرب سبعين سوطاً، وخرج وهو متلوث في دمه، فقال: هذا وأنت رجاء بن حيوة فقلت: سبعون سوطاً في ظهرك، خيرٌ من دم مؤمنٍ، قال ابن جابر: فكان رجاء بعد ذلك إذا جلس التفت وقال: احذروا صاحب الكساء. قال خليفة: وأبو عبيد: مات رجاء سنة اثنتي عشرة ومائة. قلت: ورجاء هو الذي نهض بأخذ الخلافة لعمر بن عبد العزيز، وكان الوزير لسليمان بن عبد الملك، ومناقبه كثيرة. 4 (رديني بن أبي مجلز لاحق بن حميد. روى عن أبيه، ويحيى بن يعمر، وعنه زياد بن حدير،) والمنذر بن ثعلبة، وقرة بن خالد، وما أعلم به بأساً.) 4 (رياح بن عبيدة السلمي د ت ق الكوفي، لا الباهلي البصري، ذاك في الطبقة الآتية. روى) عن أبي سعيد، وابن عمر، وغيرهما. وعنه: ابنه إسماعيل، وحجاج بن أرطأة، وعمرو بن عثمان بن موهب. له حديث، وفيه اضطراب كثير. (7/363)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 364 4 (حرف الزاي)

4 (زايدة بن عمير الطائي الكوفي عن ابن عباس، وعنه أبو إسحاق ويونس بن أبي إسحاق) وشعبة، وثقه يحيى بن معين. 4 (الزبرقان بن عمرو د ن ق بن أمية الضمري، أرسل عن زيد بن ثابت، وأسامة بن زيد،) ورى عن عروة، وأبي سلمة بن عبد الرحمن وغيرهما: وعنه: بكير بن الأشج، وعمرو بن أبي حكيم، وابن أبي ذئب، وغيرهم، وثقه النسائي. 4 (زرارة بن مصعب ت بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني، جد أبي مصعب أحمد) بن أبي بكر بن الحارث بن زيادة، روى عن عمه أبي (7/364)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 365 سلمة، وعن المغيرة بن شعبة إن صح والمسور بن مخرمة، وعنه: مكحول، والزهري، وعبد الرحمن بن أبي المليكي، وغيرم، وثقه النسائي. 4 (زياد الأعلم خ د ن وهو ابن حسان بن قرة الباهلي البصري، عن أنس بن مالك، والحسن،) وابن سيرين، وعنه: الحمادان، وابن أبي عروبة، وهمام، وجماعة، وكان أحد الثقات، له أحاديث قليلة. 4 (زيادب بن أبي سودة المقدسي روى عن أخيه عثمان، وعن أبي الدرداء، وأبي هريرة،) وميمونة خادمة النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، وعنه ثور بن يزيد، ومعاوية بن صالح، وصدقة بن يزيد، وسعيد بن عبد العزيز، وغيرهم، وثقه أبو حاتم بن حبان. 4 (زياد بن كليب م د ت ن أبو معشر التميمي الحنظلي الكوفي، عن إبراهيم النخعي، وسعيد) بن جبير، وعنه أيوب السختياني، وخالد الحذاء، وسعيد بن أبي عروبة، وشعبة. وثقه النسائي وغيره، مات سنة تسع عشرة، (7/365)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 366 وقيل: سنة عشرين ومائة. 4 (زياد بن النضر أبو النضر، عن محمد بن الحنفية وغيره، وعنه الشعبي، ومنصور بن) المعتمر، وحجاج بن أرطأة، وهو صدوق.) 4 (زيد بن أرطأة الفزاري د ت ن أخو الأمير عديٌ. أرسل عن أبي الدرداء وغيره، وروى) عن جبير بن نفير، وعنه أبو بكر بن أبي مريم الغساني، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر. وثقه العجلي. (7/366)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 367 4 (حرف السين)

4 (سعيد بن أبي رردة ع بن أبي موسى الأشعري الكوفي. عن أبيه، وأنس بن مالك، وأبي) وائل، وعنه قتادة، وزكريا بن أبي زائدة، ومسعر، وشعبة، وطائفة آخرهم أبو عوانة، وكان ثقة. 4 (سعيد بن سمعان الزرقي المدني د ت ن مولى الأنصار.) عن أبي هريرة، وعنه سابق بن عبد الله الرقي، وابن أبي ذئب، يقع غالباً حديثه في مسند الطيالسي، وثقه النسائي. 4 (سعيد بن سويد الكلبي عن العرباض بن سارية، وعمير بن (7/367)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 368 سعد، وعن عمر بن عبد العزيز،) وعبيدة الأملوكي، وعبد الأعلى بن هلال. وعنه معوية بن صالح، وأبو بكر بن أبي مريم، وما علمت فيه جرجة، وكأنه حمصي. 4 (سعيد بن عبيد بن السباق د ت ق الثقفي المدني. عن أبيه، ومحمد بن سلمة بن زيد،) وأرسل عن أبي هريرة، وعنه الزهري، ومحمد بن إسحاق، وفليح بن سليمان، وآخرون، وثقه النسائي. 4 (سعيد بن عمرو بن أشوع الهمداني خ م ت قاضي الكوفة. عن الشعبي، وشريح بن النعمان) الصايدي، وعنه خالد الحذاء، وزكريا بن أبي زائدة، وسفيان الثوري، وآخرون، قال النسائي: ليس به بأس، توفي سنة سبع بضع عشرة، قال أبو إسحاق الجوزجاني في الضعفاء: سعيد بن أشوع قاضي الكوفة، غالٍ زائغ. 4 (سعيد بن عمرو بن جعدة بن هبيرة المخزومي الكوفي، عن أبيه، وأبي عبيدة ابن عبد الله بن) مسعود، وعنه يونس بن أبي إسحاق، (7/368)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 369 والقاسم بن مالك المزني، والمسعودي، وغيرهم. قال عبد الله بن خرداش: صدوق. 4 (سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص بن أمية في الطبقة الآتية.)

4 (سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم القرشي، عن جده، وأبي هريرة، ووالده، وعنه عثمان بن) ) أبي سليمان، وعبد الله بن موهب، وابن أبي ذئب، وعبد الله بن جعفر المخرمي، ما أعلم به بأساً. 4 (سعيد بن ميناً سوى ن الوليد، حجازيٌ نبيل، عن أبي هريرة، وعبد الله بن عمرو، وجابر،) وابن الزبير، وعنه أيوب، وزيد بن أبي أنيسة، وابن إسحاق، وحنظلة بن أبي سفيان، وسليم بن حبان، قال أحمد بن حنبل: ثقة. 4 (سعيد بن يحمد ع أبو السفر الهمداني الكوفي، عن عبد الله بن (7/369)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 370 عمرو، وابن عباس، وناجية) بن كعب، والبراء بن عازب، وابن عمر. وعنه إسماعيل بن أبي خالد، والأعمش، ومالك بن مغول ويويس بن أبي إسحاق، وثقه ابن معين وغيره، وتوفي سنة ثلاث عشرة ومائة. 4 (سعيد بن يسار ع أبو الحباب المدني، مولى أم المؤمنين ميمونة، وقيل: مولى الحسن بن) علي، روى عن أبي هريرة، وابن عباس، وابن عمر، وزيد بن خالد الجهني، وعنه ابن أخيه معاوية بن أبي مزرد، وسعيد بن المقبري، وأبو طوالة سهيل بن أبي صالح، وابن عجلان، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وابن إسحاق، وآخرون، وكان من العلماء الأثبات، مات سنة ست عشرة، أو سبع عشرة ومائة. 4 (سعيد بن هاني الخولاني ن ق شاميٌ صدوق، عن معاوية، (7/370)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 371 والعرباض بن سارية، وأبي) مسلم الخولاني، وغيرهم، وعنه شرحبيل بن مسلم، وعلي بن زبيد الخولانيان، ومعاوية بن صالح، وغيرهم. قال ابن سعد: كان ثقة إن شاء الله. توفي سنة سبعٍ وعشرين ومائة، كذا قال ابن سعد، فيؤخر. 4 (سكينة بنت الحسين) ابن علي بن أبي طالب الهاشمية، يروى عنها حديثٌ عن أبيها، وكانت من أجمل النساء، فتزوجها مصعب بن الزبير، قال الزبير بن بكار: اسمها أمينة، وكان قد تزوجها ابن عمها عبد الله بن حسن الأكبر، فقتل يوم كربلاء قبل أن يدخل بها، ثم تزوجها مصعب، فقتل عنها، وتزوجها بعده غير واحد. قال أبو بكر بن البرقي: كانت من أجلد النساء، دخلت على هشام بن عبد الملك في قواعد نساء قريش، فسلبته منطقته وعمامته ومطرفه، فقال لها، لما طلبت ذلك منه: أو غير ذلك فقالت: ما أريد غيره، وكان هشام يعتم فأعطاها ذلك، ودعا لها بثياب، وكانت إذا لعن مروان علياً لعنته وأباه.) (7/371)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 372 ويروى في بعض الآثار، أن مصعباً سار عن الكوفة أياماً، فكتب إلى سكينة. (وكان عزيزاً أن أبيت وبيننا .......... شعارٌ، فقد أصبحت منك على عشر)

(وأبكاهما، والله، للعين، فاعلمي .......... إذا ازددت مثليها فصرت على شهر)

(وأبكي لعيني منهما اليوم أنني .......... أخافٌ بان لا نلتقي آخر الدهر) فلما قتل، قالت: (فإن تقتلوه تقتلوا الماجد الذي .......... يرى الموت إلا بالسيوف حراما)

(وقبلك ما خاض الحسين منيةً .......... إلى السيف حتى أوردوه حماما) عبد الله بن صالح: ثا الليث، عن يونس، وعن ابن شهاب قال: زوجت سكينة بنت الحسين نفسها إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف بلا ولي، فكتب عبد الملك إلى هشام بن إسماعيل أن فرق بينهما، فإن كان دخل بها، فلها صداقها بما استحل من فرجها، وروي عن رجل قال: حججت فأتيت منزل سكينة، فإذا بابها جرير، والفرزدق، وجميل، وكثير عزة، والناس مجتمعون، فخرجت جاريةٌ مليحةٌ فقالت:: سيدتي تقول للفرزدق: أنت القائل: (هما دلياني من ثمانين قامةً .......... كما انقض بازٍ أقثم الريش كاسره)

(فلما استوت رجلاي في الأرض نادتا .......... أحي يرجى أم قتيل نحاذره)

(فأصبحت في القوم القعود وأصبحت .......... مغلقةً دوني عليها دساكره) (7/372)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 373 فقال: سوأة لك قضيت حاجتك ثم هتكت سترها ! ثم ساق قصة طويلة، وأمرت للشعراء بألف ألف، وقيل: إنها لما توفيت بالمدينة أخذوا لها كافوراً بثلاثين ديناراً، وصلى عليها شيبة بن نصاح، قال الواقدي وغيره: ماتت في ربيع الأول سنة سبع عشرة ومائة. 4 (سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، عن أبيه، وعنه الزهري، ومكحول،) وعقيل، ومحمد بن راشد، قال أبو حاتم الرازي: لا بأس به. 4 (سليمان بن موسى الأموي الدمشقي) الفقيه، أحد الأعلام، أبو أيوب، ويقال: أبو الربيع مولى آل أبي سفيان بن حرب، ويعرف بالأشدق، روى عن واثلة، وأبي أمامة، ومالك بن يخامر، وكثير بن مرة، وعمرو بن شعيب، وطائفة، وعنه ثور بن يزيد، وحفص بن غيلان، والزبيدي، وابن جريج، والأوزاعي، وسعيد بن عبد (7/373)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 374 العزيز، وهمام بن يحيى، وآخرون، قال سعيد بن عبد العزيز: كان أعلم أهل الشام بعد) مكحول. قال ابن لهيعة: ما لقيت مثله، وقال النسائي: هو أحد الفقهاء، وليس بالقوي في الحديث، وقال البخار عنده مناكير، وقال أبو حاتم الرازي: لا أعلم أحداً من أصحاب مكحول أفقه منه، ولا أثبت، وقال أبو مسهر: لم يدرك سليمان بن موسى كثير بن مرة، ولا عبد الرحمن بن غنم. وقال ابن عدي: تفرد بأحاديث وهو عندي ثبتٌ صدوق، وقال شعيب بن أبي حمزة: قال لي الزهري: إن مكحولاً يأتينا وسليمان بن موسى، وايم الله إن سليمان لأحفظ الرجلين، وقال عبد الرحمن بن يزيد بن جابر: قدم سليمان بن موسى على هشام الرصافة، فسقاه طبيبٌ لهشام شربةً فقتله، فسقى هشام طبيبه من ذلك الدواء فقتله. وقال هشام بن عمار: ارفع أصحاب مكحول سليمان بن موسى، ثم العلاء بن الحارث، وقال ابن جابر: كنت أدخل المسجد مع سليمان بن موسى، وقد صلوا، فيؤذن ويقيم، وأتقدم فأصلي به، وكنت أدخل مع مكحول، وقد صلوا فيؤذن مكحول، ويقيم، ويتقدم فيصلي بي، قال غير واحد: وفاته سنة تسع عشرة ومائة. (7/374)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 375 4 (سليمان بن أيوب مولى عثمان بن عفان، عن أبي هريرة. وعنه أبو المقدام هشام بن يزيد،) وخلف بن إسماعيل، وخزرج بن عثمان بياع السابري، له حديثٌ أو حديثان. 4 (سليمان ويقال: سليم أبو عمران الأنصاري، مولى أم الدرداء وقائدها، روى عنها، وعن ذي) الأصابع أحد الصحابة، وعن عبد الله بن محيريز، وأبي سلام ممطور، وعنه فروة بن مجاهد، وثعلبة بن مسلم، ومعاوية بن صالح. 4 (سليم بن عامر الكلاعي م) الخبائري الحمصي، عن أبي الدرداء، وتميم الداري، والمقداد بن الأسود، وعوف بن مالك، وأبي هريرة، وعمرو بن عبسة، وجماعة، وعنه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، والزبيدي، وحريز بن عثمان، وعفير بن معدان، ومعاوية بن صالح، وآخرون. وعمر دهراً طويلاً، وكان يقول: استقبلت الإسلام من أوله، وأدرك النبي ولم يره، وثقه أحمد العجلي. وقال أبو حاتم: لا بأس به. (7/375)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 376 وروى شعبة، عن يزيد بن خمير قال: سمعت سليم بن عامر الحمصي، وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وقال ابن معين: سليم بن عامر الكلاعي زعم أنه قرأ عليه كتاب عمر،) وقال ابن عساكر: شهد فتح القادسية. قال أحمد بن محمد بن عيسى الحمصي: عاش سليم بن اثنتي عشرة ومائة. وقال ابن سعد، وخليفة: مات سنة ثلاثين ومائة، قلت: أحسب هذا وهماً، ولو كان سليم بقي إلى هذا التاريخ لسمع منها إسماعيل بن عياش وبقية، والله أعلم. 4 (سماك بن الوليد الحنفي م أبو زميل اليمامي، نزل الكوفة، وروى عن ابن عباس، وابن) عمر، ومالك بن مرثد، وعنه عكرمة بن عمار، والأوزاعي، ومسعر، وشعبة، وغيرهم، وثقه أحمد وغيره. 4 (سهل بن معاذ د ت ق بن أنس الجهني، من أولاد الصحابة بمصر، عن أبيه نسخة، روى) عنه ثور بن يزيد، وزبان بن فايد، والليث، وابن لهيعة، ضعفه ابن معين، ومشاه غيره. 4 (سهل بن أمامة م بن سهل بن حنيف الأنصاري الأوسي. (7/376)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 377 عن أبيه، وأنس بن مالك،) وعنه عبد الرحمن بن شريح الإسكندراني، وسعيد ابن عبد الرحمن بن أبي العمياء، وخالد بن حميد المهدي، وعيسى بن عمر القاري، وثقه ابن معين وغيره، مات بالإسكندرية في حدود العشرين ومائة. 4 (سوادة بن حنظلة القشيري البصري م د ت ن رأى علياً، وروى عن سمرة بن جندب،) وعنه ابنه عبد الله، وشعبة، وهمام، وأبو هلال محمد ابن سليم. 4 (سويد بن حجير الباهلي البصري م والد فرعة. روى عن أنس، والحارث بن عبد الله) بن أبي ربيعة، وحكيم بن معاوية بن جندة، وآخرين، وعنه حاتم بن أبي صغيرة، وابن جريج، وشعبة، ومعقل بن عبيد الله الجزري، وحماد بن سلمة، وثق. 4 (سيار بن سلامة ع أبو المنهال الرياحي البصري، عن أبي برزة الأسلمي، وعن أبي) العالية الرياحي، والبراء السليطي، وعنه خالد الحذاء، وعوف الأعرابي، وشعبة، وحماد بن سلمة، وثقه ابن معين وغيره. (7/377)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 378 4 (سيار أبو حمزة الكوفي د ت أكبر من سيار أبي الحكم الواسطي.) روى عن طارق بن شهاب، وقيس بن أبي حازم، وعنه إسماعيل بن أبي خالد، وعبد الملك بن أبجر، وأبو إسماعيل بشير بن الصلت بن بهرام، وثقه أبو حبان. (7/378)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 379 4 (حرف الشين) ) 4 (شداد أبو عمار الدمشقي م مولى معاوية بن أبي سفيان. عن أبي هريرة، وشداد بن) أوس، وواثلة، وأبي أسماء الرحبي، وعنه عوف بن أبي جميلة، وعكرمة بن عمار، والأوزاعي، وجماعة. وقال صلح جزرة: صدوق، لم يسمع من أبي هريرة. 4 (شريح بن عبيد المقرائي د ن ق أبو الصلت الحمصي، عن ثوبان، وفضالة بن عبيد) ومعاوية بن مالك بن يخامر السكسكي، وطائفة (7/379)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 380 كبيرة، وأرسل عن أبي ذر، وأبي الدرداء، روى عنه ثور بن يزيد، وصفوان بن عمرو، وضمضم بن زرعة، ومعاوية بن صالح، وآخرون، وثقه النسائي. 4 (شعلة مولى ابن عباس د أبو يحيى المدني، عن ابن عباس، وعنه جابر الجعفي، وحفص) بن عمر المؤذن، وابن أبي ذئب، ضعفه مالك، وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن عدي: أرجوا أنه لا بأس به. 4 (شمر بن عطية ت الكاهلي الكوفي، عن أبي وائل، وزر بن حبيش، وشهر بن حوشب،) وعنه الأعمش، وفطر بن خليفة، وقيس بن الربيع، وجماعة، وكان عثمانياً، وثقه النسائي. 4 (شيبة بن مسارو الواسطي ويقال المكي، عن ابن عباس، وعن عمر ابن عبد العزيز، وعنه) عبد الكريم أبو أمية، وعبيد الله بن عمر العمري، وسفيان بن حسين، وما أعلم أحداً تكلم فيه. (7/380)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 381 4 (حرف الصاد)

4 (صالح بن جبير الصدائي الطبراني ويقال الفلسطيني. عن أبي جمعة، الأنصاري، وأبي) أسماء الرحبي، ورجاء بن حيوة، وعنه أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي، ورجاء بن أبي سلمة، ومعاوية بن صالح، وغيرهم. ويقال: إن هشام بن سعد لقيه، وثقه يحية بن معين. وقال أبو حاتم: مجهول، قال رجاء بن أبي سلمة: قال عمر بن عبد العزيز: ولينا صالح بن جبير، فوجدناه كاسمه. قلت: ولي ديوان الخراج والجند لعمر، وذكره خليفة بن خياط في عمال يزيد بن عبد الملك على الخراج والرسائل، ثم عزله بأسامة بن زيد. 4 (صالح بن درهم د أبو الأزهر الباهلي البصري، خرج له أبو (7/381)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 382 داود حديثاً عن أبي هريرة،) وروى أيضاً عن سمرة، وأبي سعيد الخدري، وابن عمر، وعنه ابنه إبراهيم، ومسلمة بن سالم) الجهني، وشعبة. وقد ذكر ابن أبي حاتم أن يحيى القطان روى عنه حديثاً، وذكر ابن حبان في الثقات أن مروان بن معاوية روى عنه، فإن كان ذلك كذلك، فقد عاش إلى بعد الأربعين ومائة. 4 (صالح بن رستم أبو عبد السلام الدمشقي، مولى بني هاشم، عن ثوبان وعبد الله بن حوالة،) وعنه سعيد بن أيوب، وعبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ووالده عبد الرحمن. قال أبو حاتم: مجهول، كذا قال. 4 (صالح بن سعيد حجازيٌ صدوق، عن نافع بن جبير بن مطعم، وسليمان بن يسار، وعمر بن) عبد العزيز، وعنه سعيد بن السائب الطائفي، وابن جريج، وعبيد الله بن عد الله بن موهب. له حديث في اليوم والليلة للنسائي. (7/382)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 383 4 (صالح بن أبي عريب د س ق واسم أبيه قليب بن حرمل الحضرمي، روى عن كثير بن) مرة، وخلاد بن السائب، وعنه الحميد بن جعفر، وحيوة بن شريح، والليث، وابن لهيعة، وثقه ابن حبان. 4 (الصلت بن عبد الله د ت بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي، ابن عم عبد الله) بن الحارث ببه، روى عن ابن عباس، وعنه الزهري، وابن إسحاق، ويوسف بن يعقوب بن حاطب، وثقه ابن حبان، وقال الزبير: كان فقيهاً عابداً، وقد ولي أبوه قضاء المدينة زمن معاوية. 4 (صيفي بن زياد الأنصاري م د ن ت مولاهم المدني، عن أبي اليسر كعب بن عمرو،) وأبي سعيد الخدري، وأبي السالئب مولى هشام بن زهرة، وعنه عبد الله بن سعيد بن أبي هند، وابن عجلان، وابن أبي ذئب، ومالك، وآخرون، وأما النسائي فعدهما رجلين فقال: صيفي يروي عنه بن عجلان، ثقة. (7/383)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 384 4 (صيفي مولى أفلح روى عنه ابن أبي ذئب.) ليس به بأس. (7/384)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 385 4 (حرف الضاد)

4 (الضحاك بن شرحبيب الغافقي د ق عن أبي هريرة، وابن عمر، وغيرهما، وعنه حيوة بن) شريح، وسعيد بن أبي هلال، ورشدين بن سعد، وابن لهيعة، وعبد الله بن المسيب، قال أبو زرعة: صدوق.) 4 (ضمرة بن حبيب الزبيدي الحمصي عن شداد بن أوس، وعوف ابن مالك الأشجعي،) وأبي أمامة، وجماعة، وعنه ابنه عتبة، وأبو بكر بن أبي مريم، ومعاوية بن صالح، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وآخرون. قال أبو حاتم: لا بأس به. (7/385)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 386 4 (حرف الطاء)

4 (طلحة بن عبد الله ن ق بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق التيمي المدني، وأمه عائشة) بنت طلحة، روى عن أبويه، وعائشة، وأسماء ومعاوية بن جاهمة السلمي، وعفير بن أبي عفير، ولهما صحبة، روى عنه ولداه محمد، وشعيب، وعثمان بن أبي سليمان، وعطاف بن خالد. له في الكتابين حديث واحد، وكان من أشراف أهل المدينة. 4 (طلحة بن مصرف ع) أبو عمرو بن كعب، أبو محمد اليامي الهمداني الكوفي، أحد الأئمة (7/386)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 387 الأعلام، ومقريء الكوفة في زمانه، قرأ على يحيى بن وثاب وغيره، وحدث عن أنس بن مالك، وابن أبي أوفى، وزيد بن وهب، ومرة الطيب، ومجاهد، وخيثمة بن عبد الرحمن، وذر الهمداني، وأبي صالح السمان، وغيرهم، وعنه ابنه محمد، ومنصور، والأعمش، ومالك بن مغول، وشعبة، وخلق كثير. قال أبو خالد الأحمر: أخبرت أن طلحة بن مصرف شهر بالقراءة، فقرأ على الأعمش لينسلخ ذلك عنه، فسمعت الأعمش يقول: كان يأتي فيجلس على الباب حتى أخرج، فيقرأ، فما ظنكم برجلٍ لا يخطيء ولا يلحن، وقال موسى الجهني: سمعت طلحة بن مصرف يقول: قد أكثرتم في عثمان، ويأبى قلبي إلا أن يحبه، وعن عبد الملك بن أبجر قال: ما رأيت طلحة بن مصرف في ملأ، إلا رأيت له الفضل عليهم. وقال الحسن بن عمرو: قال لي طلحة بن مصرف: لولا أني على وضوءٍ لأخبرتك بما تقول الرافضة، وقال فضيل بن غزوان: قيل لطلحة ابن مصرف: لو ابتعت طعاماً ربحت فيه، قال: إني أكره أن يعلم الله من (7/387)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 388 قلبي غلاً على المسلمين، وقال فضيل بن عياض: بلغني عن طلحة أنه ضحك يوماً، فوثب على نفسه وقال: فيم الضحك، إنما يضحك مع قطع الأهوال، وجاز الصراط، ثم قال: آليت ألا أفتر ضاحكاً حتى أعلم بم تقع الواقعة، فما رؤي ضاحكاً حتى صار) إلى الله. وقال ابن عيينة، عن أبي خباب قال: سمعت طلحة بن مصرف يقول: شهدت الجماجم، فما رميت ولا طعنت ولا ضربت، لوددت أن هذه سقطت من ها هنا ولم أكن شهدتها، وقال ليث بن أبي سليم: حدثت طلحة بن مصرف في مرضه، أن طاوساً كره الأنين، فما سمع طلحة يئن حتى مانت. وقال شعبة: كنا في جنازة طلحة بن مصرف، فأثنى عليه أبو معشر وقال: ما خلف مثله، وقال أحمد بن عبد الله العجلي: كان طلحة يحرم النبيذ. قلت: وكان يفضل عثمان على علي، وهاتان عزيزيتان في أهل الكوفة، توفي في آخر سنة اثنتي عشرة. 4 (طليق بن عمروان ق بن حصين، وقيل: بل طليق بن محمد بن عمران بن حصين. روى) عن عمران، وأبي بردة بن أبي موسى، وعنه إبراهيم ابن إسماعيل بن مجمع، وابنه خالد بن طليق، سليمان التيمي، وصالح بن كيسان، وذكره ابن حبان في الثقات. (7/388)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 389 4 (حرف العين)

4 (عاصم بن عمر بن قتادة ع بن النعمان الظفري، أبو عمر، وقيل: أبو عمرو المدني، عن) جابر بن عبد الله، ومحمود بن لبيد، وجدته رميثة ولها صحبة، وأنس بن مالك، وعنه بكير بن الأشج، ومحمد بن عجلان، وعبد الرحمن بن الغسيل، وجماعة، وكان ثقة عارفاً بالمغازي، واسع العلم، وثقه أبو زرعة والنسائي، توفي سنة تسع عشرة، وقيل سنة عشرين، وهو أصح، وقيل: سنة ستٍ أو سبعٍ وعشرين. (7/389)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 390 4 (عامر بن جشيب الحمصي ن أبو خالد، عن أبي أمامة الباهلي، وعن خالد بن معدان،) وغير واحد، وعنه لقمان بن عامر، والزبيدي، ومعاوية ابن صالح، وثقه ابن حبان. 4 (عامر بن يحيى م ت ن بن حبيب، أبو خنيس المعافري المصري، عن حنش الصنعاني،) وأبي عبد الرحمن الحبلي، وعنه عمرو بن الحارث، والليث بن سعد، وابن لهيعة، وآخرون، وثقة أبو داود، وهو راوي حديث البطاقة، قال ابن يونس: توفي قبل سنة عشرين ومائة. 4 (عبادة بن نسي الكندي) أبو عمر الأزدي قاضي طبرية. روى عن أبي بن عمارة، وشداد بن (7/390)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 391 أوس، وأبي سعيد الخدري، ومعاوية، وغيرهم، وعنه برد بن سنان، وعبد الرحمن بن زياد الإفريقي، وعلي بن) أبي حملة، وهشام بن الغاز، وخلق كثير. وكان شريفاً نبيلاً، موصوفاً بالصلاح والفضل والجلالة، وثقه ابن معين، ولي قضاء الأردن لعبد الملك بن مروان، وولي جند الأردن لعمر بن عبد العزيز. قال أبو مسهر: سمعت كامل بن مسلمة بن رجاء بن حيوة يقول: قال هشام بن عبد الملك: من سيد أهل فلسطين قالوا: رجاء بن حيوة، قال: فمن سيد أهل الأردن قالوا: عبادة بن نسي، قال: فمن: سيد أهل دمشق قالوا: يحيى بن يحيى الغساني، قال: فمن سيد أهل حمص قالوا: عمرو بن قيس، قال: فمن سيد الجزيرة قالوا: عدي بن عدي الكندي، قال مغيرة بن مغيرة الرملي: قال مسلمة بن عبد الملك: إن في كندة لثلاثة، إن الله بهم ينزل الغيث، وينصر بهم على الأعداء: رجاء بن حيوة، وعبادة بن نسي، وعدي بن عدي. ورورى ضمرة بن ربيعة، عن عبد الله بن عثمان الأزدي، قال: كان عبادة بن نسي على القضاء، فأهدى له رجلٌ قلة عسلٍ، فقبلها وهو يخاصم إليه، فقضى عليه، ثم قال: يا فلان، ذهبت القلة، قال غير واحد: توفي عبادة بن نسي سنة ثماني عشرة ومائة. (7/391)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 392 4 (عائشة بنت سعد بن أبي وقاص خ د ت ن الزهرية المدينة.) رأت ستاً من أمهات المؤمنين، وروت عن أبيها وعيره، وعنها أيوب السختياني، والجعيد بن عبد الرحمن، وعبيدة بن نابل، وصخر بن جويرية، وعدد من العلماء، آخرهم وفاةً مالك بن أنس. وهي من الثقات، توفيت باتفاقٍ سنة سبع عشرة، ولها أربعٌ وثمانون سنة. 4 (العباس بن ذريح الكلبي الكوفي د ن ق عن شريح القاضي، وشريح بن هانيء، وكميل بن) زياد، والشعبي، وجماعة، وعنه زكريا بن أبي زائدة، ومسعر، وشريك وجماعة، وثقه ابن معين. وقال أحمد بن حنبل: صالح. 4 (العباس بن سالم الدمشقي عن أبي إدريس الخولاني، وأبي سلام ممطور، وعنه ابن أخيه) الصقر بن فضالة، ومحمد بن مهاجر. وثقه العجلي. (7/392)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 393 4 (العباس بن سهل سوى ن بن سعد الأنصاري الساعدي المدني. عن أبيه، وسعيد بن زيد،) ) وأبي حميد الساعدي، وأبي هريرة، وجماعة، مولده في أول خلافة عثمان، وعنه ابناه أبي، وعبد المهيمين، والعلاء بن عبد الرحمن، وابن إسحاق، وفليح بن سليمان، وابن الغسيل، وثقه ابن معين وغيره. وقد آذاه الحجاج وضربه، لأنه كان من أصحاب ابن الزبير، فأتى أبو سهل فقال: ألا تحفظ فينا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقبلوا من محسنهم وتجاوزا عن مسيئهم فأطلقه. يقال: توفي قريباً من سنة عشرين ومائة. 4 (عبد الله بن بريدة ع) ابن الحصيب، أبو سهل الأسلمي، قاضي مرو بعد أخيه سليمان، وهما توأمان. روى عن أبيه، وأبي موسى، وعائشة، وعمران بن حصين، وسمرة، وابن مسعود، والمغيرة بن شعبة، وعبد الله بن مغفل، وعن أبي الأسود الدؤلي، ويحيى بن يعمر، وطائفة. (7/393)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 394 وعنه حسين المعلم، والجريري، ومالك بن مغول، ومقاتل بن حيان، وأجلح الكندي، وكهمس بن الحسن، والحسين بن واقد قاضي مرو، وخلق آخرهم معاوية بن عبد الكريم الضال. قال أبو تميلة: ثنا عبد المؤمن بن خالد، عن ابن بريدة قال: ينبغي للرجل أن يتعاهد من نفسه ثلاثة أشياء: ألا يدع المشي فإنه إن احتاج إليه لم يقدر عليه، وألا يدع الأكل فإن أمعاءه تضيق، وألا يدع الجماع فإن البئر إذا لم تنزح ذهب ماؤها. وقال أحمد في مسنده: ثنا زيد بن الحباب، حدثني حسسين، حدثني ابن بريدة قال: دخلت أنا وأبي على معاوية، فأجلسنا على الفرش، ثم أكلنا ثم شرب معاوية، فناول أبي، ثم قال: ما شربته مند حرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال معاوية: كنت أجمل شباب قريشٍ وأجودهم ثغراً، وما شيء كنت أجد له لذةً وأنا شابٌ، يجده اليوم، غير اللبن، أو إنسان حسن الحديث يحدثني. (7/394)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 395 وعن ابن بريدة قال: ولدت أنا وأخي لثلاثٍ خلون من خلافة عمر. قلت: أراه ولد بعد ذلك بمديدة، فإن الفضل السيناني روى عن حسين ابن واقد، عنه قال:: جئت إلى أمي فقلت: يا أماه، قتل عثمان، فقالت: يا بني اذهب فالعب مع الغلمان، وكان يزيد بن المهلب استقضى عبد الله بن مرو. وقال ابن خراش: صدوق، وقال ابن حبان: ولي قضاء مرو بعد أخيه سليمان سنة خمسٍ، إلى أن مات سنة خمس عشرة ومائة، وقال وكيع: كانوا بعد موت سليمان بن بريدة على أخيه عبد الله.) 4 (عبد الله بن حنش الأودي الكوفي عن البراء، وابن عمر، وشريح القاضي، والأسود،) وغيرهم. وعنه: محمد بن جحادة، وشعبة، وسفيان، وأبو عوانة، وآخرون. وثقه ابن معين. وقال أبو حاتم: لا بأس به. (7/395)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 396 4 (عبد الله بن أبي زكريا الخزاعي) أبو يحيى فقيه دمشق، وأحد الأعلام، عن أبي الدرداء، وسلمان، وعبادة بن الصمت، وأكثر ذلك مراسيل، روورى عن أم الدرداء، وغيرها. وعنه: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وصفوان بن عمرو، وعلي بن أبي جملة، والأوزاعي، وخالد بن دهقان، وسعيد عبد العزيز، وخلق، وقال أبو مسهر: كان سيد أهل المسجد، قيل: بم سادهم. قال: بحسن الخلق. وقال الواقدي: كان يعدل بعمر بن عبد العزيز. وروى علي بن عياش، عن اليمان بن عدي قال: كان عبد الله بن أبي زكريا عابد أهل الشام، وكان يقول: ما عالجت من العبادة شيئاً أشد من السكوت. وقال الأوزاعي: لم يكن بالشام رجل يفضل على ابن أبي زكريا. و روى بقية، عن مسلم بن زياد، قال: كان عبد الله بن أبي زكريا لا يكاد يتكلم إلا أن يسأل، و كان من أكثر الناس تبسماً، قال: ما مسست ديناراً، و لا درهماً قط، (7/396)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 397 و لا اشتريت شيئاً قط، و لا بعته إلا مرة، و كام له إخوة يكفونه. و قال: ابن سعيد: كان ثقةً قليل الحديث، صاحب غزو، كان عمر بن عبد العزيز يجلسه معه على السرير، توفي عبد الله سنة سبع عشرة و مائة. 4 (عبد الله بن أبي إسحاق) زيد بن الحارث بن عبد الله الحضرمي البصري، مولىً لهم، أحد الأئمة في القراءة و النحو، هو أخو يحيى بن أبي إسحاق، وجد مقريء البصرة يعقوب بن إسحاق الحضرمي. أخذ القرآن عن يحيى بن يعمر، و نصر بن عاصم، و روى عن أبيه و جده، عن علي، و روى أيضاً عن أنس. و روى عنه حفيده يعقوب بن زيد الحضرمي، و هرون بن موسى النحوي الأعور. ذكره ابن حبان في الثقات. قال: أبو عبيدة: اختلف الناس إلى أبي الأسود يتعلمون منه العربية، فكان أبرع أصحابه عنبسة بن معدان، ثم اختلف الناس إلى عنبسة بن معدان، فكان أبرع) أصحابه ميمون الأقرع، فتخرج به عبد الله بن أبي إسحاق. و عن أبي عبيدة قال: أول من وضع العربية أبي الأسود، ثم ميمون، (7/397)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 398 ثم عنبسة الفيل، ثم عبد الله بن أبي إسحاق، كذا قال هنا أبو عبيدة: ميمون قبل عنبسة. و قال غيره: كان مع عبد الله بن أبي إسحاق أبو عمرو بن العلاء، و عيسى بن عمر الثقفي، فمات قبلها، و كان أبو عمرو أوسع في معرفة كلام العرب، و كان عبد الله بن أبي إسحاق أشد تجريداً للقياس، فجمع بينهما بلال بن أبي بردة، فتناظرا، فكان أبو عمرو يقول: غلبني عبد الله يومئذ بالهمز، فنظرت فيه بعد و بالغت فيه. و قال محمد بن سلام الجمحي: سمعت يونس يسأل عن ابن أبي إسحاق، فقال: هو و النحو سواء، أي هو الغاية، قال: و كان ابن أبي إسحاق يكثر الرد على الفرزدق ويتعنته، الفرزدق: (فلو كان عبد الله مولى هجوته .......... ولكن عبد الله مولى المواليا) و كان النولى لآل الحضرمي حليف بني عبد الشمسٍ، و الحليف عند العرب كالمولى، و كان ابن أبي إسحاق أول من بعج النحو، و مد القياس، و شرح العلل. و مات عبد الله و قتادة في يوم واحد في البصرة، سنة سبع عشرة و مائة. و قيل: إنه عاس ثمانياً و ثمانين سنة، و لم يصح. و نقل ابن حبان: إنه توفي سنة تسعٍ و عشرين و مائة. 4 (عبد الله بن أبي سلمة الماجشون المدني م د ن والد عبد العزيز، و أخو يعقوب. أرسل) عن عائشة، و أم سلمة، و لعله أدركهما، (7/398)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 399 و روى عن ابن عمر، و النعمان بن أبي عياش، و عروة. و عنه ابنه، و بكير بن الأشح، و عمو ابن الحارث، و ابن اسحاق، و آخرون. 4 (عبد الله بن أبي سليمان د مولى أمير المؤمنين عثمان. سمع أبا هريرة، و جبير بن مطعم.) و عنه محمد بن عبد الرحمن المكي، و إسحاق بن إبراهيم الثقفي، و خلف بن إسماعيل الخزاعي، و حماد بن سلمة. قال أبو حاتم: شيخ. 4 (عبد الله بن سهل أبو ليلى الأنصاري الحارث عن عائشة، و سهل بن أبي حثمة، و جابر بن) عبد الله. و عنه ابن إسحاق، و مالك. كناه الحاكم. 4 (عبد الله بن عامر م ت) ابن يزيد بن تميم، أبو عمران اليحصبي، مقريء أهل الشام. قرأ (7/399)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 400 القرآن على المغيرة بن أبي شهاب المخزومي، عن عثمان. و يقال: إن ابن عامر سمع قراءة عثمان في الصلاة. و يقال:) إنه قرأعليه نصف القرآن، و لم يصح. و روينا بإسنادٍ قوي أنه قرأ القرآن على أبي الدرداء، و النفس من هذا الشيء، مع أن ذلك محتمل على بعدٍ، بناءً على ما روي عن خالد بن يزيد المري، أنه أعني بن عامر، ولد سنة ثمانٍ من الهجرة، و أما صاحبه يحيى الذماري. فقال: ولد ابن عامر سنة إحدى و عشرين من الهجرة، و ورد أيضاً أنه قرأ على فضالة بن عبيد. و حدث عنه، و عن معاوية، و النعمان بن بشير، و واثلة بن الأسقع، و طائفة. و عنه: ربيعة بن يزيد، و عبد الله بن العلاء بن يزيد، و الزبيدي، و يحيى ابن الحارث الذماري، و عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، و آخرون. وثقه النسائي و غيره، و خلفه في القراءة صاحبه الذماري، قال: الهيثم بن عمران: كان ابن عامر رئيس أهل المسجد زمن الوليد و بعده. و قال سعيد بن عبد العزيز: ضرب ابن عامر عطية بن قيس حين رفع يديه في الصلاة، فروى عمرو بن مهاجر أن إبن عامر استأذن على عمر بن عبد العزيز، فام يأذن له، و قال: ضرب أخاه عطية أن رفع يديه، إن كنا لنؤدب عليها في المدينة. قلت: في كنية ابن عامر تسعة أقوال، أصحها أبو عمران، و قد ولي قضاء دمشق بعد أبي إدريس الخولاني. و قال هشام بن عمار: ثنا الهيثم بن عمران قال: كان في رأس المسجد بدمشق في زمان عبد الملك، و بعده ابن عامر، و كان يغمز في نسبه، فجاء رمضان، فقالوا: من يؤمنا فذكروا المهاجر ابن أبي المهاجر، فقيل: ذا مولىً، و لسنا نريد أن يؤمنا مولىً، فبلغت سليمان، فلما استخلف بعث إلى المهاجر، فقال: إذا كان أول ليلة في رمضان قف خلف الإمام، فإذا تقدم ابن عامر، فخذ بثيابه و اجذبه، و قل: تأخر، فلن يتقدمنا دعي و صل أنت بالناس، ففعل ذلك. و كان ابن عامر يزعم أنه من حمير. قلت: الأصح أنه ثابت النسب. و قال يحيى بن الحارث: و كان ابن العامر قاضي الجند، و كان على بناء مسجد دمشق، و كان رئيس المسجد لايرى فيه (7/400)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 401 بدعةً إلا غيرها. و مات يوم عاشوراء، سنة ثماني عشرة و مائة، و له سبع و تسعون سنة، رحمه الله تعالى. 4 (عبد الله بن عبد الله بن جابر ع بن عتيك الأنصاري المدني. عن ابن عمر، و أنس بن) مالك، وجده لأمه عتيك بن الحارث. و عنه مسعر، و شعبة، و مالك، و غيرهم. 4 (عبد الله بن عبيد الله ع) ابن عبد الله بن أبي ملكية زهير بن عبد الله بن جدعان، الإمام أبو محمد، و أبو بكر التيمي) المكي الأحول، مؤذن الحرم، ثم قاضي مكة لابن الزبير. روى عن جده أبي ملكية، و له صحبة، و عن عائشة، و أم سلمة، و ابن عباس، و عبد الله بن عمرو، و ابن عمر، وطائفة و عنه عمرو بن دينار، (7/401)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 402 و أيوب، و حاتم بن أبي صغيرة، و ابن جريج، و نافع بن عمر الجمحي، و عبد الواحد بن أيمن، و يزيد بن إبراهيم التستري، و جرير بن حازم، و أبو عامر الخزاز، و عبد الجبار بن الورد، و ابن لهيعة، و الليث بن سعد، و خلق كثير. روى أيوب، عن ابن أبي ملكية قال: بعثني ابن الزبير على قضاء الطائف، فكنت أسأل عن ابن عباس. قلت: وثقه غير واحد، و مات سنة سبع عشرة و مائة. قال خالد بن أبي يزيد الهدادي: رايت ابن أبي ملكية يخضب بالحناء. و قال جعفر بن سليمان، عن الصلت بالدينار، عن أبي ملكية قال: أدركت أكثر من خمسمائة من الصحابة، كلهم خاف النفاق على نفسه. كذا رواه الصلت، و الصحيح رواية ابن جريح عنه أنه قال: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. 4 (عبد الله بنت عبد الله قاضي الري د ت ق كوفي من موالي بني هاشم. سمع عبد الرحمن) بن أبي ليلى، و سعيد بن جبير، و جماعة. و عنه الحكم بن عتيبة، و الأعمش، و حجاج بن أرطأة، و فطر بن خليفة، و ابن أبي ليلى. وثقه أحمد و غيره، و هو ابن سرية علي وضي الله عنه. 4 (عبد الله بن زيد العابدين علي بن حسين الهاشمي ت ن روى عن جده رضي الله عنه) مرسلاً، و عن جده لأمه الحسن بن علي، و عن أبيه. و عنه عمارة بن غزية، و موسى بن عقبة، و يزيد بن أبي زياد، و غيرهم، كعبد العزيز بن عمر العمري. ذكره ابن حبان في كتاب الثقات. (7/402)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 403 4 (عبد الله بن عبيد م بن عمير بن قتادة الليثي الجندعي، أبو هاشم المكي. عن أبيه، و) عائشة، و ابن عباس، و ابن عمر، و جماعة. و عنه ابن جريح، و الأوزاعي، و عكرمة لن عمار، و جرير بن حازم، و ابنه محمد بن عبد الله المحرم. قال داود العطار: كان عبد الله من أفصح أهل مكة. و قال أبو حاتم ثقة. توفي سنة ثلاث عشرة و مائة. 4 (عبد الله بن كثير) مقريء أهل مكة، أبو معبد، مولى عمرو بن علقمة الكناني. أصله (7/403)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 404 فارسي، و يقال له، الداري) العطار نسبةً إلى عكر دارين. أما البخاري فقال: هو قرشي من بني عبد الدار. و قال أبو بكر بن أبي داود: الدار بطن من لخم، منهم تميم الداري. و عن الأصمعي قال: الداري الذي لا يبرح في داره، و لا يطلب معاشا. و كان عبد الله بن كثير عطاراً من أبناء فارس الذي بعثهم كسرى إلى صنعاء، فطردوا عنها الحبشة. قال ابن المديني: قد روى عن ابن كثير الداري أيوب، و ابن جريح، و كان ثقة. و قال ابن سعد: كان ثقةً له أحاديث صالحة. حجاج، عن حماد بن سلمة قال: رأيت أبا عمرو يقرأ على عبد الله بن كثير. و قال ابن عيينة: لم يكن بمكة أحدٌ أقرأ من حميد، و عبد الله بن كثير. و قال جرير بن حازم: رأيت بن كثير فصيحاً بالقرآن. و ذكر الداني أنه أخذ القراءة عن عبد الله بن السائب. و قال الحميدي: سمعت سفيان يقول: سمعت مطرفاً أبا بكر في جنازة عبد الله بن كثير و أنا غلام، في سنة عشرين و مائة، قال: سمعت الحسن. و قال بشر بن موسى: ثنا الحميدي، عن سفيان، ثنا قاسم الرحال في جنازة عبد الله بن كثير قال: رأيته سنة ثنتين و عشرين و مائة أسمع قصصه و أنا غلام، و كان قاص الجماعة. قلت: فأما: 4 (عبد الله بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة السهمي (7/404)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 405 المكي، فلجده صحبة، و هو فلا يكاد) يعرف إلا في حديث واحد، سنده مضطرب، و هو حديث عائشة في استغفارهلأهل البقيع. رواه ابن وهب، عن جريح، عنه، عن محمد بن قيس بن مخرمة، عن عائشة، رواه مسلم، و رواه حجاج بن أبي جريج فقال: عن عبد الله رجل من قريش. قلت: قرأ القرآن على مجاهد باتفاقٍ، و ورد أنه قرأ القرآن أيضاً على عبد الله بن السائب المخزومي صاحب أبي بن كعب. قرأء عليه طائفة منهم شبل بن عباد، و أبو عمرو بن العلاء، و معروف بن مشكان، و إسماعيل بن عبد القسط. و قد حدث عن ابن الزبير، و أبي المنهال عبد الرحمن بن مطعم، و عكرمة. و عنه أيوب، و ابن جريج، جرير ابن حازم، و حسين بن واقد، و عبد الله بن أبي نجيح، و حماد بن سلمة، وآخرون، وثقه علي بن المديني وغيره، وكان أبيض اللحية طويلاً جسيماً، أسمر أشهل العينمين، عليه سكينة ووقار، وكان فصيحاً مفوهاً واعظاً، ويقال: إن ابن عيينة سمع منه، وهو بعيد، إنما شهد جنازته، توفي سنة عشرين ومائة، وله خمسٌ وسبعون سنة، رحمه الله، وثقه النسائي.) عبد الله بن كيسان ع أبو عمر التيمي المدني، مولى أسماء بنت أبي بكر، عن أسماء وابن عمر، وعنه عبد الملك بن أبي سليمان، وحجاج ابن أرطأة، وجريج، والمعلى بن زياد، وغيرهم، وثقوه. 4 (عبد الله بن أبي المجالد خ د س ق روى عن مولاه عبد الله بن (7/405)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 406 أبي أوفى، وعبد الرحمن) بن أبزي، ووراد كاتب المغيرة، وعبد الله بن شداد، وعنه إسماعيل السدي، والحسن بن عمارة، وأبو إسحاق الشيباني، وشعبة، لكن شعبة سماه محمداً فوهم، وثقه أبو زرعة وغيره. 4 (عبد الله بن نيار روى عن أبيه، وعروة، وعمرو بن شاس. وعنه أبو الزناد، وعبد الرحمن) بن حولة، وجماعة. 4 (عبد الله بن واقد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب. عن جده، وعائشة، وعنه الزهري،) وفضيل بن غزوان، وعمر بن محمد، وأسامة بن زيد، ورآه مالك، ثم وجدت وفاته سنة سبع عشرة ومائة. 4 (عبد الله أبو محمد البطال) ويقال: أبو يحيى، أحد الموصوفين بالشجاعة والإقدام، ومن سارت بذكره الركبان، كان أحد أمراء بني أمية، وكان على طلائع مسلمة بن عبد الله الملك، وكان ينزل بأنطاكيه، شهد عدة حروب، وأوطأ الروم خوفاً وذلاً، ولكن ما يحد ولا يوصف، ما كذبوا عليه من الخرافات المستحيلات، وعنه عبد الملك، أنه أوصى مسلمة، فقال: صير على طلائعك البطال، ومره (7/406)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 407 فليعس بالليل، فإنه أمينٌ شجاع مقداد، وقال الوليد بن مسلم: حدثني بعض شيوخنا أن مسلمة عقد للبطال على عشرة آلاف، فجعلهم يعني يزكاً. وحدثني أبو مروان الأنطاكي قال: كنت أغازي مع البطال، وقد أوطأ الروم ذلاً، قال البطال: فسألني بعض ولاةٍ بني أمية عن أعجب ما كان من أمري، فقلت: خرجت في سرية ليلاً، فأتينا قريةً، وقلت لأصحابي: ارفعوا لجم خيولكم، ولا تهيجوا، ففعلوا واخترقوا في أزقتها، ودفعت في ناس من أصحابي إلى بيتٍ فيه سراج وامرأة تسكت ولدها من بكائه وتقول: اسكت أو لأدفعنك إلى البطال، ثم انتشلته من سريره وقالت: خذه يا بطال، قال: فأخذته. وخرجت يوماً وحدي على فرسي لأصيب غفلةٍ، ومعي شواء وغيره، فأكلت، ودخلت بستاناً، وأسهلني بطني، فاختلفت مراراً، وخفت من الضعف، فركبت وأسهلت على سرجي، كرهت أن أنزل فأضعف) عن الركوب، ولزمت عنق الفرس، وذهب بي لا أدري إلى أين، فسمعت وقع حوافره على بلاطٍ، فأفتح عيني فإذا دير، وإذا نسوةٌ يتطلعن من أبواب الدير، فلما رأين حالي وضعفي، وقوف فرسي، رطنت واحدةٌ منهن، فنزعن عني ثيابي، وغسلن ما بي وألبسنني ثياباً، وسقينني ترياقاً أو دواءً، ووضعت على سريرٍ، فأقمت يوماً وليلةً مسبوتاً، وذهب عني ذلك ثاني يوم، وأنا ضعيف عن الركوب، فجاءها في اليوم الثالث بطريقٌ أقبل في مركبه، فأمرت بفرسي فغيب، وأغلقت علي بيتاً، ودخل البطريق، فسمعت بعض النسوة تخبر أنه خاطب لها، فبلغه شأني، فهم أن يجهم علي، فأقسمت إن فعل لا نال حاجته، فأمسك، ثم تزوج، وخرجت فدعوت بفرسي، فقالت: لا آمن أن يكمن لك، دعه يذهب، فأبيت وركبت وقفوت الأثر حتى لحقته، وشددت (7/407)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 408 عليه، فانفرج عنه أصحابه، فقتلته، وطلبت أصحابه فهربوا، فأخذت فرسه وسمطت رأسه، ورددت إلى الدير، فألقيت الرأس، ودعوتها ومن معها من النساء والخدم، فوقفن بين يدي، وأمرتها بالرحلة ومن معه على الدواب، وسرت بها و بهن إلى العسكر، فنفلت المرأة بعينها و سلمت سائر الغنيمة، واتخذتها، فهي أم بني. قال الوليد بن مسلم: سمعت عبد الله بن راشد الخزاعي، يخبر عمن سمع من البطال، أنه ولي المصيصة وما يليها، فبعث سريةً، فأبطأ عليه خبرها، فأشفق من مصيبة، قال: فخرجت مفرداً، فلم أجد لهم خبراً، ثم أعطيت خبرهم، فخفت عليهم من العدو، ولم أجد أحداً يخبرني بشيءٍ، فسرت حتى أقف بباب عمورية، فضربت باببها وقلت للبواب: افتح لفلانٍ وسياف الملك ورسوله، وكنت أشبه به، فأعلمه، فأمره نت ففتح لي، فصرت إلى بلاطها، وأمرت من يشتد بين يدي إلى باب بطريقها، ففعل، ووافيته وقد جلس لي، فنزلت عن فرسي وأنا متلثم، فأذن لي ورحب بي، فقلت: أخرج هؤلاء فإني قد حملت إليك أمراً، فأخرجهم، وشددت عليه حتى أغلق باب الكنيسة وأتي إلي، فاخترطت سيفي وقلت: وقد وقعت بهذا الموضع، فأعطني عهداً حتى أكلمك بما أردت حتى أرجع من حيث جئت، ففعل، فقلت: أنا البطال، فاصدقني وانصحني، وإلا قتلتك، قال: سل. فقلت: السرية. قال: نعم، وافت البلادو غارةٌ لا يدفع أهلها يد لامس، فوغلوا في البلاد وملأوا أيديهم غنائهم، وهذا آخر خبر جاءني بأنهم بوادي كذا وكذا، قد صدقتك. فغمدت سيفي، وقلت: ادع لي بطعامٍ، فدعا به، ثم قمت وقال: سيروا بين يدي رسول الملك حتى يخرج، ففعلوا، وقصدت السرية وخرجت بهم وبما غنموا.) (7/408)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 409 وعن أبي بكر بن عياش قال: قيل للبطال: ما الشجاعة قال: صبر ساعة، وقال الوليد: أخبرني ابن جدابر، حدثني من سمع البطال يخبر مالك بن شبيب أمير مقدمة الجيش الذي قتل فيه، عن خبر بطريق أقرن صهر البطال، أن ليون طاغية الروم قد أقبل نحوه في مائة ألف فذكر قصة، فيها إشارة البطال عليه باللحاق ببعض مدن الروم والتحصن به، حتى يلحقهم الأمير سليمان بن هشام، وذكر عصيان مالك في رأيه، قال: ولقينا ليون، فقاتل مالك يومئذٍ ومن معه حتى قتل في جماعة، والبطال عصمة لمن بقي، ووالٍ لهم قد أمرهم ألا يذكروا له إسماً، فتجمعوا عليه، فحمل البطال، فصاح بعض من معه باسمه وفداه، فشدت عليه فرسان الروم حتى شالته برماحها عن سرجه وألقته إلى الأرض، وأقبلت تشد على بقية الناس مع اصفرار الشمس. قال الوليد: قال غير ابن جابر: وليون طاغيتهم قد نزل، ورفعوا أيديهم يستنصرون على المسلمين، ورأوا من قلة المسلمين وقلة من بقي، فقال: ناد يا غلام برفع السيف، وترك بقية القوم لله وانصرفوا، قال ابن جابر: فأمر البطال منادياً، فنادى: أيها الناس، عليكم بسنادة، فتحصنوا فيها، وأمر رجلاً على مقدمتهم، وآخر على ساقتهم يحمل الجريح والضعيف، وثبت البطال مكانه، ومعه قرابةٌ له في مواليه، وأمر من يسير في أوائلهم يقول: أيها الناس إلحقوا فإن البطال يسير بأخراكم، وأمر من ينادي في أخراهم: إلحقوا فإن البطال في أولاكم، فلم يصبحوا إلا وقد دخلوها، يعني سنادة، وأصبح البطال في المعركة وبه رمق، فلما كان من الغد، ركب ليون بجيشه، فأتى المعركة، فوجد البطال وأصحابه، فأخبر به، فأتى حتى وقف عليه، فقال: أبا يحيى كيف رأيت قال: وما رأيت، كذلك الأبطال تقتل وتقتل فقال ليون: علي بالأطباء، فأتي بهم، فنظروا في جراحه، فوجدوه قد أنفذت مقاتله، (7/409)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 410 فقال: هل من حاجة قال: نعم، فأمر من ثبت معي بولايتي وكفني والصلاة علي، ثم تخلي سبيلهم، ففعل. قال أبو عبيدة: قتل البطال سنة اثنتي عشرة ومائة، وقال أبو حسان الزيادي: سنة ثلاث عشرة، وقال خليفة: سنة إحدى وعشرين. 4 (عبد الجبار بن وائل بن حجر الحضرمي الكوفي م عن أبيه، وأخيه علقمة، وغيرهما،) وعنه ابنه سعيد، وزيد بن أبي أنيسة، وأبو إسحاق السبيعي، ومحمد بن جحادة، ومسعر بن كدام، وفطر بن خليفة، والمسعودي، وغيرهم، قال ابن معين: ثبت، ولم يسمع من أبيه شيئاً.) قلت: روايته عن أبيه في السنن الأربعة. 4 (عبد الحميد بن عبد الرحمن ع بن زيد بن الخطاب، أبو عمر العدوي المدني الأعرج،) أخو أسيد، وعبد العزيز، ولي إمرة الكوفة لعمر بن عبد العزيز، سأل ابن عباس، ورورى عن مسلم بن يسار، ومقسم، ومحمد بن سعد بن أبي وقاص، وعنه ابناه عمر، وزيد، والزهري، وزيد بن أبي أنيسة، (7/410)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 411 وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وغيرهم. وثقه ابن خراش وغيره، روى المدائني، عن يعقوب بن زيد، أن عمر بن عبد العزيز أجاز عامله على الكوفة عبد الحميد بعشرة آلاف. توفي عبد الحميد بحران سنة نيف عشرة ومائة. 4 (عبد الحميد بن محمود المعولي البصري د ت س عن ابن عباس وأنس، وعنه ابنه حمزة،) ويحيى بن هانيء المرادي، وعمرو بن هرم، قال أبو حاتم: شيخ. 4 (عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري المدني م عن أبيه، وأبي حميد الساعدي، وعنه ابناه) ربيح، وسعيد، وزيد بن أسلم، وسهيل بن أبي صالح، وجماعة، وثقه النسائي، مات سنة ثنتي عشرة ومائة. (7/411)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 412 4 (عبد الرحمن بن ثروان خ أبو قيس الأودي الكوفي، عن علقمة، والقاضي شريح،) وهزيل بن شرحبيل، وسويد بن غفلة، وعنه الأعمش، والثوري، وشعبة، وحماد بن سلمة، وآخرون، وثقه ابن معين، ولينه أبو حاتم، وغيره، مات سنة عشرين ومائة. 4 (عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي الحمصي م عن أبيه، وخالد بن معدان،) وكثير بن مرة، وغيرهم، وعنه الزبيدي، وثور بن يزيد، ويحيى بن جابر، وصفوان بن عمرو، وطائفة، آخرهم موتاً إسماعيل بن عياش. وثقه النسائي وغيره، توفي سنة ثماني عشرة ومائة. 4 (عبد الرحمن بن رافع التنوخي المصري د ت ن قاضي إفريقية، يكنى أبا الجهم، وقيل أبا) الحجر، روى عن عبد الله بن عمرو، وعقبة بن الحارث، وعنه ابنه إبراهيم، وشراحيل بن يزيد، وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم (7/412)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 413 الإفريقي، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال البخاري: في حديثه مناكير. وقال أبو حاتم: شيخ مغربي إن صحت الرواية عنه، عن عبد الله ابن عمرو، قلت: يشير إلى حديثه الذي رواه عنه ابن أنعم الإفريقي وحده: إذا رفع الرجل رأسه من آخر سجدة ثم أحدث فقد تمت صلاته.) قلت: مات سنة ثلاث عشرة ومائة. 4 (عبد الرحمن بن سابط الجمحي المكي م د ت ق وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط،) روى عن أبيه وله صحبة، وعن عائشة، وجابر، وأبي أمامة، وأرسل عن معاذ، وغيره، وعنه حسان بن عطية، وابن جريج، وحنظلة بن أبي سفيان، والليث بن سعد، وجماعة، وكان أحد الفقهاء، وثقوه، لكن كان ابن معين يعد أن أكثر رواياته مرسلة. مات سنة ثماني عشرة ومائة. 4 (عبد الرحمن بن سعيد بن وهب الهمداني الكوفي عن أبيه، وأرسل عن عائشة، وعنه خالد) الحذاء، وابن عجلان، ومالك بن مغول، وشعبة، وثقه (7/413)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 414 أبو حاتم. 4 (عبد الرحمن بن سلمة القرشي عن عبد الله بن عمرو، وعنه خالد ابن محمد الثقفي،) وإسماعيل بن أبي المهاجر، وسعيد بن عبد العزيز. 4 (عبد الرحمن بن عابس بن ربيعة النخعي الكوفي خ م د ن ق عن أبيه، وابن عباس، وأم) يعقوب الأسدية. وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وعنه حجاج بن أرطأة، وشعبة والثوري، وقيس بن الربيع، وثقه ابن معين. توفي سنة تسع عشرة. 4 (عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي أمير الأندلس وعاملها لهشام بن عبد الملك. روى عن ابن) عمر. وعنه عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، وعبد الله بن عياض. استشهد سنة خمس ومائة في حربٍ بينه وبين النصارى. 4 (عبد الرحمن بن هرمز الأعرج ع أبو داود المدني، مولى (7/414)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 415 ربيعة بن الحارث بن عبد) المطلب الهاشمي. سمع أبا هريرة، وأبا سعيد، وعبد الله ابن مالك بن بحينة، وطائفة، وسمع أيضاً من أبي سلمة، وعمير مولى ابن عباس، وعدة. وكان يكتب المصاحف ويقريء القرآن. روى عن الزهري، وأبو الزناد، وصالح بن كيسان، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وعبد الله بن لهيعة، وخلق. وكان ثقةً ثبتاً، عالماً بأبي هريرة، انتقل في آخر أيامه إلى مصر، وتوفي غريباً بالإسكندرية سنة سبع عشرة ومائة على الصحيح. 4 (عبد الرحمن بن يزيد الصنعاني ت القاص الأبناوي. عن أبي هريرة، وابن عمر، وعنه) ) عبد الله بن بحير بن ريسان القصاص، وهمام أبو عبد الرزاق، والمنذر بن النعمان، وغيرهم. قال عبد الله بن بحير: كان أعلم بالحلال والحرام من وهب بن منبه. وذكره ابن حبان في الثقات. له في الجامع حديث واحد. (7/415)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 416 4 (عبد الملك بن ميسرة الهلالي العامري ع أبو زيد الكوفي الزراد. عن ابن عمر، وأبي) الكفيل، وزيد بن وهب، وغيرهم، وعنه زيد بن أبي أنيسة ومسعر، وشعبة، وجماعة. وكان ثقة نبيلاً. 4 (أما عبد الملك بن ميسرة المكي فشيخ. روى عنه أبو داود الطياللسي، وعبد الملك بن محمد) الصنعاني من أهل طبقة شعبة. 4 (عبد الملك بن أبي محذورة الجمحي المكي د ت ن عن أبيه رضي الله عنه، وعن ابن) محيريز. وعنه إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك، ووالده، وعماه محمد وإسماعيل، وابن عمه إبراهيم بن إسماعيل، والنعمان بن راشد، ونافع بن عمر الجمحي. 4 (عبيد الله بن أبي جروة العبدي البصري الأحمر، واسم أبيه رزيق، روى عن عائشة، وعقبة) بن صهبان، وعمته، وعنه جابر بن صبح، وهشام الدستوائي، والقاسم بن المفضل الحداني، وشعبة، وغيرهم. لا بأس به. (7/416)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 417 4 (عبيد الله بن عبد الله بن حصين الخطمي المدني عن جابر بن عبد الله وعبد الملك بن عمرو.) وعنه ابن الهاد، والوليد بن كثير، ومحمد بن إسحاق، وعبد الرحمن بن النعمان، وجماعة، وثقه أبو زرعة. 4 (عبيد الله بن القبطية عن أم سلمة، وجابر بن سمرة، وابن أبي ربيعة، وعنه عبد العزيز بن) رفيع، ومسعر بن كدام. وثقه ابن معين. له حديثان. 4 (عثمان بن حاضر د ق سمع ابن عباس، وجابراً، وابن عمر، وأنساً، وغيرهم، وعنه) إسماعيل بن أمية، وعمرو بن ميمون بن مهران، والخليل بن أحمد العروضي، وزمعة بن صالح، وابن إسحاق، وجماعة. قال أبو زرعة: حميري ثقة. 4 (عثمان بن أبي سودة المقدسي ت ق أخو زياد. يروي عن أبي هريرة، وأم الدرداء،) ) وميمونة مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعنه زيد بن واقد، وشيب بن شيبة، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، والأوزاعي. وكان كثير (7/417)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 418 الجهاد، له فضل وعبادة، وأبوه من موالي عبد الله بن عمرو. 4 (عثمان بن عبد الله بن سراقة خ ق بن المعتمر بن أنس القرشي العدوي المدني، وأمه) زينب بنت عمر بن الخطاب. روى عن أبي هريرة، وجابر، وخاله ابن عمر. ورأى أبا قتادة الأنصاري، وولي إمرة مكة. وعنه الزهري، والوليد بن أبي الوليد، وابن أبي الذئب، وأبو المنيب عبيد الله المروزي، وعدة. وثقه أبو زرعة والنسائي. وسراقة جده الأعلى، فإنه عثمان ابن عبد الله بن عبد الله بن سراقة. مات سنة ثماني عشرة ومائة. أرخه الواقدي، وروايته عن جده عمر مرسلة. 4 (عدي بن ثابت الكوفي ع وهو عدي بن أبان بن ثابت بن قيس بن الخطيم الأنصاري) الظفري. وقال يحيى بن معين: هو عدي بن ثابت بن دينار. وقيل: عدي بن ثابت بن عبيد بن عازب، فالبراء بن عازب أخو جده على هذا. روى عن جده لأمه عبد الله بن يزيد الخطمي، وعن أبيه، عن جده، وسليمان بن صرد، والبراء بن عازب، وابن أبي أوفى، وأبي حازم الأشجعي، وطائفة. وعنه زيد بن أبي أنيسة، والأعمش، ويحيى بن سعيد الأنصاري (7/418)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 419 ومسعر، وشعبة، وخلق. قال أبو حاتم: كان إمام مسجد الشيعة وقاصهم، وهو صدوق. وقال غيره: ثقةٌ ثبت، مات سنة ست عشرة ومائة. 4 (عدي بن عدي بن عميرة بن فروة الكندي د ن ق أبو فروة سيد أهل الجزيرة. روى عن) أبيه وله صحبة وعمه العرس، ورجاء بن حيوة، وجماعة. وعنه أيوب، وشعبة، وجرير بن حازم، وحماد بن سلمة، وآخرون. وكان فقيهاً ناسكاً كبير القدر. إمرة الجزيرة وأذربيجان. وثقه ابن معين وغيره. مات سنة عشرين ومائة. 4 (العرجي الشاعر هو أبو عمر عبد الله بن عمر بن عمرو بن عثمان بن عفان الأموي. وكان) ينزل بعرد الطائف فنسب إليه، وكان أحد (7/419)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 420 الأبطال المذكورين غزا القسطنطينية في البحر، ثم وقع منه أمرٌ، واتهم بدمٍ، فسجن بمكة إلى أن مات في خلافة هشام. وهو القائل: (أضاعوني وأي فتىً أضاعوا .......... ليوم كريهةٍ وسداد ثغر)

(وخلوني لمعترك المنايا .......... وقد شرعت أسنتها لنحري) ) (كأني لم أكن فيهم وسيطاً .......... ولم تك نسبتي في آل عمرو)

4 (عروة بن عبد الله بن قشير الجعفي الكوفي د ت ق عن ابن الزبير، وابن سيرين، ومعاوية) بن قرة، وعن عنبسة بن أبي سفيان ولم يدركه. وعنه زهير بن معاوية، وسفيان الثوري. 4 (عطاء بن أبي رباح المكي ع) أبو محمد بن أسلم مولى قريش، أحد أعلام التابعين. ولد في خلافة (7/420)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 421 عثمان، وسمع: عائشة، وأبا هريرة، وأسامة بن زيد، وأم سلمة، وابن عباس، وابن عمر، وأبا سعيد الخدري، وخلقاً كثيراً، منهم جابر، وصفوان بن يعلى، وعبيد بن عمير، وأبو العباس الشاعر. وعنه: أيوب، والحكم، حسين المعلم، وابن إسحاق، وجرير بن حازم، وأبو حنيفة، والأوزاعي، وهمام بن يحيى، وأسامة بن زيد الليثي، وإبراهيم الصائغ، وأيوب بن موسى، وحبيب بن أبي ثابت، وحبيب بن الشهيد، وحجاج بن أرطأة، وزيد بن أبي أنيسة، وسلمة بن كهيل، وطلحة بن عمرو، وعبادة بن منصور الباجي، وعبد الله بن أبي نجيح وعبد الله بن المؤمل المخزومي، وعبد الرحمن بن حبيب بن أردك، وعبد المجيد بن سهيل، وعثمان بن الأسود، وعقبة بن عبد الله الأصم، وعكرمة بن عمار، وعلي بن الحكم البناني، وعمرو بن دينار، وعمران القصار، وقيس بن سعد، وكثير ابن شنظير، وابن أبي ليلى، وأبو شهاب موسى بن نافع، وأبو المليح الرقي، ومعقل بن عبيد الله، والليث بن سعد، وابن جريج، ويزيد بن إبراهيم التستري، وخلق كثير. وكان إماماً سيداً أسود مفلفل الشعر، من مولدي الجند، فصيحاً علامة، انتهت إليه الفتوى بمكة مع مجاهد، وكان يخضب بالحناء. قال أبو حنيفة: ما رأيت أحداً أفضل من عطاء. وقال ابن جريج: كان المسجد فراش عطاء عشرين سنة، وكان من أحسن الناس صلاةً. وقال الأوزاعي: مات عطاء يوم مات، وهو أرضى أهل الأرض عند الناس. وقال محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان: ما رأيت فتياً خيراً من عطاء، إنما كان مجلسه ذكر (7/421)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 422 الله لا يفتر، وهم يخوضون، فإن سئل أحسن الجواب. وقال إسماعيل بن أمية: كان عطاء يطيل الصمت، فإذا تكلم خيل إلينا أنه مؤيد. وقال عثمان بن عطاء الخراساني: كان عطاء أسود شديداً فصيحاً، إذا تكلم، فما قال بالحجاز قبل منه. وقال ابن عباس: يا أهل مكة، تجتمعمون علي وعندكم عطاء. وروى سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة) قال: هؤلاء أئمة الأمصار: الحسن، وإبراهيم بالعراق، وسعيد بن المسيب، وعطاء بالحجاز. وقال إسماعيل بن عياش: سألت عبد الله بن عثمان بن خيثم: ما كان عيش عطاء قال: نيل السلطان وصلة الإخوان. وقال الأصمعي: دخل عطاء على عبد الملك بن مروان، وهو على السرير، فقام إليه وأجلسه معه، وقعد بين يديه، فوعظه عطاء. وروى عمر بن قيس المكي، عن عطاء قال: أعقل مقتل عثمان وولدت لعامين من خلافته. وقال أبو المليح الرقي: لما بلغ ميمون بن مهران موت عطاء قال: ما خلف بعده مثله. وعن ربيعة الرأي قال: فاق عطاء أهل مكة في الفتوى. وقال ابن المعين: كان عطاء معلم كتاب دهراً. وقال جرير بن حازم: رأيت يد عطاء شلاء، ضربت أيام ابن الزبير. قال ابن سعد: وكان عطاء أعور. وقال أبو عاصم الثقفي: سمعت أبا جعفر الباقر يقول للناس، وقد أكثروا عليه: عليكم بعطاء، فهو والله خيرٌ لكم مني. وقال أبو جعفر أيضاً: ما أجد أحداً أعلم بالمناسك من عطاء. وقال رجل لابن جريج: لولا هذان (7/422)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 423 الأسودان ما كان لنا فقهٌ: مجاهد، وعطاء، فقال: فض الله فاك، تقول لهما الأسودان وقال عمرو بن ذر: ما رأيت على عطاء يسوى خمسة دراهم وروى ليث عن عبد الرحمن بن سابط قال: والله ما أرى إيمان أهل الأرض يعدل إيمان أبي بكر، ولا أرى إيمان أهل مكة يعدل إيمان عطاء. وقال عمران بن حدير: رأيت عمامة عطاء مخرقةً، فقلت: أعطيك عمامتي فقال: إنا لا نقبل إلا من الأمراء. قلت: يريد بيت المال. قال ابن سعد: عطاء من مولدي الجند، نشأ بمكة، وهو مولى لبني فهر، أو لجمح، إليه انتهت فتوى أهل مكة، وإلى مجاهد، وأكثر ذلك إلى عطاء، فسمعت بعض العلماء يقول: كان عطاء أسود، أعور، أفطس، أشل أعرج، ثم عمي، وكان ثقةً فقيهاً. قال أبو داود: كان والد عطاء نوبياً يعيل المكاتل. وقيل: حج عطاء نيفاً على سبعين حجة، وكان يشرب الماء في رمضان ويقول: إني أطعم أكثر من مسكين. وقال يحيى القطان: مرسلات مجاهد أحب إلي من مرسلات عطاء بكثير، فإن عطاء كان يأخذ عن كل أحدٍ. وقال أحمد. وابن معين: ليست مرسلات عطاء بذاك. وقال علي بن المديني: كان عطاء اختلط) بأخرة، فتركه ابن جريج، وقيس بن سعد. وقال إسماعيل بن داود: سمعت مالكاً يقول: كان عطاء أسود، ضعيف العقل. قلت: عطاء حجة بالإجماع إذا أسند. قال أحمد بن حنبل: ليس في المرسلات شيء أضعف من مرسلات الحسن، وعطاء، كان يأخذان عن كل أحد. قال أبو المليح، وحماد بن سلمة، وأحمد، وجماعة: توفي عطاء سنة أربع عشرة ومائة. وقال ابن جريج والواقدي: سنة خمس عشرة، وقيل: غير (7/423)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 424 ذلك، والأول أصح، وعاش تسعين سنة، وكان موته في رمضان، ومن قال: عاش مائة سنة فقد وهم، والله أعلم. 4 (عطاء بن أبي مروان الأسلمي ن أبو مصعب، مدني نزل الكوفة. روى عن أبيه، وعنه) موسى بن عقبة، ومسعر، وشعبة، وشريك. 4 (عطية بن سعد بن جنادة د ت ق العوفي، أبو الحسن الكوفي. عن ابن عباس. وأبي سعيد) الخدري، وابن عمر، وغيرهم. وعنه ابنه الحسن، وأبان بن تغلب، وحجاج بن أرطأة، وقرة بن خالد، وزكريا بن أبي زائدة، ومحمد بن جحادة، ومسعر بن كدام، وفضيل بن مرزوق، وآخرون. قال أبو حاتم: ضعيف يكتب حديثه، وكذا ضعفه غير واحد، ويروى أن الحجاج ضربه أربعمائة سوطٍ، على أن يلعن علياً، فلم يفعل، وكان شيعياً رحمه الله، ولا رحم الحجاج. قال مطين: توفي سنة إحدى عشرة ومائة. وقال خليفة: مات سنة سبعٍ وعشرين ومائة، وهذا القول غلط. 4 (عقبة بن حريث التغلبي الكوفي م ن سمع ابن عمر، وسعيد بن (7/424)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 425 المسيب، وعنه شعبة،) وفرات بن الأحنف. 4 (عقبة بن مسلم التجيبي المصري أبو محمد، إمام جامع مصر وقاصها. روى عن شفي) بن ماتع، وأبي عبد الرحمن الحلبي، وعن عقبة بن عامر، وعبيد الله بن عمرو أيضاً. وأراه مرسلاً. وعنه حيوة بن شريح، والوليد ابن أبي الوليد المدني، وابن لهيعة، وثقه أحمد العجلي وغيره. 4 (عكرمة بن خالد بن العاص خ م د ت ن بن هشام بن المغيرة بن عبد الله المكي، أبو خالد) المقريء، قرأ القرآن على ابن عباس عرضاً، وسمع منه، ومن أبي هريرة، وابن عمر، وأبي الطفيل، وسعيد بن جبير، وغيرهم. روى القراءة عنه عرضاً أبو عمرو بن العلاء، وحنظلة بن أبي سفيان، فيما قاله أبو عمرو الداني، وروى عنه قتادة، وعبد الله بن طاوس، وابن جريج،) وحنظلة بن أبي سفيان، ومعقل بن عبيد الله الجزري، وجماعة، توفي بعد عطاء بن أبي رباح بيسير. وثقه جماعة. وكان أحد العلماء الأشراف. ولجده العاص صحبة ورواية في المسند. (7/425)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 426 4 (أما عكرمة بن خالد بن سلمة بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله المخزومي، فهو) ولد ابن عم عكرمة بن خالد. وهو ضعيف مقل، أدركه مسلم بن إبراهيم. 4 (علقمة بن مرثد الحضرمي ع أبو الحارث الكوفي، أحد الأئمة.) روى عن أبي عبد الرحمن السلمي. وطارق بن شهاب، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وسعد بن عبيدة، وجماعة. وعنه غيلان بن جامع، وأبو حنيفة، والأوزاعي، وشعبة، ومسعر، وسفيان، والمسعودي. قال أحمد بن حنبل: هو ثبت في الحديث. قلت: توفي سنة عشرين ومائة. 4 (علي بن الأقمر ع بن عمرو بن الحارث الهمداني الوادعي، أبو الوازع الكوفي. عن أبي) جحيفة، وأسامة بن شريك، وعن الأغر أبي مسلم، وأبي حذيفة سلمة بن صهيبة، وأبي الأحوص الحبشي، وغيرهم. وعنه الأعمش، وشعبة، وسفيان، والحسن بن صالح، وشريك، وآخرون. وثقه جماعة. (7/426)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 427 4 (علي بن ثابت بن أبي زيد، عمرو بن أحطب الأنصاري، أخو عزرة بن ثابت. روى عن) نافع ومحمد بن زياد القرشي، وغيرهما. ومات شاباً. روى عنه سعيد بن أبي عروبة، والحمادان، وعمران القطان، وسعيد بن إبراهيم. وثقه أحمد بن حنبل. وقال أبو حاتم: لا بأس به. 4 (علي بن رباح م) ابن قصير بن قشيب بن يينع اللخمي المصري، واسمه علي لكنه صغر. قال أبو عبد الرحمن المقريء: بنو أمية إذا سمعوا بمولودٍ اسمه علي قتلوه، فبلغ ذلك رباحاً، فقال: هو علي. قلت: قوله مولود لا يستقيم، لأن علياً هذا ولد في أول خلافة عثملان، أو قبل ذلك بقليل، وكان في خلافة بن أمية رجلاً لا مولوداً. سمع من عمرو بن العاص، وعقبة بن عامر، وأبي هريرة، وأبي قتادة، وفضالة بن عبيد، وغيره من الصحابة. وعمر مائة سنةٍ إلا قليلاً. وعنه: ابنه موسى، فأكثر عنه، ويزيد بن أبي حبيب، وحميد بن هانيء، ومعروف بن سويد، وآخرون. وكان ثقة عالماً إماماً، وفد على معاوية. وقد قال: كنت خلف مؤدبي، فسمعته يبكي، فقلت: مالك قال: قتل أمير المؤمنين عثمان، وكنت بالشام.) (7/427)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 428 وأما ابن يونس فذكر، أنه ولد عام اليرموك قال: وذهبت عينه يوم ذات الصواري في البحر مع عبد الله بن سعد بن أبي سرح سنة أربع وثلاثين، وكانت له منزلة من عبد العزيز بن مروان، وهو الذي زف بنته أم البنين بنت عبد العزيز إلى الشام، فدخل بها زوجها الوليد بن عبد الملك، ثم تغير عليه عبد العزيز، فأغزاه إفريقية، فلم يزل مرابطاً بها إلى أن توفي بها، سئل عنه أحمد بن حنبل فقال: ما علمت إلا خيراً. يقال: توفي سنة أربع عشرة ومائة. فقال الحسن بن علي العداس: توفي سنة سبع عشرة ومائة. 4 (علي بن عبد الله بن عباس م) ابن عبد المطلب الهاشمي المدني، أبو محمد السجاد، والد محمد، وعيسى، وداود، وسليمان، وإسماعيل، وعبد الصمد، وصالح، وعبد الله، ولد أيام قتل علي رضي الله عنه، فسمي باسمه. روى عن أبيه، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وابن عمر، وجماعة. وعنه بنوه عيسى، وداود، وسليمان، وعبد الصمد، والزهري، وسعد بن إبراهيم، ومنصور بن المعتمر، وعلي بن أبي جملة وآخرون. وأمه هي زرعة بنت الملك مشرح بن عدي الكندي أحد ملوك الأربعة، وكان جسيماً وسيماً طويلاً الغاية، جميلاً مهيباً، ذا لحية مليحةٍ، يخضب بالوسمة، ذكر الأوزاعي وغيره، أنه كان يسجد كل يومٍ ألف (7/428)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 429 سجدة. قال ابن سعد: ثقة قليل الحديث، وقال: قال له عبد الملك بن مروان: لا أحتمل لك الإسم، والكنية جميعاً فغيره، وكناه أبا محمد. وقال عكرمة: قال لي ابن عباس، ولابنه علياً: انطلقا إلى أبي سعيد الخدري فاسمعا من حديثه، فأتيناه في حائطٍ له. وقال ميمون بن زياد: ثنا أبو سنان قال: كان علي بن عبد الله معنا بالشام، وكانت له لحية طويلة يخضبها بالوسمة، وكان يصلي كل يومٍ ألف ركعة، وكان علي بن أبي جملةٍ يقول: دخلت على علي بن عبد الله، وكان آدم جسيماً، ورأيت له مسجداً كبيراً في وجهه، يهني آثر السجود. وقال ابن المبارك: كان له خمسمائة شجرة، يصلي عند كل شجرة ركعتين، وذلك كل يوم. وعن أبي المعز المغيرة قال: إن كن لنطلب لعلي بن عبد الله الخف والنعل، فما نجده حتى يستعمله لكبر رجله. قلت: وكان علي بن عبد الله السجاد قد أسكن الشراة بالحميمة من البلقاء، وهو جد الخلفاء،) توفي سنة ثماني عشرة ومائة. 4 (علي بن مدرك النخعي الكوفي ع عن أبي زرعة البجلي، (7/429)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 430 وإبراهيم النخعي، وهلال بن) يساف، وعنه الأعمش، والمسعودي، وشعبة، وغيرهم، توفي سنة عشرين ومائة. وثقة غير واحد. 4 (عمارة بن راشد الليثي مولاهم الدمشقي، أرسل عن أبي هريرة، وغيره، وروى عن جبير بن) نفير، وأبي إدريس الخولاني، وعمر بن عبد العزيز، وعنه عتبية بن أبي حكيم، وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وعبد الله ابن عيسى بن أبي ليلى، وما أظن به بأساً، لكن قال أبو حاتم: مجهول. 4 (عمران بن أبي أنس القرشي العامري المصري م د ت س عن عبد الله بن جعفر، وحنظلة) بن علي الأسلمي، وسهل بن سعد، وسليمان بن يسار، وطائفة، وعنه أسامة بن زيد الليثي، والضحاك بن عثمان، وعبد الحميد بن جعفر، ويونس الأيلي، والليث بن سعد، وآخرون، وثقه أبو حاتم، وغيره. توفي سنة سبع عشرة ومائة. 4 (عمر بن ثابت الخزرجي المدني م عن أبي أيوب الأنصاري في صوم ستٍ من شوال.) وعنه: الزهري، وصفوان بن سليم، وسعد بن سعيد الأنصاري، ومالك، وآخرون. وثقة النسائي، وله حديث آخر في ذكر الدجال. (7/430)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 431 4 (عمر بن الحكم بن رافع بن سنان م د ن ق أبو حفص.) عن أبي الخير كعب بن عمرو، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمرو، وجابر. وعنه: سعيد بن أبي هلال، وعمران بن أبي أنس، وابن ابن أخيه عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله، وغيرهم، وثقه أبو زرعة. 4 (عمر بن الحكم بن ثوبان م د ن ق أبو حفص المدني. قال ابن معين: هو والآخر واحد.) عن سعد بن أبي وقاص، وأبي هريرة، وأبي سعيد، وعبد الله بن عمرو، وجماعة، وعنه يحيى بن أبي كثير، ويحيى بن سعيد الأنصاري، ومحدمد بن عمرو، وموسى بن عبيدة، وآخرون. توفي سنة سبع عشرة، عن ثمانين سنة. 4 (عمر بن سالم المدني أبو عثمان، قاضي مرو. رأى ابن (7/431)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 432 عباس، وسمع من القاسم بن محمد،) وغيره. وعنه مطرف بن طريف، وليث بن أبي سليم، ومهدي بن ميمون، والربيع بن مسلم،) وغيرهم. 4 (عمر بن علي بن الحسين م ت س بن علي الهاشمي المدني الأصغر. أرسل عن النبي) صلى الله عليه وسلم وروى عن أبيه، وسعيد بن مرجانة، وعنه ابنه محمد. وعلي ابن أخيه حسين بن زيد، ويزيد بن الهاد، وابن إسحاق، وفضيل بن مرزوق. وكان سيداً، كثير العبادة والاجتهاد، له فضل وعلم. 4 (عمر بن مروان بن الحكم الأموي وويقال عمرو. قال أبو سعيد بن يونس: لم يكن بمصر) رجل من بني أمية أفضل منه. وكان أولاد أخيه يستشيرونه. روى عنه يزيد بن أبي حبيب، وعبيد الله بن أبي جعفر. توفي سنة خمس عشرة ومائة. قال: وولده بالأندلس إلى اليوم. 4 (عمرو بن سعد الفدكي ن ق ويقال اليمامي. عن محمد بن كعب القرظي، ونافع، وعمرو) بن شعيب، ومات شاباً. روى عنه: يحيى بن أبي كثير مع تقدمه وعكرمة بن عمار، والأوزاعي، وغيرهم، وثقة دحيم. 4 (عمرو بن سعيد الثقفي البصري م عن أنس بن مالك، (7/432)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 433 وسعيد بن جبير، ووراد كاتب) المغيرة، وأبي زرعة البجلي. وعنه أيوب، وابن عون، ويونس، وجرير بن حازم، وآخرون، وثقه النسائي. 4 (عمرو بن شعيب) ابن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص، أبو إبراهيم السهمي الطائفي، وكناه بعضهم أبا عبد الله. سمع من زينب بنت أبي سلمة رضي الله عنها، ومن أبيه، وسعيد بن المسيب، وعطاء بن أبي رباح، وطاوس، وعمرو بن ابن الشريد، وسليمان بن يسار، وغيرهم. وعنه عطاء، وقتادة، ومكحول، والزهري، وأيوب، وحسين المعلم، وعبيد الله بن عمر، وداود بن أبي هند، وابن لهيعة، وابن إسحاق، وخلق كثير. وكان ثقةً صدوقاً، كثير العلم، حسن الحديث. قال يحيى بن معين: عمرو بن شعيب عندنا واهٍ. وقال معتمر بن سليمان، عن أبي عمرو بن (7/433)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 434 العلاء قال: كان قتادة، وعمرو بن شعيب، لا يغيب عليهما شيء، يأخذان عن كل أحدٍ، وكان ينزل الطائف. قال الأوزاعي: ما رأيت قرشياً أكمل من عمرو بن شعيب. ووثقه يحيى بن معين، وابن راهويه، وصالح جزرة. وقال الترمذي قال البخاري: رأيت أحمد) وابن المديني، وإسحاق، يحتجون بحديث عمرو ابن شعيب، فمن الناس بعدهم. وقال إسحاق بن راهويه: إذا كان الراوي عن عمرو ثقة، فهو كأيوب، عن نافع، عن ابن عمر. قال الدارقطني وغيره: قد ثبت سماع عمرو من أبيه، وسماع أبيه من جده عبد الله بن عمرو. وقال أبو زكريا النووي: الصحيح المختار الاحتجاج به. وقال صالح بن محمد: حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه صحيفة ورثوها. وقال بعض العلماء: ينبغي أن تكون تلك الصحيفة أصح من كل شيءٍ، لأنها مما كتبه عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم، والكتابة أضبط من حفظ الرجال. وقال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يقول: أهل الحديث إذا شاؤوا احتجوا بعمرو بن شعيب، وإذا شاؤوا تركوه. قلت: يعني يقولون: حديثه من صحيفة موروثة، فقد يخرجون هذا القول في معرض التضعيف. وقال أبو عبيد الآجري: سئل أبو داود عن عمرو ابن شعيب، عن أبيه، عن جده أحجة قال: لا، ولا نصف حجة. قلت: لا أعلم لمن ضعفه مستنداً طائلاً أكثر من أن عن أبيه عن جده يحتمل أن يكون الضمير في قوله: عن جده، عائداً إلى جده الأقرب، وهو محمد، فيكون الخبر مرسلاً، ويحتمل أن يكون جده الأعلى، وهذا لا شيء، لأن (7/434)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 435 في بعض الأوقات يأتي مبيناً، فيقول عن جده عبد الله بن عمرو، ثم إنا لا نعرف لأبيه شعيب، عن جده محمد رواية صريحة أصلاً، وأحسب محمداً مات في حياة عبد الله بن عمرو والده، وخلف ولده شعيباً، فنشأ في حجر جده، وأخذ عنه العلم، فأما أخذه عن جده عبد الله، فمتيقنٌ، وكذا أخذ ولده عمرو عنه فثابت. توفي بالطائف سنة ثماني عشرة ومائة. 4 (عمرو بن مرة ع) ابن عبد الله بن طارق المرادي الجملي، أبو عبد الله الكوفي، أحد الأعلام، الحفاظ وكان ضريراً. سمع ابن أبي أوفى، وسعيد بن المسيب، ومرة الطيب، وأبا وائل، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وأبا عمر زاذان، وطائفة. وعنه زيد بن أبي أنيسة، والأعمش، وسفيان وشعبة، ومسعر، وقيس بن الربيع، وخلق. له نحو مائتي حديث. قال مسعر، مع جلالته: ما أدركت أحداً أفضل من عمرو بن مرة. وعن عبد الرحمن بن مهدي قال: هو من حفاظ الكوفة. وقال قراد: ثنا شعبة قال: ما رأيت عمرو بن مرة يصلي صلاة قط، فظننت أنه ينصرف حتى يغفر له. (7/435)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 436 وقال مسعر: سمعت عبد الملك بن ميسرة، ونحن في جنازة) عمرو بن مرة يقول: إني لأحسبه خير أهل الأرض. ويقال: إن عمراً دخل في شيءٍ من الإرجاء، وهو مجمعٌ على ثقته وإمامته. توفي سنة ست عشرة ومائة. وعن عمرو قال: أكره أن أمر بمثل في القرآن لا أعرفه، لأن الله تعالى يقول: وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون. وروى أبو سنان، عن عمرو بن مرة قال: نظرت إلى امرأةٍ فأعجبتني، فكف بصري، فأنا أرجو. أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ، أنا ابن اللتي، أنا أبو الوقت، أنا أبو منصور بن عفيف، أنا عبد الرحمن بن أحمد، أنا أبو القاسم البغوي، ثنا محمد بن حميد الرازي، ثنا جرير، عن مغيرة قال: لم يزل في الناس بقية حتى دخل عمرو بن مرة في الإرجاء، فتهافت الناس فيه. 4 (عمير بن سعيد النخعي الكوفي خ م د ق) عن علي، وابن مسعود، وعمار، وأبي مسعود، وسعد بن وقاص. وهو من أقران مسروق والكبار، لكنه عمر إلى هذا الوقت، وحديثه عن علي في الصححين. روى عنه أبو حصين الأسدي، والأعمش، وأشعث بن سوار، وفطر بن خليفة، وحجاج بن أرطأة، ومسعر، وجماعة. وثقه يحيى بن معين. وقال ابن سعد: توفي سنة خمسٍ ومائة. (7/436)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 437 4 (عون بن عبد الملك بن عتبة بن مسعود م) أبو عبد الله الهذلي الكوفي الزاهد، أحد الأئمة. روى عن أبيه، وأخيه أبي عبد الله الفقيه، وعائشة، وأبي هريرة، وابن عباس، وعبد الله بن عمرو، وسعيد بن المسيب. وقيل: إن روايته عن عائشة، وأبي هريرة مرسلة، وقد أرسل عن ابن مسعود، وغيره. وعنه إسحاق بنو يزيد الهذلي، وحنظلة بن أبي سفيان، وصالح بن حي، ومالك بن مغول، والمسعودي، وابن عجلان، وأبو حنيفة، ومسعر، وآخرون. وثقه أحمد، وغيره. وقال ابن المديني: صلى خلف أبي هريرة. وقال ابن سعد: لما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة، رحل إليه عون بن عبد الله، وموسى بن أبي كثير، وعمر بن ذر، فكلموه في الإرجاء وناظروه، فزعموا أنه لم يخالفهم في شيءٍ منه، قال: وكان عون ثقةً يرسل كثيراً. وقال البخاري: عون سمع أبا هريرة. وقال الأصمعي: كان عون من آدب أهل المدينة وأفقههم، وكان مرجئاً، ثم تركه، وقال أبياتاً في مفارقة الإرجاء. وروى جرير، عن مغيرة قال: بلغ عبيد الله بن عبد الله أن أخاه عوناً حدث، فقال: قد قامت القيامة.) وقيل: إن عوناً خرج مع ابن الأشعث، ثم إنه هرب إلى نصيبين، فأمنه (7/437)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 438 محمد بن مروان، وألزمه ابنه مروان الذي استخلف، ثم قال له محمد: كيف رأيت ابن أخيك قال: ألزمتني رجلاً إن قعدت عنه عتب، وإن جئته حجب، وإن عاتبته ضخب، وإن صاحبته غضب، فتركه ولزم عمر بن عبد العزيز، فكانت له منه مكانةٌ، وطال مقام جريرٍ بباب عمر، فكتب إلى عون: (يا أيها القارئ المرخي عمامته .......... هذا زمانك إني قد مضى زمني)

(أبلغ خليفتنا إن كنت لاقيه .......... أني لدى الباب كالمصفود في قرن) وروى جرير، عن مغيرة قال: كان عون بن عبد الله يقص، فإذا فرغ أمر جاريةٍ له أن تغني و تطرب، فأردت أن أرسل إليه: إنك من أهل بيت صدقٍ، وإن الله لم يبعث نبيه بالحمق، وصنيعك هذا حمق. زيد بن عوف، نا سعيد ابن زربى. عن ثابت البناني قال: كان لعون جاريةٌ يقال لها بسرة، تقرأ بألحانٍ فقال لها يوماً: اقرئي على إخواني، فكانت تقرأ بصوتٍ وجيعٍ، فرأيتهم يلقون العمائم، ويبكون، فقال لها يوماً: يا بسرة، قد أعطيت لك ألف دينارٍ لحسن صوتك، اذهبي فأنت حرةٌ لوجه الله. مات سنة بضع عشرة ومائة. 4 (عون بن أبي جحيفة ع) وهب السوائي الكوفي. عن أبيه، والمنذر بن جرير البجلي، وعبد الرحمن بن سمير. وعنه حجاج بن أرطأة، ومالك بن مغول، وعمر بن أبي زائدة، وشعبة، وسفيان، وقيس بن الربيع. وثقه ابن معين. (7/438)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 439 4 (عياش بن عمرو الكوفي م ن) عن ابن أبي أوفى، وإبراهيم التيمي، وسعيد بن جبير، وزاذان أبي عمرو. وعنه ابنه عبد الله، وشعبة وسفيان، وشريك، وغيرهم. وثقه النسائي. 4 (عيسى بن جارية المدني ق) عن جرير بن عبد الله، وجابر بن عبد الله، وشريك صحابي لا أعرفه سعيد بن المسيب. وعنه زيد بن أبي أنيسة، وعنبسة بن سعيد الرازي، ويعقوب القمي، وأبو صخر حميد بن زياد. وهو مقل، اختلفوا في توثيقه. قال ابن معين: ليس بذاك، عنده مناكير. وقال أبو زرعة: لا بأس به. وقال أبو داود: منكر الحديث. 4 (عيسى بن سيلان المزني المكي) ) حدث بمصر عن أبي (7/439)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 440 هريرة. وعنه زيد بن أسلم، والليث بن سعد، وابن لهيعة. (7/440)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 441 4 (حرف الغين)

4 (غيلان بن عقبة) هو ذو الرمة الشاعر. تقدم في الذال. 4 (غيلان القدري) أبو مروان، صاحب معبد الجهني. ناظره الأوزاعي بحضرة هشام بن عبد الملك، فانقطع غيلان، ولم يتب. وكان قد أظهر القدر في خلافة عمر بن عبد العزيز، فاستتابه عمر، فقال: لقد كنت ضالاً فهديتني، وقال عمر: اللهم إن كان صادقاً، وإلا فاصلبه واقطع يديه ورجليه، ثم قال: أمن يا غيلان، فأمن على دعائه. وروينا عن حسان بن عطية أنه قال: يا غيلان، والله لئن كنت أعطيت لساناً لم نعطه، إنا لنعرف باطل ما جئت به. وقال الوليد بن مسلم، عن مروان بن سالم، عن الأحوص بن حكيم، عن خالد بن معدان، عن عبادة ابن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يكون في أمتي رجل، يقال له غيلان، أضر على أمتي من إبليس. مروان واهي الحديث. وقد حج بالناس هشام بن عبد الملك سنة ستٍ ومائة، في أول خلافته، وكان معه غيلان يفتي الناس ويحدثهم وكان ذا عبادة وتأله وفصاحة وبلاغة، ثم نفذت فيه دعوة الإمام الراشد عمر بن عبد العزيز، فأخذ وقطعت أربعته وصلب بدمشق في القدر، نسأل الله السلامة، وذلك في حياة عبادة بن نسي، فإنه أحد من فرح بصلبه. (7/441)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 442 4 (حرف الفاء)

4 (فاطمة بنت الحسين د ت ق) ابنة علي بن أبي طالب، أخت سكينة. روت عن أبيها، وعن عائشة، وابن عباس، وعن جدتها فاطمة الزهراء مرسلاً. وعنها بنوها حسن، وإبراهيم، وعبد الله، وأم جعفر، أولاد الحسن بن الحسن بن علي، وروى عنها أيضاً ابنها محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان الديباج، وأبو المقدام هشام بن زياد، وشيبة بن نعامة، وآخرون. قال يحيى بن بكير: ثنا الليث قال: أبى الحسين أن يستأمر، فقاتلوه وقتلوه، وقتلوا ابنه) وأصحابه، وانطلق ببنيه علي، وفاطمة، وسكينة، إلى عبيد الله بن زياد، فبعث بهم إلى يزيد، فجعل سكينة خلف سريره لئلا ترى رأس أبيها. وقال الزبير وغيره: مات الحسن بن الحسن عن فاطمة، فتزوجها عبد الله المطرف، ويقال: أصدقها ألف ألف درهم. قال ابن عيينة: بقيت فاطمة إلى سنة نيف عشرة ومائة، ويروى أنها وفدت على هشام بن عبد الملك. 4 (فاطمة بنت عبد الملك بن مروان) تزوجها ابن عمها عمر بن عبد (7/442)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 443 العزيز، ثم خلف عليها سليمان بن داود بن مروان بن الحكم، وكان أعور، فقيل: هذا الخلف الأعور، فولدت له عبد الملك، وهشاماً. وحكى عنها عطاء بن أبي رباح، والمغيرة بن حكيم. توفيت في خلافة أخيها هشام فيما أرى. 4 (فاطمة الصغرى ابنة الإمام علي ن بن أبي طالب.) روت عن أبيها مرسلاً، وعن أسماء بنت عميس. وعنها الحكم بن عبد الرحمن بن أبي نعم، وموسى الجهني، ونافع بن أبي نعيم، وآخرون. تزوجت بغير واحدٍ من أشراف قريش، منهم ابن عمها أبو سعيد بن عقيل. وفي سنن النسائي أن موسى الجهني قال: دخلت عليها، فقيل لها: كم لك فقالت: ستٌ وثمانون سنة، قلت: ما سمعت شيئاً قالت: لا، ولكن أخبرتني أسماء بنت عميس أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى. توفيت سنة سبع عشرة ومائة. 4 (فاطمة بنت المنذر بن الزبير بن العوام ع الأسدية المدينة.) (7/443)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 444 روت عن جدتها أسماء بنت أبي بكر، وأم سلمة. روى عنها زوجها هشام بن عروة، ومحمد بن سوقة، وإسحاق. وثقها أحمد العجلي. وكانت أسن من زوجها بثلاث عشرة سنة. 4 (الفضل بن الحسن بن عمرو بن أمية الضمري) حدث بمصر عن أبي هريرة، وابن عمر، وابن أم الحكم. روى عنه ابنه حسن، وعبيد الله بن أبي جعفر، ويزيد بن أبي حبيب، وعياش بن عقبة، وابن إسحاق، وآخرون. ما أعلم به بأساً. 4 (الفضل بن قدامة) أبو النجم العجلي الراجز، من طبقة العجاج في الرجز، وربما قدمه بعضهم على العجاج. له مدائح في هشام بن عبد الملك وغيره. ومن رجزه: (أوصيت من برة قلباً حراً .......... بالكلب خيراً والحماة شرا) ) (7/444)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 445 (لا تسأمي خنقاً لها وجرا .......... حتى ترى حلو الحياة مرا) ومن شعره: (لقد علمت عرسي فلانةٌ أنني .......... طويل سنى ناري بعيدٌ خمودها)

(إذا حل ضيفي بالفلاة فلم أجد .......... سوى منبت الأطناب شب وقودها) وله: (والمرء كالحالم في المنام .......... يقول إني مدركٌ أمامي)

(في قابلٍ ما فاتني في العام .......... والمرء يدنيه من الحمام)

(مر الليالي السود والأيام .......... إن الفتى يصح للأسقام)

(كالغرض المنصوب للسهام .......... أخطأ رامٍ وأصاب رامٍ) حكى الزبير بن بكار قال: قال هشام للشعراء: صفوا لي إبلاً، قال أبو النجم: فذهب بي الروي إلى أن قلت: وصارت الشمس كعين الأحول (7/445)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 446 فغضب هشام وكان أحول فقال: أخرجوا هذا، ثم بعد مدة أدخلت عليه، فقالت: ألك أهلٌ قلت: نعم، وابنتان، قال: هل زوجتهما قلت: إحداهما، قال: فما أوصيتها قلت: (أوصيت من برة قلباً حراً .......... بالكلب خيراً والحماة شرا)

(لا تسأمي خنقاً لها وجرا .......... والحي عميهم بشرٍ طرا)

(وإن حبوك ذهباً ودرا .......... حتى يروا حلو الحياة مرا) فضحك هشام حتى استلقى وقال: ما هذه، وصية يعقوب بنيه قلت: يا أمير المؤمنين، ولا أنا مثل يعقوب عليه السلام، قال: فما زدتها قلت: (سبي الحماة وابهتي عليها .......... وإن دنت فازدلفي إليها)

(واقرعي بالفهر مرفقيها .......... وظاهري اليد به عليها) لا تخبري الدهر به ابنتيها (7/446)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 447 وقال: فما فعلت أختها قلت: درجت بين أبيات الحي ونفعتنا، قال: فما قلت فيها قلت: (كأن ظلامة أخت شيبان .......... يتيمةٌ ووالداها حيان)

(الرأس قملٌ كله وصئبان .......... وليس في الرجلان إلا خيطان) ) فهي التي يذعر منها الشيطان فوصلني هشام بدنانير، وقال: اجعلها في رجلي ظلامة. وهو القائل: أنا أبو النجم وشعري شعري (7/447)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 448 4 (حرف القاف)

4 (القاسم بن عبد الرحمن خ) ابن عبد الله بن مسعود الهذلي، أبو عبد الرحمن الفقيه، قاضي الكوفة، وكان ممن لم يأخذ على القضاء رزقاً، وهو أخو معن، روى عن أبيه، وابن عمر، وجابر بن سمرة، ومسروق، وغيرهم، وعنه الأعمش، وابن أبي ليلى، ومسعر، والمسعودي، وآخرون، وثقه ابن معين وغيره، قال محارب بن دثار: صحبناه إلى بيت المقدس، ففضلنا بكثرة الصلاة وطول الصمت وبالسخاء. وقال ابن عيينة: قلت لمسعر: من أشد من رأيت توقياً للحديث قال: (7/448)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 449 القاسم بن عبد الرحمن، وقال ابن المديني: لم يلق ابن عمر، وقال خليفة ابن خياط: عزله ابن هبيرة عن القضاء سنة ثلاثٍ ومائة بالحسين بن الحسن الكندي، قال الأعمش: كنت أجلس إلى القاسم وهو قاضٍ. قال ابن قانع: مات سنة ست عشرة ومائة، وقيل: مات سنة اثنتي عشرة. 4 (القاسم أبو عبد الرحمن الدمشقي) مولى عبد الرحمن بن خالد بن يزيد بن معاوية، أحد الأعلام وهو القاسم بن أبي القاسم. روى عن أبي هريرة، وفضالة بن عبيد، وأبي أمامة، ومعاوية بن أبي سفيان، وأرسل عن علي، وابن مسعود، وتميم الداري، وغيره. وعنه يحيى بن الحارث الذماري، وثور بن يزيد، وعبد الله ابن العلاء بن زبر، ومعاوية بن صالح، وابن جابر، وآخرون. قال ابن سعد: هو مولى أم المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان، وقيل مولى معاوية، وله حديث كثير، وفي حديث الشاميين أنه أدرك بدرياً. (7/449)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 450 وذكر البخاري في تاريخه: أنه سمع علياً وابن مسعود، فوهم. وقال ابن معين: ثقة. وقال ابن شابور، عن يحيى الذماري: سمعت القاسم أبا عبد الرحمن يقول: لقيت مائةً من الصحابة. وقال يحيى بن حمزة، عن عروة بن رويم، عن القاسم أبي عبد الرحمن قال: قدم علينا سلمان الفارسي دمشق. قلت: أنكر أحمد بن حنبل هذا وقال: كيف يكون له هذا اللقاء، وهو مولى) لخالد بن يزيد بن معاوية وقال عبد الله بن صالح: ثنا معاوية بن صالح، عن سليمان أبي الربيع، عن القاسم قال: رأيت الناس مجتمعين على شيخٍ، فقلت: من هذا فقالوا: سهل بن الحنظلية. وقال دحيم: كان القاسم مولى جويرية بنت أبي سفيان فورثت. وقال صدقة بن خالد: ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: ما رأيت أحداً أفضل من القاسم أبي عبد الرحمن، كنا بالقسطنطينة، وكان الناس يرزقون رغيفين رغيفين، فكان يتصدق برغيف، ويصوم ويفطر على رغيف. قال أحمد بن حنبل: في حديث القاسم مناكير مما يرويه الثقات. وقال يعقوب بن شيبة: القاسم أبو عبد الرحمن منهم من يضعفه. وقال أحمد ابن حنبل: حديث القاسم عن أبي أمامة: الدباغ طهور منكر. قال أبو عبيد: توفي سنة اثنتي عشرة ومائة. (7/450)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 451 4 (القاسم بن عوف الشيباني الكوفي م ق:) عن أبي برزة الأسلمي، وزيد أرقم، وعبد الله بن أوفى. وعنه قتادة، وأبو أيوب السختياني، وزيد بن أبي أنيسة، وغيرهم. قال أبو حاتم: محله الصدق. قلت: حديثه عن زيد ابن أرقم مضطرب، توقف فيه علي بن المديني. 4 (القاسم بن مخيمرة م) أبو عروة الهمداني الكوفي نزيل دمشق، روى عن أبي سعيد الخدري، وعبد الله بن عمرو، وشريح بن هانيء، وعلقمة، وعبد الله بن حكيم. وعنه حسان بن عطية، والحكم، وسلمة بن كهيل، وأبو إسحاق السبيعي، وعمر بن أبي زائدة، والأوزاعي، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وسعيد بن (7/451)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 452 عبد العزيز وآخرون، وثقه ابن معين وغيره، وكان يؤدب بالكوفة، وكان من العلماء العالمين، قال يزيد بن أبي مريم: كان القاسم بن مخيمرة يتوضأ من النهر الذي يخرج من باب الصغير. قلت: لعله توضأ منه، وقد أبعد عن البلد وصفاً. قال محمد بن كثير، عن الأوزاعي قال: جلست إلى القاسم بن مخيمرة حين احتملت. وقال ابن أبي خالد: كنا في كتاب القاسم، وكنا لا يأخذ منا، وعن منصور بن نافع قال: كان القاسم يأمرنا بجهازه للغزو ويقول: لا تماسكوا في جهازنا فن النفقة في سبيل الله مضاعفة. وعن القاسم، أنه كان لا ينصرف حتى يستأذن الوالي، ويقرأ: وإذا كانوا معه على أمرٍ جامعٍ لم يذهبوا الآية.) أبو مسهر: ثنا سعيد بن عبد العزيز، عن القاسم بن مخيمرة قال: دخلت على عمر بن عبد العزيز، فقضى عني سبعين ديناراً، وحملني على بغلةٍ، وفرض لي في خمسين، فقلت: أغنيتني عن التجارة، فسألني عن حديثٍ، فقلت: هنيني يا أمير المؤمنين، قال سعيد:: كأنه كره أن يحدثه على هذا الوجه. قال: وقال القاسم: ما اجتمع على مائدتي لونان من طعام واحد، ولا أغلقت بابي ولي خلفه همٌ. وعنه قال: كنت أدعو بالموت، فلما (7/452)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 453 نزل بي كرهته قال الهيثم: توفي سنة إحدى عشرة ومائة، وقال غير واحد: مات سنة إحدى ومائة، والأول هو الصحيح، والله أعلم. 4 (قتادة بن دعامة ع) ابن قتادة بن عزبز، وقيل غير ذلك في نسبه، أبو الخطاب السدوسي البصري الأعمى الحافظ، أحد الأئمة الأعلام، روى عن عبد الله بن سرجس، وأنس بن مالك، وأبي الطفيل، وأبي رافع، وأبي أيوب المراغي (7/453)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 454 وأبي الشعثاء، وزرارة بن أوفى، والشعبي، وعبد الله بن شقيق، ومطرف بن الشخير، وسعيد بن المسيب، وأبي العالية، وصفوان بن محرز، ومعاذة العدوية، وأبي عثمان النهدي، والحسن، وخلق، وعنه سعيد بن أبي عروبة، ومعمر، ومسعر، وشعبة، والأوزاعي، وعمرو بن الحارث المصري، وأبان ابن يزيد، وهمام، وجرير بن حازم، وشيبان النحوي، وحماد بن سلمة، وسعيد بن بشير، وأبو عوانة، وخلق كثير، وكان أحد من يضرب المثل بحفظه. قال معمر: أقام قتادة عند سعيد بن المسيب ثمانية أيام، فقال له في اليوم الثامن: ارتحل يا أعمى، فقد أنزقتني. وقال قتادة: ما قلت لمحدثٍ قط أعد علي، وما سمعت أذناي شيئاً قط إلا وعاه قلبي. وقال محمد ابن سيرسين: قتادة أحفظ الناس. وقال معمر: سمعت قتادة يقول: ما في القرآن آيةٌ إلا وقد سمعت فيها شيئاً. قال أحمد بن حنبل: قتادة عالم بالتفسير وباختلاف العلماء، ثم وصفه أحمد بالفقه والحفظ، وأطنب في ذكره وقال قلما تجد من يتقدمه، توفي سنة سبع عشرة، وقال همام: سمعت قتادة يقول: ما أفتيت بشيءٍ من رأيي منذ عشرين سنة، وقد ذكر سفيان الثوري قتادة مرة فقال: وكان في الدنيا مثل قتادة. وقال معمر: قلت: للزهري: قتادة أعلم أم مكحول قال: لا، بل قتادة. وقال أحمد بن حنبل:) كان قتادة أحفظ أهل البصرة، لا يسمع شيئاً إلا حفظه. (7/454)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 455 قرئت عليه صحيفة جابر مرة واحدةً فحفظها، وقال شعبة: نصصت على قتادة سبعين حديثاً، كلها يقول: سمعت أنس بن مالك إلا أربعة. قلت: قد دلس قتادة عن جماعة. وقال شعبة: لا يعرف لقتادة سماعٌ من أبي رافع. وقال يحيى بن معين: لم يسمع قتادة من سعيد بن جبير، ولا من مجاهد. وقال القطان: لم يسمع من سليمان بن يسار. وقال أحمد: لم يسمع من معاذة. قلت: وقد تفوه قتادة بشيءٍ من القدر. وقال وكيع: كان سعيد بن أبي عروبة، وهشام الدستوائي وغيرهما يقولون: قال قتادة: كل شيءٍ بقدرٍ إلا المعاصي. وقال ابن شوذب: ما كان قتادة يرضى حتى يصيح به صياحاً، يعني القدر. قلت: وكان قتادة أيضاً رأساً في العربية، والغريب، وأيام العرب، وأنسابها، قال أبو عمرو بن العلاء: كان قتادة من أنسب الناس. ونقل القفطي في تاريخ النحاة قال: كان الرجلان من بني أمية يختلفان في البيت من الشعر، فيبردان بريداً إلى العراق، يسأل قتادة عنه، وثقه غير واحدٍ. ومات سنة سبع عشرة ومائة، وقيل سنة ثماني عشرة بواسط، وله سبعٌ وخمسون سنة، رحمه الله. 4 (قيس بن سعد المكي الحبشي م د ن ق:) مولى نافع بن (7/455)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 456 علقمة، أحد الفقهاء، روى عن طاوس، ومجاهد، وعطاء، ويزيد بن هرمز. وعنه يزيد بن إبراهيم التستري، وجرير بن حازم، والحمادان، والربيع بن صبيح، ومعاوية بن عبد الكريم الضال، وآخرون، وكان قد خلف عطاء بمكة في الفتوى وفي مجلسه، ولم تطل أيامه، ولا عمر. وثقه أحمد، ومات سنة تسع عشرة. 4 (قيس بن مسلم:) بن عمرو الجدلي الكوفي، أحد الأئمة. روى عن طارق بن شهاب، وعبد الرحنمن بن أبي ليلى، ومجاهد، وغيرهم، وعنه أيوب بن عائذ، ومسعر بن كدام، وأبو العميس عتبة بن عبد) الله، وأبو حنيفة، وسفيان، وسشعبة، وآخرون، وثقه أحمد، وغيره. وقال أبو داود: كان مرجئاً، وروى أحمد بن حنبل، عن سفيان بن عيينة قال: كانوا يقولون: ما رفع بن مسلم رأسه إلى السماء منذ كذا وكذا، وتعظيماً لله. قلت: توفي عشرين ومائة. (7/456)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 457 4 (حرف اللام)

4 (لقمان بن عامر الوصابي د ن:) أبو عامر الحمصي، ويقال فيه الأوصابي، روى عن أبي هريرة، وعتبة بن عبد، وأبي أمامة، وعبد الله بن بسر، وكثير بن مرة، وجماعة، روى عنه عقيل بن مدرك، ومحمد بن الوليد الزبيدي، وعيسى بن أبي رزين، وفرج بن فضالة، وجماعة. قال أبو حاتم: يكتب حديثه. (7/457)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 458 4 (حرف الميم)

4 (محارب بن دثار ع) ابن كردوس بن قرواش السدوسي الكوفي الفقيه. ولي قضاء كوفة لخالد بن عبد الله القسري. وحدث عن ابن عمر، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن يزيد الخطمي، والأسود بن يزيد، وغيرهم. وعنه زبيد اليامي، ومسعر، وسفيان، وشعبة، وقيس بن الربيع، وخلق. و كان ثقةً ثبتاً. وقال سفيان الثوري: ما يخيل إلي أني رأيت أحداً أفضله على محارب بن دثار. وقال ابن سعد: كان من المرجئة الأولى الذين يرجئون علياً وعثمان (7/458)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 459 إلى أمر الله، ولا يشهدون عليهما بإيمان ولا بكفر. وقال ابن معين وأحمد وغيرهما: ثقة. وقال عثمان بن عيينة: رأيت محارباً يقضي في المسجد. وروى عبد الله بن إدريس عن أبيه قال: رأيت الحكم، وحماد بن أبي سليمان في مجلس حكم محارب بن دثار، أحدهما عن يمينه و الآخير عن شماله. و قال الثوري: استعمل محارب على القضاء، فبكى أهله، وعزل عن القضاء فبكى أهله. وقال سعد بن الصلت: ثنا هارون بن الجهم، ثنا عبد الملك بن عمير قال: كنت في مجلس قضاء محارب، فادعى رجل على رجل فأنكر، فقال: ألك بينه قال: نعم، فلان. قال خصمه: إنا لله، لئن شهد علي ليشهدن بزورٍ، ولئن سألتني عنه لأزكينه، فلما جاء الشاهد، قال محارب: حدثنا ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الطير لتضرب بمناقيرها وتقذف ما في حواصلها من هول يوم القيامة، وإن شاهد الزور لاتقار قدماه على الأرض حتى يقذف به في) النار. ثم قال: بم تشهد قال: قد نسيت، أرجع فأتذكر. توفي محارب بن دثار سنة ست عشرة ومائة. (7/459)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 460 4 (محفوظ بن علقمة الحضرمي الحمصي، أبو جنادة) روى عن أبيه، وعبد الرحمن بن عائذ، وغيرهما، وأرسل عن سلمان الفارسي، وغيره. روى عنه أخوه نصر بن علقمة، والوضين بن عطاء، وثور بن يزيد، ومحمد بن راشد. وثقه دحيم، وابن معين. 4 (محل بن خليفة الطائي الكوفي) عن جده عدي بن حاتم، وأبي السمح خادم النبي صلى الله عليه وسلم. وعنه سعد أبو مجاهد الطائي، وأبو الزعراء يحيى بن الوليد الطائي، وشعبة وسفيان، وغيرهم. وثقه ابن معين. 4 (محمد بن ابراهيم بن الحارث التيمي القرشي، أبو عبد الله المدني) وكان جده الحارث بن صخر من المهاجرين، وهو ابن عم أبو بكر الصديق. روى عن أسامة بن زيد، وأبي سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله، (7/460)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 461 وعلقمة بن وقاص، وعيسى بن طلحة بن عبيد الله، وطائفة من قدماء التابعين، ورأى سعد بن أبي وقاص، وغيره. وكان أحد الفقهاء الثقات. وروى عن يحيى بن سعيد الأنصاري، وهشام بن عروة، وابن موسى بن محمد، ويزيد بن عبد الهاد، ويحيى بن أبي كثير، و أبو عمرو الأوزاعي، وابن اسحاق، وآخرون. وكان عريف بني تميم، توفي سنة عشرين و مائة، وقيل سنه تسع وعشرين ومائة. 4 (محمد بن جعفر بن الزبير بن العوام الأسدي المدني) عن عمه عروة، وابن عمه عباد بن بد الله. وعنه عبيد الله بن أبي جعفر، وابن جريح، و الوليد بن كثير، وإبن إسحاق، وغيرهم. وهو معدود في الفقهاء، وثقه النسائي، وتوفي شاباً، وكان أبو ممن طال عمره، وبقي إلى خلافة سليمان بن عبد الملك. 4 (محمد بن سعيد بن المسيب المخزومي المدني) عن أبيه. وعنه ابناه عمران، وطلحة، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وابن إسحاق. 4 (محمد بن سهل بن أبي حثمة الأوسي الأنصاري) روى عن أبيه ورافع بن خديج، ومحيصة بن مسعود. وعنه بريد بن أبي حبيب، وحجاج بن أرطأة.) 4 (محمد بن عبيد الله بن سعيد) أبو عون الثقفي (7/461)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 462 الكوفي الأعور. روى عن جابر بن سمرة، وابن الزبير، والقاضي شريح، ووراد كاتب المغيرة، وأبي صالح الحنفي عبد الرحمن. وعنه العباس بن ذريح وابن سوقة، ومسعر، وسفيان، وشعبة. قال أبو أسامة، عن أبي جناب قال: حدثني أبو عون الثقفي قال: كنت أقرأ على أبي عبد الرحمن السلمي. قال خليفة: مات أبو عون سنة عشرين ومائة. وثقه ابن معين وأبو زرعة. 4 (محمد بن علي بن الحسين ع) ابن علي بن أبي طالب الهاشمي العلوي، أبو جعفر الباقر سيد بني (7/462)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 463 هاشم في زمانه. روى عن جديه الحسن، والحسين، وعائشة، وأم سلمة، وابن عباس، وابن عمر، وأبي سعيد الخدري، وجابر، وسمرة بن جندب، وعبد الله بن جعفر، وأبيه، وسعيد بن المسيب، وطائفة. وعنه ابن جعفر الصادق، وعمرو بن دينار، والأعمش، وربيعة الرأي، وابن جريح، والأوزاعي، ومرة بن خالد، ومخول بن راشد، وحرب بن سريج، والقاسم ابن الفضل. الحراني، وآخرون. قال أحمد بن البرقي: مولده سنة ستٍ وخمسين. قلت: فعلى هذا لم يسمع من عائشة، ولا من جديه، مع أنه روايته عن جده الحسن بخطه، وعن عائشة، في سنن النسائي، فهي منقطعة، وروايته عن سمرة عند أبي داود. و كان أحد من جمع العلم، والفقه، والشرف، والديانة، والثقة، والسؤدد، وكان يصلح للخلافة، وهو أحد الإثني عشر الذين تعتقد الرافضة عصمتهم، ولا عصمة إلا لنبي، لأن النبي إذا أخطأ لا يقر على الزلة، بل يعاتب بالوحي على هفوةٍ أن ندر وقوعها منه، ويتوب إلى الله تعالى، كما جاء في سجدة ص أنها توبة نبي، و أما قولهم الباقر، فهو من بقر العلم أي شقه فعرف أصله و خفيه. قال ابن فضيل، عن سالم بن أبي حفصة: سألت أبا جعفر وابنه جعفر الصادق، عن أبي بكر، وعمر، فقالا لي: يا سالم تولهما وابرأ من عدوهما، فإنهما كانا إمامي هدىً. هذه حكاية مليحة، لأن روابيها سالم وابن فضيل، من أعيان الشيعة، لكن شيعة زماننا عثرهم الله ينالون من الشيخين، يحملون هذا القول من الباقر والصادق رحمهما الله على التقية، قال إسحاق الأرزق، عن بسام الصيرفي: سألت أبا جعفر، عن أبي بكر، وعمر، فقال: والله إني (7/463)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 464 لأتولاهما، وأستغفر) لهما، وما أدركت أحداً من أهل بيتي إلا هو يتولاهما. وعن عبد الله بن محمد بن عقيل قال: كنت أنا وأبو جعفر نختلف إلى جابر، نكتب عنه في ألواح، وروي أن أبا جعفر كان يصلي في اليوم والليلة مائةً وخمسين ركعةً، وقد عده النسائي وغيره في فقهاء التابعين بالمدينة. قال ليث بن أبي سليم: دخلت على أبي جعفر محمد بن علي وهو يبكي ويذكر ذنوبه، توفي أبو جعفر سنة أربع عشرة ومائة، قاله أبو نعيم، ومصعب الزبيري، وسعيد بن عفير، وقيل: سنة سبع عشرة ومائة، وله إخوة أشراف: زيد الذي صلب، وعمر، وحسين، وعبد الله بنو زين العابدين، رحمه الله عليهم. 4 (محمد بن عمرو بن عطاء القرشي ع العامري أبو عبد الله. عن أبي حميد الساعدي، في) عشرة من الصحابة، في وصف صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أبي هريرة، وابن عباس، وأبي قتادة، وعن سعيد بن المسيب، وغيرهم، وعنه محمد بن عمرو بن حلحلة، وعمرو بن يحيى المازني، والوليد بن كثير، وابن عجلان، وعبد الحميد بن جعفر، وابن اسحااق، وابن أبي ذئب، وآخرون. قال ابن سعد: كانت له هيئة ومروءة، كانوا يتحدثون أن تفضي الخلافة إليه لهيبته وعقله وكماله، لقي ابن عباس وغيره، وكان ثقةً له أحاديث. توفي في آخر خلافة هشام بن عبد الملك. (7/464)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 465 4 (محمد بن قيس بن مخرمة) بن المطلب بن عبد مناف المطلبي الحجازي، عن عائشة، وأبي هريرة، وعنه ابنه حكيم، وعمرو بن عبد الرحمن بن محيصن، وابن عجلان، وابن إسحاق، وغيرهم، وثقه أبو داود. 4 (محمد بن كعب القرظي) مختلفٌ في وفاته، وقد مر في الطبقة الماضية، وقد قال الواقدي، وخليفة، والفلاس: إنه توفي سنة سبع عشرة. قال الواقدي: عاش ثمانياً وسبعين سنة، وكان ممن جمع بين العلم والعمل. 4 (محمد بن أبي المجالد) روى عن مولاه (7/465)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 466 عبد الله بن أبي أوفى، وعبد الرحمن بن أبزي، وعبد الله بن شداد، وعنه أبو إسحاق السبيعي، وشعبة، والحسن بن عمارة، وغيرهم، وكان ثقة.) 4 (مروان الأصغر) أبو خلف البصري، عن ابن عمر، وأنس ابن مالك، ومسروق، وأبي وائل، وغيرهم، وعنه خالد الحذاء، وعوف، وشعبة وجماعة. 4 (مروان أبو لبابة الوراق) بصريٌ، ثقة، سمع من عائشة. وعنه هشام بن حسان، وحماد بن زيد، يقع حديثه عالير في الصيام لأبي يوسف القاضي. 4 (مسلم بن مخراق) أبو الأسود والد سوادة العبدي البصري القطان. عن ابن عباس، ومعقل بن يسار، وأبي بكر الثقفي، وأسماء بنت أبي بكر، وعنه ابن عون، وشعبة، وابنه سلأادة، والقاسم بن الفضل الحداني. وثقه النسائي. (7/466)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 467 4 (مسلم بن يناق الخزاعي مولاهم الكوفي م س عن ابن عباس، وابن عمر، وعنه إبراهيم) بن نافع المكي، وحاتم بن أبي صغيرة وشعبة، وثق هو والد الحسن. 4 (مسلم البطين) أبو عبد الله الكوفي، عن إبراهيم التيمي، وعلي ابن الحسين، وسعيد بن جبير، ومجاهد، وغيرهم، وعنه مخول بن راشد، وابن عون، والأعمش، وعبد الرحمن المسعودي، وآخرون. وثقه أحمد وغيره. 4 (مسلمة بن عبد الله بن ربعي د س ق الجهني الدمشقي الداراني. روى عن عمه أبي) مشجعة، خالد بن اللجلاج، وعمر بن عبد العزيز وغيرهم. وعنه محمد بن عبد الشيعي، ومحمد بن عبد الله بن علاثة العقيلي، وسعيد بن عبد العزيز، وغيرهم، وما علمت فيه جرحاً. (7/467)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 468 4 (مسلمة بن عبد الملك) ابن مروان بن الحكم الأمير أبو سعيد، وأبو الأصبغ الأموي، ويسمى الجرادة الصفراء، سمع عمر بن عبد العزبز. روى عنه معاوية بن صالح، ويحيى بن يحيى الغساني، وجماعة، وله دار بدمشق، ولي غزو القسطنطينية لأخيه سليمان، وغزا الروم مرات، وكان بطلاً شجاعاً مهيباً، له آثار حميدة في الحروب، وقد ولي لأخيه يزيد بن عبد الملك إمرة العراقين، ثم عزل، وولي أرمينية حفظاً لذلك الثغر، وأول ما ولي غزو الروم في آخر دولة أبيه، فافتتح ثلاثة) حصون. وفي سنة تسعٍ وثمانين غزا عمورية، والتقى المشركين فهزمهم. وفي (7/468)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 469 سنة تسعين، افتتح خمسة حصون، وفي سنة إحدى عزل محمد بن مروان عن أرمينية، وأذربيجان بمسلمة، فغزا عامئذٍ الترك حتى بلغ الباب، من قبل بحر أذربيجان، فافتتح مدائن وحصوناً، ودان له من وراء الباب، ثم افتتح سندرة، ثم حج بالناس، ثم افتتح بعد ذلك فتحاً كبيراً، وشهد غير مصاف. قال زيد بن الحباب: أنبأ الوليد بن المغيرة، عن عبد الله بن بشير الغنوي، عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لتفتحن القسطنطينة، ولنعم الأمير أميرها قال: فدعاني مسلمة، فحدثته بهذا الحديث، فغزاهم، رواه أبو كريب، وأحمد بن الفرات، عن زيد، وقال أبو بكر بن أبي شيبة، وآخر عن زيد فقال: الخثعمي، بدل الغنوي. قال ابن الكلبي: وسار مسلمة في شوال سنة اثنتي عشرة ومائة في طلب الترك، وذلك في شدة الثلج والمطر، حتى جاوز الباب، وخلف الحارث بن عمرو الطائي في بنيان الباب وتحصينه، فافتتح عدة حصون، فحرق أعداء الله أنفسهم في مدائنهم عند الغلبة، وقال الليث بن سعد: في سنة تسعٍ ومائة غزا مسلمة الترك والسند. وقال ابن عيينة: ثنا أبي: سمعت مسلمة بن عبد الملك يقول: لو رأيتني أنا وعمر بن عبد العزيز ننتهي إلى الزرع فيقحم عمر فرسه، وأكف فرسه، وسمعت مسلمة بقول: إن أقل الناس هماً في الدنيا، أقلهم هماً في الآخرة. قال أبو الحسن المدائني: قال مسلمة لنصيب: سلني قال: لا، فإن كفك بالجزيل أكثر من مسألتي باللسان، فأعطاه ألف دينار، وقال سعيد بن عبد العزيز: أوصى مسلمة بثلث ماله لطلاب الأدب، وقال: إنها صناعة مجفو أهلها. قال الزبير بن بكار للوليد بن يزيد، يرثي عمه مسلمة: (7/469)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 470 (أقول وما البعد إلا الردى .......... أمسلمٌ لا تبعدن مسلمة)

(فقد كنت نوراً لنا في البلا .......... د مضيئاً فقد أصبحت مظلمه)

(ونكتم موتك نخشى اليقي .......... ين فأبدى اليقين عن الجمجمه) توفي مسلمة سنة عشرين ومائة. قاله خليفة. وقال ابن عائذ: سنة إحدى. 4 (مشرح بن هاعان) ) أبو مصعب المعافري المصري، عن عقبة بن عامر، وغيره. وعنه بكر بن عمر، وعبد الله بن المغيرة، والليث ابن سعد، وابن لهيعة، وآخرون، وثقه ابن معين، وقد لينه ابن حبان فقال: له مناكير، وقال ابن يونس: توفي قريباً من عشرين، وكان على المنجيق الذي رمى به الكعبة. 4 (مصعب بن شيبة) بن جبير بن شيبة بن عثمان الحجبي المكي القرشي العبدري، عن صفية بنت شيبة عمه أبيه، وطلق بن حبيب. وعنه ابنه زرارة وزكريا بن أبي زائدة، وابن جريج، ومسعر، وآخرون، قال أبو (7/470)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 471 حاتم، لا يحمدونه. وقال الدارقطني: ليس بالقوي، احتج به مسلم وغيره. 4 (المطلب بن عبد الله بن حنطب القرشي المخزومي) عن عمر، وغيره مرسلاً، وعن أبي هريرة، وابن عباس، وعبد الله بن عمرو، وجابر بن عبد الله، وجماعة، وعنه ابناه حكم، وعبد العزيز، وعبد الله بن طاوس، ومولاه عمرو بن أبي عمرو، وابن جريج، والأوزاعي، وزهير بن محمد التميمي، وآخرون، وثقه أبو زرعة والدارقطني، وكان مروان بن الحكم خاله، ويروي عن خاله الآخر أبي سلمة، قال أبو حاتم: لم يدرك عائشة، وعامة حديثه مراسيل، وقال أبو زرعة: أرجو أن يكون سمع منها. وقال ابن سعد: ليس يحتج بحديثه لأن ممن يرسل كثيراً. قلت: وفد على هشام بن عبد الملك، فوصله لقرابته بسبعة عشر ألف دينار. بقي إلى حدود العشرين ومائة، ولعله عاش بعد ذلك، فالله أعلم. 4 (معاذ بن عبد الله بن خبيب المدني) عن أبيه، وعقبة بن عامر، وابن عباس، وجابر بن عبد الله، وعن سعيد بن المسيب، وجماعة. (7/471)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 472 وعنه زيد بن أسلم، وبكير بن الأشج، وأسامة بن زيد الليثي، وهشام بن سعد، وثقه ابن معين، مات سنة ثماني عشرة ومائة. 4 (معاوية بن قرة ع) ابن إياس بن هلال، أبو إياس المزني البصري، عن أبيه، وأبي أيوب الأنصاري، وابن عباس، وأبي هريرة، وابن عمر، ومعقل بن يسار، وعبد الله ابن مغفل، وعائذ بن عمرو المزنيين، وعدة. وعنه ابنه إياس القاضي، وثابت البناني، وخالد بن ميسرة، وقتادة، وقرة بن خالد، وشعبة، والقاسم الحداني، وشبيب بن شيبة، وخلق آخرهم أبو عوانة، سمع منه أبو عوانة فردٍ) حديثٍ، وهو أكبر شيخ له. وثقه أبو حاتم وغيره. ويقال إنه ولد يوم الجمل، وكان يوم الجمل في سنة ثلاثٍ وثلاثين من الهجرة، قال معاوية بن قرة: لقيت ثلاثين صحابياُ، وقال ابن المبارك في كتاب الزهد: أنبأ سفيان الثوري قال: وفد الحجاج على عبد الملك بن مروان، وممن معه معاوية بن قرة، فسأله عن الحجاج فقال: إن صدقناكم (7/472)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 473 قتلتمونا، وإن كذبناكم خفنا الله تعالى، فنظر إليه الحجاج، فقال عبد الملك: لا تعرض له، فنفاه الحجاج إلى السند. وقال حماد بن سلمة: ثنا حجاج الأسود، أن معاوية بن قرة قال: يدلني على رجل بكاءٍ بالليل بسامٍ بالنهار، وقال أسد بن موسى: ثنا عون بن موسى، سمع معاوية بن قرة يقول: لأن يكون في نفاق أحب إلي من كذا، أعمر بن الخطاب يخشاه، وآمنه أنا قلت: كان معاوية بن قرة من جلة علماء التابعين بالبصرة: توفي بها ثلاث عشرة ومائة، رحمه الله تعالى. قال أبو عبيد القاسم بن سلام: قرة بن إياس من مزنية، ومزنية امرأة، وهي بنت كلب بن وبرة، وقال ضمرة، عن ابن شوذب، قال: لقي الحسن معاوية، فاعتنقه وضمه إليه فما انشرح لذلك معاوية، وقال عون بن موسى: سمعت معاوية بن قرة يقول: عودوا نساءكم: لا، وقال حجاج بن محمد: ثنا شعبة: قلت لمعاوية: أكان أبوك من الصحابة قال: لا، ولكن كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم قد حلب وصر، قال أبو داود، ثنا شعبة، عن معاوية بن قرة، عن أبيه، أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وقد حلب وصر. 4 (معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان، أبو شاكر الأموي، الدمشقي، وهو والد صقر بني) أمية عبد الرحمن بن معاوية الداخل إلى الأندلس، عند غلبة بني العباس على الأمر، وكان معاوية هذا جواداً ممدحاً، ولي غزو الصائفة في خلافة أبيه غير مرة، وكان البطال على طلائعه، وقد افتتح عدة حصون، مات سنة تسع عشرة ومائة. (7/473)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 474 4 (معبد بن خالد الجدلي الكوفي القاص العابد ع أبو القاسم، روى عن جابر بن سمرة،) والمستورد بن شداد، وحارثة بن وهب، وعن مسروق، وعبد الله بن شداد بن الهاد، وطائفة، وعنه حجاج بن أرطأة، ومسعر، وسفيان، وشعبة، وثقوه، ومات سنة ثماني عشرة ومائة. 4 (المغيرة بن حكيم الصنعاني من أبناء فارس.) ) روى عن أبيه، وابن عمر، وصفية بنت شيبة، وأم كلثوم بنت وطاوس، وغيرهم. وعنه، ابن جريج، وجرير بن حازم، وعبد العزيز بن أبي رواد، وعقيل بن خالد، وآخرون. وثقه ابن معين وغيره. 4 (المغيرة بن سعيد البجلي الكوفي، لعنه الله.) قال أبو محمد بن حزم في الملل والنحل: كان يقول إن معبوده على (7/474)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 475 صورة رجل على رأسه تاج وإن أعضاءه على عدد حروف الهجاء. وإنه لما أراد أن يخلق خلق تكلم باسمه أفطار فوقع على تاجه ثم كتب بإصبعه أعمال العباد من المعاصي والطاعات، فلما رأى المعاصي ارفض عرقاً، فاجتمع من عرقه بحران أحدهما ملح مظلم والثاني عذب، فاطلع في البحر فرأى ظله فأخذه فقلع ظله فخلق من عيني ظله الشمس والقمر، وخلق الكفار من البحر الملح. وقال أبو بكر بن عياش: رأيت خالد بن عبد الله حين أتى بالمغيرة بن سعيد وأصحابه فقتل منهم رجلاً ثم قال للمغيرة أخيه وكان يريهم أنه يحيى الموتى فقال: والله ما أحيي الموتى: فأمر الأمير خالد بطن قصبٍ فأضرم ناراً ثم قال للمغيرة: اعتنقه فتمنع، فعدا رجل من أصحابه فاعتنقه فأكلته النار، فقال خالد: هذا والله كان أحق بالرياسة منك ثم قتله وقتل أصحابه. قال ابن عون: سمعت إبراهيم النخعي يقول: إياكم والمغيرة بن سعيد وأبا عبد الرحمن فإنهما كذابان. وروى الفضل بن موسى السيناني، عمن أخبره، عن الشعبي أنه قال للمغيرة بن سعيد: ما فعل حب علي رضي الله عنه قال في العظم واللحم والعروق، فقال الشعبي: إجمعه قبل أن يغلي. (7/475)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 476 وقال شبابة: ثنا عبد الأعلى بن أبي المساور: سمعت المغيرة الكذاب يقول: إن الله يأمر بالعدل علي والإحسان فاطمة وإيتاء ذي القربى الحسن والحسين وينهي عن الفحشاء أبي بكر والمنكر عمر والبغي عثمان. وروى أبو معاوية، عن الأعمش قال: أدركت الناس يسمونهم الكذابين ولا عليكم أن تذكروا ذلك عني فإني لا آمنهم أن يقولوا وجدنا الأعمش على امرأة، وقد آتاني المغيرة بن سعيد فوثب وثبة صار في قبلة البيت فقلت: ما شأنك قال: إن حيطانكم نجسة. فقلت: أكان علي يحيى الموتى قال: إي والذي نفسي بيده لو شاء لأحيا عاداً وثمود. قلت: من أين علمت قال: إني أتيت رجلاً من أهل البيت فتفل في في فما بقي شيء إلا وأنا أعلمه، ثم تنفس الصعداء. فقلت:) ما شأنك قال: طوبي لمن روي من ماء الفرات. قلت: وهل لنا شراب غيره قال: أترى أشرب منه: قلت: فمن أين تشرب قال: من بئر لبعض هؤلاء المرجئة. وعن أبي يوسف القاضي قال: لما وقع المغيرة فيما وقع من الخزي أتيته فقال: يا أبا محمد طوبى لمن شرب شربة من ماء الفرات، قلت: أو لست على أفنية الفرات قال: يختلسه عنا أصحاب ابن هبيرة. وقال الجوزجاني: قتل المغيرة بن سعيد على ادعاء النبوة. وقال أبو عوانة، عن الأعمش قال: أتاني المغيرة بن شعبة فذكر علياً وذكر (7/476)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 477 الأنبياء ففضل علياً عليهم ثم قال: كان علي بالبصرة فأتى أعمى فمسح يده على عينيه فأبصر ثم قال للأعمى: أتحب أن ترى الكوفة قال: نعم، قال: فأمر بالكوفة فحملت إليه حتى نظر إليها ثم قال لها: إرجعي، فرجعت، فقلت: سبحان الله سبحان الله، فلما رأى إنكاري عليه تركني وقام. وقد ذكره ابن عدي في الضعفاء فقال: لم يكن بالكوفة ألعن من المغيرة بن سعيد فيما يروى عنه من التزوير على علي رضي الله عنه وعلى أهل البيت وهو دائم الكذب عليهم ولا أعرف له حديثاً مسنداً. 4 (المغيرة بن عبد الرحمن، بن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي أخو أبي بكر بن عبد) الرحمن، روى عن أبيه. وعنه: ابنه يحيى، وابن إسحاق، ومالك بن انس. وكان سيداً جواداً سخياً غازياً مجاهداً، ولا أعلم به بأساً إن شاء الله، وهو مقل، أرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن خالد بن الوليد. قال الواقدي: خرج المغيرة إلى الشام غير مرة غازياً وكان في جيش مسلمة الذين احتبسوا بالروم يعني بقسطنطينة حتى أقفلهم عمر بن عبد العزيز، وذهبت عنيه، وكان ثقة قليل الحديث. وقال أبو حاتم: صالح الحديث. قلت: الأخبار في جوده وبذله كثيرة. 4 (المغيرة بن فروة الدمشقي د عن معاوية بن أبي سفيان، ومالك بن هبيرة.) ) (7/477)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 478 وعنه: عبد الله بن العلاء بن زيد، وسعيد بن عبد العزيز. 4 (المغيرة بن النعمان النخعي الكوفي سوى ت عن سعيد بن جبير وغيره.) وعنه: مسعر، وسفيان، وشعبة، وشريك. وثقه أبو داود، توفي في حدود العشرين ومائة، وهو قليل الرواية. 4 (مكحول بن أبي مسلم م أبو عبد الله.) فقيه الشام وشيخ أهل دمشق. أرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أبي بن كعب، وعبادة بن الصامت، وعائشة، وطائفة. وروى عن: أبي أمامة، وواثلة بن الأسقع، وأنس بن مالك وعبد الرحمن بن غنم، وابن محيريز، ومحمود بن الربيع، وأبي سلام الأسود، وأبي إدريس الخولاني، وشرحبيل بن السمط، وخلق كثير. وعنه: أيوب بن موسى، وثور بن يزيد، والعلاء بن الحارث، وعامر الأحول، وحجاج بن أرطأة، وحفص بن غيلان، وزيد بن واقد، وابن زبر، والأوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز، وابن إسحاق، وعلي بن أبي حملة، ومحمد بن راشد، وحميد الطويل، وخلق كثير. وداره بدمشق في طرف سوق الأحد. (7/478)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 479 وكان أبوه مولى امرأة من هذيل ويقال هو من أولاد كسرى واسمه زبر. وقيل: هو زبر بن شاذل بن سند بن شروان بن كسرى من سبي كابل. روى سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول أنه كان يرمي ويقول: أنا الغلام الهذلي. وأما عبد الله بن العلاء بن زبر فقال: سمعت مكحولاً يقول: كنت عبداً لسعيد بن العاص فوهبني لامرأة من هذيل فأنعم الله علي يعني بمصر فما خرجت منها حتى ظننت أنه ليس بها علم إلا وقد سمعته، ثم قدمت المدينة فما خرجت منها حتى ظننت أنه ليس بها علم إلا وقد سمعته، ثم لقيت الشعبي فلم أر مثله، رواها الوليد بن مسلم، عنه. وقال يحيى بن حمزة، عن أبي وهب الكلاعي عبد الله بن عبيد، عن مكحول قال: أعتقت بمصر فلم أدع بها علماً إلا حويته فيما أرى، ثم أتيت العراق فلم أدع بها علماً حويت عليه فيما أرى، ثم أتيت المدنية فكذلك ثم أتيت الشام فغربلتها، كل ذلك أسأل عن النقل، وذكر الحديث في) النقل. وقال يونس بن بكير، عن ابن إسحاق: سمعت مكحولاً يقول: طفت الأرض كلها في طلب العلم. وقال الزهري: العلماء ثلاثة فذكر منهم مكحولاً. وقال أبو حاتم الرازي: ما أعلم بالشام أفقه من مكحول. وقال ابن زيد: سمعت الزهري يقول: العلماء أربعة: سعيد بالمدينة (7/479)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 480 والشعبي بالكوفة، والحسن بالبصرة، ومكحول بالشام. وقال سعيد بن عبد العزيز: قال: مكحول: ما سمعت شيئاً فاستودعته صدري إلا وجدته حين أريد، ثم قال سعيد: كان مكحول أفقه من الزهري وكان بريئاً من القدر. وقال عبد الرحمن بن يزيد بن جابر: صحبت مكحولاً في أسفار كثيرة يحمل فيها ديكاً لا يفارقه. وقال سعيد بن عبد العزيز: أعطى مكحول مرة عشرة آلاف دينار فكان يعطي الرجل خمسين ديناراً ثمن الفرس. وقال عثمان بن عطاء الخراساني: كان مكحول يقول: كل من لا يستطيع أن يقول قل كان أعجمياً. وقال أحمد العجلي: مكحول ثقة دمشقي. وقال ابن خراش: صدوق يرى القدر. وقال يحيى بن معين: كان قدرياً ثم رجع عنه. وقال الأوزاعي: لم يبلغنا أن أحداً من التابعين تكلم في القدر إلا الحسن، ومكحول، فكشفنا عن ذلك فإذا هو باطل. وقال سعيد بن عيد العزيز: جلس مكحول وعطاء بن أبي رباح يفتيان الناس يعني في الموسم، فكان لمكحول الفضل عليه حتى بلغا جزاء الصيد فكان عطاء كان أنفذ في ذلك منه، قال سعيد: وسئل مكحول عن الرجل يدرك من الجمعة ركعة فقال: ما أفتيت فيها منذ ثلاثين سنة. قال أبو زرعة: دلنا قوله على أنه أفتى في أيام عبد الملك. قال سعيد: وكان إذا سئل يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، هذا رأي والرأي يخطيء ويصيب.) (7/480)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 481 وقال إسماعيل بن عياش، عن تميم بن عطية قال: كثيراً ما كنت أسمع مكحولاً يسأل فيقول: ندانم يعني: لا أدري. وقال سعيد بن عبد العزيز: لم يكن عندنا أحد أحسن ستماً في العبادة من مكحول، وربيعة بن يزيد. وروى غير واحد، عن مكحول قال: لأن أقدم فتضرب عنقي أحب إلي من أن ألي القضاء، ولأن ألي القضاء أحب إلي من أن ألي بيت المال. وقال: إن يكن في مخالطة الناس خير فالعزلة أسلم. وقال ابن جابر: أقبل يزيد بن عبد الملك إلى مكحول في أصحابه فهممنا بالتوسعة فقال مكحول: مكانكم، دعوه يجلس حيث أدرك يتعلم التواضع. وقال سعيد بن عبد العزيز: كانوا يؤخرون الصلاة في أيام الوليد بن عبد الملك ويستحلفون الناس أنهم ما صلوا، فأتى عبد الله بن أبي زكريا فاستحلف ما صلى فحلف، وأتى مكحول فاستحلف، فقال: فلم جئنا إذاً فترك. وروى نعيم بن حماد قال: ثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه قال: كتب عمر بن عبد العزيز أن انظروا إلى الأحاديث التي رواها مكحول في الديات أحرقوها، قال: فأحرقت. وقال رجاء بن أبي سلمة، عن أبي عبيد مولى سليمان قال: ما سمعت رجاء بن حيوة يلعن أحداً إلا يزيد بن المهلب، ومكحولاًَ. قلت: لعنه لكلامه في القدر. قال علي بن أبي حملة: كنا على ساقيه بأرض الروم والناس يمرون وذلك في الغلس وأبو شيبة يقص فدعا فقال: اللهم ارزقنا طيباً واستعملنا صالحاً. وقال مكحول وهو في القوم: إن الله لا يرزق إلا طيباً، ورجاء بن حيوة (7/481)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 482 وعدي بن عدي ناحية، فقال أحدهما لصاحبه: أتسمع. قال: نعم فقيل لمكحول: إنهما سمعا قولك: فشق عليه. فقال له عبد الله بن زيد: أنا أكفيك رحماً قال: فأتاه فأجرى ذكر مكحول وقال: دعه أليس هو صاحب الكلمة قال: فما تقول في رجل قتل يهودياً فأخذ منه ألف دينار فكان ينفق منها أرزقٌ رزقه الله قال: كلٌ من عند الله. قال ابن أبي حملة: أنا شهدتهما حين تكلما. وقال عاصم بن رجاء بن حيوة: جاء مكحول إلى أبي فقال: يا أبا المقدام إنهم يريدون دمي) قال: قد حذرتك القرشيين ومجالستهم ولكن أدنوك وقربوك فحدثتهم بأحاديث فلما أفشوها عنك كرهتها. وقال رجاء بن أبي سلمة: قال مكحول: ما زلت مستقلاٌ بمريعاتي حتى أعانهم علي رجاء، وذلك أنه رجل أهل الشام في أنفسهم. وروى إبراهيم بن عبد الله بن نعيم، عن أبيه قال: سألني مكحول خلاء فأخليته فتشهد ثم ذكر أنه رفع إلى الضحاك بن عبد الرحمن أنه رأس القدرية فأمر الضحاك الحاجب أن لا يدخله كما يدخلني في الخاصة، فتبرأ مكحول من ذلك وسأل أبي أن يعلم الضحاك ذلك ففعل حتى رددته إلى منزلته. وقال أبو مسهر: كان سعيد بن عبد العزيز يبريء مكحولاً ويرفعه عن القدر. قال أبو مسهر وطائفة: توفي مكحول سنة ثلاثة عشرة. وقال أبو نعيم، ودحيم: سنة اثنتي عشرة ومائة. ويقال: سنة ثماني عشرة، وهو وهم. 4 (مكحول أبو عبد الله الأزدي البصري ب خ عن ابن عمر، وأنس بن مالك. وعنه:) عمارة بن زاذان، وهرون بن موسى، والربيع بن صبيح. (7/482)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 483 قال أبو حاتم الرازي: لا بأس به، ما أقرب أحاديثه عن ابن عمر، وهو بصري. وقال عباس: عن ابن معين: ثقة. 4 (المنهال بن عمرو الأسدي خ مولاهم الكوفي.) عن: أنس بن مالك، وعبد الرحمن وزر بن حبيش، وأبي عمر زاذان، وسعيد بن جبير. وعنه: حجاج بن أرطأة، وزيد بن أبي أنيسة، وشعبة، والمسعودي، وسوار بن مصعب، وآخرون. ثم إن شعبة ترك الرواية عنه لكونه سمع من داره آله الطرب. ووثقه ابن معين وغيره. وقال الدارقطني: صدوق. وقتال أبو محمد بن حزم: ليس بالقوي. قلت: تفرد بحديث منكر ونكير عن زاذان عن البراء، وقد قرأ القرآن على سعيد بن جبير، قرأ) عليه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى القاضي. وقال الأعمش عن المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: نزل القرآن إلى السماء الدنيا ليلة القدر جملة فدفع إلى جبريل فكان ينزله. 4 (موسى بن أنس بن مالك ع عن أبيه.) (7/483)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 484 وعنه: ابن عون، وعبيد الله بن محرز، وشعبة، وغيرهم. وولي قضاء البصرة، وكان من ثقات البصريين. 4 (موسى بن أبي تميم، عن سعيد بن يسار.) وعنه مالك وسليمان بن بلال. 4 (موسى بن أبي عثمان التبان د ن ق.) عن: أبيه، وأبي يحيى المكي، وسعيد بن جبير، وجماعة. وعنه: أبو الزناد، وشعبة، وسفيان. وثقه ابن حبان. 4 (موسى بن وردان د ت ق القرشي العامري المصري القاص أبو عمر مولى عبد الله بن) سعد بن أبي سرح. روى عن: أبي هريرة، وكعب بن عجرة، وأبي سعيد، وجابر، وأنس بن مالك، وسعيد بن المسيب، وأرسل عن أبي الدرداء، وجماعة. وعنه: الحسن بن ثوبان، ومحمد بن أبي حميد، وعياش بن عباس القتباني، والليث بن سعد وابن لهيعة، وضمام بن إسماعيل، وآخرون. وكان صاحب مال وتجارة، ضعفه ابن معين. وقال أبو حاتم: ليس به بأس. وقال أبو دواد: ثقة. قال ابن يونس: توفي سنة سبع عشرة ومائة. (7/484)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 485 4 (موسى بن يسار المدني م د ن ق مولى قيس بن مخرمة. سمع أبا هريرة.) وعنه: ابن أخيه محمد بن إسحاق، ودواد بن قيس، وعبد الرحمن بن الغسيل. وثقه ابن معين.) 4 (ميمون بن سياه أبو بحر البصري خ ن.) وكان أسن من الحسن البصري، قاله كهمس. روى عن: جندب البجلي، وأنس بن مالك، وشهر بن حوشب، وغيرهم. وعنه: حميد الطويل، وسلام بن مسكين، ومنصور بن سعد، وصالح المري، وحزم القطعي. وكان يقال له سيد القراء لعبادته وفضله رحمه الله. وثقه أبو حاتم. وقال أبو داود: ليس بذاك. وصعفة ابن معين. وحديثه بعلو في جزء الحفار. 4 (ميمون بن مهران الجزري م.) (7/485)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 486 الفقيه أبو أيوب عالم الجزيرة وسيدها، أعتقته امرأة من بني نصر بن معاوية بالكوفة فنشأ بها ثم سكن الرقة. وروى عن: أبي هريرة، وعاشة، وابن عباس، وابن عمر، وأم الدرداء، وطائفة، وأرسل عن عمر، والزبير بن العوام. وعنه: ابنه عمر، وأبو بشر جعفر بن إياس، وحجاج بن أرطأة، وخصيف، وسالم بن أبي المهاجر، والأوزاعي، وجعفر بن برقان، ومعقل بن عبد الله، وأبو المليح الحسن بن عمر الرقيان، وخلق كثير. قال أحمد بن حنبل: هو أوثق من عكرمة وقيل مولده عام توفي علي رضي الله عنه. وقد وثقه النسائي وغيره. وروى سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى قال: هؤلاء الأربعة علماء الناس في زمن هشام بن عبد الملك: مكحول، والحسن، والزهري، وميمون بن مهران. وروى إسماعيل بن عبيد الله، عن ميمون بن مهران قال: كنت أفضل علياً على عثمان، فقال لي عمر بن عبد العزيز: أيهما أحب إليك، رجل أسرع في الدماء، أو رجل أسرع في المال فرجعت وقلت: لا أعود، وقال: كنت عند عمر بن عبد العزيز فلما قمت قال: إذا ذهب هذا وضرباؤه وصار الناس بعده رجراجة. (7/486)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 487 قال أبو المليح الرقي: ما رأيت رجلاً أفضل من ميمون بن مهران. وقال عمرو بن ميمون بن) مهران: قال أبي: وددت أن أصبعي قطعت من ها هنا وأني لم أل لعمر بن عبد العزيز ولا لغيره. قلت: كان قد ولي له خراج الجزيرة وقضاءها. وروي أن ميمون بن مهران صلى في سبعة عشر يوماً سبعة عشر ألف ركعة، فلما كان في اليوم الثامن عشر انقطع في جوفه شيء فمات، وعن ميمون بن مهران قال: لا يكون الرجل تقياً حتى يكون أشد محاسبة لنفسه من الشريك لشريكه، وحتى يعلم من أين ملبسه ومشربه. وقال أبو المليح الرقي: جاء رجل يخطب بنمت ميمون بن مهران، فقال: لا أرضاها لك لأنها تحب الحلي والحلل قال: فعندي هذا. قال: الآن لا أرضاك لها. وقال معمر بن سليمان، عن فرات بن السائب، عن ميمون بن مهران قال: ثلاث لا تبلون نفسك بهن: لا تدخل على السلطان وإن قلت: آمره بطاعة الله، ولا تصغين سمعك الذي هوىً فإنك لا تدري مال يعلق بقلبك منه. ولا تدخل على امرأة وإن قلت: أعلمها كتاب الله. وقال أبو المليح، عن حبيب بن أبي مرزوق قال: قال ميمون: وددت أن عيني ذهبت وبقيت الآخرى أتمتع بها وأني بها وأني أعمل عملاً قط، وقال أبو المليح عن ميمون قال: لا تضرب المملوك في كل ذنب ولكن احفظ له، فإذا عصى الله فعاقبه على المعصية وذكره الذنوب التي بينك وبينه. وقال أبو الحسن الميموني: قال لي أحمد بن حنبل: إني لأشبه ورع جدك بورع ابن سيرين. وقال أبو المليح: قال ميمون: إذا أتى أحد باب السلطان فاحتجب عنه فليأت بين الرحمن فإنه مفتوح فليصل ركعتين وليسأل حاجته. توفي ميمون سنة سبع عشرة ومائة على الصحيح. (7/487)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 488 4 (حرف النون)

4 (نافع مولى ابن عمر ع أبو عبد الله.) أحد الأئمة الكبار بالمدينة، بربري الأصل وقيل نيسابوري وقيل كابلي وقيل ديلمي وقيل طالقاني. روى عن: مولاه، وعائشة، وأبي هريرة، وأم سلمة، ورافع بن خديج، وأبي لبابة بن عبد المنذر، وصفية بنت أبي عبيد، وطائفة.) وعنه: أيوب، والزهري، وبكير بن الأشج، وابن عون، وعبيد الله بن عمر، وابن جريج، وعقيل، والأوزاعي، ويزيد بن الهاد. ويونس بن يزيد، ويونس بن عبيد، وأسامة بن زيد الليثي، والعمري، وإسماعيل بن أمية، وأيوب بن موسى، وجرير بن حازم، وجويرية بن أسماء، وحجاج بن أرطأة، (7/488)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 489 وحميد بن زياد، ورقبة بن مصقلة، والضحاك بن عثمان، وزيد، وعاصم، وعمر أبو محمد بن زيد، ومالك بن مغول، ومالك بن أنس، وفليح بن سليمان، والليث، ونافع بن أبي نعيم، وخلق كثير. وقال البخاري: أصح الأسانيد: مالك، عن نافع، عن ابن عمر. وقال عبيد الله بن عمر: بعث عمر بن عبد العزيز نافعاً إلى أهل مصر يعلمهم السنن. وقال الأصمعي: ثنا العمري، عن نافع قال: دخلت مع مولاي على عبد الله بن جعفر فأعطاه في اثني عشر ألفاً، فأبى وأعتقني أعتقه الله. وقال زيد بن أبي أنيسة، عن نافع: سافرت مع ابن عمر بضعاً وثلاثين حجةً وعمرة. قال أحمد بن حنبل: إذا اختلف نافع وسالم ما أقدم عليهما. وقال ابن وهب: قال مالك: كنت آتي نافعاً وأنا حديث السن ومعي غلام لي فيقعد ويحدثني، وكان صغير النفس، وكان في حياة سالم لا يفتي شيئاً. وروى مطرف بن عبد الله، عن مالك قال: كان في نافع حدةً، ثم حكى أنه كان يلاطفه ويداريه، وقيل: كان في نافع لكنه. وقال إسماعيل بن أمية: كنا نرد على نافع اللحن فيأبى. وروى الواقدي، عن جماعة قالوا: كان كتاب نافع الذي سمعه من ابن عمر صحيفة، فكنا نقرأها. وقال عبد العزيز بن أبي داود: احتضر نافع فبكى، فقيل: ما يبكيك قال: ذكرت سعد بن معاذ وضغطة القبر. قال النسائي: نافع ثقة، أثبت أصحابه مالك، عن أيوب، ثم عبيد الله (7/489)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 490 ثم يحيى بن سعيد، ثم ابن عون، ثم صالح بن كيسان، ثم موسى بن عقبة، ثم ابن جريج، ثم كثير بن فرقد، ثم الليث. واختلف سالم، ونافع، على ابن عمر في ثلاثة أحاديث. وسالم أجلّ منه، لكن أحاديث نافع الثلاثة أولى بالصواب.) وقال يونس بن يزيد: قال نافع: من يعذرني من بربريّكم يأتيني فأحدّثه عن ابن عمر. ثم يذهب إلى سالم فيقول: هل سمعت هذا من أبيك فيقول: نعم. فيحدّث عن سالم ويدعني. والسياق من عندي. ابن وهب، عن مالك قال: كنت آتي نافعاً وأنا غلام حديث السّن معي غلام فينزل ويحدّثني، وكان يجلس بعد الصبح في المسجد لا يكاد يأتيه أحد، فإذا طلعت الشمس خرج، وكان يلبس كساء وربما يضعه على فمه لا يكلّم أحداً، وكنت أراه بعد صلاة الصبح يلتفّ بكساء له أسود. وقال إسماعيل بن أبي أويس، عن أبيه قال: كنا نختلف إلى نافع، وكان سيّء الخلق فقلت: ما أصنع بهذا العبد فتركته ولزمه غيري فانتفع به. قال حماد بن زيد، وابن سعد، وعدّة: توفي نافع سنة سبع عشرة ومائة. وأعلى ما يقع حديثه اليوم في جزء أبي الجهم وجزء بهي. وقال ابن عيينة وأحمد: مات سنة تسع عشرة. قال الهيثم وأبو عمر الضرير: سنة عشرين ومائة. 4 (نصيب بن رباح الأسود، أبو محجن مولى عبد العزيز بن مروان.) شاعر مشهور مدح عبد الملك بن مروان وأولاده. وكان من فحول الشعراء. يعدّ مع جرير وكثير عزّة. تنسّك في أواخر عمره. وقد قال له عمر: تنسّك في أواخر عمره. وقد قال له عمر: أنت الذي تقول في النساء؟ (7/490)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 491 قال: قد تركت ذلك، وأثنى عليه الحاضرون، فكتب بناته في الديوان. ومن شعره: (بزينب ألمم قبل أن يرحل الركب .......... وقل: إن تملّينا فما ملك القلب)

(وقل في تجنّيها لك الذنب إنما .......... عتابك أن عاتبت فيما له عتب)

(خليليّ من كعبٍ ألمّا هديتما .......... بزينب لا تفقدكما أبداً كعب)

(وقولا لها: ما في البعاد لذي الهوى .......... بعاد وما فيه لصدع الهوى شعب)

(مساكين أهل العشق ما كنت أشتري .......... حياة جميع العاشقين بدرهم)

(وذلك أن الناس فازوا من الهوى .......... بسهمٍ وفي كفّاي تسعة أسهم) وعن الضحاك بن عثمان الحزامي قال: نزلت خيمة بالأبواء على امرأة اعجبني حسنها فتمثّلت) بقول نصيب: فقالت المرأة لي: تعرف زينب صاحبة نصيب قلت: لا قالت: أنا هي واليوم وعدني أن يأتيني. فلم أرم حتى جاء نصيب فنزل وسلّم ثم ناجاها ثم أنشدها شعراً. وأخبار نصيب مستوفاة في تاريخ ابن عساكر. 4 (النعمان بن سالم الطائفي م.) عن: ابن عمر، وعمرو بن أوس الثقفي. وعنه: داود بن أبي هند، وحاتم بن أبي صغيرة، وشعبة. وثّقه النّسائي. 4 (نعيم بن عبد الله المجمر، مولى آل عمر رضي الله عنه.) (7/491)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 492 كان يبخّر مسجد النّبي صلى الله عليه وسلم. جالس أبا هريرة مدة، وسمع أيضاً من ابن عمر، وجابر، وطائفة. وعنه: سعيد بن أبي هلال، والعلاء بن عبد الرحمن، ومالك بن أنس، وفليح ابن سليمان، وهشام بن سعد، ومسلم بن خالد الزنجي، وآخرون. وثقه أبو حاتم وغيره. وبقي إلى حدود العشرين ومائة. قال سعيد بن أبي مريم، عن مالك: سمع نعيماً المجمر يقول: جالست أبا هريرة عشرين سنة. (7/492)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 493 4 (حرف الهاء)

4 (هشام بن أبي رقية اللخمي المصري. عمّر دهراً طويلاً.) وروى عن: عمر بن العاص، وعقبة بن عامر، ومسلمة بن مخلد. وعنه: يزيد بن أبي حبيب، وخالد بن أبي عمران، ويزيد بن أبي مريم، وغيرهم. قال ابن يونس: توفي سنة خمس عشرة ومائة. 4 (هشام بن زيد بن أنس بن مالك ع عن جدّه.) وعنه: ابن عوف، وشعبة، وحمّاد بن سملة. قال أبو حاتم: صالح الحديث. 4 (هلال بن عبد الله، أبو طعمة مولى عمر بن عبد العزيز.) روى عن مولاه، وعن ابن عمر.) وعنه: عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ويزيد بن يزيد بن جابر وابن لهيعة. وهو قليل الحديث. (7/493)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 494 4 (حرف الواو)

4 (واصل بن حيّان الأسدي الكوفي الأحدب ع بيّاع السابري.) روى عن: زر، وأبي وائل، والمعرور بن سويد، وإبراهيم. وعنه: شعبة، وسفيان، ومهدي بن ميمون، وقيس بن الربيع، وآخرون. وثقه ابن معين. قال أبو نعيم: مات سنة عشرين ومائة. 4 (واقد بن عمرو م د ت ق ابن سعد بن معاذ بن النعمان الأشهلي أبو عبد الله المدني.) روى عن: جابر بن عبد الله، وأنس، ونافع بن جبير. (7/494)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 495 وعنه يحيى بن سعيد الأنصاري ومحمد بن عمرو بن علقمة وآخرون. وثّقه ابن سعد. توفي سنة عشرين ومائة. 4 (وبرة بن عبد الرحمن المسلي الكوفي خ م د ت.) عن: ابن عمر، وابن عباس، وهمام بن الحارث، وطائفة. وعنه: بيان بن بشر، وإسماعيل بن أبي خالد، ومجالد، ومسعر. وثقه أبو زرعة. 4 (الوليد بن رفاعة الفهمي، الأمير. ولي إقليم مصر لهشام. وحدّث.) روى عنه الليث بن سعد. توفي سنة ثماني عشرة ومائة. 4 (الوليد بن سريع م ن.) عن: مولاه عمرو بن حريث المخزومي، وابن أبي أوفى. وعنه: أبو حنيفة، ومسعر، والمسعودي، وخلف بن خليفة. وكان صدوقاً. 4 (الوليد بن عبد الرحمن الجرشي الحمصي.) ) (7/495)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 496 عن: ابن عمر، وأبي أمامة الباهلي، وجبير بن نفير. وعنه داود بن أبي هند، وإبراهيم بن أبي عبلة، وعبد الله بن العلاء بن زبر. وثّقه أبو حاتم. 4 (الوليد بن العيزار بن حريث الكوفي خ م ت ن.) عن: أبي عمرو السيباني، وأبيه العيزار، وعكرمة، ورأى أنساً. وعنه: شعبة، ومالك بن مغول، وإسرائيل، وآخرون. وثّقه أبو حاتم. 4 (الوليد بن مسلم أبو بشر العنبري البصري م د ن.) عن: جندب بن عبد الله، وعن حمران بن أبان، وأبي الصديق الناجي. وعنه: خالد الحذّاء، ومنصور بن زاذان، وسعيد بن أبي عروبة، وجماعة. وثّقه أبو حاتم الرازي وغيره. 4 (الوليد بن قيس أبو همام السّكوني ن.) عن: عمرو بن ميمون الأودي، وسويد بن غفلة، والقاسم بن حسان. وعنه: الثّوري، وزهير بن معاوية، ومحمد بن طلحة. وثّقه ابن معين. ولم يدركه ولده أبو بدر شجاع. (7/496)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 497 4 (وهب بن منبّه خ د ت ن ابن كامل بن سيج ابن الأسوار الأبناوي أبو عبد الله الصنعاني) العالم الحبر. عن: ابن عباس، وعبد الله بن عمرو، وأبي هريرة، وجابر، وأبي سعيد، وأخيه همّام بن منبّه. وعاش همّام بعده. وعنه: ابن أخيه عبد الصمد بن مغفل، وإسرائيل بن موسى، وسماك بن الفضل، وعمرو بن دينار، وعوف الأعرابي، وصالح بن عبيد، وخلق سواهم. وثقه أبو زرعة، والعجلي، والنسائي. وكن صدوقاً عالماً قد قرأ في كتب الأولين وعرف قصص الأنبياء عليهم السلام وكان يشبه بكعب الأحبار في زمانه وكلاهما تابعي لكن مات قبله بنحوٍ من ثمانين سنة. فمولد وهب قريب من وفاة كعب، وفي الصحيحين حديث عمرو بن دينار، عن وهب بن منبه، عن أخيه همام،) عن أبي هريرة. قال العجلي: وهب تابعي ثقة كان على قضاء صنعاء. وقال غيره: كان أبوه منبه من أهل هراة فأرسل إلى اليمن زمن كسرى (7/497)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 498 فأسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وحسن إسلامه. وعن وهب قال: كانوا يقولون عبد الله بن سلام أعلم أهل زمانه وكان كعب أعلم أهل زمانه أفرأيت من جمعهما، يعني نفسه. وقال مثنى بن الصباح: لبث وهب أربعين سنة لم يسب شيئاً فيه روح، ولبث عشرين سنة لم يجعل بين العشاء والصبح وضوءاً. ثم قال وهب: قرأت ثلاثين كتاباً نزلت على ثلاثين نبياً. وقال عبد الصمد بن مغفل: صحبت عمي وهباً أشهراً يصلي العداة بوضوء العشاء. وقيل: لبث أربعين سنة لم يرقد على فراش. روى عبد المنعم بن إدريس، عن أبيه قال: كان وهب يحفظ كلامه فإنه سلم يومه أفطر وإلا طوى. وروى عب الصمد، عن الجعد بن درهم قال: ما كلمت عالماً قط إلا حل حبوته أو غضبٍ إلا وهب بن منبه. معمر، عن سماك بن الفضل قال: كنا عند عروة أمير اليمن إلى جنبه وهب في قوم، فشكوا عاملهم وذكروا منه شيئاً قبيحاً، فتناول وهب عصا فضرب بها رأس العامل حتى سال دمه، فضحك عروة بن محمد وقال: يعبيب علينا أبو عبد الله الغضب وهو يغضب فقال: ما لي لا أغضب وقد غضبت الذي خلق الأحلام فقال: فلما آسفونا انتقمنا منهم. ويرى أنهم قالوا لوهب: إنك تحدثنا بالرؤيا فتقع حقاً. فقال: هيهات ذهب ذلك عني مذ وليت القضاء. ابن المديني: ثنا حسان بن إبراهيم، ثنا يحيى بن ريان، أنا عبد الله بن راشد، عن مولى لسعيد بن عبد الملك، سمعت خالد بن معدان يحدث عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يكون في أمتي رجلان أحدهما (7/498)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 499 يقال له وهب يهب الله له الحكمة، والآخر يقال له غيلان، هو أضر على أمتي من إبليس.) قال الدارمي: سألت ابن معين، عن يحيى بن ريان، عن عبد الله بن راشد فقال: لا أعرفهما. وقد روى مثله الوليد بن مسلم، عن مروان بن سالم، عن الأحوص بن حكيم، عن خالد بن معدان، عن عبادة، لكن مروان واهٍ. قال العجلي: وكان وهب ثقة على قضاء صنعاء. وقال أحمد بن حنبل: كان يتهم بشيء من القدر، ورجع. وقال عمرو بن دينار: دخلت على وهب بصنعاء، فأطعمني من جوزة في داره فقلت له: وددت أنك لم تكن كتبت في القدر كتاباً، فقال: وأنا والله وددت ذلك. وقال حماد بن سلمة: ثنا أبو سنان، سمعت وهب بن منبه يقول: كنت أقول بالقدر حتى قرأت بضعاً وسبعين كتاباً من كتب الأنبياء من جعل شيئاً من المشيئة إلى نفسه فقد كفر، فتركت قولي. وقال عبد الرزاق: سمعت أبي هماماً يقول: حج عامة الفقهاء سنة مائة فحج وهب، فلما صولوا العشاء أتاه نفر فيهم عطاء والحسن وهم يريدون أن يكلموه في القدر قال: فأخذ في باب الحمد فما زال حتى طلع الفجر فافترقوا ولم يسألوه. وعن وهب قال: لا بد لك من الناس فكن فيهم أصم سميعاً أعمى بصيراً أخرس نطوقاً. وروى أبو سلام رجل لا أعرفه عن وهب قال: العلم خليل المؤمن، والحلم وزيره، والعقل دليله، والعمل قيمته، والصبر أمير جنوده، والرفق أبوه، واللين أخوه. (7/499)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 500 وعن وهب قال: احتمال الذل خير من انتصارٍ يزيد صاحبه قماءة. وقد حبس وهب وامتحن. قال حبان بن وزهير العدوي: حدثني أبو الصيد صالح بن طريف قال: لما قدم يوسف بن عمر العراق بكيت وقلت: هذا الذي ضرب وهب بن منبه حتى قتله. وقال عبد الصمد بن معقل: مات وهب في المحرم سنة أربع عشرة ومائة. وقال الواقدي: سنة عشر ومائة. (7/500)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 501 4 (حرف الياء)

4 (يحيى بن عبد الله ع بن محمد بن صيفي المخزومي المكي.) عن: أبي معبد مولى ابن عباس، وسعيد بن جبير، وغيرهما. وعنه: ابن أبي نجيح، وزكريا بن إسحاق، والسائب بن عمر، وابن جريج المكيون.) وثقه ابن معين وغيره. 4 (يحيى بن الحصين الأحمسي م د ن ق صدوق.) روى عن: جدته أم الحصين، ولها صحبة. وعنه: يزيد بن أبي أنيسة، وشعبة. وثقه ابن معين. 4 (يحيى بن عباد أبو هبيرة الأنصاري الكوفي م.) (7/501)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 502 عن: أنس، وأرسل عن أبي هريرة، وخباب بن الأرت. وعنه: سليمان التيمي، وأشعث بن سوار، ومسعر. وكان فاضلاً عابداً صدوقاً. 4 (يحييى بن عروة بن الزبير خ م د.) عن أبيه. وعنه: أخوه هشام، وابنه محمد، والزهري، وابن إسحاق، وغيرهم. وثقه النسائي، وقال: كان أعلم من أخيه هشام. 4 (يحيى بن عقيل الخزاعي م د ن ق بصري نزل مرو.) عن: عمران بن حصين، وعبد الله بن أبي أوفى، وأنس، ويحيى بن يعمر. وعنه: واصل مولى أبي عيينة، وسليمان التيمي، وعزرة بن ثابت، والحسين بن واقد، وآخرون. وهو ثقة. 4 (يحيى بن عمر البهراني الكوفي م د ن ق عن ابن عباس.) وعنه أبو إسحاق، وزيد بن أبي أنيسة، وشعبة. قال أبو حاتم: صدوق. 4 (يحيى بن ميمون الحضرمي د ن قاضي مصر.) عن سهل بن سعد الساعدي، وربيعة الجرشي، وأبي سالم الجيشاني. (7/502)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 503 وعنه: عمرو بن الحارث، وعياش بن عقبة، وابن لهيعة. قال أبو حاتم: صالح الحديث.) 4 (يزيد بن خمسر الرحبي الهمداني م ع أبو عمر.) عن: أبي أمامة، وعبد الله بن بسر، وخالد بن معدان. وعنه: صفوان بن عمرو، وشعبة وأبو عوانة، وجماعة. وثقه شعبة. 4 (أما يزيد بن خمير اليزني فحمصي من قدماء التابعين.)

4 (يزيد بن أبي سليمان الكوفي.) عن أبي وائل، وزر بن حبيش. وعنه: العلاء بن المسيب، وليث بن أبي سليم، وحبيب بن خالد، وجابر بن يزيد العجلي لا الجعفي، وغيرهم. 4 (يزيد بن شريح الحضرمي الحمصي.) عن: عائشة، وثوبان، وكعب مرسلاً، وسمع أباحي المؤذن. وعنه: الزبيدي، وثور بن يزيد. قال الدارقطني: يعتبر به. 4 (يزيد بن رومان ع أبو روح المدني المقريء مولى آل الزبير.) (7/503)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 504 روى عن: أبي هريرة وما أحسبه لقيه وعن ابن الزبير، وعروة وصالح ابن خوات، وغيرهم، وقرأ القرآن على عبد الله بن عياش المخزومي باتفاق، وقيل إنه قرأ على زيد بن ثابت ولا يصح ذلك. وهو أحد شيخ نافع الخمسة الذين أسند عنهم القراءة. روى عنه: أبو حازم الأعرج، وابن إسحاق، وعبيد الله بن عمر، وجرير بن حازم، ومالك، وآخرون. قال ابن سعد: كان ثقة عالماً كثير الحديث، قيل توفي سنة عشرين ومائة وهو أشبه، وقيل سنة تسع وعشرين ومائة، وقيل سنة ثلاثين. قال النسائي: ثقة. 4 (يزيد بن قطيب السكوني الشامي المقريء.) سمع أبا بحرية عبد الله بن قيس.) وعنه: أبو إبراهيم الكلبي، والولد بن سفيان الغساني، وصفوان بن عمرو. وغيرهم. 4 (يزيد بن أبي منصور الأزدي البصري ت.) روى بمصر وبأفريقية عن عائشة إن صح وعن ذي اللحية الكلابي وأنس بن مالك. وعه: سهل العدوي، وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وموسى بن علي، وعبد العزيز. ورجع في آخر عمره إلى البصرة. قال أبو حاتم: ليس به بأس. (7/504)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 505 4 (يزيد بن ميسرة بن حلبس الدمشقي.) روى عنه: أم الدرداء، وأبي إدريس الخولاني. وعنه: أخوه يونس، وصفوان بن عمرو، ومعاوية بن صالح، وآخرون. سكن حمص، وكان واعظاً زاهداً عارفاً. ومن كلامه قال: إن ظللت تدعو على من ظلمك فإن الله يقول: إن آخر يدعو عليك إن شئت لك وله وإن شئت أخرتكما إلى يوم القيامة ووسعكما عفوي. وروى الوليد بن مسلم عن الأوزاعي قال: قدم عطاء الخراساني على هشام بن عبد الملك فنزل على مكحول فقال له: ها هنا أحد يحركنا قال: نعم يزيد بن ميسرة، فأتوه فقال عطاء: حركنا رحمك الله، قال: كان العلماء إذا علموا عملوا، فإذا عملوا شغلوا، فإذا شغلوا فقدوا، فإذا فقدوا طلبوا، فإذا طلبوا هربوا، ثم استعاده فأعاد عليه، فرجع عطاء ولم يلق هشاماً وتركمه. 4 (يزيد بن نعيم بن هزال الأسلمي م د ن.) عن: جده وجابر بن عبد الله، وسعيد بن المسيب. وعنه: يحيى بن أبي كثير، وعكرمة بن عمار، وهشام بن سعد. 4 (يعقوب بن أبي سلمة الماجشون م د ت ن) أبو يوسف (7/505)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 506 المدني مولى آل المنكدر التيمي. سمع ابن عمر، وأبا سعيد، والأعرج. وعنه: ابناه يوسف، وعبد العزيز، وابن أخيه عبد العزيز بن عبد الله الماجشون. وكان يعلم الغناء ويتخذ القيان وأمره في ذلك ظاهر مع صدقه في الرواية، وكان يجالس عروة، ويجالس عمر بن عبد العزيز أيام ولايته على المدينة فلما استخلف وفد يعقوب عليه فقال: إنا) تركناك حين تركنا لبس الخز. قال مصعب الزبيري: وكان الماجشون أول من علم الغناء من أهل المروءة بالمدينة. وقال سوار بن عبد الله: ثنا أبي، ثنا إسحاق بن عيسى بن موسى، عن ابن الماجشون قال: عرج بروح أبي الماجشون فوضعناه عن مغتسله وأعلمنا الناس فدخل غاسل فرأى عرقاً يتحرك من أسفل قدمه فقال لنا: أرى عرقاً يتحرك من أسفل قدمه، فاعتللنا على الناس وقلنا: لم يتهيأ، فأصبحنا وأتى الغاسل والناس فرأى العرق يتحرك. قال: فاعتذرنا إلى الناس بالأمر الذي رأيناه فمكث ثلاثاً، ثم إنه نشغ فاستوى جالساً فقال ائتوني بسويق فأتي به فشربه فقلنا: خبرنا قال: نعم إنه عرج بروحي إلى السماء فصعد بي الملك حتى انتهى إلى السماء السابعة فقيل له: من معك قال: الماجشون. فقيل له: لم يأن له بقي من عمره كذا وكذا سنة، ثم هبط فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر عن يمينه وعمر عن يساره وعمر بن عبد العزيز بين يديه، فقلت للذي معي: من هذا وأحبببت أن أستثبيه قال: أو تعرفه هذا عمر بن عبد العزيز، قلت: إنه لقريب المقعد من رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال: إنه عمل بالحق في زمن الجور وإنهما عملا بالحق في زمن الحق. (7/506)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 507 توفي في خلافة هشام وولد في زمن عثمان سنة أربع وثلاثين. 4 (يعقوب بن خالد بن المسيب المخزومي.) عن: أبي صالح السمان، وإسماعيل بن إبراهيم الشيباني. وعنه: يحيى بن سعيد الأنصاري، ويزيد بن الهاد، وعمرو بن أبي عمر. ومات شاباً. 4 (يعقوب بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري م عن عمه أنس.) وعنه: عبد الله بن أبي بكر بن حزم، وأسامة بن زيد الليثي. وثقه أبو زرعة. 4 (يعلى بن عطاء العامري الطائفي م نزيل واسط.) روى عن: أبيه، ووكيع بن عدس، وعمارة بن حديد، وعمرو بن الشريد، وجماعة كثيرة. وعنه: شعبة، وحماد بن سلمة، وشريك، وأبو عوانة، وهشيم. وثقه أحمد، وقال غير واحد: توفي سنة عشرين ومائة.) 4 (يعلى بن مسلم بن هرمز م د ن.) بصري نزل مكة. وحدث عن: أبي الشعثاء، وسعيد بن جبير، ومجاهد. وعنه: ابن جريج، وسفيان بن حسين، وشعبة. وثقه ابن معين. (7/507)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 508 4 (يوسف بن سعد الجمحي ت ن مولاهم البصري.) عن: الحسن بن علي، والحارث بن حاطب. وعنه: القاسم بن الفضل الحداني، والربيع بن مسلم، وحماد بن سلمة، وآخرون. أثنوا عليه. 4 (يوسف بن عبد الله بن الحارث الأنصاري م ت ن ق مولاهم البصري.) عن: أبيه، وخاله محمد بن سيرين، وأنس بن مالك، وأبي العالية. وعنه: خالد الحذاء، ومهدي بن ميمون، وسليمان بن المغيرة، وحماد بن سلمة. وثقه ابن معين. 4 (يوسف بن ماهك الفارسي ع مولى المكيين.) روى عن: حكيم بن حزم، وابن عباس د ق، وأبي هريرة د ق، وعبد الله بن عمرو، وعبد الله بن صفوان بن أمية، وعبيد بن عمير، وغيرهم. وعنه: أيوب، وعطاء، وأبو بشر، وحميد الطويل، وابن جريج، وجماعة. (7/508)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 509 وثقه ابن معين. قال الواقدي ويحيى بن بكير والفلاس: توفي سنة ثلاث عشرة ومائة. وقال الهيثم بن عدي سنة عشر، وقيل سنة أربع عشرة والأول أصح 4 (يونس بن سيف الكلاعي الحمصي د ق.) عن: الحارث بن زياد، وأبي إدريس الخولاني. وعنه: الزبيدي، ومعاوية بن صالح، وغيرهما. توفي سنة عشرين ومائة. (7/509)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 510 4 (الكنى) ) 4 (أبو البداع بن عاصم ع بن عدي البلوي أبو عمرو المدني.) عن: أبيه. وعنه: أبو بكر بن حزم، وعبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، وابنه عاصم. توفي سنة سبع عشرة وقيل سنة عشر ومائة. 4 (أبو بكر بن حفص ع بن عمر بن سعد بن أبي وقاص الزهري المدني، واسمه عبد الله.) روى عن: ابن عمر، وأنس، وعروة بن الزبير. وعنه: زيد بن أبي أنيسة، ومحمد بن سوقة، وشعبة. وكان ثقة. 4 (أبو بكر بن عبد الله بن أبي الجهم م ت ن ق بن حذيفة العدوي.) عن: ابن عمر، وفاطمة بنت قيس، وغيرهما. وعنه: أبو بكر النهشلي، وشعبة، وشريك. (7/510)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 511 4 (أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ع الأنصار النجاري المدني.) قاضي المدينة وأميرها وكان أعلم زمانه بالقضاء فيما قال. روى عن عباد بن تميم وسلمان الأغر وعبد الله بن قيس بن مخرمة وعمرو بن سليم الزرقي أبي حبة البدري وخالته عمرة. وعنه ابناه عبد الله ومحمد وأفلح بن حميد والأوزاعي والمسعودي وآخرون. وثقه ابن معين. وقال مالك: لم يل على المدينة أمير أنصاري غيره. وقيل: كان كثير العبادة والتهجد. وقال الواقدي: هو الذي كان يصلي بالناس ويتولى أمرهم واستقضى ابن عمه أبا طوالة. وقال أبو الغصن المدني: رأيت في يدي أبي بكر بن حزم خاتم ذهب فصه ياقوتة حمراء. وروى عطاف بن خالد، عن أمه، عن زوجة ابن حزم أنه ما اضطجع على فراشه بالليل منذ أربعين سنة. وقيل: كان له في الشهر ثلاثمائة دينار. وقال مالك: ما رأيت مثل ابن حزم أعظم مروءة وأتم حالاً ولا رأيت من أوتي مثل ما أوتي:) ولاية المدينة والقضاء والموسم. قيل: توفي سنة عشرين ومائة، وقيل سنة سبع عشرة. (7/511)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 512 4 (أبو بكر بن المنكدر التيمي سوى ق أسن الإخوة.) روى عن: جابر، وأبي أمامة بن سهل. وعنه: بكير بن الأشج، وعمر بن محمد العمري، وشعبة، وثقوه. 4 (أبو ذبيان خ م ن عن ابن الزبير.) وعنه: حفصة بنت سيرين مع تقدمها وجعفر بن ميمون، وشعبة. وثقه النسائي، واسمه خليفة بن كعب التميمي. 4 (أبو رافع مولى أم سلمة، واسمه عبد الله بن رافع.) عن: أم سلمة، وأبي هريرة. وعنه: سعيد المقبري، وأيوب بن خالد، ومحمد بن إسحاق. وثقه أبو زرعة. من سادات التابعين وزهادهم، وكان ابن جزء الزبيدي إذا رآه قال: ما لأحد على أبي زرعة فضل إلا بالصحبة. 4 (أبو زرعة التجيبي، مولى بني سوم المصري.) وقال عبد الملك بن مروان: وهو والله خير بني سوم. وقال غيره: قتل وهيب فخرج القراء يطلبون بدمه وممن كان معهم أبو زرعة، فقتل فيمن قتل سنة سبع عشرة ومائة، وكان من الصالحين الكبار. 4 (أبو رجاء مولى أبي قلابة خ م د ن اسمه سلمان.) عن: مولاه، وعن عنبسة بن سعيد بن العاص وعمر بن عبد العزيز، وأبي المهلب. (7/512)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 513 وعنه: أيوب السختياني، وحميد الطويل، وابن عون، وحجاج الصواف. وهو مقل. 4 (أبو السائب م ع مولى هشام بن زهرة.) عن: أبي هريرة، وأبي سعيد.) وعنه: بكير بن الأشج، والعلاء بن عبد الرحمن، والزهري، وشريك بن أبي نمر، وغيرهم. ويحتمل أنه مات في الطبقة الماضية. 4 (أبو سعيد الرعيني القتابي المصري قاضي أفريقية.) عن: أبي تميم الجيشاني، وعبد الله بن مالك اليحصبي. وعنه: بكر بن سوارة، وعبيد الله بن زحر. مات في حدود سنة خمس عشرة ومائة، اسمه جعثل بن هاعان. 4 (أبو سفيان طلحة بن نافع الإسكاف خ م ت د.) عن جابر بن عبد الله وأنس بن مالك وابن عباس وعبيد الله بن عمير. وعنه: حصين، والأعمش، وحجاج بن أرطأة، وابن إسحاق، وشعبة. قال أبو حاتم: أبو الزبير أحب إلي منه. وقال ابن عيينة: إنما أبو سفيان عن جابر صحيفة. وقال أحمد بن حنبل وغيره: ليس به بأس. وقال ابن معين: لا شيء. (7/513)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 514 قلت: قرنه البخاري بآخر. 4 (أبو عبد رب الزاهد الدمشقي ق مولى رومي اسمه قسطنطين.) روى عن: فضالة بن عبيد، ومعاوية، وأويس القرني. وعنه: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وسعيد بن عبد العزيز، وغيرهما. وقد خرج عن عشرة آلاف دينار الله، وكان يختار الفقر على الغنى، ولم يخلف إلا ثمن كفنٍ، وكان كبير الشأن. روى سعيد بن عبد العزيز، عن أبي عبد رب قال: لو سالت بردى ذهباً أو فضة ما قمت إليها، ولو قيل لي: من احتضن هذا العمود مات لقمت إليه قال سعيد: ونحن نعلم أنه صادق. مات سنة اثنتي عشرة ومائة. 4 (أبو عبيد الحاجب م د مولى سليمان بن عبد الملك وحاجبه.) عن: عمرو بن عبسة، وأنس بن مالك، وعدة. وعنه: ابن عجلان، والأوزاعي، ومالك، وآخرون.) وثقه أبو زرعة، وكان بعد الحجابة من العلماء العاملين رحمه الله تعالى. قال بشر بن عبد الله: لم أر أحدأً أعلم بالعلم من أبي عبيد. وروى وليد، عن عبد الرحمن بن حسان الكناني أنا أبا عبيد كان يحجب سليمان، فلما ولي عمر بن عبد العزيز قال: أين أبو عبيد فدنا منه فقال: هذه الطريق إلى فلسطين وأنت أهلها فالحق بها، فقالوا: بعد (7/514)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 515 يا أمير المؤمنين لو رأيت أبا عبيد وتشميره للخير والعبادة، قال: ذاك أحق أن لا نفتنه، كانت فيه أبهةٌ عن العامة، وفي لفظ: للعامة. 4 (أبو عبيدة بن عبد الله م د ت ق بن زمعة بن الأسود القرشي الأسدي.) عن: أبيه، وأمه زينب بنت أبي سلمة، وجدته أم سلمة. وعنه: الزهري، وابن إسحاق، وجماعة. 4 (أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر العنسي.) عن: أبيه، وجابر، والربيع بنت معوذ. وعنه: سعد بن إبراهيم، وابن إسحاق، وجماعة ويكنى أبا سلمة. 4 (أبو عشانة المعافري د ت ق حي بن يؤمن المصري.) عن: رويفع بن ثابت، وعقبة بن عامر، وعبد الله بن عمرو. وعنه: حرملة بن عمران، وعمرو بن الحارث، والليث، وعدة. وكان من أجناد اليمن، مات سنة ثمان عشرة ومائة. 4 (أبو الفيض د ت ن واسمه موسى بن أيوب، حمصي. عن: معاوية، وأبي قرصافة) جندرة. (7/515)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 516 وعنه: زيد بن أبي أنيسة، وشعبة. وثقه ابن معين. 4 (أبو كثير السحيمي م اليمامي الأعمى وزيد بن عبد الرحمن وقيل ابن عبد الله.) روى عن أبي هريرة. وعنه: يحيى بن أبي كثير، وعقبة بن التوأم، وعكرمة بن عمار، والأوزاعي، وأيوب بن عتبة، وجماعة.) وثقه أبو حاتم وغيره. 4 (أبو لبابة التيمي الوراق ت ن واسمه مروان.) عن: عائشة، وأنس. وعنه: هشام بن حسان، وحماد بن زيد. وثقه ابن معين يقال: إنه مولى لعائشة رضي الله عنها. 4 (أبو مريم النصاري د ت.) ويقال الحضرمي الشامي صاحب القناديل وقيم مسجد حمص وقيل إنه قرره خالد بن الوليد لذلك. روى عن: أبي هريرة، وجابر. وعنه: يحيى بن أبي عمرو السيباني، ومعاوية بن صالح، وحريز بن (7/516)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 517 عثمان، وصفوان بن عمرو، وقيل إن فرج بن فضالة لحقه. قال أحمد بن حنبل: رأيتهم بحمص يثنون عليه. وقال العجلي: أبو مريم مولى أبي هريرة تابعي ثقة. وفرق البخاري بين هذا وبين خادم مسجد حمص، وجمعهما أبو حاتم. 4 (أبو المليح بن أسامة الهذلي ع اسمه عامر وقيل زيد بصري ثقة.) روى عن: أبيه، وعائشة، وبريدة بن الحصيب، وعوف بن مالك وابن عباس، وعبد الله بن عمرو، وجماعة. وعنه: أيوب السختياني، وأبو بشر، وخالد الحذاء، وحجاج بن أرطأة، وقتادة، وأبو بكر الهذلي. وكان عاملاً على الأبلة. قال ابن سعد وابن أبي عاصم: توفي سنة اثنتي عشرة ومائة. 4 (أبو المهزم التيمي د ت ق.) بصري اسمه يزيد بن سفيان وقيل عبد الرحمن بن سفيان. عن أبي هريرة. (7/517)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 518 وعنه: حسين المعلم، وحبيب المعلم، وشعبة ثم تركه، وحماد بن سلمة، وعبد الوارث بن سعيد. وهو أقدم شيخ لعبد الوارث، وأحسبه عاش بعد العشرين ومائة.) ضعفه ابن معين. وقال النسائي: متروك. 4 (أبو نوقل بن أبي عقرب د ن.) روى عن: أبيه، وعائشة، وأسماء، وعبد الله بن عمر. روى: عنه ابن جريج، والأسود بن شيبان، وشعبة. وثقه ابن معين. 4 (أبو وهيب الجيشاني المصري د ت ق.) عن: الضحاك بن فيروز الديلمي، وعبد الله بن عمرو بن العاص. وعنه: عمرو بن الحارث، والليث، وابن لهيعة. اسمه على الأصح: عبيد بن شرحبيل. وقال البخاري: ديلم بن هوشع، والله أعلم. آخر الطبقة الثانية عشرة. (7/518)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 5 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة الثالثة عشرة)

1 (الحوادث من سنة إلى)

4 (أحداث سنة احدى وعشرين ومائة) توفي فيها إياس بن معاوية أو في التي تليها، وزيد بن علي قتل فيها بخلف. وسلمة بن كهيل في آخر يوم منها. وعطية بن قيس المذبوح. ومحمد بن يحيى ين حبان الأنصاري. ومسلمة ين عبد الملك فيها بخلف. ونمير بن أوس الأشعري. وفيها غزا مروان بن محمد فسار من أرمينية إلى قلعة بيت السرير من بلاد الروم فقتل وسبى وغنم، ثم أتى قلعة ثانية فقتل وأسر. ثم دخل حصن عوميك وفيه سرير الملك، فهرب الملك. ثم إنهم صالحوا مروان في السنة على ألف رأس ومائة ألف مدي. ثم سار مروان فدخل (8/5)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 6 أرض أزر وبلاد بطران فصالحوه، وصالحه أهل بلاد تومان. ثم أتى جمرين فقاتلهم ولازم الحصار عليهم شهرين ثم صالحوه، ثم افتتح مسدارة وغيرها. وذكر خليفة بن خياط أن البطال قتل فيها. وفيها غزا الصائفة مسلمة ابن أمير المؤمنين هشام فسار حتى أتى ملطية. وقد مات مسلمة هذا في دولة أبيه. (8/6)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 7 4 (أحداث سنة اثنتين وعشرين ومائة) فيها مات بكير بن عبد الله بن الأشج على قول زبيد اليامي وقيل سنة أربع، وسيار أبو الحكم بواسط. ويزيد بن عبد الله بن قسيط. ويعقوب بن عبد الله ابن الأشج، وأبو هاشم الرماني يحيى. والزبير بن عدي الكوفي. وولد فيها سعيد بن عامر الضبعي وأبو عاصم النبيل. وفيها خرج بأرض المغرب ميسرة الحقير وعبد الأعلى مولى موسى ابن نصير متعاضدين ومعهما خلائق من الصفرية في شهر رمضان فعسكر لملتقاهم متولي أفريقية فكان المصاف بينهم فاستظهر والي أفريقية لكن قتل ابنه اسماعيل بن عبيد الله بن الحبحاب. ثم إنه جهز جيشاً عليهم أبو الأصم خالد فالتقوا فقتل أبو الأصم في جماعة من الأشراف في آخر السنة. واستفحل أمر الصفرية وبايعوا بالخلافة الشيخ عبد الواحد بن زيد الهواري فلم ينشب أن قتل وجرت حروب مهولة وقتل المسلمون وعظم الخطب وكانت سنة وأي سنة.) (8/7)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 8 وكان الأمير عبيد الله بن الحبحاب قد جهز حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة الفهري غازياً إلى جزيرة صقلية فقدم معه ولده عبد الرحمن على طلائعه وكان عبد الرحمن أحد الأبطال فلم يثبت له أحد وظفر ظفراً ما سمع بمثله قط وسار حتى نزل على أكبر مدائن صقلية وهي مدينة سرقوسة فقابلوه فهزمهم وهابته النصارى وذلوا لأداء الجزية. وكان والده عبيد الله بن الحبحاب قد استعمل على طنجة وما يليها عمر بن عبد الله المرادي فظلم وعسف وأساء السيرة في البربر فثاروا واغتنموا غيبة العساكر وتداعت على عمر القبائل وعظم الشر. وهذه أول فتنة كانت بالمغرب بعد تمهيد البلاد فأمرت البربر عليهم ميسرة الحقير فأسرع حبيب الفهري الكرة من صقلية فالتقى هو وميسرة فكانت ملحمة هائلة فاستظهر ميسرة. ثم إن البرب أنكرت سوء سيرة ميسرة وتغيروا عليه فقتلوه وأمروا عليهم خالد ابن حميدة الزناتي فأقبل بهم في جيش عظيم فكانت بينهم وبين عسكر الإسلام ملحمة مشهورة قتل فيها خالد الزناتي وسائر من معه وذهب فيها خلق من فرسان العرب ولهذا سميت غزوة الأشراف. ومرج أمر الناس وقويت الخوارج. وعمد الناس إلى عبيد الله بن الحبحاب فعزلوه فغضب الخليفة هشام لما بلغه وتنمر، وبعث على المغرب كلثوم بن عياض القشيري. (8/8)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 9 4 (أحداث سنة ثلاث وعشرين ومائة) فيها توفي ثابت البناني. وربيعة بن يزيد القصير بدمشق. وأبو يونس سليم مولى أبي هريرة. وسماك بن حرب الذهلي. وسعيد بن أبي سعيد المقبري. وشرحبيل بن سعد المدني. وأبو عمران الجوني عبد الملك بن حبيب. وابن محيض مقريء مكة. ومحمد بن واسع عابد البصرة. ومالك بن دينار بخلف. وفيها كانت وقعة عظيمة بين البربر وبين كلثوم بن عياض فقتل كلثوم في المصاف واستبيح عسكره وقتل عدة من أمرائه كسرهم أبو يوسف الأزدي رأس الصفرية ثم اتبع المسلمين يقتل ويأسر. وقتل حبيب بن أبي عبيدة الفهري وسليمان بن أبي المهاجر. ثم قام بأمر المسلمين بلج ابن عم كلثوم فانتصر على الخوارج وهزمهم وقتل أبو يوسف في خلق من الصفرية. وكان كلثوم المذكور من جلة الأمراء ولي دمشق مدة لهشام ثم ولاه المغرب فسار إليها في خلق من عرب الشام فلما قتل دخل منهم خلق إلى الأندلس وعليها عبد الرحمن ابن حبيب الفهري وعبد الملك بن قطن فجرت بينهم وقعات على المنافسة على الدنيا فقتل بلج القشيري ووجوه) أصحابه. (8/9)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 10 وفيها حج بالناس يزيد ابن الخلفية هشام وفي صحبته الزهري وفيها لقيه مالك وابن عيينة. (8/10)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 11 4 (أحداث سنة اربع وعشرين ومائة) توفي فيها عبد الله بن قيس الجهني. وعمرو بن سليم الزرقي أبو طلحة. والقاسم ابن أبي بزة المكي. ومحمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة. ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري. ومحمد بن علي بن عبد الله بن عباس بخلف. وأبو جمرة نصر بن عمران الضبعي. وعاثت الصفرية بالمغرب وحاصروا قابس ونصبوا عليها المجانيق، وافترقت الصفرية بعد مقتل ميسرة فرقتين، وقيل إنه كان في صباه يسقي الماء ولما بلغ الخليفة هشام قتل كلثوم بعث على المغرب حنظلة بن صفوان الكلبي. (8/11)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 12 4 (أحداث سنة خمس وعشرين ومائة) فيها توفي أشعث بن أبي الشعثاء سليم، وبديل بن ميسرة العقيلي، وجبلة ابن سحيم في قول خليفة. وأبو بشر جعفر بن إياس. وزياد بن علافة الثعلبي وزيد بن أبي أنيسة الرهاوي، وسعد بن إبراهيم الزهري في قول، وسليمان ابن حميد بمصر. وصالح مولى التوءمة بالمدينة. وعلي بن نفيل الحراني بها. ومحمد بن علي بن عبد الله بن عباس على الأصح. ومرثد بن سمي والوليد ابن عبد الملك بن أبي مالك. وهشام بن عبد الملك الخليفة، ويحيى بن زيد بن علي قتل كأبيه. وفيها استخلف الوليد بن يزيد بن عبد الملك فكتب إلى يوسف بن محمد الثقفي أن يبعث إلى أمير العراق يوسف بن عمر الثقفي بالأخوين إبراهيم ومحمد ابني هشام بن إسماعيل المخزومي. فلما قدما عليه عذبهما حتى هلكا. وكان إبراهيم هذا قد ولي الحرمين لهشام مدة وأقام الحج مدة. وكانت الفتن شديدة بالمغرب ونيران الحرب تستعر وعليها الأمير حنظلة ابن صفوان فزحف إليه عكاشة الخارجي في جمع فالتقوا فكانت بينهم وقعة (8/12)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 13 لم يسمع بمثلها وانهزم عكاشة وقتل من البربر من لا يحصى ثم تناخوا وسار رأسهم عبد الواحد الهواري بنفسه فجهز حنظلة لملتقاه أربعين ألفاً فانكسروا وولوا الأدبار وقتل منهم عشرون ألفاً، ونزل عبد الواحد بجيوشه على فرسخ من القيروان، وكان فيما قيل في ثلاثمائة ألف، فبذل حنظلة الأموال والسلاح وعبأ) عشرة آلاف فخرجوا ومعهم القراء والوعاظ وكثر الدعاء والاستغاثة بالله وضج النساء والأطفال وكانت ساعة مشهودة، وسار حنظلة بين الصفوف يحرض على الجهاد، واستسلمت النساء للموت لما يعلمن من رأي هؤلاء الصفرية، ثم كبر المسلمون وصدقوا الحملة وكسروا أغماد سيوفهم، والتحم الحرب وثبت الجمعان ثم انكسرت ميسرة الإسلام ثم تراجعوا وحملوا فهزموا العدو وقتل عبد الواحد الهواري وأتي برأسه، وقتل البربر مقتلة لم يسمع بمثلها، وأسر عكاشة وأتي به فقتله حنظلة وأمر بإحصاء القتلى بالقصب بأن طرح على كل قتيل قصبة ثم جمع القصب فبلغت مائة ألف وثمانين ألفاً. وهذه ملحمة مشهودة ما سمعنا بمثلها قط، وهؤلاء الكلاب يستبيحون سبي نساء المسلمين وذريتهم ودماءهم ويكفرون أهل القبلة، وتعرف بغزوة الأصنام باسم قرية هناك. وعن الليث بن سعد قال: ما غزوة كان أحب إلي أن أشهدها بعد غزوة بدر من غزوة الغرب بالأصنام. (8/13)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 14 4 (أحداث سنة ست وعشرين ومائة) فيها توفي جبلة بن سحيم الكوفي وخالد بن عبد الله القسري مقتولاً ودراج أبو السمح المصري القاص وسعيد بن مسروق الثوري وسليمان بن حبيب المحاربي وعبد الله بن هبيرة السبائي وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد وعبيد الله بن أبي يزيد المكي وعطاء بن دينار المصري وعمرو بن دينار المكي. والكميت بن زيد الأسدي الشاعر. ونبيه بن وهب العبدري. والوليد بن يزيد خلع وقتل. ويحيى بن جابر الطائي بحمص. ويزيد بن الوليد الناقص في آخر العام. وفيها خرج أبو خالد يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان على ابن عمه الخليفة الوليد لما انتهك من حرمات الله واستهتر بالدين فبويع يزيد بالمزة وتوثب على دمشق فأخذها ثم جهز عسكراً إلى الوليد بن يزيد وهو بنواحي تدمر عاكفاً على المعاصي فقتل بحصن البخراء من ناحية تدمر في شهر جمادى الآخرة. فذكر الواقدي: قال حدثنا ابن أبي الزناد عن أبيه قال: كان الزهري يقدح في الوليد أبداً عند هشام ويعيبه ويذكر عنه العظائم من المرد وغير ذلك وأنه يخضبهم بالحناء ويقول: ما يحل لك يا أمير المؤمنين إلا أن تخلعه من (8/14)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 15 العهد. وكان الوليد قد جعله أبوه ولي عهد بعد هشام فكان) هشام لا يستطيع خلعه ويعجبه قول الزهري رجاء أن يؤلب الناس عليه. ثم إن يزيداً استخلف فلم تطل مدته ولا متع فعهد بالأمر إلى أخيه إبراهيم بن الوليد في ذي الحجة وقيل لم يعهد إلى إبراهيم بل بايعه الملأ فتوثب عليه بعد أيام مروان الحمار كما يأتي. وفيها خرج عبد الرحمن بن حبيب الفهري بالمغرب وعليها حنظلة بن صفوان وكان فيه دين وورع عن الدماء فنزح عن القيروان وتأسف عليه الناس لجهاده وعدله. (8/15)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 16 4 (أحداث سنة سبع وعشرين ومائة) فيها توفي اسماعيل بن عبد الرحمن السدي. وبكير بن عبد الله بن الأشج على الأصح. وسعد بن إبراهيم في قول. وعبد الرحمن بن خالد بن مسافر الفهمي. وعبد الكريم بن مالك الجندي. وعبد الله بن دينار المدني. وعمرو ابن عبد الله أبو اسحق السبيعي، وعمير بن هانيء العنسي، ومالك بن دينار الزاهد في قول، ومحمد بن واسع في قول خليفة. ووهب بن كيسان المؤدب. وفيها كانت فتن عظيمة وبلاء: فمن ذلك أن مروان بن محمد متولي أذربيجان وأرمينية وتلك الممالك، لما بلغه موت يزيد الناقص، أنفق الأموال وجمع الأبطال وسار بالعساكر فدخل الشام، فجهز ابرهيم بن الوليد لحربه أخويه بشراً ومسروراً، فالتقوا، فانتصر مروان وأسرهما وسجنهما، ثم زحف حتى نزل بعذراء فالتقاه سليمان بن هشام بن عبد الملك، فكانت بينهما وقعة مشهودة، ثم انهزم سليمان وبلغ ذلك ابرهيم بن الوليد فعسكر بظاهر دمشق وأنفق الأموال في العسكر فخذلوه وتفللوا عنه، ووثب الكبار بدمشق فقتلوا عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك بن مروان ويوسف بن عمر الذي كان نائب العراق في الحبس. (8/16)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 17 وقتل الحكم وعثمان ابنا الوليد بن يزيد وكانا يلقبان بالجملين وكانا شابين أمردين قتلوهما بالدبابيس وثب عليهما غلمان يزيد بن خالد القسري لأن أمراء دمشق خافوا من أن يخرجهما مروان الحمار فيبايع أحدهما أو يجعله ولي عهد فلا يستبقي أحداً قام على أبيه. ثم هرب الخليفة ابراهيم بن الوليد فسار يزيد بن خالد بن يزيد بن معاوية وبنو عمه ومحمد بن عبد الملك بن مروان إلى عذراء إلى مروان الحمار وبايعوه بالخلافة ودخل البلد فأمر بنبش يزيد بن الوليد رحمه الله وصلبه لأجل قيامه على الوليد الفاسق، ثم إن الخليفة إبراهيم ذل وجاء فوضع يده في يد مروان ابن محمد وخلع نفسه من الأمر وسلمه إلى مروان وبايع طائعاً. وجرت هوشات وفتن، ووثب رجل من بني تميم بالغوطة فقتل يزيد ابن خالد بن عبد الله) القسري وتم الأمر لمروان، ثم سار عن دمشق فخلعه أهلها وأهل حمص فنزل على حمص بجيشه وحاصرها وأخذها وقتل عدة أمراء وهدم ناحية من سورها. وخرج عليه من طبرية ثابت بن نعيم الجذامي فجهز لحربه عسكراً فانهزم ثابت بعد أن قتل جماعة من جنده ثم أسر وأتي به مروان فقطع أربعته بدمشق وكان سيد اليمانية في زمانه. وأما أهل الكوفة مبايعوا عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر الهاشمي وكان معه أخوه الحسن ويزيد وكانوا قد وفدوا على نائب الكوفة عبد الله ابن عمر بن عبد العزيز فأكرمهم وبالغ في الإحسان، فلما مات يزيد الناقص هاجت شيعة الكوفة وجيشوا وغلبوا على القصر وبايعوا عبد الله هذا، فحشد معه خلائق فالتقاهم عسكر الكوفة وتمت لهم وقعة انهزم فيها عبد الله بن معاوية فدخل القصر وقتل خلق من شيعته ثم إنه أخرج من القصر وأمنوه وأخرجوه (8/17)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 18 من الكوفة فتلاحق به عدد كثير ورجع عبد الله بن عمر بن عبد العزيز إلى قصر الإمارة. وفي هذه المدة كان ظهور سعيد بن بحدل الخارجي بنواحي الموصل وتبعه خلق فلم ينشب أن مات واستخلف على أصحابه الضحاك بن قيس المحكمي فغلب على تكريت ثم سار منها إلى الكوفة فعسكر بدير الثعالب في نحو من ثلاثة آلاف فالتقاه عبد الله بن عمر فكان بينهما وقعة هائلة ثم انكسر عبد الله وتحيز إلى واسط، وملك الضحاك الكوفة وقوي أمره ثم عبأ جيوشه في رمضان، وسار حتى نزل على واسط فحاربه عبد الله بن عمر، وكان منصور ابن جمهور أحد الأبطال المذكورين والشجعان المعدودين مع ابن عمر، فدام القتال بين الفريقين شهرين أو أكثر وقتل خلق، ثم أرسل الضحاك المحكمي إلى عبد الله بن عمر بن عبد العزيز ولاطفه على أن يدخل في طاعته ويقره على عمله، فأعطاه عبد الله ذلك ولابنه، وفي ذلك يقول شبيل بن عزرة الضبعي وكان من الخوارج: (ألم تر أن الله أظهر دينه .......... وصلت قريش خلف بكر بن وائل) ثم سار الضحاك إلى الموصل فخرج لحربه متوليها فقتل، ثم استولى الضحاك على الموصل واتسع سلطانه واستفحل أمر الخوارج، فكتب مروان ابن محمد الخليفة إلى ولده عبد الله وإلى الجزيرة فأمره أن يعسكر بنصيبين (8/18)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 19 فسار إليه الضحاك فحصره نحواً من شهرين وبث خيله يغيرون على بلاد الجزيرة وكثرت جموع الضحاك وانضاف إليه من هرب من مروان بن محمد وعظم الخطب فسار مروان بنفسه ليكشف عن ابنه، فالتقاه الضحاك فأشار على الضحاك) أمراؤه أن يتأخر ويقدم فرسانه فقال: إني والله مالي في دنياكم هذه من حاجة وإنما أردت هذا الطاغية وقد جعلت لله علي إن رأيته أن أحمل عليه حتى يحكم الله بيننا وبينه، وعلي دين سبعة دراهم في كمي منها ثلاثة والتحم القتال إلى المساء فقتل الضحاك في المعركة ولم يدر به أحد ودخل الليل وقتل من الفريقين نحو من ستة آلاف ثم أصبحوا على القتال، وركب الناس يومئذ ضباب بحيث أن الفارس لا يرى عرف فرسه، ومضى مروان في كل وجه وثبت جنده وجاء الخيبري أحد رؤوس الخوارج فدخل في معسكر مروان وقطع أطناب خيامه وجلس على سريره فكر نحو من ثلاثة آلاف على الخيبري فقتلوه، فقام بأمر الخوارج شيبان فتحيز بهم ونزل بالزابين وخندقوا على نفوسهم فقاتلهم مروان بن محمد عشرة أشهر كل يوم راية مروان مهزومة، ثم نزل شيبان الخنادق وطلب شهر زور ثم انحدر على ماه ثم على (8/19)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 20 الصيمرة فأتى بلاد كرمان وعاث وأفسد ثم رجع إلى عمان فقاتلوه فقتل في الوقعة. وفيها كان قد خرج بأذربيجان بسطام بن الليث التغلبي فسار في نيف وأربعين فارساً حتى قدم بلد فسار إليه عسكر من الموصل فبيتهم وأصاب منهم ثم قدم نصيبين فعاث وشغب في حياة الضحاك فجهز له الضحاك عسكراً فقتل هو وغالب أصحابه ثم سكن وذلت الخوارج. وتوطدت المملكة لمروان فبعث على العراق يزيد بن عمر بن هبيرة الفزاري وعزل عبد الله بن عمر فكانت إمرة عبد الله عامين فسار يزيد بن عمر حتى نزل هيت وحارب الخوارج مرات وظهر عليهم وانهزم منه منصور بن جمهور إلى السند. وفيها خرج الحارث بن حريث الكرماني ومعه الأزد فالتقاه أمير خراسان نصر بن سيار فانهزم نصر وقوي أمر الحارث والتفت عليه مضر وبايعوه وغلب على مرو واستفحل أمره. (8/20)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 21 وفيها خرج بمصر وجوه أهلها على مروان وكثرت عليه الفتوق ما بين المغرب إلى بلاد الترك. (8/21)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 22 4 (أحداث سنة ثمان وعشرين ومائة) توفي فيها بكر بن سوادة الفقيه بمصر، وجابر بن يزيد الجعفي بالكوفة، وأبو قبيل حيي بن هانيء المعافري، وعاصم بن أبي النجود القاريء، وعاصم ابن الصباح الجحدري البصري، وأبو عمران الجوني في قول، وأبو حصين عثمان بن عاصم على الأصح، وأبو الزبير محمد بن مسلم المكي، ومنصور بن زاذان قاله ابن أبي عاصم، وأبو خمرة الضبعي في أولها، وأبو) التياح يزيد بن حميد في قول، ويزيد بن أبي حبيب الفقيه، ويعقوب بن عتبة المدني، وأبو بكر حفص بن الوليد أمير مصر. وفيها كان استيلاء الضحاك الخارجي كما ذكرناه آنفاً. وفيها أسر ثابت بن نعيم المذكور فقتل صبراً. وفيها قتل حوثرة بن سهيل الباهلي لمتولي مصر حفص بن الوليد الحضرمي، (8/22)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 23 كان حفص شريفاً مطاعاً ولي مصر مكرهاً لهشام بن عبد الملك ثم لمروان عند قيام أهل مصر على أميرهم حسان بن عتاهية، ثم استولى حوثرة بن سهيل على ديار مصر وقتل رجاء بن أشيم الحميري من كبار المصريين. (8/23)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 24 4 (أحداث سنة تسع وعشرين ومائة) فيها توفي أزهر بن سعيد الحرازي بحمص، والحارث بن عبد الرحمن بالمدينة، وخالد بن أبي عمران التجيبي قاضي أفريقية، وسالم أبو النضر المدني، وعلى بن زيد بن جدعان التيمي، وقيس بن الحجاج السلفي، ومطر بن طهمان الوراق، ويحيى بن أبي كثير اليمامي، وبشر بن حرب الندبي وآخرون. وفيها خرج بحضرموت طالب الحق عبد الله بن يحيى الكندي الأعور فغلب على حضرموت واجتمع إليه الإباضية ثم سار إلى صنعاء وبها القاسم بن عمر الثقفي فالتقى الجمعان واشتد القتال ثم انهزم القاسم بن عمر وكثر القتل في جنده وتبعه طالب الحق فبيته فهرب القاسم وقتل أخوه الصلت واستولى طالب الحق على صنعاء فجبى الأموال وجهز إلى مكة عشرة آلاف، وكان على مكة عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك بن مروان فكره قتالهم وفشل فوقفوا بعرفة ووقف معهم الحجيج ثم غلبوا على مكة فنزح عنها عبد الواحد إلى المدينة. (8/24)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 25 وفيها كتب ابن هبيرة أمير العراقين إلى عامر بن ضبارة فسار حتى أتى خراسان وقد ظهر بها أبو مسلم الخراساني صاحب الدعوة في رمضان، وكان قد ظهر هناك عبد الله بن معاوية الهاشمي فقبض عليه أبو مسلم وسجنه وسجن خلقاً من شيعته. وفيها سار الكرماني إلى مرو الروذ فسار إلى قتاله متوليها سالم بن أحوز المازني فاقتتلوا فانهزم الكرماني ثم كر عليهم وبيتهم فاقتتلوا ثم تهادنوا ثم سار نصر بن سيار فحاصر الكرماني ستة أشهر وغلت المراجل بالفتن إلى أن قتل الكرماني ولحق عسكره بشيبان بن) مسلمة السدوسي الحروري الذي تغلب على سرخس وطوس، وعظمت جيوش شيبان هذا وقاتلهم نصر بن سيار بضعة عشر شهراً واشتغل بهم إلى أن قوي أمر أبي مسلم الخراساني. فأما المغرب فوثب بها عبد الرحمن بن حبيب الفهري على رأس الإباضية فقتله وصلب جثته فثار أصحابه وجيشوا وجرت لهم حروب عديدة قتل فيها أمير هؤلاء وأمير هؤلاء. (8/25)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 26 4 (أحداث سنة ثلاثين ومائة) توفي فيها إسماعيل بن أبي حكيم بالمدينة، والحارث بن يزيد الحضرمي ببرقة، والحرث بن يعقوب أبو عمرو بمصر، وسليم بن عامر الخبائري، وشعيب بن الحجاب البصري، وشيبة بن نصاح المقريء، وعبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وأبو الحويرث عبد الرحمن بن معاوية وعبد العزيز بن رفيع بالكوفة. وعبد العزيز بن صهيب بالبصرة، وكعب ابن علقمة المصري التنوخي، ومحمد بن المنكدر التيمي المدني، ومالك بن دينار في قول خليفة، ومخرمة بن سليمان قتل بقديد، ويزيد بن رومان بخلف، ويزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك، وأبو وجزة يزيد بن عبيد، ويزيد الرشك، وخلق فيهم اختلاف. وفيها قال خليفة: اصطلح نصر بن سيار وجديع بن علي الكرماني على أن يقاتلوا أبا مسلم صاحب الدعوة فإذا فرغوا من حربه نظروا في أمرهم فدس أبو مسلم بمكره إلى ابن الكرماني يخدعه ويقول أنا معك وانخدع له (8/26)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 27 ابن الكرماني والتفّ معه فقاتلوا نصر بن سيار، ثم كتب نصر إلى أبي مسلم إني أبايعك وأنا أحق بك من ابن الكرماني فقوي شأن أبي مسلم وكثر جيشه وخافه نصر بن سيار وتقهقر بين يديه ونزح عن مرو فأخذ أبو مسلم أثقاله وأهله ثم بعث عسكراً إلى سرخس فقاتلهم شيبان الحروري فقتل شيبان. وأقبلت سعادة الدولة العباسية من كل وجه. ثم كانت وقعة هائلة مزعجة بين جيش أبي مسلم وبين جيش نصر فانهزم أيضاً جيش نصر ليقضي الله أمراً كان مفعولاً، وتأخر نصر بن سيار إلى قومس ظفر أبو مسلم الخراساني بسالم بن أحوز فقتله واستولى على أكثر مدن خراسان ثم ظفر بعبد الله بن معاوية الهاشمي فقتله وجهز قحطبة بن شبيب في جيش فالتقى هو ونباتة بن حنظلة الكلابي على جرجان فقتل في المصاف نباتة وابنه حية، ثم هرب نصر بن سيار وخارت قواه وكتب إلى نائب العراق ابن هبيرة يستصرخ به وإلى مروان الحمار يستمده حين لا ينفع المدد.) وفيها قتل في وقعة قديد بقرب مكة خلق من عسكر المدينة، وذلك أن عبد الواحد المذكور لما تقهقر إلى المدينة واستولى جيش طالب الحق على مكة كتب إلى مروان يخبره بخذلان أهل مكة فعزله وجهز جيشاً من المدينة فبرز لحربهم الذين استولوا على مكة وعليهم أبو حمزة واستخلف على مكة إبراهيم ابن صباح الحميري، ثم التقى الجمعان بقديد في صفر من السنة فانهزم أهل المدينة واستحربهم القتل، وساق أبو حمزة فاستولى على المدينة فأصيب يوم قديد ثلاثمائة نفس من قريش منهم حمزة بن مصعب بن الزبير وابنه عمارة وابن أخيه مصعب بن عكاشة وعتيق بن عامر بن عبد الله بن الزبير وابنه عمرو (8/27)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 28 وصالح بن عبد الله بن عروة وابن عمهم الحكم بن يحيى والمنذر بن عبد الله ابن المنذر بن الزبير وسعيد بن محمد بن خالد بن الزبير وابن لموسى بن خالد وابن الزبير وابن عمهم مهند، حتى قال خليفة: قتل يومئذ أربعون رجلاً من بني أسد وقتل أمية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان وقالت نائحة: (ما للزمان وماليه .......... أفنى قديد رجاليه) قال: فحدثنا ابن علية قال: بعث مروان بن محمد أربعة آلاف فارس عليهم عبد الملك بن محمد بن عطية السعدي فسار ابن عطية فلقي بلجاً على مقدمة أبي حمزة بوادي القرى فاقتتلوا فقتل بلج وعامة جنده، ثم سار ابن عطية السعدي طالباً أبا حمزة فلحقه بمكة بالأبطح ومع أبي حمزة خمسة عشر ألفاً ففرق عليه ابن عطية الخيل من أسفل مكة ومن أعلاها ومن ناحية منى فاقتتلوا إلى نصف النهار فقتل أبرهة بن الصباح عند بئر ميمون وقتل أبو حمزة وقتل خلق من جيشه، فبلغ طالب الحق ذلك فأقبل من اليمن في ثلاثين ألفاً فسار لملتقاه ابن عطية السعدي فنزل بتبالة ونزل الآخر صعدة ثم كانت بينهم وقعة عظيمة فانهزم طالب الحق فسار إلى جرش ثم تبعه ابن عطية فالتقوا ثانياً ودام الحرب حتى دخل الليل ثم أصبحوا فنزل طالب الحق في (8/28)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 29 نحو من ألف حضرمي فقاتل حتى قتل هو ومن معه وبعثوا برأسه إلى مروان بالشام، وقدم ابن عطية حتى نزل صنعاء فثار به رجل من حمير فبعث ابن عطية جيشاً فهزموه ولحق بعدن فجمع نحواً من ألفين فالتقاه ابن عطية واقتتلوا فقتل الحميري وعامة عسكره ورجع ابن عطية إلى صنعاء، ثم خرج عليه حميري أيضاً فظفر به عسكر ابن عطية، ثم أسرع ابن عطية السير في تسعة عشر رجلاً من الأشراف لإقامة الموسم واستخلف على اليمن ابن أخيه، ثم سار فنزل وادي شبام فبات به فشد عليه طائفة من العرب فبيتوه وقتلوه وقتلوا سبعة عشر من أصحابه) ونجا منهم رجل واحد. وفيها كانت الزلزلة العظيمة بالشام: قال ابن جوصا: ثنا محمد بن عبد الوهاب بن محمد بن عمرو بن محمد بن شداد بن أوس الأنصاري ثنا أبي عن أبيه فذكر حديثاً طويلاً، منه: لما كانت الرجفة التي بالشام سنة ثلاثين ومائة كان أكثرها ببيت المقدس فهلك كثير ممن كان فيها من الأنصار وغيرهم ووقع منزل شداد بن أوس على من كان معه وسلم محمد بن شداد وذهب متاعه تحت الردم. وكانت النعل زوجاً خلفها شداد بن أوس عند ولده فصارت إلى ابنه محمد فلما رأت أخته ما نزل به وبأهله جاءت وأخذت فرد النعلين وقالت: يا أخي ليس لك نسل وقد رزقت ولداً وهذه مكرمة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب أن يشركك فيها ولدي فأخذتها منه وكان ذلك في وقت الرجفة فمكثت (8/29)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 30 عندها حتى كبر أولادها فلما قدم المهدي إلى بيت المقدس أتوه بها وعرفوه نسبها من شداد بن أوس فعرف ذلك وقبلها وأجاز كل واحد منهما بألف دينار وقربه ثم بعث إلى محمد فأتى به محمولا لزمانته فسأله عن خبر النعل فصدق مقالة الأخوين فقال ائتني بالأخرى فبكى وناشده الله فرق له وأقرها عنده. (8/30)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 31 1 (تراجم رجال هذه الطبعة)

4 (حرف الألف)

4 (آدم بن علي الكوفيخ.) روى عن ابن عمر. وعنه شعبة واسرائيل وأبو الأحوص سلام بن سليم وغيرهم. وكان ثقة قليل الحديث. 4 (إبراهيم بن جريرد ن ق بن عبد الله البجلي.) مات بالكوفة وله عدة إخوة. روى عن أبيه فقال يحيى: لم يسمع من أبيه، وروى عن قيس بن أبي حازم وعنه أبان بن عبد الله وشريك القاضي. قال ابن سعد: ولد بعد موت أبيه وعمر حتى لقيه شريك. (8/31)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 32 4 (ابراهيم بن أبي حرة الحراني.) رأى ابن عمر وهو يتوضأ.) وروى عن مصعب بن سعد وسعيد بن جبير ومجاهد وخالد بن يزيد بن معاوية. قال أبو حاتم: لا بأس به. 4 (إبراهيم بن الحسن، بن الحسن بن علي بن أبي طالب العلوي.) عن أبيه. وعنه أبو عقيل يحيى بن المتوكل وفضيل بن مرزوق وغيرهما. وهو أخو عبد الله بن حسن. 4 (إبراهيم بن طريف المدني.) روى عن ابن محيريز. وعنه الأوزاعي وشعبة وابن عيينة. (8/32)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 33 4 (ابراهيم بن عامر بن مسعود، بن أمية بن خلف الجمحي الكوفي،) عن عامر بن سعد البجلي وسعيد بن المسيب. وعنه شعبة وسفيان واسرائيل. وثقه ابن معين. 4 (إبراهيم بن عبد الأعلى الكوفيم د ن ق) عن سويد بن غفلة. وعنه سفيان الثوري وإسرائيل ومحمد بن طلحة ومصرف وآخرون. وثقه أحمد والنسائي. 4 (إبراهيم بن عمر بن عبد العزيز، بن مروان الأموي.) سمع أباه والزهري. وعنه ابن أخيه بشر بن عبد الله والليث بن سعد وابن لهيعة. 4 (إبراهيم بن مهاجر، أبو إسحاق البجلي الكوفي.) عن إبراهيم النخعي وطارق بن شهاب وصفية بنت شيبة. (8/33)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 34 وعنه شعبة وسفيان وزائدة وأبو عوانة وعمر بن شبيب المسلي. قال أحمد والنسائي: لا بأس به. 4 (إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم أبو إسحاق الأموي الخليفة.) بويع بالخلافة بدمشق عند موت أخيه يزيد الناقص، وكان ابراهيم طويلاً أبيض جميلاً مسمناً.) قال معمر: رأيت رجلاً من بني أمية يقال له إبراهيم بن الوليد جاء إلى الزهري بكتاب فعرضه عليه ثم قال: أحدث بهذا عنك قال: إي لعمري فمن يحدثكموه غيري وقد حكى عن إبراهيم ولده يعقوب. وقال برد بن سنان: حضرت يزيد بن الوليد وقد احتضر فأتاه قطن فقال: أنا رسول من وراءك يسألونك بحق الله لما وليت أمرهم أخاك ابراهيم ابن الوليد، فغضب وقال بيده على جبهته: أنا أولي إبراهيم ثم قال لي: يا أبا العلاء إلى من ترى أعهد قلت: أمر نهيتك عن الدخول فيه فلا أشير عليك في آخره، قال: وأغمي عليه حتى حسبته قد مات فقعد قطن فافتعل كتاباً بالعهد على لسان يزيد ودعا ناساً فاستشهدهم عليه ولا والله ما عهد (8/34)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 35 يزيد بن الوليد شيئاً. وقال أبو معشر: مكث إبراهيم سبعين ليلة في الخلافة ثم خلع ووليها مروان. وذكر غير واحد أن إبراهيم بن الوليد بقي إلى سنة اثنتين وثلاثين ومائة. 4 (أزهر بن راشد، أبو الوليد الهوزني الشامي.) عن عصمة بن قيس وله صحبة وعن ابن عباس مرسلاً وسليم بن عامر. وعنه حريز بن عثمان وإسماعيل بن عياش. فأما أزهر بن راشد الكاهلي فآخر من طبقة شعبة. يأتي. 4 (ازهر بن سعد الحرازي الحمصي.) عن أبي أمامة الباهلي وعاصم بن حميد السكوني. وعنه الزبيدي ومعاوية بن صالح وغيرهما. قال البخاري: أزهر بن سعيد وأزهر بن عبد الله وأزهر بن يزيد الثلاثة واحد، نسب مرة مرادي ومرة هوزني ومرة حرازي. كذا قال البخاري فالله أعلم. (8/35)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 36 فأما ابن عبد الله فهو يروي عن النعمان بن بشير وغيره. وعنه صفوان بن عمرو وفرج بن فضالة وعمر بن جعثم القرشي. توفي سنة تسع وعشرين ومائة وفيه نصب. 4 (إسماعيل بن أبي حكيم المدنيد ن ق أخو إسحاق مولى قريش.) عن القاسم بن محمد وسعيد بن مرجانة وجماعة. وعنه مالك وزهير بن محمد وإسماعيل بن جعفر وآخرون.) وثقه يحيى بن معين وغيره. وكان كاتب عمر بن عبد العزيز وله به اختصاص. توفي سنة ثلاثين. 4 (اسماعيل بن عبد الله بن جعفرق بن أبي طالب الهاشمي المدني أخو إسحاق ومعاوية) وعلي. سمع أباه. وعنه الحسين بن زيد بن علي وابن أخيه صالح بن معاوية وعبد الرحمن (8/36)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 37 ابن أبي بكر المليكي وعبد الله والد مصعب الزبيدي وآخرون. وثقه الدار قطني. 4 (إسماعيل بن عبد الرحمنم بن أبي كريمة، الإمام أبو محمد السدي الكبير الحجازي ثم) الكوفي الأعور المفسر، مولى قريش. عن أنس بن مالك وابن عباس وعبد خير الهمداني ومصعب بن أسعد وأبي صالح باذان وأبي عبد الرحمن السلمي ومرة الطيب وخلق. وعنه شعبة والثوري وزائدة واسرائيل والحسن بن صالح وأبو عوانة وأسباط بن نصر والمطلب بن زياد وأبو بكر بن عياش وآخرون وقد رأى أبا هريرة والحسن بن علي. قال النسائي: صالح الحديث. وقال يحيى القطان: لا بأس به. وقال أحمد: مقارب الحديث وقال مرة: ثقة. وقال ابن معين: ضعيف. وقال أبو زرعة: لين. (8/37)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 38 وقال أبو حاتم: يكتب حديثه. وقال ابن عدي: هو عندي صدوق. ويروى أن السدي كان عظيم اللحية جداً. قال عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت: سمعت الشعبي وقيل له إن اسماعيل السدي قد أعطي حظاً من علم القرآن قال: إن اسماعيل قد أعطي حظاً من جهل بالقرآن.) قلت: ما أحد من العلماء إلا وما جهل من العلم أكثر مما علم. قال اسماعيل بن أبي خالد: كان السدي أعلم بالقرآن من الشعبي رحمهما الله. وقال سلم بن عبد الرحمن شيخ شريك: مر إبراهيم النخعي بالسدي وهو يفسر فقال: إنه ليفسر تفسير القوم. وقال خليفة: مات السدي سنة سبع وعشرين ومائة. قلت: فأما السدي الصغير فهو محمد بن مروان أحد المتروكين معاصر لوكيع. 4 (إسماعيل بن كثير أبو هاشم المكي.) عن عاصم بن لقيط بن صبرة وسعيد بن جبير ومجاهد. (8/38)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 39 وعنه ابن جريج وسفيان الثوري ومسعر وداود العصار ويحيى بن سليم الطائفي. وثقه أحمد بن حنبل والنسائي. له حديث في السنن عن عاصم بن لقيط. 4 (أشعث بن أبي الشعثاءع سليم بن أسود المحاربي الكوفي.) عن أبيه والأسود بن يزيد وأسود بن هلال ومعاوية بن سويد بن مقرن. وعنه سفيان وشعبة وأبو عوانة. وثقوه. وله عدة أحاديث. توفي سنة خمس وعشرين ومائة. 4 (الأغر بن الصباح المنقري الكوفيد ت ن والد أبيض.) روى عن أبي نضرة العبدي وخليفة بن حصين المنقري. وعنه الثوري وأبو شيبة إبراهيم بن عثمان العبسي وقيس بن الربيع. (8/39)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 40 وثقه النسائي. 4 (أمية بن صفوانم ن ق ابن عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف الجمحي المكي.) روى عن جده وأبي بكر بن أبي زهير الثقفي. وعنه نافع بن عمر الجمحي وابن جريج وابن علية وسفيان بن عيينة. صدوق. 4 (أمية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان، الأموي.) ) عن أبيه وعن عكرمة، وله وفادة على عمر بن عبد العزيز في خلافته. وعنه ابن إسحق ويحيى بن سليم الطائفي وغيرهما. قال أبو حاتم: ما بحديثه بأس. وذكر خليفة أنه قتل يوم قديد سنة ثلاثين ومائة. 4 (أوس بن بشر المعافري.) عن عقبة بن عامر الجهني وغيره. (8/40)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 41 قال ابن يونس: كان يقرأ التوراة والإنجيل وكان يوازي عبد الله بن عمرو في العلم. روى عنه عامر بن يحيى وأبو قبيل وواهب بن عبد الله المعافريون والجلاح مولى عبد العزيز بن مروان والليث بن سعد. وقال ابن عساكر: قدم دمشق بمبايعة المصريين ليزيد بن الوليد. 4 (أوفى بن دلهم البصريت) عن معاذة العدوية ونافع مولى ابن عمر. وعنه هشام بن حسان وحسين بن واقد المروزي وسليم بن أخضر. وثقه النسائي. 4 (إياس بن معاوية مق بن قرة أبو واثلة المزني البصري.) قاضي البصرة وأحد الأعلام. روى عن أبيه وأنس بن مالك وسعيد بن المسيب وسعيد بن جبير وعدة. وعنه خالد الحذاء وشعبة وحماد بن سلمة ومعاوية بن عبد الكريم الضال وآخرون. (8/41)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 42 وكان أحد من يضرب به المثل في الذكاء والرأي والسؤدد والعقل. وثقه ابن معين ولكن قلما روى له مسلم شيئاً في مقدمته وعلق له البخاري شيئاً. وأخباره مستوعبة في تهذيب الكمال لشيخنا، مادتها من تاريخ دمشق. قال عبد الله بن شوذب: كان يقال يولد في كل مائة سنة رجل تام العقل وكانوا يرون أن إياس بن معاوية منهم. وقال الأصمعي: قال إياس: من عدم فضيلة العقل فقد فجع بأكرم أخلاقه. وقال ربيعة الرائي: قال لي إياس بن معاوية: يا ربيعة كل ديانة أسست على غير ورع فهي) هباء. وقال سفيان بن حسين: قلت لإياس: ما المروءة قال: حيث تعرف التقوى وحيث لا تعرف اللباس الجيد. وروى الأصمعي عن أبيه قال: رأيت في بيت ثابت البناني رجلاً أحمر طويل الذراع غليظ الثياب يلوث عمامته لوثاً ورأيته قد غلب على الكلام فلا يتكلم أحد معه. فأردت أن أسأله عنه حتى قال قائل له: يا أبا واثلة، فعرفت أنه إياس. وقال حبيب بن الشهيد: سمعت إياساً يقول: لست بخب ولا يخدعني الخب ولا يخدع محمد بن سيرين ولكنه يخدع أبي ويخدع الحسن ويخدع عمر ابن عبد العزيز. قال حبيب: وأتى رجل إياساً يشاوره في خصومة فقال: (8/42)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 43 إن أردت القضاء فعليك بعبد الملك بن يعلى فهو القاضي، وإن أردت الفتيا فعليك بالحسن فهو معلمي، وإن أردت الصلح فعليك بحميد الطويل وتدري ما يقول لك، يقول لك: دع شيئاً من حقك، وإن أردت الخصومة فعليك بصالح السدوسي وتدري ما يقول لك يقول: إجحد ما عليك واستشهد الغيب يعني المسافرين إلى أن يقدموا. قال المدائني: كان إياس قاضياً قائفاً ذكياً استقضاه عمر بن عبد العزيز ثم هرب. وقال جرير بن عبد الحميد عن مغيرة قال: ولى عدي بن أرطاة الأمير إياساً قضاء البصرة فأبى وقال: بكر بن عبد الله المزني خير مني. وقال سهل بن يوسف: قال لي إياس: إن هذا قد بعث إلي، فانطلقت معه فدخل على عدي بن أرطأة ثم خرج ومعه حرسي فقال: أبى أن يعفيني فصلى ركعتين ثم قال للحرسي: قدم يعني خصماً فما قام حتى قضى سبعين قضية. ثم خرج إياس من البصرة في قضية كانت فاستعمل عدي على القضاء الحسن البصري. وقال حميد الطويل: لما ولي إياس دخل عليه الحسن وإياس يبكي فقال: ما يبكيك فذكر حديث: القضاة ثلاثة واحد في الجنة وإثنان في النار. فقال الحسن: إن فيما قص الله عليك من نبأ داود وسليمان ما يرد قول هؤلاء الناس وقرأ ففهمناها سليمان وكلاً آتينا حكماً وعلماً فحمد الله سليمان ولم يذم داود. وقال خالد الحذاء: قضى إياس بشاهد ويمين المدعي. (8/43)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 44 وعن إبراهيم بن مرزوق قال: كنا عند إياس قبل أن يستقضى وكنا نكتب عنه الفراسة كما) نكتب من صاحب الحديث الحديث. وقال حميد: شك أنس في ولد له فدعا إياس بن معاوية فنظر له. وقال الأصمعي: رأي إياس رجلاً فقال: تعال يا يمامي قال: لست بيمامي فقال: فتعالى يا أضاخي. قال: لست بأضاخي قال: فتعال يا ضروي، فجاء فسأله عن نفسه، فأقر أنه ولد باليمامة ونشأ بأضاخة ثم تحول إلى ضرية. وقال ابن شوذب: شهدت إياساً يقول: ما بعد عهد قوم بنبيهم إلا كان أحسن لقولهم وأسوأ لفعلهم. وقال ابن شبرمة: قالوا لإياس: إنك معجب برأيك قال: لو لم أعجب به لم أقض به. وعن محمد بن مسعر قال: قال رجل لإياس: علمني القضاء، قال: إن القضاء لا يتعلم إنما القضاء فهم. وقيل إنهم قالوا لإياس: إنك تكثر الكلام قال أفبصواب أتكلم أم بخطأ قالوا: بصواب. قال فالإكثار من الصواب أفضل. وعن إياس وقيل له: ما عيبك قال: الإكثار. وقال حميد الطويل: لما ماتت أم إياس بكى فقيل: ما يبكيك؟ قال: (8/44)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 45 كان لي بابان مفتوحان من الجنة فأغلق أحدهما. وقد اختلفوا في هروب إياس من القضاء على أقوال: أحدها أنه رد شهادة شريف مطاع فآلى أن يقتله فهرب لذلك. وكانت مدة ولايته سنة وأكره بعده الحسن على القضاء. وتوفي إياس سنة إحدى أو اثنتين وعشرين ومائة. ومحاسنه كثيرة رحمه الله. 4 (أيوب بن عبد الرحمن بن صعصعة المدنيد ت ق) عن يعقوب بن أبي يعقوب وأيوب بن بشر المعافري. وعنه فليح بن سليمان وأبو بكر بن أبي سبرة وإبراهيم بن أبي يحيى وآخرون. له حديث واحد في السنن. 4 (أيوب بن ميسرة، بن حليس الدمشقي أخو يونس.) روى عن خريم بن فاتك وبسر بن أبي أرطاة.) وعنه ابنه محمد والهيثم بن عمران. قال أبو مسهر: كان أفقه من أخيه وأسن، وكان مفتياً. مات قبل يونس بقليل. قال أبو حاتم: صالح الحديث. (8/45)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 46 4 (حرف الباء)

4 (بديل بن ميسرة العقيلي البصريم.) عن أنس وأبي الجوزاء الربعي أوس وعبد الله بن شقيق وعطاء بن أبي رباح وجماعة. وعنه إبراهيم بن طهمان وأبان العطار وحماد بن زيد وجماعة. وثقه ابن معين. توفي سنة خمس وعشرين على الصحيح. ويقال سنة ثلاثين. 4 (بريدة بن سفيان بن فروة الأسلمي.) عن أبيه ومسعود بن هبيرة وغيرهما. وعنه ابن إسحاق وأفلح بن سعيد وسهل بن شعيب وغيرهما. ضعفه أبو حاتم. (8/46)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 47 وقال الدار قطني: متروك. 4 (بشر بن حربن ق أبو عمرو الأزدي الندبي البصري.) عن أبي هريرة وأبي سعيد ورافع بن خديج وابن عمر. وعنه الحمادان وشعبة ومعمر وأبو عوانة وغيرهم. قال أحمد: ليس بالقوي، وضعفه ابن المديني وغيره. وقال ابن عدي: لا بأس به عندي ولا أعرف له حديثاً منكراً. قلت: مات سنة أربع وعشرين ومائة. 4 (بشر بن عاصم بن سفيان بن عبد الله الثقفيد ت ق.) عن أبيه وسعيد بن المسيب. وعنه نافع بن عمر وسفيان بن عيينة وجماعة. وتوفي بعد الزهري بيسير. وثقه يحيى بن معين.) (8/47)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 48 4 (بكر بن سوادة م أبو ثمامة الجذامي المصري الفقيه.) روى عن عبد الله بن عمرو بن العاص وسهل بن سعد وسعيد بن المسيب وأبي سالم الجيشاني وعطاء بن يسار وطائفة. وعنه عمرو بن الحارث والليث بن سعد وعبد الله بن لهيعة وآخرون. وثقه النسائي، وقد استشهد به البخاري. مات سنة ثمان وعشرين ومائة. 4 (بكير بن عبد الله بن الأشجع المدني الفقيه مولى الأسود بن مخرمة) نزل مصر وهو أخو يعقوب وعمر. روى عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف وسعيد بن المسيب وأبي صالح السمان وبسر بن سعيد وحمران مولى عثمان وكريب وسليمان بن يسار وطائفة كبيرة. روى عنه ابنه مخرمة وعياش بن عباس القتباني وعمرو بن الحارث والليث ابن سعد وابن لهيعة. (8/48)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 49 وكان من أوعية العلم مجمع على ثقته وجلالته. ذكره مالك فقال: كان من العلماء. وقال معن بن عيسى: ما ينبغي لأحد أن يفوق بكير بن الأشج في الحديث. وقال ابن معين: ثقة. قلت: الصحيح أنه توفي سنة سبع وعشرين ومائة على الصحيح. فأما بكير بن عبد الله الذي روى عنه سلمة بن كهيل وشعبة بن الحجاج عن كريب عن ابن عباس أنه بات عند خالته ميمونة، الحديث، فقال البخاري وحده: هذا رجل يقال له الطويل يعد في الكوفيين. وأما أحمد بن عمرو البزاز الحافظ فقال: بل هو بكير بن الأشج ويقوي هذا أن مسلماً روى هذا الحديث بسنده عن عمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج قال: حدثني كريب فذكره والله أعلم. 4 (بلال بن أبي بردة ت عامر بن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري أبو عمر ويقال أبو) عبد الله أمير البصرة. روى عن أبيه وعمه أبي بكر وأنس بن مالك.) وعنه قتادة وثابت البناني وسهل بن عطية وآخرون. وكان ذا رأي ودهاء، وقد ولي أيضاً قضاء البصرة مدة. (8/49)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 50 وفد على عمر بن عبد العزيز فرآه لا ينفق عنده إلا التقوى والديانة فلزم المسجد والصلاة ليخدع عمر فدس إليه عمر من ساره فقال: إن كلمت لك أمير المؤمنين أن يوليك البصرة ما تعطيني فوعده بمائة ألف، فأبلغ ذلك عمر ابن عبد العزيز فنفاه عنه وأبعده. وقد ولاه خالد بن عبد الله القسري قضاء البصرة سنة تسع ومائة فدام على القضاء إلى سنة عشرين ومائة وولي في غضون ذلك الصلاة والأحداث. وعن جويرية بن أسماء قال: استخلف عمر بن عبد العزيز فوفد بلال فهنأه وقال: من كانت الخلافة يا أمير شرفته فقد شرفتها ومن كانت زانته فقد زنتها وأنت كما قال مالك بن أسماء: (وتزيدين طيب الطيب طيباً .......... إن تمسيه أين مثلك أينا)

(وإذا الدر زان حسن وجوه .......... كان للدر حسن وجهك زينا) فجزاه عمر خيراً ولزم بلال المسجد يصلي ويقرأ ويتهجد فهم عمر به أن يوليه العراق ثم دس ثقة له فقال لبلال وذكر القصة قال: فنفاه عمر وقال: يا أهل العراق إن صاحبكم أعطى مقولاً ولم يعط معقولاً زادت بلاغته ونقصت زهادته. وقيل: إن ذاك الرجل أخذ حظ بلال بالمال ثم حمل ذلك الحظ إلى عمر. وقال عمر بن شبة: كان بلال بن أبي بردة ظلوماً جائراً لا يبالي ما صنع في الحكم ولا في غيره. (8/50)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 51 وقال المدائني: كان بلال قد خاف الجذام فوصف له سمن يقعد فيه فكان يقعد ثم يأمر بالسمن فيباع فتحب السوقة شراء السمن. وفيه يقول يحيى بن نوفل الحميري: (وكل زمان الفتى قد لبست .......... خيراً وشراً وعدماً ومالاً)

(فلا الفقر كنت له ضارعاً .......... ولا المال أظهر مني اختيالاً)

(وقد طفت للمال شرق البلاد .......... وغربيها وبلوت الرجالا)

(فلو كنت ممتدحاً للنوال .......... فتى لمدحت عليه بلالا)

(ولكنني لست ممن يريد .......... بمدح الملوك عليه النوالا) ) (سيكفي الكريم إخاء الكريم .......... ويقنع بالود منه سؤآلا) ثم إنه هجا بلالاً بأبيات، وكان بلال من الأكلة المعدودين. ذكر المدائني أن بلال أرسل إلى قصاب سحراً قال: فدخلت عليه وبين يديه كانون وعنده تيس ضخم فقال: اذبحه واسلخه وكبب لحمه. ففعلت ودعا بخوان فوضع وجعلت أكبب اللحم فإذا استوى منه شيء وضعته بين يديه فأكله حتى تعرقت له لحم التيس ولم يبق إلا بطنه وعظامه وبقيت بضعة على الكانون فقال لي: كلها فأكلتها. وجاءت جارية بقدر فيها دجاجتان وفرخان وصحفة مغطاة فقال: ويحك ما في بطني موضع فضعيها على رأسي فضحكنا، ودعا بشراب فشرب منه خمسة أقداح وسقاني قدحاً. وعن الحكم بن النضر قال: قتل بلالاً دهاؤه فإنه لما حبس قال للسجان: خذ مني مائة ألف وأعلم يوسف بن عمر أني قد مت وكان في حبسه فقال له السجان: فكيف تصنع إذا سرت إلى أهلك قال: لا يسمع لي يوسف بخبر (8/51)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 52 ما دام حياً على العراق، فأتى السجان يوسف بن عمر فقال: مات بلال قال: أرنيه ميتاً فإني أحب ذلك، فحار السجان فجاء فألقى على بلال شيئاً غمه حتى مات ثم أراه يوسف وذلك في سنة نيف وعشرين ومائة. (8/52)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 53 4 (حرف التاء)

4 (تميم بن حويص، أبو المنذر الأزدي الأهوازي.) عن ابن عباس وأبي زيد الأنصاري ولم يدركه. وعنه معمر وشعبة ونوح بن قيس. سئل عنه أبو حاتم فقال: صالح. (8/53)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 54 4 (حرف الثاء)

4 (ثابت بن أسلم البناني، أبو محمد.) أحد أئمة التابعين بالبصرة. عن ابن عمر وعبد الله بن مغفل وابن الزبير وأنس بن مالك وعبد الرحمن ابن أبي ليلى وعمر بن أبي سلمة المخزومي وأبي العالية وأبي عثمان النهدي وطائفة. وعنه حميد الطويل وسليمان بن المغيرة ومعمر وشعبة وهمام والحمادان وسلام بن مسكين وأبو عوانة وجرير بن حازم وجعفر بن سليمان وخلائق، ومن الكبار عطاء بن أبي رباح.) وكان رأساً في العلم والعمل ثقة ثبتاً رفيعاً، ولم يحسن ابن عدي بايراده في كامله ولكنه اعتذر وقال: ما وقع في حديثه من النكرة فإنما هو من جهة (8/54)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 55 الرواي عنه لأنه روى عنه جماعة ضعفاء. روى حماد بن زيد عن أبيه قال: قال أنس بن مالك: إن للخير أهلاً وإن ثابتاً هذا من مفاتيح الخير. وقال حماد بن سلمة: كان ثابت يقول: اللهم إن كنت أعطيت أحداً أن يصلي في قبره فأعطني الصلاة في قبري. وعن بعضهم قال: ما رأيت أعبد من ثابت البناني. وقال أحمد بن حنبل: كان ثابت يتثبت في الحديث وكان يقص وكان قتادة يقص. وقال محمد بن ثابت: ذهبت ألقن أبي عند الموت فقال: دعني فإني في وردي السابع، كان يقرأ ونفسه تخرج. وروى حماد عن ثابت قال: دعوة في السر أفضل من سبعين في العلانية. وروى أبو هلال عن غالب القطان عن بكر بن عبد الله المزني قال: من أراد أن ينظر إلى أعبد أهل زمانه فلينظر إلى ثابت البناني، فما أدركنا الذي هو أعبد منه. وقال شعبة: كان ثابت يقرأ القرآن في كل يوم وليلة ويصوم الدهر. وعن ثابت البناني قال: ما تركت في الجامع سارية إلا وقد ختمت القرآن عندها وبكيت عندها. وقال حماد بن زيد: رأيت ثابتاً البناني يبكي حتى تختلف أضلاعه. (8/55)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 56 وقال جعفر بن سليمان: بكى ثابت حتى كادت عينه تذهب فقيل له علاجها بأن لا تبكي، قال: وما خيرهما إذا لم تبكيا وأبى أن تعالج. وقال سليمان بن المغيرة: رأيت ثابتاً يلبس الثياب الثمينة والطيالسة والعمائم. قال ابن المديني: لثابت نحو مائتين وخمسين حديثاً. قلت: وروايته عن ابن عمر في صحيح مسلم وروايته عن ابن الزبير في صحيح البخاري وعن عبد الله بن مغفل في سنن النسائي. قال سعدويه: ثنا مبارك بن فضالة قال: دخلت على ثابت في مرضه وهو في علو وكان لا يزال يذكر أصحابه فقال: يا إخوتاه لم أقدر أن أصلي البارحة كما كنت أصلي ولم أقدر أن) أصوم كما كنت أصوم ولم أقدر أن أنزل إلى أصحابي فأذكر الله كما كنت أذكره معهم ثم قال: اللهم إذ حبستني عن ثلاث فلا تدعني في الدنيا ساعة. وعنه قال: كابدت الصلاة عشرين سنة وتنعمت بها عشرين سنة. مات ثابت سنة ثلاث وعشرين ومائة وقيل سنة سبع وعشرين ومائة ومناقبه كثيرة. 4 (ثابت بن ثوبان الدمشقيد ت ق) عن سعيد بن المسيب وخالد بن معدان وغيرهما. وكان وصي مكحول. (8/56)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 57 روى عنه ابنه عبد الرحمن بن ثابت والأوزاعي ويحيى بن حمزة. وثقه أبو حاتم وغيره. 4 (ثابت أبو المقدام، في الكنى.)

4 (ثعلبة بن مسلم الخثعمي الشاميد) عن أيوب بن بشير العجلي وسعودي بن عبد الرحمن الأزدي وأبي عمران مولى أم الدرداء وجماعة. وعنه أبو مهدي سعيد بن سنان ومسلمة بن علي الخشني وإسماعيل بن عياش وآخرون. وثقه أبو حاتم بن حبان. 4 (ثعلبة أبو بحر الكوفي.) عن أنس بن مالك. وعنه الحسن بن عبيد الله ومسعر وشعبة والمسعودي وجماعة. قال أبو حاتم: صالح الحديث. 4 (ثور بن زيد الديلي المدينيع.) عن أبي الغيث سالم وعكرمة مولى ابن عباس وجماعة. (8/57)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 58 وعنه ابن عجلان ومالك والدراوردي وسليمان بن بلال. وثقه النسائي وغيره. وقال أحمد بن حنبل: صالح الحديث. (8/58)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 59 4 (حرف الجيم) ) 4 (جابر بن يزيد الجعفي الكوفيد ت ق أحد أوعية العلم على ضعفه ورفضه.) روى عن أبي الطفيل والشعبي ومجاهد وأبي الضحى وعكرمة وطائفة. وعنه شعبة ومعمر والسفيانان وإسرائيل وشريك وأبو عوانة وشيبان وخلق. روى عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان قال: كان جابر الجعفي ورعاً في الحديث ما رأيت أورع في الحديث منه. وقال شعبة: هو صدوق، وروى يحيى بن أبي بكير عن شعبة قال: كان جابر إذا قال: ثنا وسمعت فهو من أوثق الناس. وقال وكيع: ما شككتم في شيء فلا تشكوا أن جابراً ثقة. وقال محمد بن عبد الله بن الحكم: سمعت الشافعي يقول: قال سفيان لشعبة: لئن تكلمت في جابر الجعفي لأتكلمن فيك. وروى عباس الدوري عن ابن معين قال: لا يكتب حديث جابر الجعفي ولا كرامة. (8/59)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 60 وقال زائدة: كان جابر الجعفي كذاباً يؤمن بالرجعة. وروى أبو يحيى الحماني عن أبي حنيفة قال: ما لقيت أكذب من جابر الجعفي ما أتيته بشيء من رأي إلا جاءني فيه بأثر وزعم أن عنده ثلاثين ألف حديث لم يظهرها. وقال أحمد: تركه يحيى القطان وابن مهدي. وقال النسائي: متروك. وقال أبو أحمد بن عدي: له حديث صالح وقد احتمله الناس ورووا عنه وعامة ما قذفوه به أنه كان يؤمن بالرجعة يعني رجعة علي إلى الدنيا. وقال الفضل بن زياد: سئل أحمد بن حنبل عن جابر الجعفي وليث بن أبي سليم فقال: جابر أقواهما حديثاً وليث أحسنهما رأياً إنما ترك الناس حديث جابر لسوء رأيه. فسئل أحمد عن جابر وحجاج بن أرطاة فأطرق ساعة وقال: لا أدري ثم قال: قد روى شعبة عن جابر الجعفي نحو سبعين حديثاً، وقال شعبة: هو صدوق. وقال يعقوب بن شيبة: لا نعلم أحداً ترك جابراً الجعفي إلا زائدة وهو رجل في حديثه اضطراب. وقال أبو داود في حديث سجود السهو: ليس في كتابي عن جابر سواه.) قال محمد بن المثنى: مات سنة ثمان وعشرين ومائة. 4 (جامع بن أبي راشد الكاهلي الكوفي الصيرفي ع) (8/60)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 61 أخو الربيع وربيح. عن أبي وائل وأبي الطفيل وميمون بن مهران ومنذر أبي يعلى الثوري. وعنه السفيانان وشريك ومحمد بن طلحة وآخرون. قال أحمد العجلي: ثقة ثبت صالح. 4 (جبلة بن سحيم التيميع ويقال الشيباني الكوفي.) عن معاوية وابن عمر وحنظلة أحد الصحابة وابن الزبير وغيرهم. وعنه أبو إسحاق الشيباني وحجاج بن أرطاة وسفيان وشعبة وقيس بن الربيع وجماعة. وثقه يحيى القطان. قال خليفة: مات سنة خمس وعشرين ومائة. 4 (الجعد أبو عثمان اليشكري الصيرفيخ م د ت ن) بصري ثقة. عن أنس بن مالك وأبي رجاء العطاردي والحسن. وعنه معمر وشعبة والحمادان وأبو عوانة وابن علية وعبد الوارث وآخرون. وثقه ابن معين. (8/61)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 62 ويعرف بصاحب الحلى. 4 (جعفر بن أبي وحشية ع إياس اليشكري، أبو بشر البصري ثم الواسطي.) أحد الأئمة الكبار. ع سعيد بن جبير والشعبي وحميد بن عبد الرحمن الحميري وطاوس ومجاهد وعطاء وعكرمة ونافع وميمون بن مهران وطائفة كثيرة وعن عباد ابن شرحبيل اليشكري أحد الصحابة. روى عنه الأعمش وشعبة وأبو عوانة وهشيم وخالد بن عبد الله الطحان وآخرون. وثقه أبو حاتم وغيره. وقال أحمد بن حنبل: أبو بشر أحب إلينا من المنهال بن عمرو وأوثق. وقال القطان: كان شعبة يضعف حديث أبي بشر عن مجاهد وقال: لم يسمع منه شيئاً.) وقال شعبة أيضاً: أحاديث أبي بشر عن حبيب بن سالم ضعيفة. قال أبو أحمد بن عدي: أرجو أنه لا بأس به. وقال مطين وغيره: مات سنة ثلاث وعشرين ومائة. (8/62)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 63 وقال المدائني وجماعة: سنة خمس وعشرين وهو أصح. وقال نوح بن حبيب: كان أبو بشر ساجداً خلف المقام حين مات. ومات سنة أربع وعشرين ومائة. 4 (جعفر بن أبي المغيرة الخزاعي القمى ت د ن) عن سعيد بن جبير وسعيد بن عبد الرحمن بن أبزى وعكرمة وشهر بن حوشب. وكان مختصاً بسعيد بن جبير ودخل معه مكة في أيام ابن الزبير ورأى عبد الله بن عمر. روى عنه ابنه خطاب ويعقوب القمي وأشعث بن إسحاق القمي ومندل ابن علي وجماعة. وكان صدوقاً. 4 (جميل بن مرة الشيبانيق) بصري، مقل. عن أبي الوضيء عباد بن نسيب وغيره. وعنه جرير بن حازم والحمادان وعباد بن عباد وآخرون. (8/63)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 64 وثقه النسائي. 4 (جميل الحذاء الأسلمي.) عن أبي هريرة وسهل بن سعد. وعنه عمرو بن الحارث وابن لهيعة وبكر بن مضر. سكن مصر. وهو أبو عروة جميل بن سالم مولى أسلم ذكره ابن يونس. 4 (جميل بن عبد الله المدني المؤذن.) عن أنس وسعيد بن المسيب وعمر بن عبد العزيز. وعنه يحيى بن سعيد الأنصاري وابن إسحاق ومالك بن أنس وغيرهم. ما علمت به بأساً.) 4 (الجلد بن أيوب البصري.) صاحب القصص والمواعظ. عن معاوية بن قرة وعمرو بن شعيب وغير واحد. وعنه هشام بن حسان وسعيد بن أبي عروبة والثوري وحماد بن زيد. ضعفه إسحاق بن راهويه. (8/64)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 65 وقال الدار قطني: متروك. 4 (جواب بن عبيد الله التيمي، الأعوز نزيل جرجان.) روى عن كعب الأحبار مرسلاً وعن الحارث بن سويد التيمي ويزيد ابن شريك التيمي. وعنه أبو إسحاق الشيباني وجويبر ومسعر وقيس بن سليم. ورآه سفيان الثوري بجرجان قال: فلم أكتب عنه ثم كتبت عن رجل عنه. وقال أبو نعيم الملائي: كان مرجئاً. وقال ابن معين: ثقة. وقال محمد بن عبد الله بن نمير: ضعيف. 4 (جوثة بن عبد الله الديلي المدني.) عن أنس وأبي سلمة بن عبد الرحمن. وعنه يزيد بن أبي حبيب وابن عجلان وعياش بن عباس القتباني. وقيل فيه: حوثة بحاء مهملة وهو تصحيف. 4 (الجهم بن صفوان، أبو محرز الراسبي مولاهم السمرقندي.) (8/65)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 66 المتكلم الضال رأس الجهمية وأساس البدعة. كان ذا أدب ونظر وذكاء وفكر وجدال ومراء، وكان كاتباً للأمير الحارث بن سريج التميمي الذي توثب على عامل خراسان نصر بن سيار، وكان الجهم ينكر صفات الرب عز وجل وينزهه بزعمه عن الصفات كلها ويقول بخلق القرآن، ويزعم أن الله ليس على العرش بل في كل مكان، فقيل كان يبطن الزندقة والله أعلم بحقيقته. وكان هو ومقاتل بن سليمان المفسر بخراسان طرفي نقيض هذا يبالغ في النفي والتعطيل ومقاتل يسرف في الإثبات والتجسيم. قال أبو محمد بن حزم:) كان جهم مع مقاتل بخراسان في وقت واحد وكان يخالف مقاتلاً في التجسيم كان جهم يقول: ليس الله شيئاً ولا غير شيء لأنه قال تعالى ألله خالق كل شيء فلا شيء إلا وهو مخلوق، قال: وكان يقول: إن الإيمان عقد بالقلب وإن كفر بلسانه من تقية أو إكراه، وإن عبد الصليب والأوثان في الظاهر ومات على ذلك فهو مؤمن ولي لله من أهل الجنة. قال: وكان مقاتل يقول: إن الله جسم لحم ودم على صورة الإنسان، تعالى الله عن ذلك. وقال أبو عبد الله بن منده: ثنا أحمد بن الحسن الأصبهاني بنيسابور ثنا عبد الله بن إسحاق النهاوندي سمعت أحمد بن مهدي بن يزيد القافلاني قال: قلت لأحمد بن حنبل: يا أبا عبد الله هؤلاء اللفظية فذكر القصة، ثم قال أحمد بن حنبل: قال لنا علي بن عاصم: ذهبت إلى محمد بن سوقة فقال: ها هنا رجل قد بلغني أنه لم يصل فمررت مع إليه فقال: يا جهم ما هذا، بلغني أنك لا تصلي قال: نعم. قال: مذكم قال: مذ تسعة وثلاثين يوماً واليوم (8/66)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 67 أربعين. قال: فلم لا تصلي؟ قال: حتى يتبين لي لمن أصلي، قال: فجهد به ابن سوقة أن يرجع أو أن يتوب أو يقلع، فلم يفعل فذهب إلى الوالي فأخذه فضرب عنقه وصلبه، ثم قال لنا أحمد بن حنبل: ألا يترك الله من يصلي ويصوم له يدع الصلاة عامداً أربعين يوماً إلا ويضربه بقارعة. وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: حدثني محمد بن مسلم حدثني عبد العزيز بن منيب ثنا موسى بن حزام الترمذي ثنا الأصمعي عن المعتمر عن خلاد الطفاوي قال: كان مسلم بن أحوز على شرطة نصر بن سيار فقتل جهم ابن صفوان لأنه أنكر أن الله كلم موسى. وقال عمر بن مدرك القاص: سمعت مكي بن إبراهيم يقول: ظهر عندنا جهم سنة اثنتين وثلاثين ومائة فرأيته في مسجد بلخ يقول بتعطيل الله عن عرشه وأن العرش منه خال. قلت: سلم بن أحوز الذي قتل الجهم قتله أبو مسلم صاحب الدعوة في حدود الثلاثين ومائة أيضاً. وقال أبو داود السجستاني: ثنا أحمد بن هاشم الرملي ثنا ضمرة بن ربيعة عن ابن شوذب قال: ترك جهم الصلاة أربعين يوماً وكان فيمن خرج مع الحارث بن سريج. وروى يحيى بن شبيل أنه كان جالساً مع مقاتل بن سليمان وعباد بن كثير إذ جاء شاب فقال: ما تقول في قوله تعالى كل شيء هالك إلا وجهه قال مقاتل: هذا جهمي ويحك إن جهماً والله ما حج البيت ولا جالس العلماء إنما كان رجلاً قد أعطي لساناً.) (8/67)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 68 قال أبو محمد بن حزم: ومن فضائح الجهمية قولهم بأن علم الله محدث مخلوق وأن الله لم يكن يعلم شيئاً حتى أحدث لنفسه علماً وكذا قولهم في القدرة. وروى ابراهيم بن عمر الكوفي عن أبي يحيى الحماني قال: جهم كافر بالله، وقيل إن الجهم تاب عن مقالته ورجع. قال أبو داود السجستاني: ثنا أحمد بن حفص بن عبد الله حدثني أبي قال: قال إبراهيم بن طهمان: حدثني من لا أتهم غير واحد أن جهماً رجع عن قوله ونزع عنه وتاب إلى الله منه. وقال البخاري في أفعال العباد: قال ضمرة عن ابن شوذب قال: ترك جهم الصلاة أربعين يوماً على وجه الشك فخاصمه بعض السمنية فشك وأقام أربعين يوماً لا يصلي. قال ضمرة: قد رأى ابن شوذب جهماً. وقال عبد العزيز بن الماجشون: كلام جهم صفة بلا معنى وبناء بلا أساس. قلت: فكان الناس في عافية وسلامة فطرة حتى نبغ جهم فتكلم في الباري تعالى وفي صفاته بخلاف ما أتت به الرسل وأنزلت به الكتب نسأل الله السلامة في الدين. (8/68)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 69 4 (حرف الحاء)

4 (الحارث بن عبد الرحمن القرشي المدني أبو عبد الرحمن خال ابن أبي ذئب.) روى عن حمزة وسالم ابني عبد الله وأبي سلمة بن عبد الرحمن. وعنه ابن أخته فقط وقيل إن ابن إسحق روى عنه. قال النسائي: ليس به بأس. قلت: مات سنة تسع وعشرين ومائة. 4 (الحارث بن فضيل الأنصاري الخطمي المدنيم د ن ق) عن جعفر بن عبد الله بن الحكم ومحمود بن لبيد وسفيان بن أبي العوجاء وعبد الرحمن بن أبي قراد وغيرهم. وعنه صالح بن كيسان وأبو جعفر الخطمي عمير وفليح والدراوردي وجماعة. (8/69)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 70 وثقه النسائي. 4 (الحارث بن يزيد الحضرمي المصريم د ن ق) نزيل برقة. ذكر أنه عقل مقتل عثمان.) وروى عن جبير بن نفير وعبد الرحمن بن حجيرة وطائفة، وعن بكر بن عمرو المعافري والأوزاعي والليث وابن لهيعة. وثقه أبو حاتم وغيره قال الليث: كان يصلي كل يوم ستمائة ركعة. قيل توفي سنة ثلاثين ومائة. 4 (الحارث بن يزيد العكليخ م ن ق أبو علي التيمي الكوفي الفقيه تلميذ إبراهيم النخعي.) روى عنه مغيرة بن مقسم وخالد بن دينار النيلي وابن عجلان والقاسم ابن الوليد وجماعة. وهو قديم الموت قليل الحديث جداً. وثقه يحيى بن معين. 4 (الحارث بن يعقوب الأنصاري م ت ن مولى قيس بن سعد بن عبادة.) (8/70)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 71 مصري نبيل صالح كان يعد أفضل من ابنه عمرو بن الحارث. روى عن أبي الحباب سعيد بن يسار وعبد الرحمن بن شماسة وغير واحد وقيل إنه روى عن سهل بن سعد. وعنه ابنه ويزيد بن أبي حبيب وهو أكبر منه، والليث بن سعد وبكر ابن مضر وآخرون. روى يحيى بن بكير عن موسى بن ربيعة قال: كان الحارث بن يعقوب من العباد إذا انصرف من عشاء الآخرة دخل بيته فصلى ركعتين ويجاء بعشائه فيقول: أصلي ركعتين فلا يزال يصلي ركعتين ركعتين حتى يصبح فيكون عشاؤه وسجوده واحداً. وكان أبوه يعقوب من العباد أيضاً. توفي الحارث في سنة ثلاثين ومائة. 4 (حبان بن أبي جبلة القرشيع مولاهم عن عمرو بن العاص وابنه عبد الله بن عمرو وابن) عباس. وكان يكون بأفريقية. روى عنه عبيد الله بن زحر وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم وأبو شيبة عبد الرحمن بن يحيى الصدفي. قال أحمد بن حنبل: ما ينبغي أن يكون سمع من ابن عباس. قلت: توفي سنة خمس وعشرين ومائة.) (8/71)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 72 4 (حبيب بن الزبير بن مشكان الهلالي ت ويقال الحنفي، الأصبهاني.) من ناقلة البصرة. روى عن عبد الله بن أبي الهذيل صاحب عمرو بن العاص وعن عكرمة وعطاء بن أبي. وعنه عمر بن فروخ العبدي وشعبة. وثقه النسائي. وقال أبو حاتم صدوق. قال أبو الشيخ: حدث من أولاده عدة بأصبهان. 4 (حبيب بن زيد بن خلاد الأنصاري المدني) عن ليلى مولاة جدته أم عمارة وعباد بن تميم. وعنه محمد بن إسحاق وشعبة وشريك. وثقه النسائي. 4 (حبيب بن أبي عبيدة الفهري المصري الأمير.) (8/72)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 73 كان على ولايات جليلة بالأندلس وله وفادة على سليمان بن عبد الملك. توفي سنة أربع وعشرين ومائة. 4 (حبيب بن أبي مرزوقت ن) عن عروة وعطاء ونافع. وعنه جعفر بن برقان وأبو المليح الرقي. عداده في أهل الجزيرة. 4 (حبيب الأعور المدنيم د ن) عن مولاه عروة وأم عروة أسماء بنت أبي بكر وندبة مولاة ميمونة. وعنه الزهري، ومات قبله، والضحاك بن عثمان الحزامي وأبو الأسود يتيم عروة. وهو صدوق. مات في آخر دولة بني أمية. 4 (حرب بن عبد الله بن يزيد بن معاوية، بن أبي سفيان.) يلقب بأبي جهل.) كان أحد من سار في جند حمص للطلب بدم الوليد بن يزيد فقتل بنواحي دمشق في الوقعة. (8/73)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 74 4 (حسان بن أبي سنان البصري، الزاهد أحد العباد المذكورين صحب الحسن.) أخذ عنه ابن شوذب وجعفر بن سليمان الضبعي. وكان يقول: ما رأيت أهون من الورع دع ما يريبك إلى ما لا يريبك. قال أبو داود الطيالسي: ثنا عمارة بن زاذان قال: كان حسان بن أبي سنان يفتح باب حانوته فيضع الدواة والدفتر ويرخي ستره ويصلي فإذا أحس بإنسان قد جاء يقبل على حسابه يوهم أنه كان في الحساب. وقال سلام بن أبي مطيع: كان حسان بن أبي سنان يقول: لولا المساكين ما اتجرت. وقال حماد بن زيد: كنت إذا رأيت حسان كأنه أبداً مريض. وروى البرجلاني عن عبد الجبار بن النضر أن حسان مر بغرفة فقال: مذ كم بنيت هذه ثم قال: يا نفس وما عليك تسألين عن هذا فعاقبها بصوم سنة. وقال الشاذكوني: ثنا جعفر بن سليمان قال: سمعت رجلاً يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقلت: يا رسول الله أما بالعراق من الأبدال أحد قال: بلى، محمد بن واسع وحسان بن أبي سنان ومالك بن دينار. 4 (حسان بن عطية الدمشقيع أبو بكر المحاربي مولاهم.) (8/74)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 75 أحد أئمة الشاميين. عن أبي أمامة الباهلي وسعيد بن المسيب وأبي كبشة السلولي وأبي الأشعث الصنعاني ومحمد بن أبي عائشة وغيرهم. وعنه الأوزاعي وأبو معيد حفص بن غيلان وأبو غسان محمد بن مطرف، وأخطأ من قال: روى عنه الوليد بن مسلم لم يدركه. قال الأوزاعي: ما رأيت أحداً أكثر عملاً في الخير من حسان بن عطية. وقال غيره: كان من أهل بيروت. وثقه أحمد وابن معين. وقد رمي بالقدر فروى مروان بن محمد عن سعيد بن عبد العزيز ذلك فبلغ الأوزاعي كلام سعيد فيه فقال: ما أغر سعيداً بالله ما أدركت أحداً أشد اجتهاداً ولا أعمل من حسان.) وروى ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة سمعت يونس بن سيف يقول: ما بقي من القدرية إلا كبشان أحدهما حسان بن عطية. وروى عقبة بن علقمة عن الأوزاعي فذكر شيئاً من مناقب حسان. وقال الوليد بن مزيد: سمعت الأوزاعي يقول: كان لحسان بن عطية غنم فسمع ما جاء في المنائح فتركها. وقلت: كيف الذي سمع قال: يوم له ويوم لجاره. (8/75)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 76 وقال عبد الملك الصنعاني عن الأوزاعي قال: كان حسان بن عطية إذا صلى العصر يذكر الله في المسجد حتى تغيب الشمس، ومن دعائه: اللهم إني أعوذ بك أن أتعزز بشيء من معصيتك، وأعوذ بك أن أتزين للناس بشيء يشينني عندك، وأعوذ بك أن أقول قولاً أبتغي به وجه غيرك. بقي حسان بن عطية إلى حدود سنة ثلاثين ومائة. 4 (الحسين بن الحارث أبو القاسم الجدلى الكوفي د ن.) عن ابن عمر والنعمان بن بشير والحارث بن حاطب الجمحي وعبد الرحمن ابن زيد بن الخطاب العدوي. وعنه زكريا بن أبي زائدة وحجاج بن أرطاة وشعبة ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة وجماعة. ذكره ابن حبان في الثقات. 4 (الحسين بن شفي بن ماتع الأصبحي المصري د) عن أبيه وتبيع ابن امرأة كعب، وقيل إنه أدرك عبد الله بن عمرو وسمع منه. وعنه يحيى بن أبي عمرو الشيباني ونافع بن يزيد وحيوة بن شريح. قال ابن يونس: مات في سنة تسع وعشرين ومائة. (8/76)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 77 4 (حصين بن عبد الرحمن بن عمرود ن بن سعد بن معاذ أبو محمد الأنصاري الأشهلي) المدني. أرسل عن أسيد بن حضير وروى عن ابن عباس وأنس ومحمود بن لبيد وعنه ابنه محمد ومحمد بن إسحاق ومحمد بن صالح الأزرق. ومنهم من قال: هو حصين بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة. توفي سنة ست وعشرين ومائة. 4 (حطان بن خفافخ د ن أبو الجويرية الجرمي الكوفي.) ) عن ابن عباس في صحيح البخاري وعن معن بن يزيد. وعنه شعبة وإسرائيل والسفيانان وزهير بن معاوية وأبو عوانة. وثقه ابن معين. 4 (حفص بن سليمان المنقري، بصري.) عن الحسن. وعنه معمر وحماد بن زيد. (8/77)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 78 ثقة. مات سنة ثلاثين ومائة. 4 (حفص بن الوليد بن سيفن أبو بكر الحضرمي.) أمير الديار المصرية من جهة هشام بن عبد الملك. روى عن الزهري. وعنه الليث وابن لهيعة وعمرو بن الحارث. وهو مقل. قتله حوثرة الباهلي في سنة ثمان وعشرين ومائة، وكان ممن خلع مروان الحمار فلم يتم. 4 (الحكم بن المطلب بن عبد الله بن المطلب، بن حنطب المخزومي المدني.) أحد الأشراف. نزل منبج. وروى عن أبيه وعن أبي سعيد المقبري. وعنه أخوه عبد العزيز والهيثم بن عمران وسعيد بن عبد العزيز. قال الدار قطني: يعتبر به. قلت: كان أحد الأجواد الممدحين قصدته الشعراء وامتدحوه. (8/78)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 79 4 (حكيم بن جبير الأسدي الكوفي) عن أبي جحيفة وعلقمة وعبد خير وعلي بن الحسين وجماعة. وعنه شعبة والسفيانان وزائدة وإسرائيل وشريك وآخرون. وكان من غلاة الشيعة تركه شعبة لما تبين له أمره. وقال أحمد: ضعيف. وقال الدار قطني وغيره: متروك.) وأما النسائي فمشاه وقال: ليس بالقوي. 4 (حكيم بن الديلم.) عن شريح وأبي بردة وزاذان والضحاك بن مزاحم وغيرهم. وعنه سفيان الثوري وشريك. وثقه ابن معين. وقال أبو حاتم: صالح لا يحتج به. 4 (حنظلة بن صفوان، أبو حفص الكلبي.) (8/79)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 80 الأمير من أشراف الشاميين ولي إمرة مصر مرتين وإمرة المغرب. 4 (حنين بن أبي حكيم المصريد ت مولى سهل بن عبد العزيز بن مروان.) عن علي بن رباح وعطاء ومكحول وسالم أبي النضر. وعنه عمرو بن الحارث وابن لهيعة والليث. له حديث واحد في السنن. 4 (حيي بن هانيء، هو أبو قبيل.) (8/80)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 81 4 (حرف الخاء)

4 (خالد بن ذكوان المدنيع) عن الربيع بنت معوذ وأيوب بن بشير وأم الدرداء. وعنه عبد الواحد بن زياد وحماد بن سلمة وبشر بن المفضل. وانتقل إلى البصرة. قال النسائي: ليس به بأس. 4 (خالد بن صفوان، أبو صفوان بن الأهتم التميمي المنقري البصري.) أحد فصحاء العرب ومن مشاهير الأخباريين وله أخبار في البخل، وفد على هشام بن عبد الملك. حكى عنه شبيب بن شيبة وسفيان بن عيينة وإبراهيم بن سعد. ومن كلامه وسئل: أي إخوانك أحب إليك قال: الذي يغفر زللي ويقبل عللي ويسد خللي. قلت: إنما ذاك هو الله أجود الأجودين.) (8/81)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 82 4 (خالد بن عبد الله بن محرز البصري م ن الأحدب الأثبج.) روى عن عمه صفوان بن محرز وزرارة بن أوفى والحسن البصري. وعنه سليمان التيمي وعوف الأعرابي وأبو بشر وإبراهيم بن طهمان وآخرون. وثقه ابن حبان. 4 (خالد بن عبد الله بن يزيد بن أسدد الأمير أبو القاسم القسري البجلي الدمشقي.) أحد الأشراف. ولي إمرة مكة للوليد ثم إمرة العراقين وغيرها لهشام بن عبد الملك، وله أخوان أسد وإسماعيل، ولجدهم صحبة. روى خالد عن أبيه. وعنه حميد الطويل وإسماعيل بن أبي خالد وسيار أبو الحكم. (8/82)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 83 وكان خطيباً بليغاً جواداً ممدحاً عظيم القدر لكنه ناصبي. قال ابن معين: رجل سوء يقع في علي رضي الله عنه. قال يحيى الحماني: قيل لسيار: تروي عن خالد القسري قال: إنه كان أشرف من أن يكذب. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال المدائني: أول ما عرف به سؤدد خالد بن عبد الله أنه مر في سوق دمشق وهو غلام فوطيء فرسه صبياً فوقف عليه فلما رآه لا يتحرك أمر غلامه فحمله ثم أتى به مجلس قوم فقال: إن حدث بهذا الغلام حدث فأنا صاحبه وطأته فرسي ولم أعلم. قال خليفة: ولي خالد بن عبد الله القسري مكة للوليد سنة تسع وثمانين فبقي حتى عزله سليمان بن عبد الملك ثم ولي خالد العراق سنة ست ومائة إلى سنة عشرين ومائة فصرف بيوسف بن عمر. قال الأصمعي: ثنا الوليد بن نوح قال: سمعت خالد بن عبد الله على المنبر يقول: إني لأطعم كل يوم ستة وثلاثين ألفاً من الأعراب من تمر وسويق. وقال أبو تمام حبيب بن أوس الطائي الشاعر: حدثني بعض القسريين قال: كان خالد بن عبد الله يدعو بالبدر ويقول: إنما هذه الأموال ودائع لا بد من تفريقها ويقول: إذا أتانا المملق فأغنيناه والظمآن فأرويناه فقد أدينا الأمانة. (8/83)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 84 وعن الأصمعي قال: دخل على خالد أعرابي فقال: أيها الأمير قد امتدحتك ببيتين فلا أنشدكهما) إلا بعشرة آلاف وخادم، قال: قل، فقال: (لزمت نعم حتى كأنك لم تكن .......... سمعت من الأشياء شيئاً سوى نعم)

(وأنكرت لا حتى كأنك لم تكن .......... سمعت بها في سالف الدهر والأمم) فأمر له بعشرة آلاف وخادم، فأنشأ يقول: (أخالد إني لم أزرك لحاجة .......... سوى أنني عاف وأنت جواد)

(أخالد إن الحمد والأجر حاجتي .......... فأيهما تأتي فأنت عماد) فقال له خالد: سل يا أعرابي، قال: أصلح الله الأمير مائة ألف درهم، قال: أكثرت، قال: قد حططت الأمير تسعين ألفاً، قال: ما أدري من أي أمريك أعجب قال: انك لما جعلت المسألة إلي سألت على قدرك فلما سألتني أن أحط حططت على قدري، قال: يا أعرابي لا تغلبني، يا غلام مائة ألف، فدفعها إليه. وروى زكريا المنقري عن الأصمعي قال: دخل أعرابي على خالد في يوم مجلس الشعراء فأنشده: (تعرضت لي بالجود حتى نعشتني .......... وأعطيتني حتى ظننتك تلعب)

(فأنت الندى وابن الندى وأخو الندى .......... حليف الندى ما للندى عنك مذهب) فأمر له بمائة ألف. وعن الهيثم بن عدي أن خالد بن عبد الله القسري قال: لا يحتجب الوالي (8/84)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 85 إلا لثلاث: إما عيي فهو يكره أن يطلع الناس على عيه، وإما صاحب سوء فهو يتستر، وإما بخيل يكره أن يسأل. ولخالد ترجمة طويلة في تاريخ دمشق. قال خليفة بن خياط: قتل خالد سنة ست وعشرين ومائة. وهو ابن نحو ستين سنة. قلت: له في سنن أبي داود أنه أضعف صاع العراق فجعله ستة عشر رطلاً. 4 (خالد بن عرفطة د ن) عن حبيب بن سالم والحسن البصري وأبي سفيان طلحة بن نافع. وعنه قتادة مع تقدمه وأبو بشر وواصل مولى ابن عيينة. وثقه ابن حبان. مات كهلاً. 4 (خالد بن علقمة أبو حية الوادعي الكوفيد ن ق) ) عن عبد خير في الوضوء. وعنه سفيان وشعبة وأبو حنيفة النعمان بن ثابت وأبو عوانة وزائدة. وثقه النسائي وغيره. وسماه شعبة وأبو عوانة: مالك بن عرفط. (8/85)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 86 4 (خالد بن أبي عمران التجيبي م د ت ن التونسي أبو عمر قاضي أفريقية.) عن حنش الصنعاني ووهب بن منبه وعروة بن الزبير وسليمان بن يسار والقاسم بن محمد وطائفة. وعنه سعيد بن يزيد وطلحة بن أبي سعيد وعبيد الله بن زحر والليث وابن لهيعة وعدة. وكان عالم أهل المغرب وفقيههم. ثقة ثبت. ويقال: كان مجاب الدعوة. قال زوين بن خالد الصدفي: خرجت الصفرية بأفريقية يوم القرن فبرز خالد بن أبي عمران للقتال فبرز إليه رئيس القوم من زناتة فقتله خالد بن أبي عمران. توفي خالد سنة تسع وعشرين وقيل سنة خمس وعشرين ومائة، رحمه الله تعالى. (8/86)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 87 4 (خالد بن محمد الثقفي الدمشقيد نزيل حمص.) عن بلال بن أبي الدرداء وبلال بن سعد وعمر بن عبد العزيز. وعنه حريز بن عثمان ومحمد بن الوليد الزبيدي ومعاوية بن صالح وأبو بكر بن أبي مريم. وثقه أبو حاتم الرازي. 4 (خبيب بن عبد الرحمنع بن خبيب بن يساف أبو الحارث الأنصاري الخزرجي المدني.) عن أبيه وعمته أنيسة وحفص بن عاصم. وعنه ابن اخته عبيد الله بن عمر وشعبة ومالك ومبارك بن فضالة وابن اسحاق. وثقه النسائي. وقال الواقدي: مات زمن مروان. 4 (خلف بن حوشب الكوفي. العابد الأعور وهو أخو كليب بن حوشب.) (8/87)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 88 عن مجاهد وأبي حازم الأشجعي وعطاء وميمون بن مهران ويزيد بن أبي مريم وأبي اسحاق وطائفة.) وعنه شعبة وسفيان بن عيينة وشريك ومروان وأبو بدر شجاع بن الوليد، فعلى هذا كأنه بقي إلى بعد الأربعين ومائة. وله أخبار ومواعظ وجلالة. قال النسائي: ليس به بأس. 4 (خلاد بن عبد الرحمن بن جندة الصنعانيد ن.) عن سعيد بن المسيب ومجاهد وسعيد بن جبير. وعنه القاسم بن فياض ومعمر وبكار بن عبد الله اليمامي. وثقه أبو زرعة ووصفه معمر بالحفظ. (8/88)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 89 4 (حرف الدال)

4 (داود بن شابورت ن أبو سليمان المكي.) عن طاووس ومجاهد وعمرو بن شعيب. وعنه شعبة وابن عيينة وداود بن عبد الرحمن العطار. وثقه النسائي. 4 (داود بن فراهيج المدني.) عن أبي هريرة وأبي سعيد. وعنه محمد بن عجلان وابن اسحاق وشعبة وأبو غسان محمد بن مطرف. ضعفه شعبة والنسائي. وقال أحمد بن حنبل: صالح الحديث. (8/89)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 90 وقال ابن معين: ليس به بأس. وقد بقي إلى أيام مقتل الوليد فإنه قدم الشام إذ ذاك. قال شعبة: كبر وافتقر. أنبأنا جماعة أن عمر بن محمد المعلم أخبرهم أنبأ عبد الوهاب الحافظ أنا أبو محمد بن هزامرد أنا ابن حبابة ثنا أبو القاسم البغوي ثنا علي ثنا شعبة عن داود بن فراهيج قال: سمعت أبا هريرة ولم يرفعه يقول: الضيافة ثلاثة أيام فما كان بعد ذلك فهو صدقة. 4 (دراج بن سمعان، أبو السمح المصري القاص، مولى عبد الله ابن عمرو بن العاص.) روى عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي وعن أبي الهيثم وهو سليمان بن عمرو) العتواري وأبي قبيل المعافري وعبد الرحمن بن حجيرة. وعنه حيوة بن شريح وسعيد بن يزيد القتباني وعمرو بن الحارث والليث بن سعد وابن لهيعة. وثقه ابن معين. وضعفه أبو حاتم يسيراً فإنه قال: فيه ضعف. ويقال كان مجاب الدعوة من الخاشعين. وقال أحمد بن حنبل: حديثه منكر. وقال منذر بن يونس: سمعت دراجاً مولى عمرو بن العاص يقول في قصصه فذكر حكاية. وقال عمرو بن الحارث: ثنا دراج أنه سمع عبد الله بن الحارث بن جزء (8/90)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 91 يقول: إن في النار لحيات كأعناق البخت. توفي دراج سنة ست وعشرين ومائة. 4 (دويد بن نافع أبو عيسى الحمصيد ن ق مولى بني أمية.) نزل مصر، وحدث عن عروة وأبي صالح السمان وعطاء وابن شهاب. وعنه جبارة بن عبد الله وابنه عبد الله بن دويد والليث بن سعد. قال أبو حاتم: شيخ. 4 (دينار أبو عمر البزار الكوفي، مولى ابن أبي غالب الأسدي.) عن زيد بن أرقم ومحمد بن الحنفية وغيرهما. وعنه إسماعيل بن سليمان وعلي بن الحزور. وثقه وكيع. وقال أبو حاتم: ليس بالمشهور. (8/91)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 92 4 (حرف الراء)

4 (ربيعة بن سيف المعافري. مر.)

4 (ربيعة بن يزيد القصير، ع أبو شعيب الإيادي الدمشقي.) أحد الأعلام في العلم والعمل. عن واثلة بن الأسقع وجبير بن نفير وأبي ادريس الخولاني، وقيل انه سمع من معاوية. وعنه حيوة بن شريح والأوزاعي ومعاوية بن صالح وسعيد بن عبد العزيز وفرج بن فضالة) وآخرون. قال فرج: كان ربيعة يفضل على مكحول يعني في العبادة. وقال سعيد بن عبد العزيز: لم يكن عندنا أحسن سمتاً في العبادة منه ومن مكحول. (8/92)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 93 وقيل كانت داره بناحية دار الفراديس. وقال أبو مسهر: ثنا عبد الرحمن بن عامر سمعت ربيعة بن يزيد يقول: ما أذن المؤذن لصلاة الظهر منذ أربعين سنة إلا وأنا في المسجد إلا أن أكون مريضاً أو مسافرا. وقال الدار قطني: ربيعة بن يزيد يعرف بالقصير يعتبر به وقال مروان بن محمد: خرج ربيعة مع كلثوم بن عياض فقتله البربر سنة ثلاث وعشرين ومائة. وقال أبو مسهر: استشهد بأفريقية رحمه الله. 4 (ربيع بن لوطن.) عن عمه البراء بن عازب وقيس بن مسلم. وعنه ابن جريج ومحمد بن عمرو وشعبة وابن عيينة وآخرون. 4 (ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري المدنيد ق.) عن أبيه عن جده. وعنه اسحاق بن محمد الأنصاري وفليح بن سليمان وكثير بن زيد والدراوردي. قال أبو زرعة: شيخ. (8/93)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 94 وقال أحمد بن حنبل: ليس بمعروف. قلت: له خبر في وجوب التسمية على الوضوء. 4 (رزيق بن حكيم الأيلين أبو حكيم.) متولي أيلة لعمر بن عبد العزيز، عبد صالح خير. عن سعيد بن المسيب وعمرة. وعنه يونس وعقيل ومالك وابن عيينة. 4 (رزيق بن حيان، أبو المقدام الفزاري.) عن عمر بن عبد العزيز ومسلم بن فرط.) وعنه يحيى بن سعيد الأنصاري وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر وغيرهما. ومنهم من قال زريق بتقديم المعجمة. 4 (رزيق أبو عبد الله الالهاني الحمصين.) أرسل عن أبي الدرداء وعبادة بن الصامت. روى عن أنس بن مالك وغيره. (8/94)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 95 وعنه أرطاة بن المنذر واسماعيل بن عياش وأبو الخطاب الدمشقي ومسلمة الخشني. وقد وثق. وقال ابن حبان: لا يحتج به. 4 (رياح بن عبيدة الباهلي.) عن علي بن الحسين وأبان بن عثمان وعمر بن عبد العزيز وجماعة وعنه ابن شوذب وداود بن أبي هند ومحرز بن قعنب وآخرون. وثقه النسائي. (8/95)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 96 4 (حرف الزاي)

4 (زبيد بن الحارث الياميع الكوفي أحد الأعلام.) عن أبرهيم بن يزيد وابراهيم بن سويد النخعيين وعبد الرحمن بن أبي ليلى وأبي وائل وطائفة. وعنه سفيان وشعبة وجرير بن حازم ومحمد بن طلحة بن مصرف وشريك وآخرون. قال شعبة: ما رأيت رجلا خيراً من زبيد. وقال سفيان بن عيينة قال زبيد: ألف بعرة أحب إلي من ألف دينار. وقال ابن شبرمة: كان زبيد يجزيء الليل ثلاثة أجزاء: جزءاً عليه، وجزءاً على ابنه عبد الرحمن، وجزءاً على ابنه عبد الله، فكان زبيد يصلي ثم (8/96)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 97 يقول لأحدهما: قم، فإن تكاسل، صلى جزءه ثم يقول للآخر: قم، فإن تكاسل أيضاً صلى جزءه فيصلي الليل كله. قال نعيم بن ميسرة: قال سعيد بن جبير: لو خيرت من ألقى الله تعالى في مسلاخه لاخترت زبيداً الإيامي. وقال ابن يونس عن عقبة بن اسحاق قال: كان منصور يأتي زبيد بن الحارث فكان يذكر له أهل البيت ويعصر عينيه يريده على الخروج أيام زيد بن ابن علي فقال زبيد: ما أنا بخارج إلا) مع نبي وما أنا بواجده. وقد اختلف في كنية زبيد فقيل: أبو عبد الله، وقيل أبو عبد الرحمن. قال يحيى القطان: ثبت. وقال أبو حاتم وغيره: ثقة. وروى ليث عن مجاهد قال: أعجب أهل الكوفة الي أربعة فذكر منهم زبيداً. وقال اسماعيل بن حماد: كنت إذا رأيت زبيد بن الحارث مقبلاً من السوق رجف قلبي. وروى شجاع بن الوليد عن عمران بن عمرو قال: كان عمي زبيد حاجاً فاحتاج إلى الوضوء فقام فتنجى فقضى حاجته ثم أقبل فإذا هو بماء في موضع لم يكن معهم فيه ماء فتوضأ ثم جاءهم يعلمهم فأتوه فلم يجدوه. وقال يونس المؤدب: أخبرني زياد قال: كان زبيد مؤذن مسجده فكان (8/97)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 98 يقول للصبيان: تعالوا فصلوا أهب لكم الجوز، فكانوا يصلون ثم يحوطون به، فقلت له في ذلك ! فقال: وما علي، أشتري لهم جوزاً بخمسة دراهم ويتعودون الصلاة. وروي عن زبيد أنه كان إذا كانت ليلة مطيرة طاف على عجائز الحي ويقول: ألكم في السوق حاجة قلت: زبيد معدود في صغار التابعين ولا أعلم له شيئاً عن الصحابة. قال أبو نعيم: مات سنة اثنتين وعشرين ومائة. وقال ابن نمير: سنة أربع وعشرين. 4 (الزبير بن الخريبم د ت ق.) من علماء البصرة. عن السائب بن يزيد وعبد الله بن شقيق وأبي لبيد لمازة بن زباد وعكرمة. وعنه هرون النحوي الأعور وجرير بن حازم وحماد بن زيد وعباد بن عباد وآخرون. وثقه أبو حاتم وغيره وابن معين. 4 (الزبير بن عربي أبو سلمة النمري البصري ن.) (8/98)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 99 عن ابن عمر. وعنه معمر وحماد بن زيد وابنه اسماعيل بن الزبير وآخرون.) قال النسائي: ليس به بأس. 4 (الزبير بن موسى بن مينا المكي.) عن جابر بن عبد الله وسعيد بن جبير وجماعة وعنه ابن جريج وسفيان الثوري وعبد الله بن أبي نجيح. ذكره ابن حبان في الثقات. 4 (زجلة مولاة عاتكة بنت عبد الله بن معاوية.) ادركت كويسة. الصحابية، وروت عن أم الدرداء وسالم بن عبد الله وعمر بن عبد العزيز وبقيت إلى آخر أيام بني أمية روى عنها كليب بن عيسى الثقفي وصدقة بن خالد. فقال صدقة: حدثتنا زجلة مولاة معاوية قالت: كنا مع أم الدرداء فأتاها هشام بن اسماعيل الأمير فقال: ما أوثق عملك في نفسك قالت: الحب في الله. وقال سعيد بن عبد العزيز: كانت زجلة لعاتكة امرأة خالد بن يزيد بن معاوية فكانت ترى منها ما لا تحب فقالت: ما أرضاك لله، فغضبت منها (8/99)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 100 وزوجتها لعبد أسود فأراها دعت الله فكف عنها الأسود فبلغ ذلك عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية فركب إلى بنت عمه في أمرها فأعتقتها. 4 (زهير بن أبي ثابت العنسي، ويقال العمي ويقال الأسدي.) عن الشعبي وسعيد بن جبير. وعنه الثوري وشريك وأبو عوانة. وقد وثق. 4 (زياد بن عبد الله النميري البصريت.) عن أنس. وعنه عبد الرحمن مولى قيس بن حبيب وأبو سعيد المؤدب محمد بن مسلم وزائدة بن أبي الرقاد وعمارة بن زاذان. قال ابن حبان في الثقات: يخطيء وكان من العباد. وضعفه أبو داود. (8/100)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 101 4 (زياد بن علاقة بن مالك الثعلبي ع أبو مالك الكوفي.) ) أحد الثقات المعمرين. روى عن عمه قطبة بن مالك والمغيرة بن شعبة وجرير بن عبد الله البجلي وأسامة بن شريك وعمرو بن ميمون الأودي وجماعة وعنه سفيان وشعبة وشيبان وزائدة وزهير واسرائيل وأبو عوانة وأبو الأحوص وابن عيينة. قال ليث بن أبي سليم: أدرك ابن مسعود. وقال النسائي ثقة. قيل مات سنة خمس وعشرين ومائة أو بعدها بيسير وعاش مائة سنة. قال أبو حاتم: صدوق. 4 (زياد بن فياض أبو الحسن الخزاعي الكوفيم د ن.) عن خيثمة بن عبد الرحمن وسعيد بن جبير وأبي عياض عمرو بن الأسود وعنه شعبة والأعمش وسفيان وشريك ومسعر. (8/101)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 102 وثقه أبو حاتم وغيره. قال الثوري: كنت إذا رأيته كأنه نشر من قبر. قلت: له في الكتب حديثان في صوم يوم ويوم وفي المسكر. قيل: مات سنة تسع وعشرين ومائة. 4 (زياد بن أبي زياد المخزومي المدينيم ت ق.) واسم أبيه ميسرة مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة. له دار وذرية بدمشق. روى عن مولاه وعراك بن مالك وأبي بحرية عبد الله بن قيس ونافع بن جبير وجماعة. وعنه يزيد بن الهاد وابن اسحاق وعبد الله بن سعيد بن أبي ومالك بن أنس وآخرون. وثقه النسائي وغيره. وكان عبداً صالحاً زاهداً كبير القدر. قال مالك: كان مملوكاً فدخل يوماً على عمر بن عبد العزيز وكان يكرمه. وإياه عنى الفرزدق بقوله: (8/102)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 103 (يا أيها القاريء المرخي عمامته .......... هذا زمانك إني قد مضى زمني) ) قال مالك: وكان عابداً معتزلاً يكون وحده يدعو الله، وكانت فيه لكنة، وكان يلبس الصوف ولا يأكل اللحم، وكانت له دريهمات يعالج له فيها. وروى يحيى الوحاظي عن النضر بن عربي قال: بينما عمر بن عبد العزيز يتغدى إذ بصر بزياد مولى ابن عياش فأمر حرسياً أن يكون معه فلما خرج الناس وبقي زياد قام إليه عمر حتى جلس معه ثم قال: يا فاطمة هذا زياد فاخرجي فسلمي عليه هذا زياد عليه جبة صوف وعمر قد ولي أمر الأمة، فجاشت نفسه حتى قام إلى البيت فقضى عبرته ثم خرج فغسل ذلك ثلاث مرات فقالت فاطمة: يا زياد هذا أمرنا وأمره ما فرحنا به ولا قرت أعيننا منذ ولي. روى ابن وهب عن مالك قال: كان زياد مولى ابن عياش يمر بي وأنا جالس فربما أفزعني حسه من خلفي فيضع يده بين كتفي فيقول لي: عليك بالجد فإن كان ما يقول أصحابك هؤلاء من الرخص حقاً لم يضرك، وإن كان الأمر على غير ذلك كنت قد أخذت بالحذر. قال مالك: وكان زياد قد أعانه الناس على فكاك رقبته وأسرع إليه في ذلك، ففضل بعد الذي قوطع عليه مال كثير فرده زياد إلى من أعانه بالحصص وكتبهم زياد عنده فلم يزل يدعو لهم حتى مات رحمه الله. له في الكتب ثلاثة أحاديث. 4 (زياد بن مخراق.) (8/103)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 104 مر فيحول إلى هنا. 4 (زيد بن جبير الطائي الكوفيع عن ابن عمر وخشف بن مالك وأبي يزيد الضبي.) وعنه حجاج بن أرطأة وسفيان وشعبة وزهير وإسرائيل وأبو عوانة وآخرون. قال أحمد بن حنبل: صالح الحديث. وقال النسائي وغيره ليس به بأس. قلت: له سبعة أحاديث. وثقه ابن معين. وقد وهم العجلي حيث يقول: ليس بتابعي. 4 (زيد بن سلامم بن أبي سلام ممطور الحبشي الدمشقي نزيل اليمامة.) عن جده أبي سلام الأسود وعبد الله بن يزيد الأزرق وعدي بن أرطاة.) وعنه أخوه معاوية بن سلام ويحيى بن أبي كثير. وثقه الدار قطني وغيره. (8/104)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 105 4 (زيد بن طلحة أبو يعقوب التيمي المدني.) عن ابن عباس وعن المقبري. وعنه ابنه يعقوب وعبد الرحمن بن اسحاق وأبو علقمة عبد الرحمن بن محمد الفروي وسفيان الثوري. وثقه ابن معين. 4 (زيد بن علي بن الحسيند ت ق ابن علي بن أبي طالب أبو الحسين الهاشمي العلوي) المدني أخو أبي جعفر محمد وعبد الله وعمر وعلي والحسين وهو ابن أمة. روى عن أبيه وأخيه أبي جعفر الباقر وعروة. وعنه ابن أخيه جعفر بن محمد وشعبة وفضيل بن مرزوق والمطلب بن زياد وسعيد بن خثيم الهلالي وعبد الرحمن بن أبي الزناد وآخرون سواهم. وكان أحد العلماء الصلحاء بدت منه هفوة فاستشهد فكانت سبباً لرفع درجته في آخرته. روى أبو اليقظان عن جويرية بن اسماء أو غيره أن زيد بن علي وفد من (8/105)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 106 المدينة على يوسف بن عمر الثقفي أمير العراقين الحيرة فأحسن جائزته ثم رجع إلى المدينة فأتاه ناس من أهل الكوفة فقالوا: ارجع فليس يوسف بشيء فنحن نأخذ لك الكوفة، فرجع ناس كثير وخرجوا معه فعسكر فالتقاه العسكر العراقي فقتل زيد في المعركة ثم صلب فبقي معلقاً أربعة أيام ثم أنزل فأحرق فإنالله وإنا إليه راجعون. قال يعقوب الفسوي: كان قدم الكوفة وخرج بها لكونه كلم هشام بن عبد الملك في دين معاوية فأبى عليه وأغلظ له. وقد سئل عيسى بن يونس عن الرافضة والزيدية فقال: أما الرافضة فإنهم جاءوا إلى زيد بن علي حين خرج فقالوا: تبرأ من أبي بكر وعمر حتى نكون معك، فقال: لا بل أتولاهما وأبرأ ممن يبرأ منهما، قالوا إذاً نرفضك فسميت الرافضة. وأما الزيدية فقالوا بقوله وحاربوا معه فنسبوا إليه. وقال اسماعيل السدي عن زيد بن علي قال: الرافضة حزبي وحزب أبي في الدنيا والآخرة) مرقوا علينا كما مرقت الخوارج على علي رضي الله عنه. وروى عبد الله بن أبي بكر العتكي عن جرير بن حازم قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام كأنه متساند إلى خشبة زيد بن علي وهو يقول: هكذا تفعلون بولدي. وقال عباد بن يعقوب وهو رافضي ضال لكنه صادق وهذا نادر أنبأ عمرو بن القاسم قال: دخلت على جعفر بن محمد وعنده أناس من الرافضة فقلت: إن هؤلاء يبرؤون من عمك زيد، فقال بريء الله ممن تبرأ منه، كان والله أقرأنا لكتاب الله وأفقهنا في دين الله وأوصلنا للرحم ما ترك فينا مثله. (8/106)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 107 وقال المطلب بن زياد: جاء رجل إلى زيد بن علي فقال: أنت الذي تزعم أن الله أراد أن يعصى فقال زيد: أفيعصى عنوة وروى هاشم بن البريد عن زيد بن علي قال: كان أبو بكر إمام الشاكرين ثم تلا وسيجزي الله الشاكرين وروى كثير النوا قال: سألت زيد بن علي عن أبي بكر وعمر، فقال: تولهما وأبرأ ممن تبرأ منهما. وروى هاشم بن البريد عن زيد بن علي قال: البراءة من أبي بكر البراءة من علي. وروى معاذ بن أسد البصري قال: أقر ولد لخالد بن عبد الله القسري على زيد بن علي وجماعة أنهم عزموا على خلع هشام، فقال هشام لزيد بن علي: قد بلغني كذا قال: ليس بصحيح قال: قد صح عندي، قال: أحلف لك، قال: لا أصدقك، قال: إن الله لم يرفع من قدر أحد حلف له بالله فلم يصدق، قال: اخرج عني، قال إذاً لا تراني إلا حيث تكره، قال: فلما خرج قال: من أحب الحياة ذل ثم تمثل: (إن المحكم ما لم يرتقب حسداً .......... أو مرهف السيف أو وخز القنا هتفا)

(من عاذ بالسيف لاقى فرجة عجباً .......... موتاً على عجل أو عاش فانتصفا) وقد اختلف في تاريخ مصرعه على أقوال: فقال مصعب الزبيري: قتل في صفر سنة عشرين ومائة وله اثنتان وأربعون سنة وقال أبو نعيم: قتل يوم عاشوراء سنة اثنتين وعشرين ومائة. رواه ابن سعد عنه. (8/107)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 108 وقال هشام بن الكلبي والليث بن سعد والهيثم بن عدي وغيرهم: قتل سنة اثنتين وعشرين. وقال الزبير بن بكار: قال محمد بن الحسن: قتل زيد يوم الإثنين ثاني صفر سنة اثنتين.) وكذا روى عن يحيى بن عبد الله بن حسن بن حسن. 4 (زيد بن أبي أنيسة، أبو أسامة الجزري الرهاوي الغنوي مولى آل غنى بن أعصر.) كان أحد الأعلام. روى عن الحكم وشهر بن حوشب وعطاء بن أبي رباح وطلحة بن مصرف وعمرو بن مرة وعدي بن ثابت ونعيم المجمر والمقبري وخلق كثير. وعنه أبو حنيفة وعمرو بن الحارث ومالك بن أنس ومعقل بن عبيد الله وأبو عبد الرحيم خالد بن يزيد وعبيد الله بن عمرو وآخرون. وثقه ابن معين وغيره. وقال النسائي: ليس به بأس. قال ابن سعد: كان ثقة فقيهاً راوية للعلم كثير الحديث. (8/108)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 109 وقال الواقدي: مات سنة خمس وعشرين ومائة. وقال غيره: سنة أربع وعشرين ومات شابا قيل إنه عاش بضعاً وثلاثين سنة. وكان يسكن مدينة الرها. (8/109)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 110 4 (حرف السين)

4 (سالم أبو النضر بن أبي أمية المدنيع.) مولى عمر بن عبيد الله القرشي التيمي وكاتبه. روى عن أنس وعبيد بن حنين وبسر بن سعيد وسليمان بن يسار وعمير مولى ابن عباس وعامر بن سعد. وروى بالإجازة عن عبد الله بن أبي أوفى في كتابه وذلك في الصحيحين. وروى عنه مالك وعمرو بن الحارث والليث بن سعد والسفيانان وفليح وغيرهم. قال ابن المديني: له نحو خمسين حديثاً. وقال أبو حاتم: صالح ثقة. قيل: توفي سنة تسع وعشرين ومائة. وقال أبو عبيد: مات سنة ثلاث وثلاثين.) (8/110)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 111 4 (سالم بن وابصة بن معبد الأسدي.) أمير الرقة وليها ثلاثين سنة وعاش إلى آخر دولة هشام بن عبد الملك. وحدث عن أبيه. وعنه ابن أخيه صخر بن عبد الرحمن وجعفر بن برقان وفضيل بن عمرو وغيرهم. وكان خطيباً مفوهاً شاعراً فاضلاً. 4 (سعد بن ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوفع قاضي المدينة أبو اسحاق الزهري المدني) وأمه أم كلثوم بنت سعد بن أبي وقاص روى عن أبيه وخاليه ابراهيم وعامر ابني سعد وعبد الله بن جعفر وأنس ابن مالك وعبد الله بن شداد بن الهاد وأبي أمامة بن سهل وحفص بن عاصم وعميه حميد وأبي سلمة. وعنه ابنه ابراهيم بن سعد وشعبة ومسعر والسفيانان وأبو عوانة وابن عجلان وطائفة. قال ابن المديني: لم يلق أحداً من الصحابة. (8/111)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 112 قلت: بلى حديثه عن ابن جعفر في الصحيحين. قال: وكان لا يحدث في المدينة فمالك لم يكتب لذاعنه، وسمع منه شعبة وسفيان بواسط وابن عيينة بمكة. وقال أيوب السختياني: سمعت سعد بن ابراهيم يقول: يا أهل مكة إنكم تحلون الزنا يعني عارية الفرج والمتعة. وقال ابراهيم بن سعد: أدركت أبي وله عمائم لا أحفظ عددها كان يعتم ويعممني وأنا صغير، قال: وسرد أبي الصوم أربعين سنة. وقال شعبة: كان سعد بن إبراهيم يصوم الدهر ويختم القرآن كل يوم وليلة أو ليلتين. وقال غيره: كان لا تأخذه في الله لومة لائم وكان من قضاة العدل. توفي سنة خمس وعشرين ومائة، وقيل سنة ست أو سبع وعشرين ومائة. وقال محمد بن علي الجوزجاني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: وسئل عن سعد بن ابراهيم رأى ابن عمر قال: نعم. وقال شعبة عن سعد قال: رأيت ابن عمر يصلي صافاً قدميه وأنا غلام. وروى مسعر عن سعد بن ابراهيم قال: لا يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا) الثقات. وقال ابن معين عن سعيد بن عامر عن شعبة قال: كتب عني سعد بن ابراهيم حديثي كله. وقال سعيد بن مسلم بن بانك: رأيت سعد بن ابراهيم يقضي في المسجد. (8/112)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 113 وقال يعقوب بن ابراهيم: توفي جدي وهو ابن اثنتين وسبعين سنة ومات سنة سبع وعشرين، وقال مرة أخرى سنة ست. قلت: كان طلابة للعلم وسمع ولده ابراهيم من الزهري. 4 (سعد أبو مجاهد الطائي الكوفيخ د ت ق ثقة مقل.) روى عن أبي مدله مولى عائشة ومحل بن خليفة وعطية العوفي. وعنه الأعمش واسرائيل وزهير بن معاوية وابن عيينة. 4 (سعيد بن الحارث بن أبي سعيد بن المعلى الأنصاريع.) قاضي المدينة. روى عن أبي هريرة وأبي سعيد وجابر وابن عمر وغيرهم. وعنه زيد بن أبي أنيسة وعمرو بن الحارث وعمارة بن غزية ومحمد بن عمرو وفليح بن سليمان وآخرون. مات في حدود عشرين ومائة. 4 (سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت، أبو عبد الرحمن الأنصاري المدني.) (8/113)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 114 الشاعر هو وأبوه وجده. روى عن ابن عمر وجابر بن عبد الله ووالده. وعنه أبو عبد الرحمن العجلاني وابن اسحاق ومعاذ بن فلان. وله وفادة على هشام بن عبد الملك، وهو قليل الحديث. ومن شعره: (وإن امرأ لاحى الرجال على الغنى .......... ولم يسأل الله الغنى لحسود)

4 (سعيد بن عبد الله بن جريج البصري. د ت.) عن أبي برزة ومحمد بن سيرين وجماعة. وعنه الأعمش وحوشب بن عقيل وأبو عمرو والزمام وغيرهم.) وهو مجهول العدالة لم يضعف. 4 (سعيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي الأمير أبو محمد ويلقب بسعيد الخير.) روى عن أبيه وقبيصة بن ذؤيب وعمر بن عبد العزيز. (8/114)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 115 وعنه يحيى بن سعيد الأنصاري ورجاء بن أبي سلمة وغيرهما. وكان ديناً متألهاً، ولي الغزو زمن أخيه هشام، وله بالموصل مسجد ودار. مات في حدود سنة ست وعشرين ومائة. 4 (سعيد بن عمرو بن الأسود الحرشي.) قيل كان صعلوكا يسأل على الأبواب، ثم صار سقاء ثم صار جندياً، إلى أن ولي إمرة خراسان من قبل عمر بن هبيرة ثم عزله وسجنه، فلما ولي خالد القسري العراق أخرجه من السجن وأكرمه، فلما هرب ابن هبيرة من سجن خالد بن عبد الله نفذ سعيداً هذا في طلبه فلم يدركه فقدم سعيد على هشام ابن عبد الملك فأمره على حرب الخزر فسار وبيتهم فقتل منهم عدداً لا يحصر. لم يؤرخوا وفاته. 4 (سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاصخ م د ت ق الأموي المدني.) نزيل الكوفة، كان مع أبيه إذ غلب على دمشق وذبحه عبد الملك ثم سار وهو كبير مع أهله إلى المدينة، وهو عم أيوب بن موسى. روى عن أبي هريرة وعبد الله بن عمر وابن عباس وابن عمر وأم خالد بنت خالد وأبيه عمرو بن سعيد الأشدق. (8/115)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 116 وعنه بنوه خالد واسحاق وعمرو وحفيده عمرو بن يحيى بن سعيد وشعبة وغيرهم. وثقه النسائي وغيره. وطال عمره حتى وفد على الوليد بن يزيد في خلافته. وكان ثقة نبيلاً من كبار الأشراف. 4 (سعيد بن أبي كيسانع الإمام أبو سعد الليثي مولاهم المدني المقبري.) كان ينزل بمقبرة البقيع، وكان أسند من بقي في زمانه بالمدينة. حدث عن عائشة وسعد وأبي هريرة وأم سلمة وأبي شريح الخزاعي وابن عمر وأبي سعيد) ووالده وعدة. وعنه أولاده وشعبة وابن ذئب ومالك والليث بن سعد واسماعيل بن أمية وابراهيم بن طهمان وعبيد الله بن عمر وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق. وقال عبد الرحمن بن خراش: ثقة جليل أثبت الناس فيه الليث. (8/116)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 117 وقال محمد بن سعد: ثقة لكنه اختلط قبل موته بأربع سنين. قلت: ما أظنه روى شيئاً في الاختلاط ولذلك أحتج به مطلقاً أرباب الصحاح توفي سنة خمس وعشرين ومائة وقيل سنة ثلاث وقيل سنة ست وعشرين. وقع لي حديثه عالياً وسهوت عنه ثم ألحقته هنا. 4 (سعيد بن مسروق الثوري الكوفيع.) والد الإمام سفيان ومبارك وعمر. يروي عن عبابة بن رفاعة وخيثمة بن عبد الرحمن وابراهيم التيمي وأبي الضحى والشعبي وطائفة وأدرك من الصحابة. وعنه بنوه وشعبة وزائدة وأبو عوانة وأبو الأحوص. وثقة أبو حاتم وغيره. توفي سنة ست وعشرين ومائة ويقال سنة ثمان وعشرين. 4 (سعيد بن هانيء الخولاني ت ق.) شامي صدوق. عن معاوية والعرباض بن سارية وأبي مسلم الخولاني وغيرهم. (8/117)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 118 وعنه شرحبيل بن مسلم وعلي بن زبيد الخولانيان ومعاوية بن صالح وغيرهم. قال ابن سعد: كان ثقة إن شاء الله توفي سنة سبع وعشرين ومائة كذا قال ابن سعد. 4 (سلمم بن عبد الرحمن، م أخو حصين بن عبد الرحمن الكوفي.) عن إبراهيم النخعي وأبي عمر زاذان وأبي زرعة بن عمرو ووراد كاتب المغيرة. وعنه سفيان الثوري وشريك. قال النسائي: ليس به بأس.) 4 (سليم بن عطية الفقيمي، ن الكوفي.) عن طاوس والحسن البصري وعبد الله بن أبي الهذيل. وعنه مسعر وشعبة ومحمد بن طلحة بن مصرف. قال أبو حاتم: شيخ. 4 (سليم بن قيس العلوي، د البصري.) وبنو علي قبيلة تسكن ببادية العراق. (8/118)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 119 روى عن أنس بن مالك. وعنه جرير بن حازم وهمام بن يحيى وحماد بن يزيد. قال أبو زرعة: هو أحب إلي من يزيد الرقاشي لأن كل شيء روى حديثين ثلاثة. وقال حماد بن زيد: ذكرت لشعبة سلماً العلوي فقال: ذاك الذي يرى الهلال قبل الناس بيومين. وقال الإبار: ثنا عبد الله بن عون قال: قال مخلد بن الحسين: كان سلم العلوي لا يخفى عليه مطلع الهلال فإذا كانت ليلة الشك نظر إلى رجل تجوز شهادته فأراه الهلال فإذا ثبت معه على رؤية الهلال جاءا فشهدا ولم يشهد وحده. ويقال: إنه من حدة بصره رأى رجلا يجامع امرأته من مسيرة ميلين أو أكثر فغطى وجهه واستغفر الله. 4 (سلمة بن صفوان بن سلمة الزرقي.) روى عن أبي سلمة ويزيد بن طلحة. وعنه مالك وابن إسحاق وفليح بن سليمان. (8/119)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 120 4 (سلمة بن كهيل أبو يحيى، ع الحضرمي التنعي.) وتنعه بطن من حضرموت، وقيل: بل هي قرية. كان من علماء الكوفة الأثبات على تشيع فيه. دخل على ابن عمر وعلى زيد بن أرقم. وروى عن جندب البجلي وأبي جحيفة السوائي وسويد بن غفلة وطائفة كبيرة. وعنه ابنه يحيى وعقيل بن خالد وشعبة وسفيان وحماد بن سلمة وآخرون. قال عبد الرحمن بن مهدي: لم يكن بالكوفة أثبت من أربعة، فذكر منهم سلمة بن كهيل. وله مائتان وخمسون حديثاً.) وقال أبو حاتم: ثقة متقن. وقال النسائي: ثقة ثبت. وقال الثوري: ثنا سلمة بن كهيل وكان ركناً من الأركان. وقال يحيى: ولد أبي سنة سبع وأربعين ومات يوم عاشوراء سنة إحدى وعشرين ومائة. وقال جماعة: توفي سنة اثنتين وعشرين (8/120)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 121 وقال آخر: بل توفي في آخر يوم من سنة إحدى وعشرين ومائة. 4 (سلمة بن وهرام اليماني ت ق.) عن عكرمة وطاوس وشعيب بن الأسود الجبأي بوزن السبأي. وعنه الحكم بن أبان وزمعة بن صالح ومعمر بن حبيبة وغيرهم. وثقه أبو زرعة وغيره، وضعفه النسائي، وتوقف في أمره أحمد بن حنبل. 4 (سليمان بن حبيب المحاربي، خ د ق الداراني الدمشقي.) قاضي دمشق لعمر بن عبد العزيز فمن بعده من الخلفاء، كنيته أبو أيوب وقيل أبو ثابت. روى عن أبي هريرة ومعاوية وأبي أمامة الباهلي وأسود بن أصرم المحاربي وغيرهم وعنه أيوب بن موسى البلقاوي وعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر والأوزاعي وآخرون. وروى عنه من القدماء عمر بن عبد العزيز. (8/121)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 122 وكان كبير الشأن. وثقه ابن معين وغيره. قال أبو داود: قضى سليمان بن حبيب بدمشق أربعين سنة. وقال ابن معين: حكم ثلاثين سنة. وقال الواقدي وطائفة: توفي سنة ست وعشرين ومائة وقيل غير ذلك. قال الدار قطني: ليس به بأس. وقال كلثوم بن زياد: أدركت سليمان بن حبيب والزهري يقضيان بشاهد يمين، وأقام سليمان يقضي ثلاثين سنة. وقال أبو نعيم: ثنا عبد العزيز بن عمر عن سليمان بن حبيب قال: قال لي عمر بن عبد) العزيز: ما أقلت السفهاء من أيمانهم فلا تقلهم العتاق والطلاق. 4 (سليمان بن حميد المزني.) عن أبيه عن أبي هريرة وعن محمد بن كعب القظي وعامر بن سعد. وعنه الليث بن سعد وضمام بن إسماعيل وجماعة. مات بمصر سنة خمس وعشرين ومائة. 4 (سليمان بن عبد الرحمن.) (8/122)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 123 وهو سليمان بن يسار الدمشقي الكبير. وأما الصغير فسليمان بن عبد الرحمن ابن بنت شرحبيل. روى عن الأوزاعي والقاسم بن عبد الرحمن وعبيد بن فيروز وعنه يزيد بن أبي حبيب وعمرو بن الحارث وشعبة بن الحجاج والليث وابن لهيعة. قال شعبة: كان حسن النحو. وقال أبو حاتم وغيره: ثقة. 4 (سليمان بن أبي مسلم المكي الأحولع.) عن مجاهد وسعيد بن جبير وطاوس. وعنه حسين المعلم وابن جريج وشعبة وسفيان بن عيينة. قال ابن عيينة وغيره: ثقة. 4 (سليمان بن أبي المغيرة ق.) عن سعيد بن جبير وعلي بن الحسين وأخته فاطمة بنت الحسين وعنه شعبة والسفيانان وأبو عوانة. وثقه أحمد وابن معين. (8/123)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 124 4 (سليم بن جبيرم د ت أبو يونس مولى أبي هريرة.) سكن مصر. وروى عن أبي هريرة وأبي أسيد الساعدي. وعنه عمرو بن الحارث وحيوة بن شريح والليث بن سعد وابن لهيعة وغيرهم. وثقه النسائي.) توفي سنة ثلاث وعشرين ومائة. 4 (سليم بن عامر الخبايريم في الطبقة الماضية.)

4 (سماك بن حربم خت بن أوس بن خالد أبو المغيرة الذهلي البكري الكوفي.) أحد أئمة الحديث. وهو أخو محمد وإبراهيم. (8/124)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 125 روى عن جابر بن سمرة والنعمان بن بشير وأنس بن مالك. ورأى المغيرة بن شعبة وغيره. وروى أيضاً عن سعيد بن جبير ومصعب بن سعد وابراهيم النخعي وثعلبة الليثي وله صحبة والشعبي وعبد الله بن عميرة وعلقمة بن وائل وعدة. وعنه الأعمش وشعبة وحماد بن سلمة والثوري وابراهيم بن طهمان وعمر ابن عبيد وأبو الأحوص وآخرون. وذكر أنه أدرك ثمانين نفساً من الصحابة. قال: وكان بصري قد ذهب فدعوت الله تعالى فرده علي. قال حماد بن سلمة: سمعته يقول: ذهب بصري فرأيت ابراهيم الخليل عليه السلام في النوم فقلت: ذهب بصري، فقال: إنزل في الفرات فاغمس رأسك وافتح عينيك فيه فإن الله يرد بصرك. ففعلت ذلك فأبصرت. وسمعته يقول: أدركت ثمانين من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. وقال شعبة: أخبرني سماك بن حرب ان رجلا ركب البحر فنفخ زقاً وأوكاه فجعل يسترخي حتى غرق قال: يقول له الزق يداك أوكتا وفوك نفخ. قال أحمد العجلي: جائز الحديث، وكان عالما بالشعر وأيام العرب، فصيحاً. وقدمه أحمد بن حنبل على عبد الملك بن عمير. وقال ابن معين: ثقة أسند أحاديث لم يسندها غيره. وقال ابن خراش: في حديثه لين. وقال ابن المبارك: ضعيف الحديث. (8/125)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 126 وقال ابن نافع: توفي سنة ثلاث وعشرين. 4 (سماك بن الفضل الصنعاني اليمانيد ت ن.) ) عن مجاهد ووهب بن منبه وعمرو بن شعيب وجماعة. وعنه معمر وشعبة وآخرون. وثقه النسائي. 4 (سنان بن سعد الكندي المصري، ويقال سعد بن سنان والأول أصح.) روى عن ابيه وأنس بن مالك. وعنه يزيد بن أبي حبيب وعمرو بن الحارث وحيوة بن شريح والليث وآخرون. وثقه ابن معين وغيره. له في كتاب الأدب للبخاري. 4 (سيار بن عبد الرحمن الصدفي المصريد ق.) عن عكرمة ويزيد بن قو ذر. (8/126)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 127 وعنه نافع بن يزيد وسعيد بن أبي أيوب والليث وابن لهيعة وجماعة. قال أبو حاتم: شيخ. 4 (سيار أبو الحكم الواسطيع العنزي.) مولاهم العبد الصالح. روى عن طارق بن شهاب وأبي وائل والشعبي وأبي حازم الأشجعي وجماعة. وعنه شعبة وسفيان وهشيم وخلف بن خليفة وآخرون. قال أحمد بن حنبل: ثقة ثبت. ويقال إن اسم أبيه وردان. توفي سنة اثنتين وعشرين ومائة. (8/127)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 128 4 (حرف الشين)

4 (شبيب بن غرقدة الكوفيع.) عن عروة البارقي وسليمان بن عمرو بن الأحوص. وعنه سفيان وشعبة وزائدة وابن عيينة وآخرون. وثقه ابن معين وغيره. 4 (شراحيل بن يزيد المعافري المصريد.) ) عن أبي عبد الرحمن الحبلي ومحمد بن هدية الصدفي ومسلم بن يسار وأبي علقمة الهاشمي. وعنه عبد الرحمن بن شريح وابن لهيعة ورشدين بن سعد وجماعة. توفي بعد العشرين ومائة. قاله ابن يونس. (8/128)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 129 4 (شرحبيل بن سعد المدني د ت ن مولى الأنصار.) عن زيد بن ثابت وأبي هريرة وابن عباس وأبي سعيد الخدري. وعنه زيد بن أبي أنيسة وابن اسحاق والضحاك بن عثمان ويحيى بن سعيد الأنصاري وعاصم الأحول وموسى بن عقبة وابن أبي ذئب ومالك وعبد الرحمن ابن الغسيل. وقيل إن مالكاً لم يرو عنه شيئاً. وقيل كني عن اسمه. قال ابن عيينة: كان يفتي ولم يكن أحد أعلم بالمغازي منه ثم احتاج فكأنهم اتهموه وكانوا يخافون إذا جاء إلى الرجل يطلب منه فلم يعطه أن يقول: لم يشهد أبوك بدراً. رواه ابن المديني عن سفيان. قال أبو حاتم: هو ضعيف الحديث. وقال الدار قطني: يعتبر به. وقال الفلاس: قال ابن أبي ذئب: كان متهماً. قيل: توفي سنة ثلاث وعشرين ومائة ومع تعنت ابن حبان فقد ذكره في الثقات. وقال ابن عدي: هو إلى الضعف أقرب. (8/129)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 130 4 (شرحبيل بن عمرو بن شريك م ت ن المعافري المصري.) عن علي بن رباح وأبي عبد الرحمن الحبلي. وعنه حيوة بن شريح وسعيد بن أبي أيوب والليث بن سعد وابن لهيعة وجماعة وثقه ابن حبان. 4 (شرحبيل بن مسلم الخولاني الشامي د ت ق.) عن عتبة بن عبد والمقدام بن معد يكرب وأبي أمامة الباهلي وجماعة. وعنه ثور بن يزيد وحريز بن عثمان واسماعيل بن عياش. وثقه أحمد وغيره.) وضعفه ابن معين. 4 (شعيب بن الحبحاب، سوى ق أبو صالح الأزدي مولاهم البصري.) عن أنس بن مالك وأبي العالية وابراهيم النخعي. وعنه شعبة والحمادان وعبد الوارث وولداه عبد السلام وأبو بكر ابنا شعيب. وله نحو من ثلاثين حديثاً. وقرأ القرآن على أبي العالية. وثقه أحمد وغيره. (8/130)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 131 وتوفي سنة ثلاثين ومائة. 4 (شعيب بن أبي سعيد، أبو يونس مولى قريش.) عن أبي هريرة وأبي سعيد. وعنه عمرو بن الحارث والليث بن سعد وابن لهيعة وغيرهم. 4 (شيبة بن نصاح بن سرجس، مولى أم المؤمنين أم سلمة وأحد مشيخة نافع في القراءة.) ذكر بعض القراء أنه تلا على أبي هريرة وابن عباس، وأنا أستبعد ذلك. وقد مسحت أم سلمة برأسه ودعت له. وروى عن خالد بن مغيث والقاسم بن محمد وأبي بكر بن عبد الرحمن وأبي جعفر الباقر. ولا نعلم له رواية حديث عن أبي هريرة ولا عن أبي سعيد، ولو أخذ القرآن عنهما لكان بالأولى أن يسمع منهما. وله حديث واحد عن النسائي. قال أبو عمرو الداني: أخذ القراءة عرضاً عن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة وأدرك عائشة وأم سلمة. قلت: روى عنه ابن جريج وابن إسحاق وإسماعيل بن جعفر ويحيى بن (8/131)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 132 محمد بن قيس وأبو ضمرة أنس بن عياض وآخرون. وثقه النسائي. وقال قالون: كان نافع أكثر اتباعاً لشيبة بن نصاح منه لأبي جعفر. وقيل: إن شيبة ولي قضاء المدينة فالله أعلم. وقال خليفة بن خياط: مات سنة ثلاثين ومائة.) (8/132)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 133 4 (حرف الصاد)

4 (صالح بن ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوفخ م.) عن أبيه وأخيه سعد وأنس بن مالك ومحمود بن لبيد والأعرج. وعنه ابنه سالم وعمرو بن دينار والزهري وهما أكبر منه ومحمد بن إسحاق ويوسف بن الماجشون. له حديث في مقتل أبي جهل. 4 (صالح بن ابراهيم بن نوح الدهان.) عن أبي الشعثاء جابر بن زيد. وعنه زياد بن الربيع وسلم بن أبي الذيال وأبان العطار وآخرون. قال أحمد: ليس به بأس. (8/133)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 134 4 (صالح مولى التوءمة د ت ق وهو أبو محمد بن أبي صالح نبهان المدني.) عن أبي هريرة وابن عباس وعائشة وزيد بن خالد وأنس بن مالك. وعنه موسى بن عقبة والسفيانان وعبد الرحمن بن أبي الزناد وآخرون. قال ابن عيينة: سمعت منه ولعابه يسيل من الكبر، ولقد لقيه الثوري بعدي. وقال ابن معين: من سمع منه قبل أنه يخرف كابن أبي ذئب فهو ثبت. وقال مالك ويحيى القطان: ليس بثقة. وقال أبو حاتم وغيره: ليس بقوي. وكذا مشاه ابن عدي. توفي سنة خمس وعشرين ومائة. 4 (الصلت بن راشد.) عن طاوس ومجاهد. وعنه جرير بن حازم وأبان العطار وحماد بن زيد. وثقه ابن معين. (8/134)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 135 4 (حرف الضاد)

4 (ضمرة بن سعيدم بن أبي حسنة الأنصاري المازني المدني.) ) عن أبي سعيد الخدري وعن عمه الحجاج بن عمرو وله صحبة وأنس بن مالك وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وعنه مالك وفليح وسفيان بن عيينة وغيرهم. وثقه أبو حاتم. (8/135)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 136 4 (حرف الطاء)

4 (طلحة بن خراش بن عبد الرحمن بن خراش بن الصمة الأنصاري.) عن جابر بن عبد الله وعبد الملك بن جابر بن عتيك. وعنه يحيى بن عبد الله بن يزيد بن عبد الله بن أنيس وموسى بن ابراهيم الحزامي وعبد العزيز الدراوردي قال النسائي: صالح. أخبرنا أحمد بن اسحاق أنا أحمد بن يوسف والفتح ابن عبد السلام قالا: أنا محمد بن عمر الفقيه أنا أحمد بن محمد بن النقور انا علي ابن عمر الحربي ثنا أحمد بن الحسن الصوفي ثنا يحيى بن معين ثنا يحيى بن عبد الله بن يزيد سمعت طلحة بن خراش يحدث عن جابر بن عبد الله أن رجلاً قام فركع ركعتي الفجر فقرأ في الركعة الأولى قل يا أيها الكافرون فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هذا عبد عرف ربه، وقرأ في الآخرة قل هو الله أحد فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هذا عبد آمن بربه. قال طلحة: فأنا أستحب أن أقرأ هاتين السورتين في هاتين الركعتين. توفي طلحة بن خراش في حدود الثلاثين ومائة. (8/136)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 137 4 (طلحة بن عبيد الله بن كريز.) عن ابن عمر وأم الدرداء وأرسل عن عائشة وأبي الدرداء. وعنه محمد بن سوقة ومالك بن أنس وحماد بن سلمة. وثقه أحمد والنسائي. وكريز بالفتح من الأفراد. (8/137)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 138 4 (حرف العين)

4 (عاتكة بنت يزيد بن معاوية بن أبي سفيان.) ) كان لها قصر بظاهر باب الجابية وإليها تنسب أرض عاتكة وهناك قبرها. وهي أم الخليفة يزيد بن عبد الملك. كان لها من المحارم إثنا عشر خليفة. وبقيت الى ان قتل ابن ابنها الوليد ابن يزيد. 4 (عاصم بن أبي النجود بهدلة، خ م مقروناً الإمام أبو بكر الأسدي (8/138)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 139 القاريء الكوفي.) أحد الأعلام مولى بني أسد. قرأ القرآن على أبي عبد الرحمن السلمي وزر بن حبيش، وروى عنهما، وعن أبي وائل ومصعب بن سعد وطائفة كبيرة، وتصدر للإقراء بالكوفة بعد شيخه أبي عبد الرحمن فقرأ عليه خلق منهم: أبو بكر بن عياش وحفص بن سليمان والمفضل الضبي وحماد بن أبي زياد وآخرون. وحدث عنه شعبة والسفيانان وشيبان والحمادان وأبو عوانة وخلق سواهم. قال أبو بكر: قال لي عاصم: ما أقرأني أحد حرفاً الا أبو عبد الرحمن السلمي كان قد قرأ على علي رضي الله عنه فكنت أرجع من عنده فأعرض على زر. قال أبو بكر بن عياش: زعم من لا يعلم أن بهدلة أمه. وقال أبو بكر بن عياش: لا أحصي ما سمعت أبا اسحاق السبيعي يقول: ما رأيت أحداً أقرأ من عاصم ما أستثني أحدا من أصحابه. وكان أبو اسحاق أحد الفصحاء. وقال الحسن بن صالح: ما رأيت أحداً قط أفصح من عاصم اذا تكلم يكاد تدخله خيلاء. وقال أبو هشام الرفاعي: أنبأ أبو بكر عن عاصم قال: قال لي رجل: هل لك في رجل من الفقهاء فانطلقت معه فأدخلني على شيخ كبير حوله جماعة كأن على رؤوسهم الطير فجلست فقال: أشهد أن ألي بن أبي تالب والهسن (8/139)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 140 والهسين والمختار يبعثون قبل يوم القيامة فيملآن الأرض عدلاً كما ملئت ظلما. قيل: كم يمكثون في العدل سنة قال: ايش سنة وايش مائة سنة وأيش ألف سنة. قالوا: نشهد أنك صادق، فقلت: اشهد انك كاذب ثم لقيت ابا وائل فحدثته. وقال سلمة بن عاصم: كان عاصم بن أبي النجود ذا نسك وأدب، وكان له فصاحة وصوت حسن. قال أحمد بن حنبل: كان عاصم رجلاً صالحاً وبهدلة ابوه.) وثقه أبو زرعة وجماعة. وقال ابو حاتم: محله الصدق. وقال الدار قطني: في حفظه شيء. وقال البخاري: مات سنة ثمان وعشرين ومائة وقال غيره: مات في آخر سنة سبع وعشرين. وقال النسائي: ليس بحافظ. قلت: روى له البخاري مقرونا بغيره وكذلك مسلم ويصحح الترمذي حديثه. فأما في القراءة فثبت إمام، وأما في الحديث فحسن الحديث. 4 (عاصم بن أبي الصباح الجحدري البصري.) المقريء المفسر. (8/140)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 141 قرأ القرآن على سليمان بن قتة ونصر بن عاصم والحسن البصري وقد قرأ سليمان شيخه على ابن عباس وسمع عاصم من غير واحد قرأ عليه هرون بن موسى والمعلى بن عيسى وسلام ابو المنذر وله رواية عن عروة بن الزبير وأبي قلابة الجرمي قال المدائني: توفي عاصم الجحدري سنة ثمان وعشرين ومائة. نعم وهو عاصم بن العجاج أبو محشر الجحدري. قد روى أيضاً عن عقبة بن ظبيان روى عنه يزيد بن زياد وحماد بن سلمة. قال يحيى بن معين: عاصم الجحدري هو صاحب القراءة ثقة. قلت: قراءته شاذة لم تثبت. 4 (عاصم بن عمر بن عبد العزيز بن مروان.) عن أبيه. وعنه برد بن سنان وأبو بكر بن عياش. قتل في بعض حروب الضحاك الخارجي. (8/141)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 142 4 (عاصم بن عمرو البجلي، ق وقيل عاصم بن عوف.) ) يقال انه قدم به مع حجر بن عدي وأصحابه فأطلق هذا بشفاعة يزيد بن أسد القسري وعاش بعد ذلك دهراً طويلا. وروى عن عمر مرسلاً وعن أبي أمامة الباهلي وعمرو بن شرحبيل. وعنه الشعبي والقاسم أبو عبد الرحمن وأبو اسحاق السبيعي والمسعودي وابن أبي ليلى وشعبة ومالك بن مغول وآخرون. وأخشى أن يكونا اثنين وما ذاك ببعيد، فإن ابن معين ذكر عن عبد الله بن نمير قال: قد رأيت عاصم بن عمرو البجلي. قال ابن معين: كان كوفياً قدم من الشام زمن خالد بن عبد الله القسري. قال أبو حاتم: صدوق. 4 (عامر بن شقيقد ت ق بن جمرة بالجيم الأسدي الكوفي.) عن أبي وائل. وعنه مسعر وشعبة وابن عيينة وجماعة. ضعفه ابن معين (8/142)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 143 وقال النسائي: ليس به بأس. 4 (عامر بن عبد الله بن الزبير، ع ابن العوام أبو الحارث الأسدي المدني القانت العابد.) سمع أباه وعمرو بن سليم. وعنه عبد الله بن سعيد بن أبي هند وأبو صخرة جامع بن شداد وابن عجلان وابن جريج ومالك وجماعة. قال أحمد بن حنبل: ثنا ابن عيينة أن عامر بن عبد الله اشترى نفسه من الله تعالى ست مرات، يعني يتصدق كل مرة بديته. وقال الزبير بن بكار: كان أبوه عبد الله بن الزبير يقول لما يرى من تبتله: قد رأيت أبا بكر وعمر ولم يكونا هكذا. وقال مالك: عن عامر بن عبد الله يواصل الصيام ثلاثاً. وقال مصعب بن عبد الله: سمع عامر المؤذن وهو يجود بنفسه فقال: خذوا بيدي غلى المسجد، فقيل: إنك عليل فقال: أسمع داعي الله فلا أجيبه فأخذوا بيده فدخل مع الإمام في صلاة) المغرب فركع مع الإمام ركعة ثم مات. قرأت على إسحاق الأسدي: أخبركم ابن خليل أنا أبو المكارم العدل أنبأ أبو علي أنبأ أبو نعيم ثنا أبو بكر بن خلاد ثنا محمد بن غالب ثنا القعنبي سمعت (8/143)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 144 مالكاً يقول: كان عامر بن عبد الله بن الزبير يقف عند موضع الجنائز يدعو وعليه قطيفة فربما سقطت عنه القطيفة وما يشعر بها. وروى معن عن مالك قال: ربما خرج عامر بن عبد الله منصرفاً من العتمة من مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فيعرض له الدعاء قبل أن يصل إلى منزله فيرفع يديه فما يزال كذلك حتى ينادى بالصبح فيرجع إلى المسجد فيصلي الصبح بوضوء العتمة. وروى عن ابن عيينة قال: اشترى عامر نفسه بسبع ديات. ولعامر عدة إخوة منهم خبيب ومحمد وأبو بكر وهاشم وعباد وثابت وحمزة بنو عبد الله بن الزبير. قلت: أجمعوا على ثقة عامر قال الواقدي: مات قبيل موت هشام بن عبد الملك أبو بعده بقليل. 4 (عامر بن عبد الواحد البصري الأحول م.) عن شهر بن حوشب وأبي الصديق الناجي وعمرو بن شعيب وغيرهم. وعنه شعبة والحمادان وهمام وهشيم وعبد الوارث بن سعيد وآخرون. وثقه أبو حاتم. وقال النسائي: ليس بالقوي وقال أحمد: ليس حديثه بشيء. وقال ابن معين: ليس به بأس. (8/144)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 145 4 (عباس بن عبد الله بن معبد د بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي المدني.) عن أخيه وأبيه وعكرمة وعنه ابن جريج وسليمان بن بلال وسفيان بن عيينة والدراوردي. وكان رجلاً صالحا. وثقه ابن معين.) 4 (عباس بن فروخ الجريري البصريع.) عن أبي عثمان النهدي والحسن البصري. وعنه شعبة وهمام والحمادان. وثقه أحمد بن حنبل. وليس هو بأخ لسعيد الجريري. 4 (العباس بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم أبو الحارث الأموي.) (8/145)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 146 كان من الأبطال المذكورين والأسخياء الموصوفين. وكان يقال له فارس بني مروان. استعمله أبوه على حمص، وولي المغازي، وافتتح عدة حصون، ولكنه كان ينال من عمر بن عبد العزيز بجهل. وقد مات في سجن مروان. 4 (عبد الله بن بدر بن عميرة السحيمي اليمامي.) عن ابن عباس وابن عمر وقيس بن طلق وغيرهم. وعنه سبطه ملازم بن عمرو اليمامي وعكرمة بن عمار ومحمد بن جابر وأيوب بن عتبة اليماميون وياسين الزيات الكوفي. وثقه أبو زرعة وابن معين والعجلي وغيرهم. وهو سحيمي حنيفي. 4 (عبد الله بن خارجة بن زيد بن ثابت الأنصاري.) عن أبيه وعن عروة. وعنه الزهري وبكير بن الأشج وعقيل الإيلي. (8/146)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 147 4 (عبد الله بن دينار ع أبو عبد الرحمن العمري مولاهم المدني.) أحد الثقات. سمع ابن عمر وأنس بن مالك وسليمان بن يسار وأبا صالح السمان. وعنه شعبة ومالك وورقاء والسفيانان واسماعيل بن جعفر وسليمان بن بلال وابنه عبد الرحمن بن عبد الله بن الله بن دينار وخلق سواهم. وقد انفرد عن ابن عمر بحديث النهي عن بيع الولاء وهبته.) وأساء العقيلي بإيراده في كتاب الضعفاء فقال: في رواية المشايخ عن عبد الله ابن دينار اضطراب، ثم أورد له حديثين مضطربي الإسناد وإنما الاضطراب من أصحابه، وقد وثقه الناس. توفي سنة سبع وعشرين ومائة. 4 (عبد الله بن أبي جعفر.) أخو عبيد الله بن أبي جعفر الكناني مولاهم البصري. واسم أبيه يسار. روى عن عبد الرحمن بن وعلة. (8/147)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 148 وعنه عمرو بن الحارث والليث بن سعد. وكان من كبار الفقهاء العابدين. كان على صناعة مراكب الغزو. مات سنة تسع وعشرين ومائة. 4 (عبد الله بن السائبد ت أبو محمد.) حليف قريش. له حديث واحد عن أبيه السائب بن يزيد ابن أخت نمر. وعنه ابن أبي ذئب. توفي سنة ست وعشرين ومائة. وفيه جهالة. 4 (عبد الله بن السائب الشيبانيم ن ويقال الكندي الكوفي.) عن أبيه وعبد الله بن مغفل وأبي عمر زاذان وعبد الله بن قتادة المحاربي وعنه الأعمش وأبو اسحاق الشيباني وفضيل بن غزوان وسفيان الثوري وآخرون. وثقه أبو حاتم وغيره. 4 (عبد الله بن أبي السفر الثوري الكوفي سوى ت.) (8/148)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 149 عن أبيه سعيد بن محمد والشعبي وأبي بكر بن أبي موسى. وعنه شعبة والثوري وشريك وغيرهم. وثقوه. 4 (عبد الله بن سليمان الطويلد ت أبو حمزة المصري.) ) أحد الأولياء الأبدال. عن نافع وكعب بن علقمة. وعنه الليث وضمام بن اسماعيل ومفضل بن فضالة وآخرون. توفي سنة ست وثلاثين ومائة. 4 (عبد الله بن شريك العامري الكوفي.) عن ابن عباس وابن عمرو جندب الأزدي قاتل الساحر وسويد بن غفلة وعبد الله بن رقيم الطائي وجماعة. وعنه فطر بن خليفة السفيانان واسرائيل وشريك وآخرون. وثقه أحمد بن حنبل في رواية أبي طالب عنه، وابن معين في رواية الكوسج عنه، وأبو زرعة. وقال النسائي: ليس به بأس. (8/149)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 150 وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. وأما ابراهيم الجوزجاني فعقره وقال: مختاري كذاب. وتركه عبد الرحمن بن مهدي لسوء مذهبه. وقال العقيلي: كان ممن يغلو في التشيع. قلت: لم يخرجوا له شيئاً في الكتب الستة. قال ابن عيينة: جالسناه وكان ابن مائة سنة. 4 (عبد الله بن أبي صالح السمانم د ت ق.) أخو سهيل وصالح. روى عن أبيه وسعيد بن جبير. وعنه ابن جريج وابن أبي ذئب وموسى بن يعقوب وهشيم وآخرون. وثقه ابن معين. وهو مقل. 4 (عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين النوفليع القرشي المكي.) عن أبي الطفيل وطاوس وعطاء ونافع بن جبير. (8/150)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 151 وعنه شعبة وشعيب بن أبي حمزة ومالك والليث وابن عيينة واسماعيل بن عياش وآخرون.) وثقه أحمد. 4 (عبد الله بن عبيدة الربذيخ.) عن سهل بن سعد وعبيد الله بن عبد الله. وأرسل عن جابر أو لقيه. وعنه أخوه موسى بن عبيدة وصالح بن كيسان. وثقه الدار قطني. وقال ابن معين ليس بشيء. وقال ابن عدي: الضعف على حديثه بين. قتل عبد الله بوقعة قديد سنة ثلاثين ومائة. 4 (عبد الله بن عمر بن عبد العزيز بن مروان.) عن أبيه وعبد الله بن عياض. وعنه شعبة والمسعودي. وقد ولي إمرة العراقين ليزيد الناقص. (8/151)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 152 قال المدائني: كان أكولاً يأكل في اليوم تسع مرات وينتبه في السحر فيدعو بالطعام. وقال غيره: لما قدم يزيد بن عمر بن هبيرة على العراق أمسك عبد الله فقيده وبعث به إلى مروان بن محمد فسجنه في مضيق مظلم واختفى خبره. 4 (عبد الله بن عصم أبو علوان العجلي الحنفيد ت ق.) عن ابن عباس وابن عمرو أبي سعيد الخدري. وعنه إسرائيل وشريك وأيوب بن جابر وغيرهم. وثقه ابن معين. لكن سماه إسرائيل بن عصمة. 4 (عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ع الكوفي.) كان أسن من عمه القاضي محمد بن عبد الرحمن وأزهد. روى عن جده وسعيد بن جبير والشعبي وعكرمة. وعنه شعبة والسفيانان وعمر بن شبيب وجماعة. قال ابن خراش: هو أوثق ولد ابن أبي ليلى.) (8/152)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 153 قيل توفي سنة ثلاثين ومائة. 4 (عبد الله بن الفضل بن العباس ع بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي المدني.) قتل أبوه يوم الحرة وهذا صبي. روى عن أنس وعبد الله بن أبي رافع وأبي سلمة بن عبد الرحمن ونافع بن جبير والأعرج وجماعة. وعنه الزهري وموسى بن عقبة وصالح بن كيسان ويحيى بن أبي كثير وزياد بن سعد ومالك وعبد العزيز بن الماجشون. وثقه أبو حاتم وجماعة. وهو صاحب حديث البكر تستأمر. 4 (عبد الله بن محمد بن عقيل. يأتي في طبقة الأعمش.)

4 (عبد الله بن كثير المقريء. مر في الطبقة الماضية.) (8/153)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 154 4 (عبد الله بن المختار البصري م د ن ق.) عن ابن سيرين ومعاوية بن قرة وموسى بن أنس. وعنه شعبة واسرائيل وابراهيم بن طهمان وحماد بن زيد وعدة. توفي شاباً طرياً، وكان ثقة. قال شعبة: كان أصغر مني سناً. 4 (عبد الله بن مسلمم د ت ن بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري أبو محمد المدني.) وهو أسن من أخيه الإمام أبي بكر. روى عن ابن عمر وأنس وعبد الله بن ثعلبة بن صعير وجماعة. وعنه أخوه وبكير بن الأشج ومعمر والنعمان بن راشد وابنه محمد بن عبد الله. وثقه ابن معين وغيره. 4 (عبد الله بن المسور، بن عون بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي أبو جعفر.) نزيل المدائن. (8/154)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 155 عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً وعن محمد بن الحنفية. وعنه عمرو بن مرة وخالد بن أبي كريمة.) ولم يكن بثقة ولا مأمون. روى جرير عن رقبة بن مصقلة ان أبا جعفر الهاشمي المدائني كان يضع الحديث. وروى جرير عن مغيرة قال: كان عبد الله بن مسور يفتعل الحديث. وروى عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال: كان يكذب. وقال أبو حاتم: حدث بمراسيل لا يوجد لها أصل. 4 (عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي.) عن أبيه. وعنه أخوه صالح وجويرية بن أسماء. وكان جواداً ممدحاً شاعراً من رجال العالم وأبناء الدنيا. خرج بالكوفة وجمع خلقاً وعسكر ونزع الطاعة، وجرت له أمور يطول شرحها. ثم لحق بأصبهان وغلب على تلك الديار، ثم ظفر به أبو مسلم الخراساني فقتله، وقيل: بل سجنه إلى أن مات في حدود الثلاثين. وقال أبو النضر الفامي: قتله شبل بن طهمان متولي هراة بأمر أبي مسلم سنة أربع وثلاثين. (8/155)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 156 وكان فصيحاً مفوهاً شجاعاً جريئاً. وقد ذكره أبو محمد بن حزم في الملل والنحل فقال: كان رديء الدين معطلاً مستصحباً للدهرية. ذهب بعض الكيسانية إلى أنه حي لم يمت وأنه بجبل أصبهان ولا بد له أن يظهر، فصار هؤلاء وأمثالهم في سبيل اليهود بأن ملكي صيدق بن عابد وفنحاص بن العازر أحياء إلى اليوم، وسلك هذا السبيل بعض نوكى الصوفية وزعموا أن الخضر وإلياس حيان الى اليوم. وادعى بعضهم أنه يلقى إلياس في الفلوات والخضر في المروج. 4 (عبد الله بن نعيم بن همام القيني الأزدي.) عن مكحول وعمر بن عبد العزيز والضحاك بن عرزب وعروة بن محمد. وعنه ابناه عاصم وعبد الغني وابن جريج ويحيى بن عبد العزيز الأزدي. وكان من كتاب عمر بن عبد العزيز. سئل عنه ابن معين فقال: مظلم. 4 (عبد الله بن هبيرة م بن اسعد السبائي الحضرمي المصري أبو هبيرة.) (8/156)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 157 عن مسلمة بن مخلد وأبي تميم الجيشاني وعبيد بن عميرة وقبيصة بن ذؤيب.) وعنه بكر بن عمر وخير بن نعيم وحيوة بن شريح وابن لهيعة وغيرهم. وثقه أحمد. مولده سنة أربعين ومات سن ست وعشرين. 4 (عبد الله بن يزيد بن هرمز، الفقيه أبو بكر الأصم. أحد الأعلام.) روى عن جماعة من التابعين. وقيل: بل اسمه يزيد بن عبد الله بن هرمز. وقيل: بل اسمه يزيد بن عبد الله بن هرمز. تفقه عليه مالك وصحبه مدة وحكى عنه فوائد. قال مالك: كنت أحب أن أقتدي به، وكان قليل الكلام قليل الفتيا شديد التحفظ، كثيراً ما يفتي الرجل ثم يبعث من يرده ثم يخبره بغير ما أفتاه، قال: وكان بصيراً بالكلام يرد على أصول الأهواء كان من أعلم الناس بذلك. وقال ابن وهب: سمعت مالكاً يحدث أن ابن عجلان سأل ابن هرمز عن شيء فلم يعجبه ذلك فلم يزل ابن هرمز يخبره حتى فهم فقام إليه ابن عجلان فقبل رأسه. قال مالك: بلغني أن ابن شهاب قال لابن هرمز: نشدتك بالله ما علمت أن الناس كانوا يصلون فيما مضى ولم يكونوا يستنجون بالماء فصمت ابن هرمز. قلت لمالك: لم صمت عنه قال: لم يحب ان يقول نعم وهو أمر قد ترك. (8/157)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 158 قال ابن وهب: قال بكر بن مضر: قال عبد الله بن يزيد بن هرمز: ما تعلمت العلم إلا لنفسي. قال ابن وهب: وحدثني محمد بن دينار أن عبد الله بن يزيد بن هرمز كان يقول: اني لأحب للرجل ان لا يحوط رأي نفسه كما يحوط السنة. قال ابن وهب: وقال مالك: كان ابن هرمز رجلا كنت أحب ان أقتدي به. وحدثني مالك أنه دخل يوما على عبد الله بن يزيد بن هرمز فوجده جالساً على سرير له وهو وحده فذكر شرائع الاسلام وما انتقص منه وما يخاف من ضيعته وإن دموعه لتنسكب، قال: وقتل أبوه يوم الحرة. وحدثني مالك عن ابن هرمز أنه كان يسأل عن الشيء فيقول: ان لهذا نظراً وتفكراً فيقال: أجل فافعل، فيقول: ما أحب ان أشغل نفسي في ذلك متى أصلي متى اذكر. وقال اني لأحب أن يكون من بقايا العالم بعده لا أدري ليأخذ بذلك من بعده. قال مالك: لم يكن أحد بالمدينة له شرف إلا اذا حزبه الأمر رجع الى أمر ابن هرمز وقوله،) وكان اذا قدمت المدينة غنم الصدقة وإبلها ترك اللحم ولم يأكله، فقيل له: لم قال: لأنهم كانوا يقدمون بها إلى الأمراء ولا يضعونها. في حقها وروى مالك عن ابن هرمز قال: اني لأعجب للإنسان أن يرزق الرزق الحلال فيرغب في الربح فيدخل في الشيء اليسير من الحرام فيفسد المال كله. قال ابن وهب: كان ابن زيد بن أسلم حدثنا عن ابن هرمز أنه قال: حين كف عن كلام: ما كنا الا قضاة ولكن لم نكن نعرف ما نحن فيه، فكانت الفروج تستحل بكلامنا وتؤخذ الأموال بكلامنا، أدركنا من كان قبلنا اذا سئلوا عن الشيء قال بعضهم لبعض: انظروا فيما يقول صاحبكم فيقولون: كلنا نشبه هذا الأمر بالأمر الذي كان في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم، كأنه الذي (8/158)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 159 كان في زمان أبي بكر في فلان وفي زمان عمر في فلان شك ذلك فقالوا: هو مثله، وقالوا: ليس عندنا شيء غير هذا، ثم اجترأنا أنا وربيعة وأبو الزناد فقلنا: أي شيء يلبس على الناس كأنه وشبهه قال: فاجترأنا وأبى القوم فقلنا نحن: هو مثله، وسئلنا عن أشياء فقلنا نكرهها، فجاء آخرون كانوا تحتنا فقالوا: لأي شيء نكرهها ما هو إلا حلال وحرام فاجترؤا على التي هبناها كما اجترأنا على التي هابها من كان قبلنا. مالك عن ابن هرمز قال: ينبغي للعالم أن يورث جلساءه من بعده لا أدري. وقال ابراهيم بن المنذر: حدثني مطرف عن مالك قال لي ابن هرمز: يا مالك لا نمسك بشيء من هذا الرأي اخذت عني فإني والله فجرت ذلك وربيعة. وروى مروان الطاطري عن مالك قال: جلست الى ابن هرمز ثلاث عشرة سنة وكنت قد اتخذت في الشتاء سراويل محشواً، كنا نجلس معه في الصحن في الشتاء فاستحلفني أن لا أذكر اسمه في الحديث. وروى الحكم بن عبد الله عن أبيه عن مالك قال: رحت الى الصلاة الظهر من بيت ابن هرمز اثنتي عشرة سنة. وعن مالك قال: قال ابن أبي سلمة لعبد الله بن يزيد بن هرمز: الرجل (8/159)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 160 يستفتيني فأفتيه برأيي يسعني ذلك قال: لا والله حتى تعلم، لو جاز ذلك لجاز للسقائين. مطرف عن مالك قال: كنا نأتي ابن هرمز فيلقي، بعضنا على بعض ونتكلم ومعنا ربيعة وابن أبي ربيعة وابن أبي سلمة فكثر كلامنا يوماً وداود بن قيس الفراء صامت لا يتكلم فقلنا لابن) هرمز: يا أبا بكر ما تقول قال: أما أنا فأحب أن أكون مثل هذا، وأشار إلى داود. قال أبو حاتم: يزيد بن هرمز أحد الفقهاء ليس بقوي، يكتب حديثه. 4 (عبد الله بن يزيد مولى المنبعثذ ن ق.) مدني صالح الحديث. روى عن أبيه وزيد بن خالد الجهني وغيرهما. وعنه ربيعة الرائي وعباد بن اسحاق وسليمان بن مالك وجويرية بن أسماء وعبد الله بن عبد العزيز الليثي. 4 (عبد الله بن يزيد مولى الأسود المدني، ع) عن أبي سلمة ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان. وعنه يحيى بن أبي كثير وأسامة بن زيد الليثي ومالك بن أنس. وقد وثق. وكان مقرئاً من موالي بني مخزوم. (8/160)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 161 4 (عبد الله بن يزيد الصهباني الكوفي.) عن يزيد بن الأحمر وكميل بن زياد. وعنه شعبة والثوري وشريك. وثقه ابن معين. 4 (عبد الأعلى بن عامر الثعلبي الكوفي،) عن أبي عبد الرحمن السلمي وسعيد بن جبير ومحمد بن الحنفية وعبد الرحمن ابن أبي ليلى وغيرهم. وعنه سفيان وشعبة وورقاء واسرائيل وأبو عوانة. وهو صالح الحديث. قال أبو حاتم: ليس بقوي. وضعفه أحمد. 4 (عبد الحميد بن جبير بن شيبة بن عثمان الحجبي العبدري، ع) عن سعيد بن المسيب وعمته صفية بنت شيبة وعكرمة ومحمد بن عباد بن جعفر. وعنه ابن جريج وقرة بن خالد وسفيان بن عيينة. وكان ثقة ثبتاً. (8/161)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 162 4 (عبد الحميد بن رافع. حجازي صدوق.) ) عن سعد بن كعب والحسن بن مسلم وأبي مرارة. وعنه ابن جريج وسفيان الثوري وجرير بن حازم ومسلم الزنجي وغيرهم. 4 (عبد الرحمن بن خالد بن مسافر الفهمي. خ ت ن) أمير الديار المصرية لهشام بن عبد الملك. له نسخة عن الزهري نحو مائتي حديث. وعنه يحيى بن أيوب والليث بن سعد. والليث فمولاه وبسببه نال الليث دنيا عريضة. قال ابن يونس: كان ثبتاً في الحديث، ولي إمرة مصر سنة ثمان عشرة وعزل بعد سنة. قال النسائي: ليس به بأس. يقال: مات سنة سبع وعشرين ومائة. 4 (عبد الرحمن بن عبد الله البصري السراج، م ن) عن سعيد المقبري ونافع وعطاء. وعنه معمر وجرير بن حازم وحماد بن زيد. وثقه أبو حاتم. (8/162)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 163 4 (عبد الرحمن بن عبد الله الأصبهاني الجهني الكوفي، ع) وكان يتجر إلى أصبهان. روى عن أنس وزيد بن وهب وعبد الله بن معقل وأبي صالح السمان. وعنه شعبة والسفيانان وشريك وأبو عوانة. وثقه ابن معين. 4 (عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، ع أبو محمد التيمي المدني. الفقيه) أحد الأعلام. سمع أباه وأسلم مولى عمر. ومحمد بن جعفر بن الزبير وغيرهم. وعنه شعبة وسفيان وحماد بن سلمة وفليح بن سليمان والليث بن سعد ومالك والأوزاعي وابن عيينة وآخرون. وكان إماماً ورعاً حجة.) قال ابن عيينة: كان من أفضل أهل زمانه وهو خال جعفر الصادق ولد في حياة عمة أبيه عائشة. وقال ابن عيينة: سمعت ابن القاسم وما بالمدينة يومئذ أفضل منه. وقال معن عن مالك: إنه رئي على ابن القاسم قميص هروي أصفر ورداء مورد. وقال غيره: استوفده الوليد بن يزيد فقدم فأدركه الأجل بحوران فمات بها سنة ست وعشرين. (8/163)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 164 4 (عبد الرحمن بن معاوية، د ق أبو الحويرث الزرقي المدني.) شهد جنازة جابر بن عبد الله. وروى عن حنظلة بن قيس الزرقي ومحمد بن جبير بن مطعم وأخيه نافع. وعنه سفيان وشعبة وأبو غسان محمد بن مطرف. قال مالك: ليس بثقة. وقال ابن معين: لا يحتج به. وقال غيره: لين. وقال حجاج عن أبي معشر عن أبي الحويرث عبد الرحمن بن معاوية قال: مكث موسى عليه السلام بعدما كلمه الله تعالى أربعين ليلة لا يراه أحد إلا مات. توفي أبو الحويرث سنة ثلاثين ومائة. 4 (عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك بن مروان الأموي الأمير أبو الاصبغ.) قام مع يزيد الناقص وحارب الوليد فجعله يزيد ولي عهده من بعد أخيه إبراهيم فيما قيل. وعبد العزيز هذا أخو السفاح لأمه ريطة بنت عبيد الله الحارثية. ولما غلب مروان الحمار على الأمر وثب أعوانه على عبد العزيز فقتلوه بداره (8/164)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 165 في سنة سبع وعشرين ومائة. وكان قدرياً. 4 (عبد العزيز بن رفيعع أبو عبد الله الأسدي الطائفي. نزيل الكوفة.) عن ابن عباس وابن عمر وشريح القاضي وأنس بن مالك وعبيد بن عمير وزيد بن وهب وجماعة. وعنه شعبة والثوري وأبو الأحوص وشريك وجرير بن عبد الحميد وأبو بكر بن عياش وسفيان) بن عيينة وآخرون. وحديثه نحو من ستين حديثاً. وكان أحد الثقات المسندين. وقد روى عنه رفيقه عمرو بن دينار، بلغنا عنه أنه قلما تزوج امرأة إلا وطلبت فاقه من كثرة جماعه. وقد مات في عشر المائة. توفي سنة ثلاثين ومائة. 4 (عبد العزيز بن صهيب البنانيع مولاهم البصري الأعمى.) عن أنس وشهر وأبي نضرة العبدي. (8/165)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 166 وعنه شعبة والسفيانان والحمادانة وابراهيم بن طهمان والمبارك بن سحيم وهشيم وعبد الوارث وآخرون. وثقه أحمد بن حنبل. مات سنة ثلاثين ومائة. 4 (عبد الكريم بن فيروز، أبو بشر البصري الصفار.) عن يزيد بن الشخير وأبي نضرة العبدي. وعنه حرب بن ميمون الأزدي وحرمي بن عمارة. 4 (عبد الكريم بن أبي المخارق، ت ن ق، وم متابعة أبو أمية.) المعلم البصري نزيل مكة. روى عن أنس بن مالك وحسان بن بلال المزني والحارث الأعور ومجاهد وسعيد بن جبير وطائفة. وعنه أبو حنيفة ومالك وحماد بن سلمة والسفيانان وطائفة. روى عنه من شيوخه مجاهد وعطاء بن أبي رباح وكان أحد الفقهاء العلماء إلا أنه يقول بالإرجاء، وفي حديثه ضعف. (8/166)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 167 قال أبو حاتم وغيره ضعيف، وكذا ضعفه أيوب السختياني. وقد استشهد به البخاري في صحيحه، وخرج له مسلم متابعة. ووفاته قريبة من وفاة سميه عبد الكريم الجزري. 4 (عبد الكريم بن مالك الجزري، ع أبو سعيد الحراني مولى بني أمية.) ) عن سعيد بن المسيب وسعيد بن جبير وطاوس وجماعة. وعنه سفيان الثوري ومالك وابن جريج ومعمر وزهير بن معاوية وعبيد الله ابن عمرو الرقي وابن عيينة. وكان أحد الأثبات وثقه النسائي ووصفه بالحفظ. مات سنة سبع وعشرين ومائة. 4 (عبد الملك بن أعين خ م أخو حمران بن أعين الشيباني مولاهم الكوفي. وله أيضاً) أخوان: بلال وعبد الأعلى. روى هو عن أبي عبد الرحمن السلمي وأبي وائل. وعنه محمد بن إسحاق والسفيانان. وهو صادق في الحديث لكنه من غلاة الرافضة. روى له ح م مقروناً بغيره. (8/167)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 168 4 (عبد الملك بن حبيب ع أبو عمران الجوني البصري رأى عمران بن حصين.) وروى عن جندب بن عبد الله وأنس بن مالك وعبد الله بن الصامت وأبي بكر بن أبي موسى وغيرهم. وعنه شعبة وأبان العطار والحمادان وسهيل بن أبي حزم وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي وآخرون. وثقه ابن معين وغيره. وقال أبو سعيد بن الأعرابي: كان الغالب عليه الكلام في الحكمة وكان يقول أما والله إن لله عباداً آثروا طاعة الله على شهواتهم. وكان يقول: أجرى الله علينا وعليكم محبته وجعل قلوبنا أوطانا تحن اليه. توفي أبو عمران الجوني سنة ثمان وعشرين ومائة، وقيل: سنة ثلاث وعشرين. 4 (عبد الملك بن قطن الفهري، أمير الأندلس من قبل هشام بن عبد الملك قتل بها سنة خمس) وعشرين ومائة. (8/168)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 169 4 (عبد الملك بن محمد بن عطية السعدي، الأمير.) مر في الحوادث كيف قتل في سنة ثلاثين ومائة بناحية اليمن. 4 (عبد الواحد بن قيس السلمي الدمشقي ق والد عمر.) ) روى عن أبي أمامة الباهلي وعروة بن الزبير ونافع. وعنه الأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز. ولم يدركه ولده. قال النسائي: ليس بالقوي وقال مرة: ضعيف. وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. قال صدقة بن خالد: ثنا مروان بن جناح عن عبد الواحد بن قيس الأفطس مولى عمرو بن عقبة بن أبي سفيان وكان عالم أهل الشام بالنحو وكان معلم أولاد الخليفة يزيد بن عبد الملك. قال: قلت ليزيد: إني لست آخذ منكم شيئاً على التعليم للقرآن انما آخذ منكم على أدبي. 4 (عبد الوهاب بن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبيرت الأسدي الزبيري.) عن جده ابن الزبير. وعنه هشام بن عروة وجويرية بن اسماء وفليح بن سليمان. وهو مقل صويلح. (8/169)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 170 4 (عبيد الله بن حميد بن عبد الرحمن الحميري البصري.) سمع أباه والشعبي. وعنه منصور بن زاذان وهشام الدستوائي وأبان بن يزيد وحماد بن سلمة وآخرون. وهو مقل صدوق. 4 (عبيد الله بن أبي يزيد المكي، ع مولى بني كنانة حلفاء الزهريين.) عن ابن عباس وابن عمر وابن الزبير وعبيد بن عمير والحسين بن علي وسباع ابن ثابت ونافع بن جبير ومجاهد وطائفة سواهم. وعنه ابن جريج وشعبة وورقاء وحماد بن زيد وسفيان بن عيينة وآخرون. وثقه ابن المديني وغيره. وهو من أكبر شيوخ ابن عيينة. قال ابن عيينة: كان ابن جريج يحدثنا عن عبيد الله بن أبي يزيد ويقول: هذا شيخ قديم يوهم أنه قد مات فبينا أنا يوماً على باب دار اذ سمعت رجلاً يقول: أدخل بنا على عبيد الله بن أبي يزيد فقلت: من ذا قال: شيخ لقي ابن عباس، قلت: أدخل معكم قالوا: نعم، قال: فسمعت منه يومئذ أحاديث ثم أتيت ابن جريج فحدث عنه فقلت: قد سمعت منه، قال: وقد وقعت عليه فلم أزل) أختلف إليه حتى مات سنة ست وعشرين ومائة. وكان ثقة: قال: وعاش ستاً وثمانين سنة. (8/170)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 171 قلت: وقع لنا من عالي روايته. 4 (عبيد بن الحسن المزني الكوفي، م د ق) عن عبد الله بن أبي أوفي وعبد الرحمن بن معقل المزني. وعنه منصور والأعمش وسفيان وشعبة وقيس بن الربيع. وثقوه. 4 (عبدة بن أبي لبابة الاسدي، سوى د ثم الغاضري مولاهم أبو القاسم.) الكوفي التاجر أحد العلماء الأثبات. سكن دمشق، وحدث عن ابن عمر وسويد بن غفلة وعلقمة وأبي وائل وزر بن حبيش. وعنه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر والأوزاعي وشعبة والسفيانان وآخرون. وكان شريكا للحسن بن الحر فقدما بتجارة إلى مكة وكانت أربعين ألفاً. قال أحمد بن حنبل: لقي عبدة ابن عمر بالشام. وقال الأوزاعي: لم يقدم علينا من العراق أحد أفضل منه ومن الحسن بن الحر. (8/171)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 172 وروى ابن ثوبان عن عبدة قال: كنت في سبعين من أصحاب ابن مسعود وقرأت عليهم القرآن. وقال الأوزاعي عن عبدة بن أبي لبابة قال: إذا رأيت الرجل لجوجاً ممارياً معجباً برأيه فقد تمت خسارته. وقال حسين الجعفي: قدم الحسن بن الحر وعبدة بن أبي لبابة وكانا شريكين بأربعين ألفاً تجارة فوافيا مكة وبأهلها فاقة وحاجة فقال الحسن لعبدة: هل لك أن نقرض ربنا عشرة آلاف قال: نعم، فأدخلوا مساكين أهل مكة داراً وبقوا يخرجون واحداً واحداً ثم يعطونه، فقسموا العشرة الآلاف، وفضل خلق فقال: هل لك أن نقرض ربنا عشرة آلاف أخرى قال: نعم، فقسموا فلم يزالا إلى أن قسما المال كله وتعلق بهما المساكين وقالوا: لصوص بعث معهم أمير المؤمنين بمال فخانوا. قال: فاستقرضوا عشرة آلاف حتى أرضوا بها من بقي، وطلبهم السلطان فاختفوا حتى ذهب أشراف مكة فأخبروا الوالي عنهما بفضل وصلاح. قال: فخرجوا من مكة بالليل ورجعوا إلى الشام.) وروي عن عبدة قال: ذقت ماء البحر الملح ليلة سبع وعشرين فوجدته عذباً. وقال أبو المغيرة: ثنا الأوزاعي عن عبدة قال: أقرب الناس من الرياء آمنهم منه. وقال ضمرة بن ربيعة عن رجاء بن أبي سلمة: سمعت عبدة يقول: لوددت أن حظي من أهل هذا الزمان أنهم لا يسألوني عن شيء ولا أسألهم يتكاثرون بالمسائل كما يتكاثر أهل الدراهم بالدراهم. (8/172)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 173 توفي عبدة في حدود سنة سبع وعشرين ومائة. 4 (عثمان بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم النوفلي المكي، م د ن ق) عن ابن عمه سعيد بن محمد وعن سعيد بن جبير وعروة بن الزبير وجماعة. وعنه ابن جريج وابن اسحاق وسفيان بن عيينة. وثقه أحمد وغيره. 4 (عثمان بن عاصم أبو حصين الأسدي الكوفي، ع أحد الأشراف والأئمة.) روى عن جابر بن سمرة وابن الزبير وأنس بن مالك والقاضي شريح وأبي وائل الأسود بن هلال وابراهيم النخعي وطائفة. وعنه شعبة والسفيانان وزائدة وعبيد بن القاسم وأبو بكر بن عياش وآخرون. وكان من أركان المحدثين وثقاتهم، عثمانياً صالحاً خيراً، وكان سيد بني أسد بالكوفة. قال وكيع: كان أبو حصين يقول: أنا أقرأ من الأعمش، فقال الأعمش لرجل يقرأ عليه: إهمز الحوت فهمزه، فلما كان من الغد قرأ أبو حصين في الصبح فهمز الحوت فقال له الأعمش لما سلم: كسرت ظهر الحوت يا أبا حصين فكان ما بلغكم، يعني وقع بينهما. رواها أبو هشام الرفاعي عن وكيع. (8/173)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 174 قال: والذي بلغنا أنه قذف الأعمش فحلف الأعمش ليحدثنه، فكلمه بنو أسد فأبى فقال خمسون منهم: والله لنشهد أن أمه كما قال أبو حصين، فحلف الأعمش لا يساكنهم، وتحول. قال الدار قطني: أبو حصين سمع ابن عباس وزيد بن أرقم وابن الزبير. وقال عبد الرحمن بن مهدي: لا ترى حافظاً يختلف على أبي حصين. وقال مسعر: أتى أبو حصين بجائزة من السلطان فلم يقبلها فقيل له: مالك لم تقبلها قال: الحياء والتكرم.) وقال أبو شهاب: سمعت أبا حصين يقول: إن أحدهم ليفتي في المسألة ولو وردت على عمر بن الخطاب رضي الله عنه لجمع لها أهل بدر. وقال شعبة أنا أبو حصين وكان في خلفه زعارة. وروى أبو بكر بن عياش عن أبي حصين قال: دخلت أنا وعمي على ابن عباس وقرأت القرآن على يحيى بن وثاب. قال أبو عمرو الداني: أخذ عنه القراءة الأعمش، وكذا قال أبو عمرو. وروى أحمد بن أبي خيثمة عن محمد بن عمران الأخنسي عن أبي بكر بن عياس قال: دخلت على أبي حصين وهو مختف من بني أمية فقال: إنهم يراودوني عن ديني والله لا أعطيهم إياه أبداً. توفي أبو حصين على الصحيح سنة ثمان وعشرين ومائة. 4 (عثمان بن عبد الله بن موهب، سوى دأبو عبد الله التيمي المدني الأعرج نزيل العراق.) (8/174)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 175 عن أبي هريرة وأم سلمة وجابر بن سمرة وابن عمر وعبد الله بن أبي قتادة. وعنه شعبة وأبو حنيفة والثوري وشيبان واسرائيل وأبو عوانة. وثقه ابن معين وغيره. وفي الطبقات لابن سعد وهم وهو أنه قال: مات في خلافة المهدي سنة ستين ومائة، وإنما مات في حدود العشرين ومائة. 4 (عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان القرشي التيمب، خ د ت) لأبيه صحبة وجده عثمان أخو طلحة بن عبيد الله أحد العشرة. روى عن أبيه وأنس بن مالك وربيعة بن عبد الله بن الهدير. وعنه الضحاك بن عثمان وفليح بن سليمان وابراهيم بن أبي يحيى وآخرون. وثق. 4 (عثمان بن عمير أبو اليقظان البجلي الكوفي الأعمى، د ت ق) ويقال عثمان بن قيس فلعله نسب إلى جده، ويقال له عثمان بن أبي حميد. روى عن أنس وأبي الطفيل وابي وائل وأبي عمر زاذان وابراهيم النخعي وعدي بن ثابت وعدة.) (8/175)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 176 وعنه الأعمش وشعبة ومهدي بن ميمون وسفيان الثوري وشريك وآخرون. وهو ضعيف باتفاق وكان يغلو في تشيعه. قال أبو أحمد الزبيري: كان يؤمن بالرجعة. وقال أبو عبد الله أحمد بن حنبل: خرج أبو اليقظان في الفتنة مع ابراهيم ابن عبد الله بن حسن يعني سنة خمس وأربعين ومائة. قلت: فعلى هذا يتعين ان يحول إلى طبقة الأعمش. 4 (عثمان بن محمد بن المغيرة بن الأخنس، بن شريق الثقفي الحجازي.) عن سعيد بن المسيب والأعرج. وعنه ابن ابي ذئب وعبد الله بن جعفر المخرمي وابو بكر بن ابي سبرة وغيرهم. وثقه ابن معين. 4 (عثمان بن المغيرة الثقفي، خ المغيرة الكوفي الأعشى.) عن علي بن ربيعة الوالي وزيد بن وهب وأبي عبد الرحمن السلمي ومجاهد. وعنه سفيان وشعبة وإسرائيل وشريك وابو عوانة. (8/176)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 177 وثقه ابن معين، وقال: هو عثمان بن أبي زرعة. قلت: وهو أعشى ثقيف. 4 (عروة بن أذينة، أبو عامر الليثي الحجازي. الشاعر المشهور.) سمع ابن عمر. وعنه مالك في الموطأ وعبيد الله بن عمر وغيرهما. وله وفادة على هشام بن عبد الملك. وكان من فحول الشعراء. قال أبو داود: لا أعلم له حديثاً واحداً. ومن قوله السائر: (ولقد وقفت على الديار لعلها .......... بجواب رجع تحية تتكلم)

(والعيس تسجع بالحنين كأنها .......... بين المنازل حين تسجع مأتم)

(نزلوا ثلاث مني بمنزل غبطة .......... وهم على عجل لعمرك ما هم)

(متجاورين بغير دار إقامة .......... لو قد أجد رحيلهم لم يندموا) ) (ولهن بالبيت العتيق لبانة .......... والحجر يعرفهن لو يتكلم)

(لو كان حياً قبلهن ظعائنا .......... حيا الحطيم وجوههن وزمزم) (8/177)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 178 4 (عطاء بن دينار الهذلي، د ت مولاهم المصري، يكنى أبا طلحة.) روى عن عمار بن سعد التجيبي وحكيم بن شريك الهذلي وسعيد بن جبير. وعنه عمرو بن الحارث وحيوة بن شريح ويحيى بن أيوب ونافع بن يزيد وابن لهيعة. وثقه أحمد. توفي سنة ست وعشرين ومائة. 4 (عطاء بن صهيب الأنصاري خ م ت ق) عن مولاه رافع بن خديج. وعنه يحيى بن أبي كثير وأيوب بن عتبة وعكرمة بن عمار والأوزاعي. وثقه النسائي. 4 (عطية بن قيس م قد ذكر في الطبقة الماضية مختصراً. وهو أبو يحيى الكلبي الدمشقي) المذبوح. مقريء أهل دمشق مع ابن عامر ولكن لم يشتهر حرفه. (8/178)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 179 قال أبو عمرو الداني: أخذ القراءة عرضاً عن أم الدرداء عن قراءتها عن أبي الدرداء. وروى عنه القراءة عرضاً علي بن أبي حملة وسعيد بن عبد العزيز والحسن بن عمران. قلت: وحدث عن عمرو بن عبسة ومعاوية وابن عمر والنعمان بن بشير وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الرحمن بن غنم. وغزا في أيام معاوية وأرسل عن أبي الدرداء وغيره. روى عنه ابنه سعد وعبد الله بن العلاء بن زبر وأبو بكر بن أبي مريم الغساني وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر وغيرهم. قال، سعيد بن عبد العزيز: لم يكن أحد يطمع أن يفتح شيئاً من ذكر الدنيا في مجلس عطية. قال ابن عساكر: داره قبلي كنيسة اليهود. وكان قاريء الجند. توفي سنة إحدى وعشرين ومائة. 4 (عقيل بن طلحة السلمي ن ق من أبناء الصحابة.) روى عن ابن عمر ومسلم بن هيصم وأبي جري الهجيمي.) (8/179)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 180 وعنه شعبة وسلام بن مسكين وحماد بن سلمة. وثقه النسائي. 4 (العلاء بن عتبة الحمصي.) عن خالد بن معدان وعمير بن هانيء وعنه الأوزاعي ومعاوية بن صالح وعبد الله بن سالم الأشعري واسماعيل بن عياش صويلح الحديث. 4 (علي بن الحصين بن مالك بن الخشخاش العنبري البصري.) عن أبي الشعثاء جابر بن زيد وعمر بن عبد العزيز وعنه المفضل بن لاحق وابن جريج وكان يرى رأي الخوارج قال أبو حاتم: يكتب حديثه. وقال ابن حبان: لا يحتج به. 4 (علي بن زيد بن جدعانً م تبعاً) (8/180)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 181 مختلف في تاريخ موته. وهو في الطبقة الآتية. 4 (علي بن نفيل بن زراعد ق أبو النهدي الحراني جد أبي جعفر النفيلي الحافظ.) روى عن سعيد بن المسيب. وعنه أبو المليح الرقي والنضر بن عربي الباهلي وغيرهما. قال أبو حاتم: لا بأس به. قيل: توفي سنة خمس وعشرين ومائة. 4 (علي بن يحيى بن خلاد، خ د ن ق بن رافع الزرقي المدني.) عن أبيه وعن عم أبيه رفاعة بن رافع وعنه ابنه يحيى بن علي ونعيم المجمر مع تقدمه ومحمد بن عمرو بن علقمة ومحمد بن اسحق وداود بن قيس الفراء وآخرون. وثقه ابن معين. قال ابن حبان في الثقات: توفي سنة تسع وعشرين ومائة.) 4 (علي بنم يزيد بن أبي هلال، ت ق أبو عبد الملك الإلهاني الشامي.) (8/181)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 182 عن مكحول والقاسم أبي عبد الرحمن وله عنه نسخة مشهورة. وعنه عثمان بن أبي العاتكة وعبيد الله بن زحر ومحمد بن عبيد الله العرزمي ومعاذ بن رفاعة وآخرون. وله مناكير، وضعفه جماعة. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال غيره: متروك. 4 (عمار بن أبي عمار المكي م مولى بني هاشم وقيل: مولى بني نوفل.) عن أبي قتادة الأنصاري وأبي هريرة وابن عباس وأبي سعيد الخدري والكبار. وعنه خالد الحذاء وشعبة ومعمر وحماد بن سلمة وآخرون. وثقه أحمد وغيره. 4 (عمارة بن عبد الله بن صياد الأنصاري ت ق المدني. وأبوه هو الذي يحدث أنه دجال.) روى عن جابر بن عبد الله وسعيد بن المسيب وعطاء بن يسار. وعنه مالك بن أنس والضحاك بن عثمان ومحمد بن معن الغفاري. قال ابن سعد: ثقة قليل الحديث، قال: وكان مالك لا يقدم عليه في الفضل أحداً. (8/182)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 183 مات في خلافة مروان بن محمد. 4 (عمارة بن عبد الله بن طعمة المدني د) عن سعيد بن المسيب وعطاء بن يسار أيضاً. وعنه مالك وابن إسحاق. 4 (عمران بن عبد الله بن طلحة بن خلف الخزاعي.) عن ابن المسيب والقاسم. وعنه حماد بن سلمة وسلام بن مسكين. وما علمت فيه ضعفاً. 4 (عمران بن مسلم الجعفر الكوفي، الضرير.) عن سويد بن غفلة وسعيد بن جبير وخيثمة بن عبد الرحمن. وعنه سفيان وشعبة وزائدة وأبو عوانة وجماعة. وهو صدوق.) (8/183)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 184 4 (عمران بن مسلم بن رياح الثقفي.) عن عبد الله بن معقل وعلي بن عمارة. وعنه سفيان وشريك وزكريا بن سياه. وثقه يحيى بن معين. 4 (عمر بن حسين المكي م) عن نافع وعبد الله بن أبي سلمة الماجشون وابن أبي ذئب ومالك وغيرهم. وثقه النسائي. 4 (عمر بن عبد الرحمن بن محيص م ت ن قيل اسمه محمد.) يأتي. 4 (عمر بن قيس الماصر د أبو الصباح الكوفي.) مولى ثقيف وقيل مولى الأشعث الكندي، وقيل هو عجلي وهو جد يونس (8/184)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 185 ابن حبيب بن عبد القاهر بن عبد العزيز بن عمر بن أبي مسلم الماصر العجلي. أصله من سبي الديلم. روى عن زيد بن وهب وشريح القاضي وعمر بن أبي قرة ومجاهد. وعنه مسعر والثوري وابن عون وزائدة. وثقه ابن معين وأبو حاتم وأبو داود. له في السنن حديث واحد وهو أيما رجل سببته أو لعنته فاجعلها عليه صلاة يوم القيامة. 4 (عمر بن المنكدر التيمي المدني.) العابد الخاشع، له طبقة وأخبار في الكتب. قال نافع بن عمر الجمحي: قالت والدة عمر بن المنكدر له: إني أحب أن تنام، قال: يا أمه إني لأستقبل الليل فيهولني فيدركني الصبح وما قضيت حاجتي. وقد حزن عمر بن المنكدر عند الموت فعاده أبو حازم وكلمه فقال: إني أخاف أن يبدو لي من الله ما لم أكن أحتسب. وقيل: إن عمر بن المنكدر خالف أمه في شيء وكان الحق معه فقال: يا أمه أحب أن تضعي قدمك على خدي، قالت: يا بني وما الذي قلت فلم يزل بها حتى وضعت قدمها على) خده. (8/185)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 186 4 (عمرو بن جابر أبو زرعة الحضرمي المصري ت ق) عن جابر بن عبد الله وسهل بن سعد وعبد الله بن الحارث بن جزء. وعنه ابن لهيعة وضمام بن اسماعيل وبكر بن مضر وآخرون. قال أبو حاتم: صالح الحديث. وضعفه أبو أحمد بن عدي وغيره. قال ابن عدي: كان يقول إن علياً في السحاب. وقال ابن لهيعة: كان شيخاً أحمق كان يجلس معنا فيبصر سحابة فيقول: هذا علي. 4 (عمرو بن أبي حكيم الواسطي د ن المعروف بابن الكردي.) عن الزبرقان بن عمرو بن أمية الضمري وابن بريدة وعكرمة. وعنه خالد الحذاء وشعبة وعبد الوارث بن سعيد. وثقه د. 4 (عمرو بن دينار أبو محمد الجمحي، ع مولاهم المكي الأثرم.) أحد أئمة الدين. (8/186)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 187 سمع ابن عباس وابن عمر وجابراً وبجالة بن عبدة وأنس بن مالك وعبيد ابن عمير وعبد الرحمن بن مطعم وأبا الشعثاء وأبا سلمة وسعيد بن جبير وطاوساً وخلقاً سواهم. وروايته عن أبي هريرة في كتاب ابن ماجه. وعنه ابن جريج وشعبة والحمادان والسفيانان وورقاء ومحمد بن مسلم الطائفي وخلق. قال شعبة: ما رأيت أثبت في الحديث منه. وقال ابن عيينة: كان عمرو بن دينار لا يدع إتيان المسجد كان يحمل على حمار ماركبه إلا وهو مقعد، وكان يقول: أحرج على من يكتب عني فما كتبت عن أحد شيئاً، كنت أتحفظ، قال: وكان يحدث بالمعاني وكان فقيهاً رحمه الله. قال عبد الله بن أبي نجيح: ما رأيت أحداً قط أفقه من عمرو بن دينار لا عطاء ولا مجاهداً ولا طاوساً. وقال ابن عيينة: ثقة ثقة.) قلت: وكان عمرو بن دينار من الأبناء والأبناء بمكة وباليمن من أولاد الفرس. قال يحيى بن معين: أهل المدينة لا يرضونه يرمونه بالتشيع والتحامل على ابن الزبير ولا بأس به هو بريء مما يقولون. (8/187)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 188 وقال عبد الرزاق عن معمر: كان عمرو بن دينار إذا جاءه رجل يريد أن يتعلم منه لم يحدثه، وإذا جاء إليه فمازحه وحدثه وألقى إليه الشيء انبسط إليه وحدثه. وقال ابن عيينة: كان عمرو قد جزأ الليل ثلاثة أجزاء: ثلثاً ينام وثلثاً يدرس حديثه وثلثاً يصلي، وما كان أثبته. وروى نعيم بن حماد عن ابن عيينة قال: ما كان عندنا أحد أفقه ولا أعلم ولا أحفظ من عمرو بن دينار. وروى اباهيم بن بشار عن ابن عيينة قال: قيل لإياس بن معاوية: أي أهل مكة رأيت أفقه قال: أسوأهم خلقاً عمرو بن دينار الذي كنت إذا سألته عن حديث كأنما تقلع عينه. وقد ذكره الحاكم في كتاب مزكى الأخبار وأنه سمع ايضاً من أبلي سعيد والبراء بن عازب وعبد الله بن عمرو بن العاص وأبي هريرة ق وزيد بن ارقم. وفي النفس من هذا وما أدري من أين أتى الحاكم بهؤلاء. ثم روى من طريق ابن عيينة عن ابن ابي نجيح قال: لم يكن بأرضنا أعلم من عمرو بن دينار ولا في جميع الأرض. وقال أحمد بن حنبل: لم يكن شعبة يقدم أحداً على عمرو بن دينار في الثبت لا الحكم ولا غيره. وقال ابن المديني عن سفيان قال: أدركنا عمرو بن دينار وقد سقطت أسنانه ما بقي له إلا ناب فلو لا أنا أطلنا مجالسته لم نفهم كلامه. وقال إسحاق السلولي: ثنا عمرو بن ثابت سمعت ابا جعفر محمد بن علي يقول: إنه ليزيدني في الحج رغبة لقاء عمرو بن دينار فإنه كان يحبنا ويفيدنا. قال الواقدي: عاش عمرو بن دينار ثمانين سنة. (8/188)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 189 وقال غيره: توفي في أول سنة ست وعشرين ومائة. قال النسائي: ثقة ثبت. وروى علي بن الحسين النسائي عن ابن عيينة قال: مرض عمرو بن دينار فعاده الزهري فلما) قام الزهري قال: ما رأيت شيخاً أنص للحديث الجيد من هذا الشيخ. وقال يحيى القطان وأحمد بن حنبل: هو أثبت من قتادة. قال أحمد: وهو أثبت الناس في عطاء. قلت: يعني ابن أبي رباح فإنه روى أيضاً عن عطاء بن ميناء في الصحيحين وعن عطاء بن يسار في مسلم. 4 (عمرو بن سعد الفدكي ت ق مولى عثمان بن عفان.) عن عطاء بن أبي رباح ورجاء بن حيوة ومحمد بن كعب وعمرو بن شعيب. وعنه يحيى بن أبي كثير وهو أكبر منه وعكرمة بن عمار والأوزاعي وعمر بن راشد. وثقه أبو زرعة. 4 (عمرو بن عامر الأنصاري الكوفي ع سمع أنساً.) (8/189)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 190 وعنه شعبة ومسعر والثوري وشريك. وثقه أبو حاتم. فأما 4 (عمرو بن عامر البجلي. والد أسد بن عمرو والفقيه فيروي عن الحسن البصري وغيره.) وعنه ابن عيينة والمحاربي وأبو عتيبة. وبقي إلى حدود الخمسين ومائة. صدوق. 4 (عمرو بن عبد الله أبو إسحاق السبيعيع الهمداني الكوفي.) أحد الأعلام وشيخ الكوفة. رأى علياً رضي الله عنه يخطب. وروى عن زيد بن أرقم وعبد الله بن عمرو والبراء بن عازب وعدي ابن حاتم وجماعة من الصحابة وعن خلائق من كبار التابعين وينفرد بالأخذ عن كثير منهم فإنه كان إماماً طلابة للعلم. روى عنه الأعمش وسفيان وشعبة وزائدة وشريك وأبو الأحوص وإبراهيم ابن طهمان والأجلح وإسرائيل وإسماعيل بن أبي خالد وأشعث بن سوار والجراح أبو وكيع وجرير بن حازم وحجاج، وحديج وزهير ابنا معاوية والحسن بن صالح والحسين بن واقد وحماد الأبح وحمزة الزيات ورقبة بن مصقلة وزائدة (8/190)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 191 وزكريا بن أبي زائدة وزيد بن أبي أنيسة وشعيب بن خالد) وشعيقب بن صفوان والمسعودي وعمار بن زريق وعمر بن عبيد ومالك بن مغول وفطر بن خليفة ومسعر وورقاء وأبو عوانة وحفيده يوسف بن إسحاق وابنه يونس والمطلب ابن زياد وابن عيينة وأبو بكر بن عياش وأمم سواهم. وقرأ عليه حمزة الزيات. وقد غزا الروم في خلافة معاوية وقال: سألني معاوية كم عطاء أبيك قلت: ثلاثمائة يعني في الشهر، قال: ففرضها لي. وعن أبي إسحاق قال: ولدت في خلافة عثمان لسنتين بقيتا منها. وقال ابن المديني: روى عن سبعين رجلاً أو ثمانين لم يرو عنهم غيره، وأحصيت مشيخته نحواً من ثلاثمائة شيخ، وقال في موضع آخر: أربعمائة شيخ. وقال آخر: سمع من ثمانية وثلاثين صحابياً. قال أبو حاتم: يشبه الزهري في الكثرة. وقال الأعمش: كان أصحاب ابن مسعود إذا رأوا أبا إسحاق قالوا: هذا عمرو القاريء هذا الذي لا يلتفت. وروى محمد بن فضيل عن أبيه قال: كان أبو إسحاق يقرأ القرآن في كل ثلاث ليال. قال ابن سعد: أبو إسحق هو عمرو بن عبد الله بن علي بن أحمد بن ذي يحمد بن السبيع قال وأكثر من سماه لم يتجاوز أباه. (8/191)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 192 وقال سفيان عن أبي إسحاق: رأيت علياً رضي الله عنه أبيض الرأس واللحية. وروى يونس بن أبي إسحق عن أبيه قال: قال لي أبي: قم يا عمرو فانظر إلى أمير المؤمنين. وقال أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق قال: غزوت في زمن زياد ست غزوات. وقال أحمد بن حنبل: كان أبو إسحاق تزوج امرأة الحارث الأعور فوقعت إليه كتبه. وروى شبابة عن شعبة قال: لم يسمع أبو إسحاق من الحارث إلا أربعة أحاديث. وقال أبو بكر عن أبي إسحق قال: ما أقلت عيني غمضاً منذ أربعين سنة. وقال وكيع: ثنا الأعمش قال: كنت إذا خلوت بأبي إسحق حدثني بحديث عبد الله غضاً. وروى شعبة عن أبي إسحق قال: شهدت عند شريح في وصية فأجاز شهادتي وحدي. وقيل لشعبة: أسمع أبو إسحق من مجاهد قال: وما كان يصنع به هو أحسن حديثاً من مجاهد) ومن الحسن وابن سيرين. وقال عمر بن شبيب المسلمي: رأيت أبا إسحاق وهو شيخ كبير أعمى يسوقه إسرائيل يعني ابن ابنه ويقوده ابنه يوسف. وقال ابن عيينة: قال عون لأبي إسحق: ما بقي منك قال: أقرأ البقرة في ركعة. قال ذهب شرك وبقي خيرك. (8/192)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 193 وقال عبد الله بن صالح العجلي: كان أبو إسحاق يحرض الشباب يقول: ما أستطيع أن أستوي قائماً حتى أعتمد على رجلين فإذا اعتدلت قائماً قرأت بألف آية. وقال أبو إسحاق: قد كبرت وضعفت ما أصوم إلا ثلاثة أيام من الشهر والاثنين والخميس وشهور الحرم رواه أبو الأحوص عنه. وقال ابن المديني: حفظ العلم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم ستة رجال: فلأهل مكة عمرو بن دينار ولأهل المدينة ابن شهاب ولأهل الكوفة أبو إسحق والأعمش ولأهل البصرة قتادة ويحيى بن أبي كثير نافلة. وقال أبو بكر بن عياش: ما سمعت أبا إسحاق يغتاب أحداً قط إذا ذكر رجلاً من الصحابة فكأنه أفضلهم عنده. وقال فضل بن مرزوق: سمعت أبا إسحاق يقول: وددت أني أنجو من علمي كفافاً. وقال أحمد وابن معين: أبو إسحاق ثقة. وقال عبد الله بن جعفر الرقي عن عبيد الله بن عمرو قال: جئت بمحمد ابن سوقة معي شفيعاً عند أبي إسحاق فقلت لإسرائيل: استأذن لنا على الشيخ، فقال: صلى بنا الشيخ البارحة فاختلط، فدخلنا فسلمنا عليه وخرجنا. وقيل: إنما سمع ابن عيينة منه وهو مختلط. وقال ابن معين: زكريا بن أبي زائدة وزهير بن معاوية واسرائيل حديثهم عن أبي إسحاق قريب من السوء وإنما أصحاب أبي إسحاق شعبة والثوري. (8/193)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 194 وقال أحمد: ثنا سفيان قال: دخلت على أبي إسحاق فإذا هو في قبة تركية ومسجد على بابها وهو من المسجد فقلت: كيف أنت قال: مثل الذي أصابه الفالج لا تنفعني يد ولا رجل. وقال جرير عن مغيرة: ما أفسد حديث أهل الكوفة غير أبي إسحاق والأعمش.) قلت: لا يسمع هذا من مغيرة ولا يلتفت إليه. قال يحيى القطان: توفي أبو إسحاق سنة سبع وعشرين ومائة يوم دخل الضحاك بن قيس غالباً على الكوفة. وفيها أرخه الهيثم والواقدي ويحيى بن بكير وابن نمير وخليفة وأحمد والفلاس وغيرهم. وقال أبو نعيم وأبو عبيد وابن أبي شيبة: مات سنة ثمان وعشرين. وكان أبو إسحاق ربما دلس. 4 (عمرو بن مالك النكرى، أبو يحيى وقيل أبو مالك. بصري صدوق.) روى عن أبي الجوزاء أوس الربعي. وعنه حماد بن زيد وجعفر بن سليمان وعباد بن عباد ونوح بن قيس الحداني وآخرون وابنه يحيى. 4 (عمرو بن مسلم بن عمارة م بن أكيمة الليثي المدني.) (8/194)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 195 عن سعيد بن المسيب عن أم سلمة بحديث من كان له ذبح فأهل ذو الحجة فلا يأخذ من شعره وأظفاره. رواه عنه سعيد بن أبي هلال ومالك ومحمد بن عمرو. وثقه ابن معين. 4 (عمرو بن مسلم الجندي اليمنيم د ت ن.) عن عطاء وطاوس وعكرمة. وعنه زياد بن سعد وابن جريج ومعمر وابن عيينة وغيرهم. قال النسائي ليس بالقوي. 4 (عمير بن هانيء العنسي الدارانيع أبو الوليد.) عن أبي هريرة ومعاوية خ م وابن عمر د. وعنه الزهري وقتادة والأوزاعي وابن جابر ومعاوية بن صالح وسعيد ابن عبد العزيز وأبو بكر بن أبي مريم وآخرون. (8/195)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 196 وعمر دهراً، استنابه الحجاج على الكوفة ثم ولي خراج دمشق لعمر بن عبد العزيز. ويقال: إنه أدرك ثلاثين صحابياً.) وقال عبد الرحمن بن يزيد بن جابر: كان عمير بن هانيء يضحك فأقول: ما هذا فيقول: بلغني أن أبا الدرداء كان يقول: إني لأستجمة ليكون أنشط لي في الحق فقلت له: أراك لا تفتر من ذكر الله تعالى فكم تسبح قال: مائة ألف إلا أن تخطيء الأصابع. وقال سعيد بن عبد العزيز عن عمير بن هانيء قال: وجهني عبد الملك بكتب إلى الحجاج وهو محاصر ابن الزبير وقد نصب المنجنيق يرمي على البيت فرأيت ابن عمر إذا أقيمت الصلاة صلى مع الحجاج وإذا حضر ابن الزبير المسجد صلى معه فقلت: يا أبا عبد الرحمن تصلي مع هؤلاء فقال: يا أخا أهل الشام صل معهم ما صلوا ولا تطع مخلوقاً في معصية الخالق فقلت: ما قولك في أهل مكة قال: ما أنا لهم بعاذر، قلت: فما تقول في أهل الشام قال: ما أنا لهم بحامد كلاهما يقتتلون على الدنيا يتهافتون في النار تافت الذباب في المرق، قلت: فما قولك في هذه البيعة التي أخذها علينا ابن مروان فقال: إنا كنا نبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة فكان يلقننا فيما استطعتم. قال أحمد العجلي: تابعي ثقة. وقال الفسوي: لا بأس به. وقال أيوببن حسان: ثنا ابن جابر حدثني عمير بن هانيء قال: ولاني الحجاج الكوفة فما بعث إلي في إنسان أحده إلا حددته ولا في إنسان أقتله إلا (8/196)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 197 أرسلته، فبينا أنا على ذلك إذ بعث إلى الجيش أسيرهم إلى أناس أقاتلهم، فقلت: ثكلتك أمك عمير كيف بك، فلم أزل أكاتبه حتى بعث إلي أنصرف، فقلت: والله لا أجتمع أنا وأنت فيبلد، فجئت وتركته. وقال العباس بن الوليد بن صبيح: قلت لمروان الطاطري: لا أرى سعيد ابن عبد العزيز روى عن عمير بن هانيء. قال: كان أبغض إلى سعيد من النار، قلت: ولم قال: أو ليس هو القائل على المنبر حين بويع ليزيد بن الوليد: سارعوا إلى هذه البيعة إنما هما هجرتان هجرة إلى الله ورسوله وهجرة إلى يزيد. فسمعت أبي محمداً يقول: رأيت ابن مرة وهو على دابة وقد سمط خلفه رأس عمير بن هانيء وهو داخل به إلى مروان الحمار فقلت في نفسي: أي رأس يحمل. وقال هشام بن عمار: قتل في سنة سبع وعشرين ومائة. وقال أبو داود: قتل عمير صبراً بدارياً أيام فتنة الوليد بن يزيد لأنه كان يحرض على قتله فقتله ابن مرة وسمط رأسه خلفه ودخل به دمشق إلى مروان ابن محمد سن سبع وعشرين.) وقال أحمد بن أبي الحواري: إني لأيغضه. وقال أبو داود: كان قدرياً. 4 (عون بن أبي شداد العقيليق ويقال العبدي البصري أبو معمر) عن أنس بن مالك وهرم بن حبان ومطرف بن الشخير وأبي عثمان النهدي وجماعة. (8/197)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 198 وعنه عبيس بن ميمون ونوح بن قيس وهشام الدستوائي وخلف بن خليفة وسليمان بن المغيرة وطائفة. وثقه ابن معين وغيره. 4 (عيسى بن أبي الكوفيت ن.) عن شريح القاضي والشعبي. وعنه سفيان وإسرائيل وقيس بن الربيع. وثقه أحمد وابن معين وضعفه يحيى القطان. (8/198)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 199 4 (حرف الغين)

4 (غيلان بن أنس الكلبيد ق مولاهم الدمشقي.) عن أبي سلمة وعكرمة وعمر بن عبد العزيز. وعنه الأوزاعي وشعيب بن أبي حمزة وعيسى بن موسى القرشي. 4 (غيلان بن جرير أبو يزيد المعولي الأزدي البصريع.) عن أنس بن مالك وعبد الله بن معبد الزماني وزياد بن رياح وأبي بردة وابن أبي موسى. وعنه أيوب وشعبة وجرير بن حازم وأبو هلال وحماد بن زيد ومهدي بن ميمون. وكان ثقة. قيل: توفي سنة تسع وعشرين ومائة. (8/199)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 200 4 (حرف الفاء)

4 (فرات بن أبي عبد الرحمن التميميع البصري القزاز. نزيل الكوفة.) عن أبي الطفيل وعبيد الله بن القبطية وسعيد بن جبير وأبي حازم الأشجعي. وعنه ابنه الحسن والسفيانان وشعبة وشريك وإسرائيل وأبو الأحوص. وثقه ابن معين. 4 (فراس بن يحيى الهمداني الكوفيع أبو يحيى المؤدب.) ) عن الشعبي وأبي صالح السمان. وعنه سفيان وشعبة وشيبان وأبو عوانة. وثقه أحمد. قال ابن حبان: مات سنة تسع وعشرين ومائة. (8/200)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 201 4 (فرقد بن يعقوب السبخي ت ق أبو يعقوب البصري الحائك. أحد العباد الأعلام.) عن سعيد بن جبير وإبراهيم النخعي وربعي بن حراش ومرة الطيب وأبي الشعثاء. وقيل إنه روى عن أنس بن مالك. وعنه سعيد بن أبي عروبة وحماد بن سلمة وهمام وصدقة بن موسى وحماد ابن زيد وغيرهم. وثقه ابن معين. وقال أحمد بن حنبل: ليس بقوي. وقال الدار قطني: ضعيف. قلت: له قصص ومواعظ. روى عن جعفر بن سليمان عن فرقد قال: قرأت في التوراة: أمهات الخطايا ثلاث أول ذنب عصي الله به: الكبر والحسد والحرص. وروي عن رجل قال: دعي الحسن البصري إلى طعام فنظر إلى فرقد السبخي وعليه جبة صوف فقال: يا فرقد لو شهدت الموقف لخرقت ثيابك مما ترى من عفو الله عز وجل. وروى عبد الله بن أحمد بن حنبل في الزهد: حدثني أحمد بن إبراهيم ثنا سيار ثنا جعفر بن سليمان: سمعت فرقد السبخي يقول: قرأت في التوارة من أصبح (8/201)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 202 حزيناً على الدنيا أصبح ساخطاً على ربه، ومن جالس غنياً فتضعضع له ذهب ثلثا دينه، ومن أصابته مصيبة فشكاها إلى الناس فكأنما يشكو ربه. 4 (فضيل بن طلحة الأنصاري البصري.) عن الحسن ومعاوية بن قرة. وعنه مسعر وشعبة وأيوب أبو العلاء وأبو عوانة. وهو صالح الحديث. (8/202)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 203 4 (حرف القاف) ) 4 (القاسم بن أبي أيوب الأصبهانين ثم الواسطي الأعرج.) عن سعيد بن جبير حديث الفتون بطوله. وعنه شعبة وأصبغ بن زيد وهشيم وأبو خالد الدالاني. وثقه أبو حاتم وأبو داود، وانفرد عنه بحديث الفتون أصبغ، وفيه لين. 4 (القاسم بن أبي بزة ع أبو عبد الله ويقال أبو عاصم مولى عبد الله ابن السائب بن صيفي) المخزومي المكي. وكان أبو بزة من سبي همدان فيما قيل. عن أبي الطفيل وسعيد بن جبير ومجاهد. وعنه حجاج بن أرطاة وشعبة ومسعر وآخرون. (8/203)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 204 وثقوه. ومات سنة أربع وعشرين. ومن ولده البزي صاحب القراءة. 4 (القاسم بن عباسم د ت ق بن محمد بن معتب بن أبي لهب ابن عبد المطلب أبو العباس) الهاشمي المدني. عن عبد الله بن عمير مولى ابن عباس ونافع بن جبير. وعنه بكير بن الأشج وهو من أقرانه وابن أبي ذئب. وثقه ابن معين. وتوفي سنة ثلاثين ومائة. 4 (القاسم بن عبد الله المعافري المصري.) عن سعيد بن المسيب وأبي عبد الرحمن الحبلي. وعنه يحيى بن أيوب وابن لهيعة. توفي في حدود العشرين ومائة. 4 (قاسم بن يزيد الرحال.) عن أنس بن مالك. (8/204)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 205 وقع لنا حديثه عالياً في كتاب البعث روى عنه حماد بن سلمة وابن عيينة.) وثقه ابن معين. 4 (قطن بن وهب الليثيم ن ويقال الخزاعي المدني أبو الحسن.) عن عبيد بن عمير ويحنس مولى آل الزبير. وعنه الضحاك بن عثمان وعبيد الله بن عمر ومالك بن أنس. قال أبو حاتم: صالح الحديث. 4 (قيس بن الحجاج بن خليت ق الكلاعي ثم السلفي المصري وقيل دمشقي.) عن حنش الصنعاني وأبي عبد الرحمن الحبلي. وعنه عبد الله بن عياش القتباني والليث وابن لهيعة وضمام بن إسماعيل وأخوه عبد الأعلى وآخرون. وكان رجلاً صالحاً صدوقاً ما جرحه أحد. توفي سنة تسع وعشرين ومائة. (8/205)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 206 4 (قيس بن سالم أبو جزرة المؤذن.) عن أبي أمامة بن سهل. وعنه يحيى بن أيوب والليث بن سعد. كناه أبو أحمد الحاكم، وله حديث يستنكر. 4 (قيس بن طلق بن علي بن المنذر الحنفي اليمامي.) عن أبيه. وعنه عبد الله بن بدر وعبد الله بن النعمان السحيمي وأيوب بن عتبة وعكرمة ابن عمار ومحمد بن جابر اليماميون وغيرهم. وثقه ابن معين. وله عدة أحاديث في السنن. ضعفه أحمد بن حنبل. 4 (قيس بن وهب الهمداني الكوفيم د ق.) عن أنس وأبي عبد الرحمن السلمي وأبي الوداك جبر بن نوف. وعنه الثوري وأبو حمزة السكري وشريك. وثقه أحمد وغيره. (8/206)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 207 4 (حرف الكاف)

4 (كثير بن الحارث أبو أمين الحميري.) ) عن القاسم أبي عبد الرحمن. وعنه خالد بن معدان وهو شيخه وأرطاة بن المنذر ومعاوية بن صالح. له حديثان. قال أبو حاتم: صالح الحديث. 4 (كثير بن خنيس الليثي.) عن أنس وعمرة. وعنه جعفر بن ربيعة وأسود بن العلاء ومحمد بن عمرو بن علقمة. وثقه ابن معين. 4 (كثير بن زياد أبو سهل الأزديد ت ق العتكي البصري. نزيل بلخ.) (8/207)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 208 عن أبي العالية والحسن ومسة الأزدية. وعنه عمر بن الرماح وابن شوذب وحماد بن زيد وجعفر الأحمر. وثقه أبو حاتم. 4 (كثير بن فرقدخ د ن مدني سكن مصر.) وروى عن نافع وأبي بكر بن حزم وعبد الله بن مالك بن حذافة. وعنه عمرو بن الحارث والليث ومالك وابن لهيعة. وثقه ابن معين وغيره. ومات شاباً. 4 (كثير بن كثير بن المطلبخ د ن ق بن أبي وداعة السهمي المكي) أخو جعفر وعبد الله. عن أبيه وسعيد بن جبير. وعنه إبراهيم بن نافع وابن جريج ومعمر وسفيان بن عيينة. وثقه أحمد. وقال ابن سعد: كان شاعراً قليل الحديث. 4 (كثير بن معدان البصري.) (8/208)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 209 عن القاسم بن محمد وسالم. وعنه أبو هلال وسليمان بن المغيرة والحمادان. قال أبو حاتم: يقال له كثير بن أبي كثير وكثير بن أبي أعين أبو محمد، وكل صحيح. 4 (كعب بن علقمة م د ت ن بن كعب بن عدي التنوخي المصري أبو عبد الحميد. وقيل لجده) ) كعب صحبة، ورأى هو عبد الله بن الحارث الزبيدي. وروى عن أبي تميم الجيشاني وسعيد بن المسيب وعبد الرحمن بن شماسة ومرثد بن عبد الله اليزني وطائفة سواهم. وعنه حيوة بن شريح وسعيد بن أبي أيوب والليث وابن لهيعة وغيرهم. وكان أحد الثقات العلماء. توفي سنة ثلاثين ومائة. 4 (كلثوم بن جبر أبو محمد البصريم ن.) عن أنس بن مالك وأبي الطفيل وسعيد بن جبير. وعنه ابن عون وابنه ربيعة بن كلثوم والحمادان وعبد الوارث. وثقه أحمد. (8/209)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 210 4 (كلثوم بن عياض القشيري أحد الأمراء. مر في الحوادث.)

4 (كنانة مولى صفية أم المؤمنين. أدرك خلافة عثمان وعمر دهراً. وحديث عن صفية وأبي) هريرة. وعنه زهير بن معاوية وأخوه حديج بن معاوية وسعدان بن بشر الجهني وهاشم بن سعيد. 4 (الكميت بن زيد الأسدي الكوفي، شاعر زمانه يقال إن شعره أكثر من خمسة آلاف بيت.) روى عن الفرزدق وأبي جعفر الباقر. وعنه والبة بن الحباب الشاعر وحفص بن سليمان الغاضري وأبان بن تغلب وآخرون. وقد وفد على الخليفتين يزيد وهشام ابني عبد الملك. قال أبو عبيدة: لو لم يكن لبني أسد منقبة غير الكميت لكفاهم، حببهم إلى الناس وأبقى لهم ذكراً. وقال أبو عكرمة الضبي: لولا شعر الكميت لم يكن للغة ترجمان. (8/210)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 211 قال ابن عساكر: كميت بن زيد بن خنيس بن المجالد أبو المستهل الأسدي أسد خزيمة. روى المبرد عن الزيادي قال: كان عم الكميت رئيس قومه فقال يوماً: يا كميت لم لا تقول الشعر ثم أخذه فأدخله الماء فقال: لا أخرجك أو تقول الشعر، فمرت به قنبرة فأنشد متمثلاً: 4 (يا لك من قنبرة بمعمر فقال عمه ورحمه: قد قلت شعراً، فقال هو: لا أخرج أو أقول لنفسي،) فما رام حتى قال قصيدته المشهورة، ثم غدا على عمه فقال: اجمع لي العشيرة ليسمعوا،) فجمعهم له فأنشد: (طربت وما شوقاً إلى البيض أطرب .......... ولا لعباً مني وذو الشيب يلعب)

(ولم تلهني دار ولا رسم منزل .......... ولم يتطربني بنان مخضب)

(ولا أنا ممن يزجر الطير همه .......... أصاح غراب أم تعرض ثعلب)

(ولا السانحات البارحات عشية .......... أمر سليم القرن أم مر أعضب) فقال له عمه: فأي شيء فقال: (ولكن إلى أهل الفضائل والنهى .......... وخير بني حواء والخير يطلب)

(إلى النفر البيض الذين بحبهم .......... إلى الله فيما نابني أتقرب)

(بني هاشم رهط الرسول فإنني .......... لهم وبهم أرضى مراراً وأغضب)

(وطائفة قد أكفرتني بحبهم .......... وطائفة قالت: مسيء ومذنب) قال ابن فضيل عن ابن شبرمة: قلت للكميت: إنك قلت في بني هاشم فأحسنت وقد قلت في بني أمية أفضل مما قلت في بني هاشم، قال: إني إذا قلت أحببت أن أحسن. وكان الكميت شيعياً. (8/211)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 212 قيل: إنه لما مدح علي بن الحسين قال: إني قد مدحتك بما أرجو أن يكون وسيلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، ثم أنشده قصيدة له، فلما فرغ منها قال: ثوابك نعجز عنه ولكن ما عجزنا عنه فإن الله لن يعجز عن مكافأتك، وقسط على نفسه وأهله أربعمائة ألف درهم، فقال له: خذ هذه يا أبا المستهل، فقال: لو وصلتني بدانق لكان شرفاً ولكن إن أحببت أن تحسن إلي فادفع لي بعض ثيابك التي تلي جسدك أتبرك بها، فقام فنزع ثيابه فدفعها إليه كلها ثم قال: اللهم إن الكميت جاد في آل رسولك وذرية نبيك بنفسه حين ضن الناس وأظهر ما كتمه غيره من الحق فأمته شهيداً وأحيه سعيداً وأره الجزاء عاجلاً وأجر له جزيل المثوبة آجلاً فإنا قد عجزنا عن مكافأته. قال الكميت: ما زلت أعرف بركة دعائه. وروي أن الكميت أتى باب مخلد بن يزيد بن المهلب فصادف على بابه أربعين شاعراً فاستأذن فقال له الأمير: كم رأيت على الباب شاعراً قال: أربعين. قال: فأنت جالب التمر إلى هجر، قال: إنهم جلبوا دقلاً وجلبت أزاذا. قال: فهات، فأنشده:) (هلا سألت منازلاً بالأبرق .......... درست وكيف سؤآل من لم ينطق)

(لعبت بها ريحان ريح عجاجة .......... بالسافيات من التراب المعبق)

(والهيف رائحة لها بنتاجها .......... طفل العشي بذي حناتم سرق) الهيف ريح حارة. والحناتم: جرار، شبه الغنم بها (8/212)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 213 (غيرن عهدك بالديار ومن يكن .......... رهن الحوادث من جديد يخلق)

(دار التي تركتك غير ملومة .......... دنفاً فأرع بها عليك وأشفق)

(قد كنت قبل تنوء من هجرانها .......... فاليوم إذ شط المزار بها ثق)

(والحب فيه حلاوة ومرارة .......... سائل بذلك من تطعم أو ذق)

(ما ذاق بؤس معيشة ونعيمها .......... فيما مضى أحد إذا لم يعشق) فلما بلغ: (بشرت نفسي إذ رأيتك بالغنى .......... ووثقت حين سمعت قولك لي ثق) فأمر بالخلع فأفيضت عليه حتى استغاث من كثرتها. وقد أجاز الكميت أمير خراسان أبان بن عبد الله البجلي على أبيات بخمسين ألفاً. وعن أبي عكرمة الضبي عن أبيه قال: كان يقال: ما جمع أحد من علم العرب ومناقبها ومعرفة أنسابها ما جمع الكميت، فمن صحح الكميت نسبه صح ومن طعن فيه وهن. قال المبرد: وقف الكميت وهو صبي على الفرزدق وهو ينشد، فلما فرغ قال: يا غلام أيسرك أني أبوك قال: أما أبي فلا أريد به بدلاً ولكن يسرني أن تكون أمي، فحصر الفرزدق وقال: ما مر بي مثلها. قال أبو القاسم الحافظ: وبلغني أن الكميت ولد سنة ستين ومات سنة ست وعشرين ومائة. (8/213)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 214 4 (حرف الميم)

4 (مالك بن دينار الزاهد أبو يحيى البصري أحد الأعلام. يقال إن أباه من سبي سجستان،) وولاؤه لامرأة من بني ناجية بن أسامة بن لؤي. روى عن أنس وعن الأحنف بن قيس وسعيد بن جبير والحسن وابن سيرين والقاسم بن محمد وجماعة. وعنه سعيد بن أبي عروبة وابن شوذب وهمام وأبان بن يزيد وعبد السلام ابن حرب والحارث) بن وجيه وآخرون. قال ابن المديني: له نحو أربعين حديثاً. وقال النسائي: ثقة. فناهيك بتوثيق النسائي، وقد استشهد به البخاري. (8/214)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 215 وعن سلم الخواص قال: قال مالك بن دينار: خرج أهل الدنيا من الدنيا ولم يذوقوا أطيب شيء فيها، قيل: وما هو قال: معرفة الله تعالى. وروى جعفر بن سليمان عنه قال: إن الصديقين إذا قريء عليهم القرآن طربت قلوبهم إلى الآخرة ثم يقول: خذوا فيقرأ ويقول: إسمعوا إلى قول الصادق من فوق عرشه. وروى جعفر عنه قال: إذا لم يكن في القلب حزن خرب كما إذا لم يكن في البيت ساكن خرب. قال ابن سعد: كان مالك ثقة قليل الحديث كان يكتب المصاحف. وقال جعفر بن سليمان: ثنا مالك بن دينار قال: أتينا أنس بن مالك أنا وثابت ويزيد الرقاشي وزياد النميري فنظر إلينا فقال: ما أشبهكم بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وإني لأدعو لكم بالأسحار. قال الدار قطني: مالك بن دينار ثقة ولا يكاد يحدث عنه ثقة. قلت: أكثر من يروي عنه ثقات فيما علمت لكن الحارث بن وجيه ونابتة ضعفا. قال السري بن يحيى: سمعت مالكاً يقول: إنه لتأتي علي السنة لا آكل فيها لحماً إلا من أضحيتي يوم الأضحى. وقال سليمان التيمي: ما أدركت أزهد من مالك بن دينار. وقال جعفر بن سليمان: سمعت مالك بن دينار يقول: وددت أن الله يجمع الخلائق فيقول: يا مالك فأقول: لبيك، فيأذن لي أن أسجد بين يديه، فأعرف أنه قد رضي عني فيقول: كن تراباً. (8/215)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 216 وقال رباح بن عمرو القيسي: سمعت مالك بن دينار يقول: دخل علي جابر بن زيد وأنا أكتب فقال: يا مالك مالك عمل إلا هذا تنقل كتاب الله، هذا والله الكسب الحلال. وعن شعبة قال: كان أدم مالك بن دينار كل سنة بفلسين ملحاً. وقال جعفر: كان مالك بن دينار يلبس إزار صوف وعباءة خفيفة وفي الشتاء فروة وكان ينسخ المصحف في أربعة أشهر فيدع أجرته عند البقال فيأكله.) وعنه قال: لو استطعت لم أنم مخافة أن ينزل العذاب وأنا نائم ولو وجدت أعواناً لفرقتهم ينادون في الدنيا: يأيها الناس النار النار. وقال معلى الوراق: سمعت مالك بن دينار يقول: خلطت دقيقي بالرماد فضعفت عن الصلاة ولو قويت على الصلاة ما أكلت غيره. معلى الوراق لا أعرفه. قال جعفر بن سليمان: سمعت مالك بن دينار يقول: وددت أن الله جعل رزقي في حصاة أمصها لا ألتمس غيرها حتى أموت. وقال مالك بن دينار: منذ عرفت الناس لم أفرح بمدحهم ولم أكره مذمتهم لأن حامدهم مفرط وذامهم مفرط. وروي عن السري بن مغلس السقطي أن لصاً دخل بيت مالك بن دينار فما وجد شيئاً فجاء ليخرج فناداه مالك: سلام عليكم، فقال: وعليك السلام، قال: ما حصل لكم شيء من الدنيا فترغب في شيء من الآخرة قال: نعم، قال: توضأ من هذا المركن وصل ركعتين، ففعل ثم قال: يا سيدي أجلس (8/216)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 217 إلى الصبح، قال: فلما خرج مالك إلى المسجد قال أصحابه: من هذا معك قال: جاء يسرقنا فسرقناه. قال جعفر بن سليمان: سمعت مالك بن دينار يقول: إذا تعلم العبد العلم ليعمل به كسره علمه وإذا تعلم العلم لغير العمل زاده فخراً. وروى الأصمعي عن أبيه قال: مر المهلب بن أبي صفرة على مالك بن دينار وهو يتبختر في مشيته فقال مالك: أما علمت أن هذه المشية تكره إلا بين الصفين قال له المهلب: أما تعرفني قال: أعرفك أولك نطفة مذرة وآخرك جيفة قذرة وأنت بينهما تحمل العذرة، فقال المهلب: الآن عرفتني حق المعرفة. قال هدبة: ثنا حزم القطعي قال: دخلنا على مالك بن دينار وهو يكيد بنفسه فرفع رأسه إلى السماء ثم قال: اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب البقاء لبطن ولا لفرج. قال السري بن يحيى: مات سنة سبع وعشرين ومائة. وقال خليفة وابن المديني وغيرهما: مات مالك بن دينار سنة ثلاثين ومائة. 4 (مجزأة بن زاهر الأسلمي الكوفيخ م ن.) عن أبيه وعبد الله بن أبي أوفى وأهبان بن أوس وناجية الأسلميين ولهم صحبة.) وعنه شعبة وإسرائيل وشريك. وثقه أبو حاتم. (8/217)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 218 4 (مجمع التيمي. أحد العابدين. وهو ابن سمعان أبو حمزة الكوفي الحائك قلما روى.) حكى عن ماهان الزاهد. روى عنه أبو حيان التيمي وأبو التياح وسفيان الثوري وغيرهم. ذكره أبو بكر بن عياش مرة فقال: ومن كان أورع من مجمع. وقال سفيان الثوري: ليس شيء من عملي أرجو أن لا يشوبه شيء مثل حبي مجمعاً التيمي. وقال ابن معين: مجمع ثقة. وروى ابن أبي حاتم عن أبيه قال: دعا مجمع الله أن يميته قبل الفتنة فمات من ليلته وخرج زيد بن علي من الغد. قلت: قد مر أن زيداً خرج في سنة إحدى أو اثنتين وعشرين ومائة. 4 (محمد بن زياد القرشيع مولى عثمان بن مظعون الجمحي المدني نزيل البصرة.) روى عن عائشة وأبي هريرة وابن عمر وابن الزبير. وله نحو من خمسين حديثاً. (8/218)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 219 روى عنه يونس بن عبيد ومعمر وشعبة والحمادان وإبراهيم بن طهمان والربيع بن مسلم وجماعة. وثقه أحمد وغيره. مات بعد العشرين ومائة. وقع لي من عواليه. 4 (محمد بن زيد الكندي البصريق قاضي مرو.) عن سعيد بن المسيب وأبي شريح وسعيد بن جبير. وعنه مقاتل بن حيان ومعمر بن راشد. 4 (محمد بن شبيب الزهرانيم ن.) عن شهر بن حوشب والحسن البصري. وعنه معمر وشعبة وحماد بن زيد وجماعة. وثقه النسائي. 4 (محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب التميميع الضبي البصري.) ) سيد بني تميم وشريفهم. عن عبد الله بن شداد بن الهاد والحسن بن سعد وعبد الرحمن بن أبي بكرة. وعنه شعبة ومهدي بن ميمن وجري بن حازم وآخرون. وثقه ابن معين. (8/219)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 220 4 (محمد بن عبد الرحمن الأنصاري المدني خ م ن ق أبو الرجال أحد الثقات.) عن أمه عمرة بنت عبد الرحمن وأنس بن مالك. وعنه سعيد بن أبي هلال ويحيى بن سعيد الأنصاري ومالك والثوري وابناه محمد وحارثة ابنا أبي الرجال. 4 (محمد بن عبد الرحمن بن محيصنم ت ن السهمي المكي المقريء.) قاريء أهخل مكة مع ابن كثير ولكن قراءته شاذة فيها ما ينكر وسنده غريب. وقد اختلف في اسمه على عدة أقوال فقيل عمر بن عبد الرحمن وقيل محمد ابن عبد الله وقيل عبد الرحمن بن محمد بن محيصن. قرأ على مجاهد وسعيد بن جبير ودرباس مولى ابن عباس، وحدث عن أبيه وصفية بنت شيبة ومحمد بن قيس بن مخرمة وعطاء وغيرهم. وعنه ابن جريج وشبل بن عباد وعبد الله بن المؤمل المخزومي وهشيم وابن عيينة وآخرون. وقرأ عليه أبو عمرو بن العلاء وشبل وعيسى بن عمر. قال ابن المديني: قلت لسفيان: ابن محيصن هذا يعني عمر هو الذي كان قارئاً هنا بمكة قال نعم قلت: سماه ابن عدي عمر فقال: هذا الصواب، ومحمد أسن من عمر. (8/220)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 221 وقال ابن مجاهد: كان ابن محيصن عالماً بالعربية وله اختيار لم يتبع فيه أصحابه. وقال أبو عبيد: كان ابن محيصن أعلمهم بالعربية. وقال ابن مجاهد: هو محمد بن عبد الرحمن بن محيصن ويقال محمد ابن عبد الله ويقال عبد الرحمن بن محمد. وقال أحمد بن أبي خيثمة: ثنا مصعب الزبيدي قال: هو عبد الرحمن بن محيصن وسماه عيسى بن مرة محمد بن عبد الرحمن، وكذلك سماه شبل بن عباد. وقد سماه الحاكم، أبو عبد الله وأبو أحمد السامري وغيرهما: عبد الله ابن محيصن.) وسماه يحيى بن معين وغيره: عمر بن محيصن. توفي سنة ثلاث وعشرين ومائة. 4 (محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة ع الأنصاري) المدني. وقيل أسعد بدل سعد فأسعد بن زرارة جده لأمه. روى عن عمته عمرة بنت عبد الرحمن وعن خاله يحيى بن أسعد وابن كعب ابن مالك ومحمد بن عمرو بن الحسن بن علي والأعرج وجماعة. (8/221)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 222 وعنه يحيى بن أبي كثير ويحيى بن سعيد الأنصاري وشعبة وسفيان بن عيين وآخرون. وقد ولي إمرة المدينة لعمر بن عبد العزيز. وثقه ابن سعد وغيره. ومات سنة أربع وعشرين ومائة. 4 (محمد بن عبد الرحمن أبو جابر البياضي الأنصاري المدني. أحد الضعفاء.) عن سعيد بن المسيب وصالح مولى التوءمة. وعنه حجاج بن أرطاة وابن أبي ذئب وإبراهيم بن أبي يحيى وغيرهم. قال الشافعي: بيض الله عيني من يحدث عن أبي جابر البياضي. وقال مالك: ليس بثقة. وهو قليل الحديث. قال ابن سعد: مات سنة ثلاثين ومائة. 4 (محمد بن عبد الرحمن أبو عيسى المؤذن.) شيخ مصري. روى عن أبي مرزوق التجيبي والضحاك بن شرحبيل. وعنه سعيد بن أبي أيوب والليث بن سعد وابن لهيعة. (8/222)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 223 4 (محمد بن علي بن عبد الله بن عباس م بن عبد المطلب الهاشمي أبو عبد الله. والد) السفاح والمنصور. روى عن أبيه وسعيد بن جبير وعمر بن عبد العزيز، وأرسل عن جده. وعنه ابناه وحبيب بن أبي ثابت ويزيد بن أبي زياد وهشام بن عروة وآخرون.) وبينه وبين أبيه في المولد أربع عشرة سنة فكان أبوه يخضب فيظن من لا يدري أن محمداً هو الأب. عاش محمد ستين سنة. قال ابن سعد: كان عبد الله بن محمد بن الحنفية قد أوصى إلى محمد ودفع إليه كتبه وألقى إليه إن هذا الأمر في ولدك. وكان عبد الله قد قرأ الكتب وسمع، وكان محمد بن علي جميلاً وسيماً نبيلاً كأبيه، وكان ابتداء دعوة بني العباس إلى محمد ولقبوه بالإمام وكاتبوه سراً بعد العشرين ومائة. ولم يزل أمره يقوى ويتزايد فعاجلته المنية حين انتشرت دعوته بخراسان فأوصى بالأمر إلى ابنه ابراهيم فلم تطل مدته بعد أبيه فعهد إلى أخيه أبي العباس السفاح. قال مروان بن شجاع: سمعت أبن أبي عبلة يقول: دخل محمد بن علي على أمير المؤمنين عمر بن العزيز فلما خرج قال عمر: لو كان إلي من الخلافة شيء لقمصتها هذا الخارج. أخبرنا أحمد بن إسحاق أنا ابن صرما وابن عبد السلام قالا: أنا الأرموي أنا ابن النقور أنا أبو الحسن السكري أنا أبو عبد الله الصوفي ثنا يحيى بن معين (8/223)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 224 ثنا هشام بن يوسف عن عبد الله بن سليمان النوفلي عن محمد بن علي عن أبيه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحبوا الله لما يغدوكم به من نعمة وأحبوني لحبه وأحبوا أهل بيتي لحبي. هذا حديث غريب رواه الترمذي عن أبي داود السجستاني عن ابن معين فوقع بدلاً بعلو درجتين، تفرد به هشام بن يوسف قاضي صنعاء، والنوفلي لا يعرف، ولعل ابن معين تفرد به. قال الزبير بن بكار: أمه هي العالية بنت عبيد الله بن عبد الله بن عباس، وأمها عائشة بنت عبد الله بن عبد المدان. ويقال: إن محمد بن علي ولد سنة أربع وستين. قال يعقوب بن شيبة: بلغني عن ابن الكلبي عن أبيه قال: كان محمد بن علي من أجمل الناس وأمدهم قامة وكان رأسه مع منكب أبيه وكان رأس أبيه مع منكب عبد الله بن عباس وكان رأس ابن عباس مع منكب أبيه رضي الله عنهم. وروى سليمان بن أبي شيخ عن حجر بن عبد الجبار عن عيسى بن علي وذكر محمد بن علي فذكر من فضله حتى قدمه على أبيه، قال: وكان أبو هاشم بن محمد بن الحنفية قبيح الخلق والهيئة قبيح الدابة وكان لا يذكر ابن علي بن عبد الله ابن عباس في موضع إلا عابه فبعث أبي) ولده محمد بن علي إلى باب الوليد بن عبد الملك فأتى أبا هاشم فكتب عنه العلم. وكان إذا قام أبو هاشم يأخذ له بركابه فكف عن أبيه، وكان أبي يلطف ابنه محمداً بالشيء يبعث به إليه فيبعث به محمد إلى أبي هاشم. وكان قوم من أهل خراسان يختلفون إلى أبي هاشم فمرض مرضه الذي مات فيه فقالوا: من تأمرنا أن تأتي بعدك فقال: هذا وهو عنده قالوا: ومن هذا وما لنا وله قال: لا أعلم أحداً أعلم منه ولا خيراً منه فاختلفوا إليه، قال عيسى: فذاك كان سببنا بخراسان. (8/224)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 225 قال إسماعيل الخطبي: كان ابتداء دعاة بني العباس إلى محمد وطاعتهم لأمره وذلك زمن الوليد فلم يزل الأمر ينمى ويقوى ويتزايد إلى أن مات في مستهل ذي القعدة سن أربع وعشرين وقد انتشرت دعوته وكثرت شيعته. قال ابن جرير توفي سنة خمس وعشرين بعد والده بسبع سنين رحمه الله. 4 (محمد بن بكار بن سعد القرظت المدني المؤذن.) عن أبي هريرة بحديث ضرس الكافر مثل أحد. وعنه سبطه محمد بن عمار بن حفص. 4 (محمد بن قيس الهمداني المرهبي الكوفي.) عن ابن عمر وعن مالك بن الحارث الهمداني وإبراهيم النخعي. وعنه أبو حتنيفة والثوري وإسرائيل وأبو عوانة وهشيم. وقال أحمد: أرجو أن يكون ثقة. وقال ابن معين: ثقة مرجيء. وقال أبو حاتم: لا بأس به. 4 (محمد بن قيس المدني القاصم ت ن ق كان يقص لعمر بن عبد العزيز.) (8/225)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 226 روى عن عبد الله بن أبي قتادة وأبي سلمة وأبي صرمة الأنصاري، وأرسل عن أبي هريرة وغيره. وعنه أسامة بن زيد الليثي وابن إسحاق وأبو معشر وابن أبي ذئب والليث. وثقه أبو داود. فروى الليث عن محمد بن قيس قاص عمر بن عبد العزيز عن أبي صرمة عن أبي أيوب) الأنصاري أنه قال عند الموت: لقد كتمت عنكم شيئاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لو أنكم لا تذنبون لخلق الله خلقاً يذنبون ليغفر لهم. قال يحيى بن معين: محمد بن قيس بن مخرمة ومحمد بن قيس النخعي مولى يعقوب المدني قاص عمر بن عبد العزيز ومحمد بن قيس الزيات مدني أيضاً. قلت: هذا معاصر لأبن أبي ذئب. قال: ومحمد بن قيس مولى سهل بن حنيف عن سهل يعني ابن سعد. وقال ابن سعد: توفي محمد بن قيس مولى بني أمية بالمدينة في فتنة الوليد ابن يزيد وكان كثير الحديث عالماً. قلت: أحسبه يقال له قاص عمر وقاضي عمر فيحرر هذا. قال ابن المبارك: قال عمر بن عبد العزيز: إني نظرت في أمري وأمر الناس فلم أر شيئاً خيراً من الموت، ثم قال لقاصه محمد بن قيس: أدع لي بالموت، قال: فدعا وهو يؤمن ويبكي. (8/226)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 227 4 (الزهري ع محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب ابن عبد الله بن الحارث بن) زهرة بن كلاب بن مرة الإمام أبو بكر القرشي الزهري المدني. أحد الأعلام وحافظ زمانه. ولد سنة خمسين وطلب العلم في أواخر عصر الصحابة، وله نيف وعشرون سنة. فروى عن ابن عمر حديثين فيما بلغنا وعن سهل بن سعد وأنس بن مالك ومحمود بن الربيع وعبد الرحمن بن أزهر وسنين أبي جميلة وأبي الطفيل وربيعة بن عباد وعبد الله بن ثعلبة وكثير بن العباس بن عبد المطلب وعلقمة ابن وقاص والسائب بن يزيد وسعيد بن المسيب وأبي أمامة بن سهل وعروة وسالم وعبيد الله بن عبد الله وخلق كثير. وعنه صالح بن كيسان ومعمر وعقيل ويونس والأوزاعي ومالك والليث وشعيب بن أبي حمزة وفليح بن أبي سليمان وبكر بن وائل وعمرو بن الحارث ومحمد بن أبي حفصة وابن أبي ذئب وابن إسحاق وهشام بن سعد وهشيم (8/227)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 228 وإبراهيم بن سعد وابن عيينة وخلائق. وروى عنه من الكبار عمر بن عبد العزيز وعطاء بن أبي رباح وعمرو بن دينار وعمرو بن شعيب وزيد بن أسلم. قال أبو داود: حديثه ألفان ومائتا حديث النصف منها مسند.) وقال ابن المديني: نحو ألفي حديث. قال مكحول وعمر بن عبد العزيز وهذا لفظ: لم يبق أحد أعلم بسنة ماضية من الزهري. وقال عبد الرزاق: قلت لعمر: أسمع الزهري من ابن عمر قال: سمع منه حديثين. وقال ابن عيينة: رأيت الزهري أعيمش أحمر الرأس واللحية وفي حمرتها انكفاء كان يجعل فيه كتماً. وروى مالك وغيره عن الزهري قال: جالست سعيد بن المسيب ثمان سنين. وروى ابن أبي الزناد عن أبيه قال: كنا نطوف مع الزهري ومعه الألواح والصحف ويكتب كل ما سمع. قلت: وكان الزهري حافظاً لا يحتاج إلى أن يكتب فلعله كان يكتب ويحفظ ثم يمحوه. وروى أبو صالح عن الليث قال: ما رأيت عالماً قط أجمع من ابن شهاب (8/228)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 229 يحدث في الترغيب فتقول: لا يحسن إلا هذا وإن حدث عن العرب والأنساب قلت: لا يحسن إلا هذا وإن حدث عن القرآن والسنة كان حديثه. وقال محمد بن أشكاب: كان الزهري جندياً. وقال إسحاق المسيبي عن نافع بن أبي نعيم أنه عرض القرآن على الزهري. وقال عراك بن مالك: ذكر ابن المسيب وعروة إلى أن قال: أعلمهم عندي الزهري فإنه جمع علمهم إلى علمه. وقال الليث: قال ابن شهاب: ما صبر أحد على العلم صبري ولا نشره أحد نشري. قال الليث: وكان ابن شهاب من أسخى من رأيت كان يعطي كل من جاء فإذا لم يبق معه شيء اقترض، وكان يسمر على العسل كما يسمر أهل الشراب على شرابهم ويقول: أسقونا وحدثونا، وكانت له قبة معصفرة وعليه ملحفة معصفرة. قال الوليد بن مسلم: حدثني القاسم بن هزان أنه سمع الزهري يقول: لا يرضي الناس قول عالم إلا بعمل ولا عمل إلا بعلم. قاسم هذا صدوق. وعن ابن ذئب قال: ضاق حال الزهري فخرج إلى الشام فجالس قبيصة بن ذؤيب فأرسل عبد الملك إلى الحلقة: من منكم يحفظ قضاء عمر في أمهات الأولاد قلت: أنا، فأدخلت عليه، فقال:) من أنت فانتسبت له، فقال: إن كان أبوك لنعاراً في الفتن إجلس، فسأله مسائل وقضى دينه. (8/229)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 230 وقال ابن أخي الزهري إن عمه جمع القرآن في ثمانين ليلة. وروى الزبير عن محمد بن الحسن عن مالك عن الزهري قال: كنت أستقي الماء لعبيد الله بن عبد الله فيقول لجاريته: من بالباب فتقول: غلامك الأعمش. وعن الزهري قال: ما استفهمت عالماً قط. وقال ابن مهدي: قال مالك: ثنا الزهري بحديث طويل فلم أحفظه فسألته عنه فقال: أليس قد حدثتكم قلت: بلى ثم قلت: أما كنت تكتب قال: لا، قلت: ولا تستعيد قال: لا. وروى وهيب عن أيوب قال: ما رأيت أحداً أعلم من الزهري. وقال معن القزاز: ثنا المنكدر بن محمد قال: رأيت بين عيني الزهري أثر السجود. وروى الليث عن ابن شهاب قال: ما استودعت قلبي علماً فنسيته. قال الليث: فكان يكثر شرب العسل ولا يأكل شيئاً من التفاح. وقال مالك: بقي ابن شهاب وماله في الدنيا نظير. وقال أبو بكر الهذلي: جالسنا الحسن وابن سيرين فما رأينا مثل الزهري. وقال عمرو بن دينار: ما رأيت الدينار والدرهم عند أحد أهون منه عند الزهري كأنها بمنزلة البعر. وقال سعيد بن عبد العزيز: أدى هشام بن عبد الملك عن الزهري سبعة آلاف دينار وكان يؤدب ولده ويجالسه. (8/230)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 231 قال الواقدي: ثنا عبد الرحمن بن عبد العزيز سمعت الزهري يقول: نشأت وأنا غلام لا مال لي منقطع من الديوان، وكنت أتعلم نسب قومي من عبد الله بن ثعلبة بن صعير العدوي، وكان عالماً بنسب قومي، وكان ابن أختهم وحليفهم، فأتاه رجل فسأله عن مسألة في الطلاق، فأشار له إلى سعيد بن المسيب. فقلت في نفسي: ألا أراني مع هذا الرجل المسن يعقل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح رأسه ولا يدري ما هذا، فانطلقت مع السائل إلى سعيد وتركت ابن ثعلبة، وجالست عروة وعبيد الله وأبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث حتى فقهت فرحلت إلى الشام فدخلت مسجد دمشق في السحر فأممت حلقة وجاه المقصورة عظيمة، فجلست فيها، فنسبني القوم فقلت: رجل من قريش، قالوا: هل لك علم بالحكم في أمهات الأولاد فأخبرتهم) بقول عمر، فقال لي القوم: هذا مجلس قبيصة بن ذؤيب وهو جائيك، وقد سأله عبد الملك وسألناه فلم يجد عندنا في ذلك علماً، وجاء قبيصة وأخبروه الخبر فنسبني، فانتسبت، وسألني عن سعيد بن المسيب ونظرائه فأخبرته، فقال: أنا أدخلك على أمير المؤمنين، فصلى الصبح، ثم انصرف فتبعته، فدخل على عبد الملك، وجلست على الباب ساعة حتى ارتفعت الشمس، ثم خرج الإذن فقال: أين هذا المدني القرشي قلت: هأنذا، فدخلت معه على أمير المؤمنين فأجد بين يديه المصحف قد أطبقه وأمر به فرفع وليس عنده غير قبيصة، فسلمت بالخلافة، فقال: من أنت قلت: محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله ابن شهاب، فقال: أوه قوم نعارون في الفتن، قال: وكان أبي مع ابن الزبير، ثم قال: ما عندك في أمهات الأولاد فأخبرته وقلت: حدثني سعيد بن المسيب، فقال: كيف سعيد وكيف حاله قال: والتفت إلى قبيصة فقال: هذا يكتب به إلى الآفاق، فقلت: لا أجده أخلى من هذه الساعة ولعلي (8/231)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 232 لا أدخل عليه بعدها فقلت: إن رأى أمير المؤمنين أن يصل رحمي وأن يفرض لي فإني رجل منقطع لا ديوان لي، قال: إيها الآن إمض لشأنك، فخرجت موئساً من كل شيء خرجت له، وأنا يومئذ والله مقل مرمل، فجلست حتى خرج قبيصة فأقبل علي لا يمالي فقال: ما حملك على ما صنعت من غير أمري، ألا استشرتني قلت: ظننت أني لا أعود إليه، قال: ائتني في المنزل، فمشيت خلف دابته والناس يكلمونه حتى دخل منزله فقلما لبث حتى خرج خادم برقعة فيها: هذه مائة دينار قد أمرت لك بها وبغلة تركبها وغلام وعشرة أثواب، فقلت للرسول: ممن أطلب هذا قال: ألا ترى الرقعة فيها اسم الذي أمرك أن تأتيه، قال: فنظرت في طرف الرقعة فإذا فيها: فأت فلاناً، فسألت عنه فقيل: ها هو ذا، فأتيته بالرقعة فأمر لي بذلك من ساعته، قال: وغدوت إليه من الغد وأنا على البغلة فسرت إلى جنبه فقال: إحضر باب أمير المؤمنين حتى أوصلك إليه، فحضرت، فأوصلني، فسلمت، فأومأ إلي أن أجلس، فلما جلست ابتدأ عبد الملك بالكلام قال: فجعل يسألني عن أنساب قومي قريش، فلهو كان أعلم بها مني، ثم قال: قد فرضت لك فرائض أهل بيتك، والتفت إلى قبيصة فأمره أن يكتب ذلك لي في الديوان ثم قال: أين تحب أن يكون ديوانك، إلى أن قال: ثم خرج قبيصة فقال: إن أمير المؤمنين قد أمر أن تثبت في صحابته وأن ترفع فريضتك، فالزم باب أمير المؤمنين، فلزمت عسكر أمير المؤمنين، وكنت أدخل عليه كثيراً، وجعل عبد الملك فيما يسألني يقول: من لقيت فأسميهم له لا أعدو قريشاً، فقال: فأين أنت عن) الأنصار فإنك واجد عندهم علماً، أين أنت عن خارجة بن زيد، أين أنت عن عبد علماً كثيراً. قال وتوفي عبد الملك فلزمت الوليد ثم سليمان ثم عمر بن عبد العزيز (8/232)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 233 ثم يزيد ثم هشاماً، فاستقضى يزيد بن عبد الملك على قضائه الزهري وسليمان ابن حبيب جميعاً. وحج هشام بن عبد الملك سنة ست ومائة ومعه الزهري حصره مع ولده يفقههم ويعلمهم ويحج معهم فلم يفارقهم حتى مات. قال الواقدي: وثنا ابن أبي الزناد عن أبيه قال: كان الزهري يقدح أبداً عند هشام في الوليد بن يزيد ويعيبه ويذكر أموراً عظيمة لا ينطق بها حتى يذكر الصبيان وأنهم يخضبون بالحناء، ويقول: ما يحل لك إلا خلعه، فكان هشام لا يقدر ولا يسؤوه ما صنع الزهري رجاء أن يؤلب الناس عليه، قال أبو الزناد: فكنت يوماً عنده في ناحية الفسطاط أسمع من كلام الزهري في الوليد وأتغافل فجاء الحاجب فقال: هذا الوليد على الباب قال: أدخله فدخل وأوسع له هشام على فراشه وأنا أعرف في وجه الوليد الغضب والشر فلما استخلف الوليد بعث إلي وإلى عبد الرحمن بن القاسم وابن المنكدر وربيعة فأرسل إلي ليلة مخليا، فقال: يا بن ذكوان أرأيت يوم دخلت على الأحول وأنت عنده والزهري يقدح في أفتحفظ من كلامه شيئاً قلت: يا أمير المؤمنين أذكر يوم دخلت والغضب في وجهك قال: كان الخادم الذي رأيت على رأس هشام نقل ذلك كله إلي وأنا على الباب وقال: إنك لم تنطق بشيء ثم قال: قد كنت عاهدت الله لئن أمكنني الله أن أقتل الزهري. قال ابن الوليد: حدثني شعيب بن أبي حمزة قال: سئل مكحول: من أعلم من لقيت قال: ابن شهاب قيل: ثم من قال: ثم ابن شهاب !. (8/233)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 234 وعن يونس عن ابن شهاب قال: قال لي سعيد بن المسيب: ما مات رجل ترك مثلك. وروى إبراهيم بن سعد عن أبيه قال: ما أرى أحداً بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع ما جمع ابن شهاب. وقال عقيل: رأيت على ابن شهاب خاتماً محمد يسأل الله العافية. قال مؤمل بن الفضل: ثنا الوليد بن مسلم ثنا سعيد بن عبد العزيز أن الزهري قال لهشام: إقض ديني، قال: وكم هو قال: ثمانية عشر ألف دينار، قال: إني أخاف إن قضيتها عنك أن تعود، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين فقضاها عنه، قال) سعيد: فما مات الزهري حتى استدان مثلها فبعث ببعث كذا فقضى دينه. وقال ضمام بن إسماعيل عن عقيل عن ابن شهاب أنه كان ينزل بالأعراب يعلمهم. وروى محمد بن الصباح ثنا سفيان قال: قالوا للزهري: لو أنك الآن في آخر عمرك أقمت بالمدينة فغدوت إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ورحت وجلست إلى عمود فذكرت الناس وعلمتهم. قال: لو أني فعلت ذلك لوطيء الناس عقبي ولا ينبغي لي أن أفعل حتى أزهد في الدنيا وأرغب في الآخرة. وقال عبد الرزاق: سمعت معمراً يقول: أتيت الزهري بالرصافة فجالسته فجعلت أسأله حتى ظننت أني قد فرغت منه فلما مات مر علينا بكتبه على البغال. وفي لفظ للإمام أحمد ثنا عبد الرزاق سمعت معمراً يقول: كنا نرى (8/234)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 235 أنا قد أكثرنا عن الزهري حتى قتل الوليد فإذا الدفاتر قد حملت على الدواب من خزائنه، يعني من علم الزهري. قلت: يعني الكتب التي كتبت عنه لآل مروان. وروى الليث بن سعد عن معاوية بن صالح أن أبا جبلة حدثه قال: كنت مع ابن شهاب في سفر فصام عاشوراء فقيل له فقال: إن رمضان له عدة من أيام أخر وإن عاشوراء يفوت. قال أبو مسهر: ثنا يحيى بن حمزة قال: قال الزهري: ثلاث إذا كن في القاضي فليس بقاض: إذا كره الملام وأحب المحامد وكره العزل. وقال أبو صالح: ثنا الليث ثنا بعض أصحابنا أن ابن شهاب وضع يده في وضوئه ثم تذكر حديثاً فلم يزل يتذكر ويده في الماء حتى أذن المؤذن في السحر. وقال علي بن حجر: ثنا الموقري قال: كنا نختلف إلى الزهري سبعة أشهر فقال لنا: من لم يأكل طعامنا فلا يقربنا. وعاتبوه يوماً في دينه فقال: هل علي إلا عشرة آلاف دينار وأنا منعم في الدنيا لي خمسة من العيون كل عين منها خير من أربعين ديناراً، وليس لي وارث إلا ابن الإبن، وما أبالي أن لا يصيب مني درهماً لأنه فاسق. ابن وهب ثنا يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبي حبيب عن ابن شهاب قال: لا يناظر بكتاب الله ولا بكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم. وروى ابن القاسم عن مالك قال: قدم ابن شهاب المدينة فأخذ بيد ربيعة (8/235)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 236 ودخلا إلى بيت الديوان) فما خرجا إلى العصر فخرج ابن شهاب يقول: ما ظننت أن بالمدينة مثل ربيعة وخرج ربيعة يقول: ما ظننت أن أداً بلغ من العلم ما بلغ ابن شهاب. ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب قال: الإيمان بالقدر نظام التوحيد فمن وحد و يؤمن بالقدر نقض كفره بالقدر توحيده. وقال سعيد بن أبي مريم: ثنا يحيى بن أيوب ونافع بن يزيد قالا: ثنا عقيل عن الزهري أنه قال: من سنة الصلاة أن تقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ثم فاتحة الكتاب ثم تقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ثم تقرأ سورة. وكان يقول: أول من قرأ بسم الله الرحمن الرحيم سراً بالمدينة عمرو بن سعيد بن العاص وكان رجلاً حيياً. وقال إسماعيل بن أبي أويس: سمعت خالي مالكاً يقول: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم لقد أدركت في هذا المسجد سبعين ممن يقول: قال فلان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن أحدهم لو ائتمن على بيت مال لكان به أميناً فما أخذت منهم شيئاً لأنهم لم يكونوا من أهل هذا الشأن ويقدم علينا الزهري وهو شاب فنزدهم على بابه. كذا قال، ولم يلق مالك الزهري إلا وهو شيخ فلعله اشتبه عليه بالخضاب. وقال ابن عيينة: سمعت الزهري يقول: كنت أحسب أني قد تعلمت من العلم وأصبت منه فلما جالست عبيد الله بن عبد الله بن عتبة فكأنما كنت في شعب من الشعاب. وقال يونس عنه: جالست ابن المسيب حتى ما كنت أسمع منه إلا الرجوع يعني المعاد وجالست عبيد الله فما رأيت أغرب حديثاً منه وجالست عروة فوجدته بحراً لا تكدره الدلاء. (8/236)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 237 وقال أبو ضمرة: ثنا عبيد الله بن عمر رأيت ابن شهاب يوماً يؤتى بالكتاب ما يقرأه ولا يقرأ عليه فيقولون: نأخذ هذا عنك فيقول: نعم، فيأخذونه ولا يراه ولا يرونه. وقال بشر بن المفضل: ثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري قال: ما استعدت حديثاً إلا مرة فسألت صاحبي فإذا هو كما حفظت. قال قرة بن صويل: لم يكن للزهري كتاب إلا كتاب في نسب قومه. وقال معمر: سمعت الزهري يقول: يأهل العراق يخرج الحديث من عندنا شبراً ويصير عندكم ذراعاً. وقال نوح بن يزيد المؤدب: ثنا إبراهيم بن سعد سمعت ابن شهاب يقول: لقيني سالم كاتب) هشام فقال لي: إن أمير المؤمنين يأمرك أن تكتب لولده حديثك، قلت: لو سألتني عن حديثين أتبع أحدهما الآخر ما قدرت، ولكن ابعث إلي كاتباً أو كاتبين اختلفا إلي سنة، قال: ثم لقيني فقال: يا أبا بكر ما أرانا إلا قد انفضنا بك، قلت: كلا إنما كنت في عزاز من الأرض فالآن هبطت بطون الأودية. وعن شعيب بن أبي حمزة سمعت الزهري يقول: مكثت خمساً وأربعين سنة أختلف من الشام إلى الحجاز فما وجدت شيئاً أستطرفه. وروى محمد بن الضحاك بن عثمان عن مالك أخبرني ربيعة أن عبد الملك (8/237)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 238 ابن مروان قال للزهري: هل جالست عروة قال: لا، فأمره به، قال الزهري: ففجرت به بحراً. ابن وهب قال: قال مالك: لقد هلك سعيد بن المسيب ولم يترك كتاباً ولا القاسم ولا عروة ولا ابن شهاب، ثم قال مالك: قلت لابن شهاب وأنا أريد أن أخصمه: ما كنت تكتب قال: لا، قلت: ولا تسأل أن يعاد عليك الحديث قال: لا. ولقد سألته عن حديث قال: الذي أعجبني منه قد حدثتكم به. وقال أيوب بن سويد: ثنا يونس قال: قال الزهري: إياك وغلول الكتب، قلت: ما غلولها قال: حبسها. وروى إبراهيم بن سعد عن أبيه قال: ما سبقنا ابن شهاب بشيء من العلم إلا أنه كان يشد ثوبه عند صدره ويسأل عما يريد وكنا تمنعنا الحداثة. وقال اسماعيل القاضي: ثنا نصر بن علي ثنا حسين بن عروة عن مالك قال: قدم علينا الزهري فأتيناه ومعنا ربيعة فحدثنا بنيف وأربعين حديثاً، ثم أتيناه من الغد وقال: انظروا كتاباً حتى أحدثكم منه أرايتم ما حدثتكم أمس في أيديكم منه فقال له ربيعة: ها هنا من يسرد عليك ما حدثت به أمس، قال: ومن هو قال: ابن أبي عامر، قال لي: هات، فحدثته بأربعين منها فقال الزهري: ما كنت أرى أنه بقي من يحفظ هذا غيري. وروى الأوزاعي عن سليمان بن حبيب المحاربي قال: قال لي عمر بن (8/238)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 239 عبد العزيز: ما أتاك به الزهري عن غيره فشديديك به وما أتاك به عن رأيه فانبذه. وقال ابن المديني: دار علم الثقات على ستة: فكان بالحجاز عمرو بن دينار والزهري، وبالبصرة قتادة ويحيى بن أبي كثير، وبالكوفة أبو إسحاق والأعمش.) وقال الحاكم: ثنا الأصم أنبأ الربيع أنبأ الشافعي حدثني ابن سعد قال: سألت الزهري عن شيء من أمر الخلع فقال: إن عندي فيه ثلاثين حديثاً ما سألني عنها أحد قط. وروى أحمد بن عبد العزيز الرملي ثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي سمعت الزهري لما حدث بحديث لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن قلت له: فما هو قال: من الله القول وعلى الرسول البلاغ وعلينا التسليم أمروا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء بلا كيف. وقال محمد بن ميمون المكي: ثنا ابن عيينة قال: مررت على الزهري وهو جالس عند باب الصفا فجلست بين يديه فقال: يا صبي قرأت القرآن قلت: بلى قال: تعلمت الفرائض قلت: بلى قال: كتبت الحديث قلت بلى، وقلت: أبو إسحاق الهمداني، قال: أبو إسحاق أستاذ أستاذ. وقال عبد الله بن جعفر الرقي: ثنا عبيد الله بن عمرو قال: كتب إلي زيد بن أبي أنيسة: إجمع لي أحاديث الزهري. معمر أنبأ صالح بن كيسان قال: اجتمعت أنا والزهري نطلب العلم فقلنا: نكتب السنن فكتبنا ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: نكتب ما جاء عن أصحابه فإنه سنة، فقلت أنا: ليس بسنة، فكتب ولم أكتب فأنجح وضيعت. (8/239)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 240 وروى يونس عن الزهري قال: العلم واد فإذا هبطت وادياً فعليك بالتؤدة حتى تخرج منه. وعن الزهري قال: كنا نأتي العالم فما نتعلم من أدبه أحب إلينا من علمه. وقال ابن عيينة: قال الزهري: كنا نكره الكتاب حتى أكرهنا عليه السلطان فكرهنا أن نمنعه الناس. وروى معمر عن الزهري قال: ما عبد الله بشيء أفضل من العلم. وقال الليث: قال ابن شهاب: ما صبر أحد للعلم صبري وما نشره أحد نشري، فأما عروة فبئر لا تكدرها الدلاء، وأما سعيد فانتصب للناس فذهب اسمه كل مذهب. وروى سفيان عن الزهري قال: كنت عند الوليد فتلا: والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم فقال: نزلت في علي، قلت: أصلح الله الأمير ليس كذا فأخبرني عروة عن عائشة أنها نزلت في عبد الله بن أبي المنافق. أنبأونا عن اللبان أنبأ أبو علي ثنا أبو نعيم ثنا ابن الصواف ثنا بشر بن موسى ثنا معاوية بن عمرو ثنا أبو إسحاق الفزاري عن الأوزاعي عن الزهري قال: كان من مضى من علمائنا) يقولون: الاعتصام بالسنة نجاة والعلم يقبض قبضاً سريعاً، فبعز العلم ثبات الدين والدنيا، وفي ذهاب العلم ذهاب ذلك كله. وروى ابن المبارك عن يونس قال: قلت للزهري: أخرج لي كتبك، فأخذ بيدي فأدخلني ثم قال: يا جارية هاتي تلك الكتب، فأخرجت صحفاً فيها شعر، وقال: ما عندي إلا هذا. (8/240)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 241 وعن إسماعيل المكي عن الزهري قال: من سره أن يحفظ الحديث فليأكل الزبيب. وقال أيوب بن سويد: ثنا يونس بن يزيد عن الزهري قال: قال لي القاسم: يا غلام أراك تحرص على طلب العلم أفلا أدلك على وعائه قلت: بلى، قال: عليك بعمرة فإنها كانت في حجر عائشة، فأتيتها فوجدتها بحراً لا ينزف. وقال موسى بن إسماعيل: ثنا سفيان قال: سمعت عمرو بن دينار يقول: جالست جابراً وابن عمر وابن عباس وابن الزبير فلم أر أحداً أنسق للحديث من الزهري. وعن الوليد بن عبد الله العجلي سمع الزهري يقول: الحافظ لا يولد إلا في كل أربعين سنة مرة. وقال يونس بن محمد المؤدب: ثنا أبو أويس سألت الزهري عن التقديم والتأخير في الحديث فقال: هذا يجوز في القرآن فكيف به في الحديث إذا أصيب معنى الحديث فلا بأس. قال إبراهيم بن المنذر الحزامي: ثنا يحيى بن محمد بن حكم ثنا ابن أبي ذئب قال: ضاقت حال الزهري ورهقه دين فخرج إلى الشام فجالس قبيصة بن ذؤيب، قال ابن شهاب: فبينا نحن معه نسمر إذ جاءه رسول عبد الملك فذهب به إليه ثم رجع فقال: من منكم يحفظ قضاء عمر في أمهات الأولاد قلت: أنا، قال: قم، فدخلنا على عبد الملك فإذا هو جالس على نمرقة، بيده مخصرة، عليه غلالة ملتحف بسبيبة، بين يديه شمعة، فسلمت (8/241)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 242 فقال: من أنت فانتسبت له، فقال: إن كان أبوك لنعاراً في الفتن، قلت: يا أمير المؤمنين عفا الله عما سلف، قال: اجلس، فجلست، قال: تقرأ القرآن قلت: نعم، قال: اقرأ من سورة كذا ومن سورة كذا، فقرأت فقال: أتفرض قلت: نعم، قال: فما تقول في امرأة تركت زوجها وأبويها، قلت: لزوجها النصف ولأمها السدس ولأبيها ما بقي، قال: أصبت الفرض وأخطأت اللفظ إنما لزوجها النصف ولأمها ثلث ما يبقى، هات حديثك، قلت: حدثني سعيد بن المسيب فذكر قضاء عمر في أمهات الأولاد، فقال: وهكذا حدثني سعيد، فقلت: يا أمير المؤمنين إقض ديني، قال: نعم، قلت: وتفرض لي،) قال: لا والله ما نجمعهما لأحد، قال: فتجهزت إلى المدينة. وعن السري بن يحيى عن ابن شهاب قال: قدمت الشام أريد الغزو فأتيت عبد الملك فوجدته على قبة على فرش تفوت القائم والناس تحته سماطان. وقال أحمد بن صالح: ثنا عنبسة ثنا يونس عن ابن شهاب قال: وفدت إلى مروان وأنا محتلم. هذه رواية غريبة قد قال يحيى بن بكير فيها: هذا باطل إنما خرج إلى عبد الملك ولم يكن عنبسة موضعاً لكتابة الحديث. قال خليفة: ولد سنة إحدى وخمسين. وقال دحيم وغير واحد: ولد سنة خمسين. وقال الحميدي: قال سفيان: رأيت الزهري أحمر الرأس واللحية وفي حمرتها انكفاء كأنه يجعل فيه كتماً، وكان أعيمش وله جمة، قدم علينا (8/242)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 243 في سنة ثلاث وعشرين ومائة يعني مكة فأقام إلى هلال المحرم وأنا يومئذ ابن ست عشرة سنة. وقال ابن وهب: حدثني يعقوب بن عبد الرحمن قال: رأيت الزهري قصيراً قليل اللحية له شعرات طوال خفيف العارضين. ولفايد بن أقرم يمدح الزهري فقال بعد أن تغزل: (دع ذا وأثن على الكريم محمد .......... واذكر فواضله على الأصحاب)

(وإذا يقال من الجواد بماله .......... قيل الجواد محمد بن شهاب)

(أهل المدائن يعرفون مكانه .......... وربيع بادية على الأعراب) قال أحمد بن سنان القطان: ثنا عبد الرحمن بن مهدي: سمعت مالكاً يقول: حدث الزهري قوماً بحديث فلما قمت فأخذت بعنان دابته فاستفهمته فقال: تستفهمني ما استفهمت عالماً قط ولا أعدت شيئاً على عالم قط. وقال عثمان بن سعيد الدارمي: ثنا موسى بن محمد البلقاوي سمعت مالكاً يقول: حدث الزهري بمائة حديث ثم التفت إلي فقال: كم حفظت يا مالك قلت: أربعين حديثاً، قال: فوضع يده على جبهته ثم قال: إنا لله كيف نقص الحفظ. وقال ابن وهب: أخبرني يعقوب بن عبد الرحمن أن الزهري كان يبتغي العلم من عروة وغيره) فيأتي جارية له نائمة فيوقظها فيقول لها: حدثني فلان وفلان بكذا، فتقول: ما لي ولهذا، فيقول: قد علمت أنك لا تنتفعين به ولكن سمعت الآن فأردت أن أستذكره. وقال أحمد بن أبي الحواري: سمعت الوليد بن مسلم يقول: خرج الزهري من الخضراء من عند عبد الملك بن مروان فجلس عند ذاك العمود (8/243)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 244 فقال: يأيها الناس إنا كنا قد منعناكم شيئاً قد بذلناه لهؤلاء فتعالوا حتى أحدثكم قال: وسمعتهم يقولون: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: يا أهل الشام ما لي أحاديثكم ليس لها أزمة ولا خطم، قال الوليد: فتمسك أصحابنا بالأسانيد من يومئذ. وقال معمر عن الزهري: كنا نكره الكتاب حتى أكرهنا عليه الأمراء فرأيت أن لا أمنعه مسلماً. قال أحمد بن حنبل: الزهري أحسن الناس حديثاً وأجود الناس إسناداً. وقال أبو حاتم: أثبت أصحاب أنس الزهري. وروى أبو صالح عن الليث قال: كان الزهري يختم حديثه بدعاء جامع يقول: اللهم إني أسألك من كل خير أحاط به علمك في الدنيا والآخرة وأعوذ بك من كل شر أحاط به علمك في الدنيا والآخرة. وقال الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد قال: ما بقي عند أحد من العلم ما بقي عند ابن شهاب. وقال سعيد بن بشر عن قتادة قال: ما بقي أحد أعلم بسنة ماضية من ابن شهاب ورجل آخر، كأنه عنى نفسه. وقال أبو بكر الهذلي مع مجالسته للحسن وابن سيرين: لم أر قط مثل الزهري. وقال سعيد بن عبد العزيز: ما الزهري إلا بحر. سمعت مكحولاً يقول: ابن شهاب أعلم الناس. وقال مالك: بقي ابن شهاب وماله في الناس نظير. (8/244)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 245 وقال موسى بن اسماعيل: شهدت وهيباً وبشر بن المفضل وغيرهما ذكروا الزهري فلم يجدوا أحداً يقيسونه به إلا الشعبي. وقال ابن المديني: أفتى أربعة: الحكم وحماد وقتادة والزهري، والزهري عندي أفقههم. وقال الفرياني: سمعت الثوري يقول: أتيت الزهري فتثاقل علي فقلت له: أتحب لو أنك أتيت مشايخك فصنعوا بك مثل هذا فقال: كما أنت، ودخل فأخرج إلي كتاباً فقال: خذ هذا فاروه عني، فما رويت عنه حرفاً.) وقال عبد الوهاب بن عطاء: ثنا الحسن بن عمارة قال: أتيت الزهري بعد أن ترك الحديث فألفيته على بابه فقلت: إن رأيت أن تحدثني، فقال: أما علمت أني قد تركت الحديث فقلت: إما أن تحدثني وإما أن أحدثك، حدثني، فقلت: حدثني الحكم بن عتيبة عن يحيى بن الجزار سمعت عليا رضي الله عنه يقول: ما أخذ الله على أهل الجهل أن يتعلموا حتى أخذ على أهل العلم أن يعلموا. قال يحيى بن سعيد القطان: مرسل الزهري شر من مرسل غيره لأنه حافظ وكلما قدر أن يسمي سمى وإنما يترك من لا يحب أن يسميه. وروى علي بن حوشب الفزاري عن مكحول وذكر الزهري فقال: أي رجل هو لولا أنه أفسد نفسه بصحبة الملوك. وقال يعقوب بن شيبة: حدثني الحسن الحلواني ثنا الشافعي ثنا عمي قال: دخل سليمان بن يسار على هشام فقال له: يا سليمان من الذي تولى كبره منهم؟ فقال: ابن سلول، قال: كذبت بل هو علي، فدخل ابن شهاب فقال: يا بن شهاب من الذي تولى كبره؟ قال: ابن أبي فقال له: كذبت (8/245)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 246 بل هو علي، قال: أنا أكذب لا أبالك فو الله لو نادى مناد من السماء إن الله قد أحل الكذب ما كذبت، حدثني سعيد وعروة وعبيد الله وعلقمة بن وقاص عن عائشة أن الذي تولى كبره عبد الله بن أبي، قال: فلم يزل القوم يغرون به فقال له هشام إرحل فو الله ما كان ينبغي لنا أن نحمل عن مثلك، فقال: ولم أنا أغتصبتك على نفسي أو أنت اغتصبتني على نفسي فخل عني، فقال له: لا ولكنك استدنت ألفي ألف، فقال: قد علمت وأبوك قبل أني ما استدنت هذا المال عليك ولا على أبيك، فقال هشام: إنا إن نهج الشيخ يهج الشيخ، فأمر فقضى من دينه ألف ألف، فأخبر بذلك فقال: الحمد لله الذي هذا هو من عنده. قال عمي: ونزل ابن شهاب بماء من المياه فالتمس سلفاً فلم يجد فأمر براحلته فنحرت ودعا إليها أهل الماء فمر به عمه فدعاه إلى الغداء فقال: يا بن أخي إن مروءة سنة تذهب بذل الوجه ساعة، فقال: يا عم انزل فكل وإلا فامض. ونزل مرة بماء فشكا إليه أهل الماء إن لنا ثماني عشرة امرأة عمرية أي لهن أعمار ليس لهن خادم، فاستسلف ابن شهاب ثمانية عشر ألفاً وأخدم كل واحدة منهن خادماً بألف. وقال الوليد بن مسلم: ثنا سعيد بن عبد العزيز أن هشام بن عبد الملك قضى عن الزهري سبعة) آلاف دينار وقال لا تعد لمثلها، فقال: يا أمير المؤمنين حدثني ابن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين. وقال مالك: قال الزهري: وجدنا السخي لا تنفعه التجارب. وقال يونس: سمعت الشافعي يقول: مر تاجر بالزهري وهو في قريته (8/246)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 247 والرجل يريد الحج فابتاع منه بزاً بأربعمائة دينار إلى أجل فلم يبرح الزهري حتى فرقه، فلما رأى الكراهية في وجه التاجر أعطاه وقت رجوعه من الحج الثمن وزاده ثلاثين ديناراً وقال: إني رأيتك يومئذ ساء ظنك، فقال: أجل، قال: والله لم أفعل ذلك إلا للتجارة أعطي القليل فأعطى الكثير. وروي سويد عن ضمام عن عقيل بن خالد أن ابن شهاب خرج إلى الأعراب ليفقههم فجاءه أعرابي وقد نفد ما في يده فمد يده إلى عمامتي فأخذها، فأعطاه إياها وقال: يا عقيل أعطيك خيراً منها. وقال سعيد بن عبد العزيز: كنا نأتي الزهري بالراهب فيقدم إلينا كذا كذا لوناً. قلت: الراهب عند المصلى بظاهر دمشق. وقال حماد بن زيد: كان الزهري يحدث ثم يقول: هاتوا من أشعاركم وأحاديثكم فإن الأذن مجاجة وإن للنفس حمضة. قلت: قد جمع أحمد بن صالح المصري علم الزهري وكذا ألف محمد ابن يحيى الذهلي حديث الزهري فأتقن واستوعب وهو في مجلدين. وقد انفرد الزهري بسنن كثيرة وبرجال عدة لم يرو عنهم غيره سماهم مسلم، وعدتهم بضع وأربعون نفساً، فأما أصحابه فعلى مراتب. قال عثمان الدارمي: سألت يحيى بن معين عن أصحاب الزهري قلت له: معمر أحب إليك في الزهري أو مالك قال: مالك، قلت: فيونس وعقيل أحب إليك أم مالك قال: مالك، قلت: فابن عيينة أحب إليك أم معمر قال: معمر، قلت: فشعيب قال: مثل يونس وعقيل، قلت: فالزبيدي قال: هو سليم، قلت: فإبراهيم بن سعد أحب إليك أو الليث؟ (8/247)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 248 قال: كلاهما ثقتان، قلت: فمعمر أحب إليك أو صالح بن كيسان قال: معمر وصالح ثقة، قلت: فعبد العزيز الماجشون قال: ليس به بأس، قلت: فمحمد بن أبي حفصة قال: صويلح، قلت: فصالح بن الأخضر قال: ليس بشيء في الزهري، قلت: فابن جريج قال: ليس بشيء في الزهري، قلت: فجعفر بن برقان قال: ضعيف في الزهري، قلت: فابن إسحاق قال: صالح وهو ضعيف في الزهري، قلت:) فعبد الرحمن بن إسحاق المدني قال: صالح، فسألته عن سفيان بن حسين فقال: ثقة وهو ضعيف الحديث عن الزهري، قلت: فمعمر أحب إليك أم يونس قال: معمر، فيونس أحب إليك أم عقيل قال: يونس ثقة وعقيل ثقة قليل الحديث عن الزهري، قلت: فالأوزاعي في الزهري قال: ثقة ما أقل ما أسند عنه، قلت: فشعيب قال: كتب إملاء عن الزهري وكان شعيب كاتباً للسلطان فكتب للسلطان عن الزهري إملاء، قلت: فالموقري قال: ليس بشيء، قلت: فابن أبي ذئب قال: ثقة. وقال عباس الدوري: سئل ابن معين عن ابن أخي ابن شهاب وعن أبي أويس، فقال: ابن أخي ابن شهاب أمثل وهو أحب إلي في الزهري من محمد ابن إسحاق. وقال عثمان الدارمي: سمعت ابن معين يقول: ابن أخي الزهري ضعيف في الزهري، فسألته عن عبد الله بن بشر عن الزهري فقال: ثقة، وسألته عن عبد الله بن عيسى عن الزهري فقال: ثقة. وقال يحيى القطان: ليس في القوم أصح حديثاً عن الزهري من مالك وقال حماد بن سلمة: لما رحل معمر إلى الزهري نبل فكنا نسميه الزهري. وقال علي بن محمود الهروي: قلت لأحمد بن حنبل: من أعرف الناس (8/248)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 249 بأحاديث ابن شهاب؟ قال أحمد بن صالح المصري ومحمد بن يحيى النيسابوري. قال يحيى بن سعيد القطان وأبو عبيد وغيرهما: مات الزهري سنة ثلاث أو أربع وعشرين. وقال ابن عيينة وإبراهيم بن سعد وابن أخي الزهري والناس: مات سنة أربع وعشرين. وقال خليفة: مات لسبع عشرة خلت من رمضان سنة أربع وعشرين ومائة. وشذ أبو مسهر فقال: سنة خمس وعشرين. قال ابن سعد: أخبرني حسين بن المتوكل العسقلاني قال: رأيت قبر الزهري بأدامى وهي خلف شعب وبذى وهي أول عمل فلسطين وآخر عمل الحجاز، وبها ضيعة للزهري، رأيت قبره مسنماً مجصصاً رحمه الله تعالى. قال الواقدي: عاش اثنتين وسبعين سنة. وقال غيره: أربعاً وسبعين سنة. 4 (محمد بن مسلم بن تدرس أبو الزبير المكي م خ مقرونا (8/249)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 250 مولى حكيم بن حزام، القرشي) ) الأسدي أحد الأعلام. روى عن ابن عباس وعائشة وابن عمر، وحديثه عن الثلاثة في صحيح مسلم، وعن عبد الله بن عمرو بن الزبير وأبي الطفيل وجابر فأكثر وعن طاوس وسعيد بن جبير وعدة. وعنه أيوب السختياني وحجاج الصواف وشعبة والسفيانان وإبراهيم بن طهمان وحماد بن سلمة ومالك والليث وزهير بن معاوية وابن لهيعة وخلق كثير. وكان من الحفاظ الثقات وإن كان غيره أوثق منه. قال يعلى بن عطاء: حدثني أبو الزبير وكان أكمل الناس عقلاً وأحفظهم، وكان أيوب إذا روى عنه يقول: ثنا أبو الزبير وأبو الزبير أبو الزبير. قال أحمد بن حنبل: يضعفه بذلك. وقال عطاء بن أبي رباح: كنا نكون عند جابر بن عبد الله فيحدثنا فإذا خرجنا تذاكرنا وكان أبو الزبير أحفظنا للحديث. وقال ابن معين: ثقة وكذا وثقه النسائي وغير واحد، وأما أبو زرعة وأبو حاتم وغيرهما فقالوا: لا يحتج به. وقد روى البخاري لأبي الزبير في صحيحه مقروناً بغيره. وقال ابن عدي: هو في نفسه ثقة إلا أن يروي عنه بعض الضعفاء فيكون ذلك من جهة الضعيف. وقال أبو بكر الأعين: ثنا محمد بن جعفر المدائني ثنا ورقاء قال: قلت (8/250)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 251 لشعبة: ما لك تركت حديث أبي الزبير؟ قال: رأيته يزن ويسترجع في الميزان. وقال أبو داود الطيالسي: قال شعبة: لم يكن في الدنيا شيء أحب إلي من رجل يقدم من مكة فأسأله عن أبي الزبير فقدمت مكة فسمعته من أبي الزبير فبينا أنا جالس عنده ذات يوم إذ جاءه رجل فسأله عن مسألة فرد عليه فافترى عليه فقلت له: يا أبا الزبير تفتري على رجل مسلم، قال: إنه أغضبني، قلت: من يغضبك تفتري عليه، لا رويت عنك أبداً، قال: وكان يقول في صدري أربعمائة حديث لأبي الزبير عن جابر. وقال حفص بن عمر الحوضي: قيل لشعبة: لم تركت أبا الزبير قال: رأيته يسيء الصلاة فتركت الرواية عنه.) وروى عمر بن عيسى بن يونس عن أبيه قال: قال لي شعبة: يا أبا عمر لو رأيت أبا الزبير لرأيت شرطياً بيده خشبة فقلت له: ما لقي منك أبو الزبير. وقال سعيد بن أبي مريم: ثنا الليث قال: قدمت مكة فجئت أبا الزبير فدفع إلي كتابين وانقلبت بهما ثم قلت في نفسي: لو عاودته فسألته أسمع هذا كله من جابر فرجعت فقلت له فقال: منه ما سمعت منه ومنه ما حدثت عنه، فقلت له: أعلم لي على ما سمعت، فأعلم لي على هذا الذي عندي. وقال نعيم بن حماد: قال سفيان: جاء رجل إلى أبي الزبير ومعه كتاب سليمان اليشكري فجعل يسأل أبا الزبير فيحدث بعض الحديث ثم يقول: انظر كيف هو في كتابك، فيخبره بما في الكتاب فيخبر به كما في الكتاب. وقال أبو مسلم المستملي: ثنا سفيان قال: جئت أبا الزبير أنا ورجل فكنا إذا سألناه عن الحديث فتغايم فيه قال: انظروا في الصحيفة كيف هو. (8/251)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 252 وقال محمد بن يحيى العدني: ثنا سفيان قال: ما تنازع أبو الزبير وعمرو ابن دينار قط عن جابر إلا زاد عليه أبو الزبير. وقد خرج مسلم وغيره من حديث الثوري عن أبي الزبير عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زار البيت ليلاً. وخرج أبو داود لأبي الزبير عن أبي هريرة مرفوعاً: فطركم يوم تفطرون وأضحاكم يوم تضحون. أخبرنا محمد بن عثمان الخشاب أنبأ أحمد بن محمد الفقيه حدثنا عين الشمس الثقفية أنا محمد بن علي أنا أبو طاهر الكاتب أنا أبو الشيخ الحافظ ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ثنا علي بن حرب ثنا عتيق بن يعقوب الزبيري ثنا عبد العزيز بن محمد عن إبراهيم بن طهمان عن أبي الزبير سمعت أبا أسيد وابن عباس يفتي: الدينار بالدينارين فأغلظ له أبو أسيد فقال ابن عباس: ما كنت أظن أحداً يعرف قرابتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مثل هذا يا أبا أسيد، فقال له أبو أسيد: أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الدينار بالدينار والدرهم بالدرهم وصاع حنطة بصاع حنطة وصاع شعير بصاع شعير وصاع ملح بصاع ملح لا فضل بين ذلك، فقال ابن عباس هذا الذي كنت أقوله برأيي ولم أسمع فيه بشيء.) قلت: وكان أبو محمد بن حزم يحتج من حديث أبي الزبير عن جابر بما رواه عنه الليث فقط لكونه لم يحمل إلا ما سمعه من أبي الزبي بسماعه من جابر، ومع كون البخاري لم يحتج به ما رأيت ذكره في كتابيه في الضعفاء. قال الفلاس وغيره: مات أبو الزبير سنة ثمان وعشرين ومائة. قلت: أراه عاش تسعين سنة فصاعداً. (8/252)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 253 4 (محمد بن المنكدر ع بن عبد الله بن الهدير أبو عبد الله القرشي التيمي المدني.) الزاهد العابد أحد الأعلام أخو عم بن المنكدر وأبي بكر بن المنكدر. روى عن عائشة وأبي هريرة وأبي قتادة وأبي أيوب وابن عباس وجابر ابن عبد الله وأبي رافع وسفينة وابن عمر وابن الزبير وأسماء بنت أبي بكر وأسماء بنت رقيقة وأنس بن مالك وعمه ربيعة بن عبد الله وسعيد بن المسيب وعروة وخلق. وعنه ابنه المنكدر والزهري وعمرو بن دينار ويحيى بن سعيد وهشام ابن عروة وأيوب السختياني وعلي بن زيد جدعان وأبو حازم الأعرج وحسان بن عطية ويونس بن عبيد وزيد بن أسلم، وطبقة أخرى ابن جريج ومعمر والثوري وشعبة وروح بن القاسم ومالك وسفيان بن عيينة وأبو غسان محمد بن مطرف وخلق كثير. واستقدمه الوليد بن يزيد إلى الشام في جماعة من الفقهاء ليفتوه في طلاق زوجته أم سلمة فقال عبد الله بن يزيد الدمشقي: صدقة بن عبد الله قال: جئت محمد بن المنكدر وأنا مغضب فقلت له: أحللت للوليد أم سلمة ! قال: (8/253)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 254 أنا ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حدثني جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا طلاق لمن لا يملك ولا عتق لمن لا يملك. صدقة السمين ضعيف. قال الزبير بن بكار: جاء المنكدر إلى عائشة فشكا إليها الحاجة فقالت: أول شيء يأتيني أبعث به إليك فجاءتها عشرة آلاف درهم فقالت: ما أسرع ما امتحنت وبعثت بها إليه فاتخذ منها جارية فولدت له محمداً وأبا بكر وعمر. روى نحوها حجاج بن محمد عن أبي معشر السندي عن ابن المنكدر. قال ابن سعد ومصعب وأبو خيثمة وإسماعيل أحسبه ابن أبي أويس وغيرهم: كنيته أبو عبد الله.) وكناه البخاري ومسلم والنسائي: أبا بكر. قال خ: قال لي الأويسي: حدثني مالك قال: كان محمد بن المنكدر سيد القراء لا يكاد أحد يسأله عن حديث إلا كاد يبكي. وقال علي بن المديني عن سفيان قال: بلغ نيفاً وسبعين سنة ولم أر أحداً يحمل عنه قال رسول الله منه جالسناه إن شاء الله ثلاثاً وعشرين. وقال الحميدي: ثنا سفيان قال: ما رأيت أحداً أجدر أن يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يسأل عمن هو من ابن المنكدر. وقال ابن معين: لم يسمع من أبي هريرة. وقال عثمان الدارمي: قلت ليحيى: ابن المنكدر أحب إليك في جابر أبو أبو الزبير قال: ثقتان. وقال يعقوب الفسوي: ابن المنكدر في غاية الإتقان والحفظ والزهد حجة. (8/254)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 255 وقال أبو حاتم وطائفة: ثقة. وقال مصعب بن عبد الله: المنكدر هو ابن عبد الله بن الهدير بن محرز ابن عبد العزى بن عامر بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي. وقال ابن عيينة: كان ابن المنكدر يقول: كم من عين ساهرة في رزقي في ظلمات البر والبحر، وكان إذا بكى مسح وجهه ولحيته من دموعه ويقول: النار لا تأكل موضعاً مسته الدموع. وعن ابن المنكدر قال: كابدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت. وروى حسين الجعفي عن الوليد بن علي عن ابن سوقة قال: كان محمد ابن المنكدر يستقرض ويحج، فقلت له، فقال: أرجو قضاءها. وقال سفيان: تعبد ابن المنكدر وهو غلام وكانوا أهل بيت عبادة. وقال يحيى بن بكير: محمد وأبو بكير وعمر بنو المنكدر لا يدرى أيهم أفضل. وروى الفضل الغلابي عن أبيه عن سعيد بن عامر قال: قال ابن المنكدر: إني لأدخل في الليل فيهولني فأصبح حين أصبح وما قضيت منه أربي. وقال إبراهيم بن سعد: رأيت محمد بن المنكدر يصلي ثم يستقبل القبلة ويمد يديه ويدعو ثم ينحرف عن القبلة ويشهر يديه ويدعو، يفعل ذلك حتى يخرج من المسجد فعل المودع. وقال عبد الجبار بن العلاء: ثنا سفيان قال: ابن المنكدر ربما قام الليل فكان له جار مبتلى فكان) يصيح وكان محمد يرفع صوته بالحمد فقيل له في ذلك (8/255)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 256 فقال: أرفع صوتي بالنعمة ويرفع صوته بالبلاء. وقال مصعب بن عبد الله: ثنا إسماعيل بن يعقوب التيمي قال: كان محمد ابن المنكدر يجلس مع أصحابه وكان يصيبه صمات فكان يقوم كما هو حتى يضع خده على قبر النبي صلى الله عليه وسلم ثم يرجع، فعوتب في ذلك فقال: إنه تصيبني خطوة فاذا وجدت ذلك استغثت بقبر النبي صلى الله عليه وسلم. وكان يأتي موضعاً من المسجد يتمرغ فيه ويضطجع فقيل له في ذلك فقال: إني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموضع. إسماعيل: فيه لين. وقال ابن عيينة: ثنا منكدر بن محمد قال: كان أبي يحج بولده فقيل له: لن تحج بهؤلاء قال: أعرضهم لله. وروى حجاج الأعور عن أبي معشر قال: كان محمد بن المنكدر سيداً يطعم الطعام ويجتمع عنده القراء. وقال ابن عيينة: قيل لابن المنكدر أي الأعمال أفضل قال: إدخال السرور على المؤمن. وقيل له: أي الدنيا أحب إليك قال: الإفضال إلى الإخوان. وقال ابن المنكدر: بات أخي عمر يصلي وبت أغمز قدم أمي وما أحب أن ليلتي بليلته. وروى جعفر بن سليمان عن ابن المنكدر أنه كان يضع خده على الأرض ويقول: يا أم ضعي قدمك عليه. وقال ابن معين: ثنا سفيان قال: تبع ابن المنكدر جنازة رجل كان (8/256)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 257 يسفه بالمدينة فعوتب في ذلك فقال: والله إني لأستحيي من الله أن يراني أرى رحمته عجزت عن أحد من خلقه. وقال ابن وهب: حدثني ابن زيد قال: خرج ناس غزاة في الصائفة فيهم محمد بن المنكدر فبينا هم يسيرون في الساقة إذ قال رجل منهم: اشتهي جبناً رطباً فقال محمد: فاستطعم الله فإنه قادر، فدعا القوم فلم يسيروا إلا شيئاً حتى وجدوا مكتلاً مخيطاً فإذا هو جبن طري رطب فقال بعضهم: لو كان هذا عسلاً، قال: الذي أطعمكموه قادر، فدعوا الله فساروا قليلاً فوجدوا فرق عسل على الطريق فنزلوا وأكلوا الجبن والعسل.) وقد رواها ابن أبي الدنيا في كتاب مجابي الدعوة عن سلمة بن شبيب عن سهل بن عاصم عن يحيى بن محمد الجاري عن عبد الرحمن بن زيد ابن أسلم. وقال سويد بن سعيد: ثنا خالد بن عبد الله اليمامي قال: استودع ابن المنكدر وديعة فاحتاج فأنفقها فجاء صاحبها فطلبها فقام فتوضأ وصلى ودعا فقال: يا ساد الهواء بالسماء ويا كابس الأرض على الماء ويا واحداً قبل كل أحد ويا واحداً بعد كل أحد يكون أد عني أمانتي، فسمع قائلاً يقول: خذ هذه فأدها عن أمانتك وأقصر في الخطبة فإنك لن تراني. وعن ابن الماجشون قال: إن رؤية محمد بن المنكدر لتنفعني في ديني. قال ابن عيينة: كان ابن المنكدر من معادن الصدق يجتمع إليه الصالحون. وقال الحميدي: ابن المنكدر حافظ. (8/257)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 258 وقال البخاري: سمع ابن المنكدر من عائشة. وقال مالك: كان سيد القراء. وقال عمرو الناقد: ثنا بشر بن المفضل قال: جلسنا إلى محمد بن المنكدر فلما أراد أن يقوم قال: أتأذنون وقال عبد العزيز الماجشون: رأيت محمد بن المنكدر وعليه ثوبان متينان إزار ورداء ورأيته يصفر لحيته ورأسه. أنبئت عن اللبان أنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم ثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا يحيى بن الفضل الانيسي قال: سمعت بعض من يذكر عن محمد بن المنكدر أنه بينا هو ذات ليلة قائم يصلي إذ بكى فكثر بكاؤه حتى فزع له أهله وسألوه فاستعجم عليهم وتمادى في البكاء فأرسلوا إلى ابن حازم فجاء إليه فقال: ما الذي أبكاك قال: مرت بي آية، قال: وما هي قال: قوله تعالى وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون فبكى أبو حازم معه حتى اشتد بكاؤهما. وقال ابن سوقة: سمعت ابن المنكدر يقول: نعم العون على تقوى الله الغنى. وقال أبو معشر: بعث ابن المنكدر إلى صفوان بن سليم بأربعين ديناراً ثم قال لبنيه: يا بني ما ظنكم برجل فرغ صفوان لعبادة ربه. توفي ابن المنكدر سنة ثلاثين ومائة، قاله الواقدي وجماعة.) وقيل سنة إحدى وثلاثين، قاله هرون بن موسى الفروي والفسوي. (8/258)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 259 4 (محمد بن واسع بن جابر بن الأخنس م د ت ن أبو بكر، ويقال أبو عبد الله، الأزدي) البصري. أحد الأئمة والعباد. روى عن أنس بن مالك ومطرف بن الشخير وعبيد بن عمير المكي وعبد الله بن الصامت وأبي صالح السمان وابن سيرين وغيرهم. وعنه هشام بن حسان وأزهر بن سنان وإسماعيل بن مسلم العبدي والثوري والحماذان ومعمر وسلام بن أبي مطيع وجعفر بن سليمان ونوح بن قيس وصالح المري وأبو المنذر سلام القاري ومحمد بن الفضل بن عطية. قال ابن المديني: له خمسة عشر حديثاً. وقال أحمد العجلي: ثقة عابد صالح. وقال الدارقطني: هو ثقة لكنه بلي برواة ضعفاء. وقال ابن شوذب: لم يكن لمحمد بن واسع عبادة ظاهرة، وكانت الفتيا إلى غيره، وإذا قيل: من أفضل أهل البصرة قيل: محمد بن واسع. وقال الأصمعي: قال سليمان التيمي: ما أحد أحب إلي أن ألقى الله بمثل صحيفته مثل محمد بن واسع. وروى معمر عن أبيه قال: ما رأيت أحداً قط أخشع من محمد بن واسع. وقال جعفر بن سليمان: كنت إذا وجدت من قلبي قسوة غدوت فنظرت إلى وجه محمد بن واسع كان كأنه ثكلى. (8/259)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 260 وقال حماد بن زيد: قال رجل لمحمد بن واسع: أوصني، قال: أوصيك أن تكون ملكاً في الدنيا والآخرة، قال: كيف هذا قال: إزهد في الدنيا. وعنه قال: طوبى لمن وجد عشاء ولم غداء ووجد غداء ولم يجد عشاء والله عنه راض. وقال ابن شوذب: فسم أمير البصرة على قرائها فبعث إلى مالك بن دينار فأخذ، فقال له ابن واسع: قبلت جوائز السلطان قال: سل جلسائي، فقالوا: يا أبا بكر اشتري بها رقيقاً فأعتقهم، قال: أنشدك الله أقلبك الساعة على ما كان عليه قال: اللهم لا. وقال ابن عيينة: قال محمد بن واسع: لو كان للذنوب ريح ما جلس أحد إلي.) وقال الأصمعي: لما صاف قتيبة بن مسلم الترك وهاله أمرهم سأل عن محمد بن واسع فقيل: هو ذاك في الميمنة يبصبص بإصبعه نحو السماء قال: تلك الإصبع أحب إلي من مائة ألف سيف شهير وشاب طرير. وقال حزم القطعي: قال محمد بن واسع وهو في الموت: يا إخوتاه تدرون أين يذهب بي الله إلى النار أو يعفو عني. وقال ابن شوذب: لم يكن لمحمد بن واسع كبير عبادة وكان يلبس قميصاً بصرياً وساجاً. وقال علي بن الجعد: ثنا جبير أبو جعفر قال: رأى رجل كأن منادياً ينادي من السماء: خير رجل بالبصرة محمد بن واسع. (8/260)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 261 وقال مطر الوراق: لا نزال بخير ما بقي لنا أشياخنا: مالك وثابت وابن واسع. وقال جعفر بن سليمان: قال ابن واسع: إني لأغبط رجلاً معه دينه وليس معه من الدنيا شيء راض عن ربه. وقال ليث بن أبي سليم: قال محمد بن واسع: إذا أقبل العبد بقلبه إلى الله أقبل الله بقلوب المؤمنين عليه. وقال ابن شوذب: قال محمد بن واسع: يكفي من الدعاء مع الورع اليسير من العمل كما يكفي القدر من الملح. وقال المدائني: دخل محمد بن واسع على قتيبة بن مسلم الأمير في مدرعة صوف، فقال: ما يدعوك إلى لبس هذه فسكت فقال: أكلمك فلا تجيبني قال: أكره أن أقول زهداً فأزكي نفسي أو أقول فقراً فأشكو ربي. وروى هشام بن حسان عن محمد بن واسع وقيل له: كيف أصبحت قال: قريباً أجلي، بعيداً أملي، سيئاً عملي. وقال الأصمعي: ثنا جعفر بن سليمان وليس بالضبعي قال: جاء رجل إلى محمد بن واسع فشكا ابنه فأقبل محمد على ابنه فقال: تستطيل على الناس وأمك اشتريتها بأربعمائة درهم، وأما أبوك فلا كثر الله في المسلمين مثله. وعن قاسم الخواص أن محمد بن واسع قال لرجل: أأبكاك قط سابق علم الله فيك. قال خليفة: مات محمد بن واسع سنة ثلاث وعشرين ومائة.) (8/261)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 262 وكذا روي عن جعفر بن سليمان. وقال بعض ولد محمد بن واسع: مات سنة سبع وعشرين ومائة. وعن أبي الطيب موسى بن يسار قال: صحبت محمد بن واسع من مكة إلى البصرة فكان يصلي الليل أجمع، يصلي في المحمل جالساً. وعن بد الواحد بن زيد قال: شهدت حوشباً جاء إلى مالك بن دينار قال: رأيت البارحة كأن منادياً ينادي يقول: يأيها الناس الرحيل الرحيل فما رأيت أحداً يرتحل إلا محمد بن واسع فصاح مالك بن دينار وخر مغشياً عليه. قال مضر: كان الحسن يسمي محمد بن واسع زين القراء. وعن محمد بن واسع قال: إن الرجل ليبكي عشرين سنة وامرأته معه لا تعلم. وقال أحمد الدورقي: حدثني محمد بن عيسى حدثني مخلد بن الحسين عن هشام قال: دعا مالك بن المنذر محمد بن واسع وكان على شرطة البصرة فقال: اجلس على القضاء، فأبى فعاوده فقال: لتجلسن أو لأجلدنك ثلاثمائة، قال: إن تفعل فإنك مسلط وإن ذليل الدنيا خير من ذليل الآخرة. قال: ودعاه بعض الأمراء فأراده على بعض الأمر فأبى فقال له: إنك أحمق، فقال محمد: ما زلت يقال لي هذا منذ أنا صغير. وعن ابن واسع أنه نظر إلى ابن له يخطر بيده فقال: تعال ويحك تدري، أمك اشتريتها بمائتي درهم وأبوك فلا كثر الله في المسلمين ضربه. (8/262)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 263 ويروى أن قاصاً كان قريباً من مجلس ابن واسع فقال: ما لي أرى القلوب لا تخشع والعيون لا تدمع والجلود لا تقشعر فقال محمد: يا فلان ما أرى القوم أتوا إلا من قبلك إن الذكر إذا خرج من القلب وقع على القلب. وقال أبو عمر الضرير: ثنا محمد بن مهزم قال: كان محمد بن واسع يصوم الدهر ويخفي ذلك. وقال سعيد بن عامر: دخل محمد بن واسع على بلال بن أبي بردة فدعاه إلى طعامه فاعتل عليه فغضب بلال وقال: إني أراك تكره طعامنا، فقال: لا تقل ذاك أيها الأمير فو الله لخياركم أحب إلينا من أبنائنا.) أنبأني أحمد بن سلامة عن اللبان عن الحداد قراءة أنبأنا أبو نعيم ثنا عبد الله ابن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا إسماعيل بن مسلم عن محمد بن واسع عن مطرف بن عبد الله عن عمران بن حصين قال: تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل برأيه ما شاء. أخرجه مسلم من حديث اسماعيل ابن مسلم. 4 (محمد بن يحيى بن حبان ع بن منقذ أبو عبد الله الأنصاري البخاري المازني المدني) الفقيه. روى عن رافع بن خديج وعبد الله بن عمر وأنس وعبد الله بن محيريز وعمرو بن سليم الزرقي والأعرج وعمه واسع بن حبان. (8/263)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 264 وعنه ربيعة الرائي وابن عجلان وعبيد الله بن عمر وعمرو بن يحيى ومحمد بن إسحاق ومالك والليث وخلق. وهو مجمع على ثقته. قال الواقدي: كانت له حلقة للفتوى وكان ثقة كثير الحديث عاش أربعاً وأربعين سنة. قلت: اتفقوا على موته في سنة إحدى وعشرين ومائة. 4 (محمد بن يزيد أبو بكر الرحبي الدمشقي. والرحبة قرية من قرى دمشق قد خربت.) روى عن أبي إدريس الخولاني وأبي الأشعث الصنعاني وعمير بن ربيعة وأبي خنبش الأسدي وجماعة. وعنه محمد بن المهاجر وسعيد بن عبد العزيز وإسماعيل بن عياش والهيثم ابن حميد وآخرون. وهو قليل الحديث لم أرلهم فيه كلاماً. وأبو خنبش هذا شهد يوم الدار. 4 (محمد بن أبي بكر بن عوف الثقفيخ م ن ق حجازي موثق له حديث في التهليل يوم) عرفة. رواه عنه ابنه عبد الله وشعبة ومالك وغيرهم بروايته عن أنس بن مالك. (8/264)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 265 4 (مخرمة بن سليمان الوالبي المدني ع.) عن عبد الله بن جعفر والسائب بن يزيد وكريب مولى ابن عباس وعبد ربه ابن سعيد) والضحاك بن عثمان ومالك بن أنس وعبد الرحمن بن أبي الزناد. وثقه ابن معين. قتل يوم قديد سنة ثلاثين ومائة. 4 (مرثد بن سمي الأوزاعي. شهد يوم اليرموك.) وحدث عن أبي الدرداء وطائفة وعن أبي مسلم الخولاني. وعنه حريز بن عثمان ومعاوية بن صالح. وفي النفس من صحة شهوده اليرموك، وأما روايته عن أبي الدرداء فلعلها مرسلة. اتفقوا على وفاته في سنة خمس وعشرين. أرخه ابن سعد وخليفة والزيادي. 4 (مرزوق أبو بكر التيمي الكوفي.) عن سعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة. وعنه سفيان وإسرائيل وشريك وجماعة. (8/265)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 266 قاله أبو حاتم ولم يضعفه. 4 (مزاحم بن زفر الكوفيم ن وهو مزاحم بن أبي مزاحم.) عن مجاهد والشعبي وعمر بن عبد العزيز. وعنه مسعر وسفيان وشريك وشعبة وعباد بن عباد. وثقه ابن معين. وقال شعبة: أخبرني مزاحم بن زفر الضبي وكان كخير الرجال. 4 (مسلم بن سمعان المدني.) عن أبي هريرة وعن عطاء بن يسار والقاسم بن محمد. وعنه ابن عجلان وهشام بن سعد وأسامة بن زيد بن أسلم. ذكره ابن أبي حاتم. 4 (مسلم بن أبي مريم السلمي. مولاهم أخو محمد وعبد الله.) روى عن عبد الله بن سرجس وأبي صالح والقاسم بن محمد. وعنه سفيان وشعبة ومالك وابن عيينة. وثقه ابن معين. (8/266)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 267 ويقال له مسلم الخياط، وعامة روايته مرسل وآثار.) قال أبو حاتم: صالح ووثقه ابن معين. 4 (مسلم بن أبي مريم يسار الأنصاريخ م د ن ق مولاهم المدني الخياط.) عن عبد الله بن سرجس وأبي سعيد وابن عمر وأبي صالح السمان. هو الذي قبله ولا أرى لتفريقهما وجهاً قوياً. وروى عنه أيضاً فضيل بن سليمان النميري وإسماعيل بن جعفر. 4 (مسلمة بن عبد الملكد قد ذكر.) ويقال: مات سنة إحدى وعشرين ومائة. 4 (مشاش أبو ساسانن ويقال أبو الأزهر السليمي.) عن طاوس وعطاء والضحاك. وعنه شعبة وهشيم. وثقه أبو حاتم. (8/267)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 268 وقيل إنهما إثنان أحدهما الذي روى عن الضحاك وأنه مروزي. 4 (مصعب بن محمد شرحبيلن ق العبدري المكي.) عن أبي أمامة الباهلي وأبي سلمة عبد الرحمن وأبي صالح ذكوان. وعنه ابن عجلان ووهيب والسفيانان ومسلم بن خالد وآخرون. وثقه ابن معين. وقال أبو حاتم: لا يحتج به. 4 (مطر الوراقم أبو رجاء بن طهمان مولى علباء بن أحمد اليشكري. خراساني نزل) البصرة وكان يكتب المصاحف وله حظ من علم وعمل. روى عن أنس والحسن وعكرمة وشهر بن حوشب وابن بريدة وبكر بن عبد الله المزني. وعنه الحسين بن واقد وشعبة والحمادان وإبراهيم بن طهمان وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي. قال ابن معين: صالح. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال أحمد بن حنبل: هو في عطاء ضعيف. (8/268)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 269 قال الخليل بن عمر بن إبراهيم: سمعت عمي عيسى يقول: ما رأيت مثل مطر الوراق في فقهه) وزهده، وقال مالك بن دينار: رحم الله مطراً الوراق إني لأرجو له الجنة. وعن شيبة بنت الأسود قالت: رأيت مطراً الوراق وهو يقص. قيل: توفي سنة تسع وعشرين ومائة. 4 (معاوية بن إسحاق بن طلحة بن عبيد الله القرشي التيميخ ن ق.) عن أبيه وأعمامه موسى وعمران وعائشة وأم الدرداء وعروة. وعنه شعبة والثوري وإسرائيل وشريك وأبو عوانة. قال أبو حاتم: لا بأس به. 4 (معاوية بن الريان. مولى عب العزيز بن مران.) عن أبي فراس وعمر بن عبد العزيز. وعنه عمرو بن الحارث والليث بن سعد وابن لهيعة. عداده في المصريين. توفي في خلافة هشام. 4 (معبد المغني. الذي يضرب به المثل في جودة الغناء، وهو معبد بن وهب ويقال ابن قطني) ويقال ابن قطن أبو عباد المدني مولى بني مخزوم. ويقال مولى معاوية. وقيل: مولى ابن قطن مولى معاوية. (8/269)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 270 وكان أديباً فصيحاً له وفادة على الوليد المقتول. قال كردم بن معبد المغني مولى ابن قطن: مات أبي وهو في عسكر الوليد ابن يزيد وأنا معه فنظرت حين أخرج نعشه إلى سلامة القس جارية يزيد بن عبد الملك وقد أضرب الناس عنه ينظرون إليها وهي آخذة بعمود نعشه تندبه وتقول: (قد لعمري بت ليلي .......... كأخي الداء الوجيع)

(ونجي الهم مني .......... بات أدنى من ضجيعي)

(كلما أبصرت ربعاً .......... خالياً فاضت دموعي)

(قد خلا من سيد كا .......... ن لنا غير مضيع)

(لا تلمنا إن خشعنا .......... أو هممنا بخشوع) وكان يزيد بن عبد الملك أمر أبي أن يعلمها هذا الصوت فعلمها إياه فرثته به يومئذ. مات سنه ست وعشرين ومائة.) 4 (معمر بن أبي حبيبة) عن عبيد الله بن عدي بن الخيار وعبيد بن رفاعة بن رافع. وعنه بكير بن الأشج ويزيد بن أبي حبيب والليث بن سعد وآخرون. وثقه ابن معين. (8/270)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 271 4 (معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود خ م الهذلي الكوفي.) قاضي الكوفة. عن أبيه وجعفر بن عمرو بن حريث وأبي داود نفيع، وعنه مسعر والثوري ومحمد بن طلحة بن مصرف. وكان عفيفاً صارماً عالماً موثقاً في الحديث. 4 (المغيرة بن عتيبة بن النهاس العجلي، الكوفي. قاضي الكوفة أيضاً.) عن سعيد بن جبير وموسى بن طلحة ومكيث وغيرهم. وعنه أبو مالك الأشجعي مع تقدمه وكامل أبو العلاء ومسعر وفضيل ابن غزوان. ذكره ابن أبي حاتم ولم يتعرض له. 4 (المقدام بن شريح بن هانيء الحارثي م الكوفي.) عن أبيه. وعنه شعبة وسفيان وإسرائيل وشريك وآخرون وابنه يزيد بن المقدام. وثقه أحمد وغيره. (8/271)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 272 4 (المنذر بن عبيد المدني د ن.) عن أبي صالح السمان والقاسم بن محمد. وعنه عمرو بن الحارث وابن لهيعة وابو معشر نجيح وغيرهم. 4 (مهاجر أبو الحسن الكوفي الصائغخ م د ت ن.) عن ابن عباس والبراء وعمرو بن ميمون الأودي وزيد بن وهب. وعنه سفيان وشعبة وإسرائيل وأبو عوانة. وثقه أحمد. 4 (موسى بن السائبد أبو سعدة.) ) عن قتادة ومعاوية بن قرة. وعنه شعبة وهشيم. وثقه أحمد بن حنبل. 4 (موسى بن أبي كثير الصباح الأنصاري، الكوفي المعروف بموسى الكبير.) (8/272)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 273 عن سعيد بن المسيب ومجاهد. وعنه مسعر وسفيان وشعبة وشريك وهشيم. وثقه ابن معين وابن سعد والفسوي وغيرهم. وكان من كبار المرجئة. قال ابن سعد: وفد على عمر بن عبد العزيز فكلمه في الإرجاء. قال أبو حاتم: محله الصدق لا يحتج به. وقال ابن عمار: كان من رؤساء المرجئة. وقال البخاري وأبو زرعة: كان يرى القدر. كذا قالا. وقد روى ابن عيينة عن مسعر سمع أبا الصباح يقول: الكلام في القدر أبو جاد الزندقة. قلت: قلما روى هذا الشيخ. 4 (ميسرة بن حبيب النهدي د ت ن أبو حازم. كوفي ثقة.) روى عن المنهال بن عمرو وعدي بن ثابت. وعنه سفيان وشعبة وإسرائيل وقيس بن الربيع. وثقه أحمد. 4 (ميسرة الأشجعي الكوفي خ م ن.) عن أبي حازم الأشجعي وسعيد بن المسيب. (8/273)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 274 وعنه سفيان وزائدة وزهير بن معاوية. وثقوه. 4 (ميمون الكردي.) عن أبي عثمان النهدي. وعنه حماد بن زيد وديلم بن غزوان والفضل بن عميرة الطفاوي. وثقه أبو داود.) (8/274)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 275 4 (حرف النون)

4 (نبيه بن وهبم بن عثمان بن أبي طلحة العبدري الحجبي المدني.) عن أبي هريرة ومحمد بن الحنفية وأبان بن عثمان. وعنه نافع مولى ابن عمر وهو من أقرانه بل أقدم منه وأيوب بن موسى ومحمد بن إسحاق وآخرون. وثقه ابن سعد وذكر أنه توفي في فتنة الوليد بن يزيد وكانت في سنة ست وعشرين ومائة. صدوق. 4 (نزار بن حيان الأسديت ق.) عن أبيه وعكرمة. وعنه ابنه علي والقاسم بن حبيب التمار وعبد الله بن محمد الليثي ومحمد ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى وأخرون. (8/275)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 276 لا بأس به. 4 (نسير بن ذعلوق أبو أبو طعمة الكوفيق.) عن أبيه وابن عمر والربيع بن خثيم وبكر بن ماعز. وعنه ابنه عمرو والثوري وقيس بن الربيع وغيرهم. وما علمت فيه جرحاً. 4 (نصر بن عمرانع أبو جمرة الضبعي البصري. أحد أئمة العلم.) روى عن ابن عباس وابن عمر وغيرهم. وعنه أيوب السختياني وشعبة والحمادان وإبراهيم بن طهمان وعباد بن عباد المهلبي وآخرون. وكان إماماً ثقة. استصحبه معه يزيد بن المهلب إلى خراسان فأقام بها مدة ثم رجع إلى البصرة. قال ابن معين: أبو جمرة وأبو حمزة رويا عن ابن عباس فأبو جمرة نصر ابن عمران بصري. وأبو حمزة عمران بن أبي عطاء واسطي ثقة. أخبرنا ابن أبي عمر وجماعة إجازة أن عمر بن محمد المعلم أخبرهم أنا ابن خيرون وعبد الوهاب الأنماطي قالا أنا أبو محمد الصريفيني أنا عبيد الله (8/276)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 277 ابن حبابة أنا أبو القاسم البغوي ثنا) علي بن الجعد أنا شعبة عن أبي جمرة قال: تمتعت فنهاني أناس فسألت ابن عباس فأمرني بها، قال: فرأيت في المنام كأن قائلاً يقول: حج مبرور وعمرة متقبلة، قال: فحدثت ابن عباس فقال: الله أكبر سنة أبي القاسم أو قال سنة النبي صلى الله عليه وسلم. وبه قال: كنت أقعد مع ابن عباس فكان يجلسني معه على سريره فقال لي: أقم عندي حتى أجعل لك سهماً من مالي فأقمت معه شهرين. قال ابن سعد: أبو جمرة الضبعي ثقة توفي في ولاية يوسف بن عمر على العراق. وقال غيره: مات بسرخس في آخر سنة سبع وعشرين ومائة. ويقال سنة ثمان. 4 (النضر بن شيبان الحدانين ق.) عن أبي سلمة في قيام رمضان. وعنه أبو عقيل الدورقي ونصر بن علي الجهضمي الكبير والقاسم بن الفضل الحداني. ذكره ابن حبان في الثقات. ووقع لنا حديثه عالياً في المخلصات. 4 (النعمان بن عمرو اللخمي المصري) (8/277)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 278 عن علي بن رباح وحسين بن شفي. وعنه سعيد بن أبي أيوب وابن لهيعة. 4 (نفيع بن الحارث الهمدانين ق أبو داود الأعمى الكوفي القاص.) عن عمران بن حصين وبريدة بن الحصيب وابن عباس وزيد بن أرقم وطائفة. وعنه الأعمش وسفيان وهمام بن يحيى وأبو الأحوص وشريك وآخرون. قال العقيلي: كان يغلو في الرفض. وقال البخاري: يتكلمون فيه. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال النسائي: متروك. قال يزيد بن هارون: ثنا همام قال: دخل أبو داود الأعمى على قتادة فلما قام قيل: إن هذا يزعم أنه لقي ثمانية عشر بدرياً، فقال قتادة: هذا كان سائلاً قبل الجارف لا يعرض في شيء من هذا ولا يتكلم فيه فو الله ما حدثنا الحسن عن بدري مشافهة ولا حدثنا سعيد بن المسيب عن بدري مشافهة إلا عن سعيد. 4 (نمير بن أوس الأشعريت الفقيه قاضي دمشق.) ) أرسل عن حذيفة وغيره وروى عن أم الدرداء. (8/278)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 279 وعنه ابنه الوليد ويحيى بن الحارث الذماري والزبيدي وسعيد بن عبد العزيز وغيرهم. وأيضاً قضاء أذربيجان، وكان كبير القدر صدوقاً. توفي سنة اثنتين وعشرين ومائة. (8/279)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 280 4 (حرف الهاء)

4 (هارون بن ريابم د ن التميمي الأسيدي أبو بكر البصري.) أحد العباد. روى عن أنس بن مالك والأحنف بن قيس وكنانة بن نعيم وقبيصة بن ذؤيب. وعنه أيوب السختياني والأوزاعي وشعبة والحمادان وسفيان بن عيينة وآخرون. قال أبو داود: يقال إنه كان أجل أهل البصرة. ووثقه أحمد بن حنبل. قال ابن عيينة: عنده أربعة أحاديث. قال: وكان يخفي الزهد ويلبس الصوف تحت ثيابه وكان النور على وجهه. وقال ابن شوذب: كنت إذا رأيت هارون بن رياب فكأنما أقلع عن البكاء. (8/280)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 281 أخبرنا إسحاق الأسدي أنا يوسف الحافظ أنا أبو المكارم أنا أبو علي المقري أنا أبو نعيم ثنا محمد بن معمر أنا أبو شعيب الحراني أنا البابلي ثنا الأوزاعي حدثني هارون بن رياب قال: حملة العرش ثمانية يتجاوبون بصوت رخيم حسن يقول أربعة: سبحانك وبحمدك على حلمك بعد علمك. ويقول الآخرون: سبحانك وبحمدك على عفوك بعد قدرتك. قال ابن معين والنسائي: ثقة. قال أبو محمد بن حزم الظاهري: يمان وهارون وعلي بنو ريان: فهارون من أئمة السنة واليمان من أئمة الخوارج وعلي من أئمة الروافض وكانوا متعادين كلهم. وقال جعفر بن سليمان: عدت هارون بن رياب وهو يجود بنفسه فما فقدت وجه رجل فاضل إلا وقد رأيته عنده، فقال محمد بن واسع: يا أخي كيف تجدك قال: هو ذا أخوكم يذهب به إلى النار أو يعفو الله عنه. يقال: عاش ثلاثاً وثمانين سنة. 4 (هارون بن سعد الكوفيم.) ) عن أبي حازم الأشجعي وإبراهيم التيمي. وعنه شعبة والثوري وشريك والحسن بن صالح وقيس بن الربيع. 4 (هشام بن حجير المكي خ م ن.) (8/281)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 282 عن طاوس والحسن. وعنه ابن جريج ومحمد بن مسلم الطائفي وابن عيينة. قال ابن عيينة: قال لي ابن شبرمة: ليس بمكة مثل هشام بن حجير. وقال آخر: ثقة. 4 (هشام بن زيد بن أنس بن مالك الأنصاريع.) سمع جده. وعنه ابن عون وشعبة وحماد بن سلمة. وثقه ابن معين. 4 (هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية. الخليفة أبو الوليد القرشي) الأموي الدمشقي. ولد سنة نيف وسبعين، واستخلف بعهد من أخيه يزيد بن عبد الملك، وكانت داره عند باب الخواصين التي بعضها الساعة مدرسة النورية. وبويع لخمس بقين من شعبان سنة خمس ومائة. وأمه هي فاطمة بنت هشام بن إسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة المخزومي. قال أبو أحمد الحاكم: استخلف وعمره أربع وثلاثون سنة يومئذ (8/282)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 283 فاستخلف تسع عشرة سنة وسبعة أشهر وأياماً. وقال سعيد بن عفير: كان جميلاً أبيض مسمناً أحول يخضب بالسواد. قال مصعب الزبيري: زعموا أن عبد الملك رأى في منامه أنه بال في المحراب أربع مرات، فدس من يسأل سعيد بن المسيب عنها وكان يعبر الرؤيا وعظمت على عبد الملك فقال: سعيد يملك من ولده لصلبه أربعة، فكان هشام آخرهم، وكان يجمع المال ويوصف بالحرص ويبخل، وكان حازماً عاقلاً. قال أبو عمير بن النحاس: حدثني أبي قال: كان لا يدخل بيت مال هشام مال حتى يشهد أربعون قسامة لقد أخذ من حقه ولقد أعطى لكل ذي حق حقه.) وقال الأصمعي: أسمع رجل مرة هشام بن عبد الملك كلاماً فقال له: يا هذا ليس لك أن تسمع خليفتك. قال: وغضب مرة على رجل فقال: والله لقد هممت أن أضربك سوطاً. وقال ابن سعد: نا محمد بن عمر ثنا سحبل بن محمد قال: ما رأيت أحداً من الخلفاء أكره إليه الدماء ولا أشد عليه من هشام. ولقد دخله من مقتل زيد بن علي ويحيى بن زيد أمر شديد وقال: وددت أني كنت أفتديتهما. (8/283)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 284 وقال الواقدي: حدثني ابن أبي الزناد عن أبيه قال: ما كان أحد أكره إليه الدماء من هشام بن عبد الملك ولقد ثقل عليه خروج زيد فما كان شيء حتى أتي إليه برأسه وصلب بدنه بالكوفة. قال الواقدي: فلما ظهر بنو العباس عهد عبد الله بن علي فنبش هشاماً من قبره وصلبه. قال ابن عائشة: قال هشام بن عبد الملك: ما بقي علي شيء من لذات الدنيا إلا وقد نلته إلا شيئاً واحداً: أخ أرفع مئونة التحفظ فيما بيني وبينه. وقيل: إن هذا البيت له ولم يحفظ له سواه. (إذا أنت لم تعص الهوى قادك الهوى .......... إلى بعض ما فيه عليك مقال) قال حرملة: ثنا الشافعي قال: لما بنى هشام الرصافة بقنسرين أحب أن يخلو يوماً لا يأتيه فيه غم فما انتصف النهار حتى أتته ريشة بدم من بعض الثغور فأوصلت إليه فقال: ولا يوماً واحداً وقال ابن عيينة: كان هشام بن عبد الملك لا يكتب إليه بكتاب فيه ذكر الموت. قال الهيثم بن عمران: مات هشام من ورم أخذه في حلقه يقال له الجرذون بالرصافة. وقال غير واحد: مات في ربيع الآخر سنة خمس وعشرين ومائة وله أربع وخمسون سنة. (8/284)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 285 4 (هلال بن علي ع وهو هلال بن أبي ميمونة المدني مولى آل عامر ابن لؤي. من الثقات) المشاهير. عن أنس بن مالك وعطاء بن يسار وأبي مسلمة بن عبد الرحمن وعبد الرحمن بن أبي عمرة. وعنه سعيد بن أبي هلال وعبد العزيز الماجشون ومالك بن أنس وفليح. قال النسائي: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: شيخ يكتب حديثه.) 4 (هلال الوزان الكوفي الصيرفيخ م د ت ن هو ابن مقلاص ويقال ابن أبي حميد وقيل) غير ذلك. عن عبد الله بن عكيم الجهني وعروة بن الزبير وعبد الرحمن بن أبي ليلى. وعنه شعبة ومسعر وشيبان وأبو عوانة وابن عيينة. وثقه ابن معين وغيره. 4 (الهيثم بن حبيب أبو الهيثم الكوفي الصيرفي.) عن عكرمة وعاصم بن ضمرة والحكم. وعنه زيد بن أبي أنيسة والمسعودي وأبو حنيفة وشعبة وأبو عوانة. وثقه ابن معين وأبو حاتم وأبو زرعة. وكان صاحب حديث، لم يخرجوا له. (8/285)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 286 4 (حرف الواو)

4 (واصل مولى أبي عيينة بن المهلب بن أبي صفرة م د ن ق الأزدي.) بصري صدوق. عن أبي بريدة والحسن والضحاك ويحيى بن عقيل الخزاعي. وعنه مهدي بن ميمون وحماد بن زيد وعباد بن عباد وعبد الوارث. وثقه أحمد. 4 (الوليد بن عبد الرحمنت ن بن أبي مالك الهمداني أبو العباس الدمشقي أخو يزيد.) روى عن أبي إدريس الخولاني وقزعة بن يحيى وجماعة. وعنه حجاج بن أرطاة ومسعر ومحمد بن الوليد الزبيدي. قال ابن خراش: لا بأس به. وقيل: كان مؤدباً سكن الكوفة. (8/286)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 287 4 (الوليد بن هشام بن معاوية الأمويم المعيطي أبو يعيش. متولي قنسرين لعمر بن عبد) العزيز. روى عن معدان بن أبي طلحة اليعمري وأم الدرداء وعبد الله بن محيريز وغيرهم. وعنه ابنه يعيش والأوزاعي وصالح بن أبي الأخضر وسفيان بن عيينة وعدة.) وصفه الواقدي بالنسك والدين، ولولا ذا لما أمره عمر. ووثقه ابن معين. وقد ولي غزو الصائفة رحمه الله. 4 (الوليد بن أبي الوليد القرشيم مولاهم المدني.) عن سعيد بن المسيب وأبان بن عثمان وعروة. ورأى ابن عمر وجابراً يخضبان. وعنه يزيد بن الهاد وحيوة بن شريح والليث بن سعد وابن لهيعة وآخرون. وثقه أبو زرعة. 4 (الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم. الخليفة الفاسق (8/287)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 288 أبو العباس الأموي) الدمشقي. ولد سنة تسعين، ويقال: سنة اثنتين وتسعين، فلما احتضر أبوه لم يمكنه أن يستخلفه لأنه صبي حدث فعقد لأخيه هشام وجعل هذا ولي العهد من بعد هشام. قال أحمد في مسنده: ثنا أبو المغيرة أنا ابن عياش هو إسماعيل حدثني الأوزاعي وغيره عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عمر قال: ولد لأخي أم سلمة ولد فسموه الوليد فقال النبي صلى الله عليه وسلم: سميتموه بأسماء فراعنتكم ليكون في هذه الأمة رجل يقال له الوليد لهو أشد لهذه الأمة من فرعون لقومه. وقد رواه الهقل بن زياد والوليد بن مسلم وبشر بن بكر وابن كثير عن الأوزاعي فأرسلوه لم يدركوا عمر، وهذا من أقوى المراسيل. وفي لفظ بعضهم: لهو أضر على أمتي. وفي لفظ: لهو أشد على أمتي. وقال محمد بن حميد: ثنا سلمة الأبرش حدثني ابن إسحاق عن محمد ابن عمرو بن عطاء عن زينب بنت أم سلمة عن أمها قالت: دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وعندي غلام من آل المغيرة اسمه الوليد فقال: من هذا قلت: الوليد، قال: قد اتخذتم الوليد حنانا غيروا اسمه فإنه سيكون في هذه الأمة فرعون يقال له الوليد. رواه محمد بن سلام عن حماد بن سلمة فذكر نحوه منقطعاً.) وقال مروان بن أبي حفصة: قال لي الرشيد: هل رأيت الوليد بن يزيد؟ (8/288)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 289 قلت: نعم، قال: صفه لي، قلت: كان من أجمل الناس وأشعرهم وأشدهم، قال: أتروي من شعره شيئاً قلت: نعم. وقال الليث: حج بالناس الوليد وهو ولي عهد سنة ست عشرة. وقال ابن سعد: ثنا محمد بن عمر ثنا ابن أبي الزناد عن أبيه قال: كان الزهري يقدح أبداً عند هشام في الوليد ويعيبه ويذكر أموراً عظيمة لا ينطق بها حتى يذكر الصبيان أنهم يخضبون بالحناء ويقول ما يحل لك إلا خلعه، فلا يستطيع هشام. ولو بقي الزهري إلى أن تملك الوليد لفتك به. قال الزبير بن بكار حدثني محمد بن الضحاك بن عثمان عن أبيه: قال أراد هشام أن يخلع الوليد ويجعل العهد لولده فقال الوليد: (كفرت يداً من منعم لو شكرتها .......... جزاك بها الرحمن ذو الفضل والمن)

(رأيتك تبني جاهداً في قطيعتي .......... ولو كنت ذا حزم لهدمت ما تبني)

(أراك على الباقين تجني ضغينة .......... فيا ويحهم إن مت من شر ما تجني)

(كأني بهم يوماً وأكثر قيلهم .......... ألا ليت أنا حين يا ليت لا تغني) قالوا: وتسلم الأمر الوليد في ربيع الآخر سنة خمس عند موت هشام. قال حماد الراوية: كنت يوماً عند الوليد فدخل عليه منجمان فقالا: نظرنا فيما أمرتنا فوجدناك تملك سبع سنين، قال حماد: فأردت أن أخدعه فقلت: كذبا ونحن أعلم بالآثار وضروب العلم وقد نظرنا في هذا والناس فوجدناك تملك أربعين سنة فأطرق ثم قال: لا ما قالا يكسرني ولا ما قلت (8/289)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 290 يغرني والله لأجبين هذا المال من حله جباية من يعيش الأبد ولأصرفنه في حقه صرف من يموت الغد. قال العتبي: كان الوليد بن يزيد رأى نصرانية اسمها سفرى فجن بها وجعل يراسلها وتأبى عليه وقد قرب عيد النصارى فبلغه أنها تخرج فيه إلى بستان يدخله النساء فصانع الوليد صاحب البستان وتقشف الوليد وتنكر ودخلت سفرى البستان فجعلت تمشي حتى انتهت إليه فقالت لصاحب البستان: من هذا قال: رجل مصاب، فأخنت تمازحه وتضاحكه، ثم قيل لها: تدرين من ذاك الرجل قالت: لا، فقيل لها: هو الوليد، فجنت به بعد ذلك فكانت عليه أحرص منه عليها فقال:) (أضحى فؤادك يا وليد عميدا .......... صباً قديماً للحسان صيودا)

(من حب واضحة العوارض طفلة .......... برزت لنا نحو الكنيسة عيدا)

(ما زلت أرمقها بعيني وامق .......... حتى بصرت بها تقبل عودا)

(عود الصليب فويح نفسي من رأى .......... منكم صليباً مثله معبودا)

(فسألت ربي أن أكون مكانه .......... وأكون في لهب الجحيم وقودا) قال المعانى الجريري: كنت جمعت من أخبار الوليد شيئاً ومن شعره الذي ضمنه ما فخر به من خرقه وسخافته وخسارته وحمقه وما صرح به من الألحاد في القرآن والكفر بالله تعالى. وقال أحمد بن أبي خيثمة: ثنا سليمان بن أبي شيخ ثنا صالح بن سليمان قال: أراد الوليد بن يزيد الحج وقال: أشرب فوق ظهر الكعبة فهم قوم أن يفتكوا به إذا خرج وكلموا خالد بن عبد الله القسري ليوافقهم فأبى، فقالوا: أكتم علينا، قال: أما هذا فنعم، ثم جاء إلى الوليد فقال: لا تخرج فإني (8/290)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 291 أخاف عليك، قال: ممن قال: لا أجهرك بهم، قال: إن لم تخبرني بهم بعثت بك إلى يوسف بن عمر، قال: وإن، فبعث به إليه فعذبه حتى قتله. وروى مصعب الزبيري عن أبيه قال: كنت عند المهدي فذكر الوليد ابن يزيد فقال رجل: كان زنديقاً، فقال المهدي: مه خلافة الله عنده أجل من أن يجعلها في زنديق. قال خليفة: ثنا الوليد بن هشام عن أبيه قال: لما أحاطوا بالوليد أخذ المصحف وقال: أقتل كما قتل ابن عمي عثمان. قلت: مقت الناس الوليد لفسقه وتأثموا من السكوت عنه وخرجوا عليه فقال خليفة: حدثني اسماعيل بن إبراهيم ثنا عبد الله بن واقد الجرمي وكان شهد قتل الوليد قال: لما أجمعوا على قتله قلدوا أمرهم يزيد بن الوليد بن عبد الملك فأتى أخاه العباس ليلاً فشاوره فنهاه قال وأقبل يزيد ليلاً في أربعين رجلاً ودخل الجامع بدمشق فكسروا باب المقصورة ودخلوا على واليها فأوثقوه وحمل يزيد الأموال على العجل إلى باب المضمار وعقد راية لعبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك ونادى مناديه من انتدب للوليد فله ألفان، فانتدب معه ألفا رجل. قال علي المدائني عن عمر بن مروان الكلبي: حدثني يعقوب بن إبراهيم أن مولى الوليد لما خرج يزيد الناقص خرج على فرس له فساق فأتى الوليد من يومه فنفق الفرس حين وصل) فأخبر الوليد فضربه مائة سوط وحبسه، (8/291)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 292 ثم دعا أبا محمد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية فأجازه وجهزه إلى دمشق فخرج أبو محمد فلما أتى ذنبة أقام فوجه يزيد بن الوليد لحربه عبد الرحمن بن مصاد فسالمه أبو محمد وبايع ليزيد فأتى الوليد الخبر وهو بالأعرف فقال له بيهس الكلابي: يا أمير المؤمنين سر فانزل حمص فإنها حصينة ووجه الجنود إلى يزيد فيقتل أو يؤسر، فقال عبد الله بن عنبسة: ما ينبغي للخليفة أن يدع عسكره ونساءه قبل أن يقاتل ويعذر والله يؤيده، فقال يزيد بن خالد: وماذا يخاف على حرمه من بني عمهم فقيل له: يا أمير المؤمنين تدمر حصينة وبها بنو كلب قومي. قاله الأبرش، فقال الوليد: ما أرى أن نأتيها وأهلها بنو عامر وهم الذين خرجوا علي ولكن دلني على حصن، قال: أنزل القريتين قال: أكرهها، قال فهذا الهزم، قال: أكره اسمه، قال: وأقبل في طريق السماوة وترك الريف ومر في سكة الضحاك وبها من آله أربعون رجلاً، فساروا معه وقالوا: إنا عون فلو أمرت لنا بسلاح، فما أعطاهم سيفاً فقال له بيهس: هذا حصن البخراء وهو من بناء العجم فانزله، قال: أخاف الطاعون، قال: الذي يراد بك أشد من الطاعون، فنزل حصن البخراء. ثم سار عبد العزيز بن الحجاج بالجند الذين أعطاهم الأموال فتلقاهم ثقل الوليد فأخذوه ونزلوا قريباً من الوليد وأتى الوليد رسول العباس بن الوليد إني آتيك فقال الوليد: أخرجوا سريراً، ففعلوا وجلس عليه وقال: أعلي توثب الرجال وأنا أثب على الأسد وأتخصر الأفاعي، وبقوا ينتظرون قدوم العباس فأقبل عبد العزيز بن الحجاج وعلى ميمنته حوى بن عمرو وعلى مقدمته منصور بن جمهور وبعث إليهم زياد بن حصين الكلبي يدعوهم إلى كتاب الله وسنة نبيه فقتله قطري مولى الوليد فانكشف أصحاب يزيد فكر عبد العزيز بن الحجاج في أصحابه وقد قتل منهم عدة وحملت رؤوسهم إلى الوليد وقتل أيضاً من أصحاب الوليد يزيد بن عثمان الخشني. (8/292)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 293 وبلغ عبد العزيز مسير العباس بن الوليد فجهز لحربه منصور بن جمهور فأدرك العباس وهو آت في ثلاثين فارساً، فقال: اعدل إلى عبد العزيز فشتموه فقال منصور: والله لئن تقدمت لأنفذن حضنيك، ثم أحاط به وجيء به إلى عبد العزيز فقال: بايع لأخيك يزيد، فبايع ووقف ونصبوا راية وقالوا: هذه راية العباس وقد بايع لأخيه، فقال العباس: إنا لله، خدعة من الشيطان، هلك بنو مروان، فتفرق الناس عن الوليد فأتوا العباس وعبد العزيز ثم ظاهروا الوليد) بين درعين وأتوه بفرسين: السندي، والرائد، فركب وقاتل، فبادأهم رجل: اقتلوا عدو الله قتلة قوم لوط ارموه بالحجارة، فلما سمع ذلك دخل القصر فأغلقه، فأحاط به عبد العزيز وأصحابه فدنا الوليد من الباب فقال: أما فيكم رجل شريف له حسب وحياء أكلمه، فقال له يزيد بن عنبسة: كلمني، فقال: يا أخا السكاسك ألم أزد في أعطياتكم ألم أرفع عنكم المؤن ألم أعط فقراءكم فقال: ما ننقم عليك في أنفسنا لكن ننقم عليك انتهاك ما حرم الله وشرب الخمر ونكاح أمهات أولاد أبيك واستخفافك بأمر الله، قال: حسبك، قد أكثرت، ورجع إلى الدار فجلس وأخذ مصحفاً وقال: يوم كيوم عثمان ونشر المصحف يقرأ، فعلوا الحائط فكان أولهم يزيد بن عنبسة. فنزل إليه وسيف الوليد إلى جنبه فقال: نح سيفك، قال الوليد: لو أردت السيف كان لي بذلك حال غير هذه، فأخذ بيد الوليد وهو يريد أن يعتقله ويؤآمر فيه فنزل من الحائط عشرة منهم منصور بن جمهور وحميد بن نصر. فضربه عبد السلام اللخمي على رأسه وضربه آخر على وجهه فتلف وجروه بين خمسة ليخرجوه فصاحت امرأة، فكفوا وحزوا رأسه وخاطوا الضربة التي في وجهه وأتى يزيد الناقص بالرأس فسجد. (8/293)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 294 وبه عن عمرو بن مروان حدثني المثنى بن معاوية قال: دخل بشر مولى كنانة من الحائط ففر الوليد وهم يشتمونه فضربه بشر على رأسه واعتوره الناس بأسيافهم فطرح عبد السلام نفسه عليه فاحتز رأسه، وكان يزيد قد جعل لمن أتاه بالرأس مائة ألف. وقيل: قطعت كفه وبعث بها إلى يزيد فسبقت الرأس بليلة وأتي بالرأس ليلة الجمعة فنصبه يزيد على رمح بعد الصلاة فنظر إليه أخوه سليمان بن يزيد فقال بعداً له أشهد أنه كان شروباً للخمر ماجناً فاسقاً ولقد راودني على نفسي. قال الهيثم بن عدي وجماعة: عاش الوليد خمساً وأربعين سنة. قلت: هذا خلاف ما مر، بل الأصح أنه عاش بضعاً وثلاثين سنة. قال خليفة وغيره: عاش ستاً وثلاثين سنة. قال أحمد بن حنبل: ثنا سفيان قال: لما قتل الوليد كان بالكوفة رجل سديد العقل فقال لخلف بن حوشب: إصنع طعاماً واجمع له، قال: فجمعهم فقال سليمان الأعمش: أنا لكم النذير كف رجل يده وملك لسانه وعالج قلبه. قال الهيثم بن عمران: ملك الوليد خمسة عشر شهراً.) وقال غيره: قتل بالبخراء في جمادى الآخرة سنة ست وعشرين ومائة سامحه الله. ولم يصح عن الوليد كفر ولا زندقة نعم اشتهر بالخمر والتلوط فخرجوا عليه لذلك. (8/294)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 295 وكان الحجاج عم أمه وهي ابنة محمد بن يوسف الثقفي. 4 (وهب بن كيسانع أبو نعيم المدني المؤدب مولى آل الزبير.) روى عن ابن عباس وجابر وأبي سعيد الخدري وعمر بن أبي سلمة وابن الزبير ورأى أبا هريرة. وعنه هشام بن عروة وعبيد الله بن عمر ومحمد بن إسحاق ومالك بن أنس وآخرون. وهو ثقة. مات سنة سبع وعشرين ومائة. (8/295)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 296 4 (حرف الياء)

4 (يحيى بن جابر الطائي م قاضي حمص.) عن عوف بن مالك مرسلا وعن عبد الرحمن بن جبير بن نفير ويزيد بن شريح وغيرهم. وعنه سليمان بن سليم والزبيدي ومعاوية بن صالح وعبد الرحمن بن يزيد ابن جابر وآخرون. يكنى أبا عمر. وقال أبو حاتم: صالح الحديث. وقيل: توفي سنة ست وعشرين ومائة. 4 (يحيى بن خالد بن رافع بن مالك الأنصاري خ الزرقي المدني.) عن عمه رفاعة. وعنه ابنه علي وحفيده يحيى بن علي. (8/296)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 297 ثقة مقل. 4 (يحيى بن راشد الليثي د الدمشقي الطويل أبو هشام.) عن ابن عمر وابن الزبير ومكحول. وعنه عمارة بن غزية وعلي بن أبي حملة وإسماعيل بن عياش وغيرهم. وثقة أبو زرعة وعاش تسعين سنة. 4 (يحيى بن أبي كثير الإمام ع أبو نصر. أحد الأعلام، اسم أبيه صالح وقيل: يسار وقيل:) ) نشيط، مولى الطائيين وعالم أهل اليمامة. روى عن أنس بن مالك مرسلاً وقد رأى أنساً وذلك في سنن النسائي، وعن أبي إمامة الباهلي وذلك في صحيح مسلم وهو مرسل وعن بعجة ابن عبد الله الجهني وأبي سلمة بن عبد الرحمن وعبد الله بن أبي قتادة وأبي قلابة وعمران بن حطان وإبراهيم بن عبد الله بن قارظ وحضرمي بن لاحق وعروة ولم يسمع منه ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان ومحمد بن عبد الرحمن بن زرارة ويعلى بن حكيم وهلال بن أبي ميمونة وطائفة سواهم. روى عنه ابنه عبد ومعمر والأوزاعي وعكرمة بن عمار وهشام الدستوائي (8/297)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 298 وشيبان وهمام وأبان بن يزيد وعلي بن المبارك وحرب بن شداد وأيوب بن عيينة وخلق سواهم. هشيم عن يحيى بن سعيد عن يحيى بن أبي كثير قال: رأيت أنس ابن مالك يصلي وبين يديه سهم. وروى عبد الله بن يحيى بن أبي كثير عن أبيه أنه قال: لا يستطاع العلم براحة الجسد. الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن يحيى قال: العالم من يخشى الله، العلماء مثل الملح هم صلاح كل شيء فإذا فسد الملح لا يصلحه شيء. وروى عن شعبة أنه كان يقدم يحيى على الزهري. وقال أحمد: كان من أثبت الناس يعد مع الزهري ويحيى بن سعيد. وقال ابن حبان: كان من العباد إذا حضر جنازة لم يتعش ليلته ولا يقدرون أن يكلموه. ويقال: إن يحيى أقام بالمدينة عشر سنين للعلم. قال حرب عن يحيى: كان شيء عندي عن أبي سلام الأسود إنما هو كتاب. وروى وهيب عن أيوب قال: ما بقي على وجه الأرض مثل يحيى ابن أبي كثير. وقال شعبة: يحيى بن أبي كثير أحسن حديثاً من الزهري. وقال أحمد بن حنبل: إذا خالف يحيى فالقول قول يحيى. (8/298)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 299 وقال أبو حاتم: هو إمام لا يروي إلا عن ثقة وقد بلغنا أن يحيى امتحن فضرب وحلق وحبس لكونه تنقص بني أمية وذكر أفاعيلهم. أخبرنا علي بن أحمد العلوي أنا محمد بن أحمد القطيعي أنا محمد بن عبيد الله المجلد أنا محمد بن محمد الهاشمي أنا محمد بن عبد الرحمن المخلص ثنا يحيى بن صاعد ثنا محمد بن أبي) عبد الرحمن المقري ثنا أويب بن يحيى النجار اليمامي ثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: حاج آدم موسى فقال موسى: يا آدم أنت الذي أخرجت الناس من الجنة وأشقيتهم فقال آدم: يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه تلومني على أمر كتبه الله علي أو قدره الله علي قبل أن يخلقني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فحاج آدم موسى. صوابه فحج. وهذا حديث صحيح من أعلى ما وقع لنا، وأيوب بن النجار مجمع على ثقته مع كونه لم يرو عن يحيى سوى هذا الحديث. أخرجه البخاري ومسلم والنسائي من حديث أيوب النجار فوقع لنا بدلاً علياً. ولعل أيوب هذا آخر من حدث عن يحيى بن أبي كثير. وبإسناد إلى ابن المقري قال: ثنا أيوب بن النجار الحنفي عن هشام ابن حسان عن محمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله. وقال: فحج آدم موسى ثلاثاً. تفرد مسلم بطريق هشام هذه. قال غيره واحد: إن يحيى بن أبي كثير مات سنة تسع وعشرين ومائة، ووهم من قال إنه توفي سنة اثنتين وثلاثين ومائة. 4 (يحيى بن زيد بن علي بن الحسين الهاشمي العلوي.) (8/299)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 300 قد مر مقتل أبيه، فسار هو بعد ذلك إلى العجم، ثم إنه خرج بخراسان ودعا إلى نفسه وانضم إليه خلق من الشيعة وجرت له حروب مع عسكر خراسان ومواقف إلى أن كان بينه وبين سلم بن أحوز مصاف فجاءه سهم غرب في صدغه موقع فاحتزوا رأسه وبعثوا به إلى الشام وصلبوا جثته كأبيه. فلما استولى أبو مسلم الخراساني على البلاد أنزل الجثة وأمر بإقامة المأتم عليه ببلخ ومرو سبعة أيام، وناح عليه النساء. وكان من ولد في تلك السنة بخراسان من أولاد الأعيان سمي يحيى، ثم تتبع أبو مسلم قتله فأبادهم. وكان مقتله سنة خمس وعشرين. 4 (يحيى بن مسلم البكاء ت ق بصري مشهور ولاؤه للأزد.) حدث عن ابن عمر وعن سعيد بن المسيب وأبي العالية. وعنه الحمادان عبد الوارث بن سعيد وعبد العزيز بن عبد النرمقي وقدامة بن شهاب وعلي بن) عاصم وغيرهم. قال أبو زرعة: ليس بقوي كان يحيى القطان لا يرضاه. وقال محمد بن سعد: ثقة إن شاء الله. وقال القواريري: ثنا حماد بن زيد قال: اشتكى محمد بن واسع فدخلت عليه أعوده فقيل له: يحيى على الباب قال: من يحيى قيل: أبو سلمة، قال: من أبو سلمة قال: حماد وقد عرف فقالوا: يحيى البكاء، قال: يقول محمد بن واسع: إن شر أيامكم يوم نسبتم إلى البكاء. (8/300)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 301 قال النسائي: يحيى بن مسلم البكاء بصري متروك الحديث. وذكره الدارقطني في الضعفاء فقال: ابن مسلم. وذكره ابن حبان في الضعفاء. وقال فيه يحيى بن أبي خليد: البكاء مولى القاسم بن الفضل الأزدي اسم أبيه سليمان كان ينفرد بالمناكير عن المشاهير لا يجوز الاحتجاج به. وقال أحمد بن زهير عن ابن حصين: ليس بذاك. قال ابن حبان: مات سنة ثلاثين ومائة. أخبرنا بن عبد الحميد وجماعة قالوا: أنا ابن اللتي وأنا أحمد أنا موسى ابن عبد القادر قالا أنا هبد الأول أنا جمال الإسلام أبو الحسن أنا عبد الله بن حمويه أنبأ إبراهيم بن حزيم ثنا عبد بن حميد ثنا علي بن عاصم عن يحيى البكاء حدثني ابن عمر قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أربع قبل الظهر بعد الزوال تحسب بمثلهن في صلاة السحر وليس شيء إلا وهو يسبح الله تلك الساعة ث قرأ: يتفيوا ظلاله عن اليمين والشمائل الآية كلها أخرجه الترمذي عن عبد فوافقناه. 4 (يحيى بن قيس الكندي.) عن شريح القاضي. وعنه سفيان الثوري وشريك وأبو عوانة والحسن بن حي. (8/301)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 302 محله الصدق. 4 (يحيى بن النضر الأنصاري السلمي المدني ب خ ق والد أبي بكر.) روى عن أبي قتادة وأبي هريرة وعلقمة بن وقاص وأبي سلمة.) وعنه ولده ومحمد بن عمرو وأبو صخر حميد بن زياد وإبراهيم بن أبي يحيى وآخرون. قال أبو حاتم: ثقة. 4 (يحيى بن هانيء بن عروة المرادي د ت ن.) روى عن عبد الحميد بن محمود المعولي ونعيم بن دجاجة، وأدرك جماعة من الصحابة ووفد مع أنس بن مالك على الوليد بن عبد الملك. روى عنه شعبة وشريك وأبو بكر بن عياش. قال شعبة: كان سيد أهل الكوفة. قلت: وكذا كان أبوه. وثقة ابن معين. 4 (يزيد بن أبان الراقشي ت ق الواهد أبو عمرو البصري.) (8/302)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 303 عن أنس بن مالك وغنيم بن قيس المازني والحسن البصري. وعن شيخه الحسن وقتادة والأوزاعي وحماد بن سلمة ومعتمر بن سليمان وطائفة سواهم. وكان أحد الوعاظ الباكئين. ضعفه الدار قطني وغيره. ضعفه الدار قطني وغيره. وقال ابن معين: هو خير من أبان بن أبي عياش. وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. قال سلام بن أبي مطيع عن يزيد الرقاشي قال: إذا نمت ثم استيقظت فنمت الثانية فلا أنام الله عيني. وعن عبد الخالق بن موسى قال: جوع يزيد الرقاشي نفسه لله ستين عاماً حتى ذبل جسمه ونهك بدنه وكان يقول: غلبني بطني ما أقدر له على حيلة. وذكر ابن السماك عن أشعث أن يزيد الرقاشي صام ثلاثين أو أربعين سنة وعن هشام بن حسان قال: بكى يزيد الراقشي حتى تساقطت أشفاره وأظلمت عيناه وتغيرت مجاري دموعه. وليزيد مواعظ. وكان من كبار الخائفين. قال سعيد بن عامر: عطش يزيد الرقاشي نفسه أربعين سنة في حر البصرة ث قال لأصحابه:) تعالوا حتى نبكي على الماء البارد. وقال أبو معاوية الضرير عن أبي إسحاق الحميسي قال: كان يزيد (8/303)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 304 الرقاشي يقول في قصصه: ويحك يا يزد من يترضى عنك ربك ومن يصوم لك أو يصلي لك، ثم يقول: يا معشر من القبر ببيته والموت موعده ألا تبكون، قال: فبكى حتى تساقطت أشفار عينيه. 4 (يزيد بن أبي حبيب الفقيه ع أبو رجاء الأزدي.) مولاهم المصري أحد الأعلام وشيخ تلك الناحية. وكان أسود حبشياً. قال ابن لهيعة: ولد تقريباً في سنة ثلاث وخمسين، سمعته يقول: كان أبي من أهل دنقلة ونشأت بمصر وهم علوية فقلبتهم عثمانية. قلت: روى عن عبد الله بن الحارث بن جزء وأبي الطفيل وإبراهيم ابن عبد الله بن حنين وسعيد بن أبي هند وعراك بن مالك وعلي بن رباح وخلق كثير حتى إنه روى عن تلامذته. وعنه سعيد بن أبي أيوب وحيوة بن شريح ويحيى بن أيوب وابن إسحاق الليث بن سعد وابن لهيعة وطائفة. قال أبو سعيد بن يونس: كان مفتي أهل مصر وكان حليماً عاقلاً وهو أول من أظهر العلم والمسائل والحلال والحرام بمصر، وقبل ذلك كانوا يتحدثون في الترغيب والملاحم والفتن. وقال الليث: هو عالمنا وسدينا يقال إنه ولد في إمرة معاوية. وقال الليث ثنا عبيد الله بن أبي جعفر ويزيد بن أبي حبيب وهما جوهرتا (8/304)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 305 البلاد: كانت البيعة إذا جاءت لخليفة كان أول من يبايع عبيد الله ثم يزيد ثم الناس. وقال ابن لهيعة: كان يزيد كأنه فحمة. وقال ابن وهب: قيل لعمرو بن الحارث: أيهما كان أفضل يزيد بن أبي حبيب أو عبيد الله بن أبي حبيب أو عبيد الله بن أبي جعفر قال: لو جعلا في ميزان ما رجح هذا على هذا. وقال ابن لهيعة: مرض بن أبي حبيب فعاده حوثرة بن سهيل أمير مصر فقال: يا أبا رجاء ما تقول في الصلاة في ثوب فيه دم البراغيث فحول وجهه ولم يكلمه، فقام فنظر إلى يزيد فقال: تقتل خلقاً كل يوم وتسألني عن دم البراغيث وقال الليث عن يزيد بن أبي حبيب: سمع ابن جزء الزبيدي يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا يبولن أحدكم مستقبل القبلة.) وعن يزيد بن أبي حبيب قال: لا أدع أخاً لي بغضب علي مرتين بل أنظر ما يكره فأدعه. قال سعيد بن عفير: ثنا أبو خالد المرادي أن زياد بن عبد العزيز بن مروان أرسل إلى يزيد بن أبي حبيب: إثنتي لأسألك عن شيء بن عبد العزيز بن رمان إليه: بل أنت فائتني فإن مجيئك إلي زين لك ومجيء إليك شين عليك. قال ضمام بن إسماعيل: لما كثرت المسائل على يزيد بن أبي حبيب لزم بيته. وروى ضمام عن أبي قبيل وموسى بن وردان والعلاء بن كثير قالوا: يزيد أول من سن العلم بمصر وكانوا إنما يتحدثون بالفتن والملاحم والترغيب، (8/305)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 306 قال: وكان أحد الثلاثة الذين جعل بن عبد العزيز إليهم الفتيا بمصر. قال ابن يونس: اسم أبيه سويد مولى شريك بن الطفيل العامري. قال ابن لهيعة: مات يزيد سنة ثمان وعشرين مائة. 4 (يزيد بن حميد أبو التياح الضبعي البصري عأحد العلماء الزهاد.) روى عن أنس ومطرف بن عبد وأبي عثمان النهدي وعبد الله بن الحارث ابن نوفل وجماعة. وعنه شعبة والحمادان وهمام بن يحيى وعبد الوارث وابن علية وآخرون. قال شعبة: رأيت أبا التياح وأبا جمرة وأبا نوفل يضببون أسنانهم بالذهب. قال جعفر بن سليمان: دخلنا على أبي التياح نعوده والله إن كان ينبغي للمسلم اليوم لما يرى من التهاون في الناس بأمر الله أن يزيده ذاك جداً واجتهاداً ثم بكى. وقال أبو التياح: كان الرجل منهم يتقرأ عشرين سنة ما يعلم به جيرانه. يتقرأ أي يتعبد والقراء في اصطلاح الصدر الأول هم العباد، ومنه قول أنس في أهل بئر معونة يقال لهم القراء. وقال مسروق: (يا معشر القراء يا ملح البلد .......... من يصلح الملح إذا الملح فسد) (8/306)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 307 قال أحمد بن حنبل: أبو التياج ثبت ثقة ثقة. وقال أبو إياس: ما بالبصرة أحد أحب أن ألقى الله بمثل علمه من أبي التياح. توفي سنة ثمان وعشرين ومائة وقيل سنة ثلاثين. 4 (يزيد بن رومان المدني القارئ ع أبو روح. أحد مشيخة نافع أبن أبي نعيم في القراءة.) ) قيل توفي سنة تسع وعشرين ومائة وقيل سنة ثلاثين. وقد مرت ترجمته في الطبقة الماضية. 4 (يزيد بن أبي سمية أبو صخر الإيلي د.) عن ابن عمر وعن عمر بن عبد العزيز. وعنه سعدان بن سالم وعبد الجبار بن عمر الإيليان وهشام بن سعد. وهو مقل. قال الواقدي: كان يصلي الليل أجمع ويبكي. 4 (يزيد بن الطثرية.) الشاعر المشهور أحد فحول الشعراء. وهو يزيد بن سلمة بن سمرة بن سلمة ويكنى أبا المكشوح. (8/307)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 308 استوفى أخبراه ابن خلكان في تاريخه، وذكر أن صاحب الأغاني جمع له ديوناً وأن أبا الحسن عبد الله الطوسي جمع له ديوناً. وله شعر في أماكن من الحماسة. ونظمه في الذروة. وهو القائل. (وحنت قلوصي بعد هذا صبابة .......... فيا روعة ما راع قلبي خنينها) فقلت لها صبراً فكل قرينة مفارقة لا بد يوماً قرينها ومن شعره قوله: (إذا نحن جئنا لم نجمل بزينة .......... حذار الأعادي وهي باد جمالها)

(ولا نبتديها بالسلام ولم نقل .......... لهم من توقي شرهم: كيف حالها) قتل يزيد بن الطثرية باليمامة سنة ست وعشرين ومائة. والطثر ضرب من اللبن. 4 (يزيد بن عبد الله بن قسيط الليثي المدني ع أبو عبد الله. أحد الثقات المسندين. وكان) أعرج. روى عن أبي هريرة وابن عمر وعبيد بن جريح وسعيد بن المسيب وعروة وطائفة. (8/308)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 309 وعنه ابن أبي ذئب وأبو صخر حميد بن زياد ومحمد بن إسحاق ومالك والليث وآخرون. قال ابن إسحاق: حدثني ابن قسيط وكان ثقة فقيهً يستعان به على الأعمال لأمانته وفقهه. وقال أبو حاتم: ليس بقوي وقيل: سئل مالك أن يحدث بحديث ابن فسيط في القصاص فامتنع) وقال: ليس رجله عندنا هناك. ووثقه أرباب الصحاح. مات سنة اثنين وعشرين ومائة. 4 (يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الهمداني الدمشقي د ن ق الفقيه قاضي دمشق.) عن وائلة بن الأسقع وأنس بن مالك وجبير بن نفير وسعيد بن المسيب وخالد بن معدان وروايته عن أبي أيوب الأنصاري مرسله. وعنه ابنه خالد وعبد الله بن العلاء بن زبر والأوزاعي وسعيد بن أبي عروبة وسعيد بن عبد العزيز وسعيد بن بشير. وثقة أبو حاتم وغيره. قال سعيد بن عبد العزيز: لم يكن عندنا أعلم بالقضاء من يزيد بن أبي مالك لا مكحول ولا غيره وقد بعثه عمر بن عبد العزيز إلى نبي نمير يفقههم ويقرئهم. (8/309)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 310 توفي يزيد هذا سنة ثلاثين مائة وكان مولده في سنة ستين. يزيد بن القعقاع أبو جعفر المدني، مقريء المدينة. ومنهم من يسميه فيروز، وكان عابداً صواماً قواماً مجوداً لكتاب الله، وله قراءة محفوظة فهو أحد العشرة الأعلام. أقرأ الناس دهراً طويلاً وقد قرأ القرآن على مولاه عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي وعلى أبي هريرة وابن عباس. ويقال: إنه صلى بابن عمر وإنه أقرأ الناس من قبل وقعة الحرة وكانت في سنة ثلاث وستين. وروى الحديث عن أبي هريرة وابن عباس. قرأ عليه نافع وعيسى بن وردان، وحدث عنه مالك في غير الموطأ وعبد العزيز الدراويدي وابن أبي حازم. وكان مقدماً في زمانه على عبد الرحمن الأعرج. وثقة ابن معين والنسائي. وكان مع عبادته وتبتله مفتياً مجتهداً كبير القدرن ولم يخرجوا له شيئاً في الكتب. وقد بسطت ترجمته في كتاب طبقات القراء. قيل: توفي سنة ثمان وعشرين ومائة، وقيل سنة ثلاثين.) (8/310)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 311 وقال خليفة: مات سنة اثنتين وثلاثين. وقيل سنة ثلاث وثلاثين. وقال محمد بن المثني: سنة سبع وعشرين ومائة. 4 (يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان أبو خالد الأموي الدمشقي.) الملقب بالناقص لكونه نقص الجند من أعطياتهم، توثب على الخلافة وتم له ذاك وقتل ابن عمه الوليد كما ذكرنا. وتملك أولاً دمشق وذلك في جمادى الآخرة. حكى سليمان بن أبي شيخ أن قتيبة بن مسلم ظفر بما وراء النهر بابنتي فيروز ابن يزدجرد فبعث بهما إلى الحجج فبعث الحجاج بإحداهما وهي شاه فرند إلى الوليد فأولدها يزيد بن الوليد. وفيروز هذا هو ابن بنت شيرويه بن كسرى، وأم شيرويه ابنة خاقان ملك الترك، وأمها أعني أم فيروز هي بنت قيصر عظيم الروم، فلذلك يقول: يزيد ويفتخر: (أنا ابن كسرى وأبي فمروان .......... وقيصر جدي وجدي خاقان) قال خليفة: حدثني إسماعيل بن إبراهيم عن أبيه أن يزيد بن الوليد قام خطيباً عند قتل الوليد بن يزيد قال: أما بعد، إني والله ما خرجت أشراً ولا بطراً ولا حرصاً على الدنيا، ولا رغبة في بالملك، وإني في الملك، وإني لظلوم لنفسي إن لم يرحمني ربي، ولكن خرجت غضباً لله ولدينه، وداعياً إلى كتابه وسنة نبيه (8/311)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 312 حين درست معالم الهدى وطفيء نور أهل التقوى، وظهر الجبار المستحل للحرمة والراكب البدعة، فلما رأيت ذلك أشفقت إن غشيتكم ظلمة لا تقلع عنكم على كثرة من ذنوبكم وقسوة من قلوبكم، واشفقت أن يدعو كثيراً من الناس إلى ما هو عليه فيجيبه، فاستخرت الله في أمري ودعوت من أجابني من أهلي وأهل ولايتي، فأراح الله منه البلاد والعباد ولاية من الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، أيها الناس إن لكم عندي إن وليت أموركم أن لا أضع لبنة على لبنة ولا حجراً على حجر، ولا أنقل مالاً من بلد حتى أسد ثغره وأقسم بين مسالحه ما يقوون به، فإن أردتم بيعتي على الذي بذلت لكم فأنا لكم، وإن ملت فلا بيعة لي عليكم، وإن رأيتم أحداً أقوى مني عليها فأردتم بيعته فأنا أول من يبايع ويدخل في طاعته، وأستغفر الله لي ولكم. قال الوليد بن مسلم: ثنا عثمان بن أبي العاتكة قال: أول من خرج بالسلاح في العيد يزيد بن الوليد خرج يومئذ بين صفين من الخيل عليهم السلاح من باب الحصن إلى المصلى.) وعن أبي عثمان الليثي قال: قال يزيد لا ناقص: يا بني أمية إياكم والغناء فإنه ينقص الحياء ويزيد في الشهوة ويهدم المروءة، وإنه لينوب عن الخمر ويفعل ما يفعل المسكر، فإن كنتم لا بد فاعلين فجنبوه فجنبوه لا نساء فإن الغناء داعية الزنا. وقال ابن عبد الحكم: سمعت الشافعي يقول: لما ولي يزيد بن الوليد دعا الناس إلى القدر وحملهم عليه وقرب غيلان أو قال: أصحاب إيلان. قلت: كان غيلان قد صلبه هشام قبل هذا الوقت بمدة. ولم يمتع يزيد بالخلافة ومات في سابع ذي الحجة من سنة ست وعشرين فكانت خلافته ستة أشهر ناقصة. (8/312)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 313 وقيل: مات بعد عيد الأضحى. قال الهيثم بن عدي: عاش ستاً وأربعين سنة. وقال المدائني: عاش خمساً وثلاثين سنة. وقيل: كان أسمر نحيفاً حسن الوجه. ودفن بين الجابية وباب الصغير. ويقال: مات بالطاعون، وصلى عليه أخوه إبراهيم الذي استخلف. 4 (يزيد الرشك الضبعي ع مولاهم. والرشك هو القاسم بلغة أهل البصرة.) روى عن مطرف بن الشخير وسعيد بن المسيب ومعاذة العدوية. وعنه شعبة ومعمر وحماد بن زيد وابن علية. قال عباس الدورس عن ابن معين: كان يزيد بن مطرف يسرح لحيته فخرج منها عقرب فلقب بالرشك. وقال غيره: كان ثقة صالحاً خيراً وكان يقسم الدور والأملاك. غندر: روى الناس عن شعبة عن يزيد الرشك سمعت معاذة تقول: سألت عائشة: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى قالت: أربعاً ويزيد ما شاء الله. قال أحمد بن زهير: سمعت ابن معين يقول: يزيد الرشك ليس به بأس. وقال المثنى بن سعيد الضبعي: بعث الحجاج يزيد الرشك إلى البصرة فوجد (8/313)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 314 طولها فرسخين وعرضها خمس دوانيق. قلت: يعني فرسخاً إلا سدساً. قيل: إنه توفي في سنة ثلاثين ومائة.) 4 (يعقوب بن عبد الله بن الأشج م ت ن ق أبو يوسف.) روى عن أبي أمامة بن سهل وسعيد بن المسيب وكريب وأبي صالح السمان. وعنه يزيد بن أبي حبيب مع تقدمه وابن عجلان وابن إسحاق والليث ابن سعد وآخرون. وكان صدقواً. قال ابن سعد: قتل في البر شهيداً سنة اثنتين وعشرين ومائة. 4 (يعقوب بن عتبة بن المغيرة د ن ق بن الأخنس بن شريق الثقفي المدني.) عن عروة بن الزبير وسليمان بن يسار وعمر بن عبد العزيز وعكرمة والزهري. وعن ابنه محمد ومحمد بن إسحاق وعبد العزيز الماجشون وإبراهيم بن سعد وآخرون. (8/314)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 315 وثقة ابن سعد. وكان فقيهاً ورعاً عارفاً بالسيرة. مات سنة ثمان وعشرين ومائة. 4 (يعلى بن حكيم الثقفي سوى ت مولاهم المكي نزيل البصرة وصديق أيوب السختياني.) روى عن سعيد بن جبير وسلميان بن يسار وعكرمة. وعنه أيوب ويحيى بن أبي كثير وابن جريح وسعيد بن أبي عروبة وحماد ابن زيد. وثقة أحمد وغيره. 4 (يوسف بن عمر الثقفي الأمير، ولي اليمن لهشام، ثم نقله إلى إمرة العراقين فأقره الوليد بن) يزيد وأضاف إليه إمرة هراسان، وكان مهيباً جباراً ظوماً. ذكر المدائني أن سماط يوسف بالعراق كان كل يوم خمسمائة مائدة، وكانت مائدته وأقصى الموائد سواء، يتعمد ذلك وينوعه. وروينا أن ضرب وهب بن منبه في إمارته على اليمن حتى هلك تحت الضرب. (8/315)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 316 ولما قتل عزل يوسف ثم قتل. قال ابن عساكر: لما هلك الحجاج أخذوا يوسف بن مر في آل الحجاج ليعذب ويطلب منه المال فقال: أخرجوني أسأل فدفع ابن الحارث الجهضمي وكان مغفلاً فانتهى إلى دار لها بابان فقال له يوسف: دعني أدخل غلى عمتي أسألها فأذن له فدخل وهرب، وذلك في خلافة سليمان بن عبد الملك.) وقال خليفة: ولي يوسف اليمن في سنة ومائة فلم يزل عليها حتى كتب إليه بولايته على العراق فاستخلف ابنه الصلت وسار. قال الليث: في سنة عشرين ومائة نزع خالد القسري عن العراق وأمر يوسف بن عمر. وروى بشر بن عمر عن أبيه قال: ازدحم الناس عشية في دار يوسف على الطعام فدفع رجل من الجند رجلاً بقائم سيفه فرآه يوسف فدعا به فضربه مائتين وقال: يا بن اللخناء أتدفع الناس عن طعامي وحكى عمر بن شبة أن يوسف بن عمر وزن درهماً فنقص حبة فكتب إلى دور الضرب بالعراق فضرب أهلها فأحصى في تلك الحبة مائة ألف سوط ضربها. وقيل: كان يضرب المثل بحمقه وتيهه حتى كانوا يقولوا أحمق من أحمق ثقيف، فمن ذلك أن حجاماً أراد أن يحجمه فارتعد فقال لحاجبه: قل لهذا البائس لا تخف، وما رضي أن يقول له بنفسه. ولما استخلف الوليد الفاسق هم بعزل يوسف وبتولية ابن عمه عبد الملك بن (8/316)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 317 محمد بن الحجاج بن يوسف الثقفي، وكان عبد الملك ووالدة الوليد ابني عم فسار يوسف إلى الوليد وقدم له أموالاً عظيمة وتخفاً، وكان خالد القسري مسجوناً في سجن الوليد فقرر مع أبان النمري أن يشتري خالد القسري بأربعين ألف ألف درهم فقال الوليد ليوسف: ارجع إلى عمك، فقال أبان للوليد: إعطني خالداً وأدفع إليك أربعين ألف ألف، قال: ومن يضمن هذا المال عنك قال يوسف ابن عمر: أنا، فدفعه إليه فحمله في محمل لغير وطاء وقدم به إلى العراق فأهلكه تحت العذاب والمصادرة وطلب منه ألوفاً لا تحصى. ثم اقتضى من يوسف يزيد بن خالد بأبيه وقتله ثم قتل يويد بن خالد حين تملك مروان الحمار. قال وهب بن جرير: ثنا حيان بن زهير ثنا أبو الصيداء صالح بن طريف قال: لما قدم يوسف بن عمر العراق أتانا خبره بخراسان، قال: فبكى أبو الصيداء وقال: هذا الخبيث شهدته ضرب وهب بن منبه حتى قتله. وقال محمد بن جرير: يقال: إن يزيد بن الوليد لما ولي قال: بلغني أن هذا الفاسق يوسف بن عمر قد صار غلى البلقاء فاطلبوه، قال: فلم يوجد، فتهددوا ابنه، فقال: أنا أدلكم عليه، إنه انطلق غلى مزرعة له، فسار غليه خمسون فارساً، فإذا به انملس واختفى، فإذا نسوة القين عليه) قطيفة وجلسن على حواشيها، فجروا برجله فأتوا به، وكان عظيم اللحية فأخذ حرسي بلحيته فهزها ونتف منها، وكان قصيراً فأدخل على يزيد فقبض يوسف على لحيته، وإنها لتجوز سرته، وجعل يقول: يا أمير المؤمنين نتف والله لحيتي، فسبحنه في الخضراء، فدخل عليه محمد بن راشد فقال: أما تخاف أن يطلع عليه بعض من قد وترت فيلقي عليك حجراً قال: والله ما فطنت لهذا، فنشدتك الله لتلكمت في تحويلي، فأخبرت يزيد فقال: ما غاب عنك من حمقه أكثر وما (8/317)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 318 حبسته إلا لأوجه به إلى العراق فيقام للناس، وتؤخذ المظالم من ماله ودمه. قال ابن جرير: فحدثني أحمد بن أبي خيثمة ثنا عبد الوهاب بن إبراهيم ثنا أبو هاشم قال: أرسل يزيد بن خالد القسري مولى لأبيه يكنى أبا الأسد في عدة من أصحابه، فدخل السحن، فأخرج يوسف بن عمر فضرب عنقه وذلك في سنة سبع وعشرين مائة. وكذا أرخ خليفة وقال: وله نيف وستون سنة. وزاد ابن خلطان وغيره: إنهم رموا حثته فشد الصبيان في رجله وجروه في شوارع دمشق، وكان دميماً فمرت امرأة فقالت: ما فعل هذا الصبي المسكين حتى قتل 4 (يونس بن يوسف بن حماس الليثي المدني م ن ق.) عن ابن المسيب وسليمان بن يسار. وعنه ابن جريح ومالك والدراوردي. وثقة النسائي. وكان من الأولياء. يقال: إنه نظر إلى امرأة فدعا على بصره فعمي، ثم احتاج إلى الخلافة فدعا فأبصر. (8/318)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 319 4 (الكنى)

4 (أبو الأعيس الخولاني الحمصي. اسمه عبد الرحمن بن سليمان.) عن خالد بن يزيد بن معاوية وعمر بن عبد العزيز. وعنه ابن زبر والأوزاعي ومعاوية بن صالح وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر. وما علمت فيه جرحاً. أبو بشر. هو جعفر بن إياس. مر. 4 (أبو بشر الدمشقي المؤذن.) عن عمر بن عبد العزيز ومكحول.) وعنه سعيد بن عبد العزيز ومعاوية بن صالح. مات سنة وثلاثين ومائة. 4 (أبو بكر بن عمر بن عبد الرحمن سوى د بن عبد الله بن عمر) العمري. (8/319)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 320 عن نافع وسالم بن يسار وغيرهم. وعنه مالك وإبراهيم بن طهمان وإبراهيم بن أبي يحيى. له في الكتي حديث الوتر على البعير. 4 (أبو بلج الفزاري الواسطي يحيى بن سليم على الصحيح.) عن عمرو بن ميمون ومحمد بن حاطب الجمحي وأبي الحكم العنزي. وعنه شعبة وزائدة وأبو عوانة وهشيم. وثقة ابن معين وغيره. وقال البخاري: فيه نظر. 4 (أبو جعفر الفراء الكوفي ن سلمان.) عن عبد الله بن شداد وأبي عبد الرحمن السلمي. وعنه ابناه عبد الحميد وإسحاق وشعبة وإسرائيل. وثقة أبو داود. 4 (أبو جمرة نصر بن عمران. تقدم.)

4 (أبو جمرة القصاب، ميمون.)

4 (أبون حصين، عثمان بن عاصم. مر.) (8/320)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 321 4 (أبو الرجال، محمد بن عبد الرحمن. مر.)

4 (أبو الزاهرية م د ن ق اسمه حدير بن كريب.) سمع جبير بن نفير وأبا عتبة الخولاني وكثير بن مرة وأبا ثعلبة الخشني. وأرسل عن أبي الدرداء وغيره. وعنه ابنه حميد وأبو مهدي سعيد بن سنان ومعاوية بن صالح. وثقة جماعة.) وقال أبو حاتم: لا بأس به، قال خليفة وابن سعد والبذري: مات سنة تسع وعشرين ومائة. وقال ابن معين والمدائني: توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز. وقال أبو عبيد: سنة مائة. قلت هذا الشبه. 4 (أبو الزناد ع هو عبد الله بن ذكوان.) (8/321)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 322 يأتي في الطبقة المقبلة لاختلافهم في موته. والأصح موته في سابع عشر رمضان سنة ثلاثين ومائة. ضبطه الواقدي. 4 (أبو العاج السلمي. يقال له كثير، ولي البصرة من قبل يوسف بن عمر.) قال أبو عاصم النبيل: قيل: أتى أبو العاج برجل مأبون فقال: أتريدون أن أوكل يه من يحفظ دبره لقد جعلتمونا إذاً في عناء، أطلقوه. 4 (أبو عصام م د ت ن) عن أنس ثلاثة أحاديث. وعنه هشام الدسوائي وشعبة وعبد الوارث. وهو صدوق. 4 (أبو عمران الجوني، عبد الملك.)

4 (أبو عمر البزار، دينار مر.)

4 (أبو العنبس العدوي دالحارث بن عبيد. وهو جد يونس بن بكير لأمه.) عن الأغر أبي مسلم والقاسم بن محمد وجماعة. (8/322)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 323 وعنه مسعر وشعبة وأبو عوانة وآخرون. صدوق كوفي 4 (أبو العنبس الكوفي د س عبد الله بن مروان.) عن أبي الشعثاء. وعنه مسعر وشعبة. صدوق.) 4 (أبو غالب البصري د ن ق حزور على الصحيح.) وعن أبي أمانة وأم الدرداء. وعنه الحسين بن واقد وحجاج بن دينار وحماد بن سلمة وابن عيينة وعدة. وثقة الدار قطني، وضعفه النسائي وغيره. 4 (أبو فزارة العبسي الكوفي م د ت ق راشد بن كيسان.) عن أنس وعبد الرحمن بن أبي ليلى وسعيد بن جبير ويزيد بن الأصم وأبي زيد مولى عمرو بن حريث. وعنه جرير بن حازم والثوري وإسرائيل وشريك وآخرون. (8/323)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 324 قال أبو حاتم: صالح. وقال الدار قطني: ثقة كيس. 4 (أبو قبيل المعافري المصري ت ن) اسمه حي بن هانيء بن ناصر، قدم من اليمن فسكن مصر زمن معاوية. وروى عن عقبة بن عامر وعبد الله بن عمرو بن العاص وشفى بن ماتع. وعنه يحيى بن أيوب والليث وبكر بن مضر وضمام بن إسماعيل وآخرون. وثقة أحمد. وروى ضمام عنه قال: كنت باليمن فجاءنا قتل عثمان فخفنا على أنفسنا وقلنا: نقتل الساعة فصعدنا الجبل فكنت أول من صعد من أهل قريتي. قال ضمام: كان أبو قبيل يقول: إن من إجلال الله أن يعظم ذو الشيبة في الإسلام. وقيل: اسم أبي قبيل: حيي مصغراً. قال أبو سعيد بن يونس: توفي سنة ثمان وعشرين ومائة. قلت: وقع لنا من عواليه. (8/324)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 325 4 (أبو كثير السحيمي اليمامي الأعمى د ت ن ق اسمه يزيد.) عن أبيه عن أبي ذر، وروى عن أبي هريرة أحاديث. وعنه ابنه زفر ويحيى بن أبي كثير والأوزاعي وعكرمة بن عمار وأيوب ابن عتبة. وثقة أبو حاتم.) 4 (أبو المحجل. رديني بن مرة وقيل: ابن خالد.) عن سليمان بن بريدة ومقعبين بن عمران وعلقمة بن مرثد. وعنه الثوري وشريك. وثقة ابن معين. 4 (أبو المقدام الكوفي د ن ق ثابت بن هرمز الحداد.) عن عدي بن دينار وأبي وائل وسعيد بن المسيب. وعنه ابنه عمرو وسفيان وشعبة وشريك. وثقة ابن معين. له في السنن حديث. 4 (أبو المكشوف. هو يزيد بن الطثرية من فحول الشعراء. مر.) (8/325)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 326 4 (أبو نعامة السعدي البصري م د ت ن عبد ربه.) وثقوه. روى عن مطرف بن الشخير وعبد الله بن الصامت وأبي عثمان النهدي. وعنه شعبة وحماد بن سلمة ومرحوم العطار وآخرون. 4 (أبو هاشم الرماني الواسطي ع يحيى بن دينار ويقال: يحيى بن نافع.) كان ينزل قصر الرمان بواسط فنسب إليه. عن أبي العالية وسعيد بن جبير وأبي وائل وأبي عمر زاذان وطائفة. وعنه سفيان وشعبة والحمادان وهشيم وخلف بن خليفة وآخرون. وثقه أحمد وغيره. وكان من أئمة العلم. 4 (أبو الهيثم المرادي الكوفي. صاحب القصب. قيل: اسمه عمار.) عن سعيد بن المسيب وإبراهيم النخعي وابراهيم التيمي. وعنه الثوري وإسرائيل والحسن بن صالح بن حي. قال أبو حاتم: لا بأس به. (8/326)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 327 4 (أبو الوازع الكوفي. هو زهير بن مالك النهدي.) عن ابن عمر وعاصم بن ضمرة.) وعنه الثوري وأبو حمزة محمد بن ميمون السكري وإسرائيل وشريك. قال أحمد بن حنبل: كانت عنده غفلة شديدة وهو صالح الحديث. 4 (أبو الوازع الراسبي البصري م ت ق جابر بن عمرو.) عن أبي برزة الأسلمي وعبد الله بن مغفل. وعنه أبان بن صمعة وشداد أبو طلحة الراسبي ومهدي بن ميمون وأبو هلال محمد بن سليم وأبو بكر بن شعيب بن الحباب. وثقه ابن معين وغيره. 4 (أبو وجزة السعدي د ن يزيد بن عبيد المدني.) عن عمر بن أبي سلمة المخزومي. وعنه هشام بن عروة وابن إسحاق وسليمان بن بلال. وكان من أعيان شعراء بني سعد بن بكر، وهو صدوق. قال غير واحد: توفي سنة ثلاثين ومائة. (8/327)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 328 4 (أبو يحيى القتات الكوفي د ت ق) في اسمه أقوال: يزيد وعبد الرحمن ومسلم وعمران، والأصح زاذان. روى عن مجاهد وعطاء. وعنه الثوري وإسرائيل وأبو بكر بن عياش وغيرهم. ضعفه ابن معين وغيره. 4 (أبو يعفور العبدي الكوفي ع واقد وقيل وقدان.) عن ابن عمر وابن أبي أوفى وأنس ومصعب بن سعد. وعنه شعبة وإسرائيل والسفيانان وأبو الأحوص وابنه يونس. وثقوه. 4 (وأبو يعفور الكوفي، آخر أصغر من هذا في طبقة الأعمش.)

4 (أبو يونس مولى أبي هريرة م د ت اسمه سليم بن جبير.) عن أبي هريرة وأبي سعيد وأبي أسيد الساعدي. وكان أبوه مكاتباً لأبي هريرة فعجز فرده أبو هريرة غلى الرق ثم قدم (8/328)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 329 أبو هريرة مصر على) مسلمة بن مخلد ومعه جبير وابنه أبو يونس فسأله مسلمة أن يعتقهما ففعل فأقاما بمصر. قال محمد بن رمح: تزوج أبي ببنت أبي يونس وورث منها. توفي أبو يونس سنة ثلاث وعشرين كما مر ي اسمه. (8/329)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 330 5 (الطبقة الرابعة عشرة)

1 (الحوادث من سنة إلى)

4 (احداث سنة إحدى وثلاثين مائة) ذكر من توفي فيها مجملاً: إبراهيم بن ميمون الصائغ المروزي، إسحاق بن سويد العدوي البصري، إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، أيوب السختياني عالم البصرة، توبة العنبري البصري ثقة، الركين بن الربيع بن عملية، الزبير بن عدي الهمداني الكوفي، سمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن، أبو الزناد عبد الله بن ذكوان، عبد الله بن أبي نجيح المكي، عبد الرحمن بن القاسم بن محمد في قول خليفة، عبيد الله بن المغيرة السبائي، علي بن الحكم البناني البصري، علي بن زيد بن جدعان التيمي، فرقد السبخي أحد العباد، محمد بن جحادة الكوفي، منصور بن زاذان على الصحيح، نصر بن سيار الأمير، همام بن منبه، وقيل بعدها، واصل بن عطاء المعتزلي، يزيد بن أبي مسلم الأزدي ثم النحوي، من نحو الأزد. وفيها توجه قحطبة بن شبيب بعد قتل نباته جرجان فجهز ابن هبيرة جيشاً عظيماً فنزل بعضهم بهمذان وبعضهم بماه وبغيرها، وعليهم ولده (8/330)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 331 داود بن يزيد بن عمر بن هبيرة وعامر بن ضبارة فالتقوا بنواحي أصبهان في رجب فقتل في المصاف عامر وانهزم داود وجيشه. فذكر محمد بن جرير أن عامر بن ضبارة كان في مائة ألف وكان قحطبة في عشرين ألفاً، قال: فأمر قحطبة بمصحف فرفع على رمح ثم نادى يا أهل الشام: إنا ندعوكم إلى ما في هذا المصحف، فشتموه، فحمل عليهم فلم يطل القتال حتى انهزموا. ثم نزل قحطبة وابنه الحسن على باب نهاوند وغنم جيشه ما لا يوصف وأثخنوا في الشاميين. قال حفص بن شبيب: فحدثني من كان مع قحطبة قال: ما رأيت عسكراً قط جمع ما جمع أهل الشام بأصبهان من الخيل والسلاح والرقيق، وأصبنا معهم ما لا يحصى من البرابط والطنابير والمزامير فقل خباء أو بيت ندخله إلا وجدنا فيه زكرة أو زقاً من خمر.) ووقع الحصار على نهاوند وتقهقر الأمير نصر بن سيار إلى أن وصل إلى الري فأدركه الأجل بها، وقيل: مات مساؤه وأوصى بنيه أن يلحقوا بالشام. وقد كان أنشد لما أبطأ عنه المدد: (أرى خلل الرماد وميض نار .......... ويوشك أن يكون له ضرام)

(فإن النار بالزنادين توري .......... وإن الفعل يقدمه الكلام) (8/331)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 332 (وإن لم يطفها عقلاء قوم .......... يكون وقودها جثث وهام)

(أقول من التعجب: ليت شعري .......... أأيقاظ أمية أم نيام) ثم إن ابن هبيرة كتب إلى مروان الحمار يخبره بمقتل ابن ضبارة فوجه إلى نجدته حوثرة بن سعيل الباهلي في عشرة آلاف من قيس، ثم تجمعت حيوش مروان بنهاوند، عليهم مالك بن أدهم، فضايقهم كما ذكرنا قحطبة أربعة أشهر حتى أكلوا خيلهم، ثم خرجوا بالأمان في شوال، ثم قتل قحطبة وجوهاً من عسكر نصر بن سيار وقتل أولاده وقتل سعيد بن الحر وعبيد الله ابن عمر الجزري وحاتم بن الحارث التميمي وعاصم بن عمرو السمر قندي وعمارة بن سليم. ثم أقبل قحطبة في جيوشه يريد العراق فنهض متوليها ابن هبيرة حتى نزل بين حلوان والمدائن وعلى مقدمته عبيد الله بن عباس الليثي وانضم إليه المنهزمون حتى صار في ثلاثة وخمسين ألفاً. ثم توجه فنزل جلولاء، ونزل قحطبة في آخر العام بخانقين، فكان بين الطائفتين بريد فبقوا أياماً كذلك. وفيها، في شعبان وبعده كان الطاعون بالبصرة فهلك خلق حتى قيل: إنه هلك في اليوم الأول سبعون ألفاً. نقله صاحب لمنتظم. وفيها تحول أبو مسلم الخراساني من مرو فنزل نيسابور واستولى على عامة خراسان. (8/332)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 333 4 (أحداث سنة اثنتين وثلاثين ومائة) توفي فيما خلق: منهم إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك بن مروان، إسحاق ابن عبد الله بن أبي طلحة، أمية بن يزيد، أعين بن ليث جد ابن عبد الحكم، خالد بن سلمة المخزومي، رباح بن عبد الرحمن الدمشقي، زياد بن سلم ابن زياد ابن أبيه، سالم الأفطس بن عجلان، سليمان بن هشام بن عبد الملك، سليمان المدني، عبد الله بن طاوس اليماني، عبد الله بن عثمان بن خثيم المكي، عبيد الله بن أبي جعفر المصري، عبيد الله بن وهب الكلاعي، عطاء بن قرة السلولي. عطاء السليمي العابد، عمر بن أبي سلمة الزهري، قحطبة بن شبيب الأمير، محمد بن أبي بكر) بن محمد بن عمرو بن حزم، مروان بن محمد الأموي الخليفة، منصور بن المعتمر عالم الكوفة، يزيد بن عمرو بن هبيرة الأمير، يزيد بن القعقاع أبو جعفر في قول، يونس بن ميسرة بن حليس. وفيها زالت دولة بني أمية. ففي المحرم بلغ ابن هبيرة أن قحطبة توجه نحو الموصل فقال لأصحابه: ما بال القوم تنكبونا قالوا: يريدون الكوفة، فترحل ابن هبيرة نحو الكوفة (8/333)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 334 وكذلك فعل قحطبة فعبر الفرات في سبعمائة فارس، وتتام إلى ابن هبيرة نحو ذلك، فتواقعوا فجاءت قحطبة طعنة فوقع في الفرات فهلك ولم يعلم به قومه، وانهزم أيضاً أصحاب ابن هبيرة وغرق خلق منهم في المخايض وذهبت أثقالهم، فقال بيهس بن حبيب: نجمع الناس بعد أن جاوز الفرات، فنادى مناد: من أراد الشام فهلم، فذهب معه عنق من الناس، ونادى آخر: من أراد الجزيرة فتبعه خلق، ونادى آخر: من أراد الكوفة فذهب كل جند إلى ناحية، فقلت: من أراد واسط فهلم فأصبحنا مع ابن هبيرة بقناطر المسيب ودخلنا واسطاً يوم عاشوراء، وأصبح المسودة قد فقدوا قائدهم قحطبة ثم استخرجوه من الماء فدفنوه، وأمروا عليهم ابنه الحسن فقصد بهم الكوفة فدخلوها يوم عاشوراء أيضاً وهرب متوليهان زياد بن صالح إلى واسط. وقتل ليلة الفرات صاحب شرطة ابن هبيرة زياد بن سويد المري وكاتبه عاصم مولى بني أمية. وأما ابن قحطبة فاستعمل على الكوفة أبا سلمة الخلال، ثم قصد واسط فنازلها وخندق على جيشه فعبأ ابن هبيرة عساكره فالتقوا فانهزم عسكر ابن هبيرة وتحصنوا بواسط، وقتل في الوقعة يزيد أخو الحسن بن قحطبة وحكيم ابن المسيب الجدلي. وفي المحرم، وثب أبو مسلم صاحب الدعوة على ابن الكرماني فقتله بنيسابور وجلس في دست الملك وبويع وصلى وخطب للسفاح وصفت له خراسان. (8/334)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 335 1 (بيعة السفاح) في ثالث ربيع الأول، بويع أبو العباس عبد الله السفاح أول خلفاء بني العباس بالكوفة في دار مولاهم الوليد بن سعد. وأما مروان الحمار خليفة الوقت فسار في مائة ألف حتى نزل الزابين دون الموصل، فجهز السفاح عمه عبد الله بن علي في جيش فالتقى الجمعان على كشاف في جمادى الآخرة، فانكسر) مروان وتقهقر غلى الجزيرة وقطع وراءه الجسر وقصد الشام ليتقوى ويلتقي، ودخل عبد الله بنعلي الجزيرة فاستعمل عليها موسى بن كعب التميمي ثم طلب الشام مجداً، وأمده السفاح بصالح بن علي وهو عمه الآخر، فسار عبد الله حتى نازل دمشق وفر مروان إلى غزة، فحوصرت دمشق مدة وأخذت في رمضان وقتل بها خلق من بني أمية ومن جندهم، فما شاء الله كان، فلما بلغ مروان ذلك هرب إلى مصر ثم قتل في آخر السنة. وهرب ابناه عبد الله نعبيد الله حتى دخلا أرض النوبة، وكان مروان قد استعمل على مصر عبد الملك بن مروان بن موسى بن نصير اللخمي مولاهم فأحسن السيرة، وسارعتم السفاح صالح بن علي فافتتح مصر وظفر بعبد الملك وبأخيه معاوية فعفا عنهما وقتل الأمير حوثرة بن سهيل، فيقال طبخوه طبخاً، وكان قد ولي مصر مدة. وقتل حسان بن عتاهية وصلب سنة. قال محمد بن جرير الطبري: كان بدء أمر بني العباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ذكر عنه أعلم العباس عمه أن الخلافة تؤول إلى ولده فلم يزل (8/335)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 336 ولده يتوقعون ذلك. وعن رشدين بن كريب أن أبا هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية خرج إلى الشام فلقي محمد بن عبد الله بن عباس فقال: يا بن عم إن عندي علماً أريد أن أنبذه إليك فلا تطلعن عليه أحداً: إن هذا الأمر الذي يرتجيه الناس فيكم. قال: قد علمته فلا يسمعنه منك أحد. وروى المدائني عن جماعة أن الإمام محمد بن علي بن عبد الله قال: لنا ثلاثة أوقات: موت يزيد بن معاوية، ورأس المائة، وفتق بأفريقية، فعند ذلك تدعو لنا دعاة ثم يقبل أنصارنا من المشرق حتى ترد خيولهم المغرب. فلما قتل يزيد بن أبي مسلم بأفريقية ونقضت البربر بعث محمد الإمام رجلاً إلى خراسان وأمره أن يدعو إلى الرضا من آل محمد صلى الله عليه وسلم ولا يسمي أحداً، ثم وجه أبا مسلم وغيره، وكتب إلى النقباء فقبلوا كتبه ثم وقع في يد مروان الحمار كتاب من إبراهيم بن محمد الإمام إلى أبي مسلم جواب كتاب يأمره بقتل كل من تكلم بالعربية بخراسان، فقبض مروان على إبراهيم، وقد كان مروان وصف له صفة السفاح التي كان يجدها في الكتب فلما جيء بإبراهيم قال: ليست هذه الصفة التي وجدت ثم ردهم في طلب الموصوف له فإذا بالسفاح واخوته وعمومته قد هربوا إلى العراق وأخفتهم شيعتهم، فيقال: إن إبراهيم قد نعى إليهم نفسه وأمرهم بالهرب وكانوا بالحمية من أرض البلقاء، فلما قدموا الكوفة أنزلهم أبو سلمة الخلال دار الوليد بن سعد فبلغ الخبر أبا الجهم فاجتمع بموسى بن كعب وعبد) الحميد بن ربعي وسلمة بن محمد وإبراهيم ابن سلمة وعبد الطائي وإسحاق بن إبراهيم وشراحيل وابن بسام وجماهة من كبار شيعتهم فدخلوا على آل العباس فقال: أيكم عبد الله بن محمد بن الحارثية فأشاروا غلى السفاح، فسلموا عليه بالخلافة، ثم خرج السفاح يوم الجمعة على برذون ابلق فصلى بالناس بالكوفة فذكر أنه لما صعد المنبر وبويع (8/336)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 337 قام عمه داود بن علي دونه. فقال السفاح: الحمد لله الذي اصطفى الإسلام لنفسه فكرمه وشرفه وعظمه واختاره لنا وأيده بنا وجعلنا أهله وكهفه وحصنه والقوام به والذابين عنه، ثم ذكر قرابتهم في آيات القرآن إلى أن قال:: فلما قيض الله نبيه قام بالأمر أصحابه إلى أن وثبت بنو حرب ومروان فجاروا واستأثروا فأملى الله لهم حيناً حتى آسفوه فانتقم منهم بأدينا ورد علينا حقنا ليمن بنا على الذين استضعفوا في الأرض وختم بنا كما افتتح بنا وما توفيقنا أهل البيت إلا بالله، يا أهل الكوفة أنتم محل محبتنا وقبول مودتنا لم تفتروا عن ذلك ويثنكم عنه تحامل أهل الجور فأنتم أسعد الناس بنا وأكرمهم علينا وقد زدت في أعطياتكم مائة مائة فاستعدوا فأنا السفاح المتيح والثائر المبير، وكان موعوكاً فجلس. وخطب داود فأبلغ، ثم قال: وإن أمير المؤمنين نصره الله نصراً عزيزاً إنما عاد إلى المنبر بعد الصلاة لأنه كره أن يخلط بكلام الجمعة غيره وإنما قطعه عن استتمام الكلام شدة الوعك فأدعوا له بالعافية فقد أبدلكم الله بمروان عدو الرحمن وخليفة الشيطان المتبع لسلفه المفسدين في الأرض الشاب المكتهل، فعج الناس له بالدعاء. وكان عيسى بن موسى إذا ذكر خروجهم من الحميمة يريدون الكوفة قال: إن أربعة عشر رجلاً خرجوا من ديارهم يطلبون ما طلبنا لعظيمة همتهم شديدة قلبوهم. وأما إبراهيم بن محمد فإن مرون قتله غيلة، وقيل: بل مان بالسجن بحران من طاعون، وكان قد وقع بحران وباء عظيم، وهلك في السجن (8/337)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 338 أيضاً: العباس بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك وعبد الله بن عمر بن عبد العزيز فيما قل، وفيه نظر. وفيها توجه أبو عون الأزدي إلى شهزور لقتال عسكر مروان فالتقوا، وقتل أمير المروانية عثمان بن سفيان واستولى أبو عون على ناحية الموصل قبل عبد الله بن علي فلما جاء عبد الله جهز بينهم الليل، ثم جهز عبد الله من الغد أربعة آلاف عليهم مخارق بن عفار فالتقوا، فقتل) مخارق، وقيل أسر، فبادر عبد الله بن علي وعبأ حيشه، وكان يومئذ على ميمنته أبو عون الأزدي، وعلى ميسرته الوليد بن معاوية فالتقاه مروان واشتد الحرب، ثم تخاذل عسكر مروان وانهزموا، فانهزم مروان وقطع وراءه الجسر، فكان من غرق يومئذ أكثر ممن قتل، فغرق إبراهيم بن الوليد المخلوع واستولى عبد الله على أثقالهم وما حوت، فوصل مروان إلى حران فأقام بها عشرين يوماً، ثم دهمته المسودة فانهزم، وخلف بحران ابن أخته أبان بن يزيد، فلما أظله عبد الله خرج أبان مسوداً مبايعاً لعبد الله فأمنه، فلما مر مروان بحمص اعترضه أهلها فحاربوه، وكان في أنفسهم منه فكسرهم، ثم مر بدمشق وبها متوليها زوج بنته الوليد بن معاوية فانهزم وخلف بدمشق زوج بنته ليحفظها فنازلها عبد الله وافتتحها عنوة بالسيف وهدم سورها وقتل أميرها فيمن قتل، وتبع عسكر عبد الله بن علي مروان بن محمد إلى أن بيتوه بقرية بوصير من عمل مصر، فقتل وهرب ولداه، وحل بالمرانية من البلاء ما لا يوصف. ويقال: كان جيش عبد الله بن علي لما التقى مروان عشرين ألفاً وقيل اثني عشر ألفاً. وافتتح في عاشر رمضان، صعد المسودة سورها ودام القتل (8/338)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 339 بها ثلاث ساعات، فيقال: قتل بها خمسون ألفاً. وذكر ابن عساكر في ترجمة الطفيل بن حارثة الكلبي أحد الأشراف: أنه شهد حصار دمشق مع عبد الله فحاصرها شهرين وبها يومئذ الوليد بن معاوية ابن عبد الملك في خمسين ألف مقاتل فوقع الخلفي بينهم ثم إن جماعة من الكوفيين تسوروا برجاً وافتتحوها عنوة فأباحها عبد الله ثلاث ساعات لا يرفع عنهم السيف. وقيل: إن الوليد بن معاوية قتله أصحابه لما اختلفوا عليه، ثم أمن عبد الله الناس كلهم وأمر حجارة السور، روى ذلك عن المدائني. وقال محمد بن الفيض الغساني: ثنا إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني حدثني أبي عن جدي قال: لما نزل عبد الله بن علي وحصر دمشق استغاث الناس بيحيى الغساني فسأله الوليد بن معاوية أن يخرج ويطلب الأمان، فخرج بيحيى بن يحيى الغساني فسأله الوليد بن معاوية أن يخرج ويطلب الأمان، فخرج فأجيب فاضطرب بذلك الصوت حتى دخل البلد وقال الناس: الأمان الأمان فخرج على ذلك من البلد خلق وأصعدوا إليهم المسودة، فقال يحيى بن يحيى لعبد الله بن علي: أكتب لنا بالأمان كتاباً، فدعا بدواة ثم رفع رأسه فإذا السور قد ركبته المسودة) فقال: نح القرطاس فقد دخلنا قسراً، فقال له يحيى: لا واله ولكن غدراً لأنك أمنتنا فإن كان كما تقول فاردد رجالك عنا وردنا وقال: أتستقبلني بهذا فقال: إن الله قد جعلك من أهل بيت الرحمة والحق، وأخذ يلاطفه، فقال: تنح عني، ثم ندم عبد الله بن علي وقال: يا غلام اذهب به إلى حجري تخوفاً عليه لمكان ثيابه البيض، وقد سود الناس كلهم، ثم حمى له داره فسلم فيها خلق، وقتل بالبلد خلق لكن غالبهم من جند الأمويين وأتباعهم. (8/339)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 340 ثم سار عبد الله بن علي إلى فلسطين وجهز أخاه صالحاً ليفتتح مصر وسير معه أبا عون الأزدي وعامر بن إسماعيل الحارثي وابني قنان، فساروا على الساحل، فافتتحوا الإقليم، وولي إمرة مصر أبو عون، وأما عبد الله بن علي فإنه نزل على نهر أبي فطرس وقتل هناك من بني أمية خاصة اثنتين وسبعين نفساً صبراً. ولما رأى الناس جور المسودة وجبروتهم كرهوهم فثار الأمير أبو الورد مجزأة ابن كوثر الكلابي أحد الأبطال بقنسرين وبيض وبيض معه أهل قنسرين كلهم، واشتغل عنهم عبد الله بن علي بحرب حبيب بن مرة المري بالبلقاء والثنية وتم له معه وقعات، ثم هادنه عبد الله وتوجه نحو قنسرين وخلف بدمشق أبا غانم عبد الحميد بن ربعي الطائي في أربعة آلاف فارس وخلف بدمشق أبا غانم عبد الحميد بن ربعي الطائي في أربعة آلاف فارس، وسار فما بلغ حمص حتى انتقض عليه أهل دمشق وبيضوا ونبذوا السواد وكان رأسهم الأمير عثمان ابن عبد الأعلى بن سراقة الأزدي، فهزموا أبا غانم وأثخنوا في أصحابه وأقبلت جموع الحبيين وانضم إليهم الحمصوين وأهل تدمر، وعليهم كلهم أبو محمد ابن عبد الله بن يزيد بن معاوية السفياني وصار في أربعين ألفاً وأبو الورد كالوزير له، فجهز عبد الله لحربهم أخاه عبد الصمد بن علي في عشرة آلاف، فالتقى الجمعان واستمر القتل بالفريقين، وانكشف عبد الصمد، وذهب تخت السيف من جيشه ألوف، وانتصر السفياني، فقصده عبد الله بنفسه ومعه حميد بن قحطبة فالتقوا، وعظم الخطب واستظهر عبد الله فثبت أبو الورد في خمسمائة فراحوا تحت السيف كلهم وهرب السفياني إلى تدمر ورجع عبد الله إلى دمشق وقد عظمت هيبته فتفرقت كلمة أهلها وهربوا فآمنهم وعفا عنهم وهرب السفياني إلى الحجاز وأضمرته البلاد إلى أن قتل في دولة المنصور، بعث إليه متولي المدينة زياد بن عبد الله الحارثي خيلاً فظفروا به وقتلوه وأسروا ولديه فعفا عنهما المنصور وخلاهما. (8/340)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 341 ولما بلغ أهل الجزيزة هيج أهل الشام خلعوا السفاح أيضاً وبيضوا وبيض أهل قرقيسيا، فسار) لحربهم أبو جعفر أخو السفاح فجرت لهم وقعات، ثم انتصر أبو جعفر وحكم على الجزيرة وأذربيجان وأرمينة وضبط تلك الناحية إلى أن انتهت إليه الخلافة فشخص أبو جعفر لما مهد ذلك القطر إلى خراسان إلى صاحب الدولة أبي مسلم ليأخذ رأيه في قتل وزير دولتهم أبي سلمة حفص ابن سليمان الخلال، وذلك أنه لما نزل عنده آل العباس بالكوفة حدثته نفسه فيما قيل أن يبايع رجلاً من آل علي ويذر آل العباس، وشرع يخفي أمرهم على القواد، فبادروا وبايعوا السفاح كما ذكرنا فبايعه أبو سلمة الخلال وبقي متهماً عندهم. قال أبو جعفر: انتدبني أخي السفاح للذهاب إلى أبي مسلم فسرت راحلاً فأتيت الري ومنها إلى مرو فلما كنت على فرسخين منها تلقاني أبو مسلم في الناس فلما دنا مني ترجل ومشى وقبل يدي فنزلت وأقمت ثلاثة أيام لا يسألني عن شيء، ثم سألني فأخبرته قال: فعلها أبو سلمة أنا أكفيكموه فدعا مرار بن أنس الضبي فقال: انطلق إلى الكوفة فاقتل أبا سلمة حيث لقيته، فأتى الكوفة فقتله بعد العشاء، وكان يقال له: وزير آل محمد، ولما رأى أبو جعفر عظيمة أبي مسلم بخراسان وسفكه للدماء ورجع من عنده قال لأخيه أبي العباس: لست بخليفة إن تركت أبا مسلم حياً قال: كيف قال: والله ما يصنع إلا ما يريد، قال: فاسكت واكتمها. وأما الحسن بن قحطبة فإنه استمر على حصار يزيد بن عمر بن هبيرة بواسط وجرت بينهم حروب يطول شرحها، ودام القتال الحصر أحد عشر شهراً، فلما بلغهم قتل مروان الحمار ضعفوا وطلبوا الصلح، وتفرغ أبو جعفر (8/341)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 342 فجاء في جيش نجدة لابن قحطبة وجرت السفراء بين أبي جعفر وبين ابن هبيرة حتى كتب له أمناً، مكث ابن هبيرة، وهو يشاور فيه العلماء أربعين صباحاً حتى رضيه ابن هبيرة وأمضاه السفاح، وكان رأى أبي جعفر الوفاء به وكان السفاح لا يقطع أمراً ذا بال دون أبي مسلم ومشاروته، وكان أبو الجهم عيناً لأبي مسلم بحضرة السفاح، فكتب أبو مسلم إليه إن الطريق السهل إذا ألقيت فيه الحجارة فسد، ولا والله لا يصلح طريق فيه ابن هبيرة، وخرج ابن هبيرة إلى أبي جعفر وفي خدمته من خواصه ألف وثلاثمائة، وهم أن يدخل الحجرة على فرسه فقام إليه الحاجب سلام وقال: مرحباً أبا خالد انزل، وقد أطاف بالحجرة من الخراسانية عشرة آلاف فأدخله الحاجب وحده فحدثه ساعة ثم قام، فلم يزل ينقص من كثرة الحشم حتى بقي في ثلاثة، وألح السفاح على أبي جعفر يأمره بقتله وهو يراجعه فلما زاد عليه أزمع على قتله وجاء خازم ابن خزيمة والهيثم بن شعبة فختما بيوت الأموال التي) بواسط، ثم بعث إلى وجوه من مع ابن هبيرة فأقبلوا وهم محمد بن نباته وحوثرة بن سهيل وطارق ابن قدامة وزياد بن سويد وأبو بكر بن كعب والحكم بن بشر في اثنين وعشرين رجلاً من وجوه القيسية، فخرج سلام الحاجب فقال: أين الحوثرة وابن نباته فقاما فأدخلاً، وقد أقعد لهم في الدهليز مائة فنزعت سيوفهما وكتفا، ثم طلب الباقون كذلك فأمسكوا، ثم ذبحوا صبراً. وبادر خازم والهيثم في مائة فدخلوا على ابن خبيرة ومعه ابنه داود وكاتبه عمرو بن أيوب وحاجبه وعدة من مماليكه وبني له في حجره فأنكر نظرهم وقال: والله إن في وجوههم الشر، فقصدوه، فقام صاحبه في وجوههم وقال: تأخروا، فضربه الهيثم على حبل عاتقه فصرعه، وقاتلهم داود فقتل، وقتل غير واحد من المماليك فنحى الصغير من حجره ثم خر ساجداً لله فقتلوه، ثم قتلوا خالد بن سلمة (8/342)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 343 المخزومي وأبا علاقة الفزاري صبراً، ووجه أبو مسلم الخراساني محمد بن أشعث على إمرة فارس وأمره أن يضرب أعناق نواب أبي سلمة الخلال ففعل ذلك. وفيها وجه السفاح عمه عيسى بن علي فارس فغضب محمد بن أشعث وهم بقتله وقال: أمرني أبو مسلم أن لا يقدم علي أحد يدعي الولاية من عنده إلا ضربت عنقه، ثم إنه فكر وخاف من غائله ذلك المقال واستخلف عيسى ابن علي على أن لا يعلو منبراً ولا يتقلد سيفاً إلا وقت جهاد، فلم يل عيسى بعد ذلك عملاً. ثم وجه السفاح عمه إسماعيل بن علي على فارس وغضب من أبي مسلم ولكنه كان يعجو عنه، وبعث على الحجاز واليمن داود بن علي، واستعمل على الكوفة ابن عمه عيسى بن موسى وتوطدت للسفاح الممالك. (8/343)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 344 4 (أحداث سنة ثلاث وثلاثين ومائة)

4 (ذكر من توفي فيا من الأعيان:) أيوب بن موسى الأموي المكي الفقيه، والحسن بن الحر الكوفي بدمشق، وداود بن علي الأمير عم السفاح، وسالم أبو النضر في قول أبي عبيد، وسعيد بن أبي هلال بمصر وقيل وزيد بن أسلم بالمدينة في آخر العام، وعمار الدهني أبو معاوية بالكوفة، وعمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن فيها على الصحيح، وعياش بن عباس القتباني بمصر، ومغيرة بن مقسم الضبي فيها على الصحيح، ومطرف بن طريف الكوفي، ويحيى بن العلاء أبو خرون الغنوي، ويحيى بن يحيى الغساني في قول، ويزيد بن أبي زياد في قول.) وفيها استعمل السفاح على البصرة عمه سليمان بن علي، ولما قدم داود بن علي مكة أخذ من كان بالحجاز من بني أمية وقتلهم صبراً، فلم يمتع، وهلك واستخلف حين احتضر على عمله ولده موسى فاستعمل السفاح على مكة خاله زياد بن عبد الله، وعلى اليمن ابن خاله محمد بن زياد، فوجه زياد بن عبيد الله الأمير أبا حماد الأبرص إلى المثنى بن يزيد بن عمر بن هبيرة وهو باليمامة فأخذه وقتله وقتل أصحابه. (8/344)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 345 وفيها وجه السفاح على أفريقية محمد بن الأشعث وكان أهلها قد عصوا فحاربهم حرباً شديداً حتى استولى عليها. وفيها خرج ببخارى شريك بن شيخ المهري وكان قد نقم على أبي مسلم تجبره وعسفه وقال: ما على هذا تبعنا آل محمد، فالتف عليه نحو من ثلاثين ألفاً فجهز أبو مسلم لحربه زياد بن صالح الخزاعي فظفر زياد بن قتله. وفيها توجه أبو داود خالد بن إبراهيم إلى الختل فدخلها وخرب صابحها في طائفة حتى انتهى إلى أرض فرغانة ثم سار إلى أن دخل الصين. وفيها قتل عبد الرحمن بن يزيد بن المهلب بن أبي صفرة. وفيها خرج طاغية الروم قسطنطين لعن الله في جيوشه فنازل ملطية والح عليهم بالقتال حتى أخذها بالأمان وهدم السور والجامع وبعث من يخفر أهلها إلى مأمنهم. وفيها قتل عبد الله بن علي خلقاً من قواد بني أمية منهم ثعلبة وعبد الجبار ابنا أبي سلمة بن عبد الرحمن. (8/345)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 346 4 (أحداث سنة أربع وثلاثين ومائة) فيها توفي أسيد بن عبد الرحمن بالرملة، وإسماعيلي بن محمد بن سعد، وإسماعيل بن أمية فيما قيل، وجعفر بن ربيعة المصري. قاله خليفة، وعبد لله بن عبد الله بن أبي طلحة، وعبد العزيز بن حكيم الحضرمي، وأبو هرون العبدي عمارة بن جوين، ومنصور بن جمهور بالهند، ويزيد بن يزيد بن جابر في قوله. وفيها خلع الطاعة بسام بن إبراهيم الخراساني خرج معه طائفة فساقوا إلى المدائن، فوجه السفاح لحربهم خازم بن خزيمة فالتوقا فانهزم بسام وقتل أبطاله، ثم مر خازم بثلاثين من الحارثيين خؤولة السفاح فكلمهم في أمر فاسخفوا به فضرب أعناق الكل، فأعظم ذلك اليمانية) ودخل وجوههم على السفاح وصاحوا فهم السفاح بقتل خازم بن خزيمة، فأشير عليه بالعفو فإن له سابقة وطاعة وإن أراد أمير المؤمنين قتله فليعرضه للغزو فإن ظفر فظفره لك وإلا استرحت منه، أشاروا عليه بأن يبعثه إلى عمان وبها خلق من الخوارح عليهم ابن الجلنيد وشيبان بن عبد العزيز اليشكري، فجهز معه سبعمائة فارس وكتب معه إلى أمير البصرة سليمان بن علي ليحملهم ن البصرة في الصفن إلى جزيرة بركاوان وإلى عمان، ففعل فأنكى خازم في الخوارج وجرت له (8/346)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 347 حروب مع شيبان ثم ظفر به وقتله حتى بلغ عدة قتلى الخوارج عشرة آلاف فقتل ابن الجلندي وبعث خازم بالرؤوس إلى البصرة. وفيها قال يعقوب الفسوي: كان لصاحب الصين حركة. وكان زياد بن صالح بسمرقند فبلغه ذلك وأن صحب الصين قد أقبل في مائة ألف سوى من يتبعه من الترك، فعسكر زياد بن صالح وكتب إلى أبي مسلم بالأمر، فعسكر أبو مسلم على مرو وجمع جيوشه، وسار إليه خالد بن إبراهيم من ظخارستان، وسار جيش خراسان إلى سمرقند في شوال سنة أربع وثلاثين وأنجد زياد بن صالح بعشرة آلاف فسار زياد بجيوشه حتى عبر نهر لشاش، وأقبل جيش الصين، فحاصروا سعد بن حميد، فلما بلغهم دنو زياد ترحلوا، ثم نزل صاحب جبال الصين مدينة طلخ، فقصده زياد، ثم التقوا من الغد، فقدم زياد الرماة صفاً أمام الجيش وخلفهم أصحاب الرماح ثم الخيالة ثم الحسر بعد ذلك، وأعد خيلاً كميناً، فالتقى الجمعان وصبر الفريقان يومهم إلى الليل فلما غربت الشمس ألقى الله في قلوب الصين الرعب ونزل النصر فانهزم الكفار. وفيها وثب الأمير خالد بن إبراهيم على أهل مدينة كس وقتل الأخريد ملكها وهو سامع مطيع قد قدم عليه قبل ذلك بلخ ثم إنه تلقاه بقرب كس فقتله واستولى على خزائنه ثم بعث بذلك أجمع إلى أبي مسلم وقتل جماعة (8/347)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 348 من قواد كس، ثم عهد إلى أخي صاحب كس فملكه ورجع إلى بلخ. وفيها وجه السفاح وسى بن كعب إلى السند لقتال منصور بن جمهور في أربعة آلاف، فسار واستخلف مكانه على شرطة السفاح المسيب بن زهير فالتقى هو منصور فانكسر جيش منصور وهرب فمات في الرمال عطشاً، وقيل مات بالإسهال. وفيها مات أمير اليمن محمد بن يزيد الحارثي فولى مكانه علي بن الربيع الحارثي. وفيها تحول السفاح من الحيرة فنزل الأنبار وسكنها. وحج بالناس عيسى بن موسى.) وكان فيها على البلدان من ذكر، وعلى مصر أبو عون، وعلى الشام عبد الله عم السفاح. وعلى الجزيرة وأذربيجان أخو السفاح، وعلى ديوان الأموال خالد بن برمك. وفيها جهز عبد الله بن علي جيشاً عليهم الحارث بن عبد الرحمن الجرشي للغزو فخرجت الروم عليهم كوشان البطريق فالتقاهم مخلد بن مقاتل فانهزم وأصيب المسلمون. (8/348)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 349 4 (أحداث سنة خمس وثلاثين ومائة) فيها توفي برد سنان أبو العلاء بالبصرة، وداود بن الحصين بالمدينة، وأبو عقيل زهرة بن معبد بالثغر، وسعيد بن أبي هلال في قول، وعبد ابن أبي بكر بن حزم وفيل سنة ثلاثين، وعطاء بن أبي مسلم الخراساني، وعروة بن رويم في قول ابن مثنى، ويزيد بن سنان الرهاوي بها، ويحيى بن محمد أخو السفاح مات على إمرة فارس، ذكره ابن عساكر مختصراً. وفيها خلع زياد بن صالح الطاعة بما وارء النهر فتهيأ لحربه أبو مسلم الخراساني، وبعث نثر بن صالح إلى ترمذ ليحصنها فقتله طائفة من الخوارج وسار أبو مسلم إلى آمل ومعه سباع بن النعمان الأزدي الذي قدم بعهد زياد ابن صالح من جهة السفاح، وأمره السفاح إن قدر على اغتيال أبي مسلم فليفعل، ففهم ذلك أبو مسلم فقبض عليه وسجنه بآمل وعبر إلى بخارى فأتاه أبو شاكر وأبو سعد وقد فارقا وساد بن صالح فسألهما عن شأن زياد ومن أفسده فقالا: سباع فكتب إلى والي آمل فقتل سباعاً، ولما تفلل عن زياد أعوانه ولحقوا بأبي مسلم لحق بدهقان بازلت فضرب الدهقان عنقه وتقرب برأسه إلى أبي مسلم. (8/349)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 350 وفيها أوفي التي قبلها أغزى السفاح عمه عبد بن علي على الصائفة فحزرها الناس بمائة ألف أو يزيدون، قالهالوليد بن مسلم. (8/350)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 351 4 (أحداث سنة ست وثلاثين ومائة) فيها توفي أشعث بن سوار الكوفي، وجعفر بن ربيعة المصري على الأصح، وحصين بن عبد الرحمن السلمي، وربيعة بن أبي عبد الرحمن فقيه المدينة ذو الرأي، وزند بن أسلم في آخر السنة في قول، وأبو العباس عبد الله السفاح، وزيد بن رفيع في قول، وسعيد بن جمهان بالبصرة، وعطاء بن السائب في قول، وعبد الكريم بن الحارث المصري العابد، وعبد الملك بن عمير، وعبيد الله بن أبي جعفر، وعلي بن بذيمة الحراني، والعلاء بن الحراث الحضرمي، ومغيرة بن مقسم في قول، ويحيى بن أبي إسحق بالبصرة.) وفيها كتب أبو مسلم صاحب الدولة إلى السفاح يستأذنه في القدوم، فأذن له فاستخلف على خراسان خالد بن إبراهيم فقدم في جمع وحشمة عظيمة، وتلقاه الأمراء وبالغ الخليفة في إكرامه فاستأذن في الحج فقالا: لولا أن أبا جعفر يحج لوليتك الموسم، وكان أبو جعفر إذ ذاك بالحضرة فقال: يا أمير المؤمنين أطعني واقتل أبا مسلم فو الله إن في رأسه لغدرة، فقال: يا أخي قد عرفت بلاءه وما كان منه، فراجعه، فقال: كيف نقتله فقال: إذا دخل عليك وحادثته دخلت أنا وتغفلته وضربت عنقه من خلفه، فقال: كيف (8/351)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 352 بأصحابه الذين يؤثرونه على دينهم ودنياهم؟ قال: يؤول ذلك إلى كل ما تريد ولو عملوا بقتله تفرقوا وأخاف إن لم تتغد به يتعشاك، قال: فدونك، فخرج على ذلك ثم أرسل إليه السفاح: لا تفعل. ثم حج فيها أبو جعفر وأبو مسلم، فلما انقضى الموسم وقفلا ورد الخبر بذات عرق بموت السفاح، وكان قبل موته بمديدة قد عقد لأبي جعفر بالأمر من بعده وقام بأمر البيعة يوم موت السفاح عيسى بن موسى ابن عمه، وبعثوا أبا غسان ببيعة أبي جعفر إلى عمه عبد الله بن علي وكان راجعاً في الطريق من عند السفاح فبايع عسكره وقواده لنفسه، وزعم أن السفاح جعل له الأمر ثم دخل حران وغلب على الشام، وقدم أبو جعفر المنصور من الحج فدخل الكوفة بأهلها الجمعة. (8/352)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 353 4 (أحداث سنة سبع وثلاثين ومائة) فيها توفي أسد بن وداعة الكندي، وحصين بن عبد الرحمن في قول خليفة، وخصيف بن عبد الرحمن في قول، خير بن نعيم قاضي مصر، وأبو مسلم صاحب الدعوة مقتولاً، والربيع بن أنس في وقل، ويعقوب بن زيد بن طلحة المدني، وابن المقفع قتله والي البصرة. وفيها في أولها بلغ أهل الشام موت السفاح فبايع أهل دمشق هاشم بن يزيد بن خالد بن يزيد بن معاوية، قام بأمره فيما قيل عثمان بن عبد الأعلى بن سراقة الأزدي، فلما أظلهما صالح بن علي بالجيوش هربا، وكان عثمان قد استعمله عبد الله بن علي على أهل دمشق فخرج وسب بني العباس على منبر ابن عمه قد بذر الخزائن فجدد الناس له البيعة ومن بعده لعيسى، وأما عمه عبد الله بن علي فإنه أبدى أن السفاح قال: من انتدب لمروان الحمار فهو ولي (8/353)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 354 عهدي من بعدي وعلى هذا خرجت، فقام عدة من القواد الخراسانية فشهدوا بذلك، وبايعه حميد بن قحطبة ومخارق بن الغفار وأبو غانم الطائي والقواد، فقال المنصور لأبي مسلم الخراساني: إنما هو أنا) وأنت فسر نحو عبد الله، فسار بسائر الجيش من الأنبار وعلى مقدمته مالك بن الهيثم الخزاعي ومعه الحسن بن قحطبة، وأخوه حميد كان فارق عبد الله لما تنكر له، وخشي عبد الله أن الخراسانية الذين معه لا تنصح فقتل منهم بضعة عشر ألفاً أمر صاحب شرطته فقتلهم بخديعة، ثم نزل نصيبين وخندق على نفسه، وأقبل أبو مسلم فنزل بقرب منه ثم نفذ إليه: إني لم أؤمر بقتالك ولكن أمير المؤمنين ولاني الشام وأنا أريدها. فقال الشميون لعبد الله: كيف نقيم معك وهذا يأتي بلادنا ويقتل ويسبي ولكن نسير إلى بلادنا ونمنعه، فقال: إنه ما يريد الشام ولئن أقمتم ليقصدنكم، ثم كان القتال بينهم نحواً من خمسة أشهر، وأهل الشام أكثر فرساناً وأكمل عدة، وكان على ميمنتهم بكارين مسلم العقيلي، وعلى الميرة خازم بن خزيمة، واستظهر الشاميون غير مرة، وكاد عسكر أبي مسلم أن ينهزموا وهو يثبتهم ويرتجز. (من كان ينوي أهله فلا رجع .......... فر من الموت وفي الموت وقع) ثم أردف القلب بميمنته وحملوا على ميسرة عبد الله فكانت الهزيمة، وقال عبد الله لابن سراقة الأزدي: ما ترى قال: أرى أن نصبر ونقاتل فإن الفرار قبيح بمثلك وقد عيته عل مروان، قال: إني أقصد العراق، قال: فأنا معك، فانهزموا وخلوا عسكرهم فاحتوى عليه أبو مسلم بما فيه وكتب بالنصر إلى المنصور فبعث مولى لهيحصي ما حواه أبو مسلم، فغضب عندها أبو مسلم وتنمر وهم يقتل المولى وقال: إنما لأمير المؤمنين من هذا الخمس، ومضى عبد الله ب علي وأخوه عبد الصمد، فأما عبد الصمد فقصد الكوفة فاستأمن (8/354)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 355 له عيسى بن مسوى فأمنه المنصور، وأما عبد الله فأتى أخاه سليمان متولى البصرة فاختفى عنده وأما المنصور فخاف من غيظ أبي مسلم وأن يذهب إلى خراسان فكتب إليه بولاية الشام ومصر فأقام بالشام واستعمل على مصر، فلما أتاه الكتاب أظهر الغضب وقال: يوليني مصر والشام وأنا لي خراسان وعزم على الشر، وقيل: بل شتم المنصور لما جاءه المنصور غلى المدائن، وكان ن دهاة العالم لولا شحه، وكتب إلى أبي مسلم ليقدم عليه، فرد عليه إنه لم يبق لأمير المؤمنين عدو، وقد كنا نروي عن ملوك آل ساسان أن أخوف ما يكون الوزراء وإذا سكتت الدهماء، فنحن نافرون من قربك حريصون على الوفاء بعهدك ما وفيت، فإن أرضاك ذاك فأنا كأحسن عبيدك، وإن أبيت نقضت ما أبرمت من عهدك ضناً بنفسي. فرد عليه المنصور الجواب يطمئنه مع جرير بن يزيد البجلي، وكان واحد وقته فخدعه ورده.) وأما أبو الحسن المدائني فذكر عن جماعة قالوا: كتب أبو مسلم أما بعد فإني اتخذت رجلاً إماماً ودليلاً على ما افترضه الله وكان في محله العلم نازلاً فاستجهلني بالقرآن فحرقه عن مواضعه، طمعاً في قليل قد نعاه الله إلى خلفه وكان كالذي دلى بغرور، وأمرني أن أجرد السيف وأرفع الرحمة ففعلت توطئة لسلطانكم، ثم استنقذني الله بالتوبة، فإن يعف عني فقدماً عرف به ونسب إليه، وإن يعاقبني فبما قدمت يداي. ثم سار يريد خراسان مشاقاً مراغماً. فأمر المنصور لمن بالحضرة من آل هاشم أن يكتبوا إلى أبي مسلم يعظمون الأمر ويأمرونه بلزوم الطاعة وأن يرجع (8/355)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 356 إلى مولاه، وقال المنصور لرسوله إلى أبي مسلم وهو أبو حميد المروروذي: كلمه باللين ما يمكن ومنه وعرفه بحسن نيتي وتلطف، فإن يئست منه فقل له. قال والله لو خضت البحر لخاضه وراءك، ولو اقتحمت النار لاقتحمتها حتى أقتلك. فقدم الرسول على أبي مسلم ولحقه بحلوان. فاستشار أبو مسلم خاصته فقالوا: إحذره، فلما طلب الرسول الجواب قال: إرجع إلى صاحبك فلست آتيه وقد عزمت على خلافه، قال: لا تفعل، لا تفعل، فلما آيسه بلغه قول المنصور فوجم لها وأطرق منكراً ثم قال: قم وانكسر لذلك القول وارتاع. وكان المنصور قد كتب إلى نائب أبي مسلم على خراسان فالتماله وقال له امرة خراسان، فكتب نائب خراسان أبو داود خالد بن إبراهيم إلى أبي مسلم يقول: إنا لم نقم لمعصية خلفاء اله وأهل البيت فلا تخالفن إمامك فوافاه كتابه على تلك الحال فزاده رعباً وهماً، ثم أرسل من يثق به من أمرائه إلى المنصور فلما قدم تلقاه بنو هاشم بكل ما يسر، واحترمه المنصور وقال: إصرفه عن وجهه ولك إمرة خراسان، فرجع وقال لأبي مسلم: طيب قلبك لم أرمكروها إني رأيتهم معظمين لحقك فارجع واعتذر فأجمع على الرجوع فقال له أبو إسحاق أحد قواده متمثلاً. (ما للرجال من القضاء محالة .......... ذهب القضاء بحيلة الأقوام) وروى بعضهم أن المنصور كتب إلى موسى بن كعب بولاية خراسان وكتب إلى أبي مسلم: هذا ابن كعب من دونك بمن معه من شعيتنا وأنا موجه للقائل أقارنك فاجمع كيدك غير موفق وحسب أمير المؤمنين الله ونعم الوكيل. فشاور أبو مسلم أبا إسحاق المروزي وقال: ما الرأي، فهذا موسى بن كعب (8/356)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 357 من هنا، وهذه سيوف أبي جعفر من خلفنا، وقد أنكرت من كنت أثق به من قوادي، فقال: هذا رجل يضطغن عليك أموراً قديمة فلو كنت واليت رجلاً من آل علي كان) أقرب، ولو أنك قبلت إمرة خراسان منه كنت في فسحة من أمرك وكنت اختلست رجلاً من ولد فاطمة فنصبته إماماً فاستملت به الخراسانية وأهل العراق ورميت أبا جعفر بنظيره لكنت على طريق التدبير. أتطمع أن تحارب أبا جعفر وأنت بحولان وجيشه بالمدائن وهو خليفة مجمع عليه، ليس ما ظننت لكن ما بقي لك إلا أن تكتب إلى قوادك وتفعل كذا وكذا. قال: هذا رأي إن وافقنا عليه قوادنا. قال: فما دعاك إلى أن تخلع أبا جعفر وأنت على غير ثقة من قوادك أنا أستوعك الله من قتيل، أرى أن توجه إلى أبي جعفر تسأله الأمان فإما صفح وإما قتل على عز قبل أن ترى المذلة من عسكرك إما قتلوك وإما أسلموك. قال: فسفرت السفارء بينهما وأعطاه أبو جعفر أماناً مؤكداً، فأقبل أبو مسلم لحينه ثم بعث المنصور أميراً إلى أبي مسلم ليتلقاه ولا يظهر أنه من جهة المنصور ليطمئنه ويذكر حسن نية الخليفة له، فلما أتاه وحدثه فرح المغرور ولانخدع، فلما وصل المدائن أمر المنصور الأعيان فتلقوه، فلما دخل عليه سلم قائماً فقال المنصور: انصرف يا عبد الرحمن فاسترح وادخل الحمام ثم اغد علي، فانصرف، وكان من نية المنصور أن يقتله تلك الليلة فمنعه وزيره أبو أيوب، قال أبو أيوب: فدخلت بعد خروجه وقال لي المنصور أقدر على هذا في مثل هذه الحال قائماً على رجليه ولا أدري ما يحدث في ليلتي، وكلمني في الفتك به، فلما كان من الغد فكرت فقال: يا بن اللخناء لا مرحباً بك أنت منعتني منه أمس والله ما غمضت البارحة، أدع لي عثمان بن نهيك، فدعوته، فقال: يا عثمان كيف بلا أمير المؤمنين عندك قال: إنما أنا عبدك ولو أمرتين أن اتكيء على سيفي حتى يخرج من ظهري لفعلت، قال: كيف أنت إذا أمرتك بقتل أبي مسلم؟ فوجم لها ساعة (8/357)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 358 لا يتكلم، فقلت: ما لك لا تتكلم فقال قولة ضعيفة: أقتله. فقال: إنطلق إذهب فجيء بأربعة من وجوه الحرس وشجعانهم، فذهب فأحضر شبيب بن واج وثلاثة فكلمهم فقالوا: نقتله، فقال: كونوا خلف الرواق فإذا صفقت فدونكموه، ثم طلب أبا مسلم فأتاه، وخرجت لأنظر ما يقول الناس، فتلقاني أبو مسلم دخلاً فتبسم وسلمت عليه فدخل فرجعت فإذا به مقتول، قال: ثم دخل أبو الجهم فقال: يا أمير المؤمنين ألا أرد الناس قال: بلى، فأمر بمتاع يحول إلى رواق آخر وفرش وقال أبو الجهم للناس: انصرفوا فإن الأمير أبا مسلم يريد أن يقيل عند أمير المؤمنين ورأوا المتاع ينقل فظنوه صادقاً فانصرفوا وأمر المنصور للأمراء بجوائزهم، قال أبو أيوب: فقال لي المنصور: دخل علي أبو مسلم فعاتبته ثم شتمته فضربه عثمان بن نهيك فلم يصنع شيئاً وخرج شبيب بن) واج وأصحابه فضربوه فسقط فقال وهم يضربونه: العفو، فقلت: يا بن اللخناء العفو والسيوف قد اعترونا، ثم قلت: اذبحوه، فذبحوه. وقيل: إنه ألقي في دحلة، وقيل: إنه لما دخل عليه قال: خلوه فقال المنصور: أخبرني عن سيفين أصبتهما في متاع عبد الله ابن علي فقال: هذا أحدهما قال: أرنيه فانتضاه فناوله، فهزه المنصور ثم وضعه تحت فراشه وأقبل يعاتبه وقال: أخبرني عن كتابك إلى أخي أبي العابس تنهاه عن الموت أردت أن تعلمنا الدين قال: ظننت أن أخذ لا يحل قال: فأخبرني عن تقدمك إياي في طريق الحج قال: كرهت اجتمعنا على الماء فيضر ذلك بالناس قال: فجاريه عبد الله بن علي أردت أن تتخذها قال: لا ولكن خفت أن يكون قد دخلت مني شيء فقلت أذهب غليها وأكتب إليك بعذري، والآن قد ذهبت ما في (8/358)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 359 نفسك علي. قال: تالله ما رأيت كاليوم قط وضرب بيده على يده فخرجوا عليه. وقيل: إنه قال له: ألست الكاتب إلي تبدأ بنفسك والكاتب إلي تخطب عمتي أمينة وتزعم أنك ابن سليط بن عبد الله بن عباس وما الذي دعاك إلى قتل سليمان بن كثير مع أثره في دعوتنا وهو أحد نقبائنا فقال: عصاني وأراد الخلاف علي فقتلته فقال: فأنت تخالف علي قتلني الله إن لم أقتلك وضربه بعمود ثم وثبوا عليه. وذلك لخمس بقين من شعبان. قال: وكان أبو مسلم قد قتل في دولته وفي حروبه ستمائه ألف صبراً، وقيل إنه لما سبه المنصور انكب على يده يقبلها ويعتذر، وقيل: أول من ضربه عثمان فما صنع أكثر من انه قطع حمائل سيفه، فقال: يا أمير المؤمنين إستبقني لعدوك، قال: إذا لا أبقاني الله وأي عدو أعدى لي منك، ثم هم المنصور بقتل أبي إسحاق صاحب حرس أبي مسلم وبقتل نصر بن مالك، فكلمه فيهما أبو الجهم وقال: يا أمير المؤمنين جنده جندك أمرتهم بطاعته فأطاعوه، ثم أجازهما وأجاز جماعة من كبار قواده بالجوائز السنية وفرق بينهم. ثم كتب بعهد خالد بن إبراهيم على خراسان وما وراءها. قال خليفة: سمعت يحيى بن السيب يقول: قتله المنصور وهو في سرادق ثم بعث إلي عيسى بن موسى فجاء فأعلمه فأعطاه ارأس والمال فخرج به ونثر المال على الخراسانية فتشاغلوا بالذهب. وفيها خرج سنباذ بخراسان للطلب بثأر أبي مسلم، وكان سنباذ مجوسياً تغلب على نيسابور والري وأخذ خزائن أبي مسلم وتقوى بها، فجهز المنصور (8/359)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 360 لحربه جهور بن مرار العجلي في) عشرة آلاف فكانت الوقعة بين الري وهمذان وكانت ملحمة مهولة فهزم سنباذ وقتل من جيشه نحو من ستين ألفاً، وكان غالبهم من أهل الجبال، وسبيت ذراريهم، ث قتل سنباذ بقرب طبرستان. وفيها خرج ملبد بن حرملة الشيباني محكماً بناحية الجزيرة، فانتدب لقتاله ألف فارس من عسكر الناحية فهزمهمن ملبد، ثم التقاه عسكر الموصل فهزمهم. ثم سار لحربه يزيد بن حاتم المهلبي، فهزمه ملبد واستفحل شره. ثم جهز المنصور لحربه مهلهل بن صفوان في ألفين نقاوة فهزمهم وعظمت هيبته وبعد صيته فسار لحربه جيش لجب وعدة قواد فهزمهم، وتخصن منه حميد بن قحطبة وبعث إليه بمائة ألف درهم ليكف عنه. وأما الواقدي، فذكر أن خروج ملبد كان في العام الآتي. ومات أمي رنكة العباس بن عبد الله بن معبد بن عباس وولي بعده زياد بن عبيد الله الحارثي، وولي إمرة مصر الأمير صالح بن علي العباسي. (8/360)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 361 4 (أحداث سنة ثمان وثلاثين ومائة) فيها توفي زيد بن واقد القرشي بدمشق، وسهيل بن أبي صالح في قول. وسليمان بن فيروز أبو إسحاق الشيباني في قول، والعلاء بن عبد الرحمن المدني وعبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله المخزومي، وعلقمة بن أبي علقمة في قول، وعمرو بن أبي عمرو مولى المطلب في قول، وليث بن أبي سليم في قول مطين، والمسور بن رفاعة القرظي المديني. وفيها أهم المنصور شأن ملبد الشيباني فندب لقتاله خازم بن خزيمة فسار في ثمانية آلاف فارس فارس فالتقوا فقتل الله تعالى ملبداً بعد حروب يطول شرحها. وفيا غزا الأمير صالح بن علي فنزل دابقي فأقبل طاغية الروم قسطنيطين ابن أليون في مائة ألف فالتقاه صالح فانتصر ولله الحمد وسلم وغنم، وكان هذا اللعين قد أخذ ملطية من قريب وهدم سورها كما ذكرنا. وفيها ظهر عبد الله بن علي وبعث بالبيعة مع أخيه سليمان بن علي إلى أمير المؤمنين. (8/361)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 362 وأما جهور بن مرار العجلي فإنه هزم سبنباذ كما مضى، وحوى ما في عسكره من الأموال والذخائر التي أخذها سنباذ من خزائن أبي مسلم فلم يبعث بها إلى المنصور، ثم خاف فخلع المنصور. فجهز المنصور لحربه محمد بن الأشعث الخزاعي في جيش عظيم فالتقوا واشتد) القتال بينهم، ثم انكسر جهور فهرب إلى أذربيجان ثم قتل. وفيها دخل عبد الرحمن بن معاوية الداخل الأموي إلى الأندلس واستولى عليها وامتدت أيامه وبقيت الأندلس في ي أولاده إلى بعد الأربعمائة والله أعلم. (8/362)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 363 4 (أحداث سنة تسع وثلاثين ومائة) فيها توفي اسماعيل بن أمية الأموي، والحسن بن عبيد اله النخعي، وخالد ابن يزيد المصري الفقيه. وسلمة بن علقمة أبو بشر بالبصرة. وعبد ربه بن سعيد الأنصاري. وعمرو بن مهاجر الدمشقي. وعبد الله بن أبي سفيان. ومحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة. ويزيد بن عبد الله بن الهاد. ويونس بن عبيد بالبصرة. وفيها خرج جعفر بن حنظلة البهراني فأتى مدينة ملطية وهي خارب فعسكر بها، وأقبل الأمير عبد الواحد فنزل على ملطية فزرع أرضها وطبخ كللساً لبناء سورها ثم قفل فوجه طاغية الروم من حرق الزرع. وفيها غزا الأمير صالح بن علي الأمير العباس بن محمد، فوغلا في أرض الروم، وغزت معهما أم عيسى ولبابة أختا الأمير صالح، وكانتا نذرتا إن زال ملك بني أمية أن تجاهدا في سبيل الله، ثم لم يكن بعد هذا العام صائفة ولا غزو (8/363)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 364 إلى أن دخلت سنة ست وأربعين لاشتغال المنصور في أثناء ذلك بخروج ابني عبد الله بن حسن عليه. وفيها عزل المنصور عمه سليمان عن البصرة وولي سفيان بن معاوية واختفى عبد الله بن علي وآله خوفاً على أنفسهم فبعث المنصور إلى سليمان وعيسى فعزم عليهما في إشخاص أخيهما عبد الله بن علي أعطاهما له الأمان وكتب إلى سفيان ابن معاوية ليحثهما على ذلك، فأقدموا عبد الله على المنصور فسجنه، وسجن بعض أصحابه، وقتل بعضهم، وبعث بطائفة منهم إلى خراسان ليقتلهم خالد. وحج بالناس العباس بن محمد أخو المنصور. (8/364)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 365 4 (أحداث سنة أربعين ومائة) فيها توفي أيوب أبو العلاء القصاب، وداود بن أبي هند في أولها، وأبو خازم سلمة بن دينار الأعرج، وسهيل بن أبي صالح بخلف، وسعد بن إسحاق بن كعب، وصالح بن كيسان فيها بخلف، وعروة بن رويم، وعمارة ابن غزية الأنصاري وعمرو بن قيس السكوني الحمصي) بخلف. وفيها توجه جبريل بن يحيى إلى المصيصة فرابط فيها حتى بناها وأحكمها وسكنها الناس، وتوجه الأمير عبد الوهاب بن إبراهيم بن محمد العباسي ابن أخي المنصور فأقام على ملطية سنة حتى بناها ورم شعثها وأسكنهان الناس. وفيها ثار جمع من جن خراسان على أميرها أبي داود خالد بن إبراهيم ليلاً وهو بمرو حتى وصلوا إلى داره فأشرف عليهم على طرف آجره خارجة وجعل ينادي أصحابه، فأنكسرت به الآجرة، فوقع فانكسر ظهره فمات من الغد فبعث المنصور على إمرة خراسان عبد الجبار بن عبد الرحمن الأزدي فقبض على جماعة من الأمراء اتهمهم بالدعوة إلى ولد فاطمة رضي الله عنها، (8/365)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 366 منهم مجاشع بن حريث صاحب بخارى، وأبو المغيرة مولى بني تميم عامل قوهستان والحريش بن محمد الذهلي ابن عم خالد بن إبراهيم فقتلهم، وضرب الجنيد بن خالد التغلبي ومعبداً المري ضرباً شديداً وحبسهما في عدة من الأمراء. وفيها حج المنصور ثم زار بيت المقدس ثم سلك الشام ونزل الرقة فقتل بها منصور بن جعونة العامري، ثم سار إلى الهاشمية وهي بالكوفة، وأمر بالشروع بعمل مدينة بغداد واختطها. (8/366)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 367 1 (تراجم هذه الطبقة على حروف المعجم)

4 (حرف الألف)

4 (إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي) الجعفري. روى عن أبيه. وعنه سعد بن زياد ويعقوب بن عبد الرحمن الآسكندري وسفيان بن عيينة وغيرهم. وهو مقل عداده في أهل المدينة. 4 (إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب المعروف بإبراهيم أخو) السفاح والمنصور، يكنى أبا إسحاق. كان يكون بالحميمة من أعمال الشراة، عهد إليه أبوه محمد في السير بالإمامة فبلغ خبره إلى مروان الحمال فأخذه وحبسه مدة بحران ثم قتله غيلة. روى عن أبيه وجده وعن عبد الله بن محمد بن الحنفية. (8/367)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 368 روى عنه أخوه وأبو مسلم صاحب الدولة. وكانت شيعة بني هاشم يختلفون إليه ويكاتبون من خراسان، وكان أبوه أوصى إليه ولذلك كانوا يلقبونه بالإمام. وهو الذي أنفذ أبا مسلم داعياً له إلى خراسان وجعله مقدماً على دعاته ونقبائه، إلى أن استفحل أمره وبلغ ذلك مروان لأن أبا مسلم أرسل رسولاً من خراسان إلى إبراهيم فوجده أعرابياً فصيحاً فغمه ذلك فكتب إلى أبي مسلم: ألم أنهك أن يكون رسولك عربياً يطلع على أمرك فإذا أتاك فاقتله، فخرج الرسول ففتح الكتاب قرأه فأتى به مروان فقبض حينئذ على إبراهيم وأمر به فغم في سجن حران، جعلوا على وجهه مخدة وقعدوا فوقها حتى تلف. وقيل: إن إبراهيم حج في سنة إحدى وثلاثين بتجمل وافر ومعه ثلاثون نجيباً فشهر نفسه في الموسم ورآه أهل الشام فكان ذلك سبب إمساكه، وكان جواداً فاضلاً نبيلاً سرياً خليقاً للإمارة. وكان قد أمر أبا مسلم بسفك الدماء وقتل من يتهمه. ولما أغم صار أمرهم إلى أخيه عبد الله السفاح، وكان قد عهد إليه بالأمر لما أحيط به. وكان مقتله في صفر من سنة اثنتين وثلاثين. وقال محمد بن سعد: ماتنم في سجن مروان سنة إحدى وثلاثين ومائة،) 4 (إبراهيم بن مرة الدمشقي.) عن عطاء بن أبي رباح والزهري. وعنه ابن عجلان وهو من أقرانه والأوزاعي وصدقة بن عبد الله السمين. (8/368)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 369 صدوق. 4 (إبراهيم بن ميسرة الطائفي ع نزيل مكة.) عن أنس وعمرو بن الشريد وطاوس. وعنه شعبة السفيانان وابن جريح وغيرهم. قال ابن المديني: له نحو ستين حديثاً. وقال الحميدي: قال ابن عيينة: أخبرني إبراهيم بن ميسرة: من لم تر والله عيناك مثله. وقال غيره: له وفادة على عمر بن عبد العزيز. وقال أبو مسلم المستملي: ثنا ابن عيينة قال: كان عمرو بن دينار يحدث بالمعاني وكان إبارهيم بن ميسرة يحدث كما سمع، كان فقيهاً. وقال ابن المديني: قلت لسفيان: أين كان حفظ إبراهيم بن ميسرة عن طاوس من حفظ ابن طاوس: قال: لو شئت قلت لك إني أقدم إبراهيم عليهن في الحفظ فعلت. وقال أحمد وابن معين: ثقة. وقال ابن المديني: مات قريباً من سنة اثنتين وثلاثين. 4 (إبراهيم بن ميمون د ن أبو إسحاق الصائغ المروزي.) (8/369)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 370 روى عن عطاء بن أبي رباح ونافع وغيرهما. وعنه حسان بن إبراهيم وأبو حمزة السكري وغيرهما. قال النسائي: ليس به بأس. وقال غيره: قتله أبو مسلم الخراساني ظلماً. 4 (إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك بن مروان أبو إسحاق المرواني.) بويع بالخلافة وخطب له على المنابر بعد موت أخيه يزيد لناقص بعهد منه إليه في ذي الحجة سنة ست وعشرين ومائة، وقيل: بل لم يعهد إليه أخوه وأنه بويع بلا عهد. روى عن الزهري وعن عمه هشام.) حكى عنه ابنه يعقوب وغيره. وكان أبيض جميلاً وسيما جسيماً طويلاً. وقال معمر: رأيت رجلاً من بني أمية يقال له إبراهيم بن الوليد جاء إلى الزهري بكتاب فعرضه عليه ثم قال: أحدث بهذا عنك قال: إي لعمري فمن يحدثكموه غيري قال شيبان: ثنا العلاء بن برد بن سنان عن أبيه قال: حضرت يزيد بن الوليد حين احتضر فأتاه قطن فقال: أنا رسول من وراءك يسألونك بحق الله (8/370)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 371 لما وليت أمرهم أخاك إبراهيم، فغضب وقال بيده على جبهته: أنا أولي إبراهيم ثم قال لي: يا أبا العلاء إلى من ترى أن أعهد فقلت: أمر نهيتك عن الدخول فيه فلا أشير عليك في آخره، قال وأغمى عليه حتى ظننت أنه قد مات فقعد قطن فافتعل كتباباً على لسان يزيد ودعا ناساً فأشهدهم عليه، قال أبي: ولا والله ما عهد إليه يزيد شيئاً. قال أبو معشر: بويع فمكث سبعين ليلة ثم خلع وولي مروان بن محمد فأمنه وبقي إبراهيم إلى سنة اثنتين وثلاثين. 4 (آدم بن سليمان مولى قريش الكوفي م ت ن والد يحيى بن آدم.) سمع سعيد بن جبير وعطاء وغيرهما. وعنه شعبة والثوري وإسرائيل. وثقة النسائي، ولم يسمع منه ابنه لصغره. 4 (إسحاق بن سويد بن هبيرة التميمي البصري خ م د ن.) عن ابن عمر وعبد الرحمن بن أبي بكرة ومعاذة العدوية وأبي قتادة تميم ابن يزيد العدوي وغيرهم. وعنه الحمادان وابن عليه وجماعة. وهو أكبر شيخ لعلي بن عاصم. وثقة أحمد ويحيى. مات سنة إحدى وثلاثين ومائة. (8/371)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 372 4 (إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ع زيد بن سهل الأنصاري النجاري. أحد علماء) التابعين بالمدينة. سمع من عمه لأمه أنس بن مالحك وأبي مرة مولى عقيل والطفيل بن أبي ابن كعب وأبي) الحباب سعيد بن يسار. وعنه عكرمة بن عمار ومالك وهمان بن يحيى وسفيان بن عيينة وآخرون. وكان مالك لا يقدم عليه أحداً. وهو مجمع على الاحتجاج به. توفي سنة اثنتين. وقيل سنة أربع وثلاثين. 4 (أسد بن وداعة.) عن شداد بن أوس وأبي أمامة الباهلي وغيرهما. وعنه معاوية بن صالح وفرج بن فضالة وجابر بن غانم. وكان من العلماء بدمشق وفيه نصب معروف نسأل الله العفو. 4 (إسماعيل بن أمية ع بن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي المكي. (8/372)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 373 ابن عم أيوب بن) موسى الآتي بعد ورقتين وابن أخي إسماعيل بن عمرو الآتي بعد ورقة. روى عن أبيه وبجير بن أبي بجير وسعيد بن المسيب وعكرمة وسعيد المقبري وأبي سملة بن عبد الرحمن وعبد الله بن عروة ومكحول وطائفة. وعنه السفيانان ومعمر وابن جريح وبشر بن المفضل ويحيى بن سليم الطائفي وآخرون. قال ابن المديني: له نحو ستين حديثاً. وقال أحمد بن حنبل: هو أثبت من أيوب بن موسى. يقال: توفي سنة تسع وثلاثين ومائة. 4 (إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان الكوفي د ت الفقيه ابن الفقيه.) كان جده من سبي أصبهان. عن ابن بريدة وأبي إسحاق السبيعي وأبي خالد الوالبي. وعنه معتمد وجرير بن عبد الحميد ويونس بن بكير وأبو أسامة وغيرهم. وثقة بان معين. وقال أبو الفتح الأزدي: يتكلمون فيه. 4 (إسماعيل بن سالم الأسدي الكوفي م د ن.) سمع سعيد بن جبير والشعبي وغيرهما. (8/373)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 374 وله أحاديث نحو العشرة. روى عنه ابنه يحيى وسفيان الثوري وهشيم وسعد بن الصلت.) وثقة ابن معين. ويكنى بابنه، وقد وثقه جماعة، ومن أخباره أنه نزل أرض بغداد قبل أن تبنى في أيام السفاح. 4 (إسماعيل بن سميع أبو محمد الحنفي الكوفي م د ن بياع السابري.) عن أنس بن مالك وأبي رزين مسعود بن مالك ومسلم البطين وعطية العوفي. وعنه سفيان وشعبة وخفص بن غياث ومروان بن معاوية وعلي بن عاصم وغيرهم. وثقة ابن معين. وكان من الخوارج فيما قيل. 4 (إسماعيل بن عبيد اله بن أبي المهاجر خ م د ن ق الإمام أبو عبد لحميد المخزومي) مولاهم الدمشقي مؤدب آل عبد الملك بن مروان من ثقات الشاميين وعلمائهم الكبار. (8/374)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 375 روى عن أنس والسائب بن يزيد وأم الدرداء وعبد الرحمن بن غنم وطائفة. وعنه سعيد الأوزاعي وجماعة. وثقة أحمد العجلي وغيره. وقال رجاء بن أبي سلمة عن معن التنوخي قال: ما رأيت أحداً أزهد منه ومن عمر بن عبد العزيز، وقد كان عمر بن عبد العزيز ولا ه إمرة الغرب فأقام بها سنة مائة وسنة إحدى ومائة، فلما مات عمر ولوا بعد إسماعيل يزيد ابن أبي مسلم مولى الحجاج. قال خليفة: أسلم عامة البربر في ولاية إسماعيل وكان حسن السيرة. وقال أبو مسهر: أدرك معاوية وهو غلام قيل مات سنة إحدى وثلاثين. قال ابن عساكر: كانت داره عند طريق القنوات. الوليد بن مسلم ثنا سعيد بن عبد العزيز قال: أشرقت أم الدرداء على وادي جهنم ومعها إسماعيل بن عبيد الله فقالت: اقرأ يا إسماعيل، فقرأ أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً فخرت على وجهها، وخر إسماعيل على وجهه فما رفعا رؤوسهما حتى ابتل ما تحت وجوههما من الدموع. وقال عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر: ثنا الوليد عن سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل قال: قال لي عبد الملك: (8/375)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 376 يا إسماعيل علم بني فإني مثيبك على ذلك قلت: يا أمير المؤمنين فكيف وقد حدثتني أم الدرداء عن أبي الدرداء عن رسول الله صلى الله) عليه وسلم قال: من أخذ على تعليم القرآن قوساً قلده الله قوساً من نار يوم القيامة قال: فإني لست أعطيك على القرآن إنما أعطيك على النحو. قال إبراهيم بن أبي اشيبان: مات إسماعيل بن عبيد الله سنة اثنتين وثلاثين ومائة قبل دخول عبد الله بن علي بثلاثة أشهر. إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص ق أبو محمد الأموي ويعرف أبوه بالأشدق. روى عن ابن عباس وعبيد الله بن أبي رافع وغيرهما. وهو مقل صدوق. روى عنه شريك بن أبي نمر وسليمان بن بلال وأبو بكر بن أبي سبرة وآخرون. سكن الأعوص بالحجارة بعد قتل والده واعتزل الناس وتعبد وكان كبير القدر يعد من عباد الأشراف. وكان عمر بن عبد العزيز يراه أهلاً للخلافة قال: لو كان الأمر إلي لوليت القاسم بن محمد أو صاحب الأعوص. والأعوص على مرحلة من شرقي المدينة. توفي في إمرة داود علي على المدينة وكان داود قد هم بالفتك به فخوفوه من دعائه عليه فتركه. (8/376)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 377 له حديث في سنن ابن ماجة. 4 (إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص خ م ت ن ق أبو محمد الزهري المدني.) عن أبيه وعميه عامر ومصعب وأنس بن مالك وغيرهم. وعن صالح بن كيسان ومالك وابن عيينة وغيرهم. قال ابن عيينة: كان من أرفع هؤلاء. وقال ابن معين: ثقة حجة. وقال يعقوب بن شيبة: كان من فقهاء المدينة. قلت: قتل الحجاج أباه لخروجه مع ابن الأشعث وأسر هذا فبعث به إلى عبد الملك فعفا عنه لكونه لم يكن أنبت. مات سنة أربع وثلاثين ومائة. 4 (أسلم المنقري د أبو سعيد.) ) روى عن ابن أبرى وسعيد بن جبير وعطاء وغيرهم. وعنه الثوري وعثيم وجرير وابن فضيل. وثقة أحمد بن حنبل. (8/377)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 378 4 (الأسود بن قيس الكوفي ع.) عن جندب بن عبد الله البجلي وسعيد بن عمرو بن سعيد ونبيح العنزي وغيرهم. وعنه شعبة والسفيانان وأبو عوانة وعبيدة بن حميد وآخرون. مجمع على ثقته. 4 (أسيد بن أبي أسيد البراد أبو سعيد بن يزيد المدني.) روى عن أبويه عن أبي قتادة وعن عبد الله بن أبي قتادة وموسى بن أبي موسى الأشعري. وعنه ابن أبي ذئب وسليمان بن بلال وزهير بن محمد وعبد العزيز الدراوردي وآخرون. وهو صدوق. 4 (أشعث بن سوار الكندي الكوفي م ت ن ق الأفرق التوابيتي النجار.) روى عن عكرمة والشعبي وابن سيرين وجماعة. (8/378)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 379 وعنه هشيم وابن نمير وحفص بن غياث ويزيد بن هارون وآخرون آخرهم موتاً يزيد. ضعفه النسائي وقواه غيره. وقال الحافظ ابن عدي: لم أجد له حديثاً منكراً. وقال ابن خراش: هو أشعف الأشاعثة. قلت: توفي سنة ست وثلاثين ومائة. قال الدار قطني: يعتبر به. 4 (أمية بن يزيد بن أبي عثمان عبد الله بن أسيد الأموي.) روى عن مكحول وعمر بن عبد العزيز وأبي مصبح المقرائي. وعنه ابن لهيعة وبقية وابن المبارك وأيوب بن سويد وابن شابور وآخرون. ولعله عاش إلى بعد هذه الطبقة بيسير. 4 (أيوب السختياني ع أبو بكر بن أبي تميمة كيسان البصري. أحد الأعلام من نجباء) الموالي.) قال محمد بن سلام الجمحي: أيوب مولى عنزة. وقال حماد بن زيد: كان يبيع الأدم. (8/379)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 380 سمع عمرو بن سلمة الجرمي وأبا العالية وسعيد بن جبير وعبد الله بن شقيق وأبا قلابة والحسن البصري ومجاهداً وابن سيرين وخلقاً سواهم. وعنه شعبة والحمادان والسفيانان ومعمر ومعتمر وابن علية وعبد الوارث وخلائق. قال ابن المديني: له نحو من ثمانمائة حديث. وقال شعبة: كان سيد الفقهاء. وقال ابن عيينة: لم ألق مثله. يقول هذا وقد لقي مثل الزهري. وروى وهيب عن الجعد أبي عثمان سمع الحسن يقول: أيوب سيد شباب أهل البصرة. رواه جماعة عن الحسن. وروى جرير عن أشعث قال: كان أيوب جهبذ العلماء، وعن سلام ابن أبي مطيع وذكر أيوب وجماعة قال: كان أفقههم في دينه أيوب. وقال هشام بن عروة لم أر في البصرة مثل أيوب. وعن مالك بن أنس قال: منا ندخل على أيوب فإذا ذكرنا له حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى حتى نرحمه. وعن هشام بن حسان قال: حج أيوب أربعين حجة. وقال عون بن الحكم: ثنا حماد بن زيد قال: غدا على ميمون أبو حمزة يوم جمعة قبل الصلاة فقال: إني رأيت البارحة أبا بكر وعمر في النوم فقلت: ما جاء بكما قالا: جئنا نصلي على أيوب السختياني قال: ولم يكن علم بموته فقلت له: مات أيوب البارحة. وقال وهيب: سمعت أيوب يقول: إذا ذكر الصالحون كنت عنهم بمعزل (8/380)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 381 وقال حماد بن زيد: كان أيوب صديقاً ليزيد بن الوليد فلما ولي الخلافة قال: اللهم أنسه ذكري. وكان يقول ليتقي الله رجل وإن زهد ولا يجعلن زهده عذاباً على الناس. وكان أيوب ممن يخفي زهده. وقال حمادين زيد: غلب أيوب البكاء يوماً فقال: الشيخ إذا كبر مج وغلبه فوه، ووضع يده على فيه وقال الزحمة ربما عرضت.) وقال معمر: كان في قميص أيوب بعض التذييل فقيل له في ذلك فقال: الشهرة اليوم في التشهير. وقال صالح بن أبي الأخضر: قلت لأيوب: أوصني، قال: أقل الكلام، وقال ابن شوذب: قال أيوب: لقد شهرنا في هذا المصر لو خرجنا منه. حماد بن زيد عن أيوب قال: إذا أردت أن تعرف خطأ معلمك فجالس غيره، وقال: إني لأخبر بموت الرجل من أهل السنة فكأنما أفقد بعض أعضائي. قال حماد: وكان الوليد بن يزيد قد جالس أيوب بمكة قبل الخلافة فلما استخلف جعل أيوب يقول في دعائه: اللهم أنسه ذكري. حماد بن زيد قال أيوب: لا تحدثوا الناس بما لا يعملون فتضروهم، وقال وددت أني أفلت من هذا الأمر كفانا لا علي ولا لي. وقال سعيد بن عامر الضبعي عن سلام: كان أيوب السختياني يقوم الليل كله فيخفي ذلك فإذا كان عند الصبح رفع صوته كأنه قام تلك السعة. حماد بن زيد: سمعت أيوب وقيل له: ما لك لا تنظر في الرأي؟ قال: (8/381)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 382 قيل للحمار ألا تجتر قال: أكره مضغ الباطل. وقال حماد: ما رأيت رجلاً قط أشد تبسماً في وجوه الناس من أويب ولو رأيتم أيوب ثم أستا كم شربة من ماء على النسك لما سقيتموه، له شعر وافر وشارب وافر وقميص جيد هروي يسم الرض وقلنسوة جيدة متركة وطيلسان كردي جيد ورداء عدني. قال سلام بن أبي مطيع: سمعت أيوب يقول: لا خبيث أخبث من قاريء فاجر. قال بشر بن المفضل: ثنا ابن عون قال: لما مات محمد بن سيرين قلنا: من لنا فقلنا: لنا أيوب. وقال حماد بن زيد: كان لأيوب برد أحمر يلبسه إذا أحرم وكان يعده للكفن وكنت أمشي مع أيوب فيأخذ في طرق أعجب كيف يهتدي لها فراراً من الناس أن يقال هذا أيوب. وقال شعبة: ربما ذهب مع أيوب لحاجة فلا يدعني أمشي معه ويخرج من هاهنا وها هنا لكي لا يفطن له. وقال محمد بن سعد: كان أيوب ثقة ثبتاً في الحديث جامعاً كثير العلم حجة عدلاً. وقال أبو حاتم: أيوب ثقة لا يسأل عن مثله.) قلت: لم يرو مالك عن أحد من العراقيين إلا عن أيوب فقيل له في ذلك، فقال: ما حدثتكم عن أحد إلا وأيوب فوقه، أو كما قال. (8/382)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 383 وقال حماد بن زيد: كان أيوب عندي أفضل من جالسته وأشدهم إتباعاً للسنة. وروى ضمرة عن ابن شوذب قال: كان أيوب يؤم أهل مسجده في رمضان ويصلي بهم قدر ثلاثين آية في الركعة وكان يصلي لنفسه فيما بين الترويحتين بقدر ثلاثين آية وكان يقول هو بنفسه فيما بين الترويحتين بقدر ثلاثين آية وكان يقول هو بنفسه للناس: الصلاة، وكان يؤثر بهم ويدعو بدعاء القرآن ويؤمن من خلفه، وكان آخر ما يقول يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويقول: اللهم استعملنا بسنته وارعنا بهديه واجعلنا للمتقين إماماً ثم يسجد فإذا فرغ من الصلاة دعا بدعوات. أخبرنا إسحاق الأسدي أنا يوسف الأدمي ثنا أبو المكارم اللبان أنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ ثنا عثمان بن محمد العثماني ثنا خالد بن النضر ثنا محمد بن موسى الحرشي ثنا النضر بن كثير ثنا عبد الواحد بن زيد قال: كنت مع أيوب السختياني على حراء فعطشت عطشاً شديداً حتى رأى ذلك في وجهي تستر علي قلت: نعم، فاستخلفني فحلفت له أن لا أخبر عنه ما دام حياً فغمز برجله على حراء فنبع الماء فشربت حتى رويت وحملت معي من الماء. وقال شعبة: قال أيوب: قد ذكرت وما أحب أن أذكر. قلت: إلى أيوب المنتهي في التثبت. توفي شهيداً في طاعون البصرة الذي كان في سنة إحدى وثلاثين ومائة وله ثلاث وستون سنة. 4 (أيوب بن موسى بن عمرو الأشدق ع بن سعيد بن العاص الأموي (8/383)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 384 أبو موسى المكي) الفقيه. عن عطاء بن أبي رباح ومكحول وعطاء بن ميناء ونافع وسعيد المقبري وطائفة. وعنه شعبة والسفيانان والليث والأوزاعي وعبد الوارث وابن علية وروح ابن القاسم والعطاف بن خالد ومالك وخلق. قال سفيان بن عيينة: كان مفتياً فقيهاً. وقال ابن المديني: له نحو من أربعين حديثاً. وقال غيره: توفي سنة ثلاث وثلاثين ومائة رحمه الله.) وقال أحمد ويحيى وأبو زرعة والنسائي: ثقة. وقال أبو حاتم: صالح الحديث. قال الدار قطني: هو ابن عم إسماعيل بن أمية مكيان ثقتان. 4 (أيوب بن أبي مسكين أبو العلاء القصاب د ت ن الفقيه مفتي أهل واسط وعالمهم في) زمانه. روى عن سعيد المقبري وقتادة وابن شبرمة وغيرهم. وعنه هشيم وإسحاق الأزرق ويزيد بن هارون. قال أبو حاتم: لا بأس به. وقال غيره: صالح الحديث. قلت: أرخه يزيد أنه مات في سنة أربعين ومائة. (8/384)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 385 4 (حرف الباء)

4 (باب بن عمير الحنفي الشامي د.) عن نافع ابن عمر ورجل آخر مدني. وعنه يحيى بن أبي كثير وهو أكبر والأوزاعي وحرب بن شداد. له حديث واحد في سنن أبي داود، وهو مستور. 4 (بديل بن ميسرة العقيلي البصري.) في وفاته اختلاف، وقد مر، وقيل بقي إلى سنة إحدى وثلاثين ومائة. 4 (برد بن أبي زياد ن أخو يزيد الكوفي.) قليل الحديث. له عن أبي الطفيل عامر وشرحبيل بن سعد والمسيب بن رافع. وعنه الثوري وعثيم بن القاسم وجرير بن عبد الحميد وآخرون. (8/385)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 386 وثقة النسائي. 4 (برد بن سنان أبو العلاء الدمشقي. نزيل البصرة من جلة العلماء.) له عن واثلة بن الأسقع وعبادة بن نسي ومكحول وعطاء وعمرو بن شعيب وغيرهم. وعنه السفيانان والحمادان وإسماعيل بن علقمة وعلي بن عاصم وآخرون.) وثقة النسائي وغيره. قال يزيد بن زريع: ما قدم علينا شامي خير من برد. وقال ابن معين: خرب برد من مروان الحمار إلى البصرة. قيل: توفي سنة خمس وثلاثين ومائة رحمه الله. 4 (بشر بن حميد المزني المدني.) عن عروة وأبي قلابة وعمر بن عبد العزيز. وعنه ابنه محمد وأبو بكر بن أبي سبرة وسليمان بن بلال وغيرهم. ولم أر أحداً ضعفه. 4 (بكر بن زرعة الخولاني الشامي ق.) (8/386)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 387 عن أبي عنبة الخولاني ومسلم بن عبد الله الأزدي. وعنه الجراح بن مليح البهراني وإسماعيل بن عياش. صويلح الحديث مقل. 4 (بكر بن عمرو المعافري الزاهد سوى ق إمام جامع مصر وكان ذا عبادة وفضل وجلالة.) روى عن أبي عبد الرحمن الحبلي وعكرمة ومشرح بن هاعان. وعنه حيوة بن شريح ويحيى بن أيوب وابن لهيعة وغيرهم. وكان أحد الأثبات. 4 (بكر بن وائل بن داود التميمي الكوفي م.) عن نافع والزهري وأبي الزبير. وعنه أبوه وشبعة وهمام وسفيان بن عيينة. قال النسائي: ليس به بأس. قلت: مات قبل أبيه وله عنه أحاديث. (8/387)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 388 4 (بيان بن بشر الأحمسي ع أبو بشر الكوفي. المؤدب أحد الأثبات. هانيء بنت طالب.) كوفي ضعيف. له عن أنس وقيس بن أبي حازم وطارق بن شهاب والشعبي وطائفة. وعنه زائدة وابن عيينة وابن فضيل وعبيدة بن حميد وعلي بن عاصم وطائفة.) له نحو من سبعين حديثاً. (8/388)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 389 4 (حرف التاء)

4 (توبة العنبري مولاهم خ م د ت أبو المورع البصري.) أصله من سجستان وهو جد العباس بن عبد العظيم. روى عن أنس وأبي العالية ومورق العجلي والشعبي وجماعة. وعنه سفيان وشعبة ومطيع بن أبي راشد. وثقة أبو حاتم. له نحو من ثلاثين حديثاً. قال توبة العنبري: أرسلني صالح بن عبد الرحمن إلى سليمان بن عبد الملك فقدمت عليه. وقال محمد بن سعد: ولاه يوسف بن عمر عمل سابور ثم ولاه الأهواز وهو توبة. كان صاحب بداوة فمات بصنع وهو على يومين من البصرة. مات في سنة إحدى وثلاثين ومائة وعاش أربعاً وسبعين سنة. (8/389)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 390 4 (حرف الثاء)

4 (ثابت بن عجلان بن حفص السلمي الأنصاري خ د ن ق أبو عبد الله الحمصي.) وقد تغرب ووقع إلى باب الأبواب. روى عن أنس وسعيد بن جبير وأبي أمانة الباهلي وإبراهيم النخعي وطائفة. وعنه إسماعيل بن عياش وبقية وعتاب بن بشير ومحمد بن حميد وسويد ابن عبد العزيز وآخرون. قال أبو حاتم: لا بأس به. 4 (ثوير بن أبي فاختة ت أبو الجهم بن سعيد بن علاقة مولى أم هانيء بنت أبي طالب) كوفي ضعيف. (8/390)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 391 له عن ابن عمر وزيد بن أرقم وابن الزبير ومجاهد وجماعة. وعنه سفيان وشعبة وإسرائيل ومحمد بن عبيد الله العزرمي وعبيدة وعلي ابن عاصم وآخرون. رماه الثوري بالكذب. وقال يونس بن أبي إسحاق: كان رافضاً. وقال أبو حاتم: ضعيف.) وقال أبو زرعة: ليس بذاك القوي. وقال النسائي وغيره: متروك. (8/391)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 392 4 (حرف الجيم)

4 (جرير بن يزيد بن جرير بن عبد الله البجلي ن ق أحد الشراف.) روى عن أبيه وابن عمه أبي زرعة. وعنه مقاتل بن سليمان ويونس بن عبيد وجرير بن عبد الحميد وبقية وهشيم وآخرون. قال أبو زرعة: شامي منك والحديث. وقال غيره: يكتب حديثه، وهو شيخ. 4 (جعفر بن ربيعة بن شرحبيل بن حسنة الكندي ع أبو شرحبيل المصري.) ولأبيه ربيعة رؤية، ورأى هو ابن جزء الزبيدي الصحابي. روى عن أبي الخير مرثد بن عبد الله وأبي سلمة وعراك بن مالك والأعرج وجماعة. وعنه بكر بن مضر والليث وابن لهيعة وآخرون. وثقة النسائي وغيره. توفي سنة أربع، وقيل سنة ثلاث وثلاثين ومائة بمصر. (8/392)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 393 4 (حرف الحاء)

4 (حبيب العجمي خ ثم البصري أبو محمد الزاهد أحد الأعلام.) روى عن الحسن وشهر بن حوشب والفرزدق وغيرهم حكايات. وعنه حماد بن سلمة وجعفر بن سليمان وأبو عوانة الوضاح وداود الطائي وصالح المري ومعتمر بن سليمان وغيرهم. أخبرنا إسحاق أنا ابن خليل نا اللبان نا الحداد نا أبو نعيم قال: كان حبيب صاحب الكرامات مجاب الدعوة، كان سبب زهدة حضوره مجلس الحسن فوقعت موعظته في قلبه فخرج عما كان يتصرف فيه فتصدق بأربعين ألفاً. حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا ابن قتيبة ثنا أحمد بن زيد الخزاز ثنا ضمرة ثنا السري بن يحيى وغيره عن حبيب أبي محمد أنه أصاب الناس مجاعة فاشترى من أصحاب الدقيق دقيقاً وسويقاً بن سيئة وعهد إلى خرائطه فخيطها ووضعها تحت فراشه ثم دعا الله تعالى فجاء الذين اشترى) منهم يطلبون حقوقهم فأخرج تلك الخرائط قد امتلأت فقال لهم زنوا فوزنوها فإذا هو يقرب من حقوقهم. (8/393)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 394 قال يونس بن محمد المؤدب: سمعت مشيخة يقولون: كان الحسن يجلس يذكر في كل يوم وكان حبيب أبو محمد يقعد في مجلسه الذي يأتيه فيه أهل الدنيا والتجار وهو غافر عما فيه الحسن لا يلتفت إلى شيء من مقالته غلى أن التفت يوماً فقال أين برهمي درآيد درآيد خلوات فقيل: والله يا أبا محمد يذكر الجنة ويذكر النار ويرغب في الآخرة ويزهد في الدنيا، فوقر ذلك في قلبه، فقال بالفارسية: إذهبوا بنا إليه فأتاه فقال جلسان الحسن: هذا حبيب أبو محمد قد أقبل إليك فعظه، فأقبل إليه فوقف عليه فقال: أين همي كوئي بركوي فقال الحسن فذكره الجنة وخوفه النار ورغبة في الخبر، فقال: إن كوئي قال الحسن: أنا ضامن لك على الله ذلك، فانصرف من عنده فلم يزل في إنفاق أمواله حتى لم يبق على شيء ثم جعل بعد يستقرض على الله. وقال احمد بن أبي الحواري: قال أبو سليمان الداراني لنا: كان حبيب أبو محمد يأخذ متاعاً من التجارة يتصدق به فأخذ مرة فلميجد ما يعطيهم فقال: يا رب كأنه قال: إني منكسر وجهي عندهم فدخل فإذا هو بجوالق من شعر كأنه نصب من أرض البيت إلى قريب من السقف مليء دراهم فقال: يا رب ليس أريد هذا فأخذ حاجته وترك البقية، وقال: سار بنا جعفر بن سليمان قال: كنا ننصرف من مجلس ثابت البناني فنأتي حبيباً أبا محمد فيحث على الصدقة فإذا وقعت قام فتعلق بقرن معلق في بيته ثم يقول: ها قد تغديت وطابت نفسي فليس في الحي غلام مثلي إلا غلام قد تغذى قبلي (8/394)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 395 سبحانك وحنانيك خلقت فسويت وقدرت فهديت وأعطيت فأغنيت وأقنيت وعفوت وعافيت فلك الحمد على ما أعطيت حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه حمداً لا ينقطع أولاه ولا ينفذ أخراه حمداً أنت مناه فكتكون الجنة عقباه. وقال عبد الحر من بن واقد وهارون بن معروف: ثنا ضمرة ثنا السري ابن يحيى قال: كان حبيب يرى بالبصرة يوم التروية ويم عرفة بعرفة. قال سليمان التيمي: ما رأيت أصدق يقيناً من حبيب أبي محمد.) وقال حبيب: ثنا بكر المزني قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتباحون بالبطيخ فإذا كانت الحقائق كانوا هم الرجال. 4 (حبيب بن أبي حبيب الدمشقي.) عن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد وغيره. وعنه ولده محمد بن حبيب ومحمد بن راشد المكحولي وحميد بن زياد. قال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. 4 (حجاج بن حجاج الباهلي البصري سوت ت الأحوال.) عن أنس بن سيرين والفرزدق وقتادة وأبي الزبير المكي وجماعة. وعنه محمد بن جحادة وإبراهيم بن طهمان روايته ويزيد بن زريع وغيرهم. وثقة أبو حاتم. وكان الحفاظ أصحاب قتادة. (8/395)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 396 مات قبل أن يشيخ بالبصرة سنة إحدى وثلاثين ومائة. 4 (حجاج بن فرافضة د ن الباهلي البصري العابد.) عن عطاء بن أبي رباح وابن سيرين وأبي عمران الجوني بن أبي كثير ومحمد ابن الوليد الزبيري وهو من أقرانه وجماعة. وعنه الثوري وإبراهيم بن طهمن وابن شوذب وعلي بن بكار المصيصي ومعتمر بن سليمان وآخرو،. قال أبو زرعة: ليس بالقوي. وقال أبو حاتم: شيخ صالح متعبد. وقال ضمرة عن ابن شوذب: رأيت حجاج بن فرافضة واقفاً بالسوق عند أصحاب الفاكهة فقلت: ما تصنع قال: انظر إلى هذه المقطوعة الممنوعة. 4 (الحر بن مسكين، أبو مسكين الأودي الكوفي.) عن إبراهيم النخعي وسعيد بن جبير وهذيل بن شرحبيل. وهو حسن الحديث لم يضعفه أحد. 4 (حسان بن عتاهية بن عبد الرحمن بن حسان التجيبي.) (8/396)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 397 أمير مصر لهشام بن عبد الملك ثم لمروان الحمار، وكان فقيهاً قد جالس عطاء وغيره.) قتله صالح بن علي مع شعبة بن عثمان في سنة ثلاث وثلاثين ومائة. 4 (الحسن بن الحر النخعي د ن ويقال الجعفي الكوفي نزيل دمشق.) روى عن أبي الطفيل عامر بن واثلة والشعبي وعبدة بن أبي لبابة خاله والقاسم بن مخيمرة وغيرهم. وعنه ابن أخيه حسين الجعفي وزهير بن معاوية وحميد بن عبد الرحمن الرؤاسي وغيرهم. وثقة ابن معين وغيره. وقال أحمد بن عبد الله العجلي: حدثني أبي قال: هاجت فتنة بالكوفة فعمل الحسن بن الحر طعاماً كثيراً ودعا قراي أهل الكوفة فكتبوا كتاباً يأمرون فيه بالكف وينهون عن الفتنة فتكلم هو بثلاث كلمات فاستغنوا بهن عن قراءة الكتاب فقال: رحم الله امرءاً ملك لسانه وكف يده وعالج ما فيصدره، فتفرقوا فإنه كان يكره طول المجلس. ابن النديني ثنا سفيان حدثني زهير بن معاوية قال: استقرض أبي من الحسن بن الحر ألف درهم ثم وجه بها إليه فأبى أن يأخذها وقال: لم أقرضكها لأرتجعها اشتر لزهير سكراً. وقال حسين الجعفي: كان الحسن بن الحر يجلس على بابه فإذا مر به (8/397)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 398 البائع يبيع الملح أو الشيء اليسير لعل الرجل يكون رأس ماله درهمين فيدعوه فيقول: إن أعطاك إنسان خمسة دراهم تأكلها فيقول: لا فيقول: هذه اجعلها رأس مالك ويعطيه خمسة أخرى فيقول: اشتر لأهلك دقيقاً وتمراً ويعطيه خمسة أخرى فيقول: اشتر بها قطناً للأهل ومر هم يغزلون. وقال ابن أبي غنية: ثنا محرز قال: كتب الحسن بن الحر إلى عمر بن عبد العزيز: إني كنت أقسم زكاتي في إخواني فلما وليت أيت أنأ ستأمرك، فكتب إليه: أما بعد فابعث إلينا بزكاة مالك وسم لنا إخوانك نغنهم عنك والسلام عليك. قال العجلي: كان تاجراً كثير المال سخياً متعبداً في عداد الشيوخ. قال أبو أسامة: قال لنا الأوزاعي: ما قدم علينا من العراق مثل الحسن ابن الحر وعبدة بن أبي لبابة وكانا شريكين. قال أبو عبد الله الحاكم: الحسن بن الحربن الحكم ثقة مأمون وقد ينسب إلى جده. وقال ابن سعد: هو مولى لبني الصيداء من بني أسد بن خزيمة، مات بمكة سنة ثلاث وثلاثين ومائة.) 4 (الحسن بن عبيد بن عروة النخعي م أبو عروة الكوفي.) عن أبي وائل وأبي عمرة الشيباني وزيد ب وهب وإبراهيم النخعي. وعنه السفيانان وجرير وحفص بن غياث وابن إدريس. (8/398)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 399 وثقة النسائي. وله نحو من عشرين ثلاثين حديثاً. توفي سنة تسع وثلاثين ومائة. 4 (الحسن بن عمران العسقلاني د.) عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزي ومكحول وعمر بن عبد العزيز وغيرهم. قرأ القرآن على عطية بنقيس. روى عنه شعبة وسويد بن عبد العزيز وغيرهما. قال أبو حاتم: شيخ. 4 (حسين بن قيس أبو علي الرحبي الواسطي ت ق لقبه حنش.) عن عكرمة وعطاء وغيرهما. وعنه سليمان التيمي مع تقدمه وخالد بن عبد الله وعبد الحكيم بن منصور وعلي بن عاصم وعدة. قال أبو حاتم وغيره: ضعيف. وقال النسائي: متروك. 4 (الحسين بن ميمون الخندفي.) (8/399)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 400 عن عبد الرحمن بن أبي ليلى وأبي الجنوب الأسدي وعبد الله بن عبد الله قاضي الري. وعنه عبد الرحمن بن الغسيل هاشم بن البريد غيرهما. قال أبو حاتم: ليس بقوي يكتب حديثه. 4 (حصين بن عبد الرحمن السلمي ع أبو الهذيل الكوفي ابن عم منصور بن المعتمر.) روى عن جابر بن سمة وعمارة بن رؤيبة الصحابيين وزيد بن وهب وابن أبي ليلى وأبي وائل وأبي ظبيان وسعيد بن جبير وعمرة بن ميمون الأودي وطائفة سواهم. وعنه شعبة وأبو عوانة وفضيل بن عياض وهشيم وعباد بن العوام وعثيم ابن القاسم وزياد البكائي وآخرون كثيرون وآخرهم موتاً علي بن عاصم.) وكان ثقة حافظاً عالي السند عاش ثلاثاً وتسعين سنة. توفي سنة ست وثلاثين ومائة. 4 (حفص بن سليمان، أبو سلمة الخلال السبيعي مولاهم الكوفي.) (8/400)


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الجزء الثامن

الكتاب: تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام. تأليف: شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي. دار النشر: دار الكتاب العربي. مكان النشر: لبنان/ بيروت. سنة النشر: 1407هـ - 1987م. الطبعة: الأولى. تحقيق: د. عمر عبد السلام تدمري. ملاحظات حول الكتاب: الكتاب موافق للمطبوع كاملاً. غير مفهرس.غير مقابل على نسخة ورقية. بل هو نفس الموجود في مكتبة التراث. قام بنسخه وإدخاله إلى الشاملة أخوكم: أبو عبد الله السني. راجياً منكم دعاءً بظهر الغيب. تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 401 وزير السفاح، وهو أول من وقع عليه اسم الوزارة في دولة بني العباس وكان أدبياً عالي الهمة عالماً بالسياسة والتدبير وكان السفاح يأنس به لحسن مفاكهته، وكان من مياسير الصيارفة بالكوفة فأنفق أمواله في إقامة دولة بني العباس وسار بنفسه إلى خراسان في هذا المعنى، وكان أبو مسلم الخراساني تابعاً له وقد توهموا من أبي سلمة الخلال عند إقامة السافح ميلاً إلى آل علي رضي الله عنه فلما بويع السفاح واستوزره بقي في النفوس ما فيها. ويقال: إن أبا مسلم حسن للسفاح قتله فلم يفعل وقال: هذا رجل بذل أمواله في إقام دولتنا وقد صدرت منه هفوة فنغفرها. فلما رأى أبو مسلم امتناع السفاح جهز من قتل أبا سلمة غيلة فأصبح الاس يقولون: قتلته الخوارج، وكان قتله لأربعة أشهر من خلافة السفاح وما كره السفاح ذلك. وكان يقال له: وزير آل محمد وفيه يقول الشاعر: (إن الوزير وزير آل محمد .......... أودى فمن يشناك صار وزيرا)

(وأرى المساءة قد تسر وربما .......... كان السرور بما كرهت جديراً)

4 (الحكم بن عبد الله النصري.) عن عبد الرحمن بن أبي ليلى والحسن وجماعة. (8/401)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 402 وعنه ابن عيينة وخلاد بن مسلم ومعاوية بن سلمة. 4 (الحكم بن عبد الله بن سعد الأيلي، مولى بني أمية.) عن علي بن الحسين القاسم والزهري. وعنه الليث ويحيى بن حمزة وأيوب بن سويد وغيرهم. قال الدار قطني وغيره: متروك. 4 (الحكم بن علد الله أبو سلمة العاملي. من طبقة هشيم، يذكر هناك.)

4 (حرمان بن أعين الكوفي، المقريء.) قرأ على أبي الأسود ظالم الديلي وعلى عبيد بن نضلة وأبي جعفر محمد ابن علي الهاشمي) وسمع أبا الطفيل عامر بن واثلة وغيره. قرأ عليه حمزة الزيات وحدث عنه حمزة وإسرائيل وسفيان الثوري وغيرهم. قال أبو حاتم: شيخ. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال غيره: كان شعيباً جلداً. 4 (حميد بن قيس ع أبو صفوان المكي الأعرج المقريء.) (8/402)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 403 قرأ على مجاهد ختمات وتصدر للإقراء وحدث عن مجاهد وعطاء والزهري وغيرهم. قال الداني: روى عن القراءة عرضاً أبو عمرو بن العلاء وسفيان بن عيينة وجنيد بن عمرة وعبد الوارث الثوري. ولم يكن بمكة بعد ابن كثير أحد أقرأ منه. حدث عنه مالك ومعمر وابن عيينة وطائفة. وثقة أبو داود وغيره وهو قليل الحديث. قال ابن عيينة: كان حميد بن قيس أفرض أهل مكة وأحسبهم وكانوا لا يجتمعون إلا على قراءته. وروى أنه ختم القرآن ليلة بالحرم فحضر عنده عطاء. قال خليفة: توفي في خلافة مروان بن محمد. وقال ابن سعد: مات في خلافة السفاح، وقيل توفي سنة ثلاثين ومائة. 4 (الحوثرة بن سعيل، أبو المثنى الباهلي الأمير.) ولي الديار المصرية لمروان وكان رجل سوء سفاكاً للدماء طلوماً قتل بظاهر واسط مع ابن هبيرة. (8/403)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 404 4 (حرف الخاء)

4 (خالد بن أبي خلدة الحنفي الكوفي، الأعور.) عن إبراهيم النخعي والشعبي. وعنه الثوري وابن عيينة، ومروان بن معاوية. وهو مقل.) 4 (خالد بن سلمة بن العاص م بن هشام بن المغيرة المخزومي الكوفي الفأفاء. أحد) الأشراف. عن الشعبي وعبد الله البهي وسعيد بن المسيب وموسى بن طلحة وأبي بردة ابن أبي موسى وجماعة. وعنه شعبة وزكريا بن أبي زائدة والسفيانان وهشيم وولداه عكرمة ومحمد ابنا خالد. وهو قليل الحديث المنسد يكون له عشرة أحاديث. (8/404)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 405 وثقة غير واحد. وهو ابن عم عكرمة بن خالد المخزومي المكي. قال ابن سعد: يقولون إن أبا جعفر قطع لسانه ثم قتله لسانه ثم قتله، يعني لما افتتح واسط. وروى محمد بن حميد الرازي عن جرير قال: كان خالد بن سلمة رأساً في المرجئة وكان يبغض علياً. قلت: وكان ممن قام وقعد في قتال بني العباس لما ظهروا، وقد ذكره ابن المديني يوماً فقال: قتل مظلموماً. وقال يزيد بن هارون: دخلت المسودة واسطاً فنادى مناديهم الناس آمنون أمنون إلا العوام بن حوشب وعمرو بن ذر وخالد بن سلمة فأما خالد فقتل وأما العوام فهرب وكان يحرض على قتالهم وكان عمرو بن ذر يقص بهم ويحرض بواسط. وقال خليفة: حدثني محمد بن معاوية عن بيهس بن حبيب قال: في سابع عشر ذي القعدة بعث أبو جعفر خازم بن خزيمة وطلب خالد بن سلمة فلم يقدر عليه فنادى مناديهم: خالد بن سلمة آمن فخرج فقتلوه غدراً. 4 (خالد بن كثير الهمذاني الكوفي ق.) عن عطاء بن أبي رباح وأبي إسحاق ويونس بن عبيد وغيرهم. وعنه يزيد بن أبي حبيب مع تقدمه ومحمد بن إسحاق وزافر بن سليمان وإبراهيم بن طهمان. وهو صدوق له حديث في الأشربة من سنن ابن ماجة. (8/405)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 406 4 (خالد بن يزيد أبو عبد الرحيم الإسكندراني المصري ع الفقيه.) عن عطاء وسعيد بن أبي هلال والزهري وأبي الزبير وغيرهم.) وعنه الليث بن سعد رفيقه وبكر بن مضر والمفضل بن فضالة وآخرون. وثقة النسائي. وقال يحيى بن أيوب: كان أفقه جندنا. وقال غيره: مات في سنة تسع وثلاثين ومائة كهلاً رحمه الله. 4 (خالد بن زيد الشامي.) عن العرباض بن سارية وشرحبيل بن السمط مرسلاً وعن قزعة بن يحيى وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام. وعنه سفيان بن حسين ومعتمر بن سليمان التميمي. قال أبو حاتم الرازي: ما به بأس. 4 (خصيف بن عبد الرحمن الجزري الحراني الفقيه أبو عون الخضرمي بخاء معجمة) مكسورة. من موالي بني أمية. رأى أنساً وسمع سعيد بن جبير ومجاهداً وعكرمة وطبقتهم. (8/406)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 407 وعنه السفيانان وشريك وعتاب بن بشير وابن فضيل ومروان بن شجاع ومعمر بن أبي سليمان ومحمد بن سلمة ولآخرون. قا النسائي: صالح. وقال ابن معين: ثقة. وقال أحمد بن حنبل: ليس بحجة. وقال أبو حاتم: سيء الحفظ. وروى عتبا عن خصيف قال لي مجاهد: أبا عون أنا أحبك في الله. قال أبو زرعة: خصيف ثقة. وقال ابن هراش وغيره: لا بأس به. وقال أبو فروة الرهاوي: كان خصيف على بيت المال. وقال محمد بن حميد: سمعت جريراً يقول: كان خصيف متمكناً في الأرجاء. قال محمد بن المثني: مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة.) وقال النفيلي: مات بالعراق سنة ست وثلاثين. وقال عتاب بن بشير والبخاري: سنة سبع. وقال أبو عبي وخليفة: سنة ثمان وثلاثين ومائة. قال ابن أبي نجيح: كان امرءاً صالحاً من صالحي الناس. (8/407)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 408 4 (خلاد بن عبد الرحمن بن جندة الصنعاني.) عن سعيد بن المسيب وسعيد بن جبير وشقيق بن ثور. وعنه معمر والقاسم بن فياض. وثقة أبو زرعة الرازي وأثنى معمر على حفظه. 4 (خير بن نعيم الحضرمي م ن قاضي مصر ثم قاضي برقة.) عن عطاء بن أبي رباح وأبي الزبير وعبد الله بن هبيرة السبأي. وعنه عمرو بن الحارث والليث وضمام بن إسماعيل وابن لهيعة. قال يزيد بن أبي حبيب: ما أدركت في قضاة مصر أفقه منه. قلت: يزيد أكبر منه وأعلم. قيل: توفي ينة سبع وثلاثين مائة. (8/408)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 409 4 (حرف الدال)

4 (داود بن الحصين أبو سليمان ع الأموي مولاهم المدني.) روى عن أبيه والأعرج وعكرمة وأبي سفيان مولى ابن أبي أحمد وغيرهم. وعنه مالك وابن إسحاق وجماعة. وهو صدوق له غرائب تنكر عليه. وثقة ابن معين وغيره مطلقاً. وقال ابن المديني: ما روى عن عكرمة فمنكر. وقال أبو حاتم الرازي: لولا أن مالكاً روى عنه لترك حديثه. وقال سفيان بن عيينة: كن نتقي حديثه. وقال أبو زرعة الرازي: لين الحديث. وقال غيره: كان قدرياً. أخبرنا سليمان بن قدامة أنا محمد بن عبد الواحد أنا عبد الله بن أحمد ومبارك (8/409)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 410 ابن المعطوش) أن هبة الله بن محمد أخبرهم أنا الحسن أنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا سعد بن إبراهيم ثنا أبي عن ابن إسحاق حدثني داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس قال: طلق ركانة بن عبد يزيد امرأته ثلاثاً في مجلس واحد فحزن عليها حزناً شديداً فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف طلقتها قال: طلقتها ثلاثاً قال فقال: في مجلس واحد قال: نعم، قال: فإنما تلك واحدة فراجعها إن شئت. قال: فراجعها. فكان ابن عباس يرى إنما الطلاق عند كل طهر، وهذا من غرائب الأفراد. قال مصعب الزبيري: كان داود فصيحاً علاماً ويتهم براي الخوارج وعنده مات عكرمة مولى ابن عباس. 4 (داود بن سليك السعدي.) عن أبي سهل عن ابن عمر وعن أبي غالب عن أبي أمامة. وعنه بكر بن خنيس ومحلم بن عيسى وجرير بن عبد الحميد. وكان إمام مسجد مغيرة بن مقسم بالكوفة. 4 (داود بن صالح بن دينار التمار الأنصاري مولاهم المدني.) (8/410)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 411 عن أمه عائشة وعن أبي أمامة بن سهل وأبي سلمة بن عبد الرحمن والقاسم ابن محمد. وعنه هشام بن عروة وهو من أقرانه وابن جريح وعبد العزيز الدراوردي وآخرون. قا أحمد: لا أعلم به بأساً. 4 (داود بن عامر بن سعد بن أبي وقاص م د ت الزهري المدني.) عن أبيه. وعنه يزيد بن أبي حبيب ويزيد بن عبد الله بن قسيط ومحمد بن إسحاق. وهو مقل، أظنه مات شاباً، وهو ثقة. 4 (داود بن علي بن عبد الله بن عباس ت الأمير أبو سليمان الهاشمي العباسي عم المنصور) والسفاح. ولي إمرة الحجاز وغيرها للسفاح. وحدث عن أبيه عن جده. وحدث عن أبيه عن جده. وعنه الثوري والأوزاعي وشريك وسعيد بن عبد العزيز وقيس بن الربيع غيرهم.) قال عثمان بن سعيد: سألت ابن معين عنه فقال: شيخ هاشمي، قلت: (8/411)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 412 كيف حديثه؟ قال: أرجو أنه ليس بكذب إنما يحدث يحدث واحد. قلت: يعني حديث آدم بن أبي إياس وعاصم بن علي عن قيس عن ابن أبي ليلى عن داود بن علي عن أبيه عن ابن عباس، الحديث الطويل في الدعاء. تفرد به ابن أبي ليلى عنه وليس بذاك، وقيس وهو ضعيف لكنهما لا يحتملان تفرد به ابن أبي ليلى عنه وليس بذاك، وقيس وهو ضعيف لكنهما لا يحتملان هذا المتن المنكر فالله أعلم. وفي الخلفاء وآبائهم وأهلهم قوم أعرض أهل الجرح والتعديل عن كشف حالهم خوفاً من لسيف والضرب، وما زال عذا في كل دولة قائمة يصف المؤرخ محاسنها ويفضي عن مساوئها، هذا إذا كان المحدث ذا دين وخير فإن كان مداحاً مداهناً لم يلتفت إلى الورع بل ربما أخرج مساويء الكبير وهناته في هيئة المدح والمحارم والعظمة فلا قوة إلا بالله. وكان داود هذا من جبابرة الأمراء له هيبة ورواء وعنده أدب وفصاحة، وقيل كان قدرياً. قال أبو قلابة الرقاشي: عن جارود بن أبي الجارود والسلمي حدثني محمد ابن أبي رزين الخزاعي سمعت داود بن علي حين بويع ابن أخيه السفاح فأسند داود ظهره إلى الكعبة فقال: شكراً شكراً إنا والله ما خرجنا لنحتفر نهراً ولا لنبني قصراً أظن عدو الله أن لن نقدر عليه أمهل له في طغيانه وأرخى له في زمامه حتى عثر في فضل خطامة والآن أخذ القوس باريها وعاد الملك إلى نصابه في أهل بيت نبيكم أهل الرأفة والرحمة والله إن كنا لنسهر لكم ونحن على فرشنا أمن الأسود والأبيض ذمة الله ورسوله وذمة العباس، وهاورب هذه البنية لا نهيج أحداً. ثم نزل. قال خليفة: أقام داود الحج سنة اثنتين وثلاثين ومائة ثم مات سنة ثلاث في ربيع الأول. (8/412)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 413 وقال ابن سعد: لما ظهر السافح صعد ليخطب فحصر ولم يتكلم فوثب عمه داود بين يدي لمنبر فخطب وذكر أمرهم وخروجهم ومنى الناس ووعدهم العدل فتفرقوا عن خطبته. ويقال: مولده سنة إحدى سنة إحدى وثمانين. 4 (داود بن عمرو الأودي الشامي د عامل مدينة واسط.) عن عبد الله بن أبي زكريا وأبي سلام الأسود ومكحول وبشر بن عبيد الله. وعنه هشيم ومحمد بن يزيد وخالد بن عبد الله الواسطيون وغيرهم.) وثقة ابن معين. وقال أبو زرعة: لا بأس به. 4 (داود بن أبي هند م خ ت أبو محمد بن دينار بن عذافر البصري.) من الموالي، أصله من راسان وكان من الأئمة والأعلام، ويقال اسم أبيه طهمان، ويقال: ولاؤه لبني قشير، ويقال كنيته أبو بكر. روى عن سعيد بن المسيب م وأبي العالية م ق وأبي منيب الجرشي والشعبي م وأبي عثمان النهدي م ن ومكحول ومحمد بن سيرين م وجماعة، ورأى أنس بن مالك. وعنه شعبة وسفيان وحماد بنسلمة وهشيم وابن علية ويحيى القطان ويزيد بن هارون وبشر بن المفضل وخلق، سمع منه يزيد بن هارون تسعة (8/413)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 414 وتسعين حديثاً. وعن سعيد بن عامر الضبعي قال: قال داود بن أبي هند: أتيت الشام فلقيني غيلان فقال: إني أريد أن أسألك عن مسائل، قال: سلني عن خمسين مسألة وأسألك عن مسألتين، قال: سل يا داود، قلت: أخبرني عن أفضل ما أعطي ابن آدم، قال: العقل، قلت: فأخبرني عن العقل ما هو شيء مباح للناس من شاء أخذه ومن شاء تركه أو هو مقسوم قال فمضى ولم يجبني. ذكر كنيته النسائي. وقال النسائي وابن معين وغيرهما: ثقة. وقال حماد بن زيد: ما رأيت أحداً فقه من داود. وعن ابن عيينة قال: عجباً لأهل البصرة يسألون عثمان البتي وعندهم داود بن أبي هند. وقال وهيب: دار الأمر بالبصرة على أربعة: أيوب ويونس ابن عون وسليمان التميمي، فقال قائل: فأين داود بن أبي هند. وقال ابن عيينة عن ابن جريح قال: ما رأيت مثل داود بن أبي هند إن كان ليقرع العلم قرعاً. وقال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عن داود بن أبي هند فقال: مثل داود يسأل عنه ثقة ثقة. وقال أحمد العجلي: كان صالحاً ثقة خياطاً. وقال يزيد بن زريع: كان داود مفتي أهل البصرة. وقال محمد بن أبي عدي: أقبل علينا داود بن أبي هند فقال: يا فتيان أخبركم لعل بعضكم أن ينتفع به: كنت وأنا غلام اختلف إلى السوق فإذا (8/414)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 415 انقلبت إلى البيت جعلت على نفسي أن أذكر الله إلى مكان كذا وكذا فإذا بلغت ذلك المكان جعلت على نفسي أن أذكر الله إلة مكان كذا وكذا) حتى آتي المنزل. وقال الفلاس: سمعت ابن أبي عدي يقول: صام داود بن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله كان خزاراً يحمل معه غذاءه فيتصدق به في الطريق ويرجع عشاء فيفطر معهم. وقال علي بن المديني: ثنا سفيان سمعت داود بن أبي هند يقول: أصابني الطاعة فأغمي علي فكأن اثنين اتياني فغمز أحدهما عكوة لساني وغمز الآخر أخمص قدمي فقال: أي شيء تجد قال: أجد تسبيحاً وتكبيراً وشيئاً من خطو إلى المسجد وشيئاً من قراءة القرآن، قال: ولم أكن أخذت القرآن حينئذ قال: فكنت أذهب في الحاجة فأقول: لو ذكرت الله حتى آت حاجتي قال: فعوفيت فأقبلت على القرآن فتعلمته. وعن داود قال: اثنتان لو لم يكونا لم ينتفع أهل الدنيا بدنياهم: الموت والأرض تنشف الندى. وقال حماد بن سلمة: دخلت على داود بن أبي هند فرأيت ثياب بيته معصفرة. قال داود: ولدت بمرو. وقال يزيد بن هارون والقطان وطائفة: مات سنة وتسع وثلاثين ومائة. قال خليفة: مات مصدر الناس من الحج. وقال ابن المديني وغيره: مات سنة أربعين ومائة. (8/415)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 416 4 (حرف الراء)

4 (رباح بن عبد الحرمن بن أبي سفيان بن حويطب بن عبد العزى أبو بكر القرشي العامري) قاضي المدينة. روى عن جدته ابنة سعيد بن زيد وأبي هريرة. وعنه أبو ثفال المري وصدقة رجل لم ينسب. قال سعيد ب عفير: قتل مع بني أمية يوم نهر أبي فطرس. 4 (الربيع بن أنس البكري الحنفي البصري.) نزل مرو هارباً من الحجاج ثم تحول فسكن ببعض القرى فلما ظهرت دعوة بني العباس تغيب فوقع به عبد الله بن المبارك فسمع مه، وقيل إنه حبس بمرو مدة. وعن ابن المبارك قال: أعطيت لمن أدخلني على الربعي بن انس ستين درهماً. (8/416)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 417 سمع أنس بن مالك با العالية.) وله حديث عن أم سلمة ولم يدركها أخرجه أبو داود. روى عنه سليمان التميم والأعمش وهما من أقرانه وسفيان الثوري وأبو جعفر الرازي وابن المبارك. قال أبو حاتم: صدوق. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال ابن سعد: لقي ابن عمر وجابراً. وروى أبو جعفر الرازي عن الربيع قال: اختلفت إلى الحسن عشر سنين. بقي الربيع إلى سنة وثلاثين ومائة وروى كثيراً من التفسير والمقاطيع. 4 (الربيع بن أبي راشد، الكوفي العباد أخو جامع.) كان قانتا خاشعاً ذاكراً للآخرة. فعن عمر بن ذر قال: كان كأنه مخمور من غير شراب. قلت: ما روى هذا شيئاً. 4 (ربيعة الرائي ع هو أبو عثمان ربيعة بن أبي عبد الرحمن فروخ التيمي الفقيه العلم مولى) آل المنكدر مفتي أهل المدينة وشيخهم. (8/417)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 418 روى عن أنس والسائب بن يزيد وحنظلة بن قيس الزرقي وسعيد بن المسيب والقاسم بن محمد وطائفة. وعنه الأوزاعي وسفيان الثوري ومالك وسليمان بن بلال وإسماعيل بن جعفر وفليح بن سليمان وعبد العزيز الدراوردي وابن عيينة وأبو بكر بن عياش وشعبة وعمرو بن الحارث وأبو ضمرة وآخرون. قال مصعب بن عبد الله: كان ربيعة صاحب الفتيا بالمدينة وكان يجلس إليه وجوه الناس ويحضر مجلسه أربعة معتماً وعليه تفقه مالك. وقال ابن سعد: كان ربيعة ثقة وكانوا يتقونه للرأي. وقال أبو بكر: كان ربيعة حافظاً للفقه والحديث أقدمه السفاح الأنبار ليوليه القضاء. قال أحمد بن مروان الدينوري صاحب المجالسة وقد تكلم فيه: ثنا يحيى ابن أبي طالب ثنا عبد الوهاب بن عطاء قال: حدثني مشيخة أهل المدينة أن فروخاً والد ربيعة خرج في البعوث إلى خراسان أيام بني أمية غازياً وربيعة حمل فخلف عند الزوجة ثلاثين ألف دينار ثم قدم المدينة) بعد سبع وعشرين سنة فنزل عن فرسه ثم دفع الباب برمحه فخرج ربيعة فقال: يا عدو الله اتهجم على منزلي وقال فروخ: يا عدو الله أنت رجل دخلت على حرمتي، فتواثبا واجتمع الجيران وجعل ربيعة يقول: لا والله لا فارقتك إلى السلطان، وجعل فروخ يقول كذلك وكثر الضجيج فلما بصروا بمالك سكت الناس كلهم فقال مالك: أيها الشيخ لك سعة في غير هذه الدار، فقال: هي داري وأنا فروخ مولى بني فلان، فسمعت امرأته كلامه فخرجت وقالت هذا زوجي وقالت به: هذا ابنك الذي خلفته وأنا حامل، فاعتنقا جميعاً وبكيا ودخل فروخ المنزل وقال: هذا ابني قالت: نعم، قال: فأخرجي المال وهذه أربعة (8/418)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 419 آلاف دينار معي، قالت: إني قد دفنته وسأخرجه. وخرج ربيعة إلى المسجد فجلس في حلقته وأتاه مالك والحسن بن زيد وابن أبي علي اللهبي والأشراف فأحدقوا به فقالت امرأة فروخ: أخرج إلى المسجد فصل فيه، فنظر إلى حلقة وافرة فأتى فوقف ففرجوا له قليلاً ونكس ربيعة يوهم أنه لم يره، وعليه طويلة فشك فيه أبو عبد الرحمن فقال: من هذا قالوا: هذا ربيعة. فرجع وقال لوالدته: لقد رأيت ولدك في حالة ما رأيت أحداً منأهل العلم والفقه عليها، قالت: فأيما أحب إليك ثلاثون ألف دينار أو هذا الذي هو فيه من الجاه قال: لا والله إلا هذا، قالت: فإنس قد أنفقت المال كله عليه، قال: فو الله ما ضيعتيه. قلت: حكاية معجبة لكنها مكذوبة لوجوه: منها أن ربيعة لم يكن له حلقة وهو ابن سبع وعشرين سنة بل كان ذلك الوقت شيوخ المدينة مثل القاسم وسالم وسليمان بن يسار وغيرهم من الفقهاء السبعة. الثاني: أنه لما كان ابن سبع وعشرين سنة كان مالك فطيماً أو لم يوبد بعد. والثالث: أن الطويلة لم تكن خرجت للناس وإنما أخرجها المنصور فما أظن ربيعة لبسها وإن كان قد لبسها فيكون في آخر عمره وهو ابن سبعين سنة لا شاباً. الرابع: كان يكفيه في السبع والعشرين سنة ألف دينار أو أكثر، ث قد قال ابن وهب: حدثني عبد الرحمن بن زيد قال: مكث ربيعة دهراً طويلاً يصلي الليل والنهار ثم نزع عن ذلك إلى أ، جالس العلماء فجالس القاسم فنطق بلب وعقل فكان القاسم إذا سئل عن شيء قال: سلوا هذا لربيعة وصار ربيعة إلى فقه وفضل وعفاف وما كان بالمدينة رجل أسخى منه. (8/419)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 420 وقال ابن وهب: حدثني الليث عن عبيد الله بن عمر قال: كان يحيى ابن سعيد يحدثنا فإذا طلع) ربيعة قطع يحيى حديثه إجلالاً له وإعظاماً. وقال ابن بكير: حدثني الليث قال لي يحيى بن سعيد: ما رأيت أفظن من ربيعة، وقال لي عبيد بن عمر: ربيعة صابح معضلاتنا وعلمنا وأفضلنا. وقال سوار بن عبد الله قاضي البصرة: ما رأيت قط مثل ربيعة قلت: ولا الحسن ولا ابن سيرين. وقال ابن القاسم عن مالك قال: قدم الزهري المدينة فأخذ بيد ربيعة ودخلاً المنزل فما خرجا إلى العصر، وخرج ابن شهاب وهو يقول: ما ظننت أن بالمدينة مثل ربيعة وخرج ربيعة وهو يقول نحو ذلك. وقال يحيى بن معين: ثنا عبد الله بن صالح قال: الليث في رسالته إلى مالك: ثم اختلف الذين كانوا بعدهم وحضرناهم بالمدينة وغيرها ورأسهم في الفتيا يومئذ ابن شهاب وربيعة فكان من خلاف ربيعة تجاوز اله عنه لبعض ما مضى وحضرت وسمعت قولك فيه وقول ذي السن من أهل المدينة يحيى إن فراق مجلسه وذاكرتك أنت وعبد العزيز بن عبد الله بعض ما تعيب على ربيعة وكنتما موافقين فيما أنكرت تكرهان منه ما أكره ومع ذلك بحمد الله عند ربيعة أثر كثير وعقل أصيل لسان بليغ وفضل مستبين وطريقة حسنة في الإسلام ومودة صادقة لإخوانه فرحمه الله وغفر له وجزاه بأحسن عمله. قال أحمد بن صالح ثنا عنبسة عن يونس قال: شهدت أبا حنيفة في مجلس ربيعة فكان مجهود أبي حنيفة أن يفهم ما يقول ربيعة. وروى مطرف بن عبد الله عن ابن أخي يزيد بن هرمز أن رجلاً سأله عن بول الحمال فقال ابن هرمز: نجس قال: فإن ربيعة لا يرى به بأساً، (8/420)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 421 قال: لا عليك أن لا تذكر مساويء ربيعة فلربما تكلمنا في المسألة نخالفه فيها ثم نرجع إلى قوله بعد سنة. قال عبد العزيز الأويسي: قال مالك: لا ينبغي أن نترك العمائم ولقد اعتممت وما في وجهي شعرة ولقد رأيت في مجلس ربيعة بضعة وثلاثين معتماً. قلت: وربيعة مجمع على توثيقه، نص على ذلك أحمد بن حنبل وغيره. ابن وهب حدثي عبد العزيز بن الماجشون قال: لما جئت إلى العراق جاءني أهلها فقالوا: حدثنا عن ربيعة الرائي فقال: يا أهل العراق تقولون هذا ولا والله ما رأيت أحوط لسنة منه.) وقال مالك: كان ربيعة أعجل شيء فتيا وأعجل جواباً وكان يقول: مثل الذي يعجل بالفتيا قبل أن يتثبت كمثل الذي يأخذ شيئاً من الأرض لا يدري ما هو. وقال محمد بن كثير المصيصي عن ابن عيينة قال: بكى ربيعة يوماً فقيل له: ما يبكيك قال: رياء حاضر وشهوة خفية والناس عند علمائهم كصبيان في جحور أمهاتهم إن أمروهم ائتمروا وإن نهوا انتهوا. وقال ضمرة عن رجاء بن جميل قال: قال ربيعة: إني رأين الرأي أهون على من تبعه من الحديث قال الأويسي: قال مالك: كان ربيعة يقول للزهري: إن حالي ليست تشبه حالك قال: وكيف قال: أنا أقول برأي من شاء أخذه ومن شاء ترك وأنت تحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم فيحفظ. قال ابن أبي حيثمة: ثنا الزبير بن بكار أخبرني مطرف عن مالك قال: قال لي ربيعة: يا مالك إني خراج إلى العراق ولست محدثهم حديثاً ولا مفتيهم عن مسألة، قال مالك: فوفى ما حدثهم ولا افتاهم. وقال أنس بن عياض عن ربيعة أنه وقف على قوم نفاة للقدر فقال ما معناه: (8/421)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 422 إن كنتم صادقين فلما في أديكم صادقين فلما في أيديكم أعظم مما في يدي ربكم إن كان الخير والشر بأيديكم. قال وقف غيلان على ربيعة وقال: أنت الذي تزعم أن الله يحب أن يعصى فقال: ويلك يا غيلان أنت تزعم أن الله يعصي قسراً. وقال احمد العجلي: حدثني أبي قال: قيل لربيعة الرحمن على العرش استوى كيف استوى فقال: الاستواء منه غير معقول وعلينا وعليك التسليم. هذه رواية منقطعة والظاهر سقوط شيء وإنما المحفوظ عنه بإسنادين انه أجاب فقال: الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول ومن الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التصديق، ومثله نشهور عن مالك وغيره. وصح عن ربيعة قال: العلم وسيلة إلى كل فضيلة. وقال مالك: قدم ربيعة على أمير المؤمنين فأمر له بجائزة فأبى أن يقبلها فأعطاه خمسة آلاف درهم يشتري بها جراية فأبى أن يبقلها. وعن ابن وهب أن ربيعة أنفق على إخوانه أربعين ألف دينار ثم جعل يسأل إخوانه في إخوانه.) وقال عبد المهيمن بن عباس بن سهل: قال ربيعة: المروءة ست خصال: ثلاثة في الحضر: تلاوة القرآن وعمارة المساجد وإتخاذ الإخوان في الله، وثلاثة في السفر: بذل الزاد وحسن الخلق والمزاج في غير معصية. وقال ابن عيينة: لم يزل أمر الناس متدلاً مستقيماً حتى ظهر البتي بالبصرة وربيعة بالمدينة وآخر بالكوفة فوجدناهم من أبناء سبايا الأمم فذكر، هشام (8/422)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 423 ابن عروة بإسناد لهم يضبطه الحميدي عن سفيان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لم يزل أمر بني إسرائيل معتدلاً مستقيماً حتى نشأ فيهم أبناء سبايا الأمم. قال النسائي: ثنا أحمد بن يحيى بن وزير ثنا الشافعي ثنا سفيان قال: كنا إذا رأينا رجلاً من طلبه الحديث يغشى أحد ثلاثة ضحكنا منه لأنهم كانوا لا يتقنون الحديث ولا يحفظونه: ربيعة الرائي ومحمد بن أبي بكر بن حزم وجعفر بن محمد. وقال الحزماني: نا مطرف عن ابن أخي يزيد بن عبد الله بن هرمز: قال رأيت ربيعة جلد وحلق رأسه ولحيته فنبتت لحيته شق أطول من الآخر فقيل له: يا أبا عثمان لوسويته، قال: لا حتى ألقى الله معهم بين يديه. قال إبراهيم الحزامي: فكان سبب جلده سعاية أبي الزناد سعى به فولى بعد فلان التيمي فأرسل إلى أبي الزناد فأدخله بيتاً وطين عليه ليقتله جوعاً فبلغ ذلك ربيعة فجاء إلى الوالي وأنكر عليه واستطلقه وقال: سأحاكمه إلى الله. قال مطرف: سمعت مالكاً يقول: ذهبت حلاوة الفقه منذ مات ربيعة. وقال مالك: كان ربيعة يتحدث كثيراً ويقول: الساكت بين النائم والأخرس، فوقف عليه أعرابي يوماً وطول فقال: يا أعرابي ما البلاغة عندكم قال: الإيجاز وإصابة المعنى، قال: فما العي قال: ما أنت فيه، فخجل ربيعة. قال ابن معين: مات ربيعة بالأنبار في مدينة السفاح وكان جاء به للقضاء. قال خليفة وجماعة: مات سنة وست وثلاثين ومائة رحمه الله. (8/423)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 424 4 (رقبة بن مصقلة خ م د ت ن أبو عبد الله العبدي الكوفي.) عن أنس بن مالك وعن عطاء وطلحة بن مصرف ونافع مولى ابن عمر وعون بن أبي جيفة وغيرهم.) وعنه رفيقه سليمان التيمي وجرير بن عبد الحميد وأبو عوانة وابن فضيل وآخرون. وثقة أحمد بن حنبل فقال: ثقة مأمون. وقال أحمد العجلي: كان ثقة مفوهاً يعد من رجالات العرب. 4 (ركين بن الربيع بن عميلة الفزاري م أبو الربيع الكوفي.) عن أبيهن وعن ابن عمر إن صح وأبي الطفيل ونعيم بن حنظلة وجماعة. وعنه زائدة وشعبة وجرير بن عبد الحميد ومعتمر بن سليمان وعبيدة ابن حميد. وثقة النسائي. (8/424)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 425 4 (حرف الزين)

4 (زبان بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي. أخو أمير المؤمنين عمر، كان أحد) فرسان مصر المذكورين. روى عن أخيه وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام. وعنه الأوزاعي ولليث والراوردي وغيرهم. وكان أحد من فر من المسودة تقنطر به فرسه ليلة قتلوا مروان ببوصير فسقط فذبحوه وذلك آخر ليلة من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائة. 4 (الزبير بن عدي الهمذاني اليامي ع أبو عدي الكوفي.) عن انس بن مالك وأبي وائل والحارث الأعور ومصعب بن سعد وإبراهيم النخعي. وعنه مسعر ومالك بن مغول وسفيان الثوري وبشر بن الحسين وغيرهم. وثقة أحمد وغيره وكان فاضلاً صاحب سنة ولي قضاء الري. (8/425)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 426 قال أحمد العجلي: ثقة ثبتت من أصحاب إبراهيم وكان مع قتيبة بن مسلم وكان يقول له إبراهيم: إتق الله لا تقتل مع قتيبة. قيل: توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة. 4 (زرعة بن إبراهيم الدمشقي.) عن خالد بن اللجلاج وعمر بن عبد العزيز وعطاء بن أبي رباح. وعنه عمارة بن غزية ومحمد بن إسحاق وعمرو بن واقد ومحمد بن شعيب بن شابور وغيرهم.) قال يحيى بن معين: صالح الحديث. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. قتل زرعة يوم دخول المسودة دمشق في رمضان سنة اثنتين وثلاثين ومائة. 4 (زنكل بن علي العقيلي الرقي.) عن أم الدرداء وعمر بن عبد العزيز وابن المنكدر. وعنه جعفر بن برقان وأبو المليح الرقيان. لم يضعف. 4 (زهرة بن معبد بن عبد الله القرشي التيمي أبو عقيل المدني نزيل الإسكندرية.) (8/426)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 427 روى عن جده عبد الله بن هشام وابن عمر وابن الزبير وسعيد بن المسيب وغيرهم. وعنه حيوة بن شريح والليث وسعيد بن أيوب وابن لهيعة. وآخر من روى عنه رشدين بن سعد. وكان عبداً صالحاً. قال الدارمي: زعموا أنه كان من الأبدال. وقال أبو حاتم: لا بأس به. توفي سنة خمس وثلاثين وقيل: سنة سبع وثلاثين ومائة وقيل: وغير ذلك. وثقة النسائي وقال: لجده صحبة. وقال ابن وهب: أنبأ حيوة بن شريح أخبرني زهرة أن عمر بن عبد العزيز قال له: أين تسكن قال: قلت: بالفسطاط، قال: أف تسكن الخبيثة المنتنة وتذر الطيبة الإسكندرية فإنك تجمع بها دنيا وأخرة طيبة الموطأ وددت أن قبري يكون بها، وروى نحواً منه ضمام بن إسماعيل عن زهرة. 4 (زياد بن بيان الرقي د ق.) عن ميمون بن مهران وسالم بن عبد الله وعلي بن نفيل. وعنه أبو المليح الرقي وابن علية. (8/427)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 428 قال النسائي: لا بأس به. 4 (زياد بم مخراق المزني البصري د.) ) عن أبي نعامة قيس بن عبابة وعكرمة ومعاوية بن قرة. وعنه شعبة ومالك وابن عيينة وابن علية. وثقة ابن معين. يقال: توفي سنة ثلاثين ومائة. 4 (زيد بن أسلم ع أبو عبد الله العدوي المدني مولى عمر رضي الله عنه.) عن ابن عمر وجابر وسلمة بن الأكوع وأنس بن مالك وأبيه وعلي بن الحسين وعطاء بن يسار وبسر بن سعيد وطائفة. وعنه بنوه: أسامة وعبد الرحمن وعبد الله، وابن عجلان ومالك ويعمر وهمام وابن جريح وأبو غسان محمد بن مطرف والسفيانان وحفص بن ميسرة وهشام بن سعد والدراوردي ويحيى بن محمد بن قيس وخلق. (8/428)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 429 وكانت له حلقة للعلم بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وروايته عن أبي هريرة في جامع الترمذي وروايته عن عائشة في سنن أبي داود وأحسب ذلك غير متصل، وكان أحد من أقدمه الوليد بن يزيد يستفتيهم في الطلاق قبل النكاح هل يعتبر. قال مالك: قال محمد بن عجلان: ما هبت أحداً هيبتي زيد بن أسلم. قال عباس الدوري: قال لنا يحيى بن معين لميسمع من أبي هريرة ولا من جابر. ابن وهب عن عبد الرحمن بن زيد قال: جدي أسلم لما ولدلي زيد قال لي ابن عمر: ما سميت ابنك قلت: زيد، قال: بأي الزيدين زيد بن حارثة أم زيد بن ثابت قلت: زيد بن حارثة وكنيته بكنيته، قال: أصبت وكنيته أبو أسامة. وقال ابن خراش: زيد بن أسلم ثقة لم يسمع من سعد شيئاً. وقال جماعة عن العطاف بن خالد قال: حدث زيد بن أسلم بحديث فقال له رجل: يا أبا أسامة عمن هذا قال: يا بن أخي ما كنا نجالس السفهاء ولا نحمل عنهم. قال يعقوب بن شيبة: وزيد ثقة من أهل الفثه عالم بتفسير العراق له فيه كتاب. وقال ابن وهب: سمعت مالكاً وسئل أكنتم تتقايسون في مجلس ربيعة بعضكم على بعض قال: لا والله قال مالك: فأما مجلس زيد بن أسلم فلم يكن فيه شيء من هذا إلا أن يكون هو يبتديء شيئاً يذكره.) ابن وهب حدثني ابن زيد قال: كان أبي له جلساء فربما أرسلني إلى الرجل منهم فيقبل رأسي ويمسحه ويقول: والله لأبوك أحب إلي من ولدي والله لو خيرني (8/429)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 430 الله أن يذهب به أو بهم لاخترت أن يذهب بهم ويبقى لي زيد. وقال لي أبو حاتم: لقد رأيتنا في مجلس أبيك أربعين حبراً فقيهاً أدنى خصلة منا التواسي بما في أيدينا ما رؤي فينا متماريين ولا متنازعين في حديث لا ينفع، وكان أبو حازم يقول: لا يريني الله يوم زيد وقدمني بين يدي زيد قال فأتاه نعي زيد فعقر فما قام ولا شهده. ابن وهب قال: قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال يعقوب بن الأشج: اللهم إنك تعلم ليس من الخلق أحد آمن علي من زيد بن أسلم اللهم فزد في من أعمار الناس وابدأ بي. فربما قال له زيد بن أسلم: أرأيت طلبت حياتي لي أو لنفسك قال: لنفسي قال: فأي شيء تمن علي في شيء طلبته لنفسك. يعقوب بن محمد الزهري: ثنا الزبير بن حبيب عن زيد بن أسلم قال: والله ما قالت القدرية كما قال الله ولا كما قالت الملائكة ولا كما قال النبيون ولا أهل الجنة ولا النار ولا كما قال أخوهم إبليس، قال الله وما تشاؤون إلا أن يشاء الله وقالت الملائكة: لا علم لنا إلا ما علمتنا وقال شعيب: وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا وقال أهل الجنة: وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله وقال أهل النار: ربنا غلبت علينا شقوتنا وقال أخوهم إبليس: فبما أغويتني. وروى حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم قال: استغن بالله عمن سواه (8/430)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 431 ولا يكونن أحد أغنى منك بالله ولا يكن أحد أفقر إليه منك ولا تشغلنك نعم الله على العباد عن نعمته عليك ولا تشغلنك ذنوب العباد عن ذنوبك ولا تقنط العباد من رحمة الله وترجوها لنفسك. ابن وهب عن عبد الرحمن قال: كان ابن زيد يقول: يا بني لا تعجبك نفسك وأنت لا تشاء أن ترى من عباد الله من هو خير منك إلا رأيته. وقال ابن الطباع: ثنا حماد بن زيد قال: قدمت المدينة وهم يتكلمون في زيد بن أسلم فقلت. لعبيد الله: ما تقول في مولاكم قال: ما نعلم به بأساً إلا أنه يفسر القرآن برأيه. وقال مالك: كان زيد يحدث من تلقاء نفسه فإذا سكت لا يجتريء عليه إنسان وكان يقول: ابن آدم واتق الله يحبك الناس وإن كروهوا. وكان أبو حازم الأعرج يقول: اللهم إنك تعلم أني أنظر إلى زيد فأذكر بالنظر إليه القوة على عبادتك.) وقال البخاري: كان علي بن الحسين يجلس إلى زيد بن أسلم فكلموه في ذلك فقال: إنما يجلس الرجل إلى من ينفعه في دينه. قلت: مناقب زيد كثيرة، وتبارد ابن عدي بإيراده في كامله وقال: هو من الثقات ما امتنع أحد من الرواية عنه. قال عبد الرحمن بن زيد وغيره: مات في ذي الحجة سنة ست وثلاثين ومائة، ووهم من قال: سنة ثلاث. 4 (زيد بن الحواري العمي البصري أبو الحواري قاضي هراة، (8/431)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 432 وهو مولى زياد ابن أبيه.) عن أنس بن مالك وأبي وائل وسعيد بن جبير وأبي الصديق الناجي وجماعة. وعنه ابناه عبد الرحيم وعبد الرحمن وسفيان شعبة وهشيم وأبو إسحاق الفزاري وخلق سواهم. قال ابن عدي: لعل شعبة لميرو عن أضعف منه، ثم ساق له ابن عدي عدة أحاديث تنكر. وقال النسائي: ضعيف. وقال الدار قطي: صالح. وقال أبو إسحاق الجوزجاني: متماسك. ويقال: إنه لقب بالعمي لكونه كان كلما سئل عن شيء قال: حتى أسأل عمي. 4 (زيد بن رفيع الجزري.) عن أبي عبيدة بن عبد الله وحرام بن حكيم بن حرام. وعنه معمر والمسعودي ويحيى بن أبي الدنيا النصيبي وغيرهم. وثقة أحمد. يقال: توفي سنة ست وثلاثين. ولينه بعضهم. 4 (زيد بن أبي عتاب، مولى أم حبيبة.) (8/432)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 433 أرسل عن سعد بن أبي وقاص ومعاوية وروى عن أبي سلمة واسيد بن عبد الرحمن. وعنه موسى بن يعقوب الزمعي وزياد بن سعد وعبد الله بن المنتشر ونوح ابن أبي بلال وغيرهم. وثقة يحيى بن معين. عداده في أهل المدينة. 4 (زيد بن واقد القرشي الدمشقي خ د ن ق أبو عمرو.) ) روى عن بسر بن عبيد الله وجبير بن نفير وحرام بن حكيم وكثير بن مرة وخلق سواهم. وعنه صدقة بن خالد وصدقة بن عبد الله السمين ويحيى بن حمزة وسويد ابن عبد العزيز والحسن بن يحيى الخشن ومحمد بن عيسى بن سميع وغيرهم. روى الوليد بن مسلم عن زيد بن واقد قال: أنا رأيت الرأس الذي يقال إنه رأس يحيى بن زكريا عليه السلام طرياً كأنما قتل السعة. قال أبو حاتم: لا بأس به. وقال ابن معين وغيره: ثقة، وقد رمي بالقدر ولم يثبت عنه. وقال الحسن بن محمد بن بكار: مات سنة ثمان وثلاثين ومائة. (8/433)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 434 قال هشام بن عمارة: ثنا صدقة بن خالد ثنا زيد بن واقد حدثني رجل من أهل البصرة يقال له الحسن بن أبي الحسن قال: لقد أدركت أقواماً لو رأوا خياركم لقالوا: ما لهؤلاء عند الله من خلاق، ولو رأوا شراركم لقالوا: ما يؤمن هؤلاء بيوم الحساب. (8/434)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 435 4 (حرف السين)

4 (سالم بن أبي حفصة أبو يونس الكوفي ت.) رام ابن عباس وسمع بانا حازم الأشجعي والشعبي وعطية العوفي ومنذراً الثوري. وعنه السفيانان وعبد الواحد بن زياد ومحمد بن فضيل وغيرهم. قال الفلاس: ضعيف الحديث مفرط في التشيع. وقال ابن عيينة: قال عمرو بن عبيد لسالم بن أبي حفصة: أنت قتلت عثمان، فجزع وقال: أنا قال: نعم لأنك ترضى بقتله. وقال عبد الله بن إدريس: رأيت سالم بن أبي حفصة طويل اللحية أحنقها وهو يقول: لبيك قاتل نعتل لبيك مهلك بني أمية. يعني بقوله في الطواف. ورواها محمد بن حميد عن جرير أنه رآه يطوف ويقول ذلك فأجازه داود بن علي بألف دينار. قال النسائي: ليس بثقة. (8/435)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 436 وقال ابن عدي: عيب عليه الغلو في التشيع وأرجو أنه لا بأس به. سالم بن عبد الله المحاربي الداراني. قاضي دمشق، ولاه عبد الله ابن علي. روى عن مجاهد ومكحول وغيرهما.) وعنه الأوزاعي وخالد بن يزيد المري. وهو مقل وثقة الفسوي. 4 (سالم بن عجلان خ د ن ق أبو محمد الأموي مولاهم الجزري الحراني الأفطس.) عن سعيد بن جبير وأبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود والزهري. وعنه سفيان الثوري وشريك ومروان بن شجاع وجماعة. قال أبو حاتم: صدوق مرجيء. وقال ابن سعد: قتله عبد الله بن علي سنة اثنتين وثلاثين ومائة. وقال ابن المديني: له نحو من ستين حديثاً. 4 (سدير بن حكيم بن صهيب أبو الفضل الصيرفي الكوفي.) (8/436)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 437 عن عكرمة وأبي جعفر الباقر. وعنه السفيانان وهريم بن سفيان والحسن بن صالح وولده حنان بن سدير. قال أبو حاتم صالح الحديث. 4 (السري الكوفي ق ابن عم الشعبي.) عن الشعبي. وعنه جرير بن عبد الحميد ومحمد بن فضيل ويزيد بن هارون. قال أحمد بن حنبل: ترك النسا حديثه. 4 (سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة.) قيل توفي سنة أربعين، وسيعاد. 4 (سعيد بن جمهان أبو حفص الأسلمي البصري.) عن أبي القين وسفينة وعبد الله بن أبي أوفى وعبد الرحمن وعبيد الله ومسلم ابن أبي بكرة الثقفي. وعنه العوام بن حوشب وحماد بن سلمة وخشرج بن نباته وعبد الوارث التنوري وغيرهم. وثقه أبو داود. (8/437)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 438 وذكر حشرج عنه أنه لقي سفينة في ولاية الحجاج ببطن مخلة فبقي عنده ثمانية أيام. مات سنة ست وثلاثين ومائة.) 4 (سعيد بن سليمان بن زيد بن ثابت الأنصاري المدني.) عن أبيه وعمه خارجه. وعنه الزهري وهو أكبر منه وعقيل ومالك وغيرهم. وثقة النسائي، ومات كهلاً في سنة اثنتين وثلاثين ومائة. وروى الأصمعي عن مالك أن سعيداً كان فاضلاً عابداً أريد على قضاء المدينة وأكره فكان أول ما قضى به على الأمير عبد الواحد بن عبد الله النصري والي المدينة فأخرج من يده مالاً عظيماً للفقراء فقسمه، فعزل عبد الواحد لذلك فقال لسعيد أصحابه: قضيتك هذه خير لك من مال عظيم لو تصدقت به. 4 (سعيد بن عمرو بن جعدة بن هبيرة، المخزومي الكوفي.) عن أبيه وأبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود. وعنه يونس بن أبي إسحاق والمسعودي والقاسم بن مالك المزني وغيرهم. قال عبد الرحمن بن خراش: صدوق. 4 (سعيد بن عمرو بن سليم الزرقي المدني. ومنهم من يسميه سعداً.) سمع القاسم بن محمد. (8/438)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 439 وعنه عبيد الله بن عمرو ومالك. وثقة أبو حاتم. توفي سنة أربع وثلاثين ومائة. 4 (سعيد بن أبي هلال الليثي ع مولاهم المصري أبو العلاء. أحد أوعية العلم.) عن عمارة بن غزية ونعيم المجمر وزيد بن أسلم وعون بن عبد الله بن عتبة والقاسم بن أبي بزة وقتادة ونافع والزهري وأبي بكر بن حزم وخلق سواهم. وأرسل عن جابر بن عبد الله وغيره. وعنه خالد بن يزيد وعمر بن الحارث وهشام بن سعد والليث بن سعد، وإنما أكثر الليث عن خالد عنه. قال أبو حاتم: لا بأس به. وقال أبو سعيد بن يونس: ولد سنة سبيعن وتوفي سنة ثلاث وثلاثين ومائة وقيل سنة خمس) وثلاثين ومائة. 4 (سعيد بن يزيد بن مسلمة ع أبو مسلمة الطاحي البصري القصير.) (8/439)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 440 عن أنس بن مالك ومطرف بن الشخير وأخيه يزيد بن الشخير وعبد العزيز بن أسيد وأبي قلابة الجرمي وأبي نضره وغيرهم. وعنه شعبة وحماد بن زيد وبشر بن المفضل وابن عليه وغسان بن مضر وآخرون. وثقة النسائي. 4 (سعيد بن يزيد الأحمسي ن الكوفي.) عن الشعبي. وعنه وكيع وأبو نعيم وبكر بن بكار. في طبقة الأوزاعي. 4 (وكذا سعيد بن يزيد القتباني م د ت ن الحميري الإسكندراني أيو شجاع.) عن دراح أبي السمح وعبد الرحمن الأعرج وخالد بن أبي عمران. وعنه الليث وأبو غسان محمد بن مطرف وابن المبارك وآخرون. مات سنة أربع وخمسين، سيأتي. (8/440)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 441 4 (سلمة بن دينار ع أبو حازم الأعرج المدني التمار القاص الزاهد، أحد الأعلام وشيخ) الإسلام. سمع سهل بن سعد وسعيد بن المسيب والنعمان بن أبي عياش وأبا صالح السمان وأبا إدريس الخولاني وأبا سلمة وعطاء بن يسار وخلقا. وعنه الزهري ومعمر ومالك وابن إسحاق والحمادان وابن عيينة والثوري وأبو معشر وابنه عبد العزيز بن أبي حازم وأبو ضمرة أنس بن عياض وآخرون. قال مصعب بن عبد الله: أبو حازم فارسي الأصل وهو مولى بني ليث، وأمه روينة وكان أشقر أحول أفزر الشفة. وقال البخاري: هو مولى الأسود بن سفيان المخزومي. وقال ابن خزيمة: أبو حازم ثقة لم يكن في زمانه مثله. وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: ما رأيت أحداً الحمة أقرب إلى فيه من أبي حازم.) وقال ابن عيينة: قال أبو حازم: إني لأعظ وما أرى موضعاً ما أريد إلا نفسي، وقال قتيبة: ثنا يعقوب عن أبي حازم قال: انظر الذي تحبه أن يكون معك في الآخرة فقدمه اليوم والذي تكره أن يكون معك فاتركه اليوم. وعن أبي حازم قال: نحن لا نريد أن نموت حتى نتوب ونحن لا نتوب حتى نموت. (8/441)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 442 وعنه قال: من أعجب برأيه ضل ومن استغنى بعقله زل. وعنه قال: إخف حسناتك كما تخفي سيئاتك ولا تكن معجباً بعملك فلا تدري شقي أنت أم سعيد. وعنه قال: النظر في العواقب تلقيح تالعقول. وقال له هشام بن عبد الملك لما وعظه: ما النجاة من هذا الأمر قال: يسير لا تأخذن شيئاً إلا من حله ولا تضعه إلا في حقه. وقال يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم قال: كل عمل تكره الموت من أجله فاتركه ثم لا يضرك متى مت. وقال محمد بن مطرف: ثنا أبو حازم قال: لا يحسن عبد فيما بينه وبين الله إلا أحسن الله ما بينه وبين العباد ولا يعور فيما بينه وبين الله إلا أعور ما بينه وبين العباد، ولمصانعة وجه واحد أيسر من مصانعه الوجوه كلها، إنك إذا صانعته مالت الوجوه كلها إليك وإذا استفسدت بينك وبينه شنئتك الوجوه كلها. وعن أبي حازم قال: من عرف الدنيا لم يفرح فيها برخاء ولم يحزن على بلوى. وقال أبو حازم: إن الرجل ليعمل السيئة ما عمل حسنة قد أنفع له منها وكذا في الحسنة. (8/442)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 443 وعنه قال: إذا رأيت ربك يتابع عليك نعمة وأنت تعصيه فاحذره، وإذا أحببت أخاً في الله فأقل مخالطته في دنياه. توفي أبو حازم سنة أربعين ومائة. أرخه المدائني وابن سعد. 4 (سلمة بن تمام ن أبو عبد الله الشقري الكوفي.) عن إبراهيم النخعي والشعبي وجماعة. وعنه الثري وحماد بن زيد وعبد الوارث وابن علية وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق. وقال النسائي: ليس بالوقي.) 4 (سلمة بن علقمة سوى ت أبو بشر التميمي البصري.) عن محمد بن سيرين ونافع. وعنه يزيد بن زريع وبشر بن المفضل وابن عليه آخرون. وهو ثقة مقل. 4 (سلم بن أبي الذيال البصري م د.) (8/443)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 444 عن الحسن وحميد بن هلال وجماعة. وعنه معتمر بن سليمان وإسماعيل بن علية. وثقة أحمد بن حنبل وغيره. 4 (سليمان بن حيان، أبو حيثمة العذري الدمشقي.) عن وائلة بن الأسقع وأنس وأم الدرداء. وعنه إسماعيل بن عياش وعيسى بن يونس. وكناه مسلم ولم يضعفه أحد. 4 (سليمان بن داود الخولاني ن الدارني أبو داود.) عن أبي بردة بن أبي موسى وأبي قلابة وعمر بن عبد العزيز وعمير بن هانيء والزهري. وعنه هشام بن الغاز والوضين بن عطاء وصدقة السمين ويحيى بن حمزة. روى أبو داود في المارسيل والنسائي في سننه حديث الحكم بن موسى عن يحيى بن حمزة عنه قال: حدثني عن أبي بكر بن حزم عن أبيه عن جده حديث الصدقات الطويل. وسئل أحمد بن حنبل عن هذا الحديث فقال: أرجو أن يكون صحيحاً. وقال ابن حبان: سليمان بن داود الخولاني ثقة مأمون. (8/444)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 445 وقال أبو حاتم: لا بأس به. وقال يعقوب الفسوي: لا أعلم في جميع الكتب التي وردت كتاباً أصح منه كتاب عمرو بن حزم، كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعون يرجعون إليه. وقال أبو زرعة الدمشقي: الصواب يحيى بن حمزة عن سليمان بن أرقم. وقال دحيم: نظرت في أصل يحيى بن حمزة فإذا هو سليمان بن أرقم. روى الحديث محمد بن بكار بن بلال عن يحيى بن حمزة عن سليمان بن أرقم عن الزهري. وقال أبو داود هذا وهم) من الحكم بن موسى. وقال النسائي: سليمان بن أرقم أشبه وهو متروك الحديث. قلت: فلاح أن الخولاني لا رواية له في الكتب الستة وقدرواه أحمد في مسنده عن الحكم بن موسى. وقال أبو علي عبد الجبار في تاريخ دارياً: كان سليمان بن داود حاجباً لعمر بن عبد العزيز وكان مقدماً عنده له ذرية بدارياً إلى اليوم. وضعفه بن معين. وقال ابن حزيمة: لا يحتج به. قال أبو عبد الله بن منده الحافظ: نظرت في أصل كتاب يحيى بن حمزة فإذا هو عن سليمان بن أرقم. 4 (سليمان بن أبي زينب، أبو الربيع السبأي مولاهم المصري الزاهد.) (8/445)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 446 روى عنه حيوة بن شريح وسعيد بن أبي أيوب والليث بن سعد. قال ابن لهيعة: كان فاضلاً وكان قومه سبأ إذا نزل لهم معضلة فزعوا إليه فيها لفضله فيهم. قال ابن يونس: توفي سنة أربع وثلاثين ومائة. قلت: ولم يسم أحداً من شيوخه. 4 (سليمان بن كثير الخزاعي المروزي.) أحد نقباء بني العباس الأثني عشر، له ذكر وأثر كبير في السعي لقيام دولة العباسيين، قتله أبو مسلم صاحب الدعوة خوفاً منه. 4 (سليمان بن موسى الأشدق. مر في سنة تسع عشرة ومائة.)

4 (سليمان بن هشام بن عبد الملك بن مروان الأموي.) أخذ عن عطاء وغيره. وولي غزو الروز فلما بويع الوليد بن يزيد حبسه، ثم أخرجه يزيد الناقص وصيره من أمرائه فلما وليي مروان هربي منه ثم أمنه ثم خلع مروان وطمع في الخلافة واستفحل أمره وكاد أن يملك واجتمع إليه إليه نحو من سبعين ألفاً (8/446)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 447 فبعث مروان جيشه فهزموه وتحصن بحمص فسار إليه مروان بنفسه فهري ولحق بالضحاك الخارجي وبايعه ثم ظفرت به المسودة فقتلوه في سنة اثنتين وثلاثين ومائة.) 4 (سليمان بن يزيد بن عبد الملك. كان من جملة من خرج على أخيه الوليد.) قتلته المسودة بدمشق عند استيلائهم. 4 (سليم أبو عبد الله المكي.) مولى أم علي من كبار أصحاب مجاهد. قاله أبو حاتم وأثنى عليه وقال: روى عنه ابن جريج وعبد الملك بن أبي سليمان ومحمد بن مسلم الطائفي وإبراهيم بن نافع وداود العطار. 4 (سماك بن عطية البصري خ م د.) عن الحسن وغيره. وكان جليساً لأيوب السختياني ومات قبله بيسير. روى عنه حرب بن ميمون الأنصاري وحماد بن زيد. وثقه ابن معين. (8/447)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 448 4 (سمي مولى أبي بكرعبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي المدني أحد الأثبات.) سمع من مولاه وسعد بن امسيب وأبي صالح ذكوان. وعنه ابن عجلان وسفيان الثوري ومالك وورقاء وابن عيينة وآخرون. وثقة أحمد غيره. قتلته الحرورية يوم وقعة قديد سنة إحدى وثلاثين ومائة. 4 (سنان بن حبيب السلمي، أبو حبيب الكوفي.) عن ابن عمر وعن إبراهيم النخعي، وعنه الثوري وإسرائيل وسليمان بن قرم وجرير بن عبد الحميد وعلي بن عابس. قال أحمد: ليس به بأس. 4 (سنان بن ربيعة الباهلي د ت ق خ مقروناً أبو ربيعة البصري عن أنس وشهر بن) حوشب. (8/448)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 449 وعنه الحمادان وعب الوارث وعبد الله بن بكير. قال ابن معين: ليس بالقوي. 4 (سهيل بن أبي صالح السمان مخ مقروناً أبو يزيد المدني أخو صالح ومحمد وعبد الله.) ) سمع أباه والحارث بن مخلد وعبد اللهبن دينار والزهري وسعيد بن يسار والنعمان بن أبي عياش وعطاء بن يزيد وجماعة. وعنه ابن جريح وسفيتن ومالك وفليح والدرواوردي وأبو عوانة وابن عيينة وأو معاوية وابن إدريس وخالد بن عبد الله وخلق. وهو صدوق، احتج به مسلم لا البخاري. سأل رجل النسائي عن سهيل فقال: هو خير من فليح ومن حسين المعلم ومن أبي اليمان ومن إسماعيل بن أبي أويس ويحيى بن بكير. قلت: ما نقموا من سهيل إلا أنه مرض ونسي بعض حديثه وقد قال أحمد بن حنبل: ما أصلح حديثه هو أثبت من محمد بن عمرو. وقال يحيى القطان: محمد بن عمرو أحب إلينا منه. قلت: قد أخرج له البخاري مقروناً بغيره. (8/449)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 450 وقال يحيى بن معين وأبو حاتم: لا يحتج به. وقال النسائي وغيره: ليس به بأس. توفي سهيل في سنة أربعين ومائة أو قبلها بيسير. (8/450)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 451 4 (حرف الصاد)

4 (صدقة بن يسار الجزري م د ن ق نزيل مكة.) روى عن عبد الله بن عمر، وذلك في صحيح مسلم وروى عن طاوس وغسره وهو مقل. روى عنه مالك والسفيانان ومسلم الزنجي وجرير. قال ابن معين: ثقة. 4 (الصقعب بن زهير الأزدي الكوفي.) روى عن عطاء بن أبي رباح وعمرو بن شعيب وعبد الرحمن بن الأسود وزيد بن أسلم. وعنه جرير بن حازم وحماد بن زيد وعباد بن عباد وأبو مخنف لوط ابن يحيى ابن أخته وأبو إسماعيل محمد بن عبد الله الأزدي المؤرخ. وهو صدوق، وثقة أبو زرعة. (8/451)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 452 4 (صفوان بن سليم ع مولى حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري أبو عبد الله ويقال أبو) ) الحارث المدني أحد الفقهاء. روى عن ابن عمر وجابر وأنس بن مالك وسعيد بن المسيب وعطاء ابن يسار وحميد بن عبد الرحمن مولاه ونافع بن جبير وعبد الرحمن بن غنم وطائفة. وعنه ابن جريح ومالك والسفيانان وإبراهيم بن طهمان وإبراهيم بن سعد وعبد العزيز الدراوردي وأنس بن عياض وخلق. كان رأساً في العلم والعمل. قال أبو ضمرة: رأيته ولو قيل له: الساعة غداً ما كان عنده مزيد عمل. وقال أحمد بن حنبل: ثقة من خيار عباد اله يستنزل بذكره القطر. وروى إسحاق الفروي عن مالك قال: كان صفوان بن سليم يصلي في الشتاء في السطح وفي الصيف في بطن البيت يتيقظ بالحر والبرد حتى يصبح يقول: هذا الجهد من صفوان وأنت أعلم وأنه التزام رجلاه حتى يعود كالسقط من قيام الليل ويظهر فيه عروق خضر. قال سفيان بن عيينة: حج صفوان فسألت عنه بمنى فقيل لي: إذا دخلت (8/452)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 453 مسجد الخيف فانظر شيخاً إذا رأيته علمت أن يخشى اله فهو هو، قال: وحج وليس معه إلا سبعة دنانير فاشترى بها بدنة يعني وقربها. وعن محمد بن صالح التمار أن صفوان كان يأتي المقابر فيجلس فيبكي حتى أرحمه. وقال أبو غسان النهدي فيما رواه عنه أحمد بن يحيى الصوفي إنه سمع ابن عيينة يقول وأعانه على الحكاية أخوه: إن صفوان حلف أن لا يضع جنبه إلى الأرض حتى يلقى الله فمكث حتى يلقى الله فمكث على هذا أكثر من ثلاثين عاماً فمات وإنه لجالس رحمه الله. وقال سلمة بن شبيب: حدثني سهل بن عاصم عن محمد بن منصور قال: قال صفوان: أعطي الله عهداً أن لا أضع جنبي حتى ألحق بربي، قال فبلغني أن صفوان عاش بعد ذلك أربعين سنة لم يضع جنبه. قال: ويقول أهل المدينة إنه نقبت جبهته من كثرة السجود. قلت: توفي سنة اثنتين وثلاثين ومائة. قاله غير واحد. وقد سمع منه ابن إسحاق في هذه السنة. وقد وهم أبو عيسى الترمذي حيث قال: توفي سنة أربع وعشرين ومائة. (8/453)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 454 4 (حرف الضاد) ) 4 (ضرار بن مرة ت ن أبو سنان الشيباني الكوفي.) روى عنه سفيان وشعبة وإسرائيل وآخر من روى عنه ابن عيينة وثقة يحيى القطان وغيره. قال خليفة: توفي سنة اثنتين وثلاثين ومائة. (8/454)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 455 4 (حرف الطاء)

4 (طلق بن معاوية م ن أبو غياث النخعي الكوفي جد حفص بن غياث.) روى عن أبي زرعة البجلي. وعنه حفيداه حفص بن غياث وطلق بن غنام والثوري وشريك وجرير ابن عبد الحميد. (8/455)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 456 4 (حرف العين)

4 (عاصم بن عبيد الله د ت ق بن عاصم بن عمر بن الخطاب العدوي العمري المدني.) روى عن ابن عمر وجابر وعلي بن الحسين وغيرهم. وعنه شعبة ومالك والسفيانان وشريك وغيرهم. روى عنه مالك حديثاً واحداً فهذا ممن اتفق شعبة ومالك على الرواية عنه مع ضعفه. ضعفه مالك ويحيى القطان. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن حبان: فاحش الخطأ. يقال: توفي في أول خلافة السفاح وكانت في سنة اثنتين وثلاثين. (8/456)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 457 4 (عاصم بن كليب بن شهاب الجرمي الكوفي م عن أبيه وأبي بردة بن أبي موسى وعبد) الرحمن بن الأسود بن يزيد وعدة. وعنه شعبة والسفيانان وزائدة وبشر بن المفضل وابن فضيل وعلي بن عاصم. وكان فضلاً عباداً. وثقه ابن معين وغيره. قال خليفة: توفي سنة سبع وثلاثين ومائة. 4 (عباد بن الريان اللخمي الحمصي.) عن المقداد بن معد يكرب ومكحول. وعنه يحيى بن حمزة القاضي والوليد بن مسلم. وله وفادة على هشام بن عبد الملك.) 4 (عباس بن عبد الله بن معبد د بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي المدني أحد الصلحاء.) روى عن أبيه وأخيه وإبراهيم وعكرمة. وعنه ابن إسحاق ووهيب وسليمان بن بلال وابن عيينة والدراوردي. وثقه ابن معين. ووصفه ابن عيينة بالصلاح. (8/457)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 458 4 (عبد الأعلى التيمي. أحد العباد الخائفين.) روى عن إبراهيم التيمي وغيره. روى عنه مسعر قال: من أوتي علماً لا يبكيه خليق أن يكون أوتي علماً لا ينفعه ويحتج بآية ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعاً. وعنه قال: قطع عني لذاذة الدنيا ذكر الموت الوقوف بين يدي الله تعالى. 4 (عبد الله بن بسر الحبراني السكسكي الحمصي ت ق نزيل البصرة.) عن عبد لله بن بسر المازني وأبي أمامة الباهلي وأبي راشد الحبراني وجماعة. وعنه أبو الربيع السمان وأبو عبيدة الحداد عبد الواحد بن واصل ومحمد ابن حمران القيسي وإسماعيل بن زكريا وإسماعيل بن عياش. قال يحيى القطان: كان هنا بالبصرة رأيته وكان لا شيء. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث. 4 (عبد الله بن بشر الخثعمي ت ن أبو عمير الكوفي الكاتب.) عن عروة البارقي وأبي زرعة بن عمرو. (8/458)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 459 وعنه حفيده بشر بن عمير بن عبد الله والثوري وشعبة وبن عيينة. ذكره ابن حبان في كتاب الثقات. 4 (عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ع أبو محمد الأنصاري المدني أحد) علماء المدينة. روى عن أنس وعباد بن تميم وعروة بن الزبير وعمرة وحميد بن نافع وجماعة. وعنه ابن جريح وابن إسحاق والزهري مع تقدمه والثوري ومالك وفليح ابن عيينة وآخرون. قال مالك: كان رجل صدق كثير الحديث.) وقال ابن سعد: كان ثقة عالماً كثير الحديث عاش سبعين سنة وتفي سنة خمسين وثلاثين ومائة. وقيل توفي سنة ثلاثين ومائة. 4 (عبد الله بن الحسين أبو حريز الأزدي البصري قاضي سجستان.) روى عن شهر بن حوشب والشعبي وسعيد بن جبير وعكرمة وأبي بردة (8/459)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 460 ابن أبي موسى وطائفة. وعنه سعيد بن أبي عروبة والفضيل بن ميسرة وعثمان بن مطر. وهو صالح الحديث قواه بعضهم. وقال أبو داود: ليس حديثه بشيء. وقيل: كان يؤمن بالرجعة، فالله أعلم. 4 (عبد الله بن دينار البهراني الحمصي ق أبو محمد.) عن عمر بن عبد العزيز وعطاء بن أبي رباح ونافع وكثير بن العلاء. وعنه أرطاة بن المنذر ومعاوية بن صالح وإسماعيل بن عياش والجراح بن مليح البهراني. قال أبو حاتم: ليسبالقوي. وقال الدار قطني: فيه لبن. ووثقه أبو علي النيسابوري. وروى المفضل بن غسان عن ابن معين: شامس ضعيف. قلت: له حديث واحد في سنن ابن ماجه. (8/460)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 461 4 (عبد الله بن ذكوان ع أبو الزناد ويكنى أبا عبد الرحمن.) الفقيه المدني مولى قريش، يقال إنه ابن أخي أبو بؤلؤة قاتل أمير المؤمنين عمر. سمع أنسا وأبا أمامة بن سهل وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب وسعيد بن المسيب والأعرج فاكثر عنه. روى عنه مالك وشعيب بن أبي حمزة والليث بن سعد والسفيانان وابنه عبد الله بن أبي الزناد وخلق كثير. وكان أحد الأئمة الأعلام. قال الليث: رأيت خلفه ثلاثمائة تابع من طالب فقه وطالب شعر وصنوف. قال: ثم لم يلبث أن) بقي وحده وأقبلوا على ربيعة بن أبي عبد الرحمن. وقال أبو حنيفة: رأيت ربيعة وأبا الزناد وكان أبو الزناد أفقه الرجلين. وروى الليث عن عبد ربه بن سعيد قال: رأيت أبا الزناد دخل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه مثل ما مع السلكان من الأتباع فمن سائل عن فريضة ومن سائل عن الحساب ومن سائل عن الشعر ومن سائل عن الحديث ومن سائل عن معضلة. وقال بعض النقاد: أصح الأسانيد: أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة. وقال أحمد بن حنبل: هو أعلممن ربعية قال: وكان سفيان يسمي أبا الزناد أمير المؤمنين في الحديث. (8/461)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 462 وقال مصعب الزبيري: كان أوبه الزناد فقيه أهل المدينة وكان صاحب كتابه وحساب وفد على هشام الخليفة بحساب ديوان المدينة وكان يعاند ربيعة. قال إبراهيم بن المنذر الحرامي: هو كان سبب جلد ربيعة الرائي فولي بعد ذلك المدينة فلان التميمي فرسل إلى أبي الزناد فطين عليه بيتاً فشفع فيه ربيعة. وروى الليث عن ربيعة قال: أما أبو الزناد فليس بثقة ولا رضي. قلت: انعق الإجماع على توثيق أبي الزناد والله أعلم. وقيل للثوري: جالست أبا الزناد قال: ما رأيت بالمدينة أميراً غيره. توفي أبو الزناد سنة إحدى وثلاثين ومائة، وقيل: سنة ثلاثين. 4 (عبد الله بن سيرة الكوفي، أبد سبرة.) عن الشعبي وأبي الضحى. وعنه خشيم ويحيى ابن أبي زائدة وحفص بن غياث. قال أبو حاتم: صالح. 4 (عبد الله بن سليمان الطويل د ن أبو حمزة المصري. كانوا يرون أنه من الأبدال.) روى عن نافع وكعب بن علقمة. وعنه الليث بن سعد وضمام بن إسماعيل ومفضل بن فضالة. (8/462)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 463 وهو صدوق مقل، مات سنة ست وثلاثين ومائة رحمه الله. 4 (عبد الله بن سوادة القسيري) ) بصري ثقة. عن أبيه سوادة بن حنظلة وأنس بن مالك الكعبي. وعنه جماد بن زيد وأبو هلال وعبد الوارث وابن علية وغيرهم. وثقه يحيى بن معين وغيره. 4 (عبد الله بن طاوس بن كيسان أبو محمد اليماني) سمع أباه وعكرمة وعمرة بن شعيب وعكرمة بن خالد وجماعة. وعنه ابن جريح ومعمر والسفيانان وروح بن القاسم ووهيب بن خالد. قال معمر: كان من أعلم الناس بالعربية وأحسنهم خلقاً ما رأينا ابن فقيه مثله. قلت: وثقوه. وقد ذكر ابن خلكان في ترجمة طاوس أن المنصور طلب ابن طاوس ومالك بن أنس فصدعه ابن طاوس بكلام. قلت: هذا لا يستقيم لأن ابن طاوس مات قبل أيام المنصور لنه مات في سنة اثنتين وثلاثين ومائة. (8/463)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 464 4 (عبد الله بن أبي عبد الله بن أبي طلحة) أبو يحيى الأنصاري أخو إسماعيل وإسحاق ويعقوب وعمرو. روى عن أبيه وعمه لأمه أنس بن مالك. روى عنه محمد بن موسى الفطري وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي وغيرهما. توفي سنة أربع وثلاثين ومائة. ثقة. 4 (عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم أبو طوالة الأنصاري النجاري المدني) قاضي المدينة في خلافة عمر بن عبد العزيز. روى عن أنس وأبي يونس مولى عائشة وعامر بن سعد وأبي الخباب سعيد ابن يسار وعدة. وعنه مالك وفليح وسليمان بن بلال وإسماعيل بن جعفر وآخرون. وحكم بالمدينة وكان عبداً صالحاً ثقة يسرد الصوم. توفي سنة نيف وثلاثين ومائة. 4 (عبد الله بن عبد الرحمن بن يحنس. حجازي ثقة مقل.) (8/464)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 465 روى عن دينار أبي عبد الله القراظ ويحيى بن أبي سفيان. وعنه ابن جريح وعبد العزيز الدراوردي وابن أبي فديك وغيرهم. عبد الله بن عبد الرحمن أبو نصر الضبي ت ق الكوفي.) عن أنس بن مالك ومساور الحميري. وعنه الثوري وابن عيينة ومحمد بن فضيل. وثقة أحمد بن حنبل. 4 (عبد الله بن عبد الرحمن البصري المعروف بالرومي) روى عن أبي هريرة وابن عمر. وعنه ابنه عمر بن الرومي وحماد بن زيد. توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة. 4 (عبد الله بن عطاء الطائفي ثم المكي مولى قريش.) عن عقبة بن عامر ولم يدركه وعبد الله بن بريدة وأبي الطفيل وعكرمة ابن خالد وغيرهم. وعنه شعبة وسفيان وزهير بن معاوية وأبو معين الضرير وعبد الله بن نمير وآخرون. (8/465)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 466 وكان ثقة إن شاء الله. وقال النسائي: ليس بالقوي. 4 (عبد الله بن أبي لبيد أبو المغيرة المدني مولى الأهنس بن شريق) كان من عباد أهل زمانه. سمع أبا سلمة بن عبد الرحمن ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب وغيرهما. وعنه محمد بن عمرو بن علقمة وابن إسحاق والسفيانان. وثقة ابن معين، وقد قيل عنه القول بالقدر ولم يصح. مات سنة بضع وثلاثين ومائة. 4 (عبد الله السفاح بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد النطلب بن هاشم أبو) العباس الهاشمي العباسي أمير المؤمنين أول خلفاء بني العباس، قد ذكرنا من أخباره في الحوادث. وبدولته تفرقت الجماعة وخرج عن الطاعة ما بين تاهرت إلى بلاد السودان وجمع مملكة الأندلس وخرج بهذه (8/466)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 467 البلاد من تغلب عليها واستمر ذلك. وكان شاباً طويلاً أبيض مليح الوجه واللحية. ولد بالحميمة من ناحية البلقاء ونشأ بها وبويع بالكوفة، وأمه رايطة الحاريثة. حدث عن إبراهيم بن محمد الإمام وهو أخوه.) روى عنه عمه عيسى بن علي. وكان أصغر من أخيه المنصور. مولده سنة ثمان ومائة. روى عثمان بن أبي شيبة وقتيبة عن جرير عن الأعمش عن عطية وهو ضعيف عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يخرج رجل من أهل بيتي عند انقطاع من الزمان وظهور من الفتن بقال له السفاح فيكون إعطاؤه المال حثياً، ورواه العطاردي عن أبي معاوية عن الأعمش، أخرجه أحمد في المسند. قال ابن أبي الدنيا: كان السفاح أبيض طولاً أقنى ذا شعرة جعدة حسن اللحية مات بالجدري. قال عبيد الله العيشي: قال أبي: سمعت الأشياخ يقولون: والله لقد أفضت الخلافة إلى بني العباس وما في الأرض أحد أكثر قارئاً للقرآن ولا أفضل عابداً وناسكاً منهم بالحميمة. وقال الصولي: ثنا القاسم بن إسماعيل ثنا أحمد بن سعيد بن سلم الباهلي عن أبيه قال: حدثني من حضر مجلس السفاح وهو أحشد ما يكون ببني هاشم والشعية ووجوه الناس فدخل عبد الله بن حسن بن حسن ومعه مصحف فقال: يا أمير المؤمنين أعطنا حقنا الذي جعله الله لنا في هذا المصحف، فأشفق الناس من أن يعجل السفاح عليه بشيء فلا يريدون ذلك في شيخ بني هاشم أو يعيا (8/467)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 468 بجوابه فيكون ذلك نقصاً وعاراً عليه، فأقبل غير منزعج فقال: إن جدك علياً كان خيراً مني وأعدل ولي هذا الأمر فأعطى جديك الحسن والحسين وكانا خيراً منك شيئاً وكان الواجب أن أعطيك مثله فإن كنت فعلت فقد أنصفتك وإن كنت زدتك فما هذا جزائي منك، قال: فما رد عليه جواباً وانصرف وعجب الناس من جوابه له. قال الهيثم بن عدي وجماعة: عاش السفاح ثلاثاً سنة ومات سنة ست وثلاثين. وأما خليفة فقال: توفي سنة خمس وثلاثين وهو ابن ثمان وعشرين سنة. وقال الخطبي: مولده في رجب سنة أربع ومائة. وقال أبو احمد الحاكم: مات في ذي الحجة سنة ست. 4 (عبد الله بن مغيث بن أبي بردة الأنصاري المدني.) عن أبيه عن جده وعن أم عامر الأشهيلة. وعنه ابن إسحاق وأبو صخر حميد بن زياد وشعيب بن عمارة. وهو مقل صدوق.) 4 (عبد الله بن معاوية الهاشمي) قد ذكر في الطبقة الماضية. 4 (عبد الله بن الوليد بن قيس بن أحزم التجيبي المصري.) (8/468)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 469 عن سعيد بن المسيب وأبي الخير مرثد اليزني وأبي سلمة وجماعة. وعنه سعيد بن أبي أيوب ورشدين بن سعد ويحيى بن أيوب والمصريون. وثقة ابن حبان. مات في سنة إحدى وثلاثين ومائة. 4 (عبد الله بن أبي نجيح يسار) مولى الأخنس بن شريق الثقفي أبو يسار المكي أحد الثقات. روى عن مجاهد وطاوس وعطاء وغيرهم. وعنه شعبة والسفيانان وابن علية وعبد الوارث وآخرون. وثقه ابن معين وغيره. وعن ابن عيينة قال: كان ابن أبي نجيح مفتي أهل مكة بعد عمرة بن دينار وكان جميلاً فصيحاً حسن الوجه لميتزوج قط. وقال يحيى القطان: كان معتزلياً. وقال يعقوب بن شيبة: هو ثقة قدري. وقال سويد بن سعيد ثنا الزنجي عن ابن جريج قال: رأيت ابن أبي نجيح في النوم في المنارة قائماً يقول: ما لقيت شيئاً مثل الذي لقيت في القدر. وقال يحيى القطان: أخبرني ابن موجل عن ابن صفوان قال: قال لي (8/469)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 470 ابن أبي نجيح: أدعوك إلى رأي الحسن يعني القدر. قلت: توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة أيضاً، ويقال: لم يسمع التفسير من مجاهد. 4 (عبد الله بن يسار المكي الأعرج، مولى ابن عمر.) عن سهل بن سعد وسالم بن عبد الله. وعنه عمر بن محمد العمري وإبراهيم بن أبي يحيى وسليمان بن بلال. ذكره ابن حبان في الثقات.) وروى له النسائي حديثاً واحداً متنه ثلاثة لا ينظر الله إليهم. 4 (عبد الحميد الكاتب بن يحيى بن سعد أبو يحيى.) الكاتب الشهير أحد من يضرب به المثل في الكتابة والبلاغة. وأستاذه في الصنعة سالم مولى هشام بن عبد الملك. وأصله أبنراي ثم سكن الرقة وكتب الإنشاء لمروان الحمار وله عقب. حكى عنه خالد بن برمك ويغره وقيل: كان في الأول مؤدباً فتنقل في البلدان وعنه أخذ المترسلون ومنه يستمدون حتى قيل: فتحت الرسائل (8/470)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 471 بعبد الحميد وختمت بابن العميد ومجموع رسائله نحو من مائة كراس. قتل مع مروان ببوصير في سنة اثنتين وثلاثين ومائة. فقيل إنهم حموا له طستاً ثم وضعوه على رأسه فهلك. ومن جملة تلاميه يعقوب بن داود وزير المهدي. ويقال: ولاؤه لنبي عامر بن لؤي ويقال: لبني عامر بن كنانة. روي عن مهزم بن خالد قال: نظر إلي عبد الحميد الكاتب وأنا أكتب خطاً رديئاً فقال: إن أردت أن يجود خطك فأطل جلفتك وأسمنها وحرف قطتك وأيمنها. 4 (عبد الحميد صاحب الزيادة خ م د ن بصري جليل.) روى عن أنس وعبد الله بن الحارث وأبي رجاء العطاردي. وعنه شعبة ومهدي بن ميمون وحماد بن زيد وابن علية. وثقة أحمد. 4 (عبد الرحمن بن حبيب بن أردك المخزومي د ت ق. مولاهم المدني.) عن علي بن الحسين، وقيل هو أخوه من أمه وعن عطاء وعبد الواحد بن عبد الله البصري. وعنه عبد الله بن جعفر المديني وسليمان بن بلال وحاتم بن إسماعيل وآخرون. (8/471)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 472 قال النسائي: منكر الحديث. وقال غيره: صدوق فيه شيء. 4 (عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ع الزهري المدني.) عن أبيه والسائب بن يزيد وسعيد بن المسيب. وعنه صالح بن كيسان وسليمان بن بلال وحاتم بن إسماعيل بن إسماعيل وابن عيينة ويحيى) القطان وآخرون. وهو من العلماء الثقات. توزفي سنة سبع. 4 (عبد الرحمن بن عبد الله بن عب الرحمن بن أبي صعصة خ د ن ق الأنصاري المازني) المديني أحد الأخوة. سمع أباه وعطاء بن يسار. وعنه يزيد بن خصيفة ومالك وابن عيينة وعدة. وثقة أبو حاتم. قال الهيثم: توفي في أول خلافة المنصور. (8/472)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 473 4 (عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد القاري المدني. حليف بني زهرة.) روى عن أبيه وعمه إبراهيم وعمر بن عبد العزيز. وعنه ابنه يعقوب ومالك وابن عيينة وجماعة. وثقة ابن معين. وفي الموطأ حديث عنه عن أبيه قال: قدم على عمر رجل من قبل أبي موسى فأخبره عن رجل ارتد وقتلوه فقال: هلا حبستموه الحديث. 4 (عبد العزيز بن حكيم الحضرمي الكوفي.) عن زيد بن أرقم وابن عمر. وعنه أبو عوانة وشريك ومعتمر بن سليمان وابن فضيل والقاسم بن مالك المزني وغيرهم. وثقة ابن معين. وقال أبو حاتم: ليس بقوي يكتب حديثه. قلت: بقي إلى حدود أربعين ومائة. 4 (عبد الكريم بن الحارث بن يزيد م ت الحضرمي المصري أبو الحارث الزاهد. أحد) الأولياء. (8/473)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 474 عن المستورد بن شداد وعن رجاء بن حوية والزهري ومشرح بن هاعان. وعنه الليث وبكر بن مضر وابن لهيعة وآخرون. وكان ثقة.) توفي ببرقة سنة ست وثلاثين ومائة. 4 (عبد المجيد بن سعيل بن عبد الرحمن بن عوف خ م د ن الزهري المدني.) عن عمه أبي سلمة وسعيد بن المسيب وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وجماعة. وعنه مالك وسليمان بن بلال وجماعة آخرهم الدراوردي. وثقه ابن معين. 4 (عبد الملك بن أبي بشير البصري ت ن نزل المدائن.) عن عكرمة وعبد الله بن مساور. وعنه سفيان وزهير بن معاوية والمحاربي. وثقه يحيى القطان. 4 (عبد الملك بن راشد الحمصي.) عن أبي أمامة والمقدام بن معد يكرب وعن أمه عن عائشة. (8/474)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 475 وعنه سعيد بن عبد العزيز التنوخي وبقية ومحمد بن حرب الأبرش وعبد الرحمن بن الضحاك. قال أبو حاتم: ما بحديثه بأس. 4 (عبد الملك بن عمير بن سويد ع بن حارثة اللخمي الكوفي.) أحد الأعلام أبو عمر، ويقال: أبو عمرو. رأى علياً رضي الله عنه، وروى عن جابر بن سمرة وجندب البجلي وعدي ابن حاتم والأشعث بن قيس وابن الزبير وطائفة كبيرة من الصحابة والتابعين. وعنه الثوري وزائدة وحماد بن سلمة وإسرائيل وزياد البكائي وسفيان ابن عيينة وجرير بن عبد الحميد وعبيدة بن حميد وخلق. وولي قضاء الكوفة بعد الشعبي. قال النسائي وجماعة: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: ليس بحافظ. وضعفه أحمد لغلطه. وقال ابن معين: مختلط. ووثقه آخرون.) (8/475)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 476 وكان معمراً مات في ذي الحجة سنة ست وثلاثين ومائة بالاتفاق، وأما سنه فقال بعضهم: عاش مائة وثلاث سنين وقيل مائة وبضع سنين. قال أبو بكر بن عياش: سمعته يقول: هذه السنة لي مائة سنة وثلاث سنين. وروى محمد بن سعيد الأموري عنه قال: رأيت علياً رضي الله عنه واقفاً في رحبة المسجد على فرس وهو وافي المشيب وهو يقول: (أرى حرباً مضللة وسلما .......... وعهداً ليس بالعهد الوثيق)

4 (عبد الملك بن مروان بن الأمير موسى بن نصير اللخمي.) كان من أعيان أمراء الدولة الأموية ثم من كبار الدجولة العباسية. وهذا اتفاق نادر. قال الليث: ولاه مروان بن محمد جند مصر وخراجها فعدل فينا وسار سيرة جميلة. وقال غيره: قدم صالح بن علي مصر فأكرم عبد الملك بن مروان وأخذه معه إلى العراق فولاه أبو جعفر المنصور إقليم فارس وكان فصيحاً من أخطب الناس. 4 (عبد المؤمن بن أبي شراعة، أبو بلال الأزدي الحلاب.) روى عن ابن عمر وأنس وجابر بن زيد وسعيد بن جبير. وعنه مروان بن معاوية الفزاري. قال ابن معين: ثقة. (8/476)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 477 4 (عبيد الله بن أبي بكر بن أنس بن مالك ع أبو معاذ الأنصاري البصري.) روى عن جده. وعنه شعبة والحمادان وهشيم وعبيدة بن حميد وعلي بن عاصم. وثقة أحمد بن حنبل ويحيى وأبو داود والنسائي. 4 (عبيد الله بن أبي جعفر ع الليثي المصري الفقيه أبو بكر.) مولى عروة بنشييم الليثي من سبي طرابلس الغرب أعني أباه واسمه يسار. رأى عبيد الله من الصحابة عبد الملك بن الحارث الزبيدي وسمع الأعرج وأبا سلمة بن عبد الرحمن وعطاء وحمزة بن عبد الله بن عمر والشعبي ونافعاً ومحمد بن جعفر بن الزبير وبكير بن الأشج وجماعة. روى عنه ابن إسحاق وحيوة بن شريح وسعيد بن أبي أيوب وعمرو بن الحارث ويحيى بن) أيوب والليث وابن لهيعة وغيرهم. قال أبو حاتم: ثقة بابة يزيد بن أبي حبيب. وروى عبد الرحمن بن شريح عن عبيد الله بن أبي جعفر قال: غزونا القسطنيطينية فكسر بنا مركبنا فألقانا الموج على خشبة في البحر وكنا خمسة، فأنبت الله لنا بعددنا ورقة لكل رجل منا فنمصها فتشبعنا وتروينا فإذا أمسينا أنبت الله مكانها حتى بنا مركب فحملنا. (8/477)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 478 ومما روي من كلام عبيد الله وأجاد قال: إذا كان المرء يحدث فأعجبه الحديث فليمسك وإن كان ساكناً فأعجبه السكوت فليتحدث. وقال سعيد الآدم: كان سليمان بن داود يقول: ما رأت عيني عالماً زاهداً إلا عبيد الله بن أبي جعفر. وقال ابن يونس في تاريخه: كان عالماً زاهداً عابداً ولد سنة ستين من الهجرة وتوفي سنة ست وثلاثين، وقيل سنة اثنتين وثلاثين ومائة. 4 (عبيد الله بن الحباب السلولي.) مولاهم الكاتب الأمير، كان كاتب هشام بن عبيد الملك ثم رقاه وولاه إمرة مصر وعظم شأنه ثم ولاه المغرب مدة. قال ابن يونس: قتله المنصور بواسط سنة اثنتين وثلاثين ومائة مع ابن هبيرة. 4 (عبيد الله بن زحر الضمري مولاهم الإفريقي ولد بإفريقية ورحل في العلم وكان من) الصالحين. روى عن أبي الهيثم صاحب أبي سعيد الخدري وعن أبي هارون العبدي وخالد بن أبي عمران والربيع بن أنس. وله نسخة مشهورة عن علي بن يزيد الألهاني وقد أرسل عن أبي أمامة الباهلي وغيره. روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري وهو أكبر منه ويحيى بن أيوبي وبكر بن مضر ومفضل بن فضالة وجماعة. (8/478)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 479 وهو جائز الحديث. قال أبو زرعة: صدوق لا بأس به. وقال أحمد: ضعيف، وقال أبو حاتم: لين الحديث. 4 (عبيد الله بن طلحة د ق بن عبيد الله بن كريز أبو مطرف الخزاعي.) ) عن الحسن والزهري. وعنه صفوان بن سليم هو من طيقته وابن إسحاق وحبان بن يسار وحماد بان زيد وهارون بن موسى الأعور. وثقه ابن حبان. 4 (عبيد الله بن عبيد أبو وهب الكلاعيي الدمشقي ق.) عن مكحول وبلال بن سعد وحسان بن عطية. وعنه يحيى بن حمزة وصدقة بن عبد الله والهيثم بن حميد وإسماعيل ابن عياش. قال ابن معين: ليس به بأس. 4 (عبيد الله بن المغيرة ق بن معيقيب أبو المغيرة السبأي المصري.) روى عن عبد الله بن الحارث بن جزء وعبيد الله بن عدي بن الخيار وأبي (8/479)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 480 الهيثم سليمان بن عمرو العتواري صاحب أبي سعيد. وعنه عمرو بن الحارث وابن إسحاق وابن لهيعة وبكر بن مر وآخرون. وكان من علماء بلده. قال أبو حاتم: صدوق. قال ابن يونس: توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة. 4 (عبيد الله بن سلمان الأغر خ ت ق مولى بني جهينة.) عن والده أبي عبد الله الأغر. وعنه مالك وموسى بن عقبة وسليمان بن بلال وآخرون. وثقه يحيى بن معين. 4 (عبيد بن سلمان الأعرج.) مولى مسلم بن هلال. سمع سعيد بن المسيب عطاء بن يسار. وعنه ابن أبي ذئب وموسى بن عبيدة. قال أبو حاتم: لا أعلم في حديثه إنكاراً يحول من كتاب الضعفاء للبخاري. 4 (عبيد لن سوية الأنصاري. مولاهم المصري، رجل صالح مفسر قلما روى.) (8/480)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 481 أخذ عنه حيوة بن شريح وابن لهيعة وعمرو بن الحارث وغيرهم.) توفي سنة خمس وثلاثين ومائة. 4 (عبيد بن مهران الكوفي م ن المكتب.) عن أبي الطفيل وسعيد بن جبير وإبراهيم النخعي ومجاهد. وعنه فضيل بن عياض وجرير وابن عيينة. وثق. 4 (عبد ربه بن سعيد ع بن قيس بن عمرو الأنصاري المدني أخو يحيى وسعد.) روى عن أبي أمامة بن سهل وأبي سلمة بن عبد الرحمن ومحمد بن إبراهيم التيمي وعمرة. وعنه عطاء شيخه وشعبة وعمرو بن الحارث والليث وابن عيينة. وثقه أحمد، وقال يحيى القطان: كان وقاداً حي الفؤآد. قيل: توفي سنة تسع وثلاثين. 4 (عبدة بن رباح الغساني، الشامي.) عن أم الدرداء وعبادة بن نسي ويزيد بن أبي مالك وجماعة. (8/481)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 482 وعنه ابنه الحارث والوليد بن مسلم وجبلة بن مالك وغيرهم. وله دار بباب البريد تعرف بدار الكاس، وقد ولي إمرة الموصل والجزيرة للوليد بن يزيد. قال أبو مسهر: كان جليس لسعيد بن عبد العزيز يقال له هشام بن يحيى الغساني فقال له: كان عندنا صاحب شرطة يقال له عبدة بن رباح فجاءته امرأة فقالت: إن ابني يعقني ويظلمني فأرسل معها يطلبه فقالت الشرط لها: إن أخذ ابنك ضربه أو قتله، قالت: كذا قالوا: نعم، فمرت بكنيسة على بابها شامس فقالت: خذوا هذا ابني فقالوا: أجب الأمير، فلما حضر قالوا له: تضرب أمك وتعقها قال: ما هي أمي، قال: وتجحدها أيضاً فضربه ضرباً شديداً فقالت المراة إن أرسلته معي ضربني، فقال: هاتوه، فأركبها على عنقه وأمر فنودي عليه هذا جزاء من يعق أمه. فمر به صديق له فقالوا: ما هذا قال: من لم يكن له أم فليمض إلى عبدة يجعل له أماً. 4 (عتبة بن حميد الضبي البصري د ت ق أبو معاذ.) عن عكرمة وعبادة بن نسي. وعنه إسماعيل بن عياش وأبو معاوية وابن عيينة وعبيد الله الأشجعي. قال أبو حاتم: صالح الحديث.) وقال أحمد: ضعيف ليس بالقوي. 4 (عتبة بن مسلم التيمي خ م د ق مولاهم المدني. وهو عتبة بن أبي عتبة.) (8/482)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 483 روى عن عبيد بن حنين وأبي سلمة بن عبد الرحمن. وعنه ابن إسحاق ومسلم الزنجي وإبراهيم بن أبي يحيى وإسماعيل بن جعفر. وهو من الثقات. 4 (عثمان بن حكيم بن عباد م ن بن حنيف أبو سهل الأنصاري المدني الكوفي.) عن عبد الله بن سرجس وأبي أمامة بن سهل وسعيد بن المسيب وعدد كثير. وعنه الثوري وشريك وهشيم وعلي بن مسهر ويحيى بن سعيد الأموي وعبد الله بن نمير وطائفة. وكان ثقة ثبتاً زاهداً عابداً. 4 (عثمان بن داود الخولاني الشامي، أخو سليمان بن داود.) روى عن عكرمة والضحاك وعمر بن عبد العزيز وعمير بن هانيء. وعنه ابن ثوبان وهشام بن الغاز وعمر بن مروان وغيرهم. قال لعقيلي: هو مجهول ينقل الحديث. وقال ابن عساكر: كان قدرياً. قلت: أورد له ابن عساكر خبراً منكراً يدل على ضعفه. 4 (عثمان بن عبد الأعلى بن سراقة الأزدي، الدمشقي الأمير.) (8/483)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 484 ولي إمرة دمشق من قبل عبد الله بن علي. وروى عن كهيل بن حرملة عن أبي هريرة حديثاً رواه عنه الأوزاعي. وثقه يعقوب الفسوي. وكان قد وليإمرة للوليد بن يزيد ثم إنه نزع الطاعة وخرج فقتله بنو العباس. 4 (عثمان بن عروة بن الزبير خ م د ن ق بن العوام بن خويلد القرشي الأسدي المدني. أحد) خطباء قريش وعلمائهم وأشرافهم وكان جميل الهيئة روى عن أبيه فقط شيئاً يسيراً. وروى عنه أخوه شام بن عروة وأسامة بن زيد وسفيان بن عيينة وغيرهم.) قال مصعب بن عبد الله: كان سالم بن عبد الله يقول: لو أن صائحاً يصيح من السماء لقال أميركم عثمان بن عروة. وقال عثمان بن عروة: الشكر وإن قل جزاء كل نائل وإن جل. وقال ابن سعد: وفد عثمان على مروان بن محمد فوصله بمائة ألف وكان من أحسن الناس وجهاً لم يعقب. وروى عن عثمان بن عروة قال: كان أبي يقول لي وأنا أغلف لحيتي بالغالية: إني أراها ستقطر دماً وما يعيب ذلك علي. (8/484)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 485 وقيل: إن عثمان كان يقوم من مجلسه فيسلت ناس الغالية من على الحصى مما أصابها من لحيته. ويقال: لم يكن بالمدينة أحد أحسن منه. قال مصعب الزبيري: كان عثمان أصغر من هشام ومات قبل هشام. وقال ابن سعد: مات قبل الأربعين ومائة. 4 (عثمان البتي الفقيه أبو عمرو البصري بياع البتوت.) اسم أبيه مسلم ويقال أسلم ويقال سليمان، وأصله من الكوفة. روى عن أنس بن مالك وعبد الحميد بن سلمة والشعبي والحسن البصري. وعنه شعبة والثوري هشيم ويزيد بن زريع وابن علية وآخرون. وثقة أحمد والدار قطني وهو قليل الحديث لكنه من كبار الفقهاء. قال ابن سعد: ثقة له أحاديث وكان صاحب رأي وفقه. وقال أبو حاتم: شيخ يكتب حديثه. وروى عباس عن ابن معين: ثقة. وروى معاوية بن صالح عن ابن معين: ضعيف. (8/485)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 486 قلت: وممن روى عنه أبو شعاب عبد ربه الخياط وعثمان بن عثمان الغطفاني وعيسى بن يونس. 4 (عروة بن الحارث أبو فروة الهمداني الكوفي خ م د ت.) عن عبد الرحمن بن أبي ليلى والشعبي وأبي زرعة.) وعنه شعبة ومسعر والسفيانان وعبيدة بن حميد. وهو ثقة يعرف بابي فروة الأكبر. 4 (عروة بن رويم د ن ق أبو القاسم اللخمي الأزدي.) عن أبي ثعلبة الخشني وأنس بن مالك وأبي إدريس الخولاني، وأرسل عن أبي ذر وغيره. روى عنه محمد بن مهاجر وسعيد بن عبد العزيز وهشام بن سعد ويحيى ابن حمزة ومحمد بن شعيب وآخرون. وثقة ابن معين، وقال الدار قطني وغيره: لا بأس به. وقال أبو حاتم: عامة أحاديثه مراسيل. ويقال: إنه أدرك أبا ثعلبة وسمع منه. قال محمد بن المثنى: توفي سنة خمس وثلاثين ومائة. (8/486)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 487 وقل آخر: سنة ست وثلاثين. وقال سعيد بن عبد العزيز: مات سنة أربعين ومائة. 4 (عروة بن عبد الله بن قشير د قأبو سهل الجعفي الكوفي.) عن ابن سيرين ومعاوية بن قرة وفاطمة بنت علي بن أبي طالب وابن أبي مليكة. وعنه سفيان الثوري وزهير بن معاوية وعمر بن شمر وعنبسة بن سعيد وآخرون. وثقه ابن حبان وغيره وله حديث واحد في السنن. 4 (عطاء بن السائب خ متابعة بن مالك الثقفي أبو زيد الكوفي.) أحد المشاهير. روى عن أبيه وعبد الله بن أبي أوفى وذر الهمداني وأبي وائل وسعيد بن جبير وأبي عبد الرحمن السلمي وطائفة سواهم. وعنه سفيان وشعبة وجماد وبن سلمة هؤلاء حديثهم عنه صحيح على ما ذكر بعض الحفاظ وحماد بن ويد وزائدة وأبو إسحاق الفزاري وابن عيينة وبان علية وزياد الباكائي وعلي بن عاصم ويحيى القطان، وهو أقدم شيخ للقطان وروى عنه خلق سواهم. (8/487)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 488 قال أحمد بن حنبل: عطاء بن السائب ثقة ثقة رجل صالح من سمع منه قديماً كان صحيحاً وكان يختم كل ليلة.) وقال أبو حاتم: محله الصدق قبل أن يختلط. وقال النسائي: ثقة في حديثه القديم لكنه تغير ورواية شعبة والثوري وحماد بن زيد عنه جيدة. وقال أبو بكر بن عياش: كنت إذا رأيت عطاء بن السائب وضرار ابن مرة رأيت أثر البكاء على خدودهما. وقال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يقول: كان عطاء بن السائب من هيار عباد الله كان يختم القرآن كل ليلة. قرأ القرآن عطاء بن السائب على أبي عبد الرحمن السلمي وكان من المهرة به وصح أنه رأى علياً رضي الله عنه. قال أبو خيثمة زهير عن أبي بكر بن أبي عياش عنه قال: مسح على رأسي ودعاً لي بالبركة. قال ابن المديني: قلت ليحيى القطان: ما حدث سفيان وشعبة عن عطاء ابن السائب صحيح هو قال: نعم إلا حدثني كان شعبة يقول: سمعتهما بأخرة عن زاذان. قال القطان: وما سمعت أحداً يقول في عطاء شيئاً قط في حديثه القديم وقد شهد الجماجم. وقال ابن معين: كل حديثه ضعيف إلا ما كان من حديث شعبة وسفيان وحماد بن سلمة. (8/488)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 489 وروى ابن عيينة عن رجل قال: كان أبو إسحاق سألنا عن عطاء بن السائب ويقول: إنه من البقايا، قال ابن عيينة وكان عطاء بن السائب أكبر من عمرو ابن مرة. وقال عبد الله بن الأجلح: رأيت عطاء بن السائب أبيض الرأس واللحية. وروى ابن الربيع عن عطاء بن السائب قال: شهدت الجماجم فرأيت رجلاً في السلاح ما يظهر منه إلا عينه فجاء سهم فأصاب عينه فقتله ورأيت رجلاً حاسراً في وسطه منطقة فرمة فأصاب عينه فقتله ورأيت رجلاً حاسراً في وسطه منطقة فرمة فأصاب سهم في منطقته ثم نبا عنها. وفي الجعديات أنا شعبة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أتى بقصعة من ثريد فقال: كلوا من جوانبها ولا تأكلوا من وسطها فإن البركة تنزل في وسطها. قال أبو بكر بن الأسود وغيره: توفي عطاء سنة وثلاثين ومائة. 4 (عطاء بن عجلان الحنفي ت أبو محمد البصري العطار.) روى عن أنس وأبي عثمان النهدي والحسن وغيرهم. وعنه حماد بن سلمة وإسماعيل بن عياش وسعد بن الصلت قاضي شيراز وآخرون.) قال ابن معين: ليس بثقة. وقال الفلاس: كذاب. (8/489)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 490 وقال النسائي وغيره: متروك. وقال الدار قطني مرة: ضعيف يعتبر به، ومرة قال: متورك. 4 (عطاء بن قرة السلولي الدمشقي ت ق أبو قرة.) عن عبد الله بن ضمرة والزهري. وعنه ابن ثوبان وسفيان الثوري وغيرهما. قال أبو زرعة الدمشقي: كان عبداً صالحاً قيل له دخل عبد الله بن علي دمشق فقال: هاه فمات. وروي أنه وضع يده على فؤآده وقال: وافؤآداه وافؤآداه حتى مات وذلك سنة اثنتين وثلاثين ومائة. 4 (عطاء بن أبي مسلم الخراساني، ع أحد الكبار، نزل دمشق والقدس، وحديثه عن أبي الدرداء) والمغيرة بن شعبة وابن عباس وجماعة مرسل. وروى عن سعيد بن المسيب وعروة وابن بريدة وعطاء بن أبي رباح وعمرو ابن شعيب ونافع وعدة. وعنه شعبة ومعمر ومالك والثوري وحماد بن سلمة وإسماعيل بن عياش وخلق، حتى إن شيخه عطاء روى عنه. وثقه ابن معين. وقال الدارقطني: هو في نفسه ثقة لكنه لم يلق ابن عباس. (8/490)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 491 قال ابن معين: هو ابن ميسرة رأى ابن عمر وسمع منه. وقال عبد الرحمن بن يزيد بن جابر: كنا نغزو مع عطاء الخراساني فكان يحيي الليل صلاة إلا نومة السحر وكان يعظنا ويحضنا على التهجد. وقال سعيد بن عبد العزيز: كان عطاء الخراساني إذا جلس ولم يجد من يحدثه أتى المساكين فحدثهم. وروى عثمان بن عطاء عن أبيه قال: أوثق عملي في نفسي نشر العلم. وقال عبد الله بن صالح: ثنا الليث عن عمرو بن الحارث عن أيوب السختياني عن القاسم أنه) قال لسعيد بن المسيب: إن عطاء بن أبي رباح حدثني أن عطاء الخرساني حدثه في الرجل الذي أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أفطرني رمضان أنه أمره بعتق رقبة قال: لا أجدها الحديث. هكذا رواه كاتب الليث وغلط والصواب ما روى سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن القاسم قال: قلت لسعيد: إن عطاء الخراساني حدثني عنك في الذي وقع على امرأته قال: كذب ما حدثته إنما بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: تصدق تصدق. وقيل: إن الذي ذكره البخاري في صحيحه في تفسير سورة نوح هو عطاء هذا، وأنا أراه عطاء بن أبي رباح. ولد عطاء الخراساني سنة خمسين، وقيل: ولد سنة ستين. وقال ابنه عثمان: توفي أبي بأريحا سنة خمس وثلاثين ومائة رحمه الله. 4 (عطاء بن أبي ميمونة البصري سوى ت) عن عمران بن حصين وجابر بن سمرة وأنس بن مالك وجماعة. (8/491)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 492 وعنه خالد الحذاء وشعبة وروح بن القاسم وحماد بن سلمة وغيرهم. وثقة ابن معين وقال: هو وابنه قدريان. وقال عبد الرحمن بن منده: توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة وكان يرى القدر. 4 (عطاء السليمي الزاهد عابد أهل البصرة. يحكى عنه أمر يتجاوز الحد في الخوف والحزن.) أدرك أنس بن مالك وأخذ عن الحسن. قال صالح بن أبي ضرار: ثنا الوليد بن مسلم عن خليد بن دعلج قال: كنا عند عطاء السليمي فقيل له إن فلان بن علي قتل أربعمائة من أهل دمشق على دم واحد فقال متنفساً: هاه ثم خر ميتاً. قد تقدمت هذه القصة عن عطاء السلولي فالله أعلم. قال ابن عيينة: ثنا بشر بن منصور قال: قلت لعطاء السليمي: أرأيت لو أن ناراً أشعلت ثم قيل من دخلها نجا ترى كان أحد يدخلها فقال: لو قيل ذلك لخشيت أن تخرج نفسي فرحاً قبل أن أصل إليها. وقال سليمان الشاذ كوني: ثنا نعيم بن مورع قال: انتبه عطاء السليمي فجعل يقول: ويل لعطاء) ليت عطاء لم تلده أمه، وعليه مدرعة فلم يزل كذلك حتى اصفرت الشمس فقمنا وتركناه. قال أبو سليمان الداراني: كان عطاء السليمي قد اشتد خوفه فكان لا يسأل الله الجنة وعن مرجى بن وداع الراسبي قال: كان عطاء إذا هبت ريح ورعد قال: هذا من أجلي يصيبكم لو مت استراح الناس. (8/492)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 493 وعن صالح المري قال: أتيته فقلت له: يا شيخ قد خدعك إبليس فلو شربت كل يوم شربة سويق. وقيل: كان يدعو: اللهم ارحم غربتي في الدنيا وارحم مصرعي عند الموت وارحم وحدتي في قبري وارحم قيامي بين يديك. وقال علي بن بكار: تركت عطاء السليمي بالبصرة حين خرجت إلى الثغر فمكث أربعين سنة على فراشه لا يقوم من الخوف ولا يخرج، أضناه الخوف فكان لا يستطع أن يصلي قائماً وكان يوضأ على الفراش وأي شيء أربعين سنة قد أطاع الله عدد شعره. وقال أبو سليمان الداراني: كان عطاء قد اشتد خوفه فإذا ذكرت عنده الجنة قال: نسأل الله العفو، وعن عطاء السليمي قال: التمسوا لي هذه الأحاديث في الرخص لعل الله يروح عني بعض غمي. وقيل: كان إذا بكى بكى ثلاثة أيام ولياليها. وقال الصلت بن حليم: ثنا أبو يزيد الهدادي قال: انصرفت من الجمعة فإذا عطاء السليمي وعمر بن ذر يمشيان، وكان عطاء قد بكى حتى عمش، وكان عمر قد صلى حتى دبر، فقال عمر لعطاء: حتى متى نسهو ونلعب وملك الموت في طلبنا لا يكف فصاح عطاء وخر مغشياً عليه فانشج موضحة واجتمع الناس فلم يزل على حاله إلى المغرب ثم أفاق فحمل. وقال العلاء بن محمد: شهدت عطاء السليمي خرج في جنازة فغشي عليه أربع مرات. (8/493)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 494 وقال الأصمعي: ثنا أبو يزيد قال: قال عطاء: مات حبيب مات مالك مات فلان ليتني مت فكان أهون لعذابي. وعن إبراهيم بن أدهم قال: كان عطاء السليمي يمس جسده بالليل مخافة أن يكون قد مسح. 4 (عقيل بن مدرك، أبو الأزهر. شامي صدوق.) عن عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي وأبي الزاهرية ولقمان بن عامر.) وعنه صفوان بن عمرو وإسماعيل بن عياش وبقية بن الوليد. 4 (العلاء بن الحارث م أبو وهب الحضرمي الشامي الفقيه.) عن عبد الله بن بسر وأبي الأشعث الصنعاني ومكحول وغيرهم. وعنه الأوزاعي ومعاوية بن صالح ويحيى بن حمزة وفرج بن فضالة وآخرون. وكان أعلم أصحاب مكحول. قال محمد بن سعد: كان مفتياً قليل الحديث وخلط. وقال أبو حاتم: لا أعلم في أصحاب مكحول أوثق منه. وقال أبو داود: ثقة تغير عقله. وقال البخاري: منكر الحديث. (8/494)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 495 وقال ابن معين ثقة يرى القدر. وقال ابن المديني: ثقة. قالوا: توفي سنة ست وثلاثين ومائة. وقيل: عاش سبعين سنة. 4 (العلاء بن خالد الأسدي الكاهلي م ت) عن أبي وائل. وعنه الثوري وحفص بن غياث ومروان بن معاوية. قال ابن معين: ثقة. 4 (العلاء بن أبي العباس. الشاعر المكي. واسم أبيه السائب بن فروخ.) عن أبي الطفيل وأبي جعفر الباقر. وهو شيعي جلد. روى عنه ابن جريج والسفيانان. وثقه ابن معين. 4 (العلاء بن عبد الجبار اليحصبي الحمصي.) عن خالد بن معدان وعمير بن هانيء. وعنه عبد الله بن سالم والحارث بن عبيد وإسماعيل بن عياش. (8/495)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 496 قال أبو حاتم: صالح الحديث. 4 (العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب م أبو شبل المدني. أحد المشاهير، ولاؤه للحرقة من) ) جهينة. روى عن أبيه وعن ابن عمر وأنس بن مالك وأبي السائب مولى هشام بن زهرة ومعبد بن كعب بن مالك. روى عنه شعبة ومالك والسفيانان وإسماعيل بن جعفر وعبد العزيز الدراوردي وآخرون. ابن إسحاق حدثني العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب قال: كان جدي يعقوب مكاتباً لمالك بن أوس بن الحدثنان البصري وكانت أمه مولاة لرجل من الحرقة من جهينة فولدت له أبي وهو مكاتب فعتق أبي لعتاقة أمه فدخل به الحرقي بعدما عتق جدي على عثمان بن عفان يسأله اللحق في الديوان فقام إليه مالك بن أوس فقال: مولاي قد أعتق أبوه فجر إلي ولاؤه، قال: فاختصما إلى عثمان فقضي به للحرقي، فنحن مولى الحرقة. قال أحمد بن أبي خيثمة: سمعت يحيى بن معين يقول: لم يزل الناس يتقون حديث العلاء بن عبد الرحمن. وقال أحمد بن حنبل: ثقة لم أسمع أحداً يذكره بسوء. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: ما أنكر من حديثه شيئاً. (8/496)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 497 وقال ابن معين: ليس حديثه بحجة وقال مرة: ليس بالقوي. وقال ابن عدي: ما أرى بحديثه بأساً. توفي العلاء سنة ثمان وثلاثين ومائة. 4 (علقمة بن أبي علقمة ع بلال المدين مولى عائشة. كان ثقة يعلم العربية.) روى عن أمه مرجانة وأنس بن مالك والأعرج. وعنه مالك وسليمان بن بلال وعبد العزيز الدراوردي وجماعة. وثقة ابن معين. توفي قبيل الأربعين في أول خلافة أبي جعفر. 4 (علي بن بذيمة أبو عبد الله الجزري مولى جابر بن سمرة. وهو كوفي الأصل.) روى عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود وسعيد بن جبير وعكرمة. وعنه شعبة ومعمر وإسرائيل وآخرون.) وثقة ابن معين. وقال أحمد: صالح الحديث أس في التشيع. (8/497)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 498 قيل: توفي سنة ست وثلاثين ومائة. 4 (علي بن الحكم البناني خ أبو الحكم البصري.) عن أنس بن مالك وأبي عثمان النهدي وعطاء بن أبي رباح وعمرو بن شعيب. وعنه الحمادان وإسماعيل بن علية وجماعة. قال أحمد: ليس به بأس. قلت: توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة. 4 (علي بن زيد بن جدعان، م مقروناً هو علي بن زيد ابن أبي مليكة بن عبد الله بن جدعان) أبو الحسن القرشي التيمي البصري الضرير. أحد أوعية العلم في زمانه. روى عن أنس بن مالك وسعيد بن المسيب وأبي عثمان النهدي وعروة وجماعة ولزم الحسن مدة. وعنه شعبة والسفيانان والحمادان وهمام وزائدة وهشيم ومعتمر بن سليمان وعبد الوارث وابن علية وخلق، وولد أعمى. (8/498)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 499 قال منصور بن زاذان: لما مات الحسن قلنا لابن جدعان: اجلس مجلس الحسن. قال حماد بن زيد: سمعت الجريري يقول: أصبح فقهاء البصرة عمياناً ثلاثة: قتادة وعلي بن زيد وأشعث الحداني. وقال حماد بن سلمة: قال علي بن زيد: ربما حدثت الحسن بالحديث اسمعه منه فأقول: يا أبا سعيد أتدري من حدثك فيقول: لا أدري إلا أني سمعته من ثقة، فأقول: أنا حدثتك به. وروى الأصمعي عن مبارك عن علي بن زيد قال: بت مع الحسن بالحديث فقمت من الليل فقرأت البقرة وآل عمران والنساء فقال الحسن: دافعت الصبح الليلة. وقال شعبة: ثنا علي بن زيد وكان دفاعاً. وقال مرة: حدثنا قبل أن يختلط. وقال حماد بن زيد: أنا علي بن زيد وكان يقلب الأحاديث.) وعن يزيد بن زريع قال: كان شيعباً. وقال أحمد: ضعيف الحديث. قال ابن معين: ليس بذاك. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال ابن خزيمة: لا أحتج به لسوء حفظه. (8/499)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 500 وقال النسائي: ضعيف. قال خليفة: مات في الطاعون سنة إحدى وثلاثين ومائة. وقال مطين وغيره: سنة تسع وعشرين ومائة. وقال الترمذي: صدوق. 4 (علي بن يحيى بن خلاد بن رافع الزرقي المدني خ د ن ق أبو الحسن.) روى عن عمه رفاعة بن رافع وعن أبيه يحيى. وعنه ابنه إسحاق وابن عجلان وسليمان بن بلال وإسماعيل بن جعفر وابنه يحيى بن علي وروى عنه نعيم المجمر وهو أكبر منه. قال ابن معين: ثقة. 4 (عمار الدهني م أبو معاوية البجلي الكوفي.) ودهن هو ابن معاوية بن أسلم، وفي بني عبد القيس دهن بن عذرة. روى عمار عن إبراهيم النخعي وإبراهيم التيميم وسعيد بن جبير وأبي الطفيل وأبي سلمة بن عبد الرحمن وسالم بن أبي الجعد. وعنه شعبة والثوري وإسرائيل وشريك وابن عيينة وعبيدة بن حميد وابنه معاوية بن عمار وآخرون. (8/500)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 501 وثقه أحمد بن حنبل وجماعة. وقال مطين: توفي سنة ثلاث وثلاثين ومائة. 4 (عمارة بن جوين ت ق أبو هارون العبدي البصري.) روى عن ابن عمر وأبي سعيد الخدري. وعنه الحمادان وعبد الوهاب الثقفي وعلي بن عاصم وجماعة.) ضعفه شعبة وغير واحد. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال غيره: شيعي جلد. وقال ابن عدي: قد حدث عنه ابن عون والثوري وشريك وهشيم وعبد الوارث ويذكر عنه أشياء في الغلو في التشيع. قلت: توفي سنة أربع وثلاثين ومائة. 4 (عمارة بن أبي حفصة خ واسم أبيه ثابت.) بصري مشهور ولاؤه للعتكيين ولم يدرك ولده حرمي بن عمارة الأخذ عنه، وهو ابن عم عبد العزيز بن أبي رواد. يروي عن أبي عثمان النهدي وأبي مجلذ لاحق بن حميد وعكرمة والحسن وجماعة. (8/501)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 502 وعنه شعبة وعبد الوارث ويزيد بن زريع ويزيد بن هارون وعلي بن عاصم. وثقه ابن معين وغيره. قال خليفة بن خياط: توفي سنة اثنين وثلاثين ومائة. وهو من قدماء مشيخة يزيد بن هارون. 4 (عمارة بن غزية م بن الحارث بن عمرو بن غزية الأنصاري.) من بني مازن بن النجار، مدني مشهور ثقة. روى عن أبي صالح السمان والشعبي والربيع بن سبرة الجهني ومحمد بن إبراهيم التيمي وعمرو بن شعيب وغيرهم. وعنه بكر بن مضر وابن لهيعة وسليمان بن بلال وإسماعيل بن جعفر والدراوردي وبشر بن المفضل وآخرون. استشهد به البخاري. وقال ابن سعد: ثقة كثير الحديث. وأما أبو محمد بن حزم فضعفه. توفي سنة أربعين ومائة. 4 (عمارة بن القعقاع ع بن شبرمة الضبي الكوفي. كان أسن من عمه عبد الله بن شبرمة) وكان يفضل عليه. (8/502)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 503 روى عن أبي زرعة فأكثر وعن الأخنس بن خليفة الضبي.) وعنه السفيانان وشريك وجرير وابن فضيل وغيرهم. وثقه ابن معين. 4 (عمر بن جعثم الشامي الحمصي.) عن خالد بن معدان وسليم بن عامر وعمرو بن قيس السكوني. وعنه إسماعيل بن عياش وبقية بن الوليد. 4 (أما عمر بن خثعم اليمامي، فهو عمر بن عبد الله بن خثعم.) يروي عن يحيى بن أبي كثير. ضعيف. 4 (عمر بن السائب، أبو عمرو المصري الفقيه.) روى عن القاسم بن قزمان وابن لعمرو بن أمية الضمري. وهو مقل. روى عنه الليث وبكر بن مضر وابن لهيعة. قال ابن يونس: مات سنة أربع وثلاثين ومائة رحمه الله. 4 (عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.) (8/503)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 504 عن أبيه. وعنه مسعر وأبو عوانة وهشيم وغيرهم. قال أبو حاتم: هو عندي صالح. قال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن خزيمة: لا يحتج بحديثه. وأما البخاري فلم يحتج به بل استشهد به. قال ابن سعد: قتل عبد الله بن علي عمر بن أبي سلمة مع ابن أخت له من بني أمية وذلك في سنة اثنتين وثلاثين ومائة. وكذا قال خليفة. وقيل سنة ثلاث. 4 (عمر بن سليمان الدمشقي.) روى عن شهر بن حوشب ومكحول وسعيد بن سنان.) وعنه بقية بن الوليد وعباد بن كثير وميسرة بن عبد ربه. 4 (عمر بن عامر القاضي م ن السلمي البصري أبو حفص.) عن أم كلثوم وعن عائشة وعن قتادة وعمرو بن دينار وحماد بن أبي سليمان وجماعة. (8/504)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 505 وعنه سالم بن نوح ومحمد بن عبد الواحد القطيعي ومعتمر بن سليمان ويزيد بن زريع وعباد بن العوام وعدة. قال ابن حبان في الثقات: توفي سنة خمس وثلاثين ومائة. قال ابن المديني: كان على قضاء البصرة مات فجأة. 4 (عمر بن عبد الله بن يعلى ق بن مرة الثقفي الكوفي.) عن أنس بن مالك والمنهال بن عمرو وجدته حكيمة. وعنه الثوري وإسرائيل وأبو خالد الأحمر وزياد البكائي ومروان بن معاوية. ضعفه أحمد، وقال الدارقطني متروك. 4 (عمرو بن دينار البصري ت ق قهرمان آل الزبير، ابن شعيب أبو يحيى الأعور.) روى عن سالم بن عبد الله وصيفي بن صهيب. وعنهه الحمادان وابن علية وعبد الوارث ومعتمر بن سليمان. ضعفه أحمد بن حنبل. وقال البخاري: فيه نظر. 4 (عمرو بن عامر د ن ق أو ابن عمرو أبو الزعراء الجشمي.) (8/505)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 506 عن عمه أبي الأحوص عوف بن مالك وعبيد الله بن عبد الله وعكرمة. وعنه سفيان الثوري وعبيدة بن حميد وابن عيينة. وثقفه ابن معين. 4 (عمرو بن عبيد الله، أبو سهيل الأنصاري الخزرجي الواقفي والد محمد بن عمرو.) روى عن سعيد بن المسيب وسعيد بن عمير. وعنه مالك وابن إسحاق وسليمان بن بلال والدرارودي. قال أبو حاتم: محله الصدق. 4 (عمرو بن عمران أبو السوداء النهدي د كوفي مقل.) عن عبد خير وعن المسيب بن عبد خير وقيس بن أبي حازم وأبي مجلذ.) وعنه السفيانان وحفص بن عبد الرحمن بن سوقة. قال احمد وابن معين: ثقة. وقال أبو داود: قتل أيام قحطبة. عمرو بن أبي مولى المطلب ع بن عبد الله بن حنطب (8/506)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 507 المخزومي أبو عثمان المدني. عن أنس بن مالك وسعيد بن جبير وأبي سعيد المقبري والأعرج وعكرمة. وعنه مالك ومحمد بن جعفر وأخوه إسماعيل بن جعفر وعبد الرحمن بن أبي الزناد والدراوردي وآخرون. قال أبو حاتم: لا بأس به. وقال أحمد: ما به بأس. وقال أبو داود: ليس بذاك. وقال ابن معين: ليس بحجة، واسم أبيه ميسرة. 4 (عمرو بن قيس، ع بن ثور بن مازن بن خيثمة أبو ثور السكوني الكندي الحمصي، لجدهم) مازن صحبة. ولد عمرو عام قتل علي رضي الله عنه، وفد على معاوية مع أبيه. وروى عن عبد الله بن عمرو والنعمان بن بشير واثلة بن الأسقع وأبي أمامة وعبد الله بن بسر وعاصم بن حميد السكوني وطائفة. وعنه معاوية بن صالح وسعيد بن عبد العزيز وثوابة بن عون الحموي وعبد الحميد بن عبد العزيز السكوني ومحمد بن حمير وجماعة. (8/507)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 508 قال إسماعيل بن عياش: أدرك سبعين صحابياً وكان سيد أهل حمص. وقال ابن معين: شامي ثقة سمع عبد الله بن عمر. وقيل: إنه ولي جيش عمر بن عبد العزيز على غرو الصائفة. وقال ابن سعد: صالح الحديث. قال الواقدي: مات سنة خمس وعشرين ومائة وحدث عن معاوية بحديثين. وقال عمير بن مغلس: ثنا أيوب بن منصور سمع عمرو بن قيس يقول: قال لي الحجاج: متى ولدت يا أبا ثور قلت: عام الجماعة سنة أربعين، قال: هي مولدي، قال بعض رواة هذا فتوفي) الحجاج سنة خمس وتسعين وتوفي عمرو بن قيس سنة أربعين مائة. قاله محمود بن خالد الدمشقي. وقال إسماعيل بن عياش: سمعته يقول: سمعت معاوية على المنبر يزع بهذه الآية اليوم أكملت لكم دينكم نزلت في يوم جمعة يوم عرفة. قال: قال أبو حاتم وأحمد العجلي وغيرهما: ثقة. وقال الوليد: ثنا سعيد بن عبد العزيز أن عمر بن عبد العزيز أغزى الروم صائفتين على إحداهما عمرو بن قيس السكوني في أقل من أربعين ألفا نظراً منه لجماعة من كان أصابه الأزل على حصار قسطنطينية قال فخرج إليهم لاون طاغية الروم لما بلغه من قلتهم فلقيه سائح من سياحي الروم فقال: أين يريد الملك قال: هذه الطائفة القليلة، قال: تركت لقاءهم وأمراؤهم على تلك السيرة فلما وليهم هذا الرجل الصالح تعرضهم فقال: ذاك بالشام وهؤلاء (8/508)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 509 بأرض الروم، قال: عمل ذاك مقدمة لهؤلاء. قال سعيد: فانصرف لاون عن لقائهم. وروى بقية عن أبي بكر ن بمريم قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى والي حمص انظر الذين نصبوا أنفسهم للفقه وحبسوها في المسجد عن طلب الدنيا فأعط كل رجل منهم مائة دينار من بيت المال، فكان عمرو بن قيس وأسد بن وداعة فيمن أخذها. وقال محمد بن عوف الطائي: ثنا إبراهيم بن العلاء ثنا ثوابة بن عون التنوخي سمعت عمرو بن قيس السكوني يقول: حججت فلما فرغنا من حجنا خرجنا نريد العمرة من بطن مر فأغفيت فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلاً من ناحية المدينة يريد مكة ومعه نفر من أصحابه على رواحلهم فسلمت عليه فرد علي ثم قال: تريد العمرة قلت: نعم بأبي أنت وأمي، فقال لي: لا، العمرة من الجحفة ثلاثاً فانتبهت فأخبرت أصحابي برؤياي وإلى جانبنا رجل معه حشم فلما سمعني أقص رؤياي أرسل إلي رسوله فقال: أبو عبد الرحمن يريدك، فقلت: من أبو عبد الرحمن قال: عبد الله بن عمرو، فقلت: أهل هو صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نعم فأتيته فقال: أنت الذي رأيت هذه الرؤيا قلت: نعم، قال: اقصصها علي رحمك الله، فقصصتها عليه حتى إذا انتهيت إلى ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى حتى نشج ثم دعا بماء فتوضأ وحسا منه ثم قال: اردد علي رحمك الله فرددت عليه فتنفس حتى ظننت أن قلبه) خرج ثم قال: امض لما أمرك رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامك فو الذي بعثه بالحق لربما سمعته غير مرة ولا مرتين يقول: من رآني في المنام فكأنما رآني في اليقظة فمن رآني فقد رأى الحق فإن الشيطان لا يتمثل بي. قلت: وهم من قال: إنه مات سنة خمس وعشرين فإنه كان فيمن سار (8/509)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 510 للطلب بدم الوليد بن يزيد إلى دمشق، والأصح أنه مات سنة أربعين ومائة فيكون عمره مائة سنة. وكذا قال في عمره محمود بن خالد. 4 (عمرو بن قيس الملائي الكوفي في الطبقة الآتية.)

4 (عمرو بن مهاجر د ق أبو عبيد الدمشقي. كبير حرس عمر بن عبد العزيز.) رأى واثلة بن الأسقع وروى عن عمر بن عبد العزيز. وعنه أخوه محمد بن مهاجر والأوزاعي ويحيى بن حمزة وجماعة. وثقه ابن سعد وابن معين وأحمد العجلي. قال إسماعيل بن عياش: ثنا عمرو بن مهاجر عن أبيه عن أسماء بنت يزيد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا تقتلوا أولادكم سراً فإن الغيل يدرك الرجل على ظهر فرسه عنى بالسر: الجماع. وقال إسماعيل بن عياش: ثنا عمرو بن مهاجر قال: صليت خلف واثلة ابن الأسقع على ستين جنازة ماتوا في الطاعة فجعل الرجال مما يليه. قال أبو مسهر: عمرو بن مهاجر بن دينار هو مولى أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية. وقال ابن عائذ: ثنا أبو مسهر عمن حدثه عن عمرو بن مهاجر أن عمر بن عبد العزيز قال لخالد بن الريان وقد لبس جبة: ما دعاك إلى لبس هذه الجبة قال: سروراً بخلافتك، قال: من أين هي لك قال: من كسوتي أو من (8/510)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 511 كسوة أهل بيتي، قال: انزع هذا السيف والحق بأهلك، اللهم إني قد وضعته لك فلا ترفعه. ثم قال هكذا: اللهم إني أستخبرك، يا كهل، قال عمرو: فظننت أنه يعني غيري، قال: إياك أعني، من أنت قلت: من الأنصار، قال: الحمد لله قد وليتك الحرس فالله الله في الضعيف. وقال يحيى بن حمزة: ثنا عمرو بن مهاجر أن عمر بن عبد العزيز قال: إنما مثلي ومثل عمرو بن مهاجر كمثل رجل اتخذ سهماً لا ريش له والله للأريشنه.) وقيل: إنه جعل له في الشهر عشرين ديناراً. قال خليفة وغيره: مات سنة تسع وثلاثين ومائة. 4 (عمرو بن يحيى بن عمارة الأنصاري المازني ع) عن أبيه وعباد بن تميم وعلقمة بن وقاص وسعيد بن يسار وأبي عبد الله دينار القراظ. وعنه مالك وإبراهيم بن طهمان والحمادان والسفيانان وإسماعيل بن جعفر وعبد العزيز بن محمد وطائفة سواهم. قال أبو حاتم: ثقة صالح. وقال عثمان بن سعيد: سألت يحيى بن معين عنه فقال: صويلح وليس بقوي. يقال: توفي سنة بضع وثلاثين ومائة. (8/511)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 512 4 (عمران بن أبي عطاء. هو أبو حمزة القصاب، سماه هكذا ابن أبي حاتم.) وقيل: أبو حمزة القصاب ميمون، يأتي بكنيته، والصحيح أنهما اثنان وأن أبا حمزة عمران بن أبي عطاء الأسدي الواسطي. روى عن ابن عباس ومحمد بن الحنفية، وعمر دهراً. روى عنه شعبة والثوري وأبو عوانة وهشيم وآخرون. وثقه يحيى بن معين. وقال أبو زرعة: بصري لين. 4 (عنبسة بن سعيد الواسطي القطان د) عن شهر بن حوشب والحسن وجماعة. وعنه ابن أخيه وعبد الوهاب الثقفي. وهو ضعيف له حديث واحد في سنن أبي داود لكنه معروف بحميد الطويل. 4 (عنبسة بن سعيد أبو غنيم الكلاعي الدمشقي.) عن أنس ومكحول وأبان بن أبي عياش وعدة. (8/512)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 513 وعنه الأوزاعي وإسماعيل بن عياش والوليد بن مسلم وابن شابور وغيرهم. قال أبو زرعة: أحاديثه منكرة. 4 (عياش بن عباس م أبو عبد الرحيم القتباني الحميري المصري والد عبد الله.) ) رأى عبد الله بن الحارث بن جزء وروى عن أبي سلمة بن عبد الرحمن والهيثم بن شفي وأبي عبد الرحمن الحبلي وعيسى بن هلال الصدفي وعدة. وعنه حيوة بن شريح وشعبة والليث وابن لهيعة والمفضل بن فضالة. وثقه ابن معين وغيره. مات سنة ثلاث وثلاثين. 4 (عيسى بن سليم العنسي م ن الرستني. والرستن على ثلاثة فراسخ من حمص.) يروي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير وراشد بن سعد. وعنه عمرو بن الحارث ويحيى بن حمزة وبقية وعيسى بن يونس. وثقه أبو حاتم وغيره. يكنى أبا حمزة وهو بالكنية أشهر. (8/513)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 514 4 (عيسى بن موسى بن حميد بن أبي الجهم بن حذيفة العدوي المصري.) عن صفوان بن سليم ومالك بن أنس. وعنه يحيى بن أيوب وابن لهيعة. مات شاباً. (8/514)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 515 4 (حرف الغين)

4 (غالب بن مهران العبدي د ت ق البصري التمار.) عن الشعبي وحميد بن هلال. وعنه قتادة وهو أكبر منه وشعبة وابن علية وعلى بن عاصم وآخرون. قال أبو حاتم: صالح الحديث. 4 (غضيف بن أبي سفيان ن) عن عمرو بن أوس ونافع بن عاصم الثقفي وأخيه يعقوب بن عاصم. وعنه سعيد بن السائب وعمرو بن وهب الطائفيان. 4 (غيلان بن جامع أبو عبد الله المحاربي الكوفي م د ن ق) عن علقمة بن مرثد وسليمان بن بريدة والحكم بن عتيبة وجماعة. وعنه شعبة وسفيان ويعلى بن الحارث المحاربي وعلي بن عاصم.) ومات كهلاً، له نحو من عشرين حديثاً. وثقه ابن معين. (8/515)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 516 4 (حرف الفاء)

4 (فرقد بن يعقوب السبخي ت ق من سبخة البصرة. وقيل: من سبخة الكوفة. أبو يعقوب) النساج أحد العباد. روى عن أنس ومرة الطيب وإبراهيم التيمي وسعيد بن جبير. وعنه همام وحماد بن سلمة وجعفر بن سليمان الضبعي وحماد بن زيد وغيرهم. قال أبو حاتم: ليس بقوي. وقال يحيى: ثقة. وقال الدارقطني وغيره: ضعيف. قال البخاري: في حديثه مناكير. روي أن الحسن دعي إلى طعام فنظر إلى فرقد السبخي وعليه جبة صوف فقال: يا فرقد لو شهدت الموقف لخرقت ثيابك مما ترى من عفو الله عز وجل. (8/516)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 517 وعن فرقد السبخي قال: قرأت في التوراة: أول ذنب عصي الله به: الكبر والحسد والحرص. قيل: إن فرقداً توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة بالبصرة. (8/517)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 518 4 (حرف القاف)

4 (القاسم بن محمد أبو نهيك الأسدي.) عن القاسم بن محمد وطاوس. وعنه مسعر بن كدام وسفيان وشريك وجرير بن عبد الحميد. وقد وثق. 4 (القاسم بن مهران م ن ق) عن أبي رافع الصائغ. وعنه شعبة وهشيم وعبد الوارث وابن علية. وثقه ابن معين. عنده حديث واحد.) 4 (قحطبة بن شبيب الطائي المروزي الأمير.) أحد دعاة بني العباس ومقدم الجيوش، قيل اسمه زياد وإنما قحطبة لقب. (8/518)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 519 وهو والد الأميرين الحسن وحميد، أصابته ضربة في وجهه ليلة المسفاة فوقع في الفرات فهلك ولم يدر به. وذلك في المحرم من سنة اثنتين وثلاثين، وقد مر من شأنه في الحوادث. 4 (قدامة بن إبراهيم بن محمد بن حاطب الجمحي المدني ق) عن ابن عمر وسهل بن سعد وعمر بن أبي سلمة المخزومي. وعنه ابناه عبد الملك وصالح وسفيان بن سعيد وجرير بن عبد الحميد وآخرون. صويلح. 4 (القعقاع بن يزيد الضبي الكوفي الأعمى.) روى عن إبراهيم النخعي والحسن البصري. وعنه سفيان وشريك وجرير بن عبد الحميد. وثقه ابن معين. (8/519)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 520 4 (حرف الكاف)

4 (كثير بن شنظير أبو قرة البصري سوى ت) عن مجاهد وابن سيرين وعطاء وغيرهم. وعنه حماد بن زيد وعباد بن عباد عبد الوارث وبشر بن المفضل. قال أحمد: صالح. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال أبو زرعة: لين. وتردد ابن معين فيه. 4 (كثير النوا ت أبو إسماعيل الكوفي مولى بني تيم الله.) روى عن عطية العوفي وأبي جعفر الباقر وجميع بن عمير. وكان من أجلاد الشيعة. روى عنه المسعودي وشريك وابن فضيل وعمر بن شبيب المسلي وغيرهم. (8/520)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 521 قال أبو حاتم وغيره: ضعيف الحديث.) 4 (كرز بن وبرة الحارثي الكوفي، أحد الأولياء.) روى عن أنس بن مالك وطارق بن شهاب والربيع بن خثيم ومجاهد وعطاء وطاوس. روى عنه أبو طيبة عيسى بن سليمان الدارمي لقيه بجرجان وسفيان الثوري ومحمد بن النضر الحارثي وعبيد الله الوصافي ومختار التيمي ومحمد بن فضل وغيرهم. روى ابن فضل عن أبيه أن كرزاً لم يرفع رأسه إلى السماء أربعين سنة حياء من الله تعالى. قال: وكان يكثر الصلاة فكان يقرأ القرآن في اليوم والليلة ثلاث مرات. وكان إذا خرج من بيته يأمر بالمعروف فربما ضربوه حتى يغشى عليه. قال حمزة السهمي: دخل كرزجرجان غازياً في سنة ثمان وتسعين مع يزيد بن المهلب ثم سكنها واتخذ بها مسجداً في طرف محلة سليمان آباذ، وكان معروفاً بالزهد والعبادة رحمة الله عليه. وقال ابن شبرمة: صحبنا كرز بن وبرة وكان لا ينزل منزلاً إلا ابنتى مسجداً وقام يصلي فيه. ولابن شبرمة: (لو شئت كنت ككرز في تعبده .......... أو كابن طارق حول البيت في الحرم)

(قد حال دون لذيذ العيش خوفهما .......... وسارعا في طلاب الفوز والكرم) (8/521)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 522 قال أحمد الدورقي: حدثني سعيد أبو عثمان قال: سمعت ابن عيينة يقول: قال ابن شبرمة: سأل كرز بن وبرة ربه أن يعطيه الأسم الأعظم على أن لا يسأل به شيئاً من الدنيا فأعطيه، فسأل أن يقوى على ختم القرآن في اليوم والليلة ثلاث مرات. قال الدورقي: وحدثني جرير بن زياد بن كرز الحارثي عن شجاع بن صبيح مولى كرز بن وبرة قال: أخبرني أبو سليمان المكتب قال: صحبت كرزاً إلى مكة فكان إذا نزل أدرج ثيابه في الرحل ثم تنحى للصلاة فإذا سمع رغاء الإبل أقبل، فاحتبس يوماً عن الوقت فانبث أصحابه في طلبه فأصبته في وهدة يصلي في ساعة حارة وإذا سحابة تظله فلما رآني أقبل نحوي فقال: يا أبا سليمان لي إليك حاجة أحب أن تكتم ما رأيت، قلت: نعم. وعن النضر بن عبد الله عن روضة مولاة كرز قالت: قلنا من أين ينفق كرز قالت: كان يقول: يا روضة إذا اردت شيئاً فخذي من هذه الكوة، فكنت آخذ كلما أردت. قلت: وأما ابن طارق المذكور فهو محمد بن طارق.) قال ابن فضل: حزروا طوافه في اليوم والليلة عشرة فراسخ. 4 (كليب بن وائل خ د ت بن هنان التيمي البكري المدني نزيل الكوفة.) روى عن ابن عمر وزينب بنت أبي سلمة وهانيء بن قيس. (8/522)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 523 وعنه زائدة وعبد الواحد بن زياد وأبو إسحاق الفزاري وحفص بن غياث وآخرون. قال أبو داود: ليس به بأس. وثقه ابن معين وضعفه أبو حاتم. (8/523)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 524 4 (حرف اللام)

4 (ليث بن أبي سليم توفي في قول مطين سنة ثمان وثلاثين ومائة، وسيأتي.) (8/524)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 525 4 (حرف الميم)

4 (المحب بن حذلم، أبو خيرة الرعيني. مولاهم المصري أحد العابدين.) قال ابن لهيعة: كان أبو خيرة يقرأ القرآن في كل يوم وليلة مرتين. وروى طلق بن السمح عن ضمام بن إسماعيل أن المحب أبا خيرة قام والحوثرة أمير مصر يخطب ويبكي فوق المنبر فقال أبو خيرة: يا محمداه ارفع رأسك فانظر ما فعلت أمتك بعدك، يا هذا اتق الله، فإن الله يقول يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون فقال: خذوا المنافق فأتوه به وهو على المنبر فقيل له: مجنون، فقال: المحب أجن مني يقول ما لا يفعل قال: خلوه فإنه مجنون. تردى أبو خيرة فاستشهد وذلك في سنة خمس وثلاثين ومائة رحمه الله. 4 (محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ع أبو عبد الملك الأنصاري قاضي) المدينة. كان أكبر من أخيه عبد الله بن أبي بكر. روى عن أبيه وعمرة وعباد بن تميم وعبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن. وعنه ابنه عبد الرحمن وشعبة والثوري وفضل بن فضالة وابن عبيد وآخرون. ورأى بعض الصحابة وكان من الثقات. قال الواقدي: مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة. 4 (محمد بن جحادة الكوفي ع أحد الأئمة.) (8/525)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 526 روى عن أنس وأبي حازم الأشجعي وأبي صالح السمان وأبي صالح باذام ورجاء بن حيوة) وخلق. وعن ابنه إسماعيل وشعبة وزهير بن معاوية وابن عيينة وعبد الوارث وآخرون. وثقه أحمد وأبو حاتم وكان من فضلاء أهل الكوفة. توفي بطريق مكة في رمضان سنة إحدى وثلاثين ومائة. 4 (محمد بن أبي حرملة القرشي خ م د ن ت مولاهم المدني أبو عبد الله.) عن سليمان بن يسار وأبي سلمة وكريب. وعنه مالك وإسماعيل بن جعفر وابن عيينة. وثقه النسائي وغيره. 4 (محمد بن خالد الضبي الكوفي ت) عن انس بن مالك وإبراهيم النخعي وعطاء وسعيد بن جبير. وعنه الثوري وجرير بن عبد الحميد وأبو معاوية وآخرون كبار. قال أبو حاتم: ليس بحديثه بأس. وقال ابن ما كولا: كنيته أبو خبئة بخاء معجمة وبموحدة وهمزة، قال: وروى عنه إبراهيم الصائغ فكناه أبا خالد. وقال عبد الغني بن سعيد: أبو خبئة بالضم هو سؤر الأسد من أهل (8/526)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 527 الكوفة وهو محمد بن خالد الضبي، كذا ضمه عبد الغني فالله أعلم. 4 (محمد بن زياد الإلهاني الحمصي خ من علماء بلده، والهان هو أخو همدان ابنا مالك بن) زيد بن أوسلة القحطاني. يروي عن أبي أمامة الباهلي وأبي عنبة الخولاني وعبد الله بن بسر وأبي راشد الحبراني. وعنه إسماعيل بن عياش وعبد الله بن سالم الأشعري وبقية ومحمد بن حرب ومحمد بن حمير وآخرون. وثقه أحمد وغيره. وبقي إلى حدود الأربعين ومائة. 4 (محمد بن زيد بن المهاجر م بن قنفذ بن عمير بن جدعان القرشي التيمي المدني.) رأى ابن عمر وأخذ العطاء في إمرة معاوية. وروى عن عمير مولى آبى اللحم وسعيد بن) المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن وغيرهم. وعنه الزهري ومات قبله ومالك وهشام بن سعد والدراوردي وحفص بن غياث وبشر بن المفضل وآخرون. وثقه أحمد وابن معين. 4 (محمد بن سالم أبو سهل الهمداني الكوفي ت.) (8/527)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 528 عن الشعبي وابن إسحاق. وعنه جرير بن عبد الحميد وابن فضيل ويزيد بن هارون وسعد بن الصلت وغيرهم. وكان فرضياً ولعله بقي إلي بعد الأربعين ومائة. تركه ابن المبارك. وقال القطان: ليس بشيء. وقال الفلاس: متروك. 4 (محمد بن السائب ت ق بن بركة المكي.) عن أمه وعن عمرو بن ميمون الأودي. وعنه ابن جريج وزهير بن محمد التميمي وزهير بن معاوية وابن عيينة ويحيى بن سليم إسماعيل بن علية. وثقه ابن معين وغيره، وهو مقل. 4 (محمد بن سعد الأنصاري، شامي.) عن أبيه وأبي ظبية الكلاعي وربيعة القصير. وعنه شريك وهشيم وسفيان بن عيينة وابن فضيل. قال ابن معين: ليس بن بأس. (8/528)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 529 4 (محمد بن سيف ت أبو رجاء البصري الحداني.) عن عكرمة والحسن وابن سيرين ومطر الوراق. وعنه شعبة ويزيد بن زريع وابن علية. وثقه ابن معين. 4 (محمد بن شيبة بن نعامة الضبي الكوفي. م) عن علقمة بن مرثد وعمرو بن مرة.) وعنه هشيم بن بشير وجرير وأبو معاوية وجماعة. وهو ثقه مقل. 4 (محمد بن طارق المكي العابد ق.) روى عن ابن عمر وعن طاوس ومجاهد. وعنه ليث بن أبي سليم والثوري وسفيان بن عيينة. قد ذكر من اجتهاده في العبادة آنفاً في ترجمة كرز. 4 (محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة خ ن ق المازني أبو عبد الرحمن) المدني. أحد الثقات. (8/529)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 530 عن أبي الحباب سعيد بن يسار وعباد بن تميم وغيرهما. وعنه ابن إسحاق ومالك والوليد بن كثير وسفيان بن عيينة. توفي سنة تسع وثلاثين ومائة. 4 (محمد بن عبد الله بن لبيد الأسدي، ويقال الأسلمي.) ولي قضاء دمشق مديدة في إمرة مروان بن محمد ثم عزل بكلثوم بن زياد ثم ولي في دولة السفاح. حكى عنه محمد بن شعيب بن شابور. 4 (محمد بن عبد الله بن أبي عتيق خ د ت ن محمد بن عبد الرحمن ابن أبي بكر الصديق) القرشي التيمي. روى عن نافع والزهري. وعنه سليمان بن بلال وحاتم بن إسماعيل ويزيد بن زريع وغيرهم. وكان ثقة. 4 (محمد بن عبد الرحمن بن نوفل ع بن الأسود بن نوفل بن خويلد بن أسد بن عبد العزى) أبو الأسود القرشي الأسدي يتيم عروة، لأن أباه أوصى به إليه. وكان جده نوفل من مهاجرة الحبشة وبها توفي. (8/530)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 531 نزل أبو الأسود مصر وحدث بها بكتاب المغازي لعروة بن الزبير وعن علي ابن الحسين والنعمان بن أبي عياش الزرقي وعكرمة الهاشمي وجماعة.) وعنه حيوة بن شريح وشعبة ومالك وابن لهيعة وآخرون. آخرهم وفاة أبو ضمرة أنس بن عياض. وكان أحد الثقات المشاهير. توفي سنة بضع وثلاثين ومائة. 4 (محمد بن عبد الملك بم مروان بن الحكم الأموي الأمير.) ولي الديار المصرية لأخيه الخليفة هشام وكان فيه دين، ولما قتل الوليد غلب على الأردن. روى عن أبيه. وعنه الأوزاعي وزيد بن واقد وغيرهما. ظفر به عبد الله بن علي يوم نهر أبي فطرس فذبحه صبراً. قال ابن أبي حاتم: سمعت علي بن الحسين بن الجنيد يوثقه. وقيل: إنه سمع من المغيرة بن شعبة وهذا غلط. وذكر ابن يونس أنه روى عن رجل. 4 (محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب أبو عبد الله العلوي المدني من سادات بني) هاشم. (8/531)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 532 روى عن أبيه وعن عبيد الله بن أبي رافع وعمه محمد بن الحنفية والعباس ابن عبيد الله بن عباس. روى عنه بنوه عبيد الله وعبد الله وعمر وابن جريح وهشام بن سعد ويحيى ابن أيوب وسفيان والثوري ومحمد بن موسى الفطري وآخرون. قال ابن سعد: أدرك خلافة بني العباس. وقال جويرية بن أسماء: كان الناس يقولون إن محمد بن عمر بن علي يشبه جده علياً رضي الله عنه. 4 (محمد بن عمرو بن حلحلة الديلي المدني خ م د ن.) عن عطاء بن يسار ومعبد بن كعب بن مالك ومحمد بن عمرو بن عطاء والزهري. وعنه مالك وإسماعيل بن جعفر ومسلم الزنجي والدراوردي وزهير بن محمد المروزي. وثقة أبو حاتم. 4 (محمد بن كريب مولى ابن عباس، أخو رشدين.) ) روى عن أبيه. (8/532)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 533 وعنه إسرائيل وعبد الرحيم بن سليمان وغيرهما. ضعفوه. 4 (محمد بن المنكدر ع قد تقدم. وقيل توفي سنة إحدى وثلاثين.)

4 (مخارق بن خليفة م د ت ن ويقال ابن عبد لله بن جابر الأحمسي الكوفي.) عن طارق بن شهاب. وعنه شعبة والسفيانان وإسرائيل وعبيدة بن حميد وآخرون. وثقه احمد. 4 (مختار بن فلفل الكوفي م د ت ن.) عن أنس بن مالك وإبراهيم التيمي. وعنه الثوري وجرير بن عبد الحميد وعبد الله بن إدريس وابن فضيل وحفص ابن غياث وآخرون. وثقه أحمد وغيره. وكان خيراً رقيق القلب بكاء عند الذكر، تفرد بحديث خير البرية إبراهيم عليه السلام، وبقي إلى حدود الأربعين ومائة. 4 (مروان بن محمد بن مروان بن الحكم ابن أبي العاص بن أمية (8/533)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 534 الخليفة أبو عبد الملك) الأموي، ويلقب بمروان الحمار ومروان الجعدي، وتلك نسبة إلى مؤدبة الجعد بن درهم، ويقال: فلان أصبر من حمار في الحروب، ولهذا قيل له مروان الحمار فإنه كان لا يخف له لبد في محاربة الخارجين عليه. كان يصل السرى بالسير ويصبر على مكاره الحرب. وقيل: سمي بالحمار لأن العرب تسمي كل مائة سنة حماراً فلما قارب ملك بني أمية مائة سنة لقبوا مروان بالحمار لذلك وأخذوه من قوله تعالى في موت حمار العزيز. وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس. ولد مروان بالجزيرة سنة اثنتين وسبعين وأبوه متوليها، وأمه أم ولد، وقد ولي ولايات جليلة قبل الخلافة، وافتتح قونية سنة خمس ومائة، وولي الجزيرة وأذربيجان سنة أربع عشرة ومائة، وكان مشهوراً بالفروسية والإقدام والرجلة والدهاء وفيه عسف. سار مرة حتى جاوز نهر) الروم فقتل وسبى وأغار على الصقالبة. قاله خليفة. وقال ابن أبي الدنيا وغيره: كان مروان أبيض شديد الشهلة ضخم الخامة كث اللحية أبيضها ربعة من الرجال. وقال الوليد بن مسلم: بويع يوم نصف سنة سبع وعشرين ومائة. وقال غيره: لما قتل الوليد بلغ ذلك مروان وهو على أرمينية فدعا إلى بيعة من رضيه المسلمون فبايعوه فلما بلغه موت يزيد الناقص أنفق الخزائن وسار في (8/534)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 535 بضع وثلاثين فارساً من الجزيرة واستخلف عليها أخاه عبد العزيز بن محمد فلما وصل إلى حلب باييعه خلق من القيسية ثم قدم حمص فدعاهم إلى المسير معو إلى بيعة وليي العهد الحكم وعثمان ابني الوليد وكانا محبوسين عند إبراهيم الذي استخلف بدمشق بعد وفاة أخيه يزيد بن الوليد فسار معه جيش حمص وخرج لحربه أصحاب إبراهيم فالتقى الجمعان بمرج عذراء فهزمهم مروان، وكان عليهم سليمان بن هشام بن عبد الملك فانهزم بعد حرب شديد، فبرز إبراهيم بن الوليد وعسكر بميدان الحصى ومعه الخزائن فتفلل عنه الناس فتوثب أعوانه فقتلوا وليي العهد المذكورين وقتلوا معهما يوسف بن عمر في السجن، وثار أحداث أهل دمشق بعبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك فقتلوه لكونه سعى في قتل هؤلاء الثلاثة ثم أخرجوا من الحبس أبا محمد عبد الله بن يزيد بن معاوية ووضعوه على منبر دمشق وفكوا قيوده ليبايعوه، ووضعوا رأس عبد العزيز المذكور بين يديه فخطبهم وحضهم على الجماعة، وبايع لمروان بن محمد فهرب حينئذ من ميدان الحصى إبراهيم بن الوليد وأمن مروان أهل البلد ورضي عنهم، فأول من سلم عليه بالخلافة أبو محمد المذكور واستوثق له الأمر وأمر بنبش يزيد الناقص رحمه الله تعالى وصلبه، وأما إبراهيم فإنه خلع نفسه وبعث بالبيعة إلى مروان فأمنه، وتحول إبراهيم فنزل الرقة خاملاً ثم استأمن سليمان ابن هشام فأمنه مروان. قال المدائني وغيره: كان مروان عظيم المروءة يحب اللهو والسماع غير أنه شغل بالحروب وكان يحب الحركة والأسفار. وقال منصور بن أبي مزاحم: سمعت الوزير أبا عبيد الله يقول: سألني المنصور: ما كان أشياخك الشاميون يقولون قلت: أدركتهم يقولون: إن الخليفة إذا استخلف غفر له ما مضى من ذنوبه، فقال: إي والله وما تأخر، أتدري ما الخليفة به تقام الصلاة وبه يحج البيت ويجاهد) العدو، قال: فعدد (8/535)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 536 من مناقب الخليفة ما لم أسمع أحداً ذكر مثله. وقال: والله لو عرفت من حق الخلافة في دهر بني أمية ما أعرف اليوم لأتيت الرجل منهم حتى أبايعه أقول: مرني بم شئت، فقال له ابنه المهدي: وكان الوليد منهم فقال: قبح الله الوليد ومن أقعده خليفة، قال: أفكان مروان بن محمد منهم فقال المنصور: لله در مروان ما كان أحزمه وأسوسه وأعفه عن الفيء. قال: فلم قتلتموه قال: للأمر الذي سبق في علم الله. وعن إسحاق بن مسلم العقيلي قال: رأيت مروان فعل فعلاً فظيعاً أدخل عليه يزيد بن خالد بن عبد الله القسري فاستدناه ولف منديلاً على إصبعه ثم أدخلها في عين يزيد فقلعها واستخرج الحدقة ثم أدار يده فأخرج حدقته الأخرى وما سمعت ليزيد كلمة، وكان قد حارب مروان قبل أن يستخلف وقام مع إبراهيم بن الوليد. قال خليفة بن خياط: وسار مروان لحرب بني العباس فكان في مائة ألف وخمسين ألفاً فسار حتى نزل الزابين دون الموصل فالتقى هو وعبد الله بن علي عم المنصور في جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثين فانكسر مروان وقطع الجسور إلى الجزيرة وأخذ بيوت الأموال والكنوز فقدم الشام فاستولى عبد الله على الجزيرة وطلب الشام وفر منه مروان ونزل عبد الله دمشق، فلما بلغ مروان أخذ دمشق وهو حينئذ بأرض فلسطين دخل إلى أرض مصر وعبر النيل وطلب الصعيد، فوجه عبد الله بن علي أخاه صالح بن علي فطلب مروان وعلى طلائعه عمرو بن إسماعيل، فساق عمرو في أثر مروان فلحقه بقرية بوصير فبيته فقتله. وقال أبو معشر السندي: قتل مروان وهو ابن اثنتين وستين سنة. (8/536)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 537 وقال يعقوب الفسوي: نزل بوصير وسهر وتطير باسم بوصير فاحاط عامر بن إسماعيل ببوصير فقتلوه في ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين. ويروي أن مروان مر في هربه على راهب فقال: يا راهب هل تبلغ الدنيا من الإنسان أن تجعله مملوكاً قال: نعم، قال: كيف قال: بحبها قال: فما السبيل إلى العتق قال: ببغضها والتخلي منها. قال هذا ما لا يكون قال: بل سيكون فبادر بالهرب منها قبل أن تبادرك، قال: هل تعرفني قال: نعم أنت مروان ملك العرب تقتل في بلاد السودان وتدفن بلا أكفان ولولا أن الموت في طلبك لدللتك على موضع هربك. قال هشام بن عمار: ثنا عبد المؤمن بن مهلهل عن أبيه قال: قال لي مروان لما أن عظم أمر) أصحاب الرايات السود: لولا وحشتي لك وأنسي بك لأحببت أن تكون ذريعة فيما بيني وبين هؤلاء فتأخذ لي ولك الأمان قلت: وبلغت هذا الحال قال: إي والله، قلت: فأدلك على أحسن ما أردت، قال: قل، قلت: إبراهيم بن محمد في يدك تخرجه من الحبس وتزوجه بنتك وتشركه في أمرك فإن كان الأمر كما تقول انتفعت بذلك عنده وإن لم يكن كذلك كنت قد وضعت نبتك في كفاءة، قال: أشرت والله بالرأي ولكن والله السيف أهون من هذا. 4 (مسحاج بن موسى الضبي الكوفي د.) سمع من أنس بن مالك. وعنه جرير وأبو معاوية ومروان الفزاري. وثقه ابن معين. (8/537)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 538 4 (مسلم بن زياد الحمصي.) د ت. عن أنس وعمر بن عبد العزيز وكان على خيله، ورأى فضالة بن عبيد رضي الله عنه. روى عنه إسماعيل بن عياش وابن لهيعة وبقية بن الوليد. 4 (مسلم بن سالم أبو فروة الجهني سوى ت نزل فيهم بالكوفة وليس منهم.) روى عن عبد الله بن عكيم وعبد الرحمن بن أبي ليلى وأبي الأحوص عوف وغيرهم. وعن مسعر وشعبة والسفيانان وزياد البكائي وجماعة. وثقه ابن معين. 4 (مسلم بن عبيد. هو أبو نصيرة، يأتي بالكنية.)

4 (مسلم بن كيسان الضبي ت ق الملائي الكوفي الأعور.) عن أنس وعبد الرحمن بن أبي ليلى ومجاهد. وعنه جرير بن عبد الحميد وعلي بن مسهر وابن فضيل والمحاربي وعلي بن عاصم وآخرون. (8/538)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 539 ضعفوه. كان يحيى القطان لا يحدث عنه. وقال البخاري: يتكلمون فيه. وقال أبو زرعة: ضعيف.) وقال غيره: متروك. 4 (المسور بن رفاعة بن أبي مالك القرظي.) عن الزبير بن عبد الرحمن بن الزبير وابن عباس وغيرهما. وعنه أبو علقمة عبد الله بن محمد الفروي وابن إسحاق ومالك وإبراهيم بن سعد وأبو بكر بن أبي سبرة. وهو مدني مقل خرج البخاري في كتاب الأدب تأليفه. 4 (مطرح بن يزيد ق أبو المهلب الأسدي الكوفي. عداده في الشاميين.) روى عن بشر بن نمير وعبيد الله بن زحر. وعنه ابن عيينة وأبو إسحاق الفزاري وعبد الله بن إدريس والمحاربي. وقد روى عنه من شيوخه عاصم بن بهدلة. ضعفه النسائي غيره. مات شاباً فإنه من أقران الرواة عنه. (8/539)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 540 4 (مطير بن أبي خالد.) عن أبي هريرة وعائشة وثابت البجلي. وعنه ابنه موسى بن مطير وعوسجة وعلي بن هاشم بن البريد. ضعفوه. 4 (معاوية بن سعيد التجيبي ق مولاهم المصري.) عن أبي قبيل المعافري ويزيد بن أبي حبيب. وعنه يحيى بن أيوب ورشدين بن سعد وبقية بن الوليد. 4 (معبد بن هلال العنزي البصري خ م ن.) عن عقبة بن عامر الجهني إن صح وأنس بن مالك والحسن. وعنه سليمان التيمي والجريري والحمادان ومعتمر بن سليمان. وكان أحد الثقات. 4 (مغيرة بن حبيب، أبو صالح الأزدي البصري ختن مالك بن دينار.) عن شهر بن حوشب وسالم بن عبد الله وغيرهما. (8/540)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 541 وعنه هشام الدستوائي وحماد بن زيد وصالح المري وجعفر بن سليمان وبشر بن المفضل.) وهو صالح الحديث. 4 (مغيرة بن عبيد الله بن المغيرة الفزاري. أمير مصر في دولة مروان ابن محمد كان حسن) السيرة. ذكره ابن يونس. توفي في جمادى الأولى سنة اثنتين وثلاثين ومائة. 4 (مغيرة بن مقسم الضبي ع الكوفي الأعمى أبو هشام. أحد الأعلام من موالي بني ضبة.) تفقه بإبراهيم النخعي وبالشعبي وروى عنهما وعن أبي وائل شقيق ومجاهد. وعنه شعبة وزائدة وإسرائيل وأبو عوانة وخلق آخرهم موتاً: محمد بن فضيل. قال شعبة: كان أحفظ من حماد بن أبي سليمان. وروى جرير بن عبد الحميد عن مغيرة قال: ما وقع في مسامعي شيء فنسيته. قال أبو داود: قد سمع مغيرة من مجاهد وأبى وائل وأبي رزين، قال: (8/541)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 542 ومغيرة لا يدلس سمع من إبراهيم مائة وثمانين حديثاً وقد أدخل بينه وبين إبراهيم قريباً من عشرين رجلاً. وقال أحمد بن سعد بن أبي مريم عن ابن معين: مغيرة ثقة مأمون. وقال فضيل بن غزوان: عنا نجلس أنا ومغيرة وعدد ناسا نتذاكر الفقه فربما لم نقم حتى نسمع النداء بصلاة الفجر. وقال جرير: سمعت مغيرة يقول: إني لأحتسب في منعي الحديث اليوم كما تحتسبون في بذله. وكان مكفوف البصر. قال أحمد بن عبد الله العجلي: كان مغيرة من الفقهاء. وكان عثمانياً إلا أنه كان يحمل على علي رضي الله عنه بعض الحمل. وروى جرير عن مغيرة قال: إذا تكلم اللسان بما لا يعنيه قال الفتى: واحرباه. وروى فضيل بن عياض عن مغيرة قال: من طلب الحديث قلت صلاته. وقال أبو بكر بن عياش: ما رأيت أحداً أفقه من مغيرة فلزمته ولا أقرأ من عاصم فقرأت عليه. قال أحمد بن حنبل: مغيرة صاحب سنة ذكي حافظ في روايته عن إبراهيم ضعف. وقال حجاج عن شعبة قال: مغيرة أحفظ من الحكم. وقال ابن فضيل: كان مغيرة يدلس وكنا لا نكتب عنه إلا ما قال ثنا إبراهيم.) (8/542)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 543 وقال عبد الله بن الأجلح: رأيت مغيرة يخضب بحناء. قال ابن نمير وغيره: مات سنة ثلاث وثلاثين ومائة. وقيل سنة أربع. 4 (مقاتل بن حيان البلخي. سيأتي في الطبقة الأخرى.)

4 (منصور بن جمهور الكلبي المزي الدمشقي الأمير.) أحد من قام بخلافة يزيد بن الوليد وخرج معه على الوليد ثم إنه سار إلى العراق. فذكر خليفة أنه افتعل عهداً على لسان يزيد بإمرة العراق فحكم بها أربعين يوماً وجعل على شرطته حجاج بن أرطأة. قلت: ثم إنه عزل فسار نحو بلاد السند فغلب عليها مدة. وكان قدرياً فلما استولى السفاح وجه لقتاله موسى بن كعب فالتقاه فانهزم منصور وهلك عطشاً. 4 (منصور بن زاذان ع أبو المغيرة الثقفي مولاهم الواسطي. أحد الأعلام. وقبره بواسط) مشهور يزاز. روى عن أنس بن مالك وأبي العالية والحسن البصري وابن سيرين وحميد بن هلال وعدة. وعنه شعبة وجرير بن حازم وأبو عوانة وهشيم وخلف بن خليفة وخلق سواهم. (8/543)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 544 قال هشيم: كان منصور بن زاذان لو قيل له: إن ملك الموت على الباب ما كان عنده زيادة في العمل وكان يصلي من طلوع الشمس إلى أن يصلي العصر ثم يسبح غلى المغرب. قال ابن سعد: وكان ثقة ثبتاً سريع القراءة، وكان يريد أن يترسل فلا يستطيع، وكان يختم في الضحى، وكان قد تحول إلى المبارك. وقال يزيد بن هارون: كان منصور بن زاذان يقرأ القرآن كله في صلاة الضحى، وكان يختم القرآن من الأولى إلى العصر، ويختم في يوم مرتين وكان يصلي الليل كله. وقال أحمد بن إبراهيم الدورقي: ثنا محمد بن عيينة حدثني مخلد بن الحسين عن هشام بن حسان قال: كنت أصلي أنا ومنصور بن زاذان جميعاً فكان إذا جاء شهر رمضان ختم القرآن فيما بين المغرب والعشاء ختمتين ثم يقرأ إلى الطواسين قبل أن تقام الصلاة وكان يختم القرآن فيما بين الظهر والعصر ويختمه فيما بين المغرب والعشاء وكان يبل عمامته من دموع عينيه رحمة الله عليه. وقال صالح بن عمر الواسطي: كان الحسن البصري يقعد مع أصحابه فلا يقوم حتى يختم) منصور بن زاذان القرآن. أنبئت عن أبي المكارم اللبان أنا الحداد أنا أبو نعيم ثنا مخلد بن جعفر ثنا الفريابي ثنا عباس ثنا يحيى بن أبي بكير ثنا شعبة عن هشام بن حسان قال: صليت إلى جنب منصور بن زاذان فيما بين المغرب والعشاء فقرأ القرآن وبلغ الثانية إلى النحل. (8/544)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 545 وروى خلف بن خليفة عن منصور قال: الهم والحزن يزيد في الحسنات والشر والبطر يزيد في السيئات. وقال أبو معمر القطيعي: ذكر عباد بن العوام أنه شهد جنازة منصور بن زاذان قال: فرأيت النصارى على حده والمجوس على حده واليهود على حدة وقد أخذ خالي بيدي من كثرة الزحام. قال يزيد بن هارون: توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة. 4 (منصور بن عبد الرحمن بن طلحة خ م د ن ق بن الحارث العبدري الحجبي المكي أخو) محمد. روى عن أمه صفية بنت شيبة وسعيد بن جبير. وعنه زهير بن معاوية والسفيانان ووهيب بن خالد وفضيل بن سليمان النميري وجماعة. اثنى عليه سفيان بن عيينة وقال: كان يبكي عند كل صلاة فكانوا يرون أنه يذكر الموت والقيامة عند الصلوات. وثقه النسائي وغيره. وأشار بعضهم إلى لين فيه، وهو قليل الرواية. مات سنة سبع أو ثمان وثلاثين ومائة. 4 (منصور بن عبد الرحمن الغداني م د البصري الأشل.) (8/545)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 546 روى عن الحسن والشعبي. روى عنه شعبة وبشر بن المفضل وابن علية. وثقه ابن معين وغيره. وأشار أبو حاتم إلى لين ما فيه. 4 (منصور بن المعتمر اسلمي ع الإمام العلم أبو عتاب الكوفي.) روى عن أبي وائل وإبراهيم والشعبي وربعي بن حراش وسعيد بن جبير وعبد الله بن مرة وأبي حازم الأشجعي وأبي الضحى وهلال بن يساف والزهري وعمرو بن مرة والحكم) ومجاهدة وخلق. وما علمت له رواية عن أحد من الصحابة. روى عن شعبة وسفيان وشيبان النحوي وشريك وفضيل بن عياض وأبو الأحوص وابن عيينة وجرير ومعتمر بن سليمان وعبيدة بن حميد وخلق سواهم. وكان من كبار الحفاظ الأثبات. قال شعبة: قال منصور: ما كتبت حديثاً قط. وقال عبد الرحمن بن مهدي: لم يكن بالكوفة أحد أحفظ من منصور. وقال زائدة: صام منصور أربعين سنة وقام ليلها وكان يبكي الليل كله فإذا أصبح كحل عينيه وبرق شفتيه ودهن رأسه فتقول له أمه: قتلت قتيلاً فيقول: أنا أعلم بما صنعت بنفسي. وقد أخذه يوسف بن عمر أمير العراق ليوليه قضاء الكوفة فامتنع فدخلت عليه وقد جيء بالقيد يقيدونه ثم خلي عنه يعني لما أيسوا منه. (8/546)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 547 وقال أحمد العجلي: كان منصور أثبت أهل الكوفة لا يختلف فيه أحد، صالح متعبد أكره على القضاء فقضى شهرين، وفيه تشيع يسير، وكان قد عمش من البكاء، قالت فتاة لأبيها: يا أبه الأسطوانة التي كانت في دار منصور ما فعلت قال: يا بنية ذاك منصور كان يصلي بالليل فمات. قال ابن عيينة: كان منصور في الديوان فكان إذا دارت نوبته لبس ثيابه وذهب فحرس يعني في الرباط. وقال أبو نعيم: سمعت حماد بن زيد يقول: قد رأيت منصور بن المعتمر صاحبكم وكان من هذه الخشبية ما أراه كان يكذب. وقال يحيى القطان: كان منصور من أثبت الناس. وقال سفيان الثوري: كنت إذا رأيت منصوراً قلت: الساعة يموت. كان في خده خال مما ظهر من البكاء. قال أبو داود: طلب منصور الحديث قبل الجماجم، يعني في حدود الثمانين، قال والأعمش طلب بعده. وقال أبو حاتم: هو أتقن من الأعمش لا يخلط ولا يدلس بخلاف الأعمش. قال ابن مهدي: كان منصور أثبت أهل الكوفة.) وقال شعبة: قال منصور: وددت أني كتبت وأن علي كذا وكذا فقد ذهب مني مثل علمي. وقال أبو عوانة: لما ولي منصور القضاء كان يأتيه الخصمان فيقص ذا قصة ويقص ذا قصة، فيقول: قد فهمت ما قلتما ولست أدري ما أرد عليكما. فبلغ ذلك خالد بن عبد الله أو ابن هبيرة الذي كان ولاه فقال: هذا أمر لا ينفع (8/547)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 548 إلا من أعان عليه بشهوة، قال يعني فعزله. وقال أبو بكر بن عياش: ربما كنت مع منصور جالساً في منزله فتصيح به أمه وكانت فظة عليه فتقول: يا منصور يريدك ابن هبيرة على القضاء فتأبى وهو واضع لحيته على صدره ما يرفع طرفه إليها. وكان رحمه الله صواماً قواماً. قال ابن معين: لم يكن أحد أعلم بحديث منصور من سفيان الثوري. وقال هشيم: سئل حصين: أنت أكبر أم منصور قال: إني لأذكر ليلة أهديت أم منصور إلى أبيه. قلت: توفي منصور سنة اثنتين وثلاثين بعد ظهور المسودة. 4 (منصور بن أبي الهياج حيان م د ن الأسدي الكوفي.) روى عن أبي الطفيل وعمرو بن ميمون الأودي وسعيد بن جبير. وعنه سفيان وشعبة وأبو خالد الأحمر ويزيد بن هارون وجماعة. قال أبو حاتم: كان ثبتاً. 4 (مهاجر بن مخلد ت ن ق.) روى عن أبي العالية الرياحي وعبد الرحمن بن أبي بكر. وعنه حماد بن زيد ووهيب وعبد الوهاب الثقفي وغيرهم. قال ابن معين: هو صالح. (8/548)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 549 4 (موسى بن أيوب د ت ن ويقال ابن أبي أيوب الحمصي أبو الفيض المهري.) عن سليم بن عامر الخبايري وعبد الله بن مرة الزرقي وأرسل عن معاذ بن جبل ومعاوية. وعنه زيد بن أبي أنيسة وشعبة لقيه بواسط. قال ابن معين: هو من أبناء جند الحجاج ثقة. وقال أبو حاتم: صالح. 4 (موسى بن أبي تميم م ن مدني.) ) عن سعيد بن يسار. وعنه مالك وسليمان بن بلال. وثقه أبو حاتم. 4 (موسى بن جبير المدني د ق الحذاء مولى الأنصار.) عن أبي أمامة بن سهل وعبد الله بن كعب بن مالك ومعاذ بن رفاعة الزرقي. (8/549)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 550 ونزل مصر. روى عنه عمرو بن الحارث وزهير بن معاوية والليث وبكر بن مضر. 4 (موسى بن سالم أبو جهضم مولى آل العباس.) روى عن عبد الله بن عبيد الله بن عباس. وعنه الثوري والحمادان والليث وعبد الوارث وابن علية. وثقه أحمد وابن معين. له حديث أو حديثان. 4 (موسى بن عبد الله بن يزيد الخطمي م د ق الأنصاري الكوفي.) عن أبيه وعن امرأة صحابية من بني عبد الأشهل وعن عبد الرحمن بن هلال. وعنه الأعمش ومسعر ومعتمر بن سليمان. وثقه ابن معين. 4 (موسى بن أبي عائشة الهمداني الكوفي ع العابد أحد الأعلام.) روى عن سعيد بن جبير وعبد الله بن شداد بن الهاد وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وجماعة. وعنه شعبة والسفيانان وزائدة وأبو إسحاق الفزاري وعبيدة بن حميد وآخرون. (8/550)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 551 وثقه ابن عيينة. وقال جرير بن عبد الحميد: كنت إذا رأيته ذكرت الله لرؤيته. وقال القطان: كان سفيان يحسن الثناء عليه. وقال سفيان بن عيينة: قال جار لموسى بن أبي عائشة: ما رفعت رأسي قط إلا رأيته قائماً يصلي. (8/551)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 552 4 (حرف النون)

4 (نافع بن مالك ع بن أبي عامر أبو سهيل الأصبحي المدني.) ) روى عن ابن عمر وأنس بن مالك وسهل بن سعد وسعيد بن المسيب، وأكثر عن أبيه. روى عنه ابن أخيه مالك بن أنس والزهري مع تقدمه وسليمان بن بلال والدراوردي وإسماعيل بن جعفر. وثقه أحمد وغيره. 4 (نصر بن سيار، الأمير أبو الليث المروزي. متولي خراسان لمروان الخمار.) روى عن عكرمة وأبي الزبير. وعنه ابن المبارك ومحمد بن الفضل بن عطية وغيرهما. وخطب بنيسابور لما قدمها غير مرة. خرج عليه أبو مسلم الخراساني وحاربه فعجز نصر عنه واستصرخ بمروان (8/552)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 553 غير مرة فبعد عن إنجاده واشتغل عنه باختلال الجزيرة وأذربيجان، فتقهقر قدام أبي مسلم فأدركه الموت على فاقه إليه بناحية ساوة. وقيل: بل مرض بالري وحمل إلى ساوة فمات بها في ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين. وقد ولي خراسان عشرة أعوام وفي أول سنة اثنتين وثلاثين خطب للسفاح بمرو. 4 (نصر بن علقمة الحضرمي ن ق أبو علقمة الحمصي.) روى عن أخيه محفوظ وجبير بن نفير وكثير بن مرة وعمرو بن الأسود العنسي. وعنه الوضين بن عطاء وصدقة السمين ويحيى بن حمزة وبقية بن الوليد وابن ابن أخيه خزيمة بن جنادة بن محفوظ. قال دحيم: هو وأخوه ثقتان. 4 (النعمان بن راشد م أبو إسحاق الرقي.) عن ميمون بن مهران والزهري وزيد بن أبي أنيسة. وعنه ابن جريح وحماد بن سلمة ووهيب وحماد بن زيد وغيرهم. ضعفه ابن معين وغيره، وحسن أمره أبو حاتم. وقال البخاري: في حديثه وهم كثير. (8/553)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 554 4 (النعمان بن المنذر د ن أبو الوزير الغساني الدمشقي.) عن عطاء بن أبي رباح ومكحول ونافع وجماعة. وعنه الهيثم بن حميد ويحيى بن حمزة وابن شابور وجماعة.) وثقه أبو زرعة: وقال أبو مسهر: كان قدرياً. قال خليفة: توفي سنة اثنتين وثلاثين ومائة. وقال ابن سعد: في أول خلافة بني العباس. 4 (نوح بن ذكوان البصري ق.) عن أخيه أيوب بن ذكوان والحسن البصري وعطاء ويحيى بن أبي كثير. وعنه يوسف بن أبي كثير وسويد بن عبد العزيز. قال أبو حاتم: ليس بشيء. (8/554)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 555 4 (حرف الهاء)

4 (هاشم بن بلال د ق أبو عقيل الشامي.) قاضي واسط. روى عن أبي سلام الأسود وسابق بن ناجية. وعنه مسعر وشعبة وهشيم. وثقه ابن معين. 4 (هاشم بن يزيد بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي.) قد ذكر في الحوادث أنه خرج بدمشق. 4 (هلال بن خباب أبو العلاء البصري. ياتي في الطبقة الآتية.)

4 (همام بن منبه ع ابن كامل بن سيج اليماني الأبناوي الصنعاني أبو عقبة. صاحب) الصحيفة التي كتبها عن أبي هريرة. (8/555)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 556 وروى عن ابن عباس ومعاوية أيضاً. وعنه أخوه وهب ومات قبله بدهر وابن أخيه عقيل بن معقل ومعمر بن راشد وعلي بن الحسن بن اتش الصنعاني. وثقه يحيى بن معين وغيره. وقال الميموني: سمعت أحمد يقول في صحيفة همام أدركه معمر أيام السودان فقرأ عليه همام حتى إذا مل أخذ معمر فقرأ عليه الباقي وعبد الرزاق لم يكن يعرف ما قريء عليه مما هو قرأه وهي نحو من مائة وأربعين حديثاً.) وقال أحمد: كان يغزو ويشتري الكتب لأخيه فجالس أبا هريرة بالمدينة، وكان قد عاش حتى أدرك ظهور المسودة وسقط حاجباه على عينيه من الكبر. وقال ابن عيينة: كنت أتوقع قدوم همام مع الحجاج عشر سنين. وقال خليفة: مات سنة إحدى أو اثنتين وثلاثين ومائة. قلت: لعله عاش مائة سنة. وآخر من روى عنه الصحيفة التي له عن أبي هريرة معمر وعاش بعده إحدى وعشرين سنة ليس إلا، وآخر من رواها عن معمر عبد الرزاق وعاش بعده ثمانيا وخمسين سنة، وآخر من رواها عنه إسحاق الدبري وعاش بعد عبد الرزاق ثلاثاً وسبعين سنة، وآخر من روى عن الدبري من الرجال أبو القاسم الطبراني وعاش بعده ستاً وسبعين سنة، والطبراني ممن جاوز المائة بيقين. قاله البخاري. قال علي: سألت رجلاً قد لقي هماما عن موته فقال: سنة أثنتين وثلاثين ومائة. (8/556)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 557 4 (هود بن عطاء اليمامي.) عن أنس بن مالك وعطاء بن أبي رباح وشداد بن عبد الله وسالم بن عبد الله. وعنه الأوزاعي ومعاوية بن سلام وعبد الملك بن محمد الصنعاني. قال ابن حبان: منكر الرواية على قلتها. يروي عن أنس ما لا يشبه حديثه وفي القلب عن مثله. (8/557)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 558 4 (حرف الواو)

4 (واصل بن عطاء، أبو حذيفة البصري الغزال.) مولى بني مخزوم، وقيل مولى بني ضبة، ولد سنة ثمانين بالمدينة. وكان أحد البلغاء المفوهين لكنه يلثغ بالراء يبدلها غنياً فكان لاقتداره على العربية وتوسعه في الكلام يتجنب الراء في خطابه حتى قيل فيه: (ويجعل البر قمحاً في تصرفه .......... وخالف الراء حتى احتال للشعر) وهو من رؤوس المعتزلة بل معلمهم الأول، والخوارج لما كفرت بالكبائر قال واصل: بل الفاسق لا مؤمن ولا كافر بل هو منزلة بين المنزلتين فطرده لذلك الحسن، فمن ثم قيل لهم المعتزلة لذلك. وما أملح ما قال بعض الشعراء. (وجعلت وصلي الراء لم تنطق به .......... وقطعتني حتى كأنك واصل) ) (8/558)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 559 وبلغنا أن لواصل تصانيف منها تأليف في أصناف المرجثة، وكتاب التوبة، وكتاب معاني القرآن، وغير ذلك. وقيل: إنما عرف بالغزال لأنه كان يدور في سوق الغزل فيتصدق على النساء، ومن مقالاته أنه كان يشك في عدالة من حضر وقعة الجمل فقال: إحدى الفئتين مخطئة في نفس الأمر، فلو شهد عندي علي وطلحة وعائشة على باقة بقل لم أحكم بشهادتهم لأن أحدهم فاسق لا بعينه. قلت: والفاسق إذا لم يتب فهو عنده مخلد في النار نسأل الله العافية. ويحكى أنه كان يمتحن بأشياء في الراء ويتحيل لها حتى قيل له: اقرأ أول سورة براءة فقال على البديه: عهد من الله ونبيه إلى الذين عاهدتم من الفاسقين فسيحوا في البسيطة هلالين وهلالين وكان يجيز القراءة بالمعنى، وهذه جرأة على كتاب الله العزيز. يقال: توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة. واقد بن محمد بن زيد خ م د ن بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي أحد الأخوة. روى عن سعيد بن مرجانة ونافع ووالده محمد. وعنه أخوه عاصم وابنه عثمان وشعبة وغيرهم. 4 (واهب بن عبد الله المعافري أبو عبد الله الكعبي المصري.) (8/559)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 560 روى عن عبد الله بن عمرو وأبي هريرة وعقبة بن عامر وابن عمر وحسان بن كريب وجماعة. وعنه عبد الرحمن بن شريح والليث وابن لهيعة وضمام بن إسماعيل ورجاء ابن أبي عطاء المؤذن. وثقه ابن حبان. وقد خرج له البخاري في كتاب الأدب وكان معمراً عالي السند. قال ابن يونس: توفي ببرقة سنة سبع وثلاثين ومائة. 4 (الوليد بن قيس أبو همام السكوني الكوفي والد شجاع بن الوليد.) روى عن سويد بن غفلة وعمرو بن ميمون الأودي والضحاك بن قيس. وعنه سفيان الثوري وزهير بن معاوية وعنبسة بن سعيد. وثقه ابن معين.) ولم يدرك ابنه السماع منه لأنه مات والولد صغير. 4 (الوليد بن أبي هشام البصري م.) عن الحسن ونافع وأبي بكر بن حزم. وعنه أخوه أبو المقدام هشام بن زياد وجويرية بن أسماء وإسماعيل بن علية. وثقه أحمد بن حنبل. (8/560)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 561 4 (حرف الياء)

4 (يحيى بن أبي إسحق الحضرمي ع مولاهم البصري. واسم أبيه زيد بن الحارث، ويحيى) وعبد الله جد المقريء يعقوب أخوان. سمع انس بن مالك وسالم بن عبد الله وعبد الرحمن بن أبي بكرة وجماعة. روى عنه شعبة وسفيان وعباد بن العوام وعبد الوارث وهشيم وابن علية وآخرون، وقد روى عنه محمد بن سيرين أحد شيوخه. قال ابن سعد: ثقة له أحاديث، قال: وكان صاحب قرآن وعربية. قلت: توفي سنة ست وثلاثين ومائة وقيل سنة اثنتين وثلاثين. 4 (يحيى بن حيان أبو هلال الطائي الكوفي.) عن شريح القاضي. وعنه السفيانان وشريك والقاسم بن مالك المزني. 4 (يحيى بن عبد الله الكوفي د ت ق أبو يحيى الجابر. كان يجبر الأعضاء المكسورة.) (8/561)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 562 روى عن سالم بن أبي الجعد وأبي ماجدة الحنفي. وعنه شعبة وإسرائيل وأبو عوانة وجرير وحفص بن غياث. قال أحمد: ليس به بأس. وقال يحيى والنسائي: ضعيف. وقال ابن حبان: لا يحتج به. 4 (يحيى بن عتيق البصري م د ن.) عن مجاهد والحسن وابن سيرين. وعنه الحمادان وهمام وابن علية.) قال فيه أويب السختياني لما بلغه موته: لقد هدني موته. 4 (يحيى بن أبي كثير. قد مضى.)

4 (يحيى بن ميمون الضبي العطار ن ق بصري ثقة مقل.) روى عن أبي عثمان النهدي وسعيد بن جبير. وعنه شعبة وحماد بن زيد وابن علية وعلي بن عاصم. 4 (يحيى بن يحيى بن قيس د بن حارثة بن عمرو أبو عثمان (8/562)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 563 الأزدي الغساني.) عالم أهل دمشق ورئيسهم، ولي قضاء الموصل لعمر بن عبد العزيز. وروى عن أبي إدريس الخولاني وعروة بن الزبير ومكحول ومحمود ابن لبيد وعمرة وابن المسيب وغيرهم. وعنه ابنه هشام وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر ومحمد بن راشد المكحولي وأبو بكر بن أبي مريم وسفيان بن عيينة وآخرون. وثقه ابن معين. وقال ابن سعد: كان عالماً بالفتيا والقضاء وله أحاديث. توفي سنة خمسين وثلاثين ومائة. وكذا أرخه ابن أبي حاتم قال: فيقال إنه شرق بشربة ماء فمات. وقال يزيد بن محمد في تاريخ الموصل: ولي الموصل لعمر بن عبد العزيز حربها وخراجها وقضاءها وكان محدثاً فقيهاً فصيحاً بليغاً. وقيل: بل توفي في رمضان سنة اثنتين وثلاثين مائة، عاش سبعين سنة. 4 (يحيى بن يزيد الهنائي البصري م د.) عن أنس بن مالك وعن الفرزدق. وعنه شعبة وخلف بن خليفة وإسماعيل بن علية. كنيته أبو يزيد. (8/563)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 564 4 (يحيى البكاء ت ق الأزدي مولاهم البصري. واسم أبيه سليم.) عن ابن عمر وعن سعيد بن المسيب وأبي العالية. وعنه الحمادان وعبد الوارث وعبد العزيز بن عبد الله النرمقي وقدامة بن شهاب وعلي بن) عاصم. قال أبو زرعة وغيره: ليس بقوي. وكان يحيى القطان لا يرضاه. وقال ابن سعد: ثقة إن شاء الله. قلت: يقال توفي سنة ثلاثين ومائة فيحول إليها إن تيسر. 4 (يزيد بن أيهم، أبو رواحة الحمصي.) عن الهيثم بن مالك الطائي وعبد الأعلى بن هلال ولقمان بن عامر وغيرهم وعنه إسماعيل بن عياش وصفوان بن عمرو وبقية وآخرون. ما علمت فيه جرحاً. 4 (يزيد بن أبي زياد الكوفي م متابعة، مولى بني هاشم.) عن إبراهيم النخعي وسالم بن أبي الجعد وعبد الرحمن بن أبي ليلى ومولاه من فوق عبد الله بن الحارث بن نوفل ومجاهد وجماعة. (8/564)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 565 وعنه شعبة وسفيان وزائدة وابن عيينة وعلي بن مسهر وابن نمير وهشيم وعلي بن عاصم وخلق. وكان محدثاً مكثراً شيعياً ليس بحجة يكنى أبا زياد وأبا عبد الله واسم أبيه ميسرة. قيل: كان يوم قتل الحسين مراهقاً وكان صدوقاً في نفسه سيء الحفظ. قال ابن معين: ضعيف الحديث. وقال ابن حبان: كبروساء حفظه فكان يتلقن، مولده سنة سبع وأربعين. وسماع من سمع منه أول أمره صحيح. وقد خلط ابن حبان ترجمته بترجمة يزيد بن أبي زياد الدمشقي. وسئل أحمد بن حنبل عن يزيد فضعفه وحرك رأسه. وساق له ابن حبان مناكير. توفي على الصحيح سنة ست وثلاثين ومائة. 4 (يزيد بن زياد ت وقيل بن أبي زياد المخزومي مولاهم المدني.) عن محمد بن كعب القرظي. وعنه ابن إسحاق ومالك، وثقه النسائي.) 4 (يزيد بن زياد الدمشقي. يأتي في طبقة الثوري.)

4 (يزيد بن أبي سعيد القرشي، النحوي أبو الحسن المروزي.) (8/565)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 566 عن سليمان بن بريدة وأخيه عبد الله بن بريدة وعكرمة ومجاهد. وعنه الحسين بن واقد وعبد الله بن سعد الدشتكي وأبو حمزة السكري ونوح الجامع. قال ابن أبي داود: هو من نحو بطن من الأزد. وقال ابن معين وأبو زرعة: ثقة. وقال ابن حبان: كان متقنا من العباد تقياً من الرفعاء تالياً لكتاب الله عالماً بما فيه عاملاً. قتله أبو مسلم سنة اثنتين وثلاثين ومائة. 4 (يزيد بن عبد الله بن خصيفة ع بن يزيد وهو ابن ابن أخي السائب ابن يزيد الكندي) المدني. عن السائب وعروة بن الزبير وبشر بن سعيد ويزيد بن قسيط. وعن السفيانان ومالك وسليمان بن بلال وإسماعيل بن جعفر والدراوردي وآخرون. وثقه ابن معين. وقال ابن سعد: كان عابداً ناسكاً كثير الحديث ثبتاً. 4 (يزيد ب عبد الله بن أسامة بن الهاد ع أبو عبد الليثي المدني (8/566)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 567 الأعرج ابن أخي عبد الله بن) شداد. روى عن محمد بن كعب وشرحبيل بن سعد وأبي بكر بن حزم ومحمد بن إبراهيم التيمي والزهري وعدة. وعنه مالك والليث بن سعد وبكر بن مضر وسفيان بن عيينة وعبد العزيز ابن أبي حازم والدراوردي وأبو ضمرة أنس بن عياض وآخرون. وثقه ابن معين وغيره وكان من أئمة العلم. توفي سنة تسع وثلاثين ومائة. 4 (يزيد بن عبد الله بن أبي يزيد أبو عبد الله النجراني الدمشقي.) عن القاسم أبي عبد الرحمن والحسن بن ذكوان وغيرهما. وعنه يحيى بن حمزة وسويد بن عبد العزيز وصدقة بن عبد الله وعدة. وهو بالكنية أشهر.) قال أبو حاتم: صالح الحديث. 4 (يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الهمداني قد ذكر.) وحكى الوليد بن مسلم أنه عاش إلى سنة ثمان وثلاثين ومائة. 4 (يزيد بن عمر بن هبيرة، الأمير أبو خالد الفزاري.) متولي العراق والعجم لمروان الحمار، كان سخياً جواداً وبطلاً شجاعاً. (8/567)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 568 وخطيباً بليغاً وكان من الأكلة وله في كثرة الأكل أخبار، حاصرته المسودة بواسط مدة طويلة بعد أن عمل معهم المصاف فخذل وكان أبو جعفر قد أمنه ثم قتله صبراً وغدر به فدخلوا عليه داره وقتلوا قبله ابنه داود ومواليه وحاجبه ثم نزلوا عليه بأسيافهم وقد سجد لله تعالى، وكان قد ولي إمرة قنسرين للوليد بن يزيد وكان مع مروان إذ غلب على الأمر، ولد في سنة سبع وثمانين. قال المدائني: كان جسيماً كثير الأكل طويلاً ضخماً خطيباً شجاعاً، وكان رزقه في العام ستمائة ألف فكان يقسمها في خواصه وفي العلماء والوجوه. وعن محمد بن كثير قال: ألح السفاح على أخيه أبي جعفر يأمره بقتل ابن هبيرة وهو يراجعه حتى كتب إليه والله لتقتلنه، قال فولي قتله الهيثم بن شعبة دخل عليه داره في طائفة. وقد ولي أبوه أيضاً إمرة العراقين ليزيد بن عبد الملك. قتل يزيد في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين ومائة. 4 (يزيد بن عمرو والمعافري المصري د ت ق.) عن قدوم الحميري وأبي سلمة بن عبد الرحمن وأبي عبد الرحمن الحبلي وجماعة وقيل أخذ عن عبد الله بن عمرو بن العاص. روى عنه عمرو بن الحارث والليث بن سعد وابن لهيعة. وهو ثقة مقل. 4 (يزيد بن محمد بن قيس د ن خ قرنه بن مخرمة بن المطلب القرشي المطلبي.) (8/568)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 569 عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة وعلي بن رباح ومحمد بن عمرو ابن حلحلة وأبي الهيثم العتواري. وعنه يزيد بن أبي حبيب وهو أكبر منه ويزيد بن عبد العزيز الرعيني والليث بن سعد) وآخرون. قرنه البخاري بآخر. 4 (يزيد بن أبي مسلم النحوي ثم الأزدي نسيب شيبان النحوي.) روى عن مجاهد وعكرمة وسليمان وعبد الله ابني بريدة. وهو من علماء مرو وهو يزيد بن أبي سعيد المذكور آنفا. اختلف في اسم أبيه. 4 (يزيد بن يزيد بن جابر الأزدي م د ت ق الدمشقي أخو عبد الرحمن) عن يزيد بن الأصم ومكحول ورزيق بن حيان ووهب بن منبه لقيه في الموسم. وعنه الأوزاعي وشعيب بن أبي حمزة والسفيانان وأبو المليح الرقي وحسين الجعفي وآخرون. وكان أحد الأئمة الأعلام. (8/569)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 570 قال أبو داود: ثقة أجازه الوليد بن يزيد بخمسين ألف دينار وقد ذكر للقضاء مرة فإذا هو أكبر من القضاء. وجاء عن سفيان بن عيينة قال: لا أعلم مكحولاً خلف مثل يزيد بن يزيد بالشام إلا ما ذكره ابن جريج من سليمان. وقال حسين الجعفي: قدم علينا يزيد بن يزيد فذكر من بكائه. وقال الفسوي: سألت هشام بن عمار عنه فقال: ذاك أفسد نفسه خرج فأعان على قتل الوليد بن يزيد وأخذ مائة ألف دينار. قال دحيم: لما مات مكحول أحدقوا بيزيد بن يزيد وكان رجلاً سكيتاً فتحولوا إلى سليمان بن موسى فأوسعهم، وفي رواية كان زميتاً لا يحدث إلا أن يسأل. وقد وثقه ابن معين والنسائي. قال ابن عيينة: كان حسن الهيئة حسن النحو يقولون: لم يكن في أصحاب مكحول مثله. وقال عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد لم يكن لعمي يزيد كتاب. قال ابن سعد وخليفة: مات سنة أربع وثلاثين ومائة. وقال آخرون: مات سنة ثلاث وثلاثين. (8/570)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 571 4 (يزيد الشني الأعرج. بصري صدوق.) ) عن مجاهد ومورق العجلي. وعنه مهدي بن ميمون وحماد بن زيد وجعفر بن سليمان الضبعي وجماعة. 4 (يعيش بن الوليد بن هشام الأموي د ت ن الدمشقي نزيل قرقيسياء.) روى عن أبيه وعن معاوية بن أبي سفيان ومعدان بن أبي طلحة. وعنه الأوزاعي وعكرمة بن عمار. ولما قدم دمشق نزل على مكحول فأكرمه وعمل له دعوة حفلة. قتلته المسودة. 4 (يوسف بن عبد الرحمن بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع الفهري.) أمير الأندلس عند قتل الوليد بن يزيد، فإنه لما قتل الوليد بن يزيد، فإنه لما قتل اضطرب أمر المغرب والأندلس وهاجت القبائل ثم اتفقوا على تقديم هذا بالأندلس عليهم إلى أن تجتمع الأمة على خليفة، فمهد الجزيرة كلها وامتدت أيامه إلى أن دخل عبد الرحمنا بن معاوية بن هشام الأموي الأندلس فحارب يوسف وهزمه في ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين ومائة. 4 (يونس بن خباب الكوفي، مولى بني أسيد.) (8/571)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 572 روى عن أبيه ومجاهد وطاوس والمنهال بن عمرو وجماعة. وعنه شعبة وسفيان وحماد بن زيد ومعتمر بن سليمان وطائفة سواهم. وكان رافضياً جلداً. قال عباد بن عباد: سمعته يقول: عثمان بن عفان قتل بني النبي صلى الله عليه وسلم. قلت: قتل واحدة فلم زوجه بالأخرى وقال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن معين: ليس بشيء رجل سوء. وضعفه النسائي وغير واحد. وذكر الدار قطني أن عباد بن العوام سمع هذا المدبر يقول في حديث سؤآل منكر ونكير ويسأل عن علي رضي الله عنه قال فقلت له: لم نسمع بهذا فقال: أنت من هؤلاء الذين يحبون عثمان الذي قتل بني رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقيل كنيته أبو حمزة. 4 (يونس بن عبيد بن دينار ع أبو عبد الله البصري. أحد أعلام الهدى. ويقال كنيته أبو) ) عبيد. مولى لعبد القيس. رأى أنس بن مالك وروى عن إبراهيم التيمي والحسن وبن سيرين وحميد ابن هلال وزياد بن جبير وعمرو بن سعيد الثقفي وجماعة. (8/572)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 573 وعنه شعبة والسفيانان والحمادان وهشيم وعبد الوارث بن علية وخلق كثير. وكان ثقة ثبتاً حافظاً ورعاً رأساً في العلم والعمل. وقال يونس ما كتبت شيئاً قط. وقال أبو حاتم: هو أكبر من سليمان التيمي لا يبلغ سليمان منزلة يونس. وقال سعيد بن عامر الضبعي: ما رأيت رجلاً قط أفضل من يونس بن عبيد، ثم قال: وأهل البصرة على ذا. قال معاذ صليت على يونس بن عبيد سنة تسع وثلاثين. قال سفيان الثوري: ما رأيت مثل أربعة رأيتهم بالبصرة: أيوب ويونس وابن عون وسليمان والتيمي. قال علي بن المديني: له نحو مائتي حديث. وقال غيره: كان يونس خزازاً بالبصرة. قال سعيد بن عامر: هان على يونس أن يأخذ ناقصاً، قال: وغلبني أن أعطي راجحاً. وقال حماد بن زيد: شكا رجل إلى يونس وجعاً فقال: يا هذا إن هذه الدنيا دار لا توافقك فالتمس داراً توافقك. وقال هشام بن حسان: ما رأيت أحداً يطلب بالعلم وجه الله إلا يونس بن عبيد. (8/573)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 574 وقال ابن شوذب: سمعت يونس يقول: خصلتان إذا صلحتا من العالم صلح ما سواهما: صلاته ولسانه. وقال حماد بن زيد: كان يونس يحدث ثم يقول أستغفر الله أستغفر الله. وقال محمد بن عبد الأنصاري: رأيت سليمان وعبد الله ابني علي بن عبد الله بن عباس وولدي سليمان جعفرا ومحمداً يحملون سرير يونس بن عبيد على أعناقهم يوم جنازته فقال عبد الله بن علي: هذا والله الشرف. قلت: كان عبد الله هذا قد استجار بأخيه سليمان ونزل عنده بالبصرو فأجاره من المنصور.) وقال مؤمل بن إسماعيل: جاء رجل إلى سوق الخز يطلب مطرف خز بأربعمائة فقال يونس بن عبيد: عندنا مطرف بمائتين، فنادى المنادي بالصلاة فقام ليصلي ثم جاء وقد باع ابن أخيه المطرف بأربعمائة فقال للرجل: يا هذا المطرف الذي اشتريته بأربعمائة هو الذي قلت لك بمائتين فإن شئت خذه وخذ مائتين أودعه. وقال أمية بن بسطام: جاءت يونس امأة بجبة خز فقال لها: بكم هي قالت: بخمسمائة قال: هي خير من ذلك، قالت: بستمائة، قال: هي خير من ذلك فلم يزل يدرجها حتى بلغت ألفاً. وقال سعيد بن عامر الضبعي: قال يونس بن عبيد: إني لأعد مائة خصلة من البر ما في منها خصلة. وقال هشيم: كان أيوب إذا رأى يونس بن عبيد قال: هذا سيدنا. (8/574)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 575 قال عبد الملك بن موسى: ما رأيت رجلاً قط أكثر استغفاراً من يونس. وقال حماد بن زيد: سمعت يونس يقول: عهدنا إلى ما يصلح الناس كتبناه وعهدنا إلى ما يصلحنا فتركناه، كأنه يريد العمل. وروى أسماء بن عبيد عن يونس قال: يرجى للرهق بالبر الجنة ويخاف على المتأله النار بعقوقه. وعن يونس قال: لو همتهم نفوسهم ما اختصموا في القدر. روى ابن شوذب عن يونس: خصلتان إذا صلحتا من العبد صلح: صلاته ولسانه. وروى سلام بن أبي مطيع قال: إني لأحتسب ابن سيرين سكت حسبة وأن الحسن تكلم حسبة. وعن يونس أنه قال لابنه: لأن تلقى الله بالزنا والسرقة أحب إلي من أن تلقاه برأي عمرو بن عبيد. وقال أسماء بن عبيد: سمعت يونس بن عبيد يقول: ليس شيء أعز من درهم طيب ورجل يعمل على سنة. وبلغنا أن رجلاً شكا الحاجة إلى يونس فقال له: يا هذا يسرك ببصرك هذا مائة ألف قال: لا، قال: فبلسانك الذي تنطق به قال: لا، قال: فبعقلك مائة ألف وهو يقول: لا، فذكره نعم الله عليه وقال: أرى لك مئين ألوفاً وأنت تشكو الحاجة. قال حماد بن زيد: مرض يونس مرة فقال أيوب: ما في العيش بعدك من خير.) (8/575)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 576 قلت: مناقب يونس كثيرة وقد توفي سنة تسع وثلاثين ومائة. 4 (يونس بن ميسرة د ت ق بن حلبس الجبلاني الأعمى أبو حلبس ويقال أبو عبيد، وهو أخو) يزيد وأيوب. كان من كبار علماء دمشق. روى عن معاوية وعبد الله بن عمر وواثلة بن الأسقع وابن عمر والصنابحي وأبي مسلم الخولاني وأم الدرداء وغيرهم. روى عنه خالد بن يزيد المري وسليمان بن عتبة والأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز ومروان بن جناح وعمرو بن واقد وآخرون. قال المفضل الغلابي وأبو عبيد وأبو حسان الزيادي: إنه بلغ مائة وعشرين سنة. وكان يقريء القرآن في الجامع، وله كلام نافع في الزهد والمعرفة فمن ذلك، قال: الزهد أن يكون حالك في المصيبة وحالك إذا لم تصب سواء. وقال: إذا تكلفت ما لا يعنيك لقيت ما يعنيك. وقال هشام بن عمار: ثنا عمرو بن واقد ثنا يونس بن حلبس: سمعت معاوية على منبر دمشق يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن رجلاً في بني إسرائيل قتل تسعاً وتسعين نفساً وذكر الحديث. قال العجلي والدار قطني وغيرهما: ثقة. وروى مدرك بن أبي سعد الفزاري عن يونس بن حلبس أنه كان يدعو: (8/576)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 577 اللهم إني أسألك حزماً في لين وقوة في دين وإيماناً في يقين ونشاطاً في هدى وبراً في استقامة وكسباً من حلال. وقال الهيثم بن عمران: كنت جالساً عند يونس بن حلبس وكان عند المغيب يدعو بدعوات فيها: اللهم ارزقنا الشهادة في سبيلك. فأقول: من أين يرزق هذه الشهادة وهو أعمى فلما دخلت المسودة دمشق قتل، فبلغني أن الخراسانيين اللذين قتلاه بكيا عليه لما أخبرا بصلاحه، وكان من آنس الناس مجلساً. رواها هشام بن عمار عن الهيثم، فهذا يدلك على أن المسودة فعلوا عند افتتاخهم دمشق أقبح مما فعلت التتار، وذلك في عام اثنتين وثلاثين ومائة. (8/577)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 578 4 (الكنى)

4 (أبو بكر بن نافع م د ت مولى بان عمر.) روى عن أبيه وسالم بن عبد الله. وعنه مالك والدرردي.) قال أحمد بن حنبل: هو أوثق إخوته وهم: هو وعبد الله وعمرو. 4 (أبو الجحاف التميمي ت ن ق الكوفي داود بن أبي عوف.) روى عن الشعبي وعكرمة وأبي حازم الأشجعي وشهر بن حوشب. وعنه سفيان وشريك وعبد السلام بن حرب وتليد بن سليمان وغيرهم. قال أحمد بن حنبل: صالح الحديث. وضعفه ابن عدي ومشاه غيره. 4 (أبو الجودي الأسدي د شامي نزل واسط يقال اسمه الحارث ابن عمير.) (8/578)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 579 عن سعيد بن المهاجر وعمر بن عبد العزيز ونافع. وعنه شعبة وعبثر وهشيم وأبو معاوية. وثقه ابن معين. 4 (أبو حمزة القصاب ت ق الكوفي الأعور، إسمه ميمون.) روى عن أبي وائل وسعيد بن المسيب وإبراهيم. وعنه الثوري والحمادان وعبد الوارث وابن علية. ضعفه أحمد والدار قطني وغيرهما. 4 (أما أبو حمزة القصاب عمران، فقد مر.)

4 (أبو رجاء الأزدي الحداني البصري، هو محمد بن سيف.)

4 (أبو ريحانة السعدي م د ت ق ملاهم البصري عبد الله بن مطر، ويقال زياد بن مطر.) روى عن سفينة ابن عباس وابن عمر. وعنه وهيب وبشر بن المفضل وابن علية وعلي بن عاصم. قال ابن معين: صالح. 4 (أبو الزعراء الجشمي عمرو، قد مر.) (8/579)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 580 4 (أبو الزناد المدني، وهو عبد الله بن ذكوان قد ذكر.)

4 (أبو سهيل بن مالك الأصبحي، هو نافع قد ذكر.)

4 (أبو طوالة، هو عبد الله بن عبد الرحمن قد ذكر.)

4 (أبو ظلال القسملي البصري خ ن الأعمى، إسمه هلال.) روى عن أنس.) وعنه حماد بن سلمة وعبد العزيز بن مسلم ويزيد بن هارون. ضعفه ابن معين وجماعة. 4 (أبو العلاء القصاب، إسمه أيوب، قد ذكر.)

4 (أبو غالب الباهلي د ت ق الخياط. بصري اسمه نافع وقيل رافع.) روى عن أنس وغيره. وعنه سلام بن أبي الصهباء وهمام وعبد الوارث وغيرهم. قال ابن معين: صالح. وقال أبو حاتم: شيخ. قلت: الظاهر أنه هو الذي روى عن أبي سعيد، وعنه ثابت بن محمد (8/580)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 581 العبدي فالله أعلم. 4 (أبو فروة الجهني، اسمه مسلم. مر.)

4 (أبو فروة الهمداني، عروة بن الحارث. مر.)

4 (أبو مسلم الخراساني، صاحب الدعوة عبد الرحمن بن مسلم وقيل عبد الرحمن بن عثمان بن) يسار. ذكر ابن خلكان أنه كان قصيراً أسمر جميلاً حلواً نقي البشرة أعور العين عريض الجبهة حسن اللحية طويل الشعر والظهر خافض الصوت فصيحاً بالعربي والفارسي حلو المنطق رواية للشعر عالماً بالأمور لم ير ضاحكاً ولا مازحاً إلا في وقته، ولا يكاد يقطب في شيء من أحواله، تأتيه الفتوحات العظام فلا يظهر عليه أثر السرور وتنزل به الفادحة فلا يرى مكتئباً وإذا غضب لم يستفزه الغضب ولا يأتي النساء إلا مرة في السنة. ولد سنة مائة من الهجرة وأول ظهوره بمرو كان في سنة تسع وعشرين فظهر في خمسين رجلاً وآل أمره إلى أن هرب منه نصر بن سيار أمير خراسان وصفت ممالكها لأبي مسلم في سنتين وأربعة أشهر. قال محمد بن أحمد بن القواس في تاريخه: قدم أبو مسلم وحفص بن سليمان الخلال على إبراهيم الإمام وهو بالحميمة فأمرهما بالمصير إلى خراسان. (8/581)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 582 وقد روى أبو مسلم عن عكرمة مرسلاً وعن ثابت البناني وأبي الزبير وإسماعيل السدي ومحمد بن علي العباسي وجماعة.) روى عنه إبراهيم الصائغ وابن شبرمة وابن المبارك وغيرهم. روى مصعب بن بشر عن أبيه قال: قام رجل إلى أبي مسلم وهو يخطب فقال: ما هذا السواد قال: حدثني أبو الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة يوم الفتح وعليه وعمامة سوداء، وهذه ثياب الهيبة وثياب الدولة، يا غلام اضرب عنقه. ويروى أن سليمان بن كثير ومالك بن الهيثم ولاهز وقحطبة توجهوا من خراسان إلى الحج سنة أربع وعشرين فدخلوا الكوفة فأتوا عاصم بن يونس وهو في الحبس فدعاهم إلى ولد العباس ومعه عيسى وإدريس ابنا معقل حبسهم يوسف ابن عمر فيمن حبس من عمال خالد القسري ومع هذين الأخوين أبو مسلم يخدمهمامرأوا فيه العلامات فقالوا: من ذا قالوا: غلام من السراجين يخدمنا، وقد كان أبو مسلم سمع الأخوين يتكلمان في هذا الرأي فإذا سمعهما بكى فدعواه إلى القيام بالأمر فأجاب. قال ابن خلكان: كانا قد حبسا على مال الخراج وعيسى هو جد الأمير أبي دلف فكان أبو مسلم يختلف إلى الحبس يتعدهما فقدم الكوفة جماعة من نقباء الإمام محمد بن علي فدخلوا يسلمون على الأخرين فرأوا أبا مسلم فأعجبهم عقله وكلانه ومال هو إليهم ثم عرف أمرهم ودعوتهم وهرب الأخوان من الحبس فصحب هو النقباء إلى مكة ثم أحضروا عشرة آلاف دينار ومائتي ألف (8/582)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 583 درهم إلى إبراهيم بن محمد وقد مات أبوه وأهدوا له أبا مسلم فأعجب به وقال لهم: هذا عضلة من العضل، فأقام يخدم إبراهيم الإمام وعاد النقباء إلى خراسان فقال إبراهيم: إني قد جربت هذا وعرفت ظاهر كلامه وباطنه فوجدته حجر الأرض، ثم قلده الأمر ونفذه إلى خراسان. قال المأمون: أصل الملوك ثلاثة قاموا بنقل الدول: الإسكندر وازدشير وأبو مسلم من ولد بزرجمهر، ولد بأصبهان ونشأ بالكوفة، أوصى به أبوه إلى عيسى السراج فحمله إلى الكوفة وهو ابن سبع سنين فقال إبراهيم لما عزم على توجهه إلى خراسان: غير اسمك وكان اسمه إبراهيم بن عثمان، فقال: قد سميت نفسي أبا مسلم عبد الرحمن بن مسلم، ثم مضى وله ذؤآبة وهو على حمار وله تسع عشرة سنة. وعن بعضهم قال: كنت أطلب العلم فلا آتي موضعاً إلا وجدت أبا مسلم قد سبقني إليه فألفته فدعاني إلى منزله ثم لاعبني بالشطرنج وكان يلهج بهذين البيتين:) (ذروني ذورني ما قررت فإنني .......... متى ما أهج حرباً تضيق بكم أرضي)

(وأبعث في سود الحديد إليكم .......... كتائب سوداً طالما انتظرت نهضي) قال علي بن عثام: قال إبراهيم الصائغ: لما رأيت العرب وضيعتها خفت أن لا تكون لله فيهم حاجة فلما سلط الله عليهم أبا مسلم رجوت أن تكون لله فيهم حاجة. وقال حسن بن رشيد: سمعت يزيد النحوي يقول: أتاني إبراهيم الصائغ فقال: أما ترى ما يعمل هذا الطاغية إن الناس معه في سعة غيرنا أهل العلم قلت: (8/583)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 584 لو علمت أنه يصنع بي إحدى الخصلتين لفعلت إن أمرت ونهيت يقبل منا أو يقتلنا ولكني أخاف أن يبسط علي العذاب وأنا شيخ كبير لا صبر لي على السياط، فقال الصائغ: لكني لا أنتهي عنه فدخل عليه فأمره ونهاه فقتله. وقيل: كان أبو مسلم يجتمع بإبراهيم الصائغ وهو عالم أهل مرو ويعده بإقامة الحق، فلما ظهر بسط يده يعني في القتل فدخل عليه فوعظه. وقد ذكرنا جملة من أخبارنا أبي مسلم في الحوادث وكيف قتله المنصور، وكان ذلك في سنة سبع وثلاثين بالمدائن. 4 (أبو نصيرة الواسطي د ت مسلم بن عبيد.) عن أنس وأبي عسيب وأبي رجاء العطاردي. وعنه حشرج بن نباته وسويد بن عبد العزيز وهشيم ويزيد بن هارون. وثقه أحمد بن حنبل. وقال ابن معين: صالح، ولينه الأزدي. له في الجامع والسنن هذا الحديث فقط: قال عثمان بن واقد عن أبي نصيرة عن مولى لأبي بكر عن أبي بكر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم يضر من استغفر الله ولو عاد في اليوم سبعين مرة. وقال الترمذي: ليس إسناده بالقوي. 4 (أبو هارون العبدي، عمارة بن جوين. قد مر.) آخر الطبقة الرابعة عشرة. والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. (8/584)

9... تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 5 5 (بسم الله الرحمن الرحيم) ) 5 (الطبقة الخامسة عشرة احداث)

1 (الحوادث من سنة إلى)

4 (أحداث سنة إحدى وأربعين ومائة.) فيها توفي أسماء بن عبيد والد جويرية بن أسماء، وأبان بن تغلب الكوفي، وإسحاق بن راشد، والحسين بن عبد الله بن عبيد الله الهاشمي العباسي، والحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وسعد بن سعيد الأنصاري أخو يحيى بن سعيد، وأبو إسحاق الشيباني سليمان بن فيروز، وسليمان الأحول قاضي المدائن بخلف فيه، وعاصم الأحول في قول الهيثم بن عدي، وعثمان البتي في قول، والقاسم بن الوليد الهمداني الكوفي، وموسى بن عقبة صاحب المغازي، وموسى بن كعب أمير ديار مصر. وفيها كان ظهور الراوندية. قال أبو الحسن المدائني: هم قوم من خراسان على رأي أبي مسلم الخراساني صاحب الدعوة، ويقولون فيما زعم بتناسخ الأرواح، فيزعمون أن روح آدم عليه السلام حلت في عثمان بن نهيك، وأن المنصور هو ربهم الذي يطعمهم ويسقيهم وأن الهيثم بن معاوية هو جبريل. قال: فأتوا قصر المنصور فجعلوا يطوفون به ويقولون: هذا، فقبض المنصور منهم على نحو المائتين من 9... (9/5)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 6 الكبار، فغضب الباقون وقالوا: علام حبسوا ثم عهدوا إلى نعش فخفوا به، يوهمون أنها جنازة قد اجتمعوا لها، ثم إنهم مروا بها على باب السجن فعنده شدوا على الناس بالسلاح واقتحموا السجن فأخرجوا أصحابهم الذين قبض عليهم المنصور، وقصدوا نحو المنصور، وهم نحو ستمائة، فتنادى الناس، وأغلقت المدينة، وخرج المنصور من قصره ماشياً لم يجد فرساً، فأتي بدابة وهو يريدهم، فجاءه معن بن زائدة فترجل له وعزم عليه وأخذ بلجام الدابة، وقال: إنك تكفى يا أمير المؤمنين. وجاء مالك بن الهيثم فوقف على باب القصر، ثم قاتلوهم حتى أثخنوهم. وجاء خازم بن خزيمة فقال: يا أمير المؤمنين أقتلهم قال: نعم. فحمل عليهم حتى ألجأهم إلى الحائط، فكروا على خازم فهزموه، ثم كر عليهم هو والهيثم بن شعبة بجندهما، وأحاطوا بهم، ووضعوا فيهم السيف فأبادوهم، فلا رحمهم الله. وقد جاء يومئذ عثمان بن نهيك فكلمهم، فرموه بنشابة، فمرض منها ومات، فاستعمل المنصور) مكانه على الحرس أخاه عيسى بن نهيك. وكان هذا كله في المدينة الملقبة بالهاشمية وهي بقرب الكوفة. ثم إن المنصور قدم سماطاً بعد العصر وبالغ في إكرام معن. وروى المدائني عن أبي بكر الهذلي قال: إني لواقف بباب القصر إذا أطلع رجل إلى المنصور فقال: هذا رب العزة الذي يرزقنا ويطعمنا. قال: فحدثت المنصور بعد ذلك فقال: يا هذلي يدخلهم الله النار في طاعتنا ونقتلهم، أحب إلينا من أن ندخلهم الجنة في معصيتنا. وعن الفضل بن الربيع عن أبيه أنه سمع المنصور يقول: أخطأت ثلاث خطآت وقى الله شرها: قتلت أبا مسلم وأنا في خرق، ومن حولي يقدم طاعته 9... (9/6)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 7 ويؤثرها ولو هتكت الخرق لذهبت ضياعاً. وخرجت إلى الشام ولو اختلف سيفان لاعراق ذهبت الخلافة ضياعاً. وقيل: كان معن بن زائدة ممن قاتل المسودة مع ابن هبيرة، فلما قامت دولة المسودة اختفى معن إلى أن ظهر يوم الراوندية، فأبى يومئذ وبرز حتى كان النصر على يديه، ثم اختفى كما هو، فتطلبه المنصور ونودي بأمانه فأتي به فأمر له بمال جليل وولاه اليمن. وفيها أمر المنصور ابنه المهدي وجعله ولي عهد المسلمين وبعثه على خراسان وأن ينزل الري، ففعل، وبلغ المنصور أن أمير خراسان عبد الجبار الأزدي يقتل رؤساء الخراسانيين، فقال لأبي أيوب الخوزي: إن هذا قد أفنى شيعتنا ولم نفعل هذا إلا وهو يريد أن يخلع الطاعة. فقال: أكتب إليه أنك تريد غزو الروم فليوجه إليك الجند والفرسان، فإذا خرجوا بعثت إليه من شئت، فليس به امتناع، فكتب إليه بذلك فكان جوابه أن الترك قد جاشت، وإن فرقت الجنود ذهبت خراسان، فكتب المنصور إليه بمشورة أبي أيوب: إن خراسان أهم من غيرها، وإني موجه إليك جيشاً مدداً من عندي، يريد المنصور بهذا أن عبد الجبار إن هم بالخروج وثبوا عليه، فكان جوابه: إن خراسان مجدبة وأخاف من الغلاء على الجند. فقال أبو أيوب المنصور: هذا رجل قد أبدى صفحته وقد خلع فلا تناظره، فوجه إليه خازم بن خزيمة. قال: فجهر المهدي من الري خازم بن خزيمة لحربه مقدمة، ثم سار المهدي إلى أن قدم 9... (9/7)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 8 نيسابور، فلما بلغ ذلك أهل مرو الروذ ساروا إلى عبد الجبار فقاتلوه فهزموه، فالتجأ إلى مكان، فعبر إليه المجشر بن مزاحم بجند مرو الروذ فأسره، ثم أتى به خازم بن خزيمة فألبسه عباءة وأركبه بعيراً مقلوباً وسيره إلى المنصور في طائفة من أصحابه وأولاده، فبسط عليهم العذاب، واستخرج منهم) الأموال، ثم قتل عبد الجبار وسير أولاده إلى جزيرة دهلك ببحر اليمن، فلم يزالوا بها حتى أغارت الهند عليهم فأسروهم ونجا منه عبد الرحمن ولد عبد الجبار، فجاء فكتب في الديوان وبقي بمصر حياً إلى سنة سبعين ومائة. وفيها انتهى بناء مدينة المصيصة بتولي جبريل بن يحيى الخراساني. وفيها افتتح المسلمون طبرستان وغنموا غنائم عظيمة بعد حروب جرت. وفيها عزل عن المدينة ومكة زياد بن عبيد الله. ثم ولي المدينة محمد بن خالد بن عبيد الله القسري، وولي مكة الهيثم بن معاوية العتكي. وحج بالناس أمير الشام صالح بن علي العباسي. وفيها استناب المهدي عنه على خراسان الأمير أسد بن عبد الله. 9... (9/8)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 9 4 (احداث سنة اثنتين وأربعين ومائة.) فيها توفي أسلم المنقري، وحبيب بن أبي عمرة القصاب، والحسن بن عبيد الله، والحسن بن عمرو الفقيمي، وأبو هانئ حميد بن هانئ الخولاني المصري، وحميد الطويل في قول. وخالد الحذاء، وسعد بن إسحاق بن كعب في قول، والأمير سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس، وعاصم بن سليمان الأحول بخلف، وعمرو بن عبيد المعتزلي فيها أو في سنة ثلاث، ومحمد بن أبي إسماعيل الكوفي، وهارون بن عنترة. وفيها نزع الطاعة متولي السند عيينه بن موسى بن كعب فخرج المنصور بالجيش فنزل البصرة وجهز عمر بن حفص العتكي محارباً ومتولياً على السند والهند فسار حتى غلب على السند واستوثق له الأمر. وفيها نقض إصبهذ طبرستان وقتل من ببلاده من المسلمين فانتدب له خازم بن خزيمة وروح بن حاتم وأبو الخصيب مرزوق مولى المنصور فحاصروه في قلعته وطال الحصار ولم يزالوا إلى أن احتال مرزوق فقال لأصحابه اضربوني واحلقوا رأسي ولحيتي ففعلوا ذلك فلحق بالإصبهذ ففتح فدخل إليه: فقال: إنما فعلوا بي ما رأيت تهمة منهم لي بأن هواي معك 9... (9/9)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 10 وأخبره بأنه معه فإنه يدله على عورة العسكر، فوثق به وقربه. وكان باب قلعته حجراً، فلم يزل يظهر له النصيحة والإصبهبذ يغتر إلى أن صيره أحد من يتولى الباب فرأى منه ما يحب: ثم نفذ مرزوق إلى العسكر في نشابة ووعدهم ليلة معينة في فتح باب الحصن، ثم فعل ذلك، ودخلوا) وقتلوا المقاتلة وسبوا الحريم، فمص الأصبهبذ سماً في خاتمه فهلك من جملة السبي شكلة والدة إبراهيم بن المهدي من بنات الأمراء ووالدة منصور بن المهدي المعروفة بالخيرة من بنات الملوك. وفيها عزل عن امرأة مصر نوفل بن الفرات بمحمد بن الأشعث، ثم عزل محمد وأعيد نوفل ثم عزل ثانياً فوليها حميد بن قحطبة. وفيها حج بالناس إسماعيل بن علي. وقيل: فيها استعمل المنصور أخاه عباساً على بلاد الجزيرة والثغر. وفيها كان توثب العبيد بالبصرة فانتدب لهم صاحب الشرطة فقتلهم. وفيها ولي محمد بن أبي عيينة بن المهلب بن أبي صفرة البحر فنزل مدينة قيس، وهي جزيرة في البحر، فجاءته مراكب الهنود فلم يخرج إليهم، فخرج ابنه فقتل وقتل معه طائفة، ثم هرب محمد منها فدخلها العدو فخربوها. 9... (9/10)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 11 قال خليفة بن خياط: فهي خراب إلى اليوم. قلت: هي اليوم عامرة يسافر إليها التجار وهي جزيرة كيش كذا ينطقون بها. 9... (9/11)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 12 4 (احداث سنة ثلاث وأربعين ومائة.) فيها توفي حجاج بن أبي عثمان الصواف، وحميد الطويل على الصحيح، وحيي بن عبد الله المعافري، وخطاب بن صالح المدني، وعبد الرحمن بن الحارث المخزومي المدني، وعبد الرحمن بن عطاء المدني، وعبد الرحمن بن ميمون المدني بمصر، وعلي بن أبي طلحة مولى بني هاشم. وليث بن أبي سليم في قول، ومطرف بن طريف في قول، ويحيى بن سعيد الأنصاري. وفيها سار أبو الأحوص العبدي في ستة آلاف فارس من مصر إلى إفريقية فنزل برقة ثم التقى هو وأبو الخطاب الإباضي فانهزم أبو الأحوص، فسار أمير مصر بنفسه وجيوشه وهو محمد بن الأشعث فالتقى هو والإباضية فقتل في المصاف أبو الخطاب، وانهزموا. وفيها بلغ المنصور أن الديلم قد أوقعوا بالمسلمين وقتلوا منهم خلائق فندب الناس للجهاد. 9... (9/12)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 13 وفيها عزل الهيثم عن مكة بالسري بن عبد الله بن الحارث بن العباس العباسي فأتي بكتاب عهده وهو في اليمامة.) وفيها عزل عن مصر حميد بن قحطبة وأعيد نوفل ثالثاً، ثم عزل نوفل ووليها يزيد بن حاتم الأزدي. وحج بالناس عيسى بن موسى بن محمد بن علي الهاشمي أمير الكوفة. وفي هذا العصر شرع علماء الإسلام في تدوين الحديث والفقه والتفسير، فصنف ابن جريج التصانيف بمكة، وصنف سعيد بن أبي عروبة، وحماد بن سلمة وغيرهما بالبصرة، وصنف الأوزاعي بالشام، وصنف مالك الموطأ بالمدينة، وصنف ابن إسحاق المغازي، وصنف معمر باليمن، وصنف أبو حنيفة وغيره الفقه والرأي بالكوفة، وصنف سفيان الثوري كتاب الجامع، ثم بعد يسير صنف هشيم كتبه، وصنف الليث بمصر وابن لهيعة ثم ابن المبارك وأبو يوسف وابن وهب. وكثر تدوين العلم وتبويبه، ودونت كتب العربية واللغة والتاريخ وأيام الناس. وقبل هذا العصر كان سائر الأئمة يتكلمون عن حفظهم أو يروون العلم من صحف صحيحة غير مرتبة. فسهل ولله الحمد تناول العلم، وأخذ الحفظ يتناقص، فلله الأمر كله. 9... (9/13)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 14 4 (احداث سنة أربع وأربعين ومائة.) فيها توفي إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة أحد الضعفاء، وإسماعيل بن أبي أمية في قول، وأسيد بن عبد الرحمن الفلسطيني، وأبو عبد الرحيم خالد بن أبي يزيد الحراني، وسعيد الجريري. وسليمان التيمي في قول. وعبد الله بن حسن بن حسن في قول. وعبد الله بن أبي سبرة المدني. وعبد الله بن شبرمة الفقيه. وعقيل بن خالد الإيلي. وعبد الأعلى بن السمح الفقيه بمصر. وعمرو بن عبيد في قول. ومجالد بن سعيد. وهلال بن حباب. وواصل بن السائب الرقاشي. ويزيد بن أبي مريم الدمشقي. وفيها غزا محمد بن السفاح الديلم بجيش الكوفة والبصرة وواسط والجزيرة. وفيها قدم المهدي من خراسان فدخل بابنة عمه ريطة بنت السفاح. وفيها حج المنصور وخلف على العساكر خازم بن خزيمة فاستعمل على المدينة رياح بن عثمان المري وعزل محمداً القسري. وكان المنصور قد أهمه شأن محمد وإبراهيم ابني عبد الله بن حسن بن الحسن 9... (9/14)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 15 بن علي بن أبي طالب لتخلفهما عن الحضور عنده مع الأشراف، فقيل إن محمداً ذكر أن المنصور لما حج في حياة أخيه السفاح كان ممن بايع له ليلة اشتور بنو هاشم بمكة فيمن يعقدون له الخلافة حين) اضطرب أمر بني أمية فسأل المنصور زياداً متولي المدينة عن ابني عبد الله بن حسن. فقال: ما يهمك يا أمير المؤمنين من أمرهما أنا آتيك بهما، فضمنه إياهما في سنة ست وثلاثين ومائة. قال عبد العزيز بن عمران: حدثني عبد الله بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر. قال: لما استخلف المنصور لم يكن همه إلا طلب محمد والمسألة عنه بكل طريق، فدعا بني هاشم واحداً واحداً كلهم يخليه ويسأله عنه فيقولون: يا أمير المؤمنين قد علم أنك قد عرفته بطلب هذا الشأن قبل اليوم فهو يخافك وهو الآن لا يريد لك خلافاً ولا معصية. وأما حسن بن زيد فأخبره بأمره وقال: لا آمن أن يخرج. فذكر يحيى البرمكي أن المنصور اشترى رقيقاً من رقيق الأعراب فكان يعطي الرجل منهم البعير والبعيرين وفرقهم في طلب محمد بن عبد الله بأطرف المدينة يتجسسون أمره وهو مختف. وذكر السندي مولى المنصور قال: رفع عقبة بن مسلم الأزدي عند المنصور واقعة وذلك أن عمر بن حفص أوفد من السند وفداً فيهم فأعجب المنصور هيئته فاستخلى به وقال: إني لأرى لك هيئة وموضعاً وإني لأريدك لأمر وأنا به معنى لم أزل أرتاد له رجلاً عسى أن تكون، فإن كفيتنيه رفعتك. فقال: أرجو أن أصدق ظن أمير المؤمنين في. قال: فاخف شخصك واستر أمرك وأتني يوم كذا، فأتاه في الوقت المعين. فقال له: إن بني عمنا هؤلاء قد أبو إلا كيداً لملكنا واغتيالاً له ولهم شيعة بخراسان بقرية كذا يكاتبونهم ويرسلون إليهم ببصدقات أموالهم فاخرج إليهم بكسوة وألطاف حتى تأتيهم بكتاب مبتكر 9... (9/15)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 16 تكتبه عن أهل هذه القرية، ثم تسير إلى بلادهم فإن كانوا قد نزعوا عن رأيهم فأحبب والله بهم وأقرب وإن كانوا على رأيهم علمت ذلك وكنت حذر فاشخص حتى تلقى عبد الله بن حسن متقشفاً متخشعاً فإن جبهك وهو فاعل فاصبر حتى يأنس بك ويلين لك ناحيته. فإذا ظهر لك ما في قلبه فاعجل علي. قال: فشخص عقبة حتى قدم على عبد الله فلقيه بالكتاب فأنكره وانتهره وقال: ما أعرف هؤلاء، فلم يزل ينصرف ويعود إليه حتى قبل الكتاب وألطافه وأنس به فسأله عقبة الجواب. فقال: أما الكتاب فإني لا أكتب إلى أحد، ولكن أنت كتابي إليهم، فسلم عليهم وأخبرهم أن ابني خارجان لوقت كذا وكذا. فأسرع عقبة بهذا إلى المنصور. وقيل: كان محمد وإبراهيم ابنا عبد الله منهومين بالصيد. وقال المدائني: قدم محمد البصرة مختفياً في أربعين رجلاً فأتى عبد الرحمن بن عثمان بن عبد) الرحمن بن هشام فقال له عبد الرحمن: أهلكتني وشهرتني فانزل عندي وفرق أصحابك، فأبى عليه فقال: أنزل في بني راسف، ففعل. وقال غيره: أقام محمد يدعو الناس سراً. وقيل: نزل على عبد الله بن سفيان المري، ثم خرج بعد ستة أيام فسار المنصور حتى نزل الجسر. وكان المنصور لما حج سنة أربعين ومائة أكرم عبد الله بن الحسن ثم قال لعقبة: تراآى له ثم قال: يا أبا محمد قد علمت ما أعطيتني من العهود أن لا تبغي سوءاً. قال. فأنا على دلك، فاستدار له عقبة حتى قام بين يديه فأعرض عنه فأتاه من ورائه فغمزه بأصبعيه فرفع رأسه بغتة فملأ عينه منه فوثب حتى جلس 9... (9/16)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 17 بين يدي المنصور، فقال: أقلني يا أمير المؤمنين أقالك الله. قال: لا أقالني الله إن أقلتك ثم سجنه. وجاء من وجه آخر أن المنصور أقبل على عبد الله، فقال: أرى ابنيك قد استوحشا مني وإني لأحب أن يأنسا بي وأن يأتياني فأخلطهما بنفسي، فقال: وحقك يا أمير المؤمنين ما لي بهما ولا بموضعهما ولقد خرجا عن يدي فبقي في سجن المنصور ثلاثة أعوام. وقيل: إن محمداً وإبراهيم هما باغتيال المنصور بمكة وواطأهما قائد كبير من قواده فنمني الخبر إلى المنصور، فاحترز وطلب القائد فهرب، وأقبل أبو جعفر المنصور يلح في طلب محمد حتى أعياه وجعل زياد بن عبيد الله يدافع عن محمد فقبض المنصور على زياد واستأصل أمواله واستعمل على المدينة محمد بن خالد القسري وأمره ببذل الأموال في طلب محمد وأخيه، فبذل أكثر من مائة ألف دينار فلم يصنع شيئاً ولا قدر عليهما فاتهمه المنصور، فعزله، وولى رياح بن عثمان بن حيان المري، فدعا القسري فسأله عن الأموال، فقال: هذا كاتبي وهو أعلم بها فقال: أسألك وتحليني على كاتبك فأمر به رياح فوجئت عنقه وضرب أسواطاً ثم بسط العذاب على كاتبه وعلى مولاه فأسف وجد طلب محمد بن عبد الله فأخبر أنه في شعب من شعاب رضوى وهو جبل جهينة من أعمال ينبع. قال: فاستعمل على ينبع عمرو بن عثمان الجهني وأمره بطلب محمد، فخرج عمرو إليه ليلة بالرجال ففزع محمد وفر منهم، فانفلت، وله ابن صغير، ولد له هناك من جارية فوقع الطفل من الجبل من يد أمه فتقطع، فقال محمد بن عبد الله:) (منخرق السربال يشكو الوجى .......... تنكبه أطراف مرو حداد)

(شرده الخوف وأزرى به .......... كذاك من يكره حر الجلاد) 9... (9/17)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 18 (قد كان في الموت له راحة .......... والموت حتم في رقاب العباد) فلما طال أمر الأخوين على المنصور أمر رياحاً بأخذ بني حسن وحبسهم، فأخذ حسناً وإبراهيم ابني حسن بن حسن وحسن بن جعفر بن حسن بن حسن، وسليمان وعبد الله ابني داود بن حسن بن حسن، وأخاه علياً العابد، ثم قيدهم وجهر على المنبر بسب محمد بن عبد الله وأخيه فسبح الناس وعظموا ما قال، فقال رياح: ألصق الله بوجوهكم الهوان لأكتبن إلى خليفتكم غشكم وقلة نصحكم، فقالوا: لا سمع منك يا بن المحدودة وبادروه يرمونه بالحصى، فنزل واقتحم دار مروان وأغلق الباب، فحف بها الناس فرموه وشتموه، ثم أنهم كفوا، ثم إن آل حسن حملوا في أقيادهم إلى العراق، ولما نظر إليهم جعفر الصادق وهم يخرج بهم من دار مروان جرت دموعه على لحيته، ثم قال: والله لا تحفظ لله حرمة بعد هؤلاء، وأخذ معهم أخوهم من أمهم محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان وهو ابن فاطمة بنت الحسين. وقال الواقدي: أنا رأيت عبد الله بن حسن وأهل بيته يخرجون من دار مروان وهم في الحديد فيجعلون في االمحامل عراة ليس تحتهم وطاء وأنا يومئذ قد راهقت الاحتلام. قال الواقدي: قال عبد الرحمن بن أبي الموالي وأخذ معهم يومئذ نحو من أربعمائة نفس من جهينة ومزينة وغيرهم، فأراهم بالربذة ملتفين في الشمس وسجنت مع عبد الله بن حسن فوافى المنصور الربذة منصرفاً من الحج فسأل عبد الله بن حسن من المنصور أن يأذن له في الدخول فامتنع، ثم دعاني المنصور من بينهم فأدخلت عليه وعنده عمه عيسى بن علي فسلمت، فقال المنصور: لا سلم الله عليك، أين الفاسقان ابنا الفاسق، فقلت: هل ينفعني 9... (9/18)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 19 الصدق يا أمير المؤمنين قال: وما ذاك قلت: امرأتي طالق وعلي و إن كنت أعرف مكانهما، فلم يقبل مني، وأقمت بين العقابين، فضربني أربعمائة سوط، فغاب عقلي ورددت إلى أصحابي، ثم أحضر الديباج وهو محمد بن ابن عبد الله العثماني فسأله عنهما فحلف له، فلم يقبل، وضربه مائة سوط، وجعل في عنقه غلاً فأتي به إلينا وقد لصق قميصه على جسمه من الدماء، ثم سير بنا إلى العراق. فأول من مات بالحبس عبد الله بن حسن، فصلى عليه أخوه حسن، ثم مات حسن بعده فصلى عليه الديباج، ثم مات الديباج فقطع رأسه وأرسل مع جماعة من الشيعة ليطوفوا به) بخراسان ويحلفوا أن هذا رأس محمد بن عبد الله بن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوهمون الناس انه رأس محمد بن عبد الله بن حسن الذي يجدون في الكتب خروجه فيما زعموا على أبي جعفر. وقيل: لما أتي بهم المنصور نظر إلى محمد بن إبراهيم بن حسن فقال: أنت الديباج الأصفر قال: نعم. قال: أما والله لأقتلنك قتلة ما أقتلها أحد من أهل بيتك، ثم أمر باسطوانة فنقرت، ثم ادخل فيها ثم شد عليه وهو حي، وكان محمد من احسن الناس صورة. وقيل: إن المنصور قتل محمد بن عبد الله الديباج وجاء من غير وجه أنه قتله فالله أعلم. وروى عن موسى بن عبد الله بن حسن. قال: ما كنا نعرف في الحبس أوقات الصلاة إلا بأجزاء كان يقرؤها علي بن الحسن. وقيل: إن المنصور أمر بقتل عبد الله بن حسن سراً. وقال ابن عائشة: سمعت مولى لبني دارم قال: قلت لبشير الرحال: ما تسرعك إلى الخروج على هذا الرجل قال: إنه أرسل إلي بعد أخذه عبد الله 9... (9/19)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 20 بن حسن، فأتيته، فأمرني بدخول بيت فدخلته فإذا بعبد الله بن حسن مقتولاً، فسقطت مغشياً علي، فلما أعطيت الله عهداً أن لا يختلف في أمره سيفان إلا وكنت عليه، ثم قلت للرسول الذي معي من قبله: لا تخبره بما أصابني فيقتلني. ويقال: إن المنصور سقى السم غير واحد منهم. 9... (9/20)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 21 4 (احداث سنة خمس وأربعين ومائة.) توفي فيها محمد بن عبد الله بن حسن، وأخوة إبراهيم قتلاً، والأجلح الكندي، وإسماعيل بن أبي خالد، وإسماعيل بن عبد الله بن جعفر، وأنيس بن أبي يحيى الأسلمي، وحبيب بن الشهيد، وحجاج بن أرطأة، والحسن بن ثوبان، والحسن بن الحسن في سجن المنصور، ورؤبة بن العجاج التميمي، وعبد الرحمن بن حرملة الأسلمي، وعبد الملك بن أبي سليمان الكوفي، وعمر ابن عبد الله مولى عفرة، وعمرو بن ميمون بن مهران الجريري، محمد بن عبد الله الديباج، ومحمد بن عمرو بن علقمة، وهشام بن عروة في قول، ويحيى بن الحارث الذماري، ونصر بن حاجب الخراساني، ويحيى بن سعيد أبو حيان التميمي. وفيها بالغ رياح وإلى المدينة في طلب محمد بن عبد الله حتى أخرجه. فعزم على الظهور،) فدخل مرة المدينة خفية. فعن الفضل بن دكين قال: بلغني أن عبيد الله بن عمر وابن أبي ذئب وعبد الحميد بن جعفر قد دخلوا عليه فقالوا: ما تنتظر بالخروج، والله ما نجد في هذه البلدة أشأم عليها منك، ما يمنعك أن تخرج، أخرج وحدك، فكان من قصته أن رياحاً طلب جعفر بن محمد وبني عمه وجماعة من وجوه قريش 9... (9/21)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 22 ليلة، قال راوي القصة: إنا لعنده، إذ سمعت التكبير فقام رياح فاختفى وخرجنا نحن فكان ظهور محمد بالمدينة في مائتي رجل وخمسين رجلاً، فمر بالسوق ثم مر بالسجن، فأخرج من فيه، ودخل داره وأتى على حماره وذلك في أول رجب، ثم أمر برياح وابني مسلم فحبسوا بعد أن مانع أصحاب رياح بعض الشيء. ولما خطب محمد حمد الله تعالى، ثم قال: أما بعد، فإنه كان من أمر هذا الطاغية عدو الله أبي جعفر ما لم يخف عليكم من بنائه القبة الخضراء التي بناها معاندة لله في ملكه وتصغيراً لكعبة الله، وإنما أخذ الله فرعون حين قال: أنا ربكم الأعلى إن أحق الناس بالقيام في هذا الدين أبناء المهاجرين والأنصار، اللهم إنهم قد فعلوا وفعلوا فاحصهم عدداً واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحداً. قال علي بن الجعد: مان المنصور يكتب إلى محمد بن عبد الله عن أحسن قواده يدعونه إلى الظهور ويخبرونه أنهم معه فكان محمد يقول لو التقينا لمال إلي القواد كلهم وقد خرج معه مثل ابن عجلان وعبد الحميد بن جعفر قال محمد بن سعد: خرج ابن عجلان معه فلما قتل وولي المدينة جعفر بن سليمان أتوه بابن عجلان فكلمه كلاماً شديداً وقال: خرجت مع الكذاب وأمر بقطع يده. فلم ينطق إلا أنه حرك شفتيه، فقال من حضر من العلماء فقالوا: أصلح الله الأمير، إن ابن عجلان فقيه المدينة وعابدها، وإنما شبه عليه وظن أنه المهدي الذي جاءت فيه الرواية، ولم يزالوا يرغبون إليه حتى تركه، ولزم عبيد الله بن عمر ضيعة له واعتزل فيها، وخرج أخواه عبد الله وأبو بكر مع محمد بن عبد الله ولم يقتلا، عفا عنهما المنصور. واختفى جعفر الصادق وذهب إلى مال له بالفراغ معتزلاً للفتنة رحمه الله، ثم إن محمداً 9... (9/22)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 23 استعمل عماله على المدينة ولم يتخلف عنه من الوجوه إلا نفر، منهم الضحاك بن عثمان وعبد الله بن منذر الخرميان، وخبيب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير. قال سعد بن عبد الحميد بن جعفر: أخبرني غير واحد أن مالكاً استفتي في الخروج مع محمد وقيل له: إن في أعناقنا بيعة للمنصور، فقال: إنما بايعتم مكروهين وليس على مكرة يمين،) فأسرع الناس إلى محمد ولزم مالك بيته. قال أبو داود السجستاني: كان سفيان الثوري يتكلم في عبد الحميد بن جعفر لخروجه مع محمد ويقول: إن مر بك المهدي وأنت في البيت فلا تخرج إليه حتى يجتمع عليه الناس. وذكر سفيان صفين فقال: ما أدري أخطأوا أم أصابوا. وقيل: أرسل محمد إلى إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وقد شاخ لبيايعه فقال: يا ابن أخي، أنت والله مقتول، كيف أبايعك فارتدع الناس عنه قليلاً، فأتته حمادة بنت معاوية بن عبد الله فقالت: يا عم، إن إخوتي قد أسرعوا إلى ابن خالهم فلا تثبط عنه الناس فيقتل ابن خالي وإخوتي، فأبى إلا أن ينهى عنه، فيقال إنها قتلته، فأراد محمد الصلاة عليه، فقال ابنه عبد الله: يقتل أبي وتصلي عليه، فنحاه الحرس وصلى محمد. ثم إنه استعمل على مكة الحسن بن معاوية بن عبد الله بن جعفر، وعلى اليمن القاسم بن إسحاق، فقتل القاسم قبل أن يصل إليها، واستعمل على الشام موسى بن عبدة ليذهب إليها ويدعو إلى محمد قبل أن يصل موسى. وكان محمد شديد الأدمة جسيماً فيه تمتمة. وروى عباس بن سفيان عن أشياخ له قالوا: لما ظهر محمد قلب المنصور لإخوته: إن هذا الأحمق يعني عبد الله بن علي، وكان في سجنه لا يزال يطلع له الرأي الجيد فادخلوا عليه فشاوروه ولا تعلموه أني أمرتكم، 9... (9/23)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 24 فدخلوا عليه جميعاً، فلما رآهم قال: لأمر ما جئتم وما جاء بكم جميعاً وقد هجرتموني من دهر قالوا: استأذنا أمير المؤمنين فأذن لنا. قال: ليس هذا بشيء فما الخبر قالوا: خرج محمد. قال: فما ترون ابن سلامة صانعاً، يعني المنصور، قالوا: لا ندري. قال: إن البخل قد قتله فمروه أن يخرج الأموال ويعطي الأجناد فإن غلب فما أوشك أن يعود إليه ماله. قال: وجهز المنصور عيسى بن موسى لحرب محمد وكتب إليه: إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً إلى قوله: إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم الآية. ولك عهد الله وميثاقه وذمته وذمة رسوله إن تبت ورجعت أؤمنك وجميع أهل بيتك وأفعل لك وأعطيك ألف ألف درهم وما سألت من الحوائج، فكتب جوابه إلى المنصور: من المهدي محمد بن عبد اللهطسم تلك آيات الكتاب المبين نتلو عليك إلى قولهما كانوا يحذرون وأنا أعرض عليك من الأمان مثل ما عرضت علي، فإن الحق حقنا، وإنما ادعيتم هذا الأمر بنا، ثم ذكر) شرفه وأبوته حتى إنه قال: فأنا ابن أرفع الناس درجة في الجنة، وابن أهونهم عذاباً في النار، وأنا ابن خير الأخيار، وابن خير الأشرار، وابن خير أهل الجنة، وابن خير أهل النار، وأنا أوفي بالعهد منك لأنك أعطيتني من العهد والأمان ما أعطيته رجالاً قبلي، فأي الأمانات تعطيني أمان ابن هبيرة، أم أمان عمك عبد الله بن علي، أم أمان أبي مسلم. فأجابه المنصور: جل فخرك بقرابة النساء، لتضل به الغوغاء، لم يجعل الله النساء كالعمومة بل جعل العم أباً، وأما ما ذكرت من كذا فأمره 9... (9/24)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 25 كذا ولقد بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم وله أعمام أربعة فأجاب اثنان، أحدهما أبي وأبي اثنان، أحدهم أبوك، فقطع الله ولايتهما منه، ولا ينبغي لك ولا لمؤمن أن يفخر بأهل النار. وفخرك بأنك لم تلدك أمة فتعديت طورك وفخرت على من هو خير منك إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما خيار بني أبيك إلا بنو إماء، ما ولد فيكم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من علي بن الحسين وهو لأم ولد وهو خير من جدك، ما كان فيكم بعده مثل ابنه محمد بن علي، وجدته أم ولد، وهو خير من أبيك، ولا مثل ابنه جعفر بن محمد، وهو خير منك، وأما قولك إنكم بنو رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الله قال فب كتابه ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكنكم بنو ابنته، وأما ما فخرت به من علي، وسابقته، فقد حضرت رسول الله الوفاة فأمر غيره بالصلاة، ثم أخذ الناس رجل بعد رجل فلم يأخذوه، كان في ستة أهل الشورى فتركوه، ثم قتل عثمان وهو به متهم، وقاتله طلحة والزبير، وأبى سعد بيعته وأغلق دونه بابه، ثم طلبها بكل وجه، وقاتل عليها، وتفرق عنه عسكره، وشك فيه شيعته قبل الحكومة، ثم حكم حكمين رضي بهما وأعطاهما عهده وميثاقه، فاجتمعا على خلعه، ثم قام بعده حسن فباعها من معاوية بدراهم وثياب ولحق بالحجاز، وأسلم شيعته بيد معاوية ودفع الأمر إلى غيره أهله، وأخذ مالاً من غير ولائه، فإن كان لكم فيها شيء فقد بعتموه. ثم خرج الحسين بن علي على ابن مرجانة فكان الناس معه عليه حتى قتلوه ثم خرجتم على بني أمية فقتلوكم وصلبوكم حتى قتل يحيى بن يزيد بن علي بخراسان، وقتلوا رجالكم وأسروا الصبية والنساء، وحملوكم بلا وطاء في المحامل إلى الشام 9... (9/25)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 26 حتى خرجنا على بني أمية فطلبنا بثأركم وأدركنا بدمائكم وفضل معاوية فلما مضى إلى مكة كان في سبعين راكباً وسبعة أفراس فقاتل السري أمير مكة فقتل سبعة من أصحاب السري، فانهزم السري ودخل ابن معاوية مكة فخطب ونعى إليهم المنصور، ودعا لمحمد، ثم بعد أيام أتاه كتاب محمد) يأمره باللحاق به، فجمع جموعاً تقدم بها على محمد، فلما كان بقديد بلغه مصرع محمد فانهزم إلى البصرة فلحق بإبراهيم بن عبد الله حتى قتل إبراهيم. وندب المنصور لقتال محمد ابن عمه عيسى بن موسى وقال في نفسه: لا أبالي أيهما قتل صاحبه، فجهز مع عيسى أربعة آلاف فارس، وفيهم محمد بن السفاح، فلما وصل إلى فند كتب إلى أهل المدينة في خرق الحرير يتألفهم، فتفرق عن محمد خلق، وسار منهم طائفة لتلقي عيسى والتحيز إليه، فاستشار محمد بن جعفر فقال: أنت أعلم بضعف جمعك وقلتهم، وبقوة خصمك وكثرة جنده، والرأي أن تلحق بمصر، فوالله لا يردك 9... (9/26)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 27 عنها راد فيقاتل الرجل بمثل رجاله وسلاحه، فصاح جبير بن عبد الله: أعوذ بالله أن تخرج من المدينة وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رأيتني في درع حصينة فأولتها المدينة. ثم إن محمداً استشار: هل يخندق على نفسه، فاختلف عليه رأي أصحابه، فلما تيقن قرب عيسى بن موسى منه، حفر خندق رسول الله صلى الله عليه وسلم وحفر فيه بيده تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم. وعن عثمان الزبيري قال: اجتمع مع محمد جمع لم أر أكثر منه، إني لأحسبنا قد كنا مائة ألف، فلما دنا منا عيسى خطبنا محمد فقال: إن هذا الرجل قد قرب منكم في عدد وعدد، وقد حللتكم من بيعتي، فمن أحب فلينصرف، قال: فتسللوا حتى بقي في شرذمة. وخرج الناس من المدينة بأولادهم إلى الأعوص والجبال، فلم يتعرض لهم عيسى، بل جهز خمسمائة إلى ذي الحليفة يمسكون طريق مكة على محمد، ثم راسله يدعوه إلى الطاعة وأن المنصور قد أمنه، فأرسل إليه: إياك أن يقتلك من يدعوك إلى الله فتكون شر قتيل، أو تقتله فيكون أعظم لوزرك. فأرسل إليه عيسى: ليس بيننا إلا القتال، فإن أبيت إلا القتال نقاتلك على ما قاتل عليه خير آبائك، علي طلحة والزبير على نكث بيعتهم له. وعن ماهان مولى قحطبة قال: لما صرنا إلى المدينة أتانا إبراهيم بن جعفر بن مصعب طليعة فطاف بعسكرنا حتى حزره، ثم ذهب عنا فرعبنا منه، حتى جعل عيسى وحميد بن قحطبة يقولان: فارس واحد يكون طليعة لأصحابه فلما كان عنا مد البصر نظرنا إليه مقيماً لا يزول، فقال حميد: ويحكم انظروا، فوجه إليه فارسين، فوجدا دابته عثرت به فتقوس الجوشن في عنقه فقتله، فأخذ سلبه ورجعا بتنور مذهب لم ير مثله. قيل كان لمصعب جده أمير 9... (9/27)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 28 العراق. ثم إن عيسى أحاط بالمدينة في أثناء شهر رمضان، ثم دعا محمد إلى الطاعة ثلاثة أيام، ثم ساق) بنفسه في خمسمائة فوقف بقرب السور فنادى: يا أهل المدينة إن الله قد حرم دماء بعضنا على بعض، فهلموا إلى الأمان، فمن جاء إلينا فهو آمن، ومن دخل داره أو المسجد أو ألقى سلاحه فهو آمن، خلوا بيننا وبين صاحبنا فإما لنا وإما له، قال فشتموه، فانصرف يومئذ ففعل من الغد كذلك، ثم عبأ جيشه في اليوم الثالث، وزحف فلم يلبث أن ظهر على المدينة، ولما التحم الحرب نادى: يا محمد إن أمير المؤمنين امرني أن لا أقاتل حتى أعرض عليك الأمان، فلك الأمان على نفسك ومن اتبعك، وتعطى من المال كذا وكذا، فصاح: أله عن هذا، فقد علمت أنه لا يثنيني عنكم فزع، ولايقربني منكم طمع، ثم ترجل. قال عثمان بن محمد بن خالد: فإني لأحسبه قتل يومئذ بيده سبعين رجلاً. وروى محمد بن زيد قال: دعا عيسى عشرة من آل أبي طالب منهم القاسم بن حسن بن زيد بن حسن بن علي، قال: فجئنا سوق الحطابين، فدعوناهم فسبونا ورشقونا بالنبل، وقالوا: هذا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم معنا ونحن معه، فقال لهم القاسم: وأنا ابن رسول الله، وأكثر من ترون معي بنو رسول الله، ونحن ندعوكم إلى كتاب الله وحقن دمائكم، ورجعنا، فأرسل عيسى حميد بن قحطبة في مائة. وجعل محمد ستور المسجد درائع لأصحابه، وكان مع الأفطس علم أصفر فيه صورة حية. وقال عبد الحميد بن جعفر: كنا يومئذ مع محمد بن علي عدة أصحاب بدر، ثم لقينا عيسى فتبادر جماعة. وعن مسعود الرحال قال: شهدت مقتل محمد بالمدينة، فإني لأنظر إليهم عند أحجار الزيت، وأنا مشرف من سلع، إذ نظرت إلى رجل من أصحاب 9... (9/28)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 29 عيسى قد أقبل على فرس فدعا إلى البراز، فخرج إليه راجل عليه قباء أبيض، فنزل إليه الفارس، فقتله الراجل ورجع، ثم برز آخر من أصحاب عيسى، فبرز له ذلك الرجل، فقتله، ثم برز ثالث فقتله، فاعتوره أصحاب عيسى يرمونه، فأثبتوه، فأسرع فما وصل إلى أصحابه حتى خر صريعاً، ودام القتال من بكرة إلى العصر، وطم أصحاب عيسى الخندق، وجاءت الخيل، وذهب محمد يومئذ قبل الظهر، فاغتسل وتحنط، ثم جاء. قال عبد الله بن جعفر، فقلت له: بأبي أنت وأمي، مالك بما ترى طاقة، فاخرج تلحق بالحسن بن معاوية بمكة، فإن معه جل أصحابك، فقال: لو رحت لقتل هؤلاء، فوالله لا أرجع حتى أقتل أو أقتل، وأنت مني في سعة فاذهب حيث شئت.) وقال إبراهيم بن محمد: رأيت محمداً عليه جبة ممشقة وهو على برذون، وابن خضير يناشده الله إلا مضى إلى البصرة، ومحمد يقول: والله لا تبلون بي مرتين، ولكن اذهب فأنت في حل. فقال: وأين المذهب عنك ثم مضى فأحرق الديوان وقتل رياحاً في الحبس، ثم لحق محمداً بالثنية، فقاتل حتى قتل. وقيل: قتل مع رياح أخاه عباس بن عثمان، وكان مستقيم الطريقة، فعاب الناس ذلك عليه، ثم إن محمداً صلى العصر وعرقب فرسه، وعرقب بنو شجاع دوابهم، وكسروا أجفان سيوفهم، فقال لهم: قد بايعتموني ولست بمبايع حتى أقتل، ثم أنه حمل وهزم أصحاب عيسى مرتين، ثم جاء أصحاب عيسى من ناحية بني غفار، وجاءوا من خلف محمد وأصحابه، فنادى محمد حميد بن قحطبة: إن كنت فارساً فابرز، فلم يبرز له، وجعل حميد يدعو 9... (9/29)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 30 بن خضير إلى الأمان، ويشح به عن الموت، وهو يشد على الناس بسيفه مترجلاً، وخالط الناس، فجاءته ضربة على أليته، وأخرى على عينه فخر، وقاتل محمد على جثته حتى قتل، وعهد الذين دخلوا المدينة من ناحية بني غفار فنصبوا علماً أسود على المنارة، ودخل حميد بن قحطبة في زقاق أشجع، فهجم على محمد فقتله وهو غافل، وأخذ رأسه، وقتل معه جماعة. وقيل: جاءت محمداً ضربة على أذنه، فبرك وجعل يذب عن نفسه بسيفه ويقول: ويحكم إن نبيكم مظلوم، فنزل حميد فحز رأسه. وقيل: كان محمد سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم ذو الفقار، فقد الناس به، وجعل لا يقاربه أحد إلا قتله، فجاءه سهم فوجد الموت، فكسر السيف. وروى عمرو مولى المتوكل، وكانت أمه تخدم فاطمة بنت الحسين، قال: كان مع محمد يومئذ ذو الفقار، فلما أحسن الموت أعطى السيف رجلاً كان له عليه أربعمائة دينار، وقال: خذ هذا السيف فإنك لا تلقى أحداً من آل أبي طالب إلا أخذه منك وأعطاك حقك، فبقي السيف عنده حتى ولي جعفر بن سليمان المدينة فأخبر عنه، فدعاه وأعطاه أربعمائة دينار وأخذ السيف، ثم صار إلى موسى فجربه على كلب، فانقطع السيف. وقال الأصمعي: رأيت الرشيد بطوس متقلداً سيفاً فقال: ألا أريك ذا الفقار قلت: بلى، قال: أسلل سيفي هذا قال: فرأيت فيه ثماني 9... (9/30)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 31 عشرة فقارة. وكان مصرع محمد عند أحجار الزيت بعد العصر يوم الإثنين في رابع عشر رمضان سنة) خمس هذه. وقال الواقدي: عاش ثلاثاً وخمسين سنة. وقيل: أذن عيسى في دفنه، وأمر بأصحابه فصلبوا ما بين ثنية الوداع إلى دار عمر بن عبد العزيز. وقيل: لما خرج حمزة بن عبد الله بن محمد بن علي بن أبي طالب مع محمد، كان جعفر الصادق ينهاه، وكان من أشد الناس مع محمد، وكان جعفر يقول له: هو والله مقتول. وبعث عيسى بن موسى بالرأس غلى العراق، ثم طيف به في البلدان، وقبض عيسى على أموال بني الحسن. وحدث أيوب بن عمر قال: لقي جعفر بن محمد أبا جعفر المنصور، فقال: يا أمير المؤمنين رد علي قطيعتي عين أبي زياد آكل منها، قال: إياي تكلم هذا الكلام والله لأزهقن نفسك. قال: فلا تعجل علي، فقد بلغت ثلاثاً وستين سنة، وفيها مات وجدي وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، فرق له، فلما مات المنصور رد المهدي على أولاد أبي جعفر عين أبي زياد. 9... (9/31)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 32 وقال محمد بن عثمان الزبيري: لما قتل محمد، مضى أخوه موسى وأبي وأنا ورجل من مزينة، فأتينا مكة، ثم سرنا إلى البصرة، فدخلناها ليلاً، فمسكنا وأرسلنا إلى المنصور، فلما نظر إلى أبي قال: هيه أخرجت مع محمد قال: قد كان ذلك، فأمر به، فضربت عنقه، وهو عثمان بن محمد بن خالد بن الزبير، ثم أمر بموسى فضرب بالسياط، ثم أمر بضرب عنقي، فكلمه في عمه عيسى بن علي وقال: ما أحسبه بلغ، فقلت: يا أمير المؤمنين، كنت غلاماً تبعاً لأبي، فضربت خمسين سوطاً، ثم حبست حتى أخرجني المهدي. وقيل: بل قتل عثمان لأنه سأله أين المال قال: دفعته إلى أمير المؤمنين محمد رحمه الله، فسبه، فجاوبه عثمان، فضرب عنقه. وقيل: قال له: أنت الخارج علي قال: بايعت أنا وأنت رجلاً بمكة، فوفيت أنا، وغدرت أنت. واستعمل المنصور على المدينة عبد الله بن الربيع الحارثي، فثارت عليه السودان بالمدينة. وسبب ذلك أن بعض جنده انتهب شيئاً من السوق، فاجتمع الرؤساء إلى ابن الربيع فكلموه، فلم ينكر ولا غير، ثم اشترى جندي من لحام وأبى أن يوفيه الثمن وشهر سيفه على اللحام، فطعنه اللحام بشفرته في خاصرته فسقط، فتنادى الجزارون والسودان على الجند وهم يذهبون إلى) الجمعة، فقتلوهم بالعمد، فهرب ابن الربيع بالليل، وهذا تم في آخر العام. وكان رؤوس السودان ثلاثة: وثيق ويعقل ورمقة، فخرج ابن 9... (9/32)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 33 أبي سبرة من السجن، فخطب ودعا الناس إلى الطاعة، فسكن الناس، ورجع ابن الربيع وقطع يد وثيق وأيدي ثلاثة معه. 4 (بناء بغداد) في هذه السنة أسست مدينة السلام بغداد، وهي التي تدعى مدينة المنصور. سار المنصور يطلب موضعاً يتخذه بلداً، فبات ليلة، وكان في موضع القصر بيعة قس، فطاب لها المبيت، وأقام يوماً فلم ير إلا ما يجب، فقال: ها هنا ابنوا فإنه طيب، وتأتيه مادة الفرات ودجلة والأنهار، فخط بغداد، ووضع أول لبنة بيده فقال: بسم الله، وبالله، والحمد لله، ابنوا على بركة الله، وذلك بعد أن بعث رجالاً لهم فضل يتطلبان موضعاً، ثم وقع لاختيار على هذه البقعة، وسأل راهباً هناك عن أمر الأرض وصحتها وقال: هل تجدون في كتبكم أنه يبنى ها هنا مدينة قال: نعم يبنيها مقلاص، قال: فأنا كنت أدعى بذلك لما بنى مدينة الرافقة قال له راهب: إن إنساناً يبني هنا مدينة يقال له مقلاص، قال: أنا هو، فبناها على نحو من بغداد، لكنها أصغر. وعن سليمان بن مجالد قال: أحضر المنصور الصناع والفعلة من البلاد، وأحضر المهندسين والحكماء والعلماء، وكان ممن أحضر حجاج بن أرطأة، وأبو حنيفة، ورسمت له بالرماد، وبسورها، وأبوابها، وأسواقها، ثم أمر أن يعمل على ذلك الرسم. وروى من وجه آخر أن المنصور قال لذلك الراهب: أريد أن أبني هنا 9... (9/33)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 34 مدينة، فقال: إنما يبنيها ملك يقال له: أبو الدوانيق، فضحك وقال: أنا هو، واختطها ووكل بها أربعة قواد، وولى أبا حنيفة القيام بعمل الآجر. وقيل: كمل سورها في أربع سنين. وكانت البقعة مزرعة تدعى المباركة، لستين نفساً، فعوضهم المنصور وأعطاهم فأرضاهم، وجدوا في البناء بعد انقضاء فتنة ابن حسن. وقيل: ليس في الدنيا مدينة مدورة سواها، عمل في وسطها دار المملكة بحيث أنه إذا كان في قصره كان جميع أطراف البلد إليه سواء، وقد تم بناؤها المهم في عام، وسكنها ونقل إليها خزائنه وبيوت المال. وقيل: سعتها مائة وثلاثون جريباً، وأنفق عليها ثمانية عشر ألف ألف درهم.) قال بدر المعتضدي: قال لنا أمير المؤمنين: انظروا كم سعة مدينة المنصور، فحسبنا فإذا هي ميلين مكسرين في ميلين. وقيل مسافة ما بين كل باب وباب ألف ومائتا ذراع، وكان في هذا الوقت رخاء الأسعار بالعراق حتى بيع الكبش بدرهم والحمل بأربعة دوانيق، والتمرستون رطلاً بدرهم، والزيت ستة عشر رطلاً بدرهم، والسمن ثمانية بدرهم. قال أبو نعيم: أنا رأيت ينادى في جباية كندة: لحم الغنم ستون رطلاً بدرهم، والعسل عشرة بدرهم. وقال غيره: كل بغداد مبنية بالآجر، اللبنة ذراع في ذراع، زنتها مائة رطل وسبعة عشر رطلاً، ولها أربعة أبواب، بين الباب والباب ثمانية وعشرون برجاً، وعليها سوران، ثم بني الجامع والقصر، وكان في صدر القصر إيوان طوله عشرون ذراعاً، عليه القبة الخضراء ارتفاعها ثمانون ذراعاً. سقط رأسها 9... (9/34)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 35 ليلة مطر ورعد عظيم في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة. وكان يدخل هذه المدينة أحد راكباً سوى المنصور وابنه. قال الصولي: قال أحمد بن أبي طاهر: ذرع بغداد يعني الجديدة قال: ذرع الجانبين ثلاثة وخمسون ألف جريب. وفي نسخة أخرى من غير رواية الصولي: إنها من الجانبين ثلاثة وأربعون ألف جريب وسبعمائة. ثم قال الصولي: وذكر ابن طاهر أن عدد حماتها كانت ذلك الوقت ستين ألفاً. وقال أقل ما يدبر كل حمام خمسة أنفس، وذكر أن بإزاء كل حمام خمسة مساجد. فلت: كذا نقل الخطيب في تاريخه، وما أعتقد أنا هذا قط ولا عشر ذلك. ثم قال الخطيب: حدثني هلال بن الحسن قال: كنت بحضرة جدي إبراهيم بن هلال الصابي، فقال تاجر فذكر أن ببغداد اليوم ثلاثة آلاف حمام، فقال جدي: سبحان الله هذا سدس ما كنا عددناه وحصرناه زمن الوزير المهلبي، ثم كانت في دولة عضد الله خمسة آلاف وكسراً. ونقل ابن خلكان أن استكمال بغداد كان في سنة تسع وأربعين ومائة، وهي بغداد القديمة التي بالجانب الغربي على دجلة، وبغداد اليوم هي الجديدة في الجانب الشرقي، وفيها دار الخلافة، وقد كان السفاح بنى عند الأنبار مدينة الهاشمية وسكنها، ثم انتقل إلى الأنبار وبها توفي. 9... (9/35)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 36 4 (خروج إبراهيم.) ) وخرج إبراهيم بن عبد الله بن حسن، أخو محمد المذكور بالبصرة. قال مطهر بن الحارث: أقبلنا مع إبراهيم من مكة نريد البصرة، ونحن عشرة أنفس، فدخلناها، ثم نزلنا على يحيى بن زياد بن حسان النبطي. وعن إبراهيم قال: اضطرني الطلب بالموصل حتى جلست على موئد أبي جعفر، وكان قد قدمها يطلبني، فتحيرت، ولفظتني الأرض، فجعلت لا أجد مساغاً، ووضع علي الطلب والأرصاد، ودعا يوماً الناس إلى غدائه، فدخلت في الناس، وأكلت، ثم خرجت وقد كف الطلب. وقد جرت لإبراهيم أمور في اختفائه، وربما وقع به بعض الأعوان فيصطنعه ويطلقه لما يعلم من جبروت أبي جعفر، ثم اختفى بالبصرة، فجعل يدعو الناس فيستجيبون له لشدة بغضهم للمنصور لبخله وعسفه. قال ابن سعد: لما ظهر محمد بن عبد الله وغلب على الحرمين وجه أخاه إبراهيم إلى البصرة فدخلها في أول رمضان من سنة خمس فغلب عليها، وبيض أهل البصرة ونزعوا السواد، وخرج معه من العلماء جماعة كثيرة. ثم تأهب لحرب المنصور. قال ابن جرير وغيره: بايعه نميلة بن مرة، وعفو الله بن سفيان، وعبد الواحد بن زياد، وعمر بن سلمة الهجيمي، وعبيد الله بن يحيى الرقاشي، وندبوا له الناس، فأجاب طائفة حتى قاربوا أربعة آلاف، وشهر أمره، 9... (9/36)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 37 وقالوا له: لو نهضت إلى واسط البصرة أتاك من أتاك، فنزل في دار أبي مروان النيسابوري. قال عفو الله بن سفيان: أتيت إبراهيم يوماً وهو مرعوب، فأخبرته بكتاب أخيه أنه ظهر بالمدينة، وأنه يأمره بالخروج، فوجم لها واغتم، فأخذت أسهل عليه وأقول: قد اجتمع لك أمرك، معك التغلبي والطهوي والمغيرة، وأنا وجماعة، فنخرج إلى السجن في الليل فنفحه، ويصبح معك خلق من الناس، فطابت نفسه، وبلغ ذلك المنصور فجهز جيشاً إلى البصرة، ثم سار فنزل الكوفة ليكتفي شر الشيعة وفتقهم. قال أبو الحسن الحذاء: ألزم المنصور الناس بالسواد، فكنت أراهم يصبغون ثيابهم بالمداد، يعني السوقة، ثم جعل يحبس أو يقتل كل من يتهمه بالكوفة. وكان ابن ماعز الأسدي يبايع لإبراهيم بالكوفة سراً. وقتل المنصور جماعة كثيرة عسفاً وظلماً. وكان بالموصل ألفاً فارس لمكان الخوارج، فطلبهم المنصور، فلما كانوا بباخمرا اعترض أهلها العسكر، وقالوا: لا ندعكم) تجاوزونا لتنصروا أبا جعفر على إبراهيم، فقاتلوهم، فقتل منهم خمسمائة. وأما أمير البصرة سفيان بن معاوية، فتهاون في أمر إبراهيم حتى عجز، واتسع الخرق، فبقي كلما قيل له إبراهيم خارج لم يعرج على قول أحد فلما خرج إبراهيم جعل أصحابه ينادون سفيان وهو محصور: أذكر بيعتك في دار المخزوميين، فيقال: كان مداهناً لإبراهيم مما في قلبه على المنصور. وكان ظهور إبراهيم في أول رمضان في الليل، فصار إلى مقبرة بني يشكر في بضعة عشر فارساً، وقدم تلك الليلة أبو حماد الأثرم في ألفين، فنزل الرحبة، فكان إبراهيم أول شيء أصاب دواب أولئك العسكر وأسلحتهم، 9... (9/37)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 38 فتقوى بها، ثم صلى بالناس الصبح في الجامع، فتحصن منه سفيان في دار الإمارة، وأقبل الخلق إلى إبراهيم من بين ناصر وناظر: ثم نزل إليه سفيان بالأمان، ودخل إبراهيم الدار، وعفا عن الجند، وقيد سفيان بقيد خفيف، فأقبل لحربه جعفر بن سليمان، وأخوه محمد بن سليمان، في ستمائة، فندب إبراهيم مضاء بن جعفر في خمسين من بين فارس وراجل، فهزمهم مضاء، وجرح محمد على أصحابه خمسين خمسين، وجهز المغيرة في خمسين مقاتلاً إلى الأهواز، فقدمها وقد صار معه نحو المائتين. وكان على الأهواز محمد بن الحصين، فالتقى المغيرة فانكسر ابن الحصين، وغلب المغيرة على الأهواز. ثم أراد إبراهيم المسير إلى الكوفة، وبعث إلى فارس عمرو بن شداد، فسار إليه من رامهرمز يعقوب بن الفضل، فاتفقا وغلبا على إقليم فارس، فلو توجه إبراهيم إلى إقليم فارس لتم له الأمر، واستعمل على واسط، جهز المنصور لحربه عامر بن إسماعيل المسلمي في خمسة آلاف، فكان بينهما حرب ووقعات. وقد قتل من أهل واسط والبصرة في هذه الكائنة عدد كثير، ثم توادع الفريقان وكلوا، فلما قتل إبراهيم كما سيأتي، سار هارون بن سعد العجلي راجعاً إلى البصرة، فتوفي قبل أن يدخلها، نعم، وبقي إبراهيم سائر شهر رمضان ينفذ عماله إلى البلاد، حتى أتاه نعي أخيه محمد بالمدينة، قبل العيد بثلاث، ففت في عضده وبهت لذلك، وخرج يوم العيد إلى المصلى فصلى بالناس، يعرف فيه الحزن والانكسار. وقيل: إن المنصور لما بلغه خروج إبراهيم قال: ما أدري ما أصنع، 9... (9/38)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 39 ما في عسكري إلا ألفا رجل فرقت عساكري، مع ابني بالري ثلاثون ألفاً، ومع محمد بن أشعث بأفريقية أربعون ألفاً، ومع عيسى بن موسى بالحجاز ستة آلاف، ولئن سلمت من هذه لا يفارقني ثلاثون ألف فارس،) ثم لم ينشب أن قدم عليه عيسى من الحجاز منصوراً، فوجهه على الناس لحرب إبراهيم، وكتب إلى سلم بن قتيبة فقدم إليه من الري. قال سلم: فلما دخلت على المنصور قال لي: خرج ابنا عبد الله، فاعمد إلى إبراهيم، ولا يرعبك جمعه فوالله إنهما جملا بني هاشم المقتولان فابسط يدك وثق. وكتب سلم إلى البصرة يلاطفهم فلحقت به باهلة، فاستحث المنصور ابنه ليجهز خازم بن خزيمة إلى الأهواز، فسار بأربعة آلاف فارس، ففر منه المغيرة إلى البصرة، ودخل خازم الأهواز فأباحها ثلاثاً، لكونهم نزعوا الطاعة، وكث المنصور لا يأوي إلى فراشه نيفاً وخمسين ليلة. قال حجاج بن قتيبة بن مسلم: دخلت على المنصور تلك الأيام وقد جاءه فتق البصرة وفارس وواسط والمدائن وهو مطرق يتمثل: (ونصبت نفسي للرماح درية .......... إن الرئيس لمثل ذاك فعول) وما أظنه يقدر على السلاح، للفتوق المحيطة به، ولمائة ألف سيف كامنة ينتظرون صيحة فيثبون، فوجدته صقراً احوذياً مشمراً، قد قام إلى ما نزل به من النوائب يمرسها ويعركها. 9... (9/39)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 40 وعن عبد الله بن جعفر المديني قال: خرجنا مع إبراهيم إلى باخمرا فعسكرنا بها، فأتانا ليلة، فقال: انطلق بنا نطوف في عسكرنا، قال: فسمع أصوات طنابير وغناء، فرجع، ثم أتاني ليلة أخرى، فانطلقنا فسمعنا مثل ذلك فرجع وقال: ما أطمع في نصر عسكر فيه مثل هذا. وعن داود بن جعفر بن سليمان قال: أحصى ديوان إبراهيم من أهل البصرة مائة ألف مقاتل. وقال آخر: بل كان معه عشرة آلاف، وهذا أشبه. وكان مع عيسى بن موسى خمسة عشر ألفاً، وعلى طلائعه حميد بن قحطبة في ثلاثة آلاف. وأما إبراهيم فأشاروا عليه أن يسلك غير الدرب، فيبغت الكوفة، فقال: بل أبيت عيسى. وعن هريم قال: قلت لإبراهيم: إنك غير ظاهر على المنصور حتى تأتي الكوفة، فإن صارت لك بعد تحصنه بها، لم تقم له بعدها قائمة، وإلا فدعني أسير إليها فأدعو إليك سراً، ثم أجهر، فإنهم إن سمعوا داعياً أجابوه، وإن سمع المنصور هيعة بأرجاء الكوفة طار إلى حلوان، فقال: لا نأمن أن تجيبك منهم طائفة فتطأ خيل المنصور الصغير والكبير، فتكون قد تعرضت لمأثم، فقلت: خرجت لقتال المنصور، وأنت تتوقى قتل الصغير والكبير أليس قد كان رسول الله صلى) الله عليه وسلم يوجه السرية فتقاتل، فيكون في ذلك نحو ما كرهت فقال: أولئك مشركون، وهؤلاء أهل قبلتنا. 9... (9/40)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 41 ولما نزل باخمرا كتب إليه سلم بن قتيبة: إنك قد أصحرت ومثلك أنفس به على الموت، فخندق على نفسك، فإن كنت لم تفعل، فقد أعرى المنصور عسكره، فخف في طائفة حتى تأتيه فتأخذه بقفاه، فعرض ذلك إبراهيم على قواده فقالوا: نخندق على نفوسنا ونحن ظاهرون عليهم والله لا نفعل. وقال بعضهم: أتأتيه وهو في أيدينا متى أردنا وقال آخر: لما التقى الجمعان قلت لإبراهيم: إن الصف إذا انهزمت تعبئته تداعى، فاجعلنا كراديس، فإن انهزم كردوس ثبت كردوس، فتنادى أصحابه: لا لا، إلا تعبئة أهل الشام وقتالهمإن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا. وقال آخر: أتيت إبراهيم فقلت: إنهم مصبحوك بما يسد عليك مغرب الشمس في السلاح والكراع، وإنما معك رجال عراة، فدعنا نبيتهم، فقال: إني أكره القتل. فقلت: تريد الملك وتكره القتل، والتقوا بباخمرا، وهي على يومين من الكوفة، فاشتد الحرب، والتحم القتال، فانهزم حميد بن قحطبة، وكان على المقدمة، فانهزم الجيش، فناشدهم عيسى بن موسى الله تعالى، ومر الناس، فثبت عيسى في مائة فارس من خواصه، فقيل له: لو تنحيت فقال: لا أزول حتى أقتل أو أفتح، ولا يقال انهزم. وعن عيسى قال: لما رأى المنصور توجيهي إلى إبراهيم قال: إن المنجمين يزعمون إنك لاقيه ثم يفيء إليك أصحابك فكان كما قال: رأيتني وما معي ثلاثة أو أربعة فقال غلامي علام تقف؟ 9... (9/41)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 42 فقلت: والله لا ينظر إلي أهل بيتي منهزماً ثم كان أكثر ما عندي أن أقول لمن مر بي من المنهزمين أقرئوا أهل بيتي السلام وقولوا: إني لم أجد فداء أفديكم به أعز علي من نفسي وقد بذلتها لكم فأنا لكذلك إذ عمد ابنا سليمان لإبراهيم فخرجا من ورائه فنظر أصحاب إبراهيم فإذا القتال من ورائهم فكروا فركبنا أعقابهم فلولا ابنا سليمان بن علي لافتضحنا وكان من صنع الله أن أصحابنا لما انهزموا اعترض لهم نهر دون ثنيتين عاليتين، فحالتا بينهم وبين الفرات، ولم يجدوا مخاضة، فكروا راجعين بأنفسهم، ثم انهزم أصحاب إبراهيم، فثبت هو في نحو من خمسمائة. وقيل بل ثبت في سبعين رجلاً، ثم حمل حميد بن قحطبة في طائفة معه، وقاتلوا قتالاً شديداً، حتى إن الفريقين قتلوا بعضهم بعضاً، وجعل حميد يبعث بالرؤوس إلى بين يدي عيسى،) وثبتوا عامة يومهم يقتتلون، إلى أن جاء سهم غرب لا يدرى من رمى به، فوقع في حلق إبراهيم، فتنحى عن موقفه، فأنزلوه، وهو يقول: وكان أمر الله قدراً مقدوراً. أردنا أمراً وأراد الله غيره، فاجتمع عليه أصحاب يحمونه، فأنكر حميد اجتماعهم، وأمر فحملوا عليه، فقاتلوا أشد قتلا يكون، حتى انفرجوا عن إبراهيم، فنزل أصحاب حميد، فاحتزوا رأس إبراهيم، وأتي به عيسى، فنزل وسجد لله، وبعث به إلى المنصور، وذلك لخمس بقين من ذي القعدة، وعمره ثمان وأربعون سنة. وقيل: كان عليه قباء زرد، فآذاه الحر، فحل إزاره، وحسر عن صدره، فأصاب صدره نشابة، فاعتنق فرسه، وكر راجعاً، ووصل أوائل المنهزمين من عسكر المنصور إلى الكوفة، فتهيأ المنصور للهرب، وأعد النجائب ليذهب إلى الري، فيقال: إن نوبخت المنجم دخل عليه فقال: الظفر لك، 9... (9/42)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 43 وسيقتل إبراهيم، فلم يقبل منه، فقال: احبسني عندك، فإن لم يقتل إبراهيم وإلا فاقتلني، فبات طائر اللب، فلما كان الصباح أتي برأس إبراهيم، فتمثل بيت معقر البارقي: (فألقت عصاها واستقر بها النوى .......... كما قر عيناً بالإياب المسافر) قال خليفة بن خياط: صلى إبراهيم بن عبد الله العيد بالناس أربعاً، وخرج معه أبو خالد الأحمر وعيسى بن يونس وعباد بن العوام وهشيم ويزيد بن هارون في طائفة من العلماء ولم يخرج معه شعبة، وكان أبو حنيفة يجاهر في أمره ويأمر بالخروج. وحدثني من سمع حماد بن زيد يقول: ما كان بالبصرة أحد إلا وقد تغير أيام إبراهيم إلا ابن عون. وحدثني ميسور بن بكر أنه سمع عبد الوارث يقول: فأتينا شعبة فقلنا كيف ترى قال: أرى أن تخرجوا وتعينوه، فأتينا هشام بن أبي عبد الله فلم يجبنا بشيء، فأتينا سعيد بن أبي عروبة فقال: ما أرى بأساً أن يدخل رجل منزله، فإن دخل عليه داخل قاتله. وقال عمر بن شيبة: ثنا خلاد بن يزيد الباهلي سمع شعبة بن الحجاج يقول: باخمرا بدر الصغرى. وقال أبو عبيد الآجري: هي وقعة إبراهيم، وهي بإزاء هزابان داخل الصحراء. وقال أبو نعيم: فلما قتل إبراهيم، هرب أهل البصرة بحراً وبراً، واستخفى الناس، وقتل معه بشير الرحال الأمير، وجماعة كثيرة.) 9... (9/43)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 44 وقال محمد بن عبد الله بن عمار: خرج مع إبراهيم خلق، وجميع أهل واسط، وابنا هشيم وخالد بن عبد الله الطحان، ويزيد بن هرون، وغيرهم. وفيها خرجت الترك الخزرية، وهم أهل صحراء القفجاق من باب الأبواب، وقتلوا بأرمينية خلقاً كثيراً وسبوا الحريم. 9... (9/44)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 45 4 (احداث سنة ست وأربعين ومائة.) فيها توفي أشعث بن عبد الملك الحمراني، والحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب المدني. وحبيب بن الشهيد بخلف. وسنان الرهاوي. وعبيد الله بن سعيد بن أبي هند المدني. وعوف الأعرابي. ومحمد بن السائب الكلبي. ومحمد بن أبي يحيى الأسلمي. وهشام بن عروة على الصحيح. ويزيد بن أبي عبيد، ويحيى بن أبي أنيسة الرهاوي. وفي صفر منها، تحول أبو جعفر المنصور، فنزل ببغداد قبل استتمام بنائها. وكان خالد بن برمك ممن أشار عليه بإنشائها، ونقل إليها خمسة أبواب كانت على واسط، عظيمة، فعمل لبغداد أربعة أبواب، كل باب داخله باب آخر. وبنيت مستديرة، وأنشئت دار الإمارة في وسطها، وعملوا لها سورين. وقيل: إن الحجاج بن أرطأة هو الذي اختط جامعها، فقيل: إن قبلتها منحرفة، وكان لا يدخل أحد المدينة راكباً، فشكا إلى المنصور عمه عيسى بن علي أن المشي يشق عليه، فلم يأذن له، ثم بعد مدة أمر المنصور بإخراج الأسواق من المدينة خوفاً من مبيت صاحب خبر بها، فبنيت الكرخ وباب المحول، وغير ذلك. وظهر شح المنصور في بناء بغداد، وبالغ في المحاسبة، 9... (9/45)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 46 حتى قال خالد بن الصلت وكان على بناء ربع من بغداد رفعت إليه الحساب فبقيت علي خمسة عشر درهماً فحبسني حتى أديتها. فقال المدائني: حدثني الفضل بن الربيع أن المنصور لما فرغ من بناء قصره بالمدينة، طاف به، فأعجبه، لكنه استكثر النفقة، فقال لي: أحضر بناءً فارهاً، فأحضرت بناءً فقال: كيف لنا في هذا القصر وكم أخذت لكل ألف آجرة فبقي البناء لا يقدر أن يرد عليه مخافة المسيب الذي كان على العمل، فقال: ما لك ساكت قال: لا أعلم لي، قال: ويحك قل وأنت آمن، قال: والله لا أقف عليه ولا أدريه، فأخذ بيده وقال: تعال لا علمك الله خيراً، وأدخله الحجرة التي استحسنها، وقال: إبن لي طاقاً يكون شبيهاً بالبيت لا تدخل فيه خشباً، قال: نعم، فأقبل على البناء، ثم أقبل) يحصي جميع ما يدخل في الطاق من الآجر والحصى، ففرغ في يومين، ودعا المسيب فقال: ادفع إليه أجرة على حساب ما عمل معك، فأعطاه خمسة دراهم، فاستكثر ذلك المنصور، فقال: لا أرضى بذلك، فلم يزل حتى نقصه درهماً، ثم إنه أخذ الوكلاء والمسيب بحساب ما أنفقوا على نسبة ذلك، حتى فضل على المسيب ستة آلاف درهم، فأخذها منه، فانظر غلى هذا البخل والحرص من ملك الدنيا في زمانه. وفيها عزل عن المدينة عبد الله بن الربيع ووليها جعفر بن سليمان. وقال الوليد بن مسلم: فيها غزوت قبرس مع العباس بن سفيان الخثعمي، والله أعلم. 9... (9/46)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 47 4 (احداث سنة سبع وأربعين ومائة.) فيها توفي إسماعيل بن علي الهاشمي، وحبيب بن صالح الحمصي، وسليمان بن سليم قاضي حمص، والصلت بن بهرام الكوفي، وطلحة بن يحيى التيمي، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند في قول، وعم المنصور عبد الله بن علي، وعبد الأعلى بن ميمون بن مهران، وعبد العزيز بن عبد العزيز، وعبيد الله بن عمر العمري، وعثمان بن الأسود بخلف، وعتبة بن أبي حكيم الأزدي، وقرة بن عبد الرحمن بن حيويل، وهشام بن حسان بالبصرة، وأبو جناب الكلبي يحيى بن أبي حية في قول، ويزيد ين حازم أخو جرير. وفيها بدعت الترك بناحية أرمينية، وقتلوا أمماً من المسلمين، ودخلوا تفليس، وكان حرب بن عبد الله الراوندي الذي تنسب إليه الحربية من بغداد، مقيماً بالموصل في ألفين، لمكان الخوارج الذين بالجزيرة، وكان المنصور قد وجه إلى الموصل جبريل بن يحيى في عسكر، فانضموا كلهم وقصدوا الترك فالتقوا، فانهزم جبريل، وقتل حرب. 9... (9/47)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 48 وذكر علي بن محمد النوفلي عن أبيه: أن المنصور حج سنة سبع وأربعين. وعزل عن الكوفة عيسى بن موسى، وطلبه إلى بغداد، فدفع إليه عبد الله بن علي سراً، ثم قال: يا عيسى، إن هذا أراد أن يزيل النعمة عني وعنك، وأنت ولي عهدي بعد المهدي، والخلافة صائرة إليك، فخذه واقتله، وإياك أن تخور أو تضعف، وسلمه إليه، ثم كتب إليه غير مرة من طرق الحج يسأله: ما فعلت، فكتب إليه: قد أنفذت ما أمرت به، فلم يشك أنه قتله، وكان عيسى قد ستره عنده، ودعا كاتبه يونس بن فروة فقال: ما ترى قال: أمرك بقتله سراً، ويدعيه عليك علانية، ثم يقيدك به. قال: فما الرأي قال: أستره واخفه، فلما قدم المنصور دس إلى عمومته) من يحركهم على مسألة عمه عبد الله بن علي، فكلموا المنصور، فقال: علي بعيسى، فأتاه، فقال: علمت أني دفعت إليك عمي ليكون في منزلك، قال قد فعلت، قال: قد كلمني فيه أعمامي، فرأيت الصفح عنه، فقال: أو لم تأمرني بقتله قال: لا، قال: قد أمرتني بقتله. قال: كذبت، فقال لعمومته إن هذا قد أمر لكم بقتل أخيكم قالوا: فادفعه إلينا نقتله به قال: فشأنكم به، فأخرجوه إلى الرحبة، واجتمع الناس، وشهر الأمر، فقام أحدكم وشهر سيفه، فقال له عيسى: أفاعل أنت قال: نعم قال: لا تعجلوا، ثم أحضر عبد الله بن علي وقال للمنصور: شأنك بعمك، قال: فأدخلوه حتى أرى فيه رأيي، فجعله في بيت، ثم كان أمره ما كان. 9... (9/48)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 49 وفيها خلع المنصور قبل ذلك من ولاية العهد بعده عيسى بن موسى، الذي حارب له الأخوين إبراهيم ومحمداً، وظفر بهما، وتوطد ملك المنصور بهمة عيسى، فكافأه وخلعه مكرهاً من ولاية العهد، وقدم عليه ولده المهدي، فقيل إنه أرضى عيسى بأن جعله ولي العهد بعد ابنه المهدي. وكان السفاح لما احتضر جعل الخلافة للمنصور، ثم بعده لعيسى، وقد لاطفه المنصور، وكلمه بألين الكلام في ذلك، فقال: يا أمير المؤمنين فكيف بالأيمان والعهود والمواثيق التي علي وعلى المسلمين، فلما رأى المنصور امتناعه تغير له، وأعرض عنه، وجعل يقدم المهدي عليه في المجالس، ثم شرع المنصور يدس من يحفر عليه بيته ليسقط عليه، فجعل يتحفظ ويتمارض. وقيل: بل سقاه المنصور فاستأذن في الذهاب إلى الكوفة ليتداوى، وكان الذي جرأه على ذلك طبيبه بختيشوع، وقال له: والله ما أجسر على معالجتك، وما آمن على نفسي، فأذن له المنصور، وبلغت العلة من عيسى كل مبلغ، حتى تمعط شعره، ثم إنه نصل من علته، ثم سعى موسى ولد عيسى بن موسى في أن يطيع أبوه المنصور، خوفاً عليه منه وعلى نفسه، ودبر حيلة أوحاها إلى المنصور، فقال: مر بخنقي قدام أبي إن لم يخلع نفسه، قال: فبعث المنصور، من فعل به ذلك، فصاح أبوه وأذعن بخلع نفسه، وقال: هذه يدي بالبيعة للمهدي، وأشهدك أن نسواني طوالق، وعبيدي أحرار، وما أملك في سبيل الله. وقيل: إن المنصور لما أراد البيعة للمهدي بالعهد، تكلم الجند في ذلك فكان عيسى إذا ركب يسمعونه ما يكره، فشكاهم إلى المنصور، فلم يمنع في الباطن، ومنع في الظاهر، فأسرفوا، حتى خلع الرجل نفسه.) وقيل: إن خالد بن برمك مضى إليه في ثلاثين نفساً برسالة المنصور، 9... (9/49)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 50 فامتنع، فجاء خالد وقال: قد خلع نفسه، واستشهد أولئك الثلاثين، فشهدوا عليه. وقيل: بل بذل له المنصور على خلع نفسه خمسمائة ألف دينار حتى فعل. وفيها استعمل المنصور محمد بن السفاح على البصرة، فاستعفى منها، فأعفاه، وانصرف إلى بغداد فمات بها. 9... (9/50)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 51 4 (احداث سنة ثمان وأربعين ومائة.) فيها توفي جعفر بن محمد الصادق، وسليمان الأعمش، وشبل بن عباد مقرئ مكة، وزكريا بن أبي زائدة في قول، وعمرو بن الحارث الفقيه بمصر، وعبد الله بن يزيد بن هرمز، وعبد الجليل بن حميد اليحصبي، وعمار بن سعد المصري، والعوام بن حوشب، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى القاضي، ومحمد بن عجلان المديني الفقيه، ومحمد بن الوليد الزبيدي الفقيه، ونعيم بن حكيم المدائني، وأبو زرعة يحيى السيباني. وفيها حج بالناس جعفر بن المنصور، وتوجه حميد بن قحطبة إلى ثغر أرمينية، فلم يلق بأساً، وتوطدت الممالك للمنصور، وعظمت هيبته في النفوس، ودانت له الأمصار، ولم يبق خارجاً عنه سوى جزيرة الأندلس فقط، فإنها غلب عليها عبد الرحمن بن معاوية الداخل المرواني، لكنه لم يتلقب بأمير المؤمنين بل بالأمير فقط، وكذلك بنوه. 9... (9/51)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 52 4 (احداث سنة تسع وأربعين ومائة.) فيها توفي ثابت بن عمارة بخلف، وزكريا بن أبي زائدة في قول، وسلم ابن قتيبة بن مسلم الباهلي الأمير، وعبد الحميد بن يزيد الجذامي، وكهمس بن الحسن التميمي، والمثنى بن الصباح، ومحمد بن الأشعث الخزاعي القائد، والوضين بن عطاء، وأبو جناب الكلبي بخلف، ومعروف بن سويد الجذامي المصري، ويعقوب بن مجاهد في قول. وفيها غزا العباس بن محمد أرض الروم، ومعه الحسن بن قحطبة، ومحمد بن الأشعث، فمات محمد في الطريق. وفيها تكمل بناء مدينة بغداد وخندقها. وحج بالناس محمد بن الإمام إبراهيم، وولي مكة، وصرف عنها عبد الصمد بن علي. 9... (9/52)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 53 4 (احداث سنة خمسين ومائة.) ) فيها توفي إبراهيم بن يزيد القرشي المكي في قول، وجعفر بن المنصور بن أبي جعفر، وفقيه مكة عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، وعبيد الله بن أبي زياد القداح وعثمان بن الأسود بخلف، وعبد الله بن عوف بخلف، وعمر بن محمد بن زيد العمري، وأبو حنيفة النعمان الإمام، وأبو حزرة يعقوب بن مجاهد بخلف. وفيها كان خروج أستاذسيس في جموع أهل هراة وسجستان وباذغيس، وأجمع معه جيش لم يسمع بمثله قط، حتى قيل: كان في نحو من ثلاثمائة ألف مقاتل، وغلب على عامة خراسان، واستفحل البلاء، فخرج لقتالهم الأجثم المروروذي بأهل مرو الروذ، فاقتتلوا أشد قتال، فقتل الأجثم، وكثر القتل في جيشه، فبعث المنصور خازم بن خزيمة إلى ابنه المهدي، فوقى المهدي القتل في جيشه، فبعث المنصور خازم بن خزيمة إلى ابنه المهدي، فولاه المهدي محاربتهم، فسار في جيش كثيف، واستعمل على ميمنته الهيثم بن شعبة، وعلى ميسرته نهار بن حصين، وعلى المقدمة بكار بن سلم العقيلي، ثم خندق على عسكره والتقى الجمعان، وثبت الفريقان، وتفاقم الأمر إلى أن نزل النصر، فهزمهم المسلمون بخديعة عملوها، وكثر القتل في جيش 9... (9/53)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 54 أستاذسيس، وقتل منهم سبعون ألفاً، وأسر بضعة عشر ألفاً، وهرب أستاذسيس إلى جبل في طائفة، ثم ضربت أعناق الأسرى كلهم، وحاصروا أستاذسيس وأصحابه، حتى نزلوا على حكم أبي عون أحد القواد، فحكم بتقييد أستاذسيس وأولاده، وأن يطلق الباقون، وهم نحو من ثلاثين ألفاً، فكساهم ومن عليهم. وقيل: كانت الوقعة في عام أحد وخمسين. وفيها عزل المنصور جعفر بن سليمان عن المدينة وولى الحسن بن زيد بن الحسن بن الحسن ابن علي العلوي. وأقام الموسم عبد الصمد بن علي فالله أعلم. 9... (9/54)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 55 1 (تراجم أهل هذه الطبقة على الحروف.)

4 (حرف الألف)

4 (أبان بن تغلب، م أبو سعد وقيل أبو أمية الربعي الكوفي المقريء الشيعي.) روى عن الحكم بن عتيبة وعدي بن ثابت وفضيل الفقيمي وغيرهم. وعنه إدريس بن يزيد الأودي وابنه عبد الله إدريس وشعبة وسفيان بن عيينة وآخرون. وقد اخذ القراءة عرضاً عن عاصم وطلحة بن مصرف وتلقى من الأعمش. وحديثه نحو مائة حديث، وهو صدوق في نفسه موثق لكنه يتشيع. مات سنة إحدى وأربعين ومائة. 4 (أبان بن أبي عياش البصري، د الزاهد أبو إسماعيل بن فيروز.) 9... (9/55)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 56 روى عن أنس وإبراهيم النخعي والحسن البصري وخليد العصري. وعنه روى عمران القطان وسفيان الثوري ويزيد بن هارون وسعيد بن عامر الضبعي وآخرون. وهو متروك الحديث. وقد سقت من أخباره في كتاب الميزان. قال يزيد ب بن هارون: قال شعبة: ردائي وحماري في المسكين صدقة إن لم يكن أبان بن أبي عياش يكذب في الحديث. قلت له: فلم سمعت منه قال: ومن يصبر عن ذا الحديث يعني حديثه عن إبراهيم عن علقمة في القنوت، وقد رواه خلاد بن يحيى عن الثوري عن أبان عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله عن أمه أنها قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت في الوتر قبل الركوع. وعن شعبة قال: لأن أشرب من بول حماري حتى أروى أحب إلي من أن أقول: حدثني أبان ابن أبي عياش. وقال يزيد بن هارون: سمعت شعبة يقول: لأن أزني أحب إلي من أن أروي عن يزيد الرقاشي. قال سلمة بن شبيب: ذكرت هذا لأحمد بن حنبل فقال: بلغنا انه قال هذا في أبان. وقال يزيد بن زريع: إنما تركت أبان لأنه روى عن أنس حديثاً، فقلت له: عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال: وهل يروي أنس إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم) وقال عباد بن عباد: أتيت شعبة فقلت: يا أبا بسطام تمسك عن أبان ! 9... (9/56)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 57 فقال: ما أرى السكوت يسعني. وقال عفان: ثنا أبو عوانة قال: ما بلغني حديث للحسن إلا أتيت به أبان بن أبي عياش، فقرأه علي. قال الفلاس: كان يحيى وابن مهدي لا يحدثان عن أبان بن أبي عياش. وقال أحمد بن حنبل: ترك الناس حديثه. 4 (إبراهيم بن حدان العذري الدمشقي.) عن ثابت بن ثوبان. وعنه الوليد بن مسلم ومحمد بن شعيب. قال الوليد: كان أعبد أهل الشام في زمانه. وقال الأوزاعي: ما أصيب أهل دمشق بأعظم من مصيبتهم به وبأبي مرثد الغنوي. 4 (إبراهيم بن سليمان الأفطس الدمشقي ت ق ثقة صدوق.) عن مكحول والوليد بن عبد الحمن الجرشي. وعنه يحيى بن حمزة ومحمد بن شعيب ومحمد بن سميع. وثقة دحيم. 9... (9/57)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 58 4 (إبراهيم بن شعيب المدني.) عن عبد الله بن سعيد. وعنه ابن وهب والواقدي وغيرهما. قال ابن معين ليس بشيء. وذكره البخاري فقال: ابن شعيب بموحدة والصواب بمثلثة. 4 (إبراهيم بن عقبة المدني م د ن ق أخو موسى ومحمد، مولى آل الزبير.) روى عن سعيد بن المسيب وعروة وكريب. وعنه السفيانان وابن المبارك. وثقه النسائي. قال علي بن المديني: له عشرة أحاديث. 4 (إبراهيم بن العلاء أبو هارون الغنوي.) عن حطان الرقاشي وأبي مجلز وعكرمة. وعنه شعبة وحماد بن سلمة ويزيد بن زريع وابن المبارك. 9... (9/58)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 59 وثقه أبو زرعة. وقال أبو حاتم: لا بأس به. وقال ابن عدي: هو إلى الصدق أقرب. 4 (ابن هرمة) ) إبراهيم بن علي بن سلمة بن عامر الفهري المدني الشاعر البليغ المعروف بابن هرامة أبو إسحاق. كان من شعراء الدولتين، مدح الوليد بن يزيد، ثم أبا جعفر المنصور، وكان شيخ شعراء زمانه، وكان منقطعاً إلى الطالبين. قال الدارقطني: هو مقدم في شعراء المحدثين، قدمه بعضهم على بشار بن برد وعلى أبي نواس. قال الأصمعي: قال لي رجل: قدمت المدينة فقصدت منزل ابن هرمة فإذا بنية له صغيرة تلعب بالطين، فقلت لها: ما فعل أبوك قالت: وفد إلى بعض الملوك، فما لنا به علم منذ مدة، فقلت: انحري لي ناقة فأنا ضيفك. قالت: والله ما عندنا، قلت: فشاة، قالت: والله ما عندنا، قلت: فدجاجة، قالت: والله ما عندنا، قلت: فهاتي بيضة، قالت: والله ما عندنا، قلت: فبطل ما قال أبوك: (كم ناقة قد وجأت منحرها .......... بمستهل الشؤبوب أو حمل) قالت: فذاك الفعل من أبي هو الذي أصارنا إلى أن ليس عندنا شيء، وتمام الشعر: 9... (9/59)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 60 (لا أمنع العوذ بالفضال ولا .......... أبتاع إلا قصيرة الأجل)

(إني إذا ما البخيل أمنها .......... باتت ضموراً مني على وجل) قال الغلابي: أنا ابن عائشة قال: قدم ابن هرمة على المنصور فمدحه، فأعطاه عشرة آلاف درهم وقال: يا بن هرمة إن الزمان ضيق بأهله، فاشتر بهذه إبلاً عوامل، وإياك أن تقول: كلما مدحت أمير المؤمنين أعطاني مثلها، هيهات والعود إلى مثلها. ومن شعره: (وللنفس تارات وكل بها العرى .......... وتسخو عن المال النفوس الشحائح)

(إذا المرء لم ينفعك حياً فنفعه .......... أقل إذا انضمت عليه الصفائح)

(لأية حال يمنع المرء ماله .......... غداُ، فغداً والموت غاد ورائح) وله: (كأن عيني إذا ولت حمولهم .......... عنا جناحا حمام صادفت مطرا)

(أو لؤلؤ سلس في عقد جارية .......... خرقاء نازعها الولدان فانتثرا) ) 4 (إبراهيم بن محمد بن المنتشر خ م) ابن الأجدع، ابن ابن أخي 9... (9/60)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 61 مسروق الكوفي. ثقة زاهد جليل. روى عن أبيه. وعنه شعبة وسفيان وأبو عوانة وآخرون. قال جعفر الأحمر: كان من أفضل من رأيناه بالكوفة في زمانه. 4 (إبراهيم بن مسلم الهجري الكوفي ق أبو إسحاق.) عن عبد الله بن أبي أوفى وعن أبي الأحوص عوف بن مالك. وعنه شعبة والمحاربي وعلي بن عاصم وجعفر بن عون. ضعفه النسائي. وقال أبو حاتم: ليس بقوي. 4 (إبراهيم بن ميمون أبو إسحاق النحاس الخياط.) عن أبيه وعروة بن فائد وسعد بن سمرة. وعنه ابن عيينة ووكيع ويحيى القطان وابن المبارك وآخرون. وثقه ابن معين. 4 (إبراهيم بن يزيد القرقسي ت ق) مولى عمر بن عبد العزيز ويعرف بالخوزي أبو إسماعيل سكن شعب الخوز بمكة، فنسب إليه. 9... (9/61)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 62 روى عن طاوس وعطاء ومحمد بن عباد بن جعفر. وعنه وكيع وزيد بن الحباب وعبد الرزاق. وهو ضعيف. توفي سنة خمسين ومائة. وقال ابن سعد: توفي سنة إحدى وخمسين. قال سفيان بن عبد الملك المرزوي: سألت ابن المبارك عن حديث لإبراهيم الخوزي فأبى أن يحدثني. وقال الفلاس: كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عنه. وقال عباس عن ابن معين: ليس بثقة. وقال البخاري: سكتوا عنه. 4 (أبين بن سفيان.) عن عبد الله بن يزيد وأبي حازم وضرار بن عمرو. وعنه مخلد بن يزيد وعبد الله بن سعيد الشامي وكثير بن مروان. قال البخاري: لا يكتب حديثه. وقال ابن عدي: حديثه منكر كله. قلت: أبان بن سفيان إنسان آخر أصغر من هذا. يروي عن 9... (9/62)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 63 فضيل بن عياض، ضعيف أيضاً.) 4 (أجلح بن عبد الله بن حجية الكندي الكوفي يقال اسمه يحيى.) روى عن الشعبي وعبد الله بن بريدة ويزيد بن الأصم وأبي بكر بن أبي موسى الأشعري وجماعة. وعنه شيبان النحوي وشعبة وخالد بن عبد الله وعلي بن مسهر وابن إدريس وعدة. قال ابن معين وغيره: لا بأس به. قال ابن عدي: هو عندي صدوق مستقيم الحديث إلا أنه يعد في الشيعة، يكنى أبا حجية. وقال الجوزجاني: الأجلح مفتر. قلت: مات سنة خمس وأربعين ومائة. 4 (أحمد بن خازم المعافري المصري. توفي بالأندلس، وهو أقدم من في كتابنا ممن اسمه) أحمد. سمع عطاء بن أبي رباح وعمرو بن دينار وغيرهما. وعنه ابن لهيعة والواقدي. أحاديثه مستقيمة، وله نسخة معروفة سمعناها، وأبوه بخاء معجمة. 9... (9/63)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 64 4 (أخضر بن عجلان الشيباني بصري، وهو أخو شميط الزاهد.) روى عن أبي بكر الحنفي عن أنس، روى عنه عيسى بن يونس ويحيى القطان والأنصاري. وثقه النسائي. 4 (إدريس بن سنان أبو الياس الصنعاني. أحد الضعفاء.) روى عن جده لأمه وهب بن منبه، وعنه ابنه عبد المنعم بن إدريس والمعافى بن عمران والمحاربي وأبو حذيفة البخاري. 4 (أدهم بن طريف السدوسي. أبو بشر. بصري.) عن مطرف بن الشخير وعبد الله بن بريدة وسلمان أبي عبد الله. وعنه شعبة وهشيم وابن علية وبشر بن المفضل، وثقه أحمد. 9... (9/64)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 65 4 (إسحاق بن أسيد الأنصاري الخراساني د ق.) نزيل مصر. عن رجاء بن حيوة ونافع مولى ابن عمرو وأبي حفص الدمشقي، وعنه حيوة بن شريح والليث وابن لهيعة ويحيى بن أيوب. قال أبو حاتم: ليس بالمشهور ولا يشتغل به. قلت بل هو صالح الأمر. 4 (إسحاق بن عبيد الله بن أبي فروة المدني د ت ق مولى عثمان بن عفان.) ) له إخوة منهم: صالح ويحيى وإبراهيم ويونس وعبد العزيز وعلي وعبد الحكيم وعبد الملك وعمر وداود وعيسى وعمار، فعدتهم ثلاثة عشر أخاً. روى إسحاق عن خارجة بن زيد والأعرج وعمرو بن شعيب ونافع وطائفة. وعنه إبراهيم بن أبي يحيى وإسماعيل بن عياش والليث وابن لهيعة وأحمد بن شعيب ويحيى بن حمزة والوليد بن مسلم وخلق ؛ مجمع على ضعفه. قد سقت أخباره في كتابي الملقب بالميزان ؛ 9... (9/65)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 66 قال أحمد بن حنبل: لا تحل الرواية عنه. وقال أبو زرعة وغيره: متروك الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة. قلت: توفي سنة أربع وأربعين ومائة ؛ ومن مناكيره حديث عبيد الله بن عمرو عن إسحاق بن عبد الله عن نافع عن ابن عمر مرفوعا: ' لا يعجبكم إسلام امريء حتى تعلموا ما عقده عقله '. (إسرائيل بن موسى - خ د ت ن - بصري نزل الهند مدة) . له عن الحسن وابن سيرين ووهب بن منبه. وعنه السفيانان ويحيى القطان وحسين الجعفي ؛ وثقه أبو حاتم وغيره. وهو مقل. 4 (أسلم المنقري د أبو سعيد. كوفي.) عن سعيد بن جبير وعلي بن الحسين وابنة محمد بن علي وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى وعطاه بن أبي رباح. وعنه جرير بن عبد الحميد وعبثر بن القاسم وابن فضيل وأبو إسحاق الفزاري. وثقه أحمد والنسائي. 9... (9/66)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 67 4 (أسماء بن عبيد م أبو المفضل الضبعي البصري. والد جويرية ابن أسماء.) عن الشعبي وابن سيرين وأبي السائب مولى هشام بن زهرة. وعنه جرير بن حازم وسلام بن أبي مطيع وحماد بن سلمة وابنه جويرية. وثقه ابن معين وغيره. توفي سنة إحدى وأربعين ومائة. 4 (إسماعيل بن أمية بن الأشدق ع عمرو بن سعيد بن العاص الأموي المكي ابن عم أيوب بن) موسى. روى عن مكحول ونافع وسعيد وبشر وسعيد المقربي وأبي طوالة وطائفة. وعنه ابه عيينة وبشر بن المفضل وأبو إسحاق والغز ويحيى بن سليم وآخرون، وكان ثقة سرياً كبير القدر، اختلف في وفاته، الأصح في سنة أربع وأربعين ومائة، وقيل بل توفي سنة تسع وثلاثين ومائة. مات في سن الكهولة. 4 (إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان د ت قد تقدم.) 9... (9/67)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 68 4 (إسماعيل بن أبي خالد البجلي ع مولاهم الكوفي، أحد أئمة الحديث أبو عبد الله.) سمع أبا جحيفة وابن أبي أوفى وقيس بن أبي حازم وطارق بن شهاب والشعبي وزر بن حبيش وعمرو بن حريث وقيس بن عائذ، ولها أيضاً صحبة. روى عنه الحكم بن عتيبة مع تقدمه وشعبة والسفيانان ويزيد بن هارون وأبو أسامة ومحمد) ابن بشر ووكيع ويحيى بن سعيد ويعلى بن عبيد وعبيد الله بن موسى، وخلق كثير. وكان ثقة حجة، وكان طحاناً، وله أخوة لم يشتهروا وهم: أشعث وخالد وسعيد والنعمان. قال أبو إسحاق السبيعي: إسماعيل بن أبي خالد شرب العلم شرباً. وروى مجالد عن الشعبي قال: إسماعيل يزدرد العلم ازدراداً. وروى ابن المبارك عن الثوري قال: حفاظ الناس ثلاثة: إسماعيل بن أبي خالد وعبد الملك بن أبي سليمان ويحيى بن سعيد الأنصاري. وقال أحمد بن عبد الله العجلي: إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي من أنفسهم وكان طحاناً ثقة ثبتاً ربما أرسل الشيء عن الشعبي، فإذا وقف أخبر. وكان صاحب 9... (9/68)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 69 سنة، وهو راوية قيس بن أبي حازم وحديثه نحو من خمسمائة حديث. قلت: حديثه يقع عالياً في الغيلانيات، مات قبل الأعمش في سنة خمس أو سنة ست وأربعين ومائة. 4 (إسماعيل بن رافع المدني ت ق أبو رافع القاص نزيل البصرة.) روى عن محمد بن كعب وسعيد المقبري. وعنه بقية والمحاربي والوليد بن مسلم ومكي بن إبراهيم وأبو عاصم وطائفة. قال أبو حاتم: منكر الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث. 4 (إسماعيل بن زربي الكوفي.) عن أبيه والشعبي وسعيد بن جبير وأبي بردة. وعنه يحيى بن أبي زائدة وحفص بن غياث ويونس بن بكير وأبو أسامة. ذكره أبو حاتم ولم يلينه. وقال أبو الفتح الأزدي: يتكلمون فيه. 4 (إسماعيل بن سلمان بن أبي المغيرة ق التميمي الكوفي الأزرق.) 9... (9/69)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 70 عن أنس والشعبي ودينار بن عمر الأسدي البزار. وعنه إسرائيل ووكيع وعبيد الله بن موسى وعدة. قال أبو زرعة وغيره: ضعيف. وقال النسائي: متروك الحديث. 4 (إسماعيل بن سميع الحنفي الكوفي، أبو محمد بياع السابري.) عن أبي رزين ومالك بن عمير وغيرهما. وعن الثوري وعبد الواحد بن زياد وحفص بن) غياث ومروان بن معاوية. قال يحيى القطان: لم يكن به بأس. 4 (إسماعيل بن علي بن عبد الله بن عباس، العباسي.) عم المنصور، ولي إمرة البصرة، وكان كبير القدر عند المنصور. مات كهلاً سنة سبع وأربعين ومائة. 4 (إسماعيل بن نشيط العامري.) عن شهر بن حوشب وجميل بن عمارة ووهب بن منبه. وعنه يونس بن بكير وعبيد الله بن موسى وأبو نعيم وجماعة. 9... (9/70)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 71 قال أبو حاتم: ليس بالقوي. 4 (أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي د الفلسطيني الرملي.) عن رجاء بن حيوة وفروة بن مجاهد ومكحول. وعنه الأوزاعي وإسماعيل بن عياش. وثقه يعقوب الفسوي. يقال: توفي سنة أريبع وأربعين ومائة، وقيل سنة أربع وثلاثين والله أعلم. 4 (أشعث بن عبد الله بن جابر الحداني وحدان: بطن من الأزد، البصري الأعمى.) روى عن أنس وشهر بن حوشب والحسن. وعنه معمر وشعبة ويحيى القطان والأنصاري وجماعة. وثقه النسائي وهو جد نصر بن علي الجهضمي لأمه، وهو أشعث البصري وأشعث الأعمى وأشعث الأزوي وأشعث الجملي. وهو صالح الحديث. وحديثه عن أنس في سنن أبي داود. 9... (9/71)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 72 4 (أشعث بن عبد الملك الحمراني أبو هانئ البصري. مولى حمران مولى عثمان بن عفان.) روى عن الحسن وابن سيرين وبكر بن عبد الله وعاصم الأحول وطائفة. وهو من كبار أصحاب الحسن ومن أفقههم. روى عن خالد بن الحارث وأبو عاصم وروح ويحيى القطان ومحمد بن أبي عدي وجماد بن مسعدة وجماعة كثيرة. قال يحيى القطان: هو عندي ثقة مأمون، ما أدركت أحداً من أصحاب محمد بن سيرين بعد ابن عون أثبت منه. قلت: روى عنه أيضاً الأنصاري.) قال الدارقطني: أشعث عن الحسن ثلاثة أحدهم الحمراني، وهو ثقة، وأشعث الحداني يعتبر به، وأشعث بن سوار كوفي يعتبر به، وهو أضعفهم. قلت: ذكر ابن سوار في الطبقة الماضية. وقال أحمد بن حنبل: أشعث الحمراني كان صاحب سنة، وكان عالماً بمسائل الحسن الدقاق، وهو من بابه هشام بن حسان. قلت: توفي الحمراني في سنة ست وأربعين ومائة. 4 (أمي الصيرفي:) هو أمي بن ربيعة المرادي أبو عبد الرحمن الكوفي 9... (9/72)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 73 من الثقات الذين لم يقع حديثهم في الكتب الستة. روى عن طارق بن شهاب وطاوس والشعبي والعلاء بن عبد الله بن بدر وآخرين. وعنه شريك ووكيع وابن عيينة وأبو نعيم وجماعة. وثقه يحيى بن معين وغيره. 4 (أنس بن أنيس العذري، الدمشقي المقرئ.) روى عن عبد الرحمن بن الخشخاش، وعنه الوليد بن مسلم ومحمد بن شعيب وصدقة بن خالد. صالح الأمر. 4 (أنيس بن أبي يحيى الأسلمي المدني د ت.) وعن أبيه وإسحاق بن سالم. وعنه ابن أخيه بن إبراهيم بن أبي يحيى وحاتم بن إسماعيل ويحيى القطان ومكي بن إبراهيم. وثقه النسائي. وقال الحاكم: ثقة مأمون. قلت: مات سنة ست وأربعين ومائة على الصحيح. 9... (9/73)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 74 4 (أيوب بن عائذ الكوفي خ م ت ن.) عن الشعبي وبكير الأخنس وقيس بن مسلم. وعنه السفيانان وجرير بن عبد الحميد وعبد الواحد بن زياد والقاسم بن مالك المدني وغيرهم. له نحو عشرة أحاديث. وثقه النسائي وغيره. وقال البخاري: كان يرى الإرجاء. 9... (9/74)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 75 4 (حرف الباء.)

4 (بحير بن سعد أبو خالد الخبايري السحولي الحمصي.) أحد الأثبات. روى عن خالد بن معدان ومكحول. وعنه معاوية بن صالح وإسماعيل بن عياش ومحمد بن) حرب وبقية ومحمد بن حمير. وثقه دحيم والنسائي. قال بقية: استهداني شعبة أحاديث بحير بن سعد فبعث بها إليه فمات قبل أن تصل إليه. وسئل أحمد: أيما أصح عن خالد بن معدان ثور أو بحير قال: بحير. 9... (9/75)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 76 4 (البختري بن أبي البختري م ن، مختار بن رويح العبدي الكوفي من أجداد أحمد بن المعدل) فقيه المالكية. روى عن أبي بكر بن أبي موسى وأبي بكر بن عمارة وعبد الرحمن بن مسعود اليشكري. وعنه سفيان وشعبة ووكيع وحفيده المعدل بن غيلان وابن ابن أخيه محمد بن بشر العبدي. قال البخاري: يخالف في حديثه، ووثقه غيره. وقال ابن عدي: لا أعلم له حديثاً منكراً. وقال شعبة: كان لخير الرجال. وقال الفلاس: مات سنة ثمان وأربعين. 4 (بدر بن الخليل أبو الخليل الأسدي الكوفي.) عن أبي وائل وسلم بن عطية وجماعة. وعنه شريك وعيسى بن يونس ووكيع وأبو أمامة وغيرهم. 9... (9/76)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 77 وثقه ابن معين. قال أبو حاتم: شيخ. 4 (بدر بن عثمان الكوفي م د ت مولى عثمان بن عفان.) عن الشعبي وأبي بكر بن أبي موسى وعكرمة. وعنه وكيع وابن نمير والخريبي وأبو نعيم. قال النسائي: ليس به بأس. 4 (بريد بن عبد الله بن أبي برده ع، بن أبي موسى الأشعري أبو بردة الكوفي.) عن جده أبي بردة والحسن وعطاء، وعنه السفيانان وابن المبارك وأبو معاوية وحفص بن غياث وأبو أسامة وأبو نعيم وخلق. وهو صدوق موثق، إلا أن أبا حاتم قال: لا يحتج به، وقال النسائي: ليس بالقوي. 9... (9/77)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 78 بشر بن العلاء بن زبر الدمشقي أخو عبد الله. روى عن نافع وحزام بن حكيم بن سعد صاحب أبي ذر، قرأ عليه القرآن يحيى بن حمزة وابن شعيب. 4 (بشر بن نمير القشيري ق بصري واه.) ) يروي عن مكحول والقاسم أبي عبد الرحمن. وعنه أبو عوانة ويزيد بن زريع وحماد بن زيد ويزيد بن هارون وابن وهب وطائفة. قال أحمد: ترك الناس حديثه، وقال ابن معين: ليس بثقة. 4 (بشير بن المهاجر الغنوي الكوفي.) عن عكرمة وابن بريدة والحسن. وعنه وكيع وابن نمير وأبو نعيم وأبو أحمد الزبيري وجماعة، وثقه ابن معين، 9... (9/78)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 79 وقال أبو حاتم: لا يحتج به. 4 (بكر بن عمرو المعافري سوى ق إمام جامع مصر.) عن أبي عبد الرحمن الحبلي ومشرح بن هاعان. وعنه عمرو بن الحارث وحيوة بن شريح وابن لهيعة. وكان له فضل وعبادة. قال أبو حاتم: شيخ، وقال ابن يونس: مات في خلافة المنصور. 4 (بكير بن عامر البجلي د أبو إسماعيل الكوفي.) عن الشعبي والنخعي وقيس بن أبي حازم وأبي زرعة وغيرهم، وعنه الحسن بن صالح ووكيع والخريبي وأبو نعيم. قال ابن معين: ضعيف، وقال أبو زرعة: ليس بقوي. 4 (بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة القشيري البصري أبو عبد الملك.) 9... (9/79)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 80 له نسخة حسنة عن أبيه عن جده، وله عن زرارة بن أوفى، وعن الحمادان ويحيى القطان وأبو أسامة وروح وأبو عاصم والأنصاري ومكي بن إيراهيم وخلق. وثقه ابن معين وابن المديني والنسائي. قال أبو داود: أحاديثه صحاح، وقال أبو زرعة: صالح الحديث، وقال أبو حاتم: لا يحتج به. وروى أبو عبيد الآجري عن أبي داود قال: هو عندي حجة فقيل لأبي داود: فعمر بن شعيب حجة قال: لا ولا نصف حجة، وقال البخاري: يختلفون في بهز. وقال الحاكم: إنما ترك من الصحيح لأنه نسخة شاذة ينفرد بها. وقال ابن حبان: كان يخطئ كثيراً كثيراً، فأما أحمد وإسحاق فيحتجان به، وتركه جماعة من أئمتنا، ولولا حديثإنا آخذوها وشطر إبله عزمة من عزمات ربنا لأدخلناه في الثقات وهو ممن أستخير الله فيه. قلت علي بن حاتم البسقي في قوله هذا مأخوذات.) إحداهما قوله: كان يخطئ كثيراً وإنما يعرف خطأ الرجل بمخالفة 9... (9/80)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 81 رفاقه له، وهذا فانفرد بالنسخة المذكورة وما شاركه فيها، ولا له في عامتها رفيق، فمن أين لك أنه أخطأ. الثاني قولك: تركه جماعة، فما علمت أحداً تركه أبداً، بل قد يتركون الاحتجاج بخبره، فهلا أفصحت بالحق. الثالث ولولا حديث: إنا آخذوها، فهو حديث أنفرد به بهز أصلاً ورأساً، وقال به بعض المجتهدين، ويقع بهز غالباً في جزء الأنصاري، وموته مقارب لموت هشام بن عروة، وحديثه قريب من الصحة. 9... (9/81)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 82 4 (حرف التاء)

4 (تمام بن نجيح الأسدي د ت شامي.) عن الحسن وابن سيرين وعطاء بن أبي رباح. وعنه إسماعيل بن عياش وابن سيرين وبقية ومبشر بن إسماعيل وجماعة. ضعفه أبو حاتم وغيره، ووثقه يحيى بن معين. قال البخاري: فيه نظر. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه. وقال ابن حيان: يروي أشياء موضوعة عن الثقات كأنه المتعمد لها، مولده بمطلية، وسكن حلب. 4 (تميم بن عطية العنسي الداراني ت.) 9... (9/82)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 83 عن عمير بن هانئ ومكحول وجماعة. وعنه إسماعيل بن عياش ويحيى بن حمزة والوليد بن مسلم. قال أبو حاتم: محله الصدق، وله حديث منكر يدل على ضعف شديد. 9... (9/83)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 84 4 (حرف الثاء.)

4 (ثابت بن سرج الدمشقي.) عن أبي واثلة بن الأسقع وروى عن سالم بن عبد الله، وعنه الوليد بن مسلم ومحمد بن شعيب بن شابور. 4 (ثابت بن أبي صفية أبو حمزة الثمالي ت الأزدي الكوفي.) عن أنس وعكرمة والشعبي وأبي جعفر الباقر، وعنه شريك وأبو نعيم وجماعة. قال أبو حاتم: لين الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة، وقال ابن عدي: هو إلى الضعف أقرب.) وقال ابن حبان: هو من موالي المهلب بن أبي صفرة، كثير الوهم، حتى خرج عن حد الاحتجاج به مع غلو في تشيعه. 9... (9/84)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 85 وقال ابن معين: مات في سنة ثمان وأربعين ومائة، وكان ضعيفاً. وقال العقيلي: حدثني عبد الله بن الحسن عن ابن المديني قال: أخبرني من سمع يزيد بن هارون يقول: أبو حمزة يؤمن بالرجعة. 4 (ثابت بن عمارة الحنفي د ت ن بصري يكنى أبا مالك.) روى عن غنيم بن قيس وزرارة بن أوفى وأبي الحوراء ربيعة السعدي وأبي تميمة الهجيمي. وعنه ابن المبارك وخالد بن الحارث ويحيى القطان ومحمد بن عبد الله الأنصاري ويحيى بن كثير العنبري، وخلق سواهم. قال النسائي: لا بأس به. 4 (ثابت بن يزيد أبو السري الأودي الكوفي.) عن عمرو بن ميمون وأبي بردة. وعنه شريك ويحيى القطان ويعلى بن عبيد وجماعة، ضعفه ابن معين. قال أبو حاتم، ليس بالقوي. قلت: أما ثابت بن يزد الأحول فثقة من طبقة زائدة. 9... (9/85)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 86 4 (حرف الجيم.)

4 (جابر بن صبح أبو بشر الراسي البصري د ت ن.) عن خلاس بن عمرو والمثنى بن عبد الرحمن الخزاعي. عنه شعبة وعيسى بن يونس ويحيى القطان، وثقه النسائي. 4 (جارية بن أبي عمران المدني الزاهد.) قال ابن سعد: كان له قدر وعبادة ورواية للعلم بالمدينة، مات سنة ثمان أربعين ومائة وله أربع وسبعون سنة. قال محمد بن عمر: لو قيل إن القيامة تقوم غداً ما كان فيه مزيد عمل. 4 (جبريل بن أحمر البصري، أبو بكر.) 9... (9/86)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 87 عن ابن بريدة. وعنه شريك وعباد بن العوام والمحاربي، وثقه ابن معين. قال أبو زرعة: شيخ.) 4 (الجراح بن الضحاك بن قيس الكندي ت.) الكوفي ثم الرازي أخو عيسى بن الضحاك. روى عن أبي شيبة وعلقمة بن مرئد وغيرهما. وعنه جرير بن عبد الحميد وحكام بن سلم وإسحاق بن سليمان الرازي وسلمة بن الفضل الأبرش وجماعة. قال أبو حاتم: صالح لا بأس به. قلت: له حديث واحد في جامع الترمذي. 4 (الجعد بن عبد الرحمن المدني سوى ق ويقال له الجعيد.) عن السائب بن يزيد ويزيد بن حصيفة وعائشة بنت سعد. وعنه حاتم بن إسماعيل والفضل بن موسى المروزي ويحيى القطان ومكي بن إبراهيم وآخرون. وثقه ابن معين. 4 (جعفر بن خالد بن سارة المخزومي د ت ق عن أبيه.) وعنه ابن جريج وابن عيينة وأبو عاصم النبيل، 9... (9/87)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 88 ثقة حجازي. 4 (جعفر الصادق، م،) وهو ابن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الإمام العلم أبو عبد الله الهاشمي العلوي الحسيني المدني، وهو وسبط القاسم بن محمد، فإن أمه هي أم فروة ابنة القاسم، وأمها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، ولهذا كان جعفر يقول: ولدني الصديق مرتين. يقال: مولده في سنة ثمانين، والظاهر أنه رأى سهل بن سعد وغيره من الصحابة. يروي عن جده القاسم بن محمد: ولم أر له عن جده زين العابدين شيئاً، وقد أدركه وهو مراهق. وروى عن أبيه وعروة بن الزبير وعطاء ونافع والزهري وابن المنكدر، وله أيضاً عن عبيد الله بن أبي رافع، فيمكن أنه سمع منه. حدث عنه أبو حنيفة وابن جريج وشعبة والسفيانان وسليمان بن بلال والدراوردي وابن أبي حازم وابن إسحاق ومالك ووهيب وحاتم بن إسماعيل ويحيى القطان وخلق كثير، آخرهم وفاة أبو عاصم النبيل.) 9... (9/88)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 89 ومن جلة ما روى عنه ولده موسى الكاظم، وقد حدث عنه من التابعين يحيى بن سعيد الأنصاري ويزيد بن الهاد. وثقه يحيى بن معين والشافعي وجماعة. قال أبو حاتم: ثقة لا يسأل عن مثله. روى علي بن المديني عن يحيى بن سعيد: مجالد أحب إلي من جعفر بن محمد. قلت: لم يتابع القطان على هذا الرأي، فإن جعفراً صدوق، احتج به مسلم، ومجالد ليس بعمدة. روى عباس الدوري عن ابن معين قال: جعفر بن محمد ثقة مأمون. وعن أبي حنيفة قال: ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد. وقال هياج بن بسطام: كان جعفر بن محمد يطعم حتى لا يبقى لعياله شيء. وقال ابن عقدة: ثنا إسماعيل بن إسحاق الراشدي عن يحيى بن سالم عن صالح بن أبي الأسود أنه سمع جعفر بن محمد يقول: سلوني قبل أن تفقدوني، فإنه لا يحدثكم بعدي بمثل حديثي. وقال ابن عقدة: ثنا جعفر بن محمد بن حسين بن حازم حدثني أبو نجيح إبراهيم بن محمد، سمعت الحسن بن زياد الفقيه، سمعت أبا حنيفة وسئل: من أفقه من رأيت فقال: ما رأيت أحداً أفقه من جعفر، لما أقدمه المنصور الحيرة بعث إلي فقال: يا أبا حنيفة إن الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد، فهييء لنا من مسائلك الصعاب، فهيأت له أربعين مسألة، ثم بعث إلي المنصور فأتيته، فدخلت، وجعفر جالس عن يمينه، فلما بصرت بهما دخلني لجعفر من الهيبة 9... (9/89)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 90 ما لم يدخلني للمنصور، ثم التفت إلى جعفر فقال: يا أبا عبد الله، أتعرف هذا قال: نعم هذا أبو حنيفة، ثم أتبعها: قد أتانا، ثم قال: يا أبا حنيفة هات من مسائلك فاسأل أبا عبد الله، فابتدأت أسأله، فكان يقول في المسألة: أنتم تقولون فيها كذا وكذا، وأهل المدينة يقولون كذا وكذا، ونحن يريد أهل البيت نقول كذا وكذا، فربما تابعنا، وربما تابع أهل المدينة، وربما خالفنا معاً، حتى أتيت على أربعين مسألة، ما أخرم فيها مسألة، ثم يقول أبو حنيفة: أليس قد روينا أن أعلم الناس بالاختلاف. ابن أبي خثيمة ثنا مصعب: سمعت الدراوردي يقول: لم يرو مالك عن جعفر حتى ظهر أمر بني العباس، ثم قال مصعب: كان لا يروي عن جعفر بن محمد حتى يضمه إلى آخر من أولئك الرقعاء، ثم يجعله بعده.) ابن عقدة ثنا إسماعيل بن إسحاق الراشدي عن يحيى بن سالم، عن صالح بن أبي الأسود: سمعت جعفر بن محمد يقول: سلوني قبل أن تفقدوني، فإنه لا يحدثكم أحد بعدي مثل حديثي. وروى علي بن الجعد عن زهير بن محمد قال: قال لجعفر بن محمد: إن لي جاراً يزعم أنك تبرأ من أبي بكر وعمر فقال جعفر: بريء الله من جارك، والله إني لأرجو أن ينفعني الله بقرابتي من أبي بكر، ولقد اشتكيت شكاية فأوصيت إلى خالي عبد الرحمن بن القاسم. أنبأنا عبد الرحمن بن محمد الفقيه أنا ابن ملاعب أنا الأرموي أنا أبو الغنائم ابن المأمون أنا أبو الحسن الدارقطني ثنا يعقوب بن إبراهيم البزار ثنا الحسن بن عرفة ثنا محمد بن فضل عن سالم بن أبي حفصة قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي وابنه أبي بكر وعمر فقالا: يا سالم: تولهما وابرأ من عدوهما فإنهما كانا إمامي هدى، وقال لي جعفر: يا سالم أيسب الرجل جده أبو بكر 9... (9/90)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 91 جدي فلا نالتني شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة إن لم أكن أتولاهما وأبرأ من عدوهما. هذا إسناد صحيح وسالم وابن فضيل شيعيان. وقال محمد بن الحسين الحبيبي: ثنا جعفر بن محمد الأزدي ثنا حفص بن غياث سمعت جعفر بن محمد يقول: ما أرجو من شفاعة علي شيئاً إلا وأنا أرجو من شفاعة أبي بكر مثله. وقال الحبيبي: ثنا مجلد بن أبي قريش عبد الجبار بن العباس الهمداني أن جعفر بن محمد أتاهم وهم يريدون أن يرتحلوا من المدينة فقال: إنكم إن شاء الله من صالحي أهل مصر، فأبلغوهم عني من زعم إني إمام مفترض الطاعة فأنا منه بريء، ومن زعم أني أبرأ من أبي بكر وعمر فأنا منه بريء. وروى حبان بن سدير عن جعفر الصادق، وسئل عن أبي بكر وعمر فقال: إنك لتسألني عن رجلين قد أكلا من ثمار الجنة. قلت: يعني إ صح هذا عنه أنهما ممن أرواحهم في جوف طير خضر تعلق من ثمار الجنة. قال معبد بن راشد عن معوية بن عمار الدهني: سألت جعفر بن محمد عن القرآن، فقال: ليس بخالق ولا مخلوق ولكنه كلام الله عز وجل. وروى حماد بن زيد عن أيوب عن جعفر بن محمد قال: والله لا نعلم كل ما تسألونا عنه ولغيرنا أعلم منا. وقال محمد بن عمران بن أبي لياى عن مسلمة بن جعفر الأحمسي قال: قلت لجعفر بن محمد:) إن قوماً يزعمون أن من طلق ثلاثاً بجهالة رد إلى السنة يجعلونها واحدة، ويروونها عنكم فقال: معاذ الله ما هذا من قولنا، من طلق، ثلاثاً فهو كما قال. 9... (9/91)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 92 قلت: مسلمة ضعيفة. وعن عيسى صاحب الديوان، عن رجل من أصحاب جعفر قال: سئل جعفر: لم حرم الله الربا قال: لئلا يتمانع الناس بالمعروف. وقال هارون بن أبي الهندام: ثنا سويد بن سعيد قال: قال الخليل بن أحمد سمعت سفيان الثوري يقول: قدمت مكة فإذا أنا بجعفر بن محمد قد أناخ بالأبطح، فقلت: يا بن رسول الله، لم جعل الموقف من وراء الحرم ولم يصير في المشعر الحرام فقال: الكعبة بيت الله، والحرم حجابه، والموقف بأنه، فلما قصدوه أوقفهم بالباب يتضرعون، فلما أذن لهم بالدخول، أدناهم من الباب الثاني، وهو المزدلفة، فلما نظر إلى كثرة تضرعهم وطول اجتهادهم رحمهم، فلما رحمهم أمرهم بتقريب قربانهم، فلما قربوا قربانهم، وقضوا تفثهم، وتطهروا من الذنوب أمرهم بالزيارة لبيته. قال له: فلم كره الصوم أيام التشريق قال: لأنهم في ضيافة الله ولا يحب للضيف أن يصوم. قلت: جعلت فداك، فما بال الناس يتعلقون بأستار الكعبة وهي خرق لا تنفع شيئاً فقال: ذلك مثل رجل بينه وبين آخر جرم، فهو يتعلق به ويطوف حوله رجاء أن يهب له جرمه. وذكر هشام بن عباد أنه سمع جعفر بن محمد يقول: الفقهاء أمناء الرسل، فإذا رأيتم الفقهاء قد ركنوا إلى السلاطين فاتهموهم. وعن عنبسة الخثعمي: سمعت جعفر بن محمد يقول: إياكم والخصومة في الدين فإنها تشغل القلب وتورث النفاق. وعن عائذ بن حبيب قال: قال جعفر بن محمد: لا زاد أفضل من التقوى، ولا شيء أحسن من الصمت، ولا عدو أضل من الجهل ولا داء أدوى من الكذب. 9... (9/92)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 93 قلت: مناقب جعفر كثيرة، وكان يصلح للخلافة لسؤدده وفضله وعلمه وشرفه رضي الله عنه، وقد كذبت عليه الرافضة ونسبت إليه أشياء لم يسمع بها، كمثل كتاب الجفر، وكتاب اختلاج الأعضاء، ونسخ موضوعة وكان ينهى محمد بن عبد الله بن حسن عن الخروج ويحضه على الطاعة ومحاسنه جمة. توفي إلى رضوان الله في سنة ثمان وأربعين ومائة وله ثمان وستون سنة.) 4 (جعفر بن محمد بن عباد بن جعفر المخزومي، المكي.) عن أبيه. وعنه معمر ومحمد بن سليمان بن سمول. وثقه أبو داود. 4 (جعفر بن ميمون التميمي الأنماطي) روى عن أبي العالية الرياحي وأبي عثمان النهدي وأبي تميمة الهجيمي وغيرهم. وعنه السفيانان وعيسى بن يونس ويحيى بن سعيد ومحمد بن أبي عدي وغندر وآخرون. قال النسائي وغيره: ليس بالقوي. وقال أحمد بن حنبل: أخشى أن يكون ضعيف الحديث. 9... (9/93)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 94 وروى عباس عن ابن معين قال: جعفر بن ميمون ليس بثقة. قلت: من مناكيره حديث وهيب ثنا جعفر بن ميمون عن أبي عثمان عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن ينادي: لا صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب وما زاد. 4 (جويبر بن سعيد أبو القاسم الأزدي ق البلخي. نزيل بغداد.) روى عن أنس بن مالك والضحاك وأبي صالح السمان وغيرهم. وعنه سفيان الثوري ومعمر وابن المبارك وأبو معاوية ويزيد بن هارون وجماعة. قال أبو حاتم: ليس بالقوي. وقال النسائي وغيره: متروك الحديث. وقال ابن معين وغيره: ليس بشيء. وقال أبو داود: هو أصلح حالاً من الكلبي. وقال الفلاس: كان يحيى وابن مهدي لا يحدثان عن جويبر وكان سفيان يحدث عنه. وقال عثمان الدارمي: قلت ليحيى: كيف حديثه قال: ضعيف. 9... (9/94)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 95 4 (حرف الحاء.)

4 (حاتم بن أبي صغيرة ع، أبو يونس القشيري مولاهم. بصري ثقة نبيل وليس بالمكثر.) له عطاء وابن أبي ملكية وجماعة. وعنه ابن المبارك وخالد بن الحارث ويحيى القطان وروح ومحمد بن عبد الله الأنصاري. توفي في حدود خمسين ومائة. 4 (الحارث بن حصيرة، أبو النعمان الأزدي الكوفي.) عن زيد بن وهب وعكرمة وابن بريدة وجماعة. وعنه مالك بن مغول وعبد الواحد بن زياد وابن نمير وعلي بن عابس وجماعة. قال أبو أحمد الزبيري: كان يؤمن بالرجعة. وقال يحيى بن معين: خشبي ثقة، ينسبون إلى) خشبة زيد بن علي التي صلب عليها. 9... (9/95)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 96 وقال النسائي: ثقة. وقال العقيلي: له خبر حديث منكر. قلت: خرج له البخاري في كتاب الأدب. وقال جرير بن عبد الحميد: رأيت شيخاً طويل السكوت منطوياً على أمر عظيم. 4 (الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب م ت ن ق الدوسي المدني المؤذن.) عن سعيد بن المسيب وبسر بن سعيد والأعرج وجماعة. وعنه أنس بن عياض وصفوان بن عيسى ومحمد بن فليج وغيرهم. قال أبو زرعة: ليس به بأس. وقال ابن حزم: ضعيف، ذكره في المحلى. 4 (الحارث بن عمير، أبو الجودي الأسدي شامي نزل واسطاً.) روى عن عمر بن عبد العزيز ونافع وسعيد بن مهاجر. وعنه شعبة وهشيم وعبثر بن القاسم وأبو معاوية. وثقه ابن معين. 4 (الحارث بن النعمان بن سالم الليثي.) 9... (9/96)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 97 روى عن خاله سعيد بن جبير وعن أنس بن مالك وطاوس. وعنه سعيد بن عمارة الكلاعي ونوح بن قيس الحداني وجنادة بن مروان وثابت بن محمد الزاهد. قال أبو حاتم: ليس بقوي. قلت: وممن روى عنه سميه الحارث بن النعمان بن سالم البزار ببغداد، وسوف يذكر بعد المائتين. 4 (حارثة بن أبي الرجال ت ق، محمد بن عبد الرحمن الأنصاري المدني أخو عبد الرحمن) ومالك. روى عن جدته عمرة. وعنه الثوري وأبو معاوية ويعلى بن عبيد وعبدة وابن نمير وأبو بدر السكوني. قال ابن معين: ليس بثقة. وقال أبو زرعة: واهي الحديث. وقال النسائي: متروك. 4 (حبيب بن أبي الأشرس حسان من مشيخة الكوفة.) عن سعيد بن جبير وإبراهيم وأبي الضحى وعطاء بن أبي رباح وغيرهم. وعنه الثوري والفضل بن موسى والقاسم بن الحكم العرني ومروان بن معاوية. 9... (9/97)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 98 قال أبو حاتم: ليس بقوي. وقال ابن معين: ليس بثقة. وقال النسائي: متروك.) قلت: هو جد صالح بن محمد الحافظ جزرة. 4 (حبيب بن جري العبسي الكوفي العبد الصالح.) روى عن عطاء بن أبي رباح وأبي جعفر الباقر. وعنه وكيع والخريبي وأبو نعيم وغيرهم. قال ابن معين: رجل صالح. 4 (حبيب بن الشهيد البصري ع مولى قريبة. كنيته أبو شهيد وقيل أبو محمد.) أرسل عن الزبير بن العوام وأنس بن مالك وله عن الحسن وابن أبي ملكية وميمون بن مهران وعمرو بن شعيب وطائفة. وعنه ابنه إبراهيم وابن علية ويحيى القطان وأبو أسامة وروح بن عبادة والأنصاري وخلق كثير. وكان من سادة الأئمة، له نحو من مائة حديث. قال أحمد بن حنبل: ثقة مأمون، مات سنة خمس وأربعين ومائة وله ست وستون سنة. 9... (9/98)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 99 4 (حبيب بن صالح الطائي الحمصي د ت ق وهو حبيب من أبي موسى.) روى عن يزيد بن شريح الحضرمي ويحيى بن جابر وعبد الرحمن بن سابط. وعنه ابنه عبد العزيز وإسماعيل بن عياش وبقية وآخرون. وكان من ثقات الشاميين، مات سنة أربع وأربعين ومائة. 4 (حبيب بن أبي العالية.) عن مجاهد وغيره. وعنه جعفر الأحمر وعبد الواحد بن زياد ويحيى القطان وغيرهم. وثقه ابن معين وغيره. وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: ما أدري أحاديثه، كأنه ضعفه. وقال النسائي: ليس بالقوي. 4 (حبيب بن أبي عمرة القصاب الكوفي سوى د مولى بني حمان.) عن سعيد بن جبير وعائشة بنت طلحة ومجاهد والطبقة. 9... (9/99)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 100 وعنه جرير الضبي بن عياش وحفص بن غياث وعلي بن عاصم وجماعة. وثقه النسائي وكنيته أبو عبد الله. توفي سنة اثنتين وأربعين ومائة. 4 (حبيب المعلم ع، أبو محمد. مولى معقل بن يسار، من ثقات البصريين، واسم أبيه أبو قريبة) ) دينار. روى عن الحسن وعطاء وعمرو بن شعيب. وعنه حماد بن سلمة ويزيد بن زريع وعبد الوهاب الثقفي وغيرهم. وبلغنا أن يحيى القطان كان لا يروي عنه. 4 (حجاج بن أرطأة، و مقروناً، ابن ثور بن هبيرة أبو أرطأة النخعي الكوفي أحد الأئمة الأعلام) على لين في حديثه. له عن الشعبي حديث واحد وعن الحكم وعطاء وعمرو بن شعيب وزيد بن جبير الطائي ورباح بن عبيدة وعكرمة ومكحول وخلق سواهم. وعنه شعبة وسفيان والحمادان وابن المبارك وحفص بن غياث وغندر وعبد الرزاق وآخرون وقد حدث عنه منصور بن المعتمر وهو من شيوخه. 9... (9/100)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 101 ولي حجاج قضاء البصرة وله ست عشرة سنة، وكان فيه بأو وتيه ومحبة للسؤدد والتجمل، فكان يقول: أهلكني حب الشرف. قال يحيى بن سعيد: هو وابن إسحاق عندي سواء. وقال أبو حاتم: صدوق يدلس عن الضعفاء. وقال يحيى بن آدم: ثنا حماد بن زيد قال: كان حجاج بن أرطأة أسرد للحديث من الثوري. وقال ابن أبي خيثمة: سمعت ابن معين يقول: حجاج صدوق ليس بالقوي يدلس عن محمد بن عبيد الله العرزمي عن عمرو بن شعيب يعني فيسقط محمداً. وقال أبو حاتم أيضاً: إذا قال حدثنا فهو صالح لا يرتاب في صدقه. وقال أبو زرعة: صدوق مدلس. وقال جرير بن عبد الحميد: رأيت حجاج بن أرطأة يخضب بالسواد. وقال سفيان الثوري: ما بقي أحد أعرف بما يخرج من رأسه من حجاج. وقال حفص بن غياث سمعت سفيان يقول: ما يأتون أحداً أحفظ من حجاج بن أرطأة. وقال آخر: له ستمائة حديث أو نحوها. وقال أحمد بن حنبل: ليس يكاد لحجاج حديث إلا وفيه زيادة. وقال حماد بن زيد: قدم علينا جرير بن حازم فأتيناه وتذاكرنا فقال: ثنا قيس بن سعد عن الحجاج بن أرطأة ثم لبثنا ما شاء الله، ثم قدم علينا حجاج وله إحدى وثلاثون سنة، فرأيت عليه من الزحام ما لم أره على حماد بن أبي 9... (9/101)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 102 سليمان، رأيت عنه مطراً الوراق وداود بن أبي هند) ويونس بن عبيد جثاة على أرجلهم يقولون: يا أبا أرطأة ما تقول في كذا، يا أبا أرطأة ما تقول في كذا. قال حفص بن غياث: سمعت الحجاج يقول: ما خصمت قط ولا جلست إلى قوم يختصمون. وقال ابن معين: سمع حجاج من مكحول، وقال ابن إدريس: سمعت حجاج بن أرطأة يقول: لا تتم مروءة الرجل حتى يدع الصلاة في جماعة. قلت: هذه كلمة مقيتة بل لا تتم مروءة الرجل ودينه حتى يلزم الصلاة في جماعة. وهذا قاله حجاج لما في طباعه من البذخ والرياسة فإنه يرى أن صلاته في جماعة ومزاحمته للسوقة في الصفوف ينافي ما فيه من التيه والترف فالله يسامحه. وهو من طبقة أبي حنيفة الإمام في العلم، لكن رفع الله أبا حنيفة بالورع والعبادة ولم ينل حجاج بن أرطأة تلك الرفعة فرحمهما الله. قال أحمد بن حنبل: سمعت يحيى بن سعيد يذكر أن حجاجاً لم ير الزهري، وكان سيء الرأي فيه جداً ما رأيته أسوأ رأياً في أحد منه في حجاج وابن إسحاق وليث همام، لا يستطيع أحد أن يراجعه فيهم. وقال هشيم: قال لي حجاج لم أر الزهري لكن لقيت رجلاً جيد الأخذ عنه فأخذت عنه. وسئل أحمد بن حنبل: أيحتج بحجاج قال: لا، وقال يزيد بن هارون: رأيت حجاج بن أرطأة عليه قميص أسود ورداء أسود قد خضب بالسواد متكئاً على مرافق حمر، قال يزيد: فكان يقول: أبعد قضاء البصرة 9... (9/102)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 103 وشرط الكوفة، وكان يقضي بالبصرة ثم يقول: هذا قضاء أمير المؤمنين علي وولي قضاءها ثلاثة أشهر، قال: وجلس يفتي بمسجد الكوفة وله عشرون سنة، وكان الحكم يجلس إليه وهو الذي أجلسه للفتيا. وقال الأشج: ثنا عبد الله بن الأسود الحارثي قال: كان الحجاج بن أرطأة يقيم على رؤوسنا غلاماً أسود وقال: من رأيته يكتب، يعني في مجلسه، فجر برجله، فقام رجل فقال: يا أبا أرطأة سوأة لك يأتيك نظراؤك وأبناء نظرائك من أبناء القبائل ثم تأمر هذا الأسود بما تأمره قال: فلم يأمره بعد ذلك. وقال يزيد بن هارون: كنا لا نكتب عند حجاج، كان له غلمان يطوفون في الحلقة، فمن رأوه يكتب أقاموه.) وقال العلاء بن عصيم: جاء ابن شبرمة وحجاج بن أرطأة إلى الأعمش فقال له حجاج: يا هذا لم تنته حتى مشت إليك الأشراف إذاً يرجعون بغير حوائجهم، ثم دخل وأغلق الباب في وجوههم. وروى محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا عن جدي قال: قلت للحجاج بن أرطأة ما رأيت أحداً أحسن أصابع منك، قال: إنها مدارج الكرم. وهب بن بقية: سمعت خالد بن عبد الله يقول: دخل الحجاج بن أرطأة المسجد فقيل له: ها هما يا بن أرطأة فقال: أنا صدر حيثما جلست. وقال أبو عاصم النبيل: قال حجاج لسوار القاضي: أهلكني حب الشرف، فقال له: اتق الله تشرف. محمد بن عثمان بن أبي شيبة إن إسماعيل بن محمد الطلحي ثنا أبو مالك الجنبي قال: دخل حجاج بن أرطأة المسجد الحرام وقد حج عيسى بن موسى يعني ولي العهد وهو في المسجد، فأقبل الحجاج ليسلم، ثم جلس، فقال له 9... (9/103)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 104 بعضهم: ارتفع يا أبا أرطأة إلى صدر الحلقة، فقال: حيث جلست أنا صدرها. فقال عيسى: جروا برجله وأخرجوه وقال ابن إدريس كنا نأتي الحجاج بن أرطأة فنجلس حتى تطلع الشمس فلا يخرج إلى صلاة جماعة فتركه. وعن سليمان بن أبي سليمان قال الحجاج: ألا تصلي في جماعة فقال: أصلي مع هؤلاء يزحموني، وعن أبي مالك الجنبي قال: خرج حجاج بن أرطأة ومعه بعض أصحابه فمر بمساكين في الطرق فسلم صاحبه على المساكين فقال الحجاج: إنه لا يسلم على أمثال هؤلاء، وقد خرج مسلم في صحيحه للحجاج فقرنه بآجر. توفي بالري مع المهدي سنة بضع وأربعين. قال ابن حبان: في سنة خمس. 4 (حجاج بن حجاج الباهلي.) قد تقدم أنه مات سنة إحدى وثلاثين. وذكر الحافظ عبد الغني بن سعيد أنه هو حجاج الأسود فوهم بل حجاج الأسود هو القسلمي رجل صالح عابد يقال له: زق العسل. حدث عن شهر بن حوشب ومعاوية بن قرة وأبي نضرة. روى عنه حماد بن سلمة وجعفر بن سليمان وعيسى بن يونس وروح بن عبادة.) وثقه ابن معين وغيره. 9... (9/104)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 105 4 (حجاج بن عبد الله بن حمزة الرعيني.) ولي إمرة بلاد زويلة من أعمال مصر. وله واحد عن بكير بن الأشج. روى عنه الليث وابن وهب. 4 (حجاج بن أبي عثمان الصواف البصري ع، عن الحسن وأبي الزبير ويحيى بن أبي كثير.) وعنه الحمادان وابن عيلة ويحيى القطان وأبو عاصم ويعلى بن عبيد وآخرون. وثقه جماعة ووصفه الترمذي بالحفظ. مات سنة ثلاث وأربعين ومائة. 4 (حرام بن عثمان بن عمرو بن يحيى الأنصاري المدني.) عن ولدي جابر بن عبد الله وهما محمد وعبد الرحمن وعن الأعرج وغير واحد. وعنه الدراوردي ومسلم الزنجي وحاتم بن إسماعيل. قال الشافعي الروية عن حرام حرام وقال الدارقطني وغيره: ضعيف. وقال مالك: ليس بثقة. 9... (9/105)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 106 وقال البخاري: منكر الحديث. قال يحيى القطان: قلت لحرام بن عثمان: عبد الرحمن بن جابر ومحمد وأبو عتيق هم واحد قال: إن شئت جعلتهم عشرة. قال الزبيري: كان حرام يتشيع. 4 (حرملة بن قيس النخعي الكوفي.) عن أبي بردة وأبي زرعة البجلي. وعنه مروان بن معاوية وعبيد الله بن موسى وأبو نعيم. قال يحيى بن معين: ثبت. 4 (حريث بن أبي مطر الفزاري الكوفي ت ق.) عن الثعبي ومدرك بن عمارة. وعنه شريك ووكيع وابن نمير. ضعفه الفلاس وغيره. 4 (الحسن بن أبي ثوبان بن عامر الهمذاني ق ثم الهوزني المصري.) عن أبيه وعكرمة وموسى بن وردان. وعنه الليث وضمام بن إسماعيل وابن لهيعة ومفضل بن فضالة وغيرهم. 9... (9/106)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 107 وكان أميراً على ثغر رشيد لمروان الحمار. وثقه ابن حبان، وكان ذا صلاح وتعبد.) 4 (الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ق أخو عبد الله وإبراهيم.) مات سنة خمس وأربعين ومائة. له رواية عن أبيه وعن أمه فاطمة بنت الحسين. روى عنه عبيد بن وسيم الجمال وعمر بن شبيب المسلمي وعمرو بن مرزوق. مات في سجن المنصور يقال: في ذي القعدة سنة خمس وأربعين ومائة. 4 (الحسن بن الحكم النخعي الكوفي د ت ق.) عن إبراهيم والشعبي وعدي بن ثابت وأبي سبرة النخعي. وعنه شريك وابن فضيل وأبو أسامة ومحمد بن عبيد وآخرون. قال أبو حاتم: صالح الحديث. 4 (الحسن بن ذكوان خ د ت ق أبو سلمة. بصري صدوق.) 9... (9/107)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 108 عن أبي رجاء العطاردي وطاوس وابن سيرين. عنه المبارك وصفوان بن عيسى ويحيى القطان وعبد الوهاب الخفاف. قال أبو حاتم والنسائي: ليس بالقوي. وقال ابن معين: كان صاحب أوابد. وقال أحمد بن حنبل: أحاديثه أباطيل. وقال الدارقطني: ضعيف. وأما ابن حبان فذكره في الثقات. وروى له البخاري في صحيحه. 4 (الحسن بن عطية بن سعد العوفي د أخو عبد الله وعمرو ومحمد.) روى عن جده وأبيه. وعنه ابناه حسين القاضي ومحمد وأخواه عبد الله وعمر وابن إسحاق وسفيان الثوري وحكام بن سلم. ضعفه أبو حاتم وغيره. 4 (الحسن بن عمرو التميمي، الكوفي خ د ن ق.) عن مجاهد وإبراهيم والشعبي والحكم. 9... (9/108)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 109 وعنه الثوري وابن المبارك وأبو معاوية وحفص بن غياث وآخرون. وثقه أحمد وقال أبو حاتم: لا بأس به. وقال خليفة: مات في سنة اثنتين وأربعين ومائة. والحسن أخو فضيل. 4 (الحسن بن عمرو التميمي الفقيه الكوفي خ د ن ق عن مجاهد وإبراهيم.) ) 4 (الحسن بن عقبة، أبو كيران المرادي الكوفي.) عن عبد خير والشعبي والضحاك وغيرهم. وعنه وكيع وأبو نعيم وعبيد الله بن موسى. روى عباس عن ابن معين: أبو كبران ثقة. 4 (الحسن بن يزيد ق أبو يونس القوي المكي العبد الصالح، سكن الكوفة.) حدث عن أبي سلمة وطاوس ومجاهد وعمرو بن شعيب. وعنه الثوري ووكيع وحسين الجعفي وأبو عاصم وآخرون. 9... (9/109)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 110 قال ابن عبد البر: أجمعوا على ثقته. وقال آخرون: سمي القوي لقوته على العبادة. قال وكيع مرة: أبو يونس ومن أبو يونس بكى عمي وصلى حتى حدب وطاف حتى أقعد. وقال حسين الجعفي: وكان أبو يونس القوي يطوف في اليوم سبعين أسبوعاً فقدرنا ذلك فإذا هو ثمانية فراسخ. قلت: له حديث واحد في سنن ابن ماجه وقع لي موافقة عالية. 4 (الحسين بن ذكوان ع، المعلم العوذي البصري المكتب.) عن ابن بريدة وعطاء وبديل بن ميسرة وقتادة ويحيى بن أبي كثير وعمرو بن شعيب وطائفة سواهم. وعنه إبراهيم بن طهمان وابن المبارك وعبد الوارث ويحيى بن سعيد وغندر ويزيد بن زريع وروح بن عبادة. وثقه أبو حاتم والنسائي والناس، وقد أورده العقيلي في كتاب الضعفاء بلا مستند فقال فيه: مضطرب الحديث. وقال أبو بكر بن خلاد: سمعت يحيى القطان وذكر أحاديث حسين المعلم فقال: فيه اضطراب. 9... (9/110)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 111 4 (الحسين بن عبد الله ت ق بن عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب أبو عبد الله الهاشمي) العباسي المدني. عن كريب وعكرمة. وعنه الثوري وشريك وابن المبارك وعلي بن عاصم وجماعة. قال أبو زرعة وغيره: ليس بقوي. وقال النسائي: متروك. وقال ابن سعد: مات سنة أربعين أو إحدى وأربعين ومائة قال: وكان كثير الحديث ولم أرهم يحتجون بحديثه. 4 (الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ت ن أخو أبو جعفر الباقر.) ) روى عن أبيه وأخيه ووهب بن كيسان. وعنه ابناه عبيد الله ومحمد وموسى بن عقبة وابن المبارك. قال النسائي: ثقة. ويقال: كان أشبه أولاد أخيه بأبيه في التعبد والتأله. 9... (9/111)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 112 4 (الحكم بن عبد الرحمن بن أبي نعم البجلي ن الكوفي.) عن أبيه وشرحبيل بن سعد وفاطمة بنت علي بن أبي طالب. وعنه يونس بن بكير والخريبي وأبو نعيم وآخرون. قال أبو حاتم: صالح الحديث، وبعضهم يلينه قليلاً. 4 (حكيم بن رزيق الفزاري، مولاهم الأيكي.) عن أبيه وابن المسيب وعبد الله بن فيروز الديلمي. وعنه إسحاق بن أبي فروة وابن المبارك. وثقه ابن معين. 4 (حلام بن صالح العبسي الكوفي.) عن مسعود بن خراش أخي ربعي وسالم بن ربيعة وسليمان بن شهاب. وعن مسعر وحفص بن غياث وابن نمير وسعيد بن محمد الوراق وآخرون. صدوق. 4 (حماد بن جعفر بن زيد العبدي البصري ق.) عن شهر بن حوشب وميمون بن سياه. 9... (9/112)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 113 وعنه الضحاك بن حمزة الواسطي ومرزوق الشامي وأبو عاصم النبيل. قال ابن عدي: لم أجد له غير حديثين. وقال ابن معين: ثقة. 4 (حماد بن أبي الدرداء الأنصاري.) عن الشعبي ومجاهد وعطاء بن أبي رباح. وعنه وكيع وأبو نعيم. وثقه أحمد، وقال أبو حاتم: صالح. 4 (حماد الراوية، هو أبو القاسم بن أبي ليلى، كوفي إخباري شهير واسع الرواية، حمل عن) الفرزدق وطبقته. وعنه الهيثم بن عدي وعبد الله الأجلح وجماعة. وكان يضرب به المثل في سعة ما يحفظ، ثم ظفرت بوفاته في سنة خمس وخمسين ومائة فيؤخر. 4 (حمزة بن أبي حمزة ت ميمون الجعفي النصيبي الجزري.) ) عن ابن ملكية ومكحول ونافع وأبي الزبير وعمرو بن دينار وطائفة. 9... (9/113)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 114 وعنه حمزة الزيات وبكر بن مضر وشبابة بن سواد وعلي بن ثابت الجزري وغسان بن عبيد وجماعة. وهو واه باتفاق. قال ابن معين: ليس بشيء وقال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن عدي: ما يرويه موضوع والبلاء منه. قلت: له حديث في ت من رواية شبابة عنه، متنه تربوا الكتاب. قال الترمذي: اسم أبيه عمرو فوهم بل هو ميمون. 4 (حميد بن تيرويه الطويل، ع أبو عبيدة بن أبي حميد البصري.) سمع أنساً والحسن وبكر بن عبد الله وابن أبي ملكية وجماعة. وعنه شعبة ومالك والسفيانان والحمادان وابن علية ويحيى القطان وعبد الله بن بكر السهمي ومحمد بن أبي عدي وابن المبارك والأنصاري وخلق كثير. وكان أحد الثقات. وثقه ابن معين والعجلي وأبو حاتم. 9... (9/114)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 115 وقال أبو حاتم: هو وقتادة أكبر أصحاب الحسن. وقال ابن خراش: في حديثه شيء وهو ثقة. وقال حماد بن سلمة: أخذ حميد كتب الحسن فنسخها ثم ردها عليه. وروى الأصمعي قال: رأيت حميداً وكان طويل اليدين. وقال أبو عبيدة الحداد عن شعبة: لم يسمع حميد من أنس إلا أربعة وعشرين حديثاً والباقي سمعها من ثابت أو ثبته فيها ثابت. قال ابن المديني عن أبي داود: سمع شعبة يقول: سمعت حبيب بن الشهيد يقول لحميد وهو يحدثني: انظر ما يحدث به شعبة فإنه يرويه عنك، ثم يقول هو: إن حميداً رجل نسي فانظر ما يحدثك به، وروى عفان عن حماد قال: جاء شعبة إلى حميد فحدثه فقال: أسمعت هذا من أنس قال: احسب، فقال شعبة بيده هكذا، فلما ذهب قال حميد: سمعته من أنس كذا كذا مرة ولكني لما شدد علي أحببت أن أشدد عليه. وقال ابن المديني عن يحيى بن سعيد: كان حميد إذا ذهبت تقفه على بعض حديثه عن أنس يشك فيه. وقال الحميدي عن سفيان قال: كان عندنا شاب بصري يقال له: درست، فقال لي حميداً قد) اختلط عليه ما سمع من أنس ومن ثابت ومن قتادة عن انس إلا شيئاً يسيراً فكنت أقول له: أخبرني بما شئت عن غير أنس، فأسأل حميداً عنها فيقول: سمعت أنساً 9... (9/115)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 116 وقال يحيى بن يعلى المحاربي: طرح زائدة حديث حميد الطويل. وقال ابن عدي: أكبر ما يقال فيه إن ما لم يسمعه من أنس كان يدلسه عنه وقد سمعه من ثابت. وقيل: كان حميد مصلح أهل البصرة إذا تنازع الرجلان في مال. وقال إياس بن معاوية لرجل: إذا أردت الصلح فعليك بحميد الطويل، وتدري ما يقول لك خذ البعض ودع البعض. قال إبراهيم بن حميد: مات أبي سنة ثلاث وأربعين ومائة عن خمس وسبعين سنة. قال الأصمعي: رأيته ولم يكن بطويل، ولكن كان طويل اليدين. وقيل: بل كان في جيرانه رجل قصير سميه فقال الجيران: حميد الطويل تمييزاً له من سميه. قال حماد بن سلمة: لم يدع حميد لثابت علماً إلا وعاه عنه وسمعه منه. وقيل: عامة ما يرويه حميد عن أنس سمعه من ثابت. قلت: له في الصحيحين جملة أحاديث عن أنس، وبلغنا أنه كان قائماً يصلي فسقط ميتاً وذلك في آخر سنة اثنتين وأربعين ومائة. ولم يرو عنه زائدة لكونه لبس سواد العباسيين وهذا غلو، حميد عدل صدوق. وكذا روي عن مكي بن إبراهيم قال: مررت بحميد وعليه ثياب سود، وقال لي أخي: ما تسمع منه، فقلت: اسمع من شرطي. 9... (9/116)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 117 وقال عفان: ثنا محمد بن دينار قال: ذكر رجل حميداً فعابه فقال: يأتي سليمان بن علي الأمير ويفعل ويفعل، فقال يونس بن عبيد: كثر الله فينا مثل حميد. وقال معاذ بن معاذ: كان حميد يصلي قائماً فمات، فذكروه لابن عون، وجعلوا يذكرون من فضله فقال: اختاج حميد إلى ما قدم. وقال القاسم بن مالك المزني عن عاصم الأحول قال: ذهبت بحميد وأبان ابن أبي عياش إلى أنس فلزماه وتركته. 4 (حميد بن زياد أبو صخر م د ت ق وهو في الطبقة الآتية ينبغي أن يحول إلى هنا.) ويقال: حميد بن صخر، وهو حميد بن أبي المخارق المديني صاحب العباء. سكن مصر وحدث عن كريب ومحمد بن كعب القرظي وسعيد المقبري وأبي سلمة بن عبد) الرحمن وابن نافع ورأى سهل بن سعد الساعدي. وعنه حيوة بن شريخ وحاتم بن إسماعيل ويحيى القطان وابن وهب وسعد بن الصلت وآخرون. قال أبو حاتم: ليس به بأس. وقال ابن عدي: هو عندي صالح الحديث. وروي عن ابن معين قال: هو ضعيف. وأظن أن حميد بن صخر المدني آخر، روى عن سعيد بن أبي سعيد المقبري وهو الذي قال فيه أحمد بن حنبل: ضعيف. 9... (9/117)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 118 4 (حميد بن هانئ أبو هانئ الخولاني م مصري صدوق.) عن علي بن رباح وأبي عبد الرحمن الحبلي وشفي بن مانع وعمرو بن مالك الجنبي وغيرهم. وعنه حيوة بن شريخ والليث وابن لهيعة وابن وهب. قال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال ابن يونس: مات في سنة اثنتين وأربعين ومائة. وقيل: إن إسحاق بن الفرات حدث عنه وما أراه أدركه. 4 (حميد الأعرج الكوفي القاص ت.) عن عبد الله بن الحارث المكتب صاحب لابن مسعود. وعنه خلف بن خليفة وابن نمير وأبو يحيى الحماني وعبيد الله بن موسى. ضعفه أبو زرعة وغيره، وحديثه في جزء ابن عرفة بعلو أن موسى عليه السلام كان نعلاه من جلد حمار غير ذكي. 4 (حنبل بن عبد الله.) شيخ روى عن الهرماس بن زياد رضي الله عنه. 9... (9/118)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 119 4 (حنظلة بن صفوان أبو حفص الكلبي.) أحد الأشراف، ولي إمرة لهشام بن عبد الملك وغيره وإمرة المغرب وشهد حصار دمشق مع المسودة. روى عنه محمد بن شابور. وكان ديناً محمود السيرة. 4 (حنظلة السدومي ت ق، أبو عبد الرحيم شيخ بصري.) حدث عن أنس بن مالك وشهر بن حوشب وعكرمة. وعنه الحمادان وابن المبارك وابن علية وعلي بن عاصم. قال أبو حاتم: ليس بقوي.) 4 (حيي بن عبد الله المعافري: أبو عبد الله مصري صالح الحديث.) روى عن أبي عبد الرحمن الحبلي. وعنه الليث وابن لهيعة وابن وهب. قال النسائي: ليس بقوي مات سنة ثلاث وأربعين ومائة. 9... (9/119)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 120 4 (حرف الخاء)

4 (خالد بن دينار الشيباني النيلي ق من مدينة النيل قريبة من واسط، يكنى أبا الوليد.) روى عن سالم وعطاء بن أبي رباح والحسن. وعنه الثوري ويونس بن بكير ومحمد بن عبيد. قال أحمد: يكتب حديثه. 4 (خالد بن رباح، أبو الفضل الهذلي. شيخ بصري.) فأما أبو خلدة خالد بن دينار فسيأتي. عن الحسن وعكرمة وأبي السوار العدوي. وعنه وكيع ويزيد بن هارون وأبو عاصم. 9... (9/120)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 121 وثقه ابن معين. 4 (خالد بن عبيد ق أبو عصام العتكي البصري نزيل مرو.) له أنس وابن بريدة والحسن. وعنه ابن المبارك والعلاء بن عمران والفضل السيناني وأبو نميلة يحيى بن واضح وآخرون. قال أحمد بن سيار: كان شيخاً نبيلاً أحمر الرأس واللحية يعني يخضب وكان العلماء في ذلك الزمان يعظمونه ويكرمونه قال: وكان ابن المبارك ربما سوى عليه ثيابه إذا ركب. وقال البخاري: في حديثه نظر. وقال ابن حبان: حدث بأحاديث موضوعة عن أنس. 4 (خالد بن أبي عمران التجيبي م د ت ن قاضي إفريقية. قد مر أنه توفي سنة تسع وعشرين) ومائة وأنه يروي عن عروة بن الزبير وطبقته. وقد ذكر ابن أبي حاتم في ترجمته أنه روى عنه يحيى بن سعيد القطان، وهذا خطأ، بل روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري التابعي المعروف. 9... (9/121)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 122 4 (خالد بن أبي كريمة الأصبهاني ن ق.) الإسكاف نزيل الكوفة. روى عن عكرمة ومعاوية بن قرة وأبي جعفر الباقر. وعنه شعبة والسفيانان وعبد الله بن إدريس ووكيع وجماعة. وثقه أحمد. 4 (خالد بن مهران، ع أبو المنازل البصري الحذاء أحد الأئمة الثقات.) ) رأى أنس بن مالك وروى عن أبي عثمان النهدي وعبد الله بن شقيق وعبد الرحمن بن أبي بكرة وابن سيرين وأخويه حفص وأنس وأبي العالية. وعنه شيخه محمد بن سيرين وأبو إسحاق الفزاري وبشر بن المفضل وحماد بن زيد وابن عيينة وخالد بن عبد الله الطحان وشعبة ومعتمر وخلق، آخرهم موتاً عبد الوهاب الخفاف. 9... (9/122)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 123 توفي سنة اثنتين ويقال سنة إحدى وأربعين ومائة. وثقه أحمد وابن معين. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال عباد بن عباد: أراد شعبة أن يضع في خالد الحذاء فأتيته أنا وحماد بن زيد فقلنا له: مالك أجننت أنت أعلم وتهددناه فأمسك. وقال يحيى بن آدم: قلت لحماد بن زيد: ما لخالد الحذاء في حديثه قال: قدم علينا قدمة من الشام فكأنا أنكرنا حفظه. وقال عبد الله بن أحمد: حدثني أبي قال: قيل لابن علية في هذا الحديث فقال: كان خالد يرويه فلم نكن نلتفت إليه. ضعف ابن علية أمره يعني خالداً الحذاء. وقال يحيى بن آدم: ثنا عبد الله بن نافع القرشي أبو شهاب قال: قال لي شعبة: عليك بحجاج بن أرطأة ومحمد بن إسحاق فإنهما حافظان واكتم علي عند البصريين في خالد وهشام. قلت: ولم يكن حذاء بل كان في سوق الحذائين أحياناً فاشتهر بالحذاء، قاله ابن سعد. وقال فهد ين حيان: لم يحذ خالد قط وإنما كان يقول: أحذ على هذا النحو فلقب الحذاء وكان حافظاً مهيباً ليس له كتاب. وقال شعبة: قال خالد: ما كتب شيئاً قط إلا حديثاً طويلاً فلما حفظته محوته. 9... (9/123)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 124 خالد الطحان: سمعت خالد الحذاء يقول ما حذوت نعلاً ولا بعتها ولكن تزوجت امرأة من بني مجاشع فنزلت عليها والحذاؤون ثم نسبت إليهم. قال ابن معين: كان خالد على العشور. خالد بن أبي يزيد د ن أبو عبيد الرحيم الحراني مولى بني أمية. روى عن مكحول وعبد الوهاب بن بخت وأكثر عن زيد بن أبي أنيسة. روى عنه ابن أخته محمد بن سلمة ووكيع وشبابة وحجاج الأعور. وقال أبو حاتم وغيره: لا بأس به.) مات في سنة أربع وأربعين ومائة. خثيم بن عراك بن مالك الغفاري خ ن المدني. عن أبيه وسلميان بن يسار. وعنه ابنه إبراهيم وحماد بن زيد وحاتم بن إسماعيل والفضل بن موسى ويحيى القطان وعدة. وثقه النسائي ولينه بعضهم. 9... (9/124)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 125 الخضيب بن جحدر البصري. وقال ابن أبي حاتم: كوفي عن أبي صالح السمان وراشد بن سعد وابن سيرين وعمرو بن دينار. وعنه الربيع بن مسلم والحسن بن دينار وجماعة. مات سنة ست وأربعين ومائة. وكان من الفقهاء لكنه متروك الحديث كذبه ابن معين. خلف بن حوشب، أبو بريد الكوفي. عن عطاء بن أبي رباح وطلحة بن مصرف وآخرون. وهو صدوق صالح الأمر. 9... (9/125)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 126 4 (حرف الدال.)

4 (داود بن عبد الله الأودي الزعافري أبو العلاء الكوفي.) عن الشعبي وحميد بن عبد الرحمن الحميري وأبي وبرة عبد الرحمن. وعنه زهير بن معاوية وأبو عوانة ووكيع وآخرون. وثقه أحمد وغيره، وضعفه ابن معين مرة وقواه أخرى ولا بأس به. 4 (داود بن أبي عوف أبو الجحاف الكوفي ت ن ق.) من رؤوس الشيعة ومحدثيهم. له عن أبي حازم الأشجعي ومعاوية بن ثعلبة صاحب لأبي ذر وعطية العوفي وغيرهم. 9... (9/126)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 127 وعنه سفيان الثوري وعامر بن السمط وتليد بن سليمان وسفيان بن عيينة وغيرهم. قال ابن عدي: عامة ما يرويه في فضائل أهل البيت وهو عندي ليس بالقوي. وقال الثوري: كان مرضياً. ووثقه جماعة وفيه شيء. 4 (داود بن عيسى النخعي الكوفي.) حدث بدمشق عن أبي جحيفة السوائي مرسلاً وعن سعيد بن جبير وعمرو بن دينار وسماك وطائفة. وعنه إسماعيل بن عياش وسويد بن عبد العزيز ويحيى بن حمزة القاضي ولن أر لهم) كلاماً بتوثيق ولا تليين فهو صالح. 4 (داود بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي ت ق الكوفي الأعرج.) عن أبيه وأبي وائل وإبراهيم والشعبي والمغيرة بن شبيل. وعنه ابن أخيه عبد الله بن إدريس والمعافى بن عمران الموصلي ووكيع وعبيد بن موسى ومكي بن إبراهيم وآخرون. 9... (9/127)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 128 ضعفه أحمد. وقال أبو حاتم: ليس بقوي. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال ابن المديني: لا أروي عنه وكان أبوه ثبتاً. وقال يحيى القطان: قال لي سفيان الثوري: شعبة يروي عن داود بن يزيد الأودي قال: تعجباً منه. 4 (داود أبو اليمان.) رأى أنس بن مالك وحدث عن أبي أوفى. وعنه حفص بن غياث وأبو معاوية وعبد الله بن نمير. صالح الحال. 4 (دينار أبو عمر.) سمع الحسن البصري. وعنه وكيع ومروان بن معاوية وأبو أسامة وآخرون. لا بأس به. 9... (9/128)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 129 4 (حرف الراء)

4 (راشد بن داود الصنعاني الدمشقي البرسمي ن.) عن أبي الأشعث الصنعاني وأبي أسماء الرحبي وأبي صالح الأشعري. وعنه يحيى بن حمزة والهيثم بن حميد وأبو مطيع معاوية بن يحيى وآخرون. روى إبراهيم بن الجنيد عن ابن معين: ثقة. وقال البخاري: فيه نظر. وقال الدارقطني: ضعيف. 4 (راشد بن كيسان ق أبو فزارة العبسي الكوفي.) عن عبد الرحمن بن أبي ليلى وميمون بن مهران ويزيد بن الأصم. وعنه جعفر بن برقان والثوري وشريك وعلي بن عباس وغيرهم. قال أبو حاتم: صالح الحديث. 9... (9/129)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 130 وقال أبو زرعة: حديثه ليس بصحيح. وقال ابن معين: ثقة. 4 (راشد أبو سلمة الفزاري.) عن عطية العوفي والشعبي وزيد الأحموسي. وعنه ابن المبارك ووكيع وأبو نعيم وآخرون.) صويلح. 4 (راشد بن نجيج ق أبو محمد الحماني البصري.) شيخ مقل من الرواية، ما علمت به بأساً بل قال بعضهم: صدوق. وروى عن أنس وغيره: وكان أحد الذين نظروا في المصاحف زمن الحجاج. روى عنه حماد بن زيد وشهاب بن شرنفة وعبد الوهاب بن عطاء وأبو نعيم وآخرون. وأما أحمد بن أبي خثيمة فسماه راشد بن سعيد مولى بني عطارد فلعلها اثنان. 4 (الربيع بن حيظان ويقال ابن حيظان، شيخ بصري.) روى عن عكرمة والحسن ومكحول وجماعة. 9... (9/130)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 131 وعنه سويد بن عبد العزيز وعمر بن عبد الواحد وعبد الملك الصنعاني الدماشقة. قال أبو زرعة: منكر الحديث. 4 (الربيع بن سعد الجعفي.) عن عبد الرحمن بن باسط. وعنه حفص بن غياث ووكيع وابن نمير وحسين الجعفي وآخرون. قال أبو حاتم: لا بأس به. 4 (رزام بن سعيد الضبي.) عن خوات التيمي وأبي المعارك ووحشية بنت عمار. وعنه وكيع والقاسم بن مالك وأبو نعيم وأبو أحمد الزبيري. وثقه الإمام أحمد. 4 (رشدين بن كريب ق، مولى ابن عباس أبو كريب المدني.) عن أبيه وعلي بن عبد الله بن عباس، ورأى ابن عمر. 9... (9/131)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 132 روى عنه عيسى بن يونس وابن فضيل والمحاربي وجماعة. وعداده في الضعفاء. 4 (رزين بن حبيب الكوفي النماطي ت.) عن الشعبي وسلمى البكرية. وعنه أبو خالد الأحمر وابن المبارك ووكيع وأبو نعيم وآخرون. وثقه ابن معين. 4 (رؤبة بن العجاج التميمي الراجز، من أعراب البصرة.) سمع أباه والنسابة البكري، وعنه النضر بن جميل ويحيى القطان وأبو عبيدة معمر بن المثنى وأبو زيد الأنصاري وغيرهم.) وكان لغوياً علامة. له وفادة على وفادة على الوليد بن عبد الملك وهو شاب ثم طال عمره إلى هذا الوقت. 9... (9/132)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 133 قال أبو عبيدة: حدثني رؤبة بن العجاج حدثني أبي قال: سألت أبا هريرة ما تقول في هذت الرجز: (طاف الخيالان فهاجا سقما .......... خيال تكنى وخيال تكتما)

(قامت تريك خيفة أن تصرما .......... ساقاً بخنداة وكعباً أدرما) فقال أبو هريرة: كان يحدي بنحو هذا ومثل هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يعيبه. وقال خلف الأحمر: سمعت رؤبة يقول: ما في القرآن أغرب من قوله تعالى فاصدع بما تؤمر. وقال النسائي: ليس رؤبة بالقوي. وقال غيره: توفي سنة خمس وأربعين ومائة. 4 (روح بن جناح الدمشقي ت ق أخو مروان بن جناح مولى الوليد ين عبد الملك.) روى عن مجاهد وشهر بن حوشب وعمر بن عبد العزيز. وعنه الوليد بن مسلم ومحمد بن شعيب وغيرهما. قال النسائي: ليس بالقوي. وقال أبو زرعة: ضعيف. الوليد بن مسلم عن روح عن مجاهد قال: بينا نحن جلوس عند ابن 9... (9/133)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 134 عباس أنا وعطاء وطاوس وعكرمة إذ دخل رجل فقال: إني كلما بلت تبعه الماء الدافق، قلنا يكون منه الولد قال: نعم، قلنا: عليك الغسل، فولى الرجل وهو يرجع. وعجل ابن عباس في صلاته فلما سلم قال: أرأيتم ما أفتيتموه به عن كتاب الله قلنا: لا، قال: فعن أصحاب رسول الله قلنا: لا، قال: فعمن قلنا: عن رأينا. فقال: لذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد. ثم قال له: إذا كان هذا منك تجد شهوة في قلبك قال: لا، قال: فهل تجد خدراً في جسدك قال: لا، قال: إنما هذه ابرده يجزئك منه الوضوء. 4 (روح بن القاسم أبو غياث خ م د ن ق. التميمي العنبري البصري.) عن قتادة وعمرو بن دينار وابن المنكدر ومنصور وعبد الله بن طاوس وطبقتهم. وعنه يزيد بن زريع فأكثر وابن إسحاق وابن علية ومحمد بن سواء وعبد الوهاب بن عطاء وآخرون. مات في الكهولة وكان أحد الحفاظ المجودين.) وثقه أبو حاتم وغيره. ظهر له مائة وخمسون حديثاً، وإنما طلب العلم وهو كبير. قال نصر بن المغيرة: قال سفيان: لم أر أحداً طلب الحديث وهو مسن أحفظ من روح بن القاسم. 9... (9/134)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 135 4 (حرف الزاي)

4 (الزبرقان بن عبد الله، أبو بكر الأسدي الكوفي السراج.) روى عن أبي وائل وعبد الله بن معقل. وعنه عباد بن العوام ويحيى القطان وأبو أسامة. وثقه أحمد وابن معين. 4 (الزبرقان بن عبد الله، أبو ورقاء العبدي الكوفي.) دعن الضحاك وكعب بن عبد الله. وعنه سفيان وشعبة وإسرائيل وشريك وغيرهم. صالح الأمر، وهو أقدم من السراج. 4 (زجلة الدمشقية.) عن أم الدرداء وعمر بن عبد العزيز وسالم بن عبد الله وابن أبي زكريا. 9... (9/135)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 136 وعنها صدقة بن خالد والوليد بن يزيد المري. لم يضعفها أحد. 4 (زرعة بن إبراهيم الدمشقي.) عن عطاء وخالد بن اللجلاج ووضاح أبي مروان مولى الوليد. وعنه سعيد بن أبي هلال ومحمد بن إسحاق ومحمد بن شعيب بن شابور وغيرهم. قال أبو حاتم: ليس بالقوي. 4 (زكريا بن أبي زائدة الهمذاني ع أبو يحيى قاضي الكوفة.) أخذ عن الشعبي وخالد بن سلمة وسعيد بن أبي بردة ومصعب بن شيبة وطائفة. وعنه ابنه يحيى وشعبة والسفيانان وابن المبارك ويحيى القطان ووكيع وعبيد الله بن موسى وأبو نعيم. قال أحمد: ثقة حلو الحديث. وقال أبو زرعة: صويلح. وقال أبو حاتم: لين الحديث يدلس. قلت: مات سنة تسع وأربعين ومائة. 4 (زكريا بن سلام أبو يحيى العتبي الأصم نزيل الري.) 9... (9/136)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 137 عن منصور بن المعتمر والسدي والعلاء بن بدر.) وعنه جرير بن عبد الحميد وحكام بن سلم وعبد الله بن الجهم وعبد الرحمن الدمشقي الرازيون وغيرهم. هكذا ذكره ابن أبي حاتم، وهو أخبر به لأنه يكذبه. وأما أبو أحمد الحاكم فقال: روى عن أبي وائل شقيق بن سلمة وإبراهيم النخعي وسعيد بن مسروق الثوري والعلاء بن بدر. وعنه هارون بن المثنى وحكام وإسحاق بن سليمان الرازي. قلت: فما أحسبه لقي أبا وكذا في نفسي من لقي إسحاق بن سليمان له، صدوق. 4 (زكريا بن يحيى الحميري، الكندي الكوفي.) عن الشعبي وعكرمة وعمر بن عبد العزيز. وعنه حاتم بن إسماعيل وجعفر بن عون وأبو أسامة وآخرون. ضعفه يحيى بن معين. وقال زكريا أبو يحيى الكوفي عن الشعبي: من زكريا هذا ليس بشيء. وقد ذكره أيضاً ابن أبي حاتم فقال: زكريا بن يحيى البدي وأنه روى عن عكرمة. روى عنه يونس بن بكير. وقال عباس عن ابن معين: زكريا بن يحيى البدي ليس بثقة، قال: أحسب أن الحميري والبدي، فالله أعلم. 9... (9/137)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 138 4 (زنفل العرفي المكي.) روى عن أبي ملكية ونجيح بن إسحاق العرفي. وعنه أبو داود الدباغ ومحمد بن عمير المعيطي وإبراهيم بن عمر بن أبي الوزيري ومحمد بن عبيد الله التيمي وغيرهم. ضعفه غير واحد وقال ابن عدي: لا يتبايع على حديثه. 4 (زياد بن أبي حسان النبطي بصري.) عن أنس بن مالك وأبي مالك وأبي عثمان النهدي. وعنه ابن علية وعون بن عمارة وقرة بن حبيب وآخرون. قال الدارقطني وغيره: متروك. وقال البخاري: كان شعبة يتكلم فيه. وقيل: هو واسطي. 4 (زياد بن أبي زياد الجصاص أبو محمد، بصري، وقيل واسطي.) ) عن أنس والحسن ومعاوية بن قرة. وعنه هشيم ويزيد بن هارون وعبد الوهاب بن عطاء وآخرون. 9... (9/138)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 139 قال أبو زرعة: واهي الحديث. وقال الدارقطني وغيره: متروك. وأما ابن حبان فذكره في الثقات. 4 (زياد بن خثيمة الكوفي م.) عن الشعبي وعطية العوفي وسعد أبي مجاهد الطائي وسماك بن حرب. وعنه زهير بن معاوية وهشيم ووكيع وأبو بدر السكوني. وثقه داود وغيره. 4 (زياد بن سعد، ع أبو عبد الرحمن الخراساني.) نزيل مكة وشريك بن جريج، ثم تحول إلى قرية عك باليمن. روى عن الزهري وعمرو بن دينار وعمرو بن مسلم الجندي وجماعة. وعنه ابن جريج ومالك وابن عيينة وأبو معاوية وآخرون. قال ابن عيينة: كان عالماً بحديث الزهري. وقال النسائي: ثقة ثبت. قلت: مات في الكهولة. 4 (زياد بن عبد الله، بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب الأموي.) 9... (9/139)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 140 سجنه يزيد بن الوليد لقيامه مع الوليد بن يزيد فلما استخلف مروان أطلقه ثم حبسه ثم أطلقه. وقد خرج بقنسرين ودعا إلى نفسه وتبعه ألوف من الناس وقالوا: هو السفياني. ثم إنه عسكر وحارب بني العباس في أول دولتهم فالتقاه عبد الله بن علي فهزمه عبد الله فتسحب واختفى بالمدينة مدة ثم قتل دولة المنصور. 4 (زياد بن عبيد الله الحارثي. الأمير من أخوال السفاح.) ولي إمرة الموسم سنة ثلاث وثلاثين ثم ولي إمرة الحرمين للمنصور. وقال الواقدي: طلب زياد بن عبيد الله بن أبي ذئب ليستعمله فأبى عليه فحلف زياد ليستعملن فحلف ابن أبي ذئب لا يعمل. فأمر زياد بسجنه وقال: يا بن الفاعلة فقال ابن أبي ذئب: والله ما من هيبتك تركت الرد عليك ولكن لله تعالى، ثم كلموه زياداً فيه فاستحيا ة ندم، وأراد تطييب قلبه، وأخذ يتحيل في رضاه حتى توصل وأهدى لابن أبي ذئب جارية على يد أخيه من حيث لا يشعر محمد فهي أم ولد ابن أبي ذئب. 4 (زياد بن المنذر. أبو الجارود الثقفي أحد المتروكين.) ) يروي عن أبي جعفر الباقر ومحمد بن كعب وعطية العوفي، وأكبر 9... (9/140)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 141 مشيخته أبو الطفيل عامر بن واثلة. روى عنه عمار بن محمد وعبد الرحيم بن سليمان ومروان بن معاوية وآخرون. قال أحمد: متروك. وقال أبو زرعة: واهي الحديث. وقال ابن حبان: رافضي يضع الحديث في المثالب وفي مناقب أهل البيت. وقال الدارقطني وغيره: متروك. 4 (زيد بن جبيرة الأنصاري المدني ت ق.) عن أبيه جبيرة بن محمود وداود بن الحصين وأبي طوالة. وعنه يحيى بن أيوب والليث. وسويد بن عبد العزيز ومحمد بن حمير. تركه أبو حاتم والبخاري. وقال النسائي وغيره: ليس بثقة. 4 (زيد بن رباح المدني خ ت ق.) عن أبي عبد الله الأغر. وعنه مالك وحده. 9... (9/141)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 142 سنة إحدى وأربعين ومائة. قال أبو حاتم: ما أرى بحديثه بأساً. 4 (زيد بن عبد الرحمن، بن زيد بن الخطاب.) عن أبيه عبد الحميد بن عبد الرحمن وعن عمر بن عبد العزيز. وعنه شعبة وعيسى بن يونس وابن المبارك وآخرون. 4 (زيد بن واقد الدمشقي. قد مر في الطبقة الماضية.)

4 (زيد أبو أسامة الحجام ن، مولى بني ثور، كوفي صدوق.) روى عن الشعبي وعكرمة. وعنه أبو أسامة وأبو نعيم. وثقه أبو حاتم. 9... (9/142)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 143 4 (حرف السين)

4 (سابق البربري له أشعار مليحة في الزهد.) رورى عن مكحول وعمر بن عبد العزيز. عنه موسى بن أعين والمعافى بن عمران وشجاع بن الوليد وغيرهم. وهو من مولي بني أمية، سكن الرقة ويقال: إن سابقاً الرقي تأخر. 4 (سالم بن عبد الله الخياط. ت ق بصري نزل مكة.) وروى عن الحسن وابن سيرين وعطاء، وعنه زهير بن محمد وعبيد الله بن موسى وأبو) عاصم النبيل. قال أحمد: ما أرى به بأساً وكذلك قال ابن عدي، وضعفه آخرون. 9... (9/143)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 144 4 (سالم بن عبد الله ق هو سالم بن أبي المهاجر الرقي.) عن مكحول وميمون بن مهران. وعنه معمر بن سليمان وخالد بن حيان ومحمد بن سليمان بومة. قال أبو حاتم: لا بأس به. قلت: إنما قدمته عن طبقته يسيراً لأميز ما بينه وبين الخياط الذي قبله. 4 (سالم أبو غياث العتكي.) عن أنس بن مالك والحسن وعطاء وبكر بن عبد الله. وعنه النضر بن شميل وعبيد بن موسى. قال ابن معين: لا شيء. 4 (سالم بن عبد الواحد أبو العلاء المرادي ت الكوفي الضرير.) عن ربعي بن خراش وعمرو بن هرم. وعنه وكيع ويعلى بن عبيد وجماعة. 9... (9/144)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 145 قال أبو حاتم: يكتب حديثه. 4 (سالم بن غيلان التجيبي المصري د ت ن) عن الوليد بن قيس التجيبي ودراج أبي السمح ويزيد بن أبي حبيب. وعنه حيوة بن شريخ وابن لهيعة وابن وهب وغيرهم. قال النسائي: ليس به بأس. وقال ابن بكير: توفي سنة إحدى وخمسين. 4 (السري بن إسماعيل الهمذاني الكوفي ق.) عن ابن عمه عامر الشعبي وقيس بن أبي حازم. وعنه جرير الضبي وابن فضيل ومكي بن إبراهيم وآخرون. تركه ابن المبارك. قال أبو داود: ضعيف متروك. وقال ابن سعد: ولي قضاء الكوفة. 4 (سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة الأنصاري المدني.) 9... (9/145)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 146 عن أبيه وعن عمه عبد الملك وأنس بن مالك وأبي سعيد المقبري وعمته زينب كعب. وعنه سفيان وشعبة ومالك ويحيى القطان وأبو ضمرة وآخرون. وثقه ابن معين.) 4 (سعد بن أوس العبدي البصري د ت ن زوج ابنة أبي نضرة العبدي.) روى عن مصدع وزياد بن كسيب وانس بن سيرين. وعنه حميد بن مهران ومحمد بن دينار الطاحي وأبو عبيدة عبد الواحد الحداد وآخرون. 4 (سعد بن أوس أبو الحسن العبسي، الكوفي الكاتب.) عن الشعبي وبلال بن يحيى العبسي. وعنه وكيع وعبيد الله بن موسى وأبو نعيم. قال أبو حاتم: صالح الحديث وضعفه الأزدي. 4 (سعد بن سعيد م أخو يحيى بن سعيد الأنصاري المديني.) 9... (9/146)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 147 عن أنس بن مالك والقاسم بن محمد وسعد بن مرجانة. وعنه ابن المبارك وإسماعيل بن جعفر وابن عيينة وابن نمير وأبو أسامة. قال النسائي: ليس بالقوي. وقال أحمد بن حنبل: ضعيف الحديث ووثقه غيره. 4 (سعد بن طارق بن أشيم م أبو مالك الأشجعي الكوفي.) لأبيه صحبة. روى عن أبيه وعن ابن أبي أوفى وأنس بن مالك وموسى بن طلحة وأبي حازم الأشجعي وربعي بن خراش. وعنه الثوري وأبو عوانة وحفص بن غياث وأبو معاوية وخلف بن خليفة ويزيد بن هارون وعبيدة بن حميد وآخرون. قال النسائي: ليس به بأس، وقد استشهد به البخاري. 4 (سعد بن طريف الحنظلي الكوفي الحذاء ت ق.) عن أبي وائل والأصبغ بن نباتة وعكرمة. وعنه علي بن مسهر وأبو معاوية وابن علية وآخرون. وهو شيعي ضعيف الحديث. 9... (9/147)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 148 روى عن عباس عن يحيى قال: لا يحل لأحد أن يروي عنه: وقال في موضع آخر: ليس بشيء. وقال البخاري: ليس بالقوي عندهم. 4 (سعيد بن إياس ع، أبو مسعود الجريري البصري أحد علماء الحديث.) له عن أبي الطفيل وأبي عثمان النهدي وعبد الله بن شقيق وأبي نضرة وابن بريدة وعدد كثير. وعنه لبن المبارك وبشر بن المفضل وابن علية ويزيد بن هارون وخلق آخرهم مماتاً محمد بن عبد الله الأنصاري.) قال أحمد بن حنبل: هو محدث البصرة. وقال غير واحد: هو ثقة. وقال أبو حاتم: تغير حفظه قبل موته. وقال محمد بن أبي عدي: لا نكذب الله سمعنا من الجريري وهو مختلط. وقال يزيد بن هارون: سمعت من الجريري سنة اثنتين وأربعين ومائة وهي أول دخولي البصرة ولم ننكر منه شيئاً، وكان قيل إنه اختلط، وقد سمع منه إسحاق الأزرق بعدنا. 9... (9/148)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 149 وقال يحيى بن معين: قال يحيى القطان لعيسى بن يونس: سمعت من الجريري فقال: نعم، لا ترو عنه، وقال أحمد: سألت ابن علية: أكان الجريري اختلط فقال لا، كبر الشيخ فرق. وقال غيره: توفي سنة أربع وأربعين ومائة. وقال الفلاس: سمعت يحيى بن سعيد يقول: أتيت الجريري فسمعته يقول: ثنا ابن بريدة عن عبد الله بن عمر وقال: بين كل أذانين صلاة فلما خرجت قال لي رجل: إنما هو عن عبد الله بن مغفل فرجعت إليه فقلت له فقال عن عبد الله بن مغفل. وروى ابن علية عن كهمس قال: أنكرنا الجريري قبل الطاعون. 4 (سعيد بن حسان المخزومي م د ن ق قاضي مكة.) عن مجاهد وابن أبي ملكية. وعنه ابن عيينة ووكيع وأبو نعيم. وثقه ابن معين. 4 (سعيد بن صالح الأسدي الكوفي الأشج.) عن أبي وائل والشعبي وأبي معشر زياد بن كليب. 9... (9/149)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 150 وعنه شريك وابن المبارك وأبو نعيم. وثقه ابن معين. 4 (سعيد بن عبد الرحمن بن يزيد بن رقيش الأسدي د أسد خزيمة المدني حليف بني عبد) شمس. روى عن خاله عبد الله بن أبي أحمد بن جحش وأنس بن مالك وأبي الأسود الديلي وشيوخ من بني عمرو بن عوف. وعنه مالك وفليح والدراوردي ومحمد بن شعيب بن شابور وخالد بن سعيد وآخرون. قال أبو زرعة: شيخ ثقة. 4 (سعيد بن عبيد الطائي الكوفي سوى ق أبو الهذيل.) عن علي بن ربيعة وسعيد بن جبير وبشير بن يسار. وعنه وكيع ويحيى القطان وأبو نعيم وغيرهم. وثقه أحمد والنسائي.) 4 (سعيد بن كثير بن عبيد. أبو العنبس التيمي مولى أبي بكر الصديق القرشي الكوفي الملائي.) 9... (9/150)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 151 عن أبي عمر زاذان والقاسم بن محمد ووالده. وعنه وكيع وحفص بن غياث ويعلى بن عبيد وأبو نعيم وعلي بن مسهر وآخرون. قال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال ابن معين ثقة. قلت: لم يخرجوا له الكتب. 4 (سفيان بن دينار الكوفي التمار خ ن.) عن الشعبي وسعيد بن جبير وعكرمة ومصعب بن سعد. وقيل: إن له سماعاً من محمد بن الحنيفة. روى عنه ابن المبارك ومندل بن علي وأبو بكر بن عياش ويعلى بن عبيد وجماعة. وثقه أبو زرعة وغيره. 4 (سفيان بن زياد الكوفي خ أبو الورقاء العصفري.) عن أبيه وشريح القاضي وعكرمة. وعنه أبو أسامة ومروان بن معاوية وأبو بكر بن عياش ويعلى بن عبيد وجماعة. وثقه أبو حاتم وأبو زرعة. 9... (9/151)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 152 ومنهم من يقول: إن هذا والذي قبله واحد، فوهم. فأما سفيان بن زياد يروي عن أنس. وعنه الأوزاعي. ليس بالمعروف. 4 (وسفيان بن زياد المروزي صاحب المبارك صدوق قديم الوفاة.)

4 (وسفيان بن زياد شيخ بصري.) سمع من حماد بن زيد وطبقته. وكان حافظاً، ويعرف بالرأس مات قبل المائتين. كتب عنه أبو حفص الفلاس. 4 (وسفيان بن زياد الرؤاسي.) عن ابن عيينة. أخذ عنه ابن أبي الدنيا. 4 (وسفيان بن زياد المخرمي ثم الرصافي.) عن عيسى بن يونس. 9... (9/152)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 153 وعنه تمتام وعباس الدوري. ثقة. 4 (وسفيان بن زياد.) عن فياض بن محمد الرقي. وعنه عثمان بن خرزاذ فلعله الرصافي. 4 (وسفيان بن زياد شيخ لابن ماجه يقال له العقيلي البصري.) سمع أبا عاصم النبيل. وتأخرت وفاته إلى حدود السبعين ومائتين. روى عنه إمام الأئمة ابن) خزيمة. 4 (السكن بن أبي كريمة، بن زيد أبو عثمان التجيبي المصري.) عن أمه وحسان بن عطية. وعنه محمد بن إسحاق وحيوة بن شريح وابن لهيعة وغيرهم. مات عام اثنتين وأربعين ومائة. 4 (السكن بن أبي كريمة الواسطي فشيخ.) يروي عن محمد بن عبادة. 9... (9/153)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 154 وعنه وكيع ومحمد بن الحسن المزني. قال أبو بكر الخطيب: وهم البخاري وأبو حاتم فجعلاهما واحداً. 4 (سلم ابن الأمير قتيبة بن مسلم الباهلي الأمير أبو عبد الله الخراساني.) خدم في الدولتين الأموية والعباسية، وولي البصرة لهشام بن عبد الملك، ثم نفق على المنصور وولي له البصرة وكان حازماً عاقلاً جواداً ممدحاً. ومن كلامه قال: لا تتم مرؤة الرجل حتى يصبر على مناجاة الشيوخ. وقد روى عن أبيه وعمه وعبد الرحمن ومحمد بن سيرين. وروى عنه شعبة وأبو عاصم النبيل وغيرهما. مات بالري سنة تسع وأربعين ومائة وصلى عليه المهدي. روى عن أبيه عن أبيه فيما قيل وعن نعيم بن أبي هند والضحاك وغيرهم. وعنه ابن المبارك وإسحاق الأزرق وأبو نعيم والخريبي وعبيد الله بن موسى ووكيع. وكان وكيع يفتخر بلقيه ويوثقه. وقال البخاري: يقال إنه اختلط بأخره. 4 (سليمان بن سحيم م د ن ق أبو أيوب المدني.) 9... (9/154)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 155 عن سعيد بن المسيب وأمية بن أبي الصلت وإبراهيم بن عبد الله بن معبد بن عباس. وعنه إسماعيل بن جعفر وابن عيينة والدراوي. وثقه النسائي. 4 (سليمان بن زيد، بخ أبو آدم الكوفي.) عن عبد الله بن أبي أوفى. وعنه معاوية وحفص بن غياث ووكيع وعبيد الله بن موسى وآخرون. روى عباس عن ابن معين قال: ليس بثقة كذاب. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. وقال ابن عدي، لم أر له حديثاً منكراً. 4 (سليمان بن سليم أبو سلمة الكلبي مولاهم الحمصي قاضي حمص.) ) عن عبد الرحمن بن جبير وعمرو بن شعيب والزهري. وعنه إسماعيل بن عياش وبقية ومحمد بن حرب وعبد الله بن سالم وأبو المغيرة عبد القدوس. 9... (9/155)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 156 وثقه أبو حاتم. ويقال: لم يكن بحمص أعبد منه. توفي سنة سبع وأربعين ومائة. وكذا وثقه ابن معين وأبو داود. 4 (سليمان بن طرخان التيمي ع أبو المعتمر القيسي البصري أحد الأئمة الأعلام ولم يكن تيمياً) بل نزل فيهم. سمع أنس بن مالك وعثمان النهدي وطاوساً والحسن ويزيد بن الشخير وأبا نضرة وبكر بن عبد الله وطائفة سواهم. زعنه شعبة والسفيانان وابن المبارك وعلي بن عاصم ويزيد بن هارون والأنصاري وهوذة بن خليفة وخلق. قال شعبة: ما رأيت أصدق من سليمان التيمي، كان إذا حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تغير لونه. وقال المعتمر بن سليمان: مكث أبي أربعين سنة يصوم يوماً ويفطر يوماً ويصلي صلاة الفجر بوضوء العشاء وعاش أبي سبعاً وتسعين سنة. قلت: كان عابد أهل البصرة وأحد العلماء بها وحديثه نحو المائتين. قال يحيى القطان: ما رأيت أخوف لله منه. وقال سعيد بن عامر الضبعي: كان سليمان التيمي يسبح في كل سجدة أو ركعة سبعين تسبيحة. 9... (9/156)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 157 وعن حماد بن سلمة قال: ما أتينا سليمان التيمي في ساعة يطاع الله فيها إلا وجدناه مطيعاً فكنا نرى أنه لا يحسن يعصي الله تعالى. وقال يحيى بن المغيرة: زعم جرير بن عبد الحميد أن سليمان التيمي أن سليمان لم تمر ساعة قط إلا تصدق بشيء فإن لم يجد صلى ركعتين. وقال أحمد الدورقي: حدثنا الأنصاري قال: كان عامة دهر سليمان التيمي يصلي العشاء والصبح بوضوء واحد وكان يسبح بعد العصر إلى المغرب ويصوم الدهر. روى عباس ين الوليد عن يحيى القطان قال: خرج سليمان إلى مكة فكان يصلي الصبح بوضوء عشاء الآخرة. وقال المسيب بن واضح عن ابن المبارك أو غيره إن سليمان التيمي أقام أربعين سنة إمام جامع البصرة يصلي العشاء والصبح بوضوء واحد.) وعن حماد بن سلمة قال: لم يضع جنبه بالأرض عشرين سنة. وقال القطان: كان الثوري لا يقدم على سليمان التيمي أحداً من البصريين. وروى مردويه الصائغ عن فضيل بن عياض قال: قيل لسليمان التميمي: أنت أنت ومن مثلك فقال: لا أدري ما يبدو لي من ربي إني سمعت الله يقول: وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون. قال ضمرة بن ربيعة: ما رؤي سليمان التيمي منصرفاً من صلاة قط. قال ضمرة عن صدقة: سمعت التيمي يقول: لو سئلت أين عرش الله لقلت في السماء، فلو قيل: فأين كان عرشه قبل السماء قلت: على الماء، فإن قيل لي: أين كان عرشه قبل الماء قلت: لا أدري. 9... (9/157)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 158 وقال غسان بن المفضل الغلابي: حدثني ثقة قال: كان بين سليمان التيمي وبين رجل خصام فتناول الرجل سليمان فغمز بطنه فجفت يد الرجل. وقال ابن سعد: كان سليمان التيمي مائلاً إلى علي رضي الله عنه. وروى ابن المبارك وجرير عن رقبة بن مصقلة قال: رأيت رب العزة في المنام فقال: وعزتي وجلالي لأكر من مثوى سليمان التيمي. وروى سعيد الكريزي عن سعيد بن عامر قال: مرض سليمان التيمي فبكى فقيل: ما يبكيك قال: مررت على قدري فسلمت عليه فأخاف الحساب عليه. وروى إبراهيم بن بشار: ثنا سفيان بن عيينة قال: رأيت سليمان التيمي شيخاً كبيراً في كمه صحف يطلب العلم فأخبروني أنه كان من المصلين وكانت له درجة ثمانين مرقاة فكان يصعدها فإذا انتهى يقف يصلي قبل أن يقعد. وعن سليمان التيمي قال: إن الله أنعم على الناس على قدره وطلب منهم الشكر على قدرهم. 4 (عبد الرزاق ثنا معتمر:) سمعت أبي يقول: فضل على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبعين منقبة لم يشاركه فيها أحد. 4 (محمد بن عيسى بن السكن: ثنا مثنى بن معاذ ثنا أبي قال: سمعت سليمان التيمي يقول:) أتيت الكوفة فأتيت مجلس الأعمش فقالوا له: هذا سليمان التيمي سمع من أنس، فأقبل علي) فقال: أنت سليمان التيمي قلت: نعم، قال: ما أعجبك، سمعت من خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تجيء تجلس إلي، كان ينبغي أن تجلس في أقصى الكوفة حتى أكون أنا آتيك، هات حدثني عن أنس، فقلت في نفسي: لأحدثنك بما تكره فقلت: ثنا أنس قال: كنت قائماً على عمومتي أسقيهم، فقال: لا أريد هذا فأعته ثانياً ثم حدثته، رواته ثقات. 9... (9/158)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 159 4 (الأصمعي:) ثنا معتمر قال: كان على أبي دين وكان يدعو بالمغفرة فقلت: لو أنك دعوت الله أن يقضي عنك دينك، قال: إذا غفر لي قضى ديني. أخبرنا إسحاق الأسدي أنا يوسف بن خليل ثنا اللبان أنا الحداد أنا أبو نعيم ثنا أبو الشيخ ثنا إسحاق بنأحمد ثنا سعيد بن عيسى سمعت عيسى مهدي بن هلال يقول: أتيت سليمان التيمي فوجدت عنده حماد بن زيد ويزيد بن زريع وبشر بن المفضل وأصحابنا البصريين فكان لا يحدث أحداً حتى يمنحه فيقول له: الزنا بقدر فإن قال نعم استحلفه أن هذا دينك فإن حلف حدثه أحاديث. قلت: توفي في ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين ومائة. 4 (سليمان بن عبيد السلمي. بصري مقبول.) روى عن أبي بكر الصديق الناجي وعن خالد بن الحارث ويحيى القطان والنضر بن شميل. قال أبو حاتم: صدوق. 4 (سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس ق بن عبد المطلب العباسي.) أحد أعمام المنصور. روى عن أبيه وعكرمة. وعنه ابنه جعفر بن سليمان وعافية القاضي وسلام بن أبي عمرة ومحمد بن راشد المكحولي الأصمعي وآخرون، منهم ابنته زينب. 9... (9/159)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 160 وكان شريفاً كبيراً جواداً ممدحاً، وقيل إنه كان يعتق في عشية عرفة مائة مملوك، وبلغت صلاته مرة في الموسم خمسة آلاف ألف درهم. ولي البصرة للمنصور، ويقال: إنه سمع من سطح داره نسوة يغزلن يقلن: ليت الأمير اطلع علينا فأغنانا، فرمى إليهن جوهراً له قيمة ودهباً. مات في جمادى الآخرة سنة اثنتين وأربعين ومائة. 4 (سليمان بن علي أبو عكاشة الربعي البصري م ن ق.) ) عن أنس وأبي الجوزاء أوس الربعي وأبي المتوكل الناجي. وعنه حماد بن زيد ويحيى القطان ووكيع وروح بن عبادة. وثقه ابن معين. 4 (سليمان بن فيروز ع.) ويقال ابن خاقان، وه سليمان بن أبي سليمان أبو إسحاق الشيباني مولاهم الكوفي أحد العلماء الثقات. عن عبد الله بن أبي أوفى وزر بن حبيش وعامر الشعبي وإبراهيم وعبد الله بن شداد وعكرمة وأبي بردة وعدة. وعنه شعبة وسفيان وجرير وعلي بن مسهر وأسباط بن محمد وعباد بن العوام وهشيم وأبو عوانة وجعفر بن عون وخلق. 9... (9/160)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 161 اتفقوا على ثقته. وقد روى عنه من شيوخه أبو إسحاق السبيعي. قال البخاري: توفي سنة إحدى أو اثنتين وأربعين ومائة. وقال الفلاس والترمذي: مات سنة ثمان وثلاثين ومائة. وقال أبو معاوية وغيرهم: مات سنة تسع وثلاثين ومائة. وقيل غير ذلك وهو من طبقة الأعمش. 4 (سليمان بن القاسم الثقفي كوفي صدوق.) روى عن أمه زينب وعن الشعبي. وعنه عبد الواحد بن زياد ووكيع والخريبي ومحمد بن ربيعة وأبو نعيم. وثقه يحيى بن معين. 4 (سليمان بن مهران، ع.) الأعمش الإمام أبو محمد الأسدي مولاهم الكاهلي الكوفي الحافظ المقرئ أحد الأئمة الأعلام. يقال ولد بقرية من عمل طبرستان يقال لها أمه، وذلك في سنة إحدى وستين، وقد رأى أنس بن مالك ورآه يصلي ولم يثبت أنه سمع منه مع أن أنساً لما توفي كان للأعمش نيف وثلاثون سنة، وكان يمكنه السماع من جماعة من الصحابة. 9... (9/161)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 162 وقد روى عن عبد الله بن أبي أوفى وأبي وائل وزيد بن وهب وأبي عمرو الشيباني وخثيمة بن عبد الرحمن وإبراهيم النخعي وجاهد وأبي صالح وسالم بن أبي الجعد وأبي حازم الأشجعي والشعبي وهلال بن يساف ويحيى بن وثاب وأبي الضحى وسعيد بن جبير وخلق كثير من كبار التابعين. حدث عنه أمم لا يحصون منهم الحكم بن عتيبة وأبو إسحاق السبيعي وهما من شيوخه وشعبة) والسفيانان وجرير وشعبة والسفيانان وجرير بن حازم وجرير بن عبد الحميد وزائدة وأبو معاوية ووكيع وحفص بن غياث وأبو أسامة وعبد الله بن موسى وجعفر بن عون والخريبي وابن المبارك وابن نمير وعبد الحميد الحماني وعبد الواحد بن زياد وعلي بن مسهر وعيسى بن يونس ومحمد بن بشر وابن فضيل ويحيى القطان ويحيى بن عيسى الرملي ويعلى بن عبيد وأبو نعيم. قال ابن المديني: له نحو من ألف وثلاثمائة حديث. وقال ابن عيينة: كان الأعمش أقرأهم لكتاب الله وأحفظهم للحديث وأعلمهم بالفرائض. وقال أبو حفص الفلاس: كان يسمى المصحفمن صدقه. وقال يحيى القطان: هو علامة الإسلام. وقال وكيع: بقي الأعمش قريباً من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى. وقال الخريبي: ما خلف الأعمش أعبد منه، وكان رضي الله عنه صاحب سنة. وقد قرأ الأعمش القرآن على يحيى بن وثاب عن قراءته على أصحاب ابن وسعود. قرأ عليه جماعة منهم حمزة الزيات. 9... (9/162)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 163 وكان مع جلالته في العلم والفضل صاحب ملح ومزاح، قيل إنه جاءه أصحاب الحديث يوماً فخرج فقال: لولا أن في منزلي من هو أبغض إلي منكم ما خرجت إليكم. رواها وكيع عنه. وقد سأله داود الحائك: ما تقول يا أبا محمد في الصلاة خلف الحائك فقال: لا بأس بها على غير وضوء، قيل في شهادة الحائك قال: تقبل مع عدلين. قال ابن عيينة: سبق الأعمش أصحابه بخصال: كان أقرأهم لكتاب الله وأحفظهم للحديث وأعلمهم بالفرائض. وقال أحمد بن عبد الله العجلي: كان ثقة ثبتاً كان محدث الكوفة في زمانه، ويقال: ظهر له أربعة آلاف حديث، لم يكن له كتاب وكان يقرأ القرآن رأساً فيه وكان فصيحاً وكان أبوه مهران من سبي الديلم. قال وكان الأعمش عسراً سيئ الخلق وكان لا يلحن حرفاً وكان عالماً بالفرائض. قال وكان فيه تشيع. كذا قال، وليس هذا بصحيح عنه بلى، كان صاحب سنة. قال: ولم يختم عليه إلا ثلاثة أنفس طلحة بن مصرف وكان أسن منه وأفضل وأبان بن تغلب وأبو عبيدة بن معن. قلت: وقرأ عليه كما ذكرنا الزيات.) وقال عيسى بن يونس: لم نر نحن مثل الأعمش، وما رأيت الأغنياء أحقر منهم عنده مع فقره وحاجته. وروى علي بن عثمان عن أبيه قال: قيل للأعمش ألا تموت فنحدث عنك، فقال: كم من حب أصبهاني قد انكسر على رأسه كيزان كثيرة، وقد جاء أن 9... (9/163)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 164 الأعمش قرأ على زيد بن وهب وزر وإبراهيم النخعي، وأنه عرض أيضاً على أبي العالية وجماعة. وأخبرنا بيبرس التركي بحلب وأيوب الأسدي بدمشق قالا: أنا محمد بن سعيد ببغداد أنا أحمد بن المقرب أنا طرار أنا علي العيسوي أنا محمد بن عمرو الرزاز ثنا العطاردي أنا محمد بن فضيل عن الأعمش قال: رأيت أنس بن مالك بال فغسل ذكره غسلاً شديداً ثم توضأ ومسح على خفيه فصلى بنا وحدثنا فجاء بيته. هذا حديث صالح الإسناد. وروى أبو سلمة التبوذكي عن أبي عوانة قال: أعطيت امرأة الأعمش، خماراً فكنت إذا جئت أخذت بيده فأخرجته إلي فقلت له: إن لي إليك حاجة، قال: ما هي قلت: إن لم تقضها فلا تغضب علي، قال: ليس قلبي في يدي، قلت: أمل علي، قال: لا أفعل. وقال علي بن سعيد النسوي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: منصور أثبت أهل الكوفة ففي حديث الأعمش اضطرب كثير. وذكر أبو بكر بن الباغندي انه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقلت: يا رسول الله أيما أثبت في الحديث منصور أو الأعمش فقال: منصور منصور. وقال وكيع: سمعت الأعمش يقول: لولا الشهرة لصليت الفجر ثم تسحرت. قلت: هذا كان مذهب الأعمش وهو على الذي روى النسائي في حديث عاصم عن زر عن حذيفة قال: تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان هو النهار إلا أن الشمس لم تطلع. 9... (9/164)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 165 وقال عيسى بن يونس: أرسل عيسى بن موسى الهاشمي أمير الكوفة إلى الأعمش بألف درهم وصحيفة ليكتب له فيها حديثاً فكتب فيها: بسم الله الرحمن الرحيم الله الصمد إلى آخرها ثم وجه بها فبعث إليه: يا بن الفاعلة أظننت أني لا أحسن كتاب الله، فبعث إليه: وظننت أني أبيع الحديث وقال عيسى بن موسى أتى الأعمش أضياف فأخرج إليهم رغيفين فأكلوهما فدخل فأخرج لهم نصف حبل من قت على الخوان وقال: أكلتم قوتنا فهذا قوت شاتي فكلوه.) قال عيسى: وخرجنا في جنازة ورجل يقود الأعمش فلما رجعنا عدل به فلما أصحر به قال: أتدري أين أنت في جبانة كذا وكذا ولا أراك حتى تملأ ألواحي حديثاً، قال: اكتب، فلما ملأ الألواح رده، فلما دخل الكوفة دفع ألواحه لإنسان، فلما انتهى الأعمش إلى بابه تعلق به وقال: خذوا الألواح من الفاسق، فقال: يا أبا محمد قد فات، فلما أيس منه قال: كل ما حدثتك به كذب، قال: أنت أعلم بالله من أن تكذب. وقال ابن إدريس: قلت للأعمش: يا أبا محمد ما يمنعك من أخذ شعرك قال: كثرة فضول الحجامين قلت: فإني أجيئك بحجام لا يكلمك حتى يفرغ، قال: فأتيت جندياً الحجام وكان محدثاً فأوصيته فقال: نعم فلما أخذ نصف شعره قال: يا أبا محمد كيف حديث حبيب بن أبي ثابت في المستحاضة قال: فصاح الأعمش صيحة وقام يعدو وبقي نصف شعره أياماً غير مجزوز، رواها علي بن خشرم عن ابن إدريس. وقال عيسى بن يونس: خرج الأعمش فإذا بجندي فسخره ليعبر به نهراً 9... (9/165)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 166 فلما ركب الأعمش قال: سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين فلما توسط به الأعمش في الماء قال: وقل رب أنزلني منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين ثم رمى به. وقال ابن عيينة: رأيت الأعمش لبس فرواً مقلوباً وبتاً تسيل خيوطه على رجليه فقال: لولا أني تعلمت العلم ما كان يأتيني أحد ولو كنت بقالاً كان يقذرني الناس أن يشتروا مني. وقال محمد بن عبيد الطنافسي: جاء رجل نبيل كبير اللحية إلى الأعمش فسأله عن مسألة خفيفة من الصلاة فالتفت إلينا الأعمش فقال: انظروا إليه لحيته تحتمل حفظ أربعة آلاف حديث ومسألته صبيان الكتاب. قال يحيى القطان: كان الأعمش من النساك وكان محافظاً على الصف الأول. وقال عيسى بن جعفر: ثنا أحمد بن داود الحراني ثنا عيسى بن يونس سمعت الأعمش يقول: كان أنس بن مالك يمر بي طرفي النهار فأقول: لا أسمع منك حديثاً خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جئت إلى الحجاج حتى ولاك، قال: ثم ندمت فصرت أروي عن رجل عنه، رواها أبو نعيم في الحلية. وقد ذكرنا بالإسناد أنه صلى خلف أنس بن مالك ودخل إليه. قال أبو نعيم الحافظ: سمع الأعمش من عبد الله بن أبي أوفى وأنس) وقال مسدد: ثنا عيسى بن يونس ثنا الأعمش قال: رأيت أنساً يصلي 9... (9/166)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 167 في المسجد الحرام إذا رفع من الركوع رفع صلبه حتى يستوي بطنه. داود بن مخراق ومعاذ بن أسد قالا: ثنا الفضل بن موسى أنا الأعمش عن أنس بن مالك قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فمر على شجرة يابسة فضربها بعصا فتناثر الورق فقال: إنسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر يساقطن الذنوب كما تساقط هذه الشجرة ورقها. وللأعمش عن انس أحاديث ساقها صاحب الحلية، لكن الأعمش مدلس فقال فيها عن فلا تحمل على الاتصال. وقد ذكرنا أن الأعمش ولد بطبرستان وقدمت به أمه طفلاً ويقال حملاً إلى الكوفة، ومات بها في ربيع الأول سنة ثمان وأربعين ومائة وله سبع وثمانون سنة. وقع لنا من عواليه بإجازة. 4 (سليمان بن يسير أبو الصباح الكوفي ق.) عن مولاه إبراهيم النخعي وهمام بن الحارث وقيس بن رومي. وعنه شعبة والثوري ويعلى بن عبيد وعبيد الله بن موسى. قال البخاري: ليس بالقوي. وقال أبو حاتم: ليس بالمتروك. وضعفه أبو زرعة. 4 (سليمان الناجي البصري الأسود د ت.) 9... (9/167)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 168 عن أبي المتوكل ومحمد بن سيرين. وعنه شعبة بن أبي عروبة ووهيب ويزيد بن زريع والأنصاري وغيرهم. وثقه ابن معين. 4 (سهيل بن حسان أبو السمحاء الكلابي المصري، الزاهد.) عن أبي قبيل المعافري وكعب بن علقمة. وعنه الليث وضمام بن إسماعيل وابن وهب وخالد بن حميد وآخرون. وعظ مرة أمير الاسكندرية. وكان كبير القدر متألهاً. قال النضر بن عبد الجبار: ثنا ضمام عن أب السمحاء قال: نزلت بشعب من مناهل الحجاز فإذا صاحب المنهل قد أتى بهدية إلى فسطاط فيه الأوزاعي وابن أبي عبلة صاحب خاتم عمر بن عبد العزيز فأتيتهما فقلت لهما: أليس تعرفان لمن كان هذا المال، وإلى من صار قالا: بلى، قلت: فلم فبلتما والناس قد نظروا إليكما فقالا: لو رددناها كان اعظم مما تريد، قال) ضمام: قبلاها خوفاً على أنفسهما وهما يكرهان ذلك. وقال ابن يونس: يقال: مات أبو السمحاء سنة سبع وأربعين ومائة بالإسكندرية رحمه الله. 4 (سهيل بن ذكوان، أبو السندي المكي.) عن عائشة وابن الزبير. وعنه هشيم ومروان بن معاوية ويزيد بن هارون وغيرهم. 9... (9/168)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 169 قال إبراهيم بن عبد الله الهروي: سمعت عباد بن العوام يرميه ببلاء، قال الهروي كان بواسط وكان كذاباً. وقال يحيى بن معين: كذاب، والنسائي والدارقطني تركاه. ومما نقم عليه قوله: رأيت عائشة وكانت سوداء مشربة حمرة. 4 (سويد بن نجيح أبو قطبة.) عن الشعبي وعكرمة وإبراهيم التيمي. وعنه ابن المبارك ووكيع وأبو نعيم وآخرون. وثقه ابن معين، وكان جاراً للأعمش. 4 (سيف بن سليمان المخزومي، سوى ت، مولاهم المكي.) سمع مجاهداً وقيس بن سعد وعمرو بن دينار وجماعة. وعنه يحيى بن سعيد القطان وأبو عاصم وأبو نعيم وعبد الله بن نمير وزيد بن الحباب. وكان ثقة في نفسه إلا أن يحيى بن معين رماه بالقدر. قلت: بقي إلى سنة خمسين ومائة. وفيها أرخ ابن سعد موته. وقال ابن معين: مات سنة إحدى وخمسين. 9... (9/169)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 170 4 (سيف بن وهب، أبو وهب.) عن أبي الطفيل عامر بن واثلة وأبي حرب بن أبي الأسود. وعنه شعبة وربعي بن عبد الله بن الجارود وإسماعيل بن إبراهيم التيمي وأبو عاصم وآخرون. ضعفه أحمد وغيره. وقال النسائي: ليس بثقة. 9... (9/170)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 171 4 (حرف الشين)

4 (شبل بن عباد المكي خ د ن، القارئ صاحب ابن كثير.) حدث عن أبي الطفيل وسعيد المقبري وعمرو بن دينار وعدة، وتلا على ابن كثير. وتصدر للإقراء فقرأ عليه إسماعيل القسط وعكرمة بن سليمان وابنه داود بن شبل وأبو الإخريط وهب وغيرهم.) وحدث عنه ابن عيينة وأبو أسامة وروح بن عبادة ويحيى بن أبي كثير وأبو حذيفة النهدي وعدد كثير. بلغني أنه توفي سنة ثمان وأربعين ومائة وما أحسبه صحيحاً فإن أبا حذيفة إنما سمع الحديث سنة بضع وخمسين ومائة. 9... (9/171)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 172 وشبل قد وثقه أحمد بن حنبل وغيره. قال ابن مجاهد: كانت رياسة الإقراء بعد وفاة ابن كثير لشبل بن عباد وقد عرض القرآن أيضاً على ابن محيصن. 4 (شبيب بن بشر البجلي ت ق، ب بصري.) له عن أنس بن مالك وعكرمة. وعنه أحمد بن بشير وإسرائيل وعنبسة بن عبد الرحمن وأبو عاصم. وقال أبو عاصم: لين الحديث. وقال ابن مهدي: ثقة. 4 (شبيل بن عزرة، د، أبو عمرو البصري الضبعي. أحد علماء العربية.) عن أنس بن مالك وشهر بن حوشب. وعنه جعفر بن سليمان وشعبة. وسعيد بن عامر الضبعي وآخرون. وثقه ابن معين ويقال: كان من الخوراج. 4 (شداد بن عبيد الله الخولاني، الدمشقي الضرير أبو محمد. ويقال أبو هند ويعرف بابن) الأحنف. 9... (9/172)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 173 أرسل عن أبي الدرداء، وروى عن أبي إدريس الخولاني وأبي سلام ممطور. وعنه يحيى بن حمزة ومحمد بن شعيب بن شابور وآخرون. وكان صدوقاً. 4 (شريك بن عبد الله بن أبي نمر المدني خ م د ن ق.) عن أنس بن مالك وسعيد بن المسيب وكريب وعطاء بن يسار وعدة. وعنه مالك وسليمان بن بلال والدراوردي وإسماعيل بن جعفر وغيرهم. وجاء في صحيح البخاري من طريق سعيد المقبري عنه. وذلك في رواية الكبار عن الصغار. وقال ابن معين والنسائي: ليس به بأس، وفي رواية عنهما ليس بالقوي. وذكره أبو محمد بن حزم فوهاه واتهمه بالوضع. وهذا جهل من ابن حزم، فإن هذا الشيخ ممن اتفق البخاري ومسلم على الحجاج به، نعم غيره أوثق منه وأثبت، وهو راوي حديث المعراج وانفرد فيه بألفاظ غريبة منها ودنا الجبار فتدلى حتى كان منه قاب قوسين أو أدنى.) 4 (شقيق بن أبي عبد الله شيخ كوفي.) 9... (9/173)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 174 له حديث عن أنس بن مالك وأبي بكر بن خالد بن عرفطة. وعنه ابن عيينة ووكيع ويحيى القطان وعبيد الله بن موسى وآخرون. وهو صدوق. 4 (شميط بن عجلان البصري العابد. أحد زهاد البصرة وهو أخو خضر بن عجلان الشيباني.) أسند شيئاً يسيراً عن التابعين وله مواعظ نافعة وقصص، وفروى سيار بن حاتم عن عبد الله بن شميط أنه سمع أباه يقول: عجباً لابن آدم بينما قلبه في الآخرة إذ حله برغوث أو قملة فنسي الآخرة. وعن شميط قال: المنافق يبكي من رأسه فأما من قلبه فلا. وقال جعفر بن سليمان: سمعت شميطاً يقول: رأس مال المؤمن دينه، لا يفارقه ولا يخلفه في الرحال ولا يأتمن عليه الرجال. وعن شميط قال: إن الله وسم الدنيا بالوحشة ليكون أنس المنقطعين به. وعنه قال: حملت على قلبك هم السنين والغلاء والرخص والشتاء والحر قبل مجيئه فماذا أبقيت من قبلك الضعيف لآخرتك. سئل أبو حاتم عن شميط بن عجلان فقال: لا بأس به يكتب حديثه. 4 (شيبة بن نعامة. أبو نعامة الضبي الكوفي.) 9... (9/174)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 175 عن سعيد جبير بن موسى بن طلحة وفاطمة بنت الحسين. وعنه الثوري وشريك وهشيم وجرير وإبراهيم ابن المختار وغيرهم. قال ابن معين: ضعيف الحديث. 9... (9/175)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 176 4 (حرف الصاد.)

4 (صاعد بن مسلم أبو العلاء اليشكري، كوفي واه.) عن الشعبي. وعنه الثوري وأبو معاوية وعيسى بن يونس وعبد الرحمن بن مغراء وغيرهم. مهم من موالي الشعبي قال ابن معين: ليس بشيء. وقال أبو زرعة وغيره: ضعيف. د 4 (صالح بن حيان القرشي الكوفي.) عن أبي وائل وعبد الله بن بريدة وعروة ومسعود بن مالك. وعنه علي بن مسهر وأبو يوسف القاضي وأبو أسامة ويعلى بن عبيد وطائفة.) قال أبو حاتم: ليس بالقوي. وقال ابن معين: ضعيف. 9... (9/176)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 177 وقال النسائي: ليس بثقة. قلت: ماله في الكتب شيء وله حديث في قتل من سب نبياً. 4 (صالح بن درهم أبو الأزهر الباهلي، شيخ بصري.) عن أبي هريرة وسمرة بن جندب وأبي سعيد وابن عمر. وعنه شعبة وولده إبراهيم بن صالح ومسلمة بن صالح ويحيى القطان وه آخر شيخ لقيه القطان. هكذا ذكر ترجمته ابن أبي حاتم وذكره ابن حبان في الثقات. 4 (صالح بن صالح بن حي الثوري ع، الهمذاني الكوفي. أحد الثقات.) عن الشعبي وعون بن عبد الله وسلمة بن كهيل وعلي بن الأقمر وغيرهم. وعنه ولداه الحسن وعلي وشعبة السفيانان وهشيم وابن المبارك. وثقه غير واحد، وكثيراً ما يقولون: صالح بن حيي، ينسبونه إلى جده حيي واسمه حيان. وقيل: هو صالح بن صالح بن مسلم بن حيان. قال ابن عيينة: ثنا صالح بن صالح بن حيي، كان خيراً من ابنيه. 9... (9/177)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 178 وروى حرب الكرماني عن أحمد بن حنبل قال: ثقة ثقة. 4 (صالح بن كيسان المدني ع، المؤدب، أدب أولاد عمر بن عبد العزيز زمان إمرته على) المدينة. رأى ابن عمر وسمع عروة وعبيد الله بن عبد الله ونافع بن جبير وسالماً ونافعاً مولى أبي قتادة والأعرج والزهري وطائفة. وعنه ابن جريج ومعمر وحماد بن زيد وأنس بن عياض ومالك وسليمان بن بلال وإبراهيم بن سعد وابن عيينة وخلق. ويقال إنه عاش مائة سنة وإنما طلب العلم كهلاً. سئل عنه أحمد بن حنبل فقال: بخ بخ. وكناه بعضهم أبا محمد وبعضهم أبا الحارث، وولاؤه لدوس. قال مصعب الزبيري: كان صالح جامعاً بين الفقه والحديث والمروءة. وقال يحيى بن معين: كان أسن من الزهري. وقال إبراهيم بن سعد: كان صالح بن كيسان مؤدب بالأحاديث فيقول له صالح: تكلمني وأنا أقمت أود لسانك. قال الواقدي: توفي صالح بعد الأربعين ومائة.) 9... (9/178)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 179 قال عبد الله بن أحمد: قلت لأبي: كيف رواية صالح عن الزهري قال: هو أكبر من الزهري قد رأى ابن عمر. وقال ابن معين: ثقة قد سمع من ابن عمر. وقال يعقوب بن شيبة: صالح ثقة ثبت. وقال أبو حاتم: صالح أحب إلي من عقيل لأنه حجازي وهو أسن يعد في التابعين. قال الحاكم أبو عبد الله: مات صالح بن كيسان وهو ابن مائة ونيف وستين سنة. قلت: هذا غلط لا ريب فيه. وعلى هذا التقدير كان يذكر مع الصحابة. قال: وتلقن العلم عن الزهري وهو ابن تسعين سنة. وكذا وهم الهيثم بن عدي في قوله: مات في زمن مروان بن محمد. قلت: قد رمي صالح بالقدر ولم يصح عنه. 4 (صالح بن محمد بن زائدة د ت ق، أبو واقد الليثي المدني.) روى عن أنس بن مالك وابن أروى الدوسي وسعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن وسالم وابن سعد بن أبي وقاص وجماعة. وعنه أبو إسحاق الفزاري وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي وعبد الله بن دينار ووهيب بن خالد وحاتم بن إسماعيل وعبد العزيز الدراوردي. 9... (9/179)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 180 قال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن معين: ضعيف. وقال البخاري: منكر الحديث تركه سليمان بن حرب. وقال أحمد بن حنبل: ما أرى به بأساً. قيل: مات بعد سنة خمس وأربعين ومائة. 4 (صباح بن ثابت البجلي.) عن الشعبي وعكرمة وسعيد بن جبير. وعنه الثوري وحفص بن غياث وأبو نعيم. وثقه يحيى ابن معين. 4 (صبيح بن قاسم أبو الجهم الكوفي.) عن ابن المسيب وسعيد بن جبير. وعنه الثوري وأبو عوانة والحسن بن صالح ويحيى القطان وآخرون. قال أبو حاتم: لا بأس به. 4 (صدقة بن سعيد الحنفي والد المفضل.) يروي عن جميع بن عمير ومصعب بن شيبة. 9... (9/180)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 181 وعنه زائدة وعبد الواحد بن زياد وأبو بكر بن عياش وأيوب بن جابر. قال أبو حاتم: شيخ. 4 (صدقة بن عبد الله بن كثير، الداري المكي. قرأ على والده.) ) أخذ عنه الحروف مطرف بن معقل والحارث بن قدامة، وحدث عنه سفيان بن عيينة. قال ابن أبي حاتم: هو صاحب حروف مجاهد يكنى أبا الهذيل. قلت: وذكر الداني أنه سمع من الزهري. 4 (صداقة بن أبي عمران الكوفي م ق، قاضي الأهواز.) عن قيس بن مسلم وعون بن أبي جحيفة وعلقمة بن مرثد وجماعة. وعنه علي بن هاشم بن البريد وأبو أسامة وسعيد بن يحيى اللخمي ومحمد بن البرساني وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق صالح. 4 (صدقة بن المثنى د ن ق، بن رباح بن الحارث النخعي الكوفي.) عن جده رياح عن سعيد بن زيد في ذكر العشرة. وعنه عبد الواحد بن زياد وعيسى بن يونس وابن فضيل ويحيى بن سعيد وأبو أسامة ومحمد بن عبيد وطائفة. 9... (9/181)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 182 وثقه أبو داود. 4 (الصلت بن بهرام، أبو هاشم الكوفي.) عن أبي وائل والشعبي والنخعي. وعنه السفيانان وأبو أسامة والخريبي وآخرون. وثقه أحمد وابن معين. وقال ابن عيينة: كان أصدق أهل الكوفة. 4 (الصلت بن دينار، أبو شعيب المجنون الأزدي البصري) عن أبي رجاء العطاردي وعبد الله بن شقيق وابن سيرين وأبي نضرة. وعنه الثوري وشعبة ومعتمر ووكيع ومكي بن إبراهيم وطائفة آخرهم موتاً مسلم بن إبراهيم. ضعفوه. 9... (9/182)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 183 4 (حرف الضاد)

4 (ضبارة بن عبد الله بن مالك، د ن ق، بن أبي السليك الحضرمي ويقال الألهاني الحمصي) نزيل اللاذقية. عن أبيه ودويد بن نافع وأبي الصلت السامي. ونمه من نسبه إلى جده الأعلى، ومنهم من جعلهم ثلاثة. روى عنه بقية وإسماعيل بن عياش وولده محمد بن ضبارة. ذكره ابن عدي في كامله وساق له أحاديث تنكر. وقال الجوزجاني: روى حديثاً تنكر. وقال ابن حبان: يعتبر حديثه من رواية الثقات عنه.) 4 (الضحاك بن عبد الرحمن بن أبي حوشب، ن أو ابن حوشب أبو زرعة الأنصاري الدمشقي.) وقيل: يكنى أبا بشر. 9... (9/183)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 184 رأى واثلة بن الأسقع مخضوباً بالحناء، وروى عن مكحول ومسلم بن مشكم وعطاء الخراساني وغيرهم. وعنه الوليد بن مسلم والوليد بن مزيد وابن شابور وعيسى بن يونس. قال أبو حاتم: هو من أجل أهل الشام. وقال دحيم: ثقة ثبت. قلت: روى له النسائي حديثاً عن عطاء عن ابن المسيب أن عمر قال لصهيب: ما لي أرى عليك خاتم الذهب قال: قد رآه من هو خير منك. قال النسائي: وهذا حديث منكر. 4 (ضرار بمن مرة أبو سنان الشيباني الكوفي، م د ت ن.) عن سعيد بن جبير وأبي صالح والضحاك بن مزاحم وعطاء بن أبي رباح وعبد الله بن شداد بن الهاد ومحارب بن دثار. وعنه ابن المبارك وهشيم ووكيع وعدة وكان من العباد البكائين. قال أحمد بن حنبل: كوفي ثبت. وقال أبو حاتم: ثقة. وقال ابن المديني: له نحو من ثلاثين حديثاً، وكان ضرار صديقاً لمحمد بن سوقة. 9... (9/184)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 185 4 (حرف الطاء)

4 (طارق بن عبد الرحمن البجلي الكوفي، ع.) عن سعيد بن المسيب وسعيد بن جبير وقيس بن أبي حازم والشعبي وجماعة. وقيل إنه روى عن عبد الله بن أبي أوفى. وعنه الأعمش مع أنه من أقرانه وسفيان وشعبة وأبو عوانة وأبو الأحوص وابن المبارك ووكيع. قال أبو حاتم: وغيره لا بأس به. وقال أحمد بن حنبل: ليس حديثه بذاك. وقال القطان: هو عندي كإبراهيم بن مهاجر. 4 (طريف بن شهاب، ت ق، وقيل: ابن سعد، وقيل ابن سفيان أبو سفيان السعدي ابن الأشل.) 9... (9/185)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 186 عن الحسن وأبي نضرة وغيرهما. وعنه سفيان الثوري وشريك وعلي بن مسهر وابن فضيل وجماعة. قال أحمد: لا يكتب حديثه. وقال النسائي والدارقطني وغيرهما: ضعيف. 4 (طلحة بن الأعلم أبو الهيثم الحنفي الكوفي.) ) عن الشعبي. وعنه الثوري وجرير الضبي مروان بن معاوية وآخرون. قال أبو حاتم: شيخ نزل الري. 4 (طلحة بن عبد الملك الأيلي، خ،) عن القاسم بن محمد وزريق بن حكيم الأيلي. وعنه ولد أخيه القاسم بن مبرور الأيلي وعبيد الله بن عمر وهو من أقرانه ومالك في الموطأ ويحيى بن سعيد القطان. وثقه النسائي وغيره. 9... (9/186)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 187 4 (طلحة بن يحيى بن طلحة، م، بن عبيد الله القرشي التيمي الكوفي.) عن عمه إسحاق وعائشة وعبيد الله بن عبد الله وعروة بن الزبير ومجاهد وجماعة. وعنه السفيانان ويحيى القطان وأبو أسامة والخريبي وأبو نعيم وآخرون. قال ابن معين: ثقة. وقال أبو حاتم: حسن الحديث. وقال البخاري: منكر الحديث. أبو نعيم: ثنا طلحة عن عائشة قالت: دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنازة غلام من الأنصار ليصلي عليه فقلت: يا رسول الله طوبى له عصفور من عصافير الجنة فقال: يا عائشة أو غير هذا. وذكر الحديث، أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي من وجوه عن طلحة تفرد به. توفي طلحة في سنة سبع، وقيل سنة ثمان وأربعين ومائة. 9... (9/187)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 188 4 (حرف العين.)

4 (عاصم بن رجاء بن حيوة الكندي الفلسطيني، د ت ق.) عن أبيه ومكحول ووهب بن منبه وداود بن جميل. وعنه إسماعيل بن عياش ووكيع وأبو نعيم والخريبي. قال أبو زرعة: لا بأس به. 4 (عاصم بن سليمان الأحول، ع. الحافظ أبو عبد الرحمن البصري قاضي المدائن.) روى عن عبد الله بن سرجس وأنس وأبي العالية وسعادة العدوية وعكرمة وجماعة. وعنه شعبة وابن المبارك وابن عيينة وأبو معاوية وابن علية ويزيد بن هارون وخلق سواهم. 9... (9/188)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 189 ولي حسبة الكوفة مدة وولي قضاء المدائن وكان من أئمة العلم. روى علي بن مسهر عن الثوري قال: حفاظ الناس أربعة: يحيى بن سعيد الأنصاري وإسماعيل بن أبي خالد وعاصم الأحول وعبد الملك بن أبي سليمان، قلت: الثوري والأعمش فأبى أن يحفظه معهم. وقال ابن معين: كان يحيى بن سعيد القطان لا يحدث عن عاصم الأحول يستضعفه. وقال عفان ثنا حماد بن سلمة عن عاصم الأحول حدثني حميد الطويل عن) أنس أن عمر نهى أن يجعل في الخاتم فص من غيره، قال عاصم: فلما أخبرني كان في يدي فص فقلعته، قال حماد: فقلت لحميد: حدثني عاصم عنك بكذا وكذا فلم يعرف ذلك. قال أبو بكر بن أبي الأسود: سمعت عبد الله بن إدريس يقول: رأيت عاصماً الأحول والي السوق وهو يقول: اضربوا رأس هذا النبطي لا أروي عنه شيئاً. وروى ابن المديني عن يحيى بن سعيد قال: لم يكن عاصم الأحول بالحافظ. قلت: توفي سنة اثنتين وأربعين ومائة، وقد وثقه الناس واحتجوا به في صحابهم. 4 (عامر الأحول. قديم الموت. قد ذكر)

4 (عامر بن عبيد الباهلي البصري، خت، قاضي البصرة.) روى عن أنس بن مالك وأبي المليح الهذلي. وعنه ويزيد بن مغلس وأبو أسامة وغيرهم. 9... (9/189)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 190 وثقه يحيى بن معين وعلق له البخاري. 4 (عباد بن الريان، أبو طرفة اللخمي الحمصي.) سمع المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه ومكحولاً وعروة بن رويم. وعنه يحيى بن حمزة والوليد بن مسلم وعبد الكريم بن محمد اللخمي ما علمت فيه جرحاً فهو صالح الحديث إن شاء الله. 4 (عبد الأعلى بن الحجاج السفلي.) عن أخيه قيس. وعنه ابن وهب وسعد بن عبد الله المعافري وموسى بن سلمة. توفي قريباً من سنة خمس وأربعين ومائة. 4 (عبد الأعلى بن السمح أبو الخطاب المعافري.) مولاهم الفقيه رأس الإباضية. وهم صنف من الخوارج خرجوا بالمغرب، ودعي له بالخلافة في هذا العصر واستفحل أمره وكان له شأن، فندب المنصور لحربه محمد بن الأشعث الخزاعي في سنة أربع وأربعين ومائة فوقع بينهم حرب شديدة. وفي آخر الأمر قتل عبد الأعلى، وكانت أيامه أربع سنين. 4 (عبد الأعلى بن ميمون بن مهران.) عن أبيه وعكرمة وعطاء بن أبي رباح. 9... (9/190)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 191 وعنه جعفر بن برقان وعمرو بن الحارث وغيرهما. وكثيراً ما يرسل.) مات سنة سبع وأربعين ومائة. 4 (عبد الله بن حسن، ابن السيد الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي العلوي أبو محمد) المدني. أبو محمد وإبراهيم اللذين خرجا على المنصور، وأمه هي فاطمة ابنة الحسين الشهيد. يروي عن أبويه. وعن عبد الله بن جعفر وله صحبة وعن إبراهيم بن طلحة وهو عمه للأم وعن الأعرج وعكرمة. وعنه الثوري وروح بن القاسم وابن علية وأبو خالد الأحمر ومالك وآخرون. قال الواحدي: كان من العباد وكان له شرف وعارضة وهيبة ولسان شديد، وفد على السفاح بالأنبار. وقال محمد بن سلام الجمحي: كان ذا منزلة من عمر بن عبد العزيز في خلافته ثم أكرمه السفاح ووهب له ألف ألف درهم. قال أبو حاتم والنسائي: ثقة. وقال الواقدي: عاش اثنتين وسبعين سنة. 9... (9/191)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 192 وقال الحاكم: سم بباب القادسية وهو بها مدفون وله بها آيات تذكر. وقال الواقدي: أخبرني حفص بن عمر أن: عبد الله بن حسن قدم على السفاح فبالغ في إكرامه ودعا بسفط جوهر فقال: إن هذا وصل إلي من بني أمية فأعطاه نصفه. وقد مر في الحوادث أن المنصور آذاه وسجنه من أجل ولديه. ومات في أواخر سنة أربع وأربعين ومائة. 4 (عبد والله بن سعيد بن أبي هند، ع، الفزاري مولاهم المدني أبو بكر.) عن أبيه وسعيد بن المسيب وأبي أمامة بن سهل والأعرج وجماعة. وعنه إسماعيل بن جعفر وابن المبارك وغندر ويحيى القطان ومكي بن إبراهيم وعبد الرزاق وآخرون. وثقه أحمد وابن معين. وقال يحيى القطان: صالح الحديث يعرف وينكر. وضعفه أبو حاتم والعمل على الاحتجاج به. مات نحواً من سبع وأربعين. 4 (عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد كيسان، ت ق، المقبري المديني أبو عباد.) عن أبيه وجده. 9... (9/192)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 193 وعنه أخوه سعد وهشيم وحفص بن غياث وأبو معاوية. وأبو ضمرة وصفوان ابن عيسى وآخرون. متفق على ضعفه. وقال البخاري: تركوه. وقال ابن معين: لا يكتب) حديثه. 4 (عبد الله بن شبرمة، م د ن ق، ابن الطفيل بن حسان أبو شبرمة الضبي الكوفي.) الفقيه عالم أهل الكوفة مع الإمام أبي حنيفة. وهو عم عمارة بن القعقاع وعمارة أسن منه وأوثق. روى ابن شبرمة عن أنس وأبي وائل وعبد الله وبن شداد بن الهاد وأبي الطفيل عامر بن واثلة وأبي زرعة وإبراهيم النخعي والشعبي وخلق. وعنه شعبة والسفيانان وشريك وهشيم حماد بن زيد وأحمد بن بشير وشجاع بن الوليد وابن المبارك وآخرون. وثقه أحمد بن حنبل وغيره. قال أحمد العجلي: كان عفيفاً صارماً عاقلاً يشبه النساك، وكان شاعراً 9... (9/193)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 194 جواداً كريماً وهو قليل الحديث له نحو من خمسين حديثاً. قال ابن فضيل: سمعت ابن شبرمة يقول: كنت إذا اجتمعت أنا والحارث العتكي على مسألة لم نبال من خالفنا. قال عبد الوارث: ما رأيت أحداً أسرع جواباً من ابن شبرمة. قال معمر: رأيت ابن شبرمة إذا قال له الرجل جعلت فداك، يغضب ويقول: قل غفر الله لك. وقال محمد بن السماك على ابن شبرمة قال: من بالغ في الخصومة أثم ومن قصر فيها خصم، ولا يطيق الحق من بالى على من دار الأمر. قال ابن المبارك عن ابن شبرمة قال: عجبت للناس يحتمون من الطعام مخافة الداء ولا يحتمون من الذنوب مخافة النار. وقال أحمد العجلي: كان عيسى بن موسى لا يقطع أمراً دون ابن شبرمة فبعث أبو جعفر إلى عيسى بعمه عبد الله بن علي ليحبسه ثم كتب إليه: اقتله فاستشار ابن شبرمة فقال له: لم يرد المنصور غيرك. وكان عيسى ولي عهد المنصور، فقال ابن شبرمة احبسه واكتب إليه أنك قتلته، ففعل فجاء أخوته إلى عيسى فقال لهم: كتب إلي أمير المؤمنين أن أقتله وقد قتلته، فرجعوا إلى أبي جعفر، فقال: كذب أقيدنه به، فارتفعوا إلى القاضي، فلما حققوا عليه طرحه إليهم، فقال أبو جعفر: قتلني الله إن لم أقتل الأعرابي فإن عيسى لا يعرف هذا، فمازال ابن شبرمة مختفياً حتى مات) بخراسان، سيره إليها عيسى بن موسى. وروى ابن فضيل عن أبيه قال: كان ابن شبرمة ومغيرة والحارث العتكي يسهرون في الفقه فربما لم يقوموا حتى ينادى بالفجر. 9... (9/194)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 195 قال أبو نعيم والمدائني: مات ابن شبرمة سنة أربع وأربعين ومائة. 4 (عبد الله بن عبد الله بن الأصم.) عن يزيد بن الأصم. وعنه الثوري وعبد الواحد بن زياد ومروان بن معاوية وعبدة بن سليمان. وثقه يحيى بن معين. 4 (عبد الله بن أبي عثمان القرشي البصري. أخو خالد بن أبي عثمان.) حدث ع ابن عمر. وعنه شعبة ويحيى القطان ومحمد بن عبد الله الأنصاري وغيرهم. قال أبو حاتم: صدوق لا بأي به. 4 (عبد الله بن علي أبو أيوب الإفريقي، ت، ثم الكوفي الأزرق.) عن ابن المنكدر والزهري وصفوان بن سليم وعاصم بن بهدلة وطائفة. وعنه يحيى بن أبي زائدة ومروان بن معاوية وأبو يوسف القاضي وغيرهم. لينه أبو زرعة. 4 (عبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس، بن عبد المطلب الهاشمي عم 9... (9/195)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 196 المنصور والسفاح.) أحد دهاة الرجال ومن الشجعان الأبطال. وهو الذي انتدب لملتقى مروان بن محمد فهزم مروان بن محمد فهزم مروان ولج في طلبه وطوى الممالك حتى نازل دمشق وحاصرها وتملكها وافتتحها بالسيف، وعمل كما تعمل التتار، وأسرف في قتل بني أمية ولم يرقب فيهم إلا ولا ذمة، ولا رعى فيهم رحمة ولا قرابة. ثم جهز أخاه داود إلى ديار مصر في طلب مروان فأدركه ببوصير فبيته وقتله ولما مات السفاح وهذا بالشام دعا إلى نفسه وزعم أن على مثل هذا بايع ابن أخيه، فبايعه أهل الشام بالخلافة وبايع الناس المنصور بعهد من أخيه، فجهز المنصور لحرب عمه عبد الله بن علي صاحب الدعوة أبا مسلم الخراساني، فسار كل منهما يقصد الآخر، فكان المصاف بينهما بنصيبين، فعظم القتال واشتد البلاء، ثم انهزم جيش عبد الله، وكان الظفر لأبي مسلم، فساق عبد الله في طائفة من مواليه وقصد البصرة، وبها أخوه، فأخفاه عنده مدة، ثم نزل المنصور به حتى بعثه إليه فسجنه، ثم عمل على قتله سراً. فقيل: إنه حفر أساس الحبس وأرسل عليه الملء فوقع على عبد الله وذلك في سنة سبع وأربعين ومائة. وقد مر من أخباره) في الحوادث. 4 (عبد الله بن محمد بن عقيل، د ت ق، ابن أبي طالب بن عبد المطلب أبو محمد الهاشمي) الطالبي المدني. أمه هي زينب الصغرى بنت علي بن أبي طالب. روى عن جابر وابن عمر وعبد الله بن جعفر وأنس بن مالك. والطفيل بن 9... (9/196)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 197 أبي بن كعب وعلي بن الحسين وخاله محمد بن الحنيفة والربيع بنت معوذ بن عفراء وسعيد بن المسيب. وعنه زائدة وفليح بن سلمة والسفيانان وزهير بن معاوية بن محمد وعبيد الله بن عمرو وبشر بن المفضل وآخرون. احتج به أحمد بن حنبل وغيره. وضعفه ابن معين وقال أبو حاتم: لين الحديث. وقال ابن خزيمة: لا أحتج به لسوء حفظه. وقال أبو عيسى الترمذي: سمعت البخاري يقول: كان أحمد وإسحاق والحميدي يحتجون بحديثه. وقال البخاري: هو مقارب الحديث. وقال بعقوب التيمي: ثنا ابن عقيل قال: كنا نأتي جابر بن عبد الله فنسأله عن سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم فنكتبها. قال ابن سعد وخليفة: مات بعد الأربعين ومائة. 4 (عبد الله بن المستور أبو ضمرة المدني مولى الأنصار.) رأى أنساً وروى عن سالم بن عبد الله ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي لبينة. وعنه مجمع بن يعقوب وأبو أسامة ومحمد بن عبيد الطنافسي وغيرهم. قال ابن معين: صالح. 9... (9/197)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 198 4 (عبد الله بن مسلم بن هرمز المكي، ق،) عن سعيد بن المسيب وسعيد بن جبير وعلي بن الحسين وعبد الرحمن بن سابط ومجاهد وغيرهم. وعنه الثوري وإسرائيل وعيسى بن يونس وأبو عاصم وعبد الله بن نمير وآخرون. ضعفه أحمد وابن معين. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي يكتب حديثه. وكناه شباب العصفري: أبا العجفاء. 4 (عبد الله بن المقفع:) ) أحد المشهورين بالكتابة والبلاغة والترسل والبراعة. وكان فارسياً فأسلم على يد عيسى بن علي عم السفاح وهو كهل، ثم كتب له واختص به. ومن كلام ابن المثفع قال: شربت من الخطب رياً ولم أضبط لها روياً فغاضبتم فاضت، فلا هي نظاماً، ولا هي غيرها كلاماً. قال الأصمعي: صنف ابن المقفع الدرة اليتيمة التي لم يصنف مثلها في فنها، وقد سئل: من أدبك قال: نفسي، كنت إذا رأيت من غيري حسناً أتيته، وإذا رأيت قبيحاً أبيته. 9... (9/198)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 199 ويقال: كان ابن المقفع علمه أكثر من عقله. وهو الذي وضع كتاب كليلة ودمنة فيما قيل، والأصح أنه هو الذي عربه من الفارسية. قال الهيثم بن عدي: جاء ابن المقفع إلى عيسى بن علي فقال: أريد أن أسلم على يديك، فقال: ليكن ذلك بمحضر من وجوه الناس غداً، ثم جلس ابن المقفع وهو يأكل ويزمزم على دين المجوسية فقال له عيسى: أتزمزم وأنت تريد أن تسلم قال: أكره أن أبيت على غير دين. وكان ابن المقفع يتهم بالزندقة. وعن المهدي قال: ما وجدت كتاب زندقة إلا وأصله ابن المقفع. وقيل: إن ابن المقفع كان ينال من متولي البصرة سفيان بن معاوية بن يزيد بن المهلب ويسميه ابن المغتلمة، فحنق عليه وقتله بإذن المنصور، ولكونه كتب في توثق عبد الله بن علي من المنصور يقول: ومتى غدر بعمه فنساؤه طوالق، وعبيده أحرار، ودوابه حبس، والمسلمون في حل من بيعته. فلما وقف المنصور على ذلك عظم عليه وكتب إلى سفيان يأمره بقتله. وقال المدائني: دخل ابن المقفع على سليمان وقال: أتذكر ما كنت تقول في أمي قال: أنشدك الله أيها الأمير في نفسي، فأمر له بتنور فسجر ثم قطع أربعته ثم سائر أعضائه وألقاها في التنور، وهو ينظر، وقال: ليس علي في المثلة بك حرج لأنك زنديق قد أفسدت الناس، فسأل سليمان بن علي وعيسى عنه فقيل: إنه دخل دار سفيان بن معاوية سليماً ولم يخرج، فخاصماه إلى المنصور وأحضراه مقيداً فشهد شهود بالحال فقال المنصور: أرأيتم إن قتلت سفيان، فخرج ابن المقفع من هذا المجلس أأقتلكم بسفيان فنكلوا عن الشهادة كلهم وعلموا أنه برضا المنصور. 9... (9/199)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 200 ويقال: إن ابن المقفع عاش ستاً وثلاثين سنة. وحكى البلاذري أن سفيان ألقاه في بئر. قيل:) أدخله حماماً وأغلقه عليه. وقيل: إن قتله كان في سنة خمس وأربعين ومائة. وقيل: في نحو سنة اثنتين وأربعين. وكان اسم أبيه داذويه، وكان كاتباً، ولي للحجاج خراج فارس فخان وأخذ من الأموال فعذبه الحجاج فتقفعت يده فلقب المقفع. وقيل: بل الذي عذبه يوسف بن عمر الثقفي الأمير. والمقفع: بفتح الفاء، الصحيح. وقال ابن مكي في كتاب تثقيف اللسان: يقولون ابن المقفع، والصواب بكسر الفاء لأنه كان يعمل القفاع ويبيعها وهي قفاف الخوص. 4 (عبد الله بن ميسرة، ق، أبو عبد الجليل. ويقال: أبو إسحاق. ويقال: أبو ليلى.) وقال أبو أحمد الحاكم: روى عن مجاهد وإبراهيم بن أبي حرة. وعنه هشيم وحصين بن نمير الواسطي ووكيع. ضعفه ابن معين وغيره. 9... (9/200)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 201 4 (عبد الله بن يزيد بن فنطس الهذلي. مدني مقل.) له عن أنس بن مالك والسائب بن يزيد. وعنه ابن أبي ذئب والثوري وحاتم بن إسماعيل وعلي ابن ثابت. قال ابن معين: صالح. 4 (عبد الله بن يزيد بن آدم الدمشقي.) عن أبي أمامة وواثلة بن الأسقع وأنس بن مالك وحدث بالجزيرة. روى عنه فياض بن محمد الرقي وكثير بن مروان وطلحة بن يزيد الرقي. قال أحمد بن حنبل: أحاديثه موضوعة. قدم بغداد أيام المنصور. 4 (عبد الله بن يونس الثقفي.) عن الحكم بن عتيبة وسيار أبي الحكم وغيرهما. وعنه يزيد بن هارون ومحمد بن يزيد الواسطيان. 4 (عبد الجليل بن حميد أبو مالك اليحصبي، ن، المصري.) عن الزهري وأيوب السختياني. وعنه ابن عجلان وهو أكبر منه ونافع بن يزيد وابن وهب. 9... (9/201)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 202 قال النسائي: ليس به بأس. قيل: توفي سنة ثمان وأربعين ومائة. 4 (عبد الجليل بن عطية أبو صالح القيسي البصري، د ن،) ) عن شهر بن حوشب وابن بريدة وجعفر بن ميمون وغيرهم. وعنه حماد بن زيد وعبد الرحمن بن مهدي وجماعة. وسيأتي في الطبقة الآتية. 4 (عبد الحميد بن واصل الباهلي.) أرسل عن ابن مسعود وله عن أنس بن مالك وغيره. وعنه عبد الكريم الجزري مع تقدمه وشعبة ومحمد بن سلمة الحراني وعتاب بن بشير. قاله أبو حاتم. 4 (عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الله بن الحارث القرشي. م. العامري المدني.) نزيل البصرة. يقال له: عباد. وقيل: بل هما أخوان. 9... (9/202)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 203 روى عن الحسن وسعيد المقبري وعبد الله بن يزيد مولى المنبعث وأبي عبيدة بن محمد بن عمار. وعنه يزيد بن زريع وبشر بن المفضل وابن علية وعبد الله بن رجاء المكي لا الغداني. قال أحمد بن حنبل: ليس به بأس. وقال أبو داود: هو عباد. وقال ابن معين: صالح الحديث. وقال آخر: كان كثير العلم والرواية شاعراً فصيحاً مفوهاً. وقال سفيان بن عيينة: كان قدرياً فنفاه أهل المدينة. 4 (عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي وأبو الحارثالمدني.) وهو والد المغيرة بن عبد الرحمن الفقيه. وهو والد المغيرة بن عبد الرحمن الفقيه. عن طاوس وعمرو بن شعيب وزيد بن علي بن الحسين والزهري. وعنه ابنه وسليمان بن بلال وأبو إسحاق الفزاري وابن وهب وجماعة. وقال أبو حاتم: شيخ. 4 (عبد الرحمن بن حرملة بن عمرو وأبو حرملة الأسلمي.) 9... (9/203)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 204 عن سعيد بن المسيب وحنظلة بن علي وعمرو بن شعيب. وعنه مالك وإسماعيل بن جعفر وحاتم بن إسماعيل وبشر بن المفضل ويحيى القطان وعلي بن عاصم وخلق. قال النسائي: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: لا يحتج به. وضعفه يحيى القطان ولينه البخاري. مات سنة خمس وأربعين ومائة. 4 (عبد الرحمن بن سالم بن أبي سالم الجيشاني، أبو سلمة.) ولي قضاء مصر والقصص ثم عزل وولي ديوان الجند. وجده من فضلاء المصريين اسمه سفيان بن هانئ المعافري حليف بني جيشان.) مات عبد الرحمن في سنة ثلاث وأربعين ومائة. 4 (عبد الرحمن بن عبيد بن نسطاس الثعلبي العامري، أبو يعفور، يأتي في الكنى)

4 (عبد الرحمن بن عطية المزني، د صاحب الشارعة أرض بالمدينة.) روى عن سعيد بن المسيب وعبد الملك بن جابر بن عتيك. 9... (9/204)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 205 وعنه ابن أبي ذئب وسليمان بن بلال والدراوردي وآخرون. وثقه النسائي. وهو مقل. مات سنة ثلاث وأربعين ومائة. 4 (عبد الرحمن بن قيس العتكي، أبو روح. بصري.) عن يوسف بن ماهك ويحيى بن يعمر. وعنه صالح أبو عامر الخزاز ويحيى القطان ووهب بن جرير وابن مهدي. 4 (عبد الرحمن أبو أمية السندي. مولى سليمان بن عبد الملك وكاتب عمر بن عبد العزيز.) روى عن عمر بن عبد العزيز وأنس بن مالك. وسكن فلسطين بنابلس. روى عنه خالد بن يزيد وسوار بن عمارة الرمليان وعراك بن خالد الدمشقي. قال أبو حاتم: منكر الحديث. 4 (عبد الرحمن بن مرزوق الدمشقي.) عن زر بن حبيش وعطاء بن أبي رباح ونافع وغيرهم. 9... (9/205)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 206 وعنه سعيد بن أبي أيوب والهيثم بن حميد. لا أعلم به بأساً. 4 (عبد الرحيم بن ميمون، د ت ق، من موالي أهل المدينة. سكن مصر. ويقال: اسمه يحيى.) روى عن سهل بن معاذ الجهني وعلي بن رباح. وعنه سعيد بن أبي أيوب ونافع بن يزيد وابن لهيعة وغيرهم. وكان زاهداً عابداً مجاب الدعوة. توفي سنة ثلاث وأربعين ومائة. 4 (عبد السلام بن أبي الجنوب المدني، ق.) عن الحسن البصري وابن شهاب. وعنه ابن إسحاق والدراوردي وأنس بن عياض وعيسى بن يونس. قال أبو حاتم: متروك الحديث. وقال أبو زرعة: ضعيف. 4 (عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، العدوي العمري المدني.) والد الزاهد عبد الله العمري. 9... (9/206)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 207 روى عن عمه سالم وأبي بكر بن حزم. وعن ابنه وابن أبي ذئب) وابن المبارك. وكان أحد من قام مع محمد بن عبد الله بن حسن، فلما قتل محمد أتوا بهذا مقيداً إلى المنصور، فقال: يا أمير المؤمنين صل رحمي واعف عني واحفظ في عمر بن الخطاب، فعفا عنه. قال أبو بكر الخطيب: كان نبيهاً وجيهاً من أحسن الرجال وأبرعهم جمالاً. 4 (عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، ع، بن مروان الأموي أبو محمد.) حدث بالكوفة عن أبيه ومجاهد ومكحول وجماعة. وعنه إسحاق الأزرق وعلي بن مسهر ووكيع وأبو نعيم وخلق. وكان من ثقات ابن معين. مات سنة سبع وأربعين على الصحيح. 4 (عبد العزيز بن قرير العبدي البصري بخ، أخو عبد الملك له عن الحسن وابن سيرين) وعطاء. وعنه الثوري ورواد بن الجراح وضمرة. 9... (9/207)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 208 قال ربيعة وآخرون: وثقه النسائي. وكان بعسقلان. ووثقه أيضاً ابن معين. وقال أبو حاتم: كانوا يظنون قديماً أن رواية مالك بن عبد الملك بن قرير وهم وإنما سمع من عبد العزيز بن قرير البصري. قال يحيى بن معين: روى مالك عن عبد الملك بن قرير وإنما هو ابن قريب. قال الأصمعي: سمع من مالك، ولما سمع هذا يحيى بن بكير قال: غلط ابن معين. 4 (عبد المجيد بن وهب، وهو عبد المجيد بن أبي بريد العقيلي العاملي أبو عمرو.) عن العداء بن خالد الصحابي. وعنه عباد بن ليث الراسي ووكيع وعثمان بن عمر بن فارس وجماعة. وثقه ابن معين. 4 (عبد الملك بن أبي بشير البصري، د ت ن، نزل المدائن.) روى عن عكرمة وعبد الله بن مساور وحفصة بنت سيرين. وعنه الثوري وزهير بن معاوية وعبد الرحمن المحاربي وجماعة وثقوه. 9... (9/208)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 209 4 (عبد الملك بن سعيد بن حيان، م ت ن، بن أبجر الهمذاني الكوفي.) عن أبي الطفيل بن واثلة والشعبي وعكرمة. وعنه السفيانان وأبو معاوية وعبيد الله الأشجعي وجماعة. كان ثقة صالحاً خياراً له نحو من أربعين حديثاً، بلغنا أن رجلاً قال له: أشتهي أن أمرض، فقال: كل سمكاً مالحاً واشرب نبيذاً مرياً واقعد في الشمس واستمرض الله تعالى.) إسنادها صحيح. وهو والد عبد الرحمن. قال زهير بن معاوية قال لي ابن أبجر: إذا أكلت الجزر نيئاً أكلك ولم تأكله، وإذا أكلته مطبوخاً لم تأكله ولم يأكلك، وإذا أكلته مشوياً أكلته ولم يأكلك. 4 (عبد الملك بن أبي سليمان م، واسم أبيه ميسرة العرزومي الكوفي، أحد الحفاظ.) روى عن أنس بن مالك وسعيد بن جبير. وعطاء بن أبي رباح، وجماعة. وعنه جرير بن عبد الحميد وحفص بن غياث وإسحاق الأزرق ويحيى القطان وابن نمير وعبد الرزاق وخلق سواهم. قال عبد الرحمن بن مهدي: كان شعبة يعجب من حفظ عبد الملك بن أبي سليمان. 9... (9/209)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 210 وقال احمد والنسائي: ثقة. واستشهد به البخاري. وقد أنكر عليه شعبة حديثه في الشفعة وهو حديث صالح الإسناد. توفي سنة خمس وأربعين ومائة. قال أحمد: ثقة إلا أنه رفع أحاديث عن عطاء. وقال ابن معين: حديثه في الشفعة أنكره عليه الناس ولكنه ثقة لا يرد على مثله. وقال أحمد: هذا حديث منكر. وقال أمية بن خالد قلت لشعبة: مالك لا تحدث عن عبد الملك بن أبي سليمان؟ قال: تركت حديثه، قلت: تحدث عن محمد بن عبيد الله العرزمي وتدعه وقد كان حسن الحديث ! قال: من حسنها فررت. وقال أحمد أيضا: كان ثقة. (عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج - ع -) أبو الوليد وأبو خالد الرومي، مولى بني أمية وعالم أهل مكة. وكان أحد أوعية العلم. وهو أول من صنف التصانيف في الحديث. 9... (9/210)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 211 روى عن أبيه ومجاهد وعطاء بن أبي رباح وطاوس وعمرو بن شعيب ونافع والزهري وإسماعيل بن أمية والحسن بن مسلم وابن طاوس وعبد الله بن مسافع وعطاء الخراساني والقاسم بن أبي بردة ونافع وابن المنكدر وعبدة بن أبي لبابة وابن أبي مكية وخلق من التابعين وأتباعهم. وكان مولده بعد سنة سبعين. وعنه السفيانان وابن علية ووكيع وأبو أسامة وابن وهب وحجاج بن محمد وأبو عاصم وروح بن عبادة وعبد الرواق وخلق. قال أحمد بن حنبل: كان جريج أحد أوعية العلم. قال أبو غسان ربيح: سمعت جريراً يقول: كان ابن جريج يرى المتعة، تزوج بستين امرأة. وقال عبد الوهاب بن همام: قال ابن جريج: كنت أتتبع الأشعار العربية والأنساب، فقيل لي: لو لزمت عطاء، قال: فلزمته ثمانية عشر عاماً. قال يحيى القطان: لم يكن ابن جريج عندي بدون مالك في نافع. وقال ابن المديني: لم يكن في الأرض أعلم بعطاء من ابن جريج. وبلغنا أن ابن جريج ما سمع من الزهري شيئاً إنما أخذ عنه مناولة وإجازة. قلت: وسمع من مجاهد حرفين من القراءات وسمع من عكرمة بن خالد لا من عكرمة مولى ابن عباس، على ان أبا عيسى الترمذي روى حديثاً من طريق ابن جريج عن عكرمة فالله أعلم.) قال عبد الرزاق: ما رأيت أحداً أحسن صلاة من ابن جريج. وقال عبيد الله العيشي: ثنا بكر بن كلثوم السلمي قال: قدم علينا ابن 9... (9/211)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 212 جريج البصرة فاجتمع الناس عليه فحدث عن الحسن البصري بحديث فأنكره عليه الناس فقال: ما تنكرون علي فيه لزمت عطاء عشرين سنة فربما حدثني عنه الرجل بالشيء لم أسمعه منه. قال العيشي: سمى ابن جريج في ذلك اليوم محمد بن جعفر غندرا فإنه بقي يكثر الشغب عليه فقال: أسكت يا غندر، وأهل الحجاز يسمون المشغب غندراً. قال ابن معين: لم يلق ابن جريج وهب بن منبه. وقال أحمد: لم يسمع من ابن أبي الزناد ولا سمع من عمرو بن شعيب زكاة مال اليتيم. قلت: مع اتفاقهم على ثقة ابن جريج كان ربما دلس. وكان صاحب تعبد وخير، وما زال يطلب العلم حتى شاخ. وقيل: إنه جاوز المائة، ولم يصح ذلك بل ولا جاوز الثمانين. قال خالد بن نزار الأيلي: خرجت بكتب ابن جريج سنة خمسين ومائة فوجدته قد مات. قلت: فيها أرخ موته الواقدي وزاد فقال: في عشر ذي الحجة منها. وكذا أرخه فيها جماعة منهم: أبو نعيم وسعيد بن عفير وابن سعد وخليفة. وأما ابن المديني فقال: مات سنة تسع وأربعين، وهذا وهم. 4 (عبد الملك بن نوفل بن مساحق، د ت ن، بن عبد الله بن مخرمة أبو نوفل القرشي العامري) المدني. 9... (9/212)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 213 عن أبيه وأبي سعيد المقبري وأبي عصام المزني. وعنه أبو مخنف لوط بن يحيى وابن عيينة وأبو إسماعيل محمد بن عبد الله الأزدي صاحب الفتوح وغيرهم. ذكره ابن حبان في الثقات. 4 (عبد الواحد بن أيمن المكي، خ م ن، مولى بني مخزوم.) روى عن أبيه وسعيد بن جبير وابن أبي ملكية وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام. وعنه حفص بن غياث ووكيع بن يحيى. وأبو نعيم وجماعة. وثقه ابن معين. قال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال النسائي: ليس به بأس. 4 (عبد الواحد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير بن العوام القرشي، م ت ن.) عن عمه عباد بن عبد الله وغيره. وعنه موسى بن عقبة وهو أكبر منه وعبد العزيز والدراوردي وغيرهما. صدوق مقل.) 4 (عبد الواحد بن أبي عون المدني، ق.) 9... (9/213)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 214 عن ذكوان مولى عائشة والقاسم بن محمد وسعد بن إبراهيم. وعنه عبد العزيز بن الماجشون والراوردي وغيرهما. وثقه ابن معين وغيره. مات سنة أربع وأربعين ومائة. له أحاديث قليلة. 4 (عبيد الله بن الأخنس، ع، أبو مالك النخعي الكوفي الجزار.) عن ابن بريدة وابن ملكية وعمرو بن شعيب ونافع. وعنه يحيى القطان وروح بن عبادة بن بكر السهمي. وثقه أحمد وغيره. 4 (عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب.) الإمام الثبت أبو عثمان العدوي العمري المدني أحد علماء المدينة. وهو أخو عبد الله وعاصم وأبي بكر. روى عن أم خالد بنت سعيد الصحابية، وعن القاسم وسالم وعطاء والمقبري ونافع والزهري ووهب بن كيسان وطائفة. 9... (9/214)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 215 وعنه شعبة والحمادان والسفيانان وبشر بن المفضل وأبو أسامة ويحيى القطان وعبد الوهاب الثقفي وعبد الرزاق، وخلق كثير. وكان سيداً شريفاً، صالحاً، متعبداً، ثقة، حجة بالإجماع، واسع العلم. اعتزل فتنة ابن حسن. قال النسائي: ثقة ثبت. وقال ابن معين: عبيد الله عن القاسم عن عائشة الذهب المشبك بالدر. قال الهيثم بن عدي: مات سنة سبع وأربعين ومائة. 4 (عبيد الله بن أبي زياد المكي، د ت ق، القداح أبو الحصين.) عن أبي الطفيل عامر بن واثلة وسعيد بن جبير ومجاهد وشهر والقاسم وعدة. وعنه الثوري وعيسى بن يونس ويحيى القطان وأبو عاصم ومحمد بن بكر البرساني وآخرون. قال أحمد: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: صالح. ولينه بعضهم. وقال ابن عدي: لم أر به شيئاً منكراً. قال عمرو بن علي الفلاس: مات سنة خمسين ومائة. 4 (عبيد الله بن العيزار المازني. بصري صدوق.) 9... (9/215)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 216 له عن سعيد بن جبير ومعاذ العدوية والقاسم بن محمد. وعنه يزيد بن زريع وبشر بن المفضل ويحيى القطان. وثقه غير واحد.) 4 (عبيد الله بن الوليد الوصافي، ت ق، إسماعيل الكوفي.) أحد المتروكين. روى عن طاوس وعطاء بن أبي رباح وعطية. وعنه عيسى بن يونس والمحاربي ووكيع ويعلى بن عبيد وآخرون. قال ابن معين: ضعيف. وقال النسائي وغيره متروك. 4 (عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، الهاشمي.) أخو عمر وعبد الله وجعفر وخاليه وأم كلثوم. روى عن أبيه وخاليه أبي جعفر محمد بن علي وزيد بن علي وصفوان بن سليم. وعنه خالد بن عبد الله وابن المبارك وأبو يوسف وآخرون. وله عدة أولاد. وما علمت فيه جرحة. ولا رواية له في الكتب الستة. 9... (9/216)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 217 4 (عبيد بن أبي أمية الطنافسي، ت، الكوفي اللحام أبو الفضل.) والد المحدثين عمر ومحمد ويعلى وإبراهيم وإدريس. يروي عن الشعبي وأبي بردة وأبي بكر ابني أبي موسى والحكم بن عتيبة وغيرهم. وعنه ابناه عمر ويعلى وسفيان الثوري وعبد الرحمن بن مغراء. قال أبو زرعة: ليس به بأس. 4 (عبيدة بن معتب الضبي الكوفي، د ت ق.) عن أبي وائل وإبراهيم والشعبي. وعنه شعبة وعلي بن مسهر ووكيع وسعد بن الصلت ويعلى بن عبيد. ضعفه أبو حاتم والنسائي. ولم يترك. 4 (عتبة بن أبي حكيم الهمداني، أبو العباس الأردني الطبراني.) سمع مكحولاً عبادة بن نسيب قتادة، سمع من عبد الرحمن بن أبي ليلى فلعلها اثنان. وعنه ابن المبارك وبقية وابن شابور وأيوب بن سويد وآخرون. 9... (9/217)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 218 قال أبو حاتم: لا بأس به. وقال مروان الطاطري: هو ثقة من أهل الأردن. روى عباس وآخر عن ابن معين: ثقة. وروى ابن أبي خثيمة عن ابن معين: ضعيف. وكذا قال محمد بن عوف والنسائي. وقال دحيم: لا أعلمه إلا مستقيم الحديث. وعن أحمد أنه لينه. 4 (عثمان بن إبراهيم بن محمد بن حاطب، بن الحارث القرشي الجمحي.) ) مدني نزل الكوفة. رأى ابن عمر يحفي شاربه وأجلسه ابن عمر في حجره. روى عن جده وعن أمه عائشة بنت قدامة بن مظعون. وعنه يعلى بن عبيد ومروان بن معاوية وابن نمير ومحمد بن كناسة. قال أبو حاتم: يكتب حديثه، قد روى عنه ابنه عبد الرحمن أحاديث منكرة. 4 (عثمان بن الأسود الجمحي، ع، مولاهم المكي.) 9... (9/218)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 219 عن مجاهد وطاوس وعطاء وسعيد بن جبير وطبقتهم. وعنه الثوري وابن المبارك ويحيى القطان وأبو عاصم والخريبي وعبيد الله بن موسى وخلق. وثقه القطان. قال ابن المديني: له نحو عشرين حديثاً. قال خليفة: مات سنة وأربعين. وقيل: سنة خمسين ومائة. 4 (عثمان بن موسى، د ق، بن عبيد الله بن معمر التيمي المدني.) عن أبان بن عثمان وخارجة بن زيد وسالم مولى ابن مطيع والقاسم بن محمد. وعنه ابنه عمر وعبد الواحد بن زياد ومحمد بن راشد المكحولي وعبد العزيز الدراوردي. وولي قضاء المدينة في خلافة مروان، ثم ولاه المنصور قضاءه فكان معه حتى مات بالحيرة قبل أن تبنى بغداد، وكان صدوقاً. 4 (عثمان بن عمير، د ت ق، أبو اليقظان الكوفي الأعمى.) عن أنس بن مالك وأبي وائل وإبراهيم النخعي وأبي عمر زاذان وعدي بن ثابت. 9... (9/219)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 220 وعنه الأعمش وسفيان وشعبة وحجاج بن أرطأة وشريك وغيرهم، وهو ضعيف باتفاق. قال ابن معين: ليس بشيء. وقال أبو أحمد الزبيري: كان يؤمن بالرجعة. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن عدي: رديء المذهب غال في التشيع يكتب حديثه. ويقال: إنه بقي إلى بعد الأربعين ومائة، وأنا أستبعد ذلك لأنه لو تأخر لحمل عنه مثل وكيع وأبي معاوية. 4 (عدي بن حنظلة، أبو طلق الزهري الأعمى.) عن جدته وإبراهيم التيمي. وعنه سفيان الثوري وعبد الواحد بن زياد وحفص بن غياث والخريبي وآخرون. 4 (عريف بن درهم أبو هريرة، الكوفي النبال.) ) عن زيد بن وهب وإبراهيم النخعي وجبلة بن سحيم. وعنه مروان بن معاوية ووكيع وأبو نعيم. قال أبو حاتم الرازي: صالح الحديث. وقال أبو أحمد الحاكم ليس بالمتين عندهم. 9... (9/220)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 221 4 (عزرة بن قيس، شيخ بصري.) روى عن أم الفيض أنها سألت ابن مسعود. روى عنه أحمد بن إسحاق الحضرمي ومسلم بن إبراهيم. قال ابن معين: لا شيء. 4 (عسل بن سفيان، د ت، أبو قرة اليربوعي البصري.) عن عطاء وابن أبي ملكية. وعنه الحمادان وإبراهيم بن طهمان وروح بن عبادة. قال النسائي: ليس بقوي. 4 (عصام بن بشير الكعبي الحارثي، أبو الغلباء الجزري.) عن أنس وعن والده. وعنه سعيد بن مروان الرهاوي وعميرة بن عبد المؤمن الرهاوي والحسن بن محمد بن أعين. قال البخاري: بلغ عشراً ومائة سنة، وذكره ابن حبان في الثقات. وقيل: بلغ مائة وست عشرة سنة. 9... (9/221)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 222 له حديث في اليوم والليلة. 4 (عطية بن الحارث أبو روق الهمداني الكوفي، د ن ق.) عن أنس بن مالك وإبراهيم التيمي والشعبي والضحاك. وعنه الثوري وشريك وسيف التميمي وأبو أسامة وطائفة. قال أبو حاتم: صدوق. وقال أحمد والنسائي: ليس به بأس. 4 (عقبة بن أبي صالح الكوفي.) عن إبراهيم النخعي. وعنه عبيد الله بن موسى وأبو نعيم. قال أبو حاتم: صالح الحديث. 4 (عقيل بن خالد بن عقيل الإيلي، ع، أبو خالد مولى عثمان بن عفان.) عن أبيه وعمه زياد وعراك بن خالد والقاسم بن محمد وعكرمة وسالم بن عبد الله. سألهم مسائل. وروى عن الزهري فأجاد وعن عمرو بن شعيب وسلمة بن كهيل. 9... (9/222)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 223 وعنه ابنه إبراهيم وابن أخيه سلامة بن روح والليث ويحيى بن أيوب وابن لهيعة ومفضل بن فضالة المصريون. كان إماماً حافظاً ثبتاً ثقة لازم الزهري حضراً وسفراً زميلاً له في المحمل.) قال يونس بن يزيد الإيلي: ما أحد أعلم بحديث الزهري من عقيل. وقال أحمد بن حنبل: عقيل أقل خطأً من يونس. وقال ابن معين: عقيل ثقة. وقال أبو الوليد: قال لي الماجشون: عقيل كان جلواذاً. وقال أحمد بن حنبل: ذكر عند يحيى القطان إبراهيم بن سعد وعقيل فجعل كأنه يضعهما. قال أحمد: أيش ينفع هذا هؤلاء ثقات لم يخبرهما يحيى. وقال أبو حاتم الرازي: عقيل لم يكن بالحافظ كان صاحب كتاب محله الصدق. قال محمد بن عزيز: مات سنة اثنتين وأربعين ومائة. 4 (عقيل بالفتح بن معقل بن منبه اليماني، د.) عن عميه وهب وهمام. وعنه ابنه إبراهيم وابن أخيه يوسف بن عبد الصمد وهشام بن يوسف وعبد الرزاق. وكان قد قرأ التوراة والإنجيل. 9... (9/223)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 224 وثقه يحيى بن معين وأحمد وهو قليل الحديث. 4 (العلاء بن عبد الكريم، أبو عون اليامي الكوفي الزاهد.) عن مرة الطيب ومجاهد وعبد الرحمن بن سابط. وعنه سفيان وشريك ووكيع وأبو نعيم. وثقه أحمد وأبو حاتم. وهو قليل الرواية، وكان من الخائفين. قيل له مرة: ما هو إلا عفو الله أو النار، فصاح وسقط مغشياً عليه. يقال: مات سنة ثمان وأربعين ومائة. 4 (العلاء بن كثير القرشي، مولاهم الإسكندراني المصري الزاهد.) عن سعيد بن المسيب والقاسم بن محمد وأبي عبد الرحمن الحبلي وعكرمة. وعنه الليث وابن لهيعة وضمام بن إسماعيل ورشدين بن سعد. عمل الليث للمنصور فهجره حتى تاب. وروى سليمان بن داود المهدي عن علي بن مطلب وغيره أن العلاء بن كثير كان لا يلقى أحداً إذا قدم الإسكندرية غير الليث، فبلغ العلاء أنه ولي وإنما ولي مصلحة للمسلمين، فلما قدم يتلقه ومنع أصحابه. قال فدخل الليث 9... (9/224)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 225 المسجد فلم يقم له أحد، فجلس إلى العلاء فقال: يا ليث وليت فقال خفت على دمي، فقال: لسحرة فرعون كانوا أقرب عهداً بالكفر منك، ولهم كانوا أعلم بالله منك حين قالوا: اقض ما أنت قاض، قال: فإني أتوب إلى الله، فقال العلاء لإخوانه: خذوا بيد أخيكم. قلت: وقد وثقه أبو زرعة، ولا شيء له في الكتب. وأصله فارسي وهو من موالي بني) سهم. قال سعيد بن أبي مريم: قال العلاء بن كثير: لو أن الدنيا وضعتني درجة لأحببت أن أبادرها إلى درجة أخرى. قال علي بن مطلب: كان العلاء بن كثير حسن الصوت بالقرآن، فإذا قام من الليل استيقظ له الجيران لحسن صوته، فخاف الفتنة، فدعا الله، فذهب صوته. قال ابن يونس: توفي العلاء بن كثير بالإسكندرية سنة أربع وأربعين ومائة. 4 (العلاء بن كثير الدمشقي.) مولى بني أمية. نزل الكوفة وحدث عن مكحول. وعنه يحيى بن حمزة ومصعب بن سلام وأبو نعيم عبد الرحمن بن هانئ النخعي وآخرون. ضعفه علي بن المديني، وقال أحمد بن حنبل: ليس بشيء. 9... (9/225)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 226 4 (العلاء بن المسيب بن رافع الأسدي الكوفي، ع.) عن خثيمة بن عبد الرحمن وإبراهيم النخعي وعطاء بن أبي رباح وجماعة. وعنه جرير بن عبد الحميد. وعبيد بن القاسم وحفص بن غياث ومروان بن معاوية وابن فضيل. قال ابن معين: ثقة مأمون. 4 (علي بن الحسين بن الحسن بن علي بن أبي طالب، العلوي.) الملقب بالسجاد لفضله واجتهاده وتعبده. وهو والد حسين المقتول بفتح وأخوته، وكان يقال: ليس بالمدينة زوجان أعبد منه ومن زوجته، وهي بنت عمه زينب بنت عبد الله بن حسن. توفي علي في سجن المنصور سنة خمس وأربعين ومائة. 4 (علي بن أبي طلحة سالم بن مخارق، م د ن ق. مولى العباس، أبو الحسن الهاشمي الجزري) نزيل حمص. روى عن مجاهد وأبي الوداك جبر بن نوف وراشد بن سعد. وعنه الثوري ومعاوية بن صالح وفرج بن فضالة وطائفة. قال النسائي: ليس به بأس. 9... (9/226)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 227 وقال أبو داود: كان له رأي سوء كان يرى السيف. قلت: فقد روى معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس نفسه فذكر تفسيراً في جزء كبير.) قال أحمد بن حنبل: روى التفسير عن ابن عباس ولم يره. قال أبو أحمد الحاكم: كنيته أبو الحسن، وقيل: ألو طلحة، ليس ممن يعتمد على تفسيره الذي يروى عن معاوية بن صالح عنه. 4 (علي بن عبد الأعلى بن عامر الثعلبي، ع، الكوفي الأحول أبو الحسن.) روى عن أبيه والحكم بن عتيبة وكثير بن زياد. وعنه إبراهيم بن طهمان وهشيم وحكام بن سلم وشجاع بن الوليد. قال أحمد: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: ليس بقوي. 4 (علي بن عروة القرشي، ق.) عن عطاء بن أبي رباح والمقبري وعاصم بن قتادة. وعنه خالد بن حيان الرقي ومبشر بن إسماعيل وعثمان بن عبد الرحمن الطرائفي وغيرهم. تركوه حتى إن صالح بن محمد جزرة قال: حديثه كذب كله. 4 (عمار بن سعد المرادي، د. وقيل التجيبي المصري.) 9... (9/227)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 228 عن أبي صالح الغفاري عن علي. وله حديث أرسله عن عمر. وعنه حيوة بن شريح ويحيى وأيوب وابن لهيعة وجماعة. وكان العلماء بمصر في زمانه. مات سنة ثمان وأربعين ومائة. 4 (عمر بن حمزة بن عبد الله بن عمر، م د ت ق. بن الخطاب العمري المدني.) عن عمه سالم ومحمد بن كعب القرظي وعبد الرحمن بن سعد. وعنه مروان بن معاوية وأحمد بن بشير وأبو أسامة. وهو صالح الحديث وقد احتج به مسلم. قال النسائي: ضعيف الحديث. 4 (عمر بن سويد بن غيلان الثقفي، د. وقيل العجلي.) عن عائشة بنت طلحة وسلامة بن سهم. وعنه ابن المبارك ووكيع وأبو أيامة وأبو نعيم وآخرون. وهو صدوق موثق. 4 (عمر بن سويد العجلي الكوفي.) عن أنس بن مالك وعائشة بنت طلحة. 9... (9/228)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 229 وعنه مطلب بن زياد ووكيع وأبو نعيم. فرق بينهما بعض الحفاظ وهو إن شاء الله الذي قبله. 4 (عمر بن عبد الله المدني، د ت. مولى غفرة.) ) أدرك ابن عباس وقد حدث عنه فما أدري سماعاً أم لا. وله عن أنس بن مالك وسعيد بن المسيب وأبي الأسود الديلي ومحمد بن كعب وجماعة. وعنه ابن لهيعة وبشر بن المفضل وعيسى بن يونس وعلي بن غراب ومحمد بن شعيب بن شابور وجماعة. قال أحمد بن حنبل: ليس به بأس لكن أكثر حديثه مراسيل. قال ابن سعد: كثير الحديث ثقة لا يكاد يسند، كان يرسل حديثه. وقال ابن معين وغيره: ضعيف. قلت: توفي سنة خمس وأربعين ومائة. وله حديث عن ابن عمر وذاك مرسل. وهو ابن خالة ربيعة الرائي. 4 (عمر بن محمد بن زيد، خ م د ن ق. بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي العمري) المدني نزيل عسقلان. 9... (9/229)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 230 عن جده وحفص بن عاصم ونافع وجماعة. وعنه شعبة والسفيانان وابن وهب وعمر بن عبد الواحد الدمشقي وأبو عاصم وآخرون. وله عدة أخوة. قال ابن سعد: كان ثقة ولم يعقب. وقال عبد الله بن داود الخريبي: ما رأيت رجلاً أطول من عمر بن محمد، وبلغني أنه كان يلبس درع عمر رضي الله عنه فكان يسحبها. قلت: كان العباس وقيس بن سعد بن عبادة من بابه عمر في الطول المفرط. قال أبو عاصم النبيل: كان عمر بن محمد من أفضل أهل زمانه قدراً وجلاله، قدم بغداد والكوفة وحدث عن ابن عدي. توفي سنة خمسين ومائة بعد أخيه أبي بكر بقليل. قلت: أخوته أبو بكر وعاصم وزيد وواقد. والخمسة قد رووا الحديث. 4 (عمر بن نافع مولى ابن عمر، سوى ت.) سمع أباه والقاسم بن محمد. وعنه مالك وإسماعيل بن جعفر وسليمان بن بلال والدراوردي وغيرهم. وثقه النسائي وغيره. قال ابن سعد: ثبت قليل الحديث، ولا يحتجون به. 9... (9/230)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 231 4 (عمر بن نافع الثقفي.) عن أنس وعكرمة. وعنه يحيى بن أبي زائدة وأبو عوانة وأبو معاوية وأبو خباب الوليد ابن بكير وآخرون.) قال ابن معين: ليس حديثه بشيء. 4 (عمر بن نبيه الكعبي، م ن.) عن أبي عبد الله القراظ وجمهان الأسلمي. وعنه إسماعيل بن جعفر وحاتم بن إسماعيل ويحيى ابن سعيد القطان وأبو ضمرة. قال القطان: لم يكن به بأي. 4 (عمر بن نبهان الغبري.) عن الحسن وسلام وأبي عيسى وقتادة. وعنه جعفر بن سليمان وأبو قتيبة وأبو سفيان عبد الرحمن بن عبد ربه. قال ابن معين: ليس بشيء. 9... (9/231)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 232 وقال أبو حاتم. وغيره: ضعيف الحديث. 4 (عمر بن الوليد الشني، أبو سلمة العبدي البصري.) عن عكرمة وشهاب بن عباد البصري. وعنه وكيع وأبو نعيم. قال الفلاس لم يحدثنا عنه يحيى القطان. وقال أحمد بن حنبل: ثقة. وكذا قال أبو حاتم وغيره. قلت: عامة حديثه عن عكرمة مقاطيع. 4 (عمر بن يزيد النصري.) دمشقي روى عن أبي سلام الأسود والزهري وعمرو بن مهاجر ونمير ابن أوس. وعنه عبد الله بن سالم والهيثم بن عمران ومحمد بن شعيب بن شابور. وثقه دحيم. قال العقيلي: يخالف في حديثه. 4 (عمران بن حدير، م د ت ن. أبو عبيدة السدوسي البصري. له عشرة أحاديث.) قال يزيد بن هارون: كان أصدق الناس. 9... (9/232)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 233 قال أحمد بن حنبل: عمران بخ بخ ثقة. وروى شعبة عن عمران قال: ما دخلت الحمام منذ ثلاثين سنة ولا ادهنت. وقال البخاري: قال أبو قطن: مات سنة تسع وأربعين ومائة. قلت: سمع عبد الله بن شقيق وأبا عثمان النهدي وأبا مجلز وجماعة. وعنه الحمادان ومعتمر بن سليمان ووكيع ويزيد بن هارون وعثمان بن الهيثم. ثقة. 4 (عمران بن مسلم الفزاري الكوفي.) عن مجاهد والشعبي وجعفر بن عمر بن حريث. وعنه أبو معاوية وأبو نعيم وجماعة. 4 (عمران بن مسلم القصير، سيأتي في الطبقة الآتية.) ) أما هذا فقال أبو أحمد الزبيري: رافضي كأنه جرو كلب. 4 (عمران بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص، القرشي الأموي) أخو أيوب بن موسى. روى عن مكحول وسعيد المقبري. 9... (9/233)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 234 وعنه ابن جريج وابن علية وزيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي. وثقه الحاكم. 4 (عمرو بن الحارث بن يعقوب، ع.) مولى قيس بن سعد بن عبادة الخزرجي الأنصاري أبو أمية المصري الفقيه أحد الأئمة الأعلام. روى عن أبي يونس مولى أبي هريرة وابن مليكة وأبي عشانة المعافري وقتادة وعمرو بن دينار وخلق. وعنه مالك والليث وابن لهيعة وبكر بن مضر وابن وهب وخلق. ووثقه الناس. قال يعقوب السدوسي: كان يحيى بن معين يوثقه جداً. وقال ابن وهب: قال ابن وهب: كان قد جعل على نفسه أن يحفظ كل يوم ثلاثة أحاديث. وقال أبو داود: سمعت أحمد يقول: ليس فيهم أصح حديثاً من الليث وعمرو بن الحارث يقاربه. وقال الأثرم: سمعت أحمد يقول: قد كان عندي عمرو بن الحارث ثم رأيت له أشياء مناكير. قال في موضع آخر عن أحمد: عمرو بن الحارث حمل عليه حملاً شديداً وقال: يروي عن قتادة أحاديث يضطرب فيها ويخطئ. 9... (9/234)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 235 قلت: قد وثقه مطلقاً ابن معين والعجلي وأبو زرعة وآخرون. قال النسائي: هو أحفظ من ابن جريج. وروى سعيد بن أبي مريم عن خاله قال: كان عمرو بن الحارث يخرج من منزله فيجد الناس صفوفاً يسألونه عن القرآن والحديث والفقه والشعر والعربية والحساب، وكان صالح بن علي قد جعل عمرو بن الحارث يؤدب ابنه الفضل فنال حشمة بذلك. قلت: علومه المذكورة هي علوم الإسلام ذلك الوقت ما كان القوم يخوضون في سوى ذلك ولا يعرفونه، فخلف من بعدهم خلف عملوا أصول الدين والكلام والمنطق وخاضوا كما خاضت الحكماء. قال أبو حاتم الرازي: كان عمرو بن الحارث أحفظ الناس في زمانه لم يكن له نظير في الحفظ. وقال ابن وهب: ما رأيت أحفظ من عمرو بن الحارث. قلت: يقول ابن وهب: مثل هذا القول وقد رأى مالكاً والليث وابن جريج. وروى حرملة عن ابن وهب قال: اهتدينا باثنين بمصر: عمرو بن الحارث والليث وباثنين بالمدينة مالك وعبد العزيز بن الماجشون لولا هؤلاء لكنا ضالين. وقال: وروى أحمد بن يحيى بن وزير عن ابن وهب قال: لو بقي لنا عمرو بن الحارث ما احتجنا إلى مالك. وقال سعيد بن عفير: كان عمرو بن الحارث أخطب الناس وأبلغهم وأرواهم للشعر. وقال الليث: كنت أرى عمر بن الحارث عليه أثواب بدينار فلم تمض 9... (9/235)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 236 الليالي حتى رأيته يجر الوشي والخز فإنا لله وإنا إليه راجعون. قال أحمد بن صالح: لم يكن بعد عمرو بن الحارث بمصر مثل الليث ابن سعد. وروى ابن وهب عن عبد الرحمن بن يزيد قال: كان ربيعة يقول: لا يزال بالمغرب فقه ما دام فيهم ذاك القصير، يعني عمرو بن الحارث. قال ابن وهب: مات عمرو بن الحارث رحمه الله سنة ثمان وأربعين ومائة. وزاد غيره: في شوال من السنة. وقال أحمد بن صالح: ولد عمرو سنة تسعين. وقال يحيى بن بكير: ولد سنة إحدى أو اثنتين وتسعين. وقال أبو داود: عاش ثمانياً وخمسين سنة. وقال أحمد بن صالح: لم يكن بمصر بعد عمرو بن الحارث مثل الليث. 4 (عمرو بن أبي سفيان الجمحي، د ت ن. أخو حنظلة. مكي.) عن ابن الزبير وعن أمية بن صفوان. وعنه ابن جريج وابن المبارك وجماعة. ثقة. 4 (عمرو بن سعيد أبو بكر الأوزاعي.) 9... (9/236)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 237 عن أبي سلام ممطور ومغيث بن سمي ونوف البكالي. وعنه وليد بن مسلم ومحمد بن شعيب وغيرهما. 4 (عمرو بن شراحيل، أبو المغيرة. ويقال: أبو الجهم العنسي الداراني.) عن بلال بن سعد وعمير بن هانئ وحيان بن وبرة وجماعة. وعنه يزيد بن مصعب وعبد الرحمن بن أبي الجون وصدقة بن خالد ومحمد بن شعيب بن شابور. له في نسخة أبي مسهر. وثقه أبو زرعة، وكان قدرياً. 4 (عمرو بن عبد الله بن وهب، ن ق. أبو معاوية النخعي والكوفي. والد سليمان بن عمرو.) له عن أبي عمرو الشيباني والشعبي. وعنه ابن عيينة ووكيع وحسين الجعفي وأبو نعيم. وثقه أبو حاتم وغيره. وأما ابنه فكذاب. ومن آخر من روى عن عمرو وزيد بن الحباب. توفي في حدود الخمسين ومائة. 9... (9/237)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 238 4 (عمرو بن عبيد المعتزلي، بن باب أبو عثمان البصري الزاهد العابد رأس المعتزلة.) روى عن أبي العالية وأبي قلابة والحسن. وعنه الحمادان وابن عيينة وعن عبد الوارث ويحيى بن سعيد القطان وعلي بن عاصم وعبد الوهاب الثقفي وقريش بن أنس وغيرهم. قال الفلاس: كان يحيى يحدثنا عن عمرو بن عبيد ثم تركه. قال أبو داود السجزي: أبو حنيفة خير من ألف مثل عمرو. وقال النسائي: عمرو ليس بثقة. وقال حفص بن غياث: ما لقيت أحداً أزهد من عمرو بن عبيد وانتحل ما انتحل. وقال ابن المبارك: كان عمرو بن عبيد يدعو إلى القدر فتركوه.) وقال معاذ بن معاذ: سمعت عمراً يقول: إن كانتبت يدا أبي لهب في اللوح المحفوظ فمالله على ابن آدم حجة. قال: وسمعت عمرو بن عبيد يقول وذكر حديث الصادق المصدوق فقال: لو سمعت الأعمش يقول هذا لكذبته، 9... (9/238)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 239 ولو سمعته من زيد بن وهب لما صدقته، أو قال: لما أحببته، ولو سمعت ابن مسعود يقوله ما قبلته، ولو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا لردتته، ولو سمعت الله يقول لقلت له: ليس على هذا أخذت ميثاقنا. قال ابن عبد الحكيم: سمعت الشافعي ابن عيينة يقول: عمرو بن عبيد سمع الحسن وأنا أستغفر الله إن كان سمع الحسن. سئل عمرو عن مسألة فأجاب فيها وقال: هذا من رأي الحسن، فقيل: إنهم يروون عن الحسن خلاف هذا، قال: إنما قلت هذا من رأي الحسن يريد نفسه. وقال ثابت البناني: رأيت عمرو بن عبيد الله في النوم وفي حجره مصحف وهو يحك آية من كتاب الله، فقلت: ما تصنع قال: أبدل مكانها خيراً منها. رواه محمد بن المثنى الزمن عن عبد الرحمن بن جبلة عن ثابت ورواه الحسن بن محمد الحارثي عن ابن عون عنه. وقال حزم القطيعي: ثنا عاصم الأحول قال: جلست إلى قتادة فذكر عمرو بن عبيد فوقع فيه، فقلت: ألا أرى العلماء يقع بعضهم في بعض فقال: يا أحول، أو ما تدري أن الرجل إذا ابتدع بدعة فينبغي لنا أن نذكره حتى يحذر، فجئت من عند قتادة وأنا مغتم لما رأيت من نسك عمرو وهديه، فنمت فرأيته والمصحف في حجره وهو يحك آية، فقلت له: سبحان الله تحك آية من كتاب الله قال: إني سوف أعيدها. فتركه حتى حكها، فقلت: أعدها، قال: لا أستطيع. ورواها ثقتان عن حزم. وقال أبو سعيد الأشج: ثنا الهيثم بن عبد الله فقيه الجامع حماد بن زيد قال: كنت مع أيوب ويونس وابن عون فمر بهم عمرو بن عبيد فسلم عليهم ووقف وقفة فلم يردوا عليه السلام. 9... (9/239)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 240 وقال سليمان بن حرب: ثنا حماد بن زيد قال: قيل لأيوب: إن عمرو بن عبيد يروي عن الحسن أن رسول الله قال: إذا رأيتم معاوية على منبري. فاقتلوه. قال: كذاب. وعن عباد بن كثير عن عمرو قال: لا جمعة بعد عثمان. وقال عبد الوهاب الخفاف: مررت بعمرو بن عبيد وهو وحده فقلت: مالك تركوكفقال: نهى ابن عون الناس عنا فانتهوا.) وعن عمرو بن النضر قال: سئل عمرو عن مسألة وأنا عنده فأجاب فقلت: ليس هكذا يقول أصحابنا، قال: ومن أصحابك لا أبا لك فقلت: أيوب ويونس وابن عون وسليمان التيمي، قال: وألئك أرجاس أنجاس أموات غير أحياء. رواها يحيى بن حميد الطويل عن عمر بن النضر. وقال سوار بن عبد الله: ثنا الأصمعي أن عمرو بن عبيد الله أتى أبا عمرو بن العلاء فقال: يا أبا عمرو الله يخلف وعده فقال: لا، فقال عمرو: فقد قال تعالى: إن الله لا يخلف الميعاد فقال أبو عمرو: من العجمة أتيت الوعد غير الإيعاد ثم أنشد: (وإني إن أوعدته أو وعدته .......... لمخلف ميعادي موعدي.) وقال جعفر بن محمد بن فضيل ونصر بن مرزوق: ثنا إسماعيل بن مسلمة القعنبي، رأيت الحسن بن أبي جعفر في المنام بعدما مات فقال لي: أيوب ويونس وابن عون في الجنة، فقلت: فعمرو بن عبيد قال: في النار. ثم رأيته الليلة الثانية مثل ذلك، ثم رأيته في الليلة الثالثة، فقال مثل ذلك، وقال: كم أقول لك. 9... (9/240)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 241 وقال ابن علية: أول من تكلم في الاعتزال واصل بن عطاء الغزال، فدخل معه في ذلك عومرو بن عبيد، فأعجب به وزوجه أخته، وقال لها: زوجتك برجل ما يصلح إلا أن يكون خليفة. قال نعيم بن حماد: قيل لابن المبارك: لم رويت عن سعيد وهشام الدستوائي وتركت حديث عمرو بن عبيد ورأيهم واحد قال: كان عمرو يدعو إلى رأيه وكانا ساكنين. وقال مؤمل بن إسماعيل: رأيت همام بن يحيى في النوم، فقلت: ما صنع الله لك قال غفر لي وأدخلني الجنة، وأمر بعمرو بن عبيد إلى النار، وقيل له: تقول على الله كذا وكذا وتكذب بمشيئته وتمن بركعتين تصليهما. وروي عن محمد بن عبد الله الأنصاري القاضي أنه رأى عمرو بن عبيد في المنام قد مسخ قرداً قال أبو بكر: كان عمرو بالبصرة يجالس الحسن مدة، ثم أزاله واصل عن مذهب السنة فقال بالقدر، ودعا إليه واعتزل أصحاب الحسن، وكان له سمت وإظهار زهد. وقال يعقوب الفسوي: كان عمرو نساجاً ثم تحول شرطياً للحجاج، يعني في صباه. وروي عن الحسن البصري أنه قال نعم الفتى عمرو بن عبيد إن لم يحدث.) وقال أبو نعيم الحافظ: أنا عبد الوهاب بن أبي أحمد العسال: سمعت أبي يقول: سمعت مسبح بن حاتم البصري، سمعت عبيد الله بن معاذ، سمعت أبي سمعت عمرو بن عبيد يقول، وذكر حديث الصادق، فقال: لو سمعت الأعمش يقوله لكذبته فذكر القصة كما تقدم. 9... (9/241)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 242 وقال معمر: كان أيوب السختياني إذا ذكر عمراً قال: ما فعل المقيت. وقال أبو عوانة: ما جالست عمراً إلا مرة فتكلم وطول، ثم قال: لو نزل ملك من السماء ما زادكم على هذا. وقال أحمد بن حنبل: بلغني عن ابن عيينة قال: حج أيوب وعمرو بن عبيد فطاف أيوب حتى أصبح وخاصم عمر وحتى أصبح. وعن معمر قال: ما عددت عمرو بن عبيد عاقلاً قط. وقال الخطيب: مات عمرو بن عبيد بطريق مكة سنة ثلاث وأربعين ومائة وقيل سنة أربع. قلت: قد كان أبو جعفر المنصور يعظم عمرو بن عبيد ويثني عليه ويقول. كلكم يمشي رويدكلكم يطلي صيدغير عمرو بن عبيد. قال محمد بن سلام الجمحي: أخبرني الفضيل بن سليمان الباهلي، قال: قال الحسن بن عمارة: أي رجل كان فيكم عمرو بن عبيد لولا ما خالف فيه الجماعة، كان رجل أهل البصرة. قلت: إي والله ورجل أهل الدنيا. قال ابن خثيمة في تاريخه: سمعت ابن معين يقول: كان عمرو بن عييد من الدهرية، قلت: وما الدهرية قال: الذين يقولون الناس مثل الزرع، وكان يرى السيف. وقال سلام بن أبي مطيع: لأنا للحجاج بن يوسف أرجى مني لعمرو بن عبيد. وقال المدائني وابن نعيم: مات سنة أربع وأربعين. 9... (9/242)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 243 وذكر ابن قتيبة في المعارف أن المنصور رثى عمرو بن عبيد ولم يسمع بخليفة رثى من دونه سواه، فقال: (صلى الإله عليك من متوسد .......... قبراً مررت به على مران)

(قبراً تضمن مؤمناً متحنفاً .......... صدق الإله ودان بالقرآن)

(فلو أن الدهر أبقى صالحاً .......... أبقى لنا حقاً أبا عثمان)

4 (عمرو بن قيس الكوفي، م. الملائي البزاز) عن عكرمة وعطية العوفي وأبي إسحاق والحكم بن عتيبة. وعنه سفيان الثوري وأبو خالد) الأحمر والمحاربي وعمر بن شبيب، وأسباط بن محمد وسعد بن الصلت وجماعة. وكان ورعاً عابداً حافظاً لحديثه. قال الثوري وذكره فأثنى عليه، وكان يتبرك به لزهده وفضله. وقال أبو زرعة: ثقة مأمون. وقال أبو داود: مات بسجستان وكنيته أبو عبد الله. 4 (عمرو بن مروان أبو العنبس النخعي الكوفي.) 9... (9/243)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 244 عن أبيه عن علي وله عن أبي وائل. وعنه حفص بن غياث ووكيع وغيرهما. شيخ. 4 (عمرو بن ميمون بن مهران، ع. أبو عبد الله الجزري. أحد أئمة الفقهاء.) روى عن أبيه وسليمان بن يسار وعمر بن عبد العزيز ومكحول. وعنه الثوري وعباد بن العوام وابن المبارك وأبو معاوية وبشر بن المفضل ويزيد بن هارون ومحمد بن بشر العبدي وغيرهم. كان يقول: لو علمت أنه بقي علي حرف من السنة باليمن لأتيتها. وقال أبو الحسن الميموني: حدثني أبي قال: لما رأيت قدر عمي عمرو بن ميمون عند المنصور قلت له: لو سألت أمير المؤمنين أن يقطعك قطيعة، فسكت، فألححت عليه، فقال: يا بني إنك لتسألني أن أسشأله شيئاً قد ابتدأني هو به غير مرة فلم أفعل. وقال يحيى بن معين وغيره: ثقة. وقال الميموني: سمعت أبي يصف عمرو بن ميمون بالقرآن والنحو، وقال: لم أره يغتاب أحداً. قلت: توفي سنة خمس وأربعين، وقيل: سنة تسع وأربعين ومائة. 9... (9/244)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 245 قال هلال بن العلاء: مات بالرقة وكان يؤدب بحصن مسلمة. وقال الواقدي وخليفة وأبو عبيد: مات سنة خمس وأربعين. 4 (عنبسة بن عمار. نزل الكوفة، وحدث أ، ه رأى ابن عمر يسلم على صبيان المكتب.) وروى عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وأخيه حميد. وعنه عيسى بن يونس وأبو معاوية ومروان الفزاري. وثقه أبو داود، وقد روى له البخاري في كتاب المسمى بالأدب. 4 (عنبسة بن مهران الحداد. عن الزهري ومكحول. وعنه عبد الله بن رجاء المكي وأبو عاصم) النبيل ومكي بن إبراهيم. قال أبو حاتم: منكر الحديث.) 4 (العوام بن حمزة المازني. بصري. عن عثمان النهدي وأبي نضرة وبكر بن عبد الله وسليمان) بن قتة. وعنه يحيى القطان وغندر والنضر بن شميل. وثقه ابن راهويه. 9... (9/245)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 246 وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء. 4 (العوام بن حوشب، ع. بن يزيد الشيباني الربعي الواسطي أبو عيسى.) له عدة أخوة منهم خراش والد شهاب بن خراش أسلم جدهم يزيد على يد أمير المؤمنين علي فجعله على شرطته. روى عن إبراهيم النخعي ومجاهد وعمرو بن مرة وسلمة بن كهيل وطائفة. وعنه ابنه سلمة وابن أخيه شهاب وشعبة وهشيم ومحمد بن يزيد ويزيد بن هارون وأهل بلده. قال أحمد: ثقة ثقة. وقال يزيد بن هارون: كان صاحب أمر بالمعروف ونهي عن المنكر. وقال: توفي سنة ثمان وأربعين ومائة. 4 (عوف الأعرابي، ع. ابن أبي جميلة، أبو سهل البصري الأعرابي، ولم يكن بأعرابي.) قال ابن معين: مولده سنة ثمان وخمسين. وقال محمد بن سلام الجمحي: كان عوف في بني حمان بن كعب ولم يكن 9... (9/246)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 247 أعرابياً كان فارسياً. وقال أحمد بن أبي خثيمة: ثنا هودة ثنا عوف الأعرابي من بني سعد، ثم قال أحمد ابن معين يقول: هوذة عن عوف ضعيف وفي اسم أبيه أقوال أحدها بندويه. روى عن أبي العالية الرياحي وزارارة بن أوفى وخلاس الهجري وأبي رجاء العطاردي ومحمد بن سيرين وطائفة سمواهم. وعنه شعبة وابن المبارك وغندر وروح بن عبادة والنضر بن شميل وهوذة بن خليفة وعثمان بن الهيثم المؤذن وخلق كثير. وكان أحد علماء البصرة، وكان يقال له: عوف الصدوق، وثقه غير واحد واحتج به أصحاب الصحاح، وقيل: كان يتشيع. وقال الأنصاري: قال لي عوف: سمعت من الحسن قبل وقعة ابن الأشعث. قلت: وكان قدرياً فروى بندار وغيره عن يحيى القطان قال: سمعت عوفاً الأعرابي وحدث بحديث الصادق المصدوق، فقال: كذب عبد الله. وقال ابن المبارك: ما رضي عوف ببدعة حتى كان فيه بدعتان: قدري شيعي.) وقال الأنصاري: رأيت داود بن أبي هند يضرب عوفاً ويقول: ويلك يا قدري. وقال بندار: يقولون عوف فوالله لقد كان عوف قدرياً رافضياً. مات عوف سنة ست، وقيل: سنة سبع وأربعين ومائة. وقع لنا من عواليه. 9... (9/247)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 248 4 (عيسى بن سنان، ت ق، أبو سنان القسلمي الحنفي الفلسطيني نزيل البصرة.) روى عن عثمان بن أبي سودة المقدسي ويعلى بن شداد بن أوس ووهب بن منبه بن حيوة وجماعة. وعنه الحمادان وأبو أسامة وعيسى بن يونس ويوسف بن يعقوب السدوسي. ضعفه أحمد وغيره ولم يترك. هو جائز الحديث. 4 (عيسى بن أبي عطاء الكاتب الشامي.) روى عن أبيه وعمر بن عبد العزيز. وعنه الوليد بن سليمان بن أبي السائب والوليد بن مسلم ومحمد بن شعيب وجماعة. وقد ولي خراج ديار مصر لمروان بن محمد، وما علمت به بأساً. 4 (عيسى بن عمرو البصري. صاحب النحو.) ذكر ابن خلكان انه مات سنة تسع وأربعين ومائة فالله أعلم. وقد ذكرته في الطبقة المقبلة. 9... (9/248)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 249 4 (حرف الغين.)

4 (غالب القطان، ع.) من علماء البصريين، يكنى أبا سلمة بن أبي غيلان خطاف. واختلف في ضم خطاف وفتحه. وهو على الأشهر مولى عبد الله بن عامر بن كريز القرشي الأمير. سمع غالب من الحسن وابن سيرين وبكر المزني. وعنه بشر بن المفضل وابن علية وحزم بن أبي حزم وخالد بن عبد الرحمن السلمي. قال أحمد: ثقة ثقة. وأما ابن معين فقال: لا أعرفه. 9... (9/249)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 250 4 (حرف الفاء.)

4 (فايد بن كيسان، د ق، أبو العوام الباهلي الجزار القصاب.) عن أبي عثمان النهدي وابن بريدة. وعنه حماد بن سلمة وزكريا بن يحيى بن عمارة ومكي بن إبراهيم.) 4 (الفضل بن دلهم القصاب، د ت ق. واسطي.) عن الحسن وابن سيرين وقتادة. وعنه ابن المبارك ووكيع ومحمد بن خالد الهبي ويزيد بن هارون. قال أحمد بن حنبل: قال يزيد بن هارون: كان الفضل بن دلهم عندنا قصاباً شاعراً معتزلياً وكنت أصلي معه في المسجد ولا أسمع ذاك منه. وقال أبو حاتم: صالح. وقال أبو داود: ليس بالقوي ولا الحافظ. 9... (9/250)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 251 4 (الفضل بن عيسى بن أبان الرقاشي، ق. أبو عيسى البصري الواعظ.) روى عن أنس بن مالك وعن عمه يزيد الرقاشي وأبي عثمان النهدي وابن المنكدر. وعنه سفيان وحماد بن زيد ومعتمر بن سليمان وأبو عاصم العباداني وأبو عاصم النبيل وغيرهم. ضعفه أحمد. وقال ابن معين: رجل سوء قدري. 4 (الفضل بن مبشر، ق. أبو بكر الأنصاري المدني.) عن جابر بن عبد الله. ولعله آخر من روى عن جابر، وروى عن سالم بن عبد الله. وعنه زياد البكائي ومروان بن معاوية وعبد الرحمن بن مغراء ويعلى بن عبيد وغيرهم. وهو بكنيته أشهر، يقع حديثه عالياً في مسند عبد الله. ضعفه يحيى بن معين. وقال أبو حاتم وغيره: ليس بالقوي. 9... (9/251)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 252 4 (الفضل بن يزيد الثمالي الكوفي، ت.) عن الشعبي وعكرمة. وعنه علي بن مسهر ومروان بن معاوية. وثقه أبو زرعة. 4 (فضيل بن غزوان، ع. بن جرير. مولى بني ضبة أبو محمد الكوفي.) عن أبي حازم الأشجعي وأبي زرعة وعكرمة وسالم وجماعة. وعن ابنه محمد وجرير بن عبد الحميد وعبد الله بن المبارك وإسحاق الأزرق وابن نمير ويحيى بن سعيد القطان وآخرون. وثقه أحمد وغيره. 4 (الفضيل بن ميسرة الأزدي، ن ق. العقيلي أبو معاذ البصري.) عن الشعبي وطاوس وأبي حريز عبد الله بن الحسين قاضي سجستان. وعنه الشعبي معتمر وشعبة ويزيد بن زريع ويحيى القطان وغيرهم. 9... (9/252)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 253 4 (فياض بن غزوان الضبي الكوفي. أحسبه أخا فضيل بن غزوان.) ) قرأ القرآن على طلحة بن مصرف وحدث عن زبيد اليامي ومالك بن مغول وغيرهم. وعنه نعيم بن ميسرة وحكام بن مسلم وإسحاق بن سليمان وأبو بدر شجاع بن الوليد. وثقه أحمد بن حنبل. 9... (9/253)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 254 4 (حرف القاف)

4 (قابوس بن أبي ظبيان، د ت ق. حصين ابن جندب الجنبي الكوفي.) عن أبيه ليس إلا. وعنه الثوري وزهير بن معاوية وجرير بن عبد الحميد وعبيدة بن حميد وأبو بدر السكوني وغيرهم. قال أبو حاتم: يكتب حديثه. وقال أحمد: ليس هو بذاك. وقال جرير: لم يكن من النقد الجيد. وقال النسائي وغيره: ليس بالقوي. 4 (القاسم بن عبد الواحد بن أيمن المكي، ت ن ق. قدم أبوه آنفاً.) وهذا روى شيئاً يسيراً عن أبي حازم سلمة بن دينار وعبد الله بن محمد 9... (9/254)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 255 بن عقيل. وعنه همام بن يحيى وعبد الوارث بن سعيد وداود بن عبد الرحمن العطار. قال أبو حاتم: يكتب حديثه. قلت: موته قريب من موت أبيه. 4 (القاسم بن الوليد الوليد الهمداني الكوفي، ق. الخبذعي. وخبذع بطن من همدان.) روى عن مجاهد والشعبي والمنهال بن عمرو وغيرهم. وعنه حسين الجعفي وأسباط بن محمد، وأبو نعيم وولده الوليد بن القاسم وصاحب فتوح الشام أبو إسماعيل محمد بن عبد الله الأزدي البصري والوليد بن الفضل العنزي. وثقه ابن معين. قيل: توفي سنة إحدى وأربعين ومائة. وقيل بعد ذلك. 4 (قدامة بن عبد الله أبو روح العامري. ن ق. الذهلي. يقال: هو فليت العامري.) روى عن جسرة بنت دجاجة. وعن ابن المبارك ويحيى القطان ووكيع ويعلى بن عبيد. 9... (9/255)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 256 صدوق. 4 (قرة بن عبد الرحمن بن حيوئيل. م. مقروناً ابن ناشرة المعافري المصري.) عن أبيه قبيل ويزيد بن أبي حبيب الزهري. وعنه الأوزاعي وهو من أقرانه والليث بن سعد وابن وهب ومحمد بن شعيب بن شابور وجماعة. ضعفه ابن معين. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي.) قال يعقوب الفسوي: سمعت شيوخ مصر يقولون: لما عمل هشام بن عبد الملك صاعه ومدة أرسل بهما إلى مصر فأدخل الصاع المسجد فداروا به على حلق المسجد، فلما انتهوا به إلى حيوئيل ضرب به الأرض فرفع ذلك إلى هشام فقال: اسكتوا، فلما كان دولة بني عباس خرج وفد مصر وفيهم قرة، فقيل: هذا قرة كاسر الصاع، فقال المنصور: هل لك أن تكسر لنا أمداً قال: يا أمير المؤمنين إن بعث موتانا كسرت المختوم والصاع. قلت: توفي سنة سبع وأربعين ومائة. 9... (9/256)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 257 4 (قطن بن كعب القطعي البصري. خ ن.) عن ابن سيرين وأبي يزيد المدني. وعنه شعبة وجماد بن زيد وعبد الوارث ومحمد بن بكر البرساني. وهو ثقة يكنى أبا الهيثم. 4 (قنان بن عبد الله النهمي الكوفي.) عن محمد بن سعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوسجة. وعنه حفص بن غياث وابن فضيل وأبو معاوية. وثقه ابن معين ثم قال: وقنان بن عبد الله آخر مصري. روى ابن لهيعة. قلت: روى له البخاري في كتاب الأدب. 9... (9/257)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 258 4 (حرف الكاف.)

4 (كثير بن يسار الطفاري. أبو الفضل البصري.) عن يوسف بن عبد الله بن سلام والشعبي والحسن البصري. وعنه حماد بن زيد وروح بن عبادة وأبو عاصم وسعيد بن عامر وجماعة لم يضعف. 4 (كهمس بن الحسن. ع. أبو الحسن التيمي الحنفي البصري العابد أحد الثقات الأعلام.) روى عن أبي الطفيل وعبد الله بن شقيق وأبي السليل ضريب بن نفير ويزيد بن عبد الله بن الشخير وابن بريدة والحسن. وعنه ابن المبارك ويحيى القطان ومعتمر ووكيع ومعاذ بن معاذ وعبد الرحمن بن حماد وأبو عبد الرحمن المقرئ وخلق. 9... (9/258)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 259 قال أحمد بن حنبل: ثقة وزيادة. وقال أحمد بن إبراهيم الدروقي: حدثني الهيثم بن معاوية عمن حدثه. قال: كهمس يصلي اليوم والليلة ألف ركعة، فإذا مل قال: قومي يا مأوى كل سوء فوالله ما رضيتك لله ساعة. قيل: إن كهمس سقط من ه دينار ففتش عليه فلقيه فلم يأخذه وقال: لعله غيره.) وكان رحمه الله باراً بأمه، فلما ماتت حج وأقام بمكة حتى مات. وكان يعمل في الجص وكان يؤذن. قال يحيى بن كثير البصري: اشترى كهمس دقيقاً بدرهم فأكل منه فلما طال عليه كاله فإذا هم كما وضعه. توفي كهمس سنة تسع وأربعين ومائة رحمه الله. 9... (9/259)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 260 4 (حرف اللام.)

4 (لبطة بن الفرزدق. واسم الفرزدق همام بن غالب البصري أبو غالب.) روى عن أبيه. وعنه ابن عيينة وأبو عبيدة بن المثنى وولده أعين. خرج مع إبراهيم بن عبد الله بن حسن فقتل معه سنة خمس وأربعين ومائة. 4 (ليث بن أبي سليم الكوفي. م. مقروناً مولى بني أمية من علماء الكوفة.) عن طاوس ومجاهد وعكرمة وأبي بردة وجماعة سواهم. وعنه إسماعيل بن عياش وشعبة وسفيان ومعتمر وابن علية وأبو معاوية وأبو بدر السكوني وخلق كثير. 9... (9/260)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 261 قال يحيى بن معين: ليس به بأس. وقال فضيل بن عياض: كان أعلم أهل الكوفة بالمناسك. وقال الدارقطني: كان صاحب سنة إنما أنكروا عليه الجمع في غير حديث بين عطاء وطاوس ومجاهد حسب. وقال أحمد بن حنبل: مضطرب الحديث. وقال أبو زرعة وغيره: لين لا تقوم به الحجة. وقال عبد الوارث: كان ليث من أوعية العلم. وقال أبو بكر بن عياش: كان ليث بن أبي سليم من أكثر الناس صلاة وصياماً فإذا وقع على شيء لم يرده. وروى ابن شودب عن ليث قال: أدركت الشيعة الأول بالكوفة وما يفضلون على أبي بكر وعمر أحداً، يعني إنما كانوا يتكلمون في عثمان وفي من قاتل علياً. قلت: أخرج له مسلم مقروناً بغيره ومات سنة ثلاث وأربعين ومائة. 9... (9/261)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 262 4 (حرف الميم.)

4 (محمد بن أبي إسماعيل السلمي الكوفي. م د ن.) عن أنس بن مالك وسعيد بن جبير وعبد الرحمن بن هلال العبسي وأبي الضحى. وعنه عبد الواحد بن زياد ويحيى القطان وأبو معاوية وأبو أسامة وعبد الله بن نمير وآخرون. وثقه ابن معين. وله أخوان عمر وإسماعيل واسم أبيهم راشد.) وروى يحيى بن آدم عن شريك قال: أرأيت أولاد أبي إسماعيل أربعة ولدوا في بطن واحد وعاشوا. قلت: توفي محمد سنة اثنتين وأربعين ومائة. 4 (محمد بن الأشعث بن يحيى الخزاعي. الخراساني.) 9... (9/262)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 263 الأمير أحد قواد بني عباس. ولي دمشق للمنصور بعد صالح بن علي العباسي ثم ولاه إمرة الديار المصرية ودخل القيروان لحرب الإباضية. وكان شجاعا حازما مهيبا، هزم أبا الخطاب عبد الأعلى رأس الخوارج ثم ظفر به وقتله. ومات ابن الأشعث هذا سنة تسع وأربعين ومائة. (محمد بن أبي الجعد) روى عن الشعبي أنه كره شراء تراب الصاغة بالورق. ويقال: هو محمد بن الجعد البصري. له عن عطاء والزهري. وعنه سفيان ووكيع وأبو نعيم وغيرهم. قال أبو حاتم: يكتب حديثه. وقال أبو الفتح الأزدي: محمد بن الجعد متروك. قلت: ومحمد بن الجعد. حدث عنه محمد بن عيسى بن الطباع، كأنه آخر. 4 (محمد بن أبي حفصة. خ م ن. أبو سلمة البصري.) عن الزهري وقتادة وأبي حمزة الضبعي. 9... (9/263)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 264 وعنه حماد بن زيد وابن المبارك وروح بن عبادة وجماعة. ثقة مشهور، غيره أثبت منه. قال ابن المديني: قلت ليحيى: حملت عن أبي حفصة قال: نعم حديثه كله ثم رميت به، ثم قال: هو نحو صالح بن أبي الأخضر. وقال ابن معين: ثقة. وقال مرة ليس بالقوي. وقال النسائي في الضعفاء: محمد بن أبي حفصة وهو ابن ميسرة، ضعيف. 4 (محمد بن خالد الضبي الكوفي. ت.) المقلب سؤور الأسد أبو يحيى. ويقال أبو حي، وكان قد افترسه الأسد ثم نجا وعاش بعد سمع سعيد بن حبير وعطاء بن أبي رباح. وعنه سفيان الثوري وأبو يحيى الحماني. ذكره البخاري وغيره وما علمت أحداً ضعفه بل قال أبو حاتم: ليس به بأس. وقد روى أيضاً عن أنس. وعنه أيضاً جرير وأبو معاوية وسعيد بن خثيم. وظفرت بقول أبي الفتح الأزدي بأخرة أنه قال: منكر الحديث. 4 (محمد بن ذكوان الطاحي. ق. الأزدي مولاهم البصري حمو 9... (9/264)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 265 حماد زيد.) روى عن شهر بن حوشب وابن سيرين ويعلى بن حكيم وابن أبي ملكية ورجاء بن حيوة. وعنه شعبة وابن جرير وإبراهيم بن طهمان وعبد الله بن بكر السهمي وحجاج بن نضير وعبد الصمد بن عبد الوارث وآخرون. قال شعبة: كان كخير الرجال. وقال البخاري منكر الحديث. وقال ابن حبان: على قلة روايته يروي المعضلات عن الثقات. وقال حجاج بن نضير: هو ضعيف. ثنا محمد بن ذكوان حدثني يعلى بن حكيم عن سليمان بن أبي عبد الله عن أبي هريرة مرفوعاً من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته. وسليمان لا يدرى من هو. ابن إسحاق حدثني محمد بن ذكوان عن الحسن عن أبي عن النبي صلى الله عليه وسلم في آدم) أنه اشتهى ثماراً من ثمار الجنة ولما مات غسلته الملائكة وصلت عليه وكبرت عليه أرعاً. ورواه يعلى عن ابن إسحاق فقال: عن محمد بن ميمون. ورواه ابن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن أبي قوله. 4 (محمد بن الزبير التميمي. ن. الحنظلي البصري.) 9... (9/265)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 266 عن أبيه وعمر بن عبد العزيز وبلال بن أبي بردة والحسن ومكحول. وعنه حماد بن زبير ومعتمر وعبد الوارث وابن علية وعبد الوهاب بن عطاء وعدة. وروى عنه من أقرانه يحيى بن أبي كثير. ضعفه النسائي وأخرج له حديثاً ولم يقوه. وقال البخاري منكر الحديث. قلت: هو راوي حديث عن الحسن عن عمران مرفوعاً لا نذر في غضب وكفارته كفارة يمين. 4 (محمد بن سالم أبو سهل الكوفي.) عن الشعبي وسلمة بن كهيل وأبي إسحاق. وعنه الثوري وجرير الضبي وابن فضيل ويزيد بن هارون وغيرهم. متفق على ضعفه. قال أحمد بن حنبل: شبه متروك. وقال ابن عدي: الضعف بين على روايته. وقال البخاري: هو صاحب الفرائض كان ابن المبارك ينهى عنه. 9... (9/266)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 267 4 (محمد بن السائب الكلبي. ت. بن بشير بن عمرو وأبو النضر الكلبي الكوفي الأخباري) العلامة صاحب التفسير. روى عن الشعبي وأبي صالح باذام وأصبغ بن نباتة وطائفة. وعنه ابنه هشام بن الكلبي صاحب النسب وشعبة وابن المبارك وأبو معاوية وابن فضيل ويزيد بن هارون وسعد بن الصلت وطائفة سواهم. اتهم بالأخوين: الكذب والرفض، وهو آية في التفسير واسع العلم على ضعفه. قال زيد بن الحريس: سمعت أبا معاوية الكلبي يقول: حفظت ما لم يحفظ أحد ونسيت ما لم ينس أحد. حفظت القرآن في ستة أيام أو سبعة وقبضت على لحيتي لآخذ منها ما دون القبضة فأخذت فوق القبضة. قال ابن عدي: ليس لأحد تفسير أطول من تفسير الكلبي. قلت: يعني من الذين فسروا القرآن في المائة الثانية، ومن الذين ليس في تفسيرهم سوى قولهم. ثم قال ابن عدي: لشهرته بين) الضعفاء يكتب حديثه. 9... (9/267)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 268 قال أبو حاتم الرازي: أجمعوا على ترك حديثه. وقال أبو داود: جوبير أمثل منه. قال أبو عوانة: سمعت الكلبي يتكلم بشيء من تكلم به كفر. وقال يزيد بن زريع: رأيت الكلبي يضرب يده على صدره ويقول أنا سبائي أنا سبائي. وقال عبد الرحمن بن مهدي: سمعت أبا جزء يقول: قال الكلبي: كان جبريل يوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقام لحاجة وجلس علي فأوحى جبريل إلى علي. وقد روى أبو عوانة هذا عن الكلبي. قال حجاج الأعور: سمعت الكلبي يقول: حفظت القرآن في سبعة أيام. رواها أبو عبيد القاسم بن سلام عن الحجاج. وقال المعتمر بن سليمان: كان الكلبي كذاباً. قلت: أنا أتعجب من شعبة وتحريه كيف يروي عن مثل هذا التالف. وقال يحيى بن يعلى: سمعت زائدة يقول: أطرحوا حديث أربعة: حجاج وجابر وحميد مجاهد الكلبي، فأما الكلبي فصمتاً إن لم أكن سمعته يقول: نسيت علمي فأتيت آل محمد فسقوني عسلاً فامتلأت علماً. أفتأمروني أن أحدث عن رجل يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وروى عباس عن يحيى قال: الكلبي ليس بشيء. قلت: موت الكلبي على رأس الخمسين ومائة، وقد مر في الحوادث أنه مات سنة ست وأربعين ومائة. 9... (9/268)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 269 4 (محمد بن سعيد بن حسان المصلوب. ت ق.) وهو محمد بن أبي قيس وهو محمد بن الطبري وهو القرشي الأزدي وهو الدمشقي وهو ابن الطبري. وقد دلسوه ألواناً كثيرة لئلا يعرف لسقوطه. روى عن مكحول وعبادة ورافع والزهري وربيعة بن يزيد وطبقتهم. وعنه سفيان الثوري، وبكر بن خنيس وأبو بكر بن عياش وأبو معاوية والمحاربي ويحيى بن سعيد الأموي ومروان ابن معاوية وطائفة سواهم. قال أحمد بن حنبل وغيره: قتله أبو جعفر المنصور في الزندقة. وقال البخاري: صلب في الزندقة وكناه أبا عبد الرحمن. وقال ابن حاتم: يقال فيه: محمد بن حسان ومحمد بن أبي) حسان. وقال سعيد بن أبي أيوب عن ابن عجلان عن محمد بن سعيد بن حسان بن قيس فذكر حديثاً. قال العقيلي: يقولون فيه محمد بن أبي زينب ومحمد بن أبي زكريا ومحمد بن أبي الحسن. ويقولون: محمد بن حسان الطبري، قال: وربما قالوا فيه: عبد الرحمن وعبد الكريم وغير ذلك على معنى التعبيد لله، وقد بلغنا أن اسمه قلب على نحو مائة لون. قال النسائي: هو غير ثقة ولا مأمون. وقال مرة: كذاب. وسماه بعضهم: عبد الرحمن بن أبي شميلة. 9... (9/269)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 270 وقال أبو أحمد الحاكم: كان يضع الحديث. وقال أبو زرعة الدمشقي: ثنا محمد بن خالد عن أبيه سمعت محمد بن سعيد يقول: لا بأس إذا كان كلاماً حسناً أن يضع له إسناداً. الصواب محمود بن خالد الأزرق. ورواها دحيم عن خالد بن يزيد. قال عيسى بن يونس: دخل الثوري على محمد بن سعيد بن أبي قيس الأردني فاحتبس عنده ساعة ثم خرج إلينا فقال: هو كذاب. وقال أحمد: كان كذاباً. وروى الحسن بن رشيق عن النسائي قال: الكذابون المعروفون بوضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة: ابن أبي يحيى بالمدينة، والواقدي ببغداد، ومقاتل بخراسان، ومحمد بن سعيد بالشام، يعرف بالمصلوب. قال الدارقطني وغيره: متروك. قلت: وبإخراج الترمذي لحديث المصلوب والكلبي وأمثالهما انحطت رتبة جامعة عن رتبة سنن أبي داود والنسائي. وكان صلب هذا الرجل في حدود سنة خمسين ومائة. 4 (محمد بن سواقة. ع. أبو بكر الغنوي الكوفي العابد الصالح.) روى عن أنس وإبراهيم النخعي وسعيد بن جبير وأبي صالح السمان ومنذر الثوري وجماعة. 9... (9/270)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 271 وعنه السفيانان والمحاربي وأبو معاوية وعلي بن عاصم ويعلى بن عبيد وجماعة. وكان أحد الثقات، ويقال: إنه أنفق في أبواب الخير مائة ألف درهم. قال ابن عيينة: كان محمد بن سوقة لا يحسن أن يعصي الله تعالى. وقال النسائي: ثقة مرضي. 4 (محمد بن شيبة بن نعامة الضبي الكوفي. م.) عن علقمة بن مرثد وعمرو بن مرة وجماعة. وعنه فضيل بن عياض وجرير بن عبد الحميد وأبو معاوية وغيرهم.) 4 (محمد بن طحلاء. د ن.) عن أبي سلمة بن عبد الرحمن والأعرج ومحصن بن علي الفهيمي. وعنه ابناه يعقوب ويحيى، وعبد العزيز الدراوردي وغيرهم. قال أبو حاتم: ليس به بأس. 4 (محمد بن عبيد الله بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب. د ت ن..) الهاشمي الحسني المدني. عن نافع وأبي الزناد. 9... (9/271)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 272 وعنه عبد الله بن جعفر المخرمي وعبد العزيز الدراوردي وعبد الله بن نافع الصائغ. وقد النسائي، وابن حبان. ومر في الحوادث خروجه وخروج أخيه إبراهيم في سنة خمس وأربعين وأنهما قتلاً. فائدة: قال أبو أحمد بن حزم: ذهبت طائفة من الجارودية وهم غلاة الرافضة إلى أن محمد بن عبد الله بن حسن القائم بالمدينة حي لم يقتل، وأنه لا يموت حتى تملأ الأرض عدلاً، يعني كما ملئت جوراً. وقد خلف محمد بن عبد الله من الأولاد عبد الله الذي قتله هشام بن عمرو في مصاف كان بنيهما بناحية بلاد القشمير، وخلف علياً ومات في السجن، وحسن بن محمد بن عبد الله الذي خرج وقتل في وقعة فخ، وفاطمة بنت محمد زوجة ابن عمها الحسن بن إبراهيم، وزينب التي دخل بها محمد بن أبي العباس السفاح ليلة قتل أبوها محمد بن عبد الله. قال أبو داود: قال أبو عوانة: إبراهيم ومحمد خارجيان. ثم قال أبو داود: بئس ما قال. وقال الزبير بن بكار: قال هارون بن سعيد العجلي الشيعي يعيب خروجه. (يا أيها ذا الذي له كان ذو ال .......... نية منا في الدين متبعا)

(أبينما أنت منتهى أمل ال .......... أمة إذ قيل صارمبتدعا)

(يا لهف نفسي على تفرق ما .......... قد كان منها عليك مجتمعا) 9... (9/272)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 273 4 (محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان. ق. أبو عبد الله الأموي العثماني الملقب) بالدبياج لحسنه. كان سمحاً جواداً سرياً ذا مروءة وسؤدد. روى عن أمه فاطمة ابنة الحسين بن علي ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تديموا النظر إلى المجذمين. وروى عن نافع وعبد الله بن دينار وأبي الزناد. وعنه أسامة بن) زيد وغيره. لينه البخاري. وروى عنه أيضاً الدراوردي ومحمد بن معن الغفاري ويحيى بن سليم الطائفي وابن أبي الزناد. وقدم الشام مرات. وهو أخو عبد الله بن حسن والد الأخوين محمد وإبراهيم لأمه. قال ابن سعيد: وكان أبوه يدعى المطرف لجماله. وقال الواقدي: كان محمد الديباج أصغر ولد فاطمة بنت الحسين، وكان أخوته من أمه يرقون عليه ويحبونه، وكان لا يفارقهم، فكان ممن أخذ مع أخوته بني الحسن بن الحسن فضربه المنصور من بين أخوته مائة سوط وسجنه بالهاشمية فمات في حبسه. قال: وكان كثير الحديث عالماً. 9... (9/273)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 274 قال مسلم: كان منكر الحديث. وكناه النسائي أبا عبد الله، وقال: ليس بالقوي. وقال ابن عدي: حديثه قليل ومقدار ماله يكتب. وقال داود بن عبد الرحمن العطار: رأيت عبد الله بن حسن بن حسن أتى أخاه محمد بن عبد الله بن عمرو فوجده نائماً فأكب عليه فقبله ثن انصرف ولم يوقظه. وقال الزبير بن بكار: حدثني عبد الملك بن عبد العزيز عن أبي السائب قال: احتجت إلى لقحة فكتبت إلى محمد الديباج أسأله أن يبعث إلي بلقحة، فإني لعلى بابي إذا أنا بزاجر يزجر إبلاً وإذا هو عبد يزجرها، فقلت: يا هذا ليس ها هنا الطريق. قال: أردت دار أبي السائب، فقلت: أنا هو، فدفع إلي كتاب محمد بن عبد الله فإذا فيه: أتاني كتابك تطلب لقحة وقد جمعت ما كان بحضرتنا منها وهي تسع عشرة لقحة وبعثت معها بعبد يرعاها. قال فبعت منها بثلاثمائة دينار سوى ما حبست. وروى الزبير عن سليمان بن العباس السعدي يمدح محمد بن عبد الله بن عمرو: (وجدنا المحض الأبيض من قريش .......... فتىً بين الخليفة والرسول.)

(أتاك المجد من هذا وهذا .......... وكنت له بمعتلج السيول)

(فما للمجد رونك من مبيت .......... وما للمجد دونك من مقيل.) قال الزبير: قتل محمد الديباج أو مات في حبس المنصور في أمر محمد وإبراهيم. وقال البخاري: أخذ في سنة خمس وأربعين وزعموا أن أبا جعفر قتله. 9... (9/274)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 275 وقال الواقدي: قال عبد الرحمن بن أبي الموالي: أحضرت فسلمت على المنصور، فقال: لا سلم الله عليك ابن الفاسقين يعني محمداً وإبراهيم، قلت: يا أنير المؤمنين، امرأتي طالق وعلي وعلي) إن كنت مكانهما، فقال: السياط، فضربت أربعمائة سوط، فما عقلت بها حتى رفع عني، وذكر القصة إلى أن قال: ثم مات محمد الديباج فقطع رأسه فبعث به إلى خراسان وطافوا به، وجعلوا يحلفون أنه رأس محمد بن عبد الله بن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوهمون أنه رأس محمد بن عبد الله بن حسن الذي كانوا يجدون في الرواية خروجه على المنصور. وقال إبراهيم بن المنذر: ثنا معن بن عيسى قال: زعموا أن المنصور قتل محمد الديباج ليلة جاءه خروج محمد بن عبد الله بن حسن بالمدينة. 4 (محمد بن عبد الله بن أبي مريم الخزاعي مولاهم.) روى عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة. وعنه مالك وحاتم بن إسماعيل ويحيى القطان وآخرون. قال أبو حاتم: صالح الحديث. 4 (محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، أبو عبد الرحمن الأنصاري الكوفي وفقيهها ومقرئها في) زمانه. 9... (9/275)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 276 روى عن الشعبي وعطاء بن أبي رباح والحكم ونافع وعطية العوفي وعمرو بن مرة وغيرهم ولم يدرك السماع من أبيه. روى عنه الشعبي والسفيانان وزائدة ووكيع والخريبي وابنه عمران بن محمد وأبو نعيم وخلق سواهم، وقرأ عليه حمزة الزيات وغيره. قال أحمد بن يونس: كان أفقه أهل الدنيا. وقال أحمد العجيلي: كان فقيهاً صدوقاً صاحب سنة جائز الحديث قارئاً عالماً بالقرآن. وقال أبو زرعة: ليس هو بأقوم ما يكون. وقال أحمد: مضطرب الحديث. وقال حفص بن غياث: من جلالته أنه قرأ القرآن على عشرة شيوخ. قلت: قرأ على الشعبي عن عكرمة، وقرأ على أخيه عيسى عن والدهما، وقرأ على المنهال بن عمرو عن قراءته على سعيد بن جبير، وكان حمزة يقول: يعلنها جودة القراءة عنده. وكان من أحسب الناس، وأحسنهم خطاً ونقطاً للمصحف، وأجملهم وأنبلهم. وروى أبو حفص الأبار عن ابن أبي ليلى قال: دخلت على عطاء فجعل يسألني، فكان أصحابه أنكروا ذلك وقال: تسأله قال: وما تنكرون هو أعلم مني. وقال بشر بن الوليد: سمعت أبا يوسف القاضي يقول: ما ولي القضاء أحد أفقه في دين الله ولا أقرأ لكتاب الله، ولا أقول حقاً بالله ولا أعف من ابن أبي ليلى.) 9... (9/276)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 277 وقال ابن معين: كان يحيى بن سعيد لا يحدث عن ابن أبي ليلى ما روى عن عطاء. وقال أحمد بن حنبل: لا يحتج به سيئ الحفظ. وروى معاوية بن صالح عن ابن معين: ضعيف وقال النسائي وغيره: ليس بالقوي. وقال الدراقطني: رديء الحفظ كثير الوهم. وقال أبو أحمد الحاكم: عامة أحاديثه مقلوبة. وقال يحيى بن يعلى المحاربي: طرح زائدة حديث ابن أبي ليلى. وقال أحمد بن يونس: سألت زائدة عن ابن أبي ليلى فقال: ذاك أفقه الناس. وقال عائذ بن حبيب: سمعت ابن أبي ليلى يقول: ما أقرع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو أحق، وما لم يقرع فهو قمار. وقال علي بن الأزهر بن عبد ربه: سألت جريراً قلت: من رأيت من المشايخ يستثنى في إيمانه قال: كان ابن أبي ليلى من أشدهم في ذلك. وقال سليمان بن سافرين: سألت منصوراً من أفقه أهل الكوفة قال: قاضيها، يعني ابن أبي ليلى. وقال الخريبي: سمعت سفيان يقول: فقهاؤنا ابن أبي ليلى وابن شبرمة. وقال ابن عيينة: كان رزق ابن أبي ليلى قاضي الكوفة مائتي درهم. أبو حفص الأبار عن ابن أبي ليلى عن عطاء عن جابر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم 9... (9/277)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 278 إذا نزل عليه وحي قلت: نذير قوم قد هلكوا أو صبحهم العذاب فإذا سري عنه فأطيب الناس نفساً وأطلقهم وجهاً وأكثرهم ضحكاً أو قال: تبسماً. أبو شهاب عن ابن أبي ليلى عن عبد الرحمن بن الأصبهاني عن ابن أبي ليلى عن علي قال: ليس على الفطرة من قرأ خلف الإمام. توفي ابن أبي ليلى سنة ثمان وأربعين ومائة. 4 (محمد بن عبد الرحمن التيمي. م. مولى آل طلحة بن عبيد الله. كوفي ثقة.) روى عن عيسى بن طلحة والسائب بن يزيد وكريب وسليمان بن يسار. وعنه مسعر وشعبة والسفيانان وشريك وإسرائيل وسعد بن الصلت. وقال ابن عيينة: كان أعلم من عندنا بالعربية. وقال ابن معين: ثقة. 4 (محمد بن عبد العزيز الراسبي البصري. م ت.) عن أبي الوازع جابر بن عمرو وأبي الشعثاء جابر بن زيد. وعنه ابن المبارك ووكيع ومحمد) بن عبيد وأبو أحمد الزبيري. صالح الحديث مقل استشهد به مسلم. وقال أبو عبد الله الحاكم: أراه يضطرب. 9... (9/278)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 279 وقيل: إنه كوفي يعرف بالجرمي، وقيل: بل الكوفي آخر. 4 (محمد بن عبيد الله بن أبي رافع. ق. مولى آل النبي صلى الله عليه وسلم أخو عون وعبد الله.) روى عن أبيه وزيد بن أسلم وداود بن الحصين وغيرهم. وعنه ابناه معمر ومغيرة، وعبد الله ابن لهيعة وإسماعيل بن عياش وعلي بن غراب وآخرون. ضعفه أبو حاتم وغيره. قال ابن عدي: هو في عداد شيعة الكوفة يروي أشياء من الفضائل لا يتابع عليها. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن معين: ليس بشيء ولا ابنه معمر. حيان بن علي عن محمد بن عبيد الله عن أبيه عن جده مرفوعاً: إذا طنت أذن أحدكم فليذكرني وليصل علي وليقل ذكر الله من ذكرني بخير، وربه أن النبي صلى الله عليه وسلم قتل عقرباً وهو يصلي. وبه أنه عليه السلام كان يكتحل وهو صائم. عباد الرواجني: أنا علي بن هاشم عن محمد بن عبيد الله عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوصني من آمن بي بولائه لعلي، فمن تولاه وتولاني تولى الله. 9... (9/279)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 280 4 (محمد بن عثمان بن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع المخزومي المدني. د.) عن جده وسعيد بن المسيب والقاسم بن محمد. وعنه حاتم بن إسماعيل والدراوردي وصفوان بن عيسى. وثقه أحمد. 4 (محمد بن عجلان. م. متابعة.) مولى فاطمة بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة القرشي أبو عبد الله المدني الفقيه أحد الأعلام. روى عن أنس بن مالك شيئاً وعن أبيه ونافع ومحمد بن كعب القرظي وسعيد المقبري وعمرو بن شعيب وغيرهم. وعنه السفيانان وبكر بن مضر وبشر بن المفضل وعبد الله بن إدريس ويحيى القطان وأبو عاصم والواقدي وخلق سواهم. وثقه ابن عيينة وغيره، وكان أحد من جمع بين العلم والعمل، وكان له حلقة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وقد خرج مع محمد بن عبد الله بن حسن فهم والي المدينة جعفر بن سليمان الهاشمي أن يجلده، فقالوا له: أصلحك الله، لو رأيت الحسن البصري فعل مثل هذا كنت) تضربه قال: لا، قيل: فابن عجلان في أهل المدينة مثل الحسن في أهل البصرة، فعفا عنه. وروى عباس بن نضر البغدادي عن صفوان بن عيسى قال: مكث ابن 9... (9/280)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 281 عجلان في بطن أمه ثلاث سنين فشق بطنها فأخرج وقد نبتت أسنانه. سمعها عبد العزيز بن أحمد الغافقي من عباس. وقال يعقوب بن شيبة في مسند علي: ثنا إبراهيم بن موسى الفراء ثنا الوليد بن مسلم قال: قلت لمالك: إني حدثت عن عائشة أنها قالت: لا تحمل المرأة فوق سنتين قدر ظل مغزل، فقال: من يقول هذا هذه امرأة ابن عجلان جارتنا امرأة صدق ولدت ثلاثة أولاد في اثنتي عشرة سنة تحمل أربع سنين قبل أن تلد. وقال سعيد بن داود الزبيري: أخبرني محمد بن محمد بن عجلان يقول: حمل بأبي أكثر من ثلاث سنين. قال الواقدي: وسمعت مالكاً يقول: قد يكون الحمل سنتين وأكثر أعرف من حمل به كذلك، يعني نفسه. وروى أبو حاتم الرازي عن شيخ له عن ابن المبارك قال: لم يكن بالمدينة أحد أشبه بأهل العلم من ابن عجلان كنت أشبهه بالياقوتة بين العلماء رحمة الله تعالى عليه. وقال يعقوب بن شيبة: ذكر مصعب الزبيري محمد بن عجلان فقال: كان له قدر وفضل بالمدينة، وكان ممن خرج مع محمد فأراد جعفرر بن سليمان قطع يده فمسح ضجة، وكان عنده الأكابر فقال: ما هذا قالوا: هذه ضجة أهل المدينة يدعون لابن عجلان فلو عفوت عنه، وإنما غر وأخطأ في الرواية ظن أنه المهدي، فعفا عنه وأطلقه. قال أبو بكر بن خلاد: سمعت يحيى بن سعيد يقول: كان ابن عجلان مضطرب الحديث في حديث نافع. 9... (9/281)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 282 وقال الفلاس: سألت يحيى عن حديث ابن عجلان عن المقبري عن أبي هريرة أن رجلاً قال: يا رسول الله إن قاتلت في سبيل الله فأبى أن يحدثني فقلت له: خالفه يحيى بن سعيد الأنصاري فقال: عن المقبري عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه، وقال: أحدث به أحدث به كان يعجب. وقال أبو زيد بن أبي الغمر: ثنا عبد الرحمن بن القاسم قال: قيل لمالك إن ناساً من أهل العلم يحدثون، فقال: من هم قيل: ابن عجلان، فقال: لم يكن يعرف ابن عجلان هذه الأشياء ولم) يكن عالماً. قلت: هذا قاله أبو عبد الله لما بلغه أن ابن عجلان روى حديث خلق الله آدم على صورته، والحديث في الصحيح من غير طريق ابن عجلان، ولم ينفرد به ابن عجلان، وقد وثقه أحمد وابن معين وحدث عنه شعبة ومالك، وغير ابن عجلان أقوى منه. قال الحاكم: أخرج له مسلم في كتابه ثلاثة عشر حديثاً كلها في الشاهد، وقد تكلم المتأخرون من أئمتنا في سوء حفظه. قلت: وقلما روى عنه شعبة ومالك. وحديثه من قبيل الحسن. مات في سنة ثمان وأربعين ومائة. 4 (محمد بن علي بن ربيعة أبو عتاب السلمي.) روى عن أبي وائل وعبد الله بن معبد بن عباس. وعنه هشيم ومحمد بن ربيعة وعبيد الله بن موسى وجماعة. 9... (9/282)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 283 وكان شيعياً عراقياً، وثقه ابن معين. وقال أبو حاتم: لا بأس به. قلت: لم يخرجوا له. 4 (محمد بن عمرو بن علقمة. م خ. مقروناً ابن وقاص أبو الحسن الليثي المدني أحد علماء) الحديث. أكثر عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب وإبراهيم بن عبد الله بن حنين ومحمد بن إبراهيم التيمي وعمرو والده وطائفة. وعنه مالك وسفيان وإسماعيل بن جعفر وابن عيينة وعباد بن عباد وأبو أسامة وسعيد بن عامر ومحمد بن بشر ويزيد بن هارون ومحمد بن أبي عدي وخلق كثير. قال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال النسائي وغيره: ليس به بأس. وقال عبد الله بن أحمد: سمعت ابن معين وسئل عن سهيل بن أبي صالح والعلاء بن عبد الرحمن وعبد الله بن محمد بن عقيل وعاصم بن عبيد الله فقال: ليس حديثهم بحجة. قيل له: فحمد بن عمرو قال: محمد فوقهم. قلت: خرج له البخاري مقروناً بغيره وروى له مسلم متابعة وروى عباس عن ابن معين قال: ابن عجلان أوثق من محمد بن عمرو، وهو أحب إلي من ابن إسحاق. وعن ابن المديني أنه سأل يحيى بن سعيد عن محمد بن عمرو فقال: تريد العفو أو نشدد؟ قلت: بل شدد، قال: ليس هو ممن تريد، قلت: صدق 9... (9/283)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 284 يحيى بن سعيد ليس هو مثل يحيى بن سعيد الأنصاري وحديثه صالح. مات سنة خمس أو أربع وأربعين ومائة. (محمد بن عون الخراساني - ق -) عن سعيد بن جبير وعكرمة والضحاك ونافع مولى ابن عمر. وعنه إسماعيل بن زكريا وسيف بن عمر ويعلى بن عبيد وغيرهم. قال ابن معين وأبو داود: ليس بشيء. وقال البخاري: منكر الحديث. قلت: هو صاحب حديث نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم استلم الحجر ووضع شفته عليه يبكي طويلاً ثم التفت إلى عمر فقال: يا عمر هاهنا تسكب العبرات. سمعته منه يعلى بن عبيد.) 4 (محمد بن أبي القاسم الطويل. خت د ت.) له عن أبيه وعكرمة وعبد الملك بن سعيد بن جبير. وعنه عبد الرحيم بن سليمان ويحيى بن أبي زائدة وأبو سلمة. وثقه أبو حاتم وغيره. 4 (محمد بن قيس الأسدي خ م د ن. الوالبي. أبو نصر ويقال أبو قدامة وأبو الحكم.) 9... (9/284)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 285 عن الشعبي وعلي بن ربيعة الوالبي وبشر بن يسار والحكم وطائفة. وعنه شعبة وسفيان وعلي بن مسهر ووكيع وأبو نعيم وحفيده وهب بن إسماعيل بن محمد. قال أحمد: ثقة لا يشك فيه، وكيع أروى الناس عنه. وقال ابن المديني ويحيى وجماعة: ثقة. 4 (محمد بن النضر الحارثي.) العابد من أولياء الله تعالى إن شاء الله. يأتي في طبقة شريك القاضي. 4 (محمد بن الوليد الزبيدي. ع سوى ت. الحمصي القاضي أبو الهذيل أحد الأئمة الثقات.) روى عن أزهر بن سعيد الحراني وراشد بن سعد المقري ومكحول وعبد الرحمن بن جبير بن نفير والزهري وعمرو بن شعيب وخلق سواهم. وعنه الأوزاعي ومحمد بن حرب ويحيى بن حمزة وبقية بن الوليد ومنبه بن عثمان ومحمد بن عيسى بن سميع وخلق، وآخرهم وفاة يحيى بن سعيد القطان. قال ابن سعد: كان أعلم أهل الشام بالفتوى والحديث. قال الزبيدي: أقمت مع الزهري بالرصافة عشر سنين. وقال الوليد بن مسلم: سمعت الأوزاعي يقول: ما أحد من أصحاب 9... (9/285)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 286 الزهري أثبت من الزبيدي. وقد قال الزهري مرة: قد احتوى هذا الزبيدي على ما بين جنبي من العلم. وقال أبو داود: ليس في حديثه خطأ. وقال النسائي: حمصي ثقة. وقال علي بن عياش: كان الزبيدي على بيت المال وكان الزهري به معجباً يقدمه على جميع أهل حمص. وقال ابن معين: الزبيدي أثبت من ابن عيينة في الزهري. توفي الزبيدي سنة ثمان وأربعين ومائة، وقيل: في المحرم سنة تسع وأربعين ومائة، وعاش سبعين سنة. 4 (محمد بن أبي يحيى الأسلمي مولاهم المدني.) عن أبيه وعكرمة وسالم بن عبد الله. وعنه ابناه إبراهيم وعبد الله وابن وهب ويحيى القطان وأبو ضمرة. وثقه أبو داواد وغيره.) توفي سنة ست وأربعين ومائة. 4 (محمد بن يزيد بن أبي زياد الثقفي الفلسطيني. د ت ق.) يقال أصله كوفي، سكن مصر مدة، ومن موالي المغيرة بن شعبة وهو صاحب حديث الصور. له عن محمد بن كعب القرظي ونافع وكعب بن علقمة وعبادة بن نسي 9... (9/286)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 287 وأيوب بن قطن. وعنه إسماعيل بن رافع ومعقل الجزري وأبو بكر بن عياش وغيرهم. وقد صحح له الترمذي وتوقف فيه غيره. 4 (محمد بن يوسف بن عبد الله الكندي. المدني الأعرج.) عن السائب بن يزيد وسليمان بن يسار. وعنه ابن جريج ومالك ويحيى بن سعيد القطان. 4 (المثنى بن الصباح اليماني. د ت ق. من أبناء الفرس، نزل مكة.) روى عن طاوس ومجاهد والمحرر بن أبي هريرة وعمرو بن شعيب وابن أبي ملكية. وعنه ابن المبارك والوليد بن مسلم ومعقل بن زياد وأيوب بن سويد وعيسى بن يونس وعبد الرزاق، وآخر من روى عنه علي بن عياش الحمصي وأحسبه لقيه في الحج. قال أبو حاتم: لين الحديث. وقال أحمد بن حنبل: مضطرب الحديث. وقال داود العطار: لم أدرك في الحرم أعبد منه. وقال: مات آخر سنة تسع وأربعين ومائة. 9... (9/287)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 288 4 (مجالد بن سعيد. م. مقروناً. ابن عمير بن بسطام الهمذاني الكوفي.) روى عن قيس بن أبي حازم ومرة الهمداني والشعبي وأبي الوداك وأمثالهم. وعنه ابنه إسماعيل وابن المبارك وحفص بن غياث ويحيى القطان وأبو أسامة ومحمد بن بشر وطائفة. قال ابن معين: وغيره لا يحتج به. وقال أحمد بن حنبل: يرفع كثيراً مما لا يرفع الناس، ليس بشيء. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال أبو سعيد الأشج: ذكر رجل عثمان رضي الله عنه مجالد فقال لغلامه: جره واطرحه في البئر. قلت: هذه حكاية مرسلة. وقال إسماعيل بن مجالد: عاش أبي ستاً وتسعين سنة. قلت: أدرك جماعة من الصحابة لكن ليس له عنهم شيء. توفي مجالد سنة أربع وأربعين ومائة. 4 (مجمع بن يحيى. م ن. بن يزيد بن جارية الأنصاري الكوفي.) ) عن أبي أمامة بن سهل بن أبي بردة وعطاء بن أبي رباح. 9... (9/288)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 289 وعنه ابن المبارك وحسين الجعفي وعبيد الله الأشجعي ومحمد بن بشر العبدي وأبو نعيم. وهو ثقة. 4 (محرز بن عبد الله أبو رجاء.) شامي ويقال جزري. عن مكحول وبرد بن سنان. وعنه الثوري ويعلى بن عبيد ومحمد بن بشر وجماعة. 4 (مخول بن راشد الكوفي. ع.) عن أبي جعفر الباقر ومسلم وشريك وأبو عوانة. وثقه ابن معين. ومات في دولة المنصور. 4 (مروان بن جناح الأموي. د ق. مولاهم الدمشقي أخو روح بن جناح.) روى عن أبيه وبسر بن عبيد الله وعمر بن عبد العزيز ومجاهد وجماعة. وعنه صدقة بن خالد والوليد بن مسلم وابن شابور. قال الدارقطني: لا بأس به. 9... (9/289)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 290 4 (مسافر التميمي الجصاص.) عن الحكم بن عتيبة وفضيل. وعنه وكيع وأبو نعيم وغيرهما. 4 (مسافر الوراق الكوفي. م.) عن جعفر بن عمرو بن حريث وابن حصين الأسدي وشعيب بن يسار. وعنه ابن عيينة وأبو أسامة ووكيع وطائفة. وله شعر جيد وثقه ابن معين. وله حديث واحد في الكتب، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب وعليه عمامة سوداء. 4 (مسلم بن سعيد الثقفي. الواسطي العابد.) روى عن خاله منصور بن زاذان ورميح الجذامي وحبيب بن عبد الرحمن. وعنه حبان ومندل وابن المبارك ويزيد بن هارون وهاشم بن القاسم. وثقه أحمد. وحكى يزيد بن هارون وهاشم بن القاسم أنه بقي أربعين سنة لا يضع جنبه إلى الأرض، قال: وسمعته يقول: لم أشرب الماء منذ خمسة وأربعين ويوماً. 4 (مسحاج بن موسى الضبي الكوفي. د.) 9... (9/290)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 291 عن أنس. وعنه معاوية وعبد الرحمن بن مغراء ومروان الفزاري وجماعة. وثقه ابن معين وغيره. له حديث في السنن. 4 (مسعر بن حبيب. د. أبو الحارث الجرمي. بصري.) ) عن عمرو بن سلمة الجرمي. وعنه يحيى القطان ووكيع ويزيد بن هارون وعبد الصمد بن عبد الوارث. وثقه ابن معين. 4 (مسلم بن صاعد النحات.) أرسل عن علي وروى عن مجاهد وعبد الله بن معدان. وعنه مروان الفزاري وأبو معاوية. وثقه ابن معين وضعفه أبو حاتم. 4 (مشمعل بن إياس. ق. وقيل ابن عمر، بصري. 9... (9/291)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 292 عن عمرو بن سليم. وعنه القطان وابن) مهدي وعبد الصمد التنوري. وثقه ابن معين. 4 (مصعب بن ثابت. أكبر شيخ لابن المبارك.) حدث عن عبد الله بن الزبير. فيه جهالة. 4 (مصعب بن سليم مولى آل الزبير بن العوام. م د ن. وكان عريف بني زهرة بالكوفة.) روى عن أنس بن مالك وأبي بكر بن أبي موسى. وعنه ابن عيينة ووكيع وحفص بن غياث وأبو نعيم. وثقه النسائي. 4 (مطرف بن طريف. ع. الحارثي الكوفي العابد أحد الأثبات المجودين.) روى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى والشعبي والحكم وعطية العوفي وجماعة. 9... (9/292)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 293 وعنه السفيانان وعبثر بن القاسم وخالد بن عبد الله ومحمد بن فضيل وعلي بن مسهر وعلي بن عاصم وآخرون. وثقه سفيان بن عيينة وكان معجباً به. وقال داود بن علية: ما اعرف عربياً ولا أعجمياً أفضل من مطرف بن طريف. قلت: مات سنة ثلاث وأربعين ومائة. 4 (المطعم بن المقدام بن غنيم. د. الصنعاني الشامي.) عن الحسن وعطاء ومجاهد وابن سيرين. وعنه الأوزاعي ويحيى بن حمزة وإسماعيل بن عياش والهيثم بن حميد ومحمد بن شعيب بن شابور وآخرون. قال أبو حاتم: لا بأس به. وقال ابن معين: ثقة. 4 (مطيع أبو الحسن الغزال الكوفي. ن.) عن أبيه وأبي عمر البهراني والشعبي. وعنه يحيى القطان ووكيع وأبو نعيم ويعلى بن عبيد. وثقه ابن معين.) 9... (9/293)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 294 4 (مظاهر بن أسلم المخزومي. د ت ق. مدني ضعيف له في الطلاق عن القاسم بن محمد.) وعنه ابن جريج والثوري وأبو عاصم النبيل. ضعفه غير واحد. 4 (معاوية بن مسلمة النصري. ق. كوفي نزل دمشق.) سمع عطاء بن أبي رباح والحكم وعطية العوفي. وعنه الأوزاعي وابن نمير وسلمة بن علي الخشني ومحمد بن سميع. قال أبو حاتم: مستقيم الحديث ثقة. 4 (معوية بن غلاب البصري. م د ن. جد المفضل الغلابي.) روى عن الحسن والحكم بن الأعرج. وعنه جماد بن سلمة ويحيى القطان ومعاذ بن معاذ وعلي بن عاصم. وثقه يحيى بن معين. 4 (معاوية بن أبي مزرد المدني. خ م ن.) 9... (9/294)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 295 عن عمه أبي الحباب سعيد بن يسار ووالده أبي مزرد ويزيد بن رومان. وعنه سليمان بن بلال وحاتم بن إسماعيل ووكيع وابن المبارك والواقدي. قال أبو زرعة: ليس به بأس. 4 (معلى بن جابر بن مسلم.) عن عديسة بنت أهبان والأزرق بن قيس وموسى بن أنس. وعنه سليمان التيمي وهو أكبر من معلى ويزيد بن زريع ووكيع ومعتمر بن سليمان. قال أبو حاتم. 4 (معلى بن زياد القردوسي البصري. م. والقراديس بطن من الأزد.) عن الحسن ومعاوية بن قرة ونظلة السدوسي. وعنه حماد بن زيد وسعيد بن عامر الضبعي وجماعة. وثقه يحيى بن معين. 4 (معمر بن يحيى بن بسام. أخ. ويقال معمر بالتثقيل، الضبي الكوفي.) عن فاطمة بنت علي بن أبي طالب وأبي جعفر الباقر. وعنه وكيع وأبو أسامة وأبو نعيم. 9... (9/295)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 296 وثقه أبو زرعة. 4 (مقاتل بن حيان. م. أبن بسطام النبطي البلخي الخزاز وهو ابن داول دوز وهو بالفارسي) الخراز. عن الشعبي والضحاك وشهر بن حوشب وعكرمة وسالم بن عبد الله ومجاهد وابن بريدة) ومسلم بن هيصم وخلق. وعنه إبراهيم بن أدهم وبكر بن معروف وابن المبارك وعمر بن الرماح وعبد الرحمن بن محمد المحاربي ومسلمة بن علي الخشني وعيسى غنجار وخلق. وحدث عنه من شيوخه علقمة بن مرثد وذلك في صحيح مسلم. وكان خيراً ناسكاً كبير القدر صاحب سنة. هرب من خراسان أيام أبي مسلم صاحب الدولة إلى بلاد كابل فدعا هناك خلقتً إلى الإسلام فأسلموا على يده. وقد وثقه ابن معين وأبو داود. قال النسائي: ليس به بأس. وقال ابن عساكر: له وفادة على عمر بن عبد العزيز. وقال أحمد بن سيار: مقاتل وحسن ومصعب ويزيد أخوه خطتهم بمرو وتعرف بسكة حيان، وكان حيان من موالي بني شيبان، وكان ذا منزلة عند 9... (9/296)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 297 قتيبة بن مسلم، هرب ابنه مقاتل إلى كابل فأسلم به خلق. قال عبد الغني: والخراز براء ثم زاي. وقال الدارقطني: صالح الحديث. وقال ابن خزيمة: لا أحتج به. وروى الكوسج عن يحيى: ثقة. وكذا وثقه أبو داود. قلت: مات في حدود الخمسين ومائة قبل مقاتل بن سليمان بمدة. 4 (مقاتل بن سليمان المفسر في الطبقة الآتية.)

4 (منصور بن دينار التميمي.) عن نافع والزهري. وعنه وكيع وعبد الله بن نمير وأبو فضل. قال أبو زرعة: صالح. 4 (منصور بن النعمان، أبو حفص اليشكري.) بصري، نزل مرو وروى عن عكرمة وأبي مجلز. وعنه ابن المبارك وعبد العزيز بن أبي رزمة وأبو أحمد الزبيري. 9... (9/297)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 298 وثقه ابن حبان وعلق له البخاري في تفسير سورة الأنبياء. 4 (موسى بن دينار، أبو الحسن المكي.) عن سعيد بن جبير وعائشة بنت طلحة والقاسم بن محمد. وعنه يوسف بن خالد السمتي والحسن بن حبيب التميمي، وسمع منه يحيى القطان وحفص بن غياث ولم يحدثا عنه لضعفه. كذبه حفص. 4 (موسى بن عبد الله بن إسحاق. ع. طلحة التيمي الطلحي.) ) عن عم أبيه موسى وأخته عائشة ابني طلحة وسعيد بن جبير. وعنه وكيع وأبو أسامة، وثقه ابن حبان. له في الأدب. ً موسى بن عبد الله الجهني الكوفي. م ت ن ق. عن فاطمة بنت علي بن أبي طالب وزيد بن وهب وعبد الرحمن بن أبي ليلى ومصعب بن سعد. وعنه شعبة وعلي بن مسهر ويحيى القطان ومحمد ويعلى ابنا عبيد. 9... (9/298)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 299 يكنى أبا عبد الله وثقه أحمد وابن معين، وما علمت فيه ليناً فلماذا لم يخرج له البخاري وكان صالحاً متألهاً. قال مسعر: ما رأيته إلا وهو في اليوم الجائي خير منه في اليوم الماضي. وقال الثوري: دخلنا عليه نعوده فرأينا مصلاه مثل مبرك البعير كان صالحاً خيراً. قال جعفر بن عون، عن موسى الجهني وكان من العباد إنما كان له خص من قصب، وكان إن مرض إنسان عاده وإن مات شهده وإلا قام يصلي رحمه الله. 4 (موسى بن عقبة. ع. بن أبي عياش المدني مولى آل الزبير بن العوام.) أدرك سهل بن سعد وحدث عن أم خالد بنت خالد وعن عروة وكريب وأبي سلمة بن عبد الرحمن والأعرج وحمزة بن عبد الله بن عمر والزهري وخلق. وعنه ابن جريج ومالك وابن المبارك لقيه في سنة موته وحاتم بن إسماعيل وابن عيينة وأبو ضمرة ومحمد بن فليح وعبد الله بن رجاء المكي وأبو بدر السكوني وعدد كثير، وكان من العلماء الثقات. قال الواقدي: كان فقيهاً مفتياً. وقال أحمد بن حنبل: عليكم بمغازي موسى بن عقبة فإنه ثقة. 9... (9/299)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 300 قلت: سمعنا مغازيه وهو مجلد صغير. وقال مصعب الزبيري: كان له هيئة وعلم. وقال معن بن عيسى: كان مالك إذا سئل عن المغازي قال: عليك بمغازي الرجل الصالح موسى. وقال موسى بن عقبة: غزوت الروم في خلافة الوليد بن عبد الملك مع سالم بن عبد الله. قال يحيى القطان وجماعة: مات سنة إحدى وأربعين ومائة رحمه الله. وقال أحمد في مسنده: ثنا سفيان عن موسى بن عقبة سمع أم خالد قال: ولم أسمع أحداً يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم غيرها، قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من عذاب القبر. وقد وثقه ابن معين وأحمد وأبو حاتم.) وروى عنه ابن عيينة عن هشام بن عروة قال: إنما كنت أجيء إلى المدينة من أجل موسى بن عقبة فلما مات تركت المدينة. قال سفيان: وكان مآخياً له. قلت: وإنما طلب موسى العلم وهو كهل. روى أحمد بن صالح: ثنا يحي بن محمد الجاري عن مالك قال: جاء صالح بن كيسان وموسى بن عقبة إلى الزهري يطلبان العلم فقال: حبستما حتى صرتما كالشنان لا تمسكان ماءً جئتما تطلبان العلم. بن عمير التميمي الكوفي. ن. 9... (9/300)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 301 عن الشعبي وعكرمة وعلقمة بن وائل. وعنه ابن المبارك ووكيع وأبو نعيم وعبيد الله بن موسى. قال ابن معين: ثقة. قلت و 4 (موسى بن عمير القرشي الجعدي) عن الحكم بن عتيبة وغيره. عداده في الضعفاء. 4 (موسى بن أبي عيسى الحناط. م د ق. أبو هارون المدني الطحان.) أخو عيسى واسم أبيهما ميسرة. روى عن أبي عبد الله القراظ دينار وموسى بن أنس وعون بن عبد الله بن عتبة ونافع مولى ابن عمر. وعنه الليث وابن عيينة ويحيى القطان وغيرهم. صدوق. قال النسائي. ثقة. 4 (موسى بن كعب التميمي المروزي.) الأمير، أحد النقباء الاثني عشر القائمين بظهور دولة بني العباس. ولاه المنصور إمرة مصر فوليها سبعة أشهر ومات. وكان المنصور يعظمه ويجله لما يرى من طاعته ونصحه له. 9... (9/301)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 302 روايته عن أبيه كعب بن عيينة. روى عنه سعد بن سلم بن قتيبة الباهلي. ووفاته في سنة إحدى وأربعين ومائة. 4 (موسى بن مسلم الطحان. د ق. كوفي صدوق.) عن إبراهيم النخعي وعكرمة وعبد الرحمن بن سابط. وعنه الثوري ويحيى القطان وابن نمير وأبو أسامة وآخرون. وثقه يحيى بن معين، وكان يعرف بموسى الصغير. قال مسدد: سمعت يحيى القطان يقول: كان موسى الصغير يصلي في الحجر فدعا الله عز) وجل فقبض روحه وهو ساجد. ويكنى أبا عيسى. 4 (موسى بن المسيب الكوفي البزاز. ن ق.) عن سالم بن أبي الجعد وشهر بن حوشب. وعنه محمد بن فضيل وعبدة بن سليمان ويعلى بن عبيد وجماعة. قال أبو حاتم: صالح الحديث. 4 (مهند بن علي العتكي. بصري.) 9... (9/302)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 303 له عن طاوس وعطاء ومجاهد. وعنه شعبة والخليل بن أحمد صاحب العروض وخلد بن الحسين وآخرون. وثقه ابن معين. 4 (ميمون بن عبد الله، أبو منصور الجهني.) عن زيد بن وهب وإبراهيم النخعي. وعنه سعد بن عمرو الرازي ومالك بن مغول وسفيان وعبدة وابن فضيل ومروان بن معاوية. وثقه ابن معين. 9... (9/303)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 304 4 (حرف النون.)

4 (نصر بن أوس الطائي أبو المنهال.) شيخ كوفي، روى عن عمه عبد الله بن زيد وعلي بن الحسين. وعنه وكيع وابن المبارك وأبو نعيم. قال أبو حاتم: يكتب حديثه. قلت: هذا القول من أبو حاتم دال على أنه ليس بحجة مع أني لم أودع في كتابي اللذين في الضعفاء شيئاً من هذا النمط، تبعت في الترك أبا الفرج بن الجوزي وغيره. 4 (نصر بن حاجب الخراساني.) عن صفوان بن سيلم وغيره. وعنه عنبسة قاضي الري ويزيد بن هارون. قال أبو داود: ليس بشيء. 9... (9/304)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 305 وقال أبو زرعة: لا بأس به. قلت: مات بالمدائن في سنة خمس وأربعين ومائة. 4 (النضر بن عبد الرحمن. ت. أبو عمر الخزاز.) عن عكرمة وعثمان بن واقد. وعنه إسرائيل ووكيع ويونس بن بكير والمحاربي. ضعفه أحمد وغيره. وقال أبو داود: أحاديثه بواطيل. وروى عباس عن ابن معين: ليس يحل لأحد أن يروي عنه.) 4 (النعمان بن ثابت. تم. ن. بن زوطى الإمام العلم أبو حنيفة الفقيه مولى بني تيم الله بن ثعلبة.) 9... (9/305)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 306 ولد سنة ثمانين، وروى أنس بن مالك غير مرة بالكوفة إذ قدمها أنس. قاله ابن سعد فقال: ثنا سيف بن جابر أنه سمع أبا حنيفة يقوله. رورى أبو حنيفة عن عطاء بن أبي رباح وقال: ما رأيت أفضل منه. وعن عطية العوفي ونافع وسلمة بن كهيل وأبي جعفر الباقر وعدي بن ثابت وقتادة وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج وعمرو بن دينار ومنصور وأبي الزبير وحماد بن أبي سليمان وعدد كثير. تفقه بحماد وغيره فبرع في الرأي، وساد أهل زمانه في التفقه وتفريع المسائل، وتصدر للاشغال وتخرج به الأصحاب. فمن تلامذته: زفر بن الهذيل العنبري، والقاضي أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري قاضي القضاة، ونوح بن أبي مريم المروزي، وأسد بن عمرو، ومحمد بن الحسن، وحماد بن أبي حنيفة وخلق. روى عنه معيرة بن مقسم ومسعر وسفيان وزائدة وشريك والحسن بن صالح وعلي بن مسهر وحفص بن غياث وابن المبارك ووكيع وإسحاق الأزرق وسعد بن الصلت وأبو عاصم وعبد الرزاق وعبيد الله بن موسى والأنصاري وأبو نعيم وهوذة بن خليفة وجعفر بن عون وأبو عبد الرحمن المقرئ وخلق كثير. وكان خزازاً ينفق من كسبه ولا يقبل جوائز السلطان تورعاً، ولهار وصناع ومعاش متسع، وكان معدوداً في الأجواد الأسخياء والأولياء الأذكياء، وع الدين والعبادة والتهجد وكثرة التلاوة وقيام الليل رضي الله عنه. 9... (9/306)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 307 قال ضرار بن صرد: سئل يزيد بن هارون: أيما أفقه: أبو حنيفة أو الثوري فقال: أبو حنيفة أفقه وسفيان أحفظ للحديث. وقال ابن المبارك: أبو حنيفة أفقه الناس. وقال الشافعي: الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة. وقال يزيد بن هارون: ما رأيت أحداً أروع ولا أعقل من أبي حنيفة. وقال صالح بن محمد جزرة وغيره: سمعنا ابن معين يقول: أبو حنيفة ثقة. وروى أحمد بن محمد بن محرز عن ابن معين قال: لا بأس به، لم يهم بكذب، لقد ضربه يزيد بن عمر بن هبيرة على القضاء فأبى أن يكون قاضياً. وقال أبو داود: رحم الله مالكاً، كان إماماً، رحم الله الشافعي، كان إماماً، رحم الله أبا حنيفة، كان إماماً، سمع ابن داسة منه.) قال أبو يوسف: قال أبو جنيفة: علمنا هذا رأي وهو أحسن ما قدرنا عليه فمن جاءنا بأحسن منه قبلناه. وعن أسد بن عمرو أن أبا حنيفة صلى العشاء والصبح بوضوء أربعين سنة. وروى بشر بن الوليد عن أبي يوسف قال: بينما أنا أمشي مع أبي حنيفة إذ سمعت رجلاً يقول لآخر: هذا أبو حنيفة لا ينام الليل، فقال أبو حنيفة: والله لا يتحدث عني بما لم أفعل فكان يحيي الليل صلاة ودعاءً وتضرعاً، وقد روى 9... (9/307)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 308 من وجهين أنه ختم القرآن في ركعة. وقال عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة: رأيت أبا حنيفة شيخاً يفتي الناس بمسجد الكوفة عليه قلنسوة سوداء طويلة، وعن النضر بن محمد قال: كان أبو حنيفة جميل الوجه سري الثوب عطراً، أتيته في حاجة وعلي كساء قومسي، فأمر بإسراع بغلته وقال: أعطني كساءك وخذ كسائي، ففعلت، فلما رجع قال لي: يا نضر، أخجلتني بكسائك، قلت: وما أنكرت منه قال: هو غليظ. قال النضر: وكنت اشتريته بخمسة دنانير وأنا به معجب، ثم رأيته مرة وعليه كساء قومته بثلاثين ديناراً. وعن أبي يوسف قال: كان أبو حنيفة ربعة، من أحسن الناس صورة وأبلغهم نطقاً، وأعذبهم نغمة، وأبينهم عما في نفسه، وعنت حماد بن أبي حنيفة قال: كان أبي جميلاً تعلوه سمرة، حسن الهيئة، كثير العطر، هيوباً، لا يتكلم إلا جواباً، ولا يخوض فيما لا يعنيه. وعن ابن المبارك قال: ما رأيت رجلاً أوقر في مجلسه ولا أحسن سمتاً وحلماً من أبي حنيفة. وروى إبراهيم بن سعيد الجوهري عن المثنى بن رجاء قال: جعل أبو حنيفة على نفسه إن خلف بالله صادقاً أن يتصدق بدينار وكان إذا أنفق على عياله نفقة تصدق بمثليها. وقال أبو بكر بن عياش: لقي أبو حنيفة من الناس عنتاً لقلة مخالطته، فكانوا يرونه من زهو فيه وإنما كان غريزة. وقال جبارة بن مغلس: سمعت قيس بن الربيع يقول: كان أبو حنيفة ورعاً تقياً مفضلا على إخوانه أخوته. 9... (9/308)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 309 وقال زيد بن أجزم: ثنا الخريبي قال: كنا عند أبي حنيفة فقال رجل له: إني وضعت كتاباً على خطك إلى فلان فوهب لي أربعة آلاف درهم. فقال أبو حنيفة: إن كنتم تنتفعون بهذا فافعلوه. وعن شريك قال: كان أبو حنيفة طويل الصمت كثير العقل. قال يعقوب بن شيبة: حدثني بكر، أنا أبو عاصم النبيل قال: كان حنيفة يسمى الوتد لكثرة) صلاته. ورواها يوسف القطان عن أبي عاصم. وروى علي بن إسحاق السمرقندي عن أبي يوسف قال: كان أبو حنيفة يختم القرآن كل ليلة في ركعة. وروى يحيى بن عبد الحميد الحماني عن أبيه أنه صحب أبا حنيفة ستة أشهر فما رآه صلى الغداة إلا بوضوء عشاء الآخرة وكان يختم القرآن في كل ليلة عند السحر. وعن يزيد بن كميت قال: سمعت رجلاً يقول لأبي حنيفة: اتق الله، فانتفض واصفر وأطرق وقال: جزاك الله خيراً ما أحوج الناس كل وقت إلى من يقول لهم مثل هذا. ويروي أن أبا حنيفة ختم القرآن في الموضع الذي مات فيه سبعة آلاف مرة. قال مسعر: رأيت أبا حنيفة قرأ القرآن في ركعة. وروى محمد بن سماعة عن محمد بن الحسن عن القاسم بن معن أن أبا حنيفة قام ليلة يردد قوله تعالى بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر ويبكي 9... (9/309)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 310 ويتضرع إلى الفجر. ويروى أن أبا حنيفة ضرب غير مرة على أن يلي القضاء فلم يفعل. وقيل: إن إنساناً استطال على أبي حنيفة رضي الله عنه وقال له: يا زنديق، فقال أبو حنيفة: غفر الله لك هو يعلم مني خلاف ما تقول. قال يزيد بن هارون: ما رأيت أحداً أحلم من أبي حنيفة. وعن الحسن بن زياد قال: قال أبو حنيفة: إذا ارتشى القاضي فهو معزول وإن لم يعزل. وروى نوح الجامع انه سمع أبا حنيفة يقول: ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم فعلى الرأس والعين وما جاء عن الصحابة اخترنا وما كان من غير ذلك فهم رجال ونحن رجال. وقال وكيع: سمعت أبا حنيفة يقول: البول في المسجد أحسن من بعض القياس. قال أبو محمد بن حزم: جميع الحنيفة مجمعون على أن مذهب أبي حنيفة أن ضعيف الحديث أولى عنده من القياس والرأي. قال أبو نعيم: كان يجهر في أمر إبراهيم بن عبد الله بن حسن جهراً شديداً فقلت: والله ما أنت حتى توضع في أعناقنا الحبال. وقال أبو حنيفة: لا ينبغي للرجل أن يحدث إلا بما يحفظه من وقت ما سمعه. ورواها أبو يوسف عنه. وعنه أبي معاوية قال: حب أبي حنيفة من السنة وهو من العلماء الذين امتحنوا في) الله. 9... (9/310)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 311 جاء من طرق متعددة أنه ضرب أياماً ليلي القضاء فأبى. قال إسحاق بن إبراهيم الزهري: عن بشر بن الوليد الكندي قال: طلب المنصور أبا حنيفة فأراده على القضاء وحلف ليله فأبى، وحلف أن لا يفعل، فقال الربيع حاجب المنصور: ترى أمير المؤمنين يحلف وأنت تحلف قال: أمير المؤمنين كفارة يمينه أقدر مني. فأمر به إلى السجن فمات فيه ببغداد. وقيل دفع صاحب الشرطة حميد الطوسي فقال له: يا شيخ إن أمير المؤمنين يدفع إلي الرجل فيقول لي: اقتله أو قطعه أو اضربه، ولا علم لي بقصته، فما أفعل فقال أبو حنيفة: هل يأمرك أمير المؤمنين بأمر قد وجب أو بأمر لم يجب قال: بل بما قد وجب، قال: فبادر إلى الواجب. وعن مغيث بن بديل قال: دعا المنصور أبا حنيفة إلى القضاء فامتنع، فقال: أترغب عما نحن فيه فقال: لا أصلح، قال: كذبت، قال أبو حنيفة: فقد حكم أمير المؤمنين علي أني لا أصلح، فإن كنت كاذباً فلا أصلح، وإن كنت صادقاً فقد أخبرتكم أني لا أصلح، فحبسه. قال إسماعيل بن أبي أويس: سمعت الربيع بن يونس الحاجب يقول: رأيت المنصور تناول أبا حنيفة في أمر القضاء فقال: والله ما أنا بمأمون الرضا، فكيف أكون مأمون الغضب، فلا أصلح لذلك، فقال: كذبت بل تصلح، فقال: كيف يحل لك أن تولي من يكذب وقال أبو بكر الخطيب: وقيل: إنه ولي القضاء، وقضى قضية واحدة وبقي يومين، ثم اشتكى ستة أيام ومات. وقال الفقيه أبو عبد الله الصميري: لم يقبل العهد بالقضاء فضرب وحبس ومات في السجن. قال أحمد بن الصباح سمعت الشافعي يقول: قيل لمالك: هل رأيت 9... (9/311)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 312 أبا حنيفة قال: نعم رأيت رجلاً لو كلمك في هذه السارية أن يجعلها ذهباً لقام بحجته. وقال حبان بن موسى: سئل ابن المبارك: أما لك أفقه أم أبو حنيفة قال: أبو حنيفة. وقال الخريبي: ما يقع في أبي حنيفة إلا حاسد أو جاهل. وقال يحيى القطان: لا نكذب الله ما سمعنا أحسن من رأي أبي حنيفة، وقد أخذنا بأكثر أقواله. وقال علي بن عاصم: لو وزن علم أبي حنيفة بعلم أهل زمانه لرجح عليهم. وقال حفص بن غياث: كلام أبي حنيفة في الفقه أدق من الشعر لا يعيبه إلا جاهل. وقال الحميدي: سمعت ابن عيينة يقول: شيئان ما ظننتهما يجاوزان قنطرة الكوفة: قراءة حمزة، وفقه أبي حنيفة، وقد بلغنا الآفاق.) وعن الأعمش أنه سئل عن مسألة فقال: إنما يحسن هذا النعمان بن ثابت الخزاز، وأظنه بورك له في علمه. وقال جرير: قال لي مغيرة: جالس أبا حنيفة تفقه فإن إبراهيم النخعي لو كان حياً لجالسه. وقال محمد بن شجاع: سمعت علي بن عاصم يقول: لو وزن عقل أبي حنيفة بعقل نصف الناس لرجح بهم. 9... (9/312)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 313 قلت: وأخبار أبي حنيفة رضي الله عنه ومناقبه لا يحتملها هذا التاريخ فإني قد أفردت أخباره في جزأين. وقيل: إن المنصور سقاه السم لقيامه مع إبراهيم فعلى هذا يكون قد حصل الشهادة وفاز بالسعادة. قال أبو يوسف القاضي: كانت وفاته في شوال سنة خمسين ومائة. وقال الواقدي وأبو حسان الزيادي ويعقوب بن شيبة: مات في رجب سنة خمسين، ويقال مات في شعبان. وحديثه يقع عالياً لابن طبرزد. 4 (النعمان ابن المنذر الدمشقي. د ن. أبو الوزير.) عن طاوس ومجاهد ومكحول وعطاء والزهري. وعنه يزيد بن السمط ومحمد بن يزيد الواسطي ويحيى بن حمزة والهيثم بن حميد ومحمد بن شعيب وآخرون. أظنه مر في الطبقة الماضية. وثقه دحيم وقال: رمي بالقدر. وقال أبو داود: كان داعية إلى القدر صنف فيه. 4 (نعيم بن حكيم المدائني. د.) عن أبي مريم الثقفي. 9... (9/313)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 314 وعنه أبو عوانة وعبيد الله بن موسى وشبابة. وثقه ابن معين وغيره. وقال النسائي: ليس بالقوي. قلت: مات سنة ثمان وأربعين ومائة. 4 (نفاعة بن مسلم، أبو الخصيب الجعفي كوفي.) عن سويد بن غفلة. وعنه وكيع وجعفر بن عون وعبيد الله بن موسى وأبو نعيم وآخرون. قال أبو حاتم وغيره: لا بأس به. 4 (نوفل بن الفرات. أبو الجراح العقيلي مولاهم الرقي.) عن عمر بن عبد العزيز والقاسم بن محمد. وعنه الليث بن سعد ومبشر بن إسماعيل الحلبي) وأيوب بن سويد وقرة بن حبيب وآخرون. سكن حلب ثم ولي الخراج بمصر في سنة اثنتين وأربعين للمنصور. وما علمت به بأساً. 4 (نوفل بن مسعود السهمي المدني.) رأى ابن عمر وسمع أنساً 9... (9/314)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 315 وعنه حاتم بن إسماعيل وأنس بن عياض ويحيى القطان وغيرهم. وثقه النسائي. 9... (9/315)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 316 4 (حرف الهاء.)

4 (هارون بن سعد العجلي الكوفي. م.) عن أبي حازم الأشجعي وإبراهيم التيمي وأبي الضحا وثمامة بن عقبة. وعنه سفيان وشعبة والمسعودي والحسن بن صالح وشريك وقيس بن الربيع. قال أحمد صالح: قد روى عنه الناس. وقال ابن معين: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: لا بأس به. خرج مع إبراهيم بن عبد الله فلما هزم إبراهيم وقتل هرب هارون إلى واسط فكتب عنه الواسطيون. وقد شذ حبان كعوائد فقال: لا تحل الرواية عنه، كان غالياً في الرفض، وهو رأس الزيدية ممن كان يعتكف عند خشبة زيد التي هو مصلوب عليها وكان داعية إلى مذهبه. قلت: لم يكن غالياً في رفضه فإن الرافضة رفضت زيد بن علي وفارقته، وهذا قد روى له مسلم. 4 (هارون بن عنترة الشيباني الكوفي. د ن.) 9... (9/316)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 317 عن أبيه وعن عبد الرحمن بن الأسود. وعنه الثوري وعباد بن العوام وأحمد بن بشر وابن فضيل وابنه عبد الملك بن هارون وآخرون. وثقه أحمد وأبو زرعة. وكتب أبو عبد الرحمن. وقال ابن حبان: لا يجوز أن يجتج به. 4 (هاشم بن البريد. د ن ق.) عن زيد بن علي ومسلم البطين وحسين بن ميمون وعبد الله بن محمد بن عقيل. وعنه ابنه علي بن هاشم وعيسى بن يونس وابن نمير والخريبي. وثقه ابن معين وغيره. وهو شيعي جلد. 4 (هاشم بن هاشم بن هاشم. ع. بن عتبة بن أبي وقاص الزهري المدني.) ) سمع سعيد بن المسيب وعامر بن سعد وعبد الله بن وهب بن زمعة. وعنه مالك ومروان بن معاوية وابن نمير وأبو أسامة ومكي بن إبراهيم وجماعة. 9... (9/317)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 318 وثقه ابن معين. مات قبل الخمسين فإنه حدث سنة سبع وأربعين ومائة. 4 (هانئ بن المنذر الكلاعي المصري.) عن عمرو بن جابر الحضرمي. وعنه ابن لهيعة وعمرو السبائي. وكان أخبارياً بالأنساب وأيام العرب. مات سنة سبع وأربعين ومائة. 4 (هشام بن حسان. ع. أبو عبد الله الأزدي القردوسي مولاهم البصري.) وقيل هو صاحب النسب. له عن عكرمة وابن سيرين والحسن وحميد بن هلال وجماعة وأبي مجلز لقيه بخراسان قاله يحيى بن سعيد القطان. وعنه السفيانان وروح بن عبادة وأبو عاصم ومكي بن إبراهيم والأنصاري وعبد الرزاق وخلق كثير. قال سفيان بن عيينة: كان أعلم الناس بحديث الحسن، وكان حماد بن سلمة لا يختار عليه أحداً في حديث ابن سيرين. 9... (9/318)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 319 وقيل: كان عنده ألف حديث. قال أبو حفص الفلاس: كان من البكائين. وقال أبو عاصم: رأيت هشام بن حسان وذكر النبي صلى الله عليه وسلم والجنة والنار فبكى حتى سالت دموعه. وعن هشام بن حسان قال: ليت ما حفظ عني من العلم في أخبث تنور بالبصرة وكان حظي منه لا على ولا لي. وقال مخلد بن الحسين عن هشام قال: ما كتبت للحسن وابن سيرين حديثاً إلا حديث الأعماق لأنه طال علي ثم محوته ولهشام أوهام لا تخرجه عن الاحتجاج به. قال البخاري: كان يحيى وابن مهدي فيما حدثني الفلاس يحدثان عن هشام عن الحسن. وروى عن شعبة قال: لم يكن هشام بالحافظ. وقال يحيى بن آدم: ثنا أبو شهاب قال لي شعبة: عليك بحجاج وابن إسحاق فإنهما حافظان، واكتم علي عند البصريين في خالد يعني الحذاء وهشام. قلت: بل هذين أوثق بكثير من حجاج وابن إسحاق ولم يتابع شعبة على هذه القولة أحد. وقال عباد بن منصور: ما رأيت هشام بن حسان عند الحسن قط. وقال ابن المديني: كان يحيى بن سعيد يضعف حديث هشام عن عطاء، وكان أصحابنا يثبتون) هشاماً. 9... (9/319)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 320 وقال يحيى بن معاذ: زعم بن معاذ قال: كان شعبة يتقي حديث هشام بن حسان عن عطاء ومحمد والحسن. وقال وهيب: سألني سفيان الثوري أن أفيده عن هشام بن حسان فقلت: أستحله. قلت: هشام بن حسان من الثقات، احتج به أهل الصحاح. قال مكي بن إبراهيم: مات في أول صفر سنة ثمان وأربعين ومائة. وقال يحيى القطان: سنة سبع وأربعين. قلت: سنة ثمان أصح. 4 (هشام بن عائذ. ن. بن نصيب أبو كليب الكوفي.) عن إبراهيم والشعبي وأبي صالح السمان. وعنه الثوري وابن المبارك ويحيى القطان وعبيد الله وأبو نعيم. وثقه أحمد بن حنبل وجماعة. 4 (هشام بن عروة. ع. بن الزبير بن العوام بن خويلد أبو المنذر القرشي الأسدي المدني أحد) الأئمة الأعلام. 9... (9/320)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 321 روى عن عمه عبد الله بن الزبير وأبيه وأخويه عبد الله بن عروة وعبد الله بن عثمان وزوجته فاطمة بنت المنذر بن الزبير. وقد مسح برأسه ابن عمر ودعا حفظ ذلك. روى عنه شعبة ومالك والسفيانان ويحيى القطان وأبو إسحاق الفزاري وأبو ضمرة وجرير الضبي وجعفر بن عون وحفص بن غياث والحمادان وخالد بن الحارث وزائدة وابن إدريس وابن المبارك وابن نمير وابن أبي الزناد وابن فضيل والنضر بن شميل ووكيع ويحيى بن يمان ويحيى بن محمد بن قيس ويونس بن بكير وأبو أسامة وعبيد الله بن موسى والخريبيوخلق سواهم. قال وهيب: قدم علينا هشام بن عروة فكان مثل الحسن وابن سيرين. وقال ابن سعد: كان ثقة ثبتاً كثير الحديث حجة. وقال أبو حاتم: ثقة إمام في الحديث. وقال ابن المديني: له نحو من أربعمائة حديث. وروى عبد الله بن مصعب عن هشام قال: وضع محمد بن علي والد المنصور وصيته عندي. وروى الزبير بن بكار عن عثمان بن عبد الرحمن قال: قال المنصور لهشام بن عروة يا أبا المنذر تذكر يوم دخلت عليك أنا وأخوتي مع أبي وأنت تشرب سويقاً بقصبة يراع فلما خرجنا قال أبونا: اعرفوا لهذا الشيخ حقه فإنه لا يزال في قومكم بقية ما بقي. قال: لا أذكر ذلك يا) أمير المؤمنين، فلاموه في ذلك، وقال: لم يعودني الله في الصدق إلا خيراً. 9... (9/321)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 322 يونس بن بكير عن هشام قال: رأيت ابن عم عمر له جمة أظنها تضرب أطراف منكبيه. وقال وكيع عن هشام قال: رأيت جابراً وابن عمر ولكل منها جمة. علي بن مسهر عن هشام قال: رأيت ابن الزبير إذا صلى العصر صنفاً خلفه فصلى بنا ركعتين، ورأيته يصعد المنبر وفي يده عصا فيسلم ثم يجلس ويؤذن المؤذنون فإذا فرغوا قام فتوكأ على العصا فخطب. وروى عمر بن علي المقدمي عن هشام بن عروة أنه دخل على المنصور فقال: يا أمير المؤمنين اقض عني ديني، قال: وكم دينك قال: مائة ألف، قال: وأنت في فقهك وفضلك تأخذ ديناً مائة ألف ليس عندك قضاؤها قال: يا أمير المؤمنين، شب فتيان فأحببت أن أبوئهم وخشيت أن ينتشر علي من أمرهم ما أكره فبوأتهم، واتخذت لهم منازل وأولمت عنهم ثقة بالله، ثم بأمير المؤمنين، قال: فردد عليه مائة ألف استعظاماً لها، ثم قال: قد أمرنا لك بعشرة آلاف، فقال: يا أمير المؤمنين فاعطني ما أعطيت وأنت طيب النفس، فإني سمعت أبي يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من أعطي عطية وهو بها طيب النفس بورك للمعطي والمعطى قال: فإني بها طيب النفس. وهذا حديث مرسل. وروي أن هشاماً أهوى إلى يد المنصور يقبلها فمنعه وقال: يا بن عروة إنا نكرمك عنها ونكرمها عن غيرك. قال عبد الرحمن بن خراش: بلغني أن مالكاً نقم على هشام بن عروة حديثه لأهل العراق. 9... (9/322)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 323 وقال يعقوب بن شيبة: هشام ثبت لم ينكر عليه إلا بعد ما صار إلى العراق، فإنه انبسط في الرواية وأرسل عن أبيه بما كان سمعه من غير أبيه عن أبيه. وقد قال ابن معين وجماعة ثقة. قال جماعة: مات ببغداد سنة ست وأربعين ومائة وصلى عليه المنصور. وقال الفلاس: سنة سبع. وقيل: سنة خمس. ويقال: عاش سبعاً وثمانين سنة. وقيل غير ذلك. 4 (هلال بن خباب. أبو العلاء البصري. مولى زيد بن صوحان، سكن المدائن.) وروى عن أبي جحيفة السوائي ويحيى بن جعدة وأبي عمر زاذان وجماعة. وعنه الثوري وثابت بن يزيد الأحول وهشيم وعباد بن العوام ومائة.) 4 (هلال بن ميمون الرملي. د ن.) عن سعيد بن المسيب ويعلى بن شداد بن أوس وعطاء بن يزيد الليثي. وعنه مروان بن معاوية ووكيع وأبو أسامة وغيرهم. وثقه ابن معين. 9... (9/323)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 324 4 (حرف الواو.)

4 (الوازع بن نافع العقيلي الجزري.) عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وسالم بن عبد الله وغيرهما. وعنه علي بن ثابت وعيسى بن يونس ومسكين بن بكير ومحمد بن سلمة ومغيرة بن سقلاب. قال يحيى بن معين: ليس بثقة. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي وغيره: متروك. قلت: ومن مناكيره حديثه عن سالم بن عبد الله عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في الله. عن عطاء بن أبي رباح وأبي سورة ابن أخي أيوب الأنصاري. وعنه أبو معاوية وعيسى بن يونس ووكيع ومحمد بن عبيد والقاسم بن مالك المزني. 9... (9/324)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 325 قال البخاري: منكر الحديث. وقال أبو داود وغيره: ليس بشيء. وله حديث عن أبي سورة عن أبي أيوب: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ فخلل لحيته. قلت: مات سنة أربع وأربعين ومائة. 4 (وائل بن داود التيمي.) عن ابنه بكر بن وائل وعن إبراهيم التيمي وعكرمة وأبي بردة والحسن وطائفة. وعنه شريك وابن عيينة وعبيد الله الأشجعي ويحيى بن سعيد القطان ومحمد بن عبيد. قال أحمد بن حنبل: ثقة سمع من إبراهيم. 4 (وبر بن أبي دليلة الطائفي. د ن ق.) عن محمد بن عبد الله بن ميمون وغيره. وعنه ابن المبارك ووكيع وأبو عاصم. ثقة. قاله ابن معين. 4 (الوضين ين عطاء. د ق. أبو كنانة لاخزاعي الدمشقي الكفرسوسي.) 9... (9/325)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 326 عن خالد بن معدان وعطاء بن أبي رباح ومكحول ومحفوظ بن علقمة وسالم بن عبد الله وغيرهم. وعنه الحمادان وبقية ويحيى بن حمزة وعبد الله بن بكر السهمي ومنبه بن عثمان) وآخرون. وثقه أحمد وغيره. قال أبو داود: قدري. وقال ابن سعد: كان ضعيفاً. وقال أبو حاتم: يعرف وينكر. وقال آخر: كان خطيباً بليغاً فصيحاً مفوهاً. مات الوضين سنة تسع وأربعين ومائة. 4 (وقاء بن إياس. ن. أبو يزيد الوالبي الكوفي.) عن سعيد بن جبير وعلي بن ربيعة ومجاهد. وعنه ابن المبارك ومالك ويحيى، وأبو معاوية وجماعة. قال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين عندهم. 9... (9/326)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 327 4 (الوليد بن ثعلبة. د ق. بصري صدوق.) عن أبي بريدة والضحاك. وعنه زهير بن معاوية وعيسى بن يونس ووكيع وابن نمير. وثقه ابن معين. 4 (الوليد بن عمرو، بن عبد الرحمن بن مسافع القرشي العامري المدني.) عن سعيد بن المسيب وعامر بن عبد الله بن الزبير ويعقوب بن عتبة. وعنه موسى بن هاشم والدراوردي وعبد الرحمن بن أبي الزناد وآخرون. 9... (9/327)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 328 4 (حرف الياء.)

4 (يحيى بن أبي أنيسة. ت. أبو زيد الجزري الرهاوي.) طلب العلم مع أخيه زيد بن أبي أنيسة وسمع نافعاً وعمرو بن شعيب وابن أبي مليكة وجماعة، وكأنه أسن من أخيه. حدث عنه أبو إسحاق الفزاري وأبو معاوية ومحمد بن سلمة الحراني وعبد الوارث، وعبد الله بن بكر السهمي. قال الفلاس: صدوق يهم، وقال أيضاً: قد أجمعوا على ترك حديثه. وقال الدراوردي: متروك. وقال عبيد الله بن عمرو الرقي: سمعت أو قال: قال زيد بن أبي أنيسة: لا تكتبوا عن أخي فإنه يكذب. وقال أحمد بن حنبل: ليس يحيى ممن يكتب حديثه، قيل: لم يا أبا عبد الله قال: حديثه يدلك عليه. 9... (9/328)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 329 وقال البخاري: ليس بذاك. قلت: مات سنة ست وأربعين ومائة.) 4 (يحيى بن الحارث الذماري. أبو عمران الغساني الدمشقي إمام جامعها وشيخ القراء بها،) وذمار من قرى اليمن. قرأ القرآن على ابن عامر، وقرأ أيضاً فيما بلغنا على واثلة بن الأسقع، وحدث عنه وعن سعيد بن المسيب وأبي سلام ممطور وأبي الأشعث الصنعاني، وسالم بن عبد الله وجماعة سواهم. قرأ عليه عراك بن خالد وأيوب بن تميم ومدرك بن أبي سعد والوليد بن مسلم وحدثوا أيضاً عنه هم والأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز وصدقة بن خالد وسويد بن عبد العزيز وصدقة السمين ويحيى بن حمزة ومحمد بن شعيب بن شابور وخلق سواهم. قال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال ابن سعد: ثقة عالم بالقراءة في دهره، مات سنة خمس وأربعين ومائة. قال: وكان قليل الحديث. 9... (9/329)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 330 وقال ابن معين وغيره: ليس به بأس. وروى ابن ذكوان عن أيوب بن تميم قال: كبر يحيى الذماري وكانت قراءته قراءة الجند، وكان يقف خلف الأئمة يرد عليهم لا يستطيع أن يؤم من الكبر. وقال بن أبي حاتم: عاش تسعين سنة. وقال سويد بن عبد العزيز: سألت يحيى الذماري عن عدة آي القرآن فقال بيده: سبعة آلاف ومائتان وستة وعشرون. 4 (يحيى بن حسان البكري. ن. الفلسطيني الرملي.) عن أبي قرصافة وربيعة بن عامر، وأبي ريحانة ولهم صحبة. وعنه إبراهيم بن أدهم وابن المبارك وبلال بن كعب. وثقه النسائي. وقال ابن المبارك: كان شيخاً كبيراً حسن الفهم. قلت: هذا أكبر شيخ لابن المبارك. 4 (يحيى بن سعيد بن حيان. ع. أبو حيان التيمي تيم الرباب أحد ثقات الكوفيين.) 9... (9/330)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 331 روى عن أبيه وعمه يزيد الشعبي وأبي زرعة البجلي. وعنه شعبة وابن علية والقطان ومحمد بن بشر وخلق كثير. قال الخريبي: كان الثوري يعظمه، ويوثقه. وقال أبو حاتم: صالح. وقال العجلي: ثقة مبرز صاحب سنة: توفي سنة خمس وأربعين ومائة. 4 (يحيى بن سعيد. ع. بن قيس بن عمرو. وقيل ابن مهر بدل عمرو الإمام أبو سعيد) الأنصاري المدني القاضي أحد الأعلام.) سمع أنساً والسائب بن يزيد وأمامة بن سهل وسعيد بن المسيب وعروة وأبا سلمة وطبقتهم. وعنه حميد الطويل والأوزاعي ومالك وسفيان وشعبة والحمادان وابن جريج وهشيم ويحيى القطان وأبو أسامة ويزيد بن هارون وخلق كثير. قال أيوب السختنياني: ما رأيت بالمدينة أفقه منه. وروى سليمان بن بلال عن يحيى أنه قدم دمشق في صحبة أنس بن مالك. وقال يزيد بن هارون: ثنا يحيى بن سعيد بن قيس بن قهد قال المفضل الغلابي: كذا حدثنا يزيد، وإنما هو يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل. وقال مصعب الزبيري: آل قهد أصهار حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم. وقال خليفة وغيره: في نسبه كما قال يزيد. 9... (9/331)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 332 وقال البخاري: محمد بن سعد بن قيس بن عمرو. وقال البخاري: قال بعضهم ابن قهد ولم يصح، وزاد ابن سعد: قدم يحيى الكوفة على أبي جعفر وهو بالهاشمية فاستقضاه على قضائه وكان ثقة كثير الحديث حجة ثبتاً. قال النسائي: ثقة مأمون. وقال ابن عيينة: هو والزهري وابن جريج محدثو الحجاز يجيئون بالحديث على وجهه. قلت: وهم من زعم أن يحيى ولي فضاء بغداد. إبراهيم بن المنذر الخزامي ثنا يحيى بن محمد بن طلحة التيمي حدثني سليمان بن بلال قال: يحيى بن سعيد قد ساءت حاله وأصابه ضيق شديد وركبه الدين فجاء كتاب السفاح يستقضيه فوكلني يحيى بأهله وقال لي: والله ما خرجت وأنا أجهل شيئاً، فلما قدم العراق كتب إلي إني كنت قلت لك ما قلت وأنه والله لأذل خصمين جلسا بين يدي فاقتضيا شيئاً، والله ما سمعته قط فإذا جاءك كتابي فسل ربيعة واكتب إلي بما يقول ولا تعلمه. ابن وهب ثنا مالك قال لي يحيى بن سعيد: اكتب لي أحاديث من أحاديث ابن شهاب في القضاء، فكتبت له ذلك في صحيفة صفراء، قيل لمالك: أعرض عليك قال: هو أفقه من ذلك. وقال جرير بن عبد الحميد: ما رأيت شيخاً أنبل من يحيى بن سعيد. وقال يحيى القطان: سمعت الثوري يقول: كان يحيى أجل عند أهل المدينة من الزهري، ثم جعل القطان يصف يحيى ويعظمه. وقال يحيى بن أيوب: كان يحيى بن سعيد يحدثني بالحديث كأنه ينثر علي اللؤلؤ. 9... (9/332)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 333 وقال وهيب: قدمت المدينة فلم أر أحداً إلا وأنت تعرف وتنكر مالك ويحيى بن سعيد.) وقال عبد الله بن بشر الطالقاني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: يحيى بن سعيد الأتصاري أثبت الناس. وقال الواقدي: أنا سليمان بن بلال أن يحيى بن سعيد ذهب إلى إفريقية في طلب ميراث له فقدم به وهو خمسمائة دينار فلما أتاه ربيعة ليسلم عليه قسم المال بينه وبينه نصفين. وقال محمد بن عبيد بن حساب: ثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد قال: كانت حبيبة بنت سهل إحدى عماتي، وأنا يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو. قلت: حبيبة هي التي قالت: لا أنا ولا ثابت بن قيس. وقيس بن عمرو بن سهل صحابي حديثه في السنن في الركعتين بعد الفجر. وممن نص على أن جده قيس بن عمرو: يحيى بن معين وأحمد بن حنبل وطائفة. قال أحمد بن أبي خثيمة: غلط مصعب الزبيري حيث يقول: يحيى بن سعيد بن قيس بن قهد جد أبي مريم عبد الغفار بن القاسم الأنصاري الكوفي. وقال يزيد بن هارون: قلت ليحيى بن سعيد: كم تحفظ قال: ستمائة سبعنائة حديث. وقال ابن وهب وغيره عن الليث عن عبيد الله بن عمر قال: كان يحيى بن سعيد يحدثنا فإذا طلع ربيعة سكت إجلالاً لربيعة فتلا يحيى يوماً وإن من 9... (9/333)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 334 شيء إلا عندنا خزائنه. فقال عراقي: يا أبا سعيد أرأيت السحر، أمن خزائن الله التي تنزل قال يحيى: مه ما هذا من مسائل المسلمين، وأفحم القوم، فقال عبيد الله بن أبي حبيبة: إن أبا سعيد ليس من أصحاب الخصومة إنما هو من أئمة المسلمين وأما أنا فأقول إن السحر لا يضر إلا بإذن الله، فتقول أنت غير ذلك فسكت الرجل، فكأنما كان علينا جبل فوضع عن. قلت: له أخوان: عبد ربه وسعد ماتا قبله ومات هو سنة ثلاث وأربعين ومائة. قاله القطان وشباب وجماعة. وقال يزيد والفلاس: سنة أربع. 4 (يحيى بن صبيح النيسابوري. د. كان أول من أخذ على الناس القراءات بنيسابور.) روى عن قتادة وعمار بن أبي عمار، وعنه جريج وابن عيينة ويحيى القطان. وثقه أبو داود. 4 (يحيى بن عبيد الله. ت ق. بن عبد الله بن موهب التيمي المدني.) أكثر عن أبيه. وعنه ابن المبارك وابن فضيل ويعلى بن عبيد ويحيى القطان ثم تركه القطان. وقال أحمد وغيره: منكر الحديث. 9... (9/334)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 335 قلت: وأبوه لا يعرف. وقال شعبة: رأيته يسيء صلاته.) 4 (يحيى بن أبي عمرو وأبو زرعة الشيباني الشامي. د ن ق. حمصي.) روى عن أبيه وعبد الله بن محيريز وعبد الله بن الديلمي وأبي سلام ممطور والوليد بن سفيان. وعنه الأوزاعي وإسماعيل بن عياش وأيوب بن سويد وابن شابور ومحمد بن حمير. وثقه دحيم وأحمد بن حنبل والعجلي ومات سنة ثمان وأربعين ومائة. أرخه ضمرة وقال: عاش خمساً وثمانين سنة. 4 (يحيى بن مسلم أبو الضحاك الهمداني.) عن زيد بن وهب والشعبي. وعنه وكيع والحربي وسيف بن أسلم. ضعفه ابن معين. وقال أبو زرعة: لا بأس به. 4 (يحيى بن ميسرة.) 9... (9/335)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 336 عن الشعبي وعنه مروان بن معاوية وأبو أسامة. 4 (يحيى بن أبي الهيثم العطار. كوفي.) له عن خمسة عن يوسف بن عبد الله بن سلام والشعبي. وعنه ابن المبارك وأبو أحمد الزبيري وأبو نعيم. صدوق. 4 (يحيى بن يزيد التجيبي.) قاضي الأندلس. كان قد بعثه عمر بن عبد العزيز على قضاء الأندلس. وطالت أيامه إلى أن مات سنة اثنتين وأربعين ومائة. 4 (يحيى بن يعقوب أبو طالب الأنصاري القاص.) خالد بن أبي يوسف. عن عكرمة وإبراهيم التيمي. وعنه أبو تميلة وإبراهيم بن عيينة. وثقه أبو حاتم. 4 (يزيد بن حازم بصري.) 9... (9/336)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 337 عن سليمان بن يسار وعكرمة. وعنه أخوه جرير وحماد بن زيد وعباد بن عباد. وثقه ابن معين. توفي سنة سبع وأربعين ومائة. 4 (يزيد بن زياد بن أبي الجعد. ن ق. كوفي ثقة.) له عن عمه عبيد أخي سالم وزبيد اليامي والحكم. وعنه وكيع وابن نمير ومحمد بن بشر وأبو نعيم. وثقه أحمد. له كلام ومعرفة بالمغازي والأخبار.) 4 (يزيد بن أبي صالح. أبو حبيب الدباغ.) روى عن أنس. وعنه عيسى بن يونس ووكيع وأبو عاصم وآخرون. وقد وثق. عداده في البصريين. وله أيضاً عن أبي عثمان النهدي. 4 (يزيد بن طهمان. ن ق. أبو المعتمر الرقاشي. بصري نزل الحيرة.) 9... (9/337)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 338 روى عن الحسن وابن سيرين. وعنه الحسن بن حي وشريك والفضل السناني ووكيع. قال أبو حاتم وغيره: لا بأس به. 4 (يزيد بن عبيدة بن أبي المهاجر السكوني. ق.) دمشقي صدوق. له عن أبيه وعن مسلم بن مشكم وأبي الأشعث الصنعاني. وعنه يحيى بن حمزة وابن شابور. وثقه دحيم. 4 (يزيد بن أبي عبيد المدني. ع.) عن مولاه سلمة بن الأكوع وعمير مولى آبي اللحم. وعنه حاتم بن إسماعيل ويحيى القطان وحماد بن مسعدة ومكي وأبو عاصم وغيرهم. وثقه أبو داود، وحديثه من أعلى شيء في صحيح البخاري. مات سنة سبع وأربعين ومائة. 9... (9/338)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 339 4 (يزيد بن كيسان اليشكري الكوفي. م.) عن أبي حازم سلمان وغير واحد. وعنه سفيان بن عيينة ويحيى القطان وعبد الرحمن بن مغراء ومحمد ويعلى ابنا عبيد. وثقه النسائي. وقال أبو حاتم: لا يحتج به. 4 (يزيد بن مردانبة. ن. الكوفي التاجر.) عن أنس وأبي بردة وزياد بن علاقة. وعنه وكيع وأبو أسامة والخريبي. وثقه ابن معين. 4 (يزيد بن أبي مريم الدمشقي. خ. أبو عبد الله مولى من موالي الأنصار عن عباية بن رفاعة) وأبي إدريس الخولاني ومكحول والقاسم بن مخيمرة. 9... (9/339)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 340 ورأى واثلة بن الأسقع. روى عنه الأوزاعي ويحيى بن حمزة الوليد بن مسلم وصدقة بن خالد وابن شابور. وثقه ابن معين وأبو حاتم وغيرهما. وقال أبو زرعة: لا بأس به. وقال الحاكم: سألت الدراقطني عنه فقال: ليس بذاك. قال دحيم وغيره: مات سنة أربع وأربعين ومائة. وقال أبو زرعة الدمشقي: سألت حماد بن يزيد عن موت أبيه فقال: بعد سنة خمس وأربعين) ومائة. 4 (يعقوب بن زيد بن طلحة بن عبد الله بن أبي ملكية التيمي أبو عرفة المدني.) عن المقبري وزيد بن أسلم. وعنه مالك وهشام بن سعد وغيرهما. وكان قاضياً بالمدينة. كأنه مات شاباً. 4 (يعقوب بن القعقاع. أبو الحسن الخراساني قاضي مرو.) عن وعطاء بن أبي رباح. 9... (9/340)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 341 وعنه الثوري وابن المبارك وثق. 4 (يعقوب بن قيس الكوفي.) عن سعيد بن جبير والشعبي وعكرمة. وعنه ابن عيينة ويحيى القطان ومحمد بن عبيد. وثقه أحمد. 4 (يعقوب بن مجاهد. م د.) أبو حررة المدني القاص مولى بني مخزوم. عن القاسم محمد ومحمد بن كعب وعبادة بن الوليد. وعنه حاتم بن إسماعيل ويحيى القطان وحسين الجعفي وجماعة. وثقه النسائي. مات سنة خمسين ومائة. 4 (يوسف بن إبراهيم أبو شيبة الجوهري. ت ق.) بصري واه. 9... (9/341)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 342 له عن أنس. وعنه عقبة بن خالد وأبو يحيى الحماني. قال البخاري: عنده عجائب. وقال ابن حبان: لا تحل الرواية عنه. 4 (يوسف بن المهاجر الحداد.) عن القاسم وعمر بن عبد العزيز وأبي جعفر الباقر. وعنه ابن المبارك ووكيع وأبو نعيم ويحيى بن يمان. وثقه ابن معين. 4 (يوسف بن ميمون. أبو خزيمة الصباغ. بصري.) عن عطاء بن أبي رباح وأنس بن سيرين وحماد بن أبي سليمان. وعنه علي بن مسهر ووكيع وأبو يحيى الحماني. ضعفه أحمد وغيره. 4 (يونس بن أبي الفرات الإسكاف. خ ت ن ق. بصري.) عن الحسن وعمر بن عبد العزيز وقتادة. 9... (9/342)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 343 وعنه هشام الدستوائي ومحمد بن بكر البرساني. وثقه أحمد وغيره. وأما ابن مبان فقال: لا يجوز الاحتجاج به لغلبة المناكير في حديثه.) 9... (9/343)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 344 4 (الكنى.)

4 (أبو الأشهب النخعي.)

4 (أبو بكر بن عثمان بن سهل بن حنيف. خ م ن.) روى عن عمه أبي أمامة بن سهل. وعنه مالك والثوري وابن المبارك وأبو ضمرة. وكان ثقة. 4 (أبو بكر المدني عن جابر.) واسمه الفضل، مر. 4 (أبو البلاد هو يحيى بن أبي سليمان الغطفاني الكوفي.) عن الشعبي ومحمد بن أبي عون الثقفي. وعنه مروان بن معاوية وعبد الله بن داود الخريبي وأبو إسماعيل المؤدب. 9... (9/344)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 345 وثقه ابن معين. 4 (أبو الجحاف هو داود بن أبي عوف. ذكر.)

4 (أبو جعفر الخطمي المدني. نزيل البصرة، اسمه عمير بن يزيد.) روى عن خاله عبد الرحمن بن عقبة بن الفاكهة وعمارة بن خزيمة بن ثابت وسعيد بن المسيب وعمارة بن عثمان بن حنيف. وعنه شعبة وحماد بن سلمة ويوسف السمتي ويحيى القطان. وثقه ابن معين. 4 (أبو جناب الكلبي. د ت ق. يحيى بن أبي حية. كوفي.) عن الشعبي وعكرمة والضحاك وغيرهم. وعنه وكيع وابن فضيل وأبو نعيم وجماعة. ضعفه ابن معين وجماعة. وقال أبو زرعة: صدوق مدلس. وروى عباس عن ابن معين: ليس به بأس. وقال أحمد: أحاديثه مناكير. وقال البخاري: كان يحيى لاقطان يضعفه. 4 (أبو خالد الدالاني. يزيد بن عبد الرحمن.) 9... (9/345)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 346 عن المنهال بن عمرو والحكم بن عتيبة وقتادة. وعنه شعبة وعبد السلام الملائي والمحاربي وشجاع بن الوليد. قال أبو حاتم: صدوق. 4 (أبو الرحال الأنصاري البصري. ت يقال اسمه خالد بن محمد وقيل محمد بن خالد.) عن أنس بن مالك وبكر بن عبد الله وأبي رجاء العطاردي.) وعنه سلم بن قتيبة وحرمي بن عمارة وسعدان بن يحيى ويحيى القطان ومكي بن إبراهيم ويزيد بن بيان العقيلي وآخرون. قال البخاري: عنده عجائب. وقال أبو حاتم: منكر الحديث ليس بقوي. وقال ابن حبان: في حديثه بعض النكرة. وقال ابن حبان: لا يجوز أن يحتج به. 4 (أبو الرحال الطائي الكوفي. خت. اسمه عقبة بن عبيد وهو أخو سعيد الطائي.) له عن أنس وبشير بن يسار. 9... (9/346)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 347 وعنه حفص بن غياث ويحيى القطان وعيسى بن يونس وغيرهم. ليس بحجة. 4 (أبو سعد البقال الكوفي الأعور. ت ق. اسمه سعيد بن المرزبان مولى حذيفة رضي الله عنه.) روى عن أنس وأبي وائل وأبي سلمة بن عبد الرحمن وعكرمة. وعنه شعبة والسفيانان ويعلى بن عبيد ويزيد بن هارون وعبيد الله بن موسى. تركه الفلاس وهو ضعيف عندهم. 4 (أبو سعيد بن عوذ البراد. مكي. اسمه رجاء بن الحارث.) سمع ابن الزبير وقيل سمع من رجل عنه. حدث عنه يحيى بن المتوكل ومروان بن معاوية وأبو نعيم وأبو أحمد الزبيري وآخرون، وروى أيضاً عن مجاهد وغيره. قال ابن معين: ليس به بأس. وقال ابن عدي: مقدار ما يرويه غير محفوظ. 4 (أبو سنان الحنفي الفلسطيني عيسى بن سنان.)

4 (أبو سنان الشيباني ضرار بن مرة.) 9... (9/347)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 348 4 (أبو سنان الشيباني نزيل الري، سعيد بن سنان.)

4 (أبو السندي سهيل بن ذكوان، مكي.) عن عائشة وابن الزبير. وعنه هشيم ومروان بن معاوية ويزيد بن هارون. كذبه يحيى بن معين وتركه غيره وهو الذي زعم أن عائشة كانت سوداء فكذب بمثل هذا. 4 (أبو شعيب المجنون الصلت.)

4 (أبو شهاب الحناط. خ م ن. الأكبر. هو موسى بن نافع، كوفي ثقة قديم.) روى عن سعيد بن جبير وكجاهد وعطاء. وعنه الثوري ويحيى القطان وأبو أسامة وأبو نعيم وأبو داود الطيالسي. وثقه ابن معين، وهو أكبر شيخ لأبي داود.) 4 (أبو الصباح. ق. سليمان بن بشير، مر.)

4 (أبو عاتكة. ت.) عن أنس. وعنه الحسن بن عطية وسلام بن سليمان وغسان بن عبيد. 9... (9/348)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 349 قال البخاري: منكر الحديث. 4 (أبو عبد الرحيم هو خالد بن أبي يزيد.) قد ذكر. 4 (أبو جعفر الخزاز، النضر قد ذكر.)

4 (أبو العميس. ع.) هو أخو المسعودي وهو عتبة بم عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود الهذلي الكوفي. روى عن الشعبي وابن ملكية وقيس بن مسلم وعون بن أبي جحيفة. وعنه وكيع وأبو أسامة وجعفر بن عون وأبو نعيم وآخرون. وثقه أحمد وليس هو بالمكثر. قال عباس الدوري: ثنا جعفر بن عون ثنا أبو العميس عن القاسم قال: مر الفرات فجاء برمانة مثل البعير، فتحدث الناس أنها من الجنة. 4 (أبو العنبس.) عن أبي عمر زاذان. وعنه أبو نعيم وغيره. اسمه سعيد بن كثير. 4 (أبو العنبس.) 9... (9/349)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 350 عن القاسم بن محمد وعن عون مولى لأم سلمة. وعنه مسعر وشعبة وإنما أخرته لرفيقيه. 4 (أبو النبس.) عن أبي وائل. وعنه حفص بن غياث ووكيع اسمه عمرو، مر. 4 (أبو مالك الأشجعي، سعد قد ذكر.)

4 (أبو مسكين، الأودي الكوفي، اسمه الحر فيما قيل.) روى عن إبراهيم النخعي وهذيل بن شرحبيل. وعنه الثوري وأبو عوانة وعبيدة بن حميد وغيرهم. 4 (أبو مصلح الخراساني. صاحب الضحاك، اسمه نصر بن مشارس.) حدث عنه بشار بن قيراط ووكيع والنضر بن شميل وعمر بن هارون البلخي.) قال أبو حاتم: شيخ. 4 (أبو الورقاء، فايد.) 9... (9/350)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 351 4 (أبو يعفور الكوفي. ع. عبد الرحمن بن عبيد بن نسطاس الثعلبي العامري.) عن السائب بن يزيد، وإبراهيم النخعي، وأبي الضحا مسلم. وعنه السفيانان وابن المبارك وابن فضيل ومروان بن معاوية وآخرون. وهو ثقة قليل الحديث. 4 (أبو اليقظان هو عثمان بن عمير، مر.)

4 (أبو يونس القوي هو الحسن بن يزيد. مر.)

4 (ابن ميادة.) من فحول الشعراء الذين أدركوا الدولتين الأموية والهاشمية، واسمه رماح بن أبرد أبو شراحيل، ويقال: أبو شرحبيل المري، وأمه بربرية اسمها ميادة. ومن قول السائر: (وإني لما استودعت يا أم مالك .......... على قدم من عهدنا لكتوم)

(أأخبر سري ثم أسكتم الذي .......... أخبره إني إذن للئيم.) آخر الطبقة الخامسة عشرة، والحمد لله رب العالمين. 9... (9/351)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 352 5 (الطبقة السادسة عشرة أحداث)

1 (الحوادث من سنة إلى)

4 (احداث سنة إحدى وخمسين ومائة) توفي فيها حنظلة بن أبي سفيان المكي، وداود بن يزيد الأودي، وسيف بن سليمان في قول، وعبد الله بن عون في رجب، وعبد الله بن عامر الأسلمي، يقال فيها، وعلي بن صالح المكي، وعيسى بن عيسى الحناط، وموسى بن محمد بن إبراهيم التيمي، ومحمد بن إسحاق بن يسار فيها على الأصح، ومعن بن زائدة الأمير، والوليد بن كثير المدني بالكوفة، وصالح بن علي الأمير، بخلف. وفيها عزل عمر بن حفص المهلبي عن السند بهشام بن عمرو التغلبي، ثم ولي المهلبي إفريقية. وسبب عزله عن السند، أن محمد بن عبد الله بن حسن لما خرج بالمدينة، وجه ولده الأشتر في طائفة إلى البصرة، وأمرهم أن يشتروا بها خيلاً ويمضوا بها إلى السند يقدمونها إلى عمر، وكان يتشيع، فقدموا بها، فسر بهم، ودعا خواصه إلى ربيعة محمد، فأجابوه، وفصل الأقبية والأعلام البيض، وتهيأ للخروج، فجاءه مصرع ابن حسن، فوجه عبد الله الأشتر خفية إلى ملك مشرك يثق به، فأكرم الملك مورد الأشتر. وكان معه نحو أربعمائة فكان يركب ويتصيد في هيئة ملك، فبلغ ذلك المنصور فعزل عمر 9... (9/352)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 353 بن حفص، ثم إن الأشتر خرج يتنزه، وظفر به أجناد هشام، فاقتتلوا، فقتل الأشتر وأصحابه. وفيها قدم المهدي من الري إلى بغداد، وشرع المنصور فبنى الرصافة وشيدها، وعمل لها سوراً منيعاً وخندقاً وميداناً، وجر إليها الماء، وجعلها للمهدي، وجدد له بيعة العهد من بعده، ثم من بعد المهدي لعيسى بن موسى، وفيها ولي معن بن زائدة، إقليم سجستان. 9... (9/353)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 354 4 (احداث سنة اثنين وخمسين ومائة.) مات إبراهيم بن أبي عبلة، وأبو خلدة خالد بن دينار البصري، وأبو عامر صالح بن رستم الخزاز وعبد الله بن أبي يحيى الأسلمي، وعمر بن سعيد بن أبي حسين المكي، وطلحة بن عمرو المكي، وعباد بن منصور الناجي، أبو حرة واصل بن عبد الرحمن، ويونس بن يزيد الأيلي في قول. وفيها وثبت الخوارج ببست على معن بن زائدة فقتلوه لجوره وعسفه.) وفيها غزا حميد بن قحطبة كابل، وولاه المنصور إقليم خراسان. وفيها ولي البصرة يزيد بن منصور، وولي مصر محمد بن سعيد، وعزل عنها يزيد بن حاتم. وحج بالناس المنصور. 9... (9/354)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 355 4 (احداث سنة ثلاث وخمسين ومائة.) مات فيها أبان بن صمعة البصري، وإبراهيم بن سالم بردان وأسامة بن زيدثي، وثور بن يزيد الكلاعي، وبكير بن مسمار، في قول. والحسن بن عمارة قاضي بغداد، وحميد بن أبي حميد البصري، والضحاك بن عثمان الحزامي، وعبد الله بن محمد بن عمرو بن علي الهاشمي، عبد الحميد بن جعفر الأنصاري، وفطر بن خليفة الكوفي، وقدامة بن موسى الجمحي، محل بن محرز الضبي، ومعمر بن راشد البصري باليمن في رمضان، وموسى بن أيوب الغافقي المصري، وموسى بن عبيدة الربذي، وهشام الدستوائي، وهشام بن الغاز الدمشقي، ووهيب بن الورد على الصحيح. وفيها قتل متولي إفريقية عمر بن حفص بن عثمان بن أبي صفرة الأزدي، خرجت عليه أمم من البربر، وعليهم أبو حاتم الإباضي وأبو عاد، فيقال: 9... (9/355)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 356 كانوا في خمسة وثمانين ألف فارس، وأزيد من مائتي ألف راجل، وكانوا قد بايعوا بالخلافة أبا قرة الصفرة. وفيها ألزم المنصور رعيته بلبس القلانس الطوال المعروفة بالدنية فكانوا يعلمونها بالقصب والورق ويلبسونها السواد. وفيها يقول أبو دلامة: (وكنا نرجى من إمام زيادةً .......... فزاد الإمام المصطفى في القلانس.)

(تراها على هام الرجال كأنها .......... دنان يهود جللت بالبرانس.) وفيها عزل الصائفة مسعود بن عبد الله الجحدري ففتح حصناً بالروم بالسيف. وفيها ولي بكار بن مسلم أرمينية. وفيها دخل الميذ دجلة فوصلوا إلى البصرة فقتلوا وسبوا، ثم سار لحربهم العسكر، فقهروهم واستنقذوا منهم كثيراً مما أخذوا. 9... (9/356)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 357 4 (احداث سنة أربع وخمسين ومائة.) مات فيها أشعب الطمع، وجعفر بن برقان، والحكم بن أبان العدني، وربيعة بن عثمان التيمي، وعبد الله بن نافع مولى ابن عمر، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر الدمشقي، وعبيد الله بن عبد الله بن موهب، وعلي بن صالح بن حي الكوفي، وعمر بن إسحاق بن يسار المدني، وقرة بن) خالد الدسوسي، ومحمد بن عبد الله بن مهاجر الشعيثي، وأبو عمرو بن العلاء المازني، ومعمر في قول. وفيها قدم المنصور الشام، وزار بيت المقدس، ثم جهز يزيد بن حاتم في خمسين ألفاُ لحرب الخوارج بإفريقة، وأنفق على ذلك الجيش مع شحه بالمال ستين ألف ألف درهم وزيادة. وذكر الواقدي أن صاعقة نزلت بالمسجد الحرام فأهلكت خمسة نفر. 9... (9/357)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 358 وفيها هلك الوزير أبو أيوب المورياني، كان المنصور قد غضب عليه في عام أول، فسجنه وأخاه خالداً، وبني أخيه وصادرهم. وسبب غضبه عليهم أن كاتب سر الوزير سعى به إلى المنصور، فهلك أبو أيوب وضرب أعناق بني أخيه. وقال مروان بن محمد الطاطري: قدم المنصور دمشق، فاستعمل على قضائها يحيى بن حمزة، فاعتل بأنه شاب، فقال: إني أرى أهل بلدك قد أجمعوا عليك، فإياك والهدية، فبقي على القضاء ثلاثين سنة. 9... (9/358)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 359 4 (احداث سنة خمس وخمسين ومائة.) فيها توفي زبان بن فائد المصري، وصفوان بن عمرو بن عمرو الحمصي، وعبد الله بن عبد الرحمن بن معاوية التجيبي، وعثمان بن أبي العاتكة الدمشقي، وعثمان بن عطاء الخراساني بالشام، ومحمد بن عبيد الله بن أبي رافع ظناً، ومسعر بن كدام على الصحيح والمفضل بن لاحق، وأبو فروة يزيد بن سنان الرهاوي، ويعقوب بن عطاء بن أبي رباح في قول. وفيها استنفذ يزيد بن حاتم المغرب من الخوارج بعد حروب عظيمة، وقتل أبا عاد وأبا حاتم ملكي الخولرج، ومهد الإقليم وبقي على إمرته خمسة عشر عاماً. وفيها سار المهدي إلى الرافقة، فنزل هناك، وأنشأ المدينة. وفيها أمر الخليفة بعمل سور على البصرة، وسور على الكوفة، فعملا من أموال أهل البلدين، وولي البصرة الهيثم بن معاوية العتكي. 9... (9/359)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 360 وفيها عزل المنصور أخاه العباس بن محمد عن الجزيرة، وحسبه مدة وأغرمه أموالاً، واستعمل عليها موسى بن كعب. وفيها عزل عن المدينة الحسين بن زيد بن الحسن العلوي بعبد الصمد عم المنصور وجعل معه فليح بن سليمان معيناً له.) وفيها كانت غزوة ذاذقشة بناحية بحر الخزر، ومقدم الإسلام متولي أرمينية يزيد بن أسيد السلمي، وكان أحد الأبطال الموصوفين فجرح، وقد كان من بقايا أمراء بني على أرمينية، وله موعظة بليغة يوم المصاف، رواها الوليد بن مسلم. ولربيعة الشاعر فيه، وفي يزيد بن قبيصة المهلبي متولي إفريقية: (لشتان ما بين اليزيدين في الندى .......... يزيد سليم والأغر ابن حاتم)

(فهم الفتى الأزدي إتلاف ماله .......... وهم الفتى القيسي جمع الدراهم)

(ولا يحسب التمام أني هجوته .......... ولكنني فضلت أهل المكارم) 9... (9/360)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 361 4 (احداث سنة ست وخمسين ومائة.) توفي فيها أفلح بن سعيد القبائي، وأفلح بن حميد المدني في قول، وحماد الراوية بالعراق، وحمزة بن حبيب الزيات. وسوار بن عبد الله العنبري القاضي، وعبد الله بن شوذب البلخي بالشام، وعبد الحكيم بن أبي فروة، وعبد الرحيم بن زياد بن أنعم الإفريقي، وعلي بن أبي حملة الشامي، وعمر بن ذر الهمذاني، وعيسى بن عمر الهمذاني المقرئ، وقباث بن رزين اللخمي، وهشام بن غاز في قول، وأبو بكر بن أبي مريم الغساني والهيثم بن معاوية العتكي الأمير. وفيها كان الهيثم المذكور أمير البصرة قد ظفر بعمرو بن راشد الذي كان ولاه إبراهيم بن عبد الله بن حسن، إذ خرج على إقليم فارس فصلب بالبصرة بعد قطع أربعته، ثم عزل الهيثم واستعمل سوار بن عبد الله على الصلاة مضافاً إلى القضاء، فمات الهيثم فجأة ببغداد على صدر سريته. وولي شرطة البصرة سعيد بن دعلج. 9... (9/361)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 362 4 (احداث سنة سبع وخمسين ومائة.) توفي فيها قاضي مرو الحسين بن واقد، وسعيد بن أبي عروبة في قول، وطلحة بن سعيد الإسكندري، وعامر بن إسماعيل الحارثي الأمير، وفقيه الشام عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، وعمر بن صهبان، ومحمد بن عبد الله ابن أخي الزهري، ومصعب بن ثابت بن الزبير في قول، ويوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق السبيعي، وأبو مخنف لوط في قول. وفيها أنشأ المنصور قصره الذي سماه الخلد. وفيها عرض جيوشه في السلاح والخيل، وخرج هو وعليه درع وقلنسوة سوداء مضربة، وفوقها الخوذة، ونقل الأسواق من بغداد، وعملت بظاهرها بباب الكرخ، وأمر بعمل ذلك من ماله، ووسع شوارع بغداد، وهدم دوراً لذلك.) وفيها استعمل على البصرة بعد موت سوار عبيد الله بن الحسن العنبري، واستعمل على السند معبد بن خليل، و صرف هشام بن عمرو. 9... (9/362)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 363 وفيها غزا الروم يزيد بن أسيد السلمي فوجه على بعض جيشه سناناً مولى البطال، فسبى وغنم. 9... (9/363)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 364 4 (احداث سنة ثمان وخمسين ومائة.) فيها مات أفلح بن حميد على الصحيح، وحيوة بن شريح المصري، وسعيد بن عبد الجبار، وأمير المؤمنين أبو جعفر عبد الله بن محمد المنصور، وعبد الله بن عياش الأخباري المشهور بالمنتوف، وجبير القصاب، وحاجب ابن عمر، وزفر بن الهذيل الفقيه وعوانة بن الحكم أخباري علامة، والقاسم بن مبرر الأيلي، ومخرمة بن بكير، ومالك بن مغول الكوفي، ومعاوية بن صالح قاضي الأندلس. وفيها وجه المنصور ولده إلى الرقة، فعزل موسى بن كعب عن الجزيرة، ووليها يحيى بن خالد بن برمك، فروى الحسن بن وهب عن سعيد عن صالح بن عطية قال: كان المنصور قد الزم خالد بن برمك بثلاثة آلاف ألف درهم نذر دمه، وأجله ثلاثة أيام، فقال خالد لابنه: يا بني قد ترى ما حل بنا فانصرف إلى أهلك، فما كنت فاعلاً بهم بعد موتي فافعل، والق إخواننا، ومر بعمارة بن حمزة، وصالح صاحب المصلى، ومبارك التركي، فأعلمهم حالنا. قال ابن عطية: فحدثني يحيى قال: أتيتهم فمنهم من تجهمني وأرسل 9... (9/364)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 365 المال سراً، زاستأذنت على عمارة، فدخلت وسلمت، فرد رداً ضعيفاً وقال: كيف أبوك قلت: بخير، يستسلفك لما نزل به، فسكت، فضاق بي موضعي ولعنته على تيهه وكبره، فلم ألبث أن بعث عمارة مع رسوله مائة ألف، وجمعنا في يومين ألفي ألف وسبعمائة ألف. فوالله إني لعلى الجسر ماراً وأنا مهموم، إذ وثب إلي زاجر فقال فرخ الطائر أخبرك، فلم ألتفت إليه، فتعلق باللجام، فقال: أنت والله مهموم، وليفرجن الله همك ولتمرن غداً هنا واللواء بين يديك، فأقبلت أعجب منه، فقال: فإن تم ذلك فلي خمسة آلاف درهم، قلت: نعم، ومضيت، فورد المسيب بن زهير كان صديقنا: عندي يا أمير المؤمنين رأي، إنك لا تنتصحه وستلقاني برده، قال: قل فلست أستغشك، قال: ما رميتها بمثل خالد بن برمك، قال: ويحك ويصلح لنا بعدما أتينا إليه قال: نعم وأنا ضامن له، فأمر بإحضاره، وصفح عن الثلاثمائة ألف الباقية، وعقد) له، وأعطيت الزاجر خمسة آلاف، وامرني على هيئة من البأو والكبر، فسلمت، فما رد، بل قال: كيف أبوك فأخبرته، وذكرت له رد المال، فاستوى جالساً، ثم قال: أكنت صيرفياً لأبيك يأخذ مني إذا شاء ويرد إذا شاء، قم عني لا قمت فرجعت إلى أبي فأعلمته فقال: أي بني إنه عمارة، ومن لا يعترض عليه. وعن بعض الواصلة قال: ما هبنا أميراً قط ما هبنا ابن برمك. واستعمل المهدي على أذربيجان يحيى بن خالد بن برمك، واتصلت ولايته بولاية أبيه، وكان المنصور يقول: ولد الناس أبناء وولد خالد أباً. 9... (9/365)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 366 وفيه نزل المنصور قصره الخلد، وسخط على صاحب شرطته المسيب بن زهير وقيده وسجنه لكونه قتل أبان بن بشر الكاتب تحت السياط، ثم شفع المهدي فيه فرد إلى منصبه. وفيها سقط المنصور عن فرسه، فشج بين حاجبيه. وفيها أمر المنصور نائب مكة محمد بن إبراهيم الهاشمي بحبس سفيان الثوري، وعباد بن كثير، فحبسهما، وكان يسامرهما خفية، ثم أهمه أمرهما، وخاف أن يحج المنصور فيقتلهما، فنذر راحلة وذهباً في السر إلى عباد وسفيان، وإلى شخص علوي ليهربوا أو يختفوا. وقدم المنصور بآخر رمق، فمات ووقى الله شره، تمرض في أثناء الدرب وحمي مزاجه، وتم الربيع الحاجب موته، ومنع النساء من البكاء، فلما أصبح جمع الأمراء وأخذ البيعة للمهدي. وأقام الموسم إبراهيم بن يحيى بن محمد العباسي ابن أخي المنصور، وهو شاب أمرد. وفيها مات طاغية الروم لعنه الله. 9... (9/366)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 367 4 (احداث سنة تسع وخمسين ومائة.) مات فيها أصبغ بن زيد الواسطي، وحميد بن قحطبة الأمير، وعبد العزيز بن أبي رواد بمكة، وعكرمة بن عمار اليمامي، وعمار بن زريق الضبي، ومالك ابن مغول قيل في أولها، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، ويونس بن أبي إسحاق السبيعي، وأبو بكر الهذلي واسمه سلمى. وفيها غزا الصائفة العباس أخو المنصور، فوصل إلى أنقرة بأرض الروم. وافتتح مدينة. وهلك نائب خراسان ابن قحطبة، فولي بعده ابنه عبد الله، وقيل: مليها أبو عون عبد الملك بن يزيد. وولي حمزة بن مالك سجستان.) وولي جبريل بن يحيى سمرقند وتلك الناحية. وتوجه عبد الملك بن شهاب المسمعي في البحر لغزو الهند، وفرض معه الألفين، وخرج معه خلق من المطوعة، فمضوا حتى وافوا مدينة باربد من الهند، في سنة ستين ومائة. واستعمل المهدي على السند روح بن حاتم، بإشارة وزيره أبي عبيد الله. 9... (9/367)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 368 وفيها أطلق من السجن يعقوب بن داود، والحسن ولد إبراهيم بن عبد الله بن حسن، وسلم الحسن إلى أمير يتحفظ به، فهرب الحسن، فتلطف المهدي حتى وقع به بعد مدة. وفيها عزل عن الكوفة إسماعيل الثقفي بعثمان بن لقمان الجمحي، وقيل بغيره. وعزل عن قضاء البصرة عبيد الله العنبري، وعن شرطتها سعيد بن دعلج، وولي حربها عبد الملك بن أيوب النميري ثم عزل، وولي عمارة بن حمزة بن واقد الفهري على الصلاة. وفيها عزل يزيد بن المنصور خال المهدي عن اليمن، ووليها رجاء بن روح، وعزل عن مصر مطر مولى المنصور بأبي ضمرة محمد سليمان. وفيها تحرك الأمراء والخراسان في خلع ولي العهد عيسى بن موسى، وجعلها أعني ولاية العهد لموسى ولد المهدي، فكتب المهدي لما تبين ذلك إلى الكوفة إلى عيسى ليقدم عليه، فأحس فلم يأت، فاستعمل المهدي على الكوفة روح بن حاتم بن قبيصة المهلبي، فجعل عيسى يتردد إلى قرية له، ولا يقيم بالكوفة إلا شهرين في العام، وأخذ النهدي يلح على عيسى في النزول عن العهد ويرغبه ويرهبه، فأجابه مكرهاً، وبايع لموسى الهادي، ثم من بعده لهارون الرشيد. فأمر المهدي لعيسى بعشرة آلاف ألف درهم، وأقطعه عدة قرى. وقدم من اليمن يزيد بن منصور فحج بالناس. 9... (9/368)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 369 4 (احداث سنة ستين ومائة.) توفي فيها الأسود بن شيبان، وأيوب بن عتبة، وبحر بن كنيز السقاء، والحسن بن أبي جعفر الجفري قول، وحرملة بن عمران التجيبي، وخليفة بن خياط الكبير جد شباب، والخليل بن مرة البصري، والربيع بن صبيح، وسفيان بن حسين الواسطي، وشعبة بن الحجاج العتكي، وعبد الله بن صفوان الجمحي أمير المدينة، وعباس بن عقبة الحضرمي، ومجمع بن يعقوب المدني، وعيسى بن علي الهاشمي الأمير. وفيها كان خروج يوسف البرم بخراسان، منكراً على المهدي الحالة التي هو عليها من) الانهماك على اللهو واللذات وغير ذلك، فاجتمع معه خلق، فتوجه لحربه يزيد بن مزيد الشيباني فأسره، وأسر جماعة من جماعة من جنده، وبعث بهم إلى الحضرة، فقطعت أطراف يوسف، ثم قتل هو وأصحابه، وصلبوا. زفيها قدم بغداد عيسى بن موسى فتلقي بالإكرام، ثم إنه حضر يوماً قبل جلوس المهدي، فدخل عليه طائفة من أمراء الوقت، فأغلقوا عليه باب المجلس، 9... (9/369)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 370 أو هو أغلق على نفسه خوفاً منهم، فكادوا أن يكسروا الباب بالدبابيس، وشتموه وحصروه، فجاء المهدي وأنكر ذلك، فلم ينتهوا، إلى أن كاشفه ذوو الأسنان من أهل بيته بحضرة المهدي، وأغلظوا له وعنفوه ليخلع نفسه، وكان أشدهم عليه محمد بن سليمان بن علي، فاعتذر بأن عليه أيماناً مشددة في أمواله ونسائه، فأحضروا له القضاة والعلماء فأفتوه بما رأوا من المصلحة، وكفر عنه المهدي، وأعطاه أموالاً كما قدمنا. وكان خلعه في أثناء المحرم، ثم صعد المهدي المنبر وخطب، وصعد عيسى فبايع أول الناس بالعهد لموسى الهادي. وكتب بخلعه ما صورته: هذا كتاب لعبد الله المهدي محمد أمير المؤمنين، ولأهل بيته وجنده وعامة المسلمين، كتبه عيسى بن موسى فيما كان جعله له من العهد إذ كان أبى حتى اجتمعت كلمة المسلمين واتسق أمرهم على الرضا بولاية موسى، وخلعت نفسي مما كان في رقابهم من البيعة لي، وجعلتكم في حل وسعة من ذلك، فليس في ذلك لي دعوى ولا طلبة ولا حجة ولا مقالة ولا طاعة على أحد، ولا بيعة في حياتهما، ولا ما دمت حياً، والتمام عليه عهد الله وميثاقه وذمته وذمة رسوله وذمة آبائي، واعظم ما اخذ الله واعتهد على أحد من خلقه من عهد أو ميثاق، أو تغليظ على السمع والطاعة والنصيحة لهما، والموالاة لهما، ولمن والاهما، والمعاداة لمن عاداهما في هذا الأمر الذي خرجت منه، فإن أنا نكثت أو غيرت أو أدغلت، فكل زوجة لي أو أتزوجها إلى ثلاثين سنة طالق ثلاثاً البتة، وكل مملوك لي أو أملكه إلى ثلاثين سنة أحرار، وكل ملك لي من نقد أو عرض أو قرض أو أرض أو أستفيده إلى ثلاثين سنة صدقة على المساكين، وعلي المشي من العراق حافياً إلى بيت الله نذراً واجباً ثلاثين سنة لا كفارة لي ولا مخرج إلا الوفاء به، والله علي بالوفاء بذلك راع كفيل شهيد. 9... (9/370)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 371 وشهد عليه بذلك أربعمائة وثلاثون.) وفيها نازل عبد الملك المسمعي باربد من الهند، ونصب المجانيق عليها وافتتحها عنوة، حتى ألجأهم المسلمون في المدينة إلى بدهم، فأشعلوا فيها التيران والنفط، فاحترق منهم طائفة، وقتل خلق، واستشهد من المسلمين بضعة وعشرون رجلاً، ولبث المسلمون مدة لهيجان البحر، فأصابهم في أفواههم داء يقال له قر، فمات منهم نحو ألف، منهم الربيع بن صبيح المحدث، ثم ركبوا البحر، فلما قاربوا بلاد فارس عصفت عليهم ريح عظيمة كسرت أكثر المراكب، فلله الأمر. وفيها جعل أبان بن صدقة وزيراً لهارون ولد المهدي. وفيها عزل أبو عون عن خراسان ووليها معاذ بن مسلم. وحج بالناس المهدي، فأحضر إليه الحسن بن إبراهيم بن عبد الله بن حسن، فعفى عنه وأحسن صلته، وأقطعه بالحجاز، ونزع المهدي كسوة البيت وكساه كسوة جديدة، فقيل: إن حجبة الكعبة أنهوا إليه أنهم يخافون على الكعبة أن تتهدم لكثرة ما عليها من الأستار، فأمر بها فجردت، ولما انتهوا إلى كسوة هشام بن عبد الملك وجدوها ديباجاً غليظاً إلى الغاية. 9... (9/371)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 372 ويقال: إن المهدي قسم في حجته هذه في أهل الحرمين ثلاثين ألف ألف درهم، ثم وصل إليه من اليمن أربعمائة ألف دينار فقسمهما أيضاً، وفرق من الثياب الخام مائة ألف ثوب وخمسين ألف ثوب، ووسع في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وقرر في حرسه خمسمائة رجل من الأنصار، ورفع أقدارهم وأرزاقهم. وفي هذا العام حمل الثلج للمهدي حتى وصلوا به إلى مكة، وهذا شيء لم يتهيأ لملك قط، نهض بحمله ومداراته محمد بن سليمان الأمير. 9... (9/372)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 373 1 (تراجم أهل هذه الطبقة على الحروف.)

4 (حرف الألف.)

4 (أشعب الطمع، هو أشعب بن جبير، ويعرف بابن أم حميدة المدني الذي يضرب به المثل.) روى عن عكرمة وأبان بن عثمان وسالم بن عبد الله. وعنه معدي بن سليمان وأبو عاصم النبيل وغيرهما. وله نوادر وتطفيل ولكنه كذب عليه وألصق به أشياء، ومن أصح ذلك ما روى الأصمعي قال: عبث الصبيان بأشعب فقال: ويحكم اذهبوا سالم يقسم تمراً، فعدوا فعدا معهم وقال: وما يدريني لعله حق. وأم حميد كانت مولاة لأسماء بنت الصديق. وقيل: إن أشعب من موالي عثمان. وقيل: ولاؤه لسعيد بن العاص الأموي. وقيل: مولى فاطمة بنت الحسين. 9... (9/373)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 374 وقيل: مولى ابن الزبير. وقيل: إنه لقي عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، فالله أعلم وقد وفد على الوليد بن يزيد. قال سليمان ابن بنت شرحبيل: نا عثمان بن فائد نا أشعب مولى عثمان بن عفان عن عبد الله ابن جعفر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتختم في يمينه مرة أو مرتين. عثمان ذو مناكير. وقال أبو أمية الطرسوسي: ثنا ابن عاصم النبيل عن أبيه قال: قلت لأشعب الطامع أدركت فما كتبت شيئاً فقال: ثنا عكرمة عن ابن عباس قال: لله على عبادة نعمتان، ثم سكت، فقلت: اذكرهما، فقال: الواحدة نسيها عكرمة والأخرى نسيتها أنا. ويقال: إن أشعب كان خال الأصمعي. وقال مصعب الزبيري بن عثمان، قال أشعب: كان عبد الله بن عمرو بن عثمان ينفعني وكنت ألهيه فمرض ولهوت عنه في بعض خرباتي أياماً ثم جئت منزلي فقالت لي زوجتي: ويحك أين كنت عبد الله بن عمرو يطلبك وهو يقلق لتلهيه، قلت: إنا لله، ثم فكرت فقلت: هاتوا قارورة دهن خلوقية ومئزر الحمام فخرجت فمررت بسالم بن عبد الله فقال: يا أشعث هل لك في هريسة قلت: نعم جعلت فداك، فأكلت حتى عجزت فقال لي: ويحك لا تقتل نفسك فما فضل بعثناه إلى بيتك، ثم خرجت فدخلت الحمام وصببت علي الدهن، فصار لوني كالزعفران،) فلبست أطماري وعصبت 9... (9/374)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 375 رأسي وأخذت عصاً أمشي عليها حتى جئت باب ابن عمرو فلما رآني حاجبه قال: ويحك يا أشعب ظلمناك وأنت هكذا فقلت أدخلني على سيدي، فأدخلني، فإذا عنده سالم، فقال لي عبد الله ظلمناك وغضبنا عليك وقد بلغت ما أرى من العلة، فتضاعفت وقلت: يا سيدي كنت عند بعض من أغشاه فأصابني البطن والقيء فما حملت إلى بيتي إلا جنازة فبلغتني علتك فخرجت أدب. قال: فنظر إلي سالم وقال: أشعب قلت: أشعب، قال: ألم تكن عندي آنفاً قلت: ومن أين أكون عندك جعلت فداك وأنا أموت، فجعل يمسح عينيه ويقول: ألم تأكل الهريس آنفاً قال فأقول: وهل بي أكل جعلت فداك فقال: لا حول ولا قوة إلا بالله، والله إني لأرى الشيطان يتمثل على صورتك ما أرى مجالستك تحل، ووثب ففطن بي عبد الله فقال: مالك أشعب تخدع قال: أصدقني، قلت: بالأمان، قال: نعم، فحدثته، فضحك ضحكاً شديداً. ورواها أبو داود السنجي عن الأصمعي عن أشعب. قال الزبير بن بكار: قيل لأشعب في امرأة يتزوجها، فقال: ابغوني امرأة أتجشأ في وجهها فتشبع، وتأكل فخذ جرادة فتتخم. وروى أن أمه أسلمته في البزازين فقالت له: ما تعلمت قال: نصف الشغل، قالت: وما هو قال: النشر وبقي الطي. وقال الزبير: حدثني عمر ومحمد بن الضحاك والموؤلي قالوا: كان زياد نهماً على الطعام وكان له جدي في رمضان يوضع بين يديه فلا يمسه 9... (9/375)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 376 أحد، فجعل إسماعيل بن جعفر بن محمد عشرين ديناراً لأشعب على أن يأكل مع زياد من الجدي، فلما مد يده إلى الجدي فقال زياد لصاحب الشرطة: بلغني أن المحبوسين لا قارئ لهم، وهم قوم من المسلمين فاحبس أشعب في هذا الشهر عندهم يؤمهم، وكان أشعب قارئاً فقال: أو غير ذلك أصلحك الله، قال: وما هو قال: أحلف أن لا آكل جدياً. وعن أشعب: أن رجلاً شوى دجاجة ثم ردها فسخنت، ثم ردها أيضاً فقال أشعب: هذه كآل فرعون، النار يعرضون عليها غدواً وعشياً. وفي المجالسة الدينورية عن النضر بن عبد الله الحلواني أنه سمع الأصمعي يقول: أصاب أشعب ديناراً بمكة فاشترى به قطيفة وأتى منى فجعل يقول: يا من ذهبت منه قطيفة. وقيل: إن رجلاً دعاه فقال: ما أجيبك أن أخبر بكثرة جموعك، فقال: على أن لا أدعو سواك،) فأجابه، فبينا هم كذلك، إذ طلع صبي فصاح أشعب: من هذا ألم أشرط عليك قال: يا أبا العلاء هو ابني زفيه عشر خصال ما هي في صبي قال: وما هن قال: لم يأكل مع ضيف، قال: حسبي، التسع لك. وقال محمد بن الحسين بن سماعة: حدثني محمد بن أحمد عمن حدثه: قال أشعب: جاءني جاريتي بدينار فجعلته تحت المصلى، ثم جاءت بعد أيام تطلبه، فقلت: ارفعي المصلى، فإن كان قد ولد فخذي ولده ودعيه، وكنت قد جعلت معه درهماً. فتركه، وعادت الجمعة الأخرى، وقد أخذته، فبكت، فقلت: مات دينارك في النفاس، فصاحت، فقلت: صدقت 9... (9/376)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 377 بالولادة ولا تصدقين بالموت في النفاس. وقال الشافعي: ولع الصبيان بأشعب، فقال: ويحكم، سالم يقسم جوزاً، فعدوا مسرعين، فعدا معهم. وقد مرت هذه، لكنه قال تمراً. وقال أبو عاصم: أخذ بيدي ابن جريج فأوقفني على أشعب، فقال له: حدثه بما بلغ من طمعك، فقال: ما زفت امرأة بالمدينة إلا كنست بيتي رجاء أن تهدى إلي. وروي عن الهيثم بن عدي وعن أبي عاصم قال: مر أشعب برجل يعمل طبقاً فقال: وسعه لعلهم يهدون لنا فيه. وعن أبي عاصم قال: مررت يوماً، فإذا أشعب ورائي، فقلت: ما لك قال: رأيت قلنسوتك قد مالت، فقلت: لعلها تقع فآخذها، فأخذتها عن رأسي فدفعتها إليه. وروى ابن أبي عبد الرحمن المقرئ عن أبيه قال أشعب: ما خرجت في جنازة فرأيت اثنين يتساران إلا ظننت أن الميت أوصى لي بشيء. وقيل: كان يجيد الغناء. قيل: إنه مات سنة أربع وخمسين ومائة. 9... (9/377)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 378 4 (حرف الجيم.)

4 (جحا، أبو الغصن، واسمه دجين بن ثابت اليربوعي البصري.) وما أظنه صاحب المجون فإن ذاك متأخر عن هذا، ولحقه عثمان بن أبي شيبة. رأى أبو الغصن دجين أنس بن مالك وروى عن أسلم مولى عمر وهشام بن عروة. وعنه ابن المبارك ومسلم بن إبراهيم وأبو جابر محمد بن عبد الملك وبشر بن محمد السكري) والأصمعي وأبو عمر الحوضي. قال عبد الرحمن بن مهدي وسئل عن حديث دجين بن ثابت الذي يروي عنه أسلم، فقال: قال لنا مرة: حدثني مولى لعمر بن عبد العزيز، فقلنا له: إن هذا لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم، فتركه، فما زالوا به حتى قال: أسلم مولى عمر بن الخطاب، فلا يعتد به كان يتوهمه ولا يدري من هو. وقال النسائي: ليس بثقة. وقد ساق له ابن عدي أربعة أحاديث ثم قال: ولدجين غير ما ذكرت شيء يسير، ومقدار ما يرويه ليس بمحفوظ، ثم ساق عن يحيى بن معين قال: الدجين بن ثابت هو حجا، ثم قال ابن عدي: أخطأ من حكى هذا عن ابن معين لأنه أعلم بالرجال من أن يقول هذا، والدجين 9... (9/378)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 379 إذا روى عنه ابن المبارك ووكيع وعبد الصمد وغيرهم، هؤلاء أعلم بالله من أن يرووا عن جحا والدجين رجل أعرابي. قلت: وكذا ذكر الشيرازي في الألقاب أنه جحا، ثم روى أن مكي بن إبراهيم قال: رأيت جحا فالذي يقال فيه مكذوب عليه، وكان فتى ظريفاً، وكان له جيران مخنثون يمازحونه ويزيدون عليه. وقال عباد بن حبيب: حدثني أبو الغصن جحا وما رأيت أعقل منه. مسلم بن إبراهيم: نا أبو الغصن الدجين بن ثابت ثنا أسلم قال: كنا نقول لعمر رضي الله عنه: حدثنا عن النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: إني أخشى أن أزيد أو أنقص، وقد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار. وقال ابن حبان: الدجين بن ثابت يتوهم أحداث أصحابنا أنه جحا وليس كذلك، ثنا أبو خليفة نا مسلم فذكر الحديث. 9... (9/379)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 380 4 (حرف الحاء.)

4 (الحسن بن عمارة. ت ق. بن مضرب البجلي مولاهم الكوفي أبو محمد الفقيه أحد الأعلام) ولي القضاء للمنصور ببغداد. وحدث عن ابن أبي ملكية وعطية العوفي وشبيب بن غرقدة والحكم وعنمرو بن مرة والزهري وطبقتهم. وعنه السفيانان ويحيى بن سعيد القطان وسعد بن الصلت وعبد الرزاق وشبابة بن سوار وآخرون.) وكان شعبة يتكلم فيه، قال: روى عن الحكم أشياء لم نجد لها أصلاً. وقال مسلم وغيره: متروك الحديث. وقال ابن عيينة: كان له فضل، غيره أحفظ منه، ورماه شعبة بالكذب. وقال النضر بن شميل: قال الحسن بن عمارة: الناس كلهم في حل ما خلا شعبة. 9... (9/380)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 381 وأما علي بن المديني فقال: أمره أبين من قول شعبة. وقال الفلاس: متروك الحديث، صدوق معني في نفسه. وقد كان ابن عمارة يصل الأعمش ومسعراً وله ثروة وحشمة. وقال النضر بن شميل: ثنا شعبة قال: أفادني الحسن بن عمارة عن الحكم سبعين حديثاً فلم يكن لها أصل، فقال ابن حبان: كان بلية ابن عمارة أنه كان يدلس على الثقات ما وضع عليهم الضعفاء. كان يسمع من موسى بن مطر وأبي العطوف وأبان بن أبي عياش وأضرابهم ثم يسقط أسماءهم ويرويها عن مشايخهم الثقات. فلما رأى شعبة تلك الموضوعات أنكرها وأطلق لسانه فيه، ولم يعلم أن بليتها من غيره، فهو جنى على نفسه. وروى عبدان بن عثمان عن أبيه عن شعبة قال: روى الحسن بن عمارة عن الحكم عن يحيى بن الجزار، سبعة أحاديث فلقيت الحكم فسألته عنها فقال: ما حدثته بحديث منها. وقال ابن المبارك عن ابن عيينة: كنت إذا سمعت الحسن بن عمارة يروي عن الزهري جعلت إصبعي في أذني. وقال أحمد بن حنبل وغيره: متروك الحديث. مات سنة ثلاث وخمسين ومائة. 9... (9/381)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 382 4 (حماد الراوية.) هو أبو القاسم بن أبي ليلى. ولاؤه لبكر بن وائل. وقيل اسم أبيه سابور بن مبارك الديلمي الكوفي. كان أخبارياً علامة خبيراً بأيام العرب وأنسابها ووقائعها ولغاتها وشعرها. وكانت بنو أمية تقدمه وتؤثره وتحب مجالسته. قيل: إن الوليد بن يزيد قال له: كم مقدار ما تحفظ من الشعر فقال: كثير، ولكني أنشدك على كل حرف مائة قصيدة طويلة سوى المقطعات من شعر الجاهلية دون شعر الإسلام. قال:) سأمنحك، فأنشده حتى ضجر الوليد فوكل به من يستوفي عليه فأنشده ألفين وتسعمائة قصيدة، فأمر له بمائة ألف. وكان حماد قد انقطع إلى يزيد بن عبد الملك في خلافته، وكان هشام يجفوه لذلك، وقد وصله مرة واستشهده. روى عن الفرزدق وأمثاله. روى عنه الهيثم بن عدي وعبد الله بن الأجلح وجماعة. قلت: وفي لزومه ليزيد نطر إلا أن يكون يزيد بن الوليد فإن مولد حماد قبل سنة خمس وتسعين. وقيل: إن حماداً قرأ القرآن من المصحف فصحف في نيف وثلاثين موضعاً. قال محمد بن سلام الجمحي: هو أول من جمع أشعار العرب، وكان غير موثوق به، كان ينحل شعراً لرجل غيره ويزيد في الأشعار. قيل: توفي حمار الراوية خمس وخمسين ومائة. وقيل سنة ست. 9... (9/382)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 383 4 (حماد عجرد.) من كبار الأخباريين. كان بينه وبين بشار بن برد أهاج ومعارضات، وكان بالكوفة الحمادون الثلاثة: هذا وحماد الراوية المذكور وحماد بن الزبرقان، فكانوا يشربون الخمر ويتهمون بالزندقة. وهذا فاسمه حماد بن يونس بن كليب أبو يحيى الكوفي. وقيل هو واسطي. قال خلف بن المثنى: كان يجتمع بالبصرة عشرة في مجلس لا يعرف مثلهم في تضاد أديانهم ونحلهم: الخليل بن أحمد سني، والسيد بن محمد الحميري رافضي، وصالح بن عبد القدوس ثنوي، وسفيان بن مجاشع صفري، وبشار بن برد خليع ماجن، وحماد عجرد زنديق، وابن رأس الجالوت يهودي، وابن نطيرا متكلم النصارى، وعمرو ابن أخت المؤيد المجوسي، وروح بن سنان الحراني صابئي، فيتناشد الجماعة أشعاراً، فكان بشار يقول: أبياتك هذه يا فلان، أحسن من سورة كذا وكذا، وبهذا المزاح ونحوه كفروا بشاراً. ولحماد عجرد نظم فائق. مات سنة خمس وخمسين ومائة. وقيل: سنة إحدى وستين. وقيل غير ذلك. ويقال: إنه قتل. 4 (حمزة الزيات. م.) ) حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل، الإمام العلم أبو عمارة التيمي الكوفي الزيات، أحد السبعة القراء، مولى آل عكرمة بن ربعي. 9... (9/383)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 384 كان عديم النظير في وقته علماً وعملاً، قيماً بكتاب الله، رأساً في الورع. قرأ على حمران بن أعين والأعمش وجماعة. وحدث عن الحكم وطلحة بن مصرف وعدي بن ثابت وعمرو بن مرة وحبيب بن أبي ثابت ومنصور بن المعتمر، وعدة. وكان يجلب الزيت من الكوفة إلى حلوان، ويجلب إلى الكوفة الجبن والجوز. وأصله من سبي فارس. وقيل: ولاؤه لبني عجل. وقال سليم بن عيسى: ولاؤه لتيم الله بن ثعلبة بن عكابة، وتيم الله من ربيعة بن نزار. قرأ على حمزة: سليم بن عيسى الحنفي وه أنبل أصحابه وأبو الحسن الكسائي أحد السبعة وعائذ بن أبي عائذ، والحسن بن عطية، وشعيب بن حرب وعبد الله بن صالح العجلي، وعدد كثير. وحدث عنه الثوري وشريك وجرير وأبو الأحوص وابن فضيل ويحيى بن آدم وقبيصة وبكر بن بكار وحسين الجعفي، وخلق سواهم. قال سفيان الثوري: ما قرأ حمزة حرفاً إلا بأثر. وقال عبد الله العجيلي: قرأ رجل على حمزة فجعل يمد، فقال: لا تفعل، أما علمت أن ما كان فوق البياض فهو برص، وما فوق الجعودة فهو قطط، وما كان فوق القراءة فليس بقراءة. قال أسود بن سالم: سألت الكسائي عن الهمز والإدغام: ألكم فيه إمام قال: نعم، حمزة، كان يهمز ويكسر وهو إمام من أئمة المسلمين وسيد القراء والزهاد لو رأيته لقرت عينك به من نسكه. 9... (9/384)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 385 وقال حسين الجعفي: ربما عطش حمزة فلا يستسقي كراهية أن يصادف من قرأ عليه. وذكر جرير بن عبد الحميد أن حمزة مر به فطلب ماءً قال: فأتيته يشرب مني لكوني أحضر القراءة عنده. وقال يحيى بن معين: سمعت ابن فضيل يقول: ما أحسب أ، الله يدفع البلاء عن أهل الكوفة إلا بحمزة. وكان شعيب بن حرب يقول لأصحاب الحديث: ألا تسألوني عن الدر قراءة حمزة، وبلغنا أ،) رجلاً قال لحمزة: يا أبا عمارة رأيت رجلاً من أصحابك همز حتى انقطع زره، فقال: لم آمرهم بهذا كله. وقال محمد بن الهيثم: أدركت الكوفة ومسجدها الغالب عليه قراءة حمزة الزيات. وروى عن حمزة قال: إن لهذا التحقيق حداً ينتهي إليه ثم يكون قبيحاً. وعنه قال: إنما الهمز رياضة فإذا حسنها الرجل سهلها. وقيل: إن حمزة أم الناس سنة مائة. وروى أحمد بن زهير عن ابن معين قال: حمزة ثقة. وقال النسائي: ليس به بأس، وقد كره قراءة حمزة: ابن إدريس الأودي وأحمد بن حنبل وجماعة لفرط المد والأمالة والسكت على الساكن قبل الهمز وغير ذلك، حتى أن بعضهم رأى إعادة الصلاة إذا كانت بقراءة حمزة، وهذا غلو. والذي استقر عليه الاتفاق وانعقد الإجماع على ثبوت 9... (9/385)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 386 قراءته وصحتها، وإن كان غيرها أفصح منها إذ القراءات الثابتة فيها الفصيح والأفصح. وبالجملة إذا رأيت الإمام في المحراب لهجاً بالقراءات وتتبع غريبها فاعلم أنه فارغ من الخشوع محب للشهرة والظهور، ونسأل الله السلامة في الدين. قيل: إن حمزة رحمه الله مات بحلوان سنة ست وخمسين ومائة على الصحيح، وكان أيضاً رأساً في الفرائض. وقيل: إنه مات سنة ثمان وخمسين ومائة. والله أعلم. وقد استوفيت ترجمته في طبقات القراء. ومات وقد قارب الثمانين. 4 (حيوة بن شريح. ع. بن صفوان التجيبي أبو زرعة المصري الفقيه، من رؤوس العلم والعمل) بديار مصر. روى عن ربيعة بن يزيد القصير وعقبة بن مسلم ويزيد بن أبي حبيب وأبي يونس سليم بن جبير وطائفة. وعنه ابن المبارك وأبو وهب وأبو عاصم. والمقري وعبد الله بن يحيى البرلسي، وجماعة آخرهم موتاً هانئ بن المتوكل الإسكندراني. 9... (9/386)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 387 وثقه أحمد وغيره.) وقال ابن وهب: ما رأيت أحداً أشد استخفاءً بعلمه من حيوة، وكان يعرف بالإجابة يعني في الدعاء. وقال ابن المبارك: وصف لي حيوة فكانت رؤيته أكبر من صفته. وقال ابن وهب: كان حيوة يأخذ عطاء في السنة ستين ديناراً فلم يطلع إلى منزله حتى يتصدق بها ثم يجيء إلى منزله فيجدها تحت فراشه، وبلغ ذلك ابن عم له فأخذ عطاءه فتصدق به كله وجاء إلى تحت فراشه فلم يجد شيئاً، قال فشكا إلى حيوة فقال: أنا أعطيت ربي بيقين وأنت أعطيته تجربة. وكنا نجلس إلى حيوة للفقه فيقول: أبدلني الله بكم عموداً أقوم وراءه أصلي ثم فعل ذلك. وروى أحمد بن سهل الأزدي عن خالد بن الفزر قال: كان حيوة ابن شريح من البكائين، وكان ضيق الحال جداً فجلست وهو متخل يدعو، فقلت: لو دعوت أن يوسع عليك فالتفت يميناً وشمالاً فلم ير أحداً فأخذ حصاة فرمى بها إلي فإذا هي والله تبرة في كفي ما رأيت أحسن منها، وقال: ما خير في الدنيا إلا للآخرة، ثم قال: هو أعلم بما يصلح عباده. فقلت: ما أصنع بهذه قال: استنفقها، فهبته والله أن أردها. وقال حيوة مرو لبعض الولاة: لا تخلين بلادنا من السلاح، فنحن بين قطبي لا ندري متى ينقص، وبين حبشي لا ندري متى يغشانا، ورومي لا ندري متى يحل بساحتنا، وبربري لا ندري متى يثور. توفي حيوة سنة ثمان وخمسين ومائة على الصحيح. وقيل: توفي سنة تسع. وهذا بل وسائر المصريين لم يذكرهم أبو نعيم في حلية الأولياء. 9... (9/387)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 388 4 (حرف الزاي.)

4 (زربي بن عبد الله. ت ق. المؤذن أبو يحيى. بصري ضعيف.) له عن أنس. وعنه مسلم بن إبراهيم وموسى التبوذكي وبشر بن الوضاح وعبيد بن واقد وجماعة. قال البخاري: فيه نظر. وقال الترومذي: له مناكير عن أنس. 4 (زفر بن عاصم، أبو عبد الله الهلالي الدمشقي.) عن عمرو بن عبد العزيز وعروة بن رويم. وعنه مالك ويحيى بن حمة.) وكان من أمراء الجهاد، ولي غزو الصائفة سنة ست وخمسين ومائة وقبل ذلك. 9... (9/388)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 389 4 (زفر بن الهذيل العنبري، الفقيه صاحب أبي حنيفة. مولده سنة عشر ومائة.) روى عن الأعمش وإسماعيل بن أبي خالد وابن إسحاق وحجاج بن أرطأة وأبي حنيفة وجماعة. ومات في الكهولة. روى عنه حسان بن إبراهيم الكرماني وأبو يحيى أكثم بن محمد وأبو نعيم وعبد الواحد بن زياد وطائفة. قال أبو نعيم الملائي: كان ثقة مأموناً. وقع إلى البصرة في الميراث من أخيه فتشبث به أهل البصرة فلم يتركوه يخرج من عندهم. وقال يحيى بن معين: ثقة مأمون. وقال أبو نعيم الأصبهاني: كان والده هذيل بن قيس بن سليم بأصبهان في خلافة يزيد بن الوليد وكان ثلاثة أولاد: زفر أبو الهذيل وهرثمة وكوثر. قال ورجع زفر عن الرأي وأقبل على العبادة. ثم ساق أبو نعيم في كتابه الحلية له خمسة أحاديث، ومن الرواة عنه: النعمان بن عبد السلام والحكم بن أيوب ومالك بن فديك. روى عن مدرك عن الحسن بن زياد قال: 9... (9/389)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 390 كان زفر وداود الطائي متواخيين فأما داود فترك الفقه وأقبل على العبادة وأما زفر فجمعهما. وقال عبد الرحمن بن مهدي: نبأ عبد الواحد بم زياد قال: لقيت زفر فقلت له صرتم حديثاً في الناس وضحكة. قال: وما ذاك قلت: تقولون في الابتداء إدرأوا الحدود بالشبهات وجئتم إلى أعظم الحدود فقلتم: تقام بالشبهات. قال وما هو قلت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يقتل مسلم بكافر فقلتم يقتل به. قال: فإني أشهدك الساعة أني قد رجعت عنه. قال الحسن بن زياد: ما رأيت أحداً يناظر زفر إلا رحمته. وقال أبو نعيم الملائي: كنت أمر على زفر فيقول: تعال حتى أغربل لك ما سمعت. وقال أبو عاصم النبيل: قال زفر بن الهذيل: من قعد قبل وقته ذل. وقال أبو نعيم: كنت أعرض الحديث على زفر فيقول: هذا ناسخ هذا منسوخ، هذا يؤخذ به، هذا يرفض. قد ذكرنا ان غير واحد وثق زفر. وقال ابن سعد: لم يكن في الحديث بشيء.) مات سنة ثمان وخمسين ومائة. 4 (زكريا بن إسحاق المكي. ع.) 9... (9/390)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 391 عن عطاء بن أبي رباح وعمرو بن دينار ويحيى بن عبد الله بن صيفي وأبي الزبير. وعنه ابن المبارك ووكيع وعبد الرزاق وروح وأبو عاصم وأبو عامر العقدي وآخرون. وقد اتهم في نفسه بالقدر وهو ثقة. وقال أبو حاتم: لا بأس به. وقال ابن معين: قدري. قلت: مات بعد الخمسين ومائة. 4 (زمعة بن صالح اليماني الجندي. ت ن ق.) نزيل مكة. قال أبو عمر الداني: أخذ القراءة عرضاً عن مجاهد ودرباس. كذا قال أبو عمرو. روى عن الزهري وعمرو بن دينار وأبي الزبير. وعنه ابن عيينة وابن مهدي وروح بن عبادة وأبو نعيم وخلق سواهم. قال أحمد: ضعيف الحديث. وقال أبو إسحاق الجوزجاني: متماسك. قلت: خرج له مسلم متابعة. 9... (9/391)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 392 4 (زهير بن ميمون الكوفي، والنحوي.) ويعرف بالفرقبي لأنه كان يتجر في الفرقي. وكان من كبار العلماء. أخذ عن أصحاب أبي الأسود. ومات سنة خمس وخمسين ومائة. 4 (زياد بن أبي عثمان الحنفي، الأصغر المهرواني الكوفي.) عن الحسن وعكرمة وثابت. وعنه مسعر وسفيان وإسرائيل وعبد الصمد بن عبد الوارث وبكر بن بكار وآخرون. قال أبو حاتم: ثقة. وقال مرة: لا بأس به. 4 (زياد بن ميمون، أبو عمار البصري.) صاحب الفاكهة. عن أنس. 9... (9/392)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 393 وعنه عباد بن منصور والحارث بن مسلم. وسمع منه أبو داود وعبد الرحمن بن مهدي وتركاه. قال أبو داود: لقيناه، فقال: عدوا إن الناس لا يعلمون أني لم ألق أنساً أما تعلمان أني ما لقيته قال: ثم بلغنا أنه يروي عنه، فلقيناه، فقال: عدوا إني أذنبت ذنباً، أفلا يتوب الله علي قلنا: نعم قال: تبت، ما سمعت من انس شيئاً. كان بعد ذلك يبلغنا أنه يروي عنه فتركناه.) وقال بشر بن عمر الزهراني: قال زياد بن ميمون: عدوا أني كنت يهودياً فأسلمت، أما كنتم تقبلون توبتي ما سمعت من أنس شيئاً. وكان يزيد بن هارون يرميه بالكذب. وقال ابن معين: ليس بشيء. 4 (زياد بن حبان الرقي. ن ق. كوفي الأصل.) روى عن الزهري وابن المنكدر وأيوب وأبو إسحاق وابن جريج وجماعة. وعنه أبو نعيم وأبو أحمد الزبيري ومعمر بن سليمان وآخرون. قال أحمد بن حنبل: كان يشرب المسكر. وقال الدراقطني: ضعيف. وقال ابن عدي: لا أرى به بأساً. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال: مات سنة ثمان وخمسين ومائة. 9... (9/393)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 394 4 (زيد بن أبي مرة، أبو المعالي.) رأى أنساً وسمع الحسن. وعنه معتمر وأبو داود وعبد الصمد بن عبد الوارث. وثقه ابن معين. روى أبو داود عنه عن الحسن عن معقل في ذم الاحتكار. 9... (9/394)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 395 4 (حرف السين.)

4 (سالم بن عبد الأعلى. وقيل: ابن غيلان، وقيل: ابن عبد الرحمن. أبو الفيض.) عن عطاء ونافع وغيرهما. وعنه عبد الله بن إدريس وعثمان بن عبد الرحمن الحراني وعمر بن صبيح ومحمد بن يعلى زنبور والوليد بن القاسم وجماعة. قال البخاري: تركوه. وقال ابن معين: ليس بشيء. قلت: نقموا عليه عن نافع ابن عمرو مرفوعاً كان إذا خاف أن ينسى ربطوا في إصبعه خيطاً. 4 (السائب بن عمر. د ن. بن عبد الرحمن بن السائب المخزومي المكي.) 9... (9/395)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 396 عن ابن أبي ملكية ويحيى بن عبد الله بن صيفي ومحمد بن عبد الله المخزومي. وعنه ابن المبارك ويحيى القطان وأبو عاصم وعبيد الله بن موسى وزيد بن الحباب وعدة. وثقه أحمد وغيره. 4 (سحامة بن عبد الله البصري الأصم.) عن أنس بن مالك. وعنه وكيع ومحمد بن ربيعة وأبو عامر العقدي ومسلم بن إبراهيم وغيرهم.) قال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال البخاري: سحامة عبد الرحمن قال: والأصم هو والده. سمع أنساً. قال ابن الذهبي: ما علمت فيه جرحاً. أنا أبو الفضل بن عساكر عن عبد المعز بن محمد أنا زاهر أن أبو سعد الكنجر وذي أنا عبد الله بن محمد الرازي أنا محمد بن أيوب أنا مسلم بن إبراهيم ثنا سحامة بن عبد الله قال: قدم علينا أنس واسط فحدثنا أن رجلاً جاء النبي صلى الله عليه وسلم فذكر من أمره حاجةً وفقراً، فأقيمت الصلاة، فنهض النبي صلى الله عليه وسلم ليدخل فيها، فتعلق به الرجل، فقام معه حتى قضى حاجته، ثم دخل في الصلاة. أخرجه البخاري في كتاب الأدب عن أبي بكر بن أبي الأسود عن العقدي عن سحامة. 9... (9/396)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 397 4 (سدوس بن حبيب، القيسي البصري. بياع السابري.) عن الحسن وابن سيرين. وعنه أبو داود الطيالسي ومسلم بن إبراهيم وموسى التبوذكي. قال: ما علمت فيه جرحاً. 4 (سعاد بن سليمان الجعفي الكوفي. ق.) عن عون بن أبي جحيفة وأبي إسحاق وجابر الجعفي وحبيب بن أبي ثابت. وعنه ع الصمد بن النعمان ومحمد بن سابق وجبارة بن المغلس. قال أبو حاتم: كان من عتق الشيعة وليس بقوي في الحديث. وقيل: سعاد بن عبد الرحمن. 4 (سعدان الجهني الكوفي. خ ت ق. قيل اسمه سعيد بن بشر وقيل ابن بشير.) روى عن سعد أبي مجاهد الطائي وكنانة مولى صفية ومحمد بن جحادة. وعنه وكيع وابن نمير وأبو عاصم وخلاد بن يحيى. 9... (9/397)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 398 قال أبو حاتم: صالح الحديث. قلت: له حديث واحد في الكتب. 4 (سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص الأموي. نزيل الكوفة.) عن معاوية بن إسحاق وعمر بن إسحاق وعمر بن عبد العزيز وجماعة. وعنه ابنه يحيى بن سعيد الأموي وعمر بن عبد الغفار وأبو أحمد الزبيري. وقال: كان من خيار الناس. 4 (سعيد بن حسان المخزومي. م. المكي القاص.) عن مجاهد وابن أبي ملكية وعروة بن عياض. وعنه السفيانان ووكيع وأبو نعيم وأبو أحمد) الزبيري. وثقه ابن معين، ووثقه أبو داود مرة وتوقف مرة. 4 (سعيد بن زياد الشيباني. د ن. المكي.) عن عطاء وطاوس وزياد بن صبيح. وعنه سفيان بن جندب ووكيع ويزيد بن هارون ومكي بن إبراهيم. قال ابن معين: صالح. 9... (9/398)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 399 4 (سعيد بن سابق الرازي الفقيه والد محمد.) عن ليث بن أبي سليم ويزيد بن أبي زياد وجماعة. وعنه جرير بن عبد المجيد وحكام بن سالم وهارون بن المغيرة. صويلح. 4 (سعيد بن سنان. د نت ق. أبو سنان البرجمي الشيباني الكوفي نزيل الري.) عن الضحاك وطاوس والشعبي وعمرو بن مرة وجماعة. وعنه إسحاق بن سليمان الرازي وبكر بن بكار وأبو نعيم وزيد بن الحباب وأبو أحمد الزبيري ويعلى بن عبيد وأبو داود وخلق. وثقه أبو حاتم. وقال أبو داود: ثقة من رفعاء الناس. وقال ابن حبان: كان عابداً فاضلاً. وقال أحمد بن حنبل: صالح لم يكن يقيم الحديث. وقال أبو أحمد الحاكم: لا يتابع على كثير من حديثه. وقال إبراهيم بن سعيد الجوهري: سمعت سفيان بن عيينة يقول: من أبو سنان، يعني سعيد بن سنان، لو كان لي عليه سلطان لحبسته وأدبته. 9... (9/399)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 400 وقال ابن سعد: سكن الري وكان سيئ الخلق وكان يحج كل سنة. وقال الخطيب وغيره: سكن قزوين أيضا. وأما 4 (سعيد بن سنان الحمصي، أبو مهدي فآخر.)

4 (سعيد بن زون الثعلبي البصري.) عن أنس وعنه هلال بن فياض ومسلم بن إبراهيم وجماعة. قال أبو حاتم: ضعيف جداً وقال النسائي: متروك. 4 (سعيد بن زياد. مولى جهينة المديني المكتب.) عن سليمان بن يسار وعثمان بن عبد الرحمن التيمي وغيرهما، وعنه زياد بن يونس وخالد بن مخلد. وثقه ابن حبان.) 4 (سعيد السائب بن يسار. د ن ق. وهو سعيد بن أبي حفص الثقفي أحد العباد البكائين.) 9... (9/400)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 401 عن أبيه عبد الله بن معية العامري ونوح بن صعصعة ومحمد بن عبد الله بن عياض. وعنه حرمي بن عمارة ومعن بن عيسى وعبد الرحمن بن مهدي وأبو حذيفة النهدي وجماعة. قال أبو داود وغيره: لا بأس به. وقال شعيب بن حرب: كنا نراه من الأبدال. وقال ابن عيينة: كان لا يكاد يجف له دمع. وقال محمد بن يزيد بن خنيس: ما رأيت أحداً أسع دمعة منه إنما كان يعوزه أن تحركه فترى دموعه كالقطر رحمه الله. قال الحميدي عن سفيان: حدثوني أن رجلاً عاتبه في البكاء فبكى وقال: كان ينبغي أن يعذلني على التقصير والتفريط فإنهما قد استوليا علي. 4 (سيعد بن عبد الرحمن البصري. هو أخو أبي حرة.) سمع ابن سيرين ويحيى بن أبي إسحاق ومكحولاً. وعنه عبد الرحمن بن مهدي وأبو نعيم وأبو داود الطيالسي وآخرون. وثقه أحمد بن حنبل وغيره. وقال أبو حاتم: ما به بأس. 4 (سعيد بن عبد الرحمن أبو شيبة. ن. الزبيدي الكوفي قاضي الري.) 9... (9/401)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 402 عن إبراهيم التيمي وإبراهيم النخعي ومجاهد وسعيد بن جبير. وعنه سفيان الثوري وعبد الواحد بن زياد وجرير بن عبد الحميد وحكام بن سلم وابن فضيل. وثقه أبو داود. وقال ابن حبان: توفي سنة ست وخمسين ومائة. كان يروي المقاطيع. 4 (سعيد بن عبد الله بن جبير بن حية. خ ن ق. الثقفي البصري.) عن عمه زياد بن جبير وعكرمة وبكر بن عبد الله المزني وجماعة. وعنه ابنه إسماعيل وخالد ابن الحارث وروح بن عبادة ومعتمر بن سليمان وعلي بن نصر الجهضمي وعدة. وثقه أبو زرعة وغيره. 4 (سعيد بن عبيد الهنائي البصري. ت ن.) عن عبد الله بن شقيق والحسين وبكر بن عبد الله. وعنه عبد الصمد بن عبد الوارث وكثير بن فائد ومسلم بن إبراهيم وجماعة. قال أبو حاتم: شيخ. 4 (سعيد بن أبي عروبة. ع. مولى بني عدي عالم البصرة 9... (9/402)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 403 أبو النضر العدوي الحافظ. ولد في) حياة أنس بن مالك.) وروى عن الحسن وابن سيرين قليلاً وعن قتادة فأكثر والنضر بن أنس وعبد الله الداناج وأبي رجاء العطاردي، وهو أكبر شيخ لقيه، ومطر الوراق وأبي نضرة العبدي وطائفة سواهم. وعنه سفيان وشعبة ويزيد بن زريع وبشر بن المفضل وابن علية وخالد بن الحارث والنضر بن شميل ويحيى القطان وغندر وسعيد بن عامر الضبعي والأنصاري وأبو عاصم وروح بن عبادة وعبد الوهاب بن عطاء وخلق كثير. قال أبو عوانة: ما كان عندنا في ذلك الزمان أحد أحفظ من سعيد بن أبي عروبة. وقال أحمد بن حنبل: لم يكن لسعيد كتاب إنما كان يحفظ ذلك كله وزعموا أنه قال: لم أكتب إلا تفسير قتادة، وذلك أن أبا معشر كتب إلي أن أكتبه. وقال ابن معين: أثبتهم في قتادة سعيد والدستوائي وشعبة. وقال حفص بن عبد الرحمن النيسابوري: قال لي سعيد بن أبي عروبة: إذا رويت عني فقل: ثنا سعيد الأعرج عنن قتادة الأعمى عن الحسن الأحدب. وقال بندار: ثنا عبد الأعلى وكان قدرياً عن سعيد بن أبي عروبة وكان قدرياً عن قتادة وكان قدرياً. وقال أحمد بن حنبل: كان قتادة وسعيد يقولان بالقدر ويكتمانه. وروى الكوسج عن ابن معين قال: سعيد ثقة. 9... (9/403)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 404 وقال أبو زرعة: ثقة مأمون. وقال أبو حاتم: هو ثقة قبل أن يختلط وكان اعلم الناس بحديث قتادة. وقد ذكرنا أن سعيد بن أبي عروبة كان أول من صنف العلم بالبصرة. قال أحمد: ومن سمع من سعيد قبل الهزيمة فسماعه جيد. قلت: يعني هزيمة إبراهيم بن عبد الله بن حسين، وكانت في أواخر سنة خمس وأربعين ومائة. وقال يزيد بن هارون: لقيت ابن أبي عروبة قبل الأربعين يدهر ورأيته سنة اثنتين وأربعين ومائة فأنكرته، وكان يحيى بن سعيد القطان يوثقه. وقال أبو نعيم: كتبت عنه عندما اختلط حديثين. وقال ابن مثنى: ثنا الأنصاري: دخلت أن وعبد الله بن سلمة الأفطس على سعيد بعدما تغير فجعل ينظر في وجوهنا ولا يعرفنا. قال محمد بن سلام الجمحي: كان ابن أبي عروبة يمزح وكان يحدث فإذا أعجبه حفظه قال دقك بالمنحاز حب الفلفل.) وقال رجل: أتيت ابن أبي عروبة فتمارى عنده رجلان فبقي يغري بينهما قليلاً. وقال أحمد بن حنبل، في تدليس سعيد: لم يسمع سعيد من الحكم ولا من الأعمش ولا من حماد ولا من عمر بن دينار ولا من هشام بن عروة ولا من ابن عقيل 9... (9/404)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 405 ولا من زيد بن أسلم ولا من ابن أبي سلمة ولا من أبي الزناد، وقد حدث عن هؤلاء ولم يسمع منهم شيئاً. وقال الفلاس: سمعت يحيى يقول: لم يسمع سعيد من يحيى بن سعيد الأنصاري ولا من عبيد الله بن أبي عمر ولا من هشام بن عروة. قال يزيد بن زريع: سمعت ابن أبي عروبة يقول: من لم يسمع الخلاف فلا تعده عالماً. قلت: توفي سنة ست وخمسين ومائة، قيده عبد الصمد بن عبد الوارث. 4 (سعيد بن عطية الليثي. ت.) عن شهر بن حوشب وسعيد بن جبير. وعنه عبيد بن واقد وأبو داود الطيالسي وأبو عبد الرحمن المقري. ذكره ابن حبان في الثقات. 4 (سعيد بن يزيد. م د ت ق. أبو شجاع القتباني الحميري الاسكندراني.) عن الأعرج والحارث بز يزيد وخالد بن أبي عمران ودراج أبي السمح وغيرهم. وعنه أبو غسان محمد بن مطرف والليث وابن المبارك وأبو زرارة ليث بن عاصم وغيرهم. 9... (9/405)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 406 وكان ثقة عابداُ كبير القدر، ثقة أحمد بن حنبل وجماعة. قال أبو داود: كان له شأن. وقال الليث بن عاصم: رأيته إذا أصبح عصب ساقه بالمشاقة وبزر الكتان من طول القيام رضي الله عنه. وقال ابن يونس: كان من العباد المجتهدين، توفي بالإسكندرية سنة أربع وخمسين ومائة. 4 (سفيان بن حسين. بن حسن الواسطي أبو محمد بن عتيبة والزهري.) وعنه شعبة وهشيم وعباد بن العوام ويزيد بن هارون وعمر بن عبد الله بن رزين وأخوه عمير وغيرهم. وثقه جمعة من الأئمة إلا في روايته عن الزهري خاصة فإن فيها مناكير. واستشهد به البخاري. قال ابن أبي حاتم: سفيان بن حسين السلمي المعلم، روى عن الحسن وجماعة.) قال عباس عن ابن معين: ليس به بأس من أكابر أصحاب الزهري. وقال أحمد بن زهير عن ابن معين: ثقة كان يؤدب المهدي. وحديثه عن الزهري فقط ليس بذاك إنما سمع منه بالموسم. 9... (9/406)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 407 وقال أبو حاتم: صالح الحديث ولا يحتج به نحو محمد بن إسحاق. وقال ابن حبان: الإنصاف في أمره: يبحث بما روى عن الزهري والاحتجاج بما روى عن غيره. مات بعد الخمسين ومائة. 4 (سفيان بن دينار. خ ن. أبو سعيد الكوفي التمار.) عن سعيد بن جبير ومصعب بن سعيد وعكرمة والشعبي. وعنه ابن المبارك وأبو بكر بن عياش والمحاربي وعفان وغيرهم. وثقه ابن معين وغيره وهو الذي يقول: رأيت قبر النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر مسنمة. 4 (السكن بن المغيرة. ت. البصري البزاز أبو محمد مولى عثمان بن عفان.) عن سارية عن عائشة وعن الوليد بن أبي هشام. وعنه أبو داود وأبو نعيم وحبان بن هلال وأبو الوليد وجماعة. قال النسائي: ليس به بأس. 4 (سلام بن أبي عمرة. ت. أبو علي الخراساني.) عن عمرو بن ميمون الأودي وعكرمة والحسن. 9... (9/407)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 408 وعنه وكيع ومحمد بن بشر وعبيد بن إسحاق العطار وغيرهم. قال ابن معين: ليس بشيء. 4 (سلمة بن بخت.) عن عكرمة. وعنه إسحاق بن سليمان الرازي والقعنبي. وثقه ابن معين وغيره. 4 (سلمة بن سابور الكوفي.) عن عطية العوفي وعبد الوارث مولى أنس. وعنه الفضل بن موسى ومحمد بن ربيعة وسلمة بن رجاء وأبو يحيى الحماني وأبو نعيم. ضعفه ابن معين. 4 (سلمة بن وردان. ت ق. أبو يعلى الليثي الخندعي مولاهم المدني.) عن أنس بن مالك وأبي سعيد بن المعلى ومالك بن أوس بن الحدثان. وعنه ابن المبارك وابن وهب وأبو نعيم والقعنبي والواقدي وإسماعيل بن أبي أويس، وعدة. 9... (9/408)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 409 ضعفه أبو داود. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي: ليس بقوي، عامة ما عنده عن أنس منكر. قيل: توفي في آخر خلافة المنصور. وقال الدراقطني: ضعيف.) 4 (سلم بن زرير. خ م ن. أبو يونس العطاردي البصري.) عن أبي رجاء العطاردي وعبد الرحمن بن طرفة وأبي غالب حزور. وعنه أبو علي الحنفي وحبان بن هلال وأبو الوليد وغيرهم. وثقه أبو حاتم، وضعفه أبو داود وابن معين. وقال أبو حاتم أيضاً: ليس بالقوي. وقال ابن أبي حاتم: سألت أبا زرعة عنه فقال: صدوق، وسألت أبي عنه فقال: ثقة ما به بأس. قلت: له نحو من عشرة أحاديث يحتج ببعضها. 4 (سليمان بن أبي داود الحراني.) عن الزهري وعبد الكريم الجزري. وعنه ابنه محمد بن سليمان بومة وعبد الله بن عرادة وخالد بن حيان. 9... (9/409)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 410 ضعفه أبو حاتم. وهو من موالي أمير الجزيرة محمد بن مروان بن الحكم الأموي. 4 (سليمان بن داود الخولاني الدمشقي، روى حديث الصدقات عن الزهري وروى اً يضاً عن) أبي قلابة. وعنه صدقة بن عبد الله ويحيى بن حمزة. قال أحمد بن حنبل في حديثه الطويل: أرجو أن يكون صحيحاً. وقال ابن معين: هو شيخ ضعيف. قلت: وحديثه الطويل رواه أحمد في المسند والوليد بن مسلم وغيره عن صدقة عنه أنه سمع أبا قلابة يقول: حدثني عدة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفة صلاته. وقال عبد الجبار الخولاني في تاريخ داريا: كان سليمان بن داود حاجباُ لعمر بن عبد العزيز، وولده بداريا إلى اليوم. وقال أبو زرعة الدمشقي وغير واحد من المحققين: الصواب في حديث الصدقات: يحيى بن حمزة عن سليمان بن أرقم. قال الحافظ أبو عبد الله بن منده: رأيت في كتاب يحيى بن حمزة بخطه عن سليمان بن أرقم عن الزهري. وقال دحيم: نظرت في أصل يحيى بن حمزة حديث الصدقات فإذا هو عن سليمان بن أرقم. 9... (9/410)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 411 قلت: وقد روى طائفة من الحديث سعيد بن عبد العزيز وشعيب بن أبي حمزة عن الزهري. وقال ابن حبان: سليمان بن داود الخولاني ثقة، ثم ساق له في الأنواع والتقاسيم بطوله. فالله أعلم.) 4 (سليمان بن سفيان المدني، أبو سفيان مولى آل طلحة.) عن عبد الله بن دينار وبلال بن يحيى. وعنه سليمان التيمي وهو أكبر منه ومعتمر بن سليمان وأبو عامر العقدي وأبو داود الطيالسي. قال الولابي: ليس بثقة. وضعفه أبو حاتم وغيره. 4 (سليمان بن أبي سليمان، أبو أيوب المورياني الجوزي وزير المنصور.) ذكرته في الكنى. 4 (سليمان بن مسلم بن جماز، الزهري المدني المقرئ.) 9... (9/411)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 412 أخذ القراءة عن أبي جعفر وشيبة بن نصاح، وعرض أيضاً على نافع بن أبي نعيم. قرأ عليه إسماعيل بن جعفر وقتيبة بن مهران. 4 (سليمان بن يزيد الكعبي الخزاعي، أبو المثنى.) عن أنس بن مالك وسعيد المقبري وربيعة الرأي ويحيى بن سعيد وهشام بن عروة وعدة. وعنه ابن أبي فديك ويحيى بن حسان التنيسي وابن وهب وعبد الله بن نافع الصائغ وغيرهم. قال أبو حاتم: منكر الحديث ليس بقوي. 4 (سليمان أبو الربيع الهمذاني. من أهل همذان.) روى عن أبي عبد الرحمن السلمي وسعيد بن جبير وغيرهما. وعنه الربيع بن زياد وابن المبارك وزيد بن الحباب. وكان يعرف بالأحمر. وهو من أول من في تاريخ همذان. 4 (سليم مولى الشعبي.) عن الشعبي. 9... (9/412)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 413 وعنه سلم بن قتيبة وعبد الله بن رجاء وأحمد بن يونس. ضعفه الفلاس. 4 (سليم بن حيان الهذلي. خ م. من ثقات البصريين.) عن سعيد بن مينا وقتادة وعمرو بن دينار ومروان الأصغر. وعنه بهز بن أسد ويحيى القطان وابن مهدي وعفان ومحمد العوفي وآخرون. 4 (سهل بن شعيب النخعي الكوفي. وفد على عمر بن عبد العزيز.) وروى عن الشعبي وبريدة بن سفيان وقنان النهمي. وعنه زريق البجلي المقرئ وأبو غسان مالك بن إسماعيل وأبو داود الطيالسي وعون بن سلام. وما علمت به بأساً. 4 (سهل بن أبي الصلت، البصري السراج.) ) عن الحسن وابن سيرين وأيوب. وعنه ابن مهدي وأبو داود ومسلم بن إبراهيم وأبو سلمة المنقري. 9... (9/413)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 414 قال أحمد: لم يكن به بأس. وكذا قال أبو حاتم. وقال أبو داود: ثقة. وقال يحيى القطان: قد روى شيئاً منكراً وهو انه رأى الحسن يصلي بين سطور القبور. وقال أبو حفص الفلاس: وقد روى شيئاً أنكر من هذا، سمعت عبد الصمد يقول: ثنا سهل السراج عن الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجز طلاق المريض. قلت: روى له أبو داود في القدر. 4 (سوار بن داود. هو أبو حمزة. يأتي بكنيته.)

4 (سوار بن عبد الله بن قدامة بن عنزة التميمي العنبري قاضي البصرة أبو عبد الله.) قال علي بن الجعد: سمعت شعبة يقول: هذا سوار بن عبد الله ما تعنى في طلب حديث قط قد ساد الناس. قلت: قد روى عن بكر بن عبد الله المزني وأبي المنهال وشهر بن حوشب، ولكنه قليل الحديث. روى عنه عرعرة بن البرند وعلي بن عاصم وغيرهما. 9... (9/414)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 415 قال سفيان الثوري: ليس بشيء. قلت: ولي القضاء سبع عشرة سنة وكان من نبلاء القضاة. وقد روى عنه أيضاً ابن علية ومعاذ وبشر بن المفضل. وذكره أبو حاتم ولم يجرحه. وقال بكار بن محمد السيريني: رأيت سواراً إذا أراد أن يحكم رفع رأسه إلى السماء وتغرغرت عيناه ثم حكم. وبلغنا أن المنصور استقدمه ليعزله لأنه شكي منه فعطس المنصور بحضوره فلم يشتمه فقال: ما منعك من التشميت قال: لأن أمير المؤمنين لم يحمد الله، قال: فقد حمدت في نفسي، قال: وقد شتمك في نفسي، قال: ارجع فلو حابيت أحداً لحابيتني. مات سوار في آخر سنة ست وخمسين ومائة. 9... (9/415)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 416 4 (حرف الشين.)

4 (شعبة بن الحجاج. ع. بن الورد أبو بسطام الأزدي العتكي مولاهم الواسطي، الحافظ الكبير) عالم أهل البصرة في زمانه، بل أمير المؤمنين في الحديث. وقد سكن البصرة من صغره ورأى الحسن، وسمع منه. مسائل.) وروى عن أنس بن سيرين وإسماعيل بن رجاء وجامع بن شداد وسعيد المقبري وجبلة بن سحيم والحكم وعمرو بن مرة وزبيد بن الحارث وسلمة بن كهيل وقتادة ويحيى بن أبي كثير ومعاوية بن قرة وأبي جمرة الضبعي وعمرو بن دينار وخلائق قد أفردهم مسلم في جزء، ومنهم محمد بن الكمكدر ومحمد بن زياد القرشي وابن ملكية وعبيد بن أبي يزيد. وعنه أيوب السختياني، وهو من شيوخه، وسفيان الثوري وابن إسحاق 9... (9/416)



. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الجزء التاسع

الكتاب: تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام. تأليف: شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي. دار النشر: دار الكتاب العربي. مكان النشر: لبنان/ بيروت. سنة النشر: 1407هـ - 1987م. الطبعة: الأولى. تحقيق: د. عمر عبد السلام تدمري. ملاحظات حول الكتاب: الكتاب موافق للمطبوع كاملاً. غير مفهرس.غير مقابل على نسخة ورقية. بل هو نفس الموجود في مكتبة التراث. قام بنسخه وإدخاله إلى الشاملة أخوكم: أبو عبد الله السني. راجياً منكم دعاءً بظهر الغيب. تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 417 وإبراهيم بن سعد والقطان وابن مهدي وغندر وعفان وأسد بن موسى والطيالسيان وسليمان بن حرب وأبو عمر الحوضي وعلي بن الجعد وخلق كثير. قال علي بن المديني: له نحو من ألفي حديث وكان الثوري يعظمه ويقول: هو أمير المؤمنين في الحديث. وقال الشافعي: لولا شعبة لما عرفت الحديث بالعراق. وقال الحاكم: شعبة إمام الأئمة بالبصرة في معرفة الحديث رأى أنس بن مالك وعمرو بن سلمة الجرمي وسمع من أربعمائة من التابعين، وحدث عنه شيوخه: أيوب ومنصور والأعمش وسعد بن إبراهيم وداود بن أبي هند. وقال أبو زيد الهروي: ولد شعبة سنة اثنتين وثمانين من الهجرة. وقال غيره: ولد سنة ثمانين. ابن أبي خثيمة نا أحمد بن حنبل ابن مهدي عن شعبة: سمعت الحسن بن أبي الحسن يقول: كما نعق بهم ناعق اتبعوه. وثنا عبد الصمد شعبة: رأيت الحسن قال إلى الصلاة وقال: لا بد لهؤلاء الناس من وزعة. وثنا مسلم بن إبراهيم شعبة عن سماك بن حرب عن أبي صفوان أنه باع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً سراويل فلما أن وزن له أرجح له. رواه الثوري عن سماك فقال عن سويد بن قيس فكأنه اسم أبي صفوان. قال حماد بن زيد: إذا خالفني شعبة في حديث صرت إليه. 9... (9/417)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 418 وقال أبو داود: سمعت من شعبة سبعة آلاف حديث وسمع غندر من شعبة سبعة آلاف حديث، يعني بالمقاطيع. وقال أبو قطن: كتب لي شعبة إلى أبي حنيفة فأتيته، فقال: كيف أبو بسطام قلت: بخير، قال: نعم حشو المصر هو. وقال أبو بحر البكراوي: ما رأيت أحداً أعبد لله من شعبة، لقد عبد الله حتى جف جلده على) عظمه واسود. وقال حمزة بن زياد الطوسي: سمعت شعبة وكان ألثغ قد يبس جلده من العبادة يقول: لو حدثتكم عن ثقة ما حدثتكم عن ثلاثة. وقال عمر بن هارون البلخي: كان شعبة يصوم الدهر كله. قلت: وقد استوعب صاحب تهذيب الكمال سائر شيوخ شعبة فسمى له ثلاثمائة شيخ. قال أحمد بن حنبل: شعبة أثبت من الأعمش في الحكم وشعبة أحسن حديثاً من الثوري. وقد روى عن ثلاثين شيخاً كوفياً لم يلقهم سفيان، قال: وكان شعبة أمة وحده في هذا الشأن. قال عبد السلام بن مطهر: ما رأيت أحداً أمعن في العبادة من شعبة. وقال أبو نعيم: سمعت شعبة يقول: لأن أزني أحب إلي من أن أدلس. وقال يحيى بن سعيد: سمعت شعبة يقول: كل من كتب عنه حديثاً فأنا له عبد. وقال سليمان بن حرب: حدثنا شعبة يوماً بحديث الصادق المصدوق 9... (9/418)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 419 وأحاديث نحوه فقال رجل من القدرية: يا أبا بسطام ألا تحدثنا نحن أيضاً بشيء، فذكر حديث أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً كل مولود يولد على الفطرة الحديث. وقال أبو قطن: ما رأيت شعبة ركع إلا حسبت أنه قد نسي ولا قعد بين السجدتين إلا قلت قد نسي. وقال القطان: كان شعبة من أرق الناس يعطي السائل ما أمكنه. قال أبو قطن: كانت ثياب شعبة كالتراب وكان كثير الصلاة سخياً. وقال عبدان بن عثمان عن أبيه قال: قومنا حمار شعبة وسرجه ولجامه ببضعة عشر درهماً. وعن عبد العزيز بن أبي داود قال: كان شعبة إذا جسمه انتثر منه التراب. وعن أبو داود الطيالسي: كنا عند شعبة فجاء سليمان بن المغيرة يبكي وقال: مات حماري، وذهبت مني الجمعة، وذهبت حوائجي، قال: بكم أخذته قال بثلاثة دنانير. قال شعبة: فعندي ثلاثة دنانير والله ما أملك غيرها، ثم دفعها إليه. وقال النضر بن شميل: ما رأيت أرحم بمسكين من شعبة. وقال سليمان بن أبي شيخ: نا صالح بن سليمان قال: كان شعبة مولده ومنشأه واسط وعلمه كوفي، وكان له أخوان: بشار وحماد يعالجان الصرف. وكان شعبة يقول لأصحاب الحديث:) ويلكم الزموا السوق فإنما أنا عيال 9... (9/419)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 420 على أخوي. قال وما كل شعبة من كسبه درهماً قط. وقال أبو الوليد: سمعت شعبة يقول إذا كان عندي دقيق وقصب فما أبالي ما فاتني من الدنيا. أنا ابن الطاطري أنا ابن اللتي أنا أبو الوقت أن علام أنا ابن أبي سريج نا البغوي سمعت علي بن الجعد يقول: قدم شعبة بغداد مرتين أيام المنصور وأيام المهدي، كتبت عنه فيهما جميعاً. قال أبو العباس السراج: نا محمد بن عمرو سمعت أصحابنا يقولون: وهب المهدي لشعبة ثلاثين ألف درهم فقسمها وأقطعه ألف جريب بالبصرة فقدم البصرة فلم يجد شيئاً يطيب له فتركها. قال أبو بكر الخطيب: قدم شعبة بغداد في شأن أخيه كان حبسه أبو جعفر كان اشترى طعاماً فستة آلاف دينار هو وشركاؤه، يعني فكلم فيه أبا جعفر. وقال الأصمعي: لم نر قط أعلم من شعبة بالشعر، قال لي: كنت ألزم الطرماح فمررت يوماً بالحكم بن عتيبة وهو يحدث فأعجبني الحديث وقلت: هذا أحسن من الشعر فمن يومئذ طلبت الحديث. وقال أبو داود: سمعت شعبة يقول: لولا الشعر لجئتكم بالشعبي. وقال علي بن نصر الجهضمي: قال شعبة: إن قتادة يسأل عن الشعر فقلت له: أنشدك بيتاً وتحدثني حديثاً. وعن عبد الرحمن بن مهدي قال: ما رأيت أكثر تقشفاً من شعبة. وقال يحيى بن معين: شعبة إمام المتقين. 9... (9/420)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 421 وقال أبو زيد الأنصاري: هل العلماء إلا شعبة من شعبة. وقال سلمة بن قتيبة: أتيت سفيان فقال: ما فعل أستاذنا شعبة. وقال يحيى القطان: لا يعدل شعبة عندي أحد. وقال عفان: كان شعبة من العباد. وقال ابن مهدي: سمعت شعبة يقول: إن هذا العلم يصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة وعن صلة الرحم فهل أنت منتهون. وقال ابن قطن: سمعت شعبة يقول: ما من شيء أخوف عندي من أن يدخلني النار من الحديث. وعنه قال: وددت أنني وقاد حمام وأني لم أعرف الحديث. وقال سعد بن شعبة: أوصى أبي إذا مات أن أغسل كتبه فغسلتها. وقال أبو عبيدة الحداد عن شعبة قال: لم يسمع حميد من أنس سوى أربعة وعشرين حديثاً) والباقي سمعها وثبته فيها ثابت البناني. وقال أبو داود: قال لي شعبة: في صدري أربعمائة حديث لأبي الزبير والله لا حدثت عنه. وقال القطان: كان شعبة أمر في الأحاديث الطوال من سفيان الثوري. قال ابن المديني: قيل ليحيى بن سعيد: إن عبد الله بن إدريس وأبا خالد 9... (9/421)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 422 بن عمار يزعمان أن شعبة أملى عليهما فسمعته أنكر ذلك وقال: قال لي شعبة: ما أمليت على أحد من الناس ببغداد إلا على ابن زريع، أكرهه عليه. وقال: إن أمير المؤمنين أمرني أن أكتبها ثم قال له يحيى: لو أردته على الإملاء لأملى علي وما أملى وأنا حاضر قط، ولقد جاءه جاره ابن مصعب وهو شيخ وليس عنده غيري رقيعة فنفر له: إنما هي أطراف، فسكن. ابن أبي خثيمة نا عبد الوهاب بن نجده قال لنا بقية: كان شعبة يملي علي وذاك أنه قال لي: أكتب لي حديث بحير بن سعيد، فكتبتها له، فقلت له: كيف يحل لك أن تكتب ولا يحل لنا أن نكتب عنك فقال لي: أكتب، فكنت أكتب عنه. وقال ابن خثيمة: نا عبيد الله بن عمر يزيد بن زريع قال: أملى علينا شعبة هذه المسائل من كتابه يعني مسائل الحكم وحماد. القواريري: سمعت يزيد بن زريع يقول: كان شعبة يوماً قاعداً لشيخ بعد صلاة الغداة، فرأى قوماً قد بكروا فأخذوا أمكنة لقوم يجيئون بعدهم ورأى قوماً يجيئون فقام من مكانه فجلس في آخرهم. قال القطان فيما أملى على المديني: هؤلاء شيوخ شعبة من الكوفة الذين لم يلقهم سفيان: إسماعيل بن رجاء، عبيد بن الحسن، الحكم، عبد الملك بن ميسرة، عدي بن ثابت، طلحة بن مصرف، المنهال بن عمرو، يحيى أبو عمر البهرائي، علي بن مدرك، سماك بن الوليد، سعيد بن أبي بردة، عبد الله بن جبر، 9... (9/422)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 423 أبو زياد الطحان، محمد بن خليفة، أبو السفر سعيد الهمذاني، ناجية بن كعب. قال وكيع: قال شعبة: رأيت ناجية الذي يروي عنه أبو إسحاق فرأيته يلعب بالشطرنج فتركته فلم أكتب عنه. ومنهم العلاء بن بدر، وحبان البارقي، عبد الله بن أبي المجالد. وسمى جماعة ثم زاد احمد بن خثيمة أناساً، الوليد بن العيراز، يحيى بن الحصين، نعيم بن أبي هند، حبيب بن) الزبير، سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص. أحمد: نا أبو داود نا شعبة: سمعت الحسن يقول في فتنة يزيد بن المهلب: كلما نعق بهم ناعق اتبعوه هذا عدو الله ابن المهلب. أحمد: نا عبد الصمد نا شعبة قال: رأيت الحسن قال إلى الصلاة فتكأكؤا عليه فقال: لا بد لهذا الناس من وزعة، وكان يقعد عند المنارة العتيقة في آخر المسجد. قال صالح بن سليمان: كان شعبة بصرياً مولى للأزد مولده ومنشأه بواسط وعلمه كوفي وكان فيه تمتمة. قال ابن معين: كان يحيى بن سعيد إذا سمع الحديث من شعبة لم يبال أن لا يسمعه من غيره. ابن أبي خثيمة: أنا سليمان بن أبي شيخ أنا صالح بن سليمان قال: أخبرني أبو بشر العنبري قال: قدم شعبة من الكوفة فقال: قد رويت ألف قصيدة شعر، فقلنا له: هات أنشدنا، فجعل يتمتم، فقلنا له: ولسنا نفهم، فلم يجر في الشعر، فرجع إلى الكوفة فجاء فقال: قد رويت الحديث فجاء هؤلاء المجانين فقالوا: هات إيش تقول ما في الدنيا هم، وما أكل من كسبه درهماً قط. 9... (9/423)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 424 مؤمل بن إهاب: نا المقري سمعت شعبة يقول: من كذب الإنسان مرتين يقول: ليس بشيء إلا سوى ليس بشيء. 9... (9/424)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 425 4 (فصل هؤلاء الرواة عن شعبة.) نقله الذهبي من خط أبي عبد الله بن منده الحافظ. محمد بن أبي عدي، محمد بن أبي شيبة والد أبي بكر، محمد بن إسحاق، محمد بن بشر، محمد بن بكير البرساني، محمد بن جعفر غندر، محمد بن جعفر المدائني، محمد بن الحارث العتكي، محمد بن حميد العمري، محمد بن حازم أبو معاوية، محمد بن دينار الطاحي، محمد بن سواء، محمد بن شعيب، محمد بن عبد الله الأنصاري، محمد بن عبد الملك أبو جابر، محمد بن عباد الهنائي، محمد بن عمر الرومي، محمد بن عرعرة، محمد بن فضيل، محمد بن القاسم الأزدي، محمد بن كثير العبدي، محمد بن عيسى بن الطباع، محمد بن مسوق الكوفي، محمد بن مصعب، محمد بن ميمون السكري، محمد بن زيد الواسطي، أيوب السختياني، إبراهيم بن طهمان، إبراهيم بن سعد، إبراهيم بن محمد الفزاري، أبو إسحاق إبراهيم بن عيينة، إبراهيم بن حميد الطويل، إبراهيم بن البراء الأنصاري، إبراهيم بن حيان الأنصاري، إبراهيم بن المختار) الرازي، إبراهيم بن معبد بصري، إبراهيم بن زكريا العداسي، إبراهيم بن عبد الحميد، آدم بن أبي إياس، إسماعيل 9... (9/425)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 426 بن علية، إسماعيل بن مسلمة بن قعنب، إسماعيل بن يحيى التيمي، إسماعيل بن أبان، إسحاق بن رزين المنقري، أسعد بن زرعة العجلي، أبان بن تغلب، أحمد بن بشير الكوفي، أحمد بن موسى اللؤلؤي المقبري، أحمد بن أوفى العجلي، أسود بن عامر، أسد بن موسى، أمية بن خالد، أشهل بن حاتم، بشر بن المفضل، بشر بن السري، بشر ابن منصور، بشر بن عمر، بشر بن محمد السكري، بكر بن الوضاح، بكر بن عيسى الأسواري، بكر بن بكار، بهز بن أسد، بدل بن المحبر، بقية بن الوليد، بهلول الأنباري، جرير ابن حازم، جعفر بن سليمان، جعفر بن جبير، الجارود بن يزيد النيسابوري، حماد بن سلمة، حماد بن زيد، الحسن بن صالح، الحسن الأشيب، الحسن بن قتيبة المدائني، حسين بن محمد المروزي، الحسين بن الوليد النيسابوري، أبو أسامة حماد بن أسامة، حماد بن مسعدة، حماد ابن خالد الخياط، حماد بن شعيب، حماد بن دليل قاضي المدائن، حفص بن عمر الحوضي، حفص بن عمر الإيلي، أبو إسماعيل حفص بن حابان، حفص بن راشد، حجاج بن الحجاج، حجاج بن محمد الأعور، حجاج بن منهال، حجاج بن نصر، الحكم بن عبد الله أبو النعمان، الحكم بن أسلم أبو مروان، الحكم بن عبد الله أبو مطيع البلخي، الحارث بن النعمان، الحارث بن عطية، حرمي بن عمارة، حجوة بن مدرك، الحر بن حمام العنبري، حرب بن ميمون، حبان بن هلال، حسان بن حسان البصري، حمزة بن زياد الطوسي، حميد بن بكر القيسي، خالد بن الحارث، خالد بن عبد الله الطحان، خالد بن يزيد اللؤلؤي، خالد بن يزيد المقري، أبو الهيثم خالد بن عمرو القرشي، خالد بن عبد الرحمن الخرساني، خالد بن محمد الكلابي، خالد ابن يزيد العمري، خلف بن 9... (9/426)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 427 الوليد، خلف بن أيوب البلخي، خارجة بن مصعب، داود بن الزبرقان، داود بن إبراهيم، داود بن المحبر، روح بن عطاء بن أبي ميمونة، روح بن عبادة، الربيع بن يحيى الأشناني، رواد بن الجراح، زهير بن معاوية، زائدة بن قدامة، زافر بن سليمان، زيد بن الحباب، زيد بن أبي الزرقاء، زياد بن سهل، زكريا بن علية البصري، سليمان الأعمش شيخه، سليمان أبو داود الطيالسي، سليمان بن حرب، سليمان أبو خالد الأحمر، سفيان الثوري، سفيان الهلالي، سفيان بن حبيب البصري، سعد بن إبراهيم، الزهري شيخه، سعد ابنه، سعد بن الصلت، سلم بن قتيبة، سلم بن إبراهيم الوراق، سلم بن سالم أبو المسيب، سلام بن) سليمان المدائني، سهل بن يوسف، سهل أبو عتاب الدلال، سهل بن بكار، سهل بن حسام بن مصك، سعيد الحريري شيخه، سعيد بن عامر، سعيد بن يحيى أبو سفيان الحميري، سعيد بن سفيان الجحدري، سعيد بن الربيع أبو زيد الهروي، سعيد بن أوس أبو زيد اللغوي، سعيد بن واصل الحرشي، سعيد بن سلم الباهلي، سعيد بن زياد الواسطي، السكن بن نافع، السكن بن سليمان الضبعي، سلمة بن رجاء، سلمة بن عيار. قال سليمان بن حرب: نا حماد بن زيد نا سلمة بن عيار، قال: قال لي شعبة: ائت السري بن يحيى فإنه أصدق الناس، سلام الطويل، سويد بن عبد العزيز، سيف بن مسكين، شريك بن عبد الله، شعيب بن حرب، شعيب بن بيان الصفار، شبيب بن سعيد الحبطي، شعيب بن محرز، شبابة بن سوار، شيبان بن فروخ، شاذ بن فياض، شداد بن حكيم، صالح بن عمر الواسطي، صالح بن بنان، صلة بن سليمان، صيفي بن ربعي الأنصاري، صدقة بن المنتصر، صغدي بن سنان، الضحاك بن مخلد، طلحة بن عمرو، عبد الله بن المبارك، عبد الله بن إدريس، عبد الله بن العلاء بن خالد الحنفي، عبد الله 9... (9/427)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 428 بن داود الخريبي، عبد الله بن حمران البصري، عبد الله بن خيران، عبد الله بن يزيد المقبري. عبد الله بن مسلمة القعنبي، عبد الله بن أبي بكر العتكي. عبد الله بن عثمان بن جبلة العتكي، عبدان، عبد الله بن سوار العنبري، عبد الله بن رجاء الغداني، عبد الله بن زرير العبدي، عبد الله بن واقد أبو قتادة الحراني، عبد الله بن غالب العباداني، عبد الله بن عزرية العجلي، عبد الله بن واصل، عبد الله بن خالد العتابي، عبيد الله بن موسى، عبيد الله الأشجعي، عبيد الله أبو علي الحنفي، عبيد الله بن شميط بن عجلان، عبد الرحمن بن مهدي، عبد الرحمن بن عبد الله أبو سعيد مولى بني هاشم وهو النوفلي، عبد الرحمن بن غزوان قراد، عبد الرحمن بن زياد الرهاصي، عبد الرحمن بن قيس الزعفراني، عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عبد الرحيم بن هارون، عبد الواحد أبو عبيدة الحداد، عبد الوارث التنوري، عبد الصمد بن عبد الوارث ابنه، عبد الصمد بن النعمان، عبد الملك أبو عامر العقدي، عبد الملك بن الصباح المسمعي، عبد الملك بن إبراهيم الجدي، عبد الملك بن قريب الأصمعي، عبد الملك بن مختار الثقفي، عبد الملك بن يحيى بن سعيد السنجاري، عبد العزيز بن أبان، عبد العزيز بن النعمان، عبد العزيز بن عبد الله أبو وهب، عبد العزيز بن محمد الرملي، عبد القاهر بن شعيب بن الحباب، عبد العزيز بن أبي رزمة، عبد الكبير بن عبد) المجيد أبو بكر الحنفي، عبد السلام بن حرب الملائي. عبد السلام بن مطهر، عبد الغفار بن القاسم أبو مريم، عبد الغفار بن عبيد الله الكزبري، عبد الكريم بن روح بصري، عبد الغفور بن عبد الله المسمعي، عبد الأعلى بن عبد الأعلى الشامي، عبد الأعلى بن محمد بصري، عبدة بن سليمان، عبيد بن عقيل الهلالي. عباد بن عباد، عباد بن آدم الكرابيسي، عباد بن العوام، عباد بن صهيب، عمر بن سهل المازني، 9... (9/428)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 429 عمر بن حفص، عمر بن حبيب، عمر بن هارون، عمر بن إبراهيم الكردي، سمع منه إسحاق الختلي، عمر بن يزيد السياري، عمر بن عبد الواحد، عثمان بن عمر بن فارس، عثمان بن محمد اليشرطي، عثمان بن جبلة بن أبي داود، عثمان بن عبد الرحمن، عثمان بن حميد الدبوسي، عثمان بن قائد، عمار بن نوح، عمران بن إسحاق، علي بن حمزة الكسائي، علي بن عاصم، علي بن قادم، علي بن نصر الجهضمي، علي بن حفص المدائني، علي بن حميد الذهلي، علي بن الجعد. علي بن محمد المنجوري. عمرو بن الهيثم أبو قطن، عمرو بن محمد بن أبي رزين. عمرو بن عاصم الكلابي. عمرو بن حكام، عمرو بن محمد العنقزي. عمرو بن مرزوق. عمرو بن الوليد الأغضف، عمرو بن جميع. عمرو بن منصور القيسي. عمرو بن عبد الفغار. عيسى بن ماهان أبو جعفر الرازي. عيسى بن يونس. عيسى بن زيد العلوي. عيسى بن يزيد الواسطي، عيسى بن خالد اليمامي. عيسى بن واقد. عباس بن الوليد بن نصر، عباس بن الفضل البجلي، عباس بن الفضل الأنصاري نزيل الموصل، عاصم بن حكيم بصري، عاصم بن علي بن عاصم، عصام بن طليق، عصام بن يوسف البلخي، عصام بن يزيد جبر، عصمة بن المتوكل، عصمة بن عبد الله الأسدي، عصمة بن سليمان، عون بن عمارة القيسي. عون بن كهمس، عتاب بن محمد بن شوذب، عقبة بن خالد، 9... (9/429)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 430 عفيف بن سالم، عفان، عمار بن عبد الجبار، عمير بن عبد المجيد الحنفي، غسان بن عبيد الموصلي، أبو نعيم الفضل. الفضل بن عنبسة، فضيل بن سليمان، فهد بن حيان، قريش بن أنس، فردوس الأشعري، قرة بن حبيب، القاسم بن يزيد، قتيبة بن مهران أبو عبد الرحمن، كريز بن رواحة، كرمان بن عمرو، كثير ابن هشام، الليث بن داود، الليث بن سعد، معتمر بن سليمان، منصور بن المعتمر شيخه، مطر الوراق شيخه، مسعر، معاذ بن معاذ، معاذ بن هشام، معمر بن المثنى أبو عبيدة، معاوية بن هشام، معاوية بن عطاء، موسى بن الفضل، موسى بن داود الضبي، موسى بن إسماعيل أبو سلمة المنقري، موسى بن معوذ) أبو حذيفة. مصعب لن المقدام. مصعب بن سلام التيمي. معلى ابن خالد. معلى بن عبد الرحمن. معلى بن الفضل. مغيرة بن بكار. مغيرة بن موسى، نزل خوارزم، مغيرة بن عبد الله بن محمد، مجاعة بن الزبير، مقاتل بن سليمان. منصور بن زاذان شيخه. مسكين بن بكير. المعافى بن عمران. مسعود بن يزيد. محاضر بن المودع. مسلم بن إبراهيم. المنهال بن بحر. مؤرخ بن عمرو السدوسي. مالك بن سليمان الهروي. مؤمل بن إسماعيل. مخلد بن يزيد الحراني، مخلد بن قريش شيخ لمحمد بن مصفى. مظفر بن مدرك أبو كامل. النضر بن شميل. النضر بن محمد. أبو معشر نجيح. نصر بن أبي الأشعث. نوح ابن أبي إبراهيم. نصر بن حماد الوراق. نصر بن مزاحم. نصر بن طريف أبو جزء. نصر بن باب. النعمان بن عبد السلام. نوفل بن داود. ورقاء بن عمر. وكيع، الوليد بن خالد، الوليد بن نافع، الوليد بن محمد السلمي، وهب بن جرير، وضاح بن حسان الأنباري، هشيم بن يحيى، هارون الرشيد، هارون بن موسى، هشام أبو الوليد الطيالسي، 9... (9/430)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 431 أبو النضر هاشم بن القاسم، هلال بن فياض عرف بشاذ تقدم، الهيثم بن عدي، هياج بن بسطام، يحيى بن سعيد القطان، يحيى بن آدم، يحيى بن أبي زائدة، يحيى بن أبي الحجاج المنقري، يحيى بن أبي بكر. يحيى بن كثير أبو غسان. يحيى بن خليفة. يحيى بن سليم، يحيى بن عباد. يحيى بن السكن البصري. يحيى بن نصر بن حاجب. يحيى بن سلام الإفريقي روى عنه مقدام بن داود. يحيى بن حماد الشيباني. يحيى بن مطر، يحيى بن عبدويه، يحيى بن حمزة الدمشقي، يحيى بن هاشم السمسار، يحيى بن راشد. يزيد بن هارون. يزيد بن زريع. يزيد بن نمرة الذراع. يزيد ابن أبي يوسف بن خالد السمي. يونس بن بكير. يعقوب الحضرمي. يعقوب بن إبراهيم الزهري. يعقوب بن خالد أبو عمر بصري. يعقوب بن إبراهيم أبو يوسف القاضي. يعلى بن عياد الكلابي. ياسين بن حماد أبو الجويرية العبدي. أبو عمرو الشيباني. آخر ما نقل من خط ابن منده الكبير. وحذفت جماعة مجاهيل. قال ابن مهدي: قال شعبة: كنت أتفقد فم قتادة فإذا قال: سمعت أو حدثنا حفظته وإلا تركته. وقال أحمد بن حنبل: كان غلط شعبة في الأسماء. وقال الشافعي: كان شعبة يجيء إلى رجل فيقول: لا تحدث وإلا استعديت السلطان. وقال أبو زيد الهروي: سمعت شعبة يقول: لأن أقع من السماء أحب إلي من أن أدلس.) 9... (9/431)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 432 وقال صالح جزرة: حدثني سليمان بن داود القزتز سمعت أبا داود يقول: سمعت من شعبة سبعة آلاف حديث، وسمع غندر سبعة آلاف، أعربت عليه ألف حديث، وأعرب ألف حديث. وقال مسلم بن إبراهيم: كان شعبة إذا قام سائل في مجلسه لا يحدث حتى يعطى أو يضمن له. وقال أبو عاصم: كنا عند شعبة وقد أقبل على رجل خراساني، فقيل له: تقبل على هذا وتدعنا قال: وما يؤمنني أن معه خنجراً يشق بطني. وقال ابن أبي الدنيا: حدثنا خالد بن خداش حدثني جريش ابن أخت جرير ابن حازم قال: رأيت شعبة في النوم فقلت: أي الأعمال وجدت أشد عليك قال: التجوز في الرجال. وقال عبيد بن يعيش: ثنا يونس ين بكير سمعت شعبة يقول: محمد بن إسحاق امير المؤمنين في الحديث واكتم علي. وقال شعبة: قلت ليونس بن عبيد: سمع الحسن من أبي هريرة قال: لا ولا حرفاً. وقال غندر: لما حضرت شعبة الوفاة لم يأذن لأحد إلا ليحيى بن سعيد وإنما غمض عينيه يحيى بن سعيد. قلت: اتفقوا على وفاة شعبة سنة ستين ومائة بالبصرة. ويقال: إنه مات في أول السنة. وقيل: عاش ثمانياً وسبعين سنة. وقد حرر المدائني وفاته فقال: مات يوم أيوب. 9... (9/432)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 433 4 (شيبان بن زهير، بن شقيق بن ثور السدوسي، أبو العوام البصري.) روى عن ابن عمه قتادة وعن عطاء. وعنه محمد بن مروان العقيلي وعلي بن بكار والحارث بن مرة. قال أبو حاتم: ثقة قديم من أصحاب قتادة. 4 (شعيب بن صالح الطيالسي.) عن طاوس والحسن ومعاوية بن قرة وجماعة. وعنه محمد بن معاذ العنبري وموسى بن إسماعيل. قال أبو حاتم: صالح الحديث. 9... (9/433)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 434 4 (حرف الصاد.)

4 (صالح بن أبي الأخضر اليمامي. د. نزيل البصرة.) عن نافع وابن المنكدر والزهري. وعنه عبد الرحمن بن مهدي وروح وأبو داود ومسلم بن) إبراهيم وآخرون. ضعفه ابن معين. وقال البخاري: لين. وقال هارون بن المغيرة: زعم ابن المبارك أنه كان يخدم الزهري يعني صالح بن أبي الأخضر. وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث، كان عنده عن الزهري كتابان أحدهما عرض والآخر مناولة، فاختلطا جميعاً فلا يعرف هذا من هذا. 9... (9/434)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 435 4 (صالح بن حسان. ت ق. أبو الحارث النضري المدني نزيل العراق.) عن سعيد بن المسيب وعروة ومحمد بن كعب وغيرهم. وعنه أبو ضمرة وأبو عاصم والهيثم بن عدي وأبو داود الحفري. وكان شريفاً نبيلاً لكنه صاحب قيان فذلك الذي غض منه. قيل: إنه بقي إلى خلافة المهدي. قال ابن معين: ليس حديثه بشيء. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث. وقال البخاري: منكر الحديث. 4 (صالح بن خوات. بن صالح بن خوات بن جبير الأنصاري لامديني.) عن أبيه وشعبة مولى ابن عباس وأبي طوالة ويزيد بن رومان. وعنه ابن المبارك وفضيل بن سليمان والواقدي. ما علمت به بأساً. روى له البخاري في كتاب الأدب. 4 (صالح بن راشد العبدي البصري.) عن الحسن ومالك بن دينار وطاوس وأبي نضرة. 9... (9/435)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 436 وعنه حرمي بن عمارة ومسلم بن إبراهيم والحوضي وأبو سلمة التبوذكي. 4 (صالح بن رستم. م. أبو عامر الخزاز البصري مولى مزينة. مشهور بكنيته.) عن الحسن وعكرمة وابن أبي ملكية ويحيى بن أبي كثير وجماعة. وعنه أبو داود وسعيد بن عامر الضبعي وعثمان بن عمر بن فارس وأبو نعيم وعدة. قال أبو حاتم: يكتب حديثه. وقال أبو داود السجزي: ثقة. وقال ابن عدي: عندي لا بأس به، وقد روى عنه يحيى بن سعيد القطان. وأما ابن معين فقال: ضعيف. والأثرم: سمعت أحمد يقول: هو صالح الحديث. 4 (صالح بن علي بن عبد الله بن عباس، الهاشمي. الأمير عم المنصور.) ) افتتح مصر، وقهر بني أمية، وجهز عسكراً في طلب مروان الحمار فبيتوه فحوصر، فقاتل حتى قتل، ثم ولي صالح إمرة دمشق. 9... (9/436)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 437 وروى عن أبيه. وعنه ابناه إسماعيل وعبد الملك وغيرهما. والتقى جيوش الروم بدابق وعليهم اللعين قسطنطين بن اليون فهزمهم وكانوا مائة ألف. وأسر وسبى، وأمر بإنشاء مدينة أذنة. وعاش نحواً من ستين سنة. مات سنة إحدى أو اثنتين وخمسين ومائة وولي بعده الشام ولده الفضل. 4 (صالح بن مسلم العجلي، البكري.) عن الشعبي. وعنه شريك وأبو عوانة ويحيى القطان وابن علية. وثقه ابن معين، ولم يدركه ابنه عبد الله بن صالح. 4 (صالح بن مسمار بصري.) عن الحسن ومحمد. وعنه جعفر بن برقان ومعمر بن سليمان. سكن الرقة. 4 (صباح بن يحيى المزني.) 9... (9/437)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 438 عن الحارث بن حصيرة وخالد بن أبي أمية. وعنه علي بن هاشم وعفير بن خالد ومالك بن إسماعيل. قال أبو حاتم: شيخ. 4 (صدقة بن رستم الكوفي الإسكاف.) عن المسيب بن رافع. وعنه ابن فضيل السيناني وسعيد بن عامر وعبيد بن إسحاق طائفة. قال أبو حاتم: صدوق ما به بأس. وقال خ: لم يصح حديثه. 4 (صدقة بن عبادة بن نشيط الأسدي.) عن أبيه وعن أبي فاطمة عن ابن عمر. وعنه أبو داود ومسلم بن إبراهيم والتبوذكي وحرمي ابن حفص وآخرون. شيخ. 4 (صدقة بن موسى الدقيقي البصري. د ت.) 9... (9/438)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 439 عن ثابت البناني وأبي عمران الجوني وفرقد السبخي. وعنه أبو داود ويزد بن هارون ومسلم بن إبراهيم وعلي بن الجعد. قال مسلم بن إبراهيم: صدوق. وقال النسائي: ضعيف. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال ابن حبان: يكنى أبا المغيرة وقيل: أبو محمد شيخ صالح لا يحتج به. 4 (صدقة بن يزيد الدمشقي. أصله خراساني نزل بيت بن حمير وأبو المغيرة المقدس.) ) وروى عن قتادة وحماد بن أبي سليمان وبنت واثلة بن الأسقع ويحيى بن أبي كثير وعدة. وعنه محمد بن شعيب والوليد بن مسلم وضمرة بن ربيعة ورواد بن الجراح وغيرهم. قال ابن معين: صالح الحديث. وقال الفسوي: حسن الحديث. وضعفه أحمد والنسائي. 4 (الصلت بن دينار. ت ق. أبو شعيب المجنون الأزدي الهنائي.) 9... (9/439)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 440 عن عبد الله بن شقيق العقيلي وشهر بن حوشب وأبي عثمان النهدي وأبي نضرة والحسن وعمر بن عبد العزيز وعدة. وعنه الثوري ووكيع ومكي بن إبراهيم وأبو داود وصالح بن موسى ومسلم بن إبراهيم وآخرون. قال أحمد بن حنبل: متروك. وقال أبو حاتم: لين الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال يحيى القطان: ذهبت أعوده فنال من علي رضي الله عنه، فقلت: لا شفاك الله. مات قريباً من سنة ستين ومائة. 4 (صفوان بن عمرو بن هرم. م. أبو عمرو السكسكي الحمصي.) عن جبير بن نفير وعبد الله بن بسر الصحابي وخالد بن معدان وعكرمة ومكحول وعبد الرحمن بن جبير وراشد بن سعد وشريح بن عبيد. 9... (9/440)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 441 وعنه ابن المبارك وبقية والوليد بن مسلم وعصام بن خالد ومنبه بن عثمان ويحيى البابلتي وأبو المغيرة الخولاني وأبو اليمان وخلق. وقيل: إنه لقي أبا أمامة الباهلي. وثقه غير واحد وكان محدث حمص وعالمها مع حريز بن عثمان. له حديث واحد في صحيح مسلم. توفي سنة خمس وخمسين ومائة، ويقال: سنة ثمان وخمسين. 9... (9/441)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 442 4 (حرف الضاد.)

4 (الضحاك بن حمزة الأملوكي. ت. واسطي نزل الشام.) عن عمرو بن شعيب وقتادة ومنصور بن زاذان. وأرسل عن أنس. وعنه بقية ومحمد بن حرب ومحمد وأبو سفيان سعيد بن يحيى الحميري وغيرهم. روى عباس عن ابن معين: ليس بشيء. وقال النسائي وغيره: ليس بثقة. وقال البخاري: منكر الحديث. وأما ابن حبان فذكره في الثقات فأخطأ. قال االعقيلي: نا يحيى بن عثمان نا نعيم بقية نا الضحاك بن حمرة عن أبي نصيرة عن أبي) رجاء العطاردي عن أبي بكر الصديق وعمران بن حصين 9... (9/442)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 443 عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهما، والغسل يوم الجمعة كفارة، والمشي إلى الجمعة كفارة عشرين سنة، وإذا فرغ من الجمعة أجيز بعمل مائتي سنة رواه خ في الضعفاء عن رجل عن ابن راهوية عن بقية. 4 (الضحاك بن عبد الرحمن بن أبي حوشب. ن. البصري الدمشقي.) أدرك واثلة بن الأسقع. وروى عن مكحول والقاسم بن مخيمرة وبلال بن سعد. وعنه الوليد بن مسلم والوليد بن مزيد. وثقه دحيم. وقال أبو حاتم: من جلة الشاميين. 4 (الضحاك بن عثمان الأسدي. م. الحزامي المديني.) عن سعيد المقبري وصدقة بن يسار وبكير بن الأشج وزيد بن أسلم ونافع وشرحبيل بن سعد وسالم أبي النضر. وعنه الثوري ووكيع وابن وهب وابن أبي فديك والواقدي وابنه محمد بن الضحاك وزيد بن الحباب ومحمد بن فليح ويحيى القطان، وخلق. وثقه أبو داود وغيره. وكان من علماء المدينة وأشرافها. وقال يعقوب بن شيبة: صدوق، في حديثه ضعف، لينه يحيى القطان. 9... (9/443)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 444 مات سنة ثلاث وخمسين ومائة. 4 (الضحاك بن يسار، أبو العلاء البصري.) عن أبي عثمان النهدي ويزيد بن عبد الله بن الشخير. وعنه أبو نعيم ومسلم بن إبراهيم وأبو الوليد الطيالسي وغيرهم. قال أبو حاتم: لا بأس به. وقال ابن معين: ضعيف. 4 (ضرار بن عمرو.) عن أبي رافع وعطاء الخراساني وأبي عبد الله الشامي. وعنه الحكم أبو عمرو والمعافى بن عمران وعبد العزيز بن مسلم وغيرهم. وهو من أهل ملطية. قال الدراقطني: ذاهب الحديث. وقال ابن عدي: منكر الحديث. 9... (9/444)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 445 4 (حرف الطاء.)

4 (طلحة بن أبي سعيد. خ ن. أبو عبد الملك الإسكندري.) عن سعيد المقبري وبكير بن الأشج. وعنه ضمام بن إسماعيل وابن المبارك وابن وهب) وجماعة. وثقه أبو زرعة وهو مقل من الحديث. مات سنة سبع وخمسين ومائة. 4 (طلحة بن عمرو الحضرمي. ق. المكي.) عن سعيد بن جبير وعطاء ونافع وعدة. وعنه ابن وهب وأبو عاصم وعبيد الله بن موسى والمعافى بن عمران وأبو داود الطيالسي وخلق. قال أبو حاتم: ليس بقوي. 9... (9/445)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 446 وقال أحمد: متروك الحديث. وقال أبو داود: ضعيف، وكذا الدارقطني وغيره. قال ابن سعد: مات سنة اثنتين وخمسين ومائة. وقيل: كان حافظاً. وقال البخاري: ليس بشيء. 4 (طلحة بن عمرو الكوفي القناد.) عن الشعبي وسعيد بن جبير وعكرمة. وعنه وكيع وأبو أسامة. وهو جد عمرو بن حماد بن طلحة القناد. ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه. 9... (9/446)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 447 4 (حرف العين.)

4 (عاصم بن محمد بن زيد العمري. ع. بن عبد الله بن عمر العدوي أخو أبي بكر وعمر وزيد) وواقد. عن أبيه وأخوته واقد وعمر ومحمد بن كعب القرظي. وعنه أبو نعيم وأبو الوليد وإسماعيل ابن أبي أويس وأحمد بن يونس وعلي بن الجعدة وعدة. وثقه أبو حاتم وغيره وما علمت فيه تلييناً بوجه، فأين قول القائل: كل من اسمه عاصم ففيه ضعف. 4 (عامر بن إسماعيل بن عامر الحارثي الجرجاني.) من كبار قواد الدولة. وهو الذي أدرك مروان ببوصير وبيته وأهلكه. وكان كبير القدر عند المنصور. مات سنة سبع وخمسين ومائة. 9... (9/447)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 448 4 (عائذ بن شريح الحضرمي.) عن أنس بن مالك. وعنه الفضل بن موسى الشيباني ويوسف بن اسباط ومخلد بن يزيد وبكر ابن بكار وغيرهم. قال أبو حاتم: في حديثه ضعف. قلت: ما هو بحجة ولا وجدته في كتب الضعفاء. 4 (عباد بن راشد البصري. د ن ق.) عن الحسن وسعيد بن أبي حرة وقتادة. وعنه عبد الرحمن بن مهدي وبدل وأبو داود وأبو نعيم) ومسلم وعفان وآخرون. قال أبو حاتم: صالح الحديث. وقد روى له البخاري في صحيحه مقروناً بآخر. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال أبو داود: ضعيف. وقال أحمد: ثقة صالح. وكذا أنكر أبو حاتم على البخاري إدخاله في كتاب الضعفاء وقال: يحول من هناك. 9... (9/448)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 449 وروى عياش عن ابن معين: حديثه ليس بالقوي. وروى الكوسج عنه فقال: صالح. 4 (عباد بن كثير الثقفي البصري. د ق العابد نزيل مكة.) عن أبي عمران الجوني ومحمد بن واسع ويحيى بن أبي كثير وابن الزبير وثابت وعبد الله بن محمد بن عقيل والعلاء بن عبد الرحمن وطائفة. وعنه إبراهيم بن أدهم وعبد الله بن واقد الهروي وأبو نعيم والفريابي وآخرون. وكان جرير بن عبد الحميد يحدث عن عباد بن كثير فيقولون: اعفنا منه فيقول: ويحكم كان شيخاً صالحاً. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال البخاري: بصري سكن مكة تركوه. وقال ابن المبارك: انتهيت إلى سفيان الثوري وهو يقول: عباد بن كثير فاحذروا حديثه. وقال ابن أبي رزمة: ما أدري، ما رأيت رجلاً أفضل من عباد بن كثير في ضروب من الخير فإذا جاء الحديث فليس منها في شيء. 9... (9/449)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 450 ومن مناكيره عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل القثاء إذا أكله بالملح وكان يأكل التمر بالجوز. وروى عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلمعفوا يعف عن نسائكم. وروى عن ابن عقيل عن جابر مرفوعاً من عمل عمل قوم لوط فاقتلوه. وروى عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد وجابر مرفوعا الغيبة أشد من الزنى قالوا: وكيف ذاك يا رسول الله قال لأن صاحب الزنى إذا تاب تيب عليه وصاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبه. وروى علي بن عياش عن معاوية بن يحيى عن عباد بن كثير عن أبي خالد الدالاني يزيد عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس مرفوعاً قيلوا فإن الشياطين لا تقيل.) وساق ابن حبان عدة مناكير لكن بعضها من الرواة عنه. فأما 4 (عباد بن كثير الفلسطيني الرملي، فهو آخر، فصله ابن حبان وغيره من الذي قبله.) يروي عن عروة بن رويم وحوشب وغيرهما. وعنه يزيد بن أبي الزرقاء وهو متروك. 4 (عباد بن منصور الناجي. أبو سلمة البصري. ولي القضاء لإبراهيم بن عبد الله بن حسن.) وروى عن عكرمة والقاسم تأخر حتى لحقه يحيى بن يحيى النيسابوري ويحيى بن معين. قال البخاري: فيه نظر. 9... (9/450)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 451 وقال النسائي: متروك الحديث. ووثقه ابن معين وابن المديني. وعطاء بن أبيرباح وأبي الضحا وجماعة. وعنه يحيى بن سعيد القطان يزيد بن هارون وروح بن عبادة وأبو عاصم والنضر بن شميل وآخرون. قال أبو داود السجزي: كان يأخذ الأرز في إزاره كل عيشة، وولي قضاء البصرة خمس مرات. وقال أبو حاتم: ضعيف يكتب حديثه. وقال ابن معين: عباد بن كثير وعباد بن منصور وعباد بن راشد ليس حديثهم بالقوي ولكنه يكتب. وقال ابن حبان: كان عباد بن منصور قدرياً داعية وكان على قضاء البصرة، وكل ما روى عن عكرمة سمعه من إبراهيم بن أبي يحيى عن داود بن الحصين قد كتبها عن عكرمة. 9... (9/451)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 452 روى أحمد بن داود عن علي بن المديني عن يحيى بن سعيد قال: قلت لعباد بن منصور: عمن سمعت ما مررت بملأ من الملائكة إلا أمروني بالحجامة وأنه عليه السلام كان يكتحل بالليل ثلاثاً فقال: حدثني ابن أبي يحيى عن داود عن عكرمة عن ابن عباس. وقال ابن جزيمة: سمعت عمر بن حفص الشيباني يقول: ثنا معاذ بن خالد الأغضف قال: قلت: لعباد بن منصور من حدثك أن ابن مسعود رجع عن قوله الشقي من شقي في بطن أمه قال: رجل لا أعرفه، قلت: لكني أعرفه، قال: من قلت: الشيطان. قال أحمد بن زهير عن ابن معين: عباد بن منصور ليس بشيء. وقال العقيلي نا محمد بن زكريا نا محمد بن مثنى ثنا معاذ بن معاذ نا عمرو بن الوليد الأغضف، قلت لعباد بن منصور: من حدثك أن أبي بن كعب حدثه أن ابن مسعود رجع عن حديثه في القدر فقال: رجل لا أعرفه، قلت: أنا أعرفه، ذاك الشيطان. وقال يحيى القطان: كان عباد حين رأيناه لا يحفظ. وكان يحيى لا يرضاه.) قلت: مات عباد على ظهر امرأته فجأة سنة اثنتين وخمسين ومائة. 4 (عباد بن ميسرة المنقري. ن. البصري المعلم. 9... (9/452)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 453 عن الحسن ومحمد بن المنكدر وعلي بن زيد. وعنه هشيم ووكيع وأبو داود الطيالسي وموسى بن إسماعيل وآخرون. وكان زاهدا عابدا قانتا مجتهدا. قال أبو داود: ليس بالقوي. وقال ابن معين وغيره: ليس به بأس. (عباد بن مسلم - 4 - أبو يحيى الفزاري البصري) . عن جبير بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم والحسن ويونس بن خباب وإياس. وعنه وكيع وأبو نعيم وروح وأبو داود وأبو عاصم وجماعة. وثقه ابن معين والنسائي وابن حبان، عند ابن حبان وذكره في كتاب ' الضعفاء ' فقال: منكر الحديث ساقط الاحتجاج بما يرويه. (عبد الله بن بديل - د ن - بن ورقاء المكي) . عن الزهري وعمرو بن دينار. وعنه عبد الرحمن بن مهدي وأبو داود وزيد بن الحباب وعمرو العنقزي. 9... (9/453)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 454 قال ابن معين: مكي صالح. واستشهد به البخاري. وأما سميه عبد الله بن بديل بن ورقاء، فقتل مع علي رضي الله عنه بصفين. (عبد الله بن بشر الكوفي - ن ق - قاضي الرقة) . روى عن أبي إسحاق وعاصم القاريء والزهري. وعنه جعفر بن برقان مع تقدمه وعبد السلام بن حرب ومعمر بن سليمان. وثقه ابن معين. وقال أبو زرعة: لا بأس به. وقال بعضهم: فيه لين. (عبد الله بن جابر البصري - د ت -) عن مجاهد أبي الشعثاء والحسن وعمر بن عبد العزيز وجماعة. وعنه سفيان الثوري وهارون بن موسى النحوي وإسحاق بن سليمان الرازي وحكام بن سلم. ذكره ابن حبان في الثقات. وكناه ابن أبي حاتم أبا حازم. وقال أبو حاتم: هو أحب إلي من حجاج بن أرطاة. 9... (9/454)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 455 (عبد الله بن حبيب - م - بن أبي ثابت الكوفي) عن سعيد بن جبير والشعبي ومحمد بن كعب القرظي. وعنه ابن المبارك وأبو نعيم وقبيصة والفريابي. وثقه ابن معين. (عبد الله بن أبي داود. أبو بكر البصري صاحب الجوالق) عن نافع وبكر بن عبد الله المزني. وعنه أبو الوليد وموسى التبوذكي. وثقه يحيى بن معين. (عبد الله بن راشد الدمشقي. مولى الخزاعيين) عن مكحول وعروة بن رويم وعمرو بن مهاجر. وعنه الوليد بن مسلم ويحيى بن ريان ومعن القزاز. وثقه أبو مسهر فقال: ثقة عاقل عابد.)

4 (عبد الله بن زياد بن سمعان. ق. المدني مولى أم سلمة.) 9... (9/455)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 456 روى عن الأعرج ومجاهد ومحمد بن كعب ونافع والزهري وسليمان بن حبيب المحاربي وغيرهم. وعنه مفضل بن فضالة وروح بن القاسم وابن وهب وعبد العزيز الدراوردي وبقية وعلي بن الجعد وآخرون. سئل عنه مالك فقال: كذاب. وقال أحمد بن حنبل: متروك الحديث. وقال البخاري: سكتوا عنه. وقال ابن معين: يكذب. وقال أبو داود: ولي قضاء المدينة. وقال أبو بكر بن أبي أويس: كنت جالساً عند ابن سمعان فحدث فانتهى إلى حديث شهر بن حوشب فقال: حدثني شهريز خوست، فقلت: من هذا فقال: هذا بعض العجم قدم علينا، فقلت: لعلك تريد شهر بن حوشب، فسكت. وقال أبو عبيدة الحداد: إن ابن سمعان قال: حدثني مجاهد، فقال ابن إسحاق: كذاب والله، أنا أكبر منه وما رأيت مجاهداً. وقال أبو مسهر: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: قدم عليهم ابن سمعان فأخرج إليهم كتبه فزادوا فيها فلما حدثهم بها قالوا: هذا كذاب. وقال أبو حاتم: ابن سمعان ضعيف الحديث سبيله الترك. وقال الحكم بن موسى: نا الوليد بن مسلم قال: كتبت كتاباً عن ابن 9... (9/456)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 457 سمعان فإنه لفي يدي إذ غلبتني عيناي فنمت فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقلت: يا رسول الله هذا ابن المعلم. عن الحسن ومحمد بن المنكدر وعلي بن زيد. وعنه هشيم ووكيع وأبو داود الطيالسي وموسى بن إسماعيل وآخرون. وكان زاهداً عابداً قانتاً مجتهداً. قال أبو داود: ليس بالقوي. وقال ابن معين وغيره: ليس به بأس. 4 (عباد بن مسلم. أبو يحيى الفزاري البصري.) عن جبير بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم والحسن ويونس بن خباب وإياس. وعنه وكيع وأبو نعيم وروح وأبو داود وأبو عاصم وجماعة. وثقه ابن معين والنسائي وابن حبان، عند ابن حبان وذكره في كتاب الضعفاء فقال: منكر الحديث ساقط الاحتجاج بما يرويه.) 4 (عبد الله بن بديل. د ن بن ورقاء المكي.) عن الزهري وعمرو بن دينار. وعنه عبد الرحمن بن مهدي وأبو داود وزيد بن الحباب وعمرو العنقري. قال ابن معين: مكي صالح. استشهد به البخاري. وأما سميه 4 (عبد الله بن بديل بن ورقاء، فقتل مع علي رضي الله عنه بصفين.)

4 (عبد الله بن بشر الكوفي. ن ق. قاضي الرقة.) روى عن أبي إسحاق وعاصم القارئ والزهري. وعنه جعفر بن برقان مع تقدمه وعبد السلام بن حرب ومعمر بن سليمان. وثقه ابن معين. وقال أبو زرعة: لا بأس به. وقال بعضهم: فيه لين. 4 (عبد الله بن جابر البصري. د ت.) عن مجاهد أبي الشعثاء والحسن وعمر بن عبد العزيز وجماعة. وعنه سفيان الثوري وهارون بن موسى النحوي وإسحاق بن سليمان الرازي وحكام بن سلم. ذكره ابن حبان في الثقات. وكناه ابن أبي حاتم أبا حازم. وقال أبو حاتم: هو أحب إلي من حجاج بن أرطأة. 4 (عبد الله بن حبيب. م. بن أبي ثابت الكوفي.) عن سعيد بن جبير والشعبي ومحمد بن كعب القرظي. وعنه ابن المبارك وأبو نعيم وقبيصة والفريابي. وثقه ابن معين. 4 (عبد الله بن أبي داود. أبو بكر البصري صاحب الجوالق.) عن نافع وبكر بن عبد الله المزني. وعنه أبو الوليد وموسى التبوذكي. وثقه يحيى بن معين. 4 (عبد الله بن راشد الدمشقي. مولى الخزاعيين.) عن مكحول وعروة بن رويم وعمرو بن مهتجر. وعنه الوليد بن مسلم ويحيى بن ريان ومعن القزاز. وثقه سمعان حدثني عنك فقال: قل لابن سمعان يتقي الله ولا يكذب علي. 4 (عبد الله بن شوذب البلخي. ثم البصري ثم المقدسي أبو عبد عبد الرحمن.) عن الحسن ومحمد بن سيرين ومطر الوراق ومكحول وأبو التياح وطائفة. وعنه ابن المبارك وضمرة بن ربيعة والوليد بن مزيد ومحمد بن كثير وأيوب بن سويد وعدة.) وثقه أحمد وغيره. وقال أبو عمير بن النحاس: ثنا كثير بن الوليد: كنت إذا رأيت ابن شوذب ذكرت الملائكة. وقال ضمرة عن ابن شوذب: سمعت مكحولاً يقول: لقد ذل من لا سفيه له. وذكر ابن ضمرة أن ابن شوذب كان معاشه من كسب غلمان له في السوق. وقال: مولدي سنة ست وثمانين. وقال ضمرة: مات ابن شوذب سنة ست وخمسين ومائة في آخرها. 9... (9/457)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 458 4 (عبد الله بن عامر الأسلمي. ق. المدني أبو عامر القارئ. كان يصلي بالناس في مسجد) الرسول صلى الله عليه وسلم في رمضان. روى عن عمرو بن شعيب ونافع وسعيد المقبري وابن شهاب. وعنه سليمان بن بلال وابن وهب وحبيب كاتب مالك وأبو نعيم والواقدي وغيرهم. ضعفه أحمد، وقال البخاري: يتكلمون في حفظه. وقال ابن معين: ليس بشيء. 4 (عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الثقفي. م د ن ق. أبو يعلى الطائفي.) عن عمرو بن الشريد وعطاء بن أبي رباح وعمرو بن شعيب. وعنه ابن المبارك وعبد الرحمن بن مهدي وأبو نعيم وعبد الرزاق وآخرون. قال أبو حاتم: ليس بقوي. وقال عثمان الدرامي عن ابن معين: صويلح. وذكره ابن حبان في الثقات. 4 (عبد الله بن عبد الرحمن بن معاوية بن حديج. من جعفة، الكندي التجيبي المصري الأمين.) 9... (9/458)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 459 ولي الإسكندرية للخليفة هشام وولي مصر للمنصور سنة اثنتين وخمسين. وتوفي سنة خمس وخمسين ومائة. 4 (عبد الله بن أبي عبد الله أبو شعيب البناني البصري.) عن الحسن وإياس بن معاوية. وعنه ابن المبارك وأبو داود الطيالسي. 4 (عبد الله بن عبيد الحميري البصري. ت ن ق.) عن عديسة بنت أهبان وأبي بكر بن النضر يونس. وعنه ابن علية وصفوان بن عيسى وأبو عبيدة الحداد وعثمان بن الهيثم المؤذن. قال أبو حاتم: ما به بأس. 4 (عبد الله بن عمرو بن علقمة. ت. الكناني المكي.) ) عن عبد الله بن عثمان بن خثيم وعمر بن سعيد بن أبي حسين. وعنه عبد الرحمن بن مهدي وأبو نعيم وعبد الرزاق وابن المبارك. موثق. 9... (9/459)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 460 4 (عبد الله بن عون بن أرطبان. ع. أبو عون المزني مولاهم البصري الحافظ أحد الأئمة) الأعلام. عن سعيد بن جبير وأبي وائل وإبراهيم والشعبي والقاسم بن محمد ومجاهد والحسن وابن سيرين ومكحول وخلق. وعنه حماد بن زيد وابن المبارك وابن علية وإسحاق الأزرق وأزهر السمان وحريش بن أنس وعثمان بن عمر بن فارس ومسلم بن إبراهيم ويزيد بن هارون ومحمد بن أبي عدي وخلق كثير. قال عبد الرحمن بن مهدي: ما كان بالعراق أعلم بالسنة من ابن عون. وقال شعبة: ما رأيت مثل أيوب وابن عون ويونس بن عبيد. وقال ابن المبارك: ما رأيت أحداً أفضل من ابن عون. قلت: قد رأى ابن عون أنس بن مالك فهو معدود في صغار التابعين. قال شعبة: شك ابن عون احب إلي من يقين غيره. 9... (9/460)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 461 وقال الأوزاعي: إذا مات ابن عون والثوري استوى الناس. وقال روح بن عبادة: ما رأيت أحداً أعبد من ابن عون. وروى مسعر بن كدام عن ابن عون قال: ذكر الله دواء وذكر الناس داء. وقال ابن معين: ابن عون ثقة في كل شيء. وقال بكار بن محمد السيريني: كان ابن عون يصوم يوماً ويفطر يوماً، صحبتحه دهراً وكان طيب الريح لين الكسوة له ختمة في الأسبوع وكان يغزو على ناقة له إلى الشام فإذا وصل إلى الشام ركب الخيل، وبارز مرة علجاً فقتله، وكان إذا جاءه أخوته كأن على رؤوسهم الطير لهم خشوع وخضوع. قال بكار: وكان إذا حدث بالحديث تخشع عنده حتى نرحمه مخافة أن يزيد أو ينقص. وقال أبو قطن: سمعت ابن عون يقول: وددت أني خرجت منه كفافاً. قال أبو بكار: كان ابن عون لا يدع أحداً من أصحاب الحديث ولا غيرهم يتبعه وما رأيته يمازح أحداً ولا ينشد شعراً، وكان مشغولاً بنفسه وما رأيت أملك للسانه منه، وما سمعته حالفاً على يمين قط، ولا رأيته دخل حماماً قط، وكان له وكيل نصراني يجبي غلته من دار له. وكان لا يزيد في رمضان على حضور المكتوبة ثم يخلو في بيته، وقد سعت به المعتزلة إلى إبراهيم) بن عبد الله بن حسن الذي خرج فقالوا: ها هنا رجل يوثب عليك الناس، فأرسل إليه أن مالي ولك، فخرج عن البصرة حتى نزل القريظية وأغلق بابه. 9... (9/461)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 462 وقال الأنصاري: سمعت أن ابن عون دخل على سلم بن قتيبة وهو أمير فقال: السلام عليكم، فضحك وقال: نحتملها لابن عون. وقال معاذ بن معاذ: رأيت على ابن عون برنساً من صوف رقيقاً حسناً قال: هذا اشتريته من تركة أنس بن سيرين كان لابن عمر فكساه إياه. وقال المفضل بن لاحق: كنا بأرض الروم فدعا رومي إلى المبارزة فخرج فارس فقتله، ثم دخل في الناس فلذت به لأعرفه، فوضع عنه المغفر يمسح وجهه، فإذا هو عبد الله بن عون. وروى حماد بن زيد عن محمد بن فضاء قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال: زوروا ابن عون فإنه يحب الله ورسوله وإن الله يحبه ورسوله. وقال خارجة بن مصعب: جالست ابن عون اثنتي عشرة سنة فما أظن أن ملكيه كتبا عليه سوءاً. وقال بكار السيريني: كان بلال بن أبي بردة قد ضرب ابن عون بالسياط لكونه تزوج امرأة عربية. وقال مكي بن إبراهيم: كنا عندابن عون فذكروا بلالاً فلعنوه وقالوا: إنما نذكره لما ارتكبه منك فقال: إنما هما كلمتان تخرجان في صحيفتي يوم القيامة: لا إله إلا الله أو لعن الله فلاناً. وقال بكار بن محمد: حضرت وفاة ابن عون فكان حين قبض موجهاً يذكر الله حتى غرغر، فقالت عمتي: اقرأ عنده يس فقرأتها، ومات في السحر، وما قدرنا أن نصلي عليه حتى وضعناه في محراب المصلى غلبنا الناس عليه. ومات وعليه من الدين بضعة عشر ألفاً، وأوصى بعد وفاء دينه بخمس ماله إلى أبي يفرقه في أقاربه المحتاجين، ولم أره يشكو في علته. 9... (9/462)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 463 قال بكار: وكانت ثياب ابن عون تمس ظهر قدميه. وقال أبو قطن: رأيت بعض أسنان ابن عون مشدودة بالذهب. وقال بكار بن محمد: كان ابن عون زوج عمتي أم محمد بنت عبد الله بن محمد بن سيرين، ولما مات كفنوه في برد ثمنه مائتا درهم، ولم يخلف درهماً إنما خلف دارين، قال: ومات في رجب سنة إحدى وخمسين ومائة، وفيها أرخه يحيى القطان وأبو نعيم وجماعة، وما عدا ذلك) وهم. قيل: سنة خمسين ومائة ومولده سنة ست وستين، وكان يمكنه السماع من طائفة من الصحافة. قال ابن سعد: كان أكبر نم سليمان التيمي، قال: وكان ثقة كثير الحديث ورعاً عثمانياً. وقال محمود بن غيلان: ثنا النضر بن شميل قال: كان رجل يلازم ابن عون فقيل له: بلغ حديث ابن عون ألفا قال: أضعف، قيل: وألفين، قال: أضعف، قيل: فأربعة آلاف، قال: أضعف، قيل: ستة، فسكت الرجل، قال عمر بن حبيب: سمعت عثمان البتي يقول: ما رأيت عيناي مثل ابن عون. وروى عن ابن عون أن أمه نادته فعلاً صوته صوتها فخاف فأعتق رقبتين. وقال ابن المبارك: ما رأيت عيني أحداً ممن ذكر لي إلا رأيته دون ما ذكر لي إلا ابن عون وحيوة بن شريح. وقال يحيى بن يوسف الزمي: نا أبو الأحوص قال: كان يقال لابن عون: سيد القراء في زمانه. 9... (9/463)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 464 قال ابن المديني: جمع لابن عون ما لم يجمع لأحد من أصحابه، ولم يحدث إلا بعد موت أيوب، كان يمتنع من الحديث فلما مات يونس بن عبيد ألح على ابن عون أصحاب الحديث فسلس وحدث. وقال ابن سعد: أخبرنا بكار بن محمد حدثني بعض أصحابنا أن ابن عون كان له ناقة يغزو عليها ويحج عليها وكان بها معجباً فأمر غلاماً له يستقي عليها فجاء بها وقد ضربها على وجهها فسالت عينها على خدها فقلنا: إن كان ابن عون يسيء فاليوم، فلم يلبث أن نزل فلما نظر إلى الناقة قال: سبحان الله أفلا غير الوجه بارك الله فيك أخرج عني اشهدوا أنه حر. وقال معاذ بن معاذ: حدثني غير واحد من أصحاب يونس بن عبيد أنه قال: إني لأعرف رجلاُ منذ عشرين سنة يتمنى أن يسلم له يوم من أيام ابن عون فما يقدر عليه. قال ابن المبارك: ما رأيت مصلياً مثل ابن عون. قرأت على إسحاق بن أبي بكر أخبركم ابن خليل أنا أبو المكارم اللبان أنا أبو علي الحداد أن أنا أبو نعيم أنا أبو محمد بن حبان نا عبد الرحمن بن محمد بن حماد نا حفص الرياني أنا معاذ بن معاذ: سمعت هشام بن حسان يقول: حدثني من لم تر عيناي مثله، فقلت في نفسي: اليوم نستبين فضل الحسن وابن سيرين، قال فأشار بيده إلى ابن عون وهو جالس. وبه قال أبو نعيم:) ثنا ابن خلاد ثنا الكديمي ثنا الخريبي قال: دخلت البصرة لألقى ابن عون فلما صرت إلى قناطير بني دارم تلقاني نعيه فدخلني ما الله به عليم. قلت: ترجمته في تاريخ دمشق عشرون ورقة. ومات سنة إحدى 9... (9/464)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 465 وخمسين ومائة على الصحيح. وقال ابن معين: سنة اثنتين. وقال المنقري: مات سنة خمسين. 4 (عبد الله بن عباس الهمداني، المنتوف أبو الجراح. وكان أخبارياً علامة.) حمل عن الشعبي وغيره، وكان من أصحاب أبي جعفر المنصور. أخذ عن الهيثم بن عدي وجماعة. قال الخطيب: توفي سنة ثمان وخمسين ومائة. وفيها توفي 4 (عوانة بن الحكم الأخباري.) فأما 4 (عبد الله بن عياش القتباني المصري، ففي الطبقة الآتية.)

4 (أبو جعفر المنصور: عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس القرشي العباسي، أمير) المؤمنين، وأمه سلامة البربرية. ولد في سنة خمس وتسعين أو في حدودها. وروى عن أبيه ورأى جده. 9... (9/465)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 466 وعنه ولده المهدي. وكان قبل أن يلي الإمامة يقال له عبد الله الطويل. ضرب في الآفاق إلى الجزيرة والعراق وأصبهان وفارس قال أبو بكر الجعابي: كان المنصور يلعب في صغره بمدرك التراب. أتته البيعة بالخلافة بعد موت أخيه السفاح وهو بمكة بعهد السفاح لما احتضر إليه، فوليها اثنتين وعشرين سنة. وكان أسمر طويل طويلاً نحيفاً مهيباً خفيف العارضين معرق الوجه رجب الجبهة يخضب بالسواد كأن عينيه لسانان ناطقان، تخالطه أبهة الملك بزي النساك تقبله القلوب وتتبعه العيون، وكان أقنى الأنف بين القنا. وقد مر من أخباره في الحوادث ما يدل على أنه كان فحل بني العباس هيبة وشجاعة وحزماً ورأياً وجبروتاً، وكان جماعاً لمال، تاركاً للهو، واللعب، كامل العقل، جيد المشاركة في العلم والأدب، فقيه النفس، قتل خلقاً كثيراً حتى استقام ملكه. وكان في الجملة يرجع إلى عدل وديانة وله حفظ من صلاة وتدين، وكان فصيحاً بليغاً مفوهاً، خليقاً للإمارة. وقد ولي بعض كور فارس في شبيبته لعاملها سليمان بن حبيب بن المهلب الأزدي ثم عزله) وضربه ضرباً مبرحاً لكونه احتجز المال لنفسه ثم أغرمه المال، فلما ولي المنصور الخلافة ضرب عنقه. وكان المنصور يلقب أبا الدوانيق لتدقيقه ومحاسبته العمال والصناع على الدوانيق والحبات. وكان مع هذا ربما يعطي العطاء العظيم. قال أبو إسحاق الثعالبي: وعلى شهرة المنصور بالبخل ذكر محمد بن سلام انه لم يعط خليفة قبل المنصور عشرة آلاف دارت بها الصكاك وثبتت في الدواوين فإنه أعطى في يوم واحد كل واحد من عمومته عشرة آلاف ألف درهم. 9... (9/466)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 467 قلت: وقد حدث عن عطاء بن أبي رباح يسيراً. وقد خلف يوم مات في بيوت الأموال تسعمائة ألف ألف درهم وخمسين ألف ألف درهم. وروى يحيى بن غيلان ثقة نا أبو عوانة عن الأعمش عن الضحاك عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: منا السفاح ومنا المنصور. وقال علي بن الجعد وأبو النضر: نا زهير بن معاوية، نا ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير سمع ابن عباس يقول: منا السفاح ومنا المنصور ومنا المهدي. فهذا إسناده أخرجه عن المنهال. قال أبو سهل بن علي بن نوبخت: كانن جدنا نوبخت المجوسي نهاية في التنجيم فسجن بالأهواز فقال: رأيت أبا جعفر وقد ادخل السجن فرأيت من هيبته وجلالته وحسن وجهه ما لم أره لأحد فقلت له: وحق الشمس والقمر إنك لمن ولد صاحب المدينة، قال: لا ولكني من عرب المدينة، قال: فلم أزل أتقرب إليه وأخدمه حتى سألته عن كنيته فقال: أبو جعفر، فقلت: وحق المجوسية لتملكن، قال: وما يدريك قلت: هو كما أقول فاذكر هذه البشرى، قال: إن قضي شيء فسيكون، قلت: قد قضاه الله من السماء فقدمت دواة فكتب لي: يا نوبخت إذا فتح الله ورد الحق إلى أهله لم نغفل عنك وكتب أبو جعفر، فلما استخلف صرت إليه فأخرجت الكتاب فقال: أنا له ذاكر ولك متوقع فالحمد لله. فأسلم نوبخت فكان منجماً لأبي جعفر ومولى. قال إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى بن محمد الهاشمي: حدثني أبي نا أبي عن أبيه قال: قال لنا المنصور: رأيت كأني في الحرم وكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكعبة وبابها مفتوح فنادى مناد: أين عبد الله فقام أخي أبو العباس حتى 9... (9/467)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 468 صار على الدرجة فأدخل فما لبث) أن خرج ومعه عباءة عليها لواء أسود قدر أربعة أذرع، ثم نودي أين عبد الله فقمت إلى الدرجة فأصعدت وإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وبلال فعقد لي وأوصاني بأمته وعممني بعمامة وكان كورها ثلاثة وعشرين وقال: خذها إليك أبا الخلفاء إلى يوم القيامة. وقال الربيع بن يونس الحاجب: سمعت المنصور يقول: الخلفاء أربعة: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، والملوك: معاوية وعبد الملك وهشام وأنا. قال شباب: أقام الحج للناس أبو جعفر سنة ست وثلاثين، وسنة أربعين، وسنة أربع وأربعين، وسنة اثنتين وخمسينن زاد الفسوي: أنه حج أيضاً سنة سبع وأربعين ومائة. قال أبو العيناء: نا الأصمعي أن المنصور صعد المنبر فشرع في الخطبة فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين أذكر من أنت في ذكره. فقال له: مرحباً لقد ذكرت جليلاً وخوفت عظيماً وأعوذ بالله أن أكون ممن إذا قيل يه اتق الله أخذته العزة بالإثم، والموعظة منا بدت وعنا خرجت وأنت يا قائلها فأحلف بالله ما الله أردت إنما أردت أن يقال قام فقال فعوقب فصبر فأهون بها من قائلها وأهتبلها من الله ويلك إني قد غفرتها، وإياكم معشر الناس وأمثالها. ثم عاد إلى خطبته وكأنما يقرأ من كتاب. وقال الزبير: حدثني مبارك الطبري سمعت أبا عبيد الوزير سمع المنصور يقول: الخليفة لا يصلحه إلا التقوى، والسلطان لا يصلحه إلا الطاعة، والرعية لا يصلحها إلا العدل، وأولى بالعفو أقدرهم على الغقوبة، وأنقص الناس عقلاً من ظلم من هو دونه. 9... (9/468)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 469 قال الفريابي محمد بن يوسف: قال عباد بن كثير لسفيان: قلت: لأبي جعفر: أتؤمن بالله، قال: نعم، قلت: فحدثني عن الأموال التي اصطفيتوها من بني أمية، فوالله لئن كانت صارت إليهم ظلماً وغضباً لما رددتموها إلى أهلها الذين ظلموا، ولئن كانت لهم لقد أخذتم ما لا يحل لكم، إذا دعيت يوم القيامة بنو أمية بالعدل جاءوا بعمر بن عبد العزيز، فإذا دعيتم أنتم لم تجيئوا بأحد، فكن أنت ذلك الأحد، فقد مضت من خلافتك ست عشرة سنة وما رأينا خليفة بلغ اثنتين وعشرين سنة، فهبك تبلغها فما ست سنين، قال: يا أبا عبد الله ما أجد أعواناً، قلت: علي عونك بغير مرزئة، أنت تعلم أن أبا أيوب المورياني يريد منك كل عام بيت مال، وأنا أجيئك بمن يعمل بغير رزق، آتيك بالأوزاعي تقلده كذا وبالثوري تقلده كذا، وأنا بينك وبين الناس أبلغك عنهم وأبلغهم عنك، فقال: حتى أستكمل بناء بغداد، فأخرج إلى البصرة وأوجه إليك. فقال له) سفيان الثوري: ولم ذكرتني له قال: والله ما أردت إلا النصح للأمة، ثم قال لسفيان: ويل لمن دخل عليهم إذا لم يكن كبير العقل كثير الفهم كيف تكون فتنته عليهم وعلى الأمة. ويقال إن عمرو بن عبيد رأس المعتزلة دخل على المنصور ووعظه، فبكى المنصور وقال: يا هي ي حتى آتيك. قال: إذن لا نلتقي، قال: عن حاجتي سألتني، ثم نهض فلما ولى أمده بصره وهو يقول: 4 (كلكم يمشي أبا عثمان هل من حاجة وكان يدني عمراً ويكرمه ويجله قال: نعم، قال: قال:)

(لا تبعث إل وما رويد .......... كلكم يطلب صيد)

4 (غير عمرو بن عبيد.) قال عبد السلام بن حرب: أمر له بمال فرده، فقال المنصور: والله لتقبلنه، قال: والله لا أقبله، فقال له المهدي: أمير المؤمنين يحلف فتحلف ! 9... (9/469)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 470 قال: أمير المؤمنين أقوى على الكفارة من عمك. أبو خليفة: نا محمد بن سلام قال: قيل للمنصور هل بقي من لذات الدنيا شيء لم تنله قال: بقيت خصلة: أن أقعد في المصطبة وحولي أصحاب الحديث فيقول المستملي: من ذكرت رحمك الله. قال فغدا عليه الندماء وأبناء الوزراء بالمحابر والدفاتر، فقال: لستم بهم إنما هم الدنسة ثيابهم، المشققة أرجلهم، الطويلة شعورهم برد الآفاق ونقلة الحديث. الصولي: ثنا أحمد بن يحيى عن محمد بن إسماعيل عن أبيه قال: قال عبد الصمد بن علي للمنصور: يا أمير المؤمنين لقد هممت بالعقوبة حتى كأنك لم تسمع بالعفو، قال: لأن بني أمية لم تبل رممهم، وآل أبي طالب لم تغمد سيوفهم، ونحن بين قوم قد رأونا أمس سوقة، واليوم خلفاء، فليس تتمهد هيبتنا في صدورهم إلا بنسيان العفو. وروي أن هشام بن عروة دخل على المنصور فقال: يا أمير المؤمنين اقض عني ديني، قال: فكم دينك قال: مائة ألف. قال: وأنت في فقهك وفضلك تأخذ مائة ألف ليس عندك قضاؤها قال: شب فتيان لي فأحببت أن أبوئهم وخشيت أن ينتشر علي من أمرهم ما أكره فبوأتهم واتخذت لهم منازل وأولمت عنهم ثقة الله وبأمير المؤمنين، قال فردد عليه: مائة ألف استنكاراً لها، ثم قال: قد أمرنا لك بعشرة آلاف، فقال: يا أمير المؤمنين اعطني ما تعطي وأنت طيب النفس فإني سمعت أبي يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من 9... (9/470)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 471 أعطى عطية وهو بها طيب النفس بورك للمعطي والمعطى قال: طيب النفس بها، فأهوى هشام إلى يد المنصور) يقبلها فمنعه وقال: إنا نكرمك عنها ونكرمها عن غيرك. وروي عن الربيع قال: لما مات المنصور درنا في الخزائن أنا والمهدي، فرأينا في بيت أربعمائة جب مسدودة الرؤوس فإذا فيها أكباد مملحة أعدها للحصار. وذكر الرياشي عن محمد بن سلام أن جارية رأت قميصاً للمنصور مرقوعاً فأنكرت ذلك فقال: ويحك أما سمعت قول ابن هرمة: (قد يدرك الشرف الفتى ورداؤه .......... خلق وجيب قميصه مرقوع.) وروى عمر بن شبة وروى عن المدائني وغيره أن المنصور لما احتضر قال: اللهم قد ارتكبت الأمور العظام جرأة مني عليك وقد أطعتك في أحب الأشياء إليك شهادة أن لا إله إلا الله مناً منك لا مناً عليك ومات. وقد كان المنصور رأى مناماً يدل على قرب الأجل فتهيأ وسار للحج. قال هشام بن عمار: نا الهيثم بن عمران أن المنصور مات بالبطن بمكة. وقال خلفة والهيثم وغيرهما: عاش أربعاً وستين سنة. وقال الصولي: دفن ما بين الحجون وبئر ميمون في ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ومائة. 9... (9/471)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 472 4 (عبد الله بن محمد بن عمر. د ن. بن علي بن أبي طالب أبو محمد العلوي المدني. روى عن) أبيه وخاله أبي جعفر الباقر. وعنه عيسى وابن المبارك وابن أبي فديك والواقدي وغيرهم. وقال علي بن المديني: هو وسط، وقد روى أيضاً عن عاصم بن عبد الله العمري وعن أمه خديجة بنت زين العابدين، وكان لقبه دافن. قال بعض الحفاظ: صالح الحديث، مات بدمشق في آخر خلافة المنصور. وابنه عيسى واه. 4 (عبد الله بن المحرر الحراني. ق. قاضي الجزيرة.) عن الحسن البصري ونافع وقتادة. وعنه بقية وأبو نعيم ومحمد بن حمير ويحيى البابلتي وغيرهم. قال أحمد بن حنبل: ترك الناس حديثه. ومن مفارده عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن نفسه بعد النبوة. 4 (عبد الله بن نافع العدوي. ق. مولى ابن عمر. مدني واه، له إخوة.) 9... (9/472)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 473 ضعفه ابن معين وغيره. روى عن أبيه وعبد الله بن دينار. وعنه عبد الله بن نافع الصائغ وابن أبي فديك وأبو داود الطيالسي وآخرون. توفي سنة أربع وخمسين ومائة.) 4 (عبد الله بن النعمان الجهضمي، الحداني.) عن عكرمة. وعنه حفيده علي بن نضر ونوح بن قيس وأبو قتيبة سلم. عبد الله بن الوليد. ن ت. بن عبد الله بن معقل بن مقران المزني الكوفي. وقد يقال له العجلي لنزوله فيهم. روى عن أبي جعفر الباقر وأبي صخرة جامع بن شداد وعاصم بن كليب وبكير بن شهاب. وعنه ابن مبارك وابن عيينة وأبو نعيم وأبو أحمد الزبير وجماعة. وثقه النسائي. وقال أبو حاتم: صالح الحديث. 4 (عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة المدني أخو إسحاق.) 9... (9/473)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 474 عن ابن المنكدر والزهري والمطلب بن حنطب وزيد بن أسلم. وعنه حاتم بن إسماعيل وابن وهب والوليد ويحيى بن العلاء الرازي وجماعة. روى عباس عن ابن معين قال: عبد الحكيم وصالح وعبد الأعلى ثقات إلا أخاهم إسحاق. 4 (عبد الجبار بن العباس الشبامي. ت. الهمداني الكوفي.) عن سلمة بن كهيل وعدي بن ثابت وعون بن أبي جحيفة وأبي إسحاق وعدة. وعنه إسماعيل بن محمد بن جحادة وابن المبارك وعبيد الله بن موسى وسلم بن قتيبة وأبو أحمد الزبيري وجماعة. وثقه أبو حاتم. وقال أبو داود: ليس به بأس. وقال العقيلي وغيره: لا يتابع على حديثه يفرط في التشيع. وأما أبو نعيم الملائي فقال: لم يكن بالكوفة أكذب منه. 4 (عبد الجليل بن عطية. د ن. أبو صالح القيسي البصري.) 9... (9/474)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 475 عن عبد الله بن بريدة وشهر بن حوشب. وعنه عبد الرحمن بن مهدي وزيد بن الحباب والعقدي وأبو نعيم. قال البخاري: ربما يهم. وقال غيره: صالح الحديث. 4 (عبد الحكيم بن ذكوان السدوسي. ق. بصري مقل.) عن أبي رجاء العطاردي وشهر بن حوشب. وعنه مروان بن معاوية وأبو داود وأبو عمر الحوضي. ذكره ابن حبان في الثقات. 4 (عبد الحكم القسملي، البصري.) عن أنس وأبي الصديق الناجي. وعنه قرة بن حبيب وعفان وجماعة.) قال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه مما لا يتابع عليه. 4 (عبد الحكم بن أبي فروة. هو أخو إسحاق. وثقه ابن معين وهو مقل.) 9... (9/475)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 476 قال خليفة: مات سنة ست وخمسين ومائة. 4 (عبد الحميد بن جعفر. م. بن عبد الله بن الحكم بن رافع الأنصاري المدني.) عن أبي ونافع ومحمد بن عمر وعطاء وسعيد المقبري ويزيد بن حبيب وعم أبيه عمر بن الحكم وجماعة. وعنه أبو أسامة ويحيى القطان وابن وهب وأبو عاصم وبكر بن بكار والواقدي وآخرون. قال النسائي: ليس به بأس. وكان الثوري ينقم عليه خروجه مع محمد بن عبد الله. وكان من فقهاء المدينة. وقال ابن المديني: سمعت يحيى يقول: كان سفيان يحمل على عبد الحميد بن جعفر فكلمته فيه فقلت: ما شأنه، ثم قال يحيى: ما أدري ما كان شأنه ومكانه. وقال عباس: سمعت ابن معين يقول: كان يحيى بن سعيد يضعف عبد الحميد بن جعفر، فقلت لابن معين: فقد روى عنه قال: روى عنه وكان يضعفه. وكان يروي عن قوم ما كانوا يساوون عنده شيئاً. ثم قال ابن معين: عبد الحميد بن جعفر ثقة كان يرمى بالقدر. وقال أحمد ليس به بأس. قلت: توفي سنة ثلاث وخمسين ومائة. 9... (9/476)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 477 4 (عبد الرحمن بن بوذوية الصنعاني. د ن.) عن طاوس ووهب بن منبه ومعمر، وهو أصغر منه. وعنه مطرف بن مازن وسعد بن الصلت وإبراهيم بن خالد وعبد الرزاق وآخرون. أثنى عليه أحمد بن حنبل. وروى عبد الرزاق عنه عن عمر. 4 (عبد الرحمن بن حسان أبو سعد الكناني، الحمصي أو الدمشقي.) عن رجاء بن حيوة والزهري وعطاء الخراساني. وعنه ابن شعيب والوليد بن مسلم وصدقة بن خالد. قال الدارقطني: لا بأس به. 4 (عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي. د ن ق. أبو أيوب الشعباني إفريقية وعالمها.) روى عن أبيه وأبي عبد الرحمن الحلبي وبكر بن سوادة وعبد الرحمن بن 9... (9/477)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 478 رافع التنوخي صاحب عبد الله بن عمرو وأبي عثمان صاحب أبي هريرة ومسلم بن سيار وزياد بن نعيم وعدة. وعنه إسماعيل بن عياش وأبو أسامة وابن وهب وجعفر بن عون ويعلى بن عبيد وأبو عبد) الرحمن المقري وخلق. وقد وفد على المنصور الكوفة فوعظه وصدغه بالحق، وكان أول مولود ولد في الإسلام بإفريقية فيما قيل. قال الهيثم بن خارجة: ثنا إسماعيل بن عياش قال: ظهر جور فلما قام السفاح قدم عبد الرحمن بن زياد بن أنعم على أبي جعفر فشكا إليه العمال ببلده فأقام ببابه شهراً ثم دخل عليه، فقال: ما أقدمك قال: ظهر الجور ببلدنا فجئت لأعلمك فإذا الجرو يخرج من دارك، فغضب أبو جعفر وهم به، ثم أمر بإخراجه. وعن ابن إدريس عن عبد الرحمن بن زياد قال: أرسل إلي أبو جعفر فقدمت عليه فدخلت والربيع قائم على رأسه فاستدعاني فقال لي: يا عبد الرحمن كيف ما مررت به من العمال قلت: يا أمير المؤمنين رأيت أعمالاً سيئة وظلماً فاشياً فظننته لبعد البلاد منك، فجعلت كلما دنوت منك كان الأمر أعظم، قال: فنكس رأسه طويلاً ثم قال: كيف لي بالرجال قلت: أفليس عمر بن عبد العزيز كان يقول: إن الوالي بمنزلة السوق يجلب غليها ما ينفق فيها فإن كان براً أتوه ببرهم وإن كان فاجراً أتوه بفجورهم. قال: فأطرق طويلاً فقال الربيع وأومأ إلي أن أخرج، فخرجت وما عدت إليه. وقال محمد بن سعد الجلاب: ثنا جارود بن يزيد أنا عبد الرحمن 9... (9/478)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 479 الإفريقي قال: كنت اطلب العلم مع أبي جعفر المنصور قبل الخلافة فأدخلني منزله فقدم إلي طعاماً ومريقة من حبوب ليس فيها لحم ثم قدم إلي زبيباً ثم قال: يا جارية عندك حلوى قالت: لا، قال: ولا التمر قالت: لا، فاستلقى وقرأ عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعلمون فلما ولي الخلافة دخلت عليه فقال: بلغني أنك كنت تعد لبني أمية فكيف رأيت سلطاني من سلطانهم قلت: ما رأيت في سلطانهم من الجور شيئاً إلا رأيته في سلطانك، فقال: إنا لا نجد الأعوان، قلت: إن السلطان سوق، قال: فسكت. وقال ابن معين عن عبد الله بن إدريس: قدم بعبد الرحمن بن زياد المنصور وولي قضاء إفريقية لمروان بن محمد. وقال ابن معين: هو ضعيف ولا يسقط حديثه. وقال أحمد: لا اكتب حديثه، هو منكر الحديث ليس بشيء. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال أبو زرعة: ليس بقوي. وقال أحمد بن صالح: هو ممن يحتج به. وقال صالح جزرة: كان رجلاً صالحاً وهو منكر الحديث. وقال الترمذي: رأيت البخاري يقوي أمره ويقول: هو مقارب) الحديث. قلت: وأيضاً فلم يذكره في كتاب الضعفاء له. وقال ابن المديني: سمعت يحيى بن سعيد يقول: حدثت هشام بن 9... (9/479)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 480 عروة بحديث الإفريقي عن ابن عمر في الوضوء فقال: هذا حديث مشرقي وضعف يحيى الإفريقي وقال: قد كنت كتبت عنه بالكوفة. وقال الفلاس: كان القطان وابن مهدي لا يحدثان عن عبد الرحمن بن زياد. يعلى بن عبيد: نا الإفريقي عن أبي عطيف الهذلي قال: صلى ابن عمر الظهر ثم انصرف إلى مجلس له وأنا وعه فلما نودي بالعصر توضأ لكل الصلوات ثم قال: إن كان وضوئي لصلاة الصبح لكاف ما لم أحدث، لكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من توضأ على طهر كتب له عشر حسنات فرغبت في ذلك يا بن أخي. وروى عباس عن ابن معين قال: عبد الرحمن بن زياد الإفريقي ليس به بأس وفيه ضعف، هو أحب إلي من أبي بكر بن أبي مريم. وقال ابن خراش: متروك الحديث. قال المقري: مات بإفريقية سنة ست وخمسين ومائة وقد جاوز المائة. 4 (عبد الرحمن بن خضير الهنائي. بصري.) عن أبي نجيح المكي وعمرو بن دينار. وعنه يحيى القطان ووكيع وعلي بن عاصم وخالد بن الحارث. صدوق لينه الفلاس. وقيل: إنه روى عن طاوس. وأبوه خضير بمعجمتين، وخطأ الأمير 9... (9/480)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 481 من قال: هو ابن الحصين أو حصين. 4 (المسعودي، عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود الهذلي المسعودي) الكوفي أحد الأعلام، وهو أخو أبي العميس. روى عن علقمة بن مرثد وسعيد بن أبي بردة وعلي بن الأقمر وزياد بن علاقة وعبد الجبار بن وائل وعمرو بن مرة وعون بن عبد الله ويزيد الفقير وأبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وطائفة. وعنه ابن المبارك وابن عيينة وطلق بن غنام وعبد الرحمن بن مهدي ويزيد بن هارون وأبو المغيرة الحمصي وجعفر بن عون وأبو داود وأبو عبد الرحمن المقري وأبو نعيم وعلي بن الجعد وخلق. وكان رئيساً نبيلاً يداخل الخلفاء. قال أبو نعيم: رأيته في عباء أسود وشاشية وفي وسطه خنجر وبين كتفيه بياض فسيكفيكهم الله فتوقف أناس في الأخذ عنه لذلك. وقال الهيثم بن حميد: رأيته وفي وسطه خنجر وقلنسوة أطول من ذراع مكتوب عليها محمد يا) منصور. وقال أحمد بن حنبل: ثقة وسماع أبي النضر وعاصم بن علي وهؤلاء من المسعودي بعدما اختلط إلا أنهم احتملوا السماع منه. 9... (9/481)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 482 روى عنه عثمان بن سعد عن ابن معين: ثقة. وقال ابن المديني: ثقة. وقد كان يغلط فيما روى عن عاصم بن بهدلة وسلمة. وقال محمد بن عبد الله بن نمير: ثقة اختلط بأخرة. وقال النسائي: ليس به بأس. وعن مسعر قال: ما أعلم أحداً أعلم بعلم ابن مسعود من المسعودي. وقال أبو حاتم: تغير قبل موته بسنة أو سنتين. وكان أعلم أهل زمانه بحديث ابن مسعود. وروى أبو داود عن شعبة قال: هو صدوق. وقال القطان: رأيته سنة رآه عبد الرحمن فلم أكلمه. وقال معاذ بن معاذ: رأيت المسعودي سنة أربع وخمسين يطالع الكتاب يعني أنه قد تغير حفظه. وقال أبو قتيبة: رأيت المسعودي سنة أربع وخمسين وكتبت عنه وهو صحيح. ورأيته سنة سبع والذر يدخل في أذنه وأبو داود يكتب عنه، فقلت له: أتطمع أن تحدث عنه وأنا حي. قال أبو عبيد وجماعة: توفي المسعودي سنة ستين ومائة. 4 (عبد الرحمن بن عجلان البرجمي، أبو موسى الكوفي الطحان.) 9... (9/482)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 483 عن إبراهيم النخعي. وعنه سفيان الثوري ويعلى بن عبيد وأبو نعيم وقبيصة. قال أبو حاتم: ما به بأس. 4 (عبد الرحمن بن عمر بن بوذويه مر منسوباً إلى الجد.)

4 (عبد الرحمن بن قيس، أبو روح العتكي البصري.) عن يحيى بن يعمر وطلحة بن عبيد الله بن كريز. وعنه وهب بن جرير وعبد الرحمن بن مهدي وغيرها. شيخ لا بأس به. 4 (الأوزاعي. ع. عبد الرحمن بن عمر بن يحمد أبو عمرو الأوزاعي. إمام أهل الشام وفقيههم) وعالمهم. 9... (9/483)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 484 كان يسكن بظاهر باب الفراديس بمحلة الأوزاع ثم تحول إلى بيروت فرابط إلى أن مات بها. قال ابن سعد: والأوزاع بطن من همدان وهو من أنفسهم. قال: وولد سنة ثمان وثمانين، وكان ثقة مأموناً فاضلاً خيراً كثير العلم والحديث والفقه، حجة. روى الأوزاعي عن عطاء بن أبي رباح والقاسم بن مخيمرة ومحمد بن سيرين حكاية، والزهري ومحمد بن علي الباقر وإسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر وقتادة وعمرو بن) شعيب وربيعة بن يزيد وشداد بن عمار وعبدة بن أبي لبابة وبلال بن سعد ومحمد بن إبراهيم التيمي ويحيى بن أبي كثير وعبد الله بن عامر اليحصبي وخلق. وعنه الزهري ويحية بن أبي كثير شيخاه، ويونس ين يزيد وسفيان وشعبة ومالك وسعيد بن عبد العزيز وابن المبارك والوليد ين مسلم بن مزيد وبقية وابن شابور ويحيى القطان والمعافى الموصلي والفريابي وأبو المغيرة وأبو عاصم وخلائق. وأصله من سبي السند. 9... (9/484)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 485 وقال البخاري: لم يكن من الأوزاع بل نزل فيهم. وقال الهيثم بن خارجة: سمعت أصحابنا يقولون: أليس هو من الأوزاع، هو ابن عم يحيى بن أبي عمرو السيباني لحاً إنما كان ينزل قرية الأوزاع إذا خرجت من باب الفراديس. وقال ضمرة بن ربيعة: الأوزاع اسم وقع على موضع مشهور بربض دمشق سكنه بقايا من قبائل شتى، والأوزاع الفرق، تقول وزعته إذا فرقته. وقال أبو زرعة الدمشقي: كان اسم الأوزاعي عبد العزيز فغيره، وأصله سندي نزل في الأوزاع. وكانت صنعته الكتابة والترسل ورسائله تؤثر. وقال ضمرة: سمعت الأوزاعي يقول: كنت كالمحتلم في خلافة عمر بن عبد العزيز. قلت: هذا يرد على قول من زعم أن مولده سنة ثلاث وسبعين. وقال الوليد بن مزيد: ولد ببعلبك ونشأ بالبقاع، ثم نقلته انه إلى بيروت. كان يتيماً فقيراً حجر أمه، عجزت الملوك أن تؤدب أنفسها وأولادها أدبه في نفسه، ما سمعت منه كلمة فاضلة إلا احتاج مستمعها إلى إثباتها عنه ولا رأيته ضاحكاً حتى يقهقه، ولقد كان إذا أخذ في ذكر المعاد أقول أترى في المجلس قلب لم يبك. 9... (9/485)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 486 قال محمد بن عبد الرحمن السلمي: رأيت الأوزاعي وكان فوق الربعة خفيف اللحم به سمرة يخضب بالحناء. وقال العباس بن الوليد البيروتي عن شيوخه: إن الأوزاعي قال: مات أبي وأنا صغير فمر فلان من العرب فقال: من أنت قلت: فلان، فقال: ابن أخي يرحم الله أباك. فذهب بي إلى بيته فكنت معه حتى بلغت، فألحقني في الديوان. وضرب علينا بعث إلى اليمامة، فلما دخلنا مسجدنا قال لي رجل: رأيت يحيى بن أبي كثير معجباً بك يقول: ما رأيت في هذا البعث أهدى من هذا الشاب، قال: فجالسته فكتبت عنه أربعة عشر كتاباً فاحترقت. رواها محمد بن أيوب بن سويد) عن أبيه وزاد: فقال لي يحيى: ينبغي لك أن تبادر إلى البصرة لعلك تدرك الحسن وابن سيرين، فانطلقت إليها فوجدت الحسن قد مات، فأخبرنا الأوزاعي أنه دخل على ابن سيرين فعاده، ثم مات بعد أيام فما سمع منه. قال الهقل بن زياد: أجاب الأوزاعي في سبعين ألف مسألة أو نحوها. وكان إسماعيل بن عياش يقول: سمعت الناس يقولون في سنة أربعين ومائة: الأوزاعي هو اليوم عالم الأمة. وقال أمية بن يزيد: هو أرفع عندنا من مكحول، أنه قد جمع العبادة والعلم والقول بالحق. وذكر مسلمة بن ثابت عن مالك قال: الأوزاعي إمام يقتدى به. وقال علي بن بكار: سمعت أبا إسحاق الفزاري يقولك ما رأيت مثل الأوزاعي والثوري، فأما الأوزاعي فكان رجل عامة، وأما الثوري فكان 9... (9/486)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 487 رجل خاصة نفسه، ولو خيرت لهذه الأمة لاخترت لها الأوزاعي. وكذا قال ابن المبارك وغيره. قال الخريبي: كان الأوزاعي أفضل أهل زمانه. وقال الوليد: ما رأيت أكثر اجتهاداً في العبادة منه. وقال بشر بن المنذر: رأيت الأوزاعي كأنه أعمى من الخشوع. وقال أبو مسهر: كان الأوزاعي يحيي الليل صلاة وقرآن وبكاء. وقال ابن مهدي: إنما الناس في زمانهم أربعة: حماد بن زيد بالبصرة، والثوري بالكوفة، ومالك بالحجاز، والأوزاعي بالشام. وقال أحمد: الأوزاعي إمام. وقال إسحاق: إذا اجتمع الثوري والأوزاعي ومالك على أمر فهو سنة. وروى عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي قال دفع إلي الزهري صحيفة فقال: اروها عني ودفع إلي يحيى بن أبي كثير صحيفة فقال: اروها عني. قال الوليد: قال الأوزاعي: نعمل بها ولا نحدث بها. وقال هشام بن عمار: سمعت الوليد يقول: احترقت كتب الأوزاعي زمن الرجفة ثلاثة عشر فنداقاً فأتاه رجل بنسخها فقال: يا أبا عمرو هذه نسخة كتابك وإصلاحك بيدك، فما عرض لشيء منها حتى فارق الدنيا، وسمعته يقول: لا نأمن بإصلاح اللحن. وقال الوليد بن مزيد: سمعت الأوزاعي يقول: إذا أراد الله بقوم شراً فتح عليهم الجدل ومنعهم العمل. 9... (9/487)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 488 قال العباس بن الوليد: أدركت أهل زمان محمد ولد الأوزاعي وما كانوا يشكون أنه من الأبدال. قلت: عاش محمد بعد أبيه عشرين سنة وكان عابداً قانتاً لله، أخذ عنه أبو مسهر.) وقال عمرو بن أبي سلمة: سمعنا الأوزاعي يقول: رأيت كان ملكين نزلا فأخذا بضبعي فعرجاني إلى الله تعالى وأوقفاني بين يديه فقال: انت عبدي عبد الرحمن الذي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، قال: قلت: بعزتك رب أنت أعلم، قال: فرداني إلى الأرض. وقال محمد بن كثير: سمعت الأوزاعي يقول: كنا والتابعون متوافرون يقولون إن الله تعالى فوق عرشه ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته. وقال أبو أسامة: رأيت سفيان الثوري والأوزاعي، ولو خيرت لاخترت الأوزاعي لأنه كان أعلم الرجلين. وقال صدقة السمين: ما رأيت أحداً أحلم ولا اكمل ولا أجمل من الأوزاعي. وقال موسى بن أعين: قال الأوزاعي: كنا نضحك ونمزح فلما صرنا يقتدى بنا خشينا أن لا يسمعنا التبسم. وقال منصور بن أبي مزاحم عن أبي عبيد الله كاتب المنصور قال: كانت ترد علينا إلى المنصور كتب من الأوزاعي نتعجب منها ونعجز كتابة عنها، فكانت تنسخ في دفاتر وتوضع بين يدي المنصور، فيكثر النظر فيها استحساناً لألفاظها، فقال لسليمان بن مجالد وكان من أحظى كتابه عنده: ينبغي أن تجيب الأوزاعي، قال: ما أحسن ذاك وإن له نظماً في الكتب لا أظن أحداً 9... (9/488)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 489 من جميع الناس يقدر على إجابته عنه، وأنا أستعين بألفاظه على من لا يعرفها ممن نكاتبه. وقال الحكم بن موسى: ثنا الوليد قال: ما كنت أحرص على السماع من الأوزاعي إلى جنبه، فقلت: يا رسول الله عمن أحمل العلم قال: عن هذا، وأشار إلى الأوزاعي. عبد الحميد بن بكار عن محمد بن شعيب قال: جلست إلى شيخ في المسجد فقال: أنا ميت يوم كذا وكذا، فلما كان ذلك اليوم أتيته فإذا هو يتفلى في الصحن فقال: ما أخذتم النعش خذوه قبل أن تسبقوا إليهن قلت: ما تقول رحمك الله قال: هو ما قال لك، إني رأيت طائراً يقع على ركن هذه القبة فسمعته يقول: فلان قدري وفلان كذا، وعثمان ابن أبي العاتكة نعم الرجل، والأوزاعي خير من يمشي على الأرض، وأنت ميت يومكذا، قال: فما جاءت الظهر حتى مات الرجل. قال الوليد بن مزيد: كان الأوزاعي من العبادة على شيء لم يسمع بأحد قوي عليه، ما أتى عليه زوال قط إلا وهو قائم يصلي. وقال مروان بن محمد: قال الأوزاعي: من أطال قيام الليل هون الله عليه وقوف يوم القيامة. ويذكر عن الأوزاعي انه حج فما اضطجع في المحمل أبداً.) وقال إسحاق بن خالد: نا أبو مسهر قال: ما رؤي الأوزاعي باكياً قط، ولا ضاحكاً حتى تبدو نواجذه، وكان يحيي الليل بكاءً وصلاةً. وأخبرني بعض أخوتي من أهل بيروت أن أم الأوزاعي كانت تدخل منزل الأوزاعي وتتفقد موضع مصلاه فنجده رطباً من دموعه. 9... (9/489)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 490 وقال محمد بن الأوزاعي: قال لي أبي: يا بني لو كنا نقبل من الناس كل ما يعرضون علينا لأوشك بنا أن نهون عليهم. وقال الوليد بن مزيد: سمعت الأوزاعي يقول: عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس، وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوه لك بالقول، فإن الأمر ينجلي وأنت على طريق مستقيم. وقال بقية: قال لي الأوزاعي: العلم ما جاء عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وما يجيء عن الصحابة فليس بعلم. وقال الوليد وبقية عن الأوزاعي: لا يجتمع حب علي وعثمان إلا في قلب مؤمن. وقال الأوزاعي: كتب إلي قتادة: إن كانت الدار فرقت بيننا وبينك فإن ألفه الإسلام جامعة بين أهلها. وقال الوليد بن مزيد: سمعت الأوزاعي يقول: أتيت بيروت أرابط فلقيت سوداء عند المقابر فقلت: أين العمارة قالت: أنت في العمارة، وإن أردت الخراب فبين يديك. قال أحمد بن عبد الواحد: نا محمد بن كثير عن الأوزاعي قال: وقع عندنا ببيروت رجل جراد، فذكر من عظمه وعظم الجرادة، قال: وعليه خفان احمران وهو يقول: الدنيا باطل وباطل ما فيها ويومئ بيده، حيثما أومأ أنساب الجراد، رواها علي بن زيد الفرائضي عن ابن كثير سمع الأوزاعي أنه هو الذي رأى ذلك. 9... (9/490)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 491 وقال أبو زرعة: أريد الأوزاعي على القضاء من يزيد بن الوليد فجلس بهم مجلساً واحداً وترك. عن الأوزاعي قال: من أكثر الموت كفاه اليسير ومن عرف أن منطقه من عمله قل كلامه. ومن موعظة للأوزاعي يقول: كانوا بلهو الأمل آمنين فقد علمتم ما نزل بساحتهم بيتاً من عقوبة الله، فأصبح كثير منهم في ديارهم جاثمين، وأصبح الباقون ينظرون في آثار نقمه، ومساكن خاوية فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم، وأصبحتم بعدهم في أجل منقوص، ودنيا منقوصة، في زمان قد ولى عفوه وذهب رخاؤه، فلم يبق منه إلا حمة شر، وصبابة كدر، وأهاويل غير، وعقوبات عبر، وإرسال فتن، وتتابع زلازل، ورذالة خلف بهم ظهر الفساد، فلا تكونوا أشباهاً لمن خدعه الأمل وغره طول الأجل، جعلنا الله وإياكم ممن وعى وانتهى، وعقل) مثواه فمهد لنفسه. وقال عامر بن يساف: سمعت الأوزاعي يقول: إذا بلغك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث فإياك أن تقول بغيره. وقال أبو إسحاق الفزاري عن الأوزاعي: كان يقال: خمس كان عليها الصحابة والتابعون لهم بإحسان: لزوم الجماعة، واتباع السنة، وعمارة المسجد، والتلاوة، والجهاد. وقال محمد بن شعيب: سمعت الأوزاعي يقول: من أخذ بنوادر العلماء خرج من الإسلام. 9... (9/491)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 492 وعن الأوزاعي قال: كنا نتحدث أنه ما ابتدع أحد بدعة إلى سلب ورعه. وعن عنبسة بن سعيد أنه قال: ما ابتدع رجل إلا غل صدره على المسلمين. وقال أبو توبة الحلبي: سمعت سلمة بن كلثوم يقول: كتب أبو حنيفة إلى الأوزاعي تسعين مسألة فما أجاب منها إلا بمسألتين. وقال أبو إسحاق الفزاري: قال الأوزاعي: إنا لا ننقم على أبي حنيفة أنه رأى، كلنا نرى ولكنن ننقم عليه أنه رأى الشيء عن النبي صلى الله عليه وسلم فخالفه. وقال الأوزاعي: فيما سمعه منه الوليد بن مزيد: إن المؤمن يقول قليلاً ويعمل كثيراً، وإن المنافق يقول كثيراً ويعمل قليلاً. وقال الأوزاعي: سمعت يحيى بن أبي كثير يقول: العالم من خشي الله، وخشية الله الورع. 9... (9/492)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 493 قال سالم بن جنادة: ثنا أبو سعيد التغلبي قال: لما خرج إبراهيم ومحمد على المنصور أراد أهل الثغور أن يعينوه عليهما فأبوا ذلك فوقع في يد ملك الروم ألوف من المسلمين أسرى، وكان ملك الروم يحب أن يفادي بهم ويأبى أبو جعفر، فكتب إليه الأوزاعي: أما بعد فإن الله استرعاك هذه الأمة لتكون فيها باللين قائماً وبنبيه صلى الله عليه وسلم في خفض الجناح والرأفة متشبهاً. وأنا أسأل الله أن يسكن على أمير المؤمنين دهماء هذه الأمة ويرزقه رحمتها فإن سائخة المشركين وموطأهم حريم المسلمين واستنزالهم العواتق من المعاقل لا يلقون لهن ناصراً ولا عنهن مدافعاً، كاشفات عن رؤوسهن وأقدامهن، وكان ذلك من الله بمرأى ومسمع، فليتق الله أمير المؤمنين وليسع بالمفادة فيهم من الله سبيلاً، وليخرج من حجة الله عليه، فإن الله قال لنبيه: وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا. والله يا أمير المؤمنين ما لهم يومئذ فيء موقوف ولا ذمة تؤدي خراجاً إلا) خاصة أموالهم، وقد بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إني لأسمع بكاء الصبي في الصلاة فأتجوز فيها مخافة أن تفتن أمه وكيف بتخليتهم في أيدي عدوهم يمتهنونهم ويطئونهم، وأنت راع والله فوقك ومستوف منك يوم توضع الموازين القسط ليوم القيامة. فلما وصل كتابه أمر بالفداء. الوليد بن مزيد: سمعت الأوزاعي يقول: ويل للمتفقهين لغير العبادة والمستحلين الحرمات بالشبهاب. وقال محمد بن خلف بن المرزبان: نا أبو نشيط محمد بن هارون نا الفريابي قال: اجتمع الثوري والأوزاعي وعباد بن كثير بمكة فقال سفيان 9... (9/493)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 494 الثوري: يا أبا عمر حدثنا حديثك مع عبد الله بن علي، قال: نعم، لما قدم الشام وقتل بني أمية فجلس يوماً على سريره ودعا أصحابه أربعة أصناف: معهم السيوف مسللة صنف، ثم بعث إلي فلما صرت بالباب أنزلوني عن دابتي، وأخذ اثنان بعضدي، ثم أدخلوني بين الصفوف حتى أقاموني مقاماً يسمع كلامي، فسلمت، فقال لي: أنت عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي قلت: نعم أصلح الله أمير المؤمنين، قال: ما تقول في دماء بني أمية فسألني مسألة رجل يريد أن يقتل رجلاً، فقلت: قد كانت بينك وبينهم عهود، فقال: ويحك اجعلني وإياهم لا عهد بيننا، ما تقول في دمائهم فأجهشت نفسي وكرهت القتل، فذكرت مقامي بين يدي الله فلفظتها فقلت: دماؤهم عليك حرام، فغضب وانتفخت عيناه وأوداجه وقال: ويحك ولم ذاك قلت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: ثيب زان، ونفس بنفس، وتارك لدينه قال: ويحك أوليس الأمر لنا ديانة قلت: كيف ذاك قال: أليس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى إلى علي قلت: لو أوصى إليه لما حكم الحكمين، فسكت وقد اجتمع غضباً، فجعلت أتوقع رأسي يقع بين يدي، فقال بيده هكذا: أومأ أن أخرجوه، فخرجت فركبت وسرت غير بعيد فإذا فارس فنزلت وقلت: قد بعث ليأخذ رأسي، أصلي ركعتين، فكبرت فجاء وأنا قائم أصلي فسلم وقال: إن الأمير قد بعث إليك بهذه الدنانير، قال: ففرقتها قبل أن أدخل منزلي. وقال يعقوب بن شيبة: ثنا أبو عبد الملك بن الفارس نا عبد الرحمن بن 9... (9/494)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 495 عبد العزيز نا الفريابي نا الأوزاعي قال: لما فرغ عبد الله بن علي من قتل بني أمية بعث إلي وكان يومئذ قتل نيفاً) وسبعين بالكافر كوبات فقال: ما تقول في دمائهم فحرت، قال: أجب، وما لقيت مثله مفوهاً قط، فقلت: كان لهم عليك عهد قال: فاجعلني وإياهم ولا عهد بيننا، ما تقول في دمائهم قلت: حرام لقوله عليه السلام: لا يحل دم امرئ مسلم الحديث قال: ولم ويلك أليست الخلافة وصية من رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتل عليها علي بصفين، قلت: لو كانت وصية ما رضي بالحكمين، قال: فنكس ثم نكست ثم قلت: البول، فأشار بيده أن أذهب، فجعلت لا أخطو خطوة إلا ظننت أن رأسي تقع عندها. هاشم بن مرثد: سمعت أحمد بن العمر يقول: لما جاءت المحنة التي نزلت بالأوزاعي إذا نزل عبد الله بن علي حماة طلبه قال فنزل علي ثور بن يزيد بحمص فلم يزل يتكلم في القدر من بعد العشاء إلى الفجر وأنا ساكت ثم صليت وأتيت حماة فأدخلت على عبد الله فقال: يا أوزاعي أتعد مقامنا هذا ومسيرنا رباطاً فقلت: جاءت الآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من كانت هجرته إلى الله ورسوله الحديث. وقال عتبة بن حماد القاري: نا الأوزاعي قال: بعث إلي عبد الله بن علي فاشتد علي فأدخلت فقال: ما تقول في مخرجنا هذا وما نحن فيه فقلت: أصلح الله الأمير قد كان بيني وبين داود بن علي مودة، قال: لتخبرني، ففكرت ثم استسلمت للموت فقلت: حدثني يحيى عن محمد بن إبراهيم، وساق حديث الأعمال بالنيات قال: وبيده قضيب ينكت به ثم قال: يا عبد الرحمن ما تقول في قتل أهل هذا البيت فورد علي أمر عظيم فقلت: قد كان بيني وبين داود مودة، فقال: هيه لتحدثني، فقلت: حدثني محمد بن مروان عن مطرف بن الشخير عن عائشة قال رسول الله 9... (9/495)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 496 صلى الله عليه وسلم: لا يحل قتل مسلم إلا في ثلاث فأطرق هوياً ثم قال: أخبرني عن الخلافة وصية لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: لو كان وصية ما ترك علي أحداً يتقدمه، فقال: ما تقول في أموال بني أمية فقلت: إن كانت لهم جلال فهي عليك حرام وإن كانت عليهم حرام فهي عليك أحرم، أي فردها إلى أهلها، ثم امرني فأخرجت. قال عبد الوهاب بن نجدة: نا أبو الأسوار محمد بن عمر التنوخي قال: كتب أبو جعفر إلى الأوزاعي: أما بعد فقد جعل أمير المؤمنين في عنقك ما جعله الله لرعيته إليه بما رأيت في المصلحة. فكتب إليه: عليك يا أمير المؤمنين بتقوى الله وتواضع يرفعك الله يوم يضع المتكبرين، واعلم أن قرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم لن تزيد حق الله عليك إلا) عظماً ولا طاعته إلا وجوباً. وقال يحيى بن أيوب المقابري: ثنا أحمد بن أبي الحواري قال: دخل الأوزاعي على المنصور فلما أراد أن يصرف استعفى من لبس السواد فأجابه، فسئل الأوزاعي فقال: لم يحرم فيه محرم ولا كفن فيه ميت ولم تزين فيه عروس. قال عبد الحميد بن بكار: سمعت ابن أبي العشرين يقول: سمعت أمير الساحل يقول وقد دفنا الأوزاعي: رحمك الله أبا عمرو ولقد كنت أخافك أكثر ممن ولاني. وقال محمد بن عبيد الطنافسي: كنت جالساً عند الثوري فجاءه رجل فقال: رأيت كأن ريحانه من المغرب قلعت. قال: إن صدقت رؤياك فقد مات الأوزاعي، فكتبوا ذلك فوجد موته في ذلك اليوم. 9... (9/496)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 497 قال أحمد بن عيسى المصري: حدثني خيران بن العلاء وكان من خيار أصحاب الأوزاعي قال: دخل الأوزاعي الحمام وكان لصاحب الحمام حاجة فأغلق عليه وذهب ثم جاء فوجده ميتاً مستقبل القبلة. وقال أبو مسهر: بلغنا موت الأوزاعي وأن زوجته أغلقت عليه باب الحمام غير متعمدة فمات، فأمرها سعيد بن عبد العزيز بعتق رقبة، ولم يخلف إلا ستة دنانير فضلت من عطائه، وكان قد اكتتب في ديوان الساحل. أبو فروة يزيد بن محمد الرهاوي: سمعت أبي يقول: قلت لعيسى بن يونس: أيما أفضل الأوزاعي أو الثوري فقال لي: وأين أنت من سفيان، قلت: ذهبت به العراقية، الأوزاعي وفقهه وفضله وعلمه، فغضب وقال: أتراني أؤثر على الحق شيئاً سمعت الأوزاعي يقول: ما أخذنا العطاء حتى شهدنا على علي بالنفاق وتبرأنا منه، وأخذ علينا بذاك العتاق والطلاق وأيمان البيعة، قال: فلما عقلت أمري سألت مكحولاً ويحيى بن أبي كثير وعطاء بن أبي رباح وعبد الله بن عبيد بن عمير، فقالوا: ليس عليك شيء إنما أنت مكره، قال: فلم تطب نفسي حتى فارقت نسائي وأعتقت رقيقي وخرجت من مالي وكفرت أيماني، فأخبرني: أسفيان كان يفعل ذلك سمعها الحاكم من أبي علي الحافظ أنا مكحول ببيروت ثنا أبو فروة. العباس بن الوليد بن مزيد. نا أبو عبد الله بن فلان قال: سمعت الأوزاعي يقول: نترك من قول أهل العراق خمساً ومن قول أهل الحجاز خمساً، فمن قول أهل العراق: شرب المسكر، والأكل عند الفجر في رمضان،) ولا جمعة إلا في سبعة أمصار، وتأخير العصر حتى يصير ظل كل شيء أربعة أمثاله، والفرار يوم الزحف. ومن قول أهل الحجاز: استماع الملاهي، والجمع بين الصلاتين من غير 9... (9/497)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 498 عذر، والمتعة بالنساء، والدرهم بالدرهمين والدينار بدينارين مداينة، وإتيان النساء في أدبارهن. قال العباس بن الوليد: سمعت عقبة بن علقمة قال: كان سبب موت الأوزاعي أنه خضب ودخل حماماً له في منزله، وأدخلت معه امرأته كانوناً فيه فحم ليدفأ وأغلقت عليه، فهاج الفحم وصفرت نفسه، وعالج الباب ليفتحه فامتنع عليه، فألقى نفسه فوجدناه متوسداً ذراعه إلى القبلة. قال العباس بن الوليد: نا سالم بن المنذر قال: لما سمعت الصيحة برفاة الأوزاعي خرجت فأول من رأيت نصرانياً قد ذر على رأسه الرماد، قال: فلم يزل المسلمون يعرفون ذلك له، وخرج في جنازته اليهود ناحية والنصارى ناحية والقبط. اتفقوا على وفاة الأوزاعي سنة سبع وخمسين ومائة، زاد بعضهم في صفر، رضي الله عنه. ولقد كان مذهب الأوزاعي ظاهراً بالأندلس إلى حدود العشرين ومائتين، ثم تناقض واشتهر مذهب مالك بيحيى بن يحيى الليثي. وكان مذهب الأوزاعي أيضاً مشهوراً بدمشق إلى حدود الأربعين وثلاثمائة. وكان القاضي أبو الحسن ابن حذلم له حلقة بجامع دمشق ينتصر فيها لمذهب الأوزاعي. 4 (عبد الرحمن بن يزيد بن تميم السلمي. ن ق. الدمشقي.) 9... (9/498)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 499 عن مكحول وإسماعيل بن عبيد الله وبلال بن سعد والزهري ومطعم بن المقدام وجماعة. وعنه ابناه الحسن وخالد، والوليد بن مسلم وأبو أسامة وأبو المغيرة عبد القدوس وآخرون. ضعفه أبو زرعة. وقال أبو داود والنسائي: متروك الحديث. وقال البخاري: عنده مناكير. وقال أحمد: قلت: أخذ أحاديث شهر حوشب فجعلها حديث الزهري. وقال ابن عدي: يكتب حديثه. وقال دحيم: له حديث معضل وقال أيضاً: منكر الحديث عن الزهري. وقال محمد بن عبد الله بن نمير: أبو أسامة يروي عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر فنرى أنه ليس به. قال الفسوي: صدوق هو عبد الرحمن بن بلال بن تيم. وقال ابن أبي حاتم: سألت محمد بن عبد الرحمن الجعفي عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر فقال: قدم الكوفة عبد الرحمن بن يزيد بن تميم ويزيد بن يزيد بن جابر، ثم قدم عبد الرحمن بن) يزيد بن جابر بعد مدة، فالذي عنه أبو أسامة ليس هو ابن جابر هو ابن تميم. وقال الذهلي: الوليد الموقري وعبد الرحمن بن يزيد بن تميم يجيء عنهما مناكير عن الزهري. 9... (9/499)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 500 وقال أبو بكر بن أبي داود: قدم هذا فقال: أنا عبد الرحمن بن يزيد الدمشقي وحدث عن مكحول وظن أبو أسامة أنه ابن جابر وابن جابر فثقة مأمون والآخر ضعيف. قال: وقدم ثور بن يزيد وابن تميم هذا وبرد بن سنان ومحمد بن راشد وأبو ثوبان العراق، فروا من القتل، كانوا قدرية. وقال البخاري: قال أحمد بن حنبل: أخبرت عن مروان عن الوليد أنه قال: لا ترو عنه فإنه كذاب، يعني ابن تميم. وقال الهيثم بن خارجة: حدث الوليد عن ابن تميم عن مكحول حديث الفاجرة فقال وكيع: شيخ سوء يحدث بمثل هذا قلت: روى له النسائي متابعة. 4 (عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. ع. أبو عتبة الأزدي الداراني الدمشقي الحافظ.) عن الأشعث الصنعاني وأبي كبشة السلولي ومكحول وابن سلام ممطور وابن عامر اليحصبي والزهري وعطية بن قيس، وعدد كثير. وعنه ابنه عبد الله وابن المبارك والوليد بن مسلم وعمر بن عبد الواحد وأيوب بن سويد وحسين الجعفي ومحمد بن شعيب، وخلق. وقد طلبه المنصور فوفد عليه. وثقه ابن معين وأبو حاتم. 9... (9/500)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 501 وقال أبو مسهر: رأيته. وقال الوليد بن مسلم عن ابن جابر قال: كنت أرتدف خلف أبي أيام الوليد فقدم علينا سليمان بن يسار فدعاه أبي إلى الحمام وصنع له طعاماً وكنت آتي المغانم أيام هشام. وروى صدقة بن خالد عن ابن جابر قال: قال خالد بن اللجلاج لمكحول: سل هذا عما كان وما لم يكن، يعني ابن جابر. قال أحمد بن جابر يقول: لا تكتبوا العلم إلا ممن يعرف بطلب الحديث. قال أبو مسهر وجماعة: مات سنة أربع وخمسين ومائة. وقال أبو عبيدة وخليفة: سنة ثلاث وقيل سنة ست. 4 (عبد السلام بن أبي حازم شداد. د. أبو طالوت العبدي القيسي البصري.) عن أنس وغزوان بن جرير وأبي عثمان النهدي. وفي سنن د روايته عن أبي برزة الأسلمي وذلك ممكن لأنه يقول رأيت هودج عائشة يوم الجمل كأنه قنفذ من السهام.) روى عنه وكيع وأبو بدر السكوني والأنصاري ومسلم بن إبراهيم وجماعة. وثقه ابن معين. وقال أحمد بن حنبل: لا أعلمه إلا ثقة. وقال ابن حبان: ولد أبوه شداد يوم قبض النبي صلى الله عليه وسلم. قلت: حديثه أعلى شيء وقع في السنن، وهو في ذكر الحوض. 9... (9/501)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 502 4 (عبد السلام بن حفص. د ت ن.) ويقال ابن مصعب المدني أبو مصعب. وعن الزهري وعبد الله بن دينار وزيد بن أسلم. وعنه ابن وهب وخالد بن مخلد وأبو عامر العقدي. وثقه يحيى بن معين. 4 (عبد الصمد بن حبيب العوذي. د. البصري نزيل بغداد.) روى عن أبيه وسعيد بن طهمان. وعنه هاشم بن القاسم ومسلم بن إبراهيم وجماعة. قال أبو حاتم: لين الحديث. 4 (عبد العزيز بن أبي رواد. واسم أبيه ميمون ويقال أيمن بن بدر مولى المهلب بن أبي صفرة) الأزدي المكي أحد العلماء، وله جماعة أخوة. روى عن عكرمة وسالم والضحاك بن مزاحم ونافع وجماعة. وعنه ابنه عبد المجيد وحسين الجعفي ويحيى القطان وعبد الرزاق وأبو 9... (9/502)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 503 عاصم ومكي بن إبراهيم وعدة. قال ابن المبارك: كان من أعبد الناس. وقال يوسف بن أسباط: مكث أربعين سنة لم يرفع طرفه إلى السماء، فبينما هو يطوف حول الكعبة إذ طعنه المنصور بإصبعه فالتفت فقال: قد علمت أنها طعنة جبار. وقال شقيق البلخي: ذهب بصر عبد العزيز بن أبي رواد عشرين سنة ولم يعلم به أهله ولا ولده. وعن سفيان بن عيينة قال: كان ابن أبي رواد من أحلم الناس فلما لزمه أصحاب الحديث قال: تركني هؤلاء كأني كلب هرار. وقال أبو عبد الرحمن المقري: ما رأيت أحداً قط أصبر على طول القيام من عبد العزيز بن أبي رواد. وقال خلاد بن يحيى: ثنا عبد العزيز بن أبي رواد قال: كان يقال: من رأس التواضع الرضا بالدون من شرف المجالس.) وقال عبد الصمد بن يزيد مردويه: نا ابن عيينة أن عبد العزيز بن أبي رواد قال لأخ له: أقرضنا خمسة آلاف درهم إلى الموسم، فسر التاجر وحملها إليه، فلما جنه الليل قال: ما صنعت بابن أبي رواد شيخ كبير وأنا كبير ما أدري ما يحدث لنا فلا يعرف له ولدي ما أعرف له لئن أصبحت لآتينه فأشاوره وأجعله منها في حل، فلما أصبح أتاه فأخبره فقال: اللهم أعطه أفضل ما نوى، ودعا له، وقال: إن كنت إنما تشاورني فإنما استقرضناه على الله، وكلما اغتممنا به كفر به عنا، فإذا جعلتنا منه في حل كأنه يسقط، وكره التاجر 9... (9/503)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 504 أن يخالفه. قال: فما أتى الموسم حتى مات التاجر فأتى ولده فقالوا: مال أبينا يا أبا عبد الرحمن، فقال لهم: لم يتهيأ ولكن بيننا الموسم الآتي، فقاموا من عنده، فلما كان الموسم الآتي لم يتهيأ المال فقالوا له: اقض أهون عليك من الخنوع وتذهب بأموال الناس، فرفع رأسه فقال: رحم الله أباكم قد كان يخاف هذا وشبهه، ولكن الأجل بيننا وبينكم الموسم الآتي وإلا فأنتم في حل مما قلتم. فبينما هو ذات يوم خلف المقام إذ ورد عليه غلام قد كان هرب إلى الهند بعشرة آلاف درهم فأخبره أنه اتجر وأن معه في التجارات ما لا يحصى. قال سفيان: فسمعته يقول: لك الحمد سألناك خمسة آلاف فبعثت إلينا عشرة آلاف، يا عبد المجيد احمل العشرة آلاف، خمسة لهم وخمسة للإخاء الذي بيننا وبين أبيهم، فقال ابنه وقد جاء: قد دفعتها إليهم، فقال العبد: من يقبض ما معي فقال: يا بني غنما سألناه خمسة آلاف فبعث بعشرة آلاف، أنت حر لوجه الله، وما معك فلك. قال عبد العزيز: سألت عطاء عن قوم يشهدون على الناس بالشرك، فأنكر ذلك. وقال عبد العزيز: اللهم ما لم تبلغه قلوبنا من خشيتك فاغفره لنا يوم نقمتك من أعدائك. وعن عبد العزيز: وسئل ما أفضل العبادة قال: طول الحزن. قال مؤمل بن إسماعيل: مات عبد العزيز فجيء بجنازته فوضعت عند باب الصفا وجاء سفيان الثوري فقال الناس: جاء الثوري جاء الثوري، فجاء حتى خرق الصفوف والناس ينظرون إليه، فجاوز الجنازة ولم يصل عليها، وذلك أنه كان يرى الإرجاء. فقيل لسفيان، فقال: والله إني لأرى الصلاة على من 9... (9/504)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 505 هو دونه عندي ولكن أردت أن أري الناس أنه مات على بدعة. وقال يحيى بن سليم: سمعت عبد العزيز بن أبي رواد يسأل هشام بن حسان في الطواف: ما كان الحسن يقول في الإيمان قال: كان يقول: قول وعمل قال: فما كان ابن سيرين يقول فقال: كان يقول: آمن بالله وملائكته الآية. فقال ابن أبي رواد: كان ابن سيرين وكان ابن) سيرين. فقال هشام: بين أبو عبد الرحمن الإرجاء. وقال ابن عيينة: غبت عن مكة فجئت فتلقاني الثوري فقال لي: يا بن عيينة: عبد العزيز بن أبي رواد يفتي المسلمين، قلت: وفعل قال: نعم. وقال عبد الرزاق: كنت جالساً مع الثوري فمر عبد العزيز بن أبي رواد فقال سفيان: أما إنه كان شاباً أفقه منه شيخاً. وقال أبو عاصم: جاء عكرمة بن عمار إلى ابن أبي رواد فدق بابه وقال: أين الضال. وقال أحمد بن حنبل: كان مرجئاً وكان رجلاً صالحاً وليس هو الثبت مثل غيره. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال ابن حبان: روى عن نافع بن عمر نسخة موضوعة كان الحديث بها توهماً لا تعمداً. قلت: الشان في صحة تلك الأحاديث عن عبد العزيز. مات سنة تسع وخمسين. 9... (9/505)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 506 4 (عبد العزيز بن سياه الحماني الكوفي. سوى. د.) عن الشعبي وحبيب بن أبي ثابت والحكم وجماعة. وعنه عبد الله بن نمير ويحيى بن آدم وعبيد الله بن موسى وابنه يحيى بن عبد العزيز. قال أبو زرعة: كان من كبار الشيعة لا بأس به. 4 (عبد العزيز بن ربيع، أبو العوام الباهلي.) عن عطاء وابن الزبير. وعنه الثوري ووكيع وروح بن عبادة ويحيى بن كثير العنبري. وثقه ابن معين. 4 (عبد القاهر بن تليد. أبو رفاعة العامير الكوفي، ويقال البصري.) سمع الشعبي وغيره. وعنه عبد الرحمن بن مهدي وأبو نعيم وأبو الوليد. وثقه يحيى بن معين. 9... (9/506)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 507 4 (عبد المجيد بن أبي عبس بن جبر الأنصاري الأوسي.) عن أبيه عن جده. وعنه محمد بن طلحة التيمي وعثمان بن إسحاق وزيد بن الحباب. قال أبو حاتم: لين. 4 (عبد المجيد بن أبي يزيد العقيلي. أبو وهب البصري.) عن العداء بن خالد. عن هارون بن موسى النحوي وعثمان بن فارس وعباد بن ليث الكرابيسي. وأظنه تقدم.) 4 (عبد الملك بن حميد بن أبي غنية الكوفي. ع.) عن أبيه والحكم وعاصم بن بهدلة. وعنه السفيانان وأبو نعيم وأبو المغيرة الحمصي وجماعة. وثقه ابن معين. 9... (9/507)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 508 4 (عبد الملك بن شداد الأزدي الحديدي.) عن الحسن وثابت وعبد الله بن سليمان. وعنه وكيع وسعيد بن عامر ومسلم بن إبراهيم. 4 (عبد الملك بن مسلم. ت ن. أبو سلام الحنفي الكوفي.) عن أبيه، وصوابه عن رجل عن أبيه. وعنه وكيع وأبو نعيم وأحمد بن خالد الذهبي. صدوق موثق لكنه شيعي. 4 (عبد الملك بن معن المسعودي. م د ن ق. أبو عبيدة أخو القاسم بن معين.) روى عن الأعمش وأبي إسحاق الشيباني. ومات شاباً. وعنه ابنه محمد وابن المبارك والمحاربي. وثقه يحيى بن معين. 4 (عبد الملك بن أبي جمعة يو. سعيد البصري القطان.) 9... (9/508)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 509 عن الحسن وبكر المزني وعطاء وجماعة. وعنه حماد بن زيد وعبيد بن موسى ومسلم بن إبراهيم. ضعفه ابن معين. وقال أبو حاتم: لا بأس به. 4 (عبد الواحد بن سليم المالكي البصري.) عن عطاء بن أبي رباح ويزيد الفقير. وعنه علي بن الجعد وجماعة. 4 (عبد الواحد بن زيدن أبو عبيدة البصري العابد القدوة شيخ الصوفية بالبصرة.) روى عن الحسن وعطاء بن أبي رباح وعبادة بن نسي وعبد الله بن راشد وجماعة سواهم. وعنه وكيع ومحمد بن السماك وزيد بن الحباب وأبو سليمان الداراني ومسلم بن إبراهيم وجماعة. وهو ضعيف الحديث. قال البخاري: عبد الواحد بن زيد تركوه. وقال النسائي: متروك الحديث. 9... (9/509)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 510 وقال ابن حبان: كان ممن غلب عليه العبادة حتى غفل عن الاتفاق فكثر المناكير في حديثه. قال أحمد بن أبي الحواري: قال لي سليمان: أصاب عبد الواحد الفالج فسأل الله أن يطلقه في وقت الوضوء، فإذا أراد أن يتوضأ انطلق وإذا رجع إلى سريره فلج. وقال ابن أبي الحواري: حدثنا سباع الموصلي ثنا عبد الواحد بن زيد قال: معشر أخواني عليكم) بالخبز والملح فإنه يذيب شحم الكلي ويزيد في اليقين. وقال معاذ بن زياد: سمعت عبد الواحد بن زيد غير مرة يقول: ما يسرني أن لي جميع ما حوت البصرة بفلسين. قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: نا محمد بن يحيى الواسطي نا عمار بن عمار الحلبي حدثني حصين بن القاسم الوزان قال: كنا عند عبد الواحد بن زيد وهو يعظ فنادى رجل: كف فقد كشفت قناع قلبي. فلم يلتفت عبد الواحد ومر في الموعظة، ثم لم يزل الرجل يقول: كف عنا يا أبا عبيدة، حتى والله حشرج الرجل حشرجة الموت ثم خرجت روحه وشهدت جنازته. وقال ابن أبي حاتم ونا محمد نا يحيى بن بسطام حدثني مسمع بن عاصم شهدت عبد الواحد بن زيد يعظ فمات في المجلس أربعة. وعن حصين الوزان قال: لو قسم بث عبد الواحد على أهل البصرة لوسعهم. 9... (9/510)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 511 وكان يقوم إلى محرابه كأنه رجل مخاطب. وعن محمد بن عبد الله الخزاعي قال: صلى عبد الواحد بن زيد الغداة بوضوء العتمة أربعين سنة. وقال ابن الأعرابي في طبقات في طبقات النساك: كان الغالب على عبد الواحد العبادة والكلام في معاني الزهد، فارق عمرو بن عبيد لاعتزاله وصحح الاكتساب، وقد نسب إلى القدر ولكن ما كان الغالب عليه الكلام فيه. وتبعه خلق من النساك فنصب نفسه للكلام في مذاهبهم ونأى عن المعتزلة وعن أصحاب الحديث. قال: وقد كان مالك بن دينار وثابت يقصان أيضاً إلا أنهما كانا من أهل السنة. صحب عبد الواحد خلق كحيان الجريري ورباح القيسي، وأما مقسم وعطاء السلمي فغلب عليهما الخوف حتى خيف على عقليهما واعتزلا الناس فكان عبد الواحد أشد افتنناً وأدخل في معاني الخصوص والمحبة. وكان قد بقي عليه من رؤية الاكتساب شيء كما بقي عليه من أصول القدر، وذلك أن أهل القدر عندهم أنه لا يجوز إلا بالعمل ومذهب السنة هو الاجتهاد في العمل وأنه ليس هو الذي به ينجون دون رحمة الله، قال عليه السلام: لن ينجي أحدكم عمله الحديث. قال: وكان عبد الواحد قد ساح وسافر إلى الشام ورأى ثابتاً فتناقص عنه بعض القدر وزعم أنه لا يقول إن الله يضل العباد تنزيهاً له، وخفى عليه من قول القدرية أنهم يدبرون أنفسهم) ويزكونها بأعمالهم لما كان يشاهد في معاملته لله ضرورة من موازين الأعمال وزيادة النفس والمواهب في القلوب، 9... (9/511)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 512 فعلم أن ذلك من فضل الله لا بما يستحق العبد فقال باللطف وهو قول بين القولين، وأهل البصرة يسمونهم السمية يعني النصفية، يقولون: ذهب عنهم نصف القدر لأنهم يقولون: لا نقول إن العبد يزكي نفسه بعمله وإنما ذلك تلطيف من الله. فباينوا القدرية في هذه. وكان من قول أهل السنة الخصوص إن الله يختص برحمته من يشاء وأن أولياء الله لم يزالوا عند الله في علمه كذلك قبل أن يخلقهم، وكذلك أعداؤه. إلى أن قال ابن الأعرابي: ومن قول أهل السنة أنه تعالى يخص ويعم ويهدي ويضل ويلطف ويخذل وان الناس يعملون فيما قد فرغ منه، فأهل الطاعة لا يقدرون عليها إلا بتوفيقه وأهل المعصية لا يجاوزون علمه ولا قدرته إلا به، وإن خالفت أعمالهم جميعاً ولكنهم قد أمروا بالعمل. قال ابن الأعرابي: وقال عبد الواحد بالمحبة علة مذاهب أهل الخصوص ولو صدق نفسه لاضطره قوله بالمحبة إلى القول بالسنة والكتاب، ولكنه سامح نفسه وتكلم في الشوق والفرق والأنس وجميع فروع المحبة التي قال بها أهل الإثبات، وأن الله يحب من أطاعه، وأن الطاعة والاتباع أوجب المحبة من الله تعالى. ومن قول السنة: إن الله أحب قوماً فوفقهم لطاعته فكانت محبته لهم واختياره لما سبق من علمه لا لكسبهم فكانت محبته لهم قبل عملهم وقبل خلقهم. ولعبد الواحد كلام كثير حسن. وممن صحبه أحمد بن أبي عطاء اللخمي وموسى الأشج ونصر ورباح بن عمرو. قال ابن الأعرابي: وقد ذكر قوم من البصريين أن عبد الواحد رجع عن القدر. 9... (9/512)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 513 قلت: ومن وعظ عبد الواحد: ألا تستحيون من طول ما لا تستحيون. قيل: إن عبد الواحد بن زيد مات سنة سبع وسبعين، وهذا جداً ن ما بقي الرجل إلى هذا الوقت وإنما هو بعد الخمسين ومائة. وإنما بقي إلى بعد السبعين عبد الواحد بن زياد وكذا أخذوا كتبه ابن زيد فجعلوها في قول لابن زياد. 4 (عبد الواحد بن أبي موسى. أبو معن الإسكندراني التاجر.) عن زهرة ابن معبد. وعنه ضمام بن إسماعيل وابن المبارك وجماعة. مات في عام خمسين ومائة.) 4 (عبد الواحد بن موسى. أبو معاوية الأنصاري.) عن سعيد بن المسيب وابن محرر وعطاء بن يزيد. وعنه ضمرة بن ربيعة وزيد بن الحباب وجماعة. 4 (عبد الواحد بن ميمون، أبو حمزة المديني.) عن مولاه عروة بن الزبير وعبد الله بن سعد الأسلمي. وعنه عيسى بن يونس والواقدي وأبو عامر العقدي وآخرون. له حديث في مسند أحمد عن عروة عن عائشة: من آذى لي ولياً فقد حاربني. 9... (9/513)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 514 قال النسائي: ليس بثقة. وقال الدارقطني: ضعيف. وروى عثمان بن سعيد عن ابن معين: ليس به بأس. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال العقدي: نا عبد الواحد عن عروة عن عائشة مرفوعاً: الغسل يوم الجمعة على من شهد الجمعة. 4 (عبد الواحد بن نافع ويقال ابن نفيع، أبو الرماح الكلابي اليمامي.) عن عبد الله بن رافع بن خديج. وعنه حرمي بن عمارة وأبو عاصم ويعقوب الحضرمي وموسى المنقري. شيخ. 4 (عبد الوهاب بن الإمام إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب) الهاشمي ابن أخي المنصور. ولي إمرة دمشق فلم تحمد سيرته وولي الغزو. مات بالشام سنة ثمان وخمسين ومائة. 4 (عبد الوهاب بن مجاهد بن جبر. ق. المخزومي مولاهم المكي.) 9... (9/514)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 515 عن أبيه وعطاء بن أبي رباح. وعنه عبد الوهاب الثقفي وعبد الوهاب الخفاف وبكار بن محمد السيريني وعثمان بن الهيثم المؤذن. قال أبو حاتم: ضعيف الحديث. وقال عبد الرزاق: كان الثوري إذا أراد أن يسمع من ابن مجاهد جاء متقنعاً ثم قام خلفه وأمر من يسأله. وقال ابن مثنى: ما سمعت يحيى ولا عبد الرحمن حدثنا عن عبد الوهاب بن مجاهد بساقط. وقال أحمد: ليس بشيء. 4 (عبيد الله بن أبي حميد أبو الخطاب الهذلي.) عن أبي المليح الهذلي وعطاء. وعنه علي بن يونس ومحمد بن عبد الله الأنصاري ومؤمل بن) إسماعيل. ضعفه أبو حاتم وغيره. وقال أحمد: تركوا حديثه. وقال البخاري: منكر الحديث. 4 (عبيد الله بن رستم. أبو حفص البصري. إمام مسجد شعبة.) 9... (9/515)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 516 روى عن أبي الشعثاء جابر بن زيد وعطاء بن أبي رباح وأنس بن سيرين ومالك بن دينار. وعنه شعبة وسلم بن قتيبة وعبيد بن عقيل ومسلم. 4 (عبيد الله بن أبي زياد الشامي. الرصافي مولى بني أمية، جد حجاج بن أبي منيع الرصافي.) أكثر عن الزهري لما قدم عليهم الرصافة. حمل عنه الكتب ولده أبو منيع يوسف وحفيده حجاج بن أبي حجاج بن أبي منيع. قال حجاج: أنا كنت أحمل إليه الكتب من البيت فيقرأها على الناس. قال: ومات سنة ثمان أو سنة تسع وخمسين ومائة وله نيف وثمانون سنة. وثقه الدراقطني وابن حبان. علق له البخاري في الطلاق في صحيحه. 4 (عبيد الله بن عبد الرحمن. د ن ق. بن عبد الله بن موهب التيمي المديني.) روى عن عمه عبيد الله وعلي بن الحسين والقاسم بن محمد وشهر بن حوشب. وعنه ابن المبارك وأبو علي الحنفي وابن أبي فديك والقعنبي وآخرون. 9... (9/516)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 517 وقال أبو حاتم: صالح الحديث. ولابن معين فيه قولان فضعفه من رواية عباس عنه. وقال ابن سعد: عاش ثمانين سنة ومات سنة أربع وخمسين ومائة. 4 (عبيد الله بن محمد بن صفوان الجمحي.) أحد الفضلاء والأدباء. ولاه المنصور قضاء العراق ثم لما استخلف وولاه ق المهدي صرفه ضاء المدينة. 4 (عبيد الله بن النضر القيسي. د. يكنى أبا النضر.) عن أنس بن مالك. وعنه أبو عاصم وعبد الرحمن بن مهدي وموسى بن إسماعيل. قال أبو حاتم: وغيره لا بأس به. 4 (عبيد بن الطفيل. أبو سيدان الغطفاني العبسي الكوفي.) عن ربعي بن خراش وشداد بن عمارة. وعنه وكيع وعبد الله وقبيصة. قال أبو حاتم: ما علمت به بأساً.) (سقط: من بداية الصفحة (518) حتى منتصف نفس الصفحة) 9... (9/517)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 518 (عبيد بن عبد الرحمن أبو عبيدة) عن الحسن ومحمد. وعنه سفيان الثوري وأبو عاصم. ذكره البخاري. (عثمان بن زائدة. م.) أبو محمد الكوفي أحد الزهاد والعباد. سكن الري مدة وحدث بها عن نافع وعن الزبير بن عدي وعطاء وعبيدة. عن الحسن 4 (عبيد بن عبد الرحمن أبو ن ومحمد. وعنه سفيان الثوري وأبو عاصم. ذكره البخاري.) السائب. وعنه إسحاق بن سليمان وحكام بن سلم وعيسى بن جعفر الرازيون وأبو الوليد الطيالسي وعدة. قال هشام بن عبيد الرازي: كنا لا نقدم عليه أحداً في الورع. وقال أبو حاتم: كان من أفاضل المسلمين. وقال أبو الوليد: ما رأت عيني مثله. وقال آخر: هو صدوق. وقال العقيلي: حديثه عن نافع محفوظ رواه عنه عبد الملك بن مهران ثم قال: وعبد الملك متروك. قلت: فبرئ عثمان من عهدته. وهو: بقية عن عبد الملك بن مهران. 9... (9/518)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 519 4 (عثمان بن سعد أبو بكر البصري. د ت. الكاتب.) عن أنس بن مالك ومجاهد وعكرمة ومحمد بن سيرين. وعنه روح بن عبادة ومحمد بن بكر البرساني ويونس بن محمد المؤدب وأبو عاصم النبيل، وآخرون. قال أبو حاتم: شيخ. وقال ابن معين: ليس بذلك. وقال أبو زرعة: لين. وقال النسائي: ليس بقوي. وقال أحمد بن حنبل: قد حكوا عن يحيى بن القطان فيه شيئاً شديداً. وقال ابن المديني: سمعت يحيى وذكر له عثمان بن سعد الكاتب فجعل يعجب من الرواية عنه. 4 (عثمان بن أبي العاتكة. د ت.) أبو حفص الأزدي الدمشقي الواعظ. عن عمير بن هانئ وسليمان بن حبيب المحاربي وخالد بن اللجلاج وغيرهم وعنه الوليد بن مسلم والوليد بن يزيد ومحمد بن شعيب وصدقة بن خالد وآخرون. 9... (9/519)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 520 قال دحيم: لا بأس به كان معلم أهل دمشق وقاص الجند. وقال أبو حاتم: لا بأس به يلينه من كثرة روايته عن علي بن يزيد الإلهامي. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن معين: ليس بشيء. هشام بن عمار: نا صدقة بن خالد نا عثمان بن أبي العاتكة عن سليمان بن حبيب عن أبي) أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله يجلس يوم القيامة على القنطرة الوسطى بين الجنة والنار، فساق حديثاً طويلاً منكراً. مات عثمان سنة خمس وخمسين ومائة. 4 (عثمان بن عبد الله. م د ن ت. وقيل ابن ميمون البصري الشحام.) عن أبي رجاء العطاردي وعكرمة ومسلم بن أبي بكرة وغيرهم. وعنه وكيع ويحيى القطان ابن مسعدة وأبو عاصم ومحمد بن أبي عدي والأصمعي وجماعة. وثقه أحمد وغيره. وقال القطان: يعرف وينكر. وقال أحمد: ليس به بأس. وقال النسائي: ليس بالقوي. قلت: خرج له مسلم شاهداً في الغيبة لا أصلاً. 9... (9/520)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 521 كنيته أبو مسلم. 4 (عثمان بن عبد الله بن موهب. من طبقة الزهري.) وقد قال ابن سعد: مات في خلافة المهدي سنة ستين. وكأنه وهم. 4 (عثمان بن عبيد. ت. أبو دوس اليحصبي الحمصي.) عن خالد بن معدان وعبد الرحمن بن عائذ الثمالي. وعنه إسماعيل بن عياش وأبو نعيم وأبو المغيرة. قال أبو حاتم: ما أرى بحديثه بأساً. 4 (عثمان بن عطاء. ق. بن أبي مسلم. الخراساني البلخي ثم المقدسي مولى المهلب بن أبي) صفرة الأزدي. وقيل مولى هذيل، يكنى أبا مسعود. روى عن أبيه وزياد بن أبي سودة وإسحاق بن قبيصة بن ذؤيب. وعنه ابن المبارك وضمرة ابن ربيعة وابن وهب وحجاج بن محمد وكثير بن هشام وجماعة. ضعفه ابن معين وغيره. وقال دحيم: لا بأس به، وأي شيء روى من الحديث. يعني أن الغالب على روايته التفسير والمقاطيع. 9... (9/521)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 522 وقال البخاري: ليس بذاك. وقال الدراقطني: ضعيف. قلت: ولد سنة ثمان وثمانين ومات سنة خمس وخمسين ومائة. قاله ضمرة. 4 (عثمان بن غياث البصري. م خ د ن.) عن عبد الله بن شقيق وأب عثمان النهدي وابن بريدة وأبي نضرة وجماعة. وعنه شعبة وأبو أسامة وغندر ومحمد بن أبي عدي والنضر بن شميل والأنصاري. قال أبو حاتم: صدوق، وغزه القطان فقال علي بن المديني: له أقل من عشرة أحاديث. سمعت يحيى بن سعيد يقول: كان عند عثمان بن غياث كتاب عن عكرمة فلم يصححها.) وقال أبو داود: كان من جند البصرة. وقال أحمد: ثقة يرى الإرجاء. وقال النسائي: ثقة. 4 (عثمان بن مرة البصري. م ن.) عن عكرمة والقاسم وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر. 9... (9/522)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 523 وعنه يحيى القطان وأبو عاصم والنضر بن شميل وعثمان بن عمر بن فارس. وقال أبو زرعة: لا بأس به. 4 (عثمان بن مسلم الدمشقي.) عن مكحول وبلال بن سعد. وعنه سعيد بن أبي أيوب والهيثم بن حميد ومحمد بن شعيب. ذكره البخاري. 4 (عثمان بن واقد. د ت. بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر العمري.) عن نافع بن جبير بن أبي سعيد مولى المهدي ونافع مولى ابن عمر عن أبيه وعمه أبي بكر. وعنه وكيع وأبو معاوية وشعيب بن حرب وزيد بن الحباب. وثقه ابن معين وضعفه أبو داود لأنه زاد في حديث من من أتى الجمعة فليغتسل من الرجال والنساء. 4 (عثمان بن أبي رواد. خ. العتكي. مولاهم، البصري أخو عبد العزيز وجبلة.) روى عن الزهري وداود بن أبي هند. 9... (9/523)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 524 وعنه شعبة وهو أكبر منه ومحمد بن بكر البرساني وأبو عبيدة الحداد. وثقه ابن معين. 4 (عثيم بن نسطاس، الكندي. موى هم المدني أخوعبيد.) عن سعيد بن المسيب وعطاء بن يسار وسعيد المقبري. وعنه الثوري والقعنبي. اسمه عثمان. 4 (عدي بن عبد الرحمن بن زيد الطائي. والد الهيثم بن عدي. شامي نزل العراق.) أخذ في الكهولة عن داود بن أبي هند ومحمد بن عمرو وطبقتهما. وعنه محمد بن الوليد الزبيدي وهو أكبر منه وعبد الوارث وعيسى بن يونس ووكيع. وحديثه عزيز الوقوع وما علمت به بأساً. 4 (عزرة بن ثابت بن أبي يزيد الأنصاري. خ م. البصري. أخو محمد وعلي.) 9... (9/524)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 525 عن علباء بن أحمر وعمرو بن دينار وقتادة وثمامة بن عبد الله وأبي الزبير وعدة. وعنه عبد الوارث ووكيع وأبو عاصم وعبد الرحمن بن مهدي وأبو نعيم وخلق. وثقه ابن معين وأبو داود. 4 (عصام بن طليق الطفاوي بصري.) ) عن ثابت وعطية العوقي. وعنه الأسرد بن عامر وبكر بن بكار ويحيى بن أبي بكير وطالوت ابن عباد. روى عباس عن ابن معين: ليس بشيء. سعد بن عبد الحميد بن جعفر: نا عصام بن طليق عن شعيب عن أبي هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم: أكثر الناس ذنوباً أكثرهم كلاماً فيما لا يعنيه. 4 (عصام بن قدامة البجلي. د ت ن. الكوفي.) عن مالك بن نمير الخزاعي وعكرمة. وعنه وكيع والمعافى بن عمران وأبو نعيم ومحمد بن يوسف الفريابي. قال أبو داود: ليس به بأس. 4 (عطية بن بهرام.) 9... (9/525)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 526 عن شيبان اليشكري ومورق العجلي وقتادة. وعنه وكيع وأبو نعيم ومسلم بن إبراهيم وأبو الوليد. قال أبو حاتم: ليس به بأس. 4 (عكرمة بن عمار العجلي اليمامي، أبو عمار، أحد الأعلام.) روى عن أبي زميل سماك الحنفي والهرماس بن زياد وله رؤية والقاسم وسالم وطاوس وضمضم بن جوش وعطاء بن أبي رباح ويحيى بن أبي كثير. وعنه ابن المبارك ووكيع وابن مهدي ويحيى القطان وزيد بن الحباب وأبو الوليد وعبد الله بن رجاء الغداني وعبد الله بن بكار شيخ لقيه أبو يعلى ويزيد بن عبد الله اليمامي شيخ لابن ماجه وآخرون كثيرون. قال أبو حاتم: سمعت يحيى بن معين يقول كان عكرمة بن عمار أمياً وكان حافظاً. قال أبو حاتم: صدوق إنما يهم. وقال يعقوب السدوسي: نا غير واحد سمعوا ابن معين يقول: ثقة ثبت. وقال أحمد بن حنبل: أحاديثه عن يحيى بن أبي كثير مضطربة ضعاف ليست بصحاح ولكنه أتقن حديث إياس بن سلمة. 9... (9/526)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 527 وقال البخاري: يضطرب في يحيى بن أبي كثير ولم يكن عنده كتاب. وقال عاصم بن علي: كان مستجاب الدعوة، مات في رجب سنة تسع وخمسين ومائة ببغداد. وقال صالح جزرة: صدوق في حديثه شيء. وقال الدراقطني: ثقة. 4 (العلاء بن زهير الأزدي. أبو زهير الكوفي.) عن وبرة المسلمي، وأبي عبد الرحمن الأسود بن يزيد. وعنه مخنف ومحمد بن يوسف) الفريابي وغيرهم. روى الكوسج عن ابن معين: يوثق. 4 (العلاء بن صالح التيمي الكوفي.) عن يزيد بن أبي مريم والحكم وسلمة بن كهيل وعدي بن ثابت. وعنه عبيد الله وأبو نعيم وأبو أحمد الزبيري ويحيى بن أبي بكير وآخرون. ويقه أبو داود. 9... (9/527)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 528 4 (علي بن الحزور الكوفي. ق. وهو علي بن أبي فاطمة.) عن الأصبغ بن نباتة ونفيع أبي الأعمى. وعنه سعيد بن محمد الورق ويونس بن بكير وعبد الصمد بن نعمان وإسماعيل بن أبان الغنوي وغيرهم. تركوه. وقال البخاري: فيه نظر. وقال الجوزجاني: ذاهب الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث. 4 (علي بن أبي حملة.) أبو نصر القرشي مولاهم الشامي. قرأ القرآن على عطية بن قيس ورأى واثلة بن الأسقع، وقيل إنه أدرك أيام معاوية. وحدث عن أبيه وأبي إدريس الخولاني وعبد الله بن محيريز ومكحوك وطائفة من التابعين. وكان من علماء دمشق. روى عنه ابن المبارك وبقية وضمرة وغيرهم. 9... (9/528)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 529 وكان ناظراً على درب الضرب بدمشق في أيام عمر بن عبد العزيز، جعله على تصفية الذهب والفضة. روى عن ضمرة بن ربيعة عن علي بن أبي حملة قال: قدم مكحول فلسطين فنزل علي وأنا وال. قال ضمرة: توفي سنة ست وخمسين ومائة. قلت: لعله قارب مائة سنة. 4 (علي بن سويد بن منجوف السدوسي. خ. بصري صدوق.) عن عبد الله بن بريدة وأبي ساسان حصين بن المنذر. وعنه شعبة ويحيى القطان والنضر بن شميل وروح بن عبادة. وثقه أبو داود. 4 (علي بن صالح المكي العابد. ت. أبو الحسن.) عن عمرو بن دينار وعبد الله وعثمان بن خثيم. وعنه سعيد بن سالم القداح ومعتمر بن سليمان الرقي والنعمان بن عبد السلام الأصبهاني. له أحاديث يسيرة. توفي سنة إحدى وخمسين ومائة. 9... (9/529)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 530 4 (علي بن صالح. م. بن صالح بن حي الهمداني الكوفي. أبو الحسن.) وكان هو والحسن توأمان.) روى عن سلمة بن كهيل وعلي بن الأقمر وسماك وجماعة من طبقتهم. وعنه أخوه الحسن ووكيع وعبيد الله بن موسى والخريبي وأبو نعيم وإسماعيل بن عمر البلخي وخالد بن مخلد وآخرون. وثقه أحمد بن حنبل. وكان من علماء الكوفة. قال ابن المديني: له نحو ثمانين حديثاً. وقال وكيع: كان هو وأخوه وأمهما قد جزأوا الليل ثلاثة أجزاء للتهجد، فماتت أمهما فكانا يقتسمان الليل، فمات علي فكان الحسن يقول الليل كله. رواها عبد الله بن هاشم. وقال عبيد الله: سمعت الحسن بن صالح يقول: سمعت الحسن بن صالح يقول: لما احتضر أخي رفع بصره ثم قال: مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، ثم خرجت نفسه، فنظرنا فإذا ثقب في جنبه قد وصل إلى جوفه وما علم به أحد. وقد قرأ علم القرآن على عاصم وحمزة الزيات، وتصدر للإقراء. 9... (9/530)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 531 تلا عليه عبيد الله بن موسى. وله في صحيح مسلم حديث في حسن الخلق. مات سنة أربع وخمسين ومائة. 4 (علي بن عمرو بن زين العابدين علي. د. بن الحسين بن علي بن أبي طالب العلوي.) عن أبيه وابن عمه جعفر بن محمد. وعنه ابن عمه حسين بن يزيد بن عبد الله الهاد مع تقدمه ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك. وهو قليل الرواية. 4 (علي بن المبارك الهنائي البصري. ع.) عن يحيى بن أبي كثير ومحمد بن واسع وعبد العزيز بن صهيب وأيوب. وعنه ابن علية ويحيى القطان ووكيع ومسلم وعثمان بن عمر بن فارس وعدة. وثقه أبو داود وغيره. 4 (علي بن مسعدة الباهلي. ت ق. أبو حبيب البصري.) عن قتادة وعاصم الجحدري وعبد الله الرومي. 9... (9/531)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 532 وعنه ابن المبارك ويحيى القطان وابن مهدي ومحمد بن سنان العوقي. قال أبو حاتم: لا بأس به. وروى آدم بن موسى وأبو بشر الدولابي عن البخاري قال: فيه نظر وقال أبو داود بتضعيفه. وقال ابن حبان: كان ممن يخطئ على قلة روايته، وينفرد بما لا يتابع عليه فاستحق ترك الاحتجاج به. زيد بن الحباب: ثنا علي بن مسعدة عن قتادة عن أنس مرفوعاً: الإسلام علانية والإيمان في القلب التقوى هاهنا. وبه مرفوعاً: كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابين.) 4 (عمار بن زريق الضبي الكوفي. م د ن ق.) عن أبي إسحاق ومنصور والأعمش. وعنه أحوص بن جواب وزيد بن الحباب ويحيى بن آدم وأبو أحمد الزبيري. وكان عالماً كبير القدر. قال أبو أحمد الزبيري لإنسان: لو كنت اختلفت إلى عمار بن زريق لكفاك أهل الدنيا. 9... (9/532)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 533 توفي سنة تسع وخمسين ومائة. 4 (عمار بن عمارة أبو هاشم الزعفراني. د.) بصري معروف بالكنية. روى عن الحسن ومحمد وصالح بن عبيد وكثير بن اليمان. وعنه روح بن عبادة ومسلم بن إبراهيم وأبو الوليد. قال أبو حاتم: صالح. وقال ابن معين: ثقة. أما آدم بن موسى فروى عن البخاري قال: فيه نظر. 4 (عمارة بن مهران المعولي. أبو سعيد البصري أحد العباد.) روى عن الحسن وابن سيرين وأبي نضرة. وعنه عبد الرحمن بن مهدي وعمرو بن عاصم الكلاعي وعمرو بن مرزوق وسليمان بن حرب. وثقه ابن معين. ابن علية: نا عمارة أبو سعيد العابد. وقال أحمد بن حنبل: بلغني أن عمارة عبد الله تعالى حتى صار جلدا على عظم. 9... (9/533)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 534 4 (عمر بن إبراهيم العبدي. ت ن ق. أبو جعفر البصري.) عن قتادة ومطر الوراق. وعنه ابنه الخليل بن عمر وعباد بن العوام وعبد الصمد بن عبد الوارث وشاذ بن فياض. وثقه أحمد. وقال أبو حاتم: لا يحتج به. وقال ابن عدي: يروي عن قتادة ما لا يوافق عليه. وقال عبد الصمد: نا عمر بن إبراهيم وهو ثقة وفوق الثقة. وكذا وثقه ابن معين. وقال ابن حبان: لا يعجبني الاحتجاج به. أما 4 (عمرو بن إبراهيم الأدمي. متروك.)

4 (عمر بن إسحاق بن يسار المخزومي المدني. أخو صاحب السيرة وأسن منه.) يروي عن عطاء بن يسار والقاسم بن محمد وسالم ونافع بن جبير وعمر بن الحكم. وعنه محمد فليح وأبو بكر الحنفي والواقدي، وقال: كان عنده 9... (9/534)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 535 أحاديث وعلم. قلت: ما علمت به) بأساً. مات سنة أربع وخمسين ومائة. 4 (عمر بن بشير أبو هانئ الهمداني الكوفي.) عن الشعبي. وعنه وكيع وأبو نعيم وعبد الله بن رجاء وغيرهم. ضعفه ابن معين. وقال أحمد: صالح الحديث. وقال أبو حاتم: جابر الجعفي أحب إلي منه، يكتب حديثه. 4 (عمر بن حبيب المكي.) عن عطاء بن أبي رباح وعمرو بن دينار وعبد الله بن كثير. وعنه ابن عيينة ووصفه بالحفظ ومسلم الزنجي وسعد بن الصلت وعبد الرزاق. وثقه أحمد. خرج له البخاري في كتاب الأدب. 4 (عمر بن حسين مولى حاطب، أبو قدامة المدني.) 9... (9/535)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 536 عن نافع وعائشة بنت قدامة. وعنه عبد العزيز بن المطلب ومالك بن أبي فديك وغيرهم. 4 (عمر بن حفص المدني.) عن عطاء وعامر بن عبد الله. وعنه ابن جريج وابن أبي فديك ويعقوب الحضرمي وغيرهم. صالح الحديث. 4 (عمر بن خباب البصري.) عن طاوس والحسن وسالم بن عبد الله. وعنه أبو نعيم وأبو داود الطيالسي ومحمد بن روين البصري. قال أبو حاتم: محله الصدق. 4 (عمر بن ذر بن عبد الله بن زرارة. خ د ت ن. ابن معاوية أبو ذر الهمداني المرهبي) الكوفي. عن أبيه وسعيد بن جبير وأبي وائل ومجاهد وعكرمة. 9... (9/536)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 537 وعنه أبان بن تغلب وهو من أقرانه وابن المبارك الأعور وأبو نعيم والفريابي وخلاد بن يحيى، وعدد كبير. وكان إماماً مفوهاً زاهداً. قال أحمد بن عبد الله العجلي: كان ثقة بليغاً يرى الإرجاء، وكان لين القول فيه، ومن مواعظه قال: كل حزن يبلى إلا حزن التائب على ذنوبه. وقال محمد بن السماك: سألت عمر بن ذر أيهما أعجب إليك للخائفين: طول الكمد أو إسبال الدمعة فقال: أما علمت أنه إذا رق فذرف شفى وسلا وإذا كمد غص فشجى، فالكمد أعجب إلي لهم.) وقال سفيان بن عيينة: لما مات ذر ولد عمر بن ذر جلس أبوه على شفير قبره وقال: يا بني شغلني الحزن لك عن الحزن عليك فليت شعري ما قلت وما قيل لك، اللهم إنك أمرته بطاعتك وأمرته ببري فقد وهبت له تقصيره في حقي فهب له تقصيره في حقك. وقيل: إنه قال: اللهم قد تصدقت عليه بأجر مصيبتي فيه، فأبكى من حضر. وقيل: لما حج عمر بن ذر كانوا يقطعون التلبية يستمعون حسن تلبية عمر بن ذر وطيب صوته. توفي سنة ست وخمسين ومائة على الصحيح. 4 (عمر بن راشد بن شجرة اليمامي. ت ق. أبو حفص.) عن يحيى بن أبي كثير وأبي كثير السحيمي صاحب أبي هريرة 9... (9/537)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 538 ونافع وإياس بن سلمة. وعنه ابن المبارك وأبو نعيم والفريابي وعلي بن الجعد وآخرون. ضعفه يحيى بن معين وغيره. وقال النسائي: ليس بثقة. 4 (عمر بن رشيد الثقفي.) عن الشعبي وأنس بن سيرين. وعنه عبد الصمد بن عبد الوارث ومسلم بن إبراهيم. قال أبو حاتم: هو مجهول. 4 (عمر بن رؤبة التغلبي الحمصي.) عن عبد الواحد بن عبد الله البصري وغيره. وعنه إسماعيل بن عبد الله البصري وغيره. قال البخاري: فيه نظر. 4 (عمر بن أبي زائدة الهمداني الكوفي.) كان أسن من أخيه زكريا بن أبي زائدة، واسم أبيهما خالد بن ميمون. روى عمر عن قيس بن أبي حازم والشعبي وعكرمة وأبي بردة وعون بن أبي جحيفة وعبد الله ابن أبي السفر. 9... (9/538)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 539 وعنه عبد الرحمن بن مهدي وإسحاق السلولي ومسلم والأصمعي وعبد الله بن رجاء والحوضي وآخرون. وثقه ابن معين، وهو ممن قارب مائة سنة. قال أحمد: كان يرى القدر. 4 (عمر بن زياد الباهلي.) عن الأسود بن قيس والسدي. وعنه أبو نعيم وأبو غسان مالك بن إسماعيل. قال أبو زرعة: ليس به بأس.) 4 (عمر بن سليم الباهلي. د ق. بصري.) عن الحسن وقتادة وأبي الوليد صاحب لابن عمر. وعنه زيد بن الحباب وعبد الصمد بن عبد الوارث ومسلم بن إبراهيم والهيثم بن جميل. قال أبو حاتم: شيخ. وقال أبو زرعة: صدوق. وقال العقيلي: له حديث منكر. 4 (عمر بن سعيد بن أبي حسين النوفلي المكي. خ م ت ق. ابن عم 9... (9/539)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 540 عبد الله بن عبد الرحمن.) عن طاوس والقاسم وابن أبي ملكية وعمر بن شعيب. وعنه عيسى بن يونس وابن المبارك وأبو عاصم والقطان وروح وأبو أحمد الزبيري وسعيد بن سلام العطار وآخرون. وثقه أحمد وغيره. وقال أبو حاتم: صدوق. 4 (عمر بن سعيد بن مسروق. م د ن. أخو سفيان الثوري.) وعن أبيه وأشعث بن أبي الشعثاء وعمار الدهني. وعنه أخوه مبارك وولده حفص بن عمر وإبراهيم بن طهمان وسفيان بن عيينة وآخرون. وثقه النسائي. وقال عبد الله بن أحمد: ثقة أسن من سفيان، قال: وكان بعض الكوفيين يفضله على سفيان، قال: ومبارك دونهما في الفضل. 4 (عمر بن الصبح. ق. أبو نعيم الخراساني السمرقندي.) عن يزيد الرقاشي ويونس بن عبيد وطبقتهما. وعنه محمد بن حمير وعيسى غنجار ومحمد بن يعلى السلمي وغيرهم. 9... (9/540)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 541 فتشت عليه تواليف في الضعفاء فلم أره. وقال ابن حبان: يروي عن قتادة ومقاتل بن حيان. روى عنه العراقيون، كان ممن يضع الحديث على الثقات لا تحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب لأهل الصناعة فقط. قال إسحاق بن راهويه: أخرجت خراسان ثلاثة لا نظير لهم: جهم بن صفوان وعمر بن الصبح ومقاتل. وقال البخاري في تاريخه: نا يحيى السكري عن علي بن جرير قال: سمعت عمر بن صبح يقول: أنا وضعت خطبة النبي صلى الله عليه وسلم. وقال أبو حاتم وغيره: منكر الحديث. وقال الأزدي كذاب. وقال الدراقطني: متروك. خرج له ابن ماجة في الجهاد حديثاً من روايته عن الأوزاعي. 4 (عمر بن عبد الله بن أبي خثعم. ت ق.) ) روى عن يحيى بن أبي كثير طامات، منها: من صلى بعد المغرب ست ركعات، وحديث: من قرأ الدخان في لية وحديث: إذا بعثتم إلي بريداً فابعثوه حسن الاسم والوجه. روى عنه زيد بن الحباب وعمر بن يونس اليمامي وموسى بن إسماعيل الحبلي. 9... (9/541)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 542 قال البخاري: منكر الحديث ذاهب. وقال أبو زرعة: واه. 4 (عمر بن عامر أبو حفص البصري. م ن. القاضي.) عن أم كلثوم عن عائشة وعن قتادة ومطر الوراق ويحيى بن أبي كثير. وعنه يزيد بن زريع وعباد بن العوام وسالم بن نوح ومحمد بن عبد الواحد بن أبي حزم القطعي. قال أبو زرعة: ثقة، مات وهو ساجد. وقال أحمد: كان شعبة لا يستمرئه، وقد حدثنا عنه معتمر وعباد بن العوام. وروى عنه ابن أبي عروبة. وقال النسائي: ليس بالقوي. 4 (عمر بن عمران البصري الضرير.) عن أبي رجاء العطاردي وأبي نضرة العبدي. وعنه عبد الرحمن بن مهدي وأبو الوليد الطيالسي. قال ابن معين: صالح. 9... (9/542)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 543 4 (عمر بن فروخ العبدي، البصري.) عن عكرمة وحبيب بن الزبير. وعنه ابن المبارك ووكيع ومسلم بن إبراهيم وآخرون. وثقه أبو حاتم. لم يخرجوا له شيئاً. 4 (عمر بن الفضل البصري. ع.) عن نعيم بن يزيد وأبي العلاء بن الشخير ورقبة بن مصقلة. وعنه القطان وأبو نعيم وحرمي بن عمارة وأبو عمرو الحوضي وجماعة. وثقه ابن معين. وقال أبو حاتم: شيخ. 4 (عمر بن محمد بن المنكدر التيمي. م د ن.) عن أبيه وسمي مولى أبي بكر. وعنه وهيب بن الورد ويحيى بن سليم الطائفي وعبد الله بن رجاء المكي وسعد بن الصلت وآخرون. ولا بأس به. 9... (9/543)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 544 4 (عمر بن قيس سندل المكي. ق. القاضي، أخو حميد بن قيس الأعرج.) عن عطاء بن أبي رباح ونافع وسعيد بن مينا وغيرهم. وعنه ابن وهب وإسحاق بن سليمان الرازي وأحمد بن يونس ومعاذ بن فضالة وغيرهم. قال أبو داود السنجي: نا الأصمعي قال قال عمر بن قيس: ما ينصفنا أهل العراق نأتيهم بسعيد) بن المسيب والقاسم وسالم ويأتونا بنظرائهم أبي التياح وأبي الجوزاء وأبي حمزة، ولو أدركنا الشعبي لشعب لنا القدور، ولو أدركنا النخعي لنخع لنا الشاة، ولو أدركنا الجوزاء لأكلنا بالتمر. قلت: آخر من روى عنه عبد الرحمن بن سلام الجمحي. قال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه، وكان يتكلم في مالك ويقول: إن كان مالك من ذي أصبح فأنا من ذي أمسى. وكان بذي اللسان. قال ابن سعد: كان فيه بذاء وتسرع فأمسكوا عن حديثه، وهو الذي عبث بمالك فقال: مرة يخطئ ومرة لا يصيب، قال ذلك عند والي مكة فقال مالك: هكذا الناس، ثم أفاق على نفسه فقال: لا أكلمه أبداً. وقال عبد الله بن احمد: سألت أبي عن عمر بن قيس فقال: لا يسوى 9... (9/544)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 545 حديثه شيئاً، أحاديثه بواطيل. وقال ابن معين: ليس بثقة. 4 (عمر بن مالك الشرعبي. م د ن. مصري.) عن يزيد بن الهاد وعبد الله بن أبي جعفر وصفوان بن سليم. وعنه ابن لهيعة ومغيرة بن الحسن وابن وهب وغيرهم. قال أبو حاتم: لا بأس به ليس بالمعروف. وقال أبو زرعة: صالح. 4 (عمر بن موسى بن وجيه الوجيهي الأنصاري أبو حفص، الشامي الدمشقي.) عن خالد بن معدان ومكحول وعمرو بن شعيب والحكم بن عتيبة وجماعة. وعنه محمد بن إسحاق وبقية وألو نعيم ويحيى بن يعلى الأسلمي وإسماعيل بن عمر البجلي وآخرون. وسكن بالكوفة مدة. قال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن معين وغيره: ليس بثقة. 9... (9/545)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 546 وقال ابن عدي: هو في عداد من يضع متناً وإسناداً. وقال غيره: هو عمر بن موسى بن حفص الشامي. وقال ابن حبان: هو عمر بن موسى الميثمي، حمصي روى عنه بقية. وقال عفير بن معدان: قدم علينا عمر بن موسى الوجيهي فاجتمعا إليه فجعل يقول: ثنا شيخكم الصالح، قلنا: ومن هو قال خالد بن معدان: كتبت عنه سنة ثمان ومائة، ثم قمنا، وقال له عفير: أزيدك أنه ما غزا أرمينية قط، ما كان يغزو إلا الروم. بقية عن عمر بن موسى الوجيهي عن القاسم أبي أمامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الأكل في السوق دناءة.) 4 (عمر بن معروف وحدث عن عكرمة وزبيد اليامي وطلحة بن مصرف. وعنه جرير وحكام) ابن سلم وإسحاق بن سليمان وآخرون. 4 (عمر بن أبي وهب الخزاعي البصري.) عن موسى بن ثروان. وعنه ابن المبارك وأبو عمر الحوضي وجماعة. وثق. 9... (9/546)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 547 4 (عمران بن أنس مكي.) عن عطاء وابن أبي ملكية. وعنه مصعب بن المقدام ومعاوية بن هشام وأبو نميلة. قال البخاري: منكر الحديث. 4 (عمران بن حدير. م د ت ن. أبو عبيدة السدوسي البصري.) عن عبد الله بن شقيق وأبي عثمان النهدي وأبي قلابة وعكرمة. وصلى خلف أنس بن مالك. وعنه شعبة وحماد بن زيد ووكيع وعثمان بن عمر بن فارس وعثمان بن الهيثم وغيرهم. له نحو من عشرة أحاديث. قال يزيد بن هارون: كان من أوثق الناس. وقال ابن المديني: ثقة شيخ بالبصرة. وقيل: مات سنة تسع وأربعين ومائة. فينبغي أن ينقل إلى الطبقة السالفة. 4 (عمران بن دلور القطان العمي. 9... (9/547)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 548 أبو العوام البصري.) عن الحسن ومحمد بن سيرين وأبي جمرة الضبعي وبكر المزني وقتادة. وعنه عبد الرحمن بن مهدي وأبو عاصم وأبو داود وعبد الله بن رجاء وعمرو بن عاصم وآخرون. قال أحمد: أرجو أن يكون صالح الحديص. وقال النسائي: ضعيف. وكذا ضعفه أبو داود. وقال يزيد بن زريع: كان حرورياً يرى السيف على أهل القبلة. وقال أبو داود: أفتى في أيام إبراهيم بن عبد الله بفتوى شديدة فيها سفك دماء. وقال الفلاس: كان عبد الرحمن يحدث عنه، وكان يحيى لا يحدث عنه، وقد ذكره يحيى يوماً فأحسن الثناء عليه وذكر أنه كان بينه وبينه شركة. وقال ابن معين: كان يرى رأي الخوارج ولم يكن داعية. 4 (عمران بن زائدة. د ن ق. بن نشيط.) عن أبيه. وعنه ابن المبارك وأبو نعيم وأبو أحمد الزبيري. وثقه ابن معين. 9... (9/548)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 549 4 (عمران بن مسلم القصير. سوى ق. أبو بكر البصري، أحد العباد.) عن إبراهيم التيمي وأبي رجاء العطاردي وعطاء بن أبي رباح ومحمد بن سيرين. وعنه بشر) ابن المفضل ويحيى القطان وعبد الله بن رجاء الغداني. وثقه أحمد وغيره. وكان يرى القدر. 4 (عمران بن وهب الطائي.) عن أنس بن مالك وأبي رجاء العطاردي وسعد بن عبد الله بن جريج. وعنه محمد بن عبيد الطنافسي وأحمد بن أبي ظبية وإسحاق بن سليمان الرازي. ضعفه أبو حاتم: وقال: حدث محمد بن خالد صاحب الفرائض عنه عن أنس بمعضلات، قال: ولا أحسبه سمع من أنس شيئاً. قلت: له عن أنس حديث الطير. 4 (عمران أبو بشر الحلبي.) عن أبي عثمان النهدي والحسن البصري. وعنه وكيع وأبو أسامة وعبيد الله بن موسى. 9... (9/549)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 550 4 (عمرو بن خالد الكوفي. ق. مولى بني هاشم، يكنى أبا خالد، سكن واسطاً.) وحدث عن زيد بن علي عن أبان بنسخة منكرة كأنها موضوعة. ورى عن حبيب بن أبي ثابت وجماعة. وعنه إسرائيل وجعفر الأحمر ومحمد بن سليمان بن أبي داود ويحيى بن هاشم. وقال ابن راهوية ووكيع: كان يضع الحديث. 4 (عمرو بن سعيد الأوزاعي، أبو بكر الدمشقي.) عن أبي سلام ممطور ومغيث بن سمي ونوف البكالي. وعنه الوليد بن مسلم ومحمد بن شعيب. صويلح إن شاء الله تعالى. 4 (عمرو بن أبي الحجاج ميسرة. د. المنقري. قديم لم يلحقه ولده الحافظ أبو معمر المقعد.) يروي عن الجارود بن أبي سبرة ونافع العمري. وعنه ربعي بن عبد الله وابن علية ويحيى القطان ومحمد بن سواء. 9... (9/550)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 551 وثقه أبو داود. وقال أبو حاتم: صالح الحديث. 4 (عمر بن شمر، الجعفي أبو عبد الله، الكوفي، العابد، الرافضي.) عن جابر الجعفي وعمرو بن قيس وليث بن أبي سليم والأعمش وجعفر بن محمد وطائفة. وعنه عبد العزيز بن أبان وأحمد بن يونس اليربوعي وغيرهما. قال خلاد بن يزيد: قال لي سفيان الثوري: عمرو بن شمر هكذا مكثر عن جابر وما رأيته قط عنده. وقال ابن معين: لا يكتب حديثه. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن حبان: رافضي يشتم الصحابة ويروي الموضوعات عن الثقات، ثم قال: مات سنة سبع وخمسين ومائة.) وقال أسيد بن زيد: سمعت حسيناً الجعفي يقول: كان عمرو بن شمر يؤمهم فمكثت ثلاثين سنة أجهد أن أسبقه إلى المسجد أو أخرج بعده فلم أقدر. و وقال الجوزاني: عمرو بن شمر زائع كذاب. وقال ابن عدي: عامة ما عنده غير محفوظ. وقال النسائي وغيره: متروك الحديث. 9... (9/551)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 552 4 (عمرو بن عثمان بن هانئ المدني. د ق. مولى عثمان بن عفان.) عن القاسم بن محمد وعمرو بن عبد العزيز. وعنه هشام بن سعد وابن أبي فديك والواقدي. وحديثه في مسند أحمد أيضلً، كأنه صدوق. 4 (عمرو بن عثمان بن عبد الله. خ م ن. بن موهب القرشي. أبو سعد التيمي مولاهم الكوفي.) روى عن أبيه وموسى بن طلحة وأبي موسى وعمر بن عبد العزيز. وعنه شعبة لكنه سماه محمداً وسفيان الثوري وإسحاق الأزرق وأبو نعيم ومحمد بن عمر الواقدي وغيرهم. قال أبو حاتم: لا بأس به. وقال أحمد ويحيى: ثقة. 4 (عمرو بن كثير بن أفلح المكي ويقال عمر.) عن عبد الرحمن بن كيسان عن أبيه. وعنه محمد بن بشر العبدي ويونس المؤدب وأبو سلمة المنقري وأبو حذيفة النهدي. قال أبو حاتم: لا بأس به. 9... (9/552)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 553 4 (عمرو بن عثمان بن عبد الرحمن. د. بن سعيد بن يربوع المخزومي. وقيل بل اسمه عمر.) روى عن جده عبد الرحمن وغيره، مقل. روى عنه زيد بن الحباب والواقدي. صويلح. 4 (عميرة بن أبي ناجية. ن. أبو يحيى الرعيني مولاهم المصري.) عن بعض التابعين. كان زاهداً عابداً. وكان أبوه من سبي الروم. قال ابن وهب: رأيت عميرة يصلي بين الخلق فما يكترث لكلامهم ولا يبالي. ربما رأيته يبكي والناس ينظرون إليه وهو مقبل على صلاته كأن أحداً لا يراه من شغله بصلاته. روى عميرة عن أبيه ويزيد بن أبي حبيب وبكر بن سوادة وجماعة قليلة. وعنه الليث وابن لهيعة ويحيى بن أيوب وابن وهب وبكر بن مضر وسعيد بن زكريا الآدم وآخرون. وقال النسائي: ثقة. وقال ابن يونس: كان أبوه رومياً. 9... (9/553)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 554 قال سعيد الآدم: قيل لعميرة: لو استترت من هذا البكاء فقال: من عمل لله فعلى الله جزاؤه. ومر عميرة على قوم يتناظرون وقد علت أصواتهم فقال: هؤلاء قوم قد ملوا العبادة وأقبلوا) على الكلام، اللهم أمتني، فمات في الحج. فرأى ها هنا اثنان في النوم كأنه يقال: مات هذه الليلة نصف الناس، فحفظ تلك الليلة فجاء فيها موت عميرة. قال سليمان بن داود المقري عن ابن وهب: سمع عميرة بن أبي ناجية يقول: ركب معنا بن أبي معين في مركب للغزو فسجد فنام في سجوده فاحتلم وهو ساجد، يا بن أخي لو نام لكان أفضل، فأن لكل عمل جهازاً، فالمرء يؤجر على جهازه للغزو وعلى جهازه للحج، وجهاز الصلاة النوم لها، فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي. قال المقري: سمعت سعيداً الآدم يقول: دعا عميرة يتيماً فأطعمه وسقاه ودهن رأسه وقال: اللهم أشرك والدي معي في هذا. فنام فرآهما ومعهما اليتيم يقولان: يا بني ما أعظم بركة هذا اليتيم علينا. وعن ابن وهب قال: كان عميرة كأنه نائحة من كثرة البكاء. قيل: مات سنة ثلاث وخمسين ومائة. 4 (عنبسة بن الأزهر. أبو يحيى قاضي جرجان.) عن أبي إسحاق وسماك بن حرب. 9... (9/554)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 555 وعنه أحمد بن أبي ظبية قال الدغولي: هو أحد أوعية العلم. حمل إلى المنصور فضربه به خمسين سوطاً فمات بين يديه. وقيل: حدث عنه سفيان بن وكيع، فإن صح ذلك فالحكاية باطلة. 4 (العوام بن حمزة المازني. ت.) عن أبي عثمان النهدي وأبي ضمرة وسليمان بن قتة. وعنه يحيى بن سعيد القطان والنضر بن شميل وغندر. وسئل عنه أبو زرعة فقال: شيخ. وقال أحمد: له أحاديث مناكير. 4 (عوانة بن الحكم. أخباري مشهور عراقي. يروي عن طائفة من التابعين.) وهو كوفي عداده في بني كلب، عالم بالشعر وأيام الناس، وقل أن روى حديثاً مسنداً ولهذا لم يذكر بجرح ولا تعديل والظاهر أنه صدوق. روى عنه زياد البكائي وهشام بن الكلبي وغيرهما. وأكثر عنه علي بن محمد المدائني، وأكبر شيخ لقيه الشعبي. 9... (9/555)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 556 مات سنة ثمان وخمسين ومائة. 4 (عياش بن عقبة. د ن. بن كليب الحضرمي أبو عقبة المصري قرابة ابن لهيعة.) عن جبر بن نعيم ويحيى بن ميمون وعبد الله بن رافع وموسى بن وردان. وعنه بكر بن مضر وابن وهب وزيد بن الحباب وأبو عبد الرحمن المقري.) وولي إمرة الإسكندرية وغزو البحر في أيام مروان. قال النسائي: ليس به بأس. وقال المقري: كان شيخ صدق. وقال أحمد بن يحيى، وزير: مات سنة ستين ومائة. 4 (عياض بن عبد الله القرشي الفهري. م د ن ق.) عن الزهري وأبي الزبير وإبراهيم بن عبيد بن رفاعة. وعنه الليث وابن لهيعة وابن وهب. قال أبو حاتم: ليس بالقوي. وذكره ابن حبان في الثقات. 4 (عيسى بن حفص. خ م د ن ق. بن عاصم بن عاصم بن عمر بن الخطاب 9... (9/556)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 557 العدوي العمري) المدني أبو زياد ولقبه رباح. عن أبيه وسعيد بن المسيب ونافع وعبيد الله بن عبد الله بن عمر. وعنه يحيى القطان ووكيع والقعنبي والواقدي وآخرون. وثقه أحمد وابن معين. مات سنة سبع، وقيل سنة تسع وخمسين ومائة وهو ابن ثمانين سنة. قال الواقدي. 4 (عيسى بن دينار الكوفي المؤذن. د ت.) عن أبيه وأبي جعفر وأبي جعفر الباقر. وعنه يحيى بن زكريا بن أبي زائدة وعثمان بن عمر ابن فارس ومحمد بن سابق. قال أبو حاتم: صدوق. 4 (عيسى بن أبي رزين الثمالي الحمصي.) عن غضيف بن الحارث ولقمان بن عامر وعبد الله بن أبي قيس. وعنه ابن المبارك وبقية ومحمد بن سليمان بومة ويحيى بن سعيد العطار الحمصي. قال أبو زرعة: مجهول. 9... (9/557)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 558 خرج له النسائي في اليوم والليلة. 4 (عيسى بن طهمان بن رامة الجشمي. خ ق. أبو بكر البصري نزيل الكوفة.) عن أنس بن مالك. وعنه ابن المبارك ويحيى بن آدم وأبو نعيم وخلاد بن يحيى ومحمد بن سابق. وثقه أبو داود وغيره. حديثه في ثلاثيات البخاري. 4 (عيسى بن عبد الله الحكم. بن النعمان بن بشير الأنصاري الشاني.) عن عطاء بن أبي رباح ونافع. وعنه بقية والوليد بن مسلم ومحمد بن المبارك الصوري. قال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه. 4 (عيسى بن عبد الرحمن أبو سلمة السلمي، الكوفي.) عن الشعبي وسلمة وسيار أبي الحكم وجماعة. وعنه ابن مهدي وعفان وأحمد بن يونس وأبو) غسان النهدي وعون بن سلام. 9... (9/558)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 559 وثقه ابن معين وأبو حاتم. لم يخرجوا له شيئاً. 4 (عيسى بن عبد الرحمن، أبو عبادة الأنصاري الزرقي المديني.) عن الزهير وزيد بن أسلم. وعنه ابن لهيعة وأبو داود الطيالسي ومحمد بن شعيب ومعن القزاز. تركه النسائي. وقال البخاري: منكر الحديث. تفرد بحديث يسير الربا شرك. 4 (عيسى بن عبيد الكندي. د ت ن. المروزي.) عن عكرمة وعبد الله بن بريدة والربيع بن أنس وغيلان بن عبد الله العامري. وعنه الفضل بن موسى السيناني وعيسى غنجار وأبو نميلة يحيى بن واضح وعبد الله بن عثمان ونعيم بن حماد. قال أبو زرعة: لا بأس به، وهو أكبر شيخ عند نعيم. 4 (عيسى بن علي الهاشمي الأمير، عم المنصور وإليه ينسب نهر عيسى ببغداد.) حدث سفيان النحوي عن عيسى عن أبيه عن ابن عباس مرفوعاً يمن الخليل في شعرها وهذا حديث منكر. وما علمت أحداً احتج بعيسى، بل قال حاتم بن الليث: سئل يحيى بن معين عنه فقال: ليس به بأس كان له مذهب 9... (9/559)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 560 جميل معتزلاً للسلطان. توفي سنة ستين ومائة. 4 (عيسى بن عمر الأسدي، مولاهم الكوفي، أبو عمر المعروف بالهمداني المقرئ العبد الصالح) صاحب الحروف. أخذ القراءة عرضاً عن طلحة بن مصرف وعاصم والأعمش. قال الداني. وقرأ عليه الكسائي وعبيد الله بن موسى وعبد الرحمن بن أبي حماد ومحمد بن عبد الرحمن والحسن بن زياد اللؤلؤي وخارجة بن مصعب وجماعة. قال الداني. وروى عن عطاء بن أبي رباح وطلحة وعمرو بن مرة وحماد بن أبي سليمان. حدث عنه جعفر الأحمر وابن المبارك وأبو نعيم وخلاد بن يحيى الفريابي ووكيع وعدة. وثقه يحيى بن معين والعجلي وكان مقرئ أهل الكوفة في زمانه مع حمزة فعن سفيان الثوري قال: أدركت الكوفة وما بها أقرأ من عيسى الهمداني. قال مطين: مات سنة ست وخمسين ومائة. 9... (9/560)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 561 4 (عيسى بن عمر الثقفي، البصري النحوي العلامة أبو عمر.) روى عن الحسن وعون بن عبد الله بن عتبة وعبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي وعاصم الجحدري وغيرهم. وعنه الأصمعي وعلي بن نضر الجهضمي وشجاع بن أبي نصير البلخي) وهارون بن موسى الأعور والعباس بن بكار الضبي وأحمد بن موسى اللؤلؤي والخليل بن أحمد العروضي وعبيد بن عقيل وغيرهم. وولاؤه لبني مخزوم. وهو أخو أبي خشينة حاجب ابن عمر، نزلوا في ثقيف فنسبوا إليهم. وكان عيسى بن عمر رأساً في العربية صاحب تقعير في كلامه واستعمال لغريب اللغة، وكان صديقاً لأبي عمرو بن العلاء. أخذ القراءة عن عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي ورواية عن عبد الله بن كثير. أخذ عنه النحو الخليل وغيره. وصنف في العربية كتاب الجامع وكتاب الإكمال وأشياء سواهما. 9... (9/561)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 562 قال الأصمعي: قال عيسى بن عمر لأبي عمرو: أنا أفصح من معد بن عدنان، فقال له تعديت، كيف تنشد هذا البيت: (قد كن يخبئن الوجوه تستراً .......... فاليوم حين بأن للنظار.) أو كن بدين للنظار فقال: بأن فقال: أخطأت، يقال: بدا يبدو إذا ظهر، وبدأ يبدأ إذا شرع وإنما قصد أبو عمر تغليطه لأنه تقعر عليه. والصواب بدون بالواو. ويقال إن عيسى بن عمر سقط من حماره فأغمي عليه فاجتمعوا حوله وقالوا هو مصروع، فقال لما استفاق: ما لكم تكأكأتم علي تكأكؤكم على ذي جنة إفرنقعوا عني، أي انكشفوا عني، وتكأ كأ: تجمع. فقال واحد: هذه جنيته تتكلم. وقيل: إن ابن هبيرة ضربه بالسياط وهو يقول: والله إن كانت إلا ثياباً في أسيفاط أخذها عشاروك. وقيل: بل الذي ضربه يوسف بن عمر الثقفي من أجل وديعة كان عنده لخالد بن عبد الله القسري. وقال القاضي ابن خلكان: إن هذا روى عنه القراءة أحمد بن موسى اللؤلؤي وهارون النحوي والخليل بن أحمد والأصمعي وسهل بن يوسف وعبيد بن عقيل. وأخذ عنه النحو سيبويه. 9... (9/562)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 563 ويقال: إنه صنف نيفاً وسبعين تأليفاً ذهبت كلها سوى الجامع والإكمال وفيه يقول الخليل بن أحمد إذ يقول: (ذهب النحو جميعاً كله .......... غير ما أحدث عيسى بن عمر.)

(ذاك إكمال وهذا جامع .......... فهما للناس شمس وقمر.) قال ابن معين: عيسى بن عمر بصري ثقة، وقيل: لحقه ضيق نفس فكان يداوي نفسه بإجاص) يابس وسكر. وقد أرخ القفطي وابن خلكان وفاته في تسع وأربعين ومائة، وأحسبه وهماً، ولعله إلى قريب الستين بقي. 4 (عيسى بن أبي عيسى الخياط. ق. أبو محمد الغفاري المدني. نزل الكوفة.) يروي عن أنس والشعبي وعمرو بن شعيب ونافع وغيرهم. 9... (9/563)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 564 وعنه ابن أبي فديك ووكيع وصفوان بن عيسى وعمر بن شبيب المسلي وعبيد الله بن موسى وجماعة. ضعفه أحمد. وقال الفلاس والدارقطني: متروك الحديث. وقال ابن سعد: كان يقول أنا خياط وحناط كلاً قد عالجت، قال: وقدم الكوفة للتجارة فلقي بها الشعبي. مات سنة إحدى وخمسين ومائة. 4 (عيسى بن موسى الدمشقي. د ق. أخو سليمان بن موسى.) عن ربيعة بن يزيد وإسماعيل بن عبيد الله وعروة بن رويم. وعنه الوليد بن مسلم وعمرو بن أبي سلمة التنيسي ومحمد بن سليمان الحراني بومة وغيرهم. لم أعلم به بأساً. 4 (عيسى بن المسيب البجلي قاضي الكوفة.) عن أبي زرعة البجلي والشعبي وعدي بن ثابت. 9... (9/564)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 565 وعنه وكيع وأبو النضر وأبو نعيم وغيرهم. ضعفه النسائي وقال: صالح الحديث. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. 4 (عيسى بن ميمون بن داية المكي. كان ينزل في بني جرش فنسب إليهم.) روى عن قيس بن سعد وابن أبي نجيح. وعنه سفيان الثوري وابن عيينة وأبو عاصم. وقد قرأ القرآن على ابن كثير. وثقه أبو حاتم. وقال ابن معين: ليس به بأس. وقال أبو داود: ثقة يرى القدر. 4 (عيسى بن يزيد المروزي. ن ق. أبو معاذ الأزرق.) عن أبي إسحاق ومطر الوراق وجماعة. وعنه أبو مسلمة وابن المبارك وعيسى غنجار وحكام بن سلم. وكان قاضي سرخس، له في ن ق حديث واحد عن جرير بن يزيد البجلي. 9... (9/565)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 566 4 (عيينة بن عبد الرحمن بن جوشن، أبو مالك الغطفاني البصري.) عن أبيه ونافع وأبي الزبير ومروان الأصغر. وعنه شعبة ويحيى القطان ويزيد بن هارون وأبو عبد الرحمن المقبري وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق. وقال ابن معين والنسائي: ثقة. وقال أحمد: لا بأس به. أنبأنا عن الصيدلاني أن فاطمة بنت عبد الله أخبرتهم أنا ابن زيد أنا الطبراني نا بشر بن موسى) نا المقبري عن عيينة بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي بكرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قتل معاهداً في غير كنهه حرم عليه الجنة. رواه أبو داود والنسائي من حديث عيينة وهو ثقة. 9... (9/566)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 567 4 (حرف الغين.)

4 (غالب بن سليمان أبو صالح العتكي.) عن الضحاك وكثير بن زياد. وعنه حرمي بن عمارة وسليمان بن حرب ومسلم بن إبراهيم. وهو ثقة عند أبي حاتم. 4 (غالب بن عبيد الله العقيلي الجزري. من أهل قرقيسيا.) عن مجاهد وعطاء بن أبي رباح والحسن ونافع. وعنه عمر بن أيوب الموصلي ويعلى بن عبيد وغانم بن مالك ورشدين وغيرهم. وسمع منه وكيع وتركه. وقال ابن معين: ليس بثقة. ومن مناكيره عن نافع عن ابن عمر كان 9... (9/567)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 568 رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يأكل دجاجة ربطها أياماً وكان يصلي ولا يعيد وضوءاً. وعن عطاء عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى معاوية سهماً وقال: حتى توافيني به في الجنة. 4 (غالب بن نجيح، أبو بشر الكوفي.) عن حماد بن أبي سليمان وعمرو بن هبيرة وقيس بن مسلم وجماعة. وعنه عبد الله بن موسى وأبو أحمد الزبيري. 9... (9/568)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 569 4 (حرف الفاء.)

4 (فائدة بن عبد الرحمن أبو الورقاء الكوفي. ت ق. العطار.) عن عبد الله بن أبي أوفى وبلال بن أبي الدرداء. وعنه حماد بن سلمة وعيسى بن يونس وعبد الله بن بكر ومسلم بن إبراهيم ومكي بن إبراهيم ويزيد والفريابي وآخرون. قال أحمد: متروك الحديث. وقال أبو زرعة: لا تشتغل به. وقال ابن معين: ليس بثقة. واتهمه أبو حاتم. وقال أبو داود: ليس به بأس. 4 (فائد مولى عبادل المدني. د ن ق.) 9... (9/569)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 570 عن مولاه عبيد الله بن علي بن أبي رافع وسكينة بنت الحسين. وعنه زيد بن الحباب ومعن بن) عيسى والقعنبي والواقدي وعدة. وثقه ابن معين. 4 (فرقد بن الحجاج القرشي البصري.) سمع عقبة بن أبي الحسناء اليمامي صاحب أبي هريرة. وعنه أبو علي الحنفي وعبد الصمد التنوري ومسلم بن إبراهيم. ما أعام به بأساً. 4 (الفضل بن ميمون، أبو أسامة صاحب الطعام.) عن معاوية بن قرة ومنصور بن زاذان. وعنه أبو عامر العقدي ومسلم بن إبراهيم وعارم وآخرون. قال أبو حاتم: منكر الحديث. 4 (فطر بن خليفة. خ. أبو بكر الكوفي الحناط، مولى عمرو بن حريث المخزومي.) 9... (9/570)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 571 عن أبيه وعامر بن واثلة الكناني وأبي وائل وطاوس ومجاهد وأبي الضحى وغيرهم. وعنه السفيانان وأبو أسامة وعبد الله بن موسى ويحيى بن آدم وبكر بن بكار وقبيصة والفريابي وآخرون. وثقه أحمد. وقال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال أحمد العجلي: ثقة حسن الحديث فيه تشيع قليل. وقال الدراقطني: لا يتابع به. وقال ابن سعد: ثقة إن شاء الله، منهم من يستضعفه، وكان لا يترك أحداً يكتب عنده له سن ولقاء. وعن أبي بكر بن عياش قال: ما تركت الرواية عن فطر إلا لسوء مذهبه. وقال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: كان فطر عند يحيى ثقة ولكنه خشبي مفرط، وسألت أبي مرة عنه فقال: ثقة صالح الحديث حديثه حديث رجل كيس إلا أنه يتشيع. وقال أحمد بن يونس: تركته عمداً، وكان يتشيع. وقال العقيلي: نا محمد بن إسماعيل أنا الحسن بن علي قال: حدثت عن جرير قال: كان الأعمش ومنصور ومغيرة يشربون فإذا أخذوا في رؤوسهم سخروا بفطر بن خليفة. 9... (9/571)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 572 يحيى بن سعيد القطان نا فطر عن عطاء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أصيب بمصيبة فليذكر مصيبته بي فإنها أعظم المصائب. قال: مات فطر سنة ثلاث وخمسين ومائة. وقيل سنة خمس وخمسين. 9... (9/572)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 573 4 (حرف القاف.)

4 (القاسم بن حبيب الكوفي، التمار.) عن عكرمة ومحمد بن كعب القرظي وبندار بن حبان وسلمة بن كهيل. وعنه محمد بن فضيل) ووكيع والمعافى بن عمران ويحيى بن يعلى. قال ابن معين: ليس بشيء. ووثقه ابن حبان. 4 (القاسم بن عبد الرحمن الأنصاري المسعودي.) سمع أبا جعفر الباقر. وعنه عيسى بن يونس والقاسم بن مالك والأنصاري. ضعفه أبو حاتم. 4 (القاسم بن عبد الواحد بن أيمن المكي، مولى بني مخزوم.) 9... (9/573)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 574 عن عبد الله بن محمد بن عقيل وأبي حازم الأعرج وعمر بن عبد الله بن عروة. ومات شاباً. روى عنه همام بن يحيى وهو أكبر منه ومحمد بن محمد بن نافع وعبد الوارث بن سعيد وداود بن عبد الرحمن العطار. ذكره ابن حبان في الثقات. وقد روى الحروف عن عبد الله بن كثير. سمع منه الحروف أبو يعقوب الأفطس شيخ أحمد بن جبير الأنطاكي. 4 (القاسم بن مبرور الأيلي الفقيه.) عن عمه طلحة بن عبد الله وهشام بن عروة ويونس بن يزيد. وعنه عمر بن مروان وخالد بن نزار الأيليان. قال خالد: قال لي مالك: ما فعل القاسم قلت: توفي، قال: كنت أحسب أن يكون خلفاً من الأوزاعي. قال أبو سعيد بن يونس: مات بمكة سنة ثمان أو تسع وخمسين مائة، صلى عليه الثوري. 4 (القاسم بن هزان الخولاني، الداراني.) عن الزهري وإسحاق بن أبي فروة وعمر بن مهاجر. 9... (9/574)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 575 وعنه الوليد بن مسلم وغندر والحسن بن يحيى الخشني وحصين الفزاري. قال أبو حاتم: محله الصدق. 4 (قباث بن رزين. ن. بن حميد أبو هاشم المصري.) عن عكرمة وعلي بن رباح. وعنه ابن المبارك وابن وهب وأبو عبد الرحمن المقري وعبد الله بن صالح. قال أبو حاتم: لا بأس به، موته في سنة ست وخمسين ومائة، وكان إمام جامع مصر. وفي الصحابة قباث بن أشيم. 4 (قدامة بن موسى بن عمر. م د ت ق. بن قدامة بن مظعون القرشي الجمحي المكي.) عن أنس بن مالك وأبي صالح السمان وسالم بن عبد الله. وعنه ابنه إبراهيم وعبد العزيز الماجشون ووكيع والواقدي وأبو عاصم وجماعة. وثقه ابن معين. مات سنة ثلاث وخمسين) ومائة. ورد أنه يروي عن ابن عمر. 9... (9/575)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 576 4 (قرة بن خالد السدوسي البصري.) عن يزيد بن عبد الله بن الشخير وأبي رجاء العطاردي والحسن وابن سيرين ومعاوية بن قرة وجماعة. وعنه حرمي بن عمارة وزيد بن الحباب وأبو عامر العقدي وبكر بن بكار ومسلم بن إبراهيم وعدد كبير. وكان من جلة العلماء. قال يحيى بن القطان: كان من أثبت شيوخنا. مات قرة سنة أربع وخمسين ومائة. وقال أبو حاتم: قرة عندي ثبت. 4 (قعنب أبو السماك العدوي، البصري المقرئ.) له قراءة شاذة في الكامل لأبي القاسم الهذلي وفي غيره. رواها عنه أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري. وهو قعنب بن هلال بن أبي مغيث بن هلال بن أبي قعنب. قال الهذلي: إمام في العربية. وقال: قال أبو زيد: طفت العرب كلها فلم أر فيها أعلم من أبي السماك. 9... (9/576)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 577 وقال أبو حاتم السجستاني: كان أبو السماك يقطع ليلة قياماً حتى أخذت عنه هذه القراءة ولم يقرئ الناس بل أخذت عنه الصلاة. وكان صواماً قواماً، وقال محمد بن يحيى القطعي: كان أبو السماك في زمانه يقدم على الخليل بن أحمد. وقال أبو زيد: أعطى مروان بن محمد أبا السماك ألف دينار فوالله ما ترك منها حبة إلا تصدق بها. 4 (قيس بن سليم التميمي العنبري. م ن. الكوفي العابد.) عن علقمة بن وائل والضحاك بن مزاحم ويزيد الفقير. وعنه أبو نعيم وأبو أحمد الزبيري وقبيصة. وثقه أبو زرعة وأبو حاتم. له في الكتب ثلاثة أحاديث. 9... (9/577)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 578 4 (حرف الكاف.)

4 (كامل بن العلاء. د ت ق. أبو العلاء السعدي الكوفي.) عن أبي صالح السمان والحكم بن عتيبة والحسن بن عمر والفقيمي. وحبيب بن أبي ثابت. وعنه زيد بن الحباب وإسحاق السلولي وأحمد بن يونس ومحمد بن يوسف الفريابي وأبو غسان مالك بن إسماعيل. وثقه ابن معين. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وفي حديثه ما ينكر.) 4 (كثير بن زيد الأسلمي المدني. د ت ق. أبو محمد.) عن سالم بن عبد الله وعمر بن عبد العزيز وسعيد المقبري ونافع وعبد الرحمن ابن كعب بن مالك. 9... (9/578)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 579 وعنه مالك وعبد العزيز الدراوردي وابن أبي فديك وزيد بن الحباب وأبو أحمد الزبيري والواقدي وآخرون. قال أحمد: ما أرى به بأساً. وقال أبو زرعة: ليس بالقوي. وقال النسائي: ضعيف. 4 (كثير بن عبد الرحمن المؤذن.) عن عطاء. وعنه عبيد الله بن موسى والخريبي وأبو نعيم. 4 (كثير بن فرقد.) عن أبي بكر بن حزم ونافع وعبيد بن السباق. وعنه عمرو بن الحارث ومالك والليث. وثقه ابن معين وغيره. ينبغي أن يحول فإنه قديم. 4 (كثير بن أبي كثير، أبو النضر.) عن ربعي بن خراش وأبي بردة وعبد الله بن فروخ. 9... (9/579)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 580 وعنه عيسى بن يونس وأبو عاصم وإسحاق بن سليمان وآخرون. قال أبو حاتم: مستقيم الحديث. وقال ابن معين: ضعيف. 4 (كعب بن فروخ، أبو عبد الله بصري.) عن عكرمة والحسن البصري وقتادة وجماعة. وعنه عبيد الله الحنفي ومسلم بن إبراهيم. صدوق. 9... (9/580)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 581 4 (حرف اللام.)

4 (لوط بن يحيى، أبو مخنف الكوفي الرافضي الإخباري صاحب هاتيك التصانيف.) يروي عن الصقعب بن زهير ومجالد بن سعيد وجابر بن يزيد الجعفي وطوائف من المجهولين. وعنه علي بن محمد المدائني وعبد الرحمن بن مغراء وغير واحد. قال ابن معين: ليس بثقة. وقال أبو حاتم: متروك الحديث. وقال الدراقطني: أخباري ضعيف. فلت: توفي سنة سبع وخمسين ومائة. 9... (9/581)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 582 4 (حرف الميم.)

4 (مالك بن الخير الزبادي. مصري.) ) يروي عن أبي قبيل والحارث بن يزيد ومالك بن سعد. وعنه رشدين بن سعد وابن وهب وزيد ابن الحباب. 4 (مالك بن مغول. ع. بن عاصم بن مالك بن عزية أبو عبد الله البجلي الكوفي.) سمع الشعبي وابن بريدة ونافعاً وطلحة بن مصرف وعون بن أبي جحيفة والوليد بن العيزار وعدة. 9... (9/582)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 583 وعنه: أبو نعيم والفريابي وخلاد بن يحيى وخلق، كعبد الله بن مهدي ومسلم بن إبراهيم وعبد الله بن نمير ومحمد بن سابق ويحيى بن آدم وأبو أحمد الزبيري. وحدث عنه من شيوخه أبو إسحاق. قال أحمد: ثقة ثبت. وقال العجلي: صالح مبرز في الفصل. وقال ابن عيينة: قال رجل لمالك بن مغول: اتق الله، فوضع خذه بالأرض. وقال ابن إدريس: ما رأيت مالك بن مغول يسب دابة قط إلا أنه ذكرت عنده الرافضة فبزق في الأرض. وقال القوم: أحسنوا في الأرض البلاء وأحسن الله عليهم الثناء. قال ابن عيينة: قال مالك بن مغول: لئن شئتم لأحلفن لكم أن مكانهما في الآخرة مثل مكانهما في الدنيا، يعني أبا بكر وعمر. وعن شريك قال: رأيت سفيان يشرب النبيذ في بيت خير أهل الكوفة مالك بن مغول. قال محمد بن سعد: مات في آخر سنة ثمان وخمسين ومائة. وقال أبو نعيم وأبو بكر بن أبي شيبة: مات في أول سنة تسع. 9... (9/583)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 584 4 (مبارك بن حسان السلمي البصري، ثم الكوفي.) عن الحسن وعطاء بن أبي رباح ونافع. وعنه وكيع وعبد الله بن موسى وموسى بن إسماعيل وجماعة. قال النسائي: ليس بالقوي. وقال أحمد بن زهير عن ابن معين: ثقة. وقال أبو داود: منكر الحديث. 4 (مبارك بن مجاهد، أبو الأزهر المروزي.) عن العلاء بن عبد الرحمن وأيوب بن أبي العوجاء. وعنه عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي وعبد العزيز بن أبي رزمة. قال أبو حاتم: ما أرى بحديثه بأساً. وقال قتيبة: قدري ضعيف جداً. قيل: مات سنة ستين ومائة. 4 (المثنى بن دينار، أبو محمد القطان.) ) رأى أنس بن مالك وأبا مجلز وروى عن جماعة. وعنه يحيى القطان وروح بن عبادة وعثمان ابن عمر بن فارس. 9... (9/584)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 585 وهو مقل حسن الحال. 4 (المثنى بن سعد. د ت ن. ويقال ابن سعيد الطائي، أبو غفار البصري.) عن أبي الشعثاء جابر بن زيد وأبي عثمان النهدي وأبي قلابة. وعنه عيسى بن يونس ويحيى القطان وأبو أسامة الفريابي. قال أبو حاتم: صالح الحديث. 4 (المثنى بن سعيد الضبعي. ع. أبو سعيد البصري القسام الذراع.) عن أبي مجلز لاحق وأبي المتوكل الناجي وقتادة وأبي حمزة. ورأى أنساً. وعنه ابن علية وعبد الرحمن بن مهدي وعبد الصمد ومسلم بن إبراهيم وعدة. وثقه أحمد. وقال أبو حاتم: هو أوثق من أبي غفار، يعني الذي قبله. 4 (مجاعة بن الزبير البصري.) عن الحسن وأبي الزبير وابن سيرين وقتادة وجماعة. 9... (9/585)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 586 وعنه شعبة والنضر بن شميل وعبد الصمد بن عبد الوارث وعبد الله بن رشيد. قال أحمد: لم يكن به بأس في نفسه. وقال حاتم بن مطهر السدوسي: ثنا عبيدة مجاعة بن الزبير الأزدي. وذكره شعبة مرة فقال: الصوام القوام. وقال ابن عدي: هو ممن يحتمل ويكتب حديثه. وقال الدراقطني: ضعيف. 4 (مجاهد بن فرقد، أبو الأسود شامي.) عن أبي منيب الجرشي وواثلة بن الخطاب. وعنه إسماعيل بن عياش ومحمد بن إسحاق الرملي والفريابي وغيرهم. في عداد الشيوخ. وله حديث منكر. 4 (مجمع بن يعقوب. د ن. بن مجمع بن يزيد بن جارية الأنصاري المدني القباني.) عن أبيه وربيعة الرائي وغيرهما. قال ابن سعد: توفي سنة ستين ومائة. 9... (9/586)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 587 وهذا وهم. قال قتيبة: لقيه وروى عنه. 4 (محرز بن عبد الله أبو رجاءالجزري. ق.) مولى هشام بن عبد الملك. عن مكحول وعروة بن رويم وبرد بن عبيد سنان وعنه أبو معاوية ومحمد بن بشر ويعلي بن والفريابي. نزل الكوفة. قال أبو داود: ليس به بأس.) 4 (محل بن محرز الضبي، الكوفي.) عن أبي وائل وإبراهيم النخعي والشعبي. وعنه يحيى القطان وعبيد الله بن موسى وأبو نعيم وخلاد بن يحيى وجماعة. وثقه أحمد وغيره. وقال أبو حاتم: كان آخر من بقي من أصحاب إبراهيم. ما بحديثه بأس ولا يحتج به. وقال النسائي ليس به بأس. 9... (9/587)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 588 وقال القطان: وسط ولم يكن بذاك. قلت: لم يخرجوا له شيئاً. وتوفي سنة ثلاث وخمسين ومائة. 4 (محمد بن إسحاق. م. تبعاً ابن يسار المطلبي المخرمي مولاهم المدني أبو بكر. ويقال: أبو) عبد الله الأحول أحد الأعلام وصاحب المغازي. كان يسار من سبي عين التمر، مولى لقيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف بن قصي. وقال الهيثم بن عدي والمدائني: محمد بن إسحاق بن يسار بن خيار وكان خيار مولى لقيس بن مخرمة. قلت: رأى أنس بن مالك وسعيد بن المسيب. ومولده سنة نيف وثمانين. وحدث عن أبيه وعن موسى بن يسار وعطاء والأعرج وسعيد بن أبي هند والقاسم بن محمد وفاطمة بنت المنذر والمقبري ومحمد بن إبراهيم التيمي وعاصم بن عمر بن قتادة وابن شهاب وعبيد الله بن عبد الله بن عمر ومكحول ويزيد بن أبي حبيب وسليمان بن سحيم وعمرو بن شعيب ونافع وأبي جعفر الباقر وخلق سواهم. وعنه جرير بن حازم والحمادان وإبراهيم بن سعد وزياد بن عبد الله 9... (9/588)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 589 وعبد الأعلى بن عبد الأعلى وعبدة بن سليمان وسلمة بن الفضل ومحمد بن سلمة الحراني ويونس بن بكير ويعلى ابن عبيد وأحمد بن خالد الذهبي ويزيد بن هارون، وعدد كثير. وكان بحراً في العلم حبراً في معرفة أيام النبي صلى الله عليه وسلم. روى عن سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق قال: رأيت أنساً عليه عمامة سوداء والصبيان يشيرون ويقولون: هذا رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يموت حتى يلقى الدجال. وقال عباس الدوري: قد سمع ابن إسحاق من أبان بن عثمان ومن أبي سلمة بن عبد الرحمن. قاله لنا ابن معين. وقال يحيى بن كثير وغيره عن شعبة قال: ابن إسحاق أمير المؤمنين في الحديث. وقال الخطيب: حدث عنه يحيى بن سعيد الأنصاري وابن جريج والثوري وشعبة. وقال الزهري: لا يزال بالمدينة علم جم ما كان فيهم محمد بن إسحاق وكذا قال عاصم بن عمر) بن قتادة، وهما شيخاه. وقال البخاري: نا علي بن عبد الله سمع سفيان يقول: ما رأيت أحداً يتهم ابن إسحاق. قال البخاري: ينبغي أن يكون له ألف حديث ينفرد بها. قال يونس بن بكير: سمعت شعبة يقول: ابن إسحاق أمير المؤمنين في الحديث، فقيل له: ولم فقال: لحفظه. 9... (9/589)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 590 وقال يعقوب بن شيبة: سألت علي بن المديني عن إسحاق فقال: حديثه عندي صحيح. قلت: فكلام مالك، قال: مالك لم يجالسه ولم يعرفه، وأي شيء حدث بالمدينة. قلت: فهشام بن عروة قد تكلم فيه، قال: الذي قال هشام ليس بحجة لعله دخل على امرأته وهو غلام وأن حديثه ليس فيه الصدق، يروي مرة: حدثني أبو الزناد، ومرة ذكر أبو الزناد. ويقول: حدثني الحسن بن دينار عن أيوب عن عمرو بن شعيب. ولم أر له إلا حديثين منكرين أحدهما عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً إذا نعس أحدكم يوم الجمعة، والآخر عن الزهري عن عروة زيد بن خالد من مس فرجه فليتوضأ. وقال أحمد العجلي: ابن إسحاق ثقة. وقال عباس عن ابن معين: ثقة لكن ليس بحجة. وقال أحمد بن زهير عن ابن معين: ليس به بأس. ومرة قال: ليس بذاك ضعيف. وقال يعقوب بن شيبة عن ابن معين: هو صدوق. وقال عبد الرحمن بن مهدي: وقال هارون بن معروف: سمعت أبا معاوية يقول: كان ابن إسحاق من أحفظ الناس، فكان الرجل إذا كان عنده خمسة أحاديث أو أكثر جاء فاستودعها ابن إسحاق وقال احفظها علي، فإن نسيتها كنت قد حفظتها علي. وقال عبد الرحمن بن مهدي: تكلم أربعة في ابن إسحاق، فأما سفيان وشعبة فكانا يقولان: أمير المؤمنين في الحديث. وقال أحمد بن حنبل: حسن الحديث. 9... (9/590)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 591 وقال الحسن بن علي الحلواني: سمعت يزيد بن هارون يقول: لو كان لي سلطان لأمرت ابن إسحاق على المحدثين. وقال أبو أمية الطرسوسي: ثنا علي بن الحسن النسائي ثنا فياض بن محمد الرقي سمعت ابن أبي ذئب يقول: كنا عند الزهري فنظر إلى ابن إسحاق يقبل فقال: لا يزال بالحجاز علم كثير ما دام هذا الأحول بين أظهرهم. وقال ابن علية: سمعت شعبة يقول: هو صدوق. وقال ابن المديني: قلت لسفيان: أكان ابن إسحاق جالس فاطمة بنت المنذر فقال: أخبرني أنها) حدثته فإنه دخل عليها. قلت: الذي استقر عليه الأمر أن ابن إسحاق صالح الحديث وأنه في المغازي أقوى منه في الأحكام. وقد قال يحيى بن سعيد: سمعت هشام بن عروة يكذبه. وقال أبو الوليد: نا وهيب بن خالد سألت مالكاً عن ابن إسحاق فقال واتهمه. وقال أحمد بن زهير: سمعت ابن مهدي يقول: كان يحيى بن سعيد الأنصاري ومالك يجرحان محمد بن إسحاق. وقال العقيلي: حدثني الفضيل بن جعفر نا عبد الملك بن محمد نا سليمان بن داود قال لي يحيى ابن سعيد القطان: أشهد أن محمد بن إسحاق كذاب. قلت: وما يدريك قال: قال لي وهيب. فقلت لوهيب: ما يدريك قال: قال لي مالك، فقلت لمالك: وما يدريك قال: قال لي هشام بن عروة، قلت له: وما يدريك قال: حدث عن امرأتي وأدخلت علي وهي 9... (9/591)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 592 بنت تسع سنين وما رآها رجل حتى لقيت الله. قلت: هذه حكاية باطلة، وسليمان الشاذ كوني ليس بثقة، وما أدخلت فاطمة على هشام إلا وهي بنت نيف وعشرين سنة فإنها أكبر منه بنحو كم تسع سنين، وقد سمعت من أسماء بنت الصديق، وهشام لم يسمع من أسماء مع أنها حدثتها. وأيضاً فلما سمع ابن إسحاق منها كانت قد عجزت وكبرت وهو غلام أو هو رجل من خلف الستر. فإنكار هشام بارد. قال ابن المديني: سمعت يحيى يقول: قلت لهشام: ابن إسحاق يحدث عن فاطمة بنت المنذر، فقال: أهو كان يصل إليها. وقال يحيى بن آدم: نا ابن إدريس قال: كنت عند مالك فقال له رجل: إن محمد بن إسحاق يقول: اعرضوا علي علم مالك فإني بيطاره، فقال مالك: انظروا إلى دجال من الدجاجلة يقول: اعرضوا علي علم مالك. قال ابن إدريس: ما رأيت أحداً جمع الدجال قبله. وقال عبد العزيز الدراوردي وابن أبي حازم: كنا في مجلس ابن إسحاق فنعس ثم رفع رأسه فقال: رأيت كأن حماراً أخرج من دار مروان في عنقه حبل، فما لبثا أن دخل أعوان السلطان فوضعوا في عنق ابن إسحاق حبلاً وذهبوا به فجلد. زاد سعيد الزبير راويها عن الدراوردي قال: من أجل القدر. فقال هارون بن معروف كان ابن إسحاق قدرياً. وقال الجوزجاني: ابن إسحاق يشبهون حديثه وهو يرمى بغير نوع من البدع.) 9... (9/592)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 593 وأما محمد بن عبد الله بن نمير فقال: رمي بالقدر وكان أبعد الناس منه. وقال مكي بن إبراهيم: جلست إلى ابن إسحاق وكان يخضب بالسواد فذكر أحاديث في الصفة فنفرت منها فلم أعد إليه. وقال ابن معين: كان يحيى القطان لا يرضى ابن إسحاق ولا يروي عنه. وقال عبد الله بن أحمد: لم يكن أبي يحتج بابن إسحاق في السنن. وقال النسائي ليس بالقوي. وقال الدراقطني: لا يحتج به. وقال محمد بن يحيى بن سعيد القطان: قال أبي: سمعت مالكاً يقول: يا أهل العراق لا يغت عليكم بعد محمد بن إسحاق أحد. وفي لفظ: من يغت عليكم بعد محمد بن إسحاق. وقال محمد بن أبي عدي: كان ابن إسحاق يلعب بالديوك وقال القطان تركت ابن إسحاق عمداً فلم أكتب عنه. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي عندهم. وقال محمد بن سلام الجمحي: وممن هجن الشعر وأفسده وحمل كل 9... (9/593)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 594 عناء وقبل الناس منه أشعاراً لا أصل لها ابن إسحاق، وكان يعتذر من ذلك ويقول: لا علم لي بالشعر إنما أوتي به جملة. ولم يكن ذلك عذراً له. قلت: لا ريب أن في السيرة شعراً كثيراً من هذا الضرب. قال أبو حفص الصيرفي: سمعت يحيى بن سعيد يقول لعبيد القواريري: أين تذهب قال: إلى وهب بن جرير، أكتب السيرة، قال: تكتب كذباً كثيراً. قلت: وكذا في السيرة عجائب ذكرها ابن إسحاق بلا إسناد تلقفها وفيها خير كثير لمن له نقد ومعرفة. وقال ابن أبي فديك: رأيت ابن إسحاق كثير التدليس فإذا قال: حدثني وأخبرني، فهو ثقة. مات ابن إسحاق سنة إحدى وخمسين ومائة. قاله عدة. وقال المدائني وغيره: مات سنة اثنتين وخمسين. 4 (محمد بن أيوب. م. أبو عاصم الثقفي الكوفي. وقيل محمد بن أيوب.) عن الشعبي وقيس بن مسلم ويزيد الفقير. وعنه وكيع وأبو نعيم وخلاد بن يحيى. وثقه أحمد وغيره. وورد أنه عرض القرآن على أبي عبد الرحمن السلمي. 9... (9/594)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 595 4 (محمد بن مالك بن أسلم البناني. ت.) عن أبيه ومحمد بن المنكدر وجعفر بن محمد. وعنه جعفر بن سليمان الضبعي وأبو داود الطيالسي وبكر بن بكار وعبد الصمد بن عبد الوارث وجماعة. قال البخاري: فيه نظر. وقال النسائي، وغيره: ضعيف.) 4 (محمد بن جعفر بن عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي العباسي.) كان من ندماء المنصور، كان اديباً لبيباً يعد من عقلة الرجال. وكان المنصور يمازحه ويلتذ بمحادثته. وكان يكلم المنصور في حوائج الناس. وكانت وفاته قريبة من وفاة المنصور. وله تقدم في النسب. 4 (محمد بن أبي حفصة ميسرة. م خ ن. أبو سلمة بن ميسرة المدني نزيل البصرة.) عن الزهري وأبي جمرة الضبعي وقتادة وعلي بن زيد. وعنه سفيان الثوري وحماد بن زيد وابن المبارك وأبو معاوية وروح بن عبادة وغيرهم. وثقه ابن معين ومرة قال: ليس بالقوي. 9... (9/595)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 596 وضعفه يحيى القطان والنسائي. وقال ابن عدي: هو من الضعفاء الذين يكتب حديثهم. وقال ابن المديني: قلت ليحيى: حملت عن محمد بن أبي حفصة قال: نعم كتبت حديثه كله ثم رميت به بعد ذلك، ثم قال: هو نحو صالح بن أبي الأخضر. 4 (محمد بن أبي حميد الأنصاري. ن ق. الزرقي المدني. وهو الذي يقال له حماد بن أبي) حميد. عن محمد بن كعب القرظي وعمرو بن شعيب وعون بن عبد الله بن عتبة ونافع وجماعة. وعنه ابن وهب وابن أبي فديك وأبو داود وبكر بن بكار والقعنبي. ضعفه أبو زرعة. وقال أحمد: أحاديثه مناكير. وقال مرة: ليس بالقوي. وروى عباس عن ابن معين أنه ليس بشيء. وقال البخاري: منكر الحديث. 4 (محمد بن ذكوان. ق. الطاحي. مولاهم البصري، خال أولاد حماد بن زيد.) 9... (9/596)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 597 روى عن شهر بن حوشب وسالم بن عبد الله وابن سيرين وعطاء بن أبي رباح وجماعة. وعنه شعبة وعبد الوارث وابن طهمان إبراهيم وعبد الله بن بكر السهمي وعبد الصمد بن عبد الوارث وحجاج بن نصير. وثقه ابن معين. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن حبان: سقط الاحتجاج به. 4 (محمد بن أبي الزعيزعة، الأذرعي مولى بني أمية.) عن عطاء وابن أبي ملكية وعمرو بن دينار. وعنه وكيع وأبو أسامة وأبو أحمد الزبيري وأبو نعيم. وثقه أبو زرعة وجماعة. وهو مقل. 4 (محمد بن عبد الله بن مسلم. ع. بن عبيد الله بن شهاب، أبو عبد الله الزهري المدني، ابن) ) أخي ابن شهاب. عن عمه وأبيه. وعنه يعقوب بن إبراهيم بن سعد ومعن بن عيسى والواقدي والقعنبي وغيرهم. 9... (9/597)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 598 وثقه أبو داود. وقال ابن معين: ليس بالقوي، قيل إنه قتله غلمانه وابنه لأجل الميراث ثم قتلت الغلمان بعد، وكان مقتله فجأة سنة سبع وخمسين ومائة. وقد تفرد الزهري بثلاثة أحاديث. أحدها، عن سالم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: كل أمتي معافى إلا المهاجرون الحديث. وثانيها عن سالم عن أبي هريرة أنه قال في خطبته: كل ما هو آت قريب لا بعد لما هو آت لا يجعل الله لعجلة أحد ولا خلف لأمر الله ما شاء الله كان، ولو كره الناس لا مبعد لما قرب ولا مقرب لما بعد ولا يكون شيء إلا بإذن الله عز وجل. رواهما إبراهيم بن سعد عنه. وروى الواقدي الخبر الثاني عنه ولكن الواقدي تالف. والثالث رواه حمزة بن رشيد الباهلي نا إبراهيم بن سعد ابن أخي ابن شهاب عم امرأته أم الحجاج بنت محمد بن مسلم قال: كان أبي يأكل بكفه فقلت: لو أكلت بثلاث أصابع، قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل بكفه كلها. فهذا منقطع. 4 (محمد بن عبد الله بن المهاجر. الشعبي النضري. بالنون الدمشقي.) عن خالد بن معدان ومكحول والقاسم بن مخيمرة وجماعة. وعنه ابنه عمرو والوليد بن مسلم ووكيد وحجاج بن محمد وأبو عبد الرحمن 9... (9/598)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 599 المقري وطائفة. وثقه دحيم وغيره. وقال أبو حاتم: لا يحتج به. مات سنة أربع وخمسين ومائة، وقيل سنة خمس. وقد روى حديثاً عن الحارث بن بدل إنسان مختلف في صحبته. 4 (محمد بن عبد الله بن أبي حرة الأسلمي. ق. مدني.) له عن عمه حكيم بن أبي حرة والمقري وعطاء بن أبي مروان. وعنه سليمان بن بلال والدراوردي وحماد بن خالد والواقدي وغيرهم. وثقه ابن معين. له عند ابن ماجة حديث. 4 (محمد بن عبد الله، أبو مخلد العمي البصري.) عن ثابت البناني وعلي بن جدعان ويزيد الرقاشي. وعنه أبو النضر هاشم بن القاسم. قال العقيلي: لا يقيم الحديث. 4 (محمد بن عبد الرحمن. د ق. بن عرق أبو الوليد الحمصي.) عن أبيه وعبد الله بن بسر الصحابي. 9... (9/599)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 600 وعنه بقية وعثمان بن سعيد بن كثير ويحيى بن سعيد) القطان ومحمد بن سليمان بومة. لم يضعف. 4 (ابن أبي ذئب. ع. محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب.) واسم أبي ذئب هشام بن شعبة القرشي العامري الإمام أبو الحارث المدني أحد الأعلام. روى عن عكرمة وسعيد مولى ابن عباس وشرحبيل بن سعد ونافع وأسيد بن أبي أسيد البراد وسعيد المقبري وصالح مولى التوأمة والزهري وخاله الحارث بن عبد الرحمن القرشي ومسلم ابن جندب والقاسم بن عباس ومحمد بن قيس وخلق. وعنه يحيى القطان وحجاج الأعور وشبابة وأبو علي الحنفي وابن المبارك وابن أبي فديك وأبو نعيم وآدم بن أبي إياس وأحمد بن يونس وعاصم بن علي والقعنبي وأسد بن موسى وعلي بن الجعد وعدد كثير. قال أحمد بن حنبل: كان شبيه سعيد بن المسيب، فقيل لأحمد: خلف 9... (9/600)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 601 مثله؟ فقال: لا، وقال كان أفضل من مالك إلا أن مالكاً رحمه الله أشد تنقية للرجال منه. وقال الواقدي: مولده سنة ثمانين. وكان من أروع الناس وأفضلهم. ورمي بالقدر وما كان قدرياً لقد كان يتقي قولهم ويعيبه ولكنه كان رجلاً كريماً يجلس إليه كل أحد ويغشاه فلا يطرده ولا يقول له شيئاً وإن مرض عاده وكانوا يتهمونه بالقدر لهذا وشبهه، قال: وكان يصلي الليل أجمع ويجتهد في العبادة. ولو قيل له: إن القيامة تقوم غداً ما كان فيه مزيد من الاجتهاد. وأخبرني أخوه قال: كان أخي يصوم يوماً ويفطر يوماً ثم سرد الصوم وكان شديد الحال يتعشى الخبز والزيت، وله قميص وطيلسان يشتو فيه ويصيف. وكان من رجال الناس صرامة وقولاً بالحق. وكان يحفظ حديثه لم يكن له كتاب. روى هذا الفضل بن سعد عن الواقدي. وفيه أيضاً قال: وكان يروح إلى الجمعة باكراً فيصلي حتى يخرج الإمام ورأيته يأتي دار أجداده عند الصفا فيأخذ كراءها. وكان لا يغير شيبه. قال: ولما خرج محمد بن عبد الله بن حسن لزم بيته إلى أن قتل محمد. وكان الحسن بن زيد الأمير يجري على ابن أبي ذئب كل شهر خمسة دنانير. وقد دخل مرة على والي المدينة عبد الصمد وكلمه في شيء. فقال عبد الصمد بن علي: إني لأراك مرائياً فأخذ عوداً وقال: مراء فوالله للناس عندي أهون من هذا. ولما ولي ولاية المدينة جعفر بن سليمان بعث إلى ابن أبي ذئب بمائة دينار فاشترى منها ساجاً كردياً بعشرة دنانير) فلبسه عمره وقد قدم به عليهم بغداد فلم يزالوا به حتى قبل منهم فأعطوه ألف دينار. يعني الدولة. فلما رد مات بالكوفة. 9... (9/601)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 602 قال أحمد بن حنبل: بلغ ابن أبي ذئب أن مالكاً لم يأخذ بحديث البيعان بالخيار فقال: يستتاب مالك فإن تاب وإلا ضربت عنقه. ثم قال أحمد: هو أروع وأقول بالحق من مالك. أنبأني المسلم بن محمد والمؤمل بن الياس قالا: أنا الكندي أنا القزاز أن أبو بكر الخطيب أن الصيرفي أنا الأصم أنا عباس الدوري سمعت يحيى يقول: ابن أبي ذئب سمع عكرمة. وبه قال الخطيب: أنا الجوهري أن ابن المرزبان ثنا أحمد بن محمد بن عيسى المكي ثنا أبو العيناء قال: لما حج المهدي دخل مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فلم يبق أحد إلا قام ابن أبي ذئب فقال له المسيب بن زهير: قم هذا أمير المؤمنين. فقال ابن أبي ذئب: إنما يقوم الناس لرب العالمين، فقال المهدي: دعه فلقد قامت كل شعرة في رأسي. وبه قال أبو العيناء. وقال ابن أبي ذئب للمنصور: قد هلك الناس فلو أعنتهم من الفيء. قال: ويلك لولا ما سددت من الثغور لكنت تؤتى في منزلك فتذبح. فقال: قد سدد الثغور وأعطى الناس من هو خير منك عمر. فنكس المنصور رأسه والسيف بيد المسيب ثم قال: هذا خير أهل الحجاز. وقال أحمد بن حنبل وغيره: كان ثقة. قال أحمد: وقد دخل على أبي جعفر المنصور فلم يذهله أن قال له الحق وقال الظلم ببابك فاش. وأبو جعفر أبو جعفر. 9... (9/602)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 603 قال مصعب الزبيري: كان ابن أبي ذئب فقيه المدينة. وقال البغوي: ثنا هارون بن سفيان قال: قال أبو نعيم: حججت سنة حج أبو جعفر ومعه ابن أبي ذئب ومالك بن أنس، فدعا ابن أبي ذئب فأقعده معه على دار الندوة فقال له: ما تقول في الحسن بن زيد بن حسن. يعني أمير المدينة فقال: إنه ليحترى العدل. فقال له: ما تقول في مرتين فقال: ورب هذه البنية إنك لجائر. قال: فأخذ الربيع الحاجب بلحيته. فقال له أبو جعفر: كف يا بن اللخناء، وأمر لابن أبي ذئب بثلاثمائة دينار. وقال محمد بن المسيب الأرغياني: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: سمعت الشافعي يقول: ما فاتني أحد فأسقت عليه ما أسفت على الليث وابن أبي ذئب. فقلت: أما الليث فنعم وأما ابن أبي ذئب فكيف كان يمكنه الرحلة إليه وإنما أدرك من حياته تسع سنين.) وقال الفضل بن زياد: سئل أحمد بن حنبل: إيماً أعجب إليك ابن عجلان أو ابن أبي ذئب فقال: ما فيها إلا ثقة. وقال ابن المديني: سمعت يحيى بن سعيد يقول: كان ابن أبي ذئب عسراً أعسر أهل الدنيا، إن كان معك الكتاب قال: اقرأه وإن لم يكن معك كتاب فإنما هو حفظ. فقلت: كيف كنت تصنع فيه قال: كنت أتحفظها وأكتبها. وقال الجوزجاني لأحمد: فابن أبي ذئب سماعه من الزهري أو عرض هو قال: لا تبالي كيف كان. وقال أحمد بن علي الأبار: سألت مصعباً عن ابن أبي ذئب فقال: معاذ 9... (9/603)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 604 الله أن يكون قدرياً إنما كان زمن المهدي قد أخذوا أهل القدر وضربوهم ونفوهم فنجا منه قوم فجلسوا إليه واعتصموا به من الضرب فقيل هو قدري لذلك، لقد حدثني من أثق به أنه ما تكلم فيه قط. وسئل أحمد بن حنبل عنه فوثقه ولم يرضه في الزهري. وقال ابن معين: ثقة، سمع من عكرمة. كان ابن أبي ذئب سنة تسع وخمسين ومائة بعدما انصرف من بغداد، مات بالكوفة وقد أسنى المهدي جائزته. 4 (محمد بن عبد الرحمن بن معاوية بن حديج، التجيبي المصري الأمير.) ولي الديار المصرية لأبي جعفر. وحدث عن أبيه. مات سنة خمس وخمسين ومائة. 4 (محمد بن عبيد الله بن أبي رافع. ق. مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخو عبد الله) وعون. روى عن أبيه وأخوته. وعنه إسماعيل بن عياش ويحيى بن يعلى الأسلمي ومعمر ومغيرة ابناه. قال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء. 9... (9/604)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 605 يحيى بن يوسف الرملي ثنا حبان بن علي عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أخيه عن أبيه عن جده مرفوعاً: إذا طنت أذن أحدكم فليصل علي وليقل ذكر الله من ذكرني بخير. قال العقيلي: هذا ليس له أصل. 4 (محمد بن عبيد الله العرزمي الكوفي. د ق.) عن مكحول وعطاء وعمرو بن شعيب ومحمد بن زياد الجمحي وعدة. وعنه شعبة والثوري وسيف بن عمر وعلي بن مسهر ومحمد بن سلمة الحراني. وآخر من حدث عنه قبيصة بن عقبة. وكان من عباد الله الصالحين لكنه واه.) قال أحمد: ترك الناس حديثه. وقال الفلاس: متروك الحديث. وقال ابن معين: لا يكتب حديثه. وقال وكيع: كان محمد بن عبيد الله العزرمي رجلاً صالحاً قد ذهبت كتبه فكان يحدث حفظاً فمن ذلك أتى. وقال القطان: سألت العزرمي فجعل لا يحفظ فأتيته بكتاب فجعل لا يحسن يقرأ. وقال البخاري: تركه ابن المبارك وغيره. 9... (9/605)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 606 قلت: فهو من شيوخ شعبة وما أظن شعبة روى عن أضعف منه. وكناه قبيصة أبا عبد الرحمن. وقال خ: قال لي عباد بن أحمد: هو محمد بن عبيد الله بن أبي سلميان الفزاري، وهو ابن أخي عبد الملك بن أبي سليمان. ويقال: مات سنة خمس وخمسين ومائة. 4 (محمد بن عمارة بن عمرو بن حزم. الأنصاري المدني.) عن عمه أبي بكر بن محمد ومحمد بن إبراهيم التيمي. وعنه مالك وصفوان بن عيسى وأبو عاصم وغيرهم. وثقه ابن معين. 4 (محمد بن عمران بن إبراهيم بن طلحة بن عبيد الله القرشي التيمي المدني أبو سليمان.) أحد الأشراف. ولي قضاء المدينة لبني أمية ثم وليها للمنصور. قال ابن سعد: كان مهيباً جليلاً صليباً من الرجال. وكان قليل الرواية. مات سنة أربع وخمسين ومائة، فلما بلغ موته المنصور قال: اليوم استوت قريش. وذكره ابن أبي حاتم مختصراً. 9... (9/606)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 607 4 (محمد بن فضاء بن خالد الجهضمي. د ت ق. أبو بحر البصري العابد.) عن أبيه. وعنه بكر بن بكار والأنصاري ومسلم والأصمعي وإسماعيل بن عمرو البجلي. ضعفه أبو زرعة. قال ابن معين: ليس بشيء. وقال مرة: ضعيف. حديثه في كسر السكة إلا من بأس. 4 (محمد بن مسلم بن مهران. د ت ن. بن المثنى.) وقد يقال محمد بن مهران ينسب إلى جده، ومسلم ليس بأبيه فإنه على الأصح محمد بن إبراهيم بن مسلم مؤذن مسجد العريان. روى عن جده أبي المينا مسلم وسلمة بن كهيل وحماد الفقيه. وعنه شعبة وكناه أبا جعفر وسلم بن قتيبة وأبو داود وأبو الوليد الطيالسيان. قال الدارقطني: هو وجده لا بأس بهما. 4 (مختار بن نافع. ت. الكوفي التمار.) ) 9... (9/607)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 608 عن أبي مطر البصري صاحب علي ويحيى بن سعيد بن أبي سعيد بن أبي حبان التيمي. وعنه عثمان بن عمر بن فارس ومحمد بن عبيد الطنافسي ومكي بن إبراهيم وأبو عتاب سهل ابن حماد. قال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة. 4 (المختار بن يزيد. ويقال ابن عمرو الأزدي. بصري.) عن الشعثاء وسعيد بن جبير. وعنه وكيع وأبو نعيم وغيرهما. شيخ. 4 (مخرمة بن بكير بن عبد الله. م د ن. بن الأشج المدني.) عن أبيه وعامر بن عبد الله بن الزبير. وعنه ابن المبارك وابن وهب ومعن بن عيسى والواقدي وجماعة. يكنى أبا المسور. قال النسائي: ليس به بأس. وقال سعيد بن مريم: سمعت خالي موسى بن سلمة يقول: أتيت مخرمة 9... (9/608)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 609 بن بكير بكتاب أبيه أعرضه فقال: ما سمعت من أبي شيئاً إنما هذه كتب وجدناها عندنا عنه وما أدركت أبي إلا وأنا غلام. وأما علي بن المديني فقال: سمعت معن بن عيسى يقول: مخرمة سمع من أبيه وعرض عليه. وقال أحمد بن حنبل: لم يسمع من أبيه شيئاً إنما يروي من كتاب أبيه. وقال أبو حاتم: قال ابن أبي أويس: وجدت في ظهر كتاب مالك بن أنس: سألت مخرمة عما يحدث به عن أبيه سمعها من أبيه فحلف لي فقال: ورب هذه البنية سمعته من أبي. وقال أبو حاتم: كل حديثه فهو عن أبيه سوى حديث واحد حدث به عن عامر بن عبد الله. قلت: توفي سنة ستين، ومائة كهلاً. 4 (مرزوق بن عبد الرحمن أبو حسان البصري، المؤذن.) عن محمد بن سيرين ومطر الوراق. وعنه أبو أسامة وأبو سلمة التبوذكي وغيرهما. لا أعلم به بأساً. 4 (مرزوق أبو بكر البصري. ت. مولى طلحة بن عبد الرحمن الباهلي.) عن قتادة ومحمد بن المنكدر. 9... (9/609)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 610 وعنه معتمر بن سليمان وأبو داود وأبو نعيم وعثمان بن عمر. وثقه أبو زرعة. 4 (مرزوق بن أبي الهذيل الثقفي الدمشقي. ق.) عن ابن شهاب. وعنه الوليد بن مسلم، فقال دحيم ما حدث عنه غير الوليد. وقال ابن خزيمة: ثقة. وقال أبو حاتم: حديثه صالح، ولينه ابن حبان.) 4 (مرزوق مولى سعيد بن المسيب المخزومي.) عن مولاه. روى عنه وكيع وأبو نعيم. 4 (مرزوق أبو عبد الله الحمصي. ت. نزيل البصرة.) عن أبي أسماء الرحبي وشهر بن حوشب ومكحول وجماعة. وعنه معتمر بن سليمان وأبو عبيدة الحداد وروح بن عبادة وغيرهم. 4 (مرزوق أبو بكر التيمي، المؤذن. كوفي.) 9... (9/610)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 611 عن مجاهد وسعيد بن جبير. وعنه سفيان وإسرائيل وشربك وهؤلاء الثلاثة وفاتهم قديمة وأحببت جمع الأسماء هنا. 4 (مستقيم بن عبد الملك. مؤذن البيت الحرام. اسمه عثمان.) يروي عن ابن المسيب وشهر بن حوشب وسالم بن عبد الله. وعنه أبو عاصم والخريبي ومحمد بن ربيعة الكلابي وإسماعيل بن عمرو البجلي. قال ابن معين: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: منكر الحديث. وضعفه ابن المديني. 4 (مسلم بن سعيد الواسطي العابد. قد مضى وينبغي نقله إلى هنا.) قال ن: ليس به بأس. 4 (المستمر بن الريان الإيادي. م د ت ن. البصري.) عن أبي نضرة وأبي الجوزاء الربعي. ورأى أنس بن مالك. وعنه شعبة وزيد بن الحباب ومسلم وعثمان بن عمر. 9... (9/611)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 612 وثقه يحيى القطان. 4 (مستور بن عباد أبو همام. ن. الهنائي البصري.) عن الحسن وعطاء بن أبي رباح ومحمد بن عباد بن جعفر المخزومي. وعنه خالد بن الحارث وأبو عاصم ومسلم والتبوذكي. وثقه ابن معين. 4 (مسرة بن معبد اللخمي الفلسطيني.) عن نافع والزهري وأبي عبيد الحاجب وسليمان بن موسى. وعنه وكيع وضمرة بن ربيعة وأبو أحمد الزبيري وسوار بن عمارة الرملي. قال أبو حاتم: ما به بأس. وقال ابن حبان: لا يحتج به وحده. 4 (مسعر بن كدام. ع. بن ظهير بن عبيدة بن الحارث أبو سلمة الهلالي الكوفي الأحول الحافظ) ) أحد الأعلام. 9... (9/612)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 613 عن عمرو بن مرة والحكم بن عتيبة وقتادة وعدي بن ثابت وإبراهيم بن محمد بن المنتشر وثابت بن عبيد وزياد بن علاقة وسعد بن إبراهيم وسعيد بن أبي بردة وعبد الله بن عبد الله بن جبير وقيس بن مسلم وأبي بكر بن مسلم وأبي بكر بن عمارة بن روبية ووبرة بن عبد الرحمن، وطائفة سواهم. وعنه ابن عيينة ويحيى القطان بن بشر وابن المبارك وأبو نعيم ويحيى بن آدم وخلاد بن يحيى وعبد الله بن محمد بن المغيرة وثابت بن محمد العابد، وخلق كثير. قال محمد بن بشر العبدي: كان عند مسعر نحو ألف حديث فكتبتها إلا عشرة. وقال يحيى بن سعد: ما رأيت أثبت من مسعر. وقال أحمد بن حنبل: الثقة كشعبة ومسعر. وقال وكيع: شك مسعر كيقين غيره. وقال هشام بن عروة: ما قدم علينا من العراق أفضل من ذاك السختياني أيوب وذاك الرواسي مسعر. وعن الحسن بن عمارة قال: إن لم يدخل الجنة إلا مثل مسعر إن أهل الجنة إلا قليل. وقال سفيان بن عيينة: قالوا للأعمش: إن مسعراً يشك في حديثه فقال: شكه كيقين غيره. وعن خالد بن عمرو قال: رأيت مسعراً كأن جبهته ركبة عير من السجود، 9... (9/613)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 614 وكان إذا نظر إليك حسبت أنه ينظر إلى الحائط من شدة حولته. وروى ابن عيينة عن مسعر قال: دخلت على أبي جعفر أمير المؤمنين فقلت: نحن لك والد وأنت لنا ولد، وكانت أمه أم الفضل هلالية أي أم ابن عباس، فقال لي: تقربت إلي بأحب أمهاتي إلي ولو كان الناس كلهم مثلك لمشيت معهم في الطريق. وقال أبو مسهر: ثنا الحكم بن هشام ثنا مسعر قال: دعاني أبو جعفر ليوليني فقلت إن أهلي يقولون لي لا نرضى بشرائك لنا في شيء بدرهمين، وأنت توليني أصلحك الله إن لنا قرابة وحقاً، قال فأعفاه. وقال سعد بن عباد: ثنا محمد بن مسعر قال: كان أبي لا ينام حتى يقرأ نصف القرآن. وقال ابن عيينة: سمعت مسعراً يقول: من أبغضني جعله الله محدثاً. وقال مسعر: من صبر على الخل والبقل لم يستعبد. وقال مرة لرجل عليه ثياب جيدة: أنت من أصحاب الحديث قال: نعم قال: ليس هذا من آلة طلب الحديث. وقال سفيان بن عيينة: قال معن: ما رأيت مسعراً في يوم إلا وهو أفضل من الذي كان بالأمس. وقال ابن سعد: كان لمسعر أم عابدة وكان يخدمها، وكان مرجئاً فمات ولم يشهده) سفيان الثوري والحسن بن صالح. وقال ابن معين: لم يرحل مسعر في حديث قط. قلت: نعم عامة روايته عن أهل الكوفة إلا قتادة. 9... (9/614)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 615 وقال شعبة: كنا نسمي مسعراً المصحف، يعني من إتقانه. وقيل لمسعر من أفضل من رأيت قال: عمرو بن مرة. وقال أبو معمر القطيعي: قيل لسفيان بن عيينة من أفضل من رأيت قال: مسعر. وقال شعبة: مسعر للكوفيين كابن عون عند البصريين. وقال ابن عيينة: سمعت مسعراً يقول: وددت أن الحديث كان قوارير على رأسي فسقطت فكسرت. وعن يعلى بن عبيد قال: كان مسعر قد جمع العلم والورع. وعن عبد الله بن داود الخريبي قال: ما من أحد إلا وقد أخذ عليه إلا مسعراً. ومما يؤثر لمسعر من الشعر له أو هو لغيره: (نهارك يا مغرور سهو وغفلة .......... وليلك نوم والرجا لك لازم)

(وتتعب فيما سوف تكره غبه .......... كذلك في الدنيا تعيش البهائم) وقال يحيى بن القطان: ما رأيت مثل مسعر كان من أثبت الناس. وقال سفيان بن سعيد: كنا إذا اختلفنا في شيء أتينا مسعراً. وقال أبو أسامة: سمعت مسعراً يقول: إن هذا الحديث يصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون. وسمعته يقول: من أبغضني جعله الله محدثاً. وقال ابن السماك: رأيت مسعراً في النوم فقلت: أي العمل وجدت أنفع قال: ذكر الله. 9... (9/615)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 616 وقال قبيصة: كان مسعر لأن ينزع ضرسه أحب إليه من أن يسأل عن حديث. روى عن زيد بن الحباب وغيره قال مسعر: الإيمان قول وعمل. وروى معتمر بن سليمان عن أبي مخزوم ذكره عن مسعر قال: التكذيب بالقدر أبو جاد الزندقة. أنا أبو إسحاق بن طارق أنا يوسف بن خليل أنبأنا أحمد بن محمد التيمي أنا أبو علي أنا أبو نعيم الحافظ قال: روى مسعر عن جماعة أساميهم محمد: منهم محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة ومحمد بن أبي عبد الرحمن بن أبي ليلى ومحمد بن مسلم الزهري ومحمد بن سوقة ومحمد بن جحادة ومحمد بن زيد بن عبد الله بن عمرو ومحمد بن المنكدر ومحمد بن عبيد الله الثقفي ومحمد بن قيس بن مخرمة ومحمد بن خالد الضبي ومحمد بن جابر اليمامي ومحمد بن عبد الله الزبيري ومحمد بن الأزهر. وبالإسناد إلى أبي نعيم نا القاضي أبو أحمد ثنا محمد بن إبراهيم بن شبيب ثنا إسماعيل بن) عمرو البجلي نا مسعر عن عاصم بن أبي النجود عن زر عن ابن مسعود قال: مكتوب في التوراة سورة الملك من قرأها في كل ليلة فقد أكثر وأطاب وهي المانعة تمنع من عذاب القبر إذا أتي من قبل رأسه قال له رأسه: ويلك عني فقد كان يقرأ بي ولي سورة الملك، وإذا أتى من قبل بطنه قال له بطنه: ويلك عني فقد كان وعى بي سورة الملك، وإذا أتى من قبل رجليه قالت: له رجلاه: ويلك عني فقد كان يقوم بي بسورة الملك، وهي كذلك مكتوب في التوراة مانعة. علي بن مسهر عن مسعر قال جعفر بن عون: سمعت مسعراً ينشد: 9... (9/616)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 617 (ومشيد داراً ليسكن داره .......... سكن القبور وداره لم يسكن.) قال جعفر بن عون: قال مسعر يوصي ولده كداماً: (إني منحتك يا كدام نصيحتي .......... فاسمع مقال أب عليك شفيق.)

(أما المزاحة والمراء فدعهما .......... خلقان لا أرضاهما لصديق.)

(إني بلوتهما فلم أحمدهما .......... لمجاور جار ولا لرفيق.)

(والجهل يزري في قومه .......... وعروقه في الناس أي عروق.) ولبعضهم: (من كان ملتمساً جليساً صالحاً .......... فليأت حلقة، مسعر بن كدام.)

(فيها السكينة والوقار وأهلها .......... أهل العفاف وعلية الأقوام.) قال أبو نعيم وثابت العابد: توفي مسعر سنة خمس وخمسين ومائة. 4 (مسعود بن سعد الجعفي الكوفي. ن.) عن مطرف بن طريف ويزيد بن أبي زياد وجماعة. وعنه أبو نعيم وأبو غسان مالك بن إسماعيل وثابت بن محمد الزاهد وإسماعيل بن أبان الوراق. قال يحيى بن معين: كان من خيار عباد الله. 9... (9/617)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 618 4 (المسعودي. هو عبد الرحمن بن عبد الله.)

4 (مصعب بن ثابت. د ن ق. بن عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي المدني.) عن أبيه وعطاء بن أبي رباح ونافع وابن المنكدر. وعنه ابنه عبد الله وحاتم بن إسماعيل والدراوردي والواقدي وعبد الرزاق وآخرون. وقد استوعب أخباره بإفاضة الزبير بن بكار) وقال: أمه كلبية اشتراها أبوه بمائة ناقة من سكينة بنت الحسين. وحدثني عمي مصعب أن جده كان من أعبد أهل زمانه، صام هو وأخوه نافع من عمرهما خمسين سنة. وحدثني يحيى بن مسكين قال: ما رأيت أحداً قط أكثر صلاة من مصعب بن ثابت. كان يصلي في كل يوم وليلة ألف ركعة، ويصوم الدهر. وقال بنته أسماء بنت مصعب: كان أبي يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة. وقال مصعب بن عثمان وخالد بن وضاح: كان مصعب بن ثابت يصوم الدهر ويصلي في اليوم والليلة ألف ركعة ويبس من العبادة وكان من أبلغ أهل زمانه. قال ابن بكار وعاش إحدى وسبعين سنة. 9... (9/618)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 619 وقال النسائي وغيره: ليس بالقوي. وضعفه أحمد. وقال أبو حاتم: لا يحتج به. وقال معاوية بن صالح عن يحيى بن معين: ليس بشيء. مات مصعب سنة سبع وخمسين ومائة. 4 (مطرف بن معقل أبو بكر النهدي. ويقال الشقري، ويقال الباهلي البصري العابد المقرئ.) روى عن الشعبي والحسن وابن سيرين وقتادة. وروى الحروف عن عبد الله بن كثير وبعضها عن معروف بن مشكان. روى عنه ابن عيينة وعبد الرحمن بن مهدي وعبد الصمد وسلم بن إبراهيم وعلي بن نصر الجهضمي والعباس بن الفضل الأنصاري المقبري. وثقه أحمد بن حنبل وغيره. وهو من المقلين. وجاء من طريقه خبر موضوع عن ثابت البناني، والآفة من غيره. 4 (معاذ بن العلاء المازني البصري. ت. أخو أبي عمرو بن العلاء.) عن سعيد بن جبير ونافع. وعنه يحيى بن سعيد القطان وعثمان بن عمر بن فارس والأصمعي وبدل بن المحبر. 9... (9/619)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 620 كنيته أبو غسان وقد استشهد به البخاري في الصحيح ولم يضعفه. 4 (معاذ بن محمد بن معاذ بن أبي بن كعب. ق. الأنصاري المديني.) عن أبيه وأبي الزبير المكي وعطاء الخراساني ومحمد بن يحيى بن حبان. وعنه ابن لهيعة ومحمد بن عيسى الطباع ويونس المؤدب والواقدي. وهو في عداد الشيوخ. 4 (معاذ بن رفاعة السلامي الدمشقي. وقيل هو حمصي.) عن أبي الزبير وعبد الوهاب بن بخت وعطاء الخراساني وعلي بن يزيد الألهاني وجماعة. وعنه بقية والوليد بن مسلم وأبو المغيرة وعصام بن خالد. وثقه علي بن المديني وغيره وضعفه ان معين وغيره. وقال الجوزجاني: ليس بحجة.) 4 (معاوية بن صالح، ابن حدير الحضرمي الحمصي. الفقيه، أبو عمرو قاضي الأندلس.) 9... (9/620)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 621 سار إلى الأندلس في سنة خمس وعشرين ومائة. فلما دخل عبد الرحمن بن معاوية إلى الأندلس عند زوال دولة بني أمية واستولى على ممالك الأندلس اتصل به معاوية بن صالح فأرسله إلى الشام سراً في أمر له فلما رجع ولاه قضاء الجماعة. ثم إنه حج في آخر عمره. وحدث عن سريج بن عبيد وأزهر بن سعيد الحرازي ومكحول وربيعة بن يزيد وزياد بن أبي سودة وعبد الرحمن بن جبير بن نصر وعبد الوهاب بن بخت وشداد أبي عمار وأبي الزاهرية، وخلق من الشاميين. وعنه سفيان والليث وفرج بن فضالة وابن وهب ومعن بن عيسى وعبد الرحمن بن مهدي وزيد بن الحباب وأسد بن موسى السنة وأبو صالح، وطائفة لقوه بالموسم. قال أحمد نا ابن مهدي قال: بينما نحن بمكة نتذاكر الحديث إذا إنسان قد دخل بيننا فقلت: من أنت فقال: أنا معاوية بن صالح، فاحتوشناه. وقال عبد الله بن صالح: سمعت هذا الكتاب من معاوية بن صالح مرتين. حرملة نا بن وهب عن يحيى بن جابر عن المقدام بن معد يكرب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما وعى ابن آدم وعاءاً شراً من بطن، حسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه فإن كان آكلاً لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه. 9... (9/621)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 622 قال ابن سعد كان معاوية قاضياً لهم بالأندلس وكان ثقة كثير الحديث، حج مرة فلقيه من لقبه من أهل العراق وغيرهم. وثقه ابن مهدي وأحمد بن حنبل. وقال أبو الوليد بن الفرضي: يكنى أبا عبد الرحمن وأبا عمرو. وقال أبو زرعة الدمشقي: سمعت عبد الله بن صالح يقول: قدم علينا معاوية بن صالح مصر فجالس الليث فقال لي الليث: يا عبد الله ائت الشيخ فاكتب ما يملي عليك، فأتيته، فكان يمليها علي ثم يصير إلي الليث يقرأها عليه فسمعتها مرتين. قال ابن أبي حاتم: قال أبو زرعة: ثقة محدث. وقال لي أبي: حسن الحديث غير حجة. وقال الأثرم: ذكرت معاوية بن صالح فحسن أمره. وقال ابن معين: كان يحيى بن سعيد لا يرضى بمعاوية بن صالح. وقال أبو صالح محبوب الفراء: ثنا أبو إسحاق يوماً بحديث عن معاوية ثم قال: ما كان بأهل أن يروى عنه. وعن موسى بن سلمة، قال: أتيت معاوية بن صالح لأكتب عنه فرأيت الملاهي فقلت: ما هذا فقال: شيء نهديه، يعني إلى صاحب الأندلس، قال: فلم أكتب عنه. وقال ابن عدي: ما أرى بحديثه بأساً، هو عندي صدوق إلا أنه يقع في) حديثه إفرادات. 9... (9/622)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 623 وقال محمد بن إسماعيل السلمي: ثنا أبو صالح قال: قدم علينا معاوية ابن صالح سنة سبع وخمسين ومائة وتوفي سنة ثمان. 4 (معاوية بن يحيى الصدفي الدمشقي. ت ق. أبو روح.) عن مكحول والزهري ويونس بن ميسرة والقاسم أبي عبد الرحمن. وعنه الوليد بن مسلم والهقل بن زياد ومحمد بن شعيب وإسحاق بن سليمان الرازي ومسلمة بن علي وعدة. قال البخاري: روى عن الزهري أحاديث مستقيمة كأنها من كتاب، وروى عنه عيسى بن يونس وإسحاق الرازي أحاديث مناكير كأنها من حفظه. وقال ابن أبي حاتم: كان علي بيت المال بالري. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال أبو داود: ضعيف. وقال أبو زرعة: أحاديثه كلها مقلوبة. وقال الدراقطني: ضعيف، ويكتب ما روى الهقل عنه. فأما 4 (معاوية بن يحيى الطرابلسي فسيأتي بعد السبعين ومائة.) 9... (9/623)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 624 4 (معرف بن واصل السعدي الكوفي. م د.) عن أبي وائل وإبراهيم والشعبي وابن بريدة وإبراهيم التيمي ومحارب بن دثار. وعنه عبد الرحمن بن مهدي وعمرو بن مرزوق وعبد الله بن صالح العجلي وأحمد بن يونس وعلي بن الجعد وجماعة. وكان أسند من بقي بالكوفة. وثقه غير واحد. وقال أحمد: ثقة ثقة. وتبالد ابن عدي بذكره في الكامل ولم يقل فيه شيئاً بل ساق له حديثين استغربهما. 4 (معروف بن خربوذ. خ م د ق. المكي، مولى عثمان بن عفان.) عن أبي الطفيل عامر بن واثلة وغيره. وعنه سعد بن الصلت وأبو داود والخريبي وأبو عاصم وعبيد الله بن موسى. ضعفه ابن معين. وقال أحمد: ما أدري كيف حديثه. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه. 9... (9/624)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 625 وقال آخر: صدوق. وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه. ثنا القاسم بن محمد التميمي نا أبو بلال الأشعري قال أبو عامر الأسدي عن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل الكناني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا رجل يخبرني عن مضر فقال رجل: أنا أخبرك: أما وجهها الذي فيه سمعها وبصرها فهو الحي من قريش، وأما لسانها الذي يعرب عنها فهذا الحي الذي من أسد بن خزيمة، وأما كاهلها الذي تحمل عليه ثقلها فهذا الحي من بني تميم بن مر وأن فرسانها ونجومها فهذا الحب من قيس عيلان، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم كالمصدق له.) أبو عامر اسمه محمد بن مهاجر كوفي جابر الحديث. وقال أبو عاصم: كان معروف شيعياً. 4 (معروف بن سويد. د ن. أبو سلمة الحذامي مصري.) عن علي بن رباح وأبي قبيل المعافري، وعنه ابن لهيعة ورشدين بن سعد وابن وهب وآخرون. وثقه ابن حبان. 4 (معمر بن راشد. ع. أبو عروة الأزدي. مولاهم البصري الإمام 9... (9/625)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 626 أحد الأعلام، سكن اليمن) أكثر من عشرين سنة وقال: شهدت جنازة الحسن. روى عن قتادة والزهري وزياد بن علاقة ومحمد بن زياد الجمحي وهمام بن منبه ويحيى بن أبي كثير وثابت البناني وأبي إسحاق السبيعي وإبراهيم بن ميسرة وإسماعيل بن أمية والجعد أبي عثمان وزيد بن أسلم وسماك بن الفضل وابن طاوس وأخي الزهري عبد الله وعبد الكريم الجزري وابن المنكدر ومطر الوراق وعمر بن دينار ومنصور بن المعتمر وعاصم بن بهدلة وأيوب السختياني وزيد بن أسلم. روى عنه من شيوخه أبو إسحاق وأيوب ويحيى بن أبي كثير وغيرهم وسعيد بن أبي عروبة وابن المبارك وابن علية وسفيان بن عيينة ومروان بن معاوية وهشام بن يوسف ورباح بن زيد ومحمد بن ثور وعبد الرزاق وغندر ويزيد بن زريع وخلق سواهم. قال مؤمل بن إهاب: قال عبد الرزاق: كتبت عن معمر عشرة آلاف. قلت: آخر من حدث عن معمر محمد بن كثير وبقي إلى آخر سنة ست عشرة ومائتين. قال يعقوب بن شيبة: حدثني جعفر بن محمد قالت عائشة: حدثني عبد الواحد بن زياد قلت لمعمر: كيف سمعت من ابن شهاب قال: كنت مملوكاً لقوم من طاحية فأرسلوني ببز أبيعه فقدمت المدينة فنزلت داراً فرأيت شيخاً والناس يعرضون عليه العلم فعرضت عليه معهم. قال البخاري: معمر بن راشد أبو عروة بن أبي عمرو، نا عبد الرزاق عن معمر قال: خرجت أنا وغلام إلى جنازة الحسن وتلك الأيام طلبت العلم. 9... (9/626)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 627 محمد بن كثير عن معمر قال: سمعت من قتادة وأنا ابن أبع عشرة سنة فما شيء سمعت في تلك السنين إلا وكان مكتوباً في صدري. قال أبو أحمد الحاكم: حدث عنه الثوري وشعبة. وقال أحمد: نا عبد الرزاق قال معمر: جئت الزهري بالرصافة فجعل يلقي علي. وقال هشام بن يوسف: عرض معمر على همام بن منبه هذه الأحاديث وسمع منها سماعاً نحو) ثلاثين حديثاً. وقال ابن أبي خثيمة عن ابن معين: معمر أثبت في الزهري من ابن عيينة. وروى الغلابي عن ابن معين قال: معمر عن ثابت ضعيف. وقال أحمد بن حنبل: ما اضم أحداً إلى معمر إلا وجدت معمراً أطلب للحديث منه، هو أول من رحل إلى اليمن. وقال علي بن المديني: نظرت في أصول الحديث فإذا هي عند ستة ممن مضى: من أهل المدينة الزهري، ومن أهل مكة عمرو بن دينار، ومن أهل البصرة قتادة ويحيى بن أبي كثير، ومن أهل الكوفة أبو إسحاق والأعمش، ثم نظرت فإذا حديث هؤلاء الستة يصير إلى أحد عشر رجلاً، فذكر منهم معمراً. قال الفلاس: معمر من أصدق الناس، سمعت يزيد بن زريع يقول: سمعت أيوب يقول: حدثني معمر. وقال ابن عيينة: قال لي ابن أبي عروبة: روينا عن معمركم فشرفناه. عبد الله بن جعفر الرقي: نا عبيد الله بن عمر وقال: كنت بالبصرة مع 9... (9/627)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 628 أيوب ومعنا معمر في مسجد فأتى رجل فسأله أيوب عن رجل افترى على رجل فحلف بصدقه ما له لا يدعه يأخذ منه الحد قال: فطلب إليه فيه وطلبت إليه أمه فيه فجعل أيوب يومئ إلى معمر ويقول: هذا يفتيك عن اليمن قال: فلما أكثر عليه قال معمر: سمعت ابن طاوس عن أبيه أنه كان يرخص له في تركه، قال: قال أيوب: وأنا سمعت عطاء يرخص في تركه. رواه أبو علي في تاريخ الرقة. ابن سعد: قال عبد الله بن جعفر: نا عبيد الله بن عمرو قال: كنت بالبصرة أنتظر قدوم أيوب من مكة، فقدم علينا وزميله معمر، قدم معمر، قدم معمر يزور أمه قال عبد الرزاق: قيل للثوري: ما منعك عن الزهري قال: قلة الدراهم، وقد كفانا معمر. قال أحمد في المسند: نا عبد الرزاق قال: قال ابن جريج: إن معمراً شرب من العلم بأنقع. الأنقع: جمع نقع وهو ما يستنقع. قال أحمد العجلي: معمر ثقة رجل صالح يروج بضعفاء، رحل إليه سفيان الثوري. وقال هشام بن يوسف: ما رأينا لمعمر كتاباً عبد الرزاق: سمعت ابن المبارك يقول: إني لأكتب الحديث من معمر قد سمعته من غيره، قيل: وما يحملك على ذلك قال: أما سمعت قول الراجز: قد عرفنا خيركم من شركم. قال عبد الرزاق: قال لي مالك: نعم الرجل كان معمر لولا روايته التفسير عن قتادة. 9... (9/628)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 629 قال ابن المديني: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: اثنان إذا كتب حديثهما هكذا رأيت فيه) وإذا انتقيت كانت حساناً: معمر وحماد بن سلمة. وقال معمر: دخلت على يحيى بن أبي كثير بأحاديث فقال لي: اكتب كذا وكذا، فقلت: أما يكره أن يكتب العلم يا أبا نصر فقال: اكتب لي فإن لم تكن كتبت فقد ضيعت أو قال عجزت. وقال ابن معين: لما أتى الثوري إلى اليمن أتاه معمر فسلم عليه فحدث يوماً بحديث عن ابن عقيل أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى ى بكبشين الحديث. قال محمد بن عوف الطائي: نا محمد بن رجاء، نا عبد الرزاق سمعت ابن جريج يقول: عليكم بهذا الذي لو يبق في زمانه أعلم منه، يعني معمراً. قال أحمد العجلي: لما دخل معمر اليمن كرهوا أن يخرج من بين أظهرهم فقال لهم رجل: قيدوه قال: فزوجوه، قال عثمان بن سعيد الدرامي: قلت ليحيى بن معين: فابن عيينة أحب إليك أم معمر قال: معمر، قلت: فمعمر أم صالح بن كيسان قال: معمر، قلت: فمعمر أم يونس قال: معمر، قلت: فمعمر أحب إليك أم الزهري أم مالك قال: مالك. قلت: إن بعض الناس يقول: أثبت الناس في الزهري سفيان، قال: إنما يقول ذلك من سمع منه وأي شيء كان سفيان إنما كان غليماً. وقال المفضل الغلابي: سمعت ابن معين يقدم مالكاً في الزهري ثم معمراً ثم يونس. وكان يحيى القطان يقدم ابن عيينة على معمر. قال عثمان بن أبي شيبة: سألت يحيى القطان: من أثبت الناس في الزهري فقال: مالك ثم ابن عيينة ثم معمر. 9... (9/629)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 630 وقال ابن أبي خيثمة: سمعت ابن معين يقول: إذا حدثك كعمر عن العراقيين فخالفه إلا عن الزهري وابن طاوس فإن حديثه عنهما مستقيم فأما أهل الكوفة والبصرة فلا وما عمل في حديث الأعمش شيئاً. وحديثه عن ثابت وعاصم وهشام بن عروة مضطرب كثير الأوهام. زيد بن المبارك عن محمد بن نور عن معمر قال: سقط مني صحيفة الأعمى فإنما أتذكره. وقال يعقوب بن شيبة: حدثني أحمد بن العباس سمعت يحيى بن معين يقول: سمعت أنه كان زوج أخت امرأة معمر مع معن بن زائدة فأرسلت إليها أختها مداً بخوخ فعلم بذلك معمر بعدما أكل فقام فتقيأ. وقال عبد الرزاق: أكل معمر عند أهله فاكهة ثم سأل فقيل: أهدته لنا فلانة النواحة، فقام فتقيأ. قال: وبعث إليه معن بن زائدة والي اليمن بذهب فرده وقال لأهله: لئن علم بهذا غيرنا لا يجتمع رأسي ورأسك أبداً. وعن بكر بن الشرود وزيد بن المبارك أن معمراً) مات في رمضان سنة اثنتين وخمسين. وقال إبراهيم بن خالد: مات معمر في رمضان سنة ثلاث وخمسين ومائة فصليت عليه. وقال أحمد بن حنبل: عاش ثمانياً وخمسين سنة. وقال خليفة وأبو عبيد والفلاس: سنة ثلاث. 9... (9/630)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 631 وقال ابن أبي خيثمة: سمعت أحمد وابن معين يقولان: مات سنة أربع. وكذا قال الهيثم بن عدي وعلي بن المديني. وقد حدث بالعراق من حفظه فرواية أهل اليمن عنه أمتن. 4 (معمر بن قيس، أبو سعيد السلمي.) عن الحسن وعطاء بن أبي رباح. وعنه ابن المبارك وبشر بن السري وموسى بن إسماعيل وإبراهيم بن الحجاج وغيرهم. وهو أكبر من معمر بن راشد لكنه تأخر موته عنه سنوات. قال ابن معين: ليس به بأس. 4 (معن بن زائدة.) الشيباني الأمير، وهو معن بن زائدة بن عبد الله بن زائدة بن مطر بن شريك أبو الوليد، أحد الأجواد الممدحين والشجعان المذكورين. كان من أصحاب أمير العراقيين يزيد بن عمرو بن هبيرة، فلما ملك بنو العباس اختفى معن مدة، والطلب عليه، فلما كان ثورة الخراسانية والريوندية على المنصور وحمي القتال ظهر معن بن زائدة وقاتل بين يدي المنصور، وأفرج عنه، وكان النضر عنده وهو مقنع، فقال له المنصور: من أنت ويحك فكشف القناع وقال: أنا طلبتك معن بن زائدة، فأكرمه وحباه، وصيره من 9... (9/631)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 632 خواصه، ثم ولاه اليمن وغيرها. قال عتاب بن إبراهيم: دخل معن على المنصور فقارب في خطوه، فقال: كبرت سنك يا معن. فقال: في طاعتك يا أمير المؤمنين، قال: إنك لتتجلد، قال: لأعدائك، قال: وإن فيك لبقية، قال: هي لك. قال سعيد بن سالم: لما ولي معن أذربيجان للمنصور قصده قوم من أهل الكوفة فنظر إليهم في هيئة رثة فوثب على أريكته وأنشأ يقول: (إذا نوبة نابت صديقك فاغتنم .......... مرمتها فالدهر بالناس قلب.)

(فأحسن ثوبيك الذي هو لابس .......... وأفره مهريك الذي هو يركب.) يا غلام أعط لكل واحد أربعة آلاف، فقال الغلام: دنانير يا سيدي أو دراهم فقال معن: والله لا تكون همتك أرفع من همتي، صفرها لهم. وقال أبو عبيدة: وقف شاعر بباب معن سنة لا يصل) إليه، وكان معن شديد الحجاب، فلما طال مقامه سأل الحاجب أن يوصل إليه رقعة، وكان الحاجب حدباً عليه فأوصل الرقعة فإذا فيها هذا: (إذا كان الجواد شديد الحجاب .......... فما فضل الجواد على البخيل.) فكتب فيها: (إذا كان الجواد قليل مال .......... ولم يعذر تعلل بالحجاب.) فقال الشاعر: إنا لله أيويسني من معروفه، ثم ارتحل، فأجبر بانصرافه فأتبعه بعشرة آلاف درهم وقال: هي لك عنده في كل زورة. 9... (9/632)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 633 قال القتبي: قدم من بغداد فأتاه ابن أبي حفصة فأنشده: (وما أحجم الأعداء عنك تقيةً .......... عليك ولكن لم يروا فيك مطمعا.)

(له راحتان الحتف والجود فيهما .......... أبى الله إلا أن يضر وينفعا.) فقال معن: احتكم يا أبا السمط، فقال: عشرة آلاف، فقال معن: ربحت والله عليك تسعين ألفاً. وعن أبي عثمان قال: استعمل المنصور قثم، رجلاً من بني العباس فأتاه أعرابي فقال: (يا قثم الخير جزيت الجنة .......... أكس بنياتي وأمهنه) أقسم بالله لتفعلنه. فقال: والله لا أفعل، فقال الأعرابي: لكن لو أقسمت على معن بن زائدة لأبر قسمي، فبلغ ذلك معناً فبعث إليه بألف دينار. وقال الكديمي: نا الأصمعي قال: أتى أعرابي معناً ومعه مولود فقال: (سميت معناً بمعن ثم قلت له .......... هذا سمي فتىً في الناس محمود.)

(أمست يمينك من جود مصورةً .......... لا بل يمينك منها صورة الجود.) فأعطاه ثلاثمائة دينار. ويروي أن المهدي خرج يوماً يتصيد فلقيه الحسين بن مطير فأنشده: (أضحت يمينك من جود مصورة .......... لا بل يمينك منها صورة الجود.) 9... (9/633)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 634 (من حسن وجهك تضحي الأرض مشرقةً .......... ومن بنانك يجري الماء في العود.) قال المهدي: كذبت يا فاسق وهل تركت في شعرك موضعاً لأحد مع قولك في معن بن زائدة: (ألما بمعن ثم قولا لقبره .......... سقتك الغوادي مربعاً ثم مربعا.)

(فيا قبر معن كيف واريت جوده .......... وقد كان منه البر والبحر مترعا.) ) (ولكن حويت الجود والجود ميت .......... ولو كان حياً ضقت حتى تصدعا.)

(ولما مضى معن مضى الجود والندى .......... وأصبح عرنين المكارم أجدعا.) فأطرق الحسين ثم قال: يا أمير المؤمنين وهل معن إلا حسنة من حسناتك، فرضي عنه. وقيل: إن معناً دخل يوماً على المنصور فقال: هيه يا معن تعطي مروان ابن أبي حفصة مائة ألف على قوله: (معن بن زائدة الذي زيدت به .......... شرفاً على شرف بنو شيبان.) قال: كلا يا أمير المؤمنين إنما أعطيته على قوله: (مازالت يوم الهاشمية معلناً .......... بالسيف دون خليفة الرحمن.)

(فمنعت حوزته وكنت وقاءه .......... من وقع كل مهند وسنان.) 9... (9/634)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 635 فقال: أحسنت يا معن. ولمعن أشعار جيدة في الشجاعة. وفي أواخر أيامه ولي إمرة سجستان ووفد عليه الشعراء فلما كان في سنة إحدى أو اثنتين وقيل في سنة ثمان وخمسين كان في داره صناع فاندس بينهم قوم من الخوارج فوثبوا عليه فقتلوه وهو يحتجم ثم تتبعهم ابن أخيه الأمير يزيد بن مزيد فقتلهم. ورثته الشعراء، ولقد أبلغ وأبدع مروان بن أبي حفصة في كلمته: (مضى لسبيله معن وأبقى .......... مكارم لن تبيد ولن تنالا.)

(كأن الشمس يوم أصيب معن .......... من الإظلام ملبسة جلالا.)

(وعطلت الثغور لفقد معن .......... وقد يروى بها الأسل النهالا.)

(وأظلمت العراق وأورثتها .......... مصيبته المجللة اختلالا.)

(وظل الشام يرجف جانباه .......... لركن العز حين وهى فمالا.) 9... (9/635)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 636 (وكادت من تهامة كل أرض .......... ومن نجد تزول غداة زالا.)

(وكان الناس كلهم لمعن .......... إلى أن زار حفرته عيالا.)

(فليت الشامتين به فدره .......... وليت العمر مد له فطالا.)

(ولم يك كنزه ذهباً ولكن .......... سيوف الهند والحلق الذبالا.)

(ومارنة من الخطى سمراً .......... ترى فيهن ليناً واعتدالا.)

(وذخراً من محامد باقيات .......... وفضل تقىً به التفضيل نالا.) ) (وأيام المنون لها صروف .......... تقلب بالفتى حالاً فحالا.) وذكر ابن المعتز في كتاب طبقات الشعراء أن مروان دخل على جعفر البرمكي فاستنشده إياها فلما أنشده أرسل دموعه ثم قال: هل أثابك أحد من أهله شيئاً عليها قال: لا، فأمر له عليها بألف وستمائة دينار، فزاد مروان فيها هذا: (نفخت مكافئاً عن قبر معن .......... لنا مما تجود به سجالا.)

(فكفأ عن صدى معن جواد .......... بأجود راحة بذل النوالا.)

(كأن البرمكي بكل مال .......... تجود به يداه يفيد مالا.) قال الخطيب بلغني أنه أساء السيرة في أهل سجستان فقتلوه ببست، وذلك سنة اثنتين وخمسين ومائة. 4 (المغيرة بن زياد، أبو هاشم الموصلي.) 9... (9/636)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 637 عن عكرمة وعطاء بن أبي رباح ونافع وعبادة بن نسي، وقيل إنه رأى أنس بن مالك. وعنه سفيان والمعافى بن عمران والخريبي وأبو عاصم ووكيع وعمر بن أيو ب الموصلي وطائفة. وقال ابن معين: ليس به بأس. وقال أبو داود: صالح الحديث. وقال النسائي: ليس بالقوي. ووثقه جماعة. وقال ابن عدي: لا بأس به عندي. وقال أحمد: ضعيف، كل حديث رفع فهو منكر ومغيرة مضطرب الحديث. 4 (وكيع: نا المغيرة بن زياد وعطاء عن ابن عباس: ليس على النائم جالساً وضوء حتى يضع) جنبه. أنكره القطان وقال إنما ذا قول عطاء حدثناه ابن جريج عنه. وقال أحمد بن حنبل: روى عن عطاء عن ابن عباس في الرجل تمر به الجنازة، قال: يتيمم ويصلي. وهذا ابن جريج وعبد الملك عن عطاء. قوله: وروى عن عطاء عن عائشة: من صلى يوم اثنتي عشرة ركعة. والناس يروونه عن عطاء عن عنبسة عن أم حبيبة. 9... (9/637)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 638 وروي عن عطاء عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقصر الصلاة في السفر ويتم. وهذا رواه الناس عن عطاء كانت عائشة توفي الصلاة في السفر وتصوم. وقال البخاري: قال وكيع: كان المغيرة بن زياد ثقة. وقال غيره: في حديثه اضطراب. فأما أبو عبد الله الحاكم فزلق لسانه وقال: لم يختلفوا في تركه. قلت: بل لم يتركه أحد. مات سنة اثنتين وخمسين ومائة. قال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.) وروى ابن أبي خثيمة وعباس وأحمد بن أبي مريم عن يحيى بن معين: ثقة. 4 (المغيرة بن مسلم السراج القسلمي. ت ن ق. وهو أخو عبد العزيز.) روى عن عكرمة وأبي الزبير وفرقد السبخي. وعنه إسحاق بن سليمان الرازي وأبو داود الطيالسي وشبابة. وثقه ابن معين. 4 (المفضل بن لاحق أبو بشر المصري.) عن ابن سيرين ومكحول. 9... (9/638)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 639 وعنه ابنه بشر ومعاذ بن معاذ ومسلم بن إبراهيم وبدل بن المحبر. وثقه ابن معين، ولم يخرجوا له. 4 (مقاتل بن سليمان، أبو الحسن البلخي صاحب التفسير.) عن مجاهد والضحاك وابن بريدة ومحمد بن سيرين وعطاء والمقبري والزهري وشرحبيل بن سعد وعدة. وعنه بقية وسعد بن الصلت والوليد بن مزيد وحرمي بن عمارة وعبد الرزاق والمحاربي وشبابة بن سوار وعلي بن الجعد وغيرهم. قال ابن المبارك: ما أحسن تفسيره لو كان ثقة. وعن العباس بن الوليد: إن مقاتلاً جلس في مسجد بيروت فقال: لا تسألوني عن شيء مما دون العرش إلا نبأتكم به. وروي أن المنصور ألح عليه ذباب فطلب مقاتل بن سليمان فسأله: لم خلق الله الذباب فقال: ليذل به الجبارين. وقال ابن عيينة: قلت لمقاتل: تحدث عن الضحاك وزعموا أنك لم تسمع منه، قال: كان يغلق علي وعليه باب، فقلت في نفسي: أجل باب المدينة. أبو خالد بن الأحمر عن جويبر قال: لقد والله مات الضحاك وإن مقاتل 9... (9/639)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 640 بن سليمان له قرطان وهو في الكتاب. وقال الفلاس: نا عبد الصمد بن عبد الوارث قال: قدم علينا مقاتل فجعل يحدثنا عن عطاء ثم حدثنا بتلك الأحاديث كلها عن الضحاك ثم حدثني عن عمرو بن شعيب، فقلنا له: ممن سمعتها. وقال الوليد بن مزيد: سألت مقاتل بن سليمان عن أشياء كان يحدثني بأحاديث كل واحد ينقص الآخر فقلت: بأيهم آخذ فقال: بأيهم شئت. قال أبو إسحاق الجوزجاني: كان مقاتل بن سليمان، سمعت أبا اليمان يقول: قدم ها هنا فلما أن صلى أسند ظهره إلى القبلة وقال: سلوني عن ما دون العرش، وحدثت أنه قال مثلها بمكة، فقال رجل: أخبرني عن النملة أين أمعاؤها فسكت. وقال عفان بن مسلم: لما قال مقاتل:) سلوني سألوه: آدم أول ما حج من حلق رأسه قال: لا أدري. قال البخاري: قال ابن عيينة: سمعت مقاتلاً يقول: إن لم يخرج الدجال الأكبر سنة خمسين ومائة فاعلموا أني كذاب. وقال يزيد بن زريع: سمعت الكلبي يقول: مقاتل بن سليمان يكذب علي. وقال وكيع: كان مقاتل بن سليمان كذاباً. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال أبو داود وأبو حاتم: متروك الحديث. وقال النسائي: الكذابون في الضعفاء المعروفون بوضع الحديث أربعة: 9... (9/640)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 641 ابن أبي يحيى بالمدينة والواقدي ببغداد ومقاتل بن سليمان بخراسان ومحمد بن سعيد المصلوب بالشام، وقال أحمد: مقاتل صاحب التفسير ما يعجبني أن أروي عنه شيئاً. وقال ابن عدي: ثنا محمد بن عيسى إجازة نا أبي نا العباس بن مصعب قال: قدم مقاتل مرو فتزوج بأم أبي عصمة نوح بن أبي مريم وكان يقص في الجامع، فقدم عليه جهم فجلس إليه فوقعت العصبية بينهما فوضع كل واحد منهما على الآخر كتاباً ينقض على صاحبه. وقال محمد بن أشكاب: نا أبي سمعت أبا يوسف يقول: بخراسان صنفان ما على الأرض أبغض إلي منهما: المقاتلية والجهمية. وقال علي بن كاس النخعي: ثنا جعفر بن أحمد نا علي بن الحسن الرازي عن محمد بن سماعة عن أبي يوسف أن أبا حنيفة ذكر عنده جهم ومقاتل فقال: كلامهما مفرط، أفرط جهم في نفي التشبيه حتى قال إنه ليس بشيء، وأفرط مقاتل حتى جعل الله مثل خلقه. روى نحوها إسماعيل بن أسد نا إسحاق بن إبراهيم قال: قال أبو حنيفة، وهذا منقطع. قال أحمد بن سيار في تاريخه: مقاتل متروك مهجور القول، وكان يتكلم في الصفات بما لا تحل الرواية عنه. وقال ابن أبي حاتم: كتب إلي محمد بن آدم المروزي قال محمود حضرت وكيعاً وسئل عن تفسير مقاتل بن سليمان فقال: لا تنظر فيه، قال: ما أصنع به قال: ادفنه. وقال إبراهيم الحربي: لم يسمع مقاتل بن سليمان من مجاهد شيئاً، وتفسيره وتفسير الكلبي سواء. 9... (9/641)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 642 ويروي عن مقاتل بن حيان قال: ما وجدت علم مقاتل بن سليمان إلا كالبحر. وقال الشافعي: الناس في التفسير عيال على مقاتل. وقال عمر بن مدرك: سمعت مكي بن إبراهيم يقول: كان مقاتل بن سليمان يقول للناس: الله تعالى على عرشه. وعنه الهذيل بن حبيب أن مقاتلاً مات سنة خمسين ومائة. قلت: بقي بعد ذلك حتى لقيه علي بن الجعد. وقال ابن حبان: ولاؤه للأزد وأصله من بلخ وانتقل إلى البصرة ومات بها. كنيته أبو) الحسن، كان يأخذ عن اليهودي والنصراني من علم القرآن ما يوافق كتبهم وكان مشبهاً يشبه الرب بالمخلوق ويكذب في الحديث. وقال الفضل بن خالد المروزي: سمعت خارجة بن مصعب يقول: لم أستحل دم نصراني، ولو وجدت مقاتل بن سليمان في موضع لا يراني أحد لشققت بطنه. وسئل ابن المبارك عن مقاتل بن سليمان فقال: رحمه الله لقد ذكر لنا عنه عبادة. وعن إسحاق بن راهوية قال: أخرجت خراسان ثلاثة لم يكن لهم نظير في البدعة: جهم بن صفوان وعمر بن صبيح ومقاتل بن سليمان. وعن أبي حنيفة قال: أتانا من المشرق رأيان خبيثان: جهم معطل ومقاتل مشبه. 4 (منذر بن ثعلبة العبدي البصري.) 9... (9/642)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 643 عن عبد الله بن بريدة وعلباء بن أحمر ويزيد بن عبد الله بن الشخير. وعنه وكيع وأبو الوليد الطيالسي وأبو عمرو الحوضي. وثقه أحمد. 4 (منذر بن النعمان اليمني الأفطس.) عن وهب بن منبه وغيره. وهو مقل. روى عنه معتمر بن سليمان وهشام بن يوسف ومطرف بن مازن وعبد الرزاق. وثقه ابن معين. 4 (منصور بن سعد البصري اللؤلؤي.) عن ميمون بن سياه والفرزدق الشاعر وحماد بن أبي سليمان. وعنه عبد الرحمن بن مهدي وموسى بن إسماعيل وجماعة. 4 (المنهال بن خليفة، أبو قدامة العجلي الكوفي.) عن عطاء بن أبي رباح وسماك بن حرب وجماعة. وعنه وكيع وأبو أحمد الزبيري وعبد الله ابن رجاء. ضعفوه. وقال أبو داود: جائز الحديث. 9... (9/643)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 644 وقال ابن معين: ضعيف. 4 (موسى بن أيوب بن عامر الغافقي المصري الفقيه.) عن عمه إياس بن عامر وعكرمة وسهل بن رافع بن خديج. وأرسل عن عقبة ين عامر. وعنه الليث وابن المبارك وابن وهب والمقبري. وثقه ابن معين وهو مقل. قال يحيى بن بكير: هو أول من أحدث القياس بمصر. قيل: مات سنة ثلاث وخمسين ومائة. ومر 4 (موسى بن أيوب أبو الفيض، في طبقة أيوب) ) 4 (موسى بن ثروان. وقيل ابن سروان، العجلي البصري المعلم.) عن بديل بن ميسرة ومؤرق وأبي المتوكل الناجي. وعنه شعبة ووكيع والنضر بن شميل وعبد الصمد بن عبد الوارث وشاذ بن فياض. وثقه أبو داود. 4 (موسى بن داود، أبو حاتم البصري اللؤلؤي.) عن طاوس والحسن. 9... (9/644)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 645 وعنه ابن المبارك ومسلم وحيان بن هلال وأبو سلمة التبوذكي. وثقه ابن معين. وقال أبو حاتم: لا أعرفه. 4 (موسى بن دهقان المدني، ثم البصري.) عن أبي سعيد الخدري. ورأى ابن عمر وسمع منه أيضاً وعن أبان بن عثمان. وعنه وكيع وأبو غياث الدلال وعثمان بن عمر بن فارس. قال أبو حاتم: ليس بالقوي. 4 (موسى بن يسار الأزدي، ثم الدمشقي.) عن عطاء بن أبي رباح ومكحول ونافع وربيعة القصير. وعنه صدقة السمين ويحيى بن حمزة وابن المبارك وعقبة بن علقمة البيروتي. قال أبو حاتم: مستقيم الحديث. 4 (موسى بن يسار، أبو الطيب المكي.) عن عائشة بنت طلحة وعكرمة والقاسم. وعنه يحيى بن سعيد القطان وشبابة. قال أبو أحمد الحاكم في الكنى: ليس بالقوي عندهم، وهاه حفص 9... (9/645)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 646 بن غياث. وقال الفلاس: سمعت يحيى بن سعيد يقول: كنت عند شيخ بمكة أنا وحفص بن غياث فإذا شيخ جارية بن هرم يكتب عنه، فجعل حفص يضع له الحديث فيقول: أحدثك فلان بكذا فيقول: نعم، فلما فرغ ضرب حفص بيده إلى ألواح جارية فمحاها وقال: هكذا يكذب، فسأل يحيى عن الشيخ من هو، فامتنع ثم قال: هو موسى بن يسار. قلت: قد مر أبو الطيب موسى بن يسار وكذا سماه ابن أبي حاتم، وأظن هذا تصحف فقال الخطيب: موسى بن يسار أبو الطيب، مروزي نزل المدائن. عن عكرمة وعنه أبو معاوية وشبابة ونعيم بن ميسرة. قال ابن معين: موسى بن يسار، شيخ لشبابة ثقة. 4 (موسى بن يعقوب القرشي. الزمعي المدني.) عن عمر بن سعيد النوفلي وأبي حازم الأعرج وعبد الرحمن بن إسحاق. وعنه معن بن عيسى) وابن أبي فديك وسعيد بن أبي مريم. وثقه ابن معين. وقال أبو داود: صالح. وقال النسائي: ليس بالقوي. قال ابن سعد: مات في خلافة المنصور. 9... (9/646)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 647 4 (ميمون بن موسى المرئي البصري. ت ق.) عن الحسن وغيره. وعنه جماد بن مسعدة ومسلم بن إبراهيم وأبو الوليد وآخرون. قال النسائي: ليس بالقوي. وقال أحمد: كان يدلس. وقال الفلاس: صدوق لكنه ضعيف الحديث. 9... (9/647)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 648 4 (حرف النون.)

4 (ناصح المحلمي الكوفي. ت ق. الحائك.) عن سماك بن حرب وأبي إسحاق ويحيى بن أبي كثير. وعنه يحيى بن يعلى الأسلمي وعبد الله بن صالح العجلي وإسماعيل بن عمرو البجلي. قال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: ضعيف. 4 (نافع بن ثابت بن عبد الله بن الزبير الأسدي. أخو مصعب المذكور، ووالده عبد الله بن نافع) الزبيري. عن أبيه وسالم أبي النضر. وعنه ابنه وابن أبي الموالي وفضل بن سليمان. وهو صالح الحديث مقل. 9... (9/648)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 649 مات سنة خمس وخمسين ومائة. عن اثنتين وسبعين سنة. 4 (نصر بن طريف الباهلي، أبو جزى القصاب. بصري متروك.) عن قتادة وحماد بن أبي سليمان. وعنه مؤمل بن إسماعيل وعبد الغفار الحراني وغيرهما. 4 (نصر بن علي بن صهبان الجهضمي. بصري صدوق.) عن جده لأمه أشعث بن عبد الله الحداني والنضر بن شيبان. وعنه أبو داود وأبو نعيم وعبيد الله بن موسى. هو مقل. وهو جد نصر بن علي الجهضمي شيخ السنة. 4 (نصير بن أبي الأشعث الكوفي الكناسي.) عن حبيب بن أبي ثابت وسماك وعثمان بن عبد الله بن موهب وجماعة. وعنه أبو بكر بن عياش ويحيى بن عيسى الرملي ومسلم بن إبراهيم وأبو سلمة المنقري. وثقه أبو حاتم. لم يخرجوا له، واستشهد به البخاري. 4 (النضر بن حميد، أبو الجارود.) عن ثابت البناني وأبي إسحاق السبيعي وسعد الإسكاف. 9... (9/649)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 650 وعنه مهران بن أبي عمر وإسحاق بن سليمان الرازيان. قال أبو حاتم: متروك الحديث. وقال العقيلي: روى النضر بن حميد عن أبي) الجارود وثابت. ثم قال: فروى له حديثين منكرين أحدهما باطل. وقال البخاري: منكر الحديث. إسحاق بن سليمان الرازي: نا النضر بن حميد عن ثابت عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من شيء أطيب من ريح المؤمن، إن ريحه لتوجد بالآفاق، وريحه عمله وحسن الثناء عليه، وما من شيء أنتن من ريح الكافر، وإن ريحه لتوجد بالآفاق، وريحه عمله وسوئ الثناء عليه. النهاس بن قهم. د ت ق. أبو الخطاب القيسي البصري. عن أنس بن مالك وعطاء بن أبي رباح جماعة. وعنه وكيع وأبو عاصم ومعاذ بن معاذ وعثمان بن عمر وآخرون. ضعفه ابن معين وقال: كان قاضياً. ووهاه يحيى القطان. وقال النسائي: ضعيف. 4 (نوح بن أبي بلال المدني. ن. مولى معاوية.) 9... (9/650)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 651 عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب وعطاء بن يسار. وعنه الثوري وزيد بن الحباب وأبو بكر الحنفي عبد الكبير وعلي بن ثابت الجزري. قال أبو حاتم، وأحمد: ثقة. وقال أبو زرعة: لا بأس به. 4 (نوح بن ربيعة أبو مكين البصري. د ن ق.) عن عكرمة وأبي مجلز لا حق ونافع. وعنه يحيى القطان ووكيع وأبو أسامة وأبو داود وأبو عتاب الدلال. وثقه غير واحد. وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه. وقال ابن المديني: قلت ليحيى: أبو مكين قال: هو فوقه، يعني عمر بن الوليد الشني. وقال النسائي في الشني: ليس بالقوي. صفوان بن هبيرة عن أبي مكين عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً: إذا اشتهى مريض أحدكم شيئاً فليطعمه إياه. 9... (9/651)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 652 4 (حرف الهاء.)

4 (هارون بن إبراهيم الأهوازي البصري. ن.) عن جرير والفرزدق وابن سيرين وعطاء. وعنه ابن المبارك وعاصم النبيل وزيد بن الحباب وأبو داود والواقدي. قال أبو حاتم: لا بأس به. 4 (هارون بن أبي إبراهيم. ميمون بن أيمن البربري وهذا لقب له. ولم يكن بربرياً، وولاؤه) ) للغفار بن المغيرة بن شعبة. يروي عن عطاء وميمون بن مهران. وعنه عبد الله بن إدريس ووكيع وأبو نعيم وقبيصة وخلاد بن يحيى. وثقه أبو حاتم وغيره، لم يقع له شيء في الكتب. 4 (هارون بن هارون بن عبد الله الهدير التيمي. ق. أبو عبد الله المدني.) 9... (9/652)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 653 عن مجاهد والأعرج. وعنه ابن أبي فديك ومحمد بن شعيب بن شابور وعبد الصمد بن النعمان وعبد الله بن إبراهيم الغفاري. وهو أخو محرز بن هارون. ضعفه النسائي. وقال البخاري: ليس بذاك. 4 (هانئ بن أيوب الحنفي. ن.) عن طاوس ومحارب بن دثار. وعنه ابنه أيوب وحسين الجعفي وعبد الرحمن بن مهدي وعبيد الله بن موسى. صدوق. وقال ابن سعد: فيه ضعف. 4 (هشام بن سعد. م أبو عباد المدني الحساب. مولى قريش، ويقال له يتيم زيد بن أسلم.) روى عن عمرو بن شعيب وسعيد المقبري ونافع ونعيم المجمر والزهري وأكثر عن زيد. 9... (9/653)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 654 روى عنه ابن وهب ووكيع وابن أبي فديك والقعنسي وأبو عامر العقدي وخلق. قال أحمد بن حنبل: لم يكن بالحافظ. وقال ابن معين: ليس بمتروك. وقال النسائي: ضعيف، وقال مرة: ليس بالقوي. وقال أبو حاتم: هو وابن إسحاق عندي واحد. وقال أحمد: كان يحيى بن سعيد لا يروي عنه. وأما أبو داود فقال: هو ثقة وهو أثبت الناس في زيد بن أسلم. وقال ابن عدي هو مع ضعفه يكتب حديثه. قلت: استشهد به البخاري واحتج به مسلم. مات قريباً من سنة ستين ومائة. 4 (هشام الدستوائي. ع. هشام بن أبي عبد الله سنبر أبو بكر الربعي مولاهم البصري صاحب) البز الدستوائي. ودستواء قرية من عمل الأهواز. 9... (9/654)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 655 ولد في حياة الصحابة الصغار. وحمل عن قتادة ويحيى بن أبي كثير ومطر الوراق بن أبي سليمان وخلق سواهم. عنه عبد الرحمن بن مهدي وابن المبارك وابن أبي عدي وأزهر السمان وأبو داود ومسلم بن إبراهيم وأبو عمر الحوضي وعدد كثير. وكان من كبار الحفاظ. قال شعبة: ما من الناس أحد أقول إنه طلب الحديث يريد به الله غير هشام الدستوائي، وهو أعلم بقتادة مني وبحديثه. وقال أبو داود الطيالسي: كان هشام الدستوائي أمير المؤمنين في) الحديث. وقال عون بن عمارة: سمعت هشاماً الدستوائي يقول: والله ما أستطيع أن أقول إني ذهبت يوماً قط أطلب الحديث أريد به وجه الله عز وجل. قلت: هذا يقوله مع شهادة شعبة وما أدراك ما شعبة له بإخلاص النية. قال أحمد بن حنبل: ما نروي عن أثبت من هشام الدستوائي أما مثله فعسى. وقال شاذ بن فياض: بكى هشام الدستوائي حتى فسدت عينه. وعن هشام قال: إذا فقدت السراج ذكرت ظلمة القبر وعنه قال: عجبت للعالم كيف يضحك. قال هدبة بن خالد: حدثنا أمية، يعني أخاه، سمعت شعبة يقول: ما أقول إن أحداً يطلب الحديث يريد به وجه الله تعالى إلا هشام الدستوائي، وإن كان ليقول: ليتنا ننجو من الحديث كفافاً، لا لنا ولا علينا. 9... (9/655)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 656 قال يزيد بن زريع: كان أيوب يحث على الأخذ عن هشام الدستوائي. وقال شعبة: هشام بن أبي عبد الله أحفظ مني عن قتادة وأكثر مجالسةً له مني. وسئل ابن علية عن حفاظ البصرة فقال: هشام الدستوائي. وقال وكيع: كان ثبتاً. وكذا قال ابن المديني وزاد: هو أثبت أصحاب يحيى بن أبي كثير. قال أبو قطن عمرو بن الهيثم: ما رايت أحداً أكثر ذكراً للموت من هشام الدستوائي. وقال عبد الرحمن بن مهدي: سمعت هشاماً مرة يقول إذا حدث: من رجل حدث هذا الحديث قد أكل التراب لسانه. قال الكديمي: سمعت أبن نعيم يقول: قدمت البصرة فلم أر بها أفضل من هشام الدستوائي وحماد بن سلمة. قلت: مناقبه جمة، لكنه رمي بالقدر. قال محمد بن سعد: كان ثقة حجة، إلا أنه يرى القدر. وقال محمد بن عبد الله بن البرقي: قلت لابن معين: أرأيت من يرمى بالقدر يكتب حديثه قال: نعم قد كان قتادة وهشام الدستوائي وابن أبي عروبة وعبد الوارث بن سعيد وذكر جماعة يقولون بالقدر وهم ثقات لم يدعوا إلى شيء. توفي سنة ثلاث وخمسين ومائة، وقيل سنة أربع. وقال أحمد بن حنبل: نا عبد الصمد قال: مات هشام سنة اثنتين وخمسين 9... (9/656)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 657 ومائة، قال وكان بينه وبين قتادة في السن سبع سنين. 4 (هشام بن الغاز بن ربيعة الجرشي أبو العباس. وقيل أبو عبد الله وقيل أبو ربيعة الدمشقي.) عن أنس بن مالك إن كان لقيه وعن مكحول وعطاء بن أبي رباح وعمرو بن شعيب والزهري وعيادة بن نسي. وقرأ القرآن على يحيى بن الحارث الذماري. وعنه ابن المبارك وصدقة بن) خالد وعيسى بن يونس والوليد بن مسلم ووكيع وشبابة وأبو المغيرة ويحيى بن يمان وخلق. قال أحمد: صالح الحديث. وقال دحيم وغيره: ثقة. وقال ابن خراش: كان من خيار الناس. وروى عباس عن ابن معين: ليس به بأس. وعنه أبي مسهر قال: كان هشام بن الغاز على بيت المال للمنصور. مات سنة ست وخمسين ومائة. وقال ابن معين وغيره: مات سنة ثلاث وخمسين. 4 (همام بن نافع. ت. الحميري الصنعاني. والد عبد الرزاق.) 9... (9/657)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 658 عن عكرمة ووهب بن منبه وميناء بن أبي ميناء، وخاله قيس بن يزيد. وعنه ابنه، وقال: حج أبي همام أكثر من ستين حجة. وقال ابن معين: ثقة. وقال العقيلي: حديثه غير محفوظ. قلت: وهو قديم الوفاة. كان محمد بن عيسى بن الطباع يقول: سمعت عبد الرزاق يقول: قدم علينا معمر وقد مات أبي، فقال: لو أدركت أباك ما أردت أن يسند لي حديثاً. رواها الحلواني عنه. وفي النفس مع صحة سندها منها شيء فإن عبد الرزاق حدث أبيه ولقيه في حدود الخمسين ومائة قبلها أو بعدها، ومعمر فدخل اليمن قديماً في أيام همام بن منبه. قال محمد بن مصفى: نا بقية عن ابن المبارك عن همام بن نافع عن سالم عن ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رحم الله ابن رواحة كان أينما أدركته الصلاة أناخ. 4 (الهيثم بن رافع. ق. بصري.) عن أبي يحيى المكي وعطاء بن أبي رباح. وعنه زيد بن الحباب وأبو بكر الحنفي وموسى بن إسماعيل وآخرون. محله الصدق. وقال ابن معين وأبو داود: ثقة. وله حديث في الحكرة فيه نكارة. 9... (9/658)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 659 4 (حرف الواو.)

4 (واسط بن الحارث.) عن نافع العمري وعاصم وقتادة. وعنه يوسف بن حوشب وعبد الله بن خراش. له مناكير. 4 (واضح مولى حرملة المروزي.) عن عكرمة والضحاك وأبي عثمان الأنصاري وغيرهم. وعنه ابنه المحدث أبو نميلة يحيى بن واضح والفضل الشيباني وعلي بن الحسين بن واقد. ما علمت فيه ضعفاً بعد. 4 (الوليد بن جميل الفلسطيني.) ) عن مكحول والقاسم أبي عبد الرحمن. 9... (9/659)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 660 وعنه سلمة بن رجاء ويزيد بن هارون وأبو النضر هاشم. قال أبو داود: ليس به بأس. وقال أبو زرعة: لين الحديث. وقال أبو حاتم: روى أحاديث منكرة عن القاسم. 4 (الوليد بن دينار، أبو الفضل السعدي التياس، بصري.) عن الحسن. وعنه حماد بن زيد ووكيع وعمرو بن المسكين وموسى بن إسماعيل وآخرون. قال ابن معين: ضعيف. 4 (الوليد بن سليمان بن أبي السائب الدمشقي. ن ق. أبو العباس. مولى قريش.) عن عمر بن عبد العزيز ونافع ورجاء بن حيوة وبشر بن عببد الله وعبد الله بن عامر المقرئ والوليد بن مسلم وعمر بن عبد الواحد ومحمد بن حمير وأبو المغيرة وجماعة. وثقه دحيم وغيره. وقال الوليد بن مسلم: رأيته وأتاه الأوزاعي فسلم عليه فنهض، فعزم عليه الأوزاعي أن لا يفعل إجلالاً له. 9... (9/660)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 661 4 (الوليد بن عبد الله بن جميع الكوفي. م د ت.) عن أبي الطفيل وسعيد بن جبير وأبي سلمة بن عبد الرحمن. وعنه ابنه ثابت ويحيى القطان وأبو نعيم وزيد بن الحباب وأبو أحمد الزبيري وجماعة. وثقه أبو نعيم. وقال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال العقيلي: في حديثه اضطراب. وقال ابن حبان: فحش تفرده. 4 (الوليد بن عيسى، أبو وهب العامري.) عن الشعبي وسعيد بن جبير وأبي بردة وعكرمة. وعنه يحيى بن أبي زائدة، ووكيع وزيد بن الحباب وغيرهم. قال البخاري: فيه نظر. 4 (الوليد بن كثير المخزومي. ع. مولاهم المدني.) 9... (9/661)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 662 عن بشير بن يسار وسعيد بن أبي هند وإبراهيم بن عبد الله بن حنين ومحمد بن كعب القرظي وجماعة. وعنه إبراهيم بن سعد وابن عيينة وأبو أسامة والواقدي وآخرون. وكان إخبارياً عارفاً ثبتاً بالمعازي والسيرة. قال أبو داود: ثقة إلا أنه إباضي. وقال ابن عيينة: كان صدوقاً. وروى عباس عن ابن معين: ثقة. قلت: ويروي أيضاً عن المقبري والأعرج وعبيد الله بن عبد الله بن عمر وعمرو بن شعيب) ومحمد بن جعفر بن الزبير بن العوام ومحمد بن عباد بن جعفر ومحمد بن عمرو بن حلحلة ومحمد بن عمرو بن عطاء ومعبد ومحمد ابني كعب بن مالك. مات سنة إحدى وخمسين ومائة. 4 (وهيب بن الورد. م د ن ت. أبو أمية. ويقال أبو عثمان المكي العابد القدوة مولى بني مخزوم) واسمه عبد الوهاب. وهو أخو عبد الجبار بن الورد. 9... (9/662)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 663 يروي عن رجل عن عائشة وعن حميد بن قيس الأعرج وعمر بن محمد بن المنكدر. وعنه بشر بن منصور السليمي وابن المبارك وعبد الرازق ومحمد بن يزيد بن خنيس وإدريس ابن محمد الأودي. وقال إدريس: ما رأيت أعبد منه. وقال ابن المبارك: قيل لوهيب أيجد طعم العبادة من يعصي الله قال: لا ولا من يهم بالمعصية. وقال محمد بن يزيد الحنفي: سمعت سفيان الثوري إذا حدث في المسجد الحرام وفرغ قال: قوموا إلى الطبيب، يعني وهيباً. وقال وهيب: إذا استطعت أن لا يسبقك إلى الله أحد فافعل. قلت: هذا على سبيل المبالغة في الاجتهاد وإلا فقد سبق والله السابقون الأولون، فضلاً عن الأنبياء المستحيل سبقهم. وقال محمد بن يزيد: حلف وهيب أن لا يراه الله ولا أحد من خلقه ضاحكاً حتى يأتيه الملائكة عند الموت فيخبرونه بمنزلته. وكانوا يرون له الرؤيا أنه من أهل الجنة فإذا أخبر بها اشتد بكاؤه وقال: قد خشيت أن يكون هذا الشيطان. وقال: عجباً للعالم كيف تجيبه دواعي قلبه إلى الضحاك وقد علم أن له في القيامة روعات ووقفات وفزعات، ثم غشي عليه. قال أبو حاتم الرازي: كانت لوهيب أحاديث ومواعظ وزهد. وقال ابن معين: ثقة. وقال النسائي: ليس به بأس. 9... (9/663)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 664 وقال وهيب: قال عيسى عليه السلام: حد الفردوس وخوف جهنم يورثان الصبر على المشقة، ويبعدان العبد من راحة الدنيا. قال ابن خنيس: توفي سنة ثلاث وخمسين ومائة. 9... (9/664)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 665 4 (حرف الياء.)

4 (يحيى بن أيوب بن أبي زرعة. د ت. بن عمر بن جرير بن عبد الله البجلي الكوفي.) أخو جرير بن أيوب. روى عن جده والشعبي. وعنه ابن المبارك وأبو أسامة وأبو أحمد الزبيري والفريابي وعبد الله بن رجاء الغداني. قال ابن معين: ليس به بأس، وقال مرة: ضعيف.) 4 (يحيى بن دينار، أبو شيبة البصري.) عن عكرمة والحسن. وعنه موسى بن إسماعيل. 4 (يحيى بن زرارة بن كريم بن الحارث بن عمرو السهمي.) 9... (9/665)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 666 عن أبيه عن جده الحارث، وله صحبة. وعنه ابن المبارك وأبو الوليد موسى بن إسماعيل وعفان. 4 (يحيى بن أبي سليمان. ت د ن.) عن عطاء بن أبي رباح وسعيد المقبري. وعنه سعيد بن أبي أيوب وسعيد بن الحجاج ونافع بن يزيد وأبو سعيد مولى بني هاشم وأبو الوليد. قال أبو حاتم: ليس بالقوي. 4 (يحيى بن عبد الله بن سالم بن عبد الله بن عمر. م د ن. بن الخطاب العدوي العمري.) عن يزيد بن الهاد وهشام بن عروة. وعنه وهب بن مكي ومكي بن إبراهيم والمقبري. مات سنة ثلاث وخمسين ومائة. 4 (يحيى بن عبد الرحمن أبو شيبة. شامي مقل.) عن عمر بن عبد العزيز وحبان بن أبي جبلة. وعنه هشيم والوليد بن مسلم. 4 (يحيى بن عبد الرحمن أبو بسطام، التميمي.) 9... (9/666)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 667 عن الضحاك والزبير بن عدي. وعنه مروان بن معاوية وابن نمير ويعلى بن عبيد وجماعة. قال أبو حاتم: ليس بقوي. 4 (يحيى بن عبد العزيز الأردني. د. لا الأزدي. الشامي وقيل دمشقي.) عن عبادة بن نسي ويحيى بن أبي كثير وإسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر. روى عنه عمر بن يونس اليمامي وقال كان خيراً فاضلاً ويحيى بن حمزة والوليد بن مسلم. وهو والد تلميذ الشافعي أبي عبد الرحمن الأعمى المتكلم. وقيل جده. قال ابن معين: ما أعرفه. وقال أبو حاتم: ما بحديثه بأس. 4 (يحيى بن عمير المديني. ت. البزاز.) عن سعيد المقبري ونافع. وعنه معن بن عيسى القعنسي وخالد بن مخلد وإسماعيل بن أبي أويس. قال أبو حاتم: صالح الحديث. 4 (يحيى بن أبي العلاء موسى الباهلي البصري.) ) 9... (9/667)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 668 عن نافع. وعنه يحيى القطان وعبد الرحمن بن مهدي وأبو الوليد. وثق. 4 (يزيد بن أسيد السلمي.) متولي أرمينية في دولة مروان بن محمد ثم في دولة المنصور. وكان أمير غزوة دادقشة من ناحية بحر الخزر. دوخ في بلاد العدو، وكان شجاعاً مجاهداً ديناً خيراً رحمه الله. 4 (يزيد بن سنان. ت ق. أبو فروة التميمي. مولاهم الجزري الرهاوي. ولد سنة تسع وسبعين.) روى عن ميمون بن مهران والزهري وزيد بن أبي أنيسة وسليم بن عامر. وعنه ابنه محمد وأبو خالد الأحمر ووكيع وأبو أسامة. ضعفه ابن معين. وقال البخاري: مقارب الحديث. ومن مناكيره قال: سمعت بكير بن فيروز سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من خاف أدلج ومن أدلج دخل المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة. حدث أبو فروة بالكوفة. ومات سنة خمس وخمسين ومائة. 9... (9/668)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 669 4 (يزيد بن أبي صالح، أبو حبيب.) عن أنس. وعنه عيسى بن يونس ووكيع وأبو داود الطيالسي وثقه الطيالسي وقال: كان شعبة يأتيه. 4 (يزيد ين عبد الله الشيباني. ت ق. مولى الصهباء. كوفي.) عن شهر بن حوشب وطاوس والحسن البصري. وعنه وكيع وأبو نعيم وقبيصة وأحمد بن يونس. وثقه ابن معين. 4 (يزيد بن عياض بن جعدية الليثي. ت ق. مدني نزل البصرة.) عن الأعرج ونافع وسعيد المقبري. وعنه شبابة وعبد الصمد بن النعمان وعلي بن الجعد. قال البخاري: منكر الحديث. وقال أبو داود: متروك. 9... (9/669)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 670 4 (يعقوب بن عطاء بن أبي رباح المكي. ن.) عن أبيه وخاله عبد الله بن كيسان وصفية بنت شيبة وعمرو بن شعيب. وعنه شعبة وابن عيينة وعبد الرزاق وأبو عاصم وأبو سعد محمد بن ميسر الصغاني وجماعة. ضعفه أبو زرعة وغيره. وقال أبو حاتم: ليس بالمتين. قال ابنه يحيى: مات أبي سنة خمس وخمسين ومائة. 4 (يوسف بن إسحاق. بن أبي اسحاق ع. عمرو بن عبد الله السبيعي الكوفي.) ) عن أبيه وجده والشعبي ومحمد بن المنكدر. وعنه ابنه إبراهيم وابنا عمه إسرائيل بن يونس وأخوه عيسى وسفيان بن عيينة. قال ابن عيينة: لم يكن في ولد أبي إسحاق أحفظ منه، ومنهم من ينسبه إلى جده فيقول: يوسف بن أبي إسحاق. مات سنة سبع وخمسين ومائة. 4 (يوسف بن صهيب الكندي الكوفي. د ت ن.) 9... (9/670)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 671 عن الشعبي وعبد الله بن بريدة وحبيب بن يسار. وعنه يحيى القطان وعبيدة بن حميد وعبيد الله بن موسى وأبو نعيم ومحمد الفريابي وآخرون. وثقه ابن معين. 4 (يوسف بن عبد الله أبو شبيب بصري مقل.) سمع الحسن. وعنه أبو داود الطيالسي وعبد الصمد بن عبد الوارث. قال ابن معين: لا شيء. 4 (يوسف بن ميمون المخزومي. ق. مولاهم الكوفي.) عن الحسن وابن سيرين وعطاء بن أبي رباح وأبي الزبير. وعنه شعبة ووكيع وأبو نعيم وخلاد بن يحيى والنعمان بن عبد السلام الأصبهاني. قال البخاري وغيره: منكر الحديث جداً. 4 (يوسف بن يعقوب أبو عبد الله اليمني، الأنباري. قاضي صنعاء ومفتيها عن طاوس وعمر) ابن عبد العزيز. 9... (9/671)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 672 وعنه الثوري وهشام بن يوسف وعبد الرزاق ومحمد بن الحسن بن آتش. قال أبو حاتم: لا أعرفه. قلت: محله الصدق. 4 (يونس بن أبي إسحاق. م. السبيعي الهمداني الكوفي.) والد إسرائيل وعيسى. روى عن أنس بن مالك وناجية بن كعب ومجاعد والشعبي وأبي بردة وأبي بكر ابني أبي موسى الأشعري وأبيه عمرو بن عبد الله وهلال بن حبان وجماعة. وعنه ابنه عيسى وابن المبارك ويحيى القطان وابن مهدي ووكيع ويحيى بن آدم وقبيصة والفريابي وعلي بن محمد المدائني، وخلق كثير. كان من علماء الكوفة وهو بيت علم وحديث. قال ابن مهدي: لم يكن به بأس. وقال أبو حاتم: لا يحتج به. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال بندار: قال سالم بن قتيبة: قدمت من الكوفة فقال لي شعبة: من لقيت قلت: لقيت فلاناً وفلاناً، ولقيت يونس بن أبي إسحاق، قال: ما حدثك فأخبرته، فسكت ساعة، وقلت له: قال: نا بكر بن ماعز، 9... (9/672)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 673 قال: فلم يقل لك: ثنا ابن مسعود وقال يحيى القطان: كانت فيه غفلة. وقال أحمد: حديثه مضطرب. قالوا: توفي سنة تسع وخمسين.) 4 (يونس بن الحارث الثقفي الطائفي.) نزل الكوفة وحدث عن أبي بردة والشعبي وإبراهيم بن أبي ميمونة. وعنه أبو نعيم وأبو عاصم وبكر بن بكار والفريابي وجماعة. قال أبو حاتم: ليس بقوي. وضعفه أحمد وغيره. 4 (يونس بن عبد الله الجرمي.) عن دينار الحجار وعمارة بن ربيعة ويونس بن خباب. وعنه شعبة والثوري ومندل بن علي وابن عيينة ويعلى بن عبيد وغيرهم. وثقه أحمد وابن معين. ولم يخرج له أصحاب الكتب شيئاً. 4 (يونس بن نافع أبو غانم المروزي، القاضي. 9... (9/673)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 674 ) قال ابن المبارك: أول من اختلف إليه أبو غانم. قلت: روى عن عمر بن دينار وأبي الزبير وكثير بن زيد. وعنه أبو تميلة يحيى بن واضح وابن المبارك ومعاذ بن أسد وعتبة بن عبد الله المروزيون. قال ابن حبان: توفي سنة تسع وخمسين ومائة. 4 (يونس بن يزيد بن أبي النجاد الإيلي. ع. أبو يزيد. مولى معاوية بن أبي سفيان الأموي.) عن عكرمة والقاسم وسالم ونافع والزهري وطائفة. وعنه جرير بن حازم والليث وابن وهب وأبو صفوان عبد الله بن سعيد الأموي وعثمان بن عمر بن فارس وابن أخيه عنبسة بن خالد الإيلي وجماعة. قال أحمد بن صالح: نحن لا نقدم في الزهري على يونس أحداً، وكان الزهري إذا نزل إيلة نزل على يونس بن يزيد ثم يزامله إلى المدينة. وثقه أحمد بن حنبل وغيره. قال أبو سعيد بن يونس: مات سنة اثنتين وخمسين ومائة. وقال البخاري: مات سنة تسع وخمسين. 9... (9/674)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 675 4 (الكنى.)

4 (أبو أيوب المورياني.) وزير المنصور. اسمه سليمان بن أبي سليمان الخوزي. تمكن من المنصور وغلب عليه وكان قبل يكتب لسليمان بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة. وكان المنصور ينوب عن سليمان هذا في بعض كور فارس. حكاه ابن خلكان، قال: فصادره وضربه فلما استخلف المنصور قتل سليمان، وكان سليمان عند ضرب المنصور قد عزم على هتكه فخلصه منه أبو أيوب المورياني، فاعتدها له المنصور واستوزره، ثم إنه فسدت نيته فيه ونسب إلى أخذ الأموال،) وهم به، فطال الأمر وتمادى. وكان كلما دخل عليه ظن أنه سيوقع به، فقيل: إنه كان معه شيء من الدهن قد عمل فيه سحر فكان يدهن به حاجبيه كلما دخل، فسار في أفواه العامة: دهن أبي أيوب. ثم إنه أوقع به وعذبه وأخذ أمواله وكانت عظيمة. مات في سنة أربع وخمسين ومائة. 9... (9/675)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 676 4 (أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني. د ت ق. الحمصي المحدث العابد شيخ أهل) حمص. روى عن خالد بن معدان وراشد بن سعد وبلال بن أبي الدرداء ومكحول وأبي راشد الحبراني وجماعة. وعنه ابن المبارك وإسماعيل بن عياش وبقية وأبو اليمان وأبو المغيرة وآخرون. ضعفه أحمد وغيره لكثرة غلطه. واسمه كنيته. قال ابن حبان: هو رديء الحفظ وهو عندي ساقط الاحتجاج به إذا انفرد. وقال بقية: قال لنا رجل في قرية أبي بكر، وهي قرية كثيرة الزيتون: ما في هذه القرية من شجرة إلا وقد قام أبو بكر إليها ليلته جميعاً. وقيل: كان في خدي أبي بكر أثر من الدموع. وقال أبو إسحاق الجوزجاني: هو متماسك. وقال ابن عدي: أحاديثه صالحة ولا يحتج به. وقال يزيد بن هارون: كان من العباد المجتهدين. وقال يزيد بن عبد ربه: توفي سنة ست وخمسين ومائة. 4 (أبو بكر الهذلي. ق. اسمه سلمى بن عبد الله بن سلمى البصري.) كان في صحابة المنصور وكان أخبارياً علامة. 9... (9/676)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 677 روى عن الحسن ومحمد ومعاذة العدوية وعكرمة والشعبي وغيرهم. وعنه ابن المبارك وشبابة بن سوار ومسلم بن إبراهيم وموسى بن إسماعيل لقيه بمكة وجماعة. لم يرضه يحيى القطان. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال أحمد: ضعيف. وقال البخاري: ليس بالحافظ عندهم. وأما غندر فقال: كذاب. يقال: مات سنة ست وستين، فيؤخر. 4 (أبو البشر هشيم الحمصي المقرء. قيل اسمه عمران بن عثمان الزبيدي وقيل الحضرمي.) روى حروف القراءة عن يزيد بن قطيب السكوني وسمع من خالد بن معدان. روى عنه شريح بن يزيد الحمصي. قراءته شاذة وإسناده مظلم. 4 (أبو جعفر الرازي، من كبار العلماء بالري. اسمه عيسى بن ماهان، 9... (9/677)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 678 يقال ولد بالبصرة وكان) ) متجره إلى الري. روى عن عطاء بن أبي رباح وعمرو بن دينار وقتادة والربيع بن أنس وجماعة. وعنه ابنه عبد الله والخريبي وأبو نعيم وعبيد الله بن موسى وأبو أحمد الزبيري ويحيى بن أبي بكير وخلف بن الوليد وعلي بن الجعد وآخرون. قال يحيى بن معين: ثقة. وقال أبو حاتم: ثقة صدوق. وقال أحمد بن حنبل والنسائي: ليس بالقوي. وقال الجوزجاني: كان ينفرد بالمناكير عن المشاهير، ثم ساق من طريق سلمة الأبرش عن أبي جعفر الرازي عن قتادة عن حسن عن الأحنف عن العباس مرفوعاً: لو دليتم بحبل إلى الأرض السابعة الحديث. قال ابن المديني: أبو جعفر عيسى بن أبي عيسى الرازي ثقة، وكان يخلط، وقال مرة يكتب حديثه إلا أنه يخطئ. وقال أبو زرعة: يهم كثيراً. وروى حنبل عن أحمد: صالح الحديث. وروى عبد الله بن علي بن المديني عن أبيه قال: هو نحو موسى بن عبيدة. وروى محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن علي قال: كان عندنا ثقة. وقال ابن عمار: ثقة. وقال عمرو بن علي: فيه ضعف سيئ الحفظ. 9... (9/678)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 679 وقال الساجي: صدوق ليس بمتقن. قال عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي: سمعته يقول: لم أكتب عن الزهري لأنه كان يخضب بالسواد، قال عبد الرحمن: فابتلي أبو جعفر حتى لبس السواد وزامل المهدي. قلت: وبلغنا أنه كان مزاملاً للمهدي إلى مكة. 4 (أبو جناب الحطاب سيأتي.) وقيل إنه مات سنة ستسن ومائة. 4 (أبو حرة البصري. م ن. واصل بن عبد الرحمن.) عن الحسن وابن سيرين وبكر المزني. وعنه بشر بن منصور وبكر وعبد الرحمن بن مهدي وأبو داود وأبو عمر الحوضي وغيرهم. قال أبو قطن: سألت شعبة عنه فقال: هو أصدق الناس. وقال أبو داود الطيالسي: كان أبو حرة يختم كل ليلتين. وقال النسائي: ليس به بأس، وروي أن رجلاً سأل شعبة عن حديث فقال: تسألني عن الحديث وقد مات سيد الناس أبو حرة. قال الفلاس: مات سنة اثنتين وخمسين ومائة. 4 (أبو حمزة الصيرفي. د ق. صاحب الحلي. هو سوار بن داود المزني البصري.) 9... (9/679)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 680 عن عطاء بن أبي رباح وعمرو بن شعيب وجماعة. وعنه إسماعيل بن علية ومحمد بن بكر) البرساني ووكيع وقرة بن حبيب ومسلم بن إبراهيم. وثقه يحيى بن معين. وسماه وكيع: داود بن سوار. ولينه العقيلي وغيره. ولم يترك. 4 (أبو خزيمة العبدي. ق. بصري مختلف في اسمه.) عن طاوس والحسن وأنس بن سيرين. وعنه عبد الرحمن بن مهدي وحبان بن هلال ومسلم ابن إبراهيم والحوضي. وقال أبو حاتم: لا بأس به. 4 (أبو خلدة السعدي، خالد بن دينار البصري الخياط.) عن أنس بن مالك وأبي العالية الرياحي وابن سيرين. وعنه ابن المبارك وحرمي بن عمارة وعبد الرحمن بن مهدي وأبو نعيم ومسلم بن إبراهيم وغيرهم. وثقه النسائي. 4 (أبو الرحال الأنصاري البصري. ت. اسمه محمد بن خالد وقيل خالد بن محمد.) 9... (9/680)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 681 عن أنس وأبي رجاء العطاردي والحسن. وعنه يحيى القطان وأبو نعيم ومكي بن إبراهيم ويزيد بن رومان والنضر بن شميل. قال أبو حاتم وأبو زرعة: منكر الحديث. 4 (أبو الرحال الطائي الكوفي، عقبة بن عبيد.) عن أنس بن مالك فيما قيل وعن بشير بن يسار. وعنه يحيى القطان وعيسى بن يونس وعقبة ابن خالد السكوني وحفص بن غياث. يقال: لا بأس به، وقد ضعف. 4 (أبو سفيان بن العلاء المازني. أخو أبي عمرو بن العلاء.) روى عن الحسن وابن أبي عتيق التيمي. وعنه شعبة وابن علية. قديم الموت. 4 (أبو السماك العدوي المقرئ. صاحب النحو. هو قعنب. مر ذكره.)

4 (أبو سنان الكوفي. نزيل الري. سعيد بن سنان.) 9... (9/681)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 682 4 (أبو طيبة. هو عيسى بن سليمان بن دينار الدرامي، والد أحمد بن أبي ظبية الجرجاني.) كان من زهاد العلماء مع الأموال والثروة. روى عن الأعمش وكرز بن وبرة وجعفر بن معبد. وعنه ابناه أحمد وعبد الواسع وسعد بن سعيد وغيرهم. مات سنة ثلاث وخمسين ومائة. قال البخاري. وقال الحاكم: سمع من عطاء بن أبي رباح وغيره، وحدث عنه أيضاً ولده يوسف، ورد علينا بنيسابور في حبس يزيد بن المهلب. ضعفه يحيى بن معين. 4 (أبو طلق. هو عدي، ويقال علي بن حنظلة العابدي القرشي.) عن إبراهيم التيمي وشراحيل بن القعقاع. وعنه الثوري وشرقي بن قطامي وعيسى بن يونس) وغيرهم. 4 (أبو عقيل الدورقي. خ م. بشير بن عقبة. بصري ثقة.) عن مجاهد وأبي نضرة والحسن وأبي المتوكل الناجي. وعنه يحيى القطان وعبد الرحمن بن مهدي وأبو الوليد ومسلم بن إبراهيم. 9... (9/682)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 683 وثقه أحمد وابن معين. 4 (أبو العلانية.) عن عبد الله بن أبي أوفى، اسمه محمد بن أعين المرئي. بصري حسن الحال. حدث عنه يحيي القطان وابن مهدي وطالوت بن عباد وآخرون. 4 (أبو عمرو بن العلاء بن عمار بن العريان التميمي المازني المقرئ النحوي صاحب القراءة.) وأمه من بني حنيفة، اسمه زبان وقيل العريان، وقيل غير ذلك. قرأ القرآن على سعيد بن جبير ومجاهد، وقيل إنه قرأ على أبي العالية الرياحي. وقرأ على جماعة سواهم. مولده سنة سبعين. وحدث عن أنس بن مالك وأبي صالح السمان وعطاء بن أبي رباح ومجاهد وأبي رجاء العطاردي ونافع والزهري وطائفة سواهم. قرأ عليه يحيى بن المبارك اليزيدي والعباس بن الفضل الأنصاري قاضي 9... (9/683)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 684 الموصل وحسين الجعفي ومعاذ بن معاذ والأصمعي ويونس بن حبيب النحوي وسلام الطويل ومحبوب بن الحسين وعلي بن نصر بن علي وهارون بن موسى وسهل بن يوسف وعبد الوارث بن سعيد بن أوس الأنصاري وشجاع البلخي وآخرون. وحدث عنه شعبة وشبابة ويعلى بن عبيد وأبو عبيدة والأصمعي وحماد بن زيد وأبو أسامة وجماعة. وكان رأساً في العلم في أيام البصري. قال أبو عبيدة: كان أبو عمر أعلم الناس بالقراءات والعربية والشعر وأيام العرب، وكانت دفاتره ملئ بيت إلى السقف، ثم تنسك فأحرقها، وكان من أشرف العرب ووجوهها، مدحه الفرزدق وغيره. وقال ابن معين: ثقة. وقال أبو حاتم الرازي: ليس به بأس. وقال أبو عمر الشيباني: ما رأينا مثل أبي عمر بن العلاء. وروى أبو العيناء عن الأصمعي قال: قال لي أبو عمر: لو تهيأ أن أفرغ ما في صدري من العلم في صدرك لفعلت، لقد حفظت في علم القراءات أشياء لو كتبت ما قدر الأعمش على حفظها، لولا أنه ليس لي أن أقرأ إلا بما قرئ لقرأت بحرف كذا وكذا، وذكر حروفاً. وروى نصر بن علي عن أبيه عن شعبة قال: أنظر ما يقرأ به أبو عمرو مما يختاره فأكتبه فإنه سيصير للناس إسناداً. 9... (9/684)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 685 وقال إبراهيم الحربي وغيره:) كان أبو عمر من أهل السنة. وقال أبو محمد اليزيدي ومحمد بن حفص: تكلم عمرو بن عبيد في الوعيد سنة فقال أبو عمرو: إنك لألكن الفهم إذا صيرت الوعيد الذي في أعظم شيء مثله في أصغر شيء فأعلم أن النهي عن الصغير والكبير ليسا سواء، وإنما نهى الله عنهما ليتم حجته على خلقه ولئلا يعدل عن أمره ووراء وعيده عفوه وكرمه، ثم أنشد: (لا يرهب ابن العم ما عشت صولتي .......... ولا اختتى من صولة المتهدد.)

(وإني وإن أوعدته أو وعدته .......... لمخلف إيعادي ومنجز موعدي.) فقال له عمرو بن عبيد: صدقت إن العرب تمتدح بالوعد دون الوعيد وقد تمتدح بهما، ألم تسمع إلى قول الشاعر: (لا تخلف الوعد ولا .......... تبيت من ثأره، على فوت.) فقد وافق هذا قوله تعالى: ونادى أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعد ربنا حقاً فهل وجدتم ما وعد ربكم حقاً قالوا نعم قال أبو عمرو: قد وافق الأول أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحديث يفسر القرآن. قال الأصمعي: قال لي أبو عمرو: كن على حذر من الكريم إذا أهنته ومن اللئيم إذا أكرمته، ومن العاقل إذا أحرجته ومن الأحمق إذا مازحته، 9... (9/685)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 686 ومن العاجز إذا عاشرته، وليس من الأدب أن تجيب من لا يسأل، أو تسأل من لا يجيبك، أو تحدث من لا ينصت لك. قال الأصمعي: سألت أبا عمر ما اسمك قال: زبان. وعن الأصمعي بإسناد آخر قال: أبو عمر لا اسم له. وأما اليزيدي فعنه روايتان إحداهما: اسم أبي عمرو العريان والأخرى أن اسمه يحيى. وقال الأصمعي: سمعت أبا عمرو يقول: كنت رأساً والحسن حي. قال أبو عمرو الداني: نا محمد بن أحمد نا ابن دريد نا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال: قال أبو عمرو بن العلاء: أنا زدت هذا البيت في قصيدة الأعمش وأستغفر الله منه: (وأنكرتني وما كان الذي نكرت .......... من الحوادث إلا الشيب والصلعا.) قال الأصمعي: كنت إذا سمعت أبا عمرو ويتكلم ظننته لا يعرف شيئاً، كان يتكلم كلاماً سهلاً. وقال اليزيدي: سمعت أبا عمر يقول: سمع سعيد بن جبير قراءتي، فقال: الزم قراءتك هذه. وقال الأصمعي: كان لأبي عمرو كل يوم يشتري بفلسين كوز وريحان، فإذا أمسى تصدق بالكوز، وقال للجارية: جففيه ودقيه في الأشنان.) 9... (9/686)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 687 قال أبو عبيد: حدثني عدة أن أبا عمرو قرأ على مجاهد، وزاد بعضهم وعلى سعيد بن جبير. قال خليفة بن خياط: مات أبو عمرو وأبو سفيان ابنا العلاء سنة سبع وخمسين ومائة. قال الأصمعي: عاش أبو عمرو ستاً وثمانين سنة. وقال غير واحد: مات أبو عمر سنة أربع وخمسين ومائة. قلت: وكان أبو عمرو قليل الرواية للحديث، وهو حجة في القراءة صدوق، وفي العربية، وقد استوفيت أخباره في طبقات القراء. 4 (أبو العميس في الطبقة الماضية.)

4 (أبو الغصن هو دجين بن ثابت. مر.)

4 (أبو الغصن الغفاري هو ثابت بن قيس. سيأتي.)

4 (أبو كعب صاحب الحرير. ت. ثقة بصري اسمه عبد ربه بن عبيد.) عن شهر بن حوشب والحسن ومحمد بن سيرين. وعنه يحيى القطان وأبو داود الطيالسي ومسلم بن إبراهيم وأبو عاصم. وثقه جماعة. 9... (9/687)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 688 4 (أبو مالك النخعي. ق. قيل اسمه عبد الملك وقيل عبادة بن حسين.) عن سلمة بن كهيل وعلي بن الأقمر وعاصم بن كليب وجماعة. وعنه يزيد بن هارون ويحيى بن أبي بكير وآدم بن أبي إياس وعلي بن الجعد وأبو النضر ووكيع. ضعفه أبو زرعة وأبو داود. قال البخاري: ليس بالقوي عندهم. 4 (أبو المنيب العتكي المروزي السنحي. د ن ق. عبيد الله بن عبد الله.) رأى أنس بن مالك وسمع سعيد بن جبير وعكرمة وطائفة. وعنه الفضل بن موسى الشيباني وزيد بن الحباب وعبدان بن عثمان وعلي بن الحسن بن شقيق. وثقه ابن معين. 4 (أبو المليح الفارسي الخراط. ن ق. مدني صدوق. يقال اسمه صبيح ويقال حميد.) له عن أبي صالح الخوزي. وعنه حاتم بن إسماعيل ووكيع وأبو عاصم وعبد الله بن نافع الصائغ وجماعة. 9... (9/688)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 689 وثقه ابن معين. له عن الخوزي عن أبي هريرة من لا يسأل الله يغضب عليه. 4 (أبو نعامة العدوي. م ق. عمرو بن عيسى بن سويد. بصري صدوق.) عن حفصة بنت سيرين وخالد بن عمير وجماعة. وعنه روح بن عبادة وأبو عاصم والنضر بن شميل وصفوان بن عيسى. وثقه ابن معين وغيره. وقال أحمد: ثقة، إلا أنه اختلط قبل موته.) 4 (أبو اليسع الكوفي.) عن علقمة بن مرثد وقيس بن مسلم وعمرو بن مرة. روى عنه عثمان بن مقسم البري ويحيى بن عيسى الرملي وأبو أسامة وغيرهم. وكان ضريراً. لا يعرف اسمه. آخر الطبقة السادسة عشرة ولله الحمد. (9/689)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 5 5 (الطبقة السابعة عشرة)

1 (الأحداث من سنة إلى)

4 (حوادث سنة إحدى وستّين ومائة) وما جرى فيها من كبار الحوادث وفيها توفي: أرطأة بن الحارث التميميّ، وإسرائيل بن يونس، وحرب بن شدّاد أبو الخطّاب، ورجاء بن أبي سلمة بالرَّملة، وزائدة بن قدامة، في أوّلها، وسالم بن أبي المهاجر الرَّقيّ، وسعيد بن أبي أيوب المصريّ، وسفيان بن شعبة الثَّوريّ، وعبد الحكم بن أعين المصري، ونصر بن مالك الخزاعيّ الأمير، ويزيد بن إبراهيم التُّستريّ. 4 (ظهور عطاء المقنَّع) وفيها ظهور عطاء المقنَّع لعنه الله بأعمال مرو، وكان يقول بتناسخ الأرواح، حتّى عاد الأمر إليه، واستغوى خلقاً عظيمةً، وتوثّب على بعض ما وراء النهر، فانتدب لحربه أمير خراسان معاذ بن مسلم، والأمير جبريل بن يحيى، وليث مولى المهديّ، وسعيد الحرشي، فجمع المقنّع الأقوات، وتحصّن للحصار بقلعة من أعمال كشّ. (10/5)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 6 4 (ظفر نصر بن الأشعث بابن مروان الحمار) وفيها ظفر نصر بن الأشعث الخزاعيّ بعبد الله بن الخليفة مروان الحمار المكنَّى بأبي الحكم، وهو أخو عبيد الله، وكان ولي عهد مروان، فلما قتل بديار مصر هربا إلى الحبشة، فقتل عبيد الله، ونجا هذا، فلم يزل مختفياً إلى الساعة، فأتى المهديّ، فجلس مجلساً عامّاً، فقال: من يعرف هذا فقام عبد العزيز العقيليّ إلى جنبه، ثم قال له: أبو الحكم قال: نعم، قال: كيف كنت بعدي ثم التفت إلى أمير المؤمنين فقال: هذا هو عبد الله بن مروان، فسجنه المهديّ. ثم احتيل) على عبد الله فادّعى عمرو بن سهل الأشعري أن عبد الله قتل أباه، وقدمه إلى مجلس عافية القاضي، فتوجّه عليه الحكم، وأن يقاد به وقامت البيَّنة، فجاء عبد العزيز العقيلي فتخطّى رقاب الناس حتى صار إليه فقال: يزعم هذا أنه قتل أباه، كذب والله، ما قتل أباه غيري، أنا قتلته بأمر الخليفة مروان. فلم يتعرّض المهديّ لعبد العزيز لكونه قتل المذكور بأمر مروان. 4 (تجيش الروم على المسلمين) وفيها جاشت الروم لعنهم الله فبيَّتوا عسكر المسلمين، وقتلوا خلقاً. (10/6)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 7 عمارة المهديّ طريق مكة وفيها أمر المهديّ بعمارة طريق مكة وبنى بها قصوراً، وأوسع من القصور التي أنشأها عمُّه السَّفاح، وعمل البرك، وجدّد للأميال، ودام العمل في ذلك حتى تم عشر سنين، وأمر بترك المقاصير الّتي في جوامع الإسلام، وقصّر المنابر وصيّرها على مقدار منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم. 4 (نكبة الوزير أبي عبيد الله) وفيها انحطت رتبة الوزير أبي عبيد الله، فإنّه لما رأى غلبة الموالي على المهديّ نظر إلى أربعة من أهل العلم فصيّرهم من جلساء المهديّ، ثم إنّ أبا عبيد الله الوزير كلّم المهديّ في أمر، فعرض له رجل من هؤلاء الأربعة في ذلك الأمر، فسكت الوزير، ثم خرج فأمر بإبعاده عن المهديّ. وكان أبو عبيد الله ذا تيهٍ وكبرٍ بحيث أنه لما قدم الربيع الحاجب من الحجّ جاءه مسلماً، فلم ينهض أبو عبيد الله له، فتألم ولم يزل يعمل عليه، إلا أنّ أبا عبيد الله كان حاذقاً بالتصرُّف، كافياً، ناصحاً لمخدومه، عفيفاً، ويرمى بالقدر. ثم إنّ الربيع سعى في ابن للوزير، واتَّهمه ببعض خطايا المهديّ إلى أن استحكمت التُّهمة عند المهديّ، فقال له: يا محمد، إقرأ، فذهب ليقرأ، فاستعجم عليه القرآن، فقال لأبي عبيد الله: يا معاوية ألم تزعم أنّه قد جمع القرآن قال: بلى، ولكنّه نسي. قال: فقم فاقتله، فذهب الوزير ليقوم فسقط من قامته، فقال عبّاس عمّ المهديّ: إن رأيت يا أمير المؤمنين أن تعفيه، (10/7)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 8 ففعل، وأمر فضربت عنق الولد.) قال: واتهمه المهديّ في نفسه، فقال الربيع: قتلت ابنه فلا ينبغي أن تثق به، فاستوحش المهديّ منه. 4 (استعمال القضاة) وفيها استعمل المهديّ على القضاء عافية بن يزيد فكان هو وابن علاثة يحكمان بالرّصافة، وكان القاضي بالشرقيّة عمر بن حبيب العدويّ. 4 (استعمال العمّال) وعزل عن الجزيرة الفضل بن صالح العبّاسيّ بعمّ المنصور عبد الصّمد بن عليّ. واستعمل على مصر عيسى بن لقمان، وعلى اذربيجان بسطام بن عمرو التَّغلبيّ. 4 (وزارة يحيى بن خالد بن برمك) وفيها جعل مع الأمير هارون بن المهديّ وزيراً له، وهو يحيى بن خالد بن برمك. (10/8)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 9 4 (الحج هذا الموسمبن المهديّبالنّاس موسى.) وحج بن المهديّ بالنّاس موسى. (10/9)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 10 4 (احداث سنة اثنتين وستّين ومائة) فيها توفّي: إبراهيم بن أدهم الزّاهد، وإبراهيم بن نشيط المصريّ، في قول، وخالد بن أبي بكر العمريّ المدنيّ، وداود بن نصر الطّائيّ، وزهير بن محمد التّميميّ المروزيّ، وإسرائيل بن يونس بخلاف، وعبد الله بن محمد بن أبي يحيى المدنّي سحبل، ويزيد بن إبراهيم التُّستريّ، بخلاف، ويعقوب بن محمد بن طحلاء المدنيّ، وأبو بكر بن سبرة القاضي، وأبو الأشهب العطارديّ، واسمه جعفر.) 4 (مقتل عبد السلام اليشكري) وفيها كان مقتل عبد السلام بن هاشم اليشكريّ الذي خرج بحلب وبالجزيرة، وكثرت جموعه، وهزم الجيوش إلى أن انتدب لحربه شبيب بن واج، فسار في ألف فارس من الأبطال وأعطوا ألف ألف درهم، ففرّ منهم (10/10)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 11 اليشكريّ إلى حلب، فلحقه بها شبيب فقتله. 4 (إجراء الأموال على المجذومين) وفهبا أجرى المهديّ على المجذومين وأهل السُّجون بممالكه ما يكفيهم. 4 (وصول الروم إلى الحدث) وفيها وصلت الروم إلى الحدث فهدموا سورها. 4 (غزوة الحسن بن قحطبة في الروم) فغزا الناس غزوةً لم يسمع بمثلها، سار الحسن بن قحطبة في ثمانين ألف مقاتل سوى المطَّوَّعة، فأغار على ممالك الروم وخرّب وأحرق، ولم يلق بأساً. 4 (غزوة قاليقلا) وغزا يزيد السُّلميّ من ناحية باب قليقلا، وافتتح ثلاثة حصون، وقدم بالسَّبي. (10/11)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 12 4 (ولاية اليمن) وفيها ولّي اليمن عبد الله بن سليمان. 4 (ولاية مصر) وولي إقليم مصر واضح مولى المهديّ، ثم عزله بعد أشهر بيحيى الحرشيّ. 4 (ظهور المحمِّرة) وفيها ظهرت المحمِّرة بجرجان ورأسهم عبد القهّار، فغلبوا على جرجان، وقتلوا وأفسدوا، فسار لحربه من طبرستان عمر بن العلاء، فقتل عبد القهّار ورؤوس أصحابه. (10/12)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 13 4 (احداث سنة ثلاث وستّين ومائة) فيها مات: إبراهيم بن طهمان الخراسانيّ، وأرطأة بن المنذر الحمصيّ، وبكير بن معروف المفسّر قاضي نيسابور،) وحريز بن عثمان محدّث حمص، وحسام بن مصكّ الأزديّ، وسلمة بن العيَّار الدّمشقيّ، وسليمان بن كثير العبديّ، وشعيث بن أبي جمرة الحمصيّ، بخلاف، وعثمان بن الحكم الجذاميّ المصريّ، وعبد الرحيم بن خالد الفقيه، والأمير عيسى بن عليّ عمّ المنصور، وكثير بن عبد الله بن عوف المدنيّ، وموسى بن سلمة المصريّ، وموسى بن عليّ بن رباح اللّخميّ، وهمَّام بن يحيى العوذيّ في رمضان، ويحيى بن أيّوب الغافقيّ المصريّ. (10/13)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 14 4 (مقتل المقنّع) وفيها ألح سعيد الحرشيّ في حصار اللّعين عطاء المقنَّع، فلما أحسَّ بالهلاك مصَّ سمّاً وسقى نساءه فتلفوا، وستأتي ترجمته، ودخل العسكر حصنه فقطعوا رأسه. ثم بعثوا به إلى المهديّ، فوافاه وهو بحلب يجهّز البعوث لغزو الروم، وكانت غزوة عظمى أمّر عليها ولده هارون، وضمّ غليه الربيع الحاجب، وموسى بن عيسى بن موسى، والحسن بن قحطبة، وفتح المسلمون فتحاً كبيراً. 4 (ولاية الجزيرة) وفيها عزل عبد الصمد عن الجزيرة بزفر بن عاصم الهلاليّ. 4 (قتل الزنادقة)

4 (وفيها قتل المهديّ بحلب جماعة من الزَّنادقة) وصلبهم، وأحضر كتبهم فقطعت، وسار المهديّ مشيِّعاً لجيوشه حتّى بلغ الدَّرب، ثم زار بيت المقدس.) (10/14)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 15 4 (ولاية هارون) واستعمل على المغرب كلّه وعلى أزربيجان وأرمينية ابنه هارون. 4 (ولاية خراسان) وعزل معاذ بن مسلم عن خراسان بالمسيّب بن زهير. واستعمل على طبرستان والرُّويان عمر بن العلاء. 4 (الحج هذا الموسم بالناس عليّ بن المهديّ) (10/15)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 16 4 (احداث سنة أربع وستّين ومائة) فيها مات: إسحاق بن يحيى بن طلحة التَّميميّ، وخزرج بن صالح المصريّ، وزياد بن حبيب الحضرميّ بمصر، وسلام بن مسكين، في قول، وسلام بن أبي مطيع، في قول، وعبد الله بن زيد بن اسلم العدويّ، وعبد الله بن شعيب بن الحبحاب، وعبد الله بن العلاء بن زيد، وعبد الرحمن بن عيسى بن وردان، وعبد العزيز بن عبد الله بن الماجشون، وعبد المجيد بن أبي عبس الأنصاريّ، وعمر بن أبي زائدة، في قول الواقديّ، وعمر بن عثمان بن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع، والقاسم بن معن المسعوديّ، في قول خليفة، وكامل أبو العلاء، قاله الواقديّ، ومبارك بن فضالة البصريّ، ونصر بن محمد بن الأشعث الأمير بالسّند،) وهمام بن يحيى، في قول محمد بن المثنَّى. (10/16)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 17 4 (غزوة عبد الكبير إلى الحدث) وفيها كانت غزوة عبد الكبير بن عبد الحميد بن عبد الحميد بن زيد بن الخطّاب العدويّ من درب الحدث، فأقبل إليه ميخائيل البطريق في تسعين ألفاً، فعجز عبد الكبير وتقهقر الجيش، فهمّ المهديّ بقتله، ثم سجنه. 4 (عطش الحجيج) وفيها اشتدّ عطش الحجيج حتّى عاينوا التَّلف. وأقام الموسم صالح بن المنصور. 4 (ولاية البصرة وفارس) وفيها عزل المهديّ محمد بن سليمان بن عليّ عن البصرة وفارس، واستعمل عليها صالح بن داود بن عليّ. (10/17)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 18 4 (احداث سنة خمس وستّين ومائة) فيها مات: إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، وخالد بن برمك والد البرامكة، وخارجة بن عبد الله بن سليمان بن زيد بن زيد بن ثابت المدنيّ، وسليمان بن المغيرة البصريّ، وداود الطائيّ الزّاهد، بخلاف، وعبد الله بن العلاء بن زيد، بخلاف، وعبد الرحمن بن ثوبان، ومعروف بن مشكان قاريء مكة، ووهيب بن خالد، بالبصرة، وأبو الأشهب العطارديّ، بخلاف. 4 (غزوة هارون إلى القسطنطينية) وفيها غزا هارون ابن الخليفة الصّائفة، فوغل في بلاد الروم، فافتتح ماجدة، فالتقته الروم،) عليهم نقيطا، فانهزموا، فقتل نقيطا، وسار إلى الدُّمستق بنقمودية، ثم سار بالجيوش حتى بلغ خليج قسطنطينية. (10/18)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 19 ثم صالح ملك الروم في العام على سبعين ألف دينار مدّة ثلاث سنين بعد أن غنم وسبا، واستنقذ، خلقاً من الأسر، وغنم ما لا يوصف من المواشي، حتى ابتيع البرذون بدرهم، والزَّردَّية بدرهم، وعشرون سيفاً بدرهم، وقتل من العدوّ نحو خمسين ألفاً ن فللَّه الحمد. (10/19)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 20 4 (احداث سنة ستٍّ وستّين ومائة) فيها توفّي: خالد بن يزيد المرَّيّ، وخليد بد دعلج السَّدوسيّ، وصدقة بن عبد الله السّمين، وعقبة بن عبد الله الرّفاعيّ الأصمّ، وعقبة بن أبي الصَّهباء الباهليّ البصريّان، وعقبة بن معدان الحمصيّ، وعقبة بن نافع المعافريّ الإسكندرانيّ، في قول، والصَّواب سنة ثلاثٍ وستّين. وعاصم بن عبد الحميد الفهريّ، شيخ لابن وهب، ومعقل بن عبد الله الجزريّ، وأبو بكر النَّهشليّ، في يوم الفطر، وفي أولها دفنوا أبا الأشهب العطارديّ. 4 (عودة هارون بالغنائم) وفيها رجع هارون بالغنائم وبالذَّهب من الروم. (10/20)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 21 4 (قضاء البصرة) وفيها عزل عن قضاء البصرة عبد الله بن الحسن ووليها خالد بن طليق بن عمران بن حصين، فلم يحمد. 4 (غضب المهديّ على الوزير أبي عبيد الله) وفيها غضب المهديّ على الوزير أبي عبيد الله يعقوب بن داود بن طهمان، وكان والده داود) كاتباً لنصر بن سيّار، فلمّا كانت أيام خروج يحيى بن زيد بن عليّ بن الحسين كان داود يناصحه سرّاً، فلمّا ظهر أبو مسلم صاحب الدّعوة وطلب بدم يحيى بن زيد وتتبع قتلته، كان داود هذا مطمئناً، فصادره أبو مسلم ثمَّ أمنه، فخرج أولاده أدباء فضلاء، ولم يروا لهم منزلة عند بني العباس وهلك أبوهم، ثم أنّهم أظهروا مقالة الزَّيديّة، وانضمُّوا إلى آل حسن، وترجّوا أن يقوم لهم دولة. وكان يعقوب بن داود يجول في البلاد، وكتب أخوه عليّ بن داود لإبراهيم بن عبد الله بن حسن وقت ظهوره، فلمّا قتل إبراهيم اختفوا مدّة، ثم ظفر المنصور بهذين الأخوين، فحبسهما حتى مات، ثم منّ عليهما المهديّ، وكان معهما في المطبَّق إسحاق بن الفضل الهاشميَ، وكانا يلزمانه، وبقي المهديّ مدّة يتطلّب عيسى بن زيد بن عليّ، والحسن بن إبراهيم بن عبد الله، فدلّ على أنّ يعقوب بن داود تحصّل له حسناً، فأدخل عليه وعليه عباءة وعمامة قطن، ففاتحه فوجده رجلاً كاملاً بارعاً، فسأله عن عيسى، فيزعمون أنّه وعده بأن يدخل بينه وبينه، فعظّمه المهديّ واختصّ به، فلم يزل أمره يرتفع لديه حتّى استوزره، وفوّض إليه الأمور وتمكّن، فولّى الزَّيدية المناصب، وفي ذلك يقول بشّار بن برد: (بني أمية هبُّوا طال نومكم .......... إنّ الخليفة يعقوب بن داود) (10/21)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 22 (ضاعت خلافتكم يا قوم فاطَّلبوا .......... خليفة الله بين الدُّنّ والعود) ثم إن موالي المهديّ حسدوا يعقوب وسعوا به. ومما حظي به يعقوب عند المهديّ أنّه أحضر له الحسن بن إبراهيم بن عبد الله وجمع بينه وبينه بمكة، ودخل في الطّاعة، فاستوحش أقارب حسن من صنيع يعقوب، فعلم أنّه إن كانت لهم دولة لم يبقوه، وعلم أنّ المهديّ لا ينظره لكثرة السُّعاة في شأنه، فمال إلى إسحاق بن الفضل الهاشميّ، وأقبل يربّص له الأمور، وسعوا إلى المهديّ حتى قالوا: البلاد في قبضة يعقوب وأصحابه، إنّما يكفيه أن يكتب إليهم فيثوروا في يوم واحد على ميعاد، فيملكوا الدّنيا، ويستخلف إسحاق بن الفضل، فملأ هذا القول مسامع المهدي. قال عليّ بن محمد النَّوفليّ: فذكر لي بعض خدم المهديّ أنّه كان قائماً على رأس المهديّ، إذا دخل يعقوب فقال: يا أمير المؤمنين قد عرفت اضطراب مصر، وأمرتني أن ألتمس لها رجلاً، وقد أصبته، قال: ومن هو قال: عمّك إسحاق بن الفضل، فتغيّر المهديّ، ورأى يعقوب تغيُّره،) فقام وخرج، وأتبعه المهديُّ بصره، ثم قال: قتلني الله إن لم أقتلك، ثم رفع رأسه وقال لي: أكتم ويلك هذا. (10/22)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 23 وقيل: كان يعقوب قد عرف من المهدي خلقه ونهمته في النساء والجماع، وكان يباسطه في ذلك، فذكر عليّ بن يعقوب بن داود، عن أبيه قال: بعث إليّ المهديّ فدخلت، فإذا هو في مجلس مفروش في غاية الحسن، وبستان فيه أنواع الأزهار، وإذا عنده جارية ما رأيت مثلها، فقال: كيف ترى قلت: متع الله أمير المؤمنين، لم أر كاليوم، فقال: هو لك، خذ المجلس بما فيه والجارية. فدعوت له ثم قال: ولي إليك حاجة. قلت: الأمر لك، فحلَّفني بالله، فحلفت له، فقال: ضع يدك على رأسي واحلف. ففعلت، فقال: هذا فلان من ولد فاطمة أحبّ إليّ أن تريحني منه وتسرع، قلت: أفعل. قال: فحوّلته إليه وحوّلت الجارية والمفارش، وأمر لي بمائة ألف. فمضيت بالجميع، فلشدة سروري بالجارية تركتها عندي في المجلس، وأدخلت عليّ العلويَّ، فأخبرني بجملٍ من حاله، فإذا ألبّ النّاس وأحسنهم إبانة، وقال لي: ويحك، تلقى الله غداً بدمي، وأنا ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلت: فهل فيك خير، قال: إن فعلت بي خيراً شكرت، ذلك عندي دعاء واستغفاراً، قلت: فأيّ الطّريق تحبّ ثم أعطيته مالاً، وهيأت معه من يوصله في الليل، فإذا الجارية قد حفظت عليَّ قولي، فبعثت به إلى المهديّ، فشحن تلك الطريق برجالٍ، فلم يلبث أن جاءوه بالعلويّ. قال: فلما طلع النّهار طلبني المهديّ، فدخلت عليه، فأحضر العلويّ والمال، بعد أن كان حلَّفني أنّني قتلته، فحلفت، قال: فأسقط في يدي، فقال لي: قد حلّ دمك، ثم حبسني في المطبَّق دهراً، وأصبت ببصريّ، وطال شعري حتى استرسل، قال: فإنّي لكذلك، إذا دعي لي، فمضوا بي إلى موضع، فقيل: سلَّم على أمير المؤمنين وقد عميت فسلَّمت، فقال لي: أيُّ أمير المؤمنين أنا قلت: المهديّ، قال: رحم الله المهديّ. قلت: فالهادي، قال: رحم الله الهادي. قلت: فالرشيد، قال: نعم، سل حاجتك، قلت المجاورة بمكّة، قال: نفعل، فهل غير هذا قلت: ما بقي فيّ (10/23)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 24 مستمتع لشيءٍ ولا بلاغ، قال: فراشداً. فخرجت إلى مكة، قال ابنه: فلم تطل أيّامه بها حتى مات. قلت: مات في سنة اثنتين وثمانين ومائة.) وعن يعقوب الوزير قال: كان المهديّ لا يحبّ النّبيذ، لكن يتفرّج على غلمانه وهم يشربون، فأعظه في سقيهم النّبيذ وفي الطّرب أقول، ما على ذا استوزرتني، أبعد الصلوات الخمس في الجامع يشرب النّبيذ عندك وتسمع السماع فكان يقول: قد سمعت عبد الله بن جعفر، فأقول: ليس هذا من حسناته. وقال عبد الله بن يعقوب: كان أبي قد ألحّ على المهديّ في حسمه عن السّماع حتّى ضيّق عليه، وكان أبي قد ضجر من الوزارة وتاب ونوى التَّرك، قال: فكنت أقول للمهديّ: والله لخمر أشربه وأتوب، أحب إليّ من الوزارة، وإني لأركب إليك، فأتمنّى يداً خاطئة تصيبني، فاعفني وولِّ من شئت، فإنّي أحبّ أن أسّلم عليك وولدي، فلما أتفرّغ، ولَّيتني أمور النّاس وإعطاء الجند، وليس دنياي عوضاً عن آخرتي. وقال: فكان يقول: الّلهمّ غفراً، الَّلهمّ أصلح قلبه. وقال قائل: (فدع عنك يعقوب بن داود جانباً .......... وأقبل على صهباء طيّبة النَّشر) ولما حبسه المهديّ عزل أصحابه، وسجن أهل بيته. (10/24)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 25 4 (قضاء العسكر) وفيها سار موسى الهادي إلى جرجان، وجعل على قضاء عسكره القاضي أبا يوسف. 4 (ضرب المهديّ الدنانير وإقامة البريد) وفيها تحوّل المهديّ إلى قصر السلام، وضرب بها الدنانير، وأمر، فأقيم له البريد من المدينة النبويّة، ومن اليمن ومكّة إلى الحضرة، بغالاً وإبلاً، وهو أول ما عمل البريد إلى الحجاز من العراق. وفيها اضطّربت خراسان على المسيّب بن زهير، فصرفه المهديّ بالفضل بن سليمان الطُّوسيّ، وأضاف إليه سجستان. 4 (قتل ابن الوزير أبي عبيد الله) وفيها قدم وضّاح الشَّرويّ بعبد الله بن الوزير أبي عبيد الله الأشعريّ، وكان رمي بالزَّندقة، فقتله بحضرة أبيه، وأباد المهديّ الزَّنادقة. (10/25)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 26 4 (احداث سنة سبعٍ وستّين ومائة) ) فيها مات: أبو يزيد أنس بن عمران الرُّعينيّ المصريّ، وكاتب السرّ للهادي أبان بن صدقة، مات بجرجان، وبشَّار بن برد الشّاعر، قيل: والحسن بن أبي جعفر الحفريّ، والحسن بن صالح بن حيّ الفقيه، وجعفر بن زياد الأحمر، في قول، وحمّاد بن سلمة شيخ البصرة، وداود بن الفرات البصريّ، والربيع بن مسلم الجمحيّ البصريّ، والسّريّ بن يحيى البصريّ، وسعيد بن زيد البصريّ أخو حمّاد، وسعيد بن عبد العزيز التَّنوخيّ شيخ دمشق. وسويد بن إبراهيم البصريّ، وسلآّم بن مسكين البصريّ، وأبو أويس عبد الله بن عبد الله المدنيّ، وعبد الرحمن بن شريح بالإسكندريّة، (10/26)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 27 وعبد العزيز بن مسلم القسمليّ، وعقبة بن أبي الصَّهباء، في قول، والأمير عيسى بن موسى العبّاسيّ بالكوفة، في ذي الحجّة، والقاسم بن الفضل الحرَّانيّ، ومحمد بن طلحة بن مصرِّف الموفيّ، وأبو بكر الهذلّي سلمى، وأبو بكر بن عليّ بن عطاء بن مقدّم البصريّ، وأبو حمزة محمد بن ميمون السُّكّريّ المروزيّ،) ومفضّل بن مهلهل الموفيّ، وأبو عقيل يحيى بن المتوكّل البصريّ، وأبو هلال محمد بن سليم الراسبي البصري ومخلد الشَّيبانيّ والد أبي عاصم النّبيل، وأبو الربيع السّمّان أشعث بن سعيد، ويحيى بن سلمة بن كهيل الكوفيّ، في قول، وأبو إسرائيل الملائيّ، واسمه اسماعيل. 4 (تتبُّع الزنادقة) وجدّ المهديُّ في تتبُّع الزَّنادقة والبحث عنهم في الآفاق، وقتل على التُّهمة. 4 (عزل أبي عبيد الله الوزير) وفيها عزل المهديّ عن ديوان الرسائل أبا عبيد الله الأشعريّ الذي كان وزيره، وولاَّه الربيع الحاجب، فاستناب سعيد بن واقد. (10/27)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 28 4 (الطاعون بالبصرة وبغداد) وفيها كان الطاعون بالبصرة وبغداد. 4 (الزيادة في المسجد الحرام) وفيها أمر المهديّ بالزيادة الكبرى في المسجد الحرام، فدخلت في ذلك دور كثيرة، وولي يقطين الأمير. 4 (وفيها حجّ بالناس الإمام إبراهيم بن يحيى.) (10/28)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 29 4 (احداث سنة ثمانٍ وستّين ومائة) فيها توفي: أبو أمية أيّوب بن خوط البصريّ، وجعفر الأحمر، بخلاف، وأبو الغصن ثابت بن قيس المدنيّ، والأمير حسن بن زيد بن السيّد الحسن سبط النبيّ صلى الله عليه وسلم، وخارجة بن مصعب السّرخسيّ،) وسعيد بن بشير بدمشق، وقيل سنة تسع، وأبو مهديّ سعيد بن سنان الحمصيّ، وطعمة بن عمرو الجعفريّ الكوفيّ، وعبيد الله بن الحسن العنبريّ قاضي البصرة، وفليح بن سليمان المدنيّ، وغوث بن سليمان بمصر، والقاسم بن الفضل الحرّانيّ، في قول، وقيس بن الربيع الكوفيّ في قول، ومحمد بن صالح التّمّار، ومحمد بن عبد الله بن علاثة العقيلي، وأبو حمزة السُّكّريّ، في قول، ومندل بن عليّ العنزيّ، في قول، ومفضَّل بن مهلهل، في قول، ونافع بن يزيد الكلاعيّ بمصر، والنَّضر بن عربيّ الحرّانيّ، (10/29)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 30 ويعلى بن الحارث المحاربيّ، ويحيى بن أيوب المصريّ، وقيل سنة ثلاث. 4 (نقض الروم للصلح) وفيها نقضت الروم الصُّلح بعد فراغ الهدنة بثلاثة أشهر، فتوجَّه إليهم زيد بن بدر بن أبي محمد البطال في سريّة، فغنموا وظفروا. 4 (تجهيز الحرشي إلى طبرستان) وفيها جهَّز المهديّ سعيداً الحرشيّ إلى طبرستان في أربعين ألفاً. 4 (موت عريف الزنادقة) وفيها مات عمر الكلوذاني عريف الزَّنادقة، فولّي بعده حمدويه الميسانيّ. 4 (الحج هذا الموسم) وأقام موسم الحجّ عليّ بن المهديّ.) (10/30)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 31 4 (احداث سنة تسعٍ وستّين ومائة) فيها مات: القاضي أبو شيبة إبراهيم بن عثمان العبسيّ، وثابت بن يزيد الأحول البصريّ، وحرملة بن إياس، وخالد بن يزيد المهريّ، بالثغر، وخالد بن يزيد الدّمشقيّ والد عراك المقرئ، وسليمان بن المغير، في قول، ودحية بن المغضب بن اصبغ بن عبد العزيز بن مروان الأموي، قتل بمصر. والسّري بن يحيى، في آخرها، وسعيد بن أبي ايّوب، بخلاف، وشعيب بن كيسان، وطعمة بن عمرو الكوفيّ في قول، وعبيد الله بن إياد بن لقيط الكوفيّ، وعمارة بن زاذان البصريّ، وأمير المؤمنين المهديّ محمد بن عبد الله، ومطيع بن إياس اللَّيثي الشاعر، ومهديّ بن ميمون، في قول، وموسى بن محمد الأنصاريّ، (10/31)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 32 ونافع بن عمر الجمحي، ونافع بن أبي نعيم قاريء المدينة. ووهيب بن خالد، قاله الواقديّ، وأبو إسرائيل الملائيّ، بخلاف، وأبو سعيد المؤدّب محمد بن مسلم. 4 (موت المهدي) ) 4 (خلافة الهادي) وفيها خلافة الهادي. في المحرَّم سار المهديّ إلى ما سبذان عازماً على تقديم ابنه هارون في ولاية العهد، وأن يؤخّر موسى الهادي، فنفّذ إلى موسى في ذلك فامتنع، فطلبه فلم يأت، فهمَّ المهديُّ بالمسير إلى جرجان لذلك، فساق يوماً خلف صيد فاقتحم الصَّيد خربةً، ودخلت الكلاب خلفه، وتبعهم المهديّ، فدقّ ظهره في باب الخربة مع شدّة سوق الفرس، فهلك لساعته. وقيل: بل أطعموه السُّم، سقته جارية له سماً اتّخذته لضرَّتها، فمدّ يده، وفزعت أن تقول: هو مسموم، وكان لبّاً فيما قيل، وقيل: كان إنجاصاً، فأكل وصاح: جوفي، وتلف من الغد، وعلِّقت المسوح على قباب حرمه. وفي ذلك يقول أبو العتاهية: (10/32)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 33 (رحن في الوشي وأصبح .......... ن عليهنّ المسوح)

(كلُّ نطَّاحٍ من الدّه .......... ر له يوم نطوح)

(لست بالباقي ولو عم .......... رت ما عمِّر نوح)

(نح على نفسك يا مس .......... كين إن كنت تنوح) مات لثمانٍ بقين من المحرَّم وله ثلاث وأربعون سنة، وصلّى عليه الرشيد ودفن تحت جوزة، وبعثوا بالخاتم والقضيب إلى موسى الهادي، فركب من وقته وقصد العراق، فوصلها في بضعةٍ وعشرين يوماً، وقيل: في أقلّ من ذلك، ونزل بقصر الخلد، وكتب بخلافته إلى الآفاق. 4 (التشديد في طلب الزنادقة) وفيها اشتد تطلُّب الهادي للزَّنادقة، فقتل منهم جماعة كابن باذان، وعليّ بن يقطين، وقتل يعقوب بن الفضل بن عبد الرحمن بن العبّاس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب الهاشمّي، وكان اقر بالزَّندقة للمهديّ وقال: لا سبيل إلى أن أظهر مقالتي ولوقرضتني بالمقاريض، فقال له: ويلك، لو كشفت السماوات والأمر كما تقول، لكنت جديراً أن تؤمن لابن عمّك (10/33)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 34 محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، فلولاه من كنت ولولا أنّي عاهدت الله أن لا اقتل هاشمياً لما ناظرتك. ثم أحضر المهديّ ولد عمّه داود بن عليّ، فاعترف بالزَّندقة، نسأل الله الثَّبات، فقال المهديّ) لولده الهادي: إن وليت من بعدي فلا تمهل هذين، فمات ابن داود في السجن، وخنق الهادي يعقوب هذا، وبعث به إلى أخيه إسحاق بن الفضل، وأظهر أنه مات في السجن، وظهرت بنته فاطمة أنّها حبلى منه، أكرهها. 4 (وقعة الفخ) وفيها في أواخر السنة وقعة فخّ، ومن خبرها أنّ الحسين بن عليّ بن حسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب خرج بالمدينة، وكان آل بيته قد كفل بعضهم بعضاً، فسكر الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسن، فحدَّه والي المدينة فغضب وفقدوه، وكان الحسين كفيله. قال عبد الله بن محمد الأنصاريّ، كان أمير المؤمنين قد كفل بعضهم بعضاً فكان الحسين هذا، ويحيى بن عبد الله بن حسن قد كفلا الحسن الذي حدَّ، فتغيّب الحسن ثلاثة أيام، فطلبهما الأمير، فقال: أين الحسن قالا: والله ما ندري، إنّما غاب من يومين، فأغلظ لهما، فحلف يحيى أنّه لا ينام حتّى يأتيه به، أو يردّ الخبر، فلما خرجا قال له الحسين: سبحان الله ما دعاك إلى اليمين ومن أين نجد الحسن قال: فنخرج الليلة، فقال الحسين: فيكسر بخروجنا الّليلة، ما بيننا وبين أصحابنا من الميعاد، قال: فما الحيلة وقد كانوا تواعدوا على الخروج بمنى في الموسم. (10/34)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 35 وقد كان قوم من الكوفيّين من شيعتهم، وممّن بايع لهم مختفين في دارٍ، فمضوا إليهم، فلمّا كان آخر الليل خرجوا، وأقبل يحيى حتّى ضرب دار الأمير بالسيف، فلم يخرج وكأنّه علم بأمرهم، فاختفى، فجاؤوا واقتحموا المسجد وقت الصُّبح، فجلس الحسين على المنبر، وجعل الناس يأتون للصلاة، فإذا رأوهم رجعوا، فلمَّا صلّى الغداة جعل الناس يأتونه ويبايعونه، فأقبل خالد البربريّ وهو نازل بالمدينة يحفظها من خروج خارج، ومعه مائتا فارس، فأقبل بهم السّلاح، ومعه أمير المدينة عمر بن عبد العزيز العمريّ أخو الزّاهد العمريّ، ومعهم الحسين بن جعفر بن الحسين بن الحسين بن عليّ الحسنيّ على حمارٍ فاقتحم خالد البربريّ الرَّحبة، وقد ظاهر بين درعين، وجذب السيف وهو يصيح: يا حسين يا كشكاش، قتلني الله إن لم أقتلك. وحمل عليهم حتى خالطهم، فقام إليه يحيى بن عبد الله وأخوه إدريس، فضربه يحيى فقطع انفه، فدخل الدم في عينيه، فجعل يذبّ عن نفسه بالسَّيف وهو لا يبصر، فاستدار له إدريس فضربه فصرعه، ثم جرِّد وسحب إلى البلاط، وانهزم عسكره، قال عبد الله بن محمد: هذا كله بعيني. وجرح يحيى، وشدّوا على المسوِّدة، وبينهم الحسن بن جعفر، فصاح الحسين: ارفقوا ويلكم) بالشيخ، ثم انتبهوا بيت المال. وكان المنصور قد أضعف أمر المدينة إلى الغاية، وأخلاها من السلاح والمال، قال: فوجدوا في بيت المال بضعة عشر ألف دينار ليس إلاّ. وقيل: وجدوا سبعين ألف دينار. وأغلق الرعيّة أبوابهم، فلمّا كان من الغد تهيّأ الجمعان للحرب، فالتقوا، وكثر الجراح، ودام القتال إلى الظهر، ثم تحاجزا، فجاء الخبر بالعشيّ أنّ مباركاً التّركيّ نزل بئر المطَّلب، فانضمّ إليه العسكر، فأقبل من (10/35)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 36 الغد إلى الثَّنية، واجتمع إليه موالي العبّاسيّين، فالتحم القتال يومئذ إلى الظُّهر، وغفل الناّس عن مبارك، فانهزم على الهجن. ثم تجهّز الحسين أحد عشر يوماً، وسار من المدينة والرعيّة يدعون عليه في وجهه، فإنّه آذى الناس، وكان أصحابه فسقةً يتغوَّطون في جوانب المسجد، ومضى إلى مكّة، وتجمع معه خلق من عبيد مكة، فبلغ خبره الهادي، وكان قد حجّ تلك الليالي محمد بن سليمان بن عليّ، وأخو المنصور عبّاس وموسى بن عيسى ومعهم العدد والخيل، فالتقى الجمعان، فكانت الوقعة بفخ، بقرب مكّة، فقتل في المصافّ الحسين، وأراح الله منه. ونودي بالأمان فجاء الحسن بن محمد بن عبد الله بن الحسن أبو الزِّفت مغمضاً عينه، قد اصابها شيء من الحرب، فوقف خلف محمد بن سليمان يستجير به فأمر به موسى بن عيسى فقتل في الحال، فغضب محمد بن سليمان من ذلك، واحتزّت رؤوس القتلى، فكانوا مائة. وغضب الهادي على موسى بن عيسى لقتله أبا الزِّفت، فأخذ أمواله. وغضب أيضاً على مبارك التُّركيّ، وأخذ أمواله، وصيَّره في ساسة الدَّوابّ. 5 (بد الأسرة الإدريسية بالمغرب) وانفلت إدريس بن عبد الله بن حسن، فصار إلى مصر، وتوصّل إلى المغرب، إلى أن استقرّ بطنجة، وهي على البحر المحيط، فاستجاب له من هناك من البربر، وأعانه على الهروب نائب مصر واضح العبّاسيّ، وكان يترفَّض، فسيره على البريد، فطلب الهادي واضحاً وصلبه. (10/36)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 37 وقيل بل صلبه الرشيد، ثم بعث الخليفة شمَّاخاً اليماميّ دسيسة، وكتب معه إلى أمير إفريقية، فتوصّل إلى إدريس، وأظهر أنّه شيعيّ متحرّق، وأنه يلمّ بالطبّ، فأنس به إدريس، ثم شكى إليه وجعاً بأسنانه، فأعطاه سنوناً مسموماً، وأمره أن يستنّ به سحراً، وهرب الشّمّاخ في الليل،) واستنّ إدريس فتلف، فقام بعده ولده إدريس بن إدريس. فتملّك هو وأولاده بالمغرب زماناً بناحية تاهرت، وانقطعت عنهم البعوث. وجرت للإدريسية أمور يطول شرحها، وبنوا القصور والمدائن. 4 (بعض سيرة الحسين بن علي) وحكى عليّ بن محمد بن سليمان النَّوفلي قال: حدثني يوسف مولى آل حسن قال: كنت مع الحسين بن علي المقتول لما قدم على المهدي، فأجازه بأربعين ألف دينار، ففرقها في الناس ببغداد والكوفة، فوا الله ما خرج من الكوفة إلا وعليه فرو وما تحته قميص، وكان يستقرض في الطريق من مواليهم ما يمونهم. قال النَّوفلي: وحدثني أبو بشر قال: صليت الغداة في يوم خروج الحسين صاحب فخ بالمدينة، فصلى بنا، وصعد المنبر وعليه قميص أبيض، وعمامة بيضاً ء، قد سد لها من بين يديه، وسيفه مسلول قدامه، إذ أقبل خالد البربري وأصحابه، فبدره يحيى بن عبد الله، فشد عليه خالد، فضربه يحيى فقتله، فانهزم أصحابه، ثم رجع يحيى فقام بين يدي الحسين، وسيفه يقطر دماً، فقال الحسين في خطبته: أيها الناس، أنا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى منبر رسول الله، يدعوكم إلى كتاب الله وسنة رسول الله، فإن لم أف بذلك (10/37)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 38 فلا بيعة لي في أعناقكم. ويقال: إنّ يقطين بن موسى لما قدم برأس الحسين فوضعه بين يدي الهادي قال: كأنكم والله جئتم برأي طاغوت، إن أقل ما أجزيكم أن أحرمكم جوائزكم، فلم يعطهم شيئاً. 4 (ثورة ابن مغصّب بصعيد مصر.) وفيها ثار بالصّعيد دحيّة بن مغصب الأمويّ، وقويت شكوته، ثم قتل بمصر لسنته، قاله ابن يونس. 4 (العمال على الأمصار.) وفيها كان على المدينة عمر بن عبد العمريّ، وعلى مكّة عبد الله بن قثم، وعلى اليمن إبراهيم بن سلم بن قتيبة، وعلى اليمامة والبحرين سويد الخراسانيّ، وعلى الكوفة موسى بن عيسى، وعلى البصرة محمد بن سليمان، وعلى جرجان حجاج مملوك الهادي، وعلى قومس حسان وعلى طبرستان صالح بن شيخ بن عميرة الأسديّ، وعلى إصبهان طيفور مملوك الهادي، وعلى باقي المدائن نواب ذكر كثير منهم وقت ولايتهم.) (10/38)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 39 4 (احداث سنة سبعين ومائة) مات فيها: إسحاق بن سعيد بن عمرو الأمويّ، وجرير بن حازم البصريّ، والربيع بن يونس الحاجب، وسعيد بن حسين الأزديّ، وعبد الله بن جعفر المخرميّ المدنيّ، وعبد الله بن عيّاش بن عبّاس القتبانيّ المصريّ، وعبد الله بن المسيّب أبو السِّوار المدني. بمصر، روى عن عكرمة، وعبد الله بن المؤمّل المخزوميّ المكّيّ، وعبد الله بن الخليفة مروان الأموي، في السجن، وعمرو بن ثابت الكوفيّ، وغطريف بن عطاء متولّي اليمن، ومحمد بن أبان بن صالح الجعفيّ، ومحمد بن الزبير المعيطيّ إمام مجسد حرّان، ومحمد بن مسلم أبو سعيد المؤدب، بخلاف، ومحمد بن مهاجر الأنصاريّ الحمصيّ، ومهديّ بن ميمون، في قول، وموسى الهادي بن المهديّ الخليفة، وأبو معشر نجيج السَّنديّ المدنيّ، وأبو جزء القصّاب نصر بن طريف، (10/39)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 40 ويزيد بن حاتم الأزديّ متولي إفريقيّة. 4 (مواليد هذه السنة) وفيها: ولد المأمون، والأمين، ويعقوب الدَّورقيّ، ودحيم، وأحمد بن صالح المصريّ، ويونس بن عبد الأعلى.) 4 (وفاة الخليفة الهادي) وفيها هلك الخليفة موسى الهادي من قرحة أصابته في جوفه. وقيل: سمته أمة الخيزران لما أجمع قتل أخيه الرشيد، وكانت أيضاً حاكمة مستبدة بالأمور الكبار فمنعها، وقد كانت المواكب تغدو إلى بابها، فردهم عن ذلك، وكلمها بكلام فج، وقال: إن وقف بدارك أمير لأضر بن عنقه، أما لك مغزل تشغلك، أو مصحف يذكرك، أو سبحة فقامت ما تعقل من الغضب، فقيل إنه بعث إليها بطعام مسموم، فأطعمت منه كلباً فانتثر، فعملت على قتله لما وعك، بأن غموا وجهه ببساط جلسوا على جوانبه. وكان يريد إهلاك الرشيد ليولي العهد ولده وهو صغير له عشر سنين. وقيل: إنه مات تعيساً بأزمات في نصف ربيع الآخر. وكانت خلافته سنة وربع، وعاش ستاً وعشرين سنة، وخلف سبعة بنين. وأفضت الخلافة إلى ولي العهد بعده أخيه أمير المؤمنين هارون بن المهدي. (10/40)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 41 1 (رجال هذه الطبقة مرتَّبون على الحروف)

4 (حرف الألف)

4 (أبان بن صدقة) كاتب الرسائل في دولة المنصور، وكاتب السر للرشيد في حياة أبيه المهدي، ثم عزل وولي كتابة الهادي. قال المدائنيّ: قال أبان: كنت أخلف الربيع الحاجب على كتابة المنصور. مات بجرجان سنة. 4 (أبان بن يزيد العطّار أبو يزيد البصريّ.) (10/41)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 42 الحافظ أحد الأعلام. روى عن: الحسن، وعمرو بن دينار، وأبي عمران الجونيّ، وقتادة، ويحيى اليماميّ، وبديل بن ميسرة. وعنه: أبو داود، ومسلم بن إبراهيم، وحبّان بن هلال، وسهل بن بكّار، وهدبة، وشيبان، وعفان، وأبو سلمة التَّبوذكيّ، وخلق. قال أحمد بن حنبل: كان ثبتاً في كلّ مشايخه.) وقال ابن معين، والنسائي: ثقة. وقال أحمد العجليّ: ثقة، ترك القدر ولا يتكلم فيه. وقال أحمد بن زهير: سئل ابن معين عن أبان وهمام فقال: كان يحيى القطان يروي عن أبا، وكان أحب إليه من همام، وأنا فهمام أحب إلي. قلت: فهذا يرد على ما نقل الواهي محمد بن يونس الكديميّ، عن عليّ، عن القطان تليينه أباناً، وقوله: لا أحدّث عنه. (10/42)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 43 وقال أيضاً عباس الدُّوري: حدّثنا ابن معين قال: مات يحيى بن سعيد وهو يروي عن أبان بن يزيد. وقال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال ابن عديّ، وذكر أبان بن يزيد في كامله فأساء بذكره وهو متماسك، وكتب حديثه. لم أظفر بوفاته، وكأنّها قبل السبعين ومائة. 4 (إبراهيم بن أدهم.) (10/43)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 44 ابن منصور بن يزيد بن جابر، أبو إسحاق العجلي، وقيل التميمي البلخي الزاهد، أحد الأعلام. روى عن: أبيه، ومنصور، ومحمد بن زياد الجمحجّي، وأبي إسحاق، وأبي جفعر الباقر، ومالك بن دينار، والأعمش، وجماعة. وعنه: سفيان الثوري وهو من طبقته، وشقيق البلخيّ، وأبو إسحاق الفزاريّ، وبقية، وضمرة بن ربيعة، ومحمد بن حمير، وخلف بن تميم، ومحمد بن يوسف الفريابيّ، وإبراهيم بن بشار الخراسانيّ تلميذه، وآخرون. قال البخاريّ: قال لي قتيبة: إبراهيم بن أدهم تميميّ. وقال ابن معين: هو عجليّ. وقال المفضَّل بن غسّان: أخبرني أبو محمد اليمامي أن إبراهيم بن أدهم خرج مع جهضم من خراسان هارباً من أبي مسلم الخراسانيّ، فنزل الثغور، وهو من بني عجل. وساق ابن منده نسبه إلى بني عجل. وقال إبراهيم بن شماس: سمعت الفضل بن موسى يقول: حج أدهم (10/44)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 45 بأم إبراهيم وهي حبلى، فولدت له إبراهيم بن أدهم بمكة، فجعلت تطوف به على الخلق في المسجد وتقول: أدعو لإبني) أن يجعله الله عبداً صالحاً. قال ابن منده: سمعت عبد الله بن محمد البلخيّ، سمعت عبد الله بن محمد العابد، سمعت يونس بن سليمان البلخيّ يقول: كان إبراهيم بن أدهم من الأشراف، وكان أبوه شريفاً كثير المال والخدم والجنائب والبزاة، بينما إبراهيم يأخذ كلابه وبزاته للصيد وهو على فرسه يركضه، إذا هو بصوت من فوقه: يا إبراهيم، ما هذا العبث أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً إتّق الله، وعليك بالزّاد ليوم الفاقة، قال: فنزل عن دابته ورفض الدينا. أخبرنا أحمد بن هبة الله، عن زينب بنت الشغريّ، أنا عبد الوهاب بن شاه أنا أبو القاسم القشيري قال: ومنهم إبراهيم بن أدهم، كان من أبناء الملوك، فخرج يتصيد، وأثار ثعلباً أو أربناً وهو في طلبه، فهتف به هاتف: ألهذا خلقت أم لهذا أمرت فنزل عن دابته وصادق راعياً لأبيه، وأخذ جبته الصوف فلبسها، وأعطاه فرسه وما معه، ثم إنه دخل البادية إلى أن قال: ومات بالشام، وكان يأكل من عمل يده، مثل الحصاد، وحفظ البساتين ورأى في البادية رجلاً علمه اسم الله الأعظم، فدعا به بعده فرأى الخضر وقال: إنما علمك أخي داود الاسم الأعظم. قلت: أسندها أبو القاسم في رسالته فقال: أخبرني بذلك أبو (10/45)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 46 عبد الرحمن السلمي، أنا محمد بن الحسن الخشاب، أنا علي بن محمد المصري، حدثني أبو سعيد الخزّاز، أنا إبراهيم بن بشار قال: صحبت إبراهيم بن أدهم فسألته عن بدو أمره، فذكر هذا. قلت: رواها هلال الحفار، عن المصري الواعظ. وروى قريباً منها: أبو الفتح القواس، عن أبي طالب بن شهاب، قال: حدثني علي بن محمد بن خالد بن إبراهيم بن بشار قال: سألت إبراهيم بن أدهم، فذكر نحوها، وزاد: فسألت بعض المشايخ عن الحلال، فقال: عليك بالشام، فصرت إلى المصيصة، فعملت بها أياماً، ثم قيل لي عليك بطرسوس فإن بها المباحات، قال: فبينما أنا قاعد على باب البحر جاءني رجل فاكتراني لنظارة بستان. المسيّب بن واضح: سمعت أباً عتبة الخواص، سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: من أراد التوبة فليخرج من المظالم، وليدع مخالطة الناس، وإلا لم ينل ما يريد. النسائي: أنا علي بن محمد بن علي، سمعت خلف بن تميم، سمعت إبراهيم بن أدهم يقول:) رآني ابن عجلان فسجد ثم قال: تدري لم سجدت سجدت شكراً لله حين رأيتك. سليمان بن أيوب: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: قلت لا بن المبارك: ممن سمع إبراهيم بن أدهم قال: قد سمع من الناس، ولكن له فضل في نفسه، صاحب سرائر، ما رأيته يظهر تسبيحاً ولا شيئاً من الخير، ولا أكل مع قوم إلا كان آخر من يرفع يده. محمد بن سهل الموصلي: أنا أبو حاتم، سمعت أبا نعيم، سمعت (10/46)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 47 سفيان الثوري يقول: إبراهيم بن أدهم كان شبه إبراهيم الخليل، ولو كان في الصحابة لكان فاضلاً. قال بشر الحافي: ما أعرف عالماً إلا قد أكل بدينه، سوى وهيب بن الورد، وإبراهيم بن أدهم، وسلم الخواص، ويوسف بن أسباط. أبو يعلى الموصلي: أنا عبد الصمد بن يزيد الصايغ، سمعت شقيق البلخيّ يقول: لقيت إبراهيم بن أدهم في الشام، فقلت: تركت خراسان قال: ما تهنَّيت بالعيش إلا هنا، أفر بديني من شاهق، فمن رآني يقول: موسوس، ومن رآني يقول: حمال: يا شقيق: لم ينبل عندنا من نبل بالجهاد ولا بالحج بل من كلن يعقل ما يدخل بطنه، يا شقيق: ماذا أنعم الله على الفقراء لا يسألهم عن زكاة، ولا عن جهاد، ولا صلة، إنما يسأل عن هذا هؤلاء المساكين. قلت: هذا القول من إبراهيم رحمه الله ليس على إطلاقه، بل قد نبل بالجهاد والقرب عدد من الصفوة. وعن إبراهيم قال: الزهد منه فرضه، وهو ترك الحرام، وزهد بسلام وهو الزهد في الشبهات، وزهد فضل، وهو الزهد في الحلال. قال بقية: دعاني إبراهيم بن أدهم إلى طعام له وجلس، فوضع رجله اليسرى تحت إليته، ونصب اليمنى، ووضع مرفقه عليها ثم قال: هذه جلسة رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجلس جلسة العبيد. فلما أكلنا قلت لرفيقه: أخبرني عن أشد شيء مر بك منذ صحبته. (10/47)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 48 قال: نعم، كنّا يوماً صياماً، فلمّا كان الليل لم يكن لنا ما نفطر عليه، فلمّا أصبحنا قلت، يا أبا إسحاق، هل لك في أن نأتي الرَّستن فنكري أنفسنا مع الحصّادين قال: نقم، فأتينا باب الرَّستن، فجاء رجل فاكتراني بدرهم فقلت: وصاحبي، قال: لا حاجة لي فيه، أراه ضعيفاً، فما زلت به حتى اكتراه بثلثين، فحصدنا يومنا، وأخذت كرائي، فأتيت به، فاشتريت حاجتي،) وتصدّقت بالباقي، فيهيّأته، وقدمته إليه، فلمّا نظر إليه بكى، قلت، ما يبكيك قال: أمّا نحن فقد استوفينا أجورنا، فليت شعري أوفينا صاحبنا أم لا قال: فغضبت، قال: ما يغضبك أتضمن لي أنَّا وفيناه فأخذت الطعام فتصدّقت به. ضمرة: سمعت إبراهيم بن ادهم قال: أخاف أن لا يكون لي أجر في تركي أطايب الطعام، لأنّي لا أشتهيه، وكان إذا جلس على طعام طيّب رمى إلى أصحابه، وقنع بالخبز والزيتون. محمد بن ميمون المكّيّ: ثنا سفيان بن عيينة قال: قال رجل لإبراهيم بن ادهم: لو تزوَّجت، فقال: لو أمكنني أن أطلِّق نفسي لفعلت. أحمد بن مروان: ثنا هارون بن الحسن، ثنا خلف بن تميم قال: دخل إبراهيم بن ادهم الجبل بفأس، فاحتطب ثم باعه، واشترى به ناطفاً، وقدّمه إلى أصحابه فقال: كلوا كأنَّكم تأكلون في رهن. عصام بن داود بن الجرّاح: ثنا أبي قال: كنت ليلة مع إبراهيم بن أدهم بالثغر، فأتاه رجل بباكورة، فنظر حوله هل يرى ما يكافيه، فنظر إلى سرجي فقال، خذلك ذاك السَّرج، فأخذه، فما داخلني سرور قطّ مثله حين علمت (10/48)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 49 أنّه صيّر مالي وماله واحداً. عليّ بن بكّار قال: كان الحصاد أحبَّ إلى ابن أدهم من اللّقاط، وكان سليمان الخوّاص لا يرى باللّقاط بأساً، وكان إبراهيم أفقه، وكان من العرب من بني عجل، كريم الحسب، وكان إذا عمل ارتجز وقال: (اتّخذ اللهَ صاحبا .......... ودع الناس جانبا) وكان يلبس في الشتاء فرواً بلا قميص، وفي الصيف شقّتين بأربعة دراهم، يتّزر بواحدة ويرتدي بأخرى، ويصوم في السفر والحضر، ولا ينام الليل، وكان يتفكّر، فإذا فرغ من الحصاد أرسل بعض أصحابه يحاسب صاحب الزرع، ويجيء بالدراهم فلا يمسها بيده. قال ابن بكار: كان إبراهيم يقول لأصحابه: اذهبوا فكلوا بها يعني أجرته شهواتكم، وإذا لم يحصد أجرّ نفسه في حفظ البساتين والمزارع. وكان يطحن بيد واحدة مدياَ من قمح. وقال أبو يوسف الغسوليّ: دعا الأوزاعيّ إبراهيم بن أدهم، فقصَّر في الأكل، فقال: لم قصَّرت) في الطعام. بشر الحافي: ثنا يحيى بن يمان قال: كان سفيان إذا قعد مع إبراهيم ابن أدهم، تحرز من الكلام. عبد الرحمن بن مهديّ، عن طالوت: سمعت إبراهيم بن أدهم قال: ما صدق الله عبد أحبّ الشهرة. (10/49)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 50 محمد بن عقيل البلخيّ: سمعت عبد الصمد بن الفضل: سمعت مكّي بن إبراهيم يقول: قيل لإبراهيم بن ادهم: ما يبلغ من كرامة المؤمن على الله قال: أن تقول للجبل تحرّك فيتحرّك، قال: فتحرّك الجبل، فقال: ما إياّك عنيت عصام بن روّاد: سمعت عيسى بن حازم الَّنيسابوريّ يقول: كنّا مع إبراهيم بن أدهم بمكة، فنظر إلى أبي قبيس فقال: لو أنّ مؤمناً مستكمل الإيمان هزّ الجبل لزال، فتحرّك أبو قبيس، فقال: إبراهيم: اسكن، ليس إياّك أردت يحيى بن عثمان الحمصّي: ثنا بقّية قال كنّا مع إبراهيم بن أدهم في البحر، وهبّت ريح وهاجت الأمواج، واضطّربت السفينة، وبكى الناس فقلنا: يا أبا إسحاق ما ترى الناس فيه فرفع رأسه ن وقد أشرفنا على الهلاك، فقال ياحيّ حين لاحيّ، وياحيّ قبل كلّ حيّ، ويا حيّبعد كلّ حيّ، يا حيّ يا قيُّوم، يا محسن، يا مجمل، قد أريتنا قدرتك فأرنا عفوك، قال: فهدأت السفينة من ساعته. ابن أبي الدنيا: حدّثني محمد بن منصور، ثنا الحارث بن النعمان قال: كان إبراهيم بن ادهم يجتني الرُّطب من شجر البلُّوط. وعن إبراهيم قال: كلّ ملك لا يكون عادلاً فهو والّلصّ سواء، وكلّ عالم لا يكون ورعاً فهو والذِّئب سواء، وكلّ من يخدم سوى الله فهو والكلب بمنزلةٍ واحدة. وقيل إنّ إبراهيم غزا في البحر مع أصحابه، فاختلف في الليلة التي (10/50)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 51 مات فيها إلى الخلاء خمساً وعشرين مرة، كلّ مرّة يجدّد الوضوء، فلما أحسّ بالموت قال: أوتروا لي قوسي، وقبض على قوسه، فتوفّي وهو في يده، فدفن في جزيرة في البحر في بلاد الروم. أخبرونا عن ابن اللّتيّ، أنا جعفر المتوكّليّ، أنا ابن العلاّف، ثنا الجهاميّ، انا جعفر الخلديّ، حدثني إبراهيم بن نصر، ثنا إبراهيم بن بشّار الصوفي، سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: وأيّ) دين لو كان له رجال من طلبة العلم لله كان الخمول أحبّ إليه من التطاول، وقال: والله ما الحياة بثقةٍ يرجى نومها، ولا المنيّة بعذر فيؤمن غدرها، ففيم التفريط والتقصير والاتكال والإبطاء، قد رضينا من أعمالنا بالمعاني، ومن طلب التوبة بالتواني، ومن العيش الباقي بالعيش الفاني. (10/51)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 52 وأمسينا ليلة مع إبراهيم وليس لنا شيء نفطر عليه، فرآني حزيناً فقال: يا ابن بشّار، ماذا أنعم الله على الفقراء والمساكين من النعيم والراحة في الدنيا والآخرة لا يسألهم يوم القيامة عن زكاة، ولا حجّ، ولا صدقة، ولا صلة رحم، لا تغنّم، فرزق الله مضمون، سيأتيك. نحن والله الملوك الأغنياء، نحن والله الذين تعجلَّنا الراحة، لا نبالي على أيّ حال أصبحنا وأمسينا إذا أطعنا الله. ثم قام إلى صلاته، وقمت إلى صلاتي، فما لبثنا إلا ساعة، فإذا برجل قد جاء بثمانية أرغفة وتمر كثير، فوضعه، فقال: كل يا مغموم، فدخل سائل فقال: أطعمونا فدفع إليه ثلاثة أرغفة مع تمر، وأعطاني ثلاثة وأكل رغيفين. وكنت ماراً مع إبراهيم، فأتينا على قبر مسنَّم، فترحّم عليه، وقال: هذا قبر حميد بن جابر أمير هذه المدن كلها، كان غرق في بحار الدنيا ثم أخرجه الله منها. بلغني أنه سرّ ذات يوم بشيء ونام، فرأى رجلاً بيده كتاب، فناوله ففتحه، فإذا فيه كتاب بالذهب مكتوب: لا تؤثرنّ، فإننا على باق، ولا تغترَّنّ بملكك، فإن ما أنت فيه جسيم، لولا أنه عديم، وهو ملك، لولا أنّ بعده هلك، وفرح وسرور، لولا أنه لهو وغرور وهو يوم لو كان يوثق له بغدٍ، فسارع إلى أمر الله، فإن الله قال: سارعوا إلى مغفرةٍ من ربكم وجنةٍ عرضها السماوات والأرض أعدَّت للمتقين فانتبه فزعاً وقال هذا تنبيه من الله وموعظة، فخرج من ملكه وقصد هذا الجبل، فعبد الله فيه حتى مات. إسحاق بن الضيف: ثنا عليّ بن محمد المعلّم، عن أبيه، أنّ (10/52)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 53 إبراهيم بن ادهم حصد ليلة ما يحصد غيره في عشرة أيام، فأخذ أجرته ديناراً. أخبرنا إسحاق الصفَّار: أنا يوسف الحافظ، أنا عبد الرحيم بن محمد، أنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم، أنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق السَّراج، سمعت إبراهيم بن بشّار، قلت لإبراهيم بن أدهم: كيف كان بدوّ أمرك قال: غير ذا أولى بك، قلت: أخبرني لعلّ الله أن ينفعنا به يوماً، فقال: كان أبي من أهل بلخ، وكان من ملوك خراسان المياسير، وحبَّب إلينا) الصيد، فخرجت راكباً فرسي ومعي كلبي، فينما أنا كذلك ثار أرنب أو ثعلب، فحرّكت فرسي، فسمعت نداء من ورائي: ليس لذا خلقت، ولا بذا أمرت، فوقفت أنظر يمنةً ويسرةً، فلم أر أحداً فقلت، لعن الله إبليس، ثم حرّكت فرسي، فأسمع نداء أجهر من ذلك: يا إبراهيم ليس لذا خلقت، ولا بذا أمرت، فوقفت وقلت، انتهيت انتهيت، جاءني نذير من ربّ العالمين، والله لا عصيت الله بعد يومي إذا ما عصمني ربّي. فرجعت إلى أهلي، فخلَّيت عن فرسي، ثم جئت إلى رعاة لأبي، فأخذت منه جبَّة وكساء، وألقيت ثيابي إليه، ثم أقبلت إلى العراق فعملت بها أياماً، فلم يصف لي منها الحلال، فقيل لي: عليك بالشام، فصرت إلى المصِّيصة، فعملت بها، فلم يصف لي الحلال، فسألت بعض المشايخ فقال: إن أردت الحلال الصافي فعليك بطرسوس، فإنّ فيها المباحات والعمل الكثير، فأتيتها، فعملت بها انظر في البساتين وأحصد، فبينما أنا على باب البحر جاءني رجل أنظر له، فكتبت في البستان مدّة، فإذا بخادم قد أقبل ومعه أصحابه، فقعد في (10/53)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 54 مجلسه فصاح: يا ناظور، إذهب فآتنا بأكبر رمان تقدر عليه وأطيبه، فذهبت فأتيته بأكبر رمّان، فكسر رمّانة فوجدها حامضة فقال: أنت عندنا كذا وكذا تأكل فاكهتنا ورمّاننا، لا تعرف الحلو من الحامض، قلت: والله ما ذقتها. فأشار إلى أصحابه تسمعون كلام هذا، ثم قال لي: أتراك لو أنّك إبراهيم بن أدهم زاد على هذا فانصرف، فلمّا كان من الغد ذكر صفتي في المسجد، فعرفني بعض الناس، فجاء الخادم ومعه عتق من الناس، فلمّا رأيته قد أقبل اختفيت خلف الشجر والناس داخلون، فاختلطت معهم وهم داخلون وأنا هارب. روى يونس بن سليمان البلخيّ، عن إبراهيم بن أدهم نحوها. إبراهيم بن نصر المنصوريّ، ومحمد بن غالب قالا: نا إبراهيم بن بشّار قال: بينما أنا وإبراهيم بن أدهم، وأبو يوسف الغسوليّ، وأبو عبد الله السنجاريّ، ونحن متوجّهون نريد الإسكندرية، فصرنا إلى نهر الأردنّ، فقعدنا نستريح، فقرَّب أبوي يوسف كسيرات يابسات. فأكلنا وحمدنا الله، وقام بعضنا ليسقي إبراهيم، فسارعه فدخل في الماء إلى ركبتيه ثم قال، بسم الله وشرب، ثم حمد الله، ثم خرج فمدّ رجليه ثم قال: يا أبا يوسف: لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من السرور والنّعم، إذاً لجالدونا عليه بأسيافهم. ابن بشّار: سمعت ابن أدهم يقول: ما قاسيت شيئاً من أمر الدنيا، ما قاسيت من نفسي، مرّة) لي، ومرّة عليّ. قال عطاء بن مسلم: ضاعت نفقة إبراهيم بن ادهم بمكة، فمكث (10/54)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 55 خمسة عشر يوماً يستفُّ الرمل. وقال بشر الحافي، عن ابي معاوية الأسود قال: مكث إبراهيم بن أدهم يأكل الطّين عشرين يوماً. وقال محبوب بن موسى، عن أبي إسحاق الفزاريّ: أخبرني إبراهيم ابن أدهم أنّه أصابته مجاعة بمكة، فمكث أياماً يأكل الرمل بالماء. وعن شعيب بن حرب قال: قدم ابن أدهم مكّة، فإذا في جرابه طين فقيل له، فقال: أما إنّه طعامي منذ شهر. عن سهل بن إبراهيم قال: صحبت إبراهيم بن أدهم في سفر، فأنفق عليّ نفقته، ثم مرضت، فاشتهيت شهوة، فباع حماره واشترى شهوتي، فقلت: فعلى أيّ شيءٍ نركب قال على عنقي، قال: فحمله ثلاثة منازل. عصام بن روّاد: سمعت عيسى بن خارجة قال: بينما إبراهيم بن أدهم يحصد وقف عليه رجلان معهما ثقل، فسلّما عليه وقالا: أنت إبراهيم بن أدهم قال: نعم، قالا: فإنّا مملوكان لأبيك ومعنا مال ووطاء، فقال: ما أدري ما تقولان، فإن كنتما صادقين فأنتما حرّان والمال لكما، لا تشغلاني عن عملي. وعن مروان قال: كان إبراهيم سخيّاً جدّاً. قال أحمد بن أبي الحواريّ: سمعت أبا الوليد يقول: ربّما جلس إبراهيم بن ادهم من أول الليل إلى آخره يكسّر الصنوبر فيطعمنا. (10/55)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 56 وغزوت معه ولي فرسان وهو على رجليه، فأردته أن يركب فأبى، فحلفت، فركب حتى جلس على السَّرج، فقال: قد أبررت يمينك، ثم نزل. أحمد بن إبراهيم الدَّورقي: نا خلف بن تميم، سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: يجيئني الرجل بالدنانير فأقول: مالي فيها حاجة، ويجيئني بالفرس فأقول: مالي فيه حاجة، ويجيئني ذا، فلما رأى القوم أنّي لا أنافسهم في دنياهم أقبلوا ينظرون إليّ كأنّي دابة من الأرض، أو كأني آية، ولو قبلت منهم لأبغضوني، ولقد أدركت أقواماً ما كانوا يحمدون على ترك هذه الفضول.) أحمد الدَّروقي: حدّثني أبو أحمد المروزيّ، حدَّثني عليّ بن بكّار قال: غزل معنا إبراهيم بن ادهم غزاتين، كلّ واحدة منهما أشدّ من الأخرى، فلم يأخذ سهماً ولا نفلاً، وكان لا يأكل من متاع الروم، نجيء بالطرائف والعسل والدّجاج فلا يأكل منه ويقول: هو حلال، لكنّي أزهد فيه، وكان يصوم، وغزا على برذون ثمنه دينار، وغزا في البحر غزاتين. الدَّورقيّ: نا خلف تميم، حدثني أبو رجاء الخراساني، عن رجل أنّه كان مع إبراهيم بن أدهم في سفينة في غزاة، فعصفت عليهم الريح وأشرفوا على الغرق، فسمعوا هاتفاً بصوت عالٍ: تخافون وفيكم إبراهيم. قال بشر بن المنذر قاضي المصَّيصة: كنت رأيت إبراهيم بن أدهم كأنّه ليس فيه روح، لو نفحته الريح لوقع، قد اسودّ، متدرّع بعباءة، فإذا خلا (10/56)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 57 بأصحابه فمن ابسط الناس. محمد بن يزيد: نا يعلى بن عبيد قال: دخل إبراهيم بن أدهم على المنصور فقال: كيف شأنكم يا أبا إسحاق قال: يا أمير المؤمنين، (نرقِّع دنيانا بتمزيق ديننا .......... فلا ديننا يبقى ولا ما نرقِّع) قال ابن بشّار: سمعت إبراهيم بن أدهم يتمثّل: (للقمة بجريش الملح أكلها .......... ألذُّ من تمرةٍ تحشى بزنبور) قال خلف بن تميم: سمعت إبراهيم بن ادهم يقول: من تعوّد أفخاذ النساء لم يفلح. يحيى بن آدم: سمعت شريكاً يقول: سألت إبراهيم بن أدهم عمّا كان بين عليّ ومعاوية رضي الله عنهما، فبكى، فندمت على سؤالي إيّاه، فرفع رأسه فقال، من عرف نفسه اشتغل بنفسه عن غيره، ومن عرف ربّه اشتغل بربه عن غيره. وعن إبراهيم قال: حبُّ لقاء الناس من حبّ الدنيا، وتركهم ترك الدنيا. وقال لرجل: روعة تروعكم من عيالكم أفضل ممّا أنا فيه. وعن أبي سليمان الدارانيّ قال: صلّى إبراهيم بن ادهم بوضوء واحد خمس عشرة صلاة. وقال محمد بن حمير: حدّثني إبراهيم بن أدهم قال من حمل شاذّ (10/57)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 58 العمل حمل شراً كبيراً. قال إبراهيم بن بشّار: أوصانا إبراهيم بن أدهم: اهربوا من الناس كهربكم من السبع الضّاري، ولا تخلَّفوا عن الجمعة والجماعة. عن المعان بن عمران قال: شكا الثَّوريّ إلى إبراهيم بن أدهم فقال: نشكو إليك ما يفعل بنا،) وكان سفيان مختفياً فقال: أنت شهرت نفسك بحدّثنا وحدّثنا. عن إبراهيم قال: على القلب ثلاثة أغطية: الفرح، والحزن، والسرور فإذا فرحت بالموجود فأنت حريص، والحريص محروم، وإذا حزنت على المفقود فأنت ساخط، والساخط معذّب، وإذا سررت بالمدح فأنت معجب، والعجب بحبط العمل، قال الله تعالى: لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم. وعنه قال: رأيت في النوم كأن قائلاً يقول لي: أيحسن بالحرّ المريد أن يتذللّ للعبيد وهو يجد عند مولاه كلّ ما يريد. وقال النَّسائي: إبراهيم بن ادهم أحد الزُّهاد، ثقة مأمون. وقال الدارقطنيّ: ثقة. وعن البخاريّ أنه مات سنة إحدى وستّين ومائة. (10/58)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 59 وقال أبو توبة الحلبّي، وابن يونس المصريّ: سنة اثنتين. قلت: سيرته في تاريخ دمشق، ثلاث وثلاثون ورقة، وهي طويلة في حلية الأولياء عليهم السلام. 4 (إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأنصاري الأشهليّ.) مولاهم المدنيّ، أبو إسماعيل. يروي عن: داود بن الحصين، وعبد الله بن عبد الرحمن بن ثابت. وعنه: إسماعيل بن أبي أويس، والقعنبيّ، وإسحاق الفرويّ. وكان صوّاماً قوّاماً من العابدين، لكنه واهي الحديث عندهم. روى عن داود، عن عكرمة، عن ابن عبّاس مرفوعاً: إذا قال الرجل للرجل: يا يهوديّ فاجلدوه عشرين. قال ابن سعد: كان مصلَّياً عابداً، صام ستّين سنة، وكان قليل (10/59)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 60 الحديث، قال: ومات سنة خمسٍ وستّين ومائة. قلت: وقد وثّقه أحمد بن حنبل فيما قيل. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال النّسائي، وغيره: ضعيف.) وقال الدّارقطنيّ: متروك. 4 (إبراهيم بن طهمان بن شعبة.) (10/60)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 61 الإمام، أبو سعيد الخراسانيّ: شيخ خراسان. ولد بهراة، واستوطن نيسابور، وجاور بمكّة مدّة. وروى عن: سماك بن حرب، وعمرو بن دينار، وعبد الله بن دينار، ومحمد بن زياد، وأبي جمرة الضُّبعيّ، وآدم بن عليّ، وأيّوب السّختيانيّ، وثابت البنانيّ، ومحمد بن ابي حفصة، والأعمش، وأبي إسحاق، وحجّاج بن حجّاج، وخلق حتى كتب عن أقرانه. وعنه: معن بن عيسى، وحفص بن عبد الله النَّسابوريّ، وخالد بن نزار، ومحمد بن سنان العوقيّ، وأبو همَّام محمد بن محبّب، وأبو حذيفة النَّهدي، وأمم سواهم. وحدّث عنه من شيوخه: صفوان بن سليم، وأبو حنيفة. ومن المتأخرين: سعد بن يزيد الفرّاء وعبد الرحمن بن سلام الجمحيّ. وهو من ثقات الأئمّة. قال ابن حبّان في تاريخ الثّقات: مشتبه، له مدخل في الثقات، فإنّه روى أحاديث مستقيمة تشبه أحاديث الأثبات، وقد تفرّد عن الثقات بأشياء معضلة سنذكره إن شاء الله في كتاب الفصل بين النَّقلة إن شاء الله، وكذلك كلّ شيخ توقّفنا في أمره ممّن له مدخل في الثِّقات والضعفاء جميعاً، ثم قال: مات بمكّة سنة ستين ومائة. (10/61)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 62 قال إسحاق بن راهويه: كان إبراهيم بن طهمان صحيح الحديث، ما كان بخراسان أحد أكثر حديثاً منه. وقال أبو حاتم: شيخان من خراسان ثقتان مرجئين، أبو حمزة السكَّريّ، وإبراهيم بن طهمان. وقال أحمد بن حنبل: كان مرجئاً شديداً على الجهميّة. وقال أبو زرعة: كنت عند عند أحمد بن حنبل، فذكر له إبراهيم بن طهمان، وكان متكئاً من علّة، فجلس وقال: لا ينبغي أن يذكر الصالحون فيتكَّأ. قلت: فهذا يدلّ على أنّ الإرجاء عند احمد بدعة خفيفة. وذكر أبو بكر الخطيب: أنّ إبراهيم كان له على بيت المال رزق، وكان يسخو به، قال: فسئل يوماً عن مسألة في مجلس أمير المؤمنين، فقال: لا أدري، فقالوا له: يأخذ في الشهر كذا وكذا) ولا يحسن هذه قال إنّما آخذ على ما أحسن، ولو أخذت على ما لا أحسن لفني بيت المال، فأعجب أمير المؤمنين ذلك. قال محمد بن عبد الله بن عمّار الموصليّ إبراهيم بن طهمان مضطّرب الحديث، كذا قال، وإبراهيم حجّة. قال الحاكم: سمعت أبا أحمد محمد بن أحمد الكرابيسيّ، سمعت عبد الله بن محمد بن الحسن، سمعت محمد بن عقيل، سمعت حفص بن عبد الله، سمعت إبراهيم بن طهمان يقول: والله الذي لا إله إلا هو، لقد رأى محمد ربَّه. وقال حمّاد بن قيراط: سمعت إبراهيم بن طهمان يقول: الجهمية (10/62)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 63 كفَّار، والقدريّة كفّار. قال مالك بن سليمان الهرويّ، وغيره: مات سنة ثلاثٍ وستّين ومائة. 4 (إبراهيم بن عبد الله بن الحارث بن حاطب الجمحيّ المدني.) يروي عن: عطاء بن أبي رباح، وعبد الله بن دينار. وعنه: أبو النَّضر هاشم بن القاسم، وعليّ بن حفص المدائنيّ، والقعنبيّ، وغيرهم. 4 (إبراهيم بن عطاء بن أبي ميمونة.) عن أبيه. وعنه: يزيد بن هارون، وأبو عاصم، وسعيد بن سليمان النشتكي، وأبو عتّاب سهل الدّلال. قال يحيى بن معين: صالح. (10/63)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 64 4 (إبراهيم بن الفضل المخزوميّ، أبو إسحاق المدنيّ.) عن: سعيد المقبريّ، وغيره. وعنه: إسرائيل، ووكيع، وعبد الله بن نمير، وآخرون. ضعيف باتّفاق. قال البخاريّ: منكر الحديث. 4 (إبراهيم بن نافع، أبو إسحاق المخزوميّ المكّيّ.) (10/64)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 65 عن: عطاء بن أبي رباح، وعبد الله بن أبي نجيح، ومسلم بن ينَّاق، وابن طاوس. وعنه: عبد الرحمن بن مهديّ، وزيد بن الحباب، وأبو نعيم، وخلاّد بن يحيى، وهو أكبر شيخ لأبي حذيفة النَّهديّ.) قال ابن مهديّ: كان أوثق شيخ بمكة. وقال ابن عيينة: كان حافظاً. 4 (إبراهيم بن نشيط الوعلانيّ.) وقيل الخولانيّ المصريّ، الفقيه العابد، أبو بكر. دخل على عبد الله بن الحارث بن جزء. وسمع من: نافع، والزُّهريّ، وكعب بن علقمة. وعنه: اللّيث، وابن وهب، وابن المبارك، وغيرهم. وثّقه أبو حاتم. (10/65)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 66 وقال أبو سعيد بن يونس: غزا القسطنطينية سنة ثمانٍ وتسعين مع مسلمة. ابن وهب: عن اللّيث، عنه قال: لقد جاءنا القفل من عمر بن عبد العزيز حين توفّي سليمان، ولأني لأطلب الفرق من الطعام بسبعين ديناراً. قلت: الفرق أربعة أرطال بالدمشقيّ، ولم أسمع بمثل هذا الغلاء أبداً، رواه سعيد الآدميّ، وهو ثقة، وعن ابن وهب. وقد روى ابن المبارك، إبراهيم بن نشيط، عن رجلٍ: أنّه دخل على ابن جزء، وهذا أشبه. مات إبراهيم سنة إحدى، أو اثنتين وستّين ومائة. وذكر محمد بن يوسف الكنديّ، أنّه توفيّ سنة ثلاثٍ وستّين ومائة. 4 (أبيّ بن عبّاس بن سهل بن سعد السَّاعديّ المدنيّ.) أخو عبد المهيمن. روى عن: أبيه، وأبي بكر بن حزم. وعنه: معن بن عيسى، وزيد بن الحباب، والواقديّ. (10/66)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 67 مات بعد الستّين ومائة. وثق. وقد ضعّفه ابن معين. وقال أحمد: منكر الحديث. وقال الدُّولابيّ: ليس القويّ. وذكره النَّسائيّ في كبار الضُّعفاء.) وهو أول من أورده العقيليّ في كبار الضُّعفاء، فذكر قول ابن أبو عديّ الألهانيّ السَّكونيّ الحمصيّ. حدّثنا عليّ بن عبد العزيز، ثنا عتيق بن يعقوب، ثنا أبيّ، عن أبيه، عن جدّه، أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم ذكر الإستنجاء فقال: ألا يكفي أحدكم ثلاثة أحجار حجران للصفحتين، وحجر للمسربة. لم يأت أحد بهذا اللّفظ سوى أبيّ بن عباس. (10/67)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 68 4 (ارطأة بن المنذر، أبو عدي الألهاني السَّكوني الحمصيّ.) من صغار التابعين، أدرك أبا أمامة الباهلي. وسمع من: عبد الله بن بسر، وسعيد بن المسيِّب، وخالد بن معدان، وكثيّر بن مرَّة، وأبي عامر عبد الله بن غابر الألهانيّ. وعنه: بقية، وابن المبارك، وعصام بن خالد، وأبو اليمان. قال ابن حبَّان: ثقة، ضابط، فقيه. وقال أبو اليمان: شبَّهت أحمد بن حنبل بأرطأة بن المنذر. (10/68)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 69 قلت: مات سنة ثلاثٍ وستّين ومائة، وقد نيّف على التسعين فيما أحسب. 4 (أسباط بن نصر الهمدانيّ الكوفيّ. صاحب السُّدي.) روى عن: سماك بن حرب: والسُّدِّيّ، ومنصور بن المعتمر. وعنه: إسحاق بن السَّلوليّ، وعمرو العنقزيّ، وأبو غسان النَّهدي وعمرو بن حمّاد، وعون بن سلام الكوفيّون. روى أحمد بن زهير، عن ابن معين: ثقة. (10/69)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 70 وقال النّسائيّ: ليس بالقوي. وليَّنه أبو نعيم الكوفيّ. 4 (إسحاق بن إبراهيم، أبو يعقوب الثقفي الكوفيّ. نزيل البصرة.) روى عن: عبد الملك بن عمير، وأبي إسحاق، وابن المنكدر، وعبد الرحمن بن القاسم، وابن أبي نجيح، وخالد بن أبي مالك، ويوسف بن عبيد. روى عنه: يحيى بن أبي زائدة، وعبد الرحيم بن سليمان، وعبيد الله بن موسى، وأبو نعيم، وسعيد بن سليمان الواسطيّ، وطلق بن غنام، وزيد بن الحباب، وآخرون.) قال ابن عديّ: روى عن الثّقات ما لا يتابع عليه، وأحاديثه غير محفوظة. قلت: ما رأيت أحداً ليّنه من القدماء، وكان جاراً للمبارك بن فضالة بالبصرة. (10/70)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 71 4 (إسحاق بن أبي بكر المدنيّ الأعور.) عن أبيه، وإبراهيم بن عبد الله بن حنين. وعنه: زيد بن الحباب، وأبو عامر العقديّ، والقعنبيّ. قال ابن معين: صالح. 4 (إسحاق بن ثعلبة، أبو صفوان الحميريّ الحمصيّ.) قيل: ولّي خراج دمشق في أول دولة الرشيد. روى عن: مكحول، عبد الله بن دينار الحمصيّ. وعنه: بقيّة، وعثمان بن عبد الرحمن الطَّرائفيّ، وعمرو بن هشام الحرّانيّان. قال أبو حاتم: شيخ مجهول. وضعّفه أبو أحمد الحاكم. 4 (إسحاق بن حازم. ح مهملة، ويقال ابن أبي حازم المدنيّ.) (10/71)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 72 عن: محمد بن كعب القرظيّ، وعبيد الله بن مقسم، وجماعة. وعنه: ابن وهب، ومعن، والواقديّ، وخالد بن مخلد. وثقة أحمد، وابن المعين. 4 (إسحاق بن سعيد بن الأشدق عمرو بن سعيد العاص الأمويّ. المدنيّ، ثم الكوفيّ.) عن: أبيه، وعكرمة بن مخلد. وعنه: وكيع، وأبو نعيم وأحمد بن يعقوب المسعوديّ، وأبو الوليد، غيرهم. وثّقه النّسائيّ. ومات سنة سبعين ومائة. 4 (إسحاق بن عبيد الله بن أبي مليكة.) (10/72)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 73 يروي عن: قريبه ابن أبي مليكة. وعنه: الوليد بن مسلم، وأسيد بن موسى، ويعقوب بن محمد الزُّهريّ. خرّج له ابن ماجة حديثاً في دعاء الصائم.) 4 (إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله القرشيّ التَّيميّ المدنيّ.) رأى السّائب بن يزيد، وسمع من: عمّه إسحاق بن طلحة، وابن كعب بن مالك. وعنه أميّة بن خالد، ووكيع، وعاصم بن عليّ، وسعدويه، وإسماعيل بن أبي أويس. يكنَّى: أبا محمد. ضعّفه غير واحد، وقال النَّسائي: ليس بثقة. (10/73)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 74 وقال أحمد: متروك الحديث. وقال عليّ: سألت يحيى بن سعيد عنه فقال: ذاك شبه لا شيء، وقال البخاريّ: يكتب حديثة يتكلمون في حفظه، وقال عبّاس، عن ابن معين: لا يكتب حديثه. قال أبو العبّاس السّرّاج: مات سنة أربعٍ وستّين ومائة. 4 (إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله الهمدانيّ.) (10/74)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 75 السَّبيعيّ الكوفيّ الحافظ، أبو يوسف. ولد سنة مائة، وسمع من: جدّه، وزياد بن علاّقة، وإسحاق بن حرب، ومنصور بن المعتمر، وطبقتهم، وأكثر عن جدّه، وهو ثبت فيه. روى عنه: وكيع، وابن مهديّ، وأبو نعيم، والفريابيّ، وعبد الله بن رجاء الغدّانيّ، وعليّ بن الجعد، ومحمد بن سابق، وعبد الله بن صالح العجليّ، وخلق سواهم. روى حرب الكرمانيّ، عن أحمد بن حنبل قال: إسرائيل ثقة، وجعل يعجب من حفظه. (10/75)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 76 وسئل أبو نعيم: أيهما أثبت: إسرائيل، أو أبو عوانة قال: إسرائيل. وقال ابن معين: ثقة، وهو اثبت من شيبان في أبي إسحاق، وكذا وثّقه غير واحد. وقال ابن سعد: منهم من يستضعفه، وقال الفلاّس: كان يحيى بن سعيد لا يحدّث عن إسرائيل وكان بن مهدي يحدث عنه وقال ابن المديني سمعت يحيى بن سعيد يقول اسرائيل فوق أبي بكر ابن عيّاش. وقال الميمونيّ: سمعت أحمداً يقول: إسرائيل صالح الحديث.) قال غنجار في تاريخه: ثنا أبو حفص أحمد بن أحمد بن حمدان، ثنا أبو سهل محمد بن عبد الله بن سهل، ثنا السَّريّ بن عبّاد المروزيّ، أخبرني أبو جعفر محمد بن شقيق البلخيّ، الزاهد، سمعت أبي يقول: لقيت العلماء وأخذت من آدابهم، لقيت سفيان الثَّوريَّ فأخذت لباس الدُّون منه، رأيت عليه إزاراً قدر أربعة دراهم، وأخذت الخشوع من إسرائيل بن يونس، كنّا جلوساً حوله لا يعرف من عن يمينه ولا من عن شماله من تفكُّر الآخرة، فعلمت أنّه رجل صالح ليس بينه بين الدنيا عمل، وأخذت قصد المعيشة من ورقاء بن عمر، طلبنا منه تفسير القرآن، فقال: بشرط أن نتغدّى ونتعشّى عنده، فكان يقدّم إلينا خبر الشعير وإدام الخلّ والزيت فقال: هذا لمن يطلب الفردوس ويهرب من النار، وأخذت الزُّهد من عبّاد بن كثير، طلبت منه كتاب الزهد فقال: اللَّهم اجعله من الزّاهدين في الدنيا، فرجوت (10/76)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 77 بركة دعائه، ودخلت منزله فإذا قدوراً تغلي بين حامض وحلو، فأنكرت فقال لي خادمه: لا عليك يا خراسانيّ، إنه لم يأكل منه سبع سنين لحماً، وإنّه ليتّخذ كلَّ يومٍ تسع قدور يطعم المساكين والمرضى ومن لا حيلة له، وأخذت التعاون والتَّوكل من إبراهيم بن ادهم، كنّا عنده في رمضان، فأهدي إليه سلّة تين، فتصدّق بها على المساكين، فقلنا: لو تدع لنا شيئاً، قال: ألستم صوَّام، قلنا: بلى، قال: ليس لكم عيال، ليس لكم روعة، أما تخافون الله لطول أملكم إلى العشاء وسوء ظنّكم بالله، وذلك عند غيبوبة الشمس، ثم قال: ثقوا بالله، أحسنوا الظّنّ بالله. وأخذت الحلال وترك الشُّبه من وهيب المكّي، قال: مذ خرج السُّودان فإنّي لم آكل من فواكه مكّة، فقيل له: فإنّك تأكل من طعام مصر وهو خبيث قال: عليّ عهد الله وميثاقه أن لا آكل طعاماً حتى تحلّ لي الميتة، فكان يجوِّع نفسه ثلاثة أيام، فإذا أراد أن يفطر قال: اللّهم إنّك تعلم أنّي أخشى ضعف العبادة وإلاّ ما أكلته، اللّهم ما كان فيه من خبيث فلا تؤاخذني به، ثم يبله بالماء فيأكله رحمه الله. قلت: قد احتج به أرباب الكتب الصِّحاح، وكان ثقة حافظاً صالحاً خاشعاً من أوعية الحديث، مات سنة اثنتين وستّين ومائة، وقيل: سنة إحدى. قال عبّاس الدُّوريّ: ثنا حجين بن المثنَّنى قال: قدم علينا إسرائيل بغداد فقعد فوق بيت، وقام رجل والناس قد اجتمعوا، فأخذ دفتراً، فجعل يسأله من الدفتر حتى أتى عليه أو عامتّه، والناس قعود لا ينظرون فيه، فقام الشيخ وقعد الناس فكتبوه. وقال ابن خراش: إسرائيل كان يحيى بن سعيد لا يرضاه، وكان ابن مهديّ يرضاه.) وقال ابن معين: كان يحيى لا يحدّث عن إسرائيل. (10/77)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 78 وقال يحيى بن آدم: كنّا نكتب عنده من حفظة. فقال ابن المدينيّ: سمعت ابن مهديّ قال: قال لي عيسى بن يونس، قال أخي إسرائيل: أحفظ حديث أبي إسحاق كما أحفظ السُّورة من القرآن. وقال يعقوب السَّدوسيّ: حدّثني أحمد بن داود الحرَّانيّ، سمعت عيس بن يونس يقول: كان أصحابنا سفيان، وشريك، وغيرهم، وما إذا اختلفوا في حديث إسحاق يأتون أبي فيقول: اذهبوا إلى ابني إسرائيل، فهو أروى عنه منّي وأتقن لها، وكان قائد جدّه. وقال أحمد: إسرائيل أصحّ حديثاً من شريك. وقال محمد بن أحمد بن البراء قال ابن المدينيّ: إسرائيل ضعيف. وقال يعقوب بن شيبة: ثقة صدوق، وليس بالقويّ ولا السّاقط، فقال مرّة، في حديثه لين. 4 (إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة المدنيّ.) (10/78)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 79 عن: عائشة بنت سعيد بن أبي وقاص، ونافع، والزُّهريّ، وعمّه موسى بن عقبة. وعنه: ابن مهديّ، وسعيد بن أبي مريم، وإسماعيل بن أبي أويس. وثّقه ابن معين. وقال أبو حاتم: ليس به بأس. 4 (إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي المدنيّ أخو) موسى. عن: أبيه، وعن سعيد بن أبي هلال، والثَّوريّ، وحاتم بن إسماعيل. شيخ صدوق. توفّي سنة. 4 (إسماعيل بن خليفة، أبو هاني الكوفيّ. من موالي سعد بن عبادة الخزرجيّ. ولاّه) المنصور قضاء أصبهان. وعنه: عامر بن إبراهيم، والحسين بن حفص، وإبراهيم بن أيوب، (10/79)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 80 وولده سعيد بن أبي هانيء. وحديثه عن الأصبهانيّ. مات سنة ثمانٍ وستّين ومائة. فأمّا إسماعيل بن خليفة، أبو إسرائيل الملائيّ، فيأتي بكنيته.) 4 (إسماعيل بن سليمان الكحّال بصريّ حسن الحديث.) روى عن: عبد الله بن أوس الخزاعيّ، وثابت البنانيّ. وعنه: أبو عبيدة الحدّاد، ومحمد بن عبد الله الأنصاريّ، ويحيى بن كثير العنبريّ. قال أبو حاتم: صالح. 4 (أشرس أبو شيبان) وبصري عن: الحسن، وثابت البنانيّ. (10/80)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 81 وعنه: يزيد بن هارون، وعبيد الله بن موسى، وأبو سلمة، وغيرهم. ذكره ابن حبّان في تاريخ الثّقات. 4 (أشعث بن براز السعديّ الهجيميّ. بصريٌّ واهٍ.) عن: الحسن، وقتادة، وعليّ بن جدعان. وعنه: مسلم بن إبراهيم، وأبو عون الزّيّاديّ، وإبراهيم بن أبي سويد، وداود بن منصور قاضي المصِّيصة، وغيرهم. قال ابن معين، وأبو حاتم: ضعيف، وقال الفلاّس: ضعيف جدّاً، وروى عباس، عن ابن معين: ليس بشيء. محمد بن عون الزّيّاديّ: ثنا أشعث بن بزار، عن قتادة، عن عبد الله بن شقيق، عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا حدّثتم عنّي حديثاً فوافق الحقَّ، فخذوا به، هذا منكر، ولم يصحّ في هذا شيء. وآخر من حدّث عن أشعث بن براز الهجيميّ: عبد الواحد بن غياث. وقد قال فيه البخاريّ: منكر الحديث جدّاً. (10/81)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 82 وقال النَّسائيّ: متروك الحديث. 4 (أشعث بن سعيد، أبو الربيع السمّان البصريّ.) عن: عمرو بن دينار، وهشام بن عروة، وأبي الزناد، وعاصم بن عبيد الله، وجماعة. وعنه: أبو نعيم، ويحيى بن حسّان، وسعدويه، وشيبان بن فرُّوخ، وكامل الجحدري، وعدّة. قال ابن معين: ضعيف،) وقال مسلم: كان يكذب، وقال البخاريّ: ليس بالحافظ، وقال ابن عديّ: هو مع ضعفه يكتب حديثه، (10/82)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 83 وقال النّسائيّ: ضعيف، وقال الدَّارقطنيّ: متروك، وقال أحمد: مضطّرب، ليس حديثه بذاك. ومن مناكير أبي الربيع السّمّان، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة مرفوعاً: نبات الشعر في الأنف أمان من الجذام. 4 (أعين بن عبد الله، أبو حفص العقيلي البصريّ.) عن الحسن، وأبي أبلح الهذليّ. وعنه: عبد الرحمن بن مهديّ، وأميَّة بن خالد. قال الفلاّس: هو من موالي بني عقيل. 4 (أنيس بن خالد التَّميمّي السَّعديّ.) (10/83)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 84 عن: عطاء، ومحارب بن دثار، والمسيّب بن رافع، وجامع بن أبي راشد. وعنه: زيد بن الحباب، وأبو نعيم، وأبو الوليد، وأحمد بن يونس. قال البخاريّ ليس بذاك، وقال أبو حاتم: في حديثه شيء. 4 (أيّوب بن خوط، أبو أميّة البصري.) عن: يزيد الرَّقاشيّ، وقتادة، وليث بن أبي سليم، وجماعة من التّابعين. وعنه: حفص بن عبد الرحمن النَّيسابوريّ، وغنجار البخاريّ، وشيبان بن فرّوخ، وجماعة. قال النَّسائيّ، وغيره: متروك، (10/84)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 85 وقال حسن بن عيسى: ترك ابن المبارك أيّوب بن خوط، وروى عبّاس، عن ابن معين: لا يكتب حديثه. 4 (أيّوب بن عتبة. قد ذكر، وسيذكر،) قيل: مات سنة سبعين ومائة.) 4 (أيّوب بن محمد العلجيّ، أبو الجمل اليماميّ.) عن: يحيى بن أبي كثير، وعطاء بن السّائب، وقيس بن طلق. وعنه: عبد الحميد بن جعفر، وأبو عليّ الحنفيّ، وسهل بن بكارُ، وصيفيّ بن ربعيّ. قال أبو حاتم: ليس به بأس. وقال ابن معين: لا شيء، (10/85)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 86 وقال أبو زرعة: منكر الحديث. 4 (أيّوب بن نهيك الحلبيّ.) عن: الشَّعبي، ومجاهد، وعائشة بنت سعد. وعنه: مبشّر بن إسماعيل، وأُبو قتادة الحرّانيّ، ويحيى البابلتّيّ. وامتنع أُبو زرعة من رواية حديثه تورُّعاً، وقال أُبو حاتم: ضعيف. (10/86)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 87 4 (حرف الباء)

4 (بزيع، أُبو الهيثم المروزيّ. ذكره ابن حبّان في تاريخ الثَّقات، فقال:) يروي عن: أبي مجلز، وعكرمة، وعنه: علي بن الحسن بن شقيق، وعيسى غنجار. 4 (بشار بن برد.) البصريّ، أبو معاذ الأعمى، الشاعر البليغ المقدَّم على شعراء (10/87)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 88 المحدثين، فإنّه قال. ثلاثة عشر ألف بيت من الشعر الجيّد، وقدم بغداد وأقام بها ومدح الكبار، وهو من موالي بني عقيل، ويلّقب بالمرعَّث، لأنّه كان يلبس في أذنه وهو صغير رعاثاً، والرَّعاث: الحلق، وأحدها رعثة، وقيل في معنى لقبه غير ذلك. (10/88)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 89 وقد ولد أعمى، وقال الشعر ولم يبلغ عشر سنين. وعن أبي تمُام الطّائيّ قال: أشعر الناس بعد الطبقة الأولى: بشّار، والسُيد الحميريّ، وأبو نواس، وبعدهم: مسلم بن الوليد. ولبشّار:) (يا طلل الحيِّ بذات الصَّمد .......... بالله خبِّر كيف كنت بعدي)

(بدت بخدٍّ وجلت عن خدِّ .......... ثمَّ انثنت بالنفس المرتدِّ)

(وصاحب كالدُّمَّل الممدِّ .......... حملته في رقعة من جلدي)

(حتى اغتدى غير فقيد الفقد .......... وما دري ما رغبتي من زهدي)

(الحرُّ يلحى والعصا للعبد .......... وليس للملحف مثل الرَّدَّ)

(إسلم وحيِّيت أبا الملدِّ .......... مفتاح باب الحدث المنسدِّ)

(لله أيامك في معدّ .......... وفي بني قحطان غير عدِّ) وهي طويلة. (10/89)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 90 ومن شعره: (إذا كنت في كل الأمور معاتباً .......... خليلك لم تلق الّذي لا تعاتبه)

(فعش واحداً أوصل أخاك فإنِّه .......... مقارف ذنب مرَّةً ومجانبه)

(إذا أنت لم تشرب مراراً على القذى .......... ظمئت، وأيّ الناس تصفو مشاربه.) وقد سأل أبو حاتم السَّجستانيّ أبا عبيدة: أمروان بن أبي حفصة أشعر، أم بشّار بن برد فقال: حكم بشّار لنفسه بالاستظهار لأنّه قال ثلاثة عشر ألف بيت جيّد، ولا يكون لشاعر هذا العد لا في الجاهلية ولا الإسلام، ومروان أمدح للمولك. ولبشَّار: (خليليُّ ما بال الدُّجى لا يزحزح .......... وما بال ضوء الصُّبح لا يتوضَّح)

(أضلّ الصّباح المستنير طريقه .......... أم الدَّهر ليل كله ليس يبرح) وقد ساق صاحب الأغاني لبشُّار ستَّةً وعشرين جدّاً كلّهم أعاجم، وأسماؤهم فارسيّة، (10/90)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 91 وقيل أصله من طخارستان من سبي الملَّهب بن أبي صفرة، فولد بشَّار على الرِّقّ فأعتقته إمرأة من بني عقيل. وكان جاحظ الحدقتين، قد يغشاهما لحم أحمر، وكان عظيم الخلقة. ويقال: أنّه مدح المهديَّ فاّتهمه بالزَّندقة، وما هو منها ببعيد، فأمر به، فضرب سبعين سوطاً، فمات منا. ويقال عنه إنّه كان يفضل النّار، ويصوِّب رأي إبليس في امتناعه من السجود، ويقول شعراً:) (الأرض مظلمة والنار مشرقة .......... والنّار معبودة مذ كانت النّار) وهو القائل: (هل تعلمين وراء الحبّ منزلة .......... تدني إليك فإنّ الحبَّ أقصاني) وله: (أنا والله أشتهي سحر عينيك .......... وأخشى مصارع العشّاق) وله: (10/91)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 92 (يا قوم أذني لبعض الحيِّ عاشقةّ .......... والأذن تعشق قبل العين أحياناً) ولأبي هشام الباهليّ، وكتبها على قبر حماد عجرد، وبشّار: (قد تبع الأعمى قفا عجردٍ .......... فأصبحا جارين في دار)

(صارا جميعاً في يدي مالك .......... في النّار، والكافر في النار) قيل: إنّ بشّار قتل في سنة سبع وستين ومائة، وهو ابن نيف وتسعين سنة. وأخباره تامة في كتاب الأغاني. 4 (بكر بن الأسود أبو عبيدة النّاجي البصريّ.) عن: الحسن، وابن سيرين، وعنه: وكيع، وهلال بن فيّاض، وغيرهما. روى أحمد بن زهير، عن ابن معين: ليس به بأس، وقال آخر، عن ابن معين: ضعيف، وقال النّسائيّ: ليس بثقة، (10/92)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 93 وقال ابن حبّان: غلب عليه التقشُّف والعبادة فغفل عن الحديث حّتى غلب على حديثه المعضلات، وقال العقيلي: ثنا آدم بن موسى، سمعت البخاريّ قال: قال يحيى بن معين: هو كذاب. وروى عبّاس، عن ابن معين. قال: أبو عبيدة النّاجي: الذي يروي المواعظ بكر بن الأسود، كذّاب. 4 (بكر بن الحكم، أبو بشر المزلّق اليربوعي البصريّ.) عن: ثابت البنانّي، ويزيد الرّقاشيّ، وعبد الله بن عطاء. وعنه: أبو عبيدة الحدّاد، وحرمي بن عمارة، وموسى بن إسماعيل.) صالح الحديث، وقال أبو زرعة: ليس بالقويّ. 4 (بكر بن خنيس الكوفيّ العابد.) (10/93)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 94 روى عن: أبيه، وثابت النبانّي، وعطاء بن أبي رباح، وسلمة بن كهيل، وليث بن أبي سليم، وإبراهيم الهجريّ، وجماعة. روى عنه: أبو النَّضر هاشم بن القاسم، وآدم بن أبي إياس، وإسماعيل بن عمرو البجليّ، ومعروف الكرخيّ، وعليّ بن الجعد، وولداه حبيب، وعبد القدُّوس ابنا بكر، وأبو نعيم عبيد بن هشام الحلبيّ، وآخرون. قال حاتم: كان غراً صالحاً، وقال الدارقطنيُّ، وغيره: متروك الحديث. وروى عبّاس، عن ابن معين: ليس بشيء، وقال الفلاّس: ثنا يحيى، عن بكر بن خنيس، وهو ضعيف. روى موسى بن أعين، عن بكر بن خنيس، عن ليث، عن مجاهد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أتى شيئاً من النّساء في أدبارهن فقد كفر رواه الثَّوريّ، ومعمر، وجماعة، عن ليث، فلم يرفعه. (10/94)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 95 قال الخطيب: نزل بكر بن خنيس بغداد، قال يعقوب بن شيبة: ضعيف الحديث، وهو موصوف بالعبادة. 4 (بكير بن شهاب الدامغانيّ، أبو الحسن الحنظليّ.) يروي عن: الحسن، وابن سيرين، وعمران بن مسلم، وغيرهم. وعنه: أبو طيبة الجرجانيّ، وروّاد بن الجراح العسقلانّي، وأبو شيبة شيخ أسلم بن سالم البلخيّ. قال ابن عديّ: منكر الحديث، لم أجد لهم فيه كلاماً، قلت: أمّا 4 (بكير بن شهاب عن سعيد بن جبير، فقديم، عراقيّ صدوق، ويحتمل أنّه الدامغانيّ.)

4 (بكير بن معروف الدّامغانّي، أبو معاذ المفسَّر القاضي، قاضي (10/95)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 96 نيسابور، سكن دمشق،) ) وروى عن: أبي الزُّبير المكّيّ، ومقاتل بن حيّان، ويحيى بن سعيد الأنصاريّ، وأبي حنيفة، وعبد الكريم بن أبي المخارق. وعنه: الوليد بن مسلم، ومروان بن محمد، وهشام بن عبيد الله الرزايّ، وعبد الله بن عثمان عبدان، وحفص بن عبد الله السُّلميّ، ونوح بن ميمون، وحمّاد بن قيراط، ورآه هشام بن عمار. قال جعفر القريابيّ: سمعت هشاماً يقول: قدم علينا بكير بن معروف، وكان من أهل خراسان، وسمعت منه ولم أكتب ذلك، وقال أحمد بن حنبل: ما أرى به بأساً، وكنّاه النَّسائّي أبا معاذ وقال: وليس به بأس، وقال أحمد بن أبي الحواريّ: ثنا مروان، ثنا بكير بن معروف، وكان ثقة. (10/96)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 97 وقال ابن عديّ: أرجو أنّه لا بأس به، ما حديثه بالمنكر جداً، ووثقه ابن حبّان، ويروى عن أحمد بن حنبل قال: ذاهب الحديث. قلت: خرَّج له أبو داود في المراسيل ما رواه عن مقاتل بن حيّان، عن الضّحّاك، في قوله ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم قال: هو على العرش وعلمه معهم، وقال الحاكم: بلغني موته سنة ثلاث وستيّن ومائة. (10/97)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 98 4 (حرف الثاء)

4 (ثابت بن قيس. د. س أبو الغصن الغفاريّ، مولاهم المدنيّ.) من صغار التّابعين، له عن: أنس، وسعيد بن المسيِّب، ونافع بن جبير، وخارجة بن زيد بن ثابت، وأبي سعيد المقبريّ. وعنه: معن بن عيسى، وعبد الرحمن بن مهديّ، وبشر بن عمر الزّهرانيّ، والقعنبي، وإسماعيل بن أبي أويس، وطائفة. قال يحيى بن معين، والنّسانيّ: ليس به بأس، وقال ابن عديّ: يكتب حديثه. (10/98)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 99 وقال أبو حاتم: رأى جابر بن عبد الله، وأنساً.) وقال ابن معين مرّة: ليس حديثه بذاك، هو صالح، هذه رواية عبّاس الدُّوريّ، عنه. قلت: أخطأ من زعم أنّ أبا الغصن هذا أبو الغصن جحا. قال ابن سعد: عاش ثابت بن قيس مائة وخمس سنين، ومات سنة ثمانٍ وستّين ومائة. 4 (ثابن بن زيد الأحوال. الحافظ، أبو زيد البصريّ.) عن: عاصم الأحول، وهلال بن خبّاب، وطبقتهما. وعنه: أبو داود الطّيالسي، وعفّان، وغارم، وأبو سلمة التَّبوذكيّ، وآخرون. قال أبو حاتم: ثقة. وقال النَّسائيّ: ليس به بأس. قلت: مات سنة تسع وستّين ومائة. (10/99)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 100 4 (حرف الجيم)

4 (جابر بن يزيد بن رفاعة العجليّ الكوفيّ. ويقال إنّه أزديّ، سكن الموصل.) وحدّث عن: مجاهد، وعامر الشَّعبيّ، وأبي جعفر الباقر، ويزيد بن أبي سليمان، وحمّاد الفقيه، وجماعة. وعنه: المعافى بن عمران، وعبد الرحمن بن مهديّ، والطَّيالسيّ، وعفّان، والمعافى بن سليمان، وأحمد بن يونس اليربوعيّ. قال محمد بن عبد الله بن عمّار الحافظ: رأيته وعليه عمامة سوداء. وقال عبّاس، عن ابن معين: جابر بن يزيد رفاعة، موصليّ يروي عن مجاهد. قلت له: في كتاب النَّسائيّ حديث واحد، وهو صدوق، بقي إلى حدود السبعين ومائة. (10/100)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 101 4 (جرير بن حازم العتكيّ. مولاهم البصريّ الحافظ، أبو النّضر، أخو يزيد، ومخلد.) رأى بمكّة لما حجّ أبا الطُّفيل، ولم يسمع منه، وشهد جنازته. (10/101)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 102 وروى عن: عمّه جرير بن زيد، وأبي رجاء العطارديّ، والحسن، وابن سيرين، وطاوس، وعطاء، وابن أبي مليكة، ونافع، وجميل بن هلال، وقتادة، وأيّوب، وخلق كثير. وعنه: ابنه وهب بن جرير، وشيخه أيّوب السختيانيّ، والسُّفيانان، وابن وهب، وحسين بن محمد، وعاصم بن عليّ، وأبو الربيع الزَّهرانيّ، وشيبان بن فرُّوخ، وأبو نصر التّمّار، وخلق سواهم.) ورحل في الشيخوخة إلى مصر فسمع بها وأسمع. قال وهب: قرأ أبي على أبي عمرو بت العلاء فقال له: أنت أفصح من معدّ، فقال عبد الحمن بن مهديّ: هو أوثق عندي من قرّةّ بن خالد. قلت: قد وثّقه الناس ولكنّه تغيّر قبل موته، فحجبه ابنه وهب، فما سمع منه أحد في اختلاطه، وله أحاديث ينفرد بها فيها نكارة وغرابة، ولهذا يقول البخاريّ: ربمّما يهمّ. وقال ابن المعين: هو قتادة ضعيف. قال أحمد بن حنبل، وغيره: أخطأ جرير بن حازم في حديثه عن قتادة، عن أنس كانت قبعة سيف النبي صلى الله عليه وسلم علم من فضّة إنّما صوابه، عن قتادة، عن سعد بن أبي الحسن مرسلاً. قال الميمونيّ، عن أحمد بن حنبل: كان حديث جرير، عن قتادة غير حديث النّاس، يوقف أشياء ويسند أشياء، ثم أثنى أحمد عليه وترحّم عليه (10/102)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 103 وقال: رجل صالح: صاحب سنَّة وفضل. وقال أبو داود الطَّيالسيّ: كان جرير إذا قدم قال شعبة: قد جاءكم هذا الحشويّ. قال العقيليّ: ثنا الحسين بن عبد الله الذّارع، ثنا أبو داود قال: جرير بن حازم، وعبد الوهاب الثقفيّ تغيّرا، فحجب الناس عنهما. وقال الحسن الحلوانيّ: بلغني أنّ عبد الرحمن بن مهديّ ذهب إلى جرير يعوده في اختلاطه، فقال له: من أنت، قال: أنا عبد الرحمن بن مهديّ. فقال: ابن مهديّ بن ميمون. وقال عبد الله بن أحمد: سألت يحيى بن معين، عن جرير بن حازم، فقال: ليس به بأس، وهو عن قتادة ضعيف. وقال يحيى القطّان: كان جرير بن حازم يقول في حديث الضَّبع، عن جابر، عن عمر، ثم جعله بعد، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقال عبد الرحمن بن مهديّ: اختلط جرير بن حازم قبل موته، فلمّا أحسّ به بنوه حجبوه، فلم يسمع منه شيء في اختلاطه. وعن جرير قال: لمّا مات أنس بن مالك كان لي خمس سنين. (10/103)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 104 وقال أبو حاتم: تغير قبل موته سنة.) وقال موسى بن إسماعيل: ما رأيت حمّاد بن سلمة يعظّم أحداً ما يعظّم جرير بن حازم. وقال وهب بن جرير: كان شعبة يأتي أبي يسأله. وروى وهب، عن أبيه قال: جلست إلى الحسن سبع سنين، لم أخرم منها يوماً واحداً. قلت: قد وقع لي من عواليه، ومات في آخر سنة سبعين ومائة. 4 (جعفر بن زياد الأحمر الكوفيّ.) عن: منصور، ومغيرة، وعطاء بن السّائب، وبيان بن بشر، وعدّة. وعنه: ابن مهديّ بن الأسود بن عامر، وعليّ بن حكيم، ويحيى بن (10/104)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 105 بشر الحريريّ. قال أبو داود: صدوق، وقيل كان من صالحي الشيعة، وقد سجنه المنصور مدّة. وقال ابن حبّان: في النفس منه. وقال الجوزجانيّ: مائل عن الطريق. قلت: مات سنة سبعٍ وستّين ومائة. 4 (جعفر بن كيسان العدويّ البصريّ، أبو معروف المؤذن.) عن: معاذة العدويّة، وعمرة بنت قيس، وحميد بن هلال. وعنه: يزيد بن هارون، وأبو نعيم، ومسلم، وحوثرة بن أشرس، وجماعة. وثّقه ابن معين، (10/105)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 106 وقال أبو حاتم: صالح الحديث. 4 (جعفر بن محمد بن خالد بن الزُّبير بن العوّام بن خويلد الأسدي.) عن: هشام بن عروة، وعمر بن عبد الله بن عروة. وعنه: معن بن عيسى، وخالد بن مخلد، ومحمد بن خالد بن عثمة. قال البخاريّ: لا يتابع على حديثه. وقال أبو الفتح الأزدي: منكر الحديث. 4 (جميع من ثوب السُّلميّ الرَّحبي الحمصيّ.) أحد الضعفاء. (10/106)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 107 عن خالد بن معدان، وحبيب بن عبيد، ويزيد بن خمير. وعنه: بقيّة، ومحمد بن حرب، ويحيى بن صالح الوحاظيّ، وعبد الله بن عبد الجبّار الخبائريّ. قال البخاريّ: منكر الحديث.) وقال ابن حبّان: لا يحتجّ به. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه. وقيل فيه: جميع، بالضّمّ. 4 (جويرية بن بشير الهجيمي.) سمع الحسن، وغيره. وعنه: يحيى القطّان، ومسلم، والتَّبوذكيّ، وعليّ بن عثمان اللاّحقيّ. وثقه ابن معين. 4 (جميل بن عبيد الله الطّائيّ، أبو النَّضر البصريّ.) عن: الحسن، وثمامة بن عبد الله. وعنه: زيد بن الحباب، وموسى بن إسماعيل. وليس هذا بجميل بن زيد. (10/107)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 108 4 (حرف الحاء)

4 (الحارث بن نبهان، أبو محمد الجرميّ البصريّ.) عن: عاصم بن أبي النَّجود، وأبي إسحاق، وعطاء بن السّائب، وطبقتهم. وعنه: مسلم بن إبراهيم، وموسى التَّبوذكيّ، وعبيد الله العشّيّ، وأبو كامل الجحدريّ، وطالوت بن عبّاد. ضعّفه أبو حاتم وغيره، وقال البخاريّ: منكر الحديث، وقال النّسائيّ: متروك الحديث، (10/108)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 109 وقال بان معين: ليس بشيء. 4 (حبَّان بن يسار، أبو روح الكلابيّ البصريّ.) (10/109)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 110 عن: محمد بن واسع، وهشام بن عروة. (10/110)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 111 وعنه: عمرو بن عاصم الكلابيّ، وأبو غسان النَّهدي، وأبو سلمة التَّبوذكي، وآخرون. قال أبو حاتم: ليس بالقويّ، وأورده ابن حبَّان في الثقات.) 4 (حبيب بن أبي حبيب يزيد الجرميّ الصريّ الأنماطيّ.) (10/111)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 112 سمع: الحسن، وعمرو بن هرم، وقتادة، وخالد بن عبد الله القثيريّ. وعنه: أبو داود الطّيالسيّ، وأبو سلمة المنقريّ، وحبّان بن هلال، وسليمان بن حرب، وداود بن شبيب، وولده محمد بن حبيب. فيه لين ما، قد غمزة أحمد، وقدح فيه يحيى القطّان. ونهى (10/112)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 113 يحيى بن معين عن كتابة حديثه. وقد حدّث عنه ابن مهديّ وغيره. 4 (حبيب بن حجر القيسيّ البصريّ، مصغّر الاسم.) (10/113)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 114 عن: ثابت البنانيّ، وأبي المهزَّم. وعنه ابن المبارك، ووكيع، ومسلم، وإبراهيم بن الحجّاج السّاميّ. ما علمت به بأساً بعد. 4 (الحارث بن غصين، أبو وهب الثَّقفيّ.) عن: عطاء بن السّائب، ومنصور، وحصين. وعنه: شهاب بن خراش، وحسين الجعفيّ، ويعلى بن عبيد، ومحمد بن جعفر المدائنيّ. 4 (حجّاج بن تميم الجزريّ.) سمع ميمون بن مهران. حدّث عنه: يحيى الحمّانيّ، وسويد بن سعيد، وحبّان بن المغلَّس. ضعّفه ابن عديّ، (10/114)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 115 وقال النّسائيّ: ليس بثقة. قلت: له حديثان في ق. 4 (حجّاج بن صفوان المدنيّ.) عن: أسيد بن أبي أسيد، وأبيه، وإبراهيم بن عبد الله بن أبي حسين. وعنه: أبو ضمرة، والقعنبيّ. وثّقه أحمد، وقال أبو حاتم، وغيره: صدوق. وضعّفه الأزدي. 4 (الحارث بن النُّعمان بن سالم اللَّيثيّ. عن: خاله سعيد بن جبير، وأنس بن مالك،) ) وطاوس. (10/115)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 116 وعنه: الحارث بن سالم البزاز سميُّه، وسعيد بن عمارة، وثابت بن محمد الزّاهد، وآخرون. قال أبو حاتم: ليس بقويّ، وقال البخاريّ: منكر الحديث. 4 (حرب بن سريج المنقريّ البصريّ البزازّ.) عن: الحسن، وابن أبي مليكة، ونافع، ومحمد بن عليّ بن الحسين. وعنه: ابن المبارك، وزيد بن الحباب، وطالوت بن عبّاد، وموسى بن إسماعيل، وشيبان بن فرُّوخ. قال أحمد وغيره: ليس به بأس، وقال ابن حبَّان: لا يحتجّ به، وقال أبو حاتم: ليس بقويّ، وقال ابن عديّ: أرجو أنّه لا بأس به. (10/116)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 117 قلت: يكنَّى أبا سفيان، ويقال هو أيضاً: حرب بن أبي العالية. 4 (حرب بن شدّاد، أبو الخطّاب اليشكريّ البصريّ الحافظ.) عن: شهر بن حوشب، والحسن البصريّ، ويحيى بن أبي كثير. وعنه: عبد الرحمن بن مهديّ، وأبو داود، وعبد الصمد التنوري، وعمرو بن مرزوق، وعبد الله بن رجاء الغدّانّي، وآخرون. وثقة أحمد، وغيره. وقال الفلاّس: كان يحيى بن سعيد لا يحدث عنه. قلت: قد علم تعنُّت يحيى بن سعيد في الرجال، وبعد هذا فيروي عن مجالد ويقويه. مات حرب سنة إحدى وسّتين ومائة. 4 (حرب بن أبي العالية. في الطبقة الآتية.) (10/117)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 118 4 (حرب بن ميمون، أبو الخطّاب الأنصاريّ البصريّ الأكبر، مولى النَّضر بن أنس بن) مالك. روى عن: مولاه، وعطاء بن أبي رباح، وأيّوب السّختيانّي، وغيرهم.) وعنه: عبد الصمد التنوريّ، وبدل بن المحبَّر، وحبّان بن هلال، والحسين بن حفص، ويونس المؤدبٍّ، وعبد الله بن رجاء. وثّقة ابن المديني، وليُّينه غيره. قال البخاريّ: قال سليمان بن حرب: كان أكذب الخلق، وقال ابن معين: صالح. (10/118)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 119 وقال أبو زرعة: لين. 4 (حرب بن ميمون. صاحب الأغمية. هذا أصغرهم، سيأتي فيما بعد إن شاء الله.)

4 (حرملة بن عمران بن قراد، أبو حفص التُّجيبيّ المصرّي. هو (10/119)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 120 جدّ حرملة صاحب) الشافعيّ. روى عن جماعة. قد ذكر. 4 (حريز بن عثمان بن جبر، أبو عثمان الرَّحبيّ المشرقيّ الحمصيّ الحافظ، ويكنَّي أيضاً) أبا عون، من صغار التّابعين. (10/120)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 121 سمع: عبد الله بن بسر المازنّي، وخالد بن معدان، وراشد بن سعد، وحبيب بن عبيد، وعبد الواحد بن عبد الله النٍّ ضريّ، وعبد الرحمن بن ميسرة، وعدّة. وعنه: بقّية، ويحيى بن سعيد العطّار الحمصيّ، وحجّاج بن عيّاش، وعليّ بن الجعد، وخلق كثير. وحديثه نحو المائتين، وكان فيه نصب. وقد قال أبو حاتم: لا يصحّ عندي ما يقال عنه في رأيه، ولا أعلم بالشام أثبت منه. وقال أحمد بن حنبل: ثقة ثقة. وقال أبو اليمان: كان يتناول من رجل ثم ترك ذلك. وقال يزيد بن هارون: أشدّ شيء سمعته منه يقول: لنا أمير ولكم أمير، وسمعته يقول: لا أحب من قتل لي جدٍّ ين. وقال يعقوب الفسوي: بلغني عن علي بن عّياش، قال: سمعت (10/121)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 122 حريز بن عثمان يقول لرجل: ويحك، تزعم أنّي أشتم علّياً، والله ما شتمته قط.) وقال معاذ بن معاذ: لا أحسبني رأيت شاميّاً أفضل منه. ويقال إنّه كان يكره علّياً رضي الله عنه. قال الخطيب البغداديً في تاريخه: أنا أبو بكر عبد الله بن عليّ بن حمُّويه الهمدانّي، أنا أحمد بن عبد الرحمن الشّيرازيّ، أنا عمر بن أحمد بن مؤنس ببغداد، حدّثني الحسين بن أحمد بن عليّ المالكيّ، ثنا عبد الوهاب بن الضحّاك، ثنا إسماعيل بن عيّاش، سمعت حريز بن عثمان قال: هذا الذي يرويه الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال لعليّ: أنت مني بمنزلة هارون من موسى حقّ، ولكن أخطأ السامع، إنّماء هو: أنت مني مكان قارون من موسى، قلت: عن من ترويه، قال: سمعت الوليد بن عبد الملك يقوله على المنبر. قال الخطيب: عبد الوهاب كذّاب. ابن جوصاء، ثنا معاوبة بن عمرو الكلاعيّ، ثنا حريز، قلت لعبد الله بن بسرر: هل كان في رأس رسول الله صلى عليه وسلم شعرات بيض قال: نعم، فإذا أدّهن تغّير. قلت: هذا أعلى شيء عند ابن جوصاء، فهو ثلاثيّ له، كما هو ثلاثيّ للبخاري. قال أحمد بن محمد بن عيسى في تاريخ حمص: لم يكن لحريز (10/122)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 123 كتاب، إنّما كان يحفظ. مولده سنة ثمانين. وقال الوليد بن مسلم: ثنا حريز قال: رأيت ابن بسر وأنا غلام. وقال أبو بكر بن أبي داود: ثنا معاوية بن عبد الرحمن الرًّحبيّ، سمعت حريز بن عثمان يقول: لا تعاد أحداً حتى تعلم ما بينه وبين الله، فإن يكن محسناً فإنّ الله لا يسلمه لعداوتك، وإن يكن مسيئاً فأوشك بعمله أنّ يكفيكه. قال عليّ بن عيّاش: جّمعنا حديث حريز في دفتر وأثبتناه به نحو مائتي حديث، فتعجّب وقال: هذا كله عني. وقال أحمد بن حنبل: ليس بالشام أثبت من حريز إلاّ أن يكون بحير بن سعد. وقال يحيى بن المغيرة: قال جرير: إنّ حريزاً كان شتم علّياً رضي الله عن المنبر. وقال أحمد بن سعيد الدارميّ: ثنا أحمد بن سليمان، ثنا إسماعيل بن عيّاش. قال: عادلت حريز بن عثمان من مصر إلى مكة، فجعل يسبّ علّياً ويلعنه. وقال ربيعة بن الحارث الحمصيّ: ثنا عبد الله بن عبد الرحمن الخبائريّ، ثنا إسماعيل بن) عيّاش قال: زاملت حريز بن عثمان، فسمعته يقع (10/123)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 124 في عليّ، فقلت: مهلاً يا أبا عثمان، ابن نبيٍّ ك، وتزوّج ابنته، فقال: أسكت يا رأس الحمار لا ألقيك من الجمل. وقال ابن حبان: كان يلعن علّياً، فعاتبوه، فقال: هو القاطع رأس أجدادي بالفؤوس. وكان عليّ بن عيّاش يحكي أنّه رجع عن ذلك. وقال عبد الله بن حمّاد الآمليّ: سمعت يحيى بن صالح، أنّ حريز بن عثمان لم أكتب عنه، صلّيت معه الفجر سبع سنسن، فكان لا يخرج من المجسد حتى يلعن علّياً سبعين مرّة كلّ يوم. قلت: صحّح عنه أنّه ترك ذلك، وجاء عن غير واحد أنّ يزيد بن هارون رئي في النُّوم فقال غفر لي ربيّ وعاتبني في روايتي عن حريز. عبّاس الدوري، سمعت ابن معين، سمعت عليّ بن عيّاش يقول: سمعت حريز بن عثمان الرّحبي يقول لرجل: ويحك، أما تتّقي الله تزعم أنّي شتمت علّياً، ولا والله ما شتمت علّياً قط. وقال الحلوانيّ: ثنا شبّابة، سمعت حريز بن عثمان، قال له رجل: بلغني أنّك لا تترحّم على عليّ فقال: أسكت، ما أنت وهذا، ثم التفت إليّ وقال: رحمه الله مائة مرّة. (10/124)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 125 قال الوحاظيّ، وغيره: مات حريز سنة ثلاث وستّين ومائة. وقال سليمان الخبائريّ: سنة ثمان وستّين. قال الخطيب: هذا خطأ. 4 (حزام بن هشام الخزاعي القديديّ. من بادية الحجاز.) روى عن: أبيه، وعمر بن عبد العزيز. وعنه: وكيع، والقعنبيّ، ويحيى بن يحيى النَّيسابوريّ، وغيرهم. وأبوه هشام بن خالد، يقال إنّه سمع من عمر. 4 (حسام بن مصكّ. أبو سهل البصريّ الأزديّ.) (10/125)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 126 عن: الحسن: وابن سيرين، وعبد الله بن بريدة، وقتادة. وعنه: أبو داود الطّيالسيّ، وحجّاج الأعور، ومسلم بن إبراهيم وجماعة. وقد حدّث عنه: شعبة، وهو أقدم موتاً منه. قال البخاري: ليس بالقويّ عندهم.) وقال النَّسائيّ: ضعيف. وقال الدَّار قطني: متروك. قلت: مات سنة ثلاث وستّين ومائة، لم يخرجوا له. 4 (حسّان بن نوح النّضريّ الحمصيّ. عن: أبي أمامة، وعبد الله بن برد.) وعنه: مبشّر بن إسماعيل، والوليد بن مسلم، وعليّ بن عيّاش، وعصام بن خالد، وآخرون. له حديث في النَّهي عن صوم يوم السبت، أخرجه النَّسائيّ، وإسناده صالح. (10/126)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 127 4 (الحسن بن أبي جعفر الجفريّ البصريّ. أبو سعيد.) عن: نافع، وأبي الزُّبير، وثابت البنانيّ، ومحمد بن زياد الجمحيّ. وعنه: عبد الرحمن بن ثابت، وأبو داود، ومسلم بن إبراهيم، وأبو عمر الحوضيّ، وموسى التُّبوذكيّ. قال الفلاّس: صدوق، منكر الحديث. (10/127)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 128 وقال ابن معين: ليس بشيء. قلت: توفّي سنة. 4 (الحسن بن دينار البصريّ. ويقال: هو الحسن بن واصل التميميّ، أبو سعيد. محدّث) مكثر. روى عن: ابن سيرين، وكلثوم بن جبر، وعبد الله بن دينار، والحسن البصريّ، وخلق كثير. وعنه: الثَّوري، وشيبان النَّحويّ، وزهير بن معاوية، وزيد بن الحباب، وسعد بن يزيد الفرّاء، وشيبان بن فروخ، عنه خمسة وعشرون (10/128)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 129 ألف حديث. قال النّسائيّ، وغيره: متروك الحديث. وقال ابن معين: لا شيء. وكذبه أبو حاتم. وقال البخاري: تركه يحيى، وابن مهديّ. وهو مجمع على ضعفه، على أنيّ لم أر حديثاً قد جاوز الحدّ. سفيان بن عبد الملك: سمعت ابن المبارك يقول: أما الحسن بن دينار يرى القدر، وكان يحمل كتبه إلى بيوت الناس ويخرجها من يده كي يحدّث منها، وكان لا يحفظ.) قلت: كان الصدر الأول لا يخرجون أصولهم من أيديهم مخافة أنّ يدسّ فيها شيء ما سمعوه. وقال البخاريّ: الحسن بن دينار بن واصل التميميّ، تركه وكيع، وابن مهديّ. الحسن بن زيد بن السيد الحسن بن عليّ بن أبي طالب. (10/129)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 130 الأمير، أبو محمد الهاشميّ الفاطميّ المدنيّ، والد السّيدة العابدة نفسية المدفونة بظاهر مصر. روى عن: أبيه، وعكرمة، ومعاوية بن عبد الله بن جعفر. وعنه: ابنه إسماعيل، وابن ذئب، وعبد الرحمن بن أبي الزّناد، ووكيع، ومالك، وزيد بن الحباب، وغيرهم. كان من سروات بني هاشم وأجوادهم. ولي المدينة للمنصور خمس سنين، ثم عزله وحبسه، فلما توفّي المنصور أخرجه المهديّ وأكرمه وأعطاه أموالها، ولم يزل في صحابته. ويقال: إنّه قضى عن والده زيد أربعة آلاف دينار. وكان ذا قعدد في النَّسب فإنّه مواز لأبي جعفر الباقر. وقد مدحه غير واحد في الشعر. وخرج له النَّسائيّ حديثاً واحداً. مات بالحاجر وهو يريد الحجّ سنة ثمان وستّين ومائة وله خمس وثمانون سنة. (10/130)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 131 روى ابن أبي ذئب، عن الحسن بن زيد، عن عكرمة، عن ابن عبّاس أن النبي صلى عليه وسلم احتجم وهوصائم. 4 (الحسن بن صالح بن حي.) الفقيه، أبو عبد الله الهمدانيّ الكوفيّ العابد، أحد الأعلام، أخو عليّ (10/131)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 132 ابن صالح، وهما ابنا صالح بن حّيان بن شفيّ بن هنيّ الثَّوريّ. وقيل: هو صالح بن صالح بن مسلم بن حّيان، قاله البخاريّ. وقيل: صالح بن صالح بن حسن بن مسلم. ولد الحسن سنة مائة، روى عن: سلمة بن كهيل، وسماك بن حرب، وإسماعيل السُّدّيّ، وعبد الله بن دينار العمريّ، وبيان بن بشر، ووالده صالح، وعاصم بن بهدلة، وعاصم الأحول، وعبد العزيز بن رفيع، وعلي بن الأقمر، وعمرو بن المعتمر، وطبقتهم. وعنه: وكيع، ويحيى بن آدم، ويحيى بن فضيل، وأبو نعيم، وعبيد الله ابن موسى، وقبيصة،) وأحمد بن يونس، وعلي بن الجعد، وآخرون. قال أبو نعيم: كتبت عن ثمانمائة محدّث، فما رأيت أفضل من الحسن بن صالح. وقال عبّاس، عن ابن معين قال: يكتب رأي الحسن بن صالح ورأي الأوزاعيّ، هؤلاء ثقات. وقال أبو زرعة: اجتمع في الحسن بن حي إتقان وفقه وزهد. وكان وكيع يعظمه ويشبهه بسعيد بن جبير. وقال أبو نعيم: أنا الحسن بن صالح: وما دون الثُّوريّ في الورع والفقه. وقال يحيى بن أبي بكير: قلنا للحسن بن صالح: صف لنا غسل الميت، فما قدر عليه من البكاء. (10/132)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 133 وقال عبده بن سليمان: إنّي أرى الله يستحي أن يعذّب الحسن بن صالح. وقال أبو غسّان: هو خير من شريك، من هنا إلى خراسان. وقال أبو نعيم: ما رأيت أحداً إلاّ وقد غلط في شيء، غير الحسن بن صالح. وقال ابن عديّ: لم أر له حديثاً منكراً مجاوزاً المقدار، هو عندي من أهل الصّدق. وقال وكيع: هو عندي إمام، فقيل له: إنّه لا يترحّم على عثمان، فقال وكيع: أتترحّم أنت على الحجّاج قلت: هذه سقطة من وكيع، شتّان ما بين الحجّاج وبين عثمان، عثمان خير أهل زمانه، وحجّاج شرّ أهل زمانه. قال أبو حاتم: الحسن بن صالح ثقة، حافظ، متقن. وقال أحمد بن حنبل: ثقة. وقال وكيع: كان الحسن وعليّ وأمُّهما قد جزَّأوا الليل ثلاثة أجزاء للعبادة، فماتت أمُّهما، فقسَّما بينهما الليل، ثم مات عليّ، فقام الليل كلّه (10/133)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 134 الحسن. وعن أبي سليمان الدَّارانيّ قال: ما رأيت أحداً أكوف أظهر على وجهه من الحسن بن صالح، قام ليلةً ب عمَّ يتساءلون فغشي عليه، فلم يختمها إلى الفجر. أحمد بن أبي الحواريّ: نا إسحاق بن جبلة قال: دخل الحسن بن صالح السوق يوماً وأنا معه، فرأى هذا يخيط وهذا يصبغ، فبكى ثم قال: أنظر إليهم يتعلّلون حتى تأتيهم الموت. وعن أبي نعيم، عن الحسن بن صالح قال: فتَّشنا الورع فلم نجده في شيءٍ أقلَّ منه في اللّسان.) وعن أبي حيّ أنّه كان إذا نظر إلى المقبرة يصرخ ويغشى عليه. وقال حميد الرؤآسيّ: كنت عند ابن صالح ورجل يقرأ: لا يحزنهم الفزع الأكبر، فالتفت عليّ إلى أخيه الحسن وقد اخضرّ واصفرّ، فقال: يا حسن: إنها أفزاع فوق أفزاع، ورأيت الحسن أراد أن يصيح، ثم جمع ثوبه فعض عليه حتى سكن عنه. وعن ابن حيّ قال: إنّ الشيطان ليفتح للعبد تسعةً وتسعين باباً من الخير، يريد به باباً من السُّوء. (10/134)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 135 أحمد بن عمران بن جعفر البغداديّ: ثنا يحيى بن آدم قال: قال السن بن صالح، قال لي أخي وكنت أصلّي: يا أخي اسقني، قال: فلمّا قضيت صلاتي أتيته بماء فقال: قد شربت الساعة، قلت: ومن سقاك وليس في الغرفة غيري وغيرك قال: أتاني الساعة جبريل بماءٍ فسقاني، وقال: أنت وأخوك وأمّك مع الذين أنعم الله عليهم، الآية، وخرجت نفسه. وقال عبد الله بد داود الخريبيّ: ترك الحسن بن صالح الجمعة، فجاء فلان فجعل يناظره ليلةً إلى الصباح، فذهب الحسن إلى ترك الجمعة معهم وإلى الخروج عليهم، ولهذا يقول أبو أسامة: سمعت زائدة يقول: إنّ ابن حيّ ههذا قد استصلب منذ زمان، وما يجد أحداً يصلبه. يعني لو علم به أهل الدولة أنّه يرى السيف لقتلوه. قال أبو أسامة: أتيت الحسن بن صالح، فجعل أصحابه يقولون: لا إله إلاّ الله، لا إله إلاّ الله، فقلت: ما لي كفرت قال: لا، ولكن ينقمون عليك محبّة مالك بن مغول، وزائدة، فقلت: لا جلست إليك أبداً. وقال أبو نعيم: ذكر الحسن بن صالح عند الثَّوري فقال: ذاك رجل يرى السيف على الأمّة. وعن الثَّوري أنّه كان ينقم على ابن حيّ ترك الجمعة. وقال يوسف بن أسباط: كان الحسن بن حيّ يرى السيف. (10/135)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 136 وقال يحيى القطّان: كان سفيان يسيء الرأي في الحسن بن حيّ. وقال بشر بن الحارث: كان زائدة يجلس في المسجد يحذّر الناس من ابن حيّ وأصحابه، قال: وكانوا يرون السَّيف. أبو سعيد الأشجّ: سمعت ابن ادريس يقول: ما أنا وابن حيّ، لا نترك جمعة ولا جهاداً. قال أبو معمر القطيعيّ: كنّا عند وكيع، فكان إذا حدّث عن حسن بن صالح أمسكنا فلم نكتب،) فقال: ما لكم فقال له أخي بيده هكذا: يعني أنّه كان ما يرى السيف، فيسكت وكيع. وقال خلف بن تميم: كان زائدة يستتيب من أتى حسن بن صالح. قلت: مات سنة تسعٍ وستّين ومائة، وكان من كبار الفقهاء. له أقوال تحكى في الخلافيّات. 4 (الحسين بن مطير. من فحول الشعراء، مدح الدولتين، وله (10/136)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 137 مدائح في المهديّ، وشعره) في الذِّروة، وكان أعرابيَّ واللّباس، وهو من موالي بني أسد. وهو القائل: (فواعجباً للنّاس يستشرفونني .......... كأن لم يروا بعدي محباً ولا قبلي)

(يقولون لي اصرم يرجع العقل كلُّه .......... وصرم حبيب النفس أذهب للعقل)

(فيا عجباً من حبِّ من هو قاتلي .......... كأني أجازيه المودَّة عن قتلي)

(ومن بيِّنات الحبّ أن صار أهلها .......... أحبَّ إلى قلبي وعيني من أهلي) قال أبو عكرمة الضَّبِّيّ: نا سليمان قال: خرج المهديّ يوماً يتصيّد، فلقيه الحسين بن مطير فأنشده: (أضحت يمينك من جودٍ مصوَّرةً .......... لا، بل يمينك منها صورة الجود)

(من حسن وجهك تضحى الأرض مشرقةً .......... ومن بنانك يجري الماء في العود) فقال المهديّ: كذبت يا فاسق، وهل تركت موضعاً لأحدٍ مع قولك في معن بن زائدة: (10/137)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 138 (ألمّا بمعنٍ ثم قولا لقبره .......... سقتك الغوادي مربعاً ثم مربعاً)

(فيا قبر معنٍ كنت أول حفرةٍ .......... من لأرض خطّت للمكارممضجعاً)

(ويا قبر معنٍ كيف واريت جوده .......... وقد كان منه البرُّ والبحر مترعاً)

(ولكن حويت الجود والجود ميِّت .......... ولو كان حيّاً ضقت حتّى تصدَّعا)

(وما كان إلاَّ الجود صورة وجهه .......... فعاش ريبعاً، ثم ولّى فودَّعاً)

(فلمّا مضى معن مضى الجود والنَّدا .......... وأصبح عرنين المكارم أجدعاً) فأطرق ابن مطير ثم قال: يا أمير المؤمنين: وهل معن إلاّ حسنة من حسناتك، فرضي عنه وأمر بألفي دينار. (روى كبداً من لوعة الحبِّ كلّما .......... ذكرت ومن رفض الهوى حيث يرفض) ) (ومن زفرةٍ تعتادني بعد زفرةٍ .......... تقصَّف أحشائي لها حين ينهض)

(فمن حبّها أبغضت من كنت وامقاً .......... ومن حبهّا أحببت من كنت أبغض) (10/138)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 139 (إذا ما صرفت الدهر عنها بغيرها .......... أتى حبهَّا من دونه يتعرَّض) ومنها ممّا لم يروه الموصلي فيها: (قضى الحبُّ يا أسماء أن لست زائلاً .......... أحُّبك حتّى يغمض العين مغمض)

(فحُّبك بلوى غير أن لا يسرُّني .......... وإن كان بلوى أنني لك مبغض)

(فيا ليتني أقرضت جلداً صبابتي .......... وأقرضني صبراً على الناس مقرض) وله: (أحبُّك يا سلمى على غير ريبةٍ .......... ولا بأس في حبٍّ تعفُّ سرائره)

(أحبُّك حبّاً لا أعنف بعده .......... محبّاً ولكنّي إذاً ليم. عاذره)

(وقد مات قبلي أوَّل الحبّ مرّةً .......... ولو متُّ أضحى الحبُّ قد مات آخره)

(وأيُّ طبيبٍ يبريء الحبَّ معدما .......... تشرَّبه بطن الفؤاد وظاهره)

4 (الحسن بن أبي يزيد الهمدانيّ الكوفيّ. عن: الشَّعبيّ، وأبي (10/139)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 140 الفضل بيّاع الخمر.) وعنه: ابنه محمد، ووكيع، ومالك بن إسماعيل. وهو صالح الحديث. ما رأيت أحداً تكلّم فيه. 4 (الحسين بن عقيل. العقيليّ الكوفيّ.) عن: عائشة بنت بجدان، والضحّاك بن مزاحم. وعنه: ابن عيينة، ووكيع، وأبو نعيم، وخلاد بن يحيى، وغيرهم. وثقه ابن معين. 4 (حشرج بن نباتة، أبو مكرم الأشجعي الكوفيّ.) عن: سعيد بن جمهان، وغيره. وعنه: أبو داود، وأبو نعيم، وبشر بن الوليد، وسريج بن النُّعمان، (10/140)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 141 وعاصم بن عليّ، وآخرون. وثّقه ابن معين، وغيره. وقال النَّسائيّ: ليس بالقويّ. وقال البخاريّ: روى عن ابن جمهان، عن سفينة، أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال لأبي) بكر، وعمر، وعثمان: هؤلاء خلفاء بعدي، ولم يتابع على هذا، لأنّ عمر وعليّاً قالا: لم يستخلف النبي صلى الله عليه وسلم. قلت: رواه العقيليّ، عن الصائغ، رواه ابن حبّان، عن أبي يعلى، كلاهما قالا: ثنا يحيى الحمّانيّ، نا حشرج، عن سعيد بن جمهان، عن سفينة قال: لما بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد وضع في البناء حجراً، وقال لأبي بكر: ضع حجرك إلى جنب حجري ثم قال لعمر: ضع حجرك إلى جنب حجر أبي بكر، ثم قال لعثمان: ضع حجرك إلى جنب حجر عمر، ثم قال هؤلاء الخلفاء من بعدي. وقد قال فيه أبو زرعة: لا بأس به. 4 (الحكم بن الصَّلت المدنيّ المؤذّن.) (10/141)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 142 عن: أبيه، وعن عراك بن مالك، وعبد الله بن مطيع، كذا قيل، وهو خطأ، بل الأصوب عن محمد بن عبد الله بن مطيع، عن أبيه. وعنه: معن بن عيسى، وخالد بن مخلد، والقعنبيّ، وسعدويه الواسطيّ. وثقه أحمد، وأبو حاتم. وبعضهم يقول: هو الحكم بن أبي الصَّلت، لم يخرِّجوا له شيئاً. 4 (الحكم بن عبد الملك القرشيّ البصريّ:) نزيل الكوفة. عن: قتادة، وعاصم بن بهدلة، وغيرهما. وعنه: الحسن بن بشر البجليّ، وسريج بن النُّعمان، ومالك بن إسماعيل النَّهديّ، وبشير بن الوليد. قال النَّسائيّ: ليس بالقويّ، (10/142)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 143 وقال أبو داود: منكر الحديث. وقال ابن المعين: ليس بشيء. الحسن بن بشر: ثنا الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، عن عطاء، عن أبي هريرة مرفوعاً: من كتم علماً جاء يوم القيامة وعليه لجام من نار. وهذا حديث عليّ بن الحكم البنانيّ، عن عطاء،) عن أبي هريرة. ورواه أيضاً حجّاج بن ارطأة، عن عطاء، وأقوى من ذلك رواية إبراهيم بن طهمان، عن سماك بن حرب، عن عطاء، عن أبي هريرة مرفوعاً. 4 (الحكم بن الوليد الوحاظيّ الحمصيّ.) من صغار التّابعين، فإنّه سمع: عبد الله بن برد. وعنه: يحيى بن صالح الوحاظيّ، وعبد الله نب عبد الجبار الخبائريّ، وقد تفرّد عنه الخبائريّ بحديثه عن أبي بسر قال: بعثتني أمّي بقطف عنب إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فأكلته، فكان بعد إذا رآني قال: غدر، غدر. (10/143)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 144 وقد روى ايضاً عن أبي قتيلة الكلاعي، وسليم بن عامر. ورأى أبا أمامة الباهليّ. قال أبو زرعة: لا بأس به. 4 (حمّان بن الجعد. شيخ بصريّ.) عن: قتادة، ثابت، وليث بن أبي أسلم. وعنه: أبو داود الطّيالسيّ، وهدبة بن خالد. قال ابن معين: ليس بثقة. وقال النَّسائيّ، وغيره: ضعيف. وقال ابن عديّ: حسن الحديث مع ضعفه. وقال أبو حاتم: ما بحديثه بأس. 4 (حمّاد بن سلمة بن دينار. مولى ربيعة. وقيل غير ذلك في ولائه.) (10/144)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 145 (10/145)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 146 العلم، أبو سلمة البزّاز الخرقيّ البطائنيّ، شيخ أهل البصرة، سمع: خاله حميداً الطويل، وثابتاً البنانيّ، وابن أبي مليكة بمكة، وقتادة، وأنس بن سيرين، ومحمد بن زياد القرشيّ، وأبا حمزة الضُّبعيّ، وسماك بن حرب، وسعيد بن جمهان، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، و أّيوب السّختيانيّ، و سهيل بن أبي صالح، وعبد الله بن كثير الدّاريّ المقرئ، وأبا عمران الجونيّ، وعمّار بن أبي عمّار، وأبا غالب حزوّرا، وخلق سواهم. وعنه: ابن المبارك، ويحيى القطّان، وابن مهديّ، وعفّان، وأبو نعيم، والقعبنيّ، وهدبة، وعبد الأعلى بن حمّاد، وعبد الله بن معاوية، وعبد الواحد ابن غياث، و شيبان، وخلق كثير. وروى الحروف عن: ابن كثير، وعن عاصم، قاله أبو عمرو الدانيّ.) (10/146)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 147 وحمل عنه القراءة: موسى بن إسماعيل، وحرميّ بن عمارة. قال شعبة: كان حمّاد بن سلمة يفيدني عن عمّار بن أبي عمّار. وقال وهيب بن حمّاد بن سلمة. سّيدنا وأعلمنا. وقال أحمد بن حنبل. هو أعلم الناس بثابت البنانيّ، وأثبت النّاس في حميد الطويل. وقال ابن معين: هو أعلم من غيره بحديث عليّ بن زيد. وقال عليّ بن المدينيّ: كان عند يحيى بن ضريس، من حمّاد بن سلمة عشرة آلاف حديث. وقال الكوسج: قال ابن معين: حمّاد بن سلمة ثقة. وقال ابن المدينيّ: هو عندي حجّة في رجال، وهو أعلمهم بثابت، وبعّمار بن أبي عمّار. قلت: ولهذا احتجّ به مسلم في الأصول بما رواه عن ثابت، وفي الشواهد بما رواه عن غير ثابت. قال عبد الله بن معاوية الجمحّي: أنا الحمَّادان، حمّاد بن سلمة بن دينار، وحمّاد بن زيد بن درهم، وفضل حمّاد بن سلمة على الآخر كفضل الدينار على الدرهم. قلت: يشير إلى اسمي جدَّيهما. وقال شهاب بن معمر البلخيّ: كان حمّاد بن سلمة يعدّ من الأبدال. (10/147)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 148 وقال غيره: كان إماماً راسياً في العربية، فقيهاً، فصيحاّ، بليغاّ، كبير القدر، شديداّ على المتبدعة، صاحب أثر وسنَّة، له تصانيف. قال حمّاد بن زيد: ما كنا نرى أحداً بنيَّة غير حمّاد بن سلمة، وما نرى اليوم من يعلم بنيَّة غيره. وقال علي بن المدينيّ: من تكلم في حمّاد بن سلمة فاتَّهموه. وقال مسلم بن إبراهيم: أنا حمّاد بن سلمة قال: كنت أسأل حمّاد بن أبي سليمان عن أحايث مسندة، والنّاس يسألونه عن رأيه، وكنت إذا جئته قال: لا جاء الله بك. قال أبو سلمة التَّبوذكي: سمعت حمّاد بن سلمة يقول: إنّ الرجل ليثقل حتى يخفّ. وقال عفّان: أنا حمّاد قال: قدمت مكة في رمضان وعطاء باق، فقلت: إذا أفطرت دخلت عليه، فمات في رمضان. قال ابن معين: حمّاد أثبت الناس في ثابت.) وعن أحمد بن حنبل قال: إذا رأيت الرجل يغمز حمّاد بن سلمة فاتَّهمة على الإسلام، فإنّه كان شديداً على المبتدعة. وقد رثاه اليزيديًّ حيث يقول: (10/148)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 149 (يا طالب النحَّو ألا فابكه .......... بعد أبي عمرو وحمّاد.) قال يونس النَّحويّ: من حمّاد بن سلمة تعلّمت العربية. قال عبد الرحمن بن مهدّي: لو قيل لحمّاد بن سلمة إنّك تموت غداً ما قدر أن يزيد في العمل شيئاً. وقال عفّان: ما قد رأيت من هو أعبد من حمّاد بن سلمة، ولكن ما رأيت أشدَّ مواظبةً على الخير وقراءة القرآن والعمل لله منه. وقال التَّبوذكي: لو قلت لكم: إنيّ ما رأيت حمّاد بن سلمة ضاحكاً لصدقت، كان مشغولاّ، إمّا يحدّث، أو يقرأ، أو ينسخ، أو يصلي، قد قسَّم النّهار على ذلك، رضي الله عنه. وقال يونس المؤدّب: مات حمّاد بن سلمة وهو في الصلاة. وقال سوار بن عبد الله العنبريّ: ثنا أبي قال: كنت آتي حمّاد بن سلمة في سوقه، فإذا ربح في ثوب حبّةً أو حَّبتين شدّ جونته ولم يبع شيئاً، فكنت أظنّ ذلك يقويه. وقال موسى بن إسماعيل: سمعت حمّاداً يقول: إذا دعاك الأمير أن تقرأ عليه قو هو الله أحد فلا تأته. (10/149)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 150 وروي أنّ حمّاد بن سلمة قيل له: ألا تأتي السلطان، فقال: أحمل لحيةً حمراء إليهم. وقال إسحاق بن الطّبّاع: سمعت حمّاد بن سلمة يقول: من طلب الحديث لغير الله مكر به. وقال حمّاد: ما كان من نيتّي أن أحدثّ حتّى قال لي أيّوب السّختيانيّ في النوم: حدّث. قال عمرو بن عاصم: كتبت عن حمّاد بن سلمة بضعة عشر ألفاً. وقال حجّاج بن منهال: أنا حمّاد بن سلمة: وكان من أئمة الدٍّ ين. وروي أنّ حمّاد بن سلمة تزوج سبعين إمرأة ولم يولد له، كان عقيماً. قال البخاريّ: ثنا آدم قال: شهدت حمّاد بن سلمة ودعاه الدولة. فقال: أحمل لحية حمراء إلى هؤلاء، لا والله لا فعلت. وقيل: كان حمّاد بن سلمة مجاب الدَّعوة.) قال أبو دواد: ولم يكن له كتاب إلاّ كتاب قيس بن سعد المكّيّ، يعني كان حافظاً يروي من حفظه. وأعلى ما عندي من عالي حديثه أربعة عشر حديثاً. أخبرنا يوسف بن أحمد، وعبد الحافظ بن بدران قالا: أنا موسى بن (10/150)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 151 عبد القادر، ثنا سعيد بن أحمد، أنا عليّ بن أحمد النبدار، أنا محمد بن عبد الرحمن المخلّص، ثنا أبو نصر التّمّار، ثناه حمّاد بن سلمة، عن أيّوب، عن نافع، عن ابن عمر: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية يوم يقوم النَّاس لرب العالمين قال: يقومون حتى يبلغ الرشح أطراف آذانهم رواه مسلم، عن أبي نصر، فوافقناه بعلوّ. أخبرنا إسحاق الأسديّ، أنا ابن خليل، أنا الّلبّان، أنا الحدّاد، أنا أبو نعيم، ثنا عبد الله بن محمد، ثنا الحسن بن محمد بن التاجر، ثنا محمد بن إسماعيل البخاريّ: سمعت بعض أصحابنا يقول: عاد حمّاد بن سلمة سفيان الثَّوريّ فقال: يا أبا سلمة: أترى الله يغفر لمثلي فقال حمّاد: والله لو خيِّرت بين محاسبة الله تعالى لي وبين محاسبة أبويَّ، لاخترت محاسبة الله تعالى لأنه أرحم بي من أبويّ. وبه إلى أبي نعيم: أنا أبو أحمد الغطريفيّ، أنا عبّاس الشًّكليّ، أنا إسحاق بن الجراح، أنا محمد بن الحجَّاج قال: كان رجل يسمع معنا عند حمّاد بن سلمة، فركب إلى الصّين، فلما رجع أهدى إلى حمّاد، فقال: إن قبلتها لم أحدّثك بحديث. وإن لم أقبلها حدّثتك، قال: لا تقبلها وحدّثني. قال ابن المدينيّ، عن القطّان: حمّاد بن سلمة، عن زياد الأعلم، وقيس بن سعد: ليس بذاك. (10/151)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 152 وقد بتَّ كذا الدُّولابيّ فقال في كتاب الضُّعفاء: أنا محمد بن شجاع بن الثّلجي، أخبرني إبراهيم بن عبد الرحمن مهديّ قال: كان حمّاد بن سلمة لا يعرف بهذه الأحاديث، يعني أحاديث في الصفة، قال: فخرج إلى عبَّادان، فجاء وهو يرويها، فلا أحسب إلاّ شيطاناّ خرج إليه من البحر فألقاها إليه، ثم قال ابن البخليّ: وسمعت حمّاد بن صهيب يقول: إن حمّاد بن سلمة كان لا يحفظ، فكانوا يقولون: إنّها دسَّت في كتبه. وقد قيل: إنّ ابن أبي العوجاء كان ربيبه، فكان يدسّ في كتبه هذه الأحاديث. قلت: ما ابن شجاع بمصدَّق على حمّاد رضي الله عنه، فما كان له كتب، بل كان يعتمد على) حفظه، فربَّما وهم كما قال أبو عبد الله الحاكم، قد قيل في سوء حفظه وجمعه بين جماعة في إسناد واحد بلفظ. ولم يخرج له مسلم في الأصول إلاّ عن ثابت. قلت: من اتّهم حمّاداّ فهو متَّهم على الإسلام. قال البخاري: توفّي حمّاد بن سلمة حين بقي من سنة سبع وستّين أحد عشر يوماّ. 4 (حمّاد بن أبي ليلى.) واسم أبي ليلى ميسرة، وقيل سابور، أبو (10/152)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 153 القاسم، الأديب الإخباريّ، مولى لبكر بن وائل، وهو حمّاد الرواية. مرّ في الطبقة الماضية، وإنّما أعدته لأنّه بلغنا أنّه مات لتسع بقين من المحرم سنة تسع وستّين ومائة. 4 (حمّاد عجرد. مرّ أيضاً في الطبقة الماضية،) (10/153)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 154 وقيل: إنّه توفّي سنة إحدى وستّين ومائة. 4 (حمّاد بن يزيد المقرئ. أبو يزيد.) عن أبيه، ومحمد بن سيرين، ومعاوية بن قرَّة، وبكر بن عبد الله. وعنه: مسلم بن إبراهيم، وموسى بن إسماعيل، ويونس المؤدّب، وطالوت بن عبّاد. وهو شيخ لم يضعَّف. 4 (حمزة بن المغيرة بن نشيط المخزوميّ الكوفيّ.) العابد. روى عن: سهيل بن أبي صالح، والحسن بن الحرّ، وعاصم بن سليمان، وجماعة. وعنه: ابن أخيه عبد الله بن محمد بن المغيرة، ذلك الذي نزل مصر، وهاشم بن القاسم، وأبو أسامة، وسليمان بن أبي شيخ، وآخرون. قال عثمان الدّارمي، عن ابن معين: ليس به بأس. قلت: هذا مات كهلاّ ولم يخرجوا له في الكتب السّتّة. 4 (حيّان بن عبيد الله. أبو زهير البصريّ.) (10/154)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 155 عن: أبي مجلز لا حق بن حميد، والضّحّاك بن مزاحم، وأبيه عبيد الله ابن حيان.) وعنه: مسلم بن إبراهيم، وموسى المنقريّ، وإبراهيم بن الحجّاج الساميّ، وغيرهم. وله مناكير وغرائب، وما رأيت أحداً وهاه. (10/155)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 156 4 (حرف الخاء)

4 (خارجة بن عبد الله بن سليمان بن زيد ثابت الأنصاريّ المدنيّتن.) عن: نافع، ويزيد بن رومان، وعامر بن عبد الله بن الزُّبير. وعنه: زيد بن الحباب، ومعن بن عيسى، والواقدي، و القعنبيّ. قال ابن عديّ: لا بأس به عندي. وقال أحمد، والدارقطنيّ: ضعيف، هكذا وجدت في كتاب المغني، وهو منقول من كلام ابن الجوزي. وقد احتجّ بهذا الرجل النّسائيّ، (10/156)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 157 وقال ابن أبي عاصم: توفّي سنة خمس وستّين ومائة. 4 (خارجة بن مصعب بن خارجة تق. أبو الحجّاج الضّبعيّ السّرخسيّ.) عالم أهل خراسان على لين فيه. رحل في طلب العلم وهو كبير فسمع الكثير. وروى عن: بكير بن الأشج، وزيد بن أسلم، وعبد الملك بن عمير، وأيّوب، ويونس، وعمرو بن دينار القهرمان، وشريك بن أبي نمر، وعمرو بن (10/157)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 158 يحيى المازنيّ، وعدّة. وعنه: عبد الرحمن بن مهديّ، وعيسى غنجار، ووكيع، وحفص بن عبد الله السلميّ، ويحيى بن يحيى التَّميميّ، ونعيم بن حمّاد، ويزيد بن صالح، وآخرون. روى مسلم، عن يحيى بن يحيى قال: هو مستقيم الحديث عندنا، ولم ينكر من أحاديثه إلاّ ما كان يدّلس عن غياث فإنّا كنّا نعرف تلك الأحاديث. وقال أبو عبد الله الحاكم: هو في نفسه ثقة، ليس أنّه ليس بمتَّهم. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه. وقال ابن عديّ: يغلط ولا يتعمّد. وعن خارجة قال: قدمت على الزُّهريّ وهو صاحب الشرطة للمروانيَّة، لم أسمع منه ثم قدمت، فسمعت من يونس، عنه. وروى محمد بن عبد الوهاب الفرّاء، عن أبيه قال: كان خارجة يطعم أصحاب الحديث ويزري) على من لا يأكل. وروى معاوية بن صالح، عن ابن معين: ليس بثقة. (10/158)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 159 وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: نهاني أبي أن أكتب أحاديث خارجة من ابن مصعب. وقال ابن سعد: ترك الناس حديثه واتَّقوه. وقال النَّسائيّ: متروك الحديث. وقال الجوزجانيّ: يرمى بالإرجاء. قال مصعب بن خارجة: توفيّ أبي سنة ثمانٍ وستّين ومائة في ذي القعدة، وله ثمان وسبعون سنة. أخبرنا محمد بن عبد السلام التَّميميّ، وزينب بنت عمر الكنديّة، عن زينب بنت عبد الرحمن أنّ إسماعيل بن أبي القاسم القاريء أخبرها سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة، أنا عبد الغافر بن محمد سنة ثمانٍ وأربعين وأربعمائة، أنا بشر بن أحمد الإسفرايينيّ سنة تسع وستّين وثلاثمائة، نا داود بن الحسين، نا يحيى بن يحيى، أنا خارجة، عن زيد بن اسلم، عن عبد الرحمن بن وعلة أنّه سأل ابن عبّاس فقال: إنّي أغزو المغرب فنجد لهم أسقية يشربون فيها من جلود الميتة، فقال ما أدري ما تقول، إلا أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كلّ إهاب دبغ فقد طهر أخرجه مسلم، وأرباب السَّنن، من (10/159)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 160 حديث زيد بن أسلم. 4 (خالد بن برمك، أبو العبّاس، جدُّ البرامكة، صدر معظَّم، وزر في أول الدولة العبّاسيّة) للسفّاح. وذكر الصولي أنّه كان يختلف إلى محمد بن عليّ الإمام والد السّفّاح، ثم من بعده إلى أبنه إبراهيم، ثم إنّه وزر للمنصور نحواً من سنتين، ثم عزله، واستوزر أبا يّوسف الموريانيّ، وعقد لخالد بن برمك على إمرة فارس. (10/160)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 161 مولده سنة تسعين، وكان برمك مجوسياً من الفرس، وقد اتهم خالد بالبقاء على المجوسيّة، فالله أعلم. مات سنة خمسٍ وستِّين ومائة. ذكره ابن النّجار فقال: ذكر الصُّوليّ قال: لما استخلف السّفاح بايعه خالد وتكلّم، فأعجبه وظنّه من العرب، فقال: ممنّ الرجل قال: مولاك يا أمير المؤمنين من العجم، أنا خالد بن برمك) وأبي وأهلي في موالاتكم والجهاد عنكم. فأعجب به وقدّره في ديوان الجند، إلى أن قال: ثم وزر للسفّاح، فلمّا ولي المنصور أمّره مديدة، ثم أمره على فارس. ومدحته الشعراء، ثم ولي الرّيّ، فكان بها مع المهديّ، ثم ولي الموصل وفارس معاً زمن المهديّ. وقال أبو عمرو الغمراويّ: ما بلغ مبلغ خالدٍ أحد من أولاده، وما تفرّق فيهم اجتمع فيه، كان فوق يحيى بن خالد في الرأي والحكم، وفوق الفضل في السحاء، وفوق جعفر في الكتابة والفصاحة، وفوق محمد في أنيَّته وحسن آلته، وفوق موسى في شجاعته. وكان يحيى يقول: ما أنا إلاّ شرارة من نار أبي العبّاس. فقال إبراهيم بن العبّاس الصُّوليّ: ما في وزراء بني العبّاس مثل خالد في فضائله وكرمه. وعن أبي جعفر المنصور قال: لو كانت دولتنا صورةً لكان قحطبة قلبها، وأبو جهم بدنها، وعثمان بن نهيك يدها، وخالد بن برمك غذاؤها وقوتها. وقيل: إنّ المنصور همَّ بهدم إيوان كسرى، فقال: لا تفعل فإنّه آية لإسلام، وإذا رآه الناس علموا أنّ من بناؤه لا يزيل أمره إلاّ الأنبياء (10/161)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 162 ومورثته أكبر من نفعه، قال: أبيت إلاّ ميلاً إلى الأعجمية، ثم أمر بهدمه، فهدمت منه ثلمة غرموا عليه جملةً عن هدمه وقال: يا خالد قد صرنا إلى إرادتك. قال: أنا غيرت، أرى هدمه ليلاً لئلاّ يقال عجزت عنه. 4 (خالد بن أبي بكر بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطّاب، العدويّ العمريّ) المدنيّ. ت. روى عن: جدّه، وعمَّي أبيه سالم، وحمزه. وعنه: زيد بن الحباب، وإسحاق بن محمد الفرويّ، وأبو جعفر النُّفيليّ، وغيرهم. قال أبو حاتم: يكتب حديثه. وعن البخاريّ قال: له مناكير. 4 (خالد بن حميد، المهريّ المصريّ.) عن: بكر بن عمرو المعافريّ، وحمير بن هاني الخولانيّ، وخالد بن يزيد الجمحيّ، وعمر مولى غفرة. (10/162)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 163 وعنه: بقيّة، وابن وهب، وإدريس بن يحيى الخولانيّ، وروح بن صلاح، وآخرون. قال أبو حاتم: ليس به بأس.) وقال غيره: كان واعظاً عالماً كبير القدر. قلت: خرّج له البخاري في كتاب الأدب. توفيّ سنة تسعٍ وستّين ومائة. 4 (خالد بن زياد، الأزديّ، التَّرمذيّ ت. ن) عن: نافع مولى عمرو، وأبي الصِّدِّيق النّاجيّ، ومقاتل بن حيَّان، وقتادة. وعنه: اللَّيث بن خالد البلخيّ، وقتيبة بن سعيد، وعبد الرحمن بن علقمة المروزيّ، وصالح بن عبد الله التَّرمذيّ. قلت: صندوق إن شاء الله. 4 (خالد بن ميسرة د. ن أبو حاتم، بصريّ صويلح.) (10/163)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 164 روى عن: معاوية بن قرَّة، وعطاء الخراسانيّ. وعنه: العقديّ، وعبد الصمد بن حسّان، وغيرهما. وكان عطّاراً. 4 (خالد بن إلياس ت. ق أبو الهيثم العدويّ المدنيّ.) عن: يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، وصالح مولى التَّوءمة، والمقبريّ، وجماعة. وعنه: أبو أحمد الزُّبيديّ، وأبو نعيم، والقعنبيّ، والواقديّ، وأحمد ابن يونس. قال أبو حاتم: منكر الحديث، ضعيف. وقال النَّسائيّ: متروك. وقال أبو داود: كان يؤم بمسجد النبي صلى الله عليه وسلم نحواً من ثلاثين سنة. وقيل: اسمه خالد بن إياس بن صخر العدويّ. له أيضاَ عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وطائفة. (10/164)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 165 قال أبو حاتم: منكر الحديث، يكتب حديثه زحفاً. وقال أبو زرعة: سمعت أبا نعيم يقول: لا يسوى حديثه فلسين. وقال ابن عديّ: أحاديثه كلُّها أفراد، ومع ضعفه يكتب حديثه. 4 (خالد بن يزيد، أبو هاشم المرِّيّ الدِّمشقي ن. ق.) قاضي البلقاء، ووالد عراك القاريء.) روى عن: جدّه صالح بن صبيح المريّ، وسالم بن عبد الله المحاربيّ، ومكحول، وطائفة. وعنه: الوليد بن مسلم، ومروان الطّاطريّ، وأبو مسهر، ونعيم بن حمّاد، وما أظنّ نعيماً لقيه. (10/165)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 166 وثقه أبو حاتم الرازيّ، وقد قرأ القرآن على ابن عامر، وعاش تسعين سنة. قرأ عليه الوليد بن مسلم. وقال الدّار قطنيّ: يعتبر به. قيل: مات سنة نّيف وسّتين ومائة. 4 (خطّاب بن جعفر بن أبي المغيرة، الخزاعيّ القميّ ن.) سمع: أباه، وإسماعيل السّدّيّ، وعطاء بن السّائب. وعنه: عامر بن إبراهيم، والحسين بن حفص الأصبهانّيان. وثّقة ابن حبّان. 4 (خلاّد بن سلميان، الحضرميّ المصريّ.) عن: نافع، ودراج أبي السمح، وخالد بن أبي عمران. وعنه: ابن وهب، وسعيد بن أبي مريم، ويحيى بن بكير، وجماعة. وقد أدرك أيّام أبي سعيد الخدريّ فيما قيل. كنتيه: أبو سليمان، مات بعد السّتين. (10/166)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 167 وثّقه الحافظ عليّ بن الحسين بن الجنيد الرازيّ. 4 (خلف بن المنذر البصريّ، أبو المنذر.) عن: بكر بن عبد الله المزنيّ. وعنه: مسلم بن إبراهيم، وموسى بن إسماعيل. 4 (خلف بن إسماعيل، الخزاعيّ.) عن: أبي أيّوب، عن أبي هريرة. روى عنه: طالوت بن عبّاد، وأبو كامل، وإبراهيم بن الحجّّذاج. 4 (خليد بن دعلج، السّدوسّي، البصريّ، ثم الموصليّ.) نزيل بيت المقدس) (10/167)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 168 عن: الحسن، وابن سيرين، وقتادة، وثابت. وعنه: بقّية، وأبو الجماهر محمد بن عثمان، وأبو جعفر النّقليّ، ومنّبه بن عثمان، وأبو توبة الحلبيّ، وآخرون. قال أحمد: ضعيف الحديث. وقال حاتم: صالح، ليس بالمتين. وقال النّسائيّ: ليس بثقة. وقال الدّار قطني: متروك. وكتبه: خليد أبو حلبس. ويقال أبو عبيد، ويقال: أبو عمرو، ويقال: أبو عمر. قال النّفيليّ: مات سنة سّت وسّتين ومائة. 4 (خليد العصريّ. هو ابن حسّان، يكنّى: أبا حسّان، وهو بصريّ نزل بخاري،) وحدّث عن: الحسن، وعن عمرو بن دينارز وعنه: حازم بن خزيمة، وحصين بن مخارق، وصالح المرّيّ، وغيرهم. وفي كبار التابعين: خليد العصريّ: شيخ قتادة (10/168)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 169 4 (خليفة بن غالب اللّيثيّ، أبو غالب، بصريّ.) صدوق. عن: سعيد المقبريّ، و نافع العمريّ، وأبي غالب الشّاميّ. وعنه: أبو عامر العقديّ، وأبو داود، وأبو الوليد، وعفّان، وآخرون. وثّقة أبو داود السجستانّي، لم يخرجوا له شيئاً. 4 (الخليل بن أحمد، أبو عبد الرحمن، الأزديّ، الفراهيديّ،) (10/169)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 170 (10/170)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 171 البصريّ، صاحب العربية والعروض، أحد الأعلام. روى عن: أيّوب، وعاصم الأحول، والعوام بن حرشب، وغالب القطّان، وطائفة.) أخذ عنه: سيبويه، والأصمعيّ، والنّضر بن شميل، وهارون بن موسى النّحويّ، ووهب بن جرير، وعليّ بن نصر الجهضمي. وكان راسياً في علم اللسان، خيراً متواضعاً، ذا زهد وعفاف. يقال: إنّه دعا بمكة أن يرزقه الله علماً لم يسبق إليه، فرجع إلى البصرة وقد فتح له بعلم العروض، فصنف فيه، وصنف أيضاً كتاب العين في اللغة. وقد ذكره أبو حاتم بن حبّان في كتاب الثقات فقال: يروي المقاطيع. وكان من خيار عباد الله المتقشفين في العبادة، وهو القائل: (إن لم يكن لك لحم .......... كفاك خلّ وزيت)

(إن لا يكن ذا ولا .......... ذا فكسرة وبيت) (10/171)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 172 (تظلّ فيه وتأوي .......... حتى يجيئك موت)

(هذا لعمري كفاف .......... لكن تضرّك ليت) وقيل: كان للخليل على سليمان بن حبيب بن المهلّب بن أبي صفرة والي فارس راتب، فأرسل إليه ليفد عليه، فكتب إليه الخليل: (أبلغ سليمان أنّي عنه في شغل .......... وفي غنى غير أنّي لست ذا مال)

(سخي بنفسي، أنّي لا أرى أحداً .......... يموت هزلاً ولا يبقى على حال)

(الرّزق عن قدر لا الضعف ينقصه .......... ولا يزيد فيه حول محتال)

(والفقر في النّفس لا في المال تعرفه .......... ومثل ذاك الغنى في النّفس لا المال) قال النّضر بن شميل: أقام الخليل بن أحمد في خصّ بالبصرة لا يقدر على فلسين، وتلامذته يكتسبون بعلمه الأموال. (10/172)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 173 وكان كثيراً ما يتمثلّ ببيت الأخطل: (وإذا افتقرت إلى الذّخائر لم تجد .......... ذخراً يكون كصالح الأعمال.) وقد كان الخليل آية في قوة الذّكاء. قال النّضر بن شميل: ما رأيت في المشايخ أشدّ تواضعاً منك يا خليل بن أحمد، لا ابن عون، ولا غيره. ويقال: برز من أصحاب الخليل أربعة: النّضر، وسيبويه، وعليّ بن نصر، ومؤرج بن عمرو) السّدوسيّ، وكان أبرعهم في النّحو: سيبويه، وغلب على النّضر اللّغة، وعلى مورّج الشعر واللغة، وعلى الحديث. ولخليل كتاب العين وهو نفيس مشهور. قال عليّ بن الحارث الكنديّ، فيما رواه عنه الطّحاويّ، عن أبي شمر، قال: لقيني الخليل بن أحمد فقال: قد وضعت كتاباً أجمع فيه بين المختلفين، فقلت: إن كان كذلك، فما شيء بعد القرآن أنفع منه، قال: فعرضه عليّ فإذا هو أبعد شيء مما سّمى، فقلت له: أنّ الله قد آتاك علماً له (10/173)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 174 لهجه، فلا تخلط ما لا تعلم مما تعلم، فيذهب ما لا تعلم بهجة ما تعلم. ويقال: كان سبب موت الخليل أنّه قال: أريد أن أعمل نوعاً من الحاب تمضي به الجارية إلى الفامي فلا يمنكه أن يظلمها، فدخل المسجد وهو يعمل فكره، فصدمته سارية وهو غافل فا نصرع، فمات من ذلك. وقيل: بل صدمته الّسارية وهو يقطع بحراً من العروض. مولده سنة مائة، ومات سنة سبعين ومائة، وقيل: سنة بضع وسّتين، وقيل: سنة ستين، وسنة خمس وسبعين، فالله أعلم. (10/174)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 175 4 (حرف الدال)

4 (داود بن بكر بن أبي الفرات. د. ت. ق. قد مرّ.)

4 (داود بن سنان، القرظيّ المدنيّ.) عن: أبان بن عثمان، ومحمد بن كعب، وميسور بن رفاعة. وعنه: القعنبيّ، وإسحاق الفرويّ، وعبد العزيز الأويسيّ. قال أبو حاتم، وغيره: لا بأس به. 4 (داود بن أبي الفرات، الكنديّ المروزيّ، ثم (10/175)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 176 البصريّ خ. ت. س. ق) عن: عبد الله بن بريدة، وإبراهيم الصّائغ، وأبي غالب صاحب أبي أمامة، وعلباء بن احمر. وعنه: حجّاج بن منهال، وعفّان، وشيبان، وطالوت بن عبّاد بن أحمر. وثقه ابن معين، وغيره. وقال أبو حاتم: ليس بالمتين. قيل: مات سنة سبعٍ وستّين ومائة.) 4 (داود الطّائي.) (10/176)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 177 هو أبو سليمان، داود بن نصير، الطّائي الكوفيّ، الفقيه الزّاهد، أحد الأعلام. روى عن: هشام بن عروة، وحميد، والأعمش، وعبد الملك بن عمير، وجماعة. وعنه: ابن عليَّة، وزافر بن سليمان، ومصعب بن المقدام، وإسحاق ابن منصور بن السَّلول، وأبو نعيم، وغيرهم. وكان من كبار أصحاب الرأي، لكنّه آثر الخمول والإخلاص، وفرَّ بدينه. سأله رجل مرَّة عن حديث فقال: دعني، فإنيّ أبادر خروج نفسي. وكان سفيان الثوريّ يقول: أبصر داود أمره. وقال ابن المبارك: هل الأمر إلاّ ما كان عليه داود. وعن ابن عيينة قال: كان داود الطّائي يجالس أبا حنيفة، ثم إنّه عمد (10/177)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 178 إلى كتبه فغرَقها في الفرات، وأقبل على العبادة وتخلى. وكان زائدة صديقاً له، فأتاه يوماً فقال: يا أبا سليمان: ألم، غلبت الروم، قال: وكان يجيب في هذه الآية، فقال له: يا أبا الصَلت، انقطع الجواب، وقام ودخل بيته. رواها ابن المدينيّ، عن سفيان، وزاد فيها: كان داود ممّن علم وفقه ونفذ في الكلام قال: وأخذ حصاةً فحذف بها إنساناً، فقال له أبو حنيفة: يا أبا سليمان، طال لسانك وطالت يدل، فاختلف بعد ذلك سنة لا يسأل ولا يجيب. وقيل: كان داود يعالج نفسه بالصَّمت، فأراد أن يجرّب نفسه هل يقوى على العزلة، فقعد في مجلس أبي حنيفة سنة لم ينطق، ثم اعتزل الناس. قال أبو أسامة: جئت أنا وابن عيينة إلى داود الطّائي، فقال: جئتماني مرَّةً فلا تعودا إليَّ. وعن الربيع الأعرج قال: كان داود الطّائيّ لا يخرج من منزله حتى يقول المؤذّن: قد قامت الصلاة، فإذا سلّم الإمام أخذ نعله ودخل منزله، فأتيته فقلت: أوصني، قال: اتَّق الله، وبرّ والديك، ثم قال: ويحك، صم الدنيا، واجعل الفطر الموت، واجتنب الناس غير تاركٍ لجماعتهم. وعن ابن إدريس: قلت لداود: أوصني، قال: أقلل من معرفة الناس، قلت: زدني، قال: إرض باليسير مع سلامة الدَّين، كما رضي (10/178)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 179 أهل الدنيا بالدنيا مع فساد الدَّين.) وعنه قال: كفى باليقين زهداً، وكفى بالعلم عبادة، وكفى بالعبادة شغلاً. وقال أحمد بن إبراهيم الدَّورقيّ: نا أبو نعيم قال: رأيت داود وكان من أفصح النّاس وأعلمهم بالعربيّة، يلبس قلنسوةً سوداء طويلة ممّا يلبس التُّجّار. وقال إبراهيم بن بشّار: قال داود الطّائيّ لسفيان: إذا كنت تشرب الماء المبَّرد، وتأكل اللَّذيذ الطَّيِّب، وتمشي في الظِّلّ الظَّليل، فمتى تحبّ الموت. وقيل: إنّ محمد بن قحطبة الأمير قدم إلى الكوفة فقال: أحتاج إلى مؤدّب يؤدّب أولادي، حافظٍ لكتاب الله، عالمٍ بسنَّة رسول الله، وبالأثر، والفقه، والنَّحو، والشّعر، وأيام الناس، فقيل له: ما يجمع هذه الأشياء كلّها إلاّ داود الطّائيّ. وقال محمد بن بشير: نا حفص بن عمر الجعفيّ قال: كان داود الطّائيّ قد ورث من أمّه أربعماية درهم، فمكث يتقوَّت بها ثلاثين عاماً، فلمّا نفدت، جعل ينقض سقوف الدُّيرة فيبيعها، حتّى باع البواري واللَّبن، حتى بقي (10/179)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 180 في نصف سقف. قال عطاء بن مسلم الحلبيّ: عاش داود الطّائيّ عشرين سنة بثلاثمائة درهم. وقيل: مرض داود، فقيل له: لو خرجت إلى الروح تفرح قلبك، قال: إنّي لأستحي من نفسي أن أنقل قدمي إلى ما فيه راحة لبدني. ويقال: عوتب في التزويج فقال: كيف بقلبٍ ضعيفٍ لا يقوى بهمّه، عليه عمّان. قال إسحاق السَّلوليّ: حدَّثتني أم سعيد قال: كان بيننا وبين داود الطّائيّ جدار قصير، وكنت أسمع حنينه عامّة الليل لا يهدأ، فممّا سمعته يقول اللهمّ: همّك عطّل عليّ الهموم، وحالف بيني وبين السُّهاد، وشوَّقني إلى النظر إليك، ومنع منّي الشهوات، فأنا في سجنك أيّها الكريم مطلوب. (10/180)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 181 قال: وربّما ترنّم بالسَّحر بالقرآن، فأرى أنّ جميع نعيم الدنيا خرج في ترنَّمه تلك الساعة. وكان يقول: في الظُّلمة لا يسرج. وعن سندويه قال: قيل لداود الطّائيّ: أرأيت من دخل على الأمراء فأمرهم ونهاهم، قال: أخاف عليه السَّوط، قال: إنّه يقوى، قال: أخاف عليه السيف، قال: إنه يقوى، أخاف عليه الدّاء الدفينن العجب. روح بن الفرج: ثنا يحيى بن سليمان قال، قال ابن السّمّاك: أصبح داود الطّائيّ جالساً على) باب داره، فأتاه جيرانه فقالوا: يا أبا سليمان، ما بدا لك اليوم في الجلوس هنا قال: إنّ أمّي ماتت، فجلست لأصلح من أمرها فأعانوه على دفنها. وتركت له جاريةً باعها بعشرين ديناراً. ويقال: إنّ ابن قحطبة الأمير أحبّ أن يصل داود الطّائيّ، فكلّم إسماعيل بن حمّاد بن أبي حنيفة أن يحمل إليه ألف دينار، فقال: لا يقبلها، قال: تلطَّف، فجاء داود فكلَّمه وقال: قد علمت ما بينك وبين الحسن بن قحطبة من القرابة، وقد أحبّ أن يصلك، فغضب وقال: لو غيرك فعل هذا ما كلمته أبداً، قل له يردّها على أهلها، فهم أحقُّ بها. وروى شهاب بن عبّاد وغيره: أنّ داود الطّائيّ قيل له: ألا تسرِّح لحيتك، وكانت مفتلة، قال أنا عنها لمشغول. محمد بن شجاع الثَّلجيّ: نا الحسن بن زياد قال: أتيت وحمّاد بن (10/181)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 182 أبي حنيفة داود الطّائيّ، وبلغه عنه فاقة، فأخرج له أربعمائة درهم وتلطّف به، فقال: ما لي إليها حاجة، ولو قبلت شيئاً لقبلتها. أبو داود الحفريّ، قال لي داود الطائيّ: أليس كنت تأتينا إذ كنّا ثمَّ ما أحب أن تأتيني. وقال محمد بن بشر العبديّ: جاء داود في قباء أصفر، فكنّا نضحك منه، فوالله ما مات حتى سادنا. أخبرنا نصر الله بن محمد الصّالحيّ سنة اثنتين وتسعين وستمائة، أنا أبو موسى عبد الله بن عبد الغنيّ، أنا خليل بن بدر الدارانيّ، أنا أبو عليّ المقري، أنا أبو نعيم الحافظ، أنا ابو القاسم الطَّبرانيّ، نا أحمد بن شعيب النَّسائيّ، نا محمد بن رافع، نا مصعب بن المقدام، عن داود الطّائيّ، عن الأعمش، شقيق، عن عائشة قالت: ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم ديناراً ولا درهماً ولا شاة ولا بعيراً ولا أوصى. قلت: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجوه في الكتب الستّة، وداود صدوق في الحديث. وقد كانت جنازته مشهورة. قال حفص بن عمر الجعفيّ: اشتكى داود الطّائيّ، وكان سبب علّته أنّه مر بآيةٍ فيها ذكر النّار فكرّرها فأصبح مريضاً، فوجدوه قد مات ورأسه على لبنة، ففتحوا الدار، ودخل ناس من إخوانه وجيرانه، ومعهم ابن (10/182)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 183 السّمّاك، فلمّا نظر إلى رأسه قال: يا داود: فضحت القرّاء، فلمّا) حملوه إلى قبره شيّعه خلق حتى خرج ذوات الخدور، فقال ابن السّمّاك: يا داود سجنت نفسك قبل أن تسجن، وحاسبتها قبل أن تحاسب، اليوم ترى ثواب ما كنت ترجو، وله كنت تنصب، فقال أبو بكر بن عيّاش: اللّهم لا تكله إلى عمله، فأعجب الناس ما قال أبو بكر. وقال بعبد الرحمن بن مهديّ: بلغني أنّ داود الطّائيّ لما دفن، أخذ الناس يثنون، فقال أبو بكر النّهشليّ: اللّهمّ لا تكله إلى عمله، قال أحمد الدّورقيّ: حدّثني محمد بن عيسى الوابشّي قال: رأيت الناس هاهنا باتوا ثلاث ليال مخافة أن تفوتهم جنازة داود. ورأيت الناس كلّهم يبكون، ما شّبهته إلاّ بيوم الخروج. قال الدّورقيّ: وأنا أبو داود الطّيالسيّ قال: شهدت جنازة داود الطّائيّ، وحضرته عند الموت، فما رأيت أشدّ نزعاً منه، أتيناه من العشيّ ونحن نسمع نزعه قبل أن ندخل، ثم غدونا عليه وهو بعد في النّزع، فلم نبرح حتى مات. قال: وثنا الحسن بن بشر قال: حمل داود الطّائيّ على سريرين أو ثلاثة، تكسر من زحام الناس عليه، فيغّير السرير، وصلّي عليه كذا كذا مرّة، وخضرت جنازته. أنبأنا أحمد بن سلامة، عن عبد الرحيم بن محمد بن عبد الواحد بن (10/183)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 184 أحمد الكاغديّ، أنا أبو عليّ، أنا أبو نعيم، أنا محمد بن الفتح الحنبليّ، أنا ابن صاعد، أنا ابن علّية، أنا داود الطّائيّ، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة قال: وقع أناس من أهل الكوفة في سعد عند عمر، فقالوا: والله ما يحسن أن يصلّي، فقال: أمّا أنا فإّني أصلّي صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا أخرم عنها اركد في الأوليين وأحذف في الآخرين، قال: ذاك الظّنّ بك أبا إسحاق، رواه شعبة والناس، عن عبد الملك. مات داود رحمه الله عليه سنة اثنتين وستّين، وقيل: خمس وستّين ومائة. وما يذكر من قصّة لبس الخرقة، و أنّ داود الطّائيّ صحب حبيباً العجميّ فخطأ، لم يصحبه، ولا عرفنا لداود رواحاً إلى البصرة، ولا لحبيب قدوماً إلى الكوفة. ثم أبعد من ذلك قولهم: إنّ معروفاً الكرخيّ أخذها من داود، فما علمنا أنّ داود ومعروفاً اجتمعا ولا التقيا، والله أعلم. (10/184)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 185 4 (حرف الراء) ) 4 (رافع بن سلمة بن زياد بي أبي الجعد، الأشجعيّ، البصريّ د. ن) عن: جدّه زياد، وحشرج بن زياد، وثابت النبانيّ. وعنه: زيد بن الحباب، ومسلم بن إبراهيم، وشاذ بن فيّاض، ومحمد بن عبد الله الرّقاشيّ. ذكره ابن حبّان في الثّقات. 4 (رباح بن يزيد اللّخميّ، الإفريقيّ المغربيّ.) الزّاهد العابد. قال أبو سعيد بن يونس: له أخبار تطول في ذكر عبادته. وهو بالمغرب يضربون بعبادته المثل، رحمه الله. مات في إمرة يزيد بن حاتم على المغرب. 4 (الربيع بن مسلم، أبو بكر الجمحيّ، مولاهم، (10/185)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 186 البصريّ م. د. ت) عن: الحسن البصريّ، ومحمد بن زياد الجمحيّ. وعنه: حفيده عبد الرحمن بن بكر شيخ مسلم، وأبو داود الطّيالسيّ، ومسلم بن إبراهيم، وطالوت بن عبّاد. ومن القدماء يحيى بن سعيد القطّان، وآخرون. وثّقه أبو حاتم، مات سنة سبع وستّين ومائة. 4 (الربيع بن يونس بن محمد بن كيسان العبّاسيّ، مولاهم.) (10/186)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 187 الأمير الحاجب، أبو الفضل، من كبار الملوك، ولي حجابة المنصور، ثم ولي وزارته، وحجب للمهديّ، وولي ابنه الفضل بن الربيع حجابة الرشيد، وولي حفيده العبّاس بن الفضل حجابة الأمين. حدّث الربيع عن: جعفر بن محمد الصّادق، وغيره. روى عنه: ابنه، وموسى بن سهيل. وكان من رجال الدهر حزماً ورأياً ودهاء. مات سنة سبعين ومائة، من عسل مسموم سقاه الخليفة الهادي، وقد كان المنصور كثير الوثوق بالربيع، معتمداً عليه إلى الغاية. ويقال: إنّ الربيع لم يكن يعرف له أب، فدخل هاشميّ على المنصور وأخذ يذكّره والد الربيع) ويترحّم عليه، فقال له الربيع: كم ذا تترحّم عليه (10/187)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 188 بحضرة أمير المؤمنين، فقال الهاشميّ: يا ربيع أنت معذور لا تعرف مقدار الآباء، فخجل منه. وقطيعة الربيع محلّة كبيرة ببغداد تنسب إليه. 4 (ربيعة بن كلثوم بن جبر م. ن) شيخ بصريّ، حدّث عن: أبيه، وبكر بن عبد الله المزنيّ، والحسن البصريّ. وعنه: عبد الصّمد التّنوريّ، وعفّان، ويحيى القطّان، ومسلم القصّاب، ومسلم التّبوذكي، وآخرون. وثّقة ابن معين. وقال النّسائيّ: ليس بالقوي. 4 (رجاء بن أبي سلمة، أبو المقدام ن ق.) (10/188)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 189 شيخ بصريّ، نزل الرملة فقيل له: الفلسطينيّ، اسم أبيه مهران. روى عن: رجاء بن حيوة، وعمرو بن شعيب، والزّهريّ، وإسماعيل بن عبيد الله. وعنه: الحمّادان، وضمرة بن ربيعة، وزيد بن الحباب، ومحمد بن يوسف الفريابيّ، وآخرون. وثقة أحمد والنسائي. زيد بن الحباب: أنا رجاء بن أبي سلمة، حدّثني عمرو بن سعيد، عن أبيه، عن جدّه قال: لا نفل بعد رسول الله صلى عليه وسلم، يردّ قويّ المسلمين على ضعيفهم. قلت: عاش سبعين سنة، توفّي سنة إحدى وستّين ومائة. 4 (رجاء بن صبيح، البصريّ، أبو يحيى ت) (10/189)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 190 صاحب السّقط، من موالي ورش. أخذ عن: الحسن، ومحمد بن سيرين، ومسافع بن شيبة. وعنه: يزيد بن زريع، وعارم، وموسى بن إسماعيل، وهدبة بن خالد، وجماعة. قال أبو حاتم: ليس بقويّ. وقال ابن معين: ضعيف. 4 (رستم، أبو يزيد الطّحّان.) ) كوفيّ، مقلّ. عن: الحسن، ومكحول، ورأى أنس بن مالك. وعنه: أبو نعيم، وخالد بن يزيد الكحّال، وخالد بن مخلد، وعبد الحميد بن صالح، وغيرهم. سئل أبو حاتم عنه فقال: شيخ. 4 (ريطة ابنة السّفّاح عبد الله بن محمد بن عليّ العبّاسّية. زوجة المهديّ، ماتت سنة) سبعين ومائة. (10/190)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 191 4 (حرف الزاي)

4 (زائدة. هو أبو الصّلت، زائدة بن قدامة، الثّقفي، الكوفيّ الحافظ. أحد الأعلام.) (10/191)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 192 عن: زياد بن علاقة، وسماك بن حرب، وموسى بن أبي عائشة، وعبد الملك بن عمير، ومنصور بن المعتمر، والسّدّيّ، وسعيد بن مسروق، وهشام بن عروة، وأبي طوالة، وطبقتهم. وما أحسبه رحل، وكان إماماً حجّة، صاحب سنّة واتّباع. روى عنه: ابن عيينة، وحسين الجعفيّ، ومعاوية بن عمرو، وأبو حذيفة النّهديً، وأبو نعيم، ومحمد بن سابق، وأبو الوليد، وعبد الله بن رجاء، وطلق بن غنّام، وأحمد بن يونس، وخلق كثير. قال أبو داود الطّيالسيّ: كان زائدة لا يحدّث صاحب بدعة. مات مرابطاً بأرض الروم رحمه الله. وقال أبو حاتم: ثقة، صاحب سنة، وهو أحبّ إليّ من أبي عوانة، وكان عرض حديثه على الثّوريّ وقال: شيخ ثقة. وقال أبو أسامة: كان من أصدق النّاس وأبرهم. قلت: مات في أول سنة إحدى وستّين ومائة. 4 (زريك بن أبي زريك العطاردي، أبو نضرة، البصريّ.) عن: الحسن، وابن سيرين، وعطاء بن أبي رباح. وعنه: عفّان، ومسلم بن إبراهيم، وشيبان بن فروخ، وسهل بن بكّار، وجماعة. وثقة ابن معين، وغيره. (10/192)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 193 كنّاه البخاريّ.) 4 (زكريّا بن حكيم، الحبطيّ، الكوفيّ.) عن: الشّعبيّ، وابن رجاء العطارديّ، والحسن. وعنه: الحسن بن سوار، وبشر بن الوليد، ومحمد بن بكّار بن الريّان. قال أحمد بن حنبل: ترك الناس حديثه. وقال ابن حيان: لا يجوز أن يحتجّ به. وقال النّسائيّ: ليس بثقة. محمد بن بكّار: ثنا زكريّا بن حكيم، عن أبي رجاء، عن ابن عباس قال: لا تقولوا قوس قزح، فإّن قزح هو الشيطان، ولكن قولوا قوس الله، أمان لأهل الأرض من الغرق. قال الدار قطني: ضعيف. وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء. (10/193)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 194 وقال مرّة: ليس بثقة. 4 (زكريّا بن زيد الأشهلي.) عن عبد الله بن أبي سفيان. روى عنه الواقديّ، وغيره. مجهول. مات سنة سبع وستّين ومائة. 4 (زكريّا بن سياه، أبو يحيى الثّقفيّ الكوفيّ.) روى الحروف عن: عاصم بن أبي النّجود، وحدّث عن عمران بن أبي مسلم. وعنه: حمّاد بن زيد، وأبو أسامة، والحسن بن زياد اللؤلؤيّ، وغيرهم. وثّقة يحيى بن معين. 4 (زكريّا بن أبي العتيك، الكوفيّ.) واسم أبيه حكيم، فأظّنه الحبطيّ. (10/194)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 195 روى عن أبي معشر زياد بن كليب، وعن الشّعبيّ. وعنه: هشيم، ومعمر أو معتمر، وحسّان بن حسّان.) 4 (زهير بن محمد، التميميّ، أبو المنذر الخرقي، بالفتحع.) وخرق من قرى مرو، وقيل: إنّ أصله هرويّ، نزل الشام ثم الحجاز. وروى عن: عبد الله بن محمد بن عقيل، وعبد الرحمن بن القاسم، ومحمد بن المنكدر، وزيد بن أسلم، وسهيل بن أبي صالح. وقيل: إنّه أخذ عن ابن أبي مليكية، وعمرو بن شعيب، فالله أعلم. روى عنه: عبد الرحمن بن مهديّ، وأبو داود الطّيالسيّ، وروح بن عبادة، والعقديّ، وعمرو بن أبي سلمة، والوليد بن مسلم، وآخرون. وقيل: إنّ الذي يروي عنه عمرو، والوليد، آخر صاحب مناكير وبواطيل. (10/195)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 196 قال أحمد بن حنبل: والظاهر انهما واحد. بل قول أحمد: كأنّه آخر غيره، يعني ما يأتي به من النكرات. قال ابن عساكر: زهير بن محمد، أبو المنذر الخراسانيّ، سكن مكّة، ثم الشام، وحدّث عن أبي حازم الأعرج، وصالح مولى التَّوءمة، وأبي إسحاق السَّبيعيّ، وموسى بن وردان، وابن النمكدر، وطبقتهم. قال البخاريّ: زهير بن محمد، أبو المنذر الخراسانيّ، سكن مكة، ثم الشام، وحدّث عن أبي حازم الأعرج، وصالح مولى التّؤمة، وأبي إسحاق السبيعيّ، وموسى بن وردان، وابن المنكدر، وطبقتهم. قال البخاريّ: زهير بن محمد الخراسانيّ، أبو المنذر، كناه آدم، روى عنه: أهل الشام أحاديث مناكير، وقال: قال أحمد: كأن الذي روى عنه أهل الشام زهير آخر، فقلب اسمه. وقال الميمونيّ: سمعت أحمد بن حنبل يقول: زهير بن محمد متقارب الحديث. وروى معاوية بن صالح، عن ابن معين: زهير بن محمد خراسانيّ، ضعيف. وقال النّسائيّ: ليس بالقويّ. وقال عثمان الدارميّ: ثقة له أغاليط. وروى عبّاس الدّوريّ، عن يحيى: ثقة. وكذا روى أحمد بن أبي خيثمة، عنه، قال: وسئل عنه مرّة أخرى.) (10/196)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 197 فقال: صالح. وروى الجوزجانيّ، عن أحمد بن حنبل: مستقيم الحديث. وروى حنبل، عن أحمد: ثقة. وقال أبو حاتم: محلّه الصِّدق، وفي حفظه سوء، وما حدّث من كتبه فهو صالح ومحلُّه الصِّدق، وحديثه بالشام أنكر. وقال العجليّ: جائز الحديث، وذكرهأبو زرعة في أسامي الضعفاء. وقال النَّسائيّ أيضاً: ضعيف، وقال مرّة ثالثة: ليس به بأس. عند عمرو بن أبي سلمة، عنه مناكير. وقال ابن عديّ: لعلّ أهل الشام أخطأوا عليه، ثم قال ابن عديّ: أرجو أنّه لا بأس به. وقال ابن قانع: توفيّ سنة اثنتين وستّين ومائة. قلت: له مناكير فليحذر منها. 4 (زياد بن عبد الله بن علاثة الحرَّاني. ق) (10/197)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 198 ناب في القضاء عن أخيه محمد بن عبد الله، وروى عن: أبيه، وموسى بن محمد التَّميميّ، وعبد الكريم الجزريّ. وعنه: أخوه، وأبو كامل مظفرَّ بن مدرك، وأبو النَّضر هاشم. وثقه ابن معين، وهو مقلّ، ما علمت فيه مطعناً. 4 (زياد بن عبيد الله بن الربيع، الزِّياديّ، البصريّ.) والد محمد. عن: الحسن، ومحمد، وحميد الطّويل. وعنه: حكيم بن معاوية، وعبيد الله بن يوسف الجبيريّ، وداود بن المحبَّر. وثقه ابن حبّان. 4 (زياد بن المنذر، أبو الجارود، الكوفيّ، الأعمى. ت) (10/198)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 199 أحد المتروكين. روى عن: محمد بن كعب، وأبي بردة بن أبي موسى، واصبغ بن نباتة، والحسن البصريّ، وأبي جعفر الباقر، وأبي الجحّاف داود، وعطيّة العوفيّ.) وعنه: عمّار ابن أخت الثَّوري، ويونس بن بكير الشيبانيّ، وإسماعيل ابن أبان الورّاق، ومحمد بن سنان العوقيّ، وآخرون. قال ابن معين: كذَّاب. وقال النَّسائيّ، وغيره: متروك. وقال ابن حبّان: كان رافضياً يضع الحديث في المثالب. وقال الحسن بن موسى النوبختيّ في مقالات الرافضة: والجاروديّة هم أصحاب أبي الجارود، زياد بن المنذر، يقولون: عليّ رضي الله عنه، أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويبرأون من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما. قال البخاريّ في الضعفاء: إنّه ثقفيّ. قال يحيى بن معين: هو كذّاب خبيث. ثم قال البخاريّ: حدّثني عبد الله بن محمد، نامحمد بن عيسى، نا عمرو بن عامر، نا عليّ بن قادم، عن زياد بن منذر، عن عطيّة، عن أبي سعيد، قال رسول الله: لا تزول قدما عبدٍ حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، (10/199)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 200 وعن جسده فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه، وعن حبنا أخل البيت. وذكر الدُّولابيّ: إنّ مروان بن معاوية، روى عن أبي الجارود، عن أبي جعفر أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر علياً أن يثلم الحيطان. 4 (زيد السّائب، أبو السّائب، المدنيّ.) عن: عبد الله بن محمد بن الحنفيّة، وخارجة بن زيد. وعنه: معن القزّاز، وزيد بن الحباب، وأبو جعفر النُّفيليّ، وغيرهم. قال أبو حاتم: صدوق. (10/200)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 201 4 (حرف السين)

4 (سالم بن دينار د.) ويقال ابن راشد، أبو جميع التّميميّ مولاهم، البصريّ، القزّاز. عن: الحسن، ومحمد، وثابت. وعنه: ابن مهديّ، ومحمد الطّباع، وموسى بن إسماعيل، ومسدِّد.) قال أبو زرعة: ليّن الحديث. وقال بن معين: ثقة. 4 (سالم بن أبي المهاجر، عبد الله الرَّقّيّ ق.) (10/201)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 202 عن مكحول وميمون بن مهران. وعنه: خالد بن حيّان، ومعمر بن سليمان الرَّقّيّان، ومحمد بن سليمان بومه. وكان من الصالحين. قال أبو حاتم: لا بأس به. قبل: مات سنة إحدى وستّين ومائة. 4 (سالم، أبو حمّاد، الموفيّ، الصَّيرفيّ.) سمع: عطيّة العوفيّ، وإسماعيل السُّديّ. وعنه: كرمانيّ بن عمرو، وإسماعيل بن صبيح اليشكريّ، وعبيد الله بن موسى. قال أبو حاتم: مجهول. 4 (سالم، أبو غيّاث العتكيّ.) بصريّ، (10/202)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 203 سمع أنساً فيما قيل، والحسن، وحميد بن هلال. وعنه: موسى بن إسماعيل، وسلاّم. 4 (سرَّار بن مجشَّر، أبو عبيدة، البصريّ ن.) عن: ثابت، وأيّوب السختيانيّ، وعطاء السَّليميّ، ومالك بن دينار. وعنه: سيف بن عبيد الله الجرميّ، وعبد الرحمن بن مهديّ، وأميَّة بن خالد، ومحمد بن محبوب البنانيّ. 4 (السَّريّ بن يحيى بن إياس بن حرملة، أبو الهيثم، الشَّيبانيّ (10/203)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 204 البصريّ ن.) عن: الحسن، وعمرو بن دينار، وثابت. وعنه: ابن المبارك، وابن وهب، وأبو داود، والأصمعيّ، وسعيد بن أبي مريم، وآخرون. قال أحمد: ثقة ثقة. قلت: مات سنة تسع وستّين.) 4 (السَّري بن ينعم، الجبلانيّ، الحمصيّ. ن) عن: أبيه، وعامر بن جشيب، وحميد بن ربيعة. وعنه: إسماعيل بن عيّاش، وبقية، ومحمد بن حرب، وأبو المغيرة عبد القدُّوس. وكان من العابدين، رحمه الله. 4 (سعد بن طالب، أبو غيلان، الشَّيبانيّ.) (10/204)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 205 عن: حمّاد بن أبي سليمان، وكثير النَّوان وعفّان بن جبير. وعنه: أبو الأحوص سلاّم، وأحمد بن يونس. ليّنه أبو حاتم قليلاً. 4 (سعيد بن أبي أيّوب، المصريّ الفقيه ع.) واسم أبيه مقلاص، من موالي خزاعة، أبو يحيى المحدّث. ولد سنة مائة. روى عن: أبي عقيل زهرة بن معبد، وعقيل الأيليّ، وعبد الرحيم بن ميمون، وجعفر بن ربيعة، ويزيد بن أبي حبيب، وكعب بن علقمة، وطبقتهم. وعنه: ابن جريج، مع تقدُّمه، وابن المبارك، وابن وهب، وأبو عبد الرحمن المقريء، وروح بن صلاح، وغيرهم. وثَّقه ابن معين. مات سنة إحدى وستّين ومائة. 4 (سعيد بن بشير، أبو عبد الرحمن، الأزديّ، مولاهم، (10/205)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 206 البصريّ ع وقيل الدَّمشقيّ،) وإنما رحل به أبوه إلى البصرة. روى عن: قتادة، والزهريّ، وعمرو بن دينار، وأبي الزُّبير. وعنه: أبو مسهر، وأسد بن موسى، وإسحاق بن أركون، وأبو الجماهر الكفرسوسيّ، ويحيى الوحاظي، ومحمد بن بكّار بن بلال، وخلق كثير. وكان من أوعية العلم. قال أبو مسهر: لم يكن في بلدنا أحد أحفظ منه، وهو منكر الحديث. وقال أبو حاتم: محلّه الصِّدق.) قلت لأحمد بن صالح: كيف هذه الكثرة له عن قتادة قالت: كان أبوه شريك أبي عروبة، فأقدم ابنه سعيداً البصرة، فبقي بها يطلب الحديث مع (10/206)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 207 سعيد بن أبي عروبة. وقال ابن سعد: كان قدريّاً. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقويّ. وقال بقيّة: سألت ابن شعبة، عن سعيد بن بشير فقال: ذاك صدوق اللّسان، قال بقيّة: فحدّثت بهذا سعيد بن عبد العزيز، فقال: بثَّ هذا رحمك الله في جندنا، كان الناس قد تكلّموا فيه. قال مروان الطّاطريّ: سمعت سفيان بن عيينة عهلى جمرة العقبة يقول: ثنا سعيد بن بشير وكان حافظاّ. وقال أبو زرعة النَّضريّ: قلت لأحمد: ما تقول في سعيد بن بشير قال: أنتم أعلم به، قد حدّث عنه أصحابنا وكيع، والأشهب. وقال دحيم: يوثق به، كان حافظاً. وقال أبو زرعة: محله الذَِدق، ولا يحتج به. وقال أبو حاتم: لا ينبغي أن يذكر في الضعفاء. وقال البخاريّ: يتكلمون في حفظه. (10/207)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 208 وروى جماعة، عن ابن معين: ضعيف، وكذا تبعه النَّسائيّ. أبو زرعة: سمعت أبا مسهر يقول: أتيت أنا، وابن شابور، سعيد بن بشير فقال: والله لا أقول إنّ الله يقدر عبى الشّرّ ويعذّب عليه، ثم قال: أستغفر الله، أردت الخير فوقعت في الشّرّ. أنبأني قتادة في قوله تعالى: ألم تر أنَّا ارسلنا الشَّياطين على الكافرين تأزُّهم أزّاً قال: تزعجهم إلى المعاصي إزعاجاً. ثم قال أبو مسهر: قد اعتذر من كلمته واستغفر. قال أبو زرعة: فقلت لأبي الجماهر: كان سعيد بن بشير قدريّاً، قال: معاذ الله، وحدثني أنه مات سنة ثمانٍ وستّين ومائة، وكذا ورَّخه محمد بن بكار. وقال الوليد بن مسلم، وهشام بن عمّار: ستة تسعٍ وستّين ومائة. 4 (سعيد بن حسين، الأزدي.) توفّي سنة سبعين ومائة،) لم يذكره ابن أبي حاتم. 4 (سعيد بن خالد الخزاعيّ، المدنيّ. د) (10/208)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 209 عن: ابن المنكدر، وعبد الله بن محمد بن عقيل، وعبد الله بن الفضل الهاشميّ. وعنه: حسّان بن إبراهيم الكرمانيّ، ويعقوب الحضرميّ، وعبد الملك الحدّيّ، وجماعة. 4 (سعيد بن راشد، أبو محمد المازنيّ، البصريّ، السمّاك.) عن: عطاء بن أبي رباح، والحسن، والزُّهريّ. وعنه: الأنصاريّ، وشيبان بن فرُّوخ، وخلف البزّار. ضعّفه أبو حاتم، وغيره. (10/209)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 210 وقال النَّسائيّ: متروك. وهو أسن شيخٍ لخلف بن هشام. 4 (سعيد بن زربيّ الخزاعي ت) بصريّ، عن: الحسن، وابن سيرين، وقتادة. وعنه: مسلم بن إبراهيم، وأسد بن موسى، وعليّ بن الجعد، وبشر ابن الوليد. ويكنَّى أبا معاوية (10/210)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 211 العبَّادانيّ، كذا قال البخاريّ، وأبو القاسم البغويّ، فوهما، بل كنيته أبو عبيدة، فقد قال عليّ بن الجعد: أنا أبو معاوية العبّادانيّ، وسعيد بن زربيّ البصريّ. قال النَّسائيّ: ليس بثقة. وقال أبو حاتم: عنده عجائب من المناكير. وقال الدارقطنّي: ضعيف. 4 (سعيد بن زيد درهم. م. ع) أخو حمّاد بن زياد الأزديّ البصريّ، أبو الحسن. عن: الزبير بن الخرِّيت، والجعد أبي عثمان، وأيّوب السختيانيّ، وابن جدعان. (10/211)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 212 وعنه: أسد بن موسى، وسليمان بن حرب، وموسى بن إسماعيل، وعارم، وجماعة. وثّقه ابن معين. وقال أحمد: ليس به بأس.) وقال أبو حاتم: ليس بالقويّ. وليَّنه الداقطنيّ. وقال ابن المدينيّ: سمعت يحيى ضعّف سعيد بن زيد، وقال: ما يسوى هذه. وعن ابن المدينيّ: سمعت يحيى ضعّف سعيد بن زيد، وقال: ما يسوى هذه. وعن ابن معين أيضاً تضعيفه. مات سنة سبعٍ وستّين ومائة. 4 (سعيد بن سابق الرّازيّ.) والد محمد. (10/212)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 213 عن: ليث بن أبي سليم، وإسماعيل بن أبي خالد، ومسعر. وعنه: جرير بن عبد الحميد، وحكّام بن سلم، وهاون بن المغيرة، وغيرهم. قال أبو حاتم: كان حسن الفهم بالفقه. قلت: هو صالح الرواية. 4 (سعيد بن سليم الضَّبِّيّ.) قال الأزديّ: متروك. (10/213)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 214 وكذا ضعَّفه ابن عديّ. 4 (سعيد بن سنان، أبو مهديّ الحمصيّ.) عن: أبي الزّاهري حدير بن كريب، وراشد بن سعد. وعنه: بقيّة: وعليّ بن عيّاش، وأبو جعفر النفيليّ، ويحيى بن صالح الوحاظيّ، وعدّة. قال أبو اليمان: كنّا نستمطر به، وذكر من فضله وعبادته. قال البخاريّ: منكر الحديث. وقال يحيى بن معين: ليس بثقة. وقال النَّسائيّ: متروك الحديث. (10/214)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 215 قلت: مات سنة ثمانٍ وستّين ومائة. محمد بن حرب، عن أبي مهديّ، عن أبي الزَّاهريّة، عن كثير بن مرَّة، عن ابن عمر قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم، أرأيت الأرض على ما هي قال: على الماء قال: أرأيت) الماء على ما هو قال: على صخرة خضراء، وهي على ظهر حوت تلتقي طرفاه بالعرش قال: ارأيت الحوت على ما هو قال: على كاهل ملك قدماه في الهواء. 4 (سعيد بن عبد العزيز. م. ع.) (10/215)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 216 أبو محمد، ويقال: أبو عبد العزيز التَّنوخيّ، الدمشقيّ، الإمام، عالم أهل دمشق في عصره، ومفتيهم بعد الأوزاعيّ. قرأ القرآن على: ابن عامر، ويزيد بن أبي مالك. قرأ عليه: الوليد بن مسلم، وأبو مسهر. وحدّث عن: نافع، ومكحول، وربيعة بن يزيد، والزّهريّ، وزيد بن (10/216)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 217 أسلم، وإسماعيل بن عبيد الله، وعمير بن هاني، وقتادة، و بلال بن سعد، وعبد الله بن أبي زكريّا الخزاعيّ، وأبي الزّبير، وخلق، وسأل عطاء بن أبي رباح. وعنه: شعبة وهو أكبر منه، والثّوريّ، وابن المبارك، وابن مهديّ، وبقّية، ويحيى بن حمزة، وأبو المغيرة، وعبد الرزّاق، وأبو عاصم، وأبو مسهر، وأبو اليمان، ويحيى بن بشير الحريريّ، وأبو نصر التّمّار، وعدد كثير. مولده سنة تسعين. قال ابن معين، قال أبو مسهر: لم يسمع سعيد بن عبد العزيز من عطاء غير هذا، قال: قدمنا مكّة فدهشنا عن الهرولة، فسألت عطاء: ما سمع من عطاء غير ذلك يعني، فقال: لا شيء عليكم. وقال إبراهيم بن عبد الله، والعلاء بن زبر، عن أبيه: كّنا نجلس إلى مكحول، وسعيد بن عبد العزيز معنا، فكان في المجلس يسقينا الماء. وقال أبو مسهر: أنا سعيد قال: كنت أجالس بالغداة ابن أبي مالك، وبعد الظّهر إسماعيل بن عبيد الله، وبعد العصر مكحولاً. مروان بن محمد، سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: ما كتبت حديثاً قط. وكذا روى عنه أبو مسهر قال: وسمعته يقول: لا يؤخذ العلم من صحفيّ. وقال أبو حاتم: كان أبو مسهر يقدّم سعيد بن عبد العزيز على الأوزاعيّ. (10/217)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 218 قال أبو زرعة الدّمشقيّ: قلت لا بن معين، وذكرت له من الحجّة، فقلت: ابن إسحاق منهم،) فقال: كان ثقة، إنّما الحجّة عبيد الله بن عمر، ومالك، و الأزواعيّ، وسعيد بن عبد العزيز. قال أحمد بن حنبل في المسند: ليس بالشام رجل أصحّ حديثاً من سعيد بن عبد العزيز. وقال الحاكم: سعيد لأهل الشام كمالك لأهل المدينة في التقدّم والعفة والأمانة. قال أبو النّضر إسحاق بن إبراهيم: كنت أسمع وقع دموع سعيد بن عبد العزيز على الحصير في الصلاة. وقال أحمد بن أبي الحواريّ: أنا أبو عبد الرحمن الأسديّ قال: قلت لسعيد بن عبد العزيز: ما هذا البكاء الذي يعرض لك في الصلاة فقال: يا بن أخي، وما سؤالك عن ذلك قلت: لعلّ الله أن ينفعني به، فقال: ما قمت إلى صلاة، إلاّ مثلت لي جهنّم. أبو عبد الرحمن: هو مروان بن محمد. قال أبو زرعة: حدّثني بعض مشايخنا، عن الوليد بن مسلم قال: كان سعيد بن عبد العزيز يحيي اللّيل، فإذا طلع الفجر جدّد وضوءه، وخرج إلى المسجد. وعن أبي مسهر قال: ما رأيت سعيداً ضحك ولا تبسّم ولا شكا شيئاً قطّ. قال أبو زرعة، قال أبو مسهر: ينبغي للرجل أن يقتصر على علم أهل (10/218)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 219 بلده وعلى علم عالمه، لقد رأيتني أقتصر على سعيد بن عبد العزيز، فما أفتقر معه إلى أحد. وقال يحيى الوحاظيّ: سألت سعيد بن عبد العزيز عن حديث، فامتنع عليّ، وكان عسراً. ابن معين، عن أبي مسهر قال: كان سعيد بن عبد العزيز قد اختلط قبل موته، وكان يعرض عليه قبل الموت، وكان يقول: لا أجيزها. أبو زرعة، عن أبي مسهر قال: رأيتهم يعرضون عليه حديث المعراج، عن يزيد بن أبي مالك، عن أنس، فقلت: يا أبا محمد، أليس حدّثتنا عن يزيد أنّه قال: حدثنا أصحابنا، عن أنس، قال: نعم، إنّما يقرأون على أنفسهم. أبو مسهر: سمعت سعيداً يقول: لا خير في الحياة إلاّ لأحد رجلين، صوت واع، وناطق عارف. عقبة بن علقمة: أنا سعيد بن عبد العزيز قال: من أحسن فليرج الثواب، ومن أساء فلا يستنكر الجزاء، ومن أخذ عزّاً بغير حقّ أورثه الله ذلاّ بحقّ، ومن جمع مالاً بظلم أورثه الله فقراً بعدل.) الوليد بن مزيد قال: سئل سعيد بن عبد العزيز عن الكفاف قال: هو شبع يوم وجوع يوم. أبو مسهر: سمعت سعيداً يقول: لا أدري نصف العلم. وسمعته يقول: ما كنت قدريّاً قطّ. (10/219)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 220 سمعت رجلاً يقول له: أطال الله عمرك، فقال: بل عجل الله بي إلى رحمته. قال الوليد بن مزيد: كان الأوزاعيّ إذا سئل عن مسئلة و سعيد بن عبد العزيز حاضر، قال: سلو أبا محمد، يفعله تعظيماً له. أبو مسهر: كان سعيد لا يجيب حتى يقول: لا حول ولا قوة إلاّ بالله، هذا رأي، والرأي يخطي ويصيب. وقال محمد بن المبارك الصّوريّ: رأيت سعيد بن عبد العزيز إذا فاتته صلاة في جماعة بكى. قال الوليد، وأبو مسهر، وجماعة: مات سعيد بن عبد العزيز ستة سبع وستّين ومائة. قال ابن عساكر: ووهم من قال: سنة ثلاث وستّين، وسنة أربع، وسنة تسع. 4 (سعيد بن مسلم بن بانك، المدنيّ، أبو مصعب. ن. ق.) (10/220)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 221 عن: عكرمة، وسالم، وعمرة، وعامر بن عبد الله، وغيرهم. وعنه: أبو عامر العقديّ، وخالد بن مخلد، القعنبيّ، وعبد العزيز الأويسيّ، وآخرون. وثّقة أبو حاتم، وغيره. 4 (سعيد بن مسلم، القرشيّ، البصريّ) عن: محمد بن زياد الجمحيّ، وعبد الله بن سلاّم. وعنه: موسى بن إسماعيل، ومحمد بن سليمان. لوين، محلّه الصّدق. 4 (سعيد بن مسرة، البكريّ، البصريّ.) عن: أنس بن مالك. وعنه: يونس بن بكير، والهثيم بن خارجة، ومحمد بن جعفر الوركانيّ، وغيرهم. وحدّث عنه يحيى القطّان بحديث على سبيل التعجّب، عن أنس، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ركع رفع (10/221)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 222 يديه، وقال إنّ الشيطان حين أخرج من الجنة رفع يديه فوق رأسه. قال البخاريّ: منكر الحديث.) وقال أبو حاتم: منكر الحديث بابة عايذ بن شريح. وقال ابن عديّ: مظلم الأمر. وقال أبو عبد الله الحاكم: روى عن أنس أحاديث مو ضوعة. كذبه يحيى القطّان. 4 (سفيان الثّوريّ. ع) (10/222)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 223 (10/223)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 224 سيفان بن سعيد بن مسروق بن حبيب بن رافع بن عبد الله بن موهبة بن أبي عبد الله بن منقذ بن نضر بن الحارث بن ثعلبة بن ملكان بن ثور بن عبد مناة بن أدّ بن طابخة بن الياس بن مضر بن نزار، شيخ الإسلام، أبو عبد الله الثّوريّ، الكوفيّ، الفقيه سّيد أهل زمانه علماً وعملاً. فهو من ثور مضر، لا همدان على الصحيح، كذا نسبه ابن سعد، والهثيم بن عديّ، وغيرهما. وساق نسبه كما ذكرنا ابن أبي الدينا، عن محمد بن خاف التميميّ، لكن زاد بين مسروق وبين حبيب حمزة، وأسقط منقذاً والحارث. مولده سنة سبع وتسعين. وكان أبوه من ثقات المحدّثين. وطلب سفيان العلم وهو مراهق، وكان يتوقدّ ذكاً ء. (10/224)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 225 صار إماماً منظوراً إليه وهو شابّ، فإنّ يحيى بن أيّوب المقابريّ قال: ثنا أبو المنثنّى قال: سمعتهم بمرو يقولون: قد جاء الثّوريّ، قد جاء الثّوريّ، فخرجت أنظر إليه، فإذا هو غلام قد بقل وجهه. سمع الثّوريّ من: عمرو بن مرّة، وسلمة بن كهيل، وحبيب بن أبي ثابت، وعمرو بن دينار، وأبي إسحاق، ومنصور، وحصين، وأبيه سعيد بن مسروق، والأسود بن قيس، وجبلة بن سحيم، و زبيد بن الحارث، وزياد بن علاقة، وسعد بن إبراهيم، وأيّوب، وصالح مولى التّوءمة، وخلق لا يحصون، فيقال: إنّه أخذ عن ستّمائة شيخ. وعنه: ابن عجلان، وأبو حنيفة، وابن جريح، وأبي إسحاق، ومسعر، وهم من شيوخه، وشعبة، والحمّادان، ومالك، وابن المبارك، ويحيى، وعبد الرحمن، وابن وهب، وعبيد الله الأشجعيّ، ويحيى بن آدم، ووكيع، وعبد الرّزّاق، وأبو نعيم، وقبيصة بن عقبة، ومحمد بن كثير، وأحمد) بن يونس، والفريابيّ، وعليّ بن الجعد، و أمم لا يحصون. حتى أنّ ابن الجوزي بالغ وذكر في مناقبه أنّه روى عنه أكثر من عشرين ألفاً، وهذا مدفوع، بل لعلّه روى عنه نحو من ألف نفس. فعن وكيع أنّ والدة سفيان له: يا بني أطلب العلم وأنا أعولك بمغزلي، وإذا كتبت عشرة أحرف فانظر هل ترى في نفسك زيادةً في الخير، فإن لم تر ذلك فلا تتعن. قال عليّ بن ثابت: سمعته يقول: طلبت العلم، فلم تكن لي نية، ثم رزقني الله النّيّة. داود بن يحيى بن يمان، سمعت أبي يقول: قال الثّوريّ: لّما هممت بطلب الحديث، ورأيت العلم يدرس، قلت أي رب إنّه لا بد لي من (10/225)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 226 معيشة، فاكفني أمر الزرق وفرّغني لطلبه، فتشاغلت بالطلب، فلم أر إلا خيراً إلى يومي هذا. عبد الزّاق، وغيره: سمعت سفيان يقول: ما استودعت قلبي شيئاً قطّ فخانني. وقال ابن مهديّ: ما رأيت صاحب حديث أحفظ من سيفان. وعن ابن عيينة قال: كان العلم يمثل بين يدي سفيان، يأخذ ما يريد، و يدع ما لا يريد. وقال الأشجعيّ: دخلت مع الثّوريّ على هشام بن عروة، فجعل يسأل وهشام يحدّثه، فلما فرغ قال: أعيدها عليك، فأعادها عليه وقام، ثم دخل أصحاب الحديث فطلبوا الإملاء، فقال هشام: احفظوا كما حفظ صاحبكم، قالوا: لا نقدر. قال أحمد بن هاشم: أنا ضمرة قال: كان سفيان إنّما حدّث بعسقلان فيقول: انفجرت العين، انفجرت العين، يتعجّب من نفسه. وقال شعبة، و ابن معين، وجماعة: سفيان أمير المؤمنين في الحديث. وقال ابن المبارك: كتبت عن ألف ومائة شيخ ما فيهم أفضل من سفيان. (10/226)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 227 وقال ورقاء: لم الثّوريّ مثل نفسه. وقال أحمد: لم يتقدّمه في قلبي أحد. وقال يحيى بن سعيد القطّان: ما رأيت أحفظ من الثّوريّ. وقال ابن المبارك أيضاً: لا أعلم على وجه الأرض أعلم منه. وقال وكيع: كان بحراً. وقال ابن المدينيّ: سألت يحيى عن رأي مالك فقال: سفيان فوق مالك في كل شيء) وقال ابن إدريس: أنّي في مسلاخ سفيان. وقال أبو أمامة: من أخبرك أنّه رأى بعينيه مثل سفيان فلا تصدّقه. وقال ابن مهديّ: سمعت سفيان يقول: ما من عمل أخوف عندي من الحديث. وقال الثّوريّ فيما سمعه من الفريابيّ: وددت أنيّ نجوت من هذا العلم كفافاً، لا لي ولا عليّ. وقال يحيى بن يمان: كتبت عن سفيان عشرين ألفاً. وأخبرني الأشجعيّ أنّه كتب عنه ثلاثين ألفاً. (10/227)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 228 وسمعت سفيان يقول: ما أحدث من كلّ عشرة بواحد. وقال عبد الرّزّاق: قال لي ابن المبارك: أقعد إلى سفيان فيحدّث فأقول: ما بقي من عمله شيء إلا وقد سمعت سفيان يقول: لو قلت لكم إنّي أحدّثكم كما سمعت، يعني باللّفظ، فلا تصدّقوني. وعن عبد الرّزّاق، عن سفيان قال ب: ما أحدّث إلاّ بالمعاني. وقال زيد بن أبي الزّرقاء: سمعت الثّوري يقول: خلاف ما بيننا وبين المرجئة ثلاث، يقولون: الإيمان قول بلا عمل، ويقولون: الإيمان لا يزيد ولا ينقص، ويقولون بالإّتفاق. وقال يوسف بن أسباط، سمعت سفيان يقول: من كره أن يقول أنا مؤمن إن شاء الله، فهو عندنا مرجي وعن سفيان قال: لا يجتمع حبّ عليّ وعثمان رضي الله عنهما إلاّ في قلوب نبلاء الرجال. وعنه قال: أمتنعنا من الشّيعة أن نذكر فضائل عليّ رضي الله عنه. وعنه قال: الجهمية كفّار. وعنه قال: من سمع من متبدع لم ينفعه الله بما سمع. (10/228)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 229 شعيب بن حرب قال: لا تنتفع بما كتبت حتى، يكون إخفاء بسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة أفضل عندك من الجهر. قال وكيع: سمعت سفيان يقول: لا يعدل طلب العلم شيء لمن أراد به الله وقال قبيصة: سمعت سفيان رضي الله عنه يقول: الملائكة حرّاس السّماء، وأصحاب الحديث حرّاس الأرض. وقد كان سفيان رضي الله عنه يخاف من تصحيح نتّيه في الحديث لفرط غرامه به. قال أبو داود الطّيالسيّ: سمعت سفيان قال: ما أخاف على نفسي أن يدخلني النار إلاّ الحديث.) وقال أبو نعيم: سمعت سفيان يقول: وددت أنّي أفلتّ منه كفافاً. وقال أبو أسامة، سمعت سفيان يقول: وددت أن يدي قطعت، وأنّي لم أطلب حديثاً قطّ. وقال القطّان، سمعته يقول: ما أنكر نفسي إلاّ إذا طلبت الحديث. وعن المعافى بن عمران، عن سفيان قال: أريد أن أسأل غداً عن كلّ مجلس جلسته، وعن كلّ حديث حدّثت به، ماذا أردت به وقال محمد بن عبد الله بن نمير: خاف الثّوريّ على نفسه متن الحديث لأنّه كان يحدّث عن الضعفاء. وقال يحيى بن يمان: سمعت سفيان يقول: فتنة الحديث أشد من فتنة الذّهب. (10/229)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 230 4 (ومن آدابه وشمائله وتواضعه وورعه) قال مهران الزّارّيّ: رأيت الثّوريّ إذا خلع يثابه طواها، ويقول: كان يقال إذا طويت رجعت إليها أنفسها. وقال أبو نعيم: كان سفيان إذا دخل الحمام يخضب يسيراً. وقال قبيصة: كان سفيان مزّاحاً، كنت أتأخّر مخافة أن يحّيرني بمزاحه، ولا رأيت الأغنياء أذلّ ولا الفقراء أعزّ منهم في مجلس سفيان. وقال أبو نعيم: ربّما رأيت سفيان ضحك حتى استلقى. وقال زيد بن أبي الزّرقاء: كان سيفان يقول للمحدّثين: تقدّموا يا معشر الضّعفاء. وعن عليّ بن ثابت قال: رأيت سفيان فقّومت ما عليه درهماً و أربعة دوانيق. يحيى بن أيّوب المقابريّ: ثنا مبارك أخو سفيان قال: جاء رجل إلى سفيان ببدرة وكان أبوه صديقاً لسفيان جداً فقال: أحبّ تقبل هذا المال، فقلبه منه، فلّما خرج قال لي: إلحقه فردّه، ففعلت، فقال يا ابن أخي، أحبّ أن تأخذ هذا المال، قال: يا أبا عبد الله في نفسك منه شيء، قال: لا، فأخذه وذهب، فقلت: يا أخي، ويحك، أيّ شيء قلبك حجارة عدّ أن ليس لك عيال، أما ترحمني، أما ترحم إخوانك وصبياننا، قال: يا مبارك، تأكلها وأنت و أسأل عنها، لا يكون أبداً. وعن زيد بن الحباب قال: احتاج سفيان بمكّة حتّى استفّ الرمل ثلاثة أيام. (10/230)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 231 سعيد بن سليمان الواسطيّ، قال أبو شهاب الحنّاط: جلست إلى سفيان وهو في دبر الكعبة) مستلقي، فسلمت، فردّ، فقلت: إنّ أختك قد بعثت إليك بشيء، فجلس وقال: لم آكل شيئاً منذ ثلاث. وقال ابن سعد: قال أبو شهاب: بعثت أخت سفيان معي بجراب فيه كعك وخشكنانج، فأتيته فقصّر في سلامي، فعابتته فقال: يا أبا شهاب: لا تلمني، وإنّ لي ثلاثة أيام لم أذق فيها ذواقاً. قال بشر الحافي: كان الثّوريّ ربّما أخذ عباء الجمال فيغطّي بها رأسه. وقال خلف بن تميم: رأيت الثّوريّ في مكّة وقد كثروا عليه، فقال: إنّ لله، أخاف أن تكون قد ضيعت الأمة حيث احتاج الناس إلي مثلي. قال عبد الزّرّاق: رأيت الثّوريّ بمكّة جالساً في السوق يأكل. وقال أحمد بن حنبل: كان سفيان إذا قيل له إنّه رثي في المنام، قال: أنا أعرف بنفسي من أصحاب المنامات. وقال عليّ بن ثابت الجزريّ: لو لقيت سفيان في طريق الحجّ ومعك فلسان تريد أن تصّدّق بهما وأنت لا تعرف سفيان، لظننت أنك تضعهما في يده. وقال صالح بن أحمد لن عبد الله العجليّ، حدّثني أبي قال: أجّر سفيان نفسه من جمّال إلى مكّة، فأمروه أن يعمل لهم خبرة فلم تجيء جيّدة، فضربه الجمّال، فلما قدموا مكّة دخل الجمّال، فرأى الناس حول سفيان، فسأل فقالوا: هذا سفيان الثّوريّ، فلّما انفض النّاس، تقدّم الجمّال إلى سفيان واعتذر، فقال: من يفسد طعام النّاس يصبه أكثر من ذلك. (10/231)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 232 قال أبو سليمان الدّارانيّ: دخلنا على سفيان الثَّوريّ بمكة، قال: ما جاء بكم فوا لله لأنا إذ لم أركم خير منّي إذ رأيتكم، قال: ثم لم نبرح حتى تبسّم. قبيصة، عن سفيان قال: كثرة الإخوان من سخافة الدّين. قال أبو أسامة: ما رأيت رجلاً أخوف لله من سفيان، كان من رآه كأّنه في سفينة يخاف الغرق كثيراً، ما نسمعه يقول: يا ربّ سلّم سلّم وقال الحارث بن منصور: كلمتان لم يكن يدعهما سفيان في مجلس: سلّم سلّم، عفوك عفوك. وقال سفيان: وددت أنّي أنفلتّ لا عليّ ولا لي، وهذا متواتر عنه. قال قبيصة: كان سفيان كأنّه راهب، فإذا في الحديث أنكرته، يعني ممّا ينشرح. وقال ابن مهديّ: كان يكون كأنّما يقف للحساب، فيعرض بذكر الحديث، فيذهب ذلك الخشوع،) فإنّما هو حدّثنا حدّثنا عليّ بن غنّام، عن أبيه، أنّه سمع الثّوريّ يقول: لقد خفت الله خوفاً، عجباً لي كيف لا أموت، ولكن لي أجل أنا بالغه، ولقد أخاف أن يذهب عقلي من شدة الخوف. ابن مهديّ: ما عاشرت رجلاً أرقّ من سفيان، كنت أرقبه في الليل ينهض مرعوباً ينادي: النّار، النّار، شغلني ذكر النّار عن النوم والشهوات. قال قبيصة: ما رأيت أحداً أكثر ذكراً للموت من سفيان. (10/232)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 233 وقال أبو نعيم: كان سفيان يذكر الموت فلا ينتفع به أياماً. وقال يوسف بن أسباط: كان سفيان طويل الحزن، كان يبول الدّم من حزنه وتكدره. وقال عصام بن يزيد المعروف يا بن جبر: ربّما كان يأخذ سفيان في التفكّر، فينظر إليه النّاظر فيقول: مجنون. وقال عطاء الخفّاف: ما لقيت سفيان إلاّ باكياً، فقلت: ما شأنك فقال: أخاف أن أكون في أم الكتاب شقياً. قال يحيى بن يمان: سمعت سفيان يقول: العالم طبيب الدّين، والدّرهم داء الدّين، فإذا جرّ الطبيب الدّاء إلى نفسه فمتى يداوي غيره. وقال أبو أسامة، سمعت سفيان يقول: ليس طلب الحديث من عدّة الموت لكّنه علّة يتشاغل به. قلت: طلب الحديث قدر زائد على طلب العلم، وهو لقب لأمور عرفية قليلة المدخل في العلم، فإذا كان فنون عديدة من علم الآثار النبويّة بهذه المثابة، فما ظنّك بطلب علم الجدل والعقلّيات والمنطق اليونانّي آه، و احسرتاه على قلّة من يعرف دين الإسلام كما ينبغي، وما أحلّ في القليل المتعّين، إذا كان مثل سفيان يودّ أن ينجو من علمه كفافاً، فما نقول: نحن و أغوثاه بالله. قال الخربييّ: سمعت سفيان يقول: ليس شيء أنفع للناس من الحديث. (10/233)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 234 وسمعه الفريابيّ يقول ما من عمل أفضل من طلب الحديث إذا صحّت فيه النّيّة. قال ابن عيينة: لم يكن مثل ابن عبّاس في زمانه، والشّعبيّ في زمانه، والثّوريّ في زمانه. وقال أبو خالد الأحمر: شبع سفيان ليلةً فقال: إنّ الحمار إذا زيد في علفه، زيد في عمله، فقام حتى أصبح.) وقال أبو أسامة: مرض سفيان فذهب ببوله إلى الطبيب، فقال: هذا بول راهب، قال: بول من أحرق الحزن كبده، ما لذا دواء. قال ضمرة: سمعت مالكاً يقول: إنّما كانت العراق تجيش علينا بالمال والثيّاب، ثم صارت تجيش علينا بسفيان الثّوريّ. قال ضمرة: وكان سفيان يقول: مالك ليس له حفظ. قال عطاء بن مسلم، قال لي سفيان: إنّ المؤمن ليرى غداً ما أعدّ الله له في الجنّة، وهو يتمنى أنّه لم يخلق ممّا هو فيه. وقال عبد الرّزّاق: لما قدم علينا سفيان، طبخت له سكباحاً فأكل، ثم أتنيه بزبيب الطّائف فأكل، ثم قال: يا عبد الرّزاق، اعلف الحمار وكدّه، ثم قام يصلّي حتى الصباح. قال عليّ بن الفضيل بن عياض: رأيت الثّوريّ ساجداً عند البيت، فطفت سبعة أسابيع قبل أن يرفع رأسه. (10/234)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 235 وقال مؤمّل بن إسماعيل: قدم سفيان مكّة، فكان يصلّي الغداة، ويجلس يذكر الله حتى ترفع الشمس، ثم يطوف سبعة أسابيع، يصلّي بعد أسبوع ركعتين يطولهما، ثم يصلّي إلى نصف النهار، ثم ينصرف إلى البيت، فيأخذ المصحف فيقرأ، فربّما نام كذلك، ثم يخرج لنداء الظّهر، ثم يتطّوع إلى العصر، فإذا صلّى العصر أتاه أصحاب الحديث، فاشتغل معهم إلى المغرب فيصلّي، ثم يتنقل إلى العشاء، فإذا صلّى فربّما يقرأ ثم نام. أقام بمكّة نحواً من سنة على هذا. قال ابن أبي الدّينا، دفع إليّ أحمد بن الخليل كتاباً فيه: حدّثني محمد بن رافع قال: حدّثني مؤمّل بهذا. 4 (في معيشته رضي الله عنه) قال يوسف بن أسباط: خلّف سفيان مائتي دينار كانت مع رجل يتبضّع بها. وقيل: جاءه رجل فقال: يا أبا عبد الله، تمسك الدنانير وكان في يد سفيان خمسون دينارا، فقال: لو لا ها لتمندل بنا هؤلاء الملوك. وقال أبو نعيم: قال الثّوريّ: لولا بضيعتنا تلاعب بنا هؤلاء. قال أحمد العجليّ: كان بضاعة سفيان ألفي درهم.) وقال مبارك بن سعيد: كانت له معي بضاعة. وقال ابن سعد: قال الواقديّ: كان يأتي اليمن يتّجر ويفرّق ما عنده على قوم يتّجرون له، ويلقاهم في الموسم يحاسبهم ويأخذ الربح. قال المروزيّ: قلت لأحمد: لماذا ذهب الثّوريّ إلى اليمن قال: للتجارة وللقيّ معمر، قلت: أكان له مائة دينار قال: أمّا سبعون فصحيحة. (10/235)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 236 وروي أنّ سفيان أخذ من رجل أربعة آلاف درهم مضاربةً فاشترى بها متاعاً ممّا يباع باليمن، فأخذه معه، فربح فيه نفقته. وكان الثّوريّ يقول: عليك بعمل الأبطال: الكسب من الحلال، والإنفاق على العيال. زيد بن الحباب: سمعت سفيان يقول: الحلال تجارة برّه، أو عطاء من إمام عادل، أو صلة من أخ مؤمن، أو ميراث لم يخالطه شيء. وقال محمد بن عبيد، سمعت سفيان يقول: يا عبّاد ارفعوا رؤوسكم، فقد وضح الطريق، ولا تكونوا عالةً على الناس. وقال أحمد بن يونس: أكلت عند سفيان خشكنانج أهدي له. وقال مؤمّل بن إسماعيل: دخلت على سفيان وهو يأكل طباهج ببيض، فقلت له، فقال: اكتسبوا حلالاً وكلوا طيباً. 4 (ومن مواعظه) قال: الدينا كرغيف عليه عسل، وقع عليه الذّباب، فانقطع جناحه فمات، ولو سر برغيف يابس ما هلك. قال وكيع، سمعت سفيان يقول: لو أنّ اليقين وقع في القلب كما ينبغي لطار شوقاً إلى الجنّة وخوفاً من الناّر، وقال: إنّما الزُّهد في الدنيا قصر الأمل. وعنه قال: اليقين أن لا تتّهم مولاك في كلّ ما أصابك، وإيّاك والتَّشبُّه بالجبابرة، وقال بالزُّهد يبصِّرك الله عورات الدّنيا، وعليك بالورع يخفّ حسابك، وادفع الشَّكَّ باليقين يسلم دينك، ودع ما يريبك إلى ما لا يريبك. (10/236)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 237 وقال: ما أعطي رجل شيئاً من الدنيا إلاّ قيل له خذه ومثله جرماً.) وعنه، وقيل له: السلامة أن لا تعرف، فقال: ما إلى هذا سبيل، لكن السلامة في أن لا تحب أن تعرف. وعن سفيان قال: إذا أثنى على الرجل جيرانه أجمعون، فهو رجل سوء، قال: وكيف هذا قال: يراهم على المنكر ولا يغير عليهم، ويلقاهم بوجهٍ طلقٍ. وقال الفضل: سمعت سفيان يقول: إذا رأيت الرجل محبَّباً إلى جيرانه، فاعلم أنه مداهن. قال يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية: ما رأيت رجلاً أصفق وجهاً في ذات الله من سفيان. وقال شجاع بن الوليد: كنت أمشي مع سفيان، فلا يكاد لسانه يفتر من الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر. وروى يحيى بن يمان عنه قال: إنّي لأرى الشَّيء يجب عليَّ أن أمر فيه، فلا أفعل فأبول دماً. وعن عمرو بن حسّان قال: كان سفيان نعم المداوي إذا دخل البصرة، حدّث بفضائل عليّ، وإذا دخل الكوفة حدّث بفضائل عثمان. وعن سفيان قال: هؤلاء الملوك قد تركوا لكم الآخرة، فاتركوا لهم الدنيا. ولقي كاتباً فقال: حتّى متى كلّما دعى ظالم قمت معه، غداً فإذا حوسب حوسبت، أما ان لك أن تتوب؟. (10/237)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 238 4 (فصل من صدقه) قال الحسين بن الحسن المروزيّ: ثنا الهيثم بن جميل، سمعت مهلهلاً يقول: خرجت مع سفيان إلى مكّة، وحجّ الأوزاعيّ، ورافقنا في بيت ثلاثاً، فبينما نحن جلوس، دخل خصيٌّ فقال: قد جاء الأمير، وعلى الناس عبد الصَّمد عمّ المنصور، فأمّا أنا والأوزاعي فثبتنا، وأما سفيان فدخل قبراً، فدخل الأمير عبد الصّمد فسلّم عليه الأوزاعيّ، فقال: أين أبو عبد الله قلنا: دخل لحاجته، وقمت إليه فقلت: إنّه ليس ببارحٍ حتى تخرج، فقال عبد الصّمد: يا أبا عبد الله: إنّك رجل أهل المشرق وعالمهم، بلغني قدومك فأحببت الاقتداء بك، فأطرق سفيان ثم قال: ألا أدلُّك على خيرٍ من ذلك قال: وما هو قال اعتزل ما أنت فيه، قال: فقلت: إنّا لله، تستقبل الأمير بهذا قال فتغيّر لونه قال: إن أمير المؤمنين لا يرضى منّي بهذا، وقام فخرج مغضباً. وروى محمد بن النُّعمان بن عبد السَّلام قال: مرض سفيان بمكّة ومعه الأوزاعيّ، فدخل عليه عبد الصّمد، فحوّل وجهه إلى الحائط، فقال الأوزاعيّ: إنّه سهر البارحة فلعلّه نائم، فقال) سفيان: لست بنائم، لست بنائم، فقام عبد الصّمد، فقال الأوزاعي لسفيان: أنت مستقتل لا يحلّ لأحدٍ أن يصحبك. وقال إبراهيم بن أعين: كيف أصبُّ الماء على سفيان وهو يتوضأ، فجاء عبد الصّمد أمير مكّة فسلّم على سفيان، فقال له: من أنت. قال: أنا عبد الصَّمد، قال: كيف أنت اتّق الله، وإذا كبّرت فأسمع. يعني أنه كان يصلّي بالنّاس وما كان خلفه من يكبِّر. زيد بن أبي خداش، أنّ الثوري لقي شريكاً فقال: بعد الفقه والخير (10/238)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 239 تلي القضاء ! قال: يا أبا عبد الله، وهل لا بدّ لناس من قاضٍ، فقال سفيان: ولا بدّ للناس من شرطي. وقال قبيصة: قيل لشريك: إنّ سفيان قال: أيّ رجل أفسدوا قال لو كان لسفيان بنات أفسدوه أكثر ممّا أفسدوني. ولقي سفيان يونس بن مسّمار فقال: يا يوسف: أسمنت البرذون وأهزلت الدّين، فقال: أنا انفع للناس منك، أتكلّم في المحبوس فيطلق، ويجيء الملهوف فأعينه، وأتكلّم في الحمالة، وأسعى في الأمور، وأسعى في الأمور، قال: وكان سفيان إذ لقيه بعد سلّم عليه. وعن سفيان قال: إذا رأيت القاريء، يعني المتزهّد، يلوذ بالسلطان، فأعلم أنّه لصّ، وإذا رأيته يلوذ بالأغنياء فاعلم أنه مرائي، فإيّاك أن تخدع بقول: أردّ مظلمة، وأدفع عن مظلوم، فإنّ هذه خدعة من إبليس اتَّخذها فجّار القراء سلَّماً. 4 (فصل) قال مبارك أخو سفيان: رأيت عاصم بن أبي النَّجود: جاء إلى سفيان يستفتيه فقال: أتيتنا يا سفيان صغيراً، وأتيناك كبيراً. وقال أبن شوذب، سمعت أيّوب يقول: ما قدم علينا من الكوفة أفضل من سفيان الثَّوريّ. وقال ابن مهديّ: أبصر أبو إسحاق السَّبيعيّ سفيان مقبلاً فقال: وآتيناه الحكم صبياً. (10/239)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 240 وقال يونس بن عبيد: ما رأيت كوفيّاً أفضل من سفيان. سفيان بن وكيع: ثنا أبو يحيى الحمّاني، سمع أبا حنيفة يقول: لو كان سفيان من التابعين لكان فيهم له شأن. وعنه قال: لو حضر علقمة والأسود لاحتاجا إلى مثل سفيان.) وقال ابن أبي ذئب: ما رأيت رجلاً أشبه بالتّابعين من سفيان. وقال شعبة: سفيان أحفظ منّي، إنّه ساد بالورع والعلم. وقال يعقوب الحضرمي: سمعت شعبة يقول: سفيان أمير المؤمنين في الحديث. وعن ابن عيينة قال: ما رأيت رجلاً أعلم بالحلال والحرام من سفيان الثَّوريّ، ولا ارى هو مثل نفسه. وقال ابن المبارك: ما نعت لي رجل إلاّ وجدته دون نعته، إلاّ الَّثوريّ. قلت: هذا الرجل وأمثاله، ما جعل الله لهم هذه الجلالة في القلوب سدىً، فحبّ سفيان من الإيمان. 4 (ومن شيوخه) إبراهيم بن عبد الأعلى، وإبراهيم بن عقبة، وإبراهيم بن محمد بن المنتشر، وإبراهيم بن مهاجر، وإبراهيم بن ميسرة، وآدم بن سليمان، وإسماعيل بن أميَّة، وابن أبي خالد، وإسماعيل السُّديّ، وأشعث ابن أبي الشعثاء، والأغر بن الصّبّاح، وإياد بن لقيط. (10/240)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 241 وأيّوب لن موسى، وبريد بن عبد الله، وبكير بن عطاء، وبيان بن بشر وأبو المقدام ثابت هرمز، وثور بن يزيد، وثوير بن أبي فاختة، وجابر الجعفيّ، وجامع بن أبي راشد، وجامع بن شدّاد، وجعفر بن محمد، والحسن بن عمرو الفقيميّ، وحمّاد الفقيه، وربيعة الرأي، والزُّبير بن عديّ، وزيد بن أسلم، وسماك بن حرب، وسميّ مولى أبي بكر، وسهيل، وصالح بن حيّ، وعاصم بن بهدلة، وأبو الزِّناد، وابن طاوس، وابن عقيل، وابن أبي نجيح، وابن أبي لبيد، وعبد الرحمن بن عابس، وعبد الرحمن بن القاسم، وعبد العزيز بن رفيع، وعبد الكريم أبو أميّة، وعبد الملك بن عمير، وعبد الملك بن أبي سليمان، وعبد الملك بن أبي بشير، وعبدة بن أبي لبابة، وعبيد الله بن عمر، وأبو حصين عثمان بن عثمان البتيّ، وعليّ بن الأحمر، وعلقمة بن مرثد، وعليّ بن بذيمة، وعليّ بن جدعان، وعمارة بن القعقعاع، وعون بن أبي جحيفة، وفراس الهمدانيّ، وقيس بن مسلم، ومحارب بن دثار، ومحمد بن أبي بكر بن حزم، وأبو الزُّبير محمد بن المنكدر، ومطرِّف بن طريف، ومعبد بن خالد، ومغيرة بن مقسم، ومغيرة بن النُّعمان، والمقدام بن شريح، ومنصور بن المعتمر، وموسى بن أبي عائشة، وميسرة بن حبيب، وميسرة الأشجعيّ، وأبو حمزة ميمون الأعور، وهشام بن إسحاق، وهشام بن حسّان،) وهشام بن عروة، وواصل الأحدب، ويحيى بن أبي إسحاق، ويحيى بن هانيء بن عروة، ويزيد بم أبي زياد، ويعلى بن عطاء، وأبو إسحاق الشَّيبانيّ، وأبو بكر عبيد الله بن أبي الجهم، وأبو الجويرية الجرميّ، وأبو خالد الدّالانيّ، وأبو هاشم الرَّماديّ، وأبو يعفور العبديّ. 4 (ومن تلامذته) أبو غسحاق الفزازيّ، شيخ الثغور، وأحوص بن جوّاب، وإسحاق الأزرق، وابن عليَّة، وبشر بن السَّريّ، وبشر بن منصور السّليميّن وثابت بن محمد بن العابد، وجعفر بن عون، والحسين بن حفص، وأبو أسامة، وخالد بن الحارث، وخلاّد بن يحيى، وروح، وزيد بن أبي الزّرقاء، وسفيان بن (10/241)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 242 عقبة، وأبو داود الطّيالسيّ، وأبو عاصم، وضمرة، والخريبيّ، وابن نمير، وعبد الله بن الوليد العدنيّ، وعبيد الله بن موسى، وعليّ بن قانع، وعمرو العنقزيّ، والقاسم الجرميّ، وأبو الهمام الدّلاّل، ومصعب بن المقدام، ومعاوية بن هشام، وأبو حذيفة النَّهديّ، ومؤمل بن إسماعيل، والنُّعمان بن عبد السّلام، ويحيى بن يمان، ويزيد بن أبي حكيم العدنيّ، ويزيد بن زريع، ويزيد بن هارون، ويعلى بن عبيد، وأبو أحمد الزُّبيريّ، وأبو بكر الحنفيّ، وأبو داود الحضرميّ، وأبو سفيان المعمريّ، وأبو عاصم العقديّ. وقد حدّث عنه خلق لا يحصون، وآخر ثقة روى عنه هو عليّ بن الجعد. 4 (سلاّم بن مسكين، أبو روح الأزدّي، النَّمريّ، البصريّ. خ. م. د. س) عن: الحسن، وثابت، وقتادة، وأبي ظلال هلال، وأبي غالب حزوّر ويزيد بن الشِّخِّير إن كان لقيه، وعن بشر بن حرب، وعدّة. وعنه: أبو نعيم، ومسلم بن إبراهيم، وأبو نصر التّمّار، وعبد الرحمن (10/242)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 243 ابن مهديّ، وعليّ بن الجعد، وهدبة بن خالد. وثّقه ابن معين. وقال أبو حاتم: صالح الحديث. وروى البخاريّ، عن محمد بن محبوب: أنه مات في آخر سنة سبعٍ وستّين. وقد وهم من قال: إنّه توفّي سنة أربع. وقد رمي بالقدر، إلاّ أنه من العابدين. قال موسى بن إسماعيل: كان من أعبد أهل البصرة في زمانه.) 4 (سلمة بن العيَّار، الدِّمشقيّ، أبو مسلم. ن مولى بني (10/243)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 244 فزارة، واسم أبيه أحمد بن) حصين. روى عن: أبي الزُّبير، وثور بن يزيد، وجعفر بن برقان، والأوزاعيّ، وطائفة. وعنه: الوليد بن مسلم، وأبو مسهر، ومروان الطَّاطريّ، وعبد الله بن يوسف. قال أبو مسهر: هو أثبت أصحاب الأوزاعيّ، مع يزيد بم السَّمط. وكانا ورعين فاضلين، صحيحي الحفظ، على حال تقلُّل من الدنيا ما تلبَّسا بشيء. وقال ابن حبّان: له نحو من عشرة أحاديث. قيل: مات سنة ثلاثٍ، وقيل: سنة ثمانٍ وستّين ومائة، مات شاباً. 4 (سليمان بن أرقم، أبو معاذ. ت. س بصريٌّ مشهور.) (10/244)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 245 عن: الحسن، وابن سيرين، وعمر بن عبد العزيز، والزُّهريّ، ويحيى بن أبي كثير. وعنه: الزُّهري شيخه، وبقيّة بن الوليد، وأسد بن موسى، وعليّ بن عيّاش، وأبو المغيرة، ومنصور بن أبي مزاحم، وطائفة. وثّقه أحمد بن حنبل، فيما قيل، وقيل: إنّ الذي وثّقه هو سليمان بم معاذ، وقيل: ابن قرم. نسب إلى جدّه. وقال أبو زرعة الرّازيّ: سليمان بن أرقم ليس بذاك. وقال أبو حاتم: ليس بالمتين. وقال ابن حبّان: هو رافضيّ غالٍ يقلب الأخبار. وقال البخاريّ: تركوه. وروى عبّاس، عن ابن معين: ليس بشيء، وقال مرّة: ليس يسوى فلساً. وروى عبد اله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه قال: سليمان بن أرقم لا يسوى شيئاً، ولا يروى عنه. (10/245)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 246 وقال السَّعديّ: ساقط. وقال الدَّارقطنيّ: متروك. قلت: من بلاياه حديثه عن الزُّهري، عن عروة، عن عائشة مرفوعاً: اطلبوا الخير عند حسان الوجوه، وتسمَّوا بخياركم، وإذا أتاكم كريم قومٍ فأكرموه.) 4 (سليمان بن عبيد، أبو داود المازنيّ.) عن: عمران بن زيد المدنيّ، وعبد الحميد بن قدامة. وعنه: عبد الله بن رجاء الغدَّانيّ، وموسى بن إسماعيل. 4 (سليمان بن أبي داود، الحمراوّي المصريّ، الأفطس، الفقيه، العابد، كان متألِّهاً قوالاً) بالحقّ، فقيهاً. حمل عنه: ابن القاسم، وإدريس بن يحيى. قال أبن يونس: مات سنة ثمانٍ وستّين ومائة. 4 (سليمان بن القاسم، أبو الربيع الجمحيّ، المصريّ، الزّاهد. أحد السادة الأولياء.) ولد سنة عشرٍ ومائة، وأخذ عن التّابعين. قال عبد الرحمن بن القاسم الفقيه: ما رأيت مثل سليمان بن القاسم قطّ، هما اثنان اقتدي بهما في ديني: سليمان في الورع، ومالك في العلم. وقال ابن وهب: كأن الله قد ليّن لسليمان ظهره، وكان مسجده فراشه، قال سعيد الآدميّ: خرج سليمان بن قاسم، رحمه الله، إلى مكة فما (10/246)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 247 نام في محمل، ولا اضطّجع لنومٍ حتّى رجع. ابن وهب: عن سليمان، في قوله تعالى: ليبلوكم أيُّكم أحسن عملاً قال: لم يقل أكثرز مات بالإسكندرية سنة ثلاثٍ وستّين ومائة. 4 (سليمان بن قرم بن معاذ، أبو داود الضَّبيّ.) م. د. ت. س وينسب إلى جدّه، فيقال فيه: سليمان بن معاذ. كوفيّ صالح الحديث، وهو الذي وثّقه أحمد، لا ابن أرقم، ولكن وهم بعض الحفاظ، ودخلت عليه ترجمة في ترجمة. روى ابن قرم عن: ثابت البنانيّ، ومحمد بن المنكدر، ومنصور بن المعتمر، وجماعة. وعنه: أبو داود الطّيالسيّ، ويحيى بن آدم، وحسين بن محمد المروذيّ، وأبو الجوَّاب، وآخرون. وهو شيعيٌّ مفرط، ضعَّفه ابن معين. (10/247)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 248 وقال ابن عدي هو خير من سليمان بن أرقم. قال عبّاس: سمعت يحيى بن معين يقول: سليمان بن معاذ ليس بشيء، ثنا عنه الطّيالسيّ.) وروى عباس أيضاً، عن يحيى قال: سليمان بن قرم يحدث عن الأعمش، كان ضعيفاً. وقال أحمد بن حنبل: لا أرى به بأساً، لكنّه يفرط في التَّشيُّع. 4 (سليمان بن كثير العبديّ، البصريّ ع) عن: الزُّهريّ، وعمرو بن دينار، وحصين بن عبد الرحمن. وغيرهم. وعنه: أخوه محمد بن كثير، وعبد الرحمن بن مهديّ، وحبّان بن هلال وعفَّان، وأبو سلمة التَّبوذكيّ، وسعيد بن سليمان سعدويه، وغيرهم. وكان ثقة. (10/248)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 249 قال النَّسائيّ: لا بأس به، يكنَّى: أبا داود، وعن الزُّهريّ: ففيه شيء. وقال يحيى بن معين: ضعيف الحديث. وقال محمد بن يحيى الذُّهليّ: سكن البصرة، وما روى عن الزُّهريّ، فإنه قد اضطّرب في أشياء، وهو غير الزُّهري أثبت. وقال العقيليّ: سليمان بن كثير الواسطي مضطّرب الحديث، وروى عن: حصين، وحميد الطّويل أحاديث لا يتابع عليها. قلت: قد تقرر أنّه صدوق يحتجّ به. مات سنة ثلاثٍ وستّين. 4 (سليمان بن أبي كريمة) (10/249)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 250 عن: مكحول، وهشام بن عروة، وخالد بن ميمون، وهشام بن حسّلن. وعنه: محمد بن مخلد الرُّعينيّ، وعمرو بن هشام البيروتيّ، وغيرهما. قال ابن عديّ: عامّة أحاديث مناكير، ولم أر للمتقدّمين فيه كلاماً. قلت: ضعّفه أبو حاتم، وما وثّقه أحد. 4 (سليمان بن المغيرة القيسيّ، مولاهم، البصريّ، أبو سعيد، (10/250)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 251 أحد الأعلام. ع) عن: الحسن البصريّن وحميد بن هلال، وثابت البنانيّ، وطبقتهم. وعنه: يحيى القطّان، وعبد الرحمن بن مهديّ، وأبو سلمة التَّبوذكيّ، واسد بن موسى، والقعنبيّ، وشيبان بن فروخ، وخلق. قال أبو نوح قراد: سمعت شعبة يقول: سليمان بن المغيرة سيّد أهل البصرة.) وقال عبد الله بن داود الخريبيّ: ما رأيت بصرياً أفضل من سليمان بن المغيرة، وكان من خيار الرجال. وسئل ابن عليَّة عن حفاظ أهل البصرة، فقال: سليمان بن المغيرة، وأظنه سمَّى غيره. وقال يحيى بن معين: حديثه ثقة. قال موسى بن إسماعيل: نا وهيب قال: كان أيوب يقول لنا: خذوا عن سليمان بن المغيرة، وكنا نأتيه وهو في ناحية، وأبوه في ناحية. قلت: مات سليمان سنة خمسٍ وستّين ومائة. 4 (سليمان الخواص.) (10/251)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 252 زاهد أهل الشام في زمانه، أبو أيّوب، كان أكثر مقامه بيت المقدس، ودخل بيروت. حكى عنه: سعيد بن عبد العزيز الفقيه، ومحمد بن يوسف الفريابيّ، ويوسف بن أسباط، وحذيفة المرعشيّ. قال السَّري السَّقطيّ: أربعة كانوا قد أعملوا أنفسهم في طلب الحلال، ولم يدخلوا أجوافهم إلاّ الحلال: وهيب بن الورد، وشعيب بن حرب، ويوسف بن أسباط، وسليمان الخوَّاص، فنظروا إلى الورع، فلمّا ضاقت عليهم الأمور، فزعوا إلى التَّعلُّل أو قال التَّذلُّل. وقال محمد بن حميد الخوَّاص: قال لي بشر الحافي: أتمنّى أربعة: يوسف بن أسباط، والثَّوريّ، وسليمان الخوّاص، وإبراهيم بن أدهم. وقال الفريابيّ: كنت في مجلس في الأوزاعيّ، وسعيد بن عبد العزيز، وسليمان الخوّاص، فذكر الأوزاعيّ الزُّهاد فقال: أما نريد أن نرى مثلهم فقال سعيد: ما رأيت أزهد من سليمان الخوّاص، ولم يشعر سعيد بأنّه في المجلس، فقنَّع سليمان رأسه وقام، فأقبل الأوزاعيعلى سعيد فقال: لا تعقل ما تقول تؤذي جليسنا، تزكَّيه في وجهه. روى أبو سهل الدمشقيّ، عن سعيد بن عبد العزيز قال: دخلت على سليمان الخوّاص، فرأيته جالساً في الظلمة وحده، فكلَّمته في ذلك فقال: ظلمة القبر أشدّ، فقلت: ألا تطلب لك رفيقاً قال: أخاف أن لا أقوم بحقّه، قلت: هذا مال صحيح أصبته وأنا لك به يوم القيامة، خذه فأنفقه، قال: يا سعيد إنّ نفسي لن تجبني إلى ما رأيت حتّى خشيت أن لا تقول، فإن (10/252)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 253 أخذت مالك ثم فرغ فمن لي صحيح.) فتركته ثم عدت من الغد فقلت: بلغني في الحديث أن الرجل لا تستجاب دعوته في العامة حتى يكون نقيّ المطعم، نقيَّ الملبس، فادع لهذه الأمة دعوة، فابتدر الباب مغضباً ثم قال: أنت بالأمس تفتنّي، وأنت البوم تشهرنيّ فأتيت الأوزاعيَّ، فقال لي: يا سعيد، دع سليمان الخوّاص وإبراهيم بن أدهم فإنهما لو كانا أدركا النبي صلى الله عليه وسلم لكانا من خير الصحابة. وقال عبد الله بن خيبق، قال يوسف بن أسباط: ذهب إبراهيم بن أدهم بالذِّكر، وذهب الخوّاص بالعمل. يعقوب بن كعب الأنطاكيّ، عن أبيه، عن سليمان الخوّاص. وقيل له: إنّ الناس شكوك أنّك تمرّ فلا تسلّم عليهم: فقال: والله ما ذاك لفضلٍ أراه عندي، ولكني شبه الحنش إن ثورته ثار، وإن قعدت مع النّاس جاءني ما أريد وما لا أريد. وقال مؤمّل بن إهاب: رأى رجل كأن القيامة قد قامت، ونودي: ليقم السّابقون الأولون، فقام سفيان الثَّوريّ، ثمّ قام سليمان الخوّاص. ثم نودي: ليقم السّابقون، فقام إبراهيم بن أدهم. وعن سليمان الخوّاص قال: كيف آكل الخبز وأنا لا أرى إجارة الطّواحين. (10/253)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 254 قلت: لم يرو الخوّاص شيئاً. ما ظفرت له بوفاة، ولكنّ وفاته قريبة من وفاة إبراهيم بن أدهم، رحمهما الله. 4 (سهيل بن أبي عمران الجونيّ، ومالك بن دينار، وثابت البنانيّ.) وعنه: ابن المبارك، وزيد بن الحباب، وشعيب بن محرز، وهدبة بن خالد، وبشر بن الوليد الكنديّ، وحبّان بن هلال. وسمّى حبّان والده عبد الله، وقيل بل اسم أبيه مهران. وروى إسحاق الكوسج، عن ابن معين قال: صالح الحديث. وقال البخاريّ وأبو حاتم: ليس بالقويّ. وكذا قال النسائيّ. (10/254)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 255 4 (سوادة بن أبي الأسود القطّان، واسم أبيه مسلم.) روى عن: أبيه. وعنه: وكيع، وأبو نعيم، وموسى التَّبوذكيّ، ومسلم بن إبراهيم، وعبد الواحد بن غياث. وثّقه ابن معين. 4 (سويد بن إبراهيم، أبو حاتم البستيّ الحنّاط، بالنون، العطّار.) ) عن: الحسن، ومطر الورّاق، وقتادة، وعبد الله بن عبيد بن عمير. وعبد الله القطّان، وأبو الوليد، وشيبان بن فرُّوخ، وطالوت بن عبّاد، وعدّة. روى الكوسج عن ابن معين: صالح الحديث. (10/255)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 256 وروى عثمان الدّاراميّ، عن ابن معين، أرجو أن لا يكون فيه بأس. وقال أبو زرعة: حديثه حديث أهل الصِّدق. وقال النَّسائيّ في الكنى: ليس ثقة. وقال في كتاب الضعفاء: ضعيف. وقال ابن حبّان: يروي الموضوعات على الأثبات. قيل: مات سنة سبعٍ وستّين وماية. (10/256)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 257 4 (حرف الشين)

4 (شبيب بن شبيبة بن عبد الله بن عمرو بن الأهتم، أبو معمر التميميّ المنقريّ) البصريّ ت. أحد الخطباء البلغاء والإخباريّين الألبّاء. (10/257)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 258 روى عن: الحسن: وابن سيرين، ومعاوية بن قرَّة، وعطاء بن أبي رباح، وطائفة. وعنه: أبو معاوية، والأصمعيّ، ومسلم بن إبراهيم، وأبو سلمة المنقريّ، وجبارة بن المغلِّس، ويحيى بن يحيى التميميّ، وعدّة. قال أبو حاتم: ليس بالقويّ. وقال صالح بن محمد جزرة: صالح الحديث. وقال الدّارقطنيُّ، وغيره: ضعيف. وقال ابن حبّان: لا يتشاغل بما انفرد به. قلت: كان إخبارياً علاّمة مفوَّهاً وأميراً جليلاً. ولّي إمرة الرّيّ للمهديّ. قال المنصور له: عظني وأوجز. قال: فقلت: يا أمير المؤمنين، إنً الله لم يرض من نفسه لك أن جعل فوقك أحداً، فلا ترض له من نفسك بأن يكون عبد هو أشكر منك. قيل لابن المبارك: تأخذ عن شبيب وهو يدخل على الأمراء فقال: خذوا عنه، فإنّه أشرف من أن يكذب.) وقال ابن معين، وأبو داود: ليس بشيء. عيسى بن يونس، عن شبيب بن شيبة قال: كنت في موكب المنصور، (10/258)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 259 فقلت: يا أمير المؤمنين رويداً، إني أمير عليك. فقال: ويلك أأمير عليَّ قلت: نعم، حدّثني معاوية بن قرَّة: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أقطف القوم دابَّة أميرهم. قال: أعطوه دابّةً، فهو أهون من أن يتأمّر علينا. وقال: وقال محمد بن سلاّم الجمحّي: خرج شبيب من دار المهديّ، فقيل له: كيف تركت الناس قال: تركت الداخل راجياً، والخارج راضياً. قلت: توفيّ سنة نيِّفٍ وستّين وماية. 4 (شبيب بن مهران القسمليّ، أبو زياد.) عن: قتادة. وعنه: زيد بن الحباب، ومعلَّى بن أسد، وإبراهيم بن الحجّاج، وغيرهم. 4 (شجرة بن مسلم الدمشقيّ.) عن: ربيعة بن يزيد، وينس بن ميسرة. وعنه: مروان بن محمد الطَّاطرّي، وأبو مسهر. وثَّق. (10/259)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 260 4 (شعيب بن أبي حمزة الحمصيّ الأموي، ع مولاهم الكاتب، صاحب الخطّ) المنسوب، وأحد الأئمّة الثِّقات. أبو بشر بن دينار. روى عن: نافع، وعكرمة بن خالد، والزُّهريّ، وعبد الوهاب بن بخت، ومحمد بن المنكدر، وأبي الزِّناد، وأبي طوالة، وغيرهم. وعنه: ابنه بشر، وبقيّة بن الوليد، والوليد بن مسلم، وعليّ بن عياشّ، وأبو اليمان، وآخرون. وكتب عن الزُّهري كتاباً من علمه لأجل الخليفة هشام بن عبد الملك، وكان أنيق الورَّاقة واضحهم. (10/260)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 261 قال محمد بن حمير، عن شعيب قال: وافقت الزُّهريّ إلى مكّة، فكنت أدرس أنا وهو القرآن جميعاً.) وقال ابن معين: هو مثل عقيل، ويونس في الزُّهريّ، كتب عن الزُّهريّ إملاء للسلطان، كان كاتباً. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي: كيف سماع شعيب من الزُّهري قال: يشبه حديثه الإملاء لكنّ الشأن فيمن سمع من شعيب. كان رجلاً ضنيناً في التحديث. قلت: كيف كان سماع أبي اليمان عنه فقال: كان يقول: أخبرنا شعيبز قلت: فسماع ابنه بشر قال: كان يقول: حدّثني أبي. قلت: فسماع بقيّة قال: شيء يسير. ثم قال لما حضرته الوفاة جمع جماعةً بقيّة، وابنه، فقال: هذه كتبي ارووها عنّي. وقال أبو زرعة الدَّمشقيّ: حدّثني أحمد بن حنبل قال: رأيت كتب شعيب بن أبي حمزة، فرأيت كتباً مضبوطة مقيَّدة، ورفع من ذكره. قلت: فأين هو من يونس بن يزيد. قال: فوقه. قلت: فأين هو من عقيل قال: فوقه. (10/261)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 262 قلت: فأين هو من الزُّبيدي قال: مثله. وقال حنبل بن إسحاق، سألت أبا عبد الله فقال: كان شعيب بن أبي حمزة قليل السَّقط. وقال الأثرم: قال أحمد: لقد نظرت في كتب شعيب، كان ابنه قدَّمها إليّ، فإذا بها من الحسن والصِّحة ما لا يقدر فيما أرى بعض الشباب أن يكتب مثلها صحَّة وشكلاً ونحو ذا. وقال المفضَّل الغلابيّ: كان عند شعيب، عن الزُّهريّ نحو ألفٍ وسبعماية حديث. وقال ابن معين: أثبت الناس في الزُّهري مالك، وشعيب بن أبي حمزة وسمّى جماعة. وقال دحيم: شعيب ثقة ثبت، يشبه حديثه حديث عقيل، ثم قال: والزُّبيديّ فوقه. وقال أبو زرعة الدِّمشقيّ: نا عليّ بن عياش قال: كان شعيب عندنا من كبار الناس، وكنت أنا وعثمان بن سعيد بن كثير من الزم الناس له، وكان ضنيناً بالحديث، كان يعدنا المجلس، فنقيم نقتضيه إيّاه، فإذا فعل فإنّما كتابه بيده، ما يأخذه أحد، وكان من صنف آخر في العبادة. وكان) من كتاب هشام بن عبد الملك على نفقاته، وكان الزُّهريّ معهم بالرُّصافة. وسمعت شعيباً يقول له: يا أبا يحمد، قد كلّت يدي من العمل، فقلت: لعليّ: ما كان يعمل قال: كانت له أرض يعالجها بيده، فلما (10/262)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 263 حضرته الوفاة قال: أعرضوا عليّ كتبي، فعرض عليه كتاب نافع، وكتاب أبي الزِّناد. وقال يعقوب بن شيبة: نا سليمان الوفيّ قال: قلت لأبي اليمان: ما لي أسمعك إذا ذكرت صفوان بن عمرو تقول: ثنا صفوان، وإذا ذكرت أبا بكر ابن أبي مريم تقول: ثنا، وإذا ذكرت شعيباً تقول: أخبرنا، فغضبنا، فلما سكن قال لي: مرض شعيب بن أبي حمزة، فأتاهإسماعيل بن عيّاش، وبقيّة، ومحمد بن حمير في رجالٍ أنا أصغرهم، فقالوا: كنّا نحبّ أن نكتب عنك، وكنت ممتنعاً فدعا بقفةٍ له، فقال: ما في هذه إلاّ ما سمعته من الزُّهري وكتبته وصحَّحته، فلم يخرج من يدي، فإن أحببتم فاكتبوها، قالوا: فنقول ماذا قال: تقولون: أنبأنا شعيب، أخبرنا شعيب، وأن أحببتم أن تكتبوها عن ابني فقد قرأتها عليه. وقال أبو زرعة الدِّمشقيّ: نا أبو اليمان قال: دخلنا على شعيب حين احتضر، فقال: هذه كتبي، فمن أراد أن يأخذها فليأخذها، ومن أراد أن يعرض فليعرض، ومن أراد أن يسمعها من ابني فليسمعها، فإنّه قد سمعها منّي. قال يحيى الوحاظيّ، وغيره مات شعيب سنة ثلاثٍ وستِّين ومائة. وقال يزيد بن عبد ربّه: سنة اثنتين وستِّين. 4 (شعيب بن زريق الفلسطينيّ، أبو شيبة.) (10/263)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 264 سكن ثغر طرسوس. وروى عن: الحسن، وجماعة. سيأتي. 4 (شعيب بن كيسان، الكوفيّ.) عن: أنس بن مالك، وسعيد بن جبير، وحمّاد بن أبي سليمان، وثابت بن جابان، وغيرهم. عنه: عثمان بن فايد، وعمر بن عبيد الطّنافسيّ، وأبو معاوية، وأبو الوليد الطّيالسيّ، ويحيى الحمّانيّ، وآخرون. قال البخاريّ: لا يعرف له سماع من أنس.) وقال أبو حاتم: صالح الحديث. وليّنه العقيلّي. 4 (شعيب بن ميمون البزوريّ.) (10/264)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 265 عن: حسين بن عبد الرحمن، وأبي حباب، وأبي هاشم الرُّمّاني، والعوّام بن حوشب، وغيرهم. وعنه: منصور بن المهاجر، وشبابة بن سوّار، وغيرهما. قال ابن حبّان: له مناكير، لا يحتجّ به. وقال أبو حاتم: مجهول. 4 (شيبان النَّحويّ ع) (10/265)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 266 هو شيبان بن عبد الرحمن، مولى بني تميم، أبو معاوية البصريّ، نزيل الكوفة، وأحد الأئمة المتعيّنين. نزل الكوفة فأدَّب بها أولاد الأمير داود بن عليّ العبّاسيّ. وروى عن: الحسن، وقتادة، والحكم، وهلال الوّزان، وزياد بن علاقة، ومنصور بن المعتمر، ويحيى بن أبي كثير، وطالوت، وقلَّ ما روى عن الحسن. روى عنه: الحسن الأشيب، وحسين المرُّوذيّ، ويونس بن محمد المؤدِّب، وعبيد الله بن موسى، وآدم بن أبي إياس، وعليّ بن الجعد، وخلق كثير. وثّقه يحيى بن معين، وغيره. وقيل في نسبه النَّحويّ: إنّما هو إلى نحو بن شمس، بطن من الأزد. وقال أبو بكر بن أبي داود، وغيره: بل كان أدبياً نحوياً. (10/266)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 267 قال أحمد بن حنبل: شيبان، ثبت في كلّ المشايخ. وقال يعقوب ين شيبة: كان صاحب حروف وقراءآت مشهورة بذلك. قلت: أخذ القراءة عن عاصم بن بهدلة. سمع منها الحروف جماعة، وقد سكن بغداد. وحدّث عنه أيضاً من الكبار: عبد الرحمن بن مهديّ. وكان يؤدّب سليمان بن داود الهاشميّ. وقد سئل يحيى بن معين، كيف حاله في الأعمش فقال: ثقة في كلّ شيء، أحبّ إليّ من معمر) في قتادة. قلت: قد وثّقه الناس، واحتجّ به أهل الصِّحاح. وسئل أبو حاتم فقال: لا يحتجّ به. قال ابن سعد: شيبان ثقة. توفّي سنة أربعٍ وستِّين ومائة. قلت: ووقع لي من طريقه حديث عال في المخلصات، عن البغويّ، عن ابن الجعد، كتبته في غير هذا الموضع. 4 (شيبان بن أبي شيبان، المطوَّعي المروزيّ الغازي.) يروي عن: داود بن أبي هند، ومنصور بن عبد الحميد صاحب أنس. وعنه: مصعب بن بشر، ومحمد بن مزاحم. (10/267)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 268 كان من رؤوس المجاهدين بخراسان. 4 (شيبان الرّاعي.) عابد صالح زاهد قانت الله، لا أعلم متى توفّي، ولا من حمل عنه، ولا ذكر له أبو نعيم في الحلية سوى حكاية واحدة، عن محمد بن حمزة الرّبضيّ. قال: كان شيبان الراعي إذا أجنب وليس عنده ماء، دعاء، فجاءت سحابة فأظلّته، فاغتسل منها، وكان يذهب إلى الجمعة، فيخطّ على غنمه، فيجيء فيجدها على حالتها. (10/268)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 269 4 (حرف الصاد)

4 (صالح بن عبد القدّوس، الأزديّ، البصريّ، الشاعر، المتكلّم، المتفلسف.) له شعر رائق، وحكم، ووصايا ما عليها رونق الإسلام. ويقال: إنّ أبا الهذيل العلاّف لحقه وناظره. قال ابن عديّ: كان يعظ بالبصرة ويقصّ. قتله المهديّ على الزّندقة، فيروى عن قريش الختليّ: أنّ المهديّ (10/269)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 270 دعاني يوماً فذكر أنّه أمره بالمسير على البريد إلى الشام، وكتب له عهداً أنّه أمين على كلّ بلد يدخله، حتّى يخرج منه، وأمره إذا دخل دمشق أن يأتي إلى حانوت عطّار أو حانوت قطّان، فيلقى رجلاً يكثر الجلوس هناك، وهو شيخ فاضل ناصل الخضاب. يقال له صالح بن عبد القدّوس، فسار وفعل ودخل) الحانوت، فإذا بصالح فيه، فأخذه وقّيده، فحمله على البريد إلى العراق. فقال المهديّ: أنت فلان قال: نعم، أنا صالح. قال: فزنديق قال: لا، ولكن شاعر أفسق في شعري، قال: اقرأه، فالتقوى سكنيةً، قال: ثم قرأ كتاب الزّندقة فقال: أتوب إلى الله فاستبقني، وأنشده لنفسه: (ما يبلغ الأعداء من جاهل .......... ما يبلغ الجاهل من نفسه)

(والشيخ لا يترك أخلاقه .......... حتّى يوارى في ثرى رمسه) فقال المهديّ: يا قريش، امض به إلى المطبق، قال: ففعلت، فلّما قربت من الخروج أمرني فرددته، فقال له: ألست القائل: والشيخ لا يترك أخلاقه قال: بلى، قال: لا تدع أخلاقك حتّى تموت، خذوه، فضربوه بأسيافهم، ثم وثب المهديّ فضربه نصفين. قال النّسائيّ: ليس بثقة. وقال ابن معين: ليس بشيء بصريّ. ومن شعره: (10/270)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 271 (المرء يجمع بخطوب تفرق .......... ويظلّ يرقع والزمان يمزق)

(ولأن يعادي عاقلاً خير له .......... من أن يكون له صديق أحمق)

(فارغب بنفسك لا تصادق أحمقاً .......... إنّ الصّديق على الصديق مصدّق)

(وزن الكلام إذا نطقت فإنّما .......... يبدي عيوب ذوي العقول المنطق)

(لا ألفينك ثاوياً في غربة .......... إنّ الغريب بكلّ سهم يرشق)

(ما الناس إلاّ عاملان، فافعل .......... قد مات من عطش، وآخر يغرق) وإنّ امرؤ لسعته أفعى مرةً تركته حين يجرّ حبل يفرق (إنّ التّرفّق للمقيم موافق .......... فإذا يسافر فالتّرفّق أوفق)

(بقي الذين إذا يقولوا يكذبوا .......... ومضى الذين إذا يقولوا يصدقوا) ومن شعره: (ليس الصّديق الذي تخشى غوائله .......... ولا العدوّ على حال بمأمون) ومن شعره:) (لا أبتغي وصل من لا يبتغي صلتي .......... ولا أوالي حبيباً لا يباليني)

(هذا ولو كرهت كّفي مباينتي .......... لقلت إذ كرهت كّفي لها: بيني) ومن شعره: (وإنّ عناءً أن تفهم جاهلاً .......... فتحسب جهلاً أنّه منك أفهم)

(متى يبلغ البنيان يوماً تمامه .......... إذ كنت تبنيه وآخر يهدم) (10/271)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 272 (وهل يفضل المثري إذا ظنّ أنّه .......... إذا جاد بالشيء اليسير سيعدم) وله: (وإذا طلبت العلم فاعلم أنه .......... حمل فأبصر أيّ شيء تحمل)

(وإذا علمت بأنه متفاضلّ .......... فاشغل فؤآدك باّلذي هو أفضل) ومن قصيدته الأولى: (وإنّ من أدّبته في الصّبي .......... كالعود يسقى الماء في غرسه)

(حتّى تراه مورقاً ناضراً .......... بعد الذي ما أبصرت من يبسه)

(والق أخا الظّعن بإيناسه .......... لتدرك الفرصة في أسّه)

(كالّليث لا يفرس أقرانه .......... حتّى يرى الإمكان في فرسه) عن أحمد بن عبد الرجمن المعّبر قال: رأيت صالح بن عبد القدّوس في المنام ضاحكاً، فقلت: ما فعل الله بك، وكيف نجوت مما كنت ترمى به قال: إنّي وردت على ربّ ليس تخفى عليه خافية، وإنّه استقبلني برحمته، فقال: قد علمت براءتك ممّا كنت تعرف به. 4 (صالح بن مرداس، أبو خزيمة العبديّ، بصريّ.) (10/272)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 273 عن: الحسن، وطاوس، وابن سيرين، وغيرهم. وعنه: ابن مهديّ، ومسلم، وسهل بن حمّاد. قال ابن معين: ليس به بأس. وقيل: اسمه نصر. 4 (صخر بن جويرية، أبو نافع البصري. خ. م. د. ن. ت) مولى بني تميم، ويقال: مولى بني هلال. عن: أبي رجاء العطارديّ، وعائشة بنت سعد، ونافع مولى ابن عمر.) وعنه: أيّوب السّختيانّي، وهو أكبر منه، وابن مهديّ، وروح بن عبادة، وعفّان، وعليّ بن الجعد، وجماعة. قال أحمد بن حنبل: ثقة ثقة. وقال ابن معين: صالح. (10/273)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 274 قال ابن أبي خيثمة: سمعت ابن معين يقول: إنّما يتكلّم فيه، لأنّه يقال، إنّه سقط. قلت: لم أظفر بموته، وهو قريب من موت حمّاد بن سلمة. 4 (صخر بن جندلة، القاضي، أبو المعلّى البيروتيّ.) سمع يونس بن ميسرة بن حلبس. وعنه: ابن المبارك، والوليد بن مسلم، ومروان الطّاطريّ. وثّق. 4 (صدقة بن عبد الله، الدمشقيّ، السّمين، أبو (10/274)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 275 معاوية. م. ن. ق) روى عن: القاسم أبي عبد الرحمن، ومحمد بن يوسف، والفريابيّ، ويحيى البابلّتيّ، وعليّ بن عيّاش، وآخرون. وفيه لين، كنّاه مسلم، وقال: منكر الحديث. وقال عمر بن عبد الواحد: ثنا صدقة بن عبد الله، قال: قدمت الكوفة فأتيت الأعمش، فإذا رجل غليظ ممتنع، فجعلت أتعجرف عليه تعجرف أهل الشام، فأنكر لغتي فقال: أين يكون أهلك قلت: بالشام، قال: أيّ الشام قلت: دمشق، وما أقدمك قلت: جئت لأسمع منك ومن مثلك الخير، فقال لي: وبالكوفة جئت تسمع الحديث أما إنّك لا تلقى فيها إلاّ كذاباً حتّى تخرج منها. (10/275)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 276 وقال عمرو بن أبي سلمة، سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: جاءني الأوزاعيّ فقال لي: من حدّثك بأكثر الحديث قلت: الثّقة عندك وعندي، صدقة بن عبد الله. وقال أبو حاتم: نظرت في مصنّفات صدقة بن عبد الله السّمين، وسألت دحيماً عنه فقال: محلّه الصّدق، غير أنّه كان يشوبه القدر، وقد ثنا بكتب عن ابن جريح، وابن أبي عروبة، وكتب عن الأوزاعيّ ألفاً وخمسمائة حديث. وقال ابن معين، وأحمد، والدّار قطنيّ: ضعيف.) (10/276)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 277 قال الوليد بن مسلم: مات سنة ستّ وسّتين ومائة. 4 (صدقة بن موسى، البصريّ، الدّقيقيّ، أبو المغيرة. د. ت) عن: أبي عمران الجونيّ، ومحمد بن واسع، ومالك بن دينار، وجماعة. وعنه: أبو سعيد مولى بني هاشم، وأبو نعيم، وعليّ بن الجعد، وآخرون. ضعّفه ابن معين، والنّسائيّ. 4 (صدقة بن هرمز، أبو محمد الزّمانّي، البصريّ.) (10/277)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 278 عن: معاوية بن قرّة، وعمرو بن بهدلة، وجماعة. وعنه: مسلم بن إبراهيم، وموسى المنقريّ، وحبّان بن هلال، وآخرون. ضعّفه ابن معين. 4 (الصّعق بن حزن، البكريّ، العيشيّ ويقال العايشي شيخ بصريّ، صدوق.) له عن: الحسن، وقتادة، ومطر الورّاق، وأبي حمزة الضّبعيّ، وسليمان بن حرب، وموسى بن إسماعيل، والأصمعيّ، ويونس بن محمد، وعارم، وشيبان بن فّروخ. قال عارم: كانوا يرونه من الأبدال. (10/278)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 279 وقال أبو حاتم، وغيره: ما به بأس. (10/279)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 280 4 (حرف الضاد)

4 (الضّحاك بن نبراس، أبو الحسن الجهضميّ، البصريّ.) عن: ثابت البنانيّ، ويحيى بن أبي كثير. وعنه: حبّّان بن هلال، ومسلم بن إبراهيم، وأسد بن موسى، وأبو سلمة التّّبوذكيّ، وآخرون. قال النّسائيّ، وغيره: متروك. وقال الدّار قطنيّ: ضعيف. (10/280)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 281 وخّرج له البخاري في كتاب الأدب له. (10/281)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 282 4 (حرف الطاء)

4 (طعمة بن عمرو العامريّ الكوفيّ. د. ت) عن: نافع مولى ابن عمر، وحبيب بن أبي ثابت، وعمر بن بيان التّغلبيّ. وعنه: وكيع، وأبو نعيم، وأسيد الجمّال، وجبارة بن المغلّس، وجماعة.) وثقّه ابن معين. وقال الدّار قطنيّ: ليس بحجّة. وقال مطّين: توفّي سنة تسع وسّتين. (10/282)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 283 4 (طلحة بن قيس، الجريريّ.) عن: عطاء بن أبي رباح، والحسن، وابن أشوع. وعنه: أبو سلمة التّبوذكيّ، وعبد الصّمد بن عبد الوارث، وعبد الواحد بن غياث. وثّقه ابن معين. 4 (طلحة بن النّضر، الحدّانيّ، البصريّ.) عن: ابن أخته أمية بن خالد القيسيّ، وابن المبارك، وزيد بن الحباب. قال أحمد بن حنبل: ما أرى به بأساً. (10/283)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 284 4 (حرف العين)

4 (عاصم بن عمر حفص بن عمر الخطّاب، العدويّ، العمريّ، المدنيّ. ت. ق.) عن: عبد الله بن دينار، وسهيل بن أبي صالح، وعاصم بن عبد الله. وعنه: ابن وهب، وعبد الله بن نافع الصّائغ، ومحمد بن فليح، وإسماعيل بن أبي أويس، وجماعة. قال معاوية بن صالح، عن ابن معين: ضعيف، ليس بشيء. (10/284)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 285 وقال أحمد: ضعيف. وقال ابن حبّان: لا يجوز الاحتجاج به. قلت: هو أخو عبد الله بن عمر. 4 (عافية القاضي.) هو عافية بن يزيد بن قيس، الأوديّ، الكوفيّ: أحد الأعلام، تفقّه على أبي حنفية، وبرع في الفقه، وحدث عن: الأعمش، وابن أبي ليلى، ومجلد بن سعيد، وهشام بن عروة، ومحمد بن عمرو بن عطاء. (10/285)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 286 وعنه: موسى بن داود، وأسد بن موسى، وغير واحد. ذكره الخطيب وقال: كان عالماً زاهداً، ولي قضاء الجانب الشرقيّ ببغداد، فحكم مرّة على) سداد وصون، ثمّ استعفى فأعفي. قال النّسائيّ: ثقة. وقال أبو داود: يكتب حديث. واختلف اجتهاد يحيى بن معين فيه، فقال في رواية عبّاس ثقة، وأحمد بن أبي مريم ثقة مأمون، وقال في رواية عليّ بن الحسين بن الجنيد: كان ضعيفاً في الحديث. وسبب فراره من القضاء أنّه تثبت في حكومة، فذهب أحد الخصمين فأهدى له رطباً، فردّه عليه وزجره، قال: فلّما تحاكم هو وخصمه إليه من الغد قال: لم يستويا في قلبي، ووجدت قلبي يميل إلى نضرة الذي أراد أن يهدي لي، ثم حكاها للخليفة وقال: هذا حالي وما قبلت، فكيف لو قبلت هديته وقد سئل أبو داود عنه، فقال أعافية يكتب حديثه، وجعل يضحك ويتعجَّب. وقال ابن الأعرابيّ: خاصم أبو دلامة رجلاً إلى عافية فقال: (لقد خاصمتني غواة الرِّجال .......... وخاصمتهم سنةً وافية)

(فما أدحض الله لي حجَّة .......... وما خيب الله لي قافيه) (10/286)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 287 (فمن كنت من جوره خائفاً .......... فلست أخافك يا عافية) فقال له عافية: لأشكونَّك إلى أمير المؤمنين، قال: ولم، لأنّك هجوتني، قال: والله لئن شكوتني إليه ليعزلنك قال: ولم، قال: لأنّك لا تعرف الهجاء من المديح. قلت: قلَّما روى عافية، لأنّه مات كهلاً. 4 (عامر بن شبل، الجرميّ.) عن: أبي قلابة، وعمر بن عبد العزيز، وجويد بن الخطفى الشاعر. وعنه: مروان بن محمد الطّاطريّ، وعبد الله بن يوسف التِّنِّيسيّ، وغيرهما. وثَّقه أبو زرعة الدِّمشقيّ. 4 (عبّاد بن كثير، الرَّمليّ، الفلسطيني. ق) (10/287)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 288 عن: فسيلة بنت وائلة بن الأسقع، وعروة بن رويم، وابن طاوس، والزُّبير بن عديّ، وداود بن أبي هند، وجماعة. وعنه: زياد بن الربيع اليحمدي، ومخلد بن يزيد الحرَّانيّ، وأبو جعفر النُّفيليّ، ويحيى بن يحيى) النَّيسابوري، ويحيى بن معين، وعدّة. وثّقه ابن معين وحده. وقال البخاريّ: فيه نظر. وقال أبو زرعة، وغيره: ضعيف. وقال النَّسائيّ: متروك. وقال الدُّلابيّ: قال البخاريّ: عبّاد بن كثير الرَّمليّ، فيه نظر، وعبّاد بن كثير الثَّقفي البصريّ، سكن البصرة، تركوه. زكذا فرّق بين الترجمتين، العقيليّ، وابن حبّان، وغير واحد، حتى قال ابن حبّان: والدليل على أنّ الرَّمليّ ليس بالذي كان بمكة أنّ يحيى بن يحيى روى عنه، والذي كان بمكّة مات قبل الثَّوريّ، ولم يشهده الثَّوريّ. قلت: هذه حجَّة قاطعة. (10/288)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 289 4 (عبد الله بن بجير، أبو حمران، شيخ بصري.) عن الحسن، ويزيد بن الشِّخِّير، ومعاوية بن قرَّة وعنه: ابن المبارك، وأبو الوليد، وطالوت بن عبَّاد، وشيبان بن فرُّوخ، وغيرهم. وثّقه أبو حاتم، وغيره. له رواية في المراسيل لأبي داود. 4 (عبد الله بن بحير، الصَّنعائيّ، القاصّ. د. ت. ق وهم من قال، هو ابن بحير بن) ريسان. وقال ابن ماكولا: أحسبه عبد الله بن عيسى بن بحير. فيه ضعف. أخذ عن عبد الرّزّاق، وغيره، وقد جاء حديث، عن عبد الرّزّاق، عن (10/289)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 290 معمر، عن عبد الله بن بحير بن ريسان الحميريّ، وله غرايب. وقال ابن ماكولا: عبد الله بن بحير نسب إلى جده. قال شيخننا في تهذيبه: وعبد الله بن بحير بن ريسان المراديّ، أبو وائل الصَّنعانيّ.) روى عن: عبد الرحمن بن يزيد القاصّ، وهانيء مولى عثمان. وعنه: إبراهيم بن خالد، وعبد الرّزاق، وهشام بن يوسف، وأهل صنعاء. وثّقه ابن معين. 4 (عبد الله بن بكر بن عبد الله، المزنّي، البصريّ. د. ت. ق) عن أبيه، وابن سيرين، والحسن، وعطاء بن أبي ميمونة. وعنه: بهز بن أسد، وعفّان بن حبّان، وعاصم بن عليّ، ومحمد بن سلام الجمحّي. قال النّسائيّ: ليس به بأس. قلت: له في الكتب حديث واحد. (10/290)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 291 4 (عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة بن نوفل، الزُّهريّ،) المخرميّ، المدنيّ، الفقيه الإمام. م. ع. حدّث عن: أبيه، وسعد إبراهيم، وعمّته والدة أم بكر ابنة المسور، وإسماعيل بن محمد بن سعد. وعنه: عبد الرحمن بن مهديّ، والواقديّ، وخالد بن مخلد، ويحيى ابن يحيى التَّميميّ، ويحيى الحمانيّ، وجماعة ز وكان مفتياً، عارفاً بالمغازي. وقال ابن معين: صدوق، وليس بثبت. وأما ابن حبّان، فإنّه أسرف في توهينه، وقال: يروي عن سهيل بن أبي صالح، وسعيد المقبريّ، روى عنه العراقيّون، وأهل المدينة. كان كثير الوهم في الأخبار، حتّى روى عن الثّقات ما لا يشبه حديث الأثبات، فإذا (10/291)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 292 سمعها من الحديث صناعته شهد أنّها مقلوبة، فاستحق التَّرك. قلت: وقد كان قام مع بني عبد الله بن حسن، وأعتقد أن محمد بن عبد الله بن حسن هو المهديّ الذي ورد في الحديث ثم ندم، وقال: لا غرني أحد بعده. وقد ذكرنا في الحوادث بعض ذلك. وقد كان أحمد بن حنبل يرجحّه على ابن أبي ذيب لفضله مروءته وإتقانه. وقد وضع حديثه عالياً في الغيلانّيات.) وقيل: كان قصيراً جدّاً. توفّي سنة سبعين ومائة. 4 (عبد الله بن حسّان، أبو الجنيد، العنبريّ، البصريّ، الملَّقب: عتريس. د. ت) يروي عن جدَّيته: صفيّة ودحيبة، وعن حبّان بن عاصم. وعنه: عفّان، وأبو عمر الحوضيّ، وأبو عمر الضَّرير، وعبيد الله بن عائشة، والمقريء، وعبد الله بن سوَّار بن عبد الله العنبريّ. لم أر به بأساً. (10/292)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 293 4 (عبد الله بن حسّان، القردوسيّ، أخو هشام بن حسّان.) عن: يحيى بن عقيل. وعنه: حمّاد بن زيد، وسليمان بن حرب، والتَّبوذكي. 4 (عبد الله بن الحسين بن عطاء بن يسار، المدنيّ، مولى ميمونة. ق) عن: صفوان بن سليم، وسهيل بن أبي صالح، وشريك بن أبي نمر. وعنه: حاتم بن إسماعيل، ومحمد بن فليح، وإسماعيل بن عبد الله. قال أبو زرعة: ضعيف. 4 (عبد الله بن دكين، أبو عمر، الكوفيّ، نزيل بغداد.) (10/293)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 294 عن: كثير بن عبيد صاحب أبي هريرة، وعن جعفر بن محمد. وعنه: محمد بن بكّار بن الرّيّان، وبشر بن الوليد، وسعدويه. خرّج له صاحب الأدب. ضعّفه ابن معين في إحدى الروايتين. وقال أبو حاتم: ضعيف وقال غيره: ثقة. 4 (عبد الله بن زيد بن أسلم. ت. ن) مولى عمر بن الخطّاب، أحد الإخوة. سمع أباه وعنه: ابن المبارك، وعبد الرحمن بن مهديّ، والقعنبي، وقتيبة بن سعيد.) (10/294)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 295 وثّقه أحمد، وضعّفه ابن معين، وغيره، وهو أصلح حالاً من أخويه. 4 (عبد الله بن سليمان الأسلميّ، المدنيّ، القبائيّ. ن. ق) عن: سالم بن عبد الله، ومعاذ بن عبد الله بن حبيب. وعنه: خالد بن مخلد، ومعن بن عيسى، وأبو عامر العقديّ، والقعنبيّ، ومطّرف بن عبد الله اليساريّ، وعبد العزيز الأويسيّ. قال أبو حاتم: لا بأس به. (10/295)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 296 4 (عبد الله بن سليمان النّوفليّ.) عن: محمد بن عليّ والد السّفّاح، وعن الزّهريّ، وثابت بن ثوبان. وعنه: هشام بن يوسف الصّنعانيّ وحده. ففيه جهالة، وولي قضاء صنعاء. أخبرنا أحمد بن إسحاق، أنا أحمد بن يوسف، والفتح بن عبد السّلام قالا، أنا محمد بن عمر القاضي، أنا أحمد بن محمد البزّاز، أنا عليّ بن عمر الحربيّ، أنا أحمد بن الحسن الصّوفي، ثنا يحيى بن معين، أنا هشام بن يوسف، عن عبد الله بن سليمان النّوفليّ، عن محمد بن عليّ، عن أبيه، عن ابن عبّاس قال، قال رسول الله صلى عليه وسلم: أحبّو الله لما يغمركم به من نعمه، وأحبّوني لحبّ الله، وأحبّو أهل بيتي لحبّي. أخرجه التّرمذيّ، عن سليمان بن الأشعث السّجستانيّ. وأخرجه يعقوب بن سفيان الفسويّ الحافظ في تاريخه، عن زياد بن أيّوب الطّوسيّ، كلاهما عن يحيى بن معين، فوقع بدلاً لهما. 4 (عبد الله بن عبد الله، أبو أويس، المدينيّ.) يأتي في الكنى. 4 (عبد الله بن عبد الرحمن الجمحّي، المدنيّ. ت) عن: الزّهريّ وحده وعنه: معن بن عيسى، وخالد بن مخلد، ومحمد بن خالد بن عثمة. سئل عنه يحيى بن معين فقال: لا أعرفه. (10/296)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 297 4 (عبد الله بن العلاء بن خالد.) ) شيخ بصريّ، نزل الرّيّ. قال ابن حاتم: حدّث عن الزّهريّ، وحميد الطويل، وأشعث بن عبد الملك، وهشام بن حسّان. وعنه: عبد الرحمن الدّشتكيّ، وزافر بن سليمان، ومحمد بن عيسى الدّامغانيّ، وهشام بن عبيد الله. سألت أبي عنه، فقال: صالح. 4 (عبد الله بن العلاء بن زبر، الرّبعيّ، أبو زبر الدّمشقيّ.) خ. ع عن: بسر بن عبيد الله الحضرميّ، وسالم بن عبد الله العمريّ، والقاسم (10/297)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 298 ابن محمد، وعمر بن عبد العزيز، ومكحول، وعدّة. وعنه: ولده إبراهيم، وشبابة، وأبو مسهر، ومروان الطّاطريّ، وجماعة. وثّقه ابن معين. وقال دحيم: كان ثقة، من أشراف أهل دمشق. قال إبراهيم: ولد أبي سنة خمس وسبعين، ومات سنة خمس وسّتين ومائة. وقيل: مات سنة أربع. وقد كنّاه جماعة: أبا زبر، وكنّاه البخاريّ: أبا عبد الرحمن. وقد وثّقه عدّة. وقال أحمد: مقارب الحديث. أنبأني ابن أبي عمر، أنا ابن طبرزد، أنا ابن الحصين، أنا ابن غيلان، ثنا الشّافعيّ، أنا عبد بن روح، أنا شبابة، أنا أبو زبر، أنا الزّهريّ، عن أبي سلمة، عن عائشة قالت: أهللت مع رسول الله صلى عليه وسلم بعمرة في حجّته. 4 (عبد الله بن عمرو بن مرّة، الجمليّ، الكوفيّ. ق) (10/298)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 299 عن: أبيه، وعاصم بن بهدلة، وأبي هارون عنترة. وعنه: وكيع، وأبو نعيم، وإسحاق السّلوليّ، وغسّان بن الربيع، وجماعة. صدوق.) 4 (عبد الله بن عيّاش بن عبّاس، القتبانيّ، أبو حفص، (10/299)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 300 المصريّ. م. ن) عن: عبد الرحمن الأعرج، وأبي عشّانة المعافريّ، ويزيد بن أبي حبيب، وجماعة. وعنه: ابن وهب، وزيد بن الحباب، وأبو عبد الرحمن المقري، وآخرون. واحتجّ به مسلم. قال أبو حاتم: صدوق، ليس بالمتين، وقال أيضاً: هو قريب من ابن لهيعة. وضعفه أبو داود، والنّسائيّ. توفّي سنة سبعين ومائة. قلت: هو أقوى من ابن لهيعة. 4 (عبد الله بن كيسان، المروزيّ.) عن: سعيد بن جبير، وعكرمة، ومحمد بن زياد الجمحّي، وثابت النبانيّ وعنه: ابنه إسحاق، وعيسى غنجار، والفضل بن موسى السّينانيّ، وعليّ بن الحسن بن شقيق. (10/300)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 301 ضعّفه أبو حاتم الرّازيّ، وذكره ابن حبّان في الثّقات. كنيته: أبو مجاهد. 4 (عبد الله بن مسلم، أبو طيبة، السّلميّ، العامريّ، المروزيّ، قاضي مرو.) عن: عبد الله بن بريدة، وسعد مولى سعد بن أبي وقاّص، وغيرهما. وعنه: عيسى غنجار، وزيد بن الحباب، وأبو تمّيلة يحيى بن واضح، وعبدان، وآخرون. قال أبو حاتم: يكتب حديثه، ولا يحتجّ به. وقال ابن حبّان في الثّقات: يخطي. 4 (عبد الله بن المؤمّل بن وهب الله، المخزوميّ، العابديّ، المكّيّق..) (10/301)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 302 عن: عطاء بن أبي رباح، وابن أبي مليكة، وأبي الزّبير المكّيّ. وعنه: الشافعيّ، ومعن بن عيسى، وشريح بن النّعمان، وسعيد بن سليمان الواسطيّ، وآخرون. وولي قضاء مكّة. قال أبو حاتم: ليس بقويّ. ووثّقه ابن سعد.) وقال الدّار قطنيّ: وغيره: ضعيف. وقال أحمد: أحاديثه مناكير. وروى عثمان الدّارميّ، ومعاوية، عن ابن معين: ضعيف. وقال عبّاس، عن ابن معين: صالح الحديث. محمد بن سنان العوفي: أنا عبد الله بن المؤمّل، حدّثني أبو الزّبير، عن جابر قال: قدمنا مع النبي صلى الله عليه وسلم مكّة فقال: تمتعوا فكان أحدنا يتمتّع بالمرأة من الرواح إلى الغدوّ، ومن الغدوّ إلى الرواح. مات سنة سبعين ومائة. (10/302)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 303 4 (عبد الله بن واقد، أبو رجاء، الهرويّ. ق) من علماء خراسان. عن: أبي هارون العبديّ، ومحمد بن مالك مولى البراء، وعبد الله بن عثمان بن جشم، وابن عون. وعنه: أسباط بن محمد، والمحاربيّ، وأبو عبد الرحمن المقري، وإسحاق السّلوليّ، وبشر بن الوليد، وعدّة. وثّقه أحمد. وعن ابن عيينة قال: ما قدم علينا خراسانيّ أفضل منه. وقال ابن عديّ: مظلم الحديث. (10/303)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 304 وقال عبّاس، عن ابن معين: عبد الله بن واقد، عن قتادة، وأبي الزّبير، ليس بشيء. 4 (عبد الله بن يزيد مقسم، الثّقفيّ، الطّائفيّ. د) نزل البصرة وروى عن أبيه يزيد بن ضبّة الشاعر، وضبّة أمه، وعن عّمته سارة وعنه: يزيد بن هارون، وابن مهديّ، وأبو حذيفة النّهديّ، ويعقوب الحضرميّ، وآخرون. 4 (عبد الأعلى بن أعين الشّيبانيّ، مولاهم. ق) عن: نافع، ويحيى بن أبي كثير. وعنه: عبيد الله بن موسى، ويحيى بن سعيد الحمصيّ العطّار.) وهو أخو حمران، وعبد الملك، وبلال الكوفّيين. قال الدّار قطنيّ: ليس بثقة. (10/304)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 305 4 (عبد الأعلى بن أبي المساور، الكوفيّ، الفاخوريّ، الجرّار) . ق نزيل المدائن. عن: الشّعبيّ، وعكرمة، وعطاء، وعدّة. وعنه: شبابة، وسعيد بن سليمان، وصالح بن سلك الخوارزميّ، وجبارة ابن المغلّس، وجماعة. ضعّفه الكلّ. قال ابن معين: ليس بشيء. وقال البخاريّ: منكر الحديث. وقال النّسائيّ، وغيره: متروك (10/305)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 306 4 (عبد الجّبار بن عمر الأيليّ، مولى عثمان رضي الله عنه) . ت. ق عن: نافع، والزّهريّ، وعطاء الخراسانيّ، وابن المنكدر، وربيعة الرأي. وعنه: ابن المبارك، وابن وهب، وسعيد بن أبي مريم، وأبو عبد الرحمن المقري، وخلف بن تميم، وعدّة. وثّقه ابن سعد وقال: كان يكون بإفريقّية. وقال النّسائيّ: ليس بثقة. وقال البخاريّ: ليس بالقويّ. (10/306)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 307 وقال أبو داود: منكر الحديث. سعيد بن أبي مريم: أنا عبد الجبّار بن عمر، عن ابن شهاب، عن سالم، عن أبيه: أنّه كان عند الرسول الله صلى عليه وسلم حين جاءه رجل فسأله عن فارة وقعت في ودك لهم، فقال: اطرحوها وما حولها إن كان جامداً، قالوا: يا رسول الله، إن كان مائعاً قال: فانتفعوا به ولا تأكلوه. (10/307)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 308 ورواه جماعة عن معمر، عن الزّهريّ، عن ابن المسّيب، عن أبي هريرة هكذا.) وتفّرد به شيخ، عن معمر. كما رواه مالك، وابن عيينة، عن الزّهريّ، عن عبيد الله، عن ابن عبّاس، عن ميمونة شطره الأول. ورواه الأوزاعيّ، وعبد الرحمن بن إسحاق، عن الزّهريّ، ولم يذكر ميمونة. ورواه عقيل، عن الزّهريّ، عن عبيد الله مرسلاً. وراه سعيد بن أبي هلال، عن الزّهريّ، عن سعيد: بلغنا أنّ رسول الله صلى عليه وسلم سئل عن فارة. وقد صحّح الذّهليّ خبر معمر. (10/308)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 309 4 (عبد الجبّار بن العبّاس، الشّباميّ، الهمدانيّ، الكوفّي. ت) عن: عديّ بن ثابت، وعون بن أبي جحيفة، وعطاء بن السّائب، وعدّة. وعنه: يحيى بن أبي زائدة، والحسن بن صالح، وأبو أحمد الزّبيريّ، وأبو نعيم، وعبيد الله بن موسى، ووكيع، وجماعة. قال أحمد: أرجو أنّه لا بأس به، كان يتشيّع. وعن أبي نعيم قال: لم يكن بالكوفة أكذب منه. وقال ابن حبّان: كان غالباً في التّشيّع، تفّرد عن الثّقات بالمقلوبات. وأما رواية عبّاس، عن ابن معين فقال: ليس به بأس. وقال ابن أبي حاتم: سسألت عنه فقال: ثقة، قلت: لا بأس به؟ قال: ثقة. (10/309)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 310 قلت: وهو قديم الوفاة، مات بعد السّتين ومائة، أو قبلها. 4 (عبد الجبّار بن الورد، المكّيّ، أخو وهيب. د. ن) حدّث عن الكبار: عطاء، وابن مليكة، وعمرو بن شعيب. وعنه: أحمد بن محمد الأزرقيّ، وعبد الأعلى بن حمّاد، وداود بن عمر، والضّبّيّ، وجماعة. وثّقه أبو حاتم، وأبو داود. وقال البخاريّ: يخالف في بعض حديثه.) 4 (عبد الكم بن أعين بن ليث، أبو عثمان، القرشيّ، مولاهم،) (10/310)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 311 المصريّ، الفقيه. نزيل الإسكندريّة، وهو والد الفقيه عبد الله بن عبد الكم. مات سنة إحدى وسّتين ومائة. 4 (عبد الحميد بن بهرام، الفزاريّ، المدائنيّ. ت. ق.) عن شهر بن حوشب، وعن عاصم الأحول. وعنه: ابن المبارك، وروح بن عبادة، والفريابيّ، ومحمد بن بكّار بن الرّيّان، وأبو صالح كاتب اللّيث، وعليّ بن عيّاش، ومنصور بن مزاحم، وسعدويه الواسطيّ. قال أحمد بن حنبل: حديثه عن شهر مقارب، وهي سبعون حديثاً، كان يحفظها كأنها سورة. وقال أبو حاتم: أحاديثه عن شهر صحاح. ووثّقه أبو داود، وغيره. وقال النّسائيّ: ليس به بأس. وقال يحيى بن معين: ثقة. (10/311)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 312 وقال أبو حاتم: لا يحتجّ به. قلت: سماعه من شهر، كان في سنة ثمان وتسعين، وموته قريب من موت حمّاد بن سلمة، عام بضعة وسّتين ومائة. قال عليّ بن حفص المدائنيّ: سمعت شعبة يقول: نعم الشيخ عبد الحميد بن بهرام، ولكن لا تكتبوا عنه، فإّنه يروي عن شهر. قال محمد بن المثّنى: ما سمعت يحيى ولا ابن مهديّ يحدّثان عن عبد الحميد بن بهرام شيئاً قط 4 (عبد الحميد بن عبد الله بن كثير، الدّاريّ، والمكّيّ.) عن: سعيد بن منياء، وأبو القاسم بن أبي بزّة. وعنه: عبد الرحمن بن مهديّ، وأبو عامر العقديّ، وغيرهما. محلّه الصّدق. 4 (عبد الحميد بن عطاء الخولانيّ.) عن: ابن شهاب.) (10/312)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 313 وعنه: ابن لهيعة، وهو من أقرانه، وابن وهب. وكان من كتبة الديوان بمصر. مات سنة ثلاث وسّتين ومائة. ما عرفت فيه جرحاً. 4 (عبد الرحمن بن إبراهيم، القاصّ.) سمع العلاء بن عبد الرحمن، وله عنه نسخه. روى عنه: ابنه عبد الله، وأبو سعيد مولى بني هاشم، وزيد بن الحباب، وعفّان. وثّقه ابن معين. وقال أبو حاتم، والنّسائيّ: ليس بالقويّ. وكان قاصّ أهل المدنية، و مذكر هم. 4 (عبد الرحمن بن بديل بن ميسرة، العقيليّ، (10/313)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 314 البصريّ. ن. ق) عن: أبيه، وعوسجة، ويحيى بن سعيد الأنصاريّ. وعنه: عبد الرحمن بن مهديّ الأصمعيّ، وداود بن المحبّر، وأبواود الطّيالسيّ، ومؤمّل بن إسماعيل، وجماعة. قال أبو داود، وغيره: ليس به بأس. قلت: له حديث في الكتب، وبعضهم لّينه شيئاً. 4 (عبد الرحمن بن أبي بكر عبيد الله بن أبي مليكة، القرشيّ، التّميميّ، المدنيّ. ت. ق) عن: عّمه، وعن القاسم بن محمد، وزرارة بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف، وابن المنكدر. وعنه: ابن وهب، والشافعيّ، والقعنبيّ، وعليّ بن الجعد، ويعقوب بن محمد الزّهريّ، وعدّة. قال ابن معين، وغيره: ضعيف. (10/314)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 315 وقال البخاريّ: منكر الحديث. وقال النّسائيّ: ليس بثقة. 4 (عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، أبو عبد الله العنسيّ، الدّمشقيّ. د. ت. ق المحدّث) الزّاهد، أحد الصالحين، مولده في خلافة عبد الملك بن مروان.) (10/315)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 316 روى عن: أبيه، وخالد بن معدان، وشهر بن حوشب، وعطاء بن أبي رباح، ونافع، وعمرو بن دينار، وعمرو بن شعيب، وزياد بن أبي سورة، وطائفة. وعنه: الوليد بن مسلم، وبقّية، وبشر بن المفضّل، والفريابيّ، وعبد الله بن صالح العجليّ، وعليّ بن الجعد، وعاصم بن عليّ، وخلق. وثّقه أبو حاتم. واختلف قول ابن معين فيه، ووثّقه أيضاً دحيم. وقال ابن معين: ليس به بأس. وقال أحمد بن حنبل وغيره: أحاديثه مناكير. وقال ثابت البنانيّ، وغيره: ليس بالقويّ. وقال ابن عديّ: يكتب حديثه على ضعفه. وقال أبو داود: كان فيه سلامة، كان مجاب الدَّعوة. أحمد بن كثير البغدادّي: عن إبراهيم الجوهريّ قال: أغلظ ابن ثوبان لأمير المؤمنين المهديّ في كلام، فاستشاط ثم سكن، فقال: والله لو كان المنصور حياً ما أفاتك، قال: لا تقل ذلك يا أمير المؤمنين، فوالله لو (10/316)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 317 كشف لك عن المنصور حتّى يخبرك بما لقي ربما عاين، ما جلست مجلسك غداً. الوليد بن مزيد، عن الأوزاعيّ، أنّه كتب إلى ابن ثوبان: أمّا بعد، فقد كنت بحال أبيك لي وخاصّة منزلتي منه عالماً، فرأيت أنّ صلتي إيّاه وتعاهدي إيّاك بالنصيحة في أول ما بلغني عنك عن الجمعة والصلوات، فجدَّدت ولهجت، ثم بررت بك فوعظتك، فأجبتني بما ليس لك فيه حجّة ولا عذر، وقد أحببت أن أرقن نصيحتي إيّاك عهداً، عسى الله أن يحدث به خيراً، وقد بلغنا أنّ خمساً كان عليها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، والتّابعون: إتّباع السُّنَّة، وتلاوة القرآن، ولزوم الجماعة، وعمارة المسجد، والجهاد. وساق موعظة طويلة يحثّه فيها على حضور الجمعة والجماعة، كأنّه كان يتأثّم من الصلاة خلف أئمّة الجور، ولا ريب أنّه أنه رأي الخوارج. قال الوليد بن مزيد: لمّا كانت السنة التي تناثرت فيها الكواكب، خرجنا ليلاً إلى الصحراء مع الأوزاعيّ، ومعنا عبد الحمن بن ثابت بن ثوبان قال: فسلّ سيفه وقال: إنّ الله قد جدّ فجدُّوا، قال: فجعلوا يسبُّونه ويؤذونه، فقال الأوزاعيّ: إنّي اقول أحسن من قولكم: عبد الرحمن قد) رفع عنه القلم، يعني جنّز قال إبراهيم بن عبد الله بن العلاء بن زيد: مات عبد الرحمن بن ثابت سنة خمسٍ وستّين ومائة، وله تسعون سنة. 4 (عبد الرحمن بن الحارث بن أبي عبيد.) عن جدّه، عن سالم بن عبد الله. (10/317)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 318 وعنه: عبد العزيز بن عمران الزُّهريّ، وأنس بن عياض، وزيد بن الحباب، وخالد بن مخلد. قال أبو زرعة: لا بأس به. 4 (عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن الرؤآسي، الكوفيّم. د. ن) عن: أبي الزُّبير، وأبي إسحاق السَّبيعيّ، ومنصور. وعنه: ابنه حميد، ويحيى بن آدم، وأبو غسّان النَّهديّ. وثّقه يحيى بن معين. 4 (عبد الرحمن بن شريح، أبو شريح المعافريّ، الإسكندرانيّ، العابد. ع) عن: أبي هانيء بن حميد بن هانيء، وأبي قبيل المعافريّ، وموسى بن (10/318)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 319 وردان، وأبي الزُّبير المكّيّ، وجماعة. وعنه: ابن المبارك، وابن وهب، وعبد الرحمن بن صالح، وهاني بن المتوكلّ، وآخرون. وكان ذا فضل وعبادة وتألّه. وثّقه ابن معين، وغيره. قال هاني بن المتوكلّ: حدّثني محمد بن عبادة المعافريّ قال: كّنا عند أبي شريح، فكثرت المسائل فقال: قد درنت قلوبكم، فقوموا إلى خالد بن حميد المهديّ، اشغلوا قلوبكم وتعلّموا هذه الذّخائر الرّقائق، فإنها تجدّد العبادة، وتورث الزّهادة، وتجرّ الصّداقة، وإقلّو المسائل، فإنها في غير ما نزل، تقسّي القلب، وتورث العداوة. توفّي أبو شريح في شعبان، سنة سبع وستّين ومائة. قال أبو حاتم: لا بأس به. (10/319)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 320 4 (عبد الرحمن بن عامر اليحصبيّ، الدّمشقيّ.) حكى عن أخيه عبد الله بن عامر المقري، وعن: إسماعيل بن عبد الله، وربيعة بن مزيد،) وزرعة بن ثوّب. وعنه: الوليد بن مسلم، وابن شابور، وأبو مسهر عبد الأعلى. وكان قارئاً لكتاب الله، عمّر دهراً. 4 (عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، العمريّ، الندنيّ. خ. د. ت. ن) سمع أباه، وزيد بن أسلم، وأبا حازم الأعرج. وعنه: الحسن الأشيب، وعبد الرحمن التّنّوريّ، ويحيى القطّان، وأبو الوليد، وعليّ بن الجعد، وآخرون. قال أبو حاتم: فيه لين. وقال ابن معين: حدّث عنه يحيى بن سعيد، وفي حديثه عندي ضعف. وذكره ابن عديّ في كامله، بعد أن ساق له أحاديث تستنكر، وقال بعض ما يرويه منكر. (10/320)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 321 وهو ممّن يكتب حديثه من الضعفاء. 4 (عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عبد الله بن عثمان بن حنيف، أبو أحمد الأنصاريّ،) المدينيّ، الضرير. م عن: الزُّهري. وعنه: القعنبيّ، وخالد بن مخلد، وجماعة. قال ابن سعد: كثير الحديث، عالم بالسِّير. مات سنة اثنتين وستّين ومائة. 4 (عبد الرحمن بن نعيم، النخَّعيّ، الكوفيّ، أبو نعيم الكبير.) عن: الحكم بن عتبة، وعبد الحمن بن الأسود. وعنه: زيد بن الحباب، وأبو غسّان النَّهديّ، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وعبد الحمن بن هانيء. قال أبو حاتم: صالح الحديث. 4 (عبد الرحمن بن نمر اليحصبيّ، الدِّمشقيّ. خ. م. ن) (10/321)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 322 عن: الزُّهريّ. ما أعلم أحداً روى عنه سوى الوليد بن مسلم.) قال ابن عديّ: له نسخة، وأحاديث مستقيمة. وقال ابن معين: ضعيف. وقال أبو حاتم، وغيره: ليس بقوي. 4 (عبد الرحمن بن يحيى بن مسور، أبو شيبة، الصَّدقيّ، مولاهم، المصريّ. الكاتب في) ديوان المنصور، وغيره. ولد بإفريقيّة، وحدّث عن: موسى بن الأشعث، وحبّان بن أبي جبلة. وعنه: جشم بن سعيد بن أبي مريم. قال ابن يونس: مات بمصر سنة بضعٍ وستّين ومائة. قلت: ليَّنه أحمد بن حنبل. 4 (عبد الرحيم بن خالد الجمحّي، مولاهم، المصريّ، الفقيه، أبو يحيى.) (10/322)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 323 من قدماء أصحاب مالك، وكان مالك معجباً به ويفهمه. وهو أول من أدخل مصر فقه مالك، وبه تفقّه ابن القاسم قبل رحلته إلى مالك، وكان من الصالحين. روى عن: اللَّيث بن سعد، ورشدين، وابن وهب. ومات شاباً، توفي سنة ثلاثٍ وستّين ومائة. 4 (عبد الرحيم بن كردم، البصريّ، ابن عمّ عبد الله بن عون.) روى عن: الزُّهريّ، وزيد بن اسلم. وعنه: أبو أسامة، والعقديّ، ومعلَّى بن أسد، وإبراهيم بن الحجَّاج السّاميّ، قاله أبو حاتم، ثم قال: هو مجهول. يعنيّ أنّه مجهول العدالة عنده، ما تبيّن له أنه حجَّة. 4 (عبد السّلام بن حفص، أبو مصعب. م. ت. ن) (10/323)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 324 شيخ مدينيّ. له عن: الزُّهريّ، وزيد بن اسلم، وأبي جعفر القاريّ، والعلاء بن عبد الرحمن، وجماعة. وعنه: ابن وهبي، وعبيد الله بن موسى، خالد بن مخلد. وثّقه ابن معين، وقيل: عدّ له مناكير، فالله أعلم.) 4 (عبد السَّلام بن عجلان، أبو الخليل العدويّ.) ويقال اسم أبيه غالب، ويعرف بصاحب الطّعام. سمع عبيدة بن أبي تميم. وعنه: بدل بن المحبّر، وموسى بن إسماعيل، وسهل بن بكّار. قال أبو حاتم: يكتب حديثه. ويقال كنيته: أبو الجليل، بالجيم. (10/324)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 325 4 (عبد العزيز بم إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر الدَّمشقيّ.) له عدّة إخوة. روى عن: أبيه، وسليمان بن حبيب، وليث بن أبي رقيَّة، والوليد بن عبد الرحمن الجرشيّ. وعنه: ابنه بكر، والوليد بن مسلم، ومروان الطَّاطريّ، وأبو مسهر وآخرون. قال أبو حاتم: ليس به بأس. وقال أحمد في المسند: نا الوليد، حدّثني عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد الله، نا سليمان بن حبيب، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لتنقضن عرى الإسلام عروةً عروةً، كلّما انتقضت عروة تشبّث الناس بالّتي تليها، فأولهنَّ نقضاً: الحكم، وآخرهن نقضاً: الصلاة. 4 (عبد العزيز بن أبي سليمان، المدنيّ، أبو مودود، القاصّ. د. ت. ن) رأى أبا سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله، وأنساً بن مالك. (10/325)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 326 وحدّث عن: السّائب بن يزيد، ومحمد بن كعب القرظيّ، وعبد الرحمن بن أبي حدرد. وعنه: عبد الرحمن بن مهديّ، وزيد بن الحباب، وابن أبي فديك، والقعنبيّ، وكامل بن طلحة، وغيرهم. قال ابن سععد: كان من أهل النّسك والفضل، يعظ ويذكّر، تأخَّر موته. وقال أحمد، وابن معين: ثقة. 4 (عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، الماجشون، أبو (10/326)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 327 عبد الله المدنيّ ع. الفقيه،) مولى آل الهدير، التَّميميّ، ووالد عبد الملك الفقيه، وابن عمّ يوسف بن الماجشون. روى عن: عبد الله بن دينار، وسعد بن إبراهيم، والزُّهريّ، ووهب بن كيسان، وعبد الرحمن) بن القاسم، وطبقتهم. روى عنه: عبد الرحمن بن مهديّ، وأبو نعيم، وأحمد بن يونس، وحجَّاج بن منهال، وعبد العزيز الأويسيّ، وعليّ بن الجعد، ويحيى بن بكير، وعبد الله بن صالح، وخلق. وكان إماماً مفتياً حجَّة، صاحب سنَّة. نظر مرَّة في شيء من كلام جهم فقال: هذا هدم بلا بناء، وصفة بلا معنى. وقال ابن وهب: حججت سنة ثمانٍ وأربعين ومائة، وصائح يصيح: لا يفني النّاس إلاّ مالك، وعبد العزيز بن الماجشون. روى عبد الملك بن عبد العزيز، أنّ المهديّ أجاز أباه مرّةً بعشرة آلاف دينار. وقال أبو داود الطَّيالسيّ: كان عبد العزيز يصلح للوزارة. وقال أحمد بن كامل: لعبد العزيز كتب مصنَّفة، رواها عنه ابن وهب. وثّقه ابن معين. (10/327)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 328 وقيل: إنّه يكنَّى: أبا الأصبغ. مات سنة أربعٍ وستين ومائة على الصّحيح. وقد أخبرنا عمُّنا عبد المنعم، أنا أبو اليمن الكنديّ كتابة، أنا عليّ بن هبة الله، أبنا إبراهيم بن عليّ الفقيه قال: ومنهم، يعني فقهاء المدينة، أبو عبد الله عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون. مات ببغداد سنة ستّين ومائة، ودفن في مقابر قريش. مات ببغداد سنة ستّين ومائة، ودفن في مقابر قريش. وأخبرنا المسلم بن محمد إجازةً، أنا زيد بن الحسن، أنا أبو منصور السَّيبانيّ، أنا أبو بكر الخطيب قال: اسم أبي سلمة، ميمون، روى عنه اللَّيث بن سعد، ووكيع، وسمَّى طائفة، وأورد بعض ما قلنا، وبين أبن أبي طالب الحجّار وبينه ستة أنفس، وهذا في غاية العلو. أخبرنا أبو الحسين اليونينيّ، وأحمد بن العماد، وأحمد بن تاج الأمناء، ونصر الله بن محمد، وعليّ بن أحمد، وأحمد بن المجاهد، وعليّ بن بقاء، وأحمد بن مؤمن، وعبد الدايم الوزّان، وآخرون، قالوا: أنبأ الحسين بن الزُّبيديّ، وعبد الله بن اللَّتيّ، وأنا عبد الحافظ المقدسيّ، أنا ابن الزُّبيديّ، وموسى بن عبد القادر، وأنا أحمد بن إسحاق بمصر، أنا ابو عليّ الحسن بن) المبارك، وعبد اللّطيف بن عسكر، ونفيس بن كرم، قالوا ستَّتهم: أنا عبد الأوّل السّجزيّ، أنا محمد بن عبد العزيز، أنا عبد الرحمن بن أحمد، أنا عبد الرحمن البغويّ، ثنا العلاء بن موسى إملاءً، ثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، بإسنادٍ له قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عائشة لا يتمسّك بأداء حقّك بعدي إلاّ الصابرون، فهذا حديث معضل الإسناد. 4 (عبد العزيز بن مسلم، القسمليّ، مولاهم، الخراسانيّ ثم (10/328)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 329 البصريّ. خ. م. د. ت. س) يكنّى ابا زيد، وهو أخو المغيرة بن مسلم السّرّاج. عن: عبد الرحمن بن دينار، ومطر الورّاق، وأبي هارون العبديّ، وحصين بن عبد الرحمن، وطائفة. وعنه: القعنبيّ، وعبيد الله العيشيّ، وحفص بن عمر الحوضيّ، وحفص بن عمر الضّرير، وشيبان بن فرُّوخ، وجماعة. قال أبو عامر العقديّ: كان من العابدين. وقال يحيى بن إسحاق: ثنا عبد العزيز. وكان من الأبدال. وقال ابن معين، وغيره: ثقة. وقال العيشيّ: مات سنة سبعٍ وستّين ومائة. 4 (عبد العزيز بن المطَّلب بن عبد الله بن حنطب، المخزوميّ، (10/329)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 330 المدنيّ. ت. ن. م.) متابعة قاضي المدينة، ويقال: كان قاضي مكة. روى عن: أبيه، وصفوان بن سليم، وسهيل بن أبي صالح، وعدّة. وعنه: سليمان بن بلال، ومعن بن عيسى، وأبو عامر العقديّ، وإسماعيل الأويسيّ، وجماعة. قال أبو حاتم: صالح الحديث. وأخرج مسلم في المتابعات لا في الأصول. وقال العقيليّ: روى عن الأعرج، ولا يتابع عليه. ثناه الأسفاطيّ، أنا إبن أبي أويس، أنا أبي، عن عبد العزيز بن المطلَّب، عن عبد الرحمن بن هرمز، عن أبي هريرة مرفوعاً: من أريد ماله ظلماً، فقاتل دونه، فقتل، فهو شهيد. 4 (عبد الغفّار بن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، الدمشقيّ.) عن: أبيه الوليد الحرشيّ، وسليمان المحاربيّ.) وعنه: الوليد بن مسلم، وأبو مسهر. وثّقه أحمد العجليّ. (10/330)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 331 4 (عبد الغفّار بن القاسم، أبو مريم، الأنصاريّ، الكوفيّ.) ابن عمّ يحيى بن سعيد الأنصاري. عن: عطاء بن أبي رباح، ونافع العُّمريّ، والحكم بن عتيبة والمنهال بن عمرو. وعنه: شعبة، وكان حسن الرأي فيه، ولا اعلم في شيوخ شعبة أوهى منه. وروى عنه طائفة، أخرهم عون بن سلام الموفيّ. قال ابن معين: ليس بشيء. وقال مرّة: ليس بثقة. وقال أبو حاتم: كان من رؤساء الشيعة، متروك الحديث. وقال أحمد بن حنبل: حدّث ببلايا في عثمان. وقال ابن المدينيّ: كان من يضع الحديث. وقال البخاريّ: أبو مريم، عبد الغفّار بن القاسم بن قيس بن قهد (10/331)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 332 ليس بالقويّ عندهم. عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه قال: كان عبيدة إذا حدّثنا عن عبد الغفّار، يصيح الناس: لا نريد، ثم تركه عبيدة. وقال السَّعديّ: أبو مريم زائغ، ساقط. وقال النَّسائيّ، وغيره: متروك الحديث. أبو داود الطّيالسيّ: نا عبد الواحد بن زياد، سمعت أبا مريم، عن الحكم، عن مجاهد: لرادُّك إلى معادٍ قال: يردّ محمداً صلى الله عليه وسلم إلى الدنيا، حتى يرى عمل أمَّته، قال عبد الواحد، فقلت له: كذبت ما حدّثك بهذا الحكم، قال: اتق الله، تكذَّبني ثم قال أبو داود: اشهد أنّ أبا مريم كذّاب، وقد سمعت منه، واسمه عبد الغفّار. 4 (عبد القدُّوس بن حبيب، أبو سعيد الكلاعيّ، الواحاظيّ، الحمصيّ.) عن: الشَّعبيّ، ومجاهد، وعكرمة، ومكحول، وعطاء، ونافع، وعدّة. وعنه: الوليد بن مسلم، وعليّ بن الجعد، وعبد الرزّاق، وأبو الجهم (10/332)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 333 الباهليّ، وأبي إسحاق بن) أبي إسرائيل، وآخرون. وهو متروك الحديث. كان ابن المبارك يقول: لأن أقطع الطريق أحبّ إليّ من أن أروي عنه. وقال ابن عديّ: منكر الحديث. وروى عبّاس، عن يحيى: شاميّ ضعيف. وقال البخاريّ: أحاديثه مقلوبة. وقال العقيليّ: نا محمد بن زكريّا البلخيّ، ثنا سعيد بن يعقوب الطّالقانيّ، ثنا ابن المبارك قال: اشتريت بعيرين، فقدمت الشام على عبد القدُّوس الشّاميّ فقال: ثنا مجاهد، عن ابن عمر، فقلت: إنّ أصحابنا يروون هذا عن ابن عبّاس، فقال: ابن عبّاس: ما روى عنه مجاهد شيئاً، وكان مجاهد مولى ابن عمر، قلَّما يروي إلاّ عن ابن عمر، فقلت: إنّا لله وفي سبيل الله على نفقتي وبعيري. قال النَّسائيّ، وغيره: متروك الحديث. أخبرنا يوسف بن أبي نصر، وعليّ بن عثمان البربريّ، وعبد الله بن قوام، ومحمد بن حازم، ومحمد بن هاشم العبّاسيّ، وشريح بن محمد، وطائفة، وقالوا: أنا الحسين بن المبارك، أنا عبد الأوّل بن عيسى، أنا محمد بن أبي مسعود، أنا أبو محمد بن أبي شريح، أنا أبو القاسم البغويّ، ثنا أبو الجهم الباهلي، ثنا عبد القدُّوس: أراه، يعني ابن حبيب، حدّثني نافع، عن ابن عمر قال: من اطّلع في كتاب أخيه بغير إذنه فكأنه يطَّلع في جهنم. (10/333)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 334 4 (عبد القدُّوس بن مسلم، البصريّ.) عن: عمرو بن دينار، وأيوب السختيانيّ. وعنه: شعبة، ومسلم بن إبراهيم، وغيرهما. لا باس به. 4 (عبد المجيد بن أبي زريق البصريّ.) سمع: الحسن. وعنه: يزيد بن هارون، وعليّ بن عثمان اللاّحقيّ، وأبو داود الطَّيالسيّ. 4 (عبد الملك بن الحسين، أبو مالك، النَّخعيّ، الواسطيّ.) ) ويعرف بابن ذرّ، وقيل: بل اسمه عمارة. روى عن: عليّ بن الأقمر، والأسود بن قيس، ويعلى بن عطاء. (10/334)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 335 وعنه: ابن المبارك، ويحيى بن أبي بكر، ويزيد بن هارون. قال الفلاس، وغيره: ضعيف الحديث. وروى عبّاس، عن ابن معين: ليس بشيء. 4 (عبد الملك بن حسن بن أبي حكيم، أبو مروان، الأمويّ، مولاهم، المدنيّ، الأحول.) ت عن: عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدريّ، وسهم بن المعتمر، وعبد الله بن دينار، وجماعة. وعنه: حاتم بن إسماعيل، وزيد بن الحباب، والعقديّ، والقعنبيّ، وخالد بن مخلد. وثّقه ابن معين. (10/335)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 336 4 (عبد الملك بن إبراهيم بن جبر، أبو مروان، المدني، البزّاز.) عن: رباح بن صالح، وسالم بن عبد الله. وعنه: خالد بن مخلد، وإسماعيل بن أبي أويس، و القعنبيّ، وغيرهم. قال أبو حاتم: مجهول. 4 (عبد الملك بن قدامة بن إبراهيم بن محمد بن حاطب، الجمحّي، المدنيّ. د. س) عن: عمر بن عبد العزيز، وسعيد المقبريّ، وعمرو بن شعيب، وجماعة. وعنه: زيد بن الحباب، و يزيد بن هارون وأبو سلمة التّبوذكيّ، و إسماعيل بن أبي أويس، وآخرون. قال البخاريّ: تعرف وتنكر. (10/336)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 337 وقال أبو حاتم: ليس بالقويّ. 4 (عبد الملك بن الوليد بن معدان، الضّبعيّ، البصريّ. ن) عن: بدل بن المحّبر، وعبد الرحمن بن واقد، و أسد بن موسى، وأحمد بن عبد الله بن يونس، وطائفة. قال البخاريّ: فيه نظر. وقال النّسائيّ: ليس بالقويّ.) (10/337)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 338 4 (عبد المؤمن بن خالد الحنيفيّ المروزي، قاضي مرو د. ت. ن) عن: عبد الله بن بريدة، وعكرمة، والحسن، وجماعة. وعنه: الفضل بن موسى، وزيد بن الحباب، وأبو تميلة يحيى بن واضح، ونعيم بن حمّاد. قال أبو حاتم: ليس به بأس. 4 (عبد المؤمن بن عبيد الله، أبو عبيدة السّوسيّ، البصريّ.) عن: الحسن، وزياد النّميريّ. وعنه: عفّان، وطالوت بن عبّاد، ولوين، وإبراهيم بن الحجّاج الشاميّ. وثّقه ابن معين، وخرج له أبو داود في كتاب القدر، له. (10/338)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 339 4 (عبد الواحد بن سليم المالكّي، البصريّ. ت) عن: عطاء بن أبي رباح، و يزيد الفقير. وعنه: أبو داود، وعاصم بن عليّ، وسعيد بن سليمان، وعليّ بن الجعد، وآخرون. ضعّفه ابن معين، وغيره. وقال النّسائيّ: ليس بثقة. 4 (عبد الواحد بن صفوان بن عيّاش، المدنيّ، مولى عثمان بن عفّان.) (10/339)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 340 عن: أبيه، وعكرمة، وعبد الرحمن بن أبي بكرة وعنه: يحيى القطّان، وعفّان، وهدبة، وموسى التّبوذكيّ. قال ابن معين: صالح، وقال مرة: ليس بشيء. وذكره ابن حبان في الثّقات. 4 (عبد ربّه بن أبي راشد اليشكريّ.) شيخ بصريّ، معّمر، رأى أبا بززة الأسلميّ، وعبد الله بن عمر. وحدّث عن بعض التّابعين. وعنه: وكيع، ويحيى القطّان، وسهل بن هاشم، وحسين بن محمد المروزيّ، وغيرهم. وثّقه أحمد، وابن معين. 4 (عبد ربّه بن عطاء الله القرشيّ.) عن: ابن أبي مليكة، وعبد الله بن عثمان بن خثيم، وأبي سفيان بن أبي وداعة.) (10/340)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 341 وعنه: أبو عامر العقديّ، وأبو عاصم، وأبو حذيفة النّهديّ. 4 (عبدة بن برزة السّجستانيّ.) عن: منصور بن زاذان، و الصّلت بن حكيم، وعمرو بن أبي قيس. وعنه: جرير بن عبد الحميد، ويحيى بن المغيرة، وهشام بن عبيد الله، قاله ابن أبي حاتم. 4 (عبّاد بن عبد الصّمد، التّميمّي، أبو معمر.) شيخ بصريّ سكن مصر وإفريقّية. وروى عن: أنس بن مالك المنكرات. وروى عنه: مؤمّل بن عبد الرحمن الثقفيّ، وكامل بن طلحة الجحدريّ، ويحيى بن سليمان الحفريّ، وجماعة سواهم. قال البخاريّ: منكر الحديث. وقال ابن حاتم: سمع أنساً، وسعيد بن جبير، والحسن البصريّ، قال أبي: ضعيف جداً. وقال العقيليّ: أحاديثه مناكير، فمنها: ثنا جبرون بن عيسى بمصر، (10/341)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 342 ثنا يحيى بن سليمان، مولى قريش، أنا عبّاد بن عبد الصّمد، عن أنس، سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إذا كان أول يوم من شهر رمضان، نادى الله تبارك وتعالى، رضوان خازن الجّنة فيقول: لبّيك وسعديك، فيقول: زيّن الجنان للصائمين، وساق حديثاً طويلاً شبه موضوع. وقال ابن حبًان: عبّاد يروي عن أنس ما ليس من حديثه، وما أراه لقيه، حدّثنا ابن قتيبة بعسقلاّن، أنا غالب بن وزير الغزّيّ، ثنا المؤمّل الثّفقيّ، ثنا عبّاد بن منصور، عن أنس: نسخة أكثرهم موضوعة، منها: أمتي خمس طبقات، كل طبقة أربعون عاماً، فطبقتي وطبقة أصحابي، أهل العلم والإيمان، إلى أن قال: ثم الّذين يلونهم، إلى المائتين، أهل الهرج، وتربية جرو وكلب خير من تربية ولد. ومنها: عنه صلى الله عليه وسلم: من أغاث ملهوفاً غفر الله له ثلاثاً وسبعين مغفرة. قرأت على عمر بن عبد المنعم الطّائيّ، عن أبي النّعمان الكنديّ، وأنا محمد بن إسماعيل الأديب، أنا عبد الخالق بن أنجب التّستريّ، أنا أبو الفرج الحافظ، قالا: أنا إسماعيل بن أحمد السمرقنديّ، أنا أحمد بن النّقّور، أنا عيسى بن عليّ، أنا أبو القاسم البغويّ، ثنا كامل بن طلحة، ثنا عبّاد بن عبد الصّمد، عن أنس بن مالك، قال: من طلب العلم يباهي به العلماء، ويماري به) الشغباء، أو يصرف أعين النّاس إليه، تبوّأ مقعده من النّار، موقوفاً. (10/342)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 343 4 (عبيد الله بن إياد بن لقيط، السّدوسيّ، الكوفيّ، أبو السّليل. م. د. ت. ن) عن أبيه، وعن كليب بن وائل. وعنه: ابن المبارك، وعبد الرحمن بن مهديّ، ويحيى بن يحيى، وسعيد بن منصور، وأحمد بن يونس وجعفر بن حميد. وكان عريف قومه. وثّقه ابن معين، وغيره. قال ابن قانع: بعض روايته صحيفة. قلت: قد احتجّ به مسلم. ومات سنة تسع وستّين وماية، وهو صالح الحديث. (10/343)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 344 4 (عبيد الله بن الحسن بن الحصين، التميميّ، العنبريً. م) قاضي البصرة وخطيبها، ولد سنة مائة. وروى عن: سعيد الجريريّ، وخالد الحذّاء، وداود بن أبي هند. وعنه: معاذ بن معاذ، وعبد الرحمن بن مهديّ، ومحمد بن عبد الله الأنصاريّ، وجماعة. وكان ثقة، كبير القدر، محموداً في القضاء، من عقلاء الرجال. قال أحمد العجليّ: لّما طلب للقضاء، هرب، فقال أبوه: يا بنيّ، إن كنت هربت لسلامة دينك فقد أحسنت، وإن كنت هربت ليكون أحرص لهم عليك، فقد أصبت أيضاً، قال: ثم ولي القضاء. قلت: له حديث واحد في الصّحيح. قال ابن سعد: ولي قضاء البصرة بعد سوّار بن عبد الله. مات سنة ثمان وسّتين ومائة. (10/344)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 345 وثّقه النّسائيّ. 4 (عبيد الله بن حمران العبديّ، البصريّ.) سمع: الحسن. وعنه: بهز بن أسد، وحبّان بن هلال، وموسى بن إسماعيل، وشيبان بن فروخ.) محلة الصدق. 4 (عبيد الله بن مروان بن محمد بن مروان بن الحكم، الأموي.) ويقال عبد الله، ولي عهد أبيه مروان فلما قتل مروان، هرب هذا وأخوه إلى بلاد النّوبة، فقتل أحدهما، وعاش هذا مستخفياً دهراً طويلاّ، وظفر به المهديّ في دولته فسجنه، فمات في المطبق، سنة سبعين، وقد شاخ. 4 (عبيد بن سليم العلويّ الكوفيّ، الجمّال.) (10/345)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 346 روى عن: حسن بن حسن بن الحسن بن عليّ العلويّ، وسلمان أبي شدّاد، وعمران بن موسى بن طلحة. وعنه: وكيع، وأبو نعيم، وسويد بن سعيد، وجبارة بن المغلس. ما به بأس. 4 (عبيدة بن أبي رائطة، التميميّ، المجاشعيّ.) كوفيّ جليل، نزل البصرة. روى عن: ابن المنكدر، وعاصم بن أبي النّجود، وعبد الملك بن عمير. وعنه: عفّان، وحبّان بن هلال، وموسى بن إسماعيل، وأبو عمر الحوضيّ. وثّقه ابن معين. له في الجامع حديث واحد. وكان حذّاءً، وليس هو عبيدة بن حميد الحذّاء. 4 (عتّاب بن عبد العزيز الحمّانيّ.) كوفيّ له عن التّابعين. (10/346)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 347 حدّث عنه: عليّ بن نصر الجهضميّ، ويزيد بن هارون، وأبو بكر البكروايّ. 4 (عتبة الغلام بن أبان، البصريّ، العابد.) عرف الغلام بين العباد، لأنّه تنسّك وهو صبيّ، وكان خاشعاً قانتاً لله حنيفاً. وقد ذكره أبو سعيد بن الأعرابيّ فقال: حدّثني أبو سعدان الشّعرانيّ قال: قال السّكن: هو عتبية بن أبان بن صمعة. قال ابن الأعرابيّ، قال عتبة الغلام: كابدت الصّلاة عشرين سنة، وتنعمت بها عشرين سنة.) قال: وصفّق بيديه حتّى تفطّرت أصابعه، ولم يدر بنفسه، وكان يقول في تهجّده: إن عذّبتني فإّني لك محبّ، وإن ترحمني، فإّني لك محبّ. وكان يأوي إلى المقابر والسّواحل، ويدخل البصرة يوم الجمعة. قال حسين الجفعيّ: قال لي عبد الواحد بن زيد: بمن يشبه حزن هذا الغلام يعني عتبة، قلت بحزن الحسن، قال: ما أبعدت. وقال مخلد بن الحسين: صحبت عتبة الغلام، وكان يقال: إن كان أحد قلبه معلّق بالعرش فعتبة الغلام، قال لنا: اشتروا لي فرساً يغيظ العدّو. (10/347)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 348 وكان يخرج، فيقال له: أستقبلك أحد؟ فيقول: لا، اشتغالاً بما هو فيه. قال: وأصاب النّاس ظلمة، فخرج عتبة ويداه على رأسه، وهو يقول لنفسه: وأنت تشتري التمر ويقال: كان عتبة يصوم الدّهر، وكان رأس ماله فلساً يأخذ به خوصاً، فيعمله ويبيعه، فيأكل بفلس، ويشتري خوصاً، بفلس. قال ابن الأعرابيّ: يقال إنّه رأى طائراً، فقال له: تعال، فجاء حتّى نزل على يده، فقال له: طر فطار. وقيل: إنّه كان لا يكاد ينقطع بكاؤه. وورد أنّه كان يأوي إلى منزله فيصيب فيه قوته، لا يدري من أين هو. وكان ربّما غشي عليه من الموعظة. وقال رباح القيسيّ: بات عندي عتبة الغلام، فسمعته يقول في سجوده: الّلهم احشر عتبة من حواصل الطّير، وبطون السّباع. وقال إبراهيم بن الجنيد: أنا عبد الله بن عون الخزّاز، أنا مخلد بن الحسين قال: جاءنا عتبة الغلام، فقلنا له: ما جاء بك قال: الغزو، قلت: مثلك يغزو قال: إنيّ رأيت أني آتي المصّيصة فأغزو فأستشهد، قال: فنودي يوماً في الخّيالة، فنفر الناس، وجاء عتبة، فاستقبله رجل فقال: هل لك في (10/348)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 349 فرسي وسلاحي فإنّي قد اعتللت، قال: نعم، فأعطاه، فسار مع الناس فالتقوا الروم، فكان أول رجل استشهد. قال أحمد بن سهل البصريّ، سألت عليَّ بن بكّار، أشهدت قتل عتبة الغلام قال: لا، ولكن) شهده مخلد، قتل في قرية الحباب. وعن أحمد بن عطاء اليربوعيّ، قال: نازعت عتبة الغلام نفسه لحماً، فقال لها: اندفعي عنّي إلى قابل، فما زال يدافعها سبع سنين. وعنه أنّه قال: لا يعجبني رجل لا يحترف. وذكر مخلد بن الحسين، عتبة وصاحبه يحيى الواسطيّ، فقال: كأنما ربتَّهم الأنبياء. وعن عتبة قال: من عرف الله أحبَّه، ومن أحبَّه أطاعه. وقال مسلم بن إبراهيم: رأيت عتبة الغلام، وكان يقال: إنّ الطَّير تجيئه. وقال عبد الخالق العبديّ: كان لعتبة بيت يتعبَّد فيه، فلّما خرج إلى الشّام قفله وقال: لا تفتحوه حتّى يبلغكم موتي، فلمّا بلغهم موته فتحوه، فوجدوا فيه قبراً محفوراً، وغلَّ حديد. وعن عبد الواحد بن يزيد قال: كلّمت عتبة الغلام ليرفق بنفسه، فبكى وقال إنّما أبكي على تقصيري. (10/349)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 350 4 (عتبة بن المنذر العبَّادي الحمصيّ.) من بقايا التّابعين. سمع: أبا أمامة، وعمر بن عبد العزيز. وعنه: يحيى بن سعيد العطّار، ويحيى بن صالح الوحاظيّ. قال ابن أبي حاتم ولم يلينه. 4 (عثمان بن الحكم، الجذاميّ، المصريّ. د. ن) عن: يحيى بن سعيد الأنصاريّ، وعبيد الله بن عمر، ويونس الأيليّ، وابن جريح. وعنه: ابن وهب، وإسحاق بن الفرات، وسعيد بن أبي مريم، واللَّيث بن عاصم القتبانيّ. وكان فقيهاً، زاهداً، كبير القدر، عرض عليه قضاء الدِّيار المصرية فأبى، وهجر اللَّيث بن سعد لكونه تعدّى عليه. مات سنة ثلاثٍ وستّين ومائة كهلاً. 4 (عثمان بن طلحة بن عمر بن عبيد الله بن معمر التَّميميّ.) ولاّه المهديّ قضاء المدينة، فلم يأخذ على القضاء رزقاً، وحمدت (10/350)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 351 سيرته، ثم استعفى، وكان من أشراف قريش.) روى عن: محمد بن المنكدر. وغيره. قيل: إنّ مسهر بن المنذر الحزاميّ أدركه، فإن كان هذا، فهو من طبقة هشيم في الموت. 4 (عثمان بن عبد الرحمن بن عمر بن سعد بن أبي وقاص، الزَّهري، الوقاصيّ،) المدنيّ، أبو عمرو. أحد الضعفاء. روى عن: عمّة أبي عائشة بنت سعد، وابن أبي ملكية، وسعد المقبريّ، والزُّهريّ، وعدّة. وعنه: يونس بن بكير، وإسماعيل بن عمرو البجليّ، وحجّاج بن نصر، والهديل بن إبراهيم، وغيرهم. قال البخاريّ: تركوه. وقال عبّاس، عن ابن معين: ضعيف، وقال مرّة: ليس بشيء. وقال السَّعديّ: ساقط. (10/351)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 352 وقال النَّسائيّ، وغيره: متروك الحديث. وقال التِّرمذيّ: ليس بالقويّ. والتِّرمذيّ يتساهل في الرجال. أخبرنا أحمد بن عبد الله سنة اثنتين وتسعين وستّمائة، أنبأنا عبد المعزّ بن محمد، أنا تميم بن أبي سعيد، أنا الكنجروذي، أنا ابن حمدان، أنا هذيل بن إبراهيم الجمّانيّ، نا عثمان بن عبد الرحمن الزُّهريّ، الوقاصيّ، عن الزَّهريّ، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما قال عبد لا إله إلاّ الله في ساعةٍ من ليلٍ ونهار، إلاّ طمست ما في صحيفته من السِّيِّئات حتّى تسكن إلى مثلها من الحسنات، والهذيل مقلّ. كانت له جمَّة، فلقِّب بالجمّانيّ. 4 (عثمان بن عمرو بن ساج، القرشيّ، الجزريّ، مولى بني أميَّة. س) عن: سهل بن أبي صالح، وخصيف، وإسماعيل بن أميَّة، وعمر بن ثابت، وابن جريج، وخلق. وعنه: سعيد بن سالم القدّاح، وعبيد الله بن يزيد الحرّانيّ، ومحمد بن (10/352)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 353 يزيد بن سنان، ومعتمر بن سليمان، وهو نت أقرانه، وكان قاصّاً. قال أبو حاتم: لا يحتجُّ به.) وقواه ابن حبّان. 4 (عثمان بن موسى بن بقطر، البصريّ، أبو الخطاب.) سمع: الحسن، وعطاء بن أبي رباح، ونافعاً. وعنه: عبد الرحمن بن مهديّ، وموسى بن إسماعيل. 4 (عثمان بن محمد بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطّاب.) العدويّ، أبو قدامة. عن: عائشة بنت سعد. وعنه: خالد بن مخلد، وهشام بن عبيد الدّراميّ، وإسماعيل بن أبي أويس. 4 (عثمان بن مقسم، البرِّيّ، أبو سلمة الكنديّ، البصريّ.) (10/353)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 354 أحد الأعلام، على ضعفٍ فيه. يروي عن: يحيى بن أبي كثير، وأبي إسحاق، ومنصور بن المعتمر، وقتادة، وحماد بن أبي سليمان، ونافع، وسعيد المقبريّ، وطائفة سواهم، وجمع وصنّف. روى عنه: سفيان الثَّوري مع تقدُّمه، وسلم بن قتيبة، وأبو عاصم، وشيبان بن فروخ، وأبو داود الطّيالسيّ، ويحيى بن سلام. وقيل: إنّه كان ينكر الميزان فيقول: وإنما هو العدل. تركه يحيى القطّان، وابن المبارك. وقال ابن عديّ: يكتب حديثه. وقال النَّسائيّ وغيره: متروك. وقال عبّاس، عن ابن معين: ليس بشيء. ابن المدينيّ: ثنا القطّان، سمعت البريَّ، يحدّث عن نافع، سمعت ابن عمر يقول: عرفة كلّها موقف، ثم حدّثني ابن جريج قال: قلنا للنافع: أسمعت ابن عمر يقول: عرفة كلُّها موقف قال: لا. وقال السَّعدي: عثمان البّريّ كذّبه الثَّوري. (10/354)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 355 مسلم بن إبراهيم، نا شعبة قال: أفادني عثمان البريّ، عن قتادة حديثاً، فسألت قتادة، فلم يعرفه، قال: فجعل عثمان يقول: بل أنت حدّثتني، فيقول: بل أنت حدَّثتني، فقال قتادة: هذا يخبرني عن) أنّ لي عليه ثلاثمائة درهم. مؤمِّل بن إسماعيل، سمعت عثمان البرِّيّ يقول: كذب أبو هريرة. عفّان: سمعت عثمان البرِّيّ، وذكر عنده الميزان، فقال: له كفَّتان ينكر ذلك. وسمعه محمد بن كثير يقول: ليس بميزان، إنّما هو العدل، قال محمد: فوضعه الله إلى يوم القيامة، يعني البَّريّ. وقال عفّان: كان عثمان البرّيّ يرى القدر، وكان يغلط في الحديث، وفي كتابه الصّواب، فلا يرجع إليه، وكان يحدّث عشرين بن حديثاً عن عليّ، وابن مسعود، وعمر، ثم يقول: هذا كلّه باطل، ثم يجيء برأي حمّاد فيقول: هذا هو الحق. وسمعته يقول: قضايا شريح كلّه باطل. وحدّثني ثقة عنه، أنّه سأله عن تبت يدا أبي لهب في أمّ الكتاب، فقال: إنّما كان في الكتاب: ت ب ت، فأمّا يدا أبي لهبٍ فلم تكن. قلت: لا جهل فوق هذا، فما للتفرقة وجه. (10/355)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 356 4 (عديُّ بن الفضل، أبو حاتم. ق) شيخ بصريّ، واهٍ، من موالي آل تيم بن مرَّة. عن: سعيد بن أبي سعيد المقبريّ، وطلحة بن عبيد الله بن كريز، وعليّ بن جدعان، وأيّوب السختيانيّ. وعنه: أبو عمر الحوضيّ، وأبو عمر الضَّرير، وعبد الواحد بن غياث، وسعدويه الواسطيّ، ومنصور بن أبي مزاحم. ولعلّه بقي إلى بعد السَّبعين ومائة. وقال يحيى بن معين: لا يكتب حديثه ولا كرامة له. وقال السَّعديّ: لم يقبل الناس حديثه. وقال النَّسائيّ، وغيره: متروك الحديث. (10/356)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 357 يقال: توفيّ سنة واحد وسبعين ومائة. 4 (عصام بن بشير، الكعبيّ، الحارثيّ، الجزريّ.) عن: أبيه، وعن أنس بن مالك.) وعنه: سعيد بن مروان الرُّهاويّ، والحسن بن محمد بن أعين، وغيرهما. يقال: عاش مائة وعشرين سنة، قاله البخاريّ. وذكره ابن حبّان في الثقات. وخرّج له النَّسائي في اليوم واللّيلة. (10/357)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 358 4 (عصام بن طليق، الطُّفاوي.) شيخ بصري. عن: عطية العوفيّ، وأبي جمرة الضُّبعيّ، والحسن البصريّ، وثابت البنانيّ، والأعمش. وعنه: الأسود بن عامر، وبكر بن بكّار، وطالوت بن عبّاد، وإسماعيل ابن إبراهيم الترجمانيّ، وآخرون. قال ابن معين: ليس بشيء. وقال أبو زرعة: ضعيف. وقال البخاريّ: مجهول، منكر الحديث. ثم قال البخاريّ: أحمد بن صالح، نا عصام طليق، نا شعيب، عن أبي هريرة: قتل رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم شهيداً، فبكته باكية، فقال لها: ما يدريك أنه شهيد، فلعلّه كان يتكلّم فيما لا يعنيه، أو يبخل بفضل ما لا ينفعه. 4 (عطاء المقنَّع.) (10/358)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 359 شيخ لعين، خراساني، كان يعرف السَّحر والسِّيمياء، فربط الناس بالخوارق والمغنيات، وادَّعى الرُّبوبية من طريق المناسخة، فقال: إنّ الله جلّ وعزّ تحوّل إلى صورة آدم، ولذلك أمر الملائكة بالسُّجود له، ثم تحوّل إلى صورة نوح، ثم إبراهيم، وغيرهم من الأنبياء والحكماء الفلاسفة، إلى أن حصل في صورة أبي مسلم الخراسانيّ صاحب الدعوة، ثم بعده انتقل إليّ، فعبده خلائف من الجهلة وقاتلوا دونه مع ما شاهدوا من قبح صورته، وسماجة جهله. كان مشوَّهاً، أعور، قصيراً، ألكن، وكان لا يكشف وجهه، بل اتخذ له وجهاً من ذهب، ولذلك قيل له المقنَّع. ومما أضلَّهم به من المخاريق قمر يرونه في السّماء مع قمر السماء، فقيل: كان يراه الناس من مسيرة شهرين، ففي ذلك يتغزّلهبة الله بن سناء الملك من قصيدة:) (إليك فما بدر المقنَّع طالعاً .......... بأسحر من ألحاظ بدري المعمَّم) ولأبي العلاء المعرّي: (أفق إنّما البدر المعمَّم رأسه .......... ضلال وغيٌّ مثل بدر المقنَّع) ولمّا استفحل الشّرّ بعطاء، لعنه الله، تجهّز العسكر لحربه، وقد صدوه وحصروه في قلعته، فلمّا عرف أنّه مأخوذ، جمع نساءه وسقاهن السُّمَّ (10/359)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 360 فهلكن، ثم تناول سماً فمات، فهو يتحسّاه في نار جهنّم خالداً مخلداً فيها أبداً، كما ثبت الحديث في ذلك، ثم أخذت القلعة، وقتل رؤوس أتباعه، وكان بما وراء النَّهر. هلك في سنةٍ ثلاثٍ وستّين ومائة. 4 (عفير بن معدان، أبو عائذ الحمصيّ، المؤذّن. ت. ن) عن: عطاء بن رباح، وقتادة، وسليم بن عامر، وجماعة. وعنه: بقيّة، والوليد بن مسلم، وأبو المغيرة، وعليّ بن عياش، وأبو اليمان، ويحيى الوحاظيّ، وأبو جعفر النُّفيليّ، وعدّة. قال أبو داود: شيخ صالح، ضعيف الحديث. وقال أبو حاتم: يكثر عن سليم بن عامر، عن أبي أمامة، بما لا أصل له. وقال ابن معين: ليس بشيء. وروى عبّاس، عن ابن معين: ليس بثقة. وكذا قال النّسائيّ. (10/360)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 361 يحيى الوحاظيّ، أنا عبيد، عن سليم، عن أبي أمامة مرفوعاً إنّ العبد ليؤتى مالاً وولداً وصحة، فتشكوه الملائكة، فيقول الله مدّوا له فيما هو فيه، فإنّي لا أحب أن أسمع صوته. توفّي قربياً من سنة ستّ ومائة. 4 (عقبة بن أبي الصّهباء، أبو خريم الباهليّ، مولاهم، البصريّ.) سمع: الحسن، وابن سيرين، وسالم بن عبد الله، ونافعاً، وغيرهم. وعنه: يزيد بن هارون، وزيد بن الحباب، وأبو الوليد، وسعد بن سليمان، و التّبوذكيّ، و أبو عمر الحوضيّ، وآخرون. وثّقه ابن معين.) وقال أحمد بن حنبل: صالح الحديث. قلت: لم يخّرجوا له شيئاً، (10/361)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 362 وفي التّابعين. 4 (عقبة بن أبي الحسناء.) يروي عن: أبي هريرة أحاديث فيه جهالة. 4 (عقبة بن عبد الله، الرّفاعيّ، الأصمّ.) ويقال ابن الأصمّ البصريّ، فهذا ضعيف. يروي عن: شهر بن حوشب، وعطاء، وابن بريدة، و ابن سيرين، وسالم بن عبد الله. وقد خلط غير واحد من المحدّثين ترجمة ذا بذاك الباهليّ، فوهموا. روى عنه: حاتم بن عبيد الله، وعاصم بن عليّ، وحوثرة بن أشرس، و أبو نصر التّمّار، وشيبان بن فرّوخ، وغيرهم. قال ابن معين: ليس بشيء. وقال أبو داود: ضعيف. (10/362)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 363 وليّنه أحمد بن حنبل. وقال أبو سلمة التّبوذكيّ، أخبرني الحسين بن عديّ قال: نظرنا في كتاب عقبة الأصمّ، فإذا بأحاديث يحدّث بها عن عطاء، إنّما هي في كتابه، عن قيس بن سعد، عن عطاء. قلت: مات سنة ستّ وستّين ومائة. وقد فرّق ابن حاتم بين عقبة بن عبد الله الرّفاعيّ، و بين عقبة بن عبد الله الأصمّ وقال: قال أبي: عقبة بن الأصم ليّن الحديث. قلت: هما واحد، وهو ضعيف. 4 (عقبة بن نافع، المعافريّ، أبو عبد الرحمن.) (10/363)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 364 شيخ الإسكندريّة وفقيهها. أحذ عن: ربيعة الرأي، وخالد بن يزيد. وعنه: ابن وهب، وغيره. مات سنة ستّ وستّين ومائة. 4 (عكرمة بن إبراهيم، الأزديّ، القاضي، أبو عبد الله، الكوفيّ. نزيل البصرة.) ) عن: عبد الملك بن عمير، و إدريس الأزديّ، وسليمان الأعمش، وغيرهم. وعنه: عليّ بن محمد المدائنيّ، والحسين بن حفص، وعليّ بن الجعد، وأبو جعفر النّفيليّ. ضعّفه النّسائيّ. وقال ابن معين: ليس بشيء. (10/364)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 365 وقد ولي قضاء الرّيّ. وقال العقلييّ: فيه الموصليّ، يخالف في حديثه، وفي حفظه اضطّراب. 4 (العلاء بن زيدل، الثّقفيّ، البصريّ، أبو محمد. ق.) وبعضهم سمّاه: العلاء بن زيد، وبعضهم سمّاه: العلاء بن يزيد. يروي عن: أنس بن مالك مناكير، وعن شهر بن حوشب. وعنه: يزيد بن هارون، وعبد الملك بن الصّبّاح، وعثمان بن مطبع السّلميّ، ويحيى بن سعيد العطّار، الحمصيّ، وغيرهم. قال ابن عديّ: وجماعة: منكر الحديث. (10/365)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 366 وقال أبو داود: متروك الحديث. وقال ابن حيّان: يروي عن أنس نسخة موضوعة، لا يحلّ ذكره إلاّ تعجّباً. وقال النّسائيّ: العلاء بن زيد، متروك، من أهل البصرة. وقال العقيليّ: أنا إبراهيم بن مهديّ الأيليّ، أنا يوسف بن عيسى القرشيّ، أنا العلاء بن زيدل، أنا أنس قال، قال رسول الله صلى عليه وسلم الفقراء مناديل الأغنياء، يمسحون بهم من ذنوبهم. قلت: الظاهر أنّ من بلايا إبراهيم بن مهديّ. قال: أنا الفتح الأزديّ قال: كان يضع الحديث. وقد ذكر العقيليّ أيضاً، العلاء بن يزيد، أبو محمد، الثّقفيّ، الواسطيّ، وكذا سمّاه البخاريّ، وقال: منكر الحديث، بصريّ. يزيد بن هارون: أنا العلاء أبو محمد الثقفيّ، عن أنس، قال: كان رسول الله صلى عليه وسلم في غزوة تبوك، وكانت الشمس بنور وضياء، فسألنا النّبيّ صلى الله عليه وسلم عن ذاك، فقال: لأن معاوية بن معاوية اللّيثيّ مات اليوم بالمدينة، فبعث الله إليه سبعين ألف ملك يصلّون) عليه قيل: بماذا قال بكثرة قراءة قل هو الله أحد الحديث بطوله. (10/366)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 367 4 (العلاء بن هارون، الواسطيّ.) أخو الإمام يزيد بن هارون، قديم الموت، ولي قضاء الأنبار، وسكن الرملة مدّة. وحدّث عن: ابن عون، وحسين المعلّم، وحميد بن عمر. وعنه: ضمرة بن ربيعة، وسوّار بن عمارة، وعليّ بن الجعد الجوهريّ. كنيته: أبو يعلى. ذكره ابن أبي حاتم، وأشار إلى توثيقه. وممّن يروي عنه: حسّان بن حسّان. 4 (علي بن حوشب، الفزاريّ، الدّمشقيّ، أبو سليمان. د) عن: أبيه، ومكحول، وأبي سلاّم ممطور، و أبي عقيل المعافريّ. وعنه: الوليد بن مسلم، ومروان الطّاطريّ، ويحيى بن صالح الوحاظيّ، و أبو توبة الحلبيّ. وكان حدّاداً، يجالس سعيد بن عبد العزيز. قال دحيم: لا بأس به. (10/367)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 368 وقال الفسويّ: ثنا محمد بن عبد العزيز الرمليّ، ثنا الوليد بن مسلم، عن عليّ بن حوشب، عن مكحول قال: إذا رأيت راية هاشميّة فلا تعرض لها، فإنّ دولتها طويلة. 4 (عليّ بن عليّ بن نجاد بن رفاعة، الرّفاعيّ، أبو إسماعيل البصريّ. خ) عن: الحسن، وأبي المتوكلّ عليّ النّاجي. وعنه: وكيع، وأبو أسامة، وعفّان، وعليّ بن الجعد، و شيبان بن فرّوخ، وجماعة. قال الفضل بن دكين، وعفّان: كان يشبّه بالنّبيّ صلى الله عليه وسلم. وقال أبو حاتم: كان حسن الصّوت بالقرآن، ليس به بأس، ولا يحتجّ به. وقال أبو زرعة: ثقة. وقال محمد بن عبد الله بن عمّار الموصليّ: زعموا أنّه كان يصلّي كلّ (10/368)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 369 يوم ستمائة ركعة، كان عابداً رحمة الله عليه. وعن مالك بن دينار، أنّه كان يسمّي عليّ بن عليّ الرّفاعيّ: راهب العرب. وكان شعبة يقول: اذهبوا بنا إلى سّيدنا وابن سّيدنا عليّ بن عليّ.) وقال ابن معين: كان يقول بالقدر. قلت: وذكره أبو نعيم في الحلية مختصراً. 4 (عليّ بن عليّ، القرشيّ، الكوفيّ.) عن: إبراهيم النّخعيّ، وغيره. وعنه: شريك القاضي. 4 (عليّ بن عليّ، الحميريّ، قاضي الرّيّ.) (10/369)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 370 عن: عمرو بن قيس الملائيّ، و عبد الله بن سعد الدّشتكيّ. وعنه: السّنديّ بن معاوية، وهشام بن عبيد الله، وأبو جعفر النّفيليّ. محلّه الصّدق. 4 (عمّار بن سيف الضّبّيّ، الكوفيّ، أبو عبد الرحمن.) وصيّ سفيان الثّوريّ. يروي عن: هشام بن عروة، وعاصم الأحول، والأعمش، وأبي معان البصريّ. وعنه: عبد الرحمن المحاربيّ، وإسحاق السّلوليّ، وأبو غسّان مالك بن إسماعيل النّهديّ، وآخرون. وثّقه أحمد العجلّي، فقال: كان متعّبداً صاحب سنّة، قال: ويقال إنّه كأن لم يكن بالكوفة أحد أفضل منه، يعني في الدّين. وقال أبو زرعة: ضعيف. وقال ابن حيّان: كان يروي المناكير عن المشاهير، حتى ربّما سبق إلى القلب أنّه المتعمد لها، فبطل الإحتجاج به لما أتى عن الثّقات من المعضلات. (10/370)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 371 وروى عن أسعد بن أبي خالد، عن أبي أوفى، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم، بواطيل. سليمان بن داود الهاشميّ، ثنا محمد بن واصل، عن عمّار بن سيف، عن سفيان، عن عاصم، عن أبي عثمان، قال: كنّا جرير، فلّما أتينا قطربّل أسرع السير، فقلت: رأيناك أسرعت في السّير، فقال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال تبنى مدينة بين دجلة ودجيل وقطربّل والفرات، تجتمع إليها جبابرة الأرض وكنوزها، هي أسرع في الأرض، من الوتد في الأرض الخوّارة.) قال يحيى بن آدم: إنّما أصابه عمّار على ظهر كتاب فرواه عنه. هو حديثه منكر. وقال أحمد العجليّ: ثنا أبي، قال: قدم المسّيب بن زهير الضّبّيّ الأمير الكوفة، فبعث إلى عمّار بن سيف بألفين فردّها، قال: فطلبتها زوجته، فأنقذ إليها المسّيب بالألفين، فباتت عندها، فأصبح عمّار يقول: قد أحدثت في هذه الخزانة حدثاً، لقد رأيت في النّوم كأنها تضطّرم علينا ناراً، فقالت: الألفين. أخذتها فهي في الخزانة، قال: كدت أن تحرقينا، ردّيها، فردّتها. (10/371)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 372 4 (عمارة بن زاذان، البصريّ، الصّيدلانيّ. د. ت. ق) عن: الحسن، ومكحول البصريّ، وثابت، ويزيد الرّقاشيّ. وعنه: الأسود بن عامر، وعمرو بن عون، وعارم أبو النّعمان، وشيبان، و الواحد بن غياث، و خالد بن خراش، وجماعة. قال ابن معين: صالح الحديث. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه. وقال البخاريّ: كنيته أبو سلمة، ربّما يضطّرب في حديثه. قال الحكم بن يزيد: حجّ عمارة بن زاذان سبعاً وخمسين حجّة. وقال ابن عديّ: هو عندي لا بأس به، ممّن يكتب حديثه. وضعّفه الدّار قطنيّ: ولم يترك. (10/372)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 373 مات سنة ثمان وسّتين تقربياً. 4 (عمر بن العلاء بن عمّار، أبو حفص، المازنّي، البصريّ. خ) أخو أبي عمرو، ومعاذ، وسفيان. له عن نافع حديث أو حديثان. وعنه: يحيى بن كثير العنبريّ، وعبد الله بن رجاء الفراتيّ. خرج البخاريّ في أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يحطب إلى جذع، ورواه النّاس عن عثمان بن عمر، عن معاذ بن العلاء. وقيل: إنّ يحيى بن كثير إنّما رواه عن معاذ، ورجّح ذلك أحمد وغيره، وكتب معاذ بن العلاء، أبو غسّان، وهو مشهور، أبو حفص فلا يكاد يعرف.) (10/373)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 374 4 (عمر بن عمرو، الأحموسيّ، أبو حفص.) شاميّ مقلّ. قال أبو أحمد الحاكم: سمع عبد الله بن بشير الأسلميّ، وابن أبي البكرات. روى عنه: جرّاح بن يحيى الحمصيّ، وكعب بن حامد، وأحمد بن عليّ الشّاميّ، وبقية، وأبو المغيرة عبد القدّوس، ويحيى بن سعيد العطّار. وثّقه أبو حاتم، وهوقليل الرواية. 4 (عمران بن زيد التّغلبيّ، البصريّ، الملائيّ، الطويل. ت. ق) عن: سعد بن إبراهيم، وزيد العّميّ، وأبي حازم الأعرج. وعنه: ابن المبارك، وأسد بن موسى، وأحمد بن يونس، وعليّ بن الجعد، وعبيد الله العيشيّ. (10/374)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 375 كناه عبد الصّمد بن النّعمان: أبا يحيى. قال أبو حاتم: يكتب حديثه. وقال ابن معين: لا يحتجّ به. وقال غيره: صالح الحديث. 4 (عمران بن قدامة العّميّ، البصريّ.) من صغار التّابعين. روى عن: أنس، والحسن. وعنه: زيد العّميّ، وحرب بن ميمون، وحمّاد بن مسعدة، وموسى بن إسماعيل التّبوذكيّ. قال يحيى القطّان: لم يكن به بأس، لكّنه لم يكن من أهل الحديث، كتبت عنه، ورميت به. وقال أبو حاتم: ما به بأس. (10/375)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 376 4 (عمران بن محمد بن سعيد بن المسّيب، المخزوميّ.) عن أبيه، عن جدّه بحديثين، أحمدهما مرسلاً في مراسيل أبي داود، والثاني منكراً. روى عنه: معن، و أبو سلمة التّبوذكيّ، و يونس بن محمد، وإبراهيم بن حمّاد. ذكره ابن حيّان في الثّقات، وخطب كعوائد فقال: يعتبر بحديثه إذا روى عنه الثّقات، لأن في رواية الضّعفاء عنه مناكير كثيرة. قلت: قد قال الطبرانيّ: يروي له حديثاً مسنداً سوى هذا، وذكرت حديثاً في كتابي الميزان.) 4 (عمرو بن حريث، عراقيّ كوفيّ.) روى عن: برذعة بن عبد الرحمن، وعمران بن سليمان، وغيرهم. وعنه: عليّ بن هاشم، وأبو غسّان النّهديّ، وعبد العزيز بن الخطّاب، ويحيى الحمانيّ. ذكره ابن أبي حاتم، ولم يتعرض إلى تليينه بوجه. 4 (عمرو بن العلاء اليشكريّ، البصريّ، أبو العلاء.) (10/376)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 377 سمع: أبا رجاء العطارديّ، وصالح بن سرج. وعنه: عبد الصّمد بن عبد الوارث، وأبو الوليد الطّيالسيّ. 4 (عمرو بن أبي قيس، الكوفيّ، ثم الرازيّ، الأزرق.) عن سماك بن عمرو، والمنّهال بن عمرو، وعطّية العوفيّ، ومحمد بن المنكدر، و الزّبير بن عديّ، وعدّة. وعنه: إسحاق بن سليمان، وحكّام بن سلم، وسلمة الأبرش، وعبد الله بن الجهم، وعبد الرحمن بن عبد الله الدّشتكيّ، ومحمد بن سعيد بن سابق الرّازيّون. قال أبو داود: لا بأس به، له أوهام. قلت: كان من أوعية الحديث. 4 (عمرو بن يزيد، أبو بردة التّميميّ، الكوفيّ. ق.) (10/377)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 378 عن: عمرو بن شعيب، وعلقمة بن مرثد، وعطية العوفيّ، ومحارب بن دثار، وحمّاد الفقيه. وعنه: أبو معاوية، ووكيع، وطلق بن غنّام، وأحمد بن يونس، ويحيى الحّمانيّ، ومحمد بن الصّلت الأسديّ. ضعّفه الدّار قطنيّ، وغيره. وقال ابن معين: ليس حديث بشيء. 4 (عنبسة بن سعيد أبو بكر الأسديّ، الكوفيّ. ت. ن) قاضي الرّيّ، ولذلك اشتهر بعنسية الرازيّ. عن: زبيد الياميّ، وأبي إسحاق بن سليمان، وزيد بن الحباب، وابن المبارك، وحكّام بن سلم، ويعقوب القّميّ، وآخرون. (10/378)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 379 وثّقه أحمد، وغيره.) وقد أوردت في كتاب الضعفاء: 4 (عنبسة بن سعيد.) شيخ بصريّ، يروي عن حنظلة. 4 (وعنبسة بن سعيد الكلاعيّ.) عن أنس. 4 (وعنبسة بن سعيد، أخو أبي الرّبيع السمان.) (10/379)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 380 والظّاهر أنّه الرّاوي عن حنظلة. 4 (عيسى بن أيّوب، أبو هاشم، القينيّ، الأزديّ، الدّمشقيّ. د. ع) عن: مكحول، و قتادة، و الربيع بن لوط. وعنه: الوليد بن مسلم، وبقيّة، وأبو مسهر. وكان من أهل التّقوى والزّاهد. قال أبو حاتم: شيخ. وحكى أبو مسهر حكاية في مبالغته في الورع. 4 (عيسى بن صدقة بن عبّاد، أبو محرز، اليشكريّ.) شيخ بصريّ، دخل على أنس بن مالك مع أبيه. وروى عن: عبد الحميد، وحميد الطويل. وعنه: عبد الله بن موسى، وأبو داود، وسعيد بن أبي الربيع السّمّان. وقال فيه عيسى بن عبّاد: ينسب إلى جدّه، ضعّفوه. (10/380)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 381 قال البخاريّ: ضعيف ضعيف. 4 (عيسى بن الضّحّاك، الكنديّ، بالرّيّ.) عن: إسماعيل بن أبي خالد، والأعمش. وعنه: حفص بن عمر العدنيّ، وعليّ بن أبي بكر الإسفذنيّ، وعبد الرحمن الدّشتكيّ. صدوق، قاله ابن أبي حاتم. 4 (عيسى بن عليّ. د. ت) (10/381)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 382 هو الأمير، أبو العبّاس، ويقال أبو موسى، عيسى بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس بن عبد) المطّلب، الهاشمي، العبّاسيّ، عمّ المنصور، والسّفّاح، وإليه ينسب نهر عيسى ببغداد، وقصر عيسى. روى عن: أبيه، وأخيه محمد. وعنه: أبناه إسحاق، وداود، و شيبان النّحويّ، وهارون الرشيد، وغيرهم. وكان يرجع إلى علم ودين وصلاح، خدم أباه و انتفع به ولم يتولّ إمرة على بلد تورّعاً. وكان فيه بعض الانقطاع. قال ابن معين: كان له مذهب جميل، معتزل للسلطان، قال: وليس به بأس. في مسند الطيالسيّ، و جامع أبي عيسى، و سنن أبي داود، عن شيبان، عنه، عن أبيه، عن جده مرفوعاً: يمن الخيل في شقرها. قال التّرمذي: غريب. وقال إسماعيل الخطبيّ: مات عيسى سنة ثلاث وسّتين ومائة. وقيل: مات سنة سّتين ومائة. (10/382)


الجزء العاشر

الكتاب: تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام. تأليف: شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي. دار النشر: دار الكتاب العربي. مكان النشر: لبنان/ بيروت. سنة النشر: 1407هـ - 1987م. الطبعة: الأولى. تحقيق: د. عمر عبد السلام تدمري. ملاحظات حول الكتاب: الكتاب موافق للمطبوع كاملاً. غير مفهرس.غير مقابل على نسخة ورقية. بل هو نفس الموجود في مكتبة التراث. قام بنسخه وإدخاله إلى الشاملة أخوكم: أبو عبد الله السني. راجياً منكم دعاءً بظهر الغيب. تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 383 4 (عيسى بن مسلم، أبو داود الطّهويّ.) روى عن: عبد الله بن شريك العامريّ، وعمرو بن عبد الله بن هند الجمليّ. وعنه: أبو غسّان النّهديّ، و عبيد بن إسحاق العطّار، وإسماعيل بن أبان. قال أبو زرعة: كوفيّ لّين. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه. 4 (عيسى بن موسى.) (10/383)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 384 هو وليّ عهد أمير المؤمنين، الأمير، أبو موسى، عيسى بن موسى بن محمد بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب الهاشميّ. مولده و مر باه بالحميّمة من نواحي البلقاء بالشام، في سنة ثلاث ومائة. كان أحد الشجعان المذكورين، ولما اختصر السّفّاح، كتب له بولاية العهد بعد المنصور، فكان ذا عظمة وجلالة، وهو الذي انتدب لقتال محمد بن عبد الله بن حسن، ولقتال أخيه حتى ظفر بهما، وتوطدّ ملك بني العبّاس، بعد أن أشرف على الزّوال. ثّم إنّ المنصور لما تمكّن، أقبل على عيسى بن موسى بالرّغبة والرّهبة، فما زال به حتى) ألزمه بتقديم ابنه المهديّ على نفسه في ولاية العهد. وقد ولي إمرة الكوفة مدّة (10/384)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 385 وكان موسى والد هذا قد توفيّ شاباً في الغزو بأرض الروم سنة ثمان ومائة، فنشأ عيسى في كفالة جدّه محمد الإمام. ويقال: إنّ المنصور لما أخر عيسى بن موسى في العهد، مرّ في موكبه، فنظر إليه ما جن فقال: هذا الذي أراد أن يكون غداً فصار بعد غد. وحكى نفطويه في تاريخه: إنّ المنصور لما قدّم ابنه المهديّ في ولاية العهد قال مخّنث هذا اللفظ. وقد بذل المنصور لعيسى أموالاً حتّى نزل عن منصبه. ثّم إنّ المهديّ لّما استخلف لم يزل يقتل في الذّروة والغارب حتّى خلعه عن ولاية العهد بعده لولده موسى بن المهديّ، كما هو مذكور في الحوادث. توفّي عيسى سنة ثمان وسّتين ومائة. 4 (عيسى بن ميمون، المدني، المعروف بالواسطيّ.) روى عن: مولاه القاسم بن محمد، وسالم بن عبد الله، ومحمد بن كعب. (10/385)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 386 وعنه: عبد الصّمد بن النّعمان، وآدم بن أبي إياس، وسعدويه، وشيبان بن فّروخ، ويحيى بن سعيد العطّار. قال أبو حاتم وغيره: متروك الحديث. وقال ابن مهديّ: استعديت عليه وقلت: ما هذه المنكرات التي ترويها عن القاسم فقال: لا أعود. وقال البخاريّ، وغيره: منكر الحديث. وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء. فأما. 4 (عيسى بن ميمون، المدني.) الذي روى عنه أبو عاصم التفسير، فقد مرّ. وقال ابن معين: ليس به بأس.) 4 (عيسى بن يزيد الأزرق، أبو معاذ، النّحويّ، قاضي (10/386)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 387 سرخس. ق) حدّث عن: جرير بن يزيد، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، وعن أبي إسحاق السّبيعيّ، والربيع بن أنس، ويونس بن عبيد، وغيرهم. وعنه: ابن المبارك، وعيسى غنجار، و حكام بن سّلم، ويحيى بن واضح، وآخرون. وهو صدوق. (10/387)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 388 4 (حرف الغين)

4 (غوث بن سليمان، أبو يحيى، الحضرميّ.) الفقيه، قاضي ديار مصر. روى عن أبيه. وعنه: ابن وهب، وأبو الوليد الطّيالسيّ، ويحيى بن بكير. وكان إماماً عارفاً بالقضاء. قال أبو حاتم: لا بأس به. وقال يونس: توفّي ثمان وسّتين ومائة. 4 (غيّاث بن إبراهيم، أبو عبد الرحمن الكوفيّ.) (10/388)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 389 أخذ عن: موسى الجهنّي، و إبراهيم بن أبي علبة، ومجالد بن سعيد. وعنه: بقّية بن الوليد، وسلام بن سلمان، وعليّ بن الجعد. قال البخاريّ: يعدّ في الكوفّيين، تركوه. وروى عبّاس بن محمد الدّوريّ، عن ابن معين: كذّاب، ليس بثقة، ولا مأمون. قال ابن حيّان: وغيره: كان يضع الحديث، كنيته: أبو عبد الرحمن. وقال أحمد بن زهير: سمعت أبي يقول: قدم على المهديّ بعشرة محدّثين، منهم فرج بن فضالة، وغياث بن إبراهيم، وكان المهديّ يحبّ الحمام، فلما أدخل قيل له: حدّث أمير المؤمنين، فحدّثه عن أبي هريرة مرفوعاً لا سبق إلاّ في أو نصل. وزاد فيه أو جناح، فأمر له المهديّ بعشرة آلاف درهم، فلّما قام قال: أشهد أنّ قفاك قفا كذّاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنمّا استجلبت ذلك، ثّم أمر بالحمام فذبحت. (10/389)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 390 وقال الجوزجانيّ، وغيره: كان يضع الحديث.) وقال العقيليّ: أنا محمد بن، أنا سلاّم بن سليمان، أنا غياث بن إبراهيم، عن أبيه، عن طلحة بن عمرو، عن عطاء، عن ابن عبّاس قال أمر رسول الله صلى عليه وسلم الأغنياء باتّخاذ الغنم، وأمر المساكين باتّخاذ الدّجاج. (10/390)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 391 4 (حرف الفاء)

4 (فتح الموصلي.) هو فتح بن محمد بن وشاح، الموصليّ. الزّاهد، أحد العارفين. ذكر المعافى بن عمران، شيخ الموصل، أنّه لقي ثمانمائة شيخ، ما فيهم أعقل من فتح. وكان مشهوراً بالعبادة والفضل، وهو فتح الموصليّ الكبير، لا فتح الصغير، ولقد بالغ الأزدي في تاريخ المواصلة في ترجمة هذا وجمع مناقبه. وقد روى عن عطاء بن رباح، وذكر أنّه كان يوقد في الأتّون بالأجرة بعدما كان يصيد السّمك، فترك صيدها لكونه اشتغل عن صلاة الجماعة بمعالجة سمكة كبيرة حتّى أخرجها. أرسل إليه المعافى بألف درهم، فردّها وأخذ منها درهماً واحداً، مع (10/391)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 392 شدّة فاقة أهله. وقيل: إنّه كان لا ينام إلاّ قاعداً، حكى عنه زيد بن أبي الزرقاء، وعفيف بن سالم، وقاسم الحمصيّ، وآخرون. وكان كثير البكاء من خشية الله، ملازماً لقيام الليل. يروى أنّ أمير الموصل، أحمد بن إسماعيل بن عليّ العباسيّ عاده فلم يخرج إليه، وخرج ابنه فقال: هو نائم، فقال فتح من داخل: ما أنا بنائم ما لي ولك قال: هذه عشرة آلاف درهمضعها حيث شئت، قال: بل ضعها أنت في مواضعها، وما خرج إليه. وقيل: إنّه نظر إلى الدّخاخين يوم العيد فغشي عليه، ثم قال: ذكرت دخان جنهم. وحكى أبو نصر التّمّار أنّه شهد جنازة الموصلي سنة سبعين ومائة. قال: فما بقي ملّي ولا ذّميّ إلاّ حضرها. وعن غير واحد، أن فتحاً قال: إلهي، كم تردّني في طرق الدّينا، أما آن للحبيب أن يلقى حبيبه وقال محمد بن عبد الرحمن الطّفاويّ: دخلت على فتح الموصليّ وهو يوقد بالأجرة، وكان) شريفاً من العرب. وعن بشر الحافي قال: بلغني أنّ بنتاً لفتح عريت، فقيل: ألا تطلب من يكسوها قال: أدعها ليرى الله عريها، وصبري عليها. (10/392)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 393 ويقال: توفيّ فتح سنة خمس وسّتين ومائة. 4 (وقيل أبو المعالي الجزريّ.) روى عن: ميمون بن مهران كثيراً، وعن غيره. وعنه: إبراهيم بن يزيد البراء، وحسين بن محمد المروزيّ، وعامر بن سيّار، والهثيم بن جميل، وشبّابة بن سوّار، ويحيى بن سعيد، والحكم بن مروان، وآخرون. قال البخاريّ: منكر الحديث. (10/393)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 394 وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال الدّار قطنيّ، وغيره: متروك. وقال ابن حيّان: كان ممّن يروي الموضوعات عن الأثبات، لا يجوز الرواية عنه. وقال العقيلي: قال البخاريّ: كوفيّ تركوه. 4 (فضّال بن جبير، أبو المهندّ، الغدّانيّ، البصريّ. ذكر أنّه سمع من أبي أمامة) الباهليّ. روى عنه: محمد بن عرعرة، وعبد الواحد بن غيّاث، و طالوت بن عبّاد. قال ابن عدّي: روى أحاديث غير محفوظة. وروى محمد بن إبراهيم الكتّانيّ، عن أبي حاتم الرّازيّ قال: ضعيف الحديث. وقال ابن حيّان: لا يحل الاحتجاج به بحال. (10/394)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 395 وقال في تاريخه: فضّال لا شيء، روى عم بشر بن عبد الله بن أبي أيّوب، عن أبيه، عن جدّه، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: ساعات الأمراض، ساعات الخطايا. أخبرنا أحمد بن هبة الله، بقراءتي عن عبد العزيز بن محمد البزّاز: أنّ يوسف بن أيّوب الزّاهد أخبرهم، أنا أحمد بن محمد بن النَّقُّور، أنا عبيد الله بم محمد، أنا أبو القاسم البغوي، ثنا طالوت، ثنا فضّال، نا أبو أمامة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنّ أول الآيات طلوع الشمس من مغربها، هذا حديث ضعيف الإسناد، إلاّ أنّ مسلم بن الحجّاج رواه في) صحيحة، من حديث ابن عمر. 4 (الفضل بن مهلهل.) شيخ زاهد، كوفيّ، وهو أخو مفضَّل بن مهلهل. روى عن: منصور بن المعتمر، ومغيرة بن مقسم، وحبيب بن أبي عمرة، ومحمد بن سوقة. وعنه: الحسن بن الربيع البواريّ، وغيره. قال أبو حاتم: لم يكتب حديثه. (10/395)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 396 4 (فضيل بن مرزوق، أبو عبد الرحمن، الكوفّي، العنزيّ، مولاهم الأغر.) عن: عديّ بن ثابت، وعطيّة العوفيّ، وشقيق بن عقبة. أبي سلمة الجهنّي، وجماعة. وقيل: إنّه عن أبي حازم الأشجعيّ. وروى عنه: أبو أسامة، يزيد بن هارون، ووكيع، يحيى بن آدم، وأبو نعيم، عليّ بن الجعد، وسعدويه، وجماعة. وذّقه ابن عيينة، وابن معين. وقال ابن عديّ: أرجو أنّه لا بأس به. وقال النَّسائيّ: ضعيف. وضعّفه ابن معين مرَّة. (10/396)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 397 وقال الحاكم: عبت على مسلم إخراجه في صحيحه. قلت: إنمّا روى له في المتابعات، ولم يذكره البخاريّ في كتاب الضعفاء، ولا النَّسائيّ، ولا العقيليّ، ولا أبو بشر الدُّولابي، وهو صالح الحديث. وقال ابن حبّان: منكر الحديث جدّاً، وكان ممّن يروي عن عطيّة الموضوعات، ثم قال: والذي عندي أنّ كلّما روى عن عطيّة من المناكير، يلزق بعطيّة ويبرأ فضيل منها. إلى أن قال: وهو ممّن استخرت الله فيه. وقال أحمد بن زهير: سئل يحيى بن معين عنه فقال: ضعيف. قلت: وهو شيعيّ غير رافضّي. قال الهيثم بن جميل: جاء فضيل بن مرزوق، وكان من أئمّة الهدى وعداً وفضلاً، إلى الحسن بن حيّ، فاخبره أنّه ليس عنده طعام، فأخرج له ستّة دراهم وقال: ما معي غيرها، فقال:) سبحان الله: ليس عندك غيرها وأنا آخذها، فأبى الحسن إلاّ أن يأخذها، فأخذ ثلاثة وترك ثلاثة. وتوفّي قبل سنة سبعين ومائة. 4 (فليح بن سليمان.) (10/397)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 398 هو أبو يحيى، فليح ين سليمان بن أبي النغيرة، المدنيّ، مولى آل زيد بن الخطاب، العدويّ. ويقال: اسمه عبد الملك، وغلب عليه فليح. كان من كبار علماء العصر. روى عن: نعيم المجمر، ونافع مولى ابن عمر، الزَّهريّ، وعبّاس بن سهل السَّاعديّ، وعبده بن أبي لبابة، وسعيد بن الحارث الأنصاريّ، وطبقتهم. وعنه: أبو داود الطَّيالسيّ، وشريح بن النُّعمان، ويحيى بن صالح، وسعيد بن منصور، وابنه محمد بن فليح، وأبو الربيع الزَّهرانيّ، ومحمد بن جعفر الوركانيّ، وعدد كثير. وغيره أوثق منه، مع احتجاج الشيخين به. قال عبّاس: سمعت ابن معين ذكر فليح بن سليمان، فلم يقوِّ أمره. وسمعته يقول: هو وابن أبي الزِّناد، والدَّراورديّ، وأبو أويس، أثبتهم عبد العزيز الدَّراورديّ. وروى معاوية بن صالح، عن ابن معين: فليح ضعيف. وكذا روى عثمان بن سعيد الدّارمي عنه. (10/398)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 399 وقال أبو حاتم، والنَّسائيّ: ليس بالقويّ. وقال أبو داود: لا تحتج به. وقال الدّارقطنيّ: لا بأس به. وقال عبد الله بن أحمد: سمعت ابن معين يقول، كان يقال: ثلاثة يتَّقى حديثهم: محمد بن طلحة بن مصرِّف، وأيّوب بن عتبة، وفليح ين سليمان، سمعت هذا من أبي كامل مظفِّر بن مدارك، وكنت آخذ عنه هذا الشأن. وقال محمد بن المثنىَّ: ما سمعت عبد الرحمن بن مهديّ يحدّث عن فليح بن سليمان. وقال العقيليّ: ثنا محمد بن إسماعيل، ثنا سعيد لن منصور، ثنا فليح، عن أبي طوالة، عن بن يسار، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تعلّم ممّا يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدُّنيا، لم يجد عرف الجنّة.) ثمّ قال العقيليّ: الرواية في هذا الباب ليِّنة. قلت: هذا الحديث على نكارته على شروط الشيخين، ولم يخرجاه. مات فليح: سنة ثمانٍ وستيّن ومائة. (10/399)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 400 4 (حرف القاف)

4 (القاسم بن الفضل، أبو المغيرة الأزديّ، الحدّانيّ، البصري. م. ع.) كان ينزل من بني حدّان، فعرف بهم. روى عن: ابن سيرين، ثمامة بن حزن القشيريّ، وأبي نضرة، ومعاوية بن قرة، وجماعة. وعنه: ابن المبارك، وأبو داود، وعليّ بن الجعد، وحبان بن هلال، وشيبان بن فروخ، وخلق كثير. قال ابن مهديّ: هو من مشايخنا الثِّقات. (10/400)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 401 قلت: أورده العقيليّ في كتاب الضعفاء، فما تعلّق عليه رباط، بل استغراب له، فقال: ثنا محمد بن إسماعيل، هو الصائغ، نا مسلم بن إبراهيم، نا القاسم، عن نضرة، عن أبي سعيد قال: بينما راع يرعى غنماً، إذ جاء ذئب فأخذ منها شاة، فخلّصها الرّاعي، فقال الذِّئب: يا راعي الغنم، ألا تتقي الله، الحديث. قلت: صحّحه التِّرمذيّ ورفعه. مات الحدّانيّ سنة سبع وستيّن ومائة. ويقال سنة ثمانٍ. 4 (قريش بن حيَّان، العجليّ، وأبو بكر البصريّ. خ) عن: محمد بن سيرين، وقتادة، وأبي هارون العبدّي، وأبي غالب. (10/401)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 402 الباهليّ، وعمرو بن دينار، وثابت البنانيّ. وعنه: الأوزاعيّ، وهو أقدم وأجلَّ منه، ووكيع، وابن وهب، ويحيى بن حسّان، ومروان بن محمد الطّاطريّ، وعبد الرحمن بن المبارك العيشيّ، وخلق. وثّقه ابن معين، والنَّسائي. 4 (قطبة بن عبد العزيز بن سياه الأسدي الحمّانيّ، الكوفيّ. م. ع) عن: الأعمش، وليث بن أبي سليم.) وعنه: يحيى بن آدم، وعاصم بن يوسف، ويحيى بن عبد الحميد الحمّانيّ، وغيرهم. وثّقه ابن معين، وأحمد. 4 (قطريُّ الخشّاب.) (10/402)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 403 عن: سريع مولى عمرو بن حريث، وعبد الوارث مولى أنس، ومدرك. وعنه: وكيع، وعبيد الله بن موسى، وعبيد بن إسحاق العطّار، محلّه الصّّدق. 4 (قيس بن الربيع.) يكنى أبا محمد الأسديّ، الكوفيّ، أحد الأعلام، على لينٍ في روايته. روى عن: عمرو بن مرَّة، وزياد بن علاقة، وعلقمة بن مرثد، (10/403)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 404 ومحارب بن دثار، وزبيد بن الحارث، وأبي إسحاق السَّبيعيّ. وعنه: شعبة، الثَّوريّ، وهما من أقرانه، وإسحاق بن منصور، ويحيى بن آدم، وعاصم بن عليّ، ووكيع بن الجعد، ومحمد بن بكّار بن الرَّيّان، وعدد كثير. كان شعبة مع نقده للرجال يثني على قيس. وقال عفّان: كان ثقة. وليّنه أحمد بن حنبل. وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال مرّة: كان يضعَّف. وقال ابن عديّ: عامّة رواياته مستقيمة، ثم قال: والقول ما قال فيه شعبة، وأنّه لا بأس به. وقال يعقوب بن شيبة: هو عند جميع أصحابنا صدوق، وكتابه صالح، ثم قال: هو رديء الحفظ جدّاّ. وقال محمد بن المثنَّى: ما سمعت يحيى ولا عبد الرحمن يحدّثان عن قيس شيئاً قطّ. (10/404)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 405 وعن يزيد بن هارون قال: كان أبو بكر بن عيّاش يقول: كان قيس بن الربيع لا يفرّق بين أناسٍ ذكرهم. وقال الفلاّس: كان ابن مهديّ حدّث عن قيس أولاً، ثم تركه. وقال محمود بن غيلان: ثنا محمد بن عبيد قال: كان قيس بن الربيع استعمله أبو جعفر على المدائن، فكان يعلّق النساء بثديهنّ، ويرسل عليهن الزّنابير. وقال محمد بن المثَّنى: سمعت محمد بن عبيد يقول: لم يكن قيس عندنا بدون سفيان، ولكّنه) استعمل، فأقام على رجلٍ الحدَّ فمات، فطفى أمره. وقال النَّسائي: متروك. وقال أبو الوليد: كتبت عن قيس ستَّة آلاف حديث. وقال سالم بن قتيبة، قال لي شعبة: أدرك قيس بن الربيع لا يفوتك. وقال أبو داود: سمعت شعبة يقولك ألا تعجبون من هذا الأحول، يقع في قيس بن الربيع، يعني يحيى بن سعيد القطّان. (10/405)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 406 وقال أبو حاتم: لا يحتجّ به. مات قيس سنة ثمانٍ أو سبعٍ وستيّن ومائة. (10/406)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 407 4 (حرف الكاف)

4 (كثير بن سليم الضَّبّيّ، المدائنيّ، وأبو سلمة. ق) عن: أنس بن مالك، والضّحّاك. وعنه: أبو صالح، كاتب اللّيث، وسلام بن سليمان المدائنيّ، وأحمد ابن يونس، وعمرو بن عون، وجبارة بن المغلّس، ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشّوارب، وآخرون. ضعفّه ابن المدينّي، والنَّسائيّ. وقال البستيّ، وغيره: متروك. وقال أبو حاتم. ضعيف الحديث. (10/407)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 408 وقال الدَّارقطنيّ، وغيره: هو كثير بن عبد اللله الأبلّيّ. وفرّق بينهما أبو زرعة الرازيّ، وجماعة، وهو الصّحيح. 4 (كثير بن عبد الله السامي، النّاجي، وأبو القاسم، الأبلّيّ، البصريّ.) عن أنس بن مالك. وعنه: قتيبة، وأبو إبراهيم التّرجمانيّ، وبشر بن الوليد، وإبراهيم بن عبد الله الهرويّ، ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وعدّة. قال أب حاتم: شبه المتروك. وقال البخاريّ، نكر الحديث. وقال النَّسائيّ: متروك.) وقال ابن حبّان: هما واحد، فوهم. (10/408)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 409 قلت: وهذا لعلّه تأخّر إلى بعد السبعين، فإنّ قتيبة لقيه. قرأت على أحمد بن هبة الله الدّمشقيّ، عن زينب، وعبد المعزّ كتابه قلت: أنا وهبة بن طاهر، أنّ أبا حامد الأزهريّ أخبره، وقال الآخر: أنا زاهر، أنّ سعيد العيّار أخبره. قالا، أنا الحسن بن أحمد، أنا محمد بن إسحاق السّرّاج، نا قتيبة بن سعيد، نا أبو هاشم كثير الأبلّيّ قال: سمعت أنس بن مالك يحدّث معاوية بن قره قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، أنا ابن ثمان سنيّن، وكان أبي توفّي، وتزوجت أمّي بأبي طلحة، وكان أبو طلحة، إذ ذاك لم يكن له شيء، ورمّا بتنا اللّيلة واللّيلتين بغير عشاء، فوجدنا كفاً من شعير وخبزت منه قرصين، الحديث بطوله. 4 (كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف بز زيد بن طلحة، اليشكريّ، المزنيّ،) المدنيّ. د. ت. ق عن أبيه، عن جدّه بنسخة، وعن: نافع، ومحمد بن كعب القرظيّ. وعنه: ابن وهب، وعبد الله بن نافع، القعنبيّ، وإسماعيل بن أبي أويس، وخلق. اتَّفقوا على ضعفه. وضرب أحمد بن حنبل على حديثه. (10/409)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 410 وقال الشّافعيّ: هو ركن من أركان الدين. وكذا قال أبو داود. وروى عبّاس، عن ابن معين: ضعيف. وروى الدّارميّ، عن ابن معين: ليس بشيء. وقال النَّسائيّ: متروك. وكذا قال الدّارقطنيّ. وأمّ التِّرمذيّ فأخذ يملي فقال: قلت لمحمد، في حديث كثير بن عبد الله، عن أبيه، عن جدّه، في ساعة الجمعة، قال: هو حديث حسن، إلاّ أنّ أحمد بن حنبل يحمل على كثير، يضعِّفه. وقال ابن حبّان: يروي كثير، عن أبيه، عن جدّه نسخة موضوعة، لا يحلّ ذكرها إلا على جهة التَّعجُّب.) قلت: مات سنة ثلاثٍ وستّين ومائة. 4 (كلثوم بن زياد، المحاربيّ، مولاهم الشّاميّ، قاضي دمشق.) (10/410)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 411 روى عن مولاه قاضي دمشق سليمان بن حبيب، وعن: أبي كثير السُّحيميّ صاحب أبو هريرة، ويحيى بن أبي كثير، وشدّاد بن عمّار وطائفة. وعنه: الوليد بن مسلم، وأبو مسهر، ومروان بن محمد الطّاطريّ، وجماعة. ضعّفه النَّسائيّ. وقال ابن عديّ: ليس له من الحديث إلاّ اليسير. وأشار أبو زرعة الدّمشقيّ: هو ثقة. 4 (كوثر بن الحكيم، الهمدانيّ، الكوفيّ، نزيل حلب.) روى عن: عطاء، ونافع، ومكحول، وغيرهم. وعنه: مبشَّر بن إسماعيل، وأبو نصر التّمّار، ومحمد بن كوثر الرّهاوي، وغيرهم. روى عبد الله بن أحمد، عن أبيه: ليس بشيء، أحاديثه بواطيل، كان هشيم ذهب إلى حلب فسمع منه. (10/411)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 412 وقال أبو حاتم، والدَّارقطنيّ، وغيرهما: متروك الحديث. وقال ابن معين: ليس بشيء. قال ابن خزيمة: لا أحتجّ به. وقال البخاريّ: منكر الحديث. وقال السَّعديُّ: لا أستحل كتابة حديثه لأنّه مطَّرح. وقال أبو زرعة: ضعيف. 4 (كيسان، أبو عمر، الفزازي، الكوفيّ، القصّار.) عن: القصّاب مولاه يزيد بن بلال الفزازيّ، وزيد بن عليّ العلويّ. وعنه: القاسم بن مالك المزنّي، ويحيى بن يعلى الأسلميّ، وعبد الصّمد بن النُّعمان، وغيرهم. ضعّفه ابن معين. (10/412)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 413 4 (حرف الميم) مالك بن الهيثم، أبو نصر، الخزاعيّ، المروزيّ.) أحد الثائرين الإثني عشر النّاهضين بأعباء منشأ الدولة العبّاسية، قاموا بخراسان مع أبي مسلم صاحب الدولة فاستولوا على مرو، ثمّ على مملكة خراسان كلّها، وتمّ الأمر، وقلعت الدولة الأموية بشروشها، فقد كان المنصور يعظّم أبا نصر هذا ويجلّه. وحكى عنه عليّ بن محمد المدائنيّ... وقد رمي بالإباحية والزّندقة، فالله أعلم بسريرته. يقال: كان على رأي الخرَّمية في إباحة المحارم. وهو جدّ الفقيه الشهيد أحمد بن نصر الخزاعيّ، الذي قتله الواثق، وكان مالك هذا قد قدم الشام واجتمع بإبراهيم بن محمد الإمام. (10/413)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 414 4 (مبارك بن فضالة بن أبي أمية، أبو فضالة، القرشيّ، العدويّ، مولاهم البصريّ.) أحد العلماء الكبار، رأى بن مالك يصليّ. وروى عن: الحسن، وبكر المزنيّ، ومحمد بن المنكدر، وثابت البنانيّ، وعبد الله بن عمر، وعدّة. وعنه: وكيع، وعفّان، ومسلم، وسليمان بن حرب، وموس التَّبوذكيّ، وسعدويه الواسطيّ، وعليّ بن الجعد، وشيبان بن فروخ، وهدبة بن خالد، وخلق كثير. وكان يحيى القطّان يحسن الثناء عليه. (10/414)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 415 وقال ابن معين: صالح الحديث. وقال أبو داود: شديد التدليس، فإذا قال حدّثنا، فهو ثبت. وقد استشهد به البخاريّ. وكان عفان يرفعه ويوثّقه، وقال: كان من النَّساك، رحمه الله. ولم يذكره البخاريّ في كتاب الضعفاء. وقال عبد الله بن أحمد: سألت ابن معين عنه فقال: هو مثل الربيع بن صبيح في الضَّعف. وقال حجّاج: سألت شعبة، عن مبارك بن فضالة والربيع، فقال مبارك أحبّ إلي منه. وقال عبد الرحمن بن مهديّ: لن نكتب لمبارك إلاّ ما قال عنه: سمعت. وقال النَّسائيّ: ضعيف. وقال المروذيّ، عن أحمد بن حنبل قال: ما روى مبارك عن الحسن، يحتجّ به.) وقال مبارك: جالست الحسن ثلاث عشرة سنة. وقال ابن معين: قدريّ. وقال ابن عديّ: عامّة أحاديثه مستقيمة. (10/415)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 416 وقال أحمد، وأبو حاتم: هو أحب إلينا من الربيع بن صبيح وذكر الخطيب أنّ مباركاً قدم على المنصور ببغداد. وأنّه سمع من نصر بن راشد في سنة مائة. وكان جدّه أبو أمية مولى لعمر رضي الله عنه، فكان يجعله على كتابته، وأطلق له عمر مائتي درهم. أخبرنا أبو المعالي أحمد بن المؤيّد أنا... عبد السّلام، أنا محمد بن يوسف، ومحمد بن عليّ، ومحمد بن احمد الطَّرائفيّ قالوا: أنا أبو جعفر محمد بن أحمد المعدّل، أنا عبيد الله بن عبد الرحمن الزُّهريّ، ثنا جعفر بن محمد القاضي، نا شيبان بن فروخ، ثنا مبارك بن فضالة، ثنا الحسن، في هذه الآية: أرأيت من اتخذ إلهه هواه، قال: هو المنافق لا يهوى شيئاً إلاّ ركبه. قال خليفة، وحجّاج الأعور، وغيرهما: مات نبارك سنة أربعٍ وستّين ومائة. وقال ابن سعد: سنة خمس. وقال المدائنيّ: سنة ستّ. 4 (مبشّر بن مكسر القيسيّ.) عن: أبي حازم الأعرج، وسهيل بن أبي صالح، وابن خثيم، وابن حجلان. (10/416)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 417 وعنه: عبد الرحمن بم مهديّ، وعفّان، وعلي اللاّحقيّ، ومحمد بن عون الزّياديّ، وآخرون. قال أبو حاتم: لا بأس به. قلت لم يخرجوا لذا شيئاً. 4 (مبشِّر بن عبيد، الكوفيّ، ثم الحمصي. ف) عن: الحكم بن عتيبة، والزُّهريّ، وقتادة، وعطيّة العوفيّ. وعنه: بقيّة، وأبو اليمان، وأبو حيوة شريح، وأبو المغيرة عبد القدُّوس. قال أحمد بن حنبل: كان يضع الحديث. وقال الدّارقطنيّ: متروك.) وقال البخاريّ: منكر الحديث. ودعاه ابن عدّي: وسرد له نحو عشرة أحاديث مناكير. وقال أبو المغيرة: كان عارفاً بالنَّحو والعربيّة. بقيّة: نا مبشِّر بن عبيد، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر قال: قال (10/417)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 418 رسول الله صلى اله عليه وسلم: شرّ الحمير، الأسود القصير. 4 (محمد بن أبان بن صالح القرشيّ، الكوفيّ.) جدّ عبد الله بن عمر بن محمد مشكدانة. روى عن: علقمة بن مرثد، وحمّاد بن أبي سليمان، وأبي إسحاق. وعنه: أبو داود، وأبو الوليد الطَّيالسيّان، ويحيى بن سعيد، والحسن بن الربيع. ضعّفه ابن معين. وقال أبو حاتم: ليس بقويّ. وقال البخاريّ: ليس بالقويّ، يتكلّمون في حفظه. يحيى بن حسّان التِّنِّسيّ: ثنا محمد بن أبان، عن زيد بن أسلم، عن عطاء، عن أبي هريرة مرفوعاً: من تزوج امرأة على صداقٍ ينوي أن لا يؤدّيه فهو زانٍ، ومن أدّان ديناً ينوي أن لا يؤديه فهو سارق. وهذا يروى من قول صهيب. (10/418)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 419 وقال أحمد بن حنبل: كان من دعاة المرجئة. كذا أورد العقيليّ هذا الكلام في ترجمة هذا. وإنّما الذي قال فيه أحمد ذلك: 4 (محمد بن أبان الجعفيّ، الكوفيّ.) يروي عن: أبي إسحاق، وحمّاد، وعبد العزيز بن رفيع. أكثر عنه محمد بن الحسن الفقيه. نعم هما واحد، تبيّن لي ذلك، وهو صاحب الترجمة، وأصله من العرب، أصابه سباء في الجاهلية، وولاؤه لقريش. وقيل: بل تزوّج في الجعفيّين فنسب إليهم.) وقد ضعّفه ابن معين، وغيره، ولم يترك. وقد روى عنه أيضاً يحى الحمّاني. وقد فرّقهما وعملهما اثنين، ابن أبي حاتم، وهما واحد. 4 (محمد بن إبراهيم بن مسلم بن مهران، أبو إبراهيم.) روى عن: جدّه، وسلمة بن كهيل، وحمّاد بن أبي سليمان، وعليّ بن بذيمة. (10/419)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 420 وعنه: أبو داود الطّيالسيّ. وقال مسلم بن قتيبة: صويلح الحديث. 4 (محمد بن إسماعيل بن رجاء الزُّبيديّ.) روى عن: منصور، والأعمش، ومغيرة بن مقسم، وأبي إسحاق الشيبانيّ، وعدّة وعنه: أبو نعيم، ويحيى الحمّانيّ، وجماعه. شيعيِّ محلّه الصِّدق. 4 (محمد بن أعين، أبو العلانية.) سمع عبد الله بن أبي أوفى. وعنه: عبد الرحمن بن مهديّ، وحبّان بن هلال، وطالوت بن عبّاد، وغيرهم. ما به بأس، وروى عنه أيضاً مسلم بن إبراهيم. قال أبو حاتم: شيخ. أخبرنا عمر بن عبد المنعم مرّات، أنا الكنديّ إجازةً، أنا ابن السمرقنديّ، أنا ابن النَّقُّور، نا ابن حبابة، أنا أبو القاسم البغويّ، نا طالوت بن عبّاد، ثنا محمد بن أعين، سمعت عبد الله بن أبي أوفى يلّبي بالكوفة بأعلى صوته في غير أيام التشريق، فسألت بعضهم فقال: إنّه يلبّي من السنة إلى السنة. (10/420)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 421 4 (محمد بن بشر بن بشير الأسلميّ. ن) عن: أبيه، وزياد بن طلحة، وإياس بن سلمة، وعبد العزيز بن حكيم. وعنه: ابن المبارك، وأبو عاصم، وأبو نعيم، وطلق بن غنّام، وأبو أحمد الزَّبيريّ. 4 (محمد بن جعفر بن أبي كثير، الأنصاريّ، مولاهم، المدنيّ ع أخو إسماعيل بن) جعفر، وكثير، ويحيى، ويعقوب.) روى عن: أبي طوالة، وزيد بن اسلم، وشريك بن أبي نمر، وهشام بن عروة، وعدّة. وعنه: خالد بن مخلد، وطالوت، وسعيد بن أبي مريم، وإسحاق الفرويّ، وعبد العزيز الأويسيّ، وغيرهم. وثّقه ابن معين، وغيره. 4 (محمد بن الحارث، الثقفيّ.) (10/421)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 422 عن: محمد بن سيرين، والحسن. وعنه: عفّان، ومحمد بن أبي بكر المقدّميّ، وعبيد الله القواريريّ. قال ابن معين: ليس بثقة. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه. 4 (محمد بن حطّان بن جبير بن حيَّة، الجبيريّ.) عن: بكر المزنيّ، وأنس بن سيرين، وعطاء بن أبي ميمونة. وعنه: مسلم بن إبراهيم، ويعقوب الحضرميّ، وأبو سلمة التَّبوذكيّ. لم يضعّفه أحد. 4 (محمد بن خوط، المدني.) عن: نافع، وأبي حازم الأعرج، وعيسى بن النّعمان الزّرقيّ. وعنه: عبّاس بن أبي سلمة، وخالد بن مخلد القطونيّ. قال البخاريّ: له أحاديث متقاربة. وقال أبو حاتم: لا أعرفه. (10/422)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 423 4 (محمد بن راشد المكحوليّ، الدّمشقيّ، نزيل البصرة. عم) عن: عبدة بن أبي لبابة، و سليمان بن موسى، وأبي وهب عبد الله الكلاعيّ، و مكحول، وليث بن أي رقيّة، وطائفة. وعنه: سيفان، وشعبة، مع تقدّمهما، وبقّية، وابن مهديّ، وعبد الرزّاق، وغيرهم، وحيّان بن هلال، وحفص الحوضيّ، وبشر بن الوليد، وشيبان، وعبد الله بن معاوية الجمحّي، وعليّ بن الجعد، وآخرون. وثّقه أحمد بن حنبل.) وقال أبو حاتم: صدوق. وقال النّسائيّ، وغيره: ليس بالقويّ. وقال الدّار قطنيّ: يعتبر به. (10/423)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 424 وقال ابن عديّ: ليس بحديثه بأس، إذا حدّث عنه فحديثه مستقيم. وقال البخاريّ، والنّسائيّ: يكنّى أبا يحيى. وقال عبد الرزّاق: ما رأيت رجلاً في أو رع منه. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي قال، قال أبو النضر: كنت أوضّي شعبة بالرّصافة، فدخل محمد بن راشد، فقال شعبة: أما كتبت عنه أما إنّه صدوق، ولكنّه شيعيّ قدريّ. وقال الفلاّس: كان قدرياً. محمود بن غيلان، عن أبي النّضر، عن شعبة قال لي: لا تكتب عن محمد بن راشد، فإنّه معتزليّ رافضيّ. وقال أبو مسهر: لم يكن ثقة، كان يصحّف. وقال الجوزجانيّ: مشتمل على غير بدعة، وكان متحّرياً للصّدق. وقال أبو زرعة الدّمشقيّ: بلعني عن أبي مسهر أنّه قيل له: كيف لم تكتب عن ابن راشد قال: كان يرى الخروج على الإمام. ثم قال أبو زرعة: مات بعد سنة سبعين ومائة. (10/424)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 425 4 (محمود بن راشد، البصريّ، أبو نضلة، القرشيّ.) عن: عطاء بن أبي رباح. وعنه: يونس المءدّب، وحيّان بن هلال، ومحمد بن عقبة، وغيرهم. 4 (محمد بن الزّبير، القرشيّ، مولاهم.) إمام جامع حرّان. روى عن: الزّهريّ، وغيره. وعنه: أبو نعيم، وأبو جعفر النّفيليّ، وعمرو بن خالد الحرّانيّ، وغيرهم. وكان يودّب أولا هشام بن عبد الملك.) قال أبو زرعة: في حديثه شيء. وقال أبو حاتم: ليس بالمتين. وقال ابن عديّ: منكر الحديث. وقال البخاريّ: لا يتابع في حديثه عن حجّاج الرّقيّ. وقال غيره: يكنّى أبا بشر. (10/425)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 426 مات سنة سبعين ومائة. 4 (محمد بن أبي سارة.) هو محمد بن عبد الله بن أبي سارة. ورى عن: سالم بن عبد الله، وأرسل عن السيد الحسن. وعنه: ابن المبارك، وزيد بن الحباب، وعبد الصّمد بن حسّان، وآخرون. وثّقه ابن معين. ولا شيء له في الكتب السّتّة. 4 (محمد بن سليم، أبو هلال.) (10/426)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 427 وذكر بكنيته محمد بن سليم، أبو هلال، المكّي. روى عن: ابن أبي مليكة. وعنه: وكيع. لا يكاد يعرف. 4 (محمد بن سليم الطّائفيّ.) عن: الحسن البصريّ. روى عن: زيد بن أبي الزّرقاء. 4 (محمد بن سليم.) شيخ، روى عن عمرو بن دينار، وهو الطّائفيّ. حدّث عنه: العبّاس بن سليم الموصليّ 4 (محمد بن سليم الخراسانيّ، البلخيّ.) روى عن: الضّحّاك بن مزاحم.) وعنه: منجاب بن الحارث، وإسماعيل بن موسى الفزاريّ، وقتيبة بن (10/427)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 428 سعيد، ولم يلقه ببلخ، بل قال: لقيته بمكة. وكان ابن عيينة يكرمه. 4 (محمد بن صالح بن دينار، أبو عبد الله، المدنيّ، التّمّار. عم رأى سعيد بن) المسّيب. وروى عن: القاسم بن محمد، وعاصم بن قتادة، والزّهريّ، وجماعة. وعنه: الواقديّ، وعبد الله بن نافع الصّايغ، و القعنبي، وخالد بن مخلد، وآخرون. وثّقه أبو داود، وغيره. مات سنة ثمان وسّتين ومائة. قال أبو حاتم: ليس بالقويّ. 4 (محمد بن صالح، المدنيّ، الأزرق. د. ن. ق) (10/428)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 429 تأخّر عن التّمّار قليلاً. حدّث عن: محمد بن المنكدر، وزيد بن أسلم، وحصين بن عبد الرحمن الأشهليّ الأسديّ، ومسلمة بن أبي مريم. وعنه: زيد بن الحباب، وعبد الرحمن بن أبي الجون، وأبو ثابت محمد بن عبد الله، وعبد العزيز الأويسيّ، وغيرهم. وثّقه ابن حيّان. 4 (محمد بن طلحة بن مصرّف، الياميّ، الكوفيّ. خ. م. د. ت. ق أحد العلماء الثقات.) روى عن: أبيه، والحكم، وسلمة بن كهيل، و زبيد الياميّ، وعدّة. وعنه: عبد الرحمن بن مهديّ، و أسد بن موسى، وحسّان بن حسّان البصريّ، وجبارة بن المغلّس، وعون بن سلام، ومحمد بن بكّار بن الرّيان وآخرون. قال أبو زرعة: صدوق. (10/429)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 430 وقال النّسائيّ: ليس بالقويّ. وقال ابن معين: ضعيف. وقال: متروكون ثلاثة: محمد بن طلحة، وأيّوب بن عتبة، وفليح.) قلت: مات سنة سبع وسّتين ومائة. قال أحمد: صالح الحديث، ثقة، لا يكاد يقول: حدّثنا. 4 (محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير بن قتادة، اللّيثيّ.) و يعرف بمحمد المحرم. روى عن: أبيه، وعطاء، وابن أبي مليكة، وعمرو بن شعيب. وعنه: معن بن عيسى، والنّفيليّ، وسعيد بن أبي مريم، وعبد العزيز بن محمد، وداود بن عمرو الضّبّيّ، وآخرون. ضعّفه أبو حاتم. وقال أبو زرعة: ليس بقويّ. (10/430)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 431 وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء. وقال أبو بشر الدّولابيّ: مكّيّ متروك الحديث. وقال البخاريّ: ليس بذاك بالقويّ. 4 (محمد بن عبد الله بن علانة، القاضي. د. س. ق) وعلانة هو ابن علقمه بن مالك العقيليّ الجزريّ، أبو اليسير. من كبار العلماء. سمع: عبد الكريم الجزريّ، و حصيفاً، وعليّ بن بذيمة، وعبدة بن أبي لبابة، وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعيّ، وطائفة. (10/431)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 432 وعنه: ابن المبارك، ووكيع، وحرميّ بن حفص، وعبد العزيز الأويسيّ، وعمرو بن الحصين، وآخرون. قال خليفة: ولي القضاء للمهديّ. وقال ابن سعد: كان ثقة إن شاء الله، وكان من أهل حرّان، قدم بغداد، وولي القضاء بعسكر المهديّ، ثم ولي معه عافية القاضي، فأخبرني عليّ بن الجعد قال: رأيتهما يقضيان في جامع الرّصافة جمعياً، وكان عافية أكثرهما دخولاً على المهديّ. وقال البخاريّ: يكنّى أبا اليسير، في حفظه نظر. وروى عبّاس، عن ابن معين: ثقة. وأخوه: سليمان بن علانة ثقة، يروي عنه معمر.) وأخوهما: أبو سهل بن علانة ثقة، يروي عنه هاشم بن القاسم. وروى الدّارميّ، عن ابن معين: محمد بن علانة: ثقة. وقال أبو حاتم: لا يحتّج به. وقال ابن عديّ: أرجو أنّه لا بأس به. وقال أبو زرعة: صالح الحديث. وقال ابن حيّان: يروي الموضوعات. وقال أبو الفتح الأزديّ: قال البخاريّ: في قوله نظره، وليس يقنع بهذا من البخاريّ، محمد بن علانة حديثه يدلّ على كذبه، هو عندي واه. (10/432)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 433 قال الخطيب عقيبها: أحسب الأزديّ وقعت إليه روايات عمرو بن الحصين، عن ابن علانة، فألا جلها نسبه إلى الكذب، والآفة من ابن الحصين، فإنّه كذّاب. عن أبي ميسرة الحدّانيّ قال: اختصمت الجنّ والإنس إلى ابن علانة في بئر، ولم ير الجنّ، لكن سمع كلامهم، فحكم أنّ الإنس يستقون من المغرب إلى الفجر، فكان من استقى بعد المغرب رجم بالحجارة. وقال عليّ بن سراج المصريّ: كان ابن علانة يقال له: قاضي الجنّ، ثم ذكر البئر وأنّها بئر بين حرّان وحصن مسلمة. مات سنة ثمان وسّتين ومائة. وقال عليّ بن الجعد: أظنه مات سنة ثلاث وسّتين. وقال غيره: ولي قضاء الجانب الشرقيّ للمهديّ. 4 (المهديّ: أمير المؤمنين، أبو عبد الله، محمد بن الخليفة أبي (10/433)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 434 (10/434)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 435 جعفر المنصور، عبد الله) بن محمد بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب، العبّاسيّ، الخليفة الثالث من بني العبّاس. مولده بإيذج في سنة سبع وعشرين ومائة. وقال الحطبيّ: ولد سنة ست وعشرين ومائة في جمادى الآخرة. وأمه، أم موسى بن منصور، الحميريّة. وكان جواداً، ممدّحاً، مليح الشكل، محّبباً إلى الرعّية، قصّاباً للزّنادقة.) روى عن: أبيه، وعن مبارك بن فضالة. حدّث عنه: يحيى بن حمزة، وجعفر بن سليمان الضّبعيّ، و محمد بن عبد الله الرّقاشيّ، وأبو سفيان سعيد بن يحيى الحميريّ. وما علمت قيل فيه جرحاً، ولا توثيقاً. وقد روى منصور بن أبي مزاحم، ومحمد بن يحيى بن حمزة، عن يحيى بن حمزة قال: صلّى بنا المهديّ، بسم الله الرحمن الرحيم، فقلت يا أمير المؤمنين: ما هذا قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن ابن عبّاس: أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم جهر بسم الله الرحمن الرحيم، فقلت للمهديّ: نأثره عنك قال: نعم. (10/435)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 436 هذا إسناد متّصل، لكن ما علمت أحداً احتجّ بالمهديّ ولا بأبيه في الأحكام. تفردّ محمد بن الوليد، مولى بني هاشم. وقال ابن عديّ: كان يضع الحديث قال: ثنا أسباط بن محمد، وصلة بن سليمان، عن سليمان التّيميّ، عن قتادة، عن سعيد المسّيب، عن عثمان مرفوعاً: المهديّ من ولد العبّاس عميّ. وخرج أبو داود، والتّرمذيّ من حديث عاصم يواطي اسمه و اسمي، واسم أبيه اسم أبي. صحّحه التّرمذيّ. ومن المناكير الواهيات خبر فضيل بن مرزوق، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال، عن سعيد، عن ابن عبّاس، قوله: منّا المنصور، ومنّا السّفّاح والمهديّ إسناده صالح. ولما شبّ المهديّ، أمره أبوه على طبرستان وما يليها، وعلى الرّيّ، وتأدّب وجالس العلماء، وتمّيز. ثم إنّ أباه غرم أموالاً عظيمة، وتحيّل حتى استنزل وليّ العهد ولد أخيه عيسى بن موسى عن المنصب، وولاّه المهديّ، فلّما مات المنصور بظاهر مكّة قبل الحجّ قام بأخذ البعثة الربيع بن يونس الحاجب، وأسرع بالخبر إلى المهديّ مولاه منارة البربريّ وهو ببغداد، فكتم الأمر يومين، ثم خطب الناس، ونعى إليهم المنصور. (10/436)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 437 قال ابن أبي الدّينا: كان أسمر، مضطّرب الخلق، على نكتة بياض. وقال الخطيب: كان أسمر طويلاً جعداً، فأول من هّنأ المهديّ بالخلافة وعزّاه، أبو دلامة وأجاد:) (عيناي واحدة ترى مسرورة .......... بأميرها جذلى، وأخرى تذرف)

(تبكي وتضحك تارةً، يسوءها .......... ما أنكرت ويسرها ما تعرف)

(فيسؤها موت الخليفة محرماً .......... ويسرها أن قام هذا الأرأف)

(ما إن رأيت كما رأيت ولا أرى .......... شعراً أسرحه وآخر ينتف)

(هلك الخليفة، يا ل دين محمد .......... وأتاكم من بعده من يخلف)

(أهدى لهذا الله فضل خلافة .......... ولذاك جّنات النّعيم تزخرف) ومن خطبة المهديّ: إنّ أمير المؤمنين عبدّ دعي فأجاب، وأمر فأطاع، و اغرورقت عيناه فقال: وقد بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند فراق الأحّبة، ولقد فارقت عظيماً، وقلّدت جسيماً، فعند الله أحتسب أمير المؤمنين، وبه أستعين على خلافة المسلمين. (10/437)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 438 قال الأصمعيّ: كان نقش خاتم المهديّ: الله ثقة محمد، وبه يؤمن. وروى أبو العيناء، عن مسلمة بن عديّ، أنّ المهديّ قال في خطبته: أيها النّاس: أسرّوا مثل ما تعلنون من طاعتنا نهبكم العافية وتحمدوا العاقبة، واخفضوا جناح الطّاعة لمن نشر معدلته فيكم وطوى الإصر عنكم، وأهال عليكم السلامة من حيث رآه الله مقدّماً ذلك، والله لأفيّين عمري بين عقوبتكم والإحسان إليكم. قال منارة: فرأيت وجوه الناس تشرق فرحاً. قال نفطويه: أخبرني أبو العباس المنصوريّ قال: لما حصلت الخزائن في يد المهديّ، أخذ في ردّ المظالم، فأخرج أكثر الذخائر ففرّقها، وبرّ أهله ومواليه. قلت: كان أبوه جمع من الأموال ما لا يعبر عنه، وكان مسيكاً. فذكر عن الربيع الحاجب أنّه قال: مات المنصور وفي بيت المال مائة ألف و ألف درهم، وستون ألف و ألف درهم، فقسّم ذلك المهديّ وأنفقه، وكانت نفقة المنصور ما يجيئه من مال الشّراة نحو ألفي درهم في النسة. قلت: وزن ذلك المال بالقنطار الدّمشقيّ ألف قنطار وسّتمائة قنطار وسبعون، وإذا صرف بها ذهب مصريّ، جاء أزيد من مائة قنطار وسبعين قنطاراً. وعن صالح المرّيّ قال: دخلت على المهديّ بالرّصافة فقلت:) أجهل قولي يا أمير المؤمنين فإنّ أولى الناس بالله أحملهم لغلظة النّصيحة فيه، وجدير من له قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرث أخلاقه ويأتّم بهد يه، وقد ورّثك الله من فهم العلم وإنارة الحجّة ميراثاً (10/438)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 439 قطع به عذرك، فمهما ادعيت من حجّة، أو ركبت من شبهة، لم يصحّ لك برهان من الله، فيها حلّ بك من سخط الله بقدر ما نجا هلته من العلم، وأقدمت عليه من شبه الباطل، وأعلم أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خصم من خالفه، وأثبت الناس قدماً يوم القيامة، آخذهم بالكتاب والسّنة، فمثلك لا يكابر بتجريد المعصية، لكن بمثل الإساءة إحساناً، ويشهد له عليها خونة العلماء، فهذه الخيالة تصّيدت الدّينا نظراءك، فأحسن الجهل، فقد أحسن من وعظك الآداء. قيل: قبل رجلّ يد المهديّ وقال، يدك يا أمير المؤمنين أحقّ بالتقبيل لعلوها بالمكارم، وطهارتها من المآثم، وإنّك ليوسفي العفو، إسماعيليّ الصّدّق، شعيبيّ الرّفق، فمن أرادك بسوء جعله الله طريد خوفك، حصيد سيفك. وأثني عليه بالشجاعة فقال: ومالي لا أكون شجاعاً وما خفت أحداً إلاّ الله. وروى ابن أبي الدّينا: أنّ المهديّ كتب إلى الأمصار يزجر أن يتكلم أحد من أهل الأمراء في شيء منها. وعن يوسف قال: لما ولي المهديّ رفع أهل البدع رؤوسهم، وأخذوا في الجدل، فأمر أن يمنع الناس من الكلام، وأن لا يخاض في شيء منه، فانقمعوا. وقال داود بن رشيد: سمعت سلماً الحاجب يقول: هاجت ريح سوداء، فخفنا أن تكون الساعة، وطلبت المهديّ في الإيوان فلم أجده، ثم سمعت حركةً في بيت، فإذا هو ساجد على التراب يقول: اللّهم لا تشّمت بنا أعداءنا من الأمم، ولا تفجع بنا نبيّنا، اللّهم وإن كنت أخذت العامّة بذنبي فهذه ناصيتي بيدك، فما أتم كلامه حتى انجلت. (10/439)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 440 عمر بن شبّه، عن الضّحّاك: أن المهديّ قدم البصرة، فكان يصلّي بنا، فقام أعرابيّ فقال: يا أمير المؤمنين، مر المؤذّن لا يقيم حتى أتوضّأ، فأمر به، فتعجّبوا من أخلاق المهديّ. قال الأصمعيّ: سمعت: المهديّ على المنبر يقول: إنّ الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه، وثنى بملائكته فقال: إنّ الله وملائكته يصلّون على النّبيّ. قال المد ائنيّ: دخل رجل على المهدي فقال: إنّ المنصور شتمني وقذف أمّي، فإّما أمرتني أن) أجلده، وإمّا عّوضتني فاستغفرت له. قال: ولم شتمك قال: شتمت عدّوه بحضرته فغضب. قال: ومن عدّوة قال: إبراهيم بن عبد الله بن حسن، قال: إنّ إبراهيم أمسّ به رحماً، وأوجب عليه حقاً، فإن كان شتمك كما زعمت فعن رحمه ذب، وعن عرضه دفع، وما أساء من انتصر لابن عمه، قال: إنّه كان عدّواً له، قال: لم ينتصر للعداوة بل للرحم، فأسكت الرجل، فلما ذهب ليولّي قال: لعلّك أردت أمراً فجعلت هذا ذريعة، قال: نعم، فتبسّم وأمر له بخمسة آلاف. قال الأصمعيّ: دخل على المهديّ رجل شريف، فأمر له بمال، فقال: يا أمير المؤمنين، ما أنتهي إلى غاية شكرك إلاّ وجدت غايةً من معروفك، فمات عجز الناس عن بلوغه، فالله من ورائه، في كلام ذكره. عبيد الله بن أحمد، عن أبيه قال: أخبرت عن الربيع، أنّ المنصور يوماً فتح خزانة ممّا قبض من خزائن مروان بن محمد، قال: فأحصى فيها أثني عشر ألف عدل خزّ، فأخرج منها ثوباً فقال لي: اقطع لي جبّة، ولمحمد جبّةً، فقلت: لا يجيء منه هذا قال: اقطع لي جبّة وقلنسوة، وبخل أن (10/440)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 441 يخرج ثوباً آخر للمهديّ، فلمّا أفضت الخلافة إلى المهديّ، أمر بتلك الخزانة بعينها، ففرّقت على الموالي والخدم. الزُّبير بن بكّار في النسب. حدّثني شيخ من أهل المدينة قال: لما جلس المهديّ لأشراف قريش وأجازهم، كان فيمن صار إليه عبد الأعلى بن عبد الله بن محمد بن مروان، فأجازه وكساه فقال: وصلك الله يا أمير المؤمنين، وجعلني فداك، فقد وصلت الرَّحم، وددت الظَّلامة، وعندي بنت عمّ لي أحبّ النّاس إليّ، غدوت اليوم وأنا لها مغاضب، فإن رأيت أن تجعل للصُّلح بيننا موضعاً فافعل، فأعطاه ألف دينار وخمسين ثوباً فقال، ترى ما هذا يصلح بينكما. قال: نعم، فقال: والله لو قلت لا، ما زلت أزيدك إلى الليل. أبو زرعة الدِّمشقيّ، نا أبي، نا أبو خليد قال: قال مالك: قال لي المهديّ: يا أبا عبد الله لك دار قلت: لا والله. فأمر لي بثلاثة آلاف دينار. الزُّبير بن بكّار: نا عمّي قال: كان المهدي أعطى بكّاراً الأخيني بداره أربعة آلاف دينار التي عند الجمرة، فأبى وقال: ما كنت لأبيع جوار أمير المؤمنين، فأمر له بأربعة آلاف وقال: دعوه وداره.) وقيل إنّ عبد العزيز بن الماجشون لما دخل على المهديّ أنشده: (وللنّاس بدر في السماء يرونه .......... وأنت لنا بدر على الأرض مقمر)

(فبالله يا بدر السَّماء ضوءه .......... تراك تكافيء عشر مالك أضمر)

(وما البدر إلاّ دون وجهك في الدُّجى .......... يغيب فتبدو حين غاب فتقمر)

(وما نظرت عيني إلى البدر طالعاً .......... وأنت تمشي في الثّياب فتسحر) وأنشده مغيرة بن عبد الرحمن المخزوميّ: (رمى البين من قلبي السَّواد فأوجعا .......... وصاح، فصيح بالرَّحيل فاسمعا) (10/441)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 442 (وغرد حادي الرَّكب وانشقَّت العصا .......... وأصبحت مسلوب الفؤاد مفجعاً)

(كفى حزناً من حادث الدَّهر إنّني .......... أرى البين لا أستطيع للبين مدفعاً)

(وقد كنت قبل البين بالبين جاهلا .......... فيا لك بين، ما أمرَّ وأفظعا) وأنشده أبو السَّائب، وغيره، فقال المهديّ، لأغنينَّكم، فأجازهم لكلّ واحد بعشرة آلاف دينار، هذه رواها أبو العبّاس بن مسروق، عن عبد الرحمن بن هارون العدويّ، عن عبد الملك بن الماجشون. وقال نفطويه: انقطع المهديّ عن خاصّته في الصَّيد، فنزل يبول، ودفع إلى أعرابي فرسه، فاقتلع من خيله السَّرج، ثم تلاحقت الخيل فأحاطت به، فهرب الأعرابيّ، فأمرهم بردّه، وخاف الأعرابي فقال: خذوا ما أخذنا ودعونا نذهب إلى خزي الله وناره، فصاح المهديّ: تعالى لا بأس عليك، فقال: ما تريد، جعلني الله فداء فرسك، فضحكوا وقالوا: ويلك، قل: جعلني الله فداك يا أمير المؤمنين، فقال: أو هذا أمير المؤمنين قالوا: نعم، قال: والله لئن أرضاه هذا مني ما يرضيني ذلك فيه، ولكن جعل الله جبريل وميكائيل فداءه، وجعلني فداءهما، فضحك المهديّ، وطاب له، وأمر له بعشرة آلاف. وحكى ابن الإخباريّ، عن أبيه بإسناد أنّ المهديّ أعطى رجلاً مرَّة مائة ألف دينار، وكان شكا أنّ عليه خمسين ألف دينار. أبو صوافيه أحمد بن إسماعيل، نا الأصمعي قال، حدّثني حسن الوصيف حاجب المهديّ قال: كنّا بزبالة إذ جاء أعرابيّ فقال: يا أمير المؤمنين، جعلني الله فداك، أنا عاشق، فدعا به فقال: ما اسمك قال: أبو ميّاس، قال: من عشيقتك قال: لا أنا أكثر منه مالاً، قال: فما القصّة قال:) أدن منّي (10/442)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 443 رأسك، قال: فضحك المهديّ وأصغى إليه، فقال: إنيّ هجين، قال: ليس يضرّك ذاك، إخوة أمير المؤمنين أكثرهم هجن، يعني أولاد إماء، يا غلام: عليّ بعمّه، فأتي به، فإذا أشبه خلقٍ بأبي ميّاس كأنهما باقلاة فلقت، فقال: لم لا تزوّج أبا ميّاس وله أدب وأنت عمُّه قال: إنّه هجين، قال: فإخوة أمير المؤمنين وولده أكثرهم هجن، فليس هذا مما ينقصه، زوِّجه، فقد أصدقتها عنه عشرة آلاف درهم، قال: قد فعلت، فأمر له بعشرين ألفاً فأنشد: (ابتعت ظبيةً بالغلاء، وإنّما .......... يعطى الغلاء بمثلها أمثالي)

(وتركت أسواق القباح لأهلها .......... إنّ القباح وإن رخصن غوالي) قال الزّبير، أخبرني يوسف الخّياط قال: دخل ابن الخّياط المكّيّ الشاعر على المهديّ وقد مدحه، فأمر له بخمسين ألفاً، فلّما قبضها فرّقها على الناس وقال: (أخذت بكّفي كّفه أبتغي الغنى .......... ولم أدر الجود من كّفه يعدي)

(فلا أنا منه ما أفاد ذوو الغنى .......... أفدت، وأعداني، فبدّت ما عندي) فنمي الخبر إلى المهديّ، فأعطاه بكلّ درهم ديناراً. وقيل إنّ مروان بن أبي حفصة لما أنشد المهديّ قصيدته السائرة التي أولها: صحا بعد جهل واستراحت عواذله. قال: ويلك، كم بيت هي قال: سبعون بيتاً، قال: لك بها سبعون ألفاً. وفيها: (كفاكم بعّباس أبي الفضل والداً .......... فما من أب إلاّ أبو الفضل فاضله)

(كان أمير المؤمنين محمداً .......... أبو جعفر في كلّ أمر يحاوله)

(إليك قصرنا النّصف من صلواتنا .......... مسيرة شهر بعد شهر نواصله) (10/443)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 444 (فلا نحن نخشى أن يخيب مسيرنا .......... إليك، ولكن أهنأ البرّ عاجله) فتبسّم وقال: عجِّلوها له. الزُّبير بن بكّار، عن بعضهم: أنّ المهديّ كان مستهتراً بالخيزران، لا يكاد يفارها ف مجلس يلهو به. عمر بن شبّه قال: كانت للمهديّ جارية يحّبها حّباً شديداً، وكانت شديدة الغيرة عليه، فتغتاظ، وتؤذيه، فقال فيها:) (أرى ماءً وبي عطش شديد .......... و لكن لا سيل إلى الورود)

(أراح الله من بدني فؤآدي .......... وعجّل بي إلى دار الخلود)

(أما يكفيك أنّك تملكيني .......... و أنّ النّاس كلّهم عبيدي)

(وأنّك لو قطعت يدي ورجلي .......... لقلت من الرّضا: أحسنت زيدي) والمهديّ كغيره من عموم الخلائف والملوك، له ما لهم، وعليه ما عليهم، كان منهمكاً في اللّذّات واللّهو والعبيد، ولكن مسلم خائف من الله، قد تتّبع الزّنادقة وأباد خلقاً منهم. فذكر محمد بن مقدّم الواسطيّ، عن أبيه: أنّ المهديّ قال لأبيه الهادي يوماً وقد قدّم إليه زنديق فاستتابه فلم يتب فضرب عنقه: يا بنيّ إن ولّيت فتجّرد لهذه العصابة، يعني أصحاب ماني، فإنّهم يدعون إلى ظاهر حسن كاجتناب الفواحش والزّهد والعمل للآخرة، ثم بعد ذلك يخرجون الناس إاى تحريم اللّحموم، ومسّ الماء للتطّهر، وترك قتل الهوامّ تحرّجاً وتاثّماً، ثم يخرجون من هذا إلى عبادة اثنين، أحمدهما النّور، والآخر الظّلمة، ثم يبيحون نكاح الأخت والبنت، والغسل بالبول، فجّّرد فيهم السيف، فإنّي رأيت جدّك العّباس في المنام، فقلدّني سيفين، وأمرني بقتل أصحاب الاثنين. قال الزّبير، وحدّثني يحيى بن محمد قال: قسّم المهديّ قسماً سنة (10/444)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 445 أربع وسّتين ومائة، فأصاب مشيخة بني هاشم، أكثرهم خمسة وسّتون ديناراّ، وأقل من أصابه من القسمة من العرب أو من مواليهم أربعة دنانير، وكان عدّة الذين أخذوا ثمانين ألف إنسان. عن عليّ بن يقطين الأمير قال: خرجنا مع المهديّ، فرأى في منامه رؤياً استيقظ باكياً، رأى كأنّ شيخاّ يقول له: (كأنني بهذا القصر قد باد أهله .......... وأوحش منه ركنه ومنازله)

(وصار عميد القوم من بعد بهجة .......... وملك إلى قبر عليه جنادله)

(فلم يبق إلاّ ذكره وحديثه .......... ينادي بلبل معولات حلائله)

(تزود من الدّينا فإنّك ميت .......... وإنّك مسؤول فما أنت قائله) قال الفلاّس: ملك المهديّّّّ عشرين سنة وشهراً ونصفاً، ومات لثمان بقين من المحّرم سنة تسع وسّتين ومائة. قالوا: ومات بما سبذان، وعاش ثلاثاً وأربعين سنة، وعقد بالأمر من بعد لابنيه موسى الهادي،) ثم هارون الرشيد. 4 (محمد بن عبد الرحمن بن البيلمانيّ، الكوفيّ النّحويّ.) د. ق (10/445)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 446 روى عن: أبيه، وخال أبيه. وعنه: سعيد بن بشير، ومحمد بن الحارثيّ، وأبو ذّر محمد بن عثيم، وموسى التّبوذكيّ، ومحمد بن كثير العبديّ. قال البحاريّ، وغيره: منكر الحديث. وقال ابن معين: ليس بشيء. قلت: لمحمد بن الحارث عنه، عن أبيه، عن ابن عمر، نسخة أكثرها مناكير، فأنكرها: إنّ أحاديثي ينسخ بعضها بعضاً كنسخ القرآن. 4 (محمد بن عبد الرحمن بن مجّبر بن عبد الرحمن بن عمر بن (10/446)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 447 الخطّاب، العدويّ) العمريّ، المدنيّ. عن: نافع، والعلاء بن عبد الرحمن. وعنه: سعيد بن سليمان الواسطيّ، وبشر بن الوليد، وحفص بن عمر، والعمريّ، وغيرهم. قال ابن معين: ليس بشيء. وروى العقيليّ، عن آدم، عن البخاريّ قال: سكتوا عنه. وقال النّسائي: متروك. وقال ابن عديّ: مع ضعفه يكتب حديثه. حجّاج بن منهال، أنا محمد بن عبد الرحمن بن المجّبر، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً: اطلبوا الخير عند حسان الوجوه. قال العقيليّ: الرواية في هذا الباب فيها لين. (10/447)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 448 4 (محمد بن عبد الرحمن بن طلحة بن الحارث بن طلحة، العبدّيّ، الحجبيّ،) المكّيّ. عن: جدّته صفّية بنت شيبة، وغيرها. وعنه: شعبة، ووكيع، وأبو عاصم، وأبو جعفر النّفيليّ، وهو قدم شيخ للّنفيليّ. ولم أر لهم فيه مقالاً يوهّيه.) 4 (محمد بن عبد الرحمن بن هشام المخزوميّ، أبو خالد، (10/448)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 449 المكّيّ، القاضي، المعروف) بالأوقص. عن: خالد بن سلمة، وعليّ بن زيد بن جدعان. وعنه: معن بن عيسى، ومحمد بن الحسن بن زبالة، وغيرهما. وكان لا رقبة له، بل رأسه على بدنه. مرّت به إمرأة وهو يقول: اللّهمّ أعتق رقبتي من النّار، فقالت: وأين الرقبة وقد ولّي قضاء مكّة عشرين سنة، وقدم الشام غازياً. يقال: توفّي سنة تسع وسّتين ومائة. 4 (محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف الزّهريّ، العوفّي، المدنيّ.) عن: أبيه، والزّهريّ، وأبي الزّناد. (10/449)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 450 وعنه: ابنه إبراهيم، وعبد الصّمد بن حسّان، وغيرهما. متروك الحديث. وقال البخاريّ: منكر الحديث. إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز، عن أبيه، عن الزّهريّ، قال: أوصى بعد الرحمن بن عوف لمن شهد بدراً فوجدهم مائة رجل، لكلً رجل أربعمائة دينار، وكان عثمان فيهم، التّيميّ، الكوفيّ، الزّاهد. عن: مغيرة بن مقسم، وأبي حيّان التّيميّ. وعنه: سليم بن عيسى المقري، ويحيى بن آدم، وأحمد بن يونس. ذكر عنه خيراً وفضلاً و صلاحاً. وقد نزح من الكوفة مرّة فقال: لا أقيم ببلدة يشتم فيها الصحابة رضي الله عنهم. (10/450)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 451 4 (محمد بن عبد الملك الأنصاريّ، المدنيّ، الضّرير.) عن: عطاء بن أبي رباح، ونافع، وابن المنكدر. وعنه: يحيى بن سعيد العطّار، ويحيى بن صالح الوحاظيّ، ومحمد بن الصّلت الأسديّ، وعدّة. ضعّفه أبو زرعة، وغيره. وقال أحمد بن حنبل: كذاب.) وقال البخاريّ: منكر الحديث. وقال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عن شيخ روى عنه الوحاظيّ يقال له محمد بن عبد الملك الأنصاريّ، قال، ثنا عطاء، عن ابن عبّاس: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخلّل بالقصب والآس، وقال: إنهما يسقيان عراق الجذام، فقال أبي: رأيته وكان أعمى، وكان يضع الحديث. (10/451)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 452 4 (محمد بن عمرو بن عبيد بن حنظلة، أبو سهل الأنصاريّ، الواقفي، المدنيّ، ثم) البصريّ. عن: شهر بن حوشب، ومحمد بن سيرين، والقاسم، وغيرهم. وعنه: ابن المبارك، وعليّ بن الجعد، وبشر بن الوليد، ومعن بن القزّاز، وكامل بن طلحة. ضعّفه ابن معين، وغيره. وقال عليّ: سألت يحيى بن سعيد بن عمرو الأنصاريّ، فضعّف الشيخ جدّاً، قلت: ما له قال: روى عن القاسم، عن عائشة في الكبش الأقران، وعن القاسم، عن عائشة في الصلاة الوسطى، وروى عن الحسن أوابد. وقال أحمد: كان يكون بالبصرة، وعبّادان. وكان ابن مهديّ يحدّث عنه. (10/452)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 453 العقيليّ: ثنا محمد بن إسماعيل، ثنا شريح بن النّعمان، أنا أبو سهل محمد بن عمرو الأنصاريّ، عن محمد بن سيرين، عن ابن عبّاس: وقت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل مكة التنعيم العقيلي: أنا علي عبد العزيز أبو نعيم نا حسان نا سفيان عن هشام عن ابن سيرين قال وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل مكة الجعرانة. كامل بن طلحة، أنا محمد بن عمرو الأنصاريّ، أنا ابن سيرين، قال أبو هريرة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من سلّ سخينته على طريق عامرة للمسلمين، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. وكامل ليس بعمدة. 4 (محمد بن عمران الحجبيّ، المدنيّ.) ) آخر من حدّث عن جدّته صفيّة بنت شيبة. روى عنه: وكيع، وأبو عاصم، والنّفيليّ. (10/453)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 454 لم أسمع فيه مقالاً، فقد مرّ محمد بن عبد الرحمن في هيئته. فالله أعلم. 4 (محمد بن عيسى، أبو يحيى الهلالّي، وقيل العبديّ، بصريّ.) روى عن: محمد بن المنكدر. وعنه: عبيد بن واقد المسمعيّ، ومسلم بن إبراهيم، وأبوب عتّاب الدّّّلاّل، وغيرهم. ضعّفوه. وقال البخاريّ: منكر الحديث. (10/454)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 455 4 (محمد بن القاسم، الطّائيّ، الحمصيّ.) عن: عبد الله بن بسر المازنيّ، وعبد الله بن ناسج الحضرميّ، ويحيى ابن عتبة بن عيبد السّلميّ، وعتبة بن شعيب، وسعيد بن عبد الجّبار، وسلامة بن جوّاس، ويحيى بن صالح الوحاظيّ. ما و هّاه أحد. 4 (محمد بن مطرّف بن داود، أبو غسّان، المدنيّ. ع) أحد العلماء الأثبات. روى عن: محمد بن المنكدر، وحسّان بن عطّية، وصفوان بن سليم، وأبي حازم سلمة بن دينار. وعنه: سفيان الثّوريّ، وهو أكبر منه، وابن وهب، وآدم بن أبي إياس، وعليّ بن عبّاس، وسعيد بن أبي مريم، وعليّ بن الجعد، وجماعة. وقد وفد على المهديّ، وحدّث ببغداد. وثّقه أحمد بن حنبل، وغيره. (10/455)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 456 قال أحمد بن عليّ الخطيب: قيل إنّه من موالي عمر رضي الله عنه، وقد سكن عسقلاّن. قلت: لم يؤرّخه أحد. 4 (محمد بن مهاجر بن أبي مسلم، دينار الأنصاريّ، الحمصيّ، أخو عمرو بن) ) مهاجر. م. ع عن: أبيه، ونافع مولى ابن عمر، و ربيعة بن يزيد، وإسماعيل بن عبيد الله، والوليد بن عبد الرحمن الجرشيّ، وجماعة. وعنه: أبو مسهر، ويحيى الوحاظيّ، وعليّ بن عبّاس، ومروان الطّاطريّ، وعبد الله بن يوسف التّنّيسيّ، وأبو توبة الربيع بن نافع. وثّقه أحمد بن حنبل. توفيّ سنة سبعين ومائة. (10/456)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 457 4 (محمد بن مهاجر، القرشيّ، الكوفيّ.) عن: نافع، وأبي حعفر محمد بن عليّ. وعنه: أبو معاوية الضّرير، وعون بن سلام. قال البخاريّ: لا يتابع على حديثه، يعني عن نافع، عن ابن عمر أنّه كان إذا أراد أن يستلم الحجر يقول: اللّهمّ إيماناً بك وتصديقاً بكتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم. 4 (محمد بن مهاجر بن عامر الأسديّ.) عن: الحكم، وأبي جعفر محمد بن عليّ. وعنه: أبو بلال الأشعريّ، والمطّلب بن زياد، وإسحاق بن بشر الكاهليّ. أظنه الذي قلبه. 4 (محمد بن مهزم، العبديّ، البصريّ، الشّعّاب.) (10/457)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 458 عن: محمد بن واسع، ومعروف المكّيّ. وعنه: وكيع، وأبو عمر الحوضيّ، ومسلم بن إبراهيم، وجماعة. وثّقه ابن معين. 4 (محمد بن هلال، المدنيّ، مولى بني جمح. د. ن. ق) عن: أبيه، وسعيد بن المسّيب، وعليّ بن الحسين، وعمر بن عبد العزيز. وعنه: ابن أبي فديك، وإسماعيل بن أبي أويس، وأبو عامر العقديّ، والقعنبيّ، وعبد الرحمن بن مهديّ، وطائفة. وعاش نحواً من مائة سنة.) وثّقه أحمد بن حنبل. وقال أبو حاتم: صالح الحديث. (10/458)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 459 4 (محمد بن يزيد البصريّ، المدنيّ، نزيل دمشق.) عن: العلاء بن عبد الرحمن، ويحيى بن سعيد الأنصاريّ. وعنه: الوليد بن مزيد، ومحمد بن شعيب. ذكره ابن أبي حاتم. 4 (مخارق بن عفّان، العابد.) من عبّاد أهل العراق، ما ذكره ابن أبي حاتم. مات سنة سبع وسّتين ومائة. 4 (مخلد بن الضّحّاك، الشّيبانيّ، البصريّ.) عن: الزّبير بن عبيد، وغيره. روى عنه: ابنه أبو عاصم النّبيل، ويونس المؤدّب. توفيّ قريباً من وفاة حمّاد بن سلمة. 4 (مرجّى بن رجاء اليشكريّ، ويقال: العدويّ، البصريّ.) (10/459)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 460 عن: أيوب السّختيانيّ، وحنظلة السّدوسيّ، وعبيد الله بن أبي بكر، وحميد الطويل، وجماعة. وعنه: أبو عمر الحوضيّ، وأبو عمر الضّرير، وشّبابة، ويعقوب الحضرميّ، وطائفة. وهو صاحب التّعبير. وثّقه أبو زرعة. وعلق له البخاريّ حديثاً واحداً، فلّينه بعضهم. قال عبّاس بن محمد، عن ابن معين: مرجا بن رجاء ضعيف، ومرجّا بن وداع: ضعيف، إلاّ أنّ ابن رجاء أصلح. 4 (مسكين بن دينار، أبو هريرة التّيميّ، الشّقريّ، الكوفيّ.) عن: مجاهد، وأبي عمرو نشيط المنّبهيّ. وعنه: وكيع، ومحمد بن سابق التّيميّ، وأبو أسامة، وعبيد بن إسحاق العطّار. (10/460)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 461 صدوق.) 4 (مسلم بن قعنب.) والد القعنبيّ. سيأتي. 4 (مسور بن الصّلت.) حدّث ببغداد عن: أبي جعفر محمد بن عليّ، ومحمد بن المنكدر. وعنه: يحيى بن حسّان، وسعيد بن سليمان الواسطيّ، وبشر بن الوليد. ضعّفه البخاريّ، وابن معين. (10/461)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 462 4 (مسور بن عبد الملك بن سعيد بن يربوع، المدنيّ.) عن: أبيه، ونبيه بن وهب، ويزيد بن قسيط. وعنه: معن بن عيسى، وابن وهب، وأشهب، وعبد الله بن عبد الحكم. 4 (مصاد بن عقبة.) عن: أبي الزّبير، وزياد بن سعد، ومقاتل بن حيّان، وغير واحد. وعنه: موسى بن أعين، وعمر بن أيّوب الموصلّي. 4 (مطر بن عبد الرحمن، البصريّ، الأعنق.) عن: أبي العالية الرّياحيّ، والحسن، ومعاوية بن قرّة. وعنه: الطّيالسّي، ومحمد بن عيسى بن الطّبّاع، وموسى بن إسماعيل، وأبو كامل الجحدريّ. قال أبو حاتم: محلّه الصّدق. 4 (مطيع بن إياس، اللّيثيّ.) (10/462)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 463 شاعر محسن، بديع القول، وفد على الوليد بن يزيد، ثم صحب المنصور وابنه المهديّ. وكان مازحاً ماجناً بحيث أنّه اتّهم بالزّندقة. وهو القائل: (وما زال بي حّبيك حتّى كأّنني .......... برجع جواب السّائلي عنك أعجم)

(لا سلم من قول الوشاة وسلمى .......... سلمت، وهل حّي من الناس يسلم) روى صاحب الأغاني، عن حماد بن إسحاق، عن أبيه قال: كان مطيع بن إياس منقطعاً إلى جعفر بن المنصور، فطالت صحبته له بقلّة فائدة، فاجتمع مطيع يوماً وحمّاد عجرد، ويحيى بن زياد، فتذاكروا أيام بني أمية، وكثرة ما أفادوا منها، وحسن مملكتهم وطيب دارهم بالشام، وما) هم فيه ببغداد من القحط في دولة المنصور، وشدّة الحرّ، وخشونة العيش، وشكوا الفقر فأكثروا، فقال مطيع بن إياس في ذلك: (حبذّا عيشنا الذي زال عنّا .......... حبذّا ذاك حين لا حبذّا ذا)

(أين هذا من ذاك سقياً لهذا .......... ك ولسنا نقول: سقياً لهذا)

(زاد هذا الزّمان شرّاً وعسراً .......... عندنا إذ أحلّنا بغذاذا) (10/463)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 464 (بلدة تمطر التراب على النا .......... س كما تمطر السّماء الرّذاذا)

(خربت عاجلاً وأجدب ذو العر .......... ش بأعمال أهلها كلواذا) يقال: مات مطيع سنة تسع وسّتين ومائة. 4 (مطيع بن ميمون، العنبريّ، البصريّ. د. ن) عن: صفّية بنت عصمة في الخضاب. وعنه: خالد بن عبد الرحمن، ومعلّى بن أسد، وطالوت بن عبّاد. قال ابن عديّ: له حديثان غير محفوظين. 4 (معارك بن عبّاد، العبديّ، البصريّ. ت) (10/464)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 465 عن: عبد الله بن الفضل الهاشميّ، وعبد الله بن سعيد المقبريّ. وعنه: مسلم بن إبراهيم، وحجّاج بن نضير، ويعقوب الحضرميّ، وقرة بن حبيب. قال أبو زرعة: واهي الحديث. وقال الدّار قطنيّ، وغيره: ضعيف. 4 (معاوية بن سلام بن أبي سلام ممطور الحبشيّ، ثم الشّاميّ. ع) (10/465)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 466 عن: أبيه، وعن أخيه زيد بن سلام. ويقال لحق جدّه، وروى أيضاً عن: الزّهريّ، ويحيى بن يحيى بن أبي كثير، وجماعة. ويقال لحق جدّه وروى أيضاً عن: الزهريّ، ويحيى بن أبي ككثير، وجماعة. وعنه: يحيى بن حسّان، ويحيى بن صالح الوحاظيّ، ويحيى بن يحيى التّميميّ، ويحيى بن بشر الحريريّ، وأبو مسهر، ومروان بن محمد، وأبو توبة الحلبيّ، وآخرون. كان يكون بحمص، ثم سكن دمشق. وثّقه النّسائيّ، وغيره.) وقال يحيى بن معين: أعدّه محدّث أهل الشّام في زمانه. وفي نسخة أبي مسهر: أنا معاوية بن سلام، سمعت جدّي أبا سلام، فذكر حديثاً مرسلاً. أبو زرعة: أنا أبو مسهر: قلت لمعاوية بن سلام: لمن الولاء عليك فغضبأي أنّه عربي. وقال أحمد بن حنبل: ثقة. وقال عبّاس، ابن معين قال: قدم معاوية بن سلام على يحيى بن كثير، فأعطاه كتاباً فيه أحاديث زيد بن سلام، ولم يقرأه ولم يسمعه. قلت: المعطي هو معاوية ليحيى، يعني فحمله يحيى مناولةً. (10/466)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 467 بقي يحيى إلى حدود سنة سبعين ومائة، لأنّ يحيى بن يحيى أدركه. 4 (معروف بن مشكان، أبو الوليد، المكّيّ، المقري. ق) ولد سنة مائة، وقيل قبلها. قرأ القرآن على ابن كثير، وروى عن عطاء بن أبي رباح. قرأ عليه إسماعيل بن عبد الله القسط. وحدّث عنه: ابن المبارك، ومروان بن معاوية، ومحمد بن حنظلة المخزوميّ، وغيرهم. وهو ثبت في القراءة، أمّا في الحديث فقلّ ما روى. أخرج له ابن ماجة حديثاً واحداً. وممن قرأ عليه أبو الإخريط، عبد الله بن واضح. مات سنة خمس وسّتين ومائة. 4 (معقل بن عبيد الله الجزريّ، أبو عبد الله، مولى بني (10/467)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 468 عبس. م. د. ت) عن: عطاء، وعمرو بن شعيب، ونافع، والزّهريّ، وميمون بن مهران، وزيد بن أبي أنيسة، وأبي الزّبير، وعدّة. وعنه: أبو نعيم، والفريابيّ، والحسن بن محمد بن أعين، وسعيد بن حفص النّفيليّ، وأبو جعفر النفيلي وجماعة. قال أحمد: صالح الحديث. ولابن معين فيه قولان. وقال النّسائيّ: ليس به بأس.) وروى معاوية بن صالح، عن ابن معين: ضعيف. قيل: توفيّ سنة سّت وسّتين ومائة. (10/468)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 469 4 (معلّى بن راشد النّبّال. سيأتي.)

4 (المغيرة بن حبيب بن ثابت بن عبد الله بن الزّبير العوّام، الأسدي، المدنيّ.) أحد الأشراف، وفد على المهديّ ومعه أخوه فأكرمهما، فاختصّ المغيرة بالمهديّ وأحبّه قال الزّبير بن بكّار: أعطاه المهديّ أموالاً عظيمة، بحيث أنّه أعطاه مرّة ثلاثين ألف دينار. وسمعت أصحابنا يزعمون أنّ المغيرة تزوّج بامرأة، فأصدقها عنه المهديّ مكّوك لؤلؤ. 4 (المفضّل بن فضالة بن أبي أميّة، البصريّ، أبو مالك، أخو مبارك بن فضالة.) د. ت. ق روى عن: بكر بن عبد الله المزنيّ، وحبيب بن الشهيد، وثابت البنانيّ، ومحمد بن واسع. وعنه: عبد الرحمن بن مهديّ، ويونس بن محمد بن المؤدّب، وإسحاق (10/469)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 470 ابن عيسى بن الطّبّاع، وموسى بن إسماعيل. قال النّسائيّ. ليس بالقويّ. وقال ابن معين: ليس هو بذاك. 4 (المفضّل بن محمد، الضّبّيّ، الكوفيّ، المقري.) قرأ على عاصم. قرأ عليه: أو زيد سعيد بن أوس الأنصاريّ، وجبلة بن مالك البصريّ. وحدّث عن: سماك بن حرب، وأبي إسحاق السّبيعيّ. وقيل إنّه روى عن أبي رجاء العطارديّ، قاله أبو حاتم الرازيّ. حدّث عنه: أبو كامل الفضيل بن الحسين الجحدريّ، وأبو عبد الله بن الأعرابيّ، وعليّ بن محمد المدائنيّ، وطائفة. (10/470)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 471 قال الخطيب: كان إخبارياً علامة، موثّقاً. قلت: وكان مقّدماً في عصره في القراءة، أخذ عنه الكسائيّ. وأمّا أبو حاتم الرازيّ فقال: متروك القراءة والحديث. وقال أبو حاتم السّجستانيّ: هو ثقة في الأشعار، غير ثقة في الحروف.) قلت: بل قراءته حسنة قوية، وأمّا الحديث ففيه لين. وقد توفيّ سنة ثمان وسّتين ومائة. وفيه يقول ابن المبارك عندما بلغه موته أو الذي يليه: (نعى لي رجال، والمفضّل منهم .......... وكيف تقرّ العين بعد المفضّل)

4 (مفضّل بن مهلهل السّعديّ، أبو عبد الرحمن الكوفيّ، أحد الأعلام. م. ت. ق) عن: بيان بن بشر، منصور، ومغيرة بن مقسم، والأعمش. وعنه: حسين الجعفيّ، ويحيى بن آدم، وأبو أسامة، والحسن بن الربيع البجلّي، وغيرهم. (10/471)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 472 قال أحمد العجلّي: كان ثقة ثبتاً، صاحب سنًة وفضل، وفقه. ولما مات الثّوريّ مضى أصحابه إلى المفضّل فقالوا: تجلس لنا مكان أبي عبد الله، فقال: رأيت صاحبكم يحمد مجلسه، وأبى أن يجلس. وقال أبو حاتم: صدوق ثقة، من أقران الثّوريّ، وهو أحبّ إليّ من أخيه الفضل. وعن عبد الرزّاق قال: ذاك الراهبيعني ابن المهلهل. قدم اليمن مع سفيان. قال أبو داود: خرج مع سفيان مضارباً. ووثّقه جماعة. وقال ابن حيّان: كان من العبّاد الخشن رحمه الله ممن يفضّل على الثّوريّ. وقال ابن منجويه: مات سنة سبع وسّتين ومائة. 4 (المفضّل بن لاحق: هو أقدم من هؤلاء، مرّ.)

4 (المفضّل بن يونس الكوفّي: سيأتي.)

4 (مندل بن عليّ، أبو عبد الله، العنزيّ، الكوفي، أخو حبان بن عليّ.) (10/472)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 473 روى عن: عبد الملك بن عمير، ومغيرة بن مقسم، وعاصم الأحول، وطبقتهم. وعنه: يحيى بن آدم، وزيد بن الحباب، وعون بن سلام، ويحيى الحمّانيّ، وجبارة بن مغلّس، وجماعة. قال أبو حاتم: شيخ. وقال أبو زرعة: لّين.) وقال العجليّ: جائز الحديث، يتشيع. وروى أبو حاتم عن أبي معين مندل وحبان ما بهما بأس وروى إسماعيل بن عمرو البجلي عن معاذ قال دخلت الكوفة فلم أر أورع من مندل بن عليّ رحمه الله. وعن وضّاح بن يحيى قال: احتضر مندل فقال لأخيه حيّان: تتحمّل عّني ديوني فقال: نعم والله، وذنوبك. وكان حيّان فصيحاً مفوّهاً. (10/473)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 474 وقال عبد الرحمن بن أبي حمّاد: كان يقال، اسم مندل عمرو فمات فرثاه أخوه فقال: (عجباً يا عمرو من غفلتنا .......... والمنايا مقبلات عنقا)

(قاصدات نحونا مسرعة .......... يتحلّلن إلينا الطّرقا)

(فإذا أذكر فقدان أخي .......... أتقلّب في فراشي أرقا)

(وأخي وأيّ أخ مثل أخي .......... قد جرى في كلّ خير سبقا.) مات مندل بن عليّ سنة ثمان وستّين ومائة في رمضان. 4 (موسى بن خلف العمّي، البصريّ. دزن) عن: ثابت البنانيّ، وقتادة، ويحيى بن أبي كثير، وعاصم بن أبي النّجود. وعنه: ابنه خلف، وعفّان، وعبد السلام بن مطهر، وسعدويه، وموسى بن إسماعيل. (10/474)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 475 قال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال عفّان: ما رأيت مثله أحداً قط، كان يعدّ من البدلاء. وقال ابن حبان أكثر من المثاكير وروى أحمد بن زهير، عن ابن معين: ضعيف. قلت: قد أخرج له النّسائيّ، واستشهد به البخاريّ، وهو ممن يجمع حديثه. مات سنة نيّف وسّتين ومائة. 4 (موسى بن سلمة بن أبي مريم المصريّ.) له عن: هشام بن عروة، وداود بن أبي هند. وعنه: ابن وهب، وسعيد بن أبي مريم. وكان من أطلب الناس للعلم في زمانه، ولكن مات كهلاً عن بضع وأربعين سنة.) توفيّ سنة ثلاث وسّتين ومائة. 4 (موسى بن عليّ بن رباح بن نصير، أبو عبد الرحمن، اللّخمي. م. ع (10/475)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 476 عن: أبيه،) والزّهريّ، ويزيد بن أبي حبيب، ومحمد بن المنكدر. وعنه اللّيث، وابن المبارك، وابن وهب، وأبو نعيم، وعبد الرحمن ابن مهديّ، وأبو عبد الرحمن المقري، وخلق آخرهم موتاً القاسم ابن هانيء المصريّ. وثّقه أحمد، وابن معين. وكان أحد العبّاد العلماء، وله رئاسة وسؤدد، وقد ولّي إمرة ديار مصر للمنصور ستّ سنين وشهرين. وكان ابن بنت مالك البربر، اعتبر مولده بإفريقّية سنة تسعين. قال اللّيث: سمعته يقول: لا أجعل في حلّ من يقول: موسى بن عليّ، مصغرّ. (10/476)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 477 وقال أبو حاتم: كان يتقن حديثه، لا يزيد فيه ولا ينقص. قال: وكان والياً على مصر. وقال أبو نعيم: رأيت عليه السّواد، فقلت: لم وليت مصر قال: أكرهني المنصور، وما فرقت أحداً كفرقي إيّاه. قال ابن يونس في تاريخه: كان موسى يخضب بالسّواد. قال ابن عساكر: وفد على هشام بن عبد الملك من المغرب، وكان أول قدومه مصر سنة عشر ومائة. وعن طلق بن السمح قال، سمعته يقول: أنا موسى بن عليّ بن رباح. وقال يحيى بن بكير: مولد موسى سنة تسعٍ وثمانين. قلت: وقع لنا حديثه عالياً. أخبرنا محمد بن عبد السلام التّميميّ، وغيره، قالوا أنا المؤيَّد بن محمد، أنا محمد بن الفضل الفقيه، أنا عمر بن مسرور، أنا إسماعيل بن نجيد، نا محمد إبراهيم البوشنجيّ، نا روح بن صلاح، نا موسى بن عليّ بن رباح، عن أبيه، عن عبد الله بن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحسد في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فقام به، وأحلّ حلاله، وحرَّم حرامه، ورجل آتاه الله مالاً، فوصل منه أقرباءه ورحمه، وعمل بطاعة الله، تمنّى أن تكون مثله، ومن) يكن فيه أربع فلا تنكره، ما روي عنه في الدنيا: حسن خليقة، وعفاف، وصدق حديث، وحفظ أمانة. (10/477)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 478 قال غير واحد: إنّ موسى مات سنة ثلاثٍ وستّين ومائة. 4 (موسى الهادي، الخليفة.) أبو محمد، موسى بن المهديّ محمد بن المنصور عبد الله بن محمد عليّ الهاشميّ، العبّاسيّ. (10/478)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 479 جعله أبوه وليَّ العهد، فلمّا توفيّ أبوه انعقد الإتفاق على خلافته، وكان بجرجان، فأخذ له البيعة أخوه هارون. مولده بالرّيّ سنة سبعٍ وأربعين ومائة. وكانت خلافته سنة وشهراً. وكان طويلاً جسيماً أبيض، بشفته العليا تقلُّص، وكان أبوه قد وكّل به في الصِّبا خادماً، كلّما رآه مفتوح الفم قال: موسى أطبق، فيفيق على نفسه ويضمّ شفته. فعن مصعب الزُّبيريّ، عن أبيه قال: دخل مروان بن أبي حفصة شاعر وقته على الهادي، فأنشده قصيدة يقول فيها: (تشابه يوماً بأسه ونواله .......... فما أحد يدري لأيّهما الفضل.) فقال له: أيّما أحبّ إليك ثلاثون ألفاً معجّلةً، أو مائة ألف درهم تدور في الدواوين قال: تعجِّل الثلاثون ألفاً، وتدور المائة ألف، قال: بل تعجَّلان لك جميعاً. قال نفطويه: قيل إنّ موسى الهادي قال لإبراهيم الموصليّ: إن أطربتني فاحتكم ما شئت، فغنَّاه: (سليمي أزمعت بينا .......... فأين لقاؤها أينا) الأبيات. (10/479)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 480 فأعطاه سبعمائة ألف درهم. قلت: كان يتناول المسكر ويلعب، ويركب حماراً فارهاً، ولا يقيم أبَّهة الخلافة، وكان فصيحاً قادراً على الكلام، أدبياً، تعلوه هيبة، وله سطوة وشهامة. قال الثعالبيّ في كتاب لطائف المعارف: كوسى أطبق، هو الهادي. قلت: مات في ربيع الآخر سنة سبعين ومائة، وسنُّه ثلاث وعشرون سنة، وقد مرّ من أخباره) في الحوادث، وقام بعده الرشيد. وقال أبو محمد بن حزم: سبب موته أنّه دفع نديماً من جرف على أصول قصب قد قطع، فعلق النّديم به فوقع، فدخلت قصبة في مخرجه، فكانت سبب موته، فماتا جميعاً. 4 (موسى بن مطير، الكوفيّ.) روى عن: أبيه، عن عائشة، وأبي هريرة، وابن عمر. روى عنه: خلف بن تميم، وأبو داود الطيالسيّ، والهيثم بن جميل، وغسان بن الربيع، وغيرهم. (10/480)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 481 قال ابن معين: كذّاب. وقال النَّسائيّ: متروك الحديث. وقال غير واحد: ضعيف. قال أبو حبّان: صاحب مناكير، لا يشكّ المستمع لها أنّها موضوعة إذا كان الشأن صناعته. موسى، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعاً: يأتي زمان يجد الرجل نعل القرشي فيقبِّلها ويبكي. وقال العقيليّ: حدّثنا محمد بن إسماعيل، نا خلف بن تميم، نا موسى بن مطير، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعاً: عاقلي هذه الأمة رجلان من مدينة ينزلان جبلاً من جبال العرب يقال له ورقان، يجدان فيه عيشاً ومرعى فيمكثان عشرين سنة، ويحشر الناس إلى الشام وهما لا يعلمان، فيقول أحدهما لصاحبه: ما عهدك بالناس فيقول: كعهدك، فينزلان معهما غنمهما، فإذا انتهيا إلى أول ماء يجدان الإبل والغنم معطَّلة، ليس فيها أحد، وفيها السِّباع، فيقولان: لقد حدث أمر فاذهب بنا إلى المدينة، فيتوجّهان نحو المدينة، لا يمرّان بماء إلاّ وجداه كذلك، فيأتيان مسجدي، فيجدان الثعالب تخترق فيه، فيقولان: الناس ببقيع المصلَّى، فإذا انتهينا إليه لا يجد أحداً، فكأني أنظر إليهما وهما يحثوان التّراب في وجوه الغنم ليصرفانها عنهما، (10/481)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 482 فلا تنصرف، فيبعث الله إليهما، ملكان فيسحبانهما إلى الشام سحباً.... الحديث. (10/482)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 483 4 (حرف النون)

4 (نافع بن عمر بن عبد الله بن جميل القرشيّ، الجمحيّ، المكّيّ. ع) سمع: سعيد بن أبي هند، وابن أبي مليكة، وعمرو بن دينار، وغيرهم. وعنه: يحيى القطّان، وعبد الرحمن بن مهديّ، وخلاّد بن يحيى، وسعيد بن أبي مريم، وداود) بن عمرو الضَّبّيّ، ومحيرز بن سلمة العدنيّ، وطائفة. (10/483)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 484 قال ابن مهديّ: كان من أثبت الناس. وقال أحمد بن حنبل: ثبت ثبت. قال ابن سعد، وغيره: مات سنة تسعٍ وستّين ومائة رحمه الله. 4 (نافع بن أبي نعيم.) أحد القراء السبعة الأعلام، أبو رويم، ويقال: أبو الحسن، ويقال: أبو محمد، ويقال: أبو عبد الله، ويقال: أبو نعيم، مولى جعونة بن شعوب اللَّيثي، حليف حمزة بن عبد المطّلب، وقيل جعونة حليف العبّاس. وأصل نافع من أصبهان، وداره المدينة النّبويّة. قال موسى بن طارق: سمعته يقول: قرأت على سبعين من التّابعين. (10/484)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 485 وعن الأصمعيّ قال: جالست نافع بن أبي نعيم، وكان من القراء الفقهاء العباد. قلت: قرأ على عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وأبي جعفر يزيد بن القعقاع، وشيبة بن نصاح، ومسلم بن جندب الهذليّ، وزيد بن رومان مولى آل الزبير وأخذ هؤلاء عن أصحاب أبي بن كعب وزيد بن الحباب بيّنا ذلك في كتاب طبقات القراء. والذي وضح لي أنّ هؤلاء الخمسة قرأوا على عبد الله بن عيّاش بن أبي ربيعة المخزومي مقريء المدينة، وتلميذ أبيّ. ويقال: إنهم قرأوا على أبي هريرة، وعلى ابن عبّاس. وقيل: إنّ مسلم بن جندب قرأ على حكيم بن حزام، وعليّ بن عمر. قال الهذليّ في كامله: كان نافع معمَّراً، أخذ القراءة على الناس في سنة خمسٍ وتسعين. وقال مالك: نافع إمام الناس في القراءة. وقال سعيد بن منصور، سمعت مالكاً يقول: قراءة نافع سنَّة. وروى المسيِّبيّ، عن نافع، أنّه أدرك عدَّةً من التابعين، قال: فنظرت إلى ما اجتمع عليه اثنان منهم فأخذته، وما شذَّ فيه واحد تركته، حتّى ألفت هذه القراءة. وروي عن نافع أنّه كان يوجد من فيه ريح المسك، فسئل عن ذلك، فقال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم تفل في في. قال اللَّيث بن سعد: حججت سنة ثلاث عشرة ومائة، وإمام الناس في القراءة بالمدينة نافع بن) أبي نعيم. قلت: رأس الرجل في حياة شيوخه الخمسة، وقد حدّث عن نافع مولى (10/485)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 486 ابن عمر، وعن الأعرج، وعامر بن عبد الله بن الزَّبير، وغيرهم. وهو صالح الحال في الحديث. قرأ عليه خلق، منهم: إسماعيل بن جعفر، وورش، وقالون، وإسحاق بن محمد المسيّبيّ. وحدّث عنه: خالد بن مخلد، والقعنبيّ، وسعيد بن أبي مريم، ومروان بن محمد الطّاطريّ، وإسماعيل بن أبي أويس، وجماعة. وثّقه ابن معين، وليَّنه أحمد بن حنبل. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال النّسائيّ: ليس به بأس. وقيل: إنّ نافعاً كان أسود بصّاصاً، وكان طيّب الأخلاق، فيه مزاح. وقد ذكره ابن عديّ في كامله فقال: له عن الأعرج نسخة نحو مائة حديث، وله نسخة أخرى عن أبي الزِّناد، عن الأعرج، وله من التفاريق قدر خمسين حديثاً، ولم أر له شيئاً منكراً. قلت: مات سنة تسعٍ وستّين ومائة. 4 (نافع بن يزيد الكلاعيّ المصريّ، أبو يزيد. م. د. ن. ق) (10/486)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 487 عن: جعفر بن ربيعة، ويزيد بن الهاد، وعبيد الله بن المغيرة، وعقيل بن يونس، وعقيل، وجماعة. وعنه: ابن وهب، والنّضر بن عبد الجبّار، وعبد الله بن صالح، وسعيد ابن أبي مريم، وسعيد بن عفير. قال أحمد بن صالح الحافظ: كان من ثقات الناس. قال ابن يونس: مات سنة ثمانٍ وستّين ومائة. وقال أبو حاتم: لا بأس به. 4 (نافع، أبو هرمز البصريّ، الجمّال، مولى بني سليم.) يقال: اسم أبيه عبد الواحد. روى عن: أنس، وعن عطاء بن أبي رباح.) وعنه: مسلم بن إبراهيم، وحوثرة بن أشرس، وأحمد بن يونس وشيبان بن فرُّوخ، وغيرهم. قال أحمد: ضعيف الحديث. وقال ابن معين: ضعيف، لا يكتب حديثه. وقال ابن حبّان: روى عن عطاء نسخة موضوعة. (10/487)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 488 وقال النّسائيّ: ليس بثقة. أحمد بن يونس اليربوعيّ، نا نافع أبو هرمز، عن أنس مرفوعاً: آل محمد كلّ تقيّ، وبه مرفوعاً اعمل لوجهٍ واحد يكفيك الوجوه كلّها. 4 (نجيح، أبو معشر. يأتي بالكنية.)

4 (نصر بن حرب المهلَّبيّ، الأمير.) توفيّ سنة سبعٍ وستّين ومائة. 4 (نصر بن طريف، أبو جزء، الباهليّ، البصريّ.) عن: قتادة، ومنصور، وأيّوب، وخلق. وعنه: عيسى بن يونس، وعليّ بن الجعد، وطائفة. مجمع على تركه، وقد اتهم. (10/488)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 489 قال البخاريّ: سكتوا عنه، يعني أهملوه. مات سنة سبعين ومائة. 4 (النّضر بن عربيّ، الباهليّ، مولاهم الجزريّ، الحرّانيّ، أبو روح. د. ت) (10/489)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 490 وقيل أبو عمرو. رأى أبا الطُّفيل. وروى عن: مجاهد، وعمر بن عبد العزيز، والقاسم بن محمد، وعكرمة، ومكحول، ونافع، وغيرهم. وعنه: الثَّوريّ، وأبو أسامة، ووكيع، وأبو صالح عبد الغفّار بن داود، ويحيى الوحاظيّ، وأبو جعفر النُّفيليّ، وجماعة. وثّقه ابن معين. وقال أحمد: ما أرى به بأساً.) وقال عمرو بن خالد الحرانيّ: نا النضر بن عربيّ قال: رأيت الناس مجتمعين بمكة على أبي الطُّفيل، فمسست جلده، فكان ألين شيء. وقال النُّفيليّ: مات النَّضر سنة ثمانٍ وستّين ومائة. (10/490)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 491 4 (نهشل بن سعيد الخراساني. ق) عن: الضّحّاك بن مزاحم، والربيع بن أنس. وعنه: عبد الله بن نمير، وروّاد بن الجرّاح، وعبد الوهاب بن حبيب الفرّاء، ومحمد بن معاوية بن صالح. قال ابن راهويه: كذّاب. وقال ابن معين: ليس ثقة. وقال النّسائيّ: متروك. (10/491)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 492 4 (حرف الهاء)

4 (هارون بن كثير.) عن: زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بفضائل القرآن سورة ثم سورة. رواه عن سلام الطويل، والقاسم بن الحكم الغزّي، وهو حديث باطل، ولا يعرف هارون، ولعلّه الآفة. 4 (هارون بن موسى النّحويّ، أبو عبد الله، الأزديّ، مولاهم، (10/492)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 493 البصريّ، الأعور.) خ. م صاحب القراءة والعربية. كان يهودياً فأسلم، واشتغل وبرع وساد. روى عن: أبي عمران الجونيّ، و ثابت، وبديل بن ميسرة، وشعيب بن الحبحاب، والزّبير بن الخّريت، وطائفة من التّابعين وعنه: جعفر بن سليمان الضّبعيّ، وبهز بن أسد، وزيد بن الحباب، وحيّان بن هلال، وسفيان بن فرّوخ، وسليمان بن حرب، والتّبوذكيّ، وهدبة بن خالد، وطائفة. وثّقه الأصمعيّ، ويحيى بن معين.) وكان رأساً في النّحو، والقراءة. روي أن رجلاً ناظره يوماً فقطعه هارون، فتحّير الرجل ماذا يقول، فقال: أنت كنت يهودياً فأسلمت، فقال: فبئس ما صنعت، فقطعه أيضاً. وقد قرأ القرآن على عبد الله بن أبي إسحاق. روى قراءة ابن كثير عنه، وتصدّر للإقراء. 4 (هريم بن سفيان، البجليّ، الكوفيّ. ع (10/493)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 494 أحد الأثبات.) عن: عبد الملك بن عمير، ومنصور الأعمش، وبيان بن بشر، وجماعة. وعنه: أسود بن عامر، ويحيى بن أبي بكير، وإسحاق السّلوليّ، وأسيد الجمّال، وآحرون. وثّقه ابن معين. 4 (هذيل بن بلال الفزاريّ، المدائنيّ.) رأى زرّ بن حبيش. وروى عن: عطاء بن أبي رباح، ونافع، وعبد الله بن عبيد بن عمير. وعنه: أبو داود، وأبو الوليد الطّيالسّيان، وسعيد بن سليمان، وآخرون. قلت: وروى عنه: عبد الرحمن بن مهديّ. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال أبو داود: ضعيف الحديث. (10/494)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 495 4 (الهذيل بن الحكم، أبوالمنذر، الأزديّ، البصريّ.) عن: الحكم بن أبان، وعبد العزيز بن أبي رواّد. وعنه: معلّى بن أسد، ومحمد بن كثير العبديّ. قال البخاريّ: منكر الحديث. 4 (هشام بن زياد، البصريّ، مولى بني أمية. ت. ق) (10/495)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 496 روى عن: أبي صالح ذكوان، والحسن، ومحمد بن كعب القرظيّ، وعمر بن عبد العزيز، وجماعة. وعنه: وكيع، وزيد بن الحباب، وعثمان بن الهيثم، وعبيد الله القواريري، وشيبان بن فّروخ، وعدّة.) ضعّفه أحمد، والناس. وقال النّسائيّ، وغيره: متروك. وقال ابن حّيان: كان يروي الموضوعات عن الثقات. 4 (هشام بن سعد: قد تقدّم في الطبقة الماّرة.)

4 (همّام بن يحيى بن دينار، الحافظ، أبو عبد الله، العوذيّ، (10/496)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 497 مولاهم، البصريّ، وقيل أبو) بكر. عن: الحسن، وعطاء بن أبي رباح، ونافع مولى ابن عمر، ويحيى بن أبي كثير، وأبي جمرة الضّبعيّ، وقتادة بن دعامة، وجماعة وعنه: ابن مهديّ، وحيّان بن هلال، والحوضيّ، وأبو داود المقري، وعبد الصّمد، وعمرو بن عاصم، ومسلم بن إبراهيم، ومحمد بن سليمان العوقيّ، وأبو الوليد، ويزيد بن هارون، وعفّان، وحجّاج، وموسى بن إسماعيل، وهدبة بن خالد، وشيبان بن فرّوخ، وخلق كثير أثنى عليه غير واحد، وكان أحد أركان الحديث بالبصرة. قال أحمد بن حنبل: هو ثبت في كلّ مشايخه. وأمّا يحيى القطّان، فكان لا يرضى حفظه. (10/497)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 498 قال أحمد: كان يحيى بن سعيد يتسخف بهمّام، ما رأيت يحيى أسوأ رأياً في أحد منه في حجّاج بن أرطأة، ومحمد بن إسحاق، وهمّام بن يحيى، لا يستطيع أحد أن يراجعه فيه. قلت: أمّا همّام فاحتجّ به أرباب الصّحاح بلا نزاع بينهم، وأمّا الآخران فبخلافه. قال أبو حاتم: همّام ثقة، في حفظه شيء. وقال أحمد بن عليّ الأبار: ثنا محمد بن المنهال، سمعت سفيان الرأس يقول: سئل يزيد بن زريع، ما تقول في همّام فقال: كتابه صالح،، وحفظه لا يسوى شيئاً. وقال الفلاّس: كان عبد الرحمن يقول: إذا حدث همّام من كتابه فهو صحيح، وكان يحيى لا يرضى كتابه ولا حفظه، ولا يحدّث عنه.، وقد سمعت إبراهيم بن عرعرة يقول ليحيى: ثنا عفّان، عن همّام. قال: أسكت، ويلك. وقال عبد الله بن أحمد، سمعت أبي يقول: كان يحيى ينكر على همّام أنّه يزيد في الإسناد، فلّما) قدم معاذ وافقه على بعض تلك الأحاديث. عفّان: كان همّام لا يكاد يرجع إلى كتابه، ولا ينظر فيه، وكان يخالف فيه فلا يرجع، قال: ثم رجع فنظر في كتبه فقال: يا عفّان، كنّا نخطي كثيراً فنستغفر الله تعالى. وقال موسى بن إسماعيل، سمعت همّاماً يقول: ما من أعمال البّر إلاّ وأنا كنت أرجو أن أريد به الله، إلاّ هذا الحديث. (10/498)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 499 وقال أحمد بن سعيد: سمعت يحيى بن معين يقول: همّام في قتادة أحبّ إليّ من أبي عوانة. ثم قال أحمد: وسئل ابن معين، عن أبان بن يزيد، وهمّام، أيّهما أحبّ إليك قال: كان يحيى القطّان يروي عن أبان، وكان أحبّ إليه، وأنا همّام أحبّ إليّ، وأبان ثقة. قلت: توفّي همّام في رمضان سنة أربع وسّتين ومائة. 4 (الهيثم بن جمّاز، البصريّ، البكّاء، الحنفيّ، ويقال: هو كوفّي.) روى عن: يحيى بن أبي كثير، ويزيد الرّقاشيّ، وثابت البنانيّ، وعمران القصير، وغيرهم. وعنه: وكيع، وشجاع بن أبي نصر، وعليّ بن الجعد، وأدهم بن أبي إياس، وزيد بن الحباب، وطائفة. وكان يقصّ بالبصرة. قال ابن معين: ضعيف. وقال أبو طالب: سألت أحمد بن حنبل عنه فقال: ترك حديثه. (10/499)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 500 وكان أبو حاتم بن حيّان البستيّ يقول: كان من العبّاد البكّائين، يروي المعضلات عن الثقات. وروى هشيم، عن الهيثم، عن ثابت، عن أنس مرفوعاً: إذا مات العبد قال ملكاه: يا رب إلى أين نذهب فيقول: إذهبا إلى قبر عبدي سّبحاني وكّبراني، واكتبا ذلك في حسناته إلى يوم القيامة. (10/500)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 501 4 (حرف الواو)

4 (ورقاء. ع) هو الإمام الثّبت، أبو بشر، ورقاء بن عمر بن كليب، اليشكريّ، الخراسانيّ الأصل، الكوفيّ، نزيل المدائن. عن: عمرو بن دينار، ومحمد بن المنكدر، وأبي إسحاق، وعبيد الله ابن أبي يزيد المكّيّ،) ومنصور بن المعتمر، وطبقتهم. (10/501)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 502 وعنه: إسحاق الأزرق، وشبابة، وأبو الطّيالسيّ، وأبو عبد الرحمن المقري، وقبيصة، وأبو غسّان النّهديّ ويزيد بن هارون وأبو النضر محمد بن يوسف الفريابي، وعليّ بن الجعد. قال أحمد: ثقة، صاحب سنّة. وقال أبو داود، قال لي شعبة: عليك بورقاء، فإّنك لن تلقى مثله حتّى ترجع. وقال أبو المنذر إسماعيل بن عمر: دخلنا على ورقاء، وهو في الموت، فجعل يكّبر ويهلّل، ويذكر الله، فلما كثر الناس قال لابنه: اكفني ردّ السلام، لا تشغلوني عن ربي عزّ وجلّ. قال أبو عبيد الآجرّيّ: سألت أبا داود السجستانيّ، عن ورقاء في أبي نجيج فقال: ورقاء صاحب سنّة، إلاّ أنّه فيه إرجاء. وقال العقيليّ: تكلموا في حديثه عن منصور. وقال عبّاس، عن ابن معين، قال: سمعت معاذ بن معاذ يقول ليحيى ابن سعيد: سمعت حديث منصور من ورقاء قال: لا يساوي شيئاً. 4 (الوليد بن كامل، أبو عبيدة البجليّ، مولاهم، الحمصيّ. د) (10/502)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 503 تابعّي صغير، له عن: عبد الله بن بشر المازنيّ، ورجاء بن حيوة، ونصر بن علقمة، وجماعة. وعنه: بقّية، وعليّ بن عيّاش، ويحيى الوحاظيّ. قال البخاريّ: عنده عجائب. وكنّاه البيهقيّ. وقال: أبو الفنح الأزديّ: ضعيف. وقال أبو حاتم الرازيّ: شيخ. 4 (وهيب. هو الحافظ أبو بكر، وهيب بن خالد بن عجلان، الباهليّ، مولاهم، البصريّ،) الكنانيّ. أحد الأعلام. (10/503)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 504 عن: منصور بن المعتمر، وعبد الله بن طاوس، وأبي حازم، وحميد، وعبد العزيز بن صهيب، وعبيد الله بن عمر، وعقبة بن موسى، ومنصور بن صفّية، وأيّوب السخيتانيّ، وخيثم بن) عراك، وسهيل بن أبي صالح، وطبقتهم. وعنه: ابن عليّة، وعفّان، وأبو حازم، ومسلم، وهدبة بن خالد، وخلق. قال عبد الرحمن بن مهديّ: كان من أبصر أصحابه بالحديث والرجال. وقال أبو حاتم: يقال إنّه لم يكن أحد بعد شعبة أعلم بالرجال منه. وقال محمد بن سعد: سجن وهيب فذهب بصره، وكان ثقة حجّة، يملي حفظه، وكان أحفظ من أبي عوانة. وقال أحمد بن زهير في تاريخه: أنا موسى قال: قلت لحمّاد بن سلمة: إنّ وهيب بن خالد يزعم أنّ عليّ بن زيد كان لا يحفظ الحديث، فقال: وهيب كان يقدر أن يجالس علياً إنّما كان يجالس علياً وجوه الناس. قلت: صدق وهيب، وما أجاب حمّاد بطائل. وقال يحيى بن سعيد: ابن علّية، ويزيد بن زريع، أثبت من وهيب. قال أحمد: كان ابن مهدي يختار وهيباً على إسماعيل في كل شيء، ثم قال أحمد بن حنبل: عاش وهيب ثمانياً وخمسين سنة. وروى البخاريّ، عن أحمد بن أبي رجاء الهرويّ: أنّ وهيباً توفّي سنة خمس وستّين ومائة. (10/504)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 505 4 (حرف الياء)

4 (ياسين بن معاذ الزّيّات، الكوفّي، أبو خلف.) عن: الزّهريّ، وأبي الزّبير، وحمّاد بن أبي سليمان. وعنه: عليّ بن عراب، ومروان بن معاوية، وعبد الرزّاق، وآخرون. ضعّفه الجماعة، وكان من جلّة الفقهاء. قال يحيى بن معين: كان يفتي برأي أبي حنيفة. وروى البخاريّ: منكر الحديث. وروى عثمان الدّارميّ، عن ابن معين: ليس بشيء. وقال النّسائيّ: متروك الحديث. (10/505)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 506 4 (يحيى بن أزهر، البصريّ. د) عن: عمّار بن سعد، وحجّاج بن شدّاد، وأفلح بن حميد.) وعنه: ابن وهب، وابن القاسم، وسعيد بن عفير، وإدريس بن يحيى الخولانيّ كان عبداً صالحاً، له فضل. مات كهلاً أو شاباً في سنة إحدى وستّين ومائة. وثّقه ابن حيّان. 4 (يحيى بن إسماعيل بن سالم الأسديّ.) عن: أبيه، وعن الشّعبيّ. وعنه: أبو داود الطيالسيّ، وشبابة بن سوّار الفزاريّ، وسعيد بن سليمان الواسطيّ. (10/506)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 507 4 (يحيى بن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر الدمشقيّ.) عن: أبيه. وعنه: الوليد بن مسلم، وأبو مسهر، وعليّ المدائنيّ. صدوق. قال أبو حاتم: ليس به بأس. 4 (يحيى بن أيّوب.) هو عالم أهل مصر، أبو العبّاس الغافقيّ، المصريّ، المفتي. ع روى عن: بكير بن عبد الله بن الأشجّ، وجعفر بن ربيعة، وأبي قبيل حييّ بن هانيء، ويزيد بن أبي حبيب، وربيعة بن أبي عبد الرحمن، وحميد (10/507)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 508 الطويل، وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وطائفة سواهم. وعنه: ابن المبارك، وابن وهب، وجرير بن حازم، وزيد بن الحباب، وأبو عبد الرحمن المقري، وسعيد بن أبي مريم، وعبد الله بن صالح، وسعيد بن عفير، وغيرهم كثير. وحدّث عنه من شيوخه: ابن جريح بحديث في الصحيحين. وممن حدّث عنه: إسحاق بن الفرات، وأشهب، ويحيى السّيلحينيّ. وكان أحد أوعية العلم. قال يحيى بن معين: صالح الحديث. وقال أحمد بن حنبل: سّيء الحفظ. وقال أبو حاتم: لا يحتجّ به. وقال النّسائيّ: ليس بالقوي.) وقال الدّار قطنيّ: في بعض حديثه اضطّراب. وقال ابن عديّ: هو عندي صدوق. قلت: ينفرد بغرائب كغيره من الأئّمة. قال ابن يونس: كان أحد الطلاّبين للعلم. حدّث عن أهل الحرمين والشام ومصر والعراق. وحدّث عنه الغرباء بأحاديث ليست عند المصريّين. وقال ابن أبي مريم، حدّثت مالكاً بحديث حدّثنا به يحيى بن أيّوب عنه فسألته عنه فقال: كذب، وحدّثت بآخر عنه فقال: كذب. (10/508)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 509 وقال أحمد بن حنبل: هو دون حيوة، وسعيد بن أبي أيّوب في الحفظ والحديث، كان سّيء الحفظ. وذكر لأحمد بن حنبل حديث في الوتر ممّا ينفرد به يحيى بن أيّوب فقال: هأ من يحتمل هذا قلت: الحديث عند سعيد بن أبي مريم، ثنا يحيى بن أيّوب، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة قالت كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعة الأولى من الوتر: سبح اسم ربّك الأعلى، وفي الثانية ب يا أيها الكافرون وفي الثالثة ب قل هو الله أحد وقل أعوذ بربّ الفلق وقل أعوذ برب النّاس. قال العقيليّ: ذكر المعّوذتين لا يصحّ. قلت: فهذا على شرط الشيخين، وما أخرجه أرباب الكتب الستّة. قال أبو بشر الدّولابي: يحيى بن أيّوب المصريّ: ليس بذاك القويّ. قلت: وضعّفه أبو محمد بن حزم في المحلّى. وقال ابن عديّ. يقال كان قاضياً بمصر. ومن غرائب أيضاً: سعيد بن أبي مريم، أنا يحيى بن أيّوب، حدّثني ابن جريح، عن أبي الزّبير، عن جابر قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تعلّموا العلم لتباهوا به العلماء، ولا لتماروا به السّفهاء، ولا لتخّيروا به المجالس، (10/509)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 510 فمن فعل ذلك فالنّار النّار فهذا معروف بيحيى. قلت: هو على شرط مسلم، وإنّما لم خرجه لنكارته. قال سعيد بن عفير، وغيره: مات يحيى بن أيّوب سنة ثمان وسّتين ومائة.) 4 (يحيى بن سلمة بن كهيل، الحضرميّ، الكوفّي. ت) عن: أبيه، وجماعة. وعنه: ابنه إسماعيل، ويحيى بن عبد الحميد الحمانيّ، وجماعة. فيه ضعف، وسأعيد ترجمته في الطبقة الآتية لا ختلافهم في وفاته ذكر البخاريّ وفاته سنة سّتين ومائة. وهذا وهم. وقال خليفة بن خيّّاط: توفّي سنة ثمان وسّتين. وقال ابن سعد: في خلافة الهادي. وقال مطّين الكوفّي: سنة اثنتين وسبعين ومائة. (10/510)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 511 4 (يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة بن ربعّي، الأنصاريّ، المدنيّ، أبو قتادة.) روى عن: يزيد بن عبد الله بن الهاد، وعمرو بن أبي عمرو، وأبي بكر بن نافع العمريّ. وعنه: ابن وهب، والمقري، ومكّي بن إبراهيم، وأبو صالح كاتب اللّيث. قال ابن سعد: مات سنة اثنتين وسبعين ومائة. 4 (يحيى بن العلاء، البجليّ، الرازيّ، أبو عمرو. د. ق) أحد الأعلام الجلّة على ضعفه. روى عن: عبد الله بن محمد بن عقيل، وزيد بن أسلم، والزّهريّ، وصفوان بن سليم، وبشر بن نمير، وابن طاوس، وعدّة. وعنه: عبد الرّزّاق بن همّام، ومعاذ بن هانيء، وحفص بن عمر الحوضيّ، ووكيع، وجبارة بن المفلّس، ومحمد بن ربيعة الكلابيّ، وعدّة. (10/511)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 512 وكان فصيحاً مفوّهاً من نبلاء الرجال. قال أبو حاتم: ليس بالقويّ. وقال ابن معين، وجماعة: ضعيف. وقال البخاريّ، والدّار قطني، والدّولابيّ: متروك الحديث. وروى عبّاس، عن ابن معين: ليس بثقة. وقال الجوز جانيّ: بلغنا أنّه روى عشرين حرفاً في خلع النّعل على الطّعام. وقال ابن حيّان: كان ممّن ينفرد عن الثّقات بالأشياء المقلوبات التي إذا سمعها من الحديث) صناعته، سبق إلى قلبه أنّه كان المتعمدّ لها، لذلك لا يجوز الإحتجاج به. وكان وكيع شديد الحمل عليه. حدّثنا أبو يعلى، أنا عمرو بن الحصين، ثنا يحيى بن العلاء، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نظر في المرآة قال: الحمد لله الذي حسن خلقي وخلقي، وأزان منّي ما أشان من غيري. وإذا اكتحل فعل في كلّ عين ثنتين، وواحداً بينهما. قلت: لعل آفته، عمرو بن الحصين. قال: وأنا أبو يعلى، أنا جبارة، أنا يحيى بن العلاء، عن يحيى بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة، عن أبيه، عن جدّه مرفوعاً إذا طاق الغلام صوم (10/512)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 513 ثلاثة أيام، وجب عليه صوم رمضان. قلت: ويحيى وجبارة واهيان. 4 (يحيى بن عمرو بن مالك، النّكريّ، البصريّ. ت) عن أبيه. وعنه: ابنه مالك، ومسلم بن إبراهيم، وبشر بن الوليد، وعبد الله بن عبد الوهّاب الحجبيّ. ضعّفه أبو داود، وغيره. ومن مناكيره: عن أبيه، عن أبي الجوزاء، عن ابن عبّاس مرفوعاً: لو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون فيغفر لهم، وكفّارة الذّنب الندم. وبه عن ابن عبّاس: كان للنّبّي صلى الله عليه وسلم كاتب يسمى السّجلّ. أمّا هذا فتابعه فيه يزيد بن كعب، عن أبي الجوزاء. وهو خبر منكر. 4 (يحيى بن عمير، البّزاز، المدنيّ. ن) (10/513)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 514 سمع: نافعاً، وسعيد المقبريّ. وعنه: معن بن عيسى، وخالد بن مخلد، والقعنبيّ، وإسماعيل بن أبي أويس. قال أبو حاتم: صالح الحديث. 4 (يحيى بن المتوكّل، أبو عقيل، المدنيّ، الضرير، الحذّاء.) يروي عن: بهيةّ، ومحمد بن المنكدر، وابن سوقة، ويحيى بن سعيد الأنصاريّ.) وعنه: يحيى بن يحيى، وموسى بن إسماعيل، ويحيى الوحاظيّ، ولوين، وأميّة بن بسطام، وخلق سواهم. وقيل: بل هو كوفّي. ضعّفه ابن المدينيّ، والنّسائيّ. وقال ابن معين: أبو عقيل صاحب بهّية ليس بشيء. (10/514)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 515 وقد ذكر له مسلم في خطبة صحيحة. قال ابن قانع: مات سنة سبع وسّتين ومائة. قلت: قال البغويّ في الجعديات: ثنا عليّ بن الجعد، أنا أبو عقيل عن بهيّة، عن عائشة: سألت النبيّ صلى الله عليه وسلم عن ولدان المشركين، قال: إن شئت أسمعتك تضاغيهم في النّار. هذا حديث منكر، يدفعه ما في الصَّحاح، وهو قوله عليه السلام: الله أعلم بما كانوا عاملين. 4 (يحيى بن المهلَّب، أبو كدينة البجليّ، الكوفيّ. خ. ت. ن) عن: حصين بن عبد الرحمن، وسهيل بن أبي صالح، ومغيرة بن مقسم. وعنه: أبو أسامة، وأبو نعيم، وعفّان، وعون بن سلاّم، ومحمد بن الصَّلت الأسديّ، وآخرون. (10/515)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 516 وثّقه ابن معين، وغيره. 4 (يحيى بن موسى القتبيّ، البصريّ.) مقلّ: روى عن نافع مولى ابن عمر. وعنه: عبد الرحمن بن مهديّ، وأبو الوليد، وجماعة. وثّقه ابن معين. 4 (يزيد بن لإبراهيم التُّستريّ، الحافظ أبو سعيد، البصريّ ع.) عن: الحسن، ومحمد بن سيرين، وعطاء بن أبي رباح، وابن أبي (10/516)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 517 مليكة، وقتادة، وأبي الزُّبير. وعنه: وكيع، وابن مهديّ، وعفّان، وأبو الوليد، والقعنبيّ، وموسى بن إسماعيل، وشيبان بن فرُّوخ، وهدبة القيسيّ، وخلق. وثّقه أحمد بن حنبل. وقال ابن المدينيّ: هو ثبت في الحسن، وابن سيرين. وكان عفّان يرفع أمره.) وقال يحيى بن معين: هو في قتادة ليس بذاك. روى ابن أبي خيثمة أنّه مات في المحرَّم سنة اثنتين وستّين ومائة. ويقال: سنة إحدى وستّين. 4 (يزيد بن بزيع، الرمليّ.) عن: عطاء الخراسانيّ. وعنه: أدهم بن أبي إياس، وأبو الوليد الطيالسي، والسحن بن سوّار البغويّ، وغيرهم. ضعّفه الدّارقطنيّ، وغيره. (10/517)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 518 4 (يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلَّب بن أبي صفرة، الأزدي، المهلَّبيّ، الأمير.) ولي نيابة إفريقية من قبل المنصور في سنة خمسٍ وخمسين ومائة، وكان أخوه روح متوّلياً عل السَّند، فلما مات يزيد، نصّب الرشيد روحاً والياً على إفريقية. قال ابن معين: يزيد بن حاتم ثقة. قلت: وكذا ذكره ابن أبي حاتم مختصراً، فما ذكره له شيخاً ولا راوياً. مات بإفريقيّة في ثاني عشر من رمضان سنة سبعين ومائة. 4 (يزيد بن حيّان، البلخيّ، أخو مقاتل بن حيّان. ت ق) (10/518)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 519 عن: عبد الله بن بريدة، وأبي مجلز لاحق بن حميد. وعنه: يحيى بن إسحاق السَّيلحينيّ، وأحمد بن يونس، وصالح بن عبد الغفّار بن داود، وإبراهيم بن الحجّاج السّاميّ. قال البخاريّ: عنده غلط كثير. وقال ابن الجنيد: عن ابن معين: ليس به بأس. وقال الخطيب: نزل المدائن، يروي عنه شبابة. 4 (يزيد بن ربيعة، أبو كامل الرَّحبيّ، الصَّنعانيّ، الدّمشقيّ.) عن: أبي أسماء الرَّحبيّ، وأبي الأشعث الصَّنعانيّ، وبلال بن سعد. وعنه: بقيّة، ويحيى الوحاظيّ، وأبو توبة الحلبيّ، وجماعة. قال أبو مسهر: كان شيخاً كبيراً. وقال أبو حاتم، وغيره: منكر الحديث.) وقال الدّارقطنيّ: متروك. (10/519)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 520 وقال ابن عديّ: أرجو أنّه لا بأس به. وقال البخاريّ: أحاديثه مناكير. 4 (يزيد بن زياد، الدِّمشقيّ، مولى قريش. ت. ق) عن: الزُّهريّ، وسليمان بن حبيب المحاربيّ، وحميد الطويل. وعنه: وكيع، وأبو نعيم، ومروان بن معاوية، وأبو اليمان، ويحيى الوحاظيّ. قال البخاريّ: منكر الحديث. وقال الترمذيّ: ضعيف. وقال النَّسائيّ: متروك. وبعضهم يقول: يزيد بن أبي زياد الدِّمشقيّ. (10/520)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 521 4 (يزيد بن سعيد بن ذي عصوان، الدّمشقيّ، الدّارانيّ.) عن: مكحول، وعبد الملك بن عمير. وعنه: مروان الطّاطّري، ويحيى الوحاظيّ، وغيرهما. وثّقه ابن شاهين. (10/521)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 522 4 (يزيد بن السِّمط، الدّمشقيّ، الفقيه. ق) عن: قرَّة بن عبد الرحمن، والوضين بن عطاء، والنّعمان بن المنذر، والأوزاعيّ، وطبقتهم. وعنه: أبو إسحاق الفزاريّ مع تقدُّمه، وأبو مسهر، ومروان بن محمد وجماعة. وكان أحد الأئمّة، حياته ورع وفقه. وثّقه أبو داود، وغيره. وضعّفه الحاكم. وقد ذكر البخاريّ أنّ إبراهيم الفرّاء روى عنه. وإنّما يروي عن الوليد بن مسلم، عنه. أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز: كان عالم الجند بعد الأوزاعيّ، يزيد بن السَّمط على تقلُّل وتعفُّف، ما تلبَّس من الدنيا بشيء، قال: ومات في حياة سعيد بن عبد العزيز. (10/522)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 523 4 (يزيد بن عبد العزيز بن سياه الحمّانيّ، الكوفيّ، أخو قطبة. خ. م. د. ن) ) روى عن: أبيه والأعمش، وهشام بن عروة، وجماعة. وعنه: أبو معاوية، وأبو نعيم، ويحيى بن آدم، وإسحاق السَّلوليّ، وطائفة. وثّقه أحمد. 4 (يزيد بن عبد الملك، النَّوفليّ، المدنيّ. ق) عن: سعيد المقبريّ، وعن أبيه عبد الملك، ويزيد بن رومان. وعنه: معن بن عيسى، وخالد بن مخلد، وإسحاق بن محمد الفرويّ، وعبد العزيز الأويسيّ، وابنه يحيى (10/523)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 524 بن يزيد. ضعفه أحمد، وغيره. وهو من بني نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب ين هاشم، فهو هاشميّ. قال البخاريّ: هو يزيد بن عبد الملك بن المغيرة بن نوفل بن الحارث. قال أحمد: عنده مناكير. 4 (يزيد بن عياض بن جعدبة، أبو الحكم، اللَّيثيّ، الحجازيّ، (10/524)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 525 نزيل البصرة. ت. ق) عن: سعيد المقبريّ، ونافع، وعاصم بن عمر بن قتادة، وابن شهاب وعدّة. وعنه: شبابة، وسعيد بن أبي مريم، وسعدويه الواسطيّ، وعليّ بن الجعد، وشيبان بن فرُّوخ، وجماعة. قال البخاريّ، وغيره: منكر الحديث. وقال ابن عديّ: عامّة ما يرويه غير محفوظ، ثم ساق له عدّة مناكير، فأورد منها حديث عمرو بن دينار، عن يزيد بن جعدبة، عن عبد الرحمن بن مخراق، عن أبي ذرّ، في الرّيح الأذيب. حكم ابن عديّ أنّ هذا هو صاحب الترجمة، وما هو بذلك، آخر قديم. وليزيد بن عياض عن الأعرج، عن أبي هريرة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته قال: السلام علينا من ربنا التحيّات الطَّيبات المباركات لله، السلاّم عليكم. 4 (يعقوب بن أبي سلمة الماجشون. م) (10/525)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 526 نقل وفاته أبو القاسم بن عساكر في سنة أربع وستين ومائة، فوهم، إنّما تلك وفاة ابن أخيه عبد العزيز، مفتي المدينة. 4 (يعقوب بن محمد بن طحلاء، ابو يوسف، الَّليثيّ، وداود بن عمرو المدنيّ. م) ) عن: بلال بن أبي هريرة، وأبي الرجال محمد بن عبد الرحمن. وعنه: ابن المبارك، والقعنبيّ، وابن أبي مريم، وداود بن عمرو الضَّبيّ، والأصمعيّ، وعدّة. وثقة أحمد وغيره وقل ما روى توفي سنة اثنتين وستين ومائة 4 (يعلى بن الحارث المحاربي الكوفي.) (10/526)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 527 عن إياس بن سلمة بن الأكوع وغيلان بن جامع وإسماعيل بن أبي خالد وسليمان بن حبيب المحاربي وأشعث بن أبي الشعثاء. وعنه: ابنة يحيى بن يعلى ووكيع وعبد الرحمن بن مهدي وأبو الوليد ويحيى الحماني وطائفة. وثّقه ابن المدينيّ. مات سنة ثمانٍ وستّين ومائة. 4 (يمان بن المغيرة، أبو حذيفة، البصريّ.) عن عطاء بن أبي رباح ومحمد بن كعب وابن جودان وعنه: يزيد بن هارون، مسلم بن إبراهيم، وحجّاج الفساطيطيّ، وطالوت بن عبّاد، وآخرون. ضعّفه أبو حاتم، والدّارقطنيّ. (10/527)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 528 4 (يوسف بن عبدة، مولى يزيد بن المهلَّب، وأبو عبدة الأزديّ، البصريّ، القصّاب.) سمع الحسن وابن سيرين وثابتاً. وعنه: يونس المؤدب، وبديل بن المحبّر، والأصمعيّ، وموسى بن إسماعيل، وأبو عمر الضرير. وثّقه يحيى بن معين، وضعّفه أبو حاتم مرّة. (10/528)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 529 4 (الكنى)

4 (أبو إسحاق الحميسيّ) اسمه خازم بن حسين، لا يكاد يعرف باسمه. عن: ثابت البنانيّ، وأيّوب السّختيانيّ، وعطاء بن السّائب. وعنه: أحمدبن يونس، ويحيى الحمّانيّ، وجبارة بن المغلّس، وجماعة. قال يحيى بن معين: ليس بشيء. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه.) وقال ابن عديّ: ضعيف. (10/529)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 530 4 (أبو إسرائيل الملائي، الكوفيّ. س) اسمه إسماعيل، وقيل: عبد العزيز. عن: الحكم بن عتيبة، وعطيّة العوفيّ، وفضيل الفقيميّ. وعنه: وكيع، وأبو نعيم، واسيد الجمّال، وإسماعيل بن عمرو البجليّ، وكان يداهن وينال من عثمان. قال ابن المبارك: لقد منّ الله عل المسلمين بسوء حفظ أبي إسرائيل. وقال أحمد: يكتب حديثه. وقال أبو حاتم: لا يحتجّ به. (10/530)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 531 وقال النَّسائيّ: ليس بثقة. قلت: وأكبر شيخ له ميمون بن مهران. قيل: مات سنة تسعٍ وستّين ومائة. 4 (أبو الأشهب العطارديّ. ع) (10/531)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 532 اسمه جعفر بن حيّان البصريّ، الخرّاز، الضّرير. عن: أبي رجاء العطارديّ، وأبي الجوزاء الرَّبعيّ، والحسن البصريّ، وبكر المزنيّ، وطائفة. وعنه: يحيى القطّان، وأبو الوليد، وأبو نصر التّمّار، وعاصم بن عليّ، وعلي بن الجعد وشيبان بن فروخ، وموسى بن إسماعيل، وخلق كثير. وثّقه ابن معين، وأبو حاتم. مولده سنة سبعين، فقد أدرك من حياة أنس بضعاً وعشرين سنة. والعجب كيف لم يسمع منه وهو معه في البصرة وقد قرأ القرآن فيما نقل أبو عمر الدّانيّ، على أبي رجاء. مات في آخر يوم من شعبان سنة خمسينٍ وستّين ومائة. ووهم خليفة إد جعل وفاته سنة اثنتين وستّين. قال حمّاد بن زيد: لم يلحق أبا الجوزاء. (10/532)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 533 4 (أبو الأشهب النَّخعيّ.) ) اسمه جعفر بن الحارث، الكوفيّ، نزيل واسط. عن: عاصم بن بهدله، ومنصور بن المعتمر، وليث بن أبي سليم وموسى بن أبي عائشة، وعدّة. وعنه: إسماعيل بن عيّاش، ووكيع، ومحمد بن يزيد الواسطيّ، ويزيد بن هارون، وغيرهم. مات كهلاً. قال ابن معين: ضعيف، وقال مرة: ليس بشيء. وقال البخاريّ: منكر الحديث. وقال النّسائيّ: ضعيف. وتوقّف ابن حبّان في تضعيفه. لم يخرجوا له شيئاً. (10/533)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 534 4 (أبو أويس الأصبحي ع. م) اسمه عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك بن عامر المدنيّ. من بني عمّ الإمام مالك، وزوج أخته. روى عن: محمد بن المنكدر، وشرحبيل بن سعد، وعبد الله بن دينار، والزُّهريّ، وطائفة. وعنه: ابنه إسماعيل بن ابي أويس، وابنه الآخر عبد الحميد بن أبي أويس، وحسين المرُّوذيّ، والقعنبيّ، وعاصم بن عليّ، ومنصور بن أبي مزاحم، وآخرون. قال أحمد بن حنبل: ليس به بأس. (10/534)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 535 وقال البخاريّ، والنَّسائيّ: ليس بالقويّ. وقال أبو بشر الدوُّلابيّ: صدوق وليس بحجَّة. ولابن معين فيه قولان: ليس بحجَّة، وضعيف. مات سنة سبعٍ وستّين ومائة. 4 (أبو بردة. ق) هو عمر بن يزيد التَّميميّ. مرّ. 4 (أبو بكر، بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة، القرشيّ، (10/535)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 536 السبريّ، المدنيّ، الفقيه،) قاضي العراق.) سمع: عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وعطاء بن أبي رباح، وزيد بن اسلم، وشريك بن أبي نمر، وطائفة. وعنه: ابن جريج مع تقدُّمه، وأبو عاصم، والواقديّ، وعبد الرزّاق، وغيرهم. ضعّفه البخاريّ، وغيره. روى عبد الله، وصالح ابنا أحمد بن حنبل عن أبيهما قال: كان يضع الحديث. وقال أبو داود: كان مفتي أهل المدينة. وروى عبّاس، عن ابن معين قال: ليس حديثه بشيء، قدم ههنا فاجتمع عليه الناس فقال: عندي سبعون ألف حديث، إن أخذتم عنّي كما آخذ عن ابن جريج، وإلاّ فلا. وروى معن، عن مالك، قال لي أبو جعفر المنصور: يا مالك، من بقي بالمدينة من المشيخة قلت: ابن أبي ذيب، وابن أبي سلمة الماجشون، وابن أبي سبرة. (10/536)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 537 وقال النَّسائيّ: متروك الحديث. وأبو سبرة جدُّه، هو ابن أبي رهم العامريّ، أحد البصريين. وقال ابن سعد: أنا محمد بن عمر، سمعت أبا بكر بن أبي سبرة يقول: قال لي ابن جريج: اكتب لي أحاديث من أحاديثك جياد، فكتبت له ألف حديث ثم دفعتها إليه، ما قرأها عليّ، ولا قرأتها عليه. وقال أحمد: قال لي حجّاج، قال لي ابن أبي سبرة: عندي سبعون ألف حديث في الحلال والحرام. وقال ابن المدينيّ: هو عندي مثل ابن أبي يحيى. قلت: واختلف في اسم أبي بكر، فقيل: عبد الله، وقيل: محمد. قال مصعب الزُّبيريّ: كان من علماء قريش، ولاّه المنصور القضاء. وقال ابن سعد: مات سنة اثنتين وستّين ومائة ببغداد، قال: وكان قد ولي قضاء موسى الهادي، وهو وليّ عهد، ووليّ قضاء مكّة لزياد بن عبيد الله، وعاش ستّين سنة، فلما مات استقضي بعده أبو يوسف وقال مصعب: خرج محمد بن عبد الله بالمدينة، وابن أبي سبرة على صدقات أسد وطيّء فقدم على محمد منها بأربعة وعشرين ألف دينار، فلما قتل أسر أبو بكر وسجن، فاستعمل) المنصور، جعفر بن سليمان على المدينة وقال: إنّ بيننا وبن ابن أبي سبرة رحماً، وقد أساء وقد أحسن الآن، فإذا وصلت فأطلقه وأحسن جواره، وكان الإحسان الذي ذكره أنّ عبد الله بن (10/537)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 538 الربيع الحارثي قدم المدينة بعدما شخص عيسى بن موسى ومعه العسكر، فعاثوا بالمدينة وأفسدوا، فوثب عليه سودان المدينة والرعاع فقتلوا جنده وطردوهم، ونهبوا متاع ابن الربيع، فخرج حتّى نزل بئر المطَّلب يريد العراق على خمسة أميال من المدينة، وكسر السُّودان السجن وأخرجوا أبا بكر بن أبي سبرة، فحملوه حتّى أجلسوه على المنبر، وأرادوا كسر قيوده، فقال لهم: ليس على هذا فوت، دعوني حتّى أتكلّم، فتكلّم في أسفل المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، وحذّرهم الفتنة، وذكّرهم ما كانوا فيه، ووصف عفو المنصور عنهم، وأمرهم بالطّاعة، فاقبل الناس على كلامه، وتجمّع القرشيّون، فخرجوا إلى عبد الله بن الربيع، فضمنوا له ما ذهب له ولجنده. وكان قد تأمّر على السّودان وثيق الزّنجيّ، فمضى إليه رجل من الكبار، لم يزل يخدعه حتّى دنى منه، فقبض عليه، وأمر معه فأوثقوه في الحدي، ورجي أبو بكر إلى الحبس حتّى قدم جعفر بن سليمان فأطلقه وأكرمه، ثم صار إلى المنصور فاستقضاه. قال ابن عديّ: عامّة ما يرويه ابن أبي سبرة غير محفوظ، وهو في جملة من يضع الحديث. وقال جماعة: مات سنة اثنتين وستّين ومائة. 4 (أبو بكر بن عليّ بن عطاء بن مقدَّم، البصريّ، مولى ثقيف.) وهو والد محمد بن أبي بكر، لم يدركه ابنه، وهو أخو عمر، ومحمد. وحديث قليل لأنّه مات كهلاً. (10/538)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 539 روى عن: حجّاج بن أرطأة، ويونس بن عبيد. أخذ عنه: ابن المبارك، وغيره. توفيّ سنة سبع وستّين ومائة. 4 (أبو بكر الهذليّ.) اسمه سلمى بن عبد الله بن سلمى البصريّ. كان في صحابة المنصور وكان اخبارياً علامة. روى عن: الحسن، ومحمد، ومعاذة العدوية، وعكرمة، والشعبيّ، وغيرهم.) وعنه: ابن المبارك، وشبابة بن سوَّار، ومسلم بن إبراهيم، وموسى بن (10/539)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 540 إسماعيل، لقيه بمكّة، وجماعة. لم يرضه يحيى القطّان. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال أحمد: ضعيف. وقال البخاريّ: ليس بالحافظ عندهم. وأما غندر فقال: كذاب. يقال: مات سنة سبعٍ وستّين. 4 (أبو بكر النَّهشليّ، الكوفيّ. م. ت. ن. ق) (10/540)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 541 في اسمه أقوال، ولا يرد إلاّ بالكنية. روى عن: أبي بكر بن أبي موسى الأشعريّ، وعبد الرحمن بن الأسود ابن يزيد، وزياد بن علاقة، وحبيب بن أبي ثابت، وغيرهم. وعنه: عبد الرحمن بن مهديّ، وبهز بن أسد وعون بن سلاّم، ويحيى الحمانيّ، وجبارة بن المغلَّس، وطائفة. وثّفه أحمد، وابن معين. وهو الذي يقول فيه وكيع: أبو بكر بن عبد الله بن أبي القطّاف. مات يوم الفطر سنة ست وستين ومائة. واسمه على الأصح: عبد الله. وقد تكلّم في ابن حبّان فقال: كان شيخاً فاضلاً، غلب عليه التقشُّف حتى صار يهمُّ ولا يعلم، ويخطيء الحفظ والفهم، فبطل الاحتجاج به. قلت: دع عنك الخطابة، فالرجل حجَّة قد وثّقه إماماً الفنّ، واحتجَّ به مسلم. (10/541)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 542 قال عثمان الدّارميّ: سمعت أحمد بن يونس يقول: كان أبو بكر النهَّشليّ رجلاً صالحاً، كان في مرضه يثب إلى الصلاة ولا يقدر، فيقال له: إنّك في عذر، فيقول: أبادر طيّ الصحيفة. 4 (أبو الجمل اليماميّ.) اسمه ايّوب: مرّ.) 4 (أبو جنَّاب البصريّ، القصّاب.) وقد تقدّم أبو جناب الكلبيّ. فالقصّاب. اسمه عون بن ذكوان الحرشيّ. رأى زرارة بن أوفى، وسمع من مطر بن طهمان، وغيره. روى عنه: مسلم بن إبراهيم، ويونس المؤدِّب، وعبد الرحمن بن غياث، وهدبة بن خالد. وثّقه ابن معين وغيره، وبقي إلى حدود سنة سبعين ومائة، وعاش (10/542)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 543 فيما قال ابن معين مائة وست وستّين سنة وقد وهم من قال إنه عاش مائة وستين سنة. ولو كان لعدَّ في الصَّحابة، مع من ولد في أيام النّبي صلى الله عليه وسلم. 4 (أبو حفص.) هو عمر بن العلاء المازنيّ، البصريّ. خ أخو الإمام أبي عمرو. يقال اسمه عمر. يروي عن نافع مولى ابن عمر. وعنه: يحيى بن كثير العنبريّ، وعبد الله بن رجاء الغدّاني، وغيرهما. خرَّج له البخاريّ: عن نافع، عن ابن عمر في حنين الجذع. وله ثلاثة إخوة: أبو عمرو، ومعاذ، وأبو سفيان. وقد روى عثمان بن عمر بن فارس حنين جذع عن معاذ بن العلاء، عن نافع. فلعلّه هو هو، وإلاّ فالحديث عند معاذ، وأبي حفص. (10/543)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 544 4 (أبو حمزة السًّكري. ع) هو محمد بن ميمون المروزيّ الحافظ. عن: زياد بن علاقة، وأبي إسحاق، وعبد الملك بن عمير، ومنصور ابن المعتمر، وجابر الجعفيّن وسليمان الأعمش، والكوفييّن. ما أعلمه روى عن غيرهم. حدّث عنه: ابن المبارك، وعبدان بن عثمان، وعليّ بن الحسن بن شقيق، ونعيم بن حمّاد، وعدّة.) قال يحيى بن معين: كان ابو حمزة من ثقات النّاس، ولم يكن يبيع (10/544)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 545 السُّكر، وإنّما سمّي بذلك لحلاوة كلامه. وقال إبراهيم الحربيّ: قال محمد بن عليّ بن الحسين: أراد جار لأبي حمزة السُّكريّ أن يبيع داره، فقيل له بكم فقال: ألفين، وثمن الدّار ألفين جوار أبي حمزة، قال: فبلغ أبا حمزة، فوجّه إلى جاره بأربعة آلاف فقال: لا تبع دراك. وعن أبي حمزة قال: ما شبعت منذ ثلاثين سنة إلاّ أن يكون لي ضيف. وقال العبّاس بن مصعب: كان أبو حمزة مجاب الدَّعوة. وقال ابن معين: كان أبو حمزة إذا مرض أحد من جيرانه يحسب ما أنفق في مرضه ثم يتصدق أبو حمزة بمثل ذلك ويقول: ونحن أصحّاء. مات أبو حمزة سنة ثمانٍ وستّين، أو سنة سبعٍ وستّين ومائة. 4 (أبو حمزة الأبلّيّ، العطّار.) شيخ بصري، اسمه إسحاق بن الربيع، وهو جد بكر بن بكار. عن: الحسن، وابن سيرين، والعلاء بن المسيّب. (10/545)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 546 وعنه: الأصمعيّ، وابو عمر الحوضيّ، وطالوت بن عبّاد، وشيبان بن فرُّوخ، وطائفة. قال أبو حاتم: كان حسن الحديث. وضعّفه الفلاّس وقال: كان شديد القول في القدر. 4 (أبو الربيع البصريّ، السمّان. ت. ق) أشعث بن سعيد. عن: عمرو بن دينار، وعاصم بن عبيد الله، وأبي الزِّناد، وغيرهم. وعنه: وكيع، وشيبان بن فرُّوخ، وعبد الله بن معاوية الجمحيّ، وأبو نعيم، وطائفة. قال البخاريّ: ليس بالحافظ عندهم. وروى عبّاس، عن ابن معين: ليس بشيء. (10/546)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 547 وروى عبد الله بن أحمد، عن أبيه: ليس بذاك، مضطّرب. وقال السَّعديّ: واهي الحديث. وقال النَّسائيّ: لا يكتب حديثه.) 4 (أبو سعيد، المؤدِّب.) من أهل الجزيرة، نزل بغداد، واسمه محمد بن مسلم بن أبي الوضّاح. عن: حمّاد بن أبي سليمان، وعبد الكريم الجزريّ، وخصيف، وعليّ بن بذيمة، وهشام بن عروة، وطبقتهم. (10/547)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 548 وعنه عبد الرحمن بن مهديّ، وهاشم بن القاسم، ومحمد بن بكّار بن الرّيّان، ومنصور بن أبي مزاحم. وثّقه أحمد. وكان مؤدِّب الخليفة الهادي. مات قبل السّبعين ومائة. 4 (أبو شيبة العبسيّ:) قاضي واسط، جدّ الحافظين أبي بكر بن أبي شيبة، وعثمان. اسمه: إبراهيم بن عثمان بن خواستي، مولى بني عبس. روى عن: خاله الحكم بن عتيبة، وسلمة بن كهيل، وسماك بن حرب، وأبي إسحاق، وعبد الملك بن عمير، وغيرهم. وعنه: شعبة بن الحجَّاج، ويزيد بن هارون، وشبابة، وسعيد بن سليمان سعدويه، وعليّ بن الجعد، ومنصور بن أبي مزاحم، وجبارة بن المغلَّس. (10/548)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 549 ضعّفه أحمد: ويحيى، والناس. وقال البخاريّ: سكتوا عنه. وقال النَّسائيّ: متروك الحديث. وقال أحمد: نا أمية بن خالد، قلت لشعبة: إنّ أبا شيبة نا عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: شهد صفيّن من أهل بدر سبعون رجلاً، فقال: كذب والله، لقد ذاكرت الحكم في بيته فما وجدنا شهد صفيّن أحد من أهل بدر غير خزيمة. قال سفيان بن عبد الملك: سمعت ابن المبارك، سئل عن أبي شيبة الواسطيّ فقال: إرم به. قلت: مات سنة تسعٍ وستّين ومائة. 4 (أبو عبيد الله، وزير المهديّ وكاتبه.) ) (10/549)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 550 اسمه معاوية بن عبيد الله بن يسار الأشعريّ، مولاهم. روى عن: أبي إسحاق السَّبيعيّ، ومنصور بن المعتمر. وعنه: منصور بن أبي مزاحم، وغيره. أصله من طبريّة، وكان ذا دين وتعبُّد، من خيار الوزراء. وكان المهديّ يعظّمه ولا يخالفه في رأي. قلا حفيده عبيد الله بن سليمان بن أبي عبيد الله: أبلى أبو عبيد الله سجادتين، وأسرع في الثالث موضع الركبتين، والوجه، واليدين، من كثرة صلاته. وكان له في كلّ يوم كرُّ دقيق يتصدّق به، فلمّا اشتدّ الغلاء أتاه مولاه فقال: قد غلا السعر فلو نقصنا من الكرّ، فقال: أنت شيطان، صيِّره كرَّين. قال: وأخبرت أنّ الجسور يوم مات امتلأت، فلم يعبر عليها أحد إلاّ من تبع جنازته من مواليه واليتامى والأرامل والمساكين. وروى منصور بن مزاحم، عن أبي عبيد الله قال: دخلت على المنصور فاستحلفني أن اصدقه، فحلفت له: فقال: ما قولك في خلفاء بني أميَّة قلت: كلّ من كان منهم مطيعاً لله، عاملاً بكتاب الله، متَّبعاً لسنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنّه إمام تجب طاعته، قال: جئت بها عراقيّة، أهكذا أدركت أشياخك من أهل الشام يقولون قلت: لا، بل أدركتهم يقولون: إنّ الخليفة إذا استخلف غفر الله له ما مضى، فقال: أي والله، وما تأخّر من ذنوبه، (10/550)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 551 أتدري ما الخليفة؟ به تقام الصَّلاة والحجّ للبيت، ويجاهد العدوّ، وعدّد من مناقب الخلافة ما لم نسمع أحداً ذكر مثله. قال عليّ بن الجعد: نا عبد الأعلى بن أبي المساور قال: دخلت على أبي عبيد الله الوزير، فما هشّ لي، فجلست إلى رجل كاتب، فقلت: ثنا الشَّعبيّ، فسمعني أبو عبيد الله فقال: ورأيت الشَّعبيّ قلت: نعم، قال: ارتفع، ارتفع، كتمتنا نفسك حتّى كدت أن تلحقنا دماً لا ترخّصه المعاذير ثم اشتغل بي حتّى قضيت حاجتي. يقال: إنّ أبا عبيد الله وقع بينه وبين الربيع الوزير، فرمى ابنه بجرم الهادي، فما زال المهديّ حتّى قتل الابن، ثم سجن أبا عبيد الله مدة. قال ابن عساكر: كان أبو عبيد الله من أهل طبريّة، سمع أيضاً من الزُّهري، وعاصم بن رجاء الكندي.) حكى عنه: ابنه هارون، ومبارك الطبريّ، ومنصور بن أبي مزاحم. ومرَّبعة أبي عبيد الله بالجانب الشرقيّ منسوبة إليه. ويقال: وصف رجل أبا عبيد الله الوزير فقال: ما رأيت أوفر من حلمه، ولا أغزر من قلمه. وقال الزُّبير: نا عبد الله بن نافع بن ثابت بعث أبو عبيد الله الوزير إلى والد مصعب الزُّبيريّ بألفي دينار، فردّها وقال: لا اقبل صلةً إلاّ من خليفة أو من وليّ عهد. عمر بن شبَّة، عن سعيد بن حزم: أنّ جعفر بن يحيى البرمكيّ حدّثه، أنّ الفضل بن الربيع أخبره، أنّ أباه حج مع المنصور في العام الذي مات فيه (10/551)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 552 المنصور، فلمّا قدم ذهب إلى أبي عبيد قبل أن يأتي منزله، فلم يقم له، ولا رفع له رأساً، فغضب الربيع وقال لي: يا بنيّ لأجهدنّ في أذاه، وذكر القصّة، ومضت في الحوادث سنة إحدى وستّين ومائة. مات أبو عبد الله في الحبس سنة سبعين ومائة. 4 (أبو عزَّة الدّبّاغ.) اسمه الحكم بن طهمان، وهو الحكم بن أبي القاسم البصريّ. عن أبي الرباب. وعنه: مسلم، والتَّبوذكيّ. أبو العطوف الجزريّ، الحرّانيّ. روى عن: الحكم بن عتيبة، والزُّهريّ، وأبي الزُّبير، وغيرهم. (10/552)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 553 وعنه: يزيد بن هارون، وشبابة، وبقيّة بن الوليد، ويحيى بن صالح الوحاظيّ. قال البخاريّ: منكر الحديث. وقال ابن المدينيّ: لا يكتب حديثه. وقال النَّسائيّ: متروك. وقال ابن معين: أبو العطوف الجزريّ: ليس بشيء. شبابة بن سوّار، أنا العطوف، عن أبي الزُّبير، عن جابر قال: إنّما كانت بيعة الرِّضوان في عثمان خاصّة، لما احتبس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن قتلوه لأنابذنهم فبايعناه على أن لا نفرّ، ونحن ألف وثلاثمائة. هذا منكر لم يتابع عليه.) (10/553)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 554 4 (أبو المثَّنَّى الخزاعيّ، الكعبي، المدنيّ. ت. ق.) اسمه سليمان بن يزيد. ويقال: روى عن أنس، روى عن سالم بن عبد الله، وسعيد المقبريّ، وربيعة الرأي، وهشام بن حسّان. وعنه: ابن وهب، وعبد الله بن نافع الصّائغ، وابن أبي فديك، ويحيى بن حسّان، والتَّنَّيسيّ، وآخرون. قال أبو حاتم: ليس بقويّ، منكر الحديث. وذكره ابن حبّان في تاريخ الثّقات. 4 (أبو معشر. ع) (10/554)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 555 هو نجيج بن عبد الرحمن السِّنديّ، المدنيّ. كان من أوعية العلم والأيام والمغازي، وقد كاتب مولاةً له مخزومية فأدّى، فاشترت أمُّ موسى بنت منصور ولاءه فيما قيل. رأى أبا أمامة بن سهل. وحدّث عن: محمد بن كعب القرظيّ، وموسى بن يسار، ونافع العمريّ، وسعيد المقبريّ، ومحمد بن المنكدر، وطائفة سواهم. وفي جامع التِّرمذيّ له عن سعيد بن المسيَّب، وذلك منقطع، أو هو عن سعيد المقبريّ، فتصرّف فيه الرُّواة فوهموا. روى عنه: ابنه محمد بن أبي معشر، وعبد الرّزّاق، وأبو نعيم، ومحمد بن بكّار، ومحمد بن جعفر الوركانيّ، ومنصور بن أبي مزاحم، وطائفة. قال عبد الرحمن بن مهديّ: يعرف وينكر. وقال ابن معين: هو ليس بقويّ. (10/555)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 556 وقال أحمد: كان بصيراً بالمغازي صدوقاً، ولكنّه لا يقيم الإسناد. وقال ابن معين أيضاً: كان أميّاً ينتقي من حديثه المسند. وقيل: كان أبو معشر أبيض أزرق سميناً، أشخصه معه المهديّ إلى العراق، وأمر له بألف دينار وقال: تكون بحضرتنا فتفقِّه من حولنا.) قال الخطيب: كان من أعلم النّاس بالمغازي، أصله يمانيّ سبي في وقعة يزيد بن المهلَّب باليمامة والبحرين. قال ابنه محمد: كان أبي أبيض. وأمّا أبو مسهر الغسّانيّ فقال: كان أسود. وذكر ابنه محمد أنّ أباه كان اسمه عبد الرحمن بن الوليد بن هلال، فسرق فبيع بالمدينة، فاشتراه قوم من بني أسد، فسمّوه نجيحاً، فاشتري لأم موسى الهادي فأعتقته، فصار ميراثه لبني هاشم. قال: وكان ينتسب إلى حنظلة بن مالك. قال أبو نعيم: كان أبو معشر كيِّساً حافظاً. وقال الفلاّس: كان القطّان لا يحدّث عن أبي معشر. وكان عبد الرحمن يحدّث عنه. (10/556)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 557 وقال أحمد بن أبي خيثمة: سمعت محمد بن بكّار يقول: تغيّر أبو معشر قبل أن يموت حتى كان يخرج منه الريح ولا يشعر. قلت: مات في رمضان سنة سبعين. وقال أبو أميَّة الطَّرسوسيّ: نا أبو نعيم، أنّ أبا معشر كان رجلاً ألكن، وكان سندياً يقول: ثنا محمد بن قعب يعني ابن كعب. قلت: ومن مناكيره: روايته عن سعيد المقبريّ، عن أبي هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم السّاعة حتى تعبد اللاَّت والعزَّى، قال أبو هريرة: كأني أنظر إلى نساء دوس يصطففن بألياتهنّ على صنمٍ يقال له ذو الخلصة. قال أبو رزعة: أبو معشر صدوق، ليس بالقويّ. 4 (أبو هلال. ع) (10/557)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 558 هو محمد بن سليم، الرّاسبيّ، البصريّ. نزل في بني راسب، فنسب إليهم، وولاّه أسامة بن لؤيّ. روى عن: الحسن، وابن سيرين، وابن أبي مليكة، وحميد بن هلال، ومطر الورّاق. وعنه: أسد بن موسى، وعبد الرحمن بن مهديّ، والحوضيّ، وشيبان بن فرُّوخ، وطائفة.) وثّقه أبو داود. وقال ابن معين: لم يكن له كتاب، وهو ضعيف الحديث. وقال أبو حاتم: محلُّه الصِّدق. وقال النَّسائيّ: ليس بالقويّ. قلت: علّق له البخاريّ. وتوِّفي سنة سبعٍ وستّين ومائة. (10/558)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العاشر الصفحة 559 4 (أبو يحيى، صاحب السَّقط. ق) بصريٌّ معروف، اسمه رجاء بن صبيح. روى عن: مسافع بن شيبة، والحسن، ومحمد بن سيرين. وعنه: يزيد بن زريع، وعارم، وموسى بن إسماعيل، وهدبة بن خالد. قال أبو حاتم: ليس بقويّ. وضعّفه ابن معين. تمت الطبقة ولله الحمد. (10/559)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 5 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة الثامنة عشرة)

1 (الأحداث من سنة إلى)

4 (أحداث سنة إحدى وسبعين ومائة) فيها مات: إبراهيم بن سويد المديني، وحبان بن علي، بخلف، وخديج بن معاوية، فيها أو بعدها، وأبو المنذر سلام القاري، وعبد الله بن عمر العمري المدني، وعبد الرحمن بن الغسيل، وعدي بن الفضل البصري، وعمر بن ميمون الرماح، ومهدي بن ميمون البصري، بخلف، ويزيد بن حاتم المهلبي، في قول، وأبو شهاب الحناط عبد ربه، فيها أو في الآتية. 4 (عزل الفضل بن سليمان ووفاته) وفيها قدم الأمير أبو العباس الفضل بن سليمان الطوسي معزولاً عن نيابة خراسان، فصيره الرشيد على ختم الخلافة، ولم ينشب أن مات، فدفع الخاتم إلى يحيى بن خالد بن برمك مع الوزارة. (11/5)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 6 4 (ضرب عنق أمير الجزيرة) وفيها أمر الرشيد أبا حنيفة بن قيس فضرب عنق أمير الجزيرة أبي هريرة محمد بن فروخ. 4 (اخراج الرشيد العلويين من بغداد) إلى المدينة المنورة وفيها أخرج هارون الرشيد من كان ببغداد من العلويين إلى المدينة النبوية، سوى العباس بن حسن بن عبد الله بن العباس ابن الإمام علي بن أبي طالب. وكان أبوه حسن في من أخرج. 4 (سفر الخيزران للحج) وفي رمضان سارت السدة الخيزران للحج، وكان أمير الموسم عبد الصمد بن علي. وأقامت الخيزران بمكة نحو الشهر. (11/6)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 7 4 (احداث سنة اثنتين وسبعين ومائة) فمات فيها: الحسن بن عياش أخو أبي بكر بن عياش بالكوفة، وروح بن مسافر البصري، وسليمان بن بلال،) وصالح المري، بخلف، وصاحب الأندلس عبد الرحمن الداخل الأموي، وابن عم المنصور علي بن سليمان بن علي، وابن عمه الآخر الفضل بن صالح بن علي، ومهدي بن ميمون، بخلف. والوليد بن أبي ثور، والوليد بن مغيرة المصري، ويحيى بن سلمة بن كهيل، بخلف. 4 (إمارة عبيد الله بن المهدي على أرمينية) وفيها عزل الرشيد عن أرمينية يزيد بن مزيد الشيباني، وأمر عليها عبيد الله بن المهدي. (11/7)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 8 4 (الحج هذا الموسم) وحج بالناس يعقوب بن المنصور. (11/8)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 9 4 (احداث سنة ثلاث وسبعين ومائة) مات فيها: إسماعيل بن زكريا الخلقاني، وجويرية بن أسماء الضبعي، 4 (موت أم الرشيد الخيزران،) وسعيد بن عبد الله المعافري، وسلام بن أبي مطيع، والسيد الحميري الشاعر، وزهير بن معاوية، وطليب بن كامل اللخمي المصري، وعبد الرحمن بن أبي الموالي مول بني هاشم، والأمير محمد بن سليمان بن علي، وقاضي مرو نوح الجامع.) 4 (الحج هذا الموسم) وفيها حج بالناس هارون الرشيد. (11/9)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 10 4 (إمارة العباس بن جعفر على خراسان) وعزل عن إمرة خراسان جعفر بن محمد بن أشعث، وأمر ولد المعزول العباس بن جعفر. 4 (احداث سنة أربع وسبعين ومائة) فممات: بكر بن مضر المصري، والأمير روح بن حاتم المهلبي، وقاضي مصر وعالمها عبد الله بن لهيعة، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، ونعيم بن ميسرة، ويعقوب القمي، بخلف. 4 (الحج هذا الموسم) وفيها حج بالناس أيضاً أمير المؤمنين. (11/10)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 11 4 (احداث سنة خمس وسبعين ومائة) فمات فيها: حرم بن أبي حرم القطعي، والحكم بن فضيل الواسطي، والخليل بن أحمد، فيما قيل، وقد مر، وخشاف الكوفي فقيه مصر، والقاسم بن معن المسعودي الكوفي، والليث بن سعد فقيه مصر، والهقل بن زياد، في قول. 4 (عقد البيعة لمحمد الأمين) وفيها كان عقد البيعة بولاية العهد لابن أمير المؤمنين الرشيد محمد، ولقب بالأمين، وله يومئذ خمس سنين. فكان هذا أول وهن جرى في دولة الإسلام من حيث الإمامة. حرصت أمه زبيدة بنت) جعفر بن المنصور حتى تم ذلك. وأرضوا العسكر بأموال عظيمة، فسكتوا. (11/11)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 12 4 (ظهور يحيى بن عبد الله العلوي بالديلم) وفيها صار يحيى بن عبد الله بن حسن العلوي إلى بلاد الديلم، ثم تحرك هناك، وقويت شوكته وطلب الخلافة. وأسرع إليه الشيعة من الأمصار، فاغتم لذلك الرشيد وأبلس، واشتغل عن الشرب واللهو، وندب لحربه الفضل بن يحيى البرمكي في خمسين ألفاً من الخراسانية وغيرهم، وفرق عليهم الذهب العظيم، فانحلت عزائم يحيى المذكور، وطلب الصلح والأمان، فسر بذلك الرشيد وكتب له أماناً، وأشهد عليه الكبار، ونفذه مع تحف وهدايا ومال جليل، ففرح يحيى وأطمأن، ووفد على الرشيد، فبالغ في إكرامه وعطاياه. ثم إنه بعد سجنه، فاعتل، فقيل سقي السم، ولم يصح. ويقال: حبسه مرة بعد أخرى ويطلقه. وقيل: إن الذي وصل إلى يحيى بن عبد الله من الرشيد أربعمائة ألف دينار. 4 (خبر اليمين الذي أقسمه الزبيري والعلوي) وقد كان عبد الله بن مصعب الزبيري افترى عليه لبغضه للطالبية، وزعم أنه طلب إليه أن يخرج معه، فباهله يحيى بحضرة الرشيد وقام، فمات الزبيري ليومه. وكان يحيى قد طلب مباهلته وشبك يده في يده وقال: قل: اللهم إن كنت تعلم أن يحيى بن عبد الله بن حسن لم يدعني إلى الخلاف والخروج على أمير المؤمنين هذا، فكلني إلى حولي وقوتي واسختني بعذاب من عندك، آمين رب العالمين. (11/12)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 13 قال: فتلجلج الزبيري وقالها. ولما قال يحيى مثله ما تلجلج. 4 (هياج العصبية بالشام) وفيها هاجت العصبية بالشام بين القيسية واليمانية. كان كبير النزارية يومئذ الأمير أبو الهيذام المري، وقتل منهم عدد كثير، وكان على إمرة الشام موسى ابن ولي العهد عيسى بن موسى، فاستعمل الرشيد على الشام موسى بن يحيى البرمكي، فقدم وأصلح بينهم. 4 (إمارة الغطريف بن عطاء على خراسان) وفيها عزل الرشيد عن خراسان العباس بن جعفر، وأمر عليها خاله الغطريف بن عطاء. 4 (إمارة جعفر البرمكي على مصر) ) وأمر على ديار مصر جعفر بن يحيى البرمكي. (11/13)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 14 (11/14)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 15 4 (احداث سنة ستً وسبعين ومائة) فيها مات: أبو وكيع الجراح بن مليح الرؤاسي، والقاضي سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، وصالح المري، بخلف، وصالح بن الخليفة المنصور، وعبد الواحد بن زياد البصري، وأبو عوانة الوضاح بن عبد الله. 4 (الحرب بين اليمانية والقيسية في الشام) وفيها هاج الحرب بالشام بين اليمانية والقيسية، واشتد الخطب، ونشأت بينهم أحقاد وإحن إلى وقتنا، وبقي لبعضهم على بعض دماء يهيجون لها كل حين. 4 (فتح مدينة دبسة) وفيها فتحت مدينة دبسة، ولها قصة يطول شرحها. افتتحها الأمير عبد الرحمن بن عبد الملك بن صالح بن علي العباسي، ومعه مخلد بن يزيد بن (11/15)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 16 عمر بن هبيرة الفزاري. (11/16)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 17 4 (احداث سنة سبع وسبعين ومائة) فيها مات: شريك بن عبد الله القاضي، وعبد العزيز بن أبي ثابت المديني، وعبد الواحد بن زيد الزاهد، فيما قيل، ومحمد بن جابر، الحنفي اليمامي، ومحمد بن مسلم الطائفي، وموسى بن أعين الحراني، وهياج بن بسطام الهروي، ويزيد بن عطاء اليشكري معتق أبي عوانة. 4 (ولاية إسحاق بن سليمان على مصر) ) وفيها عزل الرشيد جعفر البرمكي عن مصر بإسحاق بن سليمان. 4 (ولاية الفضل بن يحيى على خراسان) وعزل حمزة بن مالك عن خراسان، وولاها الفضل بن يحيى البرمكي، مع سجستان والري. (11/17)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 18 4 (الحج هذا الموسم) وفيها حج الرشيد بالناس. (11/18)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 19 4 (احداث سنة ثمان وسبعين ومائة) فيها مات: إبراهيم بن حميد الرؤاسي الكوفي، وجعفر بن سليمان الضبعي، وخارجة بن مصعب والصحيح قبل هذا بعشر سنين، وعليلة بن بدر البصري، وعبثر بن القاسم الكوفي، وعبد الله بن جعفر أبو علي المديني، وعمر بن المغيرة بالمصيصة، ومفضل بن يونس، يقال فيها. 4 (فتنة الحوفية بمصر) وفيها هاجت الحوفية بديار مصر من قيس وقضاعة، فوثبوا بنائب الرشيد إسحاق بن سليمان فقاتلوه، فوجه الرشيد جيشاً مع هرثمة بن أعين فخمدت الفتنة. (11/19)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 20 4 (ولاية هرثمة بن أعين على مصر) ثم ولى مصر هرثمة بن أعين، ثم عزل بعد شهر بعبد الملك بن صالح الهاشمي. 4 (فتنة أهل المغرب) وفيها وثبت أهل المغرب فقتلوا متولي إفريقيا الفضل بن روح بن حاتم المهلبي، وطردوا من عندهم من آل المهلب، فبادر إليها هرثمة بن أعين، وكان شجاعاً مهيباً، فذلوا وأذعنوا بالطاعة. 4 (تفويض أمور الممالك ليحيى بن خالد) وفيها فوض الرشيد جميع أمور ممالكه إلى يحيى بن خالد البرمكي.) 4 (خروج الوليد بن طريف الشاري) وفيها خرج بالجزيرة الوليد بن طريف الشاري محكماً، يعني قال: لا حكم إلا لله. وفتك بإبراهيم بن خازم بن خزيمة بنصيبين، وسار إلى أرمينية، إلى أن جاء الخبر بموته. (11/20)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 21 4 (مسير الفضل بن يحيى إلى خراسان) وفيها سار الفضل بن يحيى البرمكي إلى خراسان فعدل في الناس، وأحسن السيرة، وتهيأ للجهاد فغزوا ما وراء النهر. واستخدم جيشاً عظيماً. وفيه يقول مروان بن أبي حفصة: (ألم تر أن الجود من لدن آدم .......... تحدر حتى صار في راحة الفضل)

(إذا ما بنوا العباس ترامت سماؤهم .......... فيا لك من هطل ويا لك من وبل) ولمروان فيه عدة قصائد في هذه الغزاة. فنال من الفضل سبعمائة ألف درهم. وقيل إن الأمير إبراهيم بن جبريل سار مع الفضل إلى خراسان، فعقد له على سجستان، ثم سار إلى كابل فغزا وفتح وغنم، فوصل إليه من ذلك سبعة آلاف ألف. فلما رجع الفضل من خراسان بعد أن مهدها تلقاه الرشيد والدولة، فكان ربما وصل الرجل بألف ألف درهم وبخمسمائة ألف درهم، فإنه كان سخياً. (11/21)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 22 4 (احداث تسع وسبعين ومائة) فيها مات: حماد بن زيد، وخالد بن عبد الله الطحان، وعبد الله بن سالم الأشعري الحمصي، ومالك بن أنس الإمام، وفقيه دمشق هقل بن زياد، والوليد بن طريف الخارجي، وأبو الأحوص سلام بن سليم. 4 (إمارة منصور الحميري على خراسان) وفيها ولي إمرة خراسان منصور بن يزيد بن منصور الحميري.) 4 (خروج الوليد بن طريف من جديد) وفيها رجع الوليد بن طريف الشاري بجموعه من ناحية أرمينية إلى الجزيرة، وقد اشتدت بليته وكثر جيشه، فسار لحربه يزيد بن مزيد الشيباني، فراوغه يزيد ثم التقاه على غرة بقرب هيت فقتله ومزق جمعه. (11/22)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 23 وفي ذلك تقول الفارعة أخت الوليد: (أيا شجر الخابور مالك مورقاً .......... كأنك لم تجزع على ابن طريف)

(فتىً لا يحب الزاد إلا من التقى .......... ولا المال إلا من قنىً وسيوف)

(حليف الندى ما عاش يرض به الندى .......... فإن مات لم يرضى الندى بحليف)

(ألا يا لقومي للحمام وللبلى .......... وللأرض همت بعده برجوف)

(ألا يا لقومي للنوائب والردى .......... ودهر ملحً بالكلام عنيف)

(فإن يك أرداه يزيد بن مزيد .......... فرب زحوف لفها بزحوف)

(عليك سلام الله وقفاً فإنني .......... أرى الموت وقاعاً بكل شريف)

4 (عمرة الرشيد وحجه) وفيها اعتمر الرشيد في رمضان، ودام على إحرامه إلى أن حج، ومشى من بيوته إلى عرفات. (11/23)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 24 (إمرة هرثمة بن أعين على المغرب) وفي ربيع الأول قدم هرثمة بن أعين أميرا على القيروان والمغرب فأمن الناس وسكنوا، وأحسن سياستهم. وكانت له هيبة عظيمة. فبنى القصر الكبير الملقب بالمنستير في سنة ثمانين ومائة، وبنى سور طرابلس المغرب. ثم إنه رأى كثرة الأهواء والاختلاف بالمغرب فطلب من الرشيد أن يعفيه. وألح في ذلك. (11/24)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 25 وألح في ذلك. 4 (احداث ثمانين ومائة) فيها مات: إسماعيل بن جعفر المدني، وبشر بن منصور السلمي الواعظ، وحفص بن سليمان المقريء،) ورابعة العدوية، وصدقة بن خالد الدمشقي، بخلف، وعبد الوارث بن سعيد التنوري، وعبيد الله بن عمرو الرقي، ومحمد بن الفضل بن عطية البخاري، ومسلم بن خالد الزنجي المكي، ومعاوية بن عبد الكريم الضال، وصاحب الأندلس هشام بن عبد الرحمن الأموي، وأبو المحياه يحيى بن يعلى التميمي، ويقال: فيها مات سيبويه شيخ النحو. 4 (هياج العصبية بالشام) وفيها هاجت العصبية بين قيس ويمن بالشام، وتفاقم الأمر، وعظم الخطب. (11/25)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 26 4 (استيطان الرشيد بالرقة) وفيها سار الرشيد إلى الموصل، ثم إلى الرقة مدة، وعمر بها دار الملك. 4 (الزلزلة بمصر) وفيها كانت الزلزلة العظمى سقط فيها رأس منارة الإسكندرية. 4 (خروج خراشة الشيباني) وفيها خرج خراشة الشيباني محكماً بالجزيرة، فقتله مسلم بن بكار العقيلي. 4 (خروج المحمرة بجرجان) وفيها خرجت المحمرة بجرجان، هيجهم على الخروج زنديق يقال له عمرو بن محمد العمركي، فقتل بأمر الرشيد بمرو. (11/26)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 27 4 (استخلاف الرشيد للأمين على بغداد) وفيها استخلف الرشيد على بغداد ولده الأمين 4 (وحج بالناس موسى بن عيسى العباسي.) هذا الموسم) وحج بالناس موسى بن عيسى العباسي. والله أعلم. (11/27)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 28 1 (تراجم هذه الطبقة مرتبة على حروف المعجم)

4 (حرف الألف)

4 (إبراهيم بن حميد الرؤاسي الكوفي) شيخ ثقة. يروي عن: إسماعيل بن أبي خالد، وهشام بن عروة، وثور بن يزيد. وعنه: شهاب بن عباد، وإسحاق بن منصور السلولي، وزكريا بن عدي، وغيرهم. مات سنة ثمان وسبعين ومائة. 4 (إبراهيم بن سعيد المديني.) (11/28)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 29 روى عن: نافع، عن ابن عمر، في الإحرام. وعنه: زكريا زحمويه، وقتيبة. 4 (إبراهيم بن سويد المدني) عن: أنيس بن أبي يحيى الأسلمي، وعبد الله بن محمد بن عقيل، وعمرو بن أبي عمرو، ويزيد بن أبي عبيد وعنه: ابن وهب، وسعيد بن أبي مريم. وثقه ابن معين. (11/29)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 30 4 (إبراهيم بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس العباسي الهاشمي.) ولي إمرة دمشق للمهدي، ثم ولي مصر للرشيد، وتزوج بأخت الرشيد عباسة. حكى عنه: ابن وهب. يروى أن إبراهيم بن المهدي قال: تأخر جبريل بن بختيشوع عن الرشيد فشتمه، فقال: تشاغلت بإبراهيم بن صالح لأنه يموت. فبكى وجزع ولم يأكل. فقال له جعفر البرمكي: جبريل أعلم بطب الروم، وابن بهلة أعلم بطب الهند. قال: فبعث الرشيد بابن بهلة إلى إبراهيم، فرجع وحلف له إنه لا يموت في علته. فأكل الرشيد وسكن، فلما أمسوا جاءه الموت فبكى، يعني الرشيد، وقال: ابن عمي في الموت وأنا آكل وأتمتع،) ثم تقيأ ما أكل. وبكر لحضور الجنازة إلى دار إبراهيم. فأتاه ابن بهلة فقال: الله الله يا أمير المؤمنين أن تطلق نسائي وتعتق أرقائي، ابن عمك لم يمت فقام الرشيد معه، فنخسه ابن بهلة بمسلة تحت ظفره، فحرك يده. ثم أمر بنزع الكفن عنه، ثم دعا بمنفخة وكندس، فنفخ في أنفه، فعطس وفتح عينيه، فرأى الرشيد فأخذ يده فقبلها. (11/30)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 31 فقال: كيف حالك؟ فقال: قد كنت في ألذ نومة، فعض شيء إصبعي فآلمني. قال: ثم عوفي من علته وزوجه بعباسة أخته، وولاه إمرة مصر وبها مات. فكانوا يقولون: رجل توفي ببغداد ودفن بمصر، من هو. قال أحمد بن أبي الحواري: حدثني أخي محمد قال: دخل عباد الخواص على إبراهيم بن صالح وهو أمير فلسطين، فقال إبراهيم: عظني. قال: بلغني أن الأعمال من الأحياء تعرض على أقاربهم من الموتى، فانظر ماذا يعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم من عملك. فبكى إبراهيم. قيل: مات بمصر في شعبان سنة ستً وسبعين ومائة. أرخه ابن يونس. 4 (إبراهيم بن عبد الرحمن بن أبي شيبان العنسي، بنون، الدمشقي.) عن: زيادة بن أبي سودة، وعبدة بن أبي لبابة، ويونس بن ميسرة. وعنه: أبو مسهر، والهيثم بن خارجة، وهشام بن عمار، وجماعة. قال أبو حاتم: لا بأس به. وقال أبو مسهر: ثقة. قلت: يكنى أبا إسماعيل. وقيل: أبو أمية. (11/31)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 32 4 (إبراهيم بن عقبة.) أبو رزام الراسبي. بصري مقل. عن: عطاء بن أبي رباح، وكبشة بنت كعب. وعنه: موسى بن إسماعيل، ومسدد بن مسرهد، وغيرهما. ما ضعفه أحد.) 4 (آدم بن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي.) شاعر ماجن ثم إنه نسك وقد توهم فيه المهدي الزندقة لمجونه وقوله في الخمر: (إسقني واسق خليلي .......... في مدى الليل الطويل)

(قهوةً صهباء صرفاً .......... سبيت من نهر بيل)

(قل لمن يلحاك فيها .......... من فقيه أو نبيل)

(أنت دعها وارج أخرى .......... من رحيق السلسبيل) فضرب ثلاثمائة سوط، فقال: والله لا أقر على نفسي بباطل، والله ما كفرت بالله طرفة عين، ولكني كنت فتىً أشرب النبيذ. ثم إنه صلح حاله. سامحه الله تعالى. 4 (إسحاق بن إبراهيم د ت ق.) (11/32)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 33 أبو يعقوب الثقفي الكوفي. عن: أبي إسحاق السبيعي، وعبد الملك بن عمير. أحاديثه غير محفوظة يروي عنه: عبيد الله بن موسى، وأبو نعيم، وسعدويه، وعمار أبو ياسر. قال ابن عدي: روى عن الثقات مالا يتابع عليه. 4 (إسحاق بن إبراهيم بن نسطاس.) أبو يعقوب المدني، مولى كثير بن الصلت الكندي. رأى سهل بن سعد الساعدي، وروى عن: محمد بن كعب، وإسماعيل بن مصعب، وسعد بن إسحاق، وعدة. وعنه: مرحوم بن عبد العزيز العطار، وإسماعيل بن أبي أويس، وهشام بن عمار، وعبد العزيز الأويسي، والحميدي، وطائفة. قال أبو حاتم: ليس بالقوي. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي، والدارقطني: ضعيف. يعقوب بن محمد الزهري: ثنا إسحاق بن إبراهيم بن نسطاس، نا نوح بن (11/33)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 34 أبي بلال، عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من صلى في مسجد قباء كان له كأجر عمرة) 4 (إسحاق بن عبيد الله بن أبي مليكة) يروي عن: ابن أبي مليكة، وغيره. وعنه: الوليد بن مسلم، وأسد بن موسى، ويعقوب بن محمد الزهري، وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق. 4 (إسماعيل بن إبراهيم المديني.) هو غير ابن عقبة المتقدم ذكره في الماضين. روى عن: شرحبيل بن سعد. وعنه: أبو معمر القطيعي، وقتيبة بن سعيد، وصالح بن عبد الله الترمذي. قال أبو زرعة: هو صاحب الرقيق. وقال أبو حاتم: رأيته مستقيم الحديث. (11/34)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 35 4 (إسماعيل بن جعفر.) هو أخو محمد بن جعفر بن أبي كثير. الأنصاري المدني، أبو إسحاق، مولى الأنصار. من كبار علماء المدينة في القرآن والحديث. روى عن: عبد الله بن دينار، وإبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن، وربيعة الرأي، والعلاء بن عبد الرحمن، وحميد الطويل، وطبقتهم. وقرأ القرآن على شيبة بن نصاح، ثم عرض على نافع، وسليمان بن مسلم بن جماز، وتصدر للإقراء والحديث. وقيل: بل كنيته أبو إبراهيم. روى عنه: محمد بن الصباح، ومحمد بن سلام البيكندي، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، وقتيبة، وعلي بن حجر، والوليد بن شجاع السكوني، ومحمد بن زنبور، وداوود بن عمرو الضبي، وأبو عمر الدوري. وكان أقرا من بقي بالمدينة بعد نافع. وهو آخر أصحاب شيبة وفاةً. وسكن بغداد يؤدب علياً ولد المهدي. (11/35)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 36 قال ابن معين: ثقة مأمون، هو أثبت من ابن أبي حازم، ومن عبد العزيز الدراوردي. قرأت على علي بن أحمد الهاشمي: أخبركم محمد بن أحمد القطيعي وقرأت على عيسى بن يحيى، أخبركم أبو الحسن بن المقير قالا: أنا أحمد بن محمد العباسي: قال ابن المقير إجازةً: أنا) الحسن بن عبد الرحمن الفقيه، أنا أحمد بن إبراهيم بن فراس، نا محمد بن إبراهيم الديبلي، نا أبو صالح محمد بن أبي الأزهر، نا إسماعيل بن جعفر، نا عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من اقتنى كلباً إلا كلب ضارية أو كلب ماشية، نقص من عمله كل يوم قيراط. أخرجه مسلم، من حديث إسماعيل، فوقع لنا بدلاً عالياً. وقد أخذ القرآن عنه: الكسائي، والدوري، وسليمان بن داوود الهاشمي، وأسند لهم قراءته عن نافع. توفي سنة ثمانين ومائة. وقال ابن المديني: ثقة. 4 (إسماعيل بن زكريا الخلقاني ع.) (11/36)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 37 أبو زياد الكوفي. عن: عاصم الأحوال، والعلاء بن عبد الرحمن، ويزيد بن عبد الله بن أبي بردة، وحجاج بن دينار، وإسماعيل بن أبي خالد، وسليمان بن مهران، وعبيد الله بن عمر، وطائفة. وعنه: سعيد بن منصور، ومحمد بن الصباح الدولابي، وأبو الربيع الزهراني، ولوين، وآخرون. وهو صدوق يتشيع. اختلف قول ابن معين فيه، فمرة قال: ضعيف. ومرة وثقه. ومرة يقول: ليس به بأس. وقال أحمد بن حنبل: مقارب الحديث. وقال الميموني: قلت لأحمد: ما هو قال: أما الأحاديث المشهورة التي يرويها فهو فيها مقارب الحديث، ولكنه ليس ينشرح الصدر له. هو شيخ ليس يعرف، يعني بالطلب. قال الخطيب في تاريخه: إسماعيل بن زكريا بن مرة، أبو زياد الخلقاني (11/37)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 38 مولى بني أسد بن خزيمة، كوفي يلقب شقوصاً: نزل بغداد. وقال العقيلي في ترجمته: ثنا محمد بن أحمد: حدثني إبراهيم بن الجنيد، ثنا أحمد بن الوليد بن أبان، حدثني حسين بن حسن، حدثني خالي إبراهيم قال: سمعت إسماعيل الخلقاني شقوصا يقول: الذي نادى من جانب الطور عبده: علي بن أبي طالب. قال: وسمعته يقول: هو الأول والآخر: علي بن أبي طالب.) قلت: إسنادها مظلم. ولعل إسماعيل شقوصا هذا آخر زنديق لعين غير صاحب الترجمة، فإن هذا الكلام لا يصدر من رافضي، فضلاً عن مسلم مبتدع، أو أنه قال ثم تاب وجدد إسلامه، أو أن الراوي كذبها. توفي الخلقاني سنة ثلاث وسبعين ومائة، وقيل: سنة أربع، وله خمس وستون سنة. 4 (إسماعيل بن زياد السكوني ق.) (11/38)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 39 قاضي الموصل. روى عن: ثور بن يزيد، وابن جريج، وغالب القطان. وعنه: نائل بن نجيح، وإسماعيل بن علي الشعيري، وعيسى غنجار، وآخرون. وهو هالك ليس بثقة. ويقال له: إسماعيل بن أبي زياد، وإسماعيل بن مسلم، كوفي. قال ابن معين: كذاب متروك يضع. وقال ابن حبان: إسماعيل بن زياد دجال، لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه. (11/39)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 40 روى عن غالب القطان، عن المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أبغض الكلام إلى الله الفارسية وكلام الشياطين الخوزية، وكلام أهل النار البخارية، وكلام أهل الجنة العربية 4 (إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين.) شيخ الإقراء بمكة، أبو إسحاق المكي، مولى بني مخزوم. ويقال له: إسماعيل القسط. هو آخر من بقي من أصحاب عبد الله بن كثير، فإنه قرأ عليه، وقرأ على صاحبيه شبل، ومعروف. وحدث عن: علي بن زيد بن جدعان. وأقرأ الناس مدةً. قرأ عليه: أبو الإخريط وهب بن واضح، وعكرمة بن سليمان، والشافعي، ومحمد بن سبعون، ومحمد بن بزيع. وسمع منه: أحمد بن موسى اللؤلؤي، ويعقوب بن إسحاق بن أبي عباد القلزمي، وأبو قرة موسى بن طارق، وغيرهم.) وقد اختلف الناقلون لموته، فقيل: سنة سبعين ومائة، وقيل سنة: تسعين ومائة، تصحفت الواحدة بالأخرى. وأنا إلى السبعين أميل. ذكره ابن حبان في الثقات مختصراً. 4 (إسماعيل بن قيس.) (11/40)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 41 أبو سعد القيسي. عن: عكرمة، ونافع، وعامر بن عبد الله بن الزبير، والعلاء بن عبد الرحمن. وعنه: موسى بن إسماعيل، وعبيد الله القواريري، ومعن بن عيسى، وغيرهم. وهو صالح الحديث إن شاء الله. وهو غير: 4 (إسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد بن ثابت الأنصاري المدني.) المكنى بأبي مصعب الذي قال فيه البخاري: منكر الحديث. كان قد أتى عليه إحدى وتسعون سنة. (11/41)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 42 يروي عنه: إبراهيم بن حمزة الزبيدي، وعبد الرحمن بن شيبة الحزامي. ذكره محمد بن الذهبي للتمييز. روى عن: يحيى بن سعيد الأنصاري، وأبي حازم المديني. 4 (إسماعيل بن مختار الكوفي.) عن: عطية العوفي. ورأى موسى بن طلحة بن عبيد الله. وعنه: يوسف بن عدي، وهناد بن السري، وبشير بن يزيد. ط قال أبو حاتم: شيخ. إسماعيل بن مجالد. في الآتية. 4 (إسماعيل بن اليسع.) أبو عبد الرحمن الكوفي الفقيه. أخذ عن: أبي حنيفة.) (11/42)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 43 وروى عن: محمد بن عمرو بن علقمة. حدث عنه: سعيد بن أبي مريم، وعبد الله بن صالح، وجماعة. وولي قضاء مصر بعد ابن لهيعة. قال ابن أبي مريم: كان من خير قضاتنا. وكان مذهبه إبطال الأحباس، فتبرم به أهل مصر. وقال يحيى بن بكير: كان فقيهاً مأموناً. قلت: تولى القضاء ثلاثة أعوام، وعزل سنة سبع وسبعين ومائة. سعى في عزله الليث بن سعد، كذا قيل، وهذا لا يستقيم، لأن الليث مات سنة خمس وسبعين. وبلغنا أنهم إنما سعوا فيه لأنه أحدث أحكاماً ما ألفوها. 4 (أمية بن شبل الصنعاني.) عن: عبد الله بن طاووس، والحكم بن أبان. وعنه: هشام بن يوسف، وعبد الرزاق، وعبد الملك بن عبد الرحمن الذماري. قال: ابن معين: ثقة. 4 (أمية بن يزيد بن أبي عثمان القرشي.) (11/43)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 44 عن: أبي المصبح المقرائي، ومكحول. وعنه: ابن المبارك، وأيوب بن سويد، وبقية من الوليد، وغيرهم. وينبغي أن يحول إلى طبقة الأوزاعي. 4 (أيوب بن جابر السحيمي اليمامي ثم المدني.) أبو سليمان. وهو أخو محمد بن جابر. روى عن: الكوفيين سماك بن حرب، وآدم بن علي، وحماد بن أبي سليمان، وطائفة. وعنه: سعيد بن يعقوب الطالقاني، وخالد بن مرداس، وقتيبة بن سعيد، ولوين، وآخرون. وقال أحمد بن حنبل: حديثه يشبه حديث أهل الصدق. وقال أبو حفص الفلاس: صالح. وقال ابن معين: ليس بشيء. (11/44)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 45 وقال النسائي: ضعيف. محمد بن جعفر الوحاطي: نا أيوب بن جابر، عن سماك، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي) بريدة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اشربوا فيما بدا لكم ولا تسكروا. قال العقيلي: لا يصح في هذا المتن شيء. قال ابن حبان: أيوب بن جابر بن سيار بن طلق الحنفي السحيمي. عن: عبد الله بن عاصم، وبلال بن المنذر وعنه: علي بن إسحاق السمرقندي. يخطيء حتى خرج عن حد الإحتجاج به لكثرة وهمه. (11/45)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 46 4 (أيوب بن سيار الزهري.) أبو سيار. عن: محمد بن المنكدر، وشرحبيل بن سعد. وعنه: الصلت بن محمد، وجبارة بن المغلس، وشبابة، وسويد بن سعيد، وغيرهم. ضعفوه. قال ابن حبان: مدني، يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل. وروى عباس، عن ابن معين: ليس بشيء. وقال البخاري: منكر الحديث. (11/46)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 47 4 (أيوب بن عتبة ق.) أبو يحيى اليمامي، قاضي اليمامة. عن: قيس بن طلق، وعطاء بن أبي رباح، وأبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وإياس بن سلمة، ويحيى بن أبي كثير، وغيرهم. وعنه: الأسود بن عامر شاذان، وحجاج الأعور، وأحمد بن يونس، وسعدويه الواسطي، وعاصم بن علي، وآدم بن أبي إياس، ومحمود بن محمد الظفري. قال ابن معين: ضعيف. (11/47)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 48 وقال البخاري: لين الحديث عندهم. وقال بعض الحفاظ: أكثر عن يحيى بن أبي كثير، وكتابه صحيح عنه. وروى عباس، عن ابن معين: ليس بالقوي. وقال أبو حاتم: فيه لين. حدث من حفظه فغلط.) وقال ابن حبان: كان يخطيء كثيراً حتى فحش الخطأ منه. وهو الذي روى عنه عطاء، عن ابن عباس قال: جاء رجل من الحبشة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: فضلتم علينا بالألوان والصور والنبوة، أفرأيت إن آمنت بك وعملت بمثل ما عملت إني لكائن معك في الجنة قال: نعم. ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم روى الذي تعسي بيده إنه ليرى بياض الأسود في الجنة من مسيرة ألف سنة الحديث بطولة رواه عفيف بن سالم، عنه، وهو باطل وقد مر أيوب في طبقة الستين ومائة. وقيل: مات سنة سبعين ومائة، ونبهت عليه في الطبقة المارة. (11/48)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 49 (11/49)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 50 4 (حرف الباء)

4 (البختري بن عبيد بن سلمان الكلبيق.) شامي من أهل ناحية القلمون. روى عن: أبيه، عن أبي هريرة، وعن سعد بن مسهر. وعنه: الوليد بن مسلم، وهشام بن عمار، وسليمان ابن بنت شرحبيل، ومحمد بن أبي السري العسقلاني. ضعفه أبو حاتم. وقال ابن عدي: له عن أبيه، عن أبي هريرة قدر عشرين حديثاً عامتها مناكير. منها: أشربوا أعينكم الماء. وقال أبو نعيم الإصبهاني: روى عن أبيه موضوعات. قال هشام بن عمار: ذهبنا إليه إلى القلمون في موضع يقال له الأفاعي. (11/50)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 51 4 (بشر بن عمارة الكوفي المؤدب.) عن: أبي روق عطية بن الحارث الهمذاني، وأحوص بن حكيم. وعنه: محمد بن الصلت الأسدي، وعون بن سلام، وجبارة بن المغلس، ومنجاب بن الحارث، ويحيى الحماني، وآخرون. قال أبو حاتم: ليس بقوي. وقال النسائي: ضعيف. وقال ابن عدي: لم أر له حديثاً منكراً.) قلت: ما خرجوا له. 4 (بشر بن منصور م د ن.) (11/51)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 52 الإمام أبو أحمد الأزدي السليمي البصري، الزاهد العابد. عن: أيوب، وشعيب بن الحبحاب، وعاصم الأحول، والجريري، وطبقتهم. وعنه: ابنه إسماعيل، وبشر الحافي، وعبد الأعلى بن حماد، وعلي بن المديني، والقواريري. ومن القدماء: الفضيل بن عياض، وعبد الرحمن بن مهدي. قال ابن مهدي: ما رأيت أحداً أقدمه عليه في الورع والرقة. وقال ابن المديني: ما رأيت أخوف لله منه. كان يصلي كل يوم خمسمائة ركعة. وقال القواريري: هو أفضل من رأيت من المشايخ. وقال أحمد بن حنبل: هو ثقة وزيادة. وقال غسان الغلابي: كان بشر بن منصور إذا رأيت وجهه ذكرت الآخرة. رجل منبسط ليس بمتماوت، ذكي، فقيه. وقال عباس النرسي: ربما قبض بشر بن منصور على لحيته ويقول: أطلب الرئاسة بعد سبعين سنة. (11/52)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 53 وعن غسان بن المفضل قال: قيل لبشر بن منصور: يسرك أن لك مائة ألف فقال: لأن تندر عيناي أحب إلي من ذلك. قال شيخنا في التهذيب قال: قال علي بن المديني: ما رأيت أحداً أخوف لله من بشر بن منصور. كان يصلي كل يوم خمسمائة ركعة. وكان قد حفر قبره وختم فيه القرآن. وكان ورده ثلث القرآن. وكان ضيغم صديقً له فماتا في يوم واحد. وقال غسان: حدثني ابن أخي بشر قال: ما رأيت عمي فاتته التكبيرة الأولى. وأوصاني في كتبه أن أغسلها أو أدفنها. قال غسان: وكنت أراه إذا زاره الرجل من إخوانه قام معه حتى يأخذ بركابه. فعل بي ذلك كثيراً. رواها أحمد بن إبراهيم الدورقي، عن غسان. ثم قال الدورقي: نا إبراهيم بن عبد الرحمن بن المهدي، حدثني عبد الخالق أبو همام قال: قال بشر بن منصور: أقل من معرفة الناس فإنك لا تدري ما يكون. فإن كان يعني فضيحة يوم القيامة، كان من يعرفك قليلاً.) وثنا سهل بن منصور قال: كان بشر يصلي فطول، ورجل وراءه ينظر، ففطن له. فلما انصرف قال: لا يعجبك ما رأيت مني، فإن إبليس قد عبد الله كذا وكذا مع الملائكة. وعن بشر قال: ما جلست إلى أحد فتفرقنا إلا علمت بأني لو لم أقعد معه كان خيراً لي. قال سيار: نا بشر بن المفضل قال: رأيت بشر بن منصور في المنام فقلت: ما صنع الله بك؟ (11/53)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 54 قال: وجدت الأمر أهون مما كنت أحمل على نفسي. قلت: مات بشر بن منصور رحمه الله سنة ثمانين ومائة. 4 (بشر بن منصور الحناطق.) شيخ مجهول. حدث عنه: أبو سعيد الأشج، نعم، وابن مهدي. تقوى. (11/54)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 55 4 (بشير بن طلحة الخشني.) شامي. روى عن: خالد بن دريك، وعطاء الخراساني، وجماعة. وعنه: سعيد بن عبد الجبار، وأبو توبة الحلبي، والهيثم بن خارجة، وآخرون. قال أحمد بن حنبل: ليس به بأس. 4 (بشير بن ميمون الواسطي.) (11/55)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 56 أبو ضيفي. عن: مجاهد، وعكرمة، والمقبري. وعنه: محمد بن بكار بن الريان، وإسحاق بن أبي إسرائيل، والحسن بن عرفة، وطائفة. تركوه. وقال البخاري: منكر الحديث. فمن مناكيره: ثنا علي بن حجر، نا بشير، نا مجاهد، عن أبي هريرة مرفوعاً: ما من صدقة أفضل من صدقة على مملوك عند مليك سوء. وقال أحمد بن حنبل: قدم فكتبنا عنه، وليس بشيء. وقال ابن حبان: يخطيء كثيراً، روى عنه: قتيبة بن سعيد، وعمرو بن رزارة.) قلت: كأنه بقي إلى بضع وثمانين ومائة. (11/56)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 57 4 (بكر بن حمران الرفاعي.) عن: عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، وابن عون، وداوود بن أبي هند. وعنه: الطيالسي، وأبو عمر الحوضي، وعفان، وخالد بن خداش، وعدة. ما علمت به جرحاً. 4 (بكر بن مضر بن محمدع. سوى ق.) الإمام أبو عبد الملك المصري. مولى شرحبيل بن حسنة. روى عن: أبي قبيل المعافري، ويزيد بن عبد الله بن الهاد، وجعفر بن ربيعة، وابن عجلان، وعمرو بن الحارث، وطائفة. وعنه: ابنه إسحاق، وابن وهب، وعبد الرحمن بن القاسم، وقتيبة بن سعيد، وآخرون. وكان من الثقات العباد. ولد سنة مائة. قال الحارث بن مسكين: كان ابن القاسم لا يقدم على بكر بن مضر من (11/57)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 58 أهل الفسطاط أحداً. وقد رأيته وأنا حدث، فحدثني ابنه إسحاق قال: ما كنت أرى أبي يجلس في البيت على طنفسة. ما كان يجلس إلا على حصير. وكان طويل الحزن. وأحياناً تطيب نفسه فيفرح، فربما جاء الرجل يسأله المسألة فيعلمه ويرجع إلى حاله ويتغير، ويقول: مالي ولهذا. فنقول له: أفتصرفه فيقول: أو يمل لي وربما جاءه الأحداث يطلبون منه الحديث، فيقول لهم: تعلموا الورع. قرأت على أحمد بن هبة الله، عن عبد المعز بن محمد: أنا محمد بن إسماعيل، أنا محلم بن إسماعيل، أنا الخليل بن أحمد السجزي، نا محمد بن إسحاق السراج، نا قتيبة بن سعيد، نا بكر بن مضر، عن عمرو بن الحارث، عن بكير، عن يزيد مولى سلمة، عن سلمة بن الأكوع قال: لما نزلت هذه الآية: وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين، كان من أراد منا أن يفطر ويفتدي، حتى نزلت هذه الآية الني بعدها فنسختها، أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داوود، والترمذي، والنسائي، خمستهم عن قتيبة، فوافقناهم بعلو درجة. مات بكر في يوم عرفة سنة أربع وسبعين ومائة.) (11/58)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 59 4 (حرف التاء)

4 (تمام بن بزيع.) أبو سهل. عن: الحسن، والعاصي الطفاوي. وعنه: معلى بن أسد، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، ومحمد بن بكر الحضرمي، وغيرهم. قال ابن معين: ليس بشيء. وقال البخاري: يتكلمون فيه. وقال الدارقطني: متروك. وقال البخاري: هو أبو سهل السعدي مولاهم. سمع: محمد بن كعب، والحسن، والعاص بن عمر. نا عنه: موسى بن إسماعيل بن أبي بكر. قال العقيلي: تمام بن بزيع الشقري. من حديثه: ما ثنا محمد بن إسماعيل، ثنا يحيى الحماني، ثنا تمام بن (11/59)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 60 بزيع الشقري: سمعت محمد بن كعب: سمعت ابن عباس يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لكل مجلس شرفاً. وإن أشرف المجالس ما استقبل به القبلة. وإنما تجالسون بالأمانة واقتلوا الحية والعقرب في الصلاة. الحديث. قال العقيلي: رواه هشام أبو المقدام، وعيسى بن ميمون، ومصارف بن زياد، عن محمد، ولم يحدث بع عنه ثقة. (11/60)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 61 4 (حرف الثاء)

4 (ثمامة بن عبيدة.) أبو خليفة العبدي. بصري. روى عن: ثابت، وأبي الزبير. وعنه: زيد بن الحباب، والحسن بن الربيع، وأحمد بن عبدة، وآخرون. نسبه المديني إلى الكذب. وقال أبو حاتم: منكر الحديث. قلت: ولحقه محمد بن يحيى العدني.) (11/61)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 62 4 (حرف الجيم)

4 (جابر بن غانم السلفي الخشني.) عن: سليم بن عامر، وأسد بن وداعة، وشبيب بن نعيم. وعنه: بقية، وعصام بن خالد، ويحيى الوحاظي، وعثمان بن سعيد بن كثير، وغيرهم. قال أبو حاتم: شيخ. قلت: لم يضعفه أحد. 4 (جارية بن هرم.) أبو شيخ الفقيمي البصري. (11/62)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 63 عن: عبد الله بن بسر الحبراني، وابن جريج، وهشام بن عروة، وجعفر بن محمد، وأشعث بن عبد الملك أو ابن سوار. روى عنه: عمرو بن مالك الراسبي، ويحيى بن بسطام، وأحمد بن عبيدة الضبي، وزياد بن أيوب. قال ابن المديني: كتبنا عنه اسامي كان ضعيفاً، تركناه. وكان رأساً في القدر. وقال أبو حاتم، وغيره: ضعيف. وقال ابن عدي: أحاديثه كلها لا يتابعه عليها الثقات. 4 (الجراح بن الضحاك الكندي الكوفي ثم الرازي.) (11/63)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 64 عن: علقمة بن مرثد، وغيره. قال أبو حاتم: لا بأس به، صالح الحديث. روى عنه: إسحاق بن سليمان، وعلي بن أبي بكر الإسفذني، ومحمد بن المعلى. 4 (الجراح بن مليح الرؤآسي الكوفي.) والد وكيع، وناظر بيت المال ببغداد لهارون الرشيد. (11/64)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 65 روى عن جابر: جابر الجعفي، وعطاء بن السائب، وجماعة. وعنه: ابنه وكيع، وعبد الرحمن بن مهدي، ومسدد، وعثمان بن أبي شيبة، وعدة. وثقه ابن معين، وأبو داود. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال ابن عدي: لم أجد له حديثاً منكراً.) وقال محمد بن سعد: كان ضعيفاً في الحديث. وأما الخطيب فروى عن البرقاني أنه سأل الدارقطني، عن الجراح بن مليح الرؤآسي، فقال: ليس بشيء. فقلت: يعتبر به قال: لا. وقال ابن قانع: مات سنة ست وسبعين ومائة. وقال أبو حاتم: لا يحتج به. وروى أحمد بن زهير، عن ابن معين قال: ضعيف الحديث. 4 (الجراح بن مليح البهراني الحمصي.) (11/65)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 66 أبو عبد الرحمن. عن: عبد الله بن دينار البهراني، وحجاج بن أرطأة، ومحمد بن الوليد الزبيدي، وبكر بن زرعة صاحب أبو عتبة الخولاني، وأرطأة بن المنذر. وعنه: الحسن بن حميد الحرازي، والهيثم بن خارجة، وهشام بن عمار، وسليمان ابن بنت شرحبيل، وموسى بن أيوب النصيبي. قال النسائي: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال ابن معين: لا أعرفه. 4 (جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب.) (11/66)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 67 الأمير الهاشمي. روى عن أبيه. وعنه: ابناه القاسم، ويعقوب، والأصمعي. وكان جواداً ممدحاً، عالماً فاضلاً، أحد الموصوفين بالشجاعة والفروسية. مولده بالشراة من البلقاء. وقد ولي إمرة الحجاز وإمرة البصرة. قال الأصمعي: ما رأيت أحداً أكرم أخلاقاً ولا أشرف أفعالاً منه. وقال يعقوب بن شيبة: ولي البصرة ثلاثة أشهر وعزل.) وقد مدح بأشعار كثيرة، وكانت له مآثر كثيرة، وهو أول من وقف على المنقطعين وأعقابهم، وأول من نقلهم عن أوطانهم وأمصارهم. وكان قد علم علماً حسناً. قال خليفة: عزل عبد الله بن الربيع الحارثي عن المدينة، فوليها جعفر بن سليمان ثلاث سنين، وعزل سنة تسع وأربعين ومائة بالحسن بن زيد العلوي. وروي أنه أجاز قدامة بن موسى على ثمانية أبيات ثمانمائة دينار. قال الأصمعي: نا حماد بن زيد قال: غسلت جعفر بن سليمان وزررت عليه قميصه حين ألبسته الكفن. (11/67)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 68 قلت: مات سنة أربع أو خمس وسبعين ومائة 4 (جعفر بن سليمان م. ع.) الامام أبو سليمان الضبعي البصري. كان ينزل في بني ضبيعة فنسب إليهم. روى عن: ثابت البناني، وأبي عمران الجوني، ويزيد الرشك، ومالك بن دينار، والجعد أبي عثمان، وطائفة كبيرة وعنه: سيار بن حاتم، وعبد الرزاق، وقتيبة، وبشير بن هلال الصواف، (11/68)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 69 ومسدد، وإسحاق بن أبي إسرائيل، ولوين، وغيرهم. وهو من عباد الشيعة وصالحيهم. وثقه ابن معين، ولينه غيره. وقد حج وذهب إلى صنعاء اليمن، فأكثر عنه عبد الرزاق، وحمل عنه رأيه وتشيع به. وقد قيل لجعفر بن سليمان: تشتم أبا بكر وعمر قال: لا، ولكن بغضاً يا لك. وفي صحة هذه عنه نظر، فإنه لم يكن رافضياً، حاشاه. وقال زكريا الساجي: قوله بغضاً يا لك إنما عنى به جارين له، كان قد تأذى بهما اسمهما أبو بكر وعمر. قال علي بن المديني: أكثر جعفر بن سليمان عن ثابت، وكتب عنه مراسيل فيها مناكير. وقال ابن سعد: كان ثقة فيه ضعف. وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن ابن معين: كان يحيى بن سعد لا يحدث عن جعفر بن) سليمان ولا يكتب حديثه. وكان عندنا ثقة. وقال أحمد بن المقدام العجلي: كنا في مجلس يزيد بن زريع. فقال: من أتى جعفر بن سليمان وعبد الوارث فلا يقربني. وكان التنوري (11/69)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 70 ينسب إلى الاعتزال، وكان جعفر ينسب إلى الرفض. وروى عباس، عن ابن معين: كان يحيى بن سعيد يستضعفه. ممد بن أبي بكر المقدمي: سمعت عمي عمر بن علي يقول: رأيت ابن المبارك في مسجدنا يقول لجعفر بن سليمان: رأيت أيوب قال: نعم. ورأيت ابن عون قال: نعم. قال: فرأيت يونس قال: نعم. قال: كيف لم تجالسهم وجالست عوفاً. والله ما رضي عوف ببدعة حتى كانت فيه بدعتان. كان قدرياً وشيعياً. وقال البخاري في الضعفاء له: جعفر بن سليمان الحرشي، كان ينزل ببني ضبيعة، يخالف في بعض حديثه. وقال السعدي: روى مناكير، وهو متماسك لا يكذب. وقال أبو نعيم الحافظ: صحب ثابتاً البناني، ومالك بن دينار، وأبا عمران الجوني، وفرقداً السبخي، وشميط بن عجلان. روى عنه، سيار قال: اختلفت إلى مالك بن دينار عشر سنين، وإلى ثابت عشر سنين. (11/70)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 71 وروى سليمان الشاذكوني: ثنا جعفر: سمعت مالك بن دينار يقول: إن القلب إذا لم يحزن خرب، كما أن البيت إذا لم يسكن خرب. لو أن قلبي يصلح على كناسة لذهبت حتى أجلس عليها. إن العلم إذا لم يعمل بعلمه زلت موعظته عن القلوب. أخبرنا إسحاق الأسدي، أنا ابن خليل، أنا اللبان، أنا الحداد، أنا أبو نعيم، ثنا سليمان بن أحمد، نا معاذ بن المثنى، نا مسدد، نا جعفر بن سليمان، عن يزيد الرشك، عن مطرف، عن عمران بن) حصين قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سريةً واستعمل عليهم عليأً، فأصاب علي جاريةً فأنكروا عليه. قال: فتعاقد أربعة من الصحابة قالوا: إذا لقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرناه. وكان المسلمون إذا قدموا من سفر بدأوا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما قدمت السرية سلموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام أحد الأربعة فقال: يا رسول الله ألم تر أن علياً صنع كذا وكذا فاقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف الغضب من وجهه، فقال:: ما تريدون من علي. ثلاث مرات: إن علياً مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي. رواه قتيبة، وبشر بن هلال، وطائفة، عن جعفر، ولم يتابعه عليه أحد. أخرجه النسائي، والترمذي وقال: حديث حسن غريب. ورواه الإمام أحمد في مسنده عن عبد الرزاق، وعفان عنه. وإسناده على شرط مسلم وإنما لم يخرجه في صحيحه لنكارته. مات جعفر الضبعي سنة ثمان وسبعين ومائة. 4 (جميل بن عبيد.) (11/71)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 72 بصري. عن: الحسن، وإياس بن معاوية، وثمامة بن عبد الله. وعنه: زيد بن الحباب، ومسلم بن إبراهيم، وشيبان بن فروخ، وغيرهم. وثقه ابن معين. وهو طائي. 4 (جويرية بن أسماء بن عبيد خ. م. د. ن.) أبو مخارق، وقيل أبو مخراق، وهو أصح، الضبعي البصري. (11/72)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 73 أحد الثقات. روى عن: نافع، والزهري، ومالك بن أنس رفيقه. وعنه: ابن أخيه عبد الله بن محمد بن أسماء، وابن أخته سعيد بن عامر الضبعي، وأبو الوليد، وحجاج بن منهال، ومسدد، وآخرون. قال أحمد، وابن معين: ليس به بأس. وقد ذكره ابن أبي خيثمة في تاريخه، فما زاد فيه على قول يحيى هذا. توفي جويرية سنة ثلاث وسبعين ومائة.) (11/73)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 74 4 (حرف الحاء)

4 (حاتم بن شفي الهمذاني.) أبو فروة الدمشقي. عن: مكحول، وحسان بن عطية. وعنه: الوليد بن مسلم، وهشام بن عمار، وسليمان ابن بنت شرحبيل. قال أبو حاتم: يكتب حديثه. 4 (الحارث بن الصلت المدني الأعور.) المؤذن. سمع: أباه، وعبد الملك بن المغيرة. وعنه: القعنبي، والهيثم بن جميل، وخالد بن مخلد، وغيرهم. محله الصدق. 4 (الحارث بن عبيد م. د. ت.) (11/74)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 75 أبو قدامة الإيادي البصري. عن: أبي عمران الجوني، وثابت البناني، وغيرهما. ليس بالمكثر. وعنه: عبد الرحمن بن مهدي، وسعيد بن منصور، ويحيى بن يحيى، ومسدد، وأبو الربيع الزهراني، وعدد كثير. وهو حسن الحديث. قال أبو حاتم، والنسائي، وغيرهما: ليس بالقوي. وقال عبد الله بن أحمد: سألت ابن معين عنه فقال: ضعيف الحديث. وسألت أبي فقال: هو مضطرب الحديث. وقال الفلاس، قال ابن مهدي: كان من شيوخنا، وما رأيت إلا خيراً. الحارث بن عمير البصري ع (11/75)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 76 أبو عمير، نزيل مكة. عن: أيوب وأبي طوالة، وحميد، وجعفر بن محمد، وغيرهم.) وعنه: ابنة حمزة، وعبد الرحمن بن مهدي، وأحمد بن شعيب الحراني، وإبراهيم بن محمد الشافعي، وآخرون. وثقة ابن معين، وأبو حاتم، واحتج به النسائي، وماعلمت أحداً من المتقدمين ضعفه قبل أبي حاتم البستي، وأجاد. وقال الحاكم: روى عن حميد، وجعفر بن محمد أحاديث موضوعة. وقال ابن حبان: كان ممن يروي عن الإثبات الأشياء الموضوعة، ثم ساق له حديث: إن آية الكرسي، وشهد الله، والفاتحة، معلقات بالعرش الحديث بطوله. وحكم ابن حبان بوضعه. ثم ذكر له عن حميد، عن أنس حديثاً في فضل الرباط، لا يحتمل. 4 (الحباب بن موسى السعيدي الكوفي.) من آل سعيد بن العاص الأموي. له عن: هشام بن عروة، وعبيد الله بن عمر. (11/76)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 77 وعنه: عبيد بن عمر المحاربي، وأبو النضر هاشم، وعبد الحميد بن صالح. 4 (حبان بن علي العنزي ق) أبو علي الكوفي. أخو مندل بن علي عن: عبد الملك بن عمير، وليث بن أبي سليم، ويزيد بن أبي زياد، وسهيل بن أبي صالح، وجماعة. وعنه: حجين بن المثنى، وخلف بن هشام، ولوين، وابو الربيع الزهراني، ومحمد بن الصباح الدولابي، وجماعة. وكان أحد الفقهاء العلماء. قال البخاري: ليس بالقوي عندهم. (11/77)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 78 وقال النسائي: ضعيف. وقال عثمان الدرامي: سألت يحيى بن معين عن مندل بن علي قال: ليس به بأس. قلت: فأخوه قال: صدوق. قلت: أيهما أعجب إليك قال: كلاهما، وتمرى، كأنه يضعفهما.) وقال حجر بن عبد الجبار: مارأيت بالكوفة فقيهاً أفضل من حبان بن علي. قال الخطيب: كان قد اشخصه المهدي وأخاه من الكوفة. فلما دخلا عليه قال: أيكما مندل قال مندل: هذا حبان ياأمير المؤمنين. وروى عباس، عن ابن معين قال: فيهما ضعف، ومهما أحب إلي من قيس بن الربيع. مات حبان سنة إحدى وسبعين ومائة، وقيل سنة اثنتين. 4 (حبيب بن حبيب الكوفي.) (11/78)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 79 مثقل. هو أخو حمزة الزيات. روى عن: أبي إسحاق السبيعي. زعنه: يحيى بن المغيرة، وغبراهيم بن موسى الفراء، وأبو بكر بن أبي شيبة، وغيرهم. قال أبو زرعة: واهي الحديث. 4 (حديج بن معاوية بن حديج بن الرحيل الجعفي الكوفي.) أخو زهير بن معاوية. عن: أبي الزبير المكي، وأبي إسحاق. وعنه: سعيد بن منصور، وأحمد بن يونس، ويحيى الحماني، ولوين. (11/79)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 80 وأبو جعفر النفيلي، وغيرهم. قال البخاري: يتكمون في بعض حديثه. وقال أبو حاتم: محله الصدق. يكتب حديثه. وقال ابن معين: ليس بشيء. قلت: له حديث واحد في كتاب اليوم والليلة للنسائي. مات سنة إحدى وسبعين ومائة تقريباً. 4 (حرب بن أبي العالية د. ن) (11/80)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 81 أبو معاذ البصري. عن: الحسن، وأبي الزبير المكي. وعنه: عبد الصمد بن عبد الوارث، وبدل بن المحبر، وأبو الوليد، وقتيبة، ولوين. وثقة ابن معين، في رواية عباس الدوري.) روى أحمد بن زهير عنه: ضعيف. وله في الكتابين حديث واحد. قال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عن حرب بن أبي العالية، فقال: روى عن هشيم، ما أدري له احاديث. فإنه ضعفه. قال الفلاس: هو حرب بن مهران. 4 (حزم بن أبي حزم مهران القطعي خ) هو أخو سهيل، بصري صدوق. روى عن: الحسن، ومعاوية بن قرة، وميمون بن سياه، وطلحة بن عبيد الله بن كريز، وثابت البناني، وجماعة. (11/81)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 82 وعنه: ابن المبارك، وخلف بن هشام، وعبد الواحد بن غياث، ومسدد، والقواريري، وهدبة، ولوين، وأحمد بن المقدام. يقع حديثه عالياً في جزء المغار. وثقه ابن معين، وغيره. توفي سنة خمس وسبعين ومائة. 4 (الحسن بن عياش بن سالم م. ت. ن) أخو أبي بكر بن عياش الكوفي. كان وصي سفيان الثوري روى عن: الأعمش، وأبي إسحاق الشيباني، وجعفر الصادق، والطبقة. وعنه: ابن المبارك، ويحيى بن آدم، وابن مهدي، وقبيصة، وأحمد بن يونس، وغيرهم. (11/82)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 83 وثقه ابن معين، والنسائي. ومات كهلاً في سنة اثنتين وسبعين ومائة. له في صحيح مسلم حديث واحد. 4 (حسين بن عبد الله بن ضميرة الحميري المدني.) نزيل ينبع. روى عن: أبيه، وعبد الرحمن بن يحيى بن عباد.) وعنه: ابن أبي ذئب مع تقدمه، وزيد بن الحباب، وأبو مصعب الزهري. قال ابن خزيمة: لايحتج به. وقال أحمد: متروك الحديث. وممن يروى عنه: أنس بن عياض، وإسماعيل بن أبي أويس. (11/83)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 84 ساق ابن عدي في ترجتمه عدة أحاديث. قال ابو مصعب: تقدم مالك حين أقيمت الصلاة يصل الصف فوجد الحسين بن عبد الله بن ضميرة فقال له: حدثني بحديث أبيك، عن جدك، عن علي، من الوتر. فذكره له. ومتنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر بثلاث: في الأولى بالحمد وقل هو الله أحد. وفي الثانية بالحمد وقل ياأيها الكافرون. وفي الثالثة بالحمد وقل هو والمعوذتين. فقال مالك: الله أكبر، الحمد لله الذي وافق وتري وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلت: هذا يدل على أن حسيناً ثقة مالك. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال العقيلي: نا محمد بن أحمد بن داود السمناني: نا مهدي بن علي قال: ثنا مطرف بن عبد الله: سمعت مالكاً يقول: إن هنا قوماً يحدثون يكذبون: حسين بن ضميرة. قال ابن المثنى: سمعت ابن مهدي يحدث عن حسين بن عبد الله ابن ضميرة. 4 (حصين بن نمير الواسطي خ. د. ت. ن) (11/84)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 85 عن: حصين بن عبد الرحمن، وحسين بن قيس الرحبي، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى. وعنه: مسدد، وعلي بن المديني، وعبيد الله القواريري، وحميد بن مسعدة. وثقه ابو وزعة. 4 (حفص بن جميع العجلي الكوفي ق.) عن: سماك بن حرب، وابان بن أبي عياش. وعنه: عبد الواحد بن غياث، وأحمد بن عبدة، وجماعة. ضعفه ابو حاتم. وقال ابن حبان. لايحتج به. 4 (حفص المقريء ت. ق) ) (11/85)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 86 هو حفص بن سليمان الأسدي الغاضري الكوفي. أبو عمر شيخ القراء، ويقال له: حفص بن ابي داوود، وكان حجةً في القراءة، واهياً في الحديث. قرأ على: زوج أمه عاصم بن أبي النجود. وروى عن: علقمة بن مرثد، وثابت البناني، وابن إسحاق، وكثير بن زاذان، ومحارب بن دثار، وإسماعيل السدي، وليث بن أبي سليم، وطائفة. قرأ عليه: عمرو بن الصباح، وعبيد بن الصباح، وأبو شعيب القواس، وحمزة بن القاسم، وحسين بن محمد المروذي، وخلف الحداد. وسمى أبو عمرو الداني خلقاً ممن أخذ القراءة عن حفص. وحدث عنه: بكر بن بكار، وأدهم بن أبي إياس، وأحمد بن عبدة. (11/86)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 87 وعمرو بن الناقد، وهشام بن عمار، وعلي بن حجر، وأبو نصر التمار، وهبيرة بن محمد التمار. قال أحمد بن حنبل: ما به بأس. وقال البخاري. تركوه. وقال خلف البزار: مولد حفص سنة تسعين. وقيل إنه جلس إلى الحسن البصري وسأله. قال صالح جزرة: لايكتب حديثه. وقرأ القرآن على عاصم مرات، وجوده. وكان القدماء يعدون حفصاً في الإتقان للحروف فوق أبي بكر بن عياش، ويصفونه بالضبط. وقال زكريا الساجي: حدث حفص، عن قيس بن مسلم، وجماعة أحاديث بواطيل. وقال ابن عدي: عامة أحاديثه غير محفوظة. وقال أبو هشام الرفاعي: كان حفص أعلمهم بقراءة عاصم. قلت: إنما دخل عليه الداخل في الحديث لتهاونه به. قال أحمد بن حنبل: نا يحيى القطان قال: ذكر شعبة حفص بن سليمان فقال: كان يأخذ كتب الناس وينسخها. أخذ مني كتاباً فلم يرده. وكان يستعير الكتب. (11/87)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 88 وروى عبد الله بن أحمد، عن أبيه قال: وحفص متروك الحديث. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال العقيلي: نا محمد، نا الحسن، نا شبابة قال: قلت أبي بكر بن عياش: ابو عمر رأيته عند عاصم) فقال لا. مات حفص بن سليمان سنة ثمانين ومائة. 4 (حفص بن صبيح الأزرق.) عن: بشير بن زيد، وعطاء بن السائب. وعنه: رباح بن خالد، وقبيصة بن عقبة، وأبو غسان النهدي، ويحيى الحماني. 4 (الحكم بن ظهير.) (11/88)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 89 أبو محمد الكوفي، وهو الحكم بن أبي خالد. عن: علقمة بن مرثد، وإسماعيل السدي، وعاصم بن أبي النجود، والربيع بن أنس الخراساني. وعنه: ابنه إبراهيم، وأحمد بن إبراهيم الموصلي، وأبو معمر القطيعي، ومحمد بن الصباح الدولابي، ومحمد بن حاتم الزمي، والحسن بن عرفة. وروى عنه من القدماء: سفيان الثوري، وهو أكبر منه قال أبو زرعة: متروك الحديث. وقال البخاري: منكر الحديث، تركوه. وقال ابن عدي: عامة أحاديثه غير محفوظة. قلت: مات في حدود ثمانين ومائة. وروى عباس، عن يحيى: ليس بثقة. وقال يحيى: كان مروان يقول: أنا الحكم بن أبي ليلى، وهو ابن ظهير سعيد بن منصور، نا الحكم بن ظهير، عن السدي، عن عبد الرحمن بن سابط، عن جابر قال: جاء بستان اليهودي فقال: يامحمد، أخبرني عن النجوم التي رآها يوسف أنها ساجدة له. فلم يجبه حتى أتاه جبريل فأخبره، فأرسل إلى اليهودي فقال: إن أخبرتك بأسمائها تسلم قال: أخبرني. (11/89)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 90 قال: حرقان، وطارق، والذيال، وذو الكنفات، وذو الفرع، ووثاب، وعمودان، وقابس، والصروح، والمصبح، والفليق، والضياء، والنور. يعني اباه وأمه رآها في أفق السماء أنها ساجدة له. فقال اليهودي: هذه والله أسماؤها.) 4 (الحكم بن عبد الله بن خطاف ق) أبو سلمة العاملي الأزدي، وقيل: الدمشقي. عن: الزهري، وعبادة بن نسي. وعنه: الثوري مع تقدمه، والوليد بن مسلم، وهشام بن عمار، وعدة. قال أبو حاتم: كذاب. وقال النسائي: ليس بثقة. 4 (الحكم بن عبدة ق) بصري نزل مصر. روى عن: أبي هارون العبدي، وأيوب السختياني، وربيعة الرأي. وعنه: ابن وهب، وإدريس بن يحيى الخولاني، ويحيى بن بكير. فيه لين. 4 (الحكم بن عمرو.) (11/90)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 91 ويقال ابن عمر الرعيني الحمصي. عن: عبد الله بن بسر المازني، فهو بهذا الاعتبار تابعي. وعن: عمر بن عبد العزيز، وقتادة. وعنه: خالد بن مرداس، ويحيى بن صالح الوحاظي، ومنصور بن أبي مزاحم، وجماعة. ضعفه ابن معين، وغيره. أخبرنا عمر بن عبد المنعم، بن أبي اليمن الكندي أن أبا الفتح البيضاوي أخبرهم سنة اثنتين وثلاثين و أربعمائة. أبو الحسين أحمد بن محمد البزاز، أنا عيسى بن علي، نا أبو القاسم البغوي، نا خالد بن مرداس إملاءً سنة ثلاثين ومائتين: نا الحكم بن عمرو وقال: صليت مع عمر بن عبد العزيز، فكان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم من كل سورة يقرآها. 4 (الحكم بن فضيل.) (11/91)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 92 أبو محمد الواسطي. عن: خالد الحذاء، وسيار أبي الحكم، وعطية العوفي، ويعلى بن عطاء. وعنه: عاصم بن علي، ومحمد بن ابان، وسويد بن سعيد، وغيرهم.) قال عاصم بن علي: كان من أعبد أهل زمانه. وقال أبو داود: ثقة. وقال ابن عدي: يخالف الثقات. قلت: توفي سنة خمس وسبعين، ومثله يحيى بن فضيل، والباقون فضيل، بضم معجمة. 4 (الحكم بن هشام الثقفي العقيلي ن. ت) كوفي نزل دمشق. (11/92)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 93 وروى عن: قتادة، وحماد بن أبي سليمان، ومنصور بن المعتمر، وعبد الملك بن عمير. وعنه: ابن المبارك، وأبو مسهر، والهيثم بن خارجة، وهشام بن عمار، وإسحاق بن إبراهيم الفراديسي. وكان شريف النفس متعففاً. قال أبو زرعة: لابأس به. وقال ابن معين: ثقة. وقال العجلي:: كان ثقة حدثني أبي قال: كان الحكم فقيراً فيدعى إلى الطعام وهو جائع، فيلبس مطرف خز عتيقاً، ثم يدخل العرس فيبارك ولا يأكل. وكان عسراً في الحديث ثم إنه انبسط. وكان مؤآخياً لأبي حنيفة. وروى سليمان بن ابي شيخ، عن عبد الله بن صالح العجلي قال: أقبل الحكم بن هشام يريد مندلاً، فلما جلس قال له اصحاب مندل: يا أبا محمد، ماتقول في عثمان قال: كان والله خيار الخيرة، أمير البررة، قتيل الفجرة، منصور النضرة، مخذول الخذلة. اما خاذله فقد خذل، وأما قاتله فقد قتل، وأما ناصره فقد نصر. قالوا له: فعلي خير أم معاوية. قال: بل علي رضي الله عنه. قالوا: فأيهما كان أحق بالخلافة قال: كان أحق بالخلافة من جعله الله خليفة. أبو مسهر: نا الحكم بن هشام العقيلي قال: من أغرق في الحديث فليعد (11/93)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 94 للفقر جلباباً، فليأخذ منه أحدكم بقدر الطاقة، وليحترف حذر الفاقة.) الأصمعي، عن الحكم بن هشام قال: يقال خمسة قبيحة: الفتوة في الشيوخ، والحرص في الزهاد، وقلة الحياء في ذوي الحسب، والبخل في ذوي المال، والحدة في السلطان. قال أبو حاتم الرازي: الحكم بن هشام الثقفي لايحتج به. 4 (حكيم بن نافع.) أبو جعفر الرقي عن: عطاء الخراساني، ومغيرة بن مقسم، وهشام بن عروة، والأعمش. وعنه: محمد بن بكار بن الريان، والنفيلي، وأبو إبراهيم الترجماني ومعافى بن سليمان. ضعفه أبو حاتم. وقال أبو زرعة. ليس بشيء. قال النسائي: لا بأس به. وجاء عن ابن معين فيه ثلاثة أقوال، أحدها: ثقة. 4 (حماد بن زيد بن درهم بن الإمام إسماعيل الأزدي: ع) (11/94)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 95 (11/95)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 96 مولاهم البصري الأزرق الضرير الحافظ، أحد ألأعلام، مولى آل جرير بن حازم. كان جده درهم من سبي سجستان. روى حماد عن: أنس بن سيرين، ومحمد بن زياد القرشيين، وعمرو بن دينار، وثابت البناني، وأبي جمرة الضبعي، وأيوب السختياني، وخلق. وعنه: سفيان الثوري، وعبد الوارث، وعبد الرحمن بن مهدي، ومسدد، والقواريي، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وعلي بن المديني، وعارم، وأحمد بن المقدام العجلي، وأحمد بن عبدة، وسليمان بن حرب، ومحمد بن عبيد بن حساب، وقتيبة، وأمم سواهم. قال ابن مهدي: أئمة الناس في زمانهم أربعة: الثوري بالكوفة، ومالك بالحجاز، والأوزاعي بالشام، وحماد بن زيد بالبصرة. قال ابن معين: ليس أحد في أيوب أثبت من حماد بن زيد. وقال يحيى بن يحيى: ما رأيت شخصاً أحفظ منه. وقال أحمد: حماد بن زيد من أئمة الدنيا من أهل الدين، هو أحب إلي من حماد بن سلمة. وقال ابن مهدي: لم أر أحداً قط أعلم بالسنة ولا بالحديث الذي يدخل في السنة من حماد بن زيد.) وقال أيضاً: مارأيت أعلم منه، ومن مالك، وسفيان. (11/96)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 97 وقال: مارأيت بالبصرة أفقه منه. وعند حماد بن زيد قال: جالست أيوب عشرين سنة. وقال أحمد بن سعيد الدرامي: مات حماد بن أيوب يوم مات ولا أعلم له في الإسلام نظيراً في هيئته ودله، وأظنه قال: وسمته. وقال يزيد بن زريع، يوم مات حماد بن زيد: مات سيد المسلمين. قال ابن حبان: كان صريراً يحفظ كل حديثه. وقال ابن مصفى: نا بقية قال: مارأيت بالعراق مثل حماد بن زيد. قلت: ومن خاصية حماد بن زيد أنه لا يدلس أبداً. قال: خالد بن خداش: سمعته يقول: المدلس متشبع بما لم يعط. قلت: والمدلس داخل في عموم قوله:) ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا (. وداخل في قوله عليه السلام:) من غشنا فليس منا (لأنه يوهم السامعين أن حديثه متصل وفيه انقطاع، هذا إذا دلس عن ثقة، أما إذا دلس خبرة عن ضعيف يوهم أنه صحيح، فهذا قد خان الله ورسوله وقد قال عبد الوارث بن سعيد: التدليس ذل. وقال سلام بن أيوب صاحب البصري: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: مارأيت أحداً أعلم من حماد بن زيد، ولا سفيان ولا مالكاً. وقال فيه الثوري: رجل بالبصرة بعد شعبة ذلك الأزرق. وقال وكيع: ما كنا نشبهه إلا بمسعر. (11/97)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 98 وقال سليمان بن حرب: لم يكن لحماد بن زيد كتاب إلا كتاب يحيى بن سعيد الأنصاري. وقال ابن الطباع: مارأيت أعقل من حماد بن زيد. وقال أحمد العجلي: حماد بن زيد ثقة، كان حديثه أربعة آلاف، كان يحفظها، ولم يكن له كتاب. وقال فيه عبد الرحمن بن خداش، لم يخطيء في حديث قط. أخبرنا محمد بن سلامة كتابة، عن أبي المكارم اللبان، أنا أبو علي، أنا أبو نعيم، نا الطبراني، عن عبد الله بن أحمد، حدثني أحمد الدورقي، نا سليمان بن حرب سمعت حماد بن زيد وذكر الجهمية فقال: إنما يحاولون أن يقولوا: ليس في السماء شيء.) أخبرنا محمد بن علي السلمي، أنا البهاء عبد الرحمن أنه قرأ على أبي الفتح الدباس، أنا أبو غالب الباقلاني، أنا ابو القاسم الواعظ، أنا أبو بكر النجاد، ثنا الحسن بن مكرم، نا عارم: سمعت ابن المبارك يقول: (قل لمن يطلب علماً .......... إئت حماد بن زيد)

(نلتمس حكماً وعلماً .......... ثم قيده بقيد) (11/98)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 99 أخبرنا أبو المعالي الأبرقوهي، أنا الفتح عبد السلام، أنا محمد بن عمر، ومحمد بن علي، ومحمد بن أحمد قالوا: أنا أبو جعفر المعدل، أنا عبيد الله الزهري، ثنا جفعر الفريابي، ثنا محمد بن عبيد بن حساب، ثنا حماد بن علي زيد عن يحيى بن عتيق قال: قال محمد بن سيرين لم يكن شيء أخوف علي من قال هذا القول من هذه الآية) ومن الناس من يقول آمنا بالله واليوم الآخر وماهم بمؤمنين (. قلت: وقع لي أحاديث عالية عن طريق حماد قد أفردتها. وكان مولده في سنة ثمان وتسعين، وعاش إحدى وثمانين سنة. قال الفلاس. مات يوم الجمعة تاسع شهر رمضان. وقال عبيد الله بن عمر: مات في آخر سنة تسع، كذا قال. وقال عارم: مات لعشر ليال خلون من رمضان، سنة تسع وسبعين، في يوم الجمعة. قال أبو داوود: مات مالك قبله بأشهر. 4 (حماد بن شعيب التميمي الحماني، الكوفي.) (11/99)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 100 أبو شعيب. وهو حماد بن أبي زياد. قرأ القرآن على عاصم بن بهدلة، ثم عرضه على أبي بكر بن عياش. قرأ عليه: يحيى بن محمد العليمي. وحدث عن: حبيب بن أبي ثابت، وسلمة بن كهيل، وأبي الزبير المكي، ومنصور بن المعتمر، وطائفة. وعنه: حسين الجعفي، ويحيى الوحاظي، وعبد الأعلى بن حماد النرسي، وسواهم. قال أبو حاتم: ليس بالقوي. وضعفه أبو زرعة، وغيره.) وروى عباس، عن ابن معين قال: ليس بشيء. وقال البخاري: فيه نظر. شريح بن النعمان: ثنا حماد بن شعيب، عن أبي الزبير، عن جابر: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدخل الماء إلا بمئزر (قال العقيلي: لا يتابعه عليه إلا من هو دونه أو مثله. (11/100)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 101 4 (حماد بن الإمام أبي حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطى.) الفقيه أبو اسماعيل. تفقه بوالده. وقيل كان من العباد الأخيار. حدث عن: أبيه وعن: ليث بن أبي سليم. وعنه: ابن المبارك، وقتيبة، وسويد بن سعيد. لينوه من قبل حفظه. وقد ذكره ابن عدي في) الكامل (. قيل: مات في ذي العقدة سنة سبع وسبعين ومائة. 4 (حماد بن يحيى الأبح ت) (11/101)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 102 أبو بكر الأنصاري روى عن: ابن أبي مليكة، ومكحول، والزهري، والحكم بن عتبة، وطائفة. وعنه: خلف بن هشام، وقتيبة بن سعيد، وبشر بن معاذ، وأحمد بن إبراهيم الموصلي:، ويحيى بن معين، وقال: ثقة. وقال عبد الرحمن بن مهدي: كان من شيوخنا، نسبة يزيد بن هارون أو قال يزيد بن إبراهيم. وقال أبو بشر الدولابي: ربما يهم في الشيء بعد الشيء. وقال ابن عدي: هو ممن يكتب حديثه. وقال البخاري أيضاً: ربما يهم في الشيء بعد الشيء. وقال أحمد بن حنبل: ما أرى فيه بأساً. 4 (حمزة بن عبد الواحد المكي.) عن: علقمة بن أبي علقمة. وعنه: ابن وهب، ومعن بن عيسى، وعبد الله بن نافع.) (11/102)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 103 وثقه أبو زرعة. 4 (حنظلة بن أبي المعيرة عبد الرحمن القاص.) المعلم أبو عبد الرحمن. روى عن: الضحاك بن قيس، وعبد الكريم، بن أبي أمية، وحماد بن أبي سليمان. وعنه: وكيع، وأبو أحمد الزبيري، وأبو نعيم، وخلاد بن يحيى، وآخرون. ولعله مات بعد الستين ومائة. (11/103)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 104 4 (حرف الخاء)

4 (خارجة بن الحارث بن رافع بن مكيث الجهني المدني.) عن: أبيه، وسالم بن عبد الله. وعنه: عبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن الحسن الفقيه، ومحمد بن خالد الجهني، وإسماعيل بن أبي أويس. قال أبو حاتم: صالح الحديث. 4 (خاقان بن الأهتم المنقري.) عن: الحكم بن عتيبة، وابن جدعان. وعنه: مسدد، وعبد الصمد بن عبد الوراث. قال أبو داود: ضعيف. 4 (خالد بن زياد الأزدي الترمذي.) (11/104)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 105 عن: أبي زرعة البجلي، ونافع العمري، وقتادة، وغيرهم. وعنه: شعيب بن حرب، والليث بن خالد البلخي، وعبد الرحمن بن علقمة الأزدي، وقتيبة، ومسدد، وصالح بن عبد الله الترمذي. محله الصدق، ما ضعفه أحد. 4 (خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي.) أخو إسحاق. روى عن: أبيه، وبديح مولى عبد الله بن جعفر. وعنه: ابن المبارك، وعبد الله بن عمر بن أبان، وإبراهيم بن موسى الفراء، وعبد الرحمن بن) صالح الأزدي، ويحيى الحماني، وجماعة. وثقه ابن حبان. 4 (خالد بن شوذب الجشمي البصري.) (11/105)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 106 عن: الحسن. وعنه: أبو غسان النهدي، وقتيبة، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وجماعة. قال أبو حاتم: ليس به بأس. 4 (خالد بن ميسرة البصري العطار.) عن: عطاء الخراساني، ومعاوية بن قرة. وعنه: أبو عامر العقدي، وعبد الصمد بن حسان، ويونس المؤدب، وأبو أحمد الفرات الرازي. قال ابن عدي: هو عندي صدوق. 4 (خالد بن يزيد الزيات الكوفي.) أبو عبد الله. (11/106)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 107 عن: الشعبي، وعمرو بن مرة. وعنه: وكيع، وزهير بن عباد، وعبد الله مشكدانة، ويحيى بن سليمان الجعفي. قال أبو حاتم: ليس به بأس. وقال أحمد: ما به بأس. 4 (خلاد بن سليمان س.) أبو سليمان الحضرمي المصري. عن: نافع مولى ابن عمر، وخالد بن أبي عمران، ودراح أبي السمح. وعنه: حسان بن عبد الله، وسعيد بن أبي مريم، وعمرو بن خالد، ويحيى بن بكير، وجماعة سواهم. وكان ثقة صالحاً قانتاً لله. وكان أمياً لا يكتب. توفي سنة ثمان وسبعين ومائة. 4 (خلف الأحمر.) (11/107)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 108 اللغوي الشاعر، صاحب البراعة في الأدب.) يكنى أبا محرز، مولى بلال بن أبي بردة. تعبد في أواخر عمره. حمل عنه ديوانه أبو نواس، ورثاه بقصيدة. ولخلف القصيدة السائرة التي نحلها تأبط شراً: (إن بالشعب الذي دون سلع .......... لقتيل دمه ما يطل)

4 (خلف بن خليفة) يأتي. 4 (الخليل بن أحمد.) صاحب العروض. قد تقدم. ويقال: مات سنة خمس وسبعين ومائة. وفيها مات. 4 (خشاف الكوفي صاحب اللغة.) (11/108)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 109 4 (الخليل بن أحمد.) روى عن: مستنير بن أخضر. وعنه: إبراهيم بن محمد بن عرعرة، ومحمد بن أبي سمينة. شيخ مستور. 4 (الخيزران الجرشية.) (11/109)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 110 مولاة المهدي وحبيبته وزوجته، وأم ولديه الهادي والرشيد. رزقت من سعادة الدنيا ما لا يوصف. قال المسعودي: كان مغلها في السنة مائتي ألف وستين ألفاً. وقد روى الخطيب في ترجمتها حديثاً ترويه عن المهدي، عن آبائه، ولايثبت. قيل: توفيت سنة ثلاث وسبعين ومائة. (11/110)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 111 4 (حرف الدال)

4 (داوود بن الزبرقان البصري.) عن: مطر الوراق، وداوود بن أبي هند، وعلي بن جدعان. وعنه: محمد بن شعيب بن شابور، وزكريا بن يحيى بن صبيح، ومحمد بن أبي بكر المقدمي،) وغيرهم. ضعفه أبو حاتم. وحسن حاله ابن حبان وقال: كان يهم في المذاكرة ويعتبر به. وقال أحمد بن حنبل: الأتهمة في الحديث. وقال البخاري: حديثه مقارب. (11/111)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 112 وقال ابن معين: ليس بشيء. 4 (داوود بن عبد الرحمن العطار ع) أبو سليمان المكي. عن: عمرو بن دينار، والقاسم بن أبي بزة، وعمرو بن يحيى بن عمارة، ومنصور بن صفية، وعبد الله بن عثمان بن خيثم، وهاشم بن عروة، وغيرهم. وعنه: يحيى بن يحيى، وقتيبة بن سعيد، وأحمد بن محمد الأزرقي، وسعيد بن منصور، وإبراهيم بن محمد الشافعي، وداوود بن عمرو الضبي، وخلف بن هشام البزار، وآخرون. قال إبراهيم الشافعي: مارأيت أحداً أورع منه. (11/112)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 113 وقال محمد بن سعد: نا أحمد بن محمد الأزرقي قال: كان عبد الرحمن العطار والد داوود نصرانياً شامياً يتطبب، فقدم مكة فنزلها، وولد له سنة مائة داوود. وكان عبد الرحمن يجلس في أصل منارة الحرم من قبل الصفاء، وكان يضرب به المثل يقال: أكفر من عبد الرحمن. لقربه من الآذان والمسجد، ولحال ولده وإسلامهم. وكان يسلمهم في الأعمال السرية، ويحثهم على الأدب ولزوم الخير وأهله. قال: ومات داوود بمكة سنة أربع وسبعين ومائة، وكان كثير الحديث. قلت: أنا أتعجب من تمكين هذا النصراني من الإقامة بحرم الله، فلعلهم اضطروا إلى طبه، فالله أعلم. والحكاية صحيحة. وقيل توفي سنة خمس وسبعين ومائة، وهو من كبار شيوخ الشافعي. 4 (داوود بن يزيد الثقفي البصري.) عن: بشر بن حرب الندبي، وعاصم بن بهدلة، وحبيب المعلم. وعنه: قتيبة، وهشام بن عبيد الله الرازي، والحكم بن المبارك، ومحمد بن ابي بكر المقدمي.) قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول ذلك، فسألته عنه، فقال: شيخ مجهول. قلت: هذا القول يوضح لك أن الرجل قد يكون مجهولاً عند أبي حاتم، ولو روى عنه جماعة ثقات، يعني أنه مجهول الحال عنده، فلم يحكم بضعفه ولا بتوثيقه. (11/113)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 114 4 (ديلم بن غزوان ق) أبو غالب العبي البصري البراء. عن: ثابت البناني، وميمون الكردي، وجماعة. وعنه: عفان، وعارم، ومسدد، والقواريري. قال أبو حاتم: ليس به بأس. وذكره ابن عدي في كامله. وقوى أمره. (11/114)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 115 4 (حرف الذال)

4 (ذاود بن علبة.) أبو المنذر الحارثي الكوفي. عن: مطرف بن طريق، وليث بن أبي سليم، وإسماعيل بن أمية. وعنه: أبو مطيع البلخي، وابنه مزاحم بن ذاود، وجبارة بن مغلس، وسعيد بن منصور. ضعفه ابن معين. (11/115)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 116 وقال ابن عدي: هو ممن يكتب حديثه، وكان عابداً. (11/116)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 117 4 (حرف الراء)

4 (رابعة العدوية.) العابدة البصرية المشهورة التأله والزهد. هي رابعة بنت إسماعيل، كنيتها أم عمرو، وولاؤها للعتكيين. وقد أفرد ابن الجوزي أخبارها في جزء في الشاميات رابعة العابدة معاصرة لها فربما تداخلت أخبارها. قال خالد بن خداش: سمعت رابعة صالحاً المري يذكر الدنيا في قصصه، فنادته: هيه ياصالح من أحب شيئاً أكثر من ذكره. قال محمد بن الحسين البرجلاني: نا بشر بن صالح العتكي قال: أستاذن ناس على رابعة ومعهم) سفيان الثوري، فتذاكروا عندها ساعة، وذكروا شيئاً من أمر الدنيا، فلما قاموا قالت لامرأة تخدمها: إذا جاء هذا الشيخ وأصحابه فلا تأذني لهم، فإني رأيتهم يحبون الدنيا. (11/117)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 118 وعن أبي يسار مسمع قال: أتيت رابعة، فقالت: جئتني وأنا أطبخ أرزاً، فآثرت حديثك على طبيخ الأرز. فرجعت إلى القدر وقد طبخت. ابن أبي الدنيا: نا محمد بن الحسين: حدثني عبيس بن ميمون العطار: حدثتني عبدة بنت أبي شوال وكانت تخدم رابعة العدوية قالت: كانت رابعة تصلي الليل كله، فإذا طلع الفجر، هجعت هجعة حتى يسفر الفجر، فكنت أسمعها تقول: يانفس كم تنامين، وإلى كم تقومين. يوشك أن تنامي نومةً لا تقومي فيها إلا ليوم النشور. وقال أحمد بن أبي الحواري، نا العباس بن الوليد قال: قالت رابعة: أستغفر الله من قلة صدقي في قولي: استغفر الله من قلة صدقي في قولي: استغفر الله. وقال جعفر بن سليمان: دخلت مع الثوري على رابعة، فقال سفيان: واحزناه، فقالت: لاتكذب قل: واقلة حزناه. وعن حماد بن زيد قال: دخلت على رابعة أنا وسلام بن ابي مطيع، فأخذ سلام في ذكر الدنيا، فقالت: إنما يذكر شيء هو شيء، فأما شيء ليس بشيء فلا. وقال شيبان: ثنا رياح القيسي قال: كنت اختلف إلى شميط بن عجلان أنا ورابعة، فقالت مرةً: تعال يا غلام. وأخذت بيدي ودعت الله تعالى، فإذا جرة خذراء مملوءة عسلاً أبيض. فقالت كل، فهذا والله لم تحوه بطون النحل. قال: ففزعت من ذلك، فقمنا وتركناه. قال أبو سعيد بن ألأعرابي: أما رابعة فقد حمل الناس عنها حكمةً كثيرة، وحكى عنها سفيان، وشعبة، وغيرهما مايدل على بطلان ما قيل عنها. وقد تمثلت بهذا البيت: (11/118)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 119 (ولقد جعلتك في الفؤاد محدثي .......... وابحت جسمي من أراد جلوسي.) فنسبها بعضهم إلى الحلول بنصف البيت، وإلى الإباحة بتمام البيت وهذا غلو وجهل، ولا أحسب ينسبها إلا حلولي مباهي، لينفق بها زندقته، كما احتجوا، بالخبر النبوي: فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به. الحديث. قيل: توفيت سنة ثمانين ومائة، نحو نحو ثمانين سنة.) 4 (الربيع بن سهل بن الركين الفزاري.) عن: سعيد بن عبيد الطائي، وهشام بن عروة. وعنه: يحيى بن أبي كثير، وموسى بن إسماعيل، وإسماعيل بن موسى السدي. قال ابن معين: ليس بشيء. وقال أبو زرعة: منكر الحديث. وقال البخاري: يخالف في حديثه. قال إسماعيل بن موسى: نا الربيع بن سهل، عن سعيد بن عبيد، عن علي بن ربيعة، سمعت علياً على منبركم هذا يقول:) عهد إلي النبي صلى الله عليه وسلم أني مقاتل بعده القاسطين والناكثين والمارقين). (11/119)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 120 قال العقيلي: أسانيد هذا المتن لينة الطرق. 4 (رفاعة بن يحيى بن عبد الله بن رفاعة بن رافع الأنصاري الزرقي المدني ع) إمام مسجد بني زريق. روى عن: عم أبيه معاذ بن رفاعة. روى عنه: سعيد بن عبد الجبار، وقتيبة بن سعيد، وعبد العزيز بن أبي ثابت. له في السنن حديث واحد، أن رفاعة قال:) عطست في الصلاة فقلت الحمد لله (حسنه الترمذي. 4 (رفدة بن قضاعة الغساني ق) مولاهم الدمشقي. (11/120)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 121 عن: ثابت بن عجلان، وجعفر بن برقان، و الأوزاعي. وعنه: مروان الطاطري، وهشام بن عمار. قال أبو حاتم، وغيره: منكر الحديث. وقال أبو مسهر: لم يكن رفدة شيء. كان مولى الحي، يعني حي أبي مسهر. وقال البخاري: في حديثه بعض المناكر. 4 (روح بن حاتم بن قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي المهلبي الأمير.) من كبار القواد، ولي إفريقية مدةً للرشيد، ثم ولي الكوفة بالبصرة. وكان بطلاً شجاعاً كبير) القدر، وولي (أيضاً السند. واتفق موته بالمغرب عند أخيه (11/121)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 122 يزيد بن حاتم أمير إفريقية) في شهر (رمضان) سنة أربع وسبعين ومائة. وله أخبار ومآثر في الجود. 4 (روح بن مسافر.) أبو بشر البصري. عن: أبي إسحاق السبيعي، وابان بن أبي عياش، والأعمش، وعدة. وعنه: منصور بن أبي مزاحم، وإسماعيل بن عيسى العطار. ضعفوه. وقال أبو داوود: متروك. (11/122)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 123 4 (روح بن عطاء بن أبي ميمونة.) عن: أبيه، وأبي بشر، وغيلان مولى عثمان، وشعبة بن الحجاج. وعنه: النضر بن شميل، وأبو داوود الطيالسي، وإبراهيم بن الحجاج الشامي، وغيرهم. قال أحمد: منكر الحديث. وقال ابن معين: ضعيف. وقال ابن عدي: عندي لا بأس به. نعيم بن حماد: نا روح بن عطاء: نا أبي، عن الحسن، عن سمرة: كان رسول الله عليه وسلم يسلم في الصلاة تسليمةً قبالة وجهه. فإذا سلم عن يمينه سلم عن يساره. قال العقيلي: الأحاديث في تسليمه أسانيدها لينة. (11/123)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 124 4 (رياح بن عمرو والقيسي البصري الزاهد.) أبو المهاصر. كان خاشعاً خائفاً بكاء. روى عن: مالك بن دينار، وواصل بن السائب. وقيل إنه لقي الحسن البصري. روى عنه: سيار بن حاتم، وموسى بن داوود، ويزيد بن هارون، وعمرو بن عون، وروح بن عبد المؤمن، وطائفة. قال أبو زرعة: صدوق. وذكره أبو داوود السجستاني فوهاه وقال: رجل سوء.) قال علي بن الحسن بن أبي مريم: قال رياح القيسي: لي نيف وأربعون ذنباً، قد استغفرت الله لكل ذنب مائة ألف مرة. وقال سيار: ثنا رياح قال لي عتبة الغلام: من لم يكن معنا فهو علينا. وكان رياح بن عمرو يسمع منه الموعظة ويغشى عليه. (11/124)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 125 4 (حرف الزاي)

4 (زهير بن معاوية بن حديج بن الرحيل ع.) أبو خيثمة الجعفي الكوفي الحافظ. أحد الثقات. وهو أخو حديج والرحيل. (11/125)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 126 روى عن: الأسود بن عميس، وسماك بن حرب، وأبي إسحاق، وأبي الزبير، والحسن بن الحر، وحميد الطويل، وزبيد اليامي، ومنصور بن المعتمر، وزياد بن علاقة، وخلق كثير. وعنه: الحسن بن موسى الأشيب، وأبو داوود الطيالسي، وأبو نعيم، وأحمد بن يونس، وعمرو بن خالد، ويحيى بن يحيى التميمي، وأبو جعفر النفيلي، وأبو الوليد، وخلق. قال سفيان بن عيينة لرجل: عليك بزهير بن معاوية فما بالكوفة مثله. وقال معاذ بن معاذ: لا والله ليس سفيان الثوري عندي بأثبت من زهير بن معاوية. وقال شعيب بن حرب، وذكر حديثاً لزهير وشعبة، فقال عند ذلك: زهير أحفظ عندي من عشرين مثل شعبة. وقال أحمد بن حنبل: زهير بن معادن العلم. وقال أبو حاتم: زهير أحب إلينا من إسرائيل في كل شيء إلا في حديث أبي إسحاق. قيل لأبي حاتم: فزهير وزائدة قال: زهير أتقن، وهو صاحب سنة. غير أنه تأخر سماعه من أبي إسحاق. وقال أبو زرعة: سمع زهير من أبي إسحاق بعد الاختلاط، وهو ثقة. وقال حميد بن عبد الرحمن الرؤآسي: كان زهير بن معاوية إذا سمع الحديث من الشيخ مرتين كتب عليه: فرغت. (11/126)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 127 قلت: وسكن زهير في أواخر عمره الجزيرة، أظن بحران. قال النفيلي، وعمرو بن خالد: توفي سنة ثلاث وسبعين ومائة، زاد النفيلي في رجب.) وقال أحمد: مات سنة أربع وسبعين. قلت: وأصابه الفالج قبل موته بسنة. 4 (زهير بن هنيدة.) أبو الذيال العدوي، بصري مقل. عن: أبي نعامة عمرو بن عيسى العدوي. ومحمد بن عبد الله الشعيثي. وعنه: محمد بن عقبة السدوسي، وعبيد الله بن عمر القواريري، وإسحاق بن إسرائيل. (11/127)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 128 محله الصدق إن شاء الله تعالى. 4 (زياد أبو السكن الباهلي.) مولاهم. نزل بغداد، وزعم أنه رأى الشعبي. روى عن: طلحة بن مصرف، وعلقمة بن مرثد. وعنه: داوود بن رشيد، وإسحاق بن أبي إسرائيل. قال ابن معين: ليس بشيء. وقل النسائي: ليس بثقة. (11/128)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 129 4 (حرف السين)

4 (سالم أبو جميع القزاز البصريد) هو ابن دينار، وقيل ابن راشد، مولى بني تميم. عن: الحسن، ومحمد بن سيرين، وثابت. وعنه: عبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن الطباع، وأبو سلمة التبوذكي ومسدد. قال أبو زرعة: لين الحديث. وروى الدارمي، عن ابن معين: ثقة. وقال آخر: صالح الحديث. 4 (سعد بن زياد.) (11/129)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 130 أبو عاصم العباسي مولى الأمير سليمان بن علي. عن: سالم بن عبد الله، وكيسان مولى ابن الزبير، وجماعة. وعنه: أبو سلمة التبوذكي، والقواريري، وعبد الرحمن بن المبارك، وعبد الله بن حميد بن الأسود،) ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وغيرهم. قال أبو حاتم: يكتب حديثه وليس بالمتين. 4 (سعد بن عبد الله بن سعد.) أبو عمر المعافري الإسكندراني الفقيه. عن: موسى بن علي بن رباح، ويحيى بن أيوب، وأبي معشر السندي. ومات شاباً. روى عنه: ابن القاسم، وابن وهب، وإسماعيل بن بكير، وخالد بن نزار. قال ابن يونس: كانت له عبادة وفضل وفقه، وهو الذي أعان ابن وهب على تصنيف كتبه. وقال فتح بن حماد المهدي: قدمت من الإسكندرية فلقيت الليث بن سعد، فقلت له: مات سعد. فاسترجع وقال: لو كان الناس في عدوة وكنت أنا وسعد في عدوة لرجوت أن أكون به ملياً. ثم قال أبو سعيد بن يونس: نا يعقوب بن الوليد الأيلي، نا ابن بكير، نا سعد المعافري، عن يحيى بن أيوب، فذكر حديثاً في التواضع، ثم قال: مات سنة ثلاث وسبعين ومائة. 4 (سعدان بن بشر الجهني الكوفي.) (11/130)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 131 عن: سعدان الطائي، ومحمد بن جحادة. وعنه: وكيع، وأبو عاصم، ومحمد بن ربيعة، وخلاد بن يحيى، وآخرون. قال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال الدارقطني: ليس بالقوي. 4 (سعيد بن سلمة بن أبي الحسام العدويم. ن.) مولاهم المدني. عن: أبيه، ومحمد بن المنكدر، وصالح بن كيسان، وعمرو بن أبي عمرو، وجماعة. وعنه: عبد الصمد بن عبد الوارث، وعبد الله بن رجاء، والتبوذكي، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وغيرهم. قال أبو سلمة التبوذكي: ما رأيت أصح من كتابه. (11/131)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 132 قلت: واعتمده ومسلم في صحيحه. وما ذكره النسائي في الضعفاء بل قال في سنته: هو ضعيف. 4 (سعيد بن عبد الله بن الربيع بن خثيم الكوفي.) ) عن: نسير بن ذعلوق، وسعيد والد الثوري. وعنه: سنيد بن داوود، وأبو توبة الحلبي، وعبد الله بن عمر بن أبان، وأبو بكر بن أبي شيبة، وغيرهم. ما علمت به بأساً. 4 (سعيد بن عبد الرحمن بن عبد الله القرشي الجمحي المدني م. د. س. ق.) (11/132)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 133 قاضي بغداد للرشيد. كان من جلة العلماء. روى عن: عبد الرحمن بن القاسم، وسهيل بن أبي صالح، وهشام بن عروة، وعبيد الله بن عمر، وطائفة. وأحسبه تفقه على ربيعة الرأي. وعنه: سعيد بن أبي مريم، وعبد العزيز الأويسي، وعلي بن حجر، ومحمد بن الصباح الدولابي، ويحيى بن أيوب المقابري، وأحمد بن إبراهيم الموصلي، وعدة. وقد روى عنه الليث بن سعد، وهو أكبر منه. وثقه ابن معين. وقال أحمد: ليس به بأس. ولينه الفسوي فقال: لين الحديث. وأما ابن حبان فخطب في شأنه فقال: سعيد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حميد الجمحي، أبو عبد الله، ولي القضاء ببغداد يروي عن: عبيد الله بن عمرو وغيره أشياء موضوعة يتخايل إلى من يسمعها أنه المتعمد لها. ثنا ابن مجاشع، نا أبو إبراهيم الترجماني، نا سعيد، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمرو مرفوعاً: من نسي صلاةً فلم يذكرها إلا مع الإمام فليتم صلاته ثم يقضي ما فاته. مات سنة ستً وسبعين ومائة، وله اثنتان وسبعون سنة. (11/133)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 134 ورثاه بعض الشعراء بقوله: (ثلمة في الإسلام موت سعيد .......... شملت كل مخلص التوحيد)

(ذاك أني رأيته لا يبالي .......... في تقى الله لوم أهل الوعيد)

4 (سعير بن الخمس التميمي الكوفيم. ت. ن.) ) عن: مغيرة بن مقسم، وأبي إسحاق، وحبيب بن أبي ثابت. وزعم الحاكم أنه رأى عبد الله بن أبي أوفى. وعنه: عاصم بن يوسف اليربوعي، وحسين الجعفي، ويحيى الحماني، وجبارة بن المغلس، ويحيى بن يحيى. وثقه ابن معين. (11/134)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 135 واتفق له حكاية عجيبة، وذلك أنه عندما قدم إلى قبره ليدفنوه تحرك فرد إلى منزله فقام، وولد له بعد ذلك ولده مالك بن سعيد. رواها عبيد الله القواريري، عن الخريبي، أنه شاهد ذلك. وهو مقل، له نحو عشرة أحاديث، وهو ثقة. وقال أبو حاتم: لا يحتج به. 4 (سكين بن عبد العزيز بن قيس.) وهو سكين بن أبي الفرات العبدي البصري العطار. عن: أبي هارون العبدي، وأشعث بن عبد الله الحداني، وإبراهيم الهجري، ووالده، ومثنى بن دينار الأحمر، وهلال بن خباب. وعنه: حبان بن هلال، وشيبان بن فروخ، وعفان، وعارم، وآخرون. قال أبو حاتم: لا بأس به. وقال أبو داوود: ضعيف. وقال ابن معيني: ثقة. (11/135)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 136 واه عند: ابن أبي مريم، والدارمي. خرج له البخاري في أدبه. ولشيبان بن فروخ، عنه، عن أبيه، عن أنس مرفوعاً: عمر الذباب أربعون ليلة.. الحديث. 4 (سكن بن أبي خالد البصري.) صاحب الغنم. عن: الحسن، وأبي نعامة السعدي. وعنه: سيار بن حاتم، والأصمعي، وقتيبة بن سعيد، وغيرهم.) سلام بن سليمع. هو أبو الأحوص الكوفي الحافظ. مذكور في الكنى. 4 (سلام بن سليمان ت. ن.) (11/136)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 137 أبو المنذر المزني، مولاهم البصري، ثم الكوفي القاريء النحوي. ويقال ابن سليم. قرأ القرآن على: عاصم، وأبي عمرو، وغيرهما. وصار شيخ القراء في عصره. قرأ عليه: يعقوب الحضرمي، وإبراهيم بن الحسن العلاف، ويقال إنه قرأ على عاصم الجحدري وحدث عن: ثابت البناني، ومطر الوراق، وحميد الأعرج، وابن جدعان، وجماعة. روى عنه: عفان، ومحمد بن سلام الجمحي، وعبيد الله بن عائشة، وعبد الواحد بن غياث، وخلق سواهم. قا ليحيى بن معين، لا بأس به. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال يعقوب الحضرمي: لم يكن في وقته أعلم منه. كان فصيحاً نحوياً. وقيل لم يكن أحد مثله في الإنكار على القدرية. وقال أبو داوود: كان نصر بن علي ينكر عليه شيئاً من الحروف. وعن عفان بن مسلم قال: كنت عنده فأتاه رجل بمصحف فقال: أليس هذا ورق وزاج فقال: سلام: قم يا زنديق. (11/137)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 138 مات سلام القاري سنة إحدى وسبعين ومائة. 4 (سلام بن سلم ق.) أبو سليمان التميمي السعدي المدائني الطويل. خراساني الأصل. روى عن: منصور بن زاذان، وزيد العمي، وحميد الطويل، وثور بن يزيد. وعنه: أسد بن موسى، وخلف بن هشام، وعلي بن الجعد، ومحمد بن عبد الوهاب الحارثي، وجماعة كبار.) قال يحيى بن معين: ليس بشيء. وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث. (11/138)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 139 وقال أبو حاتم، وغيره: تركوه. قال العقيلي: سلام بن سلم المدائني الطويل: ثنا محمد بن عثمان عن ابن معين، وسئل عنه، فقال ضعيف. وقال البخاري: سلام بن سلم السعدي الطويل، عن زيد العمي، تركوه. وقال الأعين: سمعت أبا نعيم ضعف سلام بن سلم. وقال أحمد بن يونس: نا سلام، ثنا زيد العمي، عن أبي الصديق، عن أبي سعيد الخدري، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرحم هذه الأمة بها أبو بكر، وأقواهم في دين الله عمر، وأفرضهم زيد، وأقضاهم علي، وأصدقهم حسان، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة، وأقرأهم أبي، وأبو هريرة وعاء من العلم، وسلمان علم لا يدرك، ومعاذ أعلمهم بالحلال والحرام، وما أضلت أصدق من أبي ذري. أما. 4 (سلام بن سليمان المدائني الصغير.) فآخر سيأتي قبل العشرين ومائتين. وأما صاحب الترجمة: سلام بن سلم، فقيل في أبيه: سليمان، وقيل: سالم، وهو وهم، ويعرف بالطويل. قيل: توفي سنة سبع وسبعين ومائة ظناً لا يقيناً. (11/139)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 140 4 (سلام بن أبي صهباء.) أبو المنذر: بصري فزاري. روى عن قتادة، وثابت. وعنه: أبو كامل الجحدري: ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وعبيد الله العيشي، وغيرهم. قال البخاري: سلام بن أبي الصهباء العدوي، منكر الحديث. وقال أبو حاتم: شيخ. وقال العقيلي: سلام بن أبي الصهباء، أبو بشر العدوي، بصري، ثنا إبراهيم بم محمد، نا عبد الله) بن عبد الوهاب، نا سلام بن أبي صهباء، عن ثابت، عن أنس، مرفوعاً، لو لم تذنبوا لخشيت عليكم ما هو أشد من ذلك، العجب. 4 (سلام بن أبي مطيع البصري خ. م. ت. ن.) (11/140)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 141 أبو سعيد الخزاعي، مولاهم. عن: أبي، عمران الجوني، وقتادة، وأبي حصين عثمان بن عاصم، ومنصور بن المعتمر، وجماعة. وعنه: ابن المبارك، وعبد الرحمن بن مهدي، ومسدد، وهدبة، وعبد الأعلى بن حماد، وأبو الوليد، وإبراهيم بن الحجاج السامي، وآخرون. قال أحمد: ثقة، صاحب سنة. وقال ابن عدي: كان يعد من خطباء أهل البصرة وعقلائهم. (11/141)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 142 وقال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال ابن حبان: كثير الوهم لا يحتج به إذا انفرد. قلت: قد احتج به الشيخان. قال خليفة: مات بطريق مكة سنة ثلاث وسبعين ومائة. ويقال سنة أربع. قال زهير البابي: سمعته يقول: الجهمية كفار لا يصلى خلفهم. وقال أبو داود: قال سلام: لأن ألقى الله بصحيفة الحجاج أحب إلي من أن ألقاه بصحيفة عمرو بن عبيد. 4 (سلام بن أبي خبرة البصري.) شيخ ضعيف، يذكر في طبقة وكيع. 4 (سلمة بن عمرو العقيلي.) قاضي دمشق، كان قبل يحيى بن حمزة القاضي، ثم عزل. (11/142)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 143 روى عن: ربيعة بن يزيد القصير، وشداد أبي عمار، وعبد الله بن علي الأمير. وعنه: يحيى بن حمزة، وعبد الملك الصنعاني، وعلي بن حجر، وأبو مسهر. قال أبو زرعة البصري: سمعت محمد بن الوليد: سمعت أبا مسهر يقول: قال سلمة بن عمرو) القاضي: لا رحم الله فلاناً، فإنه أول من زعم أن القرآن مخلوق. 4 (سلمة بن كلثوم الكندي الدمشقي ق.) نزيل حمص. عن: جعفر بن برقان، والأوزاعي، وإبراهيم بن أدهم. وعنه: بقية، ومحمد بن حميد، ويحيى بن صالح، وأبو توبة الحلبي. قال أبو اليمان: ثقة. كان يقاس بالأوزاعي. وقال أبو توبة: ثنا سلمة بن كلثوم وكان من العابدين، لم يكن في أصحاب الأوزاعي أهنأ منه. 4 (سلم الخاسر.) (11/143)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 144 هو سلم بن عمرو بن حماد البصري، أحد الشعراء المحسنين، وهو غلام بشار بن برد، مدح المهدين وأكثرهم في مدح البرامكة. وكان عاكفاً على المعاصي، ثم تزهد ونسك مديدة، ثم مرق وعاد إلى اللهو، وباع مصحفه واشترى بثمنه ديوان شعر، فلقب لذلك بالخاسر. ولما صير الرشيد ولده الأمين ولي عهده. قال سلم قصيدته السائرة: (قل للمنازل بالكثيب الأعفر .......... سقيت غاية السحاب الممطر)

(قد بايع الثقلان مهدي الهدى .......... لمحمد بن زبيدة ابنة جعفر) فخشت زبيدة فاه جوهراً، قيل باعه بعشرين ألف دينار. ومن شعره: (بان شبابي فيما يحور .......... وطال من ليلي القصير)

(أهدى لي الشوق وهو خلو .......... أغن في طرفه فتور)

(وقائل حين شب وجدي .......... واشتعل المضمر الستير)

(لو شئت أسلاك عن هواه .......... قلب لأشجانه ذكور) (11/144)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 145 (فقلت: لا تعجلن بلومي .......... فإنما ينبيء الخبير)

(عذبني والهوى صغير .......... فكيف بي والهوى كبير)

(من راقب الناس مات غماً .......... وفاز باللذة الجسور) قال أبو معاذ النميري: قال بشار بيتاً، وكان يلهج به كثيراً وهو:) (من راقب الناس لم يظفر بحاجته .......... وفاز بالطيبات الفاتك اللهج) فقلت له: قد قال سلم الخاسر بيتاً في هذا، وأنشدته: (من راقب الناس مات هماً .......... وفاز باللذة الجسو) فقال: ذهب والله بيتي، والله لا أكلت اليوم شيئاً ولا صمت. ومن شعره: (لما أتتني على المهدي مالكة .......... تظل من خوفها الأحشاء تضطرب)

(كيف القرار من رضى ملك .......... تبدو المنايا بكفيه وتحتجب)

(إني أعوذ بالملوك كلهم .......... وأنت ذاك بما تأتي وتجتنب)

(وأنت كالدهر مبثوثاً حبائله .......... والدهر لا ملجأ منه ولا هرب) وله: (ملك كأن الشمس فوق جبينه .......... تملك بالإمساء والإصباح) (11/145)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 146 (وإذا حللت ببابه ورواقه .......... فانزل بسعد وارتحل بنجاح) فأجازه الرشيد بمائة ألف. 4 (سليمان بن بلال ع.) أبو أيوب، ويقال أبو محمد، المدني الحافظ، أحد الأئمة من موالي آل أبي بكر الصديق. روى عن: زيد بن أسلم، وعبد الله بن دينار، وأب طوالة، وخيثم بن عراك، وأبي حازم الأعرج، ويحيى بن سعيد الأنصاري وربيعة الرأي، وسهيل بن أبي صالح، وعمارة بن غزية، وطبقتهم. وعنه: القعنبي، وخالد بن مخلد، وعبد الحميد بن أبي أويس، وسعيد بن (11/146)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 147 أبي مريم، وسعيد بن عفير، ولوين، ويحيى الوخاظي، ويحيى بن يحيى، وعدد كثير. قال ابن سعد: كان بربرياً حسن الهيئة، ثقة، عاقلاً، يفتي بالبلد، وولي خراج المدينة. وقال ابن معين: ثقة صالح. أخبرنا أحمد بن إسحاق، أنا الفتح بن عبد الله، أنا هبة الله الحاسب، أنا أبو الحسن بن النقور، ثنا عيسى بن علي، نا عبد الله بن سليمان، نا لوين، نا سليمان بن بلال، عن أبي وجزة، عن عمر بن أبي سلمة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا بني ادن وكل بيمينك، وكل مما يليكي. أخرجه د. عن لوين.) مات سليمان سنة اثنتين وسبعين ومائة. ويقال: كان محتسب المدينة، أرخه ابن سعد. روى البخاري، عن هارون بن محمد المديني، مات في سنة سبع وسبعين ومائة. (11/147)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 148 4 (سليمان بن سالم القرشي البصري القطان.) أبو داود. محله الصدق. سمع: علي بن جدعان، ولبابة مولاة بني خلف. وعنه: موسى بن إسماعيل، وإسحاق بن أبي إسارئيل. 4 (سليمان بن عطاء القرشي ق.) أبو عمر الحراني. عن: عبد الله بن دينار البهراني، ومسلمة بن عبد الله الجهني. وعنه: الوليد بن عبد الملك بن مسرح، ويحيى ن صالح الوحاظي، وأبو جعفر النفيلي. قال البخاري: في حديثه مناكير. (11/148)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 149 وذكره ابن حبان في الثقات. 4 (سليمان بن موسى الزهري الكوفي د.) أبو داوود. عن: جعفر بن سعد بن سمرة، ومظاهر بن أسلم. (11/149)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 150 وعنه مروان الطاطري، وهشام بن عمار، ويحيى بن حسان التنيسي، وطائفة. قال أبو حاتم: محله الصدق. وقال مرة: صالح الحديث. ولينه العقيلي. 4 (سليم بن أخضر البصري م. د. ت. ن) عن: سليمان التميمي، وعبد الله بن عمر، وابن عون، وغيرهم. وعنه: عبد الرحمن بن مهدي، وعفان، ويحيى بن يحيى، وأحمد بن عبدة، وحميد بن مسعدة. قال سليمان بن حرب: ثقة مأمون.) وقال أبو زرعة: ثقة. وقيل: كان ثبتاً في حديث ابن عون مجوداً له. (11/150)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 151 4 (سنان بن هارون البرجمي ت.) أبو بشر الكوفي. أخو سيف. عن: كليب بن وائل، وبيان بن بشر، وحميد الطويل، وجماعة. وعنه: الأسود شاذان، وعون بن سلام، ولوين، ومحمد بن الصباح الدولابي، وجماعة. ضعفه النسائي. وقال الداراقطني: يعتبر به. وقال عباس، عن ابن معين: سنان وسيف ضعيفان، وسنان أعجبهما إلي. (11/151)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 152 ومن مناكيره عن حميد، عن أنس مرفوعاً: يا أم حبيبة ذهب حين الخلق بخير الدنيا والآخرة. 4 (سهل مولى المغيرة.) أبو حريز المدني، مولى عبد الرحمن بن عوف. عن: الزهري، وعلي بن جدعان، ومحمد بن عمرو بن علقمة، وغيرهم. وعنه: عبد الغفار بن داوود الحراني، والعباس بن طالب، وحسان بن غالب، وسعيد ابن عفير، ويحيى بن بكير، ومؤمل بن عبد الرحمن الثقفي، وآخرون. فيه ضعيف. ذكره ابن عدي، وابن حبان، فرويا من وجهين، عنه، عن الزهري، (11/152)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 153 عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعاً: أنه إذا اهتم أخذ لحيته فنظر فيها. وروى مؤمل، عنه، عن حسين بن رستم الأيلي، عن عروة، عن عائشة مرفوعاً: يا عائشة ردي على البيتين اللذين لفلان اليهودي، فقالت: (إرفع ضعفيك لا يحزنك ضعفه .......... يوماً فتدركه العواقب قد نما)

(يجزيك أو يثني عليك وإن من .......... أثنى عليك بما فعلت فقد جزا)

4 (سوار بن مصعب الهمذاني الموفي الضرير.) أحد الضعفاء. عن: عطية العوفي، وعمرو بن مرة، وزيد بن علي، وأبي إسحاق السبيعي، ومطرف بن طريف، وكليب بن وائل، وغيرهم.) وعنه: أبو نوح قراد، وشبابة، وأبو الجهم الجاهلي، وسويد بن سعيد. قال أحمد: ليس بشيء. (11/153)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 154 وقال أبو داوود: ليس بثقة. وقال ابن معين: ضعيف، كان يجيئنا إلى منزلنا. وقال جماعة: متروك. وقال البخاري: منكر الحديث. قلت: وقم لنا من عواليه في نسخة أبي الجهم أحاديث منها، عن كليب بن وائل، عن ابن عمر مرفوعاً: من كذب بالقدر أو خاصمهم فقد كفر بما جئت به. 4 (سيبويه.) (11/154)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 155 إمام أهل النحو أبو بشير عمرو بن عثمان بن قنبر البصري. أصله فارسي، طلب الفقه والحديث، ثم طلب العربية فبرع فيها وساد أهل زمانه، وصنف فيها كتابه الكبير الذي لم يصنف أحد بعده مثله. واستملى على حماد بن سلمة. وأخذ كتاب الجامع في النحو عن مؤلفه عيسى بن عمر. وأخذ عن: يونس بن حبيب، وأبي الخطاب الأخفش الكبير، وصحب الخليل بن أحمد مدة. ووفد إلى بغداد على يحيى البرمكي، فجمع بينه وبين الكسائي للمناظرة بحضور سعيد بن مسعدة الأخفش، والفراء، والأحمر. وجرى ذاك البحث المشهور في مسألة الزنبور، وتعصبوا للكسائي دونه، ثم وصله يحيى بن خالد (11/155)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 156 بعشرة آلاف درهم. فخرج إلى بلاد فارس فتوفي بشيراز، وقيل بساوة. وكان قد سأل عمن يرغب في النحو فقيل له طلحة بن طاهر بن الحسين الخزاعي الأمير فقصده. ويقال كان في لسان سيبويه حبسة. وفي قلمه انطلاق وبراعة. قال إبراهيم الحربي: سمي سيبوه لأن وجنتيه كانتا كالتفاحتين، وكان بديع الجمالز وقيل هو لقب بالفارسية معناه رائحة التفاح. قال أبو زيد الأنصاري: كان سيبويه يأتي مجلسي وله ذؤآبتان فإذا قال: حدثني من أثق بعربيته، فإنما يعنيني.) قال إبراهيم الحربي: سمعت ابن عائشة يقول: كنا نجلس مع سيبويه في المسجد، وكان شاباً جميلاً نظيفاً قد تعلق من كل علم بسبب، وضرب بسهم في كل أدب، مع حدائة سنه، فهبت الريح مرة، فقال لبعض الجماعة: أنظر أي ريح هذه. وكان على المنارة تمثال فرس ونحاس، فنظر ثم عاد فقال: ما تثبت الفرس على شيء. فقال سيبويه: العرب تقول في مثل هذه الريح: قد تذآبت الريح، أي فعلت فعل الذئب يجيء من ههنا وههنا ليختل فيظن الناظر أنه عدة ذئاب. ويقال إن سيبويه لما احتضر وضع رأسه في حجر أخيه، فأغمي عليه، فدمعت عين أخيه، فأفاق فرآه يبكي فقال: (11/156)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 157 (أخيين كنا فرق الدهر بيننا .......... إلى الغاية القصوى فمن يأمر الدهرا) عن الأصمعي قال: قرأت على قبر سيبويه بشيراز هذه الأبيات وهي لسليمان بن يزيد العدوي: (ذهب الأحبة بعد طول تزاور .......... ونأى المزار فأسلموك وأقشعوا)

(تركوك أوحش ما تكون بقفرة .......... لم يؤنسوك وكربة لم يدفعوا)

(قضي القضاء وصرت صاحب حفرة .......... عنك الأحبة أعرضوا وتصدعوا) وقال ابن دريد: قبره بشيراز. قيل: إنه توفي سنة تسع وسبعين ومائة، وقيل: سنة ثمانين ومائة وهو أصح الأقوال وأشهرها. وأبعد من قال: مات سنة أربع وتسعين ومائة. وقيل غير ذلك. وقيل إن مدة عمره كانت اثنتين وثلاثين سنة. وقيل: عاش أزيد من أربعين سنة، فالله أعلم. وكتابه مروي بالسماع. رواه الإمام أبو حيان عن شيخنا بهاء الدين بن النحاس النحوي، عن علم الدين القاسم الندلسي، عن الكندي. 4 (السيد الحميري.) (11/157)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 158 هو أبو هاشم إسماعيل بن محمد بن يزيد بن ربيعة، وجده هذا هو يزيد بن مفرغ الحميري الشاعر. كان السيد هذا شاعراً محسناً، بديع القول، إلا أنه رافضي جلد، زائغ عن الحق، لد مدائح جمة في أهل البيت عليهم السلام وكان مقيماً بالبصرة، ثم قدم بغداد. قال الصولي: الصحيح أن جده ليس هو بابن مفرغ الحميري.) وروي عن محمد بن جبلة الكوفي قال رأيت السيد الشاعر طويلاً شديد الأدمة. وقال محمد بن سلام الجمحي: ثنا عبد الله بن إسحاق الهاشمي قال: جمعت للسيد الحميري ألفي قصيدة. قال الفضل بن الربيع: عهدي بالسيد حين ولي الرشيد الأمر، وقد رفع إليه أنه رافضي، فقام ثم تنصل وأنشده قصيدته هذه: (شجاك الحي إذ بانوا .......... فدمع العين هتان)

(كأني يوم ردوا العي .......... س للرحلة نشوان) (11/158)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 159 (وفوق العيس إذ ولوا .......... مهىً حور وعزلان)

(إذا ما قمن فالأعجا .......... ز في التشبيه كثبان)

(وما جاز إلى الأعلى .......... فأقمار وأغصان) منها: (فحبي لك إيمان .......... وميلي عنك كفران)

(فعد الناس ذا رفضاً .......... فلا عدوا ولا كانوا) وقد قال له بشار بن برد: لولا أن الله شغلك بمدح أهل البيت لافتقرنا. وقيل للسيد الحميري: لم لا تدخل شعرك الغريب. قال ذاك عي وتكلف، وقد رزقني الله طبعاً واتساقاً قي الكلام، فأنا أنظم ما يفهمه الصغير والكبير. وقيل: كان أبواه يبغضان علياً رضي الله عنه، فسمعهما يسبانه بعد صلاة الفجر بكرة بالبصرة، فانزعج وقال: (لعن الله والدي جميعاً .......... ثم أصلاهما عذاب الجحيم)

(حكما غدوةً كما صليا الفج .......... ر بلعن الوصي باب العلوم)

(لعنا خير من مشى فوق .......... ظهر الأرض أو طاف محرماً بالحطيم)

(كفرا عند شتم آل رسو الله .......... نسل المطهر المعصوم)

(والوصي الذي به تثبت الأرض .......... ولولاه دكدكت كالرميم)

(وكذا آله أولوا العلم والفهم .......... هداة إلى الصراط القويم) (11/159)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 160 وعنه قال: كنت صبياً فإذا سمعت أبوي يسبان علياً خرجت عنهما فأبقى جائعاً، فإذا أجهدني الجوع) جئت فأكلت. فلما كبرت قليلاً قلت الشعر، وخرجت عنهما فتوعداني بالقتل، فأتيت الأمير فكان ما كان من أمري. وقيل إن المنصور استحضره فقال: أنشدني قولك فينا في القصيدة الميمية التي أولها: أتعرف داراً عفى رسمها، فقال: (فدع ذا في بني هاشم .......... فإنك بالله تستعصم)

(بني هاشم حبكم قربةً .......... وحبكم خير ما نعلم)

(بكم فتح الله باب الهدى .......... كذاك غداً بكم يختم)

(ألام وألقى الأذى فيكم .......... ألا لا يني فيكم اللوم)

(ومالي ذنب يعدونه .......... سوى أنني بكم مغرم)

(وأصبحت عندهم مأثمي .......... ما أثم فرعون بل أعظم)

(فلا زلت عندكم مرتضى .......... كما أنا عندهم مجرم)

(جعلت ثنائي ومدحي لكم .......... على رغم أنف الذي يرغم) فقال له المنصور: ما أظن إلا أن الله قد أيدك في مدح بني هاشم كما أيد حسان في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان السيد الحميري يرى رأي الكيسانية في رجعة محمد بن الحنفية إلى الدنيا وهو القائل في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان السيد الحميري يرى رأي الكيسانية في رجعة محمد بن الحنفية إلى الدنيا، وهو القائل فيه: (بان الشباب ورق عظمي وانحنى .......... صدر القناة وشاب مني المفرق)

(يا شعب رضوى ما لمن لا يرى .......... ونبا إليه من الصبابة أولق)

(حتى متى وإلى متى وكم المدي .......... يا ابن الرضى وأنت حي ترزق)

(إني لأمل أن أراك فإنني .......... من أن أراك ولا أراك لأفرق) ويقال: إنه اجتمع بجعفر بن محمد الصادق، فعرفه خطأه، وأنه على ضلالة، فرجع وأناب. (11/160)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 161 ومما روي ولم يصح، عن جعفر أنه قيل له: إن السيد الحميري يشرب المسكر، فقال: إن زلت به قدم فقد ثبتت له أخرى. وقيل إنه عنده، فدعا له، فقالوا: تدعو له وهو يشرب النبيذ ويسب أبا بكر وعمر، ويؤمن بالرجعة.) فقال: حدثني أبي، عن أبيه أن محبي آل محمد لا يموتون إلا تائبين. وذكر أبو محمد بن حزم في الملل والنحل أن السيد الحميري كان يقول بتناسخ الأرواح. وقد بلغنا أن مولده كان سنة خمس ومائة، ومات، على الصحيح، في سنة ثلاث وسبعين ومائة. وقيل: مات سنة ثمان وسبعين ومائة. والقول بالتناسخ زندقة. 4 (سيف بن عمر التميمي الأسيدي ت.) (11/161)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 162 ويقال الضبي الكوفي. صاحب كتاب الفتوح وكتاب الردة ن وغير ذلك. روى عن: جابر الجعفي، وهشام بن عروة، وإسماعيل بن أبي خالد، وعبيد الله بن عمر، وطائفة كثيرة من المجاهيل والإخباريين. روى عنه: النضر بن حماد العتكي، ويعقوب بن إبراهيم الزهري، وشعيب بن إبراهيم الكوفي، وأبو معمر إسماعيل القطعي، وجبارة بن المغلس، وآخرون. قال يحيى بن معين: ضعيف الحديث. وقال أبو حاتم: متروك. بابة الواقدي. وقال أبو داوود: ليس بشيء. وقال ابن حبان: اتهم بالزندقة. وروى عباس عن يحيى قال: سيف بن عمر الضبي يحدث عنه المحاربي، ضعيف. وكذا قال النسائي. وقال الحاكم: سيف بن عمر الضبي أتهم بالزندقة، وهو ساقط في رواية الحديث. وروى ابن حبان بإسناد إنه كان يضع الحديث. (11/162)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 163 4 (سيف بن هارون البرجمي الكوفي ت. ق) العابد، أخو سنان بن هارون. عن: إبراهيم الهجري، وإسماعيل بن أبي خالد، وسليمان التميمي، وطبقتهم. وعنه: محمد بن الصباح الدولابي، وأحمد بن إبراهيم الموصلي، وإسماعيل بن موسى السدي، وداوود بن رشيد. قال النسائي: ضعيف.) وقلا أبو نعيم: سمعت منه وكان ثقة. وقال ابن معين: ضعيف. وقال ابن حبان: يروي عن الأثبات الموضوعات. وهو الذي روى عن سليمان، عن أبي عثمان، عن سلمان الفارسي (11/163)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 164 مرفوعاً: ما سكت الله فهو مما عفا عنه. أخرجه الترمذين وابن ماجة. وهذا يروونه عن سليمان موقوفاً. (11/164)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 165 4 (حرف الشين)

4 (شريك القاضي خ. ت.. م. تبعاً (11/165)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 166 هو أبو عبد الله شريك بن عبد الله النخعي الكوفي) الفقيه أحد الأعلام. مولده سنة خمس وتسعين. روى عن: أبي صخرة جامع بن شداد، وجامع بن ابي راشد، وزياد بن علاقة، وسلمة بن كهيل، وسماك بن حرب، وأبي إسحاق، وحبيب بن أبي ثابت، وعلي بن الأقمر، ومنصور بن المعتمر، وإبراهيم بن جرير البجلي، وخصيف، وعاصم بن بهدلة، وعمار الدهني، وعبد الملك بن عمير، وطبقتهم. ولم يرحل، بل اكتفى بعلم أهل بلده. (11/166)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 167 وعنه: أبان بن تغلب، ومحمد بن إسحاق، وهما من شيوخه. وابن المبارك، ووكيع، وعبد الرحمن بن مهدي، ويزيد بن هارون، وإسحاق الأزرق، وأبو نعيم، وعلي بن الجعد، وقتيبة، وعلي بن حجر، ولوين، وهناد، وابنا أبي شيبة، وعباد بن يعقوب الرواجني، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وخلف بن هشام، وخلق كثير. قال الخطيب: شريك بن عبد الله بن الحارث بن أوس النخعي القاضي، أدرك عمر بن عبد العزيز. قلت: يعني بالسن، ولم يره. قال: وسمع منه إسحاق الأزرق تسعة آلاف حديث. قال ابن المبارك: شريك أعلم بحديث بلده الثوري. وقد قيل مثل هذا لابن معين فقال: ليس يقاس بسفيان أحد، لكن شريك أروى منه في بعض المشايخ، وهو ثقة.) وقال أبو يعلى: سمعت ابن معين يقول: شريك أحب إلي من أبي الأحوص. وقال عثمان الدارمي: قلت ليحيى: شريك أحب إليك في أبي إسحاق أو إسرائيل فقال: شريك أحب إلي. (11/167)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 168 4 (ذكر نسبه) هو شريك بن عبد الله بن أبي شريك الحارث بن أوس. وقيل ابن أبي شريك سنان بن أوس بن الحارث بن الأذهل بن وهبيل بن سعد بن مالك بن النخع. والنخع من مذحج. شهد جده أبو شريك القادسية. وولد شريك فيما قيل ببخارى، ونشأ بالكوفة. وسمى البخاري جده سناناً، وسماه أبو نعيم حارثاً. وقال الفضل بن زياد: قال أحمد بن حنبل: شريك في ال حديث أقوى من إسرائيل. قال: وكان يحيى القطان لا يروي عن شريك إلا على سبيل العبرة، كان لا يرضاه. وقال علي بن المديني: شريك أعلم من إسرائيل، وإسرائيل أقل خطأً منه. وقال أبو داوود: شريك ثقة، يخطيء على الأعمش. وقال صالح جزرة: قل ما يحتاج إلى شريك في الأحاديث التي يحتج بها. (11/168)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 169 ولما ولي القضاء اضطرب حفظه. وقال معاوية بن صالح: سألت أحمد بن حنبل عن شريك، فقال: كان عاقلاً محدثاً عندي، وكان شديداً على أهل الريب والبدع، قديم السماع من أبي إسحاق، قبل زهير، وقبل إسرائيل. فقلت له: إسرائيل أثبت منه قال: نعم. قلت: يحتج به قال: لا تسألني عن رأيي في هذا. قلت: فإسرائيل تحتج به قال: أي لعمري. قال أبو إسحاق الجوزجاني: شريك سيء الفظ مضطرب مائل. وقال النسائي: ليس به بأس. قلت: استشهد به البخاري، وخرج له مسلم متابعةً، واحتج به النسائي، وغيره. قال إبراهيم بن سعد الجوهري: أخطأ شريك في أربعمائة حديث.) قلت: لكنه كان من بحور العلم، فعن عبد الرحمن بن شريك قال: كان عند أبي عن جابر الجعفي عشرة آلاف حديث مسألة وعنده عن ليث بن أبي سليم عشرة آلاف. (11/169)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 170 قال أبو نعيم: سمعت شريكاً يقول: قدم عثمان بن عفان يوم قدم وهو أفضل القوم. وعن شريك قال: لو أدركت علياً لقاتلت معه. وقال منصور بن أبي مزاحم: سمعت شريكاً في مجلس الوزير أبي عبيد الله، وفيه الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وعبد الله بن مصعب الوزبيري، وابن أبي موسى، والأشراف، فتذاكروا النبيذ، فرخص مرخص من العراقيين فيه، وشدد الباقون، فقال شريك: ثنا أبو إسحاق، عن عمرو بن ميمون قال: قال عمر: إنا لنأكل هذه الإبل وليس نقطعها في بطوننا إلا بهذا النبيذ الشديد. فقال الحسن بن زيد: ما سمعنا بهذا في الملة الأخرة، إن هذا إلا اختلاف. فقال: أجل، وشغلك الجلوس على الطنافس في صدور المجالس عن استماع هذا وأمثاله. فلم يجبه الحسن، وأسكت القوم، فتحدثوا بعد النبيذ، وشريك ساكت، فقال له الوزير: حدثنا يا أبا عبد الله بما عندك. فقال كلا. الحديث أعز على أهله من أن يعرض للتكذيب. فقال بعضهم: شربه سفيان الثوري. فقال قائل: بلغنا أن سفيان تركه. فقال شريك: أنا رأيته يشرب في بيت خير أهل الكوفة في زمانه، مالك بن مغول. قال عيسى بن يونس: ما رأيت أحداً أروع في علمه من شريك. (11/170)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 171 وجرى بحضرة عيسى بن يونس في المذاكرة: من رجل الآمة فقال: رجل الأمة شريك. قال يعقوب بن شيبة: دعا المنصور شريكاً فقال: إني أريد أن أوليك قضاء الكوفة. فقال: اعفني يا أمير المؤمنين. قال: لست أعفيك. قال: فأنصرف يومي هذا وأعود، فيرى أمير المؤمنين رأيه. قال: تريد أن تتغيب، ولئن فعلت لأقدمن على خمسين من قومك بما تكره. فولاه القضاء، فبقي إلى أيام المهدي، فأقره المهدي، ثم عزله. قال: وكان شريك مأموناً، ثقة، كثير الحديث، أنكر عليه الغلط والخطأ. قال عيسى بن يونس: ومن يفلت من الخطأ والتصحيف. ربما رأيت شريكاً يخطيء ويصحف حتى) أستحي. وقال يحيى القطان: أملى علي شريك فإذا هو لا يدري. يعقوب بن شيبة: ثنا سليمان بن منصور، نا إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة قال: قلت لمحمد بن الحسن: أما ترى كثرة قول الناس في شريك يعني في حمده مع كثرة خطأه وخطله. قال: أسكت ويلك، أهل الكوفة كلهم معه. يتعصب للعرب فهم معه، ويتشيع لهؤلاء الموالي الحمقى، فهم معه. قال عيسى بن يونس: ما رأيت في أصحابنا أشد تقشفاً من شريك. وربما رأيته يأخذ شأته يذهب بها إلى التياس، وربما حزرت ثوبيه قبل أن يلي القضاء (11/171)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 172 بعشرة دراهم. وربما دخلت بيته، فإذا ليس فيه إلا شاة يحلبها ومطهرة، وبارية، وجرة، فربما بال الخبز في المطهرة فيلقي إلى كتبه فيقول: اكتب حديث جدل وقف إذا أردت. قال يعقوب: وحدثني الهيثم بن خالد قال: حدث شريك يوماً بهذا الحديث: وضعت في كفة، ووضعت الأمة في كفة. فقال رجل لشريك: فأين كان علي عليه السلام قال: كان مع الناس في الكفة الأخرى. قال أحمد بن عبد الله العجلي: سمعت بعض الكوفيين يقول: قال شريك: قدم علينا سالم الأفطس، فأتيته ومعي قرطاس في مائة حديث، فسألته، فحدثني بها، وسفيان يسمع. فلما فرغت قال لي سفيان: أرني قرطاسك. فأعطيته، فخرقه. فرجعت إلى منزلي واستلقيت على قفاي فحفظت منها سبعةً وتسعين، وحفظها سفيان كلها. ابن عدي: نا أبو العلاء محمد بن أحمد بن جعفر، نا محمد بن الصباح الدولابي، نا نصر بن المجدر قال: كنت شاهداً حيث أدخل شريك ومعه أبو أمية. وكان أبو أمية رفع إلى المهدي أن شريكاً حدثه عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: استقيموا لقريش ما استقاموا لكم، فإذا زاغوا عن الحق فضعوا سيوفكم على عواتقكم، ثم أبيدوا خضراءهم. فقال المهدي: أنت حدثت بهذا فقال: لا.) فقال أبو أمية: علي المشي إلى بيت الله وكل مالي صدقة إن لم يكن حدثني. (11/172)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 173 فقال شريك: علي مثل الذي الذي عليه إن كنت حدثته. فكأن المهدي رضي، فقال أبو أمية: يا أمير المؤمنين عندك أدهى العرب، إنما يعني مثل الذي علي من الثياب. قل له يحلف كما حلفت. فقال: احلف. قال شريك: قد حدثته. فقال: ويلي على شارب الخمر، يعني الأعمش، وذاك أنه كان يشرب المنصف، ولو علمت موضع قبره أحرقته. قال شريك: لم يكن يهودياً، كان رجلاً صالحاً. قال: بل زنديق. قال: للزنديق علامات تركه الجماعات، وجلوسه مع القيان، وشربه الخمر. فقال: والله لأقتلنك. قال: ابتلاك الله بمهجتي. قال: أخرجوه. فأخرج، فجعل الحرس يشققون ثيابه وخرقوا قلنسوته. قال نصر: فقلت لهم: أبو عبد الله. قال المهدي: دعمهم. أحمد بن عثمان بن حليم الأودي: أنا أبي قال: كان شريك القاضي لا يجلس للحكم حتى يتغدى ويشرب أربعة أرطال نبيذاً، ثم يصلي ركعتين، ثم يخرج رقعة، فينظر فيها ثم يدعو بالخصوم. وقيل لابنه عن الرقعة، فأخرجها إلينا فإذا فيها: يا شريك، أذكر الصراط وحدته، يا شريك، أذكر الموقف بين يدي الله تعالى. قيل إن شريكاً دخل على المهدي فقال: لا بد من ثلاث: إما أن تلي (11/173)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 174 القضاء، أو أن تؤدب ولدي وتحدثهم، أو أن تأكل عندي أكلةً. ففكر ساعةً فقال: الأكلة أخف علي. فأمر المهدي بعمل ألوان من المخ المعقود بالسكر وغير ذلكن فأكل. فقال الطباخ: ليس يفلح بعدها.) قال: فحدثهم بعد ذلك، وعلمهم العلم، وولي القضاء. ولقد كتب له برزقه على الصيرفي فضايقه في النقد فقال: إنك لم تبع به بزاً. فقال شريك: بل والله، بعت بد ديني. قال علي بن الحسن بن الجنيد: سمعت أبا توبة يقول: كنا بالرملة فقالوا: من رجل الأمة. فقال قوم: ابن لهيعة. وقال قوم: مالك. وقال عيسى بن يونس: شريك. قال منجاب بن الحارث: قال رجل لشريك: كيف تجدك قال: أجدني شاكياً غير شاكي الله. قال أحمد بن زهير: نا سليمان بن أبي شيخ قال: قال شريك لبعض إخوانه: أكرهت على القضاء. قال أفأكرهت على أخذ الرزق قال ابن أبي شيخ: وحدثني عبد الله بن صالح بن مسلم قال: كان شريك على قضاء الكوفة، فخرج يتلقى الخيزران، فبلغ شاهي، وأبطأت فانتظرها ثلاثاً، ويبس خبزه، فجعل يبله بالماء ويأكله. فقال العلاء بن المنهال: (فإن كان الذي قد قلت حقاً .......... بأن قد أكرهوك على القضاء) (11/174)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 175 (فما لك موضع في كل يوم .......... تلقى من يحج من النساء)

(مقيم في قرى شاهي ثلاثاً .......... بلا زاد سوى كسرً وماء) قال عبد الرحمن بن شريك: كانت أم شريك خراسانية، فرآها أعرابي وهي على حمار، وشريك صبي بين يديها فقال: إنك لتحملين جندلة من الجنادل. قال ابن أبي شيخ: قال موسى بن عيسى الأمير لشريك: يا أبا عبد الله عزلوك عن القضاء ما رأينا قاضياً عزل. قال: هم الملك يعزلون ويخلعون ولاة العهود. يعرض أن أباه عزل. ولقي مرة عبد الله بن مصعب الزبيري فقال: بلغني أنك تنال من أبي بحكر وعمر. فقال شريك: والله ما أتنقص الزبير، فكيف أبا بكر وعمر. قال ابن أبي شيخ: حدثني أبي قال: لما وجه شريك إلى قضاء الأهواز جلس فجعل لا يتكلم حتى قام وهرب واختفى. يقال اختفى عند الوالي. فحدثني يحيى بن سعيد الأموي قال: وكنت عند الحسن) بن عمارة حين بلغه ذلك، فقال: الخبيث استصغر قضاء الأهواز. البغوي في الجعديات: ثنا محمد بن يزيد: حدثني حمدان بن الإصبهاني قال: كنت عند شريك، فأتاه ابن المهدي، فاستند وسأل عن حديث، فلم يلتفت شريك، فأعاد، فعاد، فقال: كأنك تستخف بأولاد الخلفاء؟ (11/175)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 176 قال: لا، ولكن العلم أزين عند أهله من أن يصنعوه. قال: فجثا على ركبتيه فسأله، فقال شريك: هكذا يطلب العلم. عباد بن العوام قال: أثر فيه بعض الضعف أحب إلي من)... (عفان. قال: وكان شريك يخضب بالحمرة. ولشريك مناقب جمة، ولسنا نرى فيه العصمة. وقد بلغنا أنه قال: ما وليت القضاء حتى حلت لي الميتة. قال العقيلي: ثنا محمد بن عثمان العنسي: نا علي بن حكيم الأودي: ثنا علي بن قادم قال: جاء عتاب وآخر إلى شريك، فقال عتاب: الناس يقولون إنك شاك فقال: يا أحمق، كيف أكون شاكاً، لوددت أني كنت مع علي فخضبت يدي بسيفي من دمائهم. قلت: كان في شريك يسير تشيع مع ثنائه على عثمان. قال محمد بن عثمان العنسي: وثنا عبد الله بن محمد بن سالم، أنا محمد بن سعيد قال: ذكر قوم معاوية عند شريك فنعتوه بالحلم فقال: ليس بحليم من سفه الحق وقاتل علياً. قال محمد بن عثمان: وأنا الحسن: سمعت أبا نعيم يقول: شهد ابن إدريس بشهادة عند شريك، أو تقدم إليه في شيء، فأمر به، فأقيم ودفع في قفاه، وقال شريك: من أهل بيت أحمق ما علمت. قلت: هذا لما كان ابن إدريس شاباً، ثم إنه طال عمره وساد أهل الكوفة وكانت في شريك قوة نفس، فعن يحيى بن أيوب قال: كنا عند شريك، (11/176)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 177 فظهر منه جفاء للمحدثين انتهر بعضهم، فقال له شيخ إلى جنبه: يا أبا عبد الله لو رفقت بهم. قال شريك: النبل عون على الدين. عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: كان شريك لا يبالي كيف حدث، حسن بن صالح أثبت منه. قال أبو نعيم، وأحمد بن حنبل، وغيرهما: مات شريك سنة سبع وسبعين ومائة. قلت: مات في أول ذي القعدة. وقد وقع لي من عواليه، رحمة الله.) شعيب بن رزيق المقدسيت. أبو شيبة. عن: الحسن البصري، وعثمان بن أبي سودة، وعطاء الخراساني، وغيرهمز وعنه: آدم بن أبي إياس، ويحيى بن يحيى التميمي، ومحمد بن معاوية النيسابوري، وبشر بن عمر الزهراني، وجماعة. قال دحيم: لا بأس به. وقال الدارقطني: ثقة (11/177)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 178 وقد فرق البخاري بينه وبين: شعيب بن رزيق الطائفي الثقفي. فالطائفي يروي عن: الحكم بن حزن الكلفي الصحابي. روى عنه: شهاب بن خراش. قال أبو حاتم: صالح. قلت: هو أقدم من الذي قبله. ما هو وهو. شعيب بن صفوان الثقفيم. ن. (11/178)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 179 أبو يحيى. عن: أبي هريرة. وعن: عبد الملك بن عمير، وعطاء بن السائب، وحميد الطويل، وعدة. وعنه: عبد الرحمن بن مهدي، وزكريا بن يحيى بن صبيح الوالسطي، وأبو إبراهيم الترجماني، وعلي بن حجر، والروليد بن شجاع، وأبو حسان الزيادي، وغيرهم. وكان في صحابة المنصور. قال أبو حاتم: يكتب حديثه، ولا يحتج به. وقال أحمد بن حنبل: لا بأس به. وأما ابن عدي فقال: عامة حديثه لا يتابع عليه. 4 (شهاب بن خراش الواسطي د.) (11/179)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 180 هو أبو الصلت ابن أخي العوام بن حوشب.) سكن الرملة، وروى عن: قتادة، ومحمد بن زياد الجمحي، ومنصور، وعمرو بن مرة، وعبد الملك بن عمير، وعدة. وعنه: عبد الرحمن بن مهدي، وسعيد بن منصور، وسويد بن سعيد، وهشام بن عمار، ويزيد بن موهب الرملي، وقتيبة بن سعيد، وعبد الجبار بن عاصم، وأبو توبة الحلبي، وعلي بن حجر، وعدة. عبد الله بن أحمد، وأبو يعلى قالا: أنا الحكم بن موسى، أنا شهاب بن خراش، عن شعيب بن رزيق الطائفي، قال عبد الله: حدثني شعيب قال: كنت جالساً عند رجل يقال له الحكم بن حزن فقال: قدمت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سابع سبعة فقلنا: يا رسول الله أتيناك لتدعو لنا بخير. فدعا لنا قال: وشهدنا الجمعة، فقام صلى الله عليه وسلم متوكئاً على قوس أو عصا الحديث. شهاب وثقه ابن المبارك، وجماعة. وقال عبد الرحمن بن مهدي: لم أر أحداً احسن وصفاً للسنة منه. (11/180)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 181 وقال أبو زرعة: ثقة، صاحب سنة. وقال ابن معين: ليس به بأس. وقال ابن حيان: يخطي كثيراً وقال ابن عدي: أحاديثه كثيرة وفي بعضها ما ينكر عليه، ولا أعرف للمتقدمين فيه كلاماً، يعني بالناس، وإلا فقد وثقه عدة. وقال هشام بن عمار: ثنا شهاب بن خراش: لقتيه سنة أربع وسبعين ومائة، فقال لي: إن لم تكن قدرياً ولا مرجئاً حدثتك. قال أبو حاتم: صدوق لا بأس به. قال محمد بن سعيد الخريمي، عن هشام بن عمار: سمعت شهاب بن خراش يقول: أراد القدرية أن يصفوا الله فأخرجوه من فضله. 4 (شهاب بن شرنفة المجاشعي البصري.) (11/181)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 182 أحد القراء الكبار. قرأ على: هارون بن موسى الأعور، والمعلى بن عيسى. ويقال أنه قرأ على: أبي رجاء العطاردي، وهذا بعيد ولكنه ممكن وقد حدث عن: الحسن البصري،) وغيره. روى عنه: عبد الرحمن بم مهدي، وعفان، ومسلم، وعلي بن عثمان اللاحقي. وقرأ عليه القرآن: سلام الطويل، ومسلمة بن عبد الله بن محارب، وسعيد بن مسعدة الأخفش، ويعقوب الحضرمي. عرض عليه يعقوب ختمةً في خمسة أيام. وكان من سادة القراء العباد. قال أبو حاتم: روى عن الحسن، وكان شيخ صدق. 4 (شيطان الطاق.) هو محمد بن علي بن النعمان بن أبي طريفة البجلي. أبو جعفر الكوفي المتكلم المعتزلي الشيعي المبتدع والرافضة تنتحله تسميه مؤمن الطاق. كان صيرفياً بالكوفة بطاق المحامل اختلف هو وصيرفي في نقد درهم، فغلبه هذا وقال: أنا شيطان الطاق، فلزمته. (11/182)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 183 وقيل إن هشام بن الحكم الرافضي المجسم قال: كنت مع مؤمن الطاق وقد دخل مسجد الكوفة، وقعد جماعة من المرجئة ومعهم سيفان، وأبو حنيفة، وقد أشعر الناس حروري بحجابه، فلما رأى أبو حنيفة مؤمن الطاق ضحك وقال: هذا رأس الشعية، فهل لك أن تقوم إليه قال: نعم. فقاما، وقام معهما سفيان، فناظرهم مؤمن الطاق، فقال له أبو حنيفة وسفيان: يا أبا جعفر أنت لا يقوم لك مناظر وقالا: هذا شيطان الطاق. وقيل: إن له شعراً كثيراً وتصاينف. قيل لبشار: ما أشعرك قال: اشعر مني مؤمن الطاق في قوله، وذكر له أبياتاً حسنة فقلت هذا من تاريخ ابن أبي طي الرافضي. وقال الجاحظ: أخبرني أبو إسحاق النظام وبشر بن خالد أنهما قالا لشيطان الطاق: ويحك، آتقيت الله أن تقول في كتاب الإمامة: إن الله تعالى لم يقل قط في القرآن: ثاني آثنين إذ هما في آلغار فضحك طويلاً حتى كأننا نحن الذين أذنبنا.) قلت: إن صحت هذه الحكاية عنه دلت على زندقته، قاتله الله. (11/183)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 184 4 (حرف الصاد)

4 (صالح المريت.) هو وأعظ أهل البصرة، أبو بشر صالح بن بشير البصري، القاص، (11/184)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 185 الزاهد، الخاشع. روى عن: الحسن، وبكر بن عبد الله، ومحمد بن سيرين، وقتادة، وأبي عمران الجوني، وثابت، وعطاء السليمي، ومالك بن دينار، وطائفة. وعنه: عفان، ومسلم بن إبراهيم بن الحجاج النيلي، وعبيد الله بن عائشة وطالوت بن عباد، وآخرون. قال البخاري: منكر الحديث. وقال أبو داوود: لا يكتب حديثه. ولابن معين فيه قولان، فروى محمد بن عثمان، عن ابن معين قال: ضعيف. وقال عفان: ذكر عند حماد بن سلمة صالح المري، في حديث، عن ثابت، فقال كذب قال أبو بشر الدولابي: متروك الحديث. روى عباس، عن يحيى أنه ليس له في صالح المري كبير رأي قال: ليس به بأس. قلت: روى خمسة عن يحيى تليين صالح المري، وما ضعفه نزاع إنما الخلاف، هل يترك حديثه، أو لا؟. (11/185)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 186 قال ابن عدي: صالح قاص، حسن الصوت، وعامة أحاديثه منكرات ينكرها الأئمة عليه، وليس بصاحب حديث، وإنما أتي من قلة معرفته بالأسانيد والمتون وعندي أنه لا يتعمد الكذب، بل يغلط شيئاً. وقيل كان صالح مولى لامرأة من بني مرة. قال البرجلاني، عن أحمد بن إسحاق الحضرمي: سمعت صالحاً يقول: للبكاء دواع: الفكرة في الذنوب، فإن أجابت على ذلك القلوب وإلا نقلتها إلى الموقف وتلك الشدائد و الأهوال، فإن أجابت وإلا فاعرض عليها التقلب بين أطباق النيران ثم أنه صاح وغشي عليه، وضج الناس قال عثمان: كان شديد الخوف لله، كأنه ثكلى إذا قص.) وقال أبو سعيد بن الأعرابي: كان الغالب عليه كثرة الذكر والقراءة بالتخزين يقال إنه أول من قرأ بالبصرة بالتخزين. قال: وقال إن غير واحد ممن سمع قراءة صالح مات منها. ويقال إن سفيان الثوري لما دخل البصرة واختفى عند مرحوم العطأر، فقال له مرحوم: هل لك أن تأتي قاصاً عندنا فأتاه على نكرة على أنه كأحد القصاص، فلما سمع كلامه وتلاوته وسمعته يقول: حدثنيفلان، وحدثني فلان، قال لمرحوم: تقول هذا قاص إنما هذا نذير، وأعجب به. وقال عفان: كنا نحضر مجلس صالح المري، وكان إذا قص كأنه رجل مذكور يفزعك أمره من حزنه وكثرة بكائه. (11/186)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 187 وقال الأصمعي: شهدت صالحاً المري عزى رجلاً في إبنه فقال: لئن كانت مصيبتك بابنك لم تحدث لك موعظةً في نفسك، فمصيبتك بإبنك جلل في مصيبتك بنفسك، فإياها فآبك. أخبرنا أحمد بن أبي الخير، عن اللبان إجازةً، أنا أبو علي، أنا أبو نعيم، نا محمد بن علي بن حبيش، نا أحمد بن القاسم بن مساور، نا أبو إبراهيم الترجماني، ثنا صالح بن بشير أبو بشر المري: سمعت الحسن يحدث، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل قال: أربع خصال: واحدة فيما بيني وبينك، واحدة فيما بينك وبين عبادي، وواحدة لي، وواحدة لك فأما التي لي فتعبدني لا تشرك به شيئاً، وأما التي لك فما عملت من خير جزيتك به، وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء وعلي الإجابة، وأما التي بينك وبين عبادي ترضى لهم ما ترضى لنفسك. تفرد به صالح. وقد روي موقوفاً. توفي صالح المري سنة اثنتين وسبعين ومائة، وقيل: سنة ستً، والأول أصح. 4 (صدقة بن خالد خ. د. ن. ق.) (11/187)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 188 أبو العباس القرشي الدمشقي، مولى بني أمية. قرأ القرآن على يحيى الذماري، وروى عن: عثمان بن أبي العاتكة، ويزيد بن أبي مريم، وزيد بن واقد، وعتبة بن أبي حكيم، وعدة.) وعنه: عبد الله بن يوسف التنيسي، وسعيد بن منصور، والهيثم بن خارجة، وهشام بن عمار، والحكم بن موسى. وثقه ابن معين، والنسائي. وحديثه في صحيح البخاري في مناقب الصديق. (11/188)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 189 قال محمد بن عبد الله بن نمير: هو أوثق من صدقة بن عبد الله، وصدقة بن يزيد. وقال هشام: مات سنة ثمانين ومائة، وله اثنتان وستون سنة. وقال دحيم: سنة أربع وثمانين ومائة. 4 (صدقة بن المنتصر.) أبو شعبة الشعباني. حدث بالرملة عن: عروة بن رويم، ويحيى بن أبي عمرو السيباني. (11/189)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 190 وعنه: ضمرة بن ربيعة، وإبراهيم بن سويد، ويزيد بن موهب، ويحيى بن سليمان الجعفي. قال أبو زرعة: لا بأس به. 4 (صعصعة بن سلام الفقيه.) أبو عبد الله الشامي، نزيل الأندلس ومفتيها. يروي عن: الأوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز، ومالك بن أنس. قال ابن الفرضي في تاريخه: كانت الفتيا دائرة عليه بالأندلس في دولة عبد الرحمن بن معاوية، وصدر من أيام ابنه هشام. وولي الصلاة بقرطبة. روى عنه: عبد الملك بن حبيب، وعثمان بن أيوب. قلت: اختلف في تاريخ وفاته، وقيل: إسمه صعصعة بن عبد الله الدمشقي. قال أبو سعيد بن يونس: كان أول من أدخل الحديث الأندلسي قلت: بل كان قبله معاوية بن صالح في طبقة شيوخه. قال: وتوفي قريباً من سنة ثمانين ومائة. وقيل: توفي سنة اثنتين وتسعين ومائة، فالله أعلم. والثاني أولى. 4 (الصلت بن الحجاج.) (11/190)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 191 أبو محمد الكوفي.) عن: محمد بن جحادة، وليث بن أبي سليم، وعطاء بن السائب، وثور بن يزيد. وعنه: يحيى القطان، ونوح بن يزيد، وأبو الربيع الزهراني، وآخرون. له مناكير أوردها ابن عدي. (11/191)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 192 4 (حرف الطاء)

4 (طعمة بن عمرو الجعفري العامري الكوفي.) عن: موسى بن طلحة بن عبيد الله، وعمر بن بيان بن عروة. وعنه: وكيع، وأبو نعيم، وأبو غسان النهدي، وسعيد بن منصور، وشهاب بن عباد. وثقه ابن معين، وهذا أكبر شيخ لسعيد. ولعله توفي قبل السبعين ومائة. وقال الدارقطني: ليس بحجة. (11/192)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 193 4 (طلحة بن زيد الشامي ثم الرقي ق.) عن: يزيد بن سنان الرهاوي، وهشام بن عروة، وإبراهيم بن أبي عبلة، وعقيل الأيلي، وجعفر بن محمد، وبرد بن سنان. وعنه: إسماعيل بن عياش، وبقية، وهما من أسنانه، وعيسى غنجار، ومحمد بن شعيب بن شابور، وأحمد بن يونس، وشيبان بن فروخ، وأحمد بن محمد بن شبويه المروزي، وغيرهم. قال علي بن المديني: كان يضع الحديث. وقاتل البخاري، منكر الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة. قال أبو علي محمد بن سعيد في تاريخه: آخر من حدث عنه محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي. (11/193)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 194 قلت: له في سنن القزويني حديث واحد. ومن بلاياه: نا أبو يعلى، نا شيبان، نا طلحة بن زيد الدمشقي، عن عبيدة بن حسان، عن عطاء الكبخاراني، عن جابر: قال النبي صلى الله عليه وسلم، لينهض كل رجل إلى كفؤه. ونهض عليه السلام إلى عثمان فاعتنقه، وقال: أنت وليي في الدنيا والآخرة. وقال العقيلي: نا أسلم بن سهل، نا أحمد بن محمد بن ماهان، أبي أبو حنيفة، نا طلحة بن زيد، عن عقيل، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يبرمن أحدكم أمراً من أمر دين ولا دنيا حتى يشاور.) 4 (طلحة بن يحيى بن النعمان بن أبي عياش الزرقي المدني (11/194)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 195 خ. د. ن. ق.) شيخ صدوق معمر. حدث ببغداد عن: محمد بن أبي بكر الثقفي، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند، ويونس بن يزيد الأيلي. وعنه: ابن أبي فديك، وعثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن عباد المكي، وعباد بن موسى الختلي، والحسين بن الضحاك النيسابوري. وثقه ابن معين. وقال أحمد: مقارب الحديث. وقال أبو حاتم: ليس بقوي. 4 (طليب بن كامل.) أبو خالد اللخمي الفقيه المصري، من كبار أصحاب مالك، ويقال: اسمه عبد الله ولقبه طليب. تفقه عليه ابن القاسم مدة، وغيره. توفي سنة ثلاث وسبعين ومائة، ولم يطل عمره. (11/195)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 196 4 (حرف العين)

4 (عاصم بن العلاء بن مغيث.) أبو الليث الخولاني المصري الفقيه. قاضي الديار المصرية. روى شيئاً يسيراً. حدث عنه: ابن وهب، وإدريس بن يحيى الخولاني. مات في شهر ربيع الآخر سنة ستً وسبعين ومائة. ذكره ابن يونس. 4 (عامر بن عبد الله بن يساف اليمامي.) أبو محمد. ويقال عامر بن يساف، ينسب إلى الجد. روى عن: يحيى بن أبي كثير، والنضر بن عبيد، وسعيد بن أبي عروبة. وعنه: العقدي، ومحمد بن الخسن بن التل، ومحمد بن عيسى بن الطباع، وأبو نصر التمار، وبسر) بن الوليد، وطائفة. قال أبو داوود: ليس به بأس. (11/196)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 197 وقال ابن عدي: مع ضعفه يكتب حديثه. 4 (عباد بن عبد الصمد.) أبو معمر البصري التميمي. قد مر. عن: أنس بن مالك، وسلمي راعي النبي صلى الله عليه وسلم، وسعيد بن جبير. وعنه: كامل بن طلحة، ويحيى بن سليمان الحفري، ومؤمل بن عبد الرحمن الثقفي. قال البخاري: فيه نظر. وقال أبو حاتم: ضعيف لا أعرف له حديثاً صحيحاً. وقال البخاري في كتاب الضعفاء: منكر الحديث. ثم قال: ثنا أحمد بن عبد الله، نا كامل بن طلحة، نا عباد بن عبد الصمد: سمعت أنساً يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من رابط أربعين ليلة سلم وغنم، فإذا مات جعل الله روحه في حواصل طير أخضر تسرح في الجنة الحديث. وقال العقيلي: ثنا جبرون بن عيسى بمصر، نا يحيى بن سليمان، نا عباد بن عبد الصمد، عن أنس مرفوعاً: إذا كان أول يوم من رمضان نادى الله (11/197)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 198 رضوان أن زين الجنان للصائمين والقائمين من أمة محمد. الحديث بطوله. وفيه: إن لله ملكاً رأسه تحت العرش ورجلاه في التخوم، أحد جناحيه من ياقوت، والآخر من زبرجد، ينادي كل ليلة من رمضان: هل من تائب هل من مستغفر. وسرد حديثاً طويلاً منكراً. قال العقيلي: وله عن أنس مناكير كثيرة. وقال ابن حبان: له عن أنس نسخة أكثرها موضوعة ثنا بها ابن قتيبة، نا غالب بن وزير القزي، ثنا المؤمل الثقفي، عنه. منها: أمتي خمس طبقات، كل طبقة أربعين عاماً.. الحديث. 4 (عبثر بن القاسمع.) أبو زبيد الكوفي الزبيدي. (11/198)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 199 عن: حصين بن عبد الرحمن، وأشعث بن سوار، ومغيرة بن مقسم، ومطرف بن طريف، والعلاء بن المسيب، والأعمش. وعنه: أحمد بن إبراهيم الموصلي، وخلف البزاز، وقتيبة بن سعيد، وهناد بن السري.) وآخر من حدث عنه موتاً أبو حصين عبد الله بن أحمد بن يونس اليربوعي. ذكره أبو داوود وقال: ثقة ثقة. أخبرنا أحمد بن هبة الله: أنا عبد المعز بن محمد، إجازةً، أنا أحمد بن إسماعيل الفضلي سنة تسع وعشرين وخمسمائة، أنا محلم بن إسماعيل، أنبا الخليل بن أحمد، أنبا محمد بن غسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا عبثر بن القاسم، عن أشعث، عن محمد، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من مات وعليه صيام شهر فليطعم عنه مكان كل يوم مسكين. أخرجه الترمذي، عن قتيبة، وأخرجه القزويني عن محمد بن يحيى الذهلي، عن قتيبة، فوقع لنا بدلاً بعلو درجتين. قال الترمذي: الصحيح أنه من قول ابن عمر. ومحمد هو ابن أبي يعلى، ويقال هو ابن سيرين. وأشعث هو ابن سوار. توفي عبثر سنة ثمان وسبعين ومائة. 4 (عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي ت. ق.) (11/199)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 200 مولاهم أبو جعفر المديني، ثم البصري. والد علي بن المديني. روى عن: عبد الله بن دينار، وزيد بن أسلم، وصفوان بن سليم، وسهيل بن أبي صالح، وطائفة. وعنه: ابنه، وعلي بن حجر، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وداهر بن نوح، وقتيبة، وداوود بن رشيد، وبسر بن معاذ العقدي، وأحمد بن المقدام، وعدد كثير. محمع على ضعفه. قال عباس، عن ابن معين: ليس بشيء. وقال الفلاس: ضعيف. سمعت أبا داوود يقول: قدم علينا عبد الله بن جعفر فأتيته أنا وعبد الصمد بن عبد الوارث فقلنا: سمعت من ضمرة بن سعيد شيئاً (11/200)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 201 فقال: لا. فقلنا: سمعت من العلاء بن عبد الرحمن فحدثنا عنه بأحاديث قليلة. ثم خرج فعاد إلينا فقال: ثنا ضمرة. وحدث عن العلاء بأكثر من مائة حديث.) وقال أحمد: كان وكيع إذا أتى على حديث لعبد الله بن جعفر قال: أجز. وقال النسائي: متروك الحديث. وقد روى علي بن المديني مرة، عن أبيه، ثم قال: وفي حديث الشيخ ما فيه. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه. وقال ابن حبان: يأتي بالأخبار مقلوبة حتى كأنها معمولة. قال: وقد سئل على بن المديني، عن أبيه فقال: سلوا غيري. فقالوا: سألناك. فأطرق ثم رفع رأسه وقال: هذا هو الدين، أبي ضعيف. ثم قال ابن حبان: هو الذي روى عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعاً: الديك الأبيض صديقي وصديق صديقي وعدو عدوي. ثم ذكر له أحاديث ساقطة. قال ابن حبان: مات بالبصرة في جمادى الأولى سنة ثمان وسبعين (11/201)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 202 ومائة، وله إحدى وسبعون سنة. علي بن حجر، نا عبد الله بن جعفر، عن عبد اللهبن دينار، عن ابن عمر قال: إذا دعوتم لأحد من اليهود والنصارى فقولوا: أكثر الله مالك ووالدك. 4 (عبد الله بن حكيم.) (11/202)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 203 أبو بكر الداهري البصري. عن: هشام بن عروة، وعاصم بن محمد، وإسماعيل بن أبي خالد، وثور بن يزيد، وطبقتهم. وعنه: أسد بن موسى، وسعيد بن سليمان، وعمرو بن عون، وموسى بن داوود، وجبارة بن المغلس، وعدة. وثقه سعدويه. ووهاه الناس. قال أحمد: ليس بشيء. وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء. وقال البخاري: لا يصح حديثه. وقال النسائي: ليس بثقة.) وقال الحاكم: روى عن الأعمش، وإسماعيل أحاديث موضوعة. (11/203)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 204 4 (عبد الله بن زيد بن أسلم العمري ت. ن.) مولاهم المدني، أبو محمد. روى عن: أبيه فقط. وعنه: ابن المبارك، وابن المهدي، والقعنبي، وأبو الجماهر محمد بن عثمان. وثقه معن بن عيسى. وقال النسائي: ليس بالقوي. وضعفه ابن معين. (11/204)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 205 4 (عبد الله بن سالم الأشعري الوحاظي الحمصي خ. د. ن.) أبو يوسف. عن: محمد بن زياد الألهاني، وإبراهيم بن أبي عبلة، ومحمد بن الزبيدي، وجماعة. (11/205)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 206 وعنه: أبو مسهر، وعبد الله بن يوسف، وأبو المغيرة عبد القدوس، والهيثم بن خارجة. قال أبو مسهر: ما رأيت أحداً أنبل ف يعقله ومروءته من عبد الله بن سالم. وذمه أبو داوود وقال: كان يقول: علي أعان على قتل أبي بكر وعمر. وقال النسائي: ليس به بأس. قلت: يعني في نقله، أما في رأيه فيه بأس شديد. وقد قال يحيى بن حسان التنسي: ما رأيت بالشام مثله. قيل: مات سنة تسع وسبعين. 4 (عبد الله بن عبد العزيز الليثي المدنيق.) عن: سعيد المقبري، والزهري، وأبي طوالة، وربيعة الرأي. وعنه: سعيد بن منصور، ويعقوب بن محمد الزهري، ويحيى بن بكير، وذؤيب بن عمامة، وطائفة. (11/206)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 207 ضعفه أبو حاتم، وغيره. وقال أبو زرعة: ليس. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن حبان: اختلط بآخره، فكان يقلب الأسانيد وهو لا يعلم، فاستحق الترك. وربما أدخل بينه) وبين الزهري: محمد بن عبد العزيز. 4 (عبد الله بن عثمان البصريت. ن. ق.) صديق شعبة. عن: هشام بن عروة، وعبد الرحمن بن قاسم، إسماعيل بن أبي خالد. وعنه: وكيع، وابن مهدي، ويحيى بن آدم، ويحيى بن كثير العنبري، (11/207)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 208 وعبد الله بن عبد الوهاب الحجبي. صدوق. 4 (عبد الله بن عرادة السدوسيق.) أبو شيبان البصري. عن: زيد العمي، ويزيد الرقاشي، وداوود بن أبي هند، ومحمد بن الزبير الحنظلي. وعنه: إسماعيل أخو القعنبي، وسليمان الشاذكوني، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وداهر بن نوح، وجماعة. ضعفه ابن معين. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه. (11/208)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 209 4 (عبد الله بن عقيل الثقفي ع.) أبو عقيل، مولاهم الكوفي. نزيل بغداد. حدث ببغداد عن: هشام بن عروة، وموسى بن المسيب، ومجالد بن سعيد، وعبد الله بن يزيد الدمشقي، ويزيد بن سنان الجزري، وعدة. وعنه: أبو النضر هاشم، وعاصم بن علي، وشريح بن النعمان، وآخرون. وثقه أحمد، وابن معين. (11/209)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 210 4 (عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ع. م. متابعة) أبو عبد الرحمن العدوي العمري المدني. أحد أوعية العلم، وهو أخو عبيد الله، وعاصم، وأبي بكر. روى عن: سعيد المقبري، ونافع، والزهري، وأبي الزبير، ووهيب بن كيسان، وأخيه، وطائفة.) وعنه: وكيع، وابن وهب، وسعيد بن أبي مريم، والقعنبي، وإسحاق (11/210)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 211 الفروي، وأبو جعفر النفيلي، وعبد العزيز الأويسي، وأبو نعيم، وأبو مصعب، وخلق كثير. وكان رجلاً صالحاً عالماً خيراً صالح الحديث. قال أحمد بن حنبل: لا بأس به. وقال ابن معين: صويلح. وقال ابن المديني: ضعيف. وقال الفلاس: كان يحيى لا يحدث عن عبد الله بن عمر. وقال أيضاً: كان عبد الرحمن بن مهدي يحدث عنه. وقال أحمد بن حنبل: كان عبد الله بن عمر رجلاً صالحاً. كان يسأل في حياة عبيد الله عن الحديث فيقول: أما وأبو عثمان حي فلا، يريد عبيد الله. قال أحمد: كان عبد الله يزيد في الأسانيد ويخالف. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن حبان: هو الذي روى عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً: من أتى عرافاً فسأله لم تقبل له صلاة أربعين ليلة. (11/211)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 212 وبه: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا توضأ خلل لحيته. قلت: وروى ق. عن نافع، عن ابن عمر أن أهل قباء كانوا يجمعون. وبه. ق. مرفوعاً قال: لا يحرم الحرام الحلال. أخبرنا ابن عساكر: أنبأنا عبد البر الهمذاني، أنا أبو الخير الباغبان، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن حيوة، أنا أحمد بن محمد اللبناني، نا ابن أبي الدنيا، نا الفضل بن سهل، نا موسى بن هلال: ثنا عبد الله بن عمر، عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من زار قبري فقد وجبت له شفاعتي. تفرد بن موسى. وقد قال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. وقال العقيلي: لا يصح حديثه ولا يتابع عليه. ثنا مطين، نا جعفر بن البزوري، نا موسى بن هلال البصري، عن عبد الله بن عمر، عن نافع،) عن ابن عمر، فذكره. أخبرنا أبو الحسن الهاشمي، أنا ابن روزبة، أنا أبو الوقت، أنا أبو إسماعيل الأنصاري، أنا أبو الحسين بن العالي، نا بشر بن أحمد نا ابن ناجية، نا عبيد بن محمد الوراق، نا موسى بن هلال العبدي، عن عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من زارني بعد موتي وجبت له شفاعتي. ورواه القاضي المحاملي، عن عبيد مثله. وهو حديث منكر. وفي الباب (11/212)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 213 الأخبار اللينة مما يقوي بعضه بعضاً، لأن ما في رواتها متهم بالكذب، والله أعلم. ومن أجودها إسناداً ما صح عن وكيع، نا ابن عون، وغيره، عن الشعبي، وأسود بن ميمون، عن هارون، عن أبي وزعة، عن حاطب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من زارني بعد موتي فكأنما زارني في حياتي. وقال الطيالسي في مسنده: حدثني سوار بن ميمون العبدي: حدثني رجل من آل عمر، عن عمر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من زار قبري، أو قال من زارني كنت له شفيعاً. الحديث. وقد أفردت أحاديث الزيادة في جزء. وعبد الله بن عمر لا يبلغ حديثه درجة الصحة. وقد قال ابن عدي: لا بأس به في رواياته ولا يلحق أخاه. (11/213)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 214 قلت: مات سنة إحدى وسبعين ومائة، هذا هو الصحيح. وقال ابن حبان: مات سنة ثلاث وسبعين ومائة. 4 (عبد الله بن عمرو بن مرة الكوفي.) عن: أبيه. وعنه: حفص بن غياث، ووكيع، وإسحاق السلولي، ومحمد بن الصلت. قال أبو حاتم: لا بأس به. 4 (عبد الله بن فروخ د.) (11/214)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 215 أبو محمد الفارسي ثم المغربي. فقيه القيروان وزاهدها. ولد سنة خمس عشرة ومائة بالأندلس، ثم رحل واخذ عن: الأعمش، وهشام بن حسان، وزكريا بن أبي زائدة، وابن جريح، وأبي حنيفة، والثوري، ومالك. وتفقه مدة بمالك، ثم رجع فاستوطن) القيروان، وتعلم به خلق من أهلها. وكان صالحاً ورعاً قوالاً بالحق، لا يهاب الملوك في نهيهم عن الظلم. وكان كثير التهدد والتأله. قيل: إن روح بن حاتم المهلبي قال لابن فروخ: إنك ترى الخروج علينا قالك نعم. فغضب منه، فقال ابن فروخ: وذلك مع ثلاثمائة وسبعة عشر عدة أصحاب بدر، كلهم أفضل مني. فقال روح: أمناك من أن تخرج أبداً. ثم ألزمه بالقضاء وأقعده في الجامع، وأمر الخصوم أن يأتوه، فجعل يبكي ويقول: ارحموني رحمكم الله. ثم أعفاه بعد، واستقضى عبد الله بن غانم، فكان يشاور ابن فروخ في أموره فقال: يا ابن أخي لم أقبلها وزيراً فلما ألح عليه في ذلك خرج ابن فروخ إلى مصر، فمات بها. وكان يرى الخروج والسيف، فلما وصل إلى مصر رجع عن هذا الرأي. قال أبو سعيد بن يونس: قدم مصر فسمع منه: سعيد بن أبي مريم، وعمرو بن الربيع بن طارق. قلت: وهشام بن عبيد الله الرازي، وخلاد بن هلال التميمي. وقع لنا من عواليه في الغيلانيات من طريق الترمذي محمد بن (11/215)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 216 إسماعيل، عن ابن أبي مريم عنه. قال الجوزجاني: رأيت سعيد بن أبي مريم يقول: هو أرضى أهل الرض عندي. وقال البخاري: تعرف منه وتنكر. قلت: له حديث واحد في سنن أبي داوود. وقال ابن عدي: أحاديثه غير محفوظة. قال ابن يونس، مات بعد انصرافه من الحج سنة خمس وسبعين ومائة. 4 (عبد الله بن كرز الفهري.) أبو كرز. عن: نافع مولى ابن عمر، والزهري، وغيرهما. وعنه: عبد الصمد بن النعمان، وعلي بن الجعد. وقد ولي قضاء الموصل. ضعفه أبو زرعة.) (11/216)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 217 وقال الدارقطني: لا يعرف. وقال البخاري: هو عبد الله بن عبد الملك بن كرز، متروك الحديث. 4 (عبد الله بن لهيعة بن عقبة بن قرعاند. ت. ق. م. تبعاً) (11/217)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 218 (11/218)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 219 عالم الديار المصرية، وقاضيها ومفتيها ومحدثها أبو عبد الرحمن الحضرمي المصري. روى عن: عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وعطاء بن أبي رباح، ومشرح بن هاعان، وأبي يونس مولى أبي هريرة، وموسى بن وردان، ويزيد بن أبي حبيب، وأبي الأسود يتيم عروة، وعبيد الله بن أبي جعفر، وخلق كثير من أهل بلده ومن أهل الحرمين. وعنه: ابن وهب، والوليد بن مسلم، وابن المبارك، وأبو عبد الرحمن المقريء، وعبد الله بن صالح، وقتيبة بن سعيد، ويحيى بن بكير، ومحمد بن رمح، وكامل بن طلحة، وخلق كثير. ومن الكبار: الأوزاعي، وعمرو بن الحارث، وشعبة، وجرير بن حازم. قال أبو داوود: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما كان محدث مصر إلا ابن لهيعة. وقال ابن بكير: احترق منزل ابن لهيعة وكتبه سنة سبعين ومائة. وقال أحمد بن حنبل أيضاً: من كان بمصر مثل ابن لهيعة في كثرة حديثه وضبطه وإتقانه حدثني إسحاق بن عيسى أنه لقيه سنة أربع وستين ومائة، وأن كتبه احترقت سنة تسع وستين ومائة. وأما سعيد بن أبي مريمفقال: لم يحترق له كتاب، وكان سيء الرأي فيه، فكأنه احترقت بعض كتبه. (11/219)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 220 وقال أحمد بن صالح: كان ابن لهيعة صحيح الكتاب طلاباً للعلم. وقال زيد بن الحباب: سمعت الثوري يقول: كان عند ابن لهيعة الأصول، وعندنا الفروع. وقال عثمان بن صالح السهمي: احترقت له كتب مع داره وسلمت أصوله، أنا كتبت كتاب عمار بن غزية من أصله. قلت: ضعفه يحيى بن سعيد القطان، وغيره، وسائر النقاد على أنه لا يحتج بحديثه. قال عبد الرحمن بن مهدي: كتب إلي لهيعة كتاباً، فإذا فيه: ثنا عمرو بن شعيب. فقرأته على ابن المبارك، فأخرج إلي كتابه عن ابن لهيعة، فإذا فيه: حدثني إسحاق بن أبي فروة، عن عمرو بن شعيب. قال معاوية بن صالح، عن ابن معين: ضعيف.) وروى عباس، عن ابن معين: ليس بذاك القوي. (11/220)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 221 وروى الدارمي، عن ابن معين: ضعيف الحديث. وروى عباس، عن ابن معين: لا يحتج به. وسئل أبو زرعة عن سماع القدماء من ابن لهيعة فقال: أوله وآخره سواء، إلا أن ابن المبارك وابن وهب كانا يتبعان أصوله. وقال أبو حاتم: سمعت سعيد بن أبي مريم يقول: حضرت ابن لهيعة في آخر عمره، وقوم من البربر يقرأون عليه من حديث منصور، والأعمش، فقلت له: يا أبا عبد الرحمن ليس هذا من حديثك. قال: بلى، هذه أحاديث قد مرت على مسمعي. فلم أكتب عنه بعد ذلك. وقال أبو زرعة: كان ابن لهيعة لا يضبط وليس بحجة. وقال أبو سعيد بن يونس: ذكر النسائي يوماً ابن لهيعة فضعفه، وقال: ما (11/221)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 222 أخرجت من حديثه شيئاً قط إلا حديثاً واحداً، وهو حديث عمرو بن الحارث، عن ابن لهيعة، عن مشرح، عن عقبة مرفوعاً، قال: في الحج سجدتان. أنا به هلال بن العلاء، نا معافى بن سليمان، عن موسى بن أعين، عنه. وقال الجوزجاني: ابن لهيعة لا يوقف على حديثه، ولا ينبغي أن يحتج به، ولا يعتد به. وقال الحميدي، عن يحيى القطان: إنه كان لا يرى ابن لهيعة شيئاً. وقال البخاري: حدثني أحمد بن عبد الله، أنا صدقة بن عبد الرحمن، نا ابن لهيعة، عن مشرح بن هاعان، عن عقبة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لو تمت البقرة ثلاثمائة آية لتكلمت. قال الميموني: سمعت أبا عبد الله، وذكر ابن لهيعة فقال: كانوا يقولون احترقت كتبه، فكان يؤتى بكتب الناس فيقرأها. أحمد بن حنبل: نا خالد بن خداش: قال لي ابن وهب، ورآني لا أكتب حديث ابن لهيعة: إني لست كغيري في ابن لهيعة، فاكتبها. وعن أبي الوليد بن أبي الجارود، عن ابن معين قال: يكتب عن ابن لهيعة ما كان قبل احتراق) كتبه. (11/222)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 223 قال ابن حبان: كان ابن لهيعة شيخاً صالحاً، ولكنه كان يدلس عن الضعفاء قبل احتراق كتبه، ثم احترقت كتبه قبل موته بأربع سنين. وكان من أصحابنا يقولون: سماع من سمع منه قبل احتراق كتبه مثل العبادلة: عبد الله بن وهب، وعبد الله بن المبارك، وعبد الله بن المبارك، وعبد الله بن يزيد المقريء، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، فسماعهم صحيح، ومن سمع منه بعد احتراق كتبه، فسماعه ليس بشيء. قال: وكان ابن لهيعة من الكتابين للحديث، والجماعين للعلم، والرحالين فيه. ولقد حدثني شكر، نا يوسف بن مسلم، عن بشر بن المنذر قال: كان ابن لهيعة يكنى أبا خريطة معلقة في عنقه، فكان يدور بمصر، فكلما قدم قوم كان يدور عليهم، فكان إذا رأى شيخاً سأله: من لقيت، وعمن كتبت عثمان بن صالح السهمي: نا إبراهيم بن إسحاق قاضي مصر قال: أنا حملت رسالة الليث إلى مالك. فجعل مالك يسألني عن ابن لهيعة وأخبره بحاله، فجعل يقول: أليس يذكر الحج فسبق إلى قلبي أنه يريد مشافهته والسماع منه. قال ابن حبان: قد سمعت أخبار ابن لهيعة من رواية المتقدمين والمتأخرين فرأيت التخطيط عنه في رواية المتأخرين موجوداً، وما لا أصل له في رواية المتقدمين كثيراً. فرجعت إلى الإعتبار، فرأيته يدلس عن قوم ضعفاء على قوم رآهم ابن لهيعة ثقات، فألزق تلك الموضوعات بهم. (11/223)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 224 قال قتيبة: لكما احترقت كتب ابن لهيعة بعث إليه الليث بن سعد بألف دينار. وقال: حضرت موت ابن لهيعة، فسمعت الليث يقول: ما خلف مثله. وقال نعيم بن حماد: سمعت يحيى بن حسان يقول: جاء قوم ومعهم جزء فقالوا: سمعناه من ابن لهيعة، فنظرت فيه فإذا ليس فيه حديث من حديثه، فقمت إلى ابن لهيعة فقلت: ما هذاقال: فما أصنع بهم يجيئون بكتاب فيقولون: هذ من حديثك، فأحدثهم به. قلت: ولي ابن لهيعة قضاء مصر للمنصور في سنة خمس وخمسين ى ومائة، فبقي تسعة أشهر، ورزق في الشهر ثلاثين ديناراً. وقد قال ابن وهب مرةً: حدثني والله الصادق البار عبد الله بن لهيعة. قلت: ومناكيره جمة، ومن أردئها: كامل بن طلحة، عن ابن لهيعة، أن حيي بن عبد الله أخبره، عن أبي عبد الرحمن الحلبي، عن عبد الله بن عمرو: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في) مرضه: أدعوا لي أخي. فدعوا أبا بكر، فاعرض عنه ثم قال: أدعوا لي أخي. فدعوا له عمر، فأعرض عنه، ثم عثمان كذلك، ثم قال: أدعوا لي أخي. فدعوا له علياً، فستره بثوبه وانكب عليه، فلما خرج قيل: يا أبا الحسن ماذا قال لك؟ (11/224)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 225 قال علمني ألف باب، يفتح كل باب ألف باب. رواه أبو أحمدبن عدي، ثم قال: لعل البلاء فيه من ابن لهيعة، فإنه مفرط في التشيع. كذا قال ابن عدي. وما رأيت أحداً قبله رماه بالتشيع. وكامل الجحدري وإن كان قد قال أبو حاتم: لا بأس به وقال ابن حنبل: ما علمت أحداً بدفعه بحجة، فقد قال فيه أبو داوود: رميت بكتبه. وقال ابن معين: ليس بشيء. فلعل البلاء من كامل، والله أعلم. وقد وقع لي غير حديث من عوالي ابن لهيعة. وقال يونس: مات في نصف ربيع الأول سنة أربع وسبعين ومائة، وولد سنة سبع وتسعين. وقال ابن حبان: كان مولده سنة ست وتسعين، رحمة الله. 4 (عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك بن النضر الأنصاري البصري.) خ. ت. ق. (11/225)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 226 أبو المثنى. عن: عمه ثمامة بن عبد الله، وثابت البناني، وعبد الله بن دينار. وقيل إنه سمع من الحسن البصري. روى عنه: ابنه محمد بن عبد الله الأنصاري، وعبد الصمد بن عبد الوراث، ومسلم بن إبراهيم، ومسدد، والعباس بن بكار، وعبد الواحد بن غياث. قال ابن معين: صالح الحديث. وقال مرةً: ليس بشيء. وقال أبو حاتم: شيخ. وقال: صالح الحديث. وقال أبو داوود: لا أخرج أحاديثه.) وقال العقيلي: لا يتابع على أكثر حديثه. وقال التبوذكي: نا عبد الله بن المثنى، ولم يكن في القريتين بعظيم: منكر الحديث. 4 (عبد الله بن محمد د.) (11/226)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 227 أبو يحيى الأسلمي سحبل، أخو الفقيه إبراهيم بن أبي يحيى، وكان عبد الله أوثق من إبراهيم. روى عن: سعيد بن أبي هند، وأبي صالح السمان، وأبيه، وعمه أنيس، وبكير بن الأشج، وعدة. وعنه: ابن أبي فديك، والواقدي، والقعنبي، وأخوه عبد الملك القعنبي، ومطرف بن عبد الله، وقتيبة بن سعيد، وسفيان بن وكيع، فيما قيل، وطال عمره وتأخر عن أخيه. وثقه أحمد، وابن معين، وأبو داوود. وقال أبو حاتم: يروي عن يزيد بن عبد الله بن قسيط. وقد وهم ابن حبان في سنه فقال: عاش سبعاً وخمسين سنة. قال: ومات ببغداد سنة أربع وسبعين ومائة. 4 (عبد الله بن محمد بن عبد الملك بن مسلم الرقاشي.) (11/227)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 228 عن: جده. وعنه: جعفر بن سليمانن وأبو عاصم، وأبو الوليد، ومسدد، وابنه محمد بن عبد الله أبو عبد الملك. قال البخاري، وأبو حاتم: في حديثه نظر. 4 (عبد الله بن مسلم بن جندب الهدلي المدني.) عن: أبيه. وعنه: ابن أبي فديك، وأبو مروان العثماني. قال أبو زرعة: لا بأس به. 4 (عبد الله بن ميسرة.) (11/228)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 229 أبو ليلى، ويقال أبو إسحاق. وقيل: أبو عبد الجليل الحارثي الكوفي. عن: عدي بن ثابت، وعلباء بن أحمر، وإبراهيم بن أبي حرة، ومزيدة بن جابر، وأبي جرير، وعبيد الله بن أبي بن أنس، وغيرهم. والغالب عليه أبو إسحاق الكوفي. روى عنه: هشيم وكان لا يفصح باسمه، ووكيع، عبيد الله بن موسى، ومسلم، وأحمد بن يونس،) وسعدويه، و عليه أبو إسحاق الكوفي. روى عنه: هشيم وكان لا يفصح باسمه، ووكيع، عبيد الله بن موسى، ومسلم، وأحمد بن يونس، وسعدويه، وإسحاق بن الطباع، وآخرون. ضعفه ابن معين، والنسائي، والناس. (11/229)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 230 4 (عبد الله بن يحيى بن أبي كثير اليمامي خ. م.) عن: أبيه. وعنه: زيد بن الحباب، ومسدد، ويحيى بن يحيى، وإسحاق بن أبي إسرائيل. قال ابن أبي إسرائيل: كان من خيار الناس وأهل الورع والدين. ما رأيت باليمامة خيراً منه. روى لنا عن أبيه، عن رجل من الأنصار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل أذني القلب. قلت: قل ما روى عبد الله. 4 (عبد الله بن يحيى بن سليمان الثقفي ق.) أبو يعقوب البصري المعروف بالتوءم. (11/230)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 231 وعنه: عاصم بن علي، وعمرو بن عون، وخلف البزار، وقتيبة، وآخرون. قال النسائي: صاح. 4 (عبد الحكيم بن عبد العزيز بن ابي هنيدة الصيرفي المصري.) يكنى أبا رجاء. روى عن: أبي قبيل المعافري، وابن هبيرة السبأي. وعنه: سعيد بن عفير، ويحيى بن بكير. قال ابن يونس: مات بعد السبعين ومائة. 4 (عبد الحكم بن أعين.) مولى بني أمية. قد تقدم في الطبقة الماضية. روى عنه: ولده عبد الله، وابن وهب، وغيرهما. يقال: توفي سنة إحدى وسبعين ومائة. 4 (عبد الحميد بن الحسن الهلالي الكوفي ت.) أبو عمر.) نزيل الري. (11/231)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 232 عن: محمد بن المنكدر، وقتادة، وأبي التياح يزيد الضبعي، وأبي بشر جعفر بن أبي وحشية. وعنه: هشام عبيد الله، وعلي بن حجر، وسويد بن سعيد، وداهر بن نوح، ومحمد بن موسى الجرشي، وعدة. قال أبو حاتم: شيخ. وقال ابن معين: ليس به بأس. وقال مرةً: ثقة. وضعفه أبو زرعة، والدارقطني. 4 (عبد الحميد بن سليمان ت. ق.) أبو عمر المدني، أخو فليح. عن: أبي الزناد، وأبي حازم الأعرج، وجماعة. وعنه: سعيد بن منصور، ويحيى بن صالح، وقتيبة، ولوين، وآخرون. ضعفه علي بن المديني. (11/232)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 233 وكان ضريراً سكن بغداد. قال عباس، عن ابن معين: ليس بشيء. 4 (عبد الرحمن بن جرير.) عن: عطاء بن يسار، والقاسم بن محمد، ومحمد بن كعب، وأبي الحويرث. وعنه: نعيم بن حمادن ومحمد بن بشير الدعاء، وغيرهما. لا أعرفه بعد. 4 (عبد الرحمن بن أبي الزناد ع.) (11/233)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 234 أبو محمد المدني. أحد أوعية العلم. سمع: أباه، وسهيل بن أبي صالح، وموسى بن عقبة، وعمرو بن أبي عمرو مولى المطلب، وهشام بن عروة، وطبقتهم. وعنه: ابن جريح وهو من شيوخه، وأحمد بن يونس، وسعيد بن منصور، وسويد بن سعيد، وعلي بن حجر، وهناد بن السري، وعدة.) قال يحيى بن معين: هو أثبت الناس في هشام بن عروة. وضعفه ابن مهدي، وابن معين. وقال ابن سعيد: كان فقيهاً مفتياً. وقال الخطيب: روى عنه الوليد بن مسلم، وابن وهب، وشريح بن النعمان، وسليمان بن داوود الهاشمي، وداوود بن عمرو الضبي. (11/234)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 235 انتقل من مدينة فنزل بغداد. وقال ابن المديني: ما حدث بالمدينة فصحيح، وما حدث ببغداد أفسده البغداديون. وقال النسائي: ضعيف. وقال الفلاس: فيه ضعف، كان يحيى، وابن مهدي لا يرويان عنه. وروى عبد الله بن أحمد، عن أبيه قال: هو كذا وكذا، يعني يلينه. وقال سليمان بن أيوب البغدادي: سمعت يحيى بن معين يقول: إني لأعجب ممن يعد في المحدثين فليح، وابن أبي الزناد. وقال عباس، عن ابن معين: ابن أبي الزناد، وفليح، وابن عقيل، وعاصم بن عبيد الله لا يحتج بحديثهم. قلت: أما فليح فاحتج به صاحب الصحيح. وقال ابن حبان: كان عبد الرحمن ممن ينفرد بالمقلوبات عن الأثبات. وكان ذلك من سوء حفظه وكثرة خطأه. فلا يجوز الإحتجاج به إلا فيما وافق الثقات، فهو صادق. قال أبو عمرو الداني: أخذ عبد الرحمن القراءة عرضاً عن أبي جعفر القاريء. ثم روى الحروف عن نافع بن أبي نعيم. وروى عنه الحروف: حجاج الأعور. (11/235)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 236 وسمع منه: علي بن حمزة الكسائي، وابن وهب. قال أبو أحمد الحاكم: ليس بالحافظ عندهم. قلت: مات سنة أربع وسبعين ومائة. 4 (عبد الرحمن بن سليمان بن الإصبهاني الكوفي.) عن: عكرمة، والشعبي.) وعنه: محمد بن سعيد الإصبهاني، ومحمد بن سليمان بن الإصبهاني أقاربه، وعبد الرحمن بن صالح، وغيرهم. قال أبو داوود: صالح الحديث. وقال أبو زرعة، وغيره: ثقة. وروى عباس، عن ابن معين: ليس بشيء. (11/236)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 237 وروى إسحاق الكوسج، عن ابن معين، ثقة. 4 (عبد الرحمن بن سليمان بن عبد الله بن حنظلة بن الغسيلخ. م. ن. ت.) أبو سليمان الأنصاري الأوسي، وقيل لجدهم: الغسيل لأنه استشهد يوم أحد وهو جنب، فغسلته الملائكة. رأى عبد الرحمن بن سعد الساعدي. وروى عن: عكرمة، وأسيد بن علي بن المنذر، والزبير إبني أبي أسيد الساعدي، وعباس بن سهل بن سعد، وعاصم بن عمر بن قتادة، وغيرهم. وعنه: وكيع، وأبو أحمد الزبيري، وأبو نعيم، وأبو الوليد، ويحيى الحماني، وأحمد بن يعقوب المسعودي، وجبارة بن المغلس، وإبراهيم بن أبي الوزير، ومحمد بن عبد الوهاب، وجماعة. وثقه أبو زرعة، والدارقطني. (11/237)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 238 وقال النسائي: ليس بالقوي. وروى عثمان بن سعيد، عن ابن معين قال: صويلح. أخبرنا عبد الحافظ، ويوسف بن عالية قال: صويلح. أخبرنا عبد الحافظ، ويوسف بن عالية قال: أنا موسى بن عبد القادر، أنا سعيد بن البنا، أنا علي بن علي بن السري، أنا أبو طاهر الذهبي، نا عبد الله البغوي، نا محمد بن عبد الوهاب الحارثي، نا عبد الرحمن بن الغسيل، عن أسيد، عن أبيه علي بن عبيد، عن أبي أسيد وكان بدرياً قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم جالساً فجاء رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله، هل بقي من بر والدي من بعد موتهما شيء أبرهما به قال: ينعم، الصلاة عليهما والإستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا رحم لك إلا من قبلهما، فهذا بقي عليكي وهذا حديث صالح الإسناد، رواه د. ق. من طريق عبد الله بن إدريس، عن عبد الرحمن بن) الغسيل. وأخرجه البخاري في كتاب الأدب له، عن أبي نعيم، عنه، فوقع لنا عالياً، ولله الحمد. مات عبد الرحمن إحدى وسبعين ومائة، عن نحو من مائة سنة. 4 (عبد الرحمن بن العريان الحارثي البصري.) أبو الحسن. عن: أبي عمران الجوني، وثابت البناني، والأزرق بن قيس، ومنصور بن زادان. (11/238)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 239 وعنه: مسلم بن إبراهيم، ومعلى بن أسد، وأبو سلمة التبوذكي، وعبيد الله القواريري. قال ابن معين: صالح. وقال أبو حاتم: محله الصدق. 4 (عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاصي.) الأمير الأموي المرواني الداخل إلى الأندلس. وهو أول من تملك الأندلس. وذلك أنه هرب وانفلت من بني العباس عند استيلائهم، وأبعد إلى المغرب، فروى جابر بن عبد الله الأندلسي أن عبد الرحمن بن معاوية الداخل لما سار هارباً من مصر صار إلى أرض برقة، فأقام بها خمس سنين، ثم رحل منها يريد الأندلس، فدخل بدر مولاه يتجسس عن الأخبار، فقال للمضرية: لو وجدتم رجلا من أهل الخلافة أكنتم تبايعونه؟ (11/239)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 240 قالوا: وكيف لنا بذلك فقال بدر: هذا عبد الرحمن بن معاوية فأتوه فبايعوه، فولي عليهم ثلاثاً وثلاثين سنة، ثم ولي ابنه من بعده. قال: ودخوله الأندلس في سنة تسع وثلاثين ومائة. وكان يوسف الفهري أول من قطع الدعوة عنهم. وكان من قبله يدعون لولد عبد الملك بن مروان بالخلافة، فأبطل يوسف ذلك ودعا لنفسه، فلما دخل عبد الرحمن الداخل إلى الأندلس قاتل يوسف واستولى على البلاد. قلت: وبقي ملك الأندلس بأيدي أولاده إلى رأس الأربعمائة. وبلغنا أن عبد الرحمن بن معاوية لما توجه إلى يوسف الفهري عدى إلى الجزيرة فنزلها، فاتبعه أهلها، فمضى في عسكر إلى إشبيلية، فأطاعه أهلها، ثم مضى إلى قرطبة فاستولى عليها، فكان كلما قصد مدينةً بايعوه. فلما رأى يوسف) العساكر قد أظلته هرب إلى دار الشرك، فتحصن هناك، فغزاه فيما بعد عبد الرحمن الداخل، فوقعت نفرة في عسكره فانهزم، ورجع عبد الرحمن مظفراً منصوراً، وجعل لمن يأتيه برأس يوسف مالاً، فأتاه رجل من خاصة يوسف برأسه. قال أبو عبد الله الحميدي: ولد الأمير أبو المطرف عبد الرحمن بالشام سنة ثلاث عشرة ومائة، ودخل الأندلس في ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين ومائة، فقامت معه اليمانية، وحارب يوسف عبد الرحمن الفهري متولي الأندلس، فهزمه وإستولى على قرطبة يوم النحر من العام. وعاش إلى سنة اثنتين وسبعين ومائة. قاله لنا محمد بن حزم. قال: وكان عبد الرحمن من أهل العلم على سيرة جميلة من العدل، ومن قضائه معاوية بن صالح الحضرمي الحمصي. قال أبو المظفر الأبيوردي: كانوا يقولون ملك الدنيا ابنا بربريتين، يعنون (11/240)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 241 المنصور، وعبد الرحمن بن معاوية. وكان المنصور إذا ذكر عبد الرحمن قال: ذاك صقر قريش، دخل المغرب وقد قتل قومه، فلم يزل يضرب العدنانية بالقحطانية حتى تملك. قال أبو محمد بن حزم: أقام عبد الرحمن في بلاده يدعو بالخلافة لأبي جعفر المنصور أعواماً، ثم ترك الخطبة. وقيل لما توطد ملك عبد الرحمن سارت إليه بنو أمية من كل ناحية، فأكرم موردهم وادبر أرزاقهم، ولم يهجه بنو العباس، ولا هو تعرض لهم، بل قنع بإقليم الأندلس. قال سعيد بن عثمان اللغوي الذي توفي سنة أربعمائة: كان بقرطبة جنة اتخذها عبد الرحمن بن معاوية، وكان فيها نخلة أدركتها، ومنها تولدت كل نخلة بالأندلس. قال: وفي ذلك يقول عبد الرحمن بن معاوية: (يا نخل أنت غريبة مثلي .......... في الغرب نائية عن الأصل)

(فابكي، وهل تبكي مكيسة .......... عجماء، لم تطبع على خيل)

(لو أنها تبكي، إذاً لبكت .......... ماء الفرات ومنبت النخل)

(لكنها ذهلت وأذهلني .......... بغضي بني العباس عن أهلي) ومن شعره أيضاً:) (أيها الراكب الميمم أرضي .......... أقر من بعضي السلام لبعضي) (11/241)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 242 (إن جسمي كما علمت بأرض .......... وفؤآدي ومالكيه بأرض)

(قدر البين بيننا فافترقنا .......... فعسى باجتماعنا الله يقضي) توفي في شهر جمادى الأولى سنة اثنتين وسبعين، وقام من بعده ابنه هشام. 4 (عبد الرحمن بن أبي الموال المدنيخ. ع.) مولى آل علي بن أبي طالب رضي الله عنه. حدث عن: محمد بن كعب القرظي، وأبي جعفر محمد بن علي، وعبد الرحمن بن أبي عمرة، ومحمد بن المنكدر، وطائفة. وعنه: سفيان الثوري مع تقدمه، والقعنبي، وخالد بن مخلد، ويحيى بن يحيى التميمي لا الليثي، وعبد العزيز الأويسي، وقتيبة بن سعيد، وآخرون. قال ابن خداش: صدوق. وقد قدمنا أن المنصور آذاه وضربه ضرباً شديداً ليدله على محمد بن (11/242)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 243 عبد الله بن حسن، وسجنه مدةً، وكان من شيعتهم. قال أبو طالب: سألت أحمد بن حنبل، عن ابن أبي الموال فقال: لا باس به. وكان محبوساً في المطبق حين هرب. ويروي حديث الإستخارة، ليس يرويه غيره، وهو حديث منكر. قلت: قد أخرجه ابن عدي. قال: وأهل المدينة يقولون: إذا كان حديث غلط: ابن المنكدر، عن جابر. وأهل البصرة يقولون: ثابت عن أنس، يحيلون عليهما. قال ابن عدي: وقد روى حديث الإستخارة غير واحد من الصحابة، كما رواه ابن أبي الموال. قلت: مات سنة ثلاث وسبعين ومائة. 4 (عبد السلام بن مكلبة البيروتي.) (11/243)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 244 عن: ابن جريح، وأبي أمية الشعباني، والأوزاعي. وعنه: الوليد بن مزيد، والوليد بن مسلم، وأبو مسهر، وغيرهم. مات كهلاً ولم يلين.) 4 (عبد الصمد بن معقل بن منبه اليماني.) عن: أبيه، وعمه وهب بن منبه، وطاووس، وعكرمة، وغيرهم. وعنه: ابن أخيه إسماعيل بن عبد الكريم، وعبد الرزاق، وأخوه عبد الوهاب بن همام، ومحمد بن خالد، وعمر بن عبيد، وغيرهم من أهل صنعاء. وثقه أحمد، وابن معين. قال أحمد: كان قد عمر وأظنه مات أيام هشيم. قلت: مع ثقته لم يخرج له أحد. 4 (عبد العزيز بن أبي ثابت، عمران.) (11/244)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 245 المدني الأعرج. اتصل بيحيى البرمكي. وروى عن: يعقوب بن محمد الزهري، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وأبو حذافة السهمي. وموته قريب من موت مالك. قال البخاري: لا يكتب حديثه. وروى عثمان الدارمي، عن ابن معين: ليس بثقة إنما كان صاحب شعر. وقال النسائي: متروك. وقال أحمد بن حنبل: لم نكتب عنه. قلت: ينبغي أن يحول إلى الطبقة الآتية. وقيل: توفي سنة سبع وسبعين ومائة وكأنه خطأ، فإن الحزامي ما كتب إلا بعد هذا الوقت بمدة. (11/245)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 246 وكذا أحمد يقول: لم اكتب عنه، وأحمد فإنما يقول هذا بعد الثمانين ومائة. 4 (عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان.) أبو سهل المروزي. عن: الزهري، وثابت البناني، وعمرو بن دينار، وأيوب السختياني، وعبد الكريم بن أبي المخارق، وعدة. وعنه: الهيثم بن جميل، ومحمد بن شعيب بن شابور، والهيثم بن يمان الرازي، وهشام بن عمار، وآخرون.) قال البخاري: ليس بالقوي عندهم. (11/246)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 247 وقال ابن معين: ضعيف. وقال مسلم: ذاهب الحديث. وقال خالد بن مخلد، عن عبد العزيز بن الحصين، عن أيوب، عن محمد، عن أبي هريرة مرفوعاً، وساق الأسماء الحسنى. 4 (عبد العزيز بن الربيع بن سبرة بن معبد الجهنيم. د.) عن: أبيه. وعنه: ولداه سبرة، وحرملة، وابن وهب، ويحيى بن صالح، ويحيى بن يحيى النيسابوري. 4 (عبد العزيز بن سلمان الراسبي البصري.) (11/247)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 248 الزاهد المذكر، وكانت رابعة العدوية تسميه سيد العابدين. قال أحمد بن أبي الحواري: نا عبد العزيز بن عمير قال: قيل لعبد العزيز الراسبي: ما بقي مما يلتذ به قالك سرادب أخلو به. وفيه حكى أبو طاهر التبان قال: كان عبد العزيز بن سلمان إذا ذكر الموت والقيامة صرخ كما تصرخ الثكلى. ويصرخ الخائفون من جوانب المسجد. 4 (عبد العزيز بن المختار الأنصاري البصري الدباغ ع.) مولى حفصة بنت سيرين. روى عن: ثابت البناني، وأيوب السختياني، وعاصم الأحول. وعنه: مسدد، ويعلى بن أسد، وأبو الربيع الزهراني، ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وآخرون. وثقه ابن معين. 4 (عبد الكريم بن محمد الجرجاني ت.) (11/248)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 249 قاضي جرجان. هرب من القضاء وجاور بمكة. روى عن: ثور بن يزيد، وأبي حنيفة. وعنه: الشافعي، وهشام بن عبيد الله، وقتيبة بن سعيد. مات سنة بضع وسبعين ومائة.) 4 (عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب العباسي الأمير.) ولي عند الروم، وكان أمير غزوة أقريطية في جيش لجب، فدخل من درب الصفصاف ورجع منصوراً على درب الحدث، وغنم المسلمون وحصلوا من السبي سبعة عشر ألف نسمة. 4 (عبد الملك بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري الأعرج.) (11/249)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 250 أبو الطاهر المدني الفقيه ولي قضاء ديار مصر سنة سبعين ومائة. وكان من جلة العلماء، بصيراً بالأحكام، متضلعاً بمعرفة أقوال أئمة المدينة كالقاسم، وسالم، وربيعة الرأي. حدث عن: أبيه، وعمه عبد الله. وعنه: ابن وهب، وعبد الله بن صالح العجلي، وشريح بن النعمان. قال ابن سعد: مات ببغداد، وكان قاضياً بها للرشيد. وقال غيره: ولي قضاء الجنب الشرقي، ولم تطل مدته. توفي سنة سبع وسبعين ومائة. وممن يروي عنه: سعيد بن عفير. وقيل: مات سنة ستً وسبعين ومائة. وقيل سنة ثمان. وثقه الخطيب. 4 (عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد الساعدي المدني ت. ق.) (11/250)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 251 هو أخو أبي. روى عن: أبيه، وزوجة جده هند، وأبي حازم المديني. وعنه: ابنه عباس، ويعقوب بن الزهري، ويعقوب بن كاسب، وأبو مصعب، وآخرون. له نحو من عشرة أحاديث. قال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال ابن معين: ضعيف. وقال ابن حبان: لا يحتج به. 4 (عبد الواحد بن زياد العبدي ع.) ) (11/251)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 252 مولاهم البصري أبو بشر، وقيل أبو عبيدة. من مشاهير العلماء. روى عن: حبيب بن أبي عمرة، وكليب بن وائل، وعاصم الأحول، وعمارة بن القعقاع، والأعمش، والمختار بن فلفل، وطبقتهم. وعنه: أبو داوود الطيالسي، وعفان، ومسدد، وقتيبة،، والقواريري، ويحيى بن يحيى، وخلق سواهم. وثقه أحمد، وغيره. وقال ابن معين: ليس بشيء، ولينه يحيى بن سعيد وقال: قل ما رأيته يطلب العلم. (11/252)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 253 وقال أبو داوود الطيالسي: عمد عبد الواحد إلى أحاديث كان الأعمش يرسلها فوصلها كلها. وقال ابن المديني: سمعت يحيى بن سعيد يقول: ما رأيت عبد الواحد يطلب حديثاً قط بالبصرة ولا الكوفة. وكنا نجلس على بابه يوم الجمعة بعد الصلاة أذاكره حديث الأعمش، لا يعرف منه حرفاً. قال عبيد الله القواريري، والفلاس: مات سنة ستً وسبعين ومائة. وقال أحمد، وغيره: سنة سبع. 4 (عبد الوارث ع.) (11/253)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 254 هو الإمام أبو عبيدة عبد الوارث بن سعيد العنبري، مولاهم البصري التنوري، أحد الأعلام. روى عن: أيوب، ويزيد الرشك، وأيوب بن موسى، والجعد أبي عثمان، وشعبان بن الحبحاب، وابن أبي عروبة، وطائفة. وعنه: ابنه عبد الصمد، وابن مهدي، ومسدد، وقتيبة، وبشر بن هلال الصواف، وأبو معمر المقعد، وحميد بن مسعدة، وخلق سواهم. وقرأ القرآن على أبي عمرو بن العلاء، وغيره. وتلا عليه غير واحد. قال أبو عمر الجرمي: ما رأيت فقيهاً قط أفصح من عبد الوارث. وكان حماد بن سلمة أفصح منه. قلت: قد كان عبد الوارث إماماً حجةً متعبداً، لكنه قدري، نسأل الله العفو. وكان من خواص تلامذه عمرو بن عبيد.) قال محمود بن غيلان: قيل لأبي داوود الطيالسي: لم لا تحدث عن عبد الوارث قال: أحدثك عن رجل كان يزعم أن يوماً من عمرو بن عبيد أكثر من عمر أيوب، وابن عون، ويونس قال الفسوي: نا الحسن بن الربيع قال: كنا نسمع من عبد الوارث فإذا أقيمت الصلاة ذهبنا فلم نصل خلفه. (11/254)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 255 قال: وقيل لابن المبارك: كيف رويت عن عبد الوارث وتركت عمرو بن عبيد قال: إن عمراً كان داعياً. وقال علي: سمعت يحيى القطان وذكر له أن عبد الوارث قال: سألت شعبة، عن الخروج مع إبراهيم بن عبد الله، فأمرني به، فأنكر ذلك يحيى وقال: كان شعبة لا يرى يوم صفين ولا يرى الخروج مع علي، يرى الخروج مع إبراهيم وأنا سمعت شعبة يقول: ما أدري أخطأوا أم أصابوا. وقال يحيى بن معين: قال عبد الصمد: لم يكتب أبي عن أيوب السختياني حرفاً حتى مات. وقال عبيد الله القواريري: ما رأيت يحيى القطان روى عن أحد من مشايخنا قبل موته، إلا عن عبد الوارث. قلت: وكان حماد بن زيد ينهى عن الأخذ عن عبد الوارث لمكان القدر. (11/255)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 256 مولده سنة اثنتين ومائة، ومات في المحرم سنة ثمانين ومائة، بعد (11/256)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 257 حماد بن زيد بأشهر. عبيد الله بن شعيب بن الحبحاب. هو أبو بكر، يأتي بالكنية. 4 (عبيد الله بن عمروع) أبو وهب الرقي، عالم أهل الجزيرة ومحدثها. روى عن: زيد بن أبي أنيسة، وأيوب السختياني، وعبد الملك بن عمير، وعبد الكريم الجزري، وطائفة. وعنه: عبد الله بن جعفر الرقي، وعلي بن حجر، وأبو توبة الحلبي، وعبد الجبار بن عاصم النسائي، ولوين، والعلاء بن هلال، وخلق كثير. قال ابن سعد: كان ثقة وربما أخطأ، ولم يكن أحد ينازعه في الفتوى في دهره. (11/257)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 258 قلت: مولده سنة إحدى ومائة، وتوفي سنة ثمانين. 4 (عبيد الله بن محمد بن عبد الله بن سنان بن طغان التركي الخراساني السجزي.) ) الفقيه أبو الهيثم، شيخ آل الترك وجدهم، كان بنيسابور. كان جده متولي إمرة خراسان وقد أدخل عبيد الله وهو صغير على الحسن البصري. وسمع من: أيوب السختياني، وهشام بن حسان، وابن إسحاق. وعنه: عثمان بن زائدة وهو أكبر منه، وابن المبارك، وعيسى غنجار، وهشام بن عبيد الله، وأبو الربيع الزهراني، وغيرهم. وكان من كبار الفقهاء، وما رأيت لأحد فيه تضعيفاً. 4 (عبيس بن ميمون التميميق.) أبو عبيدة الخزاز، بصري واه. (11/258)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 259 عن: بكر بن عبد الله المزني، ومعاوية بن قرة، وثابت البناني، والقاسم بن محمد، والحسن. وعنه: قتيبة، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وداهر بن نوح، وأحمد بن عبدة الضبي، وإسماعيل بن عبد الله بن زرارة السري، وغيرهم. قال أحمد: أحاديثه مناكير. وقال عثمان بن سعيد، عن ابن معين: ضعيف. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال أحمد بن زهير، عن ابن معين: كثير الخطأ، متروك الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال ابن عدي، وغيره: عامة ما يرويه غير محفوظ. قلت: له عند ابن ماجة حديث واحد. وقال ابن حبان: عبيس بن ميمون التميمي أصله من المدينة، سكن البصرة كان مغفلاً يروي عن الثقات الأشياء الموضوعات توهماً لا تعمداً. أبو إبراهيم الترجماني: نا عبيس، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعاً: أيما نائحة ماتت ولم تتب ألبست سربالاً من نار، وأقامها الله للناس يوم القيامة. الحسن بن عمر بن شقيق، ثنا عبيس بهذا الإسناد مرفوعاً: من حلف (11/259)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 260 فقال أنا يهودي، فهو يهودي، أو قال: أنا مجوسي، فهو مجوسي. الحديث. قال أبو داوود: عبيس بن ميمون ضعيف يذهب إلى القدر.) ولعبيس، عن موسى بن أنس، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم: لا تقولوا سورة البقرة ولا سورة آل عمران، وكذلك القرآن كله. 4 (عثمان بن جبلة بن أبي رواد العتكيخ. م. ن.) مولاهم المروزي، والد عبد الله، وشاذان. روى عن: شعبة، وكان شريكاً له ومضاربه فيما قيل. تفردعنه بأشياء حسنة. وروى عن: عمه عبد العزيز بن أبي رواد، وعلي بن المبارك الهنائي. وعنه: والده، وأبو جعفر النفيلي، ومصعب بن بشير المروزي. وثقه أبو حاتم، وغيره، وأحد أرباب الصحيح. قال النفيلي كنا معه بالكوفة في درب، فدخل ليبول فأبطأ، فنظرنا فإذا (11/260)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 261 هو ميت، رحمه الله. 4 (عثمان بن مطر الشيباني البصري المقري الرهاويق.) نزيل بغداد. عن: ثابت البناني، وحنظلة السدوسي، وزكريا بن ميسرة. وعنه: بشر بن الوليد، ومحمد بن الصباح الدولابي، وسويد بن سعيد، وشريح بن يونس، وجماعة. ضعفه أبو حاتم، وأبو داوود، وابن معين. وقال البخاري: منكر الحديث. (11/261)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 262 4 (عدي بن الفضل ق.) أحد المتروكين. وقد مر في الطبقة الماضية، وإنما توفي سنة إحدى وسبعين ومائة، فليحول. 4 (العطاف بن خالد بن عبد الله بن العاص بن وابصة بن خالد بن عبد الله بن عمر بن) مخزومت. ن. أبو صفوان القرشي المخزومي المدني. ولد سنة إحدى وتسعين. روى عن: نافع مولى ابن عمر، وزيد بن أسلم، وأبي حازم الأعرج، وجماعة. وعنه: سعيد بن أبي مريم، وأبو اليمامة، وآدم بن أبي إياس، وسعيد بن منصور، وقتيبة، وأبو مصعب، وآخرون. قال أبو داوود: ليس به بأس.) (11/262)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 263 وقال أبو حاتم: ليس بذاك. وقال أحمد بن حنبل: ثقة، له نحو من مائة حديث. قلت: وله أخوان: المسور، وعبد الله. 4 (عطوان بن مشكان.) أبو أسماء الخياط. (11/263)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 264 يروي عن: مولاته جمرة اليربوعية ولها صحبة خرج حديثها بقي بن مخلد. وعنه: بكر بن الأسود، ويحيى بن عبد الحميد الحماني، وأبو معمر القطيعي، وغيرهم. محله الصدق إن شاء الله. وله في سداسيات الرازي. 4 (العلاء بن خالد بن عبد الله الرياحي.) مولى قريش. رأى الحسن. وسمع: أخاه سعيد بنأبي الحسن، وقتادة. وعنه: مسدد، وهدبة القيسي. ضعفه موسى التبوذكي، ومشاه غيره. 4 (العلاء بن خالد بن وردان البصري) (11/264)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 265 أبو شيبة الحنفي. عن: عطاء بن أبي رباح، والحكم بن عتيبة. وعنه: أبو عاصم النبيل، والحسن الأشيب، وأبو كامل الجحدري، وغيرهم. وثقه ابن حبان، وما ضعفه غيره. 4 (علي بن أبي سارة الشيباني ن.) ويقال الأزدي. شيخ بصري، له عن: مكحول، وثابت، ومحمد بن واسع، وغيرهم. وعنه: عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وموسى التبوذكي، ومحمد بن) أبي بكر المقدمي، وعدة. ضعفه أبو حاتم. وقال أبو داوود: ترك الناس حديثه. (11/265)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 266 وقال ابن حبان: غلب على روايته المناكير فاستحق الترك. قلت: ومن مناكيره: عن ثابت، عن أنس مرفوعاً: من أخذ بأحد قوائم السرير، يعني النعش، حط الله عنه أربعين كبيرة. خرج له النسائي حديثاً واحداً. 4 (علي بن سليمان بن كيسان.) أبو نوفل الكوفي، نزيل دمشق. عن: قتادة، وعبد الملك بن عمير، وأبي إسحاق السبيعي، والأعمش. وعنه: الوليد بن مسلم، وأبو مسهر، ويحيى الوحاظي، وهشام بن عمار، وآخرون. وثقه هشام. وقال أبو حاتم: صالح الحديث. قلت لم يخرجوا له. 4 (علي بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس العباسي الأمير.) (11/266)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 267 ولي نيابة الجزيرة وغيرها، ومات سنة اثنتين وسبعين ومائة، وهو أخو الأميرين جعفر، ومحمد. 4 (علي بن عابس الأسدي الكوفي الملائي ت.) عن: إسماعيل السدي، وأبي إسحاق السبيعي، وعثمان بن المغيرة، ومسلم الملائي، وجماعة. وعنه: إسماعيل بت موسى الفزازي، وعباد بن يعقوب الرواجني، وعبد الله بن عمر مشكدتنة، وعلي بن سعيد بن مسروق، وجماعة. ضعفه ابن معين، والجوزجاني ن وغيرهما. (11/267)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 268 4 (علي بن أبي علي القرشي اللهبي المدني.) عن: عمر بن المنكدر، وجعفر بن محمد، وابن عجلان، وابن جريج، وغيرهم، وهو من ذرية أبي لهب. وعنه: بقية، وابن أبي فديك، وعبد العزيز الأويسي، وأبو مصعب، وعلي بن بحر القطان، ومحمد) بن عباد المكي، وغيرهم. قال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال ابن حبان: يروي عن الثقات الموضوعات. قال الحميدي، ويحيى الحارثي: ثنا علي بن أبي علي، عن محمد، عن جابر، مرفوعاً. إن لله ديكاً براثنه في الأرض السابعة، وعنقه تحت العرش، فإذا كان هوي من الليل قال: سبوح قدوس، فعندها تصيح الديكة. (11/268)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 269 4 (علي بن الفضيل بن عياض التميمي المكي ن.) الزاهد ابن الزاهد. روى عن: عباد بن منصور، وعبد العزيز بن أبي رواد. حدث عنه: أبوه لأنه مات قبله، وابن عيينة، وأبو بكر بن عياش، وأبو سليمان الداراني، وأحمد بن يونس اليربوعي. وكان بعض العلماء يفضله على أبيه في العبادة والخوف. وكان إذا سمع آيات الوعيد يغشى عليه. قال النسائي: ثقة مأمون. وقال الخطيب: كان من الورع بمحل عظيم. وقال الفضيل: قال لي ابن المبارك: ما أحسن حال من انقطع إلى ربه عز وجل، فسمع ذلك ابني فسقط مغشياً عليه. وقال: أشرفت ليلةً على ابني وهو يقول: النار، وحتى الخلاص من النار. وروى عمر بن بسر، عن الفضيل قال: أهدى لنا ابن المبارك شاةً، فكان (11/269)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 270 ابني لا يشرب من لبنها، فسألته فقال: لأنها رعت بالعراق. وقال الفضيل: بكى ابني علي فقلت: ما لك يا بني فقال: أخاف أن لا تجمعنا القيامة. وقال ابن عيينة: ما رأيت أحداً أخوف لله من الفضيل، وابنه علي. قلت: بلغنا أن علياً سمع قارئاً يتلو بصوت شجي قوله تعالى: ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا) ليتنا نرد فشهق وسقط ميتاً، رحمه الله. وله أخبار في الغشي عند التلاوة. قال احمد بن إبراهيم الدورقي: نا أبو بكر بن المثنى المخزومي قال: قال ابن المبارك يوماً: خير الناس الفضيل، وخير منه ابنه علي. وقال عبد الصمد بن يزيد: سمعت الفضيل بن عياض يقول: قال لي علي: يا أبه سل الذي وهبني لك في الدنيا أن يهبني لك في الآخرة. ثم بكى الفضيل وقال: كان يساعدني على الحزن والبكاء يا ثمرة قلبي، شكر الله لك ما قد علمه فيك. قال أحمد بن أبي الحواري: سمعت أبا سليمان يقول: كان علي بن فضيل لا يستطيع أن يقرأ القارعة ولا تقرأ عليه. قلت: له في النسائي حديث واحد في التسبيح. 4 (عليلة بن بدر البصري ت. ق.) (11/270)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 271 أبو العلاء. قيل: اسمه الربيع، وعليلة لقبه. روى عن: أبيه، وأيوب، وابن الزبير، وسعيد الجريري. وعنه: علي بن حجر، وداوود بن رشيد، وهشام بن عمار، ولوين. وإسحاق بن أبي إسرائيل. وحدث عنه من الكبار: عبد الله بن عون. ضعفه قتيبة، وغيره. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه. وروى عباس، عن ابن معين: ليس بشيء. وقال ابن حبان: يروي عن الثقات المقلوبات، وعن الضعفاء الموضوعات. قلت: مات سنة ثمان وسبعين ومائة. 4 (عمارة بن حمزة الكاتب.) (11/271)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 272 مولى بني هاشم: أحد البلغاء والفصحاء والصدور الكبراء. ولي ولايات جليلة، وكان جواداً ممدحاً) تياهاً يضرب بكبره المثل. وناهيك أن يحيى بن خالد البرمكي نكب مرةً، فبعث ولده إلى عمارة لكي يقرضه ثلاثة آلاف ألف درهم، فأعطاه فلما تراجع أمره وعاد إلى رتبته رد المال إلى عمارة مع ابنه، فقطب وقال: أكنت صيرفياً له ثم قال للفضل بن يحيى: إذهب فخذ المال لك. والله أعلم بصحة هذه الحكاية. قال عبد الله بن أيوب: وصل عمارة أبي بثلاثمائة ألف درهم. وقال أبو العيناء: حكى إبراهيم بن داوود أن قوماً أتوا عمارة ليشفعوا في بر قوم فاستأذنوا. فأخبره بهم حاجبه، فأمر لهم بمائة ألف. أخبرنا المؤمل بن محمد، وغيره إجازةً: أنا أبو اليمن الكندي، أنا القزاز، أنا الخطيب، نا الأزهري، نا أحمد بن محمد بن عمران، نا الصولي، نا محمد بن العباس، عن أبيه، عن الأصمعي قال: قال الفضل: حل على أبي خراج الأهواز للرشيد ثلاثة آلاف ألف، فأرسل إليه: إن حملت ما وجب عليك إلى العصر وإلا قتلت. (11/272)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 273 فقال لي أبي: يا بني قد ترى ما نحن فيه، والله ما عندي عشرها، فامض إلى عمارة بن حمزة. فمضيت إليه، فسمع كلامي فأعرض ولم يجبني. فانصرفت، فلم أجد إلا وقد سبقني المال. فلما كان بعد ذلك وتحصل المال قال لي أبي: آمض إلى هذا الكريم واحمل المال. فمضيت به وشكرته وسألته أن يقبض المال. فقال كالمغضب: أتظن أني كنت قسطاراً لأبيك، إذهب فهو لك. قال: فذهبت به إلى أبي وعرفته ما جرى فقال لي: يا بني، والله ما تسمح نفسي لك بالكل. ولكن خذ ألف ألف واترك ألفي ألف. 4 (عمر بن رديح.) عن: عطاء بن ميمون، وثابت البناني. وعنه: مسلم بن إبراهيم، وإبراهيم بن مهدي، ومعلى بن الفضل. ضعفه أبو حاتم، وقواه غيره. وقال ابن معين: صالح الحديث. 4 (عمر بن رياح العبدي البصري الضرير ق.) ) (11/273)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 274 عن: عمرو بن شعيب، وثابت البناني، وهشام بن عروة. وعنه: معلى بن أسد، ويحيى بن يحيى التميمي، وأحمد بن عبدة، وآخرون. وهو متروك الحديث. قال الفلاسي: هو دجال. وقال النسائي: متروك. وقال العقيلي: يقال له عمر بن أبي عمر العبدي، وهو من موالي عبد الله بن طاووس، ثنا أحمد بن عمرو، نا عمرو بن علي، نا عمر بن رياح السعدي نا ابن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رعف بيني على ما مضى من صلاته. سعيد بن أشعث: نا عمر بن أبي عمر العبدي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن جده: استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل فناوله يده فأبى وقال: إنك أخذت بيد يهودي. فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وناوله يده فأخذ بها. (11/274)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 275 4 (عمر بن شاكر البصري ت.) عن: أنس بن مالك له نسخة نحو عشرين حديثاً منكرة. وعنه: نضر بن الليث البغدادي، وعثمان الطرائفي، وإسماعيل ابن بنت السدي وقال: لقيته بالمصيصة. وقد أدخله ابن حبان في كتاب الثقات. فلم يصنع شيئاً. قال أبو حاتم: ضعيف. وقال ابن عدي: روى نسخة عشرين حديثاً غير محفوظة. قلت: له حديث واحد ثلاثي في جامع أبي عيسى. 4 (عمر بن صهبان الأسلمي.) شيخ من أهل المدينة. عن: ثابت البناني، ونافع مولى ابن عمر، والزهري، وأبي طوالة. وعنه: عبيد الله بن موسى، ومحمد بن بكر، وأبو قتادة الحراني (11/275)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 276 عبد الله بن واقد، ومعلى بن أسد. قال أحمد: أدركته ولم أسمع منه. وقال النسائي: متروك الحديث.) وقال البخاري: منكر الحديث. 4 (عمر بن طلحة بن علقمة بن وقاص الليثي المدني.) عن: سعيد المقبري. وعن: عمه عبد الله بن علقمة، وعن: أبي سهيل نافع بن مالك. وعنه: عبد الله بن عبد الحكم المصري، وعلي بن المديني، وأبو مصعب الزهري، وأبو ثابت محمد بن عبيد الله، وعدة. قال أبو زرعة: ليس بقوي. وقال أبو حاتم: محله الصدق. قلت: له في الأدب للبخاري. (11/276)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 277 4 (عمر بن عبد الله بن عبد الرحمن الرومي.) بصري، روى عن أبيه فقط. وعنه: موسى التبوذكي، وعبيد الله بن عمر القواريري، وقتيبة. وهو صدوق. غلط ابن حبان فلينه، وإنما اللين ابنه محمد بن عمر. 4 (عمر بن مساور البصري.) عن: أبي جمرة الضبعي، والحسن البصري. وعنه: معلى بن أسد، والحاربي، وعفان، والصلت الجحدري، ومحمد بن جامع العقيلي، وآخرون. قال البخاري: يروي عن أبي جمرة، عن ابن عباس: بورك لأمتي في بكورها، وهذا منكر. وقال أبو حاتم: ضعيف. (11/277)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 278 4 (عمر بن المغيرة.) أبو حفص البصري، نزيل المصيصة. عن: أيوب السختاني، وأبي هارون العبدي، وعمرو بن دينار قهرمان ابن الزبير. وعنه: بقية، وأبو مسهر، وأبو توبة الحلبي، وهشام بن عمار، وآخرون. وكان أحد الفقهاء بالثغر، وكان يلقب بمفتي المساكين. لم يورده البخاري في تاريخه.) وقال ابن المديني: لا أعرفه. وقال ابن سعد: كان فقيهاً عالماً يقدمه أبو إسحاق الفزازي وغيره لعلمه. وقال أبو حاتم: شيخ. قلت: هو صالح الحديث: مات سنة ثمان وسبعين. 4 (عمر بن ميمون بن بحر بن الرماحت.) أبو علي الفقيه، قاضي بلخ. روى عن: سهيل بن أبي صالح، وكثير بن زياد العتكي، ومقاتل بن حيان، وغيرهم. (11/278)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 279 وعنه: ابنه عبد الله قاضي نيسابور، وكاتبه ابن سالم البلخي، وسريج بنم النعمان، ويحيى بن يحيى، ويحيى بن عبد الحميد الحماني. قال الخطيب: ولي قضاء بلخ نحواً من عشرين سنة، وكان محموداً في ولايته، مذكوراً بالحلم والعلم والصلاح والفهم، وقد أضر في آخر عمره. وقال أبو داوود: ثقة. مات في سنة إحدى وسبعين ومائة. 4 (عمر بن يزيد.) أبو حفص الأزدي قاضي المدائن. عن: أبي إسحاق، وعطاء. وعنه: يحيى بن أبي بكير، وبهلول بن حسان، ومحمد بن معاوية بن صالح، وغيرهم. لم يضعف. 4 (عمرو بن أبي المقدام ثابت بن هرمز الكوفي.) عن: أبيه، والحكم بن عتيبة، وسماك، وأبي إسحاق السبيعي. (11/279)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 280 وعنه: عمرو بن محمد العنقزي، وأبو داوود الطيالسي، وهناد بن السري، وعبد الله بن صالح العجلي، وسهل بن عثمان العسكري. وكان شيعياً متغالياً، تركه ابن المبارك، وغيره. وقال ابن معين: ليس بثقة. وقال هناد: لما مات لم أصل عليه، فإنه قال: لما مات النبي صلى الله عليه وسلم كفر الناس إلا خمسة.) وقال ابن حبان: لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل الإعتبار. وقال بن المبارك: لا تحدثوا عنه فإنه كان يسب السلف. وقال البخاري: ليس بالقوي عندهم. قال ابن معين: لا يكتب حديثه. وروى عباس، عن ابن معين: ليس بثقة ولا مأمون. وقال أبو زرعة، وابو حاتم: ضعيف. (11/280)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 281 عمرو بن عثمان. هو سيبويه. مر. 4 (عمرو بن واقد ت. ق.) أبو حفص القرشي، مولاهم الدمشقي. عن: إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، ويونس بن ميسرة، وعروة بن رويم، وثور بن يزيد. وعنه: محمد بن المبارك الصوري، ويحيى بن صالح، وأبو جعفر النفيلي، وهشام بن عمار، وآخرون. وكان محدثاً شاعراً أديباً. قال أبو مسهر: ليس بشيء. وقال البخاري: منكر الحديث. (11/281)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 282 وقال النسائي، والدارقطني: متروك الحديث. هشام: نا عمرو بن واقد، نا يونس بن ميسرة، عن أبي إدريس الخولاني، عن معاذ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الصراط المستقيم كتاب الله. 4 (عمرو بن يحيى بن سعيد الأشدق واسمه عمرو بن سعيد بن العاصخ. ق.) أبو أمية الأموي السعيدي المكي. (11/282)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 283 عن: جده، عن أبي هريرة، وذلك في الصحيح. روى عنه: أحمد بن محمد الأزرقي، وموسى التبوذكي، وسويد بن سعيد، وإبراهيم بن محمد الشافعي، وعبد الله بن عبد الوهاب الحجبي، ومحمد بن يحيى العدني، وهو آخر من حدث عنه. قال ابن معين: صالح.) 4 (عمران بن خالد الخزاعي.) بصري جليل. روى عن: الحسن، ومحمد بن سيرين، وثابت. وعنه: معلى بن هلال، وبشر بن معاذ العقدي، وعمر بن يزيد السياري، وغيرهم. ضعفه أبو حاتم، وغيره. قال ابن حبان: روى العجائب، لا يجوز الاحتجاج به. قلت: ومن مناكيره: عن ثابت، عن أنس: أن سلمان دخل على عمر فألقى له وسادةً فقال: الله أكبر، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من دخل على أخيه المسلم فألقى له وسادة إكراماً له لم يتفرقا حتى تغفر ذنوبهما. 4 (عنبسة بن سعيد القطان.) (11/283)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 284 عن: هشام بن عروة، وغيره. وعنه: سعيد بن أبي الربيع السمان، وغيره. قال محمد بن المثنى: ما سمعت ابن مهدي يحدث عن عنبسة القطان. قلت: ويروي عنبسة هذا أيضاً عن حنظلة السدوسي. وعداده في البصريين. والظاهر أنه أخ لأبي الربيع السمان أشعث بن سعيد، فقد روى عنه ابن أخيه سعيد بن أشعث. قال يزيد بن هارون: عنبسة بن سعيد ذاك المجنون. وقال إسماعيل بن صبيح: ثنا عنبسة أخو أبي الربيع، السماني، عن أبي الزبير، عن جابر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه يهودي، فقال: يا رسول الله أعرض علي الإسلام. فعرض عليه فأسلم. فلما رجع إلى منزله أصيب في عينه وأصيب في بعض ولده، فرجع إلى رسول الله فقال. أقلني. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الإسلام لا يقال، إن رجعت ضربت عنقك... الحديث. (11/284)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 285 عنبسة أخو أبي الربيع، ضعفه ابن معين، والدارقطني. وقال ابن حبان: منكر الحديث جداً، هو الذي روى عن هشام، عن أبيه، عن عائشة مرفوعاً: قتل الصبر لا يمر بذنب إلا محاه. قال: وروى عن عمرو بن ميمون، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة مرفوعاً: الزنجي إذا جاع) سرق، وإذا شبع زنى. أما إن فيهم سماحةً ونجدة. ونهى عليه السلام عن جذاذ النخل بالليل. 4 (عنبسة بن عبد الحمن بن عنبسة بن سعيد بن العاص بن سعيد الأمويت. ق.) عن: محمد بن المنكر، وزيد بن اسلم، وأبان بن عياش، وهشام بن عروة. وعنه: أحمد بن يونس، وداوود بن المحبر، وعبد الواحد بن غياث، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وجماعة. (11/285)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 286 قال البخاري: تركوه. وقال أبو زرعة، والنسائي: ضعيف. وقال ابن حبان: روى عنه الوليد بن مسلم وأهل العراق، صاحب أشياء موضوعة، لا يحل الإحتجاج به. روى ابن زهير، عن ابن معين: ليس بشيء. ومن مناكيره عن محمد بن زاذان، عن خارجة بن زيد، عن أم سعد قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إياكم وتشبيك الأصابع في الصلاة، فإنه يورث النسيان. الوليد بن مسلم، عن عنبسة بن عبد الرحمن، عن محمد بن زاذان، عن جابر مرفوعاً: إذا وقعت كبيرة، أو هاجت ريح مظلمة فعليكم بالتكبير، فإنه يجلو العجاج الأسود. الوليد، عن عنبسة، عن عبد الرحمن بن عبد الواحد، عن أنس بن مالك: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مروا نسائكم بالغزل فإنه أزين لهن وخير. 4 (عنبسة بن نجاد العابد.) عن: جابر الجعفي، وعبد الله بن حسن، وجعفر الصادق. وعنه: زيد بن الحباب، وأبو غسان النهدي، وعثمان بن أبي شيبة، وغيرهم. (11/286)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 287 فيه تشيع. 4 (عون بن موسى الليثي البصري.) أبو روح. عن: الحسن، ومعاوية بن قرة. وعنه: وكيع، وموسى بن إسماعيل، وخلف بن هشام، وغيرهم.) مستور. 4 (عيسى بن داب.) هو أبو الوليد عيسى بن يزيد بن بكر بن داب المديني، سكن بغداد وحظي عند الهادي إلى الغاية، حتى أنه أمر له في ليلة واحدة بثلاثين ألف دينار. وحدث عن: شبابة بن سوار، وحوثرة بن أشرس، ومحمد سلام الجمحي، وغيرهم. وكان إخبارياً، علامة، رواية عن العرب، نسابة، نديماً، ولكن أحاديثه ساقطة. (11/287)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 288 قال خليفة الأحمر: كان يضع الحديث. وقال البخاري: منكر الحديث. قلت: توفي قبل مالك قال الزبير بن بكار: أنشدني إبراهيم بن المنذر لابن مناذر: (ومن يبغ الوصاة فإن عندي .......... وصاةً للكهول وللشباب)

(خذوا عن مالك وعن ابن عون .......... ولا ترووا أحاديث ابن داب)

4 (عيسى بن وردان المدني الحذاء المقريء المجود.) أبو الحارث. قرأ على: أبي جعفر يزيد بن القعقاع، وشيبة بن نصاح. ثم عرض على نافع، وهو من قدماء أصحابه. قرا عليه: إسماعيل بن جعفر، والواقدي، وقالوا أن غيرهم. (11/288)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 289 4 (حرف الغين)

4 (غسان بن برزين الطهوي المصريق.) أبو المقدام. عن: أبي المنهال سيار بن سلامة الرياحي، وثابت البناني. وعنه: عفان، وأسد بن موسى، ومسدد، وعبد الله بن معاوية. وثقه ابن معين، وغيره. وروى له ابن ماجة حديثاً واحداً. (11/289)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 290 4 (حرف الفاء) ) 4 (فرات بن أبي الفرات القرشي) بصري، له عن عطاء بن أبي رباح، ومعاوية بن قرة. وعنه: مسلم بن إبراهيم، ويحيى بن يحيى، وأبو الربيع الزهراني، وعبد الوحدا بن غياث. قال أبو حاتم: صدوق. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال ابن عدي: الضعف على رواياته بين. 4 (فرج بن فضالة التنوخي الحمصي د. ت. ق.) (11/290)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 291 وقيل الدمشقي. عن: عبد الله بن عامر اليحصبي، والعلاء بن الحارث، ولقمان بن عامر، وربيعة بن يزيد، ويحيى بن سعيد الأنصاري. وعنه: آدم، وقتيبة، ولوين، وسريج بن يونس، وعلي بن حجر، وخلق. وولي بيت المال ببغداد مدةً. قال أبو حاتم: صدوق لا يحتج به. وقال ابن معين: صالح. وضعفه النسائي، والدار قطني، وابن عجي، وغيرهم. قال المديني: مر المنصور بفرج بن فضالة فلم يقم له، فعوبت في ذلك، فقال: خفت أن يسألني الله لم قمت ويسأله لم رضيت وقال سليمان بن أحمد: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: ما رأيت شامياً أثبت من فرج بن فضالة، وأنا أستخير الله في الحديث عنه. وقال أحمد بن حنبل: إذا حدث فرج عن الشاميين فليس به بأس، ولكن (11/291)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 292 حدث عن يحيى بن سعيد بمناكير. قلت: مولده سنة ثمان وثمانين في عصر بقايا الصحابة. ومات سنة ستً وسبعين ومائة. قال ابن معين: إسماعيل بن عياش أعجب إلي من فرج بن فضالة، فرج ضعيف وأيش عنده 4 (فرج بن يزيد.) ) أبو شيبة الكلاعي الشامي. عن: يزيد بن أبي مالك، ومدرك بن عبد الله الكلاعي، وجماعة. وعنه: بقية بن الوليد، ويحيى الوحاظي، وعتبة بن السكن. مستور. (11/292)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 293 4 (فضالة بن عبد الملك الشحام.) شيخ معمر. روى عن: طاووس، وابن سيرين، والحسن، وعطاء بن أبي رباح. وعنه: يحيى بن زكريا الفراء، وعمرو بن علي الفلاس. قال أبو حاتم: شيخ. ولينه أبو الفتح الأزدي. 4 (الفضل بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس بن المطلب.) أبو العباس الهاشمي، الأمير نائب دمشق. ولي إمرة دمشق، ثم ولي الديار المصرية للمهدي. مولده سنة اثنتين وعشرين ومائة، ورخه محمد بن جرير. وقال خليفة: حج بالناس سنة ثمان وثلاثين ومائة. وروى محمد بن العلاء قال: أدركت الفضل بن صالح العباسي وهو متولي (11/293)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 294 دمشق، وهو الذي عمل أبواب الجامع والقبة التي في الصحن، وتعرف بقبة المال. وكان محمد بن العلاء قد جاوز المائة. أبو مسهر عن سعيد بن عبد العزيز أن الفضل بن صالح أرسل إليه أن ينظر في دم قتيل، فأبى وقال: سلمة بن عمرو يأخذ الرزق، وأنا أنظر في الدماء فقال الفضل: صدق. قال يعقوب الفسوي: مات الفضل سنة اثنتين وسبعين ومائة. 4 (الفضل بن المختار.) أبو سهل المصري، واه. عن: عبيد الله بن موهب، وأبان بن أبي عياش، وحميد الطويل، والصلت بن دينار، وابن أبي ذئب. وعنه: خالد بن عبد السلام المهدي، وعبد الله بن وهب، وإدريس بن يحيى، وسعيد بن عفير،) وآخرون. أورد له ابن عدي في كامله أحاديث وقال: عامة ما يرويه مما لا يتابع عليه. وقال أبو حاتم الرازي: يحدث بالأباطيل. (11/294)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 295 4 (حرف القاف)

4 (القاسم بن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم العدوي العمريق. المدني، أخو) عبد الرحمن. روى عن: عمه عبيد الله بن عمر، وعمرو بن شعيب، وعبد الله بن دينار، ومحمد بن المنكدر، وأبي طوالة. وعنه: سعيد بن أبي مريم، وعبد الله بن الجراح القهستاني، وقتيبة، وهشام بن عمار، وجماعة. كذبه أحمد بن حنبل. وقال البخاري: سكتوا عنه. (11/295)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 296 وروى عباس، عن ابن معين: ليس بشيء. محمد بن بكير الحضرمي، نا القاسم، عن ابن المنكدر، عن جابر مرفوعاً: إذا بلغ الماء أربعين قلة لم يحمل الخبث. وهذا رواه الثوري، عن ابن المنكدر، وقال عن عبد الله بن عمرو قوله، ورواه أيوب السختياني، عن ابن المنكدر، قوله. 4 (القاسم بن معن د. ن.) (11/296)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 297 قاضي الكوفة وعالم زمانه أبو عبد الله القاسم بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الهذلي المسعودي الكوفي الفقيه. أخو أبي عبيدة بن معن. روى عن: عبد الملك بن عمير، ومنصور بن المعتمر، وحسين بن عبد الرحمن، وهشام بن عروة، والأعمش، وطبقتهم. وعنه: عبد الرحمن بن مهدي، وأبو نعيم، وعبد الله بن الوليد العدني، وأبو غسان مالك بن إسماعيل، والمعافى الرستني، ومنجاب بن الحارث، ومعلى بن منصور الرازي، وآخرون. وكان ثقة، صاحب عربية وشعر، وكان كبير القدر، ولا يأخذ على القضاء رزقاً قال أحمد بن حنبل.) وقال أبو حاتم: ثقة، كان أروى الناس للحديث والشعر، وأعلمهم بالعربية والفقه. وقال بعض الأئمة: كان يقال له شعبي زمانه لسعة علمه. أخذ عنه: محمد بن زياد الأعرابي، وولي قضاء الكوفة للمهدي، وهو من (11/297)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 298 كبار تلامذة أبي حنيفة في الفقه. وكان عفيفاً صارماً مهيباً. توفي القاسم سنة خمس وسبعين ومائة، وقد شاخ. 4 (قحذم الأزدي الجرمي البصري.) عن: معاوية بن قرة، ومكحول، وسالم بن عبد الله. وعنه: ولده أبو داوود المحبر، وإبراهيم بن مهدي المصيصي، وقتيبة بن سعيد. وقد وفد رسولاً من يوسف بن عمر أمير العراق على الخليفة هشام بن عبد الملك. وهو قليل الرواية، وما علمت به بأساً. 4 (قزعة بن سويد بن حجير الباهليت. ق.) شيخ بصري. روى عن: أبيه، وابن أبي مليكة، ومحمد بن المنكدر، وحميد بن قيس الأعرج، وجماعة. (11/298)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 299 وعنه: عاصم بن علي، وإبراهيم بن الحجاج السامي، وقتيبة، ومسدد، ولوين، وآخرون. ضعفه أبو داوود، وقال البخاري: ليس بذاك القوي. وعن ابن معين فيه قولان، ومشاه ابن عدي، وقال أبو حاتم: لا يحتج به. (11/299)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 300 4 (حرف الكاف.)

4 (كثير بن عبد الله.) أبو هاشم الأبلي البصري. يروي عن أنس وعنه: أبو إبراهيم الترجماني، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وبشر بن الوليد، وقتيبة بن سعيد، ومحمد) بن أبي الشوارب، ومخلد بن محمد شيخ لابن خزيمة. قال أبو حاتم: منكر الحديث شبه المتروك. وقد وهاه ابن حبان ورماه بالكذب، وقال: هو ابن سليم. أعدته لأجل تأخر موته. 4 (كثير بن عبد الله اليشكري.) (11/300)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 301 هو كثير بن أبي كثير، وقيل هو كثير بن حبيب الليثي اليشكري. روى عن: الحسن البصري، وثابت البناني. وعنه: مسلم بن إبراهيم، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وعبيد الله القواريري، والصلت بن مسعود الجحدري، وعلي بن المديني. قال أبو حاتم: لا بأس به. وذكره العقيلي في الضعفاء لأجل حديث استنكره له. (11/301)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 302 4 (حرف اللام)

4 (الليث بن سعد.) (11/302)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 303 شيخ إقليم مصر وعالمه أبو الحارث الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي، مولاهم الإصبهاني الأصل المصري، أحد الأعلام. سمعه يحيى بن بكير يقول: ولدت سنة أربع وتسعين في شعبان. قلت: حج سنة ثلاث عشرة ومائة فلقي: عطاءً، ونافعاً، وابن أبي مليكة، وسعيد المقبري، وأبا الزبير، وابن شهاب فأكثر عنهم وعن: مشرح بن هاعان، وأبي قبيل المعافري، ويزيد بن أبي حبيب، وبكير بن عبد الله بن الأشج، وجعفر بن ربيعة، وعبد الرحمن بن القاسم، ودراج أبي السمح، والحارث بن يعقوب، وعبيد الله بن أبي جعفر، وعقيل بن خالد، وأيوب بن موسى، وبكر بن سوادة، والجلاح أبي كثير، والحارث بن يزيد الحضرمي، وخالد بن يزيد، وخير بن نعيم، وصفوان بن سليم، وعبد الرحمن، وقتادة، ومحمد بن يحيى بن حبان، ويحيى بن سعيد، ويزيد بن الهاد، وآخرون. حتى أنه روى عن كاتبه أبي صالح. روى عنه: ابن عجلان، وهو من شيوخه، وابن لهيعة، وابن المبارك، وابن وهب، وشبانة، وحجين بن المثنى، وسعيد بن أبي مريم، وآدم بن أبي (11/303)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 304 إياس، وأحمد بن يونس، وولده شعيب بن الليث،) ويحيى بن بكير، ويحيى بن يحيى الليثي المغربي، ويحيى ين يحيى التميمي الخراساني، وأبو الجهم العلاء الباهلي، وقتيبة بن سعيد، ومحمد بن رمح، ويزيد بن موهب الرملي، وكامل بن طلحة، وعيسى بن حماد، وخلق سواهم. وكان كبير الديار المصرية ورئيسها ومحتشمها وعالمها، وأمير من بها في عصره. بحيث أن القاضي والنائب من تحت أمره ومشورته. وكان الشافعي يتأسف على فوات لقيه. روى جماعة، عن الليث، عن الزهري، عن أنس مرفوعاً: من كذب علي متعمداً.. الحديث. أخرجه الترمذي، وقال: صحيح غريب. قال ابن عساكر في ترجمة الليث: قال أبو مسهر: قدم علينا الليث فكان يجالس سعيد بن عبد العزيز، فأتاه أصحابنا فعرضوا عليه، فلم أر أخذها عرضاً حتى قدمت إلى مالك. قال ابن بكير: وحدثني شعيب بن الليث عنه قال: كان يقول لنا بعض أهلي ولدت في شعبان سنة اثنتين وتسعين، والذي أوقنه سنة أربع. (11/304)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 305 وقال ابن بكير: سمعت الليث يقول: سمعت من ابن شهاب بمكة سنة ثلاث عشرة، وأنا ابن عشرين سنة. وقال ابن زغبة، عن الليث قال: أصلنا من إصبهان، فاستوصوا بهم خيراً، قال: حججت أنا وابن لهيعة، فلما صرت بمكة رأيت نافعاً فأقعدته في دكان علاف، فمر بي ابن لهيعة فقال: من ذا قلت: مولًى لنا. فلما أتيت مصر قلت: حدثني نافع، فوثب إلي ابن لهيعة وقال: يا سبحان الله فقلت: ألم تر رجلاً معي في دكان العلاف ذاك نافع. قال: فحج ابن لهيعة من قابل، فوجده قد مات. وقدم الأعرج يريد الإسكندرية، فرآه ابن لهيعة فأخذه، فما زال عنده يحدثه حتى هيأ له سفينة وأحدره إلى الإسكندرية، وقعد يروي عنه، عن أبي هريرة. فقلت: متى رأيت الأعرج فقال: إن أردته فهو بالإسكندرية. فخرج إليه الليث فوجده قد مات، فذكر أنه صلى عليه. قلت: هذه بهذه جزاءً وفاقاً. قال الفسوي: قال ابن بكير: أخبرني من سمع الليث يقولك كتبت عن ابن شهاب علماً كثيراً، وطلبت) ركوب البريد إليه إلى الرصافة، فخفت أن لا يكون ذلك لله فتركته. قال: ودخلت على نافع فسألني، فقلت: أنا مصري. فقال: ممن قلت: من قيس فقال: ابن كم؟ (11/305)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 306 قلت: ابن عشرين. قال: أما لحيتك فلحية ابن أربعين. عن ابن وهب قالك كل ما في كتب مالك: أخبرني من أرضى من أهل العلم، فهو: الليث. قال الفلاس: سمعت ابن مهدي يحدث عن ابن المبارك، عن الليث، قال يحيى بن بكير: لم أر مثل الليث ولا أكحل منه. كان فقيه البدن، عربي اللسان، يحسن القرآن والنحو، ويحفظ الشعر والحديث، حسن المذاكرة. قال ابن بكير عن يعقوب وزير المهدي قال: قال لي أمير المؤمنين لما قدم الليث العراق: إلزم هذا الشيخ، أو قال أكرم، فقد ثبت عندي أنه لم يبق أحد أعلم بما حمل منه. وقال أبو صالح كاتب الليث: كنت مع الليث لما خرج إلى العراق، فكان يقرأ على أصحاب الحديث من فوق علية والكتاب بيدي، فإذا فرغ منه رميت به إليهم فينسخوه. وروى عبد الملك بن شعيب، عن أبيه قال: قيل لليث: أمتع الله بك، إنا نسمع منك الحديث ليس في كتبك. فقال: أكل ما في صدري في كتبي لو كتبت ما في صدري ما وسعه هذا المركب. رواها أبو سعيد بن يونس، نا أحمد بن محمد بن الحارث، نا محمد بن عبد الملك، عن أبيه، فذكرها. ابن بكير قال: قال الليث: كنت بالمدينة مع الحجاج، وهي كثيرة السرقين، فكنت ألبس خفين، فإذا بلغت باب المسجد نزعت أحديهما (11/306)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 307 ودخلت، فقال يحيى بن سعيد الأنصاري: لا تفعل هذا فإنك إمام منظور إليك. قوله: ألبس خفين، يريد خفاً فوق خف. قال عباس الدوري: نا يحيى قال: هذه رسالة مالك إلى الليث: نا عبد الله بن صالح فذكرها فيها: وأنت في إمامتك وفضلك ومنزلتك من أهل بلدك، وحاجة من قبلك إليك، واعتمادهم على ما جاءهم) منك. أحمد بن أخي ابن وهب: سمعت الشافعي يقول: الليث أفقه من مالك، إلا أن أصحابه لم يقوموا به. أبو زرعة، سمع ابن بكير يقول: الليث أفقه من مالك، ولكن كانت الحظوة لمالك. وقال جماعة: سمعنا ابن وهب يقول: لولا مالك والليث لضللنا. وقال حرملة: سمعت الشافعي يقول: الليث أتبع للأثر من مالك قال عثمان الدارمي: قلت ليحيى بن معين: كيف حديثه، عن نافع قال: صالح ثقة. وقال عباس، عن يحيى: الليث أرفع عندي من ابن إسحاق. وقال الأثرم: سمعت أحمد يقول: ما في المصريين أثبت من الليث، لا عمرو بن الحارث. ولا أحد. رأيت لعمرو بن الحارث مناكير. (11/307)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 308 وقال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: أصح الناس حديثاً عن المقبري ليث بن سعد، يفصل ما روى عن أبي هريرة، مما روي عن أبيه، عن أبي هريرة، هو ثبت في حديثه جداً. وقال ابن المديني: الليث ثبت. وقال أبو حاتم: هو أحب إلي من مفضل بن فضالة. وقال النسائي: ثقة. وقال د: حدثني محمد بن الحسين: سمعت أحمد يقول: الليث ثقة، ولكن في أخذه سهولة. وقال يحيى بن بكير: حدثني شعيب بن الليث، عن أبيه قال: لما ودعت المنصور ببيت المقدس قال: أعجبني ما رأيت من شدة عقلك، فالحمد لله الذي جعل في رعيتي مثلك. فكان أبي يقول: لا تخبروا بهذا ما عشت. قال قتيبة: كان الليث أكبر من ابن لهيعة، ولكن إذا نظرت إليهما قلت: ذا إبن ذا. قال عثمان بن صالح: كان أهل مصر ينتقصون عثمان حتى نشأ فيهم الليث فحدثهم. بفضائله، فكفوا عن ذلك. قال يحيى بن بكير: قال لي الليث: قال لي أبو جعفر: تلي لي مصر قلت: لا يأ أمير المؤمنين، إني أضعف عن ذلك، وإني رجل من الموالي. (11/308)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 309 فقال: ما بك من ضعف معي، ولكن ضعفت نيتك، أتريد قوة أقوى مني فأما إذا أبيت فدلني على رجل أقلده مصر.) قلت: عثمان بن الحكم الجذامي، رجل له صلاح وله عشيرة. قال: فبلغ ذلك، فعاهد الله أن لا يكلم الليث بعدها. قال صالح لعمرو: لا أدع الليث حتى يتولى لي. فقال عمرو: لا يفعل. فقال: لأضربن عنقه. فجاءه عمرو فحذره، فولاه العطاء، وولي الجزيرة أيام أبي جعفر، وولي الديوان أيام المهدي. قتيبة قال: قفلنا مع الليث من الإسكندرية ومعه ثلاث سفن. سفينة فيها مطبخه، وسفينة فيها عياله، وسفينة فيها أضيافه، وصلى بنا فجهر بسم الله الرحمن الرحيم، وسلم واحدةً تلقاء وجهه، وكان ابنه شعيب إمامه، فحم ليلةً فصلى بنا الليث. علي بن محمد المصري قال أبو علاثة المفرض: نا إسماعيل بن عمرو الغافقي: سمعت اشهب يقول: كان الليث له كل يوم أربعة مجالس، أحدها لنائبة السلطان وحوائجه، وكان الليث تغشاه الدولة، فإذا أنكر من القاضي أمراً، أو من السلطان، كتب إلى أمير المؤمنين. ومجلس لأصحاب الحديث، ومجلس للمسائل يغشاه الناس فيسألونه، ومجلس لحوائج الناس لا يسأله أحد فيرده، كبرت حاجته أو صغرت. وكان يطعم الناس في الشتاء الهرايس بعسل (11/309)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 310 النحل والسمن، وفي الصيف سويق اللوز بالسكر. قال أبو عمرو أحمد بن محمد الحيري: نا أبي: سمعت محمد بن معاوية يقول، وما عليه ثمانية عشر ألف درهم إلى عشرين ألف. وقال سليمان: خرج علينا شعبة يوماً، فقوموا حماره وسرجه ولجامه ثمانية عشر درهماً إلى عشرين. قال منصور بن عمار: كنا عند الليث، فأتته امرأة معها قدح فقالت، يا أبا الحارث إن زوجي يشتكي، وقد وصف له العسل. فأمر لها بزق عسل كبير. رواها أبو صالح، وزاد فقال: سألت على قدرها، وأعطينا على قدرنا. أحمد بن عثمان النسائي، نا قتيبة: سمعت شعيب بن الليث يقول: خرجت مع أبي حاجاً، فقدم إلى المدينة فبعث إليه مالك بطبق رطب، فجعل أبي على الطبق ألف دينار ورده إليه. وسألته امرأة نوبةً سكرجة عسل، فأمر لها بزق. وكان أبي ليشتغل في السنة عشرين ألف دينار وأكثر، فما يحول عليه الحول إلا عليه خمسة آلاف) دينار دين. أبو داوود قال: قال قتيبة: كان الليث يشتغل عشرين ألف دينار في العام، ما وجبت عليه زكاة قط. وأعطى ابن لهيعة ومالكاً ومنصور بن عمار، لكل واحد ألف دينار. وعن أبي صالح قال: كنا على باب مالك، فامتنع عن الحديث، (11/310)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 311 فقلت: ما يشبه هذا صاحبنا. فسمعها مالك فقال: من صاحبكم. قلنا الليث. فقال: تشبهونا برجل كتبنا إليه في قليل عصفر ثياب صبياننا، فأنفذ منه ما بعنا فضلته بألف دينار. عبد الملك بن شعيب بن الليث: سمعت أسد بن موسى يقول: كان عبد الله بن علي يطلب بني أمية يقتلهم، فدخلت مصر في هيئة رثة، فدخلت على الليث. فلما فرغت من مجلسه تبعني خادم له فدفع إلي صرة فيها مائة دينار. وكان في حوزتي هميان فيه ألف دينار. فأخرجت الهميان وقلت: أنا عنها غني، استأذن لي على الشيخ. فاستأذن فدخلت، وأخبرته نسبي، واعتذرت من ردها. فقال: هي صلة. فقلت: أكره أن أعود نفسي. فقال: إدفعها إلى من ترى من أصحاب الحديث. قال قتيبة: كان الليث يركب في جميع الصلوات إلى الجامع، ويتصدق كل يوم على ثلاثمائة مسكين. وقال أبو الشيخ: نا إسحاق الرملي، نا محمد بن رمح قال: كان دخل الليث في السنة ثمانين ألف دينار، ما أوجب الله عليه زكاة درهم قط. قال سليم بن منصور بن عمار: نا أبي قال: دخلت على الليث خلوة، فاستخرج من تحته كيساً فيه ألف دينار وقال: يا أبا السري لا تعلم بها ابني فتهون عليه. وقال عبد الله بن صالح: صحبت الليث عشرين سنة، لا يتغدى ولا (11/311)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 312 يتعشى إلا مع الناس، وكان لا يأكل إلا لحم، إلا أن يمرض. وسمعته يقول: قال الرشيد لما قدمت عليه: ما صلاح بلدكم قلت: بإجراء النيل، وبصلاح أميرها، ومن رأس العين يأتي الكدر، فإن صفت العين صفت السواقي. قال: صدقت يا أبا الحارث. وعن ابن وزير قال: قد ولي الليث الجزيرة، وكان أمراء مصر لا يقطعون أمراً إلا بمشورته، فقال) أبو المسعد وبعث بها إلى المنصور. (لعبد الله عبد الله عندي .......... نصائح حكتها في السر وحدي)

(أمير المؤمنين تلاف مصراً .......... فإن أميرها ليث بن سعد) وقال بكر بن مضر: قدم علينا كتاب مروان بن محمد إلى حوثرة، والي مصر: إني بعثت غليكم أعرابياً بدوياً فصيحاً، من حاله ومن حاله، فاجمعوا له رجلاً يسدده في القضاء، ويصوبه في المنطق. فأجمع رأي الناس على الليث بن سعد، وفيهم معلماه يزيد بن أبي حبيب، وعمرو بن الحارث. قال أحمد بن صالح: أعضلت الرشيد مسألة فجمع لها فقهاء الأرض حتى أشخص الليث فأخرجه منها. سعيد بن أبي مريم: نا الليث قال: قدمت مكة، فجئت أبا الزبير، فدفع إلي كتابين فانقلبت بهما، ثم قلت: لو عاودته فسألته أسمع هذا كله من جابر بن عبد الله فأتيته فقال: منه ما سمعته، ومنه ما حدثت عنه. فقلت: علم لي على ما سمعت. فعلم لي على هذا الذي عندي. قلت: قد روى الليث، عن نافع نسخةً، ثم روى عن رجل عنه. (11/312)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 313 وقال: ثنا خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن نافع، فذكر حديثاً. وقد روى أحاديث، أعني الليث، عن الهقل بن زياد، عن الأوزاعي، عن داوود بن عطاء، عن موسى بن عقبة، عن نافع. وهذا من عجيب الإتفاق، لأن اليث رحمه الله لا يتوقف في ذلك، وقد وقع لي من هذا النمط أشياء. وكان رحمه الله طلابة للعلم، ولا يرى التدليس. وقد سمع من الزهري. وقال عبد الله بن صالح: حدثني الليث: حدثني ابن الهاد، عن ابن شهاب، عن عروة، أنه سأل عائشة عن قوله: وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى. الحديث. الرمادين وغيره: ثنا عبد الله بن صالح: حدثني الليث: حدثني ابن الهاد، عن إبراهيم بن سعد، عن صالح، عن ابن شهاب، عن سعيد، عن أبي هريرة، سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: بينا أنا نائم رأيتني على قليب، فنزعت منها. الحديث. وقد ذكرنا أنه سمع من أبي الزبير جملةً.) وقال عبد الله بن صالح: نا الليث: حدثني خالد بن يزيد، عن سعيد، عن ابن عجلان أن أبا الزبير أخبره أنه رأى ابن عمر إذا سجد فرفع رأسه من السجدة الأولى قعد على أطراف أصابعه، ويقول: إنه من السنة. قال الطبراني: وهذا لم يروه إلا الليث. وقال منصور بن سلمة، ويونس المؤدب: نا الليث، عن يزيد بن الهاد، عن عبد الوهاب بن أبي بكر، عن عبد الله بن مسلم، عن ابن شهاب، عن أنس، (11/313)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 314 إن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الكوثر فقال: نهر أعطانيه ربي أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، وفيه طير كأعناق الجزري فقال عمر: يا رسول الله إن تلك الطير ناعمة قال: ي آكلها أنعم منها يا عمري. ورواه يحيى بن بكير عنه. وعبد الله هو أخو الزهري. قال عبد الله بن الحكم: كنا في مجلس الليث، ومعنا مسلمة بن علي فذكر العدس، فقال: بارك فيه سبعون نبياً. قال: فقضى الليث بن سعد صلاته وقال: ولا نبي واحد، إنه بارد مؤذ. قال يحيى بن بكير: سمعت الليث يقولك أعرف رجلاً لم يأت محرماً قط. فعلمنا أنه أراد نفسه لأن أحداً لا يعلم هذا من أحد. وقال ابن بكير: حدثني الدراوردي قال: لقد رأيت الليث بن سعد، وإن ربيعة، ويحيى بن سعيد ليتزحزحوا له زحزحةً. وقال سعيد الآدم: قال العلاء بن كثير: الليث بن سيدنا وإمامنا وعالمنا. قال محمد بن سعد: كان الليث قد استقل بالفتوى في زمانه. قلت: ومناقب الليث كثيرة، وعلمه واسع، وقد وقع لي من عواليه، لكن اليوم ليس على وجه الأرض في عام ستة وعشرين وسبعمائة من بينه وبين الليث ستة أنفس، وهذا علو لا نظير له أصلاً. ولقد كتبت نسخة أبي الجهم من بضع وثلاثين سنة فرحاً بعلوها في ذلك الوقت، وسمعتها من ستين شيخاً، وهي الآن مروية بالسماع. ولو رحل اليوم الطالب من مسيرة ألف فرسخ لإدراكها وغرم مائة دينار، (11/314)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 315 لكان له الحظ الأوفر، نعم.) قال خالد بن عبد السلام الصدفي: شهدت جنازة الليث مع والدي، فما رأيت جنازة قط أعظم منها، ورأيت الناس كلهم عليهم الحزن وهم يعزي بعضهم بعضاً ويبكون، فقلت: يا أبه، كأن كل واحد من الناس صاحب هذه الجنازة. فقال: يا بني لا ترى مثله أبداً. قال أبو عبيد، ومحمد بن رمح، وجماعة: مات الليث سنة خمس وسبعين ومائة، زاد بعضهم في شعبان. وقال بعضهم ليلة الجمعة منتصف شعبان، رضي الله عنه. (11/315)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 316 4 (حرف الميم)

4 (مالك بن أنس ع.) (11/316)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 317 هو الإمام العالم، شيخ الإسلام أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان بن خثيل بن عمرو بن الحارث. (11/317)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 318 والحارث هو ذو أصبح بن عوف بن مالك بن زيد بن عامر بن ربيعة بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يعرب بن قحطان، وإلى قحطان جماع اليمن. وقيل ذو أصبح من حمير المدني الأصبحي حليف عثمان بن عبيد الله التميمي أخي طلحة رضي الله عنهما. مولد مالك سنة ثلاث وتسعين، سمعه منه يحيى بن بكير، وهي السنة التي مات فيها أنس بن مالك الأنصاري خادم النبي صلى الله عليه وسلم. وقال أبو داوود: ولد سنة اثنتين وتسعين. قلت: الأول هو الصحيح. وقيل ولد في خلافة سليمان بن عبد الملك، وليس بشيء. وأول طلبه للعم في حدود سنة عشر ومائة، وفيها توفي الحسن البصري. فأخذ عن: نافع ولازمه، وعن: سعيد المقبري، ونعيم المجمر، ووهب بن كيسان، والزهري، وابن المنكدر، وعاعمر بن عبد الله بن الزبير، وعبد الله بن دينار، وزيد بن أسلم، وصفوان بن سليم، وإسحاق بن أبي طلحة، ومحمد بن يحيى بن حبان، ويحيى بن سعيد، وأيوب السختياني، وأبي الزناد، وربيعة بن أبي عبد الرحمن، وخلق سواهم من علماء المدينة، فقل ما روى عن غير أهل بلده. روى عنه: من شيوخه: الزهري، وربيعة، ويحيى بن سعيد، وغيرهم. ومن أقرانه: الأوزاعي،) والثوري، والليث، وخلق، وابن المبارك، ويحيى بن سعيد القطان، ومحمد بن الحسن، وابن وهب، ومعن بن عيسى، والشافعي، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو مسهر، وأبو عاصم، وعبد الله بن يوسف التنسي، والقعنبي، وسعيد بن منصور، ويحيى بن يحيى، ويحيى بن يحيى القرطبي، ويحيى بن بكير، والنفيلي، ومصعب الزبيري، وأبو مصعب الزهري، وقتيبة بن سعيد، وهشام بن عمار، وسويد بن سعيد، وعتبة بن عبد الله المروزي، (11/318)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 319 وإسماعيل بن موسى السدي، وخلائق آخرهم وفاة أحمد بن إسماعيل السهمي. قال مصعب الزبيري: سمعت أبي الزبير يقول: ثنا مالك قال: رأيت عطاء بن أبي رباح دخل المسجد وأخذ برمانة المنبر، ثم استقبل القبلة يدعو. قال علي بن المديني: لمالك نحو ألف حديث. وكان عبد الرحمن بن مهدي لا يقدم على مالك أحداً. قال معن بن عيسى، والواقدي، ومحمد بن الضحاك: حملت بمالك أمه ثلاث سنين. وعن عيسى بن عمر المدني قال: ما رأيت بياضاً قط ولا حمرة أحسن من مالك، ولا أشد بياض ثوب من مالك. وقال غير واحد: كان مالك رجلاً طويلاً جسيماً، عظيم الهامة، أبيض الرأس واللحية أشقر، أصلع، عظيم اللحية، عريضها. وكان لا يحفي شاربه ويراه مثلة. وقيل كان أزرق العينين. وقال مطرف بن عبد الله: كان طويلاً عظيم الهامة أبيض الرأس واللحية، شديد البياض بشقرة. وقال محمد بن الضحاك الحزامي: كان مالك نقي الثوب رقيقه، يكره اختلاف اللبوس. قال الوليد بن مسلم: كان مالك يلبس البياض، ورأيته والأوزاعي يلبسان (11/319)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 320 السيجان، ولا يريان بلبسها بأساً. قال أشهب: كان مالك إذا آعتم جعل منها تحت ذقنه، ويسدل طرفها بين كتفيه. وقال خالد بن خداش: رأيت على مالك طيلساناً وثياباً كروية جياداً. قال أشهب: كان مالك إذا اكتحل للضرورة جلس في بيته. وقال مصعب: كان يلبس الثياب العدنية الجياد ويتطيب. قلت: قد كان هذا الإمام عظيم الجلالة كثير الوقار.) قال عبد الله بن أحمد: قلت لأبي: من أثبت أصحاب الزهري قلت: مالك أثبت في كل شيء. وقال الشافعي: إذا ذكر العلماء فمالك النجم. وقال ابن سعد في الطبقات: كان مالك رحمه الله ثقة، ثبتاً حجة، فقيهاً، عالماً، ورعاً. (11/320)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 321 وقال ابن مهدي: مالك أفقه من الحكم وحماد. وقال الشافعي: لولا مالك وابن عيينة لذهب علة الحجاز. وما في الأرض كتبا في العلم أكثر صواباً من الموطأ. أخبرنا أحمد بن إسحاق، نا محمد بن أبي القاسم الخطيب، وأنا علي بن تيمية بمصر، أنا عبد اللطيف بن يوسف قالا: أنا محمد بن عبد الباقي، أنا علي بن محمد الأنصاري، أنا عبد الواحد بن محمد، نا محمد بن مخلد، نا أبو يحيى محمد بن سعيد بن غالب العطار، نا ابن عيينة، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال: لتضربن الناس أكباد الإبل في طلب العلم، فلا يجدون عالماً أعلم من عالم المدينة. وبه قال ابن مخلد: نا ليث بن الفرج بالعسكر، نا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن ابن جريج، فذكر الحديث مرفوعاً. وبه قال ابن مخل: حدثني إسحاق بن يعقوب العطار، ثنا أبو موسى الأنصاري: سألت ابن عيينة: أكان ابن جريج يقول: نرى أنه مالك بن أنس فقال: إنما العالم من يخشى من الله، ولا نعلم أحداً كان أخشى لله من العمري، يعني عبد الله بن عبد العزيز. وقال محمد بن حماد الطهراني: قال عبد الرزاق عقيبه: كنا نرى أنه مالك. قلت: وكذا قال غير واحد إنه مالك. وقيل: هو سعيد بن المسيب. قال خالد بن نزار الأيلي: بعث أبو جعفر المنصور إلى مالك حين قدم المدينة فقال: إن الناس قد اختلفوا بالعراق، فضع (11/321)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 322 للناس كتاباً نجمعهم عليه. فوضع الموطأ. قال ابن وهب، عن مالك قال: دخلت على أبي جعفر مراراً، وكان لا يدخل عليه أحد من الهاشميين وغيرهم إلا قبل يده، فلم أقبل يده قط. وقال يحيى القطان: كان مالك إماماً في الحديث، وهو أحب إلي من معمر. وقال الشافعي: كان مالك إذا شك في حديث طرحه كله.) قال شعبة: قدمت المدينة بعد وفاة نافع بسنة، وإذا لمالك حلقة. قلت: تصدر للعلم وقد نيف على العشرين. قال عبد السلام بن عاصم: قلت لأحمد بن حنبل: رجل يحب أن يحفظ حديث رجل بعينه. قال: يحفظ حديث مالك قلت: فرأي. قال: رأي مالك. وقال ابن وهب: قيل لأخت مالك: ما كان شغل مالك في بيته قالت: المصف والتلاوة. وقال أبو مصعب: كانوا يزدحمون على باب مالك حتى يقتتلوا من الزحام، وكنا نكون عنده فلا يكلم ذا ذا، ولا يلتفت ذا إلى ذا، والناس قابلون برؤوسهم هكذا، وكانت السلاطين تهابه وهم قابلون منه ومستمعون. وكان يقول: لا ونعم، ولا يقال له: من أين قلت هذا؟ (11/322)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 323 قال مطرف بن عبد الله، وغيره: كان خاتم مالك فصه أسود حجر، ونقشه: حسبي الله ونعم الوكيل. وكان يلبسه في ساره، وربما لبسه في يمينه. وعن عبد الرحمن بن مهدي قال: ما رأيت أهيب من مالك، ولا أتم عقلاً، ولا أشد تقوى. قال ابن وهي: الذي نقلنا من أدب مالك أكثر مما تعلمناه من علمه. وعن مالك قال: ما جالست سفيهاً قط. قال ابن عبد الحكم: أفتى مالك مع نافع وربيعة ويحيى بن سعيد. وعن مالك قال: قدم الزهري وحدثنا فقال له ربيعة: ههنا من يسرد عليك ما حدثت به أمس. قال: ومن قال: ابن أبي عامر. قال: هات. فحدثه بأربعين حديثاً من نيف وأربعين. فقال الزهري: ما كنت أرى من يحفظ هذا الحفظ غيري. وقال الواقدي: حسدوا مالكاً وسعوا به إلى جعفر بن سليمان وهو على المدينة، وقال إنه لا يرى بيعتكم هذه شيئاً، ويأخذ بحديث طلاق المكره أنه لا يجوز. فغضب ودعا به، وجرد ومدت يده حتى انخلع كتفه.) وفي روايه يداه، حتى انخلعت كتفاه. قال الواقدي: فوالله ما زال بعد ذلك الضرب في علو ورفعة. وروى الحافظ أبو الوليد الباجي قال: حج المنصور فأقاد مالكاً من جعفر بن سليمان، فامتنع وقال معاذ الله. (11/323)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 324 قال نعيم بن حماد: نا ابن المبارك قال: ما رأيت أحداً ارتفع مثل ما ارتفع مالك، من رجل لم يكن له كثير صلاة، إلا أن تكون له سريرة. وقال أشهب: رأيت أبا حنيفة بين يدي مالك كالصبي بين يدي أبيه. وقال أبو مصعب: سمعت مالكاً يقول: سألني أبو جعفر عن أشياء ثم قال: أنت والله أعقل الناس، وأنت اعلم الناس. قلت: لا والله يا أمير المؤمنين. قال: بلى، ولكنك تكتم. والله ل بقيت لأكتبن قولك كما تكتب المصاحف، ولأبعثن به إلى ألآفاق، فأحملهم عليه. حفص بن عبد الله: سمعت غبراهيم بن طهمان يقول: أتيت المدينة فكتبت بها ثم قدمت الكوفة فأتيت أبا حنيفة، فسلمت عليه، فقال لي: عمن كتبت أكتبت عن مالك شيئاً قلت: نعم. قال جئني بما كتبت عنه. فأتيته به فدعا بقرطاس ودواة، فجعلت أمل عليه وهو يكتب. وقال نصر بن علي، نا حسين بن عروة قال: قدم المهدي فبعث إلى مالك بألفي دينار، أو قال بثلاثة آلاف دينار. قال قتيبة: كنا إذا دخلنا على مالك خرج إلينا مكحلاً مزيناً مطيباً قد لبس من أحسن ثيابه، ثم تصدر فدعا بالمراوح، فأعطى لكل إنسان منا مروحة. ابن سعد: نا محمد بن عمر قال: كان مالك يشهد الصلوات والجمعة والجنائز، ويعود المرضى ويقضي الحقوق، ويجلس في المسجد. ثم ترك الجلوس في المسجد، فكان يصلي ويرجع إلى منزله. وترك شهود الجنائز فكان يأتي أصحابها فيعزيهم، ثم ترك ذلك كله حتى ترك الجمعة. واحتمل الناس ذلك كله وكانوا أرغب ما كانوا فيه وأشده له تعظيماً، حتى مات على ذلك. وكان ربما كلم قي ذلك فيقول: ليس كل واحد يقدر أن يتكلم بعذره. (11/324)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 325 وكان يجلس في منزله على ضجاع ونمارق يمنةً ويسرة في سائر البيت لمن يأتيه من قريش) والأنصار والناس. وكان مجلسه مجلس وقار وحلم وعلم. وكان مهيباً نبيلاً ما في مجلسه شيء من المراء واللغط، ولا رفع صوت. وكان الغرباء يسألونه عن الحديث فلا يجيب إلا في الحديث بعد الحديث. وربما أذن لبعضهم أن يقرأ عليه. وكان له كاتب قد نسخ كتبه يقال له حبيب، يقرأ للجماعة. فليس أحد من يحضره يدنو، ولا ينظر في كتابه، ولا يستفهم هيبةً له وإجلالاً. وكان حبيب إذا قرأ فأخطأ فتح عليه مالك، وكان ذلك قليلاً. قال هلال بن العلاء، وأبو حاتم: أنا أبو سيف محمد بن أحمد، نا عتبة بن حماد الدمشقي، عن مالك قال: قال لي المنصور: ما على ظهرها أعلم منك. قلت: بلى. قال: فسمهم لي. قلت: لا أحفظ أسماءهم. قال: قد طلبت هذا الشأن في زمان بني أمية فقد عرفته، فأما أهل العراق فأهل إفك وباطل، أما أهل الشام فأهل جهاد، وليس فيهم كبير على علم، وأما أهل الحجاز، ففيهم بقية العلم فأنت عالم الحجاز. زاد أبو حاتم: فلا تردن على أمير المؤمنين قوله. ثم قال: أكتب هذا العلم لمحمد. حماد بن غسان واه. نا ابن وهب: سمعت مالكاً يقول: لقد حدثت بأحاديث وددت أني ضربت بكل حديث منها سوطين ولم أحدث بها. قال مصعب الزبيري: سأل الرشيد مالكاً وهو في منزل مالك، ومعه بنوه، (11/325)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 326 أن يقرأ عليهم فقال: ما قرأت على أحد منذ زمان، وإنما يقرأ علي. فقال اخرج الناس حتى أقرأ أنا فقال: إذا منع العام لبعض الخاص لم ينتفع الخاص. وأمر معناً، فقرأ عليه. قال إسماعيل بن أبي أويس: كان مالك لا يفتي حتى يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله. وقال أبو مصعب: لم يشهد مالك الجماعة خمساً وعشرين سنة. فقيل له: ما يمنعك. قال: مخافة أن أرى منكراً فأحتاج أن أغيره. رواها إسماعيل القاضي عنه.) وقال الحسين بن الحسن بن مهاجر الحافظ: سمعت أبا مصعب يقول: كان مالك بعد تخلفه عن المسجد يصلي في منزله في جماعة يصلون بصلاته. وكان يصلي صلاة الجمعة في منزله وحده. وقال أحمد بن سعيد الرباطي: سمعت عبد الرزاق قال: سأل سندي مالكاً عن مسألة فأجابه، فقال: أنت من الناس أحياناً تخطيء وأحياناً لا تصيب. قال صدقت، هكذا الناسز ففطنوا مالكاً فقال: عهدت العلماء لا يتكلمون بمثل هذا. وقال يحيى بن بكير: قلت لمالك: إني سمعت الليث يقول رأيت صاحب كلام يمشي على الماء فلا تثقن به. فقال مالك: إن رأيته يمشي على الهواء فلا تأمنن ناحيته، ولا تثقن به. النجاد: نا هلال بن العلاء: حدثني أبو يوسف الصيدلاني: سمعت محمد بن الحسن الشيباني قال: كنت عن مالك فقال لأصحابه: أنظروا أهل المشرق فنزلوهم بمنزلة أهل الكتاب، إذا حدثوكم فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم. (11/326)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 327 ثم رآني، فكأنه استحى فقال: يا أبا عبد الله أكره أن تكون غيبة، كذا أدركت أصحابنا يقولون. فهذه الحكاية عن مالك يريد بها من لم تثبت عدالته منهم، فإنه بلاريب مجهول الحال فلا يعتمد عليه. ومن علم كذبه رد خبره، أما من ثبت صدقه وإتقانه فهم كعلماء المدينة. فلمالك نظرآء في أهل المشرق مثل: شعبة، وحماد بن زيد، ويزيد بن زريع، ولشيوخ مالك نظراء كمنصور، والأعمش، وقتادة، وللقاسم، وسالم، وعروة نظرآء في الجلالة كالشعبي، والنخعي، ومحمد بن سيرين. نعم، الكذابون يندرون بالحجاز، ويكثرون بالعراق. قال البوسنجي: سمعت عبد الله بن عمر بن الرماح قال: دخلت على مالك فقلت: يا أبا عبد الله ما في الصلاة من فريضة وما فيها من سنة فقال مالك: هذا كلام الزنادقة، أخرجوه. وقال أشهب: كنت عند مالك فسئل عن البتة فقال: هي ثلاث، فأخذت ألواحي لأكتب فقال: لا تكتب فعسى في العشي أن أقول إنها واحدة. وقال معن بن عيسى: سمعت مالكاً يقول: إنما أنا بشر أخطيْ وأصيب، فانظروا في رأيي، فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوا به، وما خالف فاتركوه.) إسماعيل بن أبي أويس: حدثني مالك قال: لما أراد يحيى بن سعيد أن يخرج إلى العراق قال لي: أكتب لي مائة حديث من حديث ابن شهاب، فكتبتها له، فأخذها. قلت لمالك: فما قرأها عليك ولا قرأتها عليه قال: لا، هو أفقه من ذلك. منصور بن سلمة الخزاعي: كنت عند مالك فقال له رجل: يا ابا عبد الله أقمت على بابك سبعين يوماً وقد كتبت ستين حديثاً. فقال: ستون حديثاً وكأنه يستكثرها. فقال له الرجل: إنا ربما كتبنا بالكوفة في المجلس ستين حديثاً. قال: وكيف بالعراق دار الضرب، يضرب بالليل وينفق بالنهار. (11/327)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 328 أحمد بن حنبل: نا إسحاق بن الطباع: سألت مالكاً عما يترخص فيه أهل المدينة من الغناء، فقال: إنما يفعله عندنا الفساق. ابن وهب عن مالك قال: سمعت من الزهري أحاديث كثيرة لا أحدث بها أبداً. وقال معن: كان مالك يتحفظ من الباء والتاء. وسمع ابن وهب مالكاً يقول: إن الرجل إذا ذهب يمدح نفسه ذهب بهاؤه. وقال أبو الربيع بن أبي رشدين: نا ابن وهب قال: كنا عند مالك فقال رجل: يا أبا عبد الله، الرحمن على العرش استوى كيف استواؤه فأطرق مالك وأخذته الدحضاء ثم رفع رأسه فقال: الرحمن على العرش استوى كما. وصف نفسه، ولا يقال له كيف، وكيف عنه مرفوع، وأنت رجل سوء صاحب بدعة، أخرجوه، فأخرج الرجل. وقال محمد بن عمرو بن النضر النيسابوري: سمعت يحيى بن يحيى يقول: كنا عند مالك فجاءه رجل فقال: الرحمن على العرش استوى، كيف استوى وذكر نحوه ولفظه فقال الإستواء غير مجهول، والكيف غير معقول. وقال عبد الله بن نافع: قال مالك: الله في السماء وعلمه في كل مكان رواه أحمد بن حنبل، عن سريج بن النعمان، عن ابن نافع. قال عبد الرحمن بن مهدي: سمعت مالكاً يقول: التوقيت في المسح على الخفين بدعة. قلت: قد صح التوقيت، ولكن لم يبلغ مالكاً ذلك.) (11/328)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 329 قال البخاري: أصح الأسانيد مالك، عن نافع، عن ابن عمر. قال ابن عبد البر في تمهيده: هذا كتبته من حفظي أن عبد الله بن عبد العزيز العمري كتب إلى مالك يحضه على الإنفراد والعمل، فكتب إليه مالك إن الله قسم الأعمال كما قسم الأرزاق، فرب رجل فتح له في الصلاة ولم يفتح له في الصوم، وآخر العلم فتح له في الصدقة ولم يفتح له في الصوم، وآخر فتح له في الجهاد. ونشر العلم من أفضل الأعمال، وقد رضيت ما فتح لي فيه، وما أظن ما أنا فيه بدون ما أنت فيه، وأرجو أن يكون كلانا على خير وبر. قلت: ما أحسن ما جاوب العمري عليه بسابق مشيئة الله في عباده، ولم يفضل طريقته في العلم على طريقة العمري في التأله والزهد. قال أبو حاتم الرازي: ثنا عبد المتعال بن صالح صاحب مالك قال:: قيل لمالك: إنك تدخل على السلطان وهم يظلمون ويجورون. قال: يرحمك الله، فأين التكلم بالحق قال موسى بن داوود: سمعت مالكاً يقول: قدم علينا أبو جعفر سنة خمسين ومائة، فدخلت عليه، فقال لي: يا مالك كثر شيبك. قلت: نعم يا أمير المؤمنين، من أتت عليه السنون كثر شيبه. قال لي: مالي أراك تعتمد على قول ابن عمر من بين الصحابة. قلت: كان آخر من بقي عندنا من الصحابة، فاحتاج إليه الناس فسألوه، فتمسكوا بقوله. قال ابن المديني في مراتب أصحاب نافع: أيوب وفضله ومالك وإتقانه، وعبيد الله بن عمر وحفظه. محمد بن عبد الله بن عبد الحكم: سمعت الشافعي يقول: قال لي محمد بن الحسن: أيما أعلم، صاحبنا أو صاحبكم؟ (11/329)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 330 قلت: على الإنصاف. قال: نعم. قلت: أنشدك بالله من أعلم بالقرآن. قال: صاحبكم. قلت: فمن أعلم بالسنة قال: اللهم صاحبكم. قلت: فمن أعلم بأقاويل الصحابة والمتقدمين قال: صاحبكم، يعني مالكاً. قلت: لم يبق إلا القياس، والقياس لا يكون إلا على هذه الأشياء، فمن لم يعرف الأصول على أي شيء يقيس.) أحمد بن سنان: سمعت عبد الرحمن بن مهدي قال: كنا عند مالك، فجاءة رجل فقال: جئتك من مسيرة ستة أشهر، حملني أهل بلادي مسألةً. قال: سل. فسأله عنها، فقال: لا أحسن. قال: فأي شيء أقول لأهل بلادي قال: تقول: قال مالك لا أحسن. قال الفضل بن زياد: سألت أحمد: من الذي ضرب مالك قال: ضربه بعض الولاة في طلاق المكره. كان لا يجيزه، فضربه لذلك. وقال أبو داوود: ضرب جعفر بن سليمان العباسي مالكاً في طلاق المكره، فحدثني بعض أصحاب ابن وهب، عن ابن وهب أن مالكاً ضرب وحلق وحمل على بعير، وقيل له: ناد على نفسك، فنادى: ألا من عرفني فقد عرفني، أنا مالك بن أنس، أقول: طلاق المكره ليس بشيء. (11/330)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 331 قال جعفر: أدركوه أنزلوه. وعن إسحاق الفروي، وغيره قال: ضرب مالك ونيل منه، وحمل مغشياً عليه. فعن مالك قال: ضربت فيما ضرب فيه سعيد بن المسيب ومحمد بن المنكدر، وربيعة، ولا خير فيمن لا يؤذى في هذا الأمر. وعن الليث بن سعد قال: إني لأرجو أن يرفعه الله بكل سوط درجةً في الجنة. قال مصعب بن عبد الله: قال الأصمعي: ضربه جعفر، ثم بعد مشيت بينهما، حتى جعله في حل. سليمان بن معبد: نا الأصمعي قال: قال عمر بن قيس سندل لمالك: يا أبا عبد الله، أنت مرة تخطيء ومرة لا تصيب. قال: كذاك الناس. ثم فطن فقال: من هذا قيل: أخو حميد بن قيس، فقال: لو علمت أن لحميداً أخاً مثل هذا ما رويت عن حميد. عن ابن وهب: أن منادياً نادى بالمدينة: ألا لا يفتي الناس إلا مالك، وابن أبي ذئب. حرملة: نا ابن وهب: سمعت مالكاً، وقال له رجل: طلب العلم فريضة قال طلب العلم حسن لمن رزق خيره، وهو قسم من الله تعالى.) وقال: لا يكون إماماً من حدث بكل ما سمع. وقال: إن حقاً على من طلب العلم أن يكون له وقار وسكينة وخشية، وأن يكون متبعاً لأثر من مضى قبله. (11/331)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 332 قال الرمادي: ثنا القعنبي، وسئل: كم أتى على مالك. قال: سمعتهم يقولون: تسع وثمانون سنة. قال: ومات رضي الله عنه سنة تسع وسبعين ومائة، وعرضت عليه سنة إحدى وستين. قال إسماعيل بن أبي أويس: اشتكى مالك: فسألت بعض أهلنا عما قال عند الموت. قالك تشهد ثم قال: لله الأمر من قبل ومن بعد. وتوفي صبيحة أربع عشرة من ربيع الأول فصلى عليه أمير المدينة عبد الله بن محمد بن إبراهيم الملقب بالإمام بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس العباسي وأمه زينب بنت سليمان العباسية وكان الأمير عبد الله يعرف بأمه، يقال له ابن زينب. رواها محمد بن سعد، عن إسماعيل: ثم قال: وسألت مصعباً الزبيري فقال: بل توفي في صفر. وأخبرني معن بن عيسى بمثل ذلك. وقال أبو مصعب الزهري: مات لعشر مضت من ربيع الأول. وقال ابن سحنون: مات في حادي عشر ربيع الأول. وقال ابن وهب: مات لثلاث عشرة خلت من ربيع الأول. واتفقوا على سنة تسع. ومناقب مالك وسيرته يطول شرحها. وقد أفردت له ترجمةً في جزء ضخم، وكذا أفردت ما وقع لي عالياً من حديثه في جزء. وقد سمعنا موطأ ابن مصعب عنه بالإجازة العالية، أو موطأ القعنبي، وموطأ يحيى بن بكير، وموطأ سويد بن سعيد الثلاثة بالإتصال والله أعلم. 4 (مبارك بن سحيم البصري ق.) (11/332)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 333 له نسخة عن مولاه عبد العزيز بن صهيب. روى عنه: سويد بن سعيد، ومحمد بن يحيى بن أبي سمينة، وحفص بن عمرو الربالي، وجماعة. والظاهر أنه مات سنة بضع وثمانين ومائة، وهو هالك. قال أبو زرعة: ما أعرف له حديثاً صحيحاً.) وقال النسائي: لا يكتب حديثه. وقال عبد الله بن أحمد: عرضت على أبي أحاديث مبارك بن سحيم التي نا بها سويد، فأنكرها ولم يحمده، وأظنه قال: ليس بثقة. وقال البخاري: منكر الحديث. العقيلي: نا يوسف بن موسى، نا علي بن الدرهمي، نا مبارك أبو سحيم، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ما من قبيلتين مسلمتين التقيا بأسيافهما إلا كان القاتل والمقتول في النار. (11/333)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 334 4 (مبارك بن سعيد بن مسروق الثوري د. ت.) أبو عبد الرحمن الكوفي الضرير، أخو سفيان. روى عن: أبيه، وأخيه، وعاصم بن أبي النجود، وموسى الجهني، وعمرو بن قيس الملائي. وعنه: إبراهيم بن موسى الرازي، وأبو عبيد، ويحيى بن معين، وعبد الله بن عون الخراز، والوليد بن شجاع السكوني، والحسن بن عرفة، وجماعة. قال أبو حاتم: ما به بأس. وقال ابن معين: ثقة. وقال مطين: مات في أول سنة ثمانين ومائة. 4 (المبارك بن مجاهد.) (11/334)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 335 أبو الأزهر المروزي، نزيل الري. عن: هشام بن عروة، وموسى بن عقبة، وعبيد الله بن عمر. وعنه: سلمة الأبرش، وعصام بن يوسف البلخي. قال قتيبة: كان قدرياً، وضعفه جداً. 4 (مجاشع بن عمرو.) عن: ليث بن أبي سليم، وهارون بن محمد، وعبيد الله بن عمر، وغيرهم. وعنه: بقية، وعثمان بن عبد الرحمن الوقاصي، ويزداد بن أسد الدينوري. كذبه ابن معين. وقال ابن حبان: كان يضع الحديث. كذا نقله ابن الجوزي.) (11/335)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 336 4 (مجمع بن أيوب د. ت.) مر سنة ستين ومائة. 4 (محرز، ويقال محرر بالإهمال، بن هارون القرشي التميمي المدني ت.) عنده ثلاثة أحاديث عن: عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة. وعنه: ابن أبي فديك، ويعقوب بن محمد الزهري، وأبو مصعب الزهري. قال البخاري: منكر الحديث. وقد حسن له، الترمذي، ووهاه غيره، والجمهور على تضعيفه. 4 (محمد بن أبان بن صالح.) (11/336)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 337 أبو عمر الجعفي، مولاهم الكوفي، جد عبد الله بن عمر مشكدانة روى عن: عاصم بن بهدلة حروفة.. روى عن: أبي إسحاق، وحماد بن أبي سليمان. وعنه: نعيم بن يحيى السعيدي، والطيالسيان، ويحيى الحماني، وعبد الحميد بن صالح، وغيرهم. ضعفه ابن معين، وأبو داوود. ويقال أيضاً القرشي، لأن ولاءه لعثمان بن عفان. مات سنة إحدى وسبعين ومائة. وأبوه فثقة يروي عن مجاهد. (11/337)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 338 4 (محمد بن إبراهيم بن دينار المدني الفقيه خ.) كان يفتي في حياة مالك، ومات بعده. يؤخر. 4 (محمد بن إسماعيل بن رجاء الزبيدي الكوفي.) عن: منصور، وليث، وأبي إسحاق الشيباني. وعنه: أحمد بن يونس، ويحيى الحماني، وعباد الرواجني، وغيرهم. قال أبو حاتم: شيخ صالح الحديث. وقال غيره: شيعي. قلت: له في خصائص علي شيء.) 4 (محمد بن أنس الكوفي د.) مولى عمر بن الخطاب. سكن الدينور، وروى عن: حصين بن عبد الرحمن، وسهيل بن أبي صالح، والأعمش. وعنه: علي بن بحر القطان، وإيراهيم بن موسى الرازي. (11/338)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 339 صدوق استشهد به البخاري. وحدث سنة خمس وسبعين ومائة. وقد تفرد بأحاديث ولم يترك. وجريرالضبي عمه. 4 (محمد بن أيوب بن ميسرة بن حلبس.) أبو بكر الجبلاني الدمشقي. عن: أبيه. وعنه: أبو مسهر، ومحمد بن المبارك الصوري، وهشام بن عمار، وآخرون. قال أبو حاتم: لا بأس به. وأبوه صالح الحديث. 4 (محمد بن ثابت العبدي.) أبو عبد الله البصري. (11/339)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 340 عن: عطاء بن أبي رباح، وعمرو بن دينار، ونافع العمري، ومحمد بن واسع، وطائفة. وعنه: خلف البزار، وأحمد بن إبراهيم الموصلي، وقتيبة، وأبو الربيع الزهراني. قال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن معين: ليس بشيء. وممن حدث عنه عبد الرحمن بن مهدي، لكن قال ابن عدي، عامة أحاديثه لا يتابع عليها. 4 (محمد بن ثابت البناني ت.) قد ذكر، وهو قديم الموت. 4 (محمد بن جابر اليمامي د. ق.) (11/340)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 341 الضرير الحنفي السحيمي، أخو أيوب بن جابر. روى عن: قيس بن طلق، ويحيى بن أبي كثير، وعطية العوفي، وحبيب بن أبي ثابت، وسماك بن حرب، وأبي إسحاق.) وعنه: أيوب السختياني: وهو من شيوخه. وابن عون مع تقدمه، وسفيان، وشعبة، ويحيى بن يحيى، ومسدد، ولوين، وإسحاق بن أبي إسرائيل، ومحمد بن زنبور المكي، وعدة. وأصله كوفي فيما قيل. وضعفه ابن معين، والنسائي، وغيرهما. وقال أبو حاتم: ساء حفظه في الآخر، وذهبت كتبه. وقال البخاري، وغيره: ليس بالقوي. (11/341)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 342 قال أحمد بن حنبل: ثنا عتاب بن زياد قال: قدم ابن المبارك على محمد بن جابر وهو يحدث بمكة سنة ثمان وستين ومائة، فقال: يا شيخ حدث من كتبك، فقال: من هذا قيل له: عبد الله بن المبارك، فأرسل له كتبه. قال إسحاق بن إسرائيل: نا محمد بن جابر، نا قيس بن طلق، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم في مس الذكر قال: إنما هو منك. بندار، نا غندر، نا شعبة، عن محمد بن جابر، بهذا. ورواه قاسم بن يزيد، عن الثوري، عنه. وقال محمد بن عمرو، عن بن أبي مذعور: نا عبد الوهاب الثقفي، عن هشام، عن محمد بن جابر. وقال ابن عدي: ورواه عكرمة بن عمار، وعبد الله بن بدر، وغيرهما، عن قيس بن طلق. (11/342)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 343 4 (محمد بن داب المدني د. ت.) عن: صفوان بن سليم، وابن أبي ذئب. وعنه: عبد الله بن عاصم، ومحمد بن سلام الجمحي. كذبه أبو زرعة، وابن حيان. وعيسى بن داب، مر. 4 (محمد بن دينار الأزدي الطاحي البصريد. ت.) أبو بكر. عن: يونس بن عبيد، وهشام بن عروة، ومعمر. وعنه: عفان، و القعنبي و قتيبة، محمد بن عبيد بن حساب. (11/343)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 344 قال أبو زرعة: صدوق.) وقال ابن عدي: ينفرد بأشياء، وهو صدوق. 4 (محمد بن زياد اليشكريت..) أبو مصعب الكوفي الطحان. ويعرف أيضاً بالميموني روى عن: ميمون بن مهران، وأبي ظلال القسملي، و أبي عجلان. وعنه: شيبان بن فروخ، وعقبة بن مكرم، والوليد بن شجاع، والربيع بن ثعلب. قال أحمد: كذاب أعور يضع الحديث. وقال الفلاس: سمعته يقول: أنا ميمون بن مهران، عن ابن عباس مرفوعاً: زينوا مجالس نسائكم بالمغزل. ثم قال الفلاس: هو كذاب. وقال الجوزجاني: كان كذاباً خبيثاً. (11/344)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 345 قلت: وله بهذا الإسناد: اتخذوا الحمام المقاصيص فإنها تلهي الجن عن صبيانكم. وبه قال: سمن البقر وألبانها ولحومها داء. 4 (محمد بن سليمان بن علي.) (11/345)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 346 هو أمير البصرة، وابن عم المنصور والذي ثبت دولتهم بعدله وبلائه يوم باخمرا وكان قتل إبراهيم بن عبد الله بن حسن على يده. وولي أيضاً إمرة فارس وكان بطلاً شجاعاً ممدحاً وكان الرشيد يجله ويبالغ في إكرامه. وقد ولي أيضاً الكوفة قيل إن الرشيد استولى على تركته واصطفاها، فكانت بنحو خمسين ألف و ألف درهم. وكان مولده، بالحميمة من الشام سنة اثنتين وعشرين ومائة. قال الخطيب: كان عظيم قومه. وقال البخاري: محمد بن سليمان عن أبيه عن جده في مسح رأس الصبي، منقطع سمع منه: صالح الناجي. قال أبو نعيم: جاء رجل من قبل محمد بن سليمان بن علي إلى الأعمش يسلم عليه ويستعرض حوائجه فسكت الأعمش وقال: قد علم حال الناس وما نحب أن نعلمه بشيء، فأرسل إليه أربعمائة درهم.) حكى العمري الكاتب أن رجلاً أدعى النبوة أيام محمد بن سليمان، فأدخل إليه وهو مقيد، فقال له: أنت نبي. قال: نعم. قال: ويلك من غرك قال: أبهذا تخاطب الأنبياء يا جاهل، والله لولا لأني مقيد لأمرت جبريل أن يدمدمها عليك. قال له: فالموثق لا يجاب؟ (11/346)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 347 قال: أجل، الأنبياء خاصة أذا قيدت لم يرتفع دعاؤها. فضحك وقال: متى قيدت قال: اليوم قال: فنحن نطلقك وتأمر جبريل فإن أطاعك آمنا بك. قال: صدق الله. فلا وربك لا يؤمنون حتى يروا العذاب الأليم فإن شئت فافعل. فأطلق، فلما وجد رائحة العافية قال: يا جبريل، ومد بها صوته، ابعثوا من شئتم، فما بيني وبينكم عمل. هذا محمد بن سليمان في عشرين ألفاً، ودخله كل يوم مائة ألف، وأنا وحدي، ما ذهب لكم في حاجة إلا كشحان. أبو العيناء قال: قال العباس: دخل فزارة صاحب المظالم على محمد بن سليمان يعوده، فقال له: خذ من الخلنجين مقدار فارة، ومن دواء الكركم مقدار خنفساء، وسوطه بمقدار محجمة من ماء، فإذا صار كالمخاط فتحساه. فقال: أفعل إن غلبت على عقلي، وإلا فلا. قال: تجلد، أعزك الله. قال: الصبر على ما بي أهون. قال ابن أبي الدنيا: ثنا أبو محمد العتكي: حدثني الحسين مولى آل سليمان بن علي قال: لما احتضر محمد بن سليمان كان رأسه في حجر أخيه جعفر، فقال جعفر: وا انقطاع ظهري. فقال محمد: وا انقطاع ظهر من يلقى الحساب غداً. يا ليت أمك لم تلدني، وليتني كنت حمالاً، وأني لم أكن فيما كنت فيه. وقيل: إن نساك البصرة هموا بتوبيخ محمد بن سليمان، وقام رجل منهم فوعظه وهو على المنبر،) فخنقت محمداً العبرة، فلم يقدر أن يخطب، فقام أخوه إلى جنبه، فتكلم عنه فأحبه النساك وقالوا: مؤمن مذنب. (11/347)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 348 قال محمد بن جرير: مات في جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين ومائة، واصطفى الرشيد عامة ما خلف. 4 (محمد بن سليمان بن أبي ضمرة الحمصي.) عن: نافع العمري، وراشد بن سعد، وجماعة. وعنه: بقية، والوحاظي يحيى، ومحمد بن بكار بن بلال، وابنه نصر بن محمد بن سليمان، وآخرون. قال أبو حاتم: نا عنه الوحاظي بأحاديث مستقيمة. قلت: مات سنة ثمانين ومائة. 4 (محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبيد الله بن أبي مليكة القرشي التميمي المليكي) المدني. وهو أبو غرارة، زوج جبرة الخزاعية. وروى عن: عم أبيه، وعن عبيد الله بن عمر، وغيرهما. (11/348)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 349 وعنه: أحمد بن محمد الأزرقي، ومسدد، والمقدمي، وإبراهيم بن محمد الشافعي. قال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن حبان: لا يحتج به. وقال أحمد بن حنبل، وأبو زرعة: لا بأس به. 4 (محمد بن عبد الرحمن بن أبي الزناد المدني.) عاش بعد أبيه ليالي، وهو أصغر من أبيه بسبع عشرة سنة. سمع: هشام بن عروة وطبقته. ولم يحدث عنه إلا الواقدي. وقد وثقه ابن سعد، وأطنب في وصفه. وضعفه ابن معين. (11/349)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 350 4 (محمد بن عبد الرحمن القشيري الكوفي ق.) ) نزيل بيت المقدس. عن: سليمان بن بريدة، وأبي الزبير، وحميد الطويل، وخالد الحذاء. وعنه: بقية، وأبو ضمرة، وسليمان بن عبد الرحمن ابن بنت شرحبيل. وهو كمجهول، وأحاديثه ساقطة. وقال ابن الجوزي: كذاب. قلت: وهو متروك الحديث. 4 (محمد بن عمار بن حفص بن عمر بن سعد القرظ بن عائذ الأنصاري السعدي. ت.) مؤذن مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، ويلقب بكشاكش. روى عن: سعيد المقبري، وصالح مولى التوءمة، وأسيد البراد، وشريك بن أبي نمر. وعن جده لأمه محمد بن عمار المؤذن. وعنه: ابن أبي فديك، وسعيد بن منصور، وعلي بن حجر، وسويد بن سعيد، وغيرهم. وثقه ابن المديني، وغيره. (11/350)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 351 وذكره البخاري في الضعفاء، فما تكلم فيه، بل ذكر له حديثاً لم يتقنه. 4 (محمد بن مسلم الطائفيم. ع.) أبو عبد الله المكي. عن: عمرو بن دينار، وإبراهيم بن ميسرة، وابن طاووس، وعبد الله بن أبي نجيح. وعنه: أسد بن موسى، وسعيد بن أبي مريم، والقعنبي، ويحيى بن يحيى، وقتيبة بن سعيد، وعدة. (11/351)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 352 قال عبد الرحمن بن مهدي: كتبه صحاح. وقال أحمد: ضعيف، وما أضعف حديثه. وقال ابن عدي: له غرائب، ولم أر له حديثاً منكراً. قال معروف بن واصل: رأيت الثوري بين يدي محمد بن مسلم الطائفي يكتب. وعن عبد الرزاق قال: سمعت محمد بن مسلم يقول: إذا رأيت سفيان الثوري فسل الله الجنة، وإذا رأيت العراقي فاستعذ بالله. قلت: مات سنة سبع وسبعين ومائة. 4 (محمد بن عيينة بن أبي عمران الهلالي الكوفي.) ) أخو سفيان. روى عن: أبي حازم المديني، وعن: شعبة. ومات قبل أوان الرواية. حدث عنه: يحيى بن سعيد القطان، وزافر بن سليمان بن حرب، وأبو (11/352)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 353 سلمة المنقري، وخالد بن خداش. محله الصدق. 4 (محمد بن موسى الفطري المدينيم. ع..) أبو عبد الله. مولى الفطريين موالي بني مخزوم. عن: سعيد المقبري، وعبد الله بن عبد الله بن أبي طلحة، ومحمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، ويعقوب بن سلمة الليثي، وعون بن محمد بن الحنفية، وسعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة. وعنه: عبد الرحمن بن مهدي، وابن أبي فديك، وإسحاق الفروي، وقتيبة بن سعيد. وثقه الترمذي. وقال أبو حاتم: صدوق يتشيع. 4 (محمدبن النضر.) (11/353)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 354 أبو عبد الرحمن الحارثي الكوفي عابد أهل الكوفة في زمانه. روى عن الأوزاعي يسيراً وعنه: عبد الرحمن بن مهدي، وأبو نصر التمار. قال ابن المبارك: كان إذا ذكر له الموت اضطربت مفاصله. وقال بعضهم: شهدت غسل محمد بن النضر، فلو سلخ كل لحم عليه ما كان رطلاً. وعن أبي الأحوص سلام بن سليم قال: كان محمد بن النضر جعل على نفسه أن لا ينام قبل موته بثلاث سنين، إلا ما غلبت عينه. قال عبثر بن القاسم: اختفى محمد بن النضر عندي من الوزير يعقوب بن داوود في هذه العلية أربعين ليلةً، فما رأيته نائماً ليلاً ولا نهاراً. قال أحمد بن حنبل: ثنا عبد القدوس بن بكر، عن محمد بن النضر قال: أول العلم الإنصات، ثم الإستماع له، ثم حفظه، ثم العمل به، ثم بثه.) 4 (مرثد بن عامر الهنائي.) عن: كلثوم بن خير، وبشر بن حرب. وعنه: مسدد، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وحرمي بن حفص، وقتيبة ابن سعيد. (11/354)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 355 سئل عنه أحمد بن حنبل فقال: لا أعرفه. 4 (مرزوق بن عبد الرحمن.) بصري. عن: ابن سيرين، وقتادة. وعنه: التبوذكي، ويحيى بن يحيى، وسعدويه، وشيبان. صالح الحديث. 4 (مسعود بن سعد الجعفي الكوفي.) أبو سعد. عن: عطاء بن السائب، والأعمش، ومطرف بن طريف، ويزيد بن أبي زياد. وعنه: أبو نعيم، وإسماعيل بن أبان الوراق، وأبو غسان النهدي، وعبد العزيز بن الخطاب. قال يحيى بن معين: كان من خيار عباد الله وكان ابن عم زهير بن معاوية. (11/355)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 356 وقال أبو حاتم: يكتب حديثه. 4 (مسكين بن صالح.) أبو حفص الأنصاري، مؤذن بيت المقدس. عن: سعيد المقبري، وعروة بن رويم. وعنه: بشر بن الحكم النيسابوري، وأبو نصر التمار، ونصر بن علي الجهضمي، وغيرهم. 4 (مسكين بن ميمون.) مؤذن الرملة. عن: عروة بن رويم. وعنه: سعيد بن منصور، وهشام بن عمار، ويزيد بن خالد بن موهب الرملي. 4 (مسلم بن خالد المكي الفقيه د. ق.) (11/356)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 357 أبو خالد الزنجي مولى بني مخزوم.) روى عن: الزهري، وابن أبي مليكة، وعمرو بن دينار، وأبي طوالة، وعتبة بن مسلم، وزيد بن أسلم، وهشام بن عروة، وابن جريح. وروى حرف عبد الله بن كثير عنه، نقله سماعاً منه: الشافعي، وأحمد بن يونس اليربوعي. وتفقه به: الشافعي وهو الذي أذن له في الفتيا وروى عنه: هو، ومروان بن محمد، والحميدي، ومسدد، وإبراهيم بن موسى الفراء، والحكم بن موسى، وهشام بن عمار، وعدة. قال ابن معين: ليس به بأس. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: لا يحتج به. وقال ابن عدي: حسن الحديث، أرجو أنه لا بأس به. (11/357)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 358 قال سويد: سمي الزنجي لسواده، خالفه ابن سعد، وغيره فقالوا: كان أشقر، ولقب بالزنجي بالضد. قال أحمد بن محمد الأزرقي: كان فقيهاً عابداً يصوم الدهر وقال أبو داوود: ضعيف. قلت: مولده سنة مائة، ومات سنة ثمانين ومائة. قال إبراهيم الحربي: كان مسلم الزنجي فقيه مكة، وإنما الزنجي لأنه كان أشقر مثل البصلة. وقال ابن أبي حاتم: هو إمام في الفقه، كان أبيض مشرباً حمرة، وإنما لقب بالزنجي لمحبته التمر. قالت جاريته: ما أنت إلا زنجي لأكل التمر. 4 (مسلمة بن جعفر البجلي الأحمسي الكوفي الأعور.) عن: الركين بن الربيع، وعمرو بن قيس، وأرطأة، وغيرهم. وعنه: يحيى بن يمان، وأبو نعيم، ومالك بن إسماعيل، ومحمد بن عمران بن أبي ليلى. (11/358)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 359 ضعفه أبو الفتح الأزدي. روى في ناكح يده. 4 (مسلمة بن علقمة المازني.) أبو محمد البصري إمام مسجد داوود بن أبي هند. روى عن: يزيد الرقاشي، وداوود. وعنه: سليمان الشاذكوني، وبشر بن معاذ، والحسن بن عرفة، وعلي بن المديني، وجماعة.) وثقه ابن معين. وقال أحمد بن حنبل: ضعيف، يحدث عن داوود بمناكير. لم يكن يحيى بن سعيد بالراضي عنه. (11/359)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 360 4 (مسلمة بن قعنب د.) عن: أيوب السختياني، وهشام بن عروة، ويونس بن عبيد. وعنه: ابناه إسماعيل، وعبد الله القعنبي، ويوسف بن خالد السهمي. وهو صدوق. 4 (مطر بن عبد الرحمن العنزيد.) أبو عبد الرحمن الأعنق، شيخ بصري معمر. روى عن: أبي العالية الرياحي، والحسن، ومعاوية بن قرة، وجدته أم أبان بنت الوازع. وعنه: أبو داوود الطيالسي، وموسى بن إسماعيل، ومحمد بن عيسى الطباع، وقتيبة بن سعيد. قال أبو حاتم: محله الصدق. (11/360)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 361 4 (مشمعل بن ملحان.) أبو عبد الله الطائي الكوفي. عن: حجاج بن أرطأة، ومحمد بن عمرو. وعنه: أبو العوام الرياحي، وأبو إبراهيم الترجماني، وبشر بن آدم. قال ابن معين صالح. وضعفه الدارقطني. 4 (معاوية بن عبد الكريم الضال.) أبو عبد الرحمن الثقفي البصري. ضل في طريق مكة فلقب بالضال. روى عن: بكر بن عبد الله، والحسن، وابن بريدة، ومحمد بن سيرين، وعطاء بن أبي رباح. (11/361)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 362 وعنه: عبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن يحيى، وقتيبة، وعلي بن المديني، واحمد بن إبراهيم الموصلي، ومحمد بن عبيد بن حسان بن ومحمد بن موسى الحرشي، وإبراهيم بن موسى الفراء، ولوين. وهو من موالي أبي بكر الثقفي.) ويقال إنه حج وكان في رفقته آخر إسمه بآسمه فكانوا ربما نادوا هذا، فيجيب هذا، فقالوا: الضال، ليفرقوا بينهما. حكى معنى ذلك أبو حاتم. وثقه أحمد، وابن معين. قال أحمد بن حنبل: ما أثبت حديثه، ما أصح حديثه. فقيل لأحمد: بعض ما رواه عن عطاء لم يسمعه، فأنكر هذا. وقال أبو حاتم: صالح الحديث. وأنكر على البخاري إخراجه في الضعفاء. قلت: لم أره في الضعفاء للبخاري، فلعله أسقطه بعد. وقيل: إن أبا حاتم قال: لا يحتج به. ولم يذكره العقيلي، ولا الدولابي، ولا أحد في الضعفاء. (11/362)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 363 وقال النسائي: ليس به بأس، ولكن ما خرج له أحد من الستة، بل علق له البخاري. توفي سنة ثمانين. 4 (معاوية بن ميسرة.) عن: الحكم بن عتيبة. وعنه: قتيبة، وعثمان بن أبي شيبة، ويحيى بن سليمان، وجماعة. وهو حفيد شريح قاضي الكوفة. بقي إلى حدود سنة ثمانين ومائة. معاوية بن يحيى الصدفي. مر 4 (معاوية بن يحيى س. ق.) (11/363)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 364 أبو مطيع الأطرابلسي ثم الدمشقي. عن: أبي الزناد، وخالد الحذاء وأرطأة بن المنذر، وليث بن أبي سليم، وجماعة. وعنه: بقية، وعلي بن عياش، وعبد الله بن يوسف التنيسي، وإسحاق بن إبراهيم الفراديسي، وهشام بن عمار. قال دحيم، وغيره: لا بأس به.) وقال أبو حاتم: صدوق. قلت: له غرائب وإفراد، وقد قال الدارقطني: هو أكثر مناكير من الصدفي. قلت: وقد تقدم أن الصدفي ضعيف. وقال الغلابي، عن ابن معين: إن الطرابلسي أقوى من الصدفي. وقال أبو زرعة: أبو مطيع هذا ثقة مستقيم الحديث. وكذا وثقه صالح جزرة، وأبو علي النيسابوري. وقال أبو القاسم البغوي: ضعيف. روى إبراهيم بن الجنيد، عن ابن معين: صالح ليس بذاك. وقد خبط ابن حبان وخلط ترجمة هذا بهذا في كتاب الضعفاء. (11/364)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 365 وهو دمشقي نزل طرابلس. 4 (معروف بن عبد الله الدمشقي.) أبو الخطاب الخياط، أحد الضعفاء. مولى عبيد الأموي الأعور، وقيل بل هو من موالي وائلة بن الأسقع. روى عن: واثلة. وعنه: الوليد بن مسلم، ويحيى بن بشر الحريري، ولوين، ودحيم، وعلي بن حجر وهشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن، وآخر من حدث عنه شيخ ابن جوصا عمر بن حفص الخياط. قال البخاري في تاريخه: معروف أبو الخطاب مولى بني أمية، رأى واثلة يشرب الفقاع. وساق ابن عدي له عدة أحاديث وقال: عامة ما يرويه لا يتابع عليه. وذكر مسلم، وأصحاب الكنى أن معروفاً رأى واثلة. (11/365)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 366 وسأل ابن أبي حاتم أباه عنه فقال: ليس بقوي. 4 (معلى بن هلال الكوفي الطحانق.) عن: عبد الله بن محمد بن عقيل، ومنصور بن المعتمر، وأبي إسحاق، وعبد الله بن أبي نجيح، وغيرهم. وعنه: عبد الله بن رجاء الغداني، وعلي بن سعيد بن مسروق، وعبد الله بن عامر بن زرارة، ومحمد بن عبيد المحاربي، وجماعة.) قال أحمد: كذاب. وقال ابن معين: معروف بوضع الحديث. وقال البخاري: تركوه. (11/366)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 367 وقيل إنه كان متعبداً يصلي في اليوم مائة ركعة. قال علي بن المديني: سمعت أبا أحمد الزبيري يقول: حدث سفيان بن عيينة عن معلى الطحان ببعض حديث ابن أبي نجيح فقال: ما أحوج صاحب هذا إلى أن يقتل. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال مرة: كذاب. وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات. وكان غالياً في التشيع يشتم الصحابة، لا تحل الرواية عنه بحال. خالد بن مرداس. نا معلى بن هلال، عن محمد بن سوقة، عن ابن المنكدر، عن جابر: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون الإمام مؤذناً. قال البخاري: معلى ذاهب الحديث. ثنا ابن أبي القاضي، ثنا محمد ين يعلى الهروي، نا المعلى بن هلال، عن سليمان التميمي، عن أنس مرفوعاً: أن ملكاً موكلاً بالقرآن، فمن قرأه فلم يقمه قومه الملك، ثم رفعه مقوماً. (11/367)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 368 4 (المغيرة بن عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد بن حزام بن خويلد الأسدي الحزامي) المدنيع. ويلقب بقصي. عن: أبي الزناد وهو مكثر عنه، وعن سالم أبي النضر، والمطلب بن عبد الله بن حنطب، وعبد المجيد بن سهيل. وعنه: سعيد بن أبي مريم، والقعنبي، وخالد بن خداش، ويحيى بن يحيى بن بكير، وسعيد بن منصور، وقتيبة، وآخرون. وهو ثقة، شريف، كبير القدر. (11/368)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 369 قيل كان علامة بالنسب. قال أبو داوود: لا بأس به.) وعن ابن معين قال: ليس بشيء. قلت: حديثه متفق عليه، لكن له ما ينفرد به وينكر عليه. فمن ذلك: عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعاً: قضى باليمين مع الشاهد. أخرجه النسائي. وقال محمد بن عوف: إن أحمد بن حنبل قال: ليس في الباب اصح من هذا الحديث. وبه عن النبي صلى الله عليه وسلم: اتقوا المجذوم كما يتقى الأسد. وهذا بما لم يتابع عليه. أما: مغيرة بن عبد الرحمن المخزومي. فسيذكر في الطبقة الآتية. 4 (مفضل بن صالح ت.) (11/369)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 370 أبو جميلة النخاس، الكوفي ويكنى أيضاً أبا علي. روى عن: أبان بن تغلب، ومحمد بن المنكدر، وأبي إسحاق السبيعي، وعمرو بن دينار، وغيرهم. وعنه: سويد بن سعيد، ومحمد بن عمر بن الوليد، وإسماعيل بن أبان الوراق، وعلي بن عبد الله الدهان. قال البخاري، وغيره: منكر الحديث. وقال ابن حبان: يروي المقلوبات عن الثقات حتى يسبق إلى القلب أنه المعتمد لذلك. 4 (المفضل بن يونس الكوفي د.) (11/370)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 371 أبو يونس الجعفي. عن: الأوزاعي، وإبراهيم بن ادهم، وأبي جناب الوليد بن بكير. وعنه: أبو أسامة: وابن المبارك، وهما أكبر منه، لكنه مات شاباً. وممن روى عنه: عبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن عبد الوهاب القتاد، وخلف بن تميم، وآخرون. وثقه أبو حاتم ثم قال: لما نعي المفضل لابن المبارك قال: وكيف تقر العين بعد المفضل قلت: له حديث واحد في سنن أبي داوود. مات سنة ثمان وسبعين ومائة. 4 (المنذر بن زياد.) ) أبو يحيى الطائي البصري. سمع: محمد بن المنكدر، وعمرو بن دينار، وزيد بن اسلم، والوليد بن سريع. وعنه: محمد بن صبهان، وعبد الله بن محمد العبادي، وأبو حفص الفلاس، ويزيد بن النضر، وآخرون. له مناكير قليلة. قال أبو حفص الفلاس: كان كذاباً. وقال الدارقطني: متروك الحديث. (11/371)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 372 4 (المنذر بن عبد الله بن المنذر بن المغيرة القرشي الأسدي الحزامي المدني.) والد إبراهيم بن المنذر. عن: هشام بن عروة، وموسى بن عقبة، وداوود بن قيس الفراء. وعنه: ابن وهب، وأصبغ بن الفرج، ومصعب بن عبد الله الزبيري، والواقدي، وغيرهم. ولم يلحق ابنه السماع منه. وكان من سروات قريش وفضلائها له ورع وعبادة. دعاه المهدي إلى قضاء المدينة فامتنع. وروى قدامة بن محمد أنه مات سنة إحدى وثمانين ومائة، فيؤخر وثقه ابن حبان. 4 (منصور بن أبي الأسود الكوفيد. ت. ن.) عن: مغيرة بن مقسم، والمختار بن فلفل، وحصين بن عبد الرحمن، وسليمان الأعمش. (11/372)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 373 وعنه: عبد الرحمن بن مهدي، ومعن القزاز، وسعدويه، وداوود بن عمرو الضبي، وأبو الربيع الزهراني. قال ابن معين: ليس به بأس. كان من الشيعة الكبار. وقال أبو حاتم: يكتب حديث. 4 (منصور بن عبد الحميد.) أبو رياح. شيخ من أهل الجزيرة، سكن مرو. من موالي عمار بن ياسر، وزعم أنه لقي الصحابة. يروي عن: أبي امامة، وابن عمرو أبي هريرة، وأنس بن مالك، وطاووس، ومكحول، وغيرهم. هكذا ذكره ابن أبي حاتم.) وعنه: سلمة بن سليمان، ومعاذ بن أسد المروزيان، وعبد الله بن موسى الخاني. قال ابن حبان: له عن أبي أمامة نسخة موضوعة نحو ثلاثمائة حديث، لا تحل الرواية عنه. وقال قتيبة: سمعت عمر بن هارون يقول: لما قدم أبو رياح بلخ كان يروي عن أبي أمامة، فخرج أطروش بالسحر، فلقيه رجل فقال: أين تريد قال: أريد هذا الذي لقي جبريل وميكائيل. 4 (منصور.) أبو أمية. (11/373)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 374 عن: مولاه عمر بن عبد العزيز، ورجاء بن حيوة، ومكحول. وعنه: داوود بن رشيد، وعبد الجبار بن عاصم النسائي. 4 (منصور النمري الشاعر.) من فحول الشعراء، يعد من طبقة سلم الخاسر، ومروان بن أبي حفصة. ومن شعره في الرشيد: (ما تنقضي حسرة مني ولا جزع .......... إلا ذكرت شباباً ليس يرتجع)

(ما كنت أوفي شبابي كنه غرته .......... حتى انقضى فإذا الدنيا له تبع) منها: (إن المكارم والمعروف أودية .......... أحلك الله منها حيث تجتمع) ويقال إن هارون الرشيد أجازه بمائة ألف. وهو القائل فيه: (جعل القرآن إمامه ودليله .......... لما تخيره القرآن إماما) (11/374)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 375 4 (المنكدر بن محمد بن المنكدر التيمي المدني ت.) عن: أبيه، والزهري، وصفوان بن سليم. وعنه: ابنه عبد الله، والقعنبي، وإبراهيم بن موسى الرازي، وقتيبة بن سعيد، ويحيى الحماني. ضعفه النسائي. وقال أبو حاتم: كان رجلاً صالحاً كثير الخطأ. وقال ابن حبان: قطعته العبادة عن مراعاة الحفظ.) مات سنة ثمانين ومائة. (11/375)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 376 4 (مهدي بن ميمون ع.) أبو يحيى الأزدي المعولي، مولاهم البصري. عن: محمد بن سيرين، وأبي رجاء العطاردي، وعبدان بن جرير، وأبي الوازع جابر بن عمرو الراسبي، والحسن البصري، وواصل الأحدب، وواصل مولى ابن عيينة، وعدة. قرأ القرآن على شعيب بن الحبحاب، وهو من مشيخة يعقوب الحضرمي، الذي عرض عليهم الكتاب العزيز. وعنه: يحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، ومسدد، وأبو الوليد، وعارم، وموسى التبوذكي، وعبد الله بن محمد بن أسماء، وهدبة بن خالد، وعبد الله بن معاوية الجمحي. وحدث عنه من القدماء: هشام بن حسان، وغيره. وثقه شعبة، وأحمد بن حنبل. (11/376)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 377 وذكر ابن سعد أنه كان كردياً. مات سنة اثنتين وسبعين ومائة. 4 (مهدي بن هلال البصري.) عن: يونس بن عبيد، ويعقوب بن عطاء بن أبي رباح، وعيسى بن المطلب، ونحوهم. وعنه: ابنه محمد، وحمدان بن عمر الضرير، وأحمد بن خلاد القطان. قال يحيى بن معين، كذاب يضع الحديث، صاحب بدعة. وقال يحيى القطان: غير ثقة. وقال أبو بكر الأعين: حدثني علي بن المديني: سمعت يحيى القطان يقول: ما أشهد على أحد أنه كذاب إلا على إبراهيم بن أبي يحيى، ومهدي بن هلال، فإني أشهد أنهما كذابان. (11/377)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 378 4 (موسى بن أعين من عدا ت.) الإمام أبو سعيد الجزري الحراني مولى بني عامر بن لؤي. روى عن: عطاء بن السائب، ويزيد بن أبي زياد، وليث بن أبي سليم، وعبد الكريم بن مالك الجزري، وعبد الله بن محمد بن عقيل، والأعمش، وإسحاق بن راشد، ومعمر، ومطرف بن طريف، وعدة.) وعنه: إسماعيل بن عبد الله بن سماعة، وأحمد بن أبي شعيب الحراني، وعبد الغفار بن داوود، وسعيد بن حفص، وعبد الله بن محمد النفيليان، ويحيى بن يحيى التميمي، وجماعة. (11/378)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 379 وثقه أبو حاتم، وغيره. وكان من علماء الحديث. توفي سنة سبع وسبعين ومائة. 4 (موسى بن عمير القرشي.) مولاهم الكوفي الضرير، أبو هارون. عن: الشعبي، ومكحول، والحكم، والزهري، وجماعة. وعنه: سويد بن سعيد، وجعفر بن حميد، وجبارة بن المغلس، وعباد الرواجني، ومحمد بن عبيد النحاس، وعدة. كذبه أبو حاتم. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال الدارقطني: ضعيف. (11/379)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 380 4 (ميسرة.) هو ميسرة بن عبد ربه الفارسي البصري التراس، هكذا قال ابن أبي حاتم. والظاهر أنه الأكال المشهور. روى عن: ليث بن أبي سليم، وموسى بن عبيدة، وغالب بن عبيد الله، وعمر بن سلام الدمشقي، ومالك، والأوزاعي، وغيرهم. وعنه: شعيب بن حرب، وعلي بن قتيبة، ويحيى بن غيلان، ومجاشع بن عمرو، وداوود بن المحبر، وآخرون. قال آدم بن موسى: سمعت البخاري يقول: ميسرة بن عبد ربه يرمى بالكذب. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال الدارقطني: ميسرة بن عبد ربه، بغدادي، عن زيد بن أسلم، وكتاب العقل تصنيفه، متروك الحديث. وقال الحاكم: ساقط يروي الموضوعات. وقال ابن حبان: ميسرة بن عبد ربه الفارسي من أهل دورق كان ممن يروي الموضوعات عن) الأثبات، ويضع في الحث على فعل الخير. وقال جعفر بن محمد بن نوح: سمعت محمد بن عيسى بن الطباع: قلت (11/380)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 381 لميسرة بن عبد ربه: من أين جئت بهذه الأحاديث: من قرأ كذا وكذا كان له كذا؟ قال: وضعته أرغب الناس فيه. وقال أبو داوود: أقر بوضع الحديث. وقال أبو حاتم: كان يفتعل الحديث، روى في قزوين والثغور. وقال أبو زرعة الرازي: وضع في فضائل قزوين أربعين حديثاً وكان يقول: إني أحتسب في ذلك. قلت: فأما إن كان ميسرة التراس الأكال فهو ممكن، وإن لم يكن هو فالتراس كان معاصراً له. وقد ورد عنه أخبار مشهورة في كثرة الأكل. وقد قال أبو بكر بن مجاهد المقريء: نا غلام خليل، قلت: وغلام خليل واه: نا زيد بن أخرم، نا مسلم بن إبراهيم قال: قلت لميسرة التراس: إيش أكلت اليوم قال: أكلت أربعة آلاف تينة، ومائة رغيف، وقوصرتين بصل، وكيلجة سمك ومسلوخ، وشربت نصف جرة سمن. قال: ودخلت منزلي، فما خلوا شيئاً حتى خبأوه مني. وقال نصر بن علي الجهضمي: نا الأصمعي قال: قال لي الرشيد: كم أكثر شيء أكل ميسرة قلت: مائة رغيف ونصف مكوك ملح. فدعا الرشيد بفيل، فطرح له مائة رغيف فأكلها إلا رغيفاً. فهذه حكاية صحيحة. وقال أبو سعيد بن الأعرابي: ثنا عبد الله بن محمد العتكي، ثنا عبد الواحد بن غياث قال: كنت مع قوم من أبناء المترفين، إذ أقبل ميسرة على (11/381)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 382 حماره، فقالوا: أتأكل كبشاً قال: ما أكره ذلك. قال: فأنزلوه وأخذوا حماره إلى مكان، ثم بعد وقت جاءت الغلمان بجفنة ملآى، فأقبل يأكل ويقول: ويحكم هذا لحم فيل، وهذا لحم شيطان، حتى فرغه، ثم قال: حماري قالوا: حمارك في بطنك. قال: إيش تقولون فأطعموه حماره، وغرموا له ثمنه.) أخبرنا علي بن أحمد، أنا عتيق السلماني، وإبراهيم بن الخشوعي قالا: أنا ابن القاسم، وابن عساكر، أنا أبو القاسم النسيب، أنا رشأ المقريء، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، ثنا إبراهيم بن ديزيل، ثنا مسلم بن إبراهيم قال: سمعتهم يقولون لميسرة الأكول: كم تأكل قال: من مالي، أو من مال غيري قالوا: من مالك. قالوا: رغيفين. قالوا: من مال غيرك قال: إخبز وأطرح. مسعود بن بشر: سمعت الأصمعي يقول: نذرت امرأة أن تشبع ميسرة التراس، فأتته وقالت: اقتصد علي فإني امرأة متجملة غير متمولة. قال: فإني أقتصد. فذكر لها من أصناف الطعام، فإذا هو فوق سبعين رطلاً فاتخذته، ثم أحضرت ميسرة، فأكله عن آخره. وكان ميسرة يزوق السقوف، فدعاه رجل يزوق له وهو لا يعرفه. وكان الرجل قد دعا ثلاثين إنساناً إلى الموضع، وصنع لهم طعاماً كثيراً. فلما فرغ الطباخ خرج لحاجة. ونظر ميسرة إلى الموضع قد خلا، فنزل فأكل ذلك الطعام كله، وعاد إلى عمله. فجاء الطباخ وليس في المطبخ إلا العظام. فأعلم صاحب المنزل، وقد حضر القوم. فحار الرجل في أمره ولم يدر من أين أتي، وأنكره (11/382)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 383 القوم، فسألوه عن حاله، فصدقهم، فنهضواجميعاً حتى دخلوا المطبخ وعاينوا الحال، فكثر تعجبهم حتى قال بعضهم: هذا من فعل الجن. فلمح رجل، منهم ميسرة، وكان يعرفه، فصاح: قد عرفت والله الخبر، هذا ميسرة عندك، وهو أكل طعامك. قال: فاستنزلوه من الموضع وقال: أنا أكلته، ولو كان لي مثله لأكلته فجربوا إن شتم. فانصرف القوم إلى منازلهم، وطلع إلى عمله. رواها أبو محمد بن زبر القاضي، عن الحسن بن عليل القاضي، عن مسعود بن بشر، عن الأصمعي.) فميسرة هذا كان يأكل بالحال. ألا تراه ذكر أن عادته أكل رغيفين كآحاد الناس، وأنه أكل ما يكفي سبعين رجلاً ونحو ذلك عندما يجمع همته، وقد رأيت أنا من يأكل إذا أراد بالحال. وهذا الحال ليس من كرامات الأولياء، فإن الأولياء أكلهم قليل. والمؤمن يأكل في معاء واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء. وأيضاً فالولي يأكل قوت يوم في أسبوع، يتقوت به ويبارك له في طعامه وفي قواه، لا أنه يأكل نصف قنطار من الطعام في جلسة واحدة. ولعل من يفعل هذا لا يسمي الله. وقيل: بنفسه مادة محرقة للأكل، وقد تعينه الشياطين في أكل ذلك فيفرغ وتطير بركته، ويظن هو ومن حضره أن هذا الفعل من كرامات المتقين وإنما كرامات السادة أن يحضر أحدهم ما يكفي واحداً، فيقوت به الجمع الكبير، ويشبعون ببركة دعائه. والله أعلم. (11/383)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 384 4 (حرف النون)

4 (ناصح بن العلاء.) مولى بني هاشم، أبو العلاء البصري. عن: عمار بن أبي عمار، عن عبد الرحمن بن سمرة في ترك الجمعة للمطر. وعنه: مسلم بن إبراهيم، وسعيد بن منصور، وبشر بن معاذ العقدي، والقواريري ضعفه ابن معين. وحدث عنه ابن المديني، ووثقه. وقد وثقه أيضاً أبو داوود. ما خرجوا له شيئاً. (11/384)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 385 4 (نجم بن فرقد.) أبو عامر البصري العطار. عن: عطاء الخراساني، وابن أبي عروبة. وعنه: مسدد، وقتيبة، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وأحمد بن يونس، وعدة. قال أبو حاتم: لا بأس به. 4 (نعيم بن ميسرة ت.) أبو عمرو الكوفي النحوي المقريء، نزيل الري.) عن: عكرمة، وقيس بن سلم الجوني، وإسماعيل السدي، والزبير بن عدي، وعاصم بن أبي النجود. وعنه: يحيى بن ضريس، وإسحاق بن سليمان، ويحيى بن يحيى، وعمرو بن رافع القزويني، ومحمد بن حميد، وأبو الربيع الزهراني، وجماعة. (11/385)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 386 قال أحمد: لا بأس به. وكان وقد قدم بغداد وحدث بها. قلت: وقرأ على عبد الله بن عيسى بن أبي ليلى، وغيره. قال قتيبة: مات سنة أربع وسبعين ومائة. قال س: ثقة. 4 (نوح الجامع.) هو أبو عصمة نوح بن أبي مريم المروزي الفقيه، أحد الأعلام. ويلقب بنوح الجامع لمعنى وهو أنه أخذ الفقه عن أبي حنيفة، وابن أبي ليلى، والحديث عن حجاج بن أبي أرطأة، والتفسير عن الكلبي، ومقاتل، والمغازي عن ابن إسحاق. وروى أيضاً عن: الزهري، وعمرو بن دينار، وابن المنكدر، وعدة. وعنه: بسر بن القاسم، وعبد الوهاب بن حبيب الفراء، وحماد بن قيراط، (11/386)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 387 ونعيم بن حماد، وحبان بن موسى، وسويد بن نصر، ومحمد بن معاوية، والحسن بن عيسى بن ماسرجس، وغيرهم. وولي قضاء مرو في حياة شيخه أبي حنيفة، وكتب إليه أبو حنيفة رضي الله عنه بموعظة معروفة عند المراوزة. قال ابن حبان: قد جمع كل شيء إلا الصدق. وقيل: كان مرجئاً. وذكر أبو عبد الله الحاكم أنه وضع حديث فضائل سور القرآن. وذكره ابن عدي في كامله، وساق له عدة مناكير، ثم قال: وله غير ما ذكرت، وعامته لا يتابع عليه. وهو من ضعفه يكتب حديثه. وقال أحمد بن حنبل: لم يكن في الحديث بذاك، يعني كان لا يجيد حفظ القرآن. قال: وكان شديداً على الجهمية، وتعلم ذلك منه نعيم بن حماد.) وقال مسلم بن الحجاج: متروك الحديث. وقال نعيم بن حماد: سئل عبد الله بن المبارك عن نوح الجامع فقال: هو يقول لا إله إلا الله. وقال البخاري: ذاهب الحديث جداً. وقال ابن حبان: اسم أبيه أبي مريم يزيد بن جعونة، لا يجوز الإحتجاج بنوح بحال، وهو الذي روى عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعيد بن (11/387)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 388 المسيب، عن أبي هريرة قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقطع الخبز بالسكين. وقال: أكرموا الخبز فإن الله أكرمه. مات سنة ثلاث وسبعين ومائة. (11/388)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 389 4 (حرف الهاء)

4 (هارون بن حيان الرقي.) عن: محمد بن المنكدر، وخصيف، وليث بن أبي سليم. وعنه: عمرو بن عثمان الكلابي، ومحمد بن كثير الصنعاني، وسعيد بن حفص الحراني، وآخرون. قال الدارقطني: ليس بالقوي. قلت: لم يضعفه أحد من القدماء. وقال أبو عبد الله الحاكم: كان يضع الحديث. وقال ابن حبان: كان ممن ينفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات، فسقط الإحتجاج به. 4 (هاشم بن أبي بكر بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق القرشي البكري.) (11/389)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 390 القاضي أبو بكر المدني الفقيه قاضي الديار المصرية بعد القاضي العمري. وكان من سكان الكوفة مدة، وتفقه على مذهبهم، وكان ممن يشرب النبيذ المختلف فيه. قال ابن يونس: مات في المحرم سنة كذا وسبعين ومائة. 4 (هشام بن سلمان.) أبو يحيى المجاشعي، بصري، جائز الحديث. روى عن: يزيد الرقاشي، وغيره. وعنه: موسى بن إسماعيل، وأبو الربيع الزهراني، وطالوت بن عباد، وروح بن عبادة. أورد له ابن عدي في كامله خمسة أحاديث، وما ضعفه.) وسئل عنه أبو حاتم فقال: شيخ. 4 (هشام بن عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان الأموي المرواني.) (11/390)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 391 الأمير أبو الوليد صاحب الأندلس. بايعه أهل الأندلس بالملك بعد موت والده في سنة اثنتين وسبعين، فكانت دولته ثماني سنين. ومات في صفر سنة ثمانين، وقام بعده ولده الحكم بن هشام. وكان هشام حسن السيرة، يعود المرضى، ويشيع الجنائز، ويكثر الصدقات، ويتعاهد المساكين. عاش سبعاً وثلاثين سنة، وأمه أم ولد اسمها حوراء. 4 (هشام بن يحيى بن يحيى بن قيس الغساني الدمشقي.) أبو الوليد، ويقال أبو عثمان. روى عن: أبيه، وعن: عطاء الخراساني، وعروة بن رويم، وهشام بن عروة. وعنه: إبراهيم ابنه، والوليد بن مسلم، وأبو مسهر، ومحمد بن المبارك الصوري، وهشام بن عمار، وطائفة. وقال أبو حاتم: صالح الحديث. 4 (الهقل بن زياد الدمشقي م. ع.) (11/391)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 392 نزيل بيروت، أبو عبد الله. كان كاتب الأوزاعي وتلميذه، وحامل علمه. روى أيضاً عن: هشام بن حسان، وحريز بن عثمان، والمثنى بن الصباح، وطلحة بن عمرو المكي. وعنه: الليث بن سعد، وهو أكبر منه، وأبو مسهر، وأبو صالح كاتب الليث، وعلي بن حجر، وهشام بن عمار، والحكم بن موسى، وسليمان ابن بنت شرحبيل. (11/392)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 393 قال يحيى بن معين: ما كان بالشام أوثق منه. وقال مروان الطاطري: كان أعلم الناس بالأوزاعي وبمجلسه وفتياه. وقال أبو مسهر، وغيره: توفي الهقل سنة تسع وسبعين ومائة. 4 (هياج بن بسطام ت.) أبو خالد التميمي الحنظلي الهروي.) عن: ليث بن أبي سليم، ويونس بن عبيد، وحميد الطويل، وأبي مالك الأشجعي، وسليمان التميمي، وجماعة. وعنه: ابنه خالد، ويونس بن محمد المؤدب، وسعيد بن سليمان الواسطي، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، وداوود بن عمرو الضبي. قال أبو حاتم: يكتب حديثه. وقال يحيى بن معين: ضعيف. (11/393)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 394 وعن مكي بن إبراهيم قال: ما علمنا الهياج إلا صادقاً عالماً. وقال سعيد بن هناد: ما رأيت أفصح من الهياج. ولقد حدث بالطرق فاجتمع عليه مائة ألف إنسان يتعجبون من فصاحته، يكتبون عنه. وعن مالك بن سليمان الهروي قال: كان الهياج بن بسطام أعلم الناس، وأحلم الناس، وأفقه الناس، وأسخى الناس، وأشجع الناس، وأرحم الناس، يعني في زمانه. قلت: وهذا من مبالغة العجم في التعظيم. قال أبو داوود: تركوا حديثه. وقال ابن حبان في الثقات: يروي المعضلات عن الثقات. وقال أحمد بن حنبل. متروك. (11/394)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 395 4 (حرف الواو)

4 (الوضاح.) هو أبو عوانة الوليد بن طريف بن الصلت الشيباني، وقيل التغلبي الشاري الخارجي، أحد أشراف العرب الأبطال خرج في ثلاثين نفساً من قومه بطرف الفرات، وأقبل إلى رأس العين فلقي تاجراً نصرانياً فقتله وأخذ ماله، ثم أتى داراً فعاث ونهي، وقصد ميافارقين وقد كثر جيشه، ففدوها منه بعشرين ألفاً. ثم دخل أرزن وقتل رجلاً من وجوه أهلها من بني شيبان، ثم قصد خلاط وحاصرها عشرين يوماً فصالحوه على ثلاثين ألفاً، ثم سار إلى ناحية أذربيجان. وسار في جيشه إلى حلوان، فالتقاه الأمير الحرشي، فهزم عسكر الحرشي. ثم (11/395)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 396 قصد حولايا وبلدة أخرى، ففدوها منه بمائة ألف. ثم أتى نصيبين، فاستباحها وقتل خمسة آلاف نفس، واستفحل شره إلى أن سار إليه يزي بن مزيد فالتقاه،) فظفر به يزيد وقتله، وتمزق جمعه في سنة تسع وسبعين ومائة. وقولهم الشاري، يعني من قولهم: شرينا أنفسنا صلى الله عليه وسلم وقد رثته أخته بأبيات فائقة. 4 (الوليد بن عبد الله بن أبي ثور الهمداني المرهبي الكوفي د. ت. ق.) عن: زياد بن علاقة، وإسماعيل السدي، وسماك بن حرب، وعبد الله بن عمر. وعنه: فروة بن أي المغراء، ومحمد بن الصباح الدولابي، وسعيد بن محمد الحزامي، وعباد الرواجني، وجماعة. ضعفه صالح جزرة، وغير واحد. قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت ابن معين، عن الوليد بن أبي ثور، فقال: ليس بشيء. (11/396)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 397 وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة: سألت ابن نمير عنه، فقال: كذاب. وقال ابن حبان: منكر الحديث جداً. وقال النسائي: ضعيف. قلت: مات سنة اثنين وسبعين ومائة. 4 (الوليد بن عمرو بن ساج الحراني.) عن: عون بن أبي جحيفة، وعن: أبيه عمرو، وعبد الله بن أبي هند، وإسماعيل بن أبي خالد. وعنه: الوليد بن عبد الملك بن مسروح، وعلي بن ثابت الجزري، وعبيد الله بن يزيد القردواني، وغيرهم. قال ابن معين، والنسائي: ضعيف. وقال ابن عدي: مع ضعفه يكتب حديثه. (11/397)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 398 4 (الوليد بن المغيرة.) أبو العباس الأشجعي، مولاهم المصري. عن: مشرح بن هاعان، ووهب بن عبد الله المعافري، والحارث بن يزيد. وعنه: ابن وهب، ويزيد بن الحباب ومنصور بن سلمة الخزاعي، وعبد الله بن يوسف التنيسي. قال الخزاعي: لم أر بمصر أثبت منه. قلت: له شيء في المراسيل لأبي داوود.) مات في ذي القعدة سنة اثنتين وسبعين ومائة. أرخه ابن يونس. (11/398)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 399 4 (حرف الياء)

4 (يحيى بن سلمة بن كهيل الحضرمي الكوفي.) عن: أبيه، وعاصم بن بهدلة، ويزيد بن أبي زياد. كنيته أبو جعفر. روى عنه: ولده إسماعيل، عبد الله بن صالح العجلي، وعون بن سلام، ومالك بن إسماعيل النهدي، ويحيى الحماني، ومحمد بن عبد الوهاب الحارثي وآخرون. قال البخاري: في حديثه مناكير. وقال ابن معين: ضعيف. قيل: توفي سنة اثنتين وسبعين. وقال ابن حبان: سنة تسع وسبعين ومائة. وقيل: قبل ذلك، والأول أصح. وتركه النسائي. (11/399)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 400 4 (يحيى بن عثمان ق.) أبو سهل القرشي التميمي، مولاهم البصري الدستوائي. عن: ابن طاووس، ويحيى بن عبد الله بن أبي مليكة، وأيوب السختياني، وعبد الله بن أبي نجيح. وعنه: أبو غسان النهدي، ومسلم بن إبراهيم، وأبو حفص الفلاس، ومحمد بن موسى الحرشي. قال البخاري، وغيره: منكر الحديث. وقال أبو شيخ: وذكره ابن حبان في الثقات، وأنه توفي سنة ثمانين ومائة. وقال النسائي: ليس بثقة. يحيى بن يعلى. هو أبو المحياة، يأتي بكنيته. (11/400)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 401 4 (يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي البصري.) الأمير، ولي المغرب وإفريقيا زمان المهدي، والهادي، والرشيد، وولي قبل ذلك إمرة الديار المصرية للمنصور سبعة أعوام، أولها سنة أربع وأربعين ومائة.) وكان أحد الشجعان المعدودين، والأبطال الموصوفين، وفيه يقول محمد بن المولى الشاعر: (وإذا تباع كريمة أو تشترى .......... فسواك بائعها وأنت المشتري)

(وإذا الفوارس عددت أبطالها .......... عدوك في أبطالها بالخنصر) وعن صفوان بن صفوان قال: كنا مع يزيد بن حاتم فقال: استنقوا لي ثلاثة أبيات. فكأنما كانت في كمي، فقلت: (لم أدر ما الجود إلا ما سمعت به .......... حتى لقيت يزيداً عصمة الناس)

(لقيت أكرم من يمشي على قدم .......... مفضلاً برداء الجود والباس) (11/401)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 402 (لو نيل بالمجد ملك كنت صاحبه .......... وكنت أولى به من آل عباس) قال: ثم كففت، فقال: لا يسمعن هذا منك أحد. قال الجاحظ: وقال ربيعة بن ثابت يمدح يزيد بن حاتم، ويهجو يزيد بن أسيد السلمي: (لشتان ما بين اليزيدين في الندى .......... يزيد سليم والأغر ابن حاتم)

(فهم الفتى الأزدي إتلاف ماله .......... وهم الفتى القيسي جمع الدراهم)

(ولا يحسب التمتام أني هجوته .......... ولكنني فضلت أهل المكارم) قال ابن عساكر: توفي يزيد بن حاتم سنة سبعين أو إحدى وسبعين ومائة، واستخلف ابنه داوود مكانه على إفريقيا. قلت: وقد مر في الطبقة السالفة يزيد، وأنه مات في رمضان سنة سبعين ومائة. 4 (يزيد بن عبد الله.) أبو خالد الدمشقي السراج. عن: مكحول، ومحمد بن المنكدر. وعنه: موسى بن محمد البلقاوي، وهشام بن عمار، وعبد الرحمن بن يحيى بن أبي المهاجر. محله الصدق. 4 (يزيد بن عطاء اليشكري د.) (11/402)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 403 ويقال الكندي، ويقال السلمي، مولاهم أبو خالد الواسطي. التاجر البزاز مولى أبي عوانة وضاح الحافظ. روى عن: منصور، وعلقمة بن مرثد، وسماك بن حرب، ونافع مولى ابن عمر، وأبي إسحاق) السبيعي. وعنه: أسد بن موسى، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو المغيرة عبد القدوس الخولاني، وعبد الواحد بن زياد، ويحيى بن صالح الوحاظي، وسعدويه الواسطي، وخلق من العراقيين والشاميين. قال أحمد: حديثه مقارب. وقال ابن سعد: ضعيف. وقال أبو حاتم: لا يحتج به. وقال ابن عدي: هو حسن الحديث. (11/403)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 404 4 (يزيد بن المقدام بن شريح بن هانيء الحضرمي الكوفي د. ن ق.) سمع أباه. وعنه: قتيبة، ويحيى بن يحيى، وأبو توبة الحلبي، ومنجاب بن الحارث، وغيرهم. قال النسائي: ليس به بأس. 4 (يزيد بن يوسف الدمشقي الصنعانيت.) شامي نزل بغداد. له عن: حسان بن عطية، والقاسم بن مخيمرة، ومحمد بن الوليد الزبيري، وعمارة بن غزية، ويزيد بن يزيد بن جابر. (11/404)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 405 وكان من فقهاء دمشق. روى عن: سعيد بن سليمان الواسطي، وخالد بن مرداس، ومنصور بن أبي مزاحم. قال أحمد بن حنبل: قد رأيته. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال الدارقطني: لا يستحق الترك. 4 (يزيد بن معاوية.) أبو شيبة الخراساني الكوفي. عن: ابن أبي مليكة، وعطاء، وعبد الملك بن عمير. وعنه: محمد بن فضيل، وسعدويه، وسعيد بن منصور. قال أبو حاتم: ليس بالقوي.) (11/405)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 406 وقال أبو زرعة: صدوق. 4 (يعقوب بن عبد الله بن سعد بن مالك بن هانيء بن عامر بن أبي عامر الأشعريع.) أبو الحسن القمي من علماء العجم، يروي عن: جعفر بن أبي المغيرة القمي، وعن: زيد بن أسلم، وعبد الله بن محمد بن عقيل، وليث بن أبي سليم، وعيسى بن جارية صاحب جابر. وعنه: الحسن بن موسى الأشيب، وعبد الرحمن بن مهدي، وعامر بن إبراهيم الإصبهاني، ويحيى الحماني، والهيثم بن خارجة، وأبو الربيع الزهراني، وعمرو بن رافع بن شيخ قزوين، ومحمد بن حميد الرازي، وجماعة. قال أبو نعيم: كان جرير بن عبد الحميد إذا رآه قال: هذا مؤمن آل فرعون، يعني لكثرة الرافضة بقم. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال الدارقطني: ليس بالقوي. قلت: قد علق له البخاري. مات سنة أربع وسبعين ومائة. (11/406)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 407 وقيل: سنة اثنتين وسبعين. يعلى بت الأشدق. سيأتي. 4 (يوسف بن محمد بن المنكدرق.) عن: أبيه. وعنه: محمد بن عيسى بن الطباع، وعبد الله بن جعفر الرقي، وعبيد بن جناد، وسنيد بن داوود المصيصي. ضعفه أبو داوود، وغيره، وما هو بمتروك. قد قال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. قلت: أحاديثه نحو العشرة منها: روى عبيد بن جناد، عنه عن أبيه، عن جابر: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان فقال: الصبر والسماحة.) وبهذا السند من طريق عبد الرحمن بن عبيد الله الحلبي، عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى مغير الخلق سجد، وإذا رأى القرد سجد. (11/407)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 408 4 (يونس بن أرقم البصري.) عن: محمد بن سيرين، ومحمد بن أبي يعفور، وأبي حرب الدؤلي، ويزيد بن أبي زيادة. وعنه: علي بن المديني، وعبد الله القواريري، وحميد بن مسعدة، ومحمد بن عقبة. ولم أره في الثقات ولا الضعفاء. نعم لينه ابن خراش. 4 (يونس بن راشدد.) أبو إسحاق قاضي حران. عن: عبد الكريم الجزري، وخصيف، وعلي بن بذيمة. وعنه: سعيد بن حفص، وعبد الله بن محمد النفيليان، وعثمان بن عبد الرحمن الطرائفي. قال أبو زرعة: لا بأس به. 4 (يونس بن عثمان.) (11/408)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 409 أبو شعبة الحمصي. عن: لقمان بن عامر، ومحمد بن الوليد الزبيدي، وراشد بن سعد. وعنه: يحيى الوحاظي، ويحيى بن سعيد العطار، وغيرهما. صويلح. 4 (يونس بن القاسم الحنفي اليماميخ.) عن: عكرمة بن خالد، وعطاء بن أبي رباح، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة. وعنه: ابنه عمر بن يونس، ويحيى بن إسحاق السيلحيني، ومسدد. لقيه مسدد بمكة سنة أربع وسبعين ومائة. وهو صدوق. 4 (يونس بن نافع.) أبو غانم، نزيل خراسان. روى عن: عمرو بن دينار، وزيد بن أسلم، وكثير بن زياد، وغيرهم.) (11/409)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 410 وعنه: أهل مرو ابن المبارك، ويحيى بن واضح، ومعاذ بن أسد، وعتبة بن عبد الله المروزيون. ما أعلم به باساً. 4 (يونس بن أبي يعفور العبديم. ق.) واسم أبيه وقدان الكوفي. روى عن: أبيه، وعون بن أبي جحيفة، والزهري، والأسود بن قيس، وعمار الدهني. وعنه: محمد بن بكر الحضرمي، وسعيد بن منصور، وجعفر بن حميد، وسويد بن سعيد، وعثمان بن أبي شيبة، وعباد بن يعقوب. ضعفه ابن معين. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال النسائي: ضعيف. (11/410)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 411 4 (الكنى)

4 (أبو الأحوص الكوفيع. مولى بني حنيفة.) وهو سلام بن سليم الحافظ. روى عن: زياد بن علاقة، وسماك بن حرب، وأشعث بن أبي الشعثاء، (11/411)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 412 ومنصور بن المعتمر، وشبيب بن غرقدة، وآدم بن علي، والأسود بن قيس، وأبي إسحاق، وطبقتهم من أهل بلده. ولم يرحل. وعنه: مسدد، وقتيبة، وابنا أبي شيبة، وخلف البزاز، وهناد بن السري، وخلق. قال ابن معين: ثقة متقن. وقال احمد بن عبد الله العجلي: ثقة صاحب سنة واتباع، كان إذا ملئت داره من المحدثين قال لابنه أحوص: قم، فمن رأيته يشتم أحداً من الصحابة فأخرجه. وكان حديثه نحواً من أربعة آلاف. قلت: وكان متعبداً متألهاً كبير القدر، قرأ القرآن على ضمرة الزيات، وهو خال سليم القاريء. توفي سنة تسع وسبعين ومائة. وثقه أبو زرعة، والنسائي. وقال أبو حاتم: شريك أحب إلي منه. ما أقربه من أبي بكر بن عياش.) (11/412)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 413 4 (أبو إسماعيل القناد ت. ن.) إبراهيم بن عبد الملك، بصري صدوق. روى عن: قتادة، ويحيى بن أبي كثير. وعنه: يحيى بن درست، ولوين، وإسحاق بن أبي إسرائيل. قال النسائي: لا بأس به. ولينه زكريا الساجي. وقال العقيلي: يهم في الحديث. 4 (أبو بكر بن شعيب بن الحبحاب الأزدي البصريم. ت.) عن: أبيه، والشعبي، وأبي الوازع جابر بن عمرو. (11/413)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 414 وعنه: موسى بن إسماعيل، وخالد بن خداش، ويحيى بن يحيى، ومحمد بن عبيد بن حساب. وثقه أبو داوود. واسمه عبيد الله. 4 (أبو بكر الداهري.) اسمه عبد الله بن حكيم. روى عن: هشام بن عروة، ويوسف بن صهيب، وغيرهما. وعنه: سعيد بن سليمان، وجبارة بن المغلس، وأسد بن موسى، وعمرو بن عون، وطائفة. روى عباس، عن ابن معين: ليس بشيء. وقال أيضاً: ليس بثقة. وقال البخاري: لا يصح حديثه. وقال الدارقطني، وغيره: متروك. وقال العقيلي: روى عن الثقات أحاديث لا أصل لها. 4 (أبو حريز الزاهري.) اسمه سهل مولى آل عبد الرحمن بن عوف. مر، (11/414)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 415 يروي عن: ابن شهاب. وعنه: سعيد بن عفير ويحيى بن بكير.) 4 (أبو الخطاب الثقفي.) هو عبد الملك بن خطاب بن عبيد الله بن أبي بكرة الثقفي البصري سمع: عمارة بن أبي حفصة، وإسماعيل بن أمية. وعنه: سويد بن سعيد، ومحمد بن عبد العزيز الرملي. لا أعلم فيه جرحاً. 4 (أبو الخطاب الأخفش الكبير.) شيخ العربية. أخذ عنه سيبويه. قيل اسمه عبد الحميد بن عبد المجيد. كان في هذا الوقت، ولولا سيبويه لما كان يعرف فإن الأخفش الأوسط الذي أخذ عن سيبويه هو المشهور، وسيأتي بعد سنة مائتين. ولأبي الخطاب هذا أشياء غريبة يتفرد بها عن العرب. وقد أخذ عنه أيضاً: عيسى بن عمر النحوي، وأبو عبيدة معمر بن المثنى. ولم أظفر بوفاته. 4 (أبو دلامة.) (11/415)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 416 الشاعر المشهور، صاحب المجون. كان عبداً حبشياً له نوادر عجيبة وفصاحة وملح وشعر سائر. وهو من موالي بني أسد، واسمه زند بن الجون. ويقال: بل اسمه زيد بموحدة. وهو عبد مولد. روى مصعب بن عبد الله، عن أبيه، أن المنصور ألزم أبا دلامة بحضور الظهر والعصر في جماعة، فقال: (يكلفني الأولى جميعاً وعصرها .......... ومالي وللأولى ومالي وللعصر)

(وما ضره، والله يغفر ذنبه .......... لو آن ذنوب العالمين على ظهري)

4 (أبو سلمة العالمي الشامي ق.) (11/416)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 417 عن: الزهري، وعبادة بن نسي، وأنيسة بنت الحسن بن علي. وعنه: الثوري، وشيبان، وهما من جيله، والوليد بن مسلم، وعبد الملك بن محمد الصنعاني، وعبد الله بن عبد الجبار الجزائري.) وقيل: إن هشام بن عمار لحقه. قال أبو حاتم: كذاب متروك. وقال الجعابي: هو الحكم بن عبد الله بن خطاف أبو سلمة. قال: وأبو سلمة العاملي دمشقي. قال ابن عساكر: بل هما واحد. 4 (أبو الشمقمق الشاعر.) اسمه مروان بن محمد له في الجد والهزل أشياء. وكان يكون ببغداد في عصر أبي دلامة. 4 (أبو شهاب الحناط خ. م. د. ت. ق.) (11/417)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 418 هو عبد ربه بن نافع الكوفي، ثم المدائني. روى عن: العلاء بن المسيب، وعاصم الأحول، وإسماعيل بن أبي خالد، وخالد الحذاء، وطبقتهم. وعنه: سعيد بن منصور، وأحمد بن يونس، وسعدويه، وخلف بن هشام، ومحمد بن جعفر الوركاني، وطائفة. وثقه ابن معين. وقال يحيى القطان: لم يكن بالحافظ. قيل: مات سنة إحدى وسبعين أو اثنتين وسبعين ومائة بالموصل وكان ذا ورع وفضل، رحمه الله. (11/418)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 419 أبو عبيدة الخزاز. هو عبيس بن ميمون. مر. 4 (أبو عبد رب العزة الدمشقي.) يقال اسمه عبد ربه. روى عن: معاوية. روى عنه: ابن جابر، وابن المبارك، ويحيى الوحاظي. وعمر دهراً طويلاً. 4 (أبو عوانة ع.) (11/419)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 420 هو الوضاح بن عبد الله البزاز الواسطي الحافظ، مولى يزيد بن عطاء اليشكري، يقال: من سبي) جرجان. رأى الحسن، وابن سيرين. وروى عن: قتادة، والحكم، وزياد بن علاقة، وأبي بشر، وسماك بن حرب، وعمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن، والأسود بن قيس، ومنصور، والسدي، ومغيرة بن مقسم، وطبقتهم فأكثر. وعنه: حبان بن هلال، وعفان، ويحيى بن حماد ختن أبي عوانة، وأبو الوليد، وعارم، ويحيى بن يحيى، وسعيد بن منصور، ومسدد، وخلف بن هشام، وقتيبة بن سعيد، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وشيبان، وعدد كثير. قال عفان: هو أصح حديثاً عندنا من شعبة. وقال احمد بن حنبل: هو صحيح الكتاب، وإذا حدث من حفظه ربما يهم. وقال عفان: كان صحيح الكتاب كثير العجم والنقط، ثبتاً. وقال ابن عدي: كان مولاه يزيد قد خيرة بين الحرية وبين كتابة الحديث، فاختار كتابة الحديث. وفوض إليه مولاه التجارة، فجاءه سائل فقال: أعطني درهمين فإني أنفعك. فأعطاه درهمين. فدار السائل على رؤساء البصرة بكذبة يقول: بكروا على يزيد، فإنه قد أعتق أبا عوانة. قال: فاجتمعوا إلى يزيد يثنون عليه، فانف من أن ينكر ذلك، فأعتقه حقيقةً. (11/420)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 421 وروى أبو عمر الضرير، عن أبي عوانة قال: دخلت على همام بن يحيى أعوده وهو مريض، فقال لي: يا أبا عوانة، أدع الله أن لا يميتني حتى يبلغ ولدي الصغار. فقلت: إن الأجل قد فرغ منه. فقال لي: أنت بعد في ضلالك. قلت: قد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لأنس وغيره بطول العمر. قال يحيى بن سعيد: ما أشبه حديث أبي عوانة بحديث سفيان، وشعبة. قال عفان: سمعت شعبة يقول: إن حدثكم أبو عوانة، عن أبي هريرة، فصدقوه، يعني على سبيل المبالغة في أنه صدوق. مات في ربيع الأول بالبصرة سنة ستً وسبعين ومائة. وقع لنا من عواليه.) قال ابن مهدي: كتاب أبي عوانة أثبت من حفظ هشيم. وقال أبو حاتم: ثقة، وكتبه صحيحة، فإذا حدث من حفظه غلط كثيراً. وهو أحفظ من حماد بن سلمة. (11/421)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 422 4 (أبو المحياة م. ت. ن. ف.) يحيى بن يعلى بن حرملة التميمي الكوفي. عن: سلمة بن كهيل، ومنصور، وعبد الملك بن عمير، وطبقتهم. وعنه: إبراهيم بن موسى الفراء، وسويد بن سعيد، وعباد بن يعقوب، وهناد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعدة. وثقه ابن معين، وغيره. 4 (أبو مسلم.) (11/422)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 423 قائد الأعمش شيخ كوفي اسمه عبيد الله بن سعيد. له عن: الأعمش، وهشام بن عروة. وعنه: حسين بن حفص الأصبهاني، ويحيى بن أبي بكير، وأبو مسلم عبد الرحمن بن واقد. قال البخاري: في حديثه نظر. 4 (أبو معشر البراء خ. م.) اسمه يوسف بن يزيد البصري العطار. وكان أيضاً يبري النبل. روى عن: حنظلة السدوسي، وأبي حازم الأعرج، وخالد بن ذكوان، ويونس بن عبيد. وعنه: سندان بن مضارب، وإبراهيم بن محمد بن عرعرة، وأبو كامل (11/423)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي عشر الصفحة 424 الجحدري، ولوين، ويحيى بن يحيى، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وآخرون. ثقة. وروي أن يحيى بن معين ضعفه، فالله أعلم. 4 (أبو نوفل.) هو الكلبي، اسمه علي بن سليمان. الدمشقي الدار، الكوفي الأصل.) روى عن: قتادة، وعبد الملك بن عمير، وأبي إسحاق. وعنه: أبو مسهر، ويحيى الوحاظي، وأبو توبة الحلبي، وهشام بن عمار. وثقه هشام. 4 (السيد الحميري.) مر في السين. (11/424)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 5 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة التاسعة عشر)

1 (الأحداث من سنة إلى)

4 (احداث إحدى وثمانين ومائة) وفيها توفي: إبراهيم بن عطية الثقفي، وإسماعيل بن عياش الحمصي، وأبو المليح الحسن بن عمر الرقي، وحفص بن ميسرة الصنعاني، والحسن بن قحطبة الأمير، وحمزة بن مالك، وضيغم بن مالك، وسهل بن أسلم العدوي، وخلف بن خليفة الواسطي، بها، وعباد بن عباد المهلبي، وعبد الله بن المبارك المروزي، وروح بن المسيب الكلبي، قيل: بن ميسرة العجلي، وعبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر، وعثمان بن سيار قاضي جرجان، وعلي بن هاشم بن البريد الكوفي، (12/5)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 6 وعيسى بن الخليفة المنصور، وقران بن تمام الأسدي تخميناً، ومحمد بن حجاج الواسطي، ومحمد بن سليمان الأصبهاني الكوفي، ومصعب بن ماهان المروزي، ومغازل بن فضالة قاضي مصر، ويعقوب بن عبد الرحمن القاري، وأم عروة بنت جعفر بن الزبير بن مسلم. 4 (فتح حصن الصفصاف) وفيها غزا الرشيد بلاد الروم، فافتتح حصن الصفصاف عنوة. 4 (مسير عبد الملك بن صالح إلى أنقرة) وسار عبد الملك بن صالح بن علي حتى بلغ أنقرة من أرض الروم. وافتتح حصناً. وحج بالناس الرشيد. (12/6)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 7 4 (استعفاء يحيى بن خالد بن برمك) ) واستعفاء يحيى بن خالد بن برمك من الأمور، فعزله وأخذ منه الخاتم، وأذن له في المجاورة فأقام بمكة. 4 (تولية العكي على المغرب) وفيها كتب الرشيد إلى هرثمة بن أعين يعفيه من إمرة المغرب ويأذن له في القدوم، واستعمل على المغرب محمد بن مقاتل العكي رضيع الرشيد. وكان أبوه مقاتل أحد من قام بالدعوة العباسية وبذل جهده، وكان لا يفارق المنصور. وكان جعفر البرمكي عظيم العناية بمحمد بن مقاتل، فوصل محمد إلى القيروان في رمضان. والله أعلم. (12/7)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 8 4 (احداث اثنتين وثمانين ومائة) فيها توفي: خالد بن عبد الله الطحان، وأبو سفيان الحميدي، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وعبد الله بن عبد الرحمن الأشجعي، وعباد بن محمد ابن أخت الثوري، ومحمد بن أبي شيبة العبسي والد أبي بكر، وأبو سفيان محمد بن حميد المعمري، ومحمد بن إبراهيم بن دينار المدني، ومروان بن أبي حفصة الشاعر، ونوح بن دراج القاضي، والوليد بن محمد الموقري، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة. ويزيد بن زريع، وقاضي القضاة أبو يوسف في ربيع الآخر، ويعقوب بن المنصور. (12/8)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 9 4 (الرشيد يأخذ البيعة لابنه المأمون) ) وفيها أخذ الرشيد البيعة بولاية العهد من بعد ولده الأمين لولده الآخر عبد الله المأمون. وكان ذلك بالرقة، فسيره إلى بغداد في خدمته جعفر عم الرشيد، وعبد الملك بن صالح، وعلي بن عيسى، وولاه ممالك خراسان بأسرها، وهو يومئذ مراهق. 4 (تملك ريني على الروم) وفيها وثبت الروم على ملكهم قسطنطين فسلموه واعتقلوه، وملكوا عليهم أمه، ريني، وتلقب أغسطه. وفيها حج بالناس موسى بن عيسى بن موسى العباسي. (12/9)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 10 4 (احداث ثلاث وثمانين ومائة) توفي فيها: إبراهيم بن سعد، وإبراهيم بن الزبرقان الكوفي، وأبو إسماعيل المؤدب إبراهيم بن سليمان ظناً، وأزهر بن سلمة المصري، وأنيس بن سوار الجرمي، وحاتم بن وردان، في قول. وحيوة بن معن التجيبي. وخالد بن يزيد الهدادي، وخنيس بن عامر: يروي عن أبي قبيل المعافري، وداوود بن مهران الربعي الحراني، وزياد بن عبد الله البكائي، وسفيان بن حبيب البصري، وسليمان بن سليم الرفاء العابد، وعباد بن العوام، في قول، (12/10)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 11 وعبد الله بن مراد المرادي، وعفيف بن سالم الموصلي،) وعمرو بن يحيى الهمداني، والماضي بن محمد الغافقي، ومحمد بن السماك الواعظ، ومحمد بن أبي عبيدة بن معن، وموسى الكاظم بن جعفر، وموسى بن عيسى الكوفي القاري، والنضر بن محمد المروزي، والنعمان بن عبد السلام الأصبهاني، ونوح بن قيس البصري، وهشيم بن بشير، ويحيى بن حمزة قاضي دمشق، ويحيى بن أبي زائدة، في قول، ويوسف بن الماجشون، قاله الواقدي، ويونس بن حبيب صاحب العربية، 4 (خروج الخزر وإيقاعهم بالمسلمين) وفيها كان خروج الخزر بسبب ابنة الخاقان، وقد كانت في العام الماضي حملت إلى الفضل بن يحيى البرمكي وتزوج بها فما وصلت حتى ماتت ببرذعة. فرجع من كان في خدمتها من العساكر إلى أبيها فأخبروه أنها قتلت غيلة، فاشتد غضبه، وخرج للقتال بجيوشه من باب الأبواب. فأوقعوا بأهل (12/11)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 12 الإسلام وبالذمة، وسفكوا وسبوا، فيما قيل أزيد من مائة ألف نسمة. وفي الجملة جرى على الإسلام أمر عظيم لم يسمع قبله بمثله أبداً. فاستعمل الرشيد على أرمينية يزيد بن مزيد مع أذربيجان وأمده بالجيوش، وأردفه بخزيمة بن قانع، وساروا فدفعوا الخزر عن أرمينية وأغلقوا باب الدربند. وحج بالناس العباس بن الخليفة الهادي. 4 (تمرد العكي بالمغرب) وأما المغرب فتمرد متوليها محمد بن مقاتل العكي وظلم وعسف، واقتطع من أرزاق الأجناد) وآذى العامة، فخرج عليه تمام بن تميم التميمي ولقيه على تونس، فزحف إليه، وبرز لملتقاه العكي، ووقع المصاف، فانهزم العكي وتحصن بالقيروان في القصر. وغلب تمام على البلد، ثم نزل العكي بأمان وانسحب إلى طرابلس، فنهض لنصرته إبراهيم بن الأغلب، فتقهقر تمام إلى تونس، ودخل ابن الأغلب القيروان فصلى بالناس وخطب (12/12)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 13 وحض على الطاعة والجماعة. ثم التقى ابن الأغلب وتمام، فانهزم تمام، واشتدت بغضة الناس للعكي، وكاتبوا الرشيد فيه فعزله وأمر عليهم إبراهيم بن الأغلب. (12/13)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 14 4 (احداث أربع وثمانين ومائة) فيها مات: إبراهيم بن سعد الزهري، في قول، وإبراهيم بن أبي يحيى المدني، وحميد بن الأسود، ورزين بن شعيب الفقيه بمصر، وصدقة بن خالد، في قول، وعبد الله بن عبد العزيز الزاهد العمري، وعبد الله بن مصعب الزبيري، وعبد الرحيم بن زيد العمي، وعبد الرحيم بن سليمان الرازي، وعبد السلام بن شعيب بن الحبحاب، وعبد العزيز بن أبي حازم، في قول، وعثمان بن عبد الرحمن الجمحي، وعلي بن غراب القاضي، ومحمد بن يوسف الأصبهاني الزاهد، والمعافي بن عمران الموصلي، ومروان بن شجاع الجزري، (12/14)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 15 ويوسف بن الماجشون. قاله البخاري،) وأبو أمية بن يعلى، قاله خليفة، 4 (خروج الشاري بشهرزور) وفيها خرج بشهرزور أبو عمرو الشاري، فسار لحربه زهير الأمير فقتله. 4 (ولاية البربري والمهلبي وابن الأغلب والرازي) وفيها ولي حماد البربري مكة و اليمن، وولي داوود بن يزيد بن حاتم المهلبي السند، وابن الأغلب المغرب، ومهرويه الرازي طبرستان. 4 (أمان ابن عيسى لأبي الخصيب) وفيها طلب أبو الخصيب الخارج بخراسان الأمان، فأمنه علي بن عيسى بن ماهان وأكرمه. (12/15)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 16 4 (غارة الشيباني إلى الروم) وفيها سار أحمد بن هارون الشيباني فأغار على ممالك الروم، فغنم وسلم. 4 (مسير ابن بيهس للفداء) وفيها سار ابن بيهس الكلابي إلى ملكة الروم في الفداء. (12/16)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 17 4 (احداث خمس وثمانين ومائة) فيها مات: أبو إسحاق الفزاري، في قول، إبراهيم بن محمد، وخالد بن يزيد بن أبي مالك الدمشقي، وزياد بن الربيع البصري، وسليمان بن عتبة الدمشقي، وصالح بن عمر الواسطي، وضمام بن إسماعيل المصري، وعبد الله بن صالح بن علي، بسلمية، وعبد الصمد عم المنصور، وعبد الواحد بن مسلم العابد، وعمر بن عبيد الطنافسي، ومحمد بن الإمام إبراهيم بن محمد ابن عم المنصور،) وقاضي مصر محمد بن مسروق الكندي، والمسيب بن شريك، والمطلب بن زياد، والمعافي بن عمران، في قول قوي، ويزيد بن مزيد الشيباني، ويوسف بن الماجشون، في الأصح، ويقطين بن موسى الأمير. (12/17)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 18 4 (وثوب أهل طبرستان على متوليهم) وفيها وثب أهل طبرستان على متوليهم مهرويه وقتلوه، فولى الرشيد بدله عبد الله بن سعيد الحرشي. 4 (وثوب ابن عيسى على الشاري) وفيها عاث حمزة الشاري بباذغيس فوثب به عيسى بن علي بن عيسى وأباد عشرة آلاف من أصحابه. 4 (خروج أبي الخصيب واستفحال أمره) وفيها خرج أبو الخصيب ثانية وغدر وغلب على نيسابور، وطوس، وأبيورد، وزحف بجيشه إلى مرو فالتقوه، فانكسر وتأخر إلى سرخس واستفحل أمره. 4 (ظهور ابن عيسى وطول اختفائه) وفيها ظهر بعبادان أحمد بن عيسى بن زيد بن علي الحسيني وبناحية البصرة، وبويع سراً. ثم عجز وهرب، فلم يزل مستخفياً إلى أن مات بعد دهر طويل سنة سبع وأربعين ومائتين بالبصرة. ولا أعلم أحداً في دولة الإسلام استقر في طول هذه المدة أبداً مستخفياً. (12/18)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 19 4 (احداث ست وثمانين ومائة) فيها مات: جعفر بن المنصور، وحاتم بن إسماعيل، فيها أو في سنة سبع، والحوشب بن عبيدة، حمصي،) وحسان بن إبراهيم الكرماني، وخالد بن الحارث، ورشدين بن سعد المصري، وصالح بن قدامة الجمحي، وطيفور الأمير مولى المنصور، وعباد بن العوام، في قول، وعباس بن الفضل الواقفي المقري، والعباس بن محمد بن علي الأمير، وعبد الرحمن بن عبد الله بن عمر المدني، وعيسى البخاري، غنجار، والمسيب بن شريك، بخلف، والمغيرة بن عبد الرحمن المخزومي، 4 (مقتل أبي الخصيب) وفيها سار علي بن عيسى بن ماهان من مرو لحرب أبي الخصيب، (12/19)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 20 فالتقاه بنسا، فقتل أبو الخصيب، وتمزقت جيوشه، وسبيت حرمه، واستقام أمر خراسان. 4 (سجن ثمامة بن أشرس) وفيها سجن الرشيد ثمامة بن أشرس المتكلم، لأنه وقف منه على شيء من إعانة أحمد بن عيسى بن زيد. وحج الرشيد وابناه الأمين والمأمون، وفرق الأموال بالحرمين. 4 (بيعة الرشيد لولده المؤتمن) وفيها بايع الرشيد بولاية العهد لولده قاسم من بعد الأخوين الأمين والمأمون، ولقبه المؤتمن، وولاه الجزيرة والثغور وهو صبي. فلما قسم الرشيد الدنيا بين هؤلاء الثلاثة، قال بعض العقلاء: قد ألقى بأسهم بينهم، وغائلة ذلك يضر بالرعية. (12/20)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 21 وقالت الشعراء في البيعة المديح، ثم إنه علق نسخة البيعة في البيت العتيق.) وفي ذلك يقول إبراهيم الموصلي: (خير الأمور مغبة .......... وأحق أمر بالتمام) أمر قضى إحكامه الرحمن في البيت الحرام (12/21)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 22 4 (احداث سبع وثمانين ومائة) فيها، أو في التي بعدها، توفي: بشر بن المفضل، وجعفر بن يحيى البرمكي، صلب، ورباح بن زياد الصنعاني، وزكريا بن يحيى الذارع، وعباد بن العوام، في قول، وعبد الرحيم بن سليمان الرازي، في آخرها، وعبد السلام بن حرب الملائي، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، في رجب، وعلي بن نصر الجهضمي، أبو نصر، ومحمد بن سواء السدوسي، ومحمد بن عبد الرحمن الطفاوي، ومرحوم بن عبد العزيز البصري، معاذ بن مسلم النحوي المعمر، ومعتمر بن سليمان التيمي، ويوسف بن عطية الصفار، وأبو إسحاق الفزاري، في قول. (12/22)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 23 4 (وفيها مقتل جعفر البرمكي) وقد اختلف في سبب قتله على أقوال، فقيل: إن جبريل بن بختيشوع الطبيب قال: إني لقاعد عند أمير المؤمنين الرشيد، إذ أتى يحيى) بن خالد بن برمك، وكان يدخل بلا إذن، فلما قرب سلم، فرد عليه الرشيد رداً ضعيفاً، فعلم يحيى أن أمرهم قد تغير، فأقبل علي الرشيد وقال: يا جبريل، يدخل عليك أحد منزلك بلا إذن فقلت: لا قال: فما بالنا يدخل علينا بلا إذن فوثب يحيى فقال: يا أمير المؤمنين، قدمني الله قبلك، والله ما هو إلا شيء خصصتني به، والآن فأكون في الطبقة الثانية من أهل الإذن إن أمرتني. فاستحيا الرشيد، وكان من أرق الخلفاء، وأطرق ثم قال: ما أردت ما تكره، ولكن الناس يقولون. قال: فظننت أنه لم يسنح له جواب يرتضيه، ثم خرج يحيى. وقيل: إن ثمامة بن أشرس قال: أول ما أنكر يحيى بن خالد من أمره أن (12/23)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 24 محمد بن الليث رفع رسالة إلى الرشيد يعظه ويقول: إن يحيى لا يغني عنك من الله شيئاً، وقد جعلته فيما بينك وبين الله، فكيف بك إذا وقفت بين يدي الله، فسألك عما عملت في عباده وبلاده. فدعا الرشيد يحيى، وقد بلغته الرسالة، فقال: تعرف محمد بن الليث قال: نعم، هو منهم على الإسلام، فأمر بابن الليث فوضع في المطبق دهراً. فلما تنكر الرشيد للبرامكة أمر بإخراجه، فأحضره وقال له: أتحبني قال: لا والله. قال: أتقول هذا قال: نعم، وضعت في رجلي الأكبال، وحلت بيني وبين عيالي بلا ذنب، سوى قول حاسد يكيد الإسلام وأهله، ويحب الإلحاد وأهله. فأطلقه ثم قال: أتحبني قال: لا، ولكن قد ذهب ما عندي. فأمر له بماية ألف، ثم قال: أتحبني قال: نعم، قد أحسنت إلي. فقال: انتقم الله ممن ظلمك وأخذ لك ممن بعثني عليك. قال: فقال الناس في البرامكة فأكثروا، وكان ذلك أول ما ظهر من تغير حالهم. وقيل: إن يحيى بن خالد دخل بعد على الرشيد، فقام الغلمان له، وقال الرشيد لمسرور: مرهم لا يقومون. قال: فدخل، فما قام أحد، فأربد وجه يحيى. وقيل: إن سبب قتل جعفر أن الرشيد سلم له يحيى بن عبد الله بن حسن، فرق له بعد قليل وأطلقه. وكان ابن حسن مربوعاً، أجلح، بطيناً، حسن العينين، فأتى رجل بصفته وهيئته إلى الرشيد وأنه رآه بحلوان. فأعطى الرجل جائزة. (12/24)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 25 وقيل إن جعفر بنى داراً أنفق عليها عشرين ألف ألف درهم فأسرف. وعن موسى بن يحيى بن خالد قال: اعتمر أبي في العام الذي نكب فيه وأنا معه، فتعلق بأستار الكعبة وجعل يقول: اللهم ذنوبي عظيمة لا يحصها غيرك، إن كنت معاقبي فاجعل عقوبتي في) الدنيا، وإن أحاط ذلك بسمعي وبصري ومالي وولدي حتى أبلغ رضاك، ولا تجعل عقوبتي في الآخرة. وكان موسى هذا أحد الأبطال الموصوفين. وقيل: إن علي بن عيسى بن ماهان قدح فيه عند الرشيد وأعلمه طاعة أهل خراسان له ومحبتهم إياه، وأنه يكاتبهم ويعمل على الذهاب إليهم، فاستوحش الرشيد منه. ثم ركب موسى دين فاستتر من الغرماء، فتوهم الرشيد أنه سار إلى خراسان، ثم ظهر فحبسه، فكان ذلك أول نكبتهم. فأتت زوجة يحيى بن خالد إلى الرشيد ولاطفته، فقال: يضمنه أبوه. فضمنه يحيى. وكان الرشيد قد غضب على الفضل بن يحيى لتركه الشرب معه. وكان الفضل يقول: لو علمت أن شرب الماء ينقص من مروءتي ما شربته، وكان مشغوفاً بالسماع. وأما جعفر فكان ينادم الرشيد، وأبوه يأمره بالإقلال من ذلك فيخالفه. وقد كان يحيى قال: يا أمير المؤمنين، أنا والله أكره مداخلة جعفر (12/25)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 26 معك، لو اقتصرت به على الإمرة دون العشرة. قال: يا أبه، ليس لعذابك، ولكنك تريد أن تقدم الفضل عليه. قال ابن جرير: حدثني أحمد بن زهير، أظنه عن عمه، زاهر بن حرب، أن سبب هلاك البرامكة أن الرشيد كان لا يصبر عن جعفر، وعن أخته عباسة بنت المهدي. قال وكان يحضرها مجلس الشراب، فقال: أزوجكها على أن لا تلمسها، فكانا يثملان من الشرب وهما شابان، ويقوم الرشيد، فوثب جعفر عليها، فولدت منه غلاماً، فخافت الرشيد، فوجهت بالطفل مع حواضن إلى مكة واختفى الأمر. ثم ضربت جارية لها فوشت بها إلى الرشيد، فلما حج أرسل إلى الموضع الذي به الحواضن، وهم بقتل الصبي، ثم تأثم من ذلك. فلما رجع إلى الحيرة وناحية الأنبار أرسل ليلة السبت لانسلاخ المحرم إلى مسرور الخادم ومعه أبو عصمة وأجناد، فأحاطوا بجعفر ليلاً، فدخل عليه مسرور وهو في مجلس لهوه، فأخرجه بعنف وقيده بقيد حمار وأتى به، فأعلم الرشيد. فأمر بضرب عنقه، ففعل. وحدث مسرور قال: وقع على رجلي يقبلها، وقال: دعني أدخل فأوصي، قلت: لا سبيل إلى ذلك، فأوص بما شئت. فأوصى وأعتق مماليكه، ثم ذبحته بعد أن راجعت الرشيد فيه، وأتيته برأسه.) (12/26)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 27 ثم وجه الرشيد جنداً أحاطوا بأبيه وبجميع أولاده ومواليه، وأخذت أموالهم وأملاكهم. وكتب إلى سائر العمال بقبض مالهم. وبعثت جثة جعفر إلى بغداد، فنصبت على خشبة. ونودي ألا لا أمان لمن أوى أحداً من البرامكة. 4 (مقتل أنس بن أبي شيخ) ثم أمر الرشيد يوم دخل الرقة بقتل أنس بن أبي شيخ، فقتل وصلب على الزندقة، وكان من أصحاب البرامكة. 4 (حكاية ابن الصابيء عن جعفر البرمكي) وذكر ابن الصابيء في كتاب الأماثل والأعيان عن إسحاق الموصلي، عن إبراهيم بن المهدي قال: خلا جعفر بن يحيى يوماً بندمائه، وأنا فيهم، فلبس الحرير وتضمخ بالطيب، وفعل بنا مثله. فقدم عليه عبد الملك بن صالح بن علي، فدخل في رصافيته وسواده، فأربد وجه جعفر، فدعا غلامه (12/27)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 28 فناوله سواده وقلنسوته، وأتى مجلسنا، وقال: أشركونا معكم. فألبسوه حريراً، وأحضر له طعام وشراب، فقال لجعفر: والله ما شربته قبل اليوم، فليخفف علي. ثم ضمخ بالخلوق، فنادمنا أحسن منادمة، وسري عن جعفر. فلما أراد الانصراف قال له: أذكر حوائجك، فإنني ما أستطيع مقابلة ما كان منك. قال: في قلب أمير المؤمنين علي موجدة فتخرجها قال: قد رضي عنك أمير المؤمنين. قال: علي أربعة آلاف ألف درهم ديناً. قال: قضي دينك. قال: وإبراهيم ابني أحب أن أزوجه. قال: قد زوجه أمير المؤمنين بالعالية ابنته. قال: ولو تراه يولى بلداً. قال: قد ولاه أمير المؤمنين إمرة مصر. فخرج ونحن متعجبون من إقدام جعفر على هذه الأمور العظيمة من غير استئذان. وركب من الغد إلى الرشيد فدخل ووقفنا. فما كان بأسرع من أن دعي بالقاضي أبي يوسف، وبمحمد بن) الحسن، وإبراهيم بن عبد الملك بن صالح. ثم خرج إبراهيم وعليه الخلع، واللواء بين يديه، وقد زوج بالعالية وزفت إليه، وحملت الأموال إلى دار عبد الملك. وخرج جعفر فقال لنا: وقفت بين يدي أمير المؤمنين وعرفته بأمر عبد الملك وعلمه، وهو يقول: حسن حسن. ثم قال: فما صنعت معه؟ (12/28)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 29 فعرفته ما كان من قولي، فاستصوبه وأمضاه. قال إبراهيم بن المهدي: فوالله ما أدري أيهم أعجب عملاً. عبد الملك في شربه النبيذ، ولباسه ما ليس من لبسه، وكان صاحب جد ووقار. أو إقدام جعفر بما أقدم به. أو إمضاء الرشيد لما حكم جعفر به. 4 (ترجمة جعفر عند ابن خلكان) قال القاضي ابن خلكان عن البرمكي: قد بلغ جعفر من علو المرتبة ما لم يبلغه أحد. حتى أن الرشيد اتخذ ثوباً له زيقان، فكان يلبس هو وجعفر معاً. ولم يكن له عنه صبر. وكان الرشيد شديد المحبة لأخته عباسة، وهي أعز النساء عليه، فكان متى غاب أحد منهما لا يتم سرور الرشيد فقال: إني لا صبر لي عنكما، وإني سأزوجكها لأجل النظر فقط، فأحذر أن تخلو بها. فزوجه بها على هذا الشرط. ثم تغير عليه. واختلفوا في سبب هذا التغير، فقيل إن عباسة أحبت جعفراً وراودته فخاف، وأعيتها الحيلة، فبعثت إلى أم جعفر: أن ابعثي بي إلى ابنك كأنني (12/29)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 30 جارية لك تتحفيه بها. وكانت أمه تتحفه كل جمعة بجارية بكر، فيشرب ثم يفتضها، فأبت عليها أم جعفر، فقالت: لئن لم تفعلي لأقولن أنك خاطبتني بهذا، ولئن اشتملت من ابنك على ولد ليكونن لكم الشرف. فأجابتها، وجاءتها عباسة فأدخلتها متنكرة على جعفر، وكان لا يثبت صورتها ولا يجسر أن يرفع طرفه إليها من الرشيد قال: فافتضها، فلما فرغ قالت له: كيف رأيت خديعة بنات الخلفاء قال: ومن أنت قالت: أنا مولاتك. فطار السكر من رأسه، وقام إلى أمه وقال: بعتني والله، رخيصاً. وعلقت منه العباسة، فلما ولدت وكلت بالولد خادماً ومرضعاً، ثم بعثت به إلى مكة. ثم وشت بها زبيدة إلى الرشيد، فحج وكشف عن الأمر وتحققه، فأضمر السوء للبرامكة.) ولأبي نواس يشير إلى ذلك. (ألا قل لأمين الل .......... ه وابن القادة الساسة)

(إذا ما ناكث سر .......... ك أن تعدمه رأسه)

(فلا تقتله بالسيف .......... وزوجه بعباسة) وقيل إن الرشيد سلم إليه يحيى بن عبد الله بن حسن كما ذكرنا، فقال له: اتق الله في، ولا تجعل خصمك غداً جدي. فرق له وأطلقه، وخفره إلى مأمنه. (12/30)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 31 وسئل سعيد بن سالم عن جناية البرامكة، فقال: ما كان منهم بعض ما يوجب ما عمل الرشيد بهم، ولكن طالت أيامهم وكل طويل مملول. وقيل رفعت ورقة إلى الرشيد فيها: (قل لأمين الله في أرضه .......... ومن إليه الحل والعقد)

(هذا ابن يحيى قد غدا مالكاً .......... مثلك ما بينكما حد)

(أمرك مردود إلى أمره .......... وأمره ليس له رد)

(وقد بنى الدار التي ما بنى ال .......... فرس لها مثلاً ولا الهند)

(الدر والياقوت حصباؤها .......... وتربها العنبر والند)

(ونحن نخشى أنه وارث .......... ملكك إن غيبك اللحد)

(ولن يضاهي العبد أربابه .......... إلا إذا ما بطر العبد) فلما قرأها أثرت فيه. وقيل إن أخت الرشيد قالت له: ما رأيت لك سروراً تاماً منذ قتلت جعفراً، فلأي شيء قتلته قال: لو علمت أن قميصي يعلم السبب لمزقته. ولم يزل يحيى بن خالد وابنه الفضل وعدة من الخدم محبوسين وحالهم حسن إلى أن سخط الرشيد على عبد الملك بن صالح، فعمهم بسخطه، وجدد لهم التهمة وضيق عليهم. وبقيت جثة جعفر معلقة مدة، وقطعت أعضاؤه وعلقت بأماكن. ثم بعد مدة أنزلت وأحرقت. (12/31)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 32 وحبس يحيى وأولاده كلهم سوى محمد وبنيه. ولأبي العتاهية: (قولا لمن يرتجي الحياة أما .......... في جعفر عبرة ويحياه) ) (كانا وزيري خليفة الله ه .......... ارون هما ما هما وزيراه)

(فذاكم جعفر برمته .......... في حالق رأسه ونصفاه)

(والشيخ يحيى الوزير أصبح قد .......... نحاه عن نفسه وأقصاه)

(شتت بعد التجمع شملهم .......... فأصبحوا في البلاد قد تاهوا)

(كذاك من يسخط الإله بما .......... يرضي به العبد يجزه الله)

(سبحان من دانت الملوك له .......... أشهد أن لا إله إلا هو)

(طوبى لمن تاب قبل غرته .......... فمات قبل الممات طوباه)

4 (هياج القيسية واليمانية بالشام.) وفيها هاجت العصبية بين القيسية واليمانية بالشام، فوجه الرشيد محمد بن منصور بن زياد فأصلح بينهم. (12/32)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 33 4 (القاسم يغزو الصائفة) وفيها أغزى الرشيد ولده القاسم الصائفة، ووهبه الله تعالى، وولاه العواصم. 4 (الرشيد يعتقل عبد الملك بن صالح) وكان لعبد الملك بن صالح ولد وهو عبد الرحمن، فسعى هو ووزير أبيه بابنه إلى الرشيد وقال إنه عامل على الخلافة، فاعتقله الرشيد في مكان مليح وبالغ في إكرامه. فما زال محبوساً حتى توفي الرشيد فأطلقه الأمين، وولاه الشام. ثم مات قبل الأمين. وكان من أشراف بيته وفصحائهم ونبلائهم. مر الرشيد بمنبج فقال له، وبها إذ ذاك مقر عبد الملك: هذا منزلك قال: هو لك يا أمير المؤمنين ولي بك. قال: كيف هو قال: دون بناء أهلي وفوق منازل منبج. قال: كيف ليلها قال: سحر كله. 4 (نقفور يتملك على الروم وينقض صلح المسلمين) وفيها انتقض الصلح بين المسلمين وبين الروم، وملكوا عليهم نقفور. والروم تذكر أن نقفور هذا من ولد حفنة الغساني، وأنه قبل الملك كان يلي (12/33)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 34 ديوان خراجهم. وكان عقد الهدنة مع الملكة ريني. فخلعها الروم وسلطنوا نقفور. 4 (كتاب نقفور إلى الرشيد والرد عليه) ) ثم ماتت ريني بعد أشهر، فكتب: من نقفور ملك الروم، إلى هارون ملك العرب، أما بعد فإن الملكة التي قبلي كانت أقامتك مقام الرخ وأقامت نفسها مقام البيدق، فحملت إليك من أموالها أحمالاً، وذلك لضعف النساء وحمقهن، فإذا قرأت كتابي فاردد ما حصل قبلك من أموالها وافتد نفسك، وإلا فالسيف بيننا وبينك. قال: فلما قرأ الرشيد الكتاب استشاط غضباً حتى لم يمكن أحد أن ينظر إلى وجهه دون أن يخاطبه، وتفرق جلساؤه من الخوف، واستعجم الرأي على الوزير. فدعا الرشيد بدواة وكتب على ظهر كتابه: بسم الله الرحمن (12/34)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 35 الرحيم، من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم، قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة، والجواب ما تراه لا ما تسمعه. 4 (مسير الرشيد إلى هرقلة) ثم سار ليومه، فلم يزل حتى نازل مدينة هرقلة، وكانت غزوة مشهورة وفتحاً مبيناً. فطلب النقفور الموادعة، والتزم بخراج يحمله كل سنة، فأجيب. فلما رجع الرشيد إلى الرقة نقض الكلب العهد لإياسه من كر الرشيد في البرد، فلم يجسر أحد أن يبلغ الرشيد نقضه، بل قال في ذلك عبد الله بن يوسف التيمي: (نقض الذي أعطيته نقفور .......... فعليه دائرة البوار تدور)

(أبشر أمير المؤمنين فإنه .......... غنم أتاك به الإله كبير) وقال أبو العتاهية أبياتاً، وعرضت على الرشيد، فقال: أو قد فعلها فكر راجعاً في مشقة شديدة حتى أناخ بفنائه، فلم يبرح حتى بلغ مراده، وحاز جهاده، وفي ذلك يقول أبو العتاهية: (ألا نادت هرقلة بالخراب .......... من الملك الموفق للصواب) (12/35)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 36 (غدا هارون يرعد بالمنايا .......... ويبرق بالمذكرة القضاب)

(ورايات يحل النصر فيها .......... تمر كأنها قطع السحاب)

4 (الرشيد يأمر بقتل ابن نهيك) وفيها أمر الرشيد بقتل إبراهيم بن عثمان بن نهيك، لأنه بلغه عنه أنه إذا شرب طلب سيفه وأخذه ويقول: لأقتلن الرشيد أو لأقتلن قاتل جعفر بن يحيى، ثم يبكي حزناً على جعفر.) وحج وأقام الموسم عبيد الله بن العباس ابن أبي المنصور. 4 (وقعة المضرية واليمانية بدمشق) وولي دمشق شعيب بن حازم بن خزيمة، فهاجت الأهواء بين المضرية واليمانية، وجرت بينهم وقعة مهولة، ظهرت فيها اليمانية، وقتل نحو من خمسمائة نفس. ثم عزل شعيب بعد عام بمحمد بن منصور. والله أعلم. (12/36)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 37 4 (احداث ثمان وثمانين ومائة) فيها توفي: إسحاق بن مسور المرادي المصري، وجرير بن عبد الحميد الضبي، والحسن بن الحسن البصري، ورشدين بن سعد المصري، وسليم أبو عيسى المقرئ، وعبد الملك بن ميسرة الصدفي، وعبده بن سليمان الكوفي، وعتاب بن بشير الحراني، بخلف، وعقبة بن خالد السكوني، وعمر بن أيوب الموصلي، وعيسى بن يونس السبيعي، ومحمد بن يزيد الواسطي، أو سنة تسعين ومائة، ومرحوم بن عبد العزيز العطار البصري، ومعروف بن حسان الضبي، ومهران بن أبي عمر الرازي، (12/37)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 38 ويحيى بن عبد الملك بن أبي غنية. 4 (غزوة درب الصفصاف) وفيها غزا المسلمون الصائفة ودخلوا من درب الصفصاف. فبرز نقفور بجموعه، والتقوا) فجرح نقفور ثلاث جراحات وانهزم، وقتل من الروم مقتلة عظيمة، فقيل: بلغت القتلى أربعين ألفاً، وقيل: أربعة آلاف وسبعمائة. وحج بالناس الرشيد. (12/38)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 39 4 (احداث تسع وثمانين ومائة) فيها توفي: حكام بن سلم الرازي، وأبو خالد الأحمر، وشعيب بن إسحاق الدمشقي، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى الشامي، وعلي بن مسهر الكوفي، وعمر بن أبي خليفة العبدي، ومبشر بن عبد الله بن رزين النيسابوري، ومحمد بن الحسن قاضي القضاة، وعلي بن حمزة الكسائي، شيخ القراء، وهارون بن المغيرة، ويحيى بن يمان العجلي، ويوسف بن خالد السمتي. 4 (مسير الرشيد إلى الري) وفيها سار الرشيد إلى الري بسبب أن أهل خراسان كتبوا يشكون (12/39)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 40 علي بن عيسى بن ماهان وعسفه وظلمه، ويطلبون عزله. وتحدث بأن ابن ماهان على نية الخروج، فأقام الرشيد بالري أربعة اشهر حتى وافه ابن ماهان بالأموال والجواهر والمسك والتحف والخيل، ثم أهدى بعد ذلك إلى كبار القواد، ورأى منه الرشيد ما أعجبه وأرضاه، فرده إلى إمارة خراسان وركب مشيعاً له. 4 (فداء أسرى المسلمين) وفيها كان الفداء حتى لم يبق بممالك الروم في الأسر مسلم.) (12/40)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 41 4 (احداث تسعين ومائة) فيها مات: أسد بن عمرو البجلي الفقيه وإسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين مقريء مكة، في قول، والحكم بن سنان الباهلي القربي، وحماد بن شعيب الحماني، وشجاع بن أبي نصر البلخي المقريء، وعائذ بن حبيب، بياع الهروي، وعبد الله بن عمر بن غانم قاضي إفريقية، وأبو علقمة عبد الله بن محمد الفروي المدني، وعبد الحميد بن كسب بن علقمة المصري، وعثمان بن عبد الحميد اللاحقي، وعبيدة بن حميد الكوفي الحذاء، وعطاء بن مسلم الحلبي الخفاف، وعمر بن علي المقدمي، ومحمد بن بشير المعافري، بحلب، ومحمد بن يزيد الواسطي، (12/41)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 42 ومخلد بن الحسين، في رواية، ومسلمة بن علي الجهني، وميمون بن يحيى، مصري، ووهب بن واضح أبو الأخريط مقريء مكة، ويحيى بن خالد بن برمك، محبوساً، ويحيى بن أبي زكريا الغساني، بواسط، ويحيى بن ميمون البغدادي التمار، وأبو بحر البكراوي عبد الرحمن بن عثمان،) وأبو عبيدة الحداد عبد الواحد بن واصل. 4 (رافع بن الليث يخلع الطاعة) وفيها خلع الطاعة رافع بن الليث بن نصر بن سيار بسمرقند، فوجه ابن ماهان لحربه ابنه عيسى، فالتقوا، فانهزم عيسى. 4 (إسلام الفضل بن سهل) وفيها أسلم الفضل بن سهل المجوسي على يد المأمون بن هارون الرشيد. 4 (فتح الرشيد هرقلة) وفيها افتتح الرشيد مدينة هرقلة، وبث جيوشه بأرض الروم. وكان في (12/42)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 43 مائة ألف فارس وخمسة وثلاثين ألفاً سوى المطوعة. وجال في أرض الكفر الأمير داوود بن عيسى بن موسى في سبعين ألفاً. 4 (فتح حصن الصقالبة) وافتتح شراحيل بن معن بن زائدة حصن الصقالبة. وافتتح يزيد بن مخلد الصفصاف وملقونية. وكان فتح هرقلة في شوال، فأخربها وسبى أهلها، وكان الحصار ثلاثين يوماً. 4 (غزوة حميد بن معيوف إلى قبرس) وولى إمرة سواحل الشام إلى مصر حميد بن معيوف، فسار في البحر (12/43)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 44 إلى قبرس فهدم وحرق وسبى من أهلها ستة عشر ألفاً، وأبيعوا في الرافقة. وبلغ ثمن أسقف قبرس ألفي دينار. 4 (اتخاذ الرشيد قلنسوة) واتخذ الرشيد قلنسوة كان يلبسها مكتوب عليها بالرقم غاز حاج وفي ذلك يقول أبو المعلى الكلابي، وكان شخوص الرشيد إلى الروم في رجب: (فمن يطلب لقاءك أو يرده .......... فبالحرمين أو أقصى الثغور)

(ففي أرض العدو على طمر .......... وفي الأرض الترفه فوق كور) (12/44)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 45 4 (بعث نقفور بالخراج إلى الرشيد) وفيها بعث نقفور إلى الرشيد بالخراج وبالجزية عن رأسه أربعة دنانير. 4 (كتاب نقفور إلى الرشيد) ) وكتب: لعبد الله أمير المؤمنين من نقفور ملك الروم، سلام عليك أما بعد، فإن لي إليك حاجة لا تضرك في دينك ولا دنياك، أن تهب لابني جارية من بنات مدينة هرقلة قد كنت خطبتها على ابني. فإن رأيت أن تسعفني بها فعلت، والسلام. واستهداه أيضاً سرادقاً وطيباً. فأمر الرشيد فأحضرت الجارية فحليت وزينت وبعثت مع ما سأل من العطر والطرف والسرادق. فوهب نقفور للرسول خمسين ألفاً، وثلاثمائة ثوب، واثني عشر بازياً، وأربعة أكلب، وثلاثة براذين. وطلب من الرشيد أن لا يخرب حصن ذي الكلاع ولا صمله ولا (12/45)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 46 حصن سنان، فاشترط عليه الرشيد أن لا يعمر هرقلة، وأن يحمل إليه ثلاثمائة ألف دينار. 4 (انتقاض أهل قبرس) وفيها نقض أهل قبرس، فغزاهم معيوف بن يحيى، فقتل وسبى. والله أعلم. (12/46)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 47 1 (تراجم أهل هذه الطبقة)

4 (حرف الألف)

4 (إبراهيم بن إسحاق الواسطي السواق.) عن: منصور، وهشام بن حسان، وعمران القصير، وسفيان الثوري. وعنه: محمد بن حميد، ومحمد بن وزير الواسطي، وغيرهما. لم يضعف. 4 (إبراهيم بن أعين الشيباني ق) حدث بمصر عن: معمر، وشعبة، وإسماعيل بن يحيى الشيباني وعنه: إسرائيل وهو شيخه، وهشام بن عمار، وأبو سعيد الأشج، وغيرهم. ضعفه أبو حاتم. (12/47)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 48 4 (إبراهيم بن أبي بكر بن المنكدر التيمي المدني) عن: عمه محمد بن المنكدر، وصفوان بن سليم، وربيعة بن أبي عبد الرحمن. وعنه: ابن وهب، والحميدي، وإبراهيم بن موسى الفراء، وعبد الملك بن مسلمة المصري. ضعفه الدار قطني.) 4 (إبراهيم بن جعفر بن محمود بن مسلمة الأنصاري المديني) عن: أبيه وعمه سليمان، وصالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وعنه: عبد الله بن عبد الوهاب، وذؤيب بن عمامة، وعبد العزيز الأوسي، وعلي بن بحر، وإبراهيم بن حمزة الزبيري. (12/48)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 49 قال أبو حاتم: صالح الحديث. 4 (إبراهيم بن أبي حية أبو إسماعيل المكي) واسم أبيه: اليسع بن أشعث. روى عن: هشام بن عروة، وجعفر بن محمد، وابن جريج، وحميد الأعرج، وعدة. وقرأ القرآن على حميد الأعرج. روى عنه: الحميدي، وقتيبة، وأحمد بن عيسى، ونعيم بن حماد، وابن أبي مسرة والد أبي يحيى، وداوود بن حماد. ضعفه ابن عدي، والنسائي. وقال الدار قطني: متروك. ومن مناكيره، قتيبة، نا إبراهيم، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة أنها استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في كنيف بمنى، فلم يأذن لها. وقتيبة: عنه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر مرفوعاً: يوم (12/49)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 50 الأربعاء يوم نحس مستمر. 4 (إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، الإمام أبو إسحاق القرشي) المدني ع سمع: أباه، والزهري، وصفوان بن سليم، وصالح بن كيسان، ويزيد بن الهاد، وابن إسحاق، والوليد بن كثير، وطائفة. عنه: ابناه يعقوب وسعد، وأحمد بن حنبل، ومنصور بن أبي مزاحم ومحمد بن الصباح الدولابي، ولوين، والحسين بن سيار الحراني، وهو آخر من مات من أصحابه، وقد حدث عنه شعبة، والليث بن سعد، وقيس بن الربيع، وهم أكبر منه. وكان من العلماء الثقات. عاش خمساً وسبعين سنة.) وولي قضاء المدينة، وقد كان أبوه أيضاً قاضيها. (12/50)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 51 وكن إبراهيم أسود اللون. قال عبيد الله بن سعيد بن عفير، عن أبيه قال: قدم إبراهيم بن سعد العراق سنة أربع وثمانين ومائة، فأكرمه الرشيد وأظهر بره، وسئل عن الغناء فأفتى بتحليله. وأتاه بعض أصحاب الحديث ليسمع منه، فسمعه يتغنى فقال: لقد كنت حريصاً على أن أسمع منك، فأما الآن فلا أسمع منك. فقال: إذاً لا أفقد إلا شخصك، وعلي وعلي إن حدثت ببغداد حديثاً حتى أغني قبله. وشاعت هذه عنه ببغداد، وبلغت الرشيد، فدعا به وسأله عن حديث المخزومية التي قطعها رسول الله صلى الله عليه وسلم في السرقة، فدعا بعود، فقال الرشيد: أعود البخور قال: لا ولكن عود الطرب. فتبسم، وفهمها إبراهيم بن سعد فقال: لعلك بلغك يا أمير المؤمنين حديث السفيه الذي آذاني بالأمس وألجأني إلى أن حلفت قال: نعم. ودعا له الرشيد بعود، فغناه: (يا أم طلحة إن البين قد أزفا .......... قل الثواء لئن كان الرحيل غدا) وقال له الرشيد: من كان من فقهائكم يكره السماع قال: من ربطه الله. قال: فهل بلغك عن مالك في هذا شيء قال: أخبرني أبي أنهم اجتمعوا في مدعاة كانت في بني يربوع، وهم يومئذ جلة، ومعهم دفوف ومغان وعيدان يغنون ويلعبون، ومع مالك دف مربع وهو يغنيهم: (سليمى أجمعت بينا .......... فأين لقاؤها أينا) (12/51)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 52 (وقد قالت لأتراب .......... لها زهر تلاقينا)

(تعالين فقد طاب .......... لنا العيش تعالينا) فضحك الرشيد ووصله بمال عظيم. رواها غير واحد، عن أبي بكر محمد بن إسحاق الصفار، عن علي ابن الحسين بن خلف بمصر، عن عبيد الله، فذكرها. قال أحمد العجلي: كان إبراهيم بن سعد ثقة، يقال كان أسود. وقال إبراهيم بن حمزة الزبيري: كان عند إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، نحو من سبعة عشر ألف حديث في الأحكام، سوى المغازي. قلت: وكان عنده عنه مغازيه، رواه عن إبراهيم: أحمد بن محمد بن أيوب.) ومات سنة أربع وثمانين ومائة. وقيل: سنة ثلاث، وهو من صغار أصحاب الزهري، وقع لي من عواليه. وقد روى عنه: سليمان بن داوود الهاشمي، حدثه عن هشام، عن أبيه، عن عائشة مرفوعاً: الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء. ثم قال إبراهيم بن سعد: لم أسمع من هشام سواه. قال أبو عبيد الأجري: سمعت أبا داوود يقول: ولي إبراهيم بن سعد بيت المال ببغداد. قال عبد الله بن أحمد: مولد إبراهيم سنة ثمان ومائة. (12/52)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 53 وقال صالح جزرة: سماعه من الزهري ليس بذاك لأنه كان صغيراً. وقال ابن معين: هو أثبت من الوليد بن كثير وابن إسحاق، وهو أحب إلي من أبي ذئب في الزهري. وقال أحمد بن حنبل: إبراهيم بن سعد ثقة. وقال عبد الرحمن بن خراش: صدوق. 4 (إبراهيم بن عطية الثقفي البغدادي، ثم الواسطي، أبو إسماعيل) عن: منصور بن المعتمر، ويونس بن خباب، وعنه: الربيع بن تغلب، ويوسف بن عدي. قيل: إن هشيماً روى عنه. ضعفه ابن معين، وقد كتب عنه أحمد ثم تركه. وقال البخاري: له مناكير. قيل: مات سنة إحدى وثمانين ومائة. (12/53)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 54 4 (أبو إسحاق الفزاري ع) هو الإمام إبراهيم بن محمد بن الحراث بن أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة بن بدر الكوفي. أحد الأعلام، سكن المصيصة مرابطاً في سبيل الله، وروى عن: عبد الملك بن عمير، وعطاء بن السائب، وسهيل بن أبي صالح، وعبيد الله بن عمر، والأعمش، وسليمان التيمي، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وحميد الطويل، وخلق كثير من صغار التابعين.) وعنه: الأوزاعي، والثوري، وهما من شيوخه، وعيسى بن يونس، وبقية، والوليد بن مسلم، وموسى بن أيوب الرحبي، والمسيب بن وضاح، ومحمد بن عبد الرحمن بن سهم، وعبد الله بن عون الخزاز، وأبو نعيم الحلبي، ومحمد بن سلام البيكندي، وطائفة. حدث بدمشق وبالثغور، قال ابن سعد: كان ثقة فاضلاً صاحب سنة وغزو، كثير الخطأ في حديثه. (12/54)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 55 وقال النسائي: ثقة مأمون، أحد الأئمة، روى عنه: ابن المبارك. وقال أبو حاتم: ثقة مأمون إمام. وقال علي بن الحسن بن شقيق: ذكر أبو إسحاق الفزاري عند سفيان بن عيينة فقال: ما ينبغي أن يكون رجل أبصر بالسنة منه. وقال عبد الرحمن الخريبي: قول أبي إسحاق الفزاري أحب إلي من قول إبراهيم النخعي. وقال ابن المبارك: ما رأيت رجلاً أفضل من أبي إسحاق. وقال عبد الرحمن بن مهدي: الأوزاعي والفزاري إمامان في السنة. وقال الحسن بن الربيع: ما رأيت أورع من أبي إسحاق الفزاري، هو أفضل من معمر. حدثني علي بن بكار أنه سمع أبا إسحاق يقول: كنت عند الأوزاعي، وذكر سفيان الثوري فقال: لو خيرت لهذه الأمة من ينظر لها ويختار لها، ما أختار لها إلا سفيان أو ابن عون. فقلت في نفسي: وأنا لو خيرت لهذه الأمة من ينظر لها ويختار لها ما اخترت لها غيرك، يعني الأوزاعي. قال ابن بكار: فقلت أنا في نفسي: لو خيرت أنا ما اخترت لها غيرك، يعني أبا إسحاق الفزاري. عبيد بن جناد الحلبي: سمعت محمد بن يوسف الأصبهاني يقول: حدث الأوزاعي بحديث، فقال له رجل: من حدثك يا أبا عمرو قال: حدثني به الصادق المصدوق أبو إسحاق الفزاري. محبوب بن موسى الفراء: سألت ابن عيينة عن حديث كنت سمعته من (12/55)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 56 أبي إسحاق الفزاري، فقال: والله ما رأيت من أقدمه على أبي إسحاق الفزاري. وعن الأوزاعي أنه قال لكاتبه: أكتب إلى أبي إسحاق الفزاري، وابدأ به، فإنه والله خير مني. وعن محبوب بن موسى قال: لقيت الفضيل بن عياض، فعزاني بأبي إسحاق وقال: كان والله) كريماً، اشتقت إلى المصيصة، ما بي فضل الرباط إلا لأرى أبا إسحاق. قال محبوب: سمعت علي بن بكار يقو: لقيت الذين لقيهم أبو إسحاق، ابن عون وغيره، والله ما رأيت فيهم أفقه من أبي إسحاق. إبراهيم بن عمر بن أبي الوزير: سمعت ابن عيينة يقول: كان أبو إسحاق الفزاري إماماً. وقال نصر الجهضمي: قال الخريبي: كان الأوزاعي أفضل أهل زمانه، وكان بعده أبو إسحاق الفزاري أفضل أهل زمانه. قال نصر: وأنا أقول كان أحمد بن حنبل أفضل أهل زمانه. قال أحمد العجلي: أبو إسحاق أدب أهل الثغر وعلمهم السنة، وكان يأمر وينهى، وإذا دخل الثغر مبتدع أخرجه. وكان كثير الحديث فقيهاً. وكان عربياً فزارياً، أمر سلطاناً يوماً ونهاه، فضربه مائتي سوط، فغضب له الأوزاعي وتكلم في أمره. وقال ابن مهدي: إذا رأيت الشامي يحب الأوزاعي وأبا إسحاق الفزاري (12/56)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 57 فهو صاحب سنة. وقال مرة: فاطمئن إليه. سفيان بن عيينة: قال لي أبو إسحاق الفزاري. أدخلت على هارون، فلما رآني رفع رأسه إلي ثم قال: يا أبا إسحاق، إنك في موضع وفي شرف. فقلت: يا أمير المؤمنين، إن ذلك لا يغني عني في الآخرة شيئاً. ابن الأنباري، عن ابن المرزبان، عن يزيد بن محمد المهلبي، عن الأصمعي قال: كنت جالساً بين يدي الرشيد وأبو يوسف جالس، فأدخل أبو إسحاق الفزاري وقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين. فقال: لا سلم الله عليك ولا قرب دارك ولا حبى مزارك. قال: لم قال: أنت الذي تحرم السواد قال: من أخبرك بهذا يا أمير المؤمنين لعل ذا أخبرك، وأشار إلى أبي يوسف وذكر كلمة، والله يا أمير المؤمنين، لقد خرج إبراهيم بن عبد الله على جدك المنصور، فخرج أخي معه، وعزمت على الغزو، فأتيت أبا فلان فذكرت ذلك له، فقال لي: مخرج أخيك أحب إلي مما عزمت عليه من الغزو، والله ما حرمت السواد. فقال الرشيد: سلم الله عليك، وقرب دارك وحبا مزارك، وأجلس يا أبا إسحاق. يا مسرور، ثلاثة آلاف دينار لأبي إسحاق. فأتى بها فوضعها في يده وخرج. فانصرف ولقيه ابن المبارك فقال: أنا عن هذه الدنانير غني. فقال: إن كان في نفسك منها شيء فتصدق بها. فما خرج من سوق الرافقة حتى تصدق بها.) إبراهيم بن سعيد الجوهري، عن أبي أسامة: سمعت فضيل بن عياض يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، وإلى جنبه فرجة، فذهبت لأجلس فقال: هذا مجلس أبي إسحاق الفزاري. (12/57)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 58 وقيل: قدم ابن المبارك المصيصة، فزار أبا إسحاق الفزاري، فأتى ابن المبارك رجل يسأله فقال: سل أبا إسحاق. عثمان الدارمي: سألت ابن معين عن أبي إسحاق الفزاري فقال: ثقة، ثقة. نعيم بن حماد وغيره، عن مخلد بن الحسين قال: رأيت كأن الناس قد جمعوا في صحراء، فغشيتهم غبرة، فماج الناس. فسمعتُ منادياً ينادي من السماء: اتبعوا إبراهيم بن محمد الفزاري. فلما أصبحت أتيته وأخبرته، فقال: أنشدك الله لا تخبر به حتى أموت. قال أبو مسهر: قدم الفزاري دمشق، فاجتمع الناس ليسمعوا منه، فقال لمولى: أخرج إلى الناس وقل لهم: من كان يرى القدر فلا يحضر مجلسنا. فخرجت وأخبرت الناس. وروي أن الرشيد أخذ زنديقاً وأمر بقتله، فقال: أين أنت من ألف حديث وضعتها على رسول الله قال: وأين أنت يا عدو الله من أبي إسحاق الفزاري وابن المبارك يتخللانها فيخرجانها حرفاً حرفاً. نصر بن علي الجهضمي: رأيت أبا داوود يقول: مات أبو إسحاق الفزاري، وليس على وجه الأرض أفضل منه. في صحيح البخاري في غزو البحر، حديث لأبي إسحاق الفزاري، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري، سمع أنساً، فذكر حديث أم حرام. وقد قال ابن مردويه الحافظ وغيره. لم يسمع أبو إسحاق من عبد الله (12/58)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 59 أبي طوالة، والصواب ما رواه المسيب بن واضح، عن أبي إسحاق، عن زائدة، عن عبد الله بن عبد الرحمن. قال أبو صالح الفراء، وأحمد بن حنبل، وجماعة: مات أبو إسحاق الفزاري سنة خمس وثمانين ومائة. وقال ابن سعد وخليفة، وسليمان بن عمر الرقي، ومحمد بن فضيل: سنة ثمان وثمانين. وقال أحمد في رواية، والبخاري، وابن أبي السري: سنة ست وثمانين ومائة. وقيل غير ذلك، رحمه الله.) 4 (إبراهيم بن ماهان بن بهمن، أبو إسحاق الموصلي) (12/59)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 60 كبير أهل الغناء، فارسي من أهل أرجان، ولاؤه للحنظليين. لقب بالموصلي لغيبته وقتاً بالموصل، ثم قدم منها. صحب فتياناً بالكوفة في طلب الغناء، فاشتد عليه أخواله، ففر إلى الموصل مديدة. وكان قدم ماهان بزوجته من أرجان وهذا حمل، فولدته بالكوفة في سنة خمس وعشرين ومائة، فبرع في الشعر والأدب، وتتبع عربي الغناء وعجمته، وسافر فيه إلى البلاد، ثم اتصل بالخلفاء والملوك ببغداد. قال الزبير بن بكار: حدثني إسحاق الموصلي، عن أبيه قال: جاءني غلامي وقال: بالباب حائك يطلبك: قلت: ويلك، مالي وله قال: قد حلف بالطلاق لا ينصرف حتى يكلمك بحاجته قلت: إئذن له. فدخل، قلت: ما بك قال: جعلني الله فداك، أنا رجل حائك، وكان عندي جماعة فتذاكرنا الغناء، وأجمع من حضر أنك رأس القوم وسيدهم وبندارهم، فحلفت بطلاق بنت عمي ثقة بكرمك أن تشرب عندي غداً وتغنيني، فمن علي بذلك. فقال: أين منزلك، وصف للغلام الموضع وانصرف فإني رائح إليك قال: فصليت الظهر، وأمرت غلامي أن يحمل معه قنينة وقدحاً وخريطة العود، وأتيته ودخلت. فقام إلي الحاكة، فأكبوا وقبلوا أطرافي، وعرضوا علي الطعام، فقلت: شبعان، وشربت من نبيذي، ثم تناولت العود وقلت: اقترح. فقال: غنني. يقولون لي: لو كان بالرمل لم تمتنسيبة والطراق تكذب قبلها فغنيت، فقال: أحسنت والله. ثم قلت: اقترح. ثم غنيت له. ثم قلت: يا ابن اللخناء أنت بابن سريج أشبه منك بالحاكة. فغنيته ثم قلت: إنك إن عدت والله ثانية حلت امرأتك لغلامي قبل أن تحل لك. ثم انصرفت، وجاء رسول الرشيد يطلبني، (12/60)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 61 فدخلت عليه. فقال: أين كنت يا إبراهيم؟ قلت: ولي الأمان قال: نعم. فأخبرته، فضحك وقال: هذا أنبل الحياك، والله لقد كرمت في أمره وأحسنت. وبعث إلى الحائك فاستنطقه وساءله فأجاب. فاستطرفه واستطابه، وأمر له بثلاثين ألف درهم وروى الصولي بإسناد له أن الرشيد حبس إبراهيم الموصلي لشيء جرى بينه وبين ابن جامع في مجلسه، فتاب إبراهيم من الغناء. فأمر بحبسه حتى يغني، فكتب أبو العتاهية إلى سلم) الخاسر: (سلم يا سلم ليس دونك سر .......... حبس الموصلي فالعيش مر)

(ما استطاب اللذات قد سكن المط .......... بق رأس اللذات في الأرض حر)

(حبس اللهو والسرور فما في الأ .......... رض شيء يلهى به ويسر) قال عمر بن شبة: مات إبراهيم الموصلي في سنة ثمان وثمانين ومائة. وقال أحمد بن كامل: قيل مات سنة ثلاث عشرة ومائتين. 4 (إبراهيم بن محمد بن ثابت بن شرحبيل القرشي العبدري الحجبي المكي.) عن: أبيه، وشريك بن أبي نمر، وعمرو بن أبي عمرو، وعثمان بن عبد الله بن أبي عتيق، وغيرهم. وعنه: ابن وهب، ومحمد بن سنان العوفي، ويعقوب بن حميد ويحيى بن يحيى التميمي، وغيرهم. صالح الحديث، وله مناكير. (12/61)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 62 4 (إبراهيم بن محمد بن مالك الهمداني الخيواني.) عن: زياد بن علاقة، وعلي بن الأقمر، وعدي بن ثابت، والسدي، وجماعة. وعنه: محمد بن عبد الله بن نمير، وأبو سعيد الأشج، وهارون بن إسحاق. قال أبو حاتم: لا بأس به. 4 (إبراهيم بن المختار الرازي ت. ق.) أبو إسماعيل، ولقبه حبويه، بمهملة ثم بموحدة. روى عن: ابن جريح، وابن إسحاق وشعبة، وعنه: فروة بن أبي المغراء، ومحمد بن حميد، وغيرهما. قال أبو حاتم: صالح الحديث. ومن كلامه، قال: عليكم باللبان فإنه يشجع القلب ويذهب النسيان. قيل: توفي قريباً من سنة اثنتين وثمانين ومائة. (12/62)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 63 4 (إبراهيم بن مهاجر بن مسمار المدني.) من موالي سعد بن أبي وقاص. روى عن: عمر بن حفص بن ذكوان، وصفوان بن سليم.) وعنه: معن بن عيسى، وإبراهيم بن منذر الحزامي. قال ابن عدي: لم أجد له أنكر من حديث: قرأ طه ويا سين، وباقي أحاديثه صالحة. وقال البخاري: منكر الحديث. وروى عثمان بن سعد، عن ابن معين: صالح ليس به بأس. 4 (إبراهيم بن أبي يحيى الفقيه المدني ق.) (12/63)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 64 أحد الأعلام، وهو إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي. روى عن: الزهري، وابن المنكدر، وصفوان بن سليم، وموسى بن وردان، وصالح مولى التوءمة وطبقتهم. وعنه: الشافعي، وإبراهيم بن موسى الفزاري، والحسن بن عرفة، وطائفة. 4 (مطلب إذا قال الشافعي أخبرني من لا أتهم.) وهو الذي يروي عنه الشافعي فيدلسه ويقول: أخبرني من لا أتهم. قال الشافعي: كان قدرياً، ونهى ابن عيينة عن الكتابة عنه. وقال أبو يحيى هارون بن عبد الله الزهري، عن إبراهيم بن سعد، قال: كنا نسمي إبراهيم بن أبي يحيى ونحن نطلب الحديث: خرافة. وقال بشر بن عمر الزهراني: نهاني مالك عن إبراهيم بن أبي يحيى، فقلت: من أجل القدر تنهاني فقال: ليس هو في حديثه بذاك. أبو همام الوليد بن شجاع: سمعت إبراهيم بن أبي يحيى يشتم بعض السلف. سفيان بن عبد الملك: سألت ابن المبارك: لم تركت حديث إبراهيم بن أبي يحيى قال: كان مجاهراً بالقدر، وكان اسم القدر يغلب (12/64)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 65 عليه، وكان صاحب تدليس. إبراهيم بن محمد بن عرعرة: سمعت يحيى بن سعيد يقول: سألت مالكاً عن إبراهيم بن أبي يحيى: أثقة في الحديث قال: لا، ولا في دينه. عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يذكر، عن المعيطي، عن يحيى بن سعيد قال: كنا نتهمه بالكذب، يعني إبراهيم بن أبي يحيى. قال أبي: قدري جهمي كل بلاء فيه، يعني إبراهيم. وسمعت أبي يقول: أنكر الناس حديثه، وأبوه ثقة.) وعن ابن معين قال: ليس بثقة. وروى عباس، عن ابن معين قال: كان قدرياً رافضياً. أحمد بن علي الأبار: عن محمد بن عبد الرحمن القرمطي، عن يحيى الأسدي، عن إبراهيم بن أبي يحيى، وأملي على رجل غريب ثلاثين حديثاً فجاء بها من الحسن شيئاً عجباً، وقال للغريب: لو ذهبت إلى ذاك الحمار فحدثك بثلاثة أحاديث لفرحت بها، يعني مالك. عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي: سمعت يزيد بن هارون يكذب خالج بن مخدوج وزياد بن (12/65)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 66 ميمون، وإبراهيم بن أبي يحيى. وقال البخاري: قدري جهمي، تركه ابن المبارك والناس. وقال يحيى القطان: لم يترك للقدر بل للكذب. ابن خزيمة، عن ابن عبد الحكم: سمعت الشافعي يقول: كان ابن أبي يحيى أحمق، أو قال أبله. كان لا يمكنه جماع النساء، فأخبرني من رآه، معه فأس وقال: بلغني أنه من بال في ثقب فاس أمكنه الجماع، فدخل خربة فبال في الفأس. وقال مؤمل بن إسماعيل: سمعت يحيى بن القطان يقول: أشهد على إبراهيم بن أبي يحيى أنه يكذب. وقال محمد بن البرقي في الضعفاء له: إبراهيم بن أبي يحيى كان يرى القدر والتشيع والكذب. وقال النسائي: متروك الحديث. وأما ابن عدي فصلحه وقال: لم أجد له حديثاً منكراً إلا عن شيوخ يجهلون. وقد حدث عنه ابن جريج، والثوري، والكبار، وله كتاب الموطأ، هو أضعاف موطأ مالك، وأحاديث كثيرة. وقال أبو إسحاق الجوزجاني: فيه ضروب من البدع، ولا يشتغل بحديثه فإنه غير مقنع. قلت: اسم جده أبو يحيى: سمعان. وقد تقرر أن إبراهيم من الضعفاء بلا ريب. وهل هو متروك أم لا فيه قولان. (12/66)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 67 مات سنة أربع وثمانين ومائة. 4 (إسحاق بن عبد الرحمن بن المغيرة بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني.) من الأجواد النبلاء، يعرف بابن غرير، كان ببغداد. 4 (أسد بن عمرو أبو المنذر البجلي الكوفي الفقيه.) ) صاحب أبي حنيفة، من كبار أصحاب الرأي. سمع من: يزيد بن أبي زياد، وحجاج بن أرطأة، وربيعة الرأي، ومطرف بن طريف. وعنه أحمد بن حنبل، وأحمد بن منيع، والحسن بن محمد الزعفراني. قال ابن معين: كان قد سمع من ربيعة وجماعة، ولم يكن به بأس. وقال البخاري: ضعيف. وقال غيره: ليس بقوي. (12/67)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 68 وقال ابن عدي: لأسد أحاديث كثيرة، ولم أر له شيئاً منكراً، وليس في أصحاب الرأي بعد أبي يوسف أكثر حديثاً منه. قلت: قد ولي قضاء بغداد، وكان فقيهاً علامة بارعاً كبير الشأن. قيل: توفي سنة ثمان وثمانين ومائة. وقيل: توفي سنة تسعين ومائة. وقد ذكره الخطيب وقال: ضعفه ابن المديني، وعثمان بن أبي شيبة. قال الخطيب: وتولى أيضاً قضاء واسط. قال: وكان ثقة إن شاء الله. 4 (إسماعيل بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي العباسي.) أمير الديار المصرية، ثم أمير قنسرين. روى عن: أبيه. وعنه: ابنه طاهر، والوليد بن مسلم، وغيرهما. ولد بحلب وبها توفي، وله بها ذرية. قال سعيد بن عفير: ما رأيت أخطب منه على هذه الأعواد. كان جامعاً، أهل سؤدد، ويعرف الفلسفة والنجوم وضرب العود. قلت: عيبه علومه. (12/68)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 69 وقيل: كان الرشيد يجله ويحترمه. وقيل: كان شاعراً، محسناً، رأساً في الغناء. استوعب أبو القاسم بن العديم أخباره في تاريخ حلب. وناوله الرشيد عوداً فيه عشر جوهرات، ثمنها ثلاثون ديناراً، ثم قال له: كفر بهذه يمينك.) فغناه، فلما فرغ دعا الرشيد برمح وعقد له لواء على إمرة مصر. وكان ذلك في سنة اثنتين وثمانين ومائة. فوليها ست سنين، فعدل وحصل خمسمائة ألف دينار، ثم تحول إلى إمرة حلب. وقد ذكره ابن عساكر مختصراً. 4 (إسماعيل بن عبد الله بن سماعة الدمشقي الفقيه. د. ت. ن. مولى العمرين.) صحب الأوزاعي ولازمه، وروى عنه، وعن موسى بن أعين. وعنه: أبو مسهر، وعمران بن يزيد القرشي، وهشام بن إسماعيل العطار. قال أبو حاتم: كان من أجل أصحاب الأوزاعي وأقدمهم. (12/69)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 70 وقال أبو مسهر: كان من الفاضلين. ووثقه النسائي. 4 (إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين.) مقريء مكة. مات سنة تسعين ومائة. وقيل قبلها. وقد مر في الطبقة الماضية. 4 (إسماعيل بن عياش بن سليم، الإمام أبو عتبة العنسي، بالنون، الحمصي الحافظ.) (12/70)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 71 أحد الأعلام، ولد بعد المائة، وروى عن: شرحبيل بن مسلم، ومحمد بن زياد الألهاني، وأبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن، وتميم بن عطية، ويحيى بن سعد، وعمرو بن قيس السكوني، وعدد كثير من الشاميين والحجازيين. وعن: الأعمش، وحجاج بن أرطأة، والكوفيين. وعنه: سفيان الثوري مع تقدمه، وابن إسحاق، وهما من شيوخه، والليث بن سعد وهو أكبر منه، وابن المبارك، وابن وهب، ويزيد بن هارون، ويحيى بن حسان، وهشام بن عمار، ويحيى بن معين، وأبو اليمان، وداوود بن رشيد، والحسن بن عرفة، وخلق كثير. وعنه: سفيان الثوري مع تقدمه، وابن إسحاق، وهما من شيوخه، والليث بن سعد وهو أكبر منه، وابن المبارك، وابن وهب، ويزيد بن هارون، ويحيى بن حسان، وهشام بن عمار، ويحيى بن معين، وأبو اليمان، وداوود بن رشيد، والحسن بن عرفة، وخلق كثير. وكان صدراً معظماً نبيلاً، حج بضع عشرة حجة، وبعثه المنصور إلى دمشق فعدل أرضها للخراج.) قال أبو خيثمة: كان أحول. وقال أحمد بن حنبل، ويزيد بن عبد ربه: ولد سنة ست ومائة. وقال بقية: ولد سنة خمس ومائة. وقيل: ولد سنة اثنتين ومائة. فإن ابن عيينة يقول: مولدي سنة ثمان ومائة، وولد إسماعيل قبلي بست سنين. يزيد بن هارون: شهدت شعبة سمع من فرج بن فضالة، عن إسماعيل بن عياش. (12/71)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 72 وقال أبو اليمان: كان منزل إسماعيل إلى جانب منزلي، فكان يحيى الليل، فكان ربما قرأ ثم قطع، ثم رجع. فلقيته يوماً، فسألته عن ذلك، فقال: يا بني إني أصلي فأقرأ، فأذكر الحديث في الباب، فأقطع الصلاة وأكتب الحديث في الباب، ثم أرجع إلى صلاتي، فأبتديء من الموضع الذي قطعت منه. قال يعقوب الفسوي: كنت أسمعهم يقولون: علم الشام عند إسماعيل بن عياش، والوليد بن مسلم. وسمعت أبا اليمان يقول: كان أصحابنا لهم رغبة في العلم، وطلب شديد بالشام والحجاز. وكانوا يقولون: نجهد في الطلب ونتعب، فإذا جئنا وجدنا كل ما كتبنا عند إسماعيل بن عياش. قال يعقوب: فتكلم قوم في إسماعيل وإسماعيل ثقة عدل، أعلم الناس بحديث أهل الشام، أكثر ما يتكلمون فيه قالوا: يغرب عن ثقات الحجازيين. قال يحيى الوحاظي: ما رأيت رجلاً أكبر معيناً من إسماعيل بن عياش. كنا إذا أتيناه إلى مزرعته لم يرض لنا إلا بالخروف والخبيص. سمعته يقول: ورثت عن أبي أربعة آلاف دينار، فأنفقتها في طلب العلم. عثمان بن صالح قال: كان المصريون ينتقصون عثمان حتى نشأ فيهم الليث فحدثهم بفضائل عثمان فكفوا. وكان أهل حمص ينتقصون علياً حتى نشأ فيهم إسماعيل فحدثهم بفضائل علي، فكفوا عن ذلك. (12/72)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 73 عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يسأل داوود بن عمرو قال: نعم ما رأيت معه كتاباً قط. فقال: لقد كان حافظاً، كم كان يحفظ قال: كان يحفظ شيئاً كثيراً. قال: فكان يحفظ عشرة آلاف قال: عشرة آلاف، وعشرة آلاف، وعشرة آلاف.) فقال أبي: هذا مثل وكيع. روى الفضل بن زياد، عن أحمد: ليس أحداً أروى لحديث الشاميين من ابن عياش والوليد. وقال سليمان بن أحمد الواسطي: سمعت يزيد بن هارون يقول: ما رأينا شامياً ولا عراقياً أحفظ من إسماعيل بن عياش. وقال الهيثم بن خارجة: سمعت يزيد بن هارون يقول: ما رأيت أحفظ من إسماعيل، ما أدري ما سفيان الثوري وقال الجوزجاني: سألت أبا مسهر، عن إسماعيل وبقية فقال: كل كان يأخذ عن غير ثقة، فإذا أخذت حديثهم عن الثقات فهو ثقة. عباس، عن ابن معين: إسماعيل بن عياش ثقة، وكان أحب إلى أهل الشام من بقية. وقد مضيت إلى إسماعيل بن عياش فرأيته عند دار الجوهري على غرفة ومعه رجلان ينظران في كتاب، فيحدثهم خمسمائة في اليوم، أقل أو أكثر، وهم أسفل وهو فوق، فيأخذون كتابه فينسخون من غدوة (12/73)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 74 إلى الليل. فرجعت ولم أسمع منه شيئاً، ولكني شهدته يملي إملاء، فكتبت عنه. وقال النسائي في الكنى عن سليمان بن الأشعث: سمعت يحيى بن معين يقول: إسماعيل بن عياش ثقة. وقال عبد الله بن أحمد: سألت يحيى بن معين: أكتبت عن ابن عياش قال: نعم. وعنه قال: عن إسماعيل بن عياش، عن شرحبيل بن مسلم، عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الزعيم غارم. وروى الدارمي، عن ابن معين قال: أرجو أن لا يكون به بأس. وروى محمد بن عثمان، والغلابي، وغيرهما، عن ابن معين قال: إسماعيل بن عياش ثقة فيما روي عن الشاميين، وأما عن غيرهم ففيه شيء. وقال أبو زرعة الرازي: صدوق يغلط في حديث الحجازيين والعراقيين. وقال أحمد بن الحسن الترمذي: قال أحمد: هو أصلح من بقية، لبقية (12/74)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 75 مناكير عن الثقات. زكريا بن عدي: قال لي أبو إسحاق الفزاري: لا تكتب عن إسماعيل بن عياش شيئاً، واكتب عن بقية ما روى عن المعروفين.) وقال ابن معين: ما سمعت عبد الرحمن بن مهدي يحدث عن إسماعيل بن عياش شيئاً قط. وقال ابن خراش، والنسائي: إسماعيل بن عياش ضعيف. وقال ابن خزيمة: لا يحتج به. وقال ابن عدي: يغلط في حديث الحجازيين. إما حديثاً برأسه، أو مرسلاً بوصله، أو موقوفاً برفعه، ويحتج به في الشاميين. قلت: لم يذكره البخاري في الضعفاء. وقال الدولابي: قال البخاري: إسماعيل بن عياش ما روى عن الشاميين فهو أصح. وقال العقيلي: إذا حدث عن غير أهل الِشام اضطرب وأخطأ. أحمد بن سعد بن أبي مريم: سمعت علي بن المديني يقول: رجلان صاحبا حديث بلدهما: إسماعيل بن عياش، وابن لهيعة. وقال ابن المبارك: بقية أحب إلي. (12/75)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 76 الفلاس: سمعت أبا قتيبة يقول ليحيى يوماً، ثنا إسماعيل بن عياش، عن، بحير بن سعد عن خالد بن معدان، عن عائشة قالت: آخر طعام أكله النبي صلى الله عليه وسلم طعام فيه بصل، فقال بحير: ما هذه الأزقة يا أبا قتيبة ثنا ابن جريج، عن عطاء بن جابر: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البصل والكراث. قلت: خرج أبو داوود، والنسائي الأول من حديث بقية، عن بحير، فأدخل بين خالد وبينها: خيار بن سلمة. قال عبد الله بن أحمد: عرضت على أبي حديث لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئاً، فقال: هذا باطل. يعني أن إسماعيل وهم. أخبرنا أحمد بن سلامة، ومسعود بن عبد الله كتابة، عن ابن كليب، نا ابن بيان أنا ابن مخلد، أنا الصفار، ثنا ابن عرفة، ثنا إسماعيل بن عياش، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تقرأ الحائض ولا الجنب من القرآن شيئاً. قال مضر بن محمد الأسدي: سألت يحيى بن معين، عن إسماعيل بن (12/76)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 77 عياش فقال: إذا حدث عن الشاميين فحديثه صحيح. وإذا حدث عن العراقيين والمدنيين خلطه ما شئت. وقال ابن حبان: كان إسماعيل من الحفاظ المتقنين في حداثته، فلما كبر تغير حفظه.) قلت: روى عن إسماعيل من شيوخه: الأعمش. وقدم بغداد فولاه المنصور خزانة الكسوة. وقال يزيد بن عبد ربه، وابن مصفى، وأحمد بن حنبل، وحيوة بن شريح: مات سنة إحدى وثمانين ومائة. وزاد ابن مصفى: لثمان خلون من ربيع الأول. وقال خليفة وأبو عبيد، والزيادي: سنة اثنتين. 4 (إسماعيل بن مجالد بن سعيد الهمداني الكوفي، أبو عمر خ. ت. نزيل بغداد.) روى عن: أبيه، وسماك بن حرب، وعبد الملك بن عمير، وبيان بن بشر. (12/77)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 78 وعنه: ابنه عمر، وشريح بن يونس، ويحيى بن معين، وعثمان بن أبي شيبة، وغيرهم. وثقه ابن معين. وقال النسائي: ليس بالقوي. وروى الحاكم، عن الدار قطني قال: ليس فيه شك أنه ضعيف. 4 (إسماعيل بن يعلى.) هو أبو أمية. يأتي بكنيته. 4 (أغلب بن تميم المسعودي البصري.) عن: قتادة، ويونس بن عبيد، ومعلى بن زياد. وعنه: زيد بن الحباب، ومحمد بن وزير الواسطي، وزياد بن يحيى، ويحيى بن حماد. قال ابن معين: ليس بشيء. 4 (أيوب بن جابر اليمامي الحنفي، أبو محمد د. ت.) (12/78)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 79 عن: سماك بن حرب، وآدم بن علي، وحماد بن أبي سليمان الكوفيين. وعنه: قتيبة بن سعيد، ومحمد بن جعفر الوركاني، ولوين، وعلي بن حجر، وخالد بن مرادس. قال الفلاس: صالح الحديث. وقال النسائي: ضعيف. وقال ابن عدي: سائر حديثه صالح. وقال محمد بن عثمان: سألت ابن معين عنه، فقال: كتبت عنه وليس بشيء. وروى عباس، عن يحيى مثله. وروى معاوية بن صالح، عن يحيى: ضعيف.) وقال أبو زرعة: واهي الحديث. 4 (أيوب بن مدرك بن العلاء، أبو محمد الحنفي الدمشقي.) (12/79)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 80 قرأ القرآن على يحيى الرماني. وروى عن: مكحول، وأبي إسحاق السبيعي. قرأ عليه: الربيع بن ثعلب وروى عنه: سبطه العلاء بن عمرو، ورواد بن الجراح، وأبو إبراهيم الترجماني، وعلي بن حجر، وجماعة. قال أبو حاتم: متروك. وقال أبو زرعة: ضعيف. وقال البخاري: حديثه عن مكحول مرسل. 4 (أيوب بن النجار بن زياد الحنفي خ. م. س.) قاضي اليمامة أبو إسماعيل. روى عن: يحيى بن أبي كثير، والجريري، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة. (12/80)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 81 وعنه: أحمد بن حنبل، وعمرو الناقد، ومحمد بن قدامة الجوهري، ومحمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ، ومحمد بن مهران الرازي، وطائفة. قال محمد بن مهران: كان يقال إنه من الأبدال. ووثقه ابن معين وقال: ثقة صدوق. وقال أحمد: صالح، ثقة، عفيف. قلت: ليس له في الكتب سوى حديث. (12/81)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 82 4 (حرف الباء)

4 (بختيشوع بن جرجس النصراني الخبيث.) رأس الأطباء وابن شيخهم. قدم على الرشيد وتقدم في أيامه. وبختيشوع بالسريانية أبي عبد المسيح. وقد ذكرنا أن أباه طبب المنصور ورجع مكرماً إلى جنديسابور ولما مرض الهادي سنة سبعين ومائة أمر بإقدام بختيشوع، وأحضر، فمات الهادي قبل مجيئه. وامتحنه الرشيد أول ما قدم بأن قدم له قارورة فيها بول حمار، وقال: ما يصلح لصاحب هذه) القارورة قال: شعير جيد. فضحكوا. وله من المصنفات كتاب التذكرة ألفه لولده جبريل. قلت: يؤخر إلى الطبقة الآتية، فإنه شهد موت الرشيد. (12/82)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 83 4 (بزيع بن عبد الله أبو حازم اللحام.) مولى أبي بسطام من سبي بخارى. روى عن: الضحاك بن مزاحم. وعنه: أبو معاوية الضرير، ويحيى بن سلام، وإسحاق بن موسى الخطمي، وأبو سعيد الأشج. قال أبو حاتم: هو قريب من الأجلح في اللين. وقال النسائي وغيره: ضعيف. 4 (بشر بن عمارة الخثعمي المؤدب.) عن: أحوص بن حكيم، وأبي روق. وعنه: محمد بن الصلت، ويوسف بن عدي، ومنجاب بن الحارث قال أبو حاتم: ليس بقوي. وقال النسائي: ضعيف. (12/83)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 84 وقال البخاري: يعرف، وتنكره منجاب بن الحارث. عن بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن عطية، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: لا تدركه الأبصار. قال: لو أن الإنس والجن والشياطين مذ يوم خلقوا إلى يوم نفنى صفاً واحداً، ما أحاطوا بالله أبداً. وهذا حديث منكر، لا يعرف إلا ببشر، وفيه عطية ضعيف أيضاً. 4 (بشر بن المفضل بن لاحق الحافظ، أبو إسماعيل الرقاشي، مولاهم ع. البصري.) (12/84)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 85 عن: سعيد الجريري، وسهيل بن أبي صالح، وحميد الطويل، وخالد الحذاء، وطائفة من صغار التابعين. وعنه: ابن المديني، وأحمد بن حنبل، وابن راهويه، ونصر بن علي، وأبو حفص الفلاس، وأحمد بن المقدام، وخلق سواهم. قال أحمد بن حنبل: إليه المنتهى في التثبت بالبصرة. وقال علي بن المديني: كان يصلي كل يوم أربعمائة ركعة، ويصوم يوماً، ويفطر يوماً.) وذكروا عنده بعض الجهمية فقال: لا تذكروا ذاك الكافر. قلت: توفي بشر، رحمه الله، سنة ست أو سبع وثمانين ومائة، 4 (بشير بن ميمون، أبو صيفي الواسطي ن.) خراساني الأصل. روى عن: سعيد المقبري، ومجاهد، وعكرمة، والحكم بن عتيبة، ومنذر الثوري، وأشعث بن سوار، وعطاء الخراساني، وغيرهم. وعنه: إسحاق بن أبي إسرائيل، وإبراهيم بن موسى الرازي، وأحمد بن عاصم العبادي، والحسن بن عرفة، وعلي بن حجر، وطائفة. (12/85)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 86 وكتب عنه أحمد وتركه. قال البخاري: يتهم بالوضع. وقال النسائي. ليس بثقة. 4 (بكار بن سقير المازني) عن: أبيه، والحسن البصري، وأبي رجاء العطاردي، وعاصم الجحدري. وعنه: أبو سلمة التبوذكي، وعلي بن المديني، وعبيد الله القواريري، ونعيم بن حماد، وآخرون. ما علمت فيه جرحاً. 4 (بكار بن محمد بن الجارست المدني المقريء النحوي.) من قراء أهل المدينة. روى عن: موسى بن عقبة. وعنه: يحيى بن محمد بن قيس، وابن أبي فديك، وإبراهيم بن المنذر الحزامي. قال أبو زرعة: لا بأس به. (12/86)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 87 وقال ابن الجوزي: بكار بن جارست، اسم أبيه عبد الرحمن. ثم لينه ابن الجوزي. 4 (بكر بن بشر السلمي الترمذي.) إمام مسجد عسقلان. سمع: عبد الحميد بن سوار.) وعنه: محمد بن أبي السري. وقال: مات سنة اثنتين وثمانين ومائة. 4 (البهلول بن راشد، أبو محمد الزاهد المغربي القيرواني الفقيه.) قيل كان ثقة، صادقاً مجتهداً، خيراً، مجاب الدعوة، واسع العلم. سمع من: يونس بن يزيد الأيلي، وحنظلة بن أبي سفيان، والثوري، ومالك، والليث، وابن أنعم الإفريقي، وغيرهم. وأقبل على العبادة، فلما احتيج إليه سمع الموطأ من أقرانه ابن غانم، وعلي بن زياد وسمع جامع الثوري من أبي الخطاب، وأبي خارجة. ودون الناس عنه جامعاً، وقام بفتياهم. سمع منه: سحنون، والقعنبي، وعون، والحكم، ويحيى بن سلام. (12/87)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 88 وقيل: إن مالكاً نظر إليه وقال: هذا عابد أهل بلده. وعن بهلول بن عمر قال: ما رأيت أتقى لله عز وجل من البهلول بن راشد. ويقال إن العكي أمير إفريقيا بلغه أن البهلول يقع في سلطانه ويتكلم فيه، فهم به، فتحاشد الناس يمنعونه منه، فزاده ذلك حنقاً، وبعث إليهم الأجناد، فأحضره وضربه بالسياط، فرمى جماعة أنفسهم عليه يقونه، فضربوا، وكانوا نحو العشرين. ثم مات بعد من ذلك الضرب. قيل: توفي بعد علي بن زياد الفقيه بشهر وأيام، وذلك في ما ذكر، سنة ثلاث وثمانين ومائة رحمه الله. 4 (بهلول بن عبيد الكندي.) يكنى: أبا عبيد. روى عن: أبي إسحاق السبيعي، وسلمة بن كهيل، وإسماعيل بن أبي خالد، وابن جريج، وغيرهم. وعنه: موسى بن مروان، والحسين بن أبي زيد، والربيع بن سليمان الجيزي، والحسن بن عرفة. قال ابن حبان: كان يسرق الحديث. وقال ابن عدي: له أحاديث لا يتابعه عليها الثقات. (12/88)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 89 4 (البهلول المجنون) ) هو البهلول بن عمرو، أبو وهيب الصيرفي الكوفي. وسوس في عقله، وما أظنه اختلط، أو قد كان يصحو في وقت. فهو معدود في عقلاء المجانين. له كلام حسن وحكايات، وقد حدث عن: عمرو بن دينار، وعاصم بن بهدلة، وأيمن بن نابل، وما تعرضوا له بجرح ولا تعديل. ولا كتب عنه الطلبة. كان حياً في دولة الرشيد. طول ترجمته ابن النجار وذكر أنه أتى بغداد. وعن الأصمعي قال: خرجت من عند الرشيد من باب الرصافة، فإذا بهلول يأكل خبيصاً، فقلت: أطعمني. قال: ليس هو لي. قلت: لمن هو قال: لحمدونة بنت الرشيد أعطتنيه أكله لها. وعن الأشهلي قال: بكرت في حاجة، فلقيت البهلول، فقلت: ادع لي. فرفع يديه وقال: يا من لا تختزل الحوائج دونه، اقض له حوائج الدنيا والآخرة. فوجدت لدعائه راحة. فناولته درهمين، فقال لي: يا أبا محمد، تعلم أني أخذ الرغيف ونحوه لا والله، لا أخذ على دعائي أجراً. قال: فقضيت حاجتي. ويروى أن البهلول مر به الرشيد، فقام وناداه ووعظه، فأمر له بمال، فقال: ما كنت لأسود وجه الموعظة. (12/89)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 90 وقيل له: قد غلا السعر، فادع الله. قال: ما أبالي ولو حبة بدينار، إن لله علينا أن نعبده كما أمرنا، وعليه أن يرزقنا كما وعدنا. وعن حسن بن سهل قال: رأيت الصبيان يرمون البهلول بالحصى، فأدمته حصاة فقال: (رب رام لي بأحجار الأذى .......... لم أجد بداً من العطف عليه) فقلت: تعطف عليهم وهم يرمونك قال: اسكت لعل لله يرى غمي ووجعي وشدة فرحهم، فيهب بعضنا لبعض. ومما نقل عنه قال: من كانت الآخرة أكبر همه أتته الدنيا راغمة. ثم قال: (يا خاطب الدنيا إلى نفسه .......... تنح عن خطبتها تسلم)

(إن التي تخطب غرارة .......... قريبة العرس إلى المأتم) وقد ساق أبو القاسم المفسر في كتاب عقلاء المجانين له حكايات وأشعار. ولم أجد له وفاة.) بهلول بن مؤرق، أبو غسان عن: موسى بن عبيدة. وعنه: أبو خيثمة، والفلاس، ومحمد بن المثنى، وغيرهم. قال أبو حاتم: لا بأس به. (12/90)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 91 4 (حرف الثاء)

4 (ثابت بن الوليد بن عبد الله بن جميع.) أبو جبلة الكوفي. عن: أبيه. وعنه: يحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، وإبراهيم بن موسى الفراء. قال أبو حاتم: صالح الحديث. (12/91)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 92 4 (حرف الجيم)

4 (جابر بن سليم الزرقي المدني.) عن: عثمان بن صفوان، وعباد بن أبي صالح، وعبد الله بن عبد العزيز. وعنه: قتيبة بن سعيد، ومنصور بن أبي مزاحم، وأحمد بن حنبل، وسنيد بن داوود. وثقه أحمد. 4 (جابر بن نوح، أبو بشير، الحماني الكوفي ت.) (12/92)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 93 عن: الأعمش، وحريث بن السائب، وإسماعيل بن أبي خالد، وجماعة. وعنه: أحمد بن حنبل، وأبو كريب، وأحمد بن بديل، وآخرون. قال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن معين، وأبو حاتم الرازي: ضعيف. 4 (جرير بن عبد الحميد الحافظ ع.) (12/93)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 94 أبو عبد الله الضبي الكوفي، ثم الرازي، أحد الأئمة. مولده سنة عشر ومائة بالكوفة. سمع: منصور بن المعتمر، وحصين بن عبد الرحمن، وعبد الملك بن عمير، وبيان بن بشر، وسهيل بن أبي صالح، ومغيرة بن مقسم، والأعمش، وأئمة من طبقتهم. وقرأ القرآن على) حمزة الزيات. وعنه: ابن المبارك، وهو من طبقته، والطيالسي، وسليمان بن حرب، وعلي بن المديني، وقتيبة، وابن معين، وأبو خيثمة، وإسحاق، وعلي بن حجر، وعثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن حميد، وإبراهيم بن موسى، ويعقوب الدورقي، والحسن بن عرفة، ويوسف بن موسى القطان، وموسى بن نصر، وعدد كثير. وقدم في آخر عمره بغداد، وحدث بها. ويقال: إنه ولد سنة سبع ومائة. قال يعقوب السدوسي: سمعت ابن المديني يقول: كان جرير صاحب ليل، وكان له رسن. يقولون: إذا أعيى تعلق به. قال يعقوب: وذكر لأبي خيثمة إرسال جرير فقال: لم يكن يدلس، لأنا كنا إذا أتيناه وهو في حديث الأعمش أو منصور أو مغيرة ابتدأ فأخذ الكتاب فقال: عن فلان، ثم يحدث عنه مبهماً في حديث واحد، يقول: منصور (12/94)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 95 منصور حتى يفرغ المجلس. قال الخطيب: هو جرير بن عبد الحميد بن جرير بن قرط بن هلال الضبي. قلت: كان الناس يرحلون إليه لعلمه وإتقانه. قال سفيان بن عيينة: قال ابن سلمة: عجباً لهذا الرازي عرضت عليه أن أجري عليه مائة درهم في الشهر صدقة فقال: أيأخذ المسلمون كلهم مثل هذا قلت: لا قال: لا حاجة لي فيه، يعني جرير بن عبد الحميد. وقال ابن معين: سمعت جريراً يقول: عرضت علي بالكوفة ألفا درهم يعطوني مع القراء فأبيت، ثم جئت اليوم أطلب ما عندهم. قال ابن معين: طلب جرير الحديث خمس سنين فقط. قال ابن سعد: وكان جرير ثقة، كثير العلم، يرحل إليه. قال محمد بن عمرو زنيج: سمعت جريراً يقول: رأيت ابن أبي نجيح ولم أكتب عنه. فقال رجل: ضيعت يا أبا عبد الله. (12/95)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 96 فقال: لا، أما ابن أبي نجيح فكان يرى القدر، وأما جابر فكان يؤمن بالرجعة، وأما ابن جريح فإنه أوصى بنيه بستين امرأة قال: لا تتزوجوا بهن فإنهن أمهاتكم، وكان يرى المتعة.) قال زنيج: وجد لجرير عن الكوفيين عشرة آلاف حديث. وقال يعقوب بن شيبة: حدثني عبد الرحمن بن محمد: سمعت سليمان بن حرب يقول: كان جرير بن عبد الحميد وأبو عوانة يتشابهان في رأي العين، ما كانا يصلحان إلا أن يكونا راعيي غنم. كتبت عنه بمكة أنا وابن مهدي. قال ابن شيبة: وسمعت عبد الرحمن بن محمد: سمعت أبا الوليد الطيالسي يقول: قدمت الري ومعي أبو داوود الطيالسي بعقب موت شعبة، فكان جرير يجالسنا، فسمعنا نتذاكر، ولم يكن له حفظ، فسمعني أذكر حديثاً فقال: أكتبه لي، فكتبته وحدثته به وقلت له: حدثنا، فقال: لست أحفظ وكتبي غائبة، وأنا أرجع أن أؤتى بها. قد كتبت في ذلك. فأتته، فنظرنا فيها. وقال إبراهيم بن هاشم: ما قال لنا جرير قط ببغداد: حدثنا. وقلت: تراه لا يغلط مرة. وكان ربما نعس فنام، ثم ينتبه، فيقرأ من الموضع الذي انتهى إليه. وذكر البيهقي أن جريراً تغير قبل موته قليلاً. قال: والمعروف بذلك جرير بن حازم. وتأكد العقيلي بذكر جرير الضبي في الضعفاء، وقال: عن (12/96)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 97 محمد بن عيسى الهاشمي، حدثني جعفر بن عامر: سمعت أحمد بن حنبل يقول: جرير بن عبد الحميد لا يفصل بين مغيرة عن إبراهيم، كان يكره. فذكرت ذلك لخلف بن سالم، قال: أحمد: اشتكت عينه، فحلفت عليه أمه أن لا يجيء إلى جرير مثل جرير، يقال له هذا. حدثنا عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: لم يكن جرير الرازي بالذكي في الحديث. قلت: أروى عن أشعث بن سوار شيئاً قال: نعم، كان اختلط عليه حديث أشعث، وعاصم الأحول، حتى قدم عليه بهز، وقال له: هذا حديث عاصم، وهذا حديث أشعث. قال: فعرفها فحدث بها الناس. قلت: كانوا لا يكتبون على النسخة طبقة سماع، ولا اسم الشيخ، فكتب جرير عن هذا كتاباً، وعن هذا كتاباً. وفاته أن يرقم على كل كتاب اسم من كتبه عنه. وطال العهد فاشتبه عليه. وبكل حال هو ثقة، نحتج به في كتب الإسلام كلها. مات سنة ثمان وثمانين ومائة بالري. رحمه الله. (12/97)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 98 قال يحيى بن معين: جرير أعلم بمنصور من شريك.) وقال أبو حاتم: جرير ثقة يحتج به. وقال يعقوب السدوسي: سمعت إبراهيم بن هاشم قال: قدم جرير بغداد، فنزل على بني المسيب الضبي، فلما عبر إلى الجانب الشرقي جاء المد، فقلت لأحمد بن حنبل: تعبر قال: أمي لا تدعني، فعبرت أنا، فلزمته، وكتبت عنه ألفاً وخمسمائة حديث. وكتبت عنه قبل أن يخرج إلى مكة. وقال يوسف بن موسى القطان: مات جرير ليوم خلا من جمادى الأولى سنة ثمان وثمانين ومائة، وهو ابن ثمان أو تسع وسبعين سنة. وصلى عليه ابنه عبد الله. 4 (جعفر البرمكي:) (12/98)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 99 الوزير جعفر بن يحيى بن برمك، أبو الفضل. أصله من الفرس. كان مليحاً، جميلاً، لسناً، بليغاً، عالماً، أديباً، يضرب بجوده المثل، وكان مسرفاً على نفسه، غارقاً في بحر اللذات والمعاصي. تمكن من الرشيد، وبلغ من الجاء والرفعة ما لا مزيد عليه. وولي هو وأبوه وإخوته الأعمال الجليلة، وكثرت عليهم الأموال. وقد مر في الحوادث من أخباره، وأنه قتل في صفر سنة سبع، وقد ولي نيابة الملك على دمشق، فقدمها في سنة ثمانين ومائة. ومن ألفاظه: قال مرة للرشيد: إذا أقبلت الدنيا عليك، فأعط، فإنها لا تفنى، وإذا أدبرت فأعط، فإنها لاتبقى. (12/99)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 100 قال محمد بن جرير: هاجت العصبية بالشام وتفاقم الأمر. واغتم الرشيد، فعقد وقال: إما أن تخرج أنت أو أخرج أنا. فسار إليهم جعفر، فأصلح بينهم، وقتل فيهم، ولم يدع لهم رمحاً ولا قوساً، فهمد الأمر، واستخلف على دمشق عيسى بن العكي، وانصرف. قال الخطيب: كان جعفر عند الرشيد بحالة لم يشاركه فيها أحد. وجوده وسخاؤه أشهر من أن يذكر، وكان من ذوي اللسان والبلاغة. يقال: إنه وقع بحضرة الرشيد زيادة على ألف توقيع، ونظر في جميعها، فلم يخرج شيئاً منها عن موجب الفقه. وكان أبوه يحيى قد ضمه إلى أبي يوسف القاضي حتى علمه وفقهه.) وعن ثمامة بن أشرس قال: ما رأيت أبلغ من جعفر بن يحيى، والمأمون. قيل: اعتذر رجل إلى جعفر فقال: قد أغناك الله بالعذر منا من الاعتذار إلينا، وأغنانا بالمودة لك عن سؤ الظن بك. قال محمد بن عبد الله بن طهمان: حدثني أبي قال: كان أبو علقمة الثقفي صاحب الغريب عند جعفر بن يحيى، فقال، وقد أقبلت (12/100)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 101 عليه خنفساء: أليس يقال إن الخنفساء إذا أقبلت إلى رجل أصاب خيراً؟ قالوا: بلى. فقال: يا غلام أعطه ألف دينار، فأعطاه ونحوها عنه. قال: فعادت إليه، فقال: يا غلام أعطه ألفاً أخرى. قال جحظة: حدثني الرشيدي: حدثني مهذب حاجب العباس بن محمد: أن العباس نالته إضاقة، وكثر الغرماء، فأخرج سفطاً فيه جوهر شراه ألف ألف درهم، فحمله إلى جعفر بن يحيى، والتقاه جعفر فقال: أريد على هذا خمسمائة ألف حتى تأتي الغلة. فقال: أفعل، ورفع السفط. فما رجع العباس بن محمد إلى منزله، وجد السفط قد سبقه، ومعه ألف ألف درهم. ثم من الغد دخل جعفر إلى الرشيد فكلمه فيه، فأمر له بثلاثمائة ألف دينار. قال ابن المرزبان: نا أبو يعقوب النخعي، نا علي بن زيد كاتب العباس بن المأمون: حدثني إسحاق الموصلي، عن أبيه قال: حج الرشيد ومعه جعفر، وأنا معهم. فلما حضرنا إلى المدينة، قال لي جعفر: أحب أن تنظر لي جارية لا يكون مثلها في الغناء والظرف. فأرشدت إلى جارية لم أر مثلها، وغنت فأجادت. وقال لي صاحبها: لا أبيعها بأقل من أربعين ألف دينار. قلت: قد أخذتها، وأشترط عليك نظرة. قال: لك ذلك. فأتيت جعفراً وقلت: أصبت صاحبتك على غاية الكمال، فاحمل المال، فحملنا المال على حمالين، وجاء جعفر مستخفياً، فدخلنا على الرجل وأخرجها، فلما رآها جعفر أعجب بها، فغنت، فازداد بها عجباً وقال: إفصل في أمرها. فقلت لمولاها خذ المال. فقالت الجارية: يا مولاي أي شيء أنت قال: قد عرفت ما كنا فيه من النعمة، وقد نقصت عن ذلك، فقدرت أن تصيري إلى هذا الملك، فتنبسطي في شهواتك. فقالت: لو ملكت منك ما ملكت مني ما بعتك بالدنيا، فاذكر العهد. وقد كان حلف أن لا يأكل لها ثمناً. فتغرغرت عين الرجل بالدموع وقال: اشهدوا أنها حرة لوجه (12/101)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 102 الله، وأني قد تزوجتها وأمهرتها داري. فقال جعفر بن يحيى: انهض) بنا. فدعوت الحمالين ليحملوا الذهب، فقال جعفر: والله لا يصحبنا منه درهم. وقال لمولاها: أنفقه عليكما. وقيل لما نكب البرامكة وجد في خزائن جعفر جرة فيها ألف دينار في الدينار مائة دينار سكته. وأصفر من ضرب دار الملوك، يلوح على وجهه جعفر (يزيد على مائة واحداً .......... متى يعطه معسر يوسر) مثنى بن محمد، عن أبي عبد الرحمن مؤدب البرامكة قال: أمر جعفر أن يضرب له دنانير، زنة الدينار ثلاثمائة مثقال، ويصور عليه صورته. وهو مراد أبي العتاهية بقوله: يلوح على وجهه جعفر قال صاحب الأغاني أنا عبد الله بن الربيع الربيعي: حدثني أحمد بن إسماعيل، عن محمد بن جعفر بن يحيى قال: شهدت أبي وهو يحدث جدي يحيى، وأنا صغير، عن بعض خلواته مع الرشيد فقال: يا أبه، أخذ أمير المؤمنين بيدي، ثم أقبل في الحجر يخترقها، حتى انتهى إلى حجرة ففتحت له، ورجع من كان معنا. ثم صرنا إلى حجرة، ففتحها بيده، ودخلنا معاً، وأغلقها من داخل، ثم صرنا إلى رواق، وفي صدره مجلس مغلق، فقعد على بابه ونقره، فسمعنا حساً، ثم نقر، فسمعت صوت عود، فغنت جارية، ما ظننت أن الله خلق مثلها في حسن الغناء، فقال لها: غني صوتي، فغنت: (ومحبب شهد الرفاق مقتله .......... غنى الجواري حاسراً ومنقبا)

(لبس الدلال وقام ينقر دفه .......... نقراً أقر به العيون وأطربا) (12/102)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 103 (إن النساء رأينه فعشقنه .......... وشكون شدة ما بهن فكذبا) فطربت والله. ثم غنت فرقصنا معاً. ثم قال لي: انهض بنا. فلما صرنا في الدهليز، قال: أتعرف هذه قلت: لا قال: هي علية بنت المهدي، والله لئن لغطت به لأقتلنك. فقال له جدي: وقد والله لغطت به، والله ليقتلنك. قيل: أنشدت جعفراً امرأة، كلابية: (إني مررت على العقيق وأهله .......... يشكون من مطر الربيع نزورا)

(ما ضرهم إذ مر فيهم جعفر .......... أن لا يكون ربيعهم ممطورا) ) وروى الإسكافي، عن إسحاق الموصلي قال: قال لي الرشيد بعد قتل جعفر وصلبه: أخرج بنا ننظر إليه. فلما عاينه أنشأ يقول: (تقاضاك دهرك ما أسلفا .......... وكدر عيشك بعد الصفا)

(ولا تعجبن فإن الزمان .......... رهين بتفريق ما ألفا) الحارث بن أبي أسمامة، عن إسماعيل بن محمد ثقة قال: لما بلغ ابن عيينة قتل جعفر البرمكي حول وجهه إلى الكعبة وقال: اللهم إنه كان قد كفاني مؤونة الدنيا، فاكفه مؤونة الأخرة. ابن المرزباني، عن هاشم بن سعيد البلدي، عن أبيه قال: لما صلب جعفر وقف الرقاشي الشاعر وأنشأ يقول: (أما والله لولا خوف واش .......... وعين للخليفة لا تنام)

(لطفنا حول جذعك واستلمنا .......... كما للناس بالحجر استلام)

(فما أبصرت قبلك يا ابن يحيى .......... حساماً فله السيف الحسام)

(على اللذات والدنيا جميعاً .......... لدولة آل برمك السلام) (12/103)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 104 فطلبه الرشيد فأضر، فقال: كم كان يعطيك جعفر قال: في السنة ألف دينار. فأمر له بألفي دينار. وقال الكوكبي: حدثني أبو بكر وجه الهرة: حدثني غسان بن محمد القاضي، عن محمد بن عبد الرحمن الهاشمي صاحب صلاة الكوفة قال: دخلت على أمي يوم النحر، وعندها امرأة برزة جلدة في أثواب رثة، فقالت لي: أتعرف هذه قلت: هذه عبادة أم جعفر البرمكي. فسلمت عليها ورحبت بها، وقلت: فلانة حدثينا ببعض أموركم. قالت: أذكر لك جملة فيها عبرة. لقد هجم علي مثل هذا العيد، وعلى رأسي أربعمائة جارية، وأنا أزعم أن جعفراً عاق لي. وقد أتيتكم يقنعني جلد شاتين، أجعل أحدهما شعاراً، والآخر دثاراً. قال عبد الله بن روح المدائني: ولدت يوم قتل جعفر البرمكي، وهو أول صفر سنة سبع وثمانين ومائة. قال ابن جرير: وعاش سبعاً وثلاثين سنة.) وقد ذكرنا من أخباره في حوادث السنة المذكورة، رحمه الله وسامحه. 4 (جرول بن حنفل، وقيل ابن حيفل النميري.) أبو توبة الحراني المعلم. (12/104)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 105 عن: خليد بن دعلج، وعمر بن قيس سندل، والنضر بن عربي، وابن لهيعة. وعنه: بقية بن الوليد، وهو أكبر منه سناً، والمعافي بن عمران، وموسى بن أعين، وأبو المغيرة عبد القدوس، ويحيى الحماني، وأبو كريب، وسليمان بن عبد الرحمن، وإسحاق الفراديسي، وعدة. قال أبو حاتم: لا بأس به. وقال ابن المديني: روى أحاديث منكرة. 4 (جميع بن عمر، أبو بكر العجلي الكوفي.) عن: رجل من آل أبي هالة في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، وعن: داوود بن أبي هند، ومجالد. وعنه: يحيى الحماني، وأبو هشام الرفاعي، وسفيان بن وكيع، وآخرون. وثقه ابن حبان. وقال أبو نعيم: فاسق. وقال أبو داوود: أخشى أن يكون خبره في الصفة موضوعاً. قلت: روى له الترمذي في كتاب الشمائل. (12/105)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 106 4 (جنادة بن سلم بن خالد بن جابر بن سمرة السوائي أبو الحكم الكوفي، والد أبي السائب سلم) بن جنادة. روى عن: هشام بن عروة، وحجاج بن أرطأة، والأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد. وعنه: ولده، ومنجاب بن الحارث، ونوح بن حبيب. ضعفه أبو زرعة. وذكره ابن حبان في الثقات. وأبو زرعة أعرف. 4 (جنيد بن عبد الله، أبو محمد الكوفي الحجام) ) عن: زيد بن أبي أسامة الحجام، ومختار بن صبيح. وعنه: أبو نعيم، وسعدويه، وأبو بكر بن أبي شيبة، والأشج، وعلي بن محمد الطنافسي. قال أبو زرعة: ثقة. (12/106)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 107 4 (حرف الحاء)

4 (حاتم بن إسماعيل ع.) الحافظ أبو إسماعيل المدني، مولى بني عبد المدان، وأصله كوفي. روى عن: هشام بن عروة، ويزيد بن أبي عبيد، وخيثم بن عراك، وجعفر بن محمد، والجعيد بن عبد الرحمن، ومعاوية بن أبي مزرد، وعمران القصير. وعنه: القعنبي، وإسحاق بن راهويه، وهناد بن السري، وقتيبة، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، وخلق سواهم. (12/107)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 108 قال أحمد بن حنبل: هو أحب إلي من الدراوردي. وقال غير واحد: ثقة. يقال: مات سنة ست أو سبع وثمانين، والثاني أصح، فإن ابن حبان قال: مات في تاسع جمادى الأول سنة سبع وثمانين ومائة. 4 (حاتم بن وردان، أبو صالح السعدي خ. م. ن. ت.) شيخ بصري صدوق. عن: أيوب السختياني، وعلي بن جدعان، والجريري، وغيرهم. وعنه: ابنه صالح، وإسحاق بن راهويه، وزياد بن يحيى الحساني، ونصر بن علي، وجماعة. مات سنة أربع وثمانين. قال أبو حاتم: لا بأس به. 4 (الحارث بن عبيدة، أبو وهب المصري.) (12/108)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 109 يقال هو الحارث بن عميرة الكلاعي. عن: هشام بن عروة. والمصريين. وعنه: عمرو بن عثمان الحمصي، وطائفة.) قال ابن حبان في الثقات: مات سنة ست وثمانين ومائة. 4 (الحارث بن موسى الطائي البصري) شيخ معمر، روى عن: حبيب العجمي. وعنه: معتمر بن سليمان، وأحمد بن إبراهيم الدورقي. 4 (الحارث بن وجيه الراسبي د. ت. ق.) (12/109)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 110 له عن مالك بن دينار بحديث تحت كل شعرة جنابة. وعنه: مسلم بن إبراهيم، وأبو كامل الجحدري، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، ونصر بن علي. ضعفه النسائي، وقال ابن معين: ليس بشيء. 4 (حبيب بن خالد الأسدي الكاهلي الكوفي.) عن: أبي إسحاق السبيعي، وعبد الله بن الحسن، والأعمش. (12/110)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 111 وعنه: إبراهيم بن موسى، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وعبد الله بن عمر مشكدانة، وأبو سعيد الأشج، وغيره. أنكر ابن المبارك عليه حديثاً، وقال: هو صالح في كل شيء إلا في هذا الحديث. وقال العقيلي: حبيب المالكي كوفي: نا محمد بن سعيد الرازي، سمعت عبد الرحمن بن الحكم بن بشير يذكر عن نوفل قال: كان بالكوفة رجل يقال له حبيب المالكي، كان له صحة وفضل، وذكر لابن المبارك فأثنى عليه. فقلت عنده، عن الأعمش، عن زيد بن وهب قال: سألت حذيفة عن الأمر بالمعروف. قال: إنه لحسن، ولكن ليس من السنة أن يخرج على المسلمين بالسيف. وقال ابن المبارك: ليس بشيء، فقلت: إنه وإنه، فأبى، فلما أكثرت عليه في شأنه قال: عافاه الله في كل شيء إلا في هذا. وهذا الحديث كنا نستحسنه من حديث حبيب بن أبي ثابت، عن أبي البختري، عن حذيفة. وقال أبو حاتم: لم يكن صاحب حديث، وليس بالقوي. 4 (حُبيب مصغر ابن حبيب الكوفي.) أخو حمزة الزيت، يروي عن: أبي إسحاق السبيعي. وروى عنه: محمد بن الحسن التغلبي، وسويد بن سعيد، وعثمان بن أبي شيبة، وأخوه أبو) بكر. (12/111)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 112 وهاه أبو زرعة. 4 (حجر بن الحارث الغساني، أبو خلف الرملي.) عن: عبد الله بن عوف القاريء. وعنه: أبو سعيد مولى بني هاشم، وسعيد بن منصور، وأبو توبة الحلبي، وآخرون. ولم يضعف. 4 (حجوة بن مدرك الغساني.) شيخ كوفي نزل دمشق. كان من الشعراء المحسنين. روى عن: هشام بن عروة، والأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد. وعنه: عيسى غنجار، وأبو الجماهر محمد بن عثمان، وهشام بن عمار، والحكم بن موسى القنطري. قال أبو حاتم: محله الصدق. 4 (حرب بن ميمون.) (12/112)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 113 صاحب الأغمية. هو الصالح الزاهد أبو عبد الرحمن العبدي البصري. روى عن: عوف الأعرابي، وخالد الحذاء، وحجاج بن أرطأة، والجلد بن أيوب، وغيرهم. وعنه: حميد بن مسعدة، وإسحاق بن أبي إسرائيل، والصلت بن مسعود، وأحمد بن عبده، ونصر بن علي، وعدة. قال الفلاس وغيره: حرب بن ميمون الأصغر، ضعيف الحديث، وحرب بن ميمون الأكبر: ثقة. قلت: الأكبر تقدم، روى عن: عطاء بن أبي رباح، وقد جعلهما واحداً أبو عبد الله البخاري، ومسلم. والذي لا شك فيه ولا مرية أنهما رجلاً ن. قال عبد الغني الأزدي: هذا مما وهم فيه البخاري، أول من نبهني (12/113)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 114 (12/114)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 115 عليه الدار قطني. وخلطهما ابن عدي أيضاً، فوهم. وكونهما اثنين أوضح شيء، لأن الأكبر من أصحاب عطاء، والثاني من أصحاب خالد الحداء) وذويه، ولأن الأكبر يكنى أبا الخطاب مولى النضر بن أنس الأنصاري، وهذا يخالفه في كنيته وفي نسبته. 4 (حزام بن هشام بن حبيش بن خالد بن الأشعر الخزاعي القريري.) (12/115)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 116 وفد مع أبيه على عمر بن عبد العزيز. وروى عنه، وعن أبيه، وأخيه عبد الله بن هشام. وعنه: وكيع، والواقدي، ويحيى بن يحيى التميمي، والقعنبي، وداوود بن عمرو الضبي، وآخرون. وبقي إلى قريب الثمانين ومائة. قال أحمد: ليس به بأس. وقال ابن سعد: ثقة. قلت: هو راوي حديث أم معبد. 4 (حسان بن إبراهيم الكرماني خ. م. د.) الفقيه، أبو هشام، قاضي كرمان. (12/116)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 117 عن: سعيد بن مسروق الثوري، وعاصم الأحول، ويونس الأيلي، وطائفة. وعنه: الأزرق بن علي، وعلي بن المديني، وعلي بن حجر، وإسحاق بن شاهين، وأحمد بن عبدة وخلق. قال ابن معين، لا بأس به. واستنكر له أحمد غير حديث. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال الدار قطني: ثقة. وذكره العقيلي في الضعفاء فقال: ثنا عبد الله بن أحمد قال: حدث أبي بحديث لحسان بن إبراهيم، عن عاصم، عن عبد الله بن حسن، عن أمه فاطمة بنت الحسي، عن أمها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل المسجد قال: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك. وقال أبي: ما هذا من حديث عاصم الأحول، هذا من طريق ليث. وذكرت لأبي، عن حسان، عن) عبد الملك الكوفي: سمعت العلاء، سمع مكحولاً، عن أبي أمامة، وواثلة، كان نبي الله إذا قام في الصلاة لم يلتفت، ورمى ببصره إلى موضع سجوده، فأنكره وقال: اضرب عليه. (12/117)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 118 قلت: توفي سنة ست وثمانين ومائة. 4 (حسان بن سياه البصري الأزرق.) عن: ثابت البناني، وعاصم بن بهدلة، والحسن بن ذكوان، وغيرهم. وعنه: لوين، وعمرو بن الحصين، وقاسم بن زيد الكلابي، ومحمد بن موسى الجرشي، وآخرون. له مناكير ساقها ابن عدي. وقال الدار قطني: ضعيف. وقال ابن حبان: منكر الحديث جداً. 4 (الحسن بن ثابت التغلبي، أبو الحسن الكوفي الأحول.) عن: هشام بن عروة، والأعمش، وعبد الله بن الوليد المزني، وعنه: ابن المبارك وهو قرينه، ويحيى بن آدم، وهارون بن فلان، (12/118)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 119 وإبراهيم بن موسى الرازي، وأبو سعيد الأشج. وثقه محمد بن عبد الله بن نمير. 4 (الحسن بن قحطبة بن شبيب الطائي.) من أكبر قواد الرشيد، وأبوه هو الذي انتدب لأخذ العراق من جيوش بني أمية، فغرق وقام بالأمر بعده حميد بن قحطبة. وكان الحسن بن قحطبة كبير الدولة في وقته. مات سنة إحدى وثمانين ومائة، وله أربع وثمانون سنة. قال الخطيب: كان من رجالات الناس، وقد روي عنه حديث، يرويه عن أبي جعفر المنصور. قلت: لكنه موضوع وآخذه ممن بعد ابن قحطبة. ورخه نفطويه. (12/119)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 120 4 (الحسن بن يزيد الأصم.) له حديث عن إسماعيل السدي، رواه عنه: محمد بن بكار بن الريان، و سريج بن يونس، وسعيد بن منصور. قال أبو حاتم: لا بأس به.) وقال غيره: خبره منكر. وقال أحمد، وابن معين: ثقة. يكنى أبا علي، وهو كوفي ترك بغداد. 4 (الحسن بن الحكم بن طهمان الحنفي البصري، أبو سعيد.) وهو الحسن بن عزة الدباغ، سكن الري. وروى عن: هشام الدستوائي، وشعبة، وحماد بن سلمة. وعنه: هشام بن عبد الله، وعبد الله بن الجهم، ويوسف بن موسى القطان، وغيرهم. (12/120)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 121 قال أبو حاتم: صالح الحديث، ليس بذاك، مضطرب، وبالبصرة لا يعرفونه لأنه مات قديماً. 4 (الحسن بن علي بن الحسن، أبو علي المديني البراد.) عن: الزبير بن أبي أسيد، وأبي مودود، ووالده. وعنه: إبراهيم بن المنذر الحزامي، وقتيبة بن سعيد، ويعقوب بن حميد، وإسحاق بن موسى. 4 (الحسين بن الحسن بن يسار بن مالك، أبو عبد الله البصري خ. م. ن.) عن: ابن عون. وعنه: أحمد بن حنبل، وبندار، ومحمد بن المثنى. وثقه أحمد، والنسائي. (12/121)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 122 وآخر من حدث عنه الحسن بن محمد الزعفراني. مات سنة ثمان وثمانين ومائة. 4 (الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ق.) أبو عبد الله المدني، ثم الكوفي الزيدي. روى عن: أبيه، وعمه أبي جعفر الباقر، وابن عمه جعفر الصادق، وإسماعيل بن عبد الله بن جعفر، وغيرهم. وعنه: نعيم بن حماد، وأبو مصعب الزهري، وعباد الرواجني، وإسحاق بن موسى الخطمي، وأبو عبيد الله سعيد المخزومي. قال ابن عدي: وجدت في بعض حديثه بعض النكرة، وأرجو أنه لا بأس به. وقال أبو حاتم الرازي: يعرف وينكر.) قلت: بقي إلى حدود التسعين ومائة، وكان بقية أهل بيته. 4 (الحسين بن عيسى، أبو عبد الرحمن الكوفي.) (12/122)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 123 أخو سليم القاريء. عن: الحكم بن أبان، ومعمر بن راشد. وعنه: عثمان بن أبي شيبة، وأبو كريب، وأبو سعيد الأشج. قال أبو حاتم: ليس بالقوي، له منكر. 4 (حصين بن جعفر الفزاري الدمشقي.) عن: مكحول، وعمير بن هانيء، وعمرو بن مهاجر. وعنه: محمد بن وهب بن عطية، وهشام بن عمار، وغيرهما. ما أظن به بأساً. 4 (حصين بن عمر الأحمسي الكوفي، أبو عمر ت.) عن: أبي الزبير المكي، ومخارق الأحمسي، وسليمان الأعمش. (12/123)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 124 وعنه: عبيد الله بن عبد الله بن الأسود، ومحمد بن أحمد بن أبي خلف القطيعي، ومحمد بن مقاتل المروزي، ومجاب بن الحارث، ويحيى الحماني، وآخرون. قال أبو زرعة: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: متروك الحديث. وقال ابن عدي: عامة أحاديثه معاضيل. ورماه بعضهم بالكذب. وقال البخاري: منكر الحديث، قدم بغداد سائلاً يسأل. قلت: خرج له الترمذي: من غش العرب لم يدخل في شفاعتي. 4 (حصين بن نمير الواسطي، أبو محصن الضرير خ. د. ت. ن.) كوفي الأصل. (12/124)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 125 عن: حصين بن عبد الرحمن، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، ومحمد بن جحادة، وسفيان بن حسين. وعنه: حميد بن مسعدة، والحسن بن قزعة، ومسدد، وابن المديني، وعدة.) وثقه أبو زرعة، وقال أبو حاتم: صالح. 4 (حفص بن عمر بن حفص بن أبي السائب المخزومي المدني.) قاضي عمان. عن: الزهري، وعمار بن يحيى، والأوزاعي. وعنه: ابنه أحمد، وحفيده السائب بن أحمد بن حفص، والهيثم بن خارجة، وهشام بن عمار، وسليمان ابن بنت شرحبيل. صالح الحديث. (12/125)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 126 4 (حفص بن عمر بن أبي العطاف المدني ق.) مولى بني سهم. عن: أبي الزناد. وعنه: إسماعيل بن أبي أويس، وعلي بن بحر القطان، وأبو ثابت محمد بن عبيد الله، وإبراهيم بن المنذر، وغيرهم. قال أبو حاتم: منكر الحديث. وضعفه النسائي، وجماعة. واتهمه يحيى بالكذب. 4 (حفص بن عمر بن راشد التميمي المجاشعي، مولاهم.) الكوفي المؤدب. عن: إسماعيل بن أبي خالد، وعبد الملك بن أبي سليمان، وابن أبي ليلى، وجماعة. وعنه: محمد بن عبد الله بن نمير، وأبو سعيد الأشج. قال أبو حاتم: صالح الحديث، ليس به بأس. (12/126)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 127 4 (حفص بن عمر.) قاضي حلب. عن: المختار بن فلفل، وهشام بن حسان، ويحيى بن أبي غنية، وابن إسحاق، وطائفة. وعنه: عبد الرحمن المحاربي، وعبيد بن جنادة، وداوود بن رشيد،) ومحمد بن أبي السري. ضعفه أبو حاتم، وآخرون. وقال أبو زرعة: منكر الحديث. وقال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج به. 4 (حفص بن ميسرة، أبو عمر العقيلي الصنعاني خ. م. ن. ق.) (12/127)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 128 نزيل عسقلان. عن: زيد بن أسلم، والعلاء بن عبد الرحمن، وموسى بن عقبة. وعنه: آدم بن أبي أياس، وسعيد بن منصور، وسويد بن سعيد، ومحمد بن أبي السري، وآخرون. وثقه أحمد، وغيره. وروى عنه: سفيان الثوري مع تقدمه، وكان من الصلحاء الأتقياء، له مواعظ. مات سنة إحدى وثمانين ومائة. 4 (حفص بن النضر السلمي) شيخ بصري له عن: أمه رملة، وعامر بن خارجة. وعنه: قتيبة، وعبيد الله بن عائشة، وابن المديني، وإبراهيم بن موسى الفراء. قال ابن معين: صالح. 4 (حكام بن سلم الكناني الرازي م.) (12/128)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 129 أبو عبد الرحمن. حدث ببغداد، ومات بمكة قبل الوقفة. سمع: إسماعيل بن أبي خالد، وحميد الطويل، وعبد الملك بن أبي سلميان، وعدة. وعنه: أبو بكر بن أبي شيبة، ويحيى بن معين، والحسن الزعفراني، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وزنيج، ومحمد بن حميد، وموسى بن نصر الرازيون. وثقه أبو حاتم وغيره، وكان من نبلاء الرجال. مات سنة تسعين ومائة. 4 (الحكم بن سنان الباهلي البصري القربي.) ) (12/129)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 130 عن: ثابت البناني، وأيوب السختياني، ويزيد الرقاشي. وعنه: عبد الله المروزي، وسويد بن سعيد، وزياد بن يحيى الحساني، ضعفوه لكثرة وهمه. روى معاوية بن صالح، عن ابن معين: ضعيف. وقال ابن حبان: يتفرد عن الثقات بالموضوعات، لا يشتغل به. مات سنة تسعين ومائة. يروي عن: داوود بن أبي هند، ومالك بن دينار. 4 (الحكم بن هشام الثقفي الكوفي ن. ق.) نزيل دمشق. عن: قتادة، وحماد بن أبي سليمان، وعبد الملك بن عمير، وطبقتهم. وعنه: الهيثم بن خارجة، وأبو مسهر، وطائفة. قد ذكر. (12/130)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 131 4 (الحكم بن يعلى بن عطاء المحاربي.) كوفي نزل دمشق، وروى عن: مجالد بن سعيد، وعمرو بن الحارث المصري. وعنه: منجاب بن الحارث، وعثمان بن أبي شيبة، وسليمان بن ابن بنت شرحبيل. قال أبو حاتم وغيره: متروك الحديث. 4 (حكيم بن خدام الأزدي البصري.) عن: عبد الملك بن عمير، وثابت البناني، والأعمش، وعلي بن زيد. وعنه: عبيد الله القواريري، ومحمد بن عبد الله بن بزيع، ولوين، وأحمد بن المقدام. كنيته: أبو سمير. قال أبو حاتم: متروك الحديث. (12/131)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 132 وقال ابن عدي: يكتب حديث، منكر الحديث. 4 (حماد بن شعيب الحماني الكوفي.) يكنى أبا شعيب بن أبي زياد. قد ذكر في الطبقة السالفة، ثم وجدت أنه توفي سنة تسعين ومائة.) وقد قرأ القرآن على: عاصم بن بهدلة. قرأ عليه: يحيى بن محمد العليمي. 4 (حماد بن عبد الرحمن الكلبي الظاميء ق.) عن: إدريس الأودي، وسماك بن حرب، وأبي إسحاق، وغيرهم. وعنه: هشام بن عمار، وصالح بن محمد الترمذي، وغيرهما. قال أبو زرعة الرازي: روى أحاديث مناكير. (12/132)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 133 4 (حماد بن عمرو بن سلمة، أبو إسماعيل الكوفي النصيبي.) عن: زيد بن رفيع، والأعمش، والثوري. وعنه: المطلب بن زياد مع تقدمه، وإسحاق بن راهويه، ومحمد بن سعد، وعلي بن حجر. قال البخاري: هو منكر الحديث. ضعفه علي بن حجر. وقال ابن معين: يكذب. وقال الفلاس: متروك. وقال ابن حبان: يضع الحديث. وسيعاد بعد المائتين. (12/133)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 134 4 (حماد بن سعيد الخزاعي.) كوفي، عن: سفيان، وشعبة. وعنه: الحسين بن علي الصدائي، والحسن بن عرفة. قال أبو حاتم: شيخ. 4 (حميد بن الأسود الكرابيسي البصري ع. خ. ق. ن.) عن: حبيب بن الشهيد، وسهيل بن أبي صالح، وحسين المعلم، وعدة. وعنه: حفيده عبد الله بن محمد بن أبي الأسود، ومسدد، وعلي بن المديني، وحميد بن مسعدة، والجهضمي، وجماعة. وثقه أبو حاتم. وكان عفان يحمل عليه.) وقال أحمد بن حنبل: سبحان الله ما أنكر ما يجيء به. (12/134)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 135 قلت: خرج له البخاري مقروناً بغيره. 4 (حميد بن عبد الرحمن بن حميد، أبو عوف الرؤاسي الكوفي. ع.) أجد الأثبات. عن: أبيه، وهشام بن عروة، والأعمش، وابن أبي ليلى، وعدة. وعنه: أحمد، وأبو بكر، وعثمان ابنا أبي شيبة، وأبو خيثمة علي بن حرب، وجماعة. قال الأثرم: أثنى عليه أحمد بن حنبل ووصفه بخير. وروى الكوسج، عن يحيى بن معين: ثقة. وهو ابن أخي إبراهيم بن حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي. قال أبو بكر بن أبي شيبة: قل من رأيت مثله. قيل: توفي في آخر سنة تسع وثمانين ومائة. (12/135)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 136 4 (حنظلة بن عمرو بن حنظلة بن قيس الزرقي المدني.) عن: أبي الحويرث عبد الرحمن بن معاوية، وأبي حزرة يعقوب بن مجاهد. وعنه: عبد العزيز الأويسي، وهشام بن عمار، ويعقوب بن كاسب، ومحمد بن مهران الحمال. قال أبو حاتم: صدوق. 4 (حيان بن عبد الله، أبو جبلة الدارمي، قيل المازني.) شيخ بصري. عن: قتادة، والجريري، وهشام بن عروة. وعنه: أبو الوليد الطيالسي، وأبو حفص الفلاس، وبندار، ومحمد بن المثنى. قال أبو حاتم: شيخ. وقال الفلاس: كذاب. (12/136)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 137 4 (حرف الخاء)

4 (خالد بن الحارث بن عبيد الهجيمي التميمي البصري.) الحافظ، أحد الأئمة. روى عن: عبيد الله بن عمر، وأيوب السختياني، وحميد الطويل، وابن عون، وهشم بن عروة،) وابن جريج، وابن أبي عروبة، وابن عجلان، وطبقتهم. (12/137)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 138 وعنه: أحمد، وإسحاق، والفلاس، والقواريري، وأحمد بن المقدام، والحسن بن عرفة، ومحمد بن المثنى، وخلق. وحدث عنه من شيوخه شعبة. قال أحمد بن حنبل: إليه المنتهى في التثبت بالبصرة. وقال أبو حاتم: إمام ثقة. وقال الترمذي: ثقة مأمون، سمعت محمد بن المثنى يقول: ما رأيت بالبصرة مثل خالد بن الحارث، ولا بالكوفة مثل عبد الله بن إدريس. وقال يحيى القطان: ما رأيت أحداً خيراً من سفيان وخالد بن الحارث. وقال النسائي: ثقة، ثبت. قلت: توفي خالد سنة ست وثمانين ومائة بالاتفاق، وعاش ستاً وستين سنة. 4 (خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي أخو إسحاق بن سعيد.) عن: أبيه. وعنه: ابن المبارك، وعبد الله بن عمر مشكدانه، وإبراهيم بن موسى الفراء، وغيرهم. (12/138)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 139 4 (خالد بن عبد الله الطحان المزني ع.) وقيل: توفي سنة اثنتين وثمانين ومائة، حكاه يعقوب السدوسي، ومحمد بن سعد، وخليفة بن خياط، وغيرهم. وأما من قال: توفي سنة تسع وسبعين ومائة، فعبد الحميد بن بيان، ويعقوب الفسوي. وهو: خالد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد أبو الهيثم، ويقال: أبو محمد المزني، مولاهم الواسطي الحافظ. يقال: إنه من موالي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم النعمان بن مقرن المزني. روى عن: إسماعيل بن أبي خالد، وأبي بشر، وحصين بن (12/139)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 140 عبد الرحمن، والجريري، وسهيل بن أبي صالح، ومغيرة بن مقسم، وخلق من طبقتهم. وعنه: ابن مهدي، وعفان، ويحيى القطان، ومسدد، وقتيبة، ووهب بن بقية، وعبد الحميد بن بيان، وإسحاق بن شاهين، وخلق.) قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قال أبي: كان خالد الطحان ثقة صالحاً من أفاضل المسلمين، اشترى نفسه من الله أربع مرات، فتصدق بوزن نفسه فضة أربع مرات. هذه رواية. وجاء عن عبد الله أيضاً، عن أبيه: اشترى نفسه من الله ثلاث مرات، وهو أحب إلينا من هشيم. وقال أبو زرعة، وأبو حاتم، والنسائي، وغيرهم: ثقة. وقال الترمذي: ثقة، حافظ. قلت: يقع لي من عالي روايته. 4 (خالد بن مهران، أبو الهيثم الكوفي) ويعرف بالبلخي. عن: علقمة بن مرثد، وهشام بن عروة، وإسماعيل بن أبي خالد. وعنه: إبراهيم بن عبد الله الهروي. ورآه ابن معين ووثقه. عنده عن هشام حديث: الخراج بالضمان. (12/140)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 141 4 (خالد بن نافع الأشعري الكوفي.) حدث ببغداد عن: أبي بكر بن أبي موسى الأشعري، وحماد بن أبي سليمان، وسعيد بن أبي بردة. وعنه: مسدد، ويسار بن موسى، وعبد الله مشكدانة، وأحمد بن حنبل، وشريح بن يونس. وقال أبو داوود: متروك. وقال النسائي وغيره: ضعيف. وهو من أولاد أبي موسى. 4 (خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك، أبو هاشم الهمداني الشامي الفقيه ق.) (12/141)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 142 عن: أبيه، وخلف بن حوشب، وأبي حمزة ثابت بن أبي صفية الثمالي. وعنه: سويد بن سعيد، وأحمد بن أبي الحواري، وسليمان ابن بنت شرحبيل، وهشام بن خالد الأزرق. وثقه أبو زرعة وضعفه أحمد، وابن معين، والدار قطني.) وقال النسائي: ليس بثقة. وتردد ابن حبان في أمره. وكان مفتياً إماماً. مات سنة خمس وثمانين ومائة. 4 (خالد بن يزيد الهدادي البصري د. ت.) عن: قتادة، ويحيى بن أبي كثير، وبشر بن حرب. وعنه: إبراهيم بن موسى، ونصر بن علي، و..... بن عاد، والفلاس، ومحمد بن وزير الواسطي. قال أبو حاتم: هو أثبت من عامر بن يساف. (12/142)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 143 4 (خطاب بن القاسم د. ن.) أبو عمر، قاضي حران. عن: زيد بن أسلم، وخصيف، وعبد الحكيم الجزري. وعنه: أبو جعفر النفيلي، والمعافي بن سليمان، وعمرو بن خالد. وثقه أبو زرعة وغيره. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه. 4 (خلف بن خليفة بن صاعد خ. م. متابعة) (12/143)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 144 أبو أحمد الأشجعي، مولاهم الكوفي، نزيل واسط ثم بغداد، من بقايا صغار التابعين، رأى عمرو بن حريث رضي الله عنه. وروى عن: أبيه، ومحارب بن دثار، وأبي مالك الأشجعي سعد بن طارق، وحفص ابن أخي أنس، وأبي بشر، وأبي هشام الرماني، وجماعة. وعنه: قتيبة، وعلي بن حجر، وشريح بن يونس، والحسن بن عرفة، وخلق. ورآه أحمد بن حنبل، وحدث عنه من القدماء هشيم. قال أبو حاتم: صدوق. وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. وقد كذبه ابن عيينة في قوله: رأيت عمرو بن حريث. وقال ابن سعد: تغير قبل موته واختلط.) قلت: وقع لنا من عواليه في جزء ابن عرفة. قال أحمد: رأيته. وضعه إنسان من يده فصاح، يعني من الكبر، فقال له رجل: يا أبا أحمد حدثكم محارب بن دثار وقص الحديث، فتكلم بكلام خفي لم أفهمه، فلم أكتب عنه. قال أبو بكر الأثرم: سمعت أبا عبد الله يسأل: رأى خلف بن خليفة عمرو بن حريث قال: لا، ولكنه عندي شبه عليه. فهذا شعبة، وحجاج لم يروا عمراً. خلف رأيته، وكان لا يفهم وهو مفلوج. (12/144)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 145 قال ابن معين: ليس به بأس. وقال زكريا بن يحيى زحمويه، عن خلف بن خليفة قال: فرض لي عمر بن عبد العزيز وأنا ابن ثمان سنين. قلت: فعلى قوله هذا يقتضى أنه لود بعد التسعين، ولم يدرك عمرو بن حريث. وقد قال أحمد بن حنبل: قال رجل لابن عيينة: يا أبا محمد، عندنا رجل يقال له خلف بن خليفة زعم أنه رأى عمرو بن حريث، فقال: كذب، لعله رأى جعفر بن عمرو بن حريث. وقال ابن المقري، نا صدقة بن منصور بحران، نا محمد بن بكار، نا خلف بن خليفة قال: رأيت عمرو بن حريث يخرج من داره وأنا ابن سبع سنين. وروى قتيبة، عن خلف قال: مر بي فارس على بغلة دهماء، فقالوا: هذا عمرو بن حريث. قلت: مات سنة إحدى وثمانين ومائة. وقيل إنه جاوز المائة. وقال البخاري: يقال مات وله مائة سنة وسنة. 4 (الخليل بن موسى الباهلي.) البصري، نزيل دمشق. عن: حميد الطويل، وهشام بن عروة، وسليمان التيمي. (12/145)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 146 وعنه: سويد بن سعيد، وهشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن قال أبو حاتم: محله الصدق. وقال أبو زرعة: لا يحتج به. 4 (خنيس بن عامر بن يحيى بن جشيب المعافري المصري.) ) عن: أبي قبيل المعافري. وعنه: عبد الله بن الحكم، ويحيى بن بكير، وجماعة. وكان من الصالحين. قيل: مات سنة ثلاث وثمانين ومائة. (12/146)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 147 4 (حرف الدال)

4 (داوود بن الزبرقان الرقاشي البصري ت. ق. م.) نزيل بغداد. عن: ثابت البناني، وعيل بن زيد، وأيوب، وعطاء بن السائب، وعدة. وعنه: سعيد بن عروبة، وشعبة، وهما من شيوخه، وإسماعيل بن موسى، وعلي بن حجر، وأحمد بن منيع، والحسن بن عرفة، وجماعة. قال أبو حاتم: ضعيف الحديث. وقال الجوزجاني: كذاب. (12/147)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 148 وقال أبو داوود وجماعة: متروك الحديث. وقال البخاري: حديثه مقارب. وقال ابن عدي: ضعيف، يكتب حديثه. وقال النسائي: ليس بثقة. 4 (داوود بن عبد الجبار الكوفي المؤذن.) أبو سليمان. عن: أبي إسحاق السبيعي، وإبراهيم بن جرير بن عبد الله، وسلمة بن المجنون صاحب لأبي هريرة. وعنه: سويد بن سعيد، ويحيى الحماني، وأبو الربيع الزهراني، وسعيد بن محمد الجرمي، وغيرهم. قال ابن معين: يكذب. وقال أبو داوود والنسائي: ليس بثقة. وقال غيرهم: متروك.) (12/148)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 149 4 (داوود بن عطاء المزني، مولاهم ق.) المدني. عن: زيد بن أسلم، وصالح بن كيسان، وزيد بن عبد الحميد، وهشام بن عروة. وعنه: الأوزاعي وهو شيخه، وإسماعيل بن محمد الطلحي، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وعبد الله بن محمد الأدرمي. قال أحمد بن حنبل: رأيته قبل أن يموت بأيام، وقال: لا تحدث عنه. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال آخر: متروك. 4 (درست بن زياد البصري القزاز د. ق.) (12/149)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 150 عن: يزيد الرقاشي، وعلي بن جدعان، وأبان بن طارق، وحميد الطويل. وعنه: داهر بن نوح، ومسدد، وحفص الربالي، ومحمد بن المثنى، وخلق. قال أبو زرعة: واهي الحديث. وقال البخاري: ليس حديثه بالقائم. وقواه ابن عدي. وكل قال ما هو بحجة. (12/150)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 151 4 (حرف الراء)

4 (رباح بن زيد الصنعاني د. ن.) مولى قريش. عن: معمر بن راشد، وعبد الملك بن خشك، وعبد الله بن سعيد بن أبي عاصم. وعنه: إبراهيم بن خالد الصنعاني، وعبد الرزاق، وأحمد بن نصر الخزاعي الشهيد. قال أحمد بن حنبل: كان خياراً. قال أبي: في زمانه ما كان خيراً منه. انقطع وجلس في بيته. وعن أحمد قال: إني لأحب رباحاً، وأحب حديثه، وأحب ذكره. وقال ابن المبارك: حدثني رباح، ورباح رباح. (12/151)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 152 وقال أبو حاتم: جليل ثقة.) قلت: مات سنة سبع وثمانين ومائة. 4 (الربيع بن زياد الضبي.) أبو عمر الكوفي ثم الهمداني. كان يجلب الغنم إلى الكوفة. روى عن: يحيى بن سعيد، والأعمش، وخصيف، وليث بن أسلم، وخلق. وعنه: أصرم بن حوشب، ومحمد بن عبيد الأسدي، وعثمان بن أبي شيبة. لم أر فيه جرحاً لأحد. 4 (الربيع بن سهل بن الركين بن الربيع بن عميلة الفزاري الكوفي.) عن: جده، وسعيد بن عبيد، وهشام بن عروة. وعنه: ابن عمار، ونعيم بن حماد، وجماعة. وثقه دحيم. 4 (رشدين بن سعد بن مفلح بن هلال ن. ت. ق. أبو (12/152)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 153 الحجاج المهري المصري.) عن: زبان بن فائد، وأبي هاني حميد بن هانيء، وعقيل بن خالد، ويونس، وعمرو بن الحارث، وخلق. وكان مولده في سنة عشر ومائة. روى عنه: ابن المبارك وهو من أقرانه، وقتيبة، وعيسى بن حماد، وأبو كريب، وأبو الطاهر بن السرح، وآخرون. وكان من الصالحين الأخيار، لكن سيئ الحفظ، لا يبالي عمن روى. وقد قال أحمد بن حنبل: أرجو أن صالح. وقال أبو حاتم: هو أضعف من ابن لهيعة. وقال أبو زرعة وغيره: ضعيف. (12/153)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 154 وأرخ ابن يونس مولده ثم قال: كان رجلاً صالحاً، فأدركته غفلة الصالحين. آخر من حدث عنه عيسى بن مثرود. مات سنة ثمان وثمانين ومائة. وقال ابن معين: ليس بشيء، ليس من جمال المحامل. 4 (رفاعة بن إياس بن نذير الضبي الكوفي.) ) عن: أبيه، عن جده، وعن الحارث العكلي، وعمارة بن القعقاع. وعنه: حسين بن حسن الأشقر، وأحمد بن إشكاب، ويحيى بن سليمان الجعفي. قال أبو حاتم: يكتب حديثه. وقال أبو زرعة: شيخ. قيل: عاش تسعين سنة. (12/154)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 155 4 (رفدة بن قضاعة الغساني الدمشقي.) عن: ثابت بن العجلان، والأوزاعي، وصالح بن راشد. وعنه: مروان الطاطري، وهشام بن عمار. قال البخاري: لا يتابع على حديثه. وقال أبو حاتم: منكر الحديث. 4 (روح بن المسيب، أبو رجاء الكلبي.) عن: ثابت البناني، ويزيد الرقاشي، وعمرو بن مالك النكري، وعباس الجريري. وعنه: مسلم بن إبراهيم، وأحمد بن عبدة، ونصر بن علي، وأحمد بن (12/155)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 156 عبد الله بن صخر الغداني. قال ابن معين: صويلح. وقال أبو حاتم: ليس بقوي، هو صالح. ووهاه ابن حبان. (12/156)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 157 4 (حرف الزاي)

4 (زافر بن سليمان الإيادي القهستاني ت. ق.) أبو اليمان الفقيه، نزيل الري، ثم نزيل بغداد. عن: ليث بن أبي سليم، وابن جريح، وشعبة، وجماعة. وعنه: محمد بن بكار بن الريان، وعلي بن مسلم الطوسي، والحسن بن عرفة، وإسماعيل بن موسى السدي، ومحمد بن حميد. قال أبو داوود: كان ثقة، رجلاً صالحاً. وقال البخاري: له مراسيل ووهم.) (12/157)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 158 وقال أحمد: ثقة، رأيته. ووثقه أيضاً ابن معين. 4 (الزبير بن خبيب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام.) الأسدي المدني. عن: هشام بن عروة، وطبقته. وعنه: يعقوب بن حميد، وعتيق بن يعقوب. وهو ضعيف مقل، كان منقطعاً بقريته بوادي القرى. له فضل وتعبد. وقد وفد على الرشيد فاحترمه وأعطاه أربعة آلاف دينار. 4 (زكريا بن عبد الله بن يزيد الصهباني النخعي.) عن: أبيه. وعنه: فروة بن أبي المغراء، ويحيى بن يحيى، وقتيبة، وداوود بن رشيد، وغيرهم. 4 (زكريا بن منظور بن ثعلبة ق.) (12/158)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 159 أبو يحيى القرظي الأنصاري. روى: عن زيد بن أسلم، وأبي حازم. وأرسل عن: أبي سلمة، ونافع العمري. وعنه: الحميدي، وهارون بن معروف، وإبراهيم بن المنذر، وأبو ثابت محمد بن عبيد الله، وداوود بن رشيد، وخلق. ضعفه أبو حاتم وغيره. وقال الدار قطني: متروك. وقيل: كان طفيلياً. 4 (زكريا بن يحيى بن عمارة د. ن. ق.) أبو يحيى الأنصاري البصري الذارع. (12/159)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 160 عن: ثابت البناني، وعبد الملك بن عمير، وعبد العزيز بن صهيب. وعنه: علي بن المديني، وعبد الله بن محمد بن أبي الأسود، ونصر بن علي، والفلاس، وآخرون.) قال أبو حاتم: شيخ. وقال ابن قانع: توفي سنة سبع وثمانين وماية. 4 (زياد بن راشد، أبو سفيان المديني.) يعرف بالمكاتب. عن: داوود بن فراهيج له حديثان. وعنه: علي بن المثنى، وأحمد بن عبيد الله الغداني، وعبد الرحمن بن جبلة الباهلي. وثقه أبو حاتم. 4 (زياد بن الربيع اليحمدي، أبو خداش البصري خ. ت. ق.) (12/160)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 161 عن: أبي عمران الجوني، وواصل مولى أبي عيينة، وعمرو بن دينار القهرمان، وعاصم بن بهدلة. وعنه: أحمد، وأبو بكر بن أبي شيبة، ونصر بن علي، ومحمد بن المثنى، والفلاس. وثقه أبو داوود. مات سنة خمس، وقيل: سنة ست وثمانين ومائة. 4 (زياد بن سيار الكناني، مولاهم.) عن: أبي قرصافة، كأنه منقطع، وعن ضمرة، عن أبي قرصافة. وعنه: أيوب بن علي، والطيب بن زبان العسقلانيان. قاله أبو حاتم وما ضعفه. 4 (زياد البكائي خ. م. ت. ق.) (12/161)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 162 هو الحافظ أبو محمد زياد بن عبد الله بن الطفيل البكائي المعافري الكوفي. صاحب رواية السيرة النبوية عن ابن إسحاق، وهو أتقن من روى عنه السيرة. وروى أيضاً عن: حصين بن عبد الرحمن، وعطاء بن السائب، وعبد الملك بن عمير، ومنصور بن المعتمر، والأعمش، وعاصم الأحوال، وعدة. وعنه: أحمد بن حنبل، وعبد الملك بن هشام السدوسي، وزياد بن أيوب، وعمرو بن علي الصيرفي، والحسن بن عرفة، وعدة. قال أحمد: ليس به بأس.) وقال عبد الله بن إدريس: ما أحد في ابن إسحاق أثبت من زياد البكائي لأنه أملى عليه مرتين. وقال ابن معين: ثقة في ابن إسحاق، وأما في غيره فلا. وقال صالح جزرة: هو في نفسه ضعيف، لكنه من أثبت الناس في هذا الكتاب، يعني المغازي، وذاك أنه باع داره وخرج يدور مع ابن إسحاق. وقال محمد بن يحيى، عن ابن المديني: لا أدري عن زياد بن عبد الله شيئاً. (12/162)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 163 وقال محمد بن عثمان: سألت ابن معين، عن البكائي، فضعفه. وروى عباس: سمعت يحيى يقول: ليس بشيء، قد كتبت عنه المغازي. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قال أبي: كان البكائي يحدث بحديث منصور، عن قيس بن أبي ثابت، عن سعيد بن المسيب في دية اليهودي، والنصراني. وإنما هو عن ثابت الحداد، أخطأ فيه. وعن وكيع قال: هو أشرف من أن يكذب. وعده وهم فيها الترمذي، وقال: عن البخاري، قال وكيع: زياد على شرفه يكذب. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال أبو حاتم: لا يحتج به. وقال الترمذي: كثير المناكير. وقال أبو زرعة: صدوق. وقال ابن حبان: فاحش الخطأ، كثير الوهم، لا يجوز الاحتجاج بمفرده يعتبر به. ثنا الحسن بن سفيان، نا زكريا زحمويه، نا زياد، عن إدريس الأودي، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه قال: أذن بلال لرسول الله صلى الله عليه وسلم مثنى، (12/163)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 164 وأقام مثل ذلك. قال ابن حبان: وهذا باطل. وقد رواه الثوري، والناس، عن عون، ولم يذكروا تثنية الإقامة. مات سنة ثلاث وثمانين ومائة. 4 (زياد، أبو السكن الباهلي، مولاهم.) الصغدي. سمع: الشعبي، وعلقمة بن مرثد، وطلحة بن مصرف. وعنه: بشر بن الحكم النيسابوري، وإسحاق بن راهويه.) قال ابن معين: ليس بشيء. وقال النسائي: ليس بثقة. 4 (زياد، أبو سفيان الزهري، مولاهم.) المدني. عن: داوود بن فراهيج (12/164)


الجزء حادى عشر

الكتاب: تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام. تأليف: شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي. دار النشر: دار الكتاب العربي. مكان النشر: لبنان/ بيروت. سنة النشر: 1407هـ - 1987م. الطبعة: الأولى. تحقيق: د. عمر عبد السلام تدمري. ملاحظات حول الكتاب: الكتاب موافق للمطبوع كاملاً. غير مفهرس.غير مقابل على نسخة ورقية. بل هو نفس الموجود في مكتبة التراث. قام بنسخه وإدخاله إلى الشاملة أخوكم: أبو عبد الله السني. راجياً منكم دعاءً بظهر الغيب. تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 165 وعنه: يعقوب بن محمد الزهري، وعلي بن المديني، وأحمد الغداني. وثقه أبو حاتم. 4 (زياد بن المغيرة بن زياد العجلي الموصلي الفقيه.) سمع: إسماعيل بن أبي خالد، والأعمش، وأبا حنيفة، وجماعة. وعنه: ابنه الخضر. قال أبو زكريا الأزدي: توفي سنة سبع وثمانين ومائة. 4 (زياد بن عبد الله بن حميد بن زياد بن ثابت، أبو حميد الأنصاري.) عن: إسحاق بن عبد الله بن خارجة. وعنه: عبد العزيز بن عبد الله، وإبراهيم بن حمزة، وإبراهيم بن عبد الله الهروي. له حديث أو حديثان. 4 (زين بن شعيب المعافري المصري.) أبو عبد الله. عن: أسامة بن زيد الليثي، ومالك بن أنس. وعنه: ابن وهب مع جلالته، ومرة البرلسي، ويحيى بن بكير، وسعيد بن تليد، وغيرهم. مات كهلاً سنة أربع وثمانين ومائة. وكان فقيهاً كبير القدر، عابداً، عابراً للرؤيا. قال الحارث بن مسكين: كان من علية أصحاب مالك. (12/165)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 166 4 (حرف السين)

4 (سابق بن عبد الله الموصلي.) الحجام الزاهد. أحد البكائين من خشية الله. قال محمد بن عبد الله بن عمار: رايته وكانت لا تجف عينه من البكاء.) وقال رباح بن الجراح: كان سابق من أفضل الناس، ومن أكثر الناس بكاء. وقيل: إن المعافي بن عمران روى عنه شيئاً. وقد ذكره ابن عدي، وإنما ذاك سابق الرقي الذي روى عنه المعافي حديثه، عن أبي خلف، عن أنس: إذا مدح الفاسق اهتز العرش. توفي سابق الموصلي سنة تسع وثمانين ومائة. 4 (سالم الدورقي.) من عباد أهل الموصل. قيل: إن فتحاً الموصلي كان يجلس إليه. روى سهل.... القطان، عن سالم، عن أبي خلف، عن أنس، (12/166)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 167 توفي سالم سنة أربع وثمانين ومائة. 4 (سحبل، واسمه عبد الله بن محمد بن أبي يحيى سمعان الأسلمي المدني، أخو إبراهيم بن أبي) يحيى الفقيه. ولكن سحبل هو الثقة. روى عن: أبي صالح السمان، وسعيد بن أبي هند، وبكير بن الأشج، وأبي الأسود محمد بن عبد الرحمن، وعدة. طال عمره، كان أسن من أخيه. روى عنه: القعنبي، وقتيبة، والواقدي، وسفيان بن وكيع، وغيرهم. وثقه أحمد بن حنبل، وابن معين، وهو مقل. 4 (سعدان بن يحيى بن صالح اللخمي خ. ن. ق.) واسمه سعيد، أبو يحيى الكوفي، نزيل دمشق. روى عن: إسماعيل بن أبي خالد، ومحمد بن عمرو، وعبد الملك بن أبي سليمان، وطبقتهم من الكوفيين. (12/167)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 168 وعنه: هشام بن عمار، وعلي بن حجر، وسليمان ابن بنت شرحبيل. قال أبو حاتم: محله الصدق. وقال الدار قطني: ليس بذاك. 4 (سعيد بن خثيم، أبو معمر الهلالي الكوفي ت. ن.) ) عن: أيمن بن نابل، وعبد الله بن شبرمة، وحنظلة بن أبي سفيان. وعنه: أحمد بن حنبل، وعمرو الناقد، وأبو سعيد الأشج، وأحمد بن رشد بن خثيم، وجماعة. وثقه ابن معين. وقال الأزدي: منكر الحديث. وقال ابن عدي: مقدار ما يرويه غير محفوظ. 4 (سعيد بن عبد الجبار الزبيدي، أبو عثمان الحمصي ق.) (12/168)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 169 عن: وحشي بن حرب بن وحشي، وروح بن جناح، وصفوان بن عمرو، وغيرهم. وعنه: يحيى بن آدم، وابن شابور، ومحمد بن أبي بكر المقدمي. قال قتيبة: رأيته بالبصرة، وكان جرير يكذبه. وقال النسائي، وغيره: ضعيف. 4 (سعيد بن الفضل، أبو عثمان القرشي.) مولاهم البصري. عن: عاصم الأحول، وحميد الطويل، وابن عون، وعدة. وعنه: أبو النضر إسحاق بن إبراهيم الفراديسي، وهشام بن عمار، وصفوان بن صالح، وطالوت بن عبادة، وأحمد بن عبدة. قال أبو حاتم: ليس بالقوي، منكر الحديث. وقال الحسن بن سلمة: ثقة، سمعت منه. 4 (سفيان بن حبيب البصري البزاز.) (12/169)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 170 عن: عاصم الأحول، وخالد الحذاء، وسليمان التيمي، وحجاج الصواف. وعنه: الحسن بن قزعة، وحميد بن مسعدة، والفلاس، ونصر بن علي، وجماعة. وكان أحد الحفاظ. قال صاعقة: سمعت علياً قال: لم يكن من أصحابنا ممن طلب الحديث وعني به وحفظه وأقام عليه ولم يزل فيه إلا ثلاثة: يحيى بن سعيد، وسفيان بن حبيب، ويزيد بن زريع، هؤلاء لم يدعوه ولم يشتغلوا عنه إلى أن حدثوا.) وقال أبو حاتم: ثقة، أعلم الناس بحديث سعيد بن أبي عروبة. وقال خليفة: مات سنة ثلاث وثمانين ومائة. وقيل سنة ست. 4 (سفيان بن موسى البصري.) (12/170)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 171 عن: أيوب السختياني، وغيره، وعن سيار أبي الحكم. وعنه: الصلت بن مسعود، وعبد الله بن عمر بن أبان، والفلاس، والجهضمي، وجماعة. وثق. أورده ابن حبان في تاريخ الثقات. وقال أبو حاتم: مجهول. 4 (سلمة بن بشر بن صيفي الدمشقي.) وهو سلمة بن صيفي. روى عن: ابنه واثلة، وحجر بن الحارث الغساني، وجماعة. وعنه: محمد بن يوسف الفريابي، وسليمان ابن بنت شرحبيل، وداوود ابن رشيد، وعبد الرحمن بن نافع درخت. له في السنن حديث. 4 (سلمة بن رجاء، أو عبد الرحمن التميمي الكوفي خ. ت. ق.) (12/171)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 172 عن: هشام بن عروة، ومحمد بن عمرو، وأبي سعد البقال، وجماعة. وعنه: أبو نعيم، وعقبة بن مكرم، وابن نمير، ومحمد بن موسى الجرشي. قال أبو زرعة: صدوق. وقال أبو حاتم: ما بحديثه بأس. 4 (سلمة بن صالح الأحمر.) حدث ببغداد عن: علقمة بن مرثد، وحماد بن أبي سليمان، وابن المنكدر، وأبي إسحاق. (12/172)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 173 وعنه: بشر بن الوليد، وأحمد بن منيع، وإبراهيم بن مجشر، ومحمد بن الصباح، وغيرهم. ولي قضاء واسط، وهو جعفي كوفي، يكنى: أبا إسحاق. قال أحمد: ليس بشيء.) وقال أبو داوود وغيره: متروك الحديث. ومن بلاياه عن حماد عن إبراهيم أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحرموا في المورد. مات سنة ست وثمانين ومائة. ويقال: سنة ثمان. 4 (أبو خالد الأحمر، سليمان بن حيان الأزدي الكوفي.) الأحمر الحافظ. (12/173)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 174 مولده بجرجان سنة أربع عشرة ومائة. وروى عن: سليمان التيمي، وحميد الطويل، وهشام بن عروة، وأبي مالك الأشجعي، وليث بن أبي سليم. وعنه: أحمد بن حنبل، وابن نمير، وأبو كريب، وأبو سعيد الأشج، ويوسف بن موسى القطان، وإسحاق بن راهويه، والحسن بن حماد الحضرمي سجادة، والحسن بن حماد الضبي، والحسن بن حماد المرادي، ومحمد بن سلام البيكندي، وهناد بن السري، وحميد بن الربيع. قال أحمد بن عبد الله العجلي: كان ثقة يؤاجر نفسه من التجار. (12/174)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 175 وقال أبو حاتم: صدوق. ووثقه غير واحد. وقال ابن معين، وابن عدي: صدوق، وليس بحجة. وقال أبو نعيم: سئل الثوري، عن أبي خالد الأحمر فقال: ابن نمير رجل صالح. وروى عباس، عن ابن معين: قال لي حجاج الأعور، وكان قد نزل عند أبي خالد الأحمر، قال حجاج: كان أبو خالد يأخذ كتابي، عن الليث، عن ابن عجلان يقرأها على سفيان بن عيينة. وقال معاوية بن صالح: سمعت ابن معين يقول: أبو خالد الأحمر ثقة. وليس بثبت. قلت: أبو خالد محتج به في الكتب، ولكن ما هو في الثبت مثل يحيى القطان. وله هفوة في شيبته، خرج مع إبراهيم بن عبد الله بن حسنت. مات سنة تسع وثمانين ومائة. وكان مذكوراً بالخير والدين. 4 (سليمان بن سالم، أبو داوود القرشي.) ) (12/175)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 176 مولاهم المدني القطان. شيخ قليل الحديث. روى عن: الزهري، وعلي بن جدعان، وعبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن العوفي. وعنه: يعقوب بن كاسب، وأبو مصعب، وإسحاق بن راهويه، وإبراهيم بن المنذر. قال ابن عدي: ما أرى بمقدار ما روى بأساً. وقال أبو حاتم: شيخ. وقال البخاري: أتى بخبر لا يتابع عليه. 4 (سليمان بن عتبة بن ثور، أبو الربيع الدمشقي الداراني.) عن: يونس بن ميسرة بن حلبس. وعنه: إسحاق الفراديسي، وهشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن، وجماعة. وثقه دحيم. وقال ابن معين: ليس بشيء. (12/176)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 177 مات سنة خمس وثمانين ومائة. 4 (سليمان بن داوود بن قيس الفرا المدني.) عن: عبد الله بن يزيد بن هرم، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وموسى بن عقبة. وعنه: ابن وهب، ومحمد بن إسحاق المسيبي، وإسماعيل بن أبي أويس وغيرهم. 4 (سليمان بن عمرو.) هو أبو داوود النخعي، يأتي. 4 (سليمان بن مسلم أبو المعلى الخزاعي.) ويقال العجلي، الكوفي، نزيل البصرة. روى عن: الشعبي، وابن أشوع، وأبيه مسلم. وعنه: أبو سلمة التبوذكي، والقواريري، وأحمد بن عبدة، وأبو حفص الفلاس. (12/177)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 178 قال أبو حاتم: ما كان به بأساً. 4 (سليم بن عامر الحنفي.) مولاهم الكوفي أبو عيسى المقريء المجود، صاحب حمزة وبقية الحذاق.) فإنه جود على حمزة الزيات عشر ختمات. وكان الكسائي يهابه ويتأدب معه. (12/178)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 179 انتصب للإقراء مدة، فقرأ عليه: أبو حمدون الطيب بن إسماعيل، وخلف بن هشام، وخلاد بن خالد الصيرفي، وأبو عمر الدوري، وإبراهيم بن زربى، وأحمد بن جبير الأنطاكي، وترك الحذاء، وطائفة. وحدث عن سفيان الثوري، وحمزة. وروى عنه: ضرار بن صرد، وأحمد بن حميد الكوفي، وأبو صالح راتب الليث، وأبو هشام الرفاعي. وقد سقت من أخباره في تاريخ طبقات القراء. قال خليفة: مات سنة ثمان وثمانين ومائة. 4 (سنان بن هارون البرجمي ت.) أخو سيف. عن: حميد الطويل، ومغيرة بن مقسم، وطبقتهما. وعنه: وكيع، وأبو نعيم، وعبيد بن إسحاق العطار، وآخرون. قال ابن معين: صالح. (12/179)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 180 وقال مرة: ليس بشيء. وقال أبو حاتم: شيخ. 4 (سهل بن أسلم العدوي البصري ت.) عن: الحسن، وحميد بن هلال، ويونس بن عبيد، وغيرهم. وعنه: سيار بن حاتم، وأسود بن سالم، والصلت بن مسعود، وإبراهيم بن موسى الفراء، وأحمد بن المقدام، ونصر بن علي. قال أبو حاتم: لا بأس به. وقال أبو داوود: ثقة. وقد سمع سهل بإفريقيا من يزيد بن أبي منصور، عن أنس حديثاً خرجه الترمذي. (12/180)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 181 4 (سيبويه.) شيخ العربية.) في وفاته أقوال، وقد مر. 4 (سيف بن محمد الثوري الكوفي ت.) أخو عمار بن محمد. عن: منصور، وليث، وعاصم الأحول، والأعمش، وخاله سفيان بن سعيد. وسكن بغداد. وروى عنه: محمد بن الصباح الجرجرائي، ومحمود بن خداش، والحسن بن عرفة. قال ابن معين: كذاب. وقال أحمد: كان يضع الحديث، لا يكتب حديثه. (12/181)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 182 وروى عباس، عن ابن معين: ليس بثقة. الحسين بن الحسن المروزي، نا سيف بن محمد، عن عاصم، عن أبي عثمان، عن جرير قال: كنت معه بالبواريج، فلما انتهينا نظر إلى قنطرة الصراة، فركض دابته، فركضت على أثره وقلت: لأي شيء ركضت قال: هذا المكان الذي يخسف به. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تبنى مدينة يجتمع فيها جبابرة أهل الأرض يخسف بها. الحديث. قال أحمد بن حنبل: ليس لهذا الحديث أصل. 4 (سيف بن هارون البرجمي.) من أهل هذه الطبقة هو، لكنه قد ذكر. (12/182)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 183 4 (حرف الشين)

4 (شبيب بن سعد الحبطي خ. ن.) أبو سعيد البصري. عن: أبان بن أبي عياش، ويونس بن يزيد، وشعبة. وعنه: ابنه أحمد بن شبيب، وابن وهب، وزيد بن بشر. قال أبو حاتم: كان عنده كتب يونس، وهو صالح الحديث. وقال ابن يونس: قدم مصر للتجارة. توفي سنة ست وثمانين ومائة، وله غرائب. (12/183)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 184 4 (شجاع بن أبي نصر البلخي.) ) أبو نعيم المقرئ العابد، صاحب أبي عمرو بن العلاء، وله عنه رواية مشهورة رواها عنه أبو عبيد القاسم بن سلام، ومحمد بن غالب. وقد حدث عن الأعمش، وجماعة. وعنه: أبو عمر الدوري، والحسن بن عرفة، وسريج بن يونس، وهارون الحمال. وثقه أبو عبيد. وسئل أحمد بن حنبل عنه فقال: بخ بخ، وأين مثل شجاع اليوم قلت: مات ببغداد سنة تسعين ومائة. 4 (شعيب بن إسحاق بن عبد الرحمن بن عبد الله بن راشد القرشي مولاهم الدمشقي الحنفي) خ. م. د. ن. ق. (12/184)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 185 عن: هشام بن عروة، وعبيد الله بن عمر، وأبي حنيفة. وكان يذهب في فروع الفقه مذهب أبي حنيفة. وروى عن: الأوزاعي، وابن جريج. حدث عنه: ابن راهويه، وداوود بن رشيد، ودحيم، ومحمد بن عائذ، وعبد الوهاب الجوبري، وآخرون. وهو ثقة مشهور، مات في رجب سنة تسع وثمانين ومائة، وله اثنتان وسبعون. وهو معدود في كبار الفقهاء، ولم يلحقه ولده شعيب بن شعيب. 4 (شعيب بن حازم.) ولي إمرة دمشق في سنة سبع وثمانين ومائة، فهاجت العصبية بين المضرية واليمانية، وقتل في الوقعة نحو الخمسمائة. (12/185)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 186 4 (شقران بن علي.) الإفريقي المغربي، الفقيه، الفرضي، العبد الصالح. قال ابن يونس: يضرب بعبادته المثل بالمغرب. مات سنة ست وثمانين ومائة. (12/186)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 187 4 (حرف الصاد) صالح بن عمر، أبو عمر الواسطي م. نزيل حلوان.) عن: أبي مالك الأشجعي، ويزيد بن أبي زياد، وسليمان الأعمش، ونحوهم. وعنه: داوود بن رشيد ولوين، وعلي بن حجر، وجماعة. وثقه أبو زرعة. وقال أحمد بن حنبل: صار إلى الري، لا بأس به. قيل: توفي قريباً من سنة ست وثمانين ومائة. 4 (صالح بن قدامة بن إبراهيم بن محمد بن حاطب المدني.) (12/187)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 188 أخو عبد الملك. صدوق. روى عن: أبيه، وعبد الله بن دينار. وعنه: الحميدي، وإسحاق، ونعيم بن حماد، وأبوه مصعب. قال النسائي: ليس به بأس. 4 (صالح بن موسى بن إسحاق بن طلحة بن عبيد الله التيمي الطلحي الكوفي ت. ق.) عن: عبد العزيز بن رفيع، وعاصم بن بهدلة، ومنصور، وعبد الملك بن عمير، وعدة. وعنه: سعيد بن منصور، وقتيبة، وسويد بن سعيد، ومحمد بن عبيد المحاربي، ومنجاب بن الحارث، وداوود بن عمرو الضبي، وطائفة. (12/188)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 189 قال ابن معين: ليس بشيء. وقال أبو حاتم: منكر الحديث جداً. وقال النسائي: لا يكتب حديثه. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد. وقال الجوزجاني: ضعيف الحديث على حسنه. 4 (الصباح بن محارب التيمي الكوفي ق.) نزيل الري. عن: زياد بن علاقة، وحميد الأعرج، وهشام بن عروة، وحجاج بن أرطأة، وعنه: عبد السلام بن عاصم، ومحمد بن حميد، وسهل بن زنجلة، ومحمد بن مقاتل، وموسى بن نصر الرازي.) (12/189)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 190 قال أبو حاتم صدوق. وأثنى عليه أبو زرعة. وقال العقيلي: يخالف في بعض حديثه. أخبرنا عمر بن القواس، أنا ابن الحرستاني حضوراً، أنا علي بن المسلم، أنا ابن طلاب، أنا ابن جميع، أنا أحمد بن علي بن عيسى الرازي ببغداد، نا موسى بن نصر، نا الصباح بن محارب، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس، ولكن يقبضه بقبض العلماء. فإذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤساء جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا. وقد روى الصباح عن حمزة حروفه. وعنه محمد بن عيسى التيمي. 4 (صدقة بن بشير المدني.) مولى العمريين. عن: قدامة بن إبراهيم الجمحي، عن ابن عمر في الحمد. (12/190)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 191 وعنه: إبراهيم بن المنذر، وإبراهيم بن عرعرة، وإسماعيل بن أبي أويس، وغيرهم. 4 (صدقة بن عبيد الله المازني.) عن: الحارث بن غنية، وخالد الحداء، ومحمد بن عمر بن أبي بكر بن عبد الرحمن المخزومي. وعنه: سعيد بن عون، وحميد بن مسعدة، وعبد الله بن محمد بن الربيع المصيص. قال أبو حاتم: ما أرى بحديثه بأساً. 4 (الصلت بن عبد الرحمن الزبيدي الكوفي.) نزيل دمشق. عن: ليث بن أبي سليم، وعطاء بن السائب، ومحمد بن سوقة، وجماعة. وعنه: يحيى الوحاظي، وسليمان ابن بنت شرحبيل. قال العقيلي: لا يتابع على حديثه. (12/191)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 192 4 (حرف الضاد) ) 4 (ضرار بن عمرو الغطفاني المعتزلي.) كان في هذا العصر من رؤوس البدع. وقد ذكرت ترجمته فيما بعد. 4 (ضمام بن إسماعيل.) هو الإمام أبو إسماعيل المعافري البصري. تزوج بابنة أبي قبيل المعافري. وروى عن: أبي قبيل حيي بن هانيء، وموسى بن وردان، وخير بن (12/192)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 193 نعيم، ويزيد بن أبي حبيب، وجماعة. وعنه: سعيد بن أبي مريم، وقتيبة، ونعيم بن حماد، وسويد بن سعيد، ويحيى بن بكير، وأبو شريك يحيى بن يزيد المرادي، وآخرون. قال أبو حاتم: كان صدوقاً متعبداً. وقال ابن يونس: ولد بأشمون سنة سبع وتسعين، ومات بالإسكندرية سنة خمس وثمانين ومائة. ومن مناقبه أن فاتته الصلاة في جماعة، فألزم نفسه أن لا يخرج من المسجد حتى تخرج جنازته، إلا لحاجة الإنسان. فمات رحمه الله في المسجد. له حديث في الأدب للبخاري. وقال أحمد بن حنبل صالح الحديث. وقال ابن معين: ضمام مثل أبي قبيل، لا بأس به. وقال عبد الرحمن بن أبي الغمر: كان ضمام لا يقدر أن يمشي، وإذا أراد هدي بني رجلين حتى يقوم. فإذا اعتدل قائماً لم يبال ما قام في طول صلاته. وقال سويد بن سعيد: نا أحمد بن عيسى التستري. ثنا ضمام، عن أبي قبيل، عن عبد الله بن عمرو قال: ما زلنا نسمع زر غباً تزدد حباً حتى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك. (12/193)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 194 قلت: ضمام صادق، حسن الحديث. 4 (ضيغم بن مالك.) الزاهد العابد، أبو بكر الراسبي البصري. أخذ عن التابعين. روى عنه: ابنه أبو غسان مالك بن ضيغم، وسيار بن حاتم، وأبو أيوب مولى ضيغم.) قال عبد الرحمن بن مهدي: ما رأيت مثله في الصلاح والفضل. وقال ابن الأعرابي في طبقات النساك: كان من المجتهدين في العبادة، وكان ورده في اليوم والليلة أربعمائة ركعة. وصلى حتى بقي راكعاً لا يقدر على السجود فوقع، وقال: قرة عيني، ثم خر ساجداً. حكاها عنه سيار بن حاتم. وقال القواريري: رأيت نداً في موضعين، فقال لي رجل: هذا والله من عيني ضيغم البارحة. وعن عيسى بن بسطام أنه سمع ضيغماً يقول: رأيت المجتهدين إنما قووا على الاجتهاد بما يدخل قلوبهم من الحلاوة في الطاعة. وقال علي بن المديني: كان ضيغم قد دفن كتبه، وكان ينام ثلث الليل ويتعبد ثلثيه. قيل: مات ضيغم وصديقه بشر بن منصور في يوم واحد. فإن صح هذا فأقول إلى ثم، فإن بشراً مات سنة ثمانين ومائة. (12/194)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 195 4 (حرف الطاء)

4 (طلحة بن زيد.)

4 (وطلحة بن يحيى قد ذكرا في الطبقة الماضية، ينبغي أن يحولا.)

4 (طلحة بن سنان بن الحارث بن مصرف اليامي الكوفي.) عن: ليث بن أبي سليم، وعاصم الأحول، وابن أبجر. وعنه: عبد اله بن عمر مشكدانة، وأبو سعيد الأشج. قال أبو حاتم: محله الصدق. (12/195)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 196 4 (حرف العين)

4 (عاصم بن سويد الأوسي المدني ن.) عن: أبيه سويد بن عامر، وابني عمه محمد بن إسماعيل بن مجمع، ومجمع بن يعقوب ويحيى بن سعيد الأنصاري. وعنه: علي بن حجر، وأبو مصعب، ومحمد بن الصباح الجرجرائي، ويعقوب بن حميد، وجماعة. قال أبو حاتم: محله الصدق. وكان إمام مسجد قباء.) 4 (عاصم بن هلال، أبو النصر البارقي، ويقال العنبري البصري.) (12/196)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 197 إمام مسجد أيوب السختياني. عن: قتادة، وغاضرة بن عروة، والفقيمي. شيخ له. وعنه: أيوب شيخه، ومحمد بن حجارة وعنه: سويد بن سعيد، وعلي بن المديني، ومحمد بن القطعي، وزياد بن يحيى الحساني، والفلاس، وعدة. قال أبو داوود: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: محله الصدق. وقال النسائي، وغيره: ليس بالقوي. قال الفلاس: سمعت منه سنة ثمانين ومائة، من كبار الأئمة. 4 (عائذ بن حبيب، أبو أحمد الكوفي.) بياع الهروي. (12/197)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 198 عن: أشعث بن سوار، وحميد الطويل، وهشام بن عروة، وعدة. وعنه: أحمد، وإسحاق، وأبو خيثمة، وأبو كريب، وأبو سعيد الأشج. وثقه ابن معين. مات سنة تسعين ومائة. 4 (عائشة بنت الزبير بن هشام بن عروة بن الزبير.) الأسدية، الزبيرية، المدنية. روت عن جدها. وعنها: معاوية بن عبد الله الزبيري، وغيره. قال ابن أبي حاتم في العلل: سألت أبا زرعة: ما حال عائشة قال: حدث عنها المدنيون. 4 (عباد بن عباد بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة ع.) (12/198)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 199 الأزدي، العتكي، والمهلبي، البصري، أبو معاوية. عن: أبي جمرة الضبعي، وعاصم الأحول، وهشام بن عروة، وجماعة. وعنه: أحمد بن حنبل، وقتيبة، ومسدد، ويحيى بن معين، وأحمد بن منيع، والحسن بن عرفة، وطائفة.) وكان شريفاً، جليلاً، ثقة، نبيلاً من عقلاء الأشراف وعلمائهم. وقد تعنت أبو حاتم كعادته وقال: لا يحتج به. وقال ابن سعد: لم يكن بالقوي في الحديث. قلت: حديثه في الكتب كلها. توفي في ثامن عشر رجب سنة إحدى وثمانين ومائة، وكان ابنه من أمراء البصرة الأجواد. 4 (عباد بن عباد الرملي الأرسوفي د.) (12/199)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 200 أبو عتبة الخواص، والزاهد العابد الذي كتب إليه سفيان الثوري، بتلك الرسالة المروية في الأدب والوعظ. روى عن: ابن عون، ويونس بن عبيد، ويحيى بن أبي عمرو السيباني، وحريز بن عثمان، والأوزاعي، وجماعة. وعنه: ضمرة بن ربيعة، وآدم بن أبي إياس، وأبو مسهر، وفديك بن سليمان، وآخرون. روى عثمان الدارمي، عن ابن معين: ثقة. وقال يعقوب الفسوي: ثقة من الزهاد العباد. وقال العجلي: ثقة، رجل صالح. وقال أبو حاتم: من العباد، رحمه الله. وأما ابن حبان فقال: كان يأتي بالمناكير فاستحق الترك. قلت: بل العبرة بمن وثقوه. قال محمد بن عمرو الغزي: سمعت أبا موسى الصوري قال: كتب عباد بن عباد الخواص إلى أصحابه يعظهم: اعقلوا. والعقل نعمة، وإنه يوشك أن يكون حسرة، فرب ذي عقل قد غل قلبه بالتعمق فيما هو عليه ضرر حتى صار عن الحق ساهياً، كأنه لا يعلم: إخوانكم إن أرضوكم لم تناصحوهم، وإن أسخطوكم أغنيتموهم، فهم في زمن قد رق في الورع، وقل فيه الخشوع، وحمل العلم مفسدوه، وأحبوا أن يعرفوا بحمله، (12/200)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 201 وكرهوا أن يعرفوا بإضاعة العمل به. فنطقوا فيه بالهدى. فذنوبهم ذنوب لا يستغفر منها. وكيف يهتدي السائل إذا كان الدليل حائراً. 4 (عباد بن العوام بن عمر بن عبد الله بن المنذر الكلابي ع.) أبو سهل الواسطي.) عن: أبي مالك الأشجعي، وأبي إسحاق الشيباني، وعبد الله بن أبي نجيح، والجريري، وطائفة. وعنه: أحمد بن حنبل، وعمرو الناقد، والحسن بن عرفة، وزياد بن (12/201)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 202 أيوب، وعلي بن مسلم، وآخرون. وثقه أبو داوود، وغيره. وقال سعدويه: كان من نبلاء الرجال في كل أمره. وقال ابن سعد: كان يتشيع فحبسه الرشيد زماناً، ثم خلى عنه، فأقام ببغداد. قلت: في وفاته أقوال: سنة ثلاث، وسنة خمس، وسنة ست، وسنة سبع وثمانين ومائة. 4 (عباد بن قيس القيسي البصري الكرابيسي ت. د. ق.) عن: عبد المجيد بن وهب، وبهر بن حكيم. وعنه: عثمان بن طالوت بن عباد، وقيس بن حميد بن حفص الدارمي، وبندار، ومحمد بن المثنى، وطائفة. قال أحمد، وابن معين: ليس بشيء. وقال النسائي: ليس بالقوي. وحسن الترمذي حديثاً من طريقه. 4 (العباس بن الفضل بن عمرو بن عبيد بن الفضل بن حنظلة ن.) (12/202)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 203 أبو الفضل الأنصاري، الوافقي، الموصلي، المقريء. قرأ القرآن على: أبي عمرو، وجود الإدغام الكبير. مولده سنة خمس ومائة. وسمع من: يونس بن عبيد، وداوود بن أبي هند، وخالد الحذاء، ورأى نافعاً مولى ابن عمر في صغره، وقرأ عليه الفتح عامر بن عمر، وغيره. وروى عنه: عبد الغفار بن الزبير الموصلي، وبشر بن سالم، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، ومحمد بن عبد الله بن عمار، وزكريا بن يحيى رحمويه، وطائفة من المواصلة. وقيل إنه ناظر الكسائي في الإقالة، وولي قضاء الموصل. بلغنا عن أبي عمرو بن العلاء قال: لو لم يكن من أصحابي إلا عباس لكفاني. وهو واهي الحديث.) قال ابن معين، والنسائي: ليس بثقة. وقال أحمد بن حنبل: ما أنكرت عليه إلا حديثاً واحداً، وما بحديثه بأس. (12/203)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 204 قلت: أتى بشيء باطل. وهو عن ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي الشعثاء، عن ابن عباس مرفوعاً: إذا جاءت سنة كذا وكذا يكون كذا وكذا، وإذا كانت سنة مائتين، تم كذا. قال أحمد بن أصرم المزني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: العباس بن الفضل روى حديثاً شبه الموضوع. وقال البخاري: منكر الحديث. قلت: توفي سنة ست وثمانين ومائة. 4 (العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الأمير.) (12/204)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 205 أبو الفضل الهاشمي العباسي. ولي إمرة الشام لأخيه المنصور، وقدمها مع ابن أخيه المهدي. روى عنه: ولده صالح، ومبارك الطبري، وخالد بن إسماعيل. ولي إمرة الجزيرة لابن ابن أخيه هارون الرشيد، وحج بالناس مرات، وغزا الروم مرة في ستين ألفاً. قال خليفة: دخل الروم وبث سراياه فغنم وسلم في سنة تسع وخمسين ومائة. وذكر غير واحد أن العباس كان من رجالات قريش، ذا رأي وسخاء وجود، وكان الرشيد يجله ويعظمه. وكان شيخ بني العباس في عصره. قال خليفة: توفي سنة ست وثمانين ومائة، وولد سن عشرين ومائة. 4 (عبد الله بن أبي جعفر الرازي د.) (12/205)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 206 عن: أبيه، وابن جريج، وموسى بن عبيدة، وعكرمة بن عمار، وشعبة، وجماعة. وعنه: ابنه محمد بن عبد الله، وإبراهيم بن موسى الفراء، ومحمد بن عمرو زنيج، وحامد بن آدم. وثقه أبو حاتم، وأبو زرعة. وأما محمد بن حميد الحافظ ففسقه، وقال: رميت بما سمعت منه. 4 (عبد الله بن الحارث الجمحي الحاطبي المدني.) أبو الحارث.) عن: زيد بن أسلم، وسهيل بن أبي صالح، وهشام بن عروة. وعنه: إبراهيم بن موسى، ومحمد بن مهران الحمال، ونعيم بن حماد، وهشام بن عمار. قال أبو حاتم: صالح الحديث، والمخزومي أحب إلي منه، يعني سميه. (12/206)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 207 4 (عبد الله بن الحارث بن عبد الملك المخزومي م. ع. المكي.) عن: ابن جريج، وسيف بن سليمان، ويونس الأيلي، وثور بن يزيد. وعنه: الشافعي، والحميدي، وإسحاق، وأحمد. قال أحمد: ما كان به بأس. وقال أبو يوسف محمد بن أحمد الصيدلاني: مات عبد الله بن الحارث المخزومي سنة ست وثمانين ومائة. قلت: الظاهر بقاؤه إلى سنة بضع وتسعين، فقد روى عنه أيضاً حامد بن يحيى البلخي، وأبو قدامة السرخسي. 4 (عبد الله بن حفص الأرطباني البصري ت.) عن: ثابت البناني، وعاصم الجحدري. وعنه: حسين بن محمد الذراع، وحسين بن محمد المروزي، وحبان بن (12/207)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 208 هلال، وأحمد بن علي الجهضمي. فيه ضعف يسير. 4 (عبد الله بن الزبير بن معبد الباهلي البصري.) عن: ثابت البنانين، وأيوب السختياني. وعنه: نصر بن علي، وزيد بن الحريش، وغيرهما. قال أبو حاتم: مجهول. 4 (عبد الله بن سعد د. ت. ن.) أبو عبد الرحمن الدشتكي المروزي، نزيل الري. عن: أبيه، ومقاتل بن حيان، وإبراهيم الصايغ، وهشام بن حسان. وعنه: ابنه عبد الرحمن، وعمرو بن رافع القزويني، وأبو الوليد الطيالسي، ومحمد بن عيسى الدامغاني، ومحمد بن حميد.) صدوق. 4 (عبد الله بن سعيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم (12/208)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 209 خ. م. د. ت. ن. أبو صفوان) الأموي. ما زال في ذهني أنه معدود في هذه الطبقة، لكن وجدته ما يدل على بقائه إلى حدود المائتين، فكررت ذكره. قتل أبوه عند زوال ملك بني أمية، وكن هذا طفلاً، ففرت به أمه إلى مكة. روى عن: ابن جريج، ويونس بن يزيد، ومجالد بن سعيد، وثور بن يزيد. طلب العلم في حدود خمسين ومائة. روى عنه: الشافعي، وأحمد، وابن المديني، وأبو خيثمة، وعدة. وثقه ابن معين، وغيره. وقد بقي وسمع منه أبو السكين الطائي بعد المائتين. 4 (عبد الله بن سنان الكوفي.) (12/209)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 210 عن: أبيه، وزيد بن أسلم، وهشام بن عروة، ومحمد بن المنكدر. وعنه: داوود بن رشيد، وأحمد بن حاتم الطويل، وجماعة. ضعفه أبو حاتم. وقال ابن معين: ليس بشيء. 4 (عبد الله بن سويد بن حيان الحمراوي المصري.) عن: عياش بن عباس القتباني، وحميد بن زياد. وعنه: سعيد بن أبي مريم، ويحيى بن بكير، وسعيد بن عفير. توفي سنة اثنتين وثمانين ومائة في جمادى الأولى. 4 (عبد الله بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس الأمير.) ولي الثغور للرشيد مدة. وله كلمة نفيسة وهي: لا يكبرن عليك ظلم من ظلمك، فإنه يسعى في مضرته ينفعك. مات بسلمية سنة ست وثمانين ومائة. 4 (عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي الدمشقي (12/210)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 211 م. ت. ن. ق. أبو إسماعيل.) ) عن: أبيه، وإسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، وعطاء الخراساني. وعنه: مروان بن محمد الطاطري، وهشام بن عمار، ومحمد بن عائذ، وعلي بن حجر، وسليمان بن عبد الرحمن. قال ابن معين: لا بأس به. 4 (عبد الله العمري الزاهد.) هو السيد القدوة أبو عبد الرحمن عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي المدني الزاهد أحد (12/211)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 212 الأعلام. روى القليل عن أبيه، وعن: أبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن. وعنه: ابن المبارك، وابن عيينة، وعبد الله بن عمران العابدي، وغيرهم. وثقه النسائي، وكان من العلماء العاملين، قانتاً لله حنيفاً منعزلاً عن الناس إلا من خير. وكان ينكر على مالك اجتماعه بالدولة. وقد قال سفيان بن عيينة: هو عالم المدينة الذي ورد فيه الحديث والناس على خلاف سفيان في هذا. قال نعيم بن حماد: سمعت سفيان أكثر من ثلاثين مرة يقول: إن كان أحد فهو العمري. قال ذلك لما ثنا عن أبي الزبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يضرب الناس أكباد الإبل، فلا يجدون عالماً أعلم من عالم المدينة. وأخبرنا به عالياً علي بن عبد الغني، نا الموفق عبد اللطيف، أنا ابن البطي، أنا علي بن محمد الأنباري، نا أبو عمر بن مهدي، نا محمد بن مخلد، نا محمد بن سعيد بن غالب، ثنا سفيان بن عيينة بهذا. قلت: هذا الخبر منطبق على من انصف بأنه عالم زمانه، وهو سعيد بن المسيب في وقته، ومالك بن أنس في وقته. وروى الطبري في تاريخه بإسناد بعض أولاد عبد الله بن (12/212)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 213 عبد العزيز العمري، إن الرشيد قال: والله ما أدري ما أمر في هذا العمري. أكره أن أقدم عليه وله سلف أكرمهم، وإني أحب أن أعرف رأيه يعني فينا. فقال عمر بن بزيع، والفضل بن الربيع: نحن له. فخرجنا من العرج إلى موضع يقال له) خلص، حتى ورد عليه بالبادية في مسجد له، فأناخا راحلتيهما. بمن معهما، وأتياه على زي الملوك في حشمة. فجلسا إليه وقالا: يا أبا عبد الرحمن نحن رسل من وراءنا من أهل المشرق يقولون لك: اتق الله، وإن شئت فانهض. فقال: ويحكما، فيمن ولمن قالا: أنت قال: والله ما أحب أني لقيت الله عز وجل بمحجمة دم مسلم، وأن لي ما طلعت عليه الشمس. فلما أيسا منه قالا: إن معنا عشرين ألفاً تستعين بها. قال: لا حاجة لي بها. قالا: أعطها من رأيت. قال: أعطياها أنتما. فلما أيسا منه ذهبا ولحقا بالرشيد، فقال: ما أبالي ما أصنع بعد هذا. قال: فحج العمري في تلك السنة، فبينما هو في المسعى اشترى شيئاً، فإذا بالرشيد يسعى على دابته، فتعرض له العمري وأتاه حتى أخذ بلجام الدابة، فأهووا إليه، فكفهم الرشيد، وكلمه، يعني وعظه، فرأيت دموع الرشيد تسيل على معرفة دابته، ثم انصرف. وروى علي بن حرب الطائي، عن أبيه قال: مضى هارون الرشيد على (12/213)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 214 حمار ومعه غلام إلى العمري فوعظه، فبكى الرشيد وحمل مغشياً عليه. قال إسماعيل بن أبي أويس: كتب عبد الله العمري إلى مالك، وابن أبي ذيب، وغيرهما بكتب أغلظ لهم فيها، وقال: أنتم علماء تميلون إلى الدنيا وتلبسون، وتدعون التقشف. فكتب له ابن أبي ذيب كتاباً أغلظ له، وجاوبه مالك جواب فقيه. وقيل إن العمري وعظ الرشيد، فتلقى قوله بنعم يا عم. فلما ذهب أتبعه الأمين والمأمون بكيسين فيهما ألف دينار، فلم يأخذها. وقال: هو أعلم بمن يفرقها عليه، ثم أخذ من الكيسين ديناراً، وقال: كرهت أن أجمع عليه سوء القول وسوء الفعل. وشخص إليه بعد ذلك إلى بغداد، فكره الرشيد مجيئه، وجمع العمريين وقال: مالي ولابن عمكم احتملته بالحجاز فأتى إلى دار ملكي يريد أن يفسد علي أوليائي. ردوه عني. قالوا: لا يقبل منا. فكتب إلى الأمير موسى بن عيسى أن يرفق به حتى يرده.) أحمد بن زهير: ثنا مصعب الزبيري قال: كان العمري جسيماً أصفر، لم يكن يقبل من السلطان ولا من غيره، ومن ولي من معارفه وأقاربه لا يكلمه. وقد ولي أخوه عمر المدينة وكرمان واليمامة، فهجره حتى مات. ما أدركت بالمدينة رجلاً أهيب عند السلطان والعامة منه. وكان ابن المبارك يصله فيقبل منه. قال: وقدم الكوفة يريد أن يخوف الرشيد بالله. فرجفت لقدومه الدولة، حتى لو كان نزل بهم مائة ألف من العدو، ما زاد من هيبته، فرجع من الكوفة، ولم يصل إليه. قال يحيى بن أيوب العابد: حدثني بعض أصحابنا قال: كتب مالك بن (12/214)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 215 أنس إلى العمري: إنك بدوت، فلو كنت عند مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب إليه: إني أكره مجاورة مثلك، إن الله لم يرك متغير الوجه فيه ساعة قط. وقيل: كانت أم العمري أنصارية، لم يكن يقبل من أحد شيئاً، ومن ولي دمشقياً من معارفه وأقاربه لا يكلمه. وقد ولي أخوه عمر بن عبد العزيز المدينة وكرمان واليمامة فهجره. ولم يكن أحد بالمدينة أهيب عند السلطان والعامة منه. وكان زاهداً، قوالاً بالحق، متألهاً، متعبداً، منعزلاً بناحية غربي المدينة. ويروى أن العمري كان يلزم المقبرة كثيراً، ومعه كتاب ينظر فيه، وقال: ليس شيء أوعظ من قبر، ولا أنس من كتاب. عمر بن شبة، ثنا أبو يحيى الزهري قال: قال عبد الله بن عبد العزيز عند موته: بنعمة ربي أحدث، لو أن الدنيا تحت قدمي ما يمنعني من أخذها إلا أن أزيل قدمي، ما أزلتها. إني لم أصبح أملك إلا سبعة دراهم ثمن لحا شجر فتلته بيدي. قال المسيب بن واضح: سمعت العمري الزاهد بمسجد منى يشير بيده ويقول: (لله در ذوي العقول .......... والحرص في طلب الفضول) (12/215)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 216 (سلاب أكسية الأرامل .......... واليتامى والكهول)

(والجامعين المكثرين .......... من الحيازة والغلول)

(وضعوا عقولهم من الدنيا .......... بمدرجة السيول)

(ولهوا بأطراف الفروع .......... وأغفلوا علم الأصول) ) (وتتبعوا جمع الحطام .......... وفارقوا أثر الرسول)

(ولقد رأوا غيلان ريب .......... الدهر غولاً بعد غول) أخبرنا أحمد بن سلامة كتابة، عن أبي الفضائل الكاغدي، أنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم، ثنا أحمد بن جعفر، نا أحمد بن الأبار، نا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، نا سفيان قال: دخلت على العمري الصالح فقال: ما أحد يدخل علي أحب إلي منك، وفيك عيب. قلت: ما هو حب الحديث، أما إنه ليس من زاد الموت أو من إبزار الموت. وقال أبو المنذر إسماعيل بن عمر: سمعت أبا عبد الرحمن العمري الزاهد يقول: إن من غفلتك عن نفسك إعراضك عن الله بأن ترى ما يسخطه، فتجاوزه، ولا تأمر ولا تنهى عن المنكر خوفاً ممن لا يملك لك ضراً ولا نفعاً، من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مخافة المخلوقين نزعت منه الهيبة، فلو أمر بعض ولده لاستخف به. (12/216)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 217 قال محمد بن حرب المكي: قدم العمري فاجتمعنا إليه، فلما نظر إلى القصور المحروقة بالكعبة نادى بأعلى صوته: يا أصحاب القبور المشيدة اذكروا ظلمة القبور الموحشة، يا أهل التنعم والتلذذ اذكروا الذود والصديد، وبلاء الأجسام في التراب. ثم غلبة عيه فنام. أخبرنا إسحاق الأسدي، أنا ابن جميل، أنا الكاغدي، أنا أبو علي، أنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد، نا إسحاق الخزاعي، نا الزبير بن بكار، ثنا سليمان بن محمد بن يحيى: سمعت عبد الله بن عبد العزيز العمري يقول: قال لي موسى بن عيسى: ينهى إلى المؤمنين أنك تشتمه وتدعو عليه، فبأي شيء استجزت ذلك قلت: أما شتمه فهو والله أكرم علي من نفسي، لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما الدعاء عليه فوالله ما قلت اللهم إنه قد أصبح عبئاً ثقيلاً على أكتافنا، ولا تطيقه أبداننا، وقذى في جفوننا، لا تطرف عليه جفوننا، وشجى في أفواهنا لا تسيغه حلوقنا، فاكفنا مؤونته، وفرق بيننا وبينه. ولكن قلت: اللهم إن كان تسمى بالرشيد ليرد فأرشده، أو لغير ذلك فراجع به. اللهم إن له في الإسلام بالقياس على كل مؤمن حقاً، وله بنبيك قرابة ورحم، فقربه من كل خير، وباعده من كل سوء. وأسعدنا به، وأصلحه لنفسه ولنا. فقال موسى: رحمك الله أبا عبد الرحمن كذلك لعمري الظن بك.) أنبأنا ابن سلامة، عن أبي الفضائل عبد الرحيم بن محمد، أن أبا علي الحداد أخبرهم، أنا أبو نعيم الحافظ، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا موسى بن (12/217)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 218 محمد بن كثير الشريني، نا عبد الملك بن إبراهيم الجدي، نا عبد الله بن عبد العزيز العمري، عن أبي طوالة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الزبانية أسرع إلى فسقة القرآن منهم إلى عبدة الأوثان، فيقولون: يبدأ بنا قبل عبدة الأوثان. فيقال: ليس من علم كمن لم يعلم، تفرد به العمري، وهو خبر منكر، وشيخ الطبراني لا أعرفه. قال مصعب الزبيري: مات العمري سنة أربع وثمانين ومائة، وله ست وستون سنة. 4 (عبد الله بن عبد القدوس التميمي السعدي الرازي س. ت.) عن: عبد الملك بن عمير، وجابر الجعفي، وليث بن أبي سليم، وسليمان الأعمش. وعنه: عباد بن يعقوب الرواجني، وأحمد بن حاتم الطويل، ومحمد بن حميد، وعبد الله بن طاهر الرازيان، وجماعة. قال ابن معين: رافضي خبيث. (12/218)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 219 وقال محمد بن مهران: لم يكن يعلم، وكان شبه المجنون، تصيح به الصبيان. وقال النسائي، وغيره: ضعيف. وقال أحمد بن عدي: عامة ما يرويه في فضائل أهل البيت. 4 (عبد الله بن عمر بن غانم الرعيني المغربي.) أبو عبد الرحمن قاضي إفريقيا. روى: عن عبد الرحمن بن زياد، وإسرائيل بن يونس، وداوود بن قيس الفراء، ومالك بن أنس. وعنه: القعنبي. قال أبو داوود: أحاديثه مستقيمة. قلت: مولده سنة ثمان وعشرين ومائة، ولم أظفر له بوفاة. قال ابن حبان: يروى عن مالك ما لم يحدث به قط. لا يحل ذكر حديثه إلا على سبيل الاعتبار. روى عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً: الشيخ في بيته كالنبي في قومه.) وبه مرفوعاً: ما من شجرة أحب إلى الله من الحناء. حدثنا بهما علي بن حاتم القومسي، ثنا عثمان بن محمد بن حشيش القيرواني، نا (12/219)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 220 عبد الله بن عمر بن غانم. قلت: فلعل البلية من عثمان. 4 (عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي، مولاهم التركي، ثم المروزي ع. الحافظ، فريد) الزمان وشيخ الإسلام. (12/220)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 221 وكانت أمه خوارزمية. مولده سنة ثمان عشرة ومائة، وطلب العلم وهو ابن بضع عشرة سنة، وأقدم شيخ له الربيع بن أنس الخراساني. ورحل سنة إحدى وأربعين ومائة فلقي التابعين، وأكثر الترحال والتطواف إلى الغاية في طلب العلم والجهاد والحج والتجارة. روى عن: سليمان التميمي، وعاصم الأحول، وحميد، وهشام بن عروة، والجريري، وإسماعيل بن أبي خالد، والأعمش، وبريد بن عبد الله، وخالد الحذاء، ويحيى بن سعيد الأنصاري، والأجلح الكندي، وحسين المعلم، وحنظلة السدوسي، وحيوة بن شريح، وابن عون، وابن جريج، وموسى بن عقبة، وخلق من طبقتهم. (12/221)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 222 ثم عن: الأوزاعي، والثوري، وشعبة، ومالك، والليث، وابن لهيعة، والحمادين، وطبقتهم. ثم عن: هشيم، وابن عيينة، وخلق من أقرانه. وصنف التصانيف النافعة. وعنه: معمر، والثوري، وأبو إسحاق الفزاري، وهم من شيوخه، وبقية، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو داوود، وعبد الرزاق، ويحيى القطان، وعفان، وحبان بن موسى، ويحيى بن معين، وأبو بكر بن شيبة، وأحمد بن منيع، وعلي بن حجر، والحسن بن عيسى، والحسين بن الحسن المروزي، والحسن بن عرفة. وقع لنا حديثه عالياً من جزئه، وأقرب ذلك وأعلاه اليوم من جزء ابن عرفة. قال ابن مهدي: الأئمة أربعة: مالك، والثوري، وحماد بن زيد، وابن المبارك. وقال ابن مهدي: ابن المبارك أفضل من الثوري. وقال ابن مهدي: ثنا ابن المبارك، وكان نسيج وحده. وقال أحمد بن حنبل: لم يكن في زمان ابن المبارك أطلب للعلم منه.) وعن شعيب بن حرب قال: ما لقي ابن المبارك مثل نفسه. (12/222)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 223 وقال شعبة: ما قدم علينا مثل ابن المبارك. وقال أبو إسحاق الفزاري: ابن المبارك إمام المسلمين. وقال يحيى بن معين: كان ثقة متثبتاً، وكتبه نحو من عِشرين ألف حديث. وقال يحيى بن آدم: كنت إذا طلبت الدقيق من المسائل فلم أجده في كتب ابن المبارك آيست منه. وعن إسماعيل بن عياش قال: ما على وجه الأرض مثل ابن المبارك. قال العباس بن مصعب المروزي: جمع ابن المبارك الحديث، والفقه، والعربية، وأيام الناس، والشجاعة، والسخاء، ومحبة الفرق له. وقال أبو أسامة: ما رأيت رجلاً أطلب للعلم في الآفاق منه. وقال شعيب بن حرب: سمعت سفيان الثوري يقول: لو جهدت جهدي أن أكون في السنة ثلاثة أيام على ما عليه ابن المبارك لم أقدر. وقال ابن معين: سمعت عبد الرحمن يقول: كان ابن المبارك أعلم من الثوري. (12/223)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 224 وقال أبو أسامة: ابن المبارك في المحدثين مثل أمير المؤمنين في الناس. قال أسود بن سالم: إذا رأيت من يغمز ابن المبارك فاتهمه على الإسلام. وقال الحسن بن عيسى بن ماسرجس: اجتمع جماعة مثل الفضل بن موسى، ومخلد بن الحسين، ومحمد بن النضر وقالوا: تعالوا حتى نعد خصال ابن المبارك من أبواب الخير، فقالوا: العلم، والفقه، والأدب، والنحو، واللغة، والزهد، والشعر، والفصاحة، وقيام الليل، والعبادة، والحج، والغزو، والشجاعة، والفروسية، والقوة، وترك الكلام فيما لا يعنيه، والإنصاف، وقلة الخلاف على أصحابه. قال نعيم بن حماد: قال رجل لابن المبارك: قرأت البارحة القرآن في ركعة. فقال ابن المبارك: لكني أعرف رجلاً لم يزل البارحة يردد ألهاكم التكاثر إلى الصبح ما قدر أن يتجاوزها، يعني نفسه. قال نعيم: كان ابن المبارك إذا قرأ كتاب الرقاق يصير كأنه ثور يخور من البكاء. روى العباس بن مصعب الحافظ، عن إبراهيم بن إسحاق البناني، عن ابن المبارك قال: حملت) العلم عن أربعة آلاف شيخ، ورويت عن ألف. قال العباس: فتتبعتهم حتى بقي لي ثمانمائة شيخ له. وقال حبيب الجلاب: سألت ابن المبارك: ما خير ما أعطي الإنسان، قال: غريزة عقل. (12/224)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 225 قلت: فإن لم يكن قال: حسن أدب. قلت: فإن لم يكن قال: أخ شفيق يستشيره. قلت: فإن لم يكن قال: صمت طويل. قلت: فإن لم يكن قال: موت عاجل. وقال عبدان بن عثمان: قال عبد الله: إذا غلبت محاسن الرجال على مساوئه لم تذكر المساويء، وإذا غلبت المساويء على المحاسن لم تذكر المحاسن. قال نعيم: سمعت ابن المبارك يقول: عجبت لمن يطلب العلم كيف تدعوه نفسه إلى مكرمة. وقال عبدان بن عثمان: سمعته يقول: ولدت سنة تسع عشرة ومائة. قال العباس بن مصعب: كان عبد الله لرجل تاجر من همدان من بني حنظلة، فكان إذا قدم همدان يخضع لولده ويعظهم. وقال: وعن ابن المبارك قال: لنا في صحيح الحديث شغل عن سقيمه. وقال عبد الله بن إدريس: كل حديث لا يعرفه ابن المبارك فنحن منه براء. نعيم بن حماد: سمعت ابن المبارك يقول: قال لي أبي: أين وجدت كتبك حرقتها. قلت: وما علي من ذلك وهو في صدري. (12/225)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 226 وقال علي بن الحسن بن شقيق: قمت لأخرج مع ابن المبارك في ليلة باردة من المسجد، فذاكرني عند الباب بحديث، أو ذاكرته، فما زال يذاكرني وأذاكره حتى جاء المؤذن لصلاة الصبح. وقال فضالة الفسوي: كنت أجالسهم في الكوفة، فإذا تشاجروا في حديث قالوا مروا إلى هذا) الطبيب حتى نسأله، يعنون ابن المبارك. قال وهب بن زمعة: حدث جرير بن عبد الحميد بحديث عن ابن المبارك، فقالوا له: يا أبا عبد الحميد، تحدث عن عبد الله، وقد لقيت منصور بن المعتمر، فغضب وقال: أين مثل عبد الله، حمل علم خراسان، وأهل العراق، وأهل الحجاز، وأهل اليمن، وأهل الشام. أحمد بن علي الحواري قال: جاء رجل من بني هاشم إلى ابن المبارك ليسمع منه، فأبى أن يحدثه، فقال الهاشمي لغلامه: يا غلام قم، أبو عبد الرحمن لا يرى أن يحدثنا. فلما قام ليركب، جاء ابن المبارك ليمسك بركابه، فقال: يا أبا عبد الرحمن لا ترى أن تحدثني وتمسك بركابي فقال: أذل لك بدني ولا أذل لك الحديث. المسيب بن واضح: سمعت ابن المبارك وسأله رجل: عمن نأخذ فقال: قد تلقى الرجل ثقة يحدث عن غير ثقة. وتلقى الرجل غير ثقة يحدث عن ثقة. ولكن ينبغي أن تكون ثقة عن ثقة. قال علي بن إسحاق بن إبراهيم: قال سفيان بن عيينة: تذكرت أمر الصحابة وأمر عبد الله بن المبارك، فما رأيت لهم عليه فضلاً إلا بالصحبة وبجهادهم. عن محمد بن أعين: سمعت الفضيل بن عياض يقول: ورب هذا البيت ما رأت عيناي مثل عبد الله بن المبارك. (12/226)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 227 عثمان الدارمي: سمعت نعيم بن حماد قال: ما رأيت ابن المبارك يقول قط: حدثنا، كان يرى أنا أوسع، وكان لا يرد على أحد حرفاً إذا قرأ. وقال نعيم: ما رأيت أعقل من ابن المبارك، ولا أكثر اجتهاداً في العبادة منه. عبد الله بن سنان قال: قدم ابن المبارك مكة وأنا بها، فلما أن خرج شيعه ابن عيينة والفضيل وودعاه، وقال أحدهما: هذا فقيه أهل المشرق، فقال الآخر: وفقيه أهل المغرب. الحسن بن الربيع قال: قال ابن المبارك في حديث ثوبان استقيموا لقريش ما استقاموا لكم. يفسره حديث أم سلمة لا تقتلوهم ما صلوا. وعن ابن المبارك في الإرجاء قال: عن ابن شوذب، عن سلمة بن كهيل، عن هزيل بن شرحبيل قال: قال عمر بن الخطاب: لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح، بلى إن الإيمان يزيد. نعيم بن حماد: سمعت ابن المبارك يقول: السيف الذي كان بين الصحابة كان فتنة، ولا أقول) لأحد منه مفتون. قال عبد العزيز بن أبي رزمة: لم تكن خصلة من خصال الخير إلا (12/227)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 228 جمعت في ابن المبارك: حسن خلق، وحسن صحبة، والزهد، والورع، وكل شيء. وقيل: سئل ابن المبارك: من السفلة قال الذي يدور على القضاة يطلب الشهادات. وعنهقال: إن البصراء لا يأمنون من أربع خصال: ذنب قد مضى لا يدرى ما يصنع الرب فيه، وعمر قد بقي لا يدرى ما فيه من الهلكات، وفضل قد أعطي لعله مكر واستدراج، وضلالة قد زينت له يراها هدى، وزيغ قلب ساعة، فقد يسلب دينه ولا يشعر. وعنه قال: لا أفضل من السعي على العيال حتى ولا الجهاد. أبو صالح: سمعت ابن المبارك يقول: لا يستحب على عالم إلا بذنب. محبوب بن موسى الأنطاكي: سمعت ابن المبارك يقول: من يبخل بالعلم ابتلي بثلاث: إما أن يموت فيذهب علمه، أو ينسى، أو يتبع السلطان. منصور بن نافع، صاحب لابن المبارك، قال: كان عبد الله يتصدق لمقامه ببغداد كل يوم بدينار. وعن عبد الكريم السكري قال: كان عبد الله يعجبه إذا قرأ القرآن أن يكون دعاؤه في السجود. إبراهيم بن نوح الموصلي قال: لما قدم الرشيد عين زربة أمر أبا (12/228)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 229 سليم أن يأتيه بابن المبارك. قال أبو سليمان: فقلت: لا آمن أن يجيب الرشيد بما يكره فيقتله، فقلت: يا أمير المؤمنين هو رجل غليظ الطباع، جلف، فأمسك الرشيد. الفضل الشعراني: ثنا عبدة بن سليمان: سمعت رجلاً يسأل ابن المبارك عن الرجل: يصوم يوماً ويفطر يوماً. قال: هذا رجل يضيع نصف عمره وهو لا يدري، أي لم لا يصومها. قلت: فلعل عبد الله لم يمر له حديث أفضل الصوم صوم داوود. وقال أبو وهب: سألت ابن المبارك: ما الكبر قال: أن تزدري الناس. وسألته عن العجب قال: أن ترى أن عندك شيء ليس عند غيرك، لا أعلم في المصلين شيئاً شراً من العجب. وقال إبراهيم بن شماس: قال ابن المبارك: ما بقي على ظهر الأرض عندي أفضل من) الفضيل بن عياض. حاتم بن الجراح: سمعت علي بن الحسن بن شقيق: سمعت ابن المبارك. وسأله رجل قال: قرحة خرجت في ركبتي مذ سبع سنين وقد عالجتها بأنواع العلاج، وسألت الأطباء، فلم أنتفع به. قال: إذهب واحفر بئراً في مكان حاجة إلى الماء، فإني أرجو أن ينبع هناك عيناً ويمسك عنك الدم. (12/229)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 230 قال: ففعل الرجل، وبرأ. وقال أحمد بن حنبل: كان ابن المبارك يحدث من كتاب، فلم يكن له سقط كبير، وكان وكيع يحدث من حفظه، فكان يكون له سقط، كم يكون حفظ الرجل. وروى غير واحد أن ابن المبارك سئل: إلى متى تكبت العلم قال: لعل الكلمة التي أنتفع بها لم أكتبها بعد. أخبرنا اليونيني، وابن الفراء قالا: أنا ابن صباح، وأنا يحيى بن الصواف، أنا محمد بن عماد قالا: أنا ابن رفاعة، أنا الخلعي، أخبرنا ابن الحجاج، أنا أبو الفضل محمد بن عبد الرحمن الرملي، نا العباس بن الفضل الأسفاطي، نا أحمد بن يونس. سمعت ابن المبارك قرأ شيئاً من القرآن ثم قال: من زعم أن هذا مخلوق فقد كفر بالله العظيم. قال عمرو الناقد: سمعت ابن عيينة يقول: ما قدم علينا أحد يشبه ابن المبارك، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة. قال المسيب بن واضح: سمعت أبا إسحاق الفزاري يقول: ابن المبارك إمام المسلمين أجمعين. وقال موسى التبوذكي: سمعت سلام بن عطية يقول لابن المبارك: ما خلف بالشرق مثله. وقال القواريري: لم يكن عبد الرحمن بن مهدي يقدم أحداً في الحديث على مالك، وابن المبارك. (12/230)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 231 وهب بن زمعة: نا معاذ بن خالد قال: تعرضت إلى إسماعيل بن عياش بابن المبارك فقال: ما على وجه الأرض مثله. ولا أعلم أن الله خلق خصلة من خصال الخير إلا وقد جعلها في ابن المبارك. ولقد حدثني أصحابي أنهم صحبوه إلى مكة من مصر، فكان يطعمهم الخبيص وهو الدهر صائم.) وقال المسيب: سمعت معتمر بن سليمان يقول: ما رأيت مثل ابن المبارك، تصيب عنده الشيء الذي لا يصاب عند أحد. وقال جعفر الطيالسي: سألت ابن معين عن ابن المبارك فقال: ذاك أمير المؤمنين. وقال النسائي: أثبت أصحاب الأوزاعي ابن المبارك. سويد بن سعيد: رأيت ابن المبارك أتى زمزم فملأ إناء، ثم استقبل الكعبة وقال: اللهم إن ابن أبي الموال، ثنا، عن ابن المنكدر، عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ماء زمزم لما شرب له. وهذا أشربه لعطشي يوم القيامة، كذا. والمحفوظ ما رواه الحسن بن عيسى وقال فيه: اللهم إن عبد الله بن المؤمل، عن أبي الوضيء، عن جابر، فذكره. محمد بن النضر بن مساور، نا أبي: قلت لابن المبارك: هل تحفظ الحديث قال: ما تحفظت حديثاً قط، إما أخذ الكتاب فأنظر، فما اشتهيته علق بقلبي. (12/231)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 232 وقال عبدان: قال ابن المبارك في التدليس قولاً شديداً، ثم أنشد: (دلس للناس أحاديثه .......... والله لا يقبل تدليساً) وعن ابن المبارك: من استخف بالعلماء ذهبت أخرته، ومن استخف بالأمر ذهبت دنياه، ومن استخف بالأخوان ذهبت مروءته. عن أشعث بن شعبة المصيصي قال: قدم الرشيد الرقة، فانجفل الناس خلف ابن المبارك، وتقطعت النعال، وأرتفعت الغبرة، فأشرفت أم ولد للخليفة فقالت: هذا والله الملك لا ملك هارون الذي لا يجمع الناس إلا بشرط وأعوان. أبو حاتم الرازي: سمعت عبدة بن سليمان المروزي يقول: كنا في سرية مع ابن المبارك في بلاد الروم. فصادفنا العدو، ولما التقى الجمعان خرج رجل للمبارزة، فبرز إليه رجل فقتله، ثم آخر فقتله، ثم آخر فقتله، ثم دعا إلى البراز، فخرج إليه رجل فطارده ساعة، ثم طعنه فقتله، فازدحم الناس، فزاحمت فإذا هو ملثم وجهه، فأخذت بطرف ثوبه فمدته، فإذا هو عبد الله بن المبارك، فقال: وأنت يا أبا عمرو ممن يشنع علينا. وقال محمد بن المثنى: ثنا عبد الله بن سنان قال: كنت مع ابن المبارك، والمعتمر بن سليمان بطرسوس، فصاح الناس النفير، فخرج ابن المبارك والناس، فلما اصطف المسلمون والعدو) خرج رومي وطلب البراز، فخرج إليه رجل، فشد العلج على المسلم فقتله، حتى قتل ستة من المسلمين، وجعل يتبختر بين الصفين يطلب المبارزة، ولا يخرج إليه أحد. قال: فالتفت إلي ابن المبارك وقال: يا فلان، إن حدث بن الموت فافعل كذا وكذا. وحرك دابته وبرز للعلج، فعالج معه ساعة فقتل العلج، وطلب (12/232)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 233 المبارزة، فبرز إليه علج آخر فقتله، حتى قتل ستة علوج، وطلب البراز. قال: فكأنهم كاعوا عنه فضرب دابته، وطرد بين الصفين وغاب. فلم نشعر بشيء إذ أنا بابن المبارك في الموضع الذي كان. فقال لي: يا أبا عبد الله، لإن حدثت بهذا أحداً وأنا حي، وذكر كلمة. قال الحاكم: أخبرني محمد بن أحمد بن عمر، نا محمد بن المنذر: حدثني عمر بن سعيد الطائي، نا عمر بن حفص الصوفي بمنبج قال: سار ابن المبارك من بغداد يريد المصيصة، فصحبه الصوفية فقال لهم: أنتم لكم أنفس تحتشمون أن تنفق عليكم، يا غلام، هات الطست. فألقى على الطست منديلاً ثم قال: يلقي كل رجل منكم تحت المنديل ما معه. قال: فجعل الرجل يلقي عشرة دراهم، والرجل يلقي عشرين درهماً. قال: فأنفق عليهم إلى المصيصة. فلما بلغ المصيصة قال: هذه بلاد نفيِر، وقسم ما بقي، فجعل يعطي الرجل عشرين ديناراً، فيقول يا أبا عبد الرحمن: إنما أعطيت عشرين درهماً، فيقول: وما تذكر أن الله يبارك للغازي في نفقته. أحمد بن الحسن المقريء: ثنا عبد الله بن أحمد الدورقي: سمعت محمد بن علي بن الحسن بن شقيق: سمعت أبي قال: كان ابن المبارك إذا كان وقت الحج اجتمع إليه إخوته من أهل مرو، ويقولون: نصحبك، فيقول: هاتوا نفقاتكم، فيجعلها في صندوق، ثم يكتري لهم ويطعمهم أطيب الطعام والحلواء، فإذا وصلوا إلى الحرمين يقول لكل منهم: ما أمرك عيالك أن تشتري لهم فيقول: كذا وكذا. ثم لا يزال ينفق عليهم حتى يصيروا إلى مرو. قال: فيجصص دورهم، ويصنع لهم وليمة بعد ثلاث، ثم يكسوهم. فإذا أكلوا وشربوا دعا بالصندوق، ويدفع إلى كل رجل منهم صرته عليها اسمه. (12/233)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 234 وأخبرني خادمه أنه عمل آخر سفرة سافرها دعوة، فقدم إلى الناس خمسة وعشرين خواناً فالوذج. قال علي بن خشرم: حدثني سلمة بن سليمان قال: جاء رجل إلى ابن المبارك وسأله أن يقضي) عنه ديناً، فكتب إلى وكيله فلما ورد عليه الكتاب قال للرجل: كم دينك الذي سألت قال: سبعمائة درهم. قال: فكتب إلى ابن المبارك: إن هذا سألك وفاء سبعمائة درهم، وقد كتبت إلي بسبعة آلاف درهم، وقد فنيت الغلات. فكتب إليه عبد الله: إن كانت الغلات فنيت فإن العمر أيضاً قد فني، فأجر له ما سبق به قلمي. وروى مثلها أبو الشيخ الحافظ: نا أحمد بن إبراهيم، نا علي بن محمد بن روح: سمعت المسيب بن وضاح قال: كنت عند ابن المبارك، فكلموه في رجل عليه سبعمائة درهم، وذكر الحكاية. وفيها أن كاتبه لما راجعه في ذلك أضعف السبعة آلاف. وفي حكاية أخرى أن ابن المبارك قضى عن شاب عشرة آلاف درهم. قال الفتح بن شخرف: نا عباس بن يزيد، نا حبان بن موسى قال: عوتب ابن المبارك فيما يفرق من الأموال في البلدان، ولا يفعل في مرو إني أعرف مكان قوم لهم فضل وصدق، طلبوا الحديث فأحسنوا الطلب يحتاج الناس إليهم، احتاجوا، فإن تركتهم ضاع علمهم، وإن أعناهم بثوا العلم، ولا أعلم بعد النبوة أفضل من بث العلم. إبراهيم بن بشار الخراساني: سمعت علي بن الفضيل يقول: سمعت (12/234)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 235 أبي يقول لابن المبارك: تأمرنا بالزهد والتعلل، ونراك تأتي بالبضائع إلى البلد الحرام، كيف هذا قال: إنما أفعل ذلك لأصون به وجهي، وأكرم به عرضي، وأستعين به على الطاعة لا أرى لله حقاً إلا سارعت إليه. فقال له أبي: ما أحسن ذا إن تم. وقال نعيم بن حماد: كان ابن المبارك يكثر الجلوس في بيته، فقيل له: ألا تستوحش فقال: كيف استوحش وأنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه. قال عبيد الله بن جناد: قال لي عطاء بن مسلم: رأيت ابن المبارك قلت: نعم قال: ما رأيت ولا ترى مثله. وقال عبيد بن جناد: سمعت العمري يقول: ما في دهرنا من يصلح لهذا الأمر إلا ابن المبارك. وقال شقيق البلخي: قيل لابن المبارك: إذا صليت معنا لم تقف. قال: أجلس مع الصحابة والتابعين، فما أصنع معكم، أنتم تغتابون الناس.) وعن ابن المبارك: ليكن الذي تعتمدون عليه الأثر، وخذوا من الرأي ما يفسر لكم الحديث. وكان قد تفقه بأبي حنيفة، وغيره. (12/235)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 236 وعنه قال: حب الدنيا في القلوب، والذنوب قد احتوشته، فمتى يصل إليه الخير وعنه قال: لو أن رجلاً إتقى مائة شيء، ولم يتق شيئاً واحداً، لم يكن من المتقين، ولو تورع عن مائة شيء، سوى شيء، لم يكن من الورعين، ومن كانت فيه خلة من الجهل، كان من الجاهلين. أما سمعت الله يقول لنوح عليه السلام في شأن ابنه: إني أعظك أن تكون من الجاهلين. وسئل: من الناس قال: العلماء قيل: فمن الملوك قال: الزهاد قيل: فمن الغوغاء قال: خزيمة وأصحابه قيل: فمن السفهاء قال: الذين يعيشون برأيهم وعنه قال: ليكن مجلسك مع المساكين، وإياك أن تجلس مع صاحب بدعة. وعنه قال: إذا عرف الرجل نفسه صار أذل من كلب. قال أبو أمية الأسود: سمعت عبد الله يقول: أحب الصالحين ولست منهم، وأبغض الطالحين وأنا شر منهم. ثم أنشأ يقول: (12/236)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 237 (الصمت أزين بالفتى .......... من منطق في غير حينه)

(والصدق أجمل بالفتى .......... في القول عندي من يمينه)

(وعلم الفتى بوقاره .......... سمة تلوح على جبينه)

(فمن الذي يخفى عليك .......... إذا نظرت إلى قرينه)

(رب امريء متيقن .......... غلب الشقاء على يقينه)

(فأزاله عن رأيه .......... فابتاع دنياه بدينه) ) قال ابن المبارك: رب عمل صغير تكبره النية، ورب عمل كبير تصغره النية. وقال الحسن بن الربيع: لما احتضر ابن المبارك في السفر قال: أشتهي سويقاً، فطلبناه له، فلم نجده إلا عند رجل كان يعمل للسلطان، فذكرناه لعبد الله فقال: دعوه. فمات ولم يشربه. قال العلاء بن الأسود: ذكر جهم عند ابن المبارك فقال: (عجبت لشيطان أتى الناس داعياً .......... إلى النار واشتق اسمه من جهنم) قال علي بن الحسن بن شقيق: سمعت ابن المبارك يقول: إنا لنحكي كلام اليهود والنصارى، ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية. أخبرنا إسحاق بن طارق: أنا ابن خليل، نا عبد الرحيم بن محمد، نا أبو علي المقريء، أنا أبو نعيم الحافظ، نا إبراهيم بن عبد الله، نا محمد بن (12/237)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 238 إسحاق: سمعت أبا يحيى: سمعت علي بن الحسن بن شقيق يقول: قلت لابن المبارك: كيف تعرف ربنا عز وجل قال: في السماء على العرش، ولا نقول كما قالت الجهمية: هو معنا ههنا. قال أبو صالح الفراء: سألت ابن المبارك عن كتابة العلم، فقال: لولا الكتاب ما حفظنا. وسمعته يقول: الحبر في الثوب خلوق العلماء. وقال: تواطؤ الجيران على شيء أحب إلي من عدلين. ويقال: مر ابن المبارك براهب عند مقبرة ومزبلة، فقال: يا راهب عندك كنز الرجال، وكنز الأموال، وفيهما معتبر. وقد كان ابن المبارك غنياً شاكراً، رأس ماله نحو من أربعمائة ألف. قال حيان بن موسى: رأيت سفرة ابن المبارك حملت على عجلة. وقال أبو إسحاق الطالقاني: رأيت بعيرين محملين دجاجاً مشوياً لسفرة ابن المبارك. وروى عبد الله بن عبد الوهاب، عن ابن سهم الأنطاكي قال: كنت مع ابن المبارك، فكان يأكل كل يوم، فيشوى له جدي، ويتخذ له فالوذج، فقيل له في ذلك، فقال: إني دفعت إلى وكيلي ألف دينار، وأمرته أن يوسع علينا. قال الحسن بن حماد: دخل أو أسامة على ابن المبارك، فوجد في وجهه أثر الضر، فلما خرج بعث إليه أربعة آلاف درهم وكتب إليه: (وفتى خلا من ماله .......... ومن المروءة غير خالي) ) (أعطاك قبل سؤاله .......... فكفاك مكروه السؤال) قال المسيب بن وضاح: أرسل ابن المبارك إلى أبي بكر بن عياش أربعة آلاف درهم وقال: سد بها فتنة القوم عنك. وقال علي بن خشرم: قلت لعيسى بن يونس: كيف فضلكم ابن (12/238)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 239 المبارك ولم يكن؟ بأسن منكم قال: كان يقدم ومعه الغلمان الخراسانية، والبزة الحسنة، فيصل العلماء ويعطيهم، وكنا لا نقدر على ذلك. وقال نعيم بن حماد: قدم ابن المبارك ليلة على يونس بن يزيد، ومعه غلام مفرغ لضرب الفالوذج، يتخذه للمحدثين. أنبأنا أحمد بن سلامة، عن عبد الرحيم بن محمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم، نا عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبد الله، نا نعيم بن حماد، نا الوليد بن مسلم، نا ابن المبارك، عن خالد الحذاء، عن عكرمة، عن ابن عباس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: البركة مع أكابركم. فقلت للوليد: أين سمعته من ابن المبارك قال: في الغزو. وبه إلى أبي نعيم: في أحمد بن جعفر بن حمدان البصري، ثنا عبد الله بن أحمد الدورقي، نا أحمد بن جميل، ثنا ابن المبارك: حدثني صفوان بن عمرو، أن أبا المثنى المليكي حدثه، عن عتبة بن عبد رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: القتلى ثلاثة: رجل مؤمن جاهد بنفسه وماله في سبيل الله، حتى إذا لقي العدو قاتلهم حتى يقتل، فذلك الممتحن في خيمة الله تحت عرشه، لا يفضله النبيون إلا بدرجة النبوة ورجل مؤمن فرق على نفسه من الذنوب والخطايا، جاهد بنفسه وماله حتى إذا لقي العدو قتل، فتلك مضمضة أي مطهرة محت ذنوبه وخطاياه، إن السيف محاء للخطايا، وأدخل من أي أبواب الجنة شاء، فإن لها ثمانية أبواب، ولجهنم سبعة ورجل منافق جاهد بنفسه وماله، حتى إذا لقي العدو قاتل فقتل، فذلك في النار، إن السيف لا يمحو النفاق. (12/239)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 240 وبه قال أبو نعيم، وناه سليمان بن أحمد، ومحمد بن معمر في جماعة قالوا: أنا أبو شعيب الحراني، ثنا يحيى البابلتي، ثنا صفوان بن عمر بهذا. وقد كان عبد الله بن المبارك رضي الله عنه من فحول الشعراء المحسنين. قال عبد الله بن محمد قاضي نصيبين: حدثني محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة: أملى علي ابن) المبارك بطرسوس، وودعته، وأنفذها معي إلى الفضيل بن عياض في سنة سبع وسبعين ومائة هذه الأبيات: (يا عابد الحرمين لو أبصرتنا .......... لعلمت أنك في العبادة تلعب)

(من كان يخضب جيده بدموعه .......... فنحورنا بدمائنا تتخضب)

(أو كان يتعب خيله في باطل .......... فخيولنا يوم الصبيحة تتعب)

(وريح العبير لكم ونحن عبيرنا .......... رهج السنابك والغبار الأطيب)

(ولقد أتانا من مقال نبينا .......... قول صادق لا يكذب)

(لا يستوي وغبار خيل الله في .......... أنف أمريء ودخان نار تلهب)

(هذا كتاب الله ينطق بيننا .......... ليس الشهيد بميت لا يكذب) فلقيت الفضيل بكتابه في الحرم، فلما قرأه ذرفت عيناه ثم قال: صدق (12/240)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 241 أبو عبد الرحمن ونصح. وروى إسحاق بن سنين لعبد الله بن المبارك: (إني امرؤ ليس في ديني لغامزه .......... لين ولست على الإسلام طعانا)

(فلا أسب أبا بكر ولا عمراً .......... ولن أسب معاذ الله عثمانا)

(ولا ابن عم رسول الله اشتم .......... حتى ألبس تحت الترب أكفانا)

(ولا الزبير حواري الرسول ولا .......... أهدي لطلحة شتماً عز أو هانا)

(ولا أقول علي في السحاب إذاً .......... قد قلت والله ظلماً ثم عدوانا)

(ولا أقول بقول لاجهم إن له .......... قولاً يضارع أهل الشرك أحيانا)

(ولا أقول تخلى من خليقته .......... رب العباد وولى الأمر شيطانا)

(ما قال فرعون هذا في تجبره .......... فرعون موسى ولا هامان طغيانا) وهي قصيدة طويلة. ومنها قوله: (الله يدفع بالسلطان معضلة .......... عن ديننا رحمة منه ورضوانا)

(لولا الأئمة لم تأمن لنا سبل .......... وكان أضعفنا نهباً لأقوانا) قيل: إن الرشيد أعجبه هذا، فلما بلغه موت ابن المبارك بهيت قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، يا فضل إئذن للناس يعزونا في ابن المبارك.) أليس هو القائل: الله يدفع بالسلطان معضلة. وذكر البيتين من الذي يسمع هذا من ابن المبارك ولا يعرف حقنا. قال ابن سهم الأنطاكي: سمعت ابن المبارك رضي الله عنه ينشد: (وطارت الصحف في الأيدي منشرة .......... فيها السرائر والجبار مطلع) (12/241)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 242 (فكيف تهون والأنباء واقعة .......... عما قيل ولا تدري بما تقع)

(إما الجنان وعيش لا انقضاء له .......... أم الجحيم فلا تبقي ولا تدع)

(تهوي بساكنها طوراً وترفعه .......... إذا رجوا مخرجاً من غمها قمعوا)

(لينفع العلم قبل الموت عالمه .......... قد سال بها الرجعي فما رجعوا) ومنها وهي طويلة: (فكيف قرت لأهل العلم أعينهم .......... أو استلذوا لذيذ النوم أو هجعوا)

(والنار ضاحية لا بد موردها .......... وليس يدرون من ينجو ومن يقع.) قال سلم الخواص: أنشدنا ابن المبارك: (رأيت الذنوب تميت القلوب .......... ويتبعها الذل إدمانها)

(وترك الذنوب حياة القلوب .......... وخير لنفسك عصيانها)

(وهل بدل الدين إلا الملوك .......... وأحبار سوء ورهبانها)

(وباعوا النفوس ولم يربحوا .......... ببيعهم النفس أثمانها)

(لقد رتع القوم في جيفة .......... يبين لذي اللب إنتانها) قال أحمد بن جميل المروزي: قيل لابن المبارك: إن ابن علية قد ولي الصدقة، فكتب إليه: (يا جاعل العلم له بازياً .......... يصطاد أموال المساكين)

(احتلت للدنيا ولذاتها .......... بحيلة تذهب بالدين)

(فصرت مجنوناً بها بعدما .......... كنت دواء للمجانين)

(أين رواياتك في سردها .......... عن ابن عون وابن سيرين)

(أين رواياتك فيما مضى .......... في ترك أبواب السلاطين) ) (12/242)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 243 (إن قلت أكرهت فماذا كذا .......... زل جمار العلم في الطين) ولابن المبارك: (جربت نفسي فما وجدت لها .......... من بعد تقوى الإله كالأدب)

(في كل حالاتها وإن كرهت .......... أفضل من صمتها عن الكذب)

(أو غيبة الناس إن غيبتهم .......... حرمها ذو الجلال في الكتب)

(قلت لها طائعاً وإكراهاً .......... الحلم والعلم زين ذي الحسب)

(إن كان من فضة كلامك يا .......... نفس فإن السكوت من ذهب) قال السراج الثقفي: أنشدني يعقوب بن محمد لابن المبارك رضي الله عنه: (أبإذن نزلت بي يا شيب .......... أي عيش وقد نزلت يطيب)

(وكفى الشيب واعظاً غير أني .......... آمل العيش والممات قريب)

(كم أنادي الشباب إذ بان مني .......... وندائي مولياً ما يجيب) وله: (يا عائب الفقر ألا تزدجر .......... عيب الغنى أكثر لو تعتبر)

(م شرف الفقر ومن فضله .......... على الغنى إن صح منك النظر)

(إنك تعصي لتنال الغنى .......... وليس تعصي الله كي تفتقر) وقال حبان بن موسى: سمعت عبد الله بن المبارك ينشد: (كيف القرار وكيف يهدأ مسلم .......... والمسلمات مع العدو المعتدي) (12/243)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 244 (الضاربات خدودهن برنة .......... الداعيات نبيهن محمد)

(القائلات إذا خشين فضيحة .......... جهد المقالة ليتنا لم نولد)

(ما تستطيع وما لها من حيلة .......... إلا التستر من أخيها باليد) وله: (كل عيش قد أراه نكراً .......... غير ركز الرمح في في الفرس)

(وركوبي في ليال في الدجى .......... أحرس القوم وقد نام الحرس) أبو إسحاق الطالقاني قال: كنا عند عبد الله فانهد القهندز، فأتي بسنين، فوجد وزن أحديهما منوان، فقال عبد الله بن المبارك رحمه الله:) (أتيت بسنين قد رمتا .......... من الحصن لما أثاروا الدفينا)

(على وزن منوين إحداهما .......... تقل به الكف شيئاً رزينا)

(ثلاثون سناً على قدرها .......... تباركت يا أحسن الخالقينا) (12/244)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 245 (فماذا يقوم لأفواهها .......... وما كان يملأ تلك البطونا)

(إذا ما تذكرت أجسامهم .......... تصاغرت النفس حتى تهونا)

(وكل على ذاك ذاق الردى .......... فبادوا جميعاً فهم هامدونا) ومن طرق، عن ابن المبارك، ويقال بل هي لحميد النخوي: (اغتنم ركعتين زلفى إلى الله .......... إذا كنت فارغاً مستريحاً)

(وإذا ما هممت بالنطق بالباطل .......... فاجعل مكانه تسبيحاً) (12/245)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 246 (فاغتنام السكوت أفضل من .......... خوض وإن كنت بالكلام فصيحاً) عبدان بن عثمان، عن ابن المبارك أنه كان يتمثل: (وكيف تحب أن تدعى حليماً .......... وأنت لكل ما تهوى ركوب)

(العبد عبد النفس في شهواتها .......... والحر يشبع مرة ويجوع) قال أحمد بن عبد الله العجلي: حدثني أبي قال: لما احتضر ابن المبارك جعل رجل يلقنه: قل لا إله إلا الله، وأكثر عليه، فقال: لست تحسن وأخاف أن تؤذي مسلماً بعدي إذا لقنتني فقلت: لا إله إلا الله ثم لم أحدث كلاماً بعدها فدعني، فإذا أحدثت كلاماً بعدها فلقني حتى تكون آخر كلامي. وقيل إن الرشيد لما بلغه موت ابن المبارك قال: مات اليوم سيد العلماء. قال عبدان بن عثمان: خرج عبد الله إلى العراق أول شيء سنة إحدى وأربعين ومائة، ومات بهيت وعانات في رمضان سنة إحدى وثمانين ومائة. وقال حسن بن الربيع: قال لي ابن المبارك قبل أن يموت: أنا ابن ثلاث وستين. (12/246)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 247 وقال أحمد بن حنبل: ذهبت لأسمع من ابن المبارك فلم أدركه. وكان قد قدم فخرج إلى الثغر ولم أره. قال محمد بن فضيل بن عياض: رأيت ابن المبارك في النوم فقلت: أي العمل أفضل) قال: الأمر الذي كنت فيه. قلت: الرباط والجهاد قال: نعم. قلت: فما صنع بك ربك قال: غفر لي مغفرة ما بعدها مغفرة. رواها اثنان عن محمد. وقال العباس بن محمد النسفي: سمعت أبا حاتم البربري يقول: رأيت ابن المبارك واقفاً على باب الجنة بيده مفتاح، فقلت: ما يوقفك ههنا قال: هذا مفتاح الجنة دفعه إلي محمد صلى الله عليه وسلم وقال: حتى أزور الرب تعالى، فكن أميني في السماء كما كنت أميني في الأرض. وقال إسماعيل بن إبراهيم المصيصي: رأيت الحارث بن عطية في النوم فسألته، فقال: غفر لي. قلت: فابن المبارك قال بخ بخ، ذاك في عليين ممن يلج على الله كل يوم مرتين. وقال أبو هشام الرفاعي: ثنا ليث بن هارون، عن نوفل قال: رأيت ابن المبارك في النوم، فقلت: ما فعل بك ربك قال: غفر لي برحلتي في الحديث، عليك بالقرآن، عليك بالقرآن. (12/247)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 248 قلت: ما فعل سفيان الثوري؟ قال: ذاك عندهم في مكان رفيع. وقال علي بن أحمد السواق: ثنا زكريا بن عدي قال: رأيت ابن المبارك في النوم، فقلت: ما فعل الله بك قال: غفر لي برحلتي. ولبعضهم، وهو الوزير ابن المغربي: (مررت بقبر ابن المبارك بكرة .......... فأوسعني وعظاً وليس بناطق)

(وقد كنت بالعلم الذي في جوانحي .......... غنياً وبالشيب الذي في مفارقي)

(ولكن أرى الذكر تنبه غافلاً .......... إذا هي جاءت من رجال الحقائق)

4 (عبد الله بن محمد، أبو علقمة الفروي.) ) في الكنى. 4 (عبد الله بن مراد السلماني المرادي الكوفي.) عن: أبي إسحاق الشيباني، والنعمان بن قيس. وعنه: داوود بن إسحاق العايدي، وهارون بن حاتم. توفي سنة ثلاث وثمانين ومائة. 4 (عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام.) (12/248)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 249 أبو بكر الزبيري المدني الأمير، والد مصعب. روى عن: هشام بن عروة، وأبي حازم المديني، وموسى بن عقبة، وطبقتهم. وعنه: ابنه مصعب، وهشام بن يوسف الصنعاني، وإبراهيم بن خالد الصنعاني. ولي إمرة المدينة، وإمرة اليمن. وحمدت سيرته. وكان وسيماً جيملاً فصيحاً مفوهاً من سروات قريش. أول ما اتصل بصحبة المهدي أحبه، وصار من خواصه. قال مصعب: كان أبي يكره الولاية فألزمه الرشيد، وأقام ثلاث ليال يلزمه وهو يمتنع، ثم غدا عليه فدعا الرشيد بقناة وعمامة، وعقد له اللواء بيده، ثم قال: عليك سمع وطاعة. قال: نعم يا أمير المؤمنين. قال: فناوله اللواء وجعل له في العام اثني عشر ألف دينار، ووصله بعشرين ألف دينار، وولاه المدينة ومعها اليمن، وزاده معها ولاية عك. قال الزبير بن بكار بن عبد الله: كان جدي مدره قريش، وخطيبها، وواحدها شرفاً وقدراً وصوناً وكان وسيماً جميلاً فصيحاً، قد عرفت له مروءة وقدرة بالبلد. وقال عبد الله بن نافع بن ثابت الزبيري: بعث الوزير أبو عبيد الله إلى عبد الله بن مصعب في أول ما صحب المهدي بألفي دينار، فردها وقال: لا (12/249)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 250 أقبل صلة إلا من خليفة أو ولي عهد. قال يعقوب الفسوي: ولي بكار بن عبد الله المدينة وقدم أبوه إلى بغداد. وسئل ابن معين عن عبد الله بن مصعب فقال: ضعيف الحديث لم يكن له كتاب. وقال أبو حاتم: هو بابة عبد الرحمن بن أبي الزناد. قيل: مات عبد الله بالرقة في سنة أربع وثمانين ومائة، وله نحو من سبعين سنة. وقد وقع لنا من عواليه، أخبرنا يحيى بن أبي منصور كتابة أن أبا محمد الرهاوي الحافظ قال:) أنا عبد الجليل بن أبي سعد ح، وأنا أحمد بن محمد الحافظ، ومحمد بن إبراهيم النحوي قالا: أنا عبد الله بن عمر الحراني، بحلب، أنا أبو الوقت السجزي قالا: أخبرتنا بيبي الهرثمية، أنا عبد الرحمن بن أبي شريح، أنا أبو القاسم البغوي، نا مصعب بن عبد الله: حدثني أبي، عن هشام بن عروة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم على من تحوم النار غداً، على كل هين لين قريب سهل. 4 (عبد الله بن معاوية الزبيري.) أبو معاوية، من ولد الزبير بن العوام. روى عن: هشام بن عروة، وغيره. (12/250)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 251 وعنه: أبو عاصم النبيل، وأبو الوليد، ويحيى بن معين، وأبو حفص الفلاس. قال أبو حاتم: مستقيم الحديث. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال أيضاً في كتاب الضعفاء الكبير: عبد الله بن معاوية من ولد الزبير بن العوام بصري بعض أحاديثه مناكير. قلت: العبارتان معناهما واحد، لأن من كان بعض أحاديثه منكرة فهو أيضاً منكر الحديث. إذ قولنا في الرجل منكر الحديث لا نعني به أن كل ما رواه منكر، فإذا روى الرجل جملة وبعض ذلك مناكير، فهو منكر الحديث. 4 (عبد الله بن المنيب الأنصاري الحارثي د. ن.) عن: جده عبد الله بن أبي أمامة، ووالده، وهشام بن عروة. وعنه: معن بن عيسى، والواقدي، وعبد الرحمن بن مهدي، وسعيد بن أبي مريم، ومحمد بن خالد بن عثمة. (12/251)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 252 قال النسائي: لا بأس به. 4 (عبد الله بن موسى بن إبراهيم التيمي الطلحي ق.) أبو محمد المدني. عن: صفوان بن سليم، وأسامة بن زيد، وجماعة. وعنه: إبراهيم بن المنذر الخزامي، وأثنى عليه، ويعقوب بن كاسب، ويعقوب بن محمد،) وطائفة. قال ابن معين: صدوق، كثير الخطأ. قال ابن جبان، وغيره: لا يحتج به. وجده هو إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله. 4 (عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي ع.) (12/252)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 253 الإمام أبو محمد القرشي البصري. عن: حميد الطويل، والجريري، وداوود بن أبي هند، ويونس بن عبيد، وابن أبي عروبة، وخلق. وعنه: إسحاق بن راهويه، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو بن علي الفلاس، ونصر بن علي، وبندار، وخلق. قال يحيى بن معين: ثقة. وقال عياش بن الوليد الرقام: ثنا عبد الأعلى أبو محمد وأبو همام، يعني له كنيتان. قلت: احتجوا به في الكتب، وهو صدوق، لكن رمي بالقدر. وقال محمد بن سعد: لم يكن بالقوي. توفي في شعبان سنة تسع وثمانين ومائة. 4 (عبد الجبار بن سليمان اليحصبي المصري.) يكنى أبا سليمان. روى عن: حيوة بن شريح، وغيره. وعنه: ابن وهب مع تقدمه، ويحيى بن بكير، وأبو الطاهر بن السرح. ذكره ابن يونس وقال في ترجمته إنه قال: أدركت مصر وليس فيها إلا سائل واحد، ثم طرق إلينا سائل آخر. (12/253)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 254 قلت: لو كان هذا في قرية لقضي منه العجب، فكيف في مثل عظمة مصر. مات عبد الجبار سنة تسعين ومائة. 4 (عبد الحميد بن عدي، أبو سنان الجهني الدمشقي.) عن: الأوزاعي، وهشام بن الغاز، وجماعة.) وعنه: الهيثم بن خارجة، وهشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن. قال أبو حاتم: صالح الحديث. 4 (عبد الحميد بن أبي العشرين الدمشقي.) (12/254)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 255 أبو سعيد، كاتب الأوزاعي. روى عن الأوزاعي فقط. وعنه: أبو الجماهير، ومحمد بن عثمان، وهشام بن عمار، وجنادة بن محمد المري. وثقه أحمد، وأبو حاتم. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن معين: ليس به بأس. وقال الدار قطني: ثقة. وقال ابن عدي: يغرب عن الأوزاعي بأحاديث، وهو ممن يكتب حديثه. وقال أبو حاتم: لم يكن بصاحب حديث، كان كاتب ديوان. (12/255)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 256 وقال أبو أحمد الحاكم: حديثه في سوق الجنة لا أصل له في حديث أبي هريرة، ولا ابن المسيب ولا حسان بن عطية، وقد تابعه عليه سويد بن عبد العزيز (12/256)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 257 4 (عبد الرحمن بن بشير، أبو أحمد الدمشقي الشيباني.) عن: محمد بن إسحاق، وعمار بن إسحاق. وعنه: زهير بن عباد، ودحيم، وسليمان ابن بنت شرحبيل. وثقه دحيم. وقال أبو حاتم: منكر الحديث. 4 (عبد الرحمن بن الحارث السلامي.) عن: الزهري، وعمير بن هانيء، ومحمد بن المنكدر، وربيعة الرأي وغيرهم. وعنه: هشام بن عمار، والحكم بن موسى. قال أبو حاتم: حديثه مقارب. 4 (عبد الرحمن بن زيد بن أسلم العدوي العمري المدني ت. ق.) (12/257)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 258 مولى عمر رضي الله عنه.) روى عن: أبيه، وصفوان بن سليم، وابن حازم. وعنه: ابن وهب، والقعنبي، وأبو مصعب، وعبد الأعلى بن حماد، وهشام بن عمار، وعلي بن مسلم الطوسي، وخلق. وحدث عنه من شيوخه: يونس بن عبيد. ضعفه أحمد، وغيره. وهو صاحب حديث: أحلت لنا ميتتان ودمان. يرويه عن أبيه، عن (12/258)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 259 عمر. وعنه إسحاق بن الطباع، بهذا. قال الشافعي: ذكر لمالك حديث منقطع فقال: إذهب إلى عبد الرحمن بن زيد يحدثك عن أبيه، عن نوح عليه السلام. وقال البخاري: عبد الرحمن بن زيد ضعفه علي جداً. قلت: أخواه أقوى منه وأحسن حالاً، عبد الله، وأسامة. توفي عبد الرحمن سنة اثنتين وثمانين ومائة. 4 (عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب ت.) أبو القاسم العمري المدني، أخو قاسم. (12/259)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 260 عن: أبيه، وعبيد الله، وسهيل بن أبي صالح، وهشام بن عروة. وعنه: شريح بن يونس، وأبو الربيع الزهراني، ومحمد بن الصباح الجرجرائي، والحسن بن عرفة، وجماعة. متفق على وهنه، مزق أحمد ما سمع منه. وقال أبو زرعة: متروك. وقال أبو داوود: ليس بثقة. قيل: مات في صفر سنة ست وثمانين ومائة. 4 (عبد الرحمن بن عبد الملك بن سعيد بن حبان بن أبجر الهمداني الكوفي م. ن.) عنه: أبيه، وسفيان الثوري. وعنه: سعيد بن محمد الجرمي، وشريح بن يونس، والوليد بن شجاع السكوني، وابن مهدي، وجماعة.) (12/260)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 261 وكان عبداً صالحاً، أم الناس في الصلاة على الثوري، ما أعلم فيه مغمزاً. مات سنة إحدى وثمانين ومائة. قال ابن معين: صالح الحديث. وذكره ابن حبان في الثقات. وأخرج له مسلم حديثين عن أبيه. 4 (عبد الرحمن بن عثمان بن إبراهيم بن محمد بن حاطب الحاطبي المدني.) له عن: أبيه عن ابن عمر، وعن عمه. وعنه: سعدويه الواسطي، وأبو معمر القطيعي، وزكريا بن يحيى بن صبيح، وعثمان بن أبي شيبة. (12/261)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 262 قال أبو حاتم: ضعيف الحديث يهولني كثرة ما يسند. 4 (عبد الرحمن بن مالك بن مغول البجلي الكوفي.) عن: أبيه، وهشام بن عروة، والأعمش، ونحوهم. وعنه: أبو إبراهيم الترجماني، وعمرو الناقد، ومحمد بن معاوية بن مالج، بفتح اللام. قال الدار قطني،، وغيره: متروك. وقال أبو داوود: كان يضع الحديث. وقال أحمد بن حنبل: خرقنا حديثه من بعد. وقال ابن معين: رأيته، وليس بثقة. 4 (عبد الرحمن بن القطامي.) (12/262)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 263 بصري، له عن: أبي المهزم، ومحمد بن زياد الجمحي، وعلي بن جدعان. وعنه: عبد الجبار بن العلاء، وعمر بن شبة، وعبد الرحمن بن معبد، وآخرون. قال الفلاس: لقيته وكان كذاباً. وذكره ابن حبان ووهاه، لكن غلط في قوله: روى عن أنس، إنما يروي عن أصحاب أنس. وأورد ابن عدي له أحاديث وقال: لعل الضعف فيها من قبل أبي المهزم، وابن جدعان. 4 (عبد الرحمن بن أبي الرجال ع.) محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حارثة بن النعمان بن نافع الأنصاري النجاري المدني.) عن: أبيه، وعمارة بن غرية، وعمر مولى عفرة، ويحيى بن سعيد الأنصاري، ويعقوب بن محمد بن طحلاء، وجماعة. وعنه: أبو نعيم، وقتيبة، وهشام بن عمار، ويحيى الوحاظي، وسويد بن (12/263)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 264 سعيد، والحكم بن موسى. وكان قد نزل بثغر الشام. وثقه ابن معين، وغيره. ولينه أبو حاتم قليلاً. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله العرزمي.) عن: أبيه، وجابر الجعفي، وعبد الملك بن أبي سليمان، وجويبر، وغيرهم. وعنه: ابنه محمد، وعلي بن جعفر الأحمر، وعبد الرحمن بن صالح الأزدي، وغيرهم. قال أبو حاتم: ليس بقوي. وقال الدار قطني: ضعيف. 4 (عبد الرحمن بن مسهر.) (12/264)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 265 أبو الهيثم الكوفي، قاضي جبل، وهو أخو علي بن مسهر. روى عن: هشام بن عروة، وعمرو بن شمر، وأشعث بن سوار. وعنه: يحيى بن أيوب العابد، وعبد الله المخزومي، والحسين بن أبي زيد الدباغ، وغيرهم. قال النسائي: متروك. هو الذي ولاه أبو يوسف القاضي قضاء جبل، وأن الرشيد انحدر مرة إلى البصرة، قال عبد الرحمن: فسألت أهل حبل أن يثنوا علي، فوعدني ذلك. فلما قرب إلينا الرشيد وأبو يوسف معه في الحراقة، فقلت: يا أمير المؤمنين نعم القاضي قاضي جبل، قد عدل، وفعل وفعل، وجعلت أثني، فعرفني أبو يوسف فضحك، ثم أخبر الرشيد، فضحك حتى فحص برجليه، ثم قال: هذا شيخ قليل العقل فاعزله، فعزلني. قلت: ومن نقص عقله كونه يحكي هذه الورطة عن نفسه. قال ابن معين: ليس بشيء. 4 (عبد الرحمن بن ميسرة، أبو ميسرة الحضرمي المصري الفقيه.) ) (12/265)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 266 من كبار علماء المصريين وقرائهم. ولد سنة عشر ومائة، وكان أول من أقرأ بمصر بحرف نافع، وكان من شهود القاضي العمري. توفي سنة ثمان وثمانين ومائة. 4 (عبد الرحيم بن زيد بن الحواري العمي البصري ق.) أبو زيد. روى: عن أبيه، ومالك بن دينار. وعنه: سويد بن سعيد، ويحيى الحماني، والمسيب بن واضح، ومحمد بن يحيى العدني، وجماعة. قال البخاري: تركوه. وقال أبو حاتم: ترك حديثه، منكر الحديث، كان يفسد أباه، يحدث عنه بالطامات. وقال ابن معين: ليس بشيء. (12/266)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 267 وقال أبو داود: ضعيف. وقال النسائي: متروك الحديث. مات سنة أربع وثمانين ومائة. 4 (عبد الرحيم بن سليمان الرازي ع. د. م.) أبو علي، نزيل الكوفة. عن: عاصم الأحول، وإسماعيل بن أبي خالد، وأشعث بن سوار، وسليمان الأعمش، وطائفة. وعنه: أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، وهناد، وأبو سعيد الأشج، وعدة. وهو رفيق حفص بن غياث في طلب العلم، وله تصانيف. وثقه يحيى بن معين، وغيره. (12/267)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 268 توفي في آخر سنة سبع وثمانين ومائة. ويقال سنة أربع وثمانين. قال أبو حاتم: صالح الحديث، صنف الكتب. 4 (عبد الرزاق بن عمر، أبو بكر الدمشقي.) عن: الزهري، وإسماعيل بن أبي المهاجر.) وعنه: حفيده إسحاق بن عقيل، وأبو مسهر، وأبو الجماهر محمد بن عثمان، ويسرة بن صفوان، والحكم بن موسى، وجماعة. قال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال الحسن بن علي: سألت هشيماً، عن عبد الرزاق بن عمر فقال: ذهبت كتبه. خرج إلى بيت المقدس فجعل كتبه في خرج جديد وثيابه في خرج خلق، فجاء اللصوص فأخذوا الخرج الجديد، فذهبت كتبه. فكان بعد إذا سمع حديثاً للزهري قال: هذا مما سمعت. وروى عباس، عن ابن معين: ليس بشيء. (12/268)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 269 4 (عبد السلام بن حرب الملائي خ. ع.) كوفي أصله من البصرة. وكان شريكاً لأبي نعيم في بيع الملاء، وكان حافظاً معمراً. روى عن: أيوب السختياني، وإسحاق بن أبي فروة، وعطاء بن السائب، وخالد الحذاء، وطائفة. وعنه: أبو بكر بن أبي شيبة، وهناد، وأبو سعيد الأشج، والحسن بن عرفة، وخلق سواهم. ومن الكبار: ابن إسحاق، وقيس بن الربيع، وهما أكبر منه. قال يعقوب بن شيبة: ثقة، وفي حديثه لين. وقال الترمذي: ثقة حافظ. قال ابن شيبة: وكان عسراً في الحديث: سمعت ابن المديني يقول: كان يجلس في كل عام مرة مجلساً للعامة. فقلت لعلي: أكثرت عنه قال: نعم، حضرت له مجلس العامة، وقد كنت استنكرت بعض حديثه حتى نظرت في (12/269)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 270 حديث من يكثر عنه فإذا حديثه مقارب عن مغيرة والناس. وذلك أنه كان عسراً، فكانوا يجمعون عن أبيه في مواضع، وكنت أنظر إليها مجموعة فاستنكرتها. قال ابن معين: هو ثقة، والكوفيون يوثقونه. وقال القواريري: أتيت عبد السلام بن حرب، قلت: حدثني فإني رجل غريب من البصرة. فقال لي: كأنك تقول جئت من السماء، ولم يحدثني.) وقال غيره: ولد سنة إحدى وتسعين، ومات سنة سبع وثمانين ومائة. 4 (عبد السلام بن مكلبة.) الفقيه البيروتي صاحب الأوزاعي. روى عن: جريح، والأوزاعي، وأبي أمية الشعباني يحمد. وعنه: الوليد بن مسلم، والوليد بن مزيد، وأبو مسهر، وآخرون. قال مروان بن محمد: أعلم الناس بحديث الأوزاعي وفتياه عشرة منهم: عبد السلام بن مكلبة. 4 (عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب.) (12/270)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 271 الأمير أبو محمد الهاشمي. روى عن: أبيه. عنه: المهدي، ومات قبله بدهر. وقد ورد أنه توفي بأسنانه التي ولد بها، وكانت ملتصقة، وكان عظيم الخلق، ضخماً، ذا قعدد في النسب، وقد خرج عند موت السفاح مع أخيه عبد الله بن علي، وحارب أبا مسلم، ثم تقلبت به الأيام، وبقي إلى هذا الوقت. وكان الرشيد يحترمه ويجله لأنه عم جده المنصور. (12/271)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 272 مولده بالحميمة من أرض البلقاء، وقد ولي إمرة دمشق، ثم ولي إمرة البصرة، فكان في هذا العصر عبد الصمد ولد علي، والفضل بن جعفر بن العباس بن موسى بن عيسى بن محمد ولد علي. وهذا من غريب الاتفاق. قال ابن عساكر: وحدث عنه إسماعيل ابنه، وعبد الواحد، ويعقوب ابنا جعفر بن سليمان. قال علي بن معروف القاضي، ومحمد بن عمر بن بهتة، ومحمد بن عبد الله بن مجيب الرقاق، وعثمان بن منتاب، وابن الصلت المجبر: ثناه إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم الهاشمي، نا أبي، نا عمي إبراهيم بن محمد، عن عبد الصمد بن علي، عن أبيه عن جده: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكرموا الشهود، فإن الله يستخرج بهم الحقوق ويدفع بهم الظلم. أخبرناه القاضي محيي الدين محمد بن إبراهيم الأسدي، وابن عمه أيوب، والتقي بن مؤمن، وابن الفراء، ومحمد بن فضل، وعبد الكريم بن محمد، وبيبرس) التركي قالوا: أنا إبراهيم بن عثمان، أنا علي بن تاج القراء، وابن البطي ح وأنا سنقر بن عبد الله، أنا عبد اللطيف بن يوسف، وعبد اللطيف بن محمد، وأنجب الحمامي، وعلي بن الفخار، وابن السماك محمد بن محمد، وابن بغا قالوا: أنا ابن البطي ح وأنا أبو المعالي الزاهد، أنا محمد بن معالي، ومحمد بن أبي القاسم الخطيب، وعمر بن بركة، والأنجب الحمامي، وسعيد بن ياسين، وصفية بنت عبد الجبار قالوا: أنا ابن البطي: قال هود ابن تاج القراء: أنا مالك البانياسي، أنا ابن الصلت، وذكره. قال العقيلي: الحديث غير محفوظ، انفرد به عبد الصمد. (12/272)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 273 قلت: ولا يروى عنه إلا بهذا الإسناد وعبد الصمد بن موسى. قال الخطيب: قد ضعفوه. قال نفطويه: كان عبد الصمد بن علي أقعد أهل دهره نسباً، فبينه وبين عبد مناف كما بين يزيد بن معاوية وبين عبد مناف. قال: وكان أسنان عبد الصمد وأضراسه قطعة واحدة. وقال أحمد بن كامل القاضي: كان في القعدد يناسب سعيد بن زيد أحد العشرة، وكان عم جده الخليفة الهادي. وعاش بعد الهادي دهراً، وهو أعرق الناس في العمى، فإنه عمي بآخره. فهو أعمى ابن أعمى ابن أعمى. كان طرح ببيت فيه ريش، فطارت ريشة فسقطت في عينه. قال ثعلب: أخبرني عافية بن شبيب أن عبد الصمت مات بأسنانه التي ولد بها. وأمه هي كثيرة التي كان عبد الله بن قيس الرقيات يشبب بها في قوله: (عاد له من كثيرة الطرب .......... فعينه بالدموع تنسكب) قال جعفر الفريابي: ثنا محمد بن سعيد الفريابي: سمعت سيف بن محمد ابن أخت الثوري يقول: مرض خالي سفيان، فعاده عبد الصمد بن علي، وكان سيد بني هاشم، فقال لنا سفيان: لا تأذنوا له. قلنا: لا يمكن ذلك. فحول وجهه إلى الحائط. ودخل فسلم، فلم يرد عليه، وجلس ملياً (12/273)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 274 وقال: يا سيف، كان أبا عبد الله نائم فقلت: أحسب ذاك، أصلحك الله. فقال سفيان: لا تكذب، لست بنايم. وقال عبد الصمد: يا أبا عبد الله، ألك حاجة. قال: نعم، لا تعود إلي، ولا تشهد جنازتي، ولا تترحم علي. فخجل عبد الصمد وخرج، وقال: هممت ألا أخرج إلا ورأسه معي.) قلت: سيف تالف. مات عبد الصمد بالبصرة سنة خمس وثمانين ومائة، عن ثمانين سنة. 4 (عبد الصمد بن معقل بن منبه اليماني) روى عن عمه وهب، وعن: طاووس، وعكرمة. وعنه: ابناه يحيى، ويونس، وابن أخته إسماعيل بن عبد الكريم، وعبد الرزاق، ومحمد بن خالد الصنعانيون. قال أحمد بن حنبل: كان قد عمر وأظنه مات أيام هشيم، وهو ثقة. وكذا وثقه يحيى بن معين. قال أحمد بن علي الأبار وغيره: مات عبد الصمد بن معقل سنة ثلاث وثمانين ومائة. قال الأبار: حدثني بعض ولده أنه عاش خمساً وتسعين سنة. 4 (عبد العزيز بن أبي حازم ع.) (12/274)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 275 واسم أبيه سلمة بن دينار. الفقيه أبو تمام المدني. روى: عن أبيه، وزيد بن أسلم، والعلاء بن عبد الرحمن، وسهيل بن أبي صالح، ويزيد بن عبد الله بن الهاد، وهشام بن عروة، وموسى بن عقبة، وعدة. وعنه: الحميدي، وأبو مصعب، وعلي بن حجر، وعمرو الناقد، ويعقوب الدورقي، ويحيى بن أكثم، وخلق سواهم. وكان إماماً كبير الِشأن. قال يحيى بن معين: صدوق. وقال أحمد بن أبي خيثمة: قيل لمصعب بن عبد الله: ابن أبي حازم ضعيف في حديث أبيه. فقال: أوقد قالوها أما ابن أبي حازم فسمع مع سليمان بن بلال، فلما مات سليمان أوصى إليه بكتبه، فكانت عنده، فقال: بال عليها الفأر فذهب بعضها. فكان يقرأ ما استبان، يدع ما لا يعرف منها. أما حديث أبيه فكان يحفظ. (12/275)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 276 قال أحمد بن حنبل: لم يكن بالمدينة بعد مالك أفقه من عبد العزيز بن أبي حازم. وقال أبو حاتم: هو أفقه من الدراوردي. وقال أحمد بن أبي خيثمة: سمعت يحيى بن معين يقول: ابن أبي حازم ليس بثقة في حديث) أبيه. كذا قال. قلت: بل هو حجة في أبيه وغير أبيه. وقال أحمد بن حنبل: يرون أنه سمع من أبيه، وأما هذه الكتب التي عن غير أبيه فيقولون إن كتب سليمان بن بلال صارت إليه. وقال أحمد بن حنبل مرة: لم يكن يعرف بطلب الحديث، إلا كتب أبيه، فيقولون: سمعها. وقال ابن سعد: ولد سنة سبع ومائة، وتوفي ساجداً في سنة أربع وثمانين ومائة. 4 (عبد العزيز بم خالد الترمذي ن.) روى عن: أبيه خالد بن زياد، عن حجاج بن أرطأة، وطلحة بن عمرو المكبي، وابن جريج، وأبي قتيبة، وغيرهم. (12/276)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 277 وعنه: أحمد بن يعقوب، وداوود بن حماد، والفضل بن مقاتل، ومحمد بن عصمة، ويحيى بن موسى البلخيون، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة. قال أبو حاتم: شيخ. 4 (عبد العزيز بن عبد الصمد العمي البصري ع.) أبو عبد الصمد. أحد الثقات الحفاظ. روى عن: أبي عمران الجوني، ومنصور بن المعتمر، ومطر الوراق، وحصين بن عبد الرحمن. وعنه: أحمد بن حنبل، وإسحاق، والفلاس، وبندار، وزياد بن يحيى الحساني، والحسن بن عرفة، وخلق. وثقه أحمد بن حنبل، وغيره. وقال القواريري: نا عبد العزيز العمي، وكان حافظاً. وقال الفلاس: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول يوم مات عبد العزيز بن عبد الصمد: ما مات لكم شيخ منذ ثلاثين سنة مثله. (12/277)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 278 قلت: توفي سنة سبع وثمانين ومائة. 4 (عبد العزيز الدراوردي بن محمد بن عبيد م. خ. ق. ن.) الإمام أبو محمد الجهني مولاهم المدني، أصله من دراورد، قرية بخراسان فيما قيل.) وقال الطبراني: ثنا أحمد بن رشدين: سمعت أحمد بن صالح يقول: كان الدراوردي من أهل إصبهان، ترك المدينة، وكان يقول للرجل إذا أراد أن يدخل: أندرون، فلقبه أهل المدينة الدراوردي. روى عن: صفوان بن سليم، ويزيد بن عبد الله بن الهاد، وأبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن، وثور بن زيد، وأبي حازم، وجعفر بن محمد، وشريك بن أبي نمر، والعلاء بن عبد الرحمن، وعمرو بن أبي عمرو، وسهيل بن أبي صالح، وعدة. وعنه: سفيان، وشعبة، وهما أكبر منه، وإسحاق بن راهويه، وعلي بن (12/278)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 279 خشرم، وأحمد بن عبدة، ويعقوب الدورقي، وأبو حذافة السهمي، وخلق سواهم. قال معن بن عيسى: يصلح أن يكون أمير المؤمنين. وقال يحيى بن معين: هو أثبت من فليح بن سليمان. وقال أبو زرعة: هو سيئ الحفظ. وقال الفلاس: كان عبد الرحمن بن مهدي يحدث عن الرجل بالحديث والشيء، لا يحدث بحديثه كله: وأنه حدث عن الدراوردي بحديث. وقال الأثرم: قيل لأبي عبد الله الدراوردي: تروي عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يرخي عمامته من خلفه. فتبسم وأنكره. وقال: إنما هذا موقوف. وعن أحمد قال: إذا حدث من حفظة يهم، ليس هو بشيء، وإذا حدث من كتابه فنعم. وقال أبو حاتم: لا يحتج به. قلت: أخرج له الأئمة الست، لكن قذفه البخاري بآخر. مات سنة سبع وثمانين ومائة. (12/279)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 280 4 (عبد العزيز بن يعقوب بن أبي سلمة ميمون) ويعقوب هو الماجشون، أخو يوسف التيمي مولى آل المنكدر، أحد العلماء بالمدينة. وهو ابن عم عبد العزيز بن عبد الله الماجشون، يقال: لقب يعقوب بالماجشون لحمرة خديه. يروي عن: ابن عمر، وعن الأعرج. روى عبد العزيز عن أبيه، ومحمد بن المنكدر.) وعنه: أحمد، ومحمود بن خداش، وشريح بن يونس، والزعفراني، وعلي بن هاشم الرازي. كنيته أبو الأصبغ، بقي إلى حدود سنة تسعين ومائة. ويوسف أخوه أكبر منه وأشهر، وهو صدوق، مقل. قال أبو حاتم: لا بأس به. 4 (عبد القاهر بن السري د. ق.) أبو رفاعة السلمي البصري. (12/280)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 281 عن: أبيه، وحميد الطويل، وعبد الله بن كنانة بن عباس بن مرداس، وغيرهم. وعنه: عيسى البركي، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، والفلاس، والجهضمي، وغيره. سئل عنه يحيى بن معين فقال: صالح. 4 (عبد الغني بن سمرة الرعيني البصري.) عن: أبيه، وابن عون، وهشام بن حسان. وعنه: زيد بن أخزم، ونصر بن علي، ويزيد بن سنان القزاز. 4 (عبد القدوس بن بكر بن خنس ت. ق.) أبو الجهم الكوفي، أخو خنيس، وزيد. روى عن: أبيه، وحبيب بن سليم، وحجاج بن أرطأة. وعنه: أحمد بن منيع، وصالح بن الهيثم الواسطي. وهو قليل الرواية. ما رأيت لأحد فيه كلاماً. 4 (عبد الكريم بن يعفور الجعفي.) (12/281)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 282 أبو يعفور، شيخ كوفي من أجلاد الشيعة. له عن: جابر الجعفي، ومشمرخ. وعنه: قتيبة، وإسحاق بن موسى الأنصاري. قال أبو حاتم: كان من عتقى الشيعة، وكان قزازاً. 4 (عبد المؤمن بن عبد الله بن خالد.) أبو الحسن العبسي الكوفي.) عن: داوود بن أبي هند، والأعمش. وعنه: قتيبة، وأحمد بن حنبل. قال أبو حاتم: مجهول. 4 (عبيد الله بن شميط ت.) ابن عجلان البصري. عن: أبيه، وعمه الأخضر بن عجلان، وأيوب السختياني. وعنه: سليمان بن حرب، وعبدان بن عثمان، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وحميد بن مسعدة، وطائفة. (12/282)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 283 وثقه ابن معين، وغيره. يقال: توفي سنة إحدى وثمانين ومائة. 4 (عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي الكوفي خ. م. ت. ن. ق.) أحد الأئمة يكنى أبا عبد الرحمن. روى عن: إسماعيل بن أبي خالد، وهشام بن عروة، والطبقة. وصحب الثوري، وقال: سمعت منه ثلاثين ألف حديث. قال يحيى بن معين: ما بالكوفة أعلم بسفيان من عبيد الله الأشجعي. روى عنه: يحيى بن آدم، وهاشم بن القاسم، ويحيى بن معين، وأبو خيثمة، وأبو كريب، وعثمان بن أبي شيبة، ويعقوب الدورقي، وآخرون. قال قبيصة: لما مات سفيان الثوري قعد الأشجعي موضعه. قلت: نزل بغداد، ومات سنة اثنتين وثمانين ومائة. (12/283)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 284 4 (عبيد الله بن عمرو.) شيخ الرقة، وقد مر. 4 (عبيد الله بن مالك الفهري.) أبو الأشعث، قاضي قرطبة في أواخر دولة عبد الرحمن بن معاوية الداخل. وقد ولي أيضاً قضاء إشبيلية. مات في ذي القعدة سنة اثنتين وثمانين.) 4 (عبد ربه بن بارق الحنفي، ثم اليمامي الكوفي الكوسج ت.) عن: جده لأمه أبي زميل سماك الحنفي. وعنه: علي بن المديني، وزياد بن يحيى الحساني، وبشر بن الحكم بن الحكم، والفلاس، ونصر بن علي، وجماعة. قال أحمد: ما به بأس. وقال ابن معين: ضعيف. وقال النسائي: ليس بالقوي. 4 (عبد ربه بن صالح القرشي الدمشقي.) (12/284)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 285 عن: مكحول، وعروة بن رويم، ومحمد بن عبد الرحمن صاحب واثلة. وعنه: الوليد بن مسلم، ومروان بن محمد، وسليمان بن عبد الرحمن، وغيرهم. 4 (عبد ربه بن ميمون.) أبو عبد الملك الأشعري النحاس، قاضي دمشق. عن: يونس بن ميسرة، والعلاء بن الحارث، وإسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، وزرعة بن إبراهيم، وعدة. وعنه: أبو مسهر، والهيثم بن خارجة، وهشام بن عمار، وسليمان ابن بنت شرحبيل. وثقه أبو زرعة الدمشقي. 4 (عبدة بن سليمان ع.) أبو محمد الكلابي الكوفي. عن: عاصم الأحول، هشام بن عروة، وإسماعيل بن أبي خالد، وعدة. (12/285)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 286 وعنه: ابن راهويه، وأبو خيثمة، وأبو كريب، وأبو سعيد الأشج، وآخرون. قال أحمد بن حنبل: ثقة، ثقة وزيادة مع صلاح وشدة. فقير، عليه فروة خلقة لا تساوي كبير شيء. قلت: توفي سنة ثمان وثمانين في ثالث رجب، وصلى عليه محمد بن ربيعة الكلابي. وقال العجلي: ثقة، صالح، صاحب قرآن، يقريء. 4 (عبيدة بن الأسود الهمداني الكوفي ت. ق.) ) عن: أبي إسحاق السبيعي، ومجالد بن سعيد، والقاسم بن الوليد الهمداني. وعنه: عثمان بن أبي شيبة، ويوسف بن عدي، وعبد الله بن عمر مشكدانة، وآخرون. قال أبو حاتم: ما بحديثه بأس. (12/286)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 287 4 (عبيدة بن حميد بن صهيب خ. ع.) أبو عبد الرحمن الكوفي الحذاء النحوي. روى عن: الأسود بن قيس، وسعد بن طارق الأشجعي، وعبد العزيز بن رفيع، وعبد الملك بن عمير، ومنصور، والأعمش، وطائفة سواهم. وعنه: سفيان الثوري مع تقدمه وجلالته، وأحمد بن حنبل، وأحمد بن منيع، والحسن بن الصباح البزار، والحسن بن محمد الصباح الزعفراني، وعمرو الناقد، ومحمد بن سعيد بن غالب العطار، وآخرون. وثقه أحمد، ويحيى. وكان حجة، ثبتاً، عالماً، صاحب حديث ونحو وعربية وقرآن. أدب محمداً الأمين. قال أحمد: أتيته أنا وابن معين فأملي علينا، ثم كثر عليه الناس حتى غلبونا، وكثر الزحام. (12/287)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 288 ثم قال: وهو أحب إلي من زياد البكائي وأصلح حديثاً. وقال الأثرم: أحسن أبو عبد الله الثناء على عبيدة ورفع أمره. وقال: ما أدري ما للناس وله. وكان قليل السقط. وروى عثمان الدارمي، عن يحيى قال: ما به المسكين بأس، ليس له بخت، عابوه بأنه يعقد عند أصحاب الكتب. وقال عبد الله بن علي بن المديني، عن أبيه: أحاديثه صحاح، وما رويت عنه شيئاً، وضعفه. وقال في موضع آخر: ما رأيت أصح حديثاً منه. وقال يعقوب بن شيبة: لم يكن من الحفاظ المتقنين. وقال زكريا الساجي: ليس بالقوي في الحديث. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال هارون بن حاتم: سألت عبيد بن حميد: متى ولدت قال: سنة سبع ومائة. ومات سنة تسعين.) قلت: مات سنة تسعين ومائة، ومولده قبل العشر ومائة. 4 (عتاب بن أعين.) أبو القاسم الكوفي، سكن الري. وروى عن: الأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، ومسعر، وأبي العميس، وطائفة. (12/288)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 289 وعنه: جرير بن عبد الحميد وهو أكبر منه، وهشام بن عبيد الله، وعبد الصمد بن عبد العزيز المقريء، ومحمد بن حميد، وآخرون. وثقه أبو حاتم. ولا شيء له في الكتب. 4 (عتاب بن بشير الأموي، مولاهم الحراني خ. د. ت. ن.) عن: خصيف بن عبد الرحمن، وثابت بن عجلان، وعبيد الله بن أبي زناد القداح، وغيرهم. وعنه: أبو جعفر النفيلي، وإسحاق، وعلي بن حجر، ومحمد بن سلام البيكندي، وأبو نعيم الحلبي، وجماعة. قال أحمد: أرجو أن لا يكون به بأس، أتى عن خصيف بمناكير أراها من قبل خصيف. وقال يحيى بن معين: ثقة. (12/289)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 290 وقال مرة: ضعيف. وقال عثمان الدارمي: سمعت علي بن المديني يقول: ضربنا على حديث عتاب بن بشير. قلت: قواه غير واحد، وفيه شيء. مات سنة ثمان وثمانين ومائة. وقيل سنة تسعين. 4 (عتاب بن محمد بن شوذب البلخي.) عن: هشام بن عروة، وعاصم الأحول، وأبي حنيفة، وجماعة. وعنه: يحيى بن موسى خت، ويونس بن يوسف البلخيان. ما أعرفه. 4 (عثمان بن حصن بن علاق القرشي الدمشقي ن.) (12/290)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 291 عن: عروة بن رويم، وموسى بن يسار، وثور بن زيد، وجماعة. وعنه: هشام بن عمار، وعلي بن حجر، والحكم بن موسى، وأبو نعيم الحلبي.) قال أبو زرعة الرازي: لا بأس به. وقال أبو مسهر: ثقة، من طلبه العلم. وفي التهذيب قيل: هو عثمان بن حفص بن عبيدة بن علاق، وقيل: عثمان بن عبد الرحمن بن علاق، وقيل غير ذلك. 4 (عثمان بن زائد المقريء.) نزيل الري، يكنى أبا محمد. عرض القرآن على حمزة. وسمع: الزبير بن عدي، وعطاء بن السائب، وعمارة بن القعقاع. (12/291)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 292 روى عنه القراءة: عبد الصمد بن عبد العزيز الرازي. وحدث عنه غيره واحد منهم: عيسى بن أبي فاطمة، وأبو الوليد الطيالسي، وإسحاق بن سليمان، وعيسى بن جعفر القاضي، وموسى بن داوود قاضي طرسوس، وغيرهم. قال أبو حاتم: عثمان بن زائدة من أفضل المسلمين. وقال بعض الحفاظ: ما رأينا أورع منه. وعن ابن عيينة قال: ما جاءنا أحد أفضل من عثمان بن زائدة. وقال أبو الوليد: ما رأيت رجلاً أفضل منه. وقال العجلي: هو ثقة، رجل صالح. 4 (عثمان بن عبد الرحمن الجمحي البصري ت. ق.) عن: محمد بن زياد الجمحي صاحب أبي هريرة، وعن نعيم المجمر، وأيوب، وعدة. وعنه: علي بن المديني، وأحمد بن عبدة الضبي، وبشر بن الحكم، ونصر بن علي، وجماعة. قال أبو حاتم: لا يحتج به. (12/292)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 293 4 (عثمان بن عثمان، أبو عمرو الغطفاني م. د. ن.) قاضي البصرة. عن: زيد بن أسلم، وسليمان بن خربوذ، وعلي بن زيد بن جدعان، وعمر بن نافع العمري، وهشام بن عروة. وعنه: أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن المديني، ومحمد بن المثنى ونصر بن علي الجهضمي،) وجماعة. وكان رجلاً صلحاً، حسن الحديث، فيه شيء. قال البخاري: مضطرب الحديث. وقال العقيلي: في حديثه نظر. 4 (عثمان بن كنانة) الفقيه، أبو عمرو المدني، مولى آل عثمان رضي الله عنه. قال يحيى بن بكير: لم يكن في حلقة مالك أضبط ولا أدرس من ابن كنانة، وكان ممن يخصه مالك بالإذن عند اجتماع الناس عليه على بابه. (12/293)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 294 وقال ابن عبد البر: كان من الفقهاء، وليس له في الحديث ذكر. قال ابن مفرج القرطبي: توفي سنة ثلاث وثمانين ومائة. وقال أبو إسحاق الشيرازي: توفي بعد مالك بسنتين. وهو عثمان بن عيسى بن كنانة. وقال يحيى بن بكير: توفي بمكة بعد مالك بعشر سنين. 4 (عدي بن أبي عمارة البصري الذارع القسام.) عن: معاوية بن قرة، وقتادة، وزياد النميري، وعلي بن جدعان. وعنه: ابن المديني، وإبراهيم بن موسى، وابنه. قال أبو حاتم: ليس به بأس. 4 (عرابي بن معاوية الحضرمي.) يكنى أبا زمعة. روى عن: أبي قبيل المعافري، وعبد الله بن هبيرة. وعنه جماعة من أهل مصر. مات في ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين ومائة. 4 (عطاء بن مسلم الخفاف ن. ق.) (12/294)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 295 محدث كوفي، سكن حلب. وروى عن: الأعمش، والمسيب بن رافع، وجعفر بن برقان، ومحمد بن سوقة.) وعنه: ابن المبارك، وأبو نعيم الحلبي، ومحمد بن مهران الجمال، وموسى بن أيوب النصيبي، وأبو همام السكوني، وجماعة. قال أبو حاتم: كان شيخاً صالحاً يشبه يوسف بن أسباط، يعني في الخير. قال: وكان قد دفن كتبه. وقال أبو زرعة: كان يهم. وقال أبو داوود: ضعيف. قلت: مات سنة تسعين ومائة. 4 (عطوان بن مشكان التميمي الخياط.) عن مولاته جمرة اليربوعية، ولها صحبة. وحدث عنه: يحيى الحماني، وأبو معمر إسماعيل الهذلي، ومعلى بن منصور الرازي، وبكر بن الأسود (12/295)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 296 الكوفي. قال ابن أبي حاتم: شيخ وليس بمنكر الحديث. قلت: وقع لنا من حديثه عالياً فيما قرب سنده لأبي قاسم بن السمرقندي. 4 (عفان بن سيار الباهلي الجرجاني ن.) أبو سعيد قاضي جرجان. روى عن: أبي إسحاق، وعنبسة بن الأزهر، وأبي حنيفة، ومسعر بن كدام، وخارجة بن مصعب. وعنه: أحمد بن أبي طيبة الجرجاني، والحسين بن عيسى البسطامي، وعباد بن يعقوب الرواجني، وعبد الجبار بن عاصم النسائي، وغيرهم. توفي سنة إحدى وثمانين ومائة. قال أبو زرعة الرازي: وسئل عنه أبو حاتم فقال: شيخ. 4 (عفيف بن سالم.) (12/296)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 297 أبو عمرو البجلي، مولاهم الموصلي الفقيه. رحل وطوف وروى عن: الأوزاعي، وعبد الله بن طاووس، وموسى بن عبيدة، ويونس بن أبي إسحاق، وقرة بن خالد، وفطر بن خليفة، وشعبة وطائفة.) وعنه: إسحاق بن أبي إسرائيل، وحرب بن محمد الطائي، وداوود بن رشيد، وعلي بن حجر، ومحمد بن عبد الله بن عمار الموصلي، وسعدان بن نصر. وثقه أبو حاتم، وغيره. وقال ابن عمار: كان علماء الموصل، مات كهلاً سنة ثلاث أو أربع وثمانين، هكذا وجدت تاريخ وفاته، ولم يلحقه علي بن حرب. وذكره الدار قطني فقال: ربما أخطأ ولا يترك. 4 (عقبة بن إسحاق السلولي الكوفي.) عن: إسماعيل بن أبي خالد، وليث بن أبي سليم، وأبي شراعة. وعنه: إسحاق بن إدريس، وأبو نعيم، وإسحاق بن منصور السلولي. قاله أبو حاتم ولم يضعف. 4 (عقبة بن خال السكوني ع.) (12/297)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 298 أبو مسعود الكوفي. عن: هشام بن عروة، وإسماعيل بن أبي خالد، وأبي سعد البقال سعيد، وعبيد الله بن عمر، وجماعة. وعنه: أحمد، وإسحاق، وأبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، وأبو سعيد الأشج. قال أبو حاتم: لا بأس به. وقال الترمذي: توفي سنة ثمان وثمانين ومائة. 4 (عكرمة بن سليمان.) شيخ القراء بمكة. هو عكرمة بن سليمان بن كثير بن عامر مولى آل شيبة العبدري الحجبي المكي المقريء، أبو القاسم. قرأ القرآن وجوده على: شبل بن عباد، ومعروف بن مشكان، وإسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين. تلا عليه أبو الحسن أحمد بن موسى بن محمد البزي، وغيره. 4 (علي بن ثابت الجزري د. ت.) ) (12/298)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 299 أبو أحمد نزيل بغداد. عن: جعفر بن برقان، وبكير بن مسمار، وابن عون، وطائفة. وعنه: أحمد بن حنبل، وأبو عبيد، وابن عرفة، وحميد بن الربيع، والحسين بن الحسن المروزي. وقال أحمد: ثقة صدوق، يحدث ببعض الحديث ثم يقطعه ويجيء بآخر. وقال ابن معين: ثقة. وقال الأزدي: ضعيف. 4 (علي بن حمزة بن عبد الله بن بهمن بن فيروز، مولى بني أسد، أبو الحسن الأسدي الكوفي) الكسائي. (12/299)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 300 شيخ القراء والنحاة، نزل بغداد وأدب الرشيد، ثم ولده الأمين. قرأ القرآن على حمزة الزيات أربع مرات، وقرأ أيضاً على محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عرضاً. وروى عن: جعفر الصادق، والأعمش، وسليمان بن أرقم، وأبي بكر بن عياش. وتلا أيضاً على عيسى بن عمر الهمداني. واختار لنفسه قراءة صارت إحدى القراءات السبع، وتعلم النحو على كبر سنه، وخرج إلى البصرة، وجالس الخليل فقال له: من أين أخذت قال: ببوادي الحجاز، ونجد، وتهامة. فخرج الكسائي إلى أرض الحجاز، وغاب مدة، ثم قدم وقد أنفذ خمس عشرة قنينة حبر في الكتابة عن العرب سوى ما حفظ في قلبه. ورجع والخليل قد مات، وجلس يونس بعده، فمرت بين الكسائي وبين يونس مسائل أقر له فيها يونس. قال عبد الرحيم بن موسى: سألته لم سميت الكسائي قال: لأني أحرمت في كساء. (12/300)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 301 وقال الشافعي: من أراد أن يتبحر في النحو فهو عيال على الكسائي. قال أبو بكر بن الأنباري: اجتمع في الكسائي أمور: كان أعلم الناس بالنحو، وواحدهم في الغريب. وكان أوحد الناس في القرآن، وكانوا يكثرون عليه حتى لا يضبط عليهم، فكان يجمعهم ويجلس على كرسي ويتلو القرآن من أوله إلى آخره وهم يسمعون، ويضبطون عنه) حتى المقاطع والمباديء قال إسحاق بن إبراهيم: سمعت الكسائي يقرأ القرآن على الناس مرتين. وعن خلف بن هشام قال: كنت أحضر بين يدي الكسائي وهو يقرأ على الناس، وينقطون مصاحفهم على قراءته. قلت: وتلا على الكسائي أبو عمر الدوري، وأبو الحارث الليث بن خالد، ونصير بن يوسف الرازي، وقتيبة بن مهران الأصبهاني، وأبو جعفر أحمد بن أبي سريج، وأحمد بن جبير الأنطاكي، وأبو حمدون الطيب بن إسماعيل، وأبو موسى عيسى بن سليمان الشيزري. وروى عنه: أبو عبيد القاسم بن سلام، ويحيى الفراء، وخلف البزار، وعدة. قال خلف: أولمت وليمة فدعوت الكسائي واليزيدي، فقال اليزيدي: يا أبا الحسن، أمور تبلغنا عنك ننكر بعضها. فقال الكسائي. أو مثلي يخاطب بهذا وهل مع العالم إلا فضل بصاقي في العربية. ثم بصق، فسكت اليزيدي. وللكسائي كتب مصنفة، منها: كتاب معاني القرآن، ومختصر في النحو، وكتاب في القراءات، وكتاب النوادر الكبير، وتصانيف أخر. (12/301)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 302 وقيل: إنما عرف بالكسائي لأنه أيام قراءته على حمزة كان يلتف في كساء، فلقبه أصحاب حمزة بالكسائي. أبو العباس بن مسروق: نا سلمة بن عاصم قال: قال الكسائي: صليت بهارون الرشيد، فأعجبتني قراءتي فغلطت في آية ما أخطأ فيها صبي قط، أردت أن أقول لعلهم يرجعون فقلت يرجعين فوالله ما اجترأ الرشيد أن يقول أخطأت، لكنه لما سلم قال: أي لغة هذه قلت: يا أمير المؤمنين قد يعثر الجواد. قال: أما هذه فنعم. وعن سلمة: سمعت الفراء: سمعت الكسائي يقول: ربما سبقني لساني باللحن فلا يمكنني أن أرد لساني. وذكر ابن الدورقي قال: اجتمع الكسائي واليزيدي عند الرشيد، فحضرت العشاء فقدموا الكسائي، فارتج عليه قراءة قل يا أيها الكافرون فقال اليزيدي: قراءة هذه السورة ترتج على قاريء أهل الكوفة قال: فحضرت صلاة فقدموا اليزيدي فارتج عليه في الحمد فلما سلم قال: (احفظ لسانك لا يقول فتبلى .......... إن البلاء موكل بالمنطق) ) وعن خلف قال: كان الكسائي يقرأ لنا على المنبر، فقرأ يوماً: أنا أكثر منك مالاً. فسألوه عن العلة، فثرت في وجوههم، فمحوه من كتبهم، ثم قال لي: يا خلف، يكون أحد من بعدي يسلم من اللحن؟. (12/302)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 303 قال الفراء: ناظرت الكسائي يوماً وزدت، فكأني كنت طائراً يشرب من بحر. وعن الفراء قال: إنما تعلم الكسائي النحو على كبر، لأنه جاء إلى قوم وقد أعيا، فقال: قد عييت. فقالوا له: تجالسنا وأنت تلحن قال: وكيف قالوا: إن أردت من التعب فقل أعييت، وإن انقطعت الحيلة في الأمر فقل عييت. فأنف من هذا وقام وسأل عمن يعلم النحو، فأرشد إلى معاذ الهراء، فلزمه حتى أنفد ما عنده، ثم خرج إلى الخليل. قلت: وقد كان للكسائي عند الرشيد منزلة رفيعة، وسار معه إلى الري، فمرض ومات بقرية رنبويه، فلما اعتل تمثل وقال. (قدر أحلك ذا النخيل وقد رأى .......... وأبي، ومالك ذو النخيل بدار)

(ألا كداركم بذي بقر الحمى .......... هيهات ذو بقر من المزوار) ومات ومعه محمد بن الحسن الفقيه، فقال الرشيد لما رجع إلى العراق: دفنت الفقه والنحو برنبويه. وقال نصير بن يوسف: دخلت على الكسائي في مرض موته فأنشأ يقول: قدر أحلك. وذكر البيتين، فقلت: كلا، ويمتع الله الجميع بك. (12/303)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 304 فقال: أين قلت ذاك لقد كنت أقرئ في مسجد دمشق، فأغفيت في المحراب، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم داخلاً من باب المسجد، فقام إليه رجل، فقال: بحرف من نقرأ فأومأ إلي. قال الدوري: توفي الكسائي بقرية ارنبويه، وكذا سماها أحمد بن جبير، وزاد فقال: في سنة تسع وثمانين ومائة. وكذا أرخه جماعة. وقيل إنه عاش سبعين سنة. وفي وفاته أقوال واهية، سنة إحدى وثمانين، وسنة اثنتين، وسنة ثلاث وسنة خمس وثمانين) وقيل: سنة ثلاث وتسعين، والأول أصح. 4 (علي بن زياد التونسي الفقيه.) أبو الحسن العبسي، شيخ المغرب. أصله من بلاد العجم، ومولده بأطرابلس، وكان إماماً ثقة متعبداً، بارعاً في العلم. رحل وسمع من: سفيان الثوري، ومالك، والليث، وطبقتهم. وسمع قبل أن يرحل من قاضي إفريقيا خالد بن أبي عمران، فهو أكبر شيخ له. وصنف في الفقه كتاباً سماه خيراً من زنته، يشتمل على البيوع والأنكحة. قال أسد بن الفرات: كان علي بن زياد من أكابر أصحاب مالك. روى عنه: بهلول بن راشد، وسمرة التونسي، وسحنون، وأسد بن الفرات. (12/304)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 305 وسنذكر في الطبقة الآتية، إن شاء الله، علي بن زياد الإسكندري. 4 (علي بن عبيد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب الهاشمي العلوي المدني الطبيب.) قال أبو حاتم الرازي: سمعت داوود بن عبد الله الجعفري يقول: قال لي علي بن عبيد الله بن محمد، وكان أبصر الناس في الطب. وذكر حكاية. 4 (علي بن غراب ن. ق.) أبو الحسن، ويقال أبو الوليد الفزاري الكوفي القاضي. روى عن: إسماعيل بن أبي خالد، وأحوص بن حكيم، وهشام بن عروة، وعمر مولى عفرة. وعنه: أحمد بن حنبل، وزياد بن أيوب، والحسين بن الحسن المروزي، ومحمد بن عبد الله بن عمارة، وعدة. قال ابن معين: صدوق. (12/305)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 306 وضعفه أبو داوود. وقال ابن حبان: كان غالياً في التشيع، كثير الخطأ. وقال الجوزجاني: ساقط. وقال الدار قطني: ثقة. عبد الله بن أحمد بن حنبل: ثنا علي بن الحسن أبو الشعثاء، نا علي بن غراب، عن صالح بن حيان، عن أبي بريدة، عن أبيه: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسمى كلب وكليب.) قال العقيلي: لا يتابع عليه. قلت: توفي سنة أربع وثمانين ومائة. قال أحمد: سمعت منه مجلساً. 4 (علي ين مجاهد الكندي الكابلي الرازي ت.) (12/306)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 307 عن: ابن إسحاق، وموسى بن عبيدة، ومسعر، وجماعة. وعنه: أحمد بن حنبل، وزياد بن أيوب، ومحمد بن حميد الرازي، وجماعة. وولي قضاء الري. رماه بالكذب يحيى بن الضريس، ومحمد بن مهران الجمال. ووثقه ابن حبان فالله أعلم. 4 (علي بن مسهر ع) أبو الحسن القرشي مولاهم الكوفي الحافظ، قاضي الموصل. وهو أخو عبد الرحمن قاضي جبل. روى عن: إسماعيل بن أبي خالد، وداوود بن أبي هند، وعاصم (12/307)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 308 الأحول، وزكريا بن أبي زائدة، وأبي مالك الأشجعي، وخلق من هذه الطبقة. وعنه: بشر بن آدم، وسويد بن سعيد، وابنا أبي شيبة، وعلي بن حجر، وهناد بن السري، وآخرون. قال أحمد: هو أثبت من أبي معاوية في الحديث. وقال أحمد بن عبد الله العجلي: كان ممن جمع الفقه، والحديث، ثقة. وروى عباس، عن ابن معين: كان ثبتاً. ولي قضاء أرمينية، فلما قدمها اشتكى عينه، فجعل يختلف إليه متطبب، فقال قاضي كان بأرمينية للكحال: أكحله بما يذهب عينه حتى أعطيك مالاً. ففعل، فذهبت عينه. فرجع علي بن مسهر إلى الكوفة أعمى. وقال ابن نمير: دفن علي بن مسهر كتبه. قلت: توفي سنة تسع وثمانين ومائة. علي بن نصر بن علي بن صهبان ع.) (12/308)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 309 أبو الحسن الجهضمي البصري والد الحافظ نصر بن علي. روى عن: حمزة الزيات، وقرة بن خالد، وهشام الدستوائي، وشعبة، والخليل بن أحمد، وعدة. وعنه: ولده، وأبو نعيم، ومعلى بن أسد. خرج الستة عن ولده نصر، عن أبيه. وقد روى القراءات عن: أبي عمرو بن العلاء، وأبان بن يزيد العطار، وهارون بن موسى، وشبل بن عباد. حمل عنه ولده نصر بن علي، وكان من كبار أصحاب الخليل بن أحمد في العربية، وكان صديقاً لسيبويه. مات سنة سبع وثمانين ومائة وهو في عشر السبعين. علي بن هاشم بن البريد م. ع. أبو الحسن القرشي، مولاهم الخزاز الكوفي. (12/309)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 310 عن: هشام بن عروة، والأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، وابن أبي ليلى، وطبقتهم. وعنه: أحمد بن حنبل، وابن أبي شيبة، وأخوه عثمان، وأحمد بن منيع، والحسن بن حماد سجادة، وعبد الله مشكدانة، وجماعة. وثقه ابن معين، وغيره. وكان شيعياً بغيضاً. قال أبو داوود: ثبت يتشيع. وقال أحمد بن حنبل: سمعت منه مجلساً واحداً. وقال ابن حبان: روى المناكير عن المشاهير. قلت: مات سنة إحدى وثمانين ومائة. 4 (عمار بن محمد، أبو اليقظان الثوري م. ت. ق.) أخو سيف، كوفي سكن بغداد. وروى عن: الصلت بن مؤيد، ومنصور بن المعتمر، وليث، والأعمش. (12/310)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 311 وعنه: أحمد بن حنبل، وعمرو الناقد، وزياد بن أيوب، والحسن بن عرفة، ومحمد بن حاتم المؤدب.) قال ابن عرفة: كان لا يضحك، وكنا لا نشك أنه من الأبدال. وقال أبو حاتم، وغيره: ليس به بأس. وقال علي بن حجر: كان ثبتاً، حجة. وروي عن سفيان الثوري قال: إن نجا أحد من أهل بيتي فعمار. وقال ابن حبان: كان ممن فحش خلافه، وكثر وضعه حتى استحق الترك. قلت: هو ابن أخت سفيان. وقع لنا من عواليه في جزء ابن عرفة. مات في المحرم سنة اثنتين وثمانين ومائة. 4 (عمر بن أيوب العبدي الموصلي م. د. ن. ق.) أبو حفص. (12/311)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 312 عن: جعفر بن برقان، وابن أبي ليلى، وأفلح بن حميد، وإبراهيم بن نافع المكي. وعنه: أحمد بن حنبل، وداوود بن رشيد، وأبو سعيد الأشج، وأيوب الوزان، وعلي بن حرب، وجماعة. قال يحيى بن معين: ثقة مأمون. وقال محمد بن عبد الله بن عمار: ما رأيته يذكر الدنيا، وكان من أشد الناس حياء. وذكره أحمد بن حنبل فقال: كانت له هيئة، وجعل يطريه. قيل: مات سنة ثمان وثمانين ومائة. 4 (عمر بن أبي خليفة حجاج بن عتاب العبدي البصري ن. أبو حفص.) عن: أبيه، ومحمد بن زياد الجمحي، وأبي غالب حزور، وعلي بن زيد، وعدة. وعنه: خليفة بن خياط، وعمرو بن علي، وابن مثنى، وبندار، ويعقوب الدورقي، وجماعة. (12/312)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 313 قال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال العقيلي: منكر الحديث. روى عن: هشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: آخر كلام في القدر لشرار أمتي. ويروى من وجه آخر، لين أيضاً. توفي سنة تسع وثمانين.) 4 (عمر بن الدرفس الغساني الدمشقي ق.) من رؤساء البلد. عن: عبد الرحمن بن أبي قسيمة، وزرعة بن إبراهيم. وعنه: ابنه الوليد، والوليد بن مسلم، وأبو مسهر، وهشام، وابن بنت شرحبيل، وغيرهم. قال أبو حاتم: صالح ما في حديثه إنكار. 4 (عمر بن عبد الرحمن الأبار.) يأتي بكنيته. (12/313)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 314 4 (عمر بن عبيد الطنافسي الكوفي الحافظ ع.) أخو يعلى، ومحمد، وإبراهيم، وهو أسن اخوته. روى عن: آدم بن علي، ومنصور، وسماك، وعبد الملك بن عمير، وجماعة. وعنه: أخواه يعلى، وإبراهيم، وأحمد بن حنبل، وإسحاق، وزياد بن أيوب، والحسن بن عرفة، وجماعة. وثق. وقال أبو حاتم: محله الصدق. قلت: توفي سنة خمس وثمانين ومائة. وهو أكبر شيخ لقيه محمد بن عبد الله بن نمير. 4 (عمر بن عبيد الخزاز.) أبو حفص البصري السابري بياع الخمر. (12/314)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 315 نزل مكة وجاور. وحدث عن سهيل بن أبي صالح. وعنه: أبو عبيد الرحمن المقريء، والحميدي، وغيرهما. ضعفه أبو حاتم. وقال العقيلي: في حديثه اضطراب. 4 (عمر بن علي بن عطاء بن مقدم ع.) أبو حفص المقدمي، مولى بني ثقيف، بصري حافظ. وهو والد محمد، وعاصم، وعم محمد بن أبي بكر الحافظ.) روى عن: إسماعيل بن أبي خالد، وهشام بن عروة، وأبي حازم الأعرج، وخالد الحذاء، وطبقتهم. (12/315)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 316 وعنه: أحمد بن عبدة، وأحمد بن المقدام، وخليفة بن خياط، وحفص الربالي، وبندار، وعمرو الفلاس، وطائفة. قال ابن معين: ما به بأس. وقال ابن سعد: ثقة. كان يدلس تدليساً شديداً، يقول: سمعت، وثنا، ثم يسكت ساعة، ثم يقول: هشام بن عروة، والأعمش قلت: قد أهمل تدليسه الناس واحتجوا به في الكتب الستة، مع أن أبا حاتم قال: لا يحتج به. توفي في جمادى الأولى سنة تسعين ومائة. 4 (عمرو بن جميع، أبو المنذر.) قاضي حلوان. عن: ليث بن أبي سليم، والأعمش، وجويبر، وابن جريج. وعنه: الحكم بن سليمان، وشريح بن يونس، والربيع بن ثعلب، وأبو إبراهيم الترجماني، وآخرون. (12/316)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 317 متفق على تركه. قال يحيى بن معين: كان كذاباً خبيثاً. وقال ابن عدي: يتهم بوضع الحديث. 4 (عمرو بن صالح بن المختار الزهري الفقيه.) قاضي رامهرمز. سمع: أبا مالك الأشجعي، وعبيد الله بن عمر. وعنه: محمد بن المثنى، وإسماعيل بن عبد الله بن زرارة. وثقه يحيى بن معين. 4 (عمرو بن قاسم بن حبيب.) أبو علي التمار الكوفي. منكر الحديث.) روى عن: منصور، ويزيد بن أبي زياد. وعنه: إسماعيل بن موسى الفزاري، ومحمد بن مروان، وعباد بن يعقوب الرواجني، وآخرون. (12/317)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 318 ضعفه ابن عدي. 4 (عمرو بن قيس بن بشير الكوفي.) عن أبيه. وعنه: أبو نعيم، وإبراهيم بن موسى الفراء، ومحمد بن مهران الجمال، وأبو سعيد الأشج. وثقه أبو حاتم. وقال ابن معين: لا شيء. 4 (عمرو بن النعمان بن جبلة الباهلي البصري ق.) عن: علي بن الحزور، وعبيد الله بن أبي زياد، وسليمان التيمي، وجماعة. وعنه: زيد بن الحباب، وعيسى بن إبراهيم البركي، وحميد بن مسعدة، وأحمد بن عبدة. قال أبو حاتم: صدوق لا بأس به. (12/318)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 319 4 (عمران بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ن. ق.) عن والده. وعنه: ابنه محمد، وعثمان بن أبي شيبة، وسهل بن عثمان. ذكره ابن حبان في الثقات. 4 (عنبسة بن عبد الواحد بن أمية بن عبد الله بن سعيد بن العاص. أبو خالد الأموي الكوفي) الأعور د. عن: عبد الملك بن عمير، وبيان بن بشر، وهشام بن عروة، وطائفة. وعنه: شريح بن يونس، وعبد الله بن عمر بن أبان، وأبو عبيد، القاسم، وإبراهيم بن موسى الرازي، وأبو همام السكوني. وثقه أبو حاتم وغيره. 4 (عويد بن أبي عمران الجوني.) (12/319)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 320 روى عن أبيه.) وعنه: أحمد بن أيوب بن راشد، ومحمد بن المثنى، ونصر الجهضمي. قال ابن معين: ليس بشيء. وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث. 4 (عيسى بن حنيفة، أبو عمرو الكندي.) عن: مالك بن دينار، ومحمد بن واسع، ويزيد الرقاشي، وفرقد السبخي، وحميد الطويل. وعنه: الحسين بن عمرو العنقزي، وأبو سعيد الأشج. (12/320)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 321 ذكره أبو حاتم وما تكلم فيه، وكأن محله الصدق. 4 (عيسى بن سوادة بن الجعد النخعي الكوفي.) نزيل الري. عن: الزهري، ومحمد بن المنكدر، وعمرو بن دينار، وليث بن أبي سليم، وجماعة. وعنه: هشام بن عبيد الله، وزنيج، وأبو سعيد الأشج، وعمرو بن رافع، ويوسف بن واقد، وآخرون. ضعفه أبو حاتم. 4 (عيسى بن موسى ق.) أبو أحمد البخاري الأزرق الحافظ، ولقبوه غنجاراً لحمرة وجهه. سمع: أبا حمزة السكري، وسفيان الثوري، وعيسى بن عبيد الكندي، (12/321)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 322 وورقاء بن عمر، وخلقاً. وعنه: بجير بن النضر، ومحمد بن أمية الساوي، ومحمد بن سلام البيكندي، وإسحاق بن حمزة البخاري، وآخرون. قال الحاكم: هو إمام عصره. طلب العلم على كبر سنه، ورحل، وهو في نفسه صدوق. تتبعت رواياته عن الثقات فوجدتها مستقيمة. قال: وروى عن أكثر من مائة شيخ من المجهولين. قلت: في صحيح البخاري في أول بدء الخلق عقيب حديث: كان الله ولا شيء غيره. وروى عيسى، عن رقبة، عن قيس بن مسلم، عن طارق: سمعت عمراً، كذا في الصحيح. وقد سقط بين عيسى وبين رقبة رجل وهو أبو حمزة السكري، وبهذا الإسناد نسخة عند غنجار.) ولم يلق رقبة. مات غنجار في آخر سنة ست وثمانين ومائة، وله نسخة عند ابن طبرزد ليست بالعالية. وقال الدار قطني: عيسى غنجار لا شيء. (12/322)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 323 4 (عيسى بن يونس بن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي ع.) أبو عمر الكوفي الحافظ. نزل الثغر بالحديث مرابطاً في سبيل الله، وهو أصغر من أخيه إسرائيل. (12/323)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 324 رأى جده، وسمع: أباه، وهشام بن عروة، وحسيناً المعلم، وإسماعيل بن أبي خالد، والأعمش، والجريري، ومجالداً، وزكريا بن أبي زائدة، وعمرو بن سعيد بن أبي حسين، وعمرو مولى عفرة، وخلقاً سواهم. وعنه: حماد بن سلمة أحد شيوخه، وإسحاق بن راهويه، وأحمد، وإبراهيم بن موسى الفراء، وأبو بكر بن أبي شيبة، وسفيان بن وكيع، وعلي بن حجر، وعلي بن خشرم، ونصر بن علي، والحسن بن عرفة، وأمم. سئل عنه ابن المديني فقال: بخ بخ، ثقة مأمون. وقال يعقوب السدوسي: نا إبراهيم بن هاشم: سمعت بشر بن الحارث يقول: كان عيسى بن يونس يعجبه خطي، ويأخذ القرطاس فيقرأه. فكتبت من نسخة قوم شيئاً كان ليس من حديثه، فكأنهم لما رأوا إكرامه أدخلوا عليه أحاديث. فجعل يقرأ علي ويضرب على تلك الأحاديث، فغمني ذلك. فقال: لا يغمك، لو كان واواً ما قدروا أن يدخلوا هذا علي. وقال أحمد بن داوود الحراني: سمعت عيسى بن يونس يقول: لم يكن في أسناني أحد أبصر بالنحو مني. فدخلني منه نخوة فتركته. قال أحمد بن حنبل: الذي كنا نخبر أن عيسى بن يونس كان سنة في الغزو وسنة في الحج، وقد قدم بغداد في شيء من أمر الحصون، فأمر له بمال، فأبى أن يقبله. وقال أحمد بن جناب: غزا عيسى بن يونس خمساً وأربعين غزوة، وحج خمساً وأربعين حجة. (12/324)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 325 وقال جعفر البرمكي: ما رأيت في القراء مثل عيسى بن يونس. وذكر أنه عرض عليه مائة ألف درهم فقال: والله لا يتحدث أهل العلم أني أكلت للسنة ثمناً.) قال الوليد بن مسلم: ما أبالي من خالفني في الأوزاعي، ما خلا عيسى بن يونس، فإني رأيت أخذه أخذاً محكماً. وقال ابن معين: رأيت عيسى بن يونس وعليه قباء محشو وخفان أحمران، يعني أنه كان بلباس الأجناد. قال الوليد بن مسلم: أفضل من بقي من علماء العرب أبو إسحاق الفزاري، وعيسى بن يونس، ومخلد بن الحسين. وقال محمد بن عبيد الطنافسي: يا أصحاب الحديث، ألا تكونون مثل عيسى بن يونس. كان إذا جاء إلى الأعمش ينظرون إلى هديه وسمته. قال وكيع: وذكر عيسى: ذاك رجل قد قهر العلم. وقال أبو زرعة: حافظ. (12/325)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 326 وقال محمد بن عبد الله بن عمار: حجة، هو أثبت من أخيه إسرائيل. وقال ابن سعد: ثقة ثبت. وسئل أحمد بن حنبل عن عيسى بن يونس فقال: عيسى يسأل عنه قال محمد بن المنذر الكندي إن المأمون جاء إلى عيسى بن يونس فسمع منه، وأعطاه عشرة آلاف درهم، فردها وقال: ولا شربة ماء على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أحمد بن جناب: مات عيسى سنة سبع وثمانين ومائة. وكذا أرخه سليمان بن عمر الرقي، وعلي بن بحر، وعبد الله بن جعفر. وقال محمد بن مصفى: مات في نصف شعبان سنة ثمان وثمانين ومائة. وفيها أرخه المدائني، ومحمد بن المثنى، وأبو داوود. وقال ابن سعد، وغيره: مات سنة إحدى وتسعين ومائة. (12/326)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 327 4 (حرف الغين)

4 (غسان بن مضر الأزدي النمري البصري المكفوف س.) عن: أبي سلمة سعيد بن يزيد ليس إلا. وعنه: أحمد، وشباب، والفلاس، ومحمد بن المثنى، ونصر بن علي، وعدة. قال: أحمد: ثقة، ثقة.) وقال: كان شيخاً عسراً. وقال أبو حاتم: لا بأس به، صالح (12/327)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 328 الحديث. قيل: مات سنة أربع وثمانين ومائة. خرج له س الصلاة في النعلين. (12/328)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 329 4 (حرف الفاء) الفرج بن سعيد، وأبو روح المأربي. عن: عمه ثابت، وعن خالد بن عمرو بن سعيد الأشدق. وعنه: محبوب بن موسى الفرا، والحميدي، وغيرهما. 4 (فضالة بن حصين الضبي، أبو معاوية.) شيخ بصري. له عن: حميد الطويل، ويزيد بن نعامة، ويونس بن عبيد. وعنه: نعيم بن حماد، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وإبراهيم بن موسى. (12/329)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 330 قال أبو حاتم: مضطرب الحديث وكذا قال البخاري. 4 (الفضل بن عثمان، أبو محمد المرادي الكوفي الصيرفي.) عن: الزهري، وأبي الزبير. وعنه: أبو كريب، ومحمد بن عبيد المحاربي. ما يكاد يعرف. 4 (فضيل بن سليمان النميري ع.) (12/330)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 331 أبو سليمان البصري. روى عن: أبي حازم الأعرج، وعمرو بن أبي عمرو، وموسى بن عقبة، وخيثم بن عراك، وطبقتهم. وعنه: علي بن المديني، وخليفة بن خياط، وأحمد بن عبدة، وأحمد بن المقدام، ونصر الجهضمي، والفلاس، ومحمد بن موسى الحرشي، وآخرون. قال أبو حاتم: ليس بالقوي. وقال ابن معين: ليس بثقة رواه عباس الدوري، عنه.) وقال أبو زرعة: لين. وقال النسائي: بصري، ليس بالقوي. قلت: قد احتج به الجماعة. مات سنة إحدى أو اثنتين وثمانين، وقيل سنة ست وثمانين ومائة. 4 (فضيل بن عياض بن مسعود الأستاذ الإمام خ. م. د. ن.) (12/331)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 332 شيخ الإسلام، أو علي التميمي، ثم اليربوعي المروزي، الزاهد. (12/332)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 333 عن: منصور، وبيان بن بشر، وأبان بن أبي عياش، وحصين بن عبد الرحمن، ويزيد بن أبي زياد، وعطاء بن السائب، وعبيد الله بن عمر، وهشام بن حسان، وصفوان بن سليم، وأبي هارون العبدي، والأعمش. وعنه: سفيان الثوري، وهو أكبر منه، وابن عيينة، وابن المبارك، ويحيى القطان، وحسين الجعفي، وابن مهدي، والشيزري، ومسدد، وقتيبة، ويحيى بن يحيى، وبشر الحافي، والقعنبي، ويحيى بن أيوب، وأحمد بن المقدام العجلي، وخلق سواهم. وكان إماماً، ثقة، حجة، زاهداً، عابداً، نبيهاً، صمدانياً، كبير الشأن. قال ابن سعد: ولد الفضيل بخراسان بكورة أبيورد، وقدم الكوفية وهو كبير، فسمع من منصور، وغيره: ثم تعبد ونزل مكة، وكان ثقة نبيلاً، فاضلاً، عابداً، كثير الحديث. وقال إبراهيم بن الأشعث وغيره: سمعناه فضيلاً يقول: (12/333)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 334 ولدت بسمرقند. وقال أبو عبد الرحمن السلمي: أنا أبو بكر محمد بن جعفر: نا الحسين بن عبد العزيز العسكري، كذا قال وصوابه ابن عبد الله العسكري، قال: ثنا ابن أخي أبي زرعة: ثنا محمد بن إسحاق بن راهويه، نا أبو عمار، عن الفضل بن موسى قال: كان الفضيل بن عياض شاطراً يقطع الطريق بين أبيورد وسرخس. وكان سبب توبته أنه عشق جارية، فبينا هو يرتقي الجدران إليها سمع رجلاً يتلو ألم يأن للذين أمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق فقال: يا رب قد آن. فرجع. فأواه الليل إلى خربة، فإذا فيها رفقة، فقال بعضهم: ترتحل وقال قوم: حتى نصبح، فإن فضيلاً على الطريق يقطع علينا. فتاب الفضيل وأمنهم. وجاور بالحرم حتى مات.) إبراهيم بن الليث النخشبي: نا علي بن خشرم: أخبرني رجل من جيران الفضيل من أبيورد قال: كان الفضيل يقطع الطريق وحده، فبينا هو ذات ليلة وقد انتهت إليه القافلة، فقال بعضهم: اعدلوا بنا إلى هذه القرية، فإن الفضيل يقطع الطريق. فسمع ذلك وأرعد، فقال: يا قوم جوزوا، والله لأجتهدن أن لا أعصي الله. وجاء نحوها من وجه آخر فيه جهضم، وهو ساقط. وبالجملة فالشرك أعظم من كل إفك، وقد أسلم خلق صاروا أفضل هذه الأمة. نسأل الله أن يأخذ بنواصينا إلى طاعته، فإن قلوب العباد بيده يصرفها كيف يشاء. (12/334)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 335 قال ابن عيينة، والعجلي، وغيرهما: فضيل ثقة. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال إبراهيم بن شماس: قال ابن المبارك: ما بقي على ظهر الأرض عندي أفضل من الفضيل بن عياض. وقال أحمد بن عباد التميمي المروزي: سمعت النضر بن شميل: سمعت هارون الرشيد يقول: ما رأيت في العلماء أهيب من مالك، ولا أورع من الفضيل. وقال إبراهيم بن سعيد: قال لي المأمون: قال لي الرشيد: ما رأت عيناي مثل فضيل بن عياض. دخلت عليه فقال لي: يا أمير المؤمنين، فرغ قلبك للحزن والخوف حتى يسكناه، فيقطعاك عن المعاصي، ويباعداك من النار. عن ابن أبي عمر العنسي قال: ما رأيت بعد الفضيل أعبد من وكيع. وعن شريك قال: إن فضيل بن عياض حجة لأهل زمانه. وقال الهيثم بن جميل نحوه. قال إبراهيم بن الأشعث: رأيت سفيان بن عيينة يقبل يد الفضيل بن عياض مرتين. وقال مردويه الصائغ: قال لي ابن المبارك: إن الفضيل صدق الله فأجر الحكمة على لسانه، وهو ممن نفعه الله بعلمه. (12/335)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 336 وقال مردويه: وقال لي رباح بن خالد: إن ابن المبارك قال له: إذا نظرت إلى فضيل بن عياض جدد لي الحزن ومقت نفسي. ثم بكى. وعن ابن المبارك قال: إذا مات الفضيل ارتفع الحزن.) وقال أبو بكر الصوفي: سمعت وكيعاً يقول يوم مات الفضيل: ذهب الحزن اليوم من الأرض. وقال يحيى بن أيوب: دخلت مع زافر بن سلميان على الفضيل بن عياض بالكوفة. فإذا الفضيل وشيخ معه. فدخل زافر، وأقعدني على الباب. قال زافر: فجعل الفضيل ينظر إلي، ثم قال: يا أبا سليمان هؤلاء المحدثين يعجبهم قرب الإسناد. ألا أخبرك بإسناد لا شك فيه: رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن جبريل، عن الله تعالى: ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد فأنا وأنت يا أبا سليمان من الناس. قال: ثم غشي عليه وعلى الشيخ، وجعل زافر ينظر إليهما، ثم تحرج الفضيل فقمنا، والشيخ مغشي عليه. إبراهيم بن الأشعث: كنا إذا خرجنا مع الفضيل في جنازة لا يزال يعظ ويذكر ويبكي لكأنه مودع أصحابه، ذاهب إلى الآخرة، حتى يبلغ المقابر، فيجلس فكأنه بين الموتى في الحزن والبكاء. قال سهل بن راهويه: قلت لسفيان بن عيينة: ألا ترى إلى أبي علي، (12/336)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 337 يعني فضيلاً، لا تكاد تجف له دمعة. قال سفيان: إذا قرح القلب نديت العينان. ثم تنهد سفيان. قال عبد الصمد مردويه الصائغ: سمعت الفضيل يقول: إذا علم الله من رجل أنه مبغض لصاحب بدعة رجوت أن يغفر الله له وإن قل عمله. وقال: إن الله يزوي عن عبده الدنيا ويمررها عليه، مرة يجوع، ومرة يعرى، كما تصنع الوالدة بولدها، مرة صبراً، ومرة بغضاً، ومرة مراعاة له، وبذلك ما هو خير له. وفي المجالسة للدينوري: نا يحيى بن المختار: سمعت بشر بن الحارث يقول: كنت بمكة مع الفضيل بن عياض، فجلس معنا إلى نصف الليل ثم قام يطوف إلى أن قلت: يا أبا علي، ألا تنام قال: ويحك، وهل أحد يسمع بذكر النار تطيب نفسه أن ينام. وقال الأصمعي: نظرت الفضيل بن عياض أن رجلاً يشكوا إلى رجل فقال: تشكو من يرحمك إلى من لا يرحمك. وقيل سئل الفضيل: متى يبلغ المرء غاية حب الله قال: إذا كان عطاؤك إياه ومنه سواء.) وعنه قال: ترك العمل من أجل الناس رياء، والعمل من أجل الناس شرك، الإخلاص أن تعافى منهما. (12/337)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 338 وقال يونس بن محمد المكي: قال فضيل لرجل: لأعلمنك كلمة خير لك من الدنيا وما فيها. والله لئن علم الله منك إخراجك الأدميين من قلبك حتى لا يبقى في قلبك مكان لغيره. ثم تسأله شيئاً إلا أعطاك. وعن فضيل قال: ما أدري ما أنا، أكذاب أم مرائي. وروى على بن عثام: قال الفضيل: ما دخلت على أحد إلا خفت أن أتصنع له، أو يتصنع لي. قال أحمد بن أبي الحواري: ثنا محمد بن إسحاق قال: أتينا الفضيل بن عياض نسمع منه، قال: لقد تعوذت بالله من شركم. قلنا: ولم يا أبا علي قال: أكره أن تزينوا لي وأتزين لكم. قال ابن أبي الحواري، ونا أبو عبد الله الأنطاكي قال: اجتمع فضيل، والثوري فتذاكروا، فرق سفيان وبكى، ثم قال لفضيل: أرجو أن يكون هذا المجلس علينا رحمة وبركة. فقال له الفضيل: لكني يا أبا عبد الله أخاف أن يكون أضر علينا من غيره. ألست تخلصت إلى أحسن حديثك، وتخلصت أنا إلى أحسن حديثي، فتزينت لك، وتزينت لي. فبكى سفيان وقال: أحييتني أحياك الله. وقال الفيض بن إسحاق: قال لي الفضيل: لو قيل لك يا مرائي غضبت وشق عليك وعسى ما قيل لك حق، تزينت للدنيا، وتصنعت لها، وقصرت ثيابك، وحسنت سمتك، وكففت أذاك حتى يقولوا: أبو زيد عابد، ما أحسن سمته، فيكرمونك، وينظرونك، ويهدون إليك مثل الدرهم الستوق، لا يعرفه كل أحد، فإذا قشروا، قشروا عن نحاس. ويحك، ما تدري في أي الأصناف تدعى غداً. (12/338)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 339 ابن مسروق: سمعت السري بن المغلس: سمعت الفضيل بن عياض يقول: من خاف الله لم يضره شيء، ومن خاف غير الله لم ينفعه أحد. الفيض بن إسحاق الرقي: سمعت الفضيل. وسئل: ما الخلاص قال: أخبرني، من أطاع الله هل تهمه معصية أحد قال: لا. قال: فمن يعصي الله تنفعه طاعة أحد قال: لا. قال: هذا الخلاص.) قال إبراهيم بن الأشعث: سمعت الفضيل يقول: بلغني أن العلماء فيما مضى كانوا إذا تعلموا عملوا، وإذا عملوا شغلوا، وإذا شغلوا فقدوا، وإذا فقدوا طلبوا، فإذا طلبوا هربوا. وقال مردويه: سمعت الفضيل يقول: رحم الله امرأ أخطأ وبكى على خطيئته قبل أن يرزق بعمله. وقال الفيض بن إسحاق: قال الفضيل: أخلاق الدنيا والآخرة أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك. وعنه قال: ما أجد راحة ولا لذة إذا خلوت. وعنه قال: كفى باله محباً، وبالقرآن مؤانساً، وبالموت واعظاً. اتخذ الله صاحباً، ودع الناس جانباً. كفى بخشية الله علماً، وبالاعتذار جهلاً. رهبة المؤمن الله على قدر علمه بالله، وزهادته في الدنيا، على قدر شوقه إلى الجنة. قال إبراهيم بن الأشعث خادم الفضيل: سمعت الفضيل يقول: لو أن الدنيا عرضت علي حلالاً أحاسب عليها لكنت أتقذرها كما يتقذر أحدكم الجيفة. وسمعته يقول: من ساء خلقه شان دينه، وحسبه، ومروءته. (12/339)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 340 وقال: لن يهلك عبد حتى يؤثر بشهوته على دينه. خصلتان تقسيان القلب: كثرة الكلام، وكثرة الأكل. أكذب الناس العائد في ذنبه، وأجهل الناس المدل بحسناته، وأعلم الناس بالله أخوفهم منه. وعنه قال: أمس منل، واليوم عمل، وغداً أمل. قال فيض بن إسحاق الرقي: قال الفضيل: ما يسرني أن أعرف الأمر حق معرفته إذا طاش عقلي. إبراهيم بن الأشعث: سمعت الفضيل، وقال له رجل: كيف أمسيت، وكيف حالك قال له: عن أي حال تسأل حال الدنيا، أو حال الآخرة أما الدنيا فإنها مالت بنا، وذهبت كل مذهب. والآخرة، فكيف ترى حال من كثرت ذنوبه، وضعف عمله، وفني عمره، ولم يتزود لمعاده. الفيض بن إسحاق. سمعت الفضيل يقول: إذا أراد الله أن يتحف العبد سلط عليه من يظلمه. الأصمعي: قال الفضيل: إذا قيل لك: أتخاف الله فاسكت. فإنك إن قلت لا، أتيت بأمر عظيم،) وإن قلت: نعم، فالخائف لا يكون على ما أنت عليه. وعن الفضيل: يا مسكين، أنت مسيء، وترى أنك محسن، وأنت جاهل، وترى أنك عالم، وأنت بخيل، وترى أنك كريم، وأنت أحمق، وترى أنك عاقل. وأجلك قصير، وأملك طويل. قلت: صدق والله. (12/340)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 341 وأنت ظالم، وترى أنك مظلوم، وأنت فاسق، وترى أنك عادل، وأنت أكل للحرام، وترى أنك متورع. محرز بن عون: أتيت الفضيل وسلمت عليه، فقال: وأنت أيضاً من أصحاب الحديث ما فعل القرآن والله لو نزل حرف باليمن لكان ينبغي أن تذهب حتى تسمعه والله لأن تكون راعي الحمر وأنت طائع، خير لك من أن تطوف بالبيت وأنت عاص. إسحاق بن إبراهيم الطبري: سمعت الفضيل يقول: لو طلبت مني الدنانير كان أيسر من أن تطلب مني الأحاديث. فقلت: لو حدثتني بأحاديث كان أحب إلي من عدتها دنانير. قال: أنت مفتون: أما والله لو عملت بما سمعت لكان لك في ذلك منشغل عما لم تسمع. سمعت سليمان بن مهران يقول: إذا كان بين يديك طعام فتأخذ اللقمة وترمي بها خلف ظهرك، فمتى تشبع عباس الدوري: ثنا محمد بن عبد الله الأنباري: سمعت فضيلاً يقول: لما قدم هارون الرشيد إلى مكة، قعد في الحجر هو وولده وقوم من الهاشميين، وأحضروا المشايخ. فبعثوا إلي، فأردت أن لا أذهب، واستشرت جاري فقال: اذهب، لعله يريد أن تحدثه أو تعظه. فدخلت المسجد فلما صرت إلى الحجر قلت لأدناهم إلي: أيكم أمير المؤمنين فأشار إليه، فقلت: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته. فرد علي وقال: أقعد. ثم قال: إنما دعوناك لتحدثنا بشيء وتعظنا. قال: فأقبلت عليه وقلت: يا حسن الوجه، حساب الخلق كلهم عليك. قال: فجعل يبكي ويشهق. فرددت عليه وهو يبكي، حتى جاء الخادم، فحملوني وأخرجوني، وقالوا: اذهب بسلام. (12/341)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 342 وقال محرز بن عون: كنت عند الفضيل، وأتى هارون، ويحيى بن خالد، وولده جعفر، فقال له) يحيى: هذا أمير المؤمنين يا أبا علي يسلم عليك. قال: أيكم هو قالوا: هذا قال: يا حسن الوجه، لقد طوقت أمراً عظيماً وكررها. ثم قال: حدثني عبيد المكتب، عن مجاهد في قوله تعالى وتقطعت بهم الأسباب قال: الأوصال التي كانت في الدنيا. وأومأ بيده إليهم. قال مردويه: سمعت الفضيل يقول: لو كانت لي دعوة مستجابة ما صيرتها إلا في الإمام. لو صيرتها في نفسي لم تنجدني، ومتى صيرتها في الإمام إصلاح العباد والبلاد. وعنه قال: لو كان دخولي على الخليفة كل يوم لكلمته في علماء السوء، أقول: يا أمير المؤمنين لا بد للناس من راع، ولا بد للراعي من عالم يشاوره، ولا بد له من قاض ينظر في أحكام المسلمين. وإذا كان لا بد من هذين فلا يأتك عالم ولا قاض إلا على حمار بأكاف، فبالحري، أن يؤدوا إلى الراعي النصيحة. يا أمير المؤمنين متى تطمع العلماء والقضاة أن يؤدوا إليك النصيحة ومركب أحدهم كذا وكذا. قال فضيل بن عبد الوهاب: سمعت الفضيل بمكة يقول لهم: لا تؤذوني ما خرجت إليكم. حتى بال نحواً من ستين مرة. قال محمد بن زنبور المكي وغيره: أحصر بول الفضيل، فرفع يديه وقال: اللهم بحبي لك إلا ما أطلقته، فما رحنا حتى بال. قال عبد الله بن خبيق: قال الفضيل: تباعد من القراء، فإنهم إن أحبوك (12/342)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 343 مدحوك بما ليس فيك، وإن غضبوا شهدوا عليك وقبل منهم. قال قطبة بن العلاء: سمعت الفضيل يقول: آفة القراءة العجب. قال إبراهيم بن الأشعث: سمعت الفضيل يقول: أكذب الناس العائد في ذنبه، وأجهل الناس المدل بحسناته، وأعلم الناس أخوفهم من الله. قال مردويه: سمعت الفضيل يقول: إذا علم الله من رجل أنه مبغض لصاحب بدعة رجوت أن يغفر الله له وإن قل عمله. من جلس مع مبتدع لم يعط الحكمة. قال المفضل الجندي: نا إسحاق بن إبراهيم الطبري: ما رأيت أحداً كان أخوف على نفسه ولا أرجى للناس من الفضيل. كانت قراءاته حزينة، شهية، بطيئة، مترسلة، كأنه يخاطب إنساناً، إذا مر بآية فيها ذكر الجنة) تردد فيها وسأل. وكانت صلاته بالليل، أكثر ذلك قاعداً، يلقى له حصير، فيصلي من أول الليل ساعة، ثم تغلبه عينه، فينام قليلاً ثم يقوم، فإذا غلبه النوم نام، ثم يقوم، هكذا حتى يصبح. وكان دأبه إذا نعس أن ينام، وكان شديد الهيبة للحديث إذا حدث. وكان يثقل عليه الحديث جداً. (12/343)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 344 وعن فضيل قال: لو خيرت بين أن أبعث فأدخل الجنة وبين أن لا أبعث، لاخترت أن لا أبعث. قال أبو الشيخ: نا أبو يحيى الداري، نا محمد بن علي بن شقيق، نا أبو إسحاق قال: قال الفضيل بن عياض: لو خيرت بين أن أكون كلباً ولا أرى يوم القيامة، لاخترت ذلك. إبراهيم بن الأشعث: سمعت الفضيل يقول: الخوف أفضل من الرجاء ما دام الرجل صحيحاً، فإذا نزل به الموت، فالرجاء أفضل. وقال: من استوحش من الوحدة وأنس بالناس لم يسلم من الرياء. وقال الفيض: سمعته يقول: لا حج ولا جهاد أشد من حبس اللسان، وليس أحد أشد غماً ممن سجنه لسانه. قلت: للفضيل ترجمة في تاريخ دمشق وفي الحلية. وكان يعيش من صلة ابن المبارك ونحوه من الإخوان، ويمتنع عن جوائز السلطان. وعن هشام بن عمار قال: توفي الفضيل رحمه الله يوم عاشوراء سنة سبع وثمانين ومائة. وفيها أرخه يحيى بن المديني، وجماعة. وعن رجل قال: كنا جلوساً مع فضيل بن عياض، فقلنا له: كم سنك فقال: (بلغت الثمانين أو جزتها .......... فماذا أؤمل أو أنتظر)

(علتني السنون فأبلينني .......... فدق العظم وكل البصر) (12/344)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 345 4 (فضيل بن عياض الصدفي المصري.) من طبقة الأعمش، وإنما ذكرته هنا للتمييز. حدث عن: أبي سلمة بن عبد الرحمن. روى عنه: حيوة بن شريح، وعبد الله بن لهيعة، وغيرهما. (12/345)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 346 4 (حرف القاف) ) 4 (قدامة بن شهاب المازني البصري ن.) عن: برد بن سنان، ويحيى البكاء، وأم داوود الوابشية التي رأت علياً رضي الله عنه، وعن جماعة. وعنه: محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، ويوسف ين موسى، والحسن بن عرفة، وآخرون. قال أبو زرعة: ليس به بأس. 4 (قران بن تمام الأسدي الكوفي د. ت. ن.) (12/346)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 347 حدث عن: جميل بن أبي صالح، وهشام بن عروة، وموسى بن عبيدة وجماعة. وعنه: أحمد بن حنبل، وأحمد بن منيع، وعلي بن حجر، وسعيد بن محمد الجرمي، والحسن بن عرفة. وثقه أحمد. وكان يبيع الدواب. توفي سنة إحدى وثمانين ومائة. (12/347)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 348 4 (حرف الكاف)

4 (كثير بن مروان الفهري) عن: إبراهيم بن أبي عبلة، والحسن بن عمارة. وعنه: النفيلي، وأحمد بن حنبل، والحسن بن عرفة، ويعقوب الدورقي. كذبه يحيى بن معين، وقال مرة: ليس بشيء. (12/348)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 349 (12/349)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 350 4 (حرف اللام)

4 (الليث بن عاصم بن العلاء الخولاني المصري.) عن: الحسن بن ثوبان. وعنه: ابن وهب، وعبد الرحمن بن أبي السمح. مات سنة اثنتين وثمانين ومائة. (12/350)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 351 4 (الليث بن نصر بن سيار.) أبو هشام الكناني، أمير بخارى.) سمع: عبد الله بن عون، وابن إسحاق، وسعيد بن أبي عروبة. وعنه: عمرو بن مصعب، وغيره. وكان صدوقاً. (12/351)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 352 4 (حرف الميم)

4 (الماضي بن محمد ق.) أبو مسعود الغافقي المصري. عن: ليث بن أبي سليم، وهشام بن عروة، وجويبر بن سعيد. روى عنه ابن وهب وحده. وكان وراقاً نسخ المصاحف. قال ابن عدي: هو منكر الحديث. وقال ابن يونس، مات سنة ثلاث وثمانين ومائة. 4 (مبارك بن سحيم.) قد تقدم، وكونه هنا، أولى. (12/352)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 353 4 (مبشر بن عبد الله بن رزين ن.) أبو بكر الشمندري النيسابوري، أخو عمر، ومسعود. وكان مبشر أكبرهم، ولم يرحل من نيسابور. روى عن: حجاج بن أرطأة، وابن إسحاق، وإبراهيم بن طهمان، وسفيان بن حسين. وعنه: أخوه عمر، وعلي بن سلمة اللبقي، وعلي بن الحسن الذهلي، وقال: ثقة، وبشر بن الحكم. مات سنة تسع وثمانين ومائة. 4 (محبوب بن محرز التميمي الكوفي القواريري.) عن: داوود بن يزيد الأودي، وأسامة بن زيد، وكامل أبي العلاء، وجماعة. وعنه: شريح بن يونس، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وأبو سعيد الأشج، وأبن عرفة، وغيرهم. قال أبو حاتم، يكتب حديثه. (12/353)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 354 وقال الدار قطني: ضعيف.) 4 (محمد بن إبراهيم بن دينار المدني.) مولى جهينة، أبو عبد الله الفقيه، صاحب مالك. روى عن: يزيد بن أبي عبيد الأكوعي، وموسى بن عقبة، وابن أبي ذيب، وعدة. وعنه: ابن وهب، ويعقوب بن محمد الزهري، وذؤيب بن عمارة، وأبو مصعب، وآخرون. قال أشهب: ما رأيت في أصحاب مالك أفقه من ابن دينار. وقال ابن معين: ثقة. وقال القاضي عياض: توفي سنة اثنتين وثمانين ومائة. وقال ابن عبد البر: كان مفتي أهل المدينة مع مالك. قلت: روى له البخاري حديثاً واحداً. (12/354)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 355 4 (محمد بن الإمام إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس العباسي الأمير.) ولي دمشق للمهدي، وللرشيد، وولي مكة والموسم. وكان كبير القدر، معظماً. روى عن: جعفر بن محمد، وعن المنصور. وعنه: ابنه موسى، وحفيده عبد الصمد بن موسى الهاشمي، وغيرهما وهو صاحب حديث: أكرموا الشهود. مات ببغداد سنة خمس وثمانين ومائة وله: ثلاث وستون سنة. 4 (محمد بن القاضي أبي شيبة إبراهيم بن عثمان العبسي الكوفي ت.) (12/355)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 356 عن: أبيه، والأعمش، ومحمد بن عمرو بن علقمة. وعنه: ابناه الحافظان أبو بكر، وعثمان، ويزيد بن هارون. وولي قضاء بعض مملكة فارس وتوفي هناك، وقد جاوز سبعين سنة، في سنة اثنتين وثمانين ومائة. وثقه يحيى بن معين. له حديث ينفرد بروايته في ذكر الموت. 4 (محمد بن إبراهيم بن المطلب بن السايب بن أبي وداعة السهمي المدني.) (12/356)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 357 أبو عبد الله.) عن: زهرة بن عمرو، وعبد الله بن موسى التيمي، وابنه. وعنه: ابن أخته إبراهيم بن المنذر، وعبد الرحمن بن شيبة الحراميان. 4 (محمد بن إسحاق.) هو ابن محصن، يأتي. 4 (محمد بن أنس الكوفي د.) نزيل الدينور. عن: حصين بن عبد الرحمن، وسهيل بن أبي صالح، والأعمش. وعنه: علي بن يحيى، وإبراهيم بن موسى الفرا. وثقه أبو زرعة. 4 (محمد بن الحجاج بن يوسف الدمشقي.) (12/357)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 358 عن: ربيعة بن يزيد، وإسماعيل بن عبيد الله، ويونس بن ميسرة، والتابعين. وعنه: بقية، والهيثم بن خارجة، وسليمان بن عبد الرحمن. قال أبو حاتم: شيخ. 4 (محمد بن الحسن بن فرقد الشيباني مولاهم الكوفي.) الفقيه العلامة، مفتي العراقين، أبو عبد الله، أحد الأعلام. (12/358)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 359 قيل أصله من حرسنا من غوطة دمشق، ومولده بواسط، ثم إنه نشأ بالكوفة. سمع أبا حنيفة وأخذ عنه بعض كتب الفقه، وسمع: مسعراً، ومالك بن مغول، والأوزاعي، ومالك بن أنس. ولزم القاضي أبا يوسف وتفقه به. أخذ عنه: الشافعي، وأبو عبيد، وهشام بن عبيد الله، وعلي بن مسلم الطوسي، وعمرو بن أبي عمرو الحراني، وأحمد بن حفص البخاري، وخلق سواهم. وقد أفردت له ترجمة حسنة في جزء. قال ابن سعد: أصله من الجزيرة، وسكن أبوه الشام، ثم قدم واسطاً فولد له بها محمد في سنة اثنتين وثلاثين ومائة. وسمع الكثير ونظر في الرأي وغلب عليه، وسكن بغداد، واختلف الناس إليه فسمعوا منه. وقال آخر: ولي محمد بن الحسن القضاء للرشيد بعد القاضي أبي يوسف، وكان إماماً مجتهداً) من الأذكياء الفصحاء. قال أبو عبيد: ما رأيت أعلم بكتاب الله منه. وقال الشافعي: لو أشاء أن أقول: نزل القرآن بلغة محمد بن الحسن لقلت لفصاحته. وقد حملت عنه وقر بختي كتباً. وعن الشافعي قال: ما ناظرت سميناً أذكى من محمد. وناظرته مرة فاشتدت مناظرتي له، فجعلت أوداجه تنتفخ وأزراره تتقطع زراً زراً. (12/359)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 360 قال الشافعي: قال محمد بن الحسن: أقمت عند مالك ثلاث سنين وكسراً، وسمعت من لفظه سبعمائة حديث. وقال يحيى بن معين: كتبت الجامع الصغير عن محمد بن الحسن. وقال: إبراهيم الحربي: قلت لأحمد بن حنبل: من أين لك هذه المسائل الدقاق قال: من كتب محمد بن الحسن. وقال عمرو بن أبي عمرو الحراني: قال محمد بن الحسن: خلف أبي ثلاثين ألف درهم، فأنفقت على النحو والشعر خمسة عشر ألفاً، وأنفقت على الحديث والفقه خمسة عشر ألفاً. وقال ابن عدي في كامله: سمع محمد الموطأ من مالك. وقال إسماعيل بن حماد: قال محمد بن الحسن: بلغني أن داوود الطائي كان يسأل عني وعن حالي، ويقول: إن عاش فسيكون له شأن. وعن الشافعي قال: ما ناظرت أحداً إلا تغير وجهه، ما خلا محمد بن الحسن. (12/360)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 361 قال بن أبي سريج: سمعت الشافعي يقول: أنفقت على كتب محمد بن الحسن ستين ديناراً، ثم تدبرتها فوضعت إلى جنب كل مسألة حديثاً. وقال محمد بن الحسن فيما سمعه منه محمد بن سماعة: هذا الكتاب، يعني كتاب الجيل، ليس من كتبنا، إنما ألقي فيها. قال أحمد بن أبي عمران: إنما وضعه إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة. الطحاوي: نا يونس قال: قال الشافعي: كان محمد بن الحسن إذا قعد للمناظرة والفقه أقعد حكماً بينه وبين من يناظره، فيقول لهذا: زدت ولهذا: أنقصت. أبو حازم القاضي، عن بكر بن محمد العمي، عن محمد بن سماعة قال: كان سبب مخالطة) محمد بن الحسن السلطان أن يوسف القاضي شور في رجل يولى قضاء الرقة، فقال: يصلح محمد بن الحسن. فأشخصوه، فلما قدم جاء إلى أبي يوسف، فدخل به على يحيى بن خالد، فولوه قضاء الرقة. قلت: قد احتج بمحمد أبو عبد الله الشافعي. وقال الدار قطني: لا يستحق محمد عندي الترك. وقال النسائي: حديثه ضعيف، يعني من قبل حفظه. وقال حنبل: سمعت أحمد بن حنبل يقول: كان أبو يوسف منصفاً في الحديث، وأما محمد فكان مخالفاً للأثر، يعني يخالف الأحاديث ويأخذ بعموم القرآن. وكان رحمه الله تعالى آية في الذكاء، ذا عقل تام، وسؤدد، وكثرة تلاوة للقرآن. (12/361)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 362 وحكى أحمد بن أبي عمران قاضي مصر، عن بعض أصحاب محمد بن الحسن: أن محمداً كان حزبه في كل يوم وليلة ثمن القرآن. وقال أبو حازم القاضي: سمعت بكراً العمي يقول: إنما أخذ ابن سماعة، وعيسى بن أبان حسن الصلاة من محمد بن الحسن. وقال علي بن سعيد: حدثني الرجل الرازي الذي مات محمد بن الحسن في بيته قال: حضرته وهو يموت، فبكى. فقلت له: أتبكي مع العلم فقال لي: أرأيت إن أوقفني الله تعالى وقال: يا محمد ما أقدمك إلي الجهاد في سبيلي، أم لابتغاء مرضاتي، ماذا أقول وقال أحمد بن محمد بن أبي رجاء: سمعت أبي يقول: رأيت محمد بن الحسن في النوم، فقلت: إلى ما صرت قال: غفر لي. قلت: بم قال: قيل لي لم نجعل هذا العلم فيك وإلا نحن نغفر لك. قلت: توفي إلى رضوان الله في سنة تسع وثمانين ومائة. 4 (محمد بن الحجاج اللخمي الواسطي.) حدث ببغداد عن: عبد الملك بن عمير، ومجالد. (12/362)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 363 وعنه: يحيى بن أيوب، وشريح بن يونس. قال الدار قطني: كذاب.) وقال ابن عدي: هو وضع حديث الهريسة. وقال البخاري: منكر الحديث. قلت: مات سنة إحدى وثمانين ومائة. 4 (محمد بن حمران.) أبو عبد الله القيسي البصري. عن: داوود بن أبي هند، وخالد الحذاء، والجريري. وعنه: حميد بن مسعدة، وخليفة بن خياط، ونصر بن علي، والقواريري. قال أبو حاتم. صالح. وقال أبو زرعة: محله الصدق. (12/363)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 364 وقال النسائي: ليس بالقوي. 4 (محمد بن زائد.) أبو هشام التميمي. عن: ليث بن أبي سليم، ورقبة بن مصقلة، وداوود بن يزيد. وعنه: أبو سعيد الأشج، وإسحاق بن موسى الخطمي. 4 (محمد بن سليمان ابن الأصبهاني، أبو علي، الكوفي. ت. ن. ق.) عم محمد بن سعيد بن الأصبهاني. روى عن: أبيه، وسهيل بن أبي صالح، وعطاء بن السائب، وأبي إسحاق الشيباني، وطائفة. وعنه: ابنا أبي شيبة، وقتيبة بن سعيد، ومحمد بن الصباح الجرجرائي، ويحيى بن يحيى، ولوين، وآخرون. (12/364)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 365 قال أبو حاتم: لا يحتج به. قال ابن عدي: هو قليل الحديث. أخطأ في غير شيء. قلت: مات سنة إحدى وثمانين. 4 (محمد بن سعدان بن عبد الله بن حيان القرشي العامري.) عن: أبيه، ويزيد بن أبي عبيد، وابن عجلان. وعنه: معن بن عيسى، والحميدي، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وآخرون.) قال أبو حاتم: شيخ. 4 (محمد بن سليمان بن مسمول المخزومي المكي.) عن: نافع، وحزام بن هشام، وجعفر بن محمد بن عباد. وعنه: محمد بن القاسم سحيم، وأبو جعفر النفيلي، ومحمد بن عباد المكي، وآخرون. (12/365)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 366 ضعفه أبو حاتم. وقال الحميدي: يتكلم فيه. 4 (محمد بن سليم القرشي البلخي ثم المكي.) عن: الضحاك، وابن أبي مليكة، وقتادة. عمر دهراً. روى عنه: وكيع، وأبو عاصم، ومحمد بن عيسى بن الطباع، ومنصور بن أبي مزاحم، وإبراهيم بن موسى الفرا. وكان ابن عيينة يكرمه. وروى الكوسج، عن ابن معين توثيقه. وقال أبو حاتم: صالح الحديث. 4 (محمد بن سهل الأسدي الكوفي المقعد) عن: عاصم بن بهدلة، وأبي حصين الأسدي. (12/366)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 367 وعنه: علي بن حمزة الكسائي، ومنجاب بن الحارث، وغيرهما. 4 (محمد بن سواء بن عنبر السدوسي خ. م. د. ن. ق.) أبو الخطاب البصري المكفوف. روى عن: حسني المعلم، وسعيد بن أبي عروبة، وابن عون، وطبقتهم. وأكثر عن سعيد. روى عنه: ابن أخيه محمد بن ثعلبة، وإسحاق بن راهويه، وأحمد بن المقدام، وخليفة، وأبو حفص الفلاس، وجماعة. وكان ثقة، نبيلاً، صاحب حديث. أرخ موته الفلاس سنة سبع وثمانين ومائة. 4 (ابن السماك) ) (12/367)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 368 هو محمد بن صبيح أبو العباس العجلي، مولاهم الكوفي الواعظ الزاهد، أحد الأعيان. سمع هشام بن عروة، وسليمان الأعمش، ويزيد بن أبي زياد، ونحوهم. وعنه: يحيى بن يحيى، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن أيوب المقابري، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وآخرون. وقال ابن نمير: كان صدوقاً. قال الخطيب: قدم بغداد فمكث فيها مدة ثم رجع. وعنه قال: كم من شيء إذا لم ينفع لم يضر، ولكن العلم إذا لم ينفع ضر. وعن مغيرة بن شعيب قال: حضرت يحيى بن خالد البرمكي يقول لابن السماك، إذا دخلت على أمير المؤمنين فأوجز ولا تكثر عليه. قال: فلما دخل عليه قال: يا أمير المؤمنين إن لك بين يدي الله مقاماً، (12/368)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 369 وإن لك من مقامك منصرفاً. فانظر إلى أين منصرفك، إلى الجنة أم إلى النار. فبكى الرشيد حتى كاد أن يموت. وقال عبد الله بن صالح العجلي: سمعت ابن السماك يقول: كتب إلي رجل من إخواني من أهل بغداد: صف لي الدنيا. فكتبت إليه: أما بعد، فإنه حفها بالشهوات، وملأها بالآفات. ومزج حلالها بالمؤونات، وحرامها بالتبعات. حلالها حساب، وحرامها عذاب، والسلام. وعنه قال: همة العاقل في النجاة والهرب. وهمة الأحمق في اللهو والطرب. عجباً لعين تلذ بالرقاد وملك الموت معه على الوسادة. حتى متى يبلغنا الواعظون أعلام الآخرة، حتى كأن نفوسنا عليها واقفة. وكأن العيون إليها ناظرة، ألا منتبه من نومته، أو مستيقظ من غفلته، ومفيق من سكرته، وخائف من صرعته كدحاً للدنيا كدحاً، أما تجعل للآخرة منك حظاً. أقسم بالله لو قد رأيت القيامة تخفق بزلزال أهوالها، والنار قد علت مشرفة على أهلها، وقد وضع الكتاب، ونصب الميزان، وجيء بالنبيين والشهداء، لسرك أن تكون لك في ذلك الجمع منزلة. أبعد الدنيا دار (12/369)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 370 محتمل، أم إلى غير الآخرة منتقل هيهات، كلا والله. ولكن صمت الآذان عن المواعظ، وذهلت القلوب عن المنافع، فلا الواعظ ينتفع، ولا السامع ينتفع. وعنه قال: هب الدنيا كلها في يديك، ودنيا أخرى مثلها ضمت إليك، وهب المشرق والمغرب) يجيء إليك، فإذا جاءك الموت فماذا بين يديك ألا من امتطى الصبر، قوي على العبادة، ومن أجمع اليأس استغفر عن الناس، ومن أهمته نفسه لم يول مرمتها غيره، ومن أحب الخير وفق له، ومن كره الشر جنبه. ألا متأهب فيما يوصف أمامه، ألا مستعد ليوم فقره وفاقته، ألا شيخ مبادر انقضاء مدته، وفناء أجله. ما ينتظر من ابيضت وفرته بعد سوادها، وتكرش وجهه بعد انبساطه، وتقوس ظهوره بعد انتصابه، وكل بصره، وضعف ركنه، وقل نومه، وبلي منه شيء بعد شيء في حياته. فرحم الله امرأ عقل الأمر، وأحسن النظر، واغتنم أيامه. قال عبد الحميد بن صالح: نا ابن السماك، عن سفيان الثوري قال: احتاجت امرأة العزيز فلبست ثيابها، فقال لها أهلها: إلى أين قالت: أريد أسأل يوسف. قالوا: نخافه عليك. قالت: كلا، إنه يخاف الله ولست أخاف ممن يخاف الله. قال: فجلست على طريقه، وقامت إليه لما أقبل، فقالت: الحمد لله (12/370)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 371 الذي جعل العبيد بطاعته ملوكاً، وجعل الملوك بمعصيته عبيداً، أصابتنا حاجة. قال: فأمر لها بما يصلحها. قال ابن ثعلب: نا ابن الأعرابي قال: كان ابن السماك يتمثل بهذا الشعر: (إذا خلا في القبور ذو خطر .......... فزره يوماً وأنظر إلى خطره)

(أبرزه الدهر من مساكنه .......... ومن مقاصيره ومن حجره) وعن ابن السماك قال: الدنيا كلها قليل، والذي بقي منها في جنب ما مضى قليل. والذي لك من الباقي قليل، ولم يبق من قليلك إلا قليل. وقد أصبحت في دار الفناء والعزاء، وغداً تصير إلى دار الجزاء، فاشتر نفسك لعلك تنجو من عذاب ربك. توفي ابن السماك رحمه الله سنة ثلاث وثمانين ومائة وقد شاخ. 4 (محمد بن عبد الرحمن بن رداد المدني.) من ولد ابن أم مكتوم. روى عن: عبد الله بن دينار، وسهيل بن أبي صالح، ويحيى بن سعيد.) وعنه: بشر بن معاذ، ويعقوب بن كاسب. (12/371)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 372 قال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ. وقال المؤلف في كتابه المغني: ضعفوه. وقال أبو حاتم: ليس بقوي. 4 (محمد بن عبد الرحمن بن عمرو، أبو عبد الله بن الإمام أبي عمرو الأوزاعي.) كان رجلاً صالحاً عابداً. روى عن أبيه. وعنه: أبو مسهر، ومغيرة بن تميم، وجماعة من أهل بيروت. وقال العباس بن الوليد البيروتي: وأدركت زمانه. وكانوا لا يشكون أنه من الأبدال. 4 (محمد بن عبد الرحمن السهمي الباهلي.) يكنى: أبا عبد الرحمن. روى عن: حصين بن عبد الرحمن، وغيره. (12/372)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 373 وعنه: نصر بن علي، ومحمد بن المثنى الغفري. قال البخاري: لا يتابع على حديثه. قلت: له حديث واحد في الدعاء، مضطرب الإسناد. 4 (محمد بن عبد الرحمن القشيري المقدسي.) عن: حميد الطويل، وجعفر بن محمد، وخالد الحذاء، وطبقتهم. وعنه: بقية، وأبو بدر السكوني، وسليمان ابن بنت شرحبيل. قال أبو حاتم: كان يكذب ويفتعل الحديث. 4 (محمد بن عبد الرحمن الطفاوي خ. د. ت. ق.) أبو المنذر البصري. (12/373)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 374 سمع: أيوب السختياني، وهشام بن عروة، والأعمش. وعنه: أحمد، وابن المديني، وعمرو الناقد، وأحمد بن المقدام. قال ابن معين: ما به بأس.) ووثقه غير واحد. وقال أبو زرعة: منكر الحديث. وقاله أبو حاتم. مات سنة سبع وثمانين ومائة. 4 (محمد بن عبد الملك الأنصاري.) أبو عبد الله. عن: عطاء بن أبي رباح، ونافع، وابن المنكدر، وسالم بن عبد الله، والزهري، وغيرهم. وعنه: عامر بن سيار، ويحيى بن صالح الوحاظي، ويحيى بن سعيد العطار، وأبو المغيرة عبد القدوس، وآخرون. (12/374)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 375 وهو مدني سكن حمص، وما بقي إلى هذا الوقت، كأنه مات قبل السبعين ومائة، نعم. ثم وجدت أن الإمام أحمد قال: قد رأيته وكان أعمى، وكان يضع الحديث ويكذب. وقال النسائي: متروك ومن بلاياه: يحيى الوحاظي، عنه، عن عطاء، عن ابن عباس: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتخلل بالقصب والآس، وقال إنهما يسقيان عرق الجذام. يزيد بن مروان الخلال، عنه، عن ابن المنكدر، عن جابر مرفوعاً: من قاد أعمى أربعين خطوة وجبت له الجنة. 4 (محمد بن عثمان بن صفوان الجمحي المكي ق.) عن: حميد بن قيس الأعرج، وهشام بن عروة، والحكم بن أبان. وعنه: الحميدي، وأحمد بن حنبل، وشريح بن يونس، وأحمد بن محمد بن عون النبال. قال أبو حاتم: منكر الحديث، ضعيف. (12/375)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 376 4 (محمد بن عمر الطائي المحري الحمصي.) أبو خالد. عن: ثابت بن سعد الطائي، وعبد الله بن بسر الحبراني، وأبي الزناد، وابن عبد ربه الزاهد. وعنه: بقية، ويحيى الوحاظي، وخطاب الفوري، وسليمان ابن بنت شرحبيل. قال أبو حاتم: ما به بأس.) 4 (محمد بن عمر بن صالح الكلاعي الحمصي ثم الحموي.) وحماه قريش من أعمال حمص ذاك الوقت، واليوم هي في قدر حمص مرتين. (12/376)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 377 روى عن: الحسن، ومحمد بن سيرين، وقتادة، وإسحاق بن يزيد صاحب البراء. وعنه: سويد بن سعيد، والمسيب بن وضاح. قال ابن عدي: منكر الحديث، ثم ساق له حديثاً باطلاً عن قتادة، عن أنس. وقد وقع لي من عواليه. 4 (محمد بن الفرات ق.) أبو علي الكوفي. عن: الحكم بن عتيبة، وحبيب بن أبي ثابت، ومحارب بن دثار. وعنه: أبو توبة الحلبي، وقتيبة، وسويد بن سعيد، وشريح بن يونس، ومحمد بن عبيد المحاربي. وهو واهٍ بالاتفاق. عمر دهراً، وجاوز المائة. كذبه أحمد، وابن أبي شيبة. (12/377)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 378 قرأت على أحمد بن هبة الله، عن عبد المعز بن محمد البزاز: أنا محمد بن إسماعيل: أنا محلم بن إسماعيل الضبي: أنا الخليل بن أحمد القاضي: نا محمد بن إسحاق الثقفي: نا قتيبة بن سعيد، نا محمد بن الفرات: سمعت محارب بن دثار: سمعت ابن عمر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: شاهد الزور لا تزول قدماه حتى يؤمر به إلى النار. أخرجه ابن ماجة، عن سويد عن محمد. 4 (محمد بن الفضل بن عطية العبسي مولاهم الكوفي ت. ق.) أبو عبد الله، نزيل بخارى. وقد حدث في آخر أيامه بالعراق عن: أبيه، وزياد بن علاقة، وعمرو بن دينار، وعاصم بن بهدلة، ومنصور بن المعتمر، وجماعة. وعنه: بقية، وأسد بن موسى، وعباد بن يعقوب، ويحيى بن يحيى، (12/378)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 379 ومحمد بن عيسى بن حبان المدائني، وآخرون. قال أحمد: حديثه حديث أهل الكذب.) وقال يحيى بن معين: لا يكتب حديثه. وقال غير واحد: متروك الحديث. وقيل إنه حج بضعاً وثلاثين حجة. وقال محمد بن الفضل: كنت ابن خمس سنين حيث كان يذهب بي والدي إلى الفقهاء. قلت: مات سنة إحدى وثمانين أو بعدها أو قبلها. وقع لنا من عواليه. 4 (محمد بن كثير، أبو إسحاق القرشي الكوفي.) نزيل بغداد. عن: ليث بن أبي سليم، وعمرو بن قيس الملائي، والأعمش. وعنه: يحيى بن معين: وقتيبة، ومحمد بن الصباح الجرجرائي، والحسن بن عرفة. كان ابن معين حسن الرأي فيه وقال: لم يكن به بأس. (12/379)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 380 وقال أبو حاتم: ضعيف. وقال البخاري: منكر الحديث. 4 (محمد بن كثير البصري القصاب.) له عن: عبد الله بن طاووس، ويونس بن عبيد. وعنه: نعيم بن حماد، وعثمان بن أبي شيبة. قال أبو حاتم: منكر الحديث، ضعيف. وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه. وقال الفلاس: ذاهب الحديث. 4 (محمد بن مجيب الثقفي الكوفي الصائغ.) (12/380)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 381 عن: ليث بن أبي سليم، وجعفر بن محمد. وعنه: محمود بن خداش، وجمهور بن منصور، ومحمد بن إسحاق البلخي، ومحمد بن عبد الله الأزري، ومحمد بن حسان الأزرق. قال أبو حاتم: ذاهب الحديث. وروى عباس، عن ابن معين قال: عدو الله كذاب. 4 (محمد بن محصن العكاشي.) ) وهو محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن عكاشة بن محصن الأسدي. روى عن: إبراهيم بن أبي عبلة، والأوزاعي، وجماعة. وعنه: محمد بن أبي خراش الموصلي، ومعلل بن نفيل، وجماعة. قال البخاري: يقال له الأندلسي، منكر الحديث. (12/381)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 382 وقال ابن معين: كذاب. 4 (محمد بن مروان السدي الصغير.) هو محمد بن مروان بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الرحمن السدي الكوفي. روى عن: الكلبي في تفسيره، وعن يحيى بن سعيد الأنصاري، والأعمش، وجويبر. وعنه: الأصمعي، ومحمد بن عبيد المحاربي، وأبو عمر الدوري، والحسن بن عرفة. تركوا حديه، وقد اتهم. قال البخاري: سكتوا عنه. وقال ابن معين: ليس بثقة. وقال عبد الله بن نمير: كذاب. (12/382)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 383 وقال أحمد بن حنبل: أدركته قد كبر فتركته. 4 (محمد بن مسروق بن معدان الكندي الكوفي.) الفقيه، أبو عبد الرحمن، من أصحاب الرازي. روى عن: محمد بن عمرو، ومسعر، وسفيان الثوري. وعنه: ابن وهب، وسعيد بن أبي مريم، وهشام بن عمار، وآخرون. وولي قضاء مصر ثمانية أعوام في دولة الرشيد، وصرف سنة خمس وثمانين ومائة. وكان قد ولي بعد مفضل بن فضالة. وكان عجباً في التيه والصلف والتكبر. قال سعيد بن عفير: قدم علينا قاضياً وكان متجبراً، فاعتدى على العمال وأنصف منهم. أرسل إليه الأمير عبد الله بن المسيب يأمره يحضر مجلسه، فقال لرسوله: لو كنت تقدمت إليه في هذا لفعلت به وفعلت. فانقطع ذلك عن القضاء بعده. قال سعيد: ولما قدم مصر اتخذ قوماً للشهادة، وأوقف سائر الشهود، (12/383)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 384 فوثبوا به وشتموه وشتمهم. وكانت منه هنات إلى أشرافهم.) وقال يحيى بن بكير: ما كان بأحكامه بأس، لكنه كان من أعظم الناس تكبراً. 4 (محمد بن المعلى اليامي الكوفي ت.) هو ابن أخي زبيد بن الحارث. روى عن: زياد بن خيثمة، وزكريا بن أبي زائدة، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وأشعث بن سوار. واستوطن الري. روى عنه: محمد بن عمرو زنيج، ومحمد بن مهران، ومحمد بن حميد، وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق. 4 (محمد بن يزيد الواسطي الزاهد د. ت. ن.) (12/384)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 385 أبو سعيد. ويقال أبو إسحاق الخولاني مولاهم. أصله شامي. روى عن: أيوب أبي العلاء القصاب، وإسماعيل بن أبي خالد، وعاصم بن رجاء بن حيوة، والعوام بن حوشب، ومجالد بن سعيد، وطبقتهم. وعنه: أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وبشر بن مطر، وأبو عمارة الحسن بن حريث، ومحمد بن وزير، وشريح بن يونس، ويحيى بن معين، وآخرون. قال وكيع: إن كان أحد من الأبدال فهو محمد بن يزيد. وقال أحمد: كان ثبتاً في الحديث. وقال ابن معين، وأبو داوود، والنسائي: ثقة. وقال محمد بن وزير: مات سنة تسعين ومائة. وقيل: مات سنة ثمان وثمانين ومائة. وقال مطين: سنة إحدى وتسعين. 4 (محمد بن يوسف بن معدان.) (12/385)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 386 أبو عبد الله الأصبهاني الزاهد، ويلقب بعروس الزهاد. روى عن: الأعمش، ويونس بن عبيد، وسفيان الثوري، والحمادين آثاراً ومقاطيع. حدث عنه: عبد الرحمن بن مهدي، ويحيى القطان، وابن المبارك، وسليمان الشاذكوني،) وزهير بن عباد، وعصام بن جبر، وصالح بن مهران، وطائفة. قال أبو الشيخ: لما أره روى حديثاً مسنداً، إلا حديثاً واحداً. قلت: وهو حديث منكر. قال الحسن بن عمرو مولى ابن المبارك: ما رأيت ابن المبارك أعجبه أحد ممن كان يأتيه إعجابه لمحمد بن يوسف الأصبهاني كان كالعاشق له. قلت: هو من أجداد الحافظ أبي نعيم لأمه، وقد استوفى ترجمته. قال يحيى بن سعيد: ما رأيت رجلاً خيراً من محمد بن يوسف. فقال له: محمد بن حنبل: ولا الثوري فقال: كان الثوري شيئاً ومحمد بن يوسف شيئاً. عبيد بن جناد: نا عطاء بن سلم الحلبي قال: كان محمد بن يوسف الأصبهاني يختلف إلي عشرين سنة لم أعرفه. يجيء إلى الباب فيقول: رجل غريب يسأل. ثم يخرج، حتى رأيته يوماً في المسجد. فقيل لي: هذا محمد بن يوسف. فقلت: هذا يختلف إلي منذ عشرين سنة لم أعرفه. قلت: كان يرابط بالمصيصة مدة. قال أحمد بن عصام الأصبهاني: بلغني أن ابن المبارك كان يسمي (12/386)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 387 محمد بن يوسف عروس الزهاد. وقال أحمد الدورقي: حدثني حكيم الخراساني قال: كان محمد بن يوسف الأصبهاني يأتيه من عند أهله في كل سنة سبعون ديناراً أو نحوها، فيأخذ على الساحل فيأتي مكة، ثم يرجع إلى الثغر. وقال عبيد الله بن جناد: قال محمد بن يوسف: أروني قبر أبي إسحاق الفزاري، فأريته إياه. فقال: إن مت فادفنوني إلى جنبه. وقال عبد الرحمن بن مهدي: باينت محمد بن يوسف في الشتاء والصيف، فلم يكن يضع جنبه. وأما ليالي الشتاء، فكان حين يطلع الفجر يتمدد وهو جالس، ثم يقوم ويتمسح. قلت: لعله بقي إلى المائتين. 4 (مخلد بن خداش الكوفي.) عن: الأعمش، وأبان بن ثعلب. وعنه: أبو الصلت عبد السلام الهروي، وأبو سعيد الأشج.) قال أبو حاتم: صالح الحديث. 4 (مخيس بن تميم، أبو بكر الأشجعي.) (12/387)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 388 عن: بهز بن حكيم، وحازم بن عطاء البجلي، وجعفر بن عمر. وعنه: هشام بن عمار، وأحمد بن الضحاك إمام جامع دمشق. وهو شامي مقل. قال العقيلي: لا يتابع على حديثه. 4 (مدرك بن أبي سعد الفزاري الدمشقي.) أبو سعد. عن: يونس بن ميسرة بن حلبس، وإسماعيل بن أبي المهاجر، وحيان بن أبي النضر. وقرأ القرآن على يحيى بن الحارث. قرأ عليه هشام بن عمار. وروى عنه: هشام، وعلي بن حجر، وسعيد بن منصور، وسليمان بن عبد الرحمن، وجماعة. قال أبو حاتم: لا بأس به. 4 (مرحوم بن عبد العزيز البصري العطار ع.) (12/388)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 389 عن: أبي عمران الجوني، وثابت البناني، ومالك بن دينار، وحبيب المعلم، وأبي نعامة السعدي. وعنه: ابنه عيسى، وحفيده بشر بن عبيس بن مرحوم، وإسحاق بن راهويه، وأبو بكر بن أبي شيبة، وبندار، ومحمد بن المثنى، ومسدد، وبكر بن خلف، والفلاس، ونصر بن علي. قال الخريبي: ما رأيت بصرياً أفضل منه، ومن سليمان بن المغيرة. ووثقه أحمد وغيره. مات سنة سبع وثمانين. وقيل: سنة ثمان وثمانين ومائة. وروى البخاري عن حفيده بشر أن مولده سنة ثلاث ومائة. 4 (مروان بن أبي حفصة سليمان بن يحيى بن أبي حفصة يزيد بن عبد الله الأموي.) (12/389)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 390 مولاهم الشاعر الشهير: يكنى أبا السمط، ويقال أبو الهندام. وولاؤه لمروان بن الحكم. مدح الخلفاء والأمراء. وسائر شعره سائر لحسنه وفحولته، واشتهر) اسمه. حكى عنه خلف الأحمر، والأصمعي. وقيل: كان مولداً، قيل الخبرة باللغة. وقد أجازه المهدي على قصيدة واحدة مائة ألف، وكذا أجازه الرشيد مرة بستين ألف درهم. وكان بخيلاً مقتراً على نفسه. خرج مرة بجائزة المهدي ثمانين ألف درهم، فسأله مسكين فأعطاه ثلثي درهم، وقال: لو كان حصل له مائة ألف لكملت لك درهماً. وقيل: إنه كان لا يسرج عليه، ولا حكايات في البخل. وما أحلى قوله يمدح بني مطر. (هم القوم إن قالوا أصابوا، وإن دعوا .......... أجابوا، وإن أعطوا أطابوا وأجزلوا) (12/390)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 391 (هم يمنعون الجار حتى كأنهم .......... لجارهم بين السماكين منزل) وعن الفضل بن بزيع قال: رأيت مروان بن أبي حفصة دخل على المهدي بعد موت معن بن زائدة، فأنشده. فقال: من أنت قال: شاعرك مروان. قال: ألست القائل: (وقلنا أين نرحل بعد معن .......... وقد ذهب النوال فلا نوالا) وقد جئت تطلب نوالاً. خذوا برجله. فلما كان بعد عام، تلطف حتى دخل مع الشعراء. وإنما كانت الشعراء تدخل على الخلفاء في العام مرة، فأنشده: (طرقتك زائرة فحي خيالها .......... بيضاء تخلط بالحياء دلالها)

(قادت فؤادك فاستقادو وقبلها .......... قاد القلوب إلى الصبا وأمالها) منها: (هل يطلبون من السماء نجومها .......... بأكفهم أو يسترون هلالها)

(أو تدفعون مقالة عن ربكم .......... جبريل بلغها النبي فقالها)

(شهدت من الأنفال آخر آية .......... ببراءتهم فأردتم إبطالها) يعني بني العباس وبني علي. فرأيت المهدي وقد زحف من صدر (12/391)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 392 مصلاه حتى صار على البساط إعجاباً. وقال: كم أبياتها قال: مائة. فأمر له بمائة ألف درهم. وروى علي بن محمد النوفلي، عن أبيه قال: كان مروان بن أبي حفصة لا يأكل اللحم بخلاً) حتى يقدم إليه. فإذا قدم بعث غلامه فاشترى له رأساً فأكله. فقيل له: لا نراك تأكل في الصيف والشتاء إلا الرؤوس. قال: نعم لأني أعرف سعره فآمن خيانة الغلام. وإن مس عينه أو خده وقفت على ذلك، وآكل منه ألواناً، وأكفى مؤونة الطبخ. وقال جهم بن خلف: أتينا اليمامة، فنزلنا على مروان بن أبي حفصة، فأطعمنا تمراً، وأرسل غلامه بفلس وسكرجة يشتري به زيتاً. فلما جاءه بالزيت قال: خنتني. قال: من فلس كيف أخونك. قال: أخذت الفلس واستوهبت زيتاً. قال الفسوي: مات مروان سنة اثنتين وثمانين ومائة. وقيل: مولده سنة خمس ومائة. 4 (مروان بن سالم الشامي ثم الجزري ق.) (12/392)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 393 عن: صفوان بن سليم، والأعمش، وعبد الملك بن أبي سليمان، وجماعة. وعنه: الوليد بن مسلم، ونعيم بن حماد، وأبو همام السكوني، وغيرهم. تركه غير واحد لأن عامة ما يرويه لا يتابع عليه. قال أحمد بن حنبل: ليس بثقة. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: متروك. 4 (مروان بن شجاع الجزري الحراني خ. د. ت. ق.) (12/393)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 394 أبو عمرو مولى بني أمية. حدث ببغداد عن خصيف فأكثر، وعن: عبد الكريم بن مالك، وسالم الأفطس. وعنه: أحمد بن حنبل، وأحمد بن منيع، وشريح بن يونس، وزياد بن أيوب، ويحيى بن معين، ويعقوب الدورقي، والحسن بن عرفة. قال أحمد: لا بأس به. وقال غيره: صدوق. وقال أبو حاتم: ليس بحجة. وقال ابن حبان: يروي المقلوبات عن الثقات.) قلت: مات سنة أربع وثمانين ومائة. 4 (مروان، أبو عبد الملك الرمادي.) دمشقي من أعيان قراء البلد. قرأ على: يحيى الرمادي، وزيد بن واقد، وحدث عنهما، وولي قضاء دمشق. روى عنه: مروان بن محمد، وسليمان ابن بنت شرحبيل، ومحمد بن حسان الأسدي. ما علمت فيه جرحاً. 4 (مسلمة بن علقمة المازني.) قد مر، فيحول إلى هنا، وإلا فقد نبهنا على طبقته. (12/394)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 395 4 (مسلمة بن علي بن خلف الخشني الدمشقي الغوطي البلاطي ق.) والبلاط قرية على فرسخ من البلد. يكنى: أبا سعيد. روى عن: يحيى الذماري، والأعمش، وابن عجلان، ومحمد بن الوليد الزبيدي، وابن جريح، وطائفة. وعنه: بقية بن الوليد، وابن وهب، وأبو توبة الحلبي، ومحمد بن رمح، وهشام بن عمار، وآخرون. قال البخاري: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: هو في حد الترك. وقال الدار قطني: متروك الحديث. وسئل ابن معين عنه وعن الحسن بن يحيى الخشني فقال: ليسا بشيء، والحسن أحبهما (12/395)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 396 إلي. قلت: ومن مفاريده، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي سلمة، عن صفوان بن عسال قال: حض رسول الله صلى الله عليه وسلم على العلم قبل ذهابه. فقيل: كيف يذهب وقد تعلمنا وعلمناه أبناءنا فغضب وقال: أوليست التوراة والإنجيل في يد اليهود والنصارى فما أغنيا عنهم. ولمسلمة أحاديث عدة منكرة. مات سنة تسعين ومائة. 4 (المسيب بن شريك.) ) أبو سعيد التميمي الشقري الكوفي. عن: هشام بن عروة، والأعمش. وعنه: يحيى بن معين، وأحمد بن منيع، وأحمد بن حنبل وقال: هو (12/396)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 397 أول من كتبت عنه الحديث. قال مسلم، والدار قطني: متروك الحديث. قال بان سعد: ولي بيت المال للرشيد. مات سنة ست وثمانين ومائة. 4 (مصعب بن الزبير العذري المصري.) مؤذن جامع الفسطاط. عن: يزيد بن أبي حبيب. وعنه: ابنه عذرة، ويوسف بن عدي. مات في صفر سنة أربع وثمانين ومائة. قاله ابن يونس. 4 (مصعب بن سلام التميمي الكوفي ق.) (12/397)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 398 عن: زبرقان السراج، ومحمد بن سوقة، وعبد الله بن شبرمة. وعنه: إسحاق بن موسى الأسدي، وزياد بن أيوب. قال ابن حبان: كثير الغلط، لا يحتج به. وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، له غلط. وقال أبو حاتم: محله الصدق. وضعفه علي بن المديني. وروى عنه أيضاً أحمد، والأشج. 4 (مصعب بن ماهان المروزي ثم العسقلاني.) عن سفيان الثوري، وعباد بن كثير. (12/398)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 399 وعنه: أبو توبة الربيع بن نافع، وزهير بن عباد، وسعيد بن نضير، وإبراهيم بن شماس والسمرقندي، وآخرون. وكان عبداً صالحاً، وكان أمياً لا يكتب.) قال أبو حاتم: شيخ. قيل: مات سنة إحدى وثماني ومائة. 4 (مطر بن العلاء الفزاري الدمشقي.) شيخ قليل الحديث. روى عن: أبي سليمان الحرستاني، وعبد الملك بن يسار الثقفي، وروح بن القاسم. وعنه: ختنه يحيى بن الغمر، وسليمان بن عبد الرحمن، وعلي بن حجر. قال أبو حاتم: شيخ. قال سليمان: نا مطر بن العلاء، نا عبد الملك بن يسار، نا أبو أمية الشعباني، وكان جاهلياً: حدثني معاذ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثون سنة نبوة وخلافة، وثلاثون سنة نبوة وملك، وثلاثون سنة ملك وتجبر، وما وراء ذلك فلا خير فيه. (12/399)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 400 رواه يعقوب الفسوي، والطبراني. وفي السند مجهولان. 4 (المطلب بن زياد الكوفي ق.) عن: زياد بن علاقة، وزيد بن علي بن الحسين، وعبد الملك بن عمير، وإسماعيل السدي، وأبي إسحاق السبيعي. وعنه: أحمد، وإسحاق، وسعيد بن محمد الجرمي، وشريح بن يونس، وابن نمير، ويحيى بن معين، وسفيان بن وكيع، وعدة. وثقه أحمد، ويحيى. وقال أبو حاتم: لا يحتج به. وقال أبو داوود: هو عندي صالح. وقال ابن سعد: ضعيف. وقال أحمد: لم ألق بالكوفة أحداً أسن منه. قلت: توفي سنة خمس وثمانين ومائة. (12/400)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 401 4 (معاذ بن مسلم النحوي الكوفي.) الهراء، لأنه كان يتجر في الثياب الهروية. روى عن: عطاء بن السائب، وجعفر بن محمد، وغيرهما.) وصنف في النحو في دولة بني أمية. وعمر دهراً طويلاً. روى عنه: عبد الرحمن المحاربي، والحسن بن الحسين الكوفي. وقال عثمان بن أبي شيبة: رأيته يشد أسنانه بالذهب. وأخذ عنه الكسائي جملة من النحو. وفيه يقول سهل بن أبي غالب تيك الأبيات السائرة: (إن معاذ بن مسلم رجل .......... ليس لميقات عمره أمد)

(قد شاب رأس الزمان واكتهل .......... الدهر وأثواب عمره جدد)

(يا بكر حواء كم تعيش وكم .......... تسحب ذيل الحياة يا لبد.) (12/401)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 402 الأبيات. توفي سنة سبع وثماني ومائة. وقيل: سنة تسعين. وعاش تسعين سنة. ذكره ابن البخار مختصراً، وقال: هو مولى محمد بن كعب القرظي. وولد في دولة يزيد بن عبد الملك. وكان من أعيان النحاة. وكان له أولاد وأحفاد فماتوا وهو باق. وله شعر جيد. 4 (المعافي بن عمران بن نفيل بن جابر بن جبلة خ. د. ن.) (12/402)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 403 أبو مسعود الأزدي، الموصلي، الحافظ، القدوة، شيخ أهل الموصل وعالمهم وزاهدهم. مولده بعد العشرين ومائة. سمع: ثور بن يزيد، وهشام بن حسان، وابن جريج، وجعفر بن برقان، وحنظلة بن أبي سفيان، وسيف بن سليمان، وأفلح بن حميد، وموسى بن عبيدة، ومسعر، والأوزاعي، وعبد الحميد بن جعفر، ومالك بن مغول، ويونس بن أبي إسحاق، وسفيان الثوري، وطبقتهم. وعنه: بقية، وابن المبار: ووكيع، وموسى بن أعين، وهم من أقرانه، وبشر الحافي، والحسن بن بشر، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، ومحمد بن جعفر الوركاني، ومحمد بن عبد الله بن عمار، وعبد الله بن أبي خداش، وآخرون. وله ترجمة في تاريخ يزيد بن محمد الأزدي في بضع وعشرين ورقة. وقال: ثنا موسى بن هارون الزيات: نا أحمد بن عثمان: سمعت محمد بن داوود الحراني: نا عيسى بن يونس قال: خرج علينا الأوزاعي ونحن ببيروت أنا والمعافي بن عمران، وموسى) بن أعين، ومعه كتاب السنن لأبي حنيفة. فقال: لو كان هذا الخطأ في أمة لأوسعه خطأ. قال الأزدي: صنف المعافي في الزهد، والسنن، والفتن، والأدب وغير ذلك. (12/403)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 404 وقال أحمد بن يونس: كان سفيان الثوري يقول: المعافي بن عمران ياقوتة العلماء. وقال بشر بن الحارث: إني لأذكر المعافي اليوم فأنتفع بذكره، وأذكر رؤيته فأنتفع. وقال وكيع: نا المعافي وكان من الثقات. وعن بشر الحافي قال: كان ابن المبارك يقول: حدثني الرجل الصالح، يعني المعافي. أحمد بن عبد الله بن يونس، عن الثوري قال: امتحنوا أهل الموصل المعافي. وروي عن الأوزاعي قال: لا أقدم على الموصلي أحداً. قال ابن سعد: كان المعافي ثقة، خيراً، فاضلاً، صاحب سنة. بشر بن الحارث. سمعت المعافي: سمعت الثوري يقول: إذا لم يكن لله في العبد حاجة نبذه إلى السلطان. قال بشر: كان المعافي يحفظ الحديث والمسائل. سألته عن الرجل يقول للرجل: أقعد هنا ولا تبرح. قال: يجلس حتى يأتي وقت الصلاة ثم يقوم. وقال محمد بن عبد الله بن عمار: سمعت المعافي ولم أر أفضل منه. يسأل عن تجصيص القبور فكرهه. وقال علي بن مضاء: نا هشام بن بهرام: سمعت المعافي يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق. قال الهيثم بن خارجة: ما رأيت أأدب من المعافي. (12/404)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 405 وورد أن المعافي كان أحد الأسخياء الموصوفين،. أفنى ماله الجود والحقوق. كان إذا جاءه مغله، أرسل إلى أصحابه ما يكفيهم سنة، وكانوا أربعة وثلاثين رجلاً. قال بشر: كان المعافي في الفرح والحزن واحداً. قتلت الخوارج له ولدين فما تبين عليه شيء وجمع أصحابه وأطعمهم، ثم قال لهم: آجركم الله في فلان وفلان، رواها جماعة. عن بشر: قال محمد بن عبد الله بن عمار: كنت عند عيسى بن يونس فقال: أسمعت من المعافي قلت: نعم. قال: ما أحسب أحداً رأى المعافي وسمع من غيره يريد بعلمه الله. قال بشر: سمعت المعافي يقول: أجمع العلماء على كراهة السكنى، يعني ببغداد. وقيل لبشر الحافي: نراك تعشق المعافي بن عمران. فقال: ومالي لا أعشقه وقد كان سفيان) يسميه الياقوتة. قال علي بن حرب: رأيت المعافي أبيض الرأس واللحية، عليه قميص غليظ، وكمه تبين منه أطراف أصابعه. وقال يحيى بن معين: ثقة. وقال بشر: كان المعافي صاحب دنيا واسعة وضياع كثيرة. قال رجل: ما أشد البرد اليوم، فالتفت إليه المعافي وقال: استدفأت الآن لو سكت لكان خيراً لك. قلت: وقد وقع لي من عوالي المعافي حديث: أخبرنا علي بن أحمد العلوي، أنا محمد بن أحمد القطيعي: أنا أبو بكر بن الزاغوني ح، وأنا أحمد بن إسحاق الهمداني: أنا عمر بن محمد السهروردي: أنا هبة الله بن (12/405)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 406 أحمد القصار قالا: أنا محمد بن محمد الهاشمي: أنا أبو طاهر المخلص: نا عبد الله بن محمد البغوي: ثنا محمد، يعني ابن أبي سمينة، نا المعافي بن عمران، عن صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كنت أسكب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وضوءه عن جميع أزواجه في الليلة الواحدة. تابعه وكيع، عن صالح. أخرجه أن ماجة من طريق وكيع. وهو غريب. قال علي بن حسين الخواص، وغيره: مات المعافي بن عمران سنة أربع وثمانين ومائة. وقال ابن عمار، وسلمة بن أبي نافع: مات سنة خمس وثمانين. وقال الهيثم بن خارجة وغيره: سنة ست. وللمعافي تريجمة في حلية الأولياء. 4 (معتمر بن سليمان بن طرخان ع.) (12/406)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 407 الإمام أبو محمد التيمي البصري. وإنما ولاؤه لبني مرة. وقيل له التيمي لنزوله في بني تيم بالبصرة. روى عن: أبيه، وعن: عبد الملك بن عمير، ومنصور بن المعتمر، وأيوب السختياني، وعمرو بن دينار القهرمان، والدكين بن الربيع، وليث بن أبي سليم، وحميد الطويل، وخلق. وقد روى عمن هو أصغر منه.) روى عن: عبد الرزاق، وعاشر أصحاب عبد الرزاق بعد معتمر مائة سنة. روى عنه: ابن المهدي، وأحمد، وإسحاق، وابن معين، والفلاس، وأبو كريب، وخليفة، ويعقوب الدورقي، والحسن بن عرفة، وخلق. وكان إماماً حجة، زاهداً، عابداً، كبير القدر. قال قرة بن خالد: ما معتمر عندنا بدون والده وسليمان التيمي. وقال محمد بن سعد: أنا أحمد بن إبراهيم العبدي: حدثني عباس البصري، حدثني الأصمعي: حدثني معتمر بن سليمان قال: قال أبي عد لنفسك من سنة ست ومائة. (12/407)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 408 وقال سعيد بن عيسى الكريزي: مات معتمر يوم قتل زبان الطليقي، وكان الناس يقولون: مات اليوم أعبد الناس، وقيل: أشطر الناس. قلت: توفي معتمر في صفر سنة سبع وثمانين ومائة عن إحدى وثمانين سنة. 4 (معدي بن سليمان البصري ت. ق.) صاحب الطعام. روى عن: علي بن زيد بن جدعان، وعمران القصير، ومحمد بن عجلان. وعنه: بدل بن المحبر، وبندار، ومحمد بن المثنى، ونصر بن علي الجهضمي، وغيرهم. قال سليمان الشاذكوني: كان يعد من الأبدال، وكان من أفضل الناس. وروى عمر بن يزيد السياري، عنه قال: مررت بوادي القرى فإذا بها رجل يقال له شعيب بن مطير، فقلنا له: أدخلنا على أبيك. فأدخلنا وقال: يا أبه حدث هؤلاء بحديث ذي اليدين. قال: وكان شيخاً كبيراً فأبى وقال: اذكره أنت يا بني. فقال: حدثتنا يا أبه أنك مررت بذي خشب، فلقيت ذا اليدين رضي الله عنه، فحدثك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سلم من الركعتين: وذكر الحديث. (12/408)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 409 معدي: ضعفه النسائي. وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به. 4 (معلى بن راشد، أبو اليمان البصري ق.) القواس، النبال. عن: الحسن البصري، وميمون بن سياه، وجدته أم عاصم. روت له، عن نبيشة، عن النبي) صلى الله عليه وسلم: من كثر مضغه استغفرت له. (12/409)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 410 روى عنه: إبراهيم بن موسى، وعبيد الله بن عمر القواريري، وروح بن عبد المؤمن، ونصر الجهضمي، وجماعة. لم أر فيه مقالاً بجرح ولا توثيق. وهو شيخ. 4 (المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة خ. د. ت. ق.) واسم أبي ربيعة عمرو بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، الإمام أبو هاشم المخزومي المدني الفقيه. سمع: هشام بن عروة، ويزيد بن عبيد، وابن عجلان، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند، وغيرهم. وكان أحد الفقهاء الأعلام، وثقه ابن معين. (12/410)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 411 قال الزبير بن بكار: عرض عليه الرشيد قضاء المدينة فامتنع، فأعفاه ووصله بألفي دينار. قال: وكان فقيه المدينة بعد مالك. وقال محمد بن سلمة المخزومي: قال المغيرة بن عبد الرحمن: نحن أعلم الناس بالقرآن وأجهلهم به. صيرنا العلم بعظيم قدره إلى الجهل بكثير من معانيه. وقال ابنه عياش: مات أبي في سابع صفر سنة ست وثمانين ومائة. قلت: عاش اثنتين وستين سنة. وقد وثقه جماعة، وضعفه أبو داوود وحده. 4 (المغيرة بن أبي المغيرة، أبو هارون الربعي الرملي.) عن: أبي زرعة يحيى السيباني، وعروة بن رويم، وجماعة. وعنه: أبو مسهر، ومحمد بن عائذ، وهشام بن عمار وجماعة. قال أبو حاتم الرازي: لا بأس به. 4 (المغيرة بن موسى، أبو عثمان البصري.) مولى عائذ بن عمرو المزني رضي الله عنه. (12/411)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 412 سمع: هشام بن حسان، وسعيد بن أبي عروبة، وغيرها. وحدث ببلد خوارزم. روى عنه: يعقوب بن الجراح الخوارزمي، وبكير بن جعفر الجرجاني، وعمار بن عيسى) النسوي. قال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن عدي: ثقة، لا أعلم له حديثاً منكراً. 4 (المفضل بن عبد الله الكوفي ق.) عن: أبي إسحاق السبيعي، وجابر الجعفي. وعنه: سويد بن سعيد، ومحمد بن أبي السري العسقلاني. ضعفه أبو حاتم. وقواه ابن حبان. 4 (المفضل بن فضالة القتباني المصري. ع.) (12/412)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 413 القاضي أبو معاوية، أحد الأعلام. روى عن: عياش بن عباس القتباني، ويزيد بن أبي حبي، وعبد الله بن سليمان الطويل ويونس، وعقيل الأيليين، وطائفة. وعنه: حسان بن عبد الله الواسطي ثم المصري، وأبو صالح الكاتب، وزكريا بن يحيى كاتب العمري، ومحمد بن رمح، ويزيد بن موهب الرملي، وآخرون. وثقه ابن معين، وغيره. وشد ابن سعد فقال: منكر الحديث. قال ابن يونس في تاريخه: كان من أهل الدين والورع والفضل. وقال أبو داوود: كان مجاب الدعوة. لم يحدث عنه ابن وهب لأنه قضى عليه بقضية. وروى عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، عن بعض (12/413)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 414 مشائخه أن رجلاً لقي المفضل بن فضالة بعدما عزل من القضاء فقال: قضيت علي بالباطل، وفعلت وفعلت: فقال له: ولكن الذي قضيت له يطيب الثناء علي. وقال عيسى بن حماد: كان المفضل قاضياً علينا، وكان مجاب الدعوة. وكان مع ضعف بدنه طويل القيام رحمه الله. وقال يحيى بن معين: كان مصرياً ورجل صدق. كان إذا جاءه من انكسرت يده أو رجله) جبرها. وكان يصنع الأرحية. وقال لهيعة بن عيسى: كان المفضل قد دعا الله تعالى أن يذهب عنه الأمل، فأذهبه الله عنه، فكاد أن يختلس عقله ولم يهنه شيء من الدنيا، فدعا الله أن يرد إليه الأمل فرده، فرجع إلى حاله. قال ابن يونس: ولد سنة سبع ومائة، وتوفي سنة إحدى وثمانين ومائة. وقد مر المفضل بن فضالة البصري أخو مبارك. 4 (ملازم بن عمرو الحنفي اليمامي ع.) عن: موسى بن نجدة، وعن جده عبد الله بن بدر اليمامي، وعبد الله بن النعمان السحيمي، وغيرهم. ولم أجد له شيئاً عن يحيى بن أبي كثير. (12/414)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 415 روى عنه: علي بن المديني، ومسدد، ويحيى بن معين، وهناد، وأحمد بن المقدام، وجماعة. وثقه ابن معين، وغيره. وما علمت فيه مقالاً. له في مس الذكر. 4 (المنهال بن بحر، أبو سلمة القشيري العقيلي.) عن: ابن عون، وهشان بن حسان، وابن أبي عروبة، وقرة بن خالد، وعدة. (12/415)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 416 وعنه: أبو الوليد، وعلي بن المديني، وأبو حفص الفلاس، وآخرون. وثقه أبو حاتم. ولا شيء له في الكتب. 4 (مهران بن أبي عمر الرازي العطار ق.) عن: أبي حيان يحيى بن سعيد التيمي، وإسماعيل بن أبي خالد، وسعيد بن سنان، وسعيد بن أبي عروبة. وعنه: عبد الله بن الجراح القهستاني، ومحمد بن عمرو زنيج، ويحيى بن معين، ويحيى بن أكثم، ويوسف بن موسى القطان، وغيرهم. قال أبو حاتم: ثقة صالح الحديث.) وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن معين: كتبت عنه وعنده غلط كثير في حديث سفيان الثوري. وقال البخاري: في حديثه اضطراب. (12/416)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 417 4 (موسى الكاظم ت. ق.) هو الإمام أبو الحسن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب العلوي الحسيني. والد علي بن موسى الرضا. وببغداد مشهد موسى، والجواد. روى عن: أبيه، وعن: عبد الملك بن قدامة الجمحي. روى عنه: بنوه: علي، وإبراهيم، وإسماعيل، وحسين. وأخواه: محمد، وعلي ابنا جعفر. مولده كان في سنة ثمان وعشرين ومائة. قال أبو حاتم: ثقة إمام. وقال غيره: حج الرشيد فحمل معه موسى من المدينة إلى بغداد وحبسه إلى أن توفي غير مضيق عليه. وكان صالحاً، عالماً، عابداً، متألهاً. (12/417)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 418 بلغنا أنه بعث إلى الرشيد برسالة يقول: إنه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلا انقضى عنك معه يوم من الرخاء، حتى نقضي جميعاً إلى يوم ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون. قال عبد الرحمن بن صالح الأزدي: زار الرشيد قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليك يا رسول الله، يا ابن عم، يفتخر بذلك. فتقدم موسى بن جعفر فقال: السلام عليك يا أبه. فتغير وجه الرشيد وقال: هذا الفخر حقاً يا أبا حسن. وقال النسابة يحيى بن جعفر العلوي المدني، وكان موجوداً بعد الثلاثمائة: كان موسى يدعى العبد الصالح من عبادته واجتهاده. وكان سخياً، يبلغه عن الرجل أنه يؤذيه فيبعث إليه بصرة فيها الألف دينار. وكان يصرر الصرر مائتي دينار وأكثر ويرسل بها. فمن جاءته صرة استغنى. قلت: هذا يدل على كثرة إعطاء الخلفاء العباسيين له. ولعل الرشيد ما حبسه إلا لقولته تلك: السلام عليك يا أبه. فإن الخلفاء لا يحتملون مثل هذا.) روى الفضل بن الربيع، عن أبيه: أن المهدي حبس موسى بن جعفر، فرأى في المنام علياً وهو يقول: فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم. قال: فأرسل إلي ليلاً، فراعني ذلك، وقال: علي بموسى. فجئته به، فعانقه وقص عليه الرؤيا، وقال: تؤمنني أن تخرج علي أو على ولدي. فقال: والله لا فعلت ذاك، ولا هو من شأني. قال: صدقت، وأعطاه ثلاثة آلاف دينار وجهزه إلى المدينة. (12/418)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 419 عبد الله بن أبي سعد الوراق: حدثني محمد بن الحسين الكناني: حدثني عيسى بن مغيث القرظي قال: زرعت بطيخاً وقثاء في موضع بالجوانية على بئر. فلما استوى بيته الجراد فأتى عليه كله. وكنت عرضت عليه مائة وعشرين ديناراً. فبينما أنا جالس إذ طلع موسى بن جعفر فسلم ثم قال: أيش حالك فقلت: أصبحت كالعديم، بيتني الجراد. فقال: يا عرفة، غلامه، زن له مائة وخمسين ديناراً. ثم دعا لي فيها. فبعث منها بعشرة آلاف درهم. مات موسى رضي الله عنه في شهر رجب سنة ثلاث وثمانين ومائة. وقيل: سنة ست، والأول أصح. وعاش بعضاً وخمسين سنة كأبيه، وجده وجد أبيه، وجد جده، ما في الخمسة من بلغ الستين. 4 (موسى بن شيبة بن عمرو بن عبد الله بن كعب بن مالك السلمي.) الأنصاري المدني. عن: عمومة أبيه: خارجة، ونعمان، وعميرة بني عبد الله. وعنه: الحميدي، وأبو مصعب، وإبراهيم بن حمزة الزبيدي. قال أبو حاتم: صالح الحديث. (12/419)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 420 4 (موسى بن ربيعة، أبو الحكم الجمحي مولاهم المصري.) الزاهد، العابد، أحد الأولياء. قال أبو الطاهر بن السرح: كان إذا قدم الإسكندرية يصلي الليل أجمع، ويصوم النهار، ويكثر الذكر. وكانت الأساقفة يسمونه راهب المسلمين. وقال غيره: كان وصي الإمام عمرو بن الحارث.) روى عن: يزيد بن الهاد، ويحيى بن سعيد، وجماعة. روى عنه: موسى بن أعين، ويحيى بن بكير، وسعيد بن عفير، وأحمد بن عمرو بن السرح، وسعيد بن أبي مريم. قال أبو زرعة الرازي: كان ثقة. وقال أحمد بن السرح: مات في آخر سنة تسع وثمانين ومائة. وقيل: مات سنة تسعين ومائة. وعاش ثمانين سنة رحمه الله. 4 (موسى بن عيسى البستي الكوفي م.) القاريء. روى عن: زائدة وغيره. وعنه: إسحاق بن راهويه، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وسفيان بن وكيع. وثقه مطين. توفي سنة ثلاث وثمانين ومائة كهلاً. (12/420)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 421 وله في الصحيح حديث واحد أخبرناه أحمد بن تاج الأمناء، عن زينب الشغرية، والقاسم الصفار، وإسماعيل بن عثمان قالوا: أنا وجيه الشامي، وأنا أبو القاسم القشيري، أنا أحمد بن محمد القنطري، نا محمد بن إسحاق الثقفي: ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنا موسى القاريء، ثنا زائدة، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن كريب، عن ابن عباس، عن ميمونة قالت: وضعت للنبي صلى الله عليه وسلم ماء وسترته فاغتسل. وساق الحديث. أخرجه مسلم، فوافقناه بعلو. 4 (موسى بن منصور بن هشام بن أبي رقبة اللخمي البصري.) أبو العلاء. عن: أبيه. وعنه: ابنه العلاء، وابن وهب، والقاسم بن هانيء، وغيرهم. قال ابن يونس: منكر الحديث. يقال مات سنة ثلاث وثمانين ومائة.) 4 (مؤمل بن أميل المحاربي الكوفي.) كان شاعراً محسناً، مدح المهدي مرة فأجازه بألف دينار. ذكره الخطيب. 4 (المؤمل بن أبي حفصة الشاعر.) هو ابن عم مروان بن أبي حفصة. (12/421)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 422 كان من أعيان شعراء المهدي. 4 (ميمون بن يحيى بن مسلم بن الأشج.) أبو أمية المدني. حدث بمصر عن مخرمة بن بكير. وعنه: يحيى بن بكير، وأحمد بن سعيد الهمداني، وغيرهما. مات سنة تسعين ومائة. 4 (ميمون بن زيد.) أبو إبراهيم البصري السقاء. عن: ليث بن أبي سليم، والحسن بن ذكوان. وعنه: شريح بن النعمان وعمرو الفلاس، ونصر بن علي، وغيرهم. قال أبو حاتم: لين الحديث. (12/422)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 423 4 (حرف النون)

4 (نصير بن زياد الطائي الكوفي.) عن: أبي اليقظان عثمان بن عمير، وأبي هارون العبدي، وصلت الدهان. وعنه: حسين الأشقر، ومعاوية بن هشام، وإسماعيل بن أبان الوراق، ويحيى الحماني، وأبو سعيد الأشج. ذكره بصاد مهملة البخاري، ومطين، وابن أبي حاتم. وأما الدار قطني فقال: هذا وهم، بل هو بمعجمة نضير. قال الأزدي: منكر الحديث. 4 (النضر بن إسماعيل ت. ن.) ) (12/423)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 424 أبو المغيرة البجلي الكوفي القاص. إمام جامع الكوفة. عن: الأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، ومحمد بن سوقة، وجماعة. وعنه: أحمد بن حنبل، وأبو عبيد، وأحمد بن منيع، وزياد بن أيوب، والحسن بن عرفة. ضعفه ابن معين. وقال البخاري، وأحمد: لم يكن يحفظ الإسناد. وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. 4 (النضر بن محمد المروزي ن.) أبو عبد الله مولى بني عامر. روى عن: محمد بن المنكدر، وعبد العزيز بن رفيع، ويزيد بن أبي (12/424)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 425 زياد، والعلاء بن المسيب، وأبي حنيفة. وعنه: إسحاق بن زاهويه، والحسن بن عيسى بن ماسرجس. وثقه النسائي. مات سنة ثلاث وثمانين ومائة. 4 (النضر بن منصور الكوفي ت.) عن: أبي الجنوب، عن علي، وعن سهل الفزاري. وعنه: أبو هشام الرفاعي، وأبو كريب، وأبو سعيد الأشج، وآخرون ضعفه النسائي، وغيره. 4 (النعمان بن عبد السلام بن حبيب التيمي.) (12/425)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 426 تيم الله بن ثعلبة، أبو المنذر الأصبهاني الفقيه، شيخ أصبهان وعالمها. وأصله نيسابوري. قدم أصبهان في فتنة ظهور أبي مسلم الخراساني وهو صغير مع أبيه. ثم رحل وطلب العلم. وكان من كبار الزهاد الورعين. وله تصانيف نافعة. روى عن: جريح، وأبي حنيفة، ومسعر، وشعبة، والثوري، وطبقتهم. وعنه: ابن مهدي، وعفان، وعامر بن إبراهيم، وصالح بن مهران، ومحمد بن المغيرة الأصبهانيان، ومحمد بن مبارك، ومحمد بن المنهال، وسليمان بن داوود الشاذكوني. قال أبو حاتم: محله الصدق. وقال أبو نعيم الحافظ: كان أحد العباد والزهاد. زهد في ضياع أبيه لملامسته للسلطان، وكان) يتفقه على مذهب سفيان. وجالس أبا حنيفة. قال: وتوفي سنة ثلاث وثمانين ومائة. 4 (نعيم بن المورع بن توبة العنبري البصري.) عن: هشام بن عروة، والأعمش، وابن جريج. وعنه: إبراهيم بن عبد الله بن يسار الواسطي، ومحمد بن أيوب البجلي. (12/426)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 427 قال س: ليس بثقة. وقال ابن عدي: يسرق الحديث. 4 (نوح بن دارج.) أبو محمد النخعي، مولاهم الكوفي الفقيه، أحد المجتهدين. تفقه وبرع على الإمام أبي حنيفة، وعلى عبد الله بن شبرمة وروى عنهما، وعن: الأعمش، وابن أبي ليلى. وعنه: سعيد بن منصور، وأبو نعيم ضرار بن صرد، وعلي بن حجر، ومحمد بن الصباح الجرجرائي، وآخرون. ولي قضاء الكوفية مدة، ثم ولي قضاء الجانب الشرقي ببغداد. (12/427)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 428 ضعفه في الحديث النسائي، وغيره. وكان من كبار أصحاب أبي حنيفة. يقال إنه أضر، وبقي يحكم نحواً من ثلاث سنين حتى فطنوا به. وقد كذبه يحيى بن معين. وقال ابن حبان: روى موضوعات. مات سنة اثنتين وثمانين ومائة. 4 (نوح بن قيس الحداني الطاحي البصري م. ع.) أبو روح. (12/428)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 429 روى عن: محمد بن زياد الجمحي فيما قيل، وعن: أبي هارون عمارة بن جوين العبدي، وأيوب السختياني، ومحمد بن واسع، ويزيد الرقاشي، ويزيد بن كعب، وجماعة. وهو أخو خالد بن قيس.) روى عنه خليفة بن خياط، وقتيبة، وحميد بن مسعدة، وأحمد بن المقداد، وزياد الحساني، ونصر الجهضمي، وخلق سواهم. روى عثمان الدارمي، وعن ابن معين: ثقة. وقال النسائي: ليس به بأس. قلت: توفي سنة ثلاث أو أربع وثمانين ومائة، رحمه الله. 4 (نوح بن أبي مريم الجامع.) وقد ذكر في الطبقة الماضية، والله أعلم. (12/429)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 430 4 (حرف الهاء)

4 (هارون بن مسلم بن هرمز) أبو الحسن صاحب الحناء. روى عن: أبيه، وعبيد الله بن الأخنس، ودفاع، والقاسم بن عبد الرحمن. وعنه: عبد العزيز بن المغيرة، وقتيبة، وسويد، ونصر بن علي الجهضمي، وعبد السلام بن مظهر. قال أبو حاتم: لين. وقال الحاتم: ثقة. وخرج له في مستدركه، وهو بصري. 4 (هارون بن المغيرة البجلي الرازي الحافظ د. ت.) (12/430)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 431 عن: عبيد الله بن عمر، وحجاج بن أرطأة، وعمرو بن أبي قيس الرازي، وغيرهم. وعنه: ابنه إبراهيم، ويحيى بن معين، وإبراهيم بن موسى الفراء، ومحمد بن حميد، وزنيج، وآخرون. قال أبو داوود: ليس به بأس. 4 (هزال بن سعيد السبأي.) أبو مروان المصري. عن: يزيد بن أبي حبيب، وخير بن نعيم، وبكر بن عمرو. وعنه: حجاج بن ريان، وسعيد بن عفير، وغيرهما. وكان ضريراً، مات سنة إحدى وثمانين ومائة.) وقد سمع هزال من أم الصعبة قالت: ثنا أبو الدرداء. 4 (هشام بن لاحق المدائني.) عن: عاصم الأحول، وغيره. وعنه: أحمد بن حنبل، وهشام بن بهرام. قال النسائي: ليس به بأس. (12/431)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 432 4 (هشيم بن بشير بن أبي خازم قاسم بن دينار ع.) (12/432)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 433 الحافظ، أبو معاوية السلمي الواسطي، أحد الأعلام. عن: الزهري، وعمرو بن دينار، وأيوب، وأبي بشر، وحصين بن عبد الرحمن، ومنصور بن زاذان، وخلق سواهم. وعنه: شعبة مع تقدمه، وابن المبارك، ويحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وقتيبة، وأحمد بن حنبل، ويعقوب الدورقي، والحسن بن عرفة، وزياد بن أيوب، وإبراهيم بن مجشر، وخلق كثير. سكن بغداد، وانتهت إليه مشيخه العلم ببغداد في زمانه. مولده سنة أربع ومائة. قال عمرو بن عون: كان هشيم قد سمع من الزهري، وعمرو بن دينار، وابن الزبير بمكة أيام الحج. وقال يعقوب الدورقي: كان عند هشيم عشرون ألف حديث. وقال أحمد: لم يسمع هشيم من يزيد بن أبي زياد ولا من الحسن بن عبيد الله، ولا من أبي خالد ولا من سيار، ولا من موسى الجهني، ولا من علي بن زيد. ثم سمى طائفة كبيرة. يعني حدث عنهم بصيغة عن. وكان من كبار المدلسين مع حفظه وصدقه. (12/433)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 434 قال إبراهيم الحربي: كان والد هشيم صاحب صحناة وكامخ، وكان يمنع هشيماً من الطلب، فكتب العلم حتى جالس أبا شيبة القاضي وناظره في الفقه. قال: فمرض هشيم، فجاء أبو شيبة يعوده، فمضى رجل إلى بشير، قال: الحق ابنك، فقد جاء القاضي يعوده، فجاء، فوجد القاضي في داره، فقال: متى أملت أنا هذا قد كنت أمنعك، أما) اليوم فلا بقيت أمنعك. قال وهب بن جرير: قلنا لشعبة: تكتب عن هشيم قال: نعم، ولو حدثكم عن ابن عمر فصدقوه. وقال أحمد بن حنبل: لزمت هشيماً أربع سنين، ما سألته عن شيء إلا مرتين هيبة له. وكان كثير التسبيح بين الحديث. يقول بين ذلك: لا إله إلا الله، يمد بها صوته. وعن عبد الرحمن بن مهدي قال: كان هشيم أحفظ للحديث من سفيان الثوري. وقال يزيد بن هارون: ما رأيت أحداً أحفظ للحديث من هشيم إلا سفيان إن شاء الله. قال أحمد العجلي: هشيم ثقة. يعد من الحفاظ. وكان يدلس. وقال ابن أبي الدنيا: حدثني من سمع عمرو بن عون يقول: مكث (12/434)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 435 هشيم يصلي الفجر بوضوء العشاء قبل أن يموت عشر سنين. وعن حماد بن زيد قال: ما رأيت في المحدثين أنبل من هشيم. سمعها عمرو بن عون، منه. وسئل أبو حاتم الرازي، عن هشيم فقال: لا يسأل عنه في صدقه وأمانته وصلاحه. وقال ابن المبارك: من غير الدهر حفظه، فلم يغير حفظ هشيم. وقال يحيى بن أيوب العابد: سمعت نصر بن بسام وغيره من أصحابنا قالوا: أتينا معروفاً الكرخي فقال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وهو يقول لهشيم: جزاك الله عن أمتي خيراً. فقلت لمعروف: أنت رأيت قال: نعم، هشيم خير مما تظن. قال أحمد بن أبي خيثمة: نا سليمان بن أبي شيخ، نا أبو سفيان الحميدي، عن هشيم قال: قدم الزبير رضي الله عنه الكوفية في خلافة عثمان، وعلى الكوفة سعيد بن العاص، فبعث إليه بسبعمائة ألف وقال: لو كان في بيت المال أكثر من هذا لبعثت به إليك: فقبلها الزبير. قال أحمد: فحدثت بهذا مصعب بن عبد الله، فقال: ما كان الذي بعث به إليه عندنا إلا الوليد بن عقبة، وكنا نشكرها لهم. وهشيم أعلم. قال أبو سفيان: سألت هشيماً عن التفسير: كيف صار فيه اختلاف فقال: قالوا برأيهم فاختلفوا. قال إبراهيم بن عبد الرحمن الهروي: سمع هشيم، وابن عيينة من الزهري سنة ثلاث) وعشرين في ذي الحجة. (12/435)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 436 قال سفيان: أقام عندنا إلى عمرة المحرم، ثم خرج إلى الجعرانة فاعتمر منها، ثم نفر ومات من سنته. قال إبراهيم بن عبد الله: كتبت حديثاً لم يسمعه هشيم من الزهري، ولم يروى عنه سوى أربعة أحاديث سماعاً. منها: حديث السقيفة، وحديث المضامين والملاقيح، وحديث ما استيسر من الهدي، وحديث اعتكف، فأتته صفية. (12/436)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 437 قال أحمد بن حنبل: ليس أحد أصح حديثاً من هشيم، عن حصين. وقال ابن مهدي: حفظ هشيم عندي أثبت من حفظ أبي عوانة، وكتاب أبي عوانة أثبت. قال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: الذين رأيتهم يخضبون: هشيم، معتمر، يحيى بن سعيد، معاذ بن معاذ، ابن إدريس، ابن مهدي، إسماعيل بن إبراهيم، عبد الوهاب الثقفي، يزيد بن هارون، أبو معاوية، خضاب جيد قانٍ. حفص بن غياث، عباد بن العوام إلى السواد. جرير بن نمير، ابن فضيل، غندر البرساني، عبد الرزاق، عباد بن عباد ابن أبي زائدة، الوليد بن مسلم خضاباً خفيفاً.: مرحوم العطار، حجاج، سعد ويعقوب ابنا إبراهيم، أبو داوود، أبو النضر، أبو نعيم، خضاباً خفيفاً. محمد ويعلى ابنا عبيد، أخوهما عمر، خضاباً خفيفاً. أبو قطن، أبو المغيرة، علي بن عياش، أبو اليمان، عصام بن خالد، بشر بن شعيب القرشي، يحيى بن أبي بكير، غنام بن علي، مروان بن شجاع، شجاع بن الوليد، حميد الرؤاسي، إبراهيم بن خالد، رأيت هؤلاء يخضبون. (12/437)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 438 وحديث هشيم من أعلاه يقع اليوم: أخبرنا أحمد بن أبي الخير، وأحمد بن أبي عصرون، والخضر بن حمويه في كتابهم، عن ابن كليب، أنا ابن بيان، أنا ابن مخلد، أنا الصفار، نا ابن عرفة، ثنا هشيم، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة قالت: إن كنت لأجده في ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحته عنه. أخرجه مسلم، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن هشيم، فوقع بدلاً عالياً بدرجتين.) قالوا: توفي في شعبان سنة ثلاث وثمانين ومائة. قلت: كان من أنباء الثمانين، وكتب عن الزهري نسخة كبيرة فضاعت. علق، على وهنه، منها. 4 (هشيم بن أبي ساسان.) أبو علي الكوفي. اسم أبي ساسان: هشام. عن: أمي الصيرفي، وابن جريح، وعبيد الله بن عمر. وعنه: إبراهيم بن موسى الفراء، ومحمد بن خلاد الباهلي، وقتيبة، وأبو سعيد الأشج، وأحمد بن حنبل. سئل أبو حاتم عنه فقال: صالح الحديث. (12/438)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 439 وقال أبو داوود: لا بأس به. 4 (الهيثم بن حميد الغساني ع.) مولاهم أبو أحمد، ويقال: أبو الحارث. روى عن: العلاء بن الحارث، وتميم بن عطية، وأبي وهب الكلاعي، وثور بن يزيد، ومطعم بن المقدام، وزيد بن واقد، والأوزاعي، ويحيى الذماري، وداوود بن أبي هند. وعنه: الوليد بن مسلم، وعبد الله بن يوسف، وهشام بن عمار، وعلي بن حجر، ومحمد بن عائذ، وعدة. قال دحيم: كان أعلم الأولين والآخرين، بقول مكحول. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال أبو داوود: قدري ثقة. (12/439)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 440 4 (حرف الواو)

4 (وكيع بن محرز الناجي السامي البصري ق.) عن: زيد العمي، وعثمان بن الجهم، وعباد بن منصور. وعنه: محمد بن أبي بكر المقدمي، ونصر الجهضمي، والعباس بن يزيد البحراني، وجماعة.) قال أبو حاتم: لا بأس به. وقال البخاري: عنده عجائب. 4 (الوليد بن بكير التميمي الطهوي ق.) (12/440)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 441 أبو خباب الكوفي. عن: الأعمش، وعمر بن نافع الثقفي، وسلام الخراز. وعنه: سعيد بن سليمان، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وعبيد بن يعيش، والحسن بن عرفة، والحسن بن محمد الطنافسي. قال أبو حاتم: شيخ. 4 (الوليد بن محمد الموقري البلقاوي ت. ق.) (12/441)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 442 أبو بشير، مولى بني أمية. عن: الزهري، وعطاء الخراساني. وعنه: أبو مسهر، وسويد بن سعيد، وصاحب بن الوليد، والحكم بن موسى، وعلي بن حجر، ومحمد بن عائذ. قال أبو حاتم: ضعيف الحديث. وقال ابن المديني: لا يكتب حديثه. وقال ابن خزيمة: لا أحتج به. وقال ابن معين: يكذب. وقال النسائي: ليس بثقة. سليمان ابن بنت شرحبيل: استحسنت الوليد الموقري في كتب الزهري فقال: أنت تريد أن تأخذ في مجلس ما قد أقمت أنا فيه مع الزهري عشر سنين وقال أبو زرعة الدمشقي: لم يزل حديث الوليد بن محمد مقارباً حتى ظهر أبو طاهر المقدسي لا جزي خيراً. فقال له سليمان بن عبد الملك: (12/442)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 443 ويحك، أهلكت علينا الوليد بن محمد. قال أبو زرعة: وظهرت له بحمص أحاديث أنكرت أيضاً. وظهرت أحاديث بخراسان يستوحش منها. قال عبد الله بن أحمد: قلت لأبي: الموقري يروي العجائب عن الزهري.) فقال: آه ليس ذاك بشيء. وقال أبو حاتم: سألت ابن المديني، عن الموقري، فقال: يروي عنه أهل الشام. أرى كتبه من نسخ الزهري من الديوان. وقال أبو زرعة: لين في الحديث. قال محمد بن مصفى: توفي سنة اثنتين وثمانين ومائة. وقيل: مات سنة إحدى. 4 (وهب بن إسماعيل الأسدي الكوفي ق.) (12/443)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 444 عن: جده محمود بن قيس، وعمر بن ذر، والأوزاعي. وعنه: أحمد بن حنبل، وابن نمير، وأبو سعيد الأشج. قال أحمد: له مناكير. 4 (وهب بن راشد الرقي.) ويقال: بصري. عن: ثابت، وفرقد السبخي، ومالك بن دينار، وهشام الدستوائي. وعنه: سليمان بن عمر، وعلي بن سعيد بن شداد، وداوود بن رشيد، وغيرهم. قال ابن عدي: ليس بالمستقيم. وقال الدار قطني: متروك. 4 (وهب بن واضح.) أبو الإخريط المكي، شيخ القراء، ويكنى أبا القاسم. من موالي (12/444)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 445 عبد العزيز بن أبي رواد. قرأ على إسماعيل بن عبد الله القسط، وعلى: شبل بن عباد، ومعروف ابن مشكان. وتصدر للإقراء. وأخذ عنه جماعة منهم: أبو الحسن أحمد بن محمد النبال، وأبو الحسن البزي، وغيرهم. مات سنة تسعين ومائة. (12/445)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 446 4 (حرف الياء)

4 (يحيى بن بريد بن عبد الله بن أبي بردة.) ابن أبي موسى الأشعري.) عن: أبيه، وإسماعيل بن أبي خالد. وعنه العلاء بن عمرو، وعبيد الله القواريري. وسمع منه يحيى بن معين وضعفه. 4 (يحيى بن حمزة بن واقد الحضرمي ع.) (12/446)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 447 مولاهم السلمي الدمشقي أبو عبد الرحمن الفقيه قاضي دمشق. ولد سنة ثلاث ومائة. قاله أبو مسهر. وقال مفضل الغلابي: سنة ثمان ومائة. قرأ القرآن على يحيى الذماري. وروى عن: عروة بن رويم، وعمرو بن مهاجر، وعطاء الخراساني، وأبي وهب عبيد الله الكلاعي، ومحمد بن يزيد، والزبيدي، ويزيد بن أبي بكير وعدة. قرأ عليه: الربيع بن ثعلب، وحدث عنه: أبو مسهر، وولده محمد بن يحيى، وعبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن عائذ، ومحمد بن المبارك الصوري، وهشام بن عمار، وعلي بن حجر، والحكم بن موسى، قال دحيم: ثقة عالم. (12/447)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 448 وقال أحمد: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: عاش ثمانين سنة. وقال عباس، عن ابن معين: يرمى بالقدر. وقال مرة: كان قدرياً. وقال أبو زرعة الدمشقي: ولي يحيى بعد سلمة بن عمرو، فحدثني أحمد بن أبي الحواري، عن مروان قال: لما قدم المنصور دمشق سنة ثلاث وخمسين ومائة استعمل يحيى بن حمزة على القضاء، وقال له: يا شاب، أرى أهل بلدك قد أجمعوا عليك، فإياك والهدية فلم يزل قاضياً حتى مات. قال أبو زرعة: وأعلم الناس مكحول، والهيثم بن حميد، ويحيى بن حمزة. قال دحيم، وجماعة: مات يحيى سنة ثلاث وثمانين ومائة. 4 (يحيى البرمكي.) (12/448)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 449 هو الوزير يحيى بن خالد بن برمك، أبو علي.) كان المهدي قد ضم إليه هارون الرشيد وجعله في حجره، فأحسن (12/449)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 450 سياسته وأدبه، فلما استخلف نوه بذكره ورفع محله، فكان يقول: قال أبي. ورد إصدار الأمور وإيرادها إليه. فلما قتل ابنه جعفراً خلد يحيى في السجن. قال الأصمعي: سمعته يقول: الدنيا دول، والمال عارية، ولنا بمن قبلنا أسوة، ولمن بعدنا عبرة. قال إسحاق الموصلي: كانت صلات يحيى إذا ركب لمن تعرض له مائتي درهم. وقال الموصلي: قال أبي: أتيت يحيى بن خالد فشكوت ضيقة، فقال: ما أصنع لك ليس عندي شيء. ولكن أدلك على أمر فكن فيه رجلاً. قد جاءني خليفة صاحب مصر يسألني أن أستهدي صاحبه شيئاً، وقد أبيت فألح وقد بلغني أنك أعطيت بجاريتك ثلاثة آلاف دينار. فهوذا، استهديه إياها، وإياك أن تنقصها عن ثلاثين ألف دينار شيئاً، وانظر كيف تكون. قال: فوالله ما شعرت بالرجل إلا وقد وافاني، فساومني بالجارية، فلم يزل حتى بذل لي عشرين ألفاً. فلما سمعتها ضعف قلبي عن ردها، فبعتها. فلما صرت إلى يحيى قال: إنك لخسيس. كنت صبرت، وهذا خليفة صاحب فارس قد جاءني في مثل هذا. فخذ جاريتك، فإذا ساومك لا تنقصها عن خمسين ألف دينار. قال: فجاءني فبعتها بثلاثين ألف دينار. ولما صرت إلى يحيى قال: ألم نؤدبك؟ خذ جاريتك إليك. (12/450)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 451 فقلت: جارية قد أفدت بها خمسين ألف دينار ثم تعود إلي أشهدك أنها حرة، وأني قد تزوجتها. وقيل إن ولد يحيى قال له وهم في السجن والقيود: يا أبه، بعد الأمر والنهي والأحوال صرنا إلى هذا فقال: يا بني، دعوة مظلوم غفلنا عنها، لم يغفل الله عنها. مات يحيى سنة تسعين ومائة في حبس الرقة، وله سبعون سنة. 4 (يحيى بن أبي زائدة ع.) هو يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، أبو سعيد الهمداني الوادعي، مولاهم الكوفي، الفقيه، أحد الأئمة والأعلام.) (12/451)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 452 روى عن: أبيه، وعاصم الأحول، وداوود بن أبي هند، وهشام بن عروة، وعبيد الله بن عمرو، وأبي مالك الأشجعي، وليث بن أبي سليم، وطائفة كبيرة. وتفقه بأبي حنيفة، ولزمه مدة حتى برع في الرأي، وصار من أكبر أصحابه، مع الحفظ للحديث والإتقان له. روى عنه: أحمد بن حنبل، وإبراهيم بن موسى، وأبو كريب، وابن معين، وهناد، ويحيى بن يحيى، وأحمد بن منيع، وابن المديني، وابنا أبي شيبة، وعلي بن مسلم الطوسي، وزياد بن أيوب، ويعقوب الدورقي، والحسن بن عرفة، وخلق كثير. قال علي بن المديني: لم يكن بالكوفة بعد الثوري أثبت منه. وقال ابن المديني أيضاً: انتهى العلم إلى يحيى بن زكريا في زمانه. قلت: ولي قضاء المدائن. وقال عمرو الناقد: سمعت ابن عيينة يقول: منا قدم علينا أحد يشبه هذين الرجلين: ابن المبارك، وابن أبي زائدة. وقال يحيى القطان: ما بالكوفة أحد يخالفني أشد علي من ابن أبي زائدة. وقال: إنه ما غلط قط. وأما قول أبي نعيم الملائي: ما هو بأهل أن أحدث عنه، فما ذكر (12/452)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 453 مستند ذلك فلا يلتفت إلى ذلك، ولا إلى كثير من كلام الأقران بعضهم في بعض. قال ابن نمير: كان ابن أبي زائدة في الإتقان أكبر من إدريس. وقال النسائي: ثقة، ثبت. وقال العجلي: كان يعد من الحفاظ، مفتياً، ثبتاً، صاحب سنة، ووكيع إنما صنف كتبه على كتب يحيى. وقال عباس، عن يحيى: ما أعلم يحيى بن أبي زائدة أخطأ إلا في حديث واحد. وقال إسماعيل بن حماد: يحيى بن زكريا في الحديث مثل العروس العطرة. وقال زياد بن أيوب: كان يحيى بن أبي زائدة يحدث من حفظة. ويقال: إن يحيى أول من صنف الكتب بالكوفة. مر أنه مات بالمدائن سنة اثنتين وثمانين ومائة.) ويقال: سنة ثلاث وثمانين، وله ثلاث وستون سنة. 4 (يحيى بن راشد المازني البصري ق.) البراء. (12/453)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 454 عن: أبي الزبير المكي، وخالد الحذاء، وداوود بن أبي هند، وجماعة. وعنه: نعيم بن حماد، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وأبو حفص الفلاس. ضعفه أبو حاتم. وقال أبو زرعة: واهي الحديث. وقال ابن معين: ليس بشيء. قلت: سكن مصر وحدث بها. 4 (يحيى بن أبي زكريا الغساني الواسطي خ.) أبو مروان. أصله شامي. روى عن: هشام بن عروة، وعبد الله بن عثمان بن خثيم، ويونس بن عبيد. وعنه: عبد الوهاب بن عيسى التمار، ومحمد بن حرب النسائي، وغيرهما. ضعفه أبو داوود. (12/454)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 455 وقال أبو حاتم: شيخ. قلت: قد خرج له البخاري حديثاً واحداً. 4 (يحيى بن سابق المدني.) عن: أبي حازم، وزيد بن أسلم. وعنه: قتيبة، وعلي بن حجر، وحجين بن المثنى. فيه لين. وقال أبو حاتم: ليس بقوي. 4 (يحيى بن عبد الله بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي الحسني.) أخو اللذين خرجا على المنصور، وهما محمد بالمدينة، وإبراهيم (12/455)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 456 بالبصرة. ولما هلكا إلى عفو الله ورحمته هرب هذا إلى جبال الديلم في نحو من سبعين رجلاً. ثم إن الرشيد أمنه بعد، وأشهد عليه بذلك، ووصله بمائة ألف دينار.) ثم خاف من غائلته فحبسه إلى أن مات في سنة بضع وثمانين ومائة. 4 (يحيى بن عبد الله بن يزيد بن عبد الله بن أنيس، أبو زكريا الأنصاري المدني.) عن: طلحة بن خراش، وعبد الرحمن، ومحمد ابنا جابر بن عبد الله، وعيسى بن سبرة. وعنه: أبو جعفر النفيلي، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، ويحيى بن معين، وعمرو بن رافع، وجماعة. قال ابن معين: لم يكن به بأس. 4 (يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية، أبو زكريا الخزاعي الكوفي م. ت. ن. مد. خ. ق.) (12/456)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 457 عن: أبيه، والعلاء بن المسيب، وهشام بن عروة، وطبقتهم. وعنه: أحمد، وإسحاق، وأبو سعيد الأشج، وزياد بن أيوب، ويعقوب الدورقي، وجماعة. قال أحمد: هو رجل صالح، له هيئة. وقال أبو داوود: ثقة. وقال أحمد العجلي: قيل له إن دواء عينيك ترك البكاء، قال: فما جبرهما إذن قلت: خرج له البخاري مقروناً بآخر، وهو قليل الحديث. مات سنة ثمان وثمانين ومائة. 4 (يحيى بن عبيد الله الجرشي.) شيخ بصري. عن: أبيه، وزاجر بن الهيثم. (12/457)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 458 وعنه: مسلم بن إبراهيم، ومحمد بن سعيد الخزاعي، ومحمد بن المثنى. 4 (يحيى بن عقبة بن أبي العيزار، أبو القاسم الكوفي.) عن: ابن أبي ليلى، ومحمد بن جحادة، وإدريس الأودي، وهشام بن عروة. وعنه: محمد بن بكار بن الريان، والربيع بن ثعلب. قال البخاري: منكر الحديث. وكذبه ابن معين. وقال النسائي: ليس بثقة. 4 (يحيى بن مضر، أبو زكريا القيسي الشامي، ثم القرطبي.) ) سمع من سفيان الثوري، ومالك يسيراً. (12/458)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 459 وروى عليه مالك أيضاً شيئاً، وعبد الله بن وهب، ويحيى بن يحيى الأندلسي. وكان فقيهاً، مفتياً. وروي عن عبد الملك بن حبيب الفقيه قال: صلب يحيى بن مضر وأصحابه سنة تسع وثمانين ومائة. كانوا أرادوا خلع الحكم صاحب الأندلس، فحدثني محمد بن عيسى أن الجذوع التي للمصلبين مائة وأربعين جذعاً. 4 (يحيى بن ميمون التمار د.) نزيل بغداد. عن: ليث بن أبي سليم، وغيره. وعنه: الحسن بن الصباح البزار، وعلي بن مسلم الطوسي. تركه الدار قطني، وغيره. وقال أحمد: حذفنا حديثه. (12/459)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 460 4 (يحيى بن يعلى الأسلمي القطواني الكوفي.) عن: حميد بن عطاء الأعرج، وإسماعيل بن أبي خالد، والأعمش، ويونس بن خباب، وناجح المحلمي. وعنه: قتيبة، وأبو بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وأحمد بن إشكاب، وأبو هشام الرفاعي. قال المحاربي: مضطرب الحديث. وقال أبو حاتم: ضعيف. (12/460)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 461 وأما: يحيى بن يعلى، أبو المحياه التيمي فقد ذكر. 4 (يحيى بن اليمان العجلي الكوفي، أبو زكريا الحافظ د. م.) عن: هشام بن عروة، وإسماعيل بن أبي خالد، والمنهال بن خليفة، وسفيان الثوري، وجماعة. وقرأ القرآن على حمزة، وكان من العلماء العاملين. روى عنه: ابنه داوود بن يحيى، وبشر الحافي، وأبو كريب، وسفيان بن وكيع، والحسن بن عرفة، وعلي بن حرب، وطائفة.) قال أحمد: ليس بحجة. وقال ابن المديني: هو صدوق، فلج فتغير حفظه. وذكره أبو بكر بن عياش فقال: ذاك راهب. (12/461)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 462 أخبرنا عبد الحافظ بن بدران، نا موسى بن عبد القادر، أنا سعيد بن أحمد، أنا علي بن أحمد، أنا أبو طاهر المخلص، نا يحيى بن محمد، نا سفيان بن وكيع، نا يحيى بن يمان، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن سعيد بن جبير، عن أبيه، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من طاف بالبيت خمسين مرة يخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه. رواه الترمذي، عن ابن وكيع. وعن وكيع قال: ما كان أحد من أصحابنا أحفظ للحديث من يحيى بن يمان. كان يحفظ في المجلس خمسمائة حديث، ثم نسي. وقال يحيى بن معين: أرجو أن يكون صدوقاً. وقال مرة: ليس به بأس. وقال مرة: ضعيف. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال محمد بن عبد الله بن نمير: كان سريع الحفظ سريع النسيان. وقال يعقوب بن شيبة: كان يعد في الكثرة عن سفيان مع الأشجعي وإنما أنكروا عليه كثرة الغلط. (12/462)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 463 قيل مات سنة تسع وثمانين ومائة. وقيل سنة ثمان. 4 (يزيد بن زريع ع.) الإمام، أبو معاوية العيشي البصري الحافظ. عن: أيوب، وحبيب المعلم، وحسين المعلم، والجريري، وخالد (12/463)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 464 الحذاء، ويونس، وابن أبي عروبة، وخلق. وعنه: علي بن المديني، وبهز بن أسد، والقعنبي، وعفان. وقال بعضهم: كان أبوه زريع والي الأبلة، مات عن خمسمائة ألف ما أخذ منها يزيد حبة. قاله) ابن حبان. توفي يزيد سنة اثنتين وثماني ومائة، ومولده سنة إحدى ومائة. قال أحمد بن أبي خيثمة: نا أحمد بن محمد الصفار: سمعت يزيد بن زريع وسئل عن التدليس فقال: التدليس كذب. وقال: ثنا عفان، نا يزيد بن زريع قال: أملى علي سعيد هذه المسائل من كتابه، يعني مسائل الحكم، وحماد. وعن القطان: أنه كان لا يقدم على يزيد بن زريع أحداً في سعيد. قلت: لم يرحل في الحديث، وكان من بحور العلم. قال ابن المديني: لم يزيل مشتغلاً بإتقان الحديث. قلت: أقدم شيوخه أيوب، وعمرو الفلاس، وقتيبة، ومسدد، ويحيى بن يحيى، وبندار، وأمية بن بسطام، ومحمد بن المنهال الضرير، ومحمد بن المنهال أخو حجاج، وأحمد بن المقدام، ونصر بن علي، وأحمد بن عبدة، وخلق كثير. قال أحمد بن حنبل: كان ريحانة البصرة، ما أتقنه وما أحفظه. (12/464)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 465 وقال أبو حاتم: ثقة، إمام. وقال أبو عوانة: صحبت يزيد بن زريع أربعين سنة يزداد في كل سنة خيراً. وقال بشر الحافي: كان يزيد بن زريع متقناً حافظاً. ما أعلم أني رأيت مثله ومثل صحة حديثه، رحمه الله. وقال يحيى القطان: لم يكن ههنا أحد أثبت منه. وقال نصر الجهضمي: رأيت يزيد بن زريع في النوم، فقلت: ما فعل الله بك قال: دخلت الجنة. قلت: بماذا قال: بكثرة الصلاة. 4 (يزيد بن عبد الله، أبو خالد القرشي.) ويقال له البيسري، قيده ابن نقطة بموحدة وبسين مهملة. روى عن: ابن جريج، وأبي مالك الأشجعي، وإبراهيم الخوزي، وعمر بن محمد العمري. وعنه: علي بن أبي هاشم الطبراني، وقطن بن نسير، وغيرهما، والقواريري، وأبو كامل الجحدري.) وبقي إلى بعد الثمانين ومائة. قال ابن عدي: ليس بالمنكر الحديث. (12/465)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 466 قلت: تكلم فيه ولم يترك. 4 (يزيد بن مزيد بن زايدة.) الأمير، أبو خالد الشيباني، أحد الأبطال المذكورين، والأجواد الممدحين، وهو ابن أخت معن بن زائدة. ولي إمرة اليمن للرشيد، وولي أرمينية. وأذربيجان معاً للرشيد سنة ثلاث وثمانين. ولصريع الغواني قصيدة فيه يقول فيها: (12/466)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 467 (قد عود الطير عادات وثقن بها .......... فهن يتبعنه في كل مرتحل) يعني وقائعه، وأن الطير تفترس أشلاء القتلى. قال: فأمر يزيد حاجبه أن يبيع ضيعة له، ويعطي الشاعر خمسين ألفاً. فبلغ ذلك الرشيد، فأرسل إليه بمال عظيم. وقال: زده خمسين ألفاً. وقيل إن سلماً الخاسر هجاه فقال: (فليت الأمير أبا خالد .......... يزيد، يزيد كما ينتقص) فحلف ليقتلنه، فمدحه بقوله: إن لله في البرية سيفين يزيداً وخالد بن الوليد ذاك سيف الرسول في سالف الدهر وهذا سيف الإمام الرشيد. قال خليفة: مات يزيد سنة خمس وثمانين ومائة. وله ابنان، أحدهما خالد ممدوح أبي تمام الطائي، والآخر محمد أحد الأجواد. ومن كامل المبرد: أن يزيد بن مزيد نظر إلى لحية عظيمة مخضوبة، فقال لصاحبها: أما إنك من لحيتك في مؤونة. فقال: أجل، ولذلك أقول: (لها درهم للدهن في كل ليلة .......... وآخر للحناء يبتدران) (12/467)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 468 (ولولا نوال من يزيد بن مزيد .......... لصوت في حافاتها الجلمان) وفي الأغاني أن يزيد بن مزيد أهديت له جارية، فلما رفع يده من طعامه وطئها، فلم ينزل عنها إلا ميتاً. وذلك ببلد بردعة. وكان عنده مسلم بن الوليد صريع الغواني فرثاه، وقال:) (قبر ببردعة استسر ضريحه .......... خطراً تقاصر دونه الأخطار)

(أبقى الزمان على ربيعة بعده .......... حزناً لعمر الله ليس يعار)

(سلكت بك العرب السبيل إلى العلى .......... حتى إذا استبق الردى بك صاروا)

(نفضت بك الإفلاس آمال الغنى .......... واسترجعت زوارها الأمصار)

(فاذهب كما ذهبت غوادي مزنة .......... أثنى عليها السهل والأمر عار) وقيل: إنما رثى مسلم بهذا يزيد بن أحمد السلمي، فالله أعلم. وعن عمر بن المتوكل، عن أمه قالت: كان ذو الفقار مع محمد بن عبد الله بن حسن يوم قتل بالمدينة. فلما أحس بالموت دفع ذا الفقار إلى رجل معه كان له عليه أربعمائة دينار، وقال: خذه فإنك لا تلقى طالبياً إلا أخذه منك وأعطاك حقك. فلما ولي جعفر بن سليمان العباسي المدينة واليمن دعا الرجل وأخذ (12/468)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 469 منه السيف، وأعطاه أربعمائة دينار، فلم يزل عنده حتى ولي المهدي، فبلغه خبره، فأخذه منه، ثم صار إلى الرشيد. وقال الأصمعي: رأيت الرشيد متقلداً سيفاً، فقال: ألا أريك ذا الفقار قلت: بلى. فقال: أستل سيفي. قال: فاستللته، فرأيت فيه ثماني عشرة فقارة. ولمنصور بن سلمة النمري: (لو لم يكن لبني شيبان من حسب .......... سوى يزيد لفاتوا الناس بالحسب)

(ما أعرف الناس أن الجود مدفعة .......... للذم لكنه يأتي على النشب) وهو الذي ظفر بالوليد بن طريف رأس الخوارج. وكان يزيد مع كمال شجاعته من دهاة العرب، ما زال يقابل ابن طريف بالجيوش ويقاتله إلى أن أهلكه بعد أن بارزه بنفسه. وبقيت مبارزتهما نحو ساعتين من النهار أو أكثر، حتى تعجب منهما الجمعان، ثم أمكنت يزيد الفرصة فضرب رجل ابن طريف فسقط. وكان من بني شيبان أيضاً. فلما قدم يزيد على الرشيد، قال: يا يزيد ما أكثر أمراء المؤمنين في قومك. قال: نعم، إلا أن منابرهم الجذوع. وقيل فيما حكاه ابن خلكان: إن الرشيد لما جهزه إلى حرب ابن طريف الشيباني أعطاه ذا الفقار سيف النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: خذه فإنك ستنصر به.) (12/469)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 470 وفي ذلك يقول مسلم بن الوليد: (أذكرت سيف رسول الله سنته .......... وبأس أول من صلى ومن صاما) ويريد بأس علي رضي الله عنه. 4 (يزيد بن يحيى، أبو خالد القرشي الدمشقي.) عن: يحيى بن يحيى الغساني، وثور بن يزيد، وموسى بن سيار، وعمرو بن مهاجر. وعنه: هشام بن عمار، والهيثم بن خارجة، وسليمان بن عبد الرحمن، وغيرهم. ما ذكره البخاري، ولا ابن أبي حاتم. 4 (اليسع بن طلحة بن أبزوذ المكي.) عن: طاووس، ومجالد، وعطاء. وعنه: سبطه عبد الوهاب بن فليح، وفيض الرقي، ونعيم بن حماد، والوليد بن عطاء بن الأغر. قال أبو حاتم: ليس بقوي، منكر الحديث. (12/470)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 471 وقال ابن عدي: أحاديثه غير محفوظة. قلت: وقع لنا من عواليه في المخلصات. 4 (يعقوب بن داوود.) وزير المهدي. مرت أخباره في حوادث سنة ست وستين ومائة. وبقي إلى هذا الوقت معزولاً مجاوراً مكة. مات سنة اثنتين وثمانين ومائة. 4 (يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد القاري المدني الزهري، حليفهم. س. ق.) (12/471)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 472 نزل في الآخر الإسكندرية. وحدث عن: زيد بن أسلم، وسهيل بن أبي صالح، وعمرو بن أبي عمرو، وأبي حازم. وعنه: يحيى بن يحيى، وسعيد بن منصور، ويحيى بن بكير، وقتيبة، وأبو شريك يحيى بن يزيد المرادي، وطائفة. وهو ثقة، عالم. مات سنة إحدى وثمانين ومائة.) 4 (يعقوب بن الوليد، أبو يوسف الأزدي المدني) عن: أبي حازم، وهشام بن عروة، وجعفر الصادق. وعنه: محمد بن الصباح الجرجرائي، ويحيى المقابري، ومحمود بن (12/472)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 473 خداش، وأحمد بن منيع، والحسن بن عرفة. قال أحمد بن حنبل: حرقنا حديثه. وكذبه أبو حاتم. وقال النسائي، وغيره: متروك. 4 (يعلى بن الأشدق العقيلي.) أحد المتروكين. أصله من بادية الطائف. روى عن: عبد الله بن جراد، وزياد بن ربيعة، وكليب بن جري. وزعم أن لهم صحبة وسكن الرقة. وعنه: داوود بن رشيد، وإسماعيل بن عبد الله الرقي، وأيوب بن محمد الوازن، وطائفة. وحدث بحران، وطال عمره، وصار يسأل الناس. قال البخاري: لا يكتب حديثه. (12/473)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 474 وقال ابن حبان: لا تحل الرواية عنه. وقال ابن عدي: بلغني عن أبي مسهر قال: قلت ليعلى بن الأشدق: ما سمع عمك عبد الله بن جراد من النبي صلى الله عليه وسلم قال: جامع سفيان، وموطأ مالك. وسئل عنه أبو زرعة فقال: لا يصدق. قلت: لا ينبغي التشاغل بتخريج عواليه فإنها مما لا يفرح به. 4 (يعيى بن شبيب المكي ت. ق.) مولى آل الزبير. عن: عبد الله بن عثمان بن خثيم، وهشام بن عروة. وعنه: الحميدي، وقتيبة، وإبراهيم بن بشار الرمادي. روى اليسير، ومحله الصدق. 4 (يغنم بن سالم بن قنبر البصري.) ) (12/474)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 475 له نسخة عن أنس بن مالك كأنها موضوعة. حدث بمصر. روى عنه: عبد الغني بن سعيد، وعبد الغني بن رفاعة المصريان، وإبراهيم بن صدقة العامري، ومحمد بن مخلد الرعيني، وعيسى بن مساور، وأبو مسلم عبد الرحمن بن واقد، وغيرهم. قرأت على أبي المعالي أحمد بن إسحاق: أخبركم المبارك بن أبي الجود ببغداد، أنا أحمد بن أبي غالب الزاهد، أنا عبد العزيز بن علي، أنا أبو طاهر المخلص، ثنا محمد بن هارون، ثنا عيسى بن مساور، ثنا يغنم بن سالم قال: قال لي أنس: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قاد أعمى أربعين خطوة لم تمس وجهة النار. يغنم مجمع على تركه فلا يفرح بعواليه. قال أبو سعيد بن يونس: روى عن أنس فكذب. وقال أبو حاتم: هو مجهول، ضعيف الحديث. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ. قال الطحاوي: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: قدم علينا يغنم بن سالم مصر، فجئته فسمعته يقول: تزوجت امرأة من الجن. فلم أرجع إليه. وقال ابن حبان: كان يضع الحديث على أنس. (12/475)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 476 قلت: بقي إلى حدود التسعين ومائة. 4 (يوسف بن خالد بن عمير السمتي البصري ق.) الفقيه. عن: عاصم الأحول، ويونس بن عبيد، وإسماعيل بن أبي خالد، ومحمد بن عمرو، ولزم أبا حنيفة الإمام حتى برع وصار من نجباء أصحابه. روى عنه: ابنه خالد بن يوسف، وداهر بن نوح، وزيد بن الحريش وخليفة بن خياط، ومحمد بن أبي يعقوب الكرماني، ونصر بن علي الجهضمي. رماه ابن معين بالكذب. وقال أبو حاتم: رأيت له كتاباً ألفه في التجهم ينكر فيه الميزان والقيامة.) (12/476)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 477 وقال ابن سعد: كان بصيراً بالفتوى ضعيفاً. وقال النسائي: ليس بثقة. قلت: مات في رجب سنة تسع وثمانين ومائة. خرج له ق. حديثاً. 4 (يوسف بن عطية بن ثابت الصفار.) أبو سهل السعدي ثم الأنصاري، مولاهم البصري. رأى ابن سيرين، وروى عن: قتادة، وثابت، ومحمد بن واسع، وفرقد السبخي، وجماعة. وعنه: إسحاق بن راهويه، وأحمد بن منيع، وعبد الله بن عون الخراز، وزياد بن يحيى، وعمر بن شبة، والحسن بن محمد الزعفراني، وغيرهم. (12/477)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 478 قال البخاري: منكر الحديث. وقال أبو حاتم والدار قطني: ضعيف الحديث. وقال أبو داوود: ليس بشيء. وقال الفلاس: كان يهم، وما علمته يكذب. وقال النسائي: متروك. قلت: روى له ابن ماجة في تفسيره، ومات سنة سبع وثمانين ومائة. 4 (يوسف بن عطية الباهلي، أبو المنذر الكوفي الوراق.) صاحب مناكير. روى عن: عمرو بن شمير، وغير واحد. وعنه: عمرو بن علي، وزيد بن موهب الرملي، وغيرهما. قال الفلاس: هو أكذب من الصفار. وقال الدار قطني وغيره: ضعيف. (12/478)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 479 4 (يوسف بن محمد بن يزيد بن صيفي بن صهيب بن سنان الرومي المدني.) روى عن ابن عمه عبد الحميد بن زياد، وعن أبيه. وعنه: هشام بن عمار، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وجماعة.) قال البخاري: فيه نظر. وقال أبو حاتم: لا بأس به. 4 (يوسف بن يعقوب بن أبي سلمة الماجشون المدني.) أبو سلمة، مولى آل المنكدر التيمي. (12/479)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 480 عن: أبيه، والزهري، ومحمد بن المنكدر، وصالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وعنه: أبو مصعب، وأحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وشريح بن يونس، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وعلي بن مسلم الطوسي، وخلق سواهم. وثقه يحيى بن معين، وأبو داوود. وقال يحيى بن أيوب المقابري: سمعت يوسف بن الماجشون يقول: ولدت في عهد سليمان بن عبد الملك ففرض لي في المقاتلة. فلما قام عمر بن عبد العزيز مر باسمي، وكان بنا عارفاً، فقال: ما أعرفني بمولد هذا الغلام. فنحاني من المقاتلة وردني عيلاً. قال يحيى بن معين: كنا نأتي يوسف بن الماجشون يحدثنا وجواريه في بيت آخر يضربن بالمعزفة. قلت: أهل المدينة معروفون بالترخص في الغناء. توفي يوسف بن الماجشون سنة خمس وثمانين ومائة، وله ثماني وثمانون سنة. 4 (يونس بن حبيب.) (12/480)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 481 العلامة، أبو عبد الرحمن الضبي مولاهم البصري. إمام أهل النحو. أخذ عن: أبي عمرو بن العلاء، وحماد بن سلمة، وغيرهما. أخذ عنه: الكسائي، وسيبويه، والفراء. وله مصنفات في العربية، وطال عمره، وعاش ثلاثاً وثمانين سنة. قال خليفة بن خياط: مات سنة ثلاث وثمانين ومائة. (12/481)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 482 4 (الكنى)

4 (أبو إسحاق الفزاري ع.) هو إبراهيم بن محمد.) 4 (أبو إسماعيل المؤدب ق.) هو إبراهيم بن سليمان بن رزين البغدادي مؤدب أولاد الوزير أبي عبيد الله. له عن: عطية العوفي، وعاصم بن بهدلة، وعبد الملك بن عمر، وعاصم الأحول، وطائفة. وعنه: يحيى بن معين، وعثمان بن أبي شيبة، وأخوه وأبو بكر، (12/482)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 483 ومحمد بن الصباح الدولابي، وأبو عمر الدوري، والحسن بن عرفة، وآخرون. وثقه يحيى بن معين. وقال مرة: ضعيف. وقال مرة ليس به بأس. وكذا قال أحمد. وقال أبو داوود: ثقة. رأيت ابن حنبل يكثر أحاديثه بنزول. وقال النسائي: ليس به بأس. قيل: مات قريباً من سنة ثلاث وثمانين ومائة. 4 (أبو أمية بن يعلى الثقفي.) يقال اسمه إسماعيل. (12/483)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 484 مدني، معمر. له عن: نافع، وسعيد المقبري، وأبي الزناد، وهشام بن عروة. وحضر جنازة سالم بن عبد الله. روى عنه: زيد بن الحباب، ومحمد بن أبان، ومحمد بن عقبة السدوسي، وشيبان بن فروخ، وداهر بن نوح، والقواريري، وسعيد بن هبيرة. قال البخاري: سكتوا عنه. وقال الدار قطني: بصري متروك. وكذا تركه النسائي. وقال ابن عدي بعد أن ساق له أحاديث: هو ممن يكتب حديثه. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي. وقال ابن معين: ليس بشيء.) وقال شعبة: اكتبوا عنه فإنه شريف لا يكذب. 4 (أبو بحر البكراوي د. ت.) (12/484)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 485 هو عبد الرحمن بن عثمان بن أمية بن عبد الرحمن بن أبي بكرة الثقفي البصري. عن: حسين المعلم، وداوود بن أبي هند، ومحمد بن عمرو، وجماعة. وعنه: أحمد بن عبدة، وحفص الربالي، وخليفة بن خياط، وبندار، وعدة. ضعفه ابن معين. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه. ونقل بن الجوزي أن أحمد بن حنبل قال: طرح الناس حديثه. مات سنة خمس وتسعين ومائة. 4 (أبو حفص الأبار د. ن. ق.) (12/485)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 486 هو عمر بن عبد الرحمن بن قيس. كوفي ثقة. نزل بغداد وروى عن: منصور، وليث بن أبي سليم، والأعمش، وعمار الدهني، وعدة. وعنه: يحيى بن معين، وداوود بن رشيد، وعثمان بن أبي شيبة، وشريح بن يونس، والحسن بن عرفة، وآخرون. وكان له غلمان يحملون الإبر وهو معلمهم. أضر بآخره. وثقه ابن معين، وغيره. 4 (أبو خالد الأحمر ع.) هو سليمان بن حيان. مر. 4 (أبو داوود النخعي.) (12/486)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 487 هو سليمان بن عمرو، وهو ابن عم شريك القاضي. روى عن: أبي طوالة، وعبد الملك بن عمير، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، والمختار بن فلفل، وغيرهم. وعنه: آدم بن أبي إياس، ويحيى بن أيوب المقابري، وعباد بن يعقوب، والمسيب بن وضاح،) وطائفة. قال أبو معمر الهذلي: كان بشر المريسي قد أخذ رأي جهم من أبي داوود النخعي، وكان أبو داوود كذاباً. قلت: كان وقحاً، جريئاً، قدرياً من الخير بريئاً. قال علي بن المديني: كان من الدجالين. وقال يحيى بن معين: هو كذاب النخع. وقال البخاري: معروف بالكذب. قاله قتيبة، وإسحاق. وقال أحمد بن حنبل: كذاب. وروى عباس، عن يحيى قال: أبو داوود النخعي رجل سوء كذاب، خبيث، قدري. لم يكن ببغداد رجل إلا وهو خير من النخعي. كان يضع الحديث. (12/487)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 488 سمعته يقول: سمعت خصيف وخصاف ومخصف. وكان من أكذب الناس. 4 (أبو رويم.) هو طلاب بن حوشب الربعي، أخو العوام بن حوشب. عمر دهراً، وحدث عن: مجالد، وإسماعيل بن أبي خالد. وعنه: موسى بن عبد الرحمن المسروقي، والحسين بن علي الصدائي. لا يدري من ذا. 4 (أبو سفيان المعمري م. ن. ق.) اسمه محمد بن حميد، شيخ بصري ثبت، سكن بغداد. (12/488)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 489 وإنما لقب بالمعمري لرحلته إلى معمر باليمن. وكان من الصلحاء العباد. روى عن: معمر، وهشام بن حسان، وسفيان الثوري، وغيرهم. وعنه: شريح بن يونس، وأبو خيثمة، وأبو سعيد الأشج، والنفيلي، وابن نمير، وعمرو الناقد، وسفيان بن وكيع، وحميد بن الربيع. وثقه يحيى بن معين، وأبو داوود. ولم يخرج له البخاري، بل خرج لأبي سفيان الحميري. وفيه شيء.) قال الخطيب: محمد بن حميد البكري المعمري، كان مذكوراً بالصلاح والعبادة. وقال ابن معين أيضاً: عبد الرزاق أحب إلي منه. قال ابن قانع: مات سنة اثنتين وثمانين ومائة. وسيأتي أبو سفيان الحميري بعد. 4 (أبو سليمان الداراني الكبير ق.) وما هو بالزاهد الشهير. اسم الكبير عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون العنسي، بتون، الدمشقي. له رحلة (12/489)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 490 في الحديث. روى عن: الأعمش، وليث بن أبي سليم، وإسماعيل بن أبي خالد، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وعمرو بن شراحيل الداراني، وجماعة. روى عنه: إسماعيل بن عياش وهو أكبر منه، وعبد الله بن يوسف التنيسي، وأبو توبة الحلبي، ومحمد بن عائذ، وصفوان بن صالح، وهشام بن عمار، وعدة. وثقه دحيم. وقال أبو حاتم: لا يحتج به. وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. قلت: بقي إلى قريب التسعين ومائة. 4 (أبو عاصم العباداني ق.) اسمه عبد الله، وقيل عبيد الله بن عبيد. شيخ بصري الأصل. روى عن: علي بن زيد بن جدعان، والفضل بن عيسى الرقاشي، وفايد أبي الورقاء، وغيرهم. وعنه: سويد بن سعيد، وإسحاق بن راهويه، وعلي بن المديني، والفلاس، وغيرهم. قال أبو حاتم وغيره: ليس به بأس. (12/490)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 491 وقال العقيلي: منكر الحديث. 4 (أبو عبد الرحمن الزاهد.) اسمه عبد الله بن محمد.) روى عن: الأعمش، وأبي عقال، وخلاد بن زيد، وإبراهيم بن أدهم. وعنه: أسود بن سالم، وسعدويه الواسطي، ومهدي بن جعفر، وداوود بن مهران، وهشام بن عمار، ويحيى بن أيوب الزاهد. لم أر لهم فيه كلاماً. 4 (أبو عبد الرحمن الفراء.) من أفضل مشايخ الموصل. اسمه سعيد، وقيل نوح. حدث عن: عوف الأعرابي، وسعيد بن أبي عروبة، وهشام بن حسان. وعنه: القاسم بن يزيد الجرمي، ومعلى بن مهدي. قال يزيد الأزدي: مات سنة ست وثمانين ومائة. 4 (أبو عبيدة الحداد خ. د. ت. ن.) (12/491)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 492 هو عبد الواحد بن واصل السدوسي، مولاهم البصري. نزيل بغداد. روى عن: بهز بن حكيم، وعوف، ويونس بن إسحاق، وعثمان بن أبي رواد، وطبقتهم. وعنه: أحمد بن حنبل، وابن معين، وزهير بن حرب، وعمرو الناقد، وزياد بن أيوب. وثقه أبو داوود. وقال أحمد: لم يكن صاحب حفظ، إلا أن كتابه كان صحيحاً. وقال علي بن الحسين بن حبان: وجدت بخط أبي: ذكر ابن معين أبا عبيدة الحداد فقال: كان متثبتاً، ما أعلم أنا أخذنا عليه خطأ البتة، جيد القراءة لكتابه. وقال أبو قلابة الرقاشي: مات سنة تسعين ومائة. 4 (أبو عبيدة العصفري.) بصري فاضل، اسمه إسماعيل بن سنان. له عن: عكرمة بن عمار، وغيره. وعنه: علي بن المديني، وخليفة بن خياط. 4 (أبو علقمة الفروي م. د. ن.) ) (12/492)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 493 هو عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي فروة المدني. عن: عمه إسحاق بن أبي فروة، وعن: صفوان بن سليم، ومحمد بن المنكدر، ويزيد بن خصيفة. ورأى سعيد المقبري. روى عنه: إسحاق بن راهويه، وإبراهيم بن المنذر، وأحمد بن عبدة الضبي، ويحيى بن يحيى التميمي، وآخرون. وقال ابن سعد: إنه لقي نافعاً، وسعيد المقبري، والصلت بن زبيد، وروى عنهم. وعمر حتى لقيناه في سنة تسع وثمانين ومائة، وكان ثقة. وقال يحيى بن معين: ثقة. قلت: ما أدري لم لم يخرج البخاري له. مات في المحرم سنة تسعين ومائة. 4 (أبو المليح الرقي د. ت.) (12/493)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 494 اسمه الحسن بن عمر، ويقال الحسن بن عمرو. حج ورأى عطاء بن أبي رباح. وروى عن: ميمون بن مهران، والزهري، وزياد بن بيان الرقي، وعبد الله بن محمد بن عقيل، وغيرهم. وعنه: عبد الله بن جعفر الرقي، وعمرو بن خالد الحراني، وإبراهيم بن مهدي المصيصي، وأبو جعفر النفيلي، وأبو نعيم عبيد بن هشام، وعبد الجبار بن عاصم، وآخرون. وثقه أحمد بن حنبل، وأبو زرعة. مات في عشر المائة في سنة إحدى وثمانين ومائة. وقع لي من عواليه. 4 (أبو الهول الحميري) الشاعر المشهور. اسمه عامر بن عبد الرحمن. كان آية في الهجاء المقذع. وله مدائح في المهدي والرشيد.) 4 (أبو الهيذام المري.) (12/494)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 495 أمير عرب الشام، وزعيم قيس وفارسها الشهير. وهو قائد العرب المضرية في الفتنة العظمى الكائنة بدمشق بين القيسية واليمانية في دولة الرشيد. حتى تفاقم الأمر وكثر القتل. وله شعر جيد مشهور. وقد خرج على الرشيد لكونه قتل أخاه، ثم ظفر بأبي الهيذام، وحمل مقيداً إلى الرشيد. فلما مثل بين يديه أنشده أبياتاً يستعطفه، فمن عليه وعفا عنه. اسمه عامر بن عمارة بن خريم، وهو والد المحدث موسى بن عامر صاحب الوليد بن مسلم، وراوي كتبه. قال المرزباني: قتل عامل الرشيد بسجستان أخاً لأبي الهيذام، فخرج أبو الهيذام بالشام، وجمع جمعاً عظيماً. ورثا أخاه، وغلظ أمره، وأعيت الرشيد الحيلة فيه، فاحتال عليه بأخ له أرغبه، فشد على أبي الهيذام وقيده. وسار به إلى الرشيد. وهو القائل: (فاحسن أمير المؤمنين فإنه .......... أبى الله إلا أن يكون لك الفضل) فمن عليه وأطلقه. أنشد الزبير بن بكار لأبي الهيذام: (سأبكيك بالبيض الرقاق وبالقنا .......... فإن بها ما يطلب الماجد الوترا) (12/495)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 496 (ولست كمن يبكي أخاه بعبرة .......... يعصرها في جفن مقلته عصرا)

(وإنا أناس ما تفيض دموعنا .......... على هالك منا وإن قصم الظهرا) قيل: توفي سنة اثنتين وثمانين ومائة. 4 (القاضي أبو يوسف.) (12/496)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 497 هو يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن حبيش بن سعد بن بجير بن معاوية الأنصاري. وسعد بن بجير هو سعد بن قتيبة. وحبتة أمه ابنة خوات بن جبير. شهد سعد الخندق، ونسبه في بجيلة. وإنما حالف الأنصار. ولد أبو يوسف بالكوفة سنة ثلاث عشرة ومائة، وطلب العلم سنة ثلاث وثلاثين. وسمع من: هشام بن عروة، وعطاء بن السائب، ويحيى بن سعيد، ويزيد بن أبي زياد،) والأعمش، وأبي إسحاق الشيباني، وحجاج بن أرطأة، وعبيد الله بن عمر، وطائفة. وتفقه بالإمام أبي حنيفة حتى صار المقدم في تلامذته. تفقه به: محمد بن الحسن، وهلال الرائي، ومعلى بن منصور، وعدد كثير. وروى عنه: ابن سماعة، ويحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، وعلي بن الجعد، وأحمد بن منيع، وعلي بن مسلم الطوسي، وإبراهيم بن الجراح، (12/497)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 498 وأسد بن الفرات، وعمرو بن أبي عمرو الحراني، وعمرو الناقد، وخلق سواهم. وكان والده إبراهيم فقيراً، فكان أبو حنيفة رضي الله عنه يتعاهد أبا يوسف بالمائة درهم بعد المائة، يعينه على طلب العلم. فروى علي بن حرملة، عن أبي يوسف قال: كنت أطلب الحديث والفقه وأنا مقل. فجاء أبي يوماً وأنا عند أبي حنيفة، فقال: لا تمدن يا بني رجلك مع أبي حنيفة فأنت محتاج إلى المعاش. فآثرت طاعة أبي. فتفقدني أبو حنيفة، فجعلت أتعاهده، فدفع لي مائة درهم وقال لي: الزم الحلقة، فإذا نفذت هذه فأعلمني. ثم أعطاني بعد أيام مائة أخرى، وكان يتعاهدني. ويقال إن أمه هي التي لامته، وأن أباه مات وأبو يوسف صغير، فأسلمته عند قصار. فالله أعلم. قال محمد بن الحسن: مرض أبو يوسف، فعاده أبو حنيفة، فلما خرج قال: إن يمت هذا الفتى فهو أعلم من عليها. وأومأ إلى الأرض. قال عباس الدورقي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: أول ما كتبت الحديث اختلفت إلى أبي يوسف فكتبت عنه، ثم اختلفت بعد إلى الناس. وكان أبو يوسف أميل إلى المحدثين من أبي حنيفة ومحمد. إبراهيم بن أبي داوود البرلسي: سمعت ابن معين يقول: ما رأيت في (12/498)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 499 أصحاب الرأي أثبت في الحديث، ولا أحفظ، ولا أصح رواية من أبي يوسف. وروى عباس، عن ابن معين قال: أبو يوسف صاحب حديث، صاحب سنة. محمد بن سماعة، عن يحيى بن خالد البرمكي قال: قدم علينا أبو يوسف وأقل ما فيه الفقه، وقد ملأ بفقهه ما بين الخافقين. وقال الخريبي: كان أبو يوسف قد أطلع الفقه والعلم إطلاعاً، يتناوله كيف شاء.) قال عمرو الناقد: كان أبو يوسف صاحب سنة. قال أحمد: كان أبو يوسف منصفاً في الحديث. بشر بن غياث: سمعت أبا يوسف يقول: صحبت أبا حنيفة سبع عشرة سنة، ثم رتعت في الدنيا تسع عشرة سنة، وأظن أجلي قد قرب. فما نجد إلا يسيراً حتى مات. وروى بكير العمي، عن هلال الرائي قال: كان أبو يوسف يحفظ التفسير، والمغازي، وأيام العرب. وكان أحد علومه الفقه. وروى أحمد بن عطية، عن محمد بن سماعة قال: كان أبو يوسف. بعدما ولي القضاء يصلي كل يوم مائتي ركعة. (12/499)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 500 وقال علي بن المديني: ما أخذ على أبي يوسف إلا حديثه في الحجر، عن هشام بن عروة. وكان صدوقاً. وقال يحيى بن يحيى التميمي: سمعت أبا يوسف يقول عند وفاته: كل ما أفنيت به فقد رجعت عنه، إلا ما وافق الكتاب والسنة. وفي لفظ: إلا ما في القرآن واجتمع عليه المسلمون. وقال بشر بن الوليد: سمعت أبا يوسف يقول: من تتبع غريب الحديث كذب، ومن طلب المال بالكيمياء أفلس، ومن طلب الدين بالكلام تزندق. وقال محمد بن سماعة: سمعت أبا يوسف في اليوم الذي مات فيه يقول: اللهم إنك تعلم أني لم أجر في حكم حكمت به. ولقد اجتهدت في الحكم بما وافق كتابك وسنة نبيك. قال الفلاس: أبو يوسف صدوق، كثير الغلط. وقال ابن عدي: لا بأس به. (12/500)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 501 وقال أبو حاتم: يكتب حديثه. قلت: وأبو يوسف هو أول من لقب قاضي القضاة، وكان عظيم الرتبة عند هارون الرشيد. قال الطحاوي: نا بكار بن قتيبة: سمعت أبا الوليد الطيالسي يقولك لما قدم أبو يوسف البصرة مع الرشيد، اجتمع أصحاب الرأي وأصحاب الحديث على بابه. فأشرف عليهم ولم يأذن لفريق منهم وقال: أنا من الفريقين جميعاً. ولا أقدم فرقة على فرقة. لكني أسأل عن مسألة، فمن أصاب دخلوا. ثم قال: رجل مضغ خاتمي هذا حتى هشمه، مالي عليه) فاختلف أصحاب الحديث، فلم يعجبه قولهم. وقال فقيه: عليه قيمته صحيحاً، ويأخذ الفضة المهشومة إلا أن يشأ صاحب الخاتم أن يمسكه لنفسه، ولا شيء على هاشمه. فقال أبو يوسف: يدخل أصحاب هذا القول، فدخلت معهم. فسأله المستملي، فأملى حديثاً، عن الحسن بن صالح. وقال: ما أخاف على رجل من شيء خوفي عليه من كلامه في الحسن بن صالح. فوقع لي أنه أراد شعبة، فقمت وقلت: لا أجلس في مجلس يعرض فيه بأبي بسطام. ثم خرجت، فرجعت إلى نفسي، فقلت: هذا قاضي الآفاق، ووزير أمير المؤمنين، وزميله في حجه، وما يضره (12/501)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 502 غضبي فرجعت وجلست حتى فرغ المجلس. فأقبل علي إقبال رجل ما كان له هم غيري، فقال: يا هشام، وإذا هو يثنيني لأني كنت عنده ببغداد، والله ما أردت بأبي بسطام سوءاً. وله في قلبي أكبر منه في قلبك فيما أرى. ولكن، لا أعلم أني رأيت رجلاً مثل الحسن بن صالح. قال بكار: فذكرت هذا لهلال الرائي فقال: أنا والله أجبت أبا يوسف عن مسألة الخاتم. محمد بن شجاع: سمعت الحسن بن أبي مالك: سمعت أبا يوسف يقول: القرآن كلام الله، من قال كيف ولم تعاطى مراء ومجادلة استوجبت الحبس والضرب المبرح. ولا يفلح من استحلى شيئاً من الكلام. ولا يصلى خلف من قال: القرآن مخلوق. أبو حازم القاضي: نا الحسن بن موسى قاضي همذان، ثنا بشر بن الوليد قال: كان أبو يوسف يقول: إذا ذكر محمد بن الحسن: أي سيف هو، غير أن فيه صدأ يحتاج إلى جلاء. وإذا ذكر الحسن بن زياد اللؤلؤي يقول: هو عندي الصيدلاني إذا سأله رجل أن يعطيه ما يسهله أعطاه ما يمسكه. وإذا ذكر بشراً يقول: هو كإبرة الرفاء، طرفها دقيق، ومدخلها لطيف، وهي سريعة الانكسار. وإذا ذكر الحسن بن أبي مالك قال: هو كجمل حمل حملاً في يوم مطير، فتذهب يده مرة هكذا، ومرة هكذا، ثم يسلم. أبو سليمان الجوزجاني: سمعت أبا يوسف يقول: من طلب المال (12/502)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 503 بالكيمياء أفلس، ومن طلب العلم بالكلام تزندق. محمد بن سعدان: سمعت أبا سليمان الجوزجاني: سمعت أبا يوسف يقول: دخلت على الرشيد وفي يده درتان يقلبهما، فقال: هل رأيت أحسن منهما قلت: نعم يا أمير المؤمنين) قال: وما هو قلت: الوعاء الذي هما فيه. فرمى بهما إلي وقال: شأنك بهما. قال المؤلف: قد أفردت سيرة القاضي أبي يوسف. رحمه الله في جزء. قال بشر بن الوليد: مات أبو يوسف يوم الخميس لخمس خلون من ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين ومائة. وقال غيره في ربيع الآخر. وعاش سبعين سنة إلا سنة. وقد قال عباد بن العوام يوم جنازته: ينبغي لأهل الإسلام أن يعزي بعضهم بعضاً بأبي يوسف رحمه الله. (12/503)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 5 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة العشرون)

1 (الأحداث من سنة إلى)

4 (احداث سنة إحدى وتسعين ومائة)

4 (من توفي في هذه السنة) خالد بن حيان الرقي الخراز، سلمة بن الفضل الأبرش، بالري، عبد الرحمن بن القاسم المصري الفقيه، عيسى بن يونس، في قول خليفة، وابن سعد، الفضل بن موسى السيناني المروزي، محمد بن سلمة الحراني الفقيه، محمد بن الحسن المهلبي، بالمصيصة، مطرف بن مازن، قاضي صنعاء، معمر بن سليمان النخعي الرقي. وتوفي فيها جماعة مختلف فيهم، وسيذكرون. 4 (خروج ثروان بحولايا) وفيها خرج ثروان بن سيف بحولايا، فسار إليه طوق بن مالك فهزمه طوق وقتل أصحابه، وهرب مجروحاً. (13/5)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 6 4 (خروج أبي النداء بالشام) وفيها خرج أبو النداء بالشام، فتوجه لقتاله يحيى بن معاذ. 4 (رافع بن الليث عيسى من ولد علي) استغلاظ أمر رافع بن الليث ومقتل عيسى من ولد علي) وفيها غلظ أمر رافع بن الليث بسمرقند، وكتب إليه أهل نسف بالطاعة، وأن يوجه إليهم من يعينهم على قتال علي بن عيسى بن ماهان. فوجه صاحب الشاش في أتراكه وقائداً من قواده، فأحدقوا بعيسى ولد علي وقتلوه في ذي القعدة. 4 (ولاية حمويه بريد خراسان) وفيها ولي الرشيد حمويه الخادم بريد خراسان. 4 (غزوة يزيد بن مخلد الروم) وفيها غزا بن مخلد الروم في عشرة آلاف، فأخذت الروم عليه المضيق، فقتل بقرب طرسوس، وقتل معه سبعون رجلاً. (13/6)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 7 4 (تولية هرثمة بن أعين الصائفة) فولى الرشيد غزو الصائفة هرثمة بن أعين، وضم إليه ثلاثين ألفاً من جند خراسان ومعه مسرور الخادم إليه النفقات وجميع الأمر خلا الرئاسة. 4 (مضي الرشيد إلى درب الحدث) ومضى الرشيد إلى درب الحدث فرتب الأمور، ثم انصرف بعد ثلاثة أيام في رمضان، فنزل الرقة، وأمر بهدم الكنائس في الثغور. 4 (عزل علي بن عيسى) وعزل علي بن عيسى بن ماهان عن خراسان بهرثمة بن أعين. وقد ذكرنا سبب هلاك ولده عيسى، فلما قتل ولده خرج عن بلخ فأتى مرو خوفاً من رافع أن يأتي مرو فيملكها. وكان ابنه دفن في بستان داره أموالاً، نحو ثلاثين ألف ألف، ولم يدر بها علي. فأعلمت جارية لعيسى بعض الخدم، وتحدث به الناس، فاجتمع أعيان البلد وانتهبوا المال هم والعامة. فعلم الرشيد فغضب، وعزله وأخذ أمواله، فبلغت ثمانين ألف ألف. وكان علي بن عيسى قد عتا وتجبر على القواد، وكانت كتب قد وردت (13/7)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 8 على الرشيد أن رافقاً لم يخلع، ولا نزع السواد، ولا من شايعه، وأن غايتهم عزل علي بن عيسى الذي قد سامهم المكروه. 4 (حج هذا العام) ) وحج بالناس أمير مكة الفضل بن العباس بن محمد بن علي. 4 (امتناع الصائفة) ولم يكن للمسلمين بعد هذا السنة صائفة إلى سنة خمس عشرة ومائتين. (13/8)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 9 4 (احداث سنة اثنتين وتسعين ومائة.) توفي فيها: صعصعة بن سلام خطيب قرطبة، عبد الله بن إدريس الأودي، أبو محمد، عبد الرحمن بن عبد الحميد المصري، عرعرة بن البرند الشامي البصري، علي بن ظبيان العبسي الكوفي، الفضل بن يحيى البرمكي، توفي مسجوناً، يحيى بن كريب الرعيني المصري، يوسف ابن القاضي أبي يوسف. 4 (شخوص هرثمة إلى خراسان) وفيها شخص هرثمة إلى خراسان، ووجه إلى علي بن عيسى في الظاهر أموالاً وخلعاً وسلاحاً. فلما نزل نيسابور جمع وجوه أصحابه فخلا بكل منهم وأخذ عليه العهد والميثاق أن يكتم أمره، وولى كل رجل بلداً ودفع إليه عهده وجهزه سراً إلى بلده. فعل هذا خوفاً من ثورة علي بن عيسى. ثم سار، فلما كان على مرحلة من مرو دعا ثقات أصحابه وكتب أسماء (13/9)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 10 ولد علي بن عيسى وأهل بيته، ودفع إلى كل رجل رقعة باسم من وكله بحفظه إذا دخل مرو. ثم وجه إلى علي: إن أحب الأمير أن يوجه ثقاته لقبض ما معي فعل، فإنه إذا تقدمت الأموال أمام دخولي كان أقوى للأمير وأفت في عضد أعدائه. فوجه علي جماعة لقبض الأموال فقل هرثمة: اشغلوهم الليلة. ففعلوا. ثم سار إلى مرو، فلما صار منها على ميلين تلقاه علي بن عيسى وولده وقواده فلما وقعت عين هرثمة عليه ثنى رجله لينزل، فصاح علي: والله لئن نزلت لأنزلن. فثبت ودنا، فاعتنقا، ثم) سارا إلى قنطرة لا يجوزها إلا فارس. فحبس هرثمة لجام الفرس وقال لعلي: سر، فقال: لا والله. فقال هرثمة: لا والله، أنت أميرنا. ثم نزل بمنزل علي، وأكلا من السماط. ثم دفع الخادم كتاب الرشيد إلى علي، فلما رأى أول حرف منه سقط من يده. ثم أمر هرثمة بتقييده وتقييد ولده وعماله. ثم صار إلى الجامع فخطب وبسط من آمال الناس، وأخبر أن الرشيد ولاه ثغورهم بما بلغه من سوء سيرة الفاسق علي بن عيسى، وإني منصفكم منه. فأظهروا السرور وضجوا بالدعاء. ثم انصرف ودعا بعلي وآله فقال: اعفوني من الإقدام بالمكروه عليكم. ونودي ببراءة الذمة من رجل عنده لعلي وديعة فأخفاها. فأحضر الناس شيئاً كثيراً إلا رجل واحد. واستصفى هرثمة حتى حلي النساء والثياب، وبالغ في ذلك. ثم بعد ذلك أقامهم لمظالم الناس وشدد عليهم. ثم حمل علياً إلى الرشيد. 4 (توجه الرشيد لحرب رافع) وفيها توجه الرشيد نحو خراسان لحرب رافع. فذكر محمد بن الصباح (13/10)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 11 الطبري أن أباه شيع الرشيد إلى النهروان، فجعل يحادثه في الطريق إلى أن قال: يا صباح، لا أحسبك تراني بعدها. فقلت: بل يردك الله سالماً. ثم قال: ولا أحسبك تدري ما أجد. فقلت: لا والله. فقال: تعالى حتى أريك. وانحرف عن الطريق، وأومأ إلى الخواص فتنحوا، ثم قال: أمانة الله يا صباح أن تكتم علي. وكشف عن بطنه، فإذا عصابة حرير حول بطنه، فقال: هذه علة أكتمها الناس كلهم. ولكل واحد من ولدي علي رقيب، فمسرور رقيب المأمون، وجبريل بن بختيشوع رقيب الأمين ونسيت الثالث، ما منهم أحد إلا وهو يحصي أنفاسي ويعد أيامي ويستطيل دهري. فإن أردت أن تعرف ذلك فالساعة أدعو ببرذون، فيجيئون به أعجف ليزيد في علتي. ثم دعا ببرذون، فجاؤوا به كما وصف، فنظر إلى ثم ركبه وانصرف. 4 (تحرك الخرمية) وفيها تحرك الخرمية ببلاد آذربيجان، فسار لحربهم عبد الله بن مالك في عشرة آلاف، فأسر وسبى. 4 (قتل أبي النداء) وفيها قدم يحيى بن معاذ على الرشيد ومعه أبو النداء، فقتله. (13/11)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 12 4 (تحرك ثروان الحروري) ) وفيها تحرك ثروان الحروري فقتل عامل الطف. 4 (حبس علي بن عيسى) وقدم بعلي بن عيسى بغداد، فحبس في داره. وقتل فيها الرشيد هيثماً اليماني، وكان قد خرج. والله أعلم. (13/12)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 13 4 (احداث سنة ثلاث وتسعين ومائة.) توفي فيها: إسماعيل بن علية، أبو بشر البصري، زياد بن عبد الرحمن شبطون، سعيد بن عبد الله المصري الفقيه، العباس بن الأحنف الشاعر المشهور، العباس بن الحسين العلوي الشاعر، العباس بن الفضل بن الربيع الحاجب، عبد الله بن كليب المرادي، بمصر، عون بن عبد الله المسعودي، محمد بن جعفر البصري، غندر، مخلد بن يزيد الحراني، مروان بن معاوية الفزاري، نزيل دمشق، أبو بكر بن عياش المقريء، بالكوفة. 4 (موافاة الرشيد جرجان) وفيها وافى الرشيد جرجان، فأتته بها خزائن علي بن عيسى على ألف (13/13)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 14 وخمسمائة بعير، ثم رحل منها في صفر وهو عليل إلى طوس، فلم يزل بها إلى أن توفي. 4 (هرثمة وأصحاب رافع بن الليث) وفيها كانت وقعة بين هرثمة وأصحاب رافع بن الليث، فانتصر هرثمة وأسر أخا رافع، وملك بخارى، وقدم بأخي رافع على الرشيد، فسبه، ودعا بقصاب وقال: فصل أعضاءه، ففصله. 4 (بن بختيشوع وتطبيب الرشيد) وذكر بعضهم أن جبريل بن بختيشوع غلط على الرشيد في علته في علاج عالجه به كان سبب) منيته، فهم الرشيد بأن يفصله كما فعل بأخي رافع، ودعا به فقال: أنتظر إلى غد يا أمير المؤمنين، فإنك تصبح في عافية، فمات ذلك اليوم. وقيل إن الرشيد رأى مناماً أنه يؤم بطوس، فبكى وقال: احفروا لي قبراً. فحفروا له، ثم حمل في قبة على جمل وسيق به حتى نظر إلى القبر (13/14)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 15 فقال: يا ابن آدم تصير إلى هذا. وأمر قوماً فنزلوا فختموا فيه ختمة، وهو في محفة على شفير القبر. 4 (الرشيد يقتفي أخلاق المنصور) قال ابن جرير: وكان يقتفي أخلاق المنصور، ويطلب العمل بها. إلا في بذل المال، فإنه لم ير خليفة قبله أعطى منه للمال. وكان يحب الشعر، ويميل إلى أهل الأدب والفقه، ويكره المراء في الدين، ويقول: هو شيء، لا نتيجة له، وبالحري أن لا يكون فيه ثواب. وكان يحب المديح ويشتريه بأغلى ثمن. 4 (الرشيد و مروان بن أبي حفصة) أجاز مرة مروان بن أبي حفصة على قصيدة خمسة آلاف دينار، وخلعة، وعشرة من رقيق الروم، وفرساً من مراكبه. 4 (صحبة ابن أبي مريم المضحاك للرشيد) وقيل إنه كان مع الرشيد ابن أبي مريم المدني، وكان مضحكاً فكهاً إخبارياً، فكان الرشيد لا يصبر عنه ولا يمل منه لحسن نوادره ومجونه. 4 (موعظة ابن السماك للرشيد) وروي أن ابن السماك دخل على الرشيد يوماً فاستسقى، فأتي بكوز، فلما أخذه قال: على رسلك يا أمير المؤمنين، لو منعت هذه الشربة بكم كنت تشتريها قال: بنصف ملكي. قال: اشرب هناك الله. فلما شربها قال: (13/15)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 16 اسألك لو منعت خروجها من بدنك، بماذا كنت تشتري خروجها قال: بجميع ملكي. فقال: إن ملكاً قيمته شربة ماء لجدير أن لا ينافس فيه. قال: فبكى هارون. وقد ذكرت الرشيد في الأسماء أيضاً. 4 (البيعة للأمين) وبويع لابنه الأمين محمد في العسكر صبيحة الليلة التي توفي فيها الرشيد. وكان المأمون حينئذ) بمرو، والأمين ببغداد. فأتاه الخبر، فصلى بالناس الجمعة وخطب، ونعى الرشيد إلى الناس وبايعه الناس وأمر للجند برزق سنتين. 4 (مسير رجاء الخادم بالخلع إلى الأمين) وأخذ رجاء الخادم البرد والقضيب والخاتم. وسار على البريد في اثني عشر يوماً من مرو حتى قدم بغداد في نصف جمادى الآخرة، فدفع ذلك إلى الأمين. وبلغ الخبر المأمون فبايع لأخيه ثم لنفسه، وأعطى الجند عطاء سنة، وأخذ يتألف أمراءه وقواده ويظهر العدل، فأحبوا المأمون. 4 (بناء الأمين لميدان الكرة) أما الأمين فإنه بعد بيعته بيوم أمر ببناء ميدان جوار قصر المنصور للعب الكرة. ثم قدمت أم جعفر زبيدة في شعبان، فتلقاها ابنها الأمين. (13/16)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 17 قدمت من الرقة ومعها جميع الخزائن. 4 (المأمون يهدي الأمين التحف) وأقام المأمون على خراسان وإمرتها، وأهدى للأمين تحفاً ونفائس. 4 (دخول هرثمة سمرقند) وفيها دخل هرثمة حائط سمرقند، فلجأ رافع إلى المدينة الداخلة. وراسل رافع الترك فوافوه، فصار هرثمة في الوسط. ثم لطف الله به ورد الترك، فضعف أمر رافع. 4 (مقتل نقفور ملك الروم) وفيها قتل نقفور ملك الروم في حرب برجان، وبقي في المملكة تسع سنين، وملك بعده ابنه إستبراق شهرين وهلك، فملك ميخائيل بن جرجس زوج أخته. (13/17)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 18 4 (احداث سنة أربع وتسعين ومائة) توفي فيها: حفص بن عثمان النخعي، في آخرها، الحكم بن عبد الله البصري، سلم بن سالم البلخي العابد، ضعيف، سويد بن عبد العزيز، قاضي بعلبك.) شقيق بن إبراهيم البلخي الزاهد، عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، عبيد الله بن المهدي محمد بن المنصور، عمر بن هارون البلخي، أبو حفص، محمد بن حرب الخولاني الأبرش، محمد بن سعيد بن أبان الأموي الكوفي، محمد بن أبي عدي، بصري ثقة، يحيى بن سعيد بن أبان الأموي، أخو محمد، القاسم بن يزيد الجرمي. (13/18)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 19 4 (ثورة أهل حمص بعاملهم) وفيها ثار أهل حمص بعاملهم إسحاق بن سليمان، فخرج إلى سلمية، فولى عليهم الأمين عبد الله بن سعيد الحرشي، فحبس عدة من وجوههم وقتل عدة، وضرب النار في نواحي حمص، فسألوه الأمان فأمنهم. وسكنوا ثم هاجوا فقتل طائفة منهم. 4 (عزل الأمين القاسم عن الولايات) وفيها عزل الأمين أخاه القاسم عن ما كان الرشيد ولاه، وذلك إمرة الشام وقنسرين والثغور، وولى مكانه خزيمة بن خازم. 4 (الأمر بالدعاء لموسى ابن الأمين) وفيها أمر الأمين بالدعاء لابنه موسى على المنابر بالإمرة، بعد ذكر المأمون والقاسم. 4 (تنكر الأمين للمأمون) وتنكر كل واحد من الأمين والمأمون لصاحبه، وظهر الفساد بينهما. 4 (الفضل بن الربيع والأمين والمأمون) وقيل إن الفضل بن الربيع علم أن الخلافة إذا أفضت إلى المأمون لم يبق عليه، فأعدى الأمين به، وحثه على خلعه، وأن يولي العهد لابنه موسى. وأعانه على رأيه علي بن عيسى بن ماهان، والسندي. (13/19)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 20 ولما بلغ المأمون عزل أخيه القاسم عن الشام قطع البريدية عن الأمين، وأسقط اسمه من) الطرز والضرب. 4 (التحاق رافع بن الليث بالمأمون) وكان رافع بن الليث بن نصر بن سيار لما انتهى إليه حسن سيرة المأمون في عمله وأحسانه إلى الجيش، بعث في طلب المأمون لنفسه، فسارع إلى ذلك هرثمة، ولحق رافع بالمأمون فأكرمه. 4 (قدوم هرثمة على المأمون) وقدم هرثمة بمن معه من الجيوش من سمرقند على المأمون. وكان معه طاهر بن الحسين، فتلقاه المأمون وولاه حرسه. 4 (إرسال الأمين وجوهاً إلى المأمون) ثم إن الأمين أرسل وجوهاً إلى الأمين يطلب منه أن يقدم موسى على نفسه، ويذكر أنه قد سماه الناطق بالحق، فرد المأمون ذلك وأباه. 4 (مبايعة العباس المأمون سراً) وكان الرسول إليه العباس بن موسى بن عيسى بن موسى، فبايع المأمون بالخلافة سراً، ثم كان يكتب إليه بالأخبار ويناصحه من العراق. 4 (إسقاط اسم المأمون من ولاية العهد) ورجع وأخبر الأمين بامتناع المأمون. فأسقط اسمه من ولاية العهد، وطلب الكتاب الذي كتبه الرشيد وجعله بالكعبة لعبد الله المأمون على (13/20)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 21 الأمين، فأحضره فمزقه وقويت الوحشة. 4 (إرسال المأمون بالبقاء على عهده للأمين) وأحضر المأمون رسل الأمين إليه وقال: إن أمير المؤمنين كتب إلي في أمر كتبت إليه جوابه، فأبلغوه بالكتاب، واعلموا أني لا أزال على طاعته حتى يضطرني بترك الحق الواجب إلى مخالفته. فخرجوا وقد رأوا جداً غير مشوب بهزل. 4 (نصائح أولي الرأي للأمين) ونصح الأمين أولو الرأي فلم ينتصح، وأخذ يستميل القواد بالعطاء. وقال له خازم بن خزيمة: يا أمير المؤمنين، لن ينصحك من كذبك، ولن يغشك من صدقك. لا تجريء القواد على الخلع فيخلعوك، ولا تحملهم على نكث العهد فينكثوا بيعتك وعهدك، فإن الغادر مغلول، والناكث) مخذول. 4 (بيعة الأمين لابنه موسى بولاية العهد) وفي ربيع الأول بايع الأمين بولاية العهد لابنه موسى، ولقبه الناطق بالحق، وجعل وزيره علي بن عيسى بن ماهان. (13/21)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 22 4 (وثوب الروم على ملكهم) وفيها وثب الروم على ميخائيل صاحب الروم فهرب وترهب، وكان ملكه سنتين، فملكوا عليهم ليون القائد. (13/22)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 23 4 (احداث سنة خمس وتسعين ومائة) توفي فيها: إسحاق بن يوسف الأزرق، واسطي، بشر بن السري الواعظ، بمكة، عبد الرحمن بن محمد المحاربي الكوفي، عبيد الله بن المهدي، فيها في قول، غنام بن علي الكوفي، وقيل سنة أربع، مؤرج بن عمرو السدوسي النحوي، محمد بن فضيل الضبي الكوفي. الوليد بن مسلم، في أولها بذي المروة، يحيى بن سليم الطائفي، بمكة، أبو معاوية الضرير محمد بن خازم. 4 (بعض الشعرفي ولاية العهد لموسى) وفيها قال بعض الشعراء فيما جرى من ولاية العهد لموسى وهو طفل، وذلك برأي الفضل كما تقدم، ورأي بكر بن المعتمر. (أضاع الخلافة غشّ الوزير .......... وفسق الأمير وجهل المشير) (13/23)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 24 (ففضل وزير وبكر مشير .......... يريدان ما فيه حتف الأمير)

(لواط الخليفة أعجوبة .......... وأعجب منه خلاق الوزير) ) (فهذا يدوس وهذا يداس .......... وهذا لعمري خلاف الأمور)

(ولو يستعينان هذا بذاك .......... لكانا بعرضة آمر ستير)

(وأعجب بمن ذا وذا أنّنا .......... نبايع للطّفل فينا الصغير)

(ومن لم يحسن غسل أسته .......... ومن لم يخل من بوله حجرظير)

4 (تسمية المأمون بإمام المؤمنين) ولما تيقن المأمون خلعه تسمى بإمام المؤمنين، وكوتب بذلك. 4 (عقد الأمين الولايات لعلي بن عيسى) وفي ربيع الآخر عقد الأمين لعلي بن عيسى بن ماهان على بلد الجبال: همدان، ونهاوند، وقم، وأصبهان، وأقر له فيما قيل بمائتي ألف دينار، وأعطى لجنده مالاً عظيماً. 4 (جمع الأمين أهل بغداد لقراءة العهد لابنه) ولما جمع الأمين الملأ لقراءة العهد على ابنه موسى قال: يا معشر خراسان، يعني الذين ببغداد، إن الأمير موسى قد أمر لكم من صلب ماله بثلاثة آلاف ألف درهم. (13/24)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 25 4 (شخوص علي بن عيسى للقبض على المأمون) وشخص علي بن عيسى في نصف جمادى الآخرة من بغداد، وأخذ معه قيد فضة ليقيد به المأمون بزعمه. وسار معه الأمين إلى النهروان، فعرض بها الجند الذين جهزهم مع علي. 4 (استعمال ابن حميد على همدان) وسار حتى نزل همدان، فاستعمل عليها عبد الله بن حميد بن قحطبة. 4 (لقاءعلي بن عيسى طاهر بن الحسين) ثم شخص علي منها حتى بلغ الري وهو على أهبة الحرب فلقيه طاهر بن الحسين وهو في أقل من أربعة آلاف، وكان قد جهزه المأمون، فأشرف على جيش علي وهم يلبسون السلاح، وامتلأت بهم الصحراء بياضاً وصفرة من السلاح المذهب. فقال طاهر بن الحسين: هذا ما لا قبل لنا به، ولكن نجعلها خارجية، نقصد القلب. فهيأ سبعمائة من الخوارزمية. 4 (رفع نسخة البيعة على الرمح) ) قال أحمد بن هشام الأمير: فقلنا لطاهر: نذكر علي بن عيسى البيعة التي كانت، والبيعة التي أخذها هو للمأمون علينا معشر أهل خراسان. قال: نعم. فعلقناهما على رمحين، وقمت بين الصفين، فقلت: الأمان، ثم قلت: يا علي بن عيسى ألا تتقي الله أليس هذه نسخة البيعة التي أخذتها أنت خاصة اتق الله، فقد بلغت باب قبرك. قال: من أنت؟ (13/25)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 26 قلت: أحمد بن هشام ! وكان علي ضربه أربعمائة سوط. فصاح علي: يا أهل خراسان، من جاء به فله ألف درهم. وكان معنا قوم بخارية، فرموه وزنده وقالوا: نقتلك ونأخذ مالك. 4 (مقتل علي بن عيسى) وخرج من عسكر علي العباس بن الليث ورجل آخر، فشد عليه طاهر فضربه قتله، وشد داوود سياه على علي بن عيسى فصرعه وهو لا يعرفه. فقال طاهر بن الناجي: أعلي بن عيسى أنت قال: نعم وظن أنه يهاب فلا يقدم عليه أحد. فشد عليه وذبحه بالسيف، ثم انهزم جيشه. 4 (انهزام البخارية) قال أحمد: فتبعناهم فرسخين، وأوقفونا اثنتي عشر مرة كل ذلك نهزمهم. فلحقني طاهر بن التاجي ومعه رأس علي، فصليت ركعتين شكراً. ووجدنا في عسكره سبعمائة كيس، في كل كيس ألف درهم. ووجدنا عدة بغال عليها له خمر سوادي. فظنت البخارية أنه مال، فكسروا تلك الصناديق فرأوه خمراً، فضحكوا وقالوا: عملنا العمل حتى نشرب. 4 (التسليم بالخلافة للمأمون) وأعتق طاهر من كان بحضرته من غلمانه شكراً. فلما وصل البريد إلى المأمون سلموا عليه بالخلافة، وطيف بالرأس في خراسان. (13/26)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 27 4 (إنشغال الأمين بصيد السمك) وجاء الخبر بقتله إلى الأمين وهو يتصيد السمك، فقال للذي أخبره ويلك دعني، فإن كوثراً قد صاد سمكتين وأنا ما صدت شيئاً بعد. 4 (شعر في مقتل علي بن عيسى) وقال شاعر من أصحاب علي:) (لقينا اللّيث مفترشاً يديه .......... وكنا ما ينهنهنا اللقاء)

(نخوض الموت والغمرات قدما .......... إذا ما كرّ ليس به خفاء)

(فضعضع ركننا لمّا التقينا .......... وراح الموت وانكشف الغطاء)

(وأودى كبشنا والرأس منّا .......... كأنّ بكفّه كان القضاء)

4 (توجيه الأمين للأبناوي) ثم وجه الأمين عبد الرحمن بن جبلة الأبناوي وأمير الدينور بالعدة والقوة، فسار حتى نزل همدان. 4 (قلة تدبير الأمين مع كثرة الجيش) وعن عبد الله بن خازم أنه قال: يريد محمد إزالة الجبال وفل العساكر بالفضل وتدبيره، وهيهات. وهو والله كما قيل: (13/27)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 28 قد ضيّع الله ذوداً أنت راعيها. وقيل إن الجيش الذي كانوا مع علي بن عيسى أربعون ألفاً في حمية لم ير مثلها. 4 (مقتل علي بن عيسى بسهم) وروى عبد الله بن مجالد أن الوقعه اشتد فيها القتال، وأن علي بن عيسى قتل بسهم جاءه. وأن طاهراً بعث بالأسرى والرؤوس إلى المأمون. 4 (شغب الجند ببغداد على الأمين) وذكر عبد الله بن صالح الجرمي أن علياً لما قتل أرجف الناس ببغداد إرجافاً شديداً. وندم محمد على خلعه أخاه. وطمع الأمراء فيه، وشغبوا جندهم بطلب الأرزاق من الأمين، وازدحموا على الجسر يطلبون الأرزاق والجوائز فركب إليهم عبد الله بن خازم في طائفة من قواد الأعراب فتراموا بالنشاب واقتتلوا. فسمع الأمين الضجة، وأرسل يأمر ابن خازم بالانصراف، وأنزلهم بأرزاق أربعة أشهر وزاد في عطائهم، وأمر للقواد بالجوائز. 4 (استعداد الأبناوي لمحاربة طاهر) وجهز عبد الرحمن الأبناوي في عشرين ألفاً، فسار إلى همدان وضبط طرقها، وحصن سورهان وجمع فيها الأقوات، واستعد لمحاربة طاهر. 4 (حبس يحيى بن علي للمنكسرين من جيش أبيه) ) وقد كان يحيى بن علي بن عيسى لما قتل أبوه أقام بين الري وهمدان، (13/28)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 29 فكان لا يمر به أحد من المنكسرين إلا حبسه عنده بناء منه أن الأمين يوليه مكان أبيه. فكتب إليه الأمين يأمره بالمقام مع عبد الرحمن الأبناوي. فلما سار يحيى إلى قرب همدان تفرق أكثر أصحابه. 4 (تراجع الأبناء أمام طاهر بن الحسين) وأما طاهر فقصد مدينة همدان وأشرف عليها. فالتقى الجيشان وصبر الفريقان وكثرت القتلى. ثم إن عبد الرحمن الأبناوي تقهقر ودخل مدينة همدان فأقام بها يلم شعث أصحابه. 4 (حصار طاهر لهمدان) ثم زحف إلى طاهر، وقد خندق طاهر على عسكر، فاقتتلوا قتالاً شديداً. وجعل عبد الرحمن يحرض أصحابه، ويقاتل بيده، وحمل حملات منكرة ما منها حملة إلا وهو يكثر القتل في أصحاب طاهر. فشد رجل على صاحب علم عبد الرحمن فقتله. وحمل أصحاب طاهر حملة صادقة حتى ألجأوهم إلى مدينة همدان، ونزل طاهر محاصراً لها. 4 (طاهر يؤمن الأبناوي) وكان عبد الرحمن يخرج كل يوم فيقاتل على باب المدينة. وتضرر بهم أهل البلد وجهدوا، فطلب عبد الرحمن من طاهر الأمان فآمنه ووفى له. 4 (ظهور أبي العميطر السفياني بدمشق) وفيها ظهر بدمشق السفياني أبو العميطر علي بن عبد الله بن خالد بن (13/29)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 30 يزيد بن معاوية فدعا إلى نفسه، وطرد عنها سليمان بن أبي جعفر بعد حصره إياه بالبلد. وكان عامل الأمين، فلم يفلت منه إلا بعد اليأس. فوجه الأمين لحربه الحسين بن علي بن عيسى بن ماهان فلم ينفذ إليه، ولكنه وصل إلى الرقة فأقام بها. 4 (أبو العميطر يضبط دمشق) وما حولها حتى الساحل وعن صالح بن محمد بن صالح بن بيهس قال: ضبط أبو العميطر دمشق وانضمت إليه اليمانية من كل ناحية، وبايعه أهل الغوطة والساحل وحمص وقنسرين، واستقام له الأمر إلا أن قيساً لم تبايعه وهربوا من دمشق. وجاء عن عبد الله بن طاهر أنه لما قدم دمشق قال لمحمد بن حنظلة: عندك من عظام أبي) العميطر شيء قال: هو أقل عندنا من هذا. ولكن هرب إلينا وخلع نفسه فسترناه. 4 (غلبة طاهر على كور الجبال) وغلب طاهر بن الحسين على قزوين وطرد عنها عامل الأمين وغلب على سائر كور الجبال. (13/30)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 31 4 (غدر الأبناوي بجنود طاهر) وذكر عبد الله بن صالح أن الأمين لما وجه عبد الرحمن الأبناوي إلى همدان أتبعه بعبد الله وأحمد ابني الحرشي في جيش مدداً له. فلما خرج بالأمان هو وأصحابه، أقام يري طاهراً وجنده أنه لهم مسالم راض بعهودهم، ثم اغترهم وهم آمنون فركب في أصحابه، ولم يشعر طاهر وأصحابه بهم إلا وقد هجموا عليهم فوضعوا فيهم السيف. وردت عنهم بالأثر سوء حالتهم حتى أخذت الفرسان عدتها وصدقوهم القتال حتى تقطعت السيوف بين الفريقين. 4 (مقتل الأبناوي) ثم هرب أصحاب عبد الرحمن فترجل هو وجماعة فقاتل حتى قتل. ووصل المنهزمة إلى عسكر ابني الحرشي، فداخلهم الرعب فولوا منهزمين من غير قتال حتى أتوا بغداد. 4 (طاهر يخندق على جنده قرب حلوان) وسار طاهر بن الحسين وقد خلت له البلاد حتى قارب حلوان فعسكر بها وخندق على جنده. (13/31)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 32 4 (احداث سنة ست وتسعين ومائة) توفي فيها: الحسين بن علي بن عيسى، قتل كما يأتي، سعد بن الصلت، قاضي شيراز، عبد الله بن كثير الطويل الدمشقي، عبد الملك بن صالح بن علي الأمير، عتاب بن بشير الجزري، في قول، مخلد بن الحسين، في قول، وكلاهما مر، معاذ بن معاذ العنبري القاضي، الوليد بن خالد بالشام، قاله ابن قانع، أبو نواس الشاعر، هو الحسن بن هانيء.) 4 (الفضل بن الربيع يحث على نصرة الأمين) وفيها روي عن عبد الرحمن بن وثاب قال: حدثني أسد بن يزيد بن مزيد، أن الفضل بن الربيع الحاجب بعث إليه بعد مقتل عبد الرحمن الأبناوي قال: فأتيته فوجدته مغضباً، فقال: يا أبا الحارث أنا وإياك نجري إلى غاية إن قصرنا عنها ذممنا، وإن اجتهدنا في بلوغها انقطعنا. وإنما نحن (13/32)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 33 شعرة من أصل، إن قوي قوينا، وإن ضعف ضعفنا، إن هذا الرجل، يعني الأمين، قد ألقى بيده إلى الأمة الوكعاء، يشاور النساء ويعترض على الرؤساء، وقد أمكن مسامعه من اللهو والجسارة فهم يكبدونه الظفر. والهلاك أسرع إليه من السيل إلى قيعان الرمل، وقد خشيت والله أن نهلك بهلاكه، ونعطب بعطبه، وأنت فارس العرب وابن فارسها، قد فزع إليك في لقاء هذا الرجل، وأطمعه فيما قبلك أمران. أما أحدهما فصدق طاعتك وفضل نصيحتك، والثاني يمن نقيبتك وشدة بأسك. وقد أمرني بإزاحة علتك وبسط يدك فيما أحببت، فعجل المبادرة إلى عدوك، فإني أرجو أن يوليك الله تعالى شرف هذا الفتح، ويلم بك شعث هذه الخلافة. 4 (أسد بن يزيد يطلب نفقة سنة لجنده) فقلت: أنا لطاعة أمير المؤمنين مقدم، ولكل ما أدخل الوهن والذل على عدوه حريص. غير أن المحارب لا يعمل بالغدر، ولا يفتتح أمره بالتقصير والخلل. وإنما ملاك المحارب الجنود، وملاك الجنود المال. وأمير المؤمنين فقد ملأ في أيدي من عنده من العسكر، وتابع عليهم بالأرزاق والصلات. فإن سرت بأصحابي وقلوبهم متطلعة إلى من خلفهم من إخوانهم لم أنتفع بهم في لقاء. وقد فضل أهل السلم على أهل الحرب. والذي أسأله أن يؤمر لأصحابي برزق سنة، ويحمل معهم أرزاق سنة، ولا أسأل عن محاسبة ما افتتحت من المدن. فقال: قد اشتططت، ولا بد من مناظرة أمير المؤمنين. (13/33)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 34 4 (حبس الأمين لأسد بن يزيد) ثم ركب معي إليه فدخلت، فما دار بيني وبينه إلا كلمتان حتى غضب وأمر بحبسي. 4 (اختيار أحمد بن مزيد لقتال طاهر بن الحسين) وذكر زياد بن علي قال: ثم قال الأمين: هل في أهل بيت هذا من يقوم مقامه فأنا أكره أن أستفسدهم مع سابقتهم وطاعتهم. قالوا: نعم، فيهم أحمد بن زيد عمه وأثنوا عليه، فاستقدمه على البريد.) قال أحمد: فبدأت بالفضل بن الربيع، فإذا عنده عبد الله بن حميد بن قحطبة، وهو يريده على الشخوص إلى طاهر بن الحسين وعبد الله يشتط في طلب المال والإكثار من الرجال. فلما رآني رحب بي وصيرني معه إلى صدر المجلس، فكلمني ثم قام معي حتى دخلنا على الأمين، فلم يزل يأمرني بالدنو حتى كدت ألاصقه، فقال: إنه قد كثر علي تخليط ابن أخيك وتنكره، وطال خلافة. وقد وصفت لي بخير، وأحببت أن أرفع قدرك وأعلي منزلتك. وأن أوليك جهاد هذه الفئة الباغية. فقلت: سأبذل في طاعتكم مهجتي. 4 (وصية الأمين لأحمد بن مزيد) قال: وانتخبت الرجال، فبلغ عدة من صححت اسمه ألف رجل، ثم سرت بهم إلى حلوان. ودخلت عليه قبل ذلك وقلت: أوصني. قال: إياك والبغي، فإنه عقال النصر. ولا تقدم رجلاً إلا بالاستخارة، ولا تشهر سيفاً إلا بعد إعذار، ومهما قدرت عليه باللين فلا تتعده بالحرب، في كلام طويل. (13/34)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 35 وأطلق له ابن أخيه أسداً. 4 (احتيال طاهر على جيوش الأمين) وذكر يزيد بن الحارث أن الأمين وجه معه عشرين ألفاً من الأعراب، ومع عبد الله بن حميد عشرين ألفاً من الأبناء، وأمرهم أن ينزلوا حلوان ويدفعوا طاهراً عنها، وينصبا له الحرب. فنزلا في خانقين، فدس طاهر العيون إلى عسكرهما، فكانوا يأتون الجيش بالأراجيف ويخبرونهما أن الأمين قد وضع العطاء لأصحابه، وقد أمر لهم بالأرزاق. ولم يزل يحتال في وقوع الاختلاف والشغب بينهم حتى اختلفوا، وانتفض أمرهم وقاتلوا بعضهم بعضاً، ورجعوا. 4 (تسليم ما احتواه طاهر إلى هرثمة) ثم دخل طاهر حلوان، وأتاه هرثمة بن أعين بكتابي المأمون والفضل بن سهل يأمرانه بتسليم ما حوى من المدن إلى هرثمة، والتوجه إلى الأهواز. فسلم ذلك إليه، وأقام هرثمة بحلوان فحصنها وأحكم أموره. ومضى طاهر إلى الأهواز. 4 (تولية المأمون للفضل بن سهل) على جميع المشرق ودعا المأمون الفضل بن سهل فولاه على جميع المشرق من همدان إلى جبل سقينان والتبت طولاً، ومن بحر فارس والهند إلى بحر الديلم (13/35)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 36 وجرجان عرضاً، وقرر له) عمالة ثلاثة آلاف ألف درهم، ولقبه ذا الرياستين. 4 (تولية الحسن بن سهل ديوان الخراج) ثم ولى أخاه الحسن بن سهل ديوان الخراج. 4 (إطلاق عبد الملك بن صالح من الحبس) وكان في حبس الرشيد عبد الملك بن صالح بن علي، فأطلقه الأمين وقربه، فدخل عليه أحد الأيام وقال: يا أمير المؤمنين إني أرى الناس قد طمعوا فيك، وقد بذلت سماحتك، فإن بقيت على أمرك أبطرتهم، وإن كففت عن البذل سخطتهم، ومع هذا فإن جندك قد داخلهم الرعب وأضعفتهم الوقائع، وهابوا عدوهم. فإن سيرتهم إلى طاهر غلب بقليل من معه كثيرهم. وأهل الشام قوم قد مرستهم الحرب وأدبتهم الشدائد، وجلهم منقاد إلي، مسارع إلى طاعتي. فإن وجهتني اتخذت لك منهم جنداً تعظم نكايته في عدوه. فولاه الشام والجزيرة واستحثه على الخروج، فلما بلغ الرقة أقام بها، وأنفذ رسله وكتبه إلى رؤساء الأجناد بجمع الأمداد والرجال والزواقيل والأعراب من كل فج، وخلع عليهم. ثم إن بعض جنده الخراسانية نظر إلى فرس كانت أخذت منه في وقعة سليمان بن أبي جعفر بالشام تحت بعض الزواقيل. فتعلق بها، فتنازعا الفرس، واجتمع (13/36)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 37 الناس وتأهبوا، وأعان كل منهم صاحبه، وتضاربوا بالأيدي. فاجتمعت بعض الأبناء إلى محمد بن أبي خالد الحربي وقالوا: أنت شيخنا، وقد ركب الزواقيل منا ما سمعت، فاجمع أمرنا وإلا استذلونا، فقال: ما كنت لأدخل في شغب، ولا أشاهدكم على مثل هذه الحال. فاستعد الأبناء وأتوا الزواقيل وهم غارون، فوضعوا فيهم السيف، وقتلوا منهم مقتلة عظيمة. فتنادى الزواقيل ولبسوا لأمة الحرب. ونشبت الحرب بينهم، فوجه عبد الملك رسولاً يأمرهم بالكف. فرموه بالحجارة. وكان عبد الملك مريضاً مدنفاً، وقال: واذلاه تستضام العرب في دورها وبلادها وتقتل. فغضب من كان أمسك عن الشر من الأبناء، وتفاقم الأمر. وقام بأمر الأبناء الحسين بن علي بن عيسى بن ماهان، وأصبح الزواقيل وقد جيشوا بالرقة، واجتمع الأبناء والخراسانية بالرافقة. وقام رجل من أهل حمص فقال: يا أهل حمص، الهرب أهون من العطب، والموت أهون من الذل، النفير النفير قبل أن ينقطع الشمل ويعسر المهرب، ثم قام نمر بن كلب فقال نحو ذلك، فسار معه عامة أهل الشام ورحلوا.) وأقبل نصر بن شبت في الزواقيل، وهو يقول: (فرسان قيس اصبري للموت .......... لا ترهبنّي عن لقاء الفوت) دعي التّمنّي بعسى وليت. ثم حمل هو وأصحابه، فقاتل قتالاً شديداً، وكثر القتل والبلاء في (13/37)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 38 الزواقيل وحملت الأبناء فانهزمت الزواقيل. 4 (وفاة عبد الملك وعودة الرجالة) ثم توفي عبد الملك في هذه الأيام. فنادى الحسين بن علي بن عيسى في الجند، وصير الرجالة في السفن، والفرسان على الظهر، ووصلهم حتى أخرجهم من بلاد الجزيرة في رجب، ودخل بغداد. فلما كان في جوف الليل طلبه الأمين، فقال للرسول: ما أنا مغن ولا مسامر ولا مضحك، ولا وليت له عملاً، فلأي شيء يريدني انصرف فمن الغد آتيه. 4 (خطبة الحسين بن علي في الأبناء) قال: فأصبح الحسين فوافى باب الجسر، واجتمع إليه الناس، فأمر بإغلاق الباب الذي يخرج منه إلى عبيد الله بن علي وباب سوق يحيى، وقال: يا معشر الأبناء، إن خلافة الله لا تجاور بالبطر، ونعمة لا تستصحب بالتجبر، وإن محمداً يريد أن يزيغ أديانكم، وينكث بيعتكم، ويفرق أمركم. وتالله إن طالت يده، وراجعه من أمره قوة، ليرجعن وبال ذلك عليكم، ولتعرفن ضرره. فاقطعوا أثره قبل أن يقطع آثاركم، وضعوا عزه قبل أن يضع عزكم. 4 (بيعة الحسين المأمون وخلعه الأمين) ثم أمر الناس بعبور الجسر، فعبروا حتى صاروا إلى سكة باب خراسان، واجتمعت الحربية وأهل الأرباض مما يلي باب الشام، فتسرعت (13/38)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 39 خيول من خيول الأمين من الأعراب وغيرهم إلى الحسين، فاقتتلوا اقتالاً شديداً، ثم استظهر عليهم الحسين وتفرقوا. فخلع الحسين محمداً لإحدى عشرة ليلة خلت من رجب، وبايع المأمون من الغد، ثم غدا إلى محمد. 4 (حبس الأمين وأمه في قصر المنصور) فوثب العباس بن موسى بن عيسى الهاشمي فدخل قصر الخلد وأخرج منه محمداً إلى قصر المنصور، فحبسه هناك إلى الظهر. وأخرج أمه، أم جعفر، بعد أن أبت، وقنعها بالسوط وسبها،) وأدخلت إلى قصر المنصور. 4 (خطبة محمد بن أبي خالد) لاعتزال الحسين بن علي فلما أصبح الناس من الغد طلبوا من الحسين بن علي بن عيسى بن ماهان الأرزاق، وقد ماج الناس بعضهم في بعض. وقام محمد بن أبي خالد كبير الأبناء بباب الشام فقال: أيها الناس، والله ما أدري بأي سبب تأمر الحسين علينا والله ما هو بأكبرنا سناً، ولا أكرمنا حسباً، ولا أعظمنا منزلة وغناء. وإن فينا من لا يرضى بالدنية، ولا ينقاد بالمخالفة، وإني أولكم نقض عهده، وأنكر فعله، فمن كان رأيه رأيي فليعتزل معي. وقام أسد الحربي فقال نحو مقالته. 4 (خطبة الشيخ الكوفي) وإخراج الأمين من حبسه وأقبل شيخ كبير من أبناء الكوفة فصاح: اسكتوا أيها الناس فسكتوا له، فقال: هل تعتدون على محمد بقطع أرزاقكم قالوا: لا قال: فهل قصر بأحد من أعيانكم قالوا: ما علمنا قال: فهل عزل أحداً من قوادكم؟ (13/39)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 40 قالوا: لا ! قال: فما بالكم خذلتموه وأعنتم عدوه على اضطهاده وأسره والله ما قتل قوم خليفتهم إلا سلط الله عليهم السيف. انهضوا إلى خليفتكم فادفعوا عنه، وقاتلوا من أراد خلعه. فنهضت الحربية، ونهض معهم عامة أهل الأرباض، فقاتلوا الحسين وأصحابه قتالاً شديداً، وأكثروا في أصحابه الجراح، وأسر الحسين. فدخل أسد الحربي على الأمين، فكسر قيوده وأقعده في مجلس الخلافة. فنظر محمد إلى قوم ليس عليهم لباس الجند، ولا عليهم سلاح، فأمرهم فأخذوا من الخزائن حاجتهم من السلاح، ووعدهم ومناهم. 4 (الصفح عن الحسين بن علي) وأحضروا الحسين، فلامه على خلافه وقال: ألم أقدم أباك على الناس، وأشرف أقداركم قال: بلى. قال: فما الذي استحققت به منك أن تخلع طاعتي، وتؤلب الناس على قتالي قال: الثقة بعفو أمير المؤمنين وحسن الظن بصفحه. قال: فإني قد فعلت ذلك، ووليتك الطلب بثأر أبيك. ثم خلع عليه وأمره بالمسير إلى حلوان، فخرج. 4 (هرب الحسين بن علي وقتله) ) فلما خف الناس قطع الجسر، وهرب في نفر من حشمه ومواليه. فنادى الأمين في الناس فركبوا وأدركوه. فلما بصر بالخيل نزل فصلى ركعتين ثم تهيأ، فلقيهم وحمل عليهم حملات في محلها يهزمهم، ثم عثر به فرسه (13/40)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 41 فسقط فابتدره الناس فقتلوه، وذلك على فرسخ من بغداد لست من رجب. وأتوا برأسه. وقيل إن الأمين لما عفى عنه استوزره ودفع إليه خاتمه. 4 (تجديد البيعة للأمين) وصبيحة قتله جدد الجند البيعة للأمين. 4 (هرب الفضل بن الربيع) وليلة قتله هرب الفضل بن الربيع. 4 (طاهر بن الحسين يقتال بن يزيد المهلبي) ولما سار طاهر إلى الأهواز بلغه أن محمد بن يزيد بن حاتم المهلبي عامل الأمين عليها قد توجه في جمع عازماً النزول بجنديسابور وهو ما بين حد الأهواز، والجبل، ليحمي الأهواز من أصحاب طاهر، فدعا طاهر عدة أمراء من جنده بأن يكمشوا السير. ثم سارت عساكره حتى أشرفوا على عسكر مكرم، وبه محمد بن يزيد، فرجع ودخل الأهواز. ثم عبى أصحابه على بابها والتقوا، وطال الحرب بينهم. (13/41)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 42 4 (مصرع محمد بن يزيد) وما قيل في رثائه ثم نزل محمد بن يزيد هو وغلمانه عن خيلهم وعرقبوهم، وقاتل حتى طعنه رجل برمح. وذكر بعضهم مصرعه ورثاه فقال: (سن ذاق طعم الرّقاد من فرح .......... فإنّي قد أضرّ بي سهري)

(ولّى فتى الرّشد فافتقدت به .......... قلبي وسمعي وغرّني بصري)

(كان غياثاً لدى المحول فقد .......... ولّى غمام الرّبيع والمطر)

4 (تولية طاهر العمال على البحرين) وأخذ الطاعة من الكوفة والموصل وغيرها وأقام طاهر بالأهواز، وولى عماله على اليمامة والبحرين. ثم أخذ على طريق البر متوجهاً إلى واسط، وبها يومئذ السندي بن يحيى الحرشي. وجعلت المسالح كلما قرب طاهر من واحدة) هرب من يحفظها. فجمع السندي والهيثم بن شعبة أصحابهما وهما بالقتال، ثم هربا عن واسط، فدخلها طاهر، ووجه إلى الكوفة أحمد بن المهلب القائد، وعليها يومئذ العباس بن موسى الهادي، فبلغه الخبر، فخلع الأمين، وكتب بالطاعة إلى طاهر. ونزلت خيله واسط ثم فم النيل، وكتب عامل البصرة، منصور بن المهدي، إلى طاهر بالطاعة. ثم نزل طاهر جرجرايا وخندق عليه. وكتب بالطاعة أمير الموصل المطلب بن عبد الله بن مالك للمأمون. كل ذلك في رجب. (13/42)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 43 4 (إقرار العمال على أعمالهم) ولما كتب هؤلاء إلى طاهر بالطاعة، أقرهم على أعمالهم، واستعمل على مكة والمدينة داوود بن عيسى بن موسى الهاشمي، وعلى اليمن يزيد بن جرير القسري. 4 (هزيمة محمد البربري) عند جسر صرصر ثم غلب طاهر على المدائن، ثم صار منها إلى نهر صرصر، فعقد عليه جسراً، فوجه الأمين محمد بن سليمان القائد، ومحمد بن حماد البربري ليبيتا يزك طاهر، فكانت بينهم وقعة شديدة، فانهزم محمد القائد. 4 (إنهزام الفضل بن موسى عن الكوفة) ووجه الأمين على الكوفة الفضل بن موسى بن عيسى الهاشمي وولاه عليها، فالتقاه محمد بن العلاء ببعض قواد طاهر، فاقتتلوا وانهزم أصحاب فضل، وهم في أقفيتهم قتلاً وأسراً، فأسروا إسماعيل بن محمد القرشي وجمهور النجاري. 4 (إدبار أمر الأمين) وبقي أمر الأمين كل يوم في إدبار، والناس معذورون في خلعه، لكون نكث وخلع أخويه المأمون والمؤتمن. وأقام بدلهما ابنه طفلاً رضيعاً، مع ما هو فيه من الانهماك على اللهو والجهل. (13/43)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 44 4 (ذكر خبر خلع داوود بن عيسى الأمين) وأما داوود بن عيسى الهاشمي فإنه كان على الحرمين، فأسرع في خلع الأمين. وبايع للمأمون وجوه أهل الحرمين، فاستخلف عليهما ولده سليمان، وسار في حظيرة من أقاربه يريد المأمون) بمرو. فلما قدم عليه تيمن المأمون ببركة مكة والمدينة، إذ كانوا أول من بايعه بعد خراسان. ووصل داوود بخمسمائة ألف درهم، ثم رجع مسرعاً ليقيم موسم الحج، ومعه ابن أخيه العباس بن موسى بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي، فمرا بالعراق على طاهر، فبالغ في إكرامهما، ووجه معهما يزيد بن جرير بن يزيد بن خالد بن عبد الله القسري، وقد عقد له طاهر على ولاية اليمن. 4 (إقامة الموسم) وأقام الموسم العباس بن موسى المذكور. وأحسن يزيد السيرة باليمن. 4 (انهزام علي بن نهيك أمام هرثمة) وفي شعبان عقد الأمين لعلي بن محمد بن عيسى بن نهيك الإمرة على (13/44)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 45 نحو أربعمائة قائد، وأمره بالمسير إلى هرثمة. فساروا بحلوان في رمضان، فهزمهم هرثمة وأسر أمير الجيش علي بن محمد، وبعث به إلى المأمون. وزحف هرثمة فنزل النهروان. 4 (شغب الجند على طاهر) وقتالهم له وأقام طاهر على نهر صرصر، فكان لا يأتيه جيش من جهة الأمين إلا هزمه. وأخذ الأمين يدس الجواسيس إلى قواد طاهر يعدهم ويمنيهم، فشغبوا على طاهر، واستأمن خلق إلى الأمين فأسنى عطاياهم، ثم كروا إلى صرصر لحرب طاهر. فالتقوا ودام القتال،. 4 (تفريق الأمين الخزائن والذخائر على الناس) ثم انهزم جيش بغداد، وانتهب أصحاب طاهر أثقالهم وأموالهم. فبلغ الأمين الخبر، فأخرج خزائنه وذخائره، وفرق الصلات، وجمع أهل الأرباض. واعترض الناس على عينه، فكان لا يرى أحداً وسيماً حسن الرواء إلا خلع عليه وأمره، وغلف لحيته بالغالية، فسموا قواد الغالية. وأعطى كل واحد خمسمائة درهم وقارورة غالية. 4 (مكاتبة طاهر لقواد الأمين) ثم كاتب طاهر قواد الأمين فاستمالهم، فشغبوا على الأمين، وذلك لست خلون من ذي الحجة. فشاور قواده، فقيل له: تدارك أمرهم. فبذل (13/45)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 46 فيهم بالعطا وأسرف. ونزل معسكراً بالبستان، ففتح أهل السجون السجون وخرجوا، ووثب على العامة السواد، وساءت حال الناس وعظم الشر،) وتواكل الفريقان. (13/46)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 47 4 (احداث سنة سبع وتسعين ومائة) توفي فيها: أحمد بن بشير، أبو بكر الكوفي، بقية بن الوليد، أبو يحمد الكلاعي، إبراهيم بن عيينة، أخو سفيان، بهز بن أسد، مصري ثقة، ربعي بن علية، أبو الحسن أخو إسماعيل، الحسن بن حبيب بن ندبه، بصري، زيد بن أبي الزرقاء الموصلي، سلامة بن روح الأيلي، عن عقيل، شعيب بن حرب المدائني الزاهد، عبد الله بن وهب، أبو محمد، بمصر، عبد العزيز بن حمران الزهري المدني، الفضل بن عنبسة الواسطي، ثقة، القاسم بن يحيى بن عطاء بن مقدم، حدّث فيها، محمد بن فليح بن سليمان المدني، هشام بن يوسف الصنعاني الفقيه، (13/47)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 48 ورش المقريء، واسمه عثمان بن سعيد، وكيع بن الجراح الرؤآسي الإمام، أبو سعيد مولى هاشم، هو عبد الرحمن. 4 (التحاق المؤتمن ومنصور بالمأمون) وفيها لحق القاسم الملقب بالمؤتمن، وهو أخو الأمين، ومنصور بن المهدي بالمأمون. 4 (شكوى المسلمين من أعمال زهير بن المسيب) وفيها نزل زهير بن المسيب الضبي بكلواذي، ونصب المجانيق، واحتفر الخندق.) وجعل يخرج في الأوقات عند اشتغال الجند بحرب طاهر، فيرمي بالمجانيق والعرادات من أقبل وأدبر، ويعشر أموال التجار. وجعل يرمي المسلمين، فأتوا طاهراً يشكون منه. وبلغ ذلك هرثمة من أعين، فأمده بالجنود. 4 (اشتداد الحصار على الأمين ببغداد) ثم نزل هرثمة نهر بين وبنى عليه حائطاً وخندقاً، وأعد المجانيق، وأنزل (13/48)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 49 عبيد الله بن الوضاح الشماسية. ونزل طاهر بن الحسين البستان الذي بباب الأبناء، فضاق الأمين ذرعاً، وتفرق ما كان في يده من الأموال العظيمة. فأمر ببيع ما في الخزائن من الأمتعة، وضرب آنية الذهب والفضة دنانير ودراهم لينفقها. 4 (درس محاسن بغداد) ثم أمر برمي الحربية بالنفط والمجانيق، وهلك جماعة، وكثر الخراب والهدم حتى درست محاسن بغداد، وعملت فيها المراثي. 4 (تسلم طاهر لقصر صالح) ولم يزل طاهر مصابراً للأمين وجنده، حتى مل أهل بغداد قتاله، فاستأمن إلى طاهر الموكلون للأمين بقصر صالح، وسلموا إليه القصر بجميع ما فيه في جمادى الآخرة في منتصفه. ثم استأمن إلى طاهر صاحب شرطة الأمين محمد بن عيسى. فضعف ركن الأمين واستسلم. 4 (مقتل جماعة في قصر صالح) وقتل داخل قصر صالح: أبو العباس يوسف بن يعقوب الباذغيسي وجماعة من القواد، وقتل خلق من أصحاب طاهر. 4 (إلتحاق جماعة من القادة والعباسيين بطاهر) ثم لحق بطاهر عبد الله بن حميد الطائي، وإخوته، وابن الحسن بن قحطبة، ويحيى بن علي بن ماهان، ومحمد بن أبي العباس الطائي. وكاتبه (13/49)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 50 قوم في السر من العباسيين. 4 (إقبال الأمين على اللهو) ولما كانت وقعة يوم قصر صالح أقبل محمد على اللهو والشرب، ووكل الأمر إلى محمد بن عيسى بن نهيك وإلى الهرش. فأقبل أصحاب الهرش يؤذون الرعية وينهبونهم، فلجأ خلق ولاذوا إلى طاهر، فرأوا من أصحابه الأمن والخير. وبقي الناس في بغداد بأسوأ حال، وطال) الأمر. ولبعضهم: (بكيت دماً على بغداد لمّا .......... فقدت غضارة العيش الأنيق)

(أصابتها من الحسّاد عين .......... فأفنت أهلها بالمنجنيق) وهي طويلة. 4 (قتال الغوغاء عن الأمين وما قيل فيهم) وبقي يقاتل عن الأمين غوغاء بغداد والعيارون والحرافشة وأنكوا في أصحاب طاهر. وكانوا يقاتلون بلا سلاح، فقال بعض الشعراء: (خرّجت هذه الحروب رجالاً .......... لا لقحطانها ولا لنزار)

(معشراً في جواشن الصوف يغدو .......... ن إلى الحرب كالأسود الضّواري)

(وعليهم مغافر الخوص تجزي .......... هم عن البيض والتّراس البواري) (13/50)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 51 (ليس يدرون ما الفرار إذا الأب .......... طال عاذوا من القنا بالفرار)

(واحد منهم يشدّ على أل .......... فين عريان ما له من إزار)

(كم شريف قد أخملته وكم قد .......... رفعت من مقامر عيّار) وقال آخر في غوغاء البغاددة: (إذا حضروا قالوا بما يعرفونه .......... وإن لم يروا شيئاً قبيحاً تخرّصوا)

(ترى البطل المشهور في كل بلدة .......... إذا ما رأى العريان يوماً يبصبص)

4 (وقعة درب الحجارة) ثم كانت بينهم وقعة درب الحجارة، وكانت لأصحاب محمد الأمين على أصحاب طاهر، فقتل فيها خلق كثير. 4 (وقعة باب الشماسية) ثم كانت وقعة باب الشماسية، وأسر فيها هرثمة، وانتصر فيها أصحاب محمد. وأسر هرثمة رجل من العراة، ولم يعرفه، فحمل بعض أصحاب هرثمة على الرجل فقطع يده وخلصه، فمر منهزماً، وبلغ خبره أهل عسكره (13/51)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 52 فتقوض بما فيه، وهرب أهله نحو حلوان. وكان على العراة حاتم بن الصقر.) 4 (وقعة العراة وما قيل فيهم) ثم نجد هرثمة وأصحابه طاهر بن الحسين وأصحابه، وقتلوا من العراة خلائق، فأيقن محمد بالهلاك، وهرب من عنده عبد الله بن خازم بن خزيمة إلى المدائن في السفن بعياله. وقيل في قتل العراة: (كم قتيل قد رأينا .......... ما سألنا لأيش)

(دارعاً تلقاه وعريا .......... ن بجهل وطيش)

(حبشيّاً يقتل النا .......... س على قطعة خيش)

(مرتد بالشمس راض .......... بالمنى من كل عيش)

(يحمل الحملة لا يق .......... تل إلا رأس الجيش)

(احذر الرمية يا طا .......... هر من كف الجيش) ودام حصار بغداد خمسة عشر شهراً، هكذا، فلا قوة إلا بالله. 4 (ظهور السفياني بالشام) وفيها أوفى السفياني بالشام، واستولى على سائرها باليمانية، وهربت القيسية من الغوطة. (13/52)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 53 4 (حصار ابن بيهس لدمشق) ثم إنه توثب عليه مسلمة بن يعقوب الأموي المرواني، وقبض عليه في أثناء السنة، وقيده. واستبد بالأمر وبايع لنفسه، فلم يبلع ريقه حتى حاصره ابن بيهس بدمشق أياماً، ثم نصب على السور السلالم، كما يأتي. (13/53)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 54 4 (احداث سنة ثمان وتسعين ومائة.) توفي فيها: إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق السبيعي، أيوب بن تميم التميمي المقريء، بدمشق، سفيان بن عيينة، أبو محمد الهلالي، صفوان بن عيسى الزهري، والأصح بعد ذلك، عبد الرحمن بن مهدي، أبو سعيد، عمر بن حفص العبدي، في قول،) عمرو بن الهيثم، أبو قطن، بصري ثقة، عنبسة بن خالد الأيلي، مالك بن سعير بن الخمس الكوفي، محمد بن شعيب بن شابور، في قول، محمد بن معن الغفاري المدني، تقريباً، مسكين بن بكير الحراني الحداد، محمد بن هارون الأمين الخليفة، قتل، معن بن عيسى القزاز المدني، يحيى بن سعيد القطان، يحيى بن عباد الضبعي البصري، ببغداد. (13/54)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 55 4 (ذكر استيلاء طاهر على بغداد) وفيها الحصار كما هو على بغداد، ففارق محمداً خزيمة بن خازم من كبار قواده. وقفز إلى طاهر بن الحسين هو ومحمد بن علي بن عيسى بن ماهان، فوثبا على جسر دجلة في ثامن المحرم فقطعاه، وركزا أعلامهما، وخلعا الأمين، ودعيا للمأمون. فأصبح طاهر بن الحسين وألح في القتال على أصحاب محمد الأمين، وقاتل بنفسه. فانهزم أصحاب محمد، ودخل طاهر قسراً بالسيف، ونادى مناديه: من لزم بيته فهو آمن. ثم أحاط بمدينة المنصور، وبقصر زبيدة، وقصر الخلد، فثبت على قتال طاهر حاتم بن الصقر والهرش والأفارقة. فنصب المجانيق خلف السور وعلى القصرين ورماهم. فخرج محمد بأمه وأهله من القصر إلى مدينة المنصور، وتفرق عامة جنده وغلمانه، وقل عليهم القوت والماء، وفنيت خزائنه على كثرتها. 4 (ذكر غناء الجارية ضعف) وذكر عن محمد بن راشد: أخبرني إبراهيم بن المهدي أنه كان مع محمد بمدينة المنصور في قصر باب الذهب، فخرج ليلة من القصر من الضيق والضنك، فصار إلى قصر القرار فطلبني، فأتيت، فقال: ما ترى طيب هذه الليلة، وحسن القمر، وضوءه في الماء، هل لك في الشراب قلت: شأنك.) فدع برطل من نبيذ فشربه، ثم سقيت مثله، وابتدأت أغنيه من غير أن يسألني، لعلمي بسوء خلقه، فغنيت. فقال: ما تقول فيمن يضرب عليك فقلت: ما أحوجني إلى ذلك. (13/55)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 56 فدعا بجارية اسمها ضعف، فتطيرت من اسمها. ثم غنت بشعر النابغة الجعدي: (كليب لعمري كان أكثر ناصراً .......... وأيسر ذنباً منك ضرج بالدّم) فتطير من ذلك، وقال: غني غير هذا، فغنت: (أبكى فراقهم عيني فأرّقها .......... إن التفرّق للأحباب بكّاء)

(ما زال يعدو عليهم ريب دهرهم .......... حتى تفانوا وريب الدّهر عدّاء)

(فاليوم أبكيهم جهدي وأندبهم .......... حتى أأوب وما في مقلتي ماء) فقال لها: لعنك الله، أما تعرفين غير هذا فقالت: ظننت أنك تحب هذا ثم غنت: (أما وربّ السّكون والحرك .......... إن المنايا كثيرة الشّرك)

(ما اختلف الليل والنهار ولا .......... وارت نجوم السماء في الفلك)

(إلا لنقل السلطان عن ملك .......... قد زال سلطانه إلى ملك) (13/56)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 57 (وملك ذي العرش دائم أبداً .......... ليس بفان ولا بمشترك) فقال لها: قومي لعنك الله. فقامت فتعثرت في قدح بلور له قيمة فكسرته، فقال: ويحك يا إبراهيم، أما ترى، والله ما أظن أمري إلا وقد قرب. فقلت: بل يطيل الله عمرك، ويعز ملكك. فسمعت صوتاً من دجلة: قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتيَانِ. فوثب محمد مغتماً، ورجع إلى موضعه بالمدينة، وقتل بعد ليلة أو ليلتين. 4 (حكاية المسعودي عن مقرطة الأمين) وحكى المسعودي في المروج قال: ذكر إبراهيم بن المهدي قال: استأذنت على الأمين في شدة الحصار، فإذا هو قد قطع دجلة بالشباك، وكان في القصر بركة عظيمة، يدخل من دجلة إليها الماء في شباك حديد. فسلمت وهو مقيم على الماء، والخدم قد انتشروا في تفتيش الماء، وهو كالواله، فقال: لا تؤذيني يا عم، فإن مقرطتي قد ذهبت من البركة إلى دجلة، والمقرطة سمكة كانت قد صيدت له، وهي صغيرة، فقرطها بحلقتي ذهب، (13/57)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 58 فيها جوهرتان، وقيل ياقوتتان، فخرجت وأنا آيس من فلاحه. 4 (شدة بطش الأمين) ) وكان محمد فيما نقل المسعودي، في نهاية الشدة والبطش والحسن، إلا أنه كان مهيناً، عاجز الرأي، ضعيف التدبير. وحكي أنه اصطبح يوماً، فأتي بسبع هائل على جمل في قفص، فوضع بباب القصر، فقال: افتحوا القفص وخلوه. فقيل: يا أمير المؤمنين، إنه سبع هائل أسود كالثور، كثير الشعر. قال: خلوا عنه. ففعلوا، فخرج فزأر وضرب بذنبه الأرض، فتهارب الناس، وأغلقت الأبواب، وبقي الأمين وحده غير مكترث. فأتاه الأسد وقصده ورفع يده، فجذبه الأمين وقبض على ذنبه، وغمزه وهزه ورماه إلى الخلف، فوقع السبع على عجزه ميتاً. وجلس الأمين كأنه لم يعمل شيئاً. وإذا أصابعه قد تخلعت. فشقوا بطن الأسد فإذا مرارته قد انشقت على كبده. 4 (الإشارة على الأمين بالخروج إلى الجزيرة والشام) وعن محمد بن عيسى الجلودي قال: دخل على محمد بن زبيدة: حاتم بن صقر، ومحمد بن الأغلب الإفريقي، وقواده، فقالوا: قد آلت حالنا إلى ما ترى، وقد رأينا أن تختار سبعة آلاف رجل من الجند فتحملهم على هذه السبعة آلاف فرس التي عندك، وتخرج ليلاً، فإن الليل لأهله، فتلحق بالجزيرة والشام، وتصير في مملكة واسعة يتسارع إليك الناس. فعزم على ذلك، فبلغ الخبر إلى طاهر، فكتب إلى سليمان بن المنصور، وإلى محمد بن عيسى بن نهيك، والسندي بن شاهك: لئن لم تردوه عن هذا الرأي لا تركت لكم ضيعة. فدخلوا على محمد، وخوفوه من الذين أشاروا عليه أنهم يأخذونه أسيراً، ويتقربون به إلى المأمون. وضربوا له الأمثال، فخاف (13/58)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 59 ورجع إلى قبول ما يبذلونه له من الأيمان، ويخرج إلى هرثمة. 4 (النصح للأمين بالإستسلام لهرثمة) وعن علي بن يزيد قال: وفارق محمداً: سليمان بن المنصور، وإبراهيم بن المهدي ولحق بعسكر المهدي. وقوي الحصار على محمد يوم الخميس والجمعة والسبت، وأشار عليه السندي بأنه ليس له فرج إلا عند هرثمة. فقال: وكيف لي بهرثمة وقد أحاط الموت بي من كل جانب فلما هم بالخروج إليه من دون طاهر، اشتد ذلك على طاهر وقال: هو في جندي، وأنا أخرجته بالحرب، ولا أرضى أن يخرج إلى هرثمة دوني.) فقالوا له: هو خائف منك، ولكن يدفع إليك الخاتم والقضيب والبردة، فلا يفسد هذا الأمر. فرضي بذلك. 4 (وقوع الأمين في الأسر) ثم إن الهرش لما علم بذلك أراد التقرب إلى قلب طاهر، فقال في كتاب إليه: الذي قالوه لك مكر، ولا يدفعون إليك شيئاً. فاغتاظ وكمن حول قصر أم جعفر في السلاح والرجال، وذلك لخمس بقين من المحرم. فلما خرج محمد وصار في الحراقة رموه بالنشاب والحجارة، فانكفأت الحراقة، وغرق محمد وهرثمة، ومن كان بها. فسبح محمد حتى صار إلى بستان موسى، فعرفه محمد بن حميد الطاهري، فصاح بأصحابه، فنزلوا ليأخذوه، فبادر محمد الماء، فأخذ برجله وحمل على برذون، وخلفه من يمسكه كالأسير. (13/59)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 60 4 (ما روي حول أسر الأمين) وعن خطاب بن زياد أن محمداً وهرثمة لما غرقا أتانا محمد بن حميد، فأسر إلى طاهر أنه أسر محمداً. فدعا بمولاه قريش الدنداني، وأمره بقتل محمد. وأما المدائني فروى عن محمد بن عيسى الجلودي: أن محمداً دعا بعد العشاء بفرس أدهم كان يسميه الزهيري، وقبل ولديه، ودمعت عيناه. ثم ركب وخرجنا بن يديه، فركبنا دوابنا، وبين يديه شمعة، وأنا أقيه بيدي خوفاً من أن تجيشه ضربة سيف بغتة. ففتح لنا باب خراسان، وخرجنا إلى المشرعة، فإذا حراقة هرثمة، فنزلنا ورجعنا بالفرس وغلقنا باب المدينة، ثم سمعنا الضجة، فصعدنا إلى أعلى الباب. وذكر عن أحمد بن سلام صاحب المظالم قال: كنت فيمن كان مع هرثمة من القواد في الحراقة، فلما دخل محمد الحراقة قمنا له، وجثا هرثمة على ركبتيه فقال: يا سيدي، لم أقدر على القيام لمكان النقرس. ثم قبل يديه ورجليه، وجعل يقول: يا سيدي ومولاي، وابن مولاي. وجعل يتصفح وجوهنا، ونظر إلى عبيد الله بن الوضاح، فقال: أيهم أنت قال: عبيد الله. قال: جزال الله خيراً، فلما أشكرني لما كان منك في أمر الثلج. فشد علينا أصحاب طاهر في الزواريق والحراقات، وصبحوا، وتعلق بعضهم بالحراقة، وبعضهم يسوقها، وبعضهم يرمي بالآجر والنشاب، فنقبت الحراقة، ودخلها الماء وغرقت. فعلق الملاح بشعر هرثمة، فأخرجه وخرجنا. وشق محمد عنه ثيابه ورمى بنفسه. فطلعت فعلق) بي رجل من أصحاب طاهر، وذهب بي إليه، فقال: ما فعل محمد قلت: قد رأيته حين شق ثيابه وقذف بنفسه. فركب، وأخذت معهم وفي عنقي حبل، وأنا أعدو، فتعبت. فقال الذي يجنبني: هذا ليس يصاد. فقال: إنزل فجز رأسه. (13/60)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 61 فقلت: جعلت فداك، ولم وأنا رجل من الله في نعمة، ولم أقدر على العدو، وأنا أفدي نفسي بعشرة آلاف درهم. فقال: وأين هي فقلت: حتى نصبح أنا أرسل من ترى أنت إلى وكيلي في منزلتي بعسكر المهدي، فإن لم يأتك بالعشرة آلاف فاقتلني. فأمر بحملي فحملت ردفاً، وردوني إلى منزلتهم. وبعد هوي من الليل إذا نحن بحركة الخيل، ثم دخلوا وهم يقولون: يسر زبيدة. فأدخل علي رجل عريان عليه سراويل وعمامة ملثم بها، وعلى كتفيه خرقة خلقة، وصيروه معي، ووكلوا بنا. فلما حسر العمامة عن وجهه إذا هو محمد. فاستعبرت واسترجعت في نفسي. ثم قال: من أنت قلت: أنا مولاك أحمد بن سلام. فقال: أعرفك كنت تأتيني بالرقة. قلت: نعم. قال: كنت تأتيني وتلطفني كثيراً، لست مولاي بل أنت أخي ومني. أدن مني، فإني أجد وحشة شديدة. فضممته إلي، ثم قال: يا أحمد، ما فعل أخي قلت: هو حي. قال: قبح الله صاحب البريد ما أكذبه، كان يقول لي قد مات. قلت: بل قبح الله وزراءك. قال: لا تقل، فما لهم ذنب، ولست أول من طلب أمراً فلم يقدر عليه. ثم قال: ما تراهم يصنعون بي يقتلوني أو يفون لي بأمانهم قلت: بل يفون لك يا سيدي. وجعل يمسك الخرقة بعضديه، فنزعت مبطنة علي وقلت: ألقها.) فقال: ويحك دعني، فهذا من الله لي في هذا الموضع خير كثير. (13/61)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 62 4 (ذكر خبر قتل الأمين) ثم قمت أوتر، فلما انتصف الليل دخل الدار قوم من العجم بالسيوف، فقام وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، ذهبت والله نفسي في سبيل الله، أما من حيلة، أما من مغيث. فأحجموا عن التقدم، وجعل بعضهم يقول لبعض: تقدم، ويدفع بعضهم بعضاً، فقمت وصرت وراء الحصر الملففة. وأخذ محمد بيده وسادة وقال: ويحكم إني ابن عم رسول الله، أنا ابن هارون، أنا أخو المأمون، الله الله في دمي. فوثب عليه خمارويه، غلام لقريش الدنداني، فضربه بالسيف على مقدم رأسه، فضربه محمد بالوسادة واتكى عليه ليأخذ السيف من يده. فصاح خمارويه: قتلني قتلني، فتكاثروا عليه فذبحوه من قفاه، وذهبوا برأسه إلى طاهر. وذكر عن أحمد بن سلام في هذه القصة قال: فلقنته لما حدثته ذكر الله والاستغفار، فجعل يستغفر. قال: ونصب رأسه على حائط بستان. وأقبل طاهر يقول: هذا رأس المخلوع محمد. ثم بعث به مع البرد والقضيب والمصلى، وهو من سعف مبطن، مع ابن عمه محمد بن مصعب، فأمر له بألف درهم. ولما رأى المأمون الرأس سجد. (13/62)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 63 4 (رثاء إبراهيم بن المهدي للأمين) ولما بلغ إبراهيم بن المهدب قتل محمد، وأن جثته جرت بحبل بكى طويلاً، ثم قال: (عوجا بمغنى طلل داثر .......... بالخلد ذات الصخر والأجر)

(والمرمر المسنون يطلى به .......... والباب باب الذّهب الناضر)

(وأبلغا عنّي مقالاً إلى ال .......... مولى عن المأمور والآمر)

(قولا له: يا ابن وليّ الهدى .......... طهّر بلاد اللّه من طاهر)

(لم يكفه أن جزّ أوداجه .......... ذبح الهدايا بمدى الجازر)

(حتى أتى تسحب أوصاله .......... في شطن يفني به السّائر)

(قد برّد الموت على جفنه .......... فطرفه منكسر الناظر) وبلغ ذلك المأمون فاشتدّ عليه. 4 (وثوب الجند بطاهر) ) ثم إن طاهراً صلى بالناس يوم الجمعة، وخطبهم خطبة بليغة. ثم إن الجند وثبوا به للأرزاق، ولم يكن في يديه مال، وضاق به أمره، فخشي وهرب من البستان، وانتهبوا بعض متاعه، وأحرق الجند باب الأنبار، وحملوا السلاح يومهم. ومن الغد نادوا: موسى يا منصور. ثم تعبى طاهر ومن معه (13/63)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 64 لقتالهم، فأتاه الوجوه، واعتذروا بأن ما جرى من فعل السفهاء الأحداث، فأمر لهم برزق أربعة أشهر، ووصل البريد إلى المأمون في ستة عشر يوماً وهو بمرو. 4 (ما قيل في رثاء الأمين) ومما قيل في الأمين: (لم نبكّيك لماذا للطّرب .......... يا أبا موسى وترويج اللعب)

(ولترك الخمس في أوقاتها .......... حرصاً منك على ماء العنب)

(وشنيف أنا لا أبكي له .......... وعلى كوثر لا أخشى العطب)

(لم تكن تصلح للملك ولم .......... تعطك الطّاعة بالملك العرب)

(لم نبكّيك لما عرّضتنا .......... للمجانيق وطوراً للسّلب) وساق ابن جرير عدة قصائد في مراثيه. ولخزيمة بن الحسن على لسان أم جعفر قصيدة يقول فيها: (أتى طاهر لا طهّر الله طاهراً .......... فما طاهر فيما أتى بمطهّر)

(قد خرّجني مكشوفة الوجه حاسراً .......... وأنهب أموالي وأحرق آدري)

(يعزّ على هارون ما قد لقيته .......... وما مرّ بي من ناقص الخلق أعور)

(تذكّر أمير المؤمنين قرابتي .......... فديتك من ذي حرمة متذكّر) (13/64)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 65 4 (ذكر إسراف الأمين في اللهو والإنفاق) قال ابن جرير: ذكر عن حميد بن سعيد بن بحر قال: لما ملك محمد، ابتاع الخصيان، وغالى بهم وصيرهم لخلوته، ورفض النساء والجواري. وقال حميد: لما ملك وجه إلى البلدان في طل الملهين، وأجرى لهم الأرزاق، واقتنى الوحوش والسباع والطيور، واحتجب عن أهل بيته وأمرائه، واستخف بهم. ومحق ما في بيوت الأموال، وضيع الجواهر والنفائس. وبنى عدة قصور للهو في أماكن. وعمل خمس حراقات على خلقة الأسد والفيل والعقاب والحية والفرس، وأنفق في عملها أموالاً. فقال أبو نواس:) (سخّر اللّه للأمين مطايا .......... لم تسخّر لصاحب المحراب)

(فإذا ما ركابه سرن برّاً .......... سار في الماء راكباً ليث غاب)

(أسداً باسطاً ذراعيه يهوي .......... أهرت الشّدق كالح الأنياب) وعن الحسين بن الضحاك قال: ابتنى الأمين سقيفة عظيمة، أنفق في عملها نحو ثلاثة آلاف ألف درهم. وعن أحمد بن محمد البرمكي، أن إبراهيم بن المهدي غنى محمد بن زبيدة: (13/65)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 66 (هجرتك حتى قلت: لا يعرف الهوى .......... وزرتك حتى قيل: ليس له صبر) فطرب محمد وقال: أوقروا له زورقه ذهباً. وجاء عنه أخبار في مثل هذا، وكان كثير الأكل. 4 (رجاء ابن حنبل الرحمة للأمين) قال أحمد بن حنبل: إني لأرجو أن يرحم الله الأمين بإنكاره على إسماعيل بن علية، فإنه أدخل عليه فقال له: يا ابن الفاعلة، أنت الذي تقول: كلام الله مخلوق. 4 (استيلاء ابن بيهس على دمشق) وفيها قوي محمد بن صالح بن بيهس الكلابي، وظهر على السفياني الذي خرج بدمشق، وحاصرها، ثم نصب عليها السلالم وتسورها أصحابه. وكان قد تغلب على دمشق مسلمة بن يعقوب الأموي، فهرب وعمد إلى أبي العميطر، وكان في حبسه، فغك قيده، ثم خرجا بزي النساء في السر إلى المزة. واستولى ابن بيهس على البلد. ثم جرى بينه وبين أهل (13/66)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 67 المزرة وداريا حرب. وبقي حاكماً على دمشق مدة من جهة المأمون إلى سنة ثمان ومائتين. 4 (ذكر خروج ابن الهرش في سفلة الناس) وفي ذي الحجة خرج الحسن الهرش في سفلة الناس وخلق من الأعراب يدعو إلى الرضا من آل محمد. وأتى النيل، وجبى الخراج، وصادر التجار، ونهب القرى والمواشي. 4 (استعمال المأمون للحسن بن سهل) على جميع البلاد المفتوحة وفيها استعمل المأمون الحسن بن سهل أخا الفضل على جميع ما افتتحه طاهر بن الحسين من) كور الجبال والعراق والحجاز واليمن. 4 (ولاية طاهر الجزيرة والشام) ومصر والمغرب وكتب إلى طاهر أن يسير إلى الرقة لحرب نصر بن شبث، وولاه الجزيرة والشام ومصر والمغرب. وأمر هرثمة أن يرد إلى خراسان. (13/67)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 68 4 (ذكر ثورة أهل قرطبة) وفي رمضان ثار أهل قرطبة بأميرهم الحكم بن هشام الأموي وحاربوه لجوره وفسقه، وتسمى وقعة الربض. وخرج عليه أهل ربض البلد، وشهروا السلاح، وأحاطوا بالقصر، واشتد القتال، وعظم الخطب، واستظهروا على أهل القصر. فأمر الحكم أمراءه فحملوا عليهم، وأمر طائفة فنقبوا السور، وخرج منه عسكر، فأتوا القوم من وراء ظهورهم، وقتلوا منهم مقتلة عظيمة، ونهبوا الدور، وأسروا وعملوا كل قبيح، ثم لقوا الحكم، فانتقى من الأسرى ثلاثمائة من وجوه البلد، فصلبوا على النهر منكسين. وبقي النهب والسلب والحريق في أرباض قرطبة ثلاثة أيام ثم أمنهم، فهج أهل قرطبة وتفرقوا أيادي سبأ في الطرق، ومضى خلق منهم إلى الإسكندرية فسكنها. (13/68)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 69 4 (احداث سنة تسع وتسعين ومائة) توفي فيها: إسحاق بن سليمان الرازي، أبو يحيى، إبراهيم بن عيينة، في قول، وقد مر، حفص بن عبد الرحمن قاضي نيسابور، الحكم بن عبد الله، أبو مطيع البلخي، سليمان بن المنصور أبي جعفر، في صفر، سيار بن حاتم، شعيب بن الليث بن سعد، في صفر، عبد الله بن نمير الخارفي الكوفي،) عمر بنفص العبدي، بصري، عمرو بن محمد العنقزي الكوفي، محمد بن شعيب بن شابور، ببيروت، الهيثم بن مروان العنسي الدمشقي، يونس بن بكير الكوفي، راوي المغازي. وفيها قدم الحسن بن سهل من عند المأمون إلى بغداد، ففرق عماله في البلاد. (13/69)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 70 وجهز أزهر بن زهير بن المسيب إلى الهرش في المحرم فقتل الهرش. 4 (خروج ابن طباطبا بالكوفة) وفي جمادى الآخرة خرج بالكوفة محمد بن إبراهيم بن طباطبا واسمه إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب يدعو إلى الرضا من آل محمد، والعمل بالكتاب والسنة. وكان القائم بأمره أبو السرايا سري بن منصور الشيباني. فهاجت الفتن، وتسرع الناس إلى ابن طباطبا، واستوسقت له الكوفة. وأتاه الأعراب وأهل النواحي، فجهز الحسن بن سهل لحربه زهير بن المسيب في عشرة آلاف، فالتقوا، فهزم زهير واستباحوا عسكره، وغنموا السلاح والخيل، وقووا في ذلك في سلخ جمادى الآخرة. 4 (ذكر أمر أبي السرايا) فلما كان من الغد أصبح محمد بن إبراهيم بن طباطبا ميتاً فجأة. وقيل إن أبا السرايا سمه لكون ابن طباطبا أحرز الغنيمة ولم يحسن جائزة أبي السرايا، أو لغير ذلك. وأقام أبو السرايا في الحال مكانه شاباً أمرد اسمه محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. ثم جهز الحسن بن سهل جيشاً، عليهم عبدوس بن محمد المروروذي لحرب أبي السرايا. فالتقوا في رجب، فقتل عبدوس، وأسر عمه هارون بن (13/70)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 71 أبي خالد، وقتل أكثر جيشه وأسروا. وقوي الطالبيون، وضرب أبو السرايا على الدراهم: إنِّ اللَّه يحبَ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ في سَبِيلِهِ صَفّاَ. الآية. ثم سار أبو السرايا قدماً حتى نزل بقصر ابن هبيرة، وجهز جيوشاً إلى البصرة وإلى واسط فدخلوها، وأوقعوا أمير واسط من جهة الحسن بن سهل فهزمه، وانحاز إلى بغداد، وعظم ذلك) على الحسن، فبعث برد هرثمة بن أعين من حلوان لحرب أبي السرايا، فامتنع، فأرسل إليه ثانياً يلاطفه، فرجع هرثمة، وعقد له الحسن بن سهل على حرب أبي السرايا، وجهز معه منصور بن المهدي. فعسكر بنهر صرصر بإزاء أبي السرايا، والنهر بينهما. ثم تقهقر أبو السرايا فطلبه هرثمة، وقتل من تطرف من جنده. 4 (وقعة قصر ابن هبيرة) ثم كانت وقعة عند قصر ابن هبيرة، قتل فيها خلق من أصحاب أبي السرايا، فتحيز إلى الكوفة، وعمد محمد بن محمد والطالبيون إلى دور العباسيين بالكوفة وضياعهم، فأحرقوا ونهبوا أموالهم، وأخرجوهم من الكوفة. 4 (توجيه أبي السرايا عماله على المدينة ومكة) ثم وجه أبو السرايا على المدينة محمد بن سليمان بن داوود بن الحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب، فدخلها ولم يقاتله أحد. ووجه على مكة والموسم حسين بن حسن الأفطس بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، فلما قرب توقف عن مكة هيبة لمن فيها، وأميرها داوود بن (13/71)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 72 عيسى بن موسى بن محمد بن علي العباسي، فلما بلغ أميرها داوود ذلك، جمع موالي بني العباسي وعبيد حوائطهم. 4 (ذكر خروج داوود بن عيسى من مكة) وكان مسرور الخادم قد حج في تلك السنة في مائتي فارس، فقال لداوود: أقم لي شخصك أو شخص بعض ولدك، وأنا أكفيك قتالهم. فقال داوود: لا أستحل القتال في الحرم، ولئن دخلوا من هذا الفد لأخرجن من الفج الآخر. فقال: تسلم مكة وولايتك إلى عدوك فقال داوود: أي حال لي والله لقد أقمت معكم حتى شخت، فما وليت ولاية حتى كبرت وفني عمري، فولوني من الحجاز ما فيه القوت. وإنما هذا الملك لك ولأشباهك، فقاتل عليه أو دع. ثم انحاز داوود إلى جهة المشاش بأثقاله، فوجه بها على درب العراق، وافتعل كتاباً من المأمون بتولية ابنه محمد بن داوود على صلاة الموسم وقال له: أخرج فصل بالناس بمنى الظهر والعصر والمغرب والعشاء، وبت بمنى، وصل الصبح، ثم اركب دوابك فانزل طريق عرفة، وخذ على يسارك في شعب عمرو حتى تأخذ طريق المشاش، حتى تلحقني ببستان ابن) عامر. ففعل ذلك، فخاف مسرور وخرج في أثر داوود راجعاً إلى العراق، وبقي الوفد بعرفة. فما زالت الشمس حضرت الصلاة، فتدافعها قوم من أهل مكة، فقال أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي، وهو المؤذن وقاص الجماعة: إذا لم تحضر الولاة يا أهل مكة، فليصل قاضي مكة محمد بن عبد الرحمن المخزومي، وليخطب بهم. قال: فلمن أدعو، وقد هرب هؤلاء، وأطل هؤلاء على الدخول قال: لا تدع لأحد. (13/72)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 73 قال: بل تقدم أنت. 4 (دخول حسين بن حسن مكة وظلم أهلها) فأبى الأزرقي، حتى قدموا رجلاً فصلى الصلاة بلا خطبة، ثم مضوا فوقفوا بعرفة. ثم دفعوا بلا إمام. وحسين بن حسن متوقف بسرف، فبلغه خلو مكة، وهروب داوود، فدخلها قبل المغرب في نحو عشرة، فطافوا وسعوا، ومضوا بعد المغرب فأتوا عرفة ليلاً، فوقفوا ساعة، وأتى مزدلفة فصلى بالناس الفجر. ثم إنه أقام بمكة وعسف وظلم وصادر التجار، وكانت أعوانه تهاجم بيوت التجار لأجل الودائع، فيتهمون البريء ويعذبونه وأخذ ما في خزائن الكعبة من مال. 4 (ذكر انهزام أبي السرايا) وأما هرثمة فواقع أبا السرايا ثانياً فانكسر، ثم ثبت وانهزم أصحاب أبي السرايا، ثم أخذ هرثمة يكاتب رؤساء الكوفة. 4 (وثوب علي بن محمد بالبصرة) وفيها وثب علي بن محمد بن جعفر الصادق بالبصرة، واستولى عليها من غير حرب. (13/73)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 74 4 (ظهور إبراهيم بن علي باليمن) وظهر باليمن إبراهيم بن علي بن موسى الرضا، فنفى عاملها عنها، وسبى، وأخذ الأموال. وكان يقال له الجزار لكثرة ما قتل. والله أعلم. (13/74)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 75 4 (احداث سنة مائتين) توفي فيها:) أسباط بن محمد الكوفي، في المحرم، أمية بن خالد البصري، أخو هدبة، أيوب بن المتوكل البصري المقريء، أنس بن عياض، أبو حمزة الليثي، سلم بن قتيبة الخراساني، بالبصرة، سيار بن حاتم العقدي، فيها بخلف، صفوان بن عيسى الزهري البصري، عمر بن عبد الواحد السلمي الدمشقي، عبد الملك بن الصباح المسمعي، بصري، عمارة بن بشر، فيها، حدث بدمشق، قتادة بن الفضيل الرهاوي، مبشر بن إسماعيل الحلبي، محمد بن إسماعيل بن أبي فديك المدني، محمد بن الحسن الأسدي ابن التل، محمد بن حميد السليحي الحمصي، محمد بن شعيب بن شابور، قاله دحيم، (13/75)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 76 معاذ بن هشام الدستوائي، معروف الكرخي العابد، على الأصح، المغيرة بن سلمة المخزومي، بصري، أبو البختري القاضي وهب بن وهب. 4 (مقتل أبي السرايا) وفيها هرب أبو السرايا والطالبيون من الكوفة في المحرم إلى القادسية، فدخلها هرثمة ومنصور بن المهدي وأمنوا أهلها. ثم أتى أبو السرايا إلى ناحية واسط، ثم مضى حتى أتى السوس وأنفق الأموال. فجاءهم الحسن بن علي الباذغيسي فأرسل إليهم: اذهبوا حيث شئتم، فلا حاجة لي في قتالكم، ولست بتابعكم. فأتى أبو السرايا إلى قتاله، فالتقوا، فهزمهم الحسن واستباح) عسكرهم، وجرح أبو السرايا، وهرب هو ومحمد بن محمد، وأبو الشوك، وطلبوا رأس العين والجزيرة. فلما انتهوا إلى جلولا عثر بهم حماد الكندغوش فأخذهم، وجاء بهم إلى الحسن بن سهل وهو بالنهروان، فقتل أبا السرايا في عاشر ربيع الأول، وبعث محمد بن زيد بن علي إلى مرو إلى المأمون. 4 (افتتاح البصرة واختفاء الطالبيين) وسار علي بن أبي سعيد إلى البصرة فافتتحها، وكان بها زيد بن (13/76)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 77 موسى بن جعفر أخو علي بن موسى الرضا، وهو الذي يقال له زيد النار، لكثرة ما حرق من دور العباسيين بالبصرة. وكان يأتي بالرجل من المسودة فيحرقه بالنار. وانتهب تجار البصرة، فأسره علي بن أبي سعيد، واختفى الطالبيون. 4 (ذكر ما فعله الأفطس بمكة) وأما حسين بن حسن الأفطس فبدع بمكة حتى ترده طائفة من أهلها، فهدم دورهم، وأخذ أبناءهم، وجعل أصحابه يحلون ما على الأساطين من الذهب اليسير، ويقلعون الشبابيك. فبلغهم قتل أبي السرايا، فأتى حسين إلى محمد بن جعفر الصادق، وكان شيخاً فاضلاً محبباً إلى الناس، تاركاً للخروج، قد روى العلم عن أبيه، فقال: قد تعلم ما لك في الناس، فابرز نبايعك بالخلافة، فلا يختلف عليك اثنان، فأبى ذلك. فلم يزل به ابنه علي وحسين بن حسن حتى غلبا على رأيه، وأقاموه يوم الجمعة في ربيع الآخر، فبايعوه، وحشروا الناس لمبايعته طوعاً وكرهاً. فأقام كذلك أشهراً. ووثب حسين على امرأة قرشية بارعة الحسن، فأخذها قهراً من بيت زوجها، وبقيت عنده أياماً، ثم هربت. ووثب علي بن محمد على أمرد بديع الجمال، فأخذه من دارهم، وأركبه فرسه في السرج، وركب على الكفل، وذهب به في السوق حتى خرج به إلى بئر ميمون في طريق منى. فاجتمع أهل مكة والمجاورون، وأغلقت (13/77)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 78 الأسواق، وأتوا محمد بن جعفر وقالوا: والله لنخلعنك، ولنقتلنك، أو لتردن هذا الغلام الذي أخذه ابنك جهرة. فقال: والله ما علمت. وأمر حسيناً أن يذهب إلى ابنه، فقال: إنك والله لتعلم أني لا أقوى على إبنك، وأخاف محاربته.) فقال محمد بن جعفر لأهل مكة: أمنوني حتى أركب إليه، أمنوه، فركب حتى صار إلى ابنه وأخذ الغلام، فسلمه إلى أهله. وبعد قليل أقبل إسحاق بن موسى بن عيسى بن موسى بن محمد العباسي فاراً عن اليمن، لتغلب إبراهيم بن موسى بن جعفر عليها، فنزل المشاش فاجتمع العلويون إلى محمد بن جعفر فقالوا: قد رأينا أن نخندق علينا بأعلى مكة. ثم حشدوا الأعراب، فقاتلهم إسحاق أياماً، ثم كره الحرب وطلب العراق. فلقيه ورقاء بن جميل في جند، فقال: إرجع بنا إلى مكة، فرجع. واجتمع إلى محمد غوغاء أهل مكة، وسودان أهل المياه والأعراب، فعبأهم ببئر ميمون، وأقبل ورقاء وإسحاق بن موسى بمن معهم من القواد والجند فالتقوا وقتل جماعة. ثم تحاجزوا ثم التقوا من الغد، فانهزم محمد وأهل مكة. وطلب محمد الأمان، فأجابوه إليه، ثم نزح عن مكة، ودخلها إسحاق ورقاء في جمادى الآخرة. 4 (ذكر تفرق الطالبيين عن مكة) وتفرق الطالبيون عن مكة كل قوم ناحية، فأخذ محمد ناحية جدة، ثم (13/78)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 79 طلب الجحفة. فخرج عليه محمد بن حكيم من موالي آل العباس. وفد كان الطالبيون انتهبوا داره بمكة، وبالغوا في عذابه. فجمع عبيداً ولحق محمداً بقرب عسفان، فانتهب جميع ما معه حتى بقي في وسط سروايل. وهم بقتله، ثم رحمه وطرح عليه ثوباً وعمامة، وأعطاه دريهمات. فمضى وتوصل إلى بلاد جهينة على الساحل، فأقام هناك أشهراً يجمع الجموع، فكان بينه وبين والي المدينة هارون بن المسيب وقعات عند الشجرة وغيرها. فهزم محمد، وفقئت عينه بسهم، وقتل خلق من أصحابه، ورد إلى موضعه. ثم طلب الأمان من الجلودي، ومن ابن عم الفضل بن سهم رجاء، ورد إلى مكة في آخر السنة. فصعد عيسى بن يزيد الجلودي المنبر بمكة، وصعد دونه محمد بن جعفر، عليه قباء أسود فخلع نفسه، واعتذر عن خروجه بأنه بلغه موت المأمون. وقد صح عنده الآن أنه حي، وخلع نفسه، واستغفر من فعله. ثم خرج به عيسى الجلودي إلى العراق، واستخلف على مكة ابنه محمد بن عيسى. فبعث الحسن بن سهل بمحمد إلى المأمون. 4 (ذكر الحج هذا العام) وأقام الحج أبو إسحاق المعتصم بن الرشيد.) (13/79)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 80 4 (مقتل هرثمة) وأما هرثمة، فلما فرغ من حرب أبي السرايا سار نحو خراسان، فأتته الكتب من المأمون أن يرجع فيلي الشام أو الحجاز. فقال: لا أرجع حتى آتي أمير المؤمنين. إدلالاً منه عليه، وليشافهه بمصالح، وليؤذي الفضل بن سهل بأنه ليس بناصح له. ففهم الفضل مراده، فقال للمأمون: إن هرثمة قد ظاهر عليك عدوك، وعادى وليك، وخالف كتبك. وإن خليته كان ذلك مفسدة لغيره. فتوحش عليه. وأبطأ هرثمة، ثم قدم في أواخر السنة، فقال له المأمون: مالأت علينا العلويين، وداهنت، وحسنت في السر لأبي السرايا الخروج فذهب هرثمة ليتكلم ويدفع عن نفسه، فلم يقبل منه. وأمر به، فوجيء على أنفه، وديس بطنه، وسحب وحبس. ودس الفضل إلى الأعوان الغلظة عليه، ثم قتلوه، وقيل مات. 4 (ذكر فتنة الجند ببغداد) وفيها هاج الجند ببغداد، لكون الحسن بن سهل ولم ينصفهم في العطاء، وبقيت الفتنة أياماً. 4 (رجاء بن أبي الضحاك واشخاص علي الرضا) وفيها وجه المأمون رجاء بن أبي الضحاك، وهو الذي قدم عليه (13/80)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 81 محمد بن جعفر ومعه قرناس الخادم، لإشخاص علي بن موسى الرضا. 4 (ذكر إحصاء ولد العباس) وفيها أحصي ولد العباس، فبلغوا ثلاثة وثلاثين ألفاً ما بين ذكر وأنثى. 4 (ذكر قتل الروم ملكهم اليون) وفيها قتلت الروم ملكها اليون، وكان قد تملك عليهم سبع سنين ونصفاً. ثم ملكوا عليهم ميخائيل بن جورجس ثانية. 4 (ذكر قتل يحيى بن عامر) وفيها قتل المأمون يحيى بن عامر بن إسماعيل، لكونه أغلظ له وقال له: يا أمير الكافرين. (13/81)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 82 1 (تراجم الأعيان في هذا العشر)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن بشير الكوفي) أبو بكر مولى بني مخزوم عن: هاشم بن هاشم الزهري، والأعمش، وعبد الله بن شبرمة، ومجالد، وغيرهم. وعنه: محمد بن سلام البيكندي، وسلم بن جنادة، والحسن بن عرفة، وغيرهم. (13/82)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 83 توفي سنة سبع وتسعين. 4 (أحمد بن موسى بن أبي مريم.) أبو بكر، وقيل أبو عبد الله الخزاعي البصري اللؤلؤي المقريء. سمع: ابن عوانة، وأبان بن تغلب، وعامر الجحدري. وروى القراءة عن: عيسى بن عمرو، وعاصم الجحدري، وأبي عمرو بن العلاء، وإسماعيل القسط. وروى عنه: روح بن عبد المؤمن، ومحمد بن يحيى القطعي، وخليفة بن خياط، ونصر الجهضمي، ومحمد بن المثنى، وطائفة. قال أبو زرعة الرازي: صدوق قدري. وكناه مسلم: أبا بكر. 4 (إبراهيم بن الأغلب بن سالم التميمي القيرواني الشهيد أمير المغرب.) (13/83)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 84 كان من وجوه جند مصر، فوثب، بعد موت أبيه، هو واثنا عشر رجلاً بمصر، فأخذوا من بيت المال مقدار أرزاقهم، لم يزيدوا على ذلك، وهربوا فلحقوا بالزاب من نواحي قيروان. فاعتقد إبراهيم بن الأغلب على من كان في تلك الناحية من الجند وغيرهم الرياسة. وأقبل بهدي إلى هرثمة بن أعين أمير القيروان يومئذ ويلاطفه، ويعلمه أني على الطاعة، وأنني ما دعاني إلا الحاجة ومطل الديون لي. فاستعمله هرثمة على ناحية الزاب، فكفاه أمرها وضبطها. وقدم على المغرب محمد بن مقاتل العكي، فأساء إلى الناس وظلم، فقاموا عليه، فنجده ابن الأغلب وأعاده إلى القيروان بعد أن طردوه منها. ثم كاتبوا الرشيد يستقيلونه من ابن مقاتل. فاستعمل عليهم ابن الأغلب لما رأى نهضته وحسن طاعته وانقياد أهل القيروان له.) وكان فقيهاً، ديناً، خطيباً، شاعراً، ذا رأي وحزم وبأس ونجدة، وسياسة، وحسن سيرة. قل أن ولي أفريقية أحد مثله في العدل والسياسة. وقد طلب العلم وأخذ عن: الليث بن سعد، وغيره. وكان الليث يكرمه، وأعطاه جارية حسناء هي أم ابنه زيادة الله. وكان له بمصر أخ اسمه عبد الله، محتشم نبيل. وأرسل أولاده إلى عند (13/84)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 85 عمهم إبراهيم. وكان مما رفع منزلة إبراهيم بن الأغلب عند الرشيد ظفره بإدريس بن عبد الله بن حسن الحسني نزيل المغرب وقتله. وأشار هرثمة بن أعين على الرشيد أيضاً بتوليته. وبالغ في وصفه، فولاه في أثناء سنة أربع وثمانين ومائة. ورد محمد العكي إلى المشرق، وانقمع الشر بالمغرب، وحسنت حال إفريقية. وبنى مدينة سماها العباسية. وكان يتولى الصلاة بنفسه في جامع القيروان. وكان عالماً عاملاً بعلمه، عثر يوماً في حصيرة المسجد، فدخل وقال لرؤساء الدولة: استنكهوني. ففعلوا. فقال: إني خشيت أن يقع لأحدكم أني سكران. وخرج عليه بتونس حمديس بن عبد الرحمن الكندي، فحاربه وظفر به، وقتل عشرة آلاف من عسكر حمديس في سنة ست وثمانين، وبعث برأس حمديس إلى الرشيد. وكان قائد جيوشه عمران بن مخلد، وكان نازلاً عنده في قصره، ثم خرج على ابن الأغلب وحشد، واستولى على أكثر بلاد إفريقية. وخندق إبراهيم على نفسه. وأقامت الحرب بينهما سنة، وهما كفرسي رهان، فأمده الرشيد بخزانة مال مع جماعة قواد. فقوي ابن الأغلب، وتقلل الجند عن (13/85)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 86 ابن مخلد، والتفوا على ابن الأغلب لأخذ أعطياتهم. توفي ابن الأغلب على إمرة المغرب لثمان بقين من شوال سنة ست وتسعين ومائة. وله ست وخمسون سنة. وولي بعده ابنه عبد الله، فأمن عمران وأكرمه وصيره معه في قصره. ثم خاف غائلته فقتله. واشتغل الأمين والمأمون بأنفسهما واختبط أمر المغرب وغيرهما. 4 (أبان بن عبد الحميد الرقاشي.) مولاهم البصري الشاعر الشهير. مقدم في الشعر والأدب، وله بصر بالعلم والفقه. وكان ديناً خيراً متألهاً، متهجداً.) نظم للبرامكة كتاب كليلة ودمنة أرجوزة في أربعة آلاف بيت، فأجازه الوزير يحيى بن خالد بعشرة آلاف دينار، فتصدق بنصفها. أثنى عليه الخطيب، وذكره في تاريخه. (13/86)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 87 4 (إبراهيم بن صدقة.) أبو عامر الأنصاري، بصري، قليل الرواية. سمع: قيس بن عبيد، وسفيان بن حسين. وعنه: محمد بن المثنى العنبري، وأحمد بن نصر المقريء. 4 (إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة الجمحي المكي) عن: جده، وأبيه. وعنه: الشافعي، والحميدي، وجماعة. 4 (إبراهيم بن عيينة بن أبي عمران الهلالي) (13/87)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 88 مولاهم الكوفي، أخو سفيان، وعمران، وآدم، ومحمد. يكنى أبا إسحاق. روى عن: أبي حيان يحيى بن سعيد التيمي، ومسعر بن كدام، وعمرو بن منصور الهمداني. وعنه: أحمد بن بديل، ويحيى بن معين، وعلي بن محمد الطنافسي، والحسن بن علي بن عفان العامري، وهو آخر أصحابه. وتوفي سنة سبع وتسعين أيضاً. قال النسائي: ليس بالقوي. 4 (إبراهيم بن هدبة، أبو هدبة البصري.) (13/88)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 89 يحدث عن أنس بالبواطيل. روى عنه: حميد بن الربيع، ومحمد بن عبيد الله بن المنادي، وسعدان ابن نصرة، والخضر بن أبان، وله عنه نسخة، ورستة. قال أبو نعيم الحافظ: قدم أصبهان فحدث على المنبر، عن أنس، فرفع ذلك إلى جرير بن عبد الحميد، فصدقه. قال: وكن المأمون أيضاً يصدقه فيها. وتصديقهما لا ينفعه، فإنه ذاهب الحديث، متهم عند الحفاظ بالكذب.) ولمحمد بن سليم المقريء عنه نسخة. قال عباس: سمعت يحيى بن معين يقول: قدم أبو هدبة، فاجتمع عليه الناس وقالوا له: اخرج رجلك. خافوا أن تكون رجله رجل حمار أو شيطان. وقال أحمد بن سيار القطان: سمعت محمد بن بلال الكندي يقول: كان أبو هدبة عدو الله يحفل النغم عندنا بواسط. وقال أبو حاتم الرازي: كذاب. (13/89)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 90 قلت: بقي إلى سنة مائتين. 4 (إبراهيم بن يزيد بن مردانبة الكوفي.) مولى عمرو بن حريث. (13/90)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 91 عن: رقبة بن مصقلة، وإسماعيل بن أبي هالة. وعنه: أبو كريب، وأبو سعيد الأشج، ومحمد بن المثنى، وجماعة. 4 (إبراهيم بن يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله الهمجاني السبيعي الكوفي) س. ت. ق. عن: أبيه وجده. وعنه: أبو كريب، وإسحاق بن منصور السلولي، وأبو عبيدة ابن أبي السفر. ضعفه ابن معين. وقال أبو حاتم: حسن الحديث. وقال النسائي: ليس بالقوي. قلت: حديثه في الصحيحين. (13/91)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 92 وتوفي في سنة ثمان وتسعين. 4 (أسامة بن حفص المدني.) عن: هشام بن عروة، وموسى بن عقبة، ويحيى بن سعيد. وعنه: أبو ثابت محمد بن عبيد الله المدني، وإبراهيم بن حمزة الزبيري، وغيرهما. روى له البخاري حديثاً، وأغفله في تاريخه، وكذا إبن أبي حاتم. 4 (أسباط بن محمد، أبو محمد بن أبي عمرو الكوفي ع. (13/92)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 93 والد عبيد بن أسباط.) عن: الأعمش، وأبي إسحاق الشيباني، وعمرو بن قيس الملائي، وزكريا بن أبي زائدة.) وعنه: أحمد، وإسحاق، والحسن الزعفراني، والحسن بن علي بن عفان. وثقه ابن معين. توفي سنة مائتين في المحرم. قال ابن عمار الموصلي: قال لنا وكيع: إن لأسباط بن محمد القرشي ألف حديث، فاسمعوا منه. 4 (إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين الهاشمي الحسيني المدني ت. ق.) عن: عبد الله بن جعفر المخرمي، وعبد الرحمن بن أبي بكر المليكي. وعنه: إبراهيم بن المنذر الحزامي، ويعقوب بن حميد. قال ابن معين: ما أراه إلا كان صادقاً. (13/93)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 94 4 (إسحاق بن إسماعيل.) أبو يزيد الرازي حيويه. عن: عمرو بن أبي قبيس، ونعيم بن ميسرة، ونافع بن عمر الجمحي. وعنه: محمد بن سعيد بن الأصبهاني، وإبراهيم بن موسى الفراء، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأخوه عثمان، وآخرون. قال ابن معين: أرجو أن يكون صادقاً. 4 (إسحاق بن الربيع العصفري الكوفي.) عن: الأعمش، وداوود بن أبي هند، ومسعر، وأبي مالك النخعي. وعنه: محمد بن عمر بن الوليد الكندي، وأحمد بن بديل، ومحمد بن إسماعيل الأحمسي، وغيرهما. ولا جرح فيه. (13/94)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 95 4 (إسحاق بن سليمان الرازي ع.) أبو يحيى الكوفي. نزل الري. عن: حنظلة بن أبي سفيان، وابن أبي ذيب، وحريز بن عثمان، وطبقتهم. وعنه: محمد، وأحمد، ومحمد بن رافع، وإسحاق الكوسج، وأحمد بن الأزهر، وخلق آخرهم الحسن بن مكرم البزاز. وكان سيداً صالحاً خاشعاً ثقة حجة.) قال أحمد بن الفرات: رأيته يروي حديثاً. فضحك غلام فأخرجه. قال: ويقال إنه كان من الأبدال. توفي سنة تسع وتسعين، وقيل سنة مائتين. (13/95)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 96 قال إسحاق الكوسج: ما كان أبين خشوعه. كان يبكي كل ساعة. 4 (إسحاق بن عيسى البغدادي.) أبو هاشم سبط داوود بن أبي هند. سمع: الأعمش، وابن أبي ذيب، والثوري. وعنه: الحسن بن الصباح البزار، وإسحاق بن بهلول التنوخي. قال الخطيب: وكان ثقة. جاور بمكة. 4 (إسحاق بن نجيح الملطي.) أبو صالح نزيل بغداد. عن: هشام بن حسان، وابن جريج، وجماعة. (13/96)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 97 وعنه: سويد بن سعيد، وعلي بن حجر. قال ابن معين: كذاب عدو الله. وقال أبو حاتم بن حيان: هو دجال من الدجاجلة. وقال الفلاس: يضع الحديث. 4 (إسحاق بن يوسف بن مرداس ع.) أبو محمد القرشي الواسطي الأزرق الحافظ. عن: الأعمش: وابن عون، وفضيل بن غزوان، ومسعر. وعنه: أحمد، وابن معين، وأحمد بن منيع، ومحمد بن المثنى، وسعدان بن نصر، وآخرون. (13/97)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 98 وكان ثقة ثبتاً من العابدين. ولد سنة بضع عشرة ومائة. وقيل: إنه مكث عشرين سنة لم يرفع رأسه إلى السماء. توفي سنة خمس وتسعين. وكان أعلم الناس بشريك.) وقد قرأ القرآن على حمزة، وسمع الحروف من أبي بكر بن عياش، وله اختيار في القراءة يروي عن جملة. عنه: إسماعيل بن هود الواسطي، وعبد الله بن هانس، وغيرهما. 4 (إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم ع.) (13/98)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 99 أبو بشر الأسدي، مولاهم البصري، الامام ابن علية، وهي أمه. أصله كوفي. سمع: أيوب السختياني، وإسحاق بن سويد العدوي، وحميد الطويل، وعلي بن زيد، وعطاء بن السائب، ومحمد بن المنكدر، وعبد الله بن أبي نجيح، ويونس بن عبيد، وسهيل بن أبي صالح، والجريري، وأبا التياح الضبعي، وعبد العزيز بن صهيب، وليث بن أبي سليم، وابن عون، وطائفة. وعنه: شعبة، وابن جريج، وحماد بن زيد وهم أكبر منه. وعبد الرحمن بن مهدي، وأحمد، وإسحاق، وابن معين، وعلي بن المديني، (13/99)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 100 وبندار، وخلق كثير آخرهم موسى بن سهل الوشاء. وكان حجة حافظاً فقيهاً. ولد سنة عشر ومائة. وكان يقول: من قال ابن علية فقد اغتابني. قال مؤمل بن هشام: سمعته يقول: لقيت محمد بن المنكدر، وسمعت منه أربعة أحاديث. فقلت: ذا شيخ. فلما قدمت البصرة إذا أيوب يقول: ثنا محمد بن المنكدر. وقال غندر: نشأت في الحديث يوم نشأن وليس أحد يقدم في الحديث على ابن علية. وقال أبو داوود: ما أحد من المحدثين إلا أخطأ، إلا ابن علية، وبشر بن المفضل، وقال ابن معين: كان ابن علية ثقة ورعاً تقياً. وقال يونس بن بكير: سمعت شعبة يقول: ابن علية سيد المحدثين. وقال عمرو بن زرارة: صحبت ابن علية أربع عشرة سنة فما رأيته تبسم فيها. (13/100)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 101 قال عفان: نا خالد بن الحارث قال: كنا نشبه ابن علية بيونس بن عبيد. وقال إبراهيم بن عبد الله الهروي: سمعت يزيد بن هارون يقول: دخلت البصرة وما بها خلق يفضل على ابن علية في الحديث.) وقال زياد بن أيوب: ما رأيت لابن علية كتاباً قط. وكان يقال ابن علية يعد الحروف. وقال حماد بن سلمة: ما كنا نشبه شمائل إسماعيل إلا بشمائل يونس بن عبيد، حتى دخل فيما دخل فيه. قلت: وقد ولي القضاء ولعث إليه ابن المبارك يعنفه بأبيات حسنة لدخوله في الصدقات. وروى الخطيب في تاريخه: إن الحديث الذي أخذ عليه شيء يتعلق بالكلام في القرآن. دخل على محمد بن هارون الأمين فشتمه، فقال: أخطأت. (13/101)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 102 وكان حدث بهذا: تجيء البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان يحاجان عن صاحبهما. فقيل لابن علية: ألهما لسان قال: نعم. فقالوا: إنه يقول القرآن مخلوق وإنما غلط. وقال الفضل بن زياد: سألت أحمد بن حنبل عن وهيب وابن علية: أيهما أحب إليك إذا اختلفا قال: وهيب، ما زال إسماعيل وضيعاً من الكلام الذي تكلم فيه إلى أن مات. قلت: أليس قد رجع وتاب على رؤوس الناس قال: بلى، ولكن ما زال لأهل الحديث. كان يحدث بالشفاعات. وكان معنا رجل من الأنصار يختلف إلى الشيوخ فأدخلني عليه، فلما رآني غضب، وقال: من أدخل هذا علي قال أحمد: وبلغني أنه أدخل على الأمين، فلما رآه زحف إليه وقال: يا ابن يا ابن تتكلم في القرآن وجعل إسماعيل يقول: جعلني الله فداك، زلة من عالم. ثم قال أحمد: إن يغفر الله له فيها، يعني الأمين. ثم قال: وإسماعيل ثبت. وقال الفضل بن زياد: قلت يا أبا عبد الله إن عبد الوهاب قال: لا يحب قلبي إسماعيل أبداً. لقد رأيته في المنام وكان وجهه أسود. فقال: عافى الله عبد الوهاب. (13/102)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 103 ثم قال أحمد: لقد لزمت إسماعيل عشر سنين إلا أن أغيب. ثم جعل يحرك رأسه كأنه يتلهف، ثم قال: وكان لا ينصف في التحديث، ويحدث بالشفاعات.) قال المؤلف: لا ينبغي إلا تعظيم ابن علية، فقد كانت منه هفوة ثم تاب منها. فكان ماذا مات ابن علية في ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين. وحديثه بعلو درجتين في الغيلانيات. 4 (إسماعيل بن إبراهيم الكرابيسي البصري ق.) صاحب القوهي. عن: ابن عون، وسليم القاص. وعنه: محمد بن عبد الله بن حفص الأنصاري، وحفص بن عمرو الربالي، ومثنى بن معاذ. توفي سنة أربع وتسعين. وثقه حد. (13/103)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 104 4 (إسماعيل بن إبراهيم، أبو يحيى التيمي الكوفي الأحول ت. ن.) عن: عطاء بن السائب، والأعمش، ومخارق الأحمسي، ومطر، وطائفة. وعنه: أبو سعيد الأشج، وأبو كريب، ومحمد بن عبيد المحاربي، وآخرون. ضعفه ن، وغيره. وقال ابن نمير: ضعيف جداً. 4 (إسماعيل بن حكيم.) صاحب الزيادي. بصري. روى عن: محمد بن المنكدر، والفضل بن عيسى الرقاشي، والجريري، وجماعة. (13/104)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 105 وعنه: عقبة بن مكرم، وأزهر بن جميل، وعبد الرحمن بن عمر رستة. كذا ذكره ابن أبي حاتم ولم يضعفه. 4 (إسماعيل بن زياد ت.) أو ابن زياد السكوني قاضي الموصل. (13/105)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 106 (13/106)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 107 عن: ثور بن يزيد، وابن جريج، والثوري، وشعبة. وعنه: مسعود بن جويرية، ونائل بن نجيح، ومحمد بن الحسين البرجلاني، وآخرون. قال ابن عدي: منكر الحديث. وقال ابن حبان: لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه.) 4 (إسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد بن ثابت، أبو مصعب الأنصاري نافلة كاتب الوحي رضي) الله عنه. (13/107)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 108 روى عن: أبيه، وأبي حازم الأعرج. وعنه: إبراهيم بن حمزة الزبيري، وأبو بكر عبد الرحمن بن شيبة الحزامي. قال أبو حاتم: مدني ضعيف الحديث. وقال غيره: إنه عمر إحدى وتسعين سنة. 4 (إسماعيل بن محمد بن جحادة الكوفي العطار الضرير.) عن: أبيه، وداوود بن أبي هند، وأبي مالك الأشجعي، وغيرهم. وعنه: الأشج، وسفيان بن وكيع، ونصر الجهضمي، وأحمد بن بديل، وجماعة. قال أبو حاتم: صدوق. 4 (إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التيمي البكري الكوفي.) (13/108)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 109 أبو علي. عن: إسماعيل بن أبي خالد، وأبي حنيفة، وغريهما. وعنه: محمد بن حرب النسائي، وسعدان بن نصر. قال صالح جزرة وغيره: كان يضع الحديث. وقال ابن حبان: لا تحل الرواية عنه، ولا الاحتجاج به بحال. وقال: يروي عن مسعر، وفطر بن خليفة أيضاً. 4 (أشجع بن عمرو السلمي.) الشاعر، بصري. (13/109)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 110 له نظم بديع، مدح الرشيد وغيره وكان جعفر البرمكي يجري عليه في الجمعة مائة دينار. 4 (أشعث بن عبد الرحمن بن زبيد اليامي الكوفي ت.) عن: مجالد، وعبيد الله بن عمر. وعنه: أحمد بن منيع، وأبو سعيد الأشج، والحسن بن عرفة. قال أبو زرعة: ليس بالقوي. وقال أبو حاتم: محله الصدق.) 4 (أشعث بن عبد الله الخراساني السجستاني د.) نزيل البصرة. عن: إسماعيل بن أبي خالد، وعوف، وشعبة. وعنه: محمد بن أبي بكر المقدمي، ومحمد بن عمر المقدمي، (13/110)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 111 ونصر بن علي الجهضمي، والفلاس. وثقه أبو داوود. روى له حديثاً. 4 (أشعث بن شعبة د.) أبو أحمد المصيصي. أصله خراساني، سكن الثغر. روى عن: إبراهيم بن أدهم، وأرطأة بن المنذر، والمنهال بن خليفة، وورقاء بن عمر. وعنه: محمد بن عيسى بن الطباع، والمسيب بن وضاح، وأبو الطاهر ابن السرح، ويعقوب بن كعب الأنطاكي. قال أبو زرعة: لين. وذكره ابن حبان في الثقات. أمية بن خالد القيسي م. د. ن. (13/111)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 112 أبو عبد الله، أخو هدبة. بصري، ثبت. روى عن: شعبة، والثوري، وأب الجارية العبدي، وطائفة. وعنه: أبو حفص الفلاس، وبندار، ومحمد بن مثنى، وطبقتهم. وثقه أبو حاتم. مات في آخر سنة مائتين على الصحيح. قال الأثرم: سمعت أبا عبد الله يسأل عن أمية بن خالد فلم أره يحمده في الحديث وقال: إنما كان يحدث من حفظه ولا يخرج. أنس بن عياض الليثي ع. (13/112)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 113 أبو ضمرة المدني، بقية المسندين الثقات.) ولد سنة أربع ومائة. وروى عن: شريك بن أبي نمر، وسهيل بن أبي صالح، وهشام بن عروة، وأبي خازم الأعرج، وربيعة الرأي، وصفوان بن سليم، وطبقتهم من صغار التابعين. وعنه: أحمد بن حنبل، وابن المديني، وأحمد بن صالح، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وخلق كثير. وروى عنه من أقرانه بقية بن الوليد. قال أبو زرعة، والنسائي: لا بأس به. وقال يونس بن عبد الأعلى: ما رأيت أحداً أحسن خلقاً من أبي ضمرة، ولا أسمح بعلمه منه. قال لنا: والله لو تهيأ لي أن أحدثكم بكل ما عندي في مجلس لفعلت. قلت: مات سنة مائتين، وله ست وتسعون سنة. 4 (أوس بن عبد الله بن بريدة بن الحصيب الأسلمي المروزي.) (13/113)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 114 روى عن: أخيه سهيل، والحسين بن واقد. ولم يدرك أباه، لعله مات وأوس حمل. روى عنه: سليمان بن عبيد الله، ومحمد بن مقاتل، والحسين بن حريث المروزيون. قال أبو حاتم: سألنا المراوزة عنه فعرفوه وقالوا: تقادم موته. 4 (أوس بن عبد الله السلولي البصري.) عن: بريد بن أبي مريم. وعنه: مسلم بن إبراهيم، ومعلى بن أسد، ومسدد، وغيرهم. وهو قديم الوفاة. 4 (أيوب بن تميم، أبو سليمان التميمي الدمشقي.) مقريء أهل الشام. قرأ على: يحيى الذماري، وأبي عبد الملك الذماري. تلا عليه: ابن ذكوان، والوليد بن عتبة. (13/114)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 115 وحمل عنه الحروف: أبو مسهر، وهشام بن عمار. وقد روى الحديث عن: الأوزاعي، وعثمان بن أبي العاتكة، وغيرهما. حدث عنه: هشام، ودحيم، وآخرون.) وهو ثقة، في الحديث والقراءة. مات بعد التسعين ومائة. 4 (أيوب بن حسان الجرشي الدمشقي.) أبو حسان. عن: هشام بن عروة، ويونس بن يزيد، والأوزاعي، وثور بن يزيد، وطائفة. وعنه: هشام بن عمار، ودحيم، وسليمان الشرحبيلي. قال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال أبو زرعة الدمشقي: مقارب. 4 (أيوب بن المتوكل البصري الصيدلاني.) (13/115)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 116 المقريء الامام. سمع: فضيل بن سليمان، وطبقته. وتلا على: الكسائي، وعلى: سلام الطويل، وحسين الجعفي. واختار لنفسه مقرءاً. روى عنه: علي بن المديني، ويحيى بن معين، ومحمد بن يحيى القطعي. وأجل من تلا عليه القطعي. قال ابن المديني: نا أيوب بن المتوكل، عن عبد الرحمن بن مهدي قال: لا يكون إماماً من أخذ بالشاذ من العلم، ولا من روى عن كل أحد، ولا من روى كل ما سمع. ويقال: إن يعقوب الحضرمي وقف على قبر أيوب لما دفن، وقال: يرحمك الله يا أيوب، ما تركت خلفاً أعلم بكتاب الله منك. وعن أيوب قال: ما غلبت يعقوب إلا بالأثر. وقال إسحاق بن إبراهيم الشهيدي: دخلت الكوفة فأتيت ابن إدريس الأودي، فأول ما سألني عن أيوب، ما فعل أيوب قلت: بخير، قال: يقريء قلت: نعم قال: ذاك أقرأ الناس. وقال أحمد بن سنان القطان: سمعت أيوب بن المتوكل يقول: قرأت على يحيى القطان، وطلب مني كتاب الحروف، فسمعه منه. قال أبو حاتم السجستاني: أيوب بن المتوكل من أقرأ القراء وأرواهم للأثار في القرآن.) (13/116)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 117 قلت: وثقه ابن المديني. ومات سنة مائتين كهلاً. 4 (أيوب بن واصل البصري.) سمع: ابن عون. وعنه: إبراهيم بن المنذر، وعبد الله بن محمد المسندي، ومحمد بن أسد الخشني، وجماعة. وهو قليل الحديث. قال أبو حاتم: يكتب حديثه. 4 (أيوب بن واقد الكوفي ت.) أبو الحسن، ويقال أبو سهل. سكن البصرة وحدث عن: هشام بن عروة، ومحمد بن عمرو، وعثمان بن حكيم. (13/117)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 118 وعنه: بشر بن معاذ، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وداهر بن نوح، وجماعة. قال أحمد: ضعيف الحديث. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه. (13/118)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 119 4 (حرف الباء)

4 (بشار بن قيراط.) أبو نعيم النيسابوري نزيل الري. وهو أخو حماد بن قيراط. روى عن: هشام بن حسان، وابن جريج، وبكر بن معروف، والثوري، وجعفر بن محمد، وشعبة، وطبقتهم. وعنه: عبد الله بن الوليد بن مهران، وعمرو بن رافع القزويني، ونوح بن أنس. قال أبو حاتم: لا يحتج به. وقال أبو زرعة: يكذب، وأخوه حماد صدوق. وقال ابن عدي: هو إلى الضعف أقرب. 4 (بزيع بن حسان.) (13/119)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 120 أبو الخليل البصري الخصاف. عن: الأعمش، وهشام بن عروة، وثابت البناني.) وعنه: عبد الرحمن بن المبارك، وأزهر بن جميل، ومحمد بن بكار، ويحيى بن سعيد العطار، ومحمد بن صدران. وهو متروك، اتهمه ابن حيان، وغيره، أتى بعجائب لا تحتمل. 4 (بشر بن إبراهيم الأنصاري المفلوج.) عن: ثور بن يزيد، والأوزاعي، وأبي مرة الرقاشي، ومبارك بن فضالة. وعنه: داهر بن نوح، وعبد الله بن يوسف الجبيري، ويوسف بن بحر، ومحمد بن عبد الله بن بزيع، وجماعة. ضعفه أبو حاتم، وغيره، (13/120)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 121 وقال ابن عدي: هو عندي ممن يضع الحديث. 4 (بشر بن الحسن ن.) أبو مالك البصري، أخو حسين بن الحسن. عن: ابن عون، وأشعث بن سوار، وابن جريج. وعنه: عمر بن شعبة، وهارون الحمال، وعثمان بن أبي صفوان، ومحمد بن عبد الله المخرمي. قال هارون الحمال: ثقة ثقة. وقيل: كان يحافظ على الصف الأول خمسين سنة بجامع البصرة. 4 (بشر بن السري ع.) (13/121)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 122 أبو عمرو البصري الواعظ العابد الملقب بالأفوه. نزيل مكة، سمع: مسعراً، والثوري، وزائدة، ومالكاً، وحماد بن سلمة، وطائفة. وعنه: أحمد بن حنبل، وابن المديني، والفلاس. قال أحمد بن حنبل: كان متقناً للحديث عجباً. وقال أبو حاتم: ثبت صالح. وقال يحيى بن معين: ثقة. وقال ابن عدي: يقع في حديثه ما ينكر، وهو في نفسه لا بأس به. وقال العقيلي: هو في الحديث مستقيم.) حدثنا أحمد الأبار، نا عوام قال: قال الحميدي: كان بشر بن السري جهمياً، لا يحل أن يكتب حديثه. قلت: قد صح رجوعه عن التجهم. حدثنا جعفر الفريابي، ثنا أحمد بن محمد المقدمي، ثنا سليمان بن حرب قال: سأل بشر بن السري حماد بن زيد فقال: الحديث الذي جاء أن الله ينزل إلى سماء الدنيا يتجول من مكان إلى مكان فسكت حماد ثم قال: (13/122)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 123 هو في مكانه يقرب من خلقه كيف شاء. قلت: كان من حماد أن يزجر السائل ويقول: الله ورسوله أعلم، فإن الخوض في هذا لا ينبغي، بل تمر الأحاديث كما جاءت ولا يعترض عليها. وقال: حدثنا عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: بشر بن السري تكلم بمكة بشيء، فوثب عليه ابن الحارث بن عمير، يعني حمزة فلقد ذل بمكة حتى جاء فجلس إلينا مما أصابه من الذل. قال عبد الله: يعني تكلم في القرآن. ثم قال: سمعت أبي يقول: كان الثوري يستقله. قلت: لم قال: سأله عن شيء، يعني عن أطفال المشركين، فقال له سفيان: ما أنت وذا يا صبي قلت: مات في سنة خمس وتسعين ومائة، أو سنة ست. 4 (بشر بن سلم بن المسيب البجلي.) كوفي، روى عن: إسماعيل بن خالد، ومسعر. وعنه: ابنه الحسن، وأحمد بن إبراهيم الدورقي. قال أحمد بن حنبل: قد رأيته ولم أسمع منه. 4 (بشر بن عبد الله بن عمر بن عبد العزيز بن مروان الأموي.) روى عن: عمه عبد العزيز بن عمر. وعنه: محمد بن معاوية الأنماطي، ويحيى بن معين. (13/123)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 124 وقال يحيى: لا بأس به. 4 (بقية بن الوليد بن صائد م. أ.) الحافظ، أبو يحمد الكلاعي الحميري الميتمي الحمصي. أحد أعلام الحديث. (13/124)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 125 روى عن: محمد بن زياد الألهاني، وبحير بن سعد، وثور بن يزيد، وعبد الله بن عمر،) والزبيدي، والأوزاعي، وابن جريج، وصفوان بن عمرو، ويونس بن يزيد، وخلق لا يحصون، تسعة أعشارهم عامة مجهولون. وعنه: من شيوخه: الأوزاعي، وشعبة. ومن أقرانه: ابن المبارك، والوليد بن مسلم، وإسماعيل بن عياش، وطائفة. وأبو مسهر، وحيوة بن شريح، وهشام بن عمار، ومحمد بن مصفى، وداوود بن رشيد، وكثير بن عبيد، وعمرو بن عفان، وأبو عتبة أحمد بن الفرج الحجازي، وخلق، فالحجازي آخرهم موتاً. قال يحيى بن معين، وأبو زرعة، وغيرها: إذا روى عن ثقة فهو ثقة حجة. وقال ابن المبارك: أعياني بقية، يسمي الكنى ويكني الأسامي. وقال أبو حاتم: سألت أبا مسهر عن حديث لبقية فقال: (احذر حديث بقية .......... وكن منها على تقيه) فإنها غير نقيه وقال النسائي: إذا قال: ثنا وحدثنا فهو ثقة، وإن قال: عن، فلا. (13/125)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 126 أخبرنا أحمد بن هبة الله، عن القاسم الصفار، أنا هبة الرحمن القشيري، أنا عبد الحميد البحتري، نا عبد الملك بن الحسن، نا أبو عوانة، ثنا عطية بن بقية، وسعيد بن عمرو السكوني، وأبو عتبة قالوا: ثنا بقية، نا الزبيدي، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من دعي إلى عرس أو نحوه فليجب. خرجه مسلم، عن إسحاق، عن عيسى بن المنذر، عن بقية، وليس له في الصحيح عن بقية سواه. قال يزيد بن عبد ربه: سمعت بقية يقول: ولدت سنة عشر ومائة. قال ابن معين: كان شعبة مبجلاً لبقية حيث قدم عليه. وقال حيوة بن شريح: سمعت بقية يقول: لما قرأت على شعبة نسخة بحير بن سعد، قال لي: يا أبا يحمد، لو لم أسمع هذا منك لطرت. وقال زكريا بن عدي: قال لنا أبو إسحاق الفزاري: خذوا عن بقية ما حدث عن الثقات، ولا تأخذوا عن إسماعيل بن عياش ما حدث عن الثقات وغير الثقات. إبراهيم بن موسى الفراء، عن رباح، عن ابن المبارك، قال: إذا اجتمع بقية وإسماعيل بن) عياش فبقية أحب إلي. ورواه سفيان بن عبد الملك، عن ابن المبارك، وقال: كان صدوق اللسان، ولكن يأخذ عمن أقبل وأدبر. (13/126)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 127 وعن ابن المبارك: نعم الرجل بقية، لولا أنه كيني الأسامي ويسمي الكنى. كان دهراً يحدثنا عن أبي سعيد الوحاظي فنظرنا فإذا هو عبد القدوس. وقال أحمد بن حنبل: بقية أحب إلي من إسماعيل، وإذا حدث عن المجهولين فلا تقبلوه. وقال أحمد، روى بقية عن عبيد الله مناكير. عثمان الدارمي، عن ابن معين: بقية ثقة. قلت له: هو أحب إليك أو محمد بن حرب فقال: ثقة وثقة. وقال أحمد العجلي، ويعقوب بن شيبة: بقية ثقة عن المعروفين. وقال أبو إسحاق الجوزجاني: رحم اله بقية، ما كان يبالي إذا وجد خرافة عمن يأخذه. فإذا حدث عن الثقات فلا بأس. قلت: شرط أن يصرح بالإخبار ولا يقول: عن فلان. فإنه قد دلس عن ابن جريج، وعن الأوزاعي بطامات. وقال ابن عدي: ولبقية حديث صالح، وفي بعض رواياته يخالف الثقات. وإذا روى عن أهل الشام فهو ثبت، وإذا روى عن غيرهم خلط كإسماعيل بن عياش. وقال أحمد بن الحسن الترمذي، عن أحمد بن حنبل: لبقية مناكير عن الثقات. (13/127)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 128 وقال حجاج بن الشاعر: سئل ابن عيينة عن حديث من هذه الملح، فقال: أبو العجب: أنا، أبقية بن الوليد أنا. وقال ابن خزيمة: لا أحتج ببقية. قلت: وكان في بقية دعابة وحسن خلق. قال أبو التقي اليزني: سمعت بقية ما يقول: ما أرحمني ليوم الثلاثاء ما يصومه أحد. وقال بركة بن محمد الحلبي: كنا عند بقية في غرفة، فسمع الناس يقولون: لا لا، فأخرج رأسه من الطاقة وجعل يصيح معهم: لا لا فقلنا: يا أبا يحمد، سبحان الله أنت إمام يقتدى بك. قال: أسكت هذه سنة بلدنا.) وعن قثم بن أبي قتادة قال: سمعت من يسأل بقية: كيف يقال للعروس إذا دخلت على زوجها قال: ما زلنا نسمع عجائز الحي يقلن: ادخلي رجلك اليمنى على المال والبنين. وقال عطية بن بقية: قال أبي: دخلت على الرشيد، فقال لي: يا بقية إني لأحبك فقلت: ولأهل بلدي قال: لا، إنهم جند سوء، لهم كذا وكذا غدرة. ثم قال: حدثني، فقلت: ثنا محمد بن زياد الألهاني، عن أبي أمامة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا سابق العرب إلى الجنة، وسلمان سابق الفرس، وصهيب سابق الروم، وبلال سابق الحبشة. (13/128)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 129 وحدثني محمد بن زياد، عن أبي أمامة مرفوعاً: وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفاً، مع كل ألف سبعين ألفاً، وثلاث حثيات من حثيات ربي. قال: فامتلأ من ذلك فرحاً وقال: يا غلام ناولني الدواة. وكان القيم بأمره الفضل بن الربيع ومرتبته بعيدة، فناداني وقال: يا بقية ناول أمير المؤمنين الدواة بجانبك. قلت: ناوله أنت يا هامان. فقال: سمعت ما قال لي يا أمير المؤمنين قال: اسكت، فما كنت عنده هامان حتى أكون عنده فرعون. قال يعقوب الفسوي: بقية يذكر بحفظ، إلا أنه يشتهي الملح والطرائف فيروي عن الضعفاء. وروى عبد الرحمن بن الحكم بن بشير، عن وكيع قال: ما سمعت أحداً أجرأ على أن يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، من بقية. قلت: قد خرج له مسلم حديثاً توبع فيه، واستشهد به البخاري، وله نسخة عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس منها: تربوا الكتاب. ومنها: من أدمن على حاجبه المشط عوفي من الوباء. (13/129)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 130 ومنها: إذا جامع أحدكم زوجته فلا ينظر إلى فرجها، فإنه يورث العمى. قال ابن جبان: وهذه النسخة كلها موضوعة. يشبه أن يكون بقية سمعها من إنسان ضعيف، عن ابن جريج، فدلس عنه. وقال أبو حاتم: لا يحتج ببقية. قال يزيد بن عبد ربه، وأحمد، وأبو عبيد، وخليفة، وابن مصفى، وابن سعد: توفي سنة سبع وتسعين ومائة.) وقال الوليد بن عتبة: سنة ست، وقيل: سنة ثمان. 4 (بكار بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي.) الأمير أبو بكر، ولي المدينة للرشيد اثنتي عشرة سنة وأشهراً. وكان به معجباً وعنده وجيهاً. أخرج على يديه أعطية جليلة ضخمة (13/130)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 131 لأهل المدينة في ثلاث مرات، مجموع ذلك ألف ألف دينار ومائتا ألف دينار. وكان يكتب إليه: من عبد الله هارون، إلى أبي بكر بن عبد الله. ذكر هذا ولده الزبير بن بكار. ثم قال: وكن جواداً ممدحاً. قوي الولاية، متفقداً لمصالح العوام، شديداً على المبتدعة. أمنت أعمال المدينة في أيامه. مات سنة خمس وتسعين ومائة. وقد طول الزبير ترجمة أبيه وبالغ فيه. 4 (بكار بن عبد الله بن عبيدة الربذي.) عن: عمه موسى بن عبيدة. وعنه: أبو جعفر بن نفيل، ومحمد بن مهران الحمال، وحفص بن عمر الجندي، وأبو حصين الرازي. ذكره ابن أبي حاتم. (13/131)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 132 (13/132)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 133 4 (بكر بن سليمان.) أبو يحيى البصري. عن: ابن إسحاق، وغيره. وعنه: خليفة بن خياط، وشهاب بن معمر، ومحمد بن عباد الهذلي. قال البخاري: معروف. وقال أبو حاتم: مجهول. 4 (بكر بن سليم الصواف الطائفي ثم المدني ق.) عن: زيد بن أسلم، وربيعة بن أبي عبد الرحمن، وأبي طوالة، وسهيل، وابن المنكدر، وأبي صخر حميد بن زياد. (13/133)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 134 وعنه: إسحاق الخطمي، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وأبو الطاهر أحمد بن السرح، وآخرون.) وعمر دهراً. قال أبو حاتم: يكتب حديثه. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن عدي: ضعيف ينفرد بما لا يتابع عليه. 4 (بكر بن الشرود.) وهو بكر بن عبد الله بن الشرود الصنعاني. عن: معمر، وسفيان الثوري، ومالك، وعبد الله بن عمر العمري، ويحيى بن مالك بن أنس، وغيرهم. وعنه: محمد بن السري العسقلاني، وميمون بن الحكم، ومحمد بن يحيى بن جميل، وآخرون. قال ابن معين: ليس بشيء. وقال النسائي، وغيره: ضعيف. (13/134)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 135 وقال ابن حبان: يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل. 4 (بكر بن يزيد الحمصي الطويل.) سكن بغداد، وحدث عن: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وأبي بكر بن أبي مريم. وعنه: علي بن المديني، وأحمد بن حنبل، وأبو سعيد الأشج. صالح الحديث. 4 (بكر بن النطاح.) أبو وائل الحنفي البصري. شاعر بديع القول، مدح الرشيد، وغيره. (13/135)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 136 ولما توفي رثاه أبو العتاهية بأبيات. 4 (بكر بن يونس بن بكير بن واصل الشيباني الكوفي ت. ق.) عن: موسى بن علي بن رباح، وعبد الله بن لهيعة. وعنه: أبو كريب، وعبيد بن يعيش. قال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه. 4 (بهز بن أسد ع.) ) (13/136)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 137 أبو الأسود العمي البصري، أخو معلى بن أسد. ثقة مشهور. يروي عن: شعبة، ويزيد بن إبراهيم التستري، وأبي بكر بن النسائي. وعنه: أحمد بن حنبل، وبندار، وأحمد بن سنان، وعبد الرحمن بن هاشم الطوسي، وعبد الرحمن بن بشر العبدي، وآخرون. قال عبد الرحمن بن بشر: ما رأيت رجلاً خيراً منه. يقال: مات سنة سبع وتسعين ومائة. (13/137)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 138 4 (حرف التاء)

4 (تليد بن سليمان المحاربي الكوفي ت.) عن: أبي الجحاف داوود، وعبد الملك بن عمير، وعطاء بن السائب، وجماعة. وعنه: أحمد بن حنبل، وإسحاق بن موسى، وابن نمير، وأبو سعيد الأشج. قال أحمد بن حنبل: كان مذهبه التشيع، ولم نر به بأساً. وقال داوود وغيره: رافضي خبيث. وقال يحيى بن معين: قعد مع مولى لعثمان رضي الله عنه، فتذاكروا (13/138)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 139 أمر عثمان، فتناوله تليد، فقام إليه المولى فرماه من أعلى سطح، فانكسرت رجله، فكان يمشي على عصا. وكان مقيماً ببغداد. سمعت منه وليس بشيء. وكذا ضعفه ابن عدي. وكذبه الجوزجاني. (13/139)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 140 4 (حرف الجيم)

4 (الجراج بن مليح ن. ت.) أبو عبد الرحمن البهراني الحمصي. عن: الزبيدي، وحجاد بن أرطأة، وبكر بن زرعة، وغيرهم. وعنه: الحسن بن خمير الحرازي، وهشام بن عمار، وسليمان ابن بنت شرحبيل، وموسى بن أيوب النصيبي، وغيرهم. قال أبو حاتم: صالح الحديث.) وقال ابن معين: لا أعرفه. (13/140)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 141 وقواه النسائي. (13/141)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 142 4 (حرف الحاء)

4 (الحارث بن مرة بن مجاعة الحنفي اليماني د.) أبو مرة. قدم بغداد، وحدث عن: كليب بن منفعة، ويزيد الرقاشي، وجماعة فيهم نكارة وجهالة. وعنه: ابن المديني، وأحمد، ونصر بن علي، ويعقوب الدورقي، ويحيى بن أكثم، وآخرون. قال ابن معين: ليس به بأس. قلت: روى له أبو داوود حديثاً عن كليب، عن جده. (13/142)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 143 4 (الحارث بن عبيدة.) أبو وهب الكلاعي الحمصي، قاضي حمص. روى عن: هشام بن عروة، ومحمد بن الوليد الزبيدي، وسعيد بن غزوان، والعلاء بن عتبة، وإسماعيل بن رافع، وغيرهم. وعنه: يزيد بن عبد ربه، وعبد الله بن عبد الجبار الخبابري، وعمرو بن عثمان، وآخرون. وقيل إنه روى عن عبد الله بن عثمان بن خثيم. وقد فرق بينه وبين صاحب ابن خثيم أبو عبد الله البخاري. وقال أبو حاتم: هما واحد. (13/143)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 144 قال: وليس بالقوي. وقال الدارقطني: ضعيف. 4 (حجاج بن سليمان الرعيني.) أبو الأزهر المصري. ويعرف بابن القمري. (13/144)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 145 روى عن: حرملة بن عمران، والليث، ومالك، وابن لهيعة. وعنه: محمد بن سلمة المرادي، وغيره. قال ابن يونس: في حديثه خطأ ومناكير. توفي فجأة على حماره سنة سبع وتسعين ومائة.) 4 (حجاج بن سليمان الحضرمي المصري.) أبو الأسود. روى أيضاً عن: الليث، ومالك، وغيرهما. وعنه: ابنه محمد. 4 (حذيفة المرعشي.) الزاهد القدوة، صاحب سفيان الثوري. سيأتي بعد المائتين. 4 (الحسن بن حيب بن ندبة ن.) (13/145)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 146 أبو سعد البصري. عن: زكريا بن أبي زائدة، وأبي خلدة خالد بن دينار، وهشام بن عروة، وجماعة. وعنه: يعقوب الدورقي، ومحمد بن المثنى، وعلي بن الحسين الدرهمي، وجماعة. قال أحمد: ما به بأس. قلت: توفي سنة سبع وتسعين ومائة. الحسن بن علي بن عاصم بن صهيب الواسطي. مات قبل والده، وقد أدرك التابعين. وروى عن: أيمن بن نابل، وعن الأوزاعي. روى عنه: أخوه عاصم بن علي، وأحمد بن حنبل. قال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. (13/146)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 147 4 (الحسن بن محمد البلخي.) الفقيه أبو محمد، قاضي مرو. متروك الحديث. روى عن: حميد الطويل، وعوف الأعرابي، وهشام بن حسان. وعنه: وراث بن الفضل، وإبراهيم بن مهدي، وأحمد بن عبد الله الفرياناني. وغيرهم. قال ابن عدي: كل أحاديثه مناكير. 4 (الحسن بن هانيء.) ) أبو نواس، في الكنى. 4 (الحسن بن يحيى الخشني الدمشقي الغوطي البلاطي.) (13/147)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 148 أبو عبد الملك. عن: زيد بن واقد وهشام بن عروة، وابن جريج، وعمر بن قيس، والأوزاعي، وغيرهم. وعنه: سليمان بن عبد الرحمن، وهشام بن عمار، والحكم بن موسى، وهشام بن خالد الأزرق، وآخرون. قال دحيم: لا بأس به. وقال أبو حاتم: صدوق سيء الحفظ. وقال النسائي وغيره: ليس بثقة. وقال الدارقطني: متروك. وقال ابن معين: ليس بشيء. قال الفريابي: نا سليمان بن عبد الرحمن، ثنا الحسن بن يحيى، نا بشر بن حيان قال: أقبل واثلة بن الأسقع حتى وقف علينا، ونحن نبني مسجدنا هذا، يعني مسجد البلاط، فقال، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من بنى لله مسجداً بنى الله له بيتاً في الجنة أفضل منه. (13/148)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 149 4 (الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ق.) أبو عبد الله العلوي الكوفي، أحد الأشراف النبلاء. روى عن: أبيه، وعن عمه أبي جعفر الباقر، وإسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وابن جريج، وجعفر بن محمد. وعنه: أبو مصعب الزهري، ونعيم بن حماد، وإسحاق بن موسى الخطمي، وعباد بن يعقوب، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي. قال ابن عدي: وجدت في حديثه بعض النكرة، وأرجو أنه لا بأس به. قلت: كان شيخ الطالبية في عصره. (13/149)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 150 أحسبه عاش بضعاً وثمانين سنة. 4 (حفص بن نبيل المرهبي الهمداني د.) روى عن: الثوري، وزائدة، وداوود الطائي.) وعنه: أبو كريب، وأحمد بن بديل، وجماعة. محله الصدق. 4 (حفص بن عبد الرحمن ن.) الإمام أبو عمر البلخي الفقيه المشهور بالنيسابوري. أحد الأعلام. روى عن: عاصم الأحول، وداوود بن أبي هند، وابن عون، وأبي حنيفة، وابن أبي عروبة، وسفيان الثوري، وعيسى بن طهمان، وإسرائيل، وطائفة. وعنه: الحسين بن منصور، ومحمد بن رافع القشيري، وسلمة بن شبيب، ومحمد بن عقيل الخزاعي، ومحمد بن يزيد السلمي، وإبراهيم بن عبد الله السعدي، وإسحاق بن عبد الله بن رزين، وعلي بن الحسن الذهلي، وخلق. قال الحاكم: كان أبوه عبد الرحمن بن عمر بن فروخ بن فضالة البلخي (13/150)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 151 قد ولي قضاء نيسابور في أيام قتيبة بن مسلم الباهلي الأمير، وهو في الكوفة. وحفص هذا أفقه أصحاب أبي حنيفة الخراسانية. وكان ولي القضاء ثم ندم وأقبل على العبادة. وكان ابن المبارك يزوره. وقال فيه ابن المبارك: هذا اجتمع فيه الفقه، والوقار، والورع. قال الحاكم: سكة حفص بنيسابور متسوية إليه. وكان أبو عبد الله البخاري إذا قدم نيسابور يحدث في مسجده. قلت: ثم ساق له الحاكم عدة أحاديث غرائب وأفراد. وقد احتج به النسائي. وقال أبو حاتم: مضطرب الحديث. قال إبراهيم بن حفص: مات أبي في ذي القعدة سنة تسع وتسعين ومائة. 4 (حفص بن عمر.) (13/151)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 152 الإمام أبو عمران الرازي الواسطي، نزيل البصرة. عن: العوام بن حوشب، وقرة بن خالد، وعبد الحميد بن جعفر، وابن المبارك. وعنه: حفص الربالي، والعلاء بن سالم الطبري.) قال أبو حاتم والدارقطني: ضعيف. وقال البخاري: يتكلمون فيه. قال ابن عدي: ليس به حديث منكر المتن. ومنهم من يفرق بين الرازي وبين الواسطي، ولا فرق. 4 (حفص بن غياث بن طلق ع.) (13/152)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 153 الإمام أبو عمر النخعي القاضي. أحد الأعلام. مولده سنة سبع عشرة ومائة. وروى عن: جده طلق بن معاوية، وعن عاصم الأحول، وليث بن ابي سليم، وهشام بن عروة، والأعمش، وداوود بن أبي هند، وأبي إسحاق الشيباني، وابن أبي خالد، وعبيد الله بن عمر، وخلق سواهم. (13/153)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 154 وعنه: ابنه عمر بن حفص، وأحمد بن حنبل، وإسحاق، وابن المديني، والحسن بن حماد سجادة، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأخوه عثمان، وعمرو الناقد، ومحمد بن مثنى، ويعقوب الدورقي، ويحيى بن معين، والحسن بن عرفة، وأحمد العطاردي، وخلق. وقد ولي قضاء الجانب الشرقي ببغداد، ثم بعث على قضاء الكوفة بعد شريك. روى عباس، عن ابن معين: حفص أثبت من عبد الواحد بن زياد، وهو أثبت من عبد الله بن إدريس. وقال العجلي، وغيره: ثقة، مأمون، فقيه. وقال داوود بن رشيد: حفص كثير الغلط. وقال يعقوب بن شيبة: هو ثبت إذا حدث من كتابه ويتقى بعض حفظه. وقال ابن عمار: عسر في الحديث جداً. روى سعيد بن سعيد الجاري، عن طلق بن غنام قال: خرجت مع حفص بن غياث في زقاق. فأتت إمرأة حسناء. فقالت: أيها القاضي زوجني فإن أخوتي يضرون بي. فالتفت إلي فقال: يا طلق اذهب فزوجها إن كان الذي يخطبها كفؤاً، فإن كان يسكر من النبيذ أو رافضياً فلا تزوجه. فإن الذي يسكر يطلق وهو لا يدري، والرافضي فالطلاق عنده واحدة. وقيل: إن أبا يوسف القاضي قال لأصحابه: تعالوا نكتب نوادر (13/154)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 155 حفص بن غياث في القضاء.) فلما وردت أحكامه على أبي يوسف قيل له: فأين النوادر التي زعمت قال: ويحكم، إن حفصاً أراد الله فوفقه. وقال أحمد بن زهير: نا محمد بن زيد: سمعت حفص بن غياث قال: كنا ببغداد يجيئنا أصحاب الحديث، فيقول لهم ابن إدريس: عليكم بالشعر والعربية. فقلت: ألا تتقي الله قوم يطلبون آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم تأمرهم يطلبون هذا. لئن عدت لأسوءنك. قال بشر الحافي: قال حفص بن غياث: لو رأيت أني أسر بما أنا فيه لهلكت. ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي قال: سمعت عمر بن حفص قال: لما أحتضر أبي بكيت، فقال: ما يبكيك قلت: لفراقك ولد خولك في هذا الأمر. قال: لا تبك، فما حللت سراويلي على حرام، ولا جلس إلي خصمان فباليت من توجه له الحكم. قال حفص: مرض أبي خمسة عشر يوماً، فرد معي مائة درهم إلى العامل وقال: هذه لا حظ لي فيها، لم أحكم هذه الأيام. قال يحيى القطان: هو أوثق أصحاب الأعمش. وقال ابن معين: جميع ما حدث به حفص بن غياث ببغداد وبالكوفة إنما هو من حفظه، ولم يخرج كتاباً. (13/155)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 156 كتبوا عنه ثلاثة آلاف أو أربعة آلاف حديث. وقال إبراهيم بن مهدي: سمعت حفصاً يقول لرجل يسأله عن مسائل القضاء: لعلك تريد أن تكون قاضياً. لأن يدخل الرجل إصبعه فيقلع عينه خير من أن يكون قاضياً. قال أبو جعفر المسندي: كان حفص بن غياث من أسخى العرب. وكان يقول: من لم يأكل طعامي لا أحدثه. وإذا كان له يوم ضيافة لا يبقى رأس في الرواسين. قال الحسن سجادة: كان يقال: ختم القضاة حفص بن غياث. وقال حفص: والله ما وليت القضاء حتى حلت لي الميتة. ومات وعليه تسعمائة درهم. قال أحمد بن حنبل: رأيت مقدم فم حفص، مضببة أسنانه بذهب. أخبرنا المؤمل البالسي إجازة: أنا الكندي، أنا القزاز، أنا أبو بكر الخطيب، أنا العشامي، أنا علي) بن عمر، أنا ابن مخلد: سمعت عبد الله بن أحمد، سمعت أبا معمر يقول: لما جيء بحفص بن غياث وابن إدريس ووكيع إلى القضاء طرى حفص خضابه حين قرب إلى بغداد، فالتفت ابن إدريس إلى وكيع: أما هذا فقد قبل. قال ابن أبي شيبة: ولي القضاء ببغداد سنتين، وولي بالكوفة ثلاث عشرة سنة. قال أبو داوود: كان عبد الرحمن بن مهدي لا يقدم بعد الكبار من (13/156)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 157 أصحاب الأعمش غير حفص بن غياث، وقال حفص. قلت: مات في آخر سنة أربع وتسعين ومائة. وفي هذا العام أرخه أحمد بن عبد الجبار، وجماعة. قال سلم بن جنادة: سنة خمس وتسعين، وقيل سنة ست، والأول الصحيح. 4 (الحكم بن أيوب العبدي.) مولاهم الأصبهاني الفقيه، أبو محمد، من كبار أهل بلده. روى عن: سعيد بن أبي عروبة، والثوري، زفر بن الهذيل، وإسرائيل بن يونس. روى عنه: محمد بن المغيرة، وغيره. وحفيده هو محمد بن أحمد بن الحكم الأصبهاني من مشيخة أبي الشيخ. 4 (الحكم بن بشير ت. ق.) حدث عن: أبيه، وعمرو بن قيس الملائي، وخلاد بن عيسى الصفار. وعنه: إبراهيم بن موسى الفراء، ومحمد بن زنيج، ومحمد بن حميد، وموسى بن نصر الرازيون. (13/157)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 158 وكان من علماء الري. قال أبو حاتم: صدوق. 4 (أبو مطيع البلخي، هو الحكم بن عبد الله الفقيه.) صاحب كتاب الفقه الأكبر. تفقه بأبي حنيفة وروى عنه. وعن: ابن عون، وهشام بن حسان، وعبيد الله بن عمر، وعبد الرحمن بن حرملة، وأبي الأشهب جعفر العطاردي، وإبراهيم بن طهمان، والحسن بن دينار، وطبقتهم. وتفقه به أهل خراسان، وولي قضاء بلخ، وكان بصيراً بالرأي، حافظاً للمسائل.) كان ابن المبارك يعظمه ويجله. روى عنه: أحمد بن منيع، وأيوب بن الحسن الفقيه، وعقيق بن محمد، وعلي بن الحسين الذهلي، ونصر بن زياد، والخراسانيون. وقدم بغداد مرات. (13/158)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 159 قال محمد بن الفضيل البلخي: سمعت حاتماً السقطي: سمعت ابن المبارك يقول: أبو مطيع له المنة على جميع أهل الدنيا. قلت: حاتم لا يعرف، وما اعتقد في ابن المبارك أنه يطلق مثل هذه العبارة. قال محمد بن الفضيل البلخي: وقال حاتم: قال مالك بن أنس لرجل: من أين أنت قال: من بلخ. قال: قاضيكم أبو مطيع إنه قام مقام الأنبياء. قال محمد بن الفضيل: سمعت عبد الله بن محمد العابد يقول: جاء كتاب، يعني من الخلافة، وفيه لولي العهد: وآتَيْنَاهُ الحُكْمَ صبياً ليقرأ على الناس. فسمع أبو مطيع فدخل على الوالي وقال: بلغ من خطر الدنيا أنا نكفر بسببها. وكرر هذا مراراً حتى أبكى الأمير وقال له: إني معك ولكن لا أجتريء بالكلام، فتكلم وكن مني آمناً. وكان أبو مطيع قاضياً فذهب الناس إلى الجمعة. وذهب أبو معاذ متقلداً سيفاً. وأخر يوم الجمعة، فارتقى أبو مجيع المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم أخذ لحيته وبكى وقال: يا معشر المسلمين بلغ من خطر الدنيا أن تجر إلى الكفر. من قال وآتَيْنَاهُ الحُكْمَ صَبِيّاً لغير يحيى بن زكريا فهو كافر. قال: فرج أهل المسجد بالبكاء وهر اللذان أتيا بالكتاب. (13/159)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 160 وعن النضر بن شميل: قال أبو مطيع: نزل الإيمان والإسلام في القرآن على وجهين، وهو عندي على وجه واحد. فقلت له: ممن ترى الغلط منك، أم من الرسول عليه السلام، أو من جبريل، أو من الله تعالى فبقي باهتاً. وقد كان أبو مطيع فيما نقل الخطيب من رؤوس المرجئة. قال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عن أبي مطيع فقال: لا ينبغي أن يروى عنه. ذكروا عنه أنه) كان يقول: الجنة والنار خلقتا وستفنيان، وهذا كلام جهم. وقال ابن معين: هو ضعيف. وقال أبو داوود: تركوا حديثه، كان جهمياً. قلت: وممن روى عنه: محمد بن القاسم البلخي، وخلاد بن أسلم الصفار، ومحمد بن يزيد السلمي. ومات سنة تسع وتسعين ومائة، وله أربع وثمانون سنة. 4 (الحكم بن عبد الله خ. م. ت. ن.) أبو النعمان البصري. (13/160)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 161 عن: سعيد بن أبي عروبة، وشعبة. وعنه: أحمد بن محمد البزي، ومحمد بن المنهال، ومحمد بن المثنى، وأبو قدامة السرخسي، وغيرهم. وكان ثقة من الحفاظ. مات سنة أربع وتسعين ومائة. 4 (الحكم بن مروان الكوفي.) أبو محمد. قال الخطيب: حدث عن: كامل أبي العلاء، وأزهر بن سنان، وفرات بن السائب، وزهير بن معاوية. وعنه: أحمد بن حنبل، وعبد الله بن محمد بن أيوب المخرمي، والعباس بن الفضل، ورشيد الطبري. قال أبو حاتم: لا بأس به. وقال ابن معين: ضرير ليس به بأس. (13/161)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 162 4 (حماد بن خالد الخياط المدني م. ع.) عن: ابن أبي ذئب، ومعاوية بن صالح، وأفلح بن حميد. وعنه: ابن معين، وأحمد بن حنبل، والحسن الزعفراني، وإسحاق بن بهلول. وكان أمياً، لا يكتب، بل كان يتحفظ. وهو صدوق.) قال أحمد: كان حافظاً. 4 (حماد بن دليل المدائني د.) (13/162)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 163 قاضي المدائن. نزل مكة وترك القضاء وصار يتجر. روى عن: أبي حنيفة، والحسن بن عمارة، وسفيان الثوري. وعنه: الحميدي، وأسد بن موسى، وأحمد بن أبي الحواري. وثقه يحيى بن معين. 4 (حماد بن واقد الصفار ت.) شيخ بصري. عن: ثابت البناني، وابن التياح، وأبان بن أبي عياش، وعبد العزيز بن صهيب. وعنه: أحمد بن المقدام، وبشر بن معاذ، وعمر بن شبه، وحفص الربالي، وعبد الرحمن بن عمر رستة، ومحمد بن عبد الله الأرزي، وابنه فطر بن حماد الصفار. قال البخاري: منكر الحديث. وقال يحيى بن معين: ضعيف. (13/163)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 164 4 (حميد بن حماد بن خوار د.) ويقال: ابن أبي الخوار، أبو الجهم الكوفي. عن: حماد بن أبي سليمان الفقيه، وسماك بن حرب، والأعمش، وجماعة. وعنه: زيد بن الحباب، وأبو كريب، ومحمد بن معمر البحراني، ومحمود بن غيلان. ضعفه أبو داوود. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه. 4 (حنان بن سدير الصيرفي.) عن: جعفر بن محمد، وأمي الصيرفي، وعمرو بن قيس الملآئي، ومحمد بن طلحة بن مصرف. (13/164)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 165 وعنه: العلاء بن عمرو الحنفي، وعلي بن محمد الطنافسي، ومحمد بن ثواب الهباري، وعيسى بن سعيد الرازي، ومحمد بن الجنيد العابد.) وثقه ابن حبان. (13/165)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 166 4 (حرف الخاء)

4 (خالد بن حيان الرقي ن.) أبو يزيد الكندي مولاهم الخراز. مهمل الأوسط. عن: سالم بن أبي المهاجر، وعلي بن عروة الدمشقي، وجعفر بن برقان. وعنه: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبو كريب، وابن عرفة. قال النسائي: ليس به بأس. مات بالرقة في ذي القعدة سنة إحدى وتسعين. وقال أحمد: لم يكن به بأس. كتبت عنه غرائب. ووثقه ابن معين. (13/166)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 167 وأما الفلاس فقال: ضعيف. 4 (خالد بن سليمان.) أبو معاذ البلخي، فقيه أهل بلخ. مات سنة تسع وتسعين ومائة. كذا وجدته. 4 (خالد بن عمرو القرشي الأموي الكوفي.) أبو سعيد. أحد المتروكين. (13/167)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 168 عن: هشام الدستوائي، وسفيان الثوري. وعنه: يوسف بن عدي، وأبو عبيد القاسم. قال أحمد: متروك الحديث. وقال صالح جزرة: كان يضع الحديث. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال البخاري: منكر الحديث. وهو مذكور أيضاً بعد المائتين. 4 (خالد بن يزيد العتكي.) (13/168)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 169 (13/169)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 170 أبو يزيد البصري اللؤلؤي.) عن: أبي جعفر الرازي، وورقاء اليشكري. وعنه: أبو حفص الفلاس، ونصر الجهضمي. قال أبو زرعة: ليس به بأس. 4 (خلف بن أيوب العامري البلخي ت.) أبو سعيد. من علماء أهل بلخ. روى عن: عوف الأعرابي، ومعمر بن راشد، وإسرائيل، وقيس بن الربيع. وعنه: أحمد بن حنبل، وزكريا بن يحيى اللؤلؤي، وأبو كريب، ومحمد بن مقاتل المروزي، وطائفة. ذكره ابن حبان في الثقات وقال: كان مرجئاً غالياً يبغض من ينتحل السنن. (13/170)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 171 وقال ابن معين: ضعيف. قلت: هو معاد في طبقة مكي بن إبراهيم البلخي. والذي تحر لي أنه يحول من هناك ومن هنا فيقرر في طبقة الشافعي رحمه الله. 4 (الخليل بن أحمد بن بشر بن المستنير السلمي البصري.) قليل الرؤية. سمع: المستنير بن أخضر بن معاوية بن قرة. وعنه: محمد بن أبي سمينة، وإبراهيم بن محمد بن عرعرة، والعباس العنبري، وعبد الله بن محمد الجعفي. وثقه ابن حبان. (13/171)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 172 4 (خيران بن العلاء الكيساني الأصم.) عن: الأوزاعي، وحماد بن سلمة. وعنه: عبد العزيز الأويسي، وعلي بن حجر، وأحمد بن عيسى التستري. سكن مصر وروى اليسير. (13/172)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 173 4 (حرف الراء)

4 (ربعي بن إبراهيم الأسدي.) أبو الحسن البصري، أخو الإمام إسماعيل بن علية لأبويه.) عن: داوود بن أبي هند، وسعيد بن مسروق، ويونس بن عبيد، وعوف الأعرابي. وعنه: أحمد بن حنبل، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، ومحمد بن المثنى، وعبد الرحمن بن بشر النيسابوري، والحسن الزعفراني، وآخرون. وحدث عنه من القدماء عبد الرحمن بن مهدي. وقال: كنا نعده من بقايا شيوخنا. وقال أحمد الدورقي: كان يفضل على أخيه إسماعيل. (13/173)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 174 وقال يحيى بن معين: ثقة مأمون. أخبرنا إسماعيل بن الفراء وغيره قالوا: أنا الحسن بن يحيى الكاتب، أنا ابن رفاعة، أنا الخلعي، أنا عبد الرحمن بن عمر، أنا أحمد بن محمد بن الأعرابي، ثنا الحسن بن محمد بن الصباح، نا ربعي بن علبة، عن داوود بن أبي هند، عن عامر، عن النعمان بن بشير قال: جاء بي أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله اشهد أني قد نحلت النعمان من مالي كذا وكذا. قال: كل بنيك نحلت مثل الذي نحلت النعمان قال: لا. قال: فأشهد على هذا غيري، أليس يسرك أن يكونوا إليك في البر سواء قال: بلى قال: فلا إذاً. هذا حديث مخرج في الصحاح، من طريق حصين، وداوود بن أبي هند، وجماعة، عن عامر الشعبي. مات ربعي سنة سبع وتسعين ومائة. 4 (ريحان بن سعيد بن المثنى الشامي.) (13/174)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 175 شيخ بصري. عن: عباد بن منصور. وعنه: أبو خيثمة، وأبو بكر بن أبي شيبة، وإبراهيم بن سعيد الجوهري. قال يحيى بن معين: ما أرى به بأساً. (13/175)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 176 4 (حرف الزاي)

4 (زاجر بن الصلت الطاحي النمري.) عن: الحارث بن مالك، وجماعة. وعنه: أبو حفص الفلاس، ومحمد بن مهران الجمال، وعثمن بن أبي شيبة، ومحمد بن مرزوق) الباهلي. قال أبو زرعة: لا بأس به. 4 (زياد بن الحسن بن الفرات التميمي الكوفي القزاز ت.) روى عن: جده فرات القزاز، وأبان بن تغلب، ومسعر. وعنه: أبو سعيد الأشج، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وعبد الله بن براد (13/176)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 177 الأشعري، وجماعة. ذكره ابن حبان في الثقات. 4 (زياد بن عبد الرحمن بن زياد بن عبد الرحمن بن زهير بن ناشرة.) الفقيه الأندلسي شبطون اللخمي، عالم الأندلس، وتلميذ مالك. كان أول من أدخل مذهب مالك إلى الجزيرة الأندلسية. وقبل ذلك كانوا يتفقهون للأوزاعي، وغيره. قال ابن القاسم الفقيه: سمعت زياداً فقيه الأندلس يسأل مالكاً. قلت: وعليه تفقه يحيى بن يحيى الليثي قبل أن يرحل. وسمع زياداً من معاوية بن صالح وتزوج بابنته، وحدث عنه، وعن: مالك، والليث، وسليمان بن بلال، ويحيى بن أيوب، وموسى بن علي بن رباح، وأبي معشر السندي، وطبقتهم. وكان أحد النساك الورعين. أراده هشام صاحب الأندلس على القضاء فأبى وهرب. وكان هشام يكرمه ويحترمه ويسأله. قال: عبد الملك بن حبيب: كنا جلوساً عند زياد، إذ جاء كتاب من (13/177)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 178 بعض الملوك، فكتب فيه وختمه، فذهب به الرسول. فقال لنا زياد: أتدرون عما يسأل هذا سأل عن كفتي الميزان، أمن ذهب هي أم من فضة فكتبت إليه هذا الحديث: ثنا مالك، عن الزهري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من حسن إسلام المرء تكره ما لا يعنيه. وكان الأمير هشام يقول: صحبت الناس وبلوتهم، فما رأيت رجلاً يسر الزهد أكثر مما يظهر إلا زياد بن عبد الرحمن. قال ابن يونس: كنية زياد أبو عبد الله. توفي سنة ثلاث وتسعين ومائة.) قال: وقيل مات سنة تسع وتسعين ومائة. 4 (زيد بن الحسن القرشي الكوفي ت.) أبو الحسين صاحب الأنماط. (13/178)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 179 روى: عن جعفر بن محمد، وعلي بن المبارك الهنائي، ومعروف بن خربوذ. وعنه: علي بن المديني، وابن راهويه، ونصر الوشاء، وسعدويه. قال أبو حاتم: منكر الحديث. وذكره ابن حبان في الثقات. 4 (زيد بن أبي الزرقاء الموصلي د. ن.) أبو محمد. روى عن: جعفر بن برقان، وعيسى بن طهمان، وشعبة، وعدة. وعنه: علي بن سهل، وأبو عمير عيسى الرمليان، ومحمد بن عبد الله بن عمار، وسعيد بن أسد بن موسى، وابنه هارون بن زيد. قال ابن معين: ليس به بأس. كان عنده جامع سفيان عنه. قلت: سكن الرملة قبل موتع سنة. وكان أحد العباد والنساك من أصدقاء المعافى بن عمران. ويقال: إنه غزا فأسر ومات في الأسر. مات سنة سبع وتسعين ومائة. وقيل مات سنة أربع وتسعين ومائة. (13/179)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 180 وقال ابن حبان في الثقات: يغرب. وقال ابن عمار: لم أر في الفضل مثل زيد، والمعافى، وقاسم الجرمي. وروى بشر الحافي، عن زيد قال: ما سألت إنساناً شيئاً منذ خمسين سنة. وسمعت زيد بن أبي الزرقاء يقول: إذا كان للرجل عيال وخاف على دينه فليهرب. وروى زيد، عن الليث، عن عبد الله بن أبي جعفر قال: خير الناس من كان من نفسه في عناء، والناس منه في راحة. (13/180)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 181 4 (حرف السين)

4 (سالم بن نوح العطار البصري.) أبو سعيد.) عن: يونس بن عبيد، وسعيد الجريري، وعبد الله بن عمر، وعمر بن عامر، وسعيد بن أبي عروبة. وعنه: بكر بن خلف، ومحمد بن بشار، وابن مثنى، وإسحاق بن إبراهيم الصواف. قال أحمد بن حنبل: ما أرى به بأساً، وقد كتبت عنه. (13/181)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 182 وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال أبو زرعة: صدوق ثقة. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال الدارقطني: فيه شيء. 4 (سبرة بن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة الجهني د.) أخو حرملة بن عبد العزيز. يروي عن: أبيه، وعمه عبد الملك. وعنه: ابن وهب، وهشام بن عمار، ويعقوب بن كاسب، والحكم بن موسى، وآخرون. وثق. 4 (سعد بن سعيد بن أبي سعيد كيسان المقبري المدني ق.) (13/182)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 183 عن: أخيه عبد الله، ولم يدرك أباه. وعنه: الحميدي، وإبراهيم بن المنذر، وإسحاق بن موسى، والزبير بن بكار. عداده في الضعفاء، وقد رمي بالقدر. 4 (سعد بن الصلت بن برد بن أسلم البجلي الكوفي.) الفقيه قاضي شيراز. ولاؤه لجرير بن عبد الله البجلي. سكن شيراز مدة. وروى عن: هشام بن عروة، وأبان بن تغلب، ومطرف بن طريف، وطبقتهم. وعنه: محمد بن عبد الله الأنصاري، ويحيى الحماني، وأبو بكر بن أبي شيبة، وسبطه إسحاق بن إبراهيم شاذان الفارسي. سأل عنه سفيان الثوري فقال: ما فعل سعد) قالوا: ولي قضاء شيراز. (13/183)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 184 قال: درة وقعت في الحش. قلت: ما رأيت لأحد فيه جرحاً فمحله الصدق. أخبرنا علي بن محمد الحافظ، أنا أحمد بن محمد المحمودي، أنا أبو طاهر السلفي، أنا أبو عبد الله الثقفي، ثنا عثمان بن أحمد البرجي، ثنا محمد بن عمر بن حفص، نا إسحاق بن إبراهيم شاذان، نا سعيد بن الصلت، نا عيسى بن عمر، نا عطاء بن أبي رياح، عن زيد بن أرقم، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من حج عن أبويه ولم يحجا جزأ عنهما وعنه، ونشرت أرواحهما في السماء وكتب عند الله براً. هذا حديث غريب فرد، لا نعرفه إلا بهذا الإسناد. وقد حدث به أبو الشيخ الحافظ، عن محمد بن عمر بن حفص، ووقع لنا عالياً. وعيسى بن عمر هو الكوفي المقريء، صدوق. مات سعد بن الصلت سنة ست وتسعين ومائة. 4 (سعيد بن زكريا القرشي المدائني ت. ن.) (13/184)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 185 أبو عثمان. عن: الزبير بن سعيد الهاشمي، وحمزة الزيات، وجماعة. وعنه: أحمد بن حنبل، والزعفراني، ومحمد بن سعيد بن غالب العطار، وطائفة. وثقه صالح جزرة، وغيره. وقد لين. 4 (سعيد بن سالم القداح المكي.) (13/185)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 186 أبو عثمان. عن: ابن جريج، وعبيد الله بن عمر، ويونس بن إسحاق، وسفيان الثوري. وعنه: الحسين بن حريث، وأسد بن موسى، وعلي بن حرب الطائي. وحدث عنه من الكبار: بقية بن الوليد، وسفيان بن عيينة، والشافعي. قال يحيى بن معين. ليس به بأس. وقال عثمان بن سعيد الدارمي: ليس بذاك.) وقال محمد بن أبي عبد الرحمن المقريء: قد كتبت عنه. وكان مرجئاً. وقال الحميدي: ثنا يحيى بن سليم قال: قال سعيد بن سالم لابن عجلان: أرأيت إن أنا لم أرفع الأذى عن الطريق أكون ناقص الإيمان فقال ابن عجلان: من يعرف هذا هذا مرجيء. قال يحيى: فلما قمنا عاتبته، فرد علي القول. فقلت له: هل لك أن أقف أنا وأنت على الطواف، فتقول أنت: يا أهل الطواف إن طوافكم ليس (13/186)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 187 من الإيمان. وأقول أنا: طوافكم من الإيمان، فننظر ما يصنعون قال: تريد أن تشهرني فقلت: ما تريد إلى قول إذا أنت أظهرته شهرك. 4 (سعيد بن سلمة بن عطية ن.) عن: معمر. وعنه: محمد بن عثمان بن أبي صفوان. وقال: كان خير أهل زمانه. قلت: خرج له النسائي في الإستعاذة. 4 (سعيد بن عبد الله بن سعد.) الفقيه من علماء المصريين. (13/187)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 188 تفقه عليه: ابن وهب، وابن القاسم بمصر. وكان معدوداً من زهاد الفقهاء. قال ابن شعبان: هو الذي أعان ابن وهب على تأليفه. مات بالإسكندرية سنة ثلاث وتسعين ومائة. 4 (سعيد بن عمرو الزبيري.) روى عن: أبي الزناد. وعنه: ابن أخيه محمد بن الوليد، وأحمد بن عبده الضبي، وإبراهيم بن المنذر، والزبير بن بكار. قاله ابن أبي حاتم. 4 (سعيد بن محمد الثقفي الوراق ت. ق.) أبو الحسن الكوفي، نزيل بغداد.) روى عن: يحيى بن سعيد، وموسى الجهني، وفضيل بن غزوان، (13/188)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 189 وبسام الصيرفي، وغيرهم. وعنه: أحمد بن حنبل، وابن عرفة، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وعلي بن حرب، وآخرون. وآخرون. ضعفه جماعة. وقال الدارقطني: متروك. 4 (سفيان بن عبد الملك المروزي د. ت.) صاحب ابن المبارك وتلميذه. روى عنه: إسحاق بن راهويه، وعبدان بن عثمان مع تقدمه، ووهب بن زمعة، وحبان بن موسى المروزيون. قال البخاري: مات قبل المائتين. 4 (سفيان بن عيينة بن أبي عمران ع.) (13/189)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 190 (13/190)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 191 واسم أبي عمران ميمون مولى محمد بن مزاحم الهلالي أخي الضحاك المفسر. أبو محمد الكوفي ثم المكي. الإمام شيخ الإسلام. مولده سنة سبع ومائة، في نصف شعبان. (13/191)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 192 وقيل: هو مولى عبد الله بن رويبة الهلالي. طلب الحديث وهو غلام. لقي الكبار، وسمع من: قاسم الرحال في سنة عشرين ومائة. وسمع من: الزهري، وعمرو بن دينار، وزياد بن علاقة، والأسود بن قيس، وعاصم بن أبي النجود، وأبي إسحاق، وزيد بن أسلم، وعبد الله بن أبي نجيح، وسالم أبي النصر، وعبدة بن أبي لبابة، وعبد الله بن دينار، ومنصور بن المعتمر، وسهيل بن أبي صالح، وخلق كثير. وانفرد بالرواية عن أكثرهم. ورحل إليه من الآفاق. روى عنه: الأعمش، وابن جريج، وشعبة، وهم من شيوخه، وابن المبارك، وابن مهدي، والشافعي، وابن المديني، والحميدي، وسعيد بن منصور، ويحيى بن معين، وأحمد، وإسحاق، وأحمد بن صالح، وإسحاق الحوسج، وأحمد بن منيع، وأبو خيثمة، وأبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، وأبو كريب، ويحيى بن يحيى، والنفيلي، ومحمد بن يحيى العدني، وعمرو الناقد، والفلاس، وأحمد بن شيبان، وبشر بن مطر، وزكريا بن يحيى المروزي، وسعدان بن نصر،) وعلي بن حرب، وعبد الرحمن بن بشر، ومحمد بن عاصم الثقفي، ومحمد بن عيسى المدائني، والزعفراني، والزبير بن بكار، ويونس بن عبد الأعلى، وأمم سواهم. وقد كان طلبة العلم يحجون وما همهم إلا لقي سفيان، فيزدحمون عليه في الموسم ازدحاماً عظيماً إلى الغاية لإمامته وعلو إسناده وحفظه، كان من بحور العلم. قال الشافعي: لولا مالك وسفيان بن عيينة لذهب علم الحجاز. وعنه قال: تطلبت أحاديث الأحكام، فوجدتها كلها سوى ثلاثين حديثاً عند مالك، ووجدتها كلها سوى ستة أحاديث عند ابن عيينة. (13/192)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 193 وقال عبد الرحمن بن مهدي: كان ابن عيينة من أعلم الناس بحديث الحجاز. وقال الترمذي: سمعت محمداً، يعني البخاري، يقول: ابن عيينة أحفظ من حماد بن زيد. وقال حرملة: سمعت الشافعي يقول: ما رأيت أحداً فيه من آلة العلم ما في سفيان. وما رأيت أكف عن الفتيا منه. وما رأيت أحداً أحسن لتفسير الحديث منه. وقال ابن وهب: لا أعلم أحداً أعلم بالتفسير من ابن عيينة. وقال أحمد: ما رأيت أعلم بالسنن منه. قال وكيع: كتبنا عن ابن عيينة أيام الأعمش. وقال ابن المديني: ما في أصحاب الزهري أتقن من سفيان. قال أحمد بن حنبل: دخل سفيان بن عيينة على معن بن زائدة باليمن، ولم يكن سفيان تلطخ بشيء بعد من أمر السلطان، فجعل يعظه. وقال سفيان بن عيينة: حج بي أبي وعطاء حي. قال أحمد بن عبد الله العجلي: كان ابن عيينة ثبتاً في الحديث، وكان حديثه نحواً من سبعة آلاف، ولم يكن له كتب. (13/193)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 194 وقال بهز بن أسد: ما رأيت مثل سفيان بن عيينة. فقيل له: ولا شعبة قال: ولا شعبة. وقال ابن معين: هو أثبت الناس في عمرو بن دينار. وقال ابن مهدي: عند ابن عيينة من معرفته بالقرآن وتفسير الحديث ما لم يكن عند سفيان الثوري.) وقال علي بن حرب الطائي: سمعت أبي يقول: كنت أحب أن تكون لي جارية في غنج ابن عيينة إذا حدث. وقال رباح بن خالد، كوفي ثقة، إنه سأل ابن عيينة: يا أبا محمد، أبو معاوية يحدث عنك بشيء ليس تحفظ اليوم، وكذلك وكيع. فقال: صدقهم، فإني كنت قبل اليوم أحفظ مني اليوم. قال محمد بن المثنى: سمعت ابن عيينة يقول ذلك لرباح في سنة إحدى وتسعين ومائة. وقال حامد البلخي: سمعت ابن عيينة يقول: رأيت كأن أسناني سقطت، فذكرت ذلك للزهري، فقال: تموت أسنانك وتبقى أنت، فمات أسناني وبقيت أنا. فجعل الله كل عدولي محدثاً. قال غياث بن جعفر: سمع ابن عيينة يقول: أول من أسندني إلى إسطوانة مسعر. فقلت: إني حدث. قال: إن عندك الزهري، وعمرو بن دينار. وقال الرامهرمزي: نا موسى بن زكريا، نا زياد بن عبيد الله بن خزاعي: (13/194)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 195 سمعت سفيان يقول: كان أبي صيرفياً بالكوفة، فركبه الدين، فحملنا إلى مكة، فصرت إلى المسجد، فإذا عمرو بن دينار، فحدثني بثمانية أحاديث. فأمسكت له حماره حتى صلى وخرج، فعرضت الأحاديث عليه. فقال: بارك الله فيك. وقال مجاهد بن موسى: سمعت ابن عيينة يقول: ما كتبت شيئاً إلا حفظته قبل أن أكتبه. قال أحمد بن حنبل: ما رأيت أحداً أعلم بالسنن من سفيان بن عيينة. رواها صالح، عن أبيه. وقال ابن المبارك: سئل الثوري، عن سفيان بن عيينة فقال: ذاك أحد الأحدين ما أغربه. وقال ابن المديني: قال لي القطان: ما بقي من معلمي أحد غير سفيان بن عيينة. سفيان إمام منذ أربعين سنة. وقال ابن المديني: سمعت بشر بن المفضل يقول: ما بقي على وجه الأرض أحد يشبه ابن عيينة. وذكر حرملة بن يحيى أن ابن عيينة قال له وأراه خبز شعير: هذا طعامي منذ ستين سنة. الحميدي: سمعت سفيان يقول: لا تدخل هذه المحابر بيت رجل إلا أشقى أهله وولده. (13/195)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 196 وقال سفيان لرجل: ما حاجتك قال: طلب الحديث ! قال: بشر أهلك بالإفلاس.) قال أبو مسلم المستملي، عنه: سمعت من عمرو بن دينار ما لبث نوح في قومه. وقال علي بن الجعد: سمعت ابن عيينة يقول: من زيد في عقله نقص من رزقه. وروى سعيد بن داوود، عن ابن عيينة قال: من كانت معصيته في الشهة فأرج له، ومن كانت معصيته في الكبر فأخش عليه. فإن آدم عصا مشتهياً فغفر له، وإبليس عصا متكبراً فلعن. وقال ابن عيينة: الزهد: الصبر وارتقاب الموت. وقال: العلم إذا لم ينفعك ضرك. قال عثمان بن زائدة: قلت للثوري: ممن أسمع قال: عليك زائدة بن قدامة، وسفيان بن عيينة. وقال ابن المبارك: سئل الثوري، عن ابن عيينة، فقال: ذاك أحد الأحدين يقول: ليس له نظير. قال نعيم بن حماد: ما رأيت يحداً أجمع لمتفرق من ابن عيينة. وقال علي بن نصر الجهضمي: نا شعبة قال: رأيت ابن عيينة غلاماً معه ألواح طويلة عند عمرو بن دينار، وفي أذنه قرط، أو قال: شنف. (13/196)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 197 ابن المديني: سمعت سفيان يقول: جالست عبد الكريم الجزري سنتين وكان يقول لأهل بلده: أنظروا إلى هذا الغلام يسألني وأنتم لا تسألوني. وقال ذؤيب السهمي: سألت ابن عيينة: أسمعت من صالح مولى التوءمة قال: نعم هكذا وهكذا. وأشار بيديه، يعني كثرة. وسمعت منه ولعابه يسيل. قال أبو محمد بن أبي حاتم: ولا نعلمه روى عنه شيئاً. كان منتقداً للرواة. قال ابن المديني: سمعت سفيان يقول: كان عمرو بن دينار أكبر من الزهري، سمع من جابر، والزهري لم يسمع منه. قال أحمد بن سلمة النيسابوري: ثنا سليمان بن مطر قال: كنا على باب سفيان بن عيينة فاستأذنا عليه، فلم يأذن لنا. فقلنا: ادخلوا حتى نهجم عليه. قال: فكسرنا بابه ودخلنا، وهو جالس، فنظر إلينا فقال: سبحان الله، دخلتم داري بغي إذني، وقد حدثنا الزهري، عن سهل أن رجلاً اطلع في حجر من باب النبي صلى الله عليه وسلم، ومع) النبي صلى الله عليه وسلم مدرعاً يحك به رأسه، فقال: لو علمت أنك تنظرني لطعنت بها في عينك. إنما جعل الاستئذان من أجل النظر. (13/197)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 198 قال: فقلنا له: ندمنا يا أبا محمد. فقال: ندمتم. حدثنا عبد الكريم الجزري، عن زياد، عن عبد الله بن معقل، عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الندم توبة. أخرجوا فقد أخذتم رأس مال ابن عيينة. سليمان هو أخو قتادة بن مطر صدوق إن شاء الله. وزياد هو ابن أبي مريم. قال الفريابي: كنت أمشي مع سفيان بن عيينة، فقال لي: يا أبا محمد ما يزهدني فيك إلا طلبك الحديث. قلت: أنت يا أبا محمد أي شيء كنت تعمل إلا طلب الحديث قال: كنت إذ ذاك صبياً لا أعقل. قال عبد الكريم بن يونس: نا ابن عيينة قال: أول ما جالست عبد الكريم أبو أمية، جالسته وأنا بن خمس عشرة سنة. قال: وقرأت القرآن وأنا ابن أربع عشرة سنة. قال يحيى بن آدم: ما رأيت أحداً يختصر الحديث إلا وهو يخطيء، إلا سفيان بن عيينة. قال أحمد بن خيثمة: ثنا الحسن بن حماد الحضرمي، نا سفيان قال: قال حماد، يعني ابن أبي سليمان، ولم نسمعه منه، إذا قال لامرأته: أنت طالق، أنت طالق، أنت طالق، بانت الأولى، وبطلت الإثنتين. قال ابن عيينة: رأيت حماد بن أبي سليمان جاء إلى طبيب على فرس. قال إبراهيم بن محمد الشافعي: ربما سمعت ابن عيينة وقد بلغ إحدى وتسعين سنة، ولم أر فقيهاً أكثر تمثلاً بالشعر منه، ينشد: (سئمت تكاليف الحياة ومن يعش .......... ثمانين عاماً لا أباً لك يسأم) (13/198)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 199 وقال أبو قدامة السرخسي: سمعت ابن عيينة كثيراً ما يقول: (ذهب الزّمان فسدت غير مسوّد .......... ومن العناء تفرّدي بالسؤدد.) قال أبو حاتم: ابن عيينة إمام ثقة. وكان أعلم بحديث عمرو بن دينار من شعبة. وأثبت أصحاب) الزهري: مالك، وابن عيينة. وقال عبد الرزاق: ما رأيت بعد ابن جريج مثل ابن عيينة في حسن المنطق. ورى الكوسج، عن ابن معين: ثقة. وقال يحيى بن سعيد القطان: اشهدوا أن ابن عيينة اختلط سنة سبع وتسعين ومائة. فمن سمع منه في هذه السنة فسماعه لا شيء. قلت: أنا أستبعد صحة هذا القول. فإن القطان مات في صفر سنة ثمان وتسعين بعيد قدوم الحجاج بقليل. فمن الذي أخبره باختلاط سفيان ومتى لحق يقول هذا القول فسفيان حجة مطلقاً بالإجماع من أرباب الصحاح. وقد حج سفيان سبعين حجة، وكان يقول ليلة الموقف: اللهم لا تجعله آخر العهد منك. فلما كان عام موته لم يقل ذلك، وقال: قد استحييت من الله تعالى. (13/199)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 200 وروى سليمان بن أيوب، عن سفيان قال: سمعته يقول: شهدت ثمانين موقفاً. قلت: هذا أشبه. قال أحمد بن عبدة الضبي: سمعت ابن عيينة يقول: الزهد في الدنيا هو الصبر وارتقاب الموت. وعن ابن عيينة قال: الورع طلب العلم الذي يعرف به الورع. وكان له تسعة إخوة، حدث منهم أربعة: عمران، ومحمد، وآدم، وإبراهيم. قال علي بن المديني: كان سفيان لا يكاد يقول: حدثنا الزهري. قلت: ابن عيينة معروف بالتدليس، لكنه لا يدلس إلا عن ثقة. وقد وقع لنا من عواليه جملة وافرة. أخبرنا عبد الحافظ بن بدران، ويوسف بن غالية قالا: أنا أبو نصر موسى بن عبد القادر، أنا سعيد بن أحمد، أنا علي بن أحمد، أنا محمد بن عبد الرحمن المخلص، ثنا عبد الله البغوي، نا عثمان بن أبي شيبة، نا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: شهدت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يقول: إنكم ملاقوا الله يوم القيامة حفاة عراة غرلاً. متفق عليه. توفي سفيان في جمادى الآخرة، وقيل في شهر رجب سنة ثمان وتسعين ومائة. (13/200)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 201 قال الواقدي: في أول رجب، رحمه الله.) 4 (سقلاب بن شنينة.) أبو سعيد المصري المقريء. قرأ على: نافع بن أبي نعيم. أخذ عنه: يونس بن عبد الأعلى، وغيره. توفي سنة إحدى وتسعين ومائة. وشنينة: بشين معجمة. 4 (السكن بن إسماعيل البصري الأصم.) عن: يونس بن عبيد، وهشام بن حسان، وحميد الطويل، وطائفة. وعنه: علي بن المديني، ومسدد، ويحيى بن معين، وعمرو الناقد. وثقة أبو داوود، ولم يخرجوا له شيئاً. (13/201)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 202 4 (سلامة بن روح الأيلي ن. ق.) روى عن: عمه عقيل بن خالد الأيلي كتابه عن الزهري. وحدث عنه: أحمد بن صالح، وأبو الطاهر بن السرح، ويونس بن عبد الأعرى، ومحمد بن عزيزي الأيلي، وغيرهم. ضعفه أبو زرعة وقال: منكسر الحديث. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. محله عندي محل الغفلة. وقال أحمد بن صالح: أخبرني ثقة بأيلة أن سلامة لم يسمع من عقيل بل حدث عن كتب عقيل. له حديث منكر تفرد به: أخبرنا محمد بن حسين القرشي، أنا محمد بن عمار، أنا ابن رفاعة، أنا الخلعي، أنا أحمد بن محمد بن الحاج، نا أحمد بن محمد بن السندي إملاء، نا محمد بن عزيز، نا سلامة، نا عقيل، عن الزهري، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكثر أهل الجنة البله. رواه عدد كثير، منهم ابن عدي، عن محمد بن سلامة. ثم رواه ابن عدي عن اثنين، عن إسحاق بن إسماعيل الأيلي أحد مشيخة النسائي، عن سلامة. ولسلامة أحاديث مناكير منها عن الزهري، عن أنس: قال رسول (13/202)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 203 الله صلى الله عليه وسلم) املكوا العجين فإنه أعظم للبركة. وبه إن جبريل قال: بشر أمتك أن من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة. وبه: إني والساعة كهاتين. 4 (سلام بن أبي خبزة البصري.) عن: ثابت البناني، وابن جدعان، ويونس بن عبيد، ومحمد بن المنكدر، وعاصم القاريء، وجماعة. وعنه: صالح بن حرب، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وسعيد بن محمد الجرمي، وأبو كامل الجحدري، وعبد الرحمن بن عبيد الله الحلبي، وآخرون. وهو والد سعيد بن سلام العطار. قال أبو حاتم: ليس بقوي. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال البخاري: سلام بن أبي خبزة أبو سعيد ضعفه قتيبة. (13/203)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 204 وقال ابن عدي: عامة ما يرويه ليس يتابع عليه. 4 (سلمة بن عقار البغدادي.) عن: حماد بن زيد، وفضيل بن عياض. وعنه: سعدان بن يزيد، وأحمد وهو الدورقي. وثقه ابن معين. 4 (سلمة بن سليمان المروزي خ. م. س.) المؤدب أحد الأئمة، وصاحب ابن المبارك. أخذ عنه: ابن راهويه، ومحمد بن عبد الله بن قهزاد، وجماعة. (13/204)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 205 وثقه النسائي. قيل: توفي سنة ست وتسعين ومائة. 4 (سلمة بن الفضل الأبرش الرازي د. ت.) أبو عبد الله قاضي الري. روى المغازي عن: إبن إسحاق.) وروى عن: أعين بن نابل، وحجاج بن أرطأة، وعمرو بن أبي قيس، وسفيان الثوري، وغيرهم. وعنه: عبد الله بن محمد المسندي، وعثمان بن أبي شيبة، ويحيى بن معين، ويوسف بن موسى القطان، وابن حميد، وعدة. (13/205)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 206 وثقه ابن معين. وقال أبو حاتم: لا يحتج به. وقال البخاري: عنده مناكير. وضعفه النسائي. وقال أبو زرعة: كان أهل الري لا يرغبون فيه لسوء رأيه وظلم فيه. وقال ابن معين: كان يتشيع، وكان معلم كتاب. وقال أبو حاتم أيضاً: محله الصدق. في حديثه إنكار لا يمكن أن أطلق لساني فيه بأكثر من هذا. وقال محمد بن سعد: ثقة. كان يقال: إنه من أخشع الناس في صلاته. قلت: وورد عنه أنه من الحفاظ الذين يحفظون الشيء على البديهة. وقال علي بن المديني: ما خرجنا من الري حتى رمينا بحديث سلمة الأبرش. (13/206)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 207 قلت: كان قوياً في ابن إسحاق. أتى عليه مائة وعشر سنين. قلت: إن صح هذا فكان يمكنه لقاء الصحابة وكبار التابعين. مات سلمة بن الفضل سنة إحدى وتسعين ومائة. 4 (سلم بن جعفر البكراوي الأعمى د. ت.) روى عن: الجريري، والحكم بن أبان. وعنه: يحيى بن كثير العنبري، ونعيم بن حماد. ذكره ابن حبان في تاريخ الثقات. 4 (سلم بن سالم البلخي.) ) أبو محمد الزاهد العابد. (13/207)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 208 حدث ببغداد عن: عبيد الله بن عمر، وحميد الطويل، وابن جريج، وسفيان. وعنه: أحمد بن منيع، والحسن بن عرفة، وسعدان بن نصر، وعلي بن محمد الطنافسي، وإبراهيم بن موسى الفراء، وغيرهم. وقال أبو مقاتل السمرقندي: سلم في زماننا كعمر بن عبد العزيز في زمانه. وقال ابن سعد: كان أماراً بالمعروف، وكان مطاعاً، فأقدمه الرشيد وحبسه، حتى مات الرشيد فأطلقوه. قال: وكان مرجئاً ضعيفاً. قال الخطيب: كان مذكوراً بالعبادة والزهد، ويذهب إلى الأرجاء. وقال يحيى بن ماهان: سمعت محمد بن إسحاق اللؤلؤي يقول: رأيت سلم بن سالم مكث أربعين سنة لم يرفع رأسه إلى السماء، ولم ير له فراش، ولم ير مفطراً إلا في العيد. وقيل: إن الرشيد إنما حبسه لأنه قال: لو شئت ان أضرب الرشيد بمائة ألف سيف لفعلت. وعن سلم قال: ما يسرني أن ألقي الله بعمل من مضى، وأن أقول: الإيمان قول وعمل. وقال ابن المديني: أخبرني أبو يحيى قال: صحبت سلم بن سالم في طريق مكة، فما رأيته وضع جبينه في المحمل، إلا مرة مد رجله وجلس. (13/208)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 209 وقال أبو معاوية: دعاني الرشيد لأحدثه، فقلت: سلم هبه لي. فعرفت منه الغضب، وقال: إن سلماً ليس على رأيك ورأي أصحابك في الإرجاء، وقد جلس في مكة وقال: لو شئت أن أضرب أمير المؤمنين بمائة الف سيف لفعلت. قال: فكلمته فيه، فخفف عنه من قيوده. وقال أحمد بن حنبل: رأيته أتى أبا معاوية، وكان صديقاً له، وكان عبداً صالحاً ولم أكتب عنه. كان لا يحفظ ويخطيء. وقال النسائي: ضعيف. وقال ابن معين: ليس بشيء. أخبرنا غنام بن محاسن، أنا عبد الله بن أبي نصر القاضي سنة عشرين وستمائة، أنا عيسى بن أحمد الهاشمي، أنا الحسين بن علي بن أحمد، أنا عبد الله بن يحيى السكري، أن إسماعيل) الصفار، نا سعدان، نا سلم بن سالم البلخي، عن علي بن عروة الدمشقي، عن ابن المنكدر، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قاد أعمى أربعين ذراعاً وجبت له الجنة. قلت: اتهم به ابن عروة. (13/209)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 210 ومات سلم سنة أربع وتسعين ومائة. 4 (سلم بن قتيبة الخراساني الفريابي الشعيري. خ. ع.) (13/210)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 211 (13/211)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 212 (13/212)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 213 أبو قتيبة نزيل البصرة. روى عن: يونس بن أبي إسحاق، وعيسى بن طهمان، وعكرمة بن عمار، وشعبة، وطبقتهم. وعنه: زيد بن أخرم، وأبو حفص الفلاس، وبندار، ومحمد بن يحيى الذهلي، وهارون بن سليمان الأصبهاني، وآخرون. وثقه أبو داوود. توفي سنة مائتين. 4 (سليمان بن الخليفة أبي جعفر عبد الله بن محمد بن علي العباسي.) أبو أيوب. نائب دمشق للرشيد وللأمين. وقد ولي أيضاً البصرة. روى عن: أبيه. (13/213)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 214 وعنه: ابنته زينب، وابن أخيه إبراهيم بن عيسى. مات في صفر سنة تسع وتسعين ومائة، وله خمسون سنة. ذكره ابن عساكر مختصراً. 4 (سليمان بن عامر الكندي المروزي.) عن الربيع بن أنس فقط. وعنه: إسحاق بن راهويه، وعمرو بن رافع القزويني، ومحمد بن يحيى بن أيوب الثقفي، وغيرهم. قال أبو حاتم: صدوق حسن الحديث. سليم: هو صاحب حمزة الزيات. 4 (سليم بن عيسى بن سليم بن عامر بن غالب.) ) (13/214)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 215 أبو عيسى الحنفي، مولاهم الكوفي المقريء، أحد الأعلام، وأخص تلامذة حمزة به، والمقدم في الحذق بحروفه. مولده سنة ثلاثين ومائة، ومات سنة مائتين. هكذا أرخه محمد بن سعد. وأما خلف القزاز فقال: ولد سنة تسع عشرة ومائة، ومات سنة ثمان وثمانين ومائة. وهذا أشبه كما تقدم. 4 (سليم بن مسلم الجمحي المكي الخشاب.) (13/215)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 216 روى عن: النضر بن عربي، وابن أبي ليلى، وابن جريج، ويونس بن يزيد الأيلي، وموسى بن عبيدة. وعنه: يحيى بن حكيم المقدم، وابن راهويه، ومحمد بن مهران الجمال، ويعقوب بن كاسب، وجعفر بن مهران، والمسيب بن واضح، ومحمد بن بحر البصري. قال يحيى بن معين: جهمي خبيث. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال أبو حاتم: ضعيف منكر الحديث. (13/216)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 217 4 (سهل بن زياد البصري الطحان.) عن: سليمان التيمي، وداوود بن أبي هند، وشريك. وعنه: أحمد بن حنبل، ونعيم بن حماد، وحفص الربالي، وبشر بن يوسف. صدوق. قال أبو حاتم: تكلم فيه، وما رأينا إلا خيراً. (13/217)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 218 4 (سهل بن هاشم بن بلال الحبشي الواسطي ثم البيروتي ن.) عن: الأوزاعي، وشعبة، وسفيان، وجماعة. وعنه: مروان بن محمد الطاطري، وهشام بن عمار، ودحيم، وسليمان ابن بنت شرحبيل، وجماعة. قال أبو حاتم: لا بأس به. 4 (سهل بن يوسف البصري الأنماطي خ..) (13/218)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 219 عن: حميد الطويل، وعوف، والعوام بن حوشب، وعدة. وعنه: أحمد، والفلاس، وبندار، ونصر بن علي.) قال النسائي: ثقة. 4 (سويد بن عبد العزيز بن نمير ت. ق.) (13/219)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 220 أبو محمد السلمي، مولاهم الدمشقي القاضي. ولي قضاء بعلبك، وشارك في قضاء دمشق يحيى بن حمزة في وقت. وكان من كبار العلماء، قرأ القرآن على يحيى الذماري، وغيره. أخذ عنه: أبو مسهر، وهشام، والربيع بن ثعلب القراءة. وقد روى الحديث عن: أيوب، وأبي الزبير، وحسين بن عبد الرحمن، وثابت بن عجلان، وعاصم الأحول، وحميد الطويل، وطائفة. وقرأ أيضاً على الحسن بن عمران تلميذ عطية بن قيس، وقد قرأ عطية على أم الدرداء. روى عنه: دحيم، ومحمد بن عائذ، وداوود بن رشيد، وابن ذكوان، ومحمد بن أبي السري، وعدة. قال: أبو نعيم الحلبي: نا سويد، عن عاصم الأحول، عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع السنبل حتى ييبس. روى دحيم، عن سويد قال: ولدت سنة ثمان ومائة. (13/220)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 221 وقال ابن معين: سويد واسطي، انتقل إلى دمشق. ليس حديثه بشيء، كان يقضي بين النصارى. وروى محمد بن عوف، عن ابن معين قال: سويد لا يجوز في الضحايا. وقال أحمد: متروك. وقال البخاري: في حديثه نظر لا يحتمل. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. وقال الدارقطني: يعتبر به. قال علي بن حجر: قلت لهشيم: شيخ من أهل واسط بدمشق يقال له سويدة فأثنى عليه. وقال ابن سعد: أنا أبو عبد الله الشامي قال: ولي سويد قضاء بعلبك، وكان محتاجاً، فلقيه داوود بن أبي شيبان فقال: يا أبا محمد وليت القضاء بعد العلم والحديث قال: نعم، نشدتك بالله أتحت جبتك شعار) فقال داوود: نعم فرفع سويد جبته فإنما تحتها ثوب. ثم قال: أنشدك الله هل هذا الطيلسان لك قال: نعم قال: فوالله ما هذا الطيلسان لي، أفلا ألي القضاء فوالله لو وليت بيت (13/221)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 222 المال لوليته. قلت: قد روى عنه من البعالكة: إبراهيم بن النضر، وعبد الحميد بن حماد القرشي، وأبو سليم عبد الرحمن بن ضحاك، ومحمد بن هاشم. وقد وثقه دحيم وحده. مات سنة أربع وتسعين ومائة. 4 (سيار بن حاتم ت. ن. ق.) أبو سلمة البصري العنزي العابد. روى عن: جعفر بن سليمان، وصحبه مدة، وعن: الحارث بن نبهان، وعبد الواحد بن زياد، وطائفة. (13/222)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 223 ويغلب على حديثه القصص والرقائق. روى عنه: أحمد بن حنبل، وهارون الحمال، وعلي بن مسلم الطوسي، ومؤمل بن إهاب، وعبد الله بن الحكم القطواني، وآخرون. ذكره ابن حبان في الثقات. وقيل: كان من الصلحاء السليمي الباطن. قال أبو داوود: سألت القواريري عنه فقال: لم يكن له عقل. كان معي في الدكان. قلت: أيتهم بكذب قال: لا. وقال الحاكم: كان عابد عصره. أكثر عنه أحمد بن حنبل. وقال الأزدي: عنده مناكير. قيل: مات سنة تسع وتسعين ومائة. وقيل: سنة مائتين. (13/223)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 224 4 (حرف الشين)

4 (شبيب بن سليم الأسيدي البصري.) رأى الحسن البصري سلم واحدة.) وروى عن: مقسم، وعن أبي هانيء. وعنه: إبراهيم بن مهدي، والفلاس، ومحمد بن المثنى، ونعيم بن حماد، ورسته، ضعفه الفلاس، والدارقطني. 4 (شعيب بن حرب خ. د. ن.) (13/224)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 225 أبو صالح المدائني البغدادي الزاهد العابد، نزيل مكة. روى عن: عكرمة بن عمار، ومالك بن مغول، وشعبة، وجماعة. وعنه: أحمد بن حنبل، والحسن بن الصباح البزار، ويعقوب الدورقي، ومحمد بن عيسى المدائني، وطائفة سواهم. وثقه أبو حاتم، وغيره. وكان منعوتاً بالعبادة والورع، أماراً بالمعروف. أثنى عليه سري السقطي. وقال أحمد: شعيب حمل على نفسه في الورع. وقال عبد الله بن خبيق: سمعت شعيب بن حرب يقول: أكلت في عشرة أيام أكلة. وقال أبو حمدون الطيب بن إسماعيل: ذهبنا إلى شعيب إلى المدائن وقد بنى له كوخاً، وعنده خبز يابس يبله، وهو جلد وعظم. (13/225)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 226 وقد كان قرأ القرآن غير مرة على حمزة الزيات وصحبه. قال عبد الله بن أيوب المخرمي: قال شعيب بن حرب: من طلب الرئاسة ناطحته الكباش. ومن رضي ا، يكون ذنباً أبى الله إلا أن يجعله رأساً. قلت: توفي سنة سبع وتسعين ومائة. 4 (شعيب بن العلاء الرازي.) أبو محمد السراج، ولقبه أبو هريرة. روى عن: حجاج بن أرطأة، وابن جريج، وجويبر، وسفيان الثوري. وعنه: عمرو بن رافع، ومحمد بن عمرو زنيج. صدوق. 4 (شعيب بن الليث بن سعد الفهمي م. د. ن.) ) مولاهم المصري. (13/226)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 227 عن: أبيه، وموسى بن علي بن رباح. وعنه: ولده عبد الملك، ويونس بن عبد الأعلى، والربيع بن سليمان، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وغيرهم. وكان إماماً مفتياً ثقة. قال ابن وهب: ما رأيت إبناً لعالم أفضل من شعيب بن الليث. قال ابن يونس: مات في رمضان سنة تسع وتسعين ومائة، وله أربع وستون سنة. 4 (شقيق البلخي.) (13/227)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 228 هو أبو علي شقيق بن إبراهيم الأزدي الزاهد، أحد الأعلام، صاحب إبراهيم بن أدهم. حدث عن: إسرائيل، وعباد بن كثير، وكثير بن عبد الله الأيلي. وعنه: حاتم الأصم، وعبد الصمد بن يزيد مردويه، ومحمد بن أبان المستملي، والحسين بن داوود البلخي، وغيرهم. عن علي بن محمد بن شقيق البلخي قال: كانت لجدي ثلاثمائة قرية، ثم مات بلا كفن. وسيفه إلى الساعة يتبركون به. وخرج إلى الترك تاجراً، فدخل على عبدة الأوثان، فرأى عالمهم قد حلق لحيته، فقال: هذا باطل، ولكم خالق وصانع قادر على كل شيء. فقال له: ليس يوافق قولك فعلك. قال: وكيف قال: زعمت أنه قادر على كل شيء، وقد تعنيت إلى هنا تطلب الرزق، فلو كان كما تقول، كان الذي يرزقك هنا يرزقك هناك وتريح العناء. قال: فكان هذا سبب زهدي. وعن شقيق قال: كنت شاعراً فرزقني الله التوبة. وخرجت من ثلاثمائة ألف درهم، وكنت مرابياً. لبست الصوف عشرين سنة وأنا لا أدري، حتى لقيت عبد العزيز بن أبي رواد فقال: ليس الشأن في أكل الشعير ولبس الصوف. الشأن أن تعرف الله بقلبك لا تشرك به شيئاً. والثانية: الرضى عن الله، والثالثة: تكون بما في يدي الله أوثق منك بما في أيدي الناس.) (13/228)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 229 وعن شقيق قال: عملت في القرآن عشرين سنة حتى ميزت بين الدنيا والآخرة، فأصبته في حرفين. قوله تعالى: وَمًا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللّهِ خَيْرٌ وَأَبْقْى. وعن حاتم الأصم، عن شقيق قال: لو أن رجلاً عاش مائتي سنة لا يعرف هذه والأربعة لم ينج: أولها معرفة الله تعالى، الثاني: معرفة النفس، الثالث: معرفة أمر الله ونهيه، الرابع معرفة عدو الله وعدو النفس. قال أبو عقيد الرصافي: نا أحمد بن عبد الله الزاهد: سمعت شقيق بن إبراهيم يقول: ثلاث خصال هي نتاج الزهد: الأولى: أن تميل عن الهوى. الثانية: تنقطع إلى الزهد بقلب. الثالث: أن يذكر إذا خلا كيف مدخله ومخرجه، كيف يدخل قبره ويذكر الجوع، والعطش والحساب والصراط والعري والفضيحة وطول القيام. وقد ذكر عن شقيق مع انقطاعه وزهده أنه من كبار المجاهدين في سبيل الله. وكذا فليكن زهد الأولياء رضي الله عنهم. روى محمد بن عمران، عن حاتم الأصم قال: كنا مع شقيق ونحن مصافوا العدو والترك، في يوم لا أرى فيه إلا رؤوساً تندر، وسيوفاً تقطع، ورماحاً تقصف. فقال لي: كيف ترى نفسك هي مثل الليلة التي زفت فيها إلي امرأتك قلت: لا والله قال: ولكني أرى نفسي كذلك. ثم نام بين الصفين ودرقته تحت رأسه حتى سمعت غطيطه. فأخذني يومئذ تركي (13/229)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 230 وأضجعني للذبح. فبينا هو يطلب السكين من خفه إذ جاء. سهم عائر، فذبحه وألقاه عني. وعن حاتم، عن شقيق قال: مثل المؤمن مثل رجل غرس نخلة فخاف أن تحمل شوكاً، ومثل المنفاق كمثل رجل زرع شوكاً يطمع أن يحمل تمراً.. هيهات. وعن شقيق قال: ليس شيء أحب إلي من الضعيف لأن رزقه على الله، وأجره لي. وقال الحسين بن داوود: نا شقيق: الزاهد في الدنيا الراغب في الآخرة، المداوم على العبادة قال: ثنا أبو هاشم الأيلي فذكر حديثاً. وعن شقيق قال: لقيت سفيان الثوري فأخذت منه لباس الدون، رأيت له إزاراً ثمنه أربعة دراهم إذا جلس متربعاً أو مد رجليه يخاف أن تبدو عورته.) وأخذت الخشوع من إسرائيل. وقال محمد بن أبان المستملي: سمعت شقيقاً يقول: أخذت العبادة من عباد بن كثير، والفقه من زفر. قال ابن أبي الدنيا: ثنا محمد بن الحسين قال: سئل شقيق: ما علامة التوبة قال: إدمان البكاء على ما سلف من الذنوب، والخوف المقلق من الوقوع فيها، وهجران إخوان السؤ، وملازمة أهل الخير. (13/230)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 231 وقال ابن أبي الدنيا: نا أحمد بن سعيد: قيل لشقيق: ما علامة العبد المباعد المطرود قال: إذا رأيته قد ضيع الطاعة، واستوحش قلبه منها وحلت له المعصية، واستأنس بها ورغب في الدنيا وزهد في الآخرة. وعن شقيق قال: ما للعبد صاحب خير من الخوف والهم فيما مضى من ذنوبه وما ينزل به. وعنه قال: من شكا مصيبة نزلت به إلى غير الله، لم يجد حلاوة الطاعة أبداً. قال الحاكم في تاريخه: قدم شقيق نيسابور عند خروجه راجلاً، في ثلاثمائة من زهاد خراسان معه، أيام المأمون، يعني أيام ولايته خراسان. قال: فطلب المأمون الاجتماع به، فامتنع حتى تشفع إليه المأمون. روى عنه من أهل نيسابور: أيوب بن الحسن الزاهد، وعلي بن الحسن الأفطس، وغيرهما. أخبرنا أحمد بن محمد بن سعد، وجماعة قالوا: أنا محمد بن إبراهيم، أنا يحيى بن ثابت، أنا علي بن أبي عمر البزاز عرف بابن الخال، أحمد بن عبد الله المحاملي سنة ثمان وعشرين وأربعمائة، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، ثنا الحسن بن داوود البلخي، نا شقيق بن إبراهيم البلخي، نا أبو هاشم الأيلي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا ابن آدم لا تزول قدماك يوم القيامة بين يدي الله عز وجل حتى تسأل عن أربع: عمرك فيما أفنيته، وجسدك فيما أبليته، ومالك من أين اكتسبه وأين أنفقته. إسناده واه، ومعناه صحيح. (13/231)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 232 ذكر يعقوب القراب أن شقيق بن إبراهيم رحمه الله تعالى قتل في غزوة كولان سنة أربع وتسعين ومائة. (13/232)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 233 4 (حرف الصاد) ) 4 (صالح بن بيان الثقفي.) ويقال العبدي، قاضي بلد سيراف من أعمال فارس. ويعرف بالساحلي. حكى عن: شعبة، وسفيان، وفرات بن السائب. وعنه: محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة، وأحمد بن مطهر، وغيرهما. قال الدارقطني: متروك الحديث. 4 (صالح بن موسى بن عبد الله بن إسحاق بن طلحة بن عبيد الله (13/233)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 234 التيمي الطلحي الكوفي ت.) ق. عن: عبد العزيز بن رفيع، وسهيل بن أبي صالح، ومعاوية بن إسحاق، وهشام بن عروة. وعنه: داوود بن عمرو الضبي، وسويد بن سعيد، ومحمد بن عبيد المحاربي. قال البخاري: منكر الحديث. وقال س: متروك الحديث. (13/234)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 235 4 (صعصعة بن سلام.) ويقال ابن عبد الله الدمشقي. روى عن: الأوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز، ومالك. ثم دخل الأندلس وصار عالمها ومفتيها، وولي خطابة قرطبة. حدث عنه: عبد الملك بن حبيب، وعثمان بن أيوب القرطبي، وموسى بن ربيعة. قال ابن يونس: كنيته أبو عبد الله. وكان أول من أدخل الحديث الأندلس. قال: وتوفي سنة اثنتين وتسعين ومائة. وقيل سنة ثمانين ومائة. 4 (صغدي بن سنان.) (13/235)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 236 أبو معاوية البصري. عن: يونس بن عبيد، وابن جريج، وجعفر بن الزبير، ومحمد بن مضاء. وعنه: محمد بن صالح البغدادي، وزيد بن الحريش، والوليد بن عمرو بن سكين، ومحمد بن هشام بن أبي خيرة السدوسي، وآخرون.) قال ابن معين: ليس بشيء. وقال غيره: ضعيف. 4 (صفوان بن عيسى، أبو محمد الزهري البصري القسام م. ع.) (13/236)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 237 عن: ثور بن زيد، وابن عجلان، ويزيد بن أبي عبيد، ومعمر، وجماعة. وعنه: أحمد، وإسحاق، والفلاس، وأبو قدامة السرخسي، ومحمد بن يحيى، وطائفة. قال ابن سعد: كان ثقة صالحاً. وقال البخاري: مات سنة ثمان وتسعين ومائة. وقيل: سنة مائتين. 4 (صلة بن سليمان الواسطي العطار.) نزل بغداد وحدث عن: ابن جريج، وهشام بن حسان، وأشعث بن عبد الملك. وعنه: محمد بن حرب النسائي، وسليمان بن أحمد الواسطي، وصمدون بن عبد الله الطحان. كذبه ابن معين. (13/237)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 238 وقال أبو حاتم: متروك الحديث. وقال البخاري: ليس بذاك القوي. قال سليمان بن أحمد: نا صلة العطار، أنا ابن جريج، عن عطاء، عن جابر بن معاذ، سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من أمن رجلاً ثم قتله وجبت له النار، وإن كان المقتول كافراً. ويروي عن عمرو بن الحمق بإسناد صالح. 4 (صيفي بن ربعي الأنصاري.) كوفي. عن: أبيه، وابن أبي ذئب، وشعبة، وطبقتهم. وعنه: أبو كريب، ومحمد بن منصور العجلي، والحسين بن يزيد الطحان، وغيرهم. قال أبو حاتم: صالح الحديث ما أرى بحديثه بأساً. قلت: له حديث منكر في الترمذي، عن عبد الله بن عمر العمري. (13/238)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 239 4 (حرف الضاد) ) 4 (ضمرة بن ربيعة.) شيخ الرملة. سيأتي بعد المائتين. (13/239)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 240 4 (حرف العين)

4 (عاصم بن حميد الكوفي الحناط) عن: سماك بن حرب، وأبي حمزة ثابت الثمالي. وعنه: يحيى بن عبد الحميد، وابن نمير، ومحمد بن مهران الجمال. وثقه أبو زرعة. 4 (عاصم بن سليمان.) أبو محمد العبدي، ثم الكوزي الحذّاء. (13/240)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 241 شيخ بصري، ضعيف. عن: عاصم الأحول، وداوود بن أبي هند، وهشام بن حسان. وعنه: محمد بن موسى الحرشي، ومحمد بن عيسى بن الطباع، والحسن بن عرفة. كذبه الفلاس. وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات. ابن الطباع: ثنا عاصم بن سليمان، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي الزبير، عن جابر: وَمَقَامٍ كَرِيمٍ قال: المنابر. 4 (عاصم بن عبد العزيز الأشجعي ت. ق.) المدني، أبو عبد الرحمن. (13/241)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 242 عن: الحارث بن عبد الرحمن بن أبي دياب، وهشام بن عروة، وسعد بن إسحاق. وعنه: إبراهيم بن المنذر، وإسحاق بن موسى الخطمي، ومحمد بن المثنى وقال: هو ثقة. وقال النسائي، والدارقطني: ليس بالقوي. 4 (عامر بن صالح بن عبد الله بن عروة بن الزبير الأسدي المدني ت.) نزل بغداد، وحدث عن عم أبيه هشام بن عروة، وابن أبي ذئب، (13/242)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 243 ويونس بن يزيد.) وعنه: أحمد بن حنبل، والصلت الجحدري، ويعقوب الدورقي، ومحمد بن حاتم الزمي. وكان فقيهاً إخبارياً علامة لكنه واه. قال أبو داوود: قيل ليحيى بن معين: إن أحمد بن حنبل حدث عن عامر بن صالح. فقال: ما له، جن. وضعفه غير واحد. وقال الدارقطني: يترك عندي. وروى أحمد بن زهير، عن ابن معين قال: كان كذاباً يروي عن هشام كل حديث سمعه. وقال أحمد بن محمد بن محرز، عن ابن معين: كذاب، عدو الله. قال لي حجاج: إن هذا أتاه، فكتب عنه حديث هشام بن عروة، حدثه به عن الليث بن سعد، وابن لهيعة، عنه. وقال س: ليس بثقة. وقال ابن عدي: عامة حديثه مسورق من الثقات. (13/243)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 244 4 (عامر بن صالح بن رستم الخزاز ت.) أبو بكر البصري. وهو عامر بن أبي عامر. روى عن: أبيه، ويونس بن عبيد، وأيوب بن موسى. وعنه: عبيد الله القواريري، وخلف البزار، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، والفلاس، وابن مثنى، ونصر بن علي، وعدة. قال أبو حاتم: ليس بقوي. وقال ابن عدي: لم أر له حديثاً منكراً. (13/244)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 245 4 (عامر بن عبد الله.) أبو وهب المصري. عن: عمرو بن شراحيل المعافري. وعنه: سعيد بن عفير، وأحمد بن سعيد الهمداني. مات سنة مائتين.) 4 (العباس بن الأحنف.) شاعر زمانه، له أخبار كثيرة مع الرشيد وغيره. وكان طريفاً كيساً حلو النادرة مجيداً في الغزل. (13/245)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 246 ومن شعره: (يا أيها الرجل المعذّب نفسه .......... أقصر فإنّ شفاءك الإقصار)

(نزف البكاء دموع عينك فاستعر .......... عيناً يعينك دمعها المدرار)

(من ذا يعيرك عينه تبكي بها .......... أرأيت عيناً للبكاء تعار) ومن شعره: (وحدّثتني يا سعد عنها فزدتني .......... جنوناً فزدني من حديثك يا سعد)

(هواها هوى لم يعرف القلب غيره .......... فليس له قبل وليس له بعد) ومن شعره: (قد سحب الناسر أذيال الظّنون بنا .......... وفرّق الناس فينا قولهم فرقا)

(فكاذب قد رمى في الحبّ غيركم .......... وصادق ليس يدري أنّه صدقا) مات العباس بن الأحنف سنة ثلاث وتسعين ومائة. وقيل: مات سنة اثنتين وتسعين ومائة، قبل أبن نؤآس. 4 (العباس بن الحسين بن عبيد الله بن عباس ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.) أبو الفضل العلوي المدني. قدم بغداد في دولة الرشيد، وبقي في صحبته، ثم صحب بعده ولده المأمون. وكان شاعراً بليغاً مفوهاً حتى قيل إنه أشعر آل أبي طالب كلهم. (13/246)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 247 4 (العباس بن الفضل بن الربيع بن يونس.) مولى المنصور. من كبار الأمراء، ولي حجاجة الأمين، وكان من الشعراء والفصحاء. توفي في حياة أبيه. 4 (عبد الله بن الأجلح الكندي الكوفي ت. ق.) أبو محمد.) روى عنه: أبيه، ومنصور بن المعتمر، ويزيد بن أبي زياد، وعاصم الأحول، وعطاء بن السائب، والأعمش. وعنه: أبو كريب، ويحيى بن جعفر البيكندي، وعبد الله بن عامر بن زرارة. قال أبو حاتم: لا بأس به. 4 (عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن ع.) (13/247)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 248 أبو محمد الأودي الكوفي. أحد الأئمة الأعلام. مولده سنة عشرين ومائة. وروى عن: أبيه، وسهيل بن أبي صالح، وأبي إسحاق الشيباني، وحصين بن عبد الرحمن، وهو أقدم شيخ لقيه، وهشام بن عروة، وإسماعيل بن أبي خالد، والأعمش، وابن جريج، وطائفة. (13/248)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 249 وكان من جلة المقرئين. قرأ على الأعمش، وعلى نافع. وأقرأ القرآن. روى عنه: مالك مع تقدمه، وابن المبارك، وأحمد، وإسحاق، وابن معين، وابنا أبي شيبة، والحسن بن عرفة، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي، وخلق. وقد أقدمه الرشيد ليوليه قضاء الكوفة فامتنع. قال بشر الحافي: ما شرب أحد ماء الفرات فسلم إلا عبد الله بن إدريس وقال أحمد بن حنبل: كان نسيج وحده. وقال يعقوب بن شيبة: كان عابداً فاضلاً. كان يسلك في كثير من فتاياه ومذاهبه مسلك أهل المدينة. يخالف الكوفيين، وكان بينه وبين مالك صداقة. ثم قال: إن جميع ما يرويه مالك في الموطأ بلغني عن علي رضي الله عنه فيرسلها أنه سمعها من ابن إدريس. قال أبو حاتم الرازي: هو إمام من أئمة المسلمين، حجة. وقيل: لم يكن بالكوفة أعبد لله منه. قال الحسن بن عرقة: لم أر بالكوفة أفضل منه. (13/249)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 250 وروى أبو داوود، عن إسحاق بن إبراهيم، عن الكسائي قال: قال لي الرشيد: من أقرأ الناس) قلت: عبد الله بن إدريس. قال: ثم من قال: قلت: حسين الجعفي. قال: ثم من قلت: رجل آخر. وعن حسين العنقزي قال: لما نزل بابن إدريس الموت بكت ابنته فقال: لا تبكي يا بنية، فقد ختمت القرآن في هذا البيت أربعة آلاف ختمة. قال ابن عمار: كان ابن إدريس إذا لحن أحد في كلامه لم يحدثه. وقال ابن معين: سمعت ابن إدريس يقول: عندي قوصرة ملكاية، وراوية من حوض الربابين، ودبة زيت، ما أحد أغنيى مني. وكان ابن إدريس يحرم النبيذ. وقال: قلت لحفص بن غياث: اترك الجلوس في المسجد. فقال: أنت قد تركت ذلك ولم تترك. قلت: يأتيني البلاء وأنا فار، أحب إلي من أن يأتيني وأنا متعرض له. قال أبو خيثمة: سمعت ابن إدريس يقول: كل شراب مسكر كثيره فإنه (13/250)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 251 محرم يسيره، إني لكم منه نذير. أبو بكر بن أبي شيبة: سمعت ابن إدريس قال: كتبت حديث أبي الحوراء، فخفت أن يتصحف بأبي الجوراء، فكتبت تحته: حور عين. وقال يعقوب السدوسي: ثنا عبيد بن نعيم، ثنا الحسن بن الربيع الثوراني قال: قريء كتاب الخليفة إلى ابن إدريس وأنا حاضر: من عبد الله هارون أمير المؤمنين إلى عبد الله بن إدريس. قال: فشهق ابن إدريس شهقة، وسقط بعد الظهر، فقمنا إلى العصر وهو على حاله، وانتبه قبيل المغرب، وقد صببنا عليه الماء، فلا شيء. قال: إنها لله وإنا إليه راجعون، صار يعرفني حتى يكتب إلي. أي ذنب بلغ بي هذا قلت: وقد وثقه ابن معين، وعبد الرحمن بن خراش، والناس. وقيل: بل ولد سنة خمس عشرة ومائة.) ووقع لي من عالي حديثه. توفي في شهر ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين ومائة بالكوفة. 4 (عبد الله بن إسماعيل بن خالد الكوفي ت. ق.) (13/251)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 252 عن: أبيه، وسعيد بن أبي عروبة، ومجالد. وعنه: أبو كريب. 4 (عبد الله بن خراش الشيباني الكوفي ق.) أخو شهاب بن خراش. عن: عمه العوام، وموسى بن عقبة. وعنه: أبو سعيد الأشج، وزيد بن الحريش، والحسن بن قزعة، وأحمد بن المقدام، وقيس بن حفص الدلامي، وآخرون. ضعفوه. قال البخاري: منكر الحديث. وقال الدارقطني: ضعيف. (13/252)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 253 4 (عبد الله بن داوود التمار ت.) أبو محمد الواسطي. عن: ابن جريج، وحنظلة بن أبي سفيان، والحمادين. وعنه: محمد بن المثنى، وأحمد بن سنان القطان، وهارون بن سليمان الأصبهاني، وآخرون. وكان صاحب سنة. قال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين. وقال البخاري: فيه نظر. قلت: روى أحاديث موضوعة فكأنه آفتها. 4 (عبد الله بن رجاء المكي م. د. ن. ق.) (13/253)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 254 بصري الأصل. عن: أيوب السختياني، وإسماعيل بن أمية، وعبيد الله بن عمر، وابن عجلان، وعبد الله بن عثمان بن خيثم، وموسى بن عقبة، وابن جريج.) وما في هؤلاء أحد أدركهم، عبد الله بن رجاء الغداني. وعنه: أحمد، وإسحاق، وشريح بن يونس، والحسن بن الصباح البزار، وابن معين، وبندار، وعمرو الناقد. كنيته أبو عمران. وثقه ابن معين، وغيره. 4 (عبد الله بن أبي رفاعة راشد.) أبو عبد الرحمن الخولاني، مولاهم المصري الزاهد القدوة. كان يقال هو أجل أهل الإسكندرية. مات سنة مائتين، وعاش ثمانياً وستين سنة. (13/254)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 255 ذكره ابن يونس مختصراً. 4 (عبد الله بن سعيد خ.) أبو بكير النخعي الكوفي. روى عن العلاء بن المسيب، وأجلح بن عبد الله، وحجاج بن أرطأة. وعنه: ابن راهويه، وأبو سعيد الأشج. لم يذكره ابن أبي حاتم. 4 (عبد الله بن سفيان بن عقبة الليثي.) مولاهم المدني، أبو سفيان. عن: جده عقبة بن أبي عائشة، وأبي طوالة، وغنم بن نسطاس، وجماعة. وعنه: نعيم بن حماد، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وأبو مصعب، وإسحاق بن موسى. قال أبو حاتم: ليس به بأس. 4 (عبد الله بن سلمة.) (13/255)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 256 أبو عبد الرحمن البصري الأفطس. عن: الأعمش، وفضيل بن غزوان، وابن أبي ليلى، وموسى بن عقبة. وعنه: الفلاس، وأبو كامل الجحدري، وعمر بن شبة، وآخرون. قال يحيى القطان: ليس بثقة.) وقال أحمد بن حنبل: تركوا حديثه. وقال ابن عدي: يكتب حديثه مع ضعفه. قلت: كان يستخف بالأئمة، قال: يكذب سفيان. وتكلم في غندر. وقال عن القطان: ذاك الأحول. وكذا سنة الله في كل من ازدرى العلماء بقي حقيراً. (13/256)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 257 4 (عبد الله بن عبد القدوس الكوفي ثم الرازي.) عن: الأعمش، وغيره. وعنه: محمد بن حميد، وعبد الله بن داهر، وعباد بن يعقوب الرواجني. قال ابن معين: ليس بشيء، رافضي خبيث. وقال غير واحد: ضعيف. 4 (عبد الله بن عبد الله بن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود الهذلي المسعودي الكوفي.) (13/257)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 258 أبو عبد الرحمن. عن: الحارث بن حصيرة، والأعمش. وعنه: أحمد بن يعقوب، وهارون بن حاتم، وآخرون. لم أر به بأساً. 4 (عبد الله بن عيسى الخزاز ت.) أبو خلف البصري الحريري. روى عن: يحيى البكاء، ويونس بن عبيد، وداوود بن أبي هند. وعنه: عقبة بن مكرم، وعمر بن شبة، وغيرهم. له في جامع أبي عيسى حديث واحد. وهو ضعيف عندهم. (13/258)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 259 4 (عبد الله بن كثير الدمشقي الطويل.) المقريء، إمام جامع دمشق. روى عن: الأوزاعي، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وشيبان النحوي، وغيرهم. وعنه: هشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن، ومحمود بن خالد، والعباس بن الوليد الخلال.) قال محمد بن الفيض: سمعت أبي يقول: صلى بنا عبد الله بن كثير القاريء فقرأ وَإِذَ قَالَ إِبْراهِيمُ فقال: إراهام. فبعث إليه والي دمشق نصر بن حمزة فخفقه بالدرة وعزله عن الصلاة. قال أبو زرعة الدمشقي: كان لا بأس به. وقال أبو حفص بن شاهين: توفي سنة ست وتسعين ومائة، روى بدمشق. 4 (عبد الله بن قبيصة.) أبو قبيصة الفزاري، كوفي. روى عن: الأعمش، وهشام بن عروة، وغيرهما. وعنه: أبو سعيد الأشج، وإبراهيم بن موسى الفراء. (13/259)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 260 قال أبو حاتم: شيخ. 4 (عبد الله بن كليب بن كيسان المرادي المصري.) أبو عبد الملك. ولد سنة مائة، وعمر دهراً. تفقه على ربيعة الرأي، وروى عن: يزيد بن أبي حبيب، وقيس بن الحجاج. روى عنه: أبو صالح، ويحيى بن بكير، وعمرو بن سواد، ومحمد بن سلمة المرادي، وأحمد بن السرح. قال أبو حاتم: لا بأس به. قلت: مات سنة ثلاث وتسعين ومائة. 4 (عبد الله بن معاذ بن نشيط الصنعاني ت. ق.) نزيل مكة. عن: يونس بن يزيد، ومعمر بن راشد. وعنه: إبراهيم بن المنذر، وأبو خيثمة، ومحمد بن أبي عمر العدني، (13/260)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 261 والزبير بن بكار، وجماعة. وثقه مسلم، وغيره، حتى يحيى بن معين، وأما عبد الرزاق فكان يكذبه. قال أبو حاتم: هو أوثق من عبد الرزاق. 4 (عبد الله بن موسى بن إبراهيم بن طلحة التيمي الطلحي المدني ق.) ) عن: صفوان بن سليم، وأسامة بن زيد الليثي، وجماعة. وعنه: إبراهيم بن المنذر الحزامي، وأثنى عليه، ويعقوب بن محمد، ويعقوب بن كاسب، وجماعة. قال ابن معين: صدوق، كثير الخطأ. (13/261)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 262 وقال بعض الحفاظ: ليس بحجة. 4 (عبد الله بن ميمون بن داوود القداح المخزومي ت.) مولاهم المكي. عن: يحيى بن الأنصاري، وجعفر الصادق، وعبيد الله بن عمر. وعنه: إبراهيم الحزامين ومؤمل بن إهاب، وأحمد بن شيبان الرملي، وأحمد بن الأزهر، وعبد الوهاب بن فليح. قال البخاري: ذاهب الحديث. وقال أبو زرعة: واهي الحديث. وقال أبو حاتم: متروك. (13/262)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 263 قلت: مات في حدود المائتين. 4 (عبد الله بن نمير ع.) أبو هشام الهمداني ثم الخارفي الكوفي الحافظ. روى عن: هشام بن عروة، والأعمش، وأشعث بن سوار، وابن أبي خالد، وزكريا بن أبي زائدة، وإبراهيم بن الفضل المخزومي، وعبيد الله بن عمر، ويزيد بن أبي زياد، وطائفة كبيرة. وعنه: أحمد، وابن معين، وإسحاق الكوسج، وأحمد بن الفرات، وعلي بن حرب، والحسن بن علي بن عفان، وأبو عبيدة بن أبي السفر، وآخرون. وثقه يحيى بن معين، وغيره. (13/263)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 264 وكان مولده في سنة خمس عشرة ومائة. ومات سنة تسع وتسعين ومائة. وقع لنا من عواليه. 4 (عبد الله بن وهب بن مسلم ع.) (13/264)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 265 الإمام أبو محمد الفهري، مولاهم المصري. أحد الأعلام، وعالم الديار المصرية.) قال أبو سعيد بن يونس: ولد سنة خمس وعشرين ومائة. قال: وقيل إنه من موالي الأنصار. طلب العلم وله سبع عشرة سنة، فعن ابن وهب قال: دعوت يونس بن يزيد لوليمة عرسي. قلت: روى عن: يونس، وابن جريج، وحبي بن عبد الله المعافري، وحنظلة بن أبي سفيان، وعمرو بن الحارث، وأسامة بن زيد الليثي، وعمر بن محمد العمري، وعبد الحميد بن جعفر، وأبي صخر حميد بن زياد، وعبد الله بن عامر الأسلمي، وموسى بن علي، والليث، ومالك، وخلائق. وتفقه: بمالك، والليث. وعنه قال: رأيت عبيد الله بن عمر قد عمي وقطع الحديث. ورأيت هشام بن عروة جالساً في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: آخذ عن ابن سمعان وأصير إلى ابن هشام، فلما فرغت قمت إلى منزل هشام فقالوا: قد نام. فقلت: أحج وأرجع، فرجعت فوجدته قد مات. قال محمد بن سلمة: سمعت ابن القاسم يقول: لو مات ابن عيينة لضربت إلى ابن وهب أكباد الإبل. ما دون العلم أحد تدوينه. قال يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب قال: أقرأني نافع بن أبي نعيم. (13/265)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 266 وقال أبو زرعة: نظرت في نحو ثلاثين ألف حديث لابن وهب لا أعلم أني رأيت له حديثاً لا أصل له. وهو ثقة. وقد سمعت يحيى بن بكير. يقول: هو أفقه من عبد الرحمن بن القاسم. قلت: وله موطأ كبير إلي الغاية، وله كتاب الجامع، وكتاب البيعة، وكتاب المناسك، وكتاب المغازي، وكتاب الردة، وكتاب تفسير غريب الموطأ، وغير ذلك. روى عنه: الليث بن سعد، وأصبغ بن الفرج، وأبو صالح، وأحمد بن صالح، وحرملة، والحارث بن مسكين، ويحيى بن أيوب المقابري، وبحر بن نصر الخولاني والربيع بن سليمان المرادي، ويونس بن عبد الأعلى، وأبو الماهر بن السرح، وبحر بن نصر، وعبد الله بن محمد بن رمح، وعلي بن خشرم، وعمرو بن سواد، وعيسى بن مثرود، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وهارون بن سعيد الأيلي، وعبد الملك بن شعيب بن الليث، وعيسى بن أحمد العسقلاني، وأحمد بن عيسى التستري، وإبراهيم بن منقذ الخولاني، وسحنون بن سعد القيرواني، وأحمد بن) عبد الرحمن بن وهب ابن أخيه، وأمم سواهم. وكان ثقة ثبتاً من كبار الزهاد. قال أحمد بن صالح: حدث ابن وهب بمائة ألف حديث، ما رأيت أحداً أكثر حديثاً منه. وقد وقع عندنا عنه سبعون ألف حديث. وقال يحيى بن بكير: ابن وهب أفقه من ابن القاسم. وقال علي بن الجنيد: سمعت أبا مصعت يعظم ابن وهب ويقول: مسائله عن مالك صحيحة. وقال أبو حاتم: صالح الحديث، صدوق. (13/266)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 267 وقال ابن عدي في كامله: ابن وهب من الثقات. لا أعلم له حديثاً منكراً. إذا حدث عنه ثقة. وروى أبو طالب، عن أحمد بن حنبل: ابن وهب يفصل السماع من العرض. ما أصح حديثه وأثبته. وقد كان يسيء الأخذ، لكن ما رواه وحدثه صحيحاً. وقال ابن معين: ثقة. قال خالد بن خداش: قريء على ابن وهب كتاب أهوال يوم القيامة تأليفه فخر مغشياً عليه. فلم يتكلم بكلمة، حتى مات بعد أيام، رحمه الله. وعن سحنون قال: كان ابن وهب قد قسم دهره أثلاثاً: ثلثاً في المرابط، وثلثاً يعلم الناس بمصر، وثلثاً في الحج. وقيل إنه حج ستاً وثلاثين حجة. وكان مالك يكتب إليه: إلى عبد الله بن وهب مفتي أهل مصر، ولم يفعل هذا مع غيره. وقد ذكر ابن وهب وابن القاسم عند مالك، فقال مالك: ابن وهب عالم، وابن القاسم فقيه. وقال أحمد بن سعيد الهمداني: دخل ابن وهب الحمام، فسمع قارئاً (13/267)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 268 يقرأ: وَإِذْ يَتَحاجُّونَ فِي النَّارِ، فغشي عليه. قال أبو زيد بن أبي الغمر: كنا نسمي ابن وهب: ديوان العلم. وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة يقول: نظرت في حديث ابن وهب نحو ثمانين ألف حديث. قلت: مر هذا. وقال: ثلاثين ألف حديث. فالله أعلم.) قال أبو عمر بن عبد البر: جد ابن وهب هو مسلم مولى ريحانة مولاة عبد الرحمن بن يزيد بن أنس الفهري. وقال ابن أخي ابن وهب: طلب عباد بن محمد الأمير عمي ليوليه القضاء، فتغيب، فهدم عباد بعض دارنا. فقال الصباحي لعباد: متى طمع هذا الكذا وكذا أن يلي القضاء فبلغ ذلك عمي، فدع عليه بالعمى، فعمي بعد جمعة. وقال حجاج بن رشدين: سمعت ابن وهب يتذمر ويصيح، فأشرفت عليه من غرفتي، فقلت: ما شأنك يا أبا محمد قال: يا أبا الحسن، بينما أنا أرجو أن أحشر في زمرة العلماء أحشر في زمرة القضاة. فقلت: ما شأنك يا أبا محمد قال: يا أبا الحسن، بينما أنا أرجو أن أحشر في زمرة العلماء أحشر في زمرة القضاة. فتغيب في يومه، فطلبوه. قال ابن الطاهر بن عمرو: جاء نعي ابن وهب، ونحن في مجلس سفيان، فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، أصيب المسلمون به عامة، وأصبت به خاصة. وقال النسائي: ابن وهب ثقة، ما أعلمه روى عن الثقات حديثاً منكراً. (13/268)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 269 قلت: بعض الأئمة تمعقل على ابن وهب في أخذه للحديث، وأنه كان يترخص في الأخذ. وابن وهب فحجة باتفاق. يكفيه قول الإمامين أبي زرعة والنسائي فيه. وما من يروي مائة ألف حديث ولا يستلحق عليه في شيء إلا وهو ثبت حافظ. والله لو غلط في المائة ألف في مائتي حديث لما أثر ذلك في ثقته. قال أحمد بن صالح: كان ابن وهب يتساهل في المشايخ، ولو أخذ مأخذ مالك في ذلك لكان خيراً له. قال يونس بن عبد الأعلى: مات في شعبان سنة سبع وتسعين ومائة. قال: وكانوا أرادوه على القضاء فتغيب. قلت: وقع لي جملة من عواليه. 4 (عبد الحكيم بن منصور الخزاعي الواسطي ت.) عن: عبد الملك بن عمير، وعطاء بن السائب.) وعنه: عبد الله بن عون الخراز، وإسحاق بن شاهين، ومحمد بن (13/269)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 270 عبد الله بن بزيع، ومحمد بن حرب النشاستجي، وآخرون. وليس هو بقوي. كذبه يحيى بن معين، وقال مرة: ليس حديثه بشيء. وقال أبو داوود: ضعيف. وقال النسائي، وغيره: متروك الحديث. 4 (عبد الخالق بن زيد بن واقد الدمشقي) عن: أبيه، والوضين بن عطاء، وغيرهما. وعنه: نعيم بن حماد، وصفوان بن صالح، وسليمان ابن بنت شرحبيل. قال الدارقطني: متروك الحديث. (13/270)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 271 وقال النسائي: ليس بثقة. 4 (عبد الرحمن بن سعد بن عمار.) ابن مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم سعد القرظ، أبو محمد القرشي المخزومي المديني المؤذن. روى عن: أبيه، وأعمامه، وعن: صفوان بن سليم، وأبي الزناد، وغيرهم. وعنه: إسحاق بن راهيه، وهشام بن عمار، والحميدي، ويعقوب بن كاسب، وإبراهيم بن المنذر، وجماعة. ضعفه يحيى بن معين، وغيره، وصلحه بعضهم. 4 (عبد الرحمن بن سعيد الخزاعي.) مولاهم المصري، أبو سعد. عن: نافع بن يزيد، ومالك، والليث. مات كهلاً. (13/271)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 272 روى عنه: يحيى بن بكير، ويونس بن عبد الأعلى. مات سنة تسع وتسعين ومائة. 4 (عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون العنسي الداراني الدمشقي ق.) ) عن: إسماعيل بن أبي خالد، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وليث بن أبي سليم، ومحمد بن صالح المدني، والأعمش، وراشد بن سعد المقرئي. وعنه: إسماعيل بن عياش وهو أكبر منه، ومحمد بن عائذ، وهشام بن عمار، وصفوان بن صالح، وعدة. قال دحيم: لا أعلمه إلا ثقة. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال أبو حاتم: لا يحتج به. قلت: هذا أكبر من زاهد الشام أبي سليمان الداراني. 4 (عبد الرحمن بن عبد الله.) أبو سعيد، مولى بني هاشم. سيأتي بكنيته. (13/272)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 273 4 (عبد الرحمن بن عبد الحميد المهري د. ن.) مولاهم المصري، أبو رجاء المكفوف. من فضلاء المصريين. روى عن: عقيل بن خالد، وبكر بن عمرو المعافري، وغيرهما. وعنه: ابن أخته أبو الطاهر بن السرح، وعبد الله بن وهب مع تقدمه، ويونس بن عبد الأعلى. وثقه أبو داوود. مات سنة اثنتين وتسعين ومائة. 4 (عبد الرحمن بن عثمان بن أمية بن عبد الرحمن بن أبي بكرة. د. ن. ق.) أبو يحيى، الثقفي البكراوي البصري. روى عن: حميد الطويل، وحسين المعلم، وداوود بن أبي هند، ومحمد بن عمرو، ومحمد بن السائب الكلبي، وطائفة. (13/273)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 274 وعنه: أبو بكر بن أبي شيبة، وبندار، ومحمد بن المثنى، ويحيى بن حكيم، والفلاس، وخلق كثير. قال ابن المديني: كان يحيى بن سعيد حسن الرأي فيه. وحدث عنه وأنا فلا أحدث عنه.) وقال ابن معين: ضعيف. وقال: أحمد بن حنبل: طرح الناس حديثه. هكذا راويه عبد الله، عن أبيه. وأما أبو داوود فقال: سمعت أحمد يقول: لا بأس به. وقال النسائي: ضعيف. قال الجراح بن مخلد: توفي في صفر أو المحرم سنة خمس وتسعين ومائة. وقال ابن المديني أيضاً: ذهب حديثه. 4 (عبد الرحمن بن القاسم بن خالد بن جنادة) (13/274)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 275 الإمام أبو عبد الله العتقي. مولاهم المصري الفقيه. أحد الأعلام، وأكبر أصحاب مالك القائمين بمذهبه. سمع منه ومن: نافع بن أبي نعيم، وعبد الرحمن بن شريح، وبكر بن مضر، وجماعة. وعنه: أصبغ بن الفرج، وأبو الطاهر بن السرح، والحارث بن مسكين، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وعيسى بن مثرود، وآخرون. وقد أنفق أموالاً جمة في طلب العلم. قال النسائي: ثقة مأمون. أحد الفقهاء. وعن مالك أنه ذكر عنده ابن القاسم فقال: عافاه الله، مثله كمثل جراب مملوء مسكاً. وقيل إن مالكاً سئل عن ابن القاسم، وابن وهب فقال: ابن وهب رجل (13/275)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 276 علم، وابن القاسم فقيه. وعن أسد بن الفرات قال: كان ابن القاسم يختم كل يوم وليلة ختمتين، فنزل لي حين جئت إليه عن ختمة رغبة في إحياء العلم. وبلغنا عن ابن القاسم أنه قال: خرجت إلى الحجاز اثنتي عشرة مرة، أنفقت كل مرة ألف دينار. وروي عن ابن القاسم أنه كان لا يقبل جوائز السلطان. وكان يقول: ليس في قرب الولاة ولا الدنو منهم خير. قال أحمد بن عبد الرحمن بن وهب: سمعت عمي يقول: خرجت أنا وعبد الرحمن بن القاسم بضع عشرة سنة إلى مالك. سنة أسأل أنا مالكاً، وسنة ابن القاسم. فما سألت أنا، كان عند ابن القاسم: سمعت مالكاً. وما سأل هو، كان عندي: سمعت مالكاً. إلا أن ابن القاسم ترك من قوله ما خالف الأصل، وتركته أنا عل حاله، أو كما قال. وقال الحارث بن مسكين: أخبرني أبي قال: كان ابن القاسم وهو حدث في العبادة أشهر منه في) العلم. قال الحارث: كان في ابن القاسم: العبادة والسخاء والشجاعة والعلم والورع والزهد. قال ابن وضاح: أخبرني ثقة ثقة. عن علي بن معبد قال: رأيت ابن القاسم في النوم، فقلت: كيف وجدت المسائل فقال: أفٍ أف: قلت: فما أحسن ما وجدت قال: الرباط بالإسكندرية. قال: ورأيت ابن وهب أحسن حالاً منه. وقد حدث سحنون أنه رأى ابن القاسم في النوم، فقال: ما فعل الله بك؟ (13/276)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 277 قال: وجدت عنده ما أحببت ! قال: فأي عمل وجدت أفضل؟. قال: تلاوة القرآن. قال: قلت: فالمسائل؟ فكان يشير بإصبعه يكشيها. قال: فكنت أسأله عن ابن وهب، فيقول: هو في عليين. قال أبو جعفر الطحاوي: بلغني عن ابن القاسم أنه قال: ما أعلم في فلان عيباً إلا دخوله إلى الحكام، ألا اشتغل بنفسه. قال الحارث بن مسكين: سمعت ابن القاسم يقول في دعائه: اللهم امنع الدنيا مني، وامنعني منها. قال الحارث: فكان في الورع والزهد شيئاً عجباً. قال أبو سعيد بن يونس: ولد ابن القاسم سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وتوفي في صفر سنة إحدى وتسعين ومائة. أخبرنا يوسف بن أبي نصر، وجماعة، قالوا: أنا ابن الزبيدي، أنا أبو الوقت السجزي، أنا الداوودي، أنا ابن حمويه، أنا الفربري، ثنا البخاري، نا سعيد بن تليد، نا ابن القاسم عن بكير بن مضر، عن عمرو بن الحارث، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة ح. وأنا أحمد بن العماد عالياً، وهذا لفظه: أنا ابن قدامة، أنا ابن البطي، أنا الحسين بن أحمد، أنا) علي بن محمد، أنا محمد بن عمرو، نا يحيى بن جعفر، نا عبد الوهاب بن عطاء، أنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم. وقال: لو لبثت في السجن مثل ما لبثه يوسف، ثم جاءني الداعي لأجبته. وقال: رحمة الله على لوط إن كان ليأوي إلى ركن شديد، فما بعث الله نبياً بعد إلا في ثروة قومه. (13/277)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 278 لم يذكر البخاري الفصل الأول منه، وهو: إن الكريم. وقد رواه مسلم أيضاً. ومن حيث العدد إلى أبي سلمة، كأن شيخاً لقي الفربري، وسمعه منه. 4 (عبد الرحمن بن محمد المحاربي ع.) ذكر بنسبته. 4 (عبد الرحمن بن مسعود بن أشرس الإفريقي.) مولى الأنصار. روى عن: مالك، وعبد الله بن عمر. وعنه: ابن وهب، وسعيد بن تليد، ومهدي بن جعفر، وعمران بن هارون. لقوه بمصر. 4 (عبد الرحمن بن مغراء ع.) (13/278)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 279 أبو زهير الدوسي الرازي. عن: إسماعيل بن أبي خالد، والأعمش، وجماعة. وعنه: محمد بن عائذ الكاتب، وسليمان بن عبد الرحمن، ومحمد بن حميد، وزنيج، ويوسف بن موسى القطان، وإسحاق بن الفيض الأصبهاني، وعدة. وولي في أواخر عمره قضاء الأردن. قال أبو زرعة: صدوق. وضعفه ابن عدي. وفي حديثه عن الأعمش مناكير. وكان طلابة للعلم، حسن الحديث. مات قبل المائتين.) 4 (عبد الرحمن بن مهدي ع.) (13/279)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 280 ابن حسان بن عبد الرحمن العنبري، مولاهم. وقيل مولى الأزد، أبو سعيد البصري اللؤلؤي الحافظ، أحد الأئمة الأعلام. (13/280)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 281 ولد سنة خمسٍ وثلاثين ومائة. قاله أحمد. سمع: أيمن بن نابل، وعمر بن أبي زائدة، وهشام بن أبي عبد الله، ومعاوية بن صالح، وإسماعيل بن مسلم العبدي قاضي جزيرة قيس، وعبد الله بن بديل المكي، وعبد الجليل بن عطية، وأبا خلدة خالد بن دينار السعدي، وشعبة، وسفيان، والمسعودي، وخلقاً كثيراً. وعنه: ابن المبارك، وابن وهب، وأحمد، وإسحاق، وعلي، ويحيى، وابن أبي شيبة، وأبو خيثمة، وبندار، وأحمد بن سنان، وعبد الرحمن رستة، والقواريري، وأبو ثور، وأبو عبيد، وعبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأمم سواهم. قال أحمد بن حنبل: هو أفقه من يحيى بن سعيد. وقال: إذا اختلف هو ووكيع، فابن مهدي أثبت، لأنه أقرب عهداً بالكتاب. واختلفا في نحو خمسين حديثاً للثوري، فنظرنا، فإذا عامة الصواب في يد عبد الرحمن. وقال أيوب بن المتوكل: كنا إذا أردنا أن ننظر إلى الدنيا والدين ذهبنا إلى دار عبد الرحمن بن مهدي. قال إسماعيل القاضي: سمعت ابن المديني يقول: أعلم الناس بالحديث عبد الرحمن بن مهدي. قلت له: قد كنت كتبت حديث الأعمش، وكنت عند نفسي أني قد بلغت (13/281)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 282 فيها. فقلت: ومن يفيدني عن الأعمش. قال: فقال لي: من يفيدك عن الأعمش قلت: نعم فأطرق، ثم ذكر ثلاثين حديثاً ليست عندي. تتبع أحاديث الشيوخ الذين لم ألقهم أنا لم أكتب حديثهم نازلاً. قال إسماعيل القاضي: أحفظ أن ممن ذكره منصور بن أبي الأسود. وقال محمد بن أبي بكر المقدمي: ما رأيت أحداً أتقن لما سمع، ولما لم يسمع، ولحديث الناس من عبد الرحمن بن مهدي. إمام ثبت، أثبت من يحيى بن سعيد، واتقن من وكيع. كان عرض حديثه على سفيان.) قال القواريري: أملى علي عبد الرحمن بن مهدي عشرين ألف حديث حفظاً. وقال عبيد الله بن سعيد: سمعت ابن مهدي يقول: لا يجوز أن يكون الرجل إماماً حتى يعلم ما يصح مما لا يصح. وقال ابن المديني: كان علم عبد الرحمن بن مهدي في الحديث كالسحر. وقال أبو عبيد: سمعت عبد الرحمن يقول: ما تركت حديث رجل إلا دعوت الله له وأسميه. وقال إبراهيم بن زياد سبلان: قلت لعبد الرحمن بن مهدي: ما تقول (13/282)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 283 فيمن يقول القرآن مخلوق؟ فقال: لو كان لي سلطان لقمت على الجسر، فلا يمر بي أحد إلا سألته، فإذا قال: مخلوق ضربت عنقه وألقيته في الماء. وقال أبو داوود السختياني: التقى وكيع وعبد الرحمن في الحرم بعد العشاء، فتواقفا حتى سمعا أذان الصبح. وعن ابن مهدي قال: لولا أني أكره أن يعصى الله تعالى لتمنيت أن لا يبقى أحدٌ في المصر إلا اغتابني. وأي شيء أهنأ حسنةً يجدها الرجل في صحيفته لم يعمل بها. وعنه قال: كنت أجلس يوم الجمعة، فإذا كثر الخلق، فرحت، وإذا قلوا حزنت. فسألت بشر بن منصور، فقال: هذا مجلس سوءٍ، فلا تعد إليه، فما عدت إليه. قال رستة: نا يحيى بن عبد الرحمن بن مهدي أن أباه قام ليلةً، وكان يحيي الليل كله. قال: فلما طلع الفجر رمى بنفسه على الفراش حتى طلعت الشمس، ولم يصل الصبح، فجعل على نفسه أن لا يجعل بينه وبين الأرض شيئاً شهرين، فقرح فخذاه جميعاً. قال عبد الرحمن بن عمر رستة: سمعت ابن مهدي يقول لفتى من ولد الأمير جعفر بن سليمان: بلغني أنك تتكلم في الرب وتصفه وتشبهه قال: نعم، نظرنا فلم نر من خلق الله شيئاً أحسن من الإنسان. وأخذ يتكلم في الصفة والقامة، فقال: رويدك يا بني حتى تتكلم أول شيء في المخلوق، وإن عجزنا عنه، فنحن عن الخالق أعجز. أخبرني عما حدثني شعبة، عن الشيباني، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله: لقد رأى آية من آيات ربه الكبرى؟ (13/283)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 284 قال: رأى جبريل له ستمائة جناح. ثم قال عبد الرحمن: فصف لي مخلوقاً له ستمائة جناح فبقي الغلام ينظر، فقال: أنا أهون عليك، صف لي خلقاً بثلاثة أجنحة، وركب الجناح الثالث منه) موضعاً حتى أعلم قال: يا أبا سعيد، عجزنا عن صفة المخلوق، فأشهدك أني قد عجزت ورجعت. قال أبو حاتم: سئل أحمد بن حنبل عن يحيى، وعبد الرحمن، فقال: عبد الرحمن أكثر حديثاً. قال أحمد بن عبد الله العجلي: شرب عبد الرحمن بن مهدي البلاذر، وكذا الطيالسي، فبرص عبد الرحمن، وجذم الآخر. قال: وقال رجل لعبد الرحمن: لو قيل لك: يغفر لك ذنب أو تحفظ حديثاً، أيما أحب إليك قال: أحفظ حديثاً. قال أبو الربيع الزهراني: سمعت جريراً الرازي يقول: ما رأيت مثل عبد الرحمن بن مهدي، ووصف بصره بالحديث وحفظه. وقال نعيم بن حماد: قلت لابن مهدي: كيف تعرف الكذاب قال: كما يعرف الطبيب المجنون. قال أبو حاتم: ثنا محمد بن أبي صفوان: سمعت علي بن المديني يقول: لو أخذت فأحلفت بين الركن والمقام لحلفت بالله أني لم أر أحداً قط (13/284)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 285 أعلم بالحديث من عبد الرحمن بن مهدي. قال ابن المديني: ثم كان بعد مالك عبد الرحمن بن مهدي يذهب مذهب تابعي أهل المدينة، ويقتدي بطريقتهم. وقال: نظرت فإذا الإسناد يدور على ستة، ثم صار علمهم إلى اثني عشر، ثم صار علمهم إلى ستة: يحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، ووكيع، وابن المبارك، ويحيى بن آدم. وقال علي: أوثق أصحاب سفيان يحيى القطان، وعبد الرحمن. وقال أحمد بن حنبل: ابن مهدي ثقة، خيار، من معادن الصدق، صالح، مسلم. وقال ابن مهدي: أبو الأسود يتيم عروة، أخٌ لهشام بن عروة من الرضاعة. وقد قال هشام بن عروة: حدثني أخي عبد الرحمن بن نوفل، عن أبي قال: لم يزل أمر بني إسرائيل معتدلاً حتى نشأ فيهم أبناء سبايا الأمم. فقالوا فيهم بالرأي، فضلوا وأضلوا. قال أيوب بن المتوكل: كان حماد بن زيد إذا نظر إلى عبد الرحمن بن مهدي في مجلسه تهلل وجهه.) قال صدقة بن الفضل المروزي: أتيت يحيى بن سعيد أسأله، فقال لي: إلزم عبد الرحمن بن مهدي، وأفادني عنه أحاديث. فسألت عبد الرحمن عنها، فحدثني بها. (13/285)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 286 أحمد بن سنان قال: سمعت مهدي بن حسان قال: كان عبد الرحمن يكون عند سفيان عشرة أيام وخمسة عشر يوماً بالليل والنهار، فإذا جاءنا ساعةً جاء رسول سفيان في أثره يطلبه، فيدعنا ويذهب إليه. قال أحمد بن سنان: وسمعت ابن مهدي يقول: أفتى سفيان في مسألة، فرأى كأني أنكرت فتياه، فقال: أنت ما تقول قلت: كذا وكذا، خلاف قوله، فسكت. علي بن المديني: ثنا عبد الرحمن. قال: قال لي سفيان: لو أن عندي كتبي لأفدتك علماً. قال أحمد بن سنان: كان عبد الرحمن بن مهدي لا يتحدث في مجلسه، ولا يبرا قلم، ولا يتبسم، ولا يقوم أحد قائماً كأن على رؤوسهم الطير، وكانهم في صلاة. فإذا رأى أحداً منهم تبسم أو تحدث، لبس نعله وخرج. قال أحمد بن سنان: سمعت عبد الرحمن يقول: عندي عن المغيرة بن شعبة في المسح على الخفين ثلاثة عشر حديثاً. وقال بندار: سمعت ابن مهدي: لو استقبلت من أمري ما استدبرت كتبت تفسير الحديث إلى جنبه، ولأتيت المدينة، حتى أنظر في كتب قومٍ سمعت منهم. قال صاعقة: سمعت علياً يقول: وذكر الفقهاء السبعة فقال: كان أعلم الناس بقولهم وحديثهم ابن شهاب، ثم بعده مالك. ثم بعد مالك عبد الرحمن بن مهدي. (13/286)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 287 وقال أحمد بن حنبل: إذا حدث عبد الرحمن عن رجل فهو ثقة. وقال علي: كان ورد عبد الرحمن كل ليلة نصف القرآن. وقال محمد بن يحيى الذهلي: ما رأيت في يد عبد الرحمن بن مهدي كتاباً قط. وقال رستة: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: كان يقال إذا لقي الرجل الرجل فوقه في العلم كان يوم غنيمة، وإذا لقي من هو مثله دارسه وتعلم منه، وإذا لقي من هو دونه تواضع له وعلمه. ولا يكون إماماً في العلم من حدث بكل ما سمع، ولا يكون إماماً من حدث عن كل أحد، ولا من يحدث بالشاذ. والحفظ الإتقان. وقال ابن نمير: قال عبد الرحمن بن مهدي: معرفة الحديث إلهامٌ.) قال يوسف بن الضحاك: سمعت القواريري يقول: كان ابن مهدي يعرف حديثه وحديث غيره. وكان يحيى القطان يعرف حديثه. وسمعت حماد بن زيد يقول: إن عاش عبد الرحمن بن مهدي ليخرجن رجل من أهل البصرة. أبو بكر بن أبي الأسود: سمعت ابن مهدي يقول ويحيى القطان جالس وذكر الجهمية فقال: ما كنت لأناكحهم ولا أصلي خلفهم. وقال عبد الرحمن رستة: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: الجهمية يريدون أن ينفوا عن الله الكلام، وأن يكون القرآن كلام الله، وأن الله كلم (13/287)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 288 موسى، وقد وكده الله فقال وَكَلَّمَ اللَّهُ مَوْسَى تَكْلِيماً. قال رستة: سألت ابن مهدي عن الرجل يبني بأهله، يترك الجماعة أياماً قال: لا، ولا صلاةً واحدة. وحضرت ابن مهدي صبيحة بنى على ابنيه، فخرج فأذن، ثم مشى إلى بابهما، وقال للجارية: قولي لهما يخرجان إلى الصلاة. فخرج النساء والجواري فقلن: سبحان الله، أي شيء هذا فقال: لا أبرح حتى يخرجا إلى الصلاة، فخرجا بعد ما صلى، فبعث بهما إلى مسجد خارج من الدرب. قلت: هكذا كان السلف رضي الله عنهم. قال رستة: وكان عبد الرحمن يحج كل عام، فمات أبوه وأوصى إليه، فأقام على أيتامه، فسمعته يقول: ابتليت بهؤلاء الأيتام، فاستقرضت من يحيى بن سعيد أربعمائة دينار احتجت إليها في مصلحة أرضهم. وقد طول أبو نعيم الحافظ ترجمة عبد الرحمن في الحلية، بحيث أنه روى فيها مائتين وثمانين حديثاً ونيفاً. وقال: أدرك من التابعين عدة منهم: المثنى بن سعيد، وأبو خلدة، ويزيد بن أبي صالح، وداوود بن قيس، وصالح بن درهم، وجرير بن حازم. قلت: كان قد ذهب إلى أصبهان في آخر عمره وحدث بها. توفي بالبصرة في شهر جمادى الآخرة سنة ثمانٍ وتسعين ومائة. 4 (عبد السلام بن عبد القدوس بن حبيب الوحاظي الشامي ن.) (13/288)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 289 أبو محمد.) عن: هشام بن عروة، وثور بن يزيد، وإبراهيم بن أبي عبلة. وعنه: كثير بن عبيد، وأبو التقي هشام اليزني، والعباس بن الخلال، وجماعة. وهو ضعيف كأبيه. قال العقيلي: لا يتابع على شيء من حديثه. وقال ابن حبان: يروي الموضوعات. 4 (عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف الزهري الأعرج) ت. (13/289)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 290 عن: جعفر بن محمد، وأفلح بن سعيد، وعبد الله بن جعفر المخرمي، وجماعة. وعنه: أبو مصعب، وإبراهيم بن المنذر الخزامي، وأحمد بن إسماعيل السهمي، وآخرون. وكان شاعراً نسابة. وهو عبد العزيز بن أبي ثابت. اتفقوا على تضعيفه. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال البخاري: لا يكتب حديثه، منكر الحديث. وقال ابن معين: لم يكن صاحب حديث، كان نسابة لم يكن بثقة. وقال الخطيب: قدم بغداد، واتصل بصحبة يحيى البرمكي، وكان ذا برٍ وإفضال. قلت: توفي سنة سبعٍ وتسعين ومائة. 4 (عبد العزيز بن أبي عثمان الكوفي.) ختن عثمان بن زائدة. يروي عن: موسى بن عبيدة، وسفيان الثوري، وجماعة. (13/290)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 291 وعنه: زهير بن عباد، وعلي بن ميسرة، وهارون بن إسحاق الهمداني أبو هشام الرفاعي. وكان كبير الشأن. قال الرفاعي: قال لنا وكيع: إذهبوا فاسمعوا منه، فهو أثبت من بقي في جامع سفيان. وقال عبد الرحمن بن الحكم بن بشير: ثنا عبد العزيز ابن أبي عثمان، ولم أر مثله. وقال أبو حاتم: كان ثقة.) 4 (عبد الكريم بن محمد الجرجاني.) الفقيه أبو سهل. روى عن: أبي حنيفة، والصلت بن دينار، وزهير بن محمد، وقيس بن الربيع، وسليمان بن هوذه، وجماعة. وعنه: أبو يوسف القاضي مع تقدمه، والشافعي، وقتيبة بن سعيد. ولي قضاء جرجان، ثم كره القضاء وتركه. وحج وجاور بمكة. ذكره حمزة السهمي في تاريخه ولم يذكر وفاةً. 4 (عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب.) (13/291)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 292 الأمير أبو عبد الرحمن الهاشمي العباسي. ولي المدينة والصوائف للرشيد. ثم ولي الشام والجزيرة للأمين. وحدث عن: أبيه، ومالك بن أنس. روى عنه: ابنه علي، والأصمعي، وفليح بن إسماعيل، وغيرهم حكايات. وقد كان الرشيد بلغه أن عبد الملك على نية الخروج عليه، فخاف منه وطلبه ثم حبسه. ثم لاح له بطلان ذلك، فأطلقه وأنعم عليه. وعن عبد الرحمن مؤدب أولاد عبد الملك بن صالح قال: قال عبد الملك: لا تطريني في وجهي، فأنا أعلم بنفسي منك، ولا تعينني على ما يقبح، ودع: كيف أصبح الأمير وكيف أمسى. واجعل مكان التعريض لي صواب الإستماع مني. (13/292)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 293 روى إسحاق بن إبراهيم النديم، عن أبيه قال: كنت بين يدي الرشيد، والناس يعزونه في طفل، ويهنونه بمولودٍ ولد تلك الليلة، فقال عبد الملك بن صالح: يا أمير المؤمنين آجرك الله فيما ساءك. ولا ساءك فيما سرك. وجعل هذه بهذه جزاءً للشاكر، وثواباً للصابر. الرياشي: ثنا الأصمعي قال: كنت عند الرشيد، فأتي بعبد الملك بن صالح يرفل في قيوده، فلما مثل بين يدي الرشيد، التفت الرشيد يحدث يحيى بن خالد، وتمثل ببيت عمرو بن معدي كرب: (أريد حياته ويريد قتلي .......... عذيرك من خليك من مراد) ثم قال: يا عبد الملك، لكأني، والله، أنظر إلى شؤبوبها قد همع، وإلى عارضها قد لمع، وكأني بالوعيد قد أورى ناراً، فأبرز عن براجم بلا معاصم. ورؤوس بلا غلاصم، فمهلاً مهلاً بني) هاشم بي. والله، سهل لكم الوعر، وصفا لكم الكدر، وألقت إليكم الأمور أزمتها، فيه اربدادٌ لكم من حلول داهية، أو خبوط باليد والرجل. فقال: أتكلم يا أمير المؤمنين قال: قل. قال: اتق الله فيما ولاك، واحفظه في رعاياك التي استرعاك، ولا (13/293)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 294 تجعل الكفر بموضع الشكر، والعقاب بموضع الثواب. فقد، والله، سهلت لك الوعور، وجمعت على خوفك ورجائك الصدور. وشددت أواخي ملكك بأوثق من ركني يلملم. فأعاده إلى محبسه، ثم أقبل علينا وقال: والله لقد نظرت إلى موضع السيف من عنقه مراراً، فمنعني من قتله إبقائي على مثله. قال: فأراد يحيى بن خالد أن يضع من عبد الملك إرضاءً للرشيد، فقال له: يا عبد الملك بلغني أنك حقود. قال: أيها الوزير إن كان الحقد هو بقاء الخير والشر، إنهما لباقيان في قلبي. فقال الرشيد: ما رأيت أحداً أقبح للحقد بأحسن من هذا. ويقال إنه إنما حبسه لما رآه نظيراً له في أشياء من النبل والفصاحة. مات بالرقة سنة ستٍ وتسعين ومائة. قاله خليفة بن خياط. 4 (عبد الملك بن الصباح المسمعي الصنعاني ثم البصري خ. م. ن. ت.) (13/294)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 295 أبو محمد. عن: ثور بن يزيد، وابن عون، وهشام بن حسان، وشعبة، وجماعة. وعنه: إسحاق بن راهويه، وبندار، ورستة، ومحمد بن المثنى، ومحمد بن يحيى الذهلي، وآخرون. مات سنة مائتين. قال أبو حاتم: صالح الحديث. 4 (عبد الملك بن عبد الرحمن الصنعاني الذماري د. ن.) وذمار من قرى صنعاء. روى عن: إبراهيم بن أبي عبلة، وسفيان بن سعيد، والأوزاعي، ومحمد بن جابر السحيمي. وعنه: أحمد، وإسحاق، وأحمد بن صالح، والفلاس، ونوح بن حبيب القومسي. (13/295)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 296 وثقه الفلاس.) وقال أبو حاتم. ليس بالقوي. وقال أبو داوود: ضربت عنق عبد الملك الذماري صبراً. قضى بقودٍ، فدخلت الخوارج فقتلته. وقال ابن عدي: كان قد نزل البصرة. وقال البخاري: هو شامي نزل البصرة. وأما إبراهيم بن محمد بن عرعرة، ونوح بن حبيب فسمياه عبد الملك بن هشام، فلعلهما اثنان. 4 (عبد الملك بن محمد البرسمي الصنعاني الدمشقي د. ن. ق.) عن: ثابت بن عجلان، ويحيى بن سعيد الأنصاري، ومعمر بن راشد، والأوزاعي، وأبي سلمة العاملي، وعدة. وعنه: زيد بن المبارك الصنعاني، وهشام بن عمار، وعمرو بن عثمان (13/296)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 297 الحمصي، وداوود بن رشيد، وسليمان بن عبد الرحمن، وجماعة. وثقه سليمان بن عبد الرحمن، وابنه دحيم. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه. 4 (عبد الملك بن مهران.) أبو هاشم الرفاعي الموصلي المغازلي. روى عن: عمرو بن دينار، وسهيل بن أبي صالح، وزيد بن أسلم، وجماعة. وعنه: بقية، وأحمد بن أبي الحواري، وسليمان بن عبد الرحمن، وموسى بن أيوب النصيبي. قال العقيلي: صاحب مناكير. وقال ابن عدي: مجهول. قلت: كذا ذكره أبو القاسم بن عساكر. (13/297)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 298 4 (عبد المنعم بن نعيم الأسواري البصري.) أبو سعيد صاحب السقاء. عن: الجريري، ويحيى بن مسلم البكاء. وعنه: يونس بن محمد المؤدب، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وعقبة بن مكرم العمي، وغيرهم. قال البخاري: منكر الحديث.) وقال الدارقطني: ضعيف. 4 (عبد الواحد بن سليمان الأزدي البصري البراء.) عن: ابن عون، وحميد الطويل. وعنه: مسلم بن إبراهيم، وعبد الصمد، ومحمد بن جعفر المدائني، وإبراهيم بن عبد الله بن خالد المصيصي، والحسن بن محمد الزعفراني، وغيرهم. (13/298)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 299 محله الصدق. قال أبو حاتم: مجهول. 4 (عبد الوهاب بن حميد اليحصبي.) عن: طلحة بن عمر، وعبد الجليل بن حميد. وعنه: عمران الصوفي، وأحمد بن السرح. توفي قريباً من سنة خمٍ وتسعين ومائة بمصر. 4 (عبد الوهاب الثقفي ع.) (13/299)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 300 هو ابن عبد المجيد بن الصلت بن عبيد الله بن الحكم بن أبي العاص. أبو محمد البصري الحافظ، أحد الأئمة. روى عن: أيوب السختياني، وخالد الحذاء، ومالك بن دينار، وحميد الطويل، وطبقتهم. وعنه: أحمد بن حنبل، والشافعي، وأبو حفص الفلاس، وبندار، وحفص الربالي، والحسن بن عرفة، وخلق كثير. روي عن الفلاس قال: كانت غلة عبد الوهاب الثقفي في السنة نحو أربعين ألفاً، ينفقها كلها على أصحاب الحديث. وقال الحافظ: ذكر عبد الوهاب الثقفي عند النظام فقال: هو والله أحلى من أمنٍ بعد خوف، وبرءٍ بعد سقم، وخصب بعد جدب، وغنىً بعد فقر، ومن طاعة المحبوب، وفرج المكروب. وقال علي بن المديني، وابن معين: ثقة. وقال قتيبة: ما رأيت مثل هؤلاء الفقهاء الأربعة. مالك، والليث، وعباد بن عباد، وعبد الوهاب الثقفي. وقال ابن المديني: ليس في الدنيا كتاب عن يحيى بن سعيد أصح من كتاب عبد الوهاب الثقفي.) وقال أحمد العجلي: ثقة. وقال العقيلي: نا محمد بن زكريا، ثنا عقبة بن مكرم قال: كان (13/300)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 301 عبد الوهاب الثقفي قد اختلط قبل موته بثلاث سنين أو أربع. قال: وثنا الحسين بن عبد الله الذارع، نا أبو داوود. قال: جرير بن حازم وعبد الوهاب الثقفي تغيرا، فحجب الناس عنهم. الحميدي: نا عبد الوهاب الثقفي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر: أن رسول صلى الله عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد. قال العقيلي: قال مالك، وابن جريج، وسليمان بن بلال، وعبد العزيز بن المطلب، والدراوردي، وإسماعيل بن جعفر، وأبو ضمرة، ويحيى القطان، وعبد العزيز بن أبي حازم، ويحيى بن سليم، عن جعفر، عن أبيه، مرسلاً: قلت: عبد الوهاب ثقة. والثقة يهم في الشيء بعد الشيء. وأما اختلاطه فما ضر حديثه، لأنه حجب، فبقي بمنزلة من مات. وكان مولده في سنة عشر ومائة، ومات في سنة أربعٍ وتسعين ومائة. (13/301)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 302 4 (عبيد الله بن المهدي بن المنصور العباسي.) وأمه رائطة بنت السفاح. مات سنة أربعٍ أو خمسٍ وتسعين ومائة. وله عقب. وكان عظيم الجلالة في دولة أخيه الرشيد. 4 (عبيد الله بن سهيل بن صخر الغداني.) أبو صخر. عن: عقبة بن أبي جبيرة، وغيره. وعنه: ابنه أحمد، وعلي بن المديني، ومحمد بن يحيى القطعي. قاله ابن أبي حاتم. 4 (عبيد بن سعيد بن أبان.) أبو محمد القرشي الأموي الكوفي، أخو يحيى، وعنبسة، ومحمد، وعبد الله. حدث عن: الأعمش، وكامل أبي العلاء، وسفيان، وشعبة. (13/302)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 303 وعنه: ابن راهويه، وابنا أبي شيبة، وأبو كريب، وعلي بن محمد الطنافسي.) وثقه أبو حاتم. وقال ابن حبان: مات سنة مائتين. 4 (عبيد بن القاسم الأسدي الكوفي ن.) عن: هشام بن عروة، والأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد. وعنه: أحمد بن حنبل، وابن معين، وداوود بن رشيد، وأحمد بن المقدام. قال ابن حبان: حدث عن هشام بنسخة موضوعة. وقال البخاري: ليس بشيء، لا يعرف. ثم قال: حدثني عبد الله، نا الصلت بن مسعود، نا عبيد بن القاسم، نا هشام، عن أبيه، عن عائشة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل من كل طعامٍ مما (13/303)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 304 يليه. فإذا أتي بالتمر جالت يده. قال يحيى بن معين: سمعنا منه، وكان كذاباً. 4 (عبيد بن واقد القيسي ت.) بصري، يقال اسمه عباد. حدث عن: سعيد بن عطية الليثي، وزربي أبي يحيى، وجماعة من الغرباء الذين لا يكادون يعرفون. وعنه: نصر بن علي، وابن مثنى، وعمرو بن شبة، وعبد الله بن عمر الأصبهاني أخو رستة. ضعفه أبو حاتم. 4 (عتبة بن حماد ق.) (13/304)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 305 أبو خليد الحكمي الدمشقي القاريء. إمام جامع دمشق. حدث عن: الزبيدي، والأوزاعي، وابن ثوبان، والوضين بن عطاء، وسعيد بن بعد العزيز، ومنيب بن مدرك. وعنه: ابنه خليد، وسليمان بن أحمد الواسطي، ومحمد بن وهب بن عطية. وثقه أبو علي النيسابوري، وأبو بكر الخطيب. وقال أبو حاتم: شيخ. 4 (عثام بن علي بن هجير الكلابي العامري الكوفي خ.) ) والد علي بن عثام. روى عن: هشام بن عروة، والأعمش، وغيرهما. وعنه: ابنه، وأبو سعيد الأشج، وأحمد بن بديل، وخليفة بن خياط، وعلي بن حرب، وجماعة. قال أبو حاتم: صدوق. (13/305)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 306 وقال غيره: مات سنة خمس وتسعين ومائة. وقيل سنة أربع. 4 (عثمان بن فرقد البصري العطار خ ت) عن: هشام بن عروة، وجعفر بن محمد. وعنه: ابن المديني، وزيد بن أخزم، ومحمد بن المثنى، ومحمد شيخ البخاري. وكنيته أبو معاذ. وثق، وقد لينه بعضهم يسيراً. 4 (عراك بن خالد بن يزيد بن صالح بن قبيح المري.) أبو الضحاك، الدمشقي المقريء. قرأ على يحيى الذماري. وحدث عن: أبيه، وإبراهيم بن أبي عبلة، وعثمان بن عطاء الخراساني، وغيرهم. وأقرأ الناس مدة، فقرأ عليه: هشام بن عمار، والربيع بن ثعلب. (13/306)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 307 وحدث عنه: ابن ذكوان، ومحمد بن وهب، وموسى بن عامر المري، وطائفة. قال الدارقطني: لا بأس به. وقال أبو حاتم: مضطرب بالحديث. قلت: روى له أبو داوود في كتاب القدر له. 4 (عرعرة بن البرند بن النعمان بن علجة ن) أبو محمد القرشي السامي الناجي البصري، والد محمد، وسليمان، وإسماعيل. روى عن: خاله عباد بن منصور، وهشام بن عروة، وابن عون، ومحمد بن عمرو بن علقمة. وعنه: حفيده إبراهيم بن محمد بن عرعرة، وإسحاق بن راهويه، والفلاس، ومحمد بن المثنى، وحميد بن الربيع. ضعفه ابن المديني،) وقواه ابن حبان، وغيره. (13/307)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 308 مات سنة اثنتين وتسعين ومائة. 4 (عصمة بن محمد بن فضالة بن عبيد الأنصاري المدني.) عن: موسى بن عقبة، وسهيل بن أبي صالح، وهشام بن عروة، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وجماعة. وعنه: سعيد بن سلمة الأنصاري، ومحمد بن سعد، وعبد الله بن إبراهيم الغفاري، والسري بن عاصم. قال ابن معين: كذاب. وقال العقيلي: يحدث بالبواطيل. قلت: له عن موسى بن عقبة، عن كريب، عن ابن عباس مرفوعاً: كلوا التمر على الريق فإنه يقتل الدود. هذا موضوع. قال الدارقطني: متروك الحديث. 4 (عطاء بن جبلة الفزاري.) شيخ بغدادي واه، له عن: عباد بن منصور، والأعمش، وليث بن أبي سليم، وابن جريج. (13/308)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 309 وعنه: محمد بن الصباح الجرجرائي، وإبراهيم بن موسى الفراء، وجماعة. قال أبو زرعة: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. 4 (علي بن أبي بكر الرازي الأسفذني ت. ق.) وأسفذن بذال معجمة. له عن: فضيل بن مرزوق، ومحمد بن إسحاق، ومهدي بن ميمون، وسفيان الثوري. وعنه: مخلد بن مالك الحمال، ومحمد بن حميد، ومحمد بن عبيد الهمداني، وغيرهم. وكان رجلاً صالحاً ورعاً. (13/309)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 310 وثقه أبو حاتم. وقال مخلد الحمال: ما رأيت أحداً أورع منه. وقال القاسم بن زكريا: كان عند محمد بن حميد الرازي، عن علي بن أبي بكر عشرة آلاف) حديث. وقيل كان من الأبدال. 4 (علي بن حرملة التيمي.) تيم الرباب. ولي قضاء القضاة بعد محمد بن الحسن. وكان من جلة أصحاب أبي حنيفة، وأبي يوسف. ذكره الخطيب. 4 (علي بن زياد.) الفقيه أبو الحسن السهمي مولاهم الإسكندراني، يعرف بالمحتسب. روى عن: مالك وغيره. وعنه: سعيد بن أبي مريم، ويونس بن عبد الأعلى. وكان زاهداً عابداً. قال ابن عبد الحكم: قام علي بن زياد إلى الرشيد وهو يخطب الناس بمكة، فقال: كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَالا تَفْعَلُونَ، فأمر به، فضرب مائة سوط. فكان في البيت يتأوه ويقول: الموت الموت. ثم أرسل إليه الرشيد يطلب أن يحالله، فأحله. وعن ابن وهب قال: ما تشبه علي بن زياد إلا بنوح عليه السلام في (13/310)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 311 قومه، لا يمل ولا يفتر من الموعظة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. مات سنة ثلاث وتسعين ومائة، رحمه الله تعالى. 4 (علي بن ظبيان أبو الحسن العبسي الكوفي ق.) قاضي القضاة للرشيد. يقال ولي بعد موت محمد بن الحسن، وقبل ذلك كان على قضاء الجانب الشرقي ببغداد. روى عن: إسماعيل بن أبي خالد، وعبيد الله بن عمر، وأبي حنيفة، وعدة. وعنه: علي بن المديني، وداوود بن رشيد، وعثمان بن أبي شيبة، وعلي بن مسلم الطوسي، ومحمد بن قدامة المصيصي، ومحمد بن قدامة الجوهري، وجماعة. قال ابن معين: ليس بشيء. وقال النسائي: ليس بثقة.) وقال الخطيب: كان جليلاً ديناً متواضعاً فقيهاً من أصحاب الإمام أبي (13/311)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 312 حنيفة، محمود الأحكام. توفي سنة اثنتين وتسعين، ومائة بقرميسين. قال البخاري: منكر الحديث. ومما انفرد به عن عبيد الله بن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً قال: المدبر من الثلث. أخرجه ابن ماجة، عن عثمان بن أبي شيبة، عنه: وقال: ليس له أصل. وقد رواه الشافعي، عن علي بن ظبيان، فلم يرفعه، ثم قال: قال ابن ظبيان: كنت أرفعه، فقال أصحابنا: ليس بمرفوع، فوقفته. قال أبو زرعة: هو واهي الحديث جداً. وروى أحمد بن محمد بن محرز، عن ابن معين قال: كذاب خبيث. وقال ابن عدي: الضعف على رواياته بين. وأما الحافظ أبو علي النياسبوري فقال: لا بأس به. 4 (علي بن عيسى بن ماهان.) (13/312)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 313 الأمير، من كبار قواد الدولة، وهو الذي أشار على الأمين بخلع أخيه المأمون من ولاية العهد، فأمره الأمين على أصبهان والجبال، فسار في جيش لجب، وقدم جيش المأمون عليهم طاهر بن الحسين، فالتقى الجمعان، فكان علي بن عيسى أول قتيل. وذلك في سنة خمس وتسعين ومائة. وكان قد شاخ. وكان مقتله بظاهر الري. 4 (علي بن القاسم الكندي الكوفي.) عن: عاصم الأحول، وعاصم بن رجاء بن حيوة، ومعروف بن خربوذ. وعنه: سعيد بن محمد الجرمي، وأبو سعيد الأشج، وعبيد بن إسحاق العطار. (13/313)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 314 قال أبو حاتم: ليس بالقوي. 4 (علي بن المبارك الأحمر.) شيخ العربية وتلميذ الكسائي. كان مؤدب الأمين بتعيين الكسائي له. جرت بينه وبين سيبويه مناظرة. قال ثعلب: كان الأحمر يحفظ سوى ما يحفظ أربعين ألف بيت من الشعر. شاهداً في النحو.) وقال الأحمر: قعدت ساعة، فوصل إلي فيها ثلاثمائة ألف درهم. وقيل إنه كان في أول أمره من رجالة النوبة بباب الخلافة، وكان يتوقد ذكاء. فرأى الكسائي يغدو ويروح، فأحب العربية، ولزم الكسائي إلى أن برع، وصيره الكسائي يعلم أولاد الرشيد عوضاً عن نفسه. (13/314)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 315 وللأحمر عدة تلامذة. أخذ عنه: إسحاق النديم، وسلمة بن عاصم. وقيل: إن محمد بن الجهم أدركه، فقال: كنا إذا أتينا الأحمر تلقانا الخدم، فندخل قصراً من قصور الملوك، ثم يخرج لنا، عليه ثياب الملوك، ينفح منه المسك وهو يبتسم. ونصير إلى الفراء، فيخرج إلينا معبساً، فيجلس على بابه، ونجلس على الأرض بين يديه، فيكون أحلى عندنا من الأحمر. وقال سلمة بن عاصم: كان الفراء بينه وبين الأحمر متباعداً. فمات الأحمر بطريق مكة، فاسترجع الفراء وتوجع له. توفي سنة أربع وتسعين ومائة. ويقال: اسمه علي بن الحسن، فالله أعلم. 4 (عمارة بن بشر الدمشقي ن.) عن: الأوزاعي، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر. وعنه: علي بن سهل الرملي، ونصير بن الفرج. ويوسف بن سعيد بن مسلم. حدث عام مائتين. (13/315)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 316 4 (عمر بن حفص العبدي البصري.) عن: ثابت البناني، ومالك بن دينار، ومطر الوراق. وعنه: العلاء بن سالم، وأحمد بن بشار. ضعفه مسلم، وغيره. مات سنة ثمان وتسعين ومائة. وقيل سنة تسع وتسعين. 4 (عمر بن حفص بن عمر بن ثابت الأنصاري.) ) أبو سعد. (13/316)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 317 عن: أبيه، وأبي حميد الساعدي. وعنه: يعقوب بن كعب الحلبي، وداوود بن رشيد، وهشام بن عمار. كناه الحاكم. 4 (عمر بن حفص المعيطي.) عن: أبي حيان التيمي، وهشام بن عروة، وعبد الملك بن أبي سليمان. وعنه: أحمد بن حنبل، وغيره. قال أبو حاتم: لا بأس به. 4 (عمر بن زرعة الخارفي.) عن: محمد بن سالم، وعيسى بن عمر. وعنه: قتيبة، وأبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، وأبو سعيد الأشج. 4 (عمر بن صالح بن أبي الزاهرية الأزدي البصري الأوقص.) نزيل دمشق. عن: أبي جمرة الضبعي، وأيوب السختياني، ومالك بن دينار. (13/317)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 318 وعنه: داوود بن رشيد، وسليمان بن عبد الرحمن، ومحمد بن مصفى، وموسى بن عامر. قال أبو حاتم: ضعيف. وقال النسائي: متروك. 4 (عمر بن عبد الواحد بن قيس د. ن. ق.) أبو حفص السلمي الدمشقي. عن: يحيى بن الحارث الذماري وتلا عليه كتاب الله. وروى عن: الأوزاعي، وعمر بن محمد العمري، وعبد الرحمن بن ثوبان، والنعمان بن المنذر، وجماعة. قرأ عليه هشام بن عمار، وروى عنه: هو، ودحيم، وإسحاق بن راهويه، ومحمود بن خالد، وموسى بن عامر، وأبو عتبة الحجازي، وعدة. وثقه أحمد العجلي، وغيره. (13/318)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 319 ولد سنة ثمان عشرة ومائة، وتوفي سنة مائتين.) ولم يلحق الأخذ عن والده، مات قديماً. 4 (عمر بن هارون البلخي ت. ق.) أبو حفص الثقفي مولاهم. عن: جعفر بن محمد، وابن جريج، وأسامة بن زيد، وأيمن بن نابل، وطائفة. وعنه: قتيبة، وعثمان بن أبي شيبة، وأبو سعيد الأشج، وشريح بن يونس، ومحمد بن حميد الرازي، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن موسى، ونصر بن علي الجهضمي، وجماعة سواهم. وكان قد جاور بمكة، وتزوج ابن جريج بأخته فيما قيل. ضعفه ابن معين، والناس. (13/319)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 320 وقال النسائي، وجماعة: متروك وبعضهم كذبه. قال محمد بن عمرو زنيج: قال عمر بن هارون: ألقيت من حديثي سبعين ألفاً لأبي جزء عشرين ألفاً، ولعثمان البري كذا وكذا. فسئل زنيج عنه فقال: قال بهز: لدى يحيى بن سعيد القطان خسارة. قال: أكثر عن ابن جريج، من يلازم رجلاً اثنتي عشرة سنة لا يريد أن يكثر عنه. قال زنيج: وبلغني أن أمه كانت تعينه على الكتاب. قلت: قد طول شيخنا أبو الحجاج ترجمته، وهو مع ضعفه حافظ وإمام مقريء مكثر. قال فيه قتيبة: كان شديداً على المرجئة من أعلم الناس بالقراءات. وقال غيره: مات ببلخ في أول يوم من رمضان سنة أربع وتسعين ومائة. ومن مناكيره: قال هناد السري: نا عمر بن هارون، عن أسامة بن زيد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأخذ من لحيته من طولها وعرضها. فهذا لا يعرف إلا به. ويخالفه ما ثبت من قوله عليه السلام: اعفوا اللحى. (13/320)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 321 قال ابن سعد: كتب عنه الناس كثيراً وتركوا حديثه. وقال أحمد بن سيار: كان أبو رجاء، يعني قتيبة، يطريه ويوثقه ويقول: كان شديداً على المرجئة، وكان من أعلم الناس بالقراءات. كان القراء يقرأون عليه ويختلفون إليه في الحروف، فسألت عبد الرحمن بن مهدي عنه وقلت: قد أكثر عنه، وبلغنا أنك تذكره. فقال: أعوذ بالله ما) قلت فيه إلا خيراً. ما هو عندنا بمتهم. وقال ابن الجنيد: سمعت ابن معين يقول: كذاب، قدم مكة وقد مات جعفر بن محمد، فحدث عنه. 4 (عمران بن عيينة بن أبي عمران.) (13/321)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 322 أبو الحسن الهلالي الكوفي، أخو سفيان الإمام. روى عن: حصين بن عبد الرحمن، وعطاء بن السائب، وأبي إسحاق السبيعي، وعبد الملك بن عمير. وعنه: زيد بن الحراش، وعبده بن عبد الرحيم المروزي، وأبو سعيد الأشج، وعمرو بن علي الباهلي، وآخرون. قال يحيى بن معين: صالح الحديث. وقال أبو حاتم: لا يحتج به، يأتي بالمناكير. وقال العقيلي: له وهم وخطأ. وضعفه أبو زرعة، وقواه غيره. 4 (عمرو بن بكر السكسكي الشامي.) (13/322)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 323 عن: إبراهيم بن أبي عبلة، وأبن جريج، وثور بن يزيد. وعنه: إبراهيم بن محمد الفريابي، وأبو الدرداء هاشم بن محمد المقدسيان. اتهمه ابن حبان بالوضع. 4 (عمرو بن حمران.) شيخ بصري نزل الري. له عن: عوف، وهشام بن حسان، وابن عون. وعنه: يوسف بن موسى القطان، ومحمد بن عيسى الدامغاني، وآخرون. قال أبو حاتم: صالح الحديث. 4 (عمرو بن خليفة البكراوي.) أخو هوذة، يكنى أبا عثمان. شيخ بصري صدوق. روى عن: محمد بن عمرو، واشعث الحمراني.) وعنه: محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، وغيرهما. 4 (عمرو بن مجمع الكوفي.) (13/323)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 324 عن: إسماعيل بن أبي خالد، ويونس بن خباب، وغيرهما. وعنه: أحمد بن أبي شريح، وأبو كريب، ومحمد بن هشام المروزي، وآخرون. قال ابن معين: ليس بشيء. وقال الدارقطني: ضعيف. 4 (عمرو بن محمد العنقزي م.) أبو سعيد الكوفي. محدث مشهور، والعنقز: هو المرزنجوش. (13/324)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 325 حدث عن: ابن جريج، وأبي حنيفة، وحنظلة بن أبي سفيان، وعيسى بن طهمان، والثوري، وإسرائيل. وعنه: قتيبة، وابن راهويه، وأبو سعيد الأشج، ومحمد بن يحيى الذهلي، وجماعة. وثقه أحمد بن حنبل، وغيره. مات سنة تسعٍ وتسعين ومائة. 4 (عمرو بن هاشم الجنبي د. ن.) أبو مالك الكوفي. عن: هشام بن عروة، وإسماعيل بن أبي خالد، وأشعث بن سوار، وابن إسحاق، وطبقتهم. وعنه: يحيى بن معين، وإسحاق بن موسى الحكمي، والحسن بن (13/325)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 326 حماد، والحضرمي، وعبد الله بن الوضاح، ومحمد بن أبي السري، ويعقوب الدورقي. قال ابن عدي: هو صدوق إن شاء الله. وقال ابن حبان: كان ممن يقلب الأخبار. لا يجوز الإحتجاج به. وقال أحمد: صدوق. وقال النسائي: ليس بالقوي. أخبرنا أبو المعالي الأبرقوهي، أنا الفتح بن عبد السلام، أنا هبة الله الحاسب، أنا أبو الحسين بن النقور، نا عيسى بن علي، إملاءً قال: قريء على يحيى بن صاعد وأنا أسمع: حدثكم الحسن) بن حماد سجادة، وعبد الله بن الوضاح اللؤلؤي قالا: ثنا عمرو بن هاشم أبو مالك الجنبي، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: كانت امرأة تأتي قوماً فتستعير منهم الحلي، ثم تمسكه، فرفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لتتب هذه المرأة إلى الله وإلى رسوله وترد على الناس متاعهم، قم يا فلان فاقطع يدها. هذا حديث غريب من العوالي أخرجه النسائي، عن عثمان بن عبد الله بن خرزاذ، عن الحسن بن حماد، فوقع بدلاً عالياً بدرجتين. 4 (عمرو بن الهيثم م.) أبو قطن. يأتي بالكنية. (13/326)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 327 4 (عمير بن عبد المجيد.) أبو المغيرة الحنفي هو أخو أبي بكر الحنفي. روى عن: عبد الحميد بن جعفر. وعنه: أبو خيثمة، وبندار، ومحمد بن معمر، وآخرونز قال أبو حاتم: ليس به بأس. 4 (عنبسة بن خالد بن يزيد الأيلي د. خ مقروناً) عن: عمه يونس، وابن جريج، ورجاء بن جميل. يكنى أبا عثمان. روى عنه: ابن وهب مع تقدمه، ومحمد بن مهدي الأصمعي، وأحمد بن صالح المصري. قال أبو داوود: عنبسة أحب إلينا من الليث، كأنه يعني في يونس بن يزيد خاصة. قلت: غمزه يحيى بن بكير، وقال: ما كان أهلاً للأخذ عنه. (13/327)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 328 وقال أبو حاتم: كان على الخراج، فكان يعلق النساء بالثدي. مات سنة ثمانٍ وتسعين ومائة. 4 (عون بن عبد الله بن عون بن عتبة بن مسعود الهذلي الكوفي.) ولي القضاء ببغداد في أيام المهدي، ويقال في أيام الرشيد. أخذ عن: الأعمش، وغيره. ولا يحفظ عنه شيء مسند.) قال الخطيب: مات سنة ثلاثٍ وتسعين ومائة. 4 (عون بن كهمس بن الحسن البصري التيمي.) عن: أبيه، وسليمان التيمي، وهشام بن حسان. (13/328)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 329 وعنه: خلف بن خليفة، ومحمد بن بشار، وأحمد، وعبد الله بن ميمون، وآخرون. قال أبو داوود: لم يبلغني إلا خير. 4 (العلاء بن الحصين الكوفي الوضين.) الفقيه، قاضي الري. روى عن: عائذ بن شريح، والثوري، والليث، وخالد بن إياس، وطائفة. وعنه: عبد الله بن الجهم، ويوسف بن واقد، ومحمد بن الحسن بن المختار، ومحمد بن حميد الحافظ. وكان يقضي بحصن الأردان. قال أبو حاتم: كوفي، صالح الحديث. 4 (عيسى بن شعيب.) أبو الفضل البصري النحوي الضرير. عن: مطر الوراق، وسعيد بن أبي عروبة، وأبو مرة واصل، وروح بن القاسم. (13/329)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 330 وعنه: عمرو الفلاس، ومحمد بن المثنى، ومحمد بن موسى الحرشي، وعباس بن يزيد البحراني، وآخرون. صدقه الفلاس، وتركه غيره. قال ابن حبان: فحش خطؤه فاستحق الترك. قلت: ومما نقموا على عيسى بن شعيب حديث: قدس العدس على لسان سبعين نبياً وهذا باطل. سمعه منه عبيد بن سعيد. ولم أجد له ذكراً في كثير من كتب المجروحين. وما ذكره العقيلي بل ذكر آخر، قال: 4 (عيسى بن شعيب بن ثوبان المدني.) عن: فليح، لا يتابع على حديثه. رواه عنه إبراهيم بن المنذر الخزامي، ثم ساق له العقيلي خبراً منكراً.) (13/330)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 331 4 (حرف الغين)

4 (الغازي بن قيس.) أبو محمد الأندلسي، أحد الأئمة المشاهير. ارتحل إلى المشرق، وروى عن: ابن جريج، والأوزاعي، ومالك وأخذ عنه الموطأ وحفظه. وكان كبير الشأن، مجاب الدعوة. وكان يقول: ما كذبت منذ احتلمت. روى عنه: عبد الملك بن حبيب صاحب الواضحة. وقال القاضي عياض: كان من أفقه أهل إفريقية. قرأ القرآن على نافع. حدث عنه: عثمان بن أيوب، وأصبغ بن خليل، وغيرهما. وعن أصبغ قال: سمعت الغازي يقول: والله ما كذبت كذبةً قط منذ اغتسلت، ولولا أن عمر بن عبد العزيز رحمه الله قاله ما قلته. (13/331)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 332 قال أبو عمرو الدالي: الغازي بن قيس الأموي القرطبي، قرأ على نافع وضبط عنه اختياره، وسمع من ابن أبي ذئب، وهو أول من أدخل قراءة نافع وموطأ مالك الأندلس. وعنه قال: عرضت مصحفي هذا، مصحف نافع بن أبي نعيم ثلاث عشرة مرة. روى عن الغازي القراءة: ابنه عبد الله. وكان صالحاً عابداً كثير التهجد بالليل، رحمه الله. مات الغازي سنة تسعٍ وتسعين ومائة. 4 (غالب بن فائد الأسدي الكوفي المقريء.) عرض على حمزة. وسمع من: سفيان، وإسرائيل. وعنه: أبو سعيد الأشج، وسهل بن عثمان، وغيرهما. قال أبو حاتم: ليس به بأس. 4 (غسان بن عبيد الموصلي الأزدي.) عن: ابن أبي ذئب، وعكرمة بن عمار، وغيرهما. وعنه: عبد الجبار بن عاصم، وسعدان بن نصر، وغيرهما. ضعفه أحمد.) (13/332)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 333 واختلف قول ابن معين فيه. وقال الدارقطني: صالح. وقال ابن عمار: كان يعالج الكيمياء. قلت: هذا يدل على قلة ورعه. 4 (غسان بن مضر الأزدي البصري ن.) سمع من: سعيد بن يزيد حديثاً واحداً. رواه عنه: أحمد بن حنبل، وخليفة بن خياط، وأبو حفص الفلاس، ومحمد بن يحيى القطعي. وثقوه. (13/333)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 334 4 (حرف الفاء)

4 (الفرات بن خالد الرازي ع.) والد الحافظ أحمد. روى عن: أسامة بن زيد الليثي، ومسعر بن كدام، ومالك بن معول، ويونس بن أبي إسحاق. وعنه: إبراهيم بن موسى الفراء، ومحمد بن حميد. وثقه أبو حاتم. وما أحسب ابنه أدرك الأخذ عنه. 4 (فرج بن سعيد بن علقمة د. ن.) أبو روح المأربي السبأي اليماني. عن: عم أبيه ثابت بن سعيد بن أبيض بن جمال، وخالد بن سعيد الأموي. (13/334)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 335 وعنه: الحميدي، ومحمد بن يحيى العدني، وسهل بن عاصم. قال أبو زرعة: لا بأس به. 4 (الفضل بن حبيب المدائني السراج.) عن: عبد الله بن العلاء بن زبر، وجماعة. وعنه: ابن معين، ويزيد بن عمر المدائني. قال ابن معين: لم يكن به بأس. 4 (الفضل بن عبد الصمد الرقاشي البصري.) من فحول الشعراء، مدح الخلفاء الكبار، وكان بينه وبين أبي نؤآس مهاجات ومباسطات.) 4 (الفضل بن العلاء ن. خ. مقروناً) أبو العباس الكوفي، نزيل البصرة. عن: ليث بن أبي سليم، وإسماعيل بن أمية، وأشعث بن سوار، وجماعة. وعنه: أحمد بن حنبل، وخليفة بن خياط، والفلاس، ومحمد بن (13/335)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 336 عبد الله الرزي، وجماعة. أخرج له البخاري مقروناً بآخر. وقال النسائي: ليس به بأس. 4 (الفضل بن عنبسة الواسطي الخزاز خ. س.) أبو الحسن. عن: شعبة، ويزيد بن إبراهيم، وهشيم. وعنه: علي بن المديني، وأحمد بن سنان القطان، ومحمد بن عبد الله المخرمي، وجماعة. قرنه البخاري بآخر. وقال فيه أحمد بن حنبل: ثقة من كبار أصحاب الحديث. (13/336)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 337 قلت: مات سنة سبعٍ وتسعين ومائة. وقيل سنة ثلاثٍ ومائتين. 4 (الفضل بن مساور البصري خ.) ختن أبي عوانة. روى عن: أبي عوانة، وعوف الأعرابي، وحجاج بن أرطأة. وعنه: محمد بن المثنى، وبندار، وجماعة. صدوق. 4 (الفضل بن موسى ع.) (13/337)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 338 أبو عبد الله السيناني المروزي، أحد الأئمة الأعلام. وسينان: من قرى مرو. رحل وسمع من: هشام بن عروة، وخثيم بن عراك، وإسماعيل بن أبي خالد، ومحمد بن عمرو بن علقمة، وحسين المعلم، ومعمر بن راشد، وآخرين. وعنه: إسحاق بن راهويه، وعلي بن حجر، ويحيى بن أكثم، والحسين بن حريث، وعلي بن) خشرم، ومحمود بن غيلان، ومحمود بن آدم، وطائفة سواهم. قال أبو نعيم: هو أثبت من ابن المبارك. وقال وكيع: أعرفه ثقة، صاحب سنة. وقال الأبار: ثنا علي بن خشرم، نا الفضل بن موسى قال: كان علينا عامل بمرو، وكان نساءً، فقال: اشتروا لي غلاماً وسموه بحضرتي حتى لا أنسى اسمه. وقال: ما سميتموه قالوا: واقد. قال: فهلا أسماً لا أنساه أبداً، قم يا فرقد. قال الحسين بن حريث: سمعت السيناني يقول: طلب الحديث حرفة المفاليس. ما رأيت أذل من أصحاب الحديث. قال إسحاق بن راهويه: كتبت العلم، فلم أكتب لأحدٍ أوثق في نفسي من هذين: الفضل بن موسى، ويحيى بن يحيى. قال غيره: مولد الفضل سنة خمس عشرة ومائة. وقال محمد بن حمدويه المروزي: مات ليلة دخل هرثمة بن أعين والياً على خراسان، لإحدى عشرة ليلة من ربيع الأول سنة اثنتين وتسعين ومائة. (13/338)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 339 4 (الفضل البرمكي.) هو الفضل بن يحيى بن خالد بن برمك البغدادي الوزير. أحد رجال الدهر سؤدداً وحزماً وعزماً وخبرةً ورأياً. ولي الأعمال الجليلة من الوزارة (13/339)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 340 والإمارة بخراسان وغيرها لهارون الرشيد. فلما قتل أخاه جعفر بن يحيى سجن هذا وأباه حتى توفيا في الحبس. قيل: إن الفضل بن يحيى كان أندى كفاً، وأسمح من جعفر، لكنه كان ذا كبرٍ مفرط، وتيهٍ زائد. روي أنه مر بعمرو بن جميل التيمي وهو يطعم الناس، فلما نزل قال: ينبغي أن نعين عمراً على مروءته، فبعث إليه بألف درهم. فعطايا هذا الرجل كانت من هذا النحو. وكان أخاً للرشيد من الرضاعة. مولده سنة سبعٍ وأربعين ومائة، وأمه بربرية اسمها زبيدة، من مولدات المدينة النبوية. مات في آخر سنة اثنتين وتسعين ومائة. 4 (فياض بن محمد الرقي.) عن: جعفر بن برقان، وأبي جناب الكلبي، ومحمد بن إسحاق.) وعنه: أحمد بن حنبل، وأبو يوسف محمد بن أحمد بن الحجاج الرقي، وغيرهما. (13/340)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 341 فأما. 4 (فياض بن محمد البصري الراوي.) عن يحيى بن أبي كثير، ففيه جهالة. (13/341)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 342 4 (حرف القاف)

4 (القاسم بن مالك المزني خ. م. ت. ن. ق.) أبو جعفر الكوفي. عن: حصين بن عبد الرحمن، وعاصم بن كليب، والمختار بن فلفل، وأيوب بن عائذ. وعنه: أحمد، وأبو خيثمة، وعمرو الناقد، وسعيد الجرمي، ويعقوب الدورقي، والحسن بن عرفة، وجماعة. وثقه أحمد العجلي. وقال أبو حاتم: لا يحتج به. (13/342)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 343 وضعفه الساجي. 4 (القاسم بن يحيى بن عطاء بن مقدم خ.) أبو محمد الهلالي المقدمي الواسطي. روى عن: أيوب بن خوط، وعن: داوود بن أبي هند، وسليمان الأعمش، وعبيد الله بن عمر. وعنه: ابن أخيه مقدم بن محمد، ومحمد بن موسى الدولابي. حدث في سنة سبعٍ وتسعين. 4 (القاسم بن يزيد الجرمي الموصلي ن.) العابد الزاهد، أحد العلماء. روى عن: أفلح بن حميد، وابن أبي ذئب، وثور بن يزيد، وإبراهيم بن نافع، وجرير بن عثمان، وشبل بن عباد، وسفيان الثوري. وعنه: صالح وعبد الله ابنا عبد الصمد بن أبي خداش، وأحمد وعلي ابنا حرب الطائي، ومحمد بن عبد الله بن عمار المواصلة. (13/343)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 344 وثقه أبو حاتم.) وقال يزيد بن محمد الأزدي في تاريخه: كنيته أبو يزيد. قال: وكان زاهداً ورعاً من أصحاب سفيان. رحل وكتب عمن لحق من الحجازيين والكوفيين والبصريين والشاميين والمواصلة. وكان حافظاً للحديث متفقهاً. قال بشر بن الحارث: كان يقال إن قاسماً الجرمي من الأبدال، كان لا يشبههم في الزي، يعني أن لباسه وحاله دون حال المعافى بن عمران، وزيد بن أبي الزرقاء. قال علي بن حرب: دخلت منزل قاسم بن يزيد، فرأيت خرنوباً في زاوية البيت كان يتقوت منه، وسيفاً ومصحفاً. قال: ورأى قاسم الجرمي في النوم كأن الموصل على كتفه، قد أخذها من على كتف فتح الموصلي، ففسرها قاسم على رجلٍ فقال: الموصل تقوم بفتح فيموت، وتقوم بك بعد. قال بشر الحافي: كان قاسم يحفظ المسائل والحديث. قال لنا المعافى: اسمعوا منه فإنه الأمين المأمون. وقال يزيد الأزدي: نا عبد الله بن المغيرة مولى بني هاشم، عن بشر الحافي، أنه ذكر عنده أصحاب سفيان، فأجمعوا على تفضيل المعافى. فقال بشر: رزق المعافى شهرةً، وما رأت عيناي مثل قاسم الجرمي، رحمه الله. (13/344)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 345 وقال هشام بن بهرام: سمعت قاسماً الجرمي يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق. وقال: علي الخواص: توفي قاسم الجرمي سنة أربعٍ وتسعين ومائة. ولم أشهد جنازته. قلت: وقع لنا من عواليه. 4 (قبيصة بن الليث الأسدي ت.) أبو عيسى الكوفي. عن: عطاء بن السائب، ويزيد بن أبي زياد، ومطرف بن طريف، واسماعيل بن أبي خالد، وغيرهم. وعنه: عثمان بن أبي شيبة، وسعيد بن محمد الجرمي، وأبو كريب، ومحمد بن عبيد المحاربي. قال أبو حاتم: شيخ محله الصدق. قلت: له في الجامع فرد حديث.) 4 (قتادة بن الفضيل الرهاوي.) (13/345)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 346 أبو حميد. عن: الأعمش، وثور بن يزيد، وإبراهيم بن أبي عبلة. وعنه: علي بن بحر القطان، وأحمد بن سليمان الرهاوي. قال أبو حاتم: شيخ. قيل: مات سنة مائتين. وذكره ابن حبان في الثقات. (13/346)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 347 4 (حرف الكاف)

4 (كريد بن رواحة القيسي.) شيخ بصري. عن: شعبة، وأبي هلال محمد بن سليم، وهشام بن حسان. وعنه: حسان بن إبراهيم، والهيثم بن المهلب البلدي والد إبراهيم، وعبد الغفار بن عبد الله شيخ أبي يعلى. قال ابن عدي: في أحاديثه غرائب إفرادات. ثم ساق له عن شعبة، عن قتادة، عن عكرمة قال: كان ابن عباس يحدر سورة البقرة وهو جنب يقول: القرآن في جوفي. رواه حسان بن إبراهيم، عنه. (13/347)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 348 4 (حرف الميم)

4 (مالك بن سعير بن الخمس التميمي الكوفي) ت. ن. ق. عن: هشام بن عروة، وابن أبي ليلى، والأعمش. وعنه: زياد بن الأزهر، وعبد الرحمن بن بشر العبدي، وآخرون. قال أبو زرعة: صدوق. قلت: خرج له البخاري متابعةً. وضعفه أبو داوود. مات سنة ثمانٍ وتسعين ومائة.) 4 (مبشر بن إسماعيل الحلبي م.. خ مقروناً) (13/348)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 349 أبو إسماعيل مولى بني كلب. عن: جعفر بن برقان، وتمام بن نجيح، وحسان بن نوح، والأوزاعي، وحريز بن عثمان. روى عنه: أحمد بن حنبل، والحسن بن الصباح البزار، ودحيم، وعبد الرحمن بن محمد بن سلام، وطائفة. قال ابن سعد: كان ثقة مأموناً. قال: ومات سنة مائتين. قلت: تكلم فيه بعضهم بلا حجة. 4 (محرز بن الوضاح المروزي ن.) عن: إسماعيل بن أمية، ومحمد بن ثابت قاضي مرو. وعنه: محمد بن علي بن حرب المروزي، ومحمد بن يحيى بن أيوب، ومحمود بن غيلان المراوزة. وثقه ابن حبان. (13/349)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 350 4 (محمد بن إسماعيل بن مسلم بن أبي فديك دينار الديلي ع.) مولاهم المدني الحافظ، أبو إسماعيل. عن: سلمة بن وردان، وابن أبي ذئب، والضحاك بن عثمان، وإبراهيم بن الفضل المخزومي، وجماعة. وعنه: إبراهيم بن المنذر، وأحمد بن الأزهر، وسلمة بن شبيب، وعبد بن حميد، وأبو عتبة أحمد بن الفرج، ومحمد بن عبد الله بن الحكم، وهارون بن عبد الله الحمال، والحسين بن عيسى البسطامي، ومحمد بن مصفى. وخلق سواهم. وكان ثقة صاحب حديث، لكنه لا رحلة له. قال أبو داوود: قد سمع من محمد بن عمرو بن علقمة حديثاً واحداً. قال ابن سعد وحده: ليس بحجة. (13/350)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 351 قال: وتوفي سنة تسعٍ وتسعين ومائة. وقال البخاري: توفي سنة مائتين.) 4 (محمد بن إسحاق بن إبراهيم الأسدي العكاشي.) عن: يحيى بن سعيد الأنصاري، وإبراهيم بن أبي عبلة، والأوزاعي، وجعفر بن برقان، وابن زياد الإفريقي. وعنه: هاشم بن القاسم الحراني، وسليمان بن سلمة الخبايري، وغيرهما. كذبه أبو حاتم، وغيره. (13/351)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 352 له أحاديث بواطيل. 4 (محمد بن ثور الصنعاني د. ت.) أبو عبد الله العابد. عن: عوف الأعرابي، ومعمر، وابن جريج. وعنه: نعيم بن حماد، ومحمد بن عبد الأعلى، ومحمد بن عبيد المحاربي، ومحمد بن عبيد بن حساب، وطائفة. وثقه ابن معين، وغيره. وكان صواماً قواماً قانتاً لله. قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: الفضل والعبادة والصدق، رحمه الله. 4 (محمد بن جعفر ع.) (13/352)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 353 أبو عبد الله بن غندر البصري التاجر الكرابيسي الطيالسي الحجة الثبت، مولى هذيل، أحد الحفاظ الأعلام. سمع: حسيناً المعلم، وابن أبي عروبة، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند، وعوفاً الأعرابي، ومعمر بن راشد، وابن جريج، وشعبة، فأكثر عنه. روى عنه: أحمد، وابن المديني، وإسحاق، وابن معين، وأبو خيثمة، والفلاس، وابن شيبة، وبندار، ومحمد بن المثنى، ومحمد بن الوليد البسري، وخلق سواهم. قال يحيى بن معين: كان أصح الناس كتاباً. وأراد بعض الناس أن يخطيء غندراً فلم يقدر. وقال أحمد بن حنبل: قال غندر: لزمت شعبة عشرين سنة. قلت: وابن جريج هو الذي سماه غندراً لكونه شغب على ابن جريج أهل الحجاز. وذلك لأن) ابن جريج تعنت في الأخذ. قال ابن معين أخرج الينا غندر ذات يوم جراباً فيه كتب وقال: (13/353)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 354 اجهدوا أن تخرجوا فيه خطأ. فما وجدنا فيه شيئاً. وكان يصوم يوماً ويفطر يوماً منذ خمسين سنة. قال عبد الرحمن بن مهدي: كنا نستفيد من كتب غندر في حياة شعبة. قلت: وكان يتجر في الطيالسة والكرابيس، وكان من خيار المحدثين، على تغفلٍ فيه في غير العلم. قال الحسين بن منصور النيسابوري: سمعت علي بن هشام يقول: أتيت غندراً فذكر من فضله وعلمه بحديث شعبة. فقال: هات كتابك، فأبيت إلا أن يخرج كتابه، فأخرج وقال: يزعم الناس أني اشتريت سمكاً فأكلوه ولطخوا به يدي وأنا نائم، فلما استيقظت طلبته، فقالوا: أكلت فشم يدك. أفما كان يدلني بطني. قال ابن عثام: وكان مغفلاً. وقال ابن المديني: هو أحب إلي في شعبة من ابن مهدي. وقال ابن مهدي: غندر في شعبة أثبت مني. وروى سلمة بن سليمان، عن ابن المبارك قال: إذا اختلف الناس في شعبة فكتاب غندر حكم بينهم. (13/354)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 355 وقال أبو حاتم: كان غندر صدوقاً مؤدباً، وفي حديث شعبة ثقة. وقال: في غير حديث شعبة، يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال عباس، عن ابن معين: كان غندر يجلس على رأس المنارة يفرق زكاته. فقيل له: لم تفعل هذا قال: أرغب الناس في إخراج الزكاة. واشترى سمكاً وقال لأهله: أصلحوه، ونام، فأكل عياله السمك ولطخوا يده. فلما انتبه قال: هاتوا السمك. قالوا: قد أكلت قال: لا. قالوا: فشم يدك. ففعل ثم قال: صدقتم ولكن ما شبعت. وقال الدينوري: ثنا جعفر بن أبي عثمان: سمعت يحيى بن معين يقول: دخلنا على غندر فقال: لا أحدثكم بشيء حتى تجيئوا معي إلى السوق، فيراكم الناس فيكرموني.) قال: فمشينا خلفه إلى السوق، فجعل الناس يقولون: من هؤلاء يا أبا عبد الله فيقول: هؤلاء أصحاب الحديث جاءوني من بغداد يكتبون عني. قال يحيى بن معين: والتفت يوماً إلي فقال: إعلم أني منذ خمسين سنة أصوم يوماً وأفطر يوماً قلت: توفي رحمه الله في ذي القعدة سنة ثلاثٍ وتسعين ومائة في عشر الثمانين. (13/355)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 356 4 (محمد بن الحارث بن زياد الحارث ت.) شيخ بصري. روى عن: أبي الزناد، ومحمد بن عبد الرحمن بن البيلماني. وعنه: عفان، وسويد بن سعيد، وعمر بن شبة، وبندار. قال أبو زرعة: متروك. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ. 4 (محمد بن حرب الخولاني الحمصي الأبرش ع.) (13/356)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 357 كاتب الزبيدي، يكنى أبا عبد الله. حدث عن: الزبيدي، وبجير بن سعد، ومحمد بن زياد الألهاني، وعمر بن روبة، والأوزاعي، وصفوان بن عمرو، وعدة. وعنه: أبو مسهر، ومحمد بن وهب بن عطية، وإسحاق بن راهويه، وكثير بن عبيد، ومحمد بن مصفى، وأبو التقي هشام بن عبد الملك، وأبو عتبة أحمد بن الفرج، وخلق. ذكر ابن سعد أنه ولي قضاء دمشق. وثقه ابن معين، وغيره. قال يزيد بن عبد ربه: مات سنة أربعٍ وتسعين ومائة. قال أبو حاتم: صالح الحديث. 4 (محمد بن الحسن بن الزبير الأسدي الكوفي خ. ن. ق.) (13/357)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 358 ويقال له ابن التل، بمثناة. عن: أبان بن عبد الله البجلي، ومطر بن خليفة، وسفيان، وإبراهيم بن طهمان، وطائفة. وعنه: ابنه عمر، وأبو بكر، وعثمان ابنا أبي شيبة، وجماعة.) قال أبو حاتم: شيخ. وذكره ابن عدي في الكامل وقال: لم أر بحديثه بأساً. وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه. وروى عباس، عن يحيى قال: قد أدركته وحدثنا، وليس بشيء. وقال البخاري: مات سنة مائتين أو نحوها. قلت: 4 (ومحمد بن الحسن الأسدي.) عن الأعمش، وعنه: داوود بن عمرو الضبي. قال فيه ابن معين أيضاً: ليس بشيء. 4 (محمد بن الحسن بن أبي سارة.) (13/358)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 359 أبو جعفر الرؤآسي الكوفي المقريء. روى عن: أبي عمرو حروفه، وله في القراءآت اختيار. وسمع من: الأعمش، وغيره. أخذ عنه: الكسائي، ويحيى الفراء، وخلاد بن خالد، وعلي بن محمد الكندي. ذكره أبو عمرو الداني في طبقات المقرئين. ولم يذكره ابن أبي حاتم وهو شيخ. 4 (محمد بن الحسن بن عمران المزني الواسطي خ. ت. ق.) قاضي واسط. روى عن: إسماعيل بن أبي خالد، والعوام بن حوشب، وفضيل بن غزوان، وعوف الأعرابي، وجماعة. وعنه: أحمد، ومحمد بن سلام البيكندي، وزيد بن الحريش، ومحمد بن إسماعيل الأحمسي، ومحمد بن إسماعيل الحساني، وآخرون. وثقه ابن معين. 4 (محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني الكوفي ت.) ) (13/359)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 360 نزيل واسط. عن: الأعمش، وثور بن يزيد، وجعفر بن محمد، وعمرو بن قيس الملائي. وعنه: أحمد بن منيع، وشريح بن يونس، والحسن بن حماد، وعمرو بن زرارة، وجماعة. قال النسائي، وغيره: متروك. وقال ابن معين: كان يكذب. وقال غير واحد: ضعيف. 4 (محمد بن حمزة.) أبو وهب الأسدي الرقي، ويعرف بختن حبيب بن أبي مرزوق. حدث عن: الخليل بن مرة، وجعفر بن برقان، وزيد بن رفيع، والثوري. وعنه: بقية وهو من أقرانه، وداوود بن رشيد، وسليمان بن عمر الأقطع، وسعيد بن يحيى الأموي، وموسى بن أيوب، وآخرون. (13/360)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 361 قال أبو عبد الله بن مندة: في حديثه مناكير. 4 (محمد بن حمير بن أنيس السليحي الحمصي خ. ن. ق.) وسليح بطن من قضاعة. يكنى أبا عبد الله. وقيل: كنيته أبو عبد الحميد. روى عن: محمد بن زياد الألهاني، وثابت بن عجلان، وعمرو بن قيس الكندي، والزبيدي، إبراهيم بن أبي عبلة، وطائفة. وعنه: حطان بن عثمان، ومحمد بن مصفى، وهشام بن عمار، وكثير بن عبيد، وأحمد بن الفرج، وطائفة. وقد حدث عنه من شيوخه عبد الله بن لهيعة. وثقه دحيم، ويحيى بن معين. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: لا يحتج به. بقية أحب إلي منه. (13/361)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 362 وقال يعقوب الفسوي: ليس بالقوي. قلت: انفرد بحديثه، عن محمد بن زياد، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يكن بينه وبين دخول الجنة إلا أن يموت.) رواه ابن حبان في صحيحه. قلت: مات في صفر سنة مائتين. 4 (محمد بن خازم ع.) أبو معاوية. سيأتي. 4 (محمد بن خالد بن محمد الوهبي الكندي الحمصي د. ت.) أخو أحمد بن خالد. روى عن: إسماعيل بن أبي خالد، وابن جريج، وأبي حنيفة، وعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، وطائفة. وعنه: محمد بن مصفى، وعمرو بن عثمان، وكثير بن عبيد، وعمر بن أيوب الحمصيون. قيل: إنه مات قبل بقية بقليل. قال أبو داوود: لا بأس به. (13/362)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 363 4 (محمد بن خالد الجندي الصنعاني ق.) مؤذن الجند. روى عن: أبان بن صالح، وعبد الصمد بن معقل، وشبل بن عباد المكي. وعنه: الشافعي، وزيد بن السكن، ومنصور بن البلخي العابد. قال أبو الفتح الأزدي: منكر الحديث. وقال الحاكم: مجهول. قلت: هو صاحب داك الحديث المنكر: لا مهدي إلا عيسى بن مريم. 4 (محمد بن ربيعة الكلابي الرؤآسي الكوفي.) أبو عبد الله ابن عم وكيع. روى عن: الأعمش، وهشام بن عروة، وابن أبي خالد، وكامل أبي العلاء. (13/363)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 364 وعنه: أحمد بن حنبل، وابن معين، وزياد بن أيوب، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وأحمد بن حرب الطائي، والحسين بن محمد بن أبي معشر. قال أبو حاتم: صالح الحديث. 4 (محمد بن الزبرقان خ. م. د. ن.) ) أبو همام الأهوازي. طوف الأقاليم ولقي الكبار. وحدث عن: سليمان التيمي، وابن عون، وموسى بن عقبة، وثور بن يزيد. وعنه: زهير بن حرب، وخلاد بن أسلم، وزيد بن الحريش، وعبد الله بن محمد المسندي، وبندار، ومحمد بن المثنى، وآخرون. وهو ثقة. 4 (محمد بن سعد الأنصاري الأشهلي المدني.) (13/364)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 365 نزل بغداد. عن: ابن عجلان، وغيره. وعنه: محمد بن عبد الله المخرمي. وثقه ابن معين. وقال البخاري: مات قبل المائتين. 4 (محمد بن سعد المقدسي.) عن: ابن لهيعة، ورديح بن عطية. وعنه: صفوان بن صالح. قال أبو حاتم: مجهول. قلت: ليس ذكر هذا من شرط كتابنا. 4 (محمد بن سعيد بن أبان الأموي الكوفي.) حدث ببغداد عن: عبد الملك بن عمير، وأبي إسحاق الشيباني وكان مصاحباً للدولة، فقل من كتب عنه. روى عنه: ابن أخيه سعيد بن يحيى، وله عدة إخوة. (13/365)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 366 قال يحيى بن سعيد، وغيره: مات سنة ثلاثٍ وتسعين ومائة عن إحدى وثمانين سنة. 4 (محمد بن سلمة الحراني ت. م.) أبو عبد الله محدث حران. روى عن: خاله أبي عبد الرحيم خالد بن أبي يزيد، وعن ابن عجلان، وابن إسحاق، وخصيف،) وهشام بن حسان. وعنه: النفيلي، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن الصباح الجرجرائي، وخلق كثير. قال ابن سعد: كان ثقة، فاضلاً. (13/366)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 367 توفي في آخر سنة إحدى وتسعين. وقال النفيلي: مات في أول سنة اثنتين وتسعين ومائة. 4 (محمد بن شجاع بن نبهان المروذي.) عن: حسن المعلم، وزيد العمي، وأبي هارون العبدي. وعنه: عيسى غنجار، ونعيم بن حماد، وهدبة بن عبد الوهاب، وغيرهم. قال البخاري: سكتوا عنه. وقال ابن المبارك: ليس بشيء. وقال غير واحد: متروك. 4 (محمد بن شعيب بن شابور.) (13/367)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 368 (13/368)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 369 أبو عبد الله الدمشقي، أحد علماء الحديث من موالي بني أمية. سكن بيروت. روى عن: عروة بن رويم، ويحيى بن الحارث الذماري، ويحيى بن أبي عمرو السيباني، وعثمان بن أبي العاتكة، والأوزاعي، وعبد الرحمن بن حسان الكناني، وشيبان النحوي، وعمر مولى عفرة، ويزيد بن أبي مريم السامي، وقرة بن جبريل، وعمرو بن الحارث المصري، وطائفة. وعنه: سليمان ابن بنت شرحبيل، ودحيم، وكثير بن عبيد، ومحمد بن مصفى، ومحمد بن هاشم البعلي، ومحمود بن خالد السلمي، وخلق سواهم. وثقه دحيم. وقال أحمد: ما أرى به بأساً. كان رجلاً عاقلاً. وقال أبو عمرو الداني: أخذ القراءة عرضاً عن يحيى الذماري، وكان يفتي في مجلس الأوزاعي. (13/369)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 370 قال ابن مصفى: مات سنة تسعٍ وتسعين ومائة.) وقال هشام بن عمار: سنة ثمانٍ. وقال دحيم: سنة مائتين. 4 (محمد بن طلحة بن عبد الرحمن بن طلحة التيمي القرشي المدني.) أبو عبد الله، ويقال له ابن الطويل. يروي عن: عبد الرحمن بن ساعدة، وأبي شميل نافع بن مالك، وعبد الله بن مسلم بن جندب. وعنه: الحميدي، وعلي بن المديني، ودحيم، وأحمد بن صالح المصري. قال أبو حاتم: محله الصدق يحتج به. وذكره ابن حبان في الثقات، ولكنه غلط في تاريخ موته حيث قال: توفي سنة ثمانين ومائة. 4 (محمد بن عبد الله الكوفي.) (13/370)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 371 المقريء. لقبه داهر. سكن الري، وحدث عن: ليث بن أبي سليم، وعمرو بن شمر، والأعمش. وعنه: ابنه عبد الله بن داهر، ومحمد بن عمرو زنيج، ومحمد بن حميد. له مناكير. تكلم فيه أبو حاتم. 4 (محمد بن عبد الله بن رزين.) الشاعر المشهور، الملقب بأبي الشيص، وهو ابن عم دعبل الخزاعي الشاعر. وهو صاحب تيك القصيدة التي أولها: (أبقى الزمان به ندوب عضاض .......... ورمى سواد قرونه ببياض)

4 (محمد بن عيسى المروزي.) رحل وسمع من: ثور بن يزيد، وهمام بن يحيى، وابن عون، وشعبة، وعبد الملك بن أبي سليمان، وطبقتهم. وعنه: حامد بن آدم، ومحمد بن عبدويه، ومحمد بن تميم، وغيرهم. (13/371)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 372 ذكره محمد بن حمدويه. 4 (محمد بن عثمان بن صفوان الجمحي ق.) عن: حميد الأعرج، وهشام بن عروة. وعنه: الحميدي، ونعيم بن حماد، ومحمد بن مقاتل المروزي، ومحمد بن مهران الحمال.) ضعفه أبو حاتم. 4 (محمد بن أبي عدي السلمي ع.) مولاهم البصري الحافظ. يكنى أبا عمرو. وقيل: هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، وقيل: أبو عدي هو إبراهيم. (13/372)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 373 روى عن: حميد الطويل، وابن عون، وداوود بن أبي هند، وعوف الأعرابي، وحسين المعلم، وعدة. وعنه: أحمد بن حنبل، والفلاس، والحسن بن محمد الزعفراني، وبندار، ومحمد بن المثنى، وجماعة. وثقه أبو حاتم، وغيره. مات سنة أربعٍ وتسعين ومائة. 4 (محمد بن عيسى بن القاسم ابن سميع الأموي د. ن. ق.) مولاهم الدمشقي المحدث. عن: حميد الطويل، وهشام بن عروة، والأوزاعي، وغيرهم. وعنه: هشام بن عمار ووثقه، وهارون بن محمد بن بكار، والعباس بن الوليد الخلال، وجماعة. قال أبو حاتم: لا يحتج به. وذكره ابن عدي في الكامل وقال: لا بأس به. 4 (محمد بن عيسى الوابشي.) (13/373)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 374 عن: شريك القاضي، وابن الأحوص، ووالده. وعنه: يزيد بن عبد الرحمن المفتي، وشهاب بن عباد، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وآخرون. صويلح. 4 (محمد بن الفضل بن عطية.) قد ذكر. 4 (محمد بن فضيل بن غزوان ع.) (13/374)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 375 أبو عبد الرحمن الضبي، مولاهم الكوفي الحافظ. عن: أبيه، وإبراهيم الهجري، وبيان بن بشر، وحبيب بن أبي عمرة، وعاصم الأحول، وحصين) بن عبد الرحمن، وعمارة بن القعقاع، وخلق كثير. وعنه: أحمد، وإسحاق، وأحمد بن بديل، وعلي بن حرب، وأخوه أحمد بن حرب، وأحمد بن سنان القطان، والحسن بن عرفة، والأشج، وأبو كريب، وأبو حفص الفلاس، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي، وخلق كثير. وكان من أجلاس الحديث. وثقه ابن معين. وقال أحمد بن حنبل: حسن الحديث شيعي. وقال أبو داوود: كان شيعياً منحرفاً. قلت: إنما كان متوالياً فقط، مبجلاً للشيخين، وقد قرأ القرآن على حمزة. ودخل على منصور بن المعتمر فوجده مريضاً، فسماعاته من هذا الوقت. قال ابن سعد: بعضهم لا يحتج به. وكان أبو الأحوص يقول: أنشد الله رجلاً يجالس محمد بن فضيل، وعمرو بن ثابت أن يجالسنا. وقال يحيى الحماني: سمعت فضيل أو حدثت عنه، قال: ضربت أبي البارحة إلى الصباح أن يترحم على عثمان رضي الله عنه فأبى علي. (13/375)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 376 وقال الحسن بن عيسى بن ماسرجس: سألت ابن المبارك عن أسباط وابن فضيل، فسكت. فلما كان بعد ثلاثة أيام قال: يا حسن صاحبيك لا أرى أصحابنا يرضونهما. قلت: مات سنة خمسٍ وتسعين ومائة. وقيل: سنة أربعٍ. 4 (محمد بن فليح بن سليمان خ. ن. ق.) أبو عبد الله المدني. عن: أبيه، وموسى بن عقبة، وهشام بن عروة، وعبيد الله بن عمر، وجماعة. وعنه: إبراهيم بن المنذر الحزامي، وهارون بن موسى الفراء، ومحمد بن إسحاق المسلي. قال أبو حاتم: ما به بأس، ليس بذاك القوي. وروى معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين قال: ليس بثقة ولا ابنه.) (13/376)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 377 وقال العقيلي: لا يتابع على بعض حديثه. قلت: كثير من الثقات قد تفردوا، فيصح أن يقال فيهم: لا يتابعون على بعض حديثهم. قال البخاري: مات سنة سبعٍ وتسعين ومائة. 4 (محمد بن القاسم الأسدي الكوفي ت) عن: ثور بن يزيد، وجعفر بن محمد بن برقان، وموسى بن عبيدة، والأوزاعي. وعنه: إبراهيم بن موسى الفراء، والحسين بن عيسى البسطامي، وعبيد بن يعيش، ومحمد بن معمر البحراني، وجماعة. ضعفه أحمد، وابن عدي. (13/377)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 378 وكناه العقيلي أبا إبراهيم وقال: لا يتابع على حديثه. وقال أحمد أيضاً: أحاديثه أحاديث سوءٍ، موضوعة. وقال البخاري: مات سنة سبعٍ ومائتين، يعرف وينكر. 4 (محمد بن مروان العقيلي ت.) أبو بكر. شيخ بصري يعرف بالعجلي. له عن: سعيد المقبري إن صح، وعن: داوود بن أبي هند، وعمرو بن قيس الملائي، وهشام بن حسان. وعنه: يعقوب، وأحمد إبنا الدورقي، والفلاس، ونصر بن علي، (13/378)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 379 ويحيى بن معين، وطائفة. صدوق. 4 (محمد بن معن الغفاري المدني خ. د. ت. ق.) عن: جده محمد بن معن بن نضلة، وعن أبيه، وربيعة بن أبي عبد الرحمن، ويحيى بن سعيد، وداوود بن خالد. وعنه: ابن المديني، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وأبو مصعب، ويونس بن عبد الأعلى، وجماعة. قال ابن سعد: كان ثقة، قليل الحديث. (13/379)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 380 مات سنة ثمانٍ وتسعين ومائة.) 4 (محمد بن ميمون الزعفراني الكوفي المفلوج د.) عن: هشام بن عروة، وجعفر بن محمد، وحنظلة بن أبي سفيان. وعنه: إبراهيم بن موسى الفراء، وأبو كريب، ويعقوب الدورقي. وثقه أبو داوود، وغيره. ووهاه ابن حبان. 4 (محمد الأمين.) (13/380)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 381 أمير المؤمنين، أبو عبد الله بن الرشيد هارون بن المهدي محمد بن (13/381)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 382 المنصور عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي العباسي البغدادي. كان ولي عهد أبيه، فولي الخلافة بعد موت أبيه. وكان من أحسن الشباب صورة، أبيض، طويلاً، جميلاً، ذا قوة مفرطة وبطش وشجاعة معروفة، وفصاحة، وأدب، وفضيلة، وبلاغاً. لكن كان يسيء التدبير، كثير التبذير، ضعيف الرأي، أرعن، لا يصلح للإمارة. ومن شدته قيل إنه قتل مرةً أسداً بيديه، وهذا شيء عجيب. وورد أنه كتب بخطه رقعة إلى طاهر بن الحسين فيها: يا طاهر، ما قام لنا منذ قمنا قائم بحقنا، فكان جزاؤه عندنا إلا السيف، فانظر لنفسك أو دع. قال: فلم يزل طاهر يتبين موقع الرقعة منه. قلت: وكان طاهر قد انتدب لحربه من جهة أخيه المأمون، فكتب له هذه الورقة، وهي غاية في التخذيل، لأنه لوح فيها بأبي مسلم وأمثاله الذين بذلوا نفوسهم في النصح، فكان مآلهم إلى القتل. قال المسعودي: إلى وقتنا هذا، ما ولي الخلافة هاشمي ابن هاشمية، سوى علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومحمد بن زبيدة، يعني الأمين. وقد مر في الحديث دولة الأمين وحروبه وما صار إليه. وكناه بعضهم أبا موسى. عاش سبعاً وعشرين سنة. وآخر أمره خلع ثم أسر وقتل صبراً في المحرم سنة ثمانٍ وتسعين ومائة بظاهر بغداد، وطيف برأسه. الصولي: ثنا أبو العيناء: حدثني محمد بن عمرو الرومي قال: خرج كوثر خادم الأمين ليرى الحرب فأصابته رجمة في وجهه، فجلس يبكي، وجعل (13/382)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 383 الأمين يمسح الدم عن وجهه ثم قال:) (ضربوا قرّة عيني .......... من أجلي ضربوه)

(أخذ الله لقلبي .......... من أناسٍ احرقوه) قال: ولم يؤآته طبعه لزيادة، فأحضر عبد الله بن أيوب التيمي الشاعر، وقال له: قل عليهما. فقال: (ما لمن أهوى شبيه .......... فبه الدنيا تتيه)

(وصله حلوٌ ولكن .......... هجره مرٌّ كريه)

(من رأى الناس له .......... فضلاً عليهم حسدوه)

(مثل ما حسد القا .......... ئم بالملك أخوه) فقال الأمين: أحسنت والله. بحياتي يا عباسي، أنظر، فإن كان جاء على ظهرٍ فأوقره له، وإن كان جاء في زورق فأوقره له. قال: فأوقر له ثلاثة أبغال دراهم. وقيل: إن سليمان بن منصور رفع إلى الأمين أن أبا نواس هجاه، فقال: يا عم، أأقتله بعد قوله: (أهدي الثّناء إلى الأمين محمدٍ .......... ما بعده بتجارةٍ متربّص)

(صدق الثّناء على الأمين محمدٍ .......... ومن الثناء تكذّبٌ وتخرّص)

(قد ينقص البدر المنير إذا استوى .......... وبهاء نور محمدٍ ما ينقص)

(وإذا بنوا المنصور عدّ حصاهم .......... فمحمدٌ ياقوتها المتخلّص) فغضب سليمان، فقال الأمين: فكيف يا عم أعمل بقوله، ثم أنشده أبياتاً أخر، ثم أبياتاً، ثم أرضى سليمان بحبس أبي نواس. وكانت خلافته أربع سنين وأياماً. (13/383)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 384 4 (مخلد بن الحسين ن. م. س.) أبو محمد الأزدي المهلبي البصري، نزيل المصيصة. وكان أحد أوعية العلم. روى عن: موسى بن عقبة، وهشام بن حسان، ويونس الأيلي، والأوزاعي، وعدة. وعنه: حجاج الأعور، والحسن بن الربيع البوراني، وأبو صالح محبوب الفراء، والمسيب بن واضح، وموسى بن أيوب النصيبي، وجماعة. قال أحمد العجلي: ثقة، رجل صالح عاقل.) وقال أبو داوود: كان أعقل أهل زمانه. وروي أن هارون الرشيد قال له: ما قرابة بينك وبين هشام بن حسان قال: هو والد إخوتي، يعني لم يقل زوج أمي. قال سنيد بن داوود: سمعت مخلد بن الحسين يقول: ما ندب الله العباد إلى شيء إلا اعترض فيه إبليس بأمرين، ما يبالي بأيهما أظفر: إما غلو فيه، وإما تقصير عنه. (13/384)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 385 مات مخلد سنة إحدى وتسعين ومائة. وعن بعضهم أنه توفي سنة ست وتسعين ومائة. 4 (مخلد بن يزيد الحراني خ. م. د. ن. ق.) عن: يحيى بن سعيد الأنصاري، وابن جريج، وجعفر بن برقان، وحنظلة بن أبي سفيان، والأوزاعي. وعنه: أحمد، وإسحاق، وابنا أبي شيبة، وابن نمير، ومحمد بن سلام البيكندي، وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق. قلت: مجمع على ثقته. مات سنة ثلاث وتسعين ومائة. 4 (مرجى بن وداع الراسبي البصري.) (13/385)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 386 عن: عطاء السلمي الزاهد، وغالب القطان، وأيوب بن وائل، وجماعة. وعنه: سيار بن حاتم، وعارم، وأحمد بن حنبل، وعلي بن الحسين الدرهمي، وجماعة. قال أبو حاتم: لا بأس به. وقال ابن معين: ضعيف. 4 (مروان بن معاوية بن الحارث بن أسماء بن خارجة بن عيينة بن حصن الفزاري الحافظ) ع. (13/386)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 387 أبو عبد الله الكوفي نزيل مكة، ثم دمشق. وهو ابن عم الإمام أبي إسحاق الفزاري. روى عن: حميد الطويل، وعاصم الأحول، وابن أبي خالد، وأبي مالك سعد بن طارق الأشجعي، ومحمد بن سوقة، وموسى الجهني، وخلق كثير فيهم عدد من المجاهيل، فإنه كان طلابة للحديث، يكتب عن كل واحد.) روى عنه: أحمد بن حنبل، وإسحاق، وابن خيثمة، والحسين بن حريث، والحسن بن عرفة، ودحيم، وأبو كريب، ومحمد بن هشام بن ملاس، وأمم سواهم. قال أحمد بن حنبل: ثبت حافظ، كان يحفظ حديثه كله. وقال ابن المديني: ثقة فيما روى عن المعروفين. وقال غيره: أكثر عن المجهولين، فينبغي أن يتأمل حال شيوخه، وهو في نفسه ثقة. قال محمد بن عبد الله بن نمير: كان يلتقط الشيوخ من السكك. وقال يحيى بن معين: وجدت عند مروان بخطه: وكيع رافضي. فقلت له: وكيع خير منك. فسبني. وقيل: كان مروان فقيراً معيلاً، كان الناس يبرونه. (13/387)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 388 قيل: مات فجأة في عشر ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين ومائة. 4 (مزاحم بن زفر التيمي الكوفي.) أخو عثمان بن زفر. روى عن: فطر بن خليفة، وشعبة، وأيوب بن خوط. وعنه: أبو مسهر، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وهارون بن موسى، وأبو الربيع الزهراني. وكان من أشراف أهل الكوفة. حدث بدمشق، ولا رواية له في الكتب الستة. وقد وثقه ابن حبان. وله سمي وهو: 4 (مزاحم بن زفر.) من طبقة صغار التابعين، قد ذكر. 4 (مسعدة بن اليسع الباهلي البصري.) (13/388)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 389 أحد الضعفاء. عن: بهز بن حكيم، وجعفر بن محمد، ومحمد بن حميد. وعنه: عمر بن حفص، والحسن بن عرفة، وأحمد بن أبي الحواري، ومغيرة بن أحمد، ومحمد) بن وزير الواسطي. قال أحمد بن حنبل: خرقنا حديثه من دهر. روى ذلك البخاري عن أحمد. وقال أبو حاتم: يكذب على جعفر بن محمد. وكذا كذبه أبو داوود، ومحمد بن وزير. نا مسعدة بن اليسع، عن جعفر بن محمد، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كسا علياً عمامة يقال لها السحاب، فأقبل وهي عليه، فقال عليه السلام: ها علي قد أقبل في السحاب. قال جعفر بن محمد: قال أبي: فحرفها هؤلاء وقالوا: علي في السحاب. 4 (مسكين بن بكير الحراني الحذاء ع.) (13/389)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 390 أبو عبد الرحمن. عن: ثابت بن عجلان، وأرطأة بن المنذر، وجعفر بن برقان، والأوزاعي، وشعبة. وعنه: العقيلي، وأحمد بن حنبل، وأحمد بن شعيب الحراني، وولده الحسن بن أحمد، ومحمد بن وهب بن أبي كريمة، وموسى بن أيوب النصيبي، وآخرون قال أبو حاتم: لا بأس به، صالح الحديث. وقال غير واحد: صدوق. وقيل: له عن شعبة ما ينكر. وقال أبو أحمد الحاكم: له مناكير كثيرة، كذا قال. قيل: مات سنة ثمان وتسعين ومائة. 4 (مسلم بن الوليد.) (13/390)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 391 صريع الغواني، شاعر. مولى الأنصار أبو الوليد. أحد فحول الشعراء. مدح الرشيد وآل برمك، وسار شعره. ويقال إن الرشيد هو الذي لقبه بصريع الغواني لقوله: (أديرا عليّ الكأس لا تشربا قبلي .......... ولا تطلبا من عند قاتلتي ذحلي)

(هل العيش إلاّ أن تروح مع الصبا .......... وتغدو صريع الكأس والأعين النجل) وهو القائل:) (أرادو ليخفوا قبره عن عدوّه .......... فطيب تراب القبر دلّ على القبر) (13/391)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 392 ومن هجائه ما قزع: (أمّا الهجاء فدقّ عرضك دونه .......... والمدح فيك كما علمت قليل)

(فاذهب فأنت طليق عرضك إنّه .......... عرضُ عززت به وأنت ذليل) قال الخطيب: ومسلم بن الوليد كوفي نزل بغداد، وكان مداحاً مفوهاً بليغاً. قال بعضهم: لمسلم ثلاثة أبيات: أرثى بيت، وأمدح بيت، وأهجى بيت. فالأول: أرادوا ليخفوا قبره. والبيت الثاني، وهو أمدح بيت، قوله: (يجود بالنّفس إذ ضنّ البخيل بها .......... والجود بالنّفس أقصى غاية الجود) والثالث قوله: (قبحت مناظره، فحين خبرته .......... حسنت مناظره لقبح المخبر) وله في الشيب: (أكره شيبي وآسى أن يزايلني .......... أعجب بشيءٍ على البغضاء مودود) وله يمدح يزيد بن مزيد الشيباني من قصيدة: (يكسو السّيوف نفوس النّاكثين بها .......... ويجعل الهام تيجان القنا الذّيل)

(إذا انتضى سيفه كانت مسالكه .......... مسالك الموت في الأبدان والقلل) (13/392)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 393 (كالّليث إن هجّه فالموت اراحته .......... لا يستريح إلى الأيّام والدّول)

(قد عوّد الطّير عاداتٍ وثقن بها .......... فهنّ يصحبنه في كلّ مرتحل)

(للّه من هاشم في أرضه جبلُ .......... وأنت وابنك ركنا ذلك الجبل) وله في جعفر البرمكي: (كأنّه قمر أو ضيغمٌ هصرٌ .......... أو حيّةٌ ذكرٌ أو عارضٌ هطل)

(لا يضحك الدّهر إلاّ حين تسأله .......... ولا يعبّس إلاّ حين لا يسل)

4 (مسروح.) أبو شهاب الكوفي. عن: الحسن بن عمارة، وسفيان الثوري، وعمرو بن خالد.) وعنه: يزيد بن موهب الرملي، وعمر بن زرارة الحدثي. قال أبو أحمد الحاكم: ليس حديثه بالقائم. 4 (مسلمة بن يعقوب بن مسلمة بن عبد الملك بن مروان الأموي.) أحد أشراف الشاميين. كان أحد من خرج على الدولة العباسية. وذلك أن أبا العميطر الأموي السفياني لما ظهر وغلب على دمشق في سنة خمس وتسعين ومائة، وبعدها تمكن مسلمة هذا من الأمور، وعمل على أبي العميطر وقبض عليه، لأن أبا العميطر كان شيخاً كبيراً، فقيده ودعا لنفسه وبايعوه. ثم قام عليه محمد بن صالح بن بيهس الكلابي أمير العرب، فأخذ (13/393)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 394 منه دمشق. فبادر مسلمة وفك قيد أبي العميطر، وخرجا هاربين بزي النساء إلى المزة. ثم إن مسلمة جاءه الموت بالمزة، فصلى عليه أبو العميطر، ثم مات بعده بقليل، وعموا قبره لئلا ينبش، وذلك في حدود المائتين. 4 (مسهر بن عبد الملك بن سلع الهمداني الكوفي.) روى عن: أبيه، وعن: الأعمش، وعيسى بن عمر القاريء. وعنه: إسحاق بن راهويه، والحسن بن عل الحلواني، ومحمد بن عبد الله المخرمي، وجماعة. قال البخاري: فيه بعض النظر. 4 (مطرف بن مازن) قاضي صنعاء. (13/394)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 395 روى عن: ابن جريج، ومعمر. وعنه: الشافعي، وداوود بن رشيد. وكان من الأخيار الصلحاء، لكنه واه. قال النسائي: ليس بثقة. وقال ابن معين: كذاب. وأسقطه ابن حبان، وضعفه آخرون. وأما أبو أحمد بن عدي فقال: لم أر له شيئاً منكراً. وسمعت عمر بن سنان: نا حاجب بن سليمان قال: كان مطرف بن مازن قاضي صنعاء، وكان) رجلاً صالحاً، فأتاه رجل وقال: حلفت بطلاق امرأتي ثلاثاً أني أخرا على رأسك. فقام ودخل ووضع على رأسه منديلاً، ثم قال للرجل: اصعد واقلل، أو كما قال. 4 (مطهر بن الهيثم الطائي البصري ق.) (13/395)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 396 روى عن: علقمة بن أبي حمزة الضبعي، وموسى بن علي بن رباح. وعنه: عباد بن الوليد الغبري، ومحمد بن المثنى، وعبد الرحمن بن محمد بن منصور كزبران، وجماعة. قال ابن حبان: منكر الحديث. وقال ابن يونس: متروك. 4 (معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان ع.) الإمام أبو المثنى العنبري التيمي البصري الحافظ، قاضي البصرة. روى عن: حميد، وسليمان التيمي، وابن عون، وبهز بن حكيم، وعوف، ومحمد بن عمرو، وشعبة، وآخرون. وعنه: ابناه عبيد الله والمثنى، وأحمد، وإسحاق، وبندار، وإسحاق بن (13/396)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 397 موسى، وعبد الله بن هاشم الطوسي، وسعدان بن نصر، وخلق كثير. قال أحمد بن حنبل: إليه المنتهى في التثبت بالبصرة. ما رأينا أحداً أعقل منه. وقال يحيى بن سعيد القطان: ما بالبصرة ولا بالكوفة ولا بالحجاز أثبت من معاذ بن معاذ. قلت: كان من أقران القطان. قال النسائي: ثقة ثبت. وقال ابن معين، وأبو حاتم: ثقة. قلت: يحيى القطان أسن منه بشهرين. قال أحمد بن حنبل: ولد معاذ بن معاذ سنة ست عشرة ومائة. وقال المدائني: كان جده نصر والياً لخالد القسر بإصطخر، ومعاذ بن نصر مات في حياة نصر سنة تسع عشرة ومائة. قلت: مات معاذ بن معاذ في ربيع الآخر سنة ست وتسعين ومائة. معاذ بن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي ع.) (13/397)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 398 البصري الحافظ. عن: أبيه، وابن عون، وأشعث بن عبد الملك، وغيرهم. وعنه: أحمد بن حنبل، وإسحاق، وبندار، وابن المديني، ومحمد بن إسماعيل بن أبي سمينة، وعمرو الفلاس، وأبو سعيد الأشج، ومحمد بن المثنى، وإسحاق الكوسج، ويزيد بن سنان البصري، وجماعة. قال ابن عدي: ربما يغلط وأرجو أنه صدوق. وروى عباس، عن ابن معين: صدوق، وليس بحجة. وقال عباس بن عبد العظيم الحافظ: كان عنده، عن أبيه، عشرة آلاف حديث. قلت: وفاته في ربيع الآخر سنة مائتين. 4 (معروف الكرخي.) (13/398)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 399 هو زاهد العراق، وشيخ الوقت. أبو محفوظ معروف بن الفيرزان، وقيل ابن فيروز، من أهل كرخ بغداد. وقيل: كنيته أبو الحسن. وكان أبوه من أعمال واسط من الصابئة. وعن أبي علي الدقاق قال: كان أبواه نصرانيين فأسلماه إلى مؤدب نصراني، فكان يقول له: قل ثالث ثلاثة، فيقول معروف: بل هو الواحد. فيضربه. فهرب، فكان أبواه يقولان: ليته رجع. ثم أسلم أبواه. وذكر السلمي أن معروماً داوود الطائي ولم يصح أنبأنا المسلم بن علان، ومؤمل البالسي قالا: أنا الكندي، أنا الشيباني، أنا الخطيب، أنا ابن رزق، ثنا عثمان بن أحمد، ثنا يحيى بن أبي طالب، أنا معروف الكرخي: حدثني الربيع بن صبيح، عن الحسن، عن (13/399)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 400 عائشة قالت: لو أدركت ليلة القدر ما سألت الله إلا العفو والعافية. أخبرنا محمد بن علي السلمي، أنا البهاء عبد الرحمن بن إبراهيم، أنا تجني الوهبانية، أنا الحسين بن طلحة، أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا إسماعيل الصفار، نا زكريا بن يحيى بن أسد المروزي، ثنا معروف الكرخي قال: قال بكر بن خنيس: إن في جهنم لوادياً تتعوذ جهنم من ذلك الوادي كل يوم سبع مرات. وإن في الوادي لجباً يتعوذ الوادي وجهنم من ذلك الجب كل) يوم سبع مرات. وإن في الجب لحية يتعوذ الجب والوادي وجهنم من تلك الحية كل يوم سبع مرات. يبدأ بفسقه حملة القرآن، فيقولون: أي رب بديء بنا قبل عبدة الأوثان قيل لهم: ليس من يعلم كمن لا يعلم. وقد روى معروف عن بكر بن خنيس، وابن السماك شيئاً يسيراً، وعن: الربيع بن صبيح. (13/400)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 401 روى عنه: خلف البزار، وزكريا بن حيى المروزي، ويحيى بن أبي طالب، وغيرهم. وقد ذكر معروف عند أحمد بن حنبل فقالوا: قصير العلم. فقال للقائل: أمسك، وهل يراد من العلم إلا ما وصل إليه معروف. قال إسماعيل بن شداد: قال لنا سفيان بن عيينة: ما فعل ذلك الحبر الذي فيكم ببغداد. قلنا: من هو. قال: أبو محفوظ، معروف. قلنا: بخير. قال: لا يزال أهل تلك المدينة بخير ما بقي فيهم. وقال السراج، أنا أبو بكر بن أبي طالب قال: دخلت مسجد معروف، فخرج وقال: حياكم الله بالسلام، ونعمنا وإياكم بالأحزان. ثم أذن، فارتعد ووقف شعره، وانحنى حتى كاد يسقط. وعن معروف قال: إذا أراد الله بعبد شراً أغلف عنه باب العمل، وفتح عليه باب الجدل. (13/401)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 402 وقال جشم بن عيسى: سمعت عمي معروف بن الفيرزان يقول: سمعت بكر بن خنيس يقول: كيف تتقي وأنت لا تدري ما تتقي رواها أحمد الدورقي عن معروف قال: ثم يقول معروف: إذا كنت لا تحسن تتقي أكلت الربا، ولقيت المرأة فلم تغض طرفك، ووضعت سيفك على عاتقك، إلى أن قال: ومجلسي هذا ينبغي أن يتقى، ومجيئكم معي من المسجد ينبغي لنا أن نتقيه، فإنه فتنةٌ للمتبوع، وذلةٌ للتابع. وعن معروف، وبعث إليه رجل بعشرة دنانير فلم يأخذها. ومر سائل فأعطاها له. وقيل: كان يبكي ثم يقول: يا نفس كم تبكين، أخلصي تخلصي. وقيل: سأله رجل: يا أبا محفوظ كيف تصوم فبقي يغالطه ويقول: صوم نبينا صلى الله عليه وسلم كان كذا، وصوم داوود كان كذا. فألح عليه فقال: أصبح دهري صائماً، فمن دعاني) أكلت، ولم أقل إني صائم. وقيل: قص إنسان شارب معروف وهو يسبح فقال: كيف أقص وأنت تسبح فقال: أنت تعمل وأنا أعمل. وقال رجل: حضرت معروفاً، فاغتاب رجلٌ رجلاً عنده، فقال: أذكر القطن إذا وضع على عينيك. وعنه قال: ما أكثر الصالحين، وما أقل الصادقين. (13/402)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 403 وعنه قال: من كابر الله صرعه، ومن نازعه قمعه، ومن ماكره خدعه، ومن توكل عليه منعه، ومن تواضع له رفعه وعنه: كلام العبد فيما لا يعنيه خذلان من الله. وقيل جاءه ملهوف وقال: ادع لي أن يرد الله علي كيسي، سرق منه ألف دينار. فقال: ماذا أدعو ما زويته عن أنبيائك وأوليائك، فرده عليه. وقيل: إنه أنشد مرة في السحر: (ما يضرّ الذّنوب لو اعتقتني .......... رحمةً لي، فقد علاني المشيب) وعنه قال: من لعن إمامه حرم عدله. وعن محمد بن منصور الطوسي قال: قعدت مرة إلى جنب معروف، فلعله قال: واغوثاه بالله عشرة آلاف مرة. وتلا: إذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ. وعن ابن شيرويه: قلت لمعروف: بلغني أنك تمشي على الماء. قال: ما وقع هذا، ولكن إذا هممت بالعبور جمع لي طرفا النهر فأتخطاه. أبو العباس بن مسروق: نا محمد بن منصور الطوسي قال: كنت عند معروف، ثم جئت وفي وجهه أثر. فسأله رجلٌ عن الأثر فقال: سل عما يعنيك عافاك الله. فألح عليه وأقسم عليه، فتغير ثم قال: صليت البارحة هنا، واشتهيت أن أطوف بالبيت، فمضيت إلى مكة فطفت، وجئت لأشرب من (13/403)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 404 زمزم، فزلقت، فأصاب وجهي هذا. وقال ابن مسروق: نا يعقوب ابن أخي معروف قال: قالوا لمعروف: استسق لنا، وكان يوماً حاراً، فقال: ارفعوا ثيابكم. قال: فما استتموا رفع ثيابهم حتى مطروا. وقد استجاب الله لمعروف في غير ما قضية.) وقد أفرد ابن الجوزي كتاباً في مناقبه. وقال عبيد بن محمد الوراق: مر معروف وهو صائم بسقاء يقول: رحم الله من شرب، فشرب رجاء الرحمة. وقد حكى السلمي شيئاً منكراً، وهو أن معروفاً كان يحجب علي بن موسى الرضا، قال: فكسروا ضلع معروفٍ فمات. فهذا إن صح، يكون حاجبٌ اسمه باسم معروف. وعن إبراهيم الحربي قال: قبر معروف الترياق المجرب. يريد الدعاء عنده، لأن البقاع المباركة يستجاب فيها الدعاء. كما أن الدعاء في المساجد وفي السحر أفضل. ودعاء المضطر مجابٌ في كل مكان. قال محمد بن عبيد الله بن المنادي، وثعلب: مات معروف سنة مائتين. (13/404)