تاريخ الإسلام للذهبى--9
الجزء الثانى و الأربعون
الجزء الثاني والأربعون
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 5 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)
5 (الطبقة الستّون حوادث)
1 (الأحداث من سنة إلى)
4 (سنة إحدى وتسعين وخمسمائة)
4 (استلاء مؤيّد الدين على همذان) أنبأنا ابن البزوريّ قال: في المحرَّم وصل الخبر على جناح طائرٍ باستيلاء الوزير مؤيَّد الدّين محمد بن القصّاب على همدان، وضربت الطُّبول. 4 (عناية الناصر بالحمام) قلت: واعتنى الناصر لدين الله هذه المدّة بالحمام اعتناء عظيماً. 4 (انتهاب الريّ) قال: وولىّ مؤيَّد الدّين كلَّ بلد أميراً، واجتمع بختلغ إنج فخلع عليه، واتّفقا على الخوارزميّة وقتالهم، فقصد الوزير دامغان وقصد خلتغ إنج الريّ فدخلها وتحصّن بها، وخالف فيها الوزير فحصره، ففارقها ختلغ إنج، ودخلها الوزير وأنهبها عسكر بغداد. ثمّ ولاّها فلك الدّين سنقر النّاصريّ. 4 (دخول خوارزم شاه همذان) ثمّ سار فحارب ختلغ إنج، فانكسر ختلغ إنج ونجا بنفسه، ورجع الوزير فدخل همذان. فنفّذ خوارزم شاه يعتب على الوزير، ويتهدّده لما فعل
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 6 في أطراف بلاده، فاستعدّ الوزير للملتقى، فتوفّي دون ذلك، وجيَّش خوارزم شاه، وقصد همذان، وحارب العسكر فهزمهم، ونبش الوزير ليشيع الخبر أنّه قتل في المعركة. ثم عاد إلى خراسان. 4 (تأمير كوكج على البهلواني) ثمّ إنّ المماليك البهلوانيّة أمّروا عليهم كوكج، وملكوا الريّ وأخرجوا فلك الدّين سنقر. 4 (خروج العزيز لأخذ دمشق) وفيها سار الملك العزيز من مصر ليأخذ دمشق، فبادر الملك الأفضل منها وساق إلى عمّه العادل، وهو بقلعة جعبر، وطلب نجدته، ثم عطف إلى أخيه الظّاهر يستنجده. فساق العادل وسبق الأفضل إلى دمشق، وقام معهما كبار الأمراء، فردّ العزيز منهزماً، وسار وراءه العادل والأفضل قين معهما من الأسديّة والأكراد، فلمّا رأى العادل انضمام العساكر إلى الأفضل) وقيامهم معه، خاف أن يملك مصر، ولا يسلّم إليه دمشق، فبعث في السّرّ إلى العزيز يأمره بالثَّبات، وأن يجعل على بلبيس من يحفظها، وتكفّل بأنّه يمنع الأفضل، فجهّز العزيز النّاصريّة مع فخر الدّين جركس، فنزلوا ببلبيس، وجاء الأفضل والعادل فنازلوهم، فأراد الأفضل مناجزتهم ودخول مصر، فمنعه العادل من الأمرين وقال: هذه عساكر الإسلام، فإذا قّتلوا في الحرب فمن يردّ العدوّ والبلاد بتحكّمك. وأخذ يراوغه. وجاء القاضي الفاضل في الصُّلح، ووقعت المطاولة، واستقرّ العادل بمصر عند العزيز، ورجع الأفضل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 7 هذا ملخّص ما قاله ابن الأثير 4 (تجديد الهدنة) وفي هذه المدّة جدّد العزيز الهدنة مع ملك الفرنج كندهري، وزاد في المدّة ثم لم يلبث كندهري أن سقط من مكان بعكّا فمات، واختلفت أحوال الفرنج قليلاً. 4 (سوء تدبير الوزير ضياء الدين) قال ابن واصل وغيره: لمّا عزم العزيز على قصد الشّا ثانياً، أشار العُقلاء على الملك الأفضل بملاطفة أخيه العزيز، ولو فعل لصلح حاله وأرضى منه العزيز بإقامة السّكّة والخطبة له بدمشق، لكن قبل ما أشار به وزير الضّياء بن الأثير، من اعتصامه بعمّه العادل والالتجاء إليه، وكان ذلك من فاسد الرأي، حتّى استولى عمه على الأمر، وغلب على السَّلطنة. 4 (إقبال الأفضل على الزهد) ولمّا رجع الأفضل من بلبيس أقبل أيضاً على الزُّهد والعبادة وفوّض الأمور إلى ابن الأثير، فاختلّت به غاية الاختلال. 4 (قدوم ابن شملة بغداد) وفيها قدم بغداد شمس الدّين عليّ بن سوسيان بن شملة، ومعه نساء أبيه وجواريه، فتلقّى بالموكب الشريف. وكان صبيّاً بديع الجمال، تضرب بحسنه الأمثال.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 8 وقال أبو شامة: فيها قدم العزيز إلى الشّام أيضاً ونزل على الغوار، ثمّ رحل إلى مصر لمّا سمع بقدوم العساكر مع عمّه العادل وأخيه الأفضل، فتبعاه إلى مصر، وخرج القاضي الفاضل فأصلح الحال، فدخل العادل مصر مع العزيز وأقام عنده، وردّ الملك الأفضل إلى دمشق.) 4 (وقعة الزّلاّقة بالمغرب) وفيها كانت بالمغرب وقعة الزّلاّقة، وكانت ملحمة عظيمة بين يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن، وبين الفنش ملك طليطلة لعنه الله تعالى. كان الفنش قد استولى على عامّة جزيرة الأندلس، وقهر ولاتها، وكان يعقوب ببرّ العدوة مشغولاً عن نصره أهل الأندلس بالخوارج الخارجين عليه، وبين الأندلس وبين سبتة كان أدقّ ما يكون من عرض البحر، وعرضه ثلاثة فراسخ، ويسمى العدوة، وزقاق سبتة، وغير ذلك. ومنه دخل المسلمون في المراكب لمّا افتتحوا الأندلس في دولة الوليد بن عبد الملك. واستصرى الفونش واستفحل أمره، واتّسع ملكه، وكتب إلى يعقوب ينخّيه في الدّخول إليه، فأخذته حميّة الإسلام، وسار فنزل على زقاق سبتة، وجمع المراكب وعرض جيوشه، فكانوا مائة ألف مرتزقة، ومائة ألف مطَّوّعة، وعدّوا كلُّهم، ووصل إلى موضع يقال له الزّلاّقة وجاءه الفنش في مائتي ألف وأربعين ألفاً، فالتقوا، فنصر الله دينه، ونجا الفونش في عددٍ يسير إلى طليطلة، وغنم المسلمون غنيمةً لا تحصى. قال أبو شامة: كان عدّة من قتل من الفرنج مائة ألف وستة وأربعين ألفاً وأسر ثلاثون ألفاً، وأخذ من الخيام مائة ألف خيمة وخمسون ألفاً، ومن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 9 الخيل ثمانون ألف رأس، ومن البغال مائة ألف، ومن الحمير أربعمائة ألف حمار، تحمل أثقالهم، لأنّهم لا جمال عندهم، ومن الأموال والجواهر والقماش ما لا يحصى. قال: وبيع الأسير بدرهم، والسّيف بنصف، والحصان بخمسة دراهم، والحمار بدرهم. وقسّم يعقوب الملقّب بأمير المؤمنين الغنائم على مقتضى الشّريعة فاستغنوا للأبد. وأمّا الفنش فوصل بلده على أسوأ حال، فحلق رأسه ونكّس صليبه، وآلى أن لا ينام على فراشه ولا يقرب النّساء، ولا يركب حتّى يأخذ بالثّأر. وأقام يجمع من الجزائر والبلاد ويستعدّ. قال: وقيل إنّما كانت هذه الوقعة في سنة تسعين، وهذا وهم، إنّما كانت في سنة إحدى وتسعين في تاسع شعبان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 10 4 (سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة)
4 (تيابة ابن البخاري بالوزارة) فيها استنيب في الوزارة قاضي القضاة أبو طالب عليّ بن عليّ البخاريّ) 4 (ولاية طاشتكين خوزستان) وفيها أفرج عن الأمير مجير الدّين طاشتكين الحاجّ، وولّي بلاد خوزستان، ووسم بالملك، وأنعم عليه بكوسات وأعلام. 4 (دخول العزيز وعمّه دمشق) وقال أبو شامة: وفيها قدم الملك العزيز ثالثاً إلى الشّام ومعه عمّه الملك العادل. قلت: فحاصرا دمشق مدّةً يسيرة، ووقعت المخامرة من عسكر دمشق ففتحوا الأبواب، ودخل العزيز والعادل في رجب. قال ابن الأثير: كان أبلغ الأسباب في ذلك وثوق الأفضل بعمّه، وقد بلغ من وثوقه أنّه أدخله بلده وهو غائب عنه. وقد كان أرسل إليه أخوه
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 11 الظّاهر يقول: أخرج عمّنا من بيننا، فإنّه لا يجيء علينا منه خير، وأنا أعرف به منك، وأنا زوج ابنته. فردّ عليه الأفضل: أنت سّيء الظّنّ، وأيّ مصلحة لعمّنا في أن يؤذينا ولمّا تقرّر العادل بمصر استمال الملك العزيز، وقرّر معه أن يخرج إلى دمشق، ويملك دمشق ويسلّمها إليه، فسار معه وقصدوها، واستمالوا أميراً فسلِّم إليهم باب شرقيّ، وفتحه ودخل منه العادل ووقف العزيز بالميدان. فلمّا رأى الأفضل أنّ البلد قد ملك، خرج إلى أخيه ودخل به البلد، واجتمعا بالعادل وقد نزلا في دار أسد الدّين شيركوه، فبقيا أياماً كذلك، ثمّ أرسلا إلى الأفضل ليتحول من القلعة، فخرج وسلَّ القلعة إلى أخيه. قلت: رجع العزيز إلى مصر، وأقام العادل بدمشق، فتغلّب عليها، وأخرج أولاد أخيه صلاح الدّين عنها، وأنزل الأفضل في صرخد. وقال أبو شامة: انفصل الحال على أن خرج الأفضل إلى صرخد وتسَّلم البلد الملك العزيز، وسلّمها إلى عمه، وأسقط ما فيها من المكوس، وبقيت بها الخطبة والسّكة باسم الملك العزيز. وقال في الروضتين: فيها نزل العزيز بقلعة دمشق، ودخل هو وأخوه الأفضل متصاحبين إلى الضريح النّاصريّ، وصلّى الجمعة عند الضريح والده. ودخل دار الأمير في جوار التُّربة، وأمر القاضي محيي الدّين أن يبنيها مدرسةً للتربة، فهي المدرسة العزيزية. ووقف عليها قرية محجّة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 12 قلت: ما أحسن قول ملك البلاغة القاضي الفاضل رحمه الله ورضي عنه: أمّا هذا البيت فإنّ) الآباء منه اتَّفقوا فملكوا، وأنّ الأبناء منه اختلفوا فهلكوا، إذا غرب نجم فما في الحيلة تشريفه، وإذا خرق ثوبُ فما يليه إلاّ تمزيقهُ، وإذا كان الله مع خصم فمن يطيقه قال أبو شامة: وأخذت قلعة بصرى من الملك خضر ابن صلاح الدّين، أخذها أخوه. 4 (هبوب ريح سوداء) قال: وفيها بعد خروج النّاس من مكّة هبّت ريح سوداء عمت الدنيا، ووقع على الناس رملٌ أحمر، ووقع من الركن اليمانّي قطعة، وتجرّد البيت مراراً. 4 (طلب خوارزم شاه السلطنة ببغداد) ومن خبر خوارزم شاه أنه كان قد قطع جيحون في خمسين ألفاً، ثمّ وصل همذان وشحن على البلاد إلى باب بغداد، وبعث إلى الخليفة يطلب السًّلطنة، وإعادة دار السّلطنة إلى ما كانت، وأن يجيء إلى بغداد، وأن يكون الخليفة من تحت يده كما كانت الملوك السَّلجوقية. فانزعج الخليفة وأهل بغداد، وغلت الأسعار. 4 (حصار طليطلة) قال: وفيها كانت وقعة أخرى ليعقوب بن يوسف مع الفنش. وكان الفنش قد حشد وجمع جمعاً أكثر من الأوّل، ووقع المصاف، فكسره
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 13 يعقوب، وساق خلفه إلى طليطلة ونازلها، وضربها بالمنجنيق، وضيّق عليها ولم يبق إلاّ أخذها، فخرج إليه والده النفش وبناته وحريمه، وبكين بين يديه وسألنه إبقاء البلد عليهنّ، فرقّ لهنّ بالبلد. ولو فتح طليطلة لفتح إلى مدينة النّحاس. وعاد إلى قرطبة وقسّم الغنائم، وصالح الفنش مدّة وقيل: إنّ هذه الوقعة كانت في سنة إحدى وتسعين. وفيها وفي الّتي قبلها عاث ابن غانية الملثَّم، وخلت له إفريقيّة، وكان بالبرّية مع العرب، فعاود إفريقية، وخرّبت عساكره البلاد. فلهذا صالح يعقوب الفرنج ورجع إلى المغرب لحرب الملثَّم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 14 4 (سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة)
4 (إكرام أبي الهيجاء السمين ببغداد) فيها وصل الأمير أبو الهيجا الكرديّ، المعروف بالسّمين. كان مفرط السُّمن، ومن أعيان أمراء الشّام. ترك خدمة الملك العزيز عثمان بن صلاح الدّين وقدم بغداد، فتلقّي وأكرم، وبالغوا في احترامه.) 4 (اعتقال أبي الهيجاء) ثمّ جرت من أجناده ناقصة لمّا جرّدبوا عسكر الدّيوان، فكان هو ببغداد فاعتقل. 4 (سلطنة العزيز بمصر والشام) وفيها خطب وضربت السّكّة للملك العزيز، كما خطب له هام أوّل بدمشق، وتمّت له سلطنة مصر والشّام، مع كون عمّه العادل صاحب دمشق، وأخيه صاحب حلب. 4 (قطع بركة المسافة من واسط إلى بغداد) وفي جمادى الآخرة جرى بركة السّاعي من واسط إلى بغداد في يوم وليلة، وهذا لم يسبق إلى مثله، وخلع عليه سنيّة، وحصل له مال.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 15 4 (وفاة أبي الهيجاء) ثم خلع على أبي الهيجاء السّمين، وأمر أن ينزل بهمذان، ونوفّي بعد شهر. 4 (توجّه الرسول إلى غزنة) وفيها توجّه مجير الدّين الحسن بن الربيع رسولاّ إلى شهاب الدّين الغوريّ صاحب غزنة. 4 (انقضاض كوكب) أنبأنا ابن البزوري: قال: وأنقضّ في شوّال كوكب عظيم سمع لانقضاضه صوتٌ هائل، واهتزّت الدُّور والأماكن، فاستغاث الناس، وأعلنوا بالدّعاء، وظنّوا ذلك من أمارات القيامة. 4 (مقتل ملك اليمن) قال: وفيها ملك إسماعيل بن سيف الإسلام طغتكين بلد اليمن بعد أبيه، وأساء في ولايته، وادّعى أنّه فرشيّ، وخطب لنفسه وتسمّى بالهادي، ثم قتل. 4 (فتح يافا) قال أبو شامة: وفي شوّالها فتح العادل يافا عنوةً وأخربها، وكان قد
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 16 أتاها أربعون فارساً نجدةً، فلما عاينوا الغلبّة دخلوا الكنيسة وأغلقوا بابها، ثم قتل بعضهم بعضاً، فكسر المسلمون الباب فوجدوهم صرعى، وهذا ثالث فتح لها، لأنّها فتحت أيّام بيت المقدس، ثم استرجعها الإنكليز، ثم أخذها ثاني مرّة صلاح الدّين، ثم افتتحها في هذا الوقت الملك العادل، ثمّ ملكتها الفرنج، ثمّ افتتحها السّلطان النّاصر رابعاً، ثم خرِّبت. 4 (كتاب الفاضل يصف البرق والريح) ) كتب الفاضل إلى محيي الدّين الزكيّ يقول: وممّا جرى من المعضلات بأس من الله طرق ونحن نيام، وظنّ النّاس أنّه اليوم الموعود، ولا يحسب المجلس أنّي أرسلت القلم محرِّفاً، فالأمر أعظم، ولكنّ الله سلَّم. أنّ الله تعالى أتى بساعةٍ كالسّاعة، كادت تكون للدّنيا السّاعة، في الثّلث الأوّل من ليلة الجمعة تاسع عشر جمادى الآخرة، أتى عارض فيه ظلمات متكاثفة وبروق خاطفة، ورياح عاصفة، قوي الهواء بها، واشتدّ هبوبها، وارتفعت لها صعقات، فرجفت الجدران، واصطفقت، وتلاقت على بعدها، واعتنقت، وثار عجاج، فقيل: لعلّ هذه قد انطبقت. وتوالت البروق على نظام، فلا يحسب إلاّ أنّ جهنّم قد سال منها وادٍ، وزاد
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 17 عصف الريح إلى أن تغطت النُّجوم، وكانت تسكن وتعود عوداً عنيفاً، ففرّ النذاس والنّساء والأطفال، وخرجوا من دورهم لا يستطيعون حيلةً، ولا يهتدون سبيلاً، بل يستغيثون ربّهم، ويذكرون دينهم. ولا يستغربون العذاب، لأنّهم على موجباته مصرون وفي وقت وقوع واقعاته باستحقاقه مقرون معتصمين بالمساجد الجامعة، وملتقين الآية النّازلة من السّماء بالأعناق الخاضعة، بوجوهٍ عانية، ونفوسٍ عن الأموال والأهل سالية. وقد انقطعت من الحياة علقهم، وعميت عن النجاة طرقهم، فدامت إلى الثّلث الأخير وأصبح كلٌّ يسلِّم على رفيقه بسلامة طريقه، ويرى أنّه بعث بعد النّفخة وأفاق بعد الصَّرخة. وتكشَّر عدّة مراكب في البحار، وتقلّعت الأشجار الكبار، ومن كان نائماً في الطُّرق من المسافرين دفنته الرّيح حياّ، وركب فما أغنى الفرار شيئاً، والخطب أشقّ، وما قضيت بعض الحقّ. فما من عباد الله من رأى القيامة عياناً إلاّ أهل بلدنا، فما اقتضّ الأوّلون مثلها في المثلات، والحمد لله الذّي جعلنا نخبر عنها ولا تخبر عنّا. في كلام طويل. 4 (أخذ الفرنج بيروت) وفيها أخذت الفرنج بيروت، وكان أميرها الأمير عزّ الدّين سامة لمّا سمع بوصول العدوّ إلى صيدا هرب، فملكها الفرنج ثاني يوم. وفيه صنِّف: (سلِّم الحِصنَ ما عليكَ مَلامَةْ .......... ما يُلام الّذي يرومُ السّلامهْ)
(فَعَطاءُ الحصونِ من غير حربٍ .......... سنَّةٌ سنَّها ببيروتَ سامهْ)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 18
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 19 4 (سنة أربع وتسعين وخمسمائة)
4 (نزول الفرنج على تبنين) فيها نزلت الفرنج على تبنين، وقدم منهم جمع كبير في البحر، فانتشروا بالسّاحل، وكثروا،) وخاف الناس، فنفّذ الملك العادل صاحب دمشق القاضي محيي الدّين إلى صاحب مصر الملك العزيز مستصرخاً، فجاء العزيز، فترحّل الفرنج بعد أن قرِّرت معهم الهدنة خمس سنين وثمانية أشهر. 4 (الحج من الشام) وحجّ بالنّاس من الشام قراجا 4 (ملك خوارزم شاه بخارى) وفيها ملك علاء الدّين خوارزم شاه، واسمه تكش بن أيل رسلان بخارى، وكان لصاحب الخطأ، وجرى له معهم حروبٌ وخطوب، وانتصر عليهم، وقتل خلقاً منهم، وساق وراءهم، ثم حاصرهم مدّة، وافتتحها عنوة، وعفى عن الرعيّة، وكان يقع في مدّة الحصار بين الفريقين سبّ. وتقول الخوارزمية: يا أجناد الكفّار أنتم تعينون الخطأ علينا، أنتم مرتدّة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 20 وكان خوارزم شاه أعور، فعمد بخارى إلى كلب أعور، وألبسوه قباءً ورموه في المنجنيق عليهم، وقالوا: هذا سلطانكم تكش. 4 (موت أمير القدس) وفيها مات سنقر الكبير أمير القدس. وولي بعده صارم الدّين خطلوا الفرُّخشاهيّ. 4 (ملك أرسلان شاه الموصل) وفيها سار ملك الموصل نور الدين أرسلان شاه بن مسعود بن مودود فنازل نصيبِّين، وأخذها من ابن عمّه قطب الدّين، فسار إلى الملك العادل واستجار به، فسار معه بعسكره، وقصدا نصيبين فتركها أرسلان شاه وسار إلى بلده ودخلها قطب الدين فدخل نصيبين شاكراً للعادل. وأراد الرجوع في خدمته إلى دمشق فردّه. 4 (منازل ماردين) ونازل العادل ماردين، وحاصرها أشهراً، وملك ربضها، ثمّ رحل عنها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 21 4 (سنة خمس وتسعين وخمسمائة)
4 (عصيان نائب الريّ) في ربيع الأوّل قصد علاء الدّين خوارزم شاه الريّ، وكان قد عصى عليه نائبة بها، فحاصره وظفر به، وهمَّ بقتله، ثم حبسه.) 4 (لبس خوارزم شاه خلعة الخليفة) وفيه نفّذ الخليفة إلى علاء الدّين خوارزم شاه تشريفاً وتقليداً بما في يده من الممالك، فقبل الأرض ولبس الخلعة. 4 (مقتل الوزير نظام الملك) ثم سار وفتح قلعة من قلاع الأسماعيلية على باب قزوين، وحصر ألموت، ثم عاد، فوثبت على وزيره نظام الملك مسعود بن علي فقتلوه. 4 (مقتل رئيس الشافعية) وقتلت الإسماعيليّة في حصار الألموت رئيس الشّافعيّة صدر الدّين محمد بن الوزّان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 22 4 (عمارة سور ثان بغداد) وفيها تقدم بعمارة سور ثان على بغداد، وجدّوا في بنائه إلى أن فرع. 4 (سلطنة محمد بن يعقوب المغرب والأندلس.) وفيها ولي سلطنة المغرب والأندلس محمد يعقوب بن عبد المؤمن بعد موت ولده. 4 (الإفرانج عن سبط ابن الجوزي) وفي وسط السّنة أخرج أبو الفرج بن الجوزيّ من سجن واسط مكرَّماً وتلقاه الأعيان وخلع عليه وأذن له في الجلوس فجلس وكان يوماً مشهوداً. 4 (فتنة الفجر الرازي بخراسان) وفيها كانت بخراسان الفتنة الهائلة للفجر الرّازيّ صاحب التّصانيف. أنبأني ابن البزوريّ قال: سببها أنّه فارق بهاء الدّين صاحب باميان وقصد غياث الدّين الغوريّ خال بهاء الدّين، فالتقاه وبخّله وأنزله، وبنى له مدرسة، وقصده الفقهاء من النواحي فعظم ذلك على الكرامية وهم خلق بهداة وكان أشدّ النّاس عليه ابن عم غياث الدين وزوج بنته، وهو الملك ضياء الدين، فاتفق حضور الفقهاء الكراميّة، والحنيفيّة والشّافعية، وفيهم
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 23 فخر الدّين الرّازيّ، والقاضي مجد الدّين بن عبد المجيد بن عمر القدوة، وكان محترماً، إماماً، زاهداً، فتكلم الفخر، فاعترضه ابن القدوة، واتّسع الجدال والبحث وطال، فنهض السّلطان غياث الدين، واستطال الفجر على ابن القدوة بحيث أنّه شتمه وبالغ في إهانته، وانقضى المجلس، فشكا الملك ضياء الدّين إلى ابن عمّه ما جرى من الفجر بعد انقضاء المجلس، وذم الفجر ونسبه إلى) الزندقة والفلسفة، فلم يحتفل السّلطان بقوله، فلمّا كان من الغد جلس ابن عمّ المجد بن القدوة في الجامع للوعظ فقال: لا إله إلاّ الله ربنّا آمنّا بما أنزلت واتَّبعنا الرسول فاكتبنا مع الشّاهدين. أيّها الناس إنّا لا نقول إلاّ ما صحّ عندنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما قول أرسطاطاليس، وكفريّات ابن سينا، وفلسفة الفارابيّ، فلا نعلمها، فلأيّ شيء يشتم بالأمس شيخ من شيوخ الإسلام يذبّ عن دين الله وبكى، فضجّ النّاس، وبكى الكرّاميّة، واستغاثوا، وثار النّاس من كلّ جانب واستعرت الفتنة، وكادوا يقتتلون ويجري ما يهلك به خلق كثير، فبلغ ذلك السّلطان، فأرسل الأجناد وسكّنهم ووعدهم بإخراج الفجر، وأحضره وأمره بالخروج. 4 (الفتنة بدمشق) وفيها كانت بدمشق فتنة الحافظ عبد الغنيّ بينه وبين الأشعرية، وهمّوا بقتله. ثم أخرج من دمشق. وتفصيل ذلك في ترجمته إن شاء الله تعالى. 4 (موت الملك العزيز) وفي أوّلها مات الملك العزيز.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 24 4 (النزاع بين الأمراء الأيوبييّن) وكان سيف الدّين أركش، الأسدي بالصّعيد، فقدم القاهرة فوجد الملك المنصور سلطاناً، وقد استولى فجر الدّين شركس على الأمور، فحلّف أركش الأمراء على أن يسلطنوا الأفضل، وأرسلوا النجب بالكتب إليه وانعزل عنهم شركس، وزين الدّين قراجا، وقر اسنقر، ثم لما قرب من مصر هربوا إلى القدس. فسار الأفضل من صرخد ودخل مصر، فأخذ ابن العزيز وصار أتابكه، وسار بالجيوش فحاصر دمشق وبها العادل قد ساق على البريد من ماردين، وترك عليها الجيش مع والده الكامل، ودخل دمشق قبل أن يصل الأفضل بيومين. وأحرق جميع ما كان خارج باب الجابية من الفنادق والحوانيت، وأحرق النَّيرب وأبواب الطّواحين، وقطعت الأنهار، واشتد الأمر، وأحرقت بيادر غلّة حرستا. ودخل الأفضل من باب السّلامة، وضجّت العوام بشعاره، وكان محبوباً إلى النّاس، وبلغ الخبر العادل، فكاد يستسلم فتماسك، ووصل الذين دخلوا
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 25 إلى باب البريد، وكانوا قليلين، فوثب عليهم أصحاب العادل وأخرجوهم. ثمّ قدم صاحب حلب، وصاحب حمص، وهمّموا بالزَّحف. ثم قويّ) العادل بمجيء الأمراء الذين كانوا بالقدس، وضعف الأفضل. ثم وقعت كبسة على عسكره المصريّين. وبقي الحصار إلى سنة ستٍّ وتسعين. 4 (ظهور الدّعيّ بدمشق) وفيها ظهر بدمشق الدّاعي العجميّ المدّعي أنه عيسى بن مريم، وأفسد طائفة وأضلهم، فأفتى العلماء بقتله، فصلبه الصّارم برغش العادليّ. 4 (قيام العامّة على الرافضة بدمشق) وفيها قامت العامّة على الرّافضة، وأخرجوهم إلى باب الصّغير من دمشق، ونبشوا وثّاباً المرحّل من قبره، وعلّقوا رأسه مع كلبين ميّتين 4 (ولاية ابن الشهرزوري القضاء) وفيها ولّي قضاء القضاة بالعراق ضياء الدّين أبو القاسم بن الشّهرزوريّ
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 26 4 (سنة ست وتسعين وخمسمائة)
4 (وفاة السلطان خوارزم شاه) فيها مات السّلطان علاء الدّين خوارزم شاه تكش، وقام بعده ابنه محمد. 4 (حصار دمشق) وفيها كان الملك الأفضل والملك الظّاهر على حصار دمشق، والعساكر جاثمة بمنزلتهم، قد حفروا عليها خندقاً من أرض اللّوان إلى يلدا احترازاً من مهاجمة الدّمشقييّن لهم. وعظم الغلاء بدمشق، وزاد البلاء، وكادت أن تعدم الأقوات بالكلية، ونفذت أموال الملك العادل على الأمراء والجند، وأكثر الإستدانة من التّجّار والأكابر. وكان يدبّر الأمور بعقل ومكر ودهاء، حتّى تماسك أمره. ثم فارقه جماعة أمراء، فكتب إلى ابنه الكامل: أن أسرع إليَّ بالعساكر، وخذ من قلعة جعبر ما تنفقه في العساكر. فسار الكامل ودخل جعبر، وأخذ منها أربعمائة ألف دينار، وسار إلى دمشق، وتوانى الأخوان عن معارضته، فدخل البلد
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 27 وقوي به أبوه، وضعف أمر الظّاهر والأفضل، ووقع بينهما على مملوك للظّاهر كان مليحاً أخذه الأفضل وأخفاه. ثم رحل الأفضل والظّاهر إلى رأس الماء وافترقا. وهجم الشّتاء، وردّ الأفضل إلى مصر، والظّاهر إلى حلب. فخرج العادل يتبع الأفضل، فأدركه عند الغرابيّ من رمل مصر، ودخل) العادل القاهرة، فرجع الأفضل إلى صرخد منحوساً. 4 (إكرام ابن أخي خوارزم شاه) وكان في أوّل السّنة قد وصل ابن أخي السّلطان خوارزم شاه مستغفراً عن عمه ممّا أقدم عليه من مواجهة الدّيوان بطلب الخطبة، فأكرم موره. 4 (رفع الحصار عن دمشق) قال القاضي جمال الدّين بن واصل: ثم سار الأفضل والظّاهر إلى رأس الماء، وعزما على المقام به إلى أن ينسلخ، فتواترت الأمطار، وغلت الأسعار، فاتفقا على الرحيل وتأخير الحصار إلى الربيع. 4 (الحرب بين الأفضل والعادل) ودخل الأفضل مصر، وتفرق عسكره لرعي دوابّم، بعد أن خامر منهم طائفة كبيرة إلى العادل. ورحل العادل فدخل الرمل، فرام الأفضل جمع العساكر، فتعذّر عليه، فخرج في عسكر قليل، ونزل السّائح، وعمل المصافّ
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 28 مع عمّه، فانكسر وولى، والمصريّون منهزمين، وكان بعضهم مخامرين وتخاذلوا عنه. فاضطرّ إلى أن ترك مصر، وتعوَّض بميَّافارقين، وحاني وسميساط. ودخل العادل القاهرة في الحادي والعشرين من ربيع الآخر واجتمع به الأفضل، ثم سافر إلى صرخد. 4 (ملك العادل الديار المصرية) ثم طلب العادل ابنه الكامل، وملك الدّيار المصرّية، وجعل ابنه الكامل نائباً عنه، فناب عنه قريباً من عشرين سنة، ثمّ استقلّ بالملك بعده عشرين سنة وأشهراً. وأنبأنا ابن البزوريّ قال: في ربيع الآخر التقى عسكر العادل وعسكر الأفضل، فانهزم عسكر الأفضل وهو إلى القاهرة، فساق العادل ونزل محاصراً القاهرة، فأرسل الأفضل إلى عمّه يقنع منه ببعض بلاده، فقال للعادل: أريد دمشق، فلم يجبه. ثم آل الأمر إلى أن رضي بميّافارقين وخرج من مصر، ودخلها العادل فعمل أتابكيّة الملك المنصور عليّ بن العزيز، ثم لم يبرح يتلطف ويتألف الأمراء إلى أن ملك الدّيار المصرية، وخطب لنفسه وقال: هذا صبيّ يحتاج إلى المكتب ثم قطع خطبة الصَّبي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 29 4 (وصول رسول الملثّمين إلى بغداد) ) وفيها قدم بغداد من المغرب رسول الملثّمة ومن مخدومة إسحاق بن يحيى بن إسحاق بن عانية الملثَّم المايرقي الخارج على بني عبد المؤمن، فتلقّي بالموكب الشّريف، وأخبر أن مرسله أقام الدّعوة للخليفة ببلاده بلاد المغرب. أنبأني ابن البزوريّ قال: أنّ الرسول المذكور كان ملثّماّ لا يظهر منه سوى عيينة. وأقام ببغداد أيّاماً، وأعطي لواء أسود وخلعاً، وأعيد إلى مرسله 4 (الحج العراقي) وحجّ من العراق بالنّاس سنقر النّاصريّ، ويعرف بوجه السَّبع. 4 (حضور الملك الكامل إلى مصر) ولمّا تمكن السّلطان الملك العادل سيف الدّين أبو بكر من مملكة مصر سيَّر الأميرين علم الدّين كرجيّ، وأسد الدّين سراسنقر ليحضرا ولده الملك الكامل إلى القاهرة في أواخر رمضان من السّنة. وخرج العادل بأمراء الدّولة المصريّة بأن يبرزوا معه ليسيروا إلى خلاط، وحثهم على ذلك. 4 (سلطنة الكامل على مصر) فلما كان سابع عشر شوّال ركب بالسّناجيق والسّيوف المجذَّبة في الدَّست، فلم يجسر أحد من الأمراء أن ينطق. وأمر الخطباء فخطبوا باسمه كما ذكرنا. ثمّ لم يلبث إلاّ أياماً يسيرة حتّى سلطن ولده الملك الكامل على الدّيار المصرية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 30 وقدم عليه أخوه لأمة صاحب المدرسة الفلكيّة بدمشق فلك الدّين سليمان بن سروة بن جلدك. 4 (نقص النيل واشتداد البلاء بمصر) وفيها كان نقص النّيل، والغلاء والوباء المفرط، وخرجت ديار مصر، وجلا أهلها، عنها، واشتد البلاء في سنة سبع، وأكلوا الجيف، ثم أكلوا الآدميّين. ومات بديار مصر أمم لا يحصيهم إلاّ الله. وكسر النّيل من ثلاثة عشر ذراعاً إلا ثلاثة أصابع. وقيل لم يكمل أربعة عشر ذراعاُ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 31 4 (سنة سبع وتسعين وخمسمائة) أخبار الغلاء الفاحش في مصر وأكل الناس بعضهم بعضاً قال الموفّق عبد اللّطيف: دخلت سنة سبعٍ مفترسة لأسباب الحيا، ويئسوا من زيادة النّيل، وارتفعت الأسعار، وأقحطت البلاد، وضوى أهل السواد والريف إلى الأمّهات البلاد، وجلى) كثير إلى البلاد النّائية، ومزِّقوا كلَّ ممزَّق. ودخل منهم خلق إلى القاهرة، واشتدّ بهم الجوع، ووقع فيهم الموت عند نزول الشّمس الحمل. ووبيء الهواء، وأكلوا الميتات والبَعر. ثمّ تعدّوا إلى أكل الصِّغار، وكثيراً ما يُعثر عليهم ومعهم صِغار مشويّون أو مطبوخون، فيأمر السّلطان بإحراق الفاعل. رأيت، صغيراً مشوياً مع رجل وامرأة أُحضرا فقالا: نحن أبواه. فأمر بإحراقهما. ووُجد بمصر رجل قد جُرّدت عظامه وبقي قَفصاً. وفشى أكل بني آدم واشتهر ووّجِد كثيراً. وحكى لي عدّة نساء أنّه يتوثَّب عليهنّ، لاقتناص أولادهنّ ويُحامين عليهنّ بجهدهنّ. ولقد أُحرِق من النّساء بمصر في أيّامٍ يسيرة ثلاثون امرأة، كلٌّ منهنّ تُقِرّ أنّها أكلت جماعة. ورأيت امرأة أُحضرت إلى الوالي وفي عنقها طفلٌ مَشوِيّ، فضُرِبت أكثر من مائتي سَوط، على أن تقرّ، فلا تخبر جواباً، بل تجدها قد انخلعت عن الطِّباع البشريّة، ثمّ سُجِنت فماتت.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 32 وحكى لنا رجل أنّه كان له صديق، فدعاه ليأكل، فوجد عنده فقراء قدّامهم طبيخ كثير اللّحم، وليس معه خبز، فرابه ذلك، وطلب المِرحاض، فصادف عنده خزانة مشحونة برُمم الآدميّين وباللّحم الطَّريّ، فارتاع وخرج هارباً. وقد جرى لثلاثةٍ من الأطبّاء ممّن ينتابني، أمّا أحدهم فإنّ أباه خرج فلم يرجع. والآخر فأعطته امرأة درهمين ومضى معها، فلمّا توغّلت به مضائق الطُّرق استراب وامتنع، وشنّع عليها، فتركت دراهمها وانسلّت. وأمّا الثّالث فإنّ رجلاً استحبه إلى مريضةٍ إلى الشَارع، وجعل في أثناء الطّريق يتصدَّق بالكِسَر ويقول: هذا وقت اغتنام الأجر. ثمّ أكثر حتّى ارتاب منه الطّبيب، ودخل معه داراً خربة، فتوقّف في الدَّرج، وفتح الرجل فخرج إليه رفيقه يقول: هل حصل صيد ينفع فجزع الطّبيب، وألقى نفسه إلى اصطبل، فقام إليه صاحب الاصطبل يسأله، فأخفى قصّته خوفاً منه أيضاً فقال: قد علمت حالك، فإنّ أهل هذا المنزل يذبحون النّاس بِالحيَل. ووجدنا طفيحاً عند عطّار عدّة خوابي مملوءة بلحم الآدميّين في الملح، فسألوه فقال: خفت دوام الجدب فيهزل النّاس. وكان جماعة قد أَوَوا إلى الجزيرة، فعُثِر عليهم، وطُلبوا ليُقتَلوا فهربوا فأخبرني الثّقة أنّ الذّي وُجد في بيوتهم أربعمائة جمجمة. ثمّ ساق غير حكاية، وقال: وجميع ما شاهدناه لم نتقصّده ولا تتبّعنا مظانّه، وإنّما هو شيء) صادفناه اتّفاقاً. وحكى لي من أثق به أنه اجتاز على امرأةٍ وبين يديها ميّت قد انتفخ وانفجر، وهي تأكل من أفخاذه، فأُنكِر عليها، فزعمت أنّه زوجها. ثم قال: وأشباه هذا كثير جدّاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 33 وممّا شاع أيضاً نبش القبور، وأكل الموتى، فأخبرني تاجر مأمون حين ورد من الإسكندريّة بكثرة ما عاين لها من ذلك، يعني من أكل بني آدم، وأنّه عاين خمس أرؤس صغار مطبوخة في قِدر. وهذا المقدار كافٍ، واعتقد أنّي قد قصّرت. وأمّا موت الفقراء جوعاً قشيءٌ لا يعلمه إلاّ الله تعالى، فالّذي شهدناه بالقاهرة ومصر وهو أنّ الماشي لا يزال يقع قدمه أو بصره على ميت، أو مَن هو في السّياق، وكان يُرفع من القاهرة كلّ يوم من الميضأة ما بين مائة إلى خمسمائة. وأما مصر فليس لموتاها عدد، يُرمون ولا يُوارَون، ثمّ عجزوا عن رميهم، فبقوا في الأسواق والدّكاكين. وأما الضّواحي والقرى، فهلك أهلها قاطبةً إلاّ من شاء الله. والمسافر يمرّ بالقرية فلا يرى فيها نافخ نار، وتجد البيوت مفتَّحة وأهلها موتى. حدَّثني بذلك غير واحد. وقال لي بعضهم إنّه مرّ ببلدٍ ذكرنا أنّ فيها أربعمائة نول للحياكة، فوجدناها خراباً، وأنّ الحائك في جورة حياكته ميّت، وأهله موتى حوله فحضرني قوله تعالى: إِن كَانت إِلاَّ صَيحةً وَاحدَةً فإذا هُم خَامًدونَ قال: ثم انتقلنا إلى بلدٍ آخر، فوجدناه ليس به أنيس، واحتجنا إلى الإقامة به لأجل الزّراعة، فاستأجرنا من ينقل الموتى ممّا حولنا إلى النيل، كلّ عشرة بدرهم. وخبِّرت عن صيادٍ بفُوهة تِنَّيس أنّه مرّ به في بعض يوم أربعمائة آدميّ يقذف بهم النّيل إلى البحر. وأما أنا فمررت على النّيل، فمرّ بي في ساعة نحو عشرة موتى. وأمّا طريق الشّام فصارت منزوعةً ببني آدم، وعادت مأدية بلحومهم للطّير والسِّباع. وكثيراً ما كانت المرأة تتخلّص من صِبيتها في الزّحام،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 34 فينتظرون حتى يموتوا، وأما بيع الأحرار فشاع وذاع، وعرض عليَّ جاريتان ماهقتان بدينار واحد. وسألتني امرأة أن أشتري ابنتها وقالت: جميلة دون البلوغ بخمسة دراهم. فعرّفتها أن هذا حرام فقالت: خذها هدية. وقد أُبيع خلقٌ،) وجلبوا إلى العراق، وخرسان. هذا، وهم عاكفون على شهواتهم، منغمسون في بحر ضلالاتهم، كأنهم مُستثنون. وكانوا يزْنون بالنساء حتى إنّ منهم من يقول أنّه قنص خمسين بكراً ومنهم من يقول سبعين. وكلّ ذلك بالكسر. أمّا مصر فخلا مُعظمها، وأما بيوت الخليج وزقاق البركة والمقس وما تاخم ذلك، فلم يبق فيها بيتٌ مسكون، ولم يبق وقود النّاس عِوض الأحطاب إلى الخشب من السّقوف والبيوت الخالية. وقد استغنى طائفة كبيرة من النّاس في هذه النَّوبة. وأمّا النيل فإنه اخترق في برهودة اختراقاً، وصار المقياس في أرض جزر، وانحسر الماء عنه نحو الجزيرة، وظهر في وسطه جزيرة عظيمة ومقطَّعات أبنية، وتغيّر ريحه وطعمه، ثم تزايد التّغيُّر، ثم انكشف أمره عن خضرة طحلبيّة، كلمّا تطاولت الأيام ظهرت وكثّرت كالّتي ظهرت في البيت من السّنة الخالية. ولم تزل الخضرة تتزايد إلى أواخر شعبان، ثم ذهبت، وبقي في الماء أجزاء نباتيّة منبتة، وكان طعمه وريحه، ثمّ أخذ يُنمَى ويقوى جريه إلى نصف رمضان، فقاس ابن أبي الردار قاع البركة فكان ذراعين، وزاد زيادةً ضعيفة إلى ثامن ذي الحجّة، ثم وقف ثلاثة أيّام، فأيقن الناس بالبلاء، واستسلموا للهلاك، ثم إنه أخذ في زيادات قويّة، فبلغ في ثالث ذي الحجة خمس عشرة ذراعاً وستة عشر إصبعاً، ثم انحطَّ من يومه، ومسّ بعض البلاد تحلة القسم، وأروى الغربيّة ونحوها، غير أن القرى خالية كما قال تعالى: فأَصبحُوا لا يُرى إلاَّ مَساكنُهُم. وزرع الأمراء عض البلاد. ونهاية سعر الإردبّ خمسة دنانير. وأما بقُوص، والإسكندريّة فبلغ ستة دنانير.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 35 ودخلت سنة ثمانٍ وتسعين والأحوال على حالها أو في تزيُّد إلى زهاء نصف السّنة. وتناقص موت الفقراء لقلّتهم، لا لارتفاع السبب الموجب وتناقص أكل الآدمييّن ثم عُدِم، وقلَّ خطفُ الأطعمة من الأسواق لفناء الصّعاليك، ثم انحط الأردب إلى ثلاثة دنانير لقلة الناس، وخفّت القاهرة. وحُكي لي أنّه كان بمصر سبعمائة منسج للحُصر، فلم يبق إلاّ خمسة عشر منسجاً، فقس على هذا أمر باقي الصُّناع من سائر الأصناف. وأما الدّجاح فعُدِم رأساً، لولا أنّه جُلِب من الشّام. وحكي لي أن رجلاً جلب من الشّام دجاجاً بستّين ديناراً، باعها بنحو ثمانمائة دينار، فلمّا وُجد البيض بيع بيضه بدرهم، ثم كثُر.) وأما الفراريج فاشتُرِي الفرُّوج بمائة درهم، ثم أبيع بدينار مُديدة. وقال في أمر الخراب: فأما الهلاّلية، ومُعظم الخليج، وحارة السّاسة والمقس، وما تاخم ذلك، فلم يبق فيها أنيس، وإنّما ترى مساكنهم خاوية على عروشها. قال: والّذي تحت قلم ديوان الحشرية الموتى وضمّته الميضأة في مدّة اثنتين وعشرين شهراً مائة ألف وأحد عشر ألفاً إلا شيئاً يسيراً. قلت: هذا في القاهرة. قال: وهذا مع كثرته نزرٌ في جنب ما هلك بمصر والحواضر، وكلّه نزرٌ في جنب ما هلك بالإقليم. وسمعنا من الثِّقات عن الإسكندرية أن الإمام صلّى يوم الجمعة على سبعمائة جنازة، وأن تركةً انتقلت في مدّة شهر إلى أربعة عشر وارثاً. وأن طائفة يزيدون على عشرين ألفاً انتقلوا إلى برقة وأعمالها، فعمروها وقطنوا بها، وكانت مملكة عظيمة خربت في زمان خلفاء مصر على يد الوزير اليازوريّ، ونزح عنها أهلها. ومن عجيبٍ لشيخٍ من أطباء اليهود ممن ينتابني أنه استدعاه رجلٌ ذو
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 36 شارة وشُهرة، فلما صار في المنزل اغلق الباب ووثب عليه فجعل في عنقه وهَقاً، ومرت المريض خصيتَيه، ولم يكن لهما معرفة بالقتل، فطالت المناوشة، وعلا ضجيجه، فتسامع النّاس، ودخلوا فخلّصوا الشّيخ. وبه رمق، وقد وجبت خصَاه، وكُسرت ثنيَّتاه، وحُمل إلى منزله، وأُحضر ذاك إلى الوالي فقال: ما حملك على هذا قال: الجوع فضربه ونفاه. 4 (خّبرُ الزَّلزَلة) في سحر يوم الاثنين السّادس والعشرين من شعبان ارتاع الناس، وهبّوا من مضاجعهم مدهوشين، وضجّوا إلى الله تعالى، ولبثت مدّة وكانت حركتها كالغربلة، أو كخفق جناح الطائر. وانقضت على ثلاث زحفات قويّة، مادّت الأبنية، واصطفقت الأبواب، وتداعى من الأبنية الواهي والعالي. ثم تواترت الأخبار بحدوثها في هذه الساعة في البلاد النّائبة، فصح عندي أنها تحرَّكت من قوص إلى دمياط والإسكندرية، ثم بلاد السّاحل بأسرها، والشّام طولاً وعرضاّ، وتعفّت بلاد كثيرة وهلك من الناس خلق عظيم وأمم لا تُحصى، ولا أعرف في الشّام أحسن سلامة منها من القدس. وأنكت في بلاد الفرنج أكثر. وسمعت أنها وصلت إلى خلاط وإلى) فارس. وأن البحر ارتطم وتشوهت مناظره، وصار قرناً كالأطواد، وعادت المراكب على الأرض. ثم تراجعت المياه، وطفا سمك كثير على سواحله. ووردت كتُب من الشام بأمر الزّلزلة، واتصّل بي كتابان أوردتُهما
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 37 بلفظهما، يقول في أحدهما: زلزلةٌ كادت لها الأرض تسير سيراً، والجبال تمُور موراً، وما ظنّ أحد من الخلق إلاّ أنها زلزلة السّاعة، وأتت في الوقت على دفعتين، فأما الدّفعة الأولى فاستمرت مقدار ساعةٍ أو تزيد عليها، وأما الثانية فكانت دونها، ولكن أشدّ منها. وتأثّر منها بعض القلاع، فأولها قلعة حماه. في الكتاب الآخر إنها دامت بمقدار ما قرأ سورة الكهف وأن بانياس سقط بعضها، وصَفَد لم يسلم بها إلا ولد صاحبها لا غير، ونابلس لم يبق بها جدار قائم سوى حارة السّمرة، وكذلك أكثر حوران، غارت ولم يُعرف لدارٍ بها موضعٌ يقال فيه هذه القرية الفلانية. قلت: هذا كذب وفجور من كاتب هذه المكاتبة أما استحى من الله تعالى ثم قال فيه: ويقال إن عرقة خُسف بها، وكذلك صافيتا. قال الموفّق: وأخبرونا أن بالمقس تلاًّ عظيماً عليه رممٌ كثيرة فأتيناه ورأيناه وحدسناه بعشرة آلاف فصاعد، وهم على طبقات في قُرب العهد وبعده، فرأينا من شكل العظام ومفاصلها وكيفيّة اتصالها وتناسُبها وأوضاعها ما أفادنا علماً لا نستفيده من الكتُب. ثم إنُنا دخلنا مصر، رأينا فيها دروباً وأسواقاً عظيمة كانت مغتصّة بالزّحام، والجميع خالٍ ليس فيه إلاً عابر سبيل. وخرجنا إلى سكرجة فرعون، فرأينا الأقطار كلُها مغتصّة بالجثث والرمَّم، وقد غلبت على الآكام بحيث جلَّلتها. ورأينا في هذه الإسكرجة وهي عظيمة، الجماجم بيضاء وسوداء ودكناء. وقد أخفى كثرتها وتراكمها
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 38 سائر العظام، حتى كأنها رؤوس لم يكن معها أبدان، أو كأنها بيدر بطيخ. قال أبو شامة: وجاءت في شعبان سنة سبع زلزلة هائلة عمّت الدّنيا في ساعة واحدة، هدمت بنيان مصر، فمات تحت الهدم خلقٌ كثير، ثم امتدت إلى الشام، فهدمت مدينة نابلس، فلم يبق فيها جدار قائم إلا حارة السّامرة. ومات تحت الهدم ثلاثون ألفاً. وهُدمت عكّا وصور، وجميع قلاع الساحل. قلت: هذا نقله الإمام أبو شامة من مرآة الزمان ومصنَّفة شمس الدين يوسف رحمه الله كثير الحشف والمجازفة، وإلا من عنده ورع لم يُطلق هذه العبارات على جميع الممالك. وقوله: فلم) يبق منهما جدار قائم، مجازفة أيضاً. وقوله: هُدمت جميع قلاع الساحل، فيه بعض ما فيه كما ترى، فلا تعتمد على تهويلة. قال أبو شامة: ورمت بعض المنارة الشّرقية بجامع دمشق، وأكثر الكلاّسة، والمارستان النُّوري، وعامّة دور دمشق إلا القليل. وهرب الناس إلى الميادين، وسقط من الجامع ست عشرة شرفة، وتشققت قبّة النَّسر، وتهدّمت بانياس، وهونين، وتبنين. وخرج قوم بعلبك يجمعون الرّيباس من جبل لبنان، فالتقى عليهم الجبلان فماتوا، وتهدمت قلعة بعلبك مع عِظَم حجارتها، وانفرق البحر، فصار أطواداً. وقذف بالمراكب إلى السّاحل فتكسرت. وأحصي من هلك في هذه السّنة فكان ألف ألف ومائة ألف إنسان ثم قال: نقلت ذلك من تاريخ أبي المظفّر سبط ابن الجوزيّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 39 4 (منازلة الأفضل والظاهر بدمشق) وقال ابن الأثير: لما ملك العادل مصر وقطع خطبة المنصور ولد العزيز لم يرض الأمراء بذلك، وراسلوا الظاهر صاحب حلب، والأفضل بصَرْخَد، وتكررت المكاتبات يدعونهما إلى قصد دمشق ليخرج العادل، فإذا خرج إليهم أسلموه وتحولوا إليهما. وفشا الخبر وعرف العادل، فكتب إلى ابنه بدمشق يأمره أن يحاصر صرخد فعلم الأفضل. فسار إلى حلب، فخرج معه الظاهر ونازلا دمشق، واتفقا على أن يكون دمشق للأفضل، ثم يسيروت إلى مصر، فإذا تملكاها صارت مصر للأفضل، وصارت الشام كلها للظاهر. رجعنا إلى قول أبي شامة، قال: وفي ذي القعدة حوصرت دمشق، جاء الأفضل والظاهر، ونَجَدَهما من بانياس حسام الدين بشارة، وقاتلوا أهل دمشق أياماً، وكان بها المعظّم عيسى. وبلغ أباه فقدم من مصر، ونزل نابلس، وبعث إلى الأمراء مكاتبات، فصرفهم إليه. ثم زحف أبناء صلاح الدين، المذكوران على دمشق فوصلوا إلى باب الفراديس وأحرقوا فندق تقي الدين، وحاربهم الملك المعظّم، وحفظ البلد، بقوا نحو شهرين، ثم بعث العادل فأوقع الخُلْف بين الأخوين فرحلوا. ثم قدم العادل، وجهّز المعظّم مع شركس، وقراجا، فحاصروا حسام الدين بشارة ببانياس، فقاتلهم وقُتِل ولده، وأخرجوه عن البلد، وتسلمها شركس وتسلم قراجا صرخد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 40 قلت: ذكر المؤيد أن الملك الأفضل سلم صرخد إلى زين الدين قراجا، ونقل أمه وأهله منها إلى حمص.) واشتد حصار الأخوين لدمشق، وتعلق النقابون بسورها، فلما شاهد الظاهر ذلك قال لأخيه: دمشق لي. فقال: حُرمي على الأرض ليس لنا موضع، فهب البلد لك فأحفظه له حتى تملك مصر فامتنع الظاهر فقال الأفضل: يا أمراء اتركوا القتال ونُصالح عمي فتفرقت الكلمة، ورحل الظاهر. ثم ذهب الأفضل وقنع بسمساط. 4 (الاستيلاء على مرو) وأنبأنا ابن البزوري قال: وفيها سار غياث الدين وشهاب الدين ملكا الغور من غزنة في جنودهما إلى خراسان، وبها الأمير جقر، فأكرماه واستوليا على مرو، وسيرا جقر إلى هراة مكرماً، لأنهما وعداه بالجميل. ثم سلما مرور إلى هندوخان بن ملكشاه بن علاء بن علاء الدين خوارزم شاه، وكان قد هرب من عمه محمد إلى غياث الدين. 4 (انتهاب نيسابور) ثم سار غياث الدين فملك سرخس صلحاً، وسلمها إلى الأمير زنكي بن مسعود أحد أولاد عمه، ثم سار إلى طوس، فتسلمها بعد أيام، ثم قصد
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 41 نيسابور وبها علي شاه ابن السلطان خوارزم شاه، وقد استنابه عليها أخوه قطب الدين محمد، فراسله في تسليمها، فامتنع وأظهر القوة، فقال غياث الدين لجيوشه: إن دخلتموها فسحت لكم في نهبها. فزحفوا وجدوا حتى أخذوا البلد، ووقعوا في النهب. ثم أمر غياث الدين بكف النهب، وأن يرد كل شخص ما نهب، فردوه جميعاً. أخبرت عن بعض التجار قال: كتب بها، فنهب لي شيء في جملته قليل سكر وبساط فحين نودي في العسكر برد ما نهبوه ردوه عدا بساطي والسكر، وكنت رأيت ما أخذ مني في أيدي جماعة، فطلبته فقالوا: السكر شريناه، ونسألك أن لا تشيع ذلك، وإن أردت الثمن أعطيناك، فجعلتهم منه في حل. ثم خرجت إلى ظاهر البلد، فرأيت البساط ملقى على باب الجسر، لا يجسر أحد أن يأخذه، فأخذته. 4 (أسر علي شاه) وانهزمت الخوارزمية، وأسر علي شاه المذكور، وأحضر بني يدي السلطان غياث الدين راجلاً، فصعب عليه، وأنكر على من أسره، وأركبه فرساً. فلما استقر به المجلس أحضره،) فقال له علي شاه: هكذا تفعل بأولاد الملوك فقال: لا، بل هكذا. وأخذه بيده وأجلسه على سريره، وطيب قلبه، وسير من كان صحبته من الأمراء إلى هراة. واستناب بها ضياء الدين محمد بن علي بن عمر، وولاه حرب خراسان، ولقبه الملك علاء الدين، وأضاف إليه الأمراء. ثم سلم علي شاه إلى أخيه شهاب الدين الغُوريّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 42 4 (فتوحات الغورية في بلاد الهند) ثم رحل السّلطان غياث الدّين نحو هّرّاة، وسار أخوه شهاب الدّين نحو قهستان، وملك بلاد الإسماعيليّة وطردهم عنها، وأظهر بها دين الإسلام، وأقام بها فسأل صاحبها السّلطان غياث الدين أن يرحِّل أخاه عنها، ففعل ذلك، أمر أخاه، فأبى عليه، فعاوده فرحل عنها إلى بلاد الهند مغاضباً لأخيه، وأرسل مملوكه قُطب الدين أيبك فحارب عسكر الهند فهزمهم، وانضم إليه علمٌ كثير. وملك شهاب الدين مدينة عظيمةً من مدن الهند بعد أن هرب ملكها عنها، فعلم أنّه لا يمكن حفظها إلا بمُقامه بها، وذلك لا يمكنه، فصالح صاحبها على مالٍ، ورحل عنها. 4 (خبر الزلزلة بالبلاد الشامية) قال ابن البُزُوريّ: وزُلزِلت الأرض بالجزيرة، والشّام، ومصر، فأخربت الّزلزلة أماكن كثيرة جداً بدمشق، وحمص، وحماه، واستولى الخراب على صور، وعكّا، ونابلس، وطرابٌ لٌ س، وانخسفت قرية من أعمال بُصرَى، وضربت عدّة قلاع. 4 (تغلّب ابن سيف الإسلام على اليمن) وفيها اهتمّ عبد الرحمن بن حمزة العلويّ المتغلّب على بلاد اليمن بجمع العساكر، فجمع اثني عشر ألف فارس، ونحوها رجّالة، فخاف منه الملك المعزّ إسماعيل ابن سيف الإسلام صاحب اليمن. ثمّ إنّ أمراء ابن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 43 حمزة اجتمعوا للمشورة، فوقعت عليهم صاعقة، فبلغ ذلك إسماعيل، فسار لوقته وحارب عسكر ابن حمزة فهزمهم، وقتل منهم ستّة آلاف، وتمكّن من اليمن، وقهر الرعيّة، وادعى الخلافة وأنّه أُمَوي. 4 (عودة القاضي مجد الدين من الرسلية) وفي ذي القعدة عاد القاضي مجد الدّين يحيى بن الربيع مدرّس النّظامية، وكان قد نُفِّذ رسولاً إلى شهاب الدّين الغُوريّ. 4 (خروج طاشتكين لمحاربة ابن سيف الإسلام) ) وفيها قدِم الأمير مجد الدين طاشتِكين بعسكره من خُوزستان. ثم توجه في خامس ذي القعدة حاجاً ومحارباً للمعز إسماعيل ابن سيف الإسلام. وخرج نائب الوزارة نصير الدين ناصر بن مهدي فتوجّه إلى الحِلّة لاستعراض العساكر الّتي تحجّ مع طاشتكين. فاستعرضهم، وتوجّهوا. فلمّا يردعه العتب، فراسل طاشتكِين أمراء اليمن يحثّهم على محاربته ويأمرهم بالجهاد. وكانوا كارهين ما ادّعاه إسماعيل من ادّعاء الإمامة، فأجاب أكثرهم إلى ذلك. وكان إسماعيل يركب في أُبَّهَة المُلك، ويحترز كثيراً على نفسه، فتحالف الغرابليّ فضربه حلّ كتفه، وضربه السّابق بدر أمعاه، وناديا بشعار الدّولة العبّاسية، فلبى دعوتهما جمعُ من الأمراء. ونزلا من خوفهما مركباً، وهبّت لهم الريح، فسارا في خمسة أيّام فوصلا جُدة، ثم أتيا مكَّة، فخلع
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 44 عليهما طاشتِكين، ونفّذ بهما إلى بغداد، فاختارا أن يكونا في خدمة طاشتِكين بخوزستان. 4 (الخلعة لطُغرل المستنجدي) وفيها خُلع على الأمير طُغزُل المستنجديّ زعيم البلاد الجبليّة. 4 (الغلاء ببلاد الشّراة) وفيها وقع الغلاء المُقرِط ببلاد الشّراة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 45 4 (سنة ثمان وتسعين وخمسمائة)
4 (تقليد قضاء القضاة ببغداد) في المحرّم خُلِع ببغداد على أبي الحسن عليّ بن سلمان الحلّي وقُلّد قضاء القضاة. 4 (طلب ابن قتادة إمارة مكة) وفي رابع عشر صَفَر وصل الأمير طاشتكين من مكة وفي صحبته أبو أيّوب حنظلة بن قتادة بن إدريس العلويّ المتغلّب أبوه على مكّة يسأل أن يُقرّ والده على الإمارة. 4 (أخذ برغش للقَفَل وقتله) وفيها خرج قَفَلٌ كبير من بغداد إلى الشّام، فأخذهم برغش ملوك بن مهارش، وقُتل من القَفَل نفرٌ يسير، فرجع التّجّار فقراء، فتقدّم الخليفة إلى علاء الدين تتامش بالخروج في عسكره، فقصد برغش وأصحابه، فظفر، بهم وقتلهم، وجيء برؤوسهم فأُلقيت بباب النّوبيّ، ورُدت الأموال إلى أربابها، وتأرّج عَرفُ هذه المنقبة في أقاصي البلاد.) 4 (إقامة الحجّ) وقدِم طاشتكين ليقيم للنّاس الحجّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 46 4 (الترسل إلى صاحب غزْنة) وفيها سار في الرسلية مدرّس النظاميّة يحيى بن الربيع إلى شهاب الدين غزْنة. 4 (تناقص الغلاء وزيادة النيل) وفي وسط السنة تناقص الغلاء والوباء عن إقليم مصر، وخفّ الإقليم من الناس. ثم زاد النيل كما قدمنا في السنة الماضية. 4 (لقاء العادل بالأفضل) وفيها خرج العادل من دمشق طالباً حلب، وكان الملك الأفضل بحمص عند صاحبها، وهو زوج أخته، فالتقى عمّه العادل إلى ثَنِيّة العقاب، فأكرمه وعوّضه عن ميافارقين سميْساط، وسَرُج، وقلعة نجم. 4 (مصالحة الظاهر للعادل) ثم نزل العادل على حماه، فصالحه الملك الظاهر، فرجع العادل. 4 (الزلزلة في الشام وقبرس) وجاءت في شعبان زلزلة عظيمة شقّقت قلعة حمص، وأخرجت حصن الأكراد، وتعدّت إلى قبرس، وأخربت بنابلس ما بقي. قال العزّ النّسّابة: هذه هي الزلزلة العظمى التي هدمت بلاد الساحل، صور، وطرابلس، وعرقة، ورمت بدمشق رؤوس المؤذّن، وقتلت مغربياً بالكلاسة ومملوكاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 47 4 (بناء الجامع المظفري) وقال سبط ابن الجوزي: فيها شرع الشيخ أبو عمر في بناء جامع الجبل وكان بقاسيون رجلٌ فاميّ اسمه محاسن، فأنفق في أساسه ما كان يمتلكه، فبلغ مظفّر الدين صاحب إربل، فبعث مالاً لبنائه. قلت: ومن ثم قيل له الجامع المظفري، ونُسب إلى مظفر الدين. 4 (تملّك الناصر باليمن) وفيها كانت قتلة المعز ابن سيف الإسلام في اليمن، كما ذكرنا في ترجمته، وأقيم في المُلْك بعده) أخيه الملك الناصر. قال ابن واصل: كانت له سرية، فعصت في قلعة منيعة، وعندها أموال لا تحصى، ونُقِل عنها أنها ما تسلم الحصن إلا إلى رجل من بيت السلطان. وكان لسعد الدين شاهنشاه ابن الملك المظفر عمر ولد يقال له سليمان، قد افتقر وحمل الركوة، وحج بيت الفقراء. ثم أنه كاتب والدة الملك الناصر بن سيف الإسلام، وكانت قد تغلبت على زَبِيد، وهي تنتظر وصول أحد من آل أيوب تتزوجه وتملّكه، وبعثت إلى تكشف أخبار الملوك، فكتب لها علامةً، وعرّفها بسليمان هذا، فاستحضرته وخلعت عليه، وتزوجته، ومَلكته اليمن، فملأها ظلماً وفجوراً، وأطرح المملكة، وأعرض عنها. وكتب إلى السلطان الملك العادل كتاباً أوله: أنّه من سليمان وإنّه بسم الله الرحمن الرحيم. فاستقل العادل عقله، وفكر فيمن يبعث ليملك اليمن.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 48 4 (سنة تسع وتسعين وخمسمائة)
4 (تموّج النجوم وتطايرها) أنبأنا ابن البُزُوري قال: في سلخ المحرم ماجت النجوم، وتطايرت كتطاير الجراد، ودام ذلك إلى الفجر، وانزعج الخلق، وخافوا وضجوا بالدعاء إلى الله تعالى. ولم يعهد ذلك إلا عند ظهور رسول الله صلى الله عليه وسلم. 4 (منازلة ماردين) قال: وفيها جمع الملك العادل عسكراً عديداً، وفرّق عليهم العُدد والأموال، وقدم عليهم ولده الأشرف موسى، وأمره أن يحاصر ماردين. فقطع صاحب ماردين الميرة على عسكر العادل، وأمر أهل القلاع أن يقطعوا السُّبُل والميرة، والتقى طائفة من هؤلاء، فاقتتلوا وانهزم عسكر ماردين بعد أن قطعوا الطّرق وتعذّر سلوكها. وسار جماعة من عسكر العادل إلى رأس عين، وبقي الملك الأشرف فلم ينل غرضه. ودخل الملك الظاهر صاحب حلب في الصلح، فأجاب الملك العادل على أن يحمل إليه صاحب ماردين مائة وخمسين ألف دينار، وأن يخطب له في بلاده، وأن يضرب السكة باسمه، ويكون عسكر ماردين في خدمته، فأجاب صاحب ماردين إلى ذلك.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 49 4 (رواية ابن الجوزي عن النجوم) وذكر عنه ابن الجوزي مثل ما قدمنا من موج النجوم وتطايرها.) وقال العزّ النّسّابة: رُؤيَ في السماء نجوم متكاثفة متطايرة، شديدة الاضطراب إلى غاية. 4 (عمارة أسوار قلعة دمشق) وفيها شرع العادل في عمارة أسوار قلعة دمشق. 4 (موت غياث الدين الغوري) وفيها مات السلطان غياث الدين الغوري، وقبض أخوه السلطان شهاب الدين ألْب غازي على جماعة من خواص أخيه وأتباعه وصادرهم، وبالغ في التنكيل بامرأة أخيه، وأخذ أموالها، وسيّرها إلى الهند على أسوأ حال، وهدم تربتها، ونبش أبويها، ورمى بعظامهم. 4 (إلزام المنصور علي بالإقامة في الرها) وفيها سيّر الملك العادل المنصور علي بن الملك العزيز، وقيل اسمه محمد، إلى مدينة الرها، وألزمه المقام بها، وكان بدمشق هو وأمّه وإخوته، فخاف العادل من ميل الرعية إليه، وأن يتملّك دمشق فأبعده.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 50 4 (إرسال الخليفة الخِلَع للملك العادل) وفيها بعث الخليفة الناصر لدين الله إلى الملك العادل وأولاده بسراويلات الفتوة ومعها الخلع. 4 (تملُّك الأشراف حرّان والرها) وكان الأشرف بحران، ملكه أبوه بها مع الرها وغيرها في عام أول. 4 (محاربة صاحب سيس لصاحب أنطاكية) وفيها خرج ابن لاون صاحب سيس لحرب البرنس صاحب أنطاكية، وعاث وأفسد. 4 (قدوم الفرج إلى عكا) وقدم عكا خلق من الفرنج وتحركوا، فاهتمّ لهم العادل، ثم ترحّلوا لأجل الغلاء والقحط بعكا، وخافوا لا يقطع العادل عن عكا الميرة. 4 (انتصار صاحب حماة على الفرنج) وفيها سار صاحب حماه الملك المنصور ونزل ببعرين، فقصده الفرنج من حصن الأكراد وطرابلس وغيرها، فالتقوا فهزمهم وقتل وأسر، وذلك في رمضان. ثم لم ينشب أن خرج جمعٌ منهم في أربعمائة فارس وألف ومائتي راجل، فالتقاهم صاحب حماه فكسرهم، وقتل منهم مقتلة عظيمة، وأسر جماعة، وذلك في رمضان. ومدحه الشعراء رحمه) الله تعالى.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 51 4 (سنة ستمائة)
4 (كسرة صاحب الموصل) قال سبط ابن الجوزي: فيها سار نور الدين صاحب الموصل إلى تلْعفر، فأخذها وكانت لابن عمّه قطب الدين بن عماد الدين صاحب ستجار، فاستنجد القطب بالملك الأشرف جاره فجمع جمعاً كثيراً وساق، فعمل مُصافّاً مع صاحب الموصل فكسره الأشرف، وأسر جماعة من أمرائه، منهم مبارز الدين سُنْقُر الحلبي، وابنه غازي. 4 (زواج الأشرف) ثم اصطلحا في آخر السنة. وتزوج الأشرف بأخت نور الدين، وهي الست الأتابكية صاحبة التربة بقاسيون. 4 (احتراق خزانة السلاح بدمشق) وفيها احترقت خزانة السلاح بدمشق، وذهب جميع ما كان فيها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 52 4 (أخذ العملة من مخزن الأيتام) وفيها أُخِذت العملة المشهورة من مخزن الأيتام بقَيسارية الفرش لأيتام الأمير سيف الدّين بن السّلاّر، ومبلغها ستّة عشر ألف دينار. وبقيت سِنين، ثم ظهرت على ابن الدُّخينَة، وقد حُبِس بسببها جماعة. 4 (انتهاب أسطول الفرنج فُوَّه بمصر) وفي رمضان توجّه أسطول الفِرنج لعنهم الله من عكا في البحر عشرون قطعة، ودخلوا يوم العيد من فم رشيد في النيل إلى بُلية فُوَّه، فنهبوها واستباحوها ورجعوا، ولم يتجاسروا على هذا منذ فُتحت ديار مصر. وقد دخلوا من عند دِمياط في النّيل أيضاً في سنة سبعٍ وستّمائة إلى قرية نورة، ففعلوا نحو ذلك 4 (محاصرة صاحب سيس لأنطاكية) وفيها نزل صاحب سيس على أنطاكية وجدّ في حصارها، فخرج صاحب حلب وخيَّم على حارم، فخاف صاحب سيس على بلاده وترحَّل. ثم بعد أيام هجم أنطاكية بمواطأةٍ من أهلها، فقابله البرنس ساعةً إلى حلب، فَنَجَده صاحب حلب، فبلغ ذلك صاحبَ سيس، ففرّ إلى بلاده.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 53 4 (تجمّع الفرنج بعكا بقصد القدس) وفيها أقبلت الفرنج من كل فجّ عميق لعكَا قاصدين على قصد المقدس، فخرج العادل ونزل على الطُّور، وجاءته النَّجدة من الأطراف، وأقبلت الفرنج تُغِير على بلاد الإسلام وتأسر وتسبي. واستمرّ الحال على ذلك شُهوراً. أخذ الفرنج القسطنطينية من الروم. وأما القسطنطينية فلم تزل بيد الروم من قبل الإسلام كان هذا في الأوان أقبلت الفرنج في جمع عظيم ونازلوها إلى أن ملكوها. 4 (استعادة الفرنج القسطنطينية) قال ابن واصل: ثم لم تزل في أيدي الفرنج إلى سنة ستّين وستّمائة، فقصدتها الروم وأخذوها من أيدي الفِرنج، فهي بأيديهم إلى الآن، يعني سنة بضعٍ وسبعين وستّمائة. 4 (الظفر برؤوس الباطنية بواسط) وفيها ظهر متولّي واسط برؤوس الباطنية محمد بن طالب بن عُصَيَّة ومعه طائفة، فقُتِلوا بواسط ولله الحمد. وكانوا أربعين نفساً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 54 5 (بسم الله الرحمن الرَّحيم)
5 (الطبقة الستون وفيات)
4 (وفيات سنة إحدى وتسعين وخمسمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن أبي المجد إبراهيم بن محمد بن محمد بن حسّان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن) محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرَّحمن ابن سيف الله خالد بن الوليد بن المغيرة. الحافظ رشيد الدّين أبو بكر المخزوميّ، المَنِيعيّ، الشَّبذي، بالإعجام والحَرَكة، وشّبذ: من أعمال أبِيورد. كان شيخاً من أهل العِلم. ذكره أبو العلاء الفَرَضيّ فقال: سمع: أبا المعالي الفارسيّ، وعبد الجبّار الحواريّ، ووجيهاً الشّحّاميّ، وعبد الوهّاب بن شاه الشاذياخي، وغيرهم. وأجاز لجميع المسلمين في المحرَّم سنة إحدى وتسعين وخمسمائة. وابنه رشيد الدين محمد، سمع من أبيه، وغيره. وخرَّج لنفسه. 4 (أحمد بن بدر بن الفَرَج)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 55 أبو بكر القطّان، الكاتب البغداديّ. حدَّث عن: أبي سعد أحمد بن محمد البغداديّ، وأحمد بن علي الأشقر. 4 (أحمد بن عثمان بن أبي عليّ بن مهديّ) أبو العبّاس الكرديّ الإربليّ، الرجل الصالح. روى عن: أبي الكَرَم الشَّهرَزُوري، وأحمد بن طاهر الميهني، وأبي الوقْت.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 56 4 (أحمد بن عمر) الفقيه أبو العبّاس الكردي الشّافعيّ. مُعيد النّظاميّة. تُوفّي ببغداد في ذي الحجّة. وكان من كبار الفقهاء. 4 (أحمد بن مدرك بن الحسين بن حمزة بن الحسين بن أحمد) أبو الرضا البهرانيّ، القُضاعي، والحموي، قاضي حماه وخطيبها. وُليّ القضاء بها في سنة إحدى وسبعين. وقد تفقّه بحلب على: أبي سعد ابن عصرون.) وبدمشق على القُطب النَّيسابوريّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 57 وكان رئيساً جليلاً فاضلاً. تردّد إلى دمشق وسمع بها من الفقيه نصر الله بن محمد. وقيل: بل تُوفّي في جُمادى الآخرة سنة تسعين. 4 (أحمد بن المظفّر بن الحسين) الفقيه أبو العبّاس، الدّمشقيّ، الشافعيّ، المعروف بابن زين التُّجار، مدرّس المدرسة النّاصرية الصّلاحيّة المجاورة للجامع العتيق بمصر. وبه تُعرف إلى اليوم لأنّه درّس بها مدّة. وكان من أعيان الشّافعية. تُوفّي في ذي القعدة 4 (أحمد بن أبي منصور محمد بن محمد بن عبد الرَّحمن بن الزّبرقان) أبو العباس الإصبهانيّ: وُلد سنة خمسمائة في رجب وسمع من: جعفر بن عبد الواحد الثّقفي، ومحمد بن عبد الواحد الدّقّاق، وإسماعيل بن الفضل الإخشيد. وأجاز له أبو سعد محمد بن عليّ السّرفرتج، وغانم البُرجيّ ومحمد بن عبد الله بن مندويه الشُّرُوطي، والحسن بن أحمد الحدّاد، والحافظ شيرويه بن شهردار الدَّيلَميّ، وآخرون. وحدَّث. وهو من كبار شيوخ إصبهان الّذين أدركهم ابن خليل. تُوفّي في ذي القعدَة في عشر المائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 58 4 (أحمد بن أبي نصر بن أبي الرجاء) أبو نُعَيم الإصبهاني، الشّرابيّ. له إجازة من أبي علي الحدّاد. 4 (إبراهيم بن محمد بن عبد الله) أبو إسحاق الأمويّ، الطّريانيّ، الإشبيليّ سمع من: أبي بكر بن العربيّ، وأحمد بن ثعبان. وأخذ عن شُرَيح قراءة نافع. أخذ عنه: أبو الربيع بن مسالم.) تُوفيّ في هذا العام أو بُعَيده. 4 (إسماعيل بن أبي سعد) أبو الحسن الإصبهانيّ البنّاء. تُوفّي في صفر. وقد حدَّث عن فاطمة بنت البغداديّ أو فاطمة الجُوزدانية. حدَّث ببغداد. 4 (حرفالحاء)
4 (الحسن بن هبة الله بن عليّ) أبو علي بن المكشوط الهاشميّ، الحريمي. وُلد سنة إحدى عشرة وخمسمائة. وسمع من: أبي القاسم بن الحُصَين، وأبي غالب بن البنّاء.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 59 وتُوفي في شعبان روى عنه: يوسف بن خليل. 4 (الحسين بن أحمد بن الحسين بن سعد) الإمام أبو الفضل الهَمَدَاني، اليزدي، الحنفيّ. حدَّث بِجُدّة عن الشريف شُمَيلة بن محمد الحُسينيّ. وتُوفي بقوص قاصداً مصر، وحُمِل إلى مصر فدُفن بالقرافة. سمع منه: أبو الجود نَدَى بن عبد الغنيّ. وقيل إنّه كان تحت يده إحدى عشرة مدرسة. مات في ربيع الأوّل. 4 (الحسين بن أبي خازم محمد بن الحسين بن علي) أبو عبد الله العَبديّ، الواسطيّ. حدَّث عن: أبي الحسن بن عبد السّلام وتُوفي في رجب. سمع منه: ابن الدُّبيثي) 4 (حرف الدال)
4 (داود)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 60 ويقال عبد الله، الحكيم الفاضل، الشيخ، السديد أبو منصور ابن الشّيخ السّديد علي بن داود بن المبارك. الطّبيب. قرأ الطّب على: والده وأبي نَصر عدلان بن عَين زربيّ. وسمع بالإسكندرية من: أبي الطّاهر إسماعيل بن عوف. وانتهت إليه رئاسة الأطباء بالدّيار المصرّية، وخدم ملوكها وحصّل دُنيا واسعة جداً. وتخرَّج به جماعة. تُوفي في منتصف جُمادى الآخرة. وقيل: تُوفي في العام الآتي، فيُضم ما هنا إلى ما هناك. 4 (حرف الذال)
4 (ذاكر بن كامل بن لأبي غالب محمد بن الحسين بن محمد) أبو القاسم بن أبي عَمرو الخفّاف، الحذّاء. أخو المبارك بغدادي مشهور. سمع بإفادة أخيه من: الحسن بن محمد بن إسحاق الباقَرحِي، والمعمَّر بن محمد بن جامع البيّع، وأبي علي محمد بن محمد بن المهدي، وأبي سعد أحمد بن الطُّيوريّ، وأبي الغنائم بن المهتدي بالله، وأبي طالب اليُوسفي، وعبد الله بن السَّمَرقَندي، ومحمد بن عبد الباقي الدُّوريّ، وأبي العزّ القلانِسيّ، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 61 وأجاز له أُبَيٌّ النَّرسِيّ، وأبو القاسم بن بيان، وعبد الغفّار الشِّيرُويي، وأبي علي الحدّاد، ومحمد بن طاهر الحافظ، وأبو طاهر محمد بن الحسين الحِنّائيّ الدّمشقيّ، وأبو الحسن بن الموازيني، وخلق سواهم. وحدَّث بالكثير. وكان صالحاً خيِّراً، قليل الكلام. روى عنه: أبو عبد الله بن الدُّبيثيّ، وسالم بن صّصْرى، ويوسف بن خليل، ومحمد بن عبد الجليل البغداديّ، وعليّ بن معالي. ذكره الحافظ زكيّ الدّين في الوَفَيَات فقال: كان ذاكراً كاسمه صبوراً على قراءة الحديث. يقال أنّه أقام أربعين سنة ما رُؤيَ آكلاً بنهارٍ.) تُوُفّي سادس رجب. قلت: وآخر من روى عنه بالإجازة محمد بن يعقوب ابن الدِّينَة. وقد سمع منه: مَعمَر بن الفاخر، وأبو سعد السّمعانيّ. قال ابن النّجار: كان صالحاً متديناً كثير الصمت، يأكل من عمله. وكان أُمياً لا يكتب. سمعتُ منه سنة تسعين. ومولده سنة ستٍّ وخمسمائة. 4 (حرف الشين)
4 (شجاع بن محمد بن سيدهم بن عَمرو بن حديد بن عسكر.) الإمام أبو الحسن المُدلجيّ، المصريّ، المالكيّ، المقرىء. وُلِد سنة ثمان وعشرون وخمسمائة. وقرأ القراءات على: أبي العبّاس أحمد بن الحُطَيئَة. وسمع منه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 62 ومن: عبد الله بن رِفاعة، وعبد المنعم بن موهوب الواعظ، وأبي طاهر السِّلَفّي. ولقي من الفقهاء: أبا القاسم عبد الرحمن من الحسين الجَبّاب، وأبا حفص عمر بن محمد الذَهَبيّ. وقرأ العربيّة على: أبي بكر بن السّرّاج. وصَحب أبا محمد بن برّي. وتصدَّر بجامع مصر، وأقرأ وحدَّث وانتفع به جماعة. وآخر من قرأ عليه وفاةً: أبو الحسن علي بن شجاع الضرير. تُوفّي في سابع عشر ربيع الآخر. 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن أحمد بن جعفر) أبو جعفر الواسطيّ، المقرىء، الضّرير. وُلِد بواسط سنة ثلاثٍ وخمسمائة، وقرأ القرآن على: أبي عبد الله البارع، وغيره. وسمع من: أبي القاسم بن الحُصَين، وأبي غالب الماوَردِيّ، وأبي الحسن عليّ بن الزَاغوني، وجماعة. وأقرأ وحدَّث. وكان يسكن بباب الأزَج من بغداد.) روى عنه: الدُّبيثي، يوسف بن خليل. وتوفّي يوم عَرَفَة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 63 4 (عبد الله بن صالح بن سالم بن خميس) أبو محمد الأنباريّ، ثم البغداديّ، الأَزَجي، الخبّاز. سمع من: القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي، وإسماعيل بن السَّمَرقَنديّ. وتُوفّي في ثاني جُمادى الآخرة. 4 (عبد الله بن عمر بن جواد) البغدادي الأزجي. سمع: أبا الفضل الأُرموي، وابن ناصر. وحدَّث. وتوُفي رحمه الله في جُمادى الأولى. 4 (عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عبد المجيد بن إسماعيل.) أبو القاسم المصري الأصل، ثم البغدادي، الصوفي. وُلِد سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة. وسمع من: جدّه لأمّه عبد الرَّحمن بن الحسن الفارسيّ، وأبي الوقت وأبي القاسم بن البنّاء. ووُلّي مشيخة رباط الزَّوزَنيّ. وكان صالحاً عابداً، سَرَدَ الصَّومَ مدّة. وكان أبوه قدم بغداد وصار من أطِباء المارستان العَضُديّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 64 وتُوفّي أبو القاسم رحمه الله في شوّال. 4 (عبد الله بن محمد بن عليّ بن عبد الله بن عُبَيد الله بن سعيد بن محمد بن ذي النّون) الحَجريّ، حَجر ذي رُعين الأندلسيّ، المَرِيّيّ، الفقيه، الحافظ الثَّبت، أبو محمد بن عُبَيد الله الزّاهد. أحد أئمّة الأندلس. وُلد في نصف ذي الحجّة سنة خمسٍ وخمسمائة، وسمع صحيح مسلم من أبي عبد الله بن زُغَيبة. وسمع من: أبي القاسم بن ورد، وأبي الحسن بن اللّوان، وأبي الحسن ابن موهوب الجُذاميّ.) ورحل إلى قُرطبة فلقي بها: أبا القاسم بن بَقِيّ، وأبا الحسن بن مغيث، وأبا عبد الله بن مكّي، وأبا جعفر البِطروحي، وأبا بكر بن العربيّ. ولقي بإشبيلية أبا الحسن شُرَيح بن محمد، وأبا عمر أحمد بن عبد الله بن صالح المقرىء الأزديّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 65 وقرأ صحيح البخاري على شُرَيح في سنة أربعٍ وثلاثين. وحضر سماعه نحوٌ من ثلاثمائة نفس من أعيان طلبة البلاد فقرأه في إحدى وعشرين دولةً بسماعه من: أبيه، وأبي عبد الله بن منظور عبد الله بن منظور عن أبي ذَرّ الهَرَويّ. وكان النّاس يرحلون إلى شُرَيح بسببه لكونه قد عيَّن تسميعه في كل رمضان. وأجاز له القاضي غياض، وأبو بكر بن فَندَله، وجماعة. وسمع أيضاً من: محمد بن عبد العزيز الكِلابي، وجعفر بن محمد البُرجي، وأبي بكر يحيى بن خلف بن النّفيس، وإبراهيم بن مروان، ويوسف بن عليّ القُضاعيّ القفّال. وعُني بهذا الشّأن. وكان غايةً في الوَرَع والصّلاح والعَدَالة. قاله الأَبّار. وقال: ولي الصّلاة والخطابة بجامع المَرِيّة. وكان يعرف القراءات. ودُعي إلى القضاء فأبى. وخرج بعد تغلُّب العدو إلى مُرسية. وضاقت حاله بها، فقصد مالقة، وأجاز البحر إلى مدينة فاس. ثم استوطن سبتَة يُقرىء ويُسمع، فبَعُد صِيتُه، وعلا ذِكرُه، ورحل النّاس إليه لعُلُوّ سَنَده، وجلالة قدرِه. وكان له بَصَرٌ بصناعة الحديث، موصوفاً بجَودة الفَهم. استُدعي إلى حضرة السّلطان بمَرَاكُش لِيَسمع منه، فقدِمَها وبقي بها حيناً، ثم رجع إلى سَبتَة. حدَّثنا عنه عالم من الجِلّة. مولده سنة خمسٍ، وقيل: سنة ثلاثٍ وخمسمائة. وتوُفي بسَبتَة في المحرَّم، وقيل في مُستَهل صَفَر. وكانت جنازته مشهودة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 66 سمعتُ أبا الربيع بن سالم يقول: صادَفَ وقتُ وفاته قحطاً، أَضَرّ بالنّاس، فلما وُضِعت جنازته على شفير قبره توسّلوا به إلى الله في إغاثتهم فسُقط مِن تلك مَطَراً وابلاً. وما اختلف النّاس إلى قبره مدّة الأسبوع إلاّ في الوحل والطّين. قلت: قرأ بالسَّبع على شّرَيح، وعلى يحيى بن الخُلُوف، وعلى أبي جعفر أحمد بن أبي الحش) بن الباذش بكتاب الإقناع له. وأقرأ القراءات لأبي الحسن الشّاري، وغيره. قال ابن فرتون: ظهرت له كرامات. ثنا شيخنا الراوية محمد بن الحسن بن غازي، عن بنت عمّه، وكانت صالحة، وكانت استحيضت مدّة، قالت: حُدّثت بموت ابن عُبَيد الله، فشقَّ عليَّ أن لا أشهده فقلت: اللهُمَّ إن كان وليّاً من أوليائك فأمِسك عنّي الدّمَ حتّى أصلّي عليه. فانقطع عنّي لوقته، ثم لم أره بعد. روى عنه: أبو عَمرو محمد بن عَيشون البكيّ، ومحمد بن أحمد بن اليتيم الأندرشيّ، ومحمد بن محمد اليحصُبيّ، ومحمد بن عبد الله القُرطُبي ابن الصّفّار، والشَّرَف محمد بن عُبيد الله المُرسي، وأبو بكر محمد بن أحمد بن مُحرِز الزُّهري، وعبد الرحمن بن القاسم السّرّاج، وأبو الخطّاب عمر بن دِحية الكلبيّ، وأخوه أبو عَمرو عثمان، وأبو الحسن علي بن الفخّار الشَّريشيّ، وأبو الحسن علي بن عبد الله بن فطرال، وأبو الحَجّاج يوسف بن محمد الأزدي، وخلق يطول ذكرهم من آخرهم: أبو الحسن علي بن محمد الغافِقي، الشّاري، وإبراهيم بن عامر الطَّوسِي، ومحمد بن الجِرج نزيل الإسكندرية، ومحمد بن عبد الله الأزديّ وبه خُتِم حديثه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 67 مات الأزديّ سنة ستّين وستمائة. أخبرنا عبد المؤمن بن خَلَف الحافظ، أنا محمد بن إبراهيم الأنصاريّ قراءة، أنا الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد الحَجري، أنا أحمد بن محمد بن أحمد بن بَقِيّ، وأبو جعفر أحمد بن عبد الرحمن البطروحيّ قالا: ثنا محمد بن الفرج الفقيه. ثنا يونس بن عبد الله القاضي، أنا أبو عيسى يحيى بن عبد الله: ابنا عمّ أبي عُبَيد بن يحيى بن يحيى، أنا أبي: نا مالك، عن نافع، عن ابن عمر، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الّذي تفوُهُ صلاة العصر كأنما وُتِر أهله ومالَه. متَّفقٌ عليه. عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عبد المجيد بن إسماعيل أبو القاسم المصريّ، ثم البغدادي، الصُّوفيّ. سمع من: جدّه لأمّه عبد الرحمن بن الحسن الفارسيّ، وأبي الوقت وسعيد بن البنّاء، وهبة الله بن الشِّبلي.) وولي مشيخة الرباط الزَّوزني. وكان أبوه أحد الأطبّاء ببغداد. وقدِها وسكنها وسمع الكثير. وُلِد أبو القاسم بن محمد في سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة، وتُوفي رحمه الله كهلاً في سابع شوّال. 4 (عبد الله بن فُلَيح) أبو محمد الحضرميّ، من قصر عبد الكريم. روى عن: ابن العربيّ، وعَبّاد بن سرحان، والقاضي عِياض وعليه اعتماده في الرواية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 68 حدَّث، وولي القضاء بموضعه. قال الأَبّار: ثنا عنه أبو محمد النّاميسيّ، وأبو بكر بن محرز. وقال لي أبو الربيع بن سالم: بقي إلى سنة إحدى وتسعين. 4 (عبد الله بن محمد الحسن بن هبة الله بن عبد الله) الفقيه أبو المظفَّر الدّمشقي، الشّافعي ابن عساكر. أخو زين الأُمَناء وإخوته. وُلِد سنة تسعٍ وأربعين وخمسمائة. وتفقَّه على أبي الفتح بنجير بن عليّ الأشتريّ، والقُطب أبي المعالي مسعود بن محمد النَّيسابوري. وسمع من: عمّيه الصّائن هبة الله، والثِّقة أبي القاسم. وقرأ الأدب على محمود بن نعمة بن رسلان الشَّيزري، النَّحوي. وخرَّج أربعين حديثاً، وحدَّث بمصر، ودمشق، والقدس، وحماه، وشيَيزَر، والإسكندرية. ودرّس بدمشق بالتَّقَوية. وكان مجموع الفضائل. قُتِل غيلةً بظاهر القاهرة في ثامن ربيع الأوّل. 4 (عبد الله بن محمد بن حمد) أبو محمد الإصبهانيّ، الخبّاز. روى عن: إسماعيل بن محمد الحافظ التَّيميّ. وعنه: يوسف بن خليل. نُوفّي في ذي القعدة. 4 (عبد الحق بن هبة الله بن ظافر بن حمزة.) الرئيس أبو صادق القُضاعيّ، الشّافعي، المصريّ.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 69 سمع: عبد الله بن رفاعة، والسَّلَفي، وجماعة فأكثر. روى عنه: عبد الرحمن بن عليّ المغيريّ. وتُوفّي رحمه الله في ربيع الأول. 4 (عبد الرحمن بن المبارك بن أحمد بن منصور) أبو محمد الدّلاّل البغداديّ، المعروف بالشاطر. سمع: هبة الله بن الحُصَين. وتُوفي في رجب. 4 (عبد المؤمن بن عبد الغالب بن محمد بن طاهر بن خليفة) أبو محمد الشَّيبانيّ البغداديّ، الفقيه الحنبليّ، الورّاق. وُلِد سنة بضع عشرة وخمسمائة. وسمع: أبا بكر الأنصاريّ، وأبا القاسم بن السَّمَرقَندي ببغداد، وأبا الخير البَاغبَان بهَمَذان. وحدَّث. روى عنه: يوسف بن خليل، وجماعة. وتُوفي رحمه الله يوم عَرَفة. 4 (عليّ بن حسّان بن مسافر) أبو الحسن البغداديّ، الكاتبّ الشّاعر له شِعر جيّد خدم به الدّيوان العزيز فمنه قوله: (عَذِيري من الغضبان لا يعرف الرضا .......... إذا لم يجد عتباً عليَّ تعتَّباً)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 70 (وما لي من دهري سوى أن خلعه .......... خلِعت على أيّامها خلعَة الصِّبا)
(فللَّه ما أحلى الهوى وأمَرّه .......... وأَبعد وصل الغانيات وأقربا)
4 (عليّ بن هلال بن خميس) أبو الحسن الواسطّي، الفاخرانيّ، الفقيه الضّرير، الحنبليّ تفقّه ببغداد على أئمّتها. وسمع: أبا الحسين عبد الحقّ، وخديجة بنت النّهرواني. والفاخَرا قريةً من سواد واسط. 4 (عمر بن أبي السّعادات بن محمد بن مكابر.) )
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 71 أبو حفص الوكيل السَّقلاطوني. سمع: أبا القاسم بن الحُصَين، وأبا بكر القاضي. وعنه: ابن خليل، وجماعة. 4 (عمر بن المبارك بن أبي الفضل) العاقوليّ، ثم الأَزَجيّ. يُعرف بابن طرّوية. سمع: أبا القاسم بن الحُصَين، وأبا الحسن بن الزّاغونيّ، وأبا البركات بن حُبَيش الفارقيّ. سمع منه: عمر بن عليّ القُرَشي، وتميم البَندنيجي، ويوسف بن خليل، وجماعة. تُوفيّ في ذي الحجّة عن ثمانين سنة. 4 (حرف الفاء)
4 (فاطمة بنت أبي الغنائم عبد الواحد بن أبي السّعادات أحمد بن أحمد بن عبد الواحد بن محمد) بن أحمد بن محمد بن عبيد الله بن أبي عيسى محمد بن المتوّكل على الله. الشّريفة أمّ عبد الله الهاشميّة العبّاسيّة المتوكّليّة البغدادية. رَوَت عن: المبارك بن المبارك السّرّج. وتُوفُيت في رمضان 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أحمد بن خَلفَ بن عُبَيد بن فحلون)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 72 أبو بكر السَّكسَكي. نزيل شَرِيش. روى عن: أبي الحسن شُرَيح، وأبي مروان قرمان، وطائفة. وحدَّث. مات في شعبان بعد وَقعة الأرك الّتي كانت على الروم لَعَنَهم الله بأيّام. 4 (محمد بن أحمد بن محمد) أبو عبد الله البغداديّ، الحَظيريّ، السِّمسار المعرف بالجِنَانيّ. كان يسكن محلّة الشّمعيّة. سمع: أبا العزّ أحمد بن كادش، وأبا القاسم بن الحُصَين، وأبا غالب بن البنّاء، وجماعة. وكان صحيح السَماع، عَسيراً في التَّحديث. روى عنه: يوسف بن خليل، وغيره.) وتُوفي في رمضان. والحظيرة: قرية كبيرة على يومَين من بغداد ممّا يلي الموصل. وقال ابن النّجّار: مات في شوّال. 4 (محمد بن الحسن بن الحسين) أبو المحاسن الإصبهانيّ التّاجر، المعروف بالأصفهبذ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 73 وُلِد سنة أربع عشرة وخمسمائة. وسمع: إسماعيل بن الإخشيذ، وجعفر بن عبد الواحد الثَّقَفيّ، وابن أبي ذَرّ الصّالحانيّ، وعثمان اللبيلي النَّيسابوريّ الراوي عن عمر بن مسرور. وحضَر أبا طاهر الدّشتج. وأجاز له أبو عليّ الحدّاد. وهو ابن أخت الحافظ أبي العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الإصبهانيّ. وقد حجّ سنة سبعين، وحدَّث ببغداد. وعاش إلى هذا الوقت. روى عنه: أحمد بن أسود المقرىء، والحافظ محمد بن موسى الحازميّ، ويوسف بن خليل. تُوفّي في ثامن ذي القعدة. وكان صالحاً، عفيفاً، مُقرِئاً، وناصراً، رحمه الله. 4 (محمد بن الحسين بن يحيى بن المُعَوَّج) أبو بكر البغداديّ، الحريمي، القزّاز. سمع: أبا منصور بن زُرَيق القزّاز، والبدر الكرخيّ، وجماعة. وحدَّث. 4 (محمد بن عبد الوهّاب بن علي بن علي بن سُكَينة) أبو منصور.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 74 سمّعه أبوه الكثير من: نصر بن نصر العُكبريّ، وأبي الوقت، وطبقتهما. وحدَّث. وهو من بيت الحديث والتُصوُف. تُوفّي في جُمادى الآخرة في أيّام أبيه. وكان من كبار الفقهاء. 4 (محمد بن عمر بن أحمد بن جامع) أبو عبد الله بن البنّا الشّافعيّ، المقرىء الصّالح.) كان منقطعاً في مسجد القاهرة دهراً. وقد سمع من: قاضي القضاة أبي المعالي مُجَلي بن جامع الأرسُوفي، وعمر بن محمد بن محمد المقدسيّ، ومحمد بن إبراهيم الكيزانيّ. وأقرأ. وحدَّث، وانتفع به جماعة. قال المنذريّ: ثنا أبو القاسم عبد الرَّحمن بن أبي عبد الله الشّعبانيّ. وتُوفيّ في ربيع الآخر. 4 (محمد بن أبي محمد رسلان بن عبد الله بن شعبان) الفقيه أبو عبد الله الشّارعيّ، الشافعيّ، المقرىء بالشّارع. وُلِد سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة. وسمع من: أبيه رسلان، ومُجَلّي بن جُمَيع القاضي، وعثمان بن إسماعيل الشّارعيّ، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 75 روى عنه: ابنه عبد الرَّحمن. 4 (محمد بن المبارك بن أحمد ابن البُنّيّ، بالنّون) أبو الفضل الواسطيّ. حدَّث عن: أبي الكرم نصر الله بن محمد، وأبي السّعادات المبارك بن نَغُوبا تُوفّي في المحرَّم، قاله الدُّبيثي. 4 (حرف النون)
4 (ناشب بن هلال بن نَصِير) أبو منصور الحرَّانيّ، ثم البغدادي، ثم المُضَرِي، البَدِيهيّ. وُلِد سنة أربع عشرة وخمسمائة. وسمع من: أبي القاسم بن الحُصَين، وأبي العزّ بن كادش. روى عنه: ابن خليل، وغيره. وكان يتكَّك في الأَعزِية، ويقول الشَّعر على البَدية، ولذا قيل له البديهيّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 76 وتُوفّي في رمضان. 4 (نَجَبة بن يحيى بن خَلَف بن نجبة يوسف بن نَجَبَة) الإمام أبو الحسن الرُّعَينيّ، الإشبيليّ، المقرىء، المجوِّد، النَّحويّ.) وُلِد بعد العشرين، وأخذ القراءات عن: أبي الحسن شُرَيح، وأبي محمد بن شُعَيب اليابُريّ، وأبي جعفر بن عَيشُون. وسمع منهم، ومن صهرِه أبي مروان عبد الملك بن البَاجي، وأبي بكر بن العربيّ، وأبي بكر محمد بن عبد الغنيّ بن فَندلَة، ومحمد بن أحمد بن طاهر القَيسيّ، وأبي الحسن بن لُبّ. وأجاز له عتيق بن محمد. وتصدَّر بإشبيليّة للإقراء والنَّحو. روى عنه: أبو الربيع بن سالم الكلاعيّ، وجماعة. وذكره الأَبّار فأثنى عليه وقال: كان إماماً مقدَّماً في الصَّلاح والتواضع. واستوطنَ مَرّاكُش مدَّةً، وأقرأ بها وبإفريقيّة. وكان مقرئاُ محقِّقاً، ونَحوياً حافظاً. حدَّث عنه جماعة من جِلّة شيوخنا. وتُوفّي في جُمادى الآخرة بِشَرِيش وله سبعون سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 77 4 (نصر بن عبد الرحمن بن محمد بن منصور بن أحمد) أبو الفتح القُرَيشي الدمشقيّ، والد محمد. تُوفيّ في جُمادى الآخرة. وهو ابن أخي الشّيخ أبي البَيَان. 4 (حرف الهاء)
4 (هبة الله بن صَدَقَة بن هبة الله بن ثابت بن عُصفور) أبو البقاء الأَزَجيّ، الصّائغ. وُلِد سنة خمسمائة. وسمع في كِبرة من: أبي الحسن بن عبد السّلام، وأبي سعد أحمد بن محمد البغداديّ، وأبي البدر الكرخيّ، وطبقتهم. وحدَّث. وخرَّج مجاميع، وصنَّف في الردّ على الرافضة وفي الردّ على أبي الوفاء عليّ بن عقيل في نُصرة الحلاّج. روى عنه: إلياس بن جامع، ويوسف بن جليل. تُوفيّ في شوال. 4 (حرف الياء) ) 4 (يحيى بن الخَضِر بن يحيى بن محمد) أبو زكريّا الأُرمَوي. شيخ صالح دمشقيّ. سمع من: جمال الإسلام عليّ بن المسلم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 78 وحدَّث. وتُوُفي في عاشر شوّال. 4 (يحيى بن علي بن أحمد بن عليّ) الخرّاز، أبو منصور البغدادي، الحريميّ. وُلِد سنة سبعٍ وخمسمائة. وسمع من: أبي عليّ محمد بن محمد بن المهديّ، ومحمد بن محمد بن المهتدي بالله، وهبة الله بن الحُصَين، وأحمد بن البنّاء، وغيرهم. والخرّاز: براء ثم زاي، وهو من بيت حديث. روى هو، وأبوه وابنه عبد الله. روى عنه: الدُّبيثيّ، وابن خليل. وتُوفّي في ثاني عشر ذي الحجّة. 4 (يَمَان بن أحمد الرُّصافيّ، الواسطيّ، الشّافعي.) دُفِن برُصافة واسط. وقد تفقّه ببغداد على: أبي المحاسن يوسف بن بُندار. وسمع من: أحمد بن المبارك المُرَقَّعاتيّ. واشتغل ببلده وأفتى. وهذه الرُّصافة تحت واسط بستّة فراسخ، وهي قرية كبيرة. والرُّصافة بالشّام بلد بناه هشام بن عبد الملك. وبهذا الاسم محلّة ببغداد، وأخرى بالكوفة، وبُلَيدَة بقرب البصرة، وموضع بالأنبار، وموضع بقُرطبة، وأخرى
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 79 ببلَنسية، وأخرى بنَيسابور، وأخرى بقرب إفريقيّة. ذكر العشرة الحافظ زكيّ الدّين في وفاة يَمان، وأنّها تقريباً في سنة إحدى وتسعين. وفيها وُلِد: إبراهيم بن إسماعيل المقدسي أخو أبي شامة. والنَّجم محمد بن عليّ بن المظفَّر النشبيّ. والتّاج عبد الوهّاب ابن زين الأُمَناء.) والسّيف يحيى بن الحنبليّ. وعبد الواحد بن عليّ الهَكاريّ. والجمال محمد بن عبد الجليل ابن الموقاتيّ بالقدس.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 80 4 (وفيات سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن طارق بن سنان) أبو الرضا الكَركي الأصل، البغدادي المَولد، التّاجر، المحدّث. وُلِد سنة سبعٍ وعشرين وخمسمائة في ربيع الأوّل. وسمع من: أبي منصور موهوب بن الجواليقيّ، وأبي الفضل بن الأُرمَوِي، وابن ناصر، وأحمد بن طاهر المَيهني، ونصر بن نصر، وسعيد بن البنّاء، وهبة الله الحاسب، ومحمد بن طِراد النّقيب، وأبي بكر بن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 81 الزّاغونيّ، وسعد الخير البَلَنسي، ومحمد بن عُبيد الله الرُّطَبي، والمبارك بن الشَّهرُوريّ، وعبد الملك الكَرُّوخي. وبالكوفة من: أبي الحسن محمد بن غيرة. وبمكّة من عبد الرحيم ابن شيخ الشّيوخ وبدمشق من: أبي القاسم الحسين بن البُنّا، وناصر بن عبد الرَّحمن النّجّار، وحمزة بن كرّوس، وجماعة. وبمصر من: عبد الله بن رفاعة، وأحمد بن الحُطيئة، وعلي بن هبة الله الكاملي وبالثّغر من: أبي طاهر بن سِلفَةَ. وحدَّث بهذه البلاد. قال ابن الدُّبيثيّ: كان حريصاً على السّماع، وتحصيل المسموعات، مع قلّة معروفة بالنسبة إلى طَلَبه. وكان ثقة. وقال المنذري: هو من الكَركِ، قرية بجبل لبنان، بسكون الراء. وأمّا البلد المشهور فبالتّحريك. قلتُ: أراد كرك نوح، وهي بُلَيدَة بالبقاع. ولم أسمع أحداً قيّده بالسُّكون سوى المنذريّ بلى ابن نُقطَة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 82 روى عن ابن طارق: أبو الحسن عليّ بن المفضّل، وأبو عبد الله الدُّبيثيّ، ويوسف بن خليل.) وذكره الحافظ الضّياء في شيوخ الإجازة، وقال: كان شيعياً غالباً. قال ابن النّجّار: لم يزل يطلب إلى أن مات، وكان يُوادُّني. وكان صدوقاً تبتاً، طيّب المعاشرة، إلاّ أنّه كان غالياً في التّشيُّع، شحيحاً، مقنطاً على نفسه، يشتري من لُقَم المُكِدًّين، ويتبع المحدّثين ليأكل معهم يُشغِل في بيته ضوءاً وخلّف تجارة تساوي ثلاثة آلاف دينار. مات وحده ولم يعلم به أحد. قال عبد الرّزّاق الجيليّ: كان ثقةً ثَبتاً مع فساد دِينه. وقال ابن نقطة: كان متقناً، خبيث الاعتقاد، رافضيّاً. مات في سادس عشر ذي الحجّة. وبقي في بيته أيّاماً لا يُدرَى به، وأكلت الفأرة أُذُنَيه وأنفَه كما قيل. قلت: كان جدّه سنان قاضي كَرك البقاع. 4 (أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن سعيد بن حُرَيث بن مضاء بن مهنَّد بن عُمَير.) أبو العبَاس، وأبو جعفر اللَّخميّ، القُرطُبي قاضي الجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 83 عرض الموطّأ على أبي عبد الله بن أَصبَغ. وسمع من: أبي جعفر البِطزوحيّ، وأبي جعفر بن عبد العزيز. وكان قد أخذ القراءات عن أبي القاسم بن رضا. ورحل إلى إشبيلية فأخذ عن شُرَيح بن محمد قراءة نافع، وقراءة ابن كثير. وسمع من: أبي بكر بن العربيّ، وطائفة. لكنه امتًحِن بضياع أسمِعَته. وكان بارعاً في علم العربيّة. وُلّي قضاء فاس، ثم نُقل إلى قضاء الجماعة بمراكش عند وفاة القاضي أبي موسى عيسى بن عِمران سنة ثمانٍ وسبعين. وكان جميل السّيرة، إماماً، مُتقِناً، روى عنه جماعة. وتُوفّي في جُمادى الأولى وقد شارف الثّمانين. وله المُشرِق في إصلاح المنطق، وكتاب تَنزيه القرآن عمّا لا يليق بالبيان. ورّخه الأَبّار. وقال أبو الخطاب بن دحية: سمعتُ منه صحيح مسلم، بسماعه من ابن جابر الأَسَدي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 84 4 (أحمد بن عبد العزيز بن محمد بن حُرَيث بن عاصم.) ) أبو جعفر اللَّخمي الشَّريشيّ. أبو جعفر، وأبو القاسم. روى عن: محمد بن أَصبَغ، وأبي بكر بن العربيّ، وعِياض، والبِطروحيّ، وطائفة. وُلّي قضاء فاس، ثم قضاء الجماعة بمرّاكُش. وحدَّث في جُمادى الأولى سنة اثنتين وتسعين عن ثمانين سنة إلا سنة. قلت: النّسخة المنقول منها سقيمة، كأنه اثنتين وسبعين. 4 (أحمد بن علي بن يحيى بن بَذّال) أبو العباس الحريميّ، المعروف بابن النّفيس المُستَعمَل. وُلِد سنة تسعٍ وخمسمائة. وسمع: هبة الله بن الحُصَين، وأبا غالب بن البنّاء، وأبا المواهب أحمد بن ملوك، وجماعة. سمع منه: أبو المحاسن عمر بن علي ومات قبله بزمانٍ، ويوسف بن خليل، وغير واحد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 85 تُوفي في المحرَّم. 4 (أحمد بن علي بن طلحة) أبو العبّاس الواسطي، الشّاهد. وُلِد سنة تسع عشرة وخمسمائة. وسمع: أبا الكَرَم نصر الله بن مَخلَد، وسعد بن عبد الكَريم الغُندُجانيّ، وعليّ بن هبة الله بن عبد السّلام. وحدَّث. ووُلّي نيابة الحُكم بواسط وبها تُوفّي في صَفَر. روى عنه: أبو عبد الله الدُّبيثيّ، وغيره. 4 (أحمد بن عمر بن بَرَكة.) الأَزَجيّ، البزّاز، المعروف بابن الكزليّ. حدَّث عن: أبي القاسم بن الحُصَين، وأبي الحسن بن الزّاغونيّ، وأبي بكر الأنصاري. وعنه: ابن خليل. تُوفي في ربيع الأول. 4 (أحمد بن مسعود بن الحسن) أبو الرّضا الباذَبِينيّ، ثم البغدادي التّاجر ابن الزُّقطَرّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 86 سمع من: أبي البركات يحيى بن حُبيش، وأبي بكر الأنصاري.) وحدَّث. ونوفي في ربيع الآخر. ومولده سنة سبعٍ وخمسمائة. 4 (أحمد بن هبة الله بن أسعَد.) أبو العبّاس بن الثّخين البغدادي، الحنفيّ. سمع: عبد الوهّاب الأنماطيّ، وأبا الوقت. روى عنه: عبد الله بن أحمد الخبّاز. ورّخه ابن النّجّار في رجب. 4 (إبراهيم بن الشّيخ عبد القادر بن أبي صالح) الجيليّ سمع من: أبي الوقت، وسعيد بن البنّاء. وتُفي بواسط. قال الدُّبِيثيّ: ما أظنه حدّث لاشتغاله بالمعاش.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 87 4 (إبراهيم بن محمد بن أحمد بن حَمَدِيّةَ) أبو طاهر العُكبَرِيّ، البيّع. أخو عبد الله. سمَّعه أبوه الكثير، وسمع بنفسه، وكتبَ بخطّه. وروى الكثير عن هبة الله بن الحُصَين، وأبي غالب الماوردي، وهبة الله بن عبد الشُّرُطي، وزاهر الشّحّاميّ. وكان صحيح السَّماع. روى عنه: الدُّبيثي، وابن خليل، وجماعة. وكان مولده سنة عشر أو اثنتي عشرة وخمسمائة. وتوفي في صَفَر بعد أخيه عبد الله بعشرين يوماً. 4 (إسماعيل بن أبي بكر محمد بن عليّ بن عبد العزيز) أبو محمد الحريمي، السِّمِّذي، الخبّاز. سمع عمّه: المبارك بن علي، وأبا بكر محمد بن عبد الباقي، ويحيى بن الطّرّاح، وأبي منصور محمد بن خيرون، وجماعة. روى عنه: يوسف بن خليل، وجماعة. وتُوفي في صَفَر.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 88 4 (أشرف بن عليّ بن محمد بن إبراهيم) أبو الفضل الهاشميّ. روى عن: جدّه لأمّه أبي الفضل الأُرمَوي. وكان يمكنه أن يسمع من ابن كادش، ونحوه، لأنّه وُلِد في حدود سنة خمس عشرة وخمسمائة. 4 (حرف الباء)
4 (بَلقيس بنت سليمان بن أحمد بن الوزير نظام المُلك الحسن بن علي بن إسحاق الطُّوسي.) المَدعُوّة خاتون. وُلِدت بإصبهان سنة سبع عشرة وخمسمائة، ونشأت بها. وسمعت من: فاطمة الجَوزدانيّة، وسعيد بن أبي الرجاء، والحسين بن عبد الملك الخلاّل. سمع منها جماعة. وحدّث عنها: يوسف بن خليل، وغيره. تُوُفِّيت في ثامن رجب. 4 (حرف التاء)
4 (تميم بن أبي الفتوح بن محمد بن أبي القاسم) أبو رشيد الإصبهانيّ، المقرىء، الخلاّل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 89 سمع: محمد بن علي بن أبي ذَر الصّالحانيّ. وعنه: ابن خليل. تُوفّي في رمضان. 4 (حرف الحاء)
4 (الحسن بن عبد الله بن عبد الرَّحمن بن عبد الله) القاضي الأَجَلّ أبو المكارم التَّميمي، السَّعديّ، الأغلبيّ، ابن الجبّاب. وُلِد سنة سبعٍ وثلاثين وخمسمائة وحدَّث عن: السِّلَفيّ. وقد وُلّي قضاء الإسكندرية سنة أربعٍ وستّين. وإلى أن تُوُفّي. وكان يُراجع الفقيه أبا الطّاهر بن عوف فيما يشكل عليه من الأحكام وهو من بيت حشمة) وجلالة 4 (الحسن بن عليّ، ويقال المبارك، بن عليّ بن المبارك) أبو علي المؤدب البغدادي، ويُعرف بابن الحلاوي. سمع من: ابن الحُصَين، وأبي غالب بن النبّا. وعنه: ابن خليل، وغيره. وتُوفّي في صَفَر. 4 (الحسين بن عبد الرحمن بن الحسين.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 90 أبو عبد الله الواسطي. روى عن: نصر الله بن الجَلخت، ومحمد بن عليّ الجُلابي. وتُوفي في جمادى الأولى. 4 (حرف السين)
4 (الشديد شيخ الأطِبّاء بمصر) هو أبو منصور عبد الله بن علي. ولَقَبه أيضاً شرف الدّين، وإنّما غَلَبَ عليه لَقب أبيه السّديد أبي الحسن. أخذ الصّناعة عن الموفّق عدنان بن العَين زّربيّ. وبرع في الفنّ، وخدم العاضد العُبيديّ وجماعةً قبله. وحصّل أموالاً عظيمة، ونال الحُرمة والجاه العريض، وعُمِّر دهراً. وكان أبوه طبيباً للدّولة أيضاً. ومّمن أخذ عن أبي منصور: نفيس الدّين ابن الزُّبَير شيخ الأطبّاء. فحكى عنه أنه دخل مع أبيه على الأمر بأحكام الله. قال ابن أبي أُصيَبعَة: وحدَّثني أسعد الدّين عبد العزيز بن الحسن أن الشّيخ السّديد حصل له في يوم واحد من الدّولة ثلاثون ألف دينار. وقال لي نفيس الدّين ابن الزُّبَير عنه أنّه طهَّرَ ابني الحافظ لدين الله فحصل له من الذَّهب نحو خمسين ألف دينار. وما زال شيخ الأطبّاء إلى أن مات. وكان صلاح الدّين يحترمه ويعتمد عليه في الطّبّ. 4 (سعد بن عثمان بن مرزوق بن حُمَيد.) القُرَشي، الزّاهد أبو الخير ابن الفقيه أبي عَمر المصريّ، الحنبليّ.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 91 خرج من مصر قديماً، وسكن بغداد، وتفقه بها على مذاهب أحمد. وسمع من: أبي محمد بن الخشّاب وجالسَه، وحصَلَ له ببغداد قبولٌ تام مِن الخاصّة والعامّة. وكان يُحمل إليه من مصر ما يقتات به من شيء له. وكان زاهداً ورِعاً، ناسكاً، قانتاً. ولمّا اختُضِر شيخه أبو الفتح بن المُنَى أوصى أن يتقدَّم في الصلاة عليه سعد رحمه الله. تُوفي في سادس عشر ربيع الآخر. وشيّعه الخَلق. قال ابن النّجّار: قدِم بغدادَ واستوطنها برباط الشّيخ عبد القادر. وكان عبداً صالحاً، مشهوراً بالعبادة، والمجاهدة، والتّقشُّف، والوَرَع، خشِن العَيش، كثير الانقطاع. حدَّث بالسير عن ابن الخشّاب، وكان على غايةٍ من الوسواس في الطّهارة. مات في صلاة الظُّهر، وكان قد تلا فيها فَأَمَّا إن كان مِن المُقَرَّبِينَ فَرَوجٌ وَرَيحَانٌ وَجنَّةُ نَعِيمٍ. 4 (حرف الشين)
4 (شعيب بن الحسن بن محمد بن شعيب) أبو نصر السَّمرقَنديّ، ثمَ الإصبهانيّ وُلِد سنة خمس عشرة وخمسمائة بإصبهان. وسمع من: علي بن هاشم بن طَباطَبا العلوي، وفاطمة الجُوزدانيّة. روى عنه: يوسف بن خليل. وتوُفّي في شوّال.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 92 4 (حرف الصاد)
4 (صاعد بن رجاء بن حامد بن رجاء) المَعدانيّ، أبو الخطّاب الإصبهاني، الشّافعي. روى عن: زاهر الشّحّامي. وعنه: ابن خليل تُوفي في جمادى الآخرة. 4 (صَدقة بن أبي المظفَّر محمد بن المبارك) أبو الفُتُوح البردغوليّ، الحريميّ، الظّاهريّ. سمع: ابن الحُصَين.) وعنه: ابن خليل، وأبو عبد الله الدُّبيثي. توفي في شوال. 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن إبراهيم بن يوسف) الأنصاري، أبو محمد البَلَنسيّ، الصُّوفيّ الصّالح. سمع: أبا طاهر السِّلَفي، وأبا محمد الدّيباجيّ، وعبد الله بن برّي، وخلقاً كثيراً بعدهم بالقاهرة. وكتب الكثير. روى عنه: أبو نزار ربيعة، وغيره.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 93 ويقال أنّه نَسَخ أكثر من مائة ألف وخمسمائة جزء سوى المجلّدات. وخطّة معروف. تُوفيّ في تاسع عشر جُمادى الأولى. وكان قد سُيِّر قلعة صَدَر، قلعة مشهورة بين أَيلة مصر. 4 (عبد الله بن أحمد بن جمهور بن سعيد.) أبو محمد القيسي الإشبيلي. سمع: أبا الحسن شريح بن محمد، وأبا بكر بن العربي، وأبا بكر بن موجوال وتفقه به، وأبا مروان بن مسرة. وأخذ القراءات عن أبي الحكم بن بطال. وولي إمامة إشبيلية. قال الأبار: كان رجلاً صالحاً، فاضلاً، بصراً باللغة والشروط. حدث عنه جماعة من شيوخنا. وتوفي في ربيع الآخر، وله نحوٌ من ثمانين سنة. 4 (عبد الله بن علي بن عثمان بن يوسف.) القاضي أبو محمد القرشي، المخزومي، المصري، الفقيه الشافعي، المعدل، الأديب. ولد سنة تسع وأربعين. وقرأ الكثير على أبي محمد بن بري. وله شعر حسن. وكان كثير المعروف والإيثار. وقد حدث والده وطائفة من إخوته وأهل بيته، وهم بيت كتابة وتقدُّم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 94 4 (عبد الله بن محمد بن أحمد بن حَمَدِيّة) ) أبو منصور العُكبَرِي الأصل، البغداديّ، أخو إبراهيم المذكور آنفاً. سمع: أبا العِزّ بن كادش، وأبا علي الحسن بن الشِّبط، وأبا بكر محمد بن الحسين المَزرفيّ، وأبا سهل محمد بن إبراهيم بن سَعدَوَية، وزاهر بن طاهر، وأبا عبد الله الحسين البارع، وعُبَيد الله بن محمد بن البَيهَقيّ، وخلقاً. روى عنه: أبو عبد الله الدُّبيثيّ، ويوسف بن خليل، وجماعة. وسمع منه: عمر بن علي القُرَشي، والقُدماء. وتُوفي في ثالث صفر. وكان مولده سنة ثمانٍ وخمسمائة. 4 (عبد الله ابن الأجل أبي شجاع المظفَّر بن أبي الفَرَج هبة الله بن المظفَّر ابن الوزير رئيس) الرؤساء أبي القاسم علي ابن المُسلمة. ويُعرف بالأثير أبي جعفر. وُلِد سنة تسع عشرة وخمسمائة. وسمع بنفسه من: أبي منصور ابن خيرون، وأبي الحسن محمد بن أحمد بن توبة، وأبي سعد أحمد بن محمد البغداديّ. روى عنه: إلياس بن جامع، ويوسف بن خليل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 95 وتُوُفّي في تاسع عشر صفر. وهو من بيتٍ كبير. 4 (عبد الله بن أبي المحاسن بن أبي منصور) العتّابيّ، الحنّاط. روى عن: إسماعيل بن السَّمَرقَندي، وغيره ويُعرف بابن السِّنَّور. 4 (عبد الخالق بن أبي الفتح عبد الوهّاب بن محمد بن الحسين) أبو محمد المالكيّ الأصل، البغدادي، المولد، الصّابوني، الخفّاف الحنبليّ، الضّرير. وُلِد سنة سبعٍ أو عشرٍ وخمسمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 96 وسمع بإفادة أبيه من: الحسن بن محمد البَاقَرحي، وأبي المعالي أحمد بن محمد بن البخاريّ، وأبي نَصر أحمد بن رضوان، وعلي بن عبد الواحد الدِّينَوري، وأحمد بن كادش، وزاهر بن طاهر، وإسماعيل ابن المؤذّن، وقُراتِكِين بن الأسعد، وطائفة.) وسمع صحيح البخاري من: الحسين بن عبد الملك الخلاّل ومُسنَد أحمد من ابن الحُصين. روى عنه: أبو عبد الله الدُّبيثيّ، وصَدَقَة بن محمد الوكيل، ويوسف بن خليل. تُوفي في الخامس والعشرين من ذي الحجّة. 4 (عبد الرحمن بن سعود بن سرور بن الحسين) أبو محمد القصريّ، الملاّح. سمع: أبا القاسم بن الحُصَين، وأبا بكر الأنصاري، وجماعة. وعنه: الدُّبيثيّ، وابن خليل. وتُوفّي في جُمادى الآخرة وله ستٌّ وسبعون سنة. ويقال له ابن ملاّح الشّطّ كما يقال لعبد الرحمن بن أبي الكَرَم الآتي سنة سبعٍ وتسعين. 4 (عبد الرحمن بن أبي الفضائل نصر الله بن موسى بن نصر بن شِبزِق)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 97 أبو القاسم الموصليّ، ثم البغدادي، البيّع، الرّقّاء، الأعرج. ويُعرف بابن فضائل. وُلِد سنة اثنتي عشرة وخمسمائة. وسمع من: أبي العزّ بن كادش، وأبي القاسم بن الحُصين، وعلي بن عبد الواحد الدّينوَري، وأبا بكر المَزرفيّ. سمع منه: عمر بن عليّ القُرَشي، ويوسف بن خليل، وجماعة. وتُوفي في الرابع والعشرين من المحرَّم. وشِبزِق بكسرتين. 4 (عبد الرحيم بن أحمد بن حَجُّون بن محمد بن حمزة بن جعفر بن إسماعيل بن جعفر) الصّادق بن محمد الباقر كذا في نسَب حفيده شيخنا ضياء الدّين بن عبد الرَّحيم الشّافعيّ، فاللَّه أعلم بصحة ذلك، فكأنّه قد سقط منه جماعة. أبو محمد المغربيّ الزاهد. تُوفي في أحد الرَّبيعين بالصّعيد ببلد قِنَا. وكان أحد الزُّهّاد في عصره ظهرت بركاته على جماعةٍ من أصحابه، وله تلامذة من كبار الصُّلحاء نفعَ الله ببركتهم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 98 4 (عبد العزيز بن فارس بن عبد العزيز بن ميمون) الحكيم أبو محمد الشَّيبَنيّ، الرَّبَعِي، الإسكندرانيّ.) كان من أعيان الأطبّاء في زمانه. حدَّث عن: عبد المُعطي بن مسافر القمّوديّ. وعاش اثنتين وثمانين سنة، فإنه وُلِد سنة عشرٍ وخمسمائة. وتُوفي في الثّامن والعشرين من صَفَر. 4 (عبد القويّ بن عبد الله بن سلامة بن سعد) أبو محمد المنذريّ، الشّاميّ الأصل، المصريّ. والِد الحافظ زكي الدّين عبد العظيم. وُلِد سنة أربع وخمسين وخمسمائة تقريباً. وسمع بمكّة من: محمد بن الحسين الهَرَوِي وبمصر من: أبي عبد الله الأرتلحيّ. قال ابنه: علقتُ عنه فوائد. وكان رحمه الله يحرّضني على الحديث. تُوفي في ثالث رمضان. 4 (عثمان بن أبي بكر بن إبراهيم بن جَلدَك)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 99 أبو عَمرو القلانِسيّ، المَوصِلي، الشّافعيّ. سمع من: خطيب الموصل، ويحيى الثَّقفيّ. وارتحل إلى بغداد، فتفقَّه بها على أبي القاسم يحيى بن فضلان. وسمع من: ذاكر بن كامل، وابن بوش، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 100 ورحل إلى إصبهان فسمع من: الحافظ أبي موسى، وأبي رشيد حبيب بن إبراهيم، وطائفة. وبدمشق من العلاّمة أبي سعد بن أبي عَصرون، والخُشُوعيّ. وحدث ببغداد ومصر وله شعر حسن. توفي في أواخر العام رحمه الله. 4 (عليّ بن أبي القاسم أحمد بن محمد بن العبّاس.) أبو الحسن البغدادي، العطّار، المعروف بابن الدّيناريّ. سمع من: القاضي أبي بكر، وغيره. روى عنه: يوسف بن خليل، وابن الدُّبيثي في تاريخه وقال: تُوفي في جمادى الآخرة. 4 (علي بن سعيد بن الحسن) المأمونيّ، الشّافعيّ، الفقيه أبو الحسن.) روى عن: أبي الفتح الكَرُّوخيّ، وأبي الوقت. وهو من محلّة المأمونية ببغداد. قال ابن النّجار: كان ينتحل مذهب الإماميّة، شيعياً غالباً. 4 (عمر بن عبد الله بن أبي بكر أحمد بن الإمام أبي محمد عبد الله بن سبعون بن يحيى) أبو حفص القَيسيّ، السلمي القَيروانيّ، ثم البغدادي. وُلِد سنة ست عشرة وخمسمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 101 وسمع من: يحيى الطّرّاح، وأبي البدر الكَرخي، وأبي بكر بن الزَّاغونيّ. وحدَّث. تُوفّي في ثالث شعبان ببغداد. وأخوه أبو بكر يُسمَّى اللَّيث، يروي عن أبي البدر الكرخيّ. ووالدهما أبو محمد يروي عن ابن خيرون كتب عنه ابن الحُصريّ. وجدُّهما أبو بكر يروي عن أبي الطّيب الطَّبَري مات سنة إحدى وخمسمائة. 4 (حرف الغين)
4 (غُنَيمة بن المفضل) أبو الغنائم الصُّوفي الخطيبيّ. سمع بواسط من: هبة الله بن نصر الله بن الجَلَخت. وكان من مشاهير الصُّوفية والفُقَهاء. مات في رجب. 4 (حرف الفاء)
4 (فضلان بن خَلَف بن فضلان) أبو محمد البغدادي، الأَزجيّ، القصّار. تُوفي في ذي الحجّة. روى عن: إسماعيل بن السَّمَرقَندي، وعبد الملك الكَرُّوخيّ. روى عنه: ابن خليل، والدُّبيثي، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 102 4 (حرف الكاف) ) 4 (كرَم بن حَيدر) الرَّبعي الحربيّ. سمع من: أبي بكر محمد بن إبراهيم بن إبراهيم القصريّ. روى عنه: يوسف بن خليل. حرف اللام 4 (ليث بن أحمد بن محمد) أبو البركات الحربيّ، البيّع، المعروف بابن الدُخنِي. سمع من: أبي الحسين محمد بن أبي يَعلَي الفرّاء، وعبد الله بن أحمد بن يوسف. وعنه: يوسف بن خليل. توفي سابع عشر صَفَر. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أحمد بن موسى بن هُذيل) أبو عبد الله العَبدري، الأندلسيّ. حجَّ، وسمع من: عليّ بن حُميد بن عمار بمكة ومن: السِّلَفي، وغيره بالثّغر. تُوفي في هذه السنّة أو في التي بعدها. 4 (محمد بن أحمد بن محمد)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 103 أبو بكر الإصبهاني، المهّاد، المؤذَن المقرىْ. سمع: محمود بن إسماعيل الصَّيرَفي، وجعفر بن عبد الواحد الثقّفي. روى عنه: يوسف بن خليل وقال: تُوفي في ذي الحجّة. 4 (محمد بن أبي بكر بن محمد) أبو عبد الله الجَلاَليّ، البغدادي. سمع: عبد الله بن الحُصَين، وأبا بكر الزّرقي. وذكر أنّه سمع المقامات من المصنِّف. وكان جليلاً نبيلاً. روى عنه: أحمد بن محمد بن طَلحة.) وُلِد سنة سبعٍ وتسعين وأربعمائة. ومات في رجب قال ذلك ابن النّجار. وأمّا ابن الدُّبيثي فقال: مات في رمضان. وقال: سألته عن مولده فقال لي: في نصف رجب سنة اثنتين وتسعين. عاش مائة سنة وشهرين، وهو محمد بن عبد الله الآتي ذِكره. 4 (محمد بن الحسن بن أبي الفوارس هبة الله ابن المقرئ الكبير أبي طاهر بن سِوار) البغدادي أبو بكر، الوكيل بباب القضاة. كان بارِعاً في فنّه وفي السِّجلاّت كأبيه وجده. سمع من: صَدَقة بن محمد المَحلبان، وأبي علي أحمد بن محمد الرَّحبي، وابن البطّي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 104 وحدَّث. وتُوفي في رابع شعبان كذَّبه ابن نُقطة، ووهّاه ابن الحُصري. 4 (محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله) المعّمر أبو عبد الله البغداديّ، المعروف بالجَلاَلي، منسوب إلى خدمة الوزير جلال الدّين الحسن بن صَدَقة. شيخ معمَّر، كان أحد من جاوز المائة. وُلِد في نصف رجب أو في شعبان سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة. وسمع من: علي بن المبارك بن الفَاعُوس، وابن الحُصَين، ومحمد بن الحسن المَزرَفي. وحدَّث. ولو سمع في صِغَرِه لسمع جماعة من أصحاب أبي علي بن شاذان، بل السّماع قِسمِيَّة. روى عنه: أبو عبد الله الدُّبيثي، وأبو الحَجّاج الأدمي، وجماعة. وتوفي في رابع رمضان، وله مائة سنة وشهر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 105 وكان يمكن أن تكون له إجازة من أبي عبد الله بن طلحة النِّعالي وغيره. 4 (محمد بن عبد اللَّطيف بن أبي بكر محمد بن عبد اللَّطيف بن محمد بن ثابت بن الحسن) الرَّئيس الكبير صَدر الدين أبو بكر الأزدي، الخُجَندي الأصل الإصبَهَاني، الفقيه الشّافعي. كان قد سمع الحديث وتفقَّه. وكان رئيساً مقدَّماً بإصبهان هو وآباؤه وهو وآباؤه الثلاثة يُلَقَّبون صَدر الدين. وخُجَند مدينة على طرف سَيحُون.) قَتَلَة فَلَكُ الدين سُنقر الطويل متولي إصبهان في هذا العام وكان يدخل ويخرج في أمر الدّولة فَخُتِمَ له بخير.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 106
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 107 4 (محمد بن أبي الطّاهر عبد الوارِث بن القاضي هبة الله بن عبد الله بن الحسين) الرَّئيس أبو الفخر الأنصاري، الأوسي، المصري، الشّافعي، المعروف بابن الأزرق. وُلِد في حدود سنة ستٍّ وثلاثين وخمسمائة. وكان جدّه أبو الفضائل هبة الله قاضي قُضاة الديار المصرية. تُوفي في جُمادى الأولى. 4 (محمد بن علي بن فارس بن علي)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 108 أبو الغنائم بن المعلّم الواسطي، الهُرثي، الشّاعر المشهور. والهُرث: من قرى واسط. وُلِد سنة إحدى وخمسمائة. وانتهت إليه رئاسة الشِّعر في زمانه. وطال عُمره حتّى صار شيخ الشّعراء في وقته وسار شِعره، واشتهر ذكره وقد أكثر القولَ في المديح والغَزَل. قال ابن الدُّبيثي: سمعت عليه أكثر شِعره بواسط، وبالهُرث، فأنشدنا لنفسه: (يا مُبيحَ في دين الهَوَى .......... أنتَ مِن قَتلي في أوسَعِ حِلِّ)
(إغضُضِ الطَّرف فنيران الهوَى .......... لَم تدع لي كَبداً تُرمى بِنَيلِ)
(هَبكَ أغليتَ وصالي ضِنَّةً .......... منكَ بالحُسنِ فلِم أرخَصتَ قَتلي)
(فلَحُبيّ فيكَ أحببتُ الضَّنَا .......... لسنٌ بالطّالبِ بُرءِي يا مُعِلّي) وله: (يا نازلينَ الحِمَى رِفقاً بقَلبِ فتًى .......... إن صاحَ بالبَينِ داعٍ فهو مُضمِرُه)
(مقسماً حذر الواشي يغيبُ به .......... عنه وأمرُ الهَوَى العُذريّ يُحضِره)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 109 (كم تستريحون عن صُبحي وأتعِبه .......... وكم تَّنَامُون عن ليلي وأُسهِرُه)
(لا تحسبوا البُعد عن عَهدِ يغيّرني .......... غيري ملازمةُ البلوى تغيّرُه)
(فما ذكرتكمُ إلاّ وهِمتُ جوّى .......... وآفةُ المُبتلى فيكم تَذَكُّرُه)
(وتستلذّ الصّبا نفسي وقد علمت .......... أن لا تمرّ بصافٍ لا تكدّرُه)
(سلا بوجديَ عن قيسٍ مُلوَّحُة .......... وعن جميلٍ بما ألقاه مَعمَرُه) ) (يزداد في مسمعي تكرارُ ذِكركُم .......... طِيباً ويحسُنُ في عيني مكرَّرُه) وله مما سمعه منه أبو الحسن بن القَطِيعيّ: (تنبّهي يا عَذَبَاتِ الرَّند .......... كم ذا الكَرَى هَبَّ نسيمُ نجدِ)
(مرَّ على الرَّوض وجاء سَحَراً .......... يَسحَبُ بُردَى أرَجِ ووردِ)
(حتّى إذا عانقتُ منه نفحةً .......... عادَ سَمُوماً والغَرَامُ يُعدي)
(أُعَلِّلُ القلبَ ببانِ رامةٍ .......... وما ينوبُ غُصُنٌ عن قدٍّ)
(وأقتصي النَّوحَ حماماتِ الِّوَى .......... هيهاتَ ما عند اللِّوى ما عندي)
(ما ضرِّ مَن لم يسمحوا بزَورةٍ .......... لو سمحوا عن طَيفهم بوعدِ) وله: (أأحبابنا إنّ الدّموع الّتي جَرَت .......... رخاصاَ على أيدي النَّوى لغَوَالي)
(أقيموا على الوادي ولو عُمرَ سَاعةٍ .......... كلَوثِ إزَارٍ أو كَحَلِّ عقالِ)
(فكم تمّ لي من وقفةٍ لو شَرَيتُها .......... بروحي لم أُغبَن فكيف بمالي) وله: (هو الحِمَى ومغانية مغانيه .......... فاحبس وعانِ بليلي ما تعانيهِ)
(لا تسأل الركبَ والحادي فما سأل .......... العشاق قبلك عن ركب وحاديهِ)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 110 (ما في الصِّحاب أخو وَجدٍ أُطارحُهُ .......... حديثَ نجدٍ ولا صَبٍّ أجاريه)
(إليك عن كلّ قلب في أماكنهِ .......... ساهٍ كلّ دمعٍ في مآقيه)
(ما واحدُ القلب في المعنى كفاقده .......... وجامد الدّمع في البَلوى كجاريه)
(يا منزلاً بدواعي البَين مُنتَهبٌ .......... وما البليَّة إلا من دواعيه)
(وقفت أشكو اشتياق والسّحاب به .......... فانهَلّ دمعي وما انهلَّت عزاليه)
(ومالكٍ غير قتلي ليس يُقنِعُهُ .......... وفاتك غير ذلي ليس يرضيهِ)
(لم أدرِ حين بدأ والكأس في يده .......... من كأسِه الخمرُ، أم عينيه، أم فيهِ)
(حَكَت جواهرُه أيّامه فَصَفَت .......... واستهدتِ الشمس معنى من معانيهِ) تُوفي رحمه الله في رابع رجب بقَريتهِ، وقد أنشد أبو الفَرَج بن الجوزيّ من شِهره على المنبر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 111 4 (محمد بن عليّ بن أحمد بن المبارك) ) الوزير مؤيد الدين أبو الفضل بن القصّاب البغدادي. كان ذا رأي وشهامة وحزم وغَورٍ بعيد، وهمّته علِيّةَ، ونفسه أبيّة. وكان أديباً بارِعاً بليغاً، شاعراً. وُلّي كتابة ديوان الإنشاء مّدة، ثم ناب في وزارة الخلافة في سنة تسعين وخمسمائة، وسار بعسكر الخليفة، وسار بعسكر الخليفة ففتح البلاد هَمَذَان، وإصبهان، وحاصر الرّيّ، وبيَّين، وصارت له هيبة في النّفوس، فلمّا عاد وُلي الوزارة. ثم إنّه خرج بالجيوش إلى هَمَذَان فتُوُفّي بظاهرها في رابع شعبان، وقد نيّف على السّبعين. وقد قرأ العربيّة على أبي السّعادات هبة الله بن الشَّجَري، وتنقّل في الخدم. وأقام بإصبهان مدّة. ثم قدِم من إصبهان فرتِّب في ديوان الإنشاء. ولم يزل في عُلُوٍّ حتى ناب في الوزارة. وأنشدوه قول المتنبي: (قاضٍ إذا اشتبه الأمران عنَّ له .......... رأيٌ يفصّل بين الماء واللَّبَنِ)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 112 فقال: أنا أفصل بين الماء واللّبن بأن أغمس البُردى فيه ثم أعصره، فلا يُشرب إلا المام، ويخلص اللّبن. وكان والد الوزير قصّاباً أعجمياً بسوق الثلاثاء ببغداد. تُوُفّي الوزير بظاهر همَذان، فأخفي موته ودُفن، وأركِب في مِحَفته قيصر العونيّ الأمير، وكان يشبهه، ثم طِيف به في الجيش تسكيناً. ثم ظهر الأمر، ونبشه خُوارزم شاه تكش، وحزَّ رأسه، ثم طاف به في بلاد خُراسان. قال ابن النّجار: لو مُدَّ له في العُمر لكان لعلَة يملكُ خُرسان. وكان فيه من الدّهاء وحسن التّدبير والحِيَل ما يعجز عنه الوصف، مع الفضل والأدب والبلاغة. وهو القائل يرثي ولده: (وإذا ذكرتُك والّذي فعل البِلَى .......... بجمال وجهك جاء ما لا يُدفّعُ) عاش مؤيد الدين بضعاً وسبعين سنة. 4 (محمد بن مالك بن يوسف بن مالك.) بكر الفِهريّ، الشَّرِيشيّ. سمع من شُرَيح بن محمد صحيح البخاري ومن أبي القاسم بن جَهور مقامات الحريريّ) ومن أبي بكر بن العربيّ. وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 113 قال الأبّار: وكان حافظاً لمذهب مالك، بصيراً بالشُّروط. ثنا عنه بسّام إن أحمد، وأبو سليمان بن حَوط الله. وقد وُلد سنة إحدى عشرة وخمسمائة. وتُوفي سنة اثنتين أو ثلاثٍ وتسعين 4 (محمد بن معالي بن محمد) أبو محمد البغدادي ابن شِدقَيني. سمع: علي بن عبد الواحد الدِّينَوَريّ، وأحمد بن كادش، وهبة الله بن الحُصَين، وهبة الله بن الطّبر، وجماعة. وكان عارفاً بتعبير الرؤيا. روى عنه: ابن خليل والدُّبيثي، وقال: كان في تسميعاته في شيء اسمع محمد وفي شيء أبو محمد. وقد سمّاه أبو المحاسن القُرَشيّ في معجمه أبو الفضل. تُوفي في سلخ ربيع الآخر وله اثنتان وثمانون سنة. 4 (محمد بن يحيى بن علي بن الحسن) أبو الحسن بن أبي البقاء الهَمَذاني الأصل، البغدادي، المؤدب. ولد سنة ثلاث عشرة وخمسمائة. وسمع من: زاهر الشَّحّاميّ، وثابت بن منصور الكِيليّ، وغيرهما.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 114 وكِيل قرية على دُجَيل مسيرة يوم من بغداد من جهة واسط، ويقال فيها جِيل، كما قيل جيلان وكيلان. تُوفي رحمه الله تعالى سنة إحدى أو اثنتين وتسعين. وكان شيخاً صالحاً، أديباً، فاضلاً. سمع منه القدماء. قال ابن النّجّار: لم أر للمتأخرين عليه سماعاً فلعلّهم لم يعرفوه، وقد رأيته. وقال لي ولده إسماعيل إنه تُوفي في سادس المحرَّم سنة اثنتين. 4 (محمد بن أبي علي بن أبي نصر) فخر الدّين أبو عبد الله النَّوقَاني، الفقيه الشّافعي، الأصُولي.) تفقّه بخُرسان على الإمام محمد بن يحيى صاحب الغزاليّ، وبرع في المذهب، ودرّس، وناظرَ، وقدِم بغداد، وتردّدت إليه الطّلبة، وتخرَّج به جماعة. وكان عنده طلب لمدرسة النّظامية، فأنشأت والدة النّاصر لدين الله مدرسةً وجعلته مدرّسها، وخلعوا عليه، وحضر عنده الأعيان، فألقى أربعة دروس، وأعاد له الدَّرسَ ولدُه. وحجّ وعاد فتُوفي بالكوفة في ثالث صَفَر. وكان شيخاً مَهِيباً، له يدٌ طُولَى في التفسير، والفِقه، والجَدَل، المنطق، مع ما هو عليه من العِبادة والصّلاح.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 115 4 (المبارك بن الحسن بن أحمد بن إبراهيم) أبو الفتح الواسطي، البَرجُوني، المقرئ المعروف بابن باسوَيه. وُلِد سنة عشرين وخمسمائة. وقرأ بالروايات على: أبي البركات محمد بن أحمد المَزرَفيّ، وأبي الفتح المبارك بن أحمد الحدّاد، وأبي يَعلَي محمد بن تُركان. وقدِم بغداد فقرأ القراءات على أبي الفتح عبد الوهّاب بن محمد بن الصّابوني. وسمع من: أحمد بن المقرب. وحدَّث ببلده وأقرأ. وهو والد تقي الدّين عليّ نزيل دمشق. تُوُفي في شعبان. 4 (المبارك بن المبارك بن هبة الله بن بكري) أبو المعالي الحريمي. روى عن: أبي غالب بن البنّا، وأبي منصور القّزاز، وأحمد بن علي بن الأشقر. وتُوفي في جُمادى الأولى. 4 (محمود بن القاسم) الحريمّي الوزّان. عُرِف باسم باذِنجانَة. سمع: أبا البدر الكَرخي. وحَّدث. تُوفّي في المحرَّم أو صَفَر. روى عنه: ابن الدّبيثي.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 116 4 (محمود بن المبارك بن أبي القاسم علي بن المبارك) الإمام أبو القاسم الواسطي، ثم البغدادي، الشّافعي، الفقيه، المنعوت بالمُجِير. تفقَّه بالنّظامية على أبي منصور الرّزاز، وأبي نصر المبارك بن زوما. وقرأ علم الكلام على أبي الفتوح محمد بن الفضل الإسفَرَائيني، وعلى أبي جعفر عبد السّيد بن علي بن الزَّيتُوني. وتقدم على أقرانه. وكان المُشار إليه في وقته. تخرَّج به خلق. وكان من أذكياء العالم. وُلِد سنة سبع عشرة وخمسمائة. وسمع من: أبي القاسم بن الحًصَين، وأبي بكر الأنصاري، وأبي القاسم بن السَّمَرقَندي، وجماعة. وحدَّث ببغداد، وواسط، وأعاد في شبيبته للإمام أبي النّجيب السُّهرُوَرديّ بمدرسته. وسار إلى دمشق، ودرس بها وناظر، واستدلّ وتخرَّج به جماعة. ثم رجع ودرس بشِيراز، وبعسكر مُكرَم، وواسط. ووُلَي تدريس النّظامية ببغداد، وخُلِع عليه خِلعة سوداء، وطَرحة، وحضر درسَه العلماءُ وأرباب الدّولة كلّهم، وكان يوماً مشهوداً. ونُفِّذ رسولاً إلى هَمَذان، فأدركه أَجَلُه بها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 117 قال أبو عبد الله الدُّبيثي: برع في الفقه حتى صار أوحد زمانه، وتفرَّد بمعرفة الأصول والكلام. قرأت عليه بواسط عِلم الأصول، وما رأيت أجمع لفنون العِلم منه، مع حُسن العبادة. قال: وخرج رسولاً إلى خُوارزم شاه إلى إصبهان، فمات في طريقه بهَمَذَان في ذي القعدة. وقال الموفَّق عبد اللّطيف: وكان بالنّظاميّة المُجِير البغدادي، وكان ضئيلاً، طُوالاً، ذكياً، دقيق الفَهم، غوّاصاً على المعاني، غير منفعلٍ عند المناظرة يُعِدّ لها كلّ سلاح، ويستعمله أفضل استعمال. وكان يشتغل في الخفية بالهندسة، والمنطق، وفنون الحكمة، على أبي البركات اليهوديّ كان، ثمّ أسلم في آخر عمره وعمي، وكان يُملي عليه وعلى جماعة، منهم ابن الدّهان المنجّم، ومنهم والدي، ومنهم المهذَّب بن النّقاش كتاب المعتبر له. هذا حكاية ابن الدهّان لي بدمشق. وكان شيخاً فاضلاً، بنى له نور الدّين المارِستان بدمشق، ونشر بها عِلم الطّب. وكان بين المُجِير وبين ابن فضلان مناظرة كمحاربة، وكان المُجير يقطعه كثيراً.) ثمّ إن ابن فضلان شنَّع عليه بالفلسفة، فخرج إلى دمشق، واتّصل بامرأةٍ من بنات الملوك، وبُنيت له مدرسة جاروخ، واستخلص من المرأة جوهراً كثيراً، فكثُر التّعصُّب عليه، فتوجَّه إلى شيراز، وبنى له ملِكها شرفُ الدين مدرسة، فلما جاءت دولة ابن القصاب أحضره إلى بغداد، وولاّه تدريس النظامية، ويوم ألقى الدّرس كان يوماً مشهوداً، فدرَّس بها أسبوعاً. وسُيِّرَ في الرسالة فلم يرجع. وحضر مرةً بدمشق مجلس المناظرة بحضرة القاضي كمال الدّين
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 118 الشَّهرَزوريّ، فجاء الصُّوفيّة ولهم ذُقون ولهم ذلوق، فارتفعوا على الفقهاء، فأنفوا وقصدوا أذاهم ففوَّضوا الأمر إلى المُجير، فاستدلّ في مسّ الذَّكَر، فقال فُضُوليُّ: لا ينتقض الوضوء بلمسه قياساً على الصُّوفيّ. فسألوه البيان. فقال: إنّ الصُّوفي يُطرق حتى يُطرقُ الباب فيثب ويقول: فُتُوح، ويقع نظر الرجل منهم على صورةٍ جميلةً قيثب من وسطه ويقول: فُتُوح. فاستحيا الصُّوفيّة ونهضوا. وكان أجدل أهل زمانه في سكونٍ ظاهر، وقلّة انزعاج. روى عنه ابن خليل في معجمه. وروى ابن النّجّار في تاريخه عن ابن خليل، عنه. 4 (مسعود بن أبي الفضائل محمود بن خَلَف بن أحمد بن محمد) أبو المعالي العِجليّ، الإصبهانيّ. أخو المنتجب أسعد، الفقيه. سمع: أبا نهشل عبد الصّمد العنبريّ. وعنه: ابن خليل، وقال: تُوفّي في صَفَر. 4 (حرف النون)
4 (نصر بن علي بن أحمد) أبو طالب بن النّاقد البغدادي. روى عن: سعيد بن البنّا. وتُوفي في الثامن والعشرين من جُمادى الآخرة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 119 4 (نفيس بن عبد الجبّار بن أحمد بن شِيشُويه) أبو صالح الحربيّ، الضرير. سمع من: عبد الوهاب الأنماطيً، وعبد الله بن أحمد بن يوسف.) روى عنه: ابن خليل، وغيره. تُوفي في شوّال. 4 (حرف الهاء)
4 (هبة الله بن مسعود بن الحسن) أبو القاسم بن الزّقطَر الباذبيني، التّاجر. روى عن: أبي غالب بن البنّا، وأبي الفضل الأرمَوي، وغيرهما. وعنه: ابن خليل. تُوفي في صَفَر. 4 (حرف الياء)
4 (يحيى بن عبد الجليل بن مُجبّر)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 120 أبو بكر، ويقال أبو زكريّا، الفِهري، الأندلسي، الإشبيليّ. شاعر الأندلس بلا مُدافعة. قد ذكرتُه في سنة بضع وثمانين، ثم وجدتُ تاجَ الدين بن حَمُّوَية قد ذكر أنه لم قطعة في وقعة الزّلاقة سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة، ثم ساق له قصائد مُونِقَة. 4 (يحيى بن عليّ بن طِراد بن الحُسين) أبو فراس البغدادي، الحريميّ، المعروف بابن كَرسَا. حدَّث عن: هبة الله بن الحُصَين. وعنه: ابن خليل، والدُّبيثي. تُوفي في مستهل رمضان. 4 (يحيى بن مُروءة بن بركات.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 121 أبو الحسين بن الجمّال الأزدي، المصري. روى عن ظافر بن القاسم الحدّاد قطعةً من شعره. وعنه: الحافظ عليّ بن المفضّل. والجمّال: بجيم والتّشديد. وتُوفي في جُمادى الأولى. 4 (يوسف بن عبد الله بن يوسف بن أيّوب بن موهوب) أبو الحَجّاج الفِهري، الأندلسي، الدّاني، وقيل الشّاطبي، نزيل بَلَنسِية.) وُلِد سنة ستّ عشرة وخمسمائة، وأجاز له أبو محمد بن عتّاب. وتفقّه بأبي محمد عبد الواحد بن بَقِيّ. وسمع من: أبيه، وأبي بكر بن بربخال. وأخذ القراءات عن: أبي عبد الله بن سعيد الدّانيّ، وأبي عبد الله المكناسيّ. وأخذ العربيّة عن أبي العبّاس بن عامر. ذكره الأَبّار فقال: كان من أهل العناية بالرواية والتّقدّم في الآداب. وكان إماماً في معرفة الشُّرُوط، كاتباً بليغاُ، شاعراً. كتبَ القُضاة، وناب في الأحكام. وتوفي في شعبان. وقال غيره: أجاز له أيضاً الفقيه أبو عبد الله محمد بن علي المازِريّ. 4 (يوسف بن معالي بن نصر) أبو الحَجّاج الأطرابُلُسِي، ثم الدمشقيّ، الكتّاني المقرئ، البزّار.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 122 سمع من: الأمير هبة الله بن الأكفاني، وعلي بن قيس المالكيّ، وجمال الإسلام الفقيه. روى عنه: الحافظ الضّياء، وابن خليل، وأبو محمد عبد الرحمن بن أبي الفَهم البلدانيّ، والعماد عبد الحميد بن عبد الهادي، والبهاء عبد الرحمن والزَّين أحمد بن عبد الدّائم، وآخرون. تُوفي في شعبان. وكان من الثّقات. وفيها وُلد: الفقيه يعقوب بن أبي بكر الطّبَري، ثم المكّيّ في المحرَّم، والإمام محيي الدين أبو القاسم محمد بن محمد بن سُراقة الشاطبيّ بها في رجب، وقُطب الدين أحمد بن عبد السّلام بن أبي عصرون بحلب في رجب، وكريم بن أبي المُنَى عم الزّين خالد، أجاز له الصَّيدلانيّ، ومسعود بن عبد الله بن عمر بن حَمُّويه في ربيع الأول.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 123 4 (وفيات سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن أسعد بن وهب) البغداديّ، ثم الهَرَوِيّ، المقرئ أبو الخليل بن صُفَير. قدِم بغداد وسمع بها من: خَلَف بن أحمد بن، وصالح بن الرّخلة وخديجة بنت النَّهرُوانيّ.) وسمع بهَرَاة من: نصر بن سَيار. وصحِبَ الشّيخَ عبد القادر. تُوفي في شعبان. والرِّخلة بسكون الخاء. وقد سافر إلى هَمَذَان فقرأ بالروايات أو ببعضها على الحافظ أبي العلاء، وبإصبهان. وكان له حُرمَة وافِرة بهَرَاة. كان صاحب البلد يزوره، ونَفَقَت سوقُه دكّاناً جيّدة. ثم بان مُحالُه وكَذبُه. ثم رد إلى بغداد وبها مات.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 124 4 (أحمد بن علي بن عيسى بن هبة الله بن الواثق بالله) أبو جعفر الهاشميّ، العبّاسي، الواثقيّ، المقرئ. سمع: أبا غالب بن البنّا، وأبا البدر الكَرخيّ. وتوفي في ذي القُعدة. روى عنه: ابن خليل. وكان أديباً شاعراً فاضلاً. 4 (أحمد بن أبي الفائز بن عبد المحسن بن الكُبريّ) البغداديّ، الشُّرُوطي، أبو العبّاس. روى عن: هبة الله بن الحُصَين، وأبي غالب بن البنّا. وعنه: الدُّبيثي، وابن خليل. تُوفي في جُمادى الآخرة وله خمسٌ وثمانون سنة. 4 (أحمد بن الوزير مؤيد الدين محمد بن علي بن القصاب)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 125 ناب في الوزارة عن أبيه حين سار بالجيوش أبوه إلى خوزستان. تُوفي في هذا العام. 4 (إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم) أبو إسحاق البغدادي، البزّاز. ويُعرف بابن حسّان. سمع: أبا الدُّرّ ياقوت بن عبد الله التّاجر، وأحمد بن المقرَّب. وحدَّث. تُوفي في ذي الحجة.) 4 (إبراهيم بن عبد الواحد بن عليّ) أبو إسحاق المَوصليّ، ثم البغدادي. حدَّث عن: أبي الفضل الأرمَوِي، وغيره. تُوفي في حدود هذا العام، قاله المنذريّ. 4 (حرف الحاء)
4 (الحَسَن بن علي بن حمزة بن محمد بن الحَسَن بن محمد بن عليّ بن محمد بن يحيى بن) الحُسَين بن زَيد بن علي الحُسَين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه النّقيب الطّاهر أبو محمد الهاشميّ، العَلَويّ، الحُسَينيّ، الزَّيدِيّ، المعروف بابن الأقسَاسِي. أحد الرؤساء وسِنان صعده البُلَغاء، ونجم أُفق الأدباء.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 126 له النَّظم والنَّثر. سمع من الفضل بن سهل الإسفَرَائيني الأثير. وحدَّث. وولي نقابة العلوييّن بالكوفة مدّة، ثم ببغداد. وقد مدح النّاصر لدين الله والأقساس: قرية بالكوفة. فمن شِعره: (لو أننّي من سِحر لَحظك سالم .......... لم أعصِ فيكَ وقد ألحّ اللاّثمُ)
(لكنّه ناجى فؤاداً هائماً .......... ولَقَلَّما أصغَى فؤادٌ هائمُ)
(أين الشّجِيُّ من الخَلِيّ فخِلّني .......... لبلابلي اليَقظَى فسِرُّك نائم) وشعره متوسط. تُوفي في شعبان. وكان مولده سنة تسعٍ وخمسمائة. 4 (الحسين بن الحسن بن أحمد) أبو عبد الله التّكريتيّ، البغداديّ، الصُّوفي. وُلِد سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة. وحدَّث بأناشيد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 127 4 (حرف الخاء)
4 (الخاتون والدة السّلطان الملك العادل سيف الدين أبي بكر بن أيّوب) تُوُفّيت بدمشق في ذي الحجّة بدارها المعروفة بدار العقيقيّ التي صارت ترُبة السّلطان) الظّاهر. 4 (خاصّ بَك بن برغش) النّاصري الأمير. وُلّي القاهرة مدّة طويلة. وحجّ بالناس. تُوفي في جُمادى الآخرة. 4 (حرف الصاد)
4 (صالح بن عيسى بن عبد الملك) الفقيه الصّالح أبو التّقيّ المصريّ، المالكيّ، الخطيب. قرأ القرآن على: أبي عبد الله محمد بن إبراهيم الكيزانيّ، وعلي بن عبد الرحمن نِفطُوَيه. روى عنه: ولده الفقيه أبو محمد عبد الله. وكان صالحاً زاهداً، لمّا زالت دولة العُبَيديّين كان يخرج إلى البلاد المصرية ويخطبُ بها، وينسخ ما كان بها من الأذان. يحيّ على خير العمل، ثم ينتقل إلى بلدٍ آخر احتساباً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 128 4 (صَندَل) الإّمام الكبير، الأمير، أبو الفضل الحَبَشيّ، المُقَتَوي الخادم. سمع من: أبي الفتح ابن البَطِّيّ، وعلي بن عساكر البطائحيّ. وحدَّث. وكان يلقَّب عماد الدين. فيه ذكاء وفِطنة وعقل. وُلي أستاذية الدّار للخلافة المُقَتَفوِية، فلمّا بويع النّاصر كان صَندَل قد كبر وضعُف، وطلب إذناً بالانقطاع في تُربةٍ له، ففُسِح له.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 129 وتوفي في ربيع الأول. 4 (حرف الطاء) طغتكين بن نجم الدين أيوب بن شاذي بن يعقوب بن مروان. الدويني الأصل، ظهير الدين، الملك العزيز سيف الإسلام صحب اليمن، أخو السلطان صلاح الدين. وكان أخوه قد سيره إلى بلاد اليمن بعد أخيه شمس الدولة، فملكها واستولى على كثير من بلادها في سنة سبع وسبعين. وكان شجاعاً، محمود السيرة، مع ظلم. وكان قد أخذ من نائبي أخيه ابن منقذ، وعثمان) الزنجيلي أموالاً عظيمة بالمرة. وكان مما كثر الذهب عنده يسكبه ويجعله كالطاحون. وكان حسن السياسة، مقصوداً من البلاد. سار إليه شرف الدين بن عنين ومدحه فأحسن إليه، وخرج من عنده يذهب كثير ومتاجر، فقدم مصر، فأخذ منه ديوان الزكاة ما على متجره، والسلطان يومئذ العزيز عثمان، فعمل:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 130 (ما كل ما يتسمى بالعزيز لها .......... أهل ولا كل برق سحبه غدقه)
(بين العزيزين بون في فعالهما .......... هذاك يعطي، وهذا يأكل الصدقة) توفي سيف الإسلام في شوال بالمنصورة، مدينة أنشأها باليمن، وقام بالملك بعده ابنه إسماعيل الذي سفك الدماء، وأدعى أنه أموي، ورام الخلافة وتلقب بالهادي، وكان شهماً، شجاعاً طياشاً، وكان أبوه يخاف منه. وقد وفد على عمه السلطان صلاح الدين قبل موته بأيام، ثم رجع إلى اليمن، فأدركته وفاة أبيه وقد قارب تعز، فتسلم اليمن. 4 (طلحة بن مظفر بن غانم.) أبو محمد العراقي، العلثي الحنبلي، الزاهد. تفقه ببغداد على الإمام أبي الفتح بن المني، وغيره. وسمع من: أبي الفتح بن البطي، ويحيى بن ثابت، وأحمد بن المبارك المرقعاني، وطائفة. وعني بالحديث، وحصل، وقرأ على ابن الجوزي أكثر مصنفاته. ثم انقطع في زاويته بالعلث، وأقبل على العبادة وتعليم العلم، وأقبل الناس عليه، وصار له أتباع، وأشهر اسمه وكان من الثقات رضي الله عنه. روى عنه: يوسف بن خليل، وجماعة. وتوفي في ثالث عشر ذي الحجة، وله جماعة أولاد. وهو ابن عم الزاهد إسحاق العلثي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 131 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن محمد بن عبد الله بن هبة الله.) أبو محمد الأرسوفي، ثم المصري، الشافعي، التاجر. كان كثير المال، غزير الأفضال، وافر البر والمعروف. وأرسوف: بضم أوله. 4 (عبد الله بن منصور بن عمران بن ربيعة.) ) أبو بكر الربعي، المقرئ، الواسطي، المعروف بابن الباقلاني. شيخ العراق. ولد في المحرم سنة خمسمائة. وقرأ القراءات على أبي العز القلانسي، وهو آخر أصحابه. وعلى: علي بن علي بن شيراز، وأبي محمد سبط الخياط. وسمع منهم، ومن: أبي علي الحسن بن إبراهيم الفارقي، وخميس الحوزي، وأبي الكرم نصر الله بن الجلخت، وأبي عبد الله البارع، وأبي العز كادش، وأبي القاسم بن الحصين، وأبي بكر المزرفي، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 132 روى عنه تاج الإسلام أبو سعد السمعاني، وأبو القاسم بن عساكر أناشيد، وماتا قبله بدهر. وقد ذكره ابن عساكر في تاريخه فقال: شاب قدم دمشق وأقرأ بها، وكان قد قرأ على القلانسي. وقرأ علي كتاب الغاية لابن مهران، وتفسير الواحدي الوسيط. قال: ورأيت له قصيدة مدح بها بعض الناس بدمشق يقول: (بأي حكم دم العشاق مطلول .......... فليس يودي لهم في الشرع مقتول)
(ليت البنان التي فيها رأيتُ دمي .......... يرى بها لي تقليب وتقبيل.) قلت: وقرأ عليه بالقراءات التقي أبو الحسن بن باسويه، المرجا بن شقيرة التاجر، أبو عبد الله محمد بن سعيد الدبيثي، والحسن بن أبي الحسن بن ثابت الطيبي، والعلامة أبو الفرج بن الجوزي، وولده الصاحب محيي الدين يوسف، وخلق سواهم. وازدحم عليه الطلبة وقصدوه من النواحي. لكن قد ضعفه غير واحد. قال ابن نقطة: حدث بسنن أبي داود، وعن أبي علي الفارقي، وسمعه منه في سنة ثمان عشرة وخمسمائة. قال: وحدثني أبو عبد الله بن أحمد بن الحسن الواسطي ابن أخت ابن عبد السميع، وكان ثقة صالحاً، قال: سمعت منه السنن وسماعه فيه صحيح.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 133 قال: وكان قد قرأ على القلانسي بكتاب الإرشاد وقراءته به صحيحة، وما سوى ذلك فإنه يزوره. قال ابن نقطة: وقال لي أبو طالب بن عبد السميع: كان ابن الباقلاني يسمع كتاب مناقب علي، عن مؤلفة أبي عبد الله بن الجلابي، فقال لي: نسخته ليست موجودة بواسط، يعني سماعه. فقلت) له: إن النسخ بها مختلفة تزيد وتنقص. فلم يزل يسمعها من أي نسخةٍ كانت. وقد ضعفه الدبيثي فقال: انفرد برواية العشرة عن أبي العز، وادعى رواية شيء آخر من الشواذ عن أبي العز، وادعى رواية شيء آخر من الشواذ عن أبي العز، فتكلم الناس فيه، ووقفوا في ذلك، استمر هو على روايته للمشهور والشاذ شرها منه. قال: وكان حسن التلاوة، عارفاً بوجوه القراءات. وتوفي في سلخ ربيع الآخر. وأقرأ الناس أكثر من أربعين سنة. قال: سمعت أبا طالب عبد المحسن بن أبي العميد الصوفي يقول: رأيت في المنام بعد وفاة ابن الباقلاني كأن شخصاً يقول لي صلي عليه سبعون ولياً لله. قلت: آخر من مات من تلامذته الشريف الداعي. 4 (عبد الخالق بن المبارك بن عيسى.) أبو الفرج ابن المزين البغدادي، القارئ. سمع من: أبي الحسين محمد بن محمد بن الفراء. وكان معمراً عاش نيفاً وتسعين سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 134 4 (عبد الكريم بن يحيى بن شجاع بن عباس.) أبو محمد القيسي الدمشقي، المعروف بابن الهادي. سمع: عبد الكريم بن حمزة، ويحيى بن بطريق. روى عنه: يوسف بن خليل، والعمادى بن عساكره، وجماعة. ويقال له كرم. توفي في ثاني شعبان. 4 (عبد الكريم بن يوسف بن محمد.) أبو نصر البغدادي، الخيفي، المعروف بابن الديناري. ولد سنة سبع عشر وخمسمائة. وسمع من: هبة الله بن الحصين. وحدث. وتوفي في جمادى الأولى.) روى عنه: ابن الدبيثي، وغيره. 4 (عبد الوهاب بن الشيخ عبد القادر بن أبي صالح.) الفقيه أبو عبد الله الجيلي، ثم البغدادي، الأزجي، الواعظ الحنبلي. ولد سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 135 وسمع من: أبي الفضل الأرموي، وأبي غالب بن البنا، وولده سعيد بن أبي غالب، وأبي منصور بن زريق القزاز، ومحمد بن أحمد بن صرما. وتفقه على والده، ودرس بعده بمدرستهم، وحدث ووعظ وأفتى وناظر، وروسل من الديوان العزيز. وكان أديباً ظريفاً، ماجناً، خفيفاً على القلوب. روى عنه: الدبيثي، وابن خليل. وولاه الناصر لديهم الله المظالم، وبنى تربة الخلاطية. قال أبو شامة: قيل له يوماً في مجلس وعظه: ما تقول في أهل البيت قد أعموني. وكان أعمش. أجاب عن بيت نفسه. وقيل له يوماً: بأي شيء يعرف المحق من المبطل قال: بليمونة. أجاب عمن يخضب، أي بليمونة، يزول خضابه. وقال ابن البزوري: وعظ مرة، فقال له شخص: ما سمعنا مثل هذا. فقال: لا شك يكون هذيان. توفي في شوال. 4 (عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الملك.) أبو الحسين بن قزمان، القرطبي. سمع من: أبيه القاضي أبي مروان. وسمع صحيح البخاري من أبي جعفر البطروحي. وأجاز له أبو محمد بن عتاب، وأبو بحر الأسدي. وولي القضاء بكور قرطبة. وكان بصيراً بالأحكام، أديباً، شاعراً، بارع الخط. سمع منه: أبو سليمان بن حوط الله قبل الثمانين. واختبل قبل موته بمدة.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 136 توفي سنة ثلاث أو أربع وتسعين. ذكره الأبار. 4 (عبيد الله بن يونس بن أحمد.) أبو المظفر الأزجي، البغدادي، الوزير جلال الدين. تفقه على: أبي حكيم إبراهيم بن دينار النهرواني. وقرأ الأصول والكلام على أبي الفرج صدقة بن الحسين. وسمع: أبا الوقت، ونصر بن نصر العكبري. وسافر إلى همذان، فقرأ القراءات أو بعضها على الحافظ أبي العلاء، ثم داخل الدولة إلى أن رتب وكيلا لوالدة الخليفة، ثم ترقى أمره، وعظم قدره، إلى أن ولي الوزارة للناصر لدين الله في سنة ثلاث وثمانين. ثم سار بالجيوش المنصورة لمناجزة طغربل بن أرسلان السلجوقي، وعمل معه مصافاً، فانكسر الوزير وانجفل جمعه وأسر، وحمل إلى همذان، ثم إلى أذربيجان. ثم تسحب فجاء إلى الموصل، ثم إلى بغداد متستراً، ولزم بيته مدة، ثم بعد مدة ظهر، فرتب ناظراً للخزانة، ثم نقل إلى الإستدارية، وذلك في سنة سبع وثمانين، وصار كالنائب في الوزارة. فلما ولي ابن القصاب الوزارة سنة تسعين قبض على جلال الدين ابن يونس وسجنه. فلما مات ابن القصاب عام أول، نقلوا ابن يونس إلى دار الخلافة، وحبس في مطمورة، وكان آ خر العهد به. قال أبو عبد الله بن النجار: كان يعرف الكلام. صنف كتاباً في الأصول والمقالات، وسمعه منه الفضلاء.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 137 وسمع منه الحديث: عبد العزيز بن دلف، وأبو الحسن بن القطيعي. ولم يكن في ولايته محموداً. قيل: مات في صفر في السرداب، ودفن به. 4 (عذراء بنت شاهنشاه بن أيوب بن شاذي.) الخاتون الجليلة صاحبة العزراوية، وأخت عز الدين فروخشاه. توفيت في أول العام، ودفنت بتربتها في مدرستها داخل باب النصر. وهي عمة الملك الأمجد البعلبكي. 4 (علي بن أبي بكر بن عبد الجليل.) ) العلامة، شيخ الحنفية، برهان الدين المرغيناني، الحنفي، صاحب كتابي الهداية والبداية في المذهب. توفي رحمه الله تعالى ليلة الثلاثاء لأربع عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة، رحمه الله تعالى.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 138 4 (علي بن خليفة بن علي.) أبو الحسن بن المنقى، الموصلي، النحوي. كان زاهداً، ورعاً، صالحاً. أقرأ القربية مدة، وله شعر حسن، ومقدمة نحو. وتخرج به خلق من أهل الموصل. وكان مع دينه يهجو بالشعر. 4 (علي بن علي بن أبي البركات هبة الله بن محمد بن علي بن أحمد.) قاضي القضاة أبو طالب ابن البخاري، البغدادي، الفقيه الشافعي. ولد سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة، وتفقه على العلامة أبي القاسم يحيى بن فضلان. وسمع من: أبي الوقت، وغيره. وخرج أبوه قاضياً إلى بعض بلاد الروم، فسافر معه وأقام هناك. فلما توفي أبوه ولي هو القضاء. ثم إنه عزل فسار إلى الشام، ثم عاد إلى بغداد بعد عشرين سنة، فأكرم مورده، وزيد في احترامه. ثم إنه ولي قضاء القضاة سنة اثنتين وثمانين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 139 ثم ناب في الوزارة مع القضاء مديدة، ثم عزل عنها، ثم أعيد إلى قضاء القضاة سنة تسع وثمانين. وتوفي في جمادى الآخرة. 4 (علي بن محمد بن حبشي، بفتح الحاء ثم سكون الباء.) أبو الحسن الأزجي الرفاء. روي عن: أبي سعد أحمد بن محمد البغدادي. وتوفي في المحرم. 4 (علي بن موسى بن علي بن موسى بن محمد بن خلف.) أبو الحسن بن النقرات الأنصاري، السالمي، والأندلسي، الجياني، نزيل مدينة فاس.) أخذ القراءات عن: أبي علي بن عريب، وأبي العباس بن الحطيئة، وعبد الله بن محمد الفهري. وحدث عن: أبي عبد الله بن الدمامة، وأبي الحسن اللواتي. وأقرأ الناس، وولي خطابة فاس. وأكثر عنه: أبو الحسن بن القطان. وإليه ينسب الكتاب الموسم بشذور الذهب في الكيمياء.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 140 وقد ذكره الثجيبي ووصفه بالزهد والصلاح والورع. وقال: ولد سنة خمس عشرة وخمسمائة. وعاش إلى هذا العام. 4 (عمر بن محمد بن علي.) أبو حفص البغدادي، القزاز. ويعرف بابن العجيل. حدث عن: هبة الله بن الحصين. وكان رجلاً صالحاً. توفي في صفر رحمه الله تعالى. 4 (عمر بن أبي المعالي.) البغدادي، الكميماثي، الزاهد. صاحب الشيخ عبد القادر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 141 ذكره المحب بن النجار فقال كان صالحاً، منقطعاً عن الناس، مشتغلاً بما يعنيه. كانت له حلقة بجامع القصر بعد الجمعة. يجتمع حوله الناس، ويتكلم عليهم بكلام مفيد. وكان له أتباع وأصحاب وقبول. توفي في صفر، وقد جاوز السبعين. وبنت والدة الخليفة على قبره قبة. 4 (عيسى بن الشيخ عبد القادر بن أبي صالح الجيلي.) أبو عبد الرحمن نزيل مصر. سمع أباه. وبدمشق: علي بن مهدي الهلالي. ووعظ بمصر، وحصل له قبول. روي عنه: حمد بن ميسرة. وتوفي في رمضان. 4 (حرف الفاء) ) 4 (فايز بن داود بن بركة.) أبو الفايز وأبو المظفر النهرواني، الأزجي. ولد سنة ثمان وخمسمائة. وسمع من: إبراهيم بن أحمد بن مالك العاقولي، وأبي الفضل الأرموي، وأبي المعمر المبارك بن أحمد. وحدث. 4 (فتيان بن محمد بن علي الخياط.) حدث بالموصل عن: أحمد بن هشام الطوسي. توفي في ذي الحجة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 142 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن الفقيه أحمد بن محمد بن أبي العز المبارك بن بكروس.) أبو بكر البغدادي. سمع: أبا محمد بن الخشاب، وجماعة. وتوفي شاباً رحمه الله. 4 (محمد بن أحمد بن يحيى بن زيد بن ناقة.) أبو منصور الكوفي، المعدل. سمع: أباه. وحدث. وتوفي ببغداد في جمادى الآخرة. 4 (محمد بن أحمد بن عبد الباقي بن أحمد بن النرسي.) أبو منصور العدل البغدادي، المحتسب. توفي في ذي القعدة عن سبعين سنة. روي عن: جده، وعن هبة الله بن الطبر، وجماعة. روى عنه عبد الله بن أحمد الخباز، وغيره.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 143 4 (محمد بن حسن بن عطية.) ) الأنصاري، الجابري، جابر بن عبد الله، أبو عبد الله السبتي. سمع وأكثر عن: القاضي عياض. وسمع من: جدة لأمه سليمان بن تسع الخطيب، والحسن بن سهل الخشني. وجماعة. قال الأبار: كان من الثقة والأمانة والعدالة بمكان. ولي القضاء وعني بعقد الشروط. وله حظ من النظم. حدث عنه من شيوخنا: أبو العباس العزفي، وأبو بكر بن محرز. قلت: ومن آخر أصحابه محمد بن عبد الله الأزدي، السبتي. 4 (محمد بن حيدرة بن عمر بن إبراهيم بن محمد.) الشريف أبو المعمر بن أبي المناقب العلوي، الحسيني، الزيدي، الكوفي. ولد سنة أربع وخمسمائة بالكوفة، وبها مات في هذا العام تقريباً. سمع من: أبي الغنائم محمد بن علي النرسي، وهو آخر من حدث عنه بالكوفة. ومن: جده أبي البركات عمر بن إبراهيم، وأبي غالب سعيد بن محمد الثقفي. روى عنه: أحمد بن طارق، ويوسف بن خليل، وغيرهما. وقال تميم بن أحمد البندنيجي: إن أبا المعمّر كان رافضياً يتناول الصحابة 4 (محمد بن سيدهم بن هبة الله بن سرايا.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 144 أبو عبد الله الأنصاري، الدمشقي، المعروف بابن الهراس. سمع: جمال الإسلام السلمي، ونصر الله المصيصي، وهبة الله بن طاوس، والبهجة أبا طالب علي بن عبد الرحمن الصوري. وأكثر عن: الحافظ ابن عساكر. ولد سنة اثنتين أو ثلاثٍ وخمسمائة. وقد ذكر أنه سمع من: هبة الله بن الأكفاني. وهو والد أبي الفضل أحمد بن محمد. روى عنه: الحافظ الضياء، وابن خليل، والشهاب إسماعيل القوصين وطائفة. وأول سماعه سنة ست عشرة وخمسمائة. وتوفي في ذي الحجة. وكان ثقة معمراً، يلقب مهذب الدين. 4 (محمد بن صدقة بن محمد.) ) أبو المحاسن البوسنجي، الكاتب، الأديب. له شِعْرٌ بالعربية والعجمية. وسمع من: القاضي أبي بكر الأنصاري. وتوفي في رمضان. ووزر لأمير واسط ولغيره. وكان والد من كبار الكُتّاب، وكان هو يلبس القميص والشربوش على قاعدة كُتّاب العَجَم، أبيض الرأس واللّحية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 145 4 (محمد بن محمد بن عبد الله بن جعفر.) أبو السعود البغدادي. من بيت حشمة وولاية. ولي حجابة الحجاب. وتوفي في رمضان وشيعه الأعيان. 4 (محمد بن المحدث أبي بكر محمد بن المبارك بن محمد بن مشق.) أبو نصر البغدادي، البيع. توفي شاباً في حياة والده وله ثلاثٌ وثلاثون سنة. سمع: أبا الحسين بن عبد الحق، وشهدة، وطبقتهما. توفي في ذي الحجة. محمد بن يحيى بن طلحة. أبو عبد الله البجلي، الواسطي، الشاعر. دخل بغداد، والشام. ومدح غير واحد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 146 وتوفي في ربيع الآخر. 4 (محمد بن يوسف بن مفرج.) أبو عبد الله البناني البلنسي، المقرىء المعروف بابن الجيار. أخذ القراءات عن: أبي الأصبغ بن المرابط، وأبي بكر بن تمارة. وسمع منهم ومن: أبي الحسن بن هذيل. أخذ عنه: أبو الحسن بن خيرة، وأبو الربيع بن سالم الكلاعي. وكان رجلاً صالحاً فاضلاً.) توفي في رجب عن نيف وسبعين سنة، وشيعه الخلق. 4 (المبارك بن سلمان بن جروان بن حسين.) أبو البركات الماكسيني، ثم البغدادي. ولد سنة سبع عشرة وخمسمائة. وسمع من: أبي القاسم بن الحصين، وأبي المواهب أحمد بن ملوك، وأبي بكر الأنصاري، وجماعة. روى عنه: اليلداني، وابن خليل، والدبيثي. وأجاز لأحمد بن أبي الخير سلامة، وغيره.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 147 توفي في ذي القعدة. 4 (محمد بن أحمد بن ناصر.) الحربي، الحذاء. سمع: ابن الطلاية، وأبا الفرج عبد الخالق اليوسفي. وحدث. وتوفي في ربيع الأخر. مكي بن أبي القاسم عبد الله بن معالي. أبو إسحاق البغدادي، الغراد. من ساكني المأمونية. طلب بنفسه وكتب، وحصل الأصول وأكثر ولد سنة ثلاثين وخمسمائة. وسمع: أبا الفضل الأرموي، ومحمد بن ناصر، وأبا بكر الزاغواني، وطبقتهم. وخلقاً وخمسمائة. وسمع: أبا الفضل الأرموي، ومحمد بن ناصر، وأبا بكر الزاغوني، وطبقتهم. وخلقاً بعدهم. قال ابن النجار: لم يزل يسمع ويقرأ حتى سمعنا بقراءته كثيراً. وكانت له حلقة بجامع القصر لقراءة الحديث يحضر فيها المشايخ عنده. قال: وكان صالحاً متديناً، محمود الأفعال، محباً للطلاب، متواضعاً. وله شعر. وسألت شيخنا ابن الأخضر عنه فأساء الثناء عليه. وكذا ضعفه شيخنا عبد الرزاق الجيلي. وقال: كتب اسمه في طبقةٍ لم يكن قل ذلك، وراجعته فأصر.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 148 وقال الدبيثي: كان شيخنا أبو بكر الحارمي يذمه وينهى عن السماع بقراءته. سمع منه: أبو عبد الله الدبيثي، ويوسف بن خليل، واليلداني، وغيرهم. ولم يرو إلا اليسير. توفي في المحرم في سادسه، وشيعه الخلق، وحمل على الرؤوس. والغراد. هو الذي يعمل البيوت من القصب في أعلى المنازل، وهو بغين معجمة. وقال ابن نقطة: سألت ابن الحصري عنه بمكة فضعفه وقال: كان يقرأ وإلى جانب حلقته جماعة يتحدثون فيكتبهم. ووقع لي نسخة بكتاب الزكاة من سنن أبي داود، وقد نقل مكي عليه سماعاً من الأرموي، فأصلحت فيه مائة موضع أو أكثر. وغاية ما أخذه الجماعة عليه التساهل. مات يوم الجمعة سادس شهر المحرَّم. وأبوه يروي عن ابن الحُصين. 4 (مكّيّ بن علي بن الحسن.) أبو الحرم العراقي، الحربي، الفقيه، الضرير. وحربا: من عمل دجيل. تفقه على: أبي منصور سعيد الرزاز. وسافر إلى الشام في صباه،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 149 وسكن دمشق. وتفقه بها أيضاً على جمال الإسلام أبي الحسن السلمي، فسمع منه ومن نصر الله المصيصي. روى عنه: الحافظ الضياء، وابن خليل، وجماعة. وتوفي في شعبان. وكان مولده في سنة. 4 (حرف النون)
4 (ناصر بن محمد بن أبي الفتح.) أبو الفتح الإصبهاني، القطان، المقرىء، المعروف بالويرج. شيخ كثير السماع عالي الإسناد. ثقة. سمع من: إسماعيل بن الإخشيد، وجعفر بن عبد الواحد الثقفي، وابن أبي ذر الصالحاني، والحسين بن عبد الملك الخلال، وسعيد بن أبي الرجاء، وفاطمة الجوزدانية. وتفرد في وقته بأشياء. أكثر عنه يوسف بن خليل، وأبو رشيد الغزال، وأبو الجناب الخيوقي. قال لنا أبو العلاء الفرضي: سمع ناصر بن محمد الويرجي مُسْنَد أبي حنيفة، جمع ابن المقري، من إسماعيل بن الإخشيد، عن ابن عبد الرحيم، عنه. وسمع كتاب شرح معاني الآثار للطحاوي، من الإخشيد أيضاً بسماعه من منصور بن الحسين، عن ابن المقري، عنه. وسمع المعجم) الكبير من
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 150 فاطمة والمعجم الصغير من خجِسته، وقال: توفي في ثامن ذي الحجة. 4 (نصر الله بن محمد بن المسلم بن أبي سراقة.) أبو الفتح الدمشقي، الكاتب. سمع: أبا الفتح نصر الله بن محمد المصيصي، الفقيه. روى عنه: ابن خليل. توفي في ربيع الآخر. 4 (نص بن صدقة بن نجا بن أبي بكر المظفر.) الصرصري، ثم الأزجي، البيع. سمع من: أبي القاسم بن الحُصين. وحدث. وتوفي في هذه السنة. 4 (نصر بن عبد الكريم بن عبد السلام.) أبو القاسم البندنيجي، المقرئ الضرير. روى عن: أبن ناصر، وأبي الوقت. 4 (نعمة بن أحمد بن أحمد.) تاج الشرف أبو البركات الزيدي، المصري، المؤذن. رئيس المؤذنين بجامع القاهرة. تفقه على مذهب مالك على أبي المنصور ظافر بن الحسن الأزدي. ذكره الحافظ المنذري فقال: برع في علم المواقيت، وتقدم على أقرانه، ونظم في ذلك أرجوزة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 151 سمعتُ منه، و انتفع به جماعة. روى عنه شيخنا إسماعيل بن عبد الرحمن الكاتب، وغيره. وتوفي في ثامن جمادى الآخرة. 4 (نعمة الله بن أحمد بن يوسف بن سعيد.) أبو الفضل الأنصاري، الواسطي، العدل. ويعرف بابن أبي الهندباء. قرأ القراءات على: أبي الفتح المبارك بن أحمد الحدّاد، وعبد الرحمن بن الحسين ابن الدّجاجيّ. وتفقّه على الإمام أبي جعفر هبة الله بن البُوقيّ.) وسمع من جماعة، وقرأ علم الكلام على المُجِير محمود بن المبارك. وحدَّث بأناشيد. تُوفي في نصف رجب. 4 (حرف الهاء)
4 (هبة الله بن رمضان بن أبي العلاء بن شبيبا.) أبو القاسم الهيتي، ثم البغدادي، المقرىء. ولد سنة عشر وخمسمائة. وسمع من: هبة الله بن الحُصين، ثم من: أبي الفتح الكروخي، وأبي الفضل الأرموي، وغيرهم. روى عنه: ابن خليل، والدبيثي، وأبو محمد اليلداني. وكان رجلاً صالحاً، إماماً بمسجد دار البساسيري.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 152 توفي في سابع عشر ربيع الأول. وشبيبا: بالضم: 4 (هبة الله بن عمر بن الحسين بن خليل.) أبو البقاء الطيبي، ثم البغدادي، المقرئ. سمع من: أبي غالب بن النبا، وأبي البركات يحيى بن حبيش، وأبي القاسم بن السمرقندي. وروى عنه: ابن خليل، وجماعة. وتوفي في شعبان عن ثمان وسبعين سنة. 4 (حرف الياء)
4 (يحيى بن أسعد بن يحيى بن محمد بن بوش.) أبو القاسم الأزجي، الحنبلي، الخباز. سمع الكثير في صغره بإفادة خالة علي بن أبي سعد الخباز، من: أبي طالب عبد القادر بن يوسف، وأبي الغنائم محمد بن المهتدي بالله، وأبي علي الحسن بن محمد الباقرحي، وأبي سد بن الطيوري، وأبي غالب عبيد الله بن عبد الملك الشهرزوري، وأبي محمد عبد الله بن أحمد بن السمرقندي، وأبي البركات هبة الله بن محمد بن البخاري، وأبي نصر أحمد بن هبة الله بن النرسي،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 153 وأبي العز بن كادش، وعلي بن عبد الواحد الدينوري، وابن الحصين، وأبي عبد الله) البارع، وخلق سواهم. وأجاز له أبو القاسم بن بيان، وأبي النرس، وأبو علي الحداد. ذكره أبو عبد الله الدبيثي وقال: كان سماعه صحيحاً. بورك في عمره، واحتيج إليه، وحدث نحواً من أربعين سنة. ولم يكن عنده من العلم شيء. قلت: روى عنه الشيخ الموفق، والبهاء عبد الرحمن، والتقي علي بن باسويه، ومحمد بن أحمد بن الفلوس، ومحمد بن عبد العزيز الصواف، ومحمد بن عبد القادر البندينجي، وتميم بن منصور الرُّصافي، وجعفر بن ثناء بن القُرطبان، وداود بن شجاع البوَّاب، وعلي بن أحمد بن فائزة المؤدّب، وعلي بن أبي محمد بن الأخضر، وعلي بن معالي الرُّصافي، وفضل الله بن عبد الرزاق الجيلي، ومحيي الدين يوسف بن الجوزي، وابن خليل، واليلداني، وابن المُهير الحراني، وخلق كثير. وآخر من روى عنه بالإجازة أحمد بن أبي الخير. تُوفي في ثالث ذي القعدة فجأة من لقمةٍ غص بها فمات. وكان فقيراً قانعاً، وربما كان يُعطى على التسميع. وولد سنة عشر، وقيل سنة ثمانٍ وخمسمائة. وهو أحدُ من سمع المُسند بكماله على ابن الحُصين. 4 (يعيش بن صدقة بن علي.) أبو القاسم الفراتي، والضرير، الفقيه الشافعي، صاحب ابن الخل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 154 كان إماماً، صالحاً، بارعاً في المذهب والخلاف. وكان أجل من بقي ببغداد من الشافعية. تخرج به جماعة، ودرس بمدرسة ثقة الدولة، وبالمدرسة الكمالية. وكان سديد الفتاوي، وحسن الكلام في المناظرة. قرأ بالكوفة القراءات على الشريف عمر بن إبراهيم بن حمزة العلوي. وسمع: أبا القاسم بن السمرقندي، وأبا محمد بن الطراح، وجماعة. تفقه علي أبي الحسن محمد بن المبارك بن الخل. روى عنه: التقي بن باسويه، وأبو عبد الله الدبيثي، وابن خليل، واليلداني، وآخرون. وهو منسوب إلى نهر الفرات.) توفي ببغداد في الرابع والعشرين من ذي القعدة، وآخر من روى عنه بالإجازة أحد بن أبي الخير. 4 (يوسف بن أحمد.) الأمير صاحب الحديثة. أخذت منه الحديثة، وقدم بغداد فأقام بها إلى أن توفي في جمادى الآخرة. 4 (الكنى)
4 (أبو الهيجاء الكردي السمين.) الأمير الكبير حسام الدين، من أعيان الدولة الصلاحية. ولي نيابة عكا فقام بأمرها أتمّ قيام كما ذكرناه في الحوادث. ثم صار بعد سنة تسعين إلى بغداد، وخدم بها رحمه الله.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 155 وولد فيها: غازي بن أبي الفضل الحلاوي تقريباً، وأبو بكر بن عمر بن يونس المزي، شمس الدين محمد بن حسن بن الحافظ أبي القاسم بن عساكر، والجنيد بن عيسى بن خلكان، والأمير شرف الدين عيسى بن حسن بن محمد بن أبي القاسم الهكاري، والظهير محمود بن عبيد الله الدكاني.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 156 4 (وفيات سنة أربع وتسعين وخمسمائة)
4 (حرف الألف)
4 (إسحاق بن علي بن أبي ياسر أحمد بن بندار بن إبراهيم.) أبو القاسم الدينوري الأصل، البغدادي، التاجر المعروف بابن البقال. ويُعرف بابن الشاة الحلابة. ولد سنة ست وعشرين وخمسمائة. وسمع من: أبي القاسم بن السمرقندي، وأبي الحسن بن عبد السلام، وعلي بن الصّبّاغ، وغيرهم. روى عنه: ابن الدبيثي، وابن خليل، وغيرهما.) سافر الكثير في التجارة. وتوفي في رابع ربيع الأول. وهو من بيت معروف بالرواية والأمانة. 4 (أسماء بنت محمد بن الحسن بن طاهر بن الران.) الدمشقية. سمعت من: عبد الكريم بن حمزة، وجدها أبي المفضل يحيى بن علي القاضي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 157 روى عنها: يوسفي بن خليل، وولدها زين الأمناء أبو البركات، والشهاب إسماعيل القوصي، وآخرون. وتوفيت في ثالث عشر ذي الحجة. وهي أخت آمنة والدة قاضي القضاة محيي الدين أبي المعالي محمد بن الزكي. 4 (حرف التاء)
4 (تمام بن عمر بن محمد بن عبد الله.) أبو الحسن بن الشنا الحربي. سمع: أبا الحسين محمد بن القاضي أبي يعلى. روى عنه: ابن الدبيثي، وابن خليل. وبالإجازة: أحمد بن أبي الخير. توفي في العشرين من شعبان. 4 (حرف الجيم)
4 (جرديك.) الأمير فلان الدين النوري الأتابكي، ومن كبار أمراء الدولة. وهو الذي تولى قتل شاور بمصر، وقتل ابن الخشاب بحلب. وكان بطلاً، شجاعاً، جواداً. ولي إمرة القدس لصلاح الدين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 158 4 (حرف الحاء)
4 (حاتم بن ظافر بن حامد.) أبو الجود الأرسوفي، ثم المصري، المقرئ الصالح الشافعي.) كان ينسخ في بيته فوقع عليه البيت فاستشهد. وكان طيب الصوت بالقرآن. 4 (حامد بن إسماعيل بن نصر.) أبو محمد الإصبهاني، البغدادي. حدَّث عن: أبي منصور بن خيرون. وتوفي في جمادى الأولى. 4 (الحسن بن مسلم بن أبي الحسن بن أبي الجود.) أبو علي الفارسي، الحوري العراقي، الزاهد. أحد العباد المشهورين رحمة الله عليه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 159 قرآن القرآن، وتفقه في شبيبته. وسمع من: أبي البدر إبراهيم بن محمد الكرخي، وغيره. روى عن: يوسف بن خليل، والدبيثي، وابن باسويه، وآخرون، والتقي اليلداني. وتوفي في حادي عشر المحرم وقد بلغ التسعين أو نحوها. وكان مشتغلاً بالعبادة، منقطع القرين. ذكره أبو شامة فقال: أحد الأبدال، أقام أربعين سنة لا يكلم أحداً وكان صائم الدهر، يقرأ في اليوم والليلة ختمة. وكانت السباع تأوي إلى زاويته. قال: توفي يوم عاشوراء، ودفن برباطة بالفارسية، قرية من قرى دجيل، وهو منها. وأما حورا المنسوب أيضاً إليها فقريةٌ من عمل دجيل. وذكره شيخنا ابن البزوري فقال: كان مجلداً في العبادة، ملازماً للمحراب والسجادة، ورعاً، تقياً، ومن الأدناس نقياً، ظاهر الخشوع، كثير البكاء والخضوع، صحب الشيخ عبد القادر، والشيخ حماد الدباس. كذا قال. وكان الناس يقصدونه، ويتبركون به، ويغتنمون دعاءه. وتردّد إليه الإمام الناصر لدين الله وزاره، وكان يعتقد فيه. قلت: وكان الشيخ أبو الفرج بن الجوزي ببالغ في وصفه وتعظيمه، رحمه الله. 4 (الحسن بن هبة الله بن أبي الفضل بن شفير، بالفاء.) ) أبو القاسم الدمشقي. سمع من: جمال الإسلام أبي الحسن، وأبي الفتح المصيصي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 160 وحدث. روى عنه ابن خليل في معجمه، وغير واحد. توفي في رمضان. 4 (الحسين بن أبي المكارم أحمد بن الحسين بن بهرام.) أبو عبد الله القزويني، الصوفي، الصالح، والد أبي المجد محمد. روى عنه: ولده. وتوفي في صفر. 4 (حرف الزاي) زنكي بن قطب الدين مودود بن الأتابك زنكي بن أقسُنقُر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 161 الملك عماد الدين صحب سنجار. كان قد تملك مدينة حلب بعد وفاة ابن عمه الملك الصالح إسماعيل بن نور الدين، ثم إن الملك الناصر صلاح الدين سار إليه وحاصر حلب، ثم وقع بعد الحصار الاتفاق على أن يترك حلب ويعوضه بسنجار وأعمالها، فسار إليها. ولم يزل ملكها إلى هذا الوقت. وكان يكرم العلماء ويبرُّ الفقراء. وبنى بسنجار مدرسة للحنفية. وكان عاقلاً، حسن السيرة. تزوج بابنه عمه نور الدين. وكان الملك صلاح الدين يحترمه يتحفه بالهدايا. ولم يزل مع صلاح الدين في غزواته وحروبه. توفي في المحرم. قال ابن الأثير: كان بخيلاً شديد البخل، لكنه كان عادلاً في الرعية، عفيفاً عن أموالهم، متواضعاً. ملك بعده ابنه قطب الدين محمد. 4 (حرف السين) سلامة بن إبراهيم بن سلامة. المحدث أبو الخير الدمشقي، الحداد، والد أبي العباس أحمد. سمع: أبا المكارم عبد الواحد بن محمد بن هلال، وعبد الخالق بن أسد الحنفي، وعبد الله بن عبد الواحد الكتّاني، وأبا المعالي بن صابر، وجماعة.) نسخ الكثير بخطه، وكان ثقة صالحاً، فاضلاً. أم بحلقة الحنابلة بدمشق مدة. وكان يُلقب تقي الدين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 162 روى عنه: الحافظ الضياء، وابن خليل، والشهاب القوصي، وابن عبد الدائم، وآخرون. توفي في السابع والعشرين من ربيع الآخر في أوائل سنّ الشَّيخوخة. 4 (حرف الطاء)
4 (طلحة بن عثمان بن طلحة بن الحسين بن أبي ذر.) الصالحاني الإصبهاني. توفي في رمضان. ذكره المنذري. 4 (حرف العين)
4 (عبد الرحيم بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد.) الخطيب أبو الفضائل الإصبهاني، الكاغدي، القاضي المعدل. ولد سنة إحدى وخمسمائة. وسمع من: أبي علي الحداد، ومحمد بن عبد الواحد الدقاق، وإسماعيل بن الفضل الإخشيد، وفاطمة الجوزدانية، وغيرهم. روى عنه: يوسف بن خليل: وجماعة. وأخرى من روى عنه بالإجازة: أحمد بن أبي الخير. توفي في العشر الأول من ذي القعدة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 163 4 (عبد الوهاب بن جماز بن شهاب.) القاضي أبو محمد النميري، القلعي. سمع من: المبارك بن علي السمذي، وابن ناصر، وأبي الوقت. روى عنه: ابن خليل. وتوفي بدمشق في ربيع الأول. وقد ناب عن قاضي القضاة كمال الدين الشهرزوري. وسمع منه الشهاب القوصي صحيح البخاري كله. لقبه تقي الدين رحمه الله.) 4 (علي بن جابر بن زهير بن علي.) القاضي أبو الحسن البطائحي، الفقيه. وُلد سنة تسع وعشرين وخمسمائة. وتفقه على مذهب الشافعي مدة ببغداد، وتفقه بالرحبة أيضاً. وسمع من: ابن ناصر، وعلي بن عبد العزيز بن السماك. وولي القضاء بسواد العراق مدة. وتوفي في رمضان. 4 (علي بن سعيد بن فاذشاه)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 164 أبو طاهر الإصبهاني. سمع: أبا علي الحداد. وهو من كبار مشايخ ابن خليل. توفي في ربيع الأول. 4 (علي بن علي بن أبي يحيى بن محمد بن محمد.) الشريف الصالح أبو المجد العلوي، الحسيني، البغدادي، الحنفي، الفقيه. ويعرف بابن ناصر. ولد سنة خمس عشرة وخمسمائة. وسمع من القاضي أبي بكر الأنصاري، وحدث. ودرس بجامع السلطان، وكان عارفاً بالمذهب. توفي في ليلة الثاني عشر من ربيع الأول. ويقال إنه سمع من: ابن الحصين. روى عنه: الدبيثي، وابن خليل، وابن الأخضر رفيقه. 4 (علي بن المبارك بن هبة الله بن المعمر)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 165 الشريف أبو المعالي الهاشمي، القصري. سمع: هبة الله بن الحصين، وأبا منصور القزاز، وأبا الحسن بن صرما، وجماعة. توفي في عاشر ربيع الآخر. 4 (علي بن المبارك بن عبد الباقي بن بانويه.) ) أبو الحسن الظفري، من محلة الظفرية، النحوي، الأديب. ويعرف بابن الزاهدة. أخذ العربية عن أبي السعادات بن الشجري، وأبي جعفر المعروف بالتكريتي، وابن الخشاب. وعلم العربية، وحدث، وتخرج به جماعة. وتوفي في ذي الحجة. وكانت أمه واعظة مشهورة بالعراق، وهي أمةُ السلام مباركة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 166 4 (عمر بن علي بن عبد السيد بن عبد الكريم.) أبو حفص البغدادي، الصفار. روى عن: أبي القاسم بن الحصين، وأبي القاسم بن الطبر، وأبي القاسم بن السمرقندي. روى عنه: ابن الدبيثي، وبان خليل، واليلداني، وآخرون. وبالإجازة: ابن أبي الخير، وغيره. توفي في جمادى الآخرة وله تسع وسبعون سنة. 4 (حرف الغين)
4 (أبو غالب بن سعد الله بن دبوس.) الأزجي، القطيعي. روى عن: محمد بن أحمد الطرائفي، وابن ناصر. توفي في المحرم. 4 (غياث بن الحسن بن سعيد بن أبي غالب بن البنا.) أبو بكر البغدادي. من بيت الرواية والإسناد. سمع: جد أبيه أبا غالب، وابن الحصين، وعبد الله بن أحمد بن جحشويه. روى عنه: ابن الأخضر، والدبيثي، وابن خليل، وآخرون. قال الحافظ ابن الأخضر: سمعت منه، ومن أبيه، وجده.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 167 قلت: روى عنه بالإجازة شيخنا ابن أبي الخير. توفي في ذي الحجة. 4 (حرف القاف) ) 4 (القاسم بن علي بن أبي العلاء.) أبو الفتح السقلاطوني الدراقزي. حدَّث عن: عبد الوهاب الأنماطي. وتوفي رحمه الله في أول السنة. قليج النوري. الأمير الكبير غرس الدين. أعطاه السلطان صلاح الدين الشُّغر، وبَكاس، وشقيف دركُوش لما افتتحها، فلما مات قصد صاحب حلب هذه البلاد، وأخذها، بالأمان بعد المحاصرة، من أولاد قليج وعوَّضهم. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن حامد) أبو عبد الله بن الدياهي. ناظر الخالص، والخالص من أعمال العراق. وهو أخو مكي، ناظر الديوان العزيز. 4 (محمد بن عبد السلام بن عبد الساتر.) الأنصاري، فخر الدين المارديني، الطبيب. إمام أهل الطب في وقته. أخذ الطب عن: أمين الدولة ابن التلميذ، والفلسفة عن: النجم أحمد بن الصلاح.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 168 قدم دمشق في أواخر عمره وأقرأ بها الطب. أخذ عنه: السديد محمود بن عمر بن رقيقة، والمهذب عبد الرحيم بن علي. ثم سافر إلى حلب، فأنعم عليه الملك الظّاهر غازي، وبقي عنده نحو سنين مكرماً. ثم سافر إلى ماردين. وتوفي بآمد في ذي الحجة. ووقف كتبه بماردين. وحكى السديد تلميذه أنّه حضره عند الموت، فكان آخر ما تلكم به: اللهم إني آمنت بك وبرسولك، صدق صلى الله عليه إن الله يستحي من عذاب الشيخ. توفي وله اثنتان وثمانون سنة. 4 (محمد بن عبد المولى بن محمد.) ) الفقيه أبو عبد الله اللخمي، اللبني، المهدوي، المالكي، الفقيه. ولبنة: من قرى المهدية. روى عن: أبيه، عن نصر المقدسي الفقيه. روى عنه: ابن الأنماطي، والكمال الضرير، والرشيد العطار، وجماعة. ومات بمصر في صفر، وعاش خمساً وثمانين سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 169 4 (محمد بن عمر بن علي.) أبو الفتوح الطوسي، ثم النيسابوري. سمع: أبا المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي. حمل عنه بدل التبريزي السنن الكبير بكماله. 4 (محمد بن محمد بن أحمد بن علي بن أحمد بن أمامة.) أبو المفاخر الواسطي، المقرئ، النحوي. توفي بالقاهرة. أحد من قرأ على أبي بكر بن الباقلاني، وتوفي شاباً. 4 (محمد بن محمد بن أبي الغنائم محمد بن محمد بن المهتدي بالله.) الشريف أبو الغنائم الهاشمي، العباسي، الحريمي، الخطيب. ولد سنة ثمان عشرة وخمسمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 170 وقد سمع من أبي بكر الأنصاري، وبعده من: أبي عبد الله بن السلال، وابن الطلاية. توفي في نصف المحرم. وحدث بشيء يسير. وكان خطيب جامع القصر. 4 (محمد بن محمد بن أبي البركات إسماعيل بن الحصري.) القضي أبو عبد الله البغدادي، ثم الواسطي، المعدل. روى عن: أبي الوقت. وولي قضاء بلده. 4 (محمد بن محمود بن إسحاق بن المعز.) أبو الفتح الحراني ثم البغدادي.) سمع من: جده لأمه محمد بن عبد الله الحراني وأبي الوقت السجزي وأبي المظفر الشبلي وطائفة. وخرج لنفسه مشيخة. وتوفي في ذي الحجة. وقد شهر على جمل لكونه زور. 4 (محمد بن أبي المظفر بن محمد بن أبي عمامة.) أبو بكر الأزجي، البزاز. سمع: أبا القاسم بن السمرقندي، وغيره.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 171 وتوفي في ذي الحجة. 4 (محمد البشيلي.) الزاهد. من فقراء بغداد المذكورين. صحب الشيخ عبد القادر. وتوفي في ثاني عشر شعبان. وبشيلة: قرية قريبة من الجانب الغربي من بغداد. 4 (محمود بن عبد الله بن مطروح بن محمود) أبو الثناء المصيصي الأصل، المصري، المقرئ، المؤدب، الحنبلي. الصالح. حدث عن: الشريف أبي الفتوح الخطيب، والفقيه أبي عمر، وعثمان بن مرزوق. وروى بالإجازة عن حسان بن سلامة الخلال. روى عنه: الفقيه مكي بن عمر. وكان حسن التلفظ بالقرآن جداً. قاله المنذري. وقال: توفي في جمادى الأولى. 4 (محمود بن كرم بن أحمد.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 172 أبو الثناء البغدادي، المقرئ، الضرير. قرأ القرآن على: علي بن عساكر، وغيره. وتوفي في رجب. وكان مجوداً للقراءات. 4 (المبارك بن محمد بن الحسين بن عباس.) ) الخطيب أبو سعد الجبائي، العراقي، السلمي. سمع: دعوان بن علي، وأبا الفضل الأرموي، وأحمد بن محمد بن المذاري. وعنه: أبو الفتوح بن الحصري. مات في ربيع الآخر، وله سبع وسبعون سنة. وكان صالحاً خيراً، يخطب بالجب بقرب بعقوبا. 4 (مسعود بن أحمد بن محمد بن علي بن العباس.) الفقيه أبو المعالي بن الديناري، الحنفي، العطار. ولد سنة ثمان عشرة. وسمع من: جده لأمه الحسين بن الحسن المقدسي، وأبي القاسم بن الحصين وقاضي المرستان. وسمع منه: عمر بن علي الحافظ، والقدماء. وروى عنه: أبو عبد الله الدبيثي، وابن خليل. وتوفي في رمضان. وكان إمام مشهد أبي حنيفة. وهو أخو محمود بن الديناري. أثنى عليه ابن النجار.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 173 4 (مظفر بن صدقة.) أبو البدر الأزجي، الطحان. حدَّث عن: هبة الله بن الحصين. وقيل إنّ اسمه نصر، وكنيته أبو المظفر. توفي سنة ثلاث أو أربع وتسعين. 4 (مفرج بن الحسين بن إبراهيم.) أبو الخليل الأنصاري، الإشبيلي، الضرير. أخذ القراءات عن: أبي بكر بن خير، ونجبة بن يحيى. وحدَّث عن: عبد الكريم بن غليب، وفتح بن محمد بن فتح، وسليمان بن أحمد اللخمي، وجماعة. سمع من بعضهم، وأجازوا له كلهم. وأقرأ القراءات. وقد أجاز لبعضهم في هذه السنة. لم تحفظ وفاته.) 4 (حرف النون)
4 (نعمة الله بن علي بن العطار.) أبو الفضل الواسطي. روى عن: جده لأمه أبي عبد الله محمد بن علي الجلابي. وحدث ببغداد. 4 (حرف الواو)
4 (واثق بن هبة الله بن أبي القاسم.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 174 أبو البركات الحربي. سمع: عبد الله بن أحمد بن يوسف. وتوفي في ربيع الأول من شيوخ ابن خليل. 4 (حرف الياء)
4 (يحيى بن سعيد بن هبة الله بن علي بن علي بن زبادة.) أبو طالب بن أبي الفرج الواسطي الأص، البغدادي، الكاتب. شيخ ديوان الإنشاء بالعراق، قوام الدين. انتهت إليه رئاسة الإنشاء في عصره، مع تفننه بعلوم أخر، كالفقه، والأصول، والكلام، والشعر. وقد سارت برسائله المونقة الركبان. ومن شعره: (لا تغبطن وزيراً للملوك وإن .......... أناله الدهر منهم فوق همته)
(وأعلم بأن له يوماً تمورُ به الأر .......... ضُ الوقورُ كما مادت الهيبته)
(هارون وهو أخو موسى الشقيق له .......... لولا الوزارة لم يأخذ بلحيته) وولي مناصب جليلة. ومولده في سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة. وحدث عن: أبي الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام، وأبي القاسم علي بن الصباغ، والقاضي أبي بكر أحمد بن محمد الأرجاني الأديب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 175 وأخذ العربية عن: أبي منصور بن الجواليقي.) وولي نظر واسط، والبصرة، ثم ولي حجابة الحجاب، ثم ولي الأستاذ دارية ونقل إلى كتابه الإنشاء. حدث عنه: أبو عبد الله الدبيثي، وابن خليل، وغيرهما. قال الدبيثي: أنشدنا أبو طالب، أن القاضي أبا بكر أحمد بن محمد الأرجاني أنشده لنفسه في سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة. (ومقسومة العينين من دهش النوى .......... وقد راعها بالعيس رجع حدائي)
(تجيب بإحدى مقلتيها تحيتي .......... وأخرى تراعي أعين الرقباء)
(رأت حولها الواشين طافوا فغيضت .......... لهم دمعها واستعصمت بخباء)
(فلما بكت عيني غداة وداعهم .......... وقد روعتني فرقة القرناء)
(بدت في مُحياها خيالاتُ أدّمعي .......... فغاروا وظنوا أن بكت لبكائي) توفي ابن زبادة في سابع عشر ذي الحجة. وكان ديناً، محمود السيرة. يحيى بن ياقوت. أبو الفرج البغدادي، النجار. روى عن: هبة الله بن الحصين، وأبي غالب بن البناء، وهبة الله بن الطبر، وجماعة. روى عنه: ابن الدبيثي، وابن خليل، واليلداني، وغيرهم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 176 وكان يسكن المختارة من الجانب الشرقي توفي في حادي عشر جمادى الآخرة. 4 (يونس بن أبي محمد بن علي بن المعمر.) أبو اليمن البغدادي، البستنباني، المعروف بابن جرادة. روى عن: عبد الخالق بن عبد الصمد بن البدن. وتوفي في المحرم. روى عنه: ابن خليل. وفيها ولد: شمس الدين المسلم محمد بن المسلم بن علان القيسي، وعبد الرحمن بن عبد المؤمن الصوري في ذي الحجة.) والنظام علي بن الفضل بن عقيل العباسي التاجر، له إجازة من الخشوعي. والعدل بدر الدين محمد بن علي العدوي بن السكاكري. وأبو بكر بن محمد بن أبي بكر الهروي، ثم الصالحي في شوال، وعبد الله بن عبد الرحمن بن سلامة المقدسي، والعز عبد العزيز بن عبد المنعم بن الصيقل بحَرّان، والزاهد أحمد بن علي الأثري.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 177 4 (وفيات سنة خمس وتسعين وخمسمائة.)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن حيوس بن رافع بن متوج بن منصور بن فُتيح.) العدل، الجليل، أبو الحسين الغنوي، الدمشقي. ولد سنة إحدى وعشرين وخمسمائة، وكان اسمه قديماً عبد الله. سمع من: أبي الفتح نصر الله المصيصي، وهبة الله بن طاوس. وتوفي في ذي القعدة. روى عنه: الحافظ الضياء، وطائفة. وأجاز لأحمد بن أبي الخير. 4 (أحمد بن وهب بن سلمان بن أحمد بن الزنف.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 178 أبو الحسين السلمي، الدمشقي. ولد سنة ثلاثين، وسمعه أبوه حضوراً من: يحيى بن بطريق. وسمع: أبا الفتح نصر الله المصيصي، وأبا الدر ياقوتاً الرومي، وأبا المعالي محمد بن يحيى القاضي، وجماعة. روى عنه: ابن خليل، وجماعة. وأجاز لابن أبي الخير. توفي في ذي الحجة. 4 (إسماعيل بن فضائل بن عبد الباقي بن مكي.) أبو عبد الرحمن الحربي سمع: هبة الله بن الحصين، والقاضي أبا بكر. روى عنه: أبو عبد الله الدبيثي، وابن خليل.) وأجاز لابن أبي الخير. وتوفي في شعبان. قال ابن النجار: هو شيخ صالح. 4 (إسماعيل بن هبة الله بن أبي نصر بن أبي الفضل.) أبو محمد البغدادي، الحربي، المعروف بابن دقيقة. سمع من: أبي البركات الأنماطي، وأبي البدر الكرخي، وعبد الله بن أحمد بن يوسف. ودقيقة بالفتح. روى عنه: الدبيثي، وابن خليل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 179 وأجاز لابن أبي الخير سلامة. توفي يوم عاشوراء. 4 (أسماء بنت أبي البركات محمد بن الحسن بن الران.) الدمشقية. روت عن: جدها لأمها أبي الفضل يحيى بن علي القاضي. وعنها: سبطها النسابة عزّ الدين محمد بن أحمد، ويوسف بن خليل، والشهاب القوصي. وتزوجت بابن خالتها محمد أخي الحافظ ابن عساكر. توفيت في ذي الحجة. 4 (أعز بن علي بن المظفر بن علي.) أبو المكارم البغدادي، المراتبي، المعروف بالظهير. سمع من: أبي القاسم والده، ومن إسماعيل بن السمرقندي، ومسرة بن عبد الله الزعيمي. وكان أمياً لا يكتب. روى عنه: ابن خليل، واليلداني. وتوفي في ثالث عشر ربيع الأول.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 180 4 (آمنة بنت محمد بن الحسن بن طاهر بن الران.) أخت الست أسماء. ولدت سنة ثمان عشرة وخمسمائة.) وتوفيت في شوال، ودفنت بمسجد القدم. سمعت من: جدها لأمها القاضي المنتجب يحيى بن علي القرشي، وعبد الكريم بن حمزة. وحجت هي وأختها، ثم حجت مرتين أيضاً. روى عنها و لدها القاضي محيى الدين أبو المعالي بن الزكي، وشهاب الدين القوصي، وغير واحد. ووقفت رباطاً بدمشق. 4 (حرف الباء)
4 (بشير بن محفوظ بن غنيمة.) أبو الخير الأزجي شيخ صالح. روى عن: ابن ناصر، وأبي الوقت. وصحب الشيخ عبد القادر، وانقطع إلى العبادة. وله كلام في العرفان. وكان الناس يبركون به. توفي رحمه الله في حادي عشر في ربيع الأول.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 181 4 (حرف الثاء)
4 (ثابت بن محمد بن أبي الفرج بن الحسن.) أبو الفرج المديني، الإصبهاني. محدث ناحيته. سمع من: أبي بكر محمد بن علي بن أبي ذر، وسعيد الصيرفي، وزاهر الشحامي، والحسين الخلال، وجماعة. ورحل إلى بغداد. فسمع من: أبي الفضل الأرموي، والمبارك بن كامل المفيد، وغيرهما وأملى بإصبهان، وخرج. وولي خطابة إصبهان. وكان ذا معرفة بهذا الشأن. سمع منه: الحافظ أبو بكر الحازمي، ونصر بن أبي رشيد الإصبهاني، ويوسف بن خليل، وجماعة. وأجاز لأحمد بن أبي الخير.) توفي أواخر رمضان. 4 (حرف الحاء)
4 (الحسن بن محمد بن علي.) أبو علي البغدادي، البقال، المعروف بابن القطائفي. روى عن: ابن الحصين. وكان سوقياً متعيشاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 182 روى عنه: الدبيثي، وبان خليل، وجماعة. وأجاز لابن أبي الخير. توفي في المحرم وقد قارب الثمانين. 4 (الحسين بن أبي بكر بن الحسين.) أبو عبد الله الحربي، المعروف بابن السمك. روى عن: هبة الله بن محمد بن أبي الأصابع الحربي. حميد الأبله. كان ببغداد ينام على المزابل، وربما تكشف، ومع هذا فكان للبغاددة في اعتقاد كقاعدتهم في المولهين. توفي في ذي القعدة، وشيعه خلائق. 4 (حرف الخاء)
4 (خليفة بن أبي بكر بن أحمد.) أبو نصر البغدادي ابن القطوة. روى عن: إسماعيل بن السمرقندي، وعبد الوهاب بن الأنماطي. وكان سقاء. روى عنه بالإجازة: أحمد بن أبي الخير. توفي في شعبان. وأبو قيده ابن نقطة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 183 وحدث عنه: ابن النجار.) 4 (حرف الدال)
4 (دلف بن أحمد بن محمد بن قوفا.) أبو القاسم الحريمي. سمع: أبن الحصين، وغيره. روى عنه: الدبيثي، وابن خليل، واليلداني. وبالإجازة: ابن أبي الخير. توفي في شوال. قال ابن النجار: كان صالحاً، دمثاً، حسن الأخلاق. 4 (حرف الضاد) ضياء بن أحمد بن يوسف بن جندل أبو محمد الحربي. روى عن: أبي الحسن بن عبد السلام، وبعد الله اليوسفي، والمبارك بن كامل الدلال. سمع منه: أحمد بن سلمان الحربي، وابن خليل، وجماعة. وأجاز لابن أبي الخير. توفي في جمادى الآخرة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 184 4 (حرف الطاء)
4 (طرخان بن ماضي بن جوشن بن علي.) الفقيه أبو عبد الله اليمني، ثم الدمشقي، الشاغوري، الضرير الشافعي. سمع من: أبي المعالي محمد بن يحيى القرشي، وأبي القاسم بن مقاتل، ومحمد بن كامل بن ديسم، وغيرهم. روى عنه: عبد الكافي الصقلي، وابن خليل، والشهاب القوصي، وجماعة. وأم بالسلطان نور الدين. وكان يلقب تقي الدين. سئل عن مولده فقال: في سنة ثمان عشرة بالشاغور. وتوفي في ثالث ذي الحجة. وهو والد إسحاق شيخ الشرف محمد ابن خطيب بيت الآبار. 4 (حرف الظاء)
4 (ظفر بن إبراهيم.) ) أبو السعود الحربي، المعروف بابن الأرمني. روي عن: أبي الحسين بن القاضي أبي يعلى، وعبد الباقي بن أبي الغبار الأديب. وكان قصاباً. توفي في نصف جمادى الآخرة. ولابن أبي الخير منه إجازة. روى عنه: ابن النجار.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 185 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن المظفر بن أبي نصر بن هبة الله.) أبو محمد البواب. سمعه أبوه من: يحيى بن حبيش الفارقي، وأبي بكر بن الأنصاري. وكان أبوه بواباً بدار الخلافة. روى عنه: ابن خليل، الدبيثي. وأجاز لابن أبي الخير. توفي في ربيع الآخر. 4 (عبد الخالق بن أبي البقاء هبة الله بن القاسم بن منصور.) أبو محمد بن البندار الحريمي، الزاهد، العابد. ولد سنة اثنتي عشرة وخمسمائة في جمادى الآخرة. وقيل سنة إحدى عشرة. وسمع من: ابن الحصين، وأبي غالب بن البناء، وابن الطبر، وأبي المواهب بن ملوك، والقاضي أبي بكر، وأبي منصور القزاز. وكان ثقة صالحاً خيراً، ناسكاً، سلفياً. روى عنه: الدبيثي، وابن النجار، وابن خليل، واليلداني، وابن عبد الدائم، وجماعة. وبالإجازة: أحمد بن أبي الخير، وغيره.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 186 قال ابن النجار في تاريخه: كان يشبه الصحابة. ما رأيت مثله رحمه الله. توفي في سادس ذي القعدة. 4 (عبد الرحمن بن أبي المظفر أحمد بن عبد الواحد بن الحسين بن محمد.) ) أبو الحسن العكبري، الصوفي الدباس وسنة عشرين. وسمع من: أبي الفضل الأرموي، وهبة الله الحاسب، وجماعة. وحدث بمكة. روى عنه: الحافظ ابن المفضل، ومكي بن عمر الفقيه. توفي في أول ذي القعدة. 4 (عبد الغني بن علي بن إبراهيم.) أبو القاسم المصري، النخاس، المقرئ. حدث بالوجيز للأهوازي، عن الشريف أبي الفتوح الخطيب. وكان مؤدباً بزقاق القنديل. روى عنه: الكمال. وتوفي في ربيع الأول. 4 (عبد القادر بن هبة الله بن عبد الملك بن غريب الخال.) أبو محمد. يقال إنه سمع من القاضي أبي بكر، وحدث.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 187 4 (عبد المعيد بن المحدث عبد المغيث بن زهير بن زهير.) أبو محمد الحربي، الحنبلي. سمعه أبوه من: أبي الوقت، وهبة الله الشبلي، وجماعة قيل إنه حدث. 4 (عبد المنعم بن الخضر بن شبل بن عبد الواحد.) أبو محمد الحارثي، الدمشقي. روى عن: أبي القاسم بن البن. روى عنه: ابن خليل، وغيره. توفي في ربيع الأول بنواحي طبرية. 4 (عبد الواحد بن ناصر بن أبي الأسد.) أبو محمد المقرئ المعروف بالكديمي، الدمشقي. روى عن: هبة الله بن طاوس. وعنه: ابن خليل.) 4 (عبيد الله بن الحسن بن علي.) أبو الفرج بن الدوامي الكاتب. سمع: أباه، وأبا محمد سبط الخياط، وأبا منصور بن خيرون، وأبا عبد الله السلال.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 188 وكان علي ديوان الحشر، فشكرت سيرته. توفي في جمادى الآخرة. 4 (عثمان بن يوسف بن أيوب بن شاذي.) السلطان الملك العزيز أبو الفتح، وأبو عمرو بن السلطان الملك الناصر صلاح الدين، صاحب مصر. ولد في جمادى الأولى سنة سبع وستين وخمسمائة. وسمع من: أبي طاهر السلفي، وأبي الطاهر بن عوف، وعبد الله بن بري النحوي. وحدث بثغر الإسكندرية. ملك ديار مصر بعد والده، وكان لا بأس به في سيرته. وكان قد خرج يتصيد فرماه فرسه رمية مؤلمة منكرة، فرد إلى القاهرة وتمرض ومات. قال الحافظ الضياء، ومن خطة نقلت، قال: خرج إلى الصيد، فجاءته كتب من دمشق في أذية أصحابنا الحنابلة، فقال: إذا رجعنا من هذه السفرة كل من كان يقول بمقالتهم أخرجناه من بلدنا. فرماه فرسه، ووقع عليه فخسف صدره. كذا حدثني يوسف بن الطفيل، وهو الذي غسله.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 189 قال المنذري: توفي في العشرين من المحرم، وعاش ثمانياً وعشرين سنة، وأقيم بعده ولده في الملك، صبي دون البلوغ، فلم يتم. وقال الموفق عبد اللطيف: كان العزيز شاباً، حسن الصورة، ظريف الشمائل، قوياً، ذا بطش أيد، وخفة حركة، حيياً، كريماً، عفيفاً عن الأموال والفروج. وبلغ من كرمه أنه لم يبق له خزانة ولا خاص ولا برك ولا فرش، وأما بيوت أصحابه فتفيض بالخيرات. وكان شجاعاً مقداماً. وبلغ من عفته أنه كان له غلام تركي اشتراه بألف دينار يقال له أبو شامة، فوقف على رأسه خلوةً. فنظر إلى جماله، فأمره أن ينزع ثيابه، وجلس معه مقعد الفاحشة، فأدركه التوفيق ونهض مسرعاً إلى بعض سراريه، فقضى وطره، وخرج والغلام بحاله، فأمره بالتستر) والخروج. وأما عفته عن الأموال فلا أقدر أن أصف حكاياته في ذلك. ثم حكى الموفق ثلاث حكايات في المعنى. وقال ابن واصل: كان الرعية يحبونه محبة عظيمة، وفجعوا بموته، إذا كانت الآمال متعلقة بأنه يسد مسد أبيه. ثم حكى ابن واصل حكايتين في عدله ومروءته رحمه الله وسامحه. ولما سار الملك الأفضل أخوه مع العادل ونازلاً بلبيس، وتزلزل أمره، بذلت له الرعية أموالها ليذب عن نفسه فامتنع. وقال ابن واصل: وقد حكي أنه لما امتنع قيل له اقترض من القاضي الفاضل، فإن أمواله عظيمة. فامتنع، وألحوا عليه، فاستدعى القاضي الفاضل، فلما رآه مقبلاً وهو يراه من المنظرة قام حياءً، ودخل إلى النساء. فراسلته الأمراء وشجعوه، فخرج وقال له بعد أن أطنب في الثناء عليه: أيها
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 190 القاضي، قد علمت أن الأمور قد ضاقت علي، وليس لي إلا حسن نظرك، وإصلاح الأمر بمالك، أو برأيك، أو بنفسك. فقال: جميع ما أنا فيه من نعمتكم، ونحن نقدم الرأي أولاً والحيلة، ومتى احتيج إلى المال فهو بين يديك. فوردت رسالة من العادل إلى القاضي الفاضل باستدعائه، ووقع الاتفاق. وقد حكي عنه ما هو أبلغ من هذا، وهو أن عبد الكريم بن علي أخا القاضي الفاضل كان يتولى الجيزة زماناً وحصل الأقوال فجرت بينه وبين الفاضل نبوة أوجبت اتضاعه عند الناس فعزل، وكان متزوجاً بابنة ابن ميسر، فانتقل بها إلى الإسكندرية، فضايقها وأساء عشرتها لسوء خلقه، فتوجه أبوها وأثبت عند قاضي الإسكندرية ضررها، وأنه قد حصرها في بيتٍ، فمضى القاضي بنفسه، ورام أن يفتح عليها فلم يقدر فأحضر نقاباً فنقب البيت وأخرجها ثم أمر بسد النقب، فهاج عبد الكريم وقصد الأمير جهاركس فخر الدين بالقاهرة وقال: هذه خمسة آلاف دينار لك، وهذا أربعون ألف دينار للسلطان، وأولى قضاء الإسكندرية. فاخذ من المال، واجتمع بالملك العزيز ليلاً، وأحضر له الذهب. وحدثه، فسكت ثم قال: رد عليه المال، وقل له: إياك والعود إلى مثلها، فما كل ملك يكون) عادلاً، فأنا أبيع أهل الإسكندرية بهذا المال. قال جهاركس: فوجمت وظهر علي، فقال لي: أراك واجماً، وأراك أخذت شيئاً على الوساطة. قلت: نعم. قال: كم أخذت قلت: خمسة آلاف دينار. فقال: أعطاك ما لا تنتفع به إلا مرة، وأنا أعطيك في قبالته ما تنتفع به مرات. ثم أخذ القلم ووقع لي بخطه من جهةٍ تعرف بطنبزة كنت أستغلها سبعة آلاف دينار. قلت: وقد قصد دمشق وملكها، كما ذكرنا في الحوادث، وأنشأ بها المدرسة العزيزية. وكان السكة والخطبة باسمه بها وبحلب. وخلف ولده الملك المنصور محمد بن عثمان، وهو ابن عشر، فأوصى
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 191 له بالملك، وأن يكون مدبره الأمير بهاء الدين قراقوش الأسدي. وكان كبير الأسدية الأمير سيف الدين يازكوج، وبعضهم يغير يازكوج ويقول: أزكش، وسائر الأمراء الأسدية والأكراد محبين للملك الأفضل، مؤثرين له، والأمراء الصلاحية بالعكس، لكونهم أساءوا إليه. ثم تشاوروا وقال مقدم الجيش سيف الدين يازكوج: نطلب الملك الأفضل ونجعله مع هذا. فقال الأمير فخر الدين جهاركس، وكان من أكبر أمراء الدولة: هو بعيد علينا. فقال يازكوج: هو في صرخد فنطلبه ويصل مسرعاً. فقال جهاركس شيئاً يُمَغْلط به، فقال يازكوج: نشاور الأمير القاضي الفاضل. فاجتمع الأميران به، فأشار بالأفضل. هكذا حكى ابن الأثير. وحكى غيره أنّهم أجلسوا الصبي في المُلك. وقام قراقوش بأتابكيّته، وحفلوا له، امتنع عماه الملك المؤيد والملك المعز إلاّ أن تكون لهما الأتابكيّة. ثم حلفا على كرهٍ. ثم اختلف الأمراء وقالوا: قراقوش مضطرب الآراء، ضيق العطن. وقال قوم: بل نرضى بهذا الخادم فإنه أطْوَع وأسوس. وقال آخرون: لا ينضبط هذا الإقليم إفا بملك يُرهب ويُخاف. ثم اشْتَوَروا أياماً، ورجعوا إلى رأي القاضي الفاضل، وطلبوا الأفضل ليعمل الأتابكية سبع سنين، ثم يسلم الأمر إلى الصبي، وبشرط أن لا يذكر في خطبةٍ ولا سِكّة. وكتبوا إليه، فأسرع إلى مصر في عشرين فارساً، ثم جرت الأمور. 4 (عثمان بن الرئيس أبي القاسم بصر بن منصور بن الحسين بن العطار.) الصدر أبو عمرو الحراني الأصل، ثم البغدادي.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 192 سمع من: أبي الوقت، وابن البطي. وكان رئيساً متواضعاً. مات في ذي القعدة. 4 (علي بن أبي تمام أحمد بن علي بن أبي تمام أحمد بن هبة الله ابن المهتدي بالله.) أبو الحسن الهاشمي، الخطيب. من بيت حشمة وخطابة ورواية. توفي في صفر. 4 (علي بن أحمد.) أبو الحسن اللمطي. سمع: معمر بن الفاخر. وحدث عن: عمر الميانشي، ويوسف بن أحمد الشيرازي البغدادي. وكان كثير البر والأفضال. توفي بمصر في ربيع الآخر. 4 (علي بن أبي طالب عبد الله بن النقيب أبي عبد الله أحمد بن علي بن المعمر.) الشريف أبو الحسن العلوي الحسيني. حدَّث بشيء بسير من شعره. ومات شاباً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 193 4 (علي بن الشيخ عبد الرحمن بن علي بن المسلم.) أبو الحسن اللخمي الخرقي، الدمشقي. ولد سنة خمس وثلاثين. وسمع من: نصر الله المصيصي. وحدث. توفي في ذي القعدة. 4 (عمر بن علي بن فارس.) أو حفص الطيني. روى عن: أحمد بن علي بن الأشقر، وأبي الوقت.) وكان يعمل من الطين عصفوراً يصفر به الصبيان، ويعمل الزمامير. مات في رجب. 4 (عمر بن يوسف بن أحمد بن يوسف.) أبو حفص الكتامي، الحموي. الكاتب المعروف بابن الرفيش، بفاء وشين معجمة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 194 سمع بدمشق من: جمال الإسلام أبي الحسن بن المسلم، وببغداد من: الأرموي، وهبة الله الحاسب. روى عنه: ابن خليل. وبالإجازة: أحمد بن أبي الخير. وكان صالحاً عابداً، ورده في اليوم مائة ركعة. توفي في ربيع الآخر. 4 (حرف الفاء) فتون بنت أبي غالب بن سعود بن الحبوس. الحربية. روت عن: عبد الله بن أحمد بن يوسف. أخذ عنها: أحمد بن أبي شريك الحربي، وابن خليل، وجماعة. وفتون: بالتاء المثناة، والحبوس: بحاء مفتوحة وسين مهملة. توفيت في خامس ذي القعدة. 4 (حرف القاف)
4 (قايماز)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 195 الأمير مجاهد الدين أبو منصور الرومي، الزينبي، الخادم الأبيض الذي بنى بالموصل الجامع المجاهدي، والرباط، والمدرسة. كان لزين الدين صاحب إربل فأعتقه وأمره، وفوض إليه أمور مدينة إربل، وجعله أتابك أولاده في سنة تسع وخمسين، فعدل في الرعية وأحسن السيرة. وكان كثير الخير والصلاح والإفضال، ذا رأي وعقل وسؤدد.. وانتقل إلى الموصل سنة إحدى وسبعين، وسكن قلعتها، وولي تدبيرها، وراسل الملوك، وفوض) إليه صاحب الموصل غازي بن مودود الأمور، وكان هو الكل وامتدت أيامه، فلما وصلت السلطنة إلى رسلان شاه وتمكن من الملك قبض على قيماز وسجنه، وضيق عليه إلى أن مات في السجن. وكان لعز الدين صاحب الموصل جارية اسمها اقصرا، فزوجه بها، وهي أم الأتابكية زوجة الملك الأشرف موسى التي لها بالجبل مدرسة وتربة. وقيل إنه كان يتصدق في اليوم بمائة دينار خارجاً عن الرواتب. وقد مدحه سبط التعاويذي بقصيدة سيرها إليه من بغداد، مطلعها: (عليلُ الشوق فيك متى يصح .......... وسكرانٌ بحبّك كيف يَصحو)
(وبين القلب والسّلوان حَرْبٌ .......... وبين الجفنِ والعبرات صُلحُ) فبعث إليه بجائزة سنيّة وبغلة، فضعفت البغلة في الطريق، فكتب إليه: (مجاهد الدين دمت ذخراً .......... لكل ذي فاقةٍ وكنزا)
(بعثتَ لي بغلةً ولكن .......... قد مسخت في الطريق عنزا) أجاز لي ابن الزوري قال: مجاهد الدين قايماز الحاكم في دولة نور الدين أرسلان شاه، كان أديباً فاضلاً، وإلى ما يُقَرَّبه إلى الله مائلاً كثير
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 196 الصدقات، له آثار جميلة بالموصل، فمنها الجامع، وإلى جانبه مدرسة، ورباط، ومارستان، وبنى عدّة خانات في الطريق وقناطر. وكان كثير الصيام، يصوم في السنة مقدار سبعة أشهر. وعنده معرفة تامة بمذهب الشافعي. كذا قال. وأما ابن الأثير فقال: كان عاقلاً، خيراً، فاضلاً، يعرف الفقه على مذهب أبي حنيفة، ويكثر الصوم، وله أوراد، وكان كثير المحفوظ من التّواريخ، والشعر، وغرائب الأخبار. توفي رحمه الله في ربيع الأول. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أحمد بن رشد.) أبو الوليد القرطبي، حفيد العلامة ابن رشد الفقيه. ولد سنة عشرين، قبل وفاة جده أبي الوليد بشهر واحد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 197 وعرض الموطأ على والده أبي القاسم.) وأخذ عن: أبي مروان بن مسرة، وأبي القاسم بن بشكوال، وجماعة. وأخذ علم الطب عن: أبي مروان بن حزبول. ودرس الفقه حتى برع فيه، وأقبل على علم الكلام، والفلسفة، وعلوم الأوائل، حتى صار يضربُ به المثل فيها. فمن تصانيفه على ما ذكره ابن أبي أصيبعة: كتاب التحصيل جمع فيه اختلافات العلماء، كتاب المقدمات في الفقه، كتاب نهاية المجتهد، كتاب الكليات طب، كتاب شرح أرجوزة ابن سينا في الطب، كتاب الحيوان، كتاب جوامع كتب أرسطا طاليس في الطبيعيات والإلهيات، كتاب في المنطق، كتاب تلخيص الإلهيات لنيقولاوس، كتاب تلخيص ما بعد الطبيعة لأرسطو طاليس، شرح كتاب السماء والعالم لأرسطوطاليس، شرح كتاب النفس لأرسطوطاليس، تلخيص كتاب الأسطقسات لجالينوس، ولخص له أيضاً كتاب المزاج، وكتاب القوى، وكتاب العلل، وكتاب التعرف، وكتاب الحُميات، وكتاب حيلة البرء، ولخص كتاب السماع الطبيعي لإرسطو طاليس، وله كتاب تهافت التهافت يرد فيه على الغزالي، وكتاب منهاج الأدلة في الأصول، كتاب فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال، كتاب شرح كتاب القياس لأرسطو مقالة في العقل، مقالة في القياس، كتاب الفحص عن أمر العقل، كتاب الفحص عن مسائل وقعت في الإلهيات من الشفاء لابن سينا، مسألة في الزمان، مقالة في أن ما يعتقده المشاؤون وما يعتقده المتكلمون من أهل ملتنا في كيفية وجود العالم متقارب في المعنى، مقالة في نظر أبي نصر الفارابي في المنطق ونظر أرسطوطاليس، مقالة في اتصال العقل المفارق للإنسان، مقالة في ذلك أيضاً، مباحثات بين المؤلف وبين أبي بكر بن الطفيل في رسمه للدواء، مقالة في وجود المادة
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 198 الأولى، مقالة في الرد على ابن سينا في تقسيمه الموجودات إلى ممكن على الإطلاق وممكن بذاته، مقالة في المزاج، مقالة في نوائب الحمى، مسائل في الحكمة، مقالة في حركة الفلك، كتاب ما خالف فيه أبو نصر لأرسطو في كتاب البرهان، مقالة في الترياق، تلخيص كتاب الأخلاق لأرسطو، وتلخيص كتاب البرهان له. قلت: ذكر شيخ الشيوخ تاج الدين: لما دخلتُ إلى البلاد سألت عنه، فقيل إنه مهجور في داره من جهة الخليفة يعقوب، ولا يدخل أحدٌ عليه، ولا يخرج هو إلى أحد. فقيل: لِمَ قالوا: رفعت عنه أقوالُ ردية، ونسب إليه كثرة الاشتغال بالعلوم المهجورة من علوم الأوائل. ومات وهو محبوس بداره بمراكش في أواخر سنة أربع وتسعين.) وذكره الأبار فقال: لم ينشأ بالأندلس مثله كمالاً وعلماً وفضلاً. قال: وكان متواضعاً، منخفض الجناح، عني بالعلم حتى حكي عنه أنه لم يدع النظر والقراءة مذ عقل إلا ليلة وفاة أبيه وليلة عرسه، وأنه سوَّد فيما صنف وقيد واختصر نحواً من عشرة آلاف ورقة، ومال إلى علوم الأوائل، فكانت له فيها الإمامة دون أهل عصره. وكان يفزعُ إلى فتياه في الطب كما يفزع إلى فتياه في الفقه، مع الحظ الوافر من العربية. قيل: وكان يحفظ ديوان حبيب، والمتنبي. وله من المصنفات: كتاب بداية المجتهد ونهاية القتصد في الفقه علل فيها ووجَّه، ولا نعلم في فنه أنفع منه، ولا أحسن مساقا. وله كتاب الكليات في الطب، ومختصر المستصفى في الأصول، وكتاب في العربية، وغير ذلك. وقد ولي قضاء قرطبة بعد أبي محمد بن مغيث فحمدت سيرته وعظم قدره. سمع منه: أبو محمد بن حوط الله، وسهل بن مالك، وجماعة. وامتحن بآخره، فاعتقله السلطان يعقوب وأهانه، ثم أعاده إلى الكرامة
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 199 فيما قيل، واستدعاه إلى مراكش وبها توفي في صفر، وقيل في ربيع الأول وقد مات السلطان بعده بشهر. وقال ابن أبي أصيبعة: هو أوحد في علم الفقه والخلاف. تفقه على الحافظ أبي محمد بن رزق. وبرع في الطب. وألف كتاب الكليات أجاد فيه. وكان بنيه وبني أبي مروان بن زهر مودة. حدثني أبو مروان الباجي قال: كان أبو الوليد بن رشد ذكياً، رث البزة، قوي النفس، اشتغل بالطب على أبي جعفر بن هارون، لازمه مدة. ولما كان المنظور بقرطبة وقت غزو الفنش استدعى أبا الوليد واحترمه وقربه حتى تعدى به المجلس الذي كان يجلس فيه الشيخ عبد الواحد بن أبي حفص الهنتاني، ثم بعد ذلك نقم عليه لأجل الحكمة، يعني الفلسفة. 4 (محمد بن إبراهيم بن خطاب.) الأندلسي. توفي بطريق مكة. وقد رحل، وسمع ببغداد على: ذاكر بن كامل، وابن بوش، وطبقتهما. ودخل إصبهان. وقرأ القرآن بواسط على ابن الباقلاني. مات في ذي الحجة. 4 (محمد بن إسماعيل بن محمد بن أبي الفتح.) ) أبو جعفر الطرسوسي، ثم الإصبهاني، الحنبلي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 200 من كبار شيوخ عصره في مصره. ولد سنة اثنتين وخمسمائة في حادي عشر صفر. وسمع من: أبي علي الحداد، والحافظ محمد بن طاهر، الحافظ يحيى بن مندة، والحافظ محمد بن الواحد الدقاق، ومحمود بن إسماعيل الصيرفي، وأبي نهشل عبد الصمد العنبري. حدث عنه: أبو موسى عبد الله بن عبد الغني، ويوسف بن خليل، وجماعة كبيرة. وأجاز لأحمد بن أبي الخير، وغيره من المتأخرين. أخبرنا أحمد بن سلامة بن كتابه، عن أبي جعفر محمد بن إسماعيل، أن أبا علي الحداد أخبرهم: أنا أبو نعيم، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا أبو زرعة الدمشقي، ثنا يحيى بن صالح، ثنا معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عبد الله بن عمرو قال: كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فنودي بالصلاة جامعة. أخرجه خ عن إسحاق بن راهوية، عن يحيى بن صالح. توفي في السابق والعشرين من جمادى الآخرة. وهو آخر من حدث عن ابن طاهر بالسماع. 4 (محمد بن جعفر بن أحمد بن محمد بن عبد العزيز.) قاضي القضاة أبو الحسن الهاشمي، العباسي، المكي، ثم البغدادي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 201 ولد سنة أربع وعشرين وخمسمائة. وتفقه على أبي الحسن بن الخل الشافعي. وسمع من: جده، وأبي الوقت. وأجاز له: أبو القاسم بن الحصين، وأبو العز بن كادش، وهبة الله الشروطي، وجماعة. وولي القضاء والخطابة بمكة، ثم ولي قضاء القضاة ببغداد بعد عزل أبي طالب علي بن علي بن البخاري في سنة أربع وثمانين. ثم صرف في سنة ثمان وثمانين بسبب كتاب امرأة زوَّره وارتشى على إثباته خمسين ديناراً وثياباً من الحسن الإستراباذي، فقال: ثبت عندي بشهادة فلان وفلان. فأنكر فعزله أستاذ الدار، ورسم عليه أياماً، ثم لزم بيته حتى مات. وقد سمع منه ابنه الحافظ جعفر.) وتوفي في جمادى الآخرة. ذكر ترجمته الدبيثي. وحدث عنه: ابن خليل، واليلداني. 4 (محمد بن ذاكر بن كامل.) أبو عبد الله الخفاف. سمع من: ابن البطي، ويحيى بن ثابت. وكان شاباً صالحاً. ما أحسبه حدث. 4 (محمد بن عبد الله بن أبي درقة.) أبو عبد الله القحطاني القرطبي، الفقيه، قاضي تونس. روى بها الموطأ عن: أبي عبد الله بن الزمامة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 202 أخذ عنه: أبو عبد الله بن أصبغ، وغيره. توفي في ذي الحجة. 4 (محمد بن عبد الله بن علي بن غنيمة بن يحيى بن بركة.) أبو منصور الحربي الخياط، المعروف بابن حواوا. سمع: ابن الحصين، وأبا الحسين بن أبي يعلى الفراء. روى عنه: الدبيثي، وقال: توفي رحمه الله في نصف ربيع الأول. 4 (محمد بن عبد الملك بن زهر بن عبد الملك بن محمد بن مروان بن زهر.) أبو بكر الإيادي الإشبيلي. أخذ عن جده أبي العلاء علم الطب، وأخذ عن أبيه. وانفرد بالإمامة في الطب في زمانه مع الحظ الوافر من اللغة، والآداب، والشعر. فمن شعره، قال الموفق أحمد بن أصيبعة: أنشدني محيي الدين محمد بن العربي الحاتمي: قال الحفيد أبو بكر بن زهر لنفسه يتشوق إلى ولده: (ولي واحدٌ مثل فرخ القطا .......... صغيرٌ تخلف قلبي لديه)
(نأت عنه داري فيما وحشتي .......... لذالك الشخيص وذاك الوجيه)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 203 (تشوقني وتشوقته .......... فيبكي علي وأبكي عليه) ) (وقد تعب الشوق ما بيننا .......... فمنه إلي ومني إليه.) قال الموفق: وأنشدني القاضي أبو مروان الباجي: أنشدنا أبو عمران بن أبي عمران الزاهد المرتلي قال: أنشدنا أبو بكر بن زهر الحفيد لنفسه: (إني نظرتُ إلى المرآة إذ جُليت .......... فأنكرت مُقلتاي كلما رأتا)
(رأيتُ فيها شيخاً لست أعرفه .......... وكنت أعرف فيها قبل ذاك فتى)
(فقلت أني الذي مثواهُ كان هنا .......... متى ترحل عن هذا المكان متى)
(فاستعجلتني وقالت لي وما نطقت .......... قد راح ذاك وهذا بعد ذاك أتى)
(هون عليك وهذا لا بقاء له .......... أما ترى العشب يفنى بعدما نبتا)
(كان الغواني يُقْلنَ: يا أخي، فقد .......... صار الغَوَاني يَقُلْنَ اليوم: يا أبَتَا) وللحفيد: (لله ما صنع الغرام بقلبهِ .......... أودى به لما ألم بلُبهِ)
(لباه لما أن دعاه، وهكذا .......... من يدعه داعي الغرام يُلبِّهِ)
(يأبى الذي لا يستطيع لعجبه .......... رد السلام وإن سلكت فعج به)
(ظبي من الأتراك ما تركت ظبي .......... ألحاظُه من سلوةٍ لمحبِّهِ)
(إن كنت تُنكرُ ما جنى بلحاظه .......... في سلبه يومَ الغوير فسل به)
(أوشئت أن تلقى غزالاً أغيداً .......... في سربه أسدُ العرين فسر به)
(يا ما أميلحهُ وأعذب ريقهُ .......... وأعزه وأذلني في حبهِ)
(بل ما أليطف وردةً في خدهِ .......... وأرقها وأشد قسوة قلبهِ) وله موشحات كثيرة مشهورة، فمنها هذه:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 204 (أيها الساقي إليك المشتكى .......... قد دعوناك وإن لم تسمعِ)
(ونديم همتُ في غرته .......... وشربتُ الراح من راحته)
(كلما استيقظت من سكرته ..........
(جذب الزِّقَّ إليه وأنكا .......... وسقاني أربعاً في أربع)
(غُصْنُ بان مال من حيث استوى .......... بات من يهواه من فرط الجوى)
(خفق الأحشاء مرهون القوى .......... ) (كلما فكر في البين بكا .......... ما لهُ يبكي بما لم يقع)
(ليس لي صبر ولا لي جلدُ .......... يالقومي عذلوا واجتهدوا)
(أنكرو وشكواي مما أجدُ ..........
(مثل حالي حقه أن يشتكا .......... كمد البأس وذلّ الطمعِ)
(ما لعيني غَشِيَتْ بالنَّظر .......... أنكرت بعدك ضوء القمرِ)
(وإذا ما شئتَ فاسمع خبري ..........
(شقيت عيناي من طول البكا .......... وبكى بعضي على بعضي معي) وإليه انتهت الرئاسة بإشبيلية، وكان لا يعدله أحدٌ في الحظوة عند السلاطين. وكان سمحاً، جواداً، نفاعاً بماله وجاهه، ممدحاً، ولا أعرف له رواية. قاله الأبار. وقد أخذ الأستاذ أبو علي الشلوبين، وأبو الخطاب بن دحية. قال الإبار: وكان أبو بكر بن الجد يزكيه. ويحكى عنه أن يحفظ صحيح البخاري متناً وإسناداً. توفي بمراكش في ذي الحجة، وقد قارب التسعين، فإنه ولد سنة سبعٍ وخمسمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 205 وقال غيره: كان ديناً، عدلاً، محباً للخير، مهيباً جريء الكلام، قوي النفس، مليح الشكل يجر قوساً يكون سبعاً وثلاثين رطلاً باليد. وقال ابن دحية: كان من اللغة بمكان مكين، ومورد في الطب عذب معين. كان يحفظ شعر ذي الرمة، وهو ثلث اللغة، مع الإشراف على جميع أقوال أهل الطب، مع سمو النسب وكثرة المال والنشب. صحبته زماناً طويلاً، واستفدت منه أدباً جليلاً. وقال لي: ولدتُ سنة سبع وخمسمائة. وله أشعار حلوة. ورحل أبو جده إلى المشرق، وولي رئاسة الطب ببغداد، ثم بمصر، ثم بالقيروان، ثم استوطن دانية بالأندلس، وطار ذكره. قلتُ: وقد مرّ والده في سنة سبعٍ وخمسين، وجده في سنة خمسٍ وعشرين وخمسمائة. وكان أبو بكر يقال له: الحفيد. وكان وزيراً محتشماً، كثير الحرمة، من سروات أهل الأندلس. وقد رأس في فني الطب والأدب وبلغ فيهما الغاية. 4 (محمد بن علي بن الحسن بن أحمد بن عبد الوهاب.) ) أبو بكر المزي، الدمشقي، المعروف بالدوانيقي. روى عن: أبي الفتح نصر الله المصيصي. روى عنه: يوسف بن خليل، والقوصي، والتاج القرطبي، وأخوه إسماعيل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 206 وتوفي في شعبان. 4 (محمد بن محمد بن الحسين.) أبو المظفر الخاتوني، الإصبهاني، ثم البغدادي، الكاتب. أحد الشعراء. سمع جزءاً من محمد بن علي السمناني، بسماعه من أبي الغنائم ابن المأمون. رواه عنه: أبو الحسن بن القطيعي، وغيره. وتوفي في ذي الحجة عن نيفٍ وعشرين سنة. 4 (المبارك بن إسماعيل بن عبد الباقي بن أحمد بن الصواف.) أبو نصر بن النشف الواسطي، البزاز، المقرئ. قرأ القراءات على: أبي الفتح المبارك بن أحمد الحداد، وغيره. وسمع: أبا عبد الله محمد بن علي الجلابي، وأحمد بن عبيد الله الآمدي. وسمع ببغداد من: ابن ناصر. وحدَّث. روى عنه: أبو عبد الله الدبيثي، وقال: توفي في ذي القعدة وله أربع وسبعون سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 207 4 (المبارك بن علي بن يحيى بن محمد بن بذال.) أبو بكر المعروف بابن النفيس البغدادي. ولد سنة سبع عشرة. وسمع من: أبي بكر الأنصاري، وأبي منصور الشيباني القزاز. قال الدبيثي: سمع منه بعض أصحابنا، وأجاز لي. 4 (مسعود بن أبي منصور بن محمد بن الحسن.) الإصبهاني أبو الحسن، الخياط المعروف بالجمال. ولد سنة ست وخمسمائة، وسمع من: أبي علي الحداد، ومحمود بن إسماعيل الصيرفي، وأبي) نهشل عبد الصمد العنبري، والهيثم بن محمد المعداني. وحضر أبا القاسم غانماً البرجي، وحمزة بن العباس العلوي. وأجاز له عبد الغفار الشيرويي. وكان من بقايا أصحاب الحداد. روى عنه: ابن خليل، وأبو موسى بن عبد الغني، ومحمد بن عمر العثماني. وأجاز لأحمد بن أبي الخير، وجماعة. توفي في الخامس والعشرين من شوال. 4 (مسلم بن علي بن محمد.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 208 أبو منصور بن السيحي، العدل الموصلي. حدث عن: أبي البركات محمد بن محمد بن خميس، وهو آخر من حدث عنه. روى عنه: ابن خليل، وأبو محمد اليلداني. توفي في منتصف المحرم. 4 (منصور بن أبي الحسن بن إسماعيل بن المظفر.) أبو الفضل المخزومي، الطبري، الصوفي، الواعظ. ولد بآمل طبرستان، ونشأ بمرو، وتفق على الإمام أبي الحسن علي بن محمد المروزي. وبنيسابور على محمد بن يحيى. وكان مليح الكلام في المناظرة، ثم اشتغل بالوعظ والتصوف. وسمع من: زاهر بن طاهر، وعبد الجبار بن محمد الحواري، وعلي بن محمد المروزي. وحدث ببغداد والشام. أخذ عنه: أبو بكر الحازمي، وإلياس بن جامع، وابن خليل، وأخوه إبراهيم، والضياء المقدسي، والتاج بن أبي جعفر، والشهاب القوصي، وطائفة سواهم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 209 وروى عنه الأمير يعقوب بن محمد الهذباني مسند أبي يعلى الموصلي، سمعه منه بالموصل، ولقبه القوصي بشهاب الدين. ونقلتُ من خطه قال: حدث بدمشق سنة اثنتين وتسعين بصحيح مسلم، وسمعته منه، عن الفراوي.) وتوقف في أمره الحافظ بهاء الدين القاسم بن عساكر، وامتنع جماعة لامتناعه. مولده بطبرستان سنة خمس عشرة وخمسمائة. وقال ابن النجار: حدث ببغداد، ثم سكن الموصل يحدث ويدرس. ثم انتقل إلى دمشق، فذكر لي رفيقنا عبد العزيز الشيباني أنه سمع منه، وادعى أنه سمع صحيح مسلم من الفراوي. وكان معه خط مزور على خط الفراوي. وقال ابن نقطة: حدثني علي بن القاسم بن عساكر قال: لما قرئ على الطبري أول مجلس من صحيح مسلم بحكم الثبت حضر شيخ الشيوخ ابن حمويه، وحضر أبي وأنا معه، فجاء ابن خليل الأدمي وقال لأبي: هذا الثبت ليس بصحيح، وأراه إياه. فامتنع أبي من الحضور والجماعة، فغضب شيخ الشيوخ أبو الحسن بن حمويه والصوفية، وقرأوا عليه الكتاب. أخبرنا أحمد بن سلامة كتابة عن منصور بن أبي الحسن الطبري، أنا عبد الجبار بن محمد بن أحمد: أنا أبو بكر البيهقي، أنا محمد بن يعقوب الفقيه بالطابران، أنا أبو النصر الفقيه: ثنا عثمان بن سعيد الدرامي ثنا سعيد بن أبي مريم، ثنا يحيى بن أيوب: حدَّثني يزيد بن الهاد، أنّ أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أخبره، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن عبد الله بن أنيس قال: كنَّا بالبادية فقلنا: إن قدمنا بأهلينا شُقّ علينا، وإن خَلّفناهم أصابتهم ضيعة. فبعثوني، وكنت أصغرهم، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فذكرت له قولهم، فأمرنا بليلة ثلاثٍ وعشرين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 210 قال ابن الهاد: فكان محمد بن إبراهيم يجتهد تلك الليلة. توفي في ثامن عشر ربيع الآخر بدمشق. 4 (حرف النون)
4 (نصر بن أبي المحاسن بن أبي الرشيد.) أبو الخطاب الإصبهاني، الصوفي. حدَّث عن: أبي القاسم بن الفضل بن عبد الواحد الصَّيدلاني. وتوفي ببغداد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 211 4 (حرف الواو)
4 (وهب بن لب بن عبد الملك بن أحمد بن محمد بن وهب بن نذير.) ) أبو العطاء الفهري الأندلسي، الشنتمري، نزيل بلنسية. سمع من: أبيه أبي عيسى. ولزم أبا الوليد بن الدباغ وأكثر عنه. وتفقه على أبي الحسن بن النعمة. وأخذ القراءات عن أبي محمد بن سعدون الوشقي. وكان فقيهاً، حافظاً، مشاوراً، مفتياً، مدرساً، من أهل العلم والذكاء والدهاء. أخذ عنه جماعة، وولي قضاء بلنسية وخطابتها، ثم صرف عن القضاء وبقي خطيباً. توفي في ذي الحجة، وصلى عليه ولده أبو عبد الله، وعاش ثلاثاً وثمانين سنة. ذكره الأبار. 4 (حرف الياء)
4 (يحيى بن عبد الرحمن.) أبو بكر الأزدي، الأندلسي، النحوي، المعروف بابن فضالة. من علماء أوريولة. خطب ببلده وناب في القضاء، قال التجيبي: كان شيخي في اللغة والعربية، وصحبتُه عدة سنين وعرضتُ عليه كتاباً كثيرة. وعُمر دهراً. بقي إلى سنة خمسٍ هذه. 4 (يحيى بن علي بن الفضل بن هبة الله بن بركة.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 212 العلامة جمال الدين أبو القاسم البغدادي، الشافعي، المعروف بابن فضلان. ولد في آخر سنة خمس عشرة وخمسمائة. وسمع: أبا غالب ابن البناء، أبا القاسم بن السمرقندي، وأبا الفضل الأرموي، وغيرهم. وكان اسمه واثق، وكذا هو في الطباق، ولكن غلب عليه يحيى واختاره هو. وكان إماماً بارعاً في علم الخلاف، مشاراً إليه في جودة النظر. تفقه على أبي منصور الرزاز، وارتحل إلى صاحب الغزالي محمد بن يحيى مرتين، وعلق عنه. وظهر فضله، واشتهر اسمه، وانتفع به خلق. وسمع أيضاً بنيسابور من: أبي يحيى، وعمر بن أحمد الصفار الفقيه، وأبي الأسعد هبة الرحمن بن القشيري، وإسماعيل بن عبد الرحمن العصائدي. وكان حسن الأخلاق، سهل القياد، حلو العبارة، يقظاً، لبيباً، نبيهاً، وجيهاً. درس ببغداد بمدرسة) دار الدهب وغيرها. وأعاد له الدرس الإمام أبو علي يحيى بن الربيع. روي عنه: ابن خليل في حروف الواو، وأبو عبد الله الدبيثي، وجماعة. وتوفي في تاسع عشر شعبان. قال الموفق عبد اللطيف: ارتحل ابن فضلان إلى محمد بن يحيى مرتين، وسقط في الطريق فانكسرت ذراعه، وصارت كفخذه، فالتجأ إلى قرية، وأدته الضرورة إلى قطعها من المرفق وعمل محضراً بأنها لم تُقطع في
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 213 ريبة. فلما قدم بغداد وناظر المجير، وكان كثيراً ما ينقطع في يد المجير، فقال له المُجير: يسافر أحدهم في قطع الطريق، ويدعي أنه كان يشتغل. فأخرج ابن فضلان المحضر ثم شنَّع على المجير بالفلسفة. وكان ابن فضلان ظريف المناظرة، له نَغمات موزونة، يشير بيده مع مخارج حروفه بوزن مطرب أنيق، يقف على أواخر الكلمات خوفاً من اللحن. وكان يُداعبني كثيراً. ورمي بالفالج في آخر عمره، رحمه الله تعالى. 4 (يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن بن علي.) الملقب بالمنصور، أمير المؤمنين أبو يوسف، سلطان المغرب القيسي المراكشي، وأمه أم ولد رومية اسمها سحر. بويع في حياة والده بأمره بذلك عند موته، فملك وعمره يومئذ اثنتان وثلاثون سنة. وكان صافي السمرة إلى الطول ما هو، جميل الوجه، أعين، أفوه، أقنى أكحل، مستدير اللحية، ضخم الشكل، جهوري الصوت، جزل
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 214 الألفاظ، صادق اللهجة، كثير الإصابة بالظن والفراسة، ذا خبرة بالخير والشر. ولي الوزارة لأبيه، فبحث عن الأمور، وكشف أحوال العمال والولاة. وكان له من الولد: محمد ولي عهده، وإبراهيم، وموسى، وعبد الله، وعبد العزيز، وأبو بكر، وزكريا، وإدريس، وعيسى، وصالح، وعثمان، ويونس، وسعد، وساعد، والحسن، والحسين، فهؤلاء الذين عاشوا بعده. وله عدة بنات. ووزر له عمر بن أبي زيد الهنتاني إلى أن مات، ثم أبو بكر بن عبد الله بن الشيخ عمر أينتي، ثم ابن عم هذا محمد بن أبي بكر. ثم هرب محمد هذا وتزهد ولبس عباءةً، ثم وزر له أبو زيد عبد الرحمن بن موسى بن الهنتاني، وبقي بعده وزيراً لابنه مديدة.) وكتب له أبو الفضل بن محشوة، ثم بعده أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن عياش الكاتب البليغ الذي بقي إلى سنة تسع عشرة وستمائة. وكتب أيضاً لولده من بعده. وقضى له أبو جعفر أحمد بن مضاء، وبعده أبو عبد الله بن أبي مروان الوهراني، ثم عزله بابي القاسم أحمد بن محمد بن بقي. ولما بويع كان له من إخوته وعُمومته منافسون ومزاحمون لا يرونه أهلاً للإمارة لما كانوا يعرفون من سوء صباه، فلقي منهم شدة، ثم عبر البحر بعساكره حتى نزل مدينة سلا، وبها تمت بيعته، لأن بعض أعمامه تلكأ، فانعم عليهم، ملأ أيديهم أموالاً لها خطر. ثم شرع في بناء المدينة العظمى التي على البحر والنهر من العدوة، وهي تلي مراكش. وكان أبوه قد اختطها ورسمها، فشرع هو في بنائها إلى أن تمت أسوارها، وبنى فيها جامعاً عظيماً إلى الغاية، وعمل له منارة في نهاية العلو على هيئة منارة الإسكندرية، لكن لم يتم هذا الجامع لأن العمل بطل منه بموته. وأما المدينة فتمت، وطولها نحو من فرسخ، لكن عرضها قليل بالنسبة. ثم سار بعد أن تهيأت فنزل مراكش.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 215 وفي أول ملكه، وذلك في سنة ثمانين، خرج عليه صاحب ميورقة الملك المعروف بابن غانية، وهو علي بن إسحاق بن محمد بن علي بن غانية، فسار في البحر بجيوشه، وقصد مدينة بجاية، فملكها وأخرج من بها من الموحدين في شعبان من السنة. وهذا أول اختلالٍ وقع في دولة الموحدين. وأقام ابن غانية ببجاية سبعة أيام، وصلى فيها الجمعة، وأقام الخطبة للإمام الناصر لدين الله العباسي، وكان خطيبه يومئذ الإمام أبو محمد عبد الحق الأزدي مصنف الإحكام فأحنق ذلك المنصور أبا يوسف، ورام قتل عبد الحق، فعصمه الله وتوفاه قريباً. ثم سار ابن غانية بعد أن أسس أموره ببجاية، ونازل قلعة بني حماد فملكها، وملك تلك النواحي، فتجهز المنصور لحربه بجيوشه، فتقهقر ابن غانية، وقصد بلاد الجريد، فلما وصل المنصور إلى بجاية تلقاه أهلها، فصفح عنهم، وجهز جيشاً مع ابن عمه يعقوب بن عمر، ونزل هو تونس، فالتقى يعقوب وابن غانية، فانهزم الموحّدون انهزاماً منكراً، وتبعهم جيش ابن غانية من العرب والبربر يقتلونهم في كل وجهٍ، وهلك كثير منهم عطشاً، ورجع من سَلِم إلى تونس.) فلمَّ المنصور شعثهم، وثم سار بنفسه وعمل مع ابن غانية مصافّاً، فانكسر أصحاب ابن غانية، وثبت هو، وبين إلى أن أثخن جراحاً، ففز بنفسه متماسكاً، ومات في خيمة أعرابية. ثم إن جنده قدموا عليهم أخاه يحيى، ولحقوا بالصحراء فكانوا بها مع تلك العربان إلى أن رجع المنصور إلى مراكش. وانتقض أهل قفصة في هذه المدة، ودعوا لبني غانية، فنزل عليها المنصور، فحاصرها أشد الحصار، وافتتحها عنوة، وقتل أهلها قتالً ذريعاً. فقيل إنه ذبح أكثرهم صبرأً، وهدم أسوارها، ورجع إلى المغرب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 216 وأما يحيى بن غانية فإنه بعث أخاه أبا محمد عبد الله إلى ميورقة فاستقل بها، إلى أن دخلها عليه الموحدون قبل الستمائة. وبقي يحيى بإفريقيا يظهر مرة ويخمد أخرى، وله أخبار يطول شرحها. وفي غيبة المنصور عن مراكش طمع عماه في الأمر، وهما سليمان وعمر، فأسرع المنصور ولم يتم لهما ما راماه، فتلقياه وترجلا له، فقبض عليهما، وقيدهما في الحال، فلما دخل مراكش قتلهما صبراً، فهابه جميع القرابة وخافوه. ثم أظهر بعد زهداً وتقشفاً وخشونة عيش وملبس، وعظم صيت العباد والصالحين في زمانه، وكذلك أهل الحديث، وارتفعت منزلتهم عنده فكان يسألهم الدعاء. وانقطع في أيامه علم الفروع، وخاف منه الفقهاء، وأمر بإحراق كتب المذهب بعد أن يجرد بعد أن يجرد ما فيها من الحديث، فأحرق منها جملة في سائر بلاده، كالمدونة، وكتاب ابن يونس، ونوادر ابن أبي زيد، والتهذيب للبرادعي، والواضحة لابن حبيب. قال محيي الدين عبد الواحد بن علي المراكشي في كتاب المعجب له: ولقد كنت بفاس، فشهدت يؤتى بالأحمال منها فتوضع ويطلق فيها النار. قال: وتقدم إلى الناس بترك الفقه والاشتغال بالرأي والخوض فيه، وتوعد على ذلك، وأمر من عنده من المحدثين بجمع أحاديث من المصنف العشرة وهي: الموطأ، والكتب الخمسة، ومسند أبي بكر بن أبي شيبة، ومسند البزار، وسنن الدراقطني، وسنن البيهقي في الصلاة وما يتعلق بها، على نحو الأحاديث التي جمعها ابن تومرت في الطهارة. فجمعوا ذلك، فكان يُمليه بنفسه على الناس، ويأخذهم بحفظه. وانتشر هذا المجموع في جميع) المغرب وحفظه خلق. وكان يجعل لمن حفظه عطاء وخلعة. وكان قصده في الجملة محو مذهب مالك رضي الله عنه وإزالته من
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 217 المغرب. وحمل الناس علي الظاهر من القرآن والسنة. وهذا المقصد بعينه كان مقصد أبيه وجده، إلا أنهما لم يُظهراه، وأظهره هو. أخبرني غير واحد ممن لقي الحافظ أبا بكر بن الجدانة أنه أخبرهم قال: دخلت على أمير المؤمنين أبي يعقوب يوسف أول دخلةٍ دخلتها عليه، فوجدت بين يديه كتاب ابن يونس، فقال لي: يا أبا بكر أنا أنظر في الآراء المتشعبة التي أحدثت في دين الله. أرأيت يا أبا بكر المسألة فيها أربعة أقوال، وخمسة أقوال، أو أكثر في أي هذه الأقوال الحق وأيها يجب أن يأخذ به المقلد فافتتحت أبين له، فقال لي، وقطع كلامي: يا أبا بكر ليس إلا هذا، وأشار إلى المصحف، أو هذا، وأشار إلى سنن أبي داود، أو السيف. قال عبد الواحد: وظهر في أيام أبي يوسف يعقوب ما خفي في أيام أبيه وجده، ونال عنده طلبة العلم والحديث ما لم ينالوا في أيام أبويه، وانتهى أمره إلى أن قال يوماً بحضرة كافة الموحدين: يا معشر الموحدين، أنتم قبائل، فمن نابه منكم أمر فزع إلى قبيلته وهؤلاء، يعني الطلبة، لا قبيل لهم إلا أنا، فمهما نابهم أمرٌ فأنا ملجأهم. فعظموا عند ذلك في أعين الموحدين، وبالغوا في احترامهم. وفي سنة خمس وثمانين قصد بطرو بن الريق لعنه الله مدينة شلب فنالها فأخذها، فتجهز المنصور أبو يوسف في جيوش عظيمة، وعبر البحر، ونزل على شلب، فلم يطق الفرنج دفاعه، وهربوا منها، وتسلمها. ولم يكفه ذلك حتى أخذ لهم حصناً، ورجع فمرض بمراكش مرضاً عظيماً، وتكلم أخو أبو يحيى في الملك، ودعا إلى نفسه، فلما عوفي قتله صبراً، وقال: وإنما أقتلك بقوله صلى الله عليه وسلم: إذا بويع الخليفتان فاقتلوا الأحدث منهما. تولى قتله أخو عبد الرحمن بمحضر من الناس. ثم تهدد القرابة وأهانهم، فلم يزالوا في خمولٍ، وقد كانوا قبل ذلك لا فرق بينهم وبين الخليفة سوى نفوذ العلامة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 218 وفي سنة تسعين انتقض ما بينه وبين الأذفنش من العهد، وعاثت الفرنج في الأندلس، فتجهز أبو يوسف وأخذ في العبور، فعبر في جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين، ونزل بإشبيلية،) فعرض جيوشه، وقسم الأموال، وقصد العدو المخذول، فتجهز الأذفنش في جموع ضخمة، فالتقوا بفحص الحديد، وكان الأذفنش قد جمع جموعاً لم يجتمع له مثلها قط، فلما تراءى الجمعان اشتد خوف الموحدين، وأمير المؤمنين يعقوب في ذلك كله لا مستند له إلا الدعاء، والاستعانة بكل من يظن أنه صالح، فتواقعوا في ثالث شعبان، فنصر الله الإسلام، ومنح أكتاف الروم، حتى لم نج الفنش، إلا في نحو من ثلاثين نفساً من وجوه أصحابه. واستشهد يومئذ جماعة من الأعيان، منهم الوزير أبو بكر ابن عبد الله ابن الشيخ عمر اينتي، وأتى أبو يوسف قلعة رباح وقد هرب أهلها، فدخلها وجعل كنيستها مسجداً واستولى على ما حول طليطلة من الحصون، ورد إلى إشبيلية. ثم قصد الروم من إشبيلية في سنة اثنتين وتسعين، فنزل على مدينة طليطلة بجيوشه، فقطع أشجارها، وأنكى في الروم نكاية بينة ورجع. ثم عاد في المرة الثالثة، وتوغل في بلاد الروم، ووصل إلى مواضع لم يصل إليها ملك من ملوك المسلمين، ورجع، فأرسل الأذفنش يطلب المهادنة، فهادنه عشر سنين، وعبر بعد هذا إلى مراكش في سنة أربع وتسعين. قال: وبلغني عن غير واحد أنه صرح للموحدين بالرحلة إلى المشرق، وجعل يذكر لهم البلاد المصرية وما فيها من المناكير والبدع ويقول: نحن إن شاء الله مطهروها. ولم يزل هذا عزمه إلى أن مات في صدر سنة خمس. وكان في جميع أيامه مؤثراً للعدل بحسب طاقته، وبما يقتضيه إقليمه والأمة التي هو فيها. وكان يتولى الإمامة بنفسه في الصلوات الخمس أشهراً إلى أن أبطأ يوماً
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 219 عن العصر حتى كادت تفوت، فخرج وأوسعهم لوماً وقال: ما أرى صلاتكم إلا لنا، وإلا فما منعكم أن تقدموا رجلاً فقد قدم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم عبد الرحمن بن عوف حين دخل وقت الصلاة، وهو عليه السلام غائب، أما لكم أسوة فكان ذلك سبباً لقطعه الإمامة. وكان يقعد للناس عامة لا يحجب عنه أحد، حتى اختصم إليه رجلان في نصف درهم، فقضى بينهما وأمر بضربهما قليلاً، وقال: أما كان في البلد حكام قد نصبوا لهذا. ثم بعد هذا بقي يقعد في أيام مخصوصة. واستعمل على القضاء أبا القاسم بن بقي، فشرط عليه بأن يكون قعوده بحيث يسمع حكمه في جميع القضايا وهو من وراء ستر. وكان يدخل إليه أمناء الأسواق في الشهر مرتين، فيسألهم عن أسواقهم، وأسعارهم، وحكامهم.) وكان إذا وفد عليه أهلُ بلد سألهم عن ولاتهم وقضاتهم، فإذا أثنوا خيراً قال: اعلموا بأنكم مسؤولون عن هذه الشهادة يوم القيامة. وربما تلا: يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط. قال: وبلغني أنه تصدق سنة إحدى وتسعين قبل خروجه إلى الغزوة بأربعين ألف دينار. وكان كلما دخلت السنة أمر أن تكتب له الأيتام والمنقطعون، فيجمعون إلى عند قصره، فيختنون، ويأمر لكل صبي منهم بمثقال، وثوب، ورغيف، ورمانة. هذا كله شهدته. وبنى بمراكش بيمارستاناً ما أظن في الدنيا مثله، أجرى فيه مياهاً كثيرة، وغرس فيه من جميع الأشجار، وزخرفة، وأمر له من الفرش بما يزيد على الوصف. وأجرى له ثلاثين ديناراً كل يوم برسم الأدوية. وكان كل جمعة يعود فيه المرضى ويقول: كيف حالكم كيف القومة عليكم؟.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 220 وفي سنة نيف وثمانين ورد عليه من مصر قراغش التقوي، فتى تقي الدين عمر ابن أخي السلطان الملك الناصر، والأمير شعبان، والقاضي عماد الدين في جماعة، فأكرمهم وأقطعهم، حتى أقطع رجلاً من أهل إربل يعرف بأحمد الحاجب مواضع، وأقطع شعبان بالأندلس قرى تغل في السنة نحواً من تسعة آلاف دينار، سوى ما قرر لهم من الجامكية. وأخبرني أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن مطرف بمكة قال: قال لي أمير المؤمنين أبو يوسف: يا أبا العباس اشهد لي بين يدي الله أني لا أقول بالعصمة، يعني عصمة ابن تومرت. وقال لي، وقد استأذنته في فعل: متى نفتقر إلى وجود الإمام يا أبا العباس أين الإمام، أين الإمام أخبرني أبو بكر بن هانئ الجياني قال: لما رجع أمير المؤمنين من غزوته تلقيناه، فسألني عن أحوال البلد وقضاته وولاته، فلما فرغت من جوابه سألني: ما قرأت من العلم فقلت: قرأت تواليف الإمام، أعني ابن تومرت، فنظر إلي نظرة المغضب وقال: ما هكذا يقول الطالب، إنما حكمك أن تقول: قرأت كتاب الله، وقرأت شيئاً من السنة، ثم بعد هذا قل ما شئت. وقال تاج الدين عبد السلام بن حمويه الصوفي: دخلت مراكش في أيام السيد الإمام أبي يوسف يعقوب، ولقد كانت الدولة بسيادته مجملة، والمحاسن والفضائل في أيامه مكملة، يقصده العلماء لفضله، والأغنياء لعدله، والفقراء لبذله، والغزاة لكثرة جهاده، الصلحاء والعامة لتكثير سواده) وزيادة إمداده، والزهاد لإرادته وحسن اعتقاده. كما قال فيه بعض الشعراء: (أهل لأن يسعى إليه ويرتجى .......... وبزار من أقصى البلاد على الوجا)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 221 (ملك غدا بالمكرمات مقلداً .......... وموشحاً ومختماً ومتوجاً)
(عمرت مقامات الملوك بذكره .......... وتعطرت منه الرياح تأرجا)
(وجد الوجود وقد دجا فأضاءه .......... ورآه في الكرب العظام ففرجا) ولما قدمت عليه أكرم مقدمي، وأعذب في مشارعه موردي، وأنجح في حسن الإقبال والقبول مقصدي، وقرر لي الرتبة والراتب، وعين أوقات الدخول إلى مجلسه بغير مانع ولا حاجب. وكانت أكثر مجالسة المرتبة بحضور العلماء والفضلاء، يفتتح في ذلك بقراءة القرآن، ثم يقرأ بين يديه قدر ورقتين أو ثلاث من الأحاديث النبوية. وربما وقع البحث في معانيها، ثم يختم المجلس بالدعاء، فيدعو هو. وكذا كان يدعو عند نزوله من الركوب. ثم ينزل فيدخل قصره. والذي أعلمه من حاله أنه كان يجيد حفظ القرآن، وكان يحفظ متون الأحاديث، ويتكلم في الفقه والأحكام كلاماً بليغاً، ويناظر ويباحث. وكان فقهاء الوقت يرجعون إليه في الفتاوى والمشكلات وله فتاو مجموعة. وكانوا ينسبونه إلى مذهب الظاهر والحكم بالنصوص. وكان فصيح العبارة، مهيباً، ملحوظ الإشارة، مع تمام الخلقة وحسن الصورة وطلاق البشر، لا يرى منه اكفهرار، ولا له عن مجالسه إعراض ولا أزورار. يدخل عليه الداخل فيراه بزي الزهاد والعلماء، وعليه جلالة الملوك. وقد صنف كتاب الترغيب في الأحاديث التي في العبادات، فمن فتاويه: حضانة الولد للأم ثم للأب ثم للجدة. اليمين على المنكر ولا ترد على المدعي بحال، من نكل عن اليمين حُكم عليه بما نكل عنه، الشفعة لا تنقطع إلا بتصريح من الذي يجب له إسقاطها، من أدعى العدم وأشكل أمره، وخير طالبه بين أن يخلى سبيله، وبين أن يحبسه وينفق عليه. وله شعر جيد، وموشحات مشهورة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 222 وبلغني أن قوماً أتوه بفيل هدية من بلاد السودان، فوصلهم ولم يقبل الفيل، وقال: لا نريد أن نكون أصحاب الفيل. وقيل بل جرى ذلك لوالده يوسف.) ثم ذكر فصلاً فيه طول في كرمه وعدله وخيره، إلى أن قال: فإذا كان عشر ذي الحجة أمر ولاة الزكاة بإحضارها، فيفرقها في الأصناف الثمانية. حدثني بعض عمالهم أنه فرق في عيد، سنة أربع وتسعين، ثلاثاً وسبعين ألف رأس من معز وضأن. ثم ذكر أنه عمل مكتباً كبيراً فيه جماعة عرفاء وغيرهم ويجري عليهم النفقات والكسوة للصبيان فسألت واحداً فقال: نحن عشرة معلمين، والصبيان يزيدون على الألف، وقد ينقصون. وكان يكسو الفقراء في العام، ويختن أولادهم، ويعطي الصبي ديناراً. قال عبد الواحد: وكان مهتماً بأمر البناء، لم يخل وقت من قصر يسجده، أو مدينة يعمرها. وزاد في مراكش زيادة كبيرة. وأمر أن تميز اليهود بلباس ثياب كحلية وأكمام مفرطة في الطول والسعة، تصل إلى قريب أقدامه، وبدلاً من العمائم كلوتات على أشنع صور، كأنها البراذع، تبلغ إلى تحت آذانهم وشاع هذا الزي فيهم. وبقوا إلى أن توسلوا إلى ابنه بعده بكل وسيلة وشفاعة، فأمرهم ابنه بثياب صفر، و عمائم صفر، فهم على ذلك إلى وقتنا، وهو سنة إحدى وعشرين وستمائة. فائدة ذكر تاج الدين بن حمويه أنه سأل ابن عطية الكاتب، ما بال هذه البلاد، يعني المغرب، ليس فيها أحد من أهل الذمة ولا كنائس ولا بيَع فقال: هذه الدولة قامت على رهبةٍ وخشونة. وكان المهدي قد قال لأصحابه: إن هؤلاء الملثمين مبتدعة ومجسمة كفرة يجوز قتلهم وسبيهم بعد أن يعرضوا
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 223 على الإيمان. فلما فعل ذلك، واستولوا على السلاطين بعد موت المهدي، وفتح عبد المؤمن مراكش، أحضر اليهود والنصارى وقال: ألستم قد أنكرتم، ويعني أوائلكم، بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، ودفعتم أن يكون هو الرسول الموعود به في كتابكم، وقلتم إن الذي يأتي إنما يأتي لتأييد شريعتنا وتقرير ملتنا قالوا: نعم. قال: فأين منتظركم إذاً سيما وقد زعمتم أنه لا يتجاوز خمسمائة عام. وهذه خمسمائة عام قد انقضت لملتنا، ولم تأت منكم بشير ولا نذير. ونحن لا نقركم على كفركم، ولا لنا حاجة بجزيتكم، فإما الإسلام، وإما القتل. ثم أجلهم مدة لتخفيف أثقالهم، وبيع أملاكهم، والنزوح عن بلاده. فأما أكثر اليهود، فإنهم أظهروا الإسلام تقية، فأقاموا على أموالهم، وأما النصارى فدخلوا إلى الأندلس، ولم يُسلم منهم إلا القليل. وخربت الكنائس والصوامع بجميع المملكة، فليس فيها مشرك ولا كافر يتظاهر) بكفره إلى بعد الستمائة، وهو حين انفصالي عن المغرب. قال عبد الواحد: وإنما حمل أبا يوسف على ما صنعه بهم، يعني بالملثمين، شكه في إسلامهم. وكان يقول: لو صح عندي إسلامهم لتركتهم يختلطونا بنا في أنكحتهم وأمورهم. ولو صح عندي كفرهم لقتلتهم، ولكنني متردد فيهم، ولم ينعقد عندنا ذمة ليهودي ولا نصراني منذ قام أمر المصامدة، ولا في جميع بلاد المغرب بيعة ولا كنيسة، إنما اليهود عندنا يظهرون الإسلام، ويصلون في المساجد، ويقرؤون أولادهم القرآن جارين على ملتنا وسنتنا، والله أعلم بما تكن صدورهم. قلت: ما ينبغي أن يسمى هؤلاء يهود أبداً بل هم مسلمون. 4 (محنة ابن رشد) وسببها أنه أخذ في شرح كتاب الحيوان لأرسطوطاليس فهذبه، وقال
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 224 فيه عند ذكر الزرافة: رأيتها عند ملك البربر. كذا غير ملتفتٍ إلى ما يتعاطاه خدمة الملك من التعظيم، فكان هذا مما أحنقهم عليه، ولم يظهروه. ثم إن قوماً ممن يناوئه بقرطبة ويدعي معه الكفاءة في البيت والحشمة سعوا به عند أبي يوسف بأن أخذوا بعض تلك التلاخيص، فوجدوا فيه بخطه حاكياً عن بعض الفلاسفة قد ظهر أن الزهرة أحد الآلهة. فاقفوا أبا يوسف على هذا، فاستدعاه بمحضر من الكبار بقرطبة، فقال له: أخطك هذا فأنكر، فقال: لعن الله كاتبه، وأمر الحاضرين بلعنه، ثم أمر بإخراجه مهاناً. وبإبعاد من يتكلم في شيء من هذه العلوم، وبالوعيد الشديد. وكتب إلى البلاد بالتقدم إلى الناس في تركها، وبإحراق كتب الفلسفة، سوى الطب، الحساب، المواقيت. ثم لما رجع إلى مراكش نزع عن ذلك كله، وجنح إلى تعلم الفلسفة، استدعى ابن رشد للإحسان إليه، فحضر ومرض، ومات في آخر سنة أربع. وتوفي أبو يوسف في غرة صفر، وولي بعده ولي عهده ابنه أبو عبد الله محمد، وكان قد جعله في سنة ست وثمانين ولي العهد، وله عشر سنين إذ ذاك. وقال الموفق أحمد بن أبي أصيبعة في تاريخه: حدثني أبو مروان الباجي قال: ثم إن المنصور نقم على أبي الوليد، وأمر بأن يقيم في بلد اليسانة، وأن لا يخرج منها، ونقم على جماعة من الأعيان، وأمر بأن يكون في مواضع أخر لأنهم مشتغلون بعلوم الأوائل. والجماعة أبو الوليد،) أبو جعفر الذهبي، ومحمد بن إبراهيم قاضي بجاية، أبو الربيع الكفيف، وأبو العباس الشاعر القرابي. ثم إن جماعة شهدوا لأبي الوليد أ نه على غير ما نسب إليه، فرضي عنه وعن الجماعة، وجعل أبا جعفر الذهبي مزواراً للأطباء الطلبة. ومما كان في قلب المنصور من أبي الوليد أنه كان إذا تكلم معه يخاطبه بأن يقول: تسمع يا أخي. قلت: واعتذر عن قوله ملك البربر بأن قال: إنما كتبت ملك البرين، وإنما صحفها القارئ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 225 وقال الإمامة أبو شامة: وفيها توفي خليفة المغرب أبو يوسف الذي كسر الفنش. وكان قد قام بالملك بعد أبيه أحسن قيام، ونشر كلمة التوحيد ورفع راية الجهاد، وأمر بالمعروف، ونهى عن المنكر، وأقام الحدود على أقربائه وغيرهم. وكان سمحاً، جواداً، عادلاً، مكرماً للعملاء، متمسكاً بالشرع. يصلي بالناس الصلوات الخمس، ويلبس الصوف، ويقف للمرأة والضعيف. أوصى عند الموت إلى ولده أبي عبد الله، وأن يدفن على قارعة الطريق ليترحم عليه. توفي في ربيع الأول ومدة ملكه خمسة عشرة سنة. كتب إليه الملك صلاح الدين يستنجده على الفرنج، ولم يخاطبه في الكتاب بأمير المؤمنين، فلم يجبه إلى ما طلب. وقال أحمد بن أبي أصيبعة في ترجمه الغزال أنه لازم الحفيد أبا بكر بن زهر حتى برع في الطب وخدم المنصور. وكان المنصور قد أبطل الخمر، وشدد في أن لا يؤتى بشيء منه، أو يكون عند أحدٍ. ثم بعد مدة قال المنصور لأبي جعفر بن الغزال: أريد أن تركب لي ترياقاً. فمع حوائجه، فأعوزه الخمر، فأعلم المنصور فقال: تطلبه من كل ناحية فلعل تقع عند أحد. فتطلبها حتى يئس، فقال المنصور: والله ما كان قصدي بعمل الترياق إلا لأعتبر هل بقي عند أحدٍ خمرٌ أم لا. قلت: وهذا من أحسن التلطف في كشف الأمور الباطنة. وبلغني أن الأدفنش لما بعث إلى أبي يوسف بتهدده ويطلب منه بعض الحصون، وكانت المكاتبة من إنشاء وزيره ابن الفخار وهي: باسمك اللهم فاطر السموات والأرض، وصلى الله على السيد المسيح، روح الله وكلمته الرسول الفصيح، أما بعد، فلا يخفى على ذي ذهن ثاقب،) ولا عقل
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 226 لازب، إنك أمير الملة الحنيفية، كما أن أمير الملة النصرانية، وقد علمت ما عليه نوابك من رؤساء الأندلس من التخاذل والتواكل، وإهمال أمر الرعية، وإخلادهم إلى الراحة. وأن أسومهم القهر، فأخلي الديار، وأسبي الذراري، واقتل الرجال، ولا عذر لك في التخلف عنهم وعن نصرهم إذ أمكنتك يد القدرة، وأنتم تزعمون أن الله فرض عليكم قتال عشرة منا بواحد منكم، فالآن خفف الله عنكم، وعلم أن فيكم ضعفاً، ونحن الآن نقاتل عشرة منكم بواحد منا، لا تستطيعون دفاعاً، ولا تملكون امتناعاً. وقد حكي عنك أنك أخذت في الاحتفال، وأشرفت على ربوة القتال، وتماطل نفسك عاماً بعد عام، تقدم رجلاً وتؤخر أخرى، فلا أدري، الجبن بطأ بك أم التكذيب بما وعدك ربك. ثم قيل لي إنك لا تجد إلى جواز البحر سبيلاً لعلةٍ لا يسوغ لك التقحم معها. وها أنا أقول لك ما فيه الراحة، وأعتذر تلك وعنك على أن تفي بالعهود والمواثيق، فأجوز بحملتي إليك، وأقاتلك في أعزّ الأماكن لديك، فإن كانت لك فغنيمة كبيرة جُلِبت إليك، وهدية عظيمة مَثَلَت بين يديك، وإن كانت لي كانت يدي العُليا عليك واستحقَّيت إمارة الملّتين، الحكم في البرّين. فلمّا وصل كتابه إلى أبي يوسف مزّقة وقطّعه، وكتب على قطعةٍ منه:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 227 ارجع إليهم فلنأتينهم بجود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون الجواب ما ترى لا ما تسمع. وهذا البيت، وهو للمتنبي: (ولا كتب إلا المشرفيةُ عندنا .......... ولا رُسلٌ ولا الخميس العرمرم) ثم استنفر الناس، وجمع الجيوش، فكانوا مائة ألف في الديوان، ومائة ألف مطوعة، وسار إلى زقاق سبتة، فعدى منه إلى الأندلس، وطلب الأدفنش، فكان المصاف عند قلعة رباح شمالي قرطبة، ففتح الله ونصره، وكان ملحمة هائلة قل أن وقع مثلها في الإسلام. قيل إنه حصل منها لبيت المال من دروعهم ستون ألف درع. وأما الدواب فلم يُحصر لها عدد. وذكر ابن الأثير في الكامل، أن عدد من قتل من الفرنج مائة ألف وستة وأربعون ألفاً، وقتل من المسلمين نحو من عشرين ألفاً، وأسر من الفرنج ثلاثة عشرة ألفاً، وغنم المسلمون شيئاً عظيماً، فمن الخيام مائة ألف وثالثة وأربعون ألفاً، ومن الخيل ستة وأربعون ألفاً، ومن البغال مائة ألف، ومن الحمير مائة ألف. ونادى يعقوب: من غنم شيئاً فهو له سوى السلاح.) ثم إنه سار إلى طليطلة فحاصرها، وأخذ أعمالها، وترك الفرنج في أسوأ حال، ورجع إلى إشبيلية، فأقام إلى أثناء سنة ثلاثٍ وتسعين، فعاد وأغار وسبا، ولم يبق للفرنج قدرة على ملتقاه، فالتمسوا الصلح، فأجابهم لما اتصل إليه من أخبار ابن غانية الميورقي الذي استولى وخرج عليه في سنة ثمانين، وهو علي بن إسحاق الملثَّم، وقام بعده أخوه يحيى بن إسحاق، فاستولى على بلاد إفريقية، واستفحل أمره، فهادن أبو يوسف الفرنج خمسة أعوام، وعاد إلى مراكش، وشرع في عمل الأحواض والروايا والآلات للبرية ليتوجه إلى إفريقية، ودخل مدينة سلا متنزهاً، وكان قد بنى بقرب سلا مدينة
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 228 على هيئة الإسكندرية سماها رباط الفتح، ثم عاد إلى مراكش. وبعد هذا فقد اختلفت الأقوال في أمره، فقيل إنه ترك ما كان فيه، وتجرد وساح في الأرض حتى انتهى إلى بلاد المشرق مختفياً، ومات خاملاً، حتى قيل إنه مات ببغلبك، وهذا القول خرافة. ومنهم من قال: رجع إلى مراكش وتوفي بها. وقيل: مات بسلا. وكان مولده في ربيع الأول سنة أربع وخمسين، وعاش إحدى وأربعين سنة. وكان قد أفتى وأمر برفض فروع الفقه، وأن لا يُفتي العلماء إلا بالكتاب والسنة، وأن يجتهدوا، يعني على طريقة أهل الظاهر. قال القاضي شمس الدين ابن خلكان: لقد أدركنا جماعة من مشايخ المغرب وصلوا إلينا إلى البلاد وهم على تلك الطريقة، مثل أبي الخطاب بن دحية، وأخيه عمرو، والشيخ محيي الدين ابن العربي. وكان قد عظم ملكه، واتسعت دائرة سلطنته، وإليه تنسب الدنانير اليعقوبية. قال ابن خلكان: وحكى لي جمع كثير بدمشق في سنة ثمانين وستمائة أن بالقرب من المجدل بالبقاع قرية يقال لها حمارة، إلى جانبها مشهد يعرف بقرب الأمير يعقوب ملك المغرب، وكل أهل تلك النوحي متفقون على ذلك وبين القبر وبين المجدل نحو فرسخين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 229 قلت: الأصح موته بالمغرب. توفي في غرة جمادى الأولى، وقيل في ربيع الآخر، وقيل في صفر كما تقدم.) وفيها، وفي أولها ولد: فخر الدين علي بن البخاري، وفي ذي القعدة علي بن محمود بن نبهان الربعي، وأحمد بن هبة الله بن أحمد الكهفي، ومحمد بن الحسين بن عتيق بن رشيق المالكي، والموفق محمد بن عمر ابن بنت الأبار. وفيها، تقريباً، أمين الدين القاسم بن أبي بكر الإربلي التاجر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 230 4 (وفيات سنة ست وتسعين وخمسمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن علي بن أبي بكر عتيق بن إسماعيل.) الإمام أبو جعفر القرطبي، الفنكي، الشافعي، المقرئ، نزيل دمشق وإمام الكلاسة. ولد بقرطبة سنة ثمان وعشرين وخمسمائة، وسمع بها من أبي الوليد يوسف بن عبد العزيز بن الدباغ الحافظ، بقراءة أبيه، الموطأ، بسماعه من الخولاني. وقرأ القراءات علي أبي بكر محمد بن جعفر بن صاف، ثم حج ودخل الموصل، فقرأ بها القراءات على يحيى بن سعد القرطبي. وسمع الكثير بدمشق من: أبي القاسم بن عساكر، ومن: أبي نصر عبد الرحيم اليوسفي، ويحيى الثقفي، وطائفة. ونسخ الكثير بخطه المغربي الحلو، وكان صالحاً، خيراً، عابداً، قانتا، ولياً لله، إماماً في القراءات، مجوداً لمعرفتها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 231 روى عنه: ولداه تاج الدين محمد، وإسماعيل، وابن خليل، والشهاب القوصي، وجماعة. وأجاز لشيخنا ابن أبي الخير. توفي في سابع عشر رمضان بدمشق. وفنك: قرية أو قليعة من أعمال قرطبة. أقرأ القراءات، وكان قيماً بها، وكتب الكثير منها. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن عيسى.) أبو العباس الدارقزي، المعروف بابن البخيل.) سمع: أبا المواهب بن ملوك، وأبا غالب بن البنا، والقاضي أبا بكر، وغيرهم. روى عنه: النجيب عبد اللطيف. وأجاز لابن أبي الخير، وأبي الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد بن البخاري، تنكس من داره فمات في تاسع ذي القعدة، رحمه الله تعالى. 4 (إبراهيم بن منصور بن المسلم.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 232 الفقيه العلامة أبو إسحاق المصري، الخطيب المعروف بالعراقي. ولد بمصر سنة عشر وخمسمائة، و رحل إلى بغداد فتفقه بها حتى برع في مذهب الشافعي، ولإقامته ببغداد سماه المصريون العراقي. وعاد إلى مصر فولي خطابه جامعها العتيق والتصدر، وشرح المهذب لأبي إسحاق، وانتفع به الطلبة، وتفقه به جماعة من الفضلاء. وقد تفقه ببغداد علي أبي بكر محمد بن الحسين الأرموي تلميذ الشيخ أبي إسحاق الشيرازي. ثم تفقه على أبي الحسن محمد بن الخل. وتفقه بمصر على القاضي أبي المعالي مجلي بن جميع. وخرج له عدة تلامذة. وهو جد شيخنا العلم العراقي لأمه. وكان على سداد وأمر جميل. توفي في الحادي والعشرين من جمادى الأولى، وما أظنه روى شيئاً. 4 (إسماعيل بن صالح بن ياسين بن عمران.) الرجل الصالح أبو الطاهر ابن المقرئ العالم أبي التقي الشارعي، الشفيقي، بفاء ثم قاف، نسبة إلى خدمة شفيق الملك، المصري البناء الجبلي، نسبة إلى سكنى جبل مصر. ولد سنة أربع عشرة وخمسمائة. وسمع بمصر من أبي عبد الله محمد بن أحمد بن الحطاب الرازي، بإفادة الزاهد المعروف بالرديني. وكان آخر من حدث بمصر عن الرازي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 233 روى عنه: الحافظ عبد الغني، الحافظ الضياء، الشهاب القوصي، والمجد عيسى بن الموفق، وعبد الله بن الشيخ أبي عمر، ومحمد بن البهاء عبد الرحمن، والرضى إسماعيل، ويوسف بن خليل، والزين أحمد بن عبد الملك، ويونس بن خليل أخو يوسف، وأبو الحسن السخاوي، وأبو عمرو بن الحاجب، وإسماعيل بن ظفر، وأبو طالب محمد بن عبد الله بن صابر، والمعين أحمد بن علي بن يوسف الدمشقي ثم المصري، وعبد الله بن عبد الواحد بن علاق، والرشيد يحيى) بن علي العطار، وإسماعيل بن عزون، وخلق آخرهم ابن علاق. وتوفي في ثاني عشر ذي الحجة، رحمه الله. 4 (إسماعيل بن عبد الدائم.) أبو منصور الرحبي، ثم البغدادي المقرئ الخياط. حدث عن: أبي محمد سبط الخياط. وتوفي في ربيع الأول. 4 (أصبة المستنجدي.) الأمير. ولي نيابة واسط مديدة. 4 (حرف التاء)
4 (تكش خوارزم شاه.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 234 السلطان علاء الدين بن الملك رسلان شاه بن أطسز، كذا نسبة الإمام أبو شامة، وقال: هو من ولد طاهر بن الحسين. قال: وكان شجاعاً جواداً، ملك الدنيا من السند والهند وما وراء النهر، إلى خرسان، إلى بغداد، فإنه كان نوابه في حلوان. وكان في ديوانه مائة ألف مقاتل. وهو الذي كسر مملوكه عسكر الخليفة وأزال دولة بني سلجوق. وكان حاذقاً بعلم الموسيقى. لم يكن أحد ألعب منه بالعود. قيل إن الباطنية جهزوا عليه من يقتله، وكان يحترس كثيراً، فجلس ليلة يلعب بالعود، فاتفق أنه عنى بيتاً بالعجمي معناه: قد أبصرتك، وفهمه الباطني، فخاف وارتعد فهرب، فأخذوه حمل إليه، فقرره فاعترف فقتله. وكان يباشر الحروب بنفسه، وذهبت عيينة في القتال. وكان قد عزم على قصد بغداد، وحشد فوصل إلى دهستان فتوفي بها في رمضان، وحمل إلى خوارزم، ودفن عند أهله، وقام بعده ولده خوارزمشاه محمد، ولقب علاء الدين بلقبه. وأنبأني ابن البزوري قال: السلطان خوارزم شاه تكش ملك مشهور، عنده آداب وفضائل، ومعرفة بمذهب أبي حنيفة، وبنى مدرسة بخوارزم للحنفية. وله المقامات المشهورة في رضى) الديوان، منها محاربة السلطان طغريل وقتله.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 235 وقع بينه وبين الوزير مؤيد الدين محمد بن القصاب خلف، وكان قد نفذ له تشريف من الديوان فرده، ثم ثاب إليه عقله وندم واعتذر، وطلب تشريفاً، فنفذ له فلبسه، ولم يزل نافذ الأمر ماضي الحكم. توفي في العشرين من رمضان بشهرستانة، وحمله ولده قطب الدين محمد فدفنه بمدرسته بخوارزم. وذكر المنذري وفاته في سابع عشر رمضان. وقال ابن الأثير: حصل هل خوانيق فأشير عليه بترك الحركة، فامتنع وسار، فاشتد مرضه ومات. وولي بعده قطب الدين محمد، ولقب بلقب والده علاء الدين. 4 (حرف الجيم)
4 (جابر بن محمد بن نامي.) أبو أيوب الحضرمي الإشبيلي، النحوي. سمع البخاري والموطأ من أبي الحسن شريح. وأخذ العربية عن أبي القاسم بن الدماك، وأبي الحسن بن مسلم. وعني بها وتحقق بمعرفتها، وجلس لإقرائها عن اتساع باع فيها واطلاع على معانيها. وكان يعرف كتاب سيبويه. اقرأ القراءات وعاش ينفاً وثمانين سنة وتوفي سنة ست. وقيل: سنة سبع وتسعين. 4 (جعفر بن غريب.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 236 أبو عبد الله العراقي. حدث عن: أبي الفتح الكروخي، وابن ناصر وتوفي في المحرم. 4 (حرف الحاء)
4 (الحسن بن عبد الرحمن بن الحسن بن عبد الله.) أبو علي الفارسي، ثم البغدادي، الصوفي، الصالح. من صوفية رباط الزوزني. وكان صالحاً عابداً، خيراً. ولد سنة سبع عشرة خمسمائة.) وسمع: هبة الله بن الطبر، وأبا السعود أحمد بن المجلي، وأبا بكر الأنصاري، وجماعة. روى عنه: الدبيثي وأثنى عليه، وابن خليل، واليلداني، وآخرون. وأما: الحسن بن مسلم الفارسي الزاهد فقد مات قبل هذا، وذكرناه. توفي هذا في الثالث والعشرين من شعبان. 4 (الحسن بن علي بن نصر بن عقل.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 237 أبو علي العبدي، الواسطي، ثم البغدادي، الأديب الشاعر، المنعوت بالهمام. مدح طائفة بالشام والعراق، وأقام بدمشق. وكان شاعراً محسناً. ذكره العماد في الخريدة وقال: مدح السلطان صالح الدين. قال بان الدبيثي: وكان شيعياً اكتسب بالعشر، ومدح الأكابر. قلت: روى عنه القوصي قصيدة، وقال: اتصل بخدمة الأمجد ببعلبك. وقال المنذري: توفي في العشرين من شعبان. 4 (الحسن بن علي بن أبي سالم المعمر بن عبد الملك.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 238 أبو البدر الإسكافي، ثم البغدادي، نزيل القاهرة. قرأ النحو على أبي محمد بن الخشاب، وخدم في الجهات الديوانية بالعراق. وكان أديباً فاضلاً. روى شيئاً من شعره، وعاش نيفاً وستين سنة. ويعرف بابن ناهوج. 4 (الحسن بن أبي البركات محمد بن علي بن طوق.) أبو علي الموصلي، ثم البغدادي تفقه في صباه بالنظامية، وسمع من: أبي الوقت. توفي في شوال. 4 (الحسن بن محمد بن أبي القاسم علي بن إبراهيم.) أبو منصور الشيرازي الأصل، البغدادي الصوفي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 239 روى عن: أبي القاسم بن البناء، وأبي الوقت. وكان كاتباً ثم تصوف وخدم الفقراء. توفي ليلة عرفة.) 4 (حماد بن مزيد بن خليفة.) أبو الفوارس. قرأ القراءات على: علي بن عساكر البطائحي. وأقرأ، وأم بالناس مدة. توفي في شعبان. 4 (حمزة بن سلمان بن جروان بن الحسين.) أبو يعلى الماكسيني الأصل، البغدادي الشعيري، البوراني، النجار. حدث عن: أبي بكر الأنصاري، وأبي البدر الكرخي. روى عنه: أبو عبد الله الدبيثي، وبالإجازة ابن أبي الخير، وغيره. ومات في نصف ربيع الآخر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 240 4 (حرف الخاء)
4 (خطلبا بن سوتكين.) الأمير. ولي قلعة تكريت، ثم شحنكية البصرة. وكان فيه دين وخير. 4 (خليل بن أبي الرجاء بدر بن أبي الفتح ثابت بن روح بن محمد ابن عبد الواحد.) أبو سعيد الإصبهاني، الراراني، الصوفي. شيخ معمر عالي الرواية. ولد سنة خمسمائة. وسمع: أبا علي الحداد، ومحمد بن عبد الواحد الدقاق، ومحمود بن إسماعيل الصيرفي، وجعفر بن عبد الواحد الثقفي. روى عنه: أبو موسى عبد الله بن عبد الغني، ويوسف بن خليل، وابنه محمد بن خليل، وعبد العزيز بن علي الواعظ، وليلة البدر بنت محمد بن خليل الرازي، آخرون. وأجاز لابن أبي الخير، وغيره. وتوفي في الخامس والعشرين من ربيع الآخر. وكان من مريدي الشريف حمزة بن العباس العلوي. وكان شيخ الشيوخ بإصبهان في زمانه،) أعني أبا سعيد، ولبس منه الخرقة خلق كثير. وقيل بل مولده سنة اثنتين وخمسمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 241 4 (حرف الدال)
4 (داود بن سليمان بن أحمد بن نظام الملك.) أبو علي الطوسي الأصل، الإصبهاني. ولد سنة ثمان عشرة وخمسمائة. وسع: جعفر بن عبد الواحد، وفاطمة الجوزدانية، وخجستة بنت علي بن أبي ذر الصالحانية، وسعيد بن أبي الرجاء، الحسين بن عبد الملك. وقدم بغداد مراراً. وسمع من: أبي منصور الرار الفقيه. روى عنه: أبو عبد الله الدبيثي، وابن خليل، وجماعة. وأجاز لابن أبي الخير. وتوفي بإصبهان، وكان بهياً، متواضعاً، جليلاً. مات في نصف شوال. 4 (حرف السين)
4 (سعيد بن عبد المنعم بن كليب.) سمع من: ابن ناصر. ولم يرو. 4 (سعيد بن المبارك بن أحمد بن صدقة.) أبو البدر الحمامي. روى عن: ابن ناصر، وأبي الوقت.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 242 والحمامي بالتشديد والتخفيف، قاله المنذري. 4 (سنقر الطويل الناصري.) فلك الدين. كان ذا قرب من الإمام الناصر.) ألحقه بالزعماء وجعله من كبار الأمراء، وأقطعه تكريت ودقوقا. وتوفي في ربيع الأول. 4 (حرف الشين)
4 (شاكر بن فضائل بن مسلم.) أبو حامد بن طليب الحربي. روى عن: سعيد بن النبا. وعنه: ابن خليل. ورخه المنذري بلا شهر. 4 (حرف الصاد)
4 (صدقة بن نصر بن زهير بن مقلد.) أبو الحسن الحراني الأصل البغدادي. سمع من: أبي نصر الحسن بن محمد اليونارتي. ذكره الدبيثي وقال: ما أعلمه حدث. وتوفي في جمادى الأولى.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 243 4 (حرف الطاء)
4 (طاهر بن نصر الله بن جهبل.) الشيخ مجد الدين الكلابي، الحلبي، الفقيه الشافعي، الفرضي. مدرس مدرسة القدس. توفي بالقدس، وكان فقيهاً إماماً فاضلاً، عاش أكثر من ستين سنة، وهو والد الفقهاء الذين كانوا بدمشق بهاء الدين نصر الله، وتاج الدين إسماعيل، وقطب الدين. 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن محمد بن سليمان.) أبو محمد بن الشكاك الفاسي، المالكي. وحج وسمع من: السلفي. ودخل الأندلس فأخذ عن أبي القاسم بن ورد.) حدث عنه: يعيش بن النديم، وأبو السحن القطان. وعاش بضعاً وتسعين سنة. وكان معمراً معدلاً. 4 (عبد الله بن المستنجد بالله بن المقتفي.) الأمير أبو القاسم. توفي في هذه السنة. 4 (عبد الله بن ملد بن المبارك بن الحسين ابن النشال.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 244 أبو طالب العباسي، نقيب بالعراق. عزل من نقابته، وأحدر إلى واسط فحبس بها إلى أن توفي في شوال. 4 (عبد الرحيم بن أبي القاسم عبد الرحمن بن سعد الله بن قنان.) البغدادي الكاتب. سمع: أباه، وشهده. وتوفي شاباً في ذي الحجة. 4 (عبد الرحيم بن علي بن الحسن بن الحسن بن أحمد بن المفرج بن أحمد.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 245 القاضي الفاضل أبو علي ابن القاضي الأشرف أبي الحسن، اللخمي البيساني، العسقلاني المولد، المصري الدار، الكاتب صاحب ديوان الإنشاء في الدولة الصلاحية وبعدها. ولد في منتصف جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين وخمسمائة، ولقبه محيي الدين. وفي نسبه إلى بيسان تجوز، فإنه ليس منها، وإنما ولي أبوه قضاءها، فلهذا نُسب إليها. انتهت إلى القاضي الفاضل براعة الإنشاء، وبلاغة الترسل، وله في ذلك معاني مبتكرة لم يسبق إليها مع كثرتها. قال القاضي شمس الدين ابن خلكان: نقل عنه أنه قال إن مسودات رسائله في المجلدات والتعليقات في الأوراق، إذا جمعت ما تقصر عن مائة مجلد. وله نظم كثير. واشتغل بصناعة الإنشاء على الموفق يوسف بن الخلال شيخ الإنشاء للمتأخرين من خلفاء بني عبيد. ثم إنه خدم بثغر الإسكندرية في شبيبته، وأقام بها مدة.) قال عمارة اليمني: ومن محاسن العادل بن الصالح بن رزيك خروج أمره إلي والي الإسكندرية بتسيير القاضي الفاضل إلى الباب، واستخدمه في ديون الجيش، فإنه غرس منه للدولة، بل للملة، شجرة مباركة متزايدة النماء، أصلها ثابت وفروعها في السماء. وقال العماد الكاتب: وتمت الرزية الكبرى وفجيعة أهل الدين والدنيا بانتقال القاضي الفاضل من دار البقاء إلى داره بالقاهرة في
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 246 سادس ربيع الآخر. وكان ليلتئذ صلى العشاء، وجلس مع مدرس مدرسته، وتحدث معه ما شاء، وطالت المسامرة وانفصل إلى منزله صحيح البدن، وقال لغلامه: رتب حوائج الحمام، وعرفني حتى اقضي مني المنام. فوافاه سحراً للإعلام، فما اكترث بصوت الغلام، ولم يدر أن كلم الحمام حمى الكلام، وأن وثوقه بطهارة الكوثر أغناه عن الحمام، فبادر إليه ولده فألفاه وهو ساكت باهت، فلبث يومه لا يُسمع له إلا أنين خفي، ثم قضى سعيداً ولم يبق في حياته عملاً صالحاً إلا وقدمه، ولا عهداً في الجنة إلا أحكمه، لا عقداً في البر إلا أبرمه، فإن صنائعه في الرقاب، وأوقافه على سبل الخيرات متجاوزة الحساب، ولا سيما أوقافه لفكاك أسرى المسلمين إلى يوم الحساب، وأعان الطلبة الشافعية والمالكية عند داره بالمدرسة، والأيتام بالكتاب. وكان رحمه الله للحقوق قاضياً، وفي الحقائق ماضياً. ولسلطانه مطاع، والسلطان له مطيع، ما افتتح الأقاليم إلا بأقاليد آرائه، ومقاليد غناه وعنائه، وكنتُ من حسناته محسوباً، وإلى مناسب آلائه منسوباً، وأعرف صناعته، ويعرف صناعتي، وأعارضُ بضاعته الثمينة بمزجاة بضاعتي. وكانت كتابته كتائب النصر، وبراعته رائعة الدهر، ويراعته بارئة للبرّ، وعبارته نافثة في عقد السحر، وبلاغته للدولة مجملة، وللمملكة مكمّلة، وللعصر الصلاحي على سائر الأعصار مفضلة، هو الذي نسخ أساليب القدماء بما أقدمه من الأساليب، وأغربه من الإبداع، وأبدعه من الغريب. وما ألفيته كرر دعاء في مكاتبة، ولا تردد لفظاً في مخاطبة. بل تأتي فصوله بتكرة مبتدعة مبتدهة، لا مفتكرة بالعرف والعرفان معرفة لا نكرة. وكان الكرام في ظله يقيلون، ومن عثرات النوائب بفضله يستقيلون، وبعز حمايته يعزون. فإلى من بعده الوفادة وممن الإفادة وفي من السيادة ولمن السعادة وقال ابن خلكان في ترجمته: وزر للسلطان صلاح الدين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 247 ومن شعره عند وصوله إلى الفرات يتشوق إلى النيل:) (بالله قل للنيل عني إنني .......... لم أشف من ماء الفرات غليلاً)
(وسل الفؤاد فإنه لي شاهد .......... هل كان جفني بالدموع بخيلاً)
(يا قلبُ كم خلفتَ ثم بثينة .......... وأعيذ صبرك أن يكون جميلاً.) وكان الملك العزيز صلاح الدين يميل إلى القاضي الفاضل في أيام أبيه، واتفق أنه أحب قينة وشغف بها وبلغ صالح الدين، فمنعه من صحبتها، ومنعها منه، فحزن ولم يستجر أن يجتمع بعد هذا بها، فسيرت له مع خادم كرة عنبر، فكسرها فوجد فيها زر ذهب، فلم يفهم المراد به، جاء القاضي الفاضل فعرفه الصورة، فعمل القاضي: (أهدت لك العنبر في وسطه .......... زر من التبر دقيق اللحام)
(فالزر في العنبر معناهما .......... زر هكذا مستتراً في الظلام.) وله: (بتنا على حال يسر الهوى .......... وربما لا يمكن الشرحُ)
(بوابنا الليل، وقلنا له: .......... إن غبت عنا هجم الصبحُ) وله: (وسيف عتيق للعلاء فإن تقل: .......... رأيتُ أبا بكر، فقل: وعتيق)
(فزر بابه، فهو الطريق إلى الندى، .......... ودع كل باب ما إليه طريقُ) ولهبة الملك بن سناء الملك فيه وقد ولي الوزارة من قصيدة: (قال الزمان لغيره إذا رامها: .......... تربت يمينك لست من أربابها)
(اذهب طريقك لست من أربابها .......... وارجع وراءك لست من أترابها)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 248 (وبعز سيدنا وسيد غيرنا .......... ذلت من الأيام شمس صعابها)
(وأتت سعادته إلى أبوابه .......... لا كالذي يسعى إلى أبوابها)
(فلتفخر الدنيا بسائس ملكها .......... منه ودارس علمها وكتابها)
(صوامها قوامها علامها .......... عمالها بذالها وهابها) وبلغنا أنه كتبه التي ملكها بلغت مائة ألف مجلد، وكان يحصلها من سائر البلاد. وذكر القاضي ضياء الدين القاسم بن يحيى الشهرزوري أن القاضي لما سمع أن العادل أخذ الديار المصرية دعا على نفسه بالموت خشية أن يستدعيه وزيره صفي الدين بن شكر، أو) يجري في حقه إهانة، فأصبح ميتاً. وكان له معاملة حسنة مع الله وتهجد بالليل. وقال العماد في الخريدة: وقبل شروعي في أعيان مصر، أقدم ذكر من جميعُ أفاضل القصر كالقطرة في بحره، المولى القاضي الأجل الفاضل، الأسعد أبو علي عبد الرحيم بن القاضي الأشرف أبي المجد علي بن البيساني، صاحب القرآن، العديم الأقران، واحد الزمان. إلى أن قال: فهو كالشريعة المحمدية نسخت الشرائع، يخترع الأفكار، ويفترع الأبكار، وهو ضابط الملك بآرائه، ورابط السلك بآلائه. وإن شاء
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 249 أنشأ في يوم ما لو دون، لكن لأهل الصناعة خير بضاعة. أين قس من فصاحته، وقيس من حصافته ومن حاتم وعمرو في سماحته وحماسته لا من في فعله، ولا مين في قوله ذو الوفاء، والروءة، والصفا، والفتوة، والتقي، والصلاح، والندى، والسماح. وهو من أولياء الله الذين خصوا بكرامته، أخلصوا لولايته. وهو مع ما يتولاه من أشغال المملكة، لا يفتر عن المواظبة على نوافل صلواته، ونوافل صلواته، ونافل صلاته. يختم كل يوم القرآن المجيد، ويضيف إليه ما شاء الله من المزيد، وأنا أوثر أن أفرد لنظمه ونثره كتاباً، فإنني أغار من ذكره مع الذين هم كالسها في فلك شمسه وذكائه، وكالثرى عند ثريا علمه وذكائه، فإنما تبدو النجوم إذا لم تبرز الشمس حاجبها. وإنه لا يؤثر أيضاً إثبات ذلك، فأنا ممتثل لأمره المطاع ملتزم له قانون الإتباع، لا أعرف يداً ملكتني غير يده، ولا أتصدى إلا لما جعلني بصدده. قلت: وكان رحمه الله أحدب. فحدثني شيخنا جمال الدين الفاضلي أن القاضي الفاضل ذهب في الرسلية إلى صاحب الموصل، فحضر أحضرت فواكه، فاقل بعض الكبار منكتاً على الفاضل: خياركم أحدب. فقال الفاضل: خسنا خيرٌ من خياركم. وحدثين الفاضلي في آخر سنة إحدى وتسعين أن القاضي العماد الكاتب كانا في الموكب، فقال القاضي الفاضل:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 250 (أما الغبار فإنه .......... مما أثارته السنابك) وقال للعماد: أجز. فقال: (فالجو منه مغبرٌ .......... لكن بتاشير السنابك)
(يا دهر لي عبد الرحيم .......... فلا أبالي مس نابك.) قلت: وقد سمع: أبا كاهر السلفي، وأبا محمد العثماني، وأبا الظاهر ابن عوف، أبا القاسم بن) عساكر الحافظ، وعثمان بن سعيد بن فرج العبدري. قال المنذري: وزر للسطان صلاح الدين وركن إليه ركوناً تاماً، وتقدم عنده كثيراً. وكان كثير البر والمعروف والصداقة. وله آثار جميلة ظاهرة، مع ما كان عليه من الإغضاء والاحتمال. توفي في ليلة سابع ربيع الآخر. وقال الموفق عبد اللطيف: ذكر خبر القاضي الفاضل. كانا ثلاثة إخوة، واحد منهم خدم في الإسكندرية وبها مات، وخلف من الخواتيم صناديق. ومن الحصر والقدور والخزف بيوتاً مملوءة. كان متى رأى خاتماً أو سمع به تسبب في تحصيله. وأما الآخر فكان له هوس مفرط في تحصيل الكتب، وكان عنده زهاء مائتي ألف كتاب، من كل كتاب نسخ. والثالث القاضي الفاضل، وكان له غرام بالكتابة، وبتحصيل الكتب أيضاً، وكان له الدين والعفاف والتقى، مواظب على أوراد الليل، والصيام، والتلاوة. ولما ملك أسد الدين احتاج إلى كاتب، فأحضره، فأعجبه نفاذه وسمته ونصحه، فلما ملك صلاح الدين استخلصه لنفسه، وحسن اعتقاده فيه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 251 وكان قليل اللذات، كثير الحسنات، دائم التهجد، يشتغل بالأدب والتفسير. وكان قليل النحو، كلن له دربة قوية توجب له قلة اللحن، وكتب من الإنشاء ما لم يكتبه أحد. أعرفُ عند ابن سناء الملك من إنشائه اثنين وعشرين مجلداً. وعند ابن القطان، أحد كتابه، عشرين مجلداً. وكان متقللاً في مطعمه ومنكحه، وملبسه. لباسه البياض، لا يبلغ جميع ما عليه دينارين. ويركب مع غلام وركابي. ولا يمكن أحداً أن يصحبه. ويكثر تشييع الجنائز، وعيادة المرضى، وزيارة القبور. وله معروف في السر والعلانية. وكان رحمه الله ضعيف البنية، رقيق الصورة، له حدبة يغطيها الطيلسان. وكان فيه سوء خلق يكمد به في نفسه، ولا يضر أحداً به. ولأصحاب الفضائل عنده نفاق، يحسن إليهم ولا يمن عليهم. ولم يكن له انتقام من أعدائه إلا بالإحسان إليهم، وبالإعراض عنهم. وكان دخله ومعلومه في السنة نحو خمسين ألف دينار، سوى متاجر الهند والمغرب، وغيرهما.) مات مسكوتاً، أحوج ما كان إلى الموت عند تولي الإقبال، وإقبال الإدبار، وهذا يدل على أن لله به عناية رحمه الله. 4 (عبد السلام بن محمود بن أحمد.) ظهير الدين أبو المعالي الفارسي، الفقيه، الأصولي، المتكلم. سمع من: أبي الوقت السجزي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 252 وبالثغر من: أبي طاهر السلفي. روى بدمشق. وتوفي بحلب في سابع عشر شعبان. وكان من كبار المتكلمين والخلافيين. ودرس واشتغل، وصنف التصانيف. ولم يشتهر من تصانيفه إلا القليل. وقد أجاز الحافظ المنذري، وهو ترجمه. 4 (عبد العزيز بن عيسى بن عبد الواحد بن سليمان.) الوجيه أبو محمد اللخمي، الأندلسي، الشريشي الأصل، الإسكندراني المولد والدار، العدل المحدث، أحد طلبة السلفي. ولد سنة خمس وعشرين وخمسمائة. وقرأ الكبير على السلفي. وحدث بمصر والقدس. روى عنه: ولده أبو القاسم عيسى، وعثمان بن محمد بن أبي عصرون. وبالإجازة: الشهاب القوصي، وغيره. توفي في المحرم. 4 (عبد الكريم بن المبارك بن محمد بن عبد الكريم.) الفقيه أبو الفضل البلدي، البغدادي، الحنفي، المعروف بابن الصيرفي. ولد سنة خمس وعشرين وخمسمائة. وتفقه على الإمام مسعود بن الحسين اليزدي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 253 وسمع من: أبي سعد أحمد بن محمد الزوزني، وأبي البدر الكرخي، وأبي الفضل الأرموي. ودرس، ناب في القضاء. وكان يسكن بقراح أبي الشحم، ودرس بالمغيثية.) روى عنه: الدبيثي، وابن خليل، وغيرهما. وتوفي في جمادى الآخرة. وهو من بلد التي بقرب الموصل. 4 (عبد اللطيف بن إسماعيل بن أحمد بن محمد بن دوست دادا.) أبو الحسن ابن شيخ الشيوخ أبي البركات بن أبي سعد النيسابوري الأصل، البغدادي، الصوفي، أخو شيخ صدر الدين عبد الرحيم. كان بليداً، قليل الفهم، عديم التحصيل. ولد سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة. وسمع من: أبي بكر الأنصاري، وأبي القاسم بن السمرقندي، وأبي منصور علي بن علي الأمين، وأبي الحسن بن عبد السلام، وأبي الفتح الكروخي، وغيرهم. قال ابن النجار: ولي رباط جده بعد أخيه، ولقب صدر الدين. ثم إنه حج وركب البحر إلى مصر، وزار بيت المقدس. وتوفي بدمشق في رابع عشر ذي الحجة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 254 قلت: روى عنه: ابن النجار، وبان خليل، واليلداني، وعثمان ابن خطيب القرافة، وفرج الحبشي، وعبد الله بن أحمد بن طعان، وأخوه عبد الرحمن، والقاضي صدر الدين ابن سني الدولة، وتقي الدين إسماعيل بن أبي اليسر، وابن عبد الدائم، والكمال عبد العزيز بن عبد، وخلق. وبالإجازة: ابن أبي الخير. قال الدبيثي: كان بليداً لا يفهم. حدثني بعض الطلبة أنه أتاه بجزء ليقراه عليه، فصادفه في شغل فوقف، فلما طال عليه الوقوف قال له عبد اللطيف: إمض إلى ضياء الدين عبد الوهاب بن سكينة ليسمعك إياه عني، فإني مشغول. ونقلت من خط الحافظ الضياء ما صورته: وشيخ الشيوخ عبد اللطيف ابن شيخ الشيوخ أبي البركات توفي بدمشق في رباط خاتون في ذي الحجة، وصلى عليه شيخنا القاسم الحافظ. 4 (عبد المنعم بن عبد الوهاب بن سعد بن صدقة بن الخضر بن كليب.) مسند العراق أبو الفرج بن أبي الفتح الحراني الأصل، البغدادي، الحنبلي، التاجر، الأجري،) لسكناه درب الآجر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 255 ولد في صفر سنة خمسمائة، وبكر به أبوه بالسماع، لكنه لم يكثر، فسمع: أبا القاسم بن بيان، وأبا علي بن نبهان، وأبا منصور محمد بن أحمد بن طاهر الخازن، وأبا بكر بن بدران الحلواني، وأبا عثمان إسماعيل بن ملة، وأبا طالب الحسين بن محمد الزينبي، وصاعد بن سيار الدهان، والمبارك بن الحسين العسال. وانفرد بالرواية عنهم. وأجاز له: أبو الغنائم النرسي، وابن بيان، وابن نبهان، وأبو الخطاب محفوظ الكلوذاني الفقيه، وأبو طاهر عبد الرحمن بن أحمد اليوسفي، وأبو العز محمد بن المختار، وأبو علي بن المهدي، ومحمد بن عبد الباقي الدوري، وحمزة بن أحمد الروذراوري، وأبو البركات عبد الكريم بن هبة الله النحوي. وله مشيخة معروفة. وكان صحيح السماع والذهن والحواس إلى أن مات. صبوراً على المحدثين، محباً للرواية. دخل مصر مع والده، وسكن ثغر دمياط مدة، وحج سبع حجج، وحج ثامنة، ففاتته وتعوق بالبحر. روى عنه خلق من الحفاظ، وسمع صحيح البخاري من أبي طالب الزينبي. فممن روى عنه ابنه الدبيثي، وابن النجار، وابن خليل، ومحمد بن النفيس الرزاز، وعمر بن بدر الموصلي، وأبو موسى عبد الله بن الحافظ، ومحمد بن عبد الكريم الكاتب، واليلداني، وأحمد بن سلامة الحراني، ومحيي الدين يوسف بن الجوزي، وشرف الدين شيخ الشيوخ الحموي، ويوسف بن شروان، وداود بن شجاع البواب، وأحمد بن عبد الواسع بن أميركاه، ومحمد بن هبة الله بن الدوامي، وعبد العزيز بن محفوظ البنا،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 256 والواعظ شمس الدين يوسف بن قزغلي البغداديون، ومبارك الحبشي بمصر، والزين بن عبد الدائم، والنجيب عبد اللطيف وهو آخر من روى عنه بالسماع. وبالإجازة: الحافظ الضياء، وابن أبي اليسر، والقطب أحمد بن عبد السلام بن أبي عصرون، وسعد الدين الخضر بن عبد السلام بن حمويه، وأبو العباس أحمد بن أبي الخير، ومحمد بن يعقوب بن أبي لدينة، والعز عبد العزيز بن الصيقل وهو آخر من روى عنه بالإجازة في الدنيا. قال الحافظ زكي الدين المنذري: سمعت قاضي القضاة أبا محمد الكتاني يقو: سمعته يقول:) يعني ابن كليب: تسريت مائة وثماني وأربعين جارية. وكان يخاصم أولاده في ذلك السن فيقول: اشتروا لي جارية، اشتروا لي جارية. توفي ليلة السابع والعشرين من ربيع الأول. وقال ابن النجار: ألحق الصغار بالكبار، ومتع بصحبته وذهنه، وحسن صورته، وحمرة وجهه. وكان لا يمل من السماع. نسخ جزء بان عرفة له سبع وتسعون سنة بخط مليح غير مرتعش، ورواه من لفظه. وكان من أعيان التجار، ذا ثروة واسعة. ثم تضعضع حاله وافتقر، واحتاج إلى الأخذ على الرواية. وبقي لا يحدث بجزء ابن عرفة إلا بدينار. وكان صدوقاً، قرأت عليه كثيراً. 4 (عبد الوهاب بن أبي الطاهر إسماعيل بن مكي بن عوف.) الفقيه أبو محمد الزهري، الإسكندراني، نبيه الدين الملاكي. تفقه على والده، ودرس من بعده بالإسكندرية، وعاش خمساً وستين سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 257 وتوفي في ذي القعدة. 4 (عبيد الله بن محمد بن عبد الجليل بن محمد.) القاضي أبو محمد بن الشيخ أبي الفتح الساوي، ثم البغدادي، الفقيه الحنفي. أحد العدول والأكابر. ناب في الحكم بدار الخلافة، ثم بمدينة السلام بغداد. وكان محمود السيرة. ولد سنة ثلاث عشرة وخمسمائة في أولها. وسمع من: أبن الحصين، وابن الطبر، وأبي الحسين بن الفراء، وجماعة. وكان آخر من بقي من بيت الساوي، ولم يعقب. روى عنه: الدبيثي، وابن خليل، والبغاددة. وتوفي في تاسع المحرم. 4 (عثمان بن الحسين بن محمد بن الحكيم.) أبو عمرو الحريمي، المارستاني. حدث عن: هبة الله بن الحصين.) وعنه: ابن خليل، والدبيثي، وقبلهما أحمد بن طارق، وجماعة وأجاز لابن أبي الخير. وتوفي في ذي القعدة عن ثمانين سنة، وكان يخدم المرضى.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 258 4 (عسكر بن خليفة بن حفاظ) الفقيه أبو الجيوش الحموي، الحنفي. حدث عن: أبي الفتح نصر الله المصيصي، وهبة الله بن طاوس. ويعرف بابن العقادة. وكان من كبار الحنفية بدمشق. أجاز لشيخنا بان أبي الخير. وتوفي في جمادى الأولى. وروى عنه الشهاب القوصي فقال: شيخ الإسلام بدر الدين، كان مبرزاً في جميع الفنون. قرأتُ عليه بمدرسة القصاعين. 4 (علي بن الحسن بن علي بن محمد بن عبد السلام بن المبارك بن راشد.) المنتجب أبو السحن التميمي، الدرامي، المكي. سمع من: أبي الفتح الكروخي، ومحمود بن عبد الكريم فورخه، وأحمد بن المقرب. روى عنه: الحافظ ابن المفضل، وغيره. وله شعر جيد. ووفد على الملكين نور الدين، وصلاح الدين. 4 (علي بن المبارك بن أبي العز محمد بن جابر.) أبو الحسن البغدادي. من كبار العدول.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 259 سمع المسند كله من ابن الحصين. وسمع من: أبي نصر اليونارتي. روى عنه: الدبيثي، وابن خليل، واليلداني، وجماعة. وأجاز لابن أبي الخير. وتوفي في جمادى الآخرة. 4 (عمر بن محمد بن عمر.) ) الإمام أبو محمد الأنصاري، العاقي، الحنفي، البخاري. توفي ببخارى في ربيع الأول. وقد حدث بمكة، وبغداد عن: أبي بكر عمر بن محمد العوفي. روى عنه: الحافظ ابن المفضل. وكان موصوفاً بمعرفة المذهب والزهد والصلاح، درس وأشغل وصنف. وقد ذكره أبو العلاء الفرضي، فقال فيه العقيلي بدل العاقلي، وقال: روى عن: حسام الدين عمر بن برهان الأئمة عبد العزيز بن عمر بن مازة، والحافظ عمر بن محمد بن أحمد النسفي، وفخر الأئمة أبي بكر محمد بن علي بن سعيد المطهري، و محمد بن الفضل الفراوي، وفخر الإسلام أبو نصر أحمد بن الحسن. روى عنه: سبطه العلامة شمس الدين أحمد بن محمد بن أحمد الأنصاري، والعلامة أبو الوحدة محمد بن عبد الستار العمادي، والقاضي محمد بن محمد العمري.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 260 مات في خامس جمادى الأولى. عوض بن سلامة. الأزجي القطيعي، الغراد، الصالح. شيخ معروف خير، له رباط ببغداد. توفي إلى رحمه الله في ذي الحجة. 4 (حرف القاف) قيصر العوني. الأمير مملوك الوزير عون الدين يحيى بن هبيرة. كان بديع الجمال يضرب بحسنه الأمثال. وكان الوزير يركبه في صدر موكبه بالقباء والعمامة السوداوين، وإلى جانبه خادمين. 4 (حرف الكاف) كامل بن الفتح بن ثابت. الضرير، البادرائي، الأديب، ظهير الدين. له شعر وترسل. كتب الطلبة عنه لأجل الكفاف من شعره. وما أحسن قوله:) (وفي الأوانس من نعمان آنسة .......... لها من القلب ما تهوى وتختار)
(ساومتها نفثة من ريقها بدمي .......... وليس إلا خفي الطرف سمسارُ)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 261 (عند العذول اعتراضات ولائمة .......... وعند قلبي جوابات وأعذار)
4 (حرف الميم)
4 (محمد بن إبراهيم بن رفاعة.) الفتي كمال الدين القرشي، المصري، قاضي قوص. روى عنه الشهاب القوصي شعراً، وورخ وفاته في هذه السنة. 4 (محمد بن الشريف أبي القاسم عبد الله بن عمر بن محمد بن الحسين.) الشريف أبو الحياة نظام الدين البلخي، الواعظ، المعروف بابن الظريف. ولد ببلخ في سنة ست وعشرين وخمسمائة. وسمع من: أبي شجاع عمر البسطامي، وأبي سعد بن السمعاني. وسمع بالثغر من السلفي، وبدمشق وجال في الآفاق. روى عنه: أبو الحسن بن المفضل. ووعظ كثيراً، وصنف في الوعظ. وكان طيب الصوت، مطرباً، فصيحاً، شيعياً. توفي في تاسع عشر صفر. وقد ذكره ابن النجار: فطول ترجمته، وقال: سمع بدمشق من: حمزة بن كردوس، وبمصر من: ابن رفاعة، وابن الحطية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 262 وأقام عند السلفي زماناً، وأملى أمالي. روى عنه شيخه السلفي، وكان يعظمه ويبجله ويعجب بكلامه. ثم قدم بغداد فسكنها. وكان يعظ بالنظامية. وحضرتُ مجلسه مراراً. وكان مليح الوجه متبركاً، واسع الجبهة، منوراً، بهياً، ظريف الشكل، عالماً أديباً، له لسان مليح في الوعظ، حسن الإيراد، حلو الاستشهاد، رشيق المعاني، وله قبول تام، وسوق نافعة، ثم فترت ولزم داره. وكان يرمى بأشياء منها الخمر، وشراء الجواري المغنيات وسماع الملاهي المحرمة، وأخرج من بغداد مراراً لذلك.) وكان يظهر الرفض. وأنشدني أحمد بن عمر المؤدب أن الوعظ البلخي أنشد لنفسه دوبيت: (دع عنك حديث من يميتك غدا .......... واقطع زمن الحياة عيشاً رغداً)
(لا ترجُ هوى ولا تعجل كمدا .......... يوماً تمضيه لا تراهُ أبداً) وسمعت أخي علي بن محمود يقول: كان البلخي الواعظ كثيراً ما يرمز في أثناء مجالسه سبت الصحابة. سمعته يقول: بكت فاطمة عليها السلام، فقال لها علي: كم يبكين علي أأخذتُ منك فدك أأغضبتك أفعلت، أفعلتُ؟
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 263 فضجت الرافضة وصفّقوا بأيديهم وقالوا: أحسنت أحسنت. 4 (محمد بن عبد المنعم بن أبي البركات محمد بن طاهر بن سعيد بن القدوة أبي سعيد فضل) الله ابن أبي الخير. أبو البركات الميهني الصوفي. توفي ببغداد في ذي الحجة. وكان رجلاً صالحاً. سمع من: أبيه، وشهدة، والمبارك بن لعي بن خضير. وكان شيخ رباط البسطامي. عاش أربعاً وخمسين سنة. وكان سمحاً جواداً، ذا فتوة، كان يؤثر بمداسه ويمشي حافياً. لقبه: ركن الدين. 4 (محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم.) أبو القاسم الهمذاني، الأندلسي، من أهل مدينة وادي آش، ويعرف بابن البراق. سمع من: أبي العباس الجزولي، وأبي بكر يحيى بن محمد، وأبي الحسن ابن النعمة. وأجاز له أبو بكر بن العربي، وشريح بن محمد، وأبو الحسن بن مغيث، وآخرون.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 264 وذكره الأبار فقال: كان محدثاً ضابطاً، أديباً، ماهراً، شاعراً مجيداً، متفنناً، وشعره مدَّون. حدَّث عنه: أبو العباس البناتي، وأبو الكرم جودي. وعاش سبعاً وستين سنة. 4 (محمد بن عمر) أبو عبد الله المالقي الكاتب، نزيل فاس.) قال الأبار: كان حافظاً للغات، والآداب، والتواريخ، بصيراً بالحديث. وكان يكتب للأمراء. 4 (محمد بن محمد بن أبي الطاهر محمد بن بُنَان.) القاضي الأثير ذو الرياستين، ابن القاضي الأجل ذي الرياستين أبي الفضل ابن القاضي ذي الرياستين، الأنباري، المصري، أبو الفضل الكاتب. ولد بالقاهرة سنة سبع وخمسمائة، وسمع من: أبي صادق مرشد المديني، وأبي البركات محمد بن حمزة العرقي، ووالده أبي الفضل، والقاضي أبي الحسن محمد بن هبة الله بن الحسن بن عرس.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 265 وقرأ القرآن على: أبي العبّاس بن الحطيّة. وكان رئيساً، عالماً نبيلاً. ذكره الدُّبيثي فقال: قدِم بغداد رسولاً من سيف الإسلام طُغتكين أميراليمن، ونزل بباب الأزج. وحدث بالسيرة لابن هشام، عن والده، وحدث بصحاح الجوهري. وسمعهما منه جماعة كثيرة، وكنت أنا مسافراً، وذلك في سنة اثنتين وثمانين. روى الصحاح عن أبي البركات العرقي. وكتب الناس عنه من شعره. وقال المنذري: سمع منه جماعة من شيوخنا ورفقائنا، فلم يتفق لي السماع منه. وقد كتب الكثير بخطه. وخطه في غاية الجودة. وتولى ديوان النظر في الدولة المصرية، وتقلب في الخدم في الأيام الصلاحية بتنيس، والإسكندرية. قلت: وكان أبوه يروي السيرة عن الحبال. روى عنه: الحافظ أبو الحسين العطار، والسيد أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن الحسيني الحلبي. توفي في ثالث ربيع الآخر، وله تسعٌ وثمانون سنة. وقال الموفق عبد اللطيف: كان رقيقاً، طوالاً، أسمر، عنده أدب وترسل، وخط حسن، وشعرٌ لا بأس به. وكان صاحب ديوان مصر في زمن المصريين، والفاضل ممن يغشى بابه ويمتدحه، ويفتخر بالوصول إليه. فلما جاءت الدولة الصلاحية قال القاضي الفاضل: هذا رجل كبير القدر) يصلح أن يجرى عليه ما يكفيه ويجلس في بيته. ففعل ذلك.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 266 ثم إنه توجه إلى اليمن، ووزر لسيف الإسلام، وأرسله إلى الدّيوان العزيز، فعظُم ببغداد وبُجَّل. ولما صرتُ إلى مصر وجدتُ ابن بُنان في ضَنَكٍ من العيش، وعليه دَيْن ثقيل، وأدّى أمره إلى أن حبسه الحاكم بالجامع الأزهر. وكان يتنقص بالقاضي الفاضل، ويراه بالعين الأولى، والفاضل يُقصّر في حقّها، فيقصّر الناسُ مراعاةً للفاضل. وكان بعض من له عليه دَيْن أعجميّاً جاهلاً، فصعد إليه إلى سطح الجامع، وسفَّه عليه، وقبض على لحيته، وضربه، ففر وألقى بنفسه من سطح الجامع فتهشم، فحُمل إلى داره، وبقي أياماً ومات. فسيَّر القاضي الفاضل بجهازه خمسة عشر ديناراً مع ولده. ثم إن القاضي مات فجأة بعد ثلاثة أيام رحمه الله.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 267 4 (محمد بن المحسن بن هبة الله بن محمد.) أبو الحسن الوكيل بأبواب القُضاة. سمع من: أبي جعفر أحمد بن محمد العباسي، وغيره. توفي في ذي الحجة. 4 (محمد بن محمود بن محمد.) الشهاب الطوسي أبو الفتح، الفقيه الشافعي، نزيل مصر. إمامٌ، مُفتٍ، علامة مشهور. وُلِد سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة. وحدَّث عن: أبي الوقت، وغيره. ووعظ ببغداد، وصاهر قاضي القضاة أبا البركات بن الثقفي. وقدم مصر
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 268 فسكنها، قدمها من مكة سنة تسعٍ وسبعين. ونزل بخانقاه سعيد السعداء، وتردّد إليه بها الفقهاء. ثم ولي التدريس بمدرسة منازل العِزّ، وانتفع به جماعة كبيرة. وكان جامعاً للفنون، معظماً للعلم وأهله. غير محتفل بأبناء الدّنيا. وعظ بجامع مصر مدة. روى عنه: بهاء الدين بن الجميزي، وشهاب الدين القوصي وكناه أبا الفتح. وذكر أنه تفقه بنيسابور على الإمام محمد بن يحيى. وقال أبو شامة، وذكر الطوسي، فقال: قيل إنه لما قدم بغداد كان يركب بالسنجق والسيوف المُسَلَّلة والغاشية والطوق في عُنق البغلة، فمنع من ذلك. فسافر إلى مصر ووعظ، وأظهر) مذهب الأشعري، وثارت عليه الحنابلة. وكان يجري بينه وبين زين الدين بن نجية العجائب من السباب ونحوه. قال: وبلغني أنه سئل أيّما فضل: دمُ الحسين، أم دمُ الحلاج فاستعظم ذلك، فقيل له: فدم الحلاج كتب على الأرض: الله الله، ولا كذلك دم الحسين. فقال: المتَّهم يحتاج إلى تزكية. وهذا في غاية الحُسن، لكن لم يصح عن دم الحلاج. وقال الموفق عبد اللطيف: كان رجلاً طُوالاً، مَهيباً، مقداماً، سادّ الجواب في المحافل. دخل مصر، وأقبل عليه تقي الدين، وعمل له مدرسة بمنازل العز، وبث العلم بمصر. وكان يُلقي الدرس من الكتاب. وكان يرتاعه كل أحد، وهو يرتاع من الخبوشاني ويتضاءل له. وكان يحمُق بظرافةٍ، ويتيه على الملوك بلباقة، ويخاطب الفقهاء بصرامة. وعرض له جدري بعد الثمانين عمًّ جسده، وكحل عينيه، وانحط عنه في السابع.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 269 وجاء يوم العيد والسلطان بالميدان، فجاء الطوسي وبين يديه مناد ينادي: هذا ملك العلماء. والغاشية على الأصابع. وكان أهل مصر إذا رأوها قرأوا: هَل أتَاكَ حديثُ الغَاشيةِ، فتفرق له الجمع، وتفرق الأمراء غيظاً منه. وجرى له مع الملك العادل وابن شكر قضايا عجيبة، لما تعرضوا لوقوف المدرس، فمنع عن نفسه وعن الناس، وثبت. وقال ابن النَجّار: مات بمصر في الحادي والعشرين من ذي القعدة، وحمله أولاد السلطان على رقابه. 4 (محمد بن مكارم بن أبي يعلى.) أبو بكر الحريمي. سمع من: محمد بن الأشقر، والمبارك بن أحمد الكندي، وسعيد بن البناء. ويقال له الحيري نسبة إلى الحيرة التي تقرب عانة لا إلى حيرة نيسابور. سمع منه جماعة. وتوفي في صفر. وأجاز لابن أبي الخير.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 270 4 (محمد بن هبة الله بن أبي الكرم نصر الله بن محمد بن محمد بن مخلد.) ) أبو المفضل الأزدي، الواسطي العدل، المعروف جده بابن الجلخت. ولد سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة. وسمع من: جده. وحدًّث ببغداد. قال ابن الدبيثي: سمعت منه، ونعم الشيخ كان. توفي في ذي القعدة. 4 (المبارك بن المبارك بن أحمد بن زريق.) أبو جعفر بن الحداد الواسطي، المقرئ. ولد سنة تسع وخمسمائة. وقرأ القراءات على والده الإمام أبي الفتح. وسمع من: أبي علي الفارقي، وعلي بن علي بن شيران، وأبي الكرم نصر الله بن الجلخت، وأبي عبد الله الجلابي، وأبي الحسن بن عبد السلام. والمبارك بن نغوبا، وغيرهم بواسط. ثم قدم بغداد سنة اثنتين وثلاثين، فقرأ القراءات على أبي محمد سبط الخياط. وسمع منه، ومن: أبي القاسم بن السمرقندي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 271 حدث بالإجازة: عن: الحافظ خميس الحوزي، وأبي طالب بن يوسف، وأبي محمد عبد الله بن السمرقندي، ورزين العبدري، وجماعة. وأقرأ الناس، وأم زماناً. ترجمة الدبيثي، وقال: كان صدوقاً. قرأتُ عليه القراءات، فقدم بغداد سنة ثمان وثمانين وحدث بها. قلت: روى عنه: هو، ويوسف بن خليل، وجماعة. وتوفي في سادس عشر رمضان. قرأ عليه بالروايات محمد بن الداعي، وكان مقرئ واسط في زمانه. 4 (المبارك بن أبي القاسم بن أبي منصور بن السدنك.) أبو منصور البغدادي. روى عن: قاضي المرستان. وتوفي في ذي القعدة.) 4 (محمود بن المبارك بن الحسين.) أبو الثناء بن الداريج البغدادي. روى عن: القاضي أبي بكر، والحسين بن علي سبط الخياط. وتوفي في صفر. 4 (مسعود بن علي.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 272 نظام الملك الوزير، وزير السلطان خوارزم شاه. قتلته الملاحدة في هذا العام في جمادى الآخرة. وكان ديناً حسن السيرة، شافعياً، بنى للشافعية بمرو جامعاً مشرفاً على جامع الحنفية، فتعصب شيخ الحنفية بمرو، وجمع الأوباش فأحرقه، فغضب خُورازم شاه، وأحضر هذا الشيخ وصادره. وبنى نظام الملك هذا مدرسة عظيمة وجامعاً بخوارزم، وله آثار حسنة. وفلما قتل تأسف عليه السلطان، واستوزر ابنه، وهو صبي، فأشير على الصبي بأن يستعفي، فقال السلطان خوارزم شاه: لست أعفيك وأنا وزيرك، فكن راجعني في الأمور. ثم لم تطُل أيام الصبي. ومات خوارزم شاه في العام، كما تقدم. 4 (المظفر بن علي بن وهب.) المدائني، ثم البغدادي، الصابوني، الخياط. شيخ معمر، ولد سنة خمسمائة. وسمع: أبا نصر الحسن بن محمد اليونارتي، وثابت بن منصور الكيلي. روى عنه: الدبيثي وقال: توفي سنة ست. 4 (حرف النون)
4 (نجيب بن فارس الحربي.) روى عن: سعيد بن أبي النباء. وعنه: ابن خليل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 273 4 (حرف الهاء)
4 (هبة الله بن الحسن بن محمد ابن الوزير أبي المعالي هبة الله بن أبي سعد بن المطلب.) ) سمع: أبا القاسم بن السمر قندي. وحدث. وله شعر وخط منسوب. يكنى أبا المعالي. روى عنه: الدبيثي. وكان صاحب مزاح ونوادر، يُلقَّب بالجُرذ. 4 (حرف الواو)
4 (وهب بن محمد بن وهب.) أبو الفتح الحربي، المعروف بابن الضبيع. روى عن: أبي الحسين بن أبي يعلى، وأبي البركات الأنماطي. وتوفي في صفر. روى عنه: الدبيثي. وأجاز لابن أبي الخير. 4 (حرف الياء) يحيى بن علي بن يحيى بن محمد بن بذال.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 274 أبو منصور بن النفيس الحريمي. حدث عن: القاضي أبي بكر، وأبي منصور القزاز. وكان رجلاً صالحاً. وهو أخو أحمد والمبارك. روى عنه: الدبيثي، وابن خليل. وتوفي في ربيع الأول. 4 (يحيى بن أبي القاسم المبارك بن علي بن هرثمة.) أبو الفتح البغدادي، الكرخي، العدل، البيع. سمع من: سعيد بن النبا، وأبي الوقت، وجماعة. وهو من كرخ بغداد. ولهم كرخ باجدا، وكرخ جُدّان، وكرخ سامرّا، وقيل إن هذه الثلاثة كرخ واحد، وكرخ البصرة قرية، وكرخ عبرتا، وكرخ الرقة، وكرخ خوزستان، وكرخ ميسان.) ذكرهم زكي الدين عبد العظيم. وفيها كان مولد: القاضي محيي الدين يحيى بان قاضي القضاة محيي الدين محمد بن علي بن الزكي. والعدل علي بن أبي طالب الموسوي، ويعقوب بن نصر الله ابن سني الدولة، والكمال إبراهيم بن أحمد بن فارس التميمي المعري، والجمال محمد بن شبل النشابي، مصري.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 275 4 (وفيات سنة سبع وتسعين وخمسمائة.)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن صالح بن طاهر.) أبو العباس المضري، البغدادي، الأزجي، الوكيل. ولد سنة عشرين وخمسمائة. وسمع من: أبي عبد الله السلال، ومحمد بن أحمد بن صرما، وعبد الباقي بن أحمد النرسي، وعلي بن الصباغ. وأضر في آخر عمره. روى عنه: الدبيثي، وابن خليل، وغيرهما. وهو مستفاد مع أحمد بن صالح المصري شيخ البخاري. توفي فر رابع عشر المحرم. وروى عنه ابن النجار، وقال: طلب الحديث بنفسه، وقرأ على المشايخ، كتب بخطه. وكان صدوقاً. أنا الشريف أحمد بن صالح، قال: أنا أحمد بن محمد بن أبي عثمان الدقاق، أنا هناد النسفي. 4 (أحمد بن علي بن سعيد.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 276 أبو العباس الخوزي، الصوفي، نزيل واسط. شيخ معمر، وُلد سنة خمسمائة. وقال مرةً: سنة تسعٍ وتسعين وأربعمائة. سمع من: أبي علي الحسن بن إبراهيم الفارقي، وقاضي المرستان أبي بكر، وعبد الوهاب) الأنماطي، وجماعة. وكان شيخاً صالحاً. روى عنه: الدبيثي. وتوفي بواسط في جمادى الآخرة، ولو سمع على مقتضى سنة لكان سند أهل العصر، وهو من خوزستان ويقال بها بلاد الخوز، وهي بين فارس والبصرة. 4 (أحمد بن محمد بن منكير.) الحربي، الخباز. روى عن: عبد الله بن أحمد بن يوسف، إسماعيل بن السمرقندي. ومنكير بفتح أوله. سمع منه: أحمد بن سلمان السكر. وحدَّث عنه: الحافظ الضياء، وغيره. وأخر من روى عنه بالإجازة: الفخر علي. توفي في جمادى الآخرة. 4 (أحمد بن أبي عيسى محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن) عبد الله بن محمد بن النعمان بن عبد السلام.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 277 القاضي العدل أبو المكارم التيمي الإصبهاني الشروطي اللبان، مسند إصبهان. ولد في صفر سنة سبع وخمسمائة. وهو من تيم الله بن ثعلبة. وقال مرة: ولدتُ سنة ست. وقال الضياء الحافظ: رأيته في موضع سنة أربع وخمسمائة. قلت: ونقلت نسبة من خطه. وكان مكثراً عن أبي علي الحداد، هو آخر من سمع منه، كما أن الصيدلاني آخر من حضر عليه. وتفرد أيضاً بإجازة عبد الغفار الشيرويي. روى عنه: أبو الفتح محمد، وأبو موسى عبد الله ابنا الحافظ عبد الغني، وإسماعيل بن ظفر، ويوسف بن خليل، وأبو شيد الغزال، وطائفة. وبالإجازة: ابن أبي اليسر، وأحمد بن أبي الخير، والفخر علي بن البخاري، وآخرون. توفي في السابع والعشرين من ذي الحجة بإصبهان بعد الكراني.) 4 (أحمد بن أبي القاسم هبة الله بن علي بن محمد بن عبد القادر بن محمد.) أبو الرضا الهاشمي، البغدادي، المعروف بابن المكشوط.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 278 قال الدبيثي: لم يحدث ولا ظهر سماعه إلا بعد موته، سمع: أبا غالب بن البنا. وأجاز لي. قلت: بل سمع منه ابن خليل، وحدَّث عنه. وتوفي في صفر. قال ابن النجار: كان فقيهاً مجاوراً، مقره بجامع ابن المطلب. سمع كتاب الزهد لابن المبارك من ابن النبا، وحدث به. سمعه منه جماعة. كتبتُ عنه، وكان صدوقاً ساكناً. قال: وتوفي في المحرم. 4 (إبراهيم بن محمد بن إبراهيم.) أبو إسحاق، ناظر نهر الملك ببغداد. كان ديناً متزهداً، يلبس القطن ويعدل، ويحسن السيرة. أمر الخليفة بصلبه فصلب وحزن عليه الناس، وكان شيخاً مهيباً جليلاً، وحضر واقعة عبد الرشيد المذكور في سنة ست وثمانين. 4 (إبراهيم بن شمس الدين محمد بن عبد الملك.) الأمير عز الدين ابن المقدم الذي قتل أبوه بعرفات. من كبار الأمراء. وهو صاحب قلعة بارين، ومنبج، وغير ذلك. وكان شجاعاً عاقلاً. توفي بدمشق، ودفن بتربته بباب الفراديس.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 279 4 (إبراهيم بن مزييل بن نصر.) الفقيه أبو إسحاق المخزومي، الشافعي، المصري، الضرير. سمع من: أبي عمرو عثمان بن إسماعيل الشارعي. وأجاز له عبد الله بن محمد بن فتحون رواية كتاب الموطأ. وقد سمع منه: الشيخ إسماعيل بن قاسم الزيات، ومات قبله بعشرين سنة. وقد درس بالمدرسة المعروفة به بمصر مدة. وتفقه عليه جماعة.) وعاش ثمانين سنة وشهرين، وتوفي يوم عرفة، رحمه الله تعالى. 4 (إقبال بن عبد الله.) أبو الخير. صال مجاور بمكة. حدَّث عن: أبي الوقت. وتوفي في رمضان. 4 (حرف التاء)
4 (تمام بنت الحسين بن قنان.) الأنبارية الواعظة، ويُقال لها بدر التمام. حدَّثت عن: هبة الله بن الطبر الحريري. وأجازت للفخر علي بن البخاري، وغيره. وسمع منها: الحافظ الضياء، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 280 توفيت في ذي الحجة. 4 (تميم بن أبي بكر أحمد بن أحمد بن كرم بن غالب.) أبو القاسم البندنيجي، ثم البغدادي الأزجي، المفيد. ولد سنة خمس وأربعين وخمسمائة. وسمع الكثير من: أبي بكر بن الزاغوني، وأبي الوقت السجزي، وأبي محمد بن المادح، وهبة الله بن الشلبي، والشيخ عبد القادر، وابن البطر، وخلق كثير. وكتب بخطه الكثير لنفسه وللناس. وأفاد أهل بغداد والغرباء. وكان ذا عناية بأسماء الشيوخ وبمسموعاتهم ووفياتهم. وله فيهم فهم حسن. روى عنه: الدبيثي، والتقي اليلداني، وجماعة. وتوفي في ثلاث جمادى الآخرة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 281 4 (حرف الجيم)
4 (جعفر بن القاضي السعيد أبي الحسن علي بن عثمان.) القاضي الأمجد، أبو الفضائل القرشي، المخزومي، المصري، الشافعي.) ولد سنة اثنتين وخمسين. وسمع من: محمد بن عبد الرحمن المسعودي، والبوصيري. وأجاز له خطيب الموصل أبو الفضل، وجماعة. وتوفي في رمضان، وهو من بيت رئاسة وتقدم رحمه الله تعالى. 4 (حرف الحاء)
4 (الحسن بن علي.) أبو علي البغدادي، المقرئ، الضرير. قرأ بالروايات الكثيرة على أبي الحسن علي بن عساكر البطائحي. وأقرأ الناس، وكان طيب الصوت. 4 (الحسن المنعوت بالظهير الفارسي.) الفقيه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 282 توفي بمصر كهلاً، رحمه الله. 4 (حرف الخاء)
4 (خطاب بن منصور.) أبو عبد الله البغدادي الدحروج. روى عن: أبي الوقت، وغيره. 4 (خديجة بنت الحافظ معمر بن الفاخر.) الإصبهانية. ورخها الضياء. 4 (الخليل بن عبد الغفار بن يوسف.) السهروردي، ثم البغدادي، الصوفي. ولد سنة ثمان وعشرين وخمسمائة. وصحب الشيخ أبا النجيب. وسمع من: ابن البطي، وغيره. وحدث بأناشيد.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 283 4 (حرف الزاي)
4 (زينب بنت أبي الطاهر إسماعيل بن مكي بن عوف، الزهري، المالكي، الإسكندري.) أم محمد. ولدت سنة ثمان وعشرين. وأجاز لها: الحسين بن عبد الملك الخلال، وعبد الجبار بن محمد الحواري، وسعيد بن أبي الرجاء ا لصيرفي، وطائفة. وحدثت. 4 (حرف السين)
4 (سعيد بن أبي أسعد بن أحمد بن محمد.) أبو منصور البلدي الحطابي، الكاتب. توفي شاباً. وكان لديه فضيلة. سقمان الأمير قطب الدين أبو سعيد بن محمد، صاحب آمد. سقط من جوسق له فمات في هذه السنة. 4 (حرف الصاد)
4 (صدقة ابن الوزير أبي الرضا محمد بن أحمد بن صدقة.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 284 ظهير الدين أبو الفتح. ولي نيابة الوزرة ببغداد. وكان صدراً معظماً. وأبوه الوزير جلال الدين قد وزر للراشد بالله. توفي الظهير في حادي عشر رجب. 4 (حرف الظاء)
4 (ظافر بن الحسين.) أبو المنصور الأزدي الإسكندراني، ثم المصري، الفقيه المالكي. تفقه بالثغر على العلامة أبي طالب صالح بن إسماعيل ابن بنت معافى.) وتولى بمصر تدريس المدرسة المجاورة لجامع مصر العتيق مدة طويلة. وتخرج به جماعة من الشافعية والمالكية. وانتفع به خلق كثير. وكان يشغل أكثر النهار. وكان من كبار العلماء في عصره، رحمه الله. توفي بمصر حادي عشر جمادى الآخرة. 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن الوزير الكبير أبي الفرج محمد بن عبد الله بن هبة الله بن المظفر ابن رئيس) الرؤساء أبي القاسم علي ابن المسلمة. أبو الحسن.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 285 سمع من: يحيى بن ثابت البقال. وناب عن والده في الوزارة. ولم يخدم بعد أبيه في شيء. ولزم طريقه التصوف. ومات وله دون أربعين سنة أو أكثر. عبد الله بن محمد بن عيسى. الإمام أبو محمد التادلي الفاسي. ولد سنة إحدى عشرة وخمسمائة. وروى بالإجازة عن: أبي محمد بن عتاب، وأبي بحر بن العاص. وسمع من: القاضي عياض. وكان فقيهاً أديباً، متفنناً، شاعراً. بطلاً شجاعاً، من علماء فاس. روى عنه: أبو عبد الله الخضرمي، وأبو محمد بن حوط، وأبو الربيع بن سالم، وعدة. وكان أن ينفرد عن ابن عتاب. قال ابن فرتون: اختل ذهنه من الكبر. 4 (عبد الله بن أبي بكر المبارك بن هبة الله.) أبو محمد ابن الطويلة الدارقزي. سمع: ابن الحصين، وأبا القاسم بن الطبر، وأبا المواهب بن ملوك، والقاضي أبا بكر، وجماعة. والطويلة لقب لجده هبة الله بن محمد. روى عنه: الدبيثي، وابن خليل، والضياء، واليلداني، وابن عبد الدائم، والنجيب عبد اللطيف،) وغيرهم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 286 وآخر من روى عنه بالإجازة الفخر بن البخاري. توفي في تاسع رمضان. ويعرف بابن الآخرس أيضاً. 4 (عبد الجبار بن أبي الفضل بن الفرج بن حمزة.) الأزجي، الحصري، المقرئ، الرجل الصالح. قرأ القراءات على أبي الكرم الشهرزوري. وسمع من: أبي الوقت، وابن ناصر، وأبي بكر الزاغوني، وجماعة. وأقرا القرآن مدة ببغداد، والموصل. وتوفي في سابع محرم شهيداً، سقط عليه جزف بقرب تكريت وعجزوا عن كشفه فكان قبره رحمه الله. 4 (عبد الحميد بن عبد الله بن أسامة بن أحمد.) أبو علي الهاشمي، العلوي، الحسيني الزيدي، الشريف النقيب. عاش خمساً وسبعين سنة. وكان إماماً في الأنساب. واشتغل على ابن الخشاب النحوي. وولي أبوه وجده النقابة. 4 (عبد الرحمن ابن قاضي القضاة عبد الواحد بن أحمد.) الثقفي، الكوفي، القاضي أبو محمد. قاضي نهر عيسى. روى عن: أبي الوقت، وغيره.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 287 وتوفي في المحرم. 4 (عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن عبيد الله بن عبد الله بن حمادى بن أحمد بن) محمد بن جعفر بن عبد الله بن القاسم بن النصر بن القاسم بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق عبد الله بن أبي قحافة. الحافظ العلامة جمال الدين أبو الفرج ابن الجوزي، القرشي، التيمي البكري، البغدادي، الحنبلي، الواعظ، صاحب التصانيف المشهورة في أنواع
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 288 العلوم من التفسير، والحديث، والفقه، والوعظ، الزهد، والتاريخ، والطب، وغير ذلك.) ولد تقريباً سنة ثمانٍ أو سنة عشر وخمسمائة، وعرف جدهم بالجوزي لجوزة في وسط داره بواسط، ولم يكن بواسط جوزة سواها. وأول سماعه سنة ست عشرة وخمسمائة. وسمع بعد ذلك في سنة عشرين وخمسمائة وبعدها. فسمع من: ابن الحصين، وعلي بن عبد الواحد الدينوري، والحسين بن محمد البارع، وأبي السعادات أحمد بن أحمد المتوكلي، وأبي سعد إسماعيل بن أبي صالح المؤذن، وأبي الحسن علي بن الزاغوني الفقيه، وأبي غالب بن البنا، وأخيه يحيى، وأبي بكر محمد بن الحسين المزرقي، وهبة الله بن الطبر، وقاضي المرستان، وأبي غالب محمد بن الحسن الماوردي وخطيب إصبهان أبي القاسم عبد الله بن محمد الراوي عن ابن شمة، وأبي السعود أحمد بن المجلي، وأبي منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز، وعلي بن أحمد بن الموحد، وأبي القاسم بن السمرقندي، وابن ناصر، وأبي الوقت. وخرج لنفسه مشيخةً عن سبعةٍ وثمانين نفساً. وكتب بخطه ما لا يوصف. ووعظ وهو صغير جداً. قرأ الوعظ على الشريف أبي القاسم علي بن يعلى بن عوض العلوي الهروي، وأبي الحسن بن الزاغوني. وتفقه على أبي بكر أحمد بن محمد الدينوري. وتخرج في الحديث بابن ناصر. وقرأ الأدب على أبي منصور موهوب ابن الجواليقي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 289 روى عنه: ابنه محيي الدين يوسف، وسبطه شمس الدين يوسف الواعظ، والحافظ عبد الغني، والشيخ الموفق، والبهاء عبد الرحمن، والضياء محمد، وابن خليل، الدبيثي، وابن النجار، واليلداني، والزين بن عبد الدائم، والنجيب عبد اللطيف، وخلق سواهم. وبالإجازة: الشيخ شمس الدين عبد الرحمن، وأحمد بن أبي الخير، والعزّ عبد العزيز بن الصيقل، وقطب الدين أحمد بن عبد السلام العصروني، وتقي الدين إسماعيل بن أبي اليسر، والخضر بن عبد الله بن حمويه، والفخر علي بن البخاري. وكان الذي حرص على تسميعه وأفاده الحافظ ابن ناصر. وقرأ القرآن على أبي محمد سبط الخياط.) وكان فريد عصره في الوعظ. وهو آخر من حدث عن الدينوري والمتوكلي. ومن تصانيفه: كتاب المغني في علم القرآن، وكتاب زاد المسير في علم التفسير، وتذكرة الأريب في شرح الغريب، نزهة النواظر في الوجوه والنظائر، مجلد، كتاب عيون علوم القرآن، فنون الأفنان، مجلد، كتاب الناسخ والمنسوخ، كتاب منهاج الوصول إلى علم الأصول، كتاب نفي التشبيه، كتاب جامع المسانيد، في سبع مجلدات، كتاب الحدائق، مجلدان، كتاب نفي النقل، كتاب المجتبى، كتاب النزهة، كتاب عيون
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 290 الحكايات، مجلدان كتاب التحقيق في أحاديث التعليق، مجلدان، كتاب كشف مشكل الصحيحين، أربع مجلدات كتاب الموضوعات، الأحاديث الرائقة، كتاب الضعفاء، كتاب تلقيح فهوم أهل الأثر في عيون التواريخ والسير، كتاب المنتظم في أخبار الملوك والأمم، كتاب شذور العقود في تاريخ العهود، كتاب مناقب بغداد، كتاب المذهب في المذهب، كتاب الانتصار في مسائل الخلاف، كتاب الدلائل في مشهور المسائل، مجلدان، كتاب اليواقيت في الخطب الوعظية، كتاب المنتخب، كتاب نسيم السحر، كتاب لباب زين القصص، كتاب المدهش، كتاب صفة الصفوة، كتاب مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن، كتاب المقعد المقيم، كتاب تبصرة المبتدئ كتاب تحفة الواعظ كتاب ذم الهوى كتاب تلبيس إبليس، مجلدان، كتاب صيد الخاطر، ثلاث مجلدات، كتاب الأذكياء، كتاب الحمقى والمغفلين، كتاب المنافع في الطب، كتاب الشيب والخضاب، كتاب روضة الناقل، كتاب تقويم اللسان، كتاب منهاج الإصابة في محبة الصحابة، كتاب صبا نجد، كتاب المزعج، كتاب الملهب، كتاب المطرب، كتاب منتهى المشتهى، كتاب فنون الألباب، كتاب الظرفاء والمتحابين، كتاب تقريب الطريق الأبعد في فضل مقبرة أحمد، كتاب النور في فضائل الأيام والشهور، كتاب العلل المتناهية في الأحاديث الواهية، مجلدان، كتاب أسباب البداية لأرباب الهداية، مجلدان، كتاب سلوة الأحزان، كتاب ياقوتة المواعظ، كتاب منهاج القاصدين، مجلدان، كتاب اللطائف، كتاب واسطات العقود، كتاب الخواتيم، كتاب المجالس اليوسفية، كتاب المحادثة، كتاب إيقاظ الوسنان، كتاب نسيم الرياض، كتاب الثبات عن الممات، كتاب الوفا بفضائل المصطفى، كتاب مناقب أبي بكر، كتاب المعاد، كتاب مناقب عمر، كتاب مناقب عمر بن عبد العزيز، كتاب مناقب سعيد بن المسيب، كتاب مناقب الحسن البصري، كتاب مناقب إبراهيم بن أدهم، كتاب مناقب الفضيل، كتاب
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 291 مناقب) أحمد، كتاب مناقب الشافعي، كتاب مناقب معروفة، كتاب مناقب الثوري، كتاب مناقب بشر، كتاب مناقب رابعة، كتاب العزلة، كتاب الموافق، كتاب الرياضة، كتاب النصر على مصر، كتاب كان وكان في الوعظ، كتاب خطب اللآليء في الحروف، كتاب الناسخ والمنسوخ في الحديث كتاب مواسم العمر، وتصانيف أخر لا يحضرني ذكرها. وجعفر في أجداده هو الجوزي، منسوب إلى فرضة من فرض البصرة يقال لها جوزة. وفرضة النهر ثلمته، وفرضة البحر محط السفن. وتوفي والد أبي الفرج أبو الحسن وله ثلاث سنين، وكانت له عمة صالحة. وكان أهله تجاراً في النحاس ولهذا كتب في بعض السماعات اسمه عبد الرحمن الصفار، فلما ترعرع حملته عمته إلى ابن ناصر فاعتنى به. وقد رزق القبول في الوعظ، وحضر مجلسه الخلفاء، والوزراء والكبار، وأقل ما كان يحضر مجلس ألوف. وقيل إنه حضر مجلسه في بعض الأوقات مائة ألف. وهذا لا أعتقده أنا، على أنه قد قال: هو ذلك. وقال غير مرة إن مجلسه حزر بمائة ألف. قال سبطه شمس الدين أبو المظفر: سمعته يقول على المنبر في آخر عمره: كتبت بإصبعي، هاتين ألفي مجلدة، وتاب على يدي مائة ألف، وأسلم على يدي عشرة ألف يهودي ونصراني. قال: وكان يجلس بجامع القصر، والرصافة، والمنصور، وباب بدر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 292 وتربة أم الخليفة. وكان يختم القرآن في كل أسبوع ولا يخرج من بيته إلا إلى الجمعة أو المجلس. ثم قال: وذكر ما وقع إلي من أسامي مصنفاته كتاب المغني أحد وثمانون جزءاً بخطه، إلا إنه لم يبيضه ولم يشتهر، كتاب زاد المسير، أربع مجلدات، فذكر عامة ما ذكرناه، زاد عليه أيضاً أشياء منها: كتاب درة الإكليل في التاريخ، أربع مجلدات، كتاب الفاخر في أيام الإمام الناصر، مجلد، كتاب المصباح المضيء بفضائل المستضيء، مجلد كتاب الفجر النوري، كتاب المجلد الصلاحي، مجلد، كتاب شذور العقود، مجلد. قال: ومن علم العربية: فضائل العرب، مجلد كتاب الأمثال، مجلد كتاب تقويم اللسان، جزءان، كتاب لغة الفقه، جزءان، كتاب ملح الأحاديث، جزءان.) قال: وكتاب المنفعة في المذاهب الأربعة، مجلدان، كتاب منهاج القاصدين، مجلدان، كتاب إحكام الإشعار بأحكام الأشعار، ومجلدان، كتاب المختار من الأشعار عشر مجلدات كتاب التبصرة في الوعظ ثلاث مجلدات كتاب المنتخب في الوعظ، مجلدان، كتاب رؤوس القوارير، مجلدان. إلى أن قال: فمجموع تصانيفه مائتان ونيف وخمسون كتاباً. ومن كلامه في مجالس وعظه: عقاربُ المنايا تلسع، وخدران جسم الأمل يمنع الإحساس، وماء الحياة في إناء العمر يرشح بالأنفاس. وقال لبعض الولاة: أذكر عند القدرة عدل الله فيك، وعند العقوبة، قدرة الله عليك. وإياك أن تشفي بسقم يدنك. وقال لصاحب: أنت في أوسع العذر من التأخير عني لثقتي بك، وفي أضيقه من شوق إليك. وقال له قائل: ما نمت البارحة من شوقي إلى المجلس.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 293 قال: لأنك تريد أن تتفرج، وإنما ينبغي أن لا تنام الليلة لأجل ما سمعت. وقال لا تسمع ممن يقول الجوهر والعرض، والاسم والمسمى، والتلاوة والمتْلوّ، لأنه شيء لا تحيط به أوهام العوام، بل قل: آمنت بما جاء من عند الله، وبما صحَّ عن رسول الله. وقام إليه رجل فقال: يا سيّدي نشتهي منك تتكلم بكلمة ننقلها عنك، أيّما أفضل: أبو بكر أو عليّ فقال له: اقعد. فقعد ثم قام وأعاد قوله، فأجلسه، ثم قام فقال له: اجلس فأنت أفضل من كل أحد. وسأله آخر، وكان التشيّع تلك المدة ظاهراً: أيّما أفضل، أبو بكر أو عليّ فقال: أفضلهما من كانت ابنته تحته. ورمى بالكلمة في أودية الاحتمال، ورضي كلٌ من الشيعة والسنة بهذا الجواب المدهش. وقرأ بين يديه قارئان فأطربا الجمع، فأنشد: (ألا يا حماميَ بطن نُعمان هجتما .......... عليَّ الهوى لما ترنّتما ليا)
(ألا أيها القُمريّتان تجاوبا .......... بلَحْنَيْكما ثم اسجعا لي علانيا) وقال له قائل: أيّما أفضل أسبّح أو أستغفر قال: الثوب الوسخ أحوج إلى الصابون من البخور.) وقال في قوله عليه السّلام: أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين: إنما أعمار القدماء لطول البادية، فلمّا شارف الركب بلد الإقامة قيل حثّوا المطي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 294 وقال من قنع طاب عيشه، ومن طمع طال طيشه. قال: ووعظ الخليفة فقال: يا أمير المؤمنين، إن تكلمتُ، خفت منك، وإن سكتُّ، خفت عليك. فأنا أقدّم خوفي عليك على خوفي منك. إنّ قول القائل اتّق الله، خيرٌ من قول القائل أنتم أهل البيت مغفور لكم. وقال يوماً: أهل البدع يقولون ما في السماء أحد، ولا في المصحف قرآن، ولا في القبر نبي، ثلاث عورات لكم. وقال في قوله أليس لي مُلْك مصر: يفتخر فرعون بنهرٍ، ما أجراه ما أجراه. وقال وقد طرب الجمع: فهمتم فهمتم. قال: وقد ذكر العماد الكاتب جدي في الخرديدة، وأنشد له هذه الأبيات: (يود حسودي أن يرى لي زلة .......... إذا ما رأى الزلات جاءت أكاذيبُ)
(أردُّ على خصمي وليس بقادرٍ .......... على ردّ قولي، فهو موتٌ وتعذيبُ)
(ترى أوجه الحُساد صُفراً لرؤيتي .......... فإن فهت عادت وهي سودٌ غرابيبُ) قال: وقال أيضاً: (يا صاحبي إن كنت لي أو معي .......... فعج إلى وادي الحمى نرتع)
(وسل عن الوادي وسكانه .......... وأنشد فؤادي في ربا العلع)
(جيء كثيب الرمل رمل الحمى .......... وقف وسلم لي على المجمع)
(واسمع حديثاً قد روته الصبا .......... تسنده عن بابه الأجرعِ)
(وابك فما في العين من فضله .......... ونب فدتك النفس عن مدمعي)
(وانزل على الشيخ بواديهم .......... واشمم عشيب البلد البلقع)
(رفقاً بنضو قد بداه الأسى .......... يا عاذلي لو كان قلبي معي)
(لهفي على طيب ليالٍ خلت .......... عودي تعودي مدنفاً قد نعي)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 295 (إذا تذكرتُ زماناً مضى .......... فويح أجفاني من أدمعي.) وقد نالته محنةٌ في أواخر عمره، وذلك أنهم وشوا إلى الخليفة الناصر به بأمر اختلف في) حقيقته، وذلك في الصيف، فبينا هو جالس في داره في السرداب يكتب، جاءه من أسمعه غليظ الكلام وشتمه، وختم على كتبه وداره، وشتت عياله. فلما كان في أول الليل حملوه في سفينةٍ، وأحدروه إلى واسط، فأقام خمسة أيام ما أكل طعاماً، وهو يومئذ ابن ثمانين سنة، فلما وصل إلى واسط أنزل في دار وحبس بها، وحصل عليها بواب، فكان يخدم نفسه ويغسل ثوبه ويطبخ، ويستقي الماء من البئر، فبقي كذلك خمس سنين، ولم يدخل فيها حماماً. وكان من جملة أسباب القضية أن الوزير ابن يونس قبض عليه، فتتبع ابن القصاب أصحاب ابن يونس. وكان الركن عبد السلام بن عبد الوهاب بن عبد القادر الجيلي المتهم بسوء العقيدة واصلاً عند ابن القصاب، فقال له: أين أنت عن ابن الجوزي، فهو من أكبر أصحاب ابن يونس، وأعطاه مدرسة جدي وأحرقت كتبي بمشورته، وهو ناصبي من أولاد أبي بكر. وكان ابن القصاب شيعياً خبيثاً، فكتب إلى الخليفة، وساعده جماعة، ولبسوا على الخليفة، فأمر بتسليمه إلى الركن عبد السلام، فجاء إلى باب الأزج إلى دار ابن الجوزي، ودخل وأسمعه غليظ المقال كما ذكرنا. وأنزل في سفينة، ونزل معه الركن لا غير، على ابن الجوزي غلالة بلا سراويل، وعلى رأسه تخفيفة، فأحدر إلى واسط، وكان ناظرها العميد أحمد الشيعة، فقال له الركن: حرسك الله، مكني من عدوي لأرميه في المطمورة. فعزّ على العميد وزبره وقال: يا زنديق أرميه بقولك هات خط الخليفة. والله لو كان من أهل مذهبي لبذلتُ روحي ومالي في خدمته. فعاد الركن إلى بغداد. وكان بين ابن يونس الوزير وبين أولاد الشيخ
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 296 عبد القادر عداوة قديمة، فلما ولي الوزارة، ثم أستاذية الدار بدد شملهم، وبعث ببعضهم إلى مطامير واسط فماتوا بها، وأهين الركن بإحراق كتبه النجومية. وكان السبب في خلاص ابن الجوزي أن ابنه محيي الدين يوسف ترعرع وقرأ الوعظ، وطلع صبياً ذكياً، فوعظ، وتكلمت أم الخليفة في خلاص ابن الجوزي فأطلق، وعاد إلى بغداد. وكان يقول: قرأت بواسط مدة مقامي بها كل يوم ختمة، ما قرأت فيها سورة يوسف من خزني على ولدي يوسف وشوقي إليه. وكان يكتب إلى بغداد أشعاراً كثيرة.) وذكره شيخنا ابن البزوري، فأطنب في وصفه، وقال: فأصبح في مذهبه إماماً يشار إليه، ويعقد الخنصر في وقته عليه، ودرس بمدرسة ابن الشمحل، ودرس بالمدرسة المنسوبة إلى الجهة بنفشا المستضيئة، ودرس بمدرسة الشيخ عبد القادر. وبنى لنفسه مدرسة بدرب دينار، ووقف عليها كتبه. برع في العلوم، وتفرد بالمنثور والمنظوم، وفاق على أدباء مصره، وعلا على فضلاء دهره. له التصانيف العديدة. سئل عن عددها فقال: زيادة على ثلاثمائة وأربعين مصنفاً، منها ما هو عشرون مجلداً ومنها ما هو كراس واحد. ولم يترك فناً من الفنون إلا وله فيه مصنف. كان أوحد زمانه، وما أظن الزمان يسمح بمثله. ومن مؤلفاته كتاب المنتظم، وكتاباً ذيلٌ عليه. قال: وكان إذا وعظ اختلس القولب، وشققت النفوسُ دون الجيوب. إلى أن قال: توفي ليلة الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من رمضان، وصلى عليه خلق العظيم الخارج عن الحد. وشيعوه إلى مقبرة باب حرب. وكان يوماً شديد الحر، فأفطر من حره جمع كثير. وأوصى أن يكتب على قبره:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 297 (يا كثير الصفح عمن .......... كثر الذنبُ لديه)
(جاءك المذنب يرجو ال .......... عفو عن جزم يديه)
(أنا ضيفٌ وجزاءُ الض .......... يف إحسان إليه.) وقال سبطه أبو المظفر: جلس رحمه الله يوم السبت سابع رمضان تحت تربة أم الخليفة المجاورة لمعروف الكرخي، وكنت حاضراً، وانشد أبياتاً قطع عليها المجلس، وهي: (الله أسالُ أن يطول مدتي .......... وأنال بالأنعام ما في نيتي)
(لي همةٌ في العلم ما من مثلها .......... وهي التي جنت النحول هي التي)
(كم كان لي من مجلسٍ لو شبهت .......... حالاته لتشبهت بالجنة.) في أبياه. ونزل، فمرض خمسة أيام، وتوفي ليلة الجمعة بني العشاءين في الثالث عشر من رمضان في داره بقطفتا.) وحدثتني والدتي أنها سمعته يقول قبل: أيش أعمل بطواويس، يردّدها، قد جبتم لي هذه الطواويس. وحضر غسله شيخنا ضياء الدين ابن سكينة، ضياء الدين ابن الخبير وقت السحر، واجتمع أهل بغداد، وغلقت الأسواق، وشددنا التابوت بالحبال، وسلمناه إلى الناس، فذهبوا به إلى تحت التربة، مكان جلوسه، فصلى عليه ابنه علي اتفاقاً، لأن الأعيان لم يقدروا على الوصول إليه، ثم صلوا عليه بجامع المنصور، وكان يوماً مشهوداً، لم يصل إلى حفرته بمقبرة
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 298 أحمد بن حنبل إلى وقت صلاة الجمعة، وكان في تموز، فأفطر خلقٌ، ورموا نفوسهم في الماء. قال: وما وصل إلى حفرته من الكفن إلا قليل. قلت: وهذا من مجازفة أبي المظفر. قال: ونزل في حفرته والمؤذن يقول: الله أكبر. وحزن الناس وبكوا عليه بكاء كثيراً وباتوا عند قبره طول شهر رمضان يختمون الختمات بالقناديل واشمع. ورآه في تلك الليلة المحدّث أحمد بن سلمان الحربي الملقب بالسكر على منبر من ياقوت مرضع بالجوهر، والملائكة جلوسٌ بين يديه والحق تعالى حاضرٌ، يسمع كلامه. وأصبحنا علمنا عزاءهُ، وتكلمت يومئذ، وحضر خلق عظيم. وقام عبد القادر العلوي وأنشد هذه القصيدة: (الدهر عن طمع يُغر ويخدع .......... وزخارف الدنيا الدنية تطمعُ)
(وأعنة الآمال يُطلقها الرجا .......... طمعاً وأسيافُ المنية تقطعُ)
(والموت آتٍ والحياة شهية .......... والناس بعضهم لبعض يتبعُ)
(وأعلم بأنك عن قليلٍ صائرٌ .......... خبراً فكن خبراً بخير يسمعُ)
(لعلا أبي الفرج الذي بعد التقى .......... والعلم يوم حواه هذا المضجع)
(خبر عليه اشرع أصبح والهاً .......... ذا مقلةٍ جرى عليه تدمعُ)
(من للفتاوي المشكلات وحلها .......... من ذا لخرق الشرع يوماً يرقعُ)
(من للمنابر أن يقوم خطيبها .......... لرد مسألة يقول فيسمعُ)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 299 (من للجدال إذا الشفاهُ تقلصت .......... وتأخر القرم الهزبر المصقع)
(من للدياجي قائماً ديجورها .......... يتلو الكتاب بمقلةٍ لا تهجعُ) ) (أجمال دين محمد مات التقي .......... والعلمُ بعدك واستجم المجمع)
(يا قبره جادتك كل غمامة .......... هطالةٍ بركابه لا تقلع)
(فيك الصلاة مع الصلات فته به .......... وانظر به بارئك ماذا يصنع)
(يا أحمداً خذ أحمد الثاني الذي .......... ما زال عنك مدافعاً لا يرجع)
(أقسمت لو كشف الغطاء لرأيتمُ .......... وفد الملائك حوله يتسرعوا)
(ومحمد يبكي عليه وآله .......... خيرُ البرية البطين الأنزعُ) في أبيات. ومن العجائب أنا كنا يومئذ بعد انقضاء العزاء عند القبر، وإذا بخالي محيي الدين يوسف قد صعد من الشط، وخلفه تابوت، فقلنا: ترى من مات في الدار وإذا بها خاتون والدة محيي الدين، وعهدي بها ليلة الجمعة في عافية، وهي قائمة، فكان بين موتهما يوم وليلة. وعد الناس ذلك من كراماته، لأنه كان مغرى بحبها. وخلف من الوليد علياً، هو الذي أخذ مصنفات والده وباعها بيع العبيد، ومن يزيد. ولما أحدر والده إلى واسط تحيل على كتبه بالليل، وأخذ منها ما أراد، وباعها ولا بثمن المداد. وكان أبوه قد هجره منذ سنين، فلما امتحن صار إلباً عليه. مات أبوه ولم يشهد موته. وخلف محيي الدين يوسف، وكان قد ولد سنة ثمانين وخمسمائة، وسمع الكثير، وتفقه، وناظر، ووعظ تحت ترب والدة الخليفة، وقامت بأمره
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 300 أحسن قيام. وولي حسبة بغداد سنة أربع وستمائة. ثم ترسل عن الخلفاء، وتقلبت به ا لأحوال حتى بلغ أشرف مآل إلى سنة أربعين وستمائة. ثم ولي أستاذ دارية الخلافة. وكان لجدي ولد اسمه عبد العزيز، وهو أبكر أولاده. سمع معه من ابن ناصر، وأبي الوقت، والأرموي، وسافر إلى الموصل، فوعظ بها سنة بضعٍ خمسين، وحصل له القبول التام، ومات بها شاباً. وكان له بنات منهن أمي رابعة، وشرف النساء، وزينب، وجوهرة، وست العلماء الكبرى، وست العلماء الصغرى. قلت: ومع تبحر ابن الجوزي في العلوم، وكثر اطلاعه، وسعة دائرته، ولم يكن مبرزاً في علم من العلوم، وذلك شأن كل من فرق نفسه في بحور العلم. ومع أنه كان مبرزاً في التفسير،) والوعظ، والتاريخ، ومتوسطاً في المذهب، متوسطاً في الحديث، له اطلاع تام على متونه. وأما الكلام على صحيحه وسقيمه، فما له فيه ذوق المحدثين، ولا نقد الحُفاظ المبرّزين. فإنه كثير الاحتجاج الأحاديث الضعيفة، مع كونه كثير السياق لتلك الأحاديث في الموضوعات. والتحقيق أنه لا ينبغي الاحتجاج بها، ولا ذكرها في الموضوعات. وربما ذكر في الموضوعات أحاديث حساناً قوية. ونقلتُ من خط السيف أحمد بن المجد، قال: صنف ابن الجوزي كتاب الموضوعات، فأصاب في ذكره أحاديث شنيعة مخالفة للنقل والعقل. ومما لم يصب فيه إطلاق الوضع على أحاديث بكلام بعض الناس في أحد رواتها، كقوله: فلان ضعيف، أو ليس بالقوي، أو لين، وليس ذلك الحديث مما يشهد القلب ببطلانه، ولا فيه مخالفة ولا معارضة لكتاب ولا سنة لا إجماع، ولا حجة بأنه موضوع، سوى كلام ذلك الرجل في رواية، وهذا عدوان ومجازفة. وقد كان أحمد بن حنبل يقدم الحديث الضعيف على القياس.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 301 قال: فمن ذلك أنه أورد حديث محمد بن حِمْيَر السَّليحي، عن محمد بن زياد الألهانيّ، عن أبي أُمامة، في فضل قراءة آية الكُرسيّ في الصلوات الخمس، وهو: من قرأ الكُرسيّ دُبُرَ كلّ صلاةٍ مكتوبةٍ لم يمنعه من دخول الجنّة إلا الموت. وجعله في الموضوعات، لقول يعقوب بن سُفيان محمد بن حِمْير ليس بالقوي. ومحمد هذا قد روى البخاريّ في صحيحه، عن رجلٍ، عنه. وقد قال ابن مَعين إنه ثقة. وقال أحمد بن حنبل: ما عَلِمت إلاّ خيراً. قال السيف: وهو كثير الوهم جداّ فإنّ في مشيخته مع صِغَرها وَهْمٌ في مواضع. قال في الحديث التاسع وهو اهتزاز العرش: أخرجه البخاري، عن محمد بن المثنّى، عن الفضل بن هشام، عن الأعمش. قلت: والفضل إنما هو ابن مساور رواه عن أبي عَوَانَة، عن الأعمش، لا عن الأعمش نفسه. والحادي والعشرين، قال: أخرجه البخاري، عن ابن منير، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، وإنما يرويه ابن منير، عن أبي النّضر، عن عبد الرحمن. والسادس والعشرين فيه: أنا أبو العبّاس أحمد بن محمد بن الأثرم، وإنما هو محمد بن أحمد. والثاني والثلاثين، قال: أخرجه البخاري، عن الأُوَيْسيّ، عن إبراهيم بن سعْد، عن الزُّهريّ، وإنما هو ابن سعْد، عن صالح، عن الزُّهريّ.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 302 وفي التاسع والأربعين: ثنا قتيبة، نا خالد بن إسماعيل، وإنما هو حاتم بن إسماعيل. وفي الثاني والسبعين: أنا أبو الفتح محمد بن علي العشاري، وإنما هو أبو طالب محمد بن علي بن الفتح. وفي الرابع والثمانين: عن حميد بن هلال، عن عفان بن كاهل، وإنما هو هصان. وفي الحديث الثاني: أخرجه البخاري، عن أحمد بن أبي إياس، وإنما هو آدم. قال لنا شيخنا أبو عبد الله الحافظ: كتبتُ المشيخة من فرعٍ، فإذا فيها أحمد، فاستنكرته، فراجعتُ الأصل، فإذا هو أيضاً على الخطأ. وذكر وفيات بعض شيوخه وقد خولف كيحيى بن ثابت، وابن خضر، وابن المقرب، هذه عدة عيوب في كراريس قليلة. وسمعتُ أبا بكر محمد بن عبد الغني ابن نُقطة، يقول: قيل لأبي محمد بن الأخضر: ألا تجيب ابن الجوزي عن بعض أوهامه قال: إنما يتتبع على من قل غلطه، فأما هذا فأوهامه كثيرة، أو نحو هذا. قلت: وذلك لأنه كان كثير التاليف في كل فن فيصنف الشيء ويُلقيه، ويتكل على حفظه. قال السيف: وما رأيت أحداً يعتمد عليه في دينه وعلمه وعقله راضياً عنه. قال جدي رحمه الله: كان أبو المظفر بن حمدي أحد العدول والمشار إليهم ببغداد ينكر على ابن الجوزي كثيراً كلماتٍ يخالف فيها السنة. قال السيف: وعاتبه الشيخ أبو الفتح بن المني في بعض هذه الأشياء التي حكيناها عنه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 303 ولما بان تخليطه أخيراً رجع عنه أعيان أصحابنا الحنابلة، وأصحابه وأتباعه. سمعت أبا بكر ابن نقطة في غلاب ظني يقول: كان ابن الجوزي يقول: أخاف شخصين: أبا المظفر بن حمدي، وأبا القاسم بن الفراء، فإنهما كان لهما كلمة مسموعة. وكان الشيخ أبو إسحاق العلثي يكاتبه ويُنكر عليه. سمعت بعضهم ببغداد أنه جاءه منه كتاب يذمه فيه، ويعتب عليه ما يتكلم به في السنة. قتل: وكلامه في السنة مضطرب، تراه في وقت سنياً، وفي وقت متجهماً محرفاً للنصوص، والله يرحمه يغفر له. وقرأتُ بخط الحافظ ابن نقطة قال: حدثني أبو عبد الله محمد بن أحمد بن الحسن الحاكم بواسط) قال: لما انحدر الشيخ أبو الفرج بن الجوزي إلى واسط قرأ على أبي بكر بن الباقلاني بكتاب الأرشاد لأجل ابنه، وقرأ معه ابنه يوسف. وقال الموفق عبد اللطيف: كان ابن الجوزي لطيف الصورة، حلو الشمائل، رخيم النغمة، موزون الحركات والنغمات، لذيذ المفاكهة، يحضر مجلسه مائة ألف أو يزيدون، لا يضيع من زمانه شيئاً، يكتب في اليوم أربعة كراريس، ويرتفع له كل سنة من كتابته ما بين خمسين مجلداً إلى ستين. وله في كل علم مشاركة، لكنه في التفسير من الأعيان، وفي الحديث من الحافظ، وفي التاريخ من المتوسعين، ولديه فقه كافٍ. وأما السجع الوعظي فله فيه ملكة قوية، إن ارتجل أجاد، وإن روى أبدع. وله في الطب كتاب اللقط، مجلدان. وله تصانيف كثيرة. وكان يراعي حفظ صحته وتلطيف مزاجه، ما يفيد عقله قوة، وذهنه
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 304 حدة أكثر مما يراعي قوة بدنه ونيل لذاته. جل غذائه الفراريج والمزورات، ويعتاض عن الفاكهة بالأشربة والمعجونات، ولباسه أفضل لباس، الأبيض الناعم المطيب. ونشأ يتيماً على العفاف والصلاح، وله ذهن وقاد، وجوابٌ حاضر، ومجون لطيف، ومُداعبات حلوة. وكانت سيرته في منزله المواظبةُ على القراءة والكتابة. ولا ينفك من جارية حسناء في أحسن زي، لا تلهيه عما هو فيه، بل تعينه عليه وتقويه. وقرأت بخط الموقاني أن أبا الفرج كان قد شرب حب البلاذر على ما قيل فسقطت لحيته، فكانت قصيرة جداً، وكان يخضبها بالسواد إلى أن مات. ثم عظمه وبالغ في وصفه، ثم قال: ومع هذا فهو كثير الغلط فيما يصنفه، فإنه كان يصنف الكتاب ولا يعتبره رحمه الله وتجاوز عنه. 4 (عبد الرحمن بن أبي الكرم محمد بن أبي ياسر هبة الله.) عرف بابن ملاح الشط.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 305 سمع: ابن الحصين، وأبا الحسن علي بن الزاغوني، وأبا غالب بن البنّا، وأبا البركات يحيى بن عبد الرحمن الفارقي، وأبا بكر الأنصاري، وجماعة. وكان شيخاً صلاحاً معمراً، محباً للرواية، وصار بواباً لمدرسة والدة الناصر لدين الله.) روى عنه: ابن خليل، وابن النجار، والضياء، والنجيب عبد اللطيف، وابن عبد الدائم. وأجاز لابن أبي الخير، والقطب أحمد بن أبي عصرون، وسعد الدين الخضر بن حمويه، وطائفة آخرهم الشيخ الفخر. توفي في الخامس والعشرين من صفر في عشرة المائة. 4 (عبد الصمت بن جوشن بن المفرج.) أبو محمد التنوخي، الدمشقي، القواس، الفقيه الشافعي. سمع: أبا الدر ياقوت بن عبد الله الرومي. روى عنه: ابن خليل، والشهاب القوصي. وأجاز لابن أبي الخير. وتوفي في ثالث المحرم. 4 (عبد المحسن بن أحمد بن عبد الوهاب.) أبو منصور الأزجي، البزاز، المعروف بالزابي. سمع: أبا البركات يحيى بن عبد الرحمن الفارقي، وأبا الفضل عبد الملك محمد بن يوسف، وأبا سعد أحمد بن محمد البغدادي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 306 روى عنه: ابن خليل، وغيره. وأجاز لابن أبي الخير. توفي في رجب. 4 (عبد المنعم بن محمد بن عبد الرحيم بن أحمد.) أبو محمد بن الفرس الأنصاري، الخزرجي، الغرناطي، الفقيه المالكي. سمع: أباه، وجده أبا القاسم. ونفقه وكتب أصول الفقه والدين وبرع. وكان مولده في سنة أربع وعشرين وخمسمائة تقريباً. ذكره أبو عبد الله الأبار في التكملة، فقال: سمع أبا الوليد بن بقوة، وأبا محمد بن أيون، وأبا الوليد بن الدباغ، وأبا الحسن بن هذيل وأخذ عنه القراءات. وأجاز له خلق منهم: أبو الحسن بن موهوب، وأبو عبد الله بن مكي، وأبو الحسن بن الباذش،) وأبو القاسم بن بقي. وكان له تحقق بالعلوم على تفاريقها،، وأخذ في كل فن منها، وتقدم في حفظ الفقه، مع المشاركة في علم الحديث، والعكوف على العلم. سمعت أبا الربيع بن سالم يقول: سمعتُ أبا بكر بن الجد، وناهيك به،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 307 يقول غير مرة: ما أعلم بالأندلس أحفظ لمذهب مالك من عبد المنعم بن الفرس بعد أبي عبد الله بن زرقون، وبيته عريق في العلم. قال الأبار: وألف عبد المنعم كتاباً في أحكام القرآن من أحسن ما وضع في ذلك. وحدث عنه جلة شيوخنا وأكابر أصحابنا. وقال أبو عبد الله التجيبي، وذكر عبد المنعم بن الفرس: رأيت من حفظه وذكائه وتفننه في العلوم عند رحلتي إلى أبيه فأعجبت منه، وأنشدني كثيراً من نظمه، واضطرب قبل موته بيسير لاختلال أصابه في صدر سنة خمس وتسعين وخمسمائة من علة خدرٍ طاولته، فترك الأخذ عنه إلى أن توفي في رابع جمادى الآخرة سنة سبع، وشيعه أمم. وكسر نعشه وتقسموه رحمه الله تعالى. قلت: روى عنه: إسماعيل بن يحيى الغرناطي العطار، وعبد الغني بن محمد الغرناطي، وأبو الحسين يحيى بن عبد الله الداني الكاتب، وآخرون. وسمع منه الشرف المرسي موطأ مالك، رحمه الله تعالى. 4 (عبد الواحد بن مسعود بن عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد.) أبو غالب ابن الشيخ الأجل أبي منصور بن الحصين الشيباني، نظام الدين البغدادي الكاتب. ولد سنة خمس وثلاثين وخمسمائة، وروى عن: أبي الوقت، وأبي الكرم الشهرزوري، وجماعة. وحدث بالشام ومصر. وتوفي في رمضان بحلب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 308 وكان قد ولي ديوان الشام، وضيق على الأمير أسامة بن منقذ في جامكيته فقال: (أضحى أسامة خاضعاً متذللاً .......... لابن الحصين لبلغةٍ من زاده)
(فأعجب لدهر جائر في حكمه .......... تسطو ثعالبه على آساده) ) 4 (علي بن أحمد بن وهب.) الأزجي، البزاز. سمع: ابن ناصر، وأبا الفضل الأرموي، والكروخي. وتوفي في جمادى الآخرة. وكان فقيهاً، صحب الشيخ عبد القادر، وصار أحد المعيدين لدرسه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 309 4 (علي بن محمد بن الحسن بن الطيب.) أبو القاسم القرشي، الزهري، الكوفي، المعدل. سمع أبا البركات عمر بن إبراهيم الزيدي، وأحمد بن ناقة. وتوفي في ربيع الأول، ويعرف بابن غنج. روى عنه: الدبيثي. 4 (عمر بن أحمد بن حسن بن علي بن بكرون.) أبو حفص النهرواني، ثم البغدادي، المقرئ المعدل. قرأ القراءات على أبي الكرم الشهرزوري. وسمع: أبا الفضل الأرموي، الفضل بن سهل الإسفرائيني، وابن ناصر. وولي خزانة الديوان العزيز. روى عنه: ابن خليل. وأجاز لأحمد بن أبي الخير. وتوفي رحمه الله في رجب. 4 (عمر بن عبد الكريم بن أبي غالب.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 310 الحربي الحمامي. حدث عن: عبد الله بن أحمد بن يوسف. وعنه: ابن خليل. وبالإجازة: ابن أبي الخير. توفي في شعبان. 4 (عمر بن علي بن عمر.) ) أبو علي الحربي، الواعظ. عرف بابن النوام. كان له لسان في الوعظ، وقول الشعر. سمع: هبة الله بن الحُصين، وأبا الحسين بن الفراء، وأبا بكر الأنصاري. روى عنه: ابن خليل، والدبيثي، والضياء محمد، وابن عبد الدائم، وآخرون. وبالإجازة: ابن أبي الخير، والفخر علي. ولد في صفر سنة أربع عشرة وخمسمائة. وتوفي في وسط شوال.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 311 4 (عمر بن محمد بن أبي الجيش.) أبو محمد الهمذاني، والصوفي. له ببلدة رباط يخدم فيه الواردين. سمع: أبا المعالي محمد بن عثمان المؤدب، وأبا العلاء الحافظ. 4 (عوض بن عبد الرحمن بن علي.) البزاز. عرف بالمشهدي. حدث عن: أبي البركات بن حبيش. روى عنه: الدبيثي، وابن خليل. ومات في المحرم. 4 (عيسى بن نصر بن منصور.) النميري أبو محمد، الشاعر ابن الشاعر. كان من شعراء الديوان العزيز، وشعره جيد. مات في رمضان. 4 (حرف الفاء)
4 (فضائل بن فضائل.) المقدسي، المرداوي، الفقيه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 312 توفي بالموصل. 4 (حرف القاف) ) 4 (قراقوش.) الأمير بهاء الدين الأسدي، الخادم الأبيض فتى أسد الدين شيركوه. لما استقل السلطان صلاح الدين بمصر جعله زمام القصر، وكان مسعوداً، ميمون النقيبة، صاحب همة. بنى السور المحيط بمصر والقاهرة، وبنى قلعة الجبل، وبنى قناطر الجيزة في الدولة الصلاحية. ولما فتح صلاح الدين عكا سلمها إليه، فملا أخذتها الفرنج حصل قراقوش أسيراً. فافتكه منهم بعشرة آلاف دينار فيما قيل. وله حقوق على السلطان والإسلام. والأسعد بن مماتي كراس سماه الفاشوش في أحكام قراقوش فيه أشياء مكذوبة عليه، وما كان صالح الدين ليستنيبه لولا وثوقه بعقله ومعرفته. توفي رحمه الله في رجب، ودفن بسفح المقطم. قال المنذري: كانت له رغبة في الخير وآثار حسنة. وناب عن صلاح الدين مدة بالديار المصرية. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أحمد بن صالح بن المصحح.) أبو الفضل الدقاق، الأزجي، ويسمى أيضاً المبارك.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 313 سمع مجلساً من ابن الحصين سنة أربع وعشرين، ولم يسمع منه أحد، لكن استجازه ابن النجار فأجاز له. قال: وظفرت بسمعه بعد موته بثلاثين سنة. وكان شيخاً حسناً متيقظاً. عاش إحدى وثمانين سنة. 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عمران.) أبو بكر الغافقي، الأندلسي. من أهل المرية. له مصنف حسن في الشروط. روى عن: الحسن بن موهب الجذامي، وأبي القاسم بن ورد، وأبي الحسن بن معدان، وجماعة. وتوفي في صفر رحمه الله.) 4 (محمد بن أحمد بن عبد الله.) أبو عبد الله الإصبهاني، الفارفاني، وفارفان: من قرى إصبهان. ولد سنة أربع عشرة وخمسمائة. وسمع حضوراً من عبد الواحد الدشتي صاحب أبي نعيم الحافظ. وسمع من: فاطمة الجوزدانية. وأخته عفيفة أسنّ منه بأربع سنين. روى عنه بالإجازة: أحمد بن أبي الخير، وغيره. وتوفي في رمضان. 4 (محمد بن أحمد بن حامد.) الربعي، الضميري، الدمشقي، البزاز. روى عن: أبي الدر ياقوت الرومي. وكان ثقة ديناً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 314 روى عنه: ابن خليل، والقوصي، وغيرهما. 4 (محمد بن إدريس بن أحمد بن إدريس.) الشيخ أبو عبد الله العجلي، الحيل، فقيه الشيعة وعالم الرافضة في عصره. وكان عديم النظير في علم الفقه. صنف كتاب الحاوي لتحرير الفتاوي، ولقبه بكتاب السرائر، وهو كتاب مشكور بين الشيعة. وله كتاب خلاصة الاستدلال، وله منتخب كتاب التبيان فقه، وله مناسك الحج، وغير ذلك في الأصول والفروع. قرأ على الفقيه راشد بن إبراهيم، والشريف شرف شاه. وكان بالحلة، وله أصحاب وتلامذة، ولم يكن للشيعة في وقته مثله. ولبعضهم فيه قصيدة يفضله فيها على محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه، وما بينهما أفعل تفضيل. 4 (محمد بن الحسين بن عباس.) فقير بغدادي صالح. حدث عن: أبي بكر الأنصاري.) وتوفي في المحرم. 4 (محمد بن أبي زيد بن حمد بن أبي نصر)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 315 أبو عبد الله الإصبهاني، الكراني، الخباز، شيخ معمر عالي الإسناد، رحلة الوقت. ولد سنة سبع وتسعين وأربعمائة، وكمل مائة سنة. وسمع: أبا علي الحداد، وفاطمة الجوزدانية، ومحمود بن إسماعيل الصيرفي روى عنه سائر معجم الطبراني الكبير، بسماعه من ابن فاذشاه، عن المؤلف. روى عنه: أبو موسى عبد الله بن عبد الغني، وبدل التبريزي، ويوسف ابن خليل، وإسماعيل بن ظفر، وجماعة. وبالإجازة: أحمد بن أبي الخير، والفخر علي. وتوفي في ثالث شوال. وكران: محلة بإصبهان. 4 (محمد بن أبي القاسم عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن الحافظ أبي محمد السحن بن محمد) الخلال. أبو الحسن البغدادي، الوكيل الحاجب. روى عن: أبي الفضل الأرموي، وغيره. وعنه: أبو عبد الله بن النجار، وقال: كان ساكناً متواضعاً. توفي في ذي الحجة. 4 (محمد بن علي بن أحمد بن سراج.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 316 أبو الفتح البغدادي، البيع، سبط أبي المظفر الصباغ. شاهد جميل السيرة، دين. سمع من: عم جده أبي القاسم علي بن الصباغ، والأرموي، وعمر بن ظفر. روى عنه: ابن النجار وأثنى عليه. وقال: مات في المحرم. 4 (محمد بن أبي القاسم علي بن إبراهيم.) أبو الحسن البغدادي الكاتب.) ولد سنة ثلاث وعشرين. وسمع من: قاضي المرستان أبي بكر، وإسماعيل بن السمرقندي، ويحيى بن البنا، يحيى بن الطراح. وولي نظر أوانا مدة. روى عنه: الدبيثي، وابن النجار، وحفيده محمد بن الكريم، وغيره. وتوفي سن سبع وتسعين في جمادى الآخر. وكان من الأدباء الظرفاء اللطفاء. نسخ كثيراً من مسموعاته ومن كتب الأدب. وله مجموع كبير في عشرين مجلدة. وكان صدوقاً. 4 (محمد بن محمد بن حامد بن محمد بن عبد الله بن علي بن محمود بن هبة الله بن أله.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 317 الإمام العلامة، المنشيء، البليغ، الوزير، عماد الدين، أبو عبد الله الإصبهاني، الكاتب، المعروف قديماً بابن أخي العزيز. ولد بإصبهان سنة تسع عشرة وخمسمائة، وقدم بغداد وهو ابن عشرين سنة أو نحوها. ونزل بالنظامية، وتفقه وبرع في الفقه على أبي منصور سعيد ابن الرزاز، وأتقن الخلاف، والنحو، والأدب. وسمع من: ابن الرزاز، وأبي منصور بن خيرون، وأبي الحسن علي بن عبد السلام، والمبارك بن علي السمذي، وأبي بكر الأشقر، وأبي القاسم علي بن الصباغ، وطائفة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 318 وأجاز له أبو القاسم بن الحصين، وأبو عبد الله الفراوي. ورجع إلى إصبهان سنة ثلاثٍ وأربعين، وقد برع في العلوم، فسمع بها، وقرأ الخلاف على أبي المعالي الوركاني، ومحمد بن عبد اللطيف الخجندي، ثم عاد إلى بغداد. وتعانى الكتابة والتصرف. وسمع بالثغر من السلفي، وغيره. روى عنه: ابن خليل، والشهاب القوصي، والخطير فتوح بن نوح الخوي، والعز عبد العزيز بن عثمان الإربلي، والشرف محمد بن إبراهيم بن علي الأنصاري، والتاج القرطبي، وآخرون. وبالإجازة أحمد بن أبي الخير، وغيره. وأله اسم فارسي معناه العقاب.) ذكره ابن خلكان، وقال: كان شافعياً، تفقه بالنظامية، وأتقن الخلاف وفنون الأدب، وله من الشعر والرسائل ما هو مشهور. ولما مهر تعلق بالوزير عون الدين يحيى بن هبيرة ببغداد، فولاه نظر البصرة، ثم نظر واسط. فلما توفي الوزير ضعف أمره، فانتقل إلى دمشق فقدمها في سنة اثنتين وستين وخمسمائة، فتعرف بمدبر الدولة القاضي كمال الدين الشهرزوري، واتصل بطريقه بالأمير نجم الدين أيوب والد صالح الدين، وكان يعرف عمه العزيز من قلعة تكريت، فأحسن إليه. ثم استخدمه كمال الدين عند نور الدين في كتابة الإنشاء. قال العماد: وبقيت متحيراً في الدخول فيما ليس من شأني، ولا تقدمت لي به دربة. فجبن عنها في الابتداء، فلما باشرها هانت عليه، وصار منه ما صار. وكان بنشيء بالعجمية أيضاً. وترقت منزلته عند السلطان نور الدين، وأطلعه على سره، وسيره رسولاً إلى بغداد في أيام المستنجد، وفوض إليه تدريس المدرسة المعروفة بالمعادية بدمشق في سنة سبع وستين، ثم رتبه في أشرف الديوان في سنة ثمان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 319 فلما توفي نور الدين وقام ولده ضويق من الذين حوله وخوف، إلى أن ترك ما هو فيه، وسافر إلى العراق، فلما وصل إلى الموصل مرض. ثم بلغه خروج السلطان صلاح الدين من مصر لأخذ دمشق، فعاد إلى الشام في سنة سبعين، وصالح الدين نازل على حلب، فقصده ومدحه، ولزم ركابه، وهو مستمر على عطلته، إلى أن استكتبه واعتمد عليه، وقرب، منه حتى صار يضاهي الوزراء. وكان القاضي الفاضل ينقطع عن خدمة السلطان في مصالح الديار المصرية، فيقوم العماد مقامه. وله في المصنفات خريدة القصر وجريدة العصر جعله ذيلاً على زينة الدهر لأبي المعالي سعد بن علي الخطيري. وزينة الدهر ذيل على دمية القصر وعصرة أهل العصر للباخرزي، والدمية ذيل على يتيمة الدهر للثعالبي، واليتيمة ذيل على كتاب البارع لهارون بن علي المنجم. فذكر العماد في كتابه الشعراء الذي كانوا بعد المائة الخامسة إلى سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة، وجمع شعراء العراق، والعجم، والشام والجزيرة، ومصر، والمغرب، هو في عشر مجلدات. وله كتاب بالبرق الشامي في سبع مجلدات. وإنما سماه البرق الشامي لأنه شبه أوقاته في الأيام) النورية والصلاحية بالبرق الخاطف لطيبها وسرعة انقضائها. وصنف كتاب الفتح القسي في الفتح القدسي في مجلدين، وصنف كتاب السيل والذيل، وصنف كتاب نضرة الفترة وعصرة الفطرة في أخبار بني سلجوق ودولتهم، وله ديوان رسائل كبير، وديوان شعر في أربع مجلدات، وديوان جميعه دوبيت، وهو صغير. وكان بينه وبين القاضي الفاضل مخاطبات ومحاورات ومكاتبات. قال مرة للفاضل: سر فلا كبا بك الفرس.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 320 فقال له: دام علا العماد. وذلك مما يقرأ مقلوباً صحيحاً. قال ابن خلكان: ولم يزل العماد على مكانته إلى أن توفي السلطان صلاح الدين، فاختلت أحواله، ولم يجد في وجهه باباً مفتوحاً. فلزم بيته وأقبل على تصانيفه. وأله: معناه بالعربي العُقاب، وهو بفتح الهمزة، وضم اللام، وسكون الهاء. وقيل إن العقاب جميعه أنثى، وإن الذي يسافده طائر من غير جنسه، وقيل: إن الثعلب هو الذي يسافده، وهذا من العجائب. قال ابن عنين في ابن سودة: (ما أنت إلا كالعُقاب فأمه .......... معروفةً وله أبٌ مجهولُ) وقال الموفق عبد اللطيف: حكى لي العماد من فلق فيه، قال: طلبني كمال الدين لنيابته في ديوان الإنشاء، فقلت: لا أعرف الكتابة. فقال: إنما أريد منك أن تثبت ما جيري فتخبرني به. فصرتُ أرى الكتب تكتب إلى الأطراف، فقلت لنفسيك لو طلب مني أن أكتب مثل هذا ماذا أكنت أصنع فأخذتُ أحفظ الكتب وأحاكيها، وأروض نفسي فيها. فكتبتُ كتباً إلى بغداد، ولا أطلع عليها أحداً. فقال كمال الدين يوماً: ليتنا وجدنا من يكتب إلى بغداد ويريحنا. فقلت: أنا أكتب إن رضيت. فكتبت وعرضت عليه، فأعجبه فاستكتبني، فلما توجه أسد الدين إلى مصر في المرة الثالثة صحبته. قال الموفق: وكان فقهه على طريقة أسعد الميهني، ومدرسته تحت القلعة. ويوم يدرس تتسابق الفقهاء لسماع كلامه وحسن نكته. وكان بطيء
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 321 الكتابة، ولكن دائم العمل، وله توسع في اللغة،) ولا سعة عنده في النحو. وتوفي بعدما قاسى مهانات ابن شكر. وكان فريد عصره نظماً نثراً. وقد رأيته في مجلس ابن شكر مزحوماً في أخريات الناس. وقال زكي الدين المنذري: كان جامعاً للفضائل: الفقه، الأدب، والشعر الجيد، وله اليد البيضاء في النثر والنظم، وصنف تصانيف مفيدة. قال: وللسلطان الملك الناصر معه من الإغضاء والتجاوز والبسط وحسن الخلق ما يتعجب من وقوع مثله من مثله. توفي رحمه الله في مستهل رمضان بدمشق، ودفن بمقابر الصوفية. أنبأنا أحمد بن سلامة، عن محمد بن محمد الكاتب، أنبا علي بن عبد السيد، أنا أبو محمد الصريفيني، أنا ابن حبابة: ثنا أبو القاسم البغوي، ثنا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن أبي ذبيان، واسمه خليفة بن كعب، قال: سمعت ابن الزبير يقول:: لا تلبسوا نساءكم الحرير فإني سمعتُ عمر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من لبسه في الدنيا لم يلبسه في الآخرة رواه البخاري، عن علي بن الجعد رضي الله عنه مثله. ون شعره في قصيدة: (ما مالكاً رق قلبي .......... أراك مالك رقه)
(ها مُهجتي لك خذها .......... فإنها مستحقة)
(فدتك نفسي برفقٍ .......... ممّا رمتني المشقة.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 322 (ويا رشيقاً أتتني .......... من سهم عينيه رشقه)
(لصارم الجفن منه .......... في مهجتي ألف مشقة)
(وخضره مثل معنى .......... بلا غني فيه دقه) وله: (كتبت والقلب بين الشوق والكمد .......... والعين مطروفة بالدمع والسهد)
(وفي الحشى نفحة الوجد محرقة .......... متى تجد نفحة من أرضكم تقد)
(يا رائداً وهو سار في الظلام سناً .......... وطالباً في الهجير الورد وهو صد)
(ها مهجتي فاقتبس من نارها ضرماً .......... ومقلتي فاغترف من مائها ورد) ) (يا من هو الروح بل روحُ الحياة .......... ولا بقاء بعد فراق الروح للجسد)
(حاولت نقض عهود صنتها، ولكم .......... أردت في الحب سلواناً ولم أرد)
(واهاً لحاضرةٍ في القلب غائبةٍ .......... عن ناظري من هواها ما خلا جلدي)
(قوية البطش باللحظ الضعيف وبالخ .......... صر النحيف ولك مضعف جسدي)
(لا غرو إن سحرت قلبي بمقلتها .......... نفاثة بفنون السحر من العقد)
(نبا لطرف في كحل، بالعطف في ميل، .......... بالخد في خجل، بالقد في ميد)
(بالراح مرتشفاً، بالورد مقتطفاً، .......... بالغصن منعطفاً، بالثغر كالبرد)
(لا جلتُ يوماً ولا أبصرتُ من شغف .......... ضلالتي في الهوى إلا من الرشد) وله: (كالنجم حين هدا كالدهر حين عدا .......... نكالصبح حين بدا، كالعصب حين برا)
(في الحلم طود علا، في الحكم بحر نهى .......... في الجود غيث ندا، في البأس ليث شرا) أنبأني ابن البزوري قال: العماد هو إمام البلغاء، وشمس الشعراء، وقطب رحا الفضلاء، أشرقت أشعة فضائله وأنارت، وأنجدت الركبان بأخباره وأغارت، في الفصاحة قس دهره، وفي البلاغة سحبان عصره، فاق الأنان طراً نظماً ونثراً. وفي رسائله المعاني الأبكار المخجلة الرياض عند إشراق النوار.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 323 ومن شعره: (نقضي عمره في الهجر شوقاً إلى الموصل .......... وأبلاه من ذكر الأحبة ما يبلي)
(وكان خلي القلب من لوعة الهوى .......... فأصبح من برح الصبابة في شغل)
(وأطربه اللاحي بذكر حبيبه .......... فآلى عليه أن يزيد من العذل)
(وما كنتُ مفتون الفؤاد وإنما .......... عليّ فتون دس الذل)
(نحولي ممن شد عقد نطاقه .......... على ناحل واهٍ من الخصر منحل) إذا رام للصد القيام أبت له روادفه إلا المقام على وصلي. 4 (محمد بن محمد بن هارون بن محمد بن كوكب.) أبو عبد الله البغدادي المولد، الحلي المنشأ، المقرئ الماهر المعروف بابن الكال البزار. مقرئ جليل مشهور بصيرٌ بالقراءات، ولد سنة خمس عشرة وخمسمائة، وقرأ القراءات على:) سبط الخياط، وأبي الكرم الشهرزوري، ودعوان بن علي، وأبي العلاء الهمذاني وسمع منهم ومن علي بن الصباغ. وقرأ بالموصل على: يحيى بن سعدون واقرأ بالحلة مدة، وحمل الناس عنه. قال أبو عبد الله الدبيثي: قرأتُ عليه بالروايات العشر، وسمعتُ منه وحدثنا بدكانه ابحللة المزيدية. وتوفي في حادي عشر شهر ذي الحجة بالحلة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 324 قلت: وممن قرأ عليه الداعي الرشيدي، وهو آخر من روى عنه. قال ابن نقطة: وحدث عن محمد بن محمد بن عنقش الأنباري. وكان له بالحلة دكان يعمل فيه البزر. 4 (محمد بن أبي محمد بن أبي المعالي بن المقرون.) أبو شجاع اللوزي، نسبة إلى محلة اللوزية بشرقي بغداد، المقرئ، الرجل الصالح. قرأ القرآن على: أبي محمد سبط الخياط، وأبي الكرم الشهرزوري بالروايات. ومسمع منهما، ومن: أبي الحسن بن عبد السلام، وابن الصباغ، وأبي الفتح عبد الله بن البيضاوي، وأبي الفضل الأرموي، وجماعة. وروى الكثير، وأقرأ الناس دهراً حتى لقن الآباء والأبناء والأحفاد. وكان أماراً بالمعروف، نهاءً عن المنكر كثير الخير. أقرأ كتاب الله نحواً من ستين سنة. وكان بصيراً بالقراءات، وكان يأكل من كسب يده، ولا يأخذ من أحد شيئاً. توفي في سابع عشر ربيع الآخر. قال أبو عبد الله النجار: لقن خلقاً لا يحصون، وحملت جنازته على الرؤوس، وما رأيت جمعاً أكثر من جمع جنازته. قال: وكان مستجاب الدعوة، وقوراً. وقال الدبيثي: قرأنا عليه القراءات، وسمعنا منه، ونعم الشيخ كان. ثم روى عنه حديثاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 325 وممن روى عنه: الضياء، وابن خليل، واليلداني، والنجيب عبد اللطيف، والزين بن عبد الدائم.) وبالإجازة: ابن أبي الخير، والفخر بن البخاري. ودفن بصفة بشر الحافي. 4 (محمد بن المبارك بن محمد بن ميمون.) أبو غالب الأديب، الكاتب. سمع: أبا الفضل الأرموي، وابن ناصر، وأبا بكر بن الزاغوني. وسه شعر جيد. وكان مكثراً من أشعار العرب. ولابن البخاري منه إجازة. وتوفي في جمادى الآخرة. 4 (محمد بن أبي طاهر بن زقمير.) أبو عبد الله الحربي، الآجري. سمع: عبد الله بن أحمد بن يوسف. روى عنه: الدبيثي، وابن خليل. وتوفي في ذي القعدة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 326 4 (محمد البخلي الزاهد.) نزيل بعداد، كان كبير اقدر، صالحاً، منعزلاً عن الناس، يسكن الخراب، ولا يعلم من أين قوته إلى أن كبر وعجز. أدركه أجله وهو منقطع في مسجد مجاور بقبر معروف الكرخي. توفي إلى رحمة الله في المحرم، وجهزته أم الخليفة، وأخذت دراعته للبركة، وكان قد قارب الثمانين. قال ابن النجار: كان يتنقل في الأمكنة لئلا يعرف. وما كان يفهم بالعربي. وكان الخليفة الناصر يقصده زائراً فلا يكلمه. وما كان يعرفُ أحدٌ من أين يأكل. وكان كثير العبادة، شديد الرياضة، له كرامات ظاهرة، رحمه الله. 4 (المبارك بن حمزة بن علي.) الفقيه أبو المظفر بن البزوري، البغدادي، سبط أبي المظفر بن الصباغ. كان إماماً مبرزاً، أعاد بالنظامية ببغداد.) وتفقه على: أبي المحاسن يوسف بن بندار. وتوفي في المحرم. 4 (المبارك بن المبارك بن الحسن بن الحسين بن سكينة.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 327 أبو محمد البغدادي، الأنماطي، البيع. حدث من بيته جماعة. وسمع هو من: أبي القاسم بن السمرقندي. روى عنه: الدبيثي، وغيره. وتوفي رحمه الله في ربيع الأول، وله أربع وثمانون سنة. 4 (مسعود بن محمد بن الدلال.) الهمذاني، شيخ القلندرية. ذكره شيخنا ابن البزوري في تاريخه، وقال: كان على قدم حسن، وكان كثيراً ما يقول: الماضي لا يذكر. فقيل إنه رؤي في المنام، فقيل له: ما فعل الله بك قال: أوقفني بين يديه، وقال لي: يا مسعود الماضي لا يذكر، انطلقوا به إلى الجنة. توفي في شهر رمضان من سنة سبع. 4 (منصور بن الحسن بن منصور.) الإمام أبو المكارم الزنجاني، الشافعي، نزيل بغداد، ومعيد النظامية، ومدرس المدرسة التقية. إمام مناظر، عارف بالمذهب، له حلقة بجامع القصر. توفي في رمضان. 4 (حرف الياء)
4 (يحيى بن طاهر.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 328 أبو زكريا البغدادي، الواعظ، المعروف بابن النجار. كان يتهم بالكذب. وله سماع من سبط الخياط، والأرموي. توفي في ذي الحجة عن خمس وسبعين سنة. قال الدبيثي: أنشدنا ابن النجار لبعضهم: (عاشر من الناس من تبقى مودته .......... فأكثر الناس جمعٌ غير مؤتلف) ) (منهم صديق بلا قاف، ومعرفةٌ .......... بغير فاء، وإخوانٌ بلا ألفِ)
4 (يوسف بن عبد الرحمن بن غصن.) أبو الحجاج الثجيبي، وقيل اللخمي، الإشبيلي، المقرئ. أخذ القراءات عن: أبي الحسن شريح، وأبي العباس بن حرب، أبي العباس بن عيشون. وروى عن: أبي بكر بن العربي. وتصدر للإقراء بإشبيلية، وطال عمره، ورحل الناس إليه. وهو آخر أصحاب شريح الذين قرأوا عليه. توفي في سنة سبع هذه تقريباً قال الأبار. قلت: بل هو من آخرهم. 4 (الكنى)
4 (أبو منصور بن أبي بكر بن شجاع بن نقطة المزكلش.) أخو الزاهد عبد الغني. بغدادي ظريف، ينشد في الأسواق ويمسخر
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 329 ويلعب. وله يد في كان وكان. وكان يحسر الناس في رمضان. قيل له: أما تستحي، أخوك زاهد العراق، وأنت تزكلش في الأسواق فقال موالياً: (قد خاب من شبه الجزعة إلى دره .......... وشابه قحبة إلى مستحسنه حره)
(أنا مغني وأخي زاهد إلى مره .......... بئرين في دار ذي حلوة وذي مرة) وفيها ولد الشيخ شمس الدين عبد الرحمن بن أبي عمر، وإبراهيم بن مسعود الحويري الحبشي، والشيخ محمد بن أحمد بن منظور المصري. والمحبي طاهر بن أبي الفضال الكحال، ومحمد بن ربيعة بن حاتم الحيلي المصري، والعماد إبراهيم بن محمد بن عبد الوهاب المنقذي، وفاطمة بنت الملك المحسن في شعبان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 330 4 (وفيات سنة ثمان وتسعين وخمسمائة)
4 (حرف الألف) ) 4 (أحمد بن تزمش بن بكتمر.) أبو القاسم البغدادي، الخياط. سمع: أبا بكر قاضي المرستان، وأبا القاسم الكروخي، وأبا الفضل الأرموي، وجماعة. وأقام بدمشق مدة، ثم عاد إلى بغداد، ثم رجع إلى دمشق وبها مات. كذا قال الدبيثي. وإنما مات في شوال بحلب، قاله الضياء. روى عنه: الدبيثي، وقال إنه ولد سنة ثمان وعشرين. وروى عنه: الضياء، وابن خليل، والقوصي وقال: لقبه: صائن الدين، والنجيب عبد اللطيف، وابن عبد الدائم. وبالإجازة: أحمد بن سلامة، وغيره. وقال ابن النجار: كان ظريفاً كيساً، يرجع إلى أدب وتمييز. وكان صاحباً لقاضي القضاة القاسم بن الشهرزوري، سمعنا منه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 331 4 (أحمد بن داود بن يوسف.) أبو جعفر الجذامي، الغرناطي، النحوي. ذكره الأبار فقال: كان نحوياً لغوياً. صنف شرحاً لمقامات الحريري، وشرحاً لأدب الكاتب لابن قتيبة. قال: وتوفي في حدود سنة ثمان. 4 (أحمد بن سلمة بن أحمد بن يوسف.) أبو جعفر ابن الصيقل الأنصاري، اللورقي: روى عن: ابن الدباغ، وأبي بكر بن خبر، وجماعة. وكان معنياً بالحديث. روى عنه: أبو عيسى بن أبي السداد، وأبو عبد الله بن الصفار، وأبو الحسن ابن القطان. وتوفي في المحرم. ذكره الأبار.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 332 4 (أحمد بن علي بن الحكم.) أبو جعفر بن الحصار القيسي، الغرناطي، العطار. قال الأبار: سمع صحيح البخاري ومسلم من شريح.) وسمع من: أبي جعفر بن الباذش، وأبي محمد بن عطية، والقاضي عياض، وأبي بكر بن نفيس، وجماعة. وأجاز له أبو القاسم بن بقي، وأبو عبد الله بن مكي، وجماعة. وكان من أهل القاسم بن بقي، وأبو عبد الله بن مكي، وجماعة. وكان من أهل الصلاح والعناية بالرواية، ثقة، صدوقاً، حدثنا عنه جماعة، وولي خطابة بلده. مولده سنة ثلاث عشرة وخمسمائة. وتوفي فجأة في ربيع الأول. 4 (أحمد بن أبي علي بن أحمد بن محمد بن بكري.) أبو العباس الحريمي. روى عن: أحمد بن علي بن الأشقر. وهو من بيت الرواية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 333 مات في المحرم وهو: 4 (أحمد بن أبي المبارك بن أحمد بن بكري.) أبو العباس الحريمي. سمع: أحمد بن الأشقر، وسعد الخير الأندلسي. سمع منه: أحمد بن سلمان السكر، وغيره. توفي في المحرم. ورخه ابن النجار. 4 (أحمد بن المؤمل بن الحسن.) أبو محمد العدواني الشاعر. كان يمدح بالشعر. وسمع من: عبد الوهاب الأنماطي، وأبي محمد سبط الخياط. وحدث، ولم يكن مرضياً. ومن شعره: (قد كان للناس أبوابٌ مفتحة .......... تغشى ويطلب منها الفضل والجودُ) ) (فأصبحت كلها باباً وقد مُنعت .......... منه الحوائج فالمفتوح مسدود)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 334 4 (أحمد بن يوسف بن محمد بن خشيش.) أبو العباس الأزجي، الدقاق. سمع من: أبي البركات يحيى بن عبد الرحمن الفارقي، وأبي القاسم بن السمرقندي. 4 (إبراهيم بن أحمد بن علي.) أبو منصور الأسدي، العامري، البصري، القطان. توفي ببغداد وله ست وسبعون سنة. سمع بالبصرة من: أبي جعفر الغطريف بن عبد الله، وطلحة بن علي العامري. وحدَّث ببغداد. وكان له فهم ومعرفة ما. روى عنه: ابن النجار. 4 (إبراهيم بن عبد العزيز بن محمد بن علي بن أبي الفوارس.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 335 نفيس الدين القرشي، الجزيري، نزيل الصعيد. توفي بالقلندون من الديار المصرية، وكان له ثروة بالجزيرة العمرية. وكان ديناً أميناً، فطلب منه صاحب الجزيرة شاه بن الأتابك أن يتولى نظر ديوانه فأبى، فقال: لا بد من ذلك. فباشر يوماً وامتنع. وكانت زوجته حاملاً بابنه أبي بكر جد صاحبنا المولى شمس الدين محمد بن إبراهيم بن أبي بكر، فحلف بالطلاق أنه لا يعلم أولاده الخط. فعاش له خمسة بنين فلم يعلمهم الخط لئلا يكونون دواوين. ثم سافر إلى مصر، وسكن بالقلندون، واقتنى الأبقار والأغنام. وكان له وكيل بالجزيرة، فبقي يبيع له ملكاً بعد ملك، وينفقه على أولاده. وكان وكيله نحاساً، فعلم أبا بكر المذكور صنعة النحاس. ثم سافر إلى عند والده، فأقام عنده سنة ورجع، فأوصى أبوه إليه. وخلف إبراهيم من الذهب اثني عشر ألف دينار، سوى المواشي والبضائع فلم يرجع أبو بكر إلى الميراث، وسافر بالذهب والداه الكبيران للتجارة، فغرقا في بحر اليمن. وله عصبة أولادٍ وذرية بالقلندون يُعرفون بأولاد النفيس. توفي في هذه السنة. أفادنا بذلك الشيخ شمس الدين المذكور.) 4 (أسعد بن أبي طاهر أحمد بن أبي غانم حامد بن أحمد بن محمود.) أبو محمود الثقفي، الإصبهاني، الضرير، الفقيه. ولد سنة خمس عشرة وخمسمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 336 وسمع هو وأخوه زاهر مسند أبي يعلى من الحسين بن عبد الملك الخلال. وسمع من فاطمة الجوزدانية كتاب الفتن لنعيم بن حماد، ثلاث أجزاء من أوله. وسمع من: جعفر بن عبد الواحد الثقفي، وإسماعيل بن الإخشيد، ومحمد بن علي بن أبي ذر. وسمع حضوراً من: أبي طاهر الدشتج. روى عنه: يوسف بن خليل، والضياء محمد، وجماعة. وأجاز لابن أبي الخير، وابن البخاري. وتوفي في تاسع شوال. وكان فقيهاً معدلاً. 4 (أسعد بن المولى العميد أبي يعلى حمزة بن أسعد بن علي بن محمد.) الصدر الرئيس، مؤيد الدين، أبو المعالي التميمي، الدمشقي، الكاتب الوزير، المؤرخ، ابن القلانسي. ولد سنة سبع عشرة وخمسمائة. وسمع من: أبيه، ونصر الله بن محمد المصيصي. روى عنه: ابن خليل، والشهاب القوصي، وغيرهما. وتوفي في رابع عشر ربيع الأول. 4 (إسماعيل الملك المعز بن سيف الإسلام طغتكين بن أيوب بن شاذي بن مروان.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 337 صاحب اليمن. كان قد ورد بغداد فأكرم مورده وتلقي بالإنعام. وكان منهمكاً في اللهو والشرب، قليل الخير. وكتب معه من جهة الخلافة منشور إلى أبيه بالرضا عنه. ولما توفي أبوه ولي بعده مملكة اليمن في سنة ثلاث وتسعن. ثم إنه ادعى أنه أموي ورام الخلافة وأظهر العصيان فوثب عليه أخوان من أمرائه فقتلاه، وولي اليمن أخ له صغير. وقيل إنه ادعى النبوة. وسام أخيه الذي تولى الملك الناصر أيوب ابن سيف الإسلام.) قال ابن واصل: خافت المعز مماليكه فتحزبوا عليه، وخرجوا عليه، وضربوا معه مصافاً، فكسروه وقتلوه، وداروا برأسه في اليمن، ونهبوا زبيد سبعة أيام، جعلوا لأخيه الناصر اسم السلطنة، و ترتب أتابكه سيف الدين سنقر مملوك أبيه. ثم خرجوا على سنقر وحاربوه، وانتصر عليهم، وقتل جماعة من الأكراد والأتراك، وحبس آخرين. وصفت له اليمن أربع سنين. ثم مات سنقر، فتزوج بأم الناصر الأمير غازي بن جبريل، وقام في الأتابكية. ثم سم الناصر فيما قيل. ثم قتل غازي وبقيت اليمن بلا سلطان مدة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 338 4 (حرف الباء)
4 (بركات بن إبراهيم بن طاهر بن بركات بن إبراهيم بن علي.) مسند الشام أبو طاهر الخشوعي الدمشقي، والرفاء، الأنماطي، الذهبي، لكونه يسكن بمحلة حجر الذهب. ولد في صفر سنة عشر وخمسمائة، وانفرد بالمسموعات الكثيرة من الأمين هبة الله بن الأكفاني، وغيره. وانفرد بالإجازة من مصنف المقامات أبي محمد الحريري، والمقرئ أبي القاسم عبد الرحمن بن الفحام، وأبي بكر محمد بن الوليد الطرطوشي. وأجاز له أيضاً: أبو علي الحداد، وأبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف، وأبو علي محمد بن محمد بن المهدي، والحسن بن محمد الباقرحي، ومحمود بن الفضل الإصبهاني، وأبو صادق مرشد بن يحيى المديني، وأبو الحسن علي بن الحسين الموصلي الفراء، وأبو عبد الله محمد بن بركات السعيدي النحوي، وأبو الفتح سلطان بن إبراهيم المقدسي، وعلي بن إبراهيم بن صولة، وأبو الفضل جعفر بن إسماعيل بن خلف المقرئ، وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن الحطاب الرازي، وعلي بن المشرف الأنماطي، وعلي بن المؤمل الكاتب، وأبو عبد الله محمد بن محمد بن حكم الباهلي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 339 وقد انفرد أيضاً بالإجازة من بعضهم، وأجاز الحريري له في السنة اثنتي عشرة من البصرة. واستجاز له المصريين أبو طاهر السلفي. وقد سمع أيضاً من شيوخ دمشق: عبد الكريم بن حمزة، وطاهر بن سهل الإسفرائيني، و علي بن أحمد بن قبيس، وعلي بن أحمد بن قبيس الملاكي، وجمال الإسلام علي بن المسلم، وابن) طاوس، وغيرهم. وهو من بيت الحديث والرواية، اعتنى به والده. وما زال هو يسمع ويسمع، وحمل الناسُ عنه علماً جماً. روى عنه: أولاد إبراهيم، وعبد العزيز، وعبد الله، وستهم، وست العجم، والشيخ الموفق، وعبد القادر الرهاوي، والبهاء عبد الرحمن، وابن خليل، والضياء، واليلداني، وأحمد بن محمد بن رزمان الحنفي، وأحمد بن يوسف التلمساني، والزين أحمد بن عبد الملك، والزين أحمد بن عبد الدائم، والنجم أحمد بن راجح، وإسحاق بن سلطان التميمي، وأخوه عبد الرحمن، والشهاب القوصي، وحفيده بركات بن إبراهيم، والخطيب داود ابن عم الأباري، والفقيه سليمان بن عبد الكريم، والنظام عبد الله بن يحيى بن البانياسي، والتقي عبد الله بن إسماعيل المقدسي الحنبلي، وأخوه علي، وعبد الله بن الشيخ أبي عمر، وأبو سليمان عبد الرحمن بن الحافظ، وعبد الرحمن وعبد الله ابنا أحمد بن طعان، وعبد الرحمن بن الخضر بن عبدان، وعباس بن أبي طالب الحموي، وعبد السلام بن ممدود الشيباني، والعز عرفة الحنفي، وعلي بن أبي طالب القطان، وعلي بن المظفر النشبي، وعلي بن محاسن بن عوانة النميري، والخطيب عماد الدين عبد الكريم بن الحرستاني، وفرج الحبشي القرطبي، والنجيب فراس بن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 340 العسقلاني، ومحمد بن عمر الفخر المالكي، والأوحد محمد بن عبد الله القرشي الحنفي، والموفق محمد بن هارون الثلعبي، والشيخ الفقيه محمد اليونيني، ومكي بن عبد الرزاق المقدسي، ومظفر بن أبي بكر بن الشيرجي، والتاج مظفر بن عبد الكريم بن الحنبلي مدرس الحنبلية، وابن عمه يحيى بن الناصح عبد الرحمن، ومحمد بن إبراهيم البابشرقي، والشرف الإربلي، ويوسف بن يعقوب الإربلي الذهبي، ويوسف بن مكتوم المقرئ الحبال، ويوسف بن عمر أخو خطيب بيت الأبار، وأيوب بن أبي بكر الحمامي، وعلي بن عبد الواحد الأنصاري البزاز، والمجد محمد بن إسماعيل بن عساكر، وعبد الوهاب بن محمد القنبيطي، والتقي إسماعيل ابن أبي اليسر، والكمال عبد العزيز بن عبد المنعم بن عبد. وبالإجازة: أحمد بن أبي الخير، وأحمد بن عبد السلام بن أبي عصرون، وأبو الغنائم المسلم بن علان، وجماعة آخرهم الفخر بن البخاري. روى عنه القوصي، وقال فيه: أكثر أهل الشام حديثاً وأعلاهم إسناداً، مع تواضع وافر، و دين) ظاهر، ومروة تدل على أصل طاهر. لازمته من حين مقدمي إلى الشام إلى حين موته. ثم سمى شيئاً كثيراً من الكتب قد سمعها منه. وقال الضياء: توفي في سابع أو ثامن صفر. وحضرته، ودفن بباب الفراديس، وانقطع به إسناد كثير. وقال ابن نقطة: حدث بأكثر سنن أبي داود، عن عبد الكريم بن حمزة، عن الخطيب، وسماعاته وإجازاته صحيحة رحمه الله. قلت: وبلغنا أنه لم تظهر له إجازة الحداد إلا بعد موته ولذا لم يروها. وقد قال الشهاب القوصي: وهو مخبط ضعيف. سمعت عليه جملة من
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 341 تصانيف أبي نعيم الحداد، عنه. أفما أراد أحد يقول هذا إلى القوصي وحده وهلا ظهر من ذلك شيء. ثم ذكر أنه سمع منه الموطأ رواية ابن القاسم، وسنن أبي داود، والإكمال لابن ماكولا، ومغازي ابن عقبة، وكتاب فوائد تمام، وسراج الملوك اللطرطوشي، وكتاب الرهبان لتمام، والسنن للدارقطني، ومكارم الأخلاق للخرائطي، ومساوئ الأخلاق واعتلال القلوب له، والهواتف له والقناعة له والشكر له، والمقامات للحريري، والملحة له. والجامع للخطيب، والكفاية له، والبخلاء، واقتضاء العلم، وشرف أصحاب الحديث، والطفيليين، وجملة من تصانيف الخطيب، والكامل في الضعفاء، لابن عدي، وفضائل الصحابة لخيثمة، وسمى اثنتين وعشرين تصنيفاً لابن أبي الدنيا، سمعها منه. وقال المنذري: حدث هو وأبوه وجده، ولنا منه إجازة. وقال في نسبته: الخشوعي، الفرشي. قال: سئل أبوه إبراهيم عن النسبة بالخشوعي فقال: كان جدنا الأعلى يؤم بالناس، فتوفي في المحراب. قال المنذري: والفرشي نسبة إلى بيع الفرش. قلت: قد ضبطه بالقاف جماعة من المحدثين كالضياء، وابن خليل ورأيت جماعة تركوا هذه النسبة للخلف فيها. 4 (بشارة.) الأمير حسام الدين، أمير بانياس.) توفي فيها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 342 4 (بنفشا.) فتاة المستضيء بالله. كانت أحب سراريه إليه. وقفت مدرسة بباب الأزج، وعمرت عدة مساجد. وكانت كثيرة الرغبة في أفعال البر. وهي التي أشارت على الخليفة بأن يجعل ابنه ولي عهده، أعني الناصر لدين الله. توفيت في تاسع عشر ربيع الأول. 4 (حرف الجيم)
4 (جعفر بن محمد بن جعفر بن أحمد بن محمد بن عبد العزيز.) الشريف الأفضل أبو محمد العباسي، المكي، ثم البغدادي، المحدث. أحد طلبة بغداد. كان عالي الهمة في تحصيل هذا الشأن، جيد الفهم، حسن المعرفة، ذكياً نبيلاً. ولد سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة. وسمع من: أبيه قاضي القضاة أبي الحسن، وأبي الفتح بن شاتيل، والقزاز، وعبد المنعم بن الفراوي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 343 ثم طلب بنفسه قبل التسعين فأكثر، وسمع بالجزيرة ودمشق وحدث بها. روى عنه: يوسف بن خليل، والشهاب القوصي. وتوفي في ذي الحجة بحماه راجعاً إلى بغداد، وله سبعٌ وعشرون سنة. ولقبه شرف الدين. رأيت ورقةً بخط الحافظ الضياء فيها الحط على جعفر هذا، وفيها أنه غل آخر أوانه، وأنه حك أسماً وأثبت مكانه ذاكر بن كامل. وقد ذكره ابن النجار ولم يتعرض للبينة، بل قال: كان عنده حفظ ومعرفة بالمتون والرجال، ويقرأ قراءة فصيحة، وينقل نقولا صحيحة. وكان خارق الذكاء، ظريفاً. إلى أن قال: إلا أنه كان ضجوراً، لعاباً، قليل الأمانة، مخالطاً لغير أبناء جنسه. استدعاه صاحب حماه ليقيم بها محدثاً، فمات بها رحمه الله. 4 (حرف الحاء)
4 (حاتم بن سنان بن بشر.) )
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 344 أبو الجود الحبلي من حبلة، أحد أعمال الرملة. النساخ المقرئ. حدث عن: أبي العباس أحمد بن معد الأقليشي، وغيره. وأم بمسجد عبد الله بمصر مدة. وبها مات. وعبد الله صاحب المسجد هو ابن عبد الملك بن مروان الأموي. 4 (حامد بن أبي الفرج محمد بن حاتم بن محمد بن أله.) أبو بكر الإصبهاني، نزيل بغداد، أخو العماد الكاتب. ولد بإصبهان سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة. وسمع ببغداد من أبي زرعة المقدسي، وحدث. وقد و فد على السلطان صلاح الدين رسولاً من الديوان العزيز. وكان من أكابر الفضلاء وأعيان الرؤساء. وكان قدومه بغداد صحبة أخيه. ماذا قال ابن البزوري. وأنا أتعجب كيف لم يسمع معه من أصحاب الصريفيني. وقد وقف مكتباً للأيتام ببغداد. وتوفي في ذي الحجة. 4 (حبيب بن محمد بن حبيب.) أبو الحسين الحميري، الإشبيلي، المقرئ. أخذ القراءات عن: جده لأمه أبي الحسن شريح بن محمد. وأقرأ الناس ببلده. قال الأبار: توفي سنة ثمان وتسعين، وكان فيه تعسُّر. قرأ عليه: ابن وثيق، وغيره.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 345 4 (الحسن بن أحمد بن الفرج بن راشد) أبو محمد ابن القاضي أبي العباس المدني، ثم البغدادي، الدارقزي، الوراق. سمع من: القاضي أبي بكر. روى عنه: الدبيثي، وغيره. وولي أبوه قضاء دجيل. وسئل عن نسبة المدني فقال: نحن من أهل مدينة بناها السفاح وسماها المدينة.) وقد أجاز لابن أبي الخير. وتوفي في الثاني والعشرين من المحرم. 4 (الحسن بن عبد الباقي بن أبي القاسم.) أبو علي الصقلي، المديني، المالكي، العطار المعروف قديماً بابن الباجي. محدث مجتهد، كثير العناية والتحصيل. كتب بخطه الكثير. وكان مولده في سنة أربعين وخمسمائة. وتفقه في صباه. وسمع: أبا طاهر السلفي، وأحمد بن المسلم اللخمي، وجماعة بالثغر، ومحمد بن علي الرحبي، وإسماعيل بن قاسم الزيات، ومنجب بن عبد الله المرشدي، وابن بري، وطائفة. وتوفي في هذا العام. 4 (الحسن بن أبي بكر عتيق بن الحسن.) القاضي المرتضى، أبو علي القسطاني، المالكي، المعدل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 346 من فضلاء مصر. حدث عن عبد الله بن رفاعة. توفي في جمادى الأولى عن إحدى وسبعين سنة. 4 (حماد بن هبة الله بن حماد بن الفضيل.) المحدث أو الثناء الحراني، الحنبلي، التاجر، السفار. ولد في سنة إحدى عشرة وخمسمائة. وسمع ببغداد من: أبي القاسم إسماعيل بن السمرقندي، وأبي بكر بن الزاغوني، وجماعة. وبهراة من: مسعود بن محمد بن غانم، وعبد السلام بن أحمد بكبرة. وبالثغر من السلفي فأكثر، وبمصر من ابن رفاعة. وحدث ببغداد، ومصر، وحران. وشرع في تاريخ لحران. وكتب بخطه الكثير. وتمم تاريخه حدث به. قاله الدبيثي. وله شعر جيد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 347 روى عنه الشيخ الموفق، وفرقد بن عبد الله الكناني، وعبد القادر الرهاوي، والعلم السخاوي،) والضياء المقدسي، والنجيب عبد اللطيف، وابن عبد الدائم، وأحمد بن سلامة النجار. وقيل إن جمال الدين يحيى بن الصيرفي سمع منه. توفي في ذي الحجة بحران. وأجاز لابن أبي الخير، وجماعة. 4 (حرف الخاء)
4 (خديجة بنت الشيخ أبي منصور موهوب بن أحمد بن الجواليقي.) عن: أبيها، وابن ناصر. وعنها: ابن النجار، وقال: كانت صادقة كثيرة العبادة. ماتت في شعبان. 4 (حرف الدال)
4 (داوود بن أحمد بن الحسين.) أبو الفرج الحريمي، الدباس، المعروف بابن التش.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 348 ولد سنة خمس عشرة وخمسمائة. وسمع من: أبي غالب بن البنا، وأبي الفضل محمد بن المهتدي بالله. وأجاز له أبو عبد الله البارع، وأبو عامر محمد بن سعدون العبدري. قال الدبيثي: أجاز لي. وتوفي في رمضان. وحدث عنه ابن النجار. 4 (حرف السين)
4 (سعد بن طاهر بن سعد بن علي.) الأمير الرئيس أبو الفضل المزدقاني. الدمشقي. ولد سنة إحدى وعشرين وخمسمائة. وسمع من: جمال الإسلام علي بن المسلم. روى عنه: ابن خليل وغيره وأجاز لابن أبي الخير، وللحافظ زكي الدين عبد العظيم وقال: توفي رحمه الله في العشرين من شعبان.) 4 (سليمان بن أحمد بن عبد الرحيم.) أبو داود البغدادي. عرف بابن العميد. قرأ القرآن على أبي الكرم الشهرزوري. وحدث عنه، وعن: أبي الوقت. وتوفي في صفر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 349 4 (حرف الشين)
4 (شمائل بنت أبي منصور موهوب بن أحمد الجواليقي.) روت عن: أبيها. روى عنها: الضياء. 4 (حرف الصاد)
4 (صفوان بن إدريس.) أبو بحر التجيبي، المرسي، الكاتب البليغ. قال الأبار: أخذ عن أبي عبد الله بن حميد، وأبي العباس بن مضاء أخذ منه صحيح مسلم. وكان من جلة الأدباء البُلغاء ومَهَرة الكُتّاب والشّعراء. فصيحاً مدركاً، جليل القدر، وله رسائل بديعة. وكان من الفضل والدين بمكان. روى عنه: أبو الربيع بن سالم الكلاعي، وأبو عبد الله بن أبي البقاء. وتوفي في شوال، وله سبع وثلاثون سنة وأشهر فإنه ولد سنة ستين وخمسمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 350 أورد ابن فرتون له هذه الأبيات: (أحمى الهوى قلبه وأوقد .......... فهو على أني يموت أو قد)
(وقال عنه العذول وسال .......... قلده الله ما تقلد)
(وباللوى شادن عليه .......... جيدٌ غزال ووجهُ فرقد)
(علله ريقه بخمر .......... حتى انتشى طرفه فعربد)
(لا تعجبوا لانهزام صبري .......... صبري به فجيش الهوى مؤيد)
(أنا له كالذي تمنى .......... عبد نعم عبده وأزيد) ) (إن بسملت عينه لقتلي .......... صلى فؤادي على محمد)
4 (حرف الضاد)
4 (ضرغام بن إبراهيم) الدمياطي. سمع السلفي. سمع منه القوصي في هذه السنة بدمياط. 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن أحمد بن أبي المجد بن غنائم.) أبو محمد الحربي، العتابي، الإسكاف. حدث بمسند أحمد عن ابن الحصين بالموصل، وبها توفي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 351 وحدث عن: أبي الحسن بن الفراء أيضاً. روى عنه: الدبيثي، ابن خليل، والضياء، وشيخ الشيوخ عبد العزيز الأنصاري، وابن عبد الدائم، والنجيب الحراني، وخلق من شيوخ الدمياطي. لأنه روى المسند ببغداد. توفي في ثاني عشر المحرم. وتوفي قبله بيوم ولده أحمد. واسم أبي المجد صاعد. وقد أجاز لسعد الدين الخضر بن حمويه، ولقطب الدين أحمد بن أبي عصرون، وللفخر علي، وغيرهم. 4 (عبد الله بن خلف بن رافع بن ريس.) الحافظ أبو محمد بن بصيلة المسكي الأصل، والشارعي، القاهري. ولد سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة وقرأ القرآن على الشيخ رسلان بن عبد الله بن شعبان. وسمع من: علي بن هبة الله الكاملي، ومحمد بن علي الرحبي، وعثمان بن فرج العبدري، وإسماعيل الزيات، وعبد الرحمن بن محمد السيبي، وابن بري، وخلق. وارتحل إلى الثغر فأكثر عن السلفي، وابن عوف، وبدر الخذاداذي، وأبي طالب بن المسلم. وكتب بخطه الكثير.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 352 قال المنذري: رأيته ولم يتفق لي السماع منه.) قال: وكان حافظاً، محصلاً، عالماً بالتواريخ والوفيات. وجمع مجاميع مفيدة، وشرع في تاريخ لمصر وعجز عن إكماله لضيق ذات يده. ومسكه قرية بقرب عسقلان. قال ابن الأنماطي: جمع تاريخاً لمصر أجاد فيه، وهو مسودة، وكان يحفظ. 4 (عبد الله بن طلحة بن أحمد بن عبد الرحمن بن عطية.) أبو بكر المحاربي، الغرناطي. سمع: أباه، وابن عم أبيه عبد الحق بن غالب، وأبا السحن بن الباذش. وأخذ عن: عبد الله المقرئ، ومحمد بن أعين السعدي. وتفقه بالقاضيين أبي الحسن بن أضحى، وأبي محمد بن سماك. وسمع بقرطبة: أبا عبد الله بن الحاج، وأبا الحسن بن مغيث. وبالمرية: أبا القاسم بن ورد وأبا الحجاج القضاعي وسمع أيضاً من القاضي عياض وعبد الله بن سهل الضرير. وأجاز له أبو محمد بن عتاب، وغالب بن عطية، وأبو بحر الأسدي. ذكره الأبار فقال: وكان معدوداً في الفقهاء، صدراً في الشورى والفتيا. أخذ عنه: أبو العباس بن عميرة، وأبو القاسم الملاحي، وأبو الوليد إسماعيل بن يحيى الأزدي. وولد في سنة إحدى عشرة وخمسمائة. وهو آخر من روى عن غالب، وابن عتاب. وتوفي غالب سنة ثمان عشرة وخمسمائة. 4 (عبد الله بن محمد بن عبد الله.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 353 أبو الفضل العليمي، أخو المحدث عمر العليمي. روى عن: أخيه. وعن: نصر بن أحمد بن مقاتل. وتوفي في شعبان. 4 (عبد الله بن أبي الفضل نصر بن أحمد بن مزروع.) أبو محمد بن الثلاجي، الحربي، التاجر. سمع: ابن لحصين، وأبا الحسين بن الفراء.) روى عنه: ابن خليل، والضياء، والنجيب عبد اللطيف، وجماعة. وبالإجازة: ابن أبي الخير، والفخر علي. توفي في الخامس والعشرين من صفر، وله سبع وثمانون سنة. 4 (عبد الحق بن محمد بن عبد الرحمن.) أبو محمد القيسي، المرسي. سبط عبد الحق بن عطية. روى عن: أبي محمد عبد الله بن سهل الضرير، وأبي القاسم بن حبيش. قال الأبار: كان متفنناً في العلوم الشرعية والنظرية مع دقة الذهن، وجودة النظر، وقول الشعر. وتوفي في المحرم، وله تسع وخمسون سنة. 4 (عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن العمري.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 354 القاضي أبو الحسن البغدادي، العدل. ولد سنة خمس عشرة وخمسمائة. وسمع: أبا القاسم بن الحصين، وهبة الله بن الطبر، وأحمد بن علي المجلي، وقاضي المرستان، وجماعة. وأجاز له أبو عامر العبدري، وأبو عبد الله البارع. وولي قضاء الجانب الغربي، وهو منسوبٌ إلى محلة العمرية من الجانب الغربي. ثم عزل في أواخر أمره بالقاضي علي بن عبد الرشيد الهمذاني. ثم ناب له. روى عنه: ابن خليل، والضياء، والنجيب ابن الصيقل، وجماعة. وبالإجازة: القطب بن عصرون، وابن أبي الخير، والفخر علي، وآخرون. توفي في ثاني عشر رمضان. عبد الرحمن بن سلطان بن يحيى بن علي بن عبد العزيز بن علي. زين القضاة أبو بكر القرشي، الفقيه، الشافعي، الدمشقي، ولد سنة ثمان وعشرين وخمسمائة. وسمع من: جده القاضي أبي الفضل يحيى، وأبي الفتح نصر الله المصيصي، وأبي الدر ياقوت الرومي. وأجاز له: الفراوي، وعبد المنعم بن القشيري، وزاهر الشحامي، وهبة الله بن الطبر، وآخرون.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 355 روى عنه: ابن خليل، والقوصي، الزين بن عبد الدائم، وجماعة. وبالإجازة: ابن أبي الخير، والمسلم بن علان. وكان إماماً فاضلاً فقيهاً رئيساً متعبداً. قال الضياء: توفي في ذي الحجة ونعم الشيخ كان. ودفن بمسجد القدم. 4 (عبد الرحيم بن أبي القاسم عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد بن سهل.) أبو الحسن الشعري، الجرجاني الأصل، النيسابوري. ثقة، صالح، خير، صحيح السماع، عالي الإسناد. وهو أخو زينب الشعرية. ولد سنة خمس عشرة، و يقال سنة ثمان عشرة وخمسمائة. وسمع الكثير بإفادة والده. فسمع صحيح مسلم من أبي عبد الله الفراوي، وكتاب السنن والآثار للبيهقي، من عبد الجبار الخواري، عن المصنف. قال ابن نقطة: وقال لي بدل التبريزي إنه سمع السنن الكبير من عبد الجبار بن عبد الوهاب الدهان، عن البيهقي، والموطأ من هبة الله السندي، وغريب الحديث للخطابي، من أبي عبد الله الفراوي، ومسند أبي يعلى من زاهر بن طاهر وشعب الإيمان للبيهقي، أكثره من الفراوي، وبعضه من زاهر، بسماعهما من البيهقي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 356 قلت: وسمع أيضاً من إسماعيل بن أبي بكر القارئ، ووجيه الشحامي، وجماعة. وروى عنه بالإجازة أبو الحسن بن البخاري. وتوفي يوم الجمعة خامساً المحرم. 4 (عبد الرحيم بن عبد الواحد بن محمد بن المسلم بن هلال.) الرئيس نجم الدين أبو البركات الأزدي الدمشقي، المعدل. روى عن: أبي القاسم الحسين بن البن الأسدي. روى عنه: ابن خليل، والقوصي. وأجاز لابن أبي الخير. وتوفي في ثالث شعبان. 4 (عبد الرزاق بن أبي شجاع محمد بن أبي محمد بن المقرون.) البغدادي.) قرأ القرآن على أبيه. وسمع من: ابن البطي. ودخل الشام، ومصر. ومات في المحرم. 4 (عبد السلام بن أبي الخطاب أحمد بن محمد بن عمر.) أبو علي الحربي المؤدب. ولد سنة خمس عشرة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 357 وسمع من: أبي بكر الأنصاري، وأبي منصور القزاز، وعبد الواحد بن أحمد بن يوسف. روى عنه: ابن خليل، والدبيثي، والضياء، والنجيب عبد اللطيف، والتقي اليلداني، وآخرون. وبالإجازة: ابن أبي الخير، وابن البخاري. وتوفي في شوال. عبد الصمد بن ظاعن بن محمد بن محمود. القرشي الزبيري، من أولاد الشيوخ. روى عن: أبي الوقت، وأبي محمد بن المادح. توفي في المحرم. 4 (عبد العزيز بن أزهر بن عبد الوهاب بن أحمد بن حمزة.) أبو محمد البغدادي السباك. ولد سنة ربع وعشرين. وسمع من: أبي بكر الأنصاري، وعبد الوهاب الأنماطي. روى عنه: أبو عبد الله الدبيثي، وقال: توفي في ربيع الأول. قال ابن النجار: سمعتُ منه، وكان شروطياً لا بأس به. 4 (عبد العزيز بن الحسن بن علي بن محمد بن علي.) القاضي عز الدين ولد مجد الدين بن الزكي القرشي. روى عن: أسامة بن منقذ. روى عنه: القوصي، وقال: توفي في ذي القعدة وله ثلاث وثلاثون سنة.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 358 4 (عبد الملك بن زيد بن ياسين بن زيد بن قائد بن جميل.) الإمام، خطيب دمشق ضياء الدين التغلبي الأرقمي، الدولعي، الموصلي، الفقيه الشافعي. ولد سنة سبع وخمسمائة، وقدم دمشق في شبيبته فتفقه بها. وسمع من: أبي الفتح نصر الله المصيصي. وتفقه ببغداد وسمع بها جامع الترمذي من عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي، وسنن النسائي من علي بن أحمد بن محمويه اليزدي. روى عنه: أبو الطاهر إسماعيل بن الأنماطي، وابن خليل، والشهاب القوصي، والتقي بن أبي اليسر، وطائفة سواهم. توفي في ثاني عشر ربيع الأول وله إحدى وتسعون سنة إلا أشهراً قليلة. وروى عنه بالإجازة: أبو الغنائم بن علان، وأبو العباس بن أبي الخير. وكان فقيهاً، مفتياً، عارفاً بالمذهب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 359 ولي خطابه دمشق مدة طويلة، ودرس بالغزالية. وكان على طريقةٍ حميدة. والدولعية: من قرى الموصل، وقائد: بالقاف، التغلبي: بالثلاثة. وولي بعده الخطابة ابن أخيه جمال الدين محمد بن أبي الفضل بجاه فلك الدين أخي الملك العادل فبقي في الخطابة إلى أن مات سنة خمس وثلاثين وستمائة رحمه الله. 4 (عبد الواحد بن عبد الله بن حيدرة بن المحسن.) أبو المحاسن السلمي، الدمشقي، الحنبلي. سبط أبي القاسم الحسين بن البن. ولد سنة ثلاث عشرة وخمسمائة. وسمع في كبره من جده. وكان عطاراً بدمشق. روى عنه: يوسف بن خليل، وغيره. وبالإجازة: ابن أبي الخير. وتوفي في ثامن شعر ربيع الآخر، رحمه الله تعالى. 4 (عبد الوهاب بن محمد.) أبو محمد القيسي، الأندلسي، الأديب، خطيب مالقة.) ورع عالم، متقلل من الدنيا. وله النثر والنظم. توفي في شوال، وقد شاخ. ومن شعره: (الموت حصاد بلا منجل .......... يسطو على القاطن والمنجلي)
(لا يقبل العذر على حالةٍ .......... ما كان من مشكلٍ أو من جلي)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 360 وله: (بإحدى هذه الخيمات جارة .......... ترى قتلي وتعذيبي تجارة)
(وكم ناديتُ: يا سولي ارحمينا .......... فلسنا بالحديث ولا الحجارة)
4 (عفيفة بنت طارق بن سنان.) أخت المحدث أحمد بن طارق الكركي. سمعت من: سعيد بن البنا، وأبي بكر بن الزاغوني، وجماعة. وحدثت. سمع منها: جعفر بن محمد العباسي ويوسف بن خليل. وتوفيت في المحرم ببغداد رحمها الله تعالى. 4 (علي بن عتيق بن عيسى بن أحمد) أبو الحسن الأنصاري، الخزرجي، القرطبي. أحد القراء. أخذ القراءات عن: أبي القاسم بن الفرس، وأبي جعفر البطروجي، وأبي العباس ابن زرقون. وحدث عن: أبي محمد الرشاطي، وأبي عبد الله بن أبي إحدى عشرة، وأبي الحسن بن مغيث، وأبي القاسم بن بقي، وأبي بكر بن العربي، وجماعة. وحج، فسمع من أبي طاهر السلفي. ذكره الأبار فقال: شيوخه ينيفون على مائة وخمسين شيخاً. وكان بصيراً بالقراءات والحديث. يا شارك في عالم الطب ونظم الشعر. وصنف في الطب والأصول.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 361 سمع منه: أبو الحسن بن الفضل الحافظ المقدسي، وشيوخنا أبو عبد الله التجيبي، وأبو الربيع بن سالم، وأبو الحسن بن فيره. وتوفي وله خمسٌ وسبعون سنة.) وقال ابن الزبير: شارك في الكلام، والأصول، والطب. في خطه أوهام، وفيه غفلة مخلة. حدث عنه: أبو الحسن بن القطان، ويعيش بن القديم، وشيخنا أبو الحسن الغافقي لقيه بفاس، وكان آخر من حدث عنه. 4 (علي بن محمد بن غليس، بغين معجمة.) أبو الحسن اليمني الزاهد، نزيل دمشق. كان عبداً صالحاً، قانتاً لله. جاور مدة بالكلاسة. قال شهاب الدين أبو شامة: له كرامات ظاهرة. حكى عنه شيخنا السخاوي أنه قال: كنت مسافراً مع قافلة، فإذا سبع اعترضنا، فتقدمت إليه وهو مقع على ذنبه، فقلت له كلاماً رأيته في النوم كأني أقوله لسبع، وهو: يا كلب أنت كلبُ الله، وأنا عبد الله، فاخضع واخنع لمن سكن له ما في السموات والأرض وهو السميع العليم. فقلت له هذا الكلام، ثم تقدمت فأدخلت يدي في فمه، وقلبت أسنانه، وشممت من فيه رائحة كريهة، وأدخلت يدي بين أفخاذه، فقلبت خصيته. وله من الكرامات غير ذلك. وكان يقول عن نفسه: ابن غليس ما يسوى فُلّيْس.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 362 وقال زكي الدين المنذري: توفي ليلة سابع عشر رمضان ودفن بباب الصغير بالقرب من أبي الدرداء. وكان الجمع موفراً ولم يبلغ ستين سنة. وقد سمع بالقدس من أبي محمد القاسم بن عساكر. وكان مشهوراً بالصلاح والخير. 4 (علي بن محمد بن علي بن يعيش.) أبو الحسن سبط قاضي القضاة أبي الحسن علي بن محمد بن الدامغاني. شيخ متميز نبيل، عالي الإسناد. سمع من: هبة الله بن الحصين، وزاهر بن طاهر، وهبة الله بن الطبر، وغيرهم. وكان مولده في شعبان سنة تسع عشرة. روى عنه: أبو عبد الله الدبيثي، وابن خليل، والضياء، وابن عبد الدائم، وآخرون. وبالإجازة ابن أبي الخير، والفخر علي. وتوفي في صفر رحمه الله. 4 (علي بن يحيى بن صلايا.) أبو الحسن العلوي، البغدادي.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 363 من بيت مشهور. ولي نظر أعمال دُجيل. وتوفي في شعبان. 4 (عمر بن علي بن بقاء.) أبو حفص ابن النموذج الحريمي، السقلاطوني. سمع من: ابن الحصين. وولد بعد سنة عشرة وخمسمائة روى عنه: الدبيثي، وابن خليل. وبالإجازة ابن أبي الخير. وتوفي ثاني عشر المحرم. 4 (حرف الفاء)
4 (فرحة بنت قراطاش بن طنطاش الظفري العوني.) كان أبوها مولى عز الدين بن هبيرة الوزير. وكنيتها أم الحيا. روت عن: إسماعيل بن السمرقندي. روى عنه: ابن خليل، والضياء المقدسي، والنجيب الحراني. وبالإجازة: الفخر بن البخاري، وغيره. وتوفيت في ذي القعدة سنة تسع. قاله ابن النجار. وقال الدبيثي سنة ثمان، فيحرر. 4 (حرف اللام)
4 (لؤلؤ الحاجب العادلي.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 364 من كبار الدولة. وله مواقف مشهورة بالسواحل. وكان مقدم الغزاة حين توجهوا إلى العدو الذين قصدوا الحجاز في البحر المالح بعدة مراكب وشوكة، فأحاطوا بهم، واستولوا عليهم بأسرهم. وكان غزوة عظيمة القدر، وقدموا بالأسرى إلى القاهرة، وكان يوماً مشهوداً. توفي لؤلؤ بالقاهرة في صفر. قال الموفق عبد اللطيف: كان شيخاً أرمنياً في الأصل، من أجناد القصر، وخدم مع صلاح الدين مقدماً للأصطول. وكان حيثما توجه فتح وانتصر وغنم. أدركته وقد ترك الخدمة. وكان) يتصدق كل يوم باثني عشر ألف رغيف مع قدور الطعام. وكان يضعف ذلك في رمضان، ويضع ثلاثة مراكب، كل مركب طوله عشرون ذراعاً مملوءة طعاماً، ويدخل الفقراء أفواجاً، وهو مشدود الوسط، قائم بنفسه، وبيده مغرفة، وفي الأخرى جرة سمن، وهو يصلح صفوف الفقراء، ويقرب إليهم الطعام، ويبدأ بالرجال، ثم النساء، ثم بالصبيان. ومع كثرتهم لا يزدحمون لعلمهم أن المعروف يعمهم. فإذا فرغوا بسط سماطاً للأغنياء يعجز الملوك عن مثله. ولما كان صالح الدين على حران توجه فرنج الكرك والشوبك لينبشوا الحجرة النبوية، وينقلوه إليهم، ويأخذوا من المسلمين جعلاً على زيارته، فقام صلاح الدين لذلك وقعد، ولم يمكنه أن يتزحزح من مكانه، فأرسل إلى سيف الدولة ابن منقذ نائبه بمصر أن جهز لؤلؤ الحاجب. فكلمه في ذلك فقال: حسبك، كم عددهم قال: ثلاثمائة وينف كلهم أبطال. فأخذ قيوداً بعددهم، وكان معهم طائفة من مرتدة العرب، ولم يبق بينهم وبين المدينة إلا مسافة يوم، فتداركهم وبذل الأموال، فمالت إليه العرب للذهب، واعتصم الفرنج بجبل عالٍ، فصعد إليهم بنفسه راجلاً في
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 365 تسعة أنفس، فخارت قوى الملاعين بأمر الله تعالى، وقويت نفسه بالله، فسلموا أنفسهم، فصفدهم وقدم بهم القاهرة. وتولى قتلهم الفقهاء، والصالحون، والصوفية. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أحمد بن خلف.) أبو عبد الله الأنصاري، المالقي. قال الأبار: أخذ القراءات عن أبي الحسن شريح، وأبي العباس ابن حرب المسيلي، وسمع منهما. وتوفي في شوال بمالقة. وقد نيف على الثمانين. 4 (محمد بن الحسن بن إبراهيم.) الأنصاري أبو عبد الله الغرناطي. ويعرف بابن بداوة. سمع: أبا بكر بن العرب، وإبراهيم بن منيه الغافقي، وغيرهما. وكان من أبرع الناس خطاً. أخذ عنه: أبو القاسم الملاحي، وغيره.) حدث في أوائل هذه السنة. ولم يؤرخ الأبار له وفاة. 4 (محمد بن عبد الله بن سليمان بن عثمان بن هاجر.) أبو عبد الله الأنصاري، البلنسي، المقرئ. أخذ القراءات عن: أبي بكر بن نمارة بن محمد وحجمر فسمع من السلفي، وبمكة سمع الصحيح من علي بن عمار الأطرابلسي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 366 أخذ عنه: أبو الحسن بن فيره، وأبو الربيع بن سالم، وأبو عبد الله بن أبي البقاء. قال الأبار: كان من أهل الصلاح والفضل والورع، محترفاً بالتجارة. توفي في المحرم. 4 (محمد بن عبد الرحمن.) أبو عبد الله الزعيني السرقسطي المتكلم. ويلقب بالركن. كان رأساً في الأصول والكلام. يقرئ الإرشاد للجويني، وغيره بالأندلس. أخذ عنه أبو الحسن بن خروف، وأبو سليمان بن حوط الله. كان حياً في هذا العام. 4 (محمد بن العلامة أبي سعد عبد الكريم بن أحمد بن عبد الكريم بن أحمد بن طاهر.) الوزان، التيمي، الصدر، الفقيه، العلامة، عماد الدين أبو عبد الله الشافعي الرازي، مصنف شرح الوجيز. توفي بالري في ربيع الآخر، ودفن في جوار يوسف بن الحسين الرازي. 4 (محمد بن علي بن الحسين بن محمد بن علي.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 367 أبو الحسن بن قاضي العراق أبي القاسم بن نور الهدى أبي طالب الزينبي، الهامشي. سمع من: قاضي المرستان أبي بكر، وأبي بكر محمد بن القاسم الشهرزوري. روى عنه: أبو عبد الله بن النجار وقال: كان شيخاً صالحاً ساكناً خاشعاً صدوقاً. افتقر في آخر عمره فقراً مدقعاً، وكان صابراً راضياً. وكان خلياً من العلم. توفي في الخامس والعشرين من المحرم، وقد نيف على السبعين. 4 (محمد بن علي بن محمد بن يحيى بن علي بن عبد العزيز بن علي.) قاضي قضاة الشام محيي الدين، أبو المعالي ابن قاضي القضاة زكي الدين أبي الحسن ابن) قاضي القضاة المنتجب، أبو المعالي ابن قاضي القضاة الزكي أبي الفضل القرشي، الدمشقي، الشافعي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 368 ولد سنة خمسين وخمسمائة، وقرأ المذهب على جماعة. وسمع من: والده وعبد الرحمن بن أبي الحسن الداراني، وسعيد بن سهل الفكلي، الصائن هبة اله بن عساكر، وأبي المكارم عبد الواحد بن هلال وجماعة. وهو من بيت القضاء والحشمة والأصالة والعلم. روى عنه: الشهاب القوصي في معجمه، والمجد بن عساكر، وغيرهما. وبالإجازة أحمد بن أبي الخير. وعاش ثمانياً وأربعين سنة. وكان أديباً منشئاً، بليغاً، مُدْرّهاً، فصيحاً، مفوَّهاً. ذكره أبو شامة فقال: كان عالماً صارماً حسن الخط واللفظ. وشهد فتح بيت المقدس، فكان أول من خطب به بخطبة فائقة أنشأها. وكانت بيده أوقاف الجامع الأموي، وغيره. ثم عُزل عنها سنة موته، وتولاها شمس الدين ابن البيني ضماناً، فبقي إلى سنة أربع وستمائة، وعزل. وتولاها الرشيد ابن أخته ضماناً بزيادة ثلاثة آلاف دينار، ثم عُزل في أثناء السنة. وأبطل الضمان، وتولاها المعتمد والي دمشق. قال: وكان محيي الدين قد اضطرب في آخر عمره، وجرت له قضية مع الإسماعيلية بسبب قتل شخص منهم، ولذلك فتح له باباً سراً إلى الجامع من دارهم التي بباب البريد لأجل صلاة الجمعة. قال: وأثنى عليه الشيخ عماد الدين بن الحرستاني وعلى فصاحته وحفظه لما يلقيه من الدروس. قال: وتوفي وله ثمان وأربعون سنة. وكذا ابنه القاضي الطاهر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 369 وكان ينهى عن الاشتغال بكتب المنطق والجدل، وقطع كتباً في ذلك في مجلسه. وكان قد تظاهر بترك النيابة في القضاء عن القاضي ابن أبي عصرون، فأرسل إليه السلطان صلاح الدين مجد الدين بن النحاس والد العماد عبد الله الراوي، وأمره أن يضرب على علامته في مجلسه حكمه، ففعل به ذلك، فلزم بيته حياءً، وطلب ابن أبي عصرون من ينوب عنه، فأشاروا عليه بالخطيب ضياء الدين الدولعي، فأرسل إليه خلعة النيابة مع البدر يونس الفارقي،) فرده وشتمه، فأسل إلى جمال الدين بن الحرستاني، فناب عنه. قلت: ثم بعد هذا توفي ابن أبي عصرون، وولي المجبي القضاء، وعظمت رتبته عند صلاح الدين، وسار إلى مصر رسولاً من الملك العادل إلى الملك العزيز يحثه على الجهاد، وعلى قصد الفرنج. وأول ما خطب بالقدس قرأ أول شيء الفاتحة، ثم قرأ فَقُطِعَ دَابِرُ القومِ الذينَ ظَلَمُوا الآية، ثم أول الأنعام، والكهف، وحمدلة النمل، وأول سبأ، وفاطر، ثم قال: الحمد لله مُعِزّ لإسلام بنصره، ومُذله الشرك بقهره، ومصرّف الأمور بأمره، ومُديم النعم بشكره، ومُستدرج الكفار بمكره، قدّر الأيام دولاً بعدله، وجعل العاقبة للمتقين بفضله، وأفاد على عباده من ظلّه، وأظهر دينه على الدين كله، القاهر للمتقين بفضله، وأفاد على عباده من ظله، وأظهر دينه على الدين كله، القاهر فوق عباده فلا يُمانَع، والظاهر على خليفته فلا يُنازع، والأمر بما شاء فلا يُراجع، والحاكم بما يُريد فلا يُدافع. أحمده على إظفاره وإظهاره وإعزازه لأوليائه، ونصره لأنصاره، وتطهير بيته المقدس من أدناس الشرك وأوضاره، حمد من استشعر الحمد باطن سره وظاهر جهاره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الأحد الصمد الذي لم يلد لم يولد، ولم يكن له كفواً أحد. شهادة من طهر بالتوحيد قلبه، وأرضى به ربه. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله داحض الشرك وداحض
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 370 الإفك، الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وعرج به إلى السموات العلى إلى سدرة المنتهى، عندها جنة المأوى، ما زاغ البصر وما طغى. ثم ترضى عن الصحابة، ثم ذكر الموعظة فأبلغ، مضمونها تعظيم بيت المقدس، وتعظيم الجهاد، والحث عليه، والدعاء لصلاح الدين. وكان له يومئذ ثلاث وثلاثون سنة، واسمه على تثمين قبة النسر بخط كوفي بفص أبيض، وهو ظاهرٌ في الجهة الشرقية، فيه أن ذلك فصص في مباشرته. توفي في سابع شعبان. 4 (محمد بن عمر بن عبد الله.) أبو بكر الصائغي، المروزي، السنجي. قال أبو العلاء الفرض: هو شيخ صالح. سمع: يوسف بن أيوب الهمذاني الزاهد، وأبا شجاع عمر البسطامي، وأبا الفتح محمد بن عبد) الرحمن الكشميهني، وعمر بن محمد السرخسي، توفي في المحرم. 4 (محمد بن محمود بن أحمد بن علي ابن الصابوني.) الصوفي أبو عبد الله. ولد بمكة ونشأ ببغداد، وسمع الكثير من: سعيد بن أحمد بن البناء، وأبي الوقت، وجماعة. وبالثغر من السلفي. روى عنه: أبي يوسف بن خليل، وقال: مات بدمشق في شعبان سنة 598.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 371 4 (محمد بن أبي بكر بن محمد بن الحسن بن علي.) أبو عبد الله الربعي الكركنتي، القيرواني، الفقيه، المالكي. توفي وله إحدى وتسعون سنة. وقد حدث عن: أبي الحجاج يوسف بن عبد العزيز الميورقي. توفي في سلخ ذي الحجة بالإسكندرية. 4 (مبادر ابن الأجل أحمد بن عبد الرحمن بن مبادر.) الأزجي، الكاتب، الشافعي. تفقه وناظر وتكلم في مسائل الخلاف. وحدث عن ابن البطي، وغيره. 4 (محمود بن الحسين بن الحسن بن أحمد.) أبو الثناء الساوي، الصوفي. لقبه: مخلص الدين وهو والد المسند يوسف الساوي. ولد سنة إحدى عشرة وخمسمائة. وسمع في الكهولة من السلفي مع ولده.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 372 وحدث، وكان صالحاً خيراً. توفي بمصر. 4 (محمود بن سليمان بن سعيد.) البغدادي، ويعرف بابن المحتسب. موصلي أديب، فاضل، شاعر، محسن بديع القول.) مدح صاحب الموصل، وقدم بغداد فسكنها، وولي نظر الأوقاف. وعاش ستاً وستين سنة. وتوفي في ثلاث شعبان بالموصل. ومن شعره: (أهاب وصف الخمر في إهابها .......... يا حبذا اللؤلؤ من حبابها)
(حيى بها الساقي وقد أقعدهُ .......... سكرٌ فزيد الشكر إذ حبا بها)
(إعن بها يا أيها المغرى بها .......... وأسلف النضار في أعنابها)
(ثوى بها كل سرور عندنا .......... وإثمها أكبر من ثوابها)
4 (محمود بن عبد المنعم بن محمد بن أسد بن علي.) أبو الهمام التميمي، الدمشقي. ولد سنة عشرة وخمسمائة. وسمع من جمال الإسلام أبي الحسن السلمي معجم ابن جميع. روى عنه: يوسف بن خليل، وإسحاق بن الخضر بن كامل السكري، والحافظ الضياء، والفقيه محمد اليونيني، وموسى بن راجح، وجماعة، والشهاب القوصي وقال: لقبه شرف الدولة. روى عنه إجازة: أحمد بن أبي الخير، وغيره.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 373 وتوفي في حادي عشر جمادى الأولى. 4 (محمود بن محمد بن قل هو الله خوان) أبو القاسم الإصبهاني. توفي عن بضع وسبعين سنة. 4 (حرف النون)
4 (نصر الله بن سلامة بن سالم.) أبو المعالي الهيتي، المقرئ. توفي بالموصل أو بهيت. روى عن: أبي الفتح الكروخي، وأبي الفضل الأرموي، وابن ناصر، وجماعة. روى عنه: الحافظ ضياء الدين، وابن خليل، واليلداني، وسماعهم منه بالموصل. ويعرف بابن حبن، بمهملة وموحدة بالفتح. وهو أخو منصور. وهو من هيت البلد الذي فوق) الأنبار على الفرات. وأما هيت التي من أعمال زرع فنسب إليها جماعة من الرواة. توفي في جمادى الأولى.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 374 4 (نصر بن محمد بن مقلد.) الإمام أبو الفتح القضاعي، الشيزري، الفقيه الشافعي، الملقب بالمرتضى. من علماء الديار المصرية. تفقه على: أبي حامد محمد بن محمد البروي، وأبي سعد عبد الله بن أبي عصرون. وسمع بدمشق من الحافظ ابن عساكر. وسكان مصر ودرس بالقرافة. بمدرسة الشافعي. وحدث. 4 (حرف الهاء)
4 (هبة الله بن الحسن بن أبي سعد الظفر بن الحسن بن المظفر.) أبو القاسم الهمذاني الأصل، البغدادي، المراتبي، المعروف بالسبط، سبط ابن لال. ولد في حدود سنة عشر وخمسمائة. سمع من أبيه أبي علي، وأبي نصر أحمد بن عبد الله بن رضوان، وأبي العز أحمد بن كادش، وأبي القاسم بن الحصين، وأبي غالب بن البنا، وأبي
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 375 بكر محمد بن الحسين المزرفي، وأبي الحسين بن الفراء، وأبي الحسن بن الفراء، وعلي بن عبد القاهر بن آسة الفرضي، وبعد الله بن محمد بن شاتيل، وإسماعيل بن أبي صالح المؤذن، وجماعة. روى عنه: أبو عبد الله الدبيثي وقال: كان صحيح السماع، فيه تسامح في الأمور الدينية، وأبو موسى بن عبد الغني، وابن خليل، والضياء، واليلداني، والنجيب، وابن عبد الدائم، وآخرون. وبالإجازة: ابن أبي الخير، والفخر بن البخاري. وتوفي في العشرين من المحرم. وقيل إنه ولد في رجب سنة ثلاثة عشرة. قال ابن نقطة: كان غير مرضي السيرة في دينه. وقال ابن النجار: كان فهماً، ذكياً، حفظة للشعر والنوادر، ظريفاً، برع في علم السكاكين، وعمل الشطرنج عاج وأبنوس، وزنة حبتين وأرزة كل مثل الخردل، وأشكاله مفسرة. ثم كبر) وعجز، وساءت أخلاقه، وصار وسخاً، وقذراً لا يتقي النجاسة. ولم يكن في دينه بذاك. وكان يسب أباه كيف أسمعه وكان مع فقره و عسارته لا يطلب شيئاً على الرواية. 4 (هبة الله، ويسمى أيضاً سيد الأهل، بن علي بن مسعود بن ثابت بن هاشم بن غالب.) أمين الدين، أبو القاسم الأنصاري، الخزرجي، المنستيري الأصل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 376 البوصيري، ثم المصري المولد والدار، الأديب، الكاتب. ولد سنة ست وخمسمائة، وعاش اثنتين وتسعين سنة. وكان مسند ديار مصر في وقته. سمع مع السلفي، وبقراءته من: أبي صادق المديني، وأبي عبد الله محمد بن بركات السعيدي، وأبي الحسن علي بن الحسين الفراء، وسلطان بن إبراهيم، والخفرة بنت مبشر بن فاتك، وغيرهم. وانفرد بالسماع منهم. وأجاز له أبو الحسن الفراء، وابن الخطاب الرازي وقد سمع منهما. وسمع من: أبي طاهر السلفي. وحدث بمصر والإسكندرية، ورحل إليه المحدثون، وقصد من البلاد. روى عنه: ابن المفضل المقدسي، وابن خليل. والضياء، وأبو الحسن السخاوي، الرشيد أبو الحسين العطار، والرضى عبد الرحمن بن محمد المقرئ، وأبو سلمان الحافظ، والشرف عبد الله بن أبي عمر، والزين أحمد بن عبد الملك، ومحمد بن البهاء، وخطيب مردا، وأحمد بن زين الدين، وأبو بكر بن مكرم، ومحمد بن عبد العزيز الإدريسي، وسليمان الأسعردي، وأبو عمر بن الحاجب، الملك المحسن أحمد بن صالح الدين، وإسماعيل بن عبد القوي بن عزون، وأبوه، وإسماعيل بن صارم، وعبد الله بن حلاق، وعبد الغني بن بنين، وخلق كثير. وأجاز لأحمد بن أبي الخير. وقد قرأت بخط أحمد بن الجوهري الحافظ أنه قرأ بخط حسن بن عبد الباقي الصقلي أنه سأل القاسم البوصيري الإجازة لجميع المسلمين ممن أدرك حياته فتلفظ بالإجازة. قتل: وتوفي في ثاني ليلة من صفر. وقال الضياء المقدسي: كان شيخنا البوصيري ثقيل السمع، فكنتُ إذا
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 377 قرأت عليه أرفع صوتي، وكان يسمع بأذنه اليسرى أجود. وكان شرس الأخلاق. وشاهدته يوماً وشيخنا الحافظ عبد الغني يقرأ عليه من البخاري فجاء في الحديث: لا إله إلا الله) وحده لا شريك له له الملك وله الحمد... الحديث. فقال أبو القاسم: ليس فيه ويحيى ويميت. فعلم أنه يسمع ولله الحمد. 4 (حرف الياء)
4 (يحيى بن عبد الرحمن بن عسى بن عبد الرحمن.) أبو العباس القرطبي، المعروف بابن الحاج المجريطي. ذكره الأبار فقال: أخذ القراءات عن: أبيه، وعن: أبي زيد الخزرجي. وسمع من: أبي مروان بن مسرة، وأبي جعفر البطروجي، وأبي بكر ابن العرب. وأخذ العربية عن أبي بكر بن سمحون. وأجاز له الشيخ أبو عبد الله ابن معمر، وغيره. وولي قضاء جيان، ومرسية وغرناطة. ثم قدم بعد أبي الوليد بن رشد لقضاء قرطبة. وكان مودوداً في رجالها، وذوي النباهة مع الجزالة والعدالة والإيثار للحق والصدع به. أقرأ القرآن وأسمع الحديث. وروى عنه جماعة من شيوخنا. وتوفي في جمادى الآخرة. وكان مولده في سنة تسع عشرة وخمسمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 378 وفيها ولد: البدر أحمد بن شيبان بن تغلب في آخر ربيع الآخر. وشمس الدين محمد بن داود بن إلياس التغلبي، وعماد الدين داود بن يحيى القرشي والد الفنجاري، والشهاب عبد الرحيم بن يوسف ابن خطيب المزة، في ذي القعدة، والشيخ عبد البصير بن علي المريوطي، والرشيد عمر بن إسماعيل الفارقي، وإلياس بن علوان الملقن.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 379 4 (وفيات سنة تسع تسعين وخمسمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن عبد العزيز.) ) أبو العباس الحربي، الخردلي. حدث عن: عبد الله بن أحمد بن يوسف، وغيره. توفي في ذي الحجة. 4 (أحمد بن قاضي القضاة أبي طالب علي بن علي بن البخاري.) أقضى القضاة أبو الفضل. ناب عن والده في القضاء بالحريم، وولي بعد ذلك قضاء العراق سنة أربع وتسعين، وعزل بعد سنة بأبي الفضائل القاسم بن يحيى الشهرزوري، توفي في ذي الحجة، ولا أعلم له رواية. 4 (أحمد بن علي بن هلال بن عبد الملك.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 380 أبو الفتوح البغدادي، القارئ المعروف بالمعمم. روى بالإجازة عن: أبي العز بن كادش، وأبي القاسم بن الحُصين. سمع منه: أبو عبد الله الدبيثي، وغيره. وتوفي رحمه الله في صفر. 4 (أحمد بن يحيى بن أحمد بن عميرة.) أبو العباس الضبي الأندلسي. أخذ عن: أبي عبد الله بن حميد. وحج فأخذ عن: أبي الطاهر بن عوف المالكي، وإسماعيل بن قاسم الزيات. ونسخ بخطه ما لا ينحصر. وحدث. وعاش بضعاً وأربعين سنة. سقط عليه حائط بمرسية فاستشهد في ربيع الآخر. 4 (أحمد بن يحيى بن إبراهيم بن سعود.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 381 أبو العباس العبدري القرطبي. سمع من: أبي جعفر البطروجي، وأبي عبد الله بن أبي الخصال. وكان كاتباً، بليغاً، مفوهاً، ظريفاً، حلو النادرة، قوي العارضة، بارع الكتابة بمرة. له النظم والنثر. كتب لبعض ملوك الأندلس. قال الأبار: بلغني أن كتبه أبيعت بستة آلاف دينار. وتوفي بمراكش وورخه. قلت: لعله عاش ثمانين سنة.) 4 (أحمد بن يوسف بن الحسين.) أبو العباس بن القرميسيني، البغدادي. ولد في سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة. وسمع: أبا الفضل الأرموي، وأبا الكرم الشهرزوري المقرئ، وجماعة. وأكثر التطواف في الأرض للتجارة حتى دخل الهند، والترك، واليمن، ورأى العجائب. وسمع بنيسابور من: هبة الرحمن بن عبد الواحد القشيري. ومات بالموصل في جمادى الأولى. روى عنه: الدبيثي. 4 (أحمد بن أبي النجم بن نبهان بن محمد.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 382 الشيخ المعمّر أبو سالم الأبهري، الزنجاني، القاضي. وهو أحمد بن سالم المذكور سنة. وما أحسبه بقي إلى هذا الوقت. أجاز له الشيخ أبو بكر أحمد بن محمد الزنجري شيخ السلفي في الأربعين البلدية في سنة إحدى وخمسمائة وهو آخر محمد روى عنه في الدنيا. حدث ببغداد، ومكة. قال الحافظ المنذري: حدثنا عنه. وتوفي في هذه السنة. 4 (إبراهيم بن محمد بن أحمد بن الصقال.) الفقيه أبو إسحاق الطيبي، ثم البغدادي، الحنبلي، المعدل. ولد سنة خمس وعشرين وخمسمائة. وتفقه على: القاضي أبي يعلى الصغير محمد بن محمد، وأبي حكيم بن دينار النهرواني. وسمع من: أبي العباس بن الطلاية، وابن ناصر، وسعيد بن البنا، وجماعة. وكان ثقة ثبتاً صالحاً، إماماً في الفرائض والحساب. روى عنه: الدبيثي، والضياء محمد، وابن النجار، وغيرهم. وتوفي في أول ذي الحجة، وشيعه خلق، وحمل على الرؤوس رحمه الله. 4 (إسماعيل بن محمد بن حسان بن جواد بن علي بن خزرج.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 383 القاضي الجليل، أبو الطاهر بن القاضي أبي عبد الله الأنصاري، الفقيه المصري، الشافعي.) رحل إلى بغداد وتفقه على الإمام أبي القاسم يحيى بن فضلان. وسمع الحديث. وحدث عن منوجهر شياً قليلاً. توفي بمصر في رمضان. 4 (إسماعيل بن محمد بن محمد بن يوسف.) أبو الفتح المروزي، الفاشاني. سمع: أبا سعد بن السمعاني الحافظ. وببغداد: أبا الفتح بن عبد السلام. وحدث بمرو. وفاشان، بالفاء، من قرى بغداد. وأما باشان القرية التي من هراة فيقال لها فاشان أيضاً منها أبو عبيدة صاحب الغريبين، وغيره. وأما قاشان، بالقاف، فبلد مشهور بقرب قم. وأما قاسان، بالقاف وسين مهملة، فبلد كبير بما وراء النهر، وأهله يعقدون القاف فيقولون كاسان. وقاشان أيضاً بليدة بخُراسان، وناحية من أعمال إصبهان. 4 (إسماعيل بن مظفر بن علي بن محمد بن زيد بن ثابت.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 384 أبو محمد الكرخي، الشروطي، المعروف بابن المنجم. ولد سنة اثنتين وثلاثين، وسمع: محمد بن محمد السلال، المبارك بن علي السمذي، والأرموي، وجماعة. وتوفي في ربيع الآخر. روى عنه: الدبيثي. وأجاز للفخر علي. 4 (حرف الباء)
4 (بركات بن أبي غالب بن نزال بن همام.) ) أبو محمد البغدادي، السقلاطوني. سمع: أبا الحسن بن الزاغوني، والقاضي أبا بكر، وإسماعيل ابن السمرقندي. ويسمى أيضاً بعبد الله. روى عنه: الدبيثي، وقال: توفي في ربيع الأول. 4 (حرف الحاء)
4 (الحسن بن إبراهيم بن منصور بن الحسين بن قحطبة.) أبو علي الفرغاني الأصل، البغدادي، الصوفي، المعروف بابن الشنانة. ولد سنة إحدى عشرة وخمسمائة. وسمع من: هبة الله بن الحصين، والحسن بن أحمد بن جكينا.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 385 شيخ صوفي ظريف، حسن المذاكرة. صحب الصوفية برباط الزوزني. قال الدبيثي: لا بأس به. توفي في ثامن عشر صفر. روى عنه: هو والضياء، وابن خليل، والنجيب عبد اللطيف، والتقي اليلداني، وآخر من روى عنه بالإجازة الفخر علي. 4 (الحسن بن علي بن الحسن.) أبو محمد العبدي البصري، الأديب، المنشئ. قدم بغداد، وسمع من أبي ناصر، وعاد إلى بلده. وسمع من غير ابن ناصر. 4 (حرف الدال)
4 (داود بن يوسف بن إبراهيم.) أبو السعادات الحربي، المؤدب. سمع: ابن الطلاية، وسعيد بن البنا. وحدث. وتوفي في جمادى الآخرة. 4 (حرف الزاي)
4 (زمرد خاتون.) )
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 386 التركية الجهة المعظمة، أم أمير المؤمنين الناصر لدين الله. عاشت في خلافة ابنها أربعاً وعشرين سنة. وحجت، ووقفت المدارس والربط والجوامع. ولها وقوفٌ كثيرة في القُرُبات. وقد أنفقت في حجتها نحواً من ثلاثمائة ألف دينار. وحزن عليها الخليفة ومشى أمام تابوتها، وحُمِلت إلى تُربة معروف الكرخي، وشيعها الأكابر. وكاد الوزير أن يهلك من المشي، وقعد يستريح مرّات، عُمِل عزاؤها شهراً وأنشدت المراثي. وأمر الخليفة بتفريق ما خلَفته من ذهب وجوهر وثياب. وتوفيت في ربيع الآخر. قال لنا ابن البزوري في تاريخه: عظم على الخليفة مصابها، وتجرع لفقدها مر الأحزان وأصابها. وتقدم إلى الوزير وأرباب الدولة، الكل والمدرسين بالحضور إلى باطن دار الخلافة للصلاة عليها، فلبسوا ثياب العزاء، ورفعت الغرز والطرحات والبسملة من بين يدي الأمراء. وخرج الوزير نصير الدين بن مهدي ماشياً من داره إلى دار الخلافة. وصلى عليها ولدها، ثم أم بالجماعة الوزير، وأنزلت في الشبارة، ونزل الناس في السفن قياماً، ولم يزل الوزير وأرباب المناصب يترددون إلى التربة شهراً كاملاً بثياب العزاء. ولا ضرب طبل، ولا شهر سيف، ولا نودي ببسم الله. قال: ودام لبس ثياب العزاء سنة كاملة. قتل: وهذا أمرٌ لم يُعمل مثله بأحدٍ بل ولا بخليفة. 4 (حرف الشين) شعيب بن عامر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 387 أبو محمد القيسي، الإشبيلي، المؤدب. أخذ القراءات عن جده لأمة شعيب بن عيسى الأشجعي. وأخذها جده عن خلف بن شعيب صاحب مكي. وكان جده من كبار الأئمة فأخذ عنه، طال عمره. أجاز لابن الطيلسان في ذي الحجة سنة بإشبيلية. 4 (شبث بن إبراهيم بن محمد.) ) الأديب أبو الحسن ضياء الدين المصري، القنوي. ولد بقنا، من عمل قوص سنة اثنتي عشرة وخمسمائة. روى عنه الشهاب القوصي من شعره جملة وقال: هو إمام في العربية في عصره، وفريد دهره. ثم ورخ موته في العام.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 388 4 (حرف الطاء)
4 (طفيل بن محمد بن عبد الرحمن بن الطفيل.) أبو نصر العبدي، الإشبيلي، المقرئ المعروف بابن عظيمة. أخذ القراءات عن أبيه أبي الحسن، وأبي الحسن شريح. وأدب بالقرآن. وكان مجوداً، ضابطاً، عارفاً. وطال عمره وأخذ عنه الآباء والأبناء. روى عنه: أبو علي الشلوبيني. وأجاز له ولابن الطيلسان في هذه السنة في رمضان. ولم يؤرخ الأبار له وفاة 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن الحسن بن زيد بن الحسن.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 389 أبو محمد الكندي، أخو التاج الكندي. تاجر متميز سمح جواد. ولد سنة تسع وعشرين وخمسمائة. وسمع: ابن ناصر، وسعيد بن البنا، وعبد الملك بن علي الهمذاني. وأجاز له أبو القاسم هبة الله بن الطبر، وجماعة. وحدث بدمشق. روى عنه: الحافظ الضياء، وغيره. وتوفي بدمشق في ذي القعدة. وهو والد أمين الدّين أحمد الذي ورث تاج الدين وبقي إلى قريب الأربعين وستمائة. وأجاز للعماد بن البالسي. 4 (عبد الله بن دهبل بن علي بن منصور ابن كاره.) أبو محمد الحريمي، الدقاق، وقيل: اسمه صالح. سمع: قاضي المرستان أبا بكر، وأبا غالب بن البنا، وأبا القاسم بن السمرقندي.) روى عنه: الدبيثي، وابن خليل، والضياء، وابن عبد الدائم، والنجيب الصيقلي، وآخرون. وبالإجازة: ابن أبي الخير، والقطب ابن عصرون، الشيخ شمس الدين عبد الرحمن الحنبلي، وجماعة آخرهم موتاً مسند الدنيا الفخر علي. توفي في عاشر رمضان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 390 4 (عبد الله بن أحمد بن محمد بن علي.) الأستاذ أبو محمد ابن علوش الأندلسي، الإشبيلي نزيل مراكش. أخذ القراءات عن: أبي الحسن شريح. وسمع من: جده محمد بن علي، وأبي بكر بن العربي. وأدب ولد صاحب المغرب المنصور أبو يوسف يعقوب بن يوسف بمراكش. وكان محققاً مهيباً، مشدداً على التلميذ، مجوداً، عارفاً بالقراءات، مشاركاً في العربية. توفي بعد سنة تسع وتسعين. قاله الأبار. 4 (عبد الله بن محمد بن عيسى.) أبو محمد التادلي، الفاسي، الحاكم. قال الأبار: روى عن: أبي بحر الأسدي، وأبي محمد بن عتاب. كتب إليه وولاه الخليفة أبو يعقوب قضاء مدينة فاس في سنة تسع وسبعين. ودخل أيضاً إلى الأندلس في المدة اللمتونية، وأدرك أبا بكر بن العربي. وسمع من القاضي عياض، وغيره ولم يحدث إلا عن ابن عتاب، وأبي بحر. وكان فقيهاً متففناً، جليل القدر، له رسائل وأشعار، مع شجاعة وصراحة. وكان أبوه أحد الفقهاء المشاورين بفاس. ثم قال: روى عنه: أبو عبد الله الحضرمي، وأبو محمد بن حوط الله وأبو الربيع ابن سالم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 391 وقال لي أبو الربيع هو آخر من حدث عن المذكورين. كذا قال. وقد تقدم أن عبد الله بن طلحة بن أحمد آخر من حدث عنهما. قلت: بل هذا آخر من حدث عنهما. قال ابن فرتون، كما نقل الأبار عنه قال: توفي قرب الستمائة وقد اختل ذهنه من الكبر. قال الأبار: وقد حدث عن أبي بحر الأسدي شيخنا أبو بكر بن أبي جمرة، وتأخر عن الاثنين.) قلت: يعين حدث عنهما بالإجازة، وكثيراً ما يقول الأبار وغيره من المغاربة: حدث فلان، عن فلان، وإنما يكون ذلك بالإجازة، وفي هذا تدليس وتعمية للسماع من الإجازة. وحدث عن صاحب الترجمة أبو الحسن الشاري وقال: توفي بمكناسة مغرباً عن وطنه سنة سبع وتسعين. قلت: إنما ذكرته هنا على التقريب لقول ابن فرتون توفي قرب الستمائة. 4 (عبد الله بن محمد بن عبد القاهر بن عليان.) أبو محمد الحربي. سمع: هبة الله بن الحُصين، وأبا الحسين بن الفراء، وأبا بكر الأنصاري، وأبا القاسم بن السمرقندي. وكان يسمى أيضاً بعبد الغني، ويكنى أيضاً بأبي الغنائم. قال الدبيثي: مرض وأصابه في آخر عمره نوع من السوداء، وجئناه لنسمع منه فأبى، وكان قد تغير.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 392 قلت: روى عنه ابن خليل، والنجيب عبد اللطيف، والحافظ الضياء. وأجاز لابن أبي الخير. وتوفي في ثاني عشر ربيع الأول. 4 (عبد الرحمن بن عبد الله بن موسى بن سليمان.) أبو بكر بن برطلة الأزدي، المرس، سبط الحافظ أبي علي بن سكرة الصدفي. قرأ القراءات على أبي علي بن عريب، وسمع منه. ومن: أبي بكر بن أبي ليلى، وجماعة. وتفقه بأبي عبد الله بن عبد الرحيم، وبأبي محمد بن عاشر. وسمع من أبي الحسن ابن النعمة ببلنسية. وولي قضاء دانية مدة، وحُمدت سيرته. وولي خطابة مرسية دهراً. ذكره أبو عبد الله الأبار وقال: كان حافظاً للحديث، متقناً، ذا حظ من العربية، مدرساً للفقه. قال لي ابنه أو محمد إنه عرض المدونة على أبي عبد الله بن عبد الرحيم، وبعض الغنية. وعرض كتاب البرادغي، على ابن عاشر. وحدث.) توفي في ربيع الأول كهلاً أو في أول الشيخوخة. عبد الرحمن بن مكي بن حمزة بن موقى بن علي. أبو القاسم الأنصاري، السعدي، الإسكندراني، المالكي التاجر. ويعرف بابن علاس.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 393 ولد سنة خمس وخمسمائة. وسمع من: أبي عبد الله الرازي وله منه إجازة أيضاً. وهو آخر من حدث عنه. روى عنه: الحافظ علي بن المفضل، والزين محمد بن أحمد ابن النخوي، وأبو الفتح محمد بن الحسن بن إسماعيل اللخمي، ومنصور وأحمد ابنا عبد الله ابن النحاس، وجعفر بن تمام، وعبد الله وحسين ابنا أحمد بن حديد الكناني، الحسن بن عثمان المحتسب، وهبة الله بن زوين، والفقيه، وعثمان بن هبة بن عوف الزهري الإسكندرانيون، وخلق سواهم. وآخرهم موتاً عثمان، وبقي إلى سنة أربع وسبعين. قال الحافظ المنذري: لم يزل صحيح السمع والبصر والجسد إلى أن مات. وتصدق بألف دينار تخرج من ثلثه بعد موته. وتوفي في سلخ ربيع الآخر، رحمه الله. عبد الرحيم بن أبي البركات المبارك بن كرم بن غالب. أبو الفرج البندنيجي، ثم البغدادي، الخازن. سمع: أبا سعد أحمد بن محمد البغدادي، وأبا الفضل الأرموي، وابن الطلاية، وحدث. ومات في المحرم. عبد الرحيم بن عبد العزيز بن أبي البقاء هبة الله بن القاسم بن البندار.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 394 الحريمي. سمع من: أبي الوقت، وأبي جعفر محمد بن محمد الطائي. وحدَّث. عبد الوهاب بن يوسف بن عي. أبو محمد الدمشقي، الحنفي، بدر الدين. قرأ المذهب على الفقيه عالي بن إبراهيم الغزنوي. وسمع من: ابن صدقة الحراني.) ودرس بمدرسة السيوفيين بالقاهرة، وناب في القضاء، وأفتى. وله شعر وفضائل. توفي في صفر بالقاهرة. 4 (عبيد الله بن علي بن نصر بن حمرة.) أبو بكر ابن المارستانية. قال ابن نقطة: حدثني علي بن أحمد أن ابن المارستانية استعار منه مغازي الواقدي فردها، وقد طبق عليها السماع على كل جزء ولم يسمعها. وكان شيخاً ابن الأخضر ينهى أن يسمع على أحد بنقله أو بخطه، أو بخط أبي بكر بن سوار.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 395 وسمعت نصر بن عبد الرزاق الجيلي يقول: اجتاز ابن المارستانية على باب مسجد عبد الحق بن يوسف ونحن نسمع. فملا رآه نهض إليه، وأخذ عكازه، وجعل يضربه ويقول: ويلك تستعير مني أجزاء ثم تردها، وقد سمعت عليها، تستغفلني أنت منى قرأتها علي وشتمه حتى قام رجل خلصه منه. وحدثني علي بن عبد العزيز ابن الأخضر: سمعتُ أبي يقول: قام أبو الحسين بن يوسف عندنا بجامع القصر فقال: اشهدوا علي أن ابن المارستانية كذاب. قلت: ابن المارستانية بغدادي طالب حديث. ذكره الدبيثي فقال: طلب الحديث، وجمع وادعى الحفظ والنقل عمن لم يدركه، فكذبه الناس. وانتسب إلى أبي بكر الصديق رض الله عنه دعوى منه. وكان أبواه يخدمان المارستان، وكان ذا جرأة وقحة، ويتعانى الفلسفة والطب. سمع من: شهدة، وطبقتها. وادعى أنه سمع من أبي الفضل الأرموي، وسود تاريخاً لبغداد. وتوفي في ذي الحجة بطريق تفليس، وكان ذاهباً إليها رسولاً من الخليفة. وكان يعرف الطب والنجوم. 4 (عبيد الله بن أبي المعمر بن المبارك.) أبو الفرج البغدادي، الناسخ، الفقيه، الشافعي، المعروف بالمستملي. حدث عن: أبي الوقت السجزي.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 396 4 (عثمان بن عيسى بن هيجون.) أبو الفتح البليطي، الأديب، النحوي. له مجاميع في الأدب، وشعر. قد تصدر بالجامع العتيق بمصر وأفاد. وحدث عن: محمد بن أسعد بن الحكيم العراقي. وقد أقام عثمان البلطي بدمشق مدة يتردد إلى الزبداني للتعليم، فلما فتحت مصر انتقل إليها، ورتب له صالح الدين جامكية على جامع مصر. وكان ضخماً هائلاً، أحمر اللون، يتطيلس من غير تحنيك، ويلبس الثياب الكثيرة في الحر، ويختفي في بيته في الشتاء، حتى كان يقال له: أنتَ في الشتاء من حشرات الأرض. وكان إذا دخل الحمام دخل بالمزدوجة على رأسه، وأتى الحوض، وكشف رأسه بيده، وأقلب الماء بيده الأخرى. ثم يبادر، ويغطي رأسه إلى أن يملأ الطاسة، ثم يكشفه ويصب ويُغطيه. يفعل ذلك مراراً. ويقول: أخاف الهواء. وكان متمكناً من فنون العربية يخلط المذهبين في النحو، ويحُسن القيام بأصولهما وفروعهما. وكان خليعاً ما جناً. مدمن الخمر، منهمكاً في اللذات. وله في القاضي الفاضل: (لله عبدٌ رحيمٌ .......... يُدعى بعبد الرحيم)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 397 (على صِراطٍ سَويّ .......... من الهدى مستقيمِ) وقال العماد الكاتب: أنشدني البلطيّ لنفسه: (حكّمته ظالماً في مُهجتي فسَطا .......... وكان ذلك جَهْلاً شُتُه بخَطا)
(هلا تجنّبتُه والظلم شِيمته .......... ولا أُسام به خَسْفاً ولا شَطَطا)
(ومن أضلُّ هدىً ممّن رأى لَهَباً .......... فخاض فيه وألقى نفسه وسَطا) وله: (دعوه على ضَعفي يجوز ويشتطّ .......... نفما في الهوى قبضٌ لديَّ ولا بَسْطُ)
(ولا تعتِبوه فالعِتاب يَزيده .......... مَلاكاً وأنّى لي اصطبارٌ إذا يَسطو)
(فما الوعْظ فيه والعِتاب بنافع .......... نوإن يَشرِطِ الإنسان لا ينفع الشَّرْطُ)
(تنازعَتِ الآرامُ والدّرُّ والمها .......... لها شَبَهاً والبدر والغُصْن والسَّقْطُ) ) (فللريم منه اللحظ واللون والطلي .......... وللدر منه اللفظ والثغر والخط)
(وللغصن منه اقدر والبدر وجهه .......... وعينُ المها عينٌ بها أبدأ يسطو)
(وللسقط منهُ ردفهُ فإذا مشى .......... بدا خلفهُ كالموج يعلُو وينحط) وله القصيدة التي يحسنُ في قوافيها الرفعُ والنصبُ الجرّ. وله موشح في القاضي الفاضل، له كتابان في العروض، وله العظات الموقظات، وله كتاب
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 398 أخبار المتنبي، وكتاب في أخبار الأجواد، وكتاب التصحيف والتحريف، وغير ذلك. والله يسامحه. وعاش خمساً وأربعين سنة. وبلط بلد. ويقال بليطي، وبلطي. أخذ النحو عن: ملك النحاة أبي نزار، وسعيد بن الدهان. وبقي في بيته ثلاثة أياماً ميتاً لا يُدرى به. 4 (علي بن أحمد بن سعيد.) الكوفي المالكي. دخل الأندلس أو وُلد بها. وسمع منه: ابن بشكوال، ومحمد بن سعيد بن زرقون. وقد الثغر فسمع من السلفي. وبدمشق من أبي القاسم بن عساكر. وبمكة، وبغداد. وحدث وخرج الفوائد. وتوفي في جمادى الأولى. 4 (علي بن إبراهيم بن نجا بن غنائم.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 399 زين الدين أبو الحسن الأنصاري الدمشق، الحنبلي، الواعظ المعروف بابن نجية، نزيل مصر بالشارع. ولد بدمشق سنة ثمان وخمسمائة. وسمع من: علي بن أحمد بن قبيس الملاكي. وسمع ببغداد من: سعد الخير بن محمد الأندلسي، وصاهره على ابنته فاطمة. وسمع أيضاً من: عبد الصبور بن عبد السلام الهروي، سمع منه جامع الترمذي.) وسمع من: أبي الفرج عبد الخالق اليوسفي في سنة أربعين وخمسمائة. وحدث ببغداد، ودمشق ومصر والإسكندرية. وكتب عنه أبو طاهر السلفي مع تقدمه وجلالته شياً حكاه في معجم شيوخ بغداد. ووعظ بجامع القرافة مدة طويلة. وكان صدراً محتشماً، نبيلاً، ذا جاه ورئاسة، ودنيا واسعة، وتقدم عند الدولة. وهو سبط الشيخ أبي الفرج عبد الواحد بن محمد الشيرازي، الحنبلي. وقد سار في الرسلية من جهة السلطان نور الدين إلى الديوان العزيز في سنة أربع وستين وخمسمائة. روى عنه: ابن خليل، والحافظ الضياء، ومحمد بن البهاء.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 400 وعبد الرحمن، وأبو سليمان ابن الحافظ عبد الغني، وأبوه، والزكي عبد العظيم بن بنين، وجماعة. روى عنه بالإجازة: أحمد بن أبي الخير. قال الغمام أبو شامة: كان كبير القدر، معظماً عند صلاح الدين، وهو الذي نم على الفقيه عمارة اليمني وأصحابه بما كانوا عزموا عليه من قلب الدولة، فشنقهم صلاح الدين. وكان صالح الدين يكاتبه ويحضره مجلسه. وكذلك ولده الملك العزيز من بعده. وكان واعظاً مفسراً. سكن مصر. وكان له جاهٌ عظيم، وحُرمة زائدة. وكان يجري بينه وبين الشهاب الطوسي عجائب لأنه كان حنبلياً، وكان الشهاب أشعرياً، وكلاهما واعظ. جلس ابن نجية يوماً في جامع القرافة، فوقع عليه وعلى جماعة سقف، فعلم الطوسي فضلاً ذكر فيه: فخر عليهم السقف من فوقهم. وجاء يوماً كلبٌ يشق الصفوف في مجلس ابن نجية، فقال هذا: من هناك. وأشار إلى جهة الطوسي. قال أبو المظفر بن الجوزي: واقتنى ابن نجية أموالاً عظيمة، وتنعم تنعماً زائداً، بحيث أنه كان في داره عشرون جارية للفراش تساوي كل واحدة ألف دينار وأكثر. وكان يعمل له من الأطعمة ما لا يعمل للملوك. وأعطاه الخلفاء والملوك أموالاً عظيمة، ومع هذا مات فقيراً. كفنه بعض أصحابه. قال المنذري: مات في سابع رمضان.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 401 4 (علي بن الحسن بن إسماعيل بن الحسن.) أبو الحسن العبدي، البصري، ابن المعلمة. ولد بالبصرة سنة أربع وعشرين وخمسمائة. وسمع من: جابر بن محمد الأنصاري، وطلحة بن علي المالكي، وإبراهيم بن عطية الشافعي. وببغداد من: ابن ناصر، وأبي بكر بن الزاغوني، وأبي الكرم الشهرزوري، وجماعة. وقرأ الأدب بالبصرة على جماعة. واشتغل وحدث وصنف وقال الشعر والترسل. وثقه الدبيثي وروى عنه، وأثنى عليه، قال: لقيته بواسط. وتوفي في شعبان. 4 (علي بن حمزة بن علي بن طلحة بن علي.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 402 الشيخ الأجل أبو صالح ابن الأجل الصالح أبي الفتوح، الرازي الأصل، البغدادي، الكاتب، نزيل مصر. من بيت سؤدد وتقدم. ولد سنة خمس عشرة وخمسمائة. وسمع من: أبي القاسم بن الحُصين. وولي حجابة الباب النوبي. وحدث ببغداد، والشام، ومصر. وكان أنيق الكتابة. سمع منه: أبو المحاسن عمر بن علي القرشي، ومات قبله بدهر. وحدث عنه: ابن خليل، والضياء، وخطيب مردا، وجماعة. وتوفي في غرة شعبان. ولي أبوه وكالة المسترشد بالله. 4 (علي بن خلف بن معزوز بن علي.) الإمام أبو الحسن الكوفي، المحمودي، التلمساني، المالكي. نزيل منية بني خصيب. فقيه عارف بالمذهب، خبير بالأصول والنظر، ذو زهد وورع. وكان يحضر عن صاحب المغرب، وله منه جانب، فآخر الآخرة وفارقه، وقدم
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 403 مصر، واشتغل بالثغر على أبي طالب ابن نبت معافى. وحج ودخل بغداد فسمع من: يحيى بن ثابت، وأبي بكر بن النفور، وأبي علي الرحبي، ومحمد بن محمد بن السكن، وأبي المكارم المبارك بن محمد البادرائي، وطائفة.) وكتب الكثير، وحصل الأصول. قال المنذري: توفي في الرابع والعشرين من رجب. وحدث عنه جماعة من شيوخنا ورفقائنا. ودرس بمنية بني خصيب واشغل. وبنو محمود من كومية قبيلة من البربر. روى عنه: عبد الجليل الطحاوي، والشهاب القوصي وقال: هو مدرس النجمية اللمطية بمنية بني خصيب. كان شيخاً إماماً، كثير العبادة، رحل إلى العراق في طلب الحديث، وأفتى ودرس. سمعتُ منه ياقوتة أبي عمرو الزاهد، وعدة أجزاء. أنشدني أحمد بن إسحاق القرافي: أنشدنا عبد الجليل بن محمد الطحاوي، المالكي سنة خمس وثلاثين وستمائة: أنشدنا أبو الحسن علي بن خلف، عن عبد الله بن محمد الأشيري، عن ابن مفوز لنفسه: (تروي الأحاديث عن كل مسامحةً .......... وإنما لمعانيها مُعانيها)
4 (علي بن الإمام المدرس أبي البركات هبة الله بن عبد المحسن.) الأنصاري، أبو الحسن المصري، المالكي. ولي التدريس بعد والده بمدرسة المالكية المجاورة للجامع العتيق بمصر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 404 وحدث عن: عبد الغني بن أبي الطيب بشيء يسير. 4 (عيسى بن حماد بن عبد الرحمن بن عمرو.) أبو موسى القيسي، الصقلي الأصل، الدمشق. ولد سنة إحدى عشرة وخمسمائة. وقدم الشام وله ثلاثون سنة. حدث عن: أبي العشائر محمد بن خليل بن فارس القيسي. وأجاز لأحمد بن أبي الخير. وحدث عنه: الشهاب القوصي، وغيره. توفي في ربيع الأول بدمشق عن بضع وثمانين سنة. 4 (حرف الغين)
4 (غياث الدين.) السلطان أبو الفتح محمد بن سالم بن الحسين بن الحسن الغوري صاحب غزنة. أخو السلطان) شهاب الدين. أنبأني ابن البزوري أنه كان ملكاً عادلاً، وللمال باذلاً، محسن إلى رعيته، رؤوف بهم في حكمه وسياسته. كان نور الأيام به بواسم، وكلها بوجوده أعياد ومواسم، قرب العلماء، وأحب الفضلاء، وبنى المساجد والربط
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 405 والمدارس، وجدد من مواطن العبادات ما كان دارساً، وأدر الصدقات، وبنى في الطرق الخانات. وكان بالجود والسخاء موصوفاً. قلت: امتدت أيامه، وأسن ومرض بالنقرس مدة. ذكر العدل شمس الدين الجزري في تاريخه أنه توفي في السابع والعشرين من جمادى الأولى، ودفن بتربة له إلى جانب جامع هراة. قال ابن الأثير: وكان عادلاً سخياً، قرب العلماء وبنى المدارس والمساجد وكان مظفراً في روبه لم ينسكر له عسكر. وكان ذا دهاء ومكر وكرم. أسقط المكوس ولم يتعرض لمال أحد. وكان من مات بلا وارث تصدق بما خلفه. وكان فيه فضل وأدب. وقد نسخ عدة مصاحف، لم يبدُ منه تعصبٌ لمذهب، وكان يقول: التعصب قبيح. وأما أخوه شهاب الدّين فإنه قُتل غيلة. ثم إنّ خوارزم شاه محمد بن تكش قصد عزنة في سنة خمس وستمائة، وظفر بالملك غياث الدين محمود ولد غياث الدين محمد بن سام وقتله بعد أن آمنه، وترك بغزنة جلال الدين بن خوارزم شاه. ولما توفي غياث الدين محمد كان الأمير تاج الدين ألدز أحد موالي الملوك الغورية قد استولى على باميان وبلخ، فسار إلى غياث الدين ابن غياث الدين ليكون في نصره، فحضر وأحضر العلماء وفيهم رسول الخليفة مجد الدين يحيى بن الربيع مدرس النظامية، وكان قد نفذ رسولاً إلى شهاب الدين الغوري، فتقل شهاب الدين وابن الربيع بغزنة فالتمس تاج الدين ألدز
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 406 أن ينتقل إلى دار المملكة، وأن يخاطب بالمُلك، فركب هو والأمراء في خدمة غياث الدين محمود، وعليه ثياب الحزن على شهاب الدين، فتغيرت نية جماعة الدولة لأنهم كانوا يطيعونه، أعني ألدز، بناءً على أنه يحصل الملك لغياث الدين، فلما رأى انحرافهم فرق فيهم الأموال ورضوا، وأذن لجماعة من الأمراء وأولاد الملوك أن يكونوا في خدمة غياث الدين، فلما استقروا عنده بعث إليه خلعة، وطلب منه ألدز أن يُسلطنه وأن يعتقه من الرق، لأنه كان لعمه الشهيد شهاب الدين، وأن يزوج ولده بابنه ألدز. فلم يجبه غياث الدين محمود.) واتفق أن جماعة من الغورية أغاروا على أعمال كرمان، وهي إقطاع قديم لألدز، فجهز ألدز صهره وراءهم فظفر بهم وقتلهم. ثم إن ألدز فرق الأموال، وأجرى رسوم مولاه شهاب الدين، واستقام أمره. وجرت لهم أمورٌ طويلة حكاها شمس الدين بن الجزري في أوائل تاريخه وأن ألدز ملك مدينة لها ور وعدة مدائن، وأنه التقى هو وشمس الدين ألدزمش مملوك قطب الدين أيبك فتى شهاب الدين الغوري فأسر تاج الدين ألدز في المصاف فقُتل. وكان محمود السيرة في رعيته.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 407 4 (حرف الفاء)
4 (فلك الدين.) الأمير الملقب بالمبارز سليمان بن.... وهو أخو السلطان الملك العادل لأمه. دفن بداره بدمشق الفلكية التي وقفها مدرسة بناحية باب الفراديس. ورخه أبو شامة. 4 (حرف القاف)
4 (القاسم بن يحيى بن عبد الله بن القاسم.) قاضي القضاة ضياء الدين، أبو الفضائل بن الشهرزوري، الشافعي، ابن أخي قاضي الشام كمال الدين محمد. ولد سنة أربع وثلاثين وخمسمائة. تفقه ببغداد بالنظامية مدة، ثم عاد إلى الموصل. وقدم الشام وولي قضاء القُضاة بعد عمه. ثم استقال منه لما عرف أن غرض السلطان صلاح الدين أن يولي الإمام أبا سعد ابن عصرون، فأقاله ورتبه للترسل إلى الديوان العزيز. وقدم بغداد رسولاً عن الملك الأفضل. فلما تملك العادل دمشق أخرجه منها، فسار إلى بغداد، فأكرم مورده وخلع عليه، وولاه الخليفة قضاء القضاة والمدارس والأوقاف، والحُكم في المذاهب الأربعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 408 وحصلت له منزلة عظيمة إلى الغاية عند الناصر لدين الله. ولم يزل على ذلك إلى أن سأل الإعفاء والإذن له في التوجه إلى بلده، وخاف العواقب، وسار إلى حماه، فولي قضاءها، وعيب) عليه هذه الهمة الناقصة. وكان سمحاً، جواداً، له شعر جيد، فمنه: (فارقتكم ووصلت مصر فلم يقم .......... أنسُ اللقاء بوحشة التوديع)
(وسررتُ عند قدومها لولا الذي .......... لكم من الأشواق بين ضلوعي) وله: (في كل يوم ترى للبين آثارُ .......... وما له في التآم الشمل إيثار)
(يسطو علنيا بتفريق فواعجباً .......... هل كان للبين فيما بيننا ثارُ)
(يهزني أبد من بعد بعدهم .......... إلى لقائهم وجدٌ وتذكارُ)
(ما ضرهم في الهوى لو واصلوا دنفاً .......... وما عليهم من الأوزار لو زاروا)
(يا نازلين حمى قلبي وإن بعدوا .......... ومنصفين وإن صدوا وإن جاروا)
(نما في فؤادي سواكم فاعطفوا وصلوا .......... وما لكم فيه إلا حبكم جارُ) قد سمع من أبي طاهر السلفي وحدث عنه. وبحماه تُوفي في رجب، وله خمسٌ وستون سنة، في نصف الشهر. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أحمد بن سعيد.) الأديب مؤيد الدين التكريتي، أبو البركات، الشاعر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 409 قال الدبيثي: أنشدوني له: (ومن مبلغٌ عني الوجيه رسالةً .......... وإن كان لا تُجدي إليه الرسائلُ)
(تمذهبت للنعمان بعد ابن حنبل .......... وذلك لما أعوزتك المآكل)
(وما اخترت رأي الشافعي تديناً .......... ولكنما تهوى الذي هو حاصلُ)
(وعما قليل أنت لا شك صائرٌ .......... إلى مالكٍ فأفطن لما أنت قائلُ)
4 (محمد بن أحمد بن إبراهيم.) أبو عبد الله القرشي، الهاشمي، الزاهد، الأندلسي، نزيل بيت المقدس. كان إماماً كبيراً عارفاً، قانتاً، مخبتاً، من أهل الجزيرة الخضراء. ذكره ابن خلكان فقال: له كرامات ظاهرة، ورأيتُ أهل مصر يحكون عنه أشياء خارقة.) قال: ولقيت جماعة ممن صحبه ولك منهم قد نمى عليه من بركته. وكان من الطراز الأول.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 410 صحب بالمغرب أعلام الزهد، وسافر من مصر لزيارة بيت المقدس فأقام به إلى أن توفي. وقال المنذري: في سادس ذي الحجة، وتوفي الشيخ الإمام قدوة العارفين أبو عبد الله محمد بن أحمد الهاشمي، الزاهد ببيت المقدس، هو ابن خمس وخمسين سنة. صحب بالمغرب جماعة من أعلام الزهاد، وقدم مصر، ونفع الله به جماعة كثيرة ممن صحبه، أو شاهده، أو أحبه، وقبره ظاهر يُقصد للزيارة والتبرك به. سمعتُ قطعة من منثور فوائده من الصحافة. 4 (محمد بن أحمد بن عبد الملك بن وليد بن أبي جمرة.) مولى بني أمية الإمام أبو بكر بن أبي جمرة المرسي. سمع الكثير من والده وعرض عليه المدونة، ومن: أبي بكر بن أسود، وناوله تفسيره. ومن: أبي محمد بن أبي جعفر. وأجاز له أبو الوليد بن رشد الفقيه، وأبو بحر بن العاص الأسدي، وأبو الحسن شريح، وجماعة كثيرة. ذكره أبو عبد الله فقال: عني بالرأي حفظه، وولي خطة الشورى وهو ابن نيف عشرين سنة، وقدم للفتيا مع شيوخه في سنة تسع وثلاثين وخمسمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 411 قلت: أفتى ستين سنة. قال: وتقلد قضاء مرُسية، وشاطبة، وغير ذلك دفعات، وكان بصيراً بمذهب مالك، عاكفاً على تدريسه، فصيحاً، حسن البيان، عدلاً في أحكامه، جزلاً في رأيه، عريقاً في النباهة والوجاهة. وله كتاب نتائج الأفكار ومناهج النظار في معاني الآثار ألفه بعد الثمانين وخمسمائة عندما أوقع السلطان بأهل الرأي، وأمر بإحراق المدونة وغيرها من كتب الرأي. وله كتاب إقليد التقليد المؤدي إلى النظر السديد. قرأ عليه أبو محمد بن حوط الله الموطأ، عن أبيه سماعاً، عن جده قراءة، وعن أبي الوليد ابن الباجي إجازة. وتكلم فيه بعض الناس بكلام لا يقدح فيه. وقد روى عنه أبو عمر بن عات، وأبو علي بن زلال، وجماعة كثيرة.) وكتب إلي وإلى أبي بالإجازة مرتين إحداهما في سنة سبع وتسعين، وأنا ابن عامين وشهور. وهو أعلى شيوخي إسناداً. وتوفي بمرسية مصروفاً عن القضاة في آخر المحرم سنة تسع. وولد في ربيع الآخر سنة ثمان عشرة وخمسمائة. قال: وهو آخر من روى عن أبي بحر، وغيره. قلت: قال ابن فرتون: قال أبو الربيع بن سالم في الأربعين له: أبو بكر ظهر منه في باب الرواية اضطرابٌ طرق الفتنة إليه، وأطلق الألسنة عليه، والله أعلم بما لديه. ولأبيه إجازة من أبي عمرو الداني، وهو فله إجازة من أبيه. وسمع من أبيه التيسير، سمعه منه ابن جُوبر السبتي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 412 4 (محمد بن الحسين بن أبي الفتح طاهر بن مكي.) أبو بكر النهرواني، الأزجي، الحذاء، النعال. روى عن: أبي عبد الله السلال، وأبي سعد أحمد بن محمد البغدادي، وابن ناصر، وجماعة. روى عنه: النجيب عبد اللطيف. وأجاز للفخر علي. وتوفي في صفر. 4 (محمد بن خلف بن مروان بن مرزوق بن أبي الأحوص.) أبو عبد الله الزناتي، البلنسي، المقرئ المعروف بابن نسع. أخذ القراءات عن أبي الحسن بن هذيل، ولزمه مدة، وسمع منه. ومن: ابن النعمة، وابن سعادة. قال الأبار: كان مقرئاً خيراً، زاهداً، سمع من طارق بن يعيش السيرة لابن إسحاق، وكثيراً ما كان يسمع منه لعلوه، وكان كذلك كتاب الاستشفاء حتى كاد يحفظهما. حدثني بذلك أبي عبد الله بن أبي بكر، وسمع منه: هو، وأبو الحسن بن خيرة، وأبو الربيع بن سالم، وأبو بكر بن محرز، وأبو محمد بن مطروح، وجماعة. ولد سنة تسع وخمسمائة، وتوفي في ثاني عشر شعبان وله تسعون سنة، وكانت جنازته مشهودة.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 413 4 (محمد بن عبد الكريم.) أبو عبد الله الفندلاوي، الفاسي، المعروف بابن الكتاني. كان رأساً في علم الأصول والكلام. تخرج به طائفة. وله أرجوزة في أصول الفقه. روى عنه: أبو محمد الفاسي، وأبو الحسن الشاري. ورخه الأبار. 4 (محمد بن عبد الكريم.) مؤيد الدين أبو الفضل الحارثي، الدمشق، المهندس. كان ذكياً أستاذاً في تجارة الدق. ثم برع في علم إقليدس: وكان يعمل أيضاً في نقش الرخام وضرب الخيط. ثم ترك الصنعة وأقبل على الاشتغال، وبرع في الطب والرياضي. وهو الذي صنع الساعات على باب الجامع. وقد سمع من السلفي بالإسكندرية، وصار طيباً بالمارستان. وصنف كتباً مليحة منها اختصار الأغاني وهي بخطه في مشهد عروة. وكتاب الحروب والسياسة وكتاب الأدوية المفردة، ومقالة في رؤية الهلال.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 414 4 (محمد بن عثمان.) أبو عبد الله العكبري، الظفري، الواعظ. سمع من: شهدة وعبد الحق، والطبقة. وجمع لنفسه معجماً. وتوفي في جمادى الأولى. 4 (محمد بن غنيمة بن علي.) أبو عبد الله الحريمي، القزاز، المعروف بابن القاق. وهو فلقبهُ: عصفور. شيخ معمر قارب المائة. وسمع في شبيبة من أبي الحسين محمد بن أبي يعلى الفراء. روى عنه: الدبيثي. وبالإجازة: ابن أبي الخير. توفي في رابع شعبان. وروى عنه ابن النجار، ووصفه بالصلاح.) 4 (محمد بن محمود.) العلامة وحيد الدين المروروذي، الشافعي، المدرس.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 415 كان من كبار الشافعية، وهو الذي رغب السلطان غياث الدين محمد بن سام الغوري، حتى انتقل من مذهب أبي حنيفة إلى مذهب الشافعي. توفي في رجب. 4 (محمد بن هبة الله بن مكي.) العلامة تاج الدين أبو عبد الله الحموي، ثم المصري. الفقيه الشافعي. سمع: أبا طاهر السلفي، وعبد الله بن بري. واعتنى المذهب، ومهر فيه. وحصل كتباً كثيرة. وولي خطابة جامع القاهرة، والتدريس بالناصرية المجاورة للجامع العتيق بمصر. توفي في سادس عشر جُمادى الآخرة. وولده بحماه في سنة ست وأربعين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 416 4 (محمد بن يوسف بن علي.) أبو الفضل شهاب الدين الغزنوي، الفقيه الحنفي، المقرئ، نزيل القاهرة. ولد سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة. وسمع ببغداد من: أبي بكر محمد بن عبد الباقي، وأبي منصور بن خيرون، وأبي سعد أحمد بن محمد البغدادي، وأبي الفتح الكروخي، وجماعة. وقرأ القراءات على أبي محمد سبط الخياط. وحدث ببغداد وحلب والقاهرة، وأقرأ الناس. قرأ عليه أبو الحسن الشخاوي، وأبو عمرو بن الحاجب، وغيرهما. وحدث عنه: يوسف بن خليل، والضياء المقدسي، والكمال علي بن شجاع الضرير، والرشيد العطار، والمعين أحمد بن زين الدين الدمشقي، وآخرون، وبالإجازة أحمد بن سلامة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 417 توفي بالقاهرة في نصف ربيع الأول. ودرس المذهب المسجد المعروف به بالقاهرة مذهب أبي حنيفة. 4 (المبارك بن المبارك بن هبة الله.) ) أبو طاهر بن المعطوش الحريمي، العطار، أخو أبي القاسم المبارك الذي تقدمت وفاته من سنين. ولد في رجب سنة سبع وخمسمائة. وسمع من: أبي علي محمد بن محمد بن المهدي، وأبي الغنائم محمد بن محمد بن المهتدي بالله، وهو آخر أصحابهما، وهبة الله بن الحُصين، وأحمد بن ملوك، ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري، وغيرهم. قال الدبيثي: وكان يقظاً فطناً، صحيح السماع. قلت: سمع سنة أربع عشرة وخمسمائة. وحدث عنه: الدبيثي، وابن خليل وأبو موسى بن الحافظ، واليلداني، وابن عبد الدائم، والنجيب عبد اللطيف، وابن النجار، وطائفة. وبالإجازة: ابن أبي الخير، والفخر علي. وقد سمع المسند كله من ابن الحُصين، وحدث به. قال ابن نقطة: كان سماعه صحيحاً. قال: وتوفي في عاشر جُمادى الأولى.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 418 4 (محمود بن أحمد بن عبد الواحد بن أحمد.) أبو الفضائل الإصبهاني، العبدكوي، القاضي الحنفي. ولد سنة عشرين وخمسمائة. وسمع من: الحافظ أبي القاسم التيمي، وزاهر الشحامي، وغيرهما. وسمع حضوراً من فاطمة الجوزدانية. روى عنه: يوسف بن خليل، والضياء بن عبد الواحد، وجماعة. وبالإجازة: ابن أبي الخير، والفخر علي. وتوفي في رجب. 4 (محمود بن أبي غلاب محمد بن محمد بن محمد بن السكن.) الحاجب أبو المكارم بن المعوج. روى عن: ابن ناصر، وغيره.) روى عنه: ابن النجار، وأرخه. 4 (مسعود بن شجاع بن محمد.) الإمام برهان الدين أبو الموفق القرشي الأموي، والدمشقي، الحنفي. مدرس النورية بدمشق، والخاتونية أيضاً. إمامٌ خبير بالمذهب. ودرس وأفتى وأشغل، وكان ذا أخلاق شريفة، وشمائل لطيفة. ولد بدمشق، وارتحل إلى ما وراء النهر، فتفقه على شيوخ بخارى وسمع بها من الإمام ظهير الدين الحسن بن علي المرغيناني، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 419 ولي قضاء العسكر لنور الدين، وحصل له جاه وافر ودنياً واسعة. وكان لا يغسل له فرجية، بل إذا اندعكت وهبها، ولبس أخرى جديدة. وطال عمره، فإنه ولد في جمادى الآخرة سنة عشر وخمسمائة. وتوفي في سادس عشر جمادى الآخرة أيضاً. روى عنه: الشهاب القوصي في معجمه، وابن خليل. ولابن أبي الخير منه إجازة. 4 (مسعود بن عبد الله بن عبد الكريم بن غيث.) أبو الفتوح البغدادي، الدقاق. ولد سنة أربع عشرة وخمسمائة. وسمع من: أبي السعود أحمد بن المجلي، وأبي الحسن علي بن الزاغوني، وأبي غالب أحمد بن محمد بن قريش، وهبة الله بن الطبر، وجماعة. روى عنه: الدبيثي، والضياء، وابن عبد الدائم، والنجيب الحراني. وأجاز للزكي عبد العظيم وقال: توفي في ثالث جمادى الأولى. وأجاز لابن أبي الخير، وللقطب بن عصرون، ولسعد الدين بن حمويه. 4 (المظفر بن أبي القاسم المسلم بن علي بن قيبا.) أبو عبد الله الحريمي. سمع: ابن الطلاية، وأحمد بن الأشقر، وأبا الفضل الأرموي، والمبارك بن أحمد الكندي. روى عنه: الحافظ الضياء، والنجيب عبد اللطيف.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 420 وبالإجازة: أبو الحسن بن البخاري. وتوفي في ربيع الأول عن ثمان وثمانين سنة. 4 (حرف النون) النفيس بن هبة الله بن وهبان بن رومي. أبو جعفر السلمي، الحديثي، وابن البزوري. سمع: أبا عبد الله بن السلال، وأبا الفضل الأرموي. وهو من الحديثة، قلعة حصينة على الفرات. روى عنه: ابن خليل، والضياء، والنجيب. وبالإجازة: شمس الدين بن أبي عمر، والفخر. توفي ثالث عشر صفر. 4 (حرف الهاء)
4 (هبة الله بن أبي المعالي معد بن عبد الكريم.) الفقيه أبو القاسم بن البوري، القرشي، الدمياطي، الشافعي. رحل إلى بغداد، تفقه على الإمام أبي طالب بن الخل. وبدمشق على أبي سعد بن أبي عصرون. ودرس بالإسكندرية بمدرسة السلفي مدة حتى نسبت المدرسة إليه. وبورة بلد صغير بقرب دمياط، وإليها ينسب السمك البوري. وبورة أيضاً بقرب عكبرا، النسبة إليها بوراني.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 421 4 (حرف الياء)
4 (يازكوج.) الأمير سيف الدين الأسدي، من قدماء الأمراء. توفي بالقاهرة. ورخه أبو شامة. وقال الموفق عبد اللطيف: له قصة عجيبة، وهي أنه كان به حمى ربع أقامت به سبع سنين، فلما حضر حرب السابح وقع بين أرجل الخيل وضرب بالدبابيس حتى اثخن، فأقلعت الحمى) عنه. قلت: حرب السابح وقعة بين الملك الأفضل وعمه الملك العادل بديار مصر. 4 (يوسف بن هبة الله بن محمود بن الطفيل.) أبو يعقوب الدمشقي، الصالح الصوفي، نزيل القاهرة ووالد عبد الرحيم. رحل إلى بغداد، وسمع: أبا الفضل الأرموي، وابن ناصر، وهبة الله بن أبي الحسين الحاسب، وأبا الفتح الكروخي، وأحمد بن الطلاية، وأحمد بن طاهر الميهني، وطائفة. وسمع بدمشق قبل ذلك من: أبي الفتح نصر الله المصيصي، وعلي بن أحمد بن مقاتل، وعبد الواحد بن هلال، وجماعة. وسمع بالإسكندرية من: السلفي، وغيره.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 422 وسمع ولده. وكان له عناية بسماع الحديث. روى عنه: الحافظون عبد الغني، وابن المفضل، الضياء محمد، وابن خليل، وجماعة كثيرة. قال الشيخ الموفق: كنا نسمع عليه قبل سفرنا إلى بغداد. أخبرنا عبد الحافظ بنا بلس، أنا أبو محمد عبد الله بن أحمد سنة ست عشرة وستمائة، أنا أبو يعقوب يوسف بن الطفيل ح وأنبأني أحمد بن سلامة، عن ابن الطفيل، أنا أبو الفضل محمد بن عمر الأرموي، أنا أبو نصر الزينبي، أنا أبو بكر محمد بن عمر، ثنا عبد الله بن أبي داود، ثنا أحمد بن المقدام، ثنا خالد بن الحارث، ثنا سعيد، عن قتادة، عن زرارة بن أبي أوفى، عن سعد بن هشام، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أحبّ لقاء الله أحب الله لقاءه الحديث. توفي في ثامن جمادى الآخرة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 423 4 (لكنى)
4 (أبو بكر بن خلف.) الأنصاري، القطبي، القاضي أبو يحيى. سمع من: أبي إسحاق بن قرقول، وغيره. قال الأبار: كان فقيهاً إماماً، تام النظر، عني بالحديث، والعلل، والرجال، ولم يُعن بالرواية. سمع منه: أبو الحسن بن القطان.) واتصل بصاحب مراكش وحصل أموالاً، وولي قضاء مدينة فاس. توفي في شوال. وفيها ولد شمس الدين عبد الواسع بن عبد الكافي الأبهري، الشافعي، ومحي الدين عبد العزيز بن الحسين الخليلي، وعز الدين بردويل بن إسماعيل بن بردويل، وإبراهيم بن عثمان بن يحيى اللمتوني، والحسن بن محمد بن إسماعيل القبلوي. وعيسى بن سالم بن نجدة الكركي، وشمس الدين محمد بن عبد الله بن النن البغدادي. والبرهان الدرجي، والشيخ شهاب الدين أبو شامة، والفخر عمر بن يحيى الكرجي، والكمال الفريرة، والمجد عبد الله بن محمود بن بلدجي شيخ الحنفية، وشرف الدين إسماعيل بن أبي سعد ابن التبتي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 424 4 (وفيات سنة ستمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن إبراهيم بن يحيى.) أبو سعد الدرزيجاني، المؤدب بالبصرة. أخذ القراءات عن أصحاب أبي العز القانسي. وسمع ببغداد من هبة الله الحاسب، ابن ناصر. وحدث بواسط، ودرزيجان من قرى بغداد. روى عنه: الدبيثي. 4 (أحمد بن الشيخ أبي عبد الله الحسين بن أحمد.) أبو بكر القنائي، ثم البغدادي.) سمعه أبوه من: ابن ناصر، وأبي بكر بن الزاغوني. توفي في حدود هذه السنة. ودير قنا من نواحي النهروان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 425 4 (أحمد بن خلف بن قيس بن تميم.) أبو العباس القيسي، الشاغوري، الطرسوسي، وينعت بالمخلص. حدث عن: نصر بن أحمد بن مقاتل. سمع منه: القفصي، والعماد بن عساكر وقال: توفي في ثامن عشر شوال. ومولده بعد العشرين وخمسمائة. 4 (أحمد بن علي بن أبي تمام أحمد بن علي ابن المهتدي بالله.) خطيب جامع المنصور وجامع القصر. توفي في رمضان. 4 (أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن حراز.) أبو القاسم الكرخي، المرئ، الخياط. ولد سنة أربع وعشرين وخمسمائة. وسمع من أبيه من أبي بكر الأنصاري وأبي منصور عبد الرحمن القزاز وأبي الفتح الكروخي وجماعة. روى عنه: أبي الدبيثي، وابن النجار، والنجيب عبد اللطيف، وجماعة. وتوفي رحمه الله في ذي القعدة. 4 (أحمد بن محمد بن مخلوف.) أبو العباس الكعكي، الفقيه الإسكندراني، المالكي، المدرس.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 426 توفي رحمه الله في المحرم. أحمد بن محمود. أبو العباس الصوفي، التبريزي. صحب الشيخ أبا القاسم عبد الرحيم بن أبي سعد النيسابوري ببغداد واختص به. وكان فيه سكون وخير.) قال الدبيثي: حضر مع الصوفية في رجب، فأنشد القوال: (وحق ليلا الوصال .......... أواخرها والأول)
(لئن عاد شملي بكم .......... حلا العيش لي واتصل) فتواجد الشيخ وتحرك إلى أن سقط، فوجدوه ميتاً، رحمه الله تعالى. 4 (إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم.) أبو محمد الشيرازي، ثم البغدادي، الصوفي. أخو الحافظ يوسف. شيخ صالح من صوفية رباط الأرجواني. سمع: أبا بكر الأنصاري، وأبا القاسم بن السمرقندي، ويحيى بن الطراح.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 427 روى عنه: الدبيثي، وابن النجار، وابن خليل، والضياء، وغيرهم. وأجاز للفخر علي، وغيره. وتوفي في رمضان. 4 (إسماعيل بن أبي تراب علي بن علي.) أبو عبد الله بن وكاس البغدادي، الحنبلي، القطان. سمع: أبا غالب بن البنا، ويحيى بن عبد الرحمن الفارقي، ومحمد بن أحمد الديباجي الواعظ. روى عنه: الدبيثي، وابن خليل، والضياء، والنجيب، وآخرون. وبالإجازة: الشيخ شمس الدين، والفخر علي، آخرون. وتوفي في شوال. 4 (أسعد بن أبي الفضائل محمود بن خلف بن أحمد.) العلامة منتجب الدين أبو الفتوح، وأبو الفتح العجلي، الإصبهاني، الفقيه الشافعي، الواعظ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 428 ولد بإصبهان في أحد الربيعين سنة خمس عشرة وخمسمائة. وسمع من: فاطمة الجوزدانية، وأبي القاسم إسماعيل بن محمد الحافظ، وغانم بن أحمد الجلودي، وأبي المطهر القاسم بن الفضل الصيدلاني. وببغداد من: ابن البطي. وأجاز له إسماعيل بن الفضل السراج، وغيره.) وبرع في مذهب الشافعي، وصنف التصانيف. روى عنه: أبو نزار ربيعة اليمنى، وابن خليل، والضياء محمود، وآخرون. وأجاز لابن أبي الخير، والفخر علي. قال الدبيثي: كان زاهداً له معروف تامة بالمذهب. وكان ينسخ ويأكل من كسب يده، وعليه المعتمد في الفتوى بإصبهان. وقال القاضي شمس الدين بن خلكان: هو أحد الفقهاء الأعيان، له كتاب في شرح المشكلات الوجيز والوسط للغزالي. وله كتاب تتمة التتمة. وتوفي في بإصبهان في الثاني والعشرين من صفر. وقرأت بخط الضياء قال: شيخنا هذا كان إماماً مصنفاً، أملى ووعظ، ثم ترك الوعظ. وجمع كتاباً سماه آفات الوعاظ. سمعتُ منه المعجم الصغير للطبراني.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 429 4 (أشرف بن هاشم بن أبي منصور.) أبو علي الهاشمي، البغدادي، المعروف بالفأفاء. سمع: أبا بكر محمد بن الحسين المزرفي، ويحيى بن البنا. وكان يرجع إلى صالح ودين. روى عنه: الدبيثي، وغيره. وروى عنه الضياء، وابن خليل فقالا: ابن أبي هاشم. وجاء عنه أنه قال: اسمي عبيد الله، ولقبي أشرف. وله إجازة من هبة الله بن الحصين. توفي في المحرم. ولابن النجار منه إجازة. 4 (أكمل بن علي بن عبد الرحيم بن محمد بن علي بن أبي موسى.) الشريف أبو محمد الهاشمي، الخطيب. توفي في شوال وله أربع وثمانون سنة. 4 (حرف الباء)
4 (بركة بن نزار بن عبد الواحد بن أبي سعد.) أبو الخير البغدادي، الستري، النساج، المعروف بابن الجمال.) سمع: هبة الله بن الطبر. روى عنه: الدبيثي، الضياء، والنجيب الحراني، وغيرهم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 430 وأجاز للفخر علي. وتوفي في ذي القعدة. وهو أخو عبد الواحد بن نزار الآتي في طبقة ابن اللتي. 4 (بزغش.) التاجر، عتيق أحمد بن شافع الكفرطابي. حدث عن: أبي الوقت السجزي. روى عنه: ابن خليل، والشهاب القوصي، وجماعة. توفي بدمشق في صفر. 4 (بقاء بن عمر بن عبد الباقي بن حند.) أبو المعمر الأزجي، الدقاق. شيخ مسند مسن. روى عنه: هبة الله بن الحصين، وأبي غالب بن البنا، وهبة الله بن الطبر الحريري، وغيرهم. روى عنه: الدبيثي، وابن خليل، والضياء، واليلداني، وجماعة. وبالإجازة: القطب أحمد بن عصرون، وابن أبي الخير، والخضر بن عبد الله بن حمويه، والفخر علي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 431 ويسمى أيضاً المبارك. وتوفي في ربيع الآخر. 4 (حرف الجيم)
4 (جابر بن محمد بن يونس بن خلف.) أبو الفرج بن اللحية الحموي، ثم الدمشقي، الشافعي، التاجر. سمع: نصر الله بن محمد المصيصي، وهبة الله بن طاوس. روى عنه: ابن خليل، والقوصي، وفرج الحبشي، وتقي الدين بن أبي اليسر، وآخرون. وأجاز لابن أبي الخير.) وتوفي في تاسع صفر بدمشق. جبريل بن جميل بن محبوب بن إبراهيم. الفقيه أبو الأمانة القيسي اللواتي، المصري، الحنفي. سمع من: عثمان بن فرج العبدري، وعلي بن هبة الله الكاملي، وخلق بمصر، وأبي طاهر السلفي، وطائفة بالثغر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 432 وسمع الكثير. وتوفي بطريق مكة رحمه الله تعالى. 4 (جَهير بن أبي نصر عبد الله بن الحسين بن جَهير.) الرئيسي أبو القاسم. من بيت حشمة وتقدًّم ببغداد. وحدّث عن: سعبد بن البنّا، وأبي الوقت. 4 (حرف الحاء)
4 (الحسن بن الحافظ أبي القاسم عليّ بن الحسن بن هبة الله.) أبو الفتح الدمشقيّ ابن عساكر. سمع: عليّ بن أحمد بن مقاتل، وحمزة بن الحُبُوبيّ، وجماعة. توفي كهلاً في ذي الحجة. روى عنه: شمس الدين بن خليل. 4 (الحسن بن أبي المحاسن محمد بن المحسّن.) أبو سعد القُشيري، النيسابوري. شيخ صالح. قال المنذري: سمع صحيح مسلم من أبي محمد إسماعيل بن عبد الرحمن القاري، وحدّث به. وتوفي في هذه السنة. قلت: وإسماعيل سمع الصحيح من أبي الحسين الفارسيّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 433 4 (الحسين بن عثمان بن علي.) أبو عبد الله الحربي، القطّان.) عُرف بابن الكوفي. توفي في ربيع الآخر عن ستٍّ وثمانين سنة. حدّث عن: عبد الله بن أحمد بن يوسف. وعنه: الدبيثي، وابن خليل، والضياء، وجماعة. وأجاز لابن أبي الخير، وللفخر عليّ. 4 (حَمْد بن مَيْسرة بن حَمْد بن موسى بن غنائم.) أبو الثناء الشامي، ثم المصري، الخلاّل، الكامخي، الحنبلي. الرجل الصالح. حدّث عن: الشيخ عثمان بن مرزوق الفقيه، وعيسى بن الشيخ عبد القادر الجيلبيّ، وجماعة. وكان يُسمع في الشيخوخة. وأمّ بالمسجد المشهور به مدّةً. روى عنه: الفقيه مكيّ بن عمر، والحافظ عبد العظيم. وقد روى أبو عبد الله النّجّار في تاريخه، عن رجلٍ، عنه في ترجمة عيسى بن عبد القادر. وقال عبد العظيم: كان بمسجده كَوْمٌ من نَوى للتّسبيح. وتوفي في ثاني عشر ربيع الأول. وقد عَلَتْ سِنّه. 4 (حمزة بن عبد الوهّاب بن يحيى.) أبو طاهر الكِنديّ الدمشقيّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 434 توفي في ذي الحجة عن ست وسبعين سنة. سمع: نصر بن أحمد بن مقاتل، وحمزة بن أسد التميمي، وغيرهما. روى عنه: ابن خليل، والشهاب القوصي وقال: لقبه رشيد الدين. 4 (حرف الراء)
4 (رحمة بنت الشيخ محمود بن نصر بن الشعار.) أخت المحدث أبي إسحاق إبراهيم. كنيتها أم أيمن. وهي زوجة الصالح عمر بن يوسف المقرئ. وقد روت عن: أبي الفتح بن البطي. وماتت في شوال.) 4 (رضوان بن سيدهم بن مناد.) أبو الفتح الكتامي، الفقيه المالكي، الأصولي. سمع بمصر من: عثمان بن فرج العبدري، وجماعة. وأجاز له من المغرب الحافظان أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن حبيش، وأبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله السهيلي. وهو والد المقرئ عبد المنعم الشارعي. توفي في سابع عشر ربيع الآخر. 4 (حرف السين)
4 (سليمان بن قليج أرسلان.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 435 السلطان ركن الدين ملك الروم. قال المنذري: توفي في هذه السنة. قلت: قد ذكر والده في سنة ثمان وثمانين وخمسمائة. وكان أخوه غياث الدين براً بأبيه. تملك قونية بعد أبيه، وقوي على أخيه الملك قطب الدين ملكشاه، ثم قوي أيضاً على غيره، فتغلب على غياث الدين كيخسرو السلطان ركن الدين هذا، وأخذ منه قونية، فهرب كيخسرو إلى الشام، واستغاث بصاحب حلب الملك الظاهر غازي. فلما مات ركن الدين في هذا العام وتملك بعده ولده قلج أرسلان رجع غياث الدين، وتملك قونية والبلاد كلها، وهابته الملوك. ولما توفي تملك بعده ابنه السلطان عز الدين كيكاوس بن كيخسرو، وامتدت أيامه إلى أن مات، وتسلطن بعده أخوه عز الدين كيقباذ. قال ابن واصل: توفي السلطان ركن الدين سليمان بن قلج أرسلان بن مسعود بن قلج أرسلان بن قتلمش بن بيغو أرسلان بن سلجوق في سادس ذي القعدة. قال: وكان موته بالقولنج في سبعة أيام. وكان قبل مرضه بخمسة أيام قد حاصر أخاه بأنقرة، حتى نزل إليه بالأمان، فغدر به، وقبض عليه، فلم يمهل. وملك بعده ابنه قلج أرسلان، فلم يتم أمره. 4 (حرف الشين)
4 (شجاع بن معالي بن محمد.) )
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 436 أبو القاسم البغدادي، الغراد، البوراني، القصباني، المعروف بابن شدقيني. ولد سنة ست عشرة وخمسمائة. وسمع من: أبي القاسم بن الحصين، وأبي الحسين بن الفراء، وأبي بكر الأنصاري. روى عنه: الدبيثي، ويوسف بن خليل فسماه قيساً، والضياء المقدسي، فسماه فرجاً. وإنما هو معروف بكنيته. توفي في ربيع الآخر. 4 (شيرويه بن شهردار بن شيرويه بن شهردار بن شيرويه بن فناخسرو.) أبو الغنائم ابن المحدث أبي منصور الحافظ أبي شجاع الديلمي. من ولد فيروز الديلمي الصحابي. همذاني، مسند، جليل، ولد سنة ثمان عشرة وخمسمائة. وسمع من: أبيه، وأبي جعفر محمد بن أبي علي الحافظ، وزاهر بن طاهر الشحامي. سمع منه مسند أبي يعلى. وقد سمع ببغداد من القاضي أبي الفضل الأرموي، وجماعة. روى عنه الحافظ الضياء. وأجاز للفخر علي. وتوفي رحمه الله في تاسع عشر جمادى الآخرة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 437 4 (حرف الطاء)
4 (الطيب بن إسماعيل بن علي بن خليفة.) أبو حامد البغدادي، الحربي، القصير. ولد سنة أربع وعشرين، وسمع: أبا بكر قاضي المرستان، وعبد الله وعبد الواحد ابنا أحمد بن يوسف. وأصم في آخر عمره، فكان يروي من لفظه. روى عنه: الدبيثي، والضياء. وأجاز للفخر علي. وتوفي في جمادى الآخرة. 4 (حرف العين) ) 4 (عبد الله بن عمر بن أحمد بن منصور بن الإمام محمد بن القاسم بن حبيب.) العلامة أبو سعد ابن الصفار النيسابوري، ولد الإمام أبي جعفر. ولد سنة ثمان وخمسمائة، وسع من: جده لأمه الأستاذ أبي نصر بن القشيري وهو آخر من حدث عنه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 438 وسمع من: الفراوي، وزاهر الشحامي، وعبد الغافر بن إسماعيل الفارسي، وعبد الجبار بن محمد الخواري، وغيرهم. قرأت بخط الحافظ ابن نقطة قال: أبو سعد ابن الصفار سمع الكثير وكان إماماً ثقة صالحاً مجمعاً على دينه وأمانته. حدث بصحيح مسلم عن الفراوي، وبالسنن والآثار للبيهقي، بسماعه من الخواري، وبالسنن لأبي داود، سمعه من عبد الغافر بن إسماعيل، بسماعه من نصر بن علي الحاكمي. توفي في سابع شعبان. وقال المنذري: توفي في سابع عشر رمضان. قلت: روى عنه: بدل بن أبي المعمر التبريزي، وإسماعيل بن ظفر النابلسي، ونجم الكبراء أبو الجناب أحمد بن عمر الخبوقي، وأبو رشيد الغزالي، وابنه أبو بكر القاسم بن عبد الله، وجماعة. وبالإجازة الشيخ شمس الدين عبد الرحمن، وفخر الدين علي ابن البخاري. وأنبأني أبو العلاء الفرضي قال: مجد الدين أبو سعد الصفار، كان إماماً عالماً بالأصول، فقيهاً، ثقة، من بيت العلم والرواية. سمع: أباه، وعمته عائشة، وجده لأمه أبا نصر عبد الرحيم، وجدته در دانة بنت إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي، والفراوي، وزاهراً، وأبا المعالي الفارسي، وهبة الله السيدي، وسهل بن إبراهيم المسجدي، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 439 ومن سماع أبي سعد سنن الدراقطني، سمعه بفويتٍ على أبي القاسم بن محمد الأبيوردي، أنا أبو منصور النوقاني، عنه. وسمع السنن الكبير للبيهقي من زاهر. وقد روى الفخر علي عنه هذين الكتابين بالإجازة. 4 (عبد الله بن أبي منصور محمد بن علي بن زبرج.) ) أبو المعالي ابن العتابي، الفقيه الشافعي. كان يحج كل عام عن الخليفة المستضيء. وأخطأ من سمع منه عن قاضي المرستان، فإنه قال: هذا السماع لأخي، وأنا ولدت بعد تاريخ هذا السماع بثلاث سنين. توفي في جمادى الآخرة. وقال ابن النجار: لم تكن سيرته مرضية. ثم روى عنه من أمالي الجوهري. 4 (عبد الله بن مسلم بن ثابت بن زيد بن القاسم.) أبو حامد بن النخاس، البغدادي، الوكيل، ويُعرف بابن جوالق. ولد سنة سبع وعشرين وخمسمائة، وأسمعه أبوه الفقيه أبو عبد الله من القاضي الأنصاري، وأبي القاسم بن السمرقندي، وأبي منصور القزاز، وأبي البركات الأنماطي، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 440 وحدث بالكثير. روى عنه: الدبيثي وقال: سمعتُ منه سنة ست وسبعين وخمسمائة، وابن خليل، والضياء، و اليلداني، وابن عبد الدائم، والنجيب عبد اللطيف. وأجاز لابن أبي الخير، وشمس الدين بن أبي عمر، والفخر علي، والكمال عبد الرحيم ابن عبد الملك. وكان يروي تاريخ الخطيب، سوى جزأين منه، عن القزاز. توفي في العشرين من رمضان. وأبوه مسلم مخفف، والنخاس بمعجمة. 4 (عبد الله بن أبي محمد بن يعلى.) أبو الرضا المصري، الشافعي، المقرئ. أم بمسجد الشجاعة بمصر مدة طويلة.. وسمع من: عبد الله بن رفاعة، وعلي بن نصر الأرتاحي، ومحمد بن إبراهيم الكيزاني. قال المنذري: توف في منتصف ربيع الأول. وحدثنا عنه غير واحد. 4 (عبد الباقي بن عبد الجبار بن عبد الباقي.) أبو أحمد الهروي، الصوفي، الحرضي. والحرض الأشنان. كان صاحباً لأبي الوقت السجزي وخدمه في السفر إلى بغداد، وحدث عنه.) وعن: أبي الخير الباغبان، ومسعود الثقفي. وسكن بغداد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 441 روى عنه: الضياء، والنجيب عبد اللطيف، وإسحاق بن محمود بن بلكويه البروجردي، وغيرهم. وتوفي في الثالث والعشرين من ذي القعدة. وأجاز للفخر علي. 4 (عبد الرحمن بن الحسين بن عبد الرحمن.) أبو القاسم القرشي، المصري، المؤدب، الفقيه الشافعي. سمع من: عشير بن علي، وأبي الفضل الغزنوي، وطائفة. وانقطع إلى الحافظ عبد الغني فأكثر عنه ومعه، وكتب الكثير، وحصل كتباً كثيرة من الحديث والفقه. وعاجلته المنية في هذه السنة. وكان يؤدب الصبيان ويؤم بمسجد المنارة. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن مرشد بن علي بن منقذ.) الأمير الكبير شمس الدولة أبو الحارس ابن الأمير نجم الدولة الكناني الشيزري. ولد بشيزر سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة. وسمع بالثغر من أبي طاهر السلفي. وهو الذي وجهه صلاح الدين في الرسلية إلى صاحب المغرب. وكان أديباً، عالماً، نبيلاً، شاعراً، محسناً، مترسلاً، من بيت الشجاعة والإمرة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 442 4 (عبد الرحمن بن أبي بكر محمد بن علي بن زيد بن اللتي.) مر، الرقيقي. حدث عن: أبي الوقت، وغيره. وتوفي في أواخر العام. 4 (عبد الرزاق بن عبد السميع بن محمد بن شجاع.) الشريف أبو الكرم الهاشمي، البغدادي.) عاش ثلاثاً وثمانين سنة. وسمع هبة الله بن أحمد الحريري، وقاضي المرستان. روى عنه: الدبيثي، وابن النجار. توفي في ربيع الآخر. 4 (عبد السلام بن إبراهيم بن محمد.) الأندلسي، ثم البغدادي الحربي، المعروف بابن الأرمني. روى عن: عبد الله بن أحمد بن يوسف. وأجاز للزكي عبد العظيم. 4 (عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور بن رافع بن حسن بن جعفر.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 443 الحافظ الكبير، تقي الدين أبو محمد المقدسي الجماعيلي، ثم الدمشقي، الصالحي، الحنبلي. ولد سنة إحدى وأربعين وخمسمائة. وهو والشيخ الموفق في عام، وهما أبناء خالةٍ. ولدا بجماعيل. سمع بدمشق: أبا المكارم عبد الواحد بن هلال، وأبا المعالي بن صابر، وسلمان بن علي الرحبي. وببغداد: أبا الفتح بن البطي، والشيخ عبد القادر، وأبا زرعة المقدسي، وهبة الله بن هلال الدقاق، وأحمد بن المقرب، وأبا بكر بن النفور، والمبارك بن المبارك السمسار، وأحمد بن عبد الغني الباجسرائي، ومعمر بن الفاخر، ويحيى بن ثابت، والمبارك بن خضر، ويحيى بن علي الخيمي، والمبارك بن محمد الباذرائي، وأبا محمد بن الخشاب، وطبقتهم. وبالموصل: أبا الفضل عبد الله بن أحمد الخطيب، وبهمذان عبد الرزاق بن إسماعيل القومساني، ونسيبه المطهر بن عبد الكريم، وإسماعيل بن محمد بن إسماعيل القومساني، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 444 وبإصبهان: الحافظ أبا موسى المديني، وأبا سعد محمد بن عبد الواحد الصائغ، وأبا رشيد إسماعيل بن غانم البيع، وأبا الفتح بن أحمد الخرقي، وأحمد بن منصور الترك، وأبا رشيد حبيب بن إبراهيم، وأبا غالب محمد بن محمد بن ناصر، وسفيان وعلياً ابني أبي الفضل بن أبي طاهر الخرقي، وبنيمان بن أبي الفوارس السباك، ومعاوية بن علي الصوفي، وحمزة بن أبي الفتح الطبري، وغيرهم.) وبالإسكندرية: أبا طاهر السلفي فأكثر، وأبا محمد عبد الله العثماني وعبد الرحمن بن خلف الله المقرئ، وجماعة. وبمصر: محمد بن علي الرحبي، وعلي بن هبة الله الكاملي، وعبد الله بن بري النحوي، وجماعة. وحدث بإصبهان، وبغداد، ودمشق ومصر، ودمياط، والإسكندرية. وكتب ما لا يوصف، وصنف التصانيف المفيدة، ولم يزل يسمع ويسمع ويكتب ويجمع إلى أن توفاه الله تعالى إلى رحمته. روى عنه: الشيخ الموفق، والحافظ عبد القادر الرهاوي، وولداه أبو الفتح محمد وأبو موسى عبد الله، والحافظ الضياء، والحافظ ابن خليل، والفقيه اليونيني، وسليمان الأسعردي، الزين بن عبد الدائم، وعثمان بن مكي الشارعي الواعظ، وأحمد بن حامد بن أحمد بن حمد الأرتاحي المقرئ، وإسماعيل بن عبد القوي بن عزون، وأبو عيسى عبد الله بن علاق، وسعد الدين محمد بن مهلهل الجيني، وبقي هذا إلى ربيع الأول سنة أربع وسبعين. وبالإجازة: أحمد بن أبي الخير وغيره. قال أبو عبد الله بن النجار: حدث الكثير، وصنف في الحديث تصانيف حسنة. وكان غزير الحفظ، من أهل الإتقان والتجويد، قيماً بجميع فنون الحديث عارفاً بقوانينه، وأصوله، وعلله، وصحيحه، وسقيمه، وناسخه، ومنسوخه، وغريبه، ومشكله، وفقهه، ومعانيه، وضبط أسماء رواته. وكان
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 445 كثير العبادة، ورعاً، متمسكاً بالسنة على قانون السلف. ولم يزل بدمشق يعين بعد رجوعه من إصبهان يحدث وينتفع به الناس، وإلى أن تكلم في الصفات والقرآن بشيء أنكره عليه أهل التأويل من الفقهاء، وشنعوا عليه، وعقد له مجلسٌ بدار السلطان، حضره الفقهاء والقضاة، فأصر على قوله، وأباحوا إراقة دمه فشفع له جماعة إلى السلطان من الأمراء الأكراد، وتوسطوا في القضية على أن يخرج من دمشق، فأخرج إلى مصر، وأقام بها خاملاً إلى حين وفاته. أخبرنا يعيش بن ملك الحنبلي، أنا عبد الغني. قلت: فذكر حديثاً. قرأتُ بخط العلامة شيخ إصبهان أبي موسى المديني: يقول أبو موسى عفا الله عنه: قل من قدم علينا من الأصحاب يفهم هذا الشأن كفهم الشيخ الإمام ضياء الدين أبي محمد عبد الغني بن) عبد الواحد المقدسي، زاده الله تعالى توفيقاً. وقد وفق لتبيين هذه الغلطات على أن في الكتب المصنفة في معرفة الصحابة غير هذا من الخطأ، ولا تنفك الكتب المجموعة في ذلك من ذلك، وما ذكره كما ذكره. إلى أن قال: ولو كان الدراقطني وأمثاله في الأحياء لصوبوا فعله، وقل من يفهم في زماننا لما فهمه. كتبه أبو موسى. قلت: هذا كتبه على ظهر كتاب تبيين الإصابة لأوهام حصلت في معرفة الصحابة الذي جمعه الحافظ أبو نعيم. وهو مجلد صغير أبان فيه عن حفظ باهر، ومعرفة تامة. وقال الضياء: ثم سافر الحافظ إلى إصبهان. وكان خرج وليس معه إلا قليلُ فلوس، فسهل الله له من حمله وأنفق عليه، حتى دخل إصبهان، وأقام بها مدة، وحصل بها الكتب الجيدة. وكان ليس بالأبيض الأمهق، بل يميل إلى السمرة، حسن الثغر، كث اللحية، واسع الجبين، عظيم الخلق، تام القامة، كأن النور يخرج من وجهه. وكان قد ضعف بصره من كثرة البكاء والنسخ والمطالعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 446 4 (ذكر تصانيفه رحمه الله) كتاب المصباح في الأحاديث الصحاح في ثمانية وأربعين جزءاً، يشتمل على أحاديث الصحيحين، كتاب نهاية المراد في السنن نحو مائتي جزء، ولم يبيضه، كتاب اليواقيت مجلد، كتاب تحفة الطالبين في الجهاد والمجاهدين مجلد، كتاب الروضة أربعة أجزاء، كتاب فضائل خير البرية أربعة أجزاء، كتاب الذكر جزءان، كتاب الإسراء جزءان، كتاب التهجد جزءان، كتاب الفرج جزءان، كتاب رحلات الأحياء إلى الأموات جزءان، كتاب الصفات جزءان، كتاب محنة أحمد ثلاثة أجزاء، كتاب ذم الرياء جزء ذم الغيبة جزء، الترغيب في الدعاء جزء، الأمر بالمعروف جزء، كتاب فضائل مكة أربعة أجزاء، فضائل الحج جزء، فضائل رجب جزء، وفاة النبي صلى الله عليه وسلم جزء، كتبا الحكايات سبعة أجزاء، كتاب غنية الحفاظ في مشكل الألفاظ في مجلدتين، ذكر القبور جزء، مناقب عمر بن عبد العزيز جزء، أجزاء في الأحاديث والحكايات أكثر من مائة جزء، وهذه كلها بأسانيده. ومن الكتب بلا إسناد الأحكام في ستة أجزاء، العمدة في الأحكام جزءان، كتاب دُرر الأثر تسعة أجزاء، كتاب السيرة النبوية جزء كبير، النصيحة في الأدعية الصحيحة جزء، الاعتقاد) جزء، تبيين أوهام أبي نعيم الحافظ في الصحابة جزء كبير، كتاب الكمال في معرفة الرجال عدة مجلدات، وفيه إسناد. قال: وكان لا يكاد أحدٌ يسأله عن حديث إلا ذكره له وبينه. ولا يسأل عن رجل، إلا قال: هو فلان بن فلان، وبين نسبه. قال: وأنا أقول: وكان الحافظ عبد الغني المقدسي أمير المؤمنين في
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 447 الحديث. سمعته يقول: كنت عند الحافظ أبي موسى فنازعني رجل في حديث فقال: هو في البخاري. وقلت: ليس هو فيه. قال: فكتب الحديث في رقعة، ورفعها إلى الحافظ أبي موسى يسأله عن، فناولني الحافظ الرقعة وقال: ما تقول هل هذا الحديث في البخاري أم لا فقلت: لا. قال: فخجل الرجل. وسمعت أبا الطاهر إسماعيل بن ظفر يقول: جاء رجل إلى الحافظ، يعني عبد الغني، فقال: رجل حلف بالطلاق أنك تحفظ مائة ألف حديث. فقال: لو قال أكثر لصدق. شاهدت الحافظ غير مرة بجامع دمشق يسأله بعض الحاضرين وهو على المنبر: اقرأ لنا أحاديث من غير الجزء. فيقرأ الأحاديث بأسانيدها عن ظهر قلبه. وقيل إنه سئل: لم لا تقرأ من غير كتاب يعني دائماً، قال: إني أخاف العُجب. وسمعت الإمام أبا العباس أحمد بن محمد بن الحافظ قال: سمعت علي بن قفارس الزجاج العلثي الصالح قال: لما جاء الحافظ من بلاد العجم قلت: يا حافظ ما حفظت بعد مائة ألف حديث فقال: بلى أوما هذا معناه. سمعتُ أبا محمد عبد العزيز بن عبد الملك الشيباني يقول: سمعتُ التاج الكندي يقول: لم يكن بعد الدارقطني مثل الحافظ عبد الغني، يعني المقدسي. وقال الفقيه أبو الثناء محمود بن همام الأنصاري: سمعت التاج الكندي يقول: لم ير الحافظ عبد الغني مثل نفسه. وقال أبو نزار ربيعة بن الحسن: قد رأيت أبا موسى المديني، وهذا الحافظ عبد الغني أحفظ منه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 448 قال الضياء: وكل من رأينا من المحدثين ممن رأى الحافظ عبد الغني وجرى ذكر حفظه ومذاكراته قال: ما رأينا مثله، أو ما يشبه هذا. ثم ذكر الضياء فصلاً في حرصه على الحديث وطلبه وتحريضه للطلبة، وقال: حرضني على) السفر إلى مصر، وسافر معنا ولده أبو سليمان وله نحو عشر سنين. وسير قبلنا ولديه محمداً وعبد الله إلى إصبهان. ثم سفر إسماعيل بن ظفر، وزوده وأعطاه ما احتاج إليه، فسافر إلى بغداد، وإصبهان، وخراسان. وقل ذلك حرض أبا الحجاج يوسف بن خليل على السفر. وكان يقرأ الحديث يوم الجمعة بعد الصلاة بجامع دمشق وليلة الخميس بالجامع أيضاً. ويجتمع خلق. وكان يقرأ ويبكي، ويُبكي الناسُ بكاء كثيراً وكان بعد القراءة يدعو دعاءً كثيراً. وسمعتُ شيخنا أبا الحسن علي بن إبراهيم بن نجا الواعظ بالقرافة يقول على المنبر: قد جاء الإمام الحافظ وهو يريد أن يقرأ الحديث، فأشتهي أن تحضروا مجلسه ثلاث مرّات، وبعدها أنتم تعرفونه، ويحصل لكم الرغبة. فجلس أول يوم، وكنتُ حاضراً بجامع القرافة، فقرأ أحاديث بأسانيدها حفظاً، وقرأ جزءاً، ففرح الناس بمجلسه فرحاً كثيراً. ثم سمعت ابن نجا شيخنا يقول: قد حصل الذي كنتُ أريده في أول مجلس. قال: وكان يجلس بمصر في غير موضع يقرأ الحديث. وكان رحمه الله لا يكاد يضيع شيئاً من زمانه بلا فائدة. فإنه كان يصلي الفجر، ويلقن القرآن، وربما لقن الحديث. فقد حفظنا منه أحاديث جمة تلقيناً. ثم يقوم فيتوضأ، ويصلي ثلاثمائة ركعة بالفاتحة والمعوذتين إلى قبل وقت الظهر، ثم ينام نومه، ثم يصلي الظهر، ويشتغل إما بالتسميع أو النسخ إلى المغرب، فإن كان صائماً أفطر، وإن كان مفطراً صلى من المغرب إلى
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 449 العشاء الآخرة، فإذا صلى العشاء نام إلى نصف الليل أو بعده. ثم قام فتوضأ وصلى لحظة، ثم توضأ، ثم صلى كذلك، ثم توضأ وصلى إلى قرب الفجر، وربما توضأ في الليل سبع مرات أو أكثر. فقيل له في ذلك فقال: ما تطيب لي الصلاة إلا ما دامت أعضائي رطبة. ثم ينام نومة يسيرة إلى الفجر. وهذا دأبه. وكان لا يكاد يصلي فريضتين بوضوء واحد. سألت خالي الإمام موفق الدين عن الحافظ فقال وكتب بخطه: كان رفيقي في الصبى وفي طلب العلم، وما كنا نستبق إلى خير غلا سبقني إليه إلا القليل. وكمل الله فضيلته بابتلائه بأذى أهل البدعة، وعداوتهم له، وقيامهم عليه. ورزق العلم وتحصيل الكتب الكثيرة، إلا إنه لم يعمر حتى يبتغ غرضه في روايتها ونشرها. قال الضياء: وكان يستعمل السواك كثيراً، حتى كأنه أسنانه البرد. سمعتُ محمود بن سلامة الحراني التاجر غير مرة يقول: كان الحافظ عبد الغني نازلاً عندي) بإصبهان، وما كان ينام من الليل إلا قليلاً، بل يُصلي ويقرأ ويبكي، حتى ربما منعنا النوم إلى السحر. أو ما هذا معناه. وكان الحافظ لا يرى منكراً إلى غيره بيده أو بلسانه. وكان لا تأخذه في الله لومة لائم. رأيته مرة يريق خمراً، فجبذ صاحبه السيف، فلم يخف، وأخذه من يده. وكان قوياً في بدنه. وكثيراً ما كان بدمشق ينكر ويكسر الطنابير والشبابات. قال لنا خالي الموفق: كان لا يصبر عن إنكاره المنكر إذا رآه. سمعت فضائل بن محمد بن علي بن سرور المقدسي قال: سمعتهم يتحدثون بمصر أن الحافظ كان قد دخل على الملك العادل، فلما رآه قام له فلما كان اليوم الثاني إذا الأمراء قد جاءوا إلى الحافظ إلى مصر، مثل سركس، وأزكش، فقالوا: آمنا بكرامتك يا حافظ. وذكروا أن العادل قال: ما خفتُ من أحدٍ ما خفتُ من هذا الرجل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 450 فقلنا: أيها الملك، هذا رجل فقيه، أيش خفت منه قال: لما دخل ما خيل إلي إلا أنه سبع يريد أن يأكلني. فقلنا: هذه كرامة للحافظ. قال الضياء: شاهدتُ بخط الحافظ قال: والملك العادل اجتمعت به، ما رأيت منه إلا الجميل، فأقبل علي وأكرمني، وقام لي والتزمني، ودعوتُ له. ثم قلت: عندنا قُصُور فهو الذي يوجب التقصير. فقال: ما عندك لا تقصير ولا قُصُور. وذكر أمر السنة فقال: ما عندك شيء تعابُ به في أمور الدين ولا الدنيا، ولا بُد للناس من حاسدين. وبلغني عنه بعد ذلك أنه ذكر عنده العلماء فقال: ما رأيتُ بالشام ولا مصر مثل فلان، ودخل علي فخيل إلي أنه أسد قد دخل علي، وهذا ببركة دعائكم ودعاء الأصحاب. قال الضياء: وكان المبتدعة قد وغروا صدر العادل على الحافظ، وتكلموا فيه عنده. وكان بعضهم يقول إنه ربما قتله إذا دخل عليه. فسمعتُ بعضهم أن بعض المبتدعة أرسل إلى العادل يبذل في قتل الحافظ خمسة آلاف دينار. وسمعتُ الشيخ أبا بكر بن أحمد الطحان قال: لكن في دولة الأفضل علي جعلوا الملاهي عند درج جيرون، فجاء الحافظ فكسر شيئاً كثيراً منها. ثم جاء فصعد على المنبر يقرأ الحديث، فجاء إليه رسول القاضي يطلبه حتى يناظره في الدف والشبابة فقال الحافظ: ذاك عندي حرام.) وقال: لا أمشي إليه، وإن كان له حاجة فيجيء هو. ثم تكلم على المنبر، فعاد الرسول فقال: لا بد من مجيئك قد بطلت هذه الأشياء على السلطان. فقال الحافظ: ضرب الله رقبته ورقبة السلطان. فمضى الرسول، وخفنا من فتنة، فما جاء أحدٌ بعد ذلك.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 451 سمعت محمود بن سلامة الحراني بإصبهان قال: كان الحافظ بإصبهان فيصطف الناس في السوق ينظرون إليه. ولو أقام بإصبهان مدةً وأراد أن يملكها لملكها. يعني من حُبهم له ورغبتهم فيه. قال الضياء: ولما وصل إلى مصر أخيراً كنا بها، فكان إذا خرج يوم الجمعة إلى الجامع لا نقدر نمشي معه من كثرة الخلق، يتبركون به، ويجتمعون حوله. وكان سخياً، جواداً، لا يدخر ديناراً و لا درهماً. ومهما حصل له أخرجه. ولقد سمعتُ عنه أنه كان يخرج في بعض الليالي بقفاف الدقيق إلى بيوت المحتاجين، فإذا فتحوا له ترك ما معه ومضى لئلا يُعرف. وكان يفتح له بشيء من الثياب والبرد، فيعطيه للناس، وربما كان عليه ثوب مرقع. قال لي خالي الموفق: كان جواداً، يؤثر بما تصل يده إليه سراً وعلانية. وقال عبد الجليل الجيلاني: كنتُ في مسجد الوزير، فبقيت ثلاثة أيام ما لنا شيء، فلما كان العصر يوم الجمعة سلمت على الحافظ، ومشيت معه إلى خارج باب الجامع فناولني نفقةً، فإذا هي نحو خمسين درهماً. وسمعت بدر بن محمد الجزري قال: ما رأيت أحداً أكرم من الحافظ عبد الغني، قد أوفى عني غير مرة. سمعت سليمان بن إبراهيم الأسعردي يقول: بعث الملك الأفضلي إلى الحافظ بن فقهة وقمح كثير. ففرقه كله، ولم يترك شيئاً. سمعت أحمد بن عبد الله العراقي: حدثني منصور قال: شاهدتُ الحافظ في الغلاء بمصر، وهو ثلاث ليالٍ يؤثر بعشائه ويطوي. سمعتُ الفقيه مقصد بن لعي بن عبد الواحد المصري قال: سمعت أن الحافظ كان زمان الغلاء يؤثر بعشائه. يعني غلاء مصر. قال الضياء: وقد فتح له بمصر أشياء كثيرة من الذهب وغير ذلك، فما كان يترك شيئاً.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 452 سمعت الرضى عبد الرحمن بن محمد بن عبد الجبار: سمعتُ الحافظ يقول: سألت الله أن يرزقني مثل حال الإمام أحمد، فقد رزقني صلاته. قال: ثم أبتلي بعد ذلك وأوذي. سمعت الإمام أبا محمد عبد الله بن أبي الحسن الجبائي يقول: كان أبو نعيم قد أخذ على الحافظ ابن مندة أشياء في معرفة الصحابة، فكان الحفاظ أبو موسى يشتهي أن يأخر على أبي نعيم في كتابه، فما كان يجسر. فلما جاء الحافظ عبد الغني أشار إليه بذلك، فأخذ على أبي نعيم في كتابه معرفة الصحابة نحواً من مائتين وتسعين موضعاً. فلما سمع بذلك الصدر عبد اللطيف بن الخجندي طلب الحافظ عبد الغني، وأراد هلاكه، فاختفى الحافظ. وسمعت محمد بن سلامة الحراني قال: ما أخرجنا الحافظ من إصبهان إلا في إزار. وذلك أن بيت الخجندي أشاعرة يتعصبون لأبي نعيم، وكانوا رؤساء إصبهان. سمعت الحافظ يقول: كنا بالموصل نسمع الجرح والتعديل للعقيلي، فأخذني أهل الموصل وحبسوني، وأرادوا قتلي من أجل ذكر أبي حنيفة فيه. قال: فجاءني رجل طويل معه سيف، فقلت: لعله يقتلني وأستريح. قال: فلم يصنع شياً. ثم أطلقت. وكان يسمع هو ابن البرني، فأخذ ابن البرني الكراس التي فيها ذكر أبي حنيفة، ففتشوا الكتاب، فلم يجدوا شيئاً، فهذا كان سبب خلاصه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 453 قلت: سمعت عبد الحميد بن خولان: سمعتُ الضياء يقول: كان الحافظ يقرأ الحديث بدمشق، ويجتمع الخلق عليه، فحُسد، وشرعوا يعملون لهم وقتاً في الجامع، ويقرأ عليهم الحديث، ويجمعون الناس، فهذا ينام، وهذا قلبه غير حاضر، فلم يشف قلوبهم، فشرعوا في مكيدةٍ، فأمروا الناصح بن الحنبلي بأن يعظ بعد الجمعة تحت النسر، وقت جلوس الحافظ، فأخر الحافظ ميعاده إلى العصر. فلما كان في بعض الأيام، والناصح قد فرغ، وقد ذكر الإمام، فدسوا إليه رجلاً ناقص العقل من بيت ابن عساكر، فقال للناصح: ما معناه أنك تقول الكذب على المنبر فضرب الرجل وهرب، وخبئ في الكلاسة، ومشوا إلى الوالي، وقالوا له: هؤلاء الحنابلة ما قصدهم إلى الفتنة. وهم واعتقادهم. ثم جمعوا كبراءهم، ومضوا إلى القلعة، وقالوا للوالي: نشتهي أن تحضر الحافظ.) وسمع مشايخنا، فانحدروا إلى المدينة، خالي الموفق، وأخي الشمس البخاري، والفقهاء، وقالوا: نحن نناظرهم. وقالوا للحافظ: اقعد أنت لا تجيء، فإنك حاد، ونحن نكفيك. فاتفق أنهم أرسلوا إلى الحافظ فأخذوه، ولم يعلم أصحابنا، فناظروه وكان أجهلهم يغري به، فاحتد. وكانوا قد كبتوا شيئاً من اعتقادهم، وكتبوا خطوطهم فيه، وقالوا له: اكتب خطك. فلم يفعل. فقالوا للوالي: قد اتفق الفقهاء كلهم، وهذا يخالفهم. واستأذنوه في ربع منبره. فأرسلوا الأسرى، فرفعوا ما في جامع دمشق من منبر وخزانة وقالوا: نريد أن لا نجعل في الجامع إلا صلاة الشافعية. وكسروا منبر الحافظ، ومنعوه من الجلوس، ومنعوا أصحابنا من الصلاة في مكانهم، ففاتهم الظهر. ثم إن الناصح جمع البنوية وغيرهم، وقالوا: إن لم يخلونا نصلي صلينا بغير اختيارهم. فبلغ ذلك القاضي، وهو كان صاحب الفتنة، فأذن لهم، وخاف أن يصلوا بغير إذنه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 454 وكان الحنفية حموا مقصوراتهم بجماعة من الجند. ثم إن الحافظ ضاق صدره، ومضى إلى بعلبك، فأقام بها مدة، وتوجه إلى مصر، فبقي بنابلس مدة يقرأ الحديث وكنت أنا في ذلك الوقت بمصر فجاء شاب من دمشق بفتاوي إلى الملك عثمان العزيز، ومعه كتب أن الحنابلة فجاء شاب من دمشق بفتاوي إلى الملك عثمان العزيز، ومعه كتب أن الحنابلة يقولون كذا وكذا. وكان بنواحي الإسكندرية، فقال: إذا رجعنا من بلادنا من يقول بهذه المقالة. فاتفق أنه لم يرجع، وشب به فرسه. وأقاموا ولده موضعه. ثم أرسلوا إلى الأفضل، كان بصرخد، فجاء وأخذ مصر. ثم انحرف إلى دمشق فاتفق أنه لقي الحافظ في الطريق، ففرح به وأكرمه. ونفذ يوصي به بمصر، فلما وصل الحافظ إلى مصر تلقي بالبشر والإكرام، وأقام بها يسمع الحديث بمواضع ويجلس. وقد كان بمصر كثيرٌ من المخالفين، لكن كانت رائحة السلطان تمنعهم. ثم إن الأفضل حاصر دمشق، ورد عنها بعد أن أشرف على أخذها، ورجع إلى مصر، فجاء العادل خلفه فأخذ مصر. وبقي بمصر. وأكثر المخالفون على الحافظ، حتى استدعي، ولم يحصل لهم بحمد الله ما أرادوا. وأكرمه العادل، وسافر إلى دمشق. وبقي الحافظ بمصر، وهم لا يتركون الكلام فيه، فلما أكثروا عزم الكامل على إخراجه من مصر.) ثم إن الحافظ اعتقل في دار سبع ليالٍ فسمعت التقي أحمد بن العز محمد بن عبد الغني: حدثني الشجاع بن أبي زكري الأمير قال: قال: لي الكامل: ههنا رجل فقيه قالوا إنه كافر. قلت: لا أعرفه. قال: بلى، هو محدث. فقلت: لعله الحافظ عبد الغني قال: نعم هو هو. فقلت: أيها الملك، العلماء أحدهم يطلب الآخرة، والآخر يطلب الدنيا. وأنت ههنا باب الدنيا، فهذا ا لرجل جاء إليك، أو أرسل إليك رقعة قال: لا. قلت: والله هؤلاء
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 455 يحسدونه. فهل في هذه البلاد أرفع منك قال: لا. فقلت: هذا الرجل أرفع العلماء. فقال: جزاك الله خيرا كما عرفتني هذا. وقال أبو المظفر بن الجوزي في تاريخه: اجتمع قاضي دمشق محيي الدين والخطيب ضياء الدين جماعة، وصعدوا إلى متولي القلعة أن عبد الغني قد أضل الناس ويقول بالتشبيه، فعقدوا له مجلساً وأحضروه، فناظرهم، وأخذوا عليه مواضع، منها قوله: لا أنزهه تنزيهاً ينفي حقيقة النزول ومنها: كان الله ولا مكان، وليس هو اليوم على ما كان. ومنها مسألة الحرف والصوت. فقالوا: إن لم يكن على ما كان، فقد أثبت له المكان. وإذا لم تنزه تنزيهاً ينفي عنه حقيقة النزول فقد أجزت عليه حقيقة الانتقال. وأما الحرف والصوت فإنه لم يصح عن إمامك فيه شيء وإنما المنقول عنه أنه كلام الله لا غير. وارتفعت الأصوات، فقال له صارم الدين بزغش والي القلعة: كل هؤلاء على ضلالة، وأنت على الحق قال: نعم. فأمر الأسارى، فنزلوا فكسروا منبره، ومنعوا الحنابلة من الصلاة، ففاتتهم صلاة الظهر. وقال أبو المظفر في مكان آخر: اجتمع الشافعية، والحنفية، والمالكية. بالملك المعظم بدار العدل، وكان يجلس بها هو والصارم بزغش، فكان ما اشتهر من أمر عبد الغني الحافظ، وإصراره على ما ظهر من اعتقاده، و إجماع الفقهاء على الفتيا بتكفيره، وأنه مبتدع لا يجوز أن يترك بين المسلمين، فسأل أن يُمهل ثلاثة أيام لينفصل عن البلد، فأجيب. قلت: قوله وإجماع الفقهاء على الفتيا بتكفيره كلام ناقص، وهو كذب صريح، وإنما أفتى بذلك بعض الشافعية الذين تعصبوا عليه، وأما الشيخ
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 456 الموفق وأبو اليمن الكندي شيخا الحنفية والحنابلة فكانا معه. ولكن نعوذ بالله من الظلم والجهل. قال أبو المظفر: وسافر عبد الغني إلى مصر، فنزل عند الحطانين، وصار يقرأ الحديث، فأفتى) فقهاء مصر بإباحة دمه، فكتبوا إلى ابن شكر الوزير يقولون: قد أفسد عقائد الناس، ويذكر التجسيم على رؤوس الأشهاد. فكتب إلى والي مصر بنفيه، فمات قبل وصول الكتاب رحمه الله تعالى بمسجد المصنع. قال: وكان يصلي كل يوم وليلة ثلاثمائة ركعة ورد الإمام أحمد. وكان يقوم الليل عامة دهره، ويحمل ما أمكنه إلى بيوت الأرامل واليتامى سراً. وكان أوحد زمانه في علم الحديث. وقال الضياء: سمعت بعض أصحابنا يقول: إن الحافظ أمر أن يكتب اعتقاده، فكتب: أقول كذا لقول الله تعالى كذا، وأقول كذا لقول النبي صلى الله عليه وسلم كذا. حتى فرغ من المسائل التي يخالفونه فيها، فلما وقف عليها الملك الكامل قال: أيش أقول في هذا يقول الله وقول رسول الله فخلى عنه. فصل قال: وسمعت أبا موسى بن عبد الغني قال: كنت مع والدي بمصر وهو يذكر فضائل سفيان الثوري. فقلت في نفس: إنّ والدي مثله. قال: فالتفت إلي وقال: أين نحن من أولئك. سمعتُ الزاهد إبراهيم بن محمود البعلبكي يقول: كنتُ يوماً عند الشيخ العماد، وقد جاء تجارٌ، فحدثوه أنهم رأوا، أو قال يُرى، النور على قبر الحافظ عبد الغني كل ليلة، أو كل جمعة. شك إبراهيم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 457 سمعت الإمام أبا العباس أحمد بن محمد بن عبد الغني قال: رأيتُ البارحة الكمال عبد الرحيم، يعني أخي، وعليه ثوب أبيض. فقلت: أين أنت قال: في جنة عدن. فقلت: أيما أفضل الحافظ عبد الغني، أو الشيخ أبو عمر قال: ما أدري، وأما الحافظ فكل ليلة جمعة يُنصب له كرسي تحت العرش، ويقرأ عليه الحديث، ويُنثر عليه الدر، وهذا نصيبي منه. وكان من كُمه شيء، وقد أمسك بيده على رأس الكم. وسمعتُ عبد الله بن الحسن بن محمد الكردي. بحّران قال: رأيت الحافظ في المنام، فقلتُ له: يا سيدي، أليس قد مت فقال: إن الله أبقى علي وردي من الصلاة. أو نحو هذا. وسمعتُ القاضي أبا حفص عمر بن علي الهكاري بنابلس يقول: رأيتُ الحافظ عبد الغني في النوم كأنه قد جاء إلى بيت المقدس، فقلت: جئت غير راكب فقال: أنا حملني النبي صلى الله) عليه وسلم. سمعت الحافظ أبا موسى قال: حدثني رجل من أصحابنا قال: رأيت الحافظ في النوم، وكان يمشي مستعجلاً، فقلت: إلى أين قال: أزور النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: وأين هو قال في المسجد الأقصى. فإذا النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أصحابه. فلما رأى الحافظ قام صلى الله عليه وسلم له وأجلسه إلى جانبه. قال: فبقي الحافظ يشكو إليه ما لقي، ويبكي ويقول: يا رسول الله صلى الله عليه وسلّم كُذَّبتُ في الحديث الفلاني، والحديث الفلاني، و رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول: صدقت يا عبد الغني، صدقتَ يا عبد الغني. سمعتُ أبا موسى قال: مرض والدي مرضاً شديداً منعه من الكلام والقيام ستة عشر يوماً. وكنتُ كثيراً ما أسأله: ما تشتهي فيقول: أشتهي الجنة، أشتهي رحمه الله. ولا يزيد على ذلك.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 458 فلما كان يوم الاثنين جئتُ إليه، وكان عادتي أبعث كل يوم من يأتي بماء من الحمام بكرة يغسل به أطرافه. فلما جئنا بالماء مد يده، فعرفت أنه يريد الوضوء، فوضأته وقت صلاحة الصبح، فلما توضأ قال: يا عبد الله قُم فصل بنا وخفف. فقمت وصليت بالجماعة، وصلى معنا جالساً، فلما انصرف الناس، جئتُ وقد استقبل القبلة فقال: اقرأ عند رأسي يس. فقرأتها، فجعل يدعو وأنا أؤمن. فقلت له: ههنا دواء قد علمناه، تشربه قال: يا بني، ما بقي إلا الموت. فقلت: ما تشتهي شياً قال أشتهي النظر إلى وجه الله سبحانه وتعالى. فقلت: ما أنت عني راضٍ قال: بلى والله، أنا راضٍ عنك وعن إخوتك، وقد أجزتُ لك ولإخوتك، ولابن أخيك إبراهيم. فقلت: ما توصي بشيء. قال: ما لي على أحد شيء، ولا لأحد علي شيء. قلت: توصيني بوصية. قال: يا بني أوصيك بتقوى الله، والمحافظة على طاعته. فجاء جماعة يعودونه، فسلموا، فرد عليهم، وجعلوا يتحدثون ففتح عينيه وقال: ما هذا الحديث اذكروا الله، قولوا لا إله إلا الله. فقالوا، ثم قاموا، وجعل هو يذكر الله ويحرك سفتيه، ويشير بعينيه. فدخل درع النابلسي فسلم عليه وقال: ما تعرفني قال: بلى. فقمتُ لأناوله كتاباً من جانب المسجد، فرجعت وقد خرجت روحه. وذلك يوم الاثنين الثالث) والعشرين من ربيع الأول. وبقي ليلة الثلاثاء في المسجد، واجتمع الخلق الغد، خلق كثير من الأئمة والأمراء، وما لا يحصيهم إلا الله. ودفناه بالقرافة مقابل قبر أبي عمرو بن مرزوق، في مكان ذكر لي خادمه عبد المنعم أنه كان يزور ذلك المكان، ويبكي فيه إلى أن يبل الحصى، ويقول: قلبي يرتاحُ إلى هذا المكان. فرحمه الله ورضى عنه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 459 قال الضياء: وتزوج ببنت خاله رابعة بنت أحمد بن محمد بن قدامة، فولدت له محمد، وعبد الرحمن، وفاطمة، وعاشوا حتى كبروا. وتسرى بجارية في مصر، فلم توافقه، ثم بأخرى، فولدت له بنتين ماتتا ولم تكبرا. سمعت عبد الحميد بن خولان أن الضياء أخبرهن قال: لما دخلنا إصبهان كنا سبعة، أحدنا الإمام أحمد بن محمد بن الحافظ، وكان طفلاً، فسمعنا على المشايخ. وكان شيخنا مؤيد الدين ابن الإخوة عند جملة حسنة من المسموعات، فسمعنا عليه قطعة، وكان يتشدّد علينا. ثم إنه توفي، فضاق صدري لموته كثيراً، لأنه كانت عنده مسموعات عند غيره. وأكثر ما ضاق صدري لأجل ثلاث كتب: مسند العدني، ومعجم ابن المقرئ، ومعجم أبو يعلى. وكنت قد سمعت عليه في السفرة الأولى مسند العدني ولكن لأجل رفقتي، فرأيت في النوم كأن الحافظ عبد الغني رحمه الله قد أمسك رجلاً، وهو يقول لي: أم هذا، أم هذا. والرجل الذي أشار إليه هو ابن عائشة بنت عمر. فلما استيقظت قلتُ في نفسي: ما قال هذا إلا لأجل شيء. فوقع في قلبي أنه يريد الحديث، فمضيت إلى دار بني معمر وفتشت الكتب، فوجدتُ مسند العدني سماع عائشة مثل ابن الإخوة، فلما سمعناه عليها قال لي بعض الحاضرين: إن لها سماعاً بمُعجّم ابن المقرئ. قلت: أين هو قال: عند فلان الخباز. فأخذناه وسمعناه منها. و بعد أيام ناولني بعض الإخوان معجم أبو يعلى سماعها فسمعناه. أنشدنا ابن خولان: أنشدنا أبو عبد الله الحافظ سنة ست وعشرين وستمائة: أنشدنا أبو عبد الله محمد بن سعد بن عبد الله لنفسه يرثي الحافظ: (هذا الذي كنتُ يوم البين أحتسب .......... فليقض دمعُك عني بعض ما يجبُ)
(لم يبق في الأسى والسقم جارحة .......... نفسٌ تذوبُ وقلبٌ بعد ذا يجبُ)
(تا الله لا رُمتُ صبراً عنهمُ أبداً .......... وفي الحياة فما لي دونهم أربُ) )
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 460 (لا تعجبن لوفاتي بعدهم أسفاً .......... وإنما في حياتي بعدهم عجبُ)
(سقياً ورعياً لأيام لنا سفلت .......... والشملُ مجتمعٌ والأنس منتسبٌ)
(والعيشُ غضِّ وعين الدَّهر راقدةٌ .......... والبينُ رثِّ وأثواب الهوى قُشُبُ)
(والدارُ ما نزحت والورقُ ما صدحت .......... وحبذا بكم الأجراع والكتُبُ)
(إن تُمس دارُهُم عني مُباعدةً .......... فإن مسكنهم في القلب مقترب)
(يا سائرين إلى مصر سألتكم .......... رفقاً عليّ فإنّ الأمرَ مُكتسبُ)
(قولوا لساكنها: حييتَ من سكن .......... يا مُنية النفسِ ما ذا الصدُّ والغضبُ)
(بالشام قومٌ وفي بغداد قد أسفوا .......... لا البُعدُ أخلقَ بلواهُم ولا الحقبُ) منها: (لولاك ماد عمود الدين وانهدمت .......... قواعدُ الحق واغتال الهدى عطبُ)
(فاليوم بعدك جمرُ الغني مضطرمُ .......... بادي الشرار ورُكن الراشد مضطربُ)
(فليبكينك رسول الله ما هتفت .......... ورقُ الحمام وتبكي العجم والعربُ)
(لم يفترق بكم حالٌ فموتكما .......... نفي الشهر واليوم هذا الفخرُ والحسبُ)
(أحييت سنته من بعدما دفنت .......... وشدتها وقد انهدت لها رتبُ)
(يا شامتين وفينا ما يسؤهُم .......... مستبشرين وهذا الدهرُ محتسبُ)
(ليس الفناء بمقصورٍ على سبب .......... ولا البقاءُ بممدودٍ له سببُ) من لم يعظه بياضُ الشعر أيقظهُ سوادُ عيش فلا لهو ولا طربُ (الصبرُ أهونُ ما تُمطى غواربه .......... والأجرُ أعذبُ ما يُجنى وتحبلبُ)
(إن تحسبوه كريه الطعم أيسره .......... سمٌ مذافٌ ففي أعقابه الضربُ)
(ما مات من كان عزّ الدين يعقبه .......... وإنما الميت منكم من له عقبُ)
(ولا تقوض بيتُ كان يعهدهُ .......... مثل العماد منكم من له عقبُ)
(على العُلى بجمال الدين بعدكما .......... يُحيي العلوم بحيي الدين والقربُ)
(مثل الدراري والسواري وانتهكوا .......... حمى الخطوب وأبكار العُلا خطبوا)
(شم العرانين يلحٌ لو سألتهم .......... بذلك النفوس لما هابوا بأن يهبوا)
(بيضٌ مفارقهم سودٌ عواتقهم .......... يمسي مسابقهم من حظه التعب) )
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 461 (نورٌ إذا سألوا، نارٌ إذا حملوا، .......... سحبٌ إذا نزلوا، أسدٌ إذا ركبوا)
(هذا الفخارٌ، فإن تجزع فلا جزعٌ .......... على المحب، وإن تصبر فلا عجبُ)
(الموقدون، ونارُ الخير خامدةٌ .......... والمُقدمون، ونارُ الحرب تلتهبُ) كملت. 4 (عبد القادر بن خلف بن أبي البركات يحيى بن فضلان.) أبو بكر البغدادي، الأزجي، المشاهر، المؤدب. سمع من: أبيه، وابن ناصر، وأبي بكر بن الزاغوني، وأبي الفتح الكروخي، وأبي الوقت السجزي. روى عنه: الدبيثي، والضياء، وآخرون. وأجاز للفخر علي. توفي في ذي الحجة. 4 (عبد الملك بن عثمان بن عبد الله بن سعد.) أبو محمد المقدسي. قتل بقرية الهامة في شوال. وهو والد الزين أحمد، والجمال عبد الله. 4 (عبد الملك بن مظفر بن عبد الله.) أبو غالب الحربي، شيخ صالح. سمع: أحمد بن أبي غالب الزاهد، وسعيد بن البنا، وجماعة. روى عنه: الحافظ الضياء، والشرف عبد الله بن أبي عمر، وابن عمه المجد عيسى، وغيرهم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 462 وأجاز للفخر علي، والكمال عبد الرحيم بن عبد الملك. وتوفي في شوال. 4 (عبد الملك بن مواهب بن مسلم بن الربيع.) أبو محمد، وأبو القاسم السلمي، البغدادي، النصري، الوراق، الشيخ الصالح الذي كان يذكر أنه رأى الخضر. روى عن: القاضي أبي بكر الأنصاري.) قال الدبيثي: كان صالحاً، حسن الطريقة. توفي في تاسع ربيع الآخر. روى عنه: هو، وابن خليل، والنجيب بن الصيقل. وقرأت بخط شيخنا ابن الظاهري قال: كان صالحاً مستجاب الدعوة، يأكل من كسب يده، وكان يزعم أنه يرى الخضر عليه السّلام. قلت: أجاز للفخر علي، ولجماعة رحمه الله. 4 (عبد الملك بن أبي القاسم عبد الله بن الحسين.) أبو علي المؤذن، الدارقزي، المعروف بابن القشوري. ذكر أنه سمع من: أبي القاسم بن الحصين، وقاضي المرستان. وحدث عن: أبي غالب محمد بن محمد بن أسد العكبري، شيخ روى عن أبي الفتح بن عمران. روى عنه: الدبيثي وقال: توفي في صفر، وابن النجار وقال: صدوق.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 463 4 (عبد المنعم بن الفقيه أبي نصر هبة الكريم بن خلف بن المبارك بن البطر.) أبو الفضل البغدادي، البيع، المعروف بابن الحنبلي. حدث عن: أبي الفضل الأرموي. وكان أبوه يروي عن قرابته أبي الخطاب نصر بن البطر. توفي في ذي القعدة. 4 (عبد المنعم بن يحيى بن أحمد بن عبيد الله.) الأزجي، البيع. حدث عن: ابن ناصر، وأبي الوقت. ومات أيضاً في ذي القعدة رحمه الله تعالى. 4 (عبد الواحد بن سعد بن يحيى.) أبو الفتح البغدادي، الصفار. من أهل نهر القلايين. سمع: أبا بكر الأنصاري، وهبة الله بن الطبر، وإسماعيل بن السمرقندي، وعبد الجبار بن أحمد بن توبة الأسدي، وعبد الرحمن بن محمد القزاز، وجماعة. وكان شيخاً صالحاً. عاش اثنتين وثمانين سنة.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 464 ومات في رابع المحرم. ذكره الحافظ زكي الدين وقال: لنا منه إجازة. 4 (عتيق بن علي سعيد بن عبد الملك بن رزين.) أبو بكر العبدري، الطرطوشي، القاضي المعروف بابن العقار. ذكره ابن الأبار وقال: أصله من طرطوشة، ونشأ بميورقة، واستوطن بلنسية. وقرأ على: أبي الحسين بن هذيل، وابن النعمة، وأبي بكر بن نمارة. وسمع منهم، ومن غيرهم. وأجاز له أبو طاهر السلفي، وجماعة. وقعد للتعليم بالقرآن، وكان من أهل التجويد والتحقيق والتقدم في الإقراء، مع الفقه والبصر بالشروط. ولي قضاء بنسية وخطابتها وقتاً. وكانت في أحكامه شدّة، وفي أخلاقه حدة. أخذ الناس عنه القراءات والحديث. ولد سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة. وتوفي في ذي الحجة. 4 (العراقي بن محمد بن العراقي.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 465 العلامة ركن الدين، أبو الفضل القزويني، الطاووسي، صاحب الطريقة. كان إمام كبيراً، مناظراً، محجاجاً، فيماً بعلم الخلاف، مفحماً للخصوم. أخذ ذلك عن الشيخ رضي الدين النيسابوري الحنفي صاحب الطريقة، فبرع في الفن، وصنف ثلاث تعاليق. وازدحم عليه الطلبة بهمذان، ورحلوا إليه من النواحي. واشتهر اسمه. ومن أصحابه نجم الدين أحمد بن محمد بن خلف المقدسي، اشتغل عليه حتى صار معيده. توفي ركن الدين في رابع عشر جمادى الآخرة بهمذان. 4 (عزيزة بنت علي بن أبي محمد يحيى بن علي بن الطراح المدير.) أخت ست الكتبة. حدثت عن: جدها. روى عنها: الحافظ الضياء، والنجيب الحراني، وغيرهما.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 466 وأجازت للفخر علي، وللشيخ شمس الدين، ولإسماعيل العسقلاني. وماتت في نصف شعبان. 4 (علي بن الأجل أبي طاهر أحمد بن الحسين بن عبد الله بن أيوب.) أبو الحسن الكرخي، الكاتب. ولد سنة ثلاث وعشرين، وسمع: أبا بكر الأنصاري، وأبا منصور ابن زريق القزاز. روى عنه: الدبيثي، والضياء، والنجيب عبد الطيف. وتوفي في سلخ ربيع الأول. 4 (عمر بن إبراهيم بن الحسن بن طاهر.) أبو حفص بن الحصني، الحموي، ثم الدمشقي. سمع من: علي بن الحسين بن اشليها، ونصر الله بن محمد المصيصي، وأبي يعلى حمزة بن الحبوبي. روى عنه: ابن خليل، الضياء، والشهاب القوصي. وأجاز لأحمد بن أبي الخير. 4 (عمر بن علي بن محمد.) أبو حفص الحربي، الإسكاف. سمع: عبد الله بن أحمد بن يوسف. روى عنه: يوسف بن خليل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 467 وأجاز لابن أبي الخير. 4 (عمر بن علي بن المظفر.) أبو حفص الأشتري، الصوفي، نفيس الدين، الخادم بخانقاه سعيد السعداء بالقاهرة. سمع: سعيد بن سهل الفكلي، وأبا طاهر السلفي. وحدث. توفي في ربيع الأول. 4 (عمر بن محمد بن الحسن بن عبد الله.) الأزجي، القطان، المعروف بحُريرة. شيخ مسند مشهور. حدث عن: أبي القاسم بن الحُصين، وأبي غالب محمد بن الحسن الماوردي، وأبي بكر) الأنصاري. روى عنه: الدبيثي، والضياء، والنجيب عبد اللطيف. وأجاز لابن أبي الخير، وللفخر بن البخاري. وتوفي في السابع والعشرين من جمادى الآخرة. 4 (عمر بن الإمام أبي المحاسن يوسف بن عبد الله بن بندار.) الفقيه أبو حفص الدمشقي. تفقه على والده ببغداد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 468 وسمع من: أبي الوقت، وأبي زرعة المقدسي. وقدم مصر وحدث بها وناظر. وهو أخو قاضي القاهرة زين الدين علي. توفي في ثامن عشر صفر. 4 (عيسى بن محمد بن عيسى بن عقاب.) أبو الأصبغ الغافقي، القرطبي، المقرئ. أخذ القراءات عن: أبيه، أبي القاسم بن رضا، وغيرهما. وسمع من: أبي الوليد بن الدباغ، وجماعة. وحدث وأقرا القرآن. وتوفي في المحرم عن أربع وسبعين سنة رحمه الله. 4 (حرف الغين)
4 (غالب بن عبد الرحمن بن محمد بن خلف.) أبو بكر الشراط، الأنصاري، الأندلسي، المقرئ. أخذ القراءات عن: أبيه. وعن: أبي بكر بن خير. وسمع الكثير من ابن بشكوال. وسمع من: أبي العباس بن مضاء، وأبي الحسن عبد الرحمن بن بقي، وجماعة. قال الأبار: أقرأ، ودرس، وحدث، وعلم العربية. وكان من أهل العلم والعمل، محبباً إلى الخاصة والعامة، بصيراً بالقراءات، والعربية، واللغة.) توفي في ربيع الآخر كهلاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 469 4 (حرف الفاء)
4 (فتح بن محمد بن فتح.) أبو نصر بن الفصال القرطبي. أحد من أكثر عن: أبي القاسم بن بشكوال، وأبي بكر بن خير. 4 (فاطمة بنت أبي الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل الأنصاري البلنسي.) أخت عبد الكريم. ولدت بإصبهان في سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة. وسمعتُ حضوراً، ولها سنتان وشيءٌ، من فاطمة بنت عبد الله الجُوزادنية. وقدم بها أبوها بغداد في سنة خمس وعشرين فسمّعها حضوراً من: أبي القاسم بن الحُصين، وزاهر بن طاهر، وأحمد بن الحسين بن البنا، وأسمعها من: نفسه، ومن: هبة الله بن أحمد بن الطبر، ويحيى بن حبيش الفارقي، ويحيى بن البنا، وأبي المكارم أحمد بن عبد الباقي، وأبي منصور بن زريق القزاز، وإسماعيل بن السمرقندي، والقاضي أبي بكر محمد بن القاسم الشهرزوري، وطائفة كبيرة. وأجاز لها خلق. وحدثت بدمشق، والقاهرة. تزوج بها ابن نجا الواعظ، وأقدمها معه إلى دمشق، ثم سكن بها بمصر، فأكثر عنها المصريون وعني بها والدها أتم عناية. روى عنه: أبو موسى بن الحافظ عبد الغني، والمحدث عبد الرحمن بن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 470 مقرب التجيبي، والفقيه أبو عبد الله محمد بن محمد بن الوزان، وأبو عبد الله محمد ابن المقرئ الشاطبي، والضياء، وخطيب مردا، وعبد الله بن علاق، وخلق كثير. وبالإجازة: أحمد بن أبي الخير، والحافظ زكي الدين عبد العظيم وقال: توفيت في ثامن ربيع الأول. 4 (فضل الله بن الحافظ أبي سعيد محمد بن أحمد.) الإمام أبو المكارم النوقاني، والفقيه، الشافعي. ونوقان هي مدينة طوس.) مولده في سنة أربع عشرة وخمسمائة. وبادر أبوه فأخذ له الإجازة من محيي السنة أبي محمد البغوي. وسمع من عبد الجبار بن محمد الحواري أربعين البيهقي الصغرى. وسمع من أبيه مسند الشافعي. وكان بارعاً في مذهبه. تفقه مدة بمحمد بن يحيى. وكان مفتياً، مهيباً، مدرساً. سمع منه: أبو رشيد الغزال، وغيره. وأجاز للشيخ شمي الدين بن أبي عمر، وللفخر علي بن البخاري. مرض بنيسابور، فحمل إلى نوقان فمات بها في سنة ستمائة. ورخه أبو العلاء الفرضي. وقيل: ولد سنة ثلاث عشرة وخمسمائة، فنحنُ نروي تصانيف مُحيي السنة شرح السنة، ومعالم التنزيل، والمصابيح، والتهذيب،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 471 والأربعين حديثاً بالإجازة العالمية، من ابن أبي عمر، والفخر علي، بإجازتهما منه، بإجازته من المؤلف. 4 (حرف القاف)
4 (القاسم بن الحافظ الكبير أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين.) الحافظ، المفيد، المسند، الورع، بهاء الدين أبو محمد الدمشقي، المعروف بابن عساكر. مولده في نصف جمادى الأولى سنة سبعٍ وعشرين وخمسمائة. وسمع: أباه، وعمه الصائن هبة الله، وجدّ أبويه القاضي أبا المفضل يحيى بن علي القرشي، وابنه القاضي أبا المعالي محمد بن يحيى، وجمال الإسلام أبا الحسن علي بن المسلم، وأبا طالب علي بن عبد الرحمن الصوري، ويحيى بن بطريق الطرسوسي، وأحمد بن محمد الهاشمي الذي روى عن السميساطي، وأبا الفتح نصر الله بن محمد المصيصي، وهبة الله بن طاوس،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 472 وأبا الدر ياقوت بن عبد الله الرومي، والخضر بن الحسين بن عبدان، وعبد الرحمن بن عبد الله بن أبي الحديد، ونصر بن أحمد بن مقاتل، وأبا القاسم بن البن، وأبا الحسن المرادي، وأبا سعد بن السمعاني، وخلقاً كثيراً. وأجاز له عامة مشايخ خُراسان الذي لقبهم أبوه في سنة ثلاثين. منهم: أبو عبد الله الفراوي، وزاهر الشحامي، والحسين بن عبد الملك الخلال، وهبة الله السيدي.) وأجاز له القاضي أبو بكر الأنصاري، وجماعة من بغداد. وكان إماماً، محدثاً، ثقة، حسن المعرفة، كريم النفس، مكرماً للغرباء، ذا أنسة بما يُقرأ عليه، وخطه وحش، لكنه كتب الكثير، وصنف، وخرج، وعُني بالكتابة والمطالعة، فبالغ إلى الغاية. وكان ظريفاً، كثير المزاح. قال العزّ النسابة: كان أحب ما إليه المزاح. وقال ابن نقطة: هو ثقة إلا أن خطه لا يشبه خط أهل الضبط. وقال عبد الرحمن بن المقرب الإسكندري: حدثني المحدث ندى الحنفي قال: قرأتُ على أبي محمد بن عساكر، ثنا ابن لهيعة فقال: اللُهيعة بالضم فراجعته فلم يرجع. وقال الحافظ عبد العظيم: قلت للحافظ أبي الحسن المقدسي: أقول ثنا القاسم بن علي الحافظ بالكسر نسبةً إلى والده فقال: بالضم، فإني اجتمعت به بالمدينة فأملى علي أحاديث من حفظه، ثم سير إلي الأصول فقابلتها فوجدتهما كما أملاها. وفي بعض هذا يطلق عليه الحفظ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 473 قلت: وليس هذا هو الحفظ العرفي. وقد صنف كتاب المستقصي في فضل المسجد الأقصى، وكتاب الجهاد. وأملى مجالس. وكان يتعصب لمذهب الأشعري، ويبالغ من غير أن يحققه. وقد ولي مشيخة دار الحديث النورية بعد والده إلى أن مات. ولم يتناول من معلومه شيئاً. بل جعله مرصداً لمن يرد عليه من الطلبة. وقيل إنه لم يشرب من مائها، ولا توضأ منه. وقد سمع منه خلق. وحدث بمصر، والشام. روى عنه: أبو المواهب بن صصرى، وأبو جعفر القرطبي، وأبو الحسن بن المفضل، وأبو محمد عبد القادر الرهاوي، ويوسف بن خليل، والتقي اليلداني، والكمال محمد بن القاضي صدر الدين عبد الملك بن درباس، والمفتي عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام والتاج عبد الوهاب ابن زين الأمناء وعبد الغني بن بنين القباني والخطيب عماد الدين عبد الكريم بن الحرستاني، والمحدث زين الدين خالد، والنجيب فراس العسقلاني، والمجد محمد بن إسماعيل بن عساكر، والتقي إسماعيل بن أبي اليسر، والكمال عبد العزيز بن عبد، وأبو بكر محمد بن علي النشبي. وأجاز لابن أبي الخير الحداد، ولأبي الغنائم المسلم بن علان. وتوفي في تاسع صفر.) 4 (حرف الكاف) كامل بن عبد الجليل بن أبي تمام. الرئيس الشريف أبو الفضائل الهاشمي، البغدادي، الحريمي، المعروف بابن الشنكاتي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 474 سمع: أبا منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز. روى عنه: الدبيثي، والنجيب عبد اللطيف. وتوفي في جمادى الآخرة. 4 (حرف اللام)
4 (الليث بن علي بن محمد.) أبو الفتح بن البوراني، البغدادي. شيخ معمر، ولد بعد الخمسمائة بيسير، ولو سمع على مقتضى سنة لسمع من أبي القاسم بن بيان، وطبقته. ولكنه سمع في كبره من: القاضي أبي بكر. ومن: محمد بن محمد بن أسد. روى عنه: أبو عبد الله الدبيثي، وغيره. وروى عنه بالإجازة أبو الحسن البخاري. وتوفي في ثاني ربيع الأول. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور.) الجمال أبو بكر المقدسي، وهو مشهور بكنيته. قال الضياء: وُلد سنة ثلاث وستين، وتوفي بنابلس لأنه مضى ليزور القدس بعد حجته. وكان فقيهاً زاهداً، ورعاً، كثير الخوف من الله تعالى. كان يعرف بالزاهد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 475 رحل مع أخيه البهاء عبد الرحمن إلى بغداد، وسمع الكثير بها وبدمشق. وكان يتنضف ويبالغ في الوضوء. ثم رجع وتزوج. ثم سافر إلى بغداد، وأقام بها مدة وحصل فنوناً وعاد. وكان يؤم بمسجد دار البطيخ بدمشق. وتزوج بمريم بنت خلف بن راجح، فولدت له أحمد، وعبد الرحمن، وصفية. أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن عبد الجبار بقراءتي، أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم) بحران سنة أربع وثمانين، أنا ابن شاتيل، وأنبا ابن بيان، فذكر حديثين. 4 (محمد بن الحسين بن علي بن الهادي بن القاسم بن ناصر الحق.) الشريف النقيب نقيب السادة بمصر أبو الفضل المعروف بأبي الدلالات. العلوي، الحسيني، الطبري. توفي في جمادى الأولى. وحدث عن الوزير أبي المظفر الفلكي. 4 (محمد بن صافي بن عبد الله.) أبو المعالي البغدادي، النقاش. ولد سنة ثمان عشرة وخمسمائة. وسمع من: أبي بكر المزرفي، ويحيى بن الحسن بن البنا، وأبي البركات يحيى بن عبد الرحمن الفارقي، وأبي القاسم بن السمرقندي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 476 وأجاز للشيخ شمس الدين، وللشيخ الفخر المقدسيين. وتوفي في ربيع الآخر وله اثنتان وثمانون سنة. 4 (محمد بن الإمام موفق الدين أبي محمد بن قدامة.) أبو الفضل. ولد في ربيع الآخر سنة ثلاث وسبعين. وتوفي في جمادى الأولى، وقد استكمل ستاً وعشرين سنة. قال الضياء: مات بهمذان. وكان شاباً ظريفاً، فقيهاً، تفقه على والده، وسافر إلى بغداد، واشتغل بالخلاف على الفخر إسماعيل غلام ابن المنى وسمع الحديث. 4 (محمد بن الشيخ عبد القادر بن أبي صالح الجيلي.) أبو الفضل. سمع من: والده، وسعيد بن النباء، وأبي الوقت. وحدث. وتوفي في ذي القعدة. وروى عنه: أبو عبد الله بن النجار وقال: كان من ذوي الثروة، وكان طحاناً، فكثرت أمواله) وتنعم فقابل النعمة بالكفر، حتى سمعت من جماعة أنه كان يأخذ الذهب ويرمي به نحو السماء ويقول: كم تعطيني ذهباً وقد شبعت. ثم ما زال في انحطاط حتى افتقر، ولبس بالفقيري، ولزم رباطهم. ثم سافر إلى دمشق ليطلب شيئاً، ثم عاد إلى بغداد. ولم تكن طريقته
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 477 مرضية، وكان خالياً من العلم. عاش ثمانياً وخمسين سنة. 4 (محمد بن عبد الملك بن محمد.) أبو عبد الله الأزدي، العتكي، من أهل الجزيرة الخضراء. عمر وعاش ستاً وثمانين سنة. وسمع من: أبي العباس بن زرقون فقط. وولي قضاء بلده. حدث عنه: أبو محمد بن حوط الله، وأبو عبد الله بن هشام. 4 (محمد بن علي بن محمد بن الخازن.) أبو المعالي البزاز، المعروف بابن قشيلة، بقافٍ مضمومة، و شين معجمة. سمع: أبا بكر محمد بن عبد الباقي القاضي، وأبا الوقت. وإنما ظهر سماعُه بعد موته. توفي في ربيع الآخر. 4 (محمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 478 القاضي أبو البركات الأنصاري، الموصلي، الشافعي. ولد سنة ثلاثين وخمسمائة بالموصل. وسمع من: القاضي أبي بكر محمد بن القاسم الشهرزوري. وببغداد من: ابن ناصر، والنقيب أحمد بن علي العلوي، وأبي الوقت. وذكر وفاة أبي البركات هذا الحافظ عبد العظيم فقال: توفي في ثاني ربيع الأول بأسيوط، ودفن عند مصلى العيد، وقد ولي القضاء بها زيادة على عشرين سنة. قال: وذكر أنه تولى الحكم بحماه ثمان سنين في زمان نور الدين، وجمع كتاباً سماه عيون) الأخبار وغرر الحكايات والأشعار. وجمع أربعين حديثاً عن أربعين شيخاً في أربعين مدينة. وجمع معجم النساء. وذكر في هذه الكتب أنه سمع بالموصل من الشهرزوري، ويحيى بن سعدون، وببغداد من ابن ناصر، وبالبصرة من فلان وبهمذان من أبي العلاء، وبحلب من ابن عصرون، وبدمشق من ابن عساكر، وبمصر من أبي الفتح المحمودي، وبأسيوط، ودمياط، وقوص، وأسوان، ومدناً كثيرة. سمع منه: خطيب أسيوط أبو الرضا محمد بن سليمان، والحسن بن عبد الباقي الصقلي. ونبا عنه أبو الحسن بن أبي الجود الفتحي. ووقع في كتابة عيون الأخبار مواضع وهمها ظاهراً جداً. 4 (محمد بن أبي نصر محمد بن ياسين بن عبد الملك.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 479 أبو البركات التاجر البغدادي. ولد سنة أربع وثلاثين، وعرض القرآن على أبي الحسن علي بن أحمد اليزدي. وسمع: أبا الفضل الأرموي، وجماعة. وحدث عنه: ابن الدبيثي. 4 (محمد بن المهنا بن محمد.) الأديب أبو عبد الله البناني، والبغدادي، الشاعر المشهور. ولد في محرم سنة تسع وخمسمائة، ومدح الخلفاء والوزراء، وطال عمره. روى عنه: أبو عبد الله الدبيثي في تاريخه من شعره وقال: توفي في رابع شوال. وروى عنه أيضاً ابن النجار. تزوج بتسعين امرأة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 480 4 (محمد بن يحيى بن صباح.) أخو أبي صادق الحسن القرشي، المخزومي. سمع: عبد الله بن رفاعة. وحدث عنه بدمشق، وبها توفي وله اثنتان أو ثلاث وخمسون سنة. توفي في شوال. 4 (محمد بن يحيى بن محمد بن متوكل.) أبو بكر ابن الحذاء التميمي، الإشبيلي، الشاهد.) قال الأبار: روى فيما أحسب عن أبي محمد بن عتاب. أخذ عنه: أبو علي الشلوبين. وتوفي سنة ستمائة أو إحدى وستمائة عن نيفٍ وتسعين سنة. 4 (محمد بن يحيى بن محمد.) أبو بكر الجذامي، النيار، الإشبيلي، الشاهد. سمع من: شريح بن محمد صحح البخاري، ومن: أبي بكر بن طاهر الموطأ. وحدث. توفي فيها تقريباً. 4 (محمد بن يوسف بن مفرج بن سعادة.) أبو بكر وأبو عبد الله الإشبيلي، المقرئ، نزيل تلمسان. قال الأبار: أخذ القراءات عن: أبي الحسن شريح بن محمد، وأبي العباس بن حرب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 481 وسمع منهما، ومن: والقاضي أبو بكر بن العربي، و أبي بكر بن مدير. ولم يسمع من شريح إلا الموطأ وصحيح البخاري. وكان مقرئاً فاضلاً، ومحدثاً ضابطاً. أخذ الناسُ عنه، وعمر وأسن. وحكى أبو العباس بن المزين أنه لقبه بتلمسان، وأنه أجاز له في ربيع الآخر سنة ستمائة. وفيها توفي رحمه الله. 4 (محمد بن يوسف بن أبي بكر.) الشيح ضياء الدين أبو بكر الآملي، الطبري، المقرئ، الفقيه، إمام السلطان صلاح الدين. سمع بإصبهان من: مسعود الثقفي، وأبي الخير الباغبان. وبهمذان من: الحافظ أبي العلاء العطار. وبشيراز من: عبد العزيز بن محمد الأدمي، وغيرهم. وحدث بمصر، ودمشق، والمدينة. روى عنه: علاء الدين علي بن محمد بن سعيد بن القلانسي، وتقي الدين اليلداني، وشمس الدين ابن خليل، وشهاب الدين القوصي، وجماعة. وأجاز لأحمد بن أبي الخير، وأبي الغنائم بن علان. وتوفي في العشرين من ربيع الآخر.) وكان قد اعتنى بكتب القراءات نسخاً وسماعاً. ويعرف بخواجاً إماماً رحمه الله تعالى. 4 (المبارك بن إبراهيم بن مختار بن تغلب.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 482 الشيخ الصالح أبو محمد الأزجي، الطحان المعروف بابن السيبي. سمع: أبا القاسم بن الحُصين، وأبا البركات بن حبيش الفارقي. وتغلب: بغين معجمة. روى عنه: ابن خليل، والدبيثي، والضياء محمد، والتقي اليلداني، وابن عبد الدائم، وعبد اللطيف الحراني، وآخرون. وكان خيراً حافظاً للقرآن. توفي في شوال وله ثلاثٌ وثمانون سنة. وابنه عبيد الله يروي عن ابن البطي. 4 (المبارك بن طاهر بن المبارك.) أبو المظفر الخزاعي، البغدادي، الصوفي. شيخ صالح عارف. نزل إربل وحدث بها، وبالموصل عن: توشتكين الرضواني، وابن ناصر. وتوفي في جمادى الآخرة. سمع منه: المطهر بن سديد. وأقام بإربل دهراً. 4 (مريم بنت أبي الفائز مظفر بن داود الأزجي.) سمعت أبا الفضل محمد بن عمر الأرموي. وتوفيت في ربيع الأول.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 483 يقال لأبيها البازبازي، بزايين بينهما ياء آخر الحروف. 4 (حرف النون)
4 (نصر بن علي بن منصور.) أبو الفتح الحلي، النحوي، المعروف بابن الخازن، تلميذ أبي محمد الحسن بن علي بن عبيدة في العربية. وقد سمع من ابن كليب، وطبقته.) وكان أديباً فاضلاً، كثير الكتب. توفي بالحلة المزيدية، ودفن بكربلاء بالمشهد في جمادى الأولى. 4 (نصر بن عبد الله بن الحسين بن جهير.) الرئيس الأجل أبو الفرج. ولي الوزارة من بيته غير واحد، وحدث عن: سعيد بن البنا، ومحمد بن عبيد الله الرطبي. 4 (حرف الهاء)
4 (هبة الله بن أبي المعمر الحسين بن الحسن بن علي بن البل.) أبو المعالي بن أبي الأسود البغدادي، البيع. شيخ صالح معمر من أبناء التسعين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 484 روى عنه: أبي بكر الأنصاري، وأبي الفتح عبد الله بن البيضاوي، وجماعة. وعنه: الدبيثي، وابن خليل، والضياء، والنجيب عبد اللطيف. وأجاز لابن أبي الخير. وتوفي في رجب. 4 (هبة الله بن يحيى بن علي بن أبي المكارم حيدرة.) القاضي الأجل، صنيعة الملك أبو محمد القيسراني الأصل، المصري، المعدل ويعرف بابن ميسر. ولد سنة سبع وعشرين وخمسمائة، وروى السيرة عن عبد الله بن رفاعة السعدي. وروى عن: أبي العباس بن الحطيئة. وروى عنه: أبو الحسن السخاوي، والضياء محمد، وخطيب مردا، وجماعة. ذكر الحافظ المنذري وفاته في سابع عشر ذي الحجة وأثنى عليه فقال: كان عالي الهمة، نزعاً، صالحاً، كثير البر والمعروف. وجده علي هو الذي قدم مصر من قيسارية. وعرف بابن ميسر لأن قاضي القضاة ابن ميسر ربى والده أبا الحسين للمصاهرة التي بينهما. 4 (هذيل بن محمد بن هذيل.) الأنصاري، أبو المجد الإشبيلي.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 485 أخذ القراءات عن أبي الأصبغ السماني، ومحمد بن محمد بن معاذ، وجماعة. وتصدر للإقراء ولتعليم العربية. أخذ عنه ابن الطيلسان. وكان حياً في هذه السنة. 4 (حرف الواو)
4 (واثق بن المبارك بن أحمد.) أبو منصور بن قيداس الحريمي. سمع من أحمد بن علي بن الأشقر. وحدث. ومات في شوال. لا حق بن أبي الفضل بن علي. الشيخ أبو طاهر الحريمي، الخباز، الصوفي برباط الخليفة، المعروف بابن قندرة. روى المسند كله عن ابن الحُصين. وكان صحيح السماع، مسناً، معمراً. ولد سنة اثنتي عشرة وخمسمائة. وعنه: الدبيثي، وابن خليل، والضياء واليلداني، وجماعة. وأجاز لأحمد بن أبي الخير، والفخر علي. توفي ثامن المحرم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 486 4 (حرف الياء) يحيى بن سعيد بن مسعود. أبو زكريا الأندلسي، المقرئ، النحوي، نزيل تلمسان، ويعرف بالقلني. وقلنة من بلاد الثغر الشرقي من الأندلس. قال الأبار: كان مقرئاً، نحوياً، لغوياً، حافظاً، شاعراً. تصدر للإقراء، وله شعر كثير معظمه في الزهد والوعظ. روى عنه: التجيبي، وأبو العباس ابن المزين قال: أجاز لي في جمادى الأولى عام ستمائة. قلت: ولم يؤرخ الأبار له وفاة.) 4 (يحيى بن الشيخ عبد القادر بن أبي صالح الجيلي.) أبو زكريا أصغر الإخوة. ولد سنة خمسين. وحدث عن ابن البطي. وتوفي ببغداد كهلاً. 4 (يحيى بن محمد بن علي بن طوق.) أبو الفتح الموصلي، ثم البغدادي، الملقب بالسديد. حدث عن: أبي الوقت. وتوفي في رمضان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 487 4 (يحيى بن محمد بن علي.) أبو الحسين ابن الصائغ الأنصاري، السبتي، المغربي. قال الأبار: سمع من أبي مروان بن قزمان، وأخذ عنه كتاب التقصي لابن عبد البر. وسمع من: أبي عبد الله بن زرقون، وأبي القاسم بن بشكوال، وجماعة. وكان نسيج وحده في الورع، والزهد، والنسك، والتقلل من الدنيا، والإيثار. وله أخبار بديعة في ذلك. روى عنه: التجيبي وهو أكبر منه، وأبو عبد الله بن هشام، وأبو الحسن الشاري. وأثنى عليه أبو الحسن وقال: لم أر أزهد منه. وتوفي بسبتة في رمضان. 4 (يعيش بن نجم بن عبد الله.) أبو البقاء البغدادي، المأموني، الفرضي، الحاسب، الواعظ، الوكيل. عاش إحدى وسبعين سنة. وسمع: سعيد بن البنا، وعبد الله بن أحمد بن يوسف. ويقال إنه سمع من قاضي المرستان. وكان عارفاً بالفرائض وعقد الوثائق. مات في شوال. 4 (يوسف بن سعيد بن مسافر بن جميل.) )
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 488 الأزجي، المقرئ، البنا، القطان، أبو محمد. ولد سنة ست وأربعين، وسمع الكثير من: أبي الفتح بن البطي، والناس بعده. وتوفي في سلخ ذي الحجة. قال الدبيثي: وكان فيه تخليط سامحه الله. وكتب الكثير إلى أن مات. 4 (الكنى)
4 (أبو القاسم بن شدقيني.) تقدم في الشين، والأصح أن اسمه كنيته. وفيها ولد: الشيخ شمس الدين أحمد بن عبد الله بن الزبير الخابوري خطيب حلب، وشيخ الطب عز الدين إبراهيم بن محمد السويدي في ذي العقدة، والمحدث مكين الدين أبو الحسن بن عبد العظيم الحُصين، والعلامة البرهان النسفي محمد بن محمد الحنفي صاحب الجست.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 489 1 (ومن المتوفين تقريباً وتخميناً)
4 (حرف الألف)
4 (إبراهيم بن علي بن أحمد بن محمد بن حمك.) المغيثي، النيسابوري، القاضي المعمر، أبو الفضل، قاضي القضاة. مولده في ذي الحجة سنة ثمان وخمسمائة. قرأته بخطه. وسمع منه العلامة جمال الدين محمود بن الحصري موطأ أبي مصعب، بروايته عن هبة الله السيدي سماعاً. وأجاز للفخر ابن البخاري مروياته. وسماع الحُصري منه في رجب سنة ثمان وتسعين وخمسمائة. 4 (أحمد بن عبد السلام.) أبو العباس الكورائي، ويقال فيه الجراوي. وهو بذلك أشهر. الشاعر البربري. وكورايا قبيلةٌ من البربر منازلهم بقرب فاس. كان آية زمانه في النظم وحفظ الأشعار القديمة والحديثة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 490 جالس عبد المؤمن وأولاده من بعده، وطالت أيامه وجمع حماسة كبيرةً مشهورةً بالمشرق والمغرب، أحسن فيها الترتيب. وكان ظريفاً صاب نوادر. ومن شعره في المنصور أبي يعقوب صاحب المغرب: (إن الإمام هو الطيبُ وقد شفى .......... علل البرية ظاهراً ودخيلاً)
(حمل البسيط وهي تحمل شخصهُ .......... كالروح يوجد حاملاً محمولا) وله: (مشى اللوم في الدنيا طريداً مشرداً .......... يجوبُ بلاد الله شرقاً ومغرباً)
(فلما أتى فاساً تلقاه أهلها .......... وقالوا له: أهلاً وسهلاً ومرحباً.) وله مدائح في السلطان عبد المؤمن وبنيه. توفي سنة بضع وتسعين وخمسمائة وقد جاوز الثمانين. قال تاج الدين بن حمويه: أدركته فرأيت شيخاً حسناً، وقد زاد على العمرين، وخضرم حيث) أدرك العصرين، وحلب من الدهر الشطرين، ومدح الكبار، و حصل أموالاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 491 وقيل إن يوسف بن عبد المؤمن سأل: من بالباب فقالوا: أحمد الكوراثي وسعيد الغماري. فقال: من عجائب الدنيا، شاعر من كورايا، وحكيم من غمارة. فبلغ ذلك أحمد فقال: وضرب لنا مثلاً ونسي خلقهُ، أعجب منهما خليفة من كومية. فقال الخليفة يوسف لما بلغه ذلك: أعاقبه بالحلم والعفو عنه، ففيه تكذيبه. وللكورائي في عبد المؤمن: (أبر على الملوك فما يُبارى .......... همامٌ قد أعاد الحرب دارا)
(له الأقدار أنصارٌ، فمهما .......... أراد الغزو يبتدرٌ ابتدارا)
(يقدم للعقاب مقدمات .......... من الإنذار تمنع الاعتذارا) ومضى في القصيدة. ومن أخرى في يوسف بن عبد المؤمن له: (من قيس عيلان الذين سيوفهم .......... أبداً تصولُ ظباؤها وتصونُ)
(وغيوثُ حرب والنوال سحائب .......... وليوث حربٍ والكفاح عرينُ)
(ضمنت لهم أسيافهم ورماحهم .......... أن يكثر المضروب والطعون)
(قد أصحروا للنازلات فما لهم .......... إلا ظهور السابقات حُصونُ)
(ملكٌ إذا اضطرب الزمانُ مخافة .......... لم يُغنهِ التسكين والتأمينُ)
(أشفى على الدنيا فعف، وغيره .......... بدلالها وجمالها مفتون)
(عذراً أبا يعقوب إن علاكم .......... قد أفنت المدحات وهي فنون) وله يصف الموحدين: (وسادة كأسود الغاب فتكهم .......... قصدٌ إذا اغتال في الهيجاء مُغتالُ)
(تشوقهم للطّعان الخيلُ إن صهلت .......... كما يشوقُ العميد الصب أطلالُ)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 492 (إن سابقوا سبقوا، أو حاربوا غلبوا، .......... أو يمموا وصلوا، أو أملوا نالوا)
(جادوا، وصالوا، وضاؤوا، واحتبوا، فهم .......... مزنٌ وأسدٌ، وأقمارٌ، وأجبالُ) قال تاج الدين: توفي في أواخر أيام السيد يعقوب عن حالةٍ مرضيه، وإنابةٍ وزهادة، وإقبال على العبادة. وتناهى به العمر إلى غاية الهرم، وهو على جودة الذهن، وحسن الشيم.) قلت: وقيل إنه توفي سنة تسع وستمائة بإشبيلية. وسأعيده هناك مختصراً. 4 (حرف الحاء)
4 (الحسن بن علي بن إبراهيم.) وأبو محمد الجويني الناسخ. كان بديع الوراقة، كتب بخطه ما لا يوصف حتى أن من جملة ما كتب مائتين وستة وثلاثين ختمة، منها ربعات. وأقام بحلب مدة، ثم سكن مصر وبها مات وبعد التسعين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 493 وكان فيه تشيع. وصنف كتاب حيل الملوك، وكتاب مدائح الملك الناصر صالح الدين بن أيوب، وكتاباً في مدائح أهل البيت عليهم السام. 4 (حرف الميم)
4 (محمود بن علي بن الحسن.) الشيخ سديد الدين أبو الثناء الرازي، المتكلم، المعروف بالحمصي، شيخ شيعي، فاضل، بارع في الأصولين والنظر. له عدة مصنافات عمر نحواً من مائة سنة. وقرأ عليه الفخر بن الخطيب. وورد العراق في هذه الحدود. وأخذوا عنه. وتعصب له ورام بن أبي فراس، وحصل له ألف دينار، ودخل الحلة، وقرر لهم نفي المعدوم. وأملى التعليق العراقي. وله تعليق أهل الري. وله كتاب المنقذ من التقليد، وكتاب المصادر في أصوله الفقه، وكتاب التحسين والتقبيح وغير ذلك. وكان في ابتدائه يبيع الحمص المسلوق بالري، ثم اشتغل على كبر ونبل، وصار آية في علم الكلام والمنطق. وكان درسه يبلغ ألف سطر، وما يتروى ولا يستريح، كأنما يقرأ من
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 494 كتاب. وكان بصيراً باللغة العربية، والشعر، والأخبار، وأيام الناس. وكان صاحب صلاةٍ وتعبد وبكاء وخشية. ذكره يحيى بن أبي طيء في تاريخه. وبالغ في وصفه، فالله أعلم. 4 (حرف الهاء) ) 4 (هبة الله بن زين بن حسن بن إفرائيم بن يعقوب بن جميع.) الإسرائيلي اليهودي، لا رحم الله فيه مغرز إبرة. وهو الموفق، شمس الرئاسة، أبو العشائر المصري. قرأ الطب وبرع فيه، وصار فاضل الديار المصرية فيه. وخدم السلطان صالح الدين، وحظي عنده. وكان له حلقة اشتغال وتلامذة. أحكم الطب على الموفق عدنان بن العين زربي، ولازمه مدة، ونظر في العربية واللغة. وقد رثاه بعض تلامذته بقصيدة مونقة. وله كتاب الإرشاد في الطب، وكتاب تنقيح القانون، ورسالة في طبع الإسكندرية، ومقالة في الليمون، ومقالة في الرواند، ومقالة في علاج القولنج، ومقالة في الحدبة، وغير ذلك. لم تؤرخ وفاته. 4 (حرف الياء) يزيد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن مخلد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والأربعون الصفحة 495 أبو الوليد البقوي القرطبي، الفقيه. والد القاضي أبي القاسم بن بقي. روى عن: جده أبي القاسم أحمد، وشريح، وأبي بكر بن العربي، وأبي القاسم بن رضا. أخذ عنه: ابنه، وأبو سليمان بن حوط الله، وأبو يزيد الفازازي. ولي قضاء بعض النواحي. توفي سنة نيفٍ وثمانين وخمسمائة. يوسف بن سليمان بن يوسف بن عبد الرحمن بن حمزة. المقرئ أبو الحجاج البلنسي. أخذ القراءات في ختمة جمعاً عن أبي عبد الله بن غلام الفرس، وأخذها عن أبي الإصبغ بن فتوح الهاشمي، وكان ثقة خيراً. صحبه أبو الحسن بن خيرة مدة. قال الأبار: مات قبل الستمائة.)
الجزء الثالث و الأربعون
الجزء الثالث والأربعون
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 5 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)
5 (الطبقة الحادية والستون حوادث)
1 (الأحداث من سنة إلى)
4 (سنة إحدى وستمائة)
4 (عزل ولي العهد:) فيها عزل الناصر لدين الله ولده أبا نصر محمداً عن ولاية العهد، بعد أن خطب له بولاية العهد سبع عشرة سنة، ومال إلى ولده علي ورشحه للخلافة، فاخترم في إبان شبابه، فاضطر الناصر إلى إعادة عدة الدين أبي نصر وهو الخليفة الظاهر. 4 (الحريق بدار الخلافة:) قال أبو شامة: وفيها وقع حريق عظيم بدار الخلافة لم ير مثله، واحترقت جميع خزانة السلاح والأمتعة وقدور النفط. ثم قال: وقيمة ما ذهب ثلاثة آلاف دينار وسبعمائة ألف دينار. 4 (دفاع المنصور عن حماه:) قال: وفيها أخذت الفرنج النساء من على العاصي بظاهر حماه،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 6 فخرج الملك المنصور إليهم، وثبت وأبلى بلاء حسناً، وكسر عسكره وثبت هو، ولولا وقوفه لراحت حماه. 4 (مهادنة العادل للفرنج:) وفيها كانت جموع الفرنج نازلين بمرج عكا، والملك العادل بجيوشه نازل في قبالتهم مرابطهم، والرسل تتردد في معنى الصلح، ثم آخر الأمر تقررت الهدنة مدة بأن تكون يافا لهم ومغل الرملة ولد، ثم ترحل العادل إلى مصر، وتفرقت العساكر إلى أوطانهم. 4 (غارة الفرنج على حمص:) وفيها أغارت الفرنج على حمص، وقتلوا وبدعوا، وردوا غانمين. 4 (محاصرة حماه:) وفيها بعث صاحب حماه عسكراً فحاصروا المرقب وكادوا يفتحونه، لولا قتل أميرهم مبارز الدين أقجا، جاءه سهم فقتله.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 7 4 (منازلة العادل طرابلس:) ثم في أواخر العام أغارت فرنج طرابلس على جبلة واللاذقية، وكان عليها عسكر الحلبيين،) فهزمتهم الفرنج، وقتل من المسلمين خلق، وحصل الوهن في الإسلام، وطمعت الملاعين في البلاد، فأهم العادل أمرهم، ثم خرج من مصر في سنة ثلاث وستمائة، وأسرع حتى نازل عكا، فصالحه أهلها على إطلاق جميع ما في أيديهم من أسرى المسلمين، فقبل الأسرى وترحل عنهم، ثم قدم دمشق وتهيأ للغزاة، وعلم أن الفرنج عدو ملعون، وسار حتى نزل على بحيرة قدس، واستدعى العساكر والملوك فأقبلوا إليه، وأشاع قصد طرابلس، ثم سار فنازل حصن الأكراد، وافتتح منه برجاً، وأسر منه خمسمائة، ثم توجه إلى قلعة قريبة من طرابلس وحاصرها فافتتحها، ثم سار إلى مدينة طرابلس فنازلها، ونصب عليها المجانيق، وقطع جميع أشجارها، وخرب أعمالها، وقطعوا عنها العين، وبقي أياماً إلى أن أيس من جنده فشلاً ومللاً، فعاد إلى حمص، فبعث إليه صاحب طرابلس يخضع له، وبعث له هدايا وثلاثمائة أسير، والتمس الصلح فصالحه، وذلت له الفرنج ولله الحمد. 4 (الحج من الشام:) وفيها حج من الشام صارم الدين بزغش العادلي، وزين الدين قراجا صاحب صرخد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 8 4 (تغلب الفرنج على القسطنطينية:) وقال العز النسابة: فيها تغلبت الفرنج على القسطنطينية وأخرجوا الروم منها بعد حصر وقتل، وحازوا مملكتها وانتهبوا ذخائرها، ووصل ما نهب منها إلى الشام وإلى مصر. 4 (مولود برأسين وأربعة أرجل:) وقال محمد بن محمد القادسي في تاريخه: إن امرأة بقطفتا ولدت ولداً برأسين وأربعة أرجل ويدين، فتوفي، وطيف به. 4 (هزيمة الكرج أمام صاحب خلاط:) وفيها كان خروج الكرج على بلاد أذربيجان فعاثوا وقتلوا وسبوا، واشتد البلاء، وصلوا إلى أعمال خلاط، فجمع صاحب خلاط عسكره، ونجده عسكر أرزن الروم، فالتقوا الكرج، فنصرهم الله على الكرج لعنهم الله وقتل في المصاف مقدم الكرج، وغنم المسلمون وقتلوا مقتلة كبيرة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 9 4 (سنة اثنتين وستمائة:)
4 (وزارة نصير الدين العلوي:) ) فيها استوزر الخليفة الوزير نصير الدين ناصر بن مهدي العلوي الحسني، وخلع عليه خلعة الوزارة، فركب وبين يديه دواة عليها ألف مثقال، ووراءه المهد الأصفر وألوية الحمد والكوسات، والعهد منشور قدامه، والأمراء بين يديه مشاة. 4 (هرب الوزير ابن حديدة:) وفيها هرب الوزير أبو جعفر محمد بن حديدة الأنصاري المعزول من دار الوزير نصير الدين بن مهدي، وكان محبوساً عنده ليعذبه ويصادره، فحلق لحيته ورأسه وهرب، فلم يظهر خبره إلا من مراغة بعد مدة، وعاد إلى بغداد. 4 (غارة الأرمن على حلب:) وفيها أغار ابن لاون الأرمني على حلب، واستباح نواحي حارم، فبعث الملك الظاهر غازي إليه جيشاً، عليهم ميمون الكردي، فتهاون، فكبسهم ابن لاون، وقتل جماعة من العسكر، وثبت أيبك فطيس، وبلغ الخبر الملك الظاهر فخرج وقصد حارم، فهرب ابن لاون إلى بلاده.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 10 4 (منازلة دنيسر:) وفيها توجه ناصر الدين الأرتقي صاحب ماردين إلى خلاط بمكاتبة أهلها، فجاء الملك الأشرف موسى فنازل دنيسر، فرجع ناصر الدين إلى ماردين بعد أن خسر مائة ألف دينار، ولم ينل شيئاً. 4 (تسليم ترمذ للخطا:) وفيها سلم خوارزم شاه محمد إلى الخطا ترمذ، فتألم الناس من ذلك، ثم بان أنه إنما فعل ذلك مكيدة ليتمكن بذلك من ملك خراسان، لأنه لما ملك خراسان قصد بلاد الخطا وأخذها واستباحها وبدع. 4 (حرب الكرج وعسكر خلاط:) وفيها قصدت الكرج أعمال خلاط فقتلوا وأسروا وبدعوا، فلم يخرج إليهم عسكر خلاط، لأن صاحبها صبي، فلما اشتد البلاء على المسلمين تناخوا، وحرضوا بعضهم بعضاً، وتجمعت العساكر والمطوعة، وعملوا مصافاً مع الكرج، وأمسكوا على الكرج مضيق الوادي، فقتلوا فيهم قتلاً ذريعاً، وبعد ذلك تزوج صاحب أذربيجان أبو بكر ابن البهلوان بابنة ملك الكرج، لأن الكرج تابعت الغارات على بلاده، فهادنهم.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 11 4 (خروف بوجه آدمي:) وفيها حمل إلى إربل خروف وجهه وجه آدمي، وتعجب الناس منه. 4 (حصار مراغة:) وفيها اتفق علاء الدين صاحب مراغة ومظفر الدين صاحب إربل على قصد أذربيجان وأخذها، لاشتغال ابن البهلوان بالخمور، وإهماله أمر المملكة، فسارا نحو تبريز، وطلب صاحبها النجدة من مملوك أبيه أيدغمش صاحب الري وأصبهان، وكان حينئذ ببلاد الإسماعيلية، فنجده، ثم أرسل إلى احب إربل يقول: إنا كنا نسمع عنك أنك تحب الخير والعلم، وكنا نعتقد فيك، والآن قد ظهر لنا ضد ذلك لقصدك قتال المسلمين، أما لك عقل تجيء إلينا وأنت صاحب قرية، ونحن لنا من باب خراسان إلى خلاط وإربل، ثم قدر أنك هزمت هذا السلطان، أما تعلم أن له مماليك أنا أحدهم فلما سمع مظفر الدين ذلك عاد خائفاً. ثم قصد أيدغمش وابن البهلوان مراغة وحاصروها، فصالحهم صاحبها على تسليم بعض حصونه، وداهن. 4 (محاصرة أيدغمش للإسماعيلية:) وفيها سار الملك أيدغمش إلى بلاد الإسماعيلية المجاورة لقزوين، فقتل وأسر ونهب، وحاصرهم فافتتح خمس قلاع، وصمم على حصار الألموت واستئصال شأفتهم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 12 4 (مواقعة الخوارزمية:) وفيها واقع أيدغمش طائفة من الخوارزمية نحو عشرة آلاف، فكسرهم، وكانوا قد عاثوا وأفسدوا وقتلوا. 4 (غارات ابن ليون على حلب:) وفيها توالت الغارات من الكلب ابن ليون الأرمني صاحب سيس على أعمال حلب، فسبى ونهب وحرق، فجهز صاحب حلب عسكراً لحربهم، فاقتتلوا وكان الظفر للأرمن لعنهم الله.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 13 4 (سنة ثلاث وستمائة:)
4 (أمير الركب العراقي في الشام:) فيها فارق أمير الركب العراقي الركب وقصد الشام، وهو الأمير وجه السبع، فقصده الأعيان والحجاج وبكوا وسألوه، فقال: أمير المؤمنين محسن إلي، وما أشكو إلا الوزير ابن مهدي،) فإنه يقصدني لقربي من الخليفة، وما عن الروح عوض. وقدم الشام، فأكرمه العادل وبنوه. 4 (ولاية القضاء ببغداد:) وفيها ولي قضاء القضاة ببغداد عماد الدين أبو القاسم عبد الله بن الحسين ابن الدامغاني. 4 (القبض على الركن عبد السلام:) وفيها قبض الخليفة على الركن عبد السلام بن عبد الوهاب ابن الشيخ عبد القادر فاستأصله، وكان قد بلغه فسقه وفجوره. 4 (حج ابن مازة:) وفيها قدم بغداد حاجاً العلامة برهان الدين محمد بن عمر بن مازة الملقب صدر جهان، وتلقاه الأعيان، وحملت إليه الإقامات، وكان معه
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 14 ثلاثمائة فقيه، وكان زعيم بخارى يؤدي الخراج إلى الخطا، وينوب عنهم بالبلد، ويظلم ويعسف، حتى لقبوه صدر جهنم. 4 (منازلة الفرنج حمص:) وفيها نزلت الفرنج على حمص، فسار من حلب المبارز يوسف نجدة، ووقع مصاف أسر فيه الصمصام ابن العلائي، وخادم صاحب حمص. 4 (الفتن بخراسان:) وفيها كانت بخراسان فتن وحروب، قوي فيها خوارزم شاه واتسع ملكه، وافتتح بلخ وغير مدينة من ممالك خراسان. 4 (الحرب بين خوارزم شاه وسونج:) وفيها التقى خوارزم شاه وسونج بالقرب من الطالقان، فلما تصاف الجيشان حمل الملك سونج وهو وحده بين الصفين، وساق إلى القلب، ثم ترجل، ورمى عنه سلاحه، وقبل الأرض، وقال: العفو. فظن خوارزم شاه أنه سكران، فلما علم صحوه سبه وذمه وقال: من يثق إلى مثل هذا. وكان نائباً لغياث الدين الغوري على الطالقان، فاستولى خوارزم شاه عليها، وقرر بها نوابه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 15 4 (سنة أربع وستمائة:)
4 (ملك ابن البهلوان مدينة مراغة:) فيها ملك السلطان نصرة الدين أبو بكر ابن البهلوان مدينة مراغة، وذلك أن صاحبها علاء الدين ابن قراسنقر مات وخلف ابناً طفلاً فملكوه، ثم مات.) 4 (حرب خوارزم شاه والخطا:) وفيها عبر خوارزم شاه إلى بلاد الخطا بجميع جيوشه وجيش بخارى وسمرقند، وحشد أهل الخطا فجرى بينهم وقعات ودام القتال. قال ابن الأثير: في سنة أربع عبر علاء الدين محمد ابن خوارزم شاه قلت: ولقبه خوارزم شاه إلى ما وراء النهر لقتال الخطا، وكانوا قد طالت أيامهم ببلاد تركستان وما وراء النهر وثقلت وطأتهم على أهلها، ولهم في كل بلد ناب، وهم يسكنون الخركاوات على عادتهم، وكان مقامهم بنواحي كاشغر وأوزكندا وبلاساغون. وكان سلطان سمرقند وبخارى مقهوراً معهم، فكاتب علاء الدين وطلب منه النجدة على أن يحمل إليه ما يحمله إلى الخطا ويريح الإسلام منهم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 16 قلت: ثم اشتد القتال في بعض الأيام بين المسلمين والخطا، فانهزم المسلمون هزيمة شنيعة وأسر خلق، منهم السلطان خوارزم شاه وأمير من أمرائه الكبار أسرهما رجل واحد ووصل المنكسرون إلى خوارزم، وتخبطت الأمور. وأما خوارزم شاه فأظهر أنه غلام لذلك الأمير، وجعل يخدمه ويخلعه خفه، فقام الذي أسرهما وعظم الأمير وقال: لولا أن القوم عرفوا بك عندي لأطلقتك، ثم تركه أياماً، فقال الأمير: إني أخاف أن يظن أهلي أني قتلت فيقتسمون مالي، فأهلك، وأحب أن تقرر علي شيئاً من المال حتى أحمله إليك، وقال: أريد رجلاً عاقلاً يذهب بكتابي إليهم. فقال: إن أصحابنا لا يعرفون أهلك. قال: فهذا غلامي أثق به، فهو يمضي إن أذنت. فأذن له الخطائي فسيره، وبعث معه الخطائي من يخفره إلى قريب خوارزم، فخفروه، ووصل السلطان خوارزم شاه بهذه الحيلة سالماً، وفرح به الناس وزينت البلاد. وأما ذاك الأمير، وهو ابن شهاب الدين مسعود، فقال له الذي استأسره: إن خوارزم شاه قد عدم. فقال له: أما تعرفه قال: لا. قال: هو أسيرك الذي كان عندك. فقال: لم لا عرفتني حتى كنت خدمته وسرت بين يديه إلى مملكته. قال: خفتكم عليه. فقال الخطائي: فسر بنا إليه. فسارا إليه. ثم أتته الأخبار بما فعله أخوه علي شاه وكزلك خان، فسار ثم تبعه جيشه. وكان قبل غزوه الخطا قد أمر أخاه على طبرستان وجرجان، وأمر كزكان على نيسابور وهو نسيبه، وولى جلدك مدينة الجام، وولى أمين الدين مدينة زوزن وأمين الدين كان من أكبر أمرائه، وكان) حمالاً قبل ذلك، وهو الذي ملك كرمان، وقتل حسين بن جرميك وصالحه غياث الدين الغوري وخضع له، وأمر على مرو وسرخس نواباً، ثم جمع عساكره وعبر جيحون، واجتمع بسلطان سمرقند، وجرى حرب الخطا الذي ذكرناه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 17 فأما ابن جرميك نائب هراة فإنه رأى صنيع عسكر السلطان خوارزم شاه بالرعية من النهب والفتك، فأمسك منهم جماعة، وبعث إلى السلطان يعرفه ما صنعوا، فغضب وأمره بإرسال الجند لحاجته إليهم في قتال الخطا، وقال: إني قد أمرت عز الدين جلدك صاحب الجام أن يكون عندك لما أعلمه من عقله وتدبيره وكتب إلى جلدك يأمره بالمسير إلى هراة، ويقبض على ابن جرميك. فسار في ألفي فارس وقد كان أبوه طغرل متولي هراة في دولة سنجر، فجلدك إليها بالأشواق ويؤثرها على جميع خراسان. فلما خرج لتلقيه نزلا واعتنقا، ثم أحاط أصحابه بابن جرميك فهرب غلمانه إلى البلد، فأمر الوزير بغلق هراة واستعد للحصار، فنازل جلدك هراة، وأرسل إلى الوزير يتهدده بأنه إن لم يسلم البلد قتل مخدومه ابن جرميك، فنادى الوزير بشعار السلطان غياث الدين محمود الغوري، فقدموا ابن جرميك إلى السور فحدث الوزير في التسليم فلم يقبل، فذبحوه ثم أمر خوارزم شاه في كتبه إلى أمين الدين صاحب زورن، وإلى كزلك خان متولي نيسابور بالمسير لحصار هراة، فسارا ونازلاها في عشرة آلاف، واشتد القتال، وقد كان ابن جرميك قد حصنها، وعمل لها أربعة أسوار، وحفر خندقها وملأها بالميرة، وأشاع أني قد بقيت أخاف على هراة شيئاً، وهو أن تسكر المياه التي لها، ثم ترسل عليها دفعة واحدة فينهدم سورها. فلما بلغ أولئك قوله فعلوا ذلك، فأحاطت المياه بها ولم تصل إلى السور لارتفاع المدينة، بل ارتفع الماء في الخندق، وكثر الوحل بظاهر البلد، فتأخر لذلك العسكر عنها، وهذا كان قصد ابن جرميك، فأقاموا أياماً حتى نشف الماء. ولما أسر خوارزم شاه كما قدمنا سار كزلك خان مسرعاً إلى نيسابور، وحصنها، وعزم على السلطنة. وكذلك هم بالسلطنة علي شاه ودعا إلى نفسه، واختبطت خراسان. فلما خلص خوارزم شاه وجاء هرب كزلك خان بأمواله نحو العراق، وهرب علي شاه ملتجئاً إلى غياث الدين الغوري، فتلقاه وأكرمه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 18 وأما خوارزم شاه فإنه استعمل على نيسابور نائباً، وجاء فتمم حصار هراة، ولم ينل منها غرضاً بحسن تدبير وزيرها. فأرسل إليه خوارزم شاه يقول: إنك وعدت عسكري أنك تسلم) إلي البلد إذا حضرت. فقال: لا أفعل، أنتم غدارون لا تبقون على أحد، والبلد للسلطان غياث الدين. فاتفق جماعة من أهل هراة، وقالوا: أهلك الناس من الجوع، وتعطلت المعائش، وهذه ستة أشهر. فأرسل الوزير من يمسكهم، فثارت فتنة في البلد وعظمت، فتداركها الوزير بنفسه، وكتب إلى خوارزم شاه. فزحف على البلد وهم مختبطون فملكها، ولم يبق على الوزير وقتله، وذلك في سنة خمس. ثم سلم البلد إلى خاله أمير ملك، فرم شعثه. ثم أمر خاله أن يسير إلى السلطان غياث الدين محمود بن غياث الدين، فيقبض عليه وعلى علي شاه، فسار لحربهما، فأرسل غياث الدين يبذل له الطاعة، فأعطاه الأمان، فنزل غياث الدين من فيروزكوه، فقبض عليه وعلى علي شاه. ثم جاء الأمر من خوارزم شاه بقتلهما في وقت واحد من سنة خمس الآتية. 4 (تملك ابن العادل خلاط:) وفيها تملك الأوحد أيوب ابن العادل مدينة خلاط بعد حرب جرت بينه وبين بلبان صاحبها. وقتل بعد ذلك بلبان على يد ابن صاحب الروم مغيث الدين طغرل شاه، وساق القصة ابن الأثير في تاريخه وابن واصل وغيرهما. وخلاط مملكة عظيمة وهي قصبة أرمينية، وبلادها متسعة حتى قيل: إنها في وقت كانت تقارب الديار المصرية، وهذا مبالغة، وكانت لشاه
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 19 أرمن بن سكمان، ثم لمملوكه بكتمر، فقتل بكتمر سنة تسع وثمانين وخمسمائة، فملكها ولده. ثم غلب عليها بلبان مملوك شاه أرمن. وكان الملك الأوحد قد ملكه أبوه ميافارقين وأعمالها بعد موت السلطان صلاح الدين، فافتتح مدينة موش وغيرها، وطمع في مملكة خلاط وقصدها، فالتقاه بلبان فكسره، فرد إلى ميافارقين، فحشد وجمع، وأنجده أبوه بجيش فالتقى هو وبلبان، فانهزم بلبان وتحصن بالبلد، واستنجد بطغرل شاه السلجوقي صاحب أرزن الروم، فجاء وهزم عنه الأوحد، ثم سار السلجوقي وبلبان فحاصرا حصن موش، فغدر السلجوقي ببلبان وقتله، وساق إلى خلاط ليملكها فمنعه أهلها، فساق إلى منازكرد فمنعه أهلها، فرد إلى بلاده، واستدعى أهل خلاط الأوحد فملكوه، وملك أكثر أرمينية. فهاجت عليه الكرج وتابعوا الغارات على البلاد، واعتزل جماعة من أمراء خلاط وعصوا بقلعة، فسار لنجدته الأشرف موسى في جيوشه، وتسلموا القلعة بالأمان. ثم سار الأوحد ليقرر قواعد ملازكرد، فوثب أهل خلاط وعصوا، فكر الأوحد وحاصرهم، ودخل وبذل السيف فقتل خلقاً، وأسر الأعيان. وكان شهماً سفاكاً للدماء،) فتوطدت له الممالك. 4 (محاصرة الفرنج حمص:) وفيها اتفق الفرنج من طرابلس وحصن الأكراد على الإغارة بأعمال حمص، ثم حاصروها، فعجز صاحبها أسد الدين عنهم، ونجده الظاهر صاحب حلب بعسكر قاوموا الفرنج. ثم إن السلطان سيف الدين سار من
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 20 مصر بالجيوش وقصد عكا، فصالحه صاحبها، ثم سار فنزل على بحيرة حمص، فأغار على بلاد طرابلس، وأخذ حصناً صغيراً من أعمالها. وقد مر ذلك استطراداً في سنة إحدى وستمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 21 4 (سنة خمس وستمائة:)
4 (رسلية السهروردي:) فيها قدم الشام شهاب الدين السهروردي في الرسلية، ورجع ومعه شمس الدين ألدكز بالتقادم والتحف، فأعرض عن السهروردي، ونقموا عليه حيث مد يده إلى الأموال بالشام وقبل العطايا، وحضر دعوات الأمراء، فأخذت منه الربط ومنع من الوعظ، فقال: ما قبلتها إلا لأفرقها في فقراء بغداد، وشرع يفرق ذلك. 4 (زلزلة نيسابور:) قال أبو شامة: وفيها زلزلت نيسابور زلزلة عظيمة دامت عشرة أيام، فمات تحت الردم خلق عظيم. 4 (منازلة الكرج مدينة أرجيش:) وفيها نازلت الكرج مدينة أرجيش فافتتحوها بالسيف ثم أحرقوها، وأصبحت خاوية على عروشها، ولم يبق بها أحد، ولم يروع الكرج أحد، فإنا لله وإنا إليه راجعون، وعجز عنهم الملك الأوحد ابن العادل وهي له.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 22 4 (غارة كيخسرو على بلاد سيس:) وفيها خرج كيخسرو صاحب الروم وقصد بلاد سيس، وافتتح حصناً بالأمان، ونجده عسكر حلب، وأغار وسبى وغنم. 4 (فتح هراة:) وفيها افتتح خوارزم شاه مدينة هراة مرة ثانية.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 23 4 (سنة ست وستمائة:)
4 (منازلة الكرج مدينة خلاط:) فيها نزلت الكرج على خلاط فضايقوها وكادوا يأخذونها، وكان بها الأوحد ابن الملك العادل، فقال لملك الكرج إيواني منجمة: ما تبيت الليلة إلا في قلعة خلاط. فاتفق أنه شرب وسكر، وركب في جيوشه وقصد باب البلد، فخرج إليه المسلمون، ووقع القتال، فعثر به فرسه فوقع، فتكاثر عليه المسلمون، وقتل حوله جماعة من خواصه، وأسر، فما بات إلا بالقلعة، وهرب جيشه. وقيل: جرى ذلك في سنة سبع. 4 (حصار سنجار:) وفيها نزل السلطان الملك العادل على سنجار بجيوش عظيمة، وضربها بالمجانيق أشهراً، وكاد أن يفتحها، فأرسل الملك الظاهر من حلب أخاه المؤيد مسعوداً إلى العادل يشفع في أهل سنجار وصاحبها قطب الدين محمد بن زنكي بن مودود، فلم يشفعه. ومات المؤيد في السفر برأس عين، وكرهت المشارقة مجاورة الملك العادل، فاتفقوا عليه مع صاحب إربل وتشفعوا إليه، فرحل بعد أن أخذ نصيبين والخابور ونزل حران، وكانت هذه من سيئات العادل، يدع جهاد الفرنج ويقاتل المسلمين، فإنا لله.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 24 4 (رواية ابن الأثير عن الحرب بين خوارزم شاه والخطا:) وقال ابن الأثير في الكامل: لما استقر أمر خراسان لخوارزم شاه محمد بن تكش عبر جيحون في هذه السنة في جحفل عظيم، فجمع الخطا جموعهم، والمقدم عليهم طاينكو، وكان شيخاً مسناً لقي الحروب، وكان مؤيداً فيها مدبراً، فكانت وقعة لم يشهد مثلها، انكسر فيها الخطا وقتل خلق كثير، وأسر طاينكو فجيء به إلى خوارزم شاه، فأجلسه معه على السرير واحترمه، ثم سيره إلى خوارزم، وافتح خوارزم شاه بلاد ما وراء النهر قهراً وصلحاً حتى بلغ أوزكند، وجعل نائبه عليها، ورجع إلى خوارزم وفي خدمته ملك سمرقند، وكان من أحسن الناس صورة، فزوجه خوارزم شاه بابنته، ورده ورد معه شحنة يكون بسمرقند على قاعدة ملك الخطا مع صاحب سمرقند. فتعب صاحب سمرقند بالخوارزمية، وندم لما رأى من سوء سيرتهم وقبح معاملتهم الناس، وأرسل إلى ملك الخطا يدعوه إلى سمرقند ليسلمها إليه، ويعود إلى طاعته. ثم أمر بقتل كل من عنده من الخوارزميين ووسط جماعة من أعيانهم، وعلقهم في) الأسواق، ومضى إلى القلعة ليقتل زوجته بنت خوارزم شاه، فأغلقت الأبواب، ومنعت عن نفسها هي وجواريها، وبعثت تقول له: أنا امرأة، وقتل مثلي قبيح، فاتق اله في. فتركها وضيق عليها. وجاء الخبر إلى السلطان والدها، فغضب وقامت قيامته، وأمر بقتل كل من بخوارزم من الغرباء، فمنعته أمه وخوفته، فاقتصر على قتل كل سمرقندي بها، فنهته أيضاً فانتهى. وأمر جيشه بالتجهز إلى ما وراء النهر، فسار وسار في ساقتهم، ونازل سمرقند، وأرسل إلى صاحبها يقول له: قد
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 25 فعلت ما لم يفعله مسلم ولا كافر ولا عاقل، وقد عفا الله عما سلف، فاخرج عن البلاد إلى حيث شئت. فامتنع، فزحف عليه، ونصب السلالم على السور، وأخذ سمرقند، ووقع القتل والنهب ثلاثة أيام، فيقال: إنهم قتلوا بها مائتي ألف، وسلم درب الغرباء والتجار بحماية. ثم زحفوا على القلعة، فأخذت، وأسر الملك، فلما أحضر قبل الأرض وطلب العفو، فقتله صبراً، واستعمل نواباً على سمرقند. وأما الخطا فلما ذهبوا مهزومين اجتمعوا عند ملكهم ولم يكن شهد الوقعة. وكان طائفة من التتار قد خرجوا من بلادهم أطراف الصين قديماً فنزلوا وراء بلاد تركستان، فكان بينهم وبين الخطا حروب في هذا القرب، فلما سمعوا أن خوارزم شاه كسر الخطا قصدوهم مع مقدمهم كشلوخان، فلما رأى ذلك ملك الخطا كتب إلى خوارزم شاه: أما ما كان منك من أخذ بلادنا وقتل رجالنا فمعفو عنه، فقد أتانا من هذا العدو ما لا قبل لنا به، فإن انتصروا علينا وأخذوا فلا دافع لهم عنك، والمصلحة أن تسير إلينا في عساكرك، وتنجدنا على حربهم. فكاتب خوارزم شاه مقدم التتار كشلوخان: إنني معك على قتال الخطا. وكاتب ملك الخطا: إني قادم لنصرتكم. وسار في جيوشه إلى نزل بقرب مكان المصاف، فلم يخالطهم، بل أوهم كلاً من الطائفتين أنه معهم، وأنه كمين لهم، فالتقوا فانهزم الخطا أقبح هزيمة، فمال حينئذ خوارزم شاه مع التتار عليهم قتلاً وأسراً، فلم يفلت منهم إلا القليل مع ملكهم لجأوا إلى جبال منيعة وتحصنوا بها، وانضم إلى خوارزم شاه منهم طائفة كبيرة، وصاروا في جيشه. فأرسل يمن على كشلوخان، فاعترف له وأرسل إليه بأن يتقاسما مملكة الخطا كما اتفقا على إبادتهم، فقال خوارزم شاه: ليس لك عندي إلا السيف، فإن قنعت بالمسالمة وإلا سرت إليك. ثم سار حتى قاربه، ثم تبين له أنه لا طاقة له بالتتر، فأخذ يراوغهم ويبيتهم ويتخطفهم، فأرسل إليه كشلوخان: ليس هذا فعل الملوك، هذا فعل اللصوص،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 26 فإن كنت سلطاناً فاعمل مصافاً. فجعل) يغالطه ولا يجيبه، لكنه أمر أهل فرغانة والشاش واسبيجاب وكاسان وتلك البلاد النزهة العامرة بالجلاء والجفل إلى سمرقند وغيرها، ثم خربها جميعها خوفاً من التتار أن يملوكها. ثم اتفق خروج جنكزخان والتتار الذين أخربوا خراسان على كشلوخان، فاشتغل بحربهم مدة عن السلطان خوارزم شاه فرجع إلى بلاد خراسان. قلت: وكان هذا الوقت أول ظهور الطاغية جنكزخان، وأول خروجه من أراضيهم إلى نواحي الترك وفرغانة. وأراضيهم براري من بلاد الصين. قال الموفق عبد اللطيف بن يوسف في خبر التتار: هو حديث يأكل الأحاديث، وخبر يطوي الأخبار، وتاريخ ينسي التواريخ، ونازلة تصغر كل نازلة، وفادحة تطبق الأرض وتملؤها ما بين الطول والعرض. وهذه الأمة لغتهم مشوبة بلغة الهند لأنهم في جوارهم، وبينهم وبين تنكت أربعة أشهر. وهم بالنسبة إلى الترك عراض الوجوه، واسعو الصدور، خفاف الأعجاز، صغار الأطراف، سمر الألوان، سريعو الحركة في الجسم والرأي، تصل إليهم أخبار الأمم، ولا تصل أخبارهم إلى الأمم، وقلما يقدر جاسوس أن يتمكن منهم لأن الغريب لا يتشبه بهم، وإذا أرادوا جهة كتموا أمرهم ونهضوا دفعة واحدة، فلا يعلم بهم أهل بلد حتى يدخلوه، ولا عسكر حتى يخالطوه، فلهذا تفسد على الناس وجوه الحيل، وتضيق طرق الهرب، ويسبقون التأهب والاستعداد. ونساؤهم يقاتلن كرجالهم، وربما كان للمرأة رضيع فتعلقه في عنقها وترمي بالقوس. يرد على البلد منهم أولاً نفر يسير حتى يطمع فيهم أهله، فينتشرون وراءهم حتى يبعدوا وذاك النفر منهزمون بين أيديهم، ثم ينهالون عليهم كقطع الليل فيعجلونهم عن المدينة فيجعلونهم كالحصد، ويدخلون المدينة فيقتلون النساء والصبيان بغير استثناء. وأما الرجال فربما أبقوا منهم من كان ذا صنعة أو قوة في الخدمة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 27 قال: والغالب على سلاحهم النشاب وكلهم يصنعه، ونصولهم قروب وحديد وعظام. ويطعنون بالسيوف أكثر مما يضربون بها. ولهم جواشن من جلود وخفاف واقية. وخيلهم تأكل الكلأ رطباً ويابساً، وما وجدت من ورق وخشب، وإذا نزلوا عنها أطلقوها. وسروجهم صغار خفاف ليس لها قيمة. وأكلهم لحم أي حيوان وجد وتمسه النار تحلة القسم. وليس في قتلهم استثناء ولا إبقاء. وكأن قصدهم إفناء النوع، وفعلوا ذلك بجميع خراسان، ولم يسلم منهم إلا إصبهان وغزنة.) قال: ويظهر من حالهم أنهم لا يقصدون الملك والمال بل إبادة العالم ليرجع يباباً. وقال غيره: هذه القبيلة الخبيثة تعرف بالتمرجي سكان البراري قاطع الصين، ومشتاهم بموضع يعرف بأرغون. وهم طائفة مشهورة بالشر والغدر. وسبب ظهورهم أن إقليم الصين متسع مسيرة دورة ستة أشهر، ويقال: إنه يحويه صور واحد لا ينقطع إلا عند الجبال والأنهار. قلت: وهذا بعيد وهو ممكن. والصين ست ممالك، ولهم ملك حاكم على الممالك الستة، وهو قانهم الأكبر المقيم بطمخاخ، وهو كالخليفة للمسلمين. وكان سلطان أحد الممالك الستة وهو دوس خان قد تزوج بعمة جنكزخان، فحضر زائراً لعمته وقد مات زوجها. وكان قد حضر مع جنكزخان كشلوخان، فأعلمتهما أن الملك لم يخلف ولداً، وأشارت على ابن أخيها أم أن يقوم مقامه، فقام وانضم إليه خلق من المغول. ثم سير التقادم إلى الخان الكبير، فاستشاط
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 28 غضباً، وأمر يقطع أذناب الخيل التي أهديت وطردها، وقتل الرسل، لكون التتار لم يتقدم لهم سابقة بتملك، إنما هم بادية الصين. فلما سمع جنكزخان وصاحبه كشلوخان تحالفا على التعاضد، وأظهرا الخلاف للخان، وأتتهما أمم كثيرة من التتار. وعلم الخان قوتهم وشرهم، فأرسل يؤآنسهم، ويظهر مع ذلك أنه ينذرهم ويهددهم، فلم يغن ذلك شيئاً، ثم قصدهم وقصدوه، فوقع بينهم ملحمة عظيمة، فكسروا الخان الأعظم أقبح كسرة، ونجا بنفسه، وملك جنكزخان بلاده واستفحل شره. فراسله الخان بالمسالمة، ورضي بما بقي في يده من الممالك، فسالموه. واستمر الملك بين جنكزخان وكشلوخان على المشاركة. ثم سارا إلى بلاد ساقون من نواحي الصين فملكاها. فمات كشلوخان، فقام مقامه ولده، فاستضعفه جنكزخان ووقعت الوحشة، فطلب ابن كشلوخان قبالق والمالق، فصالحه ملكها ممدود خان بن أرسلان وملك كاشغر من الترك، وقوي، وبعد صيته، فجرد لحربه جنكزخان ولده دوشي خان في عشرين ألفاً، فحاربه وظفر به دوشي خان. واستقل جنكزخان، ودانت له التتار وانقادت له، ووضع لهم قواعد يرجعون إليها، فالتزموا بها وأوجبوها على نفوسهم، بحيث إنه من خالف شيئاً منها فقد ضل ووجب قتله. واعتقدوا فيه وتألهوه، وبالغوا في طاعته والتزام ياسته. ثم وقع مصاف في بلاد الترك بين دوشي خان والسلطان خوارزم شاه محمد، فانهزم دوشي خان بعد أن أنكى في جيش محمد. وعاد محمد إلى بلاد سمرقند وهو في هم وفكر لما رأى من صبر التتار وقتالهم وكثرتهم. وستأتي) أخبارهم فيما بعد عند ظهورهم على خوارزم شاه، وأخذهم ممالكه سنة سبع عشرة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 29 4 (سنة سبع وستمائة:)
4 (عصيان سنجر الناصري والقبض عليه:) فيها عصى قطب الدين سنجر الناصري بتستر بعد موت طاشتكين أمير الحاج وهو حموه، فأرسل إليه الخليفة الناصر عز الدين نجاح الشرابي، والوزير مؤيد الدين القمي نائب الوزارة، فلما قربوا من ششتر هرب سنجر بأمواله وأهله إلى صاحب شيراز أتابك موسى، فحلف له أن لا يسلمه، ثم غدر به وأسره وأخذ أمواله وفسق بنسائه، ثم بعثه مقيداً، فأدخل بغداد على بغل. 4 (الإجازة للناصر لدين الله:) وفيها أظهر الناصر لدين الله الإجازة التي أخذت له من الشيوخ، وخرج عنهم جزءاً أو خرج له، وهو المسمى بروح العارفين، وأجازه للأكابر، فكتب: أجزنا لهم ما سألوا على شرط الإجازة الصحيحة، وكتب العبد الفقير إلى الله أبو العباس أحمد أمير المؤمنين. وسلمت إجازة الشافعية إلى الإمام ضياء الدين عبد الوهاب بن سكينة المتوفى في هذه السنة، وإجازة الحنفية إلى ضياء الدين أحمد بن مسعود التركستاني، وإجازة الحنبلية إلى عماد الدين نصر عبد الرزاق الجيلي، وإجازة المالكية إلى تقي الدين علي بن جابر المغربي التاجر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 30 4 (مجلس ابن الجوزي بدمشق:) وفيها، قال أبو المظفر سبط ابن الجوزي: خرجت من دمشق بنية الغزاة إلى نابلس، وكان الملك المعظم بها، فجلست بجامع دمشق في ربيع الأول، فكان الناس من مشهد زين العابدين إلى باب الناطفيين، وكان القيام في الصحن أكثر، وحزروا بثلاثين ألفاً، وكان يوماً لم ير بدمشق ولا بغيرها مثله. وكان قد اجتمع عندي شعور كثيرة من التائبين، وكنت وقفت على حكاية أبي قدامة الشامي مع تلك المرأة التي قطعت شعرها وقالت: اجعله قيداً لفرسك في سبيل الله، فعملت من التي اجتمعت عندي شكلاً لخيل المجاهدين وكرفسارات، فأمرت بإحضارها على الأعناق، فكانت ثلاث مائة شكال، فلما رآها الناس ضجوا ضجة عظيمة وقطعوا مثلها، وقامت القيامة، وكان المعتمد والي دمشق حاضراً، وقام فجمع الأعيان. فلما نزلت من المنبر قام يطرق لي، ومشى بين يدي إلى باب الناطفين، فتقدم إلى فرسي فأمسك بركابي، وخرجنا من باب الفرج إلى المصلى، وجميع من كان بالجامع بين يدي، وسرنا إلى) الكسوة ومعنا خلق مثل التراب، فكان من قرية زملكا فقط نحو ثلاث مائة رجل بالعدد والسلاح، ومن غيرها خلق خرجوا احتساباً. وجئنا إلى عقبة فيق والوقت مخوف من الفرنج، فأتينا نابلس، وخرج المعظم فالتقانا وفرح بنا، وجلست بجامع نابلس، وأحضرت الشعور، فأخذها المعظم، وجعلها على وجهه وبكى، ولم أكن اجتمعت به قبل ذلك اليوم، فخدمنا وخرجنا نحو بلاد الفرنج، فأخربنا وهدمنا وأسرنا جماعة، وقتلنا جماعة، وعدنا سالمين مع المعظم إلى الطور، فشرع المعظم في عمارة حصن عليه، وبناه إلى آخر سنة ثمان فتكامل سوره، وبنى فيه مدة بعد ذلك، ولا نحصي ما غرم عليه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 31 4 (حج ابن جندر:) وحج بالناس سيف الدين علي بن سليمان بن جندر من أمراء حلب. 4 (تحالف الملوك على العادل:) وفيها اتفقت الملوك على الملك العادل، منهم: سلطان الروم، وصاحب الموصل، وصاحب إربل، وصاحب حلب، وصاحب الجزيرة اتفقوا على مشاققة العادل، وأن تكون الخطبة بالسلطنة لصاحب الروم خسرو شاه بن قليج أرسلان، فأرسلوا إلى الكرج بالخروج إلى جهة خلاط، وخرج كل منهم بعساكره إلى طرف بلاده ليجتمع بصاحبه على قصد العادل، وكان هو بحران وعنده صهره صاحب آمد، فنزل الكرج على خلاط مع مقدمهم إيواني، وصاحبها يومئذ الأوحد ابن الملك العادل كما تقدم، وأنه أسر فأكرمه الأوحد، وطالع بذلك والده فطار فرحاً، وعلم بذلك الملوك المذكورون فتفرقت آراؤهم وصالحوا العادل، واشترى إيواني نفسه بثمانين ألف دينار، وبألفي أسير من المسلمين، وبتسليم إحدى وعشرين قلعة متاخمة لأعمال خلاط كان قد تغلب عليها، وبتزويج بنته لأخي الأوحد، وأن يكون الكرج معه أبداً سلماً، فاستأذن الأوحد والده في ذلك، فأمضاه، وأطلقه وعاد إلى ملكه، وحمل بعض ما ذكرنا، وسومح بالباقي، فلما صارت خلاط للملك الأشرف تزوج بابنة إيواني. 4 (موت صاحب الموصل:) وفيها كان إملاك نور الدين أرسلان شاه صاحب الموصل على ابنة
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 32 العادل بقلعة دمشق على صداق ثلاثين ألف دينار، وكان العقد مع وكيله، ثم ظهر أنه قد مات بالموصل من أيام وقام) ولده عز الدين. 4 (ظهور عملة لبني السلار:) وفيها ظهرت عملة بني السلار الستة عشر ألف دينار على ابن الدخينة بعد طول مكثه في الحبس، وموت زوجته تحت الضرب وعصره مرات عصر بناته وابنه، وما قروا بشيء. وكان أكثر الذهب مدفوناً تحته بسجن القلعة، وانكشف أمرها بأيسر حال من جهة منصور ابن السلار، فإنه بحث عنها بسبب انه حبس عليها، وجمع من المبلغ عشرة آلاف دينار ومائتين، ثم مات ابن الدخينة في الحبس، وصلب ميتاً بقيسارية الفرش. 4 (الشروع في بناء معالم بدمشق:) وفيها شرع في بناء المصلى بظاهر دمشق، وعملت أبواب الجامع من جهة باب البريد، وبني شاذروان الفوارة، وعمل بها المسجد، ورتب له إمام.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 33 4 (غارة القبرصي إلى ساحل دمياط:) وفيها توجه البال القبرصي لعنه الله في مراكب من عكا، توجه إلى ساحل دمياط وأرسى غربيها، وطلع وسار في البر بجيوشه فكبس قرية نورة وسبى أهلها، ورد إلى مراكبه. 4 (نقصان دجلة:) وفيها نقصت دجلة نقصاً مفرطاً، حتى خاض الناس دجلة فوق بغداد، وهذا أمر لم يعهد مثله، قال ابن الأثير.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 34 4 (سنة ثمان وستمائة:)
4 (التخييم على الطور:) استهلت والملك العادل مخيم على الطور، وابنه المعظم مباشر للعمارة. 4 (إنكسار الفرنج عند طليطلة:) وجاء الخبر من جهة طرابلس بأن الأخبار تتابعت إليها في البحر أن ابن عبد المؤمن كسر الفرنج بأرض طليطلة كسرة عظيمة أباد فيها خلقاً منهم، ونازل طليطلة. 4 (الزلزلة بمصر والأردن:) قال أبو شامة: وفيها كانت زلزلة عظيمة هدمت أماكن بمصر والقاهرة وأبرجة ودواراً بالكرك والشوبك، وهلك جماعة.) 4 (تحول باطنية حصن الألموت إلى الإسلام:) قال: وفيها قدم رسول من جلال الدين حسن صاحب الألموت يخبر بأنهم قد تبرؤوا من الباطنية، وبنوا المساجد والجوامع، وصاموا رمضان، فسر الخليفة بذلك.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 35 4 (الأمر بقراءة مسند الإمام أحمد:) وفيها أمر الخليفة بأن يقرأ مسند الإمام أحمد بمشهد موسى بن جعفر بحضرة صفي الدين محمد بن سعد الموسوي بالإجازة له من الناصر لدين الله. 4 (نهب الركب العراقي:) وفيها نهب الركب العراقي، وكان أميرهم علاء الدين محمد بن ياقوت. وحج من الشام الصمصام إسماعيل النجمي بالناس، وفيهم ربيعة خاتون أخت العادل، فوثبت الإسماعيلية بمنى على ابن عم قتادة أمير مكة، وكان يشبه قتادة، فظنوه إياه فقتلوه عند الجمرة، وثار عبيد مكة وأوباشها، وصعدوا على جبل منى، وكبروا، ورموا الناس بالمقاليع والنشاب، ونهبوا الناس، وذلك يوم العيد وثانيه، وقتلوا جماعة، فقال ابن أبي فراس لابن ياقوت: ارحل بنا، فلما حصلت الأثقال على الجمال حمل قتادة وعبيده فأخذوا الركب، وقال قتادة: ما كان المقصود إلا أنا، والله لا أبقيت من حج العراق أحداً. وهرب ابن ياقوت إلى ركب الشاميين، واستجار بربيعة خاتون، ومعه أم جلال الدين صاحب الألموت، فأرسلت ربيعة إلى قتادة رسالة مع ابن السلار تقول له: ما ذنب الناس، قد قتلت القاتل، وجعلت ذلك سبباً إلى نهب المسلمين، واستحللت دماءهم في الشهر الحرام والحرم، وقد عرفت من نحن، والله لئن لم تنته لأفعلن وأصنعن. فجاء إليه ابن السلار وخوفه وقال: ارجع عن هذا وإلا قصدك الخليفة من العراق ونحن من الشام. فكف وطلب مائة ألف دينار، فجمع ثلاثون ألفاً من العراقيين، وبقي الناس حول مخيم ربيعة بين قتيل وجريح، وجائع ومنهوب، وقال قتادة: ما فعل هذا إلا الخليفة، ولئن عاد أحد حج من بغداد لأقتلن الجميع.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 36 ويقال: أنه أخذ من النهب ما قيمته ألفا ألف دينار، وأذن للناس في دخول مكة، فدخل الأصحاء، فطافوا أي طواف، ورحلوا إلى المدينة، ودخلوا بغداد على غاية من الفقر والهوان، ولم ينتطح فيها عنزان. 4 (قدوم أيدغمش إلى بغداد:) ) وفيها قدم أيدغمش صاحب همذان وإصبهان والري إلى بغداد هارباً من منكلي، وكان قد تمكن من البلاد، وبعد صيته، وكثرت جيوشه، وحاصر أبا بكر بن البهلوان، فخرج عليه منكلي وهو من المماليك، ونازعه الأمر فكثر جموعه. وكان يوم قدوم أيدغمش إلى بغداد يوماً مشهوداً في الإحتفال، وأقام ببغداد سنتين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 37 4 (سنة تسع وستمائة:)
4 (نكبة سامة الجبلي:) قال أبو شامة: فيها نكبة سامة الجبلي صاحب دار سامة التي صيرت مدرسة الباذرائية. وكان من الأمراء الكبار، وهو الذي قيل عنه: إنه سلم بيروت إلى الفرنج. وقال أبو المظفر سبط الجوزي: اجتمع الملك العادل وأولاده بدمياط وكان سامة بالقاهرة قد استوحش منهم، واتهموه بمكاتبة الظاهر صاحب حلب، وحكى لي المعظم: أنه وجد له كتباً وأجوبة إليه، فخرج سامة من القاهرة كأنه يتصيد، ثم ساق إلى الشام بمماليكه، وطلب قلاعه وهما: كوكب وعجلون، فأرسل والي بلبيس بطاقة إلى العادل، فقال العادل: من ساق خلفه فله أمواله وقلاعه. فركب المعظم وأنا معه، فقال لي: أناِأريد أن أسوق فسق أنت مع قماشي، وساق في ثمانية إلى غزة في ثلاثة أيام، فسبق سامة. وأما سامة فانقطع عنه مماليكه ومن كان معه، وبقي وحده وبه نقرس، فوصل الداروم، فرآه بعض الصيادين فعرفه، فقال له: انزل. قال: هذه ألف دينار وأوصلني إلى الشام، فأخذها الصياد، وجاء رفاقه فعرفوه أيضاً، فأخذوه على طريق الخليل ليحملوه إلى عجلون، فدخلوا به. قال: وأنزل في صهيون، وبعث إليه المعظم بثياب ولاطفه وقال: أنت شيخ كبير وبك نقرس،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 38 وما يصلح لك قلعة، فسلم إلى عجلون وكوكب، وأنا أحلف لك على مالك وملكك، وتعيش بيننا مثل الوالد. فامتنع وشتم المعظم، فيئس منه وحبسه بالكرك، واستولى على قلاعه وأمواله، فكان قيمة ما أخذ له ألف دينار، وخربت قلعة كوكب إلى الأرض عجزاً عن حفظها. 4 (اصطلاح الظاهر والعادل:) وفيها في المحرم اصطلح الملك الظاهر مع عمه العادل، وتزوج بابنته، وكان العقد بدمشق بوكيلين على خمسين ألف دينار، وهي ضيفة خاتون شقيقة الملك الكامل، ونثر النثار على الشهود والقراء، وبعثت إلى حلب في الحال. وكان جهازها على ثلاثمائة جمل، وخمسين بغلاً،) ومعها مائتا جارية. فلما أدخلت على الظاهر مشى لها خطوات، وقدم لها خمس عقود جوهر، قيمتها ثلاثمائة ألف وخمسون ألف درهم، وأشياء نفيسة. وكان عرساً مشهوداً. 4 (الخلع لصاحب مكة:) وفيها بعث الخليفة مع الركب لقتادة صاحب مكة خلعاً ومالاً حتى لا يؤذي الركب. 4 (إستيلاء صاحب عكا على أنطاكية:) وفيها استولى ألبان صاحب عكا على أنطاكية، وشن الغارات على التركمان، وشردهم، فاجتمعوا له وأخذوه عليه المضايق، وحصل في واد
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 39 فقتلوه، وقتلوا جميع رجاله، قال أبو شامة. وهو الذي كان قد هجم على فوة ونورة وقتل وسبى. 4 (عزل الوزير ابن شكر:) وفيها عزل العادل وزيره صفي الدين بن شكر، وصادره ونفاه إلى الشرق. 4 (وقعة العقاب بالأندلس:) وفيها كانت الوقعة المشهورة بوقعة العقاب بالأندلس بين محمد بن يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن الملقب بالناصر، وبين الفرنج، ونصر الله الإسلام، واستشهد بها خلق كثير.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 40 4 (سنة عشر وستمائة:)
4 (عمارة الأحمدية باليمن:) قال ابن الأثير في كامله: فيها عمرت مدينة على الساحل باليمن، وسميت الأحمدية، وأخربت مرباط وظفار خربهما صاحبهما محمود بن محمد الحميري صاحب حضرموت. وكان مبدأ ملكه في سنة ست مائة، ومن شأنه أنه كان له مركب يكريه للتجار، ثم توصل إلى أن وزر لصاحب مرباط. وكان ذا كرم وشجاعة. ثم ملك مرباط بعد موت صاحبها، فأحبه أهلها لحسن سيرته. وبنى هذه المدينة وعندها عين عذبة كبيرة، ثم حصنها وحفر خندقها، وكان يحب المديح. 4 (وصول الفيل إلى دمشق:) قال أبو شامة: وفيها وصل الفيل إلى دمشق ليحمل هدية إلى صاحب الكرج. 4 (ولادة العزيز:) وفيها ولد الملك العزيز محمد بن الظاهر صاحب حلب.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 41 4 (رد الظافر من الحج:) وفيها قدم الملك الظافر خضر ابن السلطان صلاح الدين من حلب ليحج، ورحل بالركب من بصرى، فسلكوا طريق تيماء، فدخلوا المدينة وأحرم بالحج، فلما وصل إلى بدر رد من الطريق. قال أبو المظفر السبط: كان يعقوب ابن الخياط معه، فلما وصل إلى بدر وجد عسكر الكامل ابن عمه قد سبقه خوفاً على اليمن، فقالوا له: ترجع. فقال: قد بقي بيني وبين مكة مسافة يسيرة، والله ما قصدي اليمن، فقيدوني واحتاطوا بي حتى أحتج وأرجع فلم يلتفتوا إليه وردوه، قال يعقوب: ورجعت معه ولم أحج. قال أبو شامة: وحكى لي والدي، وكان قد حج معهم، قال: شق على الناس ما جرى عليه، وأراد كثير منهم أن يقاتلوا الذين صدوه عن الحج، فنهاهم وفعل ما فعل النبي صلى الله عليه وسلم حين صد عن البيت، فقصر عن شعره، وذبح ما تيسر، ولبس ثيابه، ورجع وعيون الناس باكية، ولهم ضجيج لأجله. 4 (خندق حلب:) وفيها حفر خندق حلب، فظهر قطع ذهب وفضة، فكان الذهب نحو عشرة أرطال صوري، بضعة وستين رطلاً، وكان على هيئة اللبن.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 42 4 (خلاص خوارزم شاه من أسر التتار:) قال أبو شامة: فيها ورد الخبر بخلاص خوارزم شاه من أسر التتار وعوده إلى ملكه، وذلك أنه كان منازلاً لطوائف من التتار بعساكره، فخطر له أن يكشف أمورهم بنفسه، فسار ودخل عسكرهم في زي التتر هو وثلاثة، فأنكروهم وقبضوا عليهم، وضربوا اثنين فماتا تحت الضرب، ولم يقرا ورسموا على خوارزم شاه ورفيقه، فهربا في الليل. 4 (مقتل أيدغمش:) وفي المحرم قتل أيدغمش صاحب همذان والري. وكان قد قدم في سنة ثمان فأنعموا عليه، وأعطاه الخليفة الكوسات، وجهزه من بغداد إلى همذان، فبينه التركمان وقتلوه، وحملوا رأسه إلى منكلي، فعظم قتله على الخليفة. وتمكن منكلي من الممالك، واستفحل أمره. 4 (ولادة العزيز:) ) وفي ذي الحجة ولد الملك العزيز بحلب من ضيفة بنت العادل، قال ابن واصل: فزينت حلب، فصاغ له عشرة مهود من الذهب والفضة، ونسج للطفل ثلاث فرجيات من اللؤلؤ والياقوت، ودرعان، وخوذتان، وبركسطوان من اللؤلؤ، وغير ذلك، وثلاثة سروج مجوهرة، وثلاثة سيوف غلفها بالذهب والياقوت، ورماح إستها جوهر منظوم، وفرحوا به فرحاً زائداً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 43 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)
5 (الطبقة الحادية والستون: وفيات)
4 (وفيات سنة إحدى وستمائة)
4 (حرف الألف:)
4 (أحمد بن سالم بن أبي عبد الله، أبو العباس المقدسي المرداوي الزاهد. سمع من: أبي طاهر) السلفي، وعبد الله بن بري. سئل الشيخ الموفق عنه، فقال: كان ذا دين وورع وزهادة، وكان محبباً إلى الناس، كريم النفس، كثير الضيافة. وقال الضياء: كان ثقة، ديناً، خيراً، جواداً، كثير الخير والصلاة، وكان يحفظ كثيراً من الأحاديث والفقه، وكان كثير النفع، قليل الشر لا يكاد أحد يصحبه إلا وينتفع به. توفي في المحرم، وقبره بزرع يتبرك به، وعندهم من أخذته حمى، فأخذ من ترابه وعلقه عليه، عوفي بإذن الله. وكان من العاملين لله عز وجل. وهو والد شيخنا محمد، وشيخنا. قلت: روى عنه الضياء، ووصفه غير واحد بالزهد والعبادة والمكاشفة. وعمل له الضياء ترجمة طويلة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 44 4 (أحمد بن سليمان بن أحمد بن سلمان بن أبي شريك.) المحدث المفيد، أبو العباس الحربي المقرئ الملقب بالسكر. ولد سنة أربعين أو قبيلها. وقرأ القراءآت على أبي الفضل أحمد بن محمد بن شنيف، ويعقوب بن يوسف الحربي، وبواسط على أبي الفتح نصر الله ابن الكيال، وابن الباقلاني. وسمع من سعيد بن أحمد ابن البناء وهو أكبر شيخ له، ومن: أبي الفتح بن البطي، وظافر بن معاوية الحربي، وأصحاب ابن بيان، وأبي طالب بن يوسف فأكثر. وكان عالي الهمة، حريصاً على السماع والكتابة رحل إلى الشام وسمع بدمشق، والقدس،) وبمكة. قال أبو عبد الله الدبيثي: كان مفيداً لأصحاب الحديث، خرج مشيخة لأهل الحربية. وكان ثقة تلاءً للقرآن، ربما قرأ الختمة في ركعة أو ركعتين. سمعنا منه وسمع منا. وسألت يوسف بن يعقوب الحربي عن سبب تلقيبه بالسكر، قال: كان صغيراً فأحبه أبوه، وكان إذا أقبل عليه وهو بين جماعة أخذه، وضمه إليه وقبله، فكان يلام في إفراط حبه له فيقول: هو أحلى في قلبي من السكر، ويكرر ذكر السكر، فلقب بالسكر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 45 وقال المنذري: أقرأ، وحدث بالشام وبغداد. وكان مفيداً لأصحاب الحديث. توفي في عاشر صفر. قلت: روى عنه: الدبيثي، والضياء، وابن خليل، وجماعة. 4 (أحمد بن عبد الرحمن بن علي بن نفاذة.) الأديب البارع، بدر الدين السلمي الدمشقي. شاعر محسن، روى عنه الشهاب القوصي قصائد، وقال: توفي في المحرم، وكان رئيساً، بارع الأدب، عاش ستين سنة. قلت: له ديوان موجود. 4 (أحمد ابن خطيب الموصل، أبي الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد الطوسي ثم الموصلي،) أبو طاهر. ولد بالموصل سنة سبع عشرة وخمسمائة. وسمع من: جده أبي نصر الطوسي، وأبي البركات محمد بن محمد بن خميس، وببغداد من عبد الخالق بن أحمد اليوسفي، وغيره.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 46 وولي خطابة الموصل زماناً هو وأبوه وجده، وحدثوا، وحدث أيضاً أخوه عبد المحسن، وعماه عبد الرحمن، وعبد الوهاب. وقد قدم الشام، وولي خطابة حمص مديدة، ورجع. روى عنه: يوسف بن خليل، والتقي اليلداني، وجماعة. وكان ينشئ الخطب، وله شعر جيد وفضائل، وأجاز لابن أبي الخير وغيره. وتوفي سنة اثنتين، وقيل: سنة إحدى وستمائة في جمادى الآخرة. 4 (أحمد بن عتيق بن الحسن بن زياد بن جرج:) أبو جعفر البلنسي الذهبي، ويكنى أيضاً: أبا العباس. قال الأبار: أخذ القراءآت عن أبي عبد الله بن حميد، والعربية والآداب عن أبي محمد عبدون، وسمع من أبي الحسن بن النعمة، وغيره. ومهر في علم النظر، وكان أحد الأذكياء له غوص على الدقائق. صنف كتاب الإعلام بفوائد مسلم وكتاب حسن العبارة في فضل الخلافة والإمارة وله فتاو بديعة. واتصل بالسلطان،) وأقرأ الناس العربية. وتوفي في شوال وله سبع وأربعون سنة. قلت: وكان من علماء الطب، ومات بتلمسان. وذكره تاج الدين بن حمويه، فقال: أبو جعفر أحمد بن القاسم بن محمد بن سعيد كذا سماه فقيه متقن. كان مقدماً على فقهاء الحضرة لأنهم في تلك البلاد يميزون فقهاء الجند، فهم رؤساء ونقباء يراجعونهم في
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 47 مصالحهم، وإليهم القسمة والتفرقة عليهم فيما يصل إليهم من وظائفهم، ولكل قوم منهم موضع مقرر للجلوس بدار السلطان، ولأكثرهم أرزاق مقررة على بيت المال إذ لا مدارس هناك ولا أوقاف إلا أوقاف المساجد. وكان هذا الفقيه حسن السيرة مع أصحابه، مشتغلاً بمنافعهم، كثير المعارف، حسن الأخلاق، جالسته كثيراً. وله مشاركة في بعض الرياضي، ويقرئ الطب والحساب. 4 (أحمد بن علي بن محمد بن حيان:) أبو العباس الأسدي، الكوفي. سمع: أبا البركات عمر بن إبراهيم العلوي، وأبا الحسن محمد بن غبرة. روى عنه الدبيثي، وغيره. وتوفي في رمضان. 4 (أحمد بن علي بن ثابت البغدادي:) الأزجي، الكاتب، أبو عبد الله الدنباني. حدث عن أبي الفضل الأرموي. ومات في شوال.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 48 4 (إبراهيم بن سلامة بن نصر المقدسي:) سمع أبا المعالي بن صابر. روى عنه: الحافظ الضياء، وقال: تزوج على زوجته، فسحر واختل عقله، وبقي يريد يلقي نفسه في المصانع، وكان أهله لا يكادون يغفلون عنه، ثم غفلوا عنه فقتل نفسه. قاتل الله من آذاه. رئيت له منامات حسنة. 4 (أسعد بن أحمد بن محمد:) الفقيه أبو البركات البلدي، الحنبلي، ثم الشافعي. تفقه على أبي يعلى محمد بن محمد بن الفراء، ثم تفقه على أبي المحاسن يوسف بن بندار الشافعي. وسمع من أبي الوقت. وسمع بدمشق من ابن عساكر. وتعانى الكتابة والتصرف، وكان أديباً بليغاً شاعراً، متديناً. 4 (أنجب بن أحمد بن مكارم الأزجي:) المعروف بابن الدجاجي، وبابن سروان. حدث عن محمد بن أحمد بن صرما. وتوفي في جمادى الأولى. روى عنه: ابن النجار.) 4 (إلياس بن جامع بن علي.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 49 أبو الفضل الإربلي، الشاهد، المحدث. ولد سنة إحدى وخمسين، وارتحل إلى بغداد سنة اثنتين وسبعين، وأقام بالنظامية وتفقه. وسمع من: شهدة، وعيسى الدوشابي، وعبد الحق بن يوسف، والأسعد بن يلدرك، وأبي العلاء محمد بن جعفر بن عقيل، وخلق كثير. وكان وافر الهمة، كثير الكتابة، بارعاً في معرفة الشروط، ثقة صدوقاً، له تخاريج مفيدة. وروى الكثير بإربل، وبها توفي في ربيع الآخر وله خمسون سنة. 4 (حرف الباء:)
4 (بقاء بن أبي شاكر بن بقاء.) أبو محمد الحريمي، ويعرف بابن العليق بكسر لامه. سمع: ابن البطي، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 50 قال ابن نقطة: دجال زور ألف طبقة على عبد الوهاب الأنماطي وابن خيرون، وكشط أسماء، وألحق اسمه. وكان يظهر الزهد، فدخلت عليه وأنا صبي مع أصحاب أبي، فأخرج مشطاً وقال: هذا مشط فاطمة عليها السلام وهذه محبرة أحمد بن حنبل. ولم يزل على كذبه حتى أراح الله منه في آخر السنة بطريق مكة. وقال ابن النجار: كان سيء الحال في صباه، تزهد وصحب الفقراء وانقطع، ونفق سوقه، وزار الكبار، وأقبلت عليه الدنيا، وبنى رباطاً، وكثر أتباعه. وقع بإجازات فيها قاضي المارستان وطبقته، فكشط فيها وأثبت في الكشط اسمه، ورماها في زيت فاختفى الكشط، وبعث بها إلى ابن الجوزي وعبد الرزاق، فنقلاها له ولم يفهما، ثم أخفى أصل ذلك، وأظهر النقل فسمع بها الطلبة اعتماداً عليهما. وقد ألحق اسمه في أكثر من ألف جزء. بيعت كتبه فاشتريتها كلها، فلقد رأيت من تزويره ما لم يبلغه كذاب، فلا تحل الرواية عنه. ثم طول ابن النجار ترجمته وهتكه. مات في عشر السبعين. وذكر أنه كان يظهر الصوم للأتراك، ويمد لهم كسراً وطعاماً خشناً، فإذا خرجوا أغلق الباب، وأكل الطيبات. 4 (بوزبا الأمير أبو سعيد التقوي:) مملوك تقي الدين عمر صاحب حماة. كان من جملة العسكر الذين دخلوا المغرب، وخدموا مع السلطان ابن عبد المؤمن. جاء الخبر في هذا العام بأنه مات غريقاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 51 4 (حرف الثاء:) ) 4 (ثابت بن أحمد، أبو البركات الحربي:) المعروف بابن القاضي. سمع أبا القاسم ابن السمرقندي، وغيره. قال ابن الدبيثي: تركه الناس لتزويره السماعات، ولم أسمع منه شيئا، وتوفي في ربيع الأول. 4 (حرف الحاء:)
4 (الحسن بن الحسن بن علي:) الفقيه الأجل مجد الدين أبو المجد الأنصاري، الدمشقي، الشافعي النحاس، المنسوب إليه حمام النحاس بطريق الصالحية. سمع: أبا المظفر الفلكي، وأبا طاهر السلفي، وابن عساكر. وتفقه على أبي سعد بن أبي عصرون. روى عنه: الشهاب القوصي، وغيره. وتوفي في الثالث والعشرين من جمادى الآخرة. وهو والد العماد عبد الله الأصم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 52 4 (الحسن بن بن عبدوس:) الأديب أبو علي الواسطي الشاعر، نزيل بغداد. نحوي فاضل، لغوي، له شعر جيد، مدح الكبار. وتوفي في صفر. 4 (حرف الخاء:)
4 (الخضر بن عبد الجبار بن جمعة بن عمر:) أبو القاسم التميمي الدمشقي. سمع: أبا العشائر محمد بن خليل. أخذ عنه: ابن الأنماطي، والتاج محمد بن أبي جعفر، وابن نسيم، وجماعة جزء ابن أبي ثابت. وكان يلقب بالمهذب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 53 توفي في جمادى الآخرة وله ست وستون سنة. 4 (حرف الذال:)
4 (ذاكر الله بن إبراهيم بن محمد:) أبو الفرج الحربي، القارئ، المذكر، المعروف بابن البرني. سمع: أبا الحسين محمد بن أبي يعلى الفراء، وعبد الرحمن بن علي بن الأشقر. روى عنه: الدبيثي، والضياء، وابن خليل. وأجاز لأحمد بن أبي الخير، وغيره. وهو أخو المظفر ابن البرني. توفي في ثامن عشر صفر. 4 (حرف الراء:) ) 4 (رضوان بن محمد بن محفوظ بن الحسن ابن الرئيس القاسم:) ابن الفضل الثقفي الإصبهاني، أبو شجاع. ولد سنة ست وعشرين وخمسمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 54 وسمع: زاهر الشحامي، وابن أبي ذر الصالحاني. روى عنه: الضياء، وابن خليل، وغيرهما. وأجاز لابن أبي الخير، ولابن أبي عمر، وللفخر علي، ولعمر بن أبي عصرون، وعدة. قرأت وفاته بخط شيخنا ابن الظاهري: سنة إحدى وستمائة. 4 (حرف الضاد:)
4 (ضياء بن صالح بن كامل بن أبي غالب:) أبو المظفر البغدادي، الخفاف، ابن أخي المفيد المبارك بن كامل. أجاز له: أبو محمد سبط الخياط، وأبو منصور بن خيرون، وجماعة. وسكن دمشق، وقد ورد بغداد تاجراً سنة سبع وتسعين، وحدث ورجع، وبدمشق توفي. 4 (حرف العين)
4 (عائشة، وتدعى: فرحة، بنت أبي طاهر عبد الجبار بن هبة الله ابن البندار.) من بيت حديث ورواية. روت عن أحمد بن علي ابن الأشقر. وهي زوجة محمد بن مشق المحدث. 4 (عبد الله بن أحمد بن محمد بن سالم.) أبو محمد البلنسي، المؤدب، الزاهد. قرأ القراءآت وأدب بالقرآن، وسمع من أبي الحسن ابن النعمة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 55 وتوفي يوم الفطر، وشيعة الخلق. 4 (عبد الله بن عبد الرحمن بن أبو بن علي.) أبو محمد الحربي، البقلي، الفلاح البستنبان وهو الناطور. شيخ مسند معمر. تفرد بالسماع من أبي العز بن كادش، وسمع من أبي القاسم بن الحصين. روى عنه: الدبيثي، وابن خليل، والضياء، والنجيب عبد اللطيف، وآخرون. وبالإجازة: ابن أٌ بي الخير، والفخر ابن البخاري. وتوفي في ربيع الأول عن سبع وثمانين سنة. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن عمرو بن أحمد بن حجاج:) أبو الحكم اللخمي الإشبيلي، الخطيب. قال الأبار: روى عن جده أبي الحكم عمرو، وأبي مروان الباجي، وأبي الحسن شريح بن محمد. وخطب بإشبيلية مدة، ثم استعفي وانقبض عن) الناس. وله حظ من النظم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 56 أخذ عنه: أبو القاسم الملاحي، وأبو الحسن بن خيرة، وأبو القاسم بن الطيلسان. وتوفي في صفر وله تسع وسبعون. قرأ عليه القراءآت: أبو إسحاق بن وثيق، عن جده، عن شريح. 4 (عبد الرحمن بن أبي حامد علي بن عبد الرحمن بن أبي حامد علي.) أبو القاسم الحربي، البيع، المعروف بابن عصية. سمع: قاضي المارستان، وأبا منصور القزاز، ويحيى بن الطراح، وأبا منصور بن خيرون، وعبد الله بن أحمد بن يوسف، وأحمد بن محمد الزوزني، وعبد الوهاب الأنماطي، وطائفة. روى عنه: الدبيثي، وابن خليل، والنجيب عبد اللطيف، وجماعة. وأجاز لابن أبي الخير، وللفخر علي، وللشيخ شمس الدين عبد الرحمن، وللكمال عبد الرحيم. وتوفي في سادس عشر جمادى الأولى عن بضع وسبعين سنة. وأولاده: أبو حامد، وأبو جعفر، وأبو نصر قد سمعوا.. 4 (عبد الرحيم بن محمد بن محمد بن محمد بن حمويه:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 57 أبو إسماعيل الأصبهاني نزيل همذان. ولد سنة أربع عشرة وخمسمائة. روى المعجم الكبير حضوراً عن أبي نهشل عبد الصمد العنبري، عن ابن ريذة. روى عنه: الحافظ الضياء، وقال فيه: الرجل الصالح، نزيل همذان. تفرد بعدة شيوخ. وتوفي في ذي القعدة. قلت: وأجاز للشيخ شمس الدين، والفخر علي، والكمال عبد الرحيم، وأحمد بن شيبان. وأضر في آخر عمره، وأصم، فصعب الأخذ عنه. 4 (عبد العزيز بن وهب بن سلمان بن أحمد بن الزنف:) أخو محمد بن الفقيه الإمام أبي القاسم الدمشقي. سمعه أبوه من علي بن عساكر المقدسي الخشاب، وغيره. وهو أخو أحمد ومحمد. روى عنه: أبن خليل، وغيره. وتوفي في ذي القعدة. 4 (عبد اللطيف ابن القاضي أبي الحسين هبة الله بن محمد بن محمد بن أبي الحديد:) الفقيه أبو محمد المدائني الشافعي، الأديب، المتكلم. كان أبوه قاضي المدائن وخطيبها. توفي في ربيع الأول. وهو أخو محمد.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 58 4 (عبد المنعم بن علي بن نصر بن الصيقل:) أبو محمد الحراني الفقيه، الواعظ. تفقه ببغداد على أبي الفتح نصر ابن المني. وسمع من: ابن شاتيل، وجماعة. وحدث، ووعظ. وهو والد النجيب عبد اللطيف. توفي في ربيع الأول. روى عنه ابن النجار، وقال: كان ثقة متحرياً، نزهاً، متواضعاً، لطيف الطبع.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 59 4 (عبد الواحد بن معالي بن غنيمة بن منينا:) أبو أحمد البقال. بغدادي، قليل الروية. روى عن أبي البدر الكرخي مشيخته. 4 (عبد الوهاب بن هبة الله بن محمود بن ليث:) مهذب الدين أبو محمد الكفرطابي، الجلالي. نسبة إلى الصاحب جلال الدين. ولد سنة ثلاث أو أربع أو خمس وعشرين وخمسمائة. وأجاز له: أبو العز بن كادش، وأبو القاسم بن الحصين، وأبو غالب بن البناء، وآخرون. وروى بدمشق عنهم. سمع منه: الشهاب القوصي وذكر انه بزاز، وتوفي في المحرم. وروى عنه أيضاً: التقي اليلداني. وأجاز للشيخ شمس الدين بن أبي عمر، وللفخر علي. 4 (عبيد الله بن عبد الرحمن بن عبيد الله:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 60 أبو مروان ابن الصيقل الأنصاري، القرطبي. قال الأبار: أخذ القراءآت عن أبي القاسم بن رضا، ومحمد بن علي الأزدي الأفطس، وسمع الحديث من عن أبي محمد عتاب. وصحب أبا مروان ابن مسرة وأكثر عنه. وعلم بالقرآن، فرأس في ذلك. وطال عمره فقرأ عليه الأجداد والأباء والأبناء. وكان من أهل الزهد والتواضع والصلاح. ذكره ابن الطيلسان، وقال: توفي وقد راهق المائة سنة إحدى وستمائة. في سماعه من ابن عتاب عندي نظر، وإذا صح، فهو آخر من حدث عنه. قاله الأبار. 4 (عسكر بن حمائل بن جهيم:) أبو الجيوش الخولاني، الداراني. حدث عن أبي القاسم ابن عساكر. سمع منه: العماد علي بن القاسم بن عساكر، وغيره في هذه السنة. 4 (علي بن محمد بن فرحون القيسي، القرطبي:) قال الأبار: حج وسمع من السلفي وغيره. ونزل مدينة فاس، وكان زاهداً صالحاً فاضلاً، علم) بالفرائض والحساب، ثم حج وجاور إلى أن مات. 4 (علي بن محمد بن خيار:) أبو الحسن البلنسي الأصل، الفاسي، الفقيه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 61 تفقه على أبي عبد الله بن الرمامة، ولازمه مدة، وسمع: أبا الحسن بن حنين، وأبا القاسم بن بشكوال. وكان فقيهاً مشاوراً، تاركاً للتقليد، مائلاً إلى الاجتهاد. عاش نيفاً وستين سنة. حدث في هذا العام. 4 (علي بن الحسن بن عنتر:) الأديب أبو الحسن النحوي، اللغوي، الشاعر المعروف بشميم الحلي. قدم بغداد، وتأدب بها على أبي محمد بن الخشاب، وغيره. وحفظ كثيراً من أشعار العرب، وأحكم اللغة والعربية، وقال الشعر الجيد إلا أن حمقه أخره. وجمع من شعره كتاباً سماه الحماسة. وقد ورد الشام، ومدح جماعة من أمرائها، وأقام بالموصل. وقيل: إنه قرأ على ملك النحاة أبي نزار.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 62 قرأت بخط محمد بن عبد الجليل الموقاني: قال بعض العلماء: وردت إلى آمد سنة أربع وتسعين فرأيت أهلها مطبقين على وصف هذا الشيخ، فقصدته إلى مسجد الخضر، ودخلت عليه، فوجدت شيخاً كبيراً قضيف الجسم في حجرة من المسجد، وبين يديه جمدان مملوء كتباً من تصانيفه، فسلمت عليه وجلست، فقال: من أين أنت قلت: من بغداد. فهش بي، وأقبل يسألني عنها، وأخبره، ثم قلت: إنما جئت لأقتبس من علومك شيئاً. فقال: وأي علم تحب قلت: الأدب. قال: إن تصانيفي في الأدب كثيرة وذاك أن الأوائل جمعوا أقوال غيرهم وبوبوها، وأنا فكل ما عندي من نتائج أفكاري، فإنني قد عملت كتاب الحماسة، وأبو تمام جمع أشعار العرب في حماسته، وأنا فعلمت حماسة من أشعاري. ثم سب أبا تمام، وقال: الناس مجمعين على استحسان كتاب أبي نواس في وصف الخمر، فعملت كتاب الخمريات من شعري، لو عاش أبو نواس، لاستحيى أن يذكر شعره، ورأيتهم مجمعين على خطب ابن نباتة، فصنفت خطباً ليس للناس اليوم اشتغال إلا بها. وجعل يزري على المتقدمين، ويصف نفسه ويجهل الأوائل، ويقول: ذاك الكلب. قلت: فأنشدني شيئاً. فأنشدني من الخمريات له،) فاستحسنت ذلك، فغضب وقال: ويلك ما عندك غير الاستحسان فقلت: فما أصنع يا مولانا قال: تصنع هكذا. ثم قام يرقص
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 63 ويصفق إلى أن تعب. ثم جلس وهو يقول: ما أصنع ببهائم لا يفرقون بين الدر والبعر فاعتذرت إليه، وأنشدني شيئاً آخر. وسألته عن أبي العلاء المعري، فنهرني، وقال: ويلك كم تسيء الأدب بين يدي، ومن ذلك الكلب الأعمى حتى يذكر في مجلسي قلت: فما أراك ترضى عن أحد. قال: كيف أرضى عنهم وليس لهم ما يرضيني قلت: فما فيهم من له ما يرضيك قال: لا أعلم إلا أن يكون المتنبي في مديحه خاصة، وابن نباتة في خطبه، وابن الحريري في مقاماته. قلت: عجب إذ لم تصنف مقامات تدحض مقاماته قال: يا بني، اعلم أن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل، عملت مقامات مرتين فلم ترضني، فغسلتها، وما أعلم أن الله خلقني إلا لأظهر فضل ابن الحريري. ثم شطح في الكلام وقال: ليس في الوجود إلا خالقان: واحد في السماء، وواحد في الأرض فالذي في السماء هو الله تعالى، والذي في الأرض أنا. ثم التفت علي وقال: هذا لا يحتمله العامة لكونهم لا يفهمونه، أنا لا أقدر على خلق شيء إلا خلق الكلام. فقلت: يا مولانا أنا محدث، وإن لم يكن في المحدث جراءة مات بغيظه، وأحب أن أسألك عن شيء. فتبسم وقال: ما أراك تسأل إلا عن معضلة، هات. قلت: لم سميت بشميم فشتمني وضحك، وقال: اعلم أنني بقيت مدة لا آكل إلا الطين، قصداً لتنشيق الرطوبة وحدة الحفظ، فكنت أبقى مدة لا أتغوط ثم يجيء كالبندقة من الطين، فكنت آخذه وأقول لمن أنبسط إليه: شمه فإنه لا رائحة له، فلقبت بذلك، أرضيت يا ابن الفاعلة توفي شميم بالموصل في ربيع الآخر عن سن عالية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 64 قال ابن النجار: كان أدبياً مبرزاً في علم اللغة والنحو، وله مصنفات وأنشاد وخطب ومقامات، ونثر ونظم كثير، لكنه كان أحمق، قليل الدين، رقيعاً، يستهزىء بالناس، لا يعتقد أن في الدنيا مثله، ولا كان ولا يكون أبداً. إلى أن قال: وأدركه الأجل بالموصل عن تسعين سنة أو ما قاربها. ويحكى عنه فساد عقيدة سمعت أبا القاسم ابن العديم يحكي عن محمد بن يوسف الحنفي قال: كان الشميم يبقى أياماً لا يأكل إلا التراب، فكان رجيعه يابساً ليس بمنتن، فيجعله في جيبه، فمن دخل إليه يشمه إياه ويقول: قد تجوهرت.) ومن نظم شميم: (كنت حراً فمذ تملكت رقي .......... باصطناع المعروف أصبحت عبدا)
(أشهدت أنعم علي لك الأع .......... ضاء مني فما أحاول جحدا)
(وجدير بأن يحقق ظن ال .......... جود فيه من للنوال تصدى) ومن تواليفه: متنزه القلوب في التصاحيف، شرح المقامات، الحماسة، الخطب، انس الجليس في التجنيس، أنواع الرقاع في الأسجاع، المرازي في التعازي، الأماني في التهاني، معاياة العقل في معاناة النقل، المهتصر في شرح المختصر، كتاب اللزوم مجلدان، مناقب الحكم في مثالب الأمم مجلدان. ثم سمى عدة تصانيف له، ثم قال: مات في ربيع الأول سنة إحدى وستمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 65 وذكره ابن المستوفي في تاريخه ورماه بالحمق الزائد، وأنه كان إذا انشد بيتاً من نظمه، سجد. وكان يسخر بالعلماء، ويستهزئ بمعجزات الأنبياء ولا يعظم الشرع، ولا يصلي، عارض القرآن المجيد فكان إذا أورده تعوذ ومسح وجهه ثم قرأ. وقال: سألني النصارى كتمان قراءتي كيلا أفسد عليهم دينهم. ثم أورد ابن المستوفي ألفاظاً، من شعره أشياء فيها الجيد والغث، وطول. 4 (علي بن الخضر بن حسن:) أبو الحسين ابن المجر الدمشقي. سمع من السلفي وحدث كتب عنه: القفصي، وغيره. وقال الضياء: توفي في ذي القعدة. 4 (علي بن عقيل بن علي بن وهبة بن الحسن بن علي:) الفقيه أبو الحسن بن الحبوبي الثعلبي، الدمشقي، الساجي، المعدل. ولد سنة سبع وثلاثين وخمسمائة. وحدث عن: أبي المكارم عبد الواحد بن هلال، وأبي المظفر الفلكي، وأبي المعالي محمد بن الموازيني. روى عنه: الشهاب القوصي، وقال: كان كثير الفضل، ظريف الشكل،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 66 درس بالأمينية، وأم بمشهد علي. لقبه: ضياء الدين. وروى عنه: ابن خليل، وأجاز لابن أبي الخير. توفي في رجب. 4 (علي بن علي بن الحسن بن رزبهان بن باكير:) ) أبو المظفر الفارسي، ثم البغدادي، المراتبي، الوزير. سمع: أبا قاسم إسماعيل ابن السمرقندي. روى عنه: الدبيثي، والضياء، وغيرها. وكان رئيساً جليلاً كاتباً ذا رأي. ولي الوزارة سنة خمسين وخمس مائة للسلطان سليمان شاه بن محمد شاه بن محمد السلجوقي إذ غلب على بغداد. توفي في ذي الحجة وله ست وثمانون سنة. وكان صبوراً عاقلاً، شيعياً، افتقر في الأخر واحتاج. 4 (علي بن المبارك بن أحمد:) أبو الحسن البغدادي، المقرئ، المعروف بابن المؤذن. حدث عن قاضي المارستان، وأبي سعد البغدادي. روى عنه: الدبيثي، وقال: ولد سنة ست عشرة وخمسمائة. وتوفي في ربيع الأول. وأجاز لابن البخاري. 4 (عمران بن منصور بن عمران:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 67 أبو نعيم الواسطي ابن الباقلاني. أخو مقرئ العراق عبد الله. شيخ مسند له إجازة من أبي القاسم ابن الحصين، وأبي غالب ابن البناء. وسمع بواسط من: أبي الكرم نصر الله بن محمد ابن الجلخت، وأبي الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام الكاتب، وسعد بن عبد الكريم الغندجاني، وأبي عبد الله محمد بن علي الجلابي. روى عنه أبو عبد الله الدبيثي، وقال: توفي بواسط. أجاز للشيخ شمس الدين عبد الرحمن، والفخر علي. 4 (عمر بن أحمد بن عمر بن سالم ابن الدردانة:) بغدادي صالح، عابد، مقرئ، من أهل الحربية. روى عن أبي الفتح ابن البطي، وغيره. روى عنه: الحافظ الضياء، وغيره. وأجاز لشمس الدين عبد الرحمن، وللفخر علي، وإسماعيل العسقلاني. وتوفي في رمضان. قال الضياء: لم أر ببغداد أحسن صلاة منه. 4 (حرف الفاء:)
4 (فرحة بنت عبد الجبار بن هبة الله ابن البندار:) أم الحياء. هي عائشة مرت.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 68 4 (حرف الكاف:)
4 (كرجي الأمير علم الدين الأسدي:) ورخه أبو شامة.) 4 (حرف الميم:)
4 (محمد بن أبي المظفر أحمد بن يحيى بن عبد الباقي بن شقران:) أبو تمام القرشي، الزهري، البغدادي، البزاز. سمع من والده، ومن أبي الوقت وهو من بيت الحديث والرواية. 4 (محمد بن أحمد بن عبد الرحمن:) أبو القاسم التجيبي، المرسي. سمع من: أبيه، وأبي عبد الله بن سعادة، وأبي بكر بن أبي ليلى، وجماعة. ولازم القاضي أبا الوليد بن رشد. ولي قضاء دانية. وتوفي كهلاً. وكان أديباً شاعراً. 4 (محمد بن علي بن مروان:) القاضي أبو عبد الله الهمداني، الوهراني. ولي قضاء تلمسان، ثم ولي قضاء الجماعة بمراكش بعد أبي جعفر بن مضاء، ثم عزل، ثم أعيد بعد عزل أبي القاسم بن بقي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 69 وكان محمود السيرة، شديد الهيبة، سريع الفصل، موصوفاً بالعدل، ذا تؤدة وسؤدد. ذكره أبو عبد الله الأبار، فقال: توفي سنة إحدى وست مائة، وصلى عليه الإمام الناصر ابن المنصور 4 (محمد بن أبي الفخر حامد بن عبد المنعم بن أبي القاسم) أبو الماجد المضري، الإصبهاني. ولد سنة عشرين. وسمع حضوراً من فاطمة الجوزدانية، وحدث عنها ببغداد. روى عنه: الحافظ الضياء. وسمع منه: عمر بن علي القرشي. ومات قبله ببضع وعشرين سنة. توفي بإصبهان في رجب. وروى عنه: عمر بن شعرانة. 4 (محمد بن الحسين بن أبي الرضا بن الخصيب بن زيد:) أبو المفضل القرشي، الدمشقي، الشافعي. ولد سنة خمس وعشرين وخمسمائة. وسمع من: جمال الإسلام أبي الحسن بن المسلم، وأبي طالب علي بن أبي عقيل الصوري، وأبي الفتح نصر الله المصيصي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 70 روى عنه: إبراهيم بن إسماعيل المقدسي، وعبد الملك بن عبد الكافي الربعي، وعبد الواحد بن أبي بكر الحموي الواعظ، ويوسف بن خليل، وإسماعيل القوصي، ومحمد بن حسان الخطيب، ومحمد بن المسلم بن أبي الخوف الحارثي، وآخرون. وأجاز لأحمد بن سلامة، والفخر علي، والكمال عبد الرحيم، وغيرهم. وتوفي في ثالث المحرم. وكان يقال له: سبط زيد المحتسب. قال يوسف بن خليل: كان ضعيفاً. ثم ذكر وفاته وشيوخه. وقال غيره: كان ثقة عالماً.) 4 (محمد بن حمد بن حامد بن مفرج بن غياث:) الشيخ الصالح أبو عبد الله ابن الأجل الصالح أبي الثناء الأنصاري، الأرتاحي، ثم المصري الأدمي، الحنبلي. قال الحافظ عبد العظيم: كان ذكر ما يدل على أن مولده سنة سبع وخمس مائة تخميناً. سمع من أبي الحسن علي بن نصر الأرتاحي بمصر، والمبارك بن علي الطباخ بمكة. وأجاز له أبو الحسن علي بن الحسين الفراء في سنة ثمان عشرة وخمسمائة، فحدث بها مدة طويلة. وكتب عنه
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 71 جماعة من الحفاظ. وهو أول شيخ سمعت منه الحديث بإعادة والدي وأجاز لي في سنة إحدى وتسعين وخمسمائة. وهو من بيت القرآن والحديث والصلاح. توفي في العشرين من شعبان. قلت: روى عنه: الحافظ عبد الغني، والحافظ بن المفضل، والحافظ الضياء، والرشيد العطار، وابن خليل، ونسيبه لاحق بن عبد المنعم بن قاسم بن أحمد بن حمد الأرتاحي، وعلي بن عبد الرزاق بن القطان، وسبطه أحمد بن حامد بن أحمد الأرتاحي، وأبو حامد محمد ابن قاضي القضاة صدر الدين عبد الملك بن درباس، وأبو بكر بن علي بن مكارم، وأبو الحسن علي بن شجاع العباسي، والنظام عثمان بن عبد الرحمن بن رشيق الربعي، والمعين أحمد بن زين الدين، والخطيب عبد الهادي بن عبد الكريم القيسي، وأبو الفضل محمد الفضل محمد بن مهلهل الجيتي، وخلق سواهم. وأجاز لابن أبي الخير. قال الضياء محمد: كان شيخنا هذا ثقة ديناً ثبتاً، حسن السيرة، ولم يوجد له فيما نعلم شيء عال سوى إجازة الفراء. وقد كنا نسمع عليه بعض الأوقات بالليل، ولا يكاد يمل من التسميع رحمه الله. 4 (محمد بن سعد الله بن نصر ابن الدجاجي:) أبو نصر الواعظ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 72 ولد سنة أربع وعشرون وخمسمائة. وسمعه أبوه من قاضي المارستان، وأبي منصور القزاز، وأبي جعفر محمد بن علي بن السمناني، وجماعة. روى الكثير ببغداد، والموصل، وواسط، وكتب، وطلب بنفسه بعد الخمسين. قال الدبيثي: سمعنا منه ونعم الشيخ كان. وتوفي في ربيع الأول.) قلت: روى عنه: هو، والشيخ الضياء، والنجيب عبد اللطيف. وأجاز للفخر علي. وأبوه من الشيوخ. 4 (محمد ابن نقيب النقباء طلحة بن علي بن محمد:) الشريف أبو المظفر العباسي، الزينبي. صدر رئيس ناب في النقابة بعد أخيه أبي الحسن علي، ثم صار حاجباً بالديوان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 73 4 (محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي عصرون:) القاضي محيي الدين ابن القاضي العلامة شرف الدين أبي سعد التميمي، الشافعي، قاضي دمشق وابن قاضيها. توفي في هذا العام. قاله أبو شامة ولم يترجمه. وهو ولد محيي الدين عمر الذي أجاز لنا. 4 (محمد بن عبد الرحمن بن إقبال المريني، المغربي:) أبو عبد الله المقرئ. نزيل قوص، وبها توفي. قال الشهاب القوصي: قرأت عليه القرآن، وقد سمعت عليه التيسير وبلغ مائة سنة أو جاوزها. وهو تلميذ أبي عمرو الخضر بن عبد الرحمن القيسي، وكان القيسي قد روى عن أبي داود، وأبي علي الغساني. 4 (محمد بن المؤيد بن علي بن إسماعيل بن أبي طالب:) الشيخ المقرئ الصالح، أٌ بو عبد الله الهمذاني، المقرئ، الوبري الفراء، نزيل القاهرة. قرأ القراءآت على الحافظ أبي العلاء الهمذاني، ومن عبد العزيز بن محمد بن منصور الأدمي بشيراز. قال الحافظ عبد العظيم: كتب عنه جماعة من شيوخنا ورفقائنا، وحدثت عنه. وتوفي في عاشر رجب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 74 قلت: روى عنه: ابنه الحافظ أبو محمد إسحاق والد شيخنا أبي المعالي الأبرقوهي، فأخبرنا أحمد بن إسحاق بن محمد بن المؤيد، أخبرنا والدي سنة اثنتين وعشرين وستمائة، أخبرنا أبي الإمام أبو عبد الله بالقاهرة، أخبرنا أبو المبارك عبد العزيز بن محمد، حدثنا محمد بن الحسن بإصبهان، حدثنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم حدثنا أحمد بن سليمان، حدثنا علي بن حرب، حدثنا سفيان، عن الزهري، عن محمد بن جبير، عن أبيه جبير بن مطعم، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب الطور. وأخبرنا به عالياً عبد المؤمن الحافظ، أخبرنا يوسف بن عبد المعطي، أخبرنا أحمد بن محمد) الحافظ، أخبرنا نصر بن أحمد، أخبرنا عمر بن أحمد، أخبرنا محمد بن يحيى الطائي، حدثنا علي بن حرب... فذكره. متفق عليه. 4 (محمد، أبو محمد بن أبي الفتح يوسف بن المسند:) أبي الحسن محمد بن أحمد بن صرما الأزجي. سمع من: جده أبي الفضل الأرموني، وابن ناصر. والأصح أن اسمه كنيته. وهو أخو أحمد وابن عم عمر بن أبي السعادات. روى عنه: الحافظ الضياء، فسماه: محمداً، وكناه: أبا عبد الله.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 75 وأجاز للشيخ شمس الدين ابن أبي عمر، وللكمال عبد الرحيم، وللفخر علي، وغيرهم. وعاش سبعين سنة. توفي في رجب. 4 (المبارك بن أبي الأزهر بن أبي القاسم:) أبو بكر البغدادي، الدارقزي، المقرئ، المعروف بابن شعلة. عبد صالح تقي، إمام مسجد ابن سمعون مدة. وحدث عن: أبي البركات المبارك بن كامل بن حبيش، وأبي بكر ابن الأشقر. وتوفي في ربيع الأول. 4 (مختار بن أبي محمد بن مختار:) الصاحب أبو محمد ابن قاضي داراً. وزر للملك الكامل بديار مصر، فلما قدم والده السلطان الملك العادل مصر كان الوزير ابن شكر يقصد ابن قاضي داراً، ويريد نكبته، وألب عليه العادل، وطلبه فأمره الكامل بالنزوح خفية، فنزح بوليده فخر الدين وشهاب الدين، فورد على صاحب حلب، فبالغ في إكرامه، ثم ورد عليه أمر من الكامل يستدعيه، فخرج من حلب ونزل بعين المباركة ليسافر، فلم يشعر أصحابه إلا بخمسين فارساً قد أحاطوا بمضربه في الليل فأنبهوه، فخرج إليهم، فنزل إليه ثلاثة منهم فذبحوه، وقالوا لأولاده وغلمانه: احفظوا أموالكم فما كان لنا غرض سواه. واتصل الخبر بالملك الظاهر، فركب، وشاهده قتيلاً، فاستعظم ولم يقف لقتله على خبر رحمه الله.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 76 4 (المفضل بن عقيل بن حيدرة بن علي:) أبو منصور البجلي، الدمشقي، المعروف بابن النفيس الرميلي. ولد سنة عشرين وخمسمائة. وسمع من: أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، والحافظ أبي القاسم ابن عساكر. روى عنه: الشهاب القوصي، وجماعة من طلبة الدمشقيين. وأجاز لابن أبي الخير، والفخر علي، والحافظ عبد العظيم، وجماعة. وتوفي في المحرم.) 4 (حرف النون:)
4 (نصر الله بن يوسف بن مكي بن علي:) الفقيه الإمام أبو الفتح ابن الفقيه الجليل أبي الحجاج الحارثي، الدمشقي، الشافعي، المعدل، ويعرف بابن الإمام. تفقه على والده، وعلى أبي البركات الخضر بن شبل بن عبد. وسمع من: أبي الفتح نصر الله المصيصي، وهبة الله بن طاووس. ورحل، فسمع ببغداد من أبي الوقت عبد الأول وغيره. وأجاز له: أبو عبد الله الفراوي، وزاهر بن طاهر الشحامي، وغيرهما. وكان يدعى: نصراً أيضاً. روى عنه: يوسف بن خليل، والزين خالد، والتقي اليلداني، وآخرون.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 77 وأجاز للحافظ عبد العظيم، ولأبي العباس بن أبي الخير. وتوفي في منتصف جمادى الآخرة بدمشق. 4 (نصر بن أبي نصر محمد بن المؤيد بن طاهر أبي الفتح:) الرئيس الأجل، أبو الفتوح الغزنوي، الواعظ. قدم بغداد رسولاً من صاحب غزنة أبي المظفر محمد، فحدث عن جده المؤيد. مات بالري في صفر وله ثلاث وستون سنة. 4 (حرف الياء:)
4 (ياقوت، أبو الدر الحمامي عتيق أبي العز بن بكروس:) شيخ بغدادي. سمع من: يحيى بن علي الطراح، وأبي الحسن محمد بن صرما. وحدث روى عنه: أبو عبد الله محمد بن سعيد الدبيثي في تاريخه، وقال: توفي في جمادى الأولى. وابن النجار. 4 (يوسف بن أبي الغنائم أحمد بن الحسين:) أبو محمد الحريمي، الدباس، المعروف بابن المتش. ولد سنة سبع عشرة وخمسمائة. وسمع من: أبي غالب ابن البناء، ومن أحمد ابن الأشقر. وأجاز له:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 78 ابن الحصين، وأبو عامر العبدري الحافظ، والحسين بن محمد بن خسرو البلخي. روى عنه: الدبيثي، والضياء المقدسي. وأجاز للفخر علي. وهو أخو داود. توفي في رابع شوال. والمتش: بفتح ثم ضم التاء وتثقيل المعجمة. قيده ابن نقطة. 4 (يوسف بن المبارك بن كامل بن أبي غالب:) ) أبو الفتوح بن أبي بكر البغدادي، الخفاف. سمع بإفادة والده المحدث أبي بكر من: قاضي المارستان، وأبي منصور بن زريق القزاز، وأبي القاسم ابن السمرقندي، وأبي منصور بن خيرون، ويحيى بن الطراح، وجماعة. روى عنه: الدبيثي، وابن خليل، والضياء، والنجيب عبد اللطيف، وأخوه عبد العزيز، والتقي اليلداني، والمحب ابن النجار، وآخرون. وبالإجازة: الزكي عبد العظيم، وابن أبي الخير، والفخر علي، والكمال عبد الرحيم، والشيخ شمس الدين عبد الرحمن. وكان أمياً لا يكتب. توفي في الخامس والعشرين من ربيع الأول. قال ابن النجار: صالح حافظ لكتاب الله، وكان أمياً لا يحسن الكتابة
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 79 ولا يعرف شيئاً من العلم، وكان عسراً في الرواية، سيئ الخلق، متبرماً بأصحاب الحديث كنا نلقى منه شدة حتى نسمع منه، وكان فقيراً مدقعاً يأخذ على الرواية. وكان من فقهاء النظامية، أسمعه أبوه الكثير وتفرد. أظنه ولد سنة سبع وعشرين وخمسمائة فانه سمع في سنة ثلاث وثلاثين. وكان له أخ اسمه كاسمه مات قبل سنة خمس وعشرين وخمسمائة. 4 (يوسف بن محمد البغدادي، الخيمي، الظفري:) حدث عن: يحيى ابن الطراح. 4 (الكنى:)
4 (أبو محمد العدل:) المعروف بعدل الزبداني. سمعناه من حفيده. 4 (وفيها ولد:) النجم ابن المجاور. والمجاور عبد الله الجزائري، المحدث. وجمال الدين محمد بن أحمد الشريشي. والركن أحمد بن عبد المنعم الطاووسي. والنجيب يحيى بن أحمد الحلي ابن العود شيخ الرافضة. والرضي محمد بن علي الشاطبي، اللغوي. وناصر الدين علي بن قرمين. والسراج أبو بكر بن احمد بن إسماعيل بن فارس التميمي. والعدل عماد الدين حسين بن همام بن البياع المصري.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 80 وزينب ابنة العلم أحمد بن كامل. وخطيب جامع جراح شمس الدين محمد بن صالح الهسكوري. والشرف محمد بن أحمد بن عبد السخي العمري. وعلاء الدين علي بن عبد الرحيم بن شيت القرشي. وأبو الحسين يحيى بن عبد العظيم الجزار الشاعر. والمحدث) مكين الدين أبو الحسن الحصني.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 81 4 (وفيات سنة اثنتين وستمائة:)
4 (حرف الألف:)
4 (أحمد بن أحمد بن أبي الفتح محمد بن محمد بن هبة الله:) أبو المعالي الشهراباني، ثم البغدادي، المعدل. حدث عن أبي الوقت. وتوفي في صفر. 4 (أحمد بن عبد الملك بن محمد بن يوسف:) أبو العباس الحريمي، المقرئ، المعروف بابن باتانة. قرأ القراءآت على والده، وعلى أبي الفتح عبد الوهاب بن محمد الخفاف. وسمع من يونس مغيث، وأبي بكر بن العربي، وابن مسرة، وسمع الموطأ من: أبي البركات يحيى بن عبد الرحمن الفارقي، وأبي بكر الأنصاري. وكان صالحاً فاضلاً. روى عنه: أبو عبد الله الدبيثي، وغيره.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 82 ولم يظهر سماعه من القاضي أبي بكر إلا بعد موته بليلة. قال ابن النجار: قرأ بالروايات على أبي الكرم ابن الشهرزوري، وسعد الله ابن الدجاجي، وكان صالحاً، حسن المعرفة بالقراءآت، مجوداً، صدوقاً، متديناً. أضر ولزم بيته. وكان دائماً يقول: أحق أنني سمعت مجلدةً من طبقات ابن سعد على القاضي أبي بكر، فظفر بذلك ابن الأنماطي قبل موته، فذهب إليه بالمجلد، فلقيه قد مات. توفي في سادس جمادى الآخرة. 4 (أحمد بن علي بن أبي القاسم ابن شعلة:) أبو العباس الصوفي، الحربي. سمع: أبا الحسين محمد بن محمد ابن الفراء، وعبد الله بن أحمد بن يوسف. روى عنه: الضياء محمد، والنجيب عبد اللطيف، وجماعة. وتوفي في جمادى الأولى. 4 (إبراهيم بن علي:) أبو إسحاق الأنصاري، البغدادي، الزاهد، المعروف بالمراوحي. سمع من: أبي الفتح بن شاتيل، وجماعة. وحدث بكتاب القوت عن محمد بن يحيى البرداني. وصحب المشايخ والأولياء، وأقام برباط بهروز. قال ابن النجار: كتبت عنه، وكان صالحاً عابداً متهجداً، مشتغلاً بالله،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 83 دائم الذكر، صابراً على الفقر، حلو الإيراد كنت أجد راحة عند كلامه ورؤيته. عاش إحدى وستين سنة رحمه الله) 4 (حرف الباء:)
4 (بهاء الدين سام بن محمد بن مسعود الملك صاحب باميان:) سقت أخباره في ترجمة خاله شهاب الدين الغوري في هذه السنة فاكشفها. 4 (حرف التاء:)
4 (التقي الأعمى الدمشقي، الشافعي، الفقيه، مدرس الأمينية:) كان فقيهاً، عارفاً بالمذهب، مفتياً، نبيلاً. ذكره الإمام أبو شامة، فقال: وفي ذي القعدة وجد التقي الأعمى، واسمه: عيسى بن يوسف بن أحمد الغرافي العراقي، مشنوقاً بالمئذنة الغربية. وكان مفتياً مدرساً بالأمينية. ابتلي بأخذ ماله، واتهم به شخصاً يقرأ عليه ويقوده، فحط عليه الناس، فشنق نفسه. ودرس بعده الجمال المصري وكيل بيت المال. 4 (تمام بن الحسين بن غالب الخطيب:) أبو كامل القيسي، المالقي، خطيب مالقة، المعروف بابن الحداد. روى عن: أبيه، وأبي عبد الله بن معمر، وابن النعمة، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 84 قال ابن الزبير: أخذ عنه الناس كثيراً، وكان أحسن الناس قراءة، وأطيبهم نغمة. مولده عام تسعة وخمسمائة في ربيع الأول بجيان. قال: ولم يتخلف عن جنازته إلا النادر، وآخر من روى عنه: أبو عمر بن حوط الله. قال الأبار: أنشأ فصولاً مستحسنة في الخطب، سمع منه: أبو محمد وأبو سليمان ابنا حوط الله، وأبو جعفر ابن الدلال، وجماعة. وتوفي في ربيع الأول وله ثلاث وتسعون سنة. وأجاز لأبن مسدي وحضر عنده. 4 (حرف الجيم:)
4 (جامع بن باقي بن عبد الله بن علي:) أبو محمد التميمي، الأندلسي، الفقيه، قاضي إخميم، مجد الدين. ولد بالجزيرة الخضراء من الأندلس، ورحل، فسمع من السلفي بالإسكندرية، ومن: أبي المكارم عبد الواحد بن هلال، وأبي القاسم الحافظ، وداود بن محمد الخالدي بدمشق. روى عنه: ابن خليل، والشهاب القوصي، وغيرهما. وتوفي بدمشق في سابع عشر ذي القعدة.) 4 (جعفر بن محمد بن أبي العز:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 85 أبو عبد الله البغدادي المتكلم، قطاع الآجر، ويعرف بالمستعمل. توفي ببغداد في ربيع الآخر، ودفن في داره. وكان عارفاً بالكلام والهندسة، مطلعاً على مذاهب الناس. عاش نيفاً وسبعين سنة. 4 (حرف الحاء:)
4 (الحسن بن علي بن خلف:) أبو علي الأموي، نزيل إشبيلية، المعروف بالخطيب. أخذ القراءآت ببلده عن: أبي القاسم بن رضا، ومحمد بن جعفر بن صاف، وعبد الرحيم الحجازي. وسمع من: أبي بكر بن عبد العزيز. وأخذ النحو عن أبي بكر بن مسعود وابن أبي الخصال. وأجاز له أبو الوليد بن رشد مروياته. وكان مائلاً إلى الأدب، وصحب أبا حفص بن عمر. وله من الكتب: كتاب روضة الأزهار، وكتاب اللؤلؤ المنظوم في معرفة الأوقات والنجوم، وكتاب تهافت الشعراء. وتوفي بإشبيلية وله ثمان وثمانون سنة. قاله الأبار.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 86 4 (الحسين بن علي بن الحسين بن قنان:) أبو عبد الله الأنباري، ثم البغدادي، المعروف بابن الربي. حدث عن: أبي الفضل الأرموي، وسعيد ابن البناء. روى عنه: ابن خليل، والضياء، وجماعة. وهو أخو الحسن. حدث هو، وأخوه، وأبوهما، وعمتهما تمام. وتوفي في رمضان. وأجاز للشيخ شمس الدين، وللفخر علي، وللكمال عبد الرحيم. 4 (حمزة بن علي بن حمزة بن فارس بن محمد:) أبو يعلى ابن القبيطي، الحراني الأصل، البغدادي، المقرئ. من كبار القراء، قرأ القراءآت على أبي محمد سبط الخياط، وأبي الكرم الشهرزوري. وسمع منهما، ومن أبي: الحسن محمد ابن أحمد بن توبة، وأحمد بن عبد الله ابن الأبنوسي، وأبي عبد الله السلال، وأبي إسحاق
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 87 إبراهيم بن نبهان الغنوي، وأبي الفضل الأرموي، وأبي غالب محمد بن علي بن الداية، وسعد الخير. وأقرأ القراءآت وحدث. قال الدبيثي: وكان ثقة صدوقاً، حسن الخلق. قلت: روى عنه: هو، وابن خليل، والضياء، والنجيب عبد اللطيف، والتقي اليلداني، وآخرون.) وأجاز للشيخ شمس الدين عبد الرحمن، وللحافظ المنذري، وللفخر علي، وللكمال عبد الرحيم. ولد سنة أربع وعشرين وخمسمائة في رمضان. وتوفي في ثامن عشر ذي الحجة. وقال أبو شامة: كان عفيفاً، زاهداً، ثقة، قرأ على سبط الخياط بالروايات. وقال ابن الظاهري: ثقة حجة، من أئمة القراء المجودين. 4 (حرف الخاء:)
4 (خلف بن أحمد بن حمد:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 88 أبو المفاخر الإصبهاني، الفراء، الشافعي، الفقيه، المفتي، الإمام، ضياء الدين. ولد سنة ثمان عشرة وخمسمائة. وسمع: إسماعيل ابن الإخشيذ، ومحمد بن علي بن أبي ذر الصالحاني، وغيرهما. روى عنه: الضياء، وابن خليل. وأجاز لابن أبي الخير، وشمس الدين عبد الرحمن، والفخر علي، وأحمد بن شيبان، وغيرهم. وتوفي في شعبان. 4 (حرف السين:)
4 (سليمان بن أحمد بن حامد بن أحمد بن محمود الفقيه المفتي:) أبو غانم الثقفي، الإصبهاني. يروي عن أصحاب سعيد العيار. روى عنه: الضياء، وابن خليل. وأجاز لابن أبي الخير، وغيره. 4 (حرف الشين:)
4 (شاكر بن فضائل بن قليب البغدادي:) سمع سعيد ابن البناء. روى عنه: الضياء، وابن خليل، وأجاز لابن أبي الخير، وغيره. 4 (شهاب الدين السلطان أبو المظفر محمد بن سام الغوري صاحب غزنة:) قتلته الباطنية لعنهم الله في شعبان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 89 وهو أخو السلطان غياث الدين أبو الفتح محمد، المذكور سنة تسع وتسعين، وقد امتدت أيامهما وافتتحا بلاداً كثيرة، وشهدا حروباً عديدة. قال أبو الحسن ابن الأثير في تاريخه: قتل السلطان شهاب الدين الغوري صاحب غزنة والهند وبعد خراسان بمخيمه بعد عوده من لهاور، وذلك أن نفراً من الكفار الكوكرية لزموا عسكره عازمين على اغتياله لما فعل بهم من القتل والسبي، فلما كانت هذه الليلة، تفرق عنه أصحابه، وكان معه من الأموال ما لا يحصى، فإنه كان عازماً على قصد الخطا والاستكثار من العساكر، وتفريق المال فيهم، وكان على نية جيدة من قتال الكفار، فكان ليلتئذ وحده في) خركاه، فثار أولئك النفر، فقتلوا بعض الحرس، فصاح المقتول، فثار إليه الحرس من مواقفهم من حول السرادق لينظروا ما الأمر، وأخلوا مراكزهم، فاغتنم الكوكرية الفرصة، وهجموا على السلطان، فضربوه بالسكاكين وخرجوا، فدخل عليه أصحابه فوجدوه على مصلاه قتيلاً وهو ساجد، وأخذ أولئك فقتلوا، وحفظ الوزير والأمراء الخزائن، وصيروا السلطان في محفة، وحفوها بالجسم والصناجق يوهمون أنه حي. وكانت الخزانة على ألفين ومائتي جمل، وساروا إلى أن وصلوا إلى كرمان، وكاد يتخطفهم أهل تلك النواحي، فخرج إليهم الأمير تاج الدين ألدز، فجاء ونزل وقبل الأرض، وكشف المحفة، فلما رأى السلطان ميتاً، شق ثيابه وبكى، وبكى الأمراء وكان يوماً مشهوداً. وكان ألدز من أكبر مماليكه وأجلهم، فلما قتل شهاب الدين، طمع أن يملك غزنة، وحمل السلطان إلى غزنة، فدفن في التربة التي أنشأها. وكان ملكاً شجاعاً غازياً، عادلاً، حسن السيرة، يحكم بما يوجبه الشرع، ينصف الضعيف والمظلوم، وكان يحضر عنده العلماء وقد جاء أن الفخر الرازي صاحب التصانيف وعظ عنده مرة، فقال في كلامه: يا سلطان
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 90 العالم، لا سلطانك يبقى، ولا تلبيس الرازي يبقى وأن مردنا إلى الله، فانتخب السلطان بالبكاء. استوفى ابن الأثير ترجمته وهذه نخبتها، وقال: كان شافعياً كأخيه، وقيل: كان حنيفاً. ولما ملك أخوه غياث الدين باميان، أقطعها ابن عمه شمس الدين محمد بن مسعود، وزوجه بأخته، فولدت منه ولداً اسمه: بهاء الدين سام. فلما توفي شمس الدين وولي باميان بعده ابنه عباس، أخذ غياث الدين منه الملك، وأعطاه لابن أخته بهاء الدين. وعظم شأنه، وعلا محله، وأحبه أمراء الغورية. فلما قتل الآن خاله، سار إليه بعض الأمراء فعرفه، فكتب إلى الأمراء: إنني واصل. وكتب إلى علاء الدين محمد بن علي ملك الغورية يستدعيه إليه، وإلى غياث الدين محمود ابن السلطان غياث الدين خاله، وإلى حسين بن جرميك والي هراة، يأمرهما بإقامة الخطبة له. وأقام أهل غزنة ينتظرونه، ومالت الأتراك الخاصكية إلى غياث الدين ابن أستاذهم، فلما سار من باميان ومعه ولداه: علاء الدين محمد، وجلال الدين، وجد صداعاً فنزل، فقوي به الصداع وعظم، فأيقن بالموت، فأحضر ولديه، وعهد إلى علاء الدين، وأمرهما بقصد غزنة، وضبط الملك الرفق بالرعية، وبذل الأموال. ثم مات، فصار ولداه إلى غزنة، فنزلا دار الملك، وتسلطن علاء الدين، وأنفق الأموال فلم يطعه) ألدز، بالقلعة، وحصر علاء الدين، ثم نزل بالأمان وحلف له ألدز، ورد إلى باميان في أسوأ حال، فإن الأتراك نهبوه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 91 4 (حرف الصاد:)
4 (صالح بن محمد بن علي بن بارس:) أبو جعفر الأزجي. شيخ معمر من أبناء التسعين. سمع سنة إحدى وعشرين وخمسمائة من أبي الفضل عبد الملك بن علي بن يوسف: روى عنه: الدبيثي، والضياء محمد، وغيرهما. وتوفي في شوال. 4 (حرف الضاد:)
4 (ضياء بن أبي القاسم أحمد بن الحسن:) أبو علي ابن الخريف البغدادي، السقلاطوني، النجار. ولد بمحلة النصرية، وكان جاراً لأبي بكر قاضي المارستان، فأكثر عنه. وسمع أيضاً من: القاضي أبي الحسين محمد بن محمد ابن الفراء، وأبي القاسم ابن السمرقندي. وكان أمياً لا يكتب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 92 روى عنه: الدبيثي، وابن النجار، والضياء، وابن خليل، وابن عبد الدائم، والنجيب والعز ابنا الصيقل الحراني. ولد سنة ست عشرة، أو سبع عشرة. وتوفي في نصف شوال. وأجاز للفخر علي وجماعة. 4 (حرف الطاء:)
4 (طاشتكين، الأمير الكبير مجير الدين أبو سعيد المستنجدي:) سمع من: أبي الفتح ابن البطي، وعلي بن عساكر البطائحي. وكان أحد مماليك المستنجد بالله يوسف، ثم صار من بعده لولده المستضيء بأمر الله الحسن. وولي إمرة ركب العراق سنين عديدة، وولي إمرة الحلة المزيدية مدة، ثم ولي تستر وخوزستان. وكان سمحاً كريماً، حسن السيرة، وافر الحشمة، شجاعاً، حليماً، قليل الكلام إلى الغاية تمضي عليه الأيام لا يتكلم إلا نادراً. توفي بتستر في جمادى الآخرة عن نيف وثمانين سنة. وكان شيعياً جاهلاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 93 4 (حرف العين:) ) 4 (عبد الله بن علي بن أبي السعادات المبارك بن الحسين بن نغوبا:) أبو بكر الواسطي العدل. ولد سنة ثلاث وعشرين. وسمع من: جده المبارك، وأبي الكرم نصر الله ابن الجلخت، وأبي عبد الله الجلابي، وأبي الحسن بن عبد السلام الكاتب بواسط. ومن عبد الباقي بن أحمد النرسي ببغداد. وهو من بيت الحديث. ونغويا: اسم قرية لجدهم لقب بها. توفي بواسط في صفر. سمع منه: أبو عبد الله الدبيثي. 4 (عبد الله ابن الحفيد أبي بكر محمد بن أبي مروان عبد الملك بن زهر:) أبو محمد الإيادي، الأندلسي، الإشبيلي، الطبيب. معرق في الطب كان آباؤه شيوخ الطب بإشبيلية. وكان شاباً، جميل الصورة، مفرط الذكاء، خبيراً فاضلاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 94 أخذ الطب عن أبيه. وكان رئيساً محتشماً عاش خمساً وعشرين سنة، وخلف ولدين: عبد الملك، وأبا العلاء محمداً. 4 (عبد الباقي بن عثمان بن محمد بن جعفر بن يوسف بن صالح:) عز الدين، أبو العز الهمذاني، الصوفي. ولد سنة تسع عشرة وخمسمائة. وسمع من: زاهر الشحامي، ومحمد بن حامد ابن الجراح، وأبي المناقب محمد بن حمزة العلوي، وأبي جعفر محمد بن أبي علي الحافظ. وحدث ببغداد وهمذان سمع منه: مسعود بن سرفشاه الطوسي، وعبيد الله بن محمد القومساني، والقاضي نجم الدين أحمد بن راجح، والحافظ الضياء وأخوه الكمال عبد الرحيم، والجمال أبو موسى ابن الحافظ، والشرف عبد الله بن أبي عمر، سمعوا منه بهمذان. وكان عالماً صالحاً، سمع تفسير أبي بكر النقاش من أبي جعفر الهمذاني في سنة ثلاثين وخمسمائة، قال: أخبرنا أبو سعد محمد بن الحسن بن بهارة سنة ثمان وستين وأربعمائة، أخبرنا القاضي محمد بن أحمد بن القاسم المحاملي، عنه. وسمع صحيح البخاري من أبي جعفر الهمذاني، بسماعه من أبي الخير محمد بن أبي عمران الصفار بسنده. أجاز للشيخ شمس الدين عبد الرحمن، وللشيخ الفخر، ولفاطمة بنت عساكر، ولمن أدرك حياته. عبد الرحمن ابن الإمام أبي علي يحيى بن الربيع:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 95 الفقيه أبو القاسم الواسطي. توفي في حياة والده. وكان قد تفقه على والده، وعلى أبي القاسم) يحيى بن فضلان، وسمع من: منوجهر بن تركانشاه، وجماعة. وحدث بخراسان لما قدمها رسولاً، وناظر، ودرس، وأفتى، وعاش اثنتين وأربعين. توفي في رمضان. عبد السلام بن المبارك بن أحمد: أبو الكرم بن صبوخا الظفري. توفي في رجب، وله اثنتان وثمانون سنة. سمع: الحسين بن إبراهيم الدينوري، وعبد الأول السجزي، وسعد الخير. روى عنه: ابن النجار، وأثنى عليه كثيراً. 4 (عبد القوي بن عبد الخالق بن وحشي:) أبو محمد الكناني، الحنفي، المصري، المسكي، صائن الدين. سمع: عبد الله بن برئ، وعشير بن علي، ومحمد بن عبد الرحمن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 96 المسعودي، وطائفة كبيرة، وارتحل، فسمع بدمشق من: أبي سعد بن أبي عصرون، وجماعة، وببغداد من: ابن بوش وطبقته، ودخل ما وراء النهر وأقام هنالك وصار له صورة. وتوفي في هذه السنة. 4 (عبد الكريم بن أبي الحسن بن ياسين القيسراني.) ثم المصري، المقرئ. قرأ القراءآت على: أبي الجيوش عساكر، وسمع بدمشق من: أبي الفضل منصور الطبري. سمع منه: أبو عبد الله بن يوسف المصري، وغيره. وكان من أهل الصلاح والخير. 4 (عبد الملك بن أبي أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي بن عبيد الله البغدادي ابن سكينة.) توفي في حياة والده بصعيد مصر في هذه السنة، وقيل: توفي سنة ثلاث وتسعين. قاله الحافظ المنذري. سمع من: شهدة، وتجني. وحدث بالحرمين. 4 (عبيد الله بن محمد بن أبي نصر:) أبو زرعة اللفتواني الإصبهاني. سمع: محمد بن علي بن أبي ذر الصالحاني حضوراً، والحسين بن عبد الملك الخلال، وهذه الطبقة. واعتنى به أبوه، وسمعه الكثير.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 97 ولا أعلم متى توفي، إلا أنه أجاز في هذه السنة للبرهان ابن الدرجي، وأجاز للفخر علي، وللشيخ شمس الدين عبد الرحمن، وللكمال عبد الرحيم، ولأحمد بن شيبان، ولجماعة. وروى عنه: ابن خليل، والضياء، وسمع أيضاً من: زاهر بن طاهر. واسم جده: شجاع بن) أحمد بن إبراهيم. 4 (عبيد الله بن أبي الحسن بن أبي الوفاء:) أبو بكر الأزجي الدباس، المعروف بابن الغرير. سمع: أبا الفضل الأرموي، وأبا الفتح الكروخي. وسمع منه جماعة. 4 (عثمان بن عيسى بن درباس:) القاضي، المحدث، العلامة، ضياء الدين أبو عمر الهدباني،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 98 الماراني، ثم المصري، الفقيه، الشافعي، أخو قاضي القضاة صدر الدين عبد الملك. تفقه في صباه بإربل على أبي العباس الخضر بن عقيل. ثم تفقه بدمشق على القاضي أبي سعد بن أبي عصرون، وأحكم المذهب وأصوله، وشرح المهذب شرحاً شافياً لم يسبق إلى مثله في عشرين مجلداً، وبقي عليه من الشهادات إلى آخره. وشرح اللمع لأبي إسحاق في مجلدين، وكان من أعلم الشافعية في زمانه. وقد ناب عن أخيه في القضاء، وسمع من: أبي الجيوش عساكر بن علي. قال الحافظ المنذري: توفي في ثاني عشر ذي القعدة، وزاد أنه تفقه أيضاً على أبي البركات الخضر بن شبل الحارثي. 4 (عرفة بن علي بن الحسن بن حمدويه:) أبو المكارم ابن بصلا اللبني.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 99 شيخ صالح، مشتغل بنفسه، عاش سبعاً وسبعين سنة، وتفقه بالنظامية. وصحب أبا النجيب السهروردي، وسمع من: أبي الفضل الأرموي، وعبد الصبور الهروي. وحدث. وعرف باللبني، لأنه أقام سنين يتغذى باللبن، ولا يأكل خبزاً. وهذه عادة لا عبادة. روى عنه: أبو عبد الله الدبيثي، وغيره. 4 (علي بن علي بن سعادة بن الجنيس:) الفقيه أبو الحسن الفارقي، الشافعي. تفقه بتوريز، وسمع بها من محمد بن أسعد العطاري. وقدم بغداد فسمع من أبي زرعة المقدسي، وصحب أبا النجيب عبد القاهر، وعلق الخلاف عن الإمام أبي المحاسن بن بندار. وأعاد بالنظامية، وناب في تدريسها، وناب في القضاء. وولي تدريس مدرسة أم الناصر لدين) الله. ومات يوم عرفة. من كبار الشافعية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 100 4 (علي بن محمد بن جمال الإسلام أبي الحسن علي بن المسلم بن محمد:) الفقيه شرف الدين أبو الحسن السلمي، الدمشقي، الشافعي، المعروف جده: بابن بنت الشهرزوري. ولد سنة أربع وأربعين وخمسمائة. وتفقه، وسمع من: أبي العشائر محمد بن خليل، وأبي يعلى حمزة بن الحبوبي، وأبي الحسين القاسم ابن البن، وخاليه: الصائن هبة الله، والحافظ أبي القاسم، وجماعة. وحج. ودخل بغداد، فسمع من شهدة، وجماعة. وقرأ على الكمال عبد الرحمن بن محمد الأنباري بعض تصانيفه. وحدث ببغداد، ومصر. وكانت له اليد الطولى في الخلاف والبحث. وكان فصيحاً، حسن العبارة. درس بالأمينية. وحدث عنه: يوسف بن خليل، والضياء محمد، والشهاب القوصي. وقال القوصي: أخبرنا مفتي الشام شرف الدين بقراءتي عليه بمدرسته الأمينية، قال: وتوفي بحمص غريباً. وقال أبو شامة: كان قد سكن حمص منذ أخرج من دمشق، وكان
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 101 مدرس الأمينية والزاوية المقابلة لباب البرادة، وكان عالماً بالمذهب والخلاف، ماهراً. قلت: توفي في تاسع جمادى الآخرة. 4 (عمر بن إبراهيم بن عثمان:) أبو حفص التركستاني الأصل، الواسطي، الصوفي، الواعظ. سمع بواسط من: عبد الرحمن بن الحسين الدجاجي، ومحمد بن علي الكتاني. وببغداد من: شهدة، وجماعة. وسافر الكثير. وحدث. وتوفي بشيراز. 4 (عمر بن ابي بكر بن عبد الله بن سعد:) أبو عبد الله المقدسي. قال الضياء: ولد بعد الثلاثين وخمسمائة، وحدثنا عن أبي الحسين عبد الحق بن يوسف. وتوفي في ربيع الآخر بقاسيون. وقال الشيخ الموفق: كان فيه حمية وأنفة، وكان حسن الصلاة، حاضر القلب فيها. قلت: وهو والد الشاب الإمام سيف الدين عبد الله المتوفى بحران في سنة ست وثمانين وخمسمائة.) 4 (حرف الفاء:)
4 (فارس بانويه بنت محمد بن محمد أبي القاسم بن إبرويه الإصبهانية، الصالحانية:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 102 سمعت من: فاطمة الجوزدانية، وسعيد بن أبي الرجاء. وحدثت بإصبهان. وتوفيت في رابع ربيع الآخر. قاله الحافظ المنذري. 4 (حرف اللام:)
4 (لبابة بنت المبارك بن هبة الله بن بكري الحريمي:) توفيت في ذي الحجة عن أربع وسبعين سنة، وحدثت عن جدها لأمها أبي البقاء هبة الله بن القاسم البندار، وهو شيخ مسن يروي عن طراد النقيب وغيره، وتوفي سنة بضع وأربعين وخمسمائة. 4 (حرف الميم:)
4 (محمد بن ظافر بن القاسم بن منصور:) أبو البركات ابن الأديب أبي المنصور الجذامي، الإسكندراني، الخياط. الرجل الصالح المختص بصحبة الزاهد أبي الحسن ابن بنت أبي سعد، فإنه خدمه أربعين سنة، وكان الشيخ يحبه ويحترمه. وكان أبو البركات ذا سمت وورع يتحرى في خياطته، ويغسل الأعيان بمصر. وأبوه: ظافر الحداد، شاعر مشهور. 4 (محمد بن أبي خالد عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد بن) عبد الله بن عيسى بن محمد إبراهيم بن محمد بن أبي زمنين:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 103 واسم أبي زمنين: عدنان بن بشير بن كثير. القاضي أبو بكر المري، الأندلسي الإلبيري، ثم الغرناطي. قال الأبار: كذا نسبه أبو القاسم الملاحي، وقال: إنه وقفه على نسبه هذا، فأقر به. سمع: أبا مروان بن قزمان، وأبا الحسن الزهري، وأبا القاسم بن بشكوال، وجماعة. وكتب إليه أبو الحسن بن هذيل، وأبو طاهر السلفي، وطائفة. وولي قضاء غرناطة ثم مالقة. قال: وكان فقيهاً محدثاً، حسن الخط والضبط. حدث عنه: أبو سليمان بن حوط الله، وأبو محمد ابن القرطبي، وأبو الربيع بن سالم، وأبو جعفر الدلال. وتوفي بغرناطة معزولاً عن القضاء في شهر ربيع الأول، وله ثنتان وسبعون سنة. روى عنه: ابن مسدي، وقال: هو أول من أحضرت بين يديه وسمعت عليه، حدثنا بإشارة) جدي، فكان يأخذ مجلداً ثم يضعه في حجري، ويقول لي: حدث بهذا عني. وكان أحد حفاظ الحديث، وقد سمع من الحسن بن علي بن سهل الخشني، وخلق. فالخشني لم أر له ترجمة، سمع من ابن سكرة. 4 (محمد بن القاضي المعمر أبي الفتح محمد بن أحمد بن بختيار:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 104 أبو حامد المندائي، الفقيه، المفتي. ولد سنة سبع وخمسين. وقدم بغداد فتفقه بها. وسمع من: أبي الفتح بن شاتيل، وطبقته. وقرأ المقامات على منوجهر بن تركانشاه. روى عنه: أبو عبد الله الدبيثي، وقال: توفي في ثامن عشر شوال، وصلى عليه أبوه. 4 (مسعود الأمير سعد الدين صاحب صفد ابن الحاجب مبارك:) توفي بصفد في شوال. وله بدمشق دار صارت للأمير جمال الدين موسى بن يغمور، وهي التي بقرب حمام جاروخ بدمشق، وهي اليوم. 4 (وتوفي قبله في رمضان: أخوه ممدود بدر الدين:) شحنة دمشق، الذي صارت داره للأجل نجم الدين ابن الجوهري بحارة البلاطة. وكانا أميرين كبيرين لهما مواقف مشهورة مع السلطان صلاح الدين. وهما ابنا الست عذراء صاحبة المدرسة العذراوية، ووالدة الأمير فروخشاه ابن الأمير شاهنشاه بن أيوب بن شاذي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 105 4 (حرف الياء:)
4 (يحيى بن محمد بن خلف:) أبو زكريا الهوزني، الإشبيلي. أخذ عنه: أبي الحكم بن حجاج، وأبي الأصبغ السماتي، وجماعة. وتصدر للإقراء ببلده وبسبتة. قال الأبار: كان من أهل الضبط والتجويد، شهير الذكر، وله أرجوزة في غريب القرآن. وقد أضر بأخرة. أخذ عنه جماعة، منهم أبو عبد الله بن هشام. وتوفي في رمضان. 4 (وفيها ولد:) مجد الدين محمد ابن الظهير الإربلي. والعماد الأشتر أحمد بن المؤيد. والنجيب محمد بن أحمد بن محمد بن المؤيد الهمذاني. والعماد محمد بن عمر بن هلال الأزدي. والمؤمل بن محمد ابن النابلسي. والزين محمد بن الحسن بن سالم الحمصي. والجمال أبو محمد بن عبد الوهاب النخائلي. والعز عبد الرحمن ابن العز محمد بن عبد الغني. وتقي الدين إبراهيم ابن الواسطي.) والتاج أحمد بن محمد بن محمد بن المعتزل. ومحمد بن إبراهيم بن ترجم في ربيع الأول.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 106 والمحدث شرف الدين أحمد بن محمد بن عبد الله الموصلي ثم الدمشقي في ربيع الأول. والضياء أحمد ابن الشيخ محمد بن عمر بن يوسف القرطبي، سمع من زاهر بن رستم. وأبو الحسن علي بن عبد الله بن أبي الفتح الحراني الضرير، سمع ابن روزبة. والجمال محمد بن عبد الكريم بن درادة. والكمال يحيى بن خلف المقاماني بمصر، سمع مكرماً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 107 4 (وفيات سنة ثلاث وستمائة:)
4 (حرف الألف:)
4 (أحمد بن عبد الغني بن أحمد بن عبد الرحمن بن خلف بن المسلم:) الفقيه، الأديب، نفيس الدين أبو العباس اللخمي، المالكي، المعروف بالقطرسي. تفقه على الإمام ظافر بن الحسين الأزدي. واشتغل بالأصولين والمنطق، وقرأ الأدب على البارع موفق الدين يوسف ابن الخلال كاتب الديوان العاضدي، وصحبه مدة، وصحب غيره. وسمع من سعيد المأموني. وتصدر للإقراء والإفادة. وله ديوان شعر. تقلب في الخدم الديوانية، ومدح ملوكاً ووزراء.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 108 قال المنذري: توفي في الرابع والعشرين من ربيع الأول، وأنشدنا عنه جماعة من أصحابه. قلت: وروى عنه الشهاب القوصي في معجمه. 4 (أحمد بن أبي المعمر يحيى بن أحمد بن عبيد الله بن هبة الله:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 109 أبو المعالي البغدادي، الخازن. سمع الكثير من: نصر بن نصر العكبري، وابن الزاغوني، وأبي جعفر أحمد بن محمد العباسي، ومحمد بن عبيد الله الرطبي، وأقرانهم، ومن بعدهم، وكتب الكثير، فمما كتب: الصحيحان، و مسند أحمد، و طبقات ابن سعد، وكتاب الأغاني. وهو من بيت العدالة والرواية، وهو ابن عم الوزير عبيد الله بن يونس. قال ابن النجار: كتبت عنه، وكان صدوقاً حسن الطريقة، عفيفاً، ديناً، متودداً. وقال الدبيثي: كان ثقة سمعنا منه الكثير. وتوفي في شعبان. وروى عنه: هو، والنجيب عبد اللطيف. وأجاز للفخر علي، وأحمد بن شيبان، وجماعة. 4 (إسماعيل بن علي بن مواهب:) أبو محمد الحظيري، الدجيلي. قرأ العربية على ابن الخشاب، واللغة على ابي محمد بن الجواليقي. وبرع وتقدم، وأنشأ الخطب، وكتاب تحرير الجواب. وكان زاهداً ورعاً، نزل) الموصل. توفي في صفر. 4 (آمنة بنت أبي القاسم بن أبي منصور ابن السدنك:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 110 سمعت قاضي المارستان أبا بكر. وهي أخت المبارك. توفيت في شعبان. 4 (إبراهيم بن يوسف بن إبراهيم:) أبو إسحاق اللخمي، القرطبي، المعروف بالمعاجري المقرئ. أخذ القراءآت عن سعد بن خلف، وولي الخطابة. وكان مقرئاً مجوداً، ذا سمت ووقار. قال ابن الطيلسان: صحبته زماناً. 4 (إسماعيل بن المبارك بن محمد بن مكارم بن سكينة:) أبو الفرج الأنماطي، البغدادي. سمع من: أبيه، وأبي الفتح ابن البطي، وجماعة. وحدث. توفي بإربل. 4 (إقبال، جمال الدولة خادم السلطان صلاح الدين الذي وقف داريه الإقباليتين: التي للحنيفية) والتي للشافعية بدمشق.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 111 توفي ببيت المقدس. 4 (حرف الجيم:)
4 (جعفر بن المظفر بن أبي سعد:) أبو القاسم الشعيري، البوراني. سمع: أحمد ابن الأشقر، وسعد الخير، وأبا الوقت. وتوفي في ذي الحجة. روى عنه: ابن النجار. 4 (حرف الحاء:)
4 (حسن بن أحمد بن مفرج:) أبو علي البكري، الأندلسي، الإشبيلي، المعروف بالزرقالة. سمع من: يوسف بن لبيب، وولي الأحكام بأشبونة. وكان أديباً طبيباً، موفقاً في العلاج، بارعاً في الطب، فاق أهل عصره في تمييز النبات. وله حظ صالح من قرض الشعر. وعاش بضعاً وثمانين سنة. توفي في ذي القعدة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 112 4 (الحسن بن علي بن نصر بن عقيل:) أبو علي العبدي، العراقي، همام الدين. من شيوخ الرافضة. ولد بالحلة سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة. وكان خبيراً بالأصول، كثير المحفوظ، شاعراً محسناً كبيراً. مدح المستنجد، والمستضيء، والناصر، ومدح صاحب الموصل وصاحب حلب. وأرسل إلى السلطان صلاح) الدين بقصيدة، فنفذ إليه مائة دينار. قدم حلب واشتغل عليه يحيى بن أبي طيء، وعظمه في تاريخه. ومن شعره: (ولم أر كالدنيا مقيل مهجر .......... حبيب إليه ظلها وهو زائل)
(وما الناس إلا كامل الحظ ناقص .......... وآخر منهم ناقص الحظ كامل)
(وإني لمنش من حياء وعفة .......... وإن لم يكن عندي من المال طائل) توفي بدمشق. 4 (الحسن بن يوسف بن حسن:) أبو علي ابن المحولي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 113 (سنة خمس وستمائة)
([حرف الألف]) 223 - أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي هارون. أبو القاسم التميمي، الإشبيلي. أخذ القراءآت عن: أبي الحكم بن حجاج، وأبي إسحاق بن طلحة، وعبيد الله ابن اللحياني، وأبي الحكم بن بطال. وسمع من أبي الحسن الزهري، والزاهد أبي عبد الله ابن المجاهد. وأجاز له أبو الحسن شريح. وتصدر للإقراء، وأخذ الناس عنه. قال الأبار: وكان ورعا زاهدا، أجاز في ربيع الأول سنة خمس لبعض أصحابنا. 224 - إبراهيم بن أحمد الكردي. المعروف بالجناح. من أمراء دمشق.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 114 ([حرف الراء]) 121 - رجاء بن محمد بن هبة الله الفقيه المفتي. أبو العلا الإصبهاني. روى عن: غانم بن خالد، وغيره. روى عنه: يوسف بن خليل. وقال الحافظ الضياء: توفي في شعبان بإصبهان. ([حرف السين]) 122 - سعد بن عبد الله بن سعد بن هبة الله بن مفلح. أبو محمد المقدسي، المؤذن. سمع: أبا المعالي بن صابر. روى عنه: الشيخ الضياء، والفخر علي، والشيخ شمس الدين. توفي في أول ذي القعدة كهلا. 123 - سعيد بن محمد بن محمد بن محمد بن عطاف بن أحمد بن حبشي بن إبراهيم. أبو القاسم الهمداني الموصلي الأصل، البغدادي، المؤدب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 115 كان يؤدب بقراح أبي الشحم. سمع من: أبيه، وأبي بكر قاضي المارستان، وأبي القاسم ابن السمرقندي، وأبي الحسن بن عبد السلام الكاتب، وأجاز له هبة الله بن الحصين. كتب عنه: أبو المحاسن عمر بن علي في أيام شهدة. وروى عنه: الدبيثي، وابن خليل، والضياء، والنجيب عبد اللطيف، والتقي اليلداني، وآخرون. وأجاز لابن أبي الخير، وللشيخ شمس الدين عبد الرحمن، وللكمال عبد الرحيم، وللفخر علي. وتوفي في ثاني ربيع الآخر، وله نيف وثمانون سنة. 124 - سعيد بن أبي سعد بن عبد العزيز العراقي الجامدي بالجيم القيلوبي. وقيلوية من قرى نهر الملك. سمع: أبا الفتح الكروخي، وابن ناصر. وحدث.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 116 ([حرف الصاد]) 125 - صالح بن علي بن نفيس بن أبي الحسن علي بن محمد بن محمد بن الأخضر الأنباري. أبو طالب العدل. ولد بالحلة سنة نيف وثلاثين، وتوفي بالموصل. وسمع بالأنبار من: عم أبيه أبي نصر يحيى بن علي. وحدث ببغداد ؛ روى عنه: الدبيثي. 126 - صفية بنت عبد الكريم ابن شيخ الشيوخ أبي البركات إسماعيل بن أبي سعد النيسابوري، ثم البغدادي، أم محمد. أجاز لها: أبو عبد الله الفراوي، وعلي بن طراد الزينبي، وجماعة. وحدثت. وتوفيت في ليلة السابع والعشرين من رمضان عن بضع وثمانين سنة. ([حرف الظاء]) 127 - ظفر بن عباد بن محمد بن أبي الرجاء الأميني. أبو الحسنات الإصبهاني. سمع منه: الحافظ الضياء، وقال: توفي في ربيع الأول.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 117 ([حرف العين]) 128 - عبد الله بن صافي بن عبد الله. أبو القاسم البغدادي، الخازني. ولد سنة خمس عشرة وخمسمائة. ذكر أنه قرأ القرآن على أبي بكر المزرفي. وسمع من: علي بن أحمد بن الموحد، والحسين بن علي سبط الخياط. وكان أبوه مولى رجل اسمه: حسين الخازن. وتوفي في جمادى الأولى. روى عنه: الدبيثي، والضياء محمد. وأجاز للشيخ شمس الدين ابن أبي عمر، والفخر علي، والكمال عبد الرحيم. وتوفي في جمادى الأولى، وهو آخر من حدث عن ابن الموحد. 129 - عبد الرحمن بن الحسين بن عبد الله. أبو منصور ابن النعماني، النيلي، الكاتب، المعروف بالقاضي شريح.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 118 ولي قضاء النيل مدة. وكان مترسلا، بليغا، فصيحا، مفوها، كريما، جوادا، كامل الرياسة يصلح للوزارة. وقد كتب الإنشاء للأمير طاشتكين مدة فقصده الوزير ابن مهدي فحبسه حتى مات. وله ' رسائل ' مدونة في مجلدين. توفي في ربيع الأول، ودفن بداره ببغداد. 130 - عبد الرحمن بن أبي الخير سلامة بن يوسف بن علي بن عبد الدائم. القاضي أبو القاسم القضاعي، البلوي، الإسكندراني، المالكي. ولد سنة عشرين وخمسمائة. وتفقه على الإمام أبي طالب صالح ابن بنت معافى. وحدث عن: أبي عبيد نعمة الله بن زياد، والحسين بن علي التيبغاني. وولي قضاء الثغر مدة، وولي التدريس بالقاهرة بالفاضلية، وانتفع به جماعة. وكان شفوقا على الطلبة، ساعيا في مصالحهم، وافر المروءة، جم الإيثار. توفي في ثاني صفر. روى عنه جماعة. 131 - عبد الرحمن بن صدقة الواسطي، الطحان. حدث عن: ابن ناصر. 132 - عبد الرحمن بن علي بن هبة الله.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 119 نجيب الدين الأنصاري، المصري، أبو القاسم. قاريء مصحف الذهب، ووالد قاريء المصحف أبي علي الحسن. سمع من: علي بن نصر الأرتاحي، وغيره. مات في رجب. 133 - عبد الرحمن بن محمد بن أبي القاسم. أبو القاسم ابن العجمي، الأزجي، القطان، المعروف بابن الكافوري. سمع من: أبي البدر الكرخي، وابن ناصر. روى عنه: الضياء محمد، وغيره، وأجاز للشيخ شمس الدين، وللفخر علي. وتوفي في جمادى الأولى. 134 - عبد الرزاق ابن الشيخ عبد القادر ابن أبي صالح. الإمام أبو بكر الجيلي، ثم البغدادي، الحنبلي، المحدث، الحافظ، الثقة، الزاهد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 120 ولد سنة ثمان وعشرين وخمسمائة. وسمع الكثير بإفادة أبيه ثم بنفسه. وعني بالطلب والأجزاء والسماعات. وسمع من: محمد بن أحمد بن صرما، وأبي الفضل الأرموي، وابن ناصر، وسعيد ابن البناء، وأحمد بن طاهر الميهني، وابن الزاغوني، وأبي الوقت، وأبي الكرم الشهرزوري، وطبقتهم. ويقال له: الحلبي، نسبة إلى الحلبة محلة بشرقي بغداد. قال الحافظ محمد بن عبد الواحد: لم أر ببغداد في تيقظه وتحريه مثله. وقال أبو شامة في ' تاريخه ': كان زاهدا عابدا، ثقة، مقتنعا باليسير. قلت: روى عنه الدبيثي، وابن النجار، والضياء، والنجيب عبد اللطيف، والتقي اليلداني، وطائفة. وأجاز للشيخ شمس الدين عبد الرحمن، والكمال عبد الرحيم، وأحمد بن شيبان، وخديجة بنت الشهاب بن راجح، وإسماعيل العسقلاني، والفخر علي: المقادسة. ومات في سادس شوال. قال ابن النجار: كتب لنفسه كثيرا وللناس، وكان خطه رديئا. قال: وكان حافظا متقنا، ثقة صدوقا، حسن المعرفة، فقيها ورعا، كثير العبادة، منقطعا في منزله لا يخرج إلا إلى الجمعة، محبا للرواية، مكرما للطلبة، سخيا بالفائدة، ذا مروءة مع قلة ذات يده، صابرا على فقره على منهاج السلف. كان يوم جنازته يوما مشهودا، وحمل على الرؤوس. 135 - عبد المنعم بن عمر بن حسان الغساني، الجلياني.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 121 أبو الفضل. ذكره الأبار، فقال: حج وطوف بلاد المشرق، وكان حكيما بليغا، له النظم والنثر، وترسل مليح. بلغني أنه توفي سنة ثلاث وستمائة أو نحوهما. وروى عنه: القوصي في ' معجمه '، وقال: مات بدمشق في ذي الحجة سنة ثلاث. مدح السلطان صلاح الدين، وكان غزير الفضل كحالا. وجليانة: من بلاد الأندلس من عمل غرناطة. روى عنه ابن النجار من شعره، وقال: مات في ذي القعدة سنة اثنتين وستمائة. قال: وله رياضات، ومعرفة بعلوم الباطن، وكلام على الطريقة. قلت: نفسه في نظمه نفس اتحادي. وقال العماد فيه: حكيم الزمان، أبو الفضل، صاحب البديع البعيد، والتوشيح، والتوسيع، والترصيع، والتصريع. وهو مقيم بدمشق، وله في صلاح الدين شعر: (يعاين وهو مغمض ألمعي .......... ويسبق وهو متكيء الجوادا)
(توقد من جوانبه ذكاء .......... كأن لكل جارحة فؤادا) عاش اثنتين وسبعين سنة. 136 - عبد الواحد بن أبي طاهر محمد بن عبد الواحد. أبو السعود الداريجي، البغدادي، الأزجي، القطيعي، المعروف بابن الطراح.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 122 ولد سنة عشرين وخمسمائة. وسمع من: أبي البركات يحيى بن عبد الرحمن الفارقي، وأبي بكر القاضي، وعبد الملك بن علي بن يوسف، وغيرهم وكان صحيح السماع، خيرا. روى عنه: الدبيثي، والضياء. وأجاز للفخر علي. وتوفي في خامس ذي الحجة بقرية من قرى طريق خراسان، ودفن هناك. 137 - عبد الوهاب بن محمد بن عبد الغني. أبو جعفر، الطبري الأصل، البغدادي، المقريء، الضرير. سمع من: عبد اللطيف بن أحمد الإصبهاني، وهبة الله بن أحمد الشبلي. وحدث. 138 - عتيق بن أبي الفضل. أبو بكر البندنيجي، ثم الأزجي. سمع من: الشيخ عبد القادر، وكان يعرف بمعتوق. مات في شعبان. 139 - عتيق بن يحيى بن محمد بن سبيع.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 123 الإمام القدوة أبو بكر المذحجي، الأندلسي. أخذ عن: أبي إسحاق قرقول، وصالح بن عبد الملك الأوسي. وولي خطابة غرناطة، وكان كبير الشأن. مات في شوال عن سبعين سنة. 140 - علي بن عمر بن فارس. أبو الفرج الباجسرائي، الحداد، الفقيه. تفقه على أبي حكيم إبراهيم النهرواني، وأحكم الفرائض والحساب، وخدم في الدواوين. وباجسرا: قرية كبيرة على يوم من بغداد. 141 - علي بن فاضل بن سعد الله بن صمدون. المحدث، أبو الحسن الصوري، ثم المصري، المقريء، النحوي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 124 قرأ القراءآت على أبي القاسم أحمد بن جعفر الغافقي، وسمع من: الإمام أبي طاهر بن سلفة فأكثر، ومن العثماني. وبمصر من: الشريف أبي الفتوح ناصر بن الحسن، والزاهد علي ابن بنت أبي سعد، وخلق كثير. قال الحافظ عبد العظيم: كتب الكثير لنفسه وللناس، وكان فاضلا له معرفة حسنة، تخرج به جماعة من أصحاب السلفي. وتصدر بالجامع العتيق بمصر، وحدث. روى عنه: هو، وغير واحد من المصريين. وأمه: تقية الأرمنازية الشاعرة. أخبرنا إسحاق الوزيري، أخبرنا الحافظ عبد العظيم، أخبرنا علي بن فاضل، فذكر حديثا. توفي في منتصف صفر. 142 - علي بن محمد بن علي بن أحمد ابن الخراز. أبو الحسن الحريمي. سمع: أحمد ابن الطلاية، وسعيد ابن البناء. وحدث. وتوفي في ذي القعدة بطريق الحجاز. 143 - علي بن يحيى بن عبد الكريم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 125 الفقيه أبو الحسن البندنيجي، الشافعي. تفقه ببغداد. وسمع من: أبي الوقت، وغيره. 144 - عمر بن عبد الله بن عمر. أبو حفص السلمي، الأغماتي، المغربي، القاضي. أجاز له في صغره: جده لأمه عبد الله بن علي اللخمي سبط الحافظ أبي عمر ابن عبد البر. وروى عن أبي مروان بن مسرة. قال الأبار: وأخذ عن أبي بكر بن طاهر الخدب ' كتاب ' سيبويه تفهما، وغلب عليه الأدب وفنونه، مع جودة الخط، ونزاهة الأدوات. وولي قضاء تلمسان، ثم ولي قضاء فاس، وولي أيضا قضاء إشبيلية، ونال دنيا عريضة. وكان خطيبا مفوها. روى عنه: أبو الربيع بن سالم، وغيره. وتوفي في ربيع الأول، وقد جاوز السبعين. ([حرف الميم]) 145 - محمد بن أحمد بن نصر بن أبي الفتح الحسين بن محمد بن خالويه الصيدلاني. أبو جعفر الإصبهاني، سبط حسين بن منده. ولد ليلة عيد الأضحى سنة تسع وخمسمائة. وحضر أبا علي الحداد، وأبا منصور محمود بن إسماعيل الصيرفي، وأبا الخير عبد الكريم بن علي فورجه، وحمزة بن العباس العلوي، وأبا الوفاء عبد الجبار بن الفضل الأموي الراوي عن أبي القاسم عبد الرحمن بن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 126 أبي بكر الذكواني، وجعفر بن عبد الواحد الثقفي، وأبا عدنان محمد بن أحمد بن أبي نزار، وجماعة. وسمع جميع ' المعجم الكبير ' للطبراني، من فاطمة الجوزدانية في سنة عشرين وخمسمائة. وهو آخر من روى بالحضور عمن ذكرنا. روى عنه: أبو موسى ابن الحافظ، ومحمد بن عمر العثماني، ومحمد بن أحمد الزنجاني، وبدل التبريزي، والحافظ الضياء، والحافظ ابن خليل، والحسن بن يونس سبط داود بن معمر، وعبد الله بن عبد الأعلى القطان، وعبد الله بن يوسف ابن اللمط، وإسماعيل بن ظفر، وأبو الخطاب عمر بن دحية، وآخرون. وبالإجازة: أحمد بن أبي الخير، والشيخ شمس الدين، والشيخ الفخر، والكمال عبد الرحيم، وأحمد بن شيبان، وإسماعيل العسقلاني، والبرهان إبراهيم ابن الدرجي، وغيرهم. وكان يعرف بسلفة. قرأت بخط الضياء: أنه توفي في سلخ رجب. وقد سمع منه الضياء شيئا كثيرا. 146 - محمد بن أحمد بن هبة الله بن تغلب. أبو عبد الله الفزريني، المقريء، النحوي، الضرير، المعروف بالبهجة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 127 ولد سنة ثلاثين. وقرأ العربية على ابن الخشاب، وغيره. وسمع من أبي الكرم الشهرزوري، ومحمد بن عبيد الله الرطبي، وابن ناصر، وقرأ بعض القراءآت على أبي الكرم. وكان عارفا بالنحو، بصيرا به، ثقة، خيرا. وهو من قرية فزرينا، ويقال له: الفزراني. روى عنه: أبو عبد الله الدبيثي، وقال: توفي في صفر والضياء المقدسي. وأجاز للشيخ شمس الدين، وللكمال عبد الرحيم، وللفخر ابن البخاري. 147 - محمد بن إسماعيل بن عبد المنعم بن معالي بن هبة الله بن الحسن بن علي. أبو عبد الله بن الحبوبي، الثعلبي الدمشقي، الشافعي. من بيت الحديث والعدالة. روى عن: نسيبة أبي يعلى حمزة ابن الحبوبي. روى عنه: يوسف بن خليل، والشهاب القوصي. وتوفي في حادي عشر ربيع الأول. ولقبه: زين الدين. أجاز للفخر علي. 148 - محمد بن الحسن بن إبراهيم بن الحسن بن بداوة. أبو عبد الله المرسي، الأنصاري، الغرناطي، الطبيب. شيخ مسند معمر. سمع عام أربعين من أبي بكر ابن العربي ' مسلسلاته '. أدركه أبو بكر بن مسدي وسمع منه في هذه السنة بقراءة عمه، وله نيف وثمانون سنة، وخرج عنه في ' معجمه ' أحاديث.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 128 149 - محمد بن أبي المفاخر سعيد بن الحسين. أبو عبد الله الهاشمي، العباسي، المأموني، الشريف، الصوفي، الواعظ. سكن مع أبيه القاهرة. وقد سمع ببغداد من أبي الوقت، وبالإسكندرية من السلفي. روى عنه: الحافظ عبد العظيم، وقال: سألته عن مولده، فقال: سنة ست وأربعين وخمسمائة. قال: وكان حافظا للقرآن، حسن الصوت جدا، أم بالأمير جمال الدين فرج مدة وهو متولي الإسكندرية، وجاء معه إلى مصر، وأم بالملك العزيز بمصر إلى أن مات. وانقطع بالخانقاه، ووعظ بالثغر والقاهرة. وصنف كتابا في رؤوس الآي والمتشابه. وابنه أبو بكر، حدثنا عن السلفي. قلت: ابنه أبو بكر محمد، حدثنا عنه ابنه محمد الجنائزي، والأبرقوهي. وتوفي هذا في ثالث رجب. 150 - محمد بن طاهر بن محمد. أبو بكر القيسي، الإشبيلي. روى عن: جده محمد بن أحمد بن طاهر، وأبي الأصبغ السماتي الطحان، وابن بشكوال. وأخذ القراءآت عن السماتي. وكان ورعا صالحا صدوقا.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 129 151 - محمد بن علوان بن هبة الله. أبو عبد الله الحوطي التكريتي، الصوفي. قدم بغداد، وسمع من: أبي الوقت، وأبي جعفر العباسي وهبة الله الشبلي. ثم جاور وأم بمقام إبراهيم. سمع منه: محمد بن إسماعيل بن أبي الصيف اليمني، وغيره. وتوفي بمكة في شعبان. 152 - محمد بن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الكريم. أبو عبد الله التميمي، الفاسي. سمع من: أبي الحسين بن حنين. وحج، فسمع من السلفي وجماعة. قال الأبار: له أوهام، ولم يكن بالضابط، قفل إلى فاس، وحدث بها. 153 - محمد بن كامل بن أحمد بن أسد. أبو المحاسن التنوخي، المعري، ثم الدمشقي، العدل. ولد سنة خمس وعشرين وخمسمائة. وسمع من: طاهر بن سهل الإسفراييني في سنة إحدى وثلاثين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 130 روى عنه: ابن خليل، والضياء، والفخر علي ؛ وهو أقدم شيخ للفخر وفاة، مات في ربيع الأول. وقد أجاز للشيخ شمس الدين، وللكمال عبد الرحيم. سمع منه الفخر علي سادس ' الحنائيات ' في الخامسة. 154 - محمد بن المأمون بن الرشيد بن محمد بن هبة الله. أبو عبد الله المطوعي، اللهاوري، الهندي. سمع بنيسابور، وهراة، وبغداد، والإسكندرية، وحدث عن: أبي طاهر السلفي، وغيره، وسكن بأذربيجان، ووعظ هناك، فقصده الملاحدة لعنهم الله فقتلوه. روى عنه: أبو عبد الله الدبيثي. 155 - محمد بن معمر بن الفاخر. هو مخلص الدين أبو عبد الله بن الحافظ أبي أحمد معمر ابن الشيخ
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 131 أبي القاسم عبد الواحد بن رجاء القرشي، العبشمي، الإصبهاني، الشافعي. ولد في جمادى الآخرة سنة عشرين وخمسمائة. وسمع حضورا من: فاطمة الجوزدانية، وجعفر بن عبد الواحد الثقفي، وإسماعيل ابن الإخشيد، وسمع من: محمد بن علي بن أبي ذر، وسعيد بن أبي الرجاء الصيرفي، وإسماعيل بن أبي صالح المؤذن، والحسين بن عبد الملك الخلال، وأبي نصر أحمد بن عمر الغازي، وأبي القاسم عبد الله بن محمد الخطيبي، وزاهر الشحامي، وغانم بن أحمد الجلودي، ومحمد بن أبي نصر اللفتواني، وأبي سعد أحمد بن محمد البغدادي، وأخته فاطمة. وعنده من ' معجم ' الطبراني من أوله إلى وسط ترجمة عمران بن حصين. وقدم بغداد مرارا، وأملى بها. وكان محدثا مفيدا، فاضلا، فقيها، عالما، كثير الفضائل، محتشما نبيلا. قال ابن النجار: كان حسن المعرفة بمذهب الشافعي، له معرفة بالحديث، ويد باسطة في الأدب، وتفنن في كل علم، يكتب خطا حسنا. وكان من ظراف الناس ومحاسنهم، ثقة، متدينا، له مكانة رفيعة عند الملوك. حدثني عنه أخوه داود. وقد سمع بالكوفة من أبي البركات عمر بن إبراهيم الزيدي، وببغداد من سعد الخير، وجماعة. روى عنه: أبو موسى عبد الله بن الحافظ، وابن خليل، والضياء، وعبد الرحمن بن عمر الواعظ، وبالإجازة: الشيخ شمس الدين، وأحمد بن شيبان، والفخر علي، والرهان ابن الدرجي، وغيرهم. وكان يمتنع من إجازة المناكير والموضوعات. وخرج إلى شيراز، فتوفي بها في ربيع الأول، وقال ابن النجار: مات في عاشر ربيع الآخر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 132 156 - محمد بن المؤيد بن أحمد بن محمد بن حواري. مهذب الدين التنوخي، المعري، الشاعر. روى عن جده أبي اليقظان أحمد، عن أبي العلاء شعرا. روى عنه: القوصي، وقال: توفي بالمعرة سنة ثلاث. قلت: وروى عنه الأديب عبد السلام بن ياقوت الزراد، وتقي الدين إسماعيل بن أبي اليسر، والجمال يوسف بن يعقوب الذهبي، وغيرهم. 157 - محمد بن يوسف بن أبي زيد. أبو عبد الله البلنسي، المعروف بابن عياد. سمع من: أبيه أبي عمر بن عياد، وأبي الحسن بن هذيل، وأبي بكر بن نمارة، وأبي عبد الله بن سعادة، وجماعة. وكان من أهل العناية بالرواية والتقييد والحفظ والمشاركة في العربية. 158 - محمود بن سالم بن مهدي الخير. والد الشيخ إبراهيم ابن الخير. شيخ بغدادي، مقريء، ضرير، صالح. سمع من: أبي الوقت، وابن ناصر. أخذ عنه آحاد الطلبة. وتوفي في صفر. والخير: لقب له. 159 - مريم الرومية. مولاة الشيخ عبد القادر الجيلي، وأم أولاد له. سمعت من أبي منصور القزاز، لكن لم ترو.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 133 ماتت في ربيع الأول، ونيفت على التسعين. 160 - مكي بن ريان بن شبة بن صالح.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 134 أبو الحرم الماكسيني المولد، الموصلي، الضرير، المقريء، النحوي. أضر وهو ابن ثمان سنين. ورحل إلى بغداد، فأخذ العربية عن: أبي محمد ابن الخشاب، وأبي الحسن علي ابن العصار، والكمال عبد الرحمن الأنباري. وأخذ بالموصل أيضا عن يحيى بن سعدون القرطبي الكثير من القراءآت واللغات. وبرع في القراءآت وجودها، وأقرأ الناس دهرا، وتخرج به أهل الموصل. وقدم حلب، فحمل عنه أهلها الكثير، وقدم دمشق، فحدث بها عن أبي الفضل خطيب الموصل، وسعيد ابن الدهان. وقرأ عليه علم الدين السخاوي كتاب ' أسرار العربية ' لشيخه الكمال الأنباري. وعمي من الجدري، وكان يتعصب لأبي العلاء المعري، لما بينهما من الأدب والعمى بالجدري. قال ابن الأثير: كان عارفا بالنحو، واللغة، والقراءآت، لم يكن في
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 135 زمانه مثله، ويعرف الفقه والحساب معرفة حسنة. وكان من خيار عباد الله وصالحيهم رحمه الله. قلت: ولقبه صائن الدين. روى عنه: الشهاب القوصي، والضياء المقدسي، وابن أخته الفخر علي، وجماعة. وتوفي في سادس شوال بالموصل، وقد قارب السبعين. 161 - ملد بن المبارك بن الحسين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 136 أبو المكارم الهاشمي، البغدادي، المعروف بابن النشال. سمع: أبا منصور بن خيرون. روى عنه: الدبيثي، والضياء. وتوفي في ربيع الأول، وقد قارب الثمانين. ([حرف النون]) 162 - نصر الله ابن جمال الأئمة أبي القاسم علي بن الحسن بن الحسن الفقيه. أبو الفتح ابن الماسح الكلابي، الدمشقي، الفقيه، الشافعي. من بيت العلم والعدالة. سمع: أباه، وحمزة بن فارس. وكان الاعتماد على جده أبي الفضائل في المساحة والحساب في زمانه. توفي أبو الفتح في ذي الحجة بدمشق. روى عنه: ابن خليل. ([حرف الهاء]) 163 - هبة الله بن يحيى بن علي. أبو القاسم التميمي العدل، الشافعي، المصري، المنعوت بالمفضل. سمع بمكة من: أبي الفتح الكروخي. وحدث بمصر. وكان رئيسا متميزا. روى عنه: الحافظ عبد العظيم، وقال: توفي في الثالث والعشرين من جمادى الآخرة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 137 (وفيها ولد) نجم الدين أبو عبد الله بن حمدان الحنبلي. والتاج عبد الخالق بن عبد السلام البعلبكي. والقطب عبد المنعم بن يحيى الزهري، خطيب القدس. والشرف يوسف بن الحسن النابلسي المحدث. وقاضي القضاة تقي الدين محمد بن الحسين بن رزين. وقاضي القضاة شمس الدين محمد ابن العماد الحنبلي. وعبد الله ابن الناصح ابن الحنبلي. والمعين إبراهيم بن عمر القرشي المحدث. وأبو الفضل محمد بن محمد ابن الدباب، الواعظ ببغداد. والمحيي عبد الرحيم ابن الدميري. والشيخ شمس الدين محمد ابن العماد إبراهيم. وتقي الدين عباس ابن الملك العادل، وأخته الخاتون مؤنسة. ونجم الدين محمد بن إسرائيل الشاعر. والشيخ تقي الدين إبراهيم بن علي ابن الواسطي في قول. والكمال عبد القادر بن عبد العزيز بن صالح الحجري، سمع ابن عماد. وأبو القاسم بن أحمد بن إبراهيم الحمصي، سمع ابن الحرستاني.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 138 4 (وفيات سنة أربع وستمائة:)
4 (حرف الألف:)
4 (أحمد بن الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن، أبو عبد الله الهمذاني، العطار:) ولد سنة ثلاث وثلاثين تقريباً. وسمع: أبا بكر هبة الله ابن أخت الطويل، ونصر ابن البرمكي. ورحل به أبوه إلى إصبهان، فسمع من: غانم بن أحمد الجلودي، وعتيق الرويدشتي، وفاطمة بنت محمد البغدادي، وطبقتهم. وسمع ببغداد من: أبي الفضل الأرموي، وابن ناصر، وجماعة. وكان حسن السمت، فقيهاً، فاضلاً، أديباً. توفي بهمذان في صفر. حدث بمكة، فروى عنه: أبو الحسن بن المفضل المقدسي، وأجاز للفخر علي، وغيره، وروى عنه أيضاً: أبو الحجاج بن خليل. وعاش سبعين سنة وزيادة. 4 (أحمد بن سليم بن فارس:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 139 أبو العباس الحربي، الكاتب. سمع: عبد الله بن أحمد بن يوسف. وعاش ثمانين سنة. سمع منه جماعة. وأجاز للفخر علي، وللكمال عبد الرحيم، وخديجة بنت راجح. 4 (أحمد بن علي بن هبة الله البغدادي:) سمع: ابن البطي. ومات في المحرم. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن قدام:) أبو العبا الرعيني، الإشبيلي. أخذ القراءآت ببلاده عن أبي الحسن شريح بن محمد، وسمع: منه، ومن أبي بكر ابن العربي، وصحبه إلى مراكش وشهد موته بفاس، وأخذ أيضاً عن: أبي) عمر بن صالح، وعلي بن مسلم، وأبي الحكم بن بطال.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 140 قال الأبار: كان مقرئاً، زاهداً، أديباً، يحفظ ديوان سقط الزند للمعري. وأخذ الناس عنه كثيراً، وانفرد بالأخذ عن شريح، وتوفي بين العيدين، وكان مولده في سنة ست عشرة وخمسمائة. قلت: قرأ عليه بالروايات: أبو الحكم بن حجاج، وأبو زكريا بن أبي الغصن شيخ ابن الزبير، وأبو الخطاب بن خليل الأندلسيون، وأبو إسحاق بن وثيق صاحب التجويد. 4 (أفضل بن المظفر بن علي ابن المكشوط الهاشمي:) أبو الحسن. سمع: محمد بن عبد العزيز بن أبي حامد ابن البيع. وتوفي في شعبان. 4 (أميري بن ناصر:) أبو الحسن العلوي، الفارسي، الصوفي، الزاهد. حدث بدمشق عن السلفي. 4 (حرف الجيم:)
4 (جوهرة بنت هبة الله بن الحسين بن علي ابن الدوامي:) زوجة الشيخ أبي النجيب السهروردي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 141 روت عنه: أبي الوقت السجزي. وتوفيت في شعبان. 4 (حرف الحاء:)
4 (الحسن ين محمود:) أبو محمد ابن الحكاك الموصلي. شاعر محسن. ورد الشام، ومدح صلاد الدين وولده الملك الظاهر، وأقام بسنجار، وبها توفي. فمن شعره في الكلب: (أوصيك يا ابني بحامي الشاء والإبل .......... وجالب الضيف من سهل ومن جبل)
(يبشر الضيف قبلي ثم يسبقه .......... نحوي فيرقص لي من شدة الجذل)
4 (الحسن بن يحيى بن عمارة:) أبو محمد البغدادي الكاتب. سمع: أبا زرعة المقدسي، والوزير ابن هبيرة. وله شهر حسن وترسل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 142 توفي في ربيع الآخر. 4 (الحسن بن أبي طالب نصر بن علي ابن الناقد:) الحاجب شرف الدين. ولي نظر المخزن ببغداد، فطغى، وتجبر وفسق، وبنى داراً عظيمة، ومد عينه إلى أولاد الناس، فاستأصله الخليفة، وخرب داره وحبسه، فأخرج ميتاً.) وقد سبه ابن النجار، وبالغ في مقته. 4 (حنبل بن عبد الله بن الفرج بن سعادة:) أبو علي، وأبو عبد الله الواسطي الأصل، البغدادي، الرصافي، النساج، المكبر. راوي المسند عن أبي القاسم ابن الحصين، وسمع شيئاً يسيراً من: أبي القاسم ابن السمرقندي، وأحمد بن منصور بن المؤمل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 143 وحدث ببغداد، والموصل، ودمشق. وكان يكبر بجامع المهدي، وينادي على الملاك. عاش تسعين سنة أو نحوها. قال ابن الحاجب: حدثنا ابن نقطة، حدثنا أبو الطاهر ابن الأنماطي بدمشق، قال: حدثني حنبل بن عبد الله، قال: لما ولدت، مضى أبي إلى الشيخ عبد القادر الجيلي، وقال له: قد ولد لي ولد فما أسميه قال: سمه حنبل، وإذا كبر سمعه مسند أحمد بن حنبل. قال: فسماني كما أمره، فلما كبرت سمعني المسند، وكان هذا من بركة مشورة الشيخ. قال الدبيثي: حنبل، أبو عبد الله، كان دلالاً في بيع الأملاك. سئل عن مولده، فذكر ما يدل على أنه في سنة عشر أو إحدى عشرة وخمسمائة. قال: وتوفي بعد عوده من الشام في ليلة الجمعة رابع محرم سنة أربع. قال ابن الأنماطي: أسمعه أبوه المسند بقراءة ابن الخشاب في شهري رجب وشعبان سنة ثلاث وعشرين، وسمعت منه جميع المسند ببغداد، أكثره بقراءتي عليه في نيف وعشرين مجلساً، ولما فرغت من سماعه، أخذت أرغبه في السفر إلى الشام فقلت: يحصل لك من الدنيا طرف صالح، وتقبل عليك وجوه الناس ورؤساؤهم. فقال: دعني، فوالله ما أسفر لأجاهم، ولا لم يحصل منهم، وإنما أسافر خدمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم أروي أحاديثه في بلد لا تروى فيه. ولما علم الله منه هذه النية الصالحة أقبل بوجوه الناس إليه وحرك الهمم للسماع عليه، فاجتمع إليه جماعة لا نعلمها اجتمعت في مجلس سماع قبل هذا بدمشق، بل لم يجتمع مثلها قط لأحد ممن روى السند. قلت: سمع من حنبل خلق كثير منهم: الضياء، والدبيثي، وابن النجار، وابن خليل، والملك المحسن وهو الذي أحضره وأمره وأعطاه، والتقي أحمد ابن العز، والفقيه اليونيني، وابو الطاهر ابن الأنماطي، والتاج
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 144 ابن أبي جعفر، ومحمد بن عبد العزيز بن خلدون، والزين محمد) بن عمر الأنصاري الفاسي الأديب المعروف بابن الزقزوق، والموفق محمد بن عمر خطيب بيت الأبار، والصدر البكري، وأخوه الشرف محمد، ومحمد بن نصر الله بن أبي سراقة الهمداني، وأحمد بن جميل المطعم، وأحمد بن عبد الله بن موسى النابلسي، وخطيب مردا، وأحمد بن كتائب البانياسي، ولإسماعيل بن أبي اليسر، والمسلم بن علان، وشمس الدين عبد الرحمن بن أبي عمر، وأحمد بن شيبان، والفخر علي، وغازي الحلاوي. قال الإمام أبو شامة: وكان حنبل فقيراً جداً، وروى المسند بإربل، والموصل، ودمشق. وكان كثير الأمراض بالتخم، كان الملك المعظم يطعمه تلك الألوان، وهو يسرف فيها. وقال ابن الأنماطي: كان أبوه عبد الله قد وقف نفسه على السعي في مصالح المسلمين، والمشي في قضاء حوائجهم. وكان أكبر همه تجهيز من يموت على الطرق. 4 (حرف الدال:)
4 (داود ابن الخليفة العاضد العبيدي:) أبو سليمان. توفي بقصر الإمارة بالقاهرة في ذي القعدة، ولم يعقب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 145 4 (درة بنت عثمان بن منصور الحلاوي، البغدادي:) أم عثمان. سمعت من: هبة الله بن الطبر الحريري. روى عنها: الضياء، وابنة خليل، والنجيب عبد اللطيف، وآخرون. وتوفيت في شوال. ويعرف أبوها بابن قيامة. 4 (حرف السين:)
4 (سالم بن منصور بن عبد الحميد:) أبو الغنائم العرباني، المقرئ. تفقه بمدينة الرحبة على أبي عبد الله ابن المتقنة. وسمع ببغداد من: ابن البطي، وأبي زرعة. وكان ديناً خيراً. مات ببغداد في جمادى الآخرة. وعربان: من قرى الخابور. 4 (ست الكتبة نعمة بنت علي بن يحيى ابن الطراح المدير.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 146 قدمت دمشق وسكنتها، وحدثت) أيضاً بالحجاز، روت الكثير عن جدها يحيى، وعن أبي شجاع عمر بن محمد البسطامي. روى عنها: الضياء، وابن خليل، والتقي اليلداني، والزكي عبد العظيم، وجماعة آخرهم شمس الدين عبد الرحمن بن أبي عمر، ثم فخر الدين علي ابن البخاري. وأجاز لها الفراوي، ومحمد بن علي بن أبي ذر الصالحاني، والحسين بن عبد الملك الخلال،) وسمعت من جدها جملة من تصانيف الخطيب، بإجازته منه. قال الشهاب القوصي: شاهدت من ذلك في ثبتها كتاب الجهر بالبسملة، كتاب الجامع، مسالة الاحتجاج بالشافعي، كتاب السابق واللاحق، كتاب الكفاية، كتاب البخلاء، كتاب القنوت، كتاب صوم يوم الشك. قال: ومولدها في سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة. وقال الحافظ عبد العظيم: ولدت سنة ثمان عشرة. وقال شيخنا ابن الظاهري: ولدت في ذي الحجة سنة أربع وعشرين، وكنيتها أم عبد الغني. وتوفيت في الثامن والعشرين من ربيع الأول. 4 (سنجر شاه بن غازي بن مودود:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 147 السلطان عز الدين الأتابكي، صاحب جزيرة ابن عمر. توفي في هذا العام، في قول. 4 (حرف الصاد:)
4 (أخت داود الوكيل، وأخت حفصة. سمعت من: أبي الفضل الأرموي. روى عنها: الضياء،) والبغاددة. توفيت في شوال. 4 (حرف الطاء:)
4 (طاهر بن أحمد بن أبي بكر:) أبو بكر الأزجي البقال. سمع: الزاغوني، وابن ناصر. 4 (حرف العين:)
4 (عبد الله بن أحمد بن عمر بن سالم بن باقا:) أبو محمد السيبي الأصل، البغدادي، العدل، التاجر، المعروف بابن الدويك، وهو أخو عبد العزيز.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 148 سمع: أبا الفتح ابن البطي، وأبا زرعة المقدسي. قال الدبيثي: ما أعلمه حدث. 4 (عبد الله بن عيسى بن عبد الله:) أبو محمد الأنصاري، القرطبي المكتب الزاهد. أخذ القراءآت عن عبد الرحيم بن قاسم المحاربي. وجلس للتعليم. وكان يتقوت من كراء ربع له. قال الأبار: كان منقطع القرين في الزهد والورع. 4 (عبد الله البقابوسي وبقابوس من قرى نهر الملك. كان مقرئاً مجوداً، ضريراً، يؤم) بمسجد. قرأ القرآن على أبي الكرم الشهرزوري، وعلي بن غنيمة، وسمع من: عبد الخالق) اليوسفي، وأبي بكر ابن الزاغوني، وسعيد ابن البناء.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 149 روى عنه: الدبيثي، والضياء. وتوفي في ربيع الأول. 4 (عبد الحق بن محمد بن عبد الحق بن أحمد المقرئ:) أبو محمد الخزرجي، القرطبي. أخذ القراءآت عن ابن عم أبيه أبي زيد عبد الرحمن بن علي الخزرجي، المقرئ، وعبد الرحيم بن قاسم. وأخذ قراءة نافع عن أحمد بن صالح الضرير. وسمع من: أبيه أبي عبد الله، وأبي مروان بن مسرة فأكثر، وأخذ العربية عن أبي القاسم بن سمجون. وتصدر بقرطبة للإقراء والتحديث. وعمر وأسن. وكان عارفاً بالقراءآت، ضابطاً لها. حدث عنه جماعة. وتوفي في شعبان، وولد في حدود الخمس وعشرين وخمسمائة، وكان شيخه أبو زيد حياً في حدود الأربعين. قلت: سمع منه أبو العباس أحمد بن عمر بن إبراهيم القرطبي أكثر الموطأ سنة ستمائة بروايته عن أبيه. 4 (عبد الرحمن بن عيسى بن علي بن الحسين الحنبلي:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 150 أبو الفرج ابن البزوري، البغدادي، الواعظ. صحب ابن الجوزي، وأخذ عنه الوعظ، وتكلم على المنبر بكلامه، ثم هجره وفارقه. وحدث عن: أبي الوقت، وهبة الله الشبلي، وجماعة. روى عنه: الحافظ الضياء، وغيره. وتوفي في شعبان. 4 (عبد الرحمن بن المبارك بن عليج ابن نعيجة:) أبو محمد. سمع: أبا بكر الأنصاري. روى عنه: الضياء، وبالإجازة: الفخر علي. وتوفي في رجب وقد شاخ. عبد الرحيم بن إبراهيم بن يحيى: أبو محمد ابن الدرجي، القرشي، الدمشقي، الحنفي. إمام محراب الحنفية بجامع دمشق وابن إمامه. مات في صفر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 151 لقبه: العفيف. 4 (عبد الرحيم بن عيسى بن يوسف:) أبو القاسم ابن الملجوم الأزدي، الزهراني، الفاسي. من بيت مشهور بالمغرب. سمع: أباه، وعمه أبا القاسم ابن الملجوم، وأبا الحكم بن حجاج، وأبا بكر بن زيدان القرطبي، وعباد بن) سرحان قرأ عليه تصنيفه في الفرائض، وسمع عليه رسالة العلم والدينار لابن ماكولا. قال الأبار: ولقي ببلده أيضاً أبا مروان بن مسرة، وأبا الفضل بن عياض، وجماعة، وناظر على أبي بكر بن طاهر الخدب في نحو ثلث كتاب سيبويه. وأخذ عن أبي القاسم بن بشكوال، والسهيلي، وطائفة، واعتنى بهذا الشأن. وكتب إليه أبو محمد اللخمي سبط أبي عمر بن عبد البر. قال: وكان بصيراً بالحديث، رفيع القدر، عنده من الدواوين والدفاتر شيء كثير. وأخذ عنه الناس، واستجازوه من أقاصي البلاد تنافساً في علو روايته، وكان أهلاً لذلك. توفي سنة أربع وله ثمانون سنة. وقيل: توفي سنة ثلاث وستمائة. 4 (عبد المجيب بن أبي القاسم عبد الله بن زهير بن زهير:) أبو محمد البغدادي. شيخ صالح، حافظ للقرآن قيل: إنه يتلو كل يوم ختمة. قدم على
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 152 الملك العادل رسولاً من الديوان العزيز، وزار البيت المقدس في سنة ستمائة. سمع بإفادة عمه الشيخ عبد المغيث من: عبد الله بن احمد بن يوسف، وعلي بن هبة الله بن عبد السلام، وعبد الصبور الهروي، وابن الطلاية. وولد في سنة سبع وعشرين وخمسمائة. روى عنه: الدبيثي، وابن خليل، والضياء، والزكي المنذري، والنجيب الحراني، والفخر علي. وحدث بمصر، والشام. وتوفي بحماة في سلخ المحرم. 4 (عبد المحسن بن إسماعيل:) الوزير الصدر شرف الدين ابن المحلي الفلكي. روى عنه القوصي سعراً، وقال: ناب بدمشق عن الصاحب صفي الدين، ثم وزر بخلاط وأعمالها للملك الأوحد، إلى أن قتله مملوكه ليلة عيد الفطر سنة أربع بخلاط، وحمل إلى دمشق، فدفن بالجبل، وصلب غلامه. 4 (عبد الواحد بن عبد السلام بن سلطان:) أبو الفضل الأزجي، البيع، المعدل، المقرئ، الأستاذ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 153 قرأ بالروايات على أبي محمد سبط الخياط، وأبي الكرم الشهرزوري، وسمع منهما، ومن محمد بن أبي حامد البيع، وأبي الفضل الأرموي، وابن ناصر. وأقرأ القراءآت، وحدث. وكان ديناً صالحاً، عالي الإسناد في القراءآت مشهوراً قرأ عليه بالمبهج مجد الدين ابن تيمية، وغيره.) وروى عنه: الدبيثي، وابن خليل، والضياء، والنجيب عبد اللطيف، وآخرون. وتوفي في ربيع الأول. قال ابن النجار: قرأ عليه الناس القراءآت فأكثروا، وكان صدوقاً نزهاً عفيفاً. 4 (عفيفة بنت المبارك بن محمد بن مشق البغدادي:) أخت المحدث أبي بكر محمد. روت عن أبي الفتح ابن البطي. وتوفيت في جمادى الأولى. 4 (علي بن إسماعيل بن علي:) أبو الحسن، الطوسي الأصل، الإسكندراني، النحوي، المعروف بابن السيوري. شاعر محسن، عاش بضعاً وثمانين سنة. قال زكي الدين: توفي في رجب، أنشدنا عنه شيخنا ابن المفضل. 4 (علي بن سعيد بن حمامة:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 154 أبو الحسن، الشاعر المشهور. صنف كتاباً في العروض، وكتاباً سماه نفائس الأعلاق. وتوفي في جمادى الأولى. 4 (علي بن علي بن بركة:) أبو الحسن البغدادي، الكرخي. حدث من طريق أبي البدر الكرخي، وأحمد ابن الأشقر. وكان ضعيفاً. 4 (علي بن محمد رستم الخراساني:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 155 بهاء الدين أبو الحسن ابن الساعاتي الشاعر، صاحب الديوان المشهور. شاعر محسن، فائق النظم، لطيف المعاني. ولد بدمشق في حدود سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة. وكان أبوه يعمل الساعات بدمشق، فبرع هو في الشعر، ومدح الملوك، وتعانى الجندية، وسكن مصر. وروى عنه من شعره جماعة منهم: الشهاب القوصي، وغيره. وهو أخو الطيب العلامة فخر الدين رضوان. وله ديوان منتخب، و ديوان كبير في مجلدتين. توفي في رمضان. ذكره المنذري وابن خلكان. ومن شعره: (الطل في سلك الغصون كلؤلؤ .......... رطب يصافحه النسيم فيسقط)
(والطير يقرأ والغدير صحيفة .......... والريح تكتب والغمام ينقط) وقد خدم أخوه فخر الدين ابن الساعاتي الملك المعظم بالطب، وترقى إلى أن توزر له، وكان ينادمه، ويلعب بالعود.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 156 4 (علي بن محمد بن علي الجرجاني:) ) ثم البغدادي، التاجر. حدث بدمشق عن أبي الفتح ابن البطي. وكان كثير الأسفار للتجارة دخل الصين وغيرها. وتوفي في رجب. 4 (علي بن أبي القاسم نصر بن منصور:) أبو الحسن الحراني، ثم البغدادي بن العطار التاجر. حدث بمصر عن: نصر بن نصر العكبري، وابن ناصر. روى عنه: الحافظ المنذري. وهو من بيت حسمة وتقدم. توفي في محرم. 4 (علي بن أبي نصر ابن الحبيق الحربي:) روى عن: أبي الطلاية. ومات في شوال. 4 (عمر بن عثمان بن عمر الحلاج البغدادي:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 157 روى عن: أبي الوقت. 4 (حرف القاف:)
4 (قراجا الصلاحي:) الأمير زين الدين. من أعيان الدولة. ورخ وفاته القاضي ابن واصل. 4 (حرف الميم:)
4 (محمد بن أحمد بن سعد بن مفرج:) أبو عبد الله الهمذاني، الأندلسي. من أهل الجزيرة الخضراء. كان بصيراً بالفرائض والحساب. روى عن أبي نصر فتح بن محمد الجذامي، المقرئ. ومات في رمضان. سمع التجريد لابن الفحام من أبي نصر: حدثنا مؤلفه. 4 (محمد بن لإبراهيم:) القاضي أبو عبد الله، قاضي بجاية. إمام بارع في المذهبين: مالك والشافعي، قيم بمعرفة الأصول والكلام والفلسفة. وقد أهانه أبو يوسف صاحب المغرب للفلسفة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 158 قيل له مرة: كنت تحب العزلة فلم دخلت في القضاء فقال: القضاء لا يرد. 4 (محمد بن الحسن بن علي بن صالح:) أبو الحسين الهمذاني، الأندلسي، المالقي. توفي بالإسكندرية. سمع: الحافظ أبا القاسم بن بشكوال، وأبا زيد السهيلي. روى عنه: الحافظ عبد العظيم.) 4 (محمد بن طغان بن بدر الفقيه:) أبو عبد الله المصري، الشافعي. سمع: أبا الفتوح الخطيب الزيدي، وغيره. وتوفي في المحرم. 4 (محمد بن أبي عبد الله بن عبد الرحمن التونسي:) حدث بالمنية عن السلفي. روى عنه: الشهاب القوصي، وورخ وفاته. 4 (محمد بن علي بن يوسف:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 159 نظام الدين الخروف القيسي، القرطبي، الشاعر. مات متردياً في جب بحلب. له رسالة كتب بها إلى قاضي حلب بهاء الدين بن شداد يطلب منه فروة: (بهاء الدين والدنيا .......... ونور المجد والحسب)
(طلبت مخافة الأنوا .......... ء من نعماك جلد أبي)
(وفضلك عالم أني .......... خروف بارع الأدب)
(حلبت الدهر أشطره .......... وفي حلب صفا حلبي)
4 (محمد بن علي بن عبد الرحمن بن عبد العزيز بن زكريا:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 160 أبو بكر بن حسنون الكتامي، الأندلسي، خطيب بياسة. شيخ معمر مسن. قال الأبار: أخذ القراءآت عن أبيه، وشريح بن محمد، وعبد الله بن خلف، وسمع منهم، ومن: القاضي أبي بكر ابن العربي، وأبي القاسم ابن ورد، وجماعة. وولي قضاء بلده، وتصدر للإقراء والتحديث، وأخذ عنه الناس، وكان مقرئاً جليلاً، ماهراً مجوداً، عالي الرواية، عمر وضعف، وتوفي في رمضان وقد بلغ التسعين. وقيل: إنه ولد سنة أربع وعشرين، فالله أعلم. قلت: قرأ عليه بالسبع إسماعيل بن يحيى العطار شيخ ابن الزبير، وكان شيخه ابن خلف القيسي قد قرأ بالروايات على أبي القاسم ابن الفحام الصقلي، وله إجازة من أبي الحسن ابن الحسن ابن الدوش وابن البياز. وأما شيخه شريح فمسند الأندلس. وقد ذكره ابن مسدي في معجمه وعظمه، وروى عنه بالإجازة، وغلط بأن قال: توفي سنة ثمان وستمائة وأنه قارب المائة. سماعه في سنة أربع وثلاثين وخمسمائة من شريح، ومن ابن العربي. 4 (محمد ابن الحافظ أبي بكر محمد بن أحمد بن مرزوق الباقداري:) )
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 161 الخياط، أخو عجيبة. سمع: أبا الفتح ابن البطي، وأبا زرعة، وخلقاً كثيراً. وبلغت أثبات مسموعاته أربعةً وعشرين جزءاً. ثم مات أبوه وهو صبي، فاشتغل بالمعيشة. وتوفي في الكهولة ولم يحتج إلى مسموعاته. قال ابن النجار: ومن العجب أنه لم يرو شيئاً البتة. 4 (محمد بن النفيس بن مسعود:) الفقيه أبو سعد الحنبلي، البغدادي، المعروف بابن صعوة. تفقه على أبي الفتح ابن المني، وتكلم في مسائل الخلاف، وسمع أبا علي الرحبي، وأبا محمد ابن الخشاب. وتوفي في شوال. له شعر مليح.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 162 4 (المبارك بن المبارك بن أبي بكر:) أبو منصور ابن الدلال الحريمي، المستعمل. روى عن: أبي الوقت. ومات في جمادى الأولى. 4 (محبوبة بنت المبارك بن محمد بن سكينة:) روت عن: ابن البطي. 4 (محمود ابن شيخ الشيوخ صدر الدين محمد ابن شيخ الشيوخ عمر بن علي بن محمد بن) حمويه: الجويني الأصل، الدمشقي. سمع يحيى الثقفي، ومات شاباً. 4 (محمود بن هبة الله:) أبو الثناء الحلي، ثم البغدادي. قرأ القرآن على أبي الحسن البطائحي، والنحو على أبي محمد ابن الخشاب. وسمع من أبي الوقت.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 163 قال الدبيثي: كان بزازاً فيه تشدق وكثرة كلام، سكن دمشق وبها مات. قلت: لقبه فخر الدين. روى عنه الدبيثي، والضياء، وعبد العظيم، والقوصي، وابن خليل، وجماعة. ومات في ربيع الأول عن بضع وستين سنة. 4 (مصعب بن محمد بن مسعود بن عبد الله بن مسعود:) أبو ذر الخشني الجياني، ويعرف أيضاً بابن أبي ركب جمع ركبة النحوي، اللغوي. أخذ النحو واللغة عن أبي الحسن بن حنين، وأبي عبد الله النميري، وجماعة. وأخازه أبو طاهر السلفي، وغيره. وكان إماماً مبرزاً في العربية وضروبها، أقرأها عامة حياته، ورحل الناس إليه فيها. ولها) مصنف في شرح غريب السيرة لابن إسحاق، ومصنف في شرح سيبويه، وشرح الإيضاح، وشرح الجمل، وله شروح وتعاليق وشعر وسط. وكان رئيساً وقوراً مهيباً، مليح الصورة، على مجلسه جلالة وكان الوزراء فمن دونهم يمشون إلى مجلسه، وإذا ركب يركبون في خدمته. وكان يشغل النهار كله وبعض الليل. قال الأبار: أخذ عنه جلة من شيوخنا، وكان أبو محمد القرطبي ينكر
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 164 سماعه من النميري. وولي خطابة إشبيلية مدة، ثم ولي قضاء جيان، ثم سكن مدينة فاس، وعلم العربية، وحدث بها، وبعد صيته. وكان وقور المجلس حسن السمت والهدي، قد منع تلاميذه من التبسط في السؤآلات، وقصرهم على ما يلقي إليهم. توفي بفاس في شوال، وله سبعون سنة. وقال غيره: عزل عن قضاء جيان وأهين، ونسبوه إلى أنه ارتشى، وأنه ارتكب من التيه والكبر ما لا يليق، وذهب إلى فاس. ومن شعره: (أنكر صحبي أن رأوا طرفه .......... ذا حمرة يشقى بها المغرم)
(لا تنكروا المحمر من طرفه .......... فالسيف لا ينكر فيه الدم) وقد مر أبوه في سنة أربع وأربعين. 4 (موسى بن الحسين بن موسى بن عمران القيسي:) أبو عمران الميرتلي، الزاهد نزيل إشبيلية. صحب أبا عبد الله ابن الزاهد، واختص به ولازمه. قال الأبار: كان منقطع القرين في الزهد والعبادة والورع والعزلة، مشاراً إليه بإجابة الدعوة، لا يعدل به أحد، وله في ذلك آثار معروفة، مع الحظ الوافر من الأدب والتقدم في قرض الشعر، وذلك في الزهد والتخويف وقد دون. وكان ملازماً لمسجده بإشبيلية يقرئ ويعلم، ولم يتزوج قط. حدثنا عنه: أبو سليمان بن حوط الله، وبسام بن أحمد، وأبو زيد عبد الرحمن بن محمد، ومن شعره: (عجباً لنا نبغي الغنى والفقر في .......... نيل الغنى لو صحت الألباب)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 165 (فيما يبلغنا المحل كفاية .......... والفضل فيه مؤونة وحساب) توفي إلى رضوان الله في أول جمادى الأولى، وله اثنتان وثمانون سنة. 4 (موسى بن يوسف بن موسى بن يوسف بن إبراهيم بن عبد الله بن المغيرة بن شرحبيل:) ) المعروف بمزدي وبمسدي بم مغيرة بن حسن بن زيد بن يزيد بن حاتم بن روح بن حاتم بن قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة. الشيخ المعمر، الزاهد، أبو محمد بن مسدي الأزدي، المهلبي، ويعرف أيضاً بابن البائس. وإنما لقب شرحبيل المذكور بمسدي، لأن أباه تصاهر إلى بني مسدي، فلقب هنا بهم. قال الحافظ ابن مسدي في معجمه: تفقه جدي موسى بأبيه القاضي أبي عمر تلميذ أبي علي الغساني، وكتب بخطه كثيراً. وأخذ القراءآت عن أبي عبد الله ابن غلام الفرس. وصحب أبا العباس ابن العريف بالمرية، وكان الأمير محمد بن سعد قد أخذ أمواله فنزل بسطة مدة، ثم تحول إلى غرناطة، فنزل الجندية وتعبد، ولد في رأس سنة خمسمائة، وعاش مائة ونيفاً. وكان يمتنع من التحديث جمع عليه بالروايات رجل، فلما فهم أنه يريد منه الإجازة أبى عليه من إكمال الختمة. وكان جدي يؤآنسني، ومات ببسطة في شوال سنة اثنتين وستمائة كذا قال ابن مسدي في كتاب لباس الخرقة وأما في معجمه فقال: مات في رمضان سنة أربع وستمائة ببسطة. نقلتهما من خطه، فأخطأ في أحدهما.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 166 4 (حرف النون:)
4 (ندى بن عبد الغني بن علي:) رضي الدين أبو الجود الأنصاري، المصري، الحنفي، الفقيه، المحدث، مدرس مدرسة السيوفييين. سمع الكثير من: السلفي، وبدر الخداداذي، ومحمد بن علي الرحبي، وعلي بن هبة الله الكاملي، وعثمان بن فرج، وإسماعيل بن قاسم الزيات، وابن بري، وخلق كثير. وعني بالحديث وجمعه. وحدث روى عنه... مات في شعبان. 4 (نعمة بنت الطراح:) هي ست الكتبة، مر ذكرها. 4 (حرف الواو:)
4 (وثاب بن قصة:) أبو محمد المصري، الشافعي، الزاهد. 4 (حرف الياء:)
4 (يحيى بن الحسن:) )
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 167 أبو علي ابن الشاطر الأنباري. ولي قضاء الأنبار، وحدث عن مسعود ابن النادر. 4 (يوسف بن محمد بن عبد الله بن يحيى بن غالب:) أبو الحجاج البلوي المالقي، الأندلسي، المعروف بابن الشيخ. أخذ القراءآت عن أبي عبد الله ابن الفخار، وسمع منه، ومن: أبي القاسم السهيلي، وأبي إسحاق بن قرقول. وحج سنة ستين وخمسمائة. فسمع ببجاية من الحافظ عبد الحق أحكامه، وسمع بالثغر من أبي طاهر السلفي، وأبي محمد العثماني، وسمع بمكة من أبي الحسن بن مؤمن. قال الأبار: أخذ عنه: أبو سليمان بن حوط الله، وأبو الربيع بن سالم، وأبو الحسن بن قطرال، وغيرهم. وكان منقطع القرين في الزهد والعبادة، مجتهداً في العمل، يشار إليه بإجابة الدعوة. ولد سنة تسع وعشرين وخمسمائة، وتوفي في رمضان. وكانت له جنازة مشهودة. وقال المنذري: توفي بمالقة، وكان أحد الزهاد المشهورين، كثير الغزو، خطب ببلده. وقال فيه ابن مسدي: أحد الأبدال والعلماء العمال وممن تعرفت إجابة
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 168 دعوته. تأدب بابن الفخار، وتلا عليه بالسبع، وسمع من القاسم بن دحمان. رأيته، وأطعمني تيناً ولوزاً، أنبأني من شعره: (عليك من أمر الدين ما كان واضحاً .......... ودع مشكلات الأمر عنك بمعزل)
(وأهل التقى والدين كن تابعاً لهم .......... فإن رحلوا فارحل وإن نزلوا انزل)
(وحافظ على الأمر القديم ووله .......... عليك وعنك المحدث البدع فاعزل)
4 (وفيها ولد:) قاضي حماة جمال الدين محمد بن سالم بن واصل. والمحدث جمال الدين محمد بن علي ابن الصابوني. ومجد الدين أحمد بن عبد الله ابن الحلوانية. والبهاء محمد بن محمد بن خلكان. والعماد إسماعيل بن إسماعيل بن جوسلين. وإبراهيم بن حمد بن كامل المقدسي. والشمس عبد الله ابن الأوحد محمد بن عبد الله الزبيري. والفخر عبد العزيز بن عبد الرحمن ابن السكري المصري. والشرف نصر الله بن حواري الحنفي. والنجم إسماعيل بن إسحاق بن أبي القاسم بن صصري. والزين إبراهيم ابن السديد أحمد الحنفي. وصفي الدين مصطفى بن عيسى الدلاصي. والمحدث يحيى بن عبد الرحيم بن مسلمة. ومحمد بن علي بن أبي بكر الواسطي الصالحي المقرئ. والظهير إسحاق بن قريش المخزومي راوي الترمذي.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 169 4 (وفيات سنة خمس وستمائة:)
4 (حرف الألف:)
4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي هارون:) أبو القاسم التميمي، الإشبيلي. أخذ القراءآت عن: أبي الحكم حجاج، وأبي إسحاق بن طلحة، وعبيد الله ابن اللحياني، وأبي الحكم بن بطال. وسمع من أبي الحسن الزهري، والزاهد أبي عبد الله ابن المجاهد. وأجاز له أبو الحسن شريح. وتصدر للإقراء، وأخذ الناس عنه. قال الأبار: وكان ورعاً زاهداً، أجاز في ربيع الأول سنة خمس لبعض أصحابنا. 4 (إبراهيم بن أحمد الكردي:) المعروف بالجناح. من أمراء دمشق.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 170 4 (إبراهيم بن هبة الله بن محمد:) أبو إسحاق الأزجي، المعروف بابن البتيت المعدل. حدث بمصر عن أبي الفضل الأرموي، وابن ناصر، وجماعة. وكان من الكبار التجار. سكن مصر. وولد سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة. روى عنه: ابن الخليل، والزكي المنذري، والضياء المقدسي، وآخرون. وتوفي في رمضان. 4 (حرف الباء:)
4 (بركة بن علي بن الحسين بن بركة:) أبو محمد ابن السابح بموحدة الوكيل. مات في ربيع الأول. وله مصنف في الشروط والإسجالات. 4 (حرف الثاء:)
4 (ثناء بن أحمد بن محمد بن علي:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 171 أبو حامد ابن القرطبان الآجري، الملاء الجمعي، الحربي. سمع عبد الرحمن بن علي ابن الأشقر. روى عنه الضياء، وابن خليل. وأجاز لابن أبي الخير. وتوفي في شعبان. 4 (حرف الحاء:)
4 (الحسن بن إسماعيل:) ) أبو علي ابن الكببي الإسكندراني سمع بدمشق من أبي القاسم الحافظ. وله مصنف في الرقائق في عدة مجلدات. توفي في ثامن رمضان. 4 (الحسن، الملك الأمجد ابن العادل أبي بكر محمد بن أيوب:) شقيق الملك المعظم. 4 (الحسين بن أحمد بن الحسين بن أيوب:) أبو عبد الله البغدادي، الكرخي، الكاتب. ولد سنة عشرين وخمسمائة. وسمع: أبا بكر الأنصاري، وأبا منصور بن زريق القزاز. روى عنه: أبو عبد الله الدبيثي، والضياء، والنجيب عبد اللطيف،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 172 وآخرون. وأجاز للشيخ شمس الدين عبد الرحمن، وللفخر علي، وللكمال عبد الرحيم. توفي في ذي القعدة. 4 (الحسين بن أبي نصر بن حسن بن هبة الله بن أبي حنيفة:) أبو عبد الله الحريمي، المقرئ، الضرير، المعروف بابن القارص. قال الدبيثي: بلغني أنه كان يقول: إني من ولد الإمام أبي حنيفة. وهو آخر من روى عن ابن الحصين شيئاً من المسند. وسمع أيضاً من أبي منصور القزاز، وأبي علي الخزار، وأضر بأخرة. قلت: روى عنه: الدبيثي، وابن خليل، والضياء، وأجاز للفخر علي، وغيره. وتوفي في التاسع والعشرين من شعبان، وولد سنة خمس عشرة. 4 (حرف الخاء:)
4 (الخضر بن محمد بن علي:) أبو العباس النيسابوري، ثم الجزري، المعبر. توفي ببغداد عن ثمانين سنة. وقد سمع من علي بن عساكر البطائحي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 173 4 (حرف الزاي:)
4 (زكي بن منصور البغدادي، الغزال. حدث عن ابن ناصر.)
4 (حرف السين:)
4 (سعيد بن حسين العنسي:) من ولد عمار بن ياسر، وهو من أعيان أهل غرناطة. روى عنه: أبي جعفر ابن الباذش، وداود بن يزيد السعدي، واستوطن إفريقيا، وولي أعمال إفريقيا. وعمه أبو مروان عبد الملك) بن سعيد بن خلف هو الذي بنى بيتهم آخراً على نباهة أولاً. وكان سعيد أحد العلماء الصلحاء مع الشجاعة والسؤدد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 174 توفي بتونس رحمه الله، وولد بقلعة بني سعيد سنة سبع وعشرين وخمسمائة. قاله الأبار. 4 (سنجر شاه بن غازي بن مودود بن زنكي بن آقسنفر:) صاحب الجزيرة العمرية. قتله ابنه غازي، وتملك الجزيرة، وحلفوا له، فبقي في السلطنة يوماً ثم وثب عليه خواص أبيه وقيدوه، وأقاموا أخاه الملك المعظم محمداً، ثم قتلوا غازياً. قال أبو شامة. وطالت أيام المعظم. وقال ابن الأثير: كان سنجر شاه سيئ السيرة مع الرعية والجند والحريم والأولاد، وبلغ من قبح فعله مع أولاده أنه سجنهم بقلعة، فهرب غازي ولده إلى الموصل، فأكرمه صاحبها، وقال: اكفنا سر أبيك ولا تجعل كونك عندنا ذريعة إلى فتنة، فرد غازي متنكراً، وتسلق إلى دار أبيه، واختفى عند بعض السراري، وعلم به كثير من أهل الدار، فسترن عليه بغضاً لأبيه، ثم إن سنجر شاه شرب بظاهر البلد وغنوا له، وعاد آخر النهار إلى البلد، وبات عند بعض حظاياه، فدخل الخلاء، فوثب عليه ابنه، فضربه بسكين أربع عشرة ضربة ثم ذبحه، فلو فتح الباب، وطلب الجند وحلفهم، لملك البلد، لكنه أمن واطمأن. وبلغ الخبر في السر أستاذ الدار، فطلب الكبار، واستحلفهم لمحمود بن سنجر شاه، وأحضره من قلعة فرح، ثم دخلوا الدار على غازي، فمانع عن نفسه فقتل، وألقي على باب الدار، فأكلت منه الكلاب. وتملك معز الدين محمود، وأخذ كثيراً من جواري أبيه، فغرقهن في دجلة. ثم أخذ ابن الأثير يعدد مخازي سنجر شاه، وقلة دينه، ثم قتل ولده محمود أخاه مودوداً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 175 حرف العين
4 (عبد الله بن أبي الحسن بن أبي الفرج:) الإمام أبو محمد الجبائي، الطرابلسي، الشامي. من قرية الجبة منة عمل طرابلس بجبل لبنان. قال: كنا نصارى، فمات أبي ونحن صغار، فقدر الله أن وقعت حروب، فخرجنا من القرية وكان فيها جماعة مسلمون يقرؤون القرآن، فأبكي إذا سمعتهم، قال: فأسلمت، وعمري إحدى عشرة سنة، ثم رحلت إلى بغداد في سنة أربعين. قال ابن النجار: قدم بغداد وصحب الشيخ عبد القادر، وتفقه على مذهب أحمد، وسمع من أبي الفضل الأرموي، وأحمد ابن الطلاية، وابن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 176 ناصر، وجماعة، وكتب وحصل، ورحل إلى) إصبهان، فسمع من مسعود الثقفي، والحسن بن العباس الرستمي، وأبي الخير الباغبان، وخلق كثير، وحصل الأصول. وعاد إلى بغداد، فحدث بها، ثم رد وسكن إصبهان. وكان صالحاً عابداً، حصل له قبول بإصبهان، وأقام بخانقاه ابن أبي الهيجاء. وقال غيره: ولد سنة عشرين وخمسمائة تقريباً، وتوفي في جمادى الآخرة. روى عنه: الشيخ الموفق، والضياء، وابن خليل، وأبو الحسن ابن القطيعي، وآخرون: وأجاز للشيخ، وللفخر علي، ولجماعة. 4 (عبد الرحمن بن يحيى بن مقبل بن أحمد ابن الصدر:) أبو محمد الحريمي. روى عنه: أبي الوقت. ومات في ذي القعدة. 4 (عبد الرحمن بن يوسف بن محمد بن يوسف بن عيسى:) أبو القاسم ابن الملجوم الأزدري، الزهراني، الفاسي، ويعرف أيضاً بابن رقية. روى عن: محمد بن فتح، وأبي مروان بن مسرة. وكان عارفاً بالتاريخ، والشعر، والنسب، له كتب عظيمة يقال: بيعت بأربعة آلاف دينار. مات في صفر عن ثمانين سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 177 أجاز له عم أبيه عيسى. 4 (عبد السلام بن إسماعيل بن عبد الرحمن:) ابن اللمغاني، القاضي الحنفي. تفقه ببغداد على أبيه وعنه. وسمع من أبي عبد الله الحسين المقدسي. وناب في الفضاء. وتوفي في رجب عن خمس وثمانين سنة. روى عنه: الدبيثي، وابن النجار. 4 (عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز بن سعدون الأزدي:) البلنسي، الطبيب سمع من أبي الحسن بن هذيل، وغيره. وتوفي في رمضان. وكان من كبار الأطباء بالأندلس. 4 (عبد العزيز ابن قاضي القضاة أبي الفضائل هبة الله بن عبد الله الأوسي:) المصري، الشافعي، الناسخ، المعروف بابن الأزرق. سمع من أبي العباس ابن الحطيئة وصحبه، وكتب مثل خطه سواء حتى لا يفرق بين الخطين إلا التاريخ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 178 توفي في شعبان. 4 (عبد اللطيف بن نصر الله بن علي بن منصور:) القاضي أبو المحاسن الواسطي، الحنفي، المعروف بابن الكيال. ولد سنة أربعين وخمسمائة.) وتفقه على والده، ودرس بعده. وولي قضاء واسط كأبيه. توفي في شعبان. 4 (عبد المحسن بن إسماعيل بن محمود:) الوزير شرف الدين الحلي. وزر بخلاط لصاحبها الملك الأوحد ابن العادل. وقد ناب في ديوان دمشق عن الوزير صفي الدين بن شكر، وخدم فلك الدين أخا الملك العادل لأمه فقيل له: الفلكي. ذبحه غلام له بخلاط فنقل إلى دمشق، ودفن بها. 4 (عبد المعز بن عبد الله بن عبد المعز بن عبد الواسع بن عبد الهادي:) ابن شيخ الإسلام أبي إسماعيل عبد الله الأنصاري الهروي، أبو القاسم. سمع من عبد الملك الكروخي، وغيره. وقد حدث ببغداد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 179 وتوفي في صفر. 4 (عبد الملك بن عيسى بن درباس بن فير بن جهم بن عبدوس:) قاضي القضاة بالديار المصرية، صدر الدين، أبو القاسم الماراني الفقيه الشافعي. ولد بنواحي الموصل في حدود سنة ست عشرة وخمسمائة. وبنو ماران نازلون بالمروج تحت الموصل. تفقه بحلب على الإمام أبي الحسن علي بن سليمان المرادي، وسمع منه، وبدمشق من أبي القاسم ابن البن، والحافظ أبي القاسم. وقدم مصر في سنة بضع وستين فسمع بها من الزاهد علي بن إبراهيم ابن بنت أبي سعد. وخرج له الحافظ أبو الحسن علي بن المفضل أربعين حديثاً. روى عنه الحافظ زكي الدين، وقال: كان مشهوراً بالصلاح، والغزو، وطلب العلم، يتبرك لآثاره للمرضى. توفي في خامس رجب. قلت: كان من خيار علماء زمانه، وفي أقاربه جماعة رووا الحديث. والحافظ زكي الدين المنذري هو أجل من روى عنه العلم، ولم يلحقه الحافظ زكي الدين البرزالي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 180 4 (عبد المولى بن أبي تمام بن أبي منصور:) أبو الفضل الهاشمي، المعروف بابن باد، أخو عمر بن طبرزد لأمه من الرضاعة. سمع: أبا القاسم ابن السمرقندي، والمبارك بن كامل. توفي في ذي الحجة عن تسعين سنة. روى عنه: أبو عبد الله الدبيثي، والنجيب عبد اللطيف، وغيرهما. وأضر بأخرة. 4 (عبد الواحد بن أبي المطهر القاسم بن الفضل:) أبو القاسم الصيدلاني، الإصبهاني. شيخ مسند معمر، مشهور ببلده. سمع حضوراً من عبد) الواحد بن محمد الدشتج صاحب الحافظ أبي نعيم. وسمع من: جعفر بن عبد الواحد الثقفي، وفاطمة الجوزدانية، وابن أبي ذر الإخشيذ. روى عنه: ابن خليل، والضياء، وجماعة. وأجاز لابن أبي الخير، وللشيخ شمس الدين، وللكمال عبد الرحيم، ولأحمد بن شيبان، وللفخر علي، وغيرهم. توفي بإصبهان في جمادى الأولى. وكان مولده في ذي الحجة سنة أربع عشرة وخمسمائة، عاش إحدى وتسعين سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 181 4 (عبد الوهاب بن أبي القاسم علي بن أحمد ابن الإخوة:) البغدادي، وكيل القضاة. سمع من عبد الخالق اليوسفي، وغيره. ويسمى أبوه أيضاً بعبد الرحمن. 4 (عثمان بن عمر، أبو عمرو الهمذاني:) شيخ الصوفية برباط الشونيزي. توفي في ربيع الأول ببغداد. 4 (عقيل ابن النقيب أبي الحسين محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن العباس بن أبي الجن:) أبو البركات العلوي، الحسيني، الدمشقي. ولد سنة عشرين وخمسمائة. وحدث عن أبي الدر ياقوت الرومي. روى عنه: ابن خليل، وغيره. وأجاز لابن أبي الخير، وللشيخ شمس الدين عبد الرحمن. 4 (علي بن الحسن بن إسماعيل بن عطاء:) الفقيه، أبو الحسن البغدادي. روى عن: أبي الوقت.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 182 وتوفي في المحرم. 4 (علي بن زشيد. أبو الحسن الحربوي العدل. روى عن: نصر العكبري، وأبي الوقت.) وولي وكالة الديوان، وكان حميد السيرة. توفي في شوال. 4 (علي بن القاسم بن يونش:) أبو الحسن بن الزقاق الإشبيلي، النحوي. ذكره القفطي في تاريخه، فقال: قرأ القرآن على أبيه، ونزل الجزيرة، وخطب برأس العين مدة، وسكن دمشق هو وأخوه، ثم سكن حلب وتصدر بها للإقراء، ودخل له رزق، واشترى له داراً، وجاءته الأولاد. وكان عسر الخلق، كثير الدعوى، شحيحاً بعيداً من الخير، يخطئ فيما يعانيه، ولا
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 183 يرجع إذا رد عليه. صنف شرحاً للجمل في أربع مجلدات، وألف مفردات القراءآت. وكان أبوه من كبار القراء، وكان جده يونش عبداً رومياً. قرأ القاسم بن يونش على شريح) وصحبه، وكان فقيراً مدقعاً، ولقب بالزقاق لعظم بطنه. توفي علي في حدود السنة بطريق الحج رحمه الله. 4 (علي بن محمد بن علي بن جميل:) أبو الحسن المعافري، المالقي، خطيب القدس. سمع كتاب الأحكام من مصنفه عبد الحق بن عبد الرحمن الأزدي، الخطيب، وسمع بمالقة من أبي القاسم عبد الرحمن السهيلي، وبمصر من أبي الفتح محمود بن أحمد ابن الصابوني، وبدمشق من يحيى الثقفي، وعبد الرحمن ابن الخرقي. وتخرج في الحديث بالقاسم ابن عساكر. ونسخ الكثير. وولي خطابة القدس زماناً، وحصلت له دنيا متسعة، وكان محمود الطريقة، متواضعاً. روى عنه: الزكي عبد العظيم، والشاب القوصي. قال القوصي: الخطيب زين الدين نال عند الملك الناصر الحرمة الوافرة، وخصه عقيب الفتح بخطابة الأقصى، وروى عنه الأمير شرف الدين عيسى ابن أبي القاسم الهكاري. وقال عبد العظيم: توفي سنة خمس. ولم يعين الشهر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 184 4 (علي بن محمود بن عبد الله ابن الظفري، القطان:) أبو الحسن. روى عن عمر بن ظفر المغازلي. 4 (عمر ابن القدورة الشيخ حياة بن قيس الحراني:) توفي بحران في صفر. 4 (عيسى بن المعلى الرافقي، النحوي، اللغوي:) حجة الدين. له مقدمة في النحو سماها المعونة ثم شرحها، وصنف كتباً في اللغة، وكان يقدم حلب ويمدح أكابرها، ففي ديوانه مدح صفي الدين طارق بن أبي غانم، ومدح جماعة من أمراء نور الدين، وتوفي في ربيع الآخر سنة خمس. قاله القفطي. 4 (حرف الغين:)
4 (غياث بن فارس بن مكي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 185 أبو الجود اللخمي، المصري، المقرئ، الأستاذ، النحوي،) العروضي، الضرير. شيخ الديار المصرية. ولد ثماني عشرة وخمسمائة. وتصدر للإقراء مدة طويلة قرأ القراءآت على الشريف أبي الفتوح الخطيب، وسمع منه، ومن عبد الله بن رفاعة، ومن المهذب علي بن عبد الرحيم ابن العصار الأديب. قرأ عليه القراءآت: أبو الحسن السخاوي، وأبو عمرو ابن الحاجب، والمنتجب الهمذاني، وعبد) الظاهر بن نشوان، والعلم أبو محمد القاسم بن أحمد اللورقي الأندلسي، والكمال علي بن شجاع الضرير، والفقيه زيادة بن عمران، وعبد القوي بن عزون، وعبد القوي بن عبد الله ابن المغربل، والتقي عبد الرحمن بن مرهف الناشري. وتوفي قبل الكمال الضرير بأيام. وكان ماهراً بالقراءآت، إماماً فيها. وبقي من أصحاب أبي الجود ممن قرأ عليه القراءآت إلى سنة إحدى وسبعين: أبو الفتح عبد الهادي بن عبد الكريم القيسي خطيب جامع المقياس. وآخر من مات ممن قرأ عليه القراءآت السبعة: أبو الطاهر إسماعيل المليجي، وبقي إلى سنة ثمانين وستمائة. وروى عنه الحديث: شهاب الدين القوصي، وزكي الدين المنذري، وضياء الدين المقدسي، وشمس الدين الأدمي، وكمال الدين محمد ابن قاضي القضاة ابن درباس، وآخرون. قال المنذري: أقرأ الناس دهراً، ورحل إليه، وأكثر المتصدرين
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 186 للإقراء بمصر أصحابه وأصحاب أصحابه. سمعت منه، وقرأت القراءآت في حياته على أصحابه، ولم يتيسر لي القراءة عليه. وكان ديناً فاضلاً، بارعاً في الأدب، حسن الأداء، لفاظاً، كثير المروءة، متواضعاً، لا تطلب منه أن يقصد أحداً في حاجة إلا يجيب، وربما اعتذر إليه المشفوع إليه ولم يجبه، فيطلب منه العود إليه، فيعود إليه. تصدر بالجامع العتيق بمصر، وبمسجد الأمير موسك بالقاهرة، وبالمدرسة الفاضلية، وتوفي في تاسع رمضان. 4 (حرف الفاء:)
4 (فاطمة بنت محمد بن أحمد القنائي:) ست النساء. روت بالإجازة من قاضي المارستان وجماعة. سمع منها: أبو الحسن ابن القطيعي. 4 (فاطمة بنت أبي الفائز عبد الله بن أحمد ابن الطوير:) أم البهتء البغدادية، البزاز أبوها. سمعها أخوها لأمها العلامة أبو الفرج ابن الجوزي من: أبي منصور بن خيرون، وابي سعد أحمد بن محمد الزوزني. روى عنها: ابن خليل، والضياء، والنجيب عبد اللطيف. وتوفيت في حادي عشر ربيع الأول. وأجازت للشيخ الفخر، وللكمال عبد الرحيم، ولابن شيبان، وغيرهم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 187 4 (الفصيح الواعظ:) ) كان مليح الوعظ، توفي بدمشق. 4 (حرف الميم:)
4 (محمد بن أحمد بن بختيار بن علي بن محمد:) القاضي أبو الفتح ابن القاضي أبي العباس المندائي، الواسطي، الشافعي، مسند العراق. ولد بواسط سنة سبع عشرة وخمسمائة. وسمع ببغداد في صغره بحرص والده من: أبي عبد الله البارع، وأبي القاسم ابن الحصين، وأبي عامر العبدري، ومكي بن أبي طالب البروجردي، وهبة الله ابن الطبر، وعبيد الله بن محمد البيهقي، وأحمد بن علي المجلي، زريق القزاز، وأبي منصور بن خيرون، وطائفة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 188 وولي أبوه قضاء الكوفة قبيل ذلك فسمعه بها من عمر بن إبراهيم العلوي. وسمع بواسط من أبي الكرم نصر الله بن محمد ابن الجلخت، والقاضي محمد بن علي الجلابي، والمبارك بن الحسين ابن نغوبا، وجماعة. وقرأ بها القراءآت على أحمد بن عبيد الله الآمدي، وأبي يعلى محمد بن سعد بن تركان. وتفقه ببغداد على أبي منصور سعيد ابن الرزاز. وتأدب عند أبي منصور ابن الجواليقي. وكان كبير القدر، عالي الإسناد، رحلة البلاد. روى عنه: أبو الطاهر إسماعيل ابن الأنماطي، وأبو بكر محمد ابن نقطة، وفتوح بن نوح الخوتي، والزين بن عبد الدائم، وأبو عبيد الله الدبيثي، وابن النجار، وجماعة كثيرة. وأجاز لابن أبي الخير، وللشيخ شمس الدين عبد الرحمن، والمال عبد الرحيم، وإسماعيل العسقلاني، والفخر علي. قال الدبيثي: كان حسن المعرفة، جيد الأصول، صحيح النقل، متيقظاً، حدث بالكثير، وصار اسند أهل زمانه، وقصد من الآفاق، وحدث ببغداد غبر مرة، ونعم الشيخ كان عقلاً وخلقاً ومودة. وقال الحافظ عبد العظيم: كان بقية السلف، وشيخ القضاة والشهود، وآخر من حدث بمسند أحمد كاملاً. وكان يعرف ما يقرأ عليه. وتوفي في ثامن شعبان، ودفن بداره، وختمت عنده عدة ختم. وسئل عن معنى الماندائي، فقال: كان أجدادي قوماً من العجم تأخر إسلامهم، فسموا بذلك،) والماندائي: الباقي، بالفارسية. أنبأني الإمام أبو الفرج بن أبي عمر، عن أبي الفتح المندائي، أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد الدباس لنفسه:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 189 (فؤاد ما يقر له قرار .......... لنيران الغرام به استعار)
(وعين ما يجف لها غروب .......... كأن شؤونها سحب غزار)
(وجسم شفه برحاء شوق .......... له في كل عضو منه نار)
(سمات الحب لائحة عليه .......... فليس لما به منها استتار)
4 (محمد بن بقاء بن الحسن البرسفي:) المقرئ، الضرير. ولد ببرسف في سنة ثمان وعشرين وخمسمائة. سمع على: ابن الصباغ، وابن ناصر. توفي في جمادى الأولى.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 190 4 (محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن سليمان:) أبو عبد الله الزهري، البلنسي. ويعرف في الأندلس بابن القح، واشتهر بالنسبة إلى ابن محرز. سمع من صهره أبي الحسن بن هذيل فأكثر، ومن أبي الحسن ابن النعمة، وأبي عبد الله بن سعادة. وجماعة. قال الأبار: كان له حظ من الفقه والقراءآت. أخذ عنه ابنه أبو بكر محمد، وأبو عبد الله بن أبي البقاء، ورأيته وأنا صغير. ولد في سنة ثمان وعشرين وخمسمائة، وتوفي في جمادى الآخرة. 4 (محمد بن جابر بن يحيى بن محمد:) أبو الحسن ابن الرمالية الثعلبي، الغرناطي. سمع: أبا جعفر ابن الباذش، وعبد الحق بن عطية، وأبا بكر ابن العربي، والقاضي أبا الفضل بن عياض، وأبا الحسن شريح بن محمد، وأخذ عنه القراءآت. وتفقه، وسمع المدونة على أبي الوليد بن خيرة، وأبي عبد الله ابن أبي الخصال. وكان من أهل الوجاهة والفضل والمعرفة، أخذ عنه غير واحد. قاله الأبار، وقال: حدث في سنة خمس وستمائة. 4 (محمد ابن الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني، العطار:) سمع: أباه، وأبا الوقت، وأبا الخير الباغبان. وكان من الصلحاء.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 191 توفي في المحرم بهمذان. 4 (محمد بن عبد العزيز بن الحسين:) ) القاضي أبو عبد الله ابن القاضي الجليس أبي المعالي ابن الجباب التميمي، المالكي، المصري. ولد سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة. وقرأ بروايات على الشريف أبي الفتوح الخطيب. وتأدب على عبد الله بن بري، ومحمد بن حمزة العرقي. وسمع من أبي طاهر السلفي، وغيره. وولي ولايات رفيعة. وهو والد فخر القضاة أحمد بن محمد ابن الجباب. توفي مجاوراً بمكة في سلخ المحترم. 4 (محمد بن عياش بن محمد بن الطفيل:) أبو الحسن ابن عظيمة العبدري الإشبيلي. روى عن: أبي عمرو والده، وأبي بكر بن خير، وأبي عبد الله ابن المجاهد، وأبي الأصبغ ابن السماتي، وأبي عبد الله بن زرقون، وجماعة. قال الأبار: وكان مقرئاً ماهراً مجوداً، أخذ عنه أبو محمد الحرار، وغيره. وأجاز في سنة خمس.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 192 4 (محمد بن أبي الغنائم محمد بن احمد ابن اليعسوب:) أبو طالب الحريمي. حدث عن: أبي الوقت. وتوفي في جمادى الأولى. 4 (محمد بن محمود:) القاضي أبو عبد الله الخويي، الفقيه الشافعي، قاضي البصرة. روى عن ابن البطي، وتفقه بالنظامية على أبي المحاسن يوسف الدمشقي. 4 (محمد بن المبارك بن محمد بن محمد بن الحسين:) المحدث المفيد، أبو بكر ابن مشق البغدادي، البيع. ولد سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة. وسمعه أبوه من طائفة، وسمع هو وعني بالرواية أتم عناية، وجمع معجماً، وبلغت أثبات مسموعاته ست مجلدات.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 193 سمع: أبا بكر أحمد ابن الأشقر، وأبا الفضل الأرموي، وأبا السعادات هبة الله ابن الشجري، والمبارك بن أحمد بن بركة، وسعد الخير الأندلسي، وسعيد ابن البناء. قال أبو عبد الله الدبيثي: لم يرو إلا اليسير، واختلط قبل موته بنحو ثلاث سنين، حتى كان لا يأتي بشيء على وجه الصحة، فتركه الناس. قلت: روى عنه: النجيب عبد اللطيف، والحافظ الضياء، وابن النجار. وأجاز للشيخ شمس الدين، ولإسماعيل العسقلاني، وللفخر علي، وغيرهم.) وتوفي في حادي عشر شعبان. وكان كيساً، متودداً، جميل الطريقة، صدوقاً. 4 (محمد، الملك الأشرف عز الدين ولد السلطان الملك الناصر:) صلاح الدين يوسف بن أيوب. توفي بحلب. 4 (محفوظ بن أحمد بن أبي الفرج:) أبو غالب الثقفي الإصبهاني، سبط الحافظ إسماعيل بن محمد التميمي. سمع من جده، ومن: زاهر الشحامي، وسعيد بن أبي الرجاء. روى عنه: الضياء، وابن خليل. وأجاز لابن أبي الخير، والفخر علي، وغيرهما. توفي في رمضان. 4 (محمود بن محمد بن سام:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 194 السلطان غياث الدين ابن السلطان الكبير غياث الدين الغوري. آخر ملوك الغورية. قال ابن الأثير: ولقد كانت دولتهم من أحسن الدول سيرة وأعدلها وأكثرها جهاداً. قال: وكان محمود عادلاً حليماً كريماً. قلت: سار إليه أمير ملك، خال خوارزم شاه، فحاصره، ونزل إليه بالأمان، فغدر به وقتله وقتل معه علي شاه، كما هو في الحوادث. 4 (مصدق بن شبيب بن الحسين:) أبو الخير الصلحي النحوي، صاحب الشيخ صدقة بن وزير. والصلح: من أعمال واسط. قرأ القرآن على صدقة. وقدم بغداد فقرأ العربية على أبي محمد ابن الخشاب، وأبي البركات الأنباري، وأبي الحسن ابن العصار. وسمع من أبي الفتح ابن البطي، وجماعة. وبرع في العربية، وصار مشاراً إليه مع ما فيه من الصلاح والخير والعبادة. أقرأ الناس زماناً. وكان عالماً أيضاً بالفرائض واللغة. قال أبو عبد الله الدبيثي: قرأت عليه زماناً وعاش سبعين سنة، وتوفي في ربيع الأول ببغداد رحمه الله.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 195 4 (حرف الهاء:)
4 (هبة الله بن يوسف بن خمرتاش:) أبو الفتوح المختاري، الكاتب. سمع من: عبد الملك بن علي الهمذاني. وله شعر وسط. مات في جمادى الآخرة.) 4 (حرف الواو:)
4 (وائلة بن الأسقع:) أبو هريرة الهمذاني، ثم الكرجي، المؤذن، الصالح. سمع: هبة الله بن الفرج ابن أخت الطويل، ونصر بن المظفر، وابن ناصر، وجماعة. وصحب الحافظ أبا العلاء العطار، وحدث ببغداد قبل الثمانين، وأجاز لابن البخاري، وغيره. مات في شوال بالكرج. 4 (حرف الياء:)
4 (يوسف بن علي بن يوسف بن خلف:) أبو الحجاج القرطبي، يعرف بالجميمي. مكثر عن أبي القاسم ابن بشكوال. وتجول ببلاد الأندلس، واخذ عن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 196 أبي عبد الله بن سعادة، وأبي زيد السهيلي، وجماعة. واخذ القراءآت عن أبي علي بن عريب. قال الأبار: توفي في رمضان. وكان من أهل العناية بالرواية. 4 (وفيها ولد:) برهان الدين محمود بن عبد الله المراغي الشافعي بالمراغة. والعماد محمد بن عباس الدنيسري الطبيب. والجمال أحمد بن محمد بن أبي سعد الواسطي خطيب كفرسوسة. والصفي إسحاق بن إبراهيم الشقراوي. والنجم أبو تغلب بن احمد الفاروثي. والمسند ناصر الدين عمر ابن القواس. والضياء محمد بن أبي بكر الجعفري الأسود. والشرف محمد بن عثمان بن مكي الشارعي. والمعين عثمان بن سعد بن تولوى القرشي، ولد بتنيس. والنجيب أحمد بن محمد بن عبد السلام السفاقسي. والحافظ سيف الدين أحمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد. والشرف حسن بن عبد الله بن عبد الغني. والضياء علي بن محمد ابن البالسي المحدث.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 197 4 (وفيات سنة ست وستمائة:)
4 (حرف الألف:)
4 (أحمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الملك بن شراحيل:) أبو جعفر الهمذاني، الغرناطي. صدر رئيس أصيل، روى عن: أبيه، وخاله أبي الحسن ابن الضحاك. وأجاز له: أبو الحسن شريح، وأبو بكر ابن العربي، وجماعة. وحج، فسمع بالإسكندرية من أبي عبد الله ابن الحضرمي. وطال عمره وهو آخر من روى عن ابن أبي) الخصال بالإجازة. وتوفي في ذي الحجة وله أربع وثمانون سنة. روى عنه أبو بكر بن مسدي الحافظ من الموطأ، وسماعه منه في سنة خمس وستمائة بغرناطة، قال: أخبرنا عمرو بن محمد بن محمد بن بدر الهمذاني في سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة، أخبرنا محمد بن الفرج الطلاعي. وقد ذكره ابن الأبار، وذكر شيخه عمراً هذا، فقال: سمع الموطأ من ابن الطلاع.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 198 4 (أحمد بن محمد بن أبي نصر:) أبو سعيد الإصبهاني، الأرجاني، الضرير. سمع من: فاطمة الجوزدانية. وأرجان: مخففة على الأصح. قاله المنذري. توفي في صفر أو في ربيع الأول. روى عنه ابن نقطة، وقال: سمع المعجم الصغير كله من فاطمة. 4 (أحمد بن أبي الفتح الأبيوردي، المواقيتي، المؤذن:) سمع من: أبي المظفر الفلكي بدمشق. أخذ عنه: العماد علي بن عساكر، وعلي بن عمر الصقلي، وغيرهما. 4 (إدريس بن محمد بن أبي القاسم:) أبو القاسم العطار، الإصبهاني، المعمر، المعروف بآل والويه العطار. سمع من: محمد بن علي بن أبي ذر. روى عنه: الضياء المقدسي، وابن نقطة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 199 قال الضياء: سمعت منه في السفرتين. وأجاز لأحمد بن سلامة الحداد، والشيخ شمس الدين، والكمال عبد الرحيم، والفخر علي. وتوفي في سادس شعبان، ويقال: إنه جاوز المائة. روى عنه لنا بالإجازة العامة: الركن أحمد الطاووسي. 4 (أرتق بن جلدك المقتفوي:) شحنة بغداد. تزهد وتفقر، وسمى نفسه محمداً، وتكلم في الحقيقة بجامع المنصور، وفي الأصول بجهل، فمنع من ذلك، ثم قام معه جماعة. روى عن: أبي بكر ابن الزاغوني. روى عنه: أبو الحسن ابن القطيعي، وقال عنه: كان يعتقد أن عذاب النار ينقطع ولا يبقى فيها أحد. توفي في أيام التشويق عن بضع وثمانين سنة الله تعالى، أكثر. 4 (أرمانوس، مولى محمد بن علي الزينبي:) سمع: هبة الله الشبلي، وأبا الفتح ابن البطي. ومات في جمادى الآخرة. روى عنه ابن النجار،) وقال: كان صالحاً حسن الأخلاق. 4 (أسامة بن سليمان بن محمد بن غالب:) أبو بكر الداني، المقرئ. أخذ القراءآت عن أبي عبد الله محمد بن الحسن ابن غلام الفرس،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 200 وسمع منه التيسير وأجاز له، وسمع من: أبي الوليد ابن الدباغ، وأبي الحسن ابن عز الناس. قال الأبار: وكان بصيراً بعقد الشروط، منقطع القين في الصلاح والورع، نهاية في العدالة، وكانت له مشاركة في الفقه. حدث، وأخذ الناس عنه. ولد سنة ثلاثين وخمسمائة، وتوفي في رابع عشر جمادى الآخرة. روى عنه أبو محمد عبد الله بن أحمد الداني. 4 (أسعد بن المنجى بن بركات بن المؤمل:) القاضي أبو المعالي وجبه الدين ابن أبي المنجى، المعري الأصل، الدمشقي، الفقيه الحنبلي. ولد سنة تسع عشرة وخمسمائة. ارتحل إلى بغداد وتفقه بها، وبرع في المذهب، وسمع أنوشتكين الرضواني، والقاضي أبا الفضل الأرموي، وأبا جعفر العباسي. وسمع بدمشق من نصر بن أحمد بن مقاتل، وغيره. وولي قضاء حران في أواخر دولة نور الدين، وأخذ الفقه عن شيخ عبد القادر الجيلي، وأحمد الحربي. وتفقه أيضاً بدمشق على شرف الإسلام عبد الوهاب ابن الشيخ أبي الفرج الحنبلي، وهو آخر أصحابه. أخذ عنه الشيخ الموفق. وروى عنه: ابن خليل، والضياء، والشيخ
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 201 شمس الدين، والفخر علي، والحافظ عبد العظيم، والشهاب القوصي، وآخرون. ومن أجله بنى الشيخ مسمار المدرسة ووقفها عليهم. وله شعر حسن. صنف كتاب النهاية في شرح الهداية في بضعة عشر مجلداً. وصنف كتاب الخلاصة، وغير ذلك. وفي ذريته علماء وأكابر. مات في جمادى الآخرة. 4 (أسعد بن المهذب بن زكريا بن مماتي:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 202 القاضي الرئيس أبو المكرم المصري، الكاتب، الشاعر، صاحب الديوان الشعر، فمنه: (تعاتبني وتنهى عن أمور .......... سبيل الناس أن ينهوك عنها)
(أتقدر أن تكون كمثل عيني .......... وحقك ما علي أضر منها) توفي بحلب وقد هرب إليها خانقاً من الوزير ابن شكر في سلخ جمادى الآخرة وله اثنتان) وستون سنة. وقد سمع من: أبي طاهر السلفي، وغيره. وله مجاميع مفيدة، ونظم سيرة صلاح الدين، ونظم كتاب كليلة ودمنة. وقد أسلم، وكان نصرانياً، في أول الدولة الصلاحية، وولي ديوان الجيش، وغير ذلك. ومرض، فطلب من جويرية له توتية أن تصلح له شيئاً يوافق، فعدد لها أنواع المرورات، فضجرت وقالت: لا يقدر أحد على مرضاتك. وذكر أنه اختصر اللمع في النحو لابن جني في ورقة واحدة مجدولة. 4 (إسماعيل بن علي بن حمك:) أبو الفضل المغيثي الحمكي، الخراساني. سمع: محمد بن إسماعيل الفارسي، ووجيهاً الشحامي. 4 (إسماعيل بن عمر بن نعمة بن شبيب:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 203 الأديب أبو الطاهر الرؤبي، الحنبلي، المصري، العطار. له شعر وتصانيف وأدب. توفي في المحرم كهلاً. 4 (حرف الحاء:)
4 (الحسن بن محمد بن الحسن بن علي:) القاضي أبو علي الأموي، المصري، الشافعي، العدل، الوراق، المعروف بابن مروان يعني مروان بن الحكم. سمع من عبد الله بن رفاعة في سنة خمسين وخمسمائة. ومولده في سنة تسع عشرة وخمسمائة. حدث عنه الزكي عبد العظيم وغيره. وكان بارعاً في الشروط، صنف فيها كتابين مشهورين. وتوفي في رجب. 4 (الحسن بن المبارك بن أبي سعد ابن البواب.) أبو علي الحريمي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 204 حدث عن: أبي الوقت، وسعيد ابن البناء. وتوفي في المحرم. 4 (حرف الراء:)
4 (رشيد:) مولى الأمير صندل المقتفوي. روى عن: ابن البطي. 4 (حرف العين:)
4 (عبد الله بن يحيى بن علي بن أحمد ابن الخراز الحريمي:) ) توفي بساوة. سمع: أحمد بن علي ابن الأشقر، وسعد الخير، وعم أبيه أبا علي أحمد بن أحمد. 4 (عبد الله بن عبد الله الشنتريني الزاهد:) قال الأبار: صحب أبا عبد الله ابن المجاهد الزاهد دهراً وسلك طريقته، وكان فقيهاً مفتياً عابداً، وكان يبيع الزيت. بقي إلى سنة ست.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 205 4 (عبد الرحيم بن عبد الرزاق ابن الشيخ عبد القادر الجيلي، أبو القاسم:) توفي ببغداد في ربيع الأول. وقد سمع من: أبي الفتح ابن البطي، وغيره. 4 (عبد السلام بن محمد بن بكروس:) أبو الفتح القياري الحمامي. شيخ بغدادي مسند. سمع من: إسماعيل ابن السمرقندي، وأبي سعد أحمد بن محمد البغدادي، وأبي الفتح الكروخي. روى عنه: الدبيثي، والضياء، وغيرهما. وأجاز للفخر ابن البخاري، وغيره. توفي في ذي القعدة. عبد العزيز بن الخطير بن مماتي: ويعرف بالقاضي الأسعد: شاعر جيد النظم، روى عنه الشهاب القوصي، وقال: توفي بحلب سنة ست. وقد قدمناه بلقبه. 4 (عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة المقدسي:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 206 ولد في حدود الأربعين وخمسمائة. وحدث بالإجازة عن ابن البطي. وسمع من جماعة. وهو والد العماد عبد الحميد، وغيره. روى عنه: الضياء. ومات بالجبل. 4 (عثمان بن يوسف بن مقدام المقدسي، المقرئ:) شيخ صالح عابد، ابن عمه الحافظ الضياء. يروي عن ابن صابر. روى عنه: الضياء، وغيره. توفي في شهر ربيع الأول قبل عبد الهادي بشهر. 4 (عفيفة بنت أبي بكر أحمد بن عبد الله بن محمد:) أم هانئ الفارقانية، الإصبهانية. شيخة معمرة مشهورة، ولدت سنة عشر وخمسمائة. وسمعت من صاحب أبي نعيم الحافظ عبد الواحد الدشتج، وهي آخر من حدث في الدنيا عنه بالسماع. وتروي عن: أبي علي الحداد، وأبي سعد بن الطيوري، وأبي الغنائم ابن المهتدي بالله، وأبي علي ابن المهدي، وأبي طالب ابن يوسف البغدادي، وأبي الحسن بن مرزوق الزعفراني، بالإجازة. وسمعت أيضاً من حمزة بن العباس العلوي، وجعفر بن عبد الواحد الثقفي، وفاطمة) الجوزدانية. روى عنها: أبو موسى عبد الله بن عبد الغني، والضياء محمد، والرفيع
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 207 إسحاق والد الأبرقوهي، وجماعة. وأجازت لأحمد بن أبي الخير، وللفخر علي، وللبرهان إبراهيم ابن الدرجي، وللشيخ شمس الدين، وللكمال عبد الرحيم، ولخديجة بنت الشهاب بن راجح، ولأحمد بن شيبان. وسمعت من فاطمة المعجم الكبير كله، والمعجم الصغير للطبراني، ولفتن لنعيم بن حماد. قال ابن نقطة: سمعنا منها المعجم الكبير والفتن لنعيم، وغير ذلك. توفيت في ربيع الآخر، قاله الضياء، وقال: مولدها في ذي الحجة سنة عشر. نقلت إجازة البغاددة لها من خط شيخنا المزي. 4 (علي بن المبارك:) ابن أخي الحريص البغدادي، الخباز. روى عن: سعيد ابن البناء. توفي فيها ظناً. 4 (عمر بن محمد بن عبد العزيز الرحمن بن بيبش:) أبو حفص البكري، الداني، المعروف بابن أبي رطلة. سمع بدانية من أبي الحسن ابن عز الناس، وأبي بكر بن جماعة. وأخذ القراءآت عن أبي عبد الله بن حميد. ورحل إلى مالقة، فأخذ القراءآت عن القاسم بن دحمان، أبي العباس البلنسي. وسمع منهم، ومن: السهيلي، وأبي الحسن ابن جامع. وأجاز له أبو عبد الله بن سعادة، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 208 وأقرأ وحدث، وكان مضعفاً إلا أنه كان صدوقاً فيما رواه. وتوفي في شوال. قال ذلك الأبار. 4 (حرف الفاء:)
4 (فارس بن أبي البركات:) أبو المظفر الحربي، المشاهر. روى عن: ابن الطلاية، وغيره. روى عنه: عيسى ابن الموفق، وأبو موسى ابن الحافظ وأخوه أبو سليمان، وعبد الله بن أبي عمر الخطيب، والضياء محمد. توفي في رجب. أخبرتني عائشة بنت عيسى، أخبرنا أبي من لفظه سنة أربع عشرة وستمائة حضوراً، أحضرنا فارس بن أبي البركات، وعبد الملك بن مظفر، ومظفر بن جحشويه، وأحمد بن محمد بن حازم، وعلي بن أبي نصر بالحربية، قالوا: أخبرنا أحمد بن أبي غالب، أخبرنا عبد العزيز بن علي، أخبرنا أبو طاهر المخلص، حدثنا عبد الله بن سليمان، حدثنا أبو شهاب، عن يونس بن) عبيد، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أشار المسلم إلى أخيه بحديدة لعنته الملائكة وإن كان أخاه لأبيه وأمه. فكان سيرين يكره أن يناول الرجل إبرة. وأخبرنيه أحمد بن إسحاق، أخبرنا المبارك بن أبي الجود، أخبرنا أحمد بن أبي غالب، فذكره.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 209 4 (فتح بن محمد بن علي:) الفقيه أبو المنصور الدمياطي، الشافعي، نجيب الدين. والد الزين الكاتب المشهور. عمر دهراً. وسمع من: أبي طاهر السلفي، وأبي الطاهر بن عوف، وجماعة. وحدث، وله شعر حسن، وتصانيف حسنة في فنون. توفي في مستهل المحرم. 4 (حرف الميم:)
4 (محمد بن أحمد بن عبد الملك بن عبد العزيز:) أبو عبد الله اللخمي، الباجي، ثم الإشبيلي. روى عن: أبيه، وأبي عبد الله ابن المجاهد، وابن الجد وبه تفقه. ولي قضاء إشبيلية. وتوفي في شوال. 4 (محمد بن أعز بن عمر بن محمد:) أبو عبد الله التيمي، البكري، السهروردي، ثم البغدادي. ولد سنة سبع وعشرين وخمسمائة. وسمع من: إسماعيل ابن السمرقندي، وأبي سعد أحمد بن محمد البغدادي، وغيرهما. وسمع من جده عمر بن محمد بن عبد الله بن سعد السهروردي الصوفي عم أبي النجيب، حدثه عن عاصم بن الحسن، وغيره. ومات سنة اثنتين وثلاثين، وهو ممن كتب عنه السلفي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 210 روى عن محمد هذا: أبو عبد الله الدبيثي، والنجيب عبد اللطيف. وتوفي في شوال. ومات أبوه وكان يروي عن ابن نبهان سنة سبع وخمسين وخمسمائة. 4 (محمد بن سعيد بن محمد:) أبو عبد الله المرادي، المرسي، المقرئ. أخذ القراءآت عن أبي الحسن بن هذيل، وأبي علي بن عريب. وسمع منهما، ومن: أبي عبد الله بن سعادة، وأبي محمد بن عاشر، وجماعة. وكان خيراً فاضلاً، أقرأ القراءآت، وروى الحديث، وحمل الناس عنه الكثير. وممن قرأ عليه القراءآت علم الدين القاسم بن أحمد اللورقي نزيل دمشق. وقال الأبار: ولد سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة، وتوفي بمرسية إلى رحمة الله ليلة الجمعة) الحادي والعشرين من رمضان سنة ست. 4 (محمد بن عبد الله بن أبي يحيى بن مطروح:) أبو عبد الله التجيبي، السرقسطي. سمع من: أبي الحسن ابن النعمة. قال الأبار: كان إخبارياً حلو النادرة والفكاهة، جمع شعر أبي بكر يحيى بن محمد ابن الجزار السرقسطي. روى عنه: ابنه عبد الله، وأبو عبد الله ابن أبي البقاء.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 211 محمد بن عبد الله بن الحسين: أبو عبد الله البروجردي. سمع بإصبهان من أحمد بن عبد الله بن مرزوق. وقدم بغداد فتفقه بها للشافعي، وسمع من: أبي عبد الله ابن السلال، وعبد الصبور الهروي. وتوفي ببروجرد في العشرين من ربيع الأول. 4 (محمد بن علي بن يحيى بن علي ابن الطراح:) أبو جعفر البغدادي، المدير. من أولاد المحدثين. وكان شروطياً مديراً على أبواب الحكام. سمع من: أبي الفضل الأرموي، وأبي عبد الله الرطبي، وأبي الوقت قال ابن النجار: كتبت عنه ولا بأس به، توفي في سادس رمضان. 4 (محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن بن علي:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 212 العلامة فخر الدين، أبو عبد الله القرشي، البكري، التيمي، الطبرستاني الأصل، الرازي، ابن خطيب الري، الشافعي، المفسر، المتكلم، صاحب التصانيف.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 213 ولد سنة أربع وأربعين وخمسمائة. اشتغل على والده الإمام ضياء الدين عمر، وكان من تلامذة محيي السنة أبي محمد البغوي. قال الموفق أحمد بن أبي أصيبعة في تاريخه: انتشرت في الآفاق مصنفات فخر الدين وتلامذته. وكان إذا ركب، مشى حوله نحو ثلاثمائة تلميذ فقهاء، وغيرهم، وكان خوارزم شاه يأتي إليه، وكان شديد الحرص جداً في العلوم الشرعية والحكمية، حاد الذهن، كثير البراعة، قوي النظر في صناعة الطب، عارفاً بالأدب، له شعر بالفارسي والعربي، وكان عبل البدن، ربع القامة، كبير اللحية، في صوته فخامة. كانوا يقصدونه من البلاد على اختلاف مطالبهم في العلوم وتفننهم، فكان كل منهم يجد عنده النهاية القصوى فيما يرومه منه. قرأ الحكمة على المجد الجيلي بمراغة، وكان المجد من كبار الفضلاء وله تصانيف.) قلت: يعني بالحكمة: الفلسفة. قال القاضي شمس الدين ابن خلكان فيه: فريد عصره ونسيج وحده. وشهرته تغني عن استقصاء فضائله، ولقبه فخر الدين. وتصانيفه في علم الكلام والمعقولات سائرة في الآفاق، وله تفسير كبير لم يتممه. ومن تصانيفه في علم الكلام: المطالب العالية، وكتاب نهاية العقول، وكتاب الأربعين، وكتاب المحصل، وكتاب البيان والبرهان في الرد على أهل الزيغ والطغيان، وكتاب المباحث العمادية في المطالب المعادية، وكتاب المحصول في أصول الفقه، وكتاب عيون المسائل، وكتاب تأسيس التقديس في تأويل الصفات، وكتاب إرشاد
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 214 النظار إلى لطائف الأسرار، وكتاب أجوبة المسائل البخارية، وكتاب تحصيل الحق، وكتاب الزبدة، وكتاب المعالم في أصول الدين، وكتاب الملخص في الفلسفة، وكتاب شرح الإشارات، وكتاب عيون الحكمة، وكتاب السر المكتوم في مخاطبة النجوم، وشرح أسماء الله الحسنى. ويقال: إنه شرح المفضل للزمخشري، وشرح المجيز للغزالي، وشرح سقط الزند لأبي العلاء. وله مختصر في الإعجاز ومؤخذات جيدة على النجاة، وله طريقة في الخلاف. وصنف في الطب شرح الكليات للقانون وصنف في علم الفراسة. وله مصنف في مناقب الشافعي. وكل تصانيفه ممتعة، ورزق فيها سعادة عظيمة، وانتشرت في الآفاق، وأقبل الناس على الاشتغال فيها، ورفضوا كتب المتقدمين. وله في الوعظ باللسانين مرتبة عالية، وكان يلحقه الوجد حال وعظه، ويحضر مجلسه أرباب المقلات والمذاهب ويسألونه. ورجع بسببه خلق كثير من الكرامية وغيرهم إلى مذهب أهل السنة، وكان يلقب بهراة: شيخ الإسلام. اشتغل على والده إلى أن مات، ثم قصد الكمال السمناني، واشتغل عليه مدة، ثم عاد إلى الري، واشتغل على المجد الجيلي صاحب محمد بن يحيى الفقيه النيسابوري، وتوجه معه إلى لما طلب إليها. ويقال: إنه كان يحفظ كتاب الشامل في علم الكلام إمام الحرمين، ثم قصد خوارزم وقد تمهر في العلوم، فجرى بينه وبين أهلها كلام فيما يرجع إلى المذهب والعقيدة، فأخرج من البلد، فقصد ما وراء النهر، فجرى له أيضاً ما جرى بخوارزم، فعاد إلى الري، وكان بها طبيب) حاذق، له ثروة ونعمة،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 215 وله بنتان، ولفخر الدين ابنان، فمرض الطبيب، فزوج بنتيه بابني الفخر، ومات الطبيب فاستولى الفخر على جميع أمواله، ومن ثم كانت له النعمة. ولما وصل إلى السلطان شهاب الدين الغوري، بالغ في إكرامه والإنعام عليه، وحصلت له منه أموال عظيمة، وعاد إلى خراسان واتصل خوارزم شاه محمد بن تكش، وحظي عنده، ونال أسمى المراتب. وهو أول من اخترع هذا الترتيب في كتبه، وأتى فيها بما لم يسبق إليه. وكان يكثر البكاء حال الوعظ. وكان لما أثرى، لازم الأسفار والتجارة، وعامل شهاب الدين الغوري في جملة من المال، ومضى إليه لاستيفاء حقه، فبالغ في إكرامه، ونال منه مالاً طائلاً. إلى أن قال ابن خلكان: ومناقبه أكثر من أن تعد وفضائله لا تحصى ولا تحد. واشتغل بعلوم الأصول على والده، وأبوه اشتغل على أبي القاسم الأنصاري صاحب إمام الحرمين، واسمه سليمان ابن ناصر. وقال أبو المظفر سبط ابن الجوزي، وأبو شامة: اعتنى الفخر الرازي بكتب ابن سيناء وشرحها. وكان يعظ وينال من الكرامية، وينالون منه سباً وتكفيراً. منها: أنه قال: قال محمد التازي وقال محمد الرازي، يعني من النبي صلى الله عليه وسلم ونفسه، والتازي: هو العربي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 216 ومنها أنه كان يقرر مسائل الخصوم وشبههم بأتم عبارة، فإذا جاء بالأجوبة، قنع بالإشارة. ولعله قصد الإيجار، ولكن أين الحقيقة من المجاز. وقد خالف الفلاسفة الذين أخذ عنهم هذا الفن فقال في كتاب المعالم: أطبقت الفلاسفة على أن النفس جوهر وليست بجسم، قال: وهذا عندي باطل لأن الجوهر يمتنع أن يكون له قرب أو بعد من الأجسام. قال الإمام أبو شامة: وقد رأيت جماعة من أصحابه قدموا علينا دمشق، وكلهم كان يعظمه تعظيماً كبيراً، ولا ينبغي أن يسمع فيمن ثبتت فضيلته كلام يستبشع، لعله من صاحب غرض من حسد، أو مخالفة في مذهب أو عقيدة. قال: وبلغني أنه خلف من الذهب ثمانين ألف دينار سوى الدواب والعقار، وغير ذلك. وخلف ولدين كان الأكبر منهما قد تجند في حياة أبيه، وخدم السلطان خوارزم شاه. قلت: ومن تلامذته مصنف الحاصل تاج الدين محمد بن الحسين الأرموي، وقد توفي قبل) وقعة بغداد، وشمس الدين عبد الحميد بن عيسى الخسروشاهي، والقاضي شمس الدين الخوتي، ومحيي الدين قاضي مرند. وتفسيره الكبير في اثنتي عشرة مجلدة كبار سماه فتوح الغيب أو مفاتيح الغيب. وفسر الفاتحة في مجلد مستقل. وشرح نصف الوجيز
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 217 للغزالي. وله كتاب المطالب العالية في ثلاث مجلدات، ولم يتمه، وهو من آخر تصانيفه، وله كتاب عيون الحكمة فلسفة، وكتاب في الرمل، وكتاب في الهندسة، وكتاب الاختبارات السماوية تنجيم، وكتاب الملل والنحل، وكتاب في النبض، وكتاب الطب الكبير، وكتاب التشريح لم يتمه، ومصنفات كثيرة ذكرها الموفق ابن أبي أصيبعة، وقال: كان خطيب الري، وكان أكثر مقامه بها، وتوجه إلى خوارزم ومرض بها، وامتد مرضه أشهراً، ومات بهراة بدار السلطنة. وكان علاء الملك العلوي وزير خوارزم شاه قد تزوج بابنته. وكان لفخر الدين أموال عظيمة ومماليك ترك وحشم وتجمل زائد، وعلى مجلسه هيبة شديدة. ومن شعره: (نهاية إقدام العقول عقال .......... وأكثر سعي العالمين ضلال)
(وأرواحنا في وحشة من جسومنا .......... وحاصل دنيانا أذى ووبال)
(ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا .......... سرى ان جمعنا فيه قيل وقالوا)
(وكم قد راينا من رجال ودولة .......... فبادوا جميعاً مسرعين وزالوا)
(وكم من جبال قد علت شرفاتها .......... رجال فزالوا والجبال جبال) حكى الأديب شرف الدين محمد بن عنين أنه حضر درس فخر الدين في مدرسته بخوارزم، ودرسه حافل بالأفاضل، واليوم شات، وقد وقع ثلج كثير، وبرد خوارزم شديد، فسقطت بالقرب منه حمامة، وقد طردها بعض الجوارح، فلما وقعت، رجع عنها الجارح، وخاف، فلم تقدر الحمامة على الطيران من الخوف ومن البرد، فلما قام فخر الدين من الدرس، وقف عليها ورق لها وأخذها. فقلت في الحال:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 218 (يا ابن الكرام المطعمين إذا شتوا .......... في كل مسغبة وثلج خاشف)
(العاصمين إذا النفوس تطايرت .......... بين الصوارم والوشيح الراعف)
(من نبأ الورقاء أن محلكم .......... حرم وأنك ملجأ للخائف) ) (وفدت عليك وقد تدانى حتفها .......... فحبوتها ببقائها المستأنف)
(ولو أنها تحبى بمال لانثنت .......... من راحتيك بنائل متضاعف)
(جاءت سليمان الزمان بشكوها .......... والموت يلمع من جناحي خاطف)
(قرم لواة القوت حتى ظله .......... بإزائه يجري بقلب واجف) وله فيه: (ماتت به بدع تمادى عمرها .......... دهراً وكاد ظلامها لا ينجلي)
(فعلا به الإسلام أرفع هضبة .......... ورسا سواه في الحضيض الأسفل)
(غلط امرؤ بأبي علي قاسه .......... هيهات قصر عن هداه أبو علي)
(لو أن رسطاليس يسمع لفظة .......... من لفظه لعرته هزة أفكل)
(ولحار بطليموس له لاقاه من .......... برهانه في كل شكل مشكل)
(ولو أنهم جمعوا لديه تيقنوا .......... أن الفضيلة لم تكن للأول) ومن كلام فخر الدين قال: رأيت الأصلح والأصوب طريقة القرآن، وهو ترك الرب، ثم ترك التعمق، ثم المبالغة في التعظيم من غير خوض في التفاصيل، فأقرا في التنزيه قوله: والله الغني وأنتم الفقراء، وقوله: ليس كمثله شيء، و قل هو الله أحد، وأقرأ في الإثبات: الرحمن على العرش
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 219 استوى، و يخافون ربهم من فوقهم، و إليه يصعد الكلم الطيب، وأقرا في أن الكل من الله قوله: قل كل من عند الله، وفي تنزيهه عن ما لا ينبغي: ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك وعلى هذا القانون فقس. وأقول من صميم القلب من داخل الروح: إني مقر بأن كل ما هو الأكمل الأفضل الأعظم الأجل، فهو لك، وكل ما فيه عيب ونقص، فأنت منزه عنه. وأقول: إن عقلي وفهمي قاصر عن الوصول إلى كنه صفة ذرة من مخلوقاتك. قال الإمام أبو الفخر الرازي وعظ مرة عند السلطان شهاب الدين فقال: يا سمع الفخر الرازي يقول: ليتني لم أشتغل بالكلام، وبكى. وقيل: إن الفخر الرازي وعظ مرة عند السلطان شهاب الدين فقال: يا سلطان العالم لا سلطانك يبقى، ولا تلبيس الرازي يبقى وأن مردنا إلى الله فأبكى السلطان.) وقد ذكرنا في سنة خمس وتسعين الفتنة التي جرت له مع مجد الدين عبد المجيد ابن القدوة بهراة. من كلام فخر الدين: إن كنت ترحم فقيراً، فأنا ذاك، وإن كنت ترى معيوباً، فأنا ذاك المعيوب، وإن كنت تخلص غريقاً، فأنا الغريق في بحر الذنوب. وإن كنت أنت أنت، فأنا أنا ليس غير النقص والحرمان والذل والهوان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 220 4 (وصيته:) أوصى بهذه الوصية لما احتضر لتلميذه إبراهيم بن أبي بكر الإصباهاني: يقول العبد الراجي رحمة الله ربه، الواثق بكرم مولاه، محمد بن عمر بن الحسين الرازي، وهو أول عهده بالآخرة، وآخر عهده بالدنيا، وهو الوقت الذي يلين فيه كل قاس، ويتوجه إلى مولاه كل آبق: أحمد الله تعالى بالمحامد التي ذكرها أعظم ملائكته في أشرف أوقات معارجهم، ونطق بها أعظم أنبيائه في أكمل أوقات شهاداتهم، وأحمده بالمحامد التي يستحقها، عرفتها أو لم أعرفها لأنه لا مناسبة للتراب مع رب الأرباب. وصلاته على الملائكة المقربين، والأنبياء والمرسلين، وجميع عباد الله الصالحين. ثم اعلموا إخواني في الدين واخلائي في طلب اليقين، أن الناس يقولون: إن الإنسان إذا مات انقطع عمله، وتعلقه عن الخلق، وهذا مخصص من وجهين: الأول: أنه بقى منه عمل صالح صار ذلك سبباً للدعاء، والدعاء له عند الله أثر، الثاني: ما يتعلق بالأولاد، وأداء الجنايات. أما الأول: فاعلموا أنني كنت رجلاً محباً للعلم، فكنت أكتب في كل شيء شيئاً لأقف على كميته وكيفيته، سواء كان حقاً أو باطلاً،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 221 إلا أن الذي نظرته في الكتب المعتبرة أن العالم المخصوص تحت تدبير مدبر منزه عن مماثلة المتحيزات، موصوف بكمال القدرة والعلم والرحمة. ولقد اختبرت الطرق الكلامية، والمناهج الفلسفية فما رأيت فيها فائدة تساوي الفائدة التي وجدتها في القرآن لأنه يسعى في تسليم العظمة والجلالة لله، ويمنع عن التعمق في إيراد المعارضات والمناقضات، وما ذاك إلا للعلم بأن العقول البشرية تتلاشى في تلك المضايق العميقة، والناهج الخفية، فلهذا أقول: كل ما ثبت بالدلائل الظاهرة، من وجوب وجوده، ووحدته، وبراءته عن الشركاء في القدم، والأزلية، والتدبير، والفعالية، فذلك هو الذي أقول به، وألقى الله به. وأما ما انتهى الأمر فيه إلى الدقة والغموض، وكل ما ورد في القرآن) والصحاح، المتعين للمعنى الواحد، فهو كما هو، والذي لم يكن كذلك أقول: يا إله العالمين، إني أرى الخلق مطبقين على أنك أكرم الأكرمين، وأرحم الراحمين، فلك ما مد به قلمي، أو خطر ببالي فأستشهد وأقول: إن علمت مني أني أردت به تحقيق باطل، أو إبطال حق، فافعل بي ما أنا أهله، وإن علمت مني أني ما سعيت إلا في تقرير اعتقدت أنه الحق، وتصورت أنه الصدق، فلتكن رحمتك مع قصدي لا مع حاصلي، فذاك جهد المقل، وأنت أكرم من أن تضايق الضعيف الواقع في زلة، فأغثني، وارحمني، واستر زلتي، وامح حوبتي، يا من لا يزيد ملكه عرفان العارفين، ولا ينقص ملكه بخطأ المجرمين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 222 وأقول: ديني متابعة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وكتابي القرآن العظيم وتعويلي في طلب الدين عليهما، اللهم يا سامع الأصوات، ويا مجيب الدعوات، ويا مقيل العثرات، أنا كنت حسن الظن بك، عظيمالرجاء في رحمتك، وأنت قلت: أنا عند ظن عبدي بي، وأنت قلت: أمن يجيب المضطر إذا دعاه، فهب أني ما جئت بشيء، فأنت الغني الكريم، وأنا المحتاج اللئيم، فلا تخيب رجائي، ولا ترد دعائي، واجعلني آمناً من عذابك قبل الموت، وبعد الموت، وعند الموت، وسهل علي سكرات الموت فإنك أرحم الراحمين. وأما الكتب التي صنفتها، واستكثرت فيها من إيراد السؤآلات، فليذكرني من نظر فيها بصالح دعائه، على سبيل التفضل والإنعام، وإلا فليحذف القول السيئ فإني ما أردت إلا تكثير البحث، وشحذ الخاطر، والاعتماد في الكل على الله. الثاني وهو إصلاح أمر الأطفال، والاعتماد فيه على الله. ثم إنه سرد وصيته في ذلك، إلى أن قال: وأمرت تلامذتي، ومن لي عليه حق إذا أنا مت، يبالغون في إخفاء موتي، ويدفنوني على شرط الشرع، فإذا دفنوني قرأوا علي ما قدروا عليه من القرآن، ثم يقولون: يا كريم، جاءك الفقير المحتاج، فأحسن إليه. سمعت وصيته كلها من الكمال عمر بن إلياس بن يونس المراغي، أخبرنا التقي يوسف بن أبي بكر النسائي بمصر، أخبرنا الكمال محمود بن عمر الرازي، قال: سمعت الإمام فخر الدين يوصي تلميذه إبراهيم بن أبي بكر، فذكرها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 223 قلت: توفي يوم عيد الفطر بهراة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 224 4 (محمد بن قسوم بن عبد الله بن قسوم:) ) أبو عبد الله الفهمي، الإشبيلي، الزاهد. قال الأبار: صحب أبا عبد الله ابن المجاهد واختص به، وكان مؤذن مسجده، وخلفه بعد وفاته، وسمع منه الموطأ وحدث به عنه، و بمسند أبي بكر بن أبي شيبة، و رسالة ابن أبي زيد. وكان فقيهاً ورعاً منقبضاً عن الناس، نحوياً ماهراً. حدث عنه عبد الله بن محمد الطلبي. وتوفي في ربيع الآخر وله خمس وثمانون سنة. وحدث عنه أيضاً صاحبنا أبو بكر ابن سيد الناس. 4 (محمد بن وهب بن سلمان بن أحمد ابن الزنف:) أبو المعالي ابن الفقيه أبي القاسم السلمي، الدمشقي. ولد سنة ثلاث وثلاثين. وسمع من: الفقيه نصر الله بن محمد المصيصي، وأبي الدر ياقوت الرومي، وابن البن الأسدي. وحدث بدمشق وبغداد لما حج منها، وأجاز له أبو الأسعد هبة الرحمن ابن القشيري.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 225 روى عنه: أبو عبد الله الدبيثي، وابن خليل، والضياء، وابن أخيه الفخر علي، والزكي عبد العظيم، والشهاب القوصي، وآخرون. لقبه تاج الدين. توفي في العشرين من شعبان. 4 (المبارك بن محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 226 العلامة مجد الدين أبو السعادات ابن الأثير الجزري، ثم الموصلي، الكاتب البليغ. مصنف جامع الأصول، ومصنف غريب الحديث، وغير ذلك. ولد بجزيرة ابن عمر في سنة أربع وأربعين وخمسمائة في أحد الربيعين، وبها نشأ، وانتقل إلى الموصل فسمع بها من يحيى بن سعدون القرطبي وخطيب الموصل، واتصل بخدمة الأمير الكبير مجاهد الدين قايماز الخادم إلى أن أهلك، فاتصل بخدمة صاحب الموصل عز الدين مسعود، وولي ديوان الإنشاء، وتوفرت حرمته. وكان بارعاً في الترسل له فيه مصنف. وعرض له مرض مزمن أبطل يديه ورجليه، وعجز عن الكتابة، وأقام بداره. وأنشأ رباطاً بقرية من قرى الموصل، ووقف أملاكه عليه. وله شعر يسير. توفي في آخر يوم من السنة ودفن برباطه. ذكره أبو شامة في تاريخه، فقال: قرأ الحديث والأدب والعلم. وكان رئيساً مشاوراً، صنف جامع الأصول و النهاية في الغريب، وصنف شرح مسند الشافعي. وكان به نقرس، فكان يحمل في محفة. قرأ النحو على أبي محمد سعيد ابن الدهان، وأبي الحرم مكي الضرير. وسمع من: ابن سعدون، والطوسي. وسمع ببغداد لما حج من ابن كليب، وحدث وانتفع به) الناس. وكان ورعاً عاقلاً بهياً، ذا بر وإحسان. وأخواه:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 227 ضياء الدين مصنف المثل السائر، والآخر عز الدين علي صاحب التاريخ. وقال ابن خلكان: له كتاب الإنصاف في الجمع بين الكشف والكشاف تفسيري الثعلبي والزمخشري، وله كتاب المصطفى المختار في الأدعية والأذكار، وكتاب لطيف في صنعة الكتابة، وكتاب البديع في شرح الفصول في النحو لابن الدهان، وله ديوان رسائل رحمه الله. قلت: روى عنه ولده، والشهاب القوصي، وغير واحد. وعاش ثلاثاً وستين سنة، سن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وسن خير هذه الأمة بعد نبيها بشهادة أمير المؤمنين علي رضي الله عنه لهما وهما أبو بكر وعمر رضي الله عنهما. آخر من روى عنه بالإجازة فخر الدين ابن البخاري. قال ابن الشعار: كان كاتب الإنشاء لدولة صاحب الموصل نور الدين أرسلان شاه بن مسعود بن مودود. وكان حاسباً كاتباً ذكياً. إلى أن قال: ومن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 228 تصانيفه كتاب الفروق في الأبنية، وكتاب الأذواء والذوات، وكتاب الأدعية و المختار في مناقب الأخيار و شرح غريب الطوال. وكان من أشد الناس بخلاً. 4 (محمود بن أحمد بن عبد الرحمن:) أبو عبد الله المصري، الثقفي، الإصبهاني. إمام جامع إصبهان. ولد سنة سبع عشرة وخمسمائة. وسمع من: محمد بن علي بن أبي ذر الصالحاني، والحسين بن عبد الملك الخلال، وزاهر، وسعيد بن أبي الرجاء الصيرفي. روى عنه: ابن خليل، والضياء، وابن نقطة، وجماعة. وأجاز للشيخ شمس الدين، وللفخر علي، وللكمال عبد الرحيم، ولابن شيبان، وغيرهم. وتوفي في جمادى الآخرة. قال ابن نقطة: كان صحيح السماع، ثقيل السمع.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 229 4 (محمود ابن المحتسب عبد الباقي بن أحمد بن إبراهيم ابن النرسي:) أبو علي البغدادي، الأزجي. ولد سنة ثلاث وثلاثين. وسمع من: أبيه أبي البركات. روى عنه: أبو عبد الله الدبيثي، وقال: توفي في جمادى الأولى، والضياء المقدسي. 4 (محمود بن علي بن شعيب:) أبو الشكر البغدادي ابن الدهان، أخو محمد الفرضي. سمع: ابن ناصر، والمبارك بن أحمد) الكندي. وعنه: الدبيثي، وغيره. توفي في ذي الحجة. وروى عنه ابن النجار وقال: كان يكتب الحمير ويزوقها. 4 (محمود بن عبيد الله بن صاعد:) العلامة أبو المحامد الحارثي، المروزي، الفقيه الحنفي. من كبار الحنفية وأئمتهم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 230 ولد سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة. وسمع من: نصر بن سيار، وأبي سعد ابن السمعاني، ومسعود بن محمد المسعودي. ويقال له الطايكاني، نسبة إلى طايكان، ويقال طايقان، بليدة بنواحي بلخ. حج، وحدث بمكة، والمدينة، وبغداد. وكان ذا جاه وحشمة. روى عنه: أبو عبد الله الدبيثي، وابن النجار. توفي بمرو في تاسع عشر ربيع الأول. 4 (مسعود بن محمود بن مسعود بن حسان:) أبو سعيد المنيعي، النيسابوري. سمع: أبا الفتح محمد بن عبد الرحمن الكشميهني، وعمر بن أحمد الصفار الفقيه. وكان شيخاً معمراً فإنه ولد سنة أربع عشرة وخمسمائة، وتوفي في رمضان بنيسابور. 4 (مسعود، الملك المؤيد ابن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب:) كان أخوه السلطان الملك الظاهر قد بعثه من حلب إلى الملك العادل،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 231 وهو يحاصر سنجار، يشفع إليه في أهل سنجار وصاحبها يومئذ قطب الدين محمد بن زنكي بن مودود بن زنكي فلم يشفعه، ومات المؤيد برأس عين في نصف شعبان وذلك أنه نام في بيت مع ثلاثة أنفس، وفيه منقل نار، ولا منفذ في البيت، فانعكس البخار، فأخذ على أنفاسهم وهم نيام، فماتوا جميعاً. قاله أبو شامة. وقال ابن واصل: دخل بيتاً مجصصاً، وكان يوماً شديد البرد، فأشعل له نار وسددوا الطاقات، فاختنق المؤيد وجماعة، وسلم اثنان وجد فيهما حياة ضعيفة. وتحدث الناس بأنه سقي سماً، وحمل في تابوت إلى حلب، وحزن عليه أخوه، وغلقت حلب سبعة أيام. 4 (معتوق بن منيع الخطيب:) أبو المواهب الأديب، خطيب قيلويه. قرأ الآداب على أبي محمد ابن الخشاب، والكمال الأنباري. وله شعر وخطب. توفي في شعبان بقريته، وحمل إلى بغداد. 4 (المؤيد بن عبد الله بن عبد الرزاق بن أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن:) ) أبو عبد الله القشيري، النيسابوري.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 232 حدث عن: عبد الجبار بن محمد الخواري، ووجيه الشحامي، وعبد الله بن الفراوي، وغيرهم. قال المنذري: توفي في سابع عشر رمضان ظناً. قلت: ولد في حدود الثلاثين وخمسمائة. روى عنه: أبو رشيد الغزال، وغيره. 4 (المؤيد بن عبد الرحيم بن أحمد بن محمد ابن الإخوة:) أبو مسلم البغدادي، ثم الإصبهاني، المعدل. واسمه الأصلي: هشام. ولد سنة سبع وعشرين وخمسمائة. وعني به أبوه المحدث أبو الفضل، وسمعه حضوراً من: محمد بن علي بن أبي ذر الصالحاني، وزاهر بن طاهر، وسعيد بن أبي الرجاء، والحسين بن عبد الملك الخلال، ومحمد بن إبراهيم بن سعدويه، وغانم بن خالد، وخلق، وسمع من بعضهم. وسمع بهمذان من: أبي بكر هبة الله بن الفرج، ونصر بن المظفر البرنكي. وببغداد من: أبي الفضل الأرموي، وأبي القاسم الحاسب، وهذه الطبقة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 233 ومن مسموعاته: مسند الروياني، و مسند أبي يعلى، و مسند العدني سمعه من سعيد الصيرفي. وكان صحيح السماع ثقة. حدث ببغداد، وإصبهان. روى عنه ابن نقطة، وابن خليل، والضياء، والتقي أحمد بن العز، وجماعة. وروى عنه بالإجازة الشيخ شمس الدين عبد الرحمن، والبرهان ابن الدرجي، والفخر علي، والكمال عبد الرحيم، وآخرون. عاش ثلاثاً وسبعين سنة، وتوفي في الخامس والعشرين من جمادى الآخرة. 4 (حرف الياء:)
4 (يحيى بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن مرزوق:) المقرئ أبو زكريا الجذامي، الإشبيلي، المعروف بابن مورين. أخذ القراءآت عن أبي الحسن شريح، وأبي العباس بن عيشون، وشعيب بن عيسى، وأبي العباس بن حرب، وجماعة. وأخذ العربية عن أبي الحسن بن مسلم. وتصدر ببلده للإقراء، وتفرد عن أقرانه. ذكره الأبار، فقال: كان متقناً مجوداً، أسره العدو، وله في تخليصه قصة غريبة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 234 أخذ عنه أبو العباس ابن النباتي، وأبو بكر ابن سيد الناس. وعمر وأسن ومتع بحواسه، وجاز التسعين. مولده سنة خمس عشرة وخمسمائة، وتوفي في ذي القعدة سنة ست. 4 (يحيى بن الحسين بن أحمد:) أبو زكريا الأواني، الضرير، المقرئ، المعروف بابن حميلة. ولد في حدود سنة خمس عشرة) وخمسمائة أو قبلها. وقرأ القرآن بالروايات الكثيرة على أبي الكرم الشهرزوري، ودعوان بن علي، وجماعة. وقرأ بواسط على محفوظ بن عبد الباقي، وكان يقول: إنه قرأ على أبي محمد سبط الخياط. وسمع بواسط من القاضي أبي عبد الله الجلابي. وسمع ببغداد من أبي الفضل الأرموي، وجماعة. وسماعه في واسط سنة إحدى وأربعين. ذكره ابن نقطة، فقال: سمع من الأرموي، وابن الداية، وأبا محمد
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 235 عبد الله ابن بنت الشيخ، وهو مكثر السماع. ثم قال: وقرأ القرآن على عمر بن ظفر، ودعوان، والشهرزوري، وعلي ابن محمويه الأزدي، وهبة الله بن وفاء ابن النيار الواسطي، وأبي العلاء الهمذاني. وكان قد قرأ على شيخه أبي محمد عبد الله بن علي عدة ختمات بكتب كثيرة كتبها له في جزء فسقط منه، وكان قد أراه لجماعة منهم: شيخه أبو الكرم، وعمه المغازلي، فكتبا له بما رأياه. قال الدبيثي: كان فيه تساهل في الإقراء والرواية. قلت: روى عنه: اليلداني، والدبيثي، والضياء، وابن خليل، والنجيب بن الصقيل، ومحمد بن أبي الدينة، وعبد الرحمن بن عمر بن اللمش شيخا الفرضي. قال الدبيثي: وجد في مسجد ميتاً في الثالث والعشرين من صفر. قلت: وأجاز للشيخ شمس الدين، وللفخر علي، ولجماعة. 4 (يحيى بن الربيع بن سليمان بن حراز:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 236 العلامة مجد الدين العمري، الواسطي، الشافعي، أبو علي ابن الفقيه أبي الفضل. ولد بواسط سنة ثمان وعشرين وخمسمائة. وقرأ القرآن على جده، وأبي يعلى محمد بن سعد بن تركان بالقراءآت. وعلق الخلاف عن القاضي أبي يعلى بن أبي خازم ابن الفراء بواسط لما ولي قضاءها، ثم قدم أبو علي بغداد وتفقه بالنظامية على مدرسها الإمام أبي النجيب السهروردي، وتفقه أولاً على والده، وعلى أبي جعفر هبة الله ابن البوقي. ثم رحل إلى نيسابور، فتفقه على الإمام محمد بن يحيى صاحب الغزالي، وبقي عنده سنتين ونصفاً. وسمع الكثير بواسط من أبي الكرم نصر الله بن مخلد ابن الجلخت، وأبي عبد الله محمد بن علي الجلابي، وأحمد بن عبيد الله الآمدي. وببغداد من عبد الخالق اليوسفي، وابن ناصر، وأبي الوقت. وبنيسابور من شيخه محمد، ومن عبد الله بن الفراوي، وعبد الخالق بن زاهر. وروى الكثير ببغداد، وبهراة، وغزنة لما مضى إليها رسولاً من الديوان العزيز في سنة ثمان وتسعين وخمسمائة فلما عاد ولي تدريس النظامية، ورزق الجاه والحشمة. قال الدبيثي: كان) ثقة، صحيح السماع، عالماً بمذهب الشافعي،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 237 وبالخلاف، والحديث، والتفسير، كثير الفنون. قرأ بالعشرة على ابن تركان، وكان أبوه من الصالحين. ويقال: إنهم من ولد عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وقال أبو شامة: كان مجد الدين عالماً، عارفاً بالتفسير والمذهب والأصولين والخلاف، ديناً صدوقاً. وقال الموفق عبد اللطيف: كان معيد ابن فضلان، وكان أبرع من ابن فضلان، وأقوم بالمذهب، وعلم القرآن، وكان بينهما صحبة جميلة دائمة لم أر مثلها بين اثنين قط فكنا نسمع الدرس من الشيخ، فلا نفهمه لكثرة فراقعه، ثم نقوم إلى ابن الربيع، فكما نسمعه منه نفهمه. وكانت الفتيا تأتي الشيخ، فلا يضع خطه حتى يشاور ابن الربيع. ثم إن ابن الربيع أخذ في تدريس النظامية، وسير في رسالة إلى خراسان، فمات في الطريق. قلت: روى عنه الدبيثي، والضياء، وابن الخليل، وآخرون. وله إجازة من زاهر الشحامي. وتوفي أواخر ذي القعدة. وأجاز للشيخ شمس الدين عبد الرحمن، والفخر علي. 4 (يحيى بن أبي بكر المبارك بن محمد بن يحيى:) أبو زكريا ابن الزبيدي، المؤدب. أخو الحسن والحسين اللذين رويا الصحيح. ولد سنة تسع وعشرين وخمسمائة. وسمع من: عبد الوهاب الأنماطي، وعبد الملك بن أبي القاسم الكروخي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 238 روى عنه: الدبيثي، والضياء، وابن خليل، وجماعة. توفي في صفر. 4 (يحيى بن محاسن بن يحيى بن رفاعة:) أبو زكريا الطائي، المعروف بابن زنفل الحنفي، الفقيه. روى عن: أبي الفتح عبد الله ابن البيضاوي، وأبي الحسن بن صرما، وعبد الوهاب الأنماطي، ورستم بن سرهنك. ولد سنة أربع وعشرين وخمسمائة، وتوفي في ثالث عشر رمضان. روى عنه: الدبيثي، والضياء. 4 (يوسف بن إبراهيم بن وهبون:) أبو الحجاج الكلاعي، الإشبيلي. من عدول بلده، وكان مقدماً في علم الشروط. سمع جزءاً من القاضي أبي بكر ابن العربي. وعاش خمساً وتسعين سنة. 4 (يوسف ابن الفقيه إسماعيل بن عبد الرحمن:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 239 أبو يعقوب اللمغاني الحنفي. شيخ بغدادي فقيه، وقد ذكر أخوه عبد السلام. تفقه على أبيه وعميه محمد، ونصر الله. وسمع من الحسين بن الحسن المقدسي. ومات في جمادى الأولى. 4 (يوسف بن يعقوب بن يوسف بن عمر بن الحسين:) ) أبو يعقوب الحربي. من بيت علم ورواية وقرآن. حدث عن: أبي محمد ابن المادح، وهبة الله الشبلي. وكان ذا صلاح وديانة. توفي في شوال. 4 (وفيها ولد:) الشمس محمد بن هاشم العباسي. والش. وله إجازة من زاهر الشحامي. وتوفي أواخر ذي القعدة. وأجاز للشيخ شمس الدين عبد الرحمن، والفخر علي. 4 (يحيى بن أبي بكر المبارك بن محمد بن يحيى:) أبو زكريا ابن الزبيدي، المؤدب. أخو الحسن والحسين اللذين رويا الصحيح. ولد سنة تسع وعشرين وخمسمائة. وسمع من: عبد الوهاب الأنماطي، وعبد الملك بن أبي القاسم الكروخي. روى عنه: الدبيثي، والضياء، وابن خليل، وجماعة. توفي في صفر. 4 (يحيى بن محاسن بن يحيى بن رفاعة:) أبو زكريا الطائي، المعروف بابن زنفل الحنفي، الفقيه. روى عن: أبي الفتح عبد الله ابن البيضاوي، وأبي الحسن بن صرما، وعبد الوهاب الأنماطي، ورستم بن سرهنك. ولد سنة أربع وعشرين وخمسمائة، وتوفي في ثالث عشر رمضان. روى عنه: الدبيثي، والضياء. 4 (يوسف بن إبراهيم بن وهبون:) أبو الحجاج الكلاعي، الإشبيلي. من عدول بلده، وكان مقدماً في علم الشروط. سمع جزءاً من القاضي أبي بكر ابن العربي. وعاش خمساً وتسعين سنة. مس عبد الرحمن ابن الزين. والرشيد محمد بن أبي بكر العامري. والجمال عمر بن إبراهيم العقيمي. والعماد محمد ابن القاضي شمس الدين محمد ابن الشيرازي. والشمس مظفر بن عبد الصمد ابن الصائغ. والبدر أبو بكر بن نصر الله بن رسلان البعلبكي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 240 وفخر الدولة إبراهيم بن فراس بن علي العسقلاني. وناصر الدين شاهنشاه بن عبد الرزاق العامري الذهبي. وصفية بنت تاج الأمناء أحمد بن عساكر. والعماد يحيى بن تمام الحميري: الدمشقيون. والتاج محمد بن عبد المنعم بن حواري الصرخدي، الشاعر. والجمال يوسف بن جامع القفصي الضرير الحنبلي المقرئ، شيخ بغداد. وأبو القاسم بن عبد الغني بن فخر الدين بن تيمية الحراني. والنحوي أبو عبد الله محمد بن عبد الله التلمساني، عرف بحافي رأسه. والمحب علي بن أبي الفتح السنجاري بسنجار. وأبو المظفر يوسف ابن الفخر الفارسي ثم المصري. ومحيي الدين) عمر بن موسى قاضي غزة. والفخر إسماعيل بن إبراهيم بن قريش الفرضي، في ذي القعدة بمصر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 241 4 (وفيات سنة سبع وستمائة:)
4 (حرف الألف:)
4 (أرسلان شاه ابن السلطان عز الدين مسعود بن مودود ابن أتابك زنكي بن أقسنفر:) السلطان الملك العادل نور الدين أبو الحارث، صاحب الموصل وابن صاحبها. تملك الموصل ثمان عشرة سنة، وولي الموصل بعده ابنه السلطان عز الدين مسعود. قال أبو المظفر سبط ابن الجوزي: كان ملكاً جباراً سافكاً للدماء بخيلاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 242 وقال ابن خلكان: كان ملكاً شهماً، عارفاً بالأمور، وانتقل إلى مذهب الشافعي، ولم يكن في بيته شافعي سواه. وبنى المدرسة المعروفة به بالموصل للشافعية قل أن توجد مدرسة في حسنها. توفي في التاسع والعشرين من رجب. قال أبو شامة: وفيها كان إملاك صاحب الموصل نور الدين أرسلان شاه على ابنة السلطان الملك العادل بقلعة دمشق على صداق ثلاثين ألف دينار، وكان العقد مع وكيله، ثم انكشف الأمر أنه قد مات من أيام بالموصل. وقال ابن الأثير: كان مرضه قد طال، ومزاجه قد فسد، وكان مدة ملكه سبع عشرة سنة وأحد عشر شهراً. وكان شهماً شجاعاً ذا سياسة للرعايا، شديداً على أصحابه، فكانوا يخافونه خوفاً شديداً، وكانت له همة عالية، أعاد ناموس البيت الأتابكي وحرمته. سمعت من أخي أبي السعادات، وكان من أكثر الناس اختصاصاً به، يقول: ما قلت له يوماً في فعل خير فامتنع منه بل بادر إليه. وقال عز الدين ابن الأثير: وكان سريع الحركة في طلب الملك، إلا أنه لم يكن له صبر، فلهذا لم يتسع ملكه، ولما احتضر أمر أن يرتب في الملك ولده الملك القاهر مسعود، وأعطى ولده عماد الدين زنكي قلعتين، وجعل تدبير مملكتهما إلى فتاه بدر الدين لؤلؤ. 4 (أسعد بن سعيد بن محمود بن محمد بن روح:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 243 أبو الفخر بن أبي الفتوح الإصبهاني التاجر. مسند إصبهان، ويعرف بابن روح، وهو جد جده. مولده سنة سبع عشرة وخمسمائة. سمع من فاطمة الجوزدانية المعجم الكبير بفوت من أثناء) ترجمة عمران بن حصين، وجميع المعجم الصغير، وهو آخر من حدث عنها، وسمع أيضاً من سعيد بن أبي الرجاء، وزاهر بن طاهر. قرأت بخط ابن نقطة، قال: أبو الفخر أسعد بن سعيد بن محمود بن محمد بن أحمد بن جعفر بن روح بن الفرج الإصبهاني التاجر. أخرج إلينا مولده وهو في ثاني ذي الحجة من سنة عشرة وخمسمائة. وكان شيخاً صالحاً، صحيح السماع. قلت: روى عنه: ابن نقطة، والضياء، والتقي ابن العز، والجمال أحمد بن عمر بن أبي بكر. وأجاز لإبراهيم بن إسماعيل الدرجي، وشمس الدين عبد الرحمن بن أبي عمر، والفخر علي، والكمال عبد الرحيم، وأحمد بن شيبان، والشمس عبد الرحمن ابن الزين، والتقي إبراهيم ابن الواسطي. وتوفي في رابع ذي الحجة بإصبهان. وكان ابن الواسطي آخر من روى حديث الطبراني بالإجازة العالية فيما علمت. 4 (إسماعيل بن حمزة بن المبارك:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 244 أبو البركات ابن الطبال الأزجي. سمع في الكهولة، وسمع ابنه وحدث عن أبي حكيم النهرواني، وابن البطي. وجاوز الثمانين. وقد سمع ابنه أحمد من ابن شاتيل. 4 (إسماعيل بن محمد بن محمد بن الحسن:) أبو النجح الحنفي، البزاز. روى عن: أبي الفضل الأرموي، وعبد الصبور الهروي. ومات في شعبان ببغداد. أجاز لفاطمة بنت عساكر. 4 (أفضل بن أبي الحسن بن محفوظ:) أبو محمد الحربي، الحفار. يروي عن ابن الطلاية. 4 (الملك الأوحد أيوب ابن العادل:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 245 صاحب خلاط وميافارقين. ذكر ابن واصل وفاته في سنة سبع هذه، وقد ذكرته في سنة تسع، فيحرر أمره. 4 (حرف التاء:) تقية بنت أبي سعيد محمد بن آموسنان: أم ليلى، أخت جعفر. توفيت في رجب بإصبهان، وكانت مسنة عالية الرواية. حدثت عن: أبي عبد الله الخلال، وغانم بن خالد. روى عنها: الضياء المقدسي، وابن نقطة. وأجازت للشيخ) شمس الدين، وللفخر علي. توفيت في رجب. 4 (حرف الجيم:)
4 (جعفر بن أبي سعيد محمد بن أبي محمد:) المعروف جده بآموسان، أبو محمد الإصبهاني الواعظ. ولد سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة. وسمع من: غانم بن خالد، وفاطمة بنت محمد البغدادي، وإسماعيل الحمامي، وجماعة. وسمع ببغداد، من ابن البطي. ثم حج سنة ست وستمائة. وحدث ببغداد، وأملى بالمدينة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 246 روى عنه: الدبيثي، والزكي عبد العظيم، الضياء محمد. وأجاز لابن أبي الخير، وللبرهان الدرجي، وللكمال عبد الرحيم، وللفخر. قال الدبيثي: كان صحيح السماع، مشهوراً بالثقة، له معرفة بالوعظ. حجة ورد، فأدركه أجله بالمدينة النبوية في خامس المحرم. وقد استملى عليه زكي الدين مجلساً. وقال ابن النجار: لقيته بمكة، فانتخبت من أصوله جزءاً قرأته عليه، وسمع ببغداد من أبي المظفر هبة الله ابن الشبلي. وكانت له معرفة بالحديث، وفيه دين وصدق، وتلطف كلام. كتب الكثير، وحصل الأًصول، وهو معروف بآموسان. 4 (جمعة بنت أبي سعد رجاء بن أبي نصر بن سليم:) أم الفخر. تروي عن زاهر الشحامي فوائد الحاج. توفيت بإصبهان في جمادى الأولى. روى عنها الضياء محمد. وأجازت للشيخ شمس الدين، وللفخر علي. وتوفيت في ربيع الآخر. 4 (حرف الحاء:)
4 (الحسين ابن الوزير أبي القاسم علي بن صدقة:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 247 أبو طاهر البغدادي. شيخ مسن قديم المولد، عاش ثمانياً وثمانين سنة. وحدث عن: الوزير أبي المظفر بن هبيرة، وعمر بن ظفر المغازلي. وتوفي في ربيع الأول. 4 (الحسين بن أبي بكر بن الحسين الحريمي، الخباز:) شيخ معمر، يروي عن أبي علي الرحبي. توفي في رجب. 4 (حيان بن عبد الله بن محمد بن هشام بن حيان:) أبو البقاء الأنصاري، الأوسي، الأندلسي، البلنسي. أخذ القراءآت عن أبي الحسن ابن النعمة. وسمع بسبتة من نجبة بن يحيى، وأبي محمد بن عبيد الله. وتأدب بأبي الحسن بن) سعد الخير. قال الأبار: كان نحوياً، لغوياً، أديباً، شاعراً، حسن الخط. وقد أقرأ الناس وقتاً، وسمعت مذاكرته. وتوفي سنة سبع. 4 (حرف الخاء:)
4 (خالد بن علي ابن الوقاياتي القصار:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 248 أبو محمد الأزجي. روى عن: أبي بكر ابن الزاغوني. 4 (خلف بن علي الغراد الظفري:) أبو محمد ابن الأمين. روى عن: عمر بن ظفر المغازلي، والمبارك بن كامل الخفاف. وتوفي في ذي الحجة. 4 (حرف الدال:)
4 (درة بنت صالح بن كامل بن أبي غالب الخفاف:) أجاز لها الأموري. 4 (حرف الزاي:)
4 (زاهر بن أبي طاهر أحمد بن أبي غانم حامد حامد بن أحمد بن محمود:) أبو المجد الثقفي، الإصبهاني. ولد في ربيع الأول سنة إحدى وعشرين، واستجاز له أبوه من جماعة في هذه السنة، وسمعه حضوراً من جعفر بن عبد الواحد الثقفي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 249 وسمع من: محمد بن علي بن أبي ذر، وسعيد بن أبي الرجاء، وزاهر بن طاهر، والحسين بن عبد الملك، وقوام السنة إسماعيل بن محمد الحافظ. وحدث بالكثير. وسمع مسند أبي الروياني من الحسين بن عبد الملك الخلال. روى عنه: ابن نقطة، والضياء، وابن خليل، والتقي ابن العز، وأحمد بن عمر بن أبي بكر، وطائفة سواهم. ذكره ابن نقطة فقال: كان شيخاً صالحاً أضر على كبر، وكان صبوراً للطلبة، مكرماً لهم. قلت: وأجاز للشيخ شمس الدين، وللكمال عبد الرحيم، ولابن شيبان، وللفخر علي، وللبرهان ابن الدرجي، وللتقي ابن الواسطي، وغيرهم. وتوفي في الثاني والعشرين من ذي القعدة. له إجازة من المعمرة فاطمة الجوزدانية.) 4 (زهير بن إبراهيم:) أبو الأزهر الحمامي، الحربي. روى عن: ابن الطلاية، وسعيد ابن البناء. وتوفي في ذي الحجة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 250 4 (حرف السين:)
4 (سكينة بنت محمد بن أبي بكر المقدسية:) أم عبد العزيز. روت بالإجازة عن: ابن البطي، وأحمد بن المقرب. وكان مولدها في حدود سنة خمس وخمسين وخمسمائة، وتوفيت في ربيع الأول. وكانت امرأة خيرة روى عنها الحافظ الضياء. 4 (سليمان بن أحمد بن محمد:) أبو القاسم ابن الطيلسان الأنصاري، القرطبي. روى عن: أبي خالد المرواني، وأبي القاسم الشراط. روى عنه: ابن أخيه القاسم بن محمد الحافظ. وذكره الأبار، فقال: كان حافظاً للحديث وللأدب، صواماً قواماً كثير التلاوة جداً. وتوفي في تاسع وعشرين رمضان عن أربع وستين سنة. 4 (حرف العين:)
4 (عائشة بنت الحافظ معمر بن الفاخر:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 251 أم حبيبة الأصبهانية. سمعت حضوراً من فاطمة الجوزدانية، وسماعاً من زاهر بن طاهر، وسعيد ابن أبي الرجاء. روى عنها: ابن نقطة، والضياء. قال ابن نقطة: سمعنا منها مسند أبي يعلى بسماعها من سعيد الصيرفي. وكان سماعها صحيحاً بإفادة أبيها. قلت: وأجازت للشيخ شمس الدين عبد الرحمن، ولابن شيبان وللكمال عبد الرحيم، وللفخر علي. وتوفيت في ربيع الآخر. 4 (عبد الجليل بن عبد الكريم بن عثمان:) بهاء الدين الموقاني. قال ابنه محمد: توفي بالقدس في جمادى الآخرة. وروى عن أبي طاهر السلفي، والحافظ ابن عساكر، وعاش ستاً وستين سنة. 4 (عبد الرحمن بن هبة الله بن عبد الملك ابن غريب الخال:) أبو القاسم الحريمي. روى عن إسماعيل بن السمرقندي، واستبعدوا سماعه منه، وقال) بعضهم: إن الذي سمع إنما أخوه عبيد الله. وجدهم غريب: هو خال المقتدر. 4 (عبد الرحمن بن هبة الله بن أبي نصر الحربي، المقرئ:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 252 الضرير، المعروف بابن دقيقة. ولد سنة سبع وعشرين وخمسمائة. وسمع من: عبد الله بن أحمد بن يوسف، وأبي البدر الكرخي. روى عنه: أبو عبد الله الدبيثي. وتوفي في ذي الحجة. وقال ابن نقطة: سمعت منه كتاب المغازي لابن إسحاق. 4 (عبد الوهاب ابن الأمين أبي منصور علي بن علي بن عبيد الله:) الإمام المحدث العالم، مسند العراق وشيخها ضياء الدين، أبو أحمد البغدادي، الصوفي، الشافعي، الأمين، المعروف بابن سكينة. وسكينة: هي جدته أم أبيه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 253 ولد في شعبان سنة تسع عشرة وخمسمائة. وسمع الكثير من: أبيه، وأبي القاسم بن الحصين، وأبي غالب محمد بن الحسن الماوردي، وزاهر بن طاهر الشحامي، والقاضي أبي بكر الأنصاري، والزاهد محمد بن حمويه الجويني بإفادة ابن ناصر. ثم لازم أبا سعد ابن السمعاني لما قدم وسمع معه الكثير من أبي منصور بن زريق القزاز، وأبي القاسم ابن السمرقندي، وابن توبة، وجده لأمه الشيخ أبي البركات إسماعيل بن أحمد، وهذه الطبقة. وقرأ القراءآت على أبي محمد سبط الخياط، والحافظ أبي العلاء الهمذاني، وأبي الحسن علي بن أحمد بن محمويه. وقرأ مذهب الشافعي والخلاف على أبي منصور سعيد ابن الرزاز، وغيره. وقرأ العربية على أبي محمد ابن الخشاب، ولبس خرقة التصوف من جده أبي البركات وصحبه. وأخذ معرفة الحديث عن ابن ناصر، ولزمه، وقرأ عليه الكثير، وحفظ عنه الكثير من النكت والفوائد الغريبة، والمعاني الدقيقة. وطال عمره، ورحل إليه. قال الحافظ ابن النجار: ابن سكينة شيخ العراق في الحديث والزهد وحسن السمت وموافقة السنة والسلف، عمر حتى حدث بجميع مروياته. وقصده الطلاب من البلاد. وكانت أوقاته محفوظة، فلا تمضي له ساعة إلا في تلاوة أو ذكر أو، تهجد أو تسميع. وكان إذا قرئ عليه الحديث منع أن يقام له أو لغيره. وكان كثير الحج والمجاورة والطهارة، لا يخرج من بيته إلا لحضور جمعة أو عيد أو جنازة. ولا يحضر دور أبناء الدنيا ولا الرؤساء في هناء ولا في عزاء. وكان يديم الصيام غالباً على كبر سنه، ويستعمل السنة في مدخله ومخرجه) وملبسه وأموره، ويحب الصالحين، ويعظم العلماء، ويتواضع لجميع الناس. وكان دائماً يقول: أسأل الله أن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 254 يميتنا مسلمين. وكان ظاهر الخشوع، غزير الدمعة، وكان يعتذر من البكاء، ويقول: قد كبرت سني، ورق عظمي، فلا املك عبرتي، يقول ذلك خوفاً من الرياء. وكان الله قد ألبسه رداءً جميلاً من البهاء، وحسن الخلقة، وقبول الصورة ونور الطاعة وجلالة العبادة. وكانت له في القلوب منزلة عظيمة يحبه كل أحد، وإذا رآه ينتفع برؤيته قبل كلامه، فإذا تكلم، كان البهاء والنور على ألفاظه، ولا يشبع من مجالسته. ولقد طفت شرقاً وغرباً، ورأيت الأئمة والزهاد، فما رأيت أكمل منه، ولا أكثر عبادة، ولا أحسن سمتاً صحبته قريباً من عشرين سنة ليلاً ونهاراً، وتأدبت به وخدمته، وقرأت عليه القرآن بجميع رواياته، وسمعت منه أكثر مروياته. وكان ثقة حجة نبيلاً، علماً من أعلام الدين. سمع منه الحفاظ: علي بن أحمد الزيدي، والقاضي عمر بن علي، وأبو بكر الحازمي، وخلق، وروى عنه وهو حي. وسمعت أبا محمد ابن الخضر غير مرة يقول: لم يبق ممن طلب الحديث وعني به غير عبد الوهاب بن سكينة. وسمعته يقول: كان شيخنا ابن ناصر يجلس في داره على سرير لطيف، فكل من حضر عنده يجلس تحت سريره كابن شافع والباقداري وأمثالهم، وما رأيته أجلس معه أحداً على سريره إلا ابن سكينة. قال ابن النجار: وأنبأنا القاضي يحيى بن القاسم مدرس النظامية في ذكر مشايخه: أبو أحمد ابن سكينة كان عالماً عاملاً، دائم التكرار لكتاب التنبيه في الفقه، كثير الاشتغال بالمهذب و الوسيط في الفقه، لا يضيع شيئاً من وقته. وكنا إذا دخلنا عليه يقول: لا تزيدوا على سلام عليكم مسألة، لكثرة حرصه على المباحثة وتقرير الأحكام.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 255 وقال الدبيثي: سمع بنفسه، وحصل المسموعات، وسمع أباه، وخلقاً كثيراً، سمى منهم: أبا البركات عمر بن إبراهيم العلوي، وأبا شجاع البسطامي. وحدث بمصر، والحجاز. وكان ثقة فهماً، صحيح الأصول، ذا سكينة ووقار. قلت: روى عنه: الشيخ الموفق، وأبو موسى ابن الحافظ عبد الغني، وأبو عمر ابن الصلاح، وابن خليل، والضياء، وابن النجار، والدبيثي، ومحمد بن عبد الله بن غنيمة الإسكاف، ومحمد بن عسكر الطبيب، والعماد محمد ابن شهاب الدين السهروردي، واحمد) بن هبة الله الساوجي البغدادي، وأحمد بن يحيى النجار، وبكر بن محمد القزويني، والحسن بن عبد الرحمن بن عمر الباذرائي، وسعد الله بن عبد الرحمن الطحان، وعامر بن مكي الضرير، وأبو الفتح عبد الله بن علي بن أبي الديني وأخوه عبد الرحمن، وعبد الله بن مقبل، والموفق عبد الغافر بن محمد القاشاني، وعبد الغني بن مكي المعدل، وعبد اللطيف بن سالم البعقوني، وعثمان بن أبي بكر الغراد المقرئ، وعمر بن عبد العزيز بن دلف، ومكي بن عثمان ابن الهبري، ونوح بن علي الدوري، ويونس بن جعفر الأزجي، والنجيب عبد اللطيف الحراني، وابن عبد الدائم المقدسي، وعامتهم شيوخ شيخنا الدمياطي. وروى عنه بالإجازة: الفخر علي ابن البخاري، وأحمد بن شيبان، وجماعة آخرهم موتاً المسند المعمر كمال الدين عبد الرحمن بن عبد اللطيف ابن الرقام شيخ المستنصرية، عاش بعده تسعين سنة. ورد ابن سكينة دمشق رسولاً وحدث بها في سنة خمس وثمانين وخمسمائة، فسمع منه التاج القرطبي وطبقته.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 256 قال الإمام أبو شامة: وفيها توفي ضياء الدين عبد الوهاب بن سكينة، وحضره أرباب الدولة، وكان يوماً مشهوداً. ثم قال: وكان من الأبدال. قال ابن النجار وغيره: توفي في تاسع عشر ربيع الآخر، وكان يوماً مشهوداً. 4 (علي بن أحمد بن سعيد:) الإمام أبو الحسن ابن الدباس الواسطي، المقرئ، المعدل. قرا بواسط القراءآت الكثيرة على عبد الرحمن بن الحسين الدجاجي، وعلى المبارك بن أحمد بن زريق. وارتحل إلى همذان فقرأ القراءآت على الحافظ أبي العلاء العطار. وارتحل إلى الموصل، فقرأ على يحيى بن سعدون القرطبي. ثم ذكر أنه قرا على أبي الكرم الشهرزوري فأنكروا عليه. وقد أقرأ بجامع واسط صدراً به مع أبي بكر ابن الباقلاني، ثم استوطن بغداد، وأقرأ بها، وحدث عن أبي طالب ابن الكتاني بما لم نعرفه من روايته. قاله الدبيثي. قال: فسمع منه عبد العزيز بن هلالة ذلك، فلما تبين له ضرب على السماع منه. قال: وقال لي عبد العزيز بن عبد الملك الشيباني الدمشقي: وقفت
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 257 على رقعة فيها خط مزور على خط أبي الكرم الشهرزوري بقراءة ابن الدباس عليه. وقد حدث عن علي بن نغويا، ومحمد بن محمد بن) أبي زنبقة، وأنشدنا أبياتاً. قلت: آخر من روى عنه بالإجازة الكمال الفويره شيخ المستنصرية. وقال ابن النجار: ذكر أنه قرا على أبي الكرم، وأبي الحسن بن محمويه، وعبد الوهاب الصابوني الخفاف، ويوسف بن المبارك. وقدم بغداد عند علو سنه، ورتب لإقراء الناس، فأكثروا عنه. وكان عالماً بالقراءآت وعللها، قيماً بحفظ أسانيدها وطرقها، وله معرفة جيدة بالنحو. وكان متواضعاً حسن الأخلاق، كتبت عنه. وذكر لي محمد بن سعيد الحافظ: أن أبا الحسن ابن الدباس حدث بكتاب الحجة لأبي علي الفارسي، سماعاً عن أبي طالب قط، ولا ذكر لنا أحد أنه رآه عنده، ولم يصح أنه قرأ على ابن الشهرزوري. قال ابن النجار: سألت ابن الدباس عن مولده، فقال: في سنة سبع وعشرين وخمسمائة، دخلت بغداد سنة تسع وأربعين. وتوفي في السابع والعشرين من رجب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 258 4 (علي بن أبي الأزهر البغدادي المعروف بابن البتتي بضم الباء الموحدة:) مقرئ فصيح، سريع القراءة إلى الغاية لا يكاد يجاري. قال ابن الدبيثي: قرأ هذا على شيخنا أبي شجاع ابن المقرون في يوم واحد من طلوع الشمس إلى غروبها ثلاث ختم، وقرأ في الرابعة إلى سورة الطور بمشهد من جماعة من القراء وغيرهم، ولم يخف شيئاً من قراءته، وذلك في رجب سنة ثمان وخمسين وخمسمائة. وما سمعنا أن أحداً قبله بلغ هذه الغاية. توفي في ثامن رمضان. وقال ابن النجار: أبو الحسن علي بن عبد الله بن علي بن إبراهيم بن يحيى بن طاهر بن يوسف بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان القصار ابن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 259 البتتي، أحد القراء المجودين. سألته عن مولده، فقال: ولدت سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة. وأجاز لي. وسمع الحلية من يحيى بن عبد الباقي الغزال. وذكر لي أنه قرأ في يوم ثلاث ختمات والرابعة إلى الطور، إلى آخرها، بمجمع كبير من القراء، وأخذ خطوطهم بذلك، وأنه لم يخل بالتشديدات والمدات وإفهام التلاوة على أبي شجاع ابن المقرون. وذكر أنه ختم في شهر رمضان اثنتين وستين ختمة. إلى أن قال: وكان حسن الأخلاق، متودداً، محباً لأهل العلم، متشيعاً غالياً في التشيع.) 4 (عمر بن محمد بن معمر بن أحمد بن يحيى بن حسان:) المسند الكبير، رحلة الآفاق، أبو حفص بن أبي بكر البغدادي، الدارقزي، المؤدب، المعروف بابن طبرزد. والطبرزد: هو السكر. ولد في ذي الحجة سنة ست عشرة وخمسمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 260 وسمع الكثير بإفادة أخيه المحدث أبي البقاء محمد، ثم بنفسه. وحصل الأصول، وحفظها إلى وقت الحاجة إليه، وكان أكثرها بخط أخيه. سمع من: أبي القاسم بن الحصين، وأبي غالب ابن البناء، وأبي القاسم هبة الله الشروطي، وأبي الحسن علي ابن الزاغوني، وأبي المواهب أحمد بن ملوك، وهبة الله ابن الطبر الحريري، وأبي بكر الأنصاري، وأبي منصور القزاز، وأبي منصور ابن خيرون، وعبد الخالق بن عبد الصمد بن البدن، ومحمد وعمر ابني أحمد بن دحروج، وأبي البدر إبراهيم بن أحمد الكرخي، وأبي الفتح مفلح الدومي، والوزير علي بن طراد، وأبي الفتح الكروخي، وأبي سعد أحمد بن محمد الزوزني، وغيرهم. روى عنه خلق لا يمكن حصرهم، منهم: ابن النجار، والضياء، والزكي المنذري، والصدر البكري، وأخوه الشرف محمد، والكمال عمر بن أبي جرادة، وأخوه محمد، ومحمد بن الحسن ابن الحافظ ابن عساكر، والجمال محمد بن محمد بن عمرون النحوي، والشهاب القوصي وأخوه عمر، والمجد محمد بن إسماعيل ابن عساكر، والجمال عبد الرحمن بن سلمان البغدادي الحنبلي، والموفق محمد بن عمر خطيب بيت الأبار، وأحمد بن هبة الله الكهفي، والتقي إسماعيل ابن أبي اليسر، والقطب أحمد بن عبد السلام بن أبي عصرون، والفقيه أبو العباس أحمد بن نعمة بن أحمد المقدسي، والشمس إسحاق بن محمود ابن بلكويه الكاتب نزيل مصر، والمؤيد أسعد بن المظفر ابن القلانسي، والبهاء حسن بن سالم بن صصرى التغلبي، وأبو الفرج طاهر بن محمد الكحال، والجمال يحيى ابن الصيرفي، والشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي عمر، وأبو الغنائم المسلم بن علان، والكمال عبد الرحيم بن عبد الملك، وأحمد بن شيبان، وغازي الحلاوي،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 261 وخديجة بنت ابن راجح، وصفية بنت مسعود بن شكر، وشامية بنت الصدر البكري، وزينت بنت مكي، وفاطمة بنت الملك المحسن، وفاطمة بنت العماد علي بن عساكر، وعبد الرحيم بن يوسف ابن خطيب المزة، والفخر علي بن أحمد ابن البخاري وهو آخر من سمع منه. وآخر من روى عنه) بالإجازة: الكمال عبد الرحمن المكبر شيخ المستنصرية. وقال ابن نقطة: سمع سنن أبي داود من أبي البدر الكرخي بعضها، وبعضها من مفلح الدومي بروايتهما، كما بين، عن أبي بكر الخطيب. وسمع كتاب الترمذي من أبي الفتح الكروخي. قال: هو مكثر صحيح السماع، ثقة في الحديث، توفي في تاسع رجب، ودفن بباب حرب. وقرأت بخط عمر ابن الحاجب، قال: ورد يعني ابن طبرزد دمشق وحدث بها وازدحمت عليه الطلبة. تفرد بعدة مشايخ وأجزاء وكتب. وكان مسند أهل زمانه. وقال لي ابن الدبيثي: كان سماعه صحيحاً على تخليط فيه. سافر إلى الشام، وحدث في طريقه بإربل والموصل، وحران، وحلب، ودمشق، وغيرها من القرى، وعاد إلى بغداد قبل وفاته وحدث بها. وجمعت له مشيخة عن ثلاثة وثمانين شيخاً، وحدث بها مراراً، وأملي علينا مجالس بجامع المنصور، وعاش تسعين سنة وسبعة أشهر. قلت: يشير ابن الدبيثي إلى أن أبا البقاء أخاه كان ضعيفاً وأكثر سماعه، فبقراءة أخيه أبي البقاء، فالله أعلم. وقال الإمام أبو شامة: وفيها توفي ابن طبرزد. وكان خليعاً ماجناً. سافر بعد حنبل إلى الشام، وحصل له مال بسبب الحديث، وعاد حنبل إلى
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 262 بغداد، فأقام يعمل تجارة بما حصل له. قال: فسلك ابن طبرزد طريق حنبل في استعمال كاغد وعتابي، فمرض مدة ومات، ورجع ما حصل له إلى بيت المال كحنبل. سمعت شيخنا أبا العباس ابن الظاهري الحافظ يقول: كان ابن طبرزد يخل بالصلوات. قلت: ورأيت بخط ابن طبرزد كتاب طبقات الحنابلة لأبي الحسين ابن الفراء. وهو آخر من روى عن ابن الحصين، وجماعة. وقال المنذري: حدث ابن طبرزد هو وأخوه معاً في سنة تسع وثلاثين وخمسمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 263 4 (عيسى بن عبد العزيز بن يللبخت بن عيسى:) العلامة أبو موسى الجزولي، اليزدكنتي البربري، المراكشي، المغربي، النحوي. حج ولزم العلامة أبا محمد عبد الله بن بري بمصر فأخذ عنه العربية واللغة. وسمع من أبي محمد بن عبيد الله صحيح البخاري. وصدر من رحلته فتصدر للإفادة بالمرية وبالجزائر عمل) ببجاية دهراً. وأخذ العربية عنه جماعة. وكان إماماً لا يشق غباره في العربية ولا يجارى، مع جودة التفهيم وحسن العبارة، وإليه انتهت الرياسة في علم النحو ولقد أتى في مقدمته بالعجائب التي لا يسبق إليها، فكلها حدود وإشارات، ولقد يكون الشخص
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 264 يعرف المسألة من النحو معرفة جيدة، فإذا قرأها من الجزولية دار رأسه واشتغل فكره، واسم هذه المقدمة القانون اعتنى بها جماعة من أذكياء النحاة وشرحوها. قال القاضي شمس الدين ابن خلكان: بلغني أنه كان إذا سئل عن هذه المقدمة: أمن تصنيفك هي قال: لا. وكان رجلاً ورعاً، فيقال: إنها نتائج بحوثه على ابن بري كان يعلقها. ثم رجع إلى المغرب، واشتغل مدة بمدينة بجاية، ورأيت جماعة من أصحابه. وتوفي سنة عشر بمراكش. وقال أبو عبد الله الأبار: له مجموع في العربية على الجمل كثير الفائدة، متداول يسمى بالقانون، وقد نسب إلى غيره، أخذ عنه جلة. وتوفي بآزمور من ناحية مراكش سنة سبع وستمائة، قاله أبو عبد الله ابن الضرير. قال الأبار: وقال غيره: سنة ست. وولي خطابة مراكش، وكان إماماً في القراءآت أيضاً. ويللبخت جده رجل بربري، وهو ابن عيسى ابن يوماريلي. وجزولة: بطن من البربر، وجيمها ممزوجة بالكاف. وقرأت بخط محمد بن عبد الجليل الموقاني: إنه أعني الجزولي قرأ أصول الدين، وأنه قاسى بمدة مقامه بمصر كثيراً من الفقر ولم يدخل مدرسة، وكان يخرج إلى الضياع يؤم بقوم، فيحصل ما ينفعه على غاية الضيق. ورجع إلى المغرب فقيراً مدقعاً، فلما وصل إلى المرية أو نحوها رهن كتاب ابن السراج الذي قرأه على ابن بري وعليه خطه، فأنهى المرتهن أمره إلى الشيخ أبي العباس المريي، أحد الزهاد بالمغرب وكان يصاحب بني عبد المؤمن، فأنهى العباس المريي، أحد الزهاد بالمغرب وكان يصاحب بني عبد المؤمن، فأنهى أبو العباس ذلك إلى السلطان، فأمر بإحضاره، وقدمه وأحسن إليه، وجعله أحد من يحضر مجلسه. وصنف كتاباً في شرح أصول ابن السراج،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 265 والمقدمة المشهورة، وقصد بها التحشية على الجمل. قلت: وممن أخذ عنه أبو علي الشلوبيني، وزين الدين يحيى بن معطي. وقال القفطي: قرأ مذهب مالك وأصوله على ظافر المالكي بمصر، وبلغني: أنه كان يتورع عن نسبة المقدمة إليه لكونها نتائج بحوثه وبحوث رفقائه على عبد الله بن بري. قال: وأخبرني) صديقنا النحوي اللورقي يعني علم الدين أنه اجتاز بالجزولي، قال: فأتيته فخرج إلي في هيئة متأله، فسألته عن مسألة في التعجب من مقدمته وذلك في سنة إحدى وستمائة. قال القفطي: وقد شرح العلم هذا مقدمته وأجاد، وشرحها أبو علي الشلوبيني ولم يطل، وشرحها شاب من أهل جيان، ومتصدر بحلب، وأحسن في الإيجاز. قلت: يعني به الشيخ جمال الدين بن مالك. 4 (حرف القاف:)
4 (قثم بن طلحة بن علي بن أبي الغنائم:) الشريف نقيب النقباء أبو القاسم ابن النقيب أبي أحمد الهاشمي، العباسي، الزينبي. كان صدراً معظماً، عالماً بالنسب والتواريخ. سمع من: أبي الفتح ابن البطي، وأحمد بن المقرب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 266 وتوفي في سادس رجب ببغداد، وله سبع وخمسون. 4 (حرف الميم:)
4 (محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة بن مقدام بن نصر:) الإمام القدوة الزاهد، أبو عمر المقدسي، الجماعيلي رحمة الله عليه. قال ابن أخته الحافظ ضياء الدين: مولده في سنة ثمان وعشرين وخمسمائة بجماعيل، شاهدته بخط والده. سمع الكثير بدمشق من: والده، ومن أبي المكارم عبد الواحد بن هلال، وأبي تميم سليمان بن علي الرحبي، وأبي الفهم عبد الرحمن ابن أبي العجائز الأزدي، وأبي نصر عبد الرحيم بن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 267 عبد الخالق اليوسفي، وخلق يطول ذكرهم. وبمصر من: عبد الله بن بري النخوي، وإسماعيل بن قاسم الزيات، وغيرهما. قلت: روى عنه: أخوه الشيخ الموفق، وولداه الشرف عبد الله، والشمس عبد الرحمن، والضياء محمد، والزكي عبد العظيم، والشمس ابن خليل، والشهاب القوصي، والزين ابن عبد الدائم، والفخر علي. وآخرون. قال الضياء: باب في اجتهاده. كان لا يكاد يسمع دعاء إلا حفظه ودعا به، ولا يسمع ذكر صلاة إلا صلاها، ولا يسمع حديثاً إلا عمل به. وكان يصلي بالناس في نصف شعبان مائة ركعة وهو شيخ كبير، وكان أنشط الجماعة، وكان لا يترك قيام الليل من وقت شبوبيته سافرت معه إلى الغزاة فأراد بعضنا يسهر، ويحرسنا، فقال له الشيخ أبو عمر: نم. وقام هو) يصلي. وكذا حدثني عنه أحمد بن يونس المقدسي أنه قام في سفر يصلي ويحرسهم. وسمعت آسية بنت محمد، وهي التي كانت تلازمه في مرضه، تقول: إنه قلل الأكل قبل موته في مرضه حتى عاد كالعود. وقالت: مات وهو عاقد على أصابعه، يعني يسبح، وسمعتها تحدث عن زوجته أم عبد الرحمن، قالت: كان يقوم بالليل فإذا جاءه النوم عنده قضيب يضرب به رجله، فيذهب عنه النوم، وكان كثير الصيام سفراً وحضراً. وحدثني ولده عبد الله: أنه في آخر عمره سرد الصوم، فلامه أهله، فقال: إنما أصوم أغتنم أيامي، لأني إن ضعفت، عجزت عن الصوم، وإن مت، انقطع عملي. وكان لا يكاد يسمع بجنازة إلا حضرها قريبة أو بعيدة، ولا مريضاً إلا عاده، لا يكاد يسمع بجهاد إلا خرج فيه. وكان يقرأ في كل ليلة سبعاً من القرآن مرتلاً في الصلاة، ويقرأ في النهار سبعا بين الظهر والعصر، وإذا صلى الفجر وفرغ من الدعاء والتسبيح قرا آيات الحرس وياسين والواقعة وتبارك، وكان قد كتب في ذلك كراسة وهي معلقة في المحراب، ربما قرأ فيها خوفاً من النعاس، ثم يقرئ ويلقن إلى ارتفاع النهار، ثم يصلي الضحى صلاة طويلة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 268 وسمعت ولده أبا محمد عبد الله يقول: كان يسجد سجدتين طويلتين: إحداهما في الليل والأخرى في النهار يطيل فيهما السجود، ويصلى بعد أذان الظهر قبل سنتها في كل يوم ركعتين يقرأ في الأولى أول المؤمنين، وفي الثانية آخر الفرقان من عقيب سجدته، وكان يصلي بين المغرب والعشاء أربع ركعات يقرأ فيهن السجدة وياسين وتبارك والدخان، ويصلي كل ليلة جمعة بين العشاءين صلاة التسبيح ويطيلها، ويصلي يوم الجمعة ركعتين بمائة قل هو الله أحد. وحكى ولده عن أهله: أنه كان يصلي في كل يوم وليلة اثنتين وسبعين ركعة نافلة. ثم أورد عنه أوراد كثيرة من الأذكار. قال الضياء: وكان يزور المقابر كل جمعة بعد العصر، ولا يكاد يأتي إلا ومعه شيء من الشيح في مئزره أو شيء من نبات الأرض، وكان يقرا كل ليلة بعد عشاء الآخرة آيات الحرس لا يكاد يتركها. وسمعت انه كان إذا دخل منزله قرأ آية الكرسي وعوذ بكلمات، وأشار بيده إلى ما حوله من الدور والجبل يحوطها بذلك، ولا ينام إلا على وضوء، وإن أحدث توضأ، وإذا أوى إلى فراشه قرا الحمد و آية الكرسي و الواقعة و تبارك و قل) يا أيها الكافرون، وربما قرأ ياسين، ويسبح ثلاثاً وثلاثين ويحمد ثلاثاً وثلاثين، ويكبر أربعاً وثلاثين، ويقول: اللهم أسلمت نفسي إليك... الحديث، وغير ذلك، وكان يقول بين سنة الفجر والفرض أربعين مرة: يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت. وسمعت آسية بنت محمد ابنة بنته تقول: كان سيدي لا يترك الغسل يوم الجمعة ولا يكاد يومئذ يخرج إلا ومعه شيء يتصدق به رحمه الله تعالى. سمعت خالي الإمام موفق الدين يقول: لما قدمنا من أرض بيت
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 269 المقدس كنا نتردد مع أخي نسمع درس القاضي ابن عصرون في الخلاف ثم إننا انقطعنا، فلقي القاضي لأخي يوماً، فقال: لم انقطعت عن الاشتغال فقال له أخي: قالوا: إنك أشعري. فقال: ما أنا أشعري، ولكن لو اشتغلت علي سنة ما كان أحد يكون مثلك، أو قال: كنت تصير إماماً. قال الضياء: وكان رحمه الله يحفظ الخرقي ويكتبه من حفظه. وكان قد جمع الله له معرفة الفقه والفرائض والنحو، مع الزهد والعمل وقضاء حوائج الناس. وكان يحمل هم الأهل والأصحاب، ومن سافر منهم يتفقد أهاليهم، ويدعو للمسافرين، ويقوم بمصالح الناس، وكان الناس يأتون إليه في الخصومات والقضايا، فيصلح بينهم، ويتفقد الأشياء النافعة كالنهر والمصانع والسقاية، وكانت له هيبة في القلوب. وسألت عنه الإمام موفق الدين، فقال فيه: أخي وشيخنا ربانا وعلمنا وحرص علينا، وكان للجماعة كوالدهم يحرص عليهم، ويقوم بمصالحهم، ومن غاب عن أهله قام هو بهم، وهو الذي هاجر بنا، وهو الذي سفرنا إلى بغداد، وهو الذي كان يقوم في بناء الدير، وحين رجعنا من بغداد، زوجنا، وبنى لنا دورنا الخارجة عن الدير. وكان مسارعاً إلى الخروج في الغزوات قل ما يتخلف عن غزاة. سمعت ولده أبا محمد عبد الله يقول: إن الشيخ جاءته امرأة، فشكت إليه أن أخاها حبس، وأوذي، فسقط مغشياً عليه. ولما جرى للحافظ عبد الغني مع أهل البدع وفعلوا ما فعلوا، جاءه الخبر، فخر مغشياً عليه، فلم يفق إلا بعد ساعة، وذلك لرقة قلبه وشدة اهتمامه بالدين وأهله. وسمعت ولده يقول: إنه كان يؤثر بما عنده لأقاربه وغيرهم، وكان كثيراً ما يتصدق ببعض ثيابه، ويبقى معوزاً ويكون من وقته بلا سراويل. وكانت عمامته قطعة بطانة، فإذا احتاج) أحد إلى خرقة أو مات صغير قطع منها له، ويلبس الخشن، وينام على الحصير، وربما تصدق بالشيء وأهله محتاجون إليه أكثر ممن أخذه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 270 قال الضياء: وكان ثوبه إلى نصف ساقه وكمه إلى رسغه. سمعت والدتي تقول: مكثنا زماناُ لا يأكل أهل الدير إلا من بيت أخي تطبخ عمتك ويأكل الرجال جميعاً والنساء جميعاً. قال: وكان إذا جاء شيء إلى بيته، فرقوه على الخاص والعام. وسمعت محمود بن همام الفقيه يقول: سمعت أبا عمر يقول: الناس يقولون: لا علم إلا ما دخل مع صاحبه الحمام. وأنا أقول: لا علم إلا ما دخل مع صاحبه القبر. ومن كلامه: إذا لم تتصدقوا لم يتصدق أحد عنكم، والسائل إن لم تعطوه أنتم أعطاه غيركم. وكان يحب اللبن إذا صفي بخرقة، فعمل له مرة فلم يأكله، فقالوا له في ذلك، فقال: لحبي إياه تركته. ولم يذقه بعد ذلك. سمعت أبا العباس أحمد بن يونس بن حسن، قال: كنا نزولاً على بيت المقدس مع الشيخ أبي عمر وقت حصار المسلمين لها مع صلاح الدين، وكان لنا خيمة، وكان الشيخ أبو عمر قد مضى إلى موضع، وجعل يصلي فيها في يوم حار. فجاء الملك العادل فنزل في خيمتنا، وسأل عن الشيخ، فمضينا إلى الشيخ وعرفناه، فقال: أيش اعمل به ولم يجيء إليه فمضى إليه عمر بن أبي بكر وألح عليه، فما جاء، وأطال العادل القعود، قال: فرجعت إلى الشيخ، فقال: أنزل له شيئاً، قال: فوضعت له ولأصحابه أقراصاً كانت معنا فأكلوا وقعدوا زماناً ولم يترك الشيخ صلاته، ولا جاء. سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن الأزهر يقول: ما رأيت أحداً قط ليس عنده يكلف غير الشيخ أبي عمر. سمعت شيخنا أبا إسحاق إبراهيم بن عبد الواحد، قال: سمعت أخي الحافظ يقول: نحن إذا جاء إنسان اشتغلنا به عن عملنا، وأما خالي أبو عمر فيه للدنيا وللآخرة يخالط الناس وهو في أوراده لا يخليها. سمعت أبا أحمد عبد الهادي بن يوسف يقول: كان الشيخ أبو عمر يقرأ بعض الليالي فربما غشي على بعض الناس من قراءته.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 271 وأما خطبه، فكان إذا خطب ترق القلوب، ويبكي بعض الناس بكاءً كثيراً، وكان ربما أنشأ) الخطبة وخطب بها. وكان يسمعنا ويقرا لنا قراءة سريعة من غير لحن. ولا يكاد أحد يقدم من رحلة إلا قرا عليه شيئاً من مسموعاته. وكتب الكثير بخطه المليح من المصاحف والكتب مثل الحلية لأبي نعيم، و الإبانة لابن بطة، و تفسير البغوي، و المغني لأخيه. وسمعته يقول: ربما كتبت في اليوم كراسين بالقطع الكبير. وكان يكتب لأهله المصاحف وللناس الخرقي بغير أجر. وقد سمعت أن الناس كانوا يأتون إليه يقولون: اكتب لنا إلى فلان الأمير. فيقول: لا أعرفه. فيقال: إنما نريد بركة رقعتك. فيكتب لهم فتقبل رقعته. وكان يكتب كثيراً إلى لمعتمد الوالي وإلى غيره، فقال له المعتمد: إنك تكتب إلينا في قوم لا نريد أن نقبل فيهم شفاعة، ونشتهي أن لا نرد رقعتك. فقال: أما أنا، فقد قضيت حاجتي، إني قضيت حاجة من قصدني، وأنتم إن أردتم أن تقبلوا رقعتي وإلا فلا، فقال له: لا نردها، أو كما قال. وكان الناس قد احتاجوا إلى المطر، فطلع إلى مغارة الدم ومعه جماعة من محارمه النساء، فصلى بهن، ودعا في المطر حينئذ، وجرت الأدوية شيئاً لم نره من مدة. وسمعت أبا عبد الله بن راجح يقول: كان لنور الدين أخ استعان بالفرنج على أخيه، ونور الدين مريض، فجاء الفرنج، فخرجنا مع الشيخ أبي عمر إلى مغارة الدم وقرأنا عشرة آلاف مرة قل هو الله أحد و إنا أنزلناه في ليلة القدر ودعونا، فجاء مطر عظيم على الفرنج أشغلهم بنفوسهم وردوا.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 272 سمعت عبد الله بن أبي عمر، حدثني ابن الصوري، صديق والدي، قال: جئنا يوماً إلى والدك ونحن جياع وكنا ثلاثة، فاخرج لنا سكرجة فيها لبن، وسكرجة فيها عسل وكسيرات، فأكلنا وشبعنا، فنظرت غليه كأنه لم ينقص. قلت لخالي أبي عمر: أشتهي أن تهبني جزءاً يخطك من الأجزاء التي سمعناها على أبي الفرج الثقفي، فأرسل الأجزاء إلي، وقال لي: خذ لك منها جزءاً، واترك الباقي عندك، فأخذت جزءاً ورددتها، فبعد موته سألت عنها فما وجدت بقي منها إلا جزء أو جزءآن، فندمت إذ لم أسمع منه. سمعت الإمام محمد بن عمر بن أبي بكر يقول: دعاني الشيخ أبو عمر ليلة، وكنت أخاف من ضرر الأكل، فابتدأني وقال: إذا قرأ الإنسان قبل الأكل شهد الله أنه لا إله إلا هو و) لإيلاف قريش ثم أكل فإنه لا يضره. وسمعت الإمام أبا بكر بن أحمد بن عمر البغدادي، قال: جاء الشيخ أبو عمر فقال: تمضي معي إلى كفربطنا، وكنت مشتغلاً بقراءة القرآن فقلت في نفسي: أمشي معه، فأشتغل عن القراءة بالحديث في الطريق. فلما خرجنا من البلد، قال: تعال أنا وأنت نقرا حتى لا نشغلك عن القراءة. سمعت الإمام أبا بكر عبد الله بن الحسن بن الحسن ابن النحاس يقول: كان والدي يحب الشيخ أبا عمر، فقال لي يوم جمعة: أنا أصلي الجمعة خلف الشيخ، ومذهبي أن بسم الله الرحمن الرحيم من الفاتحة، ومذهبه أنها ليست من الفاتحة، وأخاف أن يكون في صلاتي نقص، فقلت له: اليوم قد ضاق الوقت، قال: فبعد هذا مضينا إلى المسجد فوجدناه، فسلم على والدي وعانقه ثم قال: يا أخي صل وأنت طيب القلب فإنني ما تركت بسم الله
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 273 الرحمن الرحيم في فريضة ولا نافلة مذ أممت بالناس. فالتفت إلي والدي وقال: احفظ. سمعت أبا غالب مظفر بن أسعد ابن القلانسي، قال: كان والدي يرسل إلى الشيخ أبي عمر شيئاً كل سنة، فأرسل إليه مرة دينارين فردهما، قال: فضاق صدري، ثم فكرت، فوجدتها من جهة غير طيبة، قال: فبعث إليه غيرهما من جهة غير طيبة، فقبلهما أو كما قال. حدثني أبو محمد عبد الله بن أبي عمر، قال: حكت زوجته يعني أم عبد الرحمن آمنة بنت أبي موسى أنها لم تحمل بولد قط إلا علمت من كلامه وحاله ما حملها من ذكر أو أنثى فمرة أتاه رجل بغنيمة هدية، فقال: هذه نتركها حتى تلدي ونشتري أخرى ونذبحها عقيقة. قالت: ويجيء لنا ابن فضحك، فولد له بعد أيام ابنه سليمان. وفي مرة أخرى حملت، فقال: كان اسم أبي أحمد ففي هذه النوبة أسمي ابنه أحمد، فولدت له ابنه أحمد. ومرة أخرى حملت ورآها وهي تخاصم بنتها، فقال: هذا حالك وهي واحدة، فكيف إذا صارت اثنتين فولدت بنتاً. وأمثال ذلك. وسمعت أحمد بن عبد الملك بن عثمان، قال: جاء أبو رضوان وآخر إلى الشيخ أبي عمر، فقالا له: إن قراجاً قد اخذ فلاناً وحبسه، فادع عليه، فباتا عند الشيخ، فلما كان الغد، قال: قضيت حاجتكم، فلما كان بعد ساعة إذا جنازة قراجا عابرة. سمعت أبا محمد عبد الرزاق بن هبة الله بن كتائب، قال: سمعت رجلاً صالحاً يقول: أقام) الشيخ أبو عمر قطباً ست سنين. ثم ذكر الضياء حكايتين في أن عمر صار القطب في أواخر عمره، وقال: سمعت أبا بكر بن أحمد بن عمر المقرئ يقول: إنه رأى رجلاً من اليمن بمكة، فذكر انهم يستسقون بالشيخ أبي عمر وانه من السبعة، أو كما قال. سمعت الزاهد أحمد بن سلامة النجار، حدثنا الفقيه عبد الرزاق ابن أبي
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 274 الفهم: أن رجلاً مغربياً جاء إلى دمشق، فسأل عن جبل قاسيون، فدل عليه، فجاء إلى الشيخ أبي عمر، فقال: ما قدمت من الغرب إلا لزيارتك وأنا عائد إلى الغرب، فقيل له: أيش السبب فامتنع فألحوا عليه، فقال: كان لي شيخ بالمغرب لا يخرج إلا لصلاة ثم يعود إلى البيت، فسألت عنه بعض الليالي فقيل: ليس هو هنا، فلما أصبحت، قلت: أين كنت البارحة، قال: إن الشيخ محمداً بجبل قاسيون أعطي القطابة، فمشينا إلى تهنئته البارحة. أو ما هذا معناه. ثم ذكر الضياء حكايتين أيضاً في أنه قطب، ثم قال: فحكيت لأبي محمد عبد الله بن أبي عمر شيئاً من هذا، فقال: جاء إلى والدي جماعة من المشايخ فاستأذنوا عليه، وسلموا عليه، ثم خرجوا، ثم جماعة آخرون، ووصف كثرة من جاء غليه في ذلك اليوم، فقلت له تعرفهم فقال: لا، وأنا أتفكر إلى اليوم في كثرتهم يعني فكأنه أشار إلى انه قطب ذلك الوقت. كان أبو عمر رحمه الله لا يكاد يسمع بشيء لا يجوز قد عمل إلا اجتهد في تغييره، وإن كان بعض الملوك قد فعله، كتب إليه حتى سمعنا عن بعض ملوك الشام قال: هذا الشيخ شريكي في ملكي. أو كما قال. وكان له هيبة عظيمة حتى إن كان أحدنا ليشتهي أن يسأله عن شيء فما يجسر أن يسأله، وإذا دخل المسجد، سكتوا وخفضوا أصواتهم، وإذا عبر في طريق والصبيان يلعبون هربوا، وإذا أمر بشيء لا يجسر أحد أن يخالفه. وسمعت خالي موفق الدين بعد موته يقول: كان أخي يكفينا أشياء كثيرة ما نقوى لما يفعل. وكان الله قد وضع للشيخ المحبة في قلوب الخلق. وكان ليس بالطويل ولا القصير، أزرق العينين وليس بالكثير، يميل إلى الشقرة، عالي الجبهة، حسن الثغر، صبيح الوجه، كث اللحية، نحيف الجسم. أول زوجاته: عمتي فاطمة، وكانت أسن منه كبرت وأقعدت وماتت قبله بأعوام، وولدت له:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 275 عمر، وخديجة، وأولاداً غيرهم ماتوا صغاراً. وتزوج عليها طاووس، امرأة من بيت المقدس، وولدت ابنتين، فماتت هي وبناتها في حياته. ثم تزوج آمنة بنت أبي موسى فولدت له جماعة كبر) منهم: أحمد، وعبد الرحمن، وعائشة، وحبيبة، وخديجة الصغرى. ومن شعره: (ألم يك منهاة عن الزهو أنني .......... بدا لي شيب الرأس والضعف والألم)
(ألم بي الخطب الذي لو بكيته .......... حياتي حتى ينفد الدمع لم ألم) ولد مرثية في ابنه عمر. وله هذه الأرجوزة، وهي طويلة فمنها: (إني أقول فاسمعوا بياني .......... يا معشر الأصحاب والإخوان)
(أوصيكم بالعدل والإحسان .......... والبر والتقوى مع الإيمان)
(فاستمسكوا بطاعة الرحمن .......... واجتنبوا الرجس من الأوثان) سمعت آسية بنت محمد بن خلف تقول: لما كان اليوم الذي توفي فيه سيدي وصانا فيه، واستقبل القبلة وقال: اقرؤوا ياسين، وكان يقول: إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون اللهم ثبتكم على الكتاب والسنة. وسمعت أهلنا يقولون: إن الماء الذي كان يخرج من تغسيله من السدر وغيره نشفه الناس في خرقهم ومقانعهم. وسمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن الأزهر غير مرة يقول: حزرت من حضر جنازة الشيخ أبي عمر عشرين ألفاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 276 وسمعت محمد بن طرخان بن أبي الحسن الدمشقي ومسعود بن أبي بكر المقدسي، أن عبد الولي بن محمد حدثهم: أنه كان يقرأ عند قبر الشيخ أبي عمر سورة البقرة، وكان وحده، فبلغ إلى بقرة لا فارض ولا بكر قال: فقلت: لا ذلول يعني غلط، قال: فرد علي الشيخ أبو عمر من القبر، قال: فخفت وفزعت وارتعدت وقمت. وهذا لفظ حكاية محمد بن طرخان عن ولده عبد الولي. قال والده: وبقي بعد ذلك أياماً ثم مات. وهذه الحكاية مشتهرة. سمعت علي بن ملاعب العراقي المؤدب، قال: قرأت سورة الكهف عند قبر الشيخ أبي عمر، فسمعته من القبر يقول: لا إله إلا الله. ثم ذكر الشيخ الضياء باباً في زيارة قبره، فذكر في ذلك ثلاثة منامات، ثم ذكر منامات رئيت له بعد موته، ثم ذكر قصيدة ابن سعد يرثيه بها وهي أربعة وثلاثون بيتاً، ثم أخرى له اثنا عشر بيتاً، ثم قصيدة لأبي الفضل أحمد بن أسعد بن أحمد المزدقاني ستة وثلاثون بيتاً. وقال: توفي عشية الاثنين من الثامن والعشرين من ربيع الأول. وقال أبو المظفر الواعظ: حدثني الزاهد أبو عمر، قال: هاجرنا من بلادنا، ونزلنا بمسجد) أبي صالح بظاهر باب شرقي، فأقمنا به مدة ثم انتقلنا إلى الجبل، فقال الناس: الصالحية الصالحية ينسبونا إلى مسجد أبي صالح لا أننا صالحون، ولم يكن بالجبل عمارة إلا دير الحوراني وأماكن يسيرة. وقال أبو المظفر: كان معتدل القامة، حسن الوجه، عليه أنوار العبادة، لا يزال متبسماً، نحيل الجسم من كثرة الصلاة والصيام. صليت
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 277 الجمعة في سنة ست والشيخ عبد الله اليونيني إلى جانبي، فلما كان في آخر الخطبة والشيخ أبو عمر يخطب نهض الشيخ عبد الله مسرعاً وصعد إلى مغارة توبة، وكان نازلاً بها، فظننت أنه احتاج إلى وضوء أو آلمه شيء، فصليت وطلعت وراءه وقلت له: خير ما الذي أصابك فقال: هذا أبو عمر ما تحل خلفه صلاة يقول على المنبر الملك العادل وهو ظالم فما يصدق. قلت: إذا كانت الصلاة خلفه لا تصح فخلف من تصح فبينا نحن في الحديث إذ دخل الشيخ وسلم وحل مئزره وفيه رغيف وخيارتان، فكسر الجميع، وقال: بسم الله الصلاة، ثم قال ابتداءً: قد روي في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ولدت في زمن الملك العادل كسرى. فنظر إلي الشيخ عبد الله وتبسم وأكل وقام الشيخ أبو عمر فنزل، فقال لي الشيخ عبد الله: ما ذا إلا رجل صالح. قال أبو المظفر: وأصابني قولنج فدخل علي أبو عمر وبيده خروب مدقوق فقال: استف هذا، وعندي جماعة، فقالوا: هذا يزيد القولنج ويضره، فما التفت إلى قولهم، وأكلته، فبرأت في الحال. وقلت له يوماً وما كان يرد أحداً في شفاعة وقد كتب رقعة إلى الملك المعظم: كيف تكتب هذا والملك المعظم على الحقيقة هو الله فتبسم ورمى إلي الورقة، وقال: تأملها، وإذا قد كتب المعظم وكسر الظاء، فعجبت من ورعه. قلت: وفي هذا ومثله إنما يلحظ العلمية لا الصفة مثل: علي،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 278 ورافع، والحكم، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرخص في التسمية لما قل استعماله في العلمية إذا لمح فيه النعت مثل: برة، أما إذا شاع استعماله وغلب، فلا يسبق إلى الذهن إلا العلمية. وقال الإمام أبو شامة: أول ما زرت قبره يعني أبا عمر وجدت بتوفيق الله رقة عظيمة وبكاء، وكان معي رفيق فوجد مثل ذلك. قال: وأخبرني بعض الثقات: أنه رأى الإمام الشافعي في المنام فسأله: إلى أين تمضي قال: أزور أحمد بن حنبل، قال: فاتبعته أنظر ما) يصنع، فدخل داراً فسألت: لمن هي فقيل: للشيخ أبي عمر رحمه الله. قلت: وله آثار حميدة، منها مدرسته بالجبل وهي وقف على القرآن والفقه، وقد حفظ فيها القرآن أمم لا يحصيهم إلا الله. ومن أولاده: الخطيب الإمام شوف الدين عبد الله خطب بالجامع المظفري مدة طويلة، وهو والد الإمامين: العلامة الزاهد العابد العز إبراهيم بن عبد الله، وفي أولاده علماء وصلحاء، وقاضي القضاة شرف الدين حسن بن عبد الله. ومن أحفاده: الجمال أبو حمزة بن عمر ابن الشيخ أبي عمر وهو جد شيخنا شيخ الجبل، وقاضي القضاة ومسند الشام تقي الدين سليمان بن حمزة. وآخر من مات من أولاد الشيخ رحمه الله ولده الإمام العلامة شيخ الإسلام شمس الدين أبو الفرج رضي الله عنهم أجمعين وأثابهم الجنة. 4 (محمد بن عبد الله بن سليمان بن حوط الله:) أبو القاسم الأنصاري. سمع أباه ومات شاباً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 279 4 (محمد بن هبة الله بن كامل:) أبو الفرج البغدادي الوكيل عند القضاة. وكان ماهراً في الحكومات، له القبول والشهرة. ولد سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة. وأجاز له أبو القاسم بن الحصين. وسمع من: أبيه، وأبي غالب أحمد بن البناء، وأبي القاسم هبة الله بن عبد الله الشروطي، وأبي منصور بن خيرون، وبدر بن عبد الله الشيحي. وعمر، وروى الكثير روى عنه: أبو عبد الله الدبيثي، والضياء الحنبلي، والتقي اليلداني، والعز عبد العزيز ابن الصقيل، وآخرون. وأجاز للفخر علي، ولأحمد بن شيبان، وللكمال عبد الرحمن المكبر. وتوفي في خامس رجب. 4 (محمد بن هبة الله بن حسين:) أبو منصور التميمي الكوفي. سمع: أبا الحسن بن غبرة، وأحمد بن ناقة. ومات في خامس صفر. 4 (المبارك بن أنوشتكين:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 280 أبو القاسم النجمي البغدادي العدل. سمع: أبا المظفر محمد ابن التريكي، وأبا محمد ابن المادح. وأخذ العربية عن أبي محمد) ابن الخشاب، وأبي الحسن ابن العصار. وكان أديباً فاضلاً حسن الطريقة. توفي في صفر. 4 (المبارك بن صدقة بن حسين.) أبو بكر ابن الباخرزي، المقرئ، البغدادي. قرأ القراءات على أبي المعالي ابن السمين. وسمع من أبي الفضل الأرموي، وأبي الفتح الكروخي. روى عنه: الدبيثي، والضياء، وغيرهما. وباخرز: اسم لناحية من أعمال نيسابور. توفي في جمادى الآخرة. كان حيسوباً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 281 4 (محمود بن محمد بن الحسن بن عبد الباقي:) أبو الفضل البغدادي الكواز. شيخ صالح. روى عن ابن ناصر، وغيره. روى عنه بعضهم، قال: حدثنا علي بن هبة الله بن زهمويه الأزجي، أخبرنا أبو نصر الزينبي، فذكر حديثاً. توفي في ربيع الأول. 4 (المسلم بن حماد بن محفوظ بن ميسرة الأمين المرتضى:) عفيف الدين أبو الغنائم الأزدي، الدمشقي. أحد العدول المعتبرين. سمع من الوزير الفلكي، والحافظ ابن عساكر فأكثر. وحدث ب صحيح البخاري. روى عنه: الشاب القوصي، والزكي البرزالي. توفي في ربيع الآخر عن أربع وسبعين سنة. وهو جد المحدث مجد الدين ابن الحلوانية. 4 (المطهر بن أبي بكر بن الحسن:) أبو روح البيهقي، الصوفي، نزيل القاهرة. وكان صالحاً متواضعاً، إمام مسجد. توفي بطريق مكة راجعاً. سمع: أبا الأسعد هبة الرحمن ابن القشيري، وأبا بكر محمد بن علي
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 282 الطوسي، وأبا طاهر السلفي. وولد سنة خمس وثلاثين وخمسمائة. روى عنه: الزكي المنذري، والكمال علي بن شجاع الضرير، وجماعة. توفي في صفر. وأجاز لابن مسدي. 4 (المظفر بن أبي محمد بن شاشير:) أبو منصور الواعظ. كان يعظ في الأعزية، وفي ترب الرصافة من بغداد. وحدث عن أبي الوقت السجزي. وكان ظريفاً مطبوعاً ماجناً قام إليه رجل فقال: أنا مريض جائع، فقال: نيك وقد تعافيت. ومر يوماً على لحام وعنده لحم هزيل وهو ينادي: يا من حلفت لا يغبن، فقال: حتى تخنثه. وقال: خرجت إلى بعقوبا فتكلمت في جامعها، فقال واحد: عندي نصفيه) للشيخ، وقال آخر: عندي نصفية، إلى أن عدوا خمسين نصفية، فقلت في نفسي: استغنيت فلما أصبحنا إذا في زاوية المسجد كارة شعير، فقال لي واحد: النصفية كيل شعير. وجلست يوماً بباجسرى فجمعوا شيئاً ما علمت ما هو، فأصبحنا وإذا في جانب المسجد صوف وقرون جاموس، فقام واحد ينادي: من يشتري صوف الشيخ وقرونه فقلت: ردوا صوفكم وقرونكم لا حاجة لي فيه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 283 توفي ببغداد في رجب عن نيف وثمانين سنة. 4 (مظفر بن إبراهيم بن محمد:) أبو منصور ابن البرني، الحربي، القارئ. حدث عن: جده لأمه عبد الرحمن بن علي بن الأشقر، وأبي الحسين محمد بن محمد ابن الفراء، وكان سماعه صحيحاً. وذكر أنه سمع من القاضي أبي بكر. روى عنه: الدبيثي، والضياء المقدسي، وابن خليل، وآخرون. وهو آخر من حدث عن ابن الفراء. وأجاز للشيخ شمس الدين عبد الرحمن، وللفخر علي. وتوفي في الحادي والعشرين من شوال. وكان مولده في سنة خمس عشرة وخمسمائة. وهو والد إبراهيم. وقد مر أخوه ذاكر الله في سنة إحدى وستمائة. أسن هذا. 4 (معالي بن أبي بكر بن صالح:) أبو الخير الأزجي، الدقاق.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 284 سمع سعيد ابن البناء. وتوفي في ربيع الأول. 4 (حرف النون:)
4 (نصر الله بن أبي نوح الحسن بن عبد الله:) أبو الفتح المصري. شيخ فاضل، سمع من أبي طاهر السلفي، وحدث عنه في هذه السنة بدمشق بالصالحية. روى عنه: الشيخ شمس الدين، والفخر علي، وغيرهما. 4 (حرف الهاء:)
4 (هبة الله بن سلامة بن المسلم:) القاضي أبو الفضائل أمين الدولة اللخمي، المصري، الشافعي، والد بهاء الدين علي ابن بنت الجميزي. توفي في شوال بمصر. وقد سمع مع ابنه من: شهدة، والسلفي، وجماعة. 4 (حرف الياء:) يحيى بن المظفر بن علي بن نعيم:) أبو زكريا البدري. من محلة البدرية ببغداد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 285 سمع: ابن ناصر، وأبا الوقت. ومات في ذي الحجة. 4 (يحيى بن أبي الفتح بن عمر ابن الطباخ:) أبو زكريا الضرير، الفقيه. توفي بحران. وقد تفقه ببغداد. وسمع من أبي محمد ابن الخشاب، وشهدة، وأبي الحسين عبد الحق. وقرأ بواسط القراءآت، وسمع من أبي طالب الكتاني. وحدث. 4 (يلدق، مخلص الدين المعظمي الأمير:) توفي بدمشق. 4 (وفيها ولد من الكبار:) الشمس محمد ابن الكمال، في ذي الحجة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 286 والسيف عبد الرحمن بن محفوظ الرسعني. والشمس محمد بن يحيى بن علي بن عون الدين ابن هبيرة. والوجيه منصور بن سليم ابن العمادية الإسكندري. والنفيس هبة الله بن محمد بن جرير الزبداني. والمعين علي بن أبي العباس، نائب الحكم بالإسكندرية. وناصر الدين محمد بن عرب شاه المحدث. ومهلهل الشقراوي، شيخ روى عن الموفق. والسيف أبو بكر بردويل بن إسماعيل بن بردويل الفراء بدمشق
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 287 4 (وفيات سنة ثمان وستمائة)
4 (حرف الألف:)
4 (أحمد بن الحسن بن أبي البقاء بن الحسن:) أبو العباس العاقولي، البغدادي، المقرئ. ولد يوم عاشوراء سنة ست وعشرين وخمسمائة. وقرأ القراءآت على أبي الكرم الشهرزوري، وغيره. وسمع بإفادة أخيه من: أبي منصور القزاز، وأبي منصور بن خيرون، وأبي الحسن بن عبد السلام، وأبي سعد أحمد بن محمد البغدادي. وروى الكثير، وأقرأ الناس، وعجز قبل موته، وانقطع. وكان صدوقاً، قانعاً، متعففاً، حسن الأخلاق، طيب الصوت بالقرآن. روى عنه: الدبيثي، والضياء، وابن عبد الدائم، والنجيب عبد اللطيف، وجماعة. وتوفي يوم التروية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 288 وآخر من روى عنه بالإجازة الكمال عبد الرحمن المكبر.) قال ابن نقطة: يلقب بالبطي بتخفيف الطاء صحيح القراءآت والسماع. 4 (أحمد بن عبد السخي، العمري، الواسطي:) سمع أبا الفتح بن شاتيل، وقدم دمشق، وحدث بها في سنة ثمان هذه. سمع منه النجيب الصفار. 4 (أحمد بن عبد الودود بن عبد الرحمن بن علي:) أبو القاسم بن سمجون الهلالي، الأندلسي، المنكبي، القاضي. سمع أباه، وأبا بكر ابن الخلوف. وأجاز له أبو بكر ابن العربي وغيره. وخطب بجامع قرطبة. قال الأبار: وكان فقيهاً ديناً، ناظماً ناثراً، بارع الخط، واسع الحظ من العلم. حدث عنه جماعة، وفاتني السماع منه. وتوفي فجاءة بغرناطة في ربيع الآخر، وله ثمانون سنة. قال ابن مسدي: كان أحد أعيان الأندلس علماً وحسباً، وعين المتميزين فضلاً وأدباً، فاق الأقران نظماً ونثراً، وطار خبراً وخبراً، وكانت الرحلة إليه. وهو آخر من روى بالسماع عن يحيى بن الخلوف المقرئ. سمعت منه بعض صحيح مسلم، ومات ببلدته المنكب في رابع جمادى الآخرة سنة سبع.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 289 كذا أرخه الحافظ ابن مسدي، ثم قال: أخبرنا أحمد، قال: أخبرنا يحيى سنة إحدى وأربعين، أخبرنا الطبري بمكة، أخبرنا عبد الغافر الفارسي، من مسلم. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله:) أبو بكر الفارفاني، الأصبهاني، الأعرج، ابن أخي عفيفة. روى عن إسماعيل الحمامي. وعاش نيفاً وستين سنة. سمع منه الضياء المقدسي. وقال: لم يكن مرضياً. توفي في رمضان. 4 (إبراهيم بن محمد بن فارس بن شاكلة:) أبو إسحاق السلمي، الذكواني، الصعيدي، الأسود. سكن مراكش، ودخل الأندلس، وكان شاعراً محسناً ذكياً. أقرأ المقامات تفهماً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 290 توفي في هذه السنة أو سنة تسع. 4 (أسياه مير بن محمد بن نعمان:) أبو عبد الله الجيلي، الحنبلي. تفقه على الشيخ عبد القادر. وحدث عن أبي محمد ابن المادح، وغيره.) 4 (حرف الباء:)
4 (برغش، الأمير صارم الدين العادلي:) توفي بدمشق، وله تربة غربي جامع الجبل. 4 (حرف الجيم:)
4 (جهاركس، الأمير الكبير فخر الدين الصلاحي:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 291 أعطاه العادل بانياس، وتبنين، والشقيف فأقام بها مدة، وتوفي في رجب، ودفن بتربته بسفح قاسيون، وأقر العادل ولده على ما كان لأبيه، ثم لم تطل حياته بعد أبيه. وله بالقاهرة قيسارية مشهورة كبرى. وكان أكبر من بقي من أمراء صلاح الدين وابنه الملك العزيز. وقيل: مات في سنة سبع. 4 (حرف الحاء:)
4 (الحسن بن محمد بن الحسن بن محمد بن حمدون:) أبو سعد البغدادي، الكاتب، المنشئ. ولد سنة سبع وأربعين وخمسمائة. وسمع الكثير من والده أبي المعالي بن حمدون، وأبي جعفر أحمد بن محمد العباسي، وابن البطي، وجماعة. وكتب بخطه الكثير، وجمع فوائد. وبيته مشهور بالكتابة والرياسة ببغداد، وهو ابن مصنف التذكرة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 292 وجده أبو سعد هو أحد الكتاب النبلاء له تصنيف في معرفة الأعمال والتصرف. وكان تاج الدين أبو سعد فاضلاً بارعاً، مغرىً بجمع الكتب، ولي المارستان العضدي، وتأدب على ابن العصار. 4 (الحسن ابن العلامة أبي محمد عبد السلام بن عتيق السفاقسي:) الفقيه، أبو علي. روى عن: أبي محمد العثماني. وتوفي في ربيع الأول. 4 (حرف الخاء:)
4 (خسروشاه بن قليج:) صاحب الروم. فيها توفي قاله أبو شامة. 4 (الخضر بن علي بن محمد الإربلي:) المجاور بمكة. روى عن: نصر بن نصر العكبري.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 293 4 (الخضر بن كامل بم سالم بن سبيع:) ) أبو العباس الدمشقي، السروجي، الخاتوني، الدلال، المعبر. ولد في رمضان سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة. وسمع من: الفقيه نصر الله المصيصي، وأبي الدر ياقوت الرومي، وقدم بغداد مع أبيه، فسمع من الحسين بن علي سبط الخياط. وطال عمره، روى الكثير روى عنه: ابن خليل، والضياء، والزكي البرزالي، والزكي المنذري، والشهاب القوصي، والتقي اليلداني، والفخر علي، وآخرون. وتوفي في الثاني والعشرين من شوال. 4 (حرف الراء:)
4 (رضوان بن رفاعة بن غارات المصري الشارعي:) المقرئ، الشافعي. سمع: محمد بن رسلان، ومحمد بن أحمد ابن البناء. وكان مشهوراً بالورع والصلاح. توفي في صفر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 294 وكان يؤم بمسجد سعد الدولة بقلعة الجبل. 4 (حرف الشين:)
4 (شكر بن صبرة بن سلامة بن حامد:) أبو الثناء السلمي، العوفي، الإسكندراني، المقرئ. قرأ. القراءآت على اليسع بن حزم الغافقي، وسمع من السلفي، وجماعة. وأقرأ الناس مدة وكان بارعاً في القراءآت، مجوداً، عارفاً بالأنساب، قديم المولد. توفي بالإسكندرية في سادس ربيع الأول. 4 (حرف الصاد.)
4 (صدقة بن علي بن صدقة:) أبو محمد الأزجي، الكيال. سمع من: أبي الوقت، وأبي جعفر أحمد بن محمد العباسي، وغيرهما. توفي في ذي الحجة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 295 4 (حرف العين:)
4 (عبد الجليل بن موسى بن عبد الجليل القصري:) الإمام القدوة شيخ الإسلام أبو محمد الأنصاري، الأوسي، الأندلسي، القرطبي. وشهر بالقصري لنزوله قصر عبد الكريم، وهو قصر كتامة. حمل الموطأ عن أبي الحسن بن حنين الكناني محدث فاس. وصحب الشيخ أبا الحسن بن غالب الزاهد بالقصر ولازمه.) وكان رأساً في العلم والعمل، منقطع القرين، فارغاً عن الدنيا. صنف التفسير وشرح الأسماء الحسنى. وله كتاب شعب الإيمان وكلامه في العرفان بديع مقيد بظواهر الأثر. ذكره ابن الزبير، فبالغ في وصفه، وقال: كلامه في طريقة التصرف، سهل محرر، مضبوط بظاهر الكتاب والسنة. وله مشاركة في علوم شتى، وتصرف في العربية. ختم به بالمغرب التصرف على الطريقة الواضحة، ورزق من علي الصيت والذكر الجميل ما لم يرزق كبير أحد من الناس. مات بسبتة في سنة ثمان وستمائة. حدث عنه: أبو عبد الله الأزدري، وأبو الحسن الغافقي، وغيرهما.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 296 4 (عبد الرحمن بن عبد الله:) أبو القاسم الرومي، عتيق أحمد بن عمر بن باقا. قرأ القرآن على أبي الكرم الشهرزوري. وسمع من: أبي الوقت السجزي، واحمد بن المقرب، وأبي طاهر السلفي، وجماعة. وحدث يمصر والثغر. وكان شيخاً صالحاً حدث بصحيح البخاري قبل موته روى عنه الصحيح الحافظ زكي الدين المنذري. وروى عنه: جعفر بن علي القمودي الإسكندراني، والحسن بن موسى بن فياض المالكي، وسيف بن سند الضرير،، وجماعة من شيوخ شيخنا الدمياطي. وكان تاجراً سفاراً، حكى ابن مسدي عن الأسعد بن مقرب، قال: خرجت في جماعة نتفرج، فرأينا قافلة، فنظرت إلى شيخ حسن الشيبة والبزة، فقلت: ما أحسن هذا الشيخ لو كان عنده سماع، فقال: وما يدريك إذ يكون عنده، فقال ابن مقرب له: ممن قال: من أبي الوقت، ومعي بعض ذلك. فتركت الفرجة، ورجعت في خدمته إلى البلد يعني الإسكندرية. وتوفي في الحادي والعشرين من ذي القعدة. 4 (عبد الرشيد بن محمد بن علي:) أبو محمد الميبذي. محدث سمع الكثير بإصبهان، وصحب أبا موسى المديني، وأكثر عنه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 297 وقدم بغداد، فسمع من ابن بوش، وابن كليب وطائفة، وحدث عن أبي العباس الترك. وميبذ: بليدة قريبة من يزد بنواحي إصبهان. 4 (عبد السلام بن شعيب بن طاهر:) أبو القاسم الهمذاني، الوطيسي. من بقايا الشيوخ بهمذان. سمع من: أبي بكر هبة الله بن) الفرج ابن أخت الطويل، ونصر بن المظفر، وشهردار بن شيرويه، وجماعة، ورحل إلى إصبهان، وسمع بها، وحدث. والوطيس: التنور. أجاز للفخر علي، وغيره. وتوفي في أواخر شعبان. 4 (عبد الصمد بن أبي الفتح سلطان بن أحمد بن الفرج الجذامي الصويتي، النحوي،) الطبيب: معتمد الدين أبو محمد بن قراقيش. ولد سنة أربعين وخمسمائة. وقرأ القرآن على الشريف الخطيب أبي الفتوح، وقرأ العربية على سناء
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 298 الملك أسعد بن علي الحسيني، الجواني. وكان إماماً بارعاً في العربية والطب، وكان أعيان الأطباء. 4 (عبد المؤمن بن محمد بن أبي منصور المبارك بن محمد، القاضي أبو الفضل المدائني،) قاضي المدائن: ولي القضاء بعد أخيه عبد الحميد، وكان أبوهما قاضي المدائن أيضاً. مات في المحرم. 4 (عبد الواحد بن عبد الوهاب بن علي بن علي ابن سكينة:) ولد سنة إحدى وخمسين وخمسمائة. وسمع من ابن البطي، وأبي زرعة، وجماعة. وسافر الكثير، ودخل إلى مصر، والشام، وتوفي بجزيرة قيس. قال أبو شامة: هو معين الدين ابن سكينة. سافر إلى الشام في أيام الملك الأفضل، فبسط لسانه في الدولة العباسية، فأرسلوا إليه من يقتله، فوثب عليه من يقتله غير مرة بدمشق ويسلم. ثم كتب إلى الخليفة كتاباً فيه التنصيل مما رمي به، ويسأل العفو، فعفي عنه. ثم قدم بغداد، فولوه مشيخة الشيوخ، ثم بعثه الخليفة رسولاً إلى جزيرة قيس في جماعة صوفية، فغرقوا في البحر في شعبان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 299 4 (عبيد الله بن خطنطاش التركي:) أبو محمد. منشيوخ الصعيد. شيخ صالح مشهور، انتفع به جماعة وصحبوه. وتوفي بإخميم، وتوفي في آخر جمادى الآخرة. حكى عنه من كلامه الحافظ عبد العظيم. 4 (عقيل بن عطية:) أبو طالب وأبو المجد القضاعي، الأندلسي، الطرطوشي، ثم المراكشي. روى عن: أبي القاسم بن بشكوال، وأبي القاسم بن حبيش، وأبي نصر فتح بن محمد، وجماعة. وولي قضاء غرناطة. وقد ذكره الأبار، فقال: كان مقدماً في صناعة الحديث، وله رد على أبي) عمر بن عبد البر في بعض تواليفه، وتنبيه على غلطاته.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 300 سمع منه أبو جعفر ابن الدلال، وأبو الحسن بن منخل الشاطبي. وولي بأخرة قضاء سجلماسة، وتوقي بها في صفر وقد قارب الستين. 4 (علي بن أحمد بن عمر بن حسين:) أبو القاسم ابن القطيعي، الصفار، أخو المحدث أبي الحسن. سمع من: أبي بكر ابن الزاغوني، وأبي الوقت، وجماعة. وحدث. وهو منسوب إلى قطيعة العجم بباب الأزج، وكان أبوه من كبار الحنابلة. 4 (علي بن عبد الرزاق بن علي بن محمد بن علي:) أبو الحسن بن الجوزي، الدهان. سمعه عمه الإمام أبو الفرج من أبي الفضل الأرموي، وعمر بن عبد الله الحربي. روى عنه: ابن الدبيثي، وابن النجار وقال: كان ساكناً مهيباً، يزوق الدور. 4 (علي بن محمد بن أبي قوة:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 301 أبو الحسن الأزدي، الداني. أخذ القراءآت عن أبيه، وأبي القاسم بن حبيش، وأبي الحسن بن كوثر. وكان مقرئاً حاذقاً، أديباً شاعراً. كتب عنه أبو القاسم كثيراً من نظمه. قاله الأبار. 4 (علي بن منصور بن المظفر:) أبو الحسن الأزجي، الجوهري، المعروف بابن الزاهدة. حدث عن: أبي الوقت السجزي، وغيره. توفي في ذي الحجة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 302 4 (علي بن يوسف بن أحمد:) القاضي أبو الفضائل الآمدي، ثم الواسطي. توفي كهلاً في ربيع الأول. وكان مجموع الفضائل، ولي قضاء واسط.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 303 4 (عمر بن محمد بن علي بن أبي نصر:) الأديب البارع، أبو حفص الإصبهاني، ثم الموصلي، عرف بابن الشحنة، الشاعر. تلا بالسبع على يحيى بن سعدون، وأخذ الأدب عن علي بن العصار، اللغوي. وكان سليط اللسان، كثير الهجاء للرؤساء، معاقراً للكأس. قصد السلطان صلاح الدين بالشام ومدحه. سجنه صاحب الموصل نور الدين أرسلان شاه بن مسعود، فسجنه حتى مات في شوال.) 4 (عمر بن مسعود بن أبي العز:) أبو القاسم البغدادي، الزاهد، العابد، ويعرف بالشيخ عمر البزاز.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 304 صحب الشيخ عبد القادر، وسمع من: أبي الفضل الأرموي، وابن ناصر، وأبي الوقت. وحدث. وكان من بقايا المشايخ الكبار ببغداد. قال الحافظ عبد العظيم: توفي في رابع عشر رمضان. قال: وكان يؤثر الفقراء، وبنى لنفسه رباطاً. وله قبول عند الناس يغشى ويزار، موصوف بالزهد والعبادة، وحسن الطريقة رحمه الله. ولد في حدود سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة. قلت: روى عنه أبو عبد الله الدبيثي. 4 (حرف الغين:)
4 (غالب بن عبد الخالق بن أسد بن ثابت:) الشيخ أبو الحسين ابن المحدث الفقيه أبي محمد الطرابلسي الأصل، الدمشقي، الحنفي، البزاز. سمع من: الوزير أبي المظفر سعيد بن سهل الفلكي، ووالده، وأبي يعلى ابن الحبوبي، وجماعة. روى عنه: ابن خليل، والضياء، والزكي عبد العظيم، والشهاب القوصي، والفخر علي، وآخرون. وفقد بداريا في هذه السنة. قال القوصي: قتل الشهاب غالب الحنفي بداريا على يد أقوام كان له عليهم ديون، فاغتالوه، وأخذوا الوثائق.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 305 وقيل: قتله بأرض ماردين ولده الشرف إبراهيم، قتلته المكارية، وكان معه تجارة. وكان شهاب الدين من كبار أهل مذهبه، وولد سنة تسع وأربعين. 4 (حرف الميم:)
4 (محمد بن أيوب بن محمد بن وهب بن محمد بن وهب بن نوح:) الإمام العلامة أبو عبد الله ابن الشيخ الجليل أبي محمد بن أبي عبد الله الغافقي، الأندلسي، البلنسي. سرقسطي تأصل، ولد ببلنسية في ثلاثين وخمسمائة. أخذ القراءآت عن أبي الحسن بن هذيل، وسمع منه، ومن أبي الحسن علي بن النعمة، وأبي عبد الله بن سعادة، ومحمد بن عبد الرحيم ابن الفرس، ووالده أبي محمد. ذكره الأبار، فقال: تفقه بأبي بكر يحيى بن عقال، واستظهر عليه المدونة. وأخذ النحو عن شيخه ابن النعمة. وأجاز له أبو مروان ابن قزمان، وأبو طاهر السلفي، وجماعة. وكان الدراية أغلب عليه من الرواية مع وفور) حظه منها وميله فيها إلى الأعلام المشاهير دون اعتبار العلو. ولي خطة الشورى في حياة شيوخه، وزاحم الكبار بالحفظ والتحصيل في صغره. قال: ولم يكن في وقته بشرق الأندلس له نظير تفنناً واستبحاراً، وكان من الراسخين
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 306 في العلم وصدراً في المشاورين، بارعاً في علم اللسان والفقه والفتيا والقراءآت. وأما عقد الشروط، فإليه انتهت الرياسة فيه، وبه اقتدى من بعده. ولو عني بالتأليف، لأربى على من سلف. وكان كريم الخلق، عظيم القدر، سمحاً جواداً. خطب بجامع بلنسية، وامتحن بالولاة والقضاة، وكانوا يستعينون عليه، ويجدون السبيل إليه بفضل دعابة كانت فيه مع غلبة السلامة عليه في إعلانه وإسراره وكثرة التلاوة. أقرأ القرآن، وأسمع الحديث، ودرس الفقه، وعلم العربية، ورحل الناس إليه، وسمع منه جلة، وطال عمره حتى أخذ عنه الآباء والأبناء. وتلوت عليه بالسبع، وهو أغزر من لقيت علماً، وأبعدهم صيتاً. توفي في سادس شوال، ورثي بمراث كثيرة. قلت: وقد أطنب الأبار في وصفه بأضعاف ما هنا. وممن قرأ عليه القراءآت علم الدين القاسم شيخ شيوخنا، وأبو جعفر أحمد بن علي ابن الفحام المالقي. 4 (محمد بن عبد الله بن طاهر:) القاضي أبو عبد الله الفاسي. أخذ عن أبي إسحاق بن قرقول، وغيره. وكان محدثاً حافظاً إماماً، ولي قضاء مراكش. وكان موته بإشبيلية أرخه الأبار. 4 (محمد بن عثمان بن سعيد:) أبو عبد الله الفاسي، الفقيه المعروف بابن تقميش. حمل مختصر الأحكام لعبد الحق عن المصنف، وحدث به. وكان مفتياً، إماماً، أصولياً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 307 4 (محمد بن عثمان بن محمد بن يحيى بن مسلم:) أبو عبد الله ابن الزبيدي، الصوفي، البغدادي. ابن عم سراج الدين الحسين. توفي في شعبان بجزيرة كيش، وهي جزيرة قيس. وكان يروي عن أبي الفتح ابن البطي، وشهدة. وصحب الصوفية. 4 (محمد بن علي بن نصر الكرماني:) ولد سنة ثلاث وعشرين. وروى حضوراً عن: الحسين بن عبد الملك الخلال، وجعفر بن محمد بن روح. روى عنه: الضياء، وغيره، وبالإجازة الشيخ شمس الدين. توفي بإصبهان.) 4 (محمد بن علي بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حسنون:) المعمر، المقرئ أبو بكر البياسي. شيخ القراء ببياسة، وقاضيها، وخطيبها، ومفتيها، وأديبها. عمر حتى ألحق الأحفاد بالأجداد، وسوى بين الأوائل والأواخر مع الثقة والعلم. أخذ عن أبيه القراءآت. وسمع من القاضي شريح، وتلا عليه بالسبع وأجازه. وسمع من: الحافظ أبي بكر ابن العجوز، ومن أبي القاسم أحمد بن محمد بن ورد، ويوسف بن أبي عبد الملك الساحلي وتفرد عنه، ومن يوسف بن بحر القضاعي. وأجاز له يحيى بن خلف القيسي، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 308 ترجمه ابن مسدي، وقال: كتب إلي من بياسة في سنة خمس وستمائة. أكثر الناس عنه ورحلوا إليه. توفي سنة ثمان وستمائة. أنبأنا، قال: أخبرنا شريح سنة أربع وثلاثين، فذكر حديثاً من البخاري. وأنبأنا، قال: أخبرنا القاضي أبو بكر ابن العربي سنة، أخبرنا ابن الطيوري، من الترمذي. قلت: مر سنة أربع كما أرخه الأبار. 4 (محمد بن عيسى بن أحمد بن علي:) أبو عيسى القرشي، العبدري، المرذي، البنجديهي. حدث ببغداد عن جده أحمد بن علي، وإسماعيل بن محمد الفاشاني. وحدث بالحرمين، وأخذ عنه الزكي عبد العظيم. وتوفي شهيداً في رمضان عن إحدى وأربعين سنة. 4 (محمد بن محمد ابن الناعم:) كمال الدين، أبو جعفر البغدادي. أحد حجاب الخلافة. روى عن أبي محمد ابن المادح. ضرب في ذي الحجة حتى مات تحت الضرب، ورمي في دجلة. وكان ظالماً، ولي ولاية، وعسف وصادر جماعة، وقتلهم تحت الضرب، فعاقبه الله، وظهرت له أموال عظيمة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 309 4 (محمد بن أبي تمام محمد بن علي بن المبارك:) الشريف أبو الرضا الهاشمي، الحريمي، المعروف بابن لزوا وهو لقب حده علي. وهو من ذرية المأمون. سمع من: أبي القاسم إسماعيل ابن السمرقندي، ومن أبي الوقت. وكان يمكنه السماع من ابن الحصين فإنه ولد سنة تسع عشرة وخمسمائة. روى عنه: أبو عبد الله الدبيثي، وغيره، وابن النجار، وقال: مات في شعبان. 4 (محمد بن يوسف بن محمد:) ) أبو عبد الله النيسابوري، ثم البغدادي، الكاتب، المعروف بابن المنتجب. قرأ الأدب على الحسن بن علي بن عبيدة الكرخي. وكان أبوه صوفياً فقيه مكتب، فنشأ له سعد الدين أبو عبد الله هذا، وبرع في الخط حتى كان جماعة من الفضلاء يفضلون خطه في النسخ على ابن البواب. قال ابن النجار: كان أديباً فاضلاً، له معرفة بالنحو، وكان ضنيناً بخطه جداً، وكتب الخط المنسوب، وكتب الناس عليه. وتوفي في ذي الحجة شاباً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 310 4 (محمد بن يونس بن محمد بن منعة بن مالك:) العلامة عماد الدين أبو حامد بن يونس الإربلي الأصل، الموصلي، الفقيه، الشافعي. ولد سنة خمس وثلاثين وخمسمائة. وتفقه بالموصل على والده، ثم سار إلى بغداد، وتفقه بها بالنظامية على السديد محمد السلماسي، وأبي المحاسن يوسف بن بندار الدمشقي، وسمع الحديث من أبي حامد محمد بن أبي الربيع الغرناطي، وعبد الرحمن بن محمد الكشميهني. وعاد إلى الموصل، ودرس بها في عدة مدارس، وعلا صيته، وشاع ذكره، وقصده الفقهاء من البلاد، وتخرج به خلق. قال القاضي شمس الدين ابن خلكان: كان إمام وقته في المذهب والأصول والخلاف، وكان له صيت عظيم في زمانه، صنف المحيط وجمع فيه بين المهذب و الوسيط، وشرح الوجيز، وصنف جدلاً، وعقيدة،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 311 وغير ذلك وتوجه رسولاً إلى الخليفة غير مرة، وولي قضاء الموصل خمسة أشهر ثم عزل، وذلك في صفر سنة ثلاث وتسعين. فولي بعده ضياء الدين القاسم بن يحيى الشهرزوري. وكان شديد الورع والتقشف، فيه وسوسة لا يمس القلم للكتابة إلا ويغسل يده. وكان لطيف الخلوة، دمث الأخلاق، كثير المباطنة لنور الدين صاحب الموصل يرجع إليه، ويشاوره، فلم يزل معه حتى نقله من مذهب أبي حنيفة إلى مذهب الشافعي، فلما توفي توجه الشيخ عماد الدين، وذلك في سنة سبع الماضية، إلى بغداد وأخذ السلطنة للملك القاهر مسعود ابن نور الدين، وأتى بالتقليد والخلعة. قال: وكان مكمل الأدوات، غير أنه لم يرزق سعادة في تصانيفه، فإنها ليست على قدر فضائله. توفي في سلخ جمادى الآخرة بالموصل. وقال المظفر الدين صاحب إربل: رأيته في النوم، فقلت له: ما مت قال: بلى ولكني محترم. وحفيده مصنف التعجيز هو تاج الدين عبد الرحيم بن محمد، يأتي سنة سبعين.) 4 (مسعود بن بركة بن إسماعيل:) أبو الفتح البغدادي، الحلاوي، البيع، المعروف بابن الجرذ. ولد سنة ست وعشرين وخمسمائة. وسمع من: قاضي المارستان أبي بكر، وغيره.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 312 روى عنه: الدبيثي، وغير واحد، وابن النجار، وقال: كان إنساناً صالحاً، حسن الأخلاق. توفي في رمضان. 4 (منصور بن أبي المعالي عبد المنعم بن أبي البركات عبد الله ابن فقيه الحرم أبي عبد) الله محمد بن الفضل: المسند الأصيل أبو الفتح، وأبو القاسم الفراوي، الصاعدي، النيسابوري، المعدل. ولد في رمضان سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة. سمع من: جد أبيه، وجده، وأبيه، ومن: عبد الجبار بن محمد الخواري، ومحمد بن إسماعيل الفارسي، ووجيه بن طاهر الشحامي، وغيرهم. وكان مكثراً عن جد أبيه. قال ابن نقطة: كان مكثراً، صدوقاً. سمعت منه صحيح البخاري، بسماعه من وجيه الشحامي، وأبي الفتوح عبد الوهاب بن شاه، عن الحفصي، ومن أبي المعالي الفارسي، عن العيار. وسمعت منه صحيح مسلم، وكان يقول لنا: سمعته مراراً، وكان لنا عدة نسخ نهبت في وقعة الغز. ورأيت سماعه بالمجلد الأول والثاني والثالث من صحيح مسلم في سنة ثمان وعشرين، وهو ابن أربع سنين وخمسة أشهر نقل السماع على المجلدات الثلاث أحمد بن محمد بن خولة الغرناطي وقال: ولعل المجلد
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 313 الرابع أيضاً مسموع له، ولم أقف عليه، لأنه ضاع. وخبر الأصل بمجلد غيره. قال ابن نقطة: ورأيت بخط المطهر بن سديد الخوارزمي، وكان طالباً ثقة، يقول: منصور بن عبد المنعم سمع صحيح مسلم من جده أبي عبد الله الفراوي. وحدثني رفيقنا أبو محمد ابن هلالة لما رجع من خراسان، قال: كان شيخنا منصور يروي غريب الحديث عن جده بفوات، فقرأناه عليه، فلما دخلت إلى سمرقند أو قال بخارى وجدت بعض نسخة عند فقيه بغريب الخطابي وفيها القدر الذي يفوت منصور، وفيه سماعه بغير تلك القراءة وغير التاريخ، فكمل له سماع جميعه، وهذا مما يدل على صدقه وأنه كان يسمع الشيء من جده غير مرة. وسمع جميع تفسير الثعلبي من عباسة العصاري. وقال لي ابن هلالة: رأيت أصل البيهقي بالسنن الكبير وقد ذهبت منه أجزاء متفرقة، فجميع ما وجد من) الأصل كان فيه سماع منصور ابن الفراوي من أبي المعالي الفارسي، فقرأت عليه جميع الكتاب بسماعه الموجود والباقي إجازة إن لم يكن سماعاً. ومولده في رمضان سنة ثلاث وعشرين. قلت: قدم بغداد حاجاً مع أبيه فحدث بها وروى عنه: ابن نقطة، والحافظ أبو عبد الله البرزالي، والإمام أبو عمرو ابن الصلاح، وأبو عبد الله المرسي، وأبو محمد عبد العزيز بن هلالة، وأبو إسحاق إبراهيم بن مضر الواسطي، وآخرون. وأجاز لأبي الغنائم بن علان، وللفخر علي، وللزكي عبد العظيم، وللجمال يحيى ابن الصيرفي، وآخرين سواهم. وتوفي في ليلة ثامن شعبان. وقرأت بخط الضياء رحمه الله قال: ليلة دخلت إلى نيسابور توفي منصور الفراوي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 314 4 (حرف الهاء:)
4 (هارون بن الحسين بن كرج بن هارون:) الأمير أبو الرأي. قال المنذري: كان يسمى شيخ الجماعة لما عنده من العقل والحزم. وله شعر يسير. وسمع من: المبارك بن طاهر الخزاعي، ونصر الله بن سلامة الهيتي، وغيرهما. 4 (هبة الله بن جعفر ابن سناء الملك أبي عبد الله محمد بن هبة الله:) القاضي السعيد سناء الملك، أبو القاسم المصري، الأديب، الشاعر المشهور. قرأ القرآن على الشريف أبي الفتوح الخطيب. وقرأ النحو على العلامة ابن بري. وسمع بالإسكندرية من أبي طاهر بن سلفة. وله مصنفات مشهورة في الأدب و ديوان مشهور. وشعره في الذروة العليا. كتب في ديوان الإنشاء مدة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 315 قال الشهاب القوصي وهو ممن روى عنه: كان مبتكراً للمعاني بثاقب فكره، آخذ لمجامع القلوب بحلاوة شعره. وذكره ابن خلكان، فقال: هبة الله ابن القاضي الرشيد أبي الفضل جعفر ابن المعتمد سناء الملك محمد بن هبة الله بن محمد السعدي. كان أحد الرؤساء النبلاء، وكان كثير التخصص والتنعم، وافر السعادة، محظوظاً من الدنيا، له رسائل دائرة بينه وبين القاضي الفاضل، وهو القائل في الفاضل: (ولو أبصر النظام جوهر ثغرها .......... لما شك فيه أنه الجوهر الفرد)
(ومن قال إن الخيرزانة قدها .......... فقولوا له: إياك أن يسمع القد) ) وله: (يا عاطل الجيد إلا من محاسنه .......... عطلت فيك الحشا إلا من الحزن)
(في سلك جفني در الدمع منتظم .......... فهل لجيدك في عقد بلا ثمن)
(لا تخش مني فإني كالنسيم ضنى .......... وما النسيم بمخشي على الغصن) وله: (ولم يودعوه السجن إلا مخافة .......... من العين أن تسطو على ذلك الحسن)
(وقالوا كم شاركت في الحسن يوسفاً .......... فشاركه أيضاً في الدخول إلى السجن) وله: (وملية بالحسن يسخر وجهها .......... بالبدر يهزأ ريقها بالقرقف)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 316 (لا أرتضي بالشمس تشبيهاً بها .......... والبدر بل لا أكتفي بالمكتفي)
(تتلو ملاحتها محاسن وجهها .......... فتريك معجز آية في الزخرف)
(فبحسن عطفك يا مليحة أحسني .......... وبعطف حسنك يا نحيلة فاعطفي) وتقول: من هذا وقد سفكت دمي ظلماً وتسأل عن فؤادي وهي في: (لا شيء أحسن من تلهب خدها .......... بالماء إلا حسنها وتعففي)
(ماذا لقيت من الصدود لأنني .......... ألقى خشونته بقلب مترف)
(والقلب يخلف أن سيسلو ثم لا .......... يسلو ويحلف أنه لم يحلف) ووصف نقص النيل، فقال: وأمر ما أمر الماء، فإنه نضبت مشارعه، وتقطعت أصابعه، وتيمم العود لصلاة الاستسقاء، وهم المقياس من الضعف بالاستلقاء. توفي في أوائل رمضان: قال الحافظ عبد العظيم، سمعت شيئاً من شعره من أصحابه. وكان مولده سنة خمس وأربعين وخمسمائة. 4 (حرف الياء:)
4 (يحيى بن عبد الرحمن بن عبد المنعم:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 317 أبو زكريا الصقلي الأصل، الفاسي، الدمشقي، الشافعي، القيسي، المعروف بالإصبهاني، لدخوله إصبهان. ولد بدمشق. ودخل إصبهان فبقي بها خمس سنين، فقرأ الخلافيات والنظر، وغير ذلك. وسمع أبا بكر بن ماشاذة، وأبا رشيد بن خالد البيع، وعبد الله بن عمر) بن عبد الله العدل. وسمع بالثغر من أبي طاهر السلفي. وأخذ ببجاية عن الحافظ عبد الحق الإشبيلي، وتجول في بلاد الأندلس، واستوطن غرناطة. قال الأبار: كان فقيهاً شافعياً، عارفاً بالأًول والتصوف، زاهداً ورعاً، كثير الصدقة، واعظاً مذكراً. أسمع الحديث، ولم يكن بالضابط. وله كتاب الروضة الأنيقة من تأليفه. حدث عنه أبو جعفر بن عميرة الضبي، وأبو محمد، وأبو سليمان ابنا حوط الله، وأبو القاسم الملاحي، وأبو الربيع بن سالم، وغيرهم. وسمع منه أبو جعفر ابن الدلال كتاب معالم السنن للخطابي، قرأه جميعه عليه. وقال ابن مسدي: قحطنا بغرناطة، فنزل أميرها إلى شيخنا أبي زكريا فقال: تذكر الناس، فلعل الله أن يفرج عن المسلمين، فوعظ، فورد عليه وارد سقط، وحمل، فمات بعد ساعة، فلما كفن، وأدخل حفرته، انفتحت أبواب السماء، وسالت الأودية أياماً. توفي في سادس شوال، يوم وفاة ابن نوح الغافقي، وله ستون سنة. وروى عنه أبو بكر ابن مسدي، فقال: أخبرنا الإمام مجد الدين أبو زكريا القيسي الواعظ، نزيل غرناطة سنة خمس وستمائة، أنبأنا أبو رشيد عبد الله بن عمر، أخبرنا القاسم بن الفضل الثقفي. فذكر حديثاً. وقال في معجمه: أخبرنا أبو زكريا، أخبرنا مسعود الثقفي سنة ستين
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 318 بإصبهان، فذكر من جزء لوين. وقال في وصفه: شيخ محمود النقيبة مبارك الشيبة، آثاره مشكورة، وكراماته مسطورة. دخل إصبهان قبل الستين وخمسمائة، وسمع من مسعود، ومن فورجة، وإسماعيل بن غانم البيع، وعدة. وسمع سنة اثنتين وسبعين من السلفي. ثم غرب فسمع من عبد الحق ببجاية. ثم دخل الأندلس فأكثروا عنه على رأس الثمانين. قال لنا: جلت عشرين سنة دخلت إصبهان، وأذربيجان، والروم، والإسكندرية، وبجاية، وفاس، وشرق الأندلس، سنتان بدمشق، وقررت بأصيهان. ولما نزل بغرناطة ترك الوعظ ولزم بيته. وله تعليقة في الخلاف بين الشافعي وأبي حنيفة، غير أن أهل الأندلس أنكروا عليه روايته عن مسعود الثقفي، قالوا: هذا يروي عن الخطيب. واستبعدوا هذا، فلم يسمعوا منه شيئاً عن مسعود. وكان أبو الربيع بن سالم قد كتب إلى أبي الحسن بن المفضل قبل الستمائة أن يأخذ له إجازة من يروي عن الخطيب، فأجابه: ليس ببلادنا من يروي ذلك، وفي هذا القول من أبي الحسن ما فيه.) قلت: الظاهر أنه عنى بقوله بلادنا الثغر ومصر، وإلا فكان في الشام، والعراق ذلك موجوداً، وأحسب أن ابن المقدسي لم يفطن إلى ذا، فإنه ما رحل، ولا أرى الطلبة، أو كان ذلك وقد فتر عن الطلب، واشتغل بالفروع. ثم قال ابن مسدي: فلما وصل كتابه إلى ابن سالم، أطبق على مسعود الثقفي، وأنكر ان تكون له إجازة الخطيب. فأخرجت له خط الكندي، بسماعه من القزاز، عن الخطيب، فقال: هذا أوهى من الأول، كيف يكتب أبو الحسن بانقراض هذا الإسناد، ونقبل ما يأتي بعد الستمائة قلت: ابن سالم حافظ، وقد خفي عنه هذا، واعتمد بظاهر ما عندهم من النزول، بل كان بعد الستمائة وجد ما هو أعلى من روايات الخطيب كان بأصبهان من يروي عن رجل عن الحافظ أبي نعيم الذي هو هو من شيوخ الخطيب، وكان بالعراق من يروي عن رجل، عن ابن غيلان، وبخراسان من يروي عن رجل، عن عبد الغافر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 319 قال ابن مسدي: كنت كثير التولج على شيخنا أبي زكريا لجواره، فقال: يا بني، عندي جزء يسمى عروس الأجزاء سمعته بإصبهان، فقرأه علي، وقال لي: أنت تكون لك رحلة وجولان. فهذا من كراماته. 4 (يونس بن يحيى بن أبي البركات بن أحمد:) أبو الحسن، وأبو محمد الهاشمي، الأزجي، القصار، المجاور بمكة. ولد سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة. وسمع من: أبي الفضل الأرموي، وابن ناصر، وابن الطلاية، وأبي الكرم الشهرزوري، وأبي الوقت، وسعيد بن البناء، وجماعة كثيرة. وسافر إلى الشام، ومصر، وجاور مدة. وحدث بأماكن روى عنه: ابن خليل، والزكي البرزالي، والزكي المنذري، والضياء المقدسي، ويعقوب بن أبي بكر الطبري، والتاج علي ابن القسطلاني. وروى صحيح البخاري بمكة وتوفي بها في صفر وقيل: في شعبان وروى ابن مسدي: في ثامن صفر. وقال: كان ذا عناية بالرواية. 4 (وفيها ولد هؤلاء:) القاضي شمس الدين ابن خلكان. والنجم عبد المنعم ابن النجيب عبد اللطيف ابن الصيقل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 320 والشرف عبد الله ابن شيخ الشيوخ تاج الدين ابن حمويه. والعماد أحمد ابن الشيخ العماد إبراهيم بن عبد الواحد. والكاتب نجم الدين محمد بن عثمان ابن السابق. والشرف محمد بن) عبد الحكم بن حسن بن عقيل بن شريف بن رفاعة. والبرهان إبراهيم بن محمد ابن النشو. والنجم نعمة بن محمد بن نعمة المقدسي. والبدر مروان بن عبد الله بن فيرو الفارقي، بها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 321 4 (وفيات سنة تسع وستمائة:)
4 (حرف الألف:)
4 (أحمد بن سلطان بن أحمد الظفري:) من محلة الظفرية. سمع ابن البطي، وعبد الواحد بن الحسين البارزي. وحدث. وتوفي في جمادى الآخرة. 4 (أحمد بن عبد السلام الجراوي، الشاعر:) نزيل مراكش. شاعر محسن له ديوان، وله حماسة أجاد فيها. روى عنه: سهل بن مالك، ومحمد بن عبد الجبار. وتوفي بإشبيلية عن سن عالية. وقيل: توفي قبل الستمائة كما مر. 4 (أحمد بن علي بن يحيى بن عون الله:) أبو جعفر الأنصاري، الأندلسي الداني، المعروف بالحصار، نزيل بلنسية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 322 قرأ القرآن على أبي إسحاق إبراهيم بن حسين بن محارب صاحب أبي عبد الله محمد ابن غلام الفرس. وقرأ القراءآت ببلنسية على أبي الحسن ابن هذيل، وسمع منه، ومن أبي الحسن ابن النعمة، وأبي عبد الله محمد بن يوسف بن سعادة. وأجاز له أبو عبد الله محمد بن عبد الرحيم الغرناطي، والحافظ عبد الحق الإشبيلي. وتصدر للإقراء، ورأس في ذلك أهل عصره. قال الأبار: كانت الرحلة إليه في وقته، ولم يكن أحد يدانيه في الضبط والتجويد والإتقان، وتصدر في حياة شيوخه أخذ عنه الآباء والأبناء، واضطرب بأخرة في روايته فأسند عن جماعة أدركهم، وكان بعض شيوخنا ينكر عليه ذلك مع صحة روايته عن عن المذكورين قبل وإكثاره عنهم، حتى لقد انفرد بقراءة تأليف أبي الحسن ابن النعمة في التفسير المترجم ب ري الظمآن. قلت: فعلى هذا تكون روايته للقراءآت عن أبي عبد الله ابن غلام الفرس مزلزلة، ولهذا لم يذكرها الأبار. ثم قال: أخذ عنه والدي القراءآت، وأخذتها عنه بعد ذلك بمدة، وسمعت منه جملة. وتوفي في ثالث صفر قبل الكائنة العظمى على المسلمين بوقعة العقاب من ناحية جيان بأيام، وقد قارب الثمانين. قلت: قرأت للسبعة على شيخنا برهان الدين الإسكندراني، عن قراءته على علم الدين القاسم) بن أحمد الأندلسي، وقال له: قرأت القراءآت وقرأت التيسير على جماعة منهم: أبو جعفر أحمد بن علي ويعرف بالحصار، وكتب له الحصار بخط يده أنه رواه، يعني التيسير عن أبي عبد الله محمد بن الحسن ابن غلام الفرس، وقال الحصار: لم ألق مثله في الإقراء، ومنه أخذت التجويد، وقرأ على أبي داود، وابن الدش، ثم قال: وقرأ
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 323 الحصار أيضاً به على ابن هذيل. وممن قرا على الحصار أبو بكر محمد بن محمد بن مشليون، وأبو جعفر أحمد بن علي بن الفحام المالقي، وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن جوبر البلنسي. قال ابن شليون: كان ينسخ التيسير في السبوع ويبيعه ويقتات بذلك فيرغب الطلبة في كتابته لإتقانه رحمه الله 4 (أحمد بن مبشر بن زيد:) أبو العباس الواسطي، المقرئ. ولد سنة خمس وعشرين وخمسمائة. وسمع بواسط من أبي الفرج ابن السوادي، وعلي بن المبارك. وسمع ببغداد من أبي الوقت، وأبي جعفر العباسي، وأحمد بن قفرجل، وجماعة. وبالكوفة من أبي الحسن بن غبرة. وبالبصرة من إبراهيم بن عطية المقرئ. وكان صاحباً لصدقة بن الحسين، ومعه قدم إلى بغداد. وتوفي في جمادى الآخرة. 4 (أحمد بن هارون بن أحمد بن جعفر بن عات:) أبو عمر النفزي الشاطبي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 324 ولد سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة. وكان من بقايا الحفاظ. ذكره الأبار، فقال: سمع أباه العلامة أبا محمد، وأبا الحسن بن هذيل، وعليم بن عبد العزيز الحافظ. وحج، فسمع من أبي طاهر السلفي، وإسماعيل بن عوف. وزاد المنذري أنه سمع أبا عبد الله محمد بن يوسف بن سعادة، والحافظ عاشر بن محمد، ومخلوف بن علي بن جارة، وجماعة. وكان مشهوراً بكثرة الحفظ، وكان شيخنا أبو الحسن بن المفضل يذكره بكثرة الحفظ، والميل إلى تحصيل المعارف. قال الأبار: وكان أحد الحفاظ يسرد المتون ويحفظ الأسانيد عن ظهر قلب لا يخل منها بشيء، موصوفاً بالدراية والرواية، غالباً عليه الورع والزهد على منهاج السلف، يأكل الجشب ويلبس الخشن، وربما أذن في المساجد. وله تواليف دالة على سعة حفظه، مع حظ من النظم والنثر. حدثونا عنه وأجاز لي. توجه غازياً فشهد وقعة العقاب التي أفضت إلى) خراب الأندلس بالدائرة على المسلمين فيها، فعدم في صفر. 4 (إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن هراوة:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 325 الفقيه، المحدث، أبو إسحاق القفصي، الشافعي، نزيل دمشق. سمع ببغداد من عبد المنعم بن كليب، وبمصر من عبد الله بن أبي محمد يعلى، وبدمشق من القاسم بن عساكر، وعمر بن طبرزد، والكندي، وجماعة. وكتب وحصل، وعني بهذا الشأن. وتوفي في ربيع الأول. قال المنذري: قفصة بفتح الصاد: مدينة بقرب القيروان. 4 (إبراهيم بن أبي نزار المبارك بن عبد الله:) أبو إسحاق البغدادي الصوفي، البزاز. حدث عن: نصر بن نصر العكبري، وأبي الوقت. توفي في ذي الحجة. 4 (إسحاق بن إبراهيم بن يغمور:) أبو إبراهيم الجابري، الأندلسي، نزيل مدينة فاس. سمع بسبتة من: أبي محمد بن عبيد الله الحجري. وتفقه بمرسية عند أبي عبد الله بن عبد الرحيم. وولي قضاء فاس وسبتة. وكان بصيراً بمذهب مالك. قيل: إنه كان يستظهر المدونة. ثم ولي قضاء بلنسية في سن ست وستمائة. وعدم في كائنة العقاب في صفر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 326 4 (أفضل بن أحمد بن مسعود بن عبد الواحد الهاشمي:) الشريف أبو محمد، أخو أكمل. من أولاد الشيوخ والسيادة ببغداد. روى عن: أبي الوقت، وغيره. وتوفي في المحرم. 4 (أفضل بن أبي بكر محمد بن علي بن عبد العزيز:) أبو محمد الدار قزي السمذي، ابن أخت عمر بن طبرزد. ولد سنة أربعين وخمسمائة. وسمع من: أحمد ابن الطلاية، وأحمد بن أحمد ابن الخراز. 4 (أيوب بن عبد الله بن أحمد:) أبو الصبر الفهري، السبتي. سمع أبا: محمد بن عبيد الله، وأبا القاسم بن حبيش. ودخل الأندلس فسمع أبا القاسم بن بشكوال، وأبا القاسم السهيلي. وحج وسمع بمكة من علي بن عمار، وعمر الميانشي، وبمصر من عبد الله بن بري، وغيرهم، واستوسع في الرواية. قال الأبار: كان صوفياً معروفاً بالزهد، أخذ عنه أبو محمد، وأبو سليمان ابنا حوط الله،) وأبو الحسن ابن القطان. واستشهد في وقعة العقاب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 327 4 (أيوب، الملك الأوحد نجم الدين أيوب ابن السلطان الملك العادل سيف الدين أبي بكر بن) أيوب بن شادي، صاحب خلاط. ملك خلاط نحواً من خمس سنين، وسفك دماء الأمراء بخلاط، وظلم وعسف، فابتلي بأمراض مزمنة حتى تمنى الموت، وتملك بعده أخوه السلطان الملك الأشرف موسى، فأحسن إلى أهل خلاط فأحبوه. توفي في ربيع الأول. 4 (حرف الجيم:)
4 (الجلخ بن عيسى بن محمد:) أبو بكر. يأتي بكنيته. 4 (حرف الراء:)
4 (ربيعة بن الحسن بن علي بن عبد الله بن يحيى:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 328 أبو نزار الحضرمي، اليمني، الصنعاني، الذماري، الشافعي، المحدث. ولد سنة خمس وعشرين وخمسمائة، فتفقه بظفار على الفقيه محمد بن عبد الله بن حماد، وغيره. وركب في البحر دخل كيش، والبصرة، وبغداد، وهمذان، وإصبهان، فأقام بإصبهان مدة طويلة، وتفقه على الإمام أبي السعادات الشافعي، وسمع أبا المطهر القاسم بن الفضل الصيدلاني، وأبا الفضائل محمد بن سهل المقرئ، ورجاء بن حامد المعداني، وعبد الله بن علي الطامذي، وإسماعيل بن شهريار صاحب رزق الله التميمي، وعبد الجبار بن محمد بن علي بن أبي ذر الصالحاني، وهبة الله بن محمد بن حنه، ومعمر بن الفاخر، وأبا مسعود عبد الرحيم ابن أبي الوفاء، وأبا موسى المديني، ومحمد بن أبي نصر القاساني، ومحمد بن عبد الواحد الصائغ. وأتى بغداد، فلقي بها الإمام أبا محمد ابن الخشاب وطبقته، وحج، فسمع من المبارك بن علي الطباخ، وقدم مصر سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة، وسمع بها من جماعة. وسمع من السلفي، وغيره. وحدث بدمشق، ومصر. روى عنه الزكيان: البرزالي، والمنذري، والضياء، وابن خليل، والتقي اليلداني، والشهاب القوصي، ومحمد بن علي ابن النشبي، وأهل مصر فإنه سكنها بأخرة.) قال المنذري: كتبت عنه قطعة صالحة، وكانت أصوله أكثرها باليمن، وهو أحد من لقيته ممن يفهم هذا الشأن، وكان عارفاً باللغة معرفة حسنة، كثير التلاوة للقرآن، كثير التعبد والانفراد. وقرأت بخط عمر ابن الحاجب: كان إماماً عالماً حافظاً، ثقة، أديباً
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 329 شاعراً، حسن الخط، ذا دين وورع. وولد بحضرموت بشبام، من قرى حضرموت. وقال القوصي: أنشدنا أبو نزار لنفسه: (ببيت لهيا بساتين مزخرفة .......... كأنها سرقت من دار رضوان)
(أجرت جداوله ذوب اللجين على .......... حصى من الدر مخلوط بعقيان)
(والطير تهتف في الأغصان صادحة .......... كضاربات مزامير وعيدان)
(وبعد هذا لسان الحال قائلة: .......... ما أطيب العيش في أمن وإيمان) توفي في ثاني عشر جمادى الآخرة. وقد أجاز لأحمد بن أبي الخير، وللفخر علي. 4 (حرف الزاي:)
4 (زاهر بن رستم بن أبي الرجاء:) أبو شجاع الأصبهاني الأصل، البغدادي، الفقيه الشافعي، المقرئ، الرجل الصالح. قرا القراءآت على أبي محمد عبد الله سبط الخياط، وعلى أبي الكرم الشهرزوري. وسمع منهما، ومن: أبي الفتح الكروخي، وأبي الفضل
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 330 الأرموي، وأبي غالب محمد بن علي ابن الداية، وغيرهم. وتفقه، وصحب الصوفية والصلحاء وجاور، وأم بمقام إبراهيم مدة، ثم عجز وانقطع. وحدث بمكة، وبغداد، وواسط. قال ابن نقطة: كان ثقة صحيح الأخذ للقراءآت والحديث. قلت: روى عنه: ابن خليل، والدبيثي، والبرزالي، والضياء محمد، والنجيب عبد اللطيف، وآخرون. قال الزكي عبد العظيم: لم يتفق لي السماع منه، وأجاز لنا. وتوفي في ذي القعدة. 4 (زنكي بن أبي الوفاء واثق بن أبي القاسم:) أبو القاسم البيهقي، نزيل مرو. شيخ صالح كان يخيط، ويأكل من كسب يده على كبر السن، ويؤذن. توفي في شوال بمرو. ويسمى أيضاً محموداً. سمع: محمد بن إسماعيل اليعقوبي، وعبد السيد بن أبي بكر البناء الطاقي، والقاسم بن عمر الفصاد حدثاه عن العميري، وأبا) العباس عبد المعز بن بشر المزني، ونصر بن سيار الكناني حدثاه عن نجيب الواسطي، وأبا الوقت السجزي، وغيرهم. روى عنه: الزكي البرزالي، والضياء المقدسي. وأجاز للفخر علي، ولجماعة. 4 (زهير ابن الحافظ أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن محمود:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 331 أبو سعد الطائي، البوشنجي. ولد سنة خمس وعشرين وخمسمائة ببوشنج. سمع من الزاهد يوسف بن أيوب الهمذاني. وحدث بهراة وروى عنه الحافظ الزكي البرزالي، وغيره. وأجاز للفخر علي. وتوفي في ربيع الأول. 4 (حرف السين:)
4 (سليمان بن سلطان بن خليفة:) أبو الربيع المنذري، المصري، الشافعي، البناء. سمع من أبي طاهر السلفي، وإسماعيل بن قاسم الزيات. وأم الناس بمصر بالمسجد المعروف به. روى عنه الزكي المنذري. وتوفي في ذي القعدة. 4 (حرف العين:)
4 (عاتكة بنت الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد الحنبلي، الهمذاني،) العطار:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 332 سمعت من: أبي بكر هبة الله بن الفرج ابن أخت الطويل، ونصر بن المظفر البرمكي، وأبي حفص عمر بن أحمد الصفار، وأبي الوقت. وروت الكثير بهمذان، وبغداد، وقدمت على ولدها القاضي علي بن عبد الرشيد قاضي الجانب الغربي ببغداد. وكان سماعها صحيحاً، وهو شيخة صالحة. روى عنها: أبو عبد الله الدبيثي. وأجازت للشيخ شمس الدين عبد الرحمن، وللكمال عبد الرحيم، ولأحمد بن شيبان، وللفخر علي. وتوفيت فجاءةً ببغداد في رجب ساجدة. 4 (عائشة بنت أبي الفتح أحمد بن أبي غالب محمد بن محمد بن محمد بن السكن:) حدثت عن: سعيد ابن البناء. وتوفيت في ربيع الأول ببغداد. وعنها: ابن النجار. 4 (عبد الله بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر ابن الطوسي، ثم الموصلي:) ولد سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة. وهو من بيت العلم والرواية. قال المنذري: توفي في) هذه السنة، ولنا منه إجازة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 333 4 (عبد الله بن هبة الله بن أبي القاسم:) أبو محمد ابن الحلي، الدلال، البزاز. حدث عن: أبي محمد سبط الخياط، وأحمد بن الأشقر، وأبي الفضل الأرموي. وقيل: بل الذي سمع من هؤلاء أخ له مات شاباً واسمه باسمه. 4 (عبد الرحمن بن أحمد بن مواهب بن الحسن:) أبو محمد البغدادي، ابن غلام العلبي: سمع: أباه، وأبا الوقت، وجماعة. ومات في ذي القعدة. 4 (عبد الرحمن بن شجاع بن الحسن بن الفضل:) الفقيه أبو الفرج البغدادي، الحنفي. ولد سنة تسع وثلاثين وخمسمائة. وتفقه على والده. وسمع من ابن ناصر، وأحمد بن ناقة. وكان إماماً فقيهاً مفتياً مدرساً درس بمشهد أبي حنيفة رحمه الله نيابة عن المدرس. وكان أبوه من كبار الحنفية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 334 توفي هو في شعبان. عبد الرحمن بن أبي الفضائل عبد الوهاب بن أبي زيد صالح بن محمد: الفقيه، أبو الفضل ابن المعزم الهمذاني. ولد سنة ست وعشرين وخمسمائة بهمذان. وسمع: من أبيه، ومن أبي جعفر محمد بن أبي علي الحافظ، ونصر بن المظفر البرمكي، وأبي صابر عبد الصبوربن عبد السلام. وقيل: إنه أخر من حدث بهمذان بجامع الترمذي عن عبد الصبور، وهو آخر من حدث عن أبي جعفر الحافظ، وأبي منصور عبد الكريم بن محمد الخباز. وكان جده أبو زيد إمام جامع همذان قد سمع من أبي إسحاق الشيرازي. وقال الضياء المقدسي: هو أيضاً آخر من روى عن أبي الحسن العجلي، وكان إمام جامع همذان. روى عنه: ابن نقطة، والرفيع إسحاق بن محمد الهمذاني، والشرف المرسي، والصدر البكري، وغيرهم. وأجاز للفخر علي. قال ابن نقطة: سمع صحيح البخاري من أبي جعفر محمد بن أبي علي، وكان سماعه صحيحاً. وقال لي إسحاق بن محمد بن المؤيد: إنه قرأ عليه كتاب المتحابين في الله لأبي بن لال، بسماعه من البديع أحمد بن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 335 سعد العجلي أخبرنا علي بن عبد الحميد البجلي، عنه، وأنه سمع كتاب مكارم الأخلاق لابن لال أيضاً، من هبة الله ابن أخت الطويل أخبرنا البجلي، عن ابن لال. قال الحافظ عبد العظيم: توفي في ثامن عشر ربيع الآخر.) 4 (عبد الرحمن بن أبي الفوارس بن أحمد بن شيران:) أبو الفتوح البغدادي، السمسار. سمع من: أبي غالب ابن الداية، وأبي الفضل الأرموي، وابن ناصر وحدث وكان شيخاً صالحاً. توفي في رجب. 4 (عبد الرشيد بن محمد بن علي:) أبو بكر الميبذي. وميبذ: بليدة عنه يزد. سمع أبا العباس الترك وطبقته. وقرأ الكثير، وحصل الأصول. لقيته ببغداد. ولد سنة، ومات في صفر بيزد. 4 (عبد الصمد بن يوسف:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 336 أخو الموفق عبد اللطيف بن يوسف البغدادي. أظنه روى عن أبي الوقت، وغيره. وتوفي في جمادى الآخرة. 4 (عبد الملك بن أبي علي المبارك بن عبد الملك بن الحسن:) القاضي أبو منصور الحريمي، العدل، المعروف والده بابن القاضي. ولد سنة ثمان وعشرين وخمسمائة. وسمع من: أبي منصور عبد الرحمن بن محمد الشيباني، وأبي البدر إبراهيم بن محمد الكرخي، وأبي الفتح الكروخي، وابن الطلاية، وجماعة. وتوفي في العشرين من ذي الحجة. قال ابن النجار: كتبت عنه وكان صدوقاً. 4 (عبدان الفلكي:) الأجل عز الدين، صاحب الدار والحمام تجاه دار الحديث النورية بدمشق. ورخ موته أبو شامة. 4 (علي بن أحمد بن علي ابن الصياد الواسطي:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 337 أبو السعادات ابن أبي الكرم المقرئ، الضرير. تفقه بالنظامية. وسمع من أبي الوقت، وجماعة. وتوفي في جمادى الآخرة. وولي خطابة قرية الأرحاء، وهي قريبة من واسط. 4 (علي بن أحمد بن أبي نصر.) أبو الهيجاء العباسي الشريف. حدث بصحيح البخاري عن أبي الوقت وكان يلعب بالحمام، وادعى سماع أشياء، وخلط 4 (علي بن أحمد بن يوسف بن مروان بن عمر:) أبو الحسن الأندلسي. من أهل مدينة وادي آشن. روى عن: إبراهيم بن عبد الرحمن القيسي،) وعبد المنعم بن الفرس. قال الأبار: وكان صاحب فنون وتصانيف، منها: كتاب الوسيلة في الأسماء الحسنى، وكتاب الترصيع في تأصيل مسائل التفريع، وكتاب اقتباس السراج في شرح مسلم، وكتاب نهج المسالك في شرح موطأ مالك في عشر مجلدات. سمع منه شيخنا أبو جعفر ابن الدلال، وغيره. وتوفي وله ستون سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 338 4 (علي بن أحمد بن أبي قوة:) الأزدي، الداني، الشاعر. أخذ القراءآت عن أبيه، وابن كوثر، وأبي القاسم بن حبيش. أخذ عنه أبو القاسم الملاحي. 4 (علي بن الحسين بن علي بن نصر ابن البل:) أبو الحسن الدوري، المجلد. ولد سنة تسع وثلاثين وخمسمائة. وسمع من: أحمد ابن الطلاية، وابن ناصر، وأبي الوقت، وجماعة. روى عنه: الدبيثي، وقال: مات في جمادى الأولى. 4 (علي بن حمزة بن علي ابن البزوري، الكرخي:) روى حضوراً عن سعيد ابن البناء. ومات في ذي القعدة. 4 (علي بن أبي الكرم بن علي:) أبو السعادات الأرحائي، الواسطي. والأرحاء: من قرى واسط.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 339 سمع صحيح البخاري من أبي الوقت. قال ابن نقطة: كتبت عنه بواسط، مات في جمادى الآخرة. 4 (علي بن محمد بن علي بن محمد:) أبو الحسن ابن خروف. من كبار النحاة بالأندلس. حضر من إشبيلية. أخذ القراءآت عن أبي محمد ابن الزقاق، وأبي بكر بن صاف. وسمع من أبي عبد الله بن مجاهد، وأبي بكر بن خير، وجماعة. وأخذ العربية عن أبي إسحاق بن ملكون، وابن طاهر الخدب. وكان إماماً في العربية، مدققاً، محققاً، ماهراً، مشاركاً في علم الكلام والأصول، صنف شرحاً لكتاب سيبويه جليل الفائدة، وصنف شرحاً
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 340 لجمل الزجاج، وكتاباً في الفرائض. وله كتاب الرد في العربية على أبي زيد السهيلي، وعلى جماعة. قال الأبار: وله كتاب في الرد على أبي المعالي الجويني، ولم يصب في رده، وكانت العربية بضاعته وصناعته. أقرأ النحو بعدة بلاد، ثم اختل عقله، وتوفي بعد مدة.) 4 (علي بن محمد ابن الوزير عون الدين يحيى بن هبيرة:) سمع من ابن البطي. وكان يتردد إلى الشام، وقدم آمد فأدركه أجله بها في جمادى الأولى. 4 (علي بن أبي الفرج المبارك بن صافي:) أبو الحسن البغدادي، الصوفي. شيخ صالح. ولد سنة خمس وثلاثين. وسمع من: جده صافي بن عبد الله، ومن أبي الوقت، وأبي المظفر الشبلي. وصحب شيخ الشيوخ إسماعيل بن أبي سعد. وكان جده مولى القاضي أبي جعفر ابن الخرقي، فأعتقه وزوجه ابنته. توفي في رمضان. 4 (علي بن منصور بن الحسن بن القاسم بن الفضل الثقفي، الإصبهاني:) إمام فاضل فقيه، من بيت الحديث والحشمة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 341 ذكر أنه ولد سنة خمس عشرة وخمسمائة. والعجب أنه لم يسمع من جعفر بن عبد الواحد الثقفي، وفاطمة الجوزدانية وطبقتهما. وسمع من زاهر الشحامي، وغيره. ولقبه: كمال الدين. روى عنه: أبو إسحاق الصريفيني، وغيره. وأجاز للشيخ شمس الدين ابن أبي عمر، وللفخر علي، وللكمال عبد الرحيم، ولأحمد بن شيبان، وغيرهم. ورخ الضياء وفاته في هذه السنة. ووجدت بخط الحافظ. أنه توفي سنة ست وستمائة، فالله أعلم. 4 (علي بن عبد الله بن فرج الغساني:) المعروف بالزيتوني، الغرناطي. لازم أبا عبد الله بن عروس، وبرع في القراءآت والنحو. عظمه ابن الزبير، وقال: عرض الموطأ و كتاب سيبويه، وأكثر صحيح البخاري. قعد للإقراء وعقد الوثائق. روى عنه: أبو علي بن سمعان. توفي سنة تسع. 4 (حرف الفاء:)
4 (الفضل بن عمر بن منصور:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 342 أبو منصور الأزجي، الكاتب، المعروف بابن الرائض المقرئ. قرأ القراءآت العشر على أبي الحسن علي بن عساكر البطائحي. وسمع من خديجة بنت النهرواني، وغيرها. وحدث، وكتب الخط المنسوب على طريقة ابن البواب في غاية الحسن. وتوفي في جمادى الآخرة، وله سبع وخمسون سنة. 4 (حرف القاف:) ) 4 (قايماز، عتيق شهردار:) ابن الحافظ شيرويه الهمذاني. روى عن: أبي الخير محمد بن أحمد الباغبان. روى عنه: الشيخ الضياء، وغيره. توفي في جمادى الآخرة بهمذان. 4 (حرف الميم:)
4 (محمد بن أحمد بن خلف بن عياش:) أبو عبد الله الأنصاري، الخزرجي، القرطبي، المعروف بالشنتيالي. سمع الكثير من أبي القاسم بن بشكوال، وناوله كتب خزانته وأخذ القراءات والنحو عن صهرة أبي القاسم بن غالب، وسمع من السهيلي، وأبي بكر ابن خير، وجماعة. قال الأبار: كان عالماً عاملاً، صالحاً، متواضعاً، عارفاً بالقراءاّت، مجوداً متقناً له بصر بالحديث والفقه، ومشاركة في الفرائض. أقرأ وأسمع
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 343 دهراً وأخذ عنه أبو القاسم ابن الطيلسان، وابنه أبنه أبو بكر عياش. وتوفي في شعبان في عشر الثمانين. 4 (محمد بن إبراهيم.) أبو عبد الله الحضرمي، القرطبي، الفقيه، قاضي اليسانة وخطيبها. له مؤلف في رجال الموطأ. وروى عن ابن بشكوال. واستشهد يوم العقاب. 4 (محمد بن إسماعيل بن علي.) الفقيه أبو عبد الله اليمني، الشافعي، المعروف بابن أبي الصيف. كان عارفاً بالمذهب. حصل كثيراً من الكتب، وسمع بمكة من أبي نصر عبد الرحيم بن عبد الخالق اليوسفي، وعلي بن عمار الطرابلسي، والحسن بن علي البطليوسي، والمبارك ابن الطباخ، وعبد المنعم بن عبد الله الفراوي، وطبقتهم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 344 وجمع أربعين حديثاً عن أربعين شيخاً، من أربعين مدينة، سمع من الكل بمكة. وكان على طريقة حسنة، وسيرة جميلة، وخير. توفي بمكة في ذي الحجة. والصيف: بصاد مهملة. 4 (محمد بن حسن بن محمد بن يوسف بن خلف:) أبو عبد الله ابن الحاج الأنصاري، المالقي، ويعرف أيضاً بابن صاحب الصلاة. سمع: أبا عبد الله ابن الفخار، وعبد الحق بن بونه، وجماعة. وحج فلقي في طريقه الحافظ أبا محمد عبد الحق بن عبد الرحمن ببجاية فسمع منه، وبالإسكندرية من أبي عبد الله محمد بن) عبد الرحمن الحضرمي، وبمكة من أبي حفص الميانشي. وقفل إلى بلده مالقة، وحدث. أخذ عنه: ابن حوط الله، وأبو القاسم الملاحي، وغيرهما. استشهد بوقعة العقاب في صفر. 4 (محمد بن الحسين بن عبد الله بن عمر بن هارون:) أبو عبد الله الشوني. وشون: من عمل إشبيلية. سمع: أبا الحسن بن هذيل، وأبا الحسن إبن النعمة، وأبا بكر بن نمارة. وكان مشاركاً في الفقه وولي الأحكام ببلنسية، وكتب بخطه الكثير من العلوم. قال الأبار: وناولني رسالة ابن أبي زيد، و التيسير لأبي عمرو. ولم يكن له بصر بالحديث. وتوفي في ذي القعدة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 345 4 (محمد بن سعد بن محمد:) أبو الفتح الديباجي، المروزي. شيخ العربية بمرو، ومصنف كتاب المحصل في شرح المفضل للزمخشري. سمع من: أبي سعد ابن السمعاني. وحدث، وأقرأ النحو دهراً. وحج. وعاش اثنتين وتسعين سنة. وهو مشهور في تلك الديار، ومن أعيان النحاة. توفي بمرو في ثامن عشر صفر. 4 (محمد بن علي بن محمد بن الحسن:) أبو العلاء ابن الراس اليمني، ثم البغدادي، الصوفي. سمع من: أبي القاسم عبد الرحمن بن الحسن الفارسي، وأبي المظفر هبة الله ابن الشبلي، وأبي الوقت السجزي، وجماعة. وعاش نيفاً وثمانين سنة. روى عنه: أبو عبد الله الدبيثي، وغيره. وتوفي في ذي القعدة. ولد لأبيه باليمن وهو في التجارة، وسمع بمكة من ابن الكروخي. 4 (محمد بن علي بن حمزة بن فارس بن محمد بن عبيد:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 346 أبو الفرج الحراني، البغدادي، ابن القبيطي، أخو حمزة. ولد في صفر سنة ثمان وعشرين وخمسمائة. وسمع من: أبي عبد الله الحسين، وأبي محمد عبد الله سبطي أبي منصور الخياط وأبي عبد الله ابن السلال، وأبي القاسم علي ابن الصباغ، وأبي منصور بن خيرون، وأبي سعد أحمد بن محمد البغدادي ثم الإصبهاني، وأحمد بن الأشقر، وطبقتهم. وثقه أبو عبد الله الدبيثي، وروى عنه هو، والضياء، والجمال يحيى ابن الصيرفي، والمحب ابن النجار، وآخرون. وتوفي في الثامن والعشرين من جمادى الأولى. وأجاز للفخر علي، ولجماعة. وقد روى الحديث من بيته جماعة منهم: بنوه: عبد اللطيف، وعبد العزيز، ونصر.) وكان متيقظاً، حسن الأخلاق، صبوراً للطلبة، جميل الأمر. سمع منه الجمال ابن الصيرفي كتاب معرفة الصحابة لأبي عبد الله بن مندة، بسماعه من أبي سعد أحمد بن محمد ابن البغدادي، عن أصحاب المؤلف لأنه سمعه ملفقاً على اثنتين أو ثلاثة أنفس. 4 (محمد بن أبي بكر محمد بن علي بن عبد العزيز:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 347 أبو عبد الله ابن السمذي، البغدادي، الدارقزي، ابن أخت عمر بن طبرزد وزوج ابنته. سمع بإفادته من أحمد ابن الطلاية، وأحمد بن أحمد ابن الخراز. وحدث. وكان مولده في سنة أربعين، وتوفي في المحرم. وكانت طريقته غير مرضية قاله ابن النجار ولم يسمع منه شيئاً. 4 (محمد بن محمد بن أبي الفضل:) أبو عبد الله الخوارزمي. ولد سنة أربع وعشرين وخمسمائة. وسمع بإصبهان من زاهر الشحامي. روى عنه الضياء، وغيره. وبالإجازة الشيخ شمس الدين عبد الرحمن و... ومات في سلخ ذي الحجة. 4 (محمد بن محمد بن عبد الكريم:) أبو عبد الله ابن الأكاف الموصلي. سمع من خطيب الموصل عبد الله ابن الطوسي. وقدم دمشق، فسمع بها. وسمع ببغداد من نصر الله القزاز، وجماعة. وعني بالجمع والكتابة. وحدث ببلده، وأقام مجاوراً بجامع الموصل العتيق مقبلاً على العبادة والخير رحمه الله.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 348 4 (محمد بن مسعود بن حسن النيسابوري:) قال الحافظ الضياء: توفي بنيسابور في ذي الحجة، ومولده سنة عشر وخمسمائة. قلت: أجاز للفخر. وذكره المنذري في سنة عشر، ووصفه بالزهد، وقال: يعرف بالكوف. 4 (محمد بن محمد بن أبي الفضل:) أبو عبد الله الخوارزمي، ثم الإصفهاني. من شيوخ الحافظ الضياء، قال: توفي في آخر سنة تسع، وولد سنة أربع وعشرين وخمسمائة. 4 (المبارك بن سعد الله بن المبارك بن بركة:) أبو الرضا الواسطي الأصل، البغدادي، الظفري، الطحان. سمع من: ابن ناصر، وعبد الملك) بن علي الهمذاني. توفي في رمضان. وقيل: توفي سنة عشر. روى عنه: الدبيثي. 4 (محمود بن عثمان بن مكارم النعال:) الرجل الصالح. توفي ببغداد في صفر برباطه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 349 وكان شيخاً صالحاً زاهداً، أماراً بالمعروف، نهاءً عن المنكر. روى عن: أبي الفتح ابن البطي، وغيره. قال أبو شامة في تاريخه: انتفع به خلق كثير ببغداد. قال: وكان شيخاً عابداً، مهيباً لطيفاً باسماً، يصوم الدهر ويختم القرآن كل يوم وليلة. وكان لا يتقوت إلا من غزل عمته. بنى رباطاً بباب الأزج يأوي إليه طلبة العلم من المقادسة وغيرهم. وله رياضات ومجاهدات قد ساح في بلاد الشام. وكان مولده في سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة. روى عنه: الضياء محمد، وغيره. وروى عنه ابن النجار، وقال: كان صالحاً زاهداً عابداً، ورعاً، ناهياً عن المنكر، كثير الخير. 4 (محمود بن مسعود البغدادي:) المكبر بجامع القصر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 350 روى عنه: أبي الفتح ابن البطي، وأبي المعالي الباجسرائي. وتوفي في شوال. روى عنه: الدبيثي، وابن النجار. 4 (مرتفع بن جبريل بن قراتكين بن عبد الله بن شجاع:) أبو العوالي الكناني، المصري، الشافعي، المقرئ. قرأ القراءآت على أبي الجيوش عساكر بن علي، وأبي الفوارس فارس ابن تركي، وأبي الجود غياث اللخمي. وسمع من أبي طاهر السلفي. وحدث، وأقرأ، وانتفع به خلق. وكان إماماً فاضلاً صالحاً. توفي بالقاهرة في ثاني شعبان، وله ثلاث وستون سنة. 4 (حرف النون:)
4 (نصر الله بن أبي بكر بن باباه الأسعردي الشاعر:) المعروف بمادح الرحمن، نزيل دمشق. يقال: إنه لم يمدح أحداً من المخلوقين، بل قصر شعره على ذكره الله والثناء عليه. روى عنه الشهاب القوصي وغيره من شعره. وتوفي في جمادى الأولى، ودفن بمقبرة باب الفراديس. 4 (نصر ابن الرئيس أبي بكر منصور ابن الأجل أبي القاسم نصر بن منصور بن الحسين) ابن العطار:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 351 أبو القاسم، الحراني الأصل، البغدادي. ولد سنة خمس وخمسين. وسمع من أبي الفتح ابن البطي، وأبي زرعة، وجماعة. ودخل دمشق، ومصر. وقيل: إنه لم يحدث بشيء. وكان أبوه ظهير الدين من كبار الرؤساء، وقد ذكرناه. 4 (حرف الياء:)
4 (يحيى بن سالم بن مفلح:) أبو زكريا البغدادي. حدث بالموصل عن أبي الوقت السجزي. وتوفي في رمضان بالموصل. 4 (يحيى بن محمد بن عبد الله بن غنيمة:) الإمام أبو زكريا ابن حواوا الخياط، المقرئ. قرأ بالروايات الكثيرة على أصحاب البارع والمزرقي، وبالغ في ذلك حتى صار من أكمل قراء زمانه. ونظر في العربية. وتفقه لأحمد. وسمع الكثير من ابن شاتيل، ونصر الله القزاز. ختم عليه خلق. وكان صالحاً، حسن الطريقة. وثقه ابن النجار وروى عنه، وقال: مات في شعبان سنة تسع فجاءة. 4 (الكنى:)
4 (أبو بكر بن عيسى بن محمد بن خلف الحربي:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 352 المعروف بالجلخ. سمع من هبة الله بن أحمد الشبلي. وحدث. توفي في رمضان. روى عنه ابن النجار ووصفه بالصلاح. 4 (أبو منصور ابن الصوفي:) الكلابي، الدمشقي. لم أظفر باسمه. قال المنذري: توفي في الخامس والعشرين من ذي الحجة. حدث بداريا عن الحافظ أبي طاهر السلفي. توفي بدمشق، ودفن بمقابر باب الصغير. 4 (وفيها ولد:) أبو بكر محمد ابن الحافظ إسماعيل ابن الأنماطي. والكمال أحمد بن محمد ابن النصيبي الحلبي. والصدر إبراهيم بن أحمد بن عقبة البصروي. والشرف مظفر بن محمد بن قصيبات التاجر بدمشق. والشرف يحيى بن أحمد ابن الصواف الإسكندراني. والمحيي يوسف بن حسن ابن القابسي الإسكندراني. والنجم عبد اللطيف بن نصر بن سعيد الشيخي، الذي روى عن ابن روزبة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 353 والفخر يوسف بن كرم البغدادي الصائغ، يروي عن الفتح بن عبد السلام. والكمال علي بن عبد الله بن إبراهيم المتيجي، بالإسكندرية. وعماد الدين داود بن محمد بن أبي القاسم،) بالقدس في رجب. والزكي إبراهيم بن عبد الرحمن ابن المعري، ببعلبك. وعبد الرحيم بن عبد المنعم ابن الدميري، بمصر تقريباً. والمحدث أبو صالح عبيد الله بن عمر ابن العجمي بحلب. ومحمد بن عبد الصمد بن محمد ابن العجمي، سمعا الافتخار. وتاج الدين أحمد بن عبد الكريم ابن الأغلاقي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 354 4 (وفيات سنة عشر وستمائة:)
4 (حرف الألف:)
4 (أحمد بن محمد بن الحسن بن هبة الله:) تاج الأمناء، أبو الفضل الدمشقي، المعدل. ابن أخي الحافظ أبي القاسم ابن عساكر، وأحد الإخوة وأكبرهم، ووالد العز النسابة. ولد سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة. وسمع من: نصر بن أحمد بن مقاتل، وأبي العشائر محمد بن خليل القيسي، وأبي المظفر سعيد الفلكي، وعميه: الصائن هبة الله، والثقة علي، وأبي المكارم عبد الواحد بن هلال، وأبي القاسم ابن البن، وجماعة كبيرة. وسمع بمكة من أحمد بن المقرب، والشيخ أبي النجيب عبد القاهر السهروردي. وخرج لنفسه مشيخة، وتكلم على أحاديثها ومواليدها، وكتب وجمع، وكان فصيحاً، صحيح النقل، محترماً جليلاً، خدم في مناصب كبار.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 355 روى عنه: ابنه عز الدين محمد، وابن خليل، والضياء محمد، والشهاب القوصي، وأبو الغنائم المسلم بن علان، ومحمد بن علي ابن النشبي، وغيرهم. توفي في ثاني رجب، ودفن بتربتهم عند مسجد القدم. 4 (أحمد بن محمد بن إبراهيم بن يحيى:) أبو جعفر الحميري، الكتامي، القرطبي، المعمر، خطيب قرطبة. سمع: أبا عبد الله بن مكي، وأبا مروان بن مسرة، وأبا عبد الله بن نجاح الذهبي، وأخذ القراءآت عن أبي بكر عياش بن فرج، وعبد الرحيم الحجازي. وأخذ النحو واللغة عن أبي بكر بن سمجون، وأبي الحجاج المرادي، وأجاز له الإمام أبو عبد الله المازري وتفرد بالرواية عنه. وتصدر للإقراء بجامع قرطبة دهراً، ودرس علوم اللسان. قال الأبار: وكان حافظاً لها بصيراً بها. طال عمره، وأخذ الناس عنه وتوفي في صفر وقد جاوز الثمانين.) وقال المنذري: إنه يعرف بابن الوزغي، وأنه روى عن أبي الحسن يونس محمد بن مغيث، وشريح بن محمد الرعيني، وأبي عبد الله جعفر بن محمد بن مكي بن أبي طالب القيسي يعني بالإجازة. وذكره ابن مسدي في مشيخته بالإجازة، وقال: تفرد بالسنن والإسناد وكل فضيلة تستفاد، وتصرف من المعارف في فنون مع براعة في المنثور
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 356 والموزون. وكان في القراءة والآداب إماماً غير منازع في هذا الباب مع سمو قدر ونزاهة ذكر. ويعرف بالوزغي بسكون الزاي وقيل: وزغة من قرى قرطبة. سمع من: جعفر بن محمد بن مكي، وعبد العزيز بن خلف بن مدير، وعبد الرحيم بن قاسم، وعياش بن فرج، ويوسف بن إسماعيل، ومحمد بن يوسف التميمي. وهو آخر من روى في الدنيا عنهم بالسماع. ولم يزل مقرئاً للقراءآت وتواليفها، ملقياً للآداب وتصاريفها إلى أن قال: كتب إلينا أبو جعفر بن يحيى من قرطبة، اخبرنا عبد العزيز بن خلف، أخبرنا محمد بن سعدون القروي، أخبرنا علي بن منير الخلال فذكر حديثاً. وأنبأنا، قال: أخبرنا جعفر بن محمد، أخبرنا عبد الملك بن سراج فذكر حديثاً. قيل مولده قبل العشرين وخمسمائة بيسير. 4 (أحمد بن محمد بن عمر:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 357 أبو بكر الأزجي، المؤدب، المفيد، موفق الدين. سمع من: ذاكر بن كامل، وعبد الخالق ابن الصابوني، ويحيى بن بوش، وابن كليب، وطبقتهم. وقدم دمشق فقيراً واجتمع بالملك الظاهر بحلب، وقال: قد بعث لك الخليفة معي إجازة، وكذب، فخلع عليه وأعطاه خمسين ديناراً، ودار على ملوك البلاد وحصل منهم ثلاث مائة دينار. قال شمس الدين أبو المظفر الواعظ: اجتمعت به وقلت له: فعلت ما فعلت، فلا تقرب بغداد، فقال: أتتك بحائن رجلاه فقلت: ما أخوفني أن يصح المثل فيك. فكان كما قلت قدم بغداد فلما أمسى دق عليه الباب، فخرج فسحبه رجل، وضربه بسكين قتله، ثم صاح على أخته: اخرجي خذي أخاك وما معه، فخرجت فإذا هو مقتول، فأخذت المال الذي معه ودفنته. قلت: روى عنه القاضي شمس الدين أبو نصر ابن الشيرازي في مشيخته. وقتل في سادس عشر ربيع الآخر. 4 (أحمد بن مسعود بن علي:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 358 أبو الفضل التركستاني، الفقيه الحنفي. قدم بغداد وتفقه، وبرع في المناظرة، وانتهت إليه) الرياسة في المذهب. ودرس بمشهد أبي حنيفة. وحدث بالإجازة عن الإمام الناصر لدين الله، وليس ذلك من العلو في شيء فإن في زماننا لو روى شخص عن الناصر بالإجازة لما عد ذلك في العوالي، فكيف الرواية عنه من أكثر من مائة سنة وفي حياته وإنما ذلك من الكبر والتعاظم بلا مستند. وقد صدر أبو الفضل رسولاً إلى النواحي. وتوفي في ربيع الآخر. 4 (إبراهيم بن سنقر البزاز:) بغدادي حدث عن عبد الملك بن علي الهمذاني. توفي في حدود هذه السنة. 4 (إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز:) أبو إسحاق الحضرمي، الإشبيلي، ويعرف بابن حصني. حج وسمع من: أبي طاهر السلفي، وابن عوف المالكي. قال الأبار: وكان مجتهداً في العبادة، منقطع القرين في الخير. توفي في جمادى الأولى.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 359 4 (إبراهيم بن نصر بن عسكر:) القاضي ظهير الدين، قاضي السلامية. تفقه للشافعي على الإمام أبي عبد الله الحسين بن نصر بن خميس، وسمع منه. وارتحل إلى بغداد، وسمع بها، وتأدب على أبي البركات الأنباري. وولي قضاء السلامة، وهي من كبار قرى الموصل. وله شعر جيد. توفي في ربيع الآخر. 4 (إسماعيل بن عبد الجبار بن يوسف بن عبد الجبار بن شبل:) القاضي أبو الطاهر بن القاضي الأكرم أبي الحجاج الجذامي، الصويتي، المقدسي الأصل، المصري، علم الدين. ولد سنة تسع وأربعين وخمسمائة. وقرأ الأدب على العلامة ابن بري وصحبه مدة. وصحب شيخ الديوان يومئذ السديد أبا القاسم كاتب ناصر الدولة، وانتفع بصحبته. وسمع بالإسكندرية من السلفي. وولي ديوان الجيش للسلطان صلاح الدين ثم للملك العزيز ابنه وللأفضل. ثم ولي للملك العادل إلى أن صرف منه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 360 وكان شاعراً مترسلاً. ومن الاتفاقات الغريبة: أن العلم هذا ووالده عاشا عمراً واحداً: إحدى وستين سنة، وماتا في ذي القعدة، وولي كل واحد منهما ديوان الجيوش عشرين سنة. وكان أبوه من كبار الكتاب المصريين. وولد جده أبو الحجاج بالقدس، وقدم مصر وهو شاب، فاشتغل بالفقه، وولي القضاء بالغربية، وكان فقيهاً صالحاً خيراً.) وللعلم ولدان فاضلان وهما: محمد ويوسف، رويا الحديث وسيأتيان إن شاء الله. 4 (إسماعيل بن علي بن الحسين:) فخر الدين الأزجي، الرفاء، المأموني، الحنبلي، الفقير، المتكلم، المعروف بغلام ابن المني. ولد في صفر سنة تسع وأربعين وخمسمائة. وتفقه على شيخه الإمام أبي الفتح نصر ابن المني، وسمع منه، ومن شهدة الكاتبة، ولاحق بن كاره. ودرس بعد شيخه في مسجده بالمأمونية. وكانت له حلقة بجامع القصر
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 361 للمناظرة، وكان بارعاً في الفقه، والجدل، ومسائل الخلاف، فصيحاً، مناظراً. صنف تعليقة في الخلاف، وكان يقرئ العلوم في منزله. ورتب ناظراً في ديوان المطبق، فذمت سيرته، فحبس وعزل، وبقي خاملاً متحسراً على الرياسة إلى أن توالت أمراض فهلك، ولم يكن في دينه بذاك قاله ابن النجار. وقال: ذكر لي ولداه: أنه قرا الفلسفة على ابن مرقش النصراني. قال: وسمعت من أثق به: أنه صنف كتاباً سماه نواميس الأنبياء يذكر فيه أنهم كانوا حكماء كهرمس وأرسطاطاليس، فسألت بعض تلامذته عن ذلك فسكت، وقال: كان متسمحاً في دينه، متلاعباً به. قال ابن النجار: وكان دائماً يقع في الحديث وأهله ويقول: هم جهال لا يعرفون العلوم العقلية. ولم أكلمه قط. قال أبو المظفر ابن الجوزي: صنف له طريقة وجدلاً، وكان فصيحاً له عبارة، وصوت رفيع. ولاه الخليفة ضياع الخاص، فظلم الرعية، وجمع الأموال، فعزل وأقام في بيته خاملاً فقيراً يعيش من صدقات الناس إلى أن مات في ربيع الأول. وولده الشمس محمد قدم الشام بعد سنة عشرين وتعانى الوعظ، وكان فاسقاً مجاهراً، خبيث اللسان، ومعه جماعة مردان من أبناء الناس يزعم أنهم مماليكه، وبدت منه هنات قبيحة. وكان يضرب الزغل، وهجا قاضي دمشق ابن الخوتي، ومحتسبها الصدر البكري، والناصح ابن الحنبلي، وكان يؤذي الناس ويفتري. ثم عاد إلى بغداد فقطع الخليفة لسانه وطوف به، فتكلم وهذى وعاد إلى السعاية بالناس، فنفي إلى واسط، وألقي في مطمورة حتى مات.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 362 وقال الحافظ الضياء إسماعيل أبو محمد الفقيه صاحب ابن المني: كان يضرب به المثل) في المناظرة، وتوفي في ربيع الآخر. سمعت عليه من شعره حسب. وقد سمع من شهدة. قلت: توفي في ثامن ربيع الآخر، وأخذ عنه أئمة منهم: العلامة مجد الدين ابن تيمية. 4 (أيدغمش، السلطان صاحب همذان وإصبهان والري:) كان قد تمكن وعظم أمره، وبعد صيته، وكثر جيشه إلى أن حصر ابن أستاذه أبا بكر ابن البهلوان صاحب أذربيجان، فلما كان في سنة ثمان وستمائة خرج عليه منكلي ونازعه في البلاد، وأطاعته المماليك البهلوانية. فهرب أيدغمش إلى بغداد، فأنعم عليه الخليفة وأعطاه الكوسات، وسيره على سلطنة همذان في سنة تسع، وقتل في سنة عشر. لقبه: شمس الدين. 4 (حرف التاء:)
4 (تاج العلى، الشريف النسابة الحسني، الرملي، الرافضي، الذي كان بآمد:) توفي بحلب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 363 وكان قد اجتمع هو وأبو الخطاب ابن دحية، فقال له: إن دحية لم يعقب، فتكلم فيه ابن دحية ورماه بالكذب، وهو كذلك. واسم تاج العلى: الأشرف بن الأعز بن هاشم العلوي الحسني. ذكره يحيى بن أبي طيء في تاريخه، فقال: هو شيخنا العلامة الحافظ النسابة الواعظ الشاعر. قدم علينا وصحبته وقرأت عليه نهج البلاغة وكثيراً من شعره، وأخبرني أنه ولد بالرملة في غرة المحرم سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة، وعاشة مائة وثمانياً وعشرين سنة، قال لي: واستهلت علي سنة إحدى وعشرين وخمسمائة بعسقلان، وفيها اجتمعت بالقاضي أبي الحسن علي بن عبد العزيز الصوري الكناني، وسمعت عليه مجمل اللغة وعمره يومئذ خمس وتسعون سنة، قال: قدم علينا مدينة صور أبو الفتح سليم الرازي سنة أربعين وأربعمائة، ونزل عندنا، وسمعت عليه جميع المجمل بقراءته على مصنفه. قال: واستهل علي هلال المحرم سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة بالإسكندرية، ولقي ابن الفحام، وقرأ عليه بالسبع بكتابه الذي صنفه. قال: وكنت هذه السنة بالبصرة، وسمعت من لفظ ابن الحريري خطبة المقامات التي صنفها. ثم ذكر أنه دخل المغرب، وأنه سمع سنة سبع وأربعين من الكروخي كتاب الترمذي، ودخل دمشق، والجزيرة، واستقر بحلب في سنة ست وستمائة بعد أن أخذه ابن شيخ السلامية وزير صاحب
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 364 آمد، وبنى في وجهه حائطاً، ثم خلص بشفاعة الظاهر صاحب حلب، لأنه هجا ابن شيخ السلامية، وأقام بحلب، وجعل له صاحبها كل يوم ديناراً صورياً، وفي الشهر عشرة مكاكي) حنطة ولحم. وأخبرني أنه صنف كتاب نكت الأنباء في مجلدين، وكتاب جنة الناظر وجنة المناظر خمس مجلدات في تفسير مائة آية ومائة حديث، وكتاباً في تحقيق غيبة المنتظر وما جاء فيها عن النبي عليه السلام وعن الأئمة، ووجوب الإيمان بها، و شرح القصيدة البائية للسيد الحميري، وغير ذلك. فسألته أن يأذن لي في نسخ هذه الكتب وقراءتها، فاعتذر بالتقية، وأنه مسترزق من طائفة النصب. قال: وكان هذا الأشرف من نوادر الدهر علماً وحفظاً وأدباً وظرفاً ونادرة وكرماً، كان يعطي ويهب ويخلع، قدح عينيه ثلاث مرات. وحكى لي: أنه لا يطيق ترك النكاح، ورزق بنتاً في سنة تسع قبل موته بسنة، ولم يفقد شيئاً من أعضائه، لكن قل بصره، وأنشدني لنفسه كثيراً. مات بحلب في تاسع وعشرين صفر. وقد كانت العامة تطعن عليه عند السلطان، ولا يزداد فيه إلا رغبة، فلما مات قال: هاتوا مثله، ولا تجدونه أبداً. قلت: ما كان هذا إلا وقحاً جريئاً على الكذب انظر كيف ادعى هذا السن، وكيف كذب في لقاء ابن الفحام، والحريري. 4 (حرف الحاء:)
4 (حسام الدمنهوري:) أبو المهند. سمع من: أبي طاهر السلفي. وتوفي في رابع ذي القعدة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 365 4 (الحسين بن سعيد بن الحسين بن شنيف بن محمد:) أبو عبد الله الدارقزي، الأمين. ولد سنة خمس وعشرين وخمسمائة. وسمع من: أبيه، وهبة الله بن أحمد ابن الطبر، وقاضي المارستان، وعبد الملك، وعلي ابني عبد الواحد بن زريق القزاز، وإسماعيل ابن السمرقندي، وجماعة. وكان أمين القضاة بمحلته وما يليها هو، وأبوه، وكان أبوه حنبلياً صالحاً. قال الدبيثي: كان ثقة من بيت حديث. ثم قال: قرأت عليه ونعم الشيخ كان أخبركم ابن الطبر فذكر حديثاً. توفي في ثالث عشر المحرم. قلت: وروى عنه: الضياء محمد، والنجيب عبد اللطيف، وخطيب دار القز أشرف بن محمد الهاشمي المعروف بابن قارون، وجماعة. وأجاز للفخر علي، ولجماعة آخرهم موتاً الكمال عبد الرحمن المكبر.) وشنيف: هو ابن محمد بن عبد الواحد بن عبد الله بن علي بن فصيح بن عون بن سليمان بن أسوار بن بحتر بن الديلم بن عتيد بن جونة بن طفخة بن ربيعة ثم ساق نسبه إلى خصفة بن قيس بن عيلان. 4 (الحسين بن عبد العزيز بن الحسين:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 366 أبو عبد الله الكوفي، ثم الواسطي، المعروف بابن الوكيل البزاز. سمع: أبا الكرم نصر الله بن مخلد ابن الجلخت، وسعد بن عبد الكريم الغندجاني، وأحمد بن بختيار المندائي. وقد بغداد وسكنها. روى عنه: ابن النجار، وأبو عبد الله الدبيثي، وقال: كان أبوه من وكلا الحكام. ولد سنة خمس وعشرين وخمسمائة، وتوفي في جمادى الأولى. قلت: لم أر للرحالة عنه رواية. 4 (حرف الزاي:)
4 (زينب بنت الفقيه إبراهيم بن محمد بن أحمد بن إسماعيل:) الحاجة أم الفضل القيسية، زوجة الخطيب أبي القاسم عبد الملك الدولعي خطيب دمشق. سمعت من: نصر الله المصيصي. وأجاز لها الفراوي، وزاهر الشحامي، وعبد المنعم ابن القشيري، والقاضي أبو بكر الأنصاري، وهبة الله بن الطبر، وآخرون. وكان أبوها جندياً، ثم تفقه وقرأ القرآن. روى عنها: الضياء، والتقي اليلداني، والشهاب القوصي، والفخر علي، وأبو الفتح يوسف بن يعقوب ابن المجاور، وجماعة. وكان مولدها بعد العشرين وخمسمائة. وتوفيت في الحادي والعشرين من ربيع الأول.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 367 4 (حرف السين:)
4 (ست الكتبة بنت أبي البقاء يحيى بن علي بن الحسن، أم عبد الرحمن:) أخت أبي الحسن محمد بن يحيى الهمذاني، ثم البغدادي. شيخة معمرة سمعت في سنة خمس وعشرين وخمسمائة شيئاً نازلاً من ثابت بن المبارك الكيلي، أخبرنا مالك البانياسي. روى عنها: الدبيثي، وغيره. وتوفيت في جمادى الآخرة. وروى عنها القوصي في معجمه إجازة، قالت: أخبرنا ابن الحصين فذكر حديثاً وليس القوصي بمعتمد، فما علمت أحداً من أصحاب ابن الحصين عاش إلى هذا العام، والله أعلم 4 (سعيد بن علي بن أحمد بن الحسين:) الوزير معز الدين أبو المعالي الأنصاري، البغدادي، المعروف بابن حديدة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 368 ولد سنة ست) وثلاثين وخمسمائة تقريباً. وحدث عن أبي الخير أحمد بن إسماعيل القزويني. وأصله من كرخ سامراء، وسكن بغداد من صباه. وكان ذا مال وجاه وحشمة. استوزره الإمام الناصر لدين الله في سنة أربع وثمانين وخمسمائة. وكان أبو الفرج ابن الجوزي يجلس للوعظ في داره، فلما ولي ابن مهدي الوزارة، وعزل ابن حديدة بعد أشهر من وزارته قبض عليه ابن مهدي وحبسه، وعزم على تعذيبه، فبذل للمترسمين مالاً، وحلق رأسه ولحيته وخرج في زي النسا، فسافر إلى مراغة، فبقي بها إلى أن عزل ابن مهدي، فعاد إلى بغداد. وكان سمحاً جواداً، متواضعاً، لازماً لبيته إلى أن مات في سادس جمادى الأولى. وأثنى عليه ابن النجار، وقال: كان جليلاً وقوراً، حسن السيرة، مشكوراً على الألسن. وكان مقرباً للعلماء والصلحاء، كثير البر. دخلت عليه، وسمعت منه، إلا أنه كان خالياً من العلم ضعيف الكتابة، وكان يتشيع.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 369 4 (حرف الشين:)
4 (شجاع بن سالم بن علي بن سلامة ابن البيطار الحريمي:) ويعرف بابن خضير، الشيخ الصالح أبو الفضل. سمع حضورا من أحمد بن علي ابن الأشقر، وسمع من: أحمد ابن الطلاية الزاهد، وأبي الفضل الأرموي، وأبي الوقت، وجماعة. وهو أخو ظفر، وياسمين. روى عنه: أبو عبد الله الدبيثي، وغيره. وتوفي في شعبان. أجاز للفخر علي ابن البخاري، ولأحمد بن شيبان. 4 (حرف الصاد:)
4 (صالح بن أحمد بن طاهر:) أبو البقاء السجستاني، نزيل حران. سمع من: أبي طاهر السلفي، وأبي المعالي منجب المرشدي. وحدث بالرها، وهو والد أحمد الذي روى عنه محمد بن يوسف الإربلي، وغيره. 4 (حرف الطاء:)
4 (طاووس بن أحمد بن الحسين:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 370 أبو الحسن البغدادي الأزجي الصوفي الدقاق. ولد سنة تسع وثلاثين. سمع من: أبي المعمر عبد الله ابن الهاطر المعروف بخزيفة، والمبارك بن خضير. وكان اسمه أيضاً: عبد المحسن. مات في غرة جمادى الأولى. كنيته قيدها ابن نقطة.) 4 (حرف الظاء:)
4 (ظافر بن قاسم بن ملاعب الحربي:) سمع: هبة الله بن أحمد الشبلي. روى عنه: ابن الدبيثي، وغيره. وتوفي في ذي الحجة. 4 (حرف العين:)
4 (عبد الله بن رافع بن مرتفع:) الفقيه أبو محمد. ولد سنة خمسين وخمسمائة. وسمع: من السلفي. روى عنه: القوصي، وقال: مات بغزة في السنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 371 4 (عبد الله بن المبارك بن أحمد بن الحسين ابن سكينة:) الصالح أبو محمد البغدادي. سمع من: أبي محمد سبط الخياط، وعبد الخالق بن أحمد اليوسفي، وابن ناصر. وسمع بهمذان من نصر بن المظفر البرمكي، وأجاز له يحيى بن الحسن ابن البناء. روى عنه: الدبيثي، والضياء، والنجيب الحراني. وتوفي في شعبان عن نيف وثمانين سنة. وكان أبوه إمام المسترشد بالله، فقتل معه لما قتلته الملاحدة بمراغة في سنة تسع وعشرين وخمسمائة. وسكينة: مثقل. 4 (عبد الجليل بن أبي غالب بن أبي المعالي بن محمد بن الحسين بن مندويه:) أبو مسعود الإصبهاني، السريجاني، المقرئ، الصوفي، نزيل دمشق. ولد سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة. وسمع وهو كبير من نصر بن المظفر البرمكي، وأبي الوقت السجزي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 372 روى عنه: الزكي البرزالي، والزكي المنذري، وابن خليل، والضياء، واليلداني، والشهاب القوصي، وأبو الغنائم بن علان، والفخر علي، والمحيي عمر بن محمد بن أبي عصرون، وأبو بكر بن عمر بم يونس المزي، وأبو الحسن علي بن أبي بكر بن صصرى، وآخرون. وآخر من روى عنه بالإجازة شيخنا عمر ابن القواس. قال ابن نقطة: كان ثقة صالحاً صحيح السماع، سمعت منه في الرحلة الأولى. وتوفي يوم الجمعة سابع عشر جمادى الأولى. وذكره القوصي في معجمه، فقال: هو الإمام شيخ القراء، بقية السلف. قلت: وحدثه بصحيح البخاري غير مرة. وقيد بعضهم السريجاني بضم السين وكسر الراء ونون ساكنة ثم جيم. 4 (عبد الخالق بن أبي طاهر يحيى بن مقبل بن أحمد بن بركة بن الصدر الحريمي:) ) أبو الفضل ويعرف أيضاً بابن الأبيض. من بيت الرواية حدث عن أبي الفتح ابن البطي، وغيره. وتوفي في المحرم كهلاً. 4 (عبد الرحمن بن طاهر بن محمد بن طاهر الشيباني، البغدادي:) أبو طاهر. توفي في جمادى الآخرة، وله تسعون سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 373 روى عن: سعد الخير بن محمد. 4 (عبد الرحيم بن أبي النجم المبارك بن الحسن بن طراد:) أبو الفضل الأزجي، القطيعي، المعروف بابن القابلة. سمع من: علي بن عبد السيد ابن الصباغ، والأثير أبي المعالي الفضل بن سهل، وابن ناصر. وحدث. وله إجازة من قاضي المارستان بمسموعه خاصة. روى عنه الدبيثي، وقال: توفي في رمضان. 4 (عبد الرشيد بن محمد بن محمد بن أحمد:) أبو جعفر الطرقي الإصبهاني. توفي بإصبهان في صفر قاله الضياء وروى عنه. وله إجازة من زاهر الشحامي. 4 (عبد السلام بن أحمد بن أبي نصر بن الأسود.) أبو الفضل الحريمي. سمع من: أبي العباس أحمد بن الطلاية. 4 (عبد الكريم بن حسن بن جعفر بن خليفة:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 374 العلامة اللغوي، صفي الدين أبو طالب البعلبكي. من كبار الأدباء. عاش خمساً وستين سنة. سود شرحاً للمقامات. وله جزء سؤالات وقعت في السيرة، سأل عنها الحافظ عبد الغنى. قال الشيخ الفقيه: كان مليئاً بعلم اللغة، ثقة. وقال شرف الدين شيخ الشيوخ بحماة: شرحه للمقامات في غاية الجودة. وكتب بخطه سبعمائة مجلدة. مات في أواخر السنة. 4 (عبد اللطيف ابن الإمام أبي النجيب عبد القاهر بن عبد الله بن محمد بن عمويه.) أبو محمد السهروردي، الفقيه الشافعي. ولد سنة أربع وثلاثين. وتفقه على أبيه، وغيره، ولقي بخراسان جماعة من العلماء، وسمع من
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 375 أبي الفضل الأرموي، وعلي ابن الصباغ، وعبد الملك بن علي الهمذاني، وأبي الوقت وغالب سماعه بالحضور. قدم على الملك الناصر صلاح الدين، فولاه قضاء كل بلد افتتحه من السواحل وغيرها. ثم عاد إلى إربل، وسكنها إلى حين وفاته. وله إجازة من قاضي المارستان. وكان كثير الأسفار. وقيل: إنه حدث عن قاضي المارستان بالسماع، فتكلم فيه لذلك. روى عنه: ابن خليل، والضياء. وتوفي في جمادى) الأولى.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 376 4 (عثمان بن إبراهيم بن فارس بن مقلد.) أبو عمرو السيبي، ثم البغدادي، الأزجي، الخباز، نزيل الموصل. سمع من: أحمد ابن الأشقر، وأبي محمد عبد الله سبط الخياط، وأبي الفضل الأرموي، وجماعة. وهو أخو إسماعيل. توفي حادي عشر جمادى الأولى بالموصل. 4 (علي بن أحمد بن هلال.) أبو الحسن الحربي، المستعمل، المعروف بابن العريبي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 377 روى: عن المبارك بن أحمد الكندي، وأحمد ابن الطلاية، وسعيد ابن البناء. روى عنه: الدبيثي، وغيره، وابن النجار. وكان شيخاً حسناً كثير التلاوة، وله ثروة. توفي في الثالث والعشرين من رجب. 4 (علي بن أحمد بن علي بن عبد المنعم.) مهذب الدين أبو الحسن البغدادي، المعروف بابن هبل الطبيب، ويعرف أيضاً بالخلاطي. ولد سنة خمس عشرة وخمسمائة ببغداد. ولو سمع الحديث في صغره، لكان أسند أهل زمانه، وإنما سمع من أبي القاسم إسماعيل ابن السمرقندي. وقرأ الأدب، والطب، وبرع في الطب وصنف فيه كتاباً حافلاً، وكان من أذكياء العالم، وأضر بأخرة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 378 روى عنه: الزكي البرزالي، وابن خليل، والنجيب عبد اللطيف، وجماعة. وأجاز للفخر علي بن البخاري. وقال أحمد بن أبي أصيبعة في تاريخه: كان أوحد وقته، وعلامة زمانه في صناعة الطب، وفي العلوم الحكمية، متميزاً في صناعة الأدب، وله شعر حسن، وألفاظه بليغة. وكان متقناً لحفظ القرآن. وأقام مدة بخلاط عند صاحبها شاه أرمن، وحصل له من جهته مال عظيم. قال: وحدثني عفيف الدين بن عدلان النحوي أن مهذب الدين قبل رحيله من خلاط، بعث ماله من المال العين إلى الموصل إلى مجاهد الدين قايماز الزيني وديعة عنده، وكان ذلك نحو مائة وثلاثين ألف دينار. ثم أقام ابن هبل بماردين عند بدر الدين لؤلؤ والنظام إلى أن قتلهما صاحب ماردين ناصر الدين ابن أرتق، وكان بدر الدين لؤلؤ مزوجاً بأم ناصر الدين. قال: وعمي مهذب الدين بماء نزل في عينيه عن ضربة، وكان عمره إذ ذاك خمساً وسبعين سنة. ثم توجه إلى الموصل، وحصلت له زمانة، فلزم منزله بسكة أبي نجيح، وكان يجلس على سرير، ويقصده طلبة الطب. حدثنا الحكيم أبو العز يوسف ابن أبي محمد بن مكي ابن) السنجاري الدمشقي، حدثنا أبو الحسن ابن هبل، أخبرنا إسماعيل بن أحمد السمرقندي، أخبرنا عبد العزيز الكناني فذكر حديثاً. قال: وكان ابن هبل في أول أمره قد اجتمع بأبي محمد ابن الخشاب، وقرأ عليه شيئاً من النحو، وتردد إلى النظامية، وتفقه، ثم اشتهر بعد ذلك بالطب، وفاق أكثر أهل زمانه. ثم ذكر أبياتاً من شعره وقطعاً، منها:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 379 (لقد سبتني غداة الخيف غانية .......... قد حازت الحسن في دل لها وصبا)
(قامت تميس كخطوط البان غازلة .......... مع الأصائل ريحي شمأل وصبا)
(يكاد من دقة خصر تدل به .......... يشكو إلى ردفها من ثقله وصبا)
(لو لم يكن أقحوان الثغر مبسمها .......... ما هام قلبي بحبيها هوى وصبا) وله كتاب المختار في الطب وهو كتاب جليل يشتمل على علم وعمل، وكتاب الطب الجمالي صنفه لجمال الدين محمد الوزير الملقب بالجواد. وخلف من الأولاد شمس الدين أحمد بن علي، وكان من فضلاء الأطباء. ولد سنة ثمان وأربعين وخمسمائة، توفي في خدمة الملك الغالب صاحب الروم كيكاوس بن كيخسرو، وخلف ولدين فاضلين بالموصل. وتوفي مهذب الدين بالموصل في ثالث عشر المحرم، ودفن بمقبرة المعافى بن عمران. انتهى قول ابن أبي أصيبعة. 4 (علي بن موسى بن شلوط:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 380 أبو الحسن البلنسي. حج وسمع بمكة من علي بن حميد بن عمار الطرابلسي. واستوطن تلمسان، واحترف بالطب. قال الأبار: قرأت عليه بعض صحيح البخاري، وتوفي نحو سنة عشر. 4 (علي بن محمد بن خروف:) نحوي المغرب. توفي في هذا العام في قول، وقد مر في سنة تسع. 4 (عمر بن أحمد بن محمد بن عمر:) أبو البركات العلوي، الحسيني، الزيدي النسب. ولد سنة ثلاث وأربعين. وسمع بإفادة أخيه الزاهد المحدث علي بن أحمد من: أبي بكر ابن الزاغوني، وأحمد بن هبة الله ابن الواثق، وأبي أحمد ابن المادح، وجماعة. وتوفي فجأة في العشرين من جمادى الأولى.) 4 (عمر بن محمد بن هارون:) أبو حفص الواسطي، المقرئ. قرأ القرآن بواسط على جماعة، ولقن القرآن.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 381 وكان خيراً صالحاً، حدث عن أبي الوقت وتوفي في رمضان. 4 (عيسى الجزولي النحوي:) ذكر هنا وفاته ابن خلكان، وقد مر في سنة سبع. 4 (عين الشمس بنت أحمد بن أبي الفرج:) أم النور الثقفية، الإصبهانية. سمعت حضوراً في سنة أربع وعشرين وخمسمائة من إسماعيل ابن الإخشيذ السراج، وسمعت من محمد بن علي بن أبي ذر الصالحاني، وهي آخر من حدث عنهما. روى عنها الضياء محمد، والتقي ابن العز، والزكي البرزالي، وعامة الرحالة. وبالإجازة: الفخر علي، والشيخ شمس الدين عبد الرحمن، والبرهان إبراهيم ابن الدرجي، وشمس الدين عبد الواسع الأبهري، وآخرون. وكانت شيخة صالحة عفيفة، من بيت رواية وحديث. توفيت في نصف ربيع الآخر. 4 (حرف اللام:)
4 (لب بن الحسن بن أحمد:) أبو عيسى التجيبي، البلنسي، المقرئ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 382 أخذ القراءآت عن أبي بكر بن نمارة، وأبي الحسن بن النعمة، وأخذ قراءة نافع عن أبي الحسن بن هذيل. وعلم بالقرآن. وكان صالحاً عابداً، يشار إليه بإجابة الدعوة. أخذ عنه: أبو بكر بن محرز، وأبو محمد بن مطروح، وأبو القاسم ابن الولي. وتوفي بدانية. قاله الأبار. 4 (حرف الميم:)
4 (محمد بن إبراهيم بن أبي بكر ابن خلكان:) الفقيه أبو عبد الله بهاء الدين الإربلي، الشافعي. ولد في حدود سنة سبع وخمسين. وتفقه بالموصل، وسمع بها من يحيى الثقفي ودخل بغداد وتفقه بها على ابن فضلان وسمع بها من يحيى بن بوش، وابن كليب، وطائفة. وحدث بإربل، ودرس بها أيضاً بالمدرسة المظفرية. وهو أخو ركن الدين الحسين، ونجم الدين عمر، ووالد قاضي الشام أحمد. 4 (محمد بن سعيد بن الندي:) )
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 383 أبو بكر الموصلي، الجزري، الفقيه. دخل جزيرة ابن عمر، ودرس بها، ووزر لصاحبها محمود بن سنجرشاه ثم سافر إلى إربل واتصل بصاحبها، ثم عاد إلى الجزيرة، ولازم بيته إلى أن مات. وهو والد المحيي الجزري، وأخيه العماد. 4 (محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن مفرج:) أبو عبد الله بن غطوس الأنصاري، الأندلسي، البلنسي، الناسخ. قال الأبار: انفرد في وقته بالبراعة في كتابة المصاحف ونقطها، فيقال: إنه كتب ألف مصحف، ولم يزل الملوك والكبار يتنافسون فيها إلى اليوم. وكان قد آلى على نفسه أن لا يكتب حرفاً من غير القرآن، وخلف أباه وأخاه في هذه الصناعة، مع الخير والصلاح والانقطاع. توفي حول سنة عشر، وكان يغلب عليه الغفلة. 4 (محمد بن عبد الملك بن أبي نصر:) أبو بكر الأندلسي، نزيل المرية. أخذ عن أبي القاسم بن بشكوال، وأبي القاسم بن حبيش، وجماعة. وأجاز له أبو الحسن بن هذيل. وولي قضاء المرية وخطابتها. وكان عارفاً بالفقه، والقراءآت، والحديث أقرأ وحدث.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 384 وتوفي معزولاً عن القضاء سنة عشر هذه أو بعيدها. 4 (محمد بن عبد الملك بن يوسف بن قرين:) أبو عبد الله البلنسي، اللري. من أهل لرية، ولي الأحكام بها. وسمع من أبي الحسن بن هذيل، وابن النعمة، وأجاز له السلفي. وحدث. 4 (محمد بن عبد الرحمن بن علي بن محمد بن سليمان:) الحافظ أبو عبد الله التجيبي، المرسي، نزيل تلمسان. أخذ القراءآت عن نسيبه أبي أحمد بن معط، وأبي الحجاج الثغري، وأبي عبد الله ابن الفرس، وسمع منهم، ومن أبي محمد بن عبيد الله. وحج وطول الغيبة، وكتب عن نحو مائة وثلاثين شيخاً منهم السلفي، وأكثر عنه، وقال: دعا بطول العمر، وقال لي: تكون محدث المغرب إن شاء الله. وسمع بمكة من علي بن حميد الطرابلسي، وسمع ببجاية من عبد الحق الإشبيلي. وحدث بسبتة في سنة أربع وسبعين في حياة شيوخه. ثم سكن تلمسان، وحدث، وجمع، ورحل إليه الناس، وأكثروا عنه. قال الأبار: وكان عدلاً خيراً، حافظاً للحديث ضابطاً، وغيره أضبط منه. روى عنه أكابر أصحابنا وبعض شيوخنا لعلوه وعدالته، وأجاز لي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 385 ومعجم شيوخه في مجلد كبير. وألف) أربعين حديثاً في المواعظ، و أربعين حديثاً في الفقر وفضله، و أربعين في الحب في الله تعالى، و أربعين في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وتصانيف أخر. في حدود الأربعين وخمس مائة، وتوفي في جمادى الأولى. 4 (محمد بن فارس بن حمزة المغربي الأصل، المحلي:) الشاعر أبو عبد الله. له شعر جيد. ولقبه رضي الدين. وخدم الدواوين. روى عنه قصائد من شعره الشهاب القوصي. 4 (محمد بن محمد بن سليمان بن عبد العزيز:) أبو عبد الله الأنصاري، الأندلسي، البلنسي، النحوي، المعروف بابن أبي البقاء وهو خاله. سمع من: أبي العطاء بن نذير، وأبي بكر بن أبي جمرة، وجماعة من شيوخ الأبار كابن نوح الغافقي، وغيره، وأجاز له أبو محمد ابن الفرس، وأبو ذر الخشني النحوي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 386 قال الأبار: وروى بالإجازة العامة عن أبي مروان بن قزمان، وأبي طاهر السلفي لإجازته لأهل الأندلس. وكان شديد العناية بالسماع والرواية مع الحظ الوافر من المعرفة، وكان يتحقق بعلم العربية، عاكفاً على إقرائها، مليح الخط. سمعت منه، وأجاز لي. وكان شاعراً مجوداً. توفي في ربيع الأول كهلاً. 4 (محمد بن مكي بن أبي الرجاء:) أبو عبد الله الإصبهاني، الحنبلي، الحافظ. أحد من عني بهذا الشأن وطلبه، وأكثر منه. سمع: مسعود بن الحسن الثقفي، وأبا الخير الباغبان، وأبا عبد الله الرستمي، ومحمود بن عبد الكريم فورجة، وطبقتهم. روى عنه: الزكي البرزالي، والضياء المقدسي، وجماعة من الرحالين. وأجاز للفخر علي، وللكمال عبد الرحيم، ولأحمد بن شيبان، وللبرهان إبراهيم ابن الدرجي، وغيرهم. وتوفي في المحرم. 4 (محمد بن يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن بن علي:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 387 السلطان الملك الناصر أبو عبد الله القيسي، المغربي، الملقب بأمير المؤمنين. وأمه أمة رومية اسمها زهر. بويع بعهد أبيه إليه عند وفاته، وكان قد جعله ولي عهده، وله عشر سنين في سنة ست) وثمانين، وبويع بالأمر في صفر سنة خمس وتسعين وخمسمائة. وكان أبيض أشقر أشهل، أسيل الخدين، حسن القامة، كثير الإطراق، طويل الصمت، بعيد الغور، بلسانه لثغة. وكان شجاعاً، حليماً، فيه بخل بالمال، وعفة عن الدماء، وقلة خوض فيما لا يعنيه. وله من الأولاد: يوسف ولي عهده، ويحيى وتوفي في حياته، وإسحاق. استوزر أبا زيد عبد الرحمن بن يوجان وزير أبيه، ثم عزله واستوزر أخاه إبراهيم ابن السلطان يعقوب، وهو أولى بالملك منه. قال عبد الواحد بن علي المراكشي: وكان إبراهيم لي محباً، وصل إلي منه أموال وخلع جمة أيام نيابته على إشبيلية، ولي فيه هذه: (لكم على هذا الورى التقديم .......... وعليهم التفويض والتسليم)
(الله أعلاكم وأعلى أمره .......... بكم وأنف الحاسدين رغيم)
(أحييتم المنصور فهو كأنه .......... لم تفتقده معالم ورسوم)
(ومنابر ومحارب ومحابر .......... وحمى يحاط وأرمل ويتيم) وبلغني موت إبراهيم في سنة سبع عشرة وستمائة. قال: وكان لأبي عبد الله من كتاب الإنشاء: أبو عبد الله محمد بن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 388 عبد الرحمن بن عياش، وأبو الحسن علي بن عياش بن عبد الملك بن عياش، وأبو عبد الله بن يخلفتن الفازازي. وولي له القضاء: أبو القاسم أحمد بن بقي، ثم عزله بأبي عبد الله بن مروان، ثم ولي القضاء محمد بن عبد الله بن طاهر الواعظ الصوفي، الأصولي الذي يذكر أنه علوي، وكان قد اتصل بوالده فحظي عنده، وسمعته مرة يقول: جملة ما وصل إلي من أمير المؤمنين المنصور أبي يوسف تسعة عشر ألف دينار سوى الخلع والمراكب والإقطاع، ومات على القضاء سنة ثمان وستمائة. ثم ولي بعده القضاء أبو عمران موسى بن عيسى بن عمران الذي كان أبوه قاضياً لأبي يعقوب موسى بن عبد المؤمن. وكان الذي قام ببيعة محمد أبو زيد عبد الرحمن بن عمر بن عبد المؤمن الوزير، وعبد الواحد ابن الشيخ أبي حفص عمر. ثم اخذ أولاً في تجهيز الجيوش إلى إفريقية لأن يحيى بن إسحاق بن غانية كان قد استولى على أكثر بلادها، واستعمل عليهم أبا الحسن علي بن عمر بن عبد) المؤمن، فسار فالتقى هو وابن غانية بين بجابة وقسنطينة، فانهزم الموحدون، ورجع علي في حالة سيئة، فانتدب أبو عبد الله للحرب الوزير أبا زيد المذكور، فسار حتى بلغ قسنطينة، ثم استعمله على إفريقية، ولما بلغه أن ابن غانية استولى على مدينة فاس، تجهز في جيوشه، وسار إلى فاس، وأراد أن يبعث مراكب إلى ميورقة يستأصل شافة بني غانية، واستعمل على الأسطول عمه أبا العلاء إدريس بن يوسف، وأبا سعيد عثمان بن أبي حفص، فسارا، وافتتحاها عنوة، وقتلا أميرها عبد الله بن إسحاق بن غانية قتله المقدم عمر الكردي. قيل: إنه لما نازلوه خرج على باب ميورقة وهو سكران فقتل، وذلك في سنة تسع وتسعين وانتهبوا أمواله، وسبوا حريمه، وقدموا بهم مراكش.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 389 قال: وقد كان قبل هذا أقام بالسوس رجل من جزولة اسمه يحيى بن عبد الرحمن ابن الجزارة، فاجتمع عليه خلائق، فسارت إليه عساكر الموحدين فهزمهم غير مرة، ثم إنه قتل بعد أن كاد أن يملك ويظهر وكان يلقب بأبي قصبة. وفي سنة إحدى وستمائة قصد السلطان أبو عبد الله بلاد إفريقية، وقد كان ابن غانية استولى عليها خلا بجابة وقسنطينة، فأقام أبو عبد الله على المهدية أربعة أشهر يحاصرها وبها ابن عم ابن غانية، فلما طال عليه الحصار سلم البلد، وفر إلى ابن عمه ثم رأى الرجوع إلى الموحدين، فتلقوه أحسن ملتقى، وقدموا له تحفاً سنية، ثم سار إليهم سير أخو ابن غانية فأكرموه أيضاً. قال: وبلغني أن جملة ما أنفقه أبو عبد الله في هذه السفرة مائة وعشرون حمل ذهب. ورجع إلى مراكش في سنة أربع وستمائة، وبقي بها إلى سنة سبع، ففرغ ما بينه وبين الإذفنش ملك الفرنجة من المهادنة، فسار وعبر إلى إشبيلية، ثم تحرك في أول سنة ثمان وقصد بلاد الروم لعنهم الله فنزل على قلعة لهم، ففتحها بعد حصار طويل ورجع، فدخل الإذفنش إلى قاصية الروم يستنفر الفرنج حتى اجتمعت له جموع عظيمة من الأندلس ومن الشام حتى بلغ نفيره إلى القسنطينة، وجاء معه البرشنوني صاحب بلاد أرغن، فبلغ أمير المؤمنين محمد، فاستنفر الناس في أول سنة تسع، فالتقوا بموضع يعرف بالعقاب، فحمل الإذفنش على المسلمين وهم على غير أهبة. فانهزموا وقتل من الموحدين خلق كثير. وأكبر أسباب الهزيمة اختلاف نيات الموحدين وغضبهم على تأخير أعطياتهم فبلغني عن جماعة منهم أنهم لم يسلوا سيفاً،) ولا شرعوا رمحاً، بل انهزموا، وثبت أبو عبد الله ثباتاً كلياً، ولولا ثباته، لاستؤصلت تلك الجموع قتلاً وأسراً، وذلك في صفر. ورجع الملاعين بغنائم عظيمة، وافتتحوا في طريقهم بياسة عنوةً، فقتلوا وسبوا، فكانت هذه أشد على المسلمين من الهزيمة. ونقل أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الجزري في تاريخه: أن الناصر أبا عبد الله محمد بن يعقوب بن يوسف القيسي الكومي صاحب المغرب توفي
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 390 في هذه السنة، سنة عشر. قال: والمغاربة يقولون: إنه كان قد أوصى عبيده وحرسه أن من ظهر لكم بالليل، فهو مباح للدم، ثم نه أراد أن يختبر قدر أمره لهم، فسكر، وجعل يمشي في بستانه، فلما رأوه، جعلوه غرضاً لرماحهم، فجعل يقول: أنا الخليفة أنا الخليفة فلم يمكنهم استدراك الفائت وتلف. وقام بالأمر بعده ابنه المستنصر بالله أبو يعقوب يوسف، ولم يكن في بني عبد المؤمن أحسن من يوسف ولا أفصح، إلا أنه كان مشغوفاً بالراحة، وضعفت دولتهم في أيامه. وأما عبد الواحد بن علي المراكشي، فإنه يقول في كتابه المعجب: إن أبا عبد الله مرض بالسكتة في أول شعبان، ومات في خامسه. وهذا هو الصحيح، لأنه أدرك موته، وكان شاهداً. 4 (محمود بن أيدكين الشرفي البواب البغدادي:) سمع من: علي بن عبد العزيز ابن السماك، وابن ناصر، وصدقة بن المحلبان، وجماعة. وتوفي في شوال عن بضع وثمانين سنة. ونسبته إلى شرف الدين نوشروان بن خالد الوزير. وفي الرواة: الشرفي، نسبة إلى شرف الدين علي بن طراد الوزير، والشرفي، نسبة إلى الشرف، موضع. روى عنه: الدبيثي، والنجيب عبد اللطيف. 4 (المسلم بن سعيد بن المسلم ابن العطار، أبو محمد الحراني، ثم البغدادي، التاجر:) ولد سنة خمس وعشرين وخمسمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 391 وسمع من: أبي محمد سبط الخياط. روى عنه: الدبيثي، وغيره. وتوفي في خامس ذي القعدة. 4 (ميمون القصري:) الأمير الكبير فارس الدين الصلاحي. قال ابن واصل: هو آخر من بقي من الأمراء الصلاحية. توفي بحلب. وعتق في الليلة التي مات فيها مائة مملوك وزوجهم. وخلف أموالاً كثيرة. توفي في رمضان.) 4 (حرف النون:)
4 (ناصر بن عبد السيد بن علي:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 392 أبو الفتح الخوارزمي، الحنفي، المطرزي، النحوي الأديب. ولد بخوارزم سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة. وكان من رؤوس المعتزلة، وله معرفة تامة بالعربية، واللغة، والشعر. له تصانيف في الأدب، وشعر كثير. وكان حنفي المذهب. توفي في الحادي والعشرين من جمادى الأولى بخوارزم. وكان أبوه أبو المكارم من كبار الفضلاء. ولناصر كتاب شرح المقامات، وكتاب المغرب تكلم فيه على الألفاظ التي يستعملها الفقهاء من الغريب، فهو للحنفية ككتاب الأزهري للشافعية. وله الإقناع في اللغة، مختصر إصلاح المنطق، و مقدمة لطيفة في النحو مشهورة. ذكر ذلك ابن خلكان، وأنه قدم بغداد حاجاً سنة إحدى وستمائة، وأخذ عنه بها بعض الفضلاء. وكان يقال: هو خليفة الزمخشري فإنه ولد في العام الذي مات فيه الزمخشري. ولما مات المطرزي رثوه بأكثر من ثلاثمائة قصيدة بالعربي وبالعجمي. والمطرزي: نسبة إلى تطريز الثياب. كذا قيل: إن هذا مؤلف المقدمة المطرزية وليس بصحيح بل مؤلفها دمشقي قديم، وهو أبو عبد الله محمد بن علي السلمي المطرز المتوفى سنة ست وخمسين وأربعمائة، فلعل هذا الخوارزمي له مقدمة أخرى نعم له، وتسمى المصباح شهيرة ينتفع بها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 393 4 (حرف الهاء:)
4 (هبة الله ابن الإمام الفقيه إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن محفوظ بن منصور بن معاذ:) أبو القاسم السلمي، الآمدي، ثم البغدادي، المعروف بابن الفراء. سمع من: هبة الله بن هلال الدقاق، وابن البطي، وجماعة. وحدث. وأبوه ممن رحل إلى محمد بن يحيى وتفقه عليه بنيسابور. توفي هبة الله في ذي القعدة. 4 (هبة الله بن حامد بن أحمد بن أيوب:) أبو منصور الحلي، الأديب النحوي. قرأ الأدب على أبي محمد ابن الخشاب، وأبي الحسن علي ابن العصار. وأقرا بالحلة، وانتفع به الناس. وتوفي في حدود هذه السنة. 4 (هلال بن محفوظ بن هلال الرسعني، الفقيه:) ) تفقه ببغداد، وسمع من شهدة الكاتبة. وحدث براس العين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 394 4 (حرف الواو:)
4 (واجب بن محمد بن عمر بن محمد بن واجب:) أبو محمد القيسي، البلنسي. سمع: أبا الحسن بن هذيل، وأبا الحسن بن النعمة. وولي القضاء بأماكن. روى عنه: أبو عبد الله الأبار، وغيره. 4 (حرف الياء:)
4 (يحيى بن أبي محمد بن علي بن المعمر:) أبو زكريا القطيعي، الأزجي، المعروف بابن جرادة. روى عن: أبي الوقت. روى عنه: الدبيثي. توفي في شعبان. 4 (الكنى:)
4 (أبو نصر بن عبد السلام بن أحمد بن الأسود الحريمي:) حدث عن الزاهد أحمد ابن الطلاية. وتوفي في ربيع الآخر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 395 4 (وفيها ولد:) العز إسماعيل بن عبد الرحمن ابن الفراء. والزين أبو بكر بن محمد بن طرخان. والنجم محمد بن محمد السبتي نزيل دمشق. والنور محمود بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عصرون. والكمال أحمد بن يوسف بن شاذي الفاضلي. والكمال علي بن محمد ابن الأعمى صاحب المقامة. والتاج محمد بن عبد السلام بن أبي عصرون. والتقي علي بن عبد العزيز الإربلي المقرئ نزيل بغداد. والظهير محمد بن عمر بن محمد البخاري الحنفي مدرس الشبلية. وجبريل بن أبي الحسن العسقلاني. والنجم أحمد بن عبد العزيز بن أحمد باقة. وأبو العز مظفر ابن المحدث علي ابن النشبي. وعبد المحسن بن هبة الله ابن الفوي الأديب. وأسد الدين إبراهيم بن الليث الأغري. والتاج أحمد ابن الأغلاقي، أو في التي قبلها. وكافور الصواف عتيق ابن الفوي. والعماد حسين بن علي بن القاسم ابن عساكر. والشرف محمد بن أحمد بن إبراهيم ابن المجير الكتبي المحدث. والتاج يحيى بن محمد بن أحمد ابن الحبوبي محتسب دمشق. والعماد أحمد بن منعة الصالحي. والعفيف سليمان بن علي التلمساني، الشاعر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 396 4 (ذكر من توفي بعد الستمائة تقريباً وإلى سنة عشر:) ) 4 (حرف الميم:)
4 (موسى بن ميمون:) أبو عمران اليهودي، القرطبي. رئيس اليهود وعالمهم وحبرهم بالديار المصرية. قال الموفق ابن أبي أصيبعة: هو أوحد زمانه في صناعة الطب، متفنن في العلوم، وله معرفة جيدة بالفلسفة. طب السلطان صلاح الدين ثم ولده الأفضل علياً. وقيل إنه أسلم بالمغرب، وحفظ القرآن، فلما أن قدم مصر ارتد. وقد مدحه القاضي السعيد ابن سناء الملك بأبيات. وله تصانيف في الطب، وكتاب كبير في دين اليهود لعنهم الله. وهو والد إبراهيم الطبيب أحد أطباء الكامل. ومات إبراهيم بعد سنة ثلاثين وستمائة. 4 (حرف العين:)
4 (عبد المنعم بن عمر، أبو الفضل الغساني، الأندلسي، الجلياني، الطبيب، المعروف بحكيم) الزمان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 397 كان علامة في الطب والكحل. قدم إلى دمشق وسكنها، وعمر دهراً. وكان يجيد الشعر. وكانت له دكان في اللبادين للطب. وصنف كتباً كثيرة. وكان السلطان صلاح الدين يرى له ويحترمه، وله هو في صلاح الدين مدائح. وكان يتعانى الكيمياء. وهو والد عبد المؤمن كحال الملك الأشرف ابن العادل المتوفى بالرها قبل الثلاثين وستمائة. 4 (حرف السين:)
4 (سليمان بن عبد الله بن عبد المؤمن بن علي:) أبو الربيع القيسي، متولي سجلماسة وأعمالها لابن عمه السلطان يعقوب بن يوسف. قال تاج الدين شيخ الشيوخ: اجتمعت به حين قدم لمتابعة محمد بن يعقوب وزرته، فرأيت شيخاً بهي المنظر، حسن المخبر، فصيح العبارة باللغتين. بلغني أنه كان يملي على كاتبه الرسائل الصنيعة بغير توقف، ويخترع بلا تكلف، وكذلك في اللغة البربرية، وقع إلى عامل له قد تظلموا منه: قد كثرت فيك الأقوال، وإغضائي عنك رجاء أن تتيقظ، فتنصلح الحال، وفي مبادرتي إلى ظهور الإنكار عليك نسبة إلى سوء الاختبار، وعدم الاختيار، فاحذر فإنك على شفا جرف هار. وله شعر يروق، فله في ابن عمه: (هبت بنصركم الرياح الأربع .......... وخرت بسعدكم النجوم الطلع) ) (وأمدك الرحمن بالفتح الذي .......... ملأ البسيطة نوره المتشعشع)
(لم لا وأنت بذلت في مرضاته .......... نفساً تفديها الخلائق أجمع)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 398 (وجريت في نصر الإله مصمماً .......... بعزيمة كالسيف بل هي أقطع)
(لله جيشك والصوارم تنتضى .......... والخيل تجري والأسنة تلمع)
(من كل من تقوى الإله سلاحه .......... ما إن له غير التوكل مفزع)
(لا يسلمون إلى النوازل جارهم .......... يوماً إذا أضحى الجوار يضيع)
(أين المفر ولا مفر لهارب .......... والأرض تنشر في يديك وتجمع) وهي طويلة. 4 (حرف العين:)
4 (عبد الواحد ابن الشيخ أبي حفص عمر بن يحيى الهنتاتي:) الأمير، زعيم هنتاتة وسيدها، ولد صاحب ابن تومرت. كان أبوه أحد الرجال العشرة الخواص الذين لزموا صحبة ابن تومرت وتقدموا في أيامه. وكان عبد الواحد أكبر أشياخ الموحدين، وأميرهم رتبة وفضلاً ودراية، وأطوعهم في قومه. وكان له حذق في السياسة وتدبير الحروب والشجاعة مشهورة عنه، وكان مدبر الملك فقام ببيعة الأمير محمد بن يعقوب وبذل الأموال. وفي أولاده نجباء وأمراء تملكوا إفريقية وغيرها. 4 (الكنى:)
4 (أبو العباس السبتي الزاهد:) شيخ المغرب في عصره: أحمد بن جعفر الخزرجي، صاحب الأحوال والمقامات والكرامات. قال تاج الدين ابن حمويه: أدركته بمراكش في سنة أربع وتسعين وقد ناهز الثمانين. وهو شيخ نوراني، بهي المنظر، عظيم المخبر، سليم الحواس، ذكي الفطرة، كامل الأخلاق الحسنة، دائم البشر، مسلوب
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 399 الغضب، عديم الحسد، لا يطلب الدنيا، ولا يلتفت إلى أهلها، وإذا جاءه المال، فرقه في الحال. ورأيت الناس على قدر ميزتهم يختلفون فيه، فمن قائل: ساحر وكاهن، ومن قائل: زنديق وممخرق، ومن قائل: مجذوب يتكلم على الخواطر، ويتصرف في البواطن والظواهر. فتوقفت عن الدخول إليه سنة، ثم ألح علي صديق فمضيت إليه، فإذا به في دار قوراء بهية ذات مجالس وأروقة ومفارش، وفي وسط الدار ماء جار وأشجار كأنها من دور) الملوك، وحوله فقهاء وصلحاء وبعض متميزي البلد، فسلمنا وجلسنا، فكان يفسر في آيات في البر والصدقة، ورأيت على عينيه خرقة زرقاء فحسبت أنها لرمد وإذا هي عادة له. فلما فرغ، عاد لمحادثتي، وسأل عن اسمي وبلدي، وفاوضته في مسائل في التصوف، فكان يأتي بالأجوبة الغريبة السديدة، والكلام المنقح، ثم شرع في الحديث معي على ما جرت به العادة مع القادم ثم لازمت زيارته وزارني، وخرجت معه إلى البساتين والضواحي، وكان يحب الخضرة، والمياه الجارية، وبلغني أنه كان يلازم العزلة والخلوة، ثم خالط الناس. وكانت مجالسه مجالس وعظ وتذكير وأدعية، ومعظم كلامه في الحث على الصدقة وفعل الخير وذم الشح. وأما الذي صح عنه من الكرامات، وصحة الفراسات، والدعوات المستجابات، فمشهور متداول مستفيض، إلا أنهم يرجمون الظنون في أسباب ذلك الحصول وطريقته في الوصول، وكان لصاحبي الجمال محمد القسطلاني أخ قد سافر بتجارة إلى غانة، وهي قاعدة مملكة السودان، فبعث إليه بضاعة فخرج الحرامية، فأخذوا تلك القافلة فرد التجار إلى سجلماسة، وخرج الوالي، فأمسك بعض الحرامية، وبعض الأموال، فدخل محمد معي إلى الشيخ فحكى له ما جرى، فقال: كم تسوى بضاعتك قال: ستمائة دينار. فتبسم، وقال: لعل رأس مالها عليك العشر أو أقل، فكأنكم طعمتم في اقتناص أموال الحضر، فصادها البربر من المدر، فقلت أنا: يا سيدي فهل يرجى لما ذهب عود قال: إن تصدق بستمائة درهم، أخلف الله عليه ذلك. فأخرج دراهم، فوضعها بين يديه فعدت، فكانت مائة وثمانية دراهم. فلما
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 400 كان بعد شهر، دخل إلي محمد القسطلاني ومعه كتب وردت من أصحابه يذكرون أن الوالي أحضر ما استرد، فقال للتجار: ليأخذ كل من تحقق له عين ماله، وحضر القاضي والعدول، وشهد التجار بعضهم لبعض، فظهرت صرة فيها تبر من عين ماله، مكتوب عليها اسم أخيه، وأخرج لي الصرة من كمه، وقال: يا ما أعجب شأن هذا الرجل يعني السبتي أتذكر قوله، وحديث العشر والصدقة، هذا التبر وزنه مائة وعشرة مثاقيل فمضينا إلى زيارته، وقبل محمد يده وحكى ما جرى، فلم يكترث بما جرى. قلت: ثم حكى له ثلاث كرامات أخر، وقال: خرجت من البلاد بعد الستمائة، وتركته حياً يرزق. وكان يقول إذا جرى ذكر الدولة: إن دولة هؤلاء تختل بعد وفاتي وتضمحل يعني) بني عبد المؤمن فظهر ذلك بعد وفاته، واختلفوا، واقتتلوا، وفسد أمرهم. 4 (حرف الألف:)
4 (إبراهيم بن يعقوب أبو إسحاق الكانمي الأسود، النحوي، الشاعر:) وكانم: بليدة بنواحي غانة إقليم السودان. قال تاج الدين ابن حمويه: رأيته وقد قدم إلى مراكش في أيام السيد يعقوب بن يوسف، ومدح كبراء الدولة، واختلط بسادتهم. وكانت العجمة في لسانه، غير أنه بارع النظم. وقد ترددوا إلي كثيراً وذاكرني. وله في إبراهيم بن يعقوب بن يوسف: (ما بعد باب أبي إسحاق منزلة .......... يسمو إليها فتى مثلي ولا شرف)
(أبعد ما بركت عيسى بساحته .......... وصرت من بحره اللجي أغترف)
(هموا بصرفي وقد أصبحت معرفة .......... فكيف ذلك واسمي ليس ينصرف)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 401 وأنشدني ابن خميس له: (وقائل لم لا تهجو فقلت له .......... لأنني لا أرى من خاف من هاجي)
(فليس ذم كرام الناس من شيمي .......... وليس ذم لئام الناس منهاجي) وله في بعض الأمراء: (أزال حجابه عني وعيني .......... تراه من المهابة في حجاب)
(وقربني تفضله ولكن .......... بعدت مهابة عند اقترابي) وكان يحفظ الجمل في النحو، وكثيراً من أشعار العرب. وذكر لي أنه اشتغل في بلد غانة، وتخرج بها مع أنها بلد كفر وجهل. قلت: وهي أكثر من سهر عن سجلماسة في جهة الجنوب وبينهما مفاوز، وما عرفت شاعراً من أرضه سواه. 4 (حرف الميم:)
4 (محمد ابن الحافظ أبي سعد السمعاني:) أخو أبي المظفر عبد الرحيم. سيأتي في آخر ترجمة أخيه. 4 (حرف الياء:)
4 (يحيى بن عقيل بن شريف بن رفاعة بن غدير:) ) أبو الحسن السعدي، المصري. سمع من جده لأمه عبد الله بن رفاعة الفرضي. وكان خيراً صالحاً، كثير الحج والمجاورة. حدث بدمشق وبالمدينة. روى عنه: بدل التبريزي، والتاج محمد بن أبي جعفر، وأبو القاسم بن صصرى، والحافظ عبد العظيم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 402 توفي مجاوراً بالمدينة بعد سنة سبع وستمائة. 4 (حرف الميم:)
4 (محمد بن أبي غالب:) أبو عبد الله ابن النزال. سمع من: أبي بكر قاضي المارستان. روى عنه: عبد الصمد بن أبي الجيش. 4 (محمد ابن المعز:) أبو عبد الله الميورقي. أخذ القراءآت عن علي بن سعيد، وخلف بن عبد الله. وأجاز له ابن هذيل. وولي قضاء بلده. توفي بعد سنة سبع وستمائة وقد قارب المائة. لا أعرف شيخيه، وإن عنى الأبار بعلي بن سعيد أبا الحسن الميورقي صاحب ابن حزم، فذاك كان ببغداد سنة نيف وتسعين وأربعمائة. 4 (محمد بن أحمد بن يربوع الجياني:) أخذ عن: السهيلي، وابن الفخار، وطائفة. وكان مقرئاً، نحوياً، مؤدباً. توفي في حدود سنة عشر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 403 4 (محمد بن أحمد بن مرزوق اليعمري، السبتي، المحدث:) أبو عبد الله. رحل إلى المشرق، وأكثر عن البوصيري، والقاسم بن عساكر، وطبقتهما. بقي إلى سنة ثمان وستمائة. 4 (حرف العين:)
4 (عبد الرحمن بن داود الواعظ:) زكي الدين المصري، الزرزاري، ويلقب بالزرزور. دخل الأندلس ووعظ بها، وحدث في سنة ثمان وستمائة. قال الأبار: ادعى الرواية عن أبي الوقت والسلفي وجماعة لم يلقهم. قليل الحياء أفاك مفتر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 404 4 (علي بن محمد بن يحيى بن أبي العافية:) ) أبو الحسن الأنصاري، السرقسطي، الدورقي. ودورقة من عمل سرقسطة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 405 روى عن: أبي القاسم بن حبيش، والسهيلي. روى عنه: ابن أخته أبو عبد الله بن حازم. وصنف كتاباً جمع فيه بين صحيح مسلم و سنن أبي داود. 4 (حرف الياء:)
4 (يوسف بن سوار بن عبيد:) الشيخ شرف الدين، أبو العز البلوي، المصري. روى عن: يوسف بن آدم بن محمد، وأحمد بن أبي الوفاء الصائغ، وأبي حامد محمد بن عبد الرحيم بن سليمان الغرناطي، وأبي المعالي مسعود بن محمد النيسابوري، وطائفة. حدث بدنيسر في سنة أربع وستمائة سمع منه: ولده أبو النضر إبراهيم، والمحدث عمر ابن اللمش، وجماعة. وأجاز لعبد الرحمن ابن اللمش. ترجمه الفرضي. وهو مستفاد مع صاحبنا يوسف بن سوار البدوي المصري الحنبلي. سمع من الفخر علي، وجماعة. 4 (حرف الميم:)
4 (مسعود بن إسماعيل بن إبراهيم الجنداني، القاضي:) من رواة المعجم الصغير عن فاطمة الجوزدانية، سمعه منها كذا وجدت تحت اسمه في الإجازات. أجاز للشيخ شمس الدين عبد الرحمن ابن أبي عمر، ولابن البخاري، ولفاطمة بنت عساكر. وتاريخ الإجازة في سنة إحدى وستمائة. وقرأت بخط الحافظ ضياء الدين أنه سمع من هذا وكناه أبا الفتح الإصبهاني، وقال: مولده سنة ست عشرة وخمسمائة في المحرم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 406 4 (محمد بن أبي عاصم أحمد بن أبي ثابت الحسين بن هبة الله بن زينة الإصبهاني: أبو بكر) من رؤساء إصبهان. ولد سنة ست وعشرين وخمسمائة. وسمع من ابن أبي ذر الصالحاني حضوراً كتاب التوبة والمتابة لابن أبي عاصم أخبرنا عبد الرحيم، أخبرنا القباب عنه، وكتاب السبق والرمي لأبي الشيخ برواية ابن عبد الرحيم عنه، وسمع من زاهر الشحامي، والحسين بن عبد الملك الخلال. أجاز للشيخ شمس الدين ابن أبي عمر، وفاطمة بنت عساكر، وجماعة في سنة إحدى وستمائة) وأجاز لأحمد بن شيبان، وإسماعيل العسقلاني، وابن النجار. 4 (حرف الألف:)
4 (إبراهيم بن خلف بن منصور:) الشيخ أبو إسحاق الغساني، الدمشقي، السنهوري. وسنهور: من بلاد مصر. يروي عن: عبد المنعم الفراوي، والخشوعي، والقاسم، وأبي احمد ابن سكينة، والمؤيد الطوسي، وعدة. ويلقب بالناسك. روى عنه: أبو جعفر النباتي، والخرفي، وغيرهما. وسافر إلى الأندلس، وقدم إشبيلية سنة ثلاث وستمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 407 قال ابن العديم: كان حزمياً، ناظر ابن دحية مرة، فشكاه إلى الكامل، فضرب، وعزر على جمل ونفي. وقد أسر في البحر، فبقي في الأسر مدة، ثم إنه عاد إلى دمشق سنة تسع وستمائة. قال قطب الدين الحلبي: قال العماد علي بن القاسم بن علي ابن عساكر: كان يشتغل في كل علم، والغالب عليه فساد الذهن، لم ينجح طلبه، وكان متسمحاً فيما ينقله ويرويه. وقيل: كان الحامل له على الأسفار يطلب حشيشة الكيمياء. وقال أبو الحسن العطار: قدم علينا ثم أسر، قال: يظهر في حديثه عن نفسه تجازف وكذب. سنهور: من عمل المحلة.
الجزء الرابع و الأربعون
الجزء الرابع والأربعون
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 5 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)
5 (الطبقة الثانية والستون حوادث)
1 (الأحداث من سنة إلى)
4 (سنة إحدى عشرة وستمائة)
4 (ملك خوارزم شاه كرمان ومُكران والسند) قال ابن الأثير: فيها وصل الخبرُ أن السلطان خُوارزم شاه ملك كرمان ومُكران والسند، وسبب ذلك أن من جملة أمرائه تاج الدين أبو بكر، الذي أسلفنا أنه كان جمالاً، ثم سعد بأن صار سيروان السلطان، فرأى منه جلداً وأمانة، فقدمه، فقال له: ولني مدينة زوزن. فولاه، فوجده ذا رأي وحزم وشجاعة، فلما ولاه سير إليه يقول: إن بلاد مُكران مُجاورة لبلدي، فلو أضفت إلي عسكراً لأخذتها، فنفذ إليه جيشاً فسار به إليها، وصاحبُها حرب بن محمد بن أبي الفضل، من أولاد الملوك، فقاتله فلم يقو به، وأخذ أبو بكر بلاده سريعاً، وسار منها إلى نواحي مُكران، فملكها جميعها إلى السند، وسار منها إلى هرمز، وهي مدينة على ساحل بحر مكران، فأطاعه صاحبها مُليك، وخطب بها لخوارزم شاه، وحمل إليه أموالاً، وخطب لخُوارزم شاه بهلوات. وكان خُوارزم يُصيف بأرض سمرقند لأجل التتار، وكان سريع السير، إذا قصد جهة يسبق خبرُه إليها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 6 4 (قصد الفرنج بلاد الإسماعيلية.) وفيها قصدت الفرنج بلاد الإسماعيلية، ونزلوا على حصن الخوابي، وجدوا في الحصار، وكانوا حنقين على الإسماعيلية بسبب قتلهم ابن البرنس صاحب أنطاكية، شاب ابن ثمان عشرة سنة، وثبوا عليه عام أول، فخرج الملكُ الظاهر بعسكره ليكشف عنهم، فترحلت الفرنج عن الحصن. 4 (تبليط جامع دمشق) وفيها شرع في تبليط جامع دمشق، فابتدئ بمكان السبع الكبير، وكانت أرضه قد تكسر رخامها وتحفرت. 4 (تدريس النورية) وفيها ولي تدريس النورية جمال الدين محمود الحصيري. 4 (وفاة صاحب اليمن.) ) وفيها توفي صاحبُ اليمن ابن سيف الإسلام، واستولى على اليمن شاهنشاه ابن تقي الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب، فتزوج بأم المتوفى، ثم نفذ الملكُ الكامل صاحبُ مصر ولدهُ الملك المسعود أقسيس إلى اليمن فتملكها، وكان شجاعاً فاتكاً جباراً ظالماً، قيل: إنه قتل باليمن ثمان مائة نفس، منها أكابر. أخذ المعظم قلعة صرخد وفيها أخذ الملك المعظم من ابن قراجا قلعة صرخد، وعوضهُ عنها مالاً
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 7 وإقطاعاً، ثم أعطاها لمملوكه عز الدين أيبك المعظمي، فبقيت في يده إلى أن أخرجه عنها الملك الصالح أيوب. 4 (حج الملك المعظم) وفيها حج الملك المعظم، فسار من الكرك على الهجن، ومعه عز الدين أبيك صاحب صرخد، وعمادُ الدين بن موسك، والظهير بن سنقر الحلبي، وجدد البرك والمصانع، وأحسن إلى الناس، وتلقاهُ سالم صاحبُ المدينة،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 8 وقدم له خيلاً، وكانت وقفة الجمعة، وقدم معه الشام صاحبُ المدينة. 4 (سنة اثنتي عشرة وستمائة)
4 (بناء المدرسة العادلية) فيها شرعوا في بناء المدرسة العادلية. 4 (غارة الفرنج على بلاد الإسماعيلية) وفيها أغار الفرنج على بلاد الإسماعيلية، وأخذوا ثلاثمائة نفس. 4 (غارة الكرج على أذربيجان) وفيها أغارت الكرج على أذربيجان، فحازوا ذخائرها، وما يزيد على مائة ألف أسير. قال أبو شامة. 4 (استيلاء الملك المسعود على اليمن) وفيها استولى الملكُ المسعود ابن الكامل على اليمن بلا حرب، وانضم ابن عمه سليمان شاه بعائلته إلى قلعة تعز، فحاصرهُ وأخذهُ، وبعث به إلى مصر، هو وزوجته بنت سيف الإسلام.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 9 4 (حصار المدينة) وفي صفر نزل قتادة على المدينة وحاصرها، لغيبة سالم أميرها، وقطع كثيراً من نخيلها، وقتل) جماعة، ثم رحل عنها خائباً. 4 (ملك خوارزم شاه غزنة) وفيها ملك خوارزم شاه بلد غزنة وأعمالها، عمل على صاحبها تاج الدين ألدز نائبه قتلغ تكين، وكاتب خُوارزم شاه، وكان ألدز في الصيد، فجاء خوارزم شاه فهجمها، فلما بلغ ألدز الخبر هرب على وجهه إلى لهاوور وجلس خُوارزم شاه على تخت الملك بها، ثم قال لتقلغ تكين: كيف كان حالك مع ألدز قال: كلانا مماليك السلطان شهاب الدين، ولم يكن ألدز يقيم بغزنة ألا في الصيف، وأنا الحاكم بها. فقال: إذا كنت لا ترعى لرفيقك مع ذلك، فيكف يكون حالي معك فقبض عليه، وصادره حتى استصفاه، ثم قتله، وترك ولدهُ جلال الدين خوارزم شاه بغزنة. قال ابن الأثير: وقيل إنه ذلك كان في سنة ثلاث عشرة. وأما ألدز فإنه افتتح لهاوور فلم يقنع بها، وسار ليفتح دهلة، فالتقى هو وصاحبها شمس الدين الترمش، مملوك أبيك مملوك شهاب الدين، فانكسر ألدز وقتل. وكان ألدز موصوفاً بالعدل والمروءة والإحسان إلى التجار. 4 (ولاية القضاء بدمشق) وفيها عزل زكي الدين الطاهر ابن محيي الدين عن قضاء دمشق، وولي
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 10 جمال الدين أبو القاسم عبد الصمد ابن الحرستاني، فقضى بالحق، وحكم بالعدل 4 (إبطال ضمان الخمر) وفيها بطل العادلُ ضمان الخمر القيان، فلم يكرر ذلك إلى بعد موته. 4 (السهروردي رسولاً) وفيها وصل السهروردي رسولاً من الخلافة إلى العادل، ونزل بجوسق العادل. 4 (قتال قتادة) وفيها سار من دمشق سالم أمير المدينة بمن استخدمه من التركمان والرجال، ليقاتل قتادة صاحب مكة، فمات في الطريق، وقام ابن أخيه جماز بعده، فمضى بأولئك وقصد قتادة، فانهزم إلى الينبع، فتبعوه وحصروه بقلعتها، وحصل لحيمد بن راجب من الغنيمة مائة فرس، وحميد من عرب طي، وعاد الذي استخدموا صحبة الناهض بن الجرخي خادم المعتمد، ومعهم كثير مما غنموه من عسكر قتادة، ومن وقعة وادي الصفراء، من نساء وصبيان سبوهم، وظهر فيهم) أشرف علويون، فتسلمهم أشرافُ دمشق ليواسوهم من الوقف. 4 (كسر الفرج) وفيها كسر كيكاوس صاحب الروم الفرنج الذين ملكوا أنطاكية، وأخذها منهم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 11 4 (أخذ عزنة) وفيها أخذ خوارزم شاه غزنة بغير قتال. 4 (أخذ أنطاكية.) وأخذ ابن لاون أنطاكية من الفرنج، ثم عاد أخذها صاحبُ طرابلس من ابن لاون. 4 (حركة التتار) ويقال: فيها كانت حركة التتار إلى قصد بلاد الترك انهزام منكلي. وفيها انهزم منكلي الذي غلب على همذان وأصبهان والري فقتل، واستقرت القواعد، على أن بلاده للخليفة، وبعضها لجلال الدين الصباحي ملك الإسماعيلية وصاحب الألموت وقلاعها، بعضها لأزبك بن البهلوان. ولكن كان الخليفة في شغل شاغل، وحُزن عظيم بموت ابنه علي عن المسرة بهلاك منكلي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 12 4 (سنة ثلاث عشرة وستمائة.)
4 (ترميم قبة النسر) قال أبو شامة: فيها أحضرت الأوتار الخشب لأجل نسر قبة الجامع، وعدتها أربعة، كل واحد منها اثنان وثلاثون ذراعاً بالنجار، قطعت من الغوطة، وكان الدخول بها من باب الفرج إلى المدرسة العادلية إلى باب الناطفانتيين، وأقيم لها هناك الصواري، ورفعت لأجل القرنة، ثم مددت. 4 (ترميم خندق باب السر) وفيها شرع في تحرير خندق باب السر، وهو الباب المقابل لدار الطعم العتيقة المجاورة لنهر باناس، وكان المعظم ومماليكه والجُند ينقلون التراب بالقفاف على قرابيس سروجهم، وكان عمله كل يوم على طائفة من أهل البلد، وعمل فيها الفقهاء والصوفية. 4 (الفتنة بين أهل الشاغور والعقيدة) ) قال: وفيها كانت الحادثة بين أهل الشاغور العقيبة وحملهم السلاح، وقتالهم بالرحبة والصيارف، وركوب العسكر ملبساً للفصل بين الفريقين، وحضر
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 13 المعظم بنفسه لإطفاء الفتنة، فقبض على جماعة من كبار الحارات، منهم رئيس الشاغور، وحبسهم. مسير المعظم إلى الأشراف وفيها سار المعظم على الهجنُ إلى أخيه الملك الأشرف، واجتمع به بظاهر حران، ففاوضه في أمر حلب عندما بلغه موت صاحبها الملك الظاهر، وكان قد سبق من الأشراف الاتفاق مع القائم بأمرها، فرجع المعظم بعد سنة عشر يوماً، ولم يظهر إلا أنه كان يتصيد. 4 (بناء المصلى بظاهر دمشق) وفيها فرغ من بناء المصلى بظاهر دمشق، ورتب له خطيبٌ، وهو الشيخ صدر الدين، مُعيد الفلكية، ثم ولي بعده بهاء الدين بن أبي اليسر، ثم بنو حسان. قلت: وهم إلى الآن. 4 (وعظ سبط ابن الجوزي بخلاط) قال سبط الجوزي: وفيها ذهبُ إلى خلاط ووعظتُ بها، وحضر الملك الأشرف. رسلية ابن أبي عصرون. وفيها ذهب شهابُ الدين عبد السلام بن أبي عصرون، رسولاً من الملك العزيز محمد ابن الظاهر صاحب حلب، يسأل تقليداً من الديوان بحلب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 14 4 (وعظ سبط ابن الجوزي) وفيها وعظ ابن الجوزي بحران، حضره الأشرف، وفخر الدين ابن تيمية، وكان يوماَ مشهوداً. 4 (وقوع البرد بالبصرة) قال ابن الأثير: فيها وقع بالبصرة برد قيل: إن أصغره كان مثل النارنجة الكبيرة. قال: قيل في أكبره ما يستحي الإنسان أن يذكره. قلت: ارض العراق قد وقع فيها هذا البرد الكبار غيرة مرة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 15 4 (سنة أربع عشرة وستمائة.)
4 (زيادة دجلة) وفيها كان الغرق ببغداد يزيادة دجلة، وركب الخليفة شبارة، وخاطب الناس، وجعل يتأوه لهم) ويقول: لو كان هذا يرد عنكم بمال أو حرب، دفعتهُ عنكم. قال أبو شامة وقد نقله من كلام أبي المظفر سبط الجوزي، إن شاء الله: فانهدمت بغداد بأسرها، والمحال، ووصل الماء إلى رأس السور، ولم يبق له أن يطفح على السور إلى مقدار إصبعين، وأيقن الناسُ بالهلاك، ودام ثماني أيام، ثم نقص الماء، وبقيت بغداد من الجانبين تلولاً لا أثر لها. قلت: هذا من خسف أبي المظفر، فهو مجازفٌ 4 (قدوم خوارزم شاه إلى بغداد) قال أبو المظفر: وفيها قدم خوارزم شاه محمد بن تكش في أربعمائة ألف، وقيل: في ستمائة ألف، فوصل همذان قاصداً بغداد، فاستعد الخليفة، وفرق الأموال والعدد، وراسله مع الشيخ شهاب الدين السهروردي، فأهانه ولم يحتفل به، واستدعاه، وأوقفه إلى جانب الخيمة، ولم يجلسه، قال: فحكى شهابُ الدين، قال: استدعاني إلى خيمة عظيمة لها دهليز لم أر مثله في الدنيا، وهو من أطلس، والأطنابُ حرير، وفي الدهليز ملوك العجم على طباقتهم، كصاحب إصبهان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 16 وصاحب همذان، والري، قال: ثم دخلنا إلى خيمة أخرى وفي دهليزها ملوك ما وراء النهر، ثم دخلنا عليه وهو شاب، له شعرات، قاعد على تخت ساذج، وعليه قباء بخاري يساوي خمسة دراهم، وعلى رأسه قطعة جلد تساوي درهماً، فسلمت عليه فلم يرد، ولا أمرني بالجلوس، فشرعتُ فخطبتُ خطبة بليغة، ذكرتُ فيها فضل بني العباس، ووصفت الخليفة بالزهد والورع والتقي والدين، والترجمان يعيد عليه قولي، فلما فرغت قال للترجمان: قل له هذا الذي تصفه ما هو في بغداد، بل أنا أجيء وأقيم خليفة يكون بهذه الصفة، ثم ردنا بغير جواب، ونزل عليهم بهمذان الثلج، فهلكت خيلهم، وركب الملك خوارزم شاه يوماً فعثر به فرسه، فتطير، ووقع الفساد في عساكره، وقلت الميرة، وكان معه سبعون ألفاً من الخطا، فرده الله تعالى عن بغداد. وقال أبو شامة: ذكر محمد بن محمد النسوي في كتابه الذي ذكر فيه وقائع التتار مع علاء الدين محمد، ومع ولده جلال الدين، قال: حكى لي القاضي مجير الذين عمر بن سعد الخوارزمي، أنه أرسل إلى بغداد مراراً، آخرها مطالبة الديوان بما كان لبني سلجوق من الحكم والملك ببغداد، فأبوا ذلك، وأصحب المذكور في عوده شهاب الدين السهروردي رسولاً مدافعاً.) قال: وكان عند السلطان من حسن الاعتقاد برفيع منزلته ما أوجب تخصيصه بمزيد الإكرام والاحترام تمييزاً له عن سائر الرسل الواردة عليه في الديوان، فوقف قائماً في صحن الدار، فلما استقر المجلس بالشيخ، قال: إن من سنة الداعي للدولة القاهرة أن يقدم على أداء رسالته حديثاً. فأذن له السلطانُ، وجلس على ركبتيه تأدباً عند سماع الحديث، فذكر الشيخ حديثاً معناه التحذير من أذية آل العباس. فقال السلطان: ما آذيتُ أحداً من آل العباس ولا قصدتهم بسوء وقد بلغني أن في مجلس أمير المؤمنين خلقاً منهم يتناسلون بها، فلو أعاد الشيخُ هذا الحديث على مسامع أمير المؤمنين كان أولى وأنفع. فعاد الشيخُ والوحشة قائمة، ثم عزم على قصد بغداد، وقسم نواحيها إقطاعاً
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 17 وعملاً، وسار إلى أن علا عقبة أسد آباد، فنزلت عليه ثلوج غطت الخراكي والخيام، وبقي ثلاثة أيام، فعظم إذ ذاك البلاء، وشمل الهلاك خلقاً من الرجال، ولم ينج شيء من الجمال، وتلفت أيدي رجال وأرجل آخرين، فرجع السلطان عن وجهه ذلك على خيبة مما هم به. 4 (وصول الفرنج إلى عين جالوت) وفيها تجمع الفرنج وأقبلوا من البحر بفارسهم وراجلهم لأجل قصد بيت المقدس، وتتابعت الأمداد من رومية الكبرى، التي هي دار الطاغية الأعظم المعروف بالبابا، لعنه الله، وتجمعوا كلهم بعكا، عازمين على استيفاء الثأر مما تم عليهم في الدولة الصلاحية، فجفل الملك العادل لما خرجوا عليه، ووصلوا إلى عين جالوت، وكان على بيسان فأحرقها، وتقدم إلى جهة عجلون، ووصل الفوار، فقطع الفرنج خلفه الأردن، وأوقعوا باليزك، وعادوا على البلاد، وجاء الأمر إلى المعتمد والي دمشق بالاهتمام والاستعداد واستخدام الرجال، وتدريب دروب قصر حجاج، والشاغور، وطرق البساتين، وتغريق أراضي داريا، واختبط البلد، وأرسل العادل إلى ملوك البلاد يستحث العساكر، ونزل مرج الصفر، وضج الناس بالدعاء، ثم رجع الفرنج نحو عكا بما حازوه من النهب والأسارى، فوصل الملك المجاهد صاحب حمص، ففرح به الناس. قال أبو المظفر ابن الجوزي: فيها انفسخت الهدنة بين المسلمين والفرنج، وجاء العادل من مصر بالعساكر، فنزل بيسان، والمعظم عنده في عسكر الشام، فخرج الفرنج من عكا، عليهم ملك الهنكر، فنزلوا عين جالوت في خمسة عشر ألفاً، وكان شجاعاً، خرج معه جميع ملوك الساحل، فقصد العادل، فتأخر العادل وتقهقر، فقال له المُعظم: إلى أين فشتمه بالعجمية، وقال:) بمن أقاتل أقطعت الشام مماليكك وترك أولاد الناس. وساق فعبر الشريعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 18 وجاء الهنكر إلى بيسان، وبها الأسواق والغلال والمواشي وشيء كثيرٌ، فأخذت الفرنج الجميع، ورحلوا منها بعد ثلاثة أيام إلى قصير الغور، ووصل أوائلهم إلى خربة اللصوص والجولان، وأقاموا يقتلون ويسبون، ثم عادوا إلى الغور، ونزلوا تحت الطور، فأقاموا أياماً يقاتلون من فيه ويحاصرونهم، وكان معهم سلم عظيم، فزحفوا ونصبوه، فأحرقه المسلمون بالنفط، وقتل تحته جماعة من أعيان الفرنج، منهم بعض الملوك. واستشهد يومئذ الأمير بدر الدين محمد بن أبي القاسم، وسيف الدين ابن المرزبان، وكان في الطور أبطال المسلمين، فاتفقوا على أنهم يقاتلوا قتال الموت، ثم رحل الفرنج عنهم إلى عكا، وجاء المعظم فأطلق لأهل الطور الأموال، وخلع عليهم. ثم اتفق العادل وابنه المعظم على خراب الطور كما يأتي. وأما ابن أخت الهنكر فقصد جبل صيدا في خمسمائةٍ من الفرنج إلى جزين، فأخلاها أهلها، فنزلها الفرنج ليستريحوا، فتحدرت عليهم الرجال من الجبل، فأخذوا خيولهم وقتلوا عامتهم، وأسر مقدمهم ابن أخت الهنكر. وقيل: إنه لم يسلم من الفرج إلى ثلاثة أنفس. قلت: وكثرت جيوش الفرنج بالساحل، وغنموا ما لا يوصف، ثم قصدوا مصر لخلوها من الجيش، وكان عساكر الإسلام مفرقة، ففرقة كانت بالطور محصورين، وفرقة ذهبت مع المعظم يزكاً على القدس عسكروا بنابلس، وفرقة مع السلطان في وجه العدو عن دمشق، وأشرف المسلمون على خطة صعبة، وكان الملك العادل مع جبنٍ فيه، حازماً سائساً، خاف أن يلتقي العدو وهو في قل من الناس أن ينكسر ولا تقوم للإسلام بعده قائمة، فاندفع بني أيديهم قليلاً قليلاً حتى كفى الله شرهم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 19 4 (سنة خمس عشرة وستمائة.)
4 (نزول الفرنج على دمياط.) في ربيع الأول نزلت الفرنج على دمياط، فبعث الملك العادل العساكر التي عنده بمرج الصفر إلى ابنه الملك الكامل، وطلب ابنه المعظم وقال له: قد بنيت هذا الطور وهو يكون سبب خراب الشام، وأرى المصلحة أن تخربه ليتوفر من فيه على حفظ دمياط. فتوقف المُعظم، ثم أرضاهٌ بمالٍ ووعدةٌ ببلاد، فأجاب وأخلاه خربه، وكان قد غرم على بنائه أموالاً لا تحصى.) قال ابن واصل: لما طالت إقامة جيوش الفرنج بمرج عكا، أشار عقلاؤهم بقصد الديار المصرية وقالوا: صلاح الدين إنما استولى على البلاد بتملكه مصر. فصمموا، وركبوا البحر إلى دمياط، فنزلوا على بر جيزتها، وزحفوا على برج السلسلة، وكان مشحوناً بالرجال، وكان الكامل قد أقبل ونزل ببر دمياط، ودام الحصار والنزال أربعة أشهر، وجاءت الكامل النجداتُ من الشام، ومات الملك العادل في وسط الشدة، واستراح. وفي ربيع الآخر كسر الملك الأشرف ابن العادل ملك الروم كيكاوس. ثم جمع الأشرف عساكره وعسكر حلب، ودخل بلد الفرنج ليشغلهم بأنفسهم عن قصد دمياط، فنزل على صافيتا وحصن الأكراد، فخرج ملك الروم ووصل إلى رعبان يريد أن يملك حلب، فنزل إليه الملك الأفضل من سميساط، فأخذا رعبان وتل باشر، فرد الملكُ الأشرفُ إلى حلب، ونزل على الباب وبراعة، وقدم بين يديه العرب. وقدم الروم يعلمون مصافاً مع العرب فكسرهم العرب، وبعث الأشرف نجدة من عسكره إلى دمياط
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 20 وفي جمادى الأول أخذت الفرنج من دمياط برج السلسلة، فبعث الكامل يستصرخ بأبيه، فدق أبوه لما بلغه الخبر بيده، ومرض مرضة الموت. قال أبو شامة: وضرب شيخنا علم الدين السخاوي بيد على يد، ورأيته يعظم أمر البرج، وقال: هو قفل الديار المصرية. وقد رأيته وهو برج عالٍ في وسط النيل، ودمياط بحذائه من شرقيه، الجيزة بحذائه على حافة النيل من غربيه، وفي ناحييته سلسلتان، تمتد إحداهما على النيل إلى دمياط، والأخرى على النيل إلى الجيزة، تمنعان عُبور المراكب من البحر المالح. 4 (نصرة المعظم على الفرنج) وفي جمادى الآخرة التقي المعظم والفرنج على القيمون، فنصره الله وقتل منهم خلقاً، وأسر مائة فارس. 4 (رسلية خوارزم شاه) قال: وفيها وصل رسول خوارزم شاه علاء الدين محمد بن تكش إلى العادل، فبعث في جوابه الخطيب جمال الدين محمد الدولعي، والنجم خليل قاضي العسكر، فوصلا إلى همذان، فوجدا خُوارزم شاه قد اندفع من بين يدي
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 21 الخطا والتتار، وقد خامر عليه عسكره، فسار إلى بخارى، فاجتمع المذكوران بولده جلال الدين، فأخبرهما بوفاة العادل الذي أرسلهما وكان الخطيب قد) استناب ابنه يونس ولم يكن له أهلية، فولي، الموفق عمر بن يوسف خطيب بيت الأبار إلى أن يقدم الدولعي. 4 (ضمان الخمر بدمشق) وفي رجب أدار الملك المعظم المكوس والخمور وما كان أبوه أبطلة، فقيل: إنه ضمن الخمر بدمشق والخنا بثلاثمائة ألف درهم. قال أبو المظفر: فقلت له: قد خلفت سيف الدين غازي ابن أخي نور الدين، فإنه كذا فعل لما مات نور الدين. فاعتذر بقلة المال ودفع الفرنج، ثم سار إلى بانياس، وراسل الصارم متولي تبنين، بأن يسلم الحصون، فأجابه، وخرب بانياس وتبنين، وقد كانت قفلاً للبلاد وملجأ للعباد، وأعطى جميع التي كانت لسركس لأخيه العزيز عثمان، وزوجه بابنه سركس، وأظهر أنه ما خرب هذا إلا خوفاً من استيلاء الفرنج. 4 (تغلب الكامل على الفرنج بدمياط) وبعث الكامل إليه يستنجد به، وعدى الفرنج دمياط، فأخلى لهم العساكر الخيام فطمعوا، ثم عاد عليهم الكامل فطحنهم وقتل خلقاً، فعادوا إلى دمياط. 4 (وفاة كيكاوس) وفيها توفي صاحب الروم كيكاوس، وكان ظالماً، فاتكاً، جباراً فاسقاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 22 4 (وفاة الملك القاهر) وفيها توفي الملك القاهر عز الدين مسعود بن رسلان بن مسعود بن مودود بن زنكي بن أقسنقر صاحب الموصل، مسموماً فيما قيل، وترك ابنه محموداً وهو صغير، فأخرج الأمير بدرُ الدين لؤلؤ أخا القاهر زنكياً من الموصل، ثم استولى عليها، وتسمى بالملك الرحيم. وقيل: إنه أدخل محموداً حماماً حامياً حتى اشتد كربه، فاستغث: اسقوني ماء، ثم اقتلوني، فسقوه، ثم خنق. 4 (خوارزم شاه ورُسل جنكيز خان) وفيها عاد السلطان خوارزم شاه محمد إلى نيسابور، وأقام بها مدة وقد بلغه أن التتار خذلهم الله تعالى قاصدون مملكة ما وراء النهر، وجاءه من جنكس خان رسلٌ وهو محمود الخوارزمي، وخواجا علي البخاري، ومعهم من طرف هدايا الترك من المسك وغيره، والرسالة تشتمل على التهنئة بسلامة خوارزم شاه، ويطلب منه المسالمة والهدنة، وقال: إن) الخان الأعظم يسلم عليك ويقول: ليس يخفى علي عظم شأنك، وما بلغت من سُلطانك، ونفوذ حكمك على الأقاليم، وأرى مسالمتك من جملة الواجبات، وأنت عندي مثل أعز أولادي، وغير خاف عنك أنني ملكت الصين، أنت أخبرُ الناس ببلادي، وإنها مثارات العساكر والخيول، ومعادن الذهب والفضة، وفيها كفاية عن طلب غيرها، فإن رأيت أن نعقد بيننا المودة، وتأمر التجار بالسفر لتعم المصلحتين فعلت. فأحضر السلطان خُوارزم شاه محموداً الخوارزمي وقال: أنت منا وإلينا، ولا بد لك من مولاة فينا. ووعده بالإحسان، إن صدقهُ، وأعطاه معضدة مجوهرة نفيسة، وشرط عليه أن يكون عيناً له على جنكز خان، فأجابه، ثم قال له: اصدقني
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 23 أجنكز خان ملك طمغاج الصين قال: نعم. فقال: ما ترى في المصلحة قال الاتفاق. فأجاب إلى ملتمس جنكز خان. قال فسر جنكز خان بذلك، واستمر الحال على المهادنة إلى أن وصل من بلاده تجارٌ، وكان خال السلطان خوارزم شاه ينوب على بلاد ما وراء النهر، ومعه عشرون ألف فارس، فشرهت نفسه إلى أموال التجار وكاتب السلطان يقول: إن هؤلاء القوم قد جاؤوا بزي التجار، وما قصدهم إلا إفساد الحال وأن يجسوا البلاد، فإن أذنت لي فيهم. فأذن له بالاحتياط عليه. وقبض عليهم، واصطفى أموالهم. فوردت رسل جنكز خان إلى خوارزم شاه تقول: إنك أعطيت أمانك للتجار، فغدرت، والغدر قبيحٌ، وهو من سلطان الإسلام أقبحٌ، فإن زعمت أن الذي فعلهُ خالط بغير أمرك، فسلمه إلينا، وإلا فسوف تشاهد مني ما تعرفني به. فحصل عند خوارزم شاه من الرعب ما خامر عقلهُ، فتجلد، وأمر بقتل الرسل، فقتلوا، فيا لها حركة لما هدرت من دماء الإسلام، أجرت بكل نقطة سيلاً من الدم، ثم إنه اعتمد، من التدبير الرديء لما بلغه سير جنكز خان إليه أنه أمر بعمل سور سمرقند، ثم شحنها بالرجال، فلم تغن شيئاً، وولت سعادته، وقضي الأمر. وقال المؤيد عماد الدين في تاريخه: قال النسوي كاتبُ الإنشاء الذي لخوارزم شاه: مملكة الصين دورها ستة أشهر، وهي سنة أجزاء، كل جزء عليه ملك، ويحكم على الكل الخان الأكبر يقال له الطرخان، وهذا كان معاصر خوارزم شاه محمد، وقد ورث الملك كابراً عن كابر، بل كافراً عن كافر. وإقامته بطوغاج في وسط الصين. وكان دوشي خان أحد الستة متزوجاً بعمة جنكز خان الذي فعل الأفاعيل وأباد الأمم. وجنكز خان من أمراء بادية الصين، وهم أهل شر وعتو، فمات دوشي المذكور، فعمدت زوجته إلى ابن أخيها جنكز خان وقد) جاءها زائراً فملكته، وكان الملكان اللذان هما مجاوران لهم هما: كشلي خان، وفلان خان، فرضياً بجنكز خان، وعاضداه، فلما أنهي الأمر إلى القان ألطور أنكر
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 24 ولم يرض، واستحقر جنكز خان، فغضب له المذكوران وخرجا معه وعملوا المصاف، فانهزم ألطور خان وذل، ثم طلب الصلح، فصالحوه، وقووا واتفقوا، فمات أحدهما، ثم مات كشلوخان، وتملك ولده، فطمع جنكز خان في الوالد، وتمكن وكثر جنده وهم المغل، وحارب الولد، وهزمه واستولى على بلاده، ثم نفذ رسولاً إلى خُوارزم شاه كما ذكرنا.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 25 4 (سنة ست عشرة وستمائة.)
4 (موت خوارزم شاه) فيها وصل الخبر بانجفال السلطان خوارزم شاه عن جيحون، فاضطربت مدينة خوارزم، وقلقت خاتون والدة السلطان، وأمرت بقتل من كان معتقلاً بخوارزم من الملوك، وكان بها نحو عشرين ملكاً، وخرجت من خوارزم ومعها خزائن السلطان وحرمه، وساقت إلى قلعة إيلال بمازندران، ثم أسرت. وأما السلطان فإنه لم يزل منهزماً إلى أن قدم نيسابور، ولم يقم بها إلا ساعة واحدة رعباً من التتار، ثم ساق إلى أن وصل إلى مرج همذان ومعه بقايا عسكره نحو عشرين ألفاً، ولم يشعر إلا وقد أحدق به العدو، فقاتلهم بنفسه، وشمل القتل كل من كان في صحبته، ولجأ في نفر يسير إلى الجبل، ثم منها إلى الاستدار وهي أمنع ناحية في مازندران، ثم سار إلى حافة البحر، وأقام بقرية ينور المسجد ويصلي فيه إماماً بجماعة، ويقرأ القرآن، ويبكي، فلم يلبث حتى كبسه التتار، فهرب، وركب في مركب، فوقع فيه النشاب، وخاض خلفه طائفة، فصدهم عمق الماء عن لحوقه، فبقي في لجةٍ ولحقته علة ذات الجنب، فقال: سبحان الله مالك الملوك لم يبق لنا من مملكتنا مع سعتها قدر ذراعين ندفن فيها، فاعتبروا يا أولي الأبصار. فلما وصل إلى الجزيرة التي هناك، أقام بها طريداً وحيداً، والمرض يزداد به، ثم مات وكفن في شاش فراش كان معه، في سنة سبع عشرة. 4 (تخريب أسوار القدس) وفي أول السنة أخرب المعظم أسوار القدس خوفاً من استيلاء الفرنج عليه، وقد كان يومئذ على أتم العمارة وأحسن الأحوال وكثرة السكان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 26 وقال أبو المظفر: كان المعظم قد توجه إلى أخيه الكامل إلى دمياط والكشف عنها، وبغله أن) طائفة من الفرنج على عزم القدس، فاتفق هو والأمراء على تخريبه، وقالوا: قد خلا الشام من العساكر، فلو أخذته الفرنج حكموا على الشام. وكان بالقدس أخوه الملك العزيز وعز الدين أيبك أستاذ دار، فكتب المعظم إليهما يأمرهما بخرابه، فتوقفا. وقال: نحن نحفظه، فأتاهما أمر مؤكد بخرابه، فشرعوا في الخراب في أول المحرم، ووقع في البلد ضجة، وخرج الرجال والنساء إلى الصخرة، فقطعوا شهورهم، ومزقوا ثيابهم، وخرجوا هاربين، وتركوا أققالهم، وما شكوا أن الفرنج تصبحهم، وامتلأت بهم الطرقات، فبعضهم قصد مصر، وبعضهم إلى الكرك، وبعضهم إلى دمشق، وهلكت البنات من الحفاء، ومات خلقٌ من الجوع والعطش، ونهب ما في البلد، وبيع الشيء بعشر ثمنه، حتى أبيع قنطار الزيت بعشرة دراهم، ورطل النحاس بنصف درهم، وعلى هذا النمط، وذم الشعراء المعظم، وقالوا: (في رجب حلل المحرم .......... وخرب القدس في المحرم) وقال مجد الدين محمد بن عبد الله قاضي الطور: (مررتُ على القدس الشريف مسلماً .......... على ما تبقى من ربوع كانجم)
(ففاضت دموعُ العين مني صبابةً .......... على ما مضى في عصرنا المتقدم)
(وقد رام علجٌ أن يعفي رسومه .......... وشمر عن كفي لئيم مذمم)
(فقلت له: شلت يمينك خلها .......... لمعتبرٍ أو سائل أو مُسلم)
(فلو كان يُفدى بالنوس فديتهُ .......... وهذا صحيح الظن في كلّ مسلم)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 27 4 (استيلاء الفرنج على دمياط) قال ابن الأثير: لما ملكت الفرنج بُرج السلسلة قطعوا السلاسل لتدخل مراكبهم في النيل ويتحكموا في البر، فنصب الملكُ الكامل عوض السلاسل جسراً عظيماً، فقاتلوا عليه قتالاً شديداً حتى قطعوه، فأخذ الكامل عدة مراكب كبار، وملأها حجارة وغرقها في النيل، فمنعت المراكب من سلوك النيل. فقصدت الفرنج خليجاً يُعرف بالأزرَق، كان النيل يجري قديماً عليه، فحفروه وعَمّقوه، وأجروا الماء فيه، وأصعدوا مراكبهم فيه إلى بؤرة، فلما صاروا في بورة حاذوا الملك الكامل وقاتلوه في الماء، وزحفوا إليه غير مرة. وأما دمياط فلم يتغير عليها شيء، لأن الميرة متصلة بهم، والنيلُ يَحجز بينهم، وأبوابُها مُفتحنة، فاتفقَ موتُ الملك العادل، فضَعُفَت النُّفوس.) وكان عماد الدّين أحمد بن المشطوب أكبر أمير بمصر، والأمراء ينقادون له، فاتفقَ مع جماعةٍ، وأرادوا خَلع الكامل وتمليك أخيه الفائز، فبلغ الخبرُ الكامل، ففارق المنزلة ليلاً، وسار إلى قرية أشمون، فأصبح العسكر وقد فقدوا سُلطانهم، فلم يقف الأخ على أخيه، وتركوا خيامهم، وعبرت الفرنج النيل إلى برِّ دمياط آمنين في ذي القعدة، وحازوا المُعسكر بما فيه، وكان شيئاً عظيماً، فَمَلكهُ الفرنجُ بلا تعبٍ. ثم لَطَفَ الله ووصل المُعظِّم بعد هذا بيومين، والنّاس في أمرٍ مريج، فقوى قلبَ أخيه وثبتهُ، وأخرجوا ابن المشطوب إلى الشام. وأمّا العُربان فتجمعت وعاثت، فكانوا أشد على المُسلمين من الفرنج. قال: وأحاط الفرنج بدمياط وقاتلوها براً وبحراً، وعملوا عليهم خندقاً
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 28 يمنعهم، وهذه عادتهم، وأداموا القتال، واشتد الأمرُ على أهلها، وتعذرت عليهم الأقوات وغيرها، وسئموا القتال، لأنَّ الفرنج كانوا يتناوبون القتال عليهم لكثرتهم، ولم يكن بدمياط من الكثرة ما يجعلون القتال عليهم بالنوبة، ومع هذا فصبروا صبراً لم يسمع بمثله، وكثر القتل فيهم والجراح والموتُ، ودام الحصار عليهم إلى السابع والعشرين من شعبان من سنة ست عشرة، فعجز من بقي بها عن الحفظ لقتلهم، وتعذر القُوت عليهم، فسَلَّموا بالأمان، وأقامَ طائفة عَجزوا عن الحركة. وبَثَّت الفرنج سراياهم ينهبون ويقتلون، وشرعوا في تحصين دمياط وبالغوا في ذلك، وبقي الكامل في أطراف بلاده يحميها. وتسامعَ الفرنجُ بفتح دمياط، فأقبلوا إليها من كل فجِّ عميق، وأضحت دارَ هجرتهم، وخافَ الناس كافةً من الفرنج. وأشرف الإسلام على خطَة خسف، أقبل التتار من المشرق، وأقبل الفرنج من المغرب، وأراد أهل مصر الجلاء عنها فمنعهم الكامل، وتابع كتبه على أخويه المعظم والأشرف يحثهما على الحضور، وكان الأشرف مشغولاً بما دهمهُ من اختلاف الكلمة عليه ببلاده عند موت القاهر صاحب الموصل. وبقي الكاملُ مدة طويلة مرابطاً في مقابلة الفرنج إلى سنة ثمان عشرة، فنجده الأشرف. وكان الفرنج قد ساروا من دمياط وقصدوا الكامل، ونزلوا مقابله وبينهما بحر أشمون، وهو خليج من النيل، وبقوا يرمون بالمنجنيق والجَرْخ إلى عسكر المسلمين، وقد تَيَقّنوا هُم وكلُّ النَّاس أنهم يملكون الدّيار المصرية. وأمّا الكامل فتلقى الأشرف وسُرَّ بقدومه، وسار المُعَظَّم فقصدَ دمياط، واتفق الأشرفُ والكاملُ) على قتال الفرنج، وتقربوا، وتقدمت شواني المسلمين، فقابلت شواني الفرنج، وأخذوا للفرنج ثلاث قطعٍ بما فيها، فقويت النّفوس،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 29 وترددت الرسل في الصلح، وبذل المسلمون لهم تسليم بيت المقدس، وعَسقلان، وطبريّة، وصَيدا، وجَبَلَة، واللاذقية، وجميع ما فتحهُ صلاح الدين رحمه الله سوى الكرك، فلم يرضوا، وطلبوا ثلاثمائة ألف دينار عوضاً عن تخريب بيت المقدس ليعمروه بها، فلم يتم أمر، وقالوا: لا بد من الكرك. فاضطر المسلمون إلى قتالهم، وكان الفرنج لاقتدارهم في نفوسهم لم يستصحبوا معهم ما يقوتهم عدة أيام، ظناً منهم أنّ العساكر الإسلامية لا تقوم لهم، وأنَّ القرى تبقى بأيديهم وتكفيهم. فعبر طائفةٌ من المسلمين إلى الأرض التي عليها الفرنج ففجّروا النيل، فركب أكثر تلك الأرض، ولم يبقَ للفرنج جهةٌ يسلكونها غير جهةٍ واحدة ضيقة، فنصب الكامل الجسور على النيل، وعبرت العساكر، فملكوا قفبلرلا الطريق التي يسلكها الفرنج إلى دمياط، ولم يبق لهم خلاص، ووصل إليهم مركب كبير وحوله عدّة حراقات، فوقع عليها شواني المسلمين، وظفرَ المسلمون بذلك كلِّه، فسُقِط في أيدي الفرنج، وأحاطت بهم عساكر المسلمين، واشتد عليهم الأمر، فأحرقوا خيامهم ومجانيقهم وأثقالهم، وأرادوا الزحف إلى المسلمين فعجزوا وأذلوا فراسلوا الكامل يطلبون الأمان ليسلموا دمياط بلا عوض، فبينما المراسلات مترددة، إذ أقبلَ جمعٌ كبير لهم رهجٌ شديدٌ وجلبة عظيمةٌ من جهة دمياط، فظنه المسلمون نجدة للفرنج، فإذا به الملك المُعظم، فخُذل الفرنج، لعنهم الله، وسَلَّموا دمياط، واستقرّت القاعدة في سابع رجب سنة ثمان عشرة، وتسلمها المسلمون بعد يومين، وكان يوماً مشهوداً فدخلها العسكر، فرأوها حصينة قد بالغ الفرنج في تحصينها بحيثُ بقيت لا تُرام، فللّه الحمد على ما أنعمَ به. وهذا كله ساقه ابن الأثير رحمه الله متتابعاً في سنة أربع عشرة. وقال غيره وهو سعد الدين مسعود بن حمويه فيما أنبأنا: لمّا تقرر الصلح جلس السلطان في خيمته، وحضر عنده الملوك، فكان على يمين السلطان
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 30 صاحبُ الملك حمص المُجاهد، ودونه الملك الأشرف شاه أرمن، ودونه الملك المعظم عيسى، ودونه صلى الله عليه وسلم صاحب حماة، ودونه الحافظ صاحب جعبر، ومُقدم نجدة حلب، ومُقدم نجدة الموصل، ومُقدم نجدة ماردين، ومقدّم نجدة إربل، ومقدم نجدة ميافارقين، وكان على يساره نائب الباب، وصاحب عكا، وصاحب قبرص، وصاحب طرابلس، وصاحب صيدا، وعشرون من الكنود لهم قلاع في المغرب، ومقدم الداوية، ومُقدم الإسبتار. وكان يوماً مشهوداً. فرسم السلطان بمبايعتهم) وكان يحمل إليهم في كل يوم خمسين ألف رغيف، ومائتي إردب شعير، وكانوا يبيعون عددهم بالخبز ممّا نالهم من الجُوع. فلمّا سَلَّموا دمياط أطلق السلطانُ رهائنهم، وبقي صاحبُ عكار حتى يطلقوا رهائن السلطان فأبطأوا، فركب السلطان ومعه صاحب عكا وكان خلقة هائلة فأخرج السلطان من صدر قبائه صليب التابوت، الذي كان صلاح الدين أخذه من خزائن خلفاء مصر فلما رآه صاحب عكا رمى بنفسه إلى الأرض، وشكر السلطان، وقال: هذا عندنا أعظم من دمياط. وقال له السلطان: خذ هذا تذكاراً من عندي، واركب في مركب، ورُح نفذ رهائننا، فلم يفعل، وبعث الصّليب مع قسيس. وحكى بعضهم قال: وفي شعبان أخذت الفرنج دمياط، وكان المُعَظم قد جهّز إليها ناهض الدين ابن الجرخي في خمسمائة راجل، فهجموا على الخندق، فقُتل الناهضُ ومن كان معه، وضعف أهل دمياط المساكين، ووقع فيهم الوباء والغلاء، وعجز الملكُ الكامل عن نُصرتهم، فسلّموها بالأمان، وفتحوا للفرنجُ، فغدروا، لعنهم الله، وقتلوا وأسروا، وجعلوا الجامعَ كنيسةً، وبعثوا بالمصاحف ورؤوس القتلى إلى الجزائر. وكان بدمياط الشّيخ أبو الحسن بن قُفل الزاهد صاحب زاوية، فما تعرضوا له.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 31 قال أبو شامة: أنا رأيته بدمياط سنة ثمانٍ وعشرين. وبلغَ الكاملَ والمُعَظم فبكيا بكاءً شديداً، وقال الكامل للمُعظم: ما في مقامك فائدة، فانزل إلى الشّام وشوش خواطر الفرنج، واجمع العساكر من الشرق. قال ابن واصل في أخذ دمياط: وحين جرى هذا الأمرى الفظيع، ابتنى الملك الكامل مدينة، وسماها المنصورة عند مفرق البحرين الآخذ أحدهما إلى دمياط، والآخر إلى أشمون، ومصبهُ في بحيرة تِنّيس، ثمّ نزلها بجيشه، وبنى عليها سوراً. وذكر ابن واصل: أنّ تملّك الفرنج دمياط كان في عاشر رمضان. قال أبو المظفر: فكتب إلي المعظم وأنا بدمشق بتحريض الناس على الجهاد ويقول: إني كشفتُ ضياع الشام فوجدتها ألفي قرية، منها ألف وستمائة قرية أملاك لأهلها، وأربعمائة سلطانية، وكم مقدار ما يقيم هذه الأربعمائة من العساكر فأريد أن تُخرج الدماشقة ليذبوا عن أملاكهم. فقرأتُ عليهم كتابةُ في المِيعاد، فتقاعدوا، فكان تقاعدهم سبباً لأخذ الخمس والثمن من أموالهم. وكتب إلي: إذا لم يخرجوا فسر أنت إلي. فخرجتُ إلى الساحل، وقد نزل على قيسارية، فأقمنا) حتى افتتحها عنوة، ثم نزل على حصن البقر فافتتحه وهدمه، وقدم دمشق.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 32 4 (لباس قاضي القضاة) وفيها ألبس الملك المعظم قاضي القضاة زكي الدين الطاهرت، والقباء والكلوتة بمجلس الحكم بداره. قال أبو المظفر: كان في قلب المُعظم منه حزازات، كان يمنعه من إظهارها حياؤه من أبيه، وكان يشكو إلي مراراً. ومرضت ستُّ الشام عمه المُعَظَّم، وكانت أوصت بدارها مدرسةً، فأحضرت القاضي المذكور والشهود، وأوصت إلى القاضي، وبلغَ ذلك المعظم فعزَّ عليه، وقال: يحضر إلى دار عمتي بغير إذني ويسمع كلامها. ثم اتفق أنّ القاضي أحضر جابي العزيزية وطلب منه حساباً، فأغلظ له، فأمر بضربه، فضُرب بين يديه كما تفعل الوُلاة. فوجد المُعظم سبيلاً إلى إظهار ما في نفسه، وكان الجمال المصري وكيل بيت المال عدواً للقاضي، فجاء فجلس عند القاضي والشهود حاضرون، فبعث المعظم بقجةً فيها قباء وكلوته، وأمر أن يحكم بهما بينَ الناس، فقام من خوفه فلبسهما، وحكم بين اثنين. قال أبو شامة: جابي المدرسة هو السديد سالم بن عبد الرزاق خطيب عقربا، وجاء الذي ألبسه الخلعة إلى عند شيخنا السخاوي، فتأوه الشيخ وضرب بيده على الأخرى، فكان مما حكى أن أقول له: السلطان يسلّم عليك ويقول لك: الخليفة سلام الله عليه إذا أراد أن يُشرف أحداُ خلعَ عليه من ملابسه، ونحن نسلك طريقه. وفتحتُ البقجة، فلمّا رآها وجم، فأمرته بترك التوقف، فمد يدهُ ووضع القباء على كتفيه، ووضع عمامته وحط الكلوتة على رأسه، ثم قام ودخل بيته.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 33 قال أبو شامة: ومن لطف الله به أن كان المجلس في داره، ثم لزم بيته، ولم تطُل حياته بعدها، ومات في صفر سنة سبع عشرة، رمى قطعاً من كبده، وتأسف الناس لما جرى عليه، وكان يحبّ أهل الخير، ويزور الصّالحين. وبقي نوابهُ يحكمون بني الناس: ابن الشيرازي، وابن سني الدولة، وشرف الدّين ابن الموصلي الحنفي، كان يحكم بالطرخانية بجيرون، ثم بعد مدّة أضيف إليهم الجمال المصري. وقال أبو المظفر: كانت واقعة قبيحة، ولقد قلتُ له يوماً: ما فعلتَ هذا إلا بصاحب الشرع ولقد وجب عليك دية القاضي، فقال: هو أحوجني إلى هذا، ولقد ندمتُ. واتفق أنّ المُعظم بعثَ إلى الشرف بن عُنين حين تزهد خمراً ونرداً، وقال: سبح بهذا فكتب إليه:) (يا أيها الملكُ المُعظمُ، سُنّةً .......... أحدثتها تبقى على الآباد)
(تجري المُلوكُ على طريقك بعدها .......... خَلع القُضاة وتُحفةُ الزهاد.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 34 4 (سنة سبع عشرة وستمائة)
4 (كسرة بدر الدين لؤلؤ) فيها قصد مظفر الدين صاحب إربل الموصل، فخرج إليه بدر الدين لؤلؤ، فكسره مظفر الدين، وأفلت لؤلؤ وحده، ونازل مظفرُ الدين الموصل، فجاء الملك الأشرفُ من حران نجدةً للؤلؤ، ثم وقع الصلح. 4 (فتنة ابن المشطوب) وفيها كانت فتنة ابن المشطوب، لما كان المعظم بديار مصر عام أول، بلغه أن الملك الفائز أخاه قد اتفق مع الأمير عماد الدين ابن المشطوب أحد الأمراء الكبار على أخيه الكامل، وقد استحلف للفائز العساكر. فعرف الكاملُ فرحل إلى أشموم، وهم بالتوجه إلى اليمن، وبئس من البلاد، فقال له المُعظم: لا بأس عليك، وركب وجاء إلى خيمة ابن المشطوب، فخرج إلى خدمته بغير خف، وركب معه، فسير معه، فأبعد به، وقال: أخي الأشرف قد طلبك فسر إليه مسرعاً. فقال: ما معي غلماني ولا قماشي، فوكل به جماعة، وقال: هؤلاء في خدمتك. وأعطاه نفقة خمسمائة دينار، وقال: كل شيء تريد يلحقك في الحال. فسار، وجهز المعظم جميع أحواله خلفه، ثم رجع إلى مخيمه، فجاء الكامل إليه وقبل الأرض بين يديه. وأما الفائز فخاف خوفاً عظيماً، واجتاز ابن المشطوب على دمشق وحماة، وعدى الفرات إلى الأشرف فتلقاه وأكرمه، فصار يركب بالشبابة، ويعمل له موكباً
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 35 كالأشرف، فأعطاه أرجيش، فتجبر، وخامر على الأشرف، وطلع إلى ماردين، ثم قصد سنجار في هذه السنة، وساعدهُ صاحبُ ماردين، فسار لحربه الملكُ الأشرف، فدخل ابن المشطوب إلى تلعفر، فأنزله بدرُ الدين لؤلؤ صاحبُ الموصل بالأمان، وحملهُ معه إلى الموصل، ثم قيدة وبعث به إلى الأشرف، فألقاه في الجُبِّ، فمات بالقملِ والجوع. وكان عماد الدين ابن نور الدين صاحب قرقيسيا مع الأشرف، فكاتب ابن المشطوب، فعلم الأشرفُ فحبسه وبعث به مع العلم قيصر المعروف بتعاسيف إلى قرقيسيا وعانة، فعلقه تحت القلعتين وعذبه، وتسلم تعاسيفُ جميع بلاده، وأراد الأشرف أن يرميه في الجب، فشفع فيه) الملك المُعظم، فأطلقه، فسار إلى دمشق فأحسن إليه المعظم، واشترى بُستان ابن حيوس بنواحي العُقيبة، وبنى فيه قبة، وأقام به إلى أن مات، ودُفن بالقُبة، وهي على الطريق في آخر عمارة العُقيبة من شماليها بغربٍ. 4 (زواج عدة أمراء) وفيها تزوج الأخوان المنصور إبراهيم، والمسعود أحمد، ابنا أسد الدّين، بابنتي الملك العادل، أختي الصالح إسماعيل لأبويه، وتزوج أخوهُما يعقوب بابنة المُعظم، وتزوج عُمر ابن المُعظم بابنة أسد الدِّين، ومهر كل منهن ثلاثون ألف دينار. 4 (تدريس ابن الشيرازي) ودرس بالعزيزية القاضي ابن الشيرازي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 36 4 (عزاء ابن حمويه) وفيها عمل عزاء شيخ الشيوخ ابن حمويه بجامع دمشق، فتكلم واعظ وأنشد أبيات ابن سينا: 4 (هبطت إليك من المحل الأرفع) فأنكر القاضي الجمال المصري وقال: هذه الأبيات قول زنديق، وأمره بالنزول فتعصب له جماعة فتمم ونزل، وسكن المُعتمد العصبية بعد أن جذبت سكاكين. 4 (عزل ابن الشيرازي) ثم عزل ابن الشيرازي من العزيزية بالآمدي. 4 (موت صاحب سنجار) وفيها قتل صاحب سنجار أخاه، فسار الملك الأشرف إليها فأخذها، وعوض صاحبها الرقة، فنزل من سنجار بأهله، وهو آخر ملوك البيت الأتابكي، ومدة ملكهم أربعٌ وتسعون سنة، ومات بعد أن تسلم الرقة بقليلٍ، وانقصف شبابهُ ولم يُمتع بعد قتل أخيه. 4 (وقعة البُرُلس) وفي رجب كانت وقعة البرلس، وكانت وقعة هائلة بين الفرنج والكامل، قتل الكامل منهم عشرة آلاف، وأخذ غنائمهم وخيلهم، وانهزموا إلى دمياط.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 37 4 (ولاية دمشق) وفيها عزل المعتمد عن ولاية دمشق، وولي الغرس خليل.) 4 (حج المعتمد) وحج فهيا المعتمد بالركب. 4 (مقتل آقباش الناصري) وحج بركب بغداد أقباش الناصري، فقُتل بمكة، وعاد ركبُ العراق مع الشاميين، وكان مع آقباش تقليدٌ بإمرة مكة لحسن بن قتادة بن إدريس، لأن أباه مات في وسط العام، فجاءهُ بعرفات راجحٌ أخو حسن وقال: أنا أكبر ولد قتادة فولني، وظن حسنٌ أن آقباش قد ولى راجحاً، فغلق مكة، ثم نزل آقباش بشبيكة، وركب ليسكن الفتنة ويصلح بين الأخوين، فبرز عبيدُ حسن يقاتلونه، فقال: ما قصدي القتال. فلم يلتفتوا إليه، وثاروا به، فانهزم أصحابه وبقي وحده، فجاء عبدٌ فَعرقَبَ فرسهُ، فوقع، فقتلوه، وحملوا رأسه على رُمحَ فنصب بالمسعى. وأرادوا نهب العراقيين، فقام المُعتمد في الأمر، وخوف الحسن من الكامل والمُعظم. وكان آقباش قد اشتراه الناصر لدين الله وهو أمرد بخمسة آلاف دينار، ولم يكن بالعراق أحسنُ منه صورةً، وكان عاقلاً متواضعاً، وحزن عليه الخليفة. 4 (خروجُ التتار) قال أبو المظفر سبط ابن الجوزي: كان أول ظهورهم بما وراء النهر سنة خمس عشرة، فأخذوا بُخارى وسمرقند وقتلوا أهلها، وحاصروا خوارزم شاه، ثم
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 38 بعد ذلك عبروا النهر، فوجدوا الخطا قد كسروا خوارزم شاه، فانضم إليهم الخطا وصاروا تبعاً لهم. وكان خوارزم شاه قد أباد المُلوك من مدن خُراسان، فلم يجد التتار أحداً في وجههم، فطووا البلاد قتلاً وسبياً، وساقوا إلى أن وصلوا إلى همذان وقزوين في هذه السنة، وتوجهوا إلى أذربيجان. وقال بن الأثير في كامله: لقد بقيتُ مدة معرضاً عن ذكر هذه الحادثة استعظاماً لها، كارهاً لذكرها، أقدمُ رجلاً وأوخر أخرى، فمن الذي سهل عليه أن يكتب نعي الإسلام، فيا ليت أمي لم تلدني، ويا ليتني مُتُ قبل حدوثها. ثم حثني جماعةٌ على تسطيرها، فنقول: هذا الفصل يتضمن ذكر الحادثة العظمى والمصيبة الكبرى التي عقمت الدهور عن مثلها، عمت الخلائق، وخصت المُسلمين، فلو قال قائل: إنَّ العالم منذ خلقهُ الله إلى الآن لم يبتلوا بمثلها، لكان صادقاً، فإن التواريخ لم تتضمن ما يقاربها. ومن أعظم ما يذكرون فعل بختُ نصر ببني إسرائيل بالبيت المُقدس، وما البيت المقدس بالنسبة إلى ما خرب هؤلاء الملاعين وما بنو إسرائيل بالنسبة) إلى ما قتلوا فهذه الحادثة التي استطار شررها وعم ضررها، وسارت في البلاد كالسحاب استدبرته الريحُ، فإن قوماً خرجوا من أطراف الصين فقصدوا بلاد تُركستان، مثل كاشغر، وبلاشغون، ثم منها إلى بخارى، وسمرقند فيملكونها، ويفعلون بأهلها ما نذكره، ثم تعبُرُ طائفةٌ منهم إلى خُرسان فيفرغون منها مكلاً وتخريباً وقتلاً وإبادة إلى الري وهمذان إلى حد العراق، ثم يقصدون أذربيجان ونواحيها ويخربونها ويستبيحونها في أقل من سنة، أمر لم يسمع بمثله. ثم ساروا من أذربيجان إلى دربند شروان فملكوا مدنهُ، ولم يسلم غير القلعة التي فيها ملكهم، وعبروا من عندها إلى بلد اللان واللكز فقتلوا وأسروا،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 39 ثم قصدوا بلاد قفجاق، وهم من أكثر الترك عدداً، فقتلوا من وقفن وهرب الباقون إلى الشعراء والغياض ورؤوس الجبال، وفارقوا بلادهم، واستولى التتر عليها. ومضى طائفة أخرى غير هؤلاء إلى غزنة وأعمالها، وسجستان وكرمان، ففعلوا مثل هؤلاء بل أشد، هذا ما لم يطرق الأسماع مثله، فإن الإسكندر الذي ملك الدنيا لم يملكها في هذه السرعة، وإنما ملكها في نحو عشر سنين، ولم يقتل أحداً، إنما رضي بالطاعة. وهؤلاء قد ملكوا أكثر المعمور من الأرض وأحسنه وأعمرهُ في نحو سنة، ولم يبقَ أحدٌ في البلاد التي لم يطرقوها إلا وهو خائفٌ يترقب وصولهم إليه. ثم إنهم لم يحتاجوا إلى ميرة، ومددهم يأتيهم، فإنهم معه الأغنام والبقرُ والخيل ويأكلون لحومها لا غير. وأما خيلهم فإنهم تحفر الأرض بحوافرها، وتأكل عُروق النبات، ولا تعرف الشعير. وأما ديانتهم فإنهم يسجدون للشمس عند طلوعها ولا يحرمون شيئاً، ويأكلون جميع الدواب وبني آدم. ولا يعرفون نكاحاً، بل المرأة يأتيها غيرُ واحد، فإذا جاء الولدُ لا يعرف أبوه. وتهياً لهم أخذ الممالك، لأن خُوارزم شاه محمداً كان استولى على البلاد، وقهر ملوكها وقتلهم، فلما انهزم من التتار لم يبق في البلاد من يمنعهم ولا من يحميها، ليقضي الله أمراً كان مفعولاً. وهم نوع من التُرك، مساكنهم جبال طمغاج، بينها وبين بلاد الشرق أكثر من ستة أشهر، وكان ملكهم جنكزخان قد فارق بلاده، وسار إلى نواحي تُركستان، وسير معه جماعة من الأتراك التجار، ومعهم شيء كثير من النقرة والقندز وغير ذلك، إلى بلاد ما وراء النهر ليشتروا له ثياباً وكسوةً، فوصلوا إلى مدينة من بلاد الترك تسمى أوترار، وهي آخر ولاية خُوارزم شاه،) وله بها نائبٌ. فلما ورد عليه
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 40 هذه الطائفة، أرسل عرف السلطان، فبعث يأمره بقتلهم وأخذ ما معهم، وكان شيئاً كثيراً. وكان بعد مملكته مملكة الخطا، وقد سد الطرق من بلاد تُركستان وما بعدها من البلاد، لأن طائفةً من التتار أيضاً كانوا قد خرجوا من قديم الزمان والبلاد للخطا. فلما ملك خُوارزم شاه، وكسر الخطا، واستولى على بلادهم، استولى هؤلاء التتار على تُركستان، وصاروا يحاربون نواب خُوارزم شاه، فلذلك منع الميرة عنهم من الكسوة وغيرها. وقيل غير ذلك. فلما قتل أولئك التجار، بعث جواسيس يكشفون له جيش جنكزخان، فمضوا وسلكوا المفاوز والجبال، وعادوا بعد مدة، وأخبروا بأنهم يفوقون الإحصاء، وأنهم من أصبر خلق الله على القتال، لا يعرفون هزيمة، ويعملون سلاحهم بأيديهم، فندم خوارزم شاه على قتل تجارهم، وحصل عنده فكر زائدٌ، فأحضر الفقيه شهاب الدين الخيوقي فاستشاره، فقال: اجمع عساكرك ويكون النفير عاماً، فإنه يجب على الإسلام ذلك، ثم تسير بالجيوش إلى جانب سيحون، وهو نهر كبير يفصل بين الترك وبلاد ما وراء النهر، فتكون هناك، فإذا وصل إليه العدو وقد سار مسافة بعيدة، لقيناه، ونحن مستريحون، وهم في غاية التعب. فجمع الأمراء واستشارهم، فلم يوافقوه على هذا، بل قالوا: الرأي أن نتركهم يعبرون سيحون إلينا، ويسلكون هذه الجبال والوعر، فإنهم جاهلون بطُرقٌ ها، ونحن عارفون بها، فنقوى حينئذٍ عليهم ويهلكون. فبينما هم كذلك إذ قدم رسول جنكزخان يتهدّد خُوارزم شاه ويقول: تقتلون تُجاري وتأخذون أموالهم، استعدوا للحرب، فها أنا واصلٌ إليكم بجمع لا قبل لكم به. وكان قد سار وملك كاشغر وبلا ساغون وأزال عنها التتار الأولين، فلم يظهر لهم أثر، ولا بقي لهم خبر، بل أبادهم، فقتل خُوارزم شاه الرسول، وأما أصحابه فحلق لحاهم، وردهم إلى جنكزخان يقولون له: إنه سائر إليك. وبادر
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 41 خُوارزم شاه ليسبقَ خبرهٌ ويكبس التتار، فقطع مسيرة أربعة أشهر، فوصل إلى بيوت التتار، فما وجد فيها إلى الحريم فاستباحها، وكان التتار قد ساروا إلى محاربة ملك من ملوك التُرك يقال له كشلوخان فهزموه، وغنموا أمواله، وعادوا فجاءهم الصريخ بما جرى، فجدوا في السير فأدركوا خوارزم شاه، وعملوا معه مصافاً لم يسمع بمثله، واقتتلوا أشد قتال، وبقوا في الحرب ثلاثة أيام ولياليها، وقتل من الطائفتين خلق لا يحصون، وثبت المسلمون وأبلوا بلاء حسناً، وعلموا أنهم إن انهزموا لم يبقَ للمسلمين باقية، وأنه يؤخذون لبُعدهم عن) الديار. وأما الكفار التتار فصبروا لاستنقاذ أموالهم وحريمهم، واشتد بهم الأمر حتى كان أحدهم ينزل عن فرسه وقرنه راجل، فيقتتلان بالسكاكين. وجرى الدم حتى زلقت الخيل فيه من كثرته، واستفرغ الفريقان وسعهم في الصبر. وهذا القتال كله مع ابن جنكزخان، فإن أباه لم يحضر الوقعة، ولم يشعر بها، وقتل من المسلمين عشرون ألفاً، ومن الكفار ما لا يُحصى. فلما كانت الليلة الرابعة نزل بعضهم مقابل بعضهم، فلما كان الليل أوقد التتار نيرانهُم، وتركوها بحالها وساروا، وكذلك فعل المسلمون أيضاً، كل منهم قد سئم القتال. ورجع المسلمون إلى بخارى، فاستعدوا للحصار لعلم خُوارزم شاه بعجزه، لأن طائفة من التتار لم يقدر أن يظفر بهم، فكيف إذا جاءوا بأجمعهم مع ملكهم جنكزخان فأمر أهل بخارى وسمرقند يستعدون للحاصر، وجعل ببخارى عشرين ألف فارس، وفي سمر قند خمسين ألف فارس، وقال: احفظوا البلاد حتى أعود إلى خُوارزم وأجمع العساكر وأعود. ثم عبر النهر ونزل على بلخ، فعسكر هناك. وأما التتار فإنهم أقبلوا، فنازلوا بخارى وحاصروها ثلاثة أيام وزحفوا، فقرب من بها من العساكر، وطلبوا خُراسان في الليل، فأصبح البلدُ خالياً من العسكر،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 42 فأخرجوا القاضي بدر الدين ابن قاضي خان ليطلب لهم الأمان، فأعطوهم الأمان، واعتصم طائفة من العسكر بالقلعة، ففتحت أبواب بُخارى للتتار في رابع ذي الحجّة سنة ست عشرة، فدخلت التتار ولم يتعرضوا إلى أحد، بل طلبوا الحواصل السلطانية، وطلبوا منهم المساعدة على قتال من بالقلعة، وأظهروا العدل. ودخل جنكزخان، لعنه الله، وأحاط بالقلعة، ونادى في البلد أن لا يتخلف أحدٌ، من تخلف قتل، فحضروا كلهم لطم الخندق، وطموه بالتراب والأخشاب، حتى إن التتار كانوا يأخذون المنابر وربعات الكتاب العزيز فيلقونها في الخندق، فإن لله، وإنا إليه راجعون. ثم زحفوا على القلعة وبها أربعمائة فارس، فمنعوها اثني عشر يوماً، فوصلت النقوب إلى سورها. واشتد القتال، فغضب جنكز خان ورد أصحابهُ ذلك اليوم، وباكرهم من الغد، وجدوا في القتال، فدخلوا القلعة، وصدقهم أهلها حتى قتلوا عن آخرهم. ثم أمر جنكزخان أن يُكتب له رؤوس البلد، ففعلوا، ثم أحضرهم فقال: أريد منكم النقرة التي باعكم خُوارزم شاه فإنها لي. فأحضر كل من عند شيء منها، ثم أمرهم بالخروج من البلد، فخرجوا مجردين، فأمر التتار أن ينهبوا البلد، فنهبوه، وقتلوا من وجدوا به، وأمر التتار أن يقتسموا المُسلمين، فتمزقوا كل مُمُزق، وأصبحت) بخارى خاوية على عروشها، وسبوا النساء. ومن الناس من قاتل حتى قُتل، وكذا فعل الإمام ركن الدين إمام زادة، والقاضي صدر الدين وأولادهم. ثم ألقت التتار النار في البلد والمدارس والمساجد. وعذبوا الرؤساء في طلب المال. ثم رحلوا نحو سمرقند وقد تحققوا عجز خُوارزم شاه عنهم واستصحبوا أسارى بُخارى معهم مشاةً في أقبح حالٍ، ومن عجز قتلوهُ، فأحاطوا أيضاً بسمرقند، وبها خمسون ألف مقاتل، فخرج إليهم الشجعان من الرّجالة وغيرهم، فانهزموا لهم وأطمعوهم، ولم يخرج من الخمسين ألف أحدٌ لما قد وقر في قلوبهم من الرعب، وكان التتار قد أكمنوا لهم، فلما جازت الرجالُ ذلك الكمين، خرجوا عليهم وحالوا بينهم وبين البلد، فلم يسلم منهم أحدٌ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 43 قال: وكانوا على ما قيل سبعين ألفاً رحمهم الله، فضعفت نفوسُ الجُند والعامة، وأيقنوا بالهلاك، وطلب الجند الأمان، فأجابوهم، وفتحوا البلد، وخرجوا إلى التتار بأهاليهم وأموالهم، فقال لهم التتار: ادفعوا إلينا سلاحكم وخيلكم وأموالكم، ونحن نسيركم إلى مأمنكم. ففعلوا ذلك، فلما كان رابع يوم نادوا في العوام: ليخرجوا كلهم، ومن تأخر قتل، فخرج الجميعُ، ففعلوا بهم كما فعلوا بأهل بُخارى، نهبوا وسبوا وأحرقوا الجامع، وذلك في المُحرم من هذه السنة. ثم سير جنكزخان عشرين ألف فارس خلف خُوارزم شاه، فأتوا جيحون، فعملوا من الخشب مثل الأحواض، وألبسوها جلود البقر لئلا يدخلها الماءُ، ووضعوا فيها سلاحهم وأمتعتهم، وألقوا الخيل في الماء، وأمسكوا بأذنابها، وتلك الحياض مشدودة إليهم، فكان الفرسُ يجذب الرجل، والرجل يجذب الحوض، فعبروا كلهم، فلم يشعر خُوارزم شاه إلا وقد خالطوه. واختلفت الخطا عليه، كما ذكرنا، وانهزم، وساقوا وراءه إلى أن ركب البحر إلى قلعة له فأيسوا منه، وقصدوا الري وبلاد مازندران فملكوها في أسرع وقت، وصادفوا في الطريق والدة خُوارزم شاه ونساءهٌ وخزائنه، وكان قصدها إصبهان، فأخذوها وسيروها برمتها إلى جنكز خان وهو بسمر قند. ثم دخلوا الري وقتلوا وسبوا، ووصلوا إلى زنجان فبدعوا، ثم عطفوا إلى قزوين فحاصروها وأخذوها بالسيف،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 44 وقتل من الفريقين ما لا يحصى، قيل: بلغوا أربعين ألفاً. ثم ساروا إلى أذربيجان فاستباحوها. ثم نازلوا تبريز وبها ابن البهلوان، فصالحهم على مالٍ وتحفٍ، فساروا عنه ليشتوا على ساحل البحر، لأنه قليل البرد وبه المرعى، فوصلوا إلى) مُوقان، وتطرقوا إلى بلاد الكُرج، فبرز لهم من الكرج عشرةٌ آلاف مقاتل، فحاربوهم ثم انهزموا، فتبعهم التتار إلى قرب تفليس وذلك في ذي القعدة من سنة سبع عشرة. ثم ساروا إلى مراغة، وكان لامرأة، فحاصروها، ثم ملكوها بالسيف، وقتلوا ما لا يحصى، واختفى خلق، فكان التتار يأخذون الأسرى ويقولون: نادوا في الدروب: إن التتار قد رحلوا. فإذا نادى أولئك خرج من اختفى فيقتلونه حتى قيل إن رجلاً من التتار دخل درباً فيه ما يزيد على مائة رجل، فما زال يقتل واحداً واحداً حتى أفناهم، ولا يمد أحد منهم يدهُ إليه بسوء، نعوذ بالله من الخذلان. ثم رحلوا إلى نحو إربل فاجتمع بعض عسكر العراق وعسكر الموصل مع مظفر الدين، فلما سمعوا باجتماع العساكر تقهقروا ظناً منهم أن العسكر يتبعهم، فلما لم يروا أحداً تبعهم أقاموا. وأقام العسكر عليه السّلام عند دقوقاً، ثم عادوا إلى بلادهم إلى همذان وغيرها، وجعلوا لهم بها شحنة، وأرسلوا إليه يأمرونه ليطلب لهم من أهلها أموالاً وقماشاً، ولم يكن خلوا لهم شيئاً، فاجتمع العامة عند الرئيس بهمذان، ومعهم رجل فقيه قد قام في اجتماع الكلمة على الكفار، فقال لهم الرئيس العلوي: كيف الحيلة ونحن نعجز عنهم فما لنا إلا مصانعتهم بالأموال. فقالوا له: أنت أشد علينا من الكفار، وأغلظوا له، فقال: أنا واحدٌ منكم فاصنعوا ما شئتم، فوثبوا على الشحنة فقتلوه، وتحصنوا، فتقدم التتار وحاصروهم، فخرج لحربهم العامة والرئيس والفقيه في أوائلهم، فقتلوا من التتار خلقاً، وجُرح الفقيهُ عدة جراحاتٍ، وافترقوا، ثم خرجوا من الغد، فاقتتلوا من التتار خلقاً، وجُرح الفقيه عدة جراحاتٍ، وافترقوا، ثم خرجوا من الغد، فاقتتلوا أشد قتال، وقُتل من التتر أكثر من اليوم الأول. وأرادوا الخروج في اليوم الثالث فعجز الفقيه عن الركوب من الجراحات، وطلب الناسُ الرئيس، فإذا به قد هرب في سرب صنعه إلى ظاهر البلد هو وأهله إلى قلعة هناك، فتحصن بها. وبقي الناس حيارى، إلا أنهم اجتمعت كلمتهم على الجهاد إلى أن يموتوا. وكان التتار قد عزموا على الرحيل لكثرة من قتل منهم، فلما لم يروا أحداً خرج لقتالهم طمعوا، واستدلوا على ضعفهم، فقصدوهم وقاتلوهم وذلك في رجب في سنة ثمان عشرة وستمائة. ودخلوا البلد بالسيف، وقاتلهم الناس في الدروب، وبطل السلاح للزحمة، واقتتلوا بالسكاكين، فقتل ما لا يحصى. ثم ألقي في همذان النار فأحرقوها، ورحلوا إلى تبريز وقد فارقها صاحبها أوزبك بن البهلوان، وكان لا يزل منهمكاً على الخمور، يبقى الشهر) والشهرين لا يظهر، وإذا سمع هيعة طار، وله جميع
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 45 بلاد أذربيجان وأران، ثم قصد نقجوان، وسير نساءه وأهله إلى خوي، فقام بأمر تبريز شمس الدين الطغرائي، وجمع كلمة أهلها، وحصن البلد، فلما سمع التتار بقوتهم أرسلوا يطلبون منهم مالاً وثياباً، فسيروا لهم ذلك. ثم رحلوا إلى بيلقان فحصروها، فطلب أهلها رسولاً يقررون معه الصلح، فأرسل إليهم مقدماً كبيراً فقتلوه، فزحفت التتارُ على البلد وافتتحوه عنوة في رمضان في سنة ثمان عشرة، ولم يبقوا على صغير ولا كبير، وكانوا يفجرون بالمرأة، ثم يقتلونها. ثم ساروا إلى كنجة وهي أم بلاد أران، فعلموا كثرة أهلها وشجاعتهم، فلم يقدموا عليها وطلبوا منها حملاً، فأعطوا ما طلبوا. وساروا عنهم إلى الكرج، والكرج قد استعدوا لهم، فالتقوا، فانهزم الكرج وأخذهم السيف، فلم يُفلت منهم إلى الشريد، فقتل منهم نحو ثلاثين ألفاً، وعاث التتار في بلاد الكرج وأفسدوا. ثم قصد دربند شروان، فحاصروا مدينة شماخي ثم افتتحوها عنوة. ثم أرادوا عبور الدربند فلم يقدروا على ذلك، فأرسلوا رسولاً إلى شروان شاه، يقولون: أرسل إلينا رسولاً. فأرسل عشرة من كبار أصحابه، فأخذوا أحدهم، فقتلوه، ثم قالوا للباقين: إن أنتم عرفتمونا طريقاً نعبر فيه فلكم الأمان وإلا قتلناكم. فقالوا: إن هذا الدربند ليس فيه طريق البتة، ولكن فيه موضع هو من أسهل ما فيه من الطرق. فساروا معهم في تلك البلاد إلى ذلك الطريق فعبروا فيه. فلما عبروا دربند شروان ساروا في تلك الأراضي وفيها أمم كثيرة منهم اللان واللكز وطوائف من الترك، فنهبوا وقتلوا كثيراً من اللكز وهم كفار ومسلمون. ثم وصلوا إلى اللان وهم أمم كثيرةٌ، فجمعوا جمعاً من القفجاق فقاتلوهم فلم يظفروا بهم. فأرسلت التتارُ إلى القفجاق يقولون: نحنُ وأنتم جنسٌ واحد، وهؤلاء اللان ليسوا منكم حتى تنصروهم، ولا دينهم مثل دينكم، ونحن نعاهدكم أننا لا نعرض إليكم، ونحمل إليكم الأموال والمتاع ما شئتم. فوافقوهم على ذلك، وانعزلوا عن اللان، فأوقع التتار باللان وقتلوا منهم خلقاً،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 46 وسبوا، وساروا بعد ذلك إلى القفجاق وهم آمنون متفرقون فبيتوهم وأوقعوا بهم، كعادتهم ومكرهم، لعنهم الله، ففر من سلم واعتصم بالغياض، وبعضهم التحق ببلاد الروس. وأقام هؤلاء التتار في بلاد القفجاق، وهي كثيرة المرعى في الشتاء، ووصلوا إلى مدينة سوادق وهي مدينة القفجاق وهي على بحر خزرية، وإليها تصل التجار والمراكب يشترون الرقيق) والبرطاسي وغير ذلك. وبحر خزرية هذا متصل بخليج قسطنطينية. ولما وصلت هذه الطائفة من التتار إلى سوداق ملكوها، وتفرق أهلها، فبعضهم هرب إلى الجبال، وبعضهم ركب البحر، ثم أقام التتار ببلاد القفجاق إلى سنة عشرين وستمائة. وأما الطاغية جنكزخان فإنه بعدما سير هذه الطائفة المذكورة، فهزمت خوارزم شاه قسم أصحابه عدة أقسام، فسير كل قسم إلى ناحية، فسير طائفة إلى ترمذ، وطائفة إلى كلاثة وهي حصينة على جانب جيحون. وسارت كل طائفة إلى الجهة التي أمرت بقصدها واستولت عليها قتلاً وسبياً وتخريباً، فلما فرغوا من ذلك عادوا إلى الملك جنكزخان وهو بسمرقند، فجهز جيشاً عظيماً مع أحد أولاده لحرب جلال الدين ابن علاء الدين خُوارزم شاه، وسير جيشاً آخر فعبروا جيحون. آخر كلام عز الدين ابن الأثير رحمه الله. قلت: ونازلت التتارُ خُوارزم، فحاصروها ثلاثة أشهر، واستولوا عليها في صفر سنة ثماني عشرة، ونزل عليها أوكتاي الذي ولي الأمر بعد أبيه جنكزخان، ومعه باجي ملك في جيش عرمرم مائة ألف أو يزيدون. ولما لم يجدوا بها حجارة
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 47 عمدوا إلى أصول التوت فقطعوها ودوروها، ورموا بها بدلاً عن حجارة المنجنيق، وحرص أوكتاي كل الحرص أن يتسلمها بالأمان ولا يؤذي فيها، فأجابه الأكابر، غير أن السفهة غلبوهم على رأيهم بإغرائهم، وجرى عليها حربٌ لم يُسمع بمثله، بحيث إنه كانت تؤخذ المحلة منها فيقاتل أهلها، ثم ينضمون إلى المحلة التي تليها فيقاتلون، إلى أن أخذت محلةٌ بعد محلة، حتى لم يبق معهم إلا ثلاث محال، فتزاحم بها الخلائق، فطلبوا الأمان حينئذ، فلم يؤمنوا وقتلوهم صبراً. هذا معنى ما ذكره أبو سعد شهاب الدين النسوي. قلت: ومما أخذت التتار: نيسابور، ومرو، وهراة، وبلخ، وترمذ، وسرخس، وطوس، وخوارزم، وسائر مدن خُراسان. وذهب تحت السيف أمم لا يحصيها إلا الله تعالى. وقال الموفق عبد اللطيف: انشعب من التتار فرقتان كما ينشعب من جهنم لسانان: فرقة قصدت أذربيجان وأران ثم بلاد الكرج، وفرقة أتت على همذان وإصبهان، وخالطت حُلوان تقصد بغداد. أما الأولى فأفسدت البلاد التي مرت عليها، فلما وصلوا إلى بلاد الخزر جمع الكرج جموعهم) ولقوهم، فانهزموا يعني الكرج وقتل من صميمهم ثمانية آلاف، ومن الأتباع والفلاحين عددٌ كثير، وتقنطر ملكُ الكرج فتداركه الأمراء فاستنقذوه من أنيابهم العُضل، واعتصم ببعض القلاع، والتتر يموجون في البلاد بالإفساد، ويعضون على من سلم الأنامل من الغيظ، انفرد منهم فارس، فقال ملك الخزر: أما عندنا من يخرج إليه فانتخى بطل من الكرج وخرج إليه، فما عتم أن قتله التتري واقتاد فرسهٌ ورجع رويداً، وأخذ يفسر الفرس ليعلم سنة، فعجب ملك الخزر وقال: انظروا كأنه قد وزن فيه الثمن. ثم حشد الكرج نوبة أخرى، واستنجدوا بعسكر أرزن الروم، وقال الناس: إنهم لا يرجعون. فلما اشتدت شوكة الكرج رجع التتر بغير أمر معروف، ولا سبب مخوفٍ، بل لسعادة لحقت، وأيام بقيت، وكان هذه سنة ثمان عشرة، وأنا بأرزن. ورجع التتر إلى شروان فأخذوها بالسيف وقتلوا أهلها، وتجاوزوا الدربند
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 48 قسراً بالسيف، وعبروا إلى أمم القفجق واللان فغسلوهم بالسيف. ثم مات ملكُ الخزر وكان شاباً، وتولت أختُه، وسيرت إلى الملك المُغيث صاحب أرزن تخطب أحد ولديه، الصغير، وهو ابن بنت بكتمر صاحب خلاط، وهو مليح عمره سبع عشرة سنة فزوجها به، وشاع الخبرُ أنه تنصر. وخرج في هذه السنة من رقيق الترك ما لم تجر به العادة، حتى فاضوا على البلاد، وكلهم وصلوا من ناحية تفليس، وهم من فضلات سيوف التتر، وكل واحد يحيك هول ما عاين، حكت جارية منهم قال: عوت كلاب بلادنا عوياً شديداً وقامت على أذنابها، وأهلها يضربونها فلا ترتد، فبعد ثلاث ساعات أو أربع فاض الجبل بعساكر التتر، فابتدؤا بالكلاب ثم بالناس. وأرض القفجاق واسعة، معتدلة الهواء، عذبة المياه، تتفجر ينابيعها، وتتخرق عيونها، وهي أرض حرة طيبة التربة، وغنمهم كثيرةٌ النتاج، تلدُ النعجة الأربعة في البطن والخمسة، وقلما تلد واحداً، وغنمهم عالي الهضبة، يكاد الكبش يركب. وأما الفرقة التي قصدت بغداد، فردهم الله بقوة العقل وحسن التدبير، أما أولاً، فإن صاحب إربل شحن الدربندات بالأكراد، وإليهم ينتهي العلم باللصوصية، فسلطهم عليه يسرقونهم ويقتلونهم صبراً في نومهم، فيصبحون وقد نكبوا نكبات في جهات لا يدرون من أين ولا كيف. ثم إن الخليفة جمع الجموع وعسكر العساكر وحشر، فنادى، وأقبلت إليه البُعوث من كل حدبٍ) ينسلون، فلما سمعوا بوصول رسول التتر تقدموا إلى صاحب إربل بأن يحتفل ويظهر جميع عسكره، ويدخل بينهم من العوام والفلاحين من يشتبه بهم. فلما وصل الرسول إربل تلقاه عساكر قطعت قلبه،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 49 وصاروا يتكررون عليه، كلما مر بقوم سبقوه وعادوا وقفوا بين يديه، فلما دخل في ولاية دقوقا عبيء له من العساكر أضعاف ذلك وصاحبها من مماليك الخليفة، فأمر أن تضرب خيم عظيمة، وبسط بين يديها بسطاً قدر نصف فرسخ، ونُصبت سدة عالية فوق تخت يُصعد إليه بدرج، وأظهر زينة عظيمة، ووقف عشرون ألفاً بسيوف مجردة. فلما وصل الرسول يشق تلك العساكر أتى حد البسط، فأمر أن يترجل فتمنع من ذلك، فهموا به، فلما وصل إلى بين يدي التخت، أمر بالسجود كرهاً والصيحات تأخذهُ، وروعات السيوف تذهله. ثم أخرج إلى بغداد فلقيه عساكر بغداد، صغرت في عينه ما رأى، لم يتركوا ببغداد فرساً ولا جملاً ولا حماراً حتى أركبوه رجلاً ومعه شيء من السلاح، وأكثرهم بالأعلام والبرك واسطوانات، وخلق يلعبون بالنفظ ويرمون بالنبدق الزجاج فيه النفط، فامتلأت البرية بالنيران. فلما وصل إلى بغداد خرج إليه صميم العسكر بأصناف العدد الفاخرة المُسجفة بالأطلس المكلل بالجواهر على الخيل المسومة. فلما وصل إلى باب النوبي إلى الصخرة التي يقبلها الملوك قيل لهم: مرتبتكم دون ذلك، فأمر أن يقبل أسفل منها، ثم حمل إلى دار، ثم أخرجوا بالليل خفية على طريق غير مسلوكة، وردوا إلى إربل، وقيل للرسول: إنما هربناك في الخفية خوفاً عليك من العامة، ففصل وقد امتلأ قلبه رعباً ودماغه خبلاً، وأبث قومه ما أثبته عيانه، فعلموا أنهم لا قبل لهم ببغداد، فرجعوا جائبين. وأما أهل إصبهان ففتحوا أبواب المدينة، وقالوا لهم: ادخلوا، فدخل منهم قوم، فما شربوا أنفاسهم حتى أهريقت دماؤهم، فكروا راجعين. وكذلك فعل أهل رستاقاتهم. قال: وسئل الملك الأشرف عنهم، فقال: ما أقول في قوم لم يؤخذ منهم أسير قط، لكن يقاتل إلى أن يقتل أو يخلص. ولما وصلت إلى أرزن الروم وجدتُ هذه الكلمة قد سيرها ملك الكرج فيما وصف من حروبهم، وأما قتلاهم
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 50 فلا ينتهي العاد إلى حد إلا والحال توجب أضعافه، ولا يقال: كم قتل من بلد كذا وإنما يقال: كم بقي واجتمعت بتاجر سروج كان يترجم لهم، قال: اجتمع التجار في جميع البلاد إلى نيسابور يتحصنون بها، فنزل عليها التتر فأخذوها في أربعة وعشرين يوماً، وأتوا على أهلها بالقتل،) وعليها بالإحراق والخراب حتى غادروها كأن لم تغن بالأمس. وهربت منهم مرات وأقع في الأسر. ثم هرب في المرة الأخيرة وتعلق بجبل، فلما رحلوا طالبين هراة، قال: نزلنا وكنا سبعة، فأحصينا القتلى خمسمائة ألف وخمسين ألفاً، ووجدنا الأموال مُلقاة، وجزنا ببلاد الملاحدة وهي على عمارتها لم يتشعث منها شيء. وحكى لنا تاجر آخر واسطي قال: إنه اختفى بجبل وخرج بعد أيام، فرأى الأرض مسطوحة بالتقلى والأموال والمواشي، وكنتُ أنا وعشرة سلمنا، ولو كانت معنا عقولنا لأخذنا من الأموال ما يفوت الآمال، وإنما أخذنا حمل دقيق على جمل. قال الموفق: ومما أهلكوه بلاد فرغانة وهي سبع ممالك، مسيرة أربعة أشهر، وكل من هرب منهم تحيلوا في قتله بكل ممكن، وإذا اجتمعوا في مجالس أنسهم ونزهة قلوبهم أحضروا قوماً من الأسارى، وأخذوا يمثلون بواحدٍ، واحدٍ، بأن يقطعوا منه عضواً بعد عضو، وكلما اضطرب وصاح تضاحكوا وأعجبوا، وربما حطوا السيف في جوفه أو ليته قليلاً، ومتى التمس الشخص رحمتهم ازدادوا قساوة. وإذا وقع لهم نساءً فائقات في الحسن تمتعوا بهن أياماً ثم قتلوهن. وحكت لي امرأة بحلب أنهم ذبحوا ولدها وشربوا الدم، ثم نام الذابحُ فقامت فذبحته، وهربت هي وزوجها. وقد كان السلطان خوارزم شاه محمد بن تكش سارقاً هجاماً، وكان عسكره أوشاباً، ليس لهم ديوان ولا إقطاع، وأكثرهم أتراك كفار أو مسلمون جُهال، لا
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 51 يعرف تعبئة العسكر في المصاف، ولم يتعود أصحابهُ إلا المهاجمة، وليس لهم زرد ولا دروع، وقتالهم بالنشاب. وكان يقتل بعض القبيلة، ويستخدم باقيها، وفي قلوبهم الضغائن. ولم يكن في شيءٌ من المداراة لا لأصحابه ولا لأعدائه، خرج عليهم هؤلاء التتار وهم بنو أب، بكلمة واحدة، وقلب واحدٍ، ورئيس واحد مطاع، فلم يمكن أن يقف مثل خُوارزم شاه بين أيديهم، وورد إلى البلاد منهم ما لم يعهد، والبلاد خالية عن ملكٍ، فلم يبق عند أحد منهم دفاع، وصاروا كالغنم لا تدفع عنها ذابحاً. فلما وصل التتر إلى إصبهان لم يرتع أهلها لأنهم معودون بحمل السلاح، فلم يكن عندهم أحقر من هذا العدو. إلى أن قال: والله سُبحانه يحب العدل والعمارة ويأمر بهما، وهؤلاء الملاعين يبغضونهما، إذ لا دين لهم ولا عقل، وكل حيوان رديء الخلق ففيه خلق آخر حميد كالكلب والخنزير والذئب والنمر، وهؤلاء فقد جمعوا من كل حيوان رديء خُلقه، فاجتمعت) فيهم الرداءات محضة. قال ابن واصل: بعث جنكزخان جيشاً فعبروا جيحون، وتسلموا بلخ بالأمان، وقرروا بها شحنة ولم ينهبوها، ثم قصدوا قلعة الطالقان وهي لا ترام حصانة وارتفاعاً، وبها الشجعان فحصروها ستة أشهر وعجزوا عنها، فسار إليها جنكزخان بنفسه، وحصرها ومعه خلائق من المسلمين أسرى، فنازلها أربعة أشهر وقتل عليها خلائق، ثم أمر فجمع له من الأخشاب ما أمكن، وصاروا يعلمون صفاً من خشب وصفاً من تُراب، وما زالوا حتى صار تلاً يوازي القلعة، وصعدت الرجال فيه، ونصبوا عليه المجانيق فرمت إلى وسط القلعة، فخرج من بها على حمية وحملوا على التتر، فنجت الخيالة وسلكوا الجبال، وقتلت الرجالة، واستباحت التتر القلعة. ثم جهز جنكزخان الجيش إلى مرو وبها من المقاتلة نحو مائتي ألف من جند وعرب وتجار، فعسكروا بظاهرها عازمين على لقاء العدو، فالتقوا واقتتلوا قتالاً شديداً، ثم انهزم المسلمون وقتل أكثرهم. ثم نازلت التتر مرو وجدوا في
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 52 حصارها أربعة أيام فتسلموها بالأمان، وخرج إليهم أميرها، فخلع عليه ابنُ جنكزخان ووعده بولاية مرو، وقال: أريد أن تعرض علي أصحابك لننظر من يصلح لخدمتنا حتى نعطيه إقطاعاً. فلما حضروا قبض عليهم، وأمرهم أن يكتبوا له تجار البلد وأعيانه في جريدة وأرباب الصنائع في جريدة، ففعلوا. ثم ضربت أعناق الجند والأمير، ثم صادر الأعيان وعذبهم حتى استصفاهم، وقسم نساء مرو وذراريها وأسراها، ثم أمر بإحراق البلد فأحرق ثلاثة أيام، ثم أمر بقتل العامة كافة، فأحصيت القتلى بها فكانوا سبعمائة ألف. ثم ساروا إلى نيسابور فحصروها خمسة أيام، وبها عسكر عجزوا عن التتر، فأخذ البلد ثم أخرجوا الناس فقتلوهم، وسبوا الحريم، وعاقبوا ذوي المال. وسارت فرقة إلى طوس فبدعوا بها. ثم ساروا إلى هراة فحصروها عشرة أيام وأخذوها بالأمان، ثم قتلوا بعض أهلها، وجعلوا بها شحنة. ثم ساروا إلى غزنة فالتقاهم السلطان جلال الدين فكسرهم، فوثب أهل هراة وقتلوا الشحنة، فلما رجع المنهزمون قتلوا عامة أهل هراة، وسبوا الذرية وأحرقوا البلد. ورجعوا إلى جنكزخان وهو بالطالقان يبث جيوشه، وكان قد نفذ جيشاً عظيماً لحصار خوارزم، فنازلوها خمسة أشهر، وبها عسكر وشجعان، فقتل خلائق من الفريقين، ثم أخذت عنوة، وقتل أهلها، ثم سلطوا عليها) نهر جيحون فغرقت وتهدمت.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 53 4 (سنة ثمان عشرة وستمائة)
4 (الحرب بين جلال الدين وجنكزخان) فيها التقى السلطان جلال الدين ابن خوارزم شاه هو وتولي خان مقدم التتار، فكسرهم جلال الدين وركب أكتافهم قتلاً بالسيف، وقتل مقدمهم تولي خان بن جنكزخان، وأسر خلقاً من التتار. فلما وصل الخبرُ إلى جنكزخان قامت قيامته ولم يقر له قرار دون أن جمع التتار، وسار يجد السير إلى حافة السند. وكان جلال الدين قد انثنى عنه أخوه وجماعة من العسكر فضاق عليه الوقت في استرجاعهم لقرب التتار منه، فركب في شوال سنة ثمان عشرة فالتقى الجمعان، وثبت السلطان جلال الدين في شرذمة، ثم حمل بنفسه على قلب جنكزخان فمزقه، وولى جنكزخان منهزماً وكادت الدائرة تدور عليه لولا أنه أفرد كميناً قبل المصاف نحو عشرة آلاف، فخرجوا على ميمنة السلطان وعليها أمين ملك، فانكسرت وأسر ابن جلال الدين، فتبدد نظامهُ، وتقهقر إلى حافة السند، فرأى والدته ونساءه يصحن: بالله اقتلنا وخلصنا من الأسر. فأمر بهنّ فغرقن. وهذه من عجائب المصائب، نسأل الله حسن العواقب. فلما سدت دونه المهارب وأحاطت به النوائب، فالسيوف وراءه، والبحر أمامه، فرفس فرسه في الماء على أنه يموت غريقاً فعبر به فرسه ذلك النهر العظيم لُطفاً من الله به، وتخلص إلى تلك الجهة زهاء أربعة آلاف رجل من أصحابه حُفاة عراة. ثم وصل إليه مركبُ من بعض الجهات وفيه مأكول وملبوس، فوقع ذلك منه بموقع. فلما علم صاحب الجودي أن جلال الدين وصل إلى بلاده طلبهُ بالفارس والراجل، فبلغ ذلك جلال الدين، فعظُم عليه، لأن معه أصحابه مجرحين وضعفاء، فانجفل من مكانه، وأمر من معه من أصحابه أن كل جريح يقدر على الحركة فليصحبه، وإلا فليحز رأسه. وسار عازم على أن يقطع نهر
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 54 السند ويختفي بمن معه في بعض الجبال والأجام، ويعيشوا من الغارات. واعتقد الهنود أنه وقومه من التتار، فتأخر جلال الدين بمن معه من الجبل، وتقدم ملك الهند بجمعه، فلما رأى جلال الدين حمل عليه ملك الهند بجيشه، وثبت له جلال الدين إلى أن قاربه، فاستوفى عليه بسهم في فؤاده فسقط قتيلاً وانهزم جيشه وحاز جلال الدين الغنائم والأموال فعاش بذلك.) ثم رحل إلى سجستان، وأخذ ما له بها من الأحوال، وأنفق فيمن معه، وتماثل أمره. وقال القاضي ابن واصل: كان جلال الدين بغزنة في ستين ألفاً، فقصده عسكره جنكزخان في اثني عشر ألفاً فكسرهم. فسير جنكزخان مع ابنه عسكراً، فوصل إلى كابل، فالتقى الجمعان فاقتتلوا قتالاً عظيماً فانهزمت التتار، وقتل خلق وأخذت أموالهم، ثم جرت فتنة لما يريده الله، وهو أن الأمير سيف الدين بغراق التركي كان شجاعاً مقداماً، وقع بينه وبين قرابة للسلطان أمر فتنة لأجل الغنيمة، فاقتتلوا فقتل أخو بغراق، فغضب، وقال: أنا أهزم الكفار ويُقتل أخي على السحت. وفارق العسكر وقصد الهند فتبعه شطر الجيش فلاطفه السلطان جلال الدين، وسار بنفسه إليه، وذكر الجهاد وخوفهُ من الله، وبكى بين يديه فلم يرجع، وسار مغاضباً فوصل الخبر بوصول جنكزخان في جموعه، فتخيّر السطان وسار فوصل إلى ماء السند، وهو نهر كبير، فلم يجد من السفن ما يعبر فيه. وتبعه جنكزخان وألح في طلبه، فالتقى الجمعان واشتد الحربُ حتى قيل: إن ما مضى من الحروب كان لعباً بالنسبة إليه، ودام القتال ثلاثة أيام، وقتل خلقٌ من الفريقين وفي التتار أكثر، فتحيز التتر ونزلوا. وضعف المسلمون، وجاءتهم سفن فعبروا فيها، وما علموا بما أصاب التتار من القتل والجراح، ولو عرفوا لكدوا عليهم،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 55 فنازلت التتر غزنة وملكوها لوقتها، فقتلوا وسبوا، ولم يبقوا على أحد، ثم أحرقوها. 4 (زواج صاحب ماردين من بنت المعظم) وقال أبو شامة: فيها توجه الملك المُعظم إلى أخيه الملك الأشرف، فاجتمع به بحران. ثم دعاه صاحب ماردين، فبالغ في الخدمة، وقدم له تحفاً وزوج المعظم بنته الواحدة بناصر الدين صاحب ماردين. 4 (اقتراب التتر من بغداد) وفيها جاءت الأخبار بان التتر قاربوا بغداد، فانزعج الخليفة، وأمر الناس بالقنوت، واستخدام، وأنفق وحصن البلد. 4 (استرداد دمياط من الفرنج) وفي جمادى الآخرة استرد المصريون دمياط من الفرنج. ورجع المعظم من حران، وحضر معه الملك الأشرف بجيشه. قال أبو المظفر: فاجتمعتُ به وحرضت على نصرة الإسلام وقلت: المسلمون في ضائقة وإذا أخذ الفرنج الديار المصرية ملكوا إلى حضرموت، وعفوا آثار) الحرمين وأنت تلعب اجتمعت به بسلمية، فقال: ارموا الخيام. فسبقته إلى حمص وبشرت المعظم، وأصبحت أطلابُ الأشرف مارة على حمص، وجاء طلب الأشرف، والله ما رأيت أجمل منه ولا أحسن رجالاً وعدة، فاتفقا على أن يدخلا في السحر إلى طرابلس يشوشون على الفرنج. فأنطق الله الأشرف فقال: يا خوند عوض ما ندخل الساحل وتضعفُ خيلنا ويضيع الوقت ما نروح إلى دمياط ونستريح. فقال المعظم: قولُ
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 56 رماة البندق؟ قال نعم. فقبل المعظم قدمه. ونال الأشرف، فخرج المعظم يصيح: الرحيل إلى دمياط، وساق إلى دمشق، وتبعه العساكر، انتبه الأشرف فدخل الحمام، فلم ير حول مخيمه أحداً، فأخبروه فسكت، ثم سار فنزل القصير، فأقام أياماً ثم عرض العساكر هو وأخوهُ، وجلسا في الطيارة، والناس يدعون لهما بالنصر. وأما فرنج دمياط فإنهم خرجوا بالفارس والراجل، وكان البحر زائداً جداً، فجاءوا إلى ترعة فأرسوا عليها، وفتح المسلمون عليهم الترع من كل مكان، وأحدقت بهم عساكر الكامل، فلم يبق لهم وصول إلى دمياط، وجاء أصطول المُسلمين فأخذوا مراكبهم، ومنعوا عنهم الميرة من دمياط، وكانوا خلقاً عظيماً، وانقطعت أخبارهم عن دمياط، وكان فيها مائة كند، وثمانمائة من الخيالة، صاحب عكا، ومن الرجالة ما لا يحصى. فلما عاينوا الهلاك أرسلوا إلى الكامل يطلبون الصلح ويسلمون إليه دمياط، فأجابهم، ولو طول روحه يومين لأخذ برقابهم. فبعث إليهم ولده نجم الدين أيوب وابن أخيه شمس الملوك، وجاءت ملوكهم إلى الكامل فتلقاهم وأنعم عليهم، فوصل إليه المعظم والأشرف بالجيوش في تلك الحال في رجب، فعمل الكامل سماطاً عظيماً، وأحضر ملوك الفرنج، ووقف في خدمته الأخوان والأمراء، وكان يوماً مشهوداً. وقام راجح الحلي الشاعرُ فأنشد قطعةً مليحة منها: (ونادى لسانُ الكونِ في الأرض رافعاً .......... عقيرتهُ في الخافقين ومُنشداً)
(أعباد عيسى، إن عيسى وحزبه .......... وموسى جميعاً ينصران محمداً) وأشار إلى الأخوة الثلاثة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 57 ثم سار الفرنج في البر والبحر إلى عكا، ورجعت العساكر. 4 (مصفاة الأشرف والكامل) وأقام الأشرفُ بمصر وصافى أخاه بعدما كان في النفس ما فيها، واتفقا على المعظم.) 4 (ولاية العهد للخليفة) وفيها كتب الخليفة إلى الآفاق بإعادة أبي نصر محمد إلى ولاية العهد. 4 (قضاء دمشق) وفيها ولي قضاء دمشق جمال الدين المصري. 4 (بناء سور دمشق) وعين لبناء سور دمشق مائتا ألف دينار، وقد ذرع فجاء دوره ستة آلاف ذراع 4 (طمع الفرنج بمصر) قال المؤيد: طمعت الفرنج بأخذ الديار المصرية، وبذل لهم الكامل بيت المقدس، وعسقلان، وطبرية، وجبلة، وأماكن، فأبوا، ثم جاءته أمداد الشام والجزيرة، ونزل النصر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 58 4 (سنة تسع عشرة وستمائة.)
4 (الجراد بالشام) قال أبو شامة: فيها ظهر بالشام جراد عظيم أكل الزرع والشجر. فأظهر الملك المعظم أن ببلاد العجم طيراً يقال له السمرمر يأكل الجراد، فأرسل الصدر البكري المُحتسب، ورتب معه صوفية، وقال: تمضي إلى العجم فهناك عين يجتمع عليها السمرمر، فنأخذ من مائها في قوارير، وتعلقها على رؤوس الرماح، فإذا رآها السمرمر تبعك. وكان من مقصوده إلا أن بعثه إلى السلطان جلال الدين ابن علاء الدين ليتفق معه، وذلك لما بلغه اتفاق أخويه بمصر عليه. فسار البكري واجتمع بجلال الدين، وقرر معه الأمور بأذربيجان، وجعله سنداً له. فلما عاد ولاه مشيخة الشيوخ مع حسبة دمشق. 4 (كثرة الحجيج) وفيها حج خلق كثير لكونها وقفة الجمعة، وازدحم الناس بمكة حتى مات جماعة، قال ابن بنت الجوزي: وحج من اليمن صاحب الملك المسعود ابن الكامل في عسكر عظيم، ومنع علم الناصر لدين الله أن يصعد الجبل، وأصعد علم أبيه، ولبس السلاح وقال لجنده: إن أصعدوا علم الخليفة فأسروه، وانهبوا البغاددة. ويقال: إنه أذن في العلم في آخر شيء، وبدا منه جبروتٌ عظيم. حكى لي شيخنا جمال الحصيري، قال: رأيته وقد صعد على قُبة
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 59 زمزم وهو يرمي حمام مكة) بالبندق، ورأيتُ غلمانه يضربون الناس بالسيوف في أرجلهم في المسعى ويقولون: اسعوا قليلاً قليلاً، فإن السلطان نائم سكران في دار السلطنة التي في المسعى، والدم يجري على ساقات الناس قال أبو شامة: استولى المسعود على مكة وبنى القبة على مقام إبراهيم، وكثر الجلب إلى مكة في أيامه، ولعظم هيبته قلت الأشرار، وأمنت الطرق. 4 (نقل تابوت العادل) قال: وفيها نقل تابوت العادل إلى تربته، فأحضر إلى حصن الجامع وصلى عليه الخطيب الدولعي، وألقى الدرس بمدرسته القاضي جمال الدين المصري، وحضر السلطان الملك المعظم، وبحث، وجلس المدرس عن يسار السلطان، وعن يمينه شيخ الحنفية جمال الدين الحصيري، ويليه فخر الدين ابن عساكر شيخ الشافعية، ثم القاضي شمس الدين ابن الشيرازي، ثم محيي الدين ابن الزكي، وتحت المدرس السيف الآمدي، ثم القاضي شمس الدين ابن سني الدولة، ثم نجم الدين خليل قاضي العسكر. ودارت حلقة صغيرة، والخلق ملء الإيوان، وكان قبالة المعظم في الحلقة شيخنا تقي الدين ابن الصلاح. 4 (ملك صاحب الموصل قلعة شوش) وفيها ملك بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل قلعة شوش على مرحلتين من الموصل، وكان صاحبها عماد الدين زنكي قد سار إلى أزبك بن البلهوان سلطان أذربيجان، وخدم معه، وأقطعه خبزاً، وأقام عنده.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 60 4 (استيلاء التتار على القفجاق) وفيها استولت التتار على بلاد القفجاق. 4 (خروج غياث الدين لتقال جلال الدين.) وفيها، أو في حدودها، بلغ جلال الدين ابن خوارزم شاه أن شمس الدين أيتمش قاصده في ثلاثين ألف فارس ومائة ألف راجل، فتجلد جلال الدين على ملتقاه، وسار، وقدم قدامه جهان بهلوان أزبك، فخالفه يزك أيتمش فهجم على جماعة منهم، وحضر إلى جلال الدين من أعلمه، ثم وصل بعد ذلك رسول أتيمش يطلب الصلح ويقول: ليس يخفى عليك ما وراءنا من عدو الدين وأنت سلطان المُسلمين وابن سلطانهم، وإن رأيت أن أزوجك ابنتي. فمال السلطان جلال) الدين إلى ذلك ولم يضر من ذلك حاله. ثم جاءته الأخبار أن أيتمش وقباجة وسائر ملوك الهند قد اتفقوا على جلال الدين، وأن يمسكوا عليه حافة البحر، فعظم ذلك عليه، واستتاب جهان على ما ملكه من الهند، وسار إلى العراق وقاسى الشدائد والمشاق في تلك البراري التي بين الهند وكرمان، فوصل في أربعة آلاف منهم من هو راكب البقر والحمير وذلك في سنة إحدى وعشرين وستمائة. ثم قدم شيراز فأتاه الأتابك علاء الدولة مذعناً بالطاعة، لأنه كان قد استوحش من أخيه غياث الدين، فرغب جلال الدين فيه، وخطب بنته، فزوجه بها، واستظهر جلال الدين بمصاهرته. ثم رحل إلى إصبهان ففرحوا بقدومه واخرجوا له الخيل والسلاح، فلما بلغ غياث الدين توسطه في البلاد وركب إليه في ثلاثين ألف فارس، فرجع جلال الدين عند ذلك أيساً مما كان يؤمله، وسير إلى غياث الدين رسولاً يقول: حتى ضاقت علي الأرض بما رحبت، قصدتك لأستريح عندك أياماً، وحيث علمت أن ما عندك للضيف غير
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 61 السيف رجعت، فلما بلغت غياث الدين الرسالة، عاد عما كان عزم عليه من قتال أخيه جلال الدين، وتفرقت عساكره. وكان جلال الدين قد سير مع رسوله عدة خواتيم يوصلها إلى جماعة الأمراء، منهم من تناول الخاتم وسكت وأجاب إلى القدوم عليه، ومنهم من سارع بالخاتم إلى غياث الدين فغضب وقبض على الرسول، فركب جلال الدين ثلاثة آلاف، وأسرع حتى أناخ بغياث الدين وهو على غير أهبة للمصاف، فركب فرس النوبة وهرب. ودخل جلال الدين خيمة غياث الدين وبها والدة غياث الدين، فزاد في احترامها، وأنكر هروبه وقال: ما بقي من بني أبي سواه. فسيرت والدته خلفهُ، فعاد إليه فأكرمه. وحضر إلى باب جلال الدين من كان بخرسان والعراق ومازندران من المتغلبين على البلاد، ففرق العمال على البلاد، وسار نحو خوزستان، وسير رسولاً إلى بغداد، فأكرموه وفرحوا بسلامة جلال الدين في مثل هذا الوقت الصعب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 62 4 (سنة عشرين وستمائة) عودى الأشرف من مصر قال أبو شامة: فيها عاد الملك الأشرف من مصر فالتقاه المعظم وعرض عليه النزول بالقلعة، فامتنع ونزل بجوسق والده العادل، وبدت الوحشة بين الإخوة الثلاثة، وأصبح الأشرف رحل) من السحر، ونزل على ضمير، ثم سار إلى حران، وكان قد استناب أخاه شهاب الدين غازي ميافارقين على خلاط، وجعله ولي عهده ومكنه من بلاده، فسولت له نفسه العصيان، وحسّن له ذلك الملك المعظم، وكاتبه، وأعانه. وكذا كاتبه صاحب إربل وقالوا: نحن وراءك. فأرسل الأشرف إلى غازي يطلبه فامتنع، فأرسل إليه: يا أخي لا تفعل، وأنت ولي عهدي والبلاد بحكمك. فأظهر العصيان، فجمع الأشرف عساكره وعسكر حلب، وقصد خلاط. 4 (الوقعة بين التتار والقفجاق والروس.) وقال ابن الأثير: فهيا كانت الوقعة بين التتار الذين جازوا دربند، وبين القفجاق والروس، وصبر الفريقان أياماً، ثم انهزم القفجاق والروس، ولم يسلم منهم إلا اليسير. والحمد لله.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 63 5 (الطبقة الثانية والستون وفيات)
4 (وفيات سنة إحدى عشرة وستمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن عبيد الله بن ودعة.) أبو العباس، أبو علي البغدادي، النصري، الخباز، المعروف بابن دادا. سمع: أحمد بن منصور المؤمل الغزال، والمبارك بن كامل بن جبيش. وكان يذكر أنه سمع من قاضي المارستان، وأنه ولد قبل العشرين وخمسمائة. روى عنه الدبيثي، وابن النجار. 4 (أحمد ابن القاضي أبي يعلى محمد ابن القاضي أبي خازم محمد بن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 64 القاضي الكبير أبي يعلى) محمد بن الحسين بن الفراء. أبو العباس الحنبلي، البغدادي، المعدل. ولد بواسط بعد الأربعين إذ أبوه قاضيها. وسمع من: سعيد ابن البناء، وأبي بكر ابن الزاغوني، وأبي الوقت، وغيرهم. وهو من بيت القضاء والعلم والحديث. كتب بخطه كثيراً لنفسه وللناس. وتوفي في الثاني والعشرين من شعبان. روى عنه: أبو عبد الله الدبيثي، وابن النجار، والطلبة. وأجاز لابن مسدي، وجماعة.) 4 (أحمد بن محمد بن إبراهيم.) أبو جعفر الخشني، القرطبي، المعروف بالآجري. وأجر حصن بالأندلس بقرب قرطبة. أخذ القراءات عن أبي خالد المرواني. وحج فسمع من أبي الطاهر إسماعيل بن عوف، وأبي عبد الله الحضرمي. وأقرأ، وحدَّث.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 65 4 (أحمد بن محمد بن حسن بن عبد الملك.) أبو جعفر الفهري، المرسي، القرطاجني. أخذ قراءتي نافع وابن كثير عن أبي الحسن بن هذيل. وأقرأ القراءات. وتوفي في ربيع الأول. 4 (أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي المطرف بن سعيد بن جرج.) أبو القاسم القرطبي. سمع مصنف النسائي على أبي جعفر البطروجي. وسمع صحيح مسلم من أبي إسحاق بن ثبات. حدث عنه ابن الطيلسان، وقال: توفي في رجب وله تسعون سنة وأشهر. قلتُ: هذا من كبار الرواة بقرطبة. أجاز لابن مسدي. 4 (أحمد بن هبة الله بن العلاء.) أبو العباس المخزومي، البغدادي، ابن الزاهد أبي المعالي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 66 أديبُ بارعٌ، وشاعر محسن تأدب على ابن الخشاب. وسمع من عبد الوهاب الأنماطي، وجماعة. روى عنه: العماد الكاتب من شعره، وابن الدبيثي، وابن النجار. نيف على الثمانين، وتوفي في رجب. 4 (إبراهيم ابن الفقيه علي بن أبي بكر محمد بن المبارك بن أحمد بن بكروس.) الفقيه أبو محمد الحنبلي، المعدل. تفقه على أبيه وعمه أبي العباس أحمد، وسمع منهما، ومن أبي الفتح ابن البطي. وحدث. وتوفي في عشر الستين.) وقد درس، وأفتى، وناظر، وكتب الكثير، وعني بالحديث أتم عناية ثم إنه انخلع من ذلك، وصار صاحب خبر بباب النوبي، ولبس الثوب المزند، وتقلد السيف، وظلم وفتك، وكان آخر أمره أن ضرب حتى مات، ورمي في دجلة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 67 4 (إبراهيم بن يوسف بن محمد بن دهاق.) أبو إسحاق الأوسي المالقي، المعروف بابن المرأة. روى الموطأ عن أبي الحسن بن حنين، وعلي بن إسماعيل بن حرزهم. قال الأبار: وكان فقيهاً، حافظاً للرأي، أديباً، غلب عليه علم الكلام فرأس فيه. وشرح كتاب الإرشاد لأبي المعالي الجويني، وصنف كتاباً في الإجماع. وكانت العامة حزبهُ. وأقرأ علم الكلام بمرسية. 4 (حرف الباء)
4 (بدر بن جعفر بن عثمان.) أبو النجم النميري، الواسطي، الضرير، الشاعر. كان من كبار الشعراء بالعراق. توفي في رمضان عن أربع وسبعين سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 68 4 (حرف التاء)
4 (تاج النساء، أخت زاهر بن رستم الإصبهاني:) سكنت مكة، وكانت مقدمة الصوفيات. وعاشت بضعاً وتسعين سنة. وروت بالإجازة عن أبي المنصور عبد الرحمن بن زريق القزاز، وأبي الحسن بن عبد السلام. روى عنها ابن خليل. وتوفيت بمكة. 4 (حرف الحاء)
4 (الحسين بن محمد بن أحمد بن عبيد الله بن الحسين.) أبو الفضل الآمدي، ثم الواسطي، العدل. سمع من جده أبي محمد أحمد بن عبيد الله. وحدث ببغداد والموصل.) 4 (حمزة بن إبراهيم بن عبد الله.) أبو يعلى الدمشق، الجوهري، الخياط بالمزة، الزاهد. تحدث عن: أبي يعلى حمزة بن كروس، وأبي القاسم بن عساكر، وعبد الرحمن بن أبي الحسن الداراني. روى عنه: الضياء المقدسي. وتوفي في ربيع الأول. 4 (حرف الدال)
4 (دلدرم، الأمير الكبير بدر الدين الياروقي.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 69 صاحب تل باشر. ورخه أبو شامة. وعمل عزاءه بحلب. وكان مقدم الجيوش الحلبية مدة. 4 (حرف الزاي)
4 (زيد بن ثابت بن مقلد بن هداب) أبو عبد الله البغدادي، الوراق. سمع من: المبارك بن كامل بن حبيش، وعلي بن المبارك الجصاص. وتوفي في شعبان. 4 (حرف السين)
4 (سالم بن أحمد بن سالم بن أبي الصقر.) أبو المرجى البغدادي، النحوي، العروضي. أخذ الأدب عن جماعةٍ، ومدح بالشعر غير واحدٍ. وتوفي في ذي القعدة. 4 (سعد الله بن محمد بن سعد الله بن عبد الباقي بن مجالد.) أبو محمد البجلي، الكوفي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 70 سمع من عمه يحيى بن سعد الله الكوفي. وحدث من بيته جماعة. 4 (حرف الصاد)
4 (صالح بن سعيد بن إسماعيل بن الحسين.) ) أبو التقى الفهري، القرشي، العياضي، المصري، المعروف بابن قادوس. ولد سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة. وأجاز له عبد الله بن رفاعة، وجماعةٌ. وولي الخطابة بالجامع الذي بسفح المقطم مدة. وتوفي في رمضان. روى عنه: الزكي المنذري. 4 (صلف بنت أبي البركات بن أبي حرب الواسطي.) أم الخير الواعظة. صحبت الشيخ أبا النجيب السهروردي، وسمعت معه من أبي الوقت. وحدثت. 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن إبراهيم بن الحسن بن منتال.) أبو محمد الأندلسي، المربيطري، الوراق.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 71 سمع من أبي العطاء بن نذير، وجماعة. وحج، فسمع ببجاية من أبي محمد عبد الحق الإشبيلي، وبالإسكندرية من أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن الحضرمي. قال الأبار: وكتب علماً كثيراً بخطه على رداءته. وكان يتجر في الكتب. ولد قبل الخمسين وخمسمائة، وتوفي في ذي القعدة، وأجاز لي. 4 (عبد الله بن الحسن بن أحمد بن يحيى.) أبو بكر ابن القرطبي، الأنصاري، الأندلس، المالقي. سمع: أباه أبا علي، وأبا بكر بن الجد، وأبا عبد الله بن زرقون، وأبا القاسم بن حبيش، وخلقاً نحوهم. وأجاز له أبو مروان بن قزمان، وابن هذيل، وجماعة. وعني بالحديث، وروى العالي والنازل. قال الأبار: وكان من أهل المعرفة التامة بصناعة الحديث والبصر بها والإتقان والحفظ لأسماء الرجال، والتقدم في ذلك، مع المعرفة بالقراءات، والمشاركة في العربية، وقد نوظر عليه في كتاب سيبويه. ورث براعة الحديث عن أبيه، ولم يكن أحدٌ يدانيه في الحفظ والجرح والتعديل) إلا أفراد من عصره. قال أبو محمد ابن حوط الله: المحدثون بالأندلس ثلاثة: أبو محمد ابن القرطبي،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 72 وأبو الربيع بن سالم، وسكت عن الثالث. فيرونه عني نفسه. قلت: ولم يكن أبو القاسم الملاحي بدونهم. وكان ابن القرطبي كريم الخلال، محبباً إلى الناس، معظماً في نفوس الخاصة والعامة. أخذ الناسُ عنه وانتفعوا به، وفاتني أن ألقاه. توفي بمالقة في ربيع الآخر. وولد سنة ست أو ثمان وخمسين وخمسمائة، رحمه الله. قلت: وقد اختص بأبي القاسم السهيلي ولازمه، وولي خطابة مالقة. 4 (عبد الله بن المبارك بن عبيد الله بن الحسن.) أبو القاسم الصوفي، البغدادي، البزاز. سمع من: نصر بن نصر العكبري، وأبي الوقت السجزي، وغيرهما. وحدث. وتوفي في ثالث شعبان. 4 (عبد السلام ابن الفقيه عبد الوهاب ابن الشيخ عبد القادر الجيلي.) ركن الدين، أبو منصور الذي أحرقت كتبهُ وتكلموا فيه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 73 وكان صديقاً لعلي ابن جمال الدين ابن الجوزي، والجامع بينهما قلة الدين. قال شمس الدين أبو المظفر الواعظ: قال لي خالي أبو القاسم علي يوماً بعد موت جدي بيسير: لي صديقٌ يشتهي أن براك، ولم يعرفني من هو، فمشيت معه، فأدخلني داراً فشممتُ رائحة الخمر، وإذا الركن بعد السلام وعنده مردان، وهو في حالة قبيحة، فلم أقعد، وخرجتُ، فصاح خالي والركن، فلم ألتفت، فتبعني خالي وقال: خجلتني من الرجل فقلت: لا جزاك الله خيراً وأغلظتُ له. ولد الركن في سنة ثمانٍ وأربعين. وسمع من جده، وابن البطي، وجماعة. وقرأ بنفسه، وكتب. وأنكر عليه نظرهُ في علم النجوم. ثم درس بمدرسة جده وغيرها. وولي عدة ولايات. وتوفي في ثالث رجب. قال ابن النجار: ظهر عليه أشياء بخطه من العزائم وتبخير الكواكب ومخاطبتها بالإلهية، وأنها المدبرة للخلق، فأحضر وأوقف على ذلك، فأقر أنه كتبهُ مُعجباً لا معتقداً، فأحرق ذلك مع كتبٍ بخطه في الفلسفة، وكان يوماً مشهوداً وذلك في سنة ثمان وثمانين. وسلم ما كان بيده في) المدرستين إلى ابن الجوزي. ثم بعد مدة أعيدتا إليه. ثم بعد الستمائة رتب عميداً ببغداد مستوفياً للمكس وللضرائب، ومُكنت يده، وشرع في الظلم والعسف. ثم بعد مدة حبس وغرم وخمل. سمع من أحمد بن المقرب، ومن جده. ولم يحدث بشيء. وكان لطيف الأخلاق، ظريفاً، إلا أنه فاسد العقيدة. عاش ثلاثاً وستين سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 74 4 (عبد العزيز بن أبي نصر محمود بن المبارك بن محمود) الحافظ أبو محمد ابن الأخضر الجنابذي الأصل، البغدادي، التاجر، البزاز. ولد سنة أربع وعشرين وخمسمائة. وسمع سنة ثلاثين وخمسمائة وبعدها وهلم جرا. وكتب الكثير، وعني بالفن أتم عناية. سمع من: أبي بكر قاضي المراستان، وأبي القاسم ابن السمرقندي، ويحيى ابن الطراح، عبد الله الأنماطي، وعبد الجبار بن توبة، وأبي منصور بن خيرون، وأبي الحسن بن عبد السلام وأبي سعد البغدادي، وأبي الفضل الأرموي، وابن ناصر، وخلق كثير. وحصل الأصول، وغالى في أثمانها. وحدث نحواً من ستين سنة، وصنف تصانيف مفيدة. وكان حافظ العراق في زمانه، وكانت له حلقة بجامع القصر للحديث. وتخاريجه تدل على حفظه وتبحره. وكان ثقة، صالحاً، ديناً، عفيفاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 75 وكان والده قد سمع من إسماعيل بن ملة، وحج سنة خمس وثلاثين وخمسمائة وله أربعون سنة، فلم يرجع وعدم. قال الدبيثي: لم أر في شيوخنا أوفر شيوخاً منه، محمد ولا غزر سماعاً وحدث بجامع القصر سنين كثيرة. وقال ابن نقطة: كان ثبتاً، ثقة، مأموناً، كثير السماع، واسع الرواية، صحيح الأصول، منه تعلمنا واستفدنا، وما رأينا مثله. قلتُ: روى عنه الحفاظ: ابن نقطة، والدبيثي، وابن النجار، والضياء، والبرزالي، وابن خليل، والزين خالد بن محمد بن بيتمان الهمذاني، ومحمد بن نصر بن عبد الرزاق الجيلي، وعلي بن ميران سبط العاقولي، والعفيف علي بن عدلان الموصلي النحوي، وعلي بن محمد بن زريق، وأحمد بن الحسين الداري، الخليلي، ومحمد بن سعيد بن النشف الواسطي، والجمال يحيى ابن) الصيرفي، والنجيب عبد اللطيف وأخوه العز عبد العزيز، والنجيب مقداد بن أبي القاسم القيسي، والعلم أبو محمد القاسم بن أحمد الأندلسي، وإسرائيل بن أحمد القرشي، وابنه علي بن الأخضر، وخلق سواهم. وتوفي في سادس شوال. قال ابن النجار: سمعه أبوه من جماعة، وأول طلبه من الأرموي وابن ناصر، وما زال يسمع حتى قرأ على شيوخنا. كتب كثيراً لنفسه، وتوريقاً للناس في شبابه. قرأت عليه كثيراً في حلقته وفي حانوته للبز بخان الخليفة. وكان ثقة، حُجة، نبيلاً. ما رأيتُ في شيوخنا مثلهُ في كثرة مسموعاته، وحسن أصوله، وحفظه، إتقانه. وكان أميناً، ثخين الستر، متديناً، ظريفاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 76 قلت: وأجاز للكمال عبد الرحمن المكبر. 4 (عبد الكريم بن أحمد بن محمد) الإمام أبو الفضل القرشي، البوازيجي الضرير، المقرئ، نزيل الموصل. قرأ بها القراءات على يحيى بن سعدون. وتفقه على يونس بن منعة الإربلي، وسمع المقامات من أبي سعد محمد بن علي الحلي صاحب الحرير. وسمع من تاج الإسلام ابن خميس. قرأ عليه بالروايات تقي الدين أحمد بن نوفل النصيبي. وروى عنه ولده عز الدين محمد بن عبد الكريم ويعرف بابن حزمية. مات في هذا العام بالموصل. أرخه الفرضي. 4 (عبد اللطيف بن محمد بن ثابت.) الخطيب أبو القاسم الخوارزمي، ثم الإصبهاني. ولد في سنة تسع وعشرين وخمسمائة. وسمع حضوراً من زاهر الشحامي. وسمع من فاطمة بنت البغدادي. روى عنه: الضياء، وابن خليل، وجماعة، والزكي البرزالي. وأجاز للشيخ الفجر، وللشيخ شمس الدين عبد الرحمن، والشمس عبد الرحمن ابن الزين، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 77 ورخه الضياء. 4 (علي بن عبد الله بن أبي البركات فضل الله بن محمد بن محمد بن مخلد.) القاضي الأجل، أبو المكارم الأزدي، المخلدي، الواسطي، المعدل، المعروف بابن الجلخت.) ولد سنة ثلاثين وخمسمائة. وسمع بواسط من: عم أبيه أبي الكرم نصر الله بن محمد بن محمد، وأبي عبد الله محمد بن علي الجلابي. وحدث ببغداد، وواسط. وكان من بقايا الرواة المسندين. وولي نيابة الحكم بواسط. وسمع منه: يوسف بن محمد بن بختيار، ومحمد بن أحمد الزهري، وأبو عبد الله الدبيثي، وجماعة. توفي في ثاني شوال، وقد نيف على الثمانين. 4 (علي بن علي بن أبي السعادات المبارك بن الحسين بن نغوبا.) أبو المظفر الواسطي العدل. ولد سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة. وسمع من: جده أبي السعادات، وعلي ابن البسري، ومن أبي الكرم نصر الله ابن الجلخت، وأبي عبد الله الجلابي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 78 وكان شيخاً جليلاً مسنداً. سمع أيضاً ببغداد من: أبي الفضل بالأرموي، وابن ناصر، وأنوشتكين الرضواني، وعبد الباقي بن أحمد النرسي. وهو أخو أبي بكر عبد الله، وأبي المعالي عبيد الله. سمع منه: أحمد بن طارق، وجعفر بن محمد العباسي، وتميم البندنيجي، وأبو عبد الله الدبيثي، وجماعة. وتوفي بمارستان واسط في سادس عشر رمضان. 4 (علي بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن موسى.) الفقيه أبو الحسن الخزرجي، الإشبيلي، ثم الفاسي المعروف بالحصار. أخذ عن: أبي القاسم بن حبيش، وأبي عبد الله محمد بن حميد. وكان إماماً فاضلاً، كثير التصانيف، بارعاً في أصول الفقه. حج، وجاور، وصنف في أصول الفقه كتاباً في الناسخ والمنسوخ، وكتاب البيان في تنقيح البرهان. وله أرجوزةٌ في أصول الدين شرحها في أربع مجلدات. وله شعر حسن.) روى عنه زكي الدين المنذري، وقال: توفي بالمدينة النبوية في شعبان. وأجاز لابن مسدي، وقال: وقفت له على كتاب سماه: تقريب المدارك في رفع الموقوف ووصل المقطوع من حديث مالك، اختصر فيه بعض معاني كتاب التمهيد لابن عبد البر. علي بن محمد بن أبي تمام.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 79 أبو الحسن القرطبي الطائي. قرأ علي أبيه الموطأ بروايته عن أبي عبد الله ابن الطلاع، وأبي الوليد بن رشد. وأخذ القراءات والعربية عن أبي محمد بن دحمان. وكان إماماً فاضلاً ورعاً. توفي في ذي القعدة. 4 (علي بن محمود بن الحسن بن هبة الله ابن النجار.) أبو الحسن أخو الحافظ محب الدين محمد ابن النجار البغدادي. قتل في ليلة خامس عشر رمضان عن سبع وأربعين سنة، وكان قد سمع من ابن الجوزي، وجماعة، وولي النظر على الأيتام. وكان بارعاً في الحساب والفرائض. 4 (علي بن المفضل بن علي بن أبي الغيث مفرج بن حاتم بن الحسن بن جعفر.) العلامة الحافظ شرف الدين أبو الحسن ابن القاضي الأنجب أبي المكارم
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 80 اللخمي، المقدسي الأصل، الإسكندراني الفقيه المالكي، القاضي. ولد في ذي القعدة سنة أربع وأربعين وخمسمائة. وتفقه بالثغر على: الإمام أبي طالب صالح بن إسماعيل ابن بنت مُعافى، والإمام أبي الطاهر بن عوف، وأبي محمد عبد السلام بن عتيق السفاقسي، وأبي طالب أحمد بن المسلم اللخمي التنوخي. وسمع منهم، ومن السلفي فأكثر عنه وانقطع إليه وتخرج به، ومن أبي عبيد نعمة الله بن زيادة الله الغفاري، وهو من قدماء شيوخه، حدثه عن عيسى بن أبي ذر الهروي. وسمع أيضاً من: أبي الضياء بدر الخُداداذي، وسالم بن إبراهيم الأموي، ومحمد بن علي بن خلف، وعبد الرحمن بن خلف الله المقرئ، وطائفة. وقدم مصر سنة أربع وسبعين فشهد بها عند قاضي القضاة أبي القاسم بعد الملك بن درباس.) وسمع من: العلامة عبد الله بن بري، وعلي بن هبة الله بن عبد الصمد الكاملي، وهبة الله ابن الطوير، ومحمد بن علي الرحبي، وطائفة. وقدم مصر سنة أربع وسبعين فشهد بها عند قاضي القضاة أبي القاسم عبد الملك بن درباس. وسمع من: العلامة عبد الله بن بري، وعلي بن هبة الله بن عبد الصمد الكاملي، وهبة الله ابن الطوير، ومحمد بن علي الرحبي، وطائفة. وجاور بمكة، وسمع بالحجاز من: أحمد ابن الحافظ أبي العلاء العطار، وأبي سعد عبد الواحد بن علي الجويني، وجماعة. وحدث بالحرمين، ومصر، والثغر. وناب في القضاء بالإسكندرية مدةً، ودرس بالمدرسة المعروفة به، ودرس بالقاهرة بالمدرسة الصاحبية إلى حين وفاته. وكان إماماً بارعاً في المذهب، مفتياً، محدثاً حافظاً، له تصانيف مفيدة في الحديث، وغيره. وكان ورعاً خيراً، حسن الأخلاق، كثير الإغضاء متفنناً في العلم، كبير القدر، عديم النظير. روى عنه: الزكي البرزالي، والزكي المنذري، والرشيد العطار، والعلم عبد الحق بن مكي ابن الرصاص، والشرف عبد الملك بن نصر الفهري الفوي اللغوي، والمجد علي بن وهب ابن دقيق العيد المالكي، وإسحاق بن ملكويه
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 81 الصوفي، ومحتسب الإسكندرية الحسن بن عثمان القابسي، والجمال محمد بن سليمان الهواري التونسي، ومحمد بن مرتضى بن أبي الجود، والشهاب إسماعيل القوصي، والشرف عمر بن عبد الله السبكي ومحمد بن عبد الخالق بن طرخان والنجيب أحمد بن محمد بن الحسن السفاقسي، والمحيي عبد الرحيم بن عبد المنعم ابن الدميري، وخلقٌ سواهم. قال الحافظ المنذري: وكان رحمه الله جامعاً لفنون من العلم حتى قال بعض الفضلاء لما مر به محمولاً على السرير ليدفن: رحمك الله يا أبا الحسن، فقد كنت أسقطت عن الناس فروضاً. قال: وتوفي في مستهل شعبان بالقاهرة، ودفن من يومه بسفح المقطم. وله رحمه الله مقاطيع مليحة منها: (ولمياء تحيي من تحيي بريقه .......... كأن مزاج الراح بالمسك من فيها)
(وما ذقتُ فاها غير أني رويتهُ .......... عن الثقة المسواك وهو موافيها) ) وله: (أيا نفس بالمأثور عن خير مرسلٍ .......... وأصحابه والتابعين تمسكي)
(عساك إذا بالغت في نشر دينه .......... بما طاب من نشر له أن تمسكي)
(وخافي غداً يوم السحاب جهنماً .......... إذا لفحت نيرانُها أن تمسكي) قلتُ: ليت نفسهُ قبلت منه، وتمسكت بإمرار الصفات من غير تأويل 4 (علي بن أبي بكر الهروي، الزاهد السائح.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 82 تقي الدين الذي طوف الأقاليم. وكان يكتب على الحيطان، فقل ما تجد موضعاً مشهوراً في بلد إلا وعليه خطه. ولد بالموصل، واستوطن في آخر عمره حلب، وله بها رباط. وله تواليف حسنة. وكان يعرف سحر السيمياء، وبه تقدم عند الظاهر صاحب حلب، وبنى له مدرسة بظاهر حلب، فدرس بها. وصنف خطباً، ودفن في قبة المدرسة في رمضان. قال فيه القاضي ابن خلكان: كاد يطبق الأرض بالدوران، ولم يترك براً ولا بحراً ولا سهلاً، ولا جبلاً مما يمكن رؤيته إلا رآه وكتب خطه في حائط ذلك الموضع، وبه ضرب المثل ابن شمس الخلافة فقال في رجل يستجدي بالأوراق: (أوراقُ كديته في بيتِ كل فتى .......... على اتفاق معانٍ واختلاف روي)
(قد طبق الأرض من سهل إلى جبل .......... كأنه خط ذاك السائح الهروي.) قال جمال الدين ابن واصل: كان عارفاً بأنواع الحيل والشعبذة، صنف خطباً وقدمها للناصر لدين الله، فوقع له بالحسبة في سائر البلاد، وإحياء ما شاء من الموات والخطابة بحلب. وكان هذا التوقيع بيده له به شرف، ولم يباشر شيئا من ذلك. قلتُ: سمع من عبد المنعم الفراوي تلك الأربعين السباعية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 83 روى عنه الصدر البكري، وغيره. ورأيت له كتاب المزارات والمشاهد التي عاينها في الدنيا فرأيته حاطب ليلٍ وعنده عامية، لكنه دور الدينا، ودخل إلى جزائر الفرنج، ورأى العجائب. 4 (عمر بن يوسف بن محمد بن نيروز.) أبو حفص البغدادي المقرئ. ولد سنة إحدى وأربعين وخمسمائة.) وقرأ القراءات على أبي الحسن علي بن عساكر البطائحي، وغيره. وسمع من أبي الفتح ابن البطي، ويحيى بن ثابت، وجماعة. ويُعرف بصاحب ابن الشعار. روى عنه الدبيثي، وقال: كان خيراً ثقةً، توفي في تاسع جُمادى الأولى. وكان ختن شيخنا محمود بن نصر الشعار. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أحمد بن الحسن.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 84 أبو عبد الله الدوري. قرأ القراءات الكثيرة على بدل بن أبي طاهر الجيلي، ويعقوب بن يوسف الحربي ونصر الله بن علي ابن الكيال. وتوفي في جمادى الأولى. 4 (محمد بن خلف بن إبراهيم بن أيوب بن إبراهيم بن عبادة بن بالغ.) أبو بكر وأبو عبد الله القرشي، الهاشمي، الأندلسي. من أهل بسطة، وخطيبها. روى عن: أبي عبد الله ابن الفرس، وإبراهيم بن منبه، وعبد الرحمن بن القصير، وعلي بن عبد العزيز بن مسعود. وولي قضاء بسطة فحمدت سيرته. وأقرأ القرآن، وحدث. وكان ورعاً متقناً. روى عنه: أبو القاسم الملاحي، وغيره. وعاش ستاً وثمانين سنة. 4 (محمد بن داود بن عثمان الدربندي، الصوفي، الصالح.) سمع: أبا طاهر السلفي. حدث بدمشق، وبالخليل، وأقام به يخدم بمعلوم له، وبه توفي في ربيع الأول. روى عنه الزكيان: البرزالي والمنذري، وابن خليل، والشهاب القوصي، وقال: ولد بدربند سنة ثلاثين خمسمائة، ولقيته بالخليل سنة إحدى وتسعين وخمسمائة. 4 (محمد بن العباس بن يحيى بن أبي تمام محمد ابن نور الهدي الحُسين بن محمد.) )
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 85 الشريف الزاهد، أبو تمام الزينبي، الهاشمي، البغدادي. ولد سنة ثلاث وثلاثين. وسمع من أبي المعالي اللّحاس، ولم يسمع في صغره. وكان زاهداً عابداً، كبير الشأن، كثير المجاهدة، انقطع إلى العبادة في مسجد جده نور الهدى. روى عنه: الدبيثي. 4 (محمد بن عبد الغني بن إبراهيم.) القاضي أبو عبد الله ابن المنجم الربعي، الشافعي، الصواف، المصري. سمع: أبا طاهر السلفي، وأبا عبد الله محمد بن إبراهيم بن ثابت ابن الكيزاني. روى عنه: الحافظ عبد العظيم المنذري، وغيره. وتوفي في عاشر رمضان. 4 (محمد بن علي.) أبو العشائر ابن التلولي اللبان، الحنبلي. قرأ القراءات والفقه. وسمع من ابن البطي، وجماعة. روى عنه ابن النجار. ومات في السجن بواسط في شوال. 4 (محمد بن علي بن نصر ابن البل.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 86 أبو المظفر الدوري، الواعظ ابن الحنبلي. ولد سنة سبع عشرة خمسمائة. وكان يمكنه السماع من هبة الله بن الحُصين. ولكنه إنما قدم بغداد شاباً فسمع من أحمد ابن الطلاية، وابن ناصر، والوزير أبي نصر المظفر بن عبد الله بن جهير، وجماعة. وكان يتكلم في الوعظ. شاخ وعجز عن الحركة. وكان شيخاً صالحاً متُعبداً. روى عنه الدبيثي وقال: توفي في شعبان. وقال أبو شامة: كان ابن البل يضاهي أبا الفرج ابن الجوزي حتى قيل له: إيما أعلم أنت أم أبو) الفرج فقال: ما أرضاه يقرأ علي الفاتحة فبلغ ذلك ابن الجوزي، فقال: ما أقرأ عليه الفاتحة بل اقرأ عليه: قل هو الله أحد. وكان يتعصب له حاكة قطفتا، ويحضره خلق كثير، إلى أن جرت لولده خصومة مع بعض غلمان الجهة أم الخليفة، فاستطال عليه، وأعانه والده فمنع من الوعظ وإلى أن مات. وأنشد عنه ابن النجار لنفسه:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 87 (يتوب على يدي قوم عصاةٌ .......... أخافتهم من الباري ذنوبُ)
(وقلبي مُظلمٌ من طول ما قد .......... جنى فأنا على يد من أتوبُ)
(كأني شمعةٌ ما بين قوم .......... تضيء لهم ويحرقها اللهيب) وهو والد عائشة بنت محمد ابن البل. 4 (محمد بن عبد الجبار.) أبو عبد الله القيسي، الداني، نزيل بلنسية. أخذ القراءات عن أبي جعفر بن طارق. وسمع كثيراً من ابن النعمة. وكان مجوداً محققاً ورعاً. مات في رمضان. 4 (محمد بن عبد الرحمن بن معالي القزويني الواريني.) ووارين قبيلة بقزوين. أجاز له محمد الفراوي. وسمع سنن ابن ماجة من ملكداد العمركي، بسماعه من البغوي. مات بقزوين في ذي الحجة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 88 4 (محمد بن عيسى بن بكرة الجصاص.) أبو الفتح. بغدادي، طالبُ حديث. سمع من: يحيى بن ثابت، وأبي علي أحمد بن محمد الرحبي، وأبي محمد ابن الخشاب، وطائفة. وحدث بالموصل، وإربل، والجزيرة. وتوفي برأس عين، أو بغيرها، في جمادى الأولى.) قال ابن النجار: كان صدوقاً، متعففاً، ديناً. 4 (محمد بن محمد بن سرايا بن علي.) أبو عبد الله الموصلي، البلدي، العدل، الكاتب. ولد سنة تسع وعشرين وخمسمائة. وسمع من: أبي الوقت السجزي، وأبي زرعة بن طاهر. وحدث بالموصل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 89 وتوفي في جمادى الأولى. روى عنه البرزالي، والضياء محمد. واليلداني، والقوصي وقال: باشر الديوان بالموصل، وكان أحد الفضلاء المذكورين بالبيان، ثم لازم بيتهُ، سمعتُ منه بدمشق مسند عبد بن حميد. 4 (محمد بن أبي حامد محمد ابن الحافظ أبي مسعود عبد الجليل بن محمد بن عبد الواحد.) أبو بكر الإصبهاني، الجوباري، المعروف بابن كوتاه. سمع من: جده، ومن أبي عبد الله الرستمي، ومسعود الثقفي، وقبلهم من إسماعيل بن علي الحمامي. روى عنه الحافظ عبد العظيم، لقيه بمكة، وقال: سألته عن مولده فقال سنة أربع وأربعين وخمسمائة، وتوفي في العشر الوسط من رمضان بنواحي إصبهان. قلتُ: وروى عنه الدبيثي، والبرزالي، والضياء. وأجاز لجماعة من شيوخي. وجوبار: محلة. 4 (محمد بن محمد.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 90 القاضي أبو عبد الله المخزومي، المصري، المعروف بالعاقد. قال الحافظ عبد العظيم: توفي في عاشر رمضان، وله خمسٌ وثمانون سنة. حدث بكتاب العنوان في القراءات. ورأيته ولم يتفق لي السماع منه. 4 (محمد بن معالي بن غنيمة.) أبو بكر البغدادي المأموني، المقرئ، الفقيه، المعروف بابن الحلاوي، الحنبلي. من كبار أصحاب أبي الفتح ابن المني. وكان إماماً، مفتياً، متعبداً، ورعاً، صالحاً، خيراً، عارفاً بالمذهب.) ولد بعد الثلاثين وخمسمائة. وسمع من: أبي الفتح الكروخي، وابن ناصر، وأبي القاسم ابن البناء، وأبي بكر ابن الزاغوني. وحدث، وأقرأ، وأم بمسجد المأمونية. روى عنه: أبو عبد الله الدبيثي، وابن النجار، والضياء، وغيرهم. وتوفي في الثامن والعشرين من رمضان. وعليه تفقه مجد الدين ابن تيمية. وأجاز للفخر ابن البخاري، وللشيخ شمس الدين عبد الرحمن، وللكمال عبد الرحيم بن عبد الملك، وأبي الفرج عبد الرحمن المكبر، وأبي محمد بن اللمش بماردين. وعاش ثمانين سنة، رحمه الله.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 91 4 (محمد بن أبي القاسم بن أبي شجاع.) الفقيه أبو المظفر الراشدي، الهمذاني، الحنفي، الأصولي. صدر محتشم واصلٌ عند صاحب بلده. ولي القضاء وغير القضاء وترقت به الأحوال إلى أن حسد وعمل عليه وجرت له أمور، فهرب وأخذ في هذه السنة وقتل. وكان أبوه متكلماً فيلسوفاً له تصانيف في علم الأوائل. 4 (مزيد بن علي بن مزيد.) الأديب أبو علي النعماني. شاعر محسن، قديم شاخ وأسن، وسمعوا منه شيءً من نظمه. وعاش تسعين سنة. وكان ببغداد. 4 (المظفر بن عبيد الله ابن الوزير أبي الفرج محمد بن عبد الله ابن رئيس الرؤساء.) أبو محمد. من بيت وزارة وحشمةٍ. سمع من أبي الحسين عبد الحق. 4 (منصور بن علي.) أبو علي الجيزي، الصوفي، الوراق، المعروف بابن الصيرفي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 92 حدث عن: السلفي، وغيره. روى عنه: الحافظ عبد العظيم، وغيره.) 4 (مؤيد الملك وزير السلطان شهاب الدين الغوري.) ثم وزير تاج الدين ألدز. كان صدراً مُعظماً، حسن السيرة، مُحسناً إلى العلماء. كرهه بعض خواص الملك ألدز فقتلوه في هذه السنة. 4 (حرف النون)
4 (نفيس بن هلال بن بدر البغدادي الصوفي.) صحب الكبار، وحج مرات. وكان شيخ رباط شهدة الكاتبة والناظر في أمره. توفي في رجب. 4 (حرف الياء)
4 (يحيى بن الحسن بن محمد بن محمد بن أبي زنبقة.) أبو الغنائم الواسطي. سمع من أبي طالب الكتاني. وسمع ببغداد ودمشق، وحدث. ومات في ذي القعدة. 4 (يحيى ابن الصاحب صفي الدين عبد الله بن علي بن الحُسين بن شكر الشيبي.) علم الدين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 93 توفي كهلاً في ذي القعدة. يوسف بن القاسم بن مفرج التكريتي. حدث بتكريت عن أبي زرعة المقدسي. وتوفي في رجب. وفيها ولد فخر الدين عبد الرحمن بن يوسف البعلبكي الحنبلي. والجمال محمد بن سليمان ابن النقيب المقدسي، الحنفي، المفسر. والمكين الأسمر عبد الله بن منصور الإسكندري المقرئ. وقاضي حلب الكمال أحمد بن عبد الله بن الأستاذ. والهباء عبدُ الولي بن أبي محمد بن خولان البعلبكي. والعز عمر بن أحمد بن عمر الشروطي.) وجعفر بن محمد الحسني الإدريسي، شيخنا. وأبو الفهم بن أحمد السلمي، شيخنا. والجمال أحمد بن أبي محمد الصالحي، العطار. والمؤيد أحمد ابن المجد محمد بن إسماعيل بن عساكر. وأبو الفرج نصر الله بن أبي القاسم، أخو سعد الخير الشاهد. وأبو عبد الله محمد بن عمر بن المريخ النجار البغدادي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 94 4 (وفيات سنة اثنتي عشرة وستمائة.)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن أزهر بن عبد الوهاب بن أحمد بن حمزة بن ساكن.) أبو محمد البغدادي، الصوفي، السباك. من صوفية رباط المأمونية. سمعه أبوه من: عبد الوهاب الأنماطي الحافظ، وأحمد بن محمد المذاري، وأحمد بن قفرجل. وأجاز له قاضي المارستان، وأبو منصور القزاز. قال الدبيثي: وكان عسراً في الرواية لقلة معرفته، قال لي: وُلدتُ في المحرم سنة إحدى وثلاثين. قال: وبات معافى. فأصبح ميتاً في ثامن شوال. قلتُ: روى عنه الدبيثي، والزكي البرزالي، والضياء. ومات أخوه عبد العزيز في سنة ثمان وتسعين، سمع من قاضي المارستان. ومات أبوهما في سنة أربع وستين وخمسمائة، وهو أبو جعفر، يروي عن ابن الحصين وطبقته، ثقةٌ مفيدٌ صحب عبد الوهاب الأنماطي. 4 (أحمد بن عمر بن حامية البغدادي النساج.) ولد سنة إحدى وثلاثين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 95 وسمع بالإسكندرية من السلفي. وروى بالإجازة عن خاله عبد الله بن عبد الصمد السلمي العطار. وتوفي في رجب بالقاهرة. 4 (أحمد بن محمد بن سعيد.) ) أبو عبد الله البروجردي، الفقيه الشافعي. تفقه بالنظامية ببغداد. وسمع، على ما ذكر، من: أبي منصور بن خيرون، وابن الطلاية، وابن ناصر. وحدث ببروجرد، وبها مات في ربيع الآخر. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن خطاب.) أبو بكر البغدادي، الخازن بالبيمارستان، العضدي. حدث عن أبي الوقت وتوفي في ثامن عشر رمضان. 4 (أحمد ابن الإمام أبي الحسن محمد بن أبي البركات أحمد بن علي بن عبد الله.) أبو القاسم ابن الأبرادي التاجر. ولد سنة سبع وثلاثين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 96 وسمع من: أبي الوقت، وهبة الله ابن الشبلي. وتوفي بدمشق في المحرم. روى عنه: ابن النجار، وقال: كان شيخاً متيقظاً، وابن نقطة. وأبوه من تلامذة ابن عقيل، مات سنة أربع وخمسين. 4 (أحمد بن مكي.) القاضي جمال الدين أبو المجد الإسكندراني، المعدل، الفقيه المالكي. كان فقيهاً عالماً، وقوراً، نزهاً عارفاً بالكالم والمناظرة، وولي ديوان الصعيد مدة. وله سماعٌ من السلفي. قال الزكي المنذري: اجتمعتُ به مرات وما علمته حدث. وتوفي بالقاهرة في سابع عشر رجب. 4 (أحمد بن يحيى بن بركة بن محفوظ.) أبو العباس ابن الدبيقي، البغدادي، البزاز، الصوفي. ولد سنة ثمان وعشرين وخمسمائة. وسمع من: القاضي أبي بكر الأنصاري، وأبي منصور الشيباني، والحافظ عبد الوهاب) الأنماطي، وأبي الفتح الكروخي، وأحمد بن علي ابن الأشقر، وجماعة. قال الدبيثي: وأفسد أكثر سماعاته بإدخاله فيها ما لم يسمعه، ألحق اسمه في مواضع.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 97 وقال المنذري كان له سماعٌ كثير صحيح بخط الحُفّاظ، ثم أظهر أشياء غير مَرْضية، واشتهر ذلك عنه. قال ابن النجار: أثبتَ لنفسه شيوخاً مجاهيل، وركَّب أسانيد باطلة مختلطة بجَهلٍ، ورُوجع في ذلك، فأصرّ إلى آخر عُمُره وافتُضح. قال ابن نُقطة: الدَّبيقية من قرى نهر عيسى. سمع من عبد الوهاب الأنماطي جميع الجَعْديات، وسمع من القاضي أبي بكر كتاب الآباء عن الأبناء للخطيب. قال: وكان كذّاباً ألحق اسمه في أجزاء من سُنن سعيد بن منصور وكَشَطَ اسم غيره، وكان مُكثراً لو اقتصر على ما سمع، وسمع أيضاً من القاضي أبي بكر رفْع اليدين للبُخاري، وجزءاً من حديث الكَتّاني، و وفاة الصدّيق، هذا ما وُجد له عنه. وسمع من القزّاز مشيخته، وكتاب الخائفين. وسمع من سعْد الخَيْر كتاب دلائل النُبوّة لأبي نعيم، بسماعه من أبي سعد المُطرِّز، عنه. وسمع من هبة الله ابن الشَّجَري بعض مغازي الأموي. قلت: وكان عامل رباط الزَّوْزَني. روى عنه: الضياء المقدسي، والزكي البِرزالي، والجمال يحيى ابن الصيرفي، وابن خليل، وجماعةٌ. وروى عنه بالإجازة جماعةٌ منهم: الكمال عبد الرحمن الفُوَيْرِه. وتوفي في عاشر ربيع الآخر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 98 4 (إبراهيم بن عمر بن سَماقا.) القاضي أبو أسعد الأسعَردي، الفقيه الشافعي، سديد الدين. سمع ببغداد من: أبي زُرعة المقدسي، وأبي بكر الحازمي. وحدّث بمصر، والإسكندرية، وولي قضاء دمياط وقضاء بِلْبِيس. وكان صالحاً، ورعاً ديّناً، عالماً. سمع منه أبو الطاهر الأنماطي مسنَد الشافعي، وحدّث به أبو الطاهر عنه. وروى عنه أيضاً الشهاب القوصي، وقال: كان ورعاً، تقياً، عابداً. قال المنذري: توفي في شوال.) 4 (إبراهيم بن هبة الله بن إسماعيل بن نَبْهان بن محمد.) أبو إسحاق الحَمَوي الفقيه. روى عن السِّلفي. وتوفي في تاسع عشر محرم، وولد سنة خمس وأربعين. قال الضياء. 4 (إبراهيم بن يوسف بن محمد ابن البوني.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 99 المّعافري، الإمام أبو الفرَج المقرئ. إمام الحنفية بجامع دمشق. قال أبو شامة، هو أحد مشايخ القرّاء المعتَبرين، وكان يُقرئ في مكان حلقة ابن طاووس شمالي حلقة جمال الإسلام أبي الحسن ابن الشَّهْرَزوري، وكان فاضلاً خيّراً متواضعاً. لقبه وجيه الدين. قلت: سمع أبا القاسم بن عساكر، وجماعة بعده. سمع منه: العماد علي بن القاسم ابن عساكر، والشهاب القوصي. توفي في الثاني والعشرين من شوال. 4 (إبراهيم بن أبي الحسن.) الشريف مجد الدولة أبو إسحاق الحسيني، الدمشقي. توفي فيها. قاله أبو شامة. 4 (حرف الحاء)
4 (حامد بن أحمد بن حَمْد بن حامد بن مُفَرّج.) أبو الثناء الأنصاري، الأرْتاحي، ثم المصري، المقرئ. قرأ القراءات على أبي الجود، وقرأ على الشريف أبي الفتوح الخطيب، ولم يُكمِّل عليه. وسمع من محمد بن عبد الله بن حسين البَرْمكي بمصر، ومن المبارك بن علي الطبّاخ بمكة. وتصدّر للإقراء بمصر، وحدّث، وأفاد. قال الحافظ عبد العظيم قرأت عليه للسبعة، وسمعت منه. ووُلد سنة
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 100 ثلاث وثلاثين وخمسمائة، وكان يسمع معنا على عمه. وهو من بيت صلاحٍ ورواية. توفي في الخامس والعشرين من صفر.) 4 (حامد بن أبي القاسم بن رُوزبة.) أبو القاسم الأهوازي، الحنفي. سمع أبا طاهر السِّلفي. وسمع بدمشق من إسماعيل الجَنْزَوي، وجماعةٍ، وبمصر، وعدن. وكتب بخطه الكثير. روى عنه الزكي المنذري وأثنى عليه. توفي في رمضان. 4 (الحرة بنت يلك التركي.) حدّثت عن أبي الوقت السِّجْزي. 4 (الحسن بن عبد الوهاب ابن صَدْر الإسلام أبي الطاهر إسماعيل بن مكي بن عوف.) القاضي، أبو علي، نجيب القُرشي، الزُّهري، الإسكندراني، المالكي، العَدْل. وُلد سنة ثلاث وخمسين. وسمع من جده، ومن السلفي. وكان من أعيان أهل بلده: رياسةً وعقلاً ورأياً. روى عنه الزكي المنذري، وقال: توفي في سَلْخ شوال. 4 (حفصة بنت أحمد بن محمد بن مُلاعب.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 101 أم الحياء. أخت داود الوكيل. روت عن: أبي الفضل الأُرْموي. روى عنها: الدبيثي، وجماعة. وتوفيت في المحرم. 4 (حمامة بن عبد الرحمن.) الفقيه أبو الهدى الغماري، المالكي. توفي بدمشق كهلاً في شعبان. وكان ممن لزم أبا الحسن بن المُفضَّل وتفقّه عليه، وسمع الكثير. 4 (حرف السين)
4 (سالم، صاحب المدينة العَلَوي.) ) الحسيني. قدم الشام في صُحبة الملك المعظَّم. ثم سار في شعبان من السنة بمن استخدمه من التُّركمان والرجّالة ليقاتل قَتادة صاحب مكة. فمات سالم في الطريق، وقام بعده ابن أخيه جمّاز، فمضى بذلك الجَمْع وقصد قَتادة، فجمع قتادة، وكان الملتقى بوادي الصفراء فكُسر قتادة، وانهزم إلى يَنبُع، فتبعوه وحصروه بقلعتها. 4 (سعيد بن أبي الفتوح المبارك بن بركة بن علي.) أبو القاسم البغدادي، اللبّان، المعروف بابن كَمُّونة النَّخاس.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 102 ولد في سنة إحدى وثلاثين. وسمع من: أبيه، وأبي منصور محمد بن عبد الملك بن خَيرون، وأبي البركات إسماعيل بن أبي سعْد، وأبي سَعد أحمد بن محمد البغدادي، وابن الطلاّية، وجماعةٍ. والنخّاس: بخاء معجمة. روى عنه: الدبيثي، والزكي البِرزالي، وجماعةٌ. وتوفي في صفر. وآخر من سمع منه علي بن أنجب الحافظ. 4 (سليمان بن عبد الله بن يوسف.) أبو الربيع الهوّاري، الجَلَولي، الضرير، المقرئ الصالح. كان عارفاً بالقراءات، والنحو، والتفسير. وسمع من العلاّمة عبد الله بن برّي. وأقرأ، وأمَّ بالمدرسة الصاحبية مدة. وكان ديّناً، عفيفاً، قانعاً، مؤثِراً. توفي في سابع عشر شعبان. 4 (سليمان بن محمد بن علي بن أبي سعد.) الفقيه أبو الفضل المَوْصلي، ثم البغدادي، الصوفي، ويُعرف بابن اللبّاد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 103 سمع بإفادة أخيه والد الموفّق عبد اللطيف بن يوسف من جماعة. وولد في صفر سنة ثمانٍ وعشرين وخمسمائة. وسمع من: أبي القاسم إسماعيل ابن السمرقندي، ويحيى بن الطرّاح، وأبي منصور بن خَيْرون،) وأبي الحسن بن عبد السلام، والحسين بن علي سِبط الخيّاط، وأبي البدر إبراهيم الكَرْخي، وأبي بكر محمد بن جعفر بن مِهران الإصبهاني، وأبي المعالي عبد الخالق بن البَدِن، وطائفةٍ. وصحب أبا النحيب السُّهْرَوَري، وتفقّه عليه. وكان صحيح السماع، عالي الإسناد، سهل القِياد. حدّث بالكثير، وطال عمره، وتفرّد. وكان صدوقاً ديّناً. روى عنه: الدبيثي، وابن النجار، وابن خليل، والضياء، والنجيب الحَرّاني، وطائفةٌ. وروى عنه بالإجازة ابن البُخاري، وسيّدة بنت ابن دِرباس. وآخر من روى عنه بالإجازة عبد الرحمن المُكبِّر ببغداد. توفي في الثالث والعشرين من ربيع الأول. 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن سليمان بن داود بن عبد الرحمن بن سليمان بن عمر بن حَوْط الله.) أبو محمد الأنصاري، الحارثي، الأندلسي، الأُنْدي، الحافظ. ولد بأُندة سنة تسعٍ وأربعين وخمسمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 104 وقرأ القراءات على والده. وقدم بَلَنسية فسمع النصف الأول من إيجاز البيان للداني في قراءة وَرش من أبي الحسن بن هُذيل، لم يسمع منه غير ذلك ولا أجاز له. ورحل إلى مُرسية فسمع من أبي القاسم عبد الرحمن بن حُبيش، وأبي عبد الله بن حَميد، وأخذ عنهما القراءات. وناظر في العربية على ابن حَميد، وقيّد عنه اللغة. وسمع بمالقة من أبي القاسم عبد الرحمن السُّهيلي. وبغَرناطة من أبي محمد عبد المنعم بن الفَرَس، وأبي بكر بن أبي زَمَنين. وبإشبيلية من أبي بكر محمد بن عبد الله بن الجدّ، وأبي عبد الله بن زَرقون. وبقرطبة من أبي القاسم بن بَشكُوال، وجماعة. وبسبْتة من أبي محمد بن عبيد الله. وبمرّاكش من أبي العباس أحمد بن مَضَاء. وأجاز له خلق، منهم: أبو الطاهر إسماعيل بن عَوْف من الإسكندرية، وأبو طاهر الخُشوعي من دمشق. قال الأبّار: واعتنى بالطَّلب من صغره إلى كِبره، وروى العالي والنازل. وكان إماماً في هذا الشأن، بصيراً به، معروفاً بالإتقان، حافظاً لأسماء الرجال. ألّف كتاباً في تسمية شيوخ البخاري، ومسلم، وأبي داود، والنسائي، والترمذي، نزع فيه منْزع أبي نصر الكلاباذي لكنْ لم) يُكمله. وكان كثير الأسفار فتفرّقت أصوله. ولو قعد للتصنيف لعظُم الانتفاع به. ولم يكن في زمانه أكثر سماعاً منه ومن أخيه أبي سليمان، وكان له على أخيه الشُّفوف الواضح في علم العربية، والتفنّن في غير ذلك، والتميُّز بإنشاء الخُطُب، وتحبير الرسائل، والمشاركة في قرض الشعر. أقرأ بقرطبة القرآن والنحو، واستأدبه المنصور صاحب المغرب لبنيه فأقرأهم بمرّاكش، وحظي لديه، ونال من جهتهم وَجاهة متّصلة ودُنيا عريضة، وتصرّف في الخطط النبيهة. وولي قضاء إشبيلية وقرطبة ومُرسية. وكان حميد السيرة، محبّباً إلى الناس، جَزْلاً، صَليباً في الحق مَهيباً، على حِدّةٍ فيه، ربما أوقعته فيما يكره. وكان عالماً مقدَّماً، خطيباً مُفوَّهاً، أخذ عنه الناس. وتوفي
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 105 بغَرناطة وهو يقصد مُرسية والياً قضاءها ثانياً في ثاني ربيع الأول، رحمه الله. 4 (عبد الله بن عثمان بن محمد بن حسن.) أبو بكر ابن قُديرة، البغدادي الدقاق، ويعرف أيضاً بسِبط ابن هدية. ولد سنة تسعٍ وعشرين وخمسمائة. وسمع من: أبي البدّر إبراهيم الكرخي، وأحمد بن علي ابن الأشقر، وسعد الخير الأندلسي، والمبارك بن أحمد الكِندي، وجماعةٍ. وهو أخو يوسف. روى عنه: الدبيثي، والضياء محمد، وجماعةٌ. وتوفي في شعبان. 4 (عبد الله بن أبي بكر بن أحمد بن طُلَيب.) أبو علي الحَرْبي المعروف بالسِّندان. سمع عبد الله بن أحمد بن يوسف، وهو آخر من حدّث عنه بالعراق. روى عنه: الدبيثي، يوسف بن خليل، وأبو الفتح محمد بن عبد الغني وأخوه موسى، وإسماعيل بن ظَفَر، والضياء محمد، وآخرون. توفي في ثالث عشر ذي الحجة. 4 (عبد الرحمن بن سعد الله بن إبراهيم.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 106 أبو علي الأزجي، القطيعي، البيّع، ويعرف بابن دَبّوس. ولد سنة سبعٍ وثلاثين وخمسمائة.) وسمع من: ابن ناصر، وأبي الوقت. روى عنه: الدبيثي، والزكي البِرزالي. وتوفي في رجب. 4 (عبد الرحيم بن عبد الواحد بن أحمد.) الفقيه كمال الدين المقدسي، الحنبلي. أخو الحافظ الضياء. ولد سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة. ورحل إلى بغداد قبل أخيه، فسمع من ابن كُليب، وابن الجَوزي، وسمع بدمشق من يحيى الثقفي، وجماعةٍ. سمع منه أخوه جزء ابن عَرفة، وقال: مرض خمس ليالٍ، وصلى العصر، وتوفي في يوم الجُمُعة ثاني عشر رجب. قال أخوه الضياء: كان مرضه يشبه الطاعون. اشتغل مدة ببغداد على الفخر إسماعيل، ثم سافر إلى همذان واشتغل بالخلاف على الطاووسي، وسافر إلى إصبهان وسمع بها، وكان إماماً ورعاً، ذا مروءة، محبوباً إلى الناس، أقام مدة يُلقّن القرآن، ويُلقي الدرس من الكافي. قال: وكان جواداً شجاعاً قوياً، لا تأخذه في الله لومة لائم، لا يكاد يترك قيام الليل. قلت: وأمّ أولاده هي فاطمة بنت الحافظ عبد الغني. وهو والد الأخوين: شمس الدين محمد، وكمال الدين أحمد ابنَي الكمال. 4 (عبد السلام ابن الإمام أبي إسحاق إبراهيم بن إسماعيل بن سعيد.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 107 أبو محمد القرشي، الهاشمي. إمام مسجد الزُّبير بن العوّام رضي الله عنه بمصر. سمع بدمشق من الحافظ أبي القاسم الدمشقي، وحدّث. وتوفي في جمادى الأولى. 4 (عبد العزيز بن معالي بن غَنيمة بن الحسن.) أبو محمد البغدادي، الإُشناني، المعروف بابن مَنِينا. ولد سنة خمس وعشرين وخمسمائة.) وسمع من: القاضي أبي بكر الأنصاري، وعبد الوهّاب الأنماطي، وأبي البدر الكرخي، وأبي محمد سِبط الخيّاط، وجماعة. وهو آخر من حدّث بالعراق عن القاضي أبي بكر. قال الدبيثي: كان خيّراً، صحيح السماع. قلت: روى عنه هو، والضياء، والزكي البِرزالي، وابن النجار، والجمال يحيى بن الصيرفي، وأبو عبد الله بن البنّ الفقيه، وآخرون. وآخر من روى عنه بالإجازة: الكمال عبد الرحمن الفُويره. وتوفي في الثامن والعشرين من ذي الحجة. 4 (عبد القادر بن عبد الله.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 108 الحافظ الكبير أبو محمد الرّهاوي، الحنبلي. ولد بالرُّها في جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين وخمسمائة، ونشأ بالمَوصل. كان مملوكاً لبعض المَواصلة فأعتقه، فطلب العِلم وهو ابن نيّف وعشرين سنة. ورحل إلى البلاد النائية، ولقي الكبار، وعُني بالحديث أتمّ عناية فسمع بإصبهان من: مسعود بن الحسن الثقفي، والحسن بن العباس الرُّستُمي، وأبي المُطهَّر القاسم بن الفضل الصيدلاني، وأبي جعفر محمد بن الحسن الصيدلاني، ورجاء بن حامد المَعْداني، ومحمود بن عبد الكريم فُورجة، وإسماعيل بن شَهريار، ومعمَر بن الفاخر، وعبد الرحيم بن أبي الوفاء، وعلي بن عبد الصمد بن مَرْدويه، والحافظ أبي موسى المَديني، وطائفة. وبهمذان من: الحافظ أبي العلاء العطّار، وأبي زُرعة المقدسي، وأبي الفضل محمد بن بُنَيمان، وجماعة. وبهَراة من: عبد الجليل بن أبي سعْد آخر أصحاب بِيْبى الهَرْثمية، ونصر بن سيّار بن صاعد، وأبي الفتح محمد بن عُمر الحازمي. وبمَرو من: أبي الفتح مسعود بن محمد المَرْوَزي، وغيره. ولم يُكثر المُقام بها. وبنيسابور من: أبي بكر محمد بن علي بن محمد الطوسي، وغيره.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 109 وبسِجِسْتان من أبي عروبة عبد الهادي بن محمد عبد الله الزاهد. وببغداد من: أبي علي أحمد بن محمد الرحبي، وأبي محمد ابن الخشاب، وشُهْدة، وهذه الطبقة. وبواسطة من: هبة الله بن مخلَد الأزدي، وأبي طالب ابن الكتّاني.) وبالموصل من: خطيبها، ويحيى بن سعدون. وبدمشق من: الحافظ أبي القاسم ابن عساكر، ومحمد بن بركة الصِّلحي، وأبي المعالي بن صابر، وجماعة. وبمصر من: محمد بن علي الرحبي، وعبد الله بن بري، وجماعة. وبالإسكندرية من السّلفي فأكثر عنه، ومن: عبد الرحمن بن خلف الله المقرئ، وعبد الواحد بن عسكر، وأبي محمد العثماني، وأخيه أبي الطاهر إسماعيل. وحدّث بالإسكندرية في حياة السلفي، وحدّث بالموصل مدّة. ووُلي مشيخة دار الحديث المُظفرية بالموصل، ثم سكن حرّان. وجمع وصنّف، وعمل الأربعين المتباينة الإسناد والبلدان وهذا شيء لم يسبقه إليه أحد ولا يرجوه بعده أحد، وهو كتاب كبير في مجلد ضخم من نظر فيه عَلِمَ سَعَة الرّجل في الحديث وحِفظة، لكنّه تكرّر عليه ذكر أبي إسحاق السبيعي وذِكر سعيد بن محمد البحيري، نبّه على ذلك شيخنا المِزي. قال ابن نُقطة: كان عالماً، صالحاً، مأموناً، ثقة، إلا أنه كان عسِراً في الحديث لا يُكثر عنه إلا من أقام عنده. وقال ابن خليل: كان حافظاً ثَبْتاً، كثير السماع، كثير التصنيف، مُتقِناً، خُتم به علم الحديث.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 110 وقال الزكي المنذري: كان حافظاً، ثقة، راغباً في الانفراد عن أرباب الدنيا. وقال أبو شامة: كان صالحاً، مَهيباً، زاهداً ناسكاً، خَشن العيش، ورعاً. قلت: روى عنه ابن نُقطة، والزكي البِرزالي، والضياء، وابن خليل، والصريفيني، وابن ظفر، والشهاب القوصي، وعبد الرحمن بن سالم الأنباري، والزين ابن عبد الدائم، والجمال يحيى ابن الصيرفي، وعامر القلعي، والعزّ عبد العزيز ابن الصيقَل، ونجم الدين أحمد بن حَمدان الفقيه، وآخرون. وسمع منه الحافظ عبد الغني، والشيخ الموفَّق. وآخر من حدّث عنه بالإجازة والسماع: ابن حَمدان. أخبرنا يحيى بن أبي منصور إجازة، أخبرنا عبد القادر الحافظ سنة تسع وستمائة، أخبرنا مسعود الثقفي، أخبرنا إبراهيم الطيّان، أخبرنا إبراهيم التاجر، حدثنا المَحاملي، حدثنا خلاّد بن) أسلم، أخبرنا النضْر، حدثنا هشام، عن حَفْصة، قالت: قال لي أبو العالية: قرأت القرآن على عمر رضي الله عنه ثلاث مرارٍ. توفي الرُّهاوي في ثاني جمادى الأولى. 4 (عبد الكريم بن عطايا بن عبد الكريم بن علي.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 111 أبو الفضل القُرشي، الزُّهري، الإسكندري، نزيل القَرافة الكُبرى. سمع من أبي العبّاس أحمد بن الحُطيئة. وكان عارفاً بالعربية، واللغة، والشعر. صنّف كتاباً في شرح أبيات الجمل، وصنّف كتاباً في زيارة قبور الصالحين بمصر. وسمع منه غير واحدٍ. وتوفي في رمضان. 4 (عبد المجيد بن الحسن بن الحسين بن العلاء.) أبو الفضل النُّهاوَندي، ثم البغدادي. ولد سنة إحدى وثلاثين. وسمع من: أبي البدر الكرخي، وعلي بن عبد السيد ابن الصبّاغ، وأبي غالب ابن الداية. روى عنه الزكي البِرزالي. وتوفي في رمضان أيضاً. 4 (عبد الملك بن أبي محمد بن أبي الغنائم البَرَداني.) ثم البغدادي. سمع من أبي الفتح ابن البطي. وحدّث. ومات في شوال وقد جاوز السبعين. روى عنه ابن النجّار.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 112 4 (عبد المنعم بن أبي نصر محمد بن الحسين بن سُليمان.) الفقيه، أبو محمد الباجِسْرائي، الحنبلي، المعدَّل. ولد في حدود الخمسين.) وتفقّه على أبي الفتح نصر ابن المَنّي. وسمع من شُهدة وغيرها. ودرّس في مسجد شيخه بعد وفاته. وكان من كبار الحنابلة. وبين باجسرا وبغداد عشرة فراسخ. توفي في سابع عشر جمادى الأولى. روى عنه الدبيثي. 4 (عبد الوهّاب بن بُزغُش.) أبو الفتح البغدادي، العِيَبي، المعروف بقُطينة المقرئ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 113 قرأ بالروايات على: أبي الحسن علي بن عساكر، وأبي الفتح عبد الوهّاب بن محمد المالكي، وأبي الفضل أحمد بن محمد بن شُنيف، وإسماعيل بن علي الغسّاني الدمشقي. وسمع من: أبي الوقت السجزي، وابن البطّي، وأبي زُرعة، وجماعةٍ. وأقرأ القراءات، وكان أحد الموصوفين بالتجويد والمعرفة والإتقان. روى عنه الدبيثي وأثنى عليه، وقال: هو خَتَنُ أبي الفَرَج ابن الجوزي. توفي في خامس ذي القعدة. 4 (عبيد الله بن أحمد بن أبي القاسم هبة الله بن عبد القادر بن الحسين.) الشريف الخطيب، أبو الفضل الهاشمي، المَنصوري، البغدادي، المعدَّل. سمع من: أبي منصور موهوب بن أحمد ابن الجَواليقي، وأحمد ابن الطلاّية، ومحمد بن أحمد الطَّرائفي، وإسماعيل بن أبي سعْد، وابن ناصر، وجماعة. خطب بجامع القصْر مدة إلى أن عجز. وهو آخر من حدّث ببغداد عن ابن الجواليقي. روى عنه: الدبيثي، والزكي البِرزالي، والضياء المقدسي، والمقداد القيسي، وآخرون. توفي في سابع عشر رجب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 114 4 (عبيد الله بن محمد بن عبيد الله بن عبد الرحمن.) أبو الحسين المَذحِجِي، الأندلسي. من أهل باغة. نزل قرطبة، وأخذ عن أبيه القراءات والأدب والطب. وأخذ أيضاً عن عيّاش بن فَرَج، وأبي عبد الله بن صاف، وجماعة. وسمع الموطأ من مغيث بن يونس، ومن محمد بن) أحمد بن هِلال صاحب ابن الطلاّع. وأخذ الطبّ عن أبي مروان عبد الملك البَلَنسي، وأبي نصر فتح بن محمد. وعُني بلقاء الشيوخ المقرئين والمحدّثين والأطباء. قال الأبّار: كان ناظماً ناثراً، ماهراً في الطب وعليه عَوَّل وكان أبوه وأجداده أطباء. توفي في ربيع الآخر وله أربعٌ وثمانون سنة. 4 (عتيق بن علي بن خَلَف بن أحمد.) أبو بكر القُرشي، الأموي، المَرواني، الأندلسي، المُربَيطري، المعروف بابن قَنَترال، نزيل مالقة. أخذ القراءات والعربية عن أبي الحسن ابن النِّعمة، وسمع منه ومن أبي عبد الله بن سعادة. وسمع بمُرسية من أبي القاسم بن حُبيش. وبإشبيلية من أبي عبد الله بن زَرقون، وأبي بكر بن الجدّ. وأخذ بمالقة القراءات عن أبي محمد بن دحمان. وحج سنة اثنتين وستين، فسمع بمكة من علي بن عبد الله المِكناسي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 115 وبالإسكندرية من أبي طاهر السلفي. ثم قَفَل وتصدّر للإقراء والإسماع بمالَقة، وحدّث ببلَنسية. قال الأبّار: وكان مقرئاً، صالحاً، ورِعاً، حدّث عنه: أبو سليمان بن حَوط الله، وأبو عبد الله بن أبي البقاء، وأبو القاسم ابن الطَّيلسان، ووالدي عبد الله بن أبي بكر، وجماعة. وتوفي في رجب وله بضعٌ وثمانون سنة. 4 (علي بن أحمد بن علي.) أبو الحسن ابن بَطوشا الأزجي. حدّث عن ابن ناصر. وعاش ثمانين سنة. 4 (علي الملك المعظَّم أبو الحسن.) ولي العهد، ابن الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد ابن المستضيء بأمر الله الحسن.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 116 كان أبوه يحبه، حتى إنه خلع أخاه أبا نصر محمداّ، وجعل هذا ولي العهد، وكان شاباً فلم يُمتَّع، ومات في ذي القعدة. ومن غريب الاتفاق ما ذكر أبو المظفر ابن الجَوزي، قال: دخل يوم الجمعة رأس منكلي مملوك السلطان أُربك الذي كان قد عصى على أستاذه وعلى الخليفة وقطع الطريق وقتل ونهب، ثم جُهّزت إليه العساكر فظفروا به بقُرب همذان، فانكسر وقُتلت أصحابه، ونُهبت أثقاله) وهرب ليلاً، ثم قُتل وحُمل رأسه إلى أُزبك، فبعث به إلى الخليفة، فأدخل بغداد، وزُيّنت بغداد، فلما مرّوا به على باب درب حَبيب، وافق تلك الساعة وفاة علي هذا، فوقع الصراخ والنُّواح، وانقلب الفرح مأتماً، وأمر الخليفة بالنِّياحة عليه في نواحي بغداد، وفرشوا البواري والرماد، ولطم النسوان، غُلّقت الأسواق والحمّامات. وخلّف ولدين صغيرين: الحسين ويحيى. قلت: وجَزِع الناصر لموته وسمع الناس بكاءه وصراخه عليه، وعُمل له مأتم ببغداد لم يُسمع بمثله من الأعمار، وأقامت له الملوك الأعزية في بلدانهم، ورثَتْه الشعراء. 4 (علي بن حُميد.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 117 الزاهد العارف القُدوة الكبير، أبو الحسن ابن الصبّاغ. توفي بقَنا من صعيد مصر، ودُفن برباطه. وكان قد لقي المشايخ والصلحاء، انتفع به خلق، وظهرت بركاته على الذي صحبوه، وهدى الله به خلقاً كثيراً. وكان حسن التربية للمُريدين، ويتفقّد مصالحهم الدينية، وله أحوالٌ ومقامات. توفي في النصف من شعبان. قال الحافظ عبد العظيم: اجتمعت به بِقَنا سنة ست وستمائة. 4 (علي بن فضائل بن علي التكريتي.) ثم البغدادي، الأزَجي الملاّح. حدّث عن محمد بن أبي حامد عبد العزيز بن علي البيِّع. وتوفي في ربيع الأول.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 118 4 (علي بن مكّي بن الحسن.) القاضي الأشرف أبو الحسن الإسكندراني. عَدْلٌ صالح، ديّن، خيّر. سمع من السلفي. وتوفي في ذي القعدة. 4 (عمر بن الحسين بن يحيى.) أبو حفص البغدادي، الحريمي، القزّاز، الكبّاب، المعروف بابن المُعوَّج. شيخٌ مسندٌ، سمع من: أبي منصور عبد الرحمن القزّاز، وأبي البدر إبراهيم الكَرخي، وأحمد بن علي ابن الأشقر، وجماعة.) وكان فقيراً قانعاً يطلب. روى عنه: الدبيثي، والبِرزالي، والضياء، وآخرون. وتوفي في سابع ذي الحجة. 4 (حرف الفاء)
4 (فِتيان بن أحمد بن محمد بن فضائل.) أبو المكارم ابن سَمْنيّة. ولد سنة خمس وعشرين وخمسمائة. وحدّث عن أبي عبد الله الحسين بن محمد بن خميس المَوصلي. وتوفي في ربيع الآخر. روى عنه: الضياء المقدسي، والتقي اليَلْداني، وغيرهما. وأجاز للزكي المنذري.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 119 وسَمْنيّة مستفاد مع سَمينة. 4 (حرف الكاف)
4 (كفاية بنت أبي الفتوح بن أبي البركات ابن الحُصْري.) زوجة الحافظ عمر بن علي القُرشي. سمعت من أبي الفتح محمد بن الحسن ابن الخطيب الأنباري، وأبي الفتح ابن البطّي. وتوفيت في شّوال. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن إبراهيم.) أبو عبد الله المَهْري، البِجائي، المغربي. رحل ولقي جماعةً، وسمع بمصر وولي قضاء بِجاية. ودخل الأندلس، وولي قضاء مُرسية، وناب في قضاء مرّاكش. قال الأبّار: كان عَلَم وقته عِلماً وكمالاً وتفنّناً، يتحقّق بعلم الكلام وأصول الفقه، حتى أنه شُهر بالأصولي. اعتنى بإصلاح المستصفى للغزالي. وامتُحن بقرطبة سنة ثلاث وتسعين هو وأبو الوليد ابن رُشد محنتهما المشهورة من أجل نظرهما في علم الأوائل، فتحدّث الناس بصَبره في ذلك المقام وبجَلَده وثُبوت جأشه. وكُفّ بصره بأخَرَةٍ. أخذ عنه أبو محمد ابن حَوْط الله، وغيره.) وتوفي في أحد العيدين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 120 قلت: لم يُذكر له سماعٌ من أحد ولا متى وُلد. 4 (محمد بن الحسن بن عيسى.) الأجلّ، أبو عبد الله اللُّرستاني، الصوفي، تقي الدين. سمع بدمشق من: أبي القاسم علي بن الحسن الكِلابي الماسح، والخَضِر ابن عبدٍ الحارثي، والوزير أبي المظفّر الفلكي. وبالإسكندرية من السلفي. وكان شيخاً معمَّراً، ولد قبل العشرين وخمسمائة بسنة أو نحوها. قال المنذري: سمع من كِبر سنه على بعض شيوخنا. وكان شيخاً صالحاً على سَمْت أهل الخير. سافر مع شمس الدولة تورانشاه بن أيوب إلى اليمن، وحصلت له دُنيا متّسعة، وحصّل أملاكاً. وكان أكثر مقامه بخانقاه الصوفية. ولُرستان عمل بين إصبهان وخوزستان. قلت: روى عنه المنذري، وإسحاق بن محمود بن بلكوَيه الصوفي، والكمال علي بن شُجاع الضرير، وعبد الهادي بن عبد الكريم القيسي الخطيب، وجماعة. وتوفي في الثاني والعشرين من المحرم، وله نيّف وتسعون سنة. 4 (محمد بن عبد الله بن علي بن أحمد بن الفرَج.) أبو نصر البغدادي، الدبّاس، المعروف بابن أخي نصر العُكبري. ولد سنة خمسين. وسمع من: أبي الفتح ابن البطي، وابن المُقرَّب، وجماعة. وتوفي في نصف ربيع الأول. 4 (محمد بن أبي المعالي عبد الله بن موهوب بن جامع بن عَبدون.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 121 نور الدين، أبو عبد الله ابن البنّاء، البغدادي، الصوفي. صحِب أبا النجيب السُّهرَوَرْدي وسافر معه، وأخذ عنه التصوّف. وسمع من: ابن ناصر، وأبي بكر ابن الزاغوني، وأبي الكرم الشَّهررزوري، ونصر بن نصر العُكبري، وأبي الفتوح محمد بن محمد الطائي، وجماعة. وحدّث بمكة، ومصر، وبغداد، ودمشق. روى عنه: أبو عبد الله الدبيثي، وابن خليل، والضياء، والشهاب القوصي، وإسحاق بن بلكوَيْه) الصوفي، والجمال يحيى ابن الصيْرفي، ويحيى بن شُجاع بن ضِرغام القُرشي المصري، والقُطْب عبد المنعم بن يحيى الزهري، وأبو الفرَج عبد الرحمن بن أبي عُمر، وأبو الحسن علي ابن البُخاري، وآخرون. وأجاز لجماعة آخرهم موتاً شيخنا أبو حفص ابن القوّاس. قال الدبيثي: شيخ حسن كيِّسٌ، صحب الصوفية، وتأدّب بهم. وسمع بإفادة أبيه وبنفسه كثيراً وقال لي: وُلدت سنة ست وثلاثين وخمسمائة. وجاور بمكة زماناً، ثمن توجه إلى مصر، ثم إلى دمشق فأقام بها. قلت: كان مقيماً بالسُّمَيْساطية إلى أن توفي في منتصف ذي القعدة. وقد كتب بخطه عدة أجزاء من مسموعاته. وقال ابن النجار: كان من أعيان الصوفية وأحسنهم شَيبة وشَكلاً، صحبته من مكة إلى المدينة، وكنت أجتمع به كثيراً بجامع دمشق. وكان من أظرف المشايخ، وأحسنهم خُلقاً وألطفهم لا يَمَلُّ جليسه منه. وكان لمحبته للرواية ربما حدّث من فروع، وكنت أنهاه فلا ينتهي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 122 وروى عنه ابن مُسدي بالإجازة، قال: أخبرنا أبو الفتح الكروخي ببغداد، فذكر حديثاً من الجامع. 4 (محمد بن عبد الوهاب بن محمد بن عبد الوهّاب بن هبة الله السيبي.) البغدادي، أبو عبد الله. سمع: أبا الوقت السِّجزي، وأبا المظفَّر ابن التُّريكي. روى عنه: الدبيثي، وابن النجار، وقال: مات في شوال. 4 (محمد بن علي.) محيي الدين، أبو عبد الله الشقّاني، الرومي. قدم مصر، وسمع من العلاّمة عبد الله بن بَرّي، وعَشير بن علي، وجماعةٍ. وكان إماماً فاضلاً، وَلي قضاء المَوصل، ثم ولي قضاء مدينة أقصرا من الروم، وتوفي بسيواس. وشقّان بالفتح، وقيل: بالكسر قيل: أن بتلك الناحية جبلين في كل واحدٍ منهما شقّ يخرج منه الماء، فقيل لهما: شِقّان. توفي في ربيع الأول. 4 (محمد بن علي بن المبارك بن محمد.) )
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 123 كمال الدين أبو الفتوح التاجر المعروف بابن الجَلاجُلي. شيخٌ بغداديٌّ متميزٌ صاحب مالٍ. ولد سنة إحدى وأربعين وخمسمائة. وسمع من: هبة الله بن أبي شَريك الحاسب، والمبارك بن علي الوكيل الشُّرُوطي، وأبي الفتح ابن البطّي، وجماعة. وقرأ ببعض القراءات على أبي الحسن علي بن عساكر البطائحي. وقرأ القرآن على أبي السعادات الوكيل المذكور، عن قراءته على أبي البركات محمد بن عبد الله الوكيل صاحب أبي العلاء الواسطي. وسمع بالإسكندرية من السلفي. وحدّث في أسفاره، وطاف ما بين العراق والشام، إلى اليمن، ومصر، وخُراسان، وما وراء النهر، والهند. روى عنه: الدبيثي، وابن النجار، والزكي المنذري، والشهاب القوصي، والفخر عليٌّ، والشيخ شمس الدين، والتقي إبراهيم ابن الواسطي، والشمس عبد الرحمن ابن الزين، ومحمد بن مؤمن، وطائفة سواهم. وآخر من حدّث عنه بالإجازة عمر ابن القوّاس. قال ابن النجار: صَحِبته في السفر، وسمعتُ منه ببلاد. وكان تاجراً مُحتشِماً، صدوقاً، مليح المُجاورة، كيّساً، حُفَظَةً للحكايات والأشعار، ظريفاً. توفي ببيت المقدس في رابع عشر رمضان. 4 (محمد بن محمد بن عبد الجليل بن محمد.) أبو بكر بن أبي حامد، ابن المُحدّث أبي مسعود كُوتاه الإصبهاني. سمع من: جدّه، وإسماعيل الحمّامي المعمَّر، وأبي الوقت. وكان فاضلاً، له معرفة. أثنى عليه ابن النجار، وحدّث عنه، وقال: كان يعِظُ في رَساتيق إصبهان. توفي في عاشر رمضان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 124 4 (محمد بن أبي جعفر محمد بن عدنان بن عبد الله بن عمر.) الشريف النقيب أبو الحسين العلَوي، الحسيني، الكوفي، المعروف بابن المختار، وهو لقب عمر جدّهم. ولد سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة. وتولى نقابة العَلَويين ببغداد. وسمع من أبي محمد ابن الخشّاب، وحدّث.) وتوفي في ربيع الأول. روى عنه الدبيثي. 4 (محمد بن محمد بن أبي القاسم الإصبهاني.) المِلَنْجيُّ، القطّان، المؤدِّب. ولد سنة أربعين ظنّاً. وسمع من: أبي القاسم إسماعيل الحمّامي، ومحمد بن أبي نصر بن هاجر. وحدّث ببغداد، ومكة. روى عنه: الحافظ علي بن المفضَّل ومات قبله، والحافظ الضياء، وابن خليل. وأجاز للفخر عليّ، وغيره. وكان محدِّثاً مُكثراً، حافظاً مُكرِماً متودداً للطلبة، ذا مروءةٍ سهلاً في إعادة أُصوله، محبّاً للرواية، واسع الصدر. توفي في جمادى الأولى.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 125 ومِلَنجة: من محالّ إصبهان أو من قراها، بكسر الميم وبالنون. 4 (محمد بن منصور بن عبد الواحد بن إلياس.) أبو المحاسن التميمي، البالِسي، ثم البغدادي. حدّث عن نصر بن نصر العُكبري، وغيره. ومات في رجب. روى عنه ابن النجّار. 4 (المبارك بن المبارك بن أبي الأزهر سعيد ابن الدهّان.) أبو بكر بن أبي طالب، الواسطي، النحْوي، الأديب، الضرير، وجيه الدين. ولد بواسط سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 126 وقرأ القرآن على الشيوخ، واشتغلَ. وسمع بواسط من نصر بن محمد الأديب، والعلاء بن علي السوادي. وسمع ببغداد من أبي زُرعة، وغيره. ولزِم الكمال عبد الرحمن الأنباري مدة، وبَرَع في النحو، وصنّف فيه، وأقرأه. وتخرّج به جماعةٌ ببغداد.) وله: (زارني والليل داجٍ بسَحَرْ .......... وبلُطْف اللفظ للقلب سَحَرْ)
(رام يستخفي من الواشي به .......... فأتى ليلاً، وهل يَخفى القمرْ)
(جسمه ماءٌ ولكنْ قلبه .......... عند شكوايَ إليه مِن حَجَرْ) وقد ترجمه ابن النجار فأطنب ووصفه وبالغ، وذكر أنه اشتغل عليه وانتفع به، وأنه كان يُكرّر على درسِ كل يوم فيحفظه. وقرأ النحو أيضاً على أبي محمد ابن الخشّاب. ودرّس النحو بالنظامية، وتفقّه على مذهب أبي حنيفة، وكان حنبلياً، وقيل: انتقل إلى مذهب الشافعي. وفيه تقول المؤيَّد أبو البركات ابن التكريتي الشاعر: (ومَن مُبلغٌ عني الوجيه رسالةً .......... وإنْ كان لا تُجدي لديه الرسائلُ)
(تمذْهبتَ للنعمان بعد ابن حنبلٍ .......... وذلك لما أعوزَتْكَ المآكلُ)
(وما اخترت رأي الشافعي ديانةً .......... ولكنَّما تهوى الذي هو حاصلُ)
(وعمّنا قليل أنت لا شكّ صائرٌ .......... إلى مالكٍ فافطن لما أنا قائل) قال الدبيثي: تخرَّج بالوجيه جماعة في النحو. وكان يقول العشر. وكان
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 127 هُذَرة، كتبتُ عنه أناشيد. وتوفي في السادس والعشرين من شعبان. قلت: وروى عنه الزكي البِرزالي، وغيره. وأجاز لأحمد بن أبي الخَيْر. 4 (محمود بن الحسن بن نَبْهان بن الحسن بن سَنَد.) الأمير نجم الدين الحِلّيُّ. شاعرٌ محسِنٌ مُجيدٌ، رئيسٌ نبيلٌ، مدح الملك العادل. روى عنه من شعره الشهاب القوصي، وغيره. وهو والد علي المنجّم الذي سمع من ابن طَبَرْزَد. ولد بالحِلّة السيفية سنة ست عشرة وخمسمائة، وعُمِّر دهراً طويلاً. توفي في رجب. 4 (مريم بنت أبي بكر بن عبد الله بن سَعد المقدسي.) أم عيسى، امرأة الشيخ موفق الدين ابن قُدامة.) كانت خيّرة صالحةً. روت بالإجازة عن يحيى بن ثابت، وغيره. روى عنها: الضياء، والشيخ شمس الدين عبد الرحمن. وتوفيت في جمادى الأولى. 4 (مَزْيد بن علي بن مَزْيد.) أبو علي الطائي الشاعر المعروف بابن الخَشْكَري.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 128 قدِم بغداد، ومدح الناصر لدين الله والكبار. وكان نُصَيرياً سافر إلى سِنان وصحبه، وانحلّ من الدين، وكان داعيةً. وعُمِّر دهراً. ومات في رمضان. 4 (مظفّر بن عبد الله بن علي بن الحسين.) الإمام الفقيه تقي الدين المِصري، الشافعي، المعروف بالمُقترَح. ولد في حدود الستين وخمسمائة. وتفقّه، وبرع في أصول الدين والخلاف والفقه، وصنَّف التصانيف، وتخرّج به جماعةٌ كثيرةٌ. قال الحافظ عبد العظيم: سمع بالإسكندرية من أبي الطاهر بن عوف الفقيه. وسمعت منه وحدّث بمكة ومِصر. وكان كثير الإفادة مُنتصباً لمن يقرأ عليه، كثير التواضُع، حسن الأخلاق، جميل العِشرة، ديّناً متورّعاً. ولي التدريس بالمدرسة المعروفة بالسلفي بالإسكندرية مدة، وتوجّه إلى مكة فأُشَيْعَت وفاته وأُخذت المدرسة فعاد ولمن يتّفق عوده إليها، فأقام بجامع مصر يُقرئ، واجتمع عليه جماعةٌ كثيرةٌ، ودرَس بمدرسة الشريف ابن ثَعْلب، وتوفي في شعبان. 4 (منصور بن أحمد بن أبي العزّ بن سعْد.) أبو بكر المكي الحُميلي، الضرير، المقرئ، نزيل بغداد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 129 قرأ القرآن على دَعوان بن علي الجُبّائي، وعلى أحمد بن عمر بن لَبيدة. وسمع من: دَعوان، وعلي بن عبد العزيز ابن السمّاك. والحُميلي: نسبة إلى قرية من أعمال نهر الملك. توفي في رجب. كتب عنه ابن نُقطة، والطلبة. 4 (مودود بن فُلان الشاغوري الفقيه.) ) كمال الدين الشافعي. قال الإمام أبو شامة: كان فقيهاً زاهداً، خيّراً، يُقرئ الفقه قُبالة مقصورة الخطابة بجامع دمشق، ويشرح التنبيه. توفي في السنة. 4 (موسى بن سعيد بن هبة الله.) الشريف أبو القاسم بن أبي الفتْح الهاشمي، البغدادي، ابن الصيقَل. ولد سنة سبع وعشرين وخمسمائة. سمع من: أبي القاسم إسماعيل ابن السمرقندي، ومحمد بن أحمد الطرائغي، وأبي الفضل الأُرْمَوي، ومحمد بن منصور القصْري. روى عنه: الدبيثي، الزكي البِرزالي، والمقداد القيسي، وطائفةٌ من أهل بغداد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 130 وكان صَدراً مُحتشماً، ولي حِجابة باب النوبي مدة. وكان عالي الإسناد. ولي نقابة العباسيين بالكوفة أيضاً. وتوفي في سادس عشر جمادى الأولى. 4 (حرف النون)
4 (ناز خاتون بنت أحمد بن أبي غالب محمد بن محمد ابن السَّكَن.) أم مُظفَّر البغدادية. سمعت من: جدّها، ومن سعيد ابن البنّاء، وعبد الباقي ابن النَّرسي المُحتسِب. وحدّثت روى عنها الدبيثي، وغيره. وتوفيت في جمادى الآخرة. 4 (حرف الياء)
4 (يحيى بن داود.) أبو زكريا التادَلي الفقيه، نزيل فاس. سمع من: أبي عبد الله ابن الرَّمّامة، وأبي الحسن بن حُنين. قال الأبّار: تفقه على مشيختنا، وكان له حظُّ من الفقه والأصول والعربية، ولَسَنٌ وبَلاغَةٌ. ولي قضاء جزيرة شُقر مدة طويلة. سمعت منه كتاب الشهاب للقُضاعي، بسماعه من ابن حُنين، عن العَبْسي، عن مؤلِّفه. وتوفي ببَلَنسية.) 4 (يحيى بن ياقوت.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 131 أبو الفَرج البغدادي، الفرّاش. مملوك العَتَبة الشريفة. سمع من: أبي القاسم إسماعيل ابن السمرقندي، وعبد الجبار بن أحمد بن تَوْبة، ويحيى ابن الطَّرَّاح، وعلي بن عبد السلام الكاتب، وعمر بن ظَفَر المَغازِليّ. وحدّث ببغداد، وبمكة وجاور بها ورُتِّب شيخاً بالحرم ومِعماراً. روى عنه: الدبيثي، وابن خليل، وأحمد بن مودود المَدَني نزيل القاهرة، وعلي بن محمد بن علي المكّي، ويحيى بن محمد بن أبي الفتح سِبط الواعظ: شيوخ الدِّمياطي، وآخرون. وعاد إلى بغداد وبها مات في الثامن والعشرين من جمادى الآخرة. 4 (يوسف بن عُثمان بن محمد بن حسن البغدادي.) أبو محمد الدقّاق، المعروف بابن قُدَيرة. سمع: سعيد بن أحمد ابن البنّاء، وأبا الوقت. وعنه: البِرزالي، والدبيثي. 4 (يوسف بن أبي حامد محمد ابن القاضي أبي الفضل محمد بن عمر بن يوسف.) أبو إسحاق الأُرْمَوي، ثم البغدادي، الأقفالي، الإبَري. ولد سنة ستٍّ وعشرين وخمسمائة. وسمع من: جده، وأبي الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام، وأبي عمر صافي الساويّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 132 وكان صحيح السماع. روى عنه: الدبيثي، والبِرزالي، والضياء، والنجيب عبد اللطيف، وجماعةٌ. وتوفي في التاسع والعشرين من ربيع الآخر. 4 (وفيها ولد) جمال الدين عبد الكافي بن عبد الملك بن عبد الكافي خطيب دمشق. والمحدّث علي بن بَلَبان. والعفيف عبد الرحيم بن محمد ابن الزَّجّاج. والعماد محمد بن عبد الرحمن بن سُلطان الحنفي.) والزين أحمد بن عبد الباري الإسكندري. وإبراهيم ابن الناصح محمد بن إبراهيم بن سَعد. والصفيّ محمد بن مظفّر الزَّرْزائي. والنجم يحيى بن علي الشاطبي، ولد بدمشق. والشجاع نقيب عسكر دمشق، وعاش مائة إلا سنة. والفخْر عبد القاهر ابن السيف عبد الغني ابن تيمية خطيب حرّان. وعلي بن محمود ابن قاضي باعشيقا، بها، من المَوْصل. والموفق محمد بن عبد المنعم بن جماعة الحَمَوي، سمع ابن باقا. وعبد الله بن علي بن محمود بن عمر بن زُقيقة، بحاني. والشيخ أبو بكر بن مسعود المقدسي الرُّويس الشاعر. وقاضي تدمر زين الدين محمد بن الحسن بن علي بن إسماعيل الغسّاني.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 133 4 (وفيات سنة ثلاث عشرة وستمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن عُبيد الله بن محمد بن قُدامة بن مِقدام.) الفقيه شرف الدين، أبو الحسن. ولد سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة. وسمع من: يحيى الثقفي، والخَضِر بن طاوس، وابن صَدَقة الحرّاني، وإسماعيل الجَنْزوري، وجماعة. وببغداد عبد المنعم بن كُليب، وجماعةٍ. روى عنه الحافظ الضياء وعمل له ترجمة طويلة، فقال فيه: إمامٌ فاضلٌ، ثقةٌ، ديّنٌ، عاقلٌ، جمع الله له بين الخُلْق والخُلُق، والدين والأمانة، وقضاء حوائج الإخوان، والكرَم والتعطُّف على المرضى والتطلُّع إلى حوائجهم، كفى الجماعة في أشغال كثيرة بعد سفر أخي إلى حِمص. أخبرنا الإمام أحمد ابن خالي عُبيد الله ببغداد، أخبرنا ابن كُليب فذكر من جزء ابن عَرَفة ثم قال: بلغني عن أهل بيته أنهم قالوا: ما ترك قطُّ قيام الليل، وكان يقول الحقَّ، لا يخاف من أحدٍ، ولا يُحابي أحداً. سمعت أبا العباس أحمد بن محمد بن خَلَف بن راجح بعد موت أحمد بأيام، رأيته في النوم فقلت) له: ما لقيتَ من ربّك فقال: كلَّ خير. فقلت له: زِدني. قال: ما أظنّ أحداً رُفع فوق منزلتي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 134 سمعت أحمد بن محمد بن أحمد بن إسماعيل يقول: رأيت الشرف أحمد في النوم بعد موته بأيام فقلت: كيف أنت أظنّه قال: بخير. قلت: فما متُّ ودفنّاك قال: أفما يُحيي الله الموتى فقلت: بلى. ثم ذكر له مناماتٍ أُخَر من هذا النوع. وقال: أنشدنا شيخنا موفَّق الدين لنفسه: (مات المُحِبُّ ومات العِزُّ والشرف .......... أئمَّةٌ سادةٌ منهمُ خَلَفُ)
(كانوا أئمة عِلْمٍ يُستَضاء بهم .......... لَهْفي على فقدهم لو يَنفع اللَّهْفُ)
(ما ودّعوني غداة البَيْن إذ رَحَلوا .......... بل أودعوا قلبي للأحزان وانصرفوا)
(شيَّعتهم ودُموعُ العين واكِفَةٌ .......... لِبَيْنهم وفؤادي حَشْوه أسَفُ)
(أُكفكف الدمع من عيني فيغلبني .......... وأحْصُرُ الصَّبر في قلبي فلا يقف)
(وقلت: رُدّوا سلامي أوقِفوا نَفَساً .......... رِفقاً بقلبي فما ردّوا ولا وَقَفوا)
(ولم يَعُوجوا على صبٍّ بهم دَنِفٌ .......... يخشى عليه لِما قد مسّه التلَف)
(أحباب قلبي ما هذا بعادتكم .......... ما كنتُ أعهد هذا منك يا شَرَف)
(بل كُنت تُعظِم تبجيلي ومنزلتي .......... وكُنتُ تُكرِمُني فوق الذي أصِفُ)
(وكنت عوناً لنا في كُلِّ نازلةٍ .......... تَظَلّ أحشاؤنا من همِّها تجف)
(وكنتَ ترعى حقوق الناس كلِّهم .......... من كنت تَعرفُ أو مَن لست تَعترفُ)
(وكان جودُك مَبْذولاً لِطالبه .......... جُنْحَ الليالي إذا ما أظلم السّدَفُ)
(وللغريب الذي قد مسَّه سَغَبٌ .......... وللمريض الذي أشفى به الدَّنْفُ)
(وكنتَ عَوناً لمسكينٍ وأرملةٍ .......... وطالبٍ حاجةً قد جاء يَلتهف) وقال الصلاح موسى بن محمد بن خَلَف: (عَزّ العزاءُ وبانَ الصبرُ والجَلَد .......... لما نَأتْ دارُ تَهوى وقد بَعُدوا)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 135 (والعين والله هذا وقْتُ عَبْرَتها .......... فإن أحبابها كانوا وقد فُقدوا)
(ساروا وما ودّعوني يَومَ بينهم .......... يا ليتهم لِغَرامي بعدهم شهدوا)
(أبكيهم بدّموعٍ قد بَخِلتُ بها .......... على سِواهم فقد أودى بي الكَمَدُ) ومنها:) (وأنت يا شرفٌ للدين ليس لنا .......... من بعدك اليوم لا جَمعٌ ولا عَدَدُ)
(قد كُنتَ واسطة العِقد الذي انتُظمت .......... به المعالي إن حلّوا وإن عَقَدوا)
(وكنتَ ذا خشيةٍ لله متَّقياً .......... تقوم بالليل والنُّوّام قد رَقَدوا) وفي أبيات أُخر. وخلّف من الولد: شرف الدين أحمد، وأبا عبد الله محمداً. 4 (أحمد بن عُبيد الله بن محمد بن عُبيد الله.) الفقيه الإمام أبو بكر الّلنْجاني، مفتي إصبهان، ويُعرف بالأفضل. قال الضياء: كان من العُلماء الأخيار. قلت: روى عن أحمد بن ظَفَر الثقفي. وسماعاته في حدود الخمسين وخمسمائة. روى عنه: الضياء، والزكي البِرزالي. قرأتُ وفاته بخطّ الضياء في رمضان. 4 (أحمد بن علي بن أبي زُنْبُور.) الإمام الأديب أبو الرضا النِّيلي، واللُّغويُّ، المقرئ، الشاعر. قرأ علي يحيى بن سَعدون القُرطبي. وتأدّب على سعيد ابن الدّهّان. وقد امتدح السلطان صلاح الدين بحلب بأُرجوزة طويلة، فَوَصَله عليها بخمسمائة دينار. وكان من غُلاة الرافضة. عُمِّر دهراً، ومات بالمَوْت بالموصل في العام.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 136 4 (أحمد ابن الحافظ عليّ بن المفضَّل بن عليّ.) الفقيه الصالح أبو الحسين المقدسي، ثم الإسكندراني، المالكي، العَدْل. وُلد سنة ثمانٍ وسبعين وخمسمائة. وسمع، وتفقه، ونشأ على غايةٍ من الدين والوَرَع. ودرّس بالصاحبية بالقاهرة بعد والده. قال الزكي المّنذري: أخبرنا، قال: عبد المنعم بن يحيى بن الخلّوف إجازة. وتوفي في صفر. 4 (أحمد بن علي بن أبي القاسم المبارك بن علي بن أبي الجود.) العتّابي، الكاغَدي، أبو العباس. سمع من: أحمد بن الطلاّيه، وأبي الوقت.) وحدّث. كان من محلّة العتّابيين بأعلى غَرْبيّ بغداد، وكان ابن الطلاّية خال أبيه. وهو أخو المبارك شيخ الأبَرْقوهي. روى عن أحمد: أبو عبد الله ابن الدبيثي، وغيره. وتوفي في ثالث ربيع الآخر. 4 (أحمد بن علي بن مسعود بن عبد الله بن الحسن بن عطّاف.) الأجلّ، أبو عبد الله الدارقَزّي، المقرئ، الورّاق، المعروف بابن السقّاء.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 137 ولد سنة أربع وأربعين وخمسمائة. قرأ القرآن على أبي الفضل أحمد بن محمد بن شُنَيف، وغيره. والنحو على أبي محمد ابن الخشّاب، والحسن بن عبيدة، وغيرهما. وسمع من: أبي الوقت، وسعيد ابن البنّاء، وجماعة. ويُقال له: الخطّابي: لأنه سكن قرية تُعرف بالخطّابية، ولم يزل خطيباً بها. روى عنه الدبيثي، وقال: توفي في رجب. 4 (أحمد بن عمر بن أحمد القُطْرُبُلِّي.) ثم الحرْبي، المقرئ، المعروف بالخاخيّ بخاءين معجمتين أبو العباس. سمع من: الزاهد أحمد ابن الطلاّية، وغيره. وتوفي في جمادى الآخرة. روى عنه الدبيثي، ووصفه بالصلاح والخير. أحمد بن عمر بن إبراهيم ابن الدَّردانة. أبو بكر الحرْبي. سمع من: ابن كُليب، وابن الجَوزي، وطبقتهما فأكثر. وحدّث بيسير. توفي وقد جاوز أربعين سنة في ذي القعدة، رحمه الله. 4 (إسحاق ابن قاضي القضاة صدْر الدين عبد الملك بن عيسى بن دِرْباس.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 138 فخر الدين، أبو طاهر الماراني، الشافعي. ولد سنة تسع وستين وخمسمائة.) وتفقه، وسمع الحديث، وناب في القضاء عن والده مدةً، ودرّس بالناصرية بمصر ثم بالسيفية بالقاهرة. وتوفي ليلة السابع والعشرين من رمضان. 4 (أسعد ابن الفقيه محمد بن علي ابن الوزير أبي نصر أحمد بن الوزير نظام المُلك الحسن بن) علي. الطوسي الأصل، البغدادي. ولد بُعيد الأربعين وخمسمائة. وسمع من: أبي الوقت. وحدّث. وفد درّس أبوه بالنظامية، وتوفي شاباً. وكان هذا خُلْواً من فضيلة. توفي في رجب. 4 (أسعد بن هبة الله بن وَهبان الحديثي، ثم البغدادي، البُزُوري.) روى عن: أبي الوقت. وعنه: الدبيثي. وتوفي في رمضان. 4 (إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 139 نبيه الدين، أبو الطاهر الأنصاري، المصري، الكاتب. سمع من: الشريف أبي الفُتوح الخطيب، وعُمارة اليمني الشاعر. وسمع بالإسكندرية من السلفي، وجماعةٍ. وولي استيفاء ديوان الأوقاف مدّةً. وولد سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة. وكتب بخطّه الكثير، وكان مليح الكتابة. وعلّق عن السلفي فوائد جمّة وسؤالات. روى عنه: الحافظ عبد العظيم. وتوفي في ليلة العشرين من شعبان. 4 (إسماعيل بن عُمر بن أبي بكر الفقيه محِبّ الدين المقدسي.) ) الحنبلي، المذكور في قصيدة الشيخ الموفَّق المذكورة من قريب. سمع بمصر من: أبي القاسم البُوصيري، والحافظ عبد الغني. وبدمشق من جماعة. روى عنه: الضياء المقدسي. وتوفي في شوّال. 4 (حرف التاء)
4 (تاج النساء بنت فضائل بن علي التكريتي.) تروي عن الشيخ الزاهد عبد القادر الرزاق الجيلي. روى عنها ابنُها قاضي القضاة أبو صالح نصر بن عبد الجيلي. وسمعت أيضاً من ابن البطي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 140 وتوفيت في رجب. 4 (حرف الجيم)
4 (جعفر بن أحمد بن جعفر.) أبو الفضل اللخْمي، الإسكندراني، النحوي، الشاعر، المعروف بالورّاق. شاعرٌ محسن، كتب عنه الزكي المنذري. 4 (جعفر بن جعفر بن نبهان.) وجيه الدين أبو الفضل الحمّوي، الفقيه، الأديب. كتب عنه الزكي المنذري. وتوفي بمصر بمسجده في ذي القعدة. 4 (حرف الحاء)
4 (الحسين بن يوسف بن أحمد بن يوسف بن فتوح.) أبو علي الأنصاري، الأندلسي، البَلَنسي، الضرير، المقرئ، المعروف بابن زُلاَّل. قرأ القراءات على أبي الحسن بن هُذيل، وسمه منه، ومن: الخطيب أبي
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 141 الحسن علي ابن النعمة، وأبي عبد الله بن سَعادة، وعبد الرحمن بن حُبيش، وأبي عبد الله بن حَميد. وقرأ القراءات أيضاً على طارق بن موسى. وأجاز له أبو طاهر السلفي، وجماعة. وتصدّر للإقراء ببلده، وأخذ عنه الناس، وكان حسَنَ الإلقاء والأداء، مجوِّداً، مُحققِّاً، مشارِكاً في) فنون، آية من آيات الله في الفِطنة والحَدْس على عمى بَصره، قال الأبّار فيه ذلك، وقال: سمعتُ منه جملةً. وانتقل بأخرةٍ إلى مُرسية، وأقرأ بها إلى أن توفي في الثاني والعشرين من المحرم، وولد سنة سبعٍ وأربعين وخمسمائة. 4 (حرف الزاي)
4 (زَيد بن الحسَن بن زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن سعيد بن عصمة بن حِمْيَر.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 142 العلاّمة تاج الدين، أبو اليُمن الكِندي، البغدادي، المقرئ، النحوي، اللغوي. ولد في شعبان سنة عشرين وخمسمائة. وحَفِظ القرآن وهو ابن سبع سنين، وكمّل القراءات العشر وله عشر سنين. وكان أعلى أهل الأرض إسناداً في القراءات فإني لا أعلم أحداً من الأُمة عاش بعدما قرأ القراءات ثلاثاً وثمانين سنة غيره. هذا مع أنه قرأ على أسْند شيوخ العصر بالعراق، ولم يبقَ أحد ممن قرأ عليه بقائه ولا قريباً منه، بل آخر مَن قرأ عليه الكمال ابن فارس وعاش بعده نيّفاً وستين سنة. ثم إنه سمع الحديث على الكبار، وبقي مُسند الزمان في القراءات والحديث. قرأ القراءات المشهورة والغريبة فأكثر على شيخه ومعلِّمه وأُستاذه الإمام أبي محمد سِبط أبي منصور الخياط، وأفاده، وحَرَص عليه في الصغر، وأسمعه الحديث، وأرسله إلى الشيوخ الكبار فقرأ بالكفاية في القراءات الست على الإمام المُعمَّر أبي القاسم هبة الله بن أحمد ابن الطَّبَر الحريري. وقرأ بالموضح في القراءات العشر على مؤلّفه أبي منصور محمد بن عبد الملك بن خَيرون. وقرأ للسبعة على أبي بكر محمد بن إبراهيم خطيب المُحوَّل، وعلى أبي الفضْل محمد ابن المهتدي بالله. ثم سمع الحديث من: القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي، وأبي القاسم هبة الله ابن الطبر، وأبي منصور القزّاز، ومحمد بن أحمد بن تَوْبة وأخيه عبد الجبّار، وأبي القاسم ابن السمرقندي، وأبي الفتْح ابن البيضاوي، وطلحة بن عبد السلام الرُّمّاني، ويحيى بن علي ابن الطَّرّاح، وأبي الحسن بن عبد السلام، وأبي
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 143 القاسم عبد الله بن أحمد بن يوسف، والحسين بن علي سِبط الخيّاط، والمبارك بن نَغُوبا، وعلي بن عبد السيد ابن الصبّاغ، وعبد الملك بن أبي القاسم الكَرُوخي، وسعد الخير الأنصاري، وطائفة سواهم. وله مشيخة في أربعة أجزاء خرّجها أبو القاسم علي ين القاسم ابن عساكر.) وقرأ النحْو على: أبي السعادات هبة الله ابن الشَّجريّ، وأبي محمد ابن الخشّاب، وشيخه أبي محمد سِبط الخياط. وأخذ اللُّغات عن أبي منصور موهوب ابن الجواليقي. وقدم دمشق في شبيبته، وسمع بها من أبي الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي الحديد، وتفرَّد بالرواية عنه، وعن أكثر شيوخه. ثم قدم الشام ومصْر، وسكن دمشق ونال الحِشمة الوافرة والتقدم، وازدحم عليه الطلبة. وكان حنبلي المذهب فانتقل حنفيّاً لأجل الدنيا، وتقدّم في مذهب أبي حنيفة. وأفتى، ودرّس، وصنّف، وأقرأ القراءات، والنحو، واللغة، والشعر. وكان صحيح السماع، ثقةً في النقْل، ظريفاً، حسن العِشرة، طيِّب المزاج، مليح النَّظم. قرأ عليه القراءات علَم الدين السَّخاوي ولم يُسندها عنه، وعَلَم الدين القاسم بن أحمد الأندلسي، وكمال الدين إسحاق بن فارس، وجماعةٌ. وحدث عنه: الحافظ عبد الغني، والشيخ المُوفق، والحافظ عبد القادر، وابن نُقطة، وابن النجار، وأبو الطاهر ابن الأنماطي، والبِرزالي، والضياء، والزكي عبد العظيم، والزين خالد، والتقيّ بن أبي اليُسر، والجمال ابن الصيرفي، وأحمد بن سلامة الحداد، والقاضي أبو الفَرَج عبد الرحمن بن أبي عمر، والقاضي
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 144 أبو عبد الله محمد ابن العماد إبراهيم، وأبو الغنائم المُسلَّم بن علاّن، والمؤمَّل بن محمد البالِسي، وأبو القاسم عُمر بن أحمد ابن العديم، وأبو حفص عمر بن محمد بن أبي عَصْرون، وأبو الحسن علي بن أحمد ابن البخاري، وأبو عبد الله محمد ابن الكمال، ومحمد بن مؤمن، ويوسف ابن المُجاور، وست العرب بنت يحيى الكِندي، وإسماعيل ابن العفيف أحمد بن إبراهيم بن يعيش المالكي، ومحمد بن عبد المنعم ابن القوّاس. وآخر من روى عنه بالإجازة أبو حفص ابن القوّاس، ثم أبو حفص عمر بن إبراهيم العقيمي الأديب وتوفي هذا في شوال سنة تسع وتسعين وستمائة. قال ابن النجار: أسلمه أبوه في صغره إلى سِبط الخياط، فلقّنه القرآن وجوّد عليه، ثم حفّظه القرآن وله عشر سنين. إلى أن قال: تفرّد بأكثر مَرْويّاته. سافر عن بغداد سنة ثلاث وأربعين، ودخل همذان فأقام بها سنين يتفقّه على مذهب أبي حنيفة على سعْد الرازي بمدرسة السلطان طغرل. ثم إن أباه حج سنة أربع وأربعين فمات في الطريق، فعاد أبو اليُمن إلى بغداد، ثم توجّه) إلى الشام، واستوزره فرّوخ شاه، ثم بعده اتصل بناحية تقي الدين عمر صاحب حماة، واختصّ به وكثُرت أمواله. وكان المعظَّم يقرأ عليه الأدب، ويقصده في منزله، ويعظّمه. قرأت عليه كثيراً، وكان يصلني بالنفقة. ما رأيت شيخاً أكمل منه فضلاً ولا أتم منه عقلاً ونُبلاً وثقة وصِدقاً وتحقيقاً ورزانة، مع دماثة أخلاقه. وكان مَهيباً، وقوراً، أشبه بالوزراء من العلماء بجلالته وعلوّ منزلته. وكان أعلم أهل زمانه بالنحو أظنّه يحفظ كتاب سيبوَيْه. ما دخلت عليه قط إلا وهو في يده يطالعه، وفي مجلدٍ واحدٍ رفيع، فكان يقرأها بلا كُلفة وقد بلغ التسعين. وكان قد مُتّع بسمعه وبصره وقوته. وكان مليح الصورة، ظريفاً، إذا تكلم ازداد حلاوة، وله النظم والنثر والبلاغة الكاملة. إلى أن قال: حضرت الصلاة عليه. وقال أبو شامة: ورد الكِندي ديار مصر، يعني في سنة بضعٍ وستين
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 145 وخمسمائة، قال: وكان أوحد الدهر، فريد العصر، فاشتمل عليه عز الدين فرُّوخ شاه بن شاهنشاه بن أيّوب، ثم ابنه الأمجد صاحب بَعلبكّ، ثم تردّد إليه بدمشق الملك الأفضل علي ابن صلاح الدين، وأخوه الملك المحسن، وابن عمه الملك المعظَّم عيسى ابن العادل. وقال ضياء الدين بن أبي الحجّاج الكاتب عنه: كنتُ في مجلس القاضي الفاضل، فدخل فرُّوخ شاه، فجرى ذكر شرح بيت من ديوان المتنبي فذكرت شيئاً فأعجبه، فسأل القاضي عني، فقال: هذا العلاّمة تاج الدين الكندي، فنهض فرُّوخ شاه، وأخذ بيدي، وأخرجني معه إلى منزله، ودام اتصالي به. قال: وكان الملك المعظَّم يقرأ عليه دائماً قرأ عليه كتاب سيبويه نصّاً وشَرحاً، وكتاب الحماسة، وكتاب الإيضاح وشيئاً كثيراً، وكان يأتي من القلعة ماشياً إلى دار تاج الدين بدرب العَجَم والمجلَّد تحت إبطه. وحكى ابن خَلِّكان أن الكِندي قال: كنت قاعداً على باب أبي محمد ابن الخشّاب النحوي وقد خرج من عنده أبو القاسم الزَّمخشري وهو يمشي في جاون خشب لأن إحدى رجليه كانت سقطت من الثلج. ومن شعر الكِندي: (دعِ المنجّم يكبو في ضَلالته .......... إن ادعى عِلم ما يجري بن الفَلَكُ)
(تفرّد الله بالعِلم القديم فلا ال .......... إنسان يشركه فيه ولا الملَكُ)
(أعدّ للرزق من إشراكه شركاً .......... وبئستِ العُدّتان: الشِّرك والشَّرْكُ) وله:) (أرى المرءَ يهوى أن تَطول حياته .......... وفي طولها إرهاقُ ذُلٍّ وإزهاقُ)
(تمنّيت في عصر الشبيبة أنني .......... أُعمَّر والأعمار لا شكّ أرزاقُ)
(فلما أتى ما قد تمنَّيت ساءني .......... من العُمْر ما قد كنتُ أهوى وأشتاق)
(يُخيِّل لي فِكري إذا كنتُ خالياً .......... رُكوبي على الأعناق والسير إعناق)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 146 (ويُذكِرني مَرّ النسيم ورَوْحه .......... حفائرَ يعلوها من الترب أطباق)
(وها أنا في إحدى وتسعين حجةً .......... لها فيَّ إرعادٌ مَخوفٌ وإبراقُ)
(يقولون: تِرياقٌ لمثلك نافعٌ .......... وما ليَ إلا رحمةَ الله تِرياق) وله: (لبست من الأعمار تسعين حجةً .......... وعندي رجاءٌ بالزيادة مولَعُ)
(وقد أقبلت إحدى وتسعون بعدها .......... ونفسي إلى خمسٍ وستّ تطلّع)
(ولا غَرْو أن آتي هُنيدة سالماً .......... فقد يُدرك الإنسان ما يتوقّع)
(وقد كان في عصري رجالٌ عرفتهم .......... حُبُوها وبالآمال فيها تمتّعوا)
(وما عاف قبلي عاقلٌ طول عُمره .......... ولا لامه مَنْ فيه للعَقْل مَوْضعُ) وقال الحافظ ابن نُقطة: كان الكِندي مُكرِماً للغرباء، حسن الأخلاق، فيه مزاح، وكان من أبناء الدنيا المشتغلين بها وبإيثار مُجالسة أهلها. وكان ثقة في الحديث والقراءات، وصحيح السماع، سامحه الله. وقال الإمام موفق الدين: كان الكِندي إماماً في القراءة والعربية، انتهى إليه عُلُوّ الإسناد في الحديث. وانتقل إلى مذهب أبي حنيفة من أجل الدنيا إلا أنه كان على السُّنّة، وصّى إليّ بالصلاة عليه والوقوف على دفنه، ففعلت ذلك. وللسخاوي فيه: (لم يكن في عصر عمرٍ ومثلُه .......... وكذا الكِندي في آخر عصْرِ)
(فهما زيدٌ وعمرو إنما .......... بُني النحو على زَيْدٍ وعَمرِو) ولأبي شجاع ابن الدهّان الفرضيّ فيه: (يا زيد زادك ربي مِنْ مواهبه .......... نُعمى يُقصِّر عن إدراكها الأملُ)
(لا بدّل الله حالاً قد حَباك بها .......... ما دار بين النُّحاة الحال والبَدَلُ) ) (النحْو أنت أحقُّ العالمين به .......... أليس باسمك فيه يُضرَب المثلُ)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 147 وقال جمال الدين القِفطي: أبو اليُمن الكِندي أخر ما كان ببغداد سنة ثلاثٍ وستين وخمسمائة، واستوطن حلب مدّة، وصحب بها الأمير بدر الدين حسَن ابن الداية النوري واليها. وكان يبتاع الخَليع من الملبوس ويتَّجر به إلى بَلَد الروم. ثم نزل دمشق، وصحِب عز الدين فرُّوخ شاه، واختصّ به، وسافر معه إلى مصر، واقتنى من كُتُب خزائنها عندما أُبيعت. ثم استوطن دمشق وقصده الناسُ. وكان ليِّناً في الرواية معجَباً بنفسه فيما يذكره ويرويه، وإذا نوظر جَبّة بالقَبيح، ولم يكن موفّق القلم، رأيت له أشياء باردة. قال: واشتهر عنه أنه لم يكن صحيح العقيدة. قلت: قوله لم يكن صحيح العقيدة، فيه نظر إلا أن يكون أنه على عقيدة الحنابلة، فالله أعلم. وقال الموفق عبد اللطيف: اجتمعتُ بالكِندي النحوي، وجري بيننا مباحثات. وكان شيخاً بهيّاً، ذكياً، مُثرياً، له جانب من السلطان، لكنه كان معجباً بنفسه، مؤذياً لجليسه. قلت: لأنه آذاه ولقّبه بالمطحن. قال: وجرت بيننا مباحثات فأظهرني الله عليه في مسائل كثيرة، ثم إني أهملت جانبه وقال أبو الطاهر الأنماطي: توفي الكِندي في خامس ساعة من يوم الاثنين سادس شوال، وصلى عليه بجامع دمشق صلاة العصر القاضي ابن الحَرَستاني، وبظاهر باب الفراديس الحُصْري الحنفيّ، وبالجبل الشيخ الموفَّق، ودُفن بتُربة له، وعُقد العزاء له تحت النَّسر يومين، وانقطع بموته إسناد عظيم وكُتُب كثيرة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 148 4 (حرف السين)
4 (سعيد بن حمزة بن أحمد بن الحسن.) أبو الغنائم النِّيلي، الكاتب. ولد بالنيل من العراق سنة ثماني عشرة وخمسمائة. وسمع بحكم الاتفاق من: هبة الله بن أحمد الشبلي، ومحمد بن عبد الله بن الحَرَّاني. وله شعرٌ كثيرٌ مدح الأمراء والولاة، ودخل الروم والشام. روى عنه: الدبيثي، وغيره. وأنشد الدبيثي من شِعره: (يا شائم البرق من شَرقي كاظِمةٍ .......... يبدو مِراراً وتُخفيه الدياجيرُ) ) (سلَّم على الدوحة الغنّاء مِنْ سَلَمٍ .......... وعَفِّر الخدّ إن لاح اليعافيرُ)
(واستخبر الخُؤذُر الساجي اللحاظ أخا ال .......... تغذير هل عاقه عنّا معاذير) توفي ببغداد في رمضان. 4 (حرف الشين)
4 (شجاع بن مفرّج بن قُصّة.) أبو محمد المقدسي، الجَبَلي، من أهل جبل قاسيون.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 149 سمع من: أبي المعالي بن صابر، وغيره. روى عنه: الحافظ الضياء، والفخر علي، والشيخ شمس الدين عبد الرحمن. وتوفي في شوال بقاسيون. 4 (شاكر بن أبي بكر أحمد بن محمد الحريمي الخياط.) ابن صُدَيقات. حدّث عن أبي علي أحمد بن أحمد الخرّاز. وتوفي في رمضان. 4 (حرف الصاد)
4 (صدقة بن علي بن مسعود.) أبو المواهب ابن الأوسي الضرير، المقرئ ببغداد. سمع من ابن البطي. وذّكَرَ أنه سمع من أحمد بن الطلاّية، وأنه قرأ القرآن على أبي الحسن علي بن أحمد اليَزدِي. مات في آخر المحرّم. روى عنه ابن النجّار. 4 (صدقة بن المبارك بن سعيد بن ثابت.) أبو الفضل الهُمامي، التاجر، العَدْل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 150 حدّث عن يحيى بن ثابت، وغيره. وتوفي في المحرم. 4 (حرف الضاد) ) 4 (ضوء الصباح بنت المحدِّث أبي بكر المبارك بن كامل الخفّاف.) واسمها: لامعة، وقيل: نور العين. ولدت سنة ثلاث وثلاثين. وسمّعها أبوها من: عمر بن حَمد البندنيجي، وأبي سَعْد أحمد بن محمد البغدادي، وأبي غالب محمد بن الداية، والأُرْموي، وجماعة. روى عنها: الدبيثي، وابن خليل، وغيرهما. وتوفيت في ذي الحجة. وعُمر بن حَمْد، هذا، روى عن أبي القاسم بن البُسْري. 4 (حرف الظاء)
4 (ظاعن بن محمد بن حسن.) عفيف الدين، أبو الحسن، أبو الرحّال. روى عن السلفي. روى عنه القوصي، لقبه بمِنى، وقال: توفي بمصر عن ثلاث وستين سنة. 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن جعفر بن هبة الله بن محمد بن عبد الله.) الشريف أبو طاهر العَلَوي، الحسيني، الكوفي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 151 سمع أحمد بن يحيى بن ناقة، ويحيى بن ثابت. وحدّث روى عنه الزكي المنذري. وتوفي بالقاهرة في رمضان. وكان كثير الأسفار والتطواف. له شعر، وخالط رؤساء مصر، ومدح جماعة، ونال دُنيا، وعاش ثمانين سنة. 4 (عبد الله بن الحسين بن صَدَقة.) أبو القاسم البغدادي، الوزّان، المعروف بعَسامة. حدّث عن ابن ناصر. وتوفي في شعبان.) 4 (عبد الله بن عمرو بن محمد بن يوسف.) أبو محمد، الخَزْرَجي، القرطبي، ثم التِّلِمْساني. قال الأبّار: سمع من أبي عبد الله بن خليل القيسي، وأبي محمد بن وهْب القُضاعي، بسَبْتة، وأخذ عنه القراءات، والعربية. وكان أديباً بليغاً، كاتباً. توفي في رمضان. 4 (عبد الله بن محمد بن علي بن إبراهيم بن مَحفوظ.) أبو بكر السُّلمي، الآمدي، ثم البغدادي، المعروف بابن الفرّاء. سمع من عمه إبراهيم، من: أبي الوقت، وأبي بكر بن الزاغواني، ومحمد بن عُبيد الله الرُّطَبي، وأبي جعفر العبّاسي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 152 وتوفي في شوّال. روى عنه: الدبيثي، والزكي البِرزالي، وابن النجار. ورِث ثلاثين ألف دينار فنذرها، وارتكب محظورات حتى انكشف حاله وسأل، ثم انقطع مع الفُقراء بالجامع، وحسُنت طريقته. قاله ابن النجار. 4 (عبد الله بن محمد بن عبد الله بن مُجَلَّي بن الحسين بن علي بن الحارث.) القاضي ثقة المُلك، أبو محمد ابن القاضي أبي الحسن، الرَّملي الأصل، المصري، الشافعي، الخطيب، الحاكم بمصر. سمع من: عبد الله بن رِفاعة، والشريف ناصر بن الخطيب. وناب في القضاء عن صدر الدين عبد الملك بن دِرباس بمصر، وناب أيضاً عن قاضي القضاة أبي القاسم عبد الرحمن بن عبد العلي. وولي خطابة الجِيزة. قال الزكي المنذري: سمعتُ منه، وسمع منه جماعة من شيوخنا ورفقائنا، وأخبرني أن مولده سنة إحدى وأربعين وخمسمائة. وكان جدّهم أبو المعالي المُجَلّي عاقد الأنكحة بالرَّملة. قلت: وروى عنه أيضاً: الزكي البِرزالي، والزكي عبد العظيم، ومحمد بن عبد المنعم الخِيمي الشاعر، والشرف عمر بن صالح السُّبْكي الحاكم، والشرف عبد الرحمن بن المظفَّر بن عبد الله المعروف والده بالمُقترَح، وآخرون. وتوفي في ثامن عشر ذي الحجة، بمصر.) 4 (عبد الحَكَم بن إبراهيم بن منصور بن المُسَلَّم.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 153 الفقيه الخطيب أبو محمد ابن الإمام أبي إسحاق، المعروف والدي بالعراقي. اشتغل على والده بمصر، وقرأ الأدب، وقال الشعر الجيد، وأنشأ الخُطب الكثيرة الحسنة، وناب عن والده في الخطابة والإمامة بجامع مصر، واستقلّ بعده به. روى عنه من نظمه الحافظ عبد العظيم، وقال: توفي في شعبان، وله خمسون سنة. 4 (عبد الرحمن بن علي بن أحمد بن عبد الرحمن.) أبو محمد، الزُّهري الإشبيلي، مسند الأندلس في زمانه. سمع من أبيه القاضي أبي الحسن. وسمع صحيح البخاري، في سنة أربع وثلاثين وخمسمائة من أبي الحسن شُريح بن محمد. وطال عمره حتى انفرد بالسماع في الدنيا عن شُريح. قال الأبّار: كثيراً ما كان شيخنا أبو الخطّاب بن واجب يحرّضني على الرحلة إلى لقائه، فلم يُقدَّر ذلك، سمع منه جماعة من أصحابنا، وتنافسوا في الأخْذ عنه، وتوفي في آخر سنة ثلاث عشرة. قال ابن مُسْدي: سمع بإفادة أبيه، ومولده قبل الثلاثين وخمسمائة، وأجاز لي غير مرة، وتوفي سنة خمس عشرة، كذا قال ابن مُسْدي. وأما شُريح، فروى البخاري عن أبيه، وابن منظور، بسماعهما من أبي ذرّ. 4 (عبد السلام بن عبد الناصر بن عبد المحسن.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 154 أبو محمد التِّنِّيسي السعدي، المقرئ، المعروف بابن عُديسة، نزيل دمياط. قال المنذري: قرأ القرآن بالقراءات على الشريف أبي الفتوح ناصر بن الحسن الخطيب بمصر. وأقرأ بدمياط مدة، قرأ عليه غير واحد من الفُضلاء، توفي في هذه السنة. 4 (عبد المجيد ابن الفقيه عبد الدائم بن عمر بن حُسين.) الشيخ الزاهد، أبو الفضل الكِنَاني، العَسْقلاني. ولد بعَسْقلان سنة سبع وأربعين وخمسمائة في صفر. وجاور بمكة أكثر زمانه، وحجّ خمسين حَجة، ثم قدم مصر، وبها توفي في شعبان. روى عن عمر الميانشي، وعنه الحافظ عبد العظيم. 4 (عبد المُحسن بن أبي القاسم بن عبد المنعم بت إبراهيم بن يحيى.) ) رشيد الدين، أبو محمد ابن النقّار، المِصري، الصوفي. وُلد سنة بضعٍ وأربعين. وسمع من أبي طاهر السلفي. روى عنه الزكي عبد العظيم، وقال: كان شيخاً حسناً، مشهوراً بالتصوُّف، صحب جماعةً من الصالحين، وهو أخو عبد العزيز. توفي في سَلْخ رجب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 155 4 (عبد الواحد بن إسماعيل بن ظافر.) الإمام صائن الدين، أبو محمد الدمياطي الشافعي، المتكلم. نزل دمشق، ودرّس بها، بالأمينية، وأعاد، وأفاد. سمع من: السلفي، وأحمد ومحمد ابني عبد الرحمن الحَضْرَمي، وعبد الله بن برّي النحوي. ورحل إلى إصبهان وسمع من أحمد بن أبي منصور التُّرك، وغيره. روى عنه: الضياء، والزكي البِرزالي، والزكي المنذري، والشهاب القوصي، وجماعةٌ، وآخرهم الفخر علي المقدسي. وتوفي في السابع والعشرين من ربيع الأول بدمشق. وذكر أن مولده ظنّاً في سنة ست وخمسين وخمسمائة. 4 (عبد الوهّاب بن عبد الله بن علي.) الوزير جمال الدين أبو محمد ابن الصاحب الوزير صفي الدين ابن شُكر. سمع من: حنبل، وابن طَبَرْزَد، وجماعة. ووَزَرَ للملك المعظَّم عيسى، كان كثير الصدقات. توفي في ربيع الآخر شابّاً. 4 (علي بن ظافر بن حسين.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 156 الفقيه جمال الدين، أبو الحسن الأزدي، المصري، المالكي، ابن العلاّمة أبي منصور. ولد سنة سبعٍ وستين. وتفقه على والده، وقرأ عليه الأصول، وقرأ الأدب، وبَرَع مع هذه الفضائل في معرفة التاريخ، وأخبار الملوك، وحفِظ من ذلك جملة وافرةً. ودرّس بمدرسة المالكية بمصر بعد أبيه، وترسّل إلى الديوان العزيز، وولي وزارة المَلِك الأشرف، ثم انفصل عنه، وقدم مصر، وولي وكالة) السلطنة مُدّةً. قال الزكي المنذري: كان متوقّد الخاطر، طَلْق العبادة. وكان مع تعلّقه بالدنيا له ميلٌ كثيرٌ إلى أهل الآخرة، محبّاً لأهل الدين والصَّلاح، وله مصنّفات حسنة منها كتاب الدول المُنقَطِعة، وهو كتاب مفيد في بابه جداً، ومنها كتاب بدائع البدائه، وأقبل في آخر عمره على السنة النبوية، ومطالعتها، وإدمان
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 157 النظر فيها. وحدّث بشيء من شعره. سمعتُ منه. قلت: وأخذ عنه من شعره الشهاب القوصي، وغيره. عاش ثمانياً وأربعين سنة. ومن تواليفه كتاب أخبار الشجعان، وكتاب أخبار الملوك السلجوقية وكتاب أساس السياسة رحمه الله. 4 (عُمر بن أحمد بن مِهران.) العلاّمة أبو حفص، الضرير، النحوي، العراقي، السَّوادي. ويقال له أيضاً: العَسْفَني نسبة إلى عين سفنة، قرية بنواحي المَوْصل. نشأ بالمَوْصل، وحفظ بها القرآن، وتأدّب على مكي بن ريّان، وصار أنحى أهل عصره، وأتقن العَروض والشعر واللغة، وتصدّر للإفادة بعد شيخه، وتخرّج به أئمة. وكان مُفرِط الذكاء، وكان يدرّس مذهب الشافعي. توفي يوم عيد الفِطر من السَّنة. 4 (عمر بن أبي المجد محمد بن عُمر البغدادي.) أبو حفص ابن المُزارع. روى عن أبي الفَتْح ابن البطّي. ومات في رجب. 4 (عيسى بن يوسف بن إسماعيل بن إبراهيم.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 158 الشيخ المقرئ، الزاهد، أبو موسى وأبو الفضل المقدسي، ثم البِلْبِيسي. صحب جماعة من الصالحين منهم الشيخ ربيع. وقرأ القراءات على الإمام أبي القاسم بن فِيرُّه الشاطبي. قرأ عليه الإمام أبو عبد الله الفاسي، نزيل حلب ومقرئها. سكن مصر مدة، وأقرأ بها، ثم سافر إلى الإسكندرية فتوفي بها في شعبان.) وروى عنه الزكي عبد العظيم، وهو من شيوخه. 4 (حرف الغين)
4 (غازي بن يوسُف بن أيوب بن شاذي ابن الأمير يعقوب.) السلطان الملك الظاهر غيّاث الدين أبو منصور ابن السلطان صلاح الدين، التكريتي، ثم المصري، صاحب حلب. ولد بمصر في رمضان سنة ثمان وخمسمائة. وسمع بالإسكندرية من الفقيه أبي الطاهر بن عَوْف. وبمصر من عبد الله بن برّي النحوي. وبدمشق من الفضل بن الحسين البانياسي. وحدّث بحلب. وولي سلطنتها ثلاثين سنة. قال الموفق عبد اللطيف: كان جميل الصورة، رائع الملاحة، موصوفاً بالجَمال في صِغره وفي كِبَره، وكان له غَورٌ ودهاءٌ ومكرٌ وأعظم دليل على دهائه مقاومته لعمّه الملك العادل، وكان لا يُخْليه يوماً من خوفٍ، وشغْل قلبٍ. وكان
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 159 يصادق ملوك الأطراف ويباطنهم ويلاطفهم، ويوهمهم أنه لولا هو لقد كان العادل يَقصدهم، ويُوهِم عمّه أنه لولا هو لم يُطعه أحدٌ من الملوك ولكاشفوه بالشِّقاق، فكان بهذا التدبير يستولي على الجهتين، ويستعبد الفريقين، ويشغل بعضهم ببعض. وكان كريماً مِعطاءً، يَغْمر الملوك بالتُّحف، والرسل بالنُّحْل، والشعراء والقُصّاد بالصلات. وتزوّج بابنة العادل وماتت معه، ثم تزوّج بأختها، فكان له عَرسٌ مشهودٌ، وجاءت منه بالملك العزيز في أول سنة عشرٍ، وأظهر السرور بولادته، وبقيت حلب مُزيَّنة شهرين، والناس في أكلٍ وشُربٍ، ولم يُبق صِنفاً من أصناف الناس إلا أفاض عليهم النعم، ووصلهم بالإحسان، وسيَّر إلى المدارس والخوانك الغَنَم والذهب، وأمرهم أن يعملوا الولائم، ثم فعل ذلك مع الأجناد والغِلمان والخدم، وعمل للنساء دعوةً مشهودةً أُغلقت لها المدينة. وأما داره بالقلعة فزيّنها بالجواهر وأواني الذهب الكثيرة، وكان حين أمر بحفر الخراب حول القلعة وجد عشرين لَبِنة ذهب فيها قنطار بالحلبي، فعمِل منها أربعين قَشْوةً بحُقاقِها، وخَتَن ولده الأكبر أحمد، وختنَ معه جماعة من أولاد المدينة، وقُدِّم له تقادم جليلة فلم يقبل منها شيئاً رِفقاً بهم، لكن قبِل قطعة سمندل طول ذراعين في ذراع، فغمّسوها في الزيت وأوقدوها حتى نفذ الزيت، وهي ترجع بيضاء فالتهوا بها عن جميع ما حضر.) وكان عنده من أولاد أبيه وأولاد أولادهم مائة وخمسة وعشرون نفْساً، وزوّج الذكور منهم بالإناث، وعقد في يومٍ واحدٍ خمسة وعشرين عَقداً بينهم، ثم صار كل ليلة يعمل عُرساً ويحتفل له، وبقي على ذلك مدة رجب وشعبان ورمضان. وكان بينه وبين سُلطان الروم عز الدين كيكاوس بن كَيْخُسرو صداقةً مؤكّدة ومراسلات، ومرض نيّفاً وعشرين يوماً، وأوصى أن يكون الخادم طغريل دِزْدار القلعة، وأن يكون شمس الدين ابن أبي يًعلى الموصلي وزيراً كما كان، ولا يخرج أحد عن أمره، وسيف الدين ابن جَنْدر أتابَك الجيش. وكان القاضي
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 160 بهاء الدين ابن شدّاد مسافراً إلى العادل بمصر، فقدِم بعد ثلاثٍ، فحلّ جميع ذلك بالتدريج والخِفْية، وأعانه مرض الوزير، فلما عُوفيَ وجد الأمور مختلفة، فسافر إلى الروم ثم انتكس ومرض، ومات في السنة. وأما ابن جَنْدَر فنزل عن الأتابكية، وجعلوها للملك المنصور يعني الذي كان تسلطن بمصر بعد والده العزيز. قال: فبقي أياماً وعزلوه، ثم ولّوه، ثم عزلوه غير مرة. وتلاعبت بهم الآراء، وكان قصدهم أن يكون الطّواشي شهاب الدين طغريل هو الأتابك، فسعوا إلى أن تم ذلك، ثم اتفقوا أن يحكم عليهم خادم، فاختلفت نيّاتهم. ورأوا أن يملّكوا الملك الأفضل علي ابن صلاح الدين، وعزم الأمراء على التوثّب بحلب، ثم قوي أمر طُغريل وثبت، وقد همّوا بقتله مرّات ووقاه الله، ولو ساق الأفضل لمَلَكَ حلب ولما اختلف عليه اثنان لكنه كاتَبَ عز الدين صاحب الروم وحسّن له أن يقصد حلب، فحشد وقصدها، ونازل تلّ باشِر، فأخذها، وأخذ عَيْن تاب، ورَعْبان، ومنبج، وكاتبه أكثر رؤساء حلب والأمراء. فلما رأى طُغريل والخواصّ ذلك، طلبوا الملك الأشرف، فجاء ونزل بظاهر حلب، مع شدة خوف. وجاءت طائفة من العرب ومعهم عسْكر يتولعون بعسكر الروم، فسيَّر إليهم عز الدين كبراء دولته، فساقوا بجَهْل، وأمعنوا إلى بُراعة في تلك البرِّيّة، فخارت قواهم وذبلت خيلهم، واختطفتهم العرب سبايا كما تُؤخذ النساء، فخار قلب عز الدين، ورجع إلى تل باشِر، ثم إلى بلاده، ولحِقه غَبَنٌ وأسفٌ حتى مرض ومات. وأما الملك الأشرف فإنه تمكّن من أموال حلب ورجالها وقَوِي بذلك على المَوْصل وسِنجار، وعظُم عند ملوك الشرق. قلت: قد ذكرت في الحوادث أن الظاهر قدم دمشق وحاصرها غير مرة مع أخيه الأفضل،) وحاصر مَنْبج وأخذها، وكذلك قلعة نُعْم، ثم حاصر حماة، وغير ذلك.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 161 وكان ذا شجاعة وإقدام. وكان سفّاكاً للدماء في أوائل أمره، ثم قصر عن ذلك وأحسن إلى الرعية. وكان ذكياً فطِناً، حسَن النادرة قال له الحِلِّيّ الشاعر مرة في المنادمة وهو يعبث به ورادٌّ عليه، فقال: انظم يتهدّده بالهَجْو، فقال السلطان: انثُر وأشار إلى السيف. وقال أبو المظفّر سِبط ابن الجوزي: كان الظاهر مَهيباً، له سياسة وفِطنة، ودولته معمورة بالعُلماء والفُضلاء، مزيّنة بالملوك والأمراء. وكان مُحسناً إلى الرعية وإلى الوافدين عليه، حضر معظم غزوات أبيه، وانضمّ إليه إخوته وأقاربه، وكان يزور الصالحين ويفتقدهم. وكان يتوقّد ذكاء وفطنة. توفي في العشرين من جمادى الآخرة بعلة الذّرب، وقام بأمر ابنه طُغريل أتابك العسكر أحسن قيام. وقال أبو شامة: أوصى في مرضه بالسلطنة لابنه محمد لأنه كان من بنت عمّه الملك العادل، وطلب بذلك استمرار الأمر له لأجل جده وأخواله، وجعل الأمر من بعده لولده الأكبر أحمد، ثم من بعده الملك المنصور محمد ابن الملك العزيز عثمان، أخيه، وفوّض القلعة إلى طُغريل خادم روميٍّ أبيض، وكان مشتهراً بالزهد، فصار له عنده مكانة. وعاش الظاهر خمساً وأربعين سنة، ونُقل فدفن بمدرسته التي أنشأها بحلب. قال ابن واصل: لما اشتدّ به المرض، قيل: إنه كان يفيق ويتشَّهد ويقول: ما أغنى عنّي مالِيَه، هلك عني سُلطانِيَه اللهم بك أستجير، وبرحمتك أثق. ولما مات كُتم خبره حتى دُفن بالقلعة، وسكن الناس. ثم أخرج الأتابك طُغريل ولديه من باب القلعة وعليهما السواد، فلما رآهما الأمراء وقعوا عن خيولهم وكشفوا رؤوسهم، وقُطعت الشعور، وضجّوا ضجة واحدة، وفعل
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 162 ذلك مماليكه، وكان منظراً فظيعاً. ثم ركب الأخوان الملك العزيز والملك الصالح بأُبّهة المُلْك، وحمل الأمير ابن جَنْدر بين أيديهما الغاشية، وأقبل المراء وأولاد الملوك يقبّلون أيديهما، ثم ردا إلى القلعة، وكثر النوح والبكاء. 4 (غَلْبون بن محمد بن عبد العزيز بن فَتْحون بن غَلْبون.) أبو محمد الأنصاري، المُرسي. سمع من: أبي الحسن بن هُذيل، وأبي علي بن عَريب، وأخذ عنهما القراءات. سمع أيضاً من: أبي عبد الله بن سَعادة، وأبي محمد بن عاشر، وجماعة.) وتصدّر للإقراء، وشُهر بذلك، وأخذ عنه الناس. وشارك في العربية والآداب. وكان من أهل الفضل والجلالة والإتقان، حمل عنه جماعةٌ. ولد سنة ست وأربعين وخمسمائة. وتوفي في رابع عشر ربيع الآخر. قال الأبّار: أجاز لنا ما رواه. 4 (حرف الفاء)
4 (فاطمة بنت الإمام أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد بن غالب القُرطبي، الشرّاط.) أم الفتح. قال الأبّار: ختمتْ على أبيها قراءة نافع، وحفظت عليه الشهاب للقُضاعي، و التنبيه لمكي، و مختصر الطليطلي، وقابلت معه صحيح مسلم، و السيرة لابن إسحاق، و الكامل للمُبرِّد، و النوادر لأبي الزاهد، وأبي عبد الله بن المفضَّل الضرير. سمع منها ابنها الإمام أبو القاسم بن الطيلسان، وقرأ عليها لِوَرْش.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 163 4 (فضل الله بن أبي الرشيد بن أحمد.) جمال الإسلام أبو نَجيح الجوزداني، الإصبهاني. ولد سنة ثمان وعشرين وخمسمائة. وسمع حُضوراً في سنة اثنتين وثلاثين من الحافظ إسماعيل بن محمد الطَّلْحي. روى عنه: الضياء، وبالإجازة: الفخر علي، وأحمد بن شيبان، وجماعة. ومات بشيراز. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أحمد بن علي بن خالد.) الفقيه أبو عبد الله البخاري، الأوشي، الحَنَفي. سمع من أبي حفص عمر بن محمد الزَّرَنْجَري الفقيه وحدّث ببغداد عنه. وكان من كبار حنفية بُخارى. وأُوْش، بُلَيدة من أعمال فَرْعانة. وزَرَنْجَرى: من قرى بخارى. توفي هذا في أوائل صفر.) 4 (محمد بن أبي جعفر أحمد بن محمد بن أحمد بن فُطَيس.) الطبيب، الأديب، اللغوي، أبو عبد الله الغافقي، الألبيري، ثم الغَرناطي، المعمَّر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 164 ذكره ابن مُسدي في معجمه وقال: جدّه الأعلى كان شيخ المالكية. وألبيرة كانت مدينة عظيمة، غَرناطة من قُراها، فصارت غَرناطة هي أم الناحية. قال: كان شيخنا هذا رأساً في علم الطب، وكانت عنده رواية عالية. سمع من أحمد بن علي بن زَرقون الباجي المُرسي المقرئ، وهو آخر من روى عنه، ومن أبي بكر بن العربي، والقاضي عِياض، وهو آخر من روى عنه بالسماع، ومن جماعة، لكنه كان بخيلاً بالسماع. وأخذ القراءات عن أبي عبد الله بن أيمن السعدي. مولده على رأس العشر وخمسمائة، وعاش مائة وثلاث سنين ممتَّعاً بحواسّه، مسموع القول إلى حين وفاته. عَرضْت عليه كثيراً من محفوظاتي. 4 (محمد بن أبي حامد بن عيسى الحريمي، الرُّصافي، المقرئ.) المعروف بابن الفقيه. روى عن: أبي الفتح بن البطي، وغيره. ومات في جمادى الآخرة. 4 (محمد بن إبراهيم بن أبي الفضل.) الإمام معين الدين، أبو حامد السهلي، الجاجَرْمي، الشافعي. كان إماماً مُفتياً، مصنِّفاً مشهوراً صنّف في الفقه كتاب الكِفاية، وكتاب إيضاح الوَجيز. وله طريقة في الخِلاف والقواعد مشهورة به.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 165 وجاجَرْم بَلْدة بين نيسابور وجُرجان. سكن هذا نيسابور ودرّس بها، وتوفي في حادي عشر رجب، وتوفي في الكهولة. وقد حدّث عن عبد المنعم بن عبد الله الفُرَاوي. روى عنه: الزكي البِرزالي، وغيره. 4 (محمد بن الحسن بن محمد بن عُبيد الله.) القاضي الأسعد، أبو عبد الله القاضي رضي الدولة العامري، المقدسي، ثم المصري، المالكي، المعدَّل، المعروف بابن القطّان.) سمع من: عبد الله بن رفاعة، والشريف ناصر بن الحسن الخطيب، وأحمد بن الحُطيئة، وأبي طاهر السلفي، وأبي القاسم ابن عساكر الحافظ. وولي الأوقاف بمصر. روى عنه: الزكي المنذري، وغيره. وتوفي في سادس شعبان عن سبع وسبعين سنة. 4 (محمد ابن الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 166 الحافظ المفيد، عز الدين أبو الفتح المقدسي، الجمّاعيلي، ثم الدمشقي. ولد بدير المقادسة في سنة ست وستين وخمسمائة، في أحد الربيعين. وارتحل إلى بغداد وله أربع عشرة سنة، فسمع بها من: أبي الفتح بن شاتيل، وأبي السعادات القزّاز، ويوسف العاقولي، وطبقتهم. وتفقه على أبي الفتح بن المَنّي. وسمع بدمشق من: أبي المعالي بن صابر، ومحمد بن حمزة القُرشي، والخَضِر بن طاووس، والفضل بن الحُسين البانياسي، وجماعة. وأوّل شيخ سمع منه أبو الفَهْم عبد الرحمن بن أبي العجائز الأزدي. قال ابن النجار: سمعنا معه وبقراءته كثيراً، وكتب بخطه كثيراً، وحصّل كثيراً من الأصول، واستنسخ كثيراً من الكُتب، وكان في رحلتي الأولي يُعِيرُني الأصول ويفيدني عن الشيوخ، ويتفضّل إذا زُرته. وكان من أئمة المسلمين، حافظاً للحديث مَتْناً وإسناداً، عارفاً بمعانيه وغريبه، مُتقناً لأسامي المحدِّثين وتراجمهم، مع ثقة وعدالة وأمانة وديانة وتودّد وكَيْس ومروءة ظاهرة، مساعدة للغُرباء. وذكره الحافظ الضياء، فقال: كان رحمه الله حافظاً فقيهاً ذا فنون، وكان أحسن الناس قراءة وأسرعها، وكان غزير الدمعة عند القراءة، وكان مُتقِناً ثقة سَمْحاً جواداً. قلت: وارتحل إلى إصبهان ومعه أخوه أبو موسى، فسمعا الكثير من أصحاب أبي علي الحداد، ومن بعده سَمعا من: أبي الفضل عبد الرحيم بن محمد الكاغدي، ومسعود بن أبي منصور الخياط، وأبي المكارم أحمد بن محمد اللّبّان، ومحمد بن أبي زيد الكرّاني، وأبي جعفر الصيدلاني، وجماعةٍ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 167 قال الضياء: وسافر العز إلى بغداد مع عمّه الإمام عماد الدين إبراهيم، وأقام ببغداد عشر) سنين، واشتغل بالفقه والنحْو والخِلاف، ورجع وكان يتكلم في مسائل الخِلاف كلاماً حسناً. ثم سافر بعد مدة إلى إصبهان في طلب الحديث، ولقوا شدة من الغَلاء والجوع. ثم رجع إلى بغداد وأقام بها يقرأ شيئاً من الفقه واللغة على الشيخ أبي البقاء. ثم عاد إلى دمشق، وكان يقرأ الحديث للناس كل ليلة جمعة في مسجد دار البِطِّيخ بدمشق يعني مسجد السلاّليّين، وانتفع الناس بمُجالسته. ثم أنه انتقل إلى الجامع، إلى موضع والده فكان يقرأ يوم الجُمُعة بعد الصلاة في حلقتنا وسبب حصول ذلك أنه لنا جاء حنبل من بغداد، أراد الملك المُعظَّم سمع المُسند عليه، فقرأ له بعض المحدّثين، وكان المُسنَد يُقرأ عندنا وفي المدينة، وكان العز رحمه الله يقرأ ويحضر عندنا جماعة من أهل المدينة، منهم العَلَم الرقّي إمام الملك، فمضى إليه، وقال: إن كنتَ تريد قراءة مَليحة عاجِلة فما يقرأ أحد مثل هذا الذي في الجَبَل. فقال: تجيء به. فجاء الإمام إلى العِزّ، فقال له: ما لي في هذا رغبة وأنا رجل خامل الذكر، وما بيني وبين أحد عداوة وأخاف من المخالفين. فقال: هذا لا نخاف منه، ما يحضر إلا الملك والشيخ وأنت وأنا. فاستشار المشايخ، فقال هل شيخنا موفّق الدين: إن كنت تمضي لله فامضِ، وإن كنت تمضي لطمع الدنيا فلا تفعل. فاستخار الله ومضى. فلما سمع المَلِك قراءته أعجبته كثيراً، وخلع عليه، وأحبّه، وسأله عن أشياء من الحديث، فأجابه، ورأى منه ما لم يرَ من غيره. وكان بعد ذلك مهما طلب منه لا يكاد يردّه، فطلب منه الجلوس مكان أبيه، فأذِن له، وطلب منه مكاناً في القُدس لأصحابنا يصلّون فيه فأعطاه مهد عيسى. وكنا نسمع المُسند، فقال بعض الحضور من المدينة: ما رأيت مثل هذه القراءة، مثل الماء، أو قال: مثل السيف. ولما أراد الملك المُحسن سماع تاريخ بغداد من الكِندي، قال: إن كان العِزّ ابن الحافظ يقرأه فنَعَم، فقرأه عليه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 168 وكان له هِمة عظيمة لما جاء حنبل أراد أهل المدينة أن يمنعوه من الصعود إلينا، فما زال بهمّته حتى سهّل الله قراءة المسند في الجبل. وكان يُسارع إلى الخيرات وإلى مصالح الجماعة. لما عزمت على التزويج قام في ذلك، وحصّل لي ما تزوّجت به، وما أحوجني إلى تكلف شيء. وكان بيته لا يكاد يخلو من الضيوف، سمعته يقول، أو سمعت من يحدّث عنه، قال: كنا ببغداد، فقلّ ما بأيدينا، فجاء إلى عندنا إنسان فقال لي: لو مضيتم إلى بعض القرايا حصّلنا لكم شيئاً.) قال: فمضينا معه، فاتفق أنا عبرنا على الشيخ حسن الفارسي رحمة الله عليه فابتدأنا وقال: متى جرت عادة المقادسة أن يخرجوا إلى الكدّية قال: فرجعنا ولم نمضِ. سمعتُ إبراهيم بن أبي بكر بن باخل المُؤذّن، وكان من أهل الخير والصلاح يقول: بعد موت العز بثلاثة أيام، توضّأت بالليل، وخرجت فرأيت على الموضع الذي فيه قبر العز عمود نور من السماء إلى الأرض أخضر مثل السلق. وسمعت الفقيه إسحاق بن خَضِر بن كامل يقول: رأيت العز في النوم، فقلت له: بالله عليك ماذا لقيت من ربك فقال: كل خير جميل. وسمعتُ أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أحمد يقول: كنا نقرأ عند العز ليلة توفي، فرأيت نوراً على بطنه مثل السِّراج، فكنت أقول: ترى يراه أحد غيري أم لا. سألت أم أحمد آمنة بنت الشيخ أبي عُمر، وهي ما علمتُ من أصلح أهل زمانها، فقالت: رأيت يوم موت العز على الدنيا كلها، على الأرض، وعلى الناس خُضرة ما شبهته إلا بالشمس إذا خرجت من طاقة زجاج خضراء، حتى كنت أقول: أيش هذا ما لبصري وأمسح عينيّ، وما دريت هذا حتى جاءت أم داود، فقالت: قد رأيت الخُضرة على الجنازة. سمعت مسعود بن أبي بكر بن شُكر المقدسي، قال: رأيت العز ابن الحافظ
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 169 بعد موته في النوم، وكأن وجهه البدر، وما رأيت في الدنيا أحداً على صورته، وله شَعر بائن من تحت عمامته، لم أر شَعراً مثل سواده، فقلت له: يا عز الدين، كيف أنت فقال: أنا وأنت من أهل الجنة. ثم انتبهت. سمعت الإمام أبا العباس أحمد بن محمد بن خَلَف يقول: رأيت العز في النوم فقال: جاء إليّ النبي صلى الله عليه وسلم، فقضى لي كل حاجة. سمعت الشيخ الإسلام موفق الدين يحدّث عن ابنته صفية زوجة العز أنها رأته بعد موته قد جاء إليهم بقطف من عِنَب أبيض لم نر أحسن منه قطّ، وقال: هذا من الجنة. سمعتُ إسماعيل بن محمد الإصبهاني يقول: رأيت العز في النوم وعليه ثياب بيض وهو حيٌّ، وهو يقول: ما متُّ قد بقي من عُمري وسألني عن نفسه هذا، فقلت: إن شاء الله يكون شهيداً. فإنه مات بالبَطن. سمعت الفقيه بَدْران بن شِبل بن طَرخان، قال: رأيت كأننا جماعة، والعز أرفع منا فقلت له: بم) ارتفعت قال: بهذا وأومأ بجزء حديث في يده. قلت: وذكر له الضياء منامات أُخر مليحة. وقد رثاه الشيخ الموفّق، وغيره. وحدّث عنه: الضياء، والشهاب القوصي، وشمس الدين عبد الرحمن بن أبي عمر، والفخر علي، وجماعة. أخبرنا عمر بن عبد المنعم، أنبأنا محمد بن عبد الغني الحافظ، أخبرنا ابن صابر، أخبرنا علي بن إبراهيم النسيب، أخبرنا سُليم بن أيوب، حدثنا أبو أحمد الفَرَضي، حدثنا الصُّوليّ، حدّثنا الغَلاّبي، عن عُبيد الله بن عائشة، قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى عامل له: اتقِ الله، فإنّ التقوى هي التي لا يُقبل غيرها، ولا يُرحَم إلا أهلها، ولا يُثاب إلا عليها فإن الواعظين بها كثير، والعاملين بها قليل. وقال لنا رشيد بن كامل: أخبرنا أبو العرب القُوصي، أخبرنا العز ابن الحافظ بجامع خَيْبر سنة عشر وستمائة. فذكر حديثاً. توفي العز في تاسع عشر شوّال، وشيّعه الخَلْق.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 170 4 (محمد بن علي بن أحمد بن الناقد.) أبو السعادات. شيخٌ تاجرٌ بغدادي جليل. سمع من: أبي الوقت، وابن البطّي، وسافر في التجارة كثيراً إلى النواحي البعيدة، وتولّى خِدَماً. وتوفي في جمادى الأولى، ولم يحدّث، وكان عَسِراً مُمْتنِعاً. 4 (محمد بن عمر المصري.) الكاتب المجوِّد، المنعوت بالجمال. كان بارع الخط، حسن التوقيف، انتفع به جماعة كثيرة. وله شعر. توفي في ذي القعدة. 4 (محمد بن محمد بن محمود بن الفضل.) أبو شجاع الحداد، الإصبهاني. وُلد سنة ثلاثٍ وأربعين. وتوفي في ذي الحجة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 171 وهو من شيوخ الحافظ الضياء. وأجاز للفَخْر.) 4 (محمد بن وهْب بن لُبّ بن عبد الملك.) أو عبد الله بن أحمد بن محمد بن وَهْب. أبو عبد الله القُرشي، الفِهْري، الشَّنْتَمري الأصل، البّلَنْسي، الخطيب. سمع من: والده، وأبي الحسن بن هُذيل، وأبي القاسم بن حُبيش الحافظ، وأبي عبد الله بن حَميد، وجماعة. وحدّث. قال الأبّار: أخذتُ عنه جُملة من أول المُلَخَّص. وتوفي في شوال. وولد بعد سنة خمسين بقليل. وتوفي أبوه سنة خمس وتسعين وخمسمائة. 4 (محمد بن يحيى بن هبة الله بن فَضْل الله بن محمد بن محمد.) أبو نصر ابن القاضي أبي الحسن ابن النخّاس، الواسطي، المُعدَّل. وُلد سنة أربع وثلاثين. وسمع بواسط من جده هبة الله بن يحيى ابن البوقي. وبالبصرة من إمام جامعها إبراهيم بن عطيّة، وعلي بن عبد الله الواعظ. وحدّث بواسط. والنخّاس: بخاء معجمة. 4 (المبارك بن يحيى بن البيطار.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 172 أبو جعفر الدبّاس. سمع من ابن ناصر وحدّث. روى عنه: الدبيثي، وغيره. 4 (مرهف بن أسامة بن مُرشِد بن علي بن مُقلّد بن نصر بن مُنقِذ.) الأمير العالم مُقدَّم الأمراء، جمال الرؤساء، عَضُد الدولة أبو الفوارس ابن الأمير الكبير الأديب، مؤيّد الدولة أبي المظفّر، الكِناني، الكَلْبي، الشَّيْزَرِي، أحد المراء المصريين. ولد بشَيْزَر في سنة عشرين وخمسمائة. وسمع من أبيه.) روى عنه: الزكي المنذري، والشهاب القُوصي. وكان مُسِناً، معمَّراً، شاعراً كوالده. وقد جمع من الكتب شيئاً كثيراً. وكان مليحَ المحاضرة. توفي في ثاني صفر. 4 (مسعود بن أبي الفضل بن أبي الحسن بن كامل.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 173 الأديب أبو الفتح الحلبي، الشاعر المشهور بالنقّاش. مات بحلب عن أربعٍ وسبعين سنة، في شهر شوال. من فحول الشعراء، سائر القول، مختصّ بالظاهر غازي، وهو القائل: (ما لي سوى حُبِّكم مذهبُ .......... ولا إلى غيركُمُ مَذْهَبُ)
(تذكّرتُمُ شملي فيل هَلْ تُرى .......... يجمعني يوماً بكم مَذْهَبُ)
(وساحَ دمعي في هواكمْ دماً .......... وصِرتُ فيكم مثلاً يُضرَبُ)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 174 4 (معن، الأمير ناصر الدين.) أبو الجود ابن الملك العادل طيّ ابن الوزير أمير الجيوش مُجير السَّعدي، المصري. سمع من: السلفي، وأبي الحسن علي بن إبراهيم بن المُسلَّم المعروف بابن بنت أبي سعْد. وحدّث. توفي في صفر أيضاً. 4 (مكي بن عثمان بن إسماعيل.) أبو الحرَم ابن الإمام أبي عمرو السعدي، المصري، الشارعي. ولد سنة ستٍّ وثلاثين وخمسمائة. وسمع من: الشريف أبي الفتوح الخطيب، وعبد المنعم بن موهوب الواعظ، وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم ابن الكِيزاني، وفارس الدَّمِيري، وعبد الله بن محمد بن فَتْحون الأندلسي بمصر، وأبي الطاهر السلفي بالثَّغْر. والمبارك بن علي ابن الطبّاخ بمكة. وحدّث بدمشق ومصر روى عنه: الزكي المنذري، وقبِله الزكي البِرزالي، وغير واحد. وفي ذُرّيته فُضلاء ورُواة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 175 وتوفي في صَفَر أيضاً. 4 (حرف النون) ) 4 (نجيب بن بشارة بن مُحْرِز بن رحمة.) أبو محمد السَّعدي، الفاضلي، المصري، الشافعي، المقرئ. علَّم ولد القاضي الفاضل، ثم علّم ولد الصاحب ابن شُكر. وكان شيخاً حسناً. سمع كتاب العُنوان من الشريف أبي الفتوح الخطيب. روى عنه: الزكي المنذري، وابنه إبراهيم بن نجيب، وجماعة. وتوفي في مُستهلّ جمادى الأولى. 4 (النفيس بن محبوب بن الحسن بن أحمد بن محبوب.) القزّاز. سمع من جده صاحب طِراد. وعنه: الدبيثي، وغيره. ومات في رمضان، وقد شاخ. 4 (حرف الهاء)
4 (هبة الله بن علي بن هبة الله بن أحمد بن رَزين.) أبو الفَتْح، البغدادي. سمع من: أبي الوقْت السِّجْري، وابن البطّي. ولم يروِ. وتقلَّب في خِدمة الديوان، وولي أستاذ داريّة الخِلافة. ومات في جمادى الآخرة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 176 4 (هبة الله بن أبي المعالي محمد بن محمد بن أبي الحَديد.) القاضي أبو الحسين، الفقيه الشافعي، قاضي المدائن وخطيبها. ذكر أنه سمع من أبي الوقْت. وكان يمكنه السماع من قاضي المَرستان، وطبقته. وحدّث بأناشيد. توفي في رمضان. 4 (حرف الياء)
4 (يحيى بن سالم بن مُفرِّج بن حَصينة.) ) القاضي رضيّ الدين السُّلمي، المصري، الشاعر الأديب، من أعيان الشعراء في الدولة الصَّلاحية. توفي وله إحدى وسبعون سنة. روى عنه من شِعره: الزكي المنذري، والشهاب القوصي. توفي في الحادي والعشرين من شعبان. 4 (يحيى ابن الشريف النقيب أبي طالب محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن علي بن أبي) زيد. السيّد النقيب أبو جعفر العَلَوي، الحسَني، البَصري، الشاعر. سمع من أبيه، وحدّث. وعاش بضعاً وستين سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 177 وكان ذا معرفة بالنسب، والأدب، وأيام العرب. وله شعر رائق. توفي في رمضان. روى شِعراً. 4 (يحيى بن موسى بن عوض العَلياني.) المصري، الخبّاز. أديبٌ مشهور، جيّد الشعر. توفي في شوّال. ذكره الحافظ عبد العظيم، وقال: حضر معنا عند بعض شيوخنا. 4 (يوسف بن المبارك بن أبي السعادات المبارك بن عُبيد الله.) أبو البركات الأزجي، البيِّع المُحتَسِب. ولد سنة خمسين وخمسمائة. وسمع من: أبي محمد ابن المادح، وأبي المعالي ابن اللحّاس، وابن البطّي، وحدّث. ومات في ربيع الآخر. 4 (الكنى)
4 (أبو شاكر.) ) هو الحكيم الموفق المصري، الطبيب ابن الطبيب أبي سليمان داود بن أبي المُنى.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 178 كان نصرانياً، بارعاً في الطب والعلاج، متميِّزاً، مكيناً في الدولة. قرأ على أخيه المهذَّب أبي سعيد طبيب العادل والمعظَّم. ومَهَر في الصناعة، وخدم الملك الكامل، ونال من جهته دُنيا واسعة، وإكراماً زائداً. وله أخوان آخران طبيبان. 4 (وفيها ولد) الجمال محمد بن عمر الدِّيْنوري، خطيب كفربَطنا. والزاهد عبد الدائم بن أحمد بن عبد الدائم. والعماد محمد بن أحمد بن الفخر ابن الشَّيرجي. وقاضي الإسكندرية أبو محمد عبد الله بن علي الأبياري. وإسماعيل بن عبد المنعم ابن الخِيَمي، خطيب القَرافة. والمحيي يحيى بن أحمد بن محمد بن تَميم. والشهاب أحمد بن محمد بن عيسى ابن الخَرَزي. وشيوخنا الستة: الحافظ عبد المؤمن الدمياطي، في آخرها. والشرف عمر بن خواجا إمام. والزاهد علي بن محمد بن علي الملقّن. والبهاء علي بن عيسى ابن القيّم الكاتب. والضياء عيسى بن يحيى السبتي، المحدِّث. والقمر محمد بن بلغزا بَعْلبكّي. ومجد الدين إسماعيل بن كُسيرات، بالمَوْصل. وشمس الدين محمد بن مظفّر بن سعيد المصري. والنجم أحمد ابن شهاب الدين القوصي بمُنْيَة ابن ولد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 179 4 (وفيات سنة أربع عشرة وستّمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن صدقة بن علي بن كليزا.) ) أبو بكر الواسطي، المقرئ، الغَرَّافي، الخيّاط. ولد قبل الثلاثين وخمسمائة. وسمع من أبي عبد الله محمد بن علي الجلاّني قِطعةً من مسند أحمد بن سِنان القطّان، وحدّث بها ببغداد. روى عنه: الدبيثي، والزكي البِرزالي، وغيرهما. وتوفي في صفر. 4 (أحمد بن أبي الفضائل عبد المُنعم بن أبي البركات محمد بن طاهر بن سعيد ابن الشيخ أبي) سعيد فضل الله بن سعيد بن أبي الخَيْر. المِيْهَني الأصل، البغدادي، أبو الفضل. سمع من: أبيه، وأبي علي أحمد بن محمد الرَّحبي، وشُهدة الكاتبة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 180 وولي خدمة الصوفية برباط الخليفة. وهو من بيت كبير في التصوّف، والرواية، والخير. توفي في رجب. قال ابن النجّار: وكتبتُ عنه على كِبرٍ وحُمق فيه، وسوء عقيدة. 4 (أحمد بن محمد بن عُمر بن محمد بن واجب بن عمر بن واجب.) الإمام أبو الخطّاب بن واجب، القيسي، الأندلسي، البَلَنسي. ولد سنة سَبْع وثلاثين وخمسمائة. وسمع من جده أبي حفص، وأكثر عن: ابن هُذيل، وأبي الحسن علي بن النعمة، وأبي عبد الله بن سَعادة، وأبي عبد الله بن عبد الرحيم بن الفَرَس، وأبي بكر عبد الرحمن بن أحمد بن أبي ليلى. وسمع بأشبونة من أبي مروان عبد الرحمن بن قَزْمان، وبقُرطبة من أبي القاسم بن بُشُكوال، وبإشبيلية من أبي الحسن علي بن أحمد الزُّهري، وإبراهيم بن خَلَف بن فَرْقَد، ومحمد بن مُحرِز الأديب، وأكثَرَ عن أبي محمد بن خَيْر. وأخذ عن أبي عبد الله بن زَرْقون كتاب التقصّي لابن عبد البَرّ. وأعلى شيوخه ابن قزمان، فإنه من أصحاب أبي علي الغسّاني، ومحمد ابن الطّلاّع. وقد أجاز لأبي الخطّاب: القاضي أبو بكر محمد ابن العربي، وأبو الوليد يوسف ابن الدبّاغ، وجماعة، والسلفي.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 181 قرأت في فهرسته وخطّه عليه: قرأت التفسير، وتلوت بما فيه سوى الإدغام الكبير لأبي عَمرو، على ابن هُذيل، وقرأت عليه إيجاز البيان، و التخليص، و المحتوى، وسمّى عدّة كُتب في القراءات للداني، قال: وسمعت عليه كتاب جامع البيان وكتاب الطبقات وغير ذلك، وكان يمتنع من الإقراء بالإدغام الكبير وقت تلاوتي عليه. قال الأبّار: هو حامل راية الرواية بشرق الأندلس. حصّل علم العربية على ابن النعمة. ثم قال: وكان متقناً، ضابطاً، متقللاً من الدنيا، عالي الإسناد، ورعاً، قانتاً تعلوه الخشية للمواعظ، مع عناية كاملة بصناعة الحديث، وتبصُّرٍ به، وذِكرٍ لرجاله، ومحافظةٍ على نشرِهِ، وكانت الرحلة إليه. ولي القضاء ببَلَنسية، وشاطبة غير مرة. وجمع من كتب الحديث والأجزاء شيئاً كثيراً. ورُزقت منه قبولاً، وبه اختصاصاً، فمعظم روايتي عنه قديماً، وتوفي بمرّاكش في رحلته إليها لاستدرار جارٍ له من بيت المال انقطع، فتوفي في سادس رجب، رحمه الله. قلت: أكثر عنه ابن مشليون، وابن جوبر، وابن عُميرة المخزومي، وابن مُسْدي الحافظ، وغيرهم. 4 (إبراهيم بن دُلف بن أبي العز البغدادي البوّاب.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 182 روى عن: أبي الفتح بن البطّي، وغيره. ومات في صَفَر. 4 (إبراهيم ابن الشيخ البهاء عبد الرحمن بن إبراهيم المقدسي، الحنبلي.) الفقيه، أبو إسحاق. ولد سنة إحدى وسبعين وخمسمائة. وحصّل طَرَفاً صالحاً من الفقه والفرائض والنحو. وقال الشعر. وتزوّج، وولد له. وتوفي بحمص عن ثلاث وعشرين سنة، وفُجع به أبوه. وهو ابن أخت الحافظ الضياء. 4 (إبراهيم بن عبد الواحد بن علي بن سُرور.) الشيخ العِماد المقدسي، الحنبلي، الزاهد، القدوة، أبو إسحاق رضي الله عنه أخو الحافظ عبد الغني. ولد بجمّاعيل في سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة، فهو أصغر من الحافظ بسنتين.) وهاجر إلى دمشق في سنة إحدى وخمسين، والبلاد حينئذٍ للفرنج لعنهم الله فيمن هاجر من المقادسة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 183 وسمع من: أبي المكارم عبد الواحد بن هِلال، وأبي تميم سَلمان بن علي الرحبي، وأبي نصر عبد الرحيم بن يوسف البغدادي، وأبي المعالي بن صابر، وجماعةٍ، وببغداد: صالح بن المبارك بن الرِّخْلة، وأبي محمد ابن الخشّاب النحوي، وعبد الله بن عبد الصمد السُّلمي، وشُهدة الكاتبة، وأبي الحسين عبد الحق اليوسفي، وجماعةٍ. وبالمَوْصل من أبي الفضل عبد الله بن أحمد الخطيب. روى عنه: الضياء المقدسي، وابن خليل، والبِرزالي، والقوصي، والزكي المنذري، وابن عبد الدائم، والشيخ شمس الدين عبد الرحمن، وابنه الشيخ شمس الدين محمد، والفخر ابن البخاري، والشمس ابن الكَمال، والتاج عبد الوهّاب ابن زين الأُمناء، وآخرون. قال الضياء: كان ليس بالآدم كثيراً، ولا بالطويل، ولا بالقصير، واسع الجَبهة، مفروق الحاجبين، أشْهل العينين، فيهما اتّساع، قائم الأنف، يجزّ شَعره من عند أذنيه، وكان في بصره ضَعف. سافر إلى بغداد مرّتين: الأولى في سنة سبعٍ وستين صُحبة الموفق، بعد أنْ حَفِظ القرآن، وغيره، وقيل: إنه حفظ الغريب للعُزيري، وحفظ الخِرقي، وألقى الدروس من تفسير القرآن، ومن الهداية. واشتغل بالخِلاف على ناصح الإسلام ابن المنّي، وقد شاهدتُهُ يُناظر غير مرّة. وسافر سنة إحدى وثمانين في صُحبة ابن أخيه العز ابن الحافظ. وكان عالماً بالقراءات، والنحو، والفرائض. وقرأ القراءات على أبي الحسن علي بن عساكر البَطائحي، وأقرأ بها. وصنّف الفروق في المسائل الفقهية، وصنّف كتاباً في الأحكام لم يتمّه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 184 وكان من كثرة اشتغاله لا يتفرّغ للتصنيف، وكان لا يكاد يفتر من الإشغال إما بإقراء القرآن، أو الأحاديث، أو بإقراء الفقه، والفرائض. وأقام بحرّان مدة، فانتفعوا به. وكان يشغل بالجبل إذا كان الإمام موفق الدين في المدينة، فإذا صعِد الموفق نزل هو، فأشغل في المدينة. وسمعت الموفق يقول: ما نقدر نعمل مثل العماد. كان يتألف الناس ويُقرّبهم، حتى أنه ربما كرّر على إنسان كلمات يسيرة من سَحَرٍ إلى الفجر. قال الضياء: وكان يكون في جامع دمشق من الفجْر إلى العِشاء لا يخرج إلا لِما لا بُدّ له منه، يقرئ الناس القرآن، والعِلم، فإذا لم يتفق له من يشتغل عليه، اشتغل بالصلاة.) فسألت موفق الدين عنه، فقال: كان من خيار أصحابنا، وأعظمهم نفعاً، وأشدّهم وَرَعاً، وأكثرهم صَبراً على تعليم القرآن، والفقه. وكان داعيةً إلى السنّة وتعلُّم العلم والدين. وأقام بدمشق مدة يعلّم الفقراء ويطعمهم، ويبذل لهم نفسه، ويتواضع لهم. وكان من أكثر الناس تواضعاً واحتقاراً بنفسه، وخوفاً من الله، وما أعلم أنني رأيت أشدّ خوفاً منه. وكان كثير الدُّعاء والسؤال لله، وكان يطيل الرُّكوع والسجود بقصد أن يقتدي بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يقبل من أحد يعذله في ذلك. ونُقلت له كرامات كثيرة. هذا كتبه بخطّه موفق الدين. قال الضياء: ولم أر أحداً أحسن صلاةً منه، ولا أتمّ منها بخشوع وخُضوع، وحُسن قيام وقعودٍ قيل: إنه كان يُسبّح في ركوعه وسجوده عَشَراً، يتأنى في ذلك، وربما كان بعضهم يقول: النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر بالتخفيف، وقال: أفتّان أنت يا مُعاذ فلا يَرجع، ويستدلّ عليهم بأحاديث منها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكون في الركعة الأولى حتى يمضي أحدنا إلى البقيع ويقضي حاجته ويأتي، والنبي صلى الله عليه وسلم لم
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 185 يركع. وربما روى أن أنساً قال: لم أرَ أحداً أشبه صلاةً برسول الله من هذا الفتى، يعني: عمر بن عبد العزيز. قال: فحزرنا في سجوده عشر تسبيحات. وروى ثابت أن أنساً قال: ألا أصلي بكم صلاة رسول الله قال ثابت، وكان يصنع شيئاً لا أراكم تصنعونه، كان إذا رفع رأسه من الركوع، انتصب قائماً حتى يقول القائل: قد نسي. وأما صلاته، فكان يقضي صلوات، فربّما في اليوم والليلة صلوات أيام عديدة. وسمعت الإمام عبد المحسن بن عبد الكريم المصري يقول: سمعت الشيخ العماد يقول: فاتتني صلاة العصْر قبل أن أبلغ وقد أعدتها مائة مرة، وأنا أريد أن أعيدها أيضاً. وأما صيامه فكان يصوم يوماً ويفطر يوماً. وكان كثير الدعاء بالليل والنهار، إذا دعا كان القلب يشهد بإجابة دعائه من كثرة ابتهاله وإخلاصه، وقد رُوي أن الله يحب المُلحّين في الدعاء. وكان بين الصلاتين يوم الأربعاء يمضي إلى مقابر الشهداء بباب الصغير، فيدعو ويجتهد له وللمسلمين إلى قرب العصر، لا يكاد يفوته ذلك لما رُوي عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا في بعض الأيام، فلما كان يوم الأربعاء بين الظُّهر والعصر استُجيب له، قال جابر: فما أصابني أمر غائظ، فتوخّيت ذلك الوقت، فدعوت إلا رجوت الإجابة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 186 قال: وكان يُفتح عليه من الأدعية شيء ما سمعته من غيره) قطّ، وجرى بيننا ذِكر إجابة الدعاء، فقال: ما رأيت مثل هذا الدعاء، أو قال: أسرع إجابة: يا الله يا الله أنت الله، بلى، والله أنت، لا إله إلا أنت، الله الله الله الله إنه لا إله إلا الله. ومن دعائه المشهور: اللهمّ اغفر لأقسانا قلباً، وأكبرنا ذنباً، وأثقلنا ظهراً، وأعظمنا جُرماً، وأقلّنا حياء منك، ووفاءً بعهدك، وأكثرنا تخليطاً وتفريطاً، وتقصيراً، وتعثيراً، وتسويفاً، وطول أمل مع قُرب أجل، وسوء عمل. وكان يدعو: يا دليل الحيارى دلّنا على طريق الصادقين، واجعلنا من عبادك الصالحين، واجذبنا إليك جَذبة حتى نموت عليها، وأصلح ما بيننا وبينك، ولا تمقُتنا، وإن كنت مَقَتَّنا، فاغفر لنا، ولا تُسقِطنا من عينك، يا كريم. ومن ورعه، كان إذا أفتى في مسألة يحترز فيها احترازاً كثيراً. وسمعت عن بعض الشافعية أنه كان يتعجّب من فتاويه ومن كثرة احترازه فيها. وكان إذا أخذ من لحيته شَعرةً، أو برى قلماً، احتفظ بذلك، ولا يدعه في المسجد ويُخرجه. سمعت أبا محمد بن عبد الرزّاق بن هبة الله قال: سمعت الشيخ عبد الله البطائحي يقول: أشكلت عليّ مسألة في الوَرَع، فما وجدت من أفتاني فيها إلا العِماد. وقيل: إنه كان إذا دخل الخَلاء فنسي أن يُسمّي، خرج فسمى ثم دخل. وأما زهده، فما أعلم أنه قطّ أدخل نفسه في شيء من أمر الدنيا، ولا تعرّض لها، ولا نافس فيها. وقد كان يُفتح لأصحابنا بعض الأوقات بشيء فما أعلم أنه حضر يوماً قطّ عندهم في شيء من ذلك، وما علمت أنه دخل إلى عند سلطان ولا والٍ، ولا تعرّف بأحدٍ منهم، ولا كانت له رغبة في ذلك. وكان قويّاً في أمر الله، ضعيفاً في بَدَنه، لا تأخذه في الله لومة لائم. وسمعته يقول لرجل: كيف ولدك قال: يُقبِّل يدك. فقال: لا تكذب وكان كثير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. لا يرى أحداً يسيء صلاته إلا قال له وعلّمه. وبلغني أنه خرج مرّة إلى فُسّاق، فكسر ما معهم، فضربوه، ونالوا منه، حتى غُشي عليه، فأراد الوالي ضربهم، فقال: إن تابوا ولزِموا الصلاة فلا تؤذهم، وهم في حِلٍّ. فتابوا، ورجعوا عما كانوا عليه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 187 سمعتُ شيخنا موفّق الدين قال: من عُمري أعرفه يعني العماد وكان بيتنا قريباً من بيتهم يعني في أرض القدس ولما جئنا إلى هنا فما افترقنا إلا أن يسافر، ما عرفت أنه عصى) الله معصية. سمعت والدي يقول: أنا أعرف العماد من صِغره، وما أعرف له صَبوةً ولا جهلة. وذكر شيخُنا أو محمد عبد الرحمن بن عيسى البُزُورِيّ الواعظ شيخنا عماد الدين في طبقات أصحاب ابن المّنِّي، فقال: فَقهَ، وبَرَع، وكَملَ، وجمعَ بين العلم والعمل، أحد الورِعين، الزُّهّاد، وصاحب ليلٍ واجتهادٍ، متواضعٌ، صَلِفٌ، ظريفٌ. قرأ القرآن بالقراءات، وله المعرفة الحسنة بالحديث، مع كثرة السماع، واليد الباسطة في الفرائض، والنحو، إلى غير ذلك من الفضائل، له الخطّ المليح المشرق بنور التقوى. (وليس لله بمستَنكَرٍ .......... أن يَجمعَ العالم في واحدِ) هذا مع طيب الأخلاق، وحُسن العِشرة، فما ذاق فم المودّة أعذب من أخلاقه، فسبحان من صبَّرني على فِراقه. سمعتُ الإمام أبا إبراهيم محاسن بن عبد الملك التنوخي يقول: كان الشيخ العماد جوهرة العَصر. قال الضياء: أعرف وأنا صغيرٌ أن جميع مَنْ كان في الجبل يتعلّم القرآن كان يقرأ عليه، وختّم جماعة من أصحابنا، وكان له صبر عظيم على من يقرأ عليه. سمعت بعضهم يقول: إن مَنْ قرأ على الشيخ العِماد لا ينسى الختمة أبداً. وكان يتألّف الناس، ويلطُف بالغُرباء والمساكين، حتى صار من تلاميذه جماعةٌ من الأكراد والعرب والعجَم، وكان يتفقّدهم ويطعمهم ما أمكنه. ولقد صحبه جماعةٌ من أنواع المذاهب، فرجعوا عن مذاهبهم لما شاهدوا منه. وكان سخيّاً جواداً،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 188 بيته مأوى الناس، وكان يتصرّف كل ليلة إلى بيته من الفقراء جماعة كبيرة. وكان يتفقّد الناس ويسأل عن أحوالهم كثيراً، ويلقاهم بالبِشر الدائم. وكان من إكرامه لأصحابه يظنّ كل أحدٍ أن ما عنده مثله، من كثرة ما يُكرمه، ويأخذ بقلبه. وكان يبعث بالنفقة سرّاً إلى الناس، فعل ذلك كثيراً. سمعت أبا محمد عبد الله بن حسن بن محمد الهكّاري المقرئ بحرّان يقول: رأيت في النوم قائلاً يقول لي: العماد يعني إبراهيم بن عبد الواحد من الأبدال. فرأيته خمس ليالٍ كذلك. قال الضياء: وقد سمعتُ خلقاً من الناس يمدحونه بالصلاح، والزُّهد، والوَرَع، ولا يشّكون أنه من أولياء الله وخاصّته، ومن الداعين إلى محبته وطاعته.) سمعت الزاهد أحمد بن سلامة بن أحمد بن سَلمان الحرّاني، حدّثني الشيخ خليفة بن شُقير الحرّاني وكان من أعبد أهل زمانه كان يصلّي من بُكرة إلى العصر، وكان يقوم طول الليل قال: مضيت مرة إلى زيارة القُدس على رِجليَّ، فوصلت وأنا جائع، فنمت، فإذا رجل يوقظني، فإذا رجل ومعه طبيخ، فقال: اقعد كلْ فقلت: كيف آكل، وأنا لا أعلم من أين هو فقال: هو حلال، وما عملته إلا لأجلك. فأكلتُ، ثم جاءني مرة ثانية فقال: جاءني أربعة رجال فقالوا: جزاك الله خيراً، حيث أوصلت المعروف إلى أهله، أو ما هذا معناه. فقلت: ومن أنتم قالوا: نحن أقطاب الأرض، فقلت: فمن سيّدكم قالوا: الشيخ العماد المقدسي. حدّثني أبو الربيع سليمان بن إبراهيم بن رَحمة، قال: كنت عمد الشيخ العماد في المسجد، فكان يوم يُفتح لي بشيء لا يطعمني شيئاً، ويوم لا يُفتح لي بشيء، يرسل إليّ بشيء. وقال: جرى لي هذا كثيراً. وسمعت أبا موسى عبد الله ابن الحافظ عبد الغني، قال: حدّثني مكي الشاغوري المؤذِّن، قال: كنتُ يوماً أمشي خلف العِماد في سوق الكبير، فإذا
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 189 صوت طُنبور، فلما وصلنا إلى عند صاحبه، قال الشيخ: ولا قوة إلا بالله، ونفض كُمّه، فرأيت صاحب الطنبور قد وقع وانكسر الطنبور، فقيل لصاحبه: أيش جرى عليك فقال: ما أدري. سمعتُ عباس بن عبد الدائم الكَتّاني يقول: كنتُ يوماً مع العماد في مقابر الشهداء، فرجعنا وأنا خلفه، فقلت في نفسي: اللهمّ إني أحبه فيكَ، فاجعلني رفيقه في الجنّة. قال: فالتفتَ إليّ وقال: إذا لم تكن المحبة لله فما تنفع شيئاً، أو كما قال. توفي العماد رحمة الله عليه عشاء الآخرة ليلة الخميس السادس عشر من ذي القعدة، وكان صلّى تلك الليلة المغرب بالجامع، ثمّ مضى إلى البيت، وكان صائماً، فأفطر على شيء يسير. ولما أُخرجت جنازته اجتمع خلقٌ، فما رأيت الجامع إلا كأنه يوم الجمعة من كثرة الخَلْق، وصلى عليه شيخنا موفق الدين. وكان المُعتمِد يطرد الناس عنه، وإلا كانوا من كَثرة مَن يتبرّك به يخرقون الكَفَن، وازدحموا حتى كاد بعض الناس أن يهلك، وخرج إلى الجبل خلقٌ كثيرٌ، وما رأيت جنازة قطّ أكثر خلقاً منها، خرج القُضاة والعُدول، ومن لا نعرفهم. وحُكي عنه أنه لما جاءه الموت جعل يقول: يا حيّ يا قيّوم لا إله إلا أنت، برحمتك أستغيث فأغِثني، واستقبل القبلة، وتشهّد، ومات.) قال: وتزوّج أربع نِسوة، واحدة بعد واحدة، منهنّ خديجة بنت الشيخ أبي عمر، وآخرهن عزيّة بنت عبد الباقي بن علي الدمشقي، فولدت له القاضي شمس الدين محمداً قاضي مصر، والعماد أحمد ابن العماد. وسمعتُ التقيّ أحمد بن محمد بن عبد الغني، قال: رأيت الشيخ العماد في النوم على حصان، فقلت له: يا سيّدي، إلى أين قال: أزور الجبّار. وسمعته يقول: سمعت الحسن بن جعفر الإصبهاني يقول: رأيت العماد في النوم، فقلت: ما فعل الله بك فقال: يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المُكرَمين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 190 وسمعت الإمام الواعظ أبا المظفَّر يوسف سِبط الجوزي يقول: لما كانت الليلة التي دُفن فيها العماد، رأيته في مكان متّسع، وهو يرقى في دَرَج عرفات، فقلت: كيف بتّ فإني بتّ أحمل همّك، فأنشدني: (رأيت إلهي حين أُنزلْتُ حُفرتي .......... وفارَقْتُ أصحابي وأهلي وجِيرتي)
(فقال: جُزيتَ الخيرَ عنّي فإنني .......... رضيت، فها عَفوي لديك ورحمتي)
(رأيت زماناً تأمَلُ الفوز والرِّضا .......... فوُقِّيت نيراني ولُقِّيت جَنّتي) قال الضياء: وسمعتُ الإمام أبا محمد عُبيد بن هارون السوادي، صاحب الشيخ العماد وخادمه يقول: رأيت الشيخ في النوم وهو ينشد هذه الأبيات. وأنشدنيها. وسمعت الإمام أبا محمد عثمان بن حامد بن حسن المقدسي يقول: رأيت الحقّ عزّ وجلّ في النوم والشيخ العماد عن يمينه، ووجهه مثل البدْر، وعليه لباسٌ ما رأيتُ مثله. أو ما هذا معناه. وقال أبو شامة: شاهدتُ الشيخ العماد مُصلّياً في حلقة الحنابلة مراراً، وكان مُطيلاً لأركان الصلاة، قياماً، وركوعاً، وسجوداً، وكان يصلي إلى خزانتين مجتمعتين موضع المحراب، وجُدّد المحراب سنة سبع عشرة وستمائة. قلت: ثم جُدّد هذا المحراب في سنة ستّ وستين. وقال أبو المظفر في مرآته: كان الشيخ العماد يحضر مجلسي دائماً ويقول: صلاح الدين يوسف فتح الساحل، واظهر الإسلام، وأنت يوسف أحييت السُّنّة بالشام.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 191 قال أبو شامة: يشير إلى أنه كان يورد كثيراً من كلام جدّه أبي الفرَج، ومن خُطبه ما يتضمّن إمراراً آيات الصفات، وما صحّ في الأحاديث على ما ورد من غير ميلٍ إلى تأويل ولا تشبيه) ولا تعطيل، ومشايخ الحنابلة العلماء هذا مختارهم، وهو جيّد. قلت: وقال الزكي المنذري: إنه توفي ليلة السابع عشر من ذي القعدة فُجاءةً. ثم وجدت في وفيات الضياء بخطّه أنه توفّي ليلة السابع عشر، وبخطّه في ترجمة العماد أنه توفي في السادس عشر، والله أعلم. 4 (أسعد بن محمد بن أبي الحارث أعزّ بن عمر بن محمد.) أبو الحسن البَكري، التَّيْمي، السُّهرَوَرْديّ، الصوفي. حدث عن أبي الوقت. ومولده سنة سبع وأربعين وخمسمائة. وتوفي في الثاني والعشرين من رجب. 4 (إسماعيل بن إبراهيم بن فارس بن مُقلَّد.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 192 أبو محمد السَّيبي، البغدادي، الخبّاز، نزيل دُنَيْسَر. شيخٌ مسنِد، سمع من: أحمد بن علي الأشقر، وعبد الله بن علي سِبط الخيّاط، وسعد الخير بن محمد الأنصاري، وأبي الفضل الأرمَوي، وغيرهم. وسمع منه جماعة بدُنيسر روى عنه: محمد بن خالد بن عمّار، وعبد الرحمن بن عُمر اللمش القاضي، وغيرهما. وأجاز للزكي المنذري، وقال: توفي في سادس شوّال بدُنَيْسر، وقد بلغ الثمانين أو جازها. وكان حافظاً للقرآن، كثير التلاوة، كثير الصلاة والصيام، رحمه الله. أخبرنا أحمد بن إسحاق بمصر، أخبرنا محمد بن خالد بنَصيبين، سنة عشرين وستمائة، أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الخبّاز، أخبرنا أحمد بن عليّ الدلاّل، حدّثنا محمد بن عليّ العبّاسي، حدّثنا علي بن عمر السكريّ، حدّثنا الحسن بن الطيّب البَلخي، حدّثنا قُتيبة، حدّثنا بكر، عن جعفر بن ربيعة، عن الأعرج، عن عبد الله بن مالك بن بُحينة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى فرّج يَدَيه حتى يبدو بَياض إبطيه. خ ن، كلاهما عن قتيبة. 4 (إسماعيل بن أبي البركات سعد الله بن محمد بن علي بن حَمدي.) أبو محمد البغدادي، البزّاز، الخِرَقيُّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 193 سمع من: أبيه، وأبي الفضل الأرمويَّ، وأبي الفتح الكروخيّ، والفضل بن سهل الإسفرايينيّ،) وابن ناصر، وجماعة. وروى الكثير، وأضر بأخرةٍ. روى عنه: الدُّبيثيُّ المؤرّخ، والزّكيُّ البرزاليُّ، والضياء المقدسي، وجماعةٌ. وآخر من روى عنه بالإجازة الكمال الفويره ببغداد. وعاش أربعاً وثمانين سنة. وهو من بيت عدالة ورواية. وتوفّي في جمادى الآخرة، في الرابع والعشرين منه. وأبوه كان زاهداً، عابداً، صوَّاماً، حدَّث عن النِّعالي، وابن البِطر، مات سنة سبعٍ وخمسين. 4 (أميري بن بختيار.) الفقيه الزّاهد، أبو محمد الأشنهي، الشافعي، قطب الدّين، نزيل إربل. إمام زاهدٌ، ورعٌ، عالمٌ، عاملٌ. توفي في جمادى الآخرة، وله سبعون إلا سنة. حدَّث عن عبد الله بن أحمد بن محمد الموصلي. وأشنه: قرية بأذربيجان إن شاء الله مضمومة الهمزة والنون.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 194 4 (حرف الباء)
4 (بهرام بن محمود بن بختيار.) السّلار، أبو محمد الأتابكي، عماد الدّين. شيخٌ، جليلٌ، دمشقيٌّ، معمَّر. ولد سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة. وكان يمكنه السَّماع من جمال الإسلام السُّلمي، وطبقته، وإنما سمع من أبي المظفّر سعيد الفلكيّ، وعلي بن أحمد الحرستانيّ. روى عنه: الزّكيّ البرزاليُّ، والشِّهاب القوصيُّ، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 195 4 (حرف التاء)
4 (ترك بن محمد بن بركة بن عمر.) أبو بكر الحريميُّ، العطَّار، المعروف والده بسوادا الحلاج.) شيخٌ مسندٌ. ولد سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة. وسمع من: مفلح بن أحمد الدُّومي، وأبي البدر الكرخي، وأحمد بن الأشقر، وأحمد بن الطَّلاّية، وجماعةٍ. روى عنه: الدُّبيثي، والضياء، والنجيب الحرّاني، وآخرون. وأجاز للفخر علي، وجماعة. ومات في عاشر ربيع الأول. قال ابن النجار: طلب بنفسه، وكتب، وكان متيقظاً، حافظاً لأسماء شيوخه، متودِّداً، صدوقاً، حفظة للأخبار. 4 (حرف الدال)
4 (دهن اللوز.) العالمة، شيخة العلماء بدمشق. وكانت لها حظوة. وهي جدة زين الدين قاضي حلب الآن. 4 (حرف الذال)
4 (ذيال بن أبي المعالي بن راشد بن نبهان بن مرجَّى.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 196 أبو عبد الملك العراقي، الزاهد، العارف. أفرد الحافظ جزءاً في كراماته، فقال: سكن بيت المقدس مدّة. قال: وقيل: إنه بلغ مائة وعشرين سنة، ولم نسمع في زماننا من سلك طريقته سوى ولده الإمام عبد الملك، كان يتقوّت من لقاط الزَّرع، ولا يأكل لأحد شيئاً إلاّ لآحاد الناس، وانتفع به الخلق، وعلّمهم القرآن، والفقه، وأمر الناس بالصلاة، وصار علماً في تلك الناحية. اجتهدت على السَّفر إلى زيارته فلم يُقدَّر. وسمعت الحافظ أبا إسحاق الصَّريفيني يذكره ويفخِّم أمره، ويذكره كثيراً، وقال: دخلت إلى بيته فلم أر فيه غير دلو وحبل ومنجل ومقدحة، وليس للبيت باب سوى حزمة حطب، وقال: قال لي أهل القرية التي هو فيها: لا يأخذ من عندنا ناراً، ولا يملأ بحبلنا، ولا دلونا، ولا يأكل لنا شيئاً، وما رأينا مثله.) وكان شيخنا العماد يطنب في مدحه، ومدح زيارته، وفي خبزه، حتى لقد حدثني الحافظ الصَّريفيني، قال: قال الشيخ العماد: المشي إلى زيارة الشيخ ذيال أفضل من زيارة بيت المقدس. فلما لقيت الشيخ العماد حكيت له ذلك، فقال: قد قلته، وما أدري يصح أم لا وإنما قلت ذلك لأن زيارة الإخوان تجوز شدّ الرِّحال إليهم أينما كانوا، وشدّ الرحال لا تجوز إلا إلى ثلاثة مساجد، فكانت زيارة الإخوان أبلغ من زيارة المساجد، أو ما هذا معناه. وسمعت مسعود بن أبي بكر بن شكر يقول: أتيت الشيخ العماد بلقمة من خبز الشيخ ذيال، ففرح بها، فأتاه رجل فقال: يا سيدي ولدي مريض، فأشتهي أن تدعو له، فأعطاه من تلك اللقمة قليلاً، وقال: خذ هذه، فاجعلها في ماء، واسقه إياها. قال: فلقيت الرجل بعد ذلك، فقال: عوفي بإذن الله. وسمعت أن الشيخ العماد كان يخبئ خبزه للمرض، وقال: ما هو إلا مجرَّب، وكان مخلوطاً: القمح والشعير والعدس.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 197 سمعت مكارم بن حسن الباجباري فقال: أنا صحبت الشيخ ذيال، وقرأت عليه، وما رأيت مثله. وسمعت القاضي الإمام أبا حفص عمر بن علي الهكاري يصف الشيخ ذيال بمعرفة العلم، والنحو، واللغة. سمعت الشيخ قصة بن علي المقدسي قال: قال لي الشيخ ذيال يوماً: خرجت البارحة والجبال تسبِّح. ومرض مرة، فخفنا عليه، فقال: في مرضتي هذه ما يصيبني شيء. قال: فعوفي من تلك المرضة. ولما جاء الفرنج وهرب الناس، قال لنا الشيخ ذيال: لا تبرحوا، فما يصلوا إلى هنا، فقعدنا وسلمنا. توفي في يوم الثلاثاء الثاني والعشرين من ذي القعدة، بدير أبي القرطام، قريباً من البيرة التي بقرب القدس، وقبره يزار، رضي الله عنه. 4 (حرف الراء)
4 (رزق الله بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن حمزة.) الفقيه أبو البركات النعماني، الإصبهاني. سمع الحسن بن العباس الرُّستمي. روى عنه البرزالي في معجمه، وغيره.) وعاش بضعاً وسبعين سنة. 4 (حرف السين)
4 (سعد بن جعفر بن سلام بالتخفيف.) أبو الخير السَّيِّديُّ، البغدادي، الصُّوفي. شيخٌ صالحٌ. سمع من: ابن البطِّي، ومعمر بن الفاخر، ويحيى بن ثابت، وحدَّث.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 198 وتوفي في ثاني جمادى الآخرة. 4 (سعيد بن هبة الله بن علي بن نصر بن عبد الواحد.) أبو البركات ابن الصَّباغ، البغدادي، الشافعي، الفقيه. ولد سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة. وتفقه بالنظامية على الإمام أبي المحاسن يوسف بن بندار، وسمع من عثمان بن أبي نصر المؤدب. 4 (سليمان بن بنين بن خلف.) أبو عبد الغني المصري، الدَّقيقي، النحوي، الأديب. سمع من: إسماعيل الزَّيات، وعبد الله بن برَّي، وشير بن علي، وخلق من طبقتهم. ولزم ابن برِّي مدة في النحو. وصنّف في النحو، والعروض، والرَّقائق، وغير ذلك. روى عنه: الزَّكي عبد العظيم. ومات في سابع عشر رمضان. 4 (حرف العين)
4 (عائشة بنت إسماعيل بن محمد بن يحيى بن المسلَّم الزَّبيدي.) روت عن: أحمد بن المقرَّب، وأحمد ويحيى ابني موهوب بن السَّدنك.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 199 وهي من بيت مشهور ببغداد. وسيأتي ذكر أخيها عبد الرحيم. 4 (عبد الله بن أبي جعفر أحمد بن محمد بن سليمان ابن الطيلسان.) أبو محمد الأوسي، الأنصاري، الأندلسي. عم الحافظ أبي القاسم. أخذ القراءات عن أبيه، وجماعة.) 4 (عبد الله بن عبد الجبار بن عبد الله.) أبو محمد الأموي، العثماني، الشاطبي الأصل، الإسكندراني، التاجر، البزاز، الكارمي. مكثر عن السِّلفي، وسمع من بدر الخُداداذي، وبمصر من: محمد بن علي الرحبي، ومنجب بن عبد الله المرشدي. وكان له أنس بالحديث كان الحافظ علي بن المفضل يثني عليه ويعظمه. وحدَّث بمصر، وقوص، واليمن. وأدركه أجله بمكة في السابع والعشرين من ذي الحجة، وله سبعون سنة. روى عنه: الضياء، وابن خليل، والزكي البرزالي، والزكي المنذري، والشرف عبد الله بن أبي عمر، ومحمد بن عبد الخالق بن طرخان الأموي، وجماعة. 4 (عبد الله بن عبد الرحمن.) أبو محمد القرطبي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 200 روى عن: أبي مروان بن مسرة، وأبي بكر بن سمجون، وابن بشكوال. مات في شعبان. 4 (عبد الجبار بن عبد المعزّ بن عبد الجبار.) أبو الفتوح المسمعي، الهروي، ثم البخاري. ولد بهراة سنة سبعٍ وثلاثين وخمسمائة. وسمع من: علي بن حمزة العلوي، وأبي الوقت السجزي، وعبد الجليل بن أبي سعد. وحدث بمرو، ونيسابور، وبغداد. روى عنه: الدُّبيثي. وتوفي راجعاً من الحج، بوادي العروس من الدرب العراقي، في خامس المحرم. وروى عنه أيضاً ابن النجار. 4 (عبد الخالق بن صالح بن علي بن ريدان بن أحمد.) الشيخ الإمام أبو محمد بن أبي التقى، القرشي، الأموي، المسكي الأصل، المصري، الشافعي، النحوي، اللغوي. سمع من: علي بن نصر الأرتاحي، وأبي طاهر السلفي، وأبي الضياء بدر الخادم، ومحمد بن) علي الرحبي، وخلق من المصريين بقراءته، وقراءة غيره. ولزم ابن برِّي مدّة، وبرع في اللغة، وكتب الكثير بخطه. وكان مفيد القاهرة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 201 وهو من مسكة: قرية بقرب عسقلان. روى عنه: الزكي المنذري، والزكي البرزالي، وغيرهما. وتوفي في سادس شوال. وريدان قيّده ابن نقطة، وأخذ عنه، ووثَّقه. 4 (عبد الرحمن بن عبد الله ابن الشيخ عبد القادر الجيلي.) أبو محمد. ولد سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة. وحدَّث عن: نصر بن نصر العكبري، وسعيد ابن البناء. ولم يكن له إقبال على الحديث ولا على أهله. مات في المحرم. 4 (عبد الرحمن بن عبد الجبار ابن الشيخ عبد الخالق بن أبي القاسم زاهر بن طاهر الشَّحَّامي.) أبو الخير. سمع بنيسابور من: عبد الله ابن الفراوي، وعمر بن أحمد الصّفّار، وجده، وهبة الرحمن القشيري. وحدَّث بنيسابور، وبغداد. وهو من بيت العدالة والرواية. حج ورجع فأدركه أجله ببغداد في صفر عن بضعٍ وسبعين سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 202 روى عنه: الدُّبيثي، والضياء، وابن النجار، وغيرهم. وثَّقة ابن نقطة. 4 (عبد الرحمن بن عبد الغني بن محمد بن سعد.) أبو القاسم ابن الغسَّال، البغدادي، الحنبلي. ولد سنة أربعين. وسمع من: أبي الفضل الأرموي، وأبي الوقت، وابن ناصر، وسعيد ابن البناء، وجماعة سواهم.) وعنه: الدُّبيثي، وغيره. توفي في شعبان. وسماعه من الأرموي حضور.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 203 ولأبيه سماع من أبي طالب بن يوسف. ولجدّه محمد سماع من أبي نصر الزَّينبي وطبقته، وكان من القرّاء، ومات سنة تسعٍ وخمسمائة. 4 (عبد السلام بن عثمان بن أبي نصر بن الأسود.) أبو الفضل الحربي، الحريمي. شيخ معمَّر نزل الموصل، وكان يمكنه السَّماع من طبقة أبي القاسم بن الحصين. وقد سمع اتفاقاً من أحمد بن الطَّلاية. وولد في حدود سنة خمس عشر وخمسمائة، وكاد أن يكمل المائة. روى عنه: الدُّبيثي، والزَّكي البرزالي، وجماعة. وآخر من روى عنه بالإجازة الكمال الفويره. توفي في ربيع الأول بالموصل. وروى عنه ابن النجار، وقال: كان شيخاً صالحاً. 4 (عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل بن علي بن عبد الواحد.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 204 قاضي القضاة أبو القاسم جمال الدين ابن الحرستاني، الأنصاري، الخزرجي، العبادي، السعدي، الدمشقي، الفقيه الشافعي. ولد سنة عشرين وخمسمائة في أحد الربيعين. وسمع من: عبد الكريم بن حمزة، وطاهر بن سهل بن بشر الإسفراييني، وجمال الإسلام أبي الحسن علي بن المسلم، وعلي بن أحمد بن منصور بن قبيس، ونصر الله المصِّيصي الفقيه، وهبة الله بن أحمد بن طاوس، ومعالي بن هبة الله ابن الحبوبي، وأبي القاسم الحسين بن البن، وأبي الحسن علي بن سليمان المرادي، وجماعة. وتفرد بالرواية عن أكثر شيوخه، وحدَّث بالإجازة عن أبي عبد الله الفراوي، وهبة الله السَّيِّدي، وزاهر الشَّحامي، وعبد المنعم ابن القشيري، وإسماعيل القارئ، وغيرهم، استجارهم له الحافظ أبو القاسم.) وحدَّث بصحيح مسلم، وبدلائل النبوة للبيهقي، وبأشياء كثيرة من الكتب والأجزاء. وأول سماعه في سنة خمس وعشرين. وتفقه في شبيبته، وبرع في المذهب، ودرَّس، وأفتى، وطال عمره، وتفرَّد عن أقرانه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 205 سمع منه أبو المواهب بن صصرى، والقدماء، وروى عنه: البرزالي، وابن النجار، والضياء، وابن خليل، والقوصي، والزكي عبد العظيم، وابن عبد الدائم، والصاحب أبو القاسم ابن العديم، والشرف عبد الواحد بن أبي بكر الحموي، وأخوه أحمد، والنجم إبراهيم بن محاسن التنوخي، والنجيب نصر الله الشيباني، ونصر بن تروس، والجمال عبد الرحمن بن سالم الأنباري، والزين خالد، وأبو غالب مظفر بن عمر الجزري، والزين علي بن أحمد القرطبي، وأبو الغنائم بن علاّن، وأبو حامد محمد ابن الصَّابوني، وأبو بكر محمد بن الأنماطي، وأبوه، ويوسف بن تمام السُّلمي، ومحمد بن عبد المنعم ابن القواس، وأخوه شيخنا عمر، ومحمد بن أبي بكر العامري، ونسيبه أحمد عبد القادر العامري، وأبو بكر بن محمد بن طرخان، والقاضيان: شمس الدين بن أبي عمر وشمس الدين ابن العماد، والفخر علي ابن البخاري، والبرهان إبراهيم ابن الدَّرجي، وعبد الرحمن بن أحمد الفاقوسي، والشمس عبد الرحمن ابن الزين، والشمس محمد ابن الكمال، وأبو بكر بن عمر بن يونس المزّي، وتقي الدين إبراهيم ابن الواسطي، وخلقٌ سواهم. وروى عنه من القدماء الحافظان: عبد الغني، وعبد القادر الرُّهاوي. وروى عنه بالإجازة شيخنا العماد عبد الحافظ، وعائشة بنت المجد، وجماعة. وكان إماماً فقيهاً، عارفاً بالمذهب، ورعاً، صالحاً، محمود الأحكام، حسن السيرة، كبير القدر. رحل إلى حلب وتفقّه بها على المحدِّث الفقيه أبي الحسن المرادي. وولي القضاء بدمشق نيابة عن أبي سعد بن أبي عصرون، ثم ولي قضاء الشام في آخر عمره في سنة اثنتي عشرة. قال ابن نقطة: هو أسند شيخ لقينا من أهل دمشق، حسن الإنصات، صحيح السماع.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 206 وقال أبو شامة: دخل أبوه من حرستا فنزل بباب توما، وأمَّ بمسجد الزَّيني، ثم أمَّ فيه جمال الدين ابنه، ثم سكن جمال الدين بداره بالحويرة، وكان يلازم الجماعة بمقصورة الخضر، ويحدِّث هناك، ويجتمع خلق، مع حسن سمته وسكونه وهيبته. حدَّثني الفقيه عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام أنه لم ير أفقه منه، وعليه كان ابتداء اشتغاله، ثم صحب فخر الدين ابن) عساكر، فسألته عنهما، فرجح ابن الحرستاني وقال: إنه كان يحفظ كتاب الوسيط للغزالي. قال أبو شامة: لما ولي القضاء محيي الدين ابن الزَّكي لم ينب عنه، وبقي إلى أن ولاّه الملك العادل القضاء، وعزل قاضي القضاة زكي الدين الطّاهر، وأخذ منه مدرستيه: العزيزية، والتَّقوية. فأعطى العزيزية مع القضاء لابن الحرستاني، واعتنى به العادل وأقبل عليه، وأعطى التقوية لفخر الدين ابن عساكر. وكان جمال الدين يجلس للحكم بالمجاهدية، وناب عنه ولده عماد الدين، ثم شمس الدين أبو نصر ابن الشيرازي، وشمس الدين ابن سني الدّولة. وبقي في القضاء سنتين وسبعة أشهر، وتوفي، فكانت له جنازة عظيمة، على أنه امتنع من الولاية لما طلب إليها حتى ألحوا عليه فيها. وكان صارماً، عادلاً، على طريقة السَّلف في لباسه وعفَّته ولقد بلغني يقول أبو شامة أن ابن الحرستاني ثبت عنده حق لامرأة على بيت المال، فأحضر وكيل بيت المال الجمال المصري، فأمره أن يسلم إليها ما ثبت لها، وكان بستاناً، فاعتذر بالمساء، وقال: في غد أسلمه إليها. فقال: ربما أموت أنا الليلة ويتعوق حقها، فما برح حتى تسلمت حقها، وكتب لها محضراً بذلك وحكم به. وقال أبو المظفَّر سبط ابن الجوزي: كان زاهداً، عفيفاً، عابداً، ورعاً،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 207 نزهاً، لا تأخذه في الله لومة لائم. اتفق أهل دمشق على أنه ما فاتته صلاة بجامع دمشق في جماعة إلا إذا كان مريضاً. ثم ذكر حكايات من مناقبه، وقال: حكى لي ولده، قال: كان أحد بني قوام يتجر للمعظَّم عيسى في السكر وغيره، فمات، فوضع ديوان المعظم يدهم على التركة، وبعث المعظم إلى أبي يقول: هذا كان تاجراً لي، والتركة لي، وأريد تسليمها، فأبى عليه إلا بثبوت شرعي أو يحلف، فقال المعظم: والله ما أحقق ما لي عنده، ولم يثبت شيئاً. قال أبو المظفر: وحكى لي جماعة أن الملك العادل كتب إليه يوصيه في حكومة، فأحضر الخصم وفي يده الكتاب لم يفتحه وظهر الخصم على حامل الكتاب إلى القاضي، فقضى عليه، ثم قرأ الكتاب، ورمى به إليه، وقال: كتاب الله قد حكم على هذا الكتاب. فبلغ العادل قوله فقال: صدق كتاب الله أولى من كتابي. وكان يقول للعادل: أنا ما أحكم إلا بالشرع وإلاّ فما سألتك القضاء، فإن شئت، وإلا فأبصر غيري. وحكى لي الشمس بن خلدون قال: أحضر القاضي) عماد الدين بين يدي أبيه صحن حلوى وقال: كل فاستراب، وقال: من أين هذا تريد أن تدخلني النار ولم يذقه. قال أبو شامة: هو الذي ألح على أبيه حتى تولى القضاء. وحدّثني عماد الدين قال: جاء إليه شرف الدين ابن عُنين، فقال: السلطان يسلّم عليك ويوصي بفلان فإن له محاكمة، فغضب، وقال: الشرع ما يكون فيه وصية، لا فرق بين السلطان وغيره في الحق. وقال المنذري: سمعت منه. وكان مهيباً، حسن السمت، مجلسه مجلس وقار وسكينة، يبالغ في الإنصات إلى من يقرأ عليه. توفي في رابع ذي الحجة، وهو في خمس وتسعين سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 208 4 (عبد العزيز بن مكي بن أبي العرب بن حسن بن عمار.) أبو محمد الأنصاري، الطرابلسي، المغربي، التاجر. سافر الكثير شرقاً وغرباً، وسكن بغداد، وسمع من دلف بن كرم وحدَّث. وكان ذا مالٍ، وبرّ، ومعروف، وديانة. توفي في ذي القعدة. 4 (عبد اللطيف بن أحمد بن عبد الله بن القاسم ابن الشهرزوري.) القاضي أبو الحسين، الموصلي، الشافعي. عاش اثنتين وسبعين سنة. وتفقه على عمه أبي الرِّضا سعيد بن عبد الله، وأبي الفتح عبد الرحمن بن خداش. وسمع من: أبيه، ومن محمد بن أسعد العطّاري، وجماعة وحدَّث. وولي قضاء الموصل مرات. وتوفي في ثاني جمادى الأولى. وهو من بيت القضاء والفضيلة. 4 (علي بن عبد الله بن علي.) أبو الحسن ابن البنَّاء الشَّاطبي، الفقيه. روى عن: أبي عبد الله بن سعادة، وأبي عبد الله بن عبد الرحيم. واختص بأبي بكر بن أبي حمزة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 209 وكان فقيهاً، مشاوراً، ذا ثروة، وفضائل، وتصانيف. قاله الأبار.) 4 (علي بن محمد بن سعيد.) أبو الحسن ابن الفحام الأنصاري، الأندلسي. أخذ القراءات عن أبي بكر بن سمجون، وأبي القاسم بن غالب وسمع من ابن بشكوال. قال الأبّار: كان ناسكاً، عابداً، يعيش من الخياطة، رحمه الله. 4 (علي بن أبي نصر بن أحمد بن ضمة.) أبو الحسن الواسطي. حدَّث عن المبارك بن الحسين بن نغوبا. ومات في ذي القعدة، بواسط. 4 (علي بن محمد بن علي بن أبي سعد.) أبو الحسن الموصلي، أخو سليمان الموصلي. سمعا بإفادة أخيهما: يوسف من عبد الوهاب الأنماطي، وإسماعيل بن أبي
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 210 سعد الصوفي، والحسين بن علي سبط الخياط، وأبي البدر الكرخي، وأبي منصور بن خيرون، وأبي الحسن بن عبد السلام، ومحمد ابن السَّلال، وجماعة. وروى الكثير، سمع منه أبو عبد الله الدُّبيثي وقال: كان صحيح السَّماع. توفي في سادس عشر جمادى الآخرة. 4 (علي بن المبارك بن علي بن بشير الشيباني، البغدادي، المطرز، المقرئ، المأموني.) أبو الحسن. ولد سنة ست وخمسين. وسمع من: أبي المعالي ابن البقلي، وذاكر بن كامل، وجماعة وحدَّث. وكتب الكثير بخطه. وكان كثير التلاوة. 4 (علي بن أبي بكر بن أبي السعادات بن مواهب الحمامي.) عُرف بابن الهُنيد. ولد سنة ثمان وثلاثين. وحدَّث عن عبد الملك بن علي الهمذاني. 4 (حرف الفاء) ) 4 (فاطمة بنت أبي المعالي مبارك بن محمد بن أبي منصور أحمد بن محمد بن عبد السلام بن) قيداس.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 211 أم عبد الرحمن البغدادية الحريمية. ولدت سنة إحدى أو اثنتين وعشرين وخمسمائة. وروت عن أحمد بن علي بن الأشقر. وروى عنها الدُّبيثي وقال: توفيت في شعبان، وكانت شيخة صالحة، ثقل سمعها. 4 (فاطمة بنت يونس بن أحمد.) ست النِّعم، أخت الوزير عبيد الله. أجاز لها أبو الوقت. كتب عنها القطيعي. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن سعادة.) أبو عبد الله الشَّاطبي المقرئ. أخذ القراءة عن: أبي الحسن بن هذيل، وأبي بكر بن نمارة، وجماعة. وسمع من: أبي عبد الله بن سعادة، وأبي محمد بن عاشر. وأخذ العربية عن أبي الحسن بن النعمة، وأبي عبد الله بن حميد، وجماعة. قال الأبّار: وكان مقرئاً متصدّراً، نحوياً، لغوياً، محقّقاً، لقيته وقد زار أبي. وسمعت منه مسألة في الجمل. وأجاز لي بعد سماعي من عمه أبي عبد الله بن سعادة المعمَّر. وقد أخذ عنه جماعة. 4 (محمد بن أحمد بن جبير بن محمد بن جبير.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 212 الإمام أبو الحسين ابن الأجل أبي جعفر الكناني، البلنسي، نزيل شاطبة. إمام صالح، جليل، كاتب، أديب، بليغ. ولد سنة أربعين وخمسمائة في عاشر ربيع الأول ببلنسية. وسمع من: أبيه، وأبي عبد الله الأصيلي، وأبي الحسن علي بن أبي العيش المقرئ، وأخذ عنه القراءات. وحدَّث بالإجازة عن الحافظ أبي الوليد ابن الدَّباغ، ومحمد بن عبد الله التَّميمي السبتي. ونزل) غرناطة مدة، وسافر إلى الإسكندرية، والقدس، والحج. قال الأبّار: عني بالآداب، فبلغ فيها الغاية، وتقدم في صناعة النظم والنثر، ونال بذلك دنيا عريضة وتقدم. ثم رفض ذلك، وزهد وصحب أبا جعفر بن حسان، وحج، وسمع من عمر الميَّانشي، وعبد الوهاب بن سكينة الصوفي. ودخل دمشق، فسمع من الخشوعي، وطائفة. ورجع فحدَّث بالأندلس، وكتب عنه شعره ودوِّن، وأخذ عنه جماعة. ثم رجع ثانية إلى المشرق، وعاد إلى المغرب، ثم رحل ثالثة إلى المشرق، وحدَّث هناك، ودفن بالإسكندرية وبها مات في السابع والعشرين من شعبان. روى عنه: الزكي المنذري، والكمال ابن شجاع الضرير، وعبد الرحيم بن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 213 يوسف بن المخيلي، أبو الطاهر إسماعيل بن هبة الله المليجي، وآخرون. قال شيخنا الدمياطي: أنشدني أسد بن أبي الطاهر بدمشق، أنشدنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن جبير بدمياط: (نفذ القضاء بأخذ كلِّ مرهق .......... مُتفلسف في دينه متزندق)
(بالمنطق اشتغلوا فقيل حقيقة .......... إن البلاء موكَّل بالمنطق) توفي بالثغر، ودفن بكوم عمرو بن العاص. 4 (محمد ابن الإمام العلامة أبي الخير أحمد بن إسماعيل القزويني الواعظ.) أبو بكر الفقيه. ولد سنة أربع وخمسين. وقدم بغداد مع أبيه، وسمع بها من شهدة، وأبي الأزهر محمد بن محمد الواسطي. وتفقّه على والده. وتكلم في المسائل والوعظ، وحدث. وتوفي في عاشر ربيع الآخر بقيصرية من الروم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 214 روى عنه القوصي. وهو أخو أبي المناقب محمد. 4 (محمد ابن الزاهد أبي عبد الرحمن أحمد بن أبي سعد بن حمُّويه الجويني.) أبو سعد الصوفي، الشافعي.) ولد سنة إحدى وأربعين وخمسمائة. وسمع من السلفي، وغيره. وأجاز له ابن البطّي، وجماعة. وسكن القاهرة بخانقاه سعيد السعداء. وكان على سداد وأمر جميل، وخير. روى عنه: الزكي المنذري، وغيره. وتوفي في ربيع الآخر. 4 (محمد بن أحمد بن عبد العزيز.) الإمام أبو عبد الله المعروف بابن الفتوت، بفاء ثم مثناتين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 215 شيخ القرّاء بمدينة فاس، كانت الرحلة إليه لسنِّه، وإسناده، وعدالته. تلا بالسَّبع على محمد بن محمد بن معاذ الفلنقي، والقاسم بن الزّقّاق، وجماعة. وسمع من: أبي الحسن بن حنين، وابن الرَّمامة. روى عنه بالإجازة ابن مسدي، قال: توفي سنة أربع عشرة وستمائة. 4 (محمد بن أحمد بن علي.) أبو سعيد السراجي، النيسابوري، الصوفي. من صوفية السميساطية. حدَّث عن: الحافظين السِّلفي، وابن عساكر. وتوفي في ذي القعدة. 4 (محمد بن أحمد بن يوسف.) أبو عبد الله الأنصاري، الغرناطي، المعروف بابن صاحب الأحكام. قال الأبار: ولد سنة ثمان وعشرين. وروى عن أبي الحسن شريح وأبي الحكم بن غشليان، وأبي القاسم بن رضا. يعني: بالإجازة لا السماع. قلت: أجاز للشيخ أبي حيان النحوي، وأبي جعفر أحمد بن يوسف الطِّنجالي، وسمع منه ابن مسدي وقال: هو أحد المشايخ الأعلام ببلاده، قرأ القرآن على عبد الله بن خلف، وابن بقي القيسي. وسمع من جماعة، وتفرَّد بالرواية عن ابن غشليان، وأجاز له أبو بكر بن العربي. سمعت منه أجزاء،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 216 وفوائد. أخذ علم الوثائق عن خاله محمد بن يحيى البكري، أخبرنا سماعاً بغرناطة سنة إحدى عشرة: أخبرنا عبد الله بن خلف، أخبرنا أبو بكر بن عبد الجليل الغسّاني) بالقيروان، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن خلف القابسي، أخبرنا عبد الله بن أبي هاشم التُّجيبي، أخبرنا عيسى بن مسكين، وغيره، قالا: حدثنا سُحنون، حدثنا ابن القاسم بحديث ذكره ابن مسدي في معجمه. وما أحسب الغساني لقي القابسي، لعل سقط بينهما رجل، لكن قال ابن مسدي: هذا أعلى ما كان من الأسانيد إلى القابسي. ثم قال: وأخبرنا محمد بن أحمد سماعاً، أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الملك بن غشليان كتاباً، قال: كتب إليَّ القاضي الخِلعي، وحدثني عنه ابن سكَّرة، فذكر حديثاً. توفي فُجاءة في رجب، قاله الأبار. 4 (محمد بن صالح بن سلطان.) أبو البدر الموصلي، الحنفي. حدث عن أبي طاهر السلفي. 4 (محمد بن طالب بن أبي الرجاء بن شهريار.) أبو الغنائم الإصبهاني. توفي عن ثلاث وثمانين سنة. 4 (محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن علي.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 217 أبو عبد الله ابن الحلواني، البغدادي. سمعه أبوه من أبي المعالي أحمد بن علي بن السمين، وغيره. 4 (محمد بن عبد العزيز بن سعادة.) الشيخ المعمَّر، مسند الأندلس، أبو عبد الله الشاطبي المقرئ. أخذ القراءات عن أبي الحسن بن هذيل، وأبي بكر بن نمارة، وبعض القراءات عن أبي عبد الله محمد بن الحسن بن سعيد الداني، أخذ عنه قراءة نافع. وأخذ القراءات ببلنسية عن أبي بكر محمد بن أحمد بن عمران. وسمع من: أبي الحسن بن النِّعمة، وأبي عبد الله محمد بن يوسف بن سعادة وأبي محمد بن عاشر. قال الأبّار تصدّر للإقراء ببلده. وكان من أهل الصلاح، والمعرفة بالقراءات والإتقان لها، وطال عمره، وأخذ الناس عنه. وقدِم بَلَنسية سنة عشر، فأخذت عنه، وسمعتُ منه. وكان شيخنا) أبو الخطاب بن واجب يثني عليه، ويوثّقه. وتوفي بشاطبة في تاسع شوّال سنة أربع عشرة عن سنّ عالية أربت على المائة يسيراً. وهو ممتَّع بجوارحه كلها. مولده سنة أربع عشرة وخمسمائة، وقيل سنة ست عشرة. 4 (محمد بن عبد النور بن أحمد.) أبو بكر الشيباني، الإشبيلي. سمع: أبا بكر بن صاف، وأبا الحسن نَجَبة، وأبا عبد الله بن زَرقون، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 218 وكان معتنياً بالرواية، كثير السماع، صالحاً، متواضعاً، زاهداً. حدث عنه جماعة. واستشهد في وقعة قصر أبي دانس بغرب الأندلس، في أوائل السنة، رحمه الله. 4 (محمد ابن القاضي محمد بن أيوب بن محمد بن نوح الغافقي.) أبو القاسم. سمع: أباه، وأبا القاسم بن حبيش. وأجاز له أبو مروان بن قزمان. قال الأبار: وكان فقيهاً، ماهراً بالشروط، شاعراً، ولي قضاء المرّية، ثم قضاء بلنسية فلم تحمد سيرته، فعزل، ومات بمراكش في جمادى الأولى، عن نحو ستين سنة. 4 (محمد ابن الإمام الكبير أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن هُذيل.) أبو عامر، البلنسي، المقرئ. أخذ القراءات عن والده، وسمع منه كثيراً، طارق بن يعيش، وأبي عبد الله بن سعادة. وأجاز له أبو طاهر السِّلفي. قال الأبار: وكان من أهل الصلاح، والورع، شديد الانقباض عن الناس، مقتصراً على باديته، معروفاً بالعبادة، والزهد. وروى اليسير. لقيته وهبت أن أستجيزه لما كنت أعرف من نفوره، وعسر انقياده، واستجازه لي أبي. ولم يكن له علم بالحديث. توفي في ذي القعدة، وقد نيّف على السبعين، وازدحمت العامة على نعشه. وشهده السلطان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 219 4 (محمد بن محمد بن عيشون بن عمر بن صباح.) أبو عمرو اللخمي، الأندلسي، البكي. وبكة: من عمل مرسية.) قال الأبار: سمع أبا العباس بن إدريس، وأبا عبد الله بن سعادة، وأبا عبد الله بن عبد الرحيم. وأجاز له أبو الحسن بن هذيل، وجماعة. وكان يعقد الشروط. وله تقييد مفيد في الوفيات اعتمدت عليه، وحدثني به عنه ابنه عيشون. وتوفي في ذي القعدة، عن ست وسبعين سنة. قلت: روى عنه ابن مسدي. 4 (محمد بن محمد بن يبقى بن جبلة.) أبو بكر الأنصاري، الخزرجي، الأوريولي. حج، وسمع من السلفي. وسكن مصر. وأجاز في هذا العام. 4 (محمد بن مظفر بن شجاع.) أبو عبد الله ابن البواب. حدث عن: أبي الوقت السِّجري، وغيره. ومات في ربيع الآخر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 220 4 (محمد بن يوسف بن أحمد بن معن.) أبو بكر الأزدي، الشريشي. روى عن أبيه. وحج فسمع: من السِّلفي، وأبي محمد العثماني، وجماعة. وكان عدلاً، شروطياً. ولي القضاء ببعض الأعمال. وحدث. وتوفي في ذي القعدة، ومات في عشر السبعين. 4 (محمد بن أبي القاسم بن محمد.) الأمير بدر الدين الهكاري. أحد فرسان المسلمين، له المواقف المشهودة في قتال الفرنج. وكان من أكابر أمراء المعظَّم، يستشيره ويثق به لصلاحه. وكان سمحاً، لطيفاً، ورعاً، خيراً، باراً بأهله وبالفقراء. بنى بالقدس مدرسة للشافعية. وكان يتمنى الشهادة ويقول: ما أحسن وقع سيوف الكفار على وجهي وأنفي، فمنَّ الله عليه بالشهادة على الطُّور، وكان بها لما حاصرها العدو. واستشهد يومئذ سيف الدين ابن المرزبان. وحمل الأمير بدر الدين إلى القدس، فدفن بتربته.) 4 (المبارك بن أحمد بن هبة الله.) الشريف أبو المظفر الهاشمي، المعروف بابن المكشوط. ولد سنة أربعين وخمسمائة. وقرأ القراءات على أبي بكر محمد بن خالد الرزاز الضرير، صاحب أبي عبد الله البارع.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 221 وسمع من عنبر مولى القاضي أبي محمد العلوي. وذكر أنه سمع من أبي الوقت. وولي الخطابة بجامع المنصور مدة، وبغيره من الجوامع. قال الدُّبيثي: أخبرنا ابن المكشوط، أخبرنا عنبر، أخبرنا يحيى ابن البناء، فذكر حديثاً. مات في خامس شوال. 4 (محمود، شجاع الدين الدمشقي.) الدِّماغ. من رؤساء البلد. كان ذا ثروة عظيمة. وداره بجنب المدرسة العمادية، جعلتها زوجته عائشة مدرسةً للشافعية والحنفية. توفي في ذي القعدة. 4 (معروف بن مسعود بن علي بن بركة.) أبو محفوظ البغدادي، المقرئ. سمع من أبي الفتح بن البطي، وحدث. وذكر أنه سمع أبا الوقت. توفي في ربيع الأول. 4 (مكي بن أبي محمد بن محمد بن أبيه الدمشقي.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 222 عرف بابن الدجاجية. فقيه، فاضل، قادر على النظم. قرأت بخط الضياء وفاته في ذي الحجة، وأنه نظم كتاب المهذب في المذهب قصيدة على روي الراء، سماها البديعة في أحكام الشريعة. قلت: روى عنه من شعره الشهاب القوصي، وقال: هو الإمام حفظ الدين أبو الحرم الصالحي، مدح الملك العادل، والصاحب ابن شكر، إلا أنه قال: توفي كهلاً في آخر سنة خمس عشرة. ولم يذكره المنذري في الوفيات.) 4 (حرف الهاء)
4 (هاني بن الحسن بن عبد الرحمن بن الحسن بن قاسم.) أبو يحيى اللخمي، الأندلسي، الغرناطي. روى عن: أبيه، وعمه أبي الحسن محمد. قال الأبار: كان حافظاً للغة، ذاكراً للخلاف، مشاركاً في علم الأصول. ولي قضاء شلب، وبها توفي. قال: وفيها كانت وقعة القصر. 4 (هبة الله بن أحمد بن عبد الواحد بن عبد الوهاب.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 223 أبو الغنائم السلمي الدمشقي الكهفي. كان مقيماً بالكهف الذي بسفح قاسيون. حدث عن أبي المغارم عبد الواحد بن هلال. روى عنه الضياء، وشمس الدين بن أبي عمر، والفخر علي، والشمس محمد ابن الكمال، وجماعة. ومنهم من سمّاه: أبا محمد غنائم بن أحمد. توفي في سادس جمادى الأولى بالكهف، وله نيف وستون سنة. 4 (حرف الياء)
4 (ياقوت الخليفي الناصري.) الأمير أبو الحسن. ولي إمرة الحاج، وولي تستر، وخوزستان، وبها توفي في جمادى الأولى. 4 (يحيى بن إبراهيم بن أبي تراب محمد.) الفقيه أبو تراب الكرخي، اللوزي، الشافعي. ولد سنة ست وعشرين وخمسمائة. وتفقّه على الإمام أبي الحسن محمد ابن الخلّ، وسمع منه، ومن: أبي الفضل الأرموي، وأبي الفتح الكروخي، وأبي الفرح عبد الخالق اليوسفي، وأبي الوقت، وجماعة. وحدث بدمشق، وبغداد.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 224 وهو منسوب إلى محلة اللوزية. وأقام بدمشق مدة. روى عنه: الدبيثي، وابن خليل. وقال الشهاب القوصي: يحيى بن إبراهيم المفتي، قوام الدين، معيد العماد الكاتب. أخبرنا بالمجاهدية سنة ست وتسعين، أخبرنا ابن الزاغوني، فذكر حديثاً. وقال ابن نقطة: دخلت عليه سنة سبع وستمائة، فرأيته مختلاً، ذكر لي أن الملائكة تنزل عليه من كنيسة داره بالثياب الخضر في هذيان طويل. ثم قُرئ عليه بعد ذلك كتاب الترمذي. قال: فحدثني بعض أصحابنا: أنه كان إذا طال عليه المجلس شتمهم بفحش، ودور على شيء ليضربهم به. وحدثني عبد العزيز بن هلالة قال: دخلت على أبي تراب يوماً، فقال لي: من أين أنت فقلت: من المغرب، فبكى، وقال: لا رضي الله عن صلاح الدين، ذاك فساد الدين، أخرج الخلفاء من مصر وجعل يسبه، فقمت، وخرجت. قال ابن نقطة: سمع الجامع لأبي عيسى من الكروخي، ومات في ثالث عشر شعبان. وقد حدث قديماً بدمشق بمسند الدرامي. 4 (يحيى بن إبراهيم بن أحمد.) أبو زكريا البغدادي، البزاز. عُرف بابن حسان. حدث عن أبي الفتح بن البطي. وتوفي في شوال. 4 (يحيى بن أحمد بن مسعود.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 225 أبو بكر الأنصاري، القرطبي. أخذ القراءات عن أبي القاسم بن غالب وسمع منه، ومن: أبي القاسم خلف بن بشكوال، وأبي محمد بن مغيث. وحج، فسمع بمكة من علي بن عبد الله بن حمود المكناسي. وولي خطة الشورى بقرطبة. وكان حسن الصوت، يستدعيه الأمير لصلاة التراويح. 4 (يحيى بن عبد الملك ابن العلامة إليكا أبي الحسن علي بن محمد الهراسي.) الطبري الأصل، البغدادي، أبو الفتوح الشافعي.) ولد بعد الأربعين وخمسمائة. وسمع من: أبيه، وأبي الوقت. وحدث ببغداد، ودمشق، روى عنه: الدبيثي، والشهاب القوصي، والزكي المنذري، وجماعة. قال القوصي: هو الرئيس بدر الدين، حدثنا بدمشق سنة اثنتين وستمائة، وتولى ديوان الأوقاف مدة طويلة بدمشق. وكان ناهضاً، أميناً، وله شعر مليح. قلت: توفي في ذي القعدة. 4 (يوسف بن عبد الصمد بن يوسف بن علي.) الفقيه أبو الحجاج الفاسي الأصولي، المعروف بابن نمر. قال الأبار: حدث عن عثمان بن عبد الله السلالقي الفاسي، ومحمد بن عبد الكريم الفندلاوي. وأخذ عن أبي العباس بن مضاء.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 226 قال الأباروكان إماماً في علم الكلام، والأصول، متحققاً به، متقدماً في الحفظ، والذكاء، مع المشاركة في فنون أُخر. دخل إشبيلية، وأقرأ بها، ونوظر عليه، وعاد إلى بلده. وتوفي في شهر رجب، وقد قارب الستين. 4 (يوسف بن أبي الحسن بن ياسين.) الشيخ أبو الحجاج ابن زين الدار، الصوفي، الزاهد. من شيوخ المصريين، مشهور بالصَّلاح، والعزلة، والخير. سمع من أبي طاهر السلفي. وتوفي في ربيع الآخر. روى عنه: الزكي عبد العظيم. 4 (يوسف ابن الشيخ الزاهد الكبير أبي الحسن المقدسي.) الإمام الصالح، أبو الحجاج. روى عن أبي المعالي بن صابر. روى عنه: الضياء، وابن أخيه الفخر، وابن أخيه الشمس ابن الكمال، ومحمد بن مؤمن، وغيرهم.) وكان صالحاً، خيِّراً، زاهداً، فقيهاً. توفي يوم الجمعة سابع عشر ذي القعدة بدمشق، ودفن من الغد بباب الصغير، وشيَّعه خلق كثير، مع كونه يوماً مطيراً. واستكمل ثلاثاً وثمانين سنة، رحمه الله. 4 (وفيها ولد) الشيخ عز الدين أحمد بن إبراهيم الفاروثي. والصاحب مجد الدين عبد الرحمن بن العديم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 227 ومحيي الدين يحيى بن علي ابن القلانسي. وقطب الدين محمد بن أحمد ابن القسطلاني. والشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن عبد العزيز اللوزي. والخطيب محيي الدين محمد ابن عماد الدين ابن الحرستاني. والشرف أبو العباس أحمد بن أحمد بن عبيد الله المقدسي الفرضي. ومحيي الدين محمد بن يعقوب ابن النخاس. وأمين الدين عبد الصمد بن عبد الوهاب ابن عساكر. وابن عمه الشرف أحمد بن هبة الله بن أحمد. وتاج الدين إسماعيل بن إبراهيم بن قريش المخزومي. وضياء الدين عبد الرحمن بن عبد الوهاب، خطيب بعلبك. ومحيي الدين محمد ابن الكمال الضرير العباسي. ونجم الدين علي بن علي بن اسمنديار الواعظ. وأبو الغنائم بن محاسن الكفرابي. والزين محمد بن الحسين الفوّي، راوي الخِلعيات. والسيف داود بن مسعود ابن القيني. ومجد الدين عبد الرحمن بن العديم، في جمادى الأولى. وأحمد بن يوسف بن مكتوم، في شوال.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 228 4 (وفيات سنة خمس عشرة وستمائة)
4 (حرف الألف) ) 4 (أحمد بن أحمد بن أبي السعادات أحمد بن كرم بن غالب.) الحافظ أبو العباس البندنيجي، ثم البغدادي الأزجي. العدل. ولد سنة إحدى وأربعين وخمسمائة. وقرأ القرآن على أبي حكيم النهرواني تلقيناً. وقرأ القراءات على أبي الحسن علي بن عساكر، وغيره. وسمع من: أبي بكر ابن الزاغوني، وأبي الوقت السجزي، وأبي محمد ابن المادح، وأبي المظفر هبة الله ابن الشبلي، وابن البطي، والشيخ عبد القادر، وخلق كثير بعدهم. وحصل الأصول، وكتب الكثير، وعني بالرواية أتم عناية، وبالغ في الطلب، وحصل الأصول، وعني بالفهم، وضبط الأسماء، وتحقيق الألفاظ، والمختلف والمؤتلف، وحصل طرفاً من العربية. وكانت قراءته صحيحة، فصيحة، منقحة، بنغمة مطربة، وأداء عذب. وجد خطه على سجل باطل، فطولب بأصله، فذكر أن قاضي القضاة
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 229 محمد بن جعفر العباسي قال له: أنا شاهدت الأصل، فاكتبه، فركن إلى قوله. فأحضر إلى دار الخلافة، ورفع طيلسانة، وكشف رأسه، وأركب جملاً، وطيف به وبشاهدين آخرين، وصفعوا، ونودي عليهم: هذا جزاء من يشهد بالزور، وحبسوا مدة، وذلك في سنة ثمان وثمانين. ولم يزل أحمد البندنيجي خاملاً إلى أن ظهرت الإجازة للخليفة الناصر. وكان أخوه تميم قد تولى أخذها، فذكر حاله للناصر، وأنه لم يشهد بزور محض، بل ركن إلى قول القاضي، وأن أستاذ الدار ابن يونس، كان له غرض في تعزيزه. فأمر الخليفة الناصر فأعيد إلى العدالة، فشهد سنة سبع وستمائة عند قاضي القضاة أبي القاسم عبد الله ابن الدامغاني، فقبله من غير تزكية. حكى ابن النجار هذا، وقال: قرأت عليه كثيراً: وكنت أراه كثير التحري، لا يتسامح في حرف، ومع هذا أصوله كانت مظلمة، وكذلك خطه وطباقه. وكان ساقط المروءة، دنيء النفس، وسخ الهيئة، تدل أحواله على تهاونه بالأمور الدينية، وتحكى عنه أشياء قبيحة. وسألت شيخنا ابن الأخضر عنه وعن أخيه تميم، فضعفهما، وصرح بكذبهما. روى عنه: الدبيثي، والزكي البرزالي، والتقي اليلداني، والمحب ابن النجار، وجماعة. وفيه ضعف. وهو أخو تميم المذكور.) توفي في رابع عشر رمضان، ببغداد. 4 (أحمد بن أبي المعالي أسعد بن أحمد بن عبد الرزاق.) أبو الفضل المزدقاني الأصل، الدمشقي، الأصم، صفي الدين ابن كريم الملك.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 230 ولد سنة سبع وثلاثين وخمسمائة. وسمع من: الصائن هبة الله، وأخيه أبي القاسم الحافظ. روى عنه: الشهاب القوصي، وغيره. وتوفي ببعلبك في المحرم. وجده أحمد هو القادم من مزدقان. 4 (أحمد بن دفتر خوان.) الأجل الرئيس، منتجب الدين، الكاتب. كان بدمشق، وكان يقرأ الكتب على السلطان. وهو واسطة خير. قرأ العربية على الكندي وسمع من البهاء ابن عساكر، وغيره.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 231 وله شعر قليل. توفي في جمادى الآخرة. روى عنه القوصي من نظمه، وسماه: أحمد بن عبد الكريم بن أبي القاسم بن دفترخان. 4 (أحمد بن عبد الله بن عبد الصمد بن عبد الرزاق السلمي، البغدادي، العطار، الصيدلاني.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 232 شمس الدين أبو القاسم، نزيل دمشق. ولد سنة ست وأربعين وخمسمائة. وسمع من: أبيه، وأبي الوقت، وابن البطي. وحدث غير مرة بالبخاري، وحدث بالدرامي، وعبد بن حميد. وكان يذكر أنه من ولد أبي عبد الرحمن السلمي. روى عنه: أبو بكر بن نقطة وقال: شيخ صالح، ثقة، صدوق والضياء المقدسي، والشهاب القوصي، والزكي المنذري، والزين خالد، وأبو بكر محمد بن علي النشبي، والرشيد محمد بن أبي بكر العامري، وأبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن وهبة الله ابن الشيرازي، والمحيي عمر بن أبي عصرون، والجمال محمد بن علي ابن الصابوني، وأبو بكر بن عمر بن) يونس المزي، والفخر علي ابن البخاري، والشمس محمد ابن الكمال، والتقي لإبراهيم ابن الواسطي، والعلاء علي بن أبي بكر بن صصرى، وطائفة سواهم. وظهر لشيخنا العز أحمد ابن العماد بعض الدرامي سمعه منه حضوراً، وإنما رأيناه بعد موته. وروى عنه بالإجازة عمر ابن القواس. قال ابن النجار: كان له دكان بظاهر باب الفراديس للعطر. وكان صدوقاً، متديناً، مرضي الطريقة. توفي في سابع عشر شعبان، ودفن بسفح قاسيون. 4 (أحمد بن علي بن الحسن بن محمد بن أحمد بن كردي.) القاضي الأجل أبو البقاء البغدادي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 233 روى عن: أبي الفتح بن البطي. ومات في ذي القعدة. 4 (أحمد بن محمد اللخمي الزاهد.) المعروف بالرأس. كان بظاهر الإسكندرية على شاطئ البحر، في الموضع المعروف بالرأس، ولهذا قيل له: الشيخ أحمد الرأس. صالح، زاهد، مشهور بالصلاح، وله القبول التام. انتفع به جماعة. توفي في خامس ربيع الأول، رحمه الله تعالى. 4 (أحمد بن يوسف بن عبد الله بن سعيد بن أبي زيد.) الإمام أبو جعفر بن عياد البلنسي، المقرئ. أخذ القراءات عن أبي بكر بن نمارة. وسمع من والده، ومن أبي الحسن بن هذيل. وأجاز له أبو حفص بن واجب، وجماعة. قال الأبار: كان صالحاً، عارفاً بالرواة، صدوقاً. توفي في شوال، وله سبعون سنة. 4 (إبراهيم بن عبد الله ابن القاضي أبي العباس أحمد بن سلامة بن عبيد الله بن مخلد.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 234 القاضي الأجل، شرف القضاة، أبو المظفر الكرخي الأصل كرخ جدّان لا كرخ بغداد الشافعي المحتسب، المعروف بابن الرُّطبي.) ولد سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة. وتفقَّه على أبي طالب المبارك بن المبارك الكرخي، وسمع من أبي الحسين عبد الحق، وجماعة. وهو من بيت العلم والرواية. ولي القضاء بباب الأزج. وولي حسبة الجانبين. ومات في رمضان. ولم يحدث. 4 (لإبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن همام.) أبو إسحاق الأندلسي، الإشبيلي. رحل، وسمع ببغداد من عبد الله بن أبي المجد الحربي، وبواسط من أبي الفتح ابن المندائي، وبإصبهان من أبي جعفر الصيدلاني، وبنيسابور من: أبي سعد الصَّفار، ومنصور الفراوي، والمؤيد الطوسي، وجماعة. وسكن هراة مدة. وحدث ببغداد. وعدم بين تكريت والموصل رحمه الله في ربيع الآخر. وكان من أهل الدين، والصلاح، والسنة على مذهب ابن حزم. وله صبر على الفاقة، وتعفف زائد، إلا أنه كان سيئ الأخلاق، سريع النفرة، كثير القطوب، لا يسامح في هفوة، ولا يقبل معذرة، نسأل الله السلامة وكان قد استولى على أكثر أصول أبي روح، وغيره بهراة، فمن الذي يجسر أن يسأله جزءاً منها وقيل: إنه لما فارق هراة في هذه السنة، دفن تلك الأجزاء لئلا ينتفع بها أحد بعده، فما نفعه الله بها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 235 4 (أرسلان شاه، الملك نور الدين ابن السلطان الملك القاهر عز الدين مسعود بن أرسلان بن) مسعود بن مودود ابن الأتابك زنكي بن آقسنقر. قال الحافظ عبد العظيم: ولي الموصل بعهد من أبيه، وقد قارب إذ ذاك عشر سنين. وكان قد سمي عليّاً في حياة جده، فلما توفي جده سمي أرسلان شاه. قلت: ولم تطل أيامه، بل بقي بعض سنة. توفي أبوه في ربيع الآخر من السنة، وتوفي هو في هذه السنة. 4 (إسماعيل بن المظفر بن هبة الله.) ) أبو محمد ابن الأقفاصي، الدَّبَّاس. ولد سنة إحدى وأربعين. وسمع من: أبي الفضل محمد بن ناصر، وأبي الفضل الأرموي. روى عنه: الزكي البرزالي، والدُبيثي. وتوفي في ثامن رجب. 4 (حرف الجيم)
4 (جعفر بن محمد بن عبد الخالق بن عبد السلام.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 236 موفق الدين أبو الفضل المصري، المقرئ، النحوي. قرأ القراءات على أبي الجود، وتصدَّر بالجامع العتيق بمصر مدة طويلة. قال المنذري: اجتمعت معه مرات، وانتفع به جماعة كبيرة، وكان من أعيان القُرّاء، مقصوداً للأخذ عنه لفضله، ودينه وأدبه. توفي في ثاني عشر صفر. 4 (حرف الحاء)
4 (حمزة بن علي بن عثمان بن يوسف بن إبراهيم.) القاضي الأجل الأشرف أبو القاسم بن أبي الحسن القرشي، المخزومي، المصري، الشافعي، الكاتب. رحل، وسمع من: السِّلفي، وأبي محمد العثماني، وأبي الطاهر بن عوف، ويحيى ابن الرازي، صاحب السداسيات. وسمع بمصر من: محمد بن علي الرحبي، وعبد الله بن بري، وعلي بن هبة الله الكاملي، وجماعة كبيرة. وسمع بدمشق، وحدث بها، وبمصر، وبغداد. وحصل الأصول، وكتب الكثير، وأكثر عن السلفي. وكان له أنس جيد بالحديث. وله شعر حسن. ولي الأوقاف بالديار المصرية. وولد في سنة سبع وأربعين وخمسمائة. وحدث من بيته جماعة، وسيأتي ذكر أخيه المكرم عبد الرحمن، وذكر ابن أخيه. روى عنه: الزكي المنذري، والزكي البرزالي، وجماعة. توفي في آخر يوم من السنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 237 وآخر من روى عنه: الأخوان عيسى وعبد الله ابنا القاهري، والحارث بن مسكين المصري.) 4 (حرف الدال)
4 (داود بن أحمد بن يحيى.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 238 أبو سليمان العبادي، الداودي، الضرير، المقرئ، الفقيه على مذهب داود. أخذ ذلك من كتب الظاهرية. وقرأ القراءات على أبي الحسن علي بن عساكر، وغيره. وروى أناشيد. وتوفي في المحرم أو صفر، على قولين، ببغداد. 4 (حرف الراء)
4 (الركن العميدي.) محمد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 239 4 (حرف الزاي)
4 (زينب أم المؤيد.) المدعوة بحرة ناز، ابنة الشيخ أبي القاسم عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد بن سهل بن أحمد بن سهل بن أحمد بن عبدوس الجرجاني الأصل، النيسابوري، الشعري، الصوفي. ولدت في سنة أربع وعشرين وخمسمائة. وسمعت من: إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر القارئ، وعبد المنعم ابن القشيري، وزاهر ووجيه ابني طاهر الشَّحامي، وأبي الفتوح عبد الوهاب بن شاه، وأبي المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي، وفاطمة بنت علي بن زعبل، وفاطمة بنت خلف الشحامي، وعبد الجبار بن محمد بن أحمد الخواري، وأبي البركات عبد الله بن محمد الفراوي، وأبي المحاسن عبد الرزاق بن محمد الطبسي، وجماعة. وأجاز لها: أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي الحافظ، وأبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري النحوي، وجماعة. وسمعت صحيح البخاري من وجيه وعبد الوهاب بن شاه، عن الحفصي، ومن أبي المعالي الفارسي، عن العيار. وحدثت أكثر من ستين سنة روى عنها: عبد العزيز بن هلالة، وابن نقطة، والبرزالي، والضياء، وابن الصلاح، والشرف المرسي، والصريفيني، والصدر
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 240 البكري، ومحمد بن سعد) الهاشمي، والمحب ابن النجار، وجماعة كثيرة. وسمعت بإجازتها على التاج بن عصرون، والشرف ابن عساكر، وزينب الكندية. وكانت شيخة صالحة، عالية الإسناد معمرة، مشهورة، انقطع بموتها إسناد عال. قرأت بخط الحافظ الضياء: أنها توفيت في جمادى الآخرة بنيسابور. وقد تقدم أخوها عبد الرحيم. 4 (حرف السين)
4 (سليمان ابن الشيخ أبي المجد الفضل بن الحسين بن إبراهيم البانياسي.) الرئيس، أبو المحاسن الحميري، الدمشقي، المعدل. حدث عن: أبيه، وأبي القاسم الحافظ. روى عنه: الزكي البرزالي، والشهاب القوصي، وقال: لقبه شهاب الدين. ولد سنة خمسين. وتوفي في مستهل جمادى الأولى. 4 (حرف العين)
4 (عائشة بنت صالح بن كامل الخفاف.) استجاز لها عمها من أحمد بن عبد الله ابن الأبنوسي، وأبي الفضل الأرموي. وحدَّثت.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 241 وماتت في شوال. 4 (العباس بن محمد بن حسن.) أبو الفضل الهاشمي البغدادي الزاهد الصالح. كان عنده في رباطه جماعة منقطعون صلحاء. حدث عن أبي الفتح بن البطي. وكان على طريقة حسنة. توفي في شعبان. 4 (عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن شبيب.) أبو حصين المقدسي، المؤذن بالجبل. روى عن: أبي نصر عبد الرحيم بن يوسف. روى عنه: الضياء المقدسي، وغيره. وتوفي في شعبان. 4 (عبد الله بن أبي المظفر الحسين بن أحمد بن علي بن محمد بن علي.) ) قاضي القضاة أبو القاسم ابن الدامغاني، الشافعي، البغدادي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 242 ولد في رجب سنة أربع وستين وخمسمائة. وسمع من: عمه قاضي القضاة أبي الحسن علي بن أحمد، ومن تجني الوهبانية: وحدث. قال الدُّبيثي: كان عالماً بالحكم، والفرائض، والأدب، عفيفاً، حسن الطريقة. ولي قضاء القضاة شرقاً وغرباً في رمضان سنة ثلاث وستمائة، وبقي كذلك إلى سنة إحدى عشرة، ثم عزل. وصفه الزكي المنذري: بأنه شافعي. وقال أبو شامة فيه: الحنفي. توفي في التاسع والعشرين من ذي القعدة. ولقبه: عماد الدين. 4 (عبد الله ابن زين القضاة أبي بكر عبد الرحمن بن سلطان بن يحيى بن علي بن عبد) العزيز. القاضي شرف الدين أبو طالب القرشي، الدمشقي، الشافعي. ناب في القضاء عن ابن عمهم القاضي محيي الدين، وعن ابنه زكي الدين الطاهر. ودرس بالرواحية، فكان أول من درس بها، ودرس بالشامية البرانية. قال أبو المظفر سبط الجوزي: كان فقيهاً، نزهاً، لطيفاً، عفيفاً. قال الشهاب القوصي: أخبرنا، قال: أخبرنا ابن مهدي الهلالي، فذكر
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 243 حديثاً. قال القوصي: كان ممن زاده الله بسطة في العلم والجسم. قلت: وهو أخو ظهير الدين أبي المكارم عبد الواحد. وقال الضياء: دفن بمقبرتهم بمسجد القدم، وكان الجمع متوفراً، وكثر بكاء الناس عليه. توفي في ثالث شعبان. 4 (عبد الله بن محاسن بن أبي بكر بن سلمان بن أبي شريك.) أبو بكر الحريمي. سمع من: أحمد بن الطلاية الزاهد، وسعيد ابن البناء. وكان يعرف بابن الباشق، وهو ابن عم أحمد بن سلمان السكر. روى عنه: الضياء، والدبيثي، وجماعة. وتوفي في رمضان.) 4 (عبد الحق بن أبي شجاع محمد بن أبي محمد بن أبي المعالي.) أبو محمد ابن المقرون، البغدادي، المقرئ، الملقن، الصالح، الخياط.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 244 قرأ على والده، وقد ولد سنة خمسين. وسمع من ابن المادح حضوراً، وحُضوراً، ومن: هبة الله بن أحمد ابن الشبلي، وابن البطّي، وجماعة. وحدّث ببغداد، ودمشق. وقد مرّ أخوه عبد الرزاق. 4 (عبد الخالق بن الحسن بن هيّاج.) أبو محمد الدمشقي. حدّث عن أبي طاهر السِّلفي. توفي في ذي القَعدة. 4 (عبد الخالق بن صَدقة بن مؤنس.) الإسكندري. إمام مسجد فُلوس بميدان الحَصا. كان مقرئاً مجيداً. حدّث عن السِّلفي. روى عنه: الزكي البِرزالي، والشهاب القوصي، وغيرهما. ومات في خامس وعشرين جُمادى الآخرة، رحمه الله. 4 (عبد الخالق بن أبي هشام.) الشيخ الصالح القُرشيَ، البزّاز، الدمشقي. قال الضياء: توفي في بكرة الأربعاء الخامس والعشرين من ذي القعدة. قال: وكان قد سمع الحديث، وورَّق كثيراً، وما أظنه حدَّث بشيء. 4 (عبد الرحمن بن سعد الله بن المبارك بن بركة.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 245 أبو الفضل الواسطي، ثم البغدادي، الطحان، الدَّقاق. ولد سنة خمس وثلاثين.) وسمع من: ابن ناصر، وعبد الملك بن علي الهمذاني. وأجاز له أبو القاسم إسماعيل ابن السَّمرقندي، وجماعة. روى عنه: الدُّبيثي، والزكي البرزالي، وغيرهما. ومات في ثالث ربيع الأول. 4 (عبد الرحمن بن عمر بن أبي نصر بن علي بن عبد الدائم.) أبو محمد ابن الغزالي، البغدادي، الواعظ. ولد سنة أربع وأربعين. وسمع من: ابن ناصر، وسعيد ابن البناء، وابن الزَّاغوني، ونصر بن نصر العكبري، ومحمد بن عبيد الله الرُّطبي، وابن المادح، وأبي الوقت، وطائفة كبيرة. وطلب بنفسه مدةً، وقرأ، ونسخ، ووعظ. وأكثر سماعاته بخطِّه. روى عنه: الدُّبيثي، والزكي البرزالي، والضياء، وآخرون. وأجاز لجماعة تأخروا. توفي ليلة نصف شعبان. ويُلقب بالموش. 4 (عبد الرحمن بن أبي الحرم مكي بن عثمان بن إسماعيل.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 246 الفقيه موفق الدين، أبو القاسم السعدي، المصري، الشارعي، الشافعي. تفقّه على الفقيه أبي عمرو عثمان بن درباس. وسمع من: إسماعيل بن ياسين، والقاسم بن إبراهيم المقدسي، والأرتاحي، وطبقتهم. وأقبل على الوعظ، والتفسير. وله شعر، ومجاميع. وتوفي شاباً قبل أن يتكهل، في رجب. 4 (عبد الرحمن بن أبي سعد بن أحمد.) أبو محمد الحربي، ابن تُميرة. حدَّث عن: أحمد بن الطَّلاية، وغيره. روى عنه: الدُّبيثي. وكان ضريراً. ويعرف جده بابن السَّوادية. وآخر من روى عنه بالإجازة الكمال عبد الرحمن المكبِّر شيخ المستنصرية.) توفي في تاسع ربيع الآخر. 4 (عبد الرحيم بن أبي الفوارس بن إبراهيم القيسي، الدمشقي.) ابن أخت بركات الخُشُوعي. سمع بدمشق من ابن عساكر، وبالثغر من السِّلفي. وتوفي في صفر. 4 (عبد القوي بن أبي الحسن بن ياسين.) أبو محمد القيسراني الأصل، المصري، الكتبي. ولد سنة إحدى وخمسين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 247 وسمع من: علي بن هبة الله الكاملي، ومحمد بن علي الرَّحبي، وإسماعيل الزيات، وابن بري، وخلق من طبقتهم، وبعدهم. وكتب الكثير، وعُني بالسماع، وحدَّث. وكان يفهم، ويذاكر، جمع كتاباً في أخبار ذي النون ولم يتمه. وكان يتأسف على انشغاله بالكسب عن الحديث. توفي في صفر. 4 (عبد الكافي بن بدر بن حسان.) أبو محمد الأنصاري، المصري. سمع: البوصيري، والأرتاحي، وجماعة. وكان صالحاً، عابداً. كتب عنه المنذري، وغيره، وقال: توفي في رمضان، وهو من أبناء الستين. 4 (عبد الكريم بن إبراهيم.) أبو البركات الحريمي، الدَّباس. روى عن: أحمد وعمر ابني بنيمان، ودهبل ولاحق ابني كاره. توفي في جمادى الآخرة. 4 (عبد اللطيف بن أحمد بن محمد بن هبة الله.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 248 أبو محمد الهاشمي، النرسي، البغدادي، الصوفي. دخل الأندلس، قال الأبار: زعم أنه يروي عن أبي الوقت، وأبي الفرج ابن الجوزي. وله) تصنيف في التصوف، حدَّث به. ذكره محمد بن سعيد الطراز، وضعّفه. وقال فيه أبو القاسم بن فرقد: عبد اللطيف الهاشمي النرسي، سمع صحيح البخاري على أبي الوقت، وله تواليف في التصوف. وقرأت عليه عوالي النقيب يعني طراد بن محمد بإشبيلية عام خمس عشرة. قلت: وسمع منه الحافظ أبو بكر بن مسدي، وقال: مات سنة ثلاث وعشرين وستمائة. 4 (عبد اللطيف بن يحيى بن علي بن خطاب.) أبو منصور الدِّينوري ثم البغدادي، ابن الخيمي. سمع من: أبيه، وعمه أبي شجاع محمد، وأبي الوقت السِّجزي، وأبي الفتح بن البطي، وجماعة. وحدَّث. وتوفي في شوال. 4 (عبد الواحد بن محمود.) أبو الفتح بن صعترة، البغدادي، البيِّع. ولد سنة ثلاثين. وسمع من: ابن البطي، وأبي زرعة. وحدَّث.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 249 ومات في ذي الحجة. 4 (عبد الوهاب بن مظفر بن أحمد.) أبو الغنائم البغدادي. حدَّث عن أبي المظفر هبة الله بن عبد الله بن أحمد ابن السمرقندي. وكان يتقلَّب في الخدم الدّيوانية. وعاش بضعاً وثمانين سنة. ومات في ربيع الأول. 4 (عبد الوهاب بن المُنجَّى بن بركات بن المؤمَّل.) أبو محمد التنوخي، المعري، ثم الدمشقي، أخو القاضي أبي المعالي أسعد. روى عن نصر بن أحمد بن مقاتل. روى عنه الفخر علي، وغيره، وبالإجازة عمر ابن القوَّاس. وتوفي في رابع عشر جمادى الأولى. ولم يعقب.) 4 (عبد الوهاب بن أبي الفهم بن أبي القاسم السُّلمي، الكفرطابي، ثم الدمشقي، العطار.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 250 أبو محمد، ويعرف بابن ملوك. حدَّث عن أبي القاسم ابن عساكر. وولد سنة خمسين وخمسمائة. وذكر أنه رحل، وسمع من السلفي. مات في شعبان. 4 (عبيد الله بن المبارك بن الحسن بن طراد الأزجي.) ابن القابلة. حدَّث عن يحيى بن ثابت، وغيره. 4 (علي بن إسماعيل بن الطُّوير.) أبو الحسن المصري الكاتب. خدم طيّ بن شاور الأمير. وكتب الإنشاء لبهاء الدين قراقوش. وعمِّر مائة سنة. وله شِعر، ومعرفة بالتواريخ، والآداب. مات في صفر. 4 (علي بن روح بن أحمد بن حسن.) القاضي أبو الحسن النَّهرواني، الفقيه الشافعي، المعروف بابن الغُبيري.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 251 ولد سنة بضع وثلاثين. وتفقّه على الإمام أبي النَّحيب السهروردي. وقرأ العربية على أبي الحسن علي ابن العصار. وسمع من: أبي النحيب، وخديجة بنت النَّهرواني. وكان فاضلاً، ديّناً، قوي العربية، ثقة. روى عنه الدُّبيثي وقال: مات في رمضان. 4 (علي بن عبد الله بن علي بن مفرج.) أبو الحسن القرشي الأموي، النابلسي، ثم المصري، المالكي، العطَّار، المعروف بابن النَّطاع. ولد سنة تسع وعشرين وخمسمائة. وسمع من: عبد الرحمن بن الحسين بن الجباب، وأحمد بن عبد الله بن الحطيئة، وأبي بكر) محمد بن عبد الملك النحوي، وأبي الوليد محمد بن عبد الله بن خيرة، وعبد المنعم بن موهوب الواعظ، وغيرهم. وهو والد الحافظ رشيد الدين. روى عنه: ابنه، والزكي المنذري، وجماعة. قال المنذري: توفي في الثاني والعشرين من شوال. وكان شيخاً صالحاً، متحرياً، متيقظاً، حسن الأداء، يمسك أصله مع كبر سنه بيده، وينظر فيه مع
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 252 القارئ عليه. وكان مواظباً على الجماعات، كثير التسبيح، طارحاً للتّكلّف، مقبلاً على ما يعنيه. رحمه الله. 4 (علي بن عبد الله الوهراني.) أبو بكر النحوي. يأتي بكنيته. 4 (علي بن عبد الكريم بن الحسن بن حفّاظ.) نور الدولة أبو الحسن العامري، الدمشقي، البيِّع، المعروف بابن الكويس. سمع من: أبي طاهر إبراهيم بن الحسن الحصني، وأبي القاسم ابن عساكر. وحدَّث. ومات في ذي القعدة. روى عنه: القوصي، ومحمد بن محمد بن مناقب العلوي المنقذي. 4 (علي بن نصر بن هارون.) أبو الحسن الحلي، المقرئ، النحوي. قرأ الأدب على: أبي محمد ابن الخشَّاب، والكمال عبد الرحمن الأنباري، وعلي ابن العصّار. وسمع من: أبي المظفر محمد بن أحمد ابن التريكي، ومحمود فورجة، وابن البطِّي. ووعظ. وولد في حدود سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 253 روى عنه: الدُّبيثي. ومات في حادي عشر شوال. 4 (علي بن المبارك بن عبد الواحد الأزجي الصَّائغ.) روى عن: سعيد ابن البنَّاء.) روى عنه الدُّبيثي، وقال: هو من بيت رئاسة. توفي في ذي الحجة. 4 (عمر بن عبد العزيز بن حسن بن علي بن محمد بن يحيى بن علي القرشي الفقيه.) أبو الخطاب، الدمشقي، الشافعي. ولي قضاء حمص مدةً، ثم استعفى، وردَّ إلى دمشق، ودرس بالمدرسة التي على الميدان، وتعرف. ومات قبل الكهولة. وقد سمع من الخشوعي، وجماعة. وهو والد المعين المحدث. توفي في ثامن عشر جمادى الآخرة. 4 (عمر بن أبي العز بن عمر.) أبو حفص الحربي، المعروف بابن البحري. حدَّث عن: أبي الوقت، وابن البطي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 254 ومات في ذي القعدة. 4 (عمر بن أبي القاسم بن بندار.) أبو حفص التبريزي الكاتب. سمع من: محمد بن أسعد العطاري. وتصوف، وأكثر الأسفار، وحدَّث. ومات ببغداد. 4 (عيسى ابن العلامة موفق الدين عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي، الحنبلي،) الصالحي. مجد الدين أبو المجد، والد الحافظ سيف الدين أحمد. ولد سنة ثمانٍ وسبعين وخمسمائة، في أولها. وسمع من يحيى الثقفي وغيره، وبمصر من إسماعيل بن ياسين، والبوصيري، وببغداد من ابن الجوزي، وابن المعطوش، وجماعة من أصحاب ابن الحصين. قال الضياء: وكان فقيهاً، إماماً، خطيباً، عفيفاً، متورعاً، محبوباً إلى الناس، ذا بشاشة، وحسن خلق. وكان مليح الكتابة. خطب مدة بالجامع المظفري، وسعى في مصالحه. وكان لا يتناول من وقفه إلا شيئاً يسيراً. سمعته يقول: إذا مضيت في حاجة من أمر الجامع ربما اشتريت لي شيئاً آكل، حسب.) قلت: روى عنه والده، والحافظ الضياء، والشمس محمد ابن الكمال. وآخر من روى عنه بنته عائشة، شيختنا. وتوفي في خامس جمادى الآخرة. 4 (حرف الغين)
4 (غُبيس بن مقبل بن غُبيس بغين معجمة.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 255 أبو الفضل البغدادي، الضرير، المقرئ. سمع من شهدة، وأبي الحسن البطائحي، وقرأ عليه القرآن، وامتنع من الرواية. ومات في ذي الحجة. 4 (حرف الفاء)
4 (فتيان بن علي بن فتيان.) الأديب الكبير، شهاب الدين الشاغوري، الدمشقي، الشاعر المشهور. حدَّث عن أبي القاسم ابن عساكر. روى عنه: الشهاب القوصي، والتقي اليلداني، وغيرهما. وروى لنا عنه عمر بن عبد المنعم القواس بالإجازة منه. وكان حنفياً، أدَّب بعض أولاد الملوك. وله ديوان شِعر، فمنه: (أنا بالغزلان وبالغزل .......... عن عدل العاذل في شُغُلِ)
(ما تفعل بيض الهند بنا .......... ما تفعله سود المُقلِ)
(بأبي، وسنان كحيل الطر .......... ف أغن، غني عن كحلِ)
(يمشي فيكاد يقدُّ الخص .......... ر لدقته ثقل الكفلِ)
(يا جائر حين عليَّ ولي .......... هلا أصبحت عليَّ ولي)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 256 وله هذه القصيدة الطنّانة: (في عنفوان الصِّبا ما كنت بالغزل .......... فكيف أصبو وسنِّي سنُّ مكتهلِ)
(كأنني بمشيبي وهو مُشتعل .......... بياضه في سواد الفاحم الزَّجلِ)
(من يهو يهو إلى قعر الهوان عمىً .......... شتَّان بين شجٍ عانٍ وبين خلي)
(مخير ما نلت من دنياك مقتبساً .......... علم ولكن إذا ما زين بالعمل) ) (واهاً لمستيقظٍ من نوم غفلته .......... لفهم آداب أهل الأعصر الأول)
(قالوا امتدح عظماء الناس قلت لهم .......... خوف الزنابير يثنيني عن العسلِ) إلى أن قال: (يا رُبّ بيضٍ سللن من حدقٍ .......... سودٍ ومشي كأعطاف القنا الذُّبلِ)
(هيف الخصور نقيات الثغور أثي .......... ثات الشُّعور هجرن الكحل للكحلِ)
(مثل الشموس انجلى عنها الغمام إذا .......... غازلتنا من وراء السُّجف والكللِ) ومنها: (وما تركت مقال الشعر عن خور .......... ولا انتجاع كرام الناس من كسلِ)
(لكن أروني كريماً في الزمان وما .......... شئتم من المدح فاستلموه من قبلي)
(لا تأسفنَّ على ما لم تنله من ال .......... دنيا فليس ينال الرِّزق بالحيلِ) وهي نيّف وتسعون بيتاً، وقد مدح ملوكاً، وأكابر. توفي في المحرم بالشاغور. 4 (حرف الكاف)
4 (كيكاوس بن كيخسرو بن قلج رسلان.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 257 السلطان الملك الغالب عز الدين صاحب الروم: قونية، وملطية، وأقصرا، وأخو السلطان علاء الدين كيقباذ. قال أبو المظفر ابن الجوزي: كان جباراً، ظالماً، سفاكاً للدماء. وكان لما عاد إلى بلده من كسرة الملك الأشرف له بحلب، عند مجيئه ليأخذ حلب إذ مات سلطانها الملك الظاهر، اتهم جماعةً من أمراء دولته أنهم قصَّروا في القتال، وكذا كان، فسلق بعضهم في القدور، وجعل آخرين في بيت وأحرقهم. فأخذه الله بغتةً، فمات فُجاءة وهو سكران. وقيل: بل ابتلي في بدنه فتقطَّع. وكان أخوه كيقباذ محبوساً، وقد همّ بقتله، فبادروا وأخرجوه وسلطنوه. وكان موته في شوال. وقيل: هو الذي أطمع الفرنج في دمياط. قال ابن واصل: قصد كيكاوس حلب، وقالوا له: المصلحة أنك تستعين في أخذها بالملك الأفضل ابن السلطان صلاح الدين، صاحب سمسياط، فإنه في طاعتك، ويخطب لك، والناس) تميل إليه. فاستدعاه من سميساط، فقدم عليه، فبالغ في إكرامه، وتقرر بينهما: أن ما يفتحانه من حلب ومن أعمالها يكون للأفضب، وتكون السِّكة فيه والخطبة لكيكاوس، ثم يقصدون بلاد حرّان والرُّها، وغيرها، ويكون ذلك لكيكاوس، وتحالفا على ذلك. وسارا فملكا قلعة رعبان، وسلَّمها للأفضل، ومال الناس حينئذ إلى كيكاوس لميله إلى الأفضل، ثم سارا
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 258 إلى تل باشر وبها ابن دلدرم، فنازلوه إلى أن أخذوها، ولم يسّمها كيكتوس للأفضل، فنفر منه، وخاف أن يعامله كذلك في حلب، ونفر أيضاً منه أهل الناحية. واستصرخ الأتابك طُغريل بالأشرف، فنجد الحلبيين، ومعه عرب طي. وكاتب كيكاوس أمراء حلب واستمالهم. فعسكر الأشرف بظاهر حلب، وخرج إلى خدمته الأمراء، فخلع عليهم. وقدم عليه أمير العرب مانع في جمعٍ كبير. ثم سار كيكاوس فأخذ منبج صلحاً، ثم وقعت العرب على مقدمة كيكاوس فكسرتهم، واستبيحت أموال الروميّين، وقتل منهم جماعة، وأسر طائفة. فلما سمع بذلك كيكاوس طار عقله وانهزم، وتبعه الأشرف يتخطف أطراف عسكره، ثم أحاط بتلِّ باشر وأخذها من نواب كيكاوس وأطلقهم، ثم أخذ رعبان أيضاً، وردَّ الجميع إلى ابن أخيه الملك العزيز الصّبي. وكان هلاك كيكاوس بالخوانيق بعد هزيمته بقليل. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن إبراهيم الخطيب.) أبو عبد الله الغساني الحموي، ويعرف بابن جاموس، الشافعي. تفقّه بحماه. وحدَّث بالبيت المقدس بالمقامات عن أبي بكر بن النَّقور، عن الحريري. وولي خطابة الجامع العتيق بمصر، والتدريس بمشهد مدة. وكان من أكابر الشافعية. لقبه: شهاب الدين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 259 وتوفي في العشر الأوسط من ربيع الأول، وقد شاخ. 4 (محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز.) العلامة أبو جعفر الرازي، الحنفي. شيخ الحنفية ومدرسهم بالموصل. مات بالموصل. وكان من كبار الأئمة، صاحب فنون. وله مصنَّف في المذهب.) توفي في رجب. 4 (محمد بن إسماعيل بن حمدان.) أبو بكر الحيراني، نزيل بلد الجزيرة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 260 كان فقيهاً شافعياً، أديباً، شاعراً، امتدح السلطان الملك الناصر صلاح الدين، وهو على الموصل، فأجازه بثلاثمائة دينار، وفرس، وخلعة. وولي قضاء القدس، ثم عاد إلى الجزيرة وصار محتسبها. 4 (محمد بن إلياس بن عبد الرحمن ابن الشيرجي.) أبو بكر الأنصاري، الدمشقي، المعدَّل. حدَّث بالإجازة عن السلفي. 4 (محمد بن أيوب.) أبو بكر، الملك العادل. إنما بُعرف بكنيته فأخرته. 4 (محمد بن الحسين بن أحمد بن علي بن محمد ابن الدَّامغاني.) أبو عبد الله. ناب في القضاء عن أخيه قاضي القضاة أبي القاسم عبد الله. ومات في شعبان قبل أخيه بثلاثة أشهر، ببغداد. 4 (محمد بن علوان بن مهاجر بن علي بن مهاجر.) الإمام شرف الدين أبو المظفر الموصلي، الشافعي. ولد في سنة إحدى وأربعين وخمسمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 261 وتفقّه ببغداد بالنظامية على العلامة أبي المحاسن يوسف بن بندار. وسمع الحديث من جماعة منهم: الحسين بن المؤمل، ومحمد بن علي بن ياسر الجياني، وتفقّه بالموصل على الفقيه أبي البركات عبد الله بن الخضر ابن الشيرجي حتى برع. ودرَّس بالمدرسة التي أنشأها أبوه علوان. ودرَّس بمدارس أُخر. وله تعليقة في الفقه. وحدَّث عن الحسين بن محمد بن سليم الموصلي. ومات بالموصل، في ثالث المحرم. وهو من بيت حشمة، وثروة.) روى عنه: الزكي البرزالي، والتقي اليلداني، وبالإجازة الشهاب القوصي. 4 (محمد بن علي بن محمد بن عبد الملك.) أبو بكر اللخمي، الإشبيلي، المعروف بابن المرخي. أخذ عن أبيه أبي الحكم، وغيره. قال الأبار: كان كاتباً، أديباً، بليغاً، حافظاً، ناظماً، ناثراً. وله كتاب في الخيل، وكتاب حلية الأديب في اختصار المصنف الغريب. وكان أبوه وجده من الكتاب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 262 4 (محمد بن محمد بن محمد بن عمروك.) الشريف الصالح فخر الدين أبو الفتوح القرشي، التيمي، البكري، النيسابوري، الصوفي. ولد في أول سنة ثمان عشرة وخمسمائة، بنيسابور. ولو سمع على مقدار عمره لكان مسند عصره، ولكنه سمع في كبره من أبي الأسعد هبة الرحمن القشيري. وسمع ببغداد من الحسين بن نصر بن خميس، وبالإسكندرية مع ابنه محمد من السلفي. ولقي جماعة من الصوفية. وحدَّث بمكة، ومصر، والشام، وبغداد، وجاور مدة. وتوفي هو ورفيقه أبو عبد الله محمد بن عبد الغفار الهمذاني الصوفي المعروف بالمكبس، وقد سمع معه من السلفي، وولد بهمذان سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة. روى عن أبي الفتوح: أبو الحجاج يوسف بن خليل، وأبو عبد الله البرزالي، وأبو محمد المنذري، وحفيده الصدر أبو علي، والبرهان إبراهيم ابن الدَّرجي، والشيخ شمس الدين عبد الرحمن، والفخر علي، والشهاب القوصي، والشمس ابن الكمال، وآخرون.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 263 توفي في حادي عشر جمادى الآخرة. وله ثمان وتسعون سنة. 4 (محمد بن محمد بن محمد.) وقيل: سمه أحمد، أبو حامد، الفقيه السمرقندي، الحنفي. العلامة ركن الدين العميدي، صاحب الجُست والطريقة. كان بارعاً في الجُست والخلاف. اشتغل على الرضي النيسابوري، وكان أحد الأربعة الذين برزوا على الرضي: هو، والركن) الطاووسي، والركن زادا، وآخر لقبه: الركن. وصنف العميدي طريقته المشهورة، وصنَّف الإرشاد واعتنى بشرحه جماعة منهم: قاضي دمشق شمس الدين أحمد الخوبي، وأوحد الدين الدوني، قاضي منبج، ونجم الدين ابن المرندي، وبدر الدين المراغي الطويل. وصنَّف العميدي أشياء أخر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 264 واشتغل عليه خلق منهم: نظام الدين أحمد ابن العلامة جمال الدين محمود الحصيري. وكان كثير التواضع، طيِّب المعاشرة، حسن الأخلاق. توفي في جمادى الآخرة، ببخارى. وليس علمه مما يرشد إلى الله والدار الآخرة، ولا هو من عدّة القبر، فالله المستعان 4 (محمد بن أبي جعفر محمد بن عبد الواحد بن محمد بن علي ابن الصباغ.) أبو غالب البغدادي، المعدَّل. ولد في حدود الأربعين وخمسمائة. وسمع من: القاضي أبي الفضل الأرموي، وابن الزَّاغوني، وأبي الوقت. وهو من بيت القضاء والرواية، حدَّث من بيته جماعة. وروى عنه: الدُّبيثي. ومات في شعبان. وقد اغترَّ بقول قاضي العراق محمد بن جعفر العباسي، ووضع خطَّه في كتاب مزور، كتب عليه عورض بأصله، ولم يكن له أصل، وكتب قبله أحمد بن أحمد البندنيجي المحدِّث فاطمأن إليه، فلما ظهر الحال عزل القاضي، وشهِّر هذان ببغداد على جملين. نسأل الله العافية 4 (محمد بن نزار البغدادي القصري.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 265 أبو بكر المعروف بابن أبي البير. قرأ القرآن على سعد الله بن نصر ابن الدَّجاني. وسمع من أحمد بن المقرَّب. وحدَّث روى عنه ابن النجار. 4 (مسعود، السلطان الملك القاهر، عز الدين.) ) أبو الفتح بن أرسلان شاه بن مسعود بن مودود بن زكي، صاحب الموصل. ولد سنة تسعين وخمسمائة. وولي السلطنة بعد أبيه سنة سبع وستمائة. قال الحافظ عبد العظيم: كان موصوفاً بالحلم، والكرم والعدل، وأوصى بالملك إلى ولده نور الدين أرسلان شاه. وقيل: إنه مات في ربيع الآخر مسموماً. وعاش خمساً وعشرين سنة. قال أبو شامة: بلغني أن لؤلؤاً يعني بدر الدين صاحب الموصل سقى القاهر، قال: ثم أدخل ابنه محموداً يعني أرسلان شاه بعد ذلك حمّاماً، وأغلقه عليه، فتلف. وكان من الملاح.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 266 وقال ابن الأثير: كانت ولاية القاهر سبع سنين وتسعة أشهر. وكان سبب موته أنه أخذته حُمّى، ثم فارقته الغد، وبقي يومين موعوكاً، ثم عاودته الحمى مع قيء كثير، وكرب شديد، وقلق متتابع. ثم برد بدنه وعرق، وبقي كذلك إلى وسط الليل، ثم توفي. وكان حليماً، كريماً، قليل الطمع، كافاً عن الأذى، مقبلاً على لذاته. وكان محبوباً إلى رعيته، فأصيبوا بموته، وعظم عليهم فقده. أوصى بالملك إلى ولده نور الدين أرسلان شاه، وله عشر سنين، والمدبر لدولته بدر الدين لؤلؤ، فضبط المملكة له مع صغر السلطان، وكثرة الطامعين فإنه كان في البلد أعمام أبيه. ولكنه كان لا يزال مريضاً بعدة أمراض بعد قليل من السنة. فرتب بدر الدين لؤلؤ أخاه ناصر الدين، صبي له ثلاث سنين، صورة. 4 (مسعود الحبشي الفرّاش.) مولى المستنجد بالله يوسف ابن المقتفي. سمع من: أبي المعالي الباجسرائي، وأبي الخير عبد الرحيم بن موسى الإصبهاني. وحدَّث. ومات في ربيع الأول. 4 (مظفر بن أبي محمد بن أبي البركات بن غيلان.) أبو الفتح الأزجي، الطَّحان. سمع من: أبي الفضل الأرموي.) وحدَّث روى عنه: البرزالي، والدُّبيثي. ومات في شعبان، وقد قارب الثمانين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 267 قال ابن النجار: سمع الكثير، وكان لا بأس به. 4 (حرف النون)
4 (نجاح الشرابي.) الأمير نجم الدولة، مولى الناصر لدين الله. كان كبير القدر معظَّماً، ملازماً لأمير المؤمنين الناصر، لا يكاد يغيب عنه، ويعتمد عليه، وهو الكل. وكان ديّناً، سمحاً، جواداً، عاقلاً، رئيساً، يحب المساكين ويؤثرهم، ويأخذ للضعيف من القوي. وكان يسمى سلمان دار الخلافة. وكان أسمر اللون. وقال المنذري: هو أبو اليُمن، ولقبه: العز. توفي في رابع رمضان. وقال غيره: حزن عليه الخليفة حزناً عظيماً، وتصدَّق عنه من ماله بعشرة آلاف دينار. وكانت له جنازة مشهودة، كان بين يديها ألف شاة، ومائة بقرة، ومائة حمل خبز، ومائة قوصرة تمر، وعشرون حمل ماء ورد. ومماليكه يضجون بالبكاء. صلى عليه الخليفة تحت التاج. 4 (نجم بن أبي الليث أرسلان بن علي بن غُرلو التركي الأصل الحنفي.) نجم الدين الواعظ، المعروف بابن الفصيح. سمع من السلفي. وحدث.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 268 4 (حرف الهاء)
4 (هبة الله بن عبد الله.) أبو الفوارس الواسطي، عرف بابن شباب. حدَّث بواسط عن: أبي المحاسن عبد الرزاق بن إسماعيل القومساني، وابن عمه المطهر بن عبد الكريم. وتوفي في رجب، بباكسايا. 4 (حرف الياء) ) 4 (يوسف بن مسعود بن بركة.) أبو المحاسن الشيباني الشاعر الشيعي، والد الشهاب التلعفري الشاعر. ولد سنة ستين وخمسمائة. وله مدائح في أهل البيت، ومن شعره: (من مجيري من ظبيةٍ ذات دلٍّ .......... تتثنى غُصناً وترنو غزالا)
(ذات شكلٍ لو كوِّن الحسن ثوباً .......... وارتدته لما استزادت كمالا)
4 (الكنى)
4 (أبو بكر السلطان الملك العادل.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 269 سيف الدنيا والدين، ابن الأمير نجم الدين أيوب بن شاذي بن يعقوب بن مروان الدويني، ثم التكريتي، ثم الدمشقي. ولد ببعلبك في سنة أربع وثلاثين، إذ أبوه نائب عليها للأتابك زنكي والد نور الدين محمود. وهو أصغر من أخيه السلطان صلاح الدين بسنتين. وقيل: مولده سنة ثمان وثلاثين. وقيل: ولد في أول سنة أربعين. قال أبو شامة: توفي الملك العادل، سيف الدين أبو بكر محمد بن أيوب، وهو بكنيته أشهر، ومولده ببعلبك، وعاش ستاً وسبعين سنة. ونشأ في خدمة نور الدين مع أبيه، وإخوته. وحضر مع أخيه صلاح الدين فتوحاته. وقام أحسن قيام في الهدنة مع الإنكلتير ملك الفرنج بعد أخذهم عكا. وكان صلاح الدين يعول عليه كثيراً، واستنابه بمصر مدة، ثم أعطاه حلب، ثن أخذها منه لولده الظاهر، وأعطاه الكرك عوضها، ثم حران. وقال غيره: كان أقعد الملوك بالملك، وملك من بلاد الكرج إلى قريب همذان، والشام، والجزيرة، ومصر، والحجاز، واليمن، إلى حضرموت. وقد أبطل كثيراً من الظلم والمكوس. وقال أبو المظفر سبط ابن الجوزي: امتدَّ ملكه من الكرج إلى همذان،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 270 والجزيرة، والشام ومصر، واليمن. وكان خليقاً بالملك، حسن التدبير، حليماً، صَفوحاً، عفيفاً ديّناً، متصدقاً، آمراً بالمعروف، ناهياً عن المنكر طهَّر جميع ولايته من الخمور، والخواطئ، والمُكوس، والمظالم. كذا قال أبو المظفّر والعهدة في هذه المجازفة عليه. قال وكان الحاصل من جهة ذلك بدمشق خصوصاً مائة ألف دينار، فأبطل الجميع لله، وأعانه) على ذلك واليه المعتمِد. وفعل في غلاء مصر عُقيب موت العزيز ما لم يفعله غيره. كان يخرج بالليل ومعه الأموال فيفرّقها، ولولاه لمات الناس كلهم. وكفّى في تلك السنة ثلاثمائة ألف نفس من الغرباء. قلت: هذا خسف من لا يتّقي الله فيما يقوله. قال ابن خلِّكان: ولما ملك صلاح الدين حلب في صفر سنة تسع وسبعين، أعطاها للعادل، فانتقل إليها في رمضان، ثم نزل عنها في سنة اثنتين وثمانين للملك الظاهر، فأعطاها صلاح الدين الكرك. وقضاياه مشهورة مع الأفضل والعزيز. وآخر الأمر استقل بمملكة الديار المصرية. ودخل القاهرة في ربيع الآخر سنة ست وتسعين، وملك معها البلاد الشامية والشرقية، وصفت له الدنيا. ثم ملك اليمن سنة اثنتي عشرة وستمائة. وسير إليها ولد ولده الملك المسعود صلاح الدين يوسف المنعوت بأقسيس ابن الكامل. وكان ولده نجم الدين الملك الأوحد ينوب عنه بميّافارقين، فاستولى على خلاط، وبلاد أرمينية في سنة أربع وستمائة. ولما تمهدت له البلاد، قسمها بين أولاده: الكامل، والمعظَّم، والأشرف. وكان عظم ملكه، وجميل سيرته، وحسن عقيدته، ووفور دينه، وحزمه، وميله إلى العلماء مشهوراً حتى صنف له فخر الدين الرازي كتاب تأسيس التقديس وسيره إليه من خراسان. ولما قسم الممالك بين أولاده كان يتردد بينهم، وينتقل من مملكة إلى أخرى، وكان في الغالب يصيف بالشام، ويشتي بالديار المصرية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 271 قال: وحاصل الأمر أنه تمتع من الدنيا، ونال منها ما لم ينله غيره. قال: وولد بدمشق في المحرم سنة أربعين، وقيل: سنة ثمان وثلاثين. قلت: ولما افتتح ولده إقليم أرمينية فرح العادل فرحاً عظيماً، وسير أستاذ داره ألدكز، وقاضي العسكر نجم الدين خليل إلى الخليفة يطلب التقليد بمصر والشام وخلاط وبلاد الجزيرة، فأكرما، وأرسل إليه الشيخ شهاب الدين السهروردي بالتشريف، ومرّ بحلب ووعظ بها، واحترمه الظاهر، وبعث معه بهاء الدين ابن شداد بثلاثة آلاف دينار ينثرها إذا لبس العادل الخلعة. وتلقاه العادل إلى القصر، وكان يوماً مشهوداً ثم من الغد أفيضت عليه الجلع وهي: جبة سوداء بطراز ذهب، وعمامة سوداء بطراز ذهب، وطوق ذهب فيه جوهر. وقلِّد بسيف محلى جميع قرابه بذهب، وحصان أشهب بمركب ذهب، وعلم أسود مكتوب فيه بالبياض ألقاب الناصر لدين الله.) ثم خلع السهروردي على المعظم والأشرف، لكل واحد عمامة سوداء، وثوب أسود واسع الكم. وخلع على الصاحب ابن شكر كذلك، ونثر الذهب من رسل صاحب حلب وحماة وحمص، وغيرهم. وركب الأربعة بالخلع، ثم عادوا إلى القلعة. وقرأ ابن شكر التقليد على كرسي وخوطب العادل فيه بشاه أرمن ملك الملوك خليل أمير المؤمنين. ثم توجه السهروردي إلى مصر، وخلع على الكامل. وفيها أمر السلطان بعمارة قلعة دمشق، وألزم كل واحد من ملوك أهل بيته بعمارة برج. أعني في سنة أربع وستمائة. وقال الموفق عبد اللطيف في سيرة العادل: كان أصغر الإخوة، وأطولهم عمراً، وأعمقهم فكراً، وأنظرهم في العواقب، وأشدهم إمساكاً، وأحبهم للدرهم. وكان فيه حلم، وأناة، وصبر على الشدائد، وكان سعيد الجد، عالي الكعب، مظفراً بالأعداء من قبل السماء.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 272 وكان أكولاً نهماً، يحب الطعام واختلاف ألوانه. وكان أكثر أكله في الليل، كالخيل، وله عندما ينام آخر الأكل رضيع، ويأكل رِطلاً بالدمشقي خبيص السكر يجعل هذا كالجواشن. وكان كثير الصلاة، ويصوم الخميس، وله صدقات في كثير من الأوقات وخاصة عندما تنزل به الآفات. وكان كريماً على الطعام يحب من يؤاكله. وكان قليل الأمراض، قال لي طبيبه بمصر: إني آكل خبز هذا السلطان سنين كثيرة، ولم يحتج إليَّ سوى يوم واحد: أحضر إليه من البطيخ أربعون حملاً، فكسر الجميع بيده، وبالغ في الأكل منه، ومن الفواكه والأطعمة، فعرض له تخمة، فأصبح، فأشرت عليه بشرب الماء الحار، وأن يركب طويلاً، ففعل، وآخر النهار تعشَّى، وعاد إلى صحته. وكان نكّاحاً، يكثر من اقتناء السَّراري. وكان غيوراً لا يدخل داره خصي إلا دون البلوغ. وكان يحب أن يطبخ لنفسه، مع أن في كل دار من دور حظاياه مطبخ دائر. وكان عفيف الفرج لا يعرف له نظر إلى غير حلائله. نجب له أولاد من الذكور والإناث سلطن الذكور وزوج البنات بملوك الأطراف. آخر ما جرى من ذلك بعد وفاته: أن ملك الروم كيقباذ خطب إلى الملك الكامل أخته، واحتفل احتفالاً شديداً، واجتمع في العرس ملوك وملكات. وكان العادل قد أوقع الله بغضته في قلوب رعاياه، والمخامرة عليه في قلوب جنده، وعملوا في) قتله أصنافاً من الحيل الدقيقة مرات كثيرة. وعندما يقال: إن الحيلة قد تمت، تنفسخ، وتنكشف، وتحسم موادها. ولولا أولاده يتولون بلاده لما ثبت ملكه بخلاف أخيه صلاح الدين فإنه إنما حفظ ملكه بالمحبة له، وحسن الطاعة، ولم يكن رحمه الله بالمنزلة المكروهة وإنما كان الناس قد ألفوا دولة صلاح الدين وأولاده. فتغيرت عليهم العادة دفعة واحدة، ثم إن وزيره ابن شكر بالغ في الظلم وتفنن. ومن نياته الجميلة أنه كان يعرف حق الصحبة، ولا يتغير على أصحابه، ولا
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 273 يضجر منهم، وهم عنده في حظوة. وكان يواظب على خدمة أخيه صلاح الدين يكون أول داخل وآخر خارج وبهذا جلبة، فكان يشاوره في أمور الدولة لما جرب من نفوذ رأيه. ولما تسلطن الأفضل بدمشق، والعزيز بمصر، قصد العزيز دمشق، وذاق جنده عليها شدائد، فرحل عنها، ثم حاصرها نوبة ثانية ومعه عمه العادل فأخذها، وعوض الأفضل بصرخد، ولم يزل العادل يفتل في الذروة والسنام، حتى أقطعه العزيز دمشق وهي السبب في أن تملَّك البلاد كلها. وأعطى ابن أبي الحجاج يعني كاتب الجيش لما جاءه بمنشورها ألف دينار. ثم أخذ يدقق الحيلة حتى يستبينه العزيز على مصر، ويقيم هو بدمشق يتمتع في بساتينها، بعض أصحابه فرمى قلنسوته بين يديه، وقال: ألم يكفك أنك أعطيته دمشق، حتى تعطيه مصر فنهض العزيز لوقته على غرّة ولحق بمصر. ثم شغب الجند، وجرت أمور إلى أن اجتمع الأفضل والعادل، وقصدا مصر، وخامر جميع الأجناد على الملك العزيز، وصاروا إلى الأفضل والعادل، حتى خلت مصر والقاهرة منهم، وتهدمت دولة العزيز، ثم أصبحت، وقد عادت أحسن مما كانت، وصار معه كل من كان عليه، ورجع الملك العادل في خدمته، وردَّ الأفضل إلى الشام. ثم إن العادل توجه إلى الشام، وحشد وعبر الفرات، ونازل قلعة ماردين يحاصرها، وبذل الأموال، وأخذ الربض. ثم إن الملك الأفضل وجد فرصة ونزل هو وأخوه الملك الظاهر صاحب حلب، على دمشق يوم الثلاثاء فأصبح الملك العادل خارجاً من أبواب دمشق، فانقطعت قلوبهم، وتعجبوا متى وصل وكان لما سمع بنزولهم، استناب ابنه الكامل، وسار على النجائب في البرية فلحق دمشق قبل نزولهم بليلة، ومع هذا فضايقوه. وكان أكثر أهل المدينة معهم عليه إلى أن اختلف الإخوان أيهما يملكها وتنافسا فتقاعسا. ورحل الملك الظاهر فضعف الأفضل،) ورحل. وبلغت نفقة العادل عليها وعلى ماردين ألف ألف دينار. وسعد العادل بأولاده: فمن ذلك أمر خلاط فإن ملكها شاه أرمن ملك مملوكه بكتمر، ومات بعد صلاح الدين بنحو شهرين قتله الملاحدة. وملك بعده هزار ديناري مملوكه وبقي قليلاً، ومات. وتملك بعده ولد بكتمر، وكان
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 274 جميل الصورة، حديث السنّ، فاجتمع إليه الأرذال والمفسدون، وحسّنوا له طرقهم فغار الأخيار، وملَّكوا عليهم بلبان مملوك شاه أرمن، وقتل ولد بكتمر أو حبسه. وكانت أخته بنت بكتمر مزوجة بالملك المغيث طغريل بن قلج أرسلان صاحب أرزن الروم، وبين بلبان والمغيث معاقدة ومعاضدة، ولابن بكتمر جماعة يهوونه، فكاتبوا الملك الأوحد ابن العادل صاحب ميافارقين، فقصد خلاط، فسار المغيث لينصر بلبان، فانكف الأوحد، وطمع المغيث في خلاط، فاغتال بلبان، قتله ابن حق باز. وتسلم المغيث خلاط، فحصل لأهلها غبن إذ غدر بملكهم فمنعوه. ثم إنه قبض يده عن الإحسان المنسي الضغائن، وقال له بعض الأمراء: ابذل قد ألف دينار، وأنا الضَّامن بحصول البلد. قال: أخاف أن لا يحصل ويضيع مالي. فعلموا أنه صغير الهمة فتفرقوا عنه، وكاتبوا الواحد فجاء وملكها، ثم اختلفوا عليه ونكثوا، فبذل فيهم السيف، وانهزم طائفة. قال الموفق: فقال لي بعض خواصه: إنه قتل في مدة يسيرة ثمانية عشر ألف نفس من الخواص. وكان يقتلهم ليلاً بين يديه، ويلقون في الأبار. وما لبث إلا قليلاً واختل عقله ومات، وتوهم أبوه أنه جن، فسيَّر إليه ابن زيد المعزِّم وصدقة الطبيب من دمشق. وتملَّك خلاط بعده أخوه الأشرف. ومات الظاهر قبله بسنتين، فلم يتهنَّ بالملك بعده. وكان كل واحد منهما ينتظر موت الآخر، فلم يصف له العيش لأمراض لزمته بعد طول الصحة، والخوف من الفرنج بعد طول الأمن. وخرجوا إلى عكا وتجمعوا على الغور، فنزل العادل قبالتهم على بيسان، وخفي عليه أن ينزل على غقبة فيق، وكانوا قد هدموا قلعة كوكب وكانت ظهرهم. ولم يقبل من الجواسيس ما أخبروه بما عزم عليه الفرنج من الغارة، فاغترّ بما عودته المقادير من طول السلامة، فغشيت الفرنج عسكره على غرة. وكان قد أوى إليهم خلقٌ من أهل البلاد يعتصمون به. فركب مُجدّاً ورماح الفرنج في أثره حتى وصل دمشق إلى شفا، وهمَّ بدخولها، فمنعه المعتمد وشجَّعه وقال: المصلحة أن تقيم بظاهر دمشق. وأما الفرنج فاعتقدوا أن هزيمته مكيدة، فرجعوا من قريب دمشق بعدما عاثوا في البلاد قتلاً وأسراً، وعادوا إلى بلادهم) وقصدوا دمياط في البحر فنازلوها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 275 وكان قد عرض له قبل ذلك ضعفٌ، ورعشة، وصار يعتريه ورم الأنثيين، فلما هزته الخيل على خلاف العادة، ودخله الرعب، ولم يبق إلا مدة يسيرة، ومات بظاهر دمشق. وكان مع حرصه يهين المال عند الشدائد غاية الإهانة، ويبذله. وشرع في بناء قلعة دمشق، فقسم أبرجتها على أمرائه وأولاده، وكان الحفارون يحفرون الخندق، ويقطعون الحجارة، فخرج من تحته خرزة بئر فيها مائة معين. ومن نوادره: أن عنتر العاقد بلغه أن شاهداً شهد على القاضي زكي الدين الطاهر بقضية مزوّرة فتكلم عنتر في الشاهد وجرحه، فبلغ العادل. فقال: من عادة عنتر الجرح. وتوضأ مرة، فقال: اللهم حاسبني حساباً يسيراً. فقال رجل ماجن له: يا مولانا إن الله قد يسَّر حسابك. قال: ويلك وكيف ذلك قال: إذا حاسبك فقل له: المال كله في قلعة جعبر لم أفرط منه في قليل ولا كثير وقد كانت خزانته بالكرك ثم نقلها إلى قلعة جعبر وبها ولده الملك الحافظ، فسول له بعض أصحابه الطمع فيها، فأتاها الملك العادل ونقلها إلى قلعة دمشق، فحصلت في قبضة المعظَّم فلم ينازعه فيها إخوته. وقيل: إن المعظَّم هو الذي سول لأخيه الحافظ الطمع والعصيان، ففعل، ولم يفطن بأنها مكيدة لترجع الأموال إليه. ثم إنه أخرج سراري أبيه من دمشق واستصفى أموالهم وحليهم، وشرع يضع على أملاك دمشق القطائع والخراجات الثقيلة والخمس على البساتين، والثمن على المزروعات. قرأت بخط الكندي في تذكرته حدثنا شرف الدين ابن فضل الله سنة اثنتي عشرة بدمشق، حدّثنا والدي أن القاضي بهاء الدين إبراهيم بن أبي اليُسر، حدَّثه، قال: بعثني الملك العادل رسولاً إلى علاء الدين سلطان الروم، فبالغ في إكرامي، فجرى ذكر الكيمياء، فأنكرتها، فقال: ما أحدثك إلا ما تمَّ لي وقفلي رجل مغربي، فسلم علي، وكلَّمني في هذا، فأخذته، وطلب مني أصنافاً عيَّنها، فشرع يعمل لي ذهباً كثيراً حتى أذهلني. ثم بعد مدة طلب مني إذناً في
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 276 السفر، فأبيت، فألح حتى غضبت، وكدت أقتله، وهددته، وجذبت السيف، فقال: ولا بدَّ، ثم صفق بيديه وطار، وخرج من هذا الشباك. فهذا رجل صحّ معه الكيمياء والسيمياء. قلت: وقد سمع من أبي الطاهر السلفي، وغيره.) وحدَّث روى عنه: ابنه الملك الصالح إسماعيل، والشهاب القوصي، وأبو بكر ابن النُّشبي. وكان له سبعة عشر ولداً، وهم: شمس الدين ممدود والد الملك الجواد، والملك الكامل محمد، والملك المعظم عيسى، والملك الأشرف موسى، والملك الأوحد أيوب، والملك الفائز إبراهيم، والملك شهاب الدين غازي، والملك العزيز عثمان، والملك الأمجد حسن، والملك الحافظ رسلان، والملك الصالح إسماعيل، والملك المغيث عمر، والملك القاهر إسحاق، ومجير الدين يعقوب، وتقي الدين عباس، وقطب الدين أحمد، وخليل. وكان له عدة بنات. فمات في أيامه: شمس الدين ممدود، ويقال: مودود، والمغيث عمر، وخلف ولداً لقب باسم أبيه، وهو المغيث محمود بن عمر، وكان من أحسن أهل زمانه رباه عمه المعظم، ومات سنة ثلاثين وستمائة. ومات منهم في حياته: الملك الأمجد، ودفن بالقدس، ثم نقل فدفن جوار الشهداء بمؤتة من عمل الكرك. وآخر أولاده وفاة عباس، وهو أصغر الأولاد، بقي إلى سنة تسع وستين وستمائة، وكان مولده في سنة ثلاث وستمائة، وقد روى الحديث. وكان العادل من أفراد العالم. وتوفي في سابع جمادى الآخرة بعالقين: منزلة بقرب دمشق. فكتبوا إلى الملك المعظم ابنه، وكان بنابلس، فساق في ليلة، وأتى فصبَّره وصيَّره في محفة، وجعل عنده خادماً يروح عليه، ودخلوا به قلعة دمشق، والدولة يأتون إلى المحفة، وسُجفها مرفوعة، يعني أنه مريض، فيقبلون الأرض. فلما صار بالقلعة أظهروا موته، ودُفن بالقلعة، ثم نُقل إلى تربته ومدرسته في سنة تسع عشرة، رحمه الله.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 277 قال أبو المظفر ابن الجوزي: دخلوا به القلعة ولم يجدوا له كفناً في تلك الحال، فأخذوا عمامة وزيره النجيب بن فارس، فكفنوه بها، وأخرجوا قطناً من مخدة، ولم يقدروا على فأس، فسرق كريم الدين فأساً من الخندق، فحفروا له في القلعة سراً، وصلى عليه ابن فارس. قال: وكنت قاعداً بجنب المعظم وهو واجم، ولم أعلم بحاله. فلما دُفن أبوه قام قائماً وشقَّ ثيابه، ولطم على وجهه، وعمل العزاء. ولما دخل رجب ردَّ المعظم المكوس والخمور وما كان أبطله أبوه، فقلت له: قد خلفت سيف الدين غازياً ابن أخي نور الدين فإنه كذا فعل لما مات نور الدين، فاعتذر بقلة المال وبالفرنج. ثم سار إلى بانياس، وراسل الصارم وهو بتبنين أن يسلم) الحصون، فأجابه، وخرَّب بانياس وتبنين وكان قُفلاً للبلاد، وأعطى جميع البلاد التي كانت لسركس لأخيه الملك العزيز عثمان، وزوجه بابنة سركس. 4 (أبو بكر الوهراني، وهو علي بن عبد الله بن المبارك الوهراني.) المفسر، خطيب داريا. إمام فاضل، صنَّف تفسيراً، وشرح أبيات الجمل. وله شعر جيد. مات في نصف ذي القعدة. وقد مرّ الوهراني الكبير. 4 (وفيها ولد) الكمال عبد الله بن محمد بن قوام الرصافي. والأمين أحمد بن عبد الله ابن الأشتري. وأبو جعفر محمد بن علي ابن الموازيني، بخلف فيه، فقيل: ولد سنة أربع عشرة. والتقي أحمد بن أبي الطاهر الحميري.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 278 والقطب علي ابن القاضي القضاة زكي الدين الطاهر بن محمد بن علي. والعماد محمد بن عثمان بن سلامة البزاز. والقاضي نجم الدين أبو بكر بن أحمد بن يحيى بن سني الدولة. والشيخ محمد بن جوهر التلعفري، المقرئ. والزاهد عمر بن نصير القوصي. والشهاب أحمد بن إسحاق الأبرقوهي. والمحب أحمد بن عبد الله الطبري. والشهاب محمد بن عبد الخالق بن مزهر المقرئ. والشيخ إبراهيم ابن العارف عبد الله الأرموي. والعز عبد الله بن أبي الزهر الصرفندي. وأحمد ابن السيف سليمان بن أحمد الحراني الحنبلي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 279 4 (وفيات سنة ست عشرة وستمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن أبي يعلى حمزة بن علي بن هبة الله ابن الحبوبي.) ) أبو العباس الثعلبي الدمشقي. حدَّث عن أبيه. روى عنه الزكيان: البرزالي والمنذري، والشهاب القوصي، وقال: لقبه شمس الدين، والحافظ الضياء، والحافظ ابن الخليل، وابن البخاري، وآخرون. وتوفي في غرة شوال. 4 (أحمد بن سليمان بن أبي بكر بن سلامة.) أبو العباس ابن الأصفر، الحريمي، المستعمل. ولد يوم عاشوراء سنة خمس وثلاثين. وسمع من: أحمد بن علي ابن الأشقر، وأحمد بن الطلاية، وسعيد البناء. وحدَّث ببغداد، والموصل روى عنه: الدُّبيثي، والزكي البرزالي، والضياء، وآخرون. وكان يعمل في العتابي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 280 توفي في الخامس والعشرين من ذي الحجة. 4 (أحمد بن عمر بن أحمد بن عبد الرحمن.) أبو القاسم الخزرجي، القرطبي، التاجر. كان عالي الإسناد، يعالج التجارة. وقد أخذ عن: أبي عبد الله الحمزي، والزاهد أبي العباس ابن العريف، والخطيب أبي محمد النفري. وأجاز له القاضي أبو بكر ابن العربي، وجماعة. واحتاج الناس إليه لعلو سنده. وتوفي في جمادى الأولى وله خمس وثمانون سنة. قاله الأبار. وقال ابن مسدي: كتب إلينا أحمد بن عمر الخزرجي، عن أبي الحسن بن موهب الجذامي، وهو آخر من روى على وجه الأرض عن ابن موهب. ثم قال ابن مسدي: كان شيخنا عنده آداب حسنة، وروايات مستحسنة. من ذوي الثروة واليسار. وقرأ القرآن على ابن رضى بقرطبة. وأجاز له أربعون رجلاً تفرَّد بأكثرهم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 281 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن خلف بن اليسر.) ) الإمام أبو جعفر القشيري، الغرناطي، المقرئ، الزاهد، العابد. أخذ القراءات عن أبيه أبي عبد الله وأكثر عنه. ووالده من أصحاب أبي الوليد بن نقوة، وأبي الحسن بن ثابت، وأبي عبد الله النوالشي. قال ابن مسدي: قرأت على أبي جعفر لورش وقالون تجويداً غير مرة، وسمعت منه صدور كتب. مات في عشر السبعين، وازدحموا على نعشه، وتأسفوا عليه. 4 (أحمد بن محمد بن سيدهم بن هبة الله بن سرايا.) أبو الفضل الأنصاري، الدمشقي، الوكيل الجابي، المعروف بابن الهراس. ولد سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة. وسمعه أبوه الإمام أبي الفتح نصر الله المصيصي وقد تقدم ذكر أبيه وسمع أيضاً من نصر بن مقاتل السوسي، وغيره. روى عنه: الضياء، والزكي المنذري، والتقي اليلداني، والفخر علي، وشمس الدين عبد الرحمن بن أبي عمر، وآخرون. وأجاز لأبي حفص ابن القواس.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 282 وكان من بقايا الشيوخ المسندين. توفي في ثالث عشر شعبان. 4 (أحمد بن محمود بن أحمد بن عبد الله.) القاضي الأجل أبو العباس الواسطي، ثم البغدادي، الشافعي. ولد سنة تسع وخمسين. وتفقه على عمه أبي علي الحسن، وأبي القاسم يحيى بن فضلان. وسمع من: هبة الله بن يحيى ابن البوقي، وجماعة. وببغداد من: وفاء بن البهي، وابن شاتيل. وولي القضاء بالجانب الغربي. قال ابن النجار: ما رأيت أجمل طريقة منه مع ديانة تامة، وزهد. وكان من ألطف الناس خلقاً، ثقة، نبيلاً، حافظاً للمذهب. قرأ بالروايات على ابن الباقلاني، وعلي بن عباس الخطيب. وتفقّه، وقرأ الأصول. كتبت عنه وكان يقرأ سريعاً صحيحاً. ومات في ربيع الآخر.) 4 (أحمد بن أبي بكر.) أبو العباس التُّجيبي، المصري، الزاهد، الحرار نسبة إلى عمل الحرير. حكى عنه الزكي المنذري، وقال: كان أحد الصالحين المذكورين، والعباد المشهورين، انتفع بصحبته جماعة. وتوفي في منتصف جمادى الآخرة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 283 4 (إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن أغلب الخولاني، الأديب الأندلسي.) المعروف بالزوالي. سمع من أبي مروان بن قذمان الكثير، ومن أبي إسحاق بن قرة وسمع من أبي عبد الله بن عبد الرزاق كتاب الكامل لابن عدي. ذكره الأبار، فقال: عني بالآداب، وشهر بها، وتجول كثيراً، وقال الشعر، وهو من أهل أشطبة عمل قرطبة. وتوفي بمراكش في آخر سنة ست عشرة. وله ست وسبعون سنة. وروى أيضاً عن: أبي الحسن بن هذيل، وابن النعمة. 4 (إبراهيم بن محمد بن خلف بن سوار.) أبو إسحاق العباسي، السلمي، الأندلسي. من أهل حصن بلفيق. يعرف بابن الحاج. أخذ القراءات عن أبي محمد البسطي، وأبي القاسم بن البراق. وروى الحديث عن: أبي الحسن بن كوثر، وابن عروس، وعبد المنعم الخزرجي، وجماعة. قال الأبار: وكان عالماً مشاركاً سُنّياً، غلب عليه التصوف، وكثر من أهل التصوف الازدحام عليه، فغرَّبه السلطان عن وطنه. وتوفي بمراكش في جمادى الأولى. وكانت جنازته مشهودة. وعاش ثلاثاً وستين سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 284 4 (إسحاق بن هبة الله بن صديق.) القاضي أبو البشائر، قاضي خلاط. فقيه شافعي، أصولي، شاعر، أديب، واعظ، له مصنف في علم الكلام. 4 (حرف الباء)
4 (بارسطغان بن محمود بن أبي الفتوح.) الفقيه أبو طالب، الحميري، الغزي، الشافعي.) سمع بالإسكندرية من أبي الطاهر بن عوف. وبدمشق من أحمد بن حمزة ابن الموازيني. وولي قضاء غزة. روى عنه: الزكي المنذري، وغيره. ومات بإربل في ربيع الأول.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 285 4 (بزغش الرومي.) أبو منصور، عتيق أبي جعفر أحمد بن محمد بن حمدي البغدادي. سمع من: أحمد بن الطلاية، وأبي الفضل الأرموي، والفضل بن سهل الإسفراييني، وأبي الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام. روى عنه: ابن خليل، والدُّبيثي، والضياء. وتوفي في صفر. قال ابن النجار: كان صالحاً، صحيح السماع لكنه خرف وتغير في آخر عمره. 4 (حرف الحاء)
4 (الحسن بن عقيل بن أبي المعالي شريف بن رفاعة بن غدير.) أبو علي السعدي، المصري، الشافعي. شيخ صالح، منقطع بمعبد ذي النون لخدمته. وأمَّ بالناس بالمسجد الذي بالحجارين بمصر مدة. ولد سنة أربع وثلاثين. وسمع جده لأمه عبد الله بن رفاعة. روى عنه: الزكي المنذري، وأبو بكر بن نقطة، وحفيده محمد بن عبد الحكم، وآخرون.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 286 وتوفي في التاسع والعشرين من رمضان. 4 (الحسن بن هبة الله بن الحسن بن علي بن الحسن.) الرئيس أبو علي ابن الدوامي، البغدادي. سمع حضوراً من أبي الفضل الأرموي. وأجاز له: أبو محمد سبط الخياط، وأبو سعد أحمد بن محمد البغدادي، وجماعة. وولد سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة. وكان صاحب الحجاب ببغداد، ووكيل أمير المؤمنين.) والدَّوامي: نسبة إلى خدمة الدَّوامية سرية القائم بأمر الله. توفي في رجب. 4 (حمزة بن السيد بن أبي الفوارس بن أبي أحمد.) أبو يعلى الأنصاري، الدمشقي، الصَّفار، الفقيه المعروف بابن أبي لقمة، أخو أبي المحاسن محمد. حدَّث عن أبي القاسم الخفير بن عبدان الأزدي. روى عنه: الزكي البرزالي، والفقيه سليمان بن عبد الكريم، ومحمد بن عبد المنعم ابن القواس، وشيخنا أخوه عمر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 287 وتوفي في ثامن عشر رمضان. وهو أصغر من أخيه، وأقل سماعاً منه. 4 (حرف الخاء)
4 (الخضر بن الحسين بن الخضر بن عبدان الأزدي.) أبو القاسم الدمشقي. توفي في ثالث عشر شعبان. وهو العدل شمس الدين، من بيت الرواية والعدالة. روى عن أحمد ابن الموازيني، وغيره. ومات في أول الكهولة. روى عنه الشهاب القوصي، وورَّخه الضياء. 4 (حرف الدال)
4 (داود بن أحمد بن محمد بن منصور بن ثابت بن ملاعب.) ربيب الدين أبو البركات البغدادي، الأزجي، الوكيل عند القضاة. ولد في أول سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة. وسمع من: أبي الفضل الأرموي، وابن ناصر، ومحمد ابن الزاغوني، ونصر بن نصر العكبري، وأبي الكرم الشهرزوري، وأبي الوقت السِّجزي، وأحمد بن بختيار المندائي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 288 وحدَّث ببغداد، ودمشق، وروى الكثير. روى عنه: الشيخ الموفق، والضياء، وابن خليل، والزَّكيان: البرزالي والمنذري، والسيف أحمد) ابن المجد، وإبراهيم بن حمد، وأبو بكر ابن الأنماطي، والفخر علي، والشمس محمد ابن الكمال، والشمس ابن الزين، والتقي ابن الواسطي، وخلق سواهم. وأجاز لعمر ابن القوّاس، وللعماد عبد الحافظ. وكان صحيح السماع، بعض سماعاته في الخامسة. وتوفي في الخامس والعشرين من جمادى الآخرة، يوم السبت، ودُفن من الغد بقاسيون. قال ابن النجّار: كان أبو متولّي كتابةً من قِبل الديوان، فأسمعه، واعتنى به، وحصّل له الأجزاء. وكان حسناً، متيقّظاً، صحيح السماع، متودّداً، له مروءة، ونفس حَسَنة. يحدّث من أصوله. روى عنه شيخنا أبو محمد بن قُدامة في معجمه. 4 (داود بن علي بن عُمر.) أبو القاسم الحريمي. عُرف بابن صَعوة، القزّاز. حدّث عن أبي علي أحمد ابن الرحَبيّ. وتوفي في رجب. 4 (داود بن علي بن محمد بن عبد الله.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 289 ابن رئيس الرؤساء، أبو أحمد الحَمَاميّ بالتخفيف البغدادي. سمع من شهدة، والطبقة، فأكثر. قال ابن نقطة: سماعه صحيح. مات في شعبان. 4 (داود بن يونس بن الحسين.) الأجل أبو الفتح الأنصاري البغدادي، الكاتب في الديوان. ولد سنة إحدى وثلاثين. وسمع من: المبارك بن أحمد الأنصاري، ومسعود بن عبد الواحد بن الحصين، وأحمد بن عبد الله بن مرزوق الإصبهاني. روى عنه: الدُّبيثي وقال: توفي في تاسع عشر ربيع الآخر وابن النجار، وأثنى عليه. 4 (حرف الراء)
4 (ريحان بن تيكان بن موسك بن علي.) ) الشيخ الصالح المعمر، أبو الخير الكردي، البغدادي، الحربي، المقرئ الضرير.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 290 ولد قبل العشرين وخمسمائة، وكان يمكنه السماع من هبة الله ابن الحصين، وإنما سمع في كبره من أحمد بن الطلاية، والمبارك بن أحمد الكندي، وسعيد ابن البناء، وأبي الوقت. وقرأ القرآن على أبي حفص عمر بن عبد الله الحربي بالروايات. وإنما أضرَّ في آخر عمره. روى عنه: الدُّبيثي، والضياء، والزكي البرزالي، وجماعة. وأجاز للكمال عبد الرحمن المكبر. ومات في صفر. 4 (حرف السين)
4 (السامري، الفقيه الحنبلي.) له تصانيف في المذهب. وهو محمد بن عبد الله. يأتي. 4 (ست الشام خاتون.) أخت السلطان الملك العادل. واقفة المدرستين فدفنت بالبرانية. كانت سيدة الملكات في عصرها. كثيرة البر والصدقات. كان يعمل في دارها في السنة بمبلغ عظيم أشربة، وسفوفات، وعقاقير، وتفرقه على الناس.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 291 وكان بابها ملجأ كل قاصدٍ في حاجة إلى الدولة. ووقفت على المدرستين أوقافاً كثيرة عامرة، أثابها الله. ولها من المحارم عدة ملوك. وهي شقيقة المعظم تورانشاه. وسائر ملوك بني أيوب إما إخوتها، أو بنو إخوتها، وأولادهم. وتوفيت في سادس عشر ذي القعدة. 4 (ست العباد بنت أبي الحسن بن سلامة بن سالم.) أم عبد الحكم المصرية، وزوجة الحسن بن عقيل بن شريف بن رفاعة. ظهر لها سماع في بعض الخِلعيات من ابن رفاعة. روى عنها: الزكي المنذري، والفخر ابن البخاري. حدَّثت في هذه السنة ولا أدري متى ماتت.) قال ابن نقطة: إلا أن عبد العظيم يتكلم في سماعها، ويقول: هو بخط رجل غير موثوق به. وقال الحافظ عبد العظيم في معجمه: لم تسكن نفسي إلى نقل سماعها. وقال ابن مسدي في معجمه: سماعها بخط النسابة أبي علي الجواني، المؤدب. سمعت من ثابت بن منصور الكيلي في سنة، وعمرت. روى عنها ابن النجار، وقال: توفيت في جمادى الآخرة. 4 (سعيد بن حسن بن علي.) أبو منصور الكرخي، الطحان، المعروف بابن البزوري.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 292 حدَّث عن المبارك بن أحمد الكندي، وسعيد ابن البناء. ومات في شوال. 4 (سعيد بن محمد ابن العلامة أبي منصور سعيد بن محمد بن عمر.) العدل ابن الرَّزاز، البغدادي. ولد سنة ثلاث وأربعين. وسمع البخاري من أبي الوقت ورواه. وسمع من نصر بن نصر العكبري. وحضر أبا الفضل الأرموي. روى عنه: الدُّبيثي، والزكي البرزالي. والمقداد بن أبي القاسم القيسي، وجماعة. أخبرنا أبي، أخبرنا المقداد، أخبرنا سعيد بن محمد، أخبرنا أبو الوقت، فذكر حديثاً. توفي في ثاني المحرم، فُجاءة. 4 (حرف الصاد)
4 (صالح بن أبي الحرم مكي بن عثمان بن إسماعيل.) أبو التُّقى الشاَّرعي. سمع من: أبي طاهر السلفي، وغيره.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 293 روى عنه الزكي المنذري وقال: ولد سنة إحدى وستين وخمسمائة، ومات بثغر دمياط والعدو خذله الله يحاصرهم. 4 (صدقة بن جروان بن علي بن منصور.) ابن الببغ، البواب.) حدَّث عن أبي الوقت. وقرأ القرآن على حمّاد بن سعيد المنوني. ومنونيا: قرية بالسواد. والببغ: قيّده ابن نقطة. 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن الحسين بن أبي البقاء عبد الله بن الحسين.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 294 الإمام العلامة محب الدين أبو البقاء العكبري الأصل، البغدادي، الأزجي، الضرير، النحوي، الحنبلي، الفرضي، صاحب التصانيف. ولد سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة. وقرأ القراءات على أبي الحسن علي بن عساكر. وقرأ النحو على أبي محمد ابن الخشاب، وأبي البركات بن نجاح. وتفقّه على القاضي أبي يعلى الصغير محمد بن أبي خازم بن أبي يعلى، وأبي حكيم إبراهيم بن دينار النهرواني. وبرع في الفقه والأصول. وحاز قصب السبق في العربية. وسمع من: أبي الفتح البطي، وأبي زرعة المقدسي، وأبي بكر بن النقور، وغيرهم. ورحلت إليه الطلبة من النواحي، وأقرأ الناس المذهب، والفرائض، والنحو، واللغة. قال ابن النجار: قرأت عليه كثيراً من مصنفاته، وصحبته مدة طويلة. وكان ثقة، حسن الأخلاق، متواضعاً. ذكر لي أنه أضرّ في صباه بالجدري. ذكر تصانيفه: صنَّف تفسير القرآن وكتاب إعراب القرآن، وكتاب إعراب الشواذ، وكتاب متشابه القرآن، وكتاب عدد الآي، وجزءاً في إعراب الحديث. وصنّف تعليقاً في الخلاف، وصنّف شرح الهداية لأبي الخطاب، وكتاب المرام في المذهب، وثلاثة مصنفات في الفرائض، وكتاب شرح الفصيح، وكتاب شرح الحماسة، وكتاب شرح المقامات، وكتاب شرح
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 295 خطب ابن نباتة. ثم ذكر ابن النجار تصانيف كثيرة، تركتها اختصاراً. روى عنه: الدُّبيثي، وابن النجار، والضياء المقدسي، والجمال ابن الصيرفي، وآخرون. وكان إذا أراد أن يُصنف كتاباً، أحضرت له عدة مصنفات في ذلك الفن، وقرئت عليه، فإذا) حصله في خاطره أملاه فكان بعض الفضلاء يقول: أبو البقاء تلميذ تلامذته، يعني، هو تبع لهم فيما يلقونه عليه. ومن شعره في الوزير ناصر بن مهدي العلوي: (بكَ أضحى جيد الزمان محلى .......... بعد أن كان من حُلاه مخلى)
(لا يجاريك في تجاريك خلق .......... أنت أغلى قدراً وأعلى محلاً)
(دمت تحيي ما قد أميت من الفض .......... ل وتنفي فقراً وتطرد محلا) توفي أبو البقاء في ثامن ربيع الآخر. وقرأت بخط السيف ابن المجد: سمعت المراتبي يقول: سمعت الشيخ أبا البقاء النحوي يقول: جاء إليَّ جماعة من الشافعية فقالوا: انتقل إلى مذهبنا ونعطيك تدريس النحو واللغة بالنظامية، فأقسمت وقلت: لو أقمتموني وصببتم علي الذهب حتى أتوارى به ما رجعت عن مذهبي. 4 (عبد الله بن علي بن أبي بكر بن عبد الجليل.) الإمام أبو بكر الفرغاني الخطيب. ولد سنة إحدى وخمسين. سمع من: محمود ابن قاضي سمرقند، وأحمد بن محمود الصابوني، وعبد
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 296 الرحمن بن محمد المروزي، والفضل بن علي بن غالب، وجماعة. وخرج أربعين حديثاً، وحدَّث بفرغانة، وبغداد. وكان فاضلاً أديباً. روى عنه الدُّبيثي، وقال: بلغنا أنه قتله الكفار التتار لما دخلوا سمرقند في ذي الحجة. 4 (عبد الله ابن القاضي الحافظ أبي المحاسن عمر بن علي.) القرشي، الشيخ الصالح أبو بكر الدمشقي الأصل، البغدادي. ولد سنة ثمان وخمسين. وسمع بإفادة أبيه كثيراً من أبي الفتح البطي، ويحيى بن ثابت، وهذه الطبقة، وسمع عنه جماعة. وتوفي ببعقوبا في رمضان. 4 (عبد الله بن نجم بن شاش بن نزار بن عشائر بن عبد الله بن محمد بن شاس.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 297 العلامة أبو محمد الجذامي، السعدي، المصري، الفقيه المالكي، جلال الدين ابن شاش.) تفقّه على الإمام يعقوب بن يوسف المالكي، وغيره. وسمع من عبد الله بن بري النحوي، وغيره. ودرَّس بمدرسة المالكية التي بمصر مدة. وصنَّف كتاب الجواهر الثمينة في المذهب وضعه على ترتيب كتاب الوجيز للغزالي، أحسن فيه ما شاء، وانتشر هذا الكتاب انتشاراً كبيراً، وانتفع به الفضلاء. وأقبل على النظر في السنة النبوية والاشتغال بها. وكان على غاية من الورع والتحرّي، رضي الله عنه. وبعد عوده من الحج امتنع من الفتوى إلى حين وفاته. وكان من بيت إمرة وتقدُّم. روى عنه الحافظ عبد العظيم ووصفه بهذا وأكثر، وقال: توفي في جمادى الآخرة، أو في رجب، غازياً بثغر دمياط، وله عدة أصحاب. 4 (عبد الله بن أبي القاسم بن أبي بكر بن حسين.) أبو بكر الحريمي، النَّجاد، المعروف بابن زعرورة. حدَّث عن: أبي الوقت، وهبة الله ابن الشبلي، وغيرهما. ومات في جمادى الأولى. 4 (عبد الرحمن بن إسماعيل بن محمد بن علي بن عبد العزيز ابن السِّمِّذي.) أبو محمد الحريمي الناسخ. سمع من: أبي المعالي ابن اللَّحاس، وأبي علي ابن الرَّحبي. وحدث.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 298 ومات في جمادى الأولى. 375 - عبد الرحمن بن القاسم. القاضي الفقيه الصالح أبو القاسم الجزولي، المالكي، النويري، قاضي البهنسا. استشهد بظاهر دمياط في ذي العقدة. وكان موصوفا بالصلاح والخير، مكرما للفقراء بالمرة. 376 - عبد الرحمن بن محمد بن إسماعيل بن خالد. الإمام أبو القاسم، ضياء الدين، القرشي، الشافعي المصري، ابن الوراق. تفقه على الشهاب محمد بن محمود الطوسي، ولزمه مدة، وصار معيده بمدرسة منازل العز. وقرأ الأصول على الإمام ظاهر بن الحسين المالكي. وسمع من: أبي البقاء عمر بن محمد المقدسي، وعبد الله بن بري. وولي القضاء بجيزة مصر، ودرس بالناصرية المجاورة للجامع العتيق. قال المنذري: سمعت منه، وتفقهت عليه مدة. وولد سنة ست وأربعين. وكان عالما صالحا، حسن الأخلاق، تاركا لما لا يعنيه. وكتب الكثير بخطه ؛ قيل: كتب أربعمائة مجلد. وصحب الزاهد أبا الحسن علي بن إبراهيم الأنصاري ابن بنت أبي سعد. وحكى عنه حكايات. وتوفي في سابع عشر جمادى الآخرة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 299 377 - عبد الرحمن بن محمد بن علي بن محمد بن الحسين بن إبراهيم بن يعيش. الأجل أبو الفرج الأنباري الأصل، البغدادي الكاتب، سبط قاضي القضاة أبي الحسن علي بن محمد ابن الدامغاني. ولد سنة ست وعشرين وخمسائة. سمع من: الحافظ عبد الوهاب الأنماطي، وأبي المظفر محمد بن التريكي، وغيرهما. روى عنه: أبو عبد الله الدبيثي، والزكي البرزالي، وغيرهما. وعاش تسعين سنة، ومات في شعبان. قال ابن النجار: كان شيخا جليلا، حسن الأخلاق، جميل السيرة، أمينا. 378 - عبد الرحمن بن هبة الله بن أبي الفرج البغدادي. الخباز. روى عن: أبي جعفر أحمد بن محمد العباسي. ومات في شوال. 379 - عبد الرحمن بن أبي منصور بن نسيم بن حسين. المحدث الخطيب تقي الدين أبو الوحش المقدسي الشافعي، إمام جامع المزة. لزم الحافظ أبا القاسم مدة، وأكثر عنه. وسمع من: إبراهيم بن الحسن الحصني، وابن صابر، وجماعة. ونسخ بخطه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 300 روى عنه: الشهاب القوصي، وغيره. وروى لنا عنه بالإجازة شيخنا عمر ابن القوَّاس. وقرأت وفاته بخط الضياء: في رابع رجب. 4 (عبد الرحيم بن المفرج بن علي بن المفرج ابن مسلمة.) أبو محمد القرشي، الأموي، الدمشقي. توفي بحران، ونقل بعد دفنه إلى دمشق. وكان مولده في سنة ستة وأربعين. سمع من: أبي الندى حسان الزيات. وحدَّث، وأجاز. روى عنه: ابن خليل، والعزّ عبد العزيز بن عثمان الإربلِّي.) 4 (عبد العزيز بن أحمد بن مسعود بن سعد بن علي ابن الناقد.) أبو محمد. الشيخ الصالح المقرئ، ويعرف بابن الجصَّاص. ولد سنة ثلاثين وخمسمائة. وقرأ بالروايات الكثيرة على أبي الكرم الشَّهرزوري، وعمر بن عبد الله الحربي. سمع من: أبيه، وأبي سعد أحمد بن محمد البغدادي، وأبي الفضل الأرموي، والمبارك بن أحمد الأنصاري، وابن ناصر، وأبي الوقت، وجماعة. وأقرأ، وحدث. ويقال: إنه آخر من تلا بكتاب المصباح على أبي الكرم، المُصنِّف.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 301 وكان ثقةً صالحاً، عالي الإسناد في الكتاب والسنة. روى عنه: الدُّبيثي، وابن النجار، والضياء، والنجيب عبد اللطيف، والشيخ عبد الصمد بن أبي الجيش، وجماعة. توفي في ثاني شوال. وقرأ عليه عبد الصمد بالسبع وهو آخر من قرأ عليه. 4 (عبد الكريم بن أبي بكر عتيق بن عبد الملك بن عبد الغفار.) الإمام أبو محمد الرَّبعي، والإسكندراني، المالكي، شيخ الإقراء بالإسكندرية. ولد سنة إحدى وأربعين وخمسمائة. وانقطع إلى السِّلفي، وأكثر عنه وكان من أجلاء أصحابه. وسمع من: أبي محمد العثماني، وابن عوف، وبدر الخُداداذي، وجماعة. قال الزكي عبد العظيم: لقيته، وسمعت منه. وتصدَّر بجامع الإسكندرية مدة للإقراء، ونجب عليه جماعة. وكان ماهراً في القراءات. قلت: لم يذكر على من قرأ. وتوفي في شوال. 4 (عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب بن الحسين.) العلامة المفتي افتخار الدين أبو هاشم القرشي، الهاشمي، العباسي، البلخي، ثم الحلبي، الحنفي.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 302 تفقّه بما وراء النهر. وسمع بسمرقند، وبلخ، وتلك الديار في سنة نيِّفٍ وأربعين وخمسمائة، وبعدها سمع من القاضي عمر بن علي المحمودي، وأبي الفتح عبد الرشيد بن النعمان الولوالجي، والأديب أبي حفص عمر بن علي الكرابيسي، وأبي علي الحسن بن بشر البلخي النَّقّاش، والإمام أبي شجاع عمر بن محمد البسطامي، وجماعة. ودرَّس، وأفتى، وناظر، وصنَّف وكان مدرس المدرسة الحلاوية. وله شرح الجامع الكبير في المذهب. وتخرَّج به جماعة من فضلاء الحنفية بحلب. وكان شريفاً، رئيساً، عاقلاً، ورعاً، ديِّناً، صحيح السماع، عالي الإسناد. روى عنه خلق كثير منهم: الزاهد تقي الدين أحمد بن عبد الواحد الحوراني، والضياء المقدسي، والزكي البرزالي، والعماد أبو نصر أحمد بن يوسف الحسني الحنفي، والمؤيد إبراهيم بن يوسف القفطي، وأبو المكارم إسحاق بن عبد الرحمن بن عبد الله ابن العجمي، وأخوه المحيي محمد، وابن عمِّه القطب محمد بن عبد الصمد، والصاحب أبو القاسم عمر ابن العديم، وخطلخ مولى عبد الرحيم ابن العجمي، والعون أبو المظفر سليمان ابن العجمي، والمحدِّث أبو صالح عبيد الله بن عمر ابن العجمي، ونسيبه الزين عبد الملك بن عبد الله بن عبد الرحمن، وعلي بن فياض، وأبو نصر محمد بن الحس ابن العجمي، والمفتي أبو طالب عبد الرحمن بن عبد الرحيم ابن العجمي، والشريف عبد الرحمن بن الحسن بن زهرة الحُسيني، والمحتسب عبد الكريم بن عثمان ابن العجمي، وقاضي عزاز عبد الرحمن بن عثمان بن حبيب، والكمال أحمد بن محمد ابن النَّصيبي، وعبد الله بن محمد بن الأوحد الزبيري. قرأت بخط الضياء، قال: شيخنا أبو هاشم عبد المطلب الهاشمي العباسي، نزيل حلب. توفي بحلب في جمادى الآخرة وله ثمانون سنة. قلت: ولم يذكره المنذري في الوفيات.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 303 4 (عتيق بن أحمد بن عبد الباقي.) الزاهد الصالح، أبو بكر الأندلسي اللورقي، نزيل دمشق. شيخ معمر، يقال: إنه عاش مائة سنة. صحب الزّهّاد، وتأدب بآدابهم، وانتفع به جماعة صحبوه. وقبره بمقابر الصوفية على الطريق، وهو حجر نحت عليه تاريخ وفاته.) ذكر وفاته المنذري. 4 (عثمان بن مظفر بن محمد.) أبو عمرو البغدادي، من شارع دار الرَّقيق. شيخ معمَّر. روى عن أبي الفتح بن البطي. 4 (عثمان بن مقبل بن قاسم.) الفقيه أبو عمرو الياسري الواعظ، من فضلاء الحنابلة. سمع من: أبي محمد ابن الخشاب، وشهدة. وتوفي في ذي الحجة. 4 (علي بن أحمد بن أبي العزّ.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 304 أبو الحسن ابن الشباك بضم المعجمة صوفي، تاجر ببغداد. سمع: أبا الحسين عبد الحق، وتجنِّي الوهبانية. وحدَّث. ورّخه ابن نقطة في رجب. مستفاد مع السباك. 4 (علي بن أحمد بن علي بن عيسى.) أبو الحسن الغافقي، القرطبي، الشقوري. سمع من أبيه، وأخذ عنه القراءات، ومن ابن عمه أبي الحسن محمد بن عبد العزيز. وأجاز له وهو ابن ثلاث سنين، في سنة تسع وثلاثين. أبو بكر بن العربي، والقاضي عياض، وأبو محمد عطية وجماعة. وتفرَّد في عصره بالمغرب، ورحل الناس إليه لعلو سنده. قال الأبار: وكان ثقة صالحاً. كفَّ بأخرة. وتوفي في صفر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 305 لقي أبو حيان النحوي من يحمل عن الشقوري بالإجازة. وأجاز الشقوري لابن مسدي وقال: هو نزيل قرطبة، حسيب البيت أصيله، نسيب الذكر جميله. حدَّث من بيته جماعة. تأدب بشقورة على أبي مروان عبد الملك بن أبي يداس. وقرأ عليه القرآن، وسمع من أبيه، ومحمد بن أحمد التُّجيبي المقرئ، وتفرَّد عنهم. وأجاز له أيضاً أبو بكر) عبد العزيز بن مدير، وعبد الحق بن عطية صاحب التفسير. روى الكثير عن مجيزيه. عزمت على الرحلة إليه، فبلغني موته، فعدلت إلى إشبيلية. ومات بموته بالأندلس إسناد كثير. 4 (علي بن إسماعيل بن علي بن عطية.) الإمام أبو الحسن الصهناجي، التلكاتي، الأبياري، المالكي، نزيل الإسكندرية. مولده بأبيار سنة سبعٍ وخمسين ظناً. وتفقّه بالإسكندرية على الفقيه أبي الطاهر بن عوف، وعلى أبي طالب أحمد بن المسلم اللخمي، وأبي عبد الله محمد بن محمد الكركنثي. وحدَّث عن ابن عوف. ودرَّس بمدرسة الزكي التاجر. وصنَّف في المذهب. وكان من أعيان المالكية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 306 توفي في سادس رمضان، بالإسكندرية. 4 (علي بن خليفة بن يونس بن أبي القاسم.) العلامة رشيد الدين الأنصاري، الخزرجي، ابن أبي أصيبعة، الطيب. توفي شاباً عن سبع وثلاثين سنة. نشأ بالقاهرة، واشتغل بها، وبرع في الطب، وغير ذلك من علوم الحكمة. وكان رأساً في الموسيقى، ولعب العود. وكان طيب الصوت. وأخذ الأدب عن التاج الكندي، وغيره. وقد اشتغلوا عليه في الطب، وله خمس وعشرون سنة. وحظي عند أولاد الملك العادل. فأدركه الأجل في شعبان من السنة. وقد طوّل الموفق ابن أخيه ترجمته، وبالغ في وصفه. 4 (علي بن شكر بن أحمد شكر.) القاضي العالم جمال الدين أبو الحسن ابن القاضي أبي السعادات، المصري، الفقيه الشافعي. سمع من: أبي عبد الله الأرتاحي، والحافظ عبد الغني، وجماعة. ورحل إلى الشام، والعراق، وحدَّث. وجمع في السنة، والصفات، وفي الرَّقائق. وتوفي في رجب.) 4 (علي بن علوش.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 307 الفقيه برهان الدين المغربي. مدرس المالكية وعالمهم بدمشق. روى شيئاً من طريق المغاربة. وكان عالماً بالأصول، والفروع، والعربية. قيَّد الضياء وفاته في ثالث شعبان، ودفن بسفح قاسيون، رحمه الله تعالى. روى عنه: الشهاب القوصي، وغيره. 4 (علي ابن المحدِّث بهاء الدين القاسم ابن الحافظ الكبير أبي القاسم بن عساكر الدِّمشقي.) المحدِّث الحافظ عماد الدين أبو القاسم الشافعي. ولد في ربيع الآخر سنة إحدى وثمانين. وسمع من: أبيه، وعبد الرحمن بن علي ابن الخرقي، وإسماعيل الجنزوري، والخشوعي، والأثير أبي الطاهر محمد بن محمد بن بنان الكاتب، قدم عليهم، طائفة كبيرة. وبمكة من أبي المعالي محمد ابن الزَّنف، وبحلب، والجزيرة، وخراسان. رحل إلى المؤيد الطُّوسي، وأبي روح، وأكثر عن هؤلاء، وعني بالحديث أتمّ عناية. وكان ذكياً، فاضلاً، حافظاً، نبيلاً، مجتهداً في الطلب. أدركه أجله ببغداد بعد عوده من خراسان من أثر جراحات به من الحرامية في ثالث جمادى الأولى. وهو آخر من رحل إلى خراسان من المحدِّثين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 308 وقد خرَّج للكندي، ولابن الحرستاني، وجماعة. وخرَّج لنفسه أربعين حديثاً، وحدَّث بها سنة ستمائة. وسمع منه جماعة من شيوخه كالأخوين: تاج الأمناء أحمد وفخر الدين أبي منصور الشافعي، وحمزة بن أبي لقمة. قرأت بخط عمر ابن الحاجب، قال: سألت العزّ بن عساكر عنه، فقال: كان يتشيَّع، وكنت أنقم عليه ذلك، ولا جرم أنه قصف وهو ابن عمَّة النّسَّابة، وجد شيخنا البهاء قاسم بن عساكر لأمِّه. وللنسّابة فيه مرثية حسنة منها: (صاحبي هذه ديار سعاد .......... فترفَّق ومُنَّ بالإسعاد)
(عج عليها نقضي لبانات قلب .......... مستهام أصماه حبُّ سعاد) (سقط: قلت: عاش خمسا وثلاثين سنة.))
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 309 4 (علي بن مسعود بن هياب الواسطي المقرئ الجماجمي.) كان يعمل الجماجم. قال ابن نقطة: قرأ على جماعة. قرأت عليه. وكان متساهلاً في الأخذ سامحه الله جداً. مات بواسط في سادس جمادى الأولى. 4 (علي بن هشام بن عمر بن حجاج.) أبو الحسن الأندلسي، الشريشي، المقرئ. حجَّ، وسمع من أبي طاهر السلفي، وشهد جنازته. وسمع أيضاً من الفقيه أبي الطاهر بن عوف، وغير واحد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 310 وقرأ القراءات على أبي عبد الله محمد بن محمد الكركنتي. وعاد إلى الأندلس، وولي خطابة بلده. أخذ عنه جماعة. وتوفي في ربيع الآخر. 4 (عمر بن عبد المجيد بن علي.) أبو حفص وأبو علي، الأزدي، الأندلسي، الرندي، نزيل مالقة. كان من كبار تلامذة السُّهيلي. قال الأبار: سمع أبا القاسم السُّهيلي وعليه عوَّل في القراءات والعربية، ولازمه طويلاً، وأبا إسحاق بن قرقول، وأبا محمد بن دحمان، وأبا عبد الله بن الفخار، وأبا القاسم بن بشكوال، وأبا الحسن الشقوري، وطائفة. وأجاز له أبو مروان بن قزمان، وغيره. ومن الشام أبو طاهر الخُشوعي، وجماعة. قال: وكان عالماً بالقراءات، متقدماً في صناعة العربية. أقرأ القرآن، والنحو، والآداب دهراً بسبتة. فلما توفي السُّهيلي دعاه أهل مالقة للإقراء بها والتدريس مكانه، فأجابهم إلى ذلك، ولم يفارقها إلى حين موته. وكان له اعتناء
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 311 بالحديث وروايته مع الدين والصلاح. وألف كتاباً حسناً على الجمّل للزجاجي. توفي في ربيع الآخر. وكان مولده في سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة أو نحوها. 4 (عمر بن محمد بن أحمد بن الحسن بن جابر.) ) الشيخ الصالح أبو نصر بن أبي بكر، البغدادي، الصوفي، المقرئ، المعروف بابن السَّديد. ولد سنة خمسٍ وأربعين وخمسمائة. وسمع من: أبي الوقت، وأبي محمد ابن المادح، وابن البطِّي، وأبي زرعة، وجماعة. وصحب الشيخ أبا النجيب السهروردي. وقدم دمشق. وزار القدس. روى عنه ابن الدُّبيثي، وقال فيه: الّينوري الأصل. كان حسن الأخلاق، حافظاً لكتاب الله. سمع بإفادة أبيه. توفي في تاسع عشر صفر. 4 (حرف الغين)
4 (غالب بن حمزة بن أبي القاسم الحسين بن الحسن بن البن.) أبو غالب الأسدي الدمشقي. ولد سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة. وسمع من جده. روى عنه: الضياء المقدسي، والشمس ابن خليل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 312 توفي في ذي القعدة. 4 (حرف الكاف)
4 (كيكاوس، السلطان الملك الغالب، عز الدين صاحب الروم وابن صاحبها كيخسرو بن قلج) أرسلان السلجوقي. صاحب قونية، وأقصراً، وملطية. وكان قد عظم شأنه، ودخل في طاعته صاحب إربل، وناصر الدين صاحب آمد. وعلق به السِّل، ومات. فتولَّى بعده كيقباذ وكان في حبس أخيه. ولم يخلف كيكاوس ولداً يصلح للملك. فتملّك كيقباذ. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أحمد علي.) أبو شجاع العنبري، الواسطي، الشاعر الأديب، المعروف بابن دوَّاس القنا.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 313 ولد سنة أربع وخمسين وخمسمائة. وقرأ الأدب على الكمال أبي البركات الأنباري، وأبي الحسن علي ابن العصّار. وانقطع إلى الشيخ مصدَّق بن شبيب. وبرع في العربية.) وحدَّث بواسط. وله شعر حسن. توفي في سلخ شعبان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 314 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن محفوظ بن صصرى.) أبو عبد الله التغلبي، الدمشقي. روى عن: عبد الرزاق النجار، وغيره. قال الضياء: سمعنا منه. ومات في رابع عشر رجب، ودفن بجبل قاسيون. 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن غالب.) أبو عبد الله ابن الشَّراط، الأنصاري، القرطبي. أخذ القراءات عن عمه عبد الرحمن بن معتمد وسمع منه، ومن أبي ذر الخشني. وتصدَّر للإقراء بجامع قرطبة، ولتعليم النحو، ولإسماع الحديث. قال الأبار: كان مقرئاً، محققاً، ضابطاً، ورعاً، زاهداً. أخذ عنه جماعة منهم: أبو القاسم ابن الطَّيلسان. ومات في المحرَّم. 4 (محمد بن أحمد بن عبيد الله.) أبو الوليد بن قبوج، النفري الشاطبي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 315 قال الأبار: أخذ القراءات عن أبي الحسن بن هذيل، وسمع منه التيسير. وتفقّه بأبي محمد بن عاشر، وهارون بن عات. وكان فقيهاً، ثقة، حافظاً للمسائل، مدرِّساً لها. روى عنه ابنه عبيد الله، وغيره. وكان حيّاً في هذا العام وتوفي بعده. 4 (محمد بن إسماعيل بن إبراهيم.) أبو عبد الله الشيبي، الشافعي، الواعظ بميّافارقين. ولد بمصر سنة تسع وأربعين. يقال: إنه سمع من الحافظ أبي العلاء الهمذاني، ومن السلفي. وحدَّث بميّافارقين. وتوفي في رجب. 4 (محمد بن إسماعيل بن أحمد.) ) القاضي أبو عبد الله المصري، الكاتب، عرف بابن أبي صادق. توفي بالعسكر بظاهر دمياط. وقد ولي ديوان قوص. وسمع من السلفي، وغيره. وتوفي في ذي الحجة. 4 (محمد، قطب الدين، صاحب سنجار.) الملك المنصور ابن الملك عماد الدين زنكي بن مودود بن زنكي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 316 كان حسن السيرة، فيه عدل وإنصاف. نازله الملك العادل وحاصره، ثم رحل عن سنجار بشفاعة الخليفة. وخلف عدة أولاد، وملك بعده ولده عماد الدين شاهنشاه أشهراً، ومات أيضاً. توفي قطب الدين في ثامن صفر. قال ابن الأثير: ملك بعده عماد الدين فقتله أخوه عمر، وملك بعده مديدة، ثم سلم سنجار إلى الملك الأشرف موسى، فعوَّضه عنها الرَّقة، فلم يمتَّع ومات بعد قليل. 4 (محمد بن عبد الله بن محمد بن جرير بن علي بن جرير.) أبو عبد الله القرشي، الأموي، الكوفي، ثم البغدادي. ولد سنة ست وخمسين وخمسمائة. وسمع من: أبيه، وابن البطي، ويحيى بن ثابت، وجماعة. وكان أبوه من المحدثين والنُّساخ المذكورين. توفي محمد في جمادى الآخرة. وكان يؤدب الصبيان. ولم يكن ثقة، زوَّر عدَّة طباق. 4 (محمد بن عبد الله بن محمد بن إدريس.) أبو عبد الله بن سنينة، السامري.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 317 تفقّه زماناً على أبي حكيم النَّهرواني. وسمع من ابن البطِّي. وولي قضاء سامراء سنة أربع وسبعين وخمسمائة، وبقي قاضياً سبع عشرة سنة. وكان فقيهاً بارعاً، مصنِّفاً. لم يروِ شيئاً.) ومات في رجب، وله إحدى وثمانون سنة. 4 (محمد بن عبد المحسن بن محمد بن منصور بن خلف.) القاضي، الفقيه أبو عبد الله الأنصاري، الأوسي، الكفرطابي الأصل، الدمشقي المولِد، الشافعي، المعروف بابن الرَّفاء. وهو والد شيخ الشيوخ شرف الدين عبد العزيز. ولي القضاء، والأوقاف بحماة. وله شِعر حسن.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 318 توفي في رمضان، ببارين: قلعة من أعمال حماه، كان قد وَلِي قضاءها. وعاش خمسين سنة. روى عنه ولَدُه. 4 (محمد بن علي بن خُطْلُخ.) أبو عبد الله البغدادي، الخيّاط. سمع من عبد الرحمن بن يحيى بن عبد الباقي الزُّهري في سنة ستّين وخمسمائة. روى عنه ابن النجّار. توفي في أواخر السنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 319 4 (محمد بن عمر بن أبي بكر بن عبد الله بن سَعد.) الفقيه نجم الدين أبو عبد الله، المعروف بالقاضي، المقدسي ثم الدمشقي. أقام ببغداد مدة يشتغل، ويسمع، وكتب الكثير. وسمع من: محمد بن يحيى البراداني، وأبي الفتح محمد بن شاتيل، ونصر الله القزاز، وطبقتهم. ورحل إلى إصبهان وكتب عن أصحاب الحداد. وسمع بالموصل، وإربل، وواسط. وولي مشيخة دار الحديث المطلَّة على الشط بالموصل. وقدم مصر، وحدَّث بها. ثم سكن سروج، وبها توفي رحمه الله في جمادى الأولى، وهو كهل. أخذ عنه الضياء، وقال: ولد سنة ست وستين. وكان فقيهاً، حافظاً، واعظاً، حصَّل من السَّماع والكتب شيئاً كثيراً. ورافق العزّ ابن الحافظ. وسمع أكثر من العز. وجاءته الأولاد بسروج. 4 (محمد بن محمد بن أسعد بن علي.) الشريف النقيب عزّ الدين أبو عبد الله، ابن النقيب الأجل أبي علي، العلوي، الحسني، العبيدلي، الجواني، المصري.) نقيب الشراف بمصر بعد أبيه، وكان رئيساً فاضلاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 320 توفي في المحرم. 4 (محمد بن محمد بن محمد بن علي.) أبو نصر بن واقا البغدادي، سبط أبي منصور ابن الجواليقي. حدَّث عن: ابن البطي، وأبي المناقب حيدرة بن عمر العلوي. روى عنه ابن النجار، وأثنى عليه. ومات في سلخ شوال. 4 (محمد بن محمد بن أحمد الهمام الحربوي، الشاعر.) مرتِّب المدرسة النظامية. قال ابن النجار: أنشدني لنفسه في غلام مُثاقف: (قد سلَّ سيف الثِّقاف منتضياً .......... من بعده مرهفاً من النَّظر)
(مثاقف من سيوف مقلته .......... قد أصبحت مهجتي على خطر)
(ما همَّ في شدِّ عقد مئزره .......... إلا وقد حلَّ عقد مصطبري)
(كأنما ترسه لمبصره .......... في وجهه غيمة على قمر)
4 (محمد ابن الفقيه محمود بن أبي عبد الرحمن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد) المروزي، الكشميهني. ثم البغدادي الفقيه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 321 وِلد بهَمَذان سنة ثلاث وستين. وسمع من غير واحد. وتفقه على مذهب الشافعي، وبرع في المذهب. وتكلم في مسائل الخلاف، واشتغل بالعربية. وهو من بيت العلم والرواية، وكان جده أبو الفتح محمد بن عبد الرحمن شيخ مرو في عصره، ومقدَّم الصوفية. كنيته أبو سعيد. توفي في الثالث والعشرين من شعبان ببغداد. محمد بن منصور بن جميل.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 322 أبو عبد الله البغدادي، الهِيتيّ، الكاتب. تقدّم في النحو، واللغة، والحساب، والشعر. وسمِع من ابن كُليب. وله شعر جزل، مدح الخليفة الناصر. وولي صدرية المخزن. مات كهلاً في شعبان، قاله ابن النجّار. 4 (محمد بن هبة الله بن جرير.) القاضي مهذّب الدين الحارثي، قاضي الزبداني. روى عنه القوصي من شعره، وقال: كان أكرم أهل زامنه. توفي في ذي الحجة بالزبداني. 4 (المُبارز بن خُطلُخ الحلبي.) من كبراء الأمراء العزيزية في دولة الملك العزيز صاحب مصر. ثم قدِم الشام، فأقام بها مدة، ثم عاد إلى ديار مصر في النجدة عند نزول الفَرَنج على دمياط. توفي في ذي الحجة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 323 4 (مسعود بن محمود البغدادي ابن البيطار.) أبو الفتح. روى عن ابن البطّي. روى عنه: الدُّبيثي، وابن النجار. 4 (معتوق بن أبي الفضل محمد البغدادي، الغزّال.) روى أيضاً عن ابن البطّي. 4 (معتوق بن أبي البقاء بن علي الواسطي.) ثم البغدادي الصوفي. ولد يعد الثلاثين وخمسمائة. وسمع من: هبة الله ابن الشِّبلي، وابن البطّي. ومات في صفر. 4 (منصور بن ظافر بن موسى بن علي.) ) أبو علي القُرَشي الأسدي، الزبيري، والإسكندري، المعروف بالطراز. سمع من: السِّلفي، وعبد الواحد بن عسكر، وأبي طالب أحمد بن المسلم اللخمي. وبمصر علي بن هبة الله الكاملي، وجماعة. روى عنه الزكي المنذري، وقال: توفي في جمادى الأولى، وله ثلاث وستون سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 324 4 (ملكة خاتون بنت السلطان الملك العادل.) والدة صاحب حَماة الملك المظفر. توفيت، فحزن عليها زوجها الملك المنصور حزناً زائداً، ولبس الحداد. قال ابن واصل: صليت عليها، ولي اثنتا عشرة سنة. وعمل السلطان الملك المنصور عزاءها بالتقوية ظاهر حَماة. فرأيته وهو كئيب حزين عليه الحداد: ثوب أزرق، وعمامة زرقاء. فتكلمت الوعّاظ، وعُملت فيها المراثي. 4 (حرف النون)
4 (النفيس بن أبي الكرم بن علي بن أبي سعد البغدادي، السراج.) حدث عن أبي الفتح بن البطيّ. 4 (حرف الياء)
4 (يحيى بن الحسن بن علي بن شيرزاد.) أبو الشرف الكاواني، كاتب الإنشاء للسلطان طُغربل بن رسلان السلجوقي سلطان عراق العجم وأذربيجان. كان بارعاً في الكتابة والإنشاء، والنظم، والنثر، وهو مشهور بتلك الديار. وله ديوان شعر، ومن شعره: (قل للعُذَيْب إذا رأيت الضالا .......... يهتزّ من مرّ النسيم شِمالاً)
(رواك من ماء الغَمام سُلافةً .......... وسقاك نَوء المرزمَين سِجالا)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 325 4 (يحيى ابن النحوي الكبير سعيد بن المبارك ابن الدهان.) أبو زكريا الموصِلي، النحوي. له شعر حسن. وكان شيخ رباطٍ بالموصل. توفي في ربيع الآخر.) 4 (يحيى بن القاسم بن غنائم البغدادي البزّاز.) روى عن أبي محمد ابن المادح. ومات في ربيع الآخر. 4 (يحيى بن القاسم بن مُفرِّج بن دِرع خضر.) الفقيه أبو زكريا تاج الدين الثعلبي، التكريتي، الشافعي. ولد بتكريت سنة إحدى وثلاثين. وتفقه على أبيه، وببغداد على الشيخ أبي النجيب، وأبي المحاسن بن بُندار.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 326 وقرأ العربية على أبي محمد ابن الخشّاب. وصار من بحور العلم، مع الصلاح والمراقبة، والانقطاع. وسمع من: أبيه، ومن أبي الفتح بن البطي، وأبي النجيب السهروردي، وسلامة بن الصدر. وولي القضاء بتكريت، ثم ولي التدريس بالنظامية ببغداد. وكان من كبار الشافعية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 327 وقرأ بالموصل القرآن على ابن سعدون القرطبي. 4 (يحيى بن أبي بكر عبد الله بن أعز بن عمر.) أبو زكريا السهروردي. سمّعه أبوه من أبي الوقت. وحدث. وتوفي في جمادى الأولى. 4 (يحيى بن منصور بن الجرّاح.) الرئيس تاج الدين أبو الحُسين الكاتب. خدم مدة طويلة في ديوان الإنشاء بمصر. وكتب الخط الفائق، وقال الشعر الرائق. وسمع من السِّلفي وحدّث. ومن شعره: (أمُدُّ كفي إلى البيضاء أقلعها .......... من لحيتي فتُفدِّيها بسوداء)
(هذي يدي وهي مني لا تُطاوعني .......... على مُرادي فما ظني بأعدائي) توفي في خامس شعبان، وله خمس وسبعون سنة، مات على حصار دِمياط.) 4 (الكنى)
4 (أم العز بنت محمد بن علي أبي غالب العبدري الداني.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 328 قرأت صحيح البخاري علي أبيها مرتين، وروت عنه، وعن أبي الطيب بن بِرِنجال، وعن زوجها أبي الحسن بن الزبير. وكانت تحسن القراءات السبع، قاله الأبّار. 4 (وفيها ولد) الملك الحافظ محمد بن شاهنشاه بن بَهرام شاه. العماد عبد الله ابن الصائن محمد بن الحسن الزرزاي، الشافعي. والعماد يونس بن علي بن فرسق. والكمال أبو غالب هبة الله بن علي السامري، ويروي عن محاسن الخزائني. والسيف علي ابن الرضي الحنبلي. والعفيف التلمساني الشاعر سُليمان بن علي. والشرف عبد الكريم بن محمد بن المغيزل الحموي. وعلي بن محمد بن علي المرّاكشي. وغازي بن أيوب المشطوبي. والبهاء سليمان بن عبد الله البَهراني. والعماد إسماعيل بن إبراهيم بن سلطان، فقيه بيت نائل، الرجل الصالح. والحكيم يوسف بن كوركيك. والبدر عبد الله بن أحمد بن الفخر ابن الشيزجي. والشيخ محمد بن أبي بكر بن الطبل المقبري، وقيل: سنة إحدى عشرة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 329 4 (وفيات سنة سبع عشرة وستمائة.)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن عبد الله بن علوان بن عبد الله بن علوان بن رافع.) أبو العباس ابن الأستاذ، الأسدي الحلبي. توفي بحلب. ومولده في حدود سنة أربعين خمسمائة.) 4 (أحمد بن محمود بن مواهب بن عبيد الله.) أبو العباس الوزّان. توفي في جمادى الآخرة. 4 (إبراهيم بن يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن بن علي القيسي.) وزر لأخيه السلطان أبي عبد الله محمد. قال عبد الواحد بن علي في تاريخه: هو كان أخلق بالمُلك من أبي عبد الله. وكان لي محباً، وصل إليّ منه أموال وخلع جمة أيام ولايته. على إمرة إشبيلية. ولي فيه قصائد منها: (لكم على هذا الورى التقديم .......... وعليهمُ التفويض والتسليم)
(الله أعلاكم وأعلى أمره .......... بكمُ وأنفُ الحاسدين رغيم)
(أحييتم المنصور فهو كأنه .......... لم تفتقده معالمٌ ورسوم)
(ومنابر ومحارِبٌ .......... وحِمىً يُحاط وأرمل ويتيم)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 330 وآخر ما فارقته، وهو متولي إشبيلية في سنة ثلاث عشرة ستمائة، وبلغني موته سنة سبع عشرة. قال: ولم أر في العلماء بالحديث أنقل منه للأثر. كان يذهب مذهب أبيه في الظاهرية. 4 (إبراهيم، الملك الفائز.) أبو إسحاق، ابن السلطان الملك العادل أبي بكر بن أيوب. أقام بالديار المصرية مدة، وبعثه الملك الكامل أخوه إلى الشرق يستنجد بأخيه الملك الأشرف، فأدركه أجله بسِنجار. فيقال: إنه سُمَّ، ودُفن بمدرسة والدة قطب الدين صاحب سنجار، ثم أخرجه منها إلى ظاهر البلد بعد ذلك بدر الدين لؤلؤ صاحب المَوصل. 4 (إسماعيل بن عثمان بن إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر.) أبو النجيب القارئ النيسابوري. روى عن: وجيه الشحّامي، وأبي تمام ابن المؤيد بالله الهاشمي، وأبي الأسعد القُشيري. روى عنه: الزكي البِرزالي، والضياء المقدسي، وجماعةٌ. وأجاز للشرف ابن عساكر، والتاج بن عَصْرون، وزينب بنت كِندي، وجماعة. عُدم في آخرها، أو في أول سنة ثمان عشر في الكائنة العظمى على أهل خراسان من التتار. وكان مولده في جمادى الآخرة سنة خمس وثلاثين وخمسمائة.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 331 4 (أقباش الخليفتي الناصري.) حج بالركب العراقي ومعه تقليد لحسن بن قَتادة بعد موت أبيه، فجاءه راجح أخو حسن، وقال: أنا أكبر ولد قَتادة فولّني، فلم يجبه، وظنّ حسن أن أقباش قد ولى راجحاً، فأغلق أبواب مكة، ونزل أقباش على باب شبيكة، ثم ركب ليسكّن الفتنة، فخرج عَبيد حسن يقاتلونه، فقال: ما قصدي القتال، فلم يلتفتوا وحملوا عليه، فانهزم أصحابه، وبقي هو وحده، فجاءه عبدٌ فعرقب فرسه، فوقع، فقتلوه، وحملوه إلى حسن، فنصب رأسه على رمح بالمسعى. وأراد حسن نهب العراقيين، فقام في الأمر الأمير المعتمِد أمير الشاميين، وخوّفه من الكامل والمعظّم. وكان أقباش قد اشتراه الخليفة وهو أمرد بخمسة آلاف دينار، ولم يكن بالعراق أحسن منه. وكان ذا منزلة عالية من الناصر لدين الله، فحزن عليه حُزناً عظيماً. وكان عاقلاً. متواضعاً. ولم يخرج الموكب لتلقّي الركب حزناً عليه، وأدخل الكوس والعلَم في الليل. 4 (أكمل بن أحمد بن مسعود بن عبد الواحد بن مصر.) الشريف أبو أحمد الهاشمي البغدادي. حدث عن: أبي الوقت، وغيره. ومات في شعبان. روى عنه: الدُّبيثي. 4 (أنجب بن أبي منصور البغدادي اللبّان.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 332 أبو عبد الله سمع من عبد الحق اليوسفي. روى عنه ابن النجار في تاريخه، ووصفه بالصلاح، وأنه توفي سنة. 4 (حرف الحاء)
4 (الحسن بن أبي المكارم) القاضي موفّق الدين ابن الديباجي، المصري، الكاتب بديوان الإنشاء الكاملي. توجّه رسولاً، وعاد فأدركه أجله بدمشق في رجب. وله شعر حسن. 4 (الحسن بن علي بن محفوظ بن صَصْرى.) أبو محمد التغلبي، الدمشقي، جد شيخنا النجم أحمد بن محمد.) سمع من: أبي القاسم الحافظ، وغيره. وحدث. وتوفي في منتصف المحرّم، ودُفن بسفح قاسيون. 4 (الحسن بن علي بن حمزة بن صالح السلمي الدمشقي.) حدث عن: علي بن أحمد الحرستاني، وعلي بن مهدي الهلالي. وُلد سنة ثمانٍ وثلاثين وخمسمائة. ومات بالعُقيبة في شعبان. روى عنه: الزكي البِرزالي، وغيره.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 333 4 (الحسن ابن الإمام المفتي أبي نصر محمد بن علي ابن الوزير أحمد ابن الوزير الكبير نظام) المُلك أبي علي. الطوسي الأصل، البغدادي، وأبو علي. ولد تقريباً سنة اثنتين وأربعين خمسمائة. وتفقه على والده. وسمع من: أبي الوقت، وأبي جعفر العباسي. وولي نظر مدرستهم النظامية. ومات في ذي القعدة. 4 (الحسن بن مظفّر بن علي بن مطر الأنصاري.) أبو علي الموصلي. حدّث في هذه السنة بدمشق عن: خديجة بنت النهرواني، وشُهدة. ولد سنة تسع وثلاثين خمسمائة. روى عنه: ابن الحاجب، والزكي البِرزالي، وأبو بكر ابن الأنماطي. 4 (الحسين بن عبد الله بن محمد.) أبو علي ابن المالقي، النصاري الفقيه، قاضي قرطبة. سمع: أبا محمد بن عبيد الله الحَجْري، وأبا عبد الله ابن الفخّار. وأخذ العربية عن الأستاذ أبي عبد الله ابن الدرّاج. وأجاز له أبو بكر بن الجدّ. وحدث عنه: ابن الطيلسان، وغيره. ونزل مرّاكش. وتوفي كهلاً.) 4 (الحسين بن أبي بكر أحمد بن الحسين.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 334 أبو عبد الله البغدادي، الغزّال، ويعرف بابن الخياري. سَمع من: سعيد ابن البنّاء، وأبي الوقت، وعمر الحربي. وحدث. ومات في ثامن رمضان. روى عنه: البِرزالي، وجماعة. 4 (حرف السين)
4 (سعيد بن أحمد بن علي، أبو منصور البصري المالكي.) الشيخ الصالح المعروف بابن محاوش.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 335 حدث ب سنن أبي داود عن الشريف أبي طالب محمد بن محمد العلوي، من غير أصل. وحدث عن: طلحة بن علي المالكي، وعلي بن عبد الملك الواعظ، وإبراهيم بن عطية الإمام. وكان مولده في سنة ثلاث وثلاثين خمسمائة. ومات بالبصرة في شعبان، أو رمضان. وذكره ابن نُقطة فقال: سعيد بن علي بن أحمد هكذا. سَمع مع أخيه لأمه علي ابن المعلمة، وسمع المقامات من ابن الحريري، عن أبيه. ومات في أوائل رمضان. 4 (سعيد بن طاهر بن علي المؤيّد بن رضوان.) الفقيه أبو الشكر البلخي ثم الواسطي، نزيل بغداد. وُلد سنة خمس وثلاثين بواسط. وصَحِب صدقة بن وزير الواعظ، وقدم بغداد معه. وتفقه على مذهب الشافعي. وسَمع من: أحمد بن المبارك بن قَفَرجل، وأبي الحسن بن غَبرة، وابن البطّي. ومات في جمادى الأولى.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 336 4 (حرف الصاد) صدقة بن مكارم بن شجاع الرَّقّي. حدث عن الحسن بن جعفر المتوكلي. ومات في صفر.) 4 (حرف الطاء)
4 (الطاهر، زكي الدين أبو العباس، قاضي القضاة ابن قاضي القضاة محيي الدين أبي المعالي) محمد ابن قاضي القضاة زكي الدين أبي الحسن علي ابن قاضي القضاة المنتجب أبي المعالي محمد بن يحيى القرشي، الدمشقي، الشافعي. ولي القضاء مرتين قبل ابن الحرستاني، وبعده. وكان مُعرّقاً في القضاء، رئيساً، نبيلاً، محتشماً، عالماً، ماضي الأحكام. ألبسه في العام الماضي الملك المعظّم القباء والكلوته بمجلس حكمه بداره. قال أبو المظفر ابن الجوزي: كان في قلبه منه حزازات يمنعه من إظهارها حياؤه من والده الملك العادل، شكى إليّ منه مراراً. ومرضت ست الشام عمة المعظّم فأوصت بدارها مدرسة، فأحضرت القاضي زكي الدين الطاهر، والشهود، وأوصت إلى القاضي. وبلغ ذلك المعظّم فعز عليه، وقال: يحضر إلى دار عمتي بغير إذني، ويسمع كلامها. واتفق أن القاضي زكي الدين
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 337 أحضر جابي العزيزية، وطلب الحساب فأغلظ له في الخطاب، فأمر بضربه بين يديه كما يفعل الولاة. فوجد المعظّم سبيلاً إلى إظهار ما في نفسه. وكان الجمال المصري وكيل بيت المال عدواً للقاضي، فجاء فجلس عند القاضي والشهود حاضرون فبعث المعظّم بُقجة فيها قباء وكَلوته، وأمره أن يحكم بين الناس وهما عليه، فقام ولبسها، وحكم بين اثنين. قال أبو شامة: والجابي المذكور هو السديد سالم بن عبد الرزاق، خطيب عَقربا، وجاء الذي لبّسه الخِلعة إلى عند شيخنا الخَاوي، فحدثه، فتأوّه شيخنا فضرب بيده على الأخرى. فكان مما حكى، قال: أمرني السلطان أن أقول له: السلطان يسلّم عليك، ويقول لك: إن الخليفة سلام لله عليه، إذا أراد أن يُشرّف أحداً خلع عليه من ملابسه، ونحن نسلك طريقه، وقد أرسل إليك من ملابسه، وأمر أن تحكم بها. وفتحتُ البقجة، فلما نظر إليها وَجَم، فأمرته التوقف فمد يده، ووضع القباء على كتفيه، ووضع عمامته وحطّ الكَلوتَه على رأسه، ثم قام، ودخل بيته. قال أبو شامة: ومن لُطف الله به أن كان مجلس الحكم في داره، ثم لزم بيته، ولم تطُل حياته بعدها، ومات في صفر. رمى قطعاً من كبده، وتأسف الناس لما جرى عليه. وكان يحب أهل الخير، ويزور الصالحين. وبقي نوّابه يحكمون بين الناس بالجامع: القاضي شمس الدين أبو نصر ابن الشيرازي، والقاضي شمس الدين ابن سنيّ الدولة وكان ابن سَنيّ الدولة يجلس) للحكم بشبّاك الكلاّسة، والنائب الثالث شرف الدين ابن الموصلي الحنفي وكان يحكم بالطرخانية بجَيرون، ثم بعد مدة أضيف إليهم الجمال المصري. قال أبو المظفر ابن الجوزي وكانت واقعة قبيحة، ولقد قلت له يوماً: ما فعلت إلا بصاحب الشرع ولقد وجب عليك دية القاضي. فقال: هو أحوجني
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 338 إلى هذا، ولقد ندمت. واتفق أن المعظّم بعث إلى الشرف بن عُنين، حين تزهّد خمراً ونرداً، وقال: سبِّح بهذا، فكتب إليه: (يا أيها الملك المعظَّم سنَّةً .......... أحدثتها تبقى على الآباد)
(تجري الملوك على طريقك بعدها .......... خلع القضاة وتحفة الزهّاد) توفي في الثالث والعشرين من صفر، ودُفن بتربتهم بسفح قاسيون. 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن أحمد بن مسعود بن مطر الهاشمي.) هو: الأكمل. 4 (عبد الله بن عثمان بن جعفر بن محمد اليونيني الزاهد.) أسد الشام، رحمة الله عليه. كان شيخاً طُوالاً مَهيباً، حاد الحال، كأنه نار، كان يقوم نصف الليل إلى الفقراء، فمن رآه نائماً ضربه، وكان له عصاة اسمها العافية. حكى الشيخ عبد الله بن شُكر اليونيني قال: كان الشيخ رحمة الله في شبوبيته قد انقطع في الجبل وكانت أخته تأتيه كل يوم بقّرص وبيضتين، فأتته بذلك مرة وإذا بفقير قد خرج من عنده ومعه قرص وبيضتان، قالت له: من أين لك هذا قال: من ذاك القاعد، له شهر كل يوم يعطيني قرصاً وبيضتين. فأتته وسألته، فنهرها، وزعق فيها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 339 قلت: وكان أمّاراً بالمعروف نهّاء عن المنكر، شُجاعاً، صاحب سلاح ظاهر وباطن، مقبلاً على شأنه، مجدّاً لا يفتر، حاضر القلب، دائم الذكر، لا تأخذه في الله لومة لائم. وكان من حين اشتد يخرج وينطرح في شعراء يونين، فإذا رآه السفّارة حملوه إلى أمه وكانت امرأة صالحة. فلما انتشى كان يتعبّد بجبل لبنان. وكان كثير الغزو أيام السلطان صلاح الدين. وقد جمع مناقبه خطيب زَمْلَكا أبو محمد عبد الله ابن العز عمر المقدسي، فقال: حدثني الشيخ إسرائيل، عن الشيخ علي القصّار، قال: كنت إذا رأيت الشيخ عبد الله أهابه، كأنه أسد، فإذا) دنوت منه وددت أني أشق قلبي وأجعله فيه. قال ابن العز: وحدثني الزاهد خليل بن عبد الغني بن مقلَّد، قال: كنت بحلقة الحنابلة إلى جانب الشيخ عبد الله، فقام ومعه خادمه توبة إلى الكلاّسة، ليتوضأ، وإذا برجل متختّلٍ يفرّق ذباً، فلما وصل إليّ أعطاني خمسة دنانير، وقال: أين سيدي الشيخ قلت: يتوضأ. فجعل تحت سجّادته ذهباً، وقال: إذا جاء قل له: مملوكك أبو بكر التكريتي يُسلّم عليك، ويشتهي تدعو له. فجاء الشيخ وأنا ألعب بالذهب في عُبّي، ثم ذكرت له قول الرجل، فقال توبة: من ذا يا سيدي قال: صاحب دمشق وإذا به قد رجع، ووقف قدّام الشيخ، والشيخ يُصلي، فلما سلم أخذ السواك ودفع به الذهب، وقال: يا أبا بكر، كيف أدعو لك والخمور دائرة في دمشق وتغزل امرأة وقِيّة تبيعها فيؤخذ منها قرطيس فلما راح أبطل ذلك، وكان الملك العادل. قال ابن المعز: وأخبرني المعمَّر محمد بن أبي الفضل، قال: كنت عند الشيخ وقد جاء إليه المعظَّم، فلما جلس عنده، قال: يا سيدي ادعُ لي. قال يا عيسى لا تكن نحس مثل أبيك. فقال: يا سيّدي وأبي كان نحس. قال: نعم
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 340 أظهر الزغل، وأفسد على الناس المعاملة، وما كان محتاج. قال: فلما كان الغد أخذ الملك المعظم ثلاثة آلاف دينار، وطلع إلى عند الشيخ بها، وقال: هذه تشتري بها ضيعة للزاوية. فنظر أليه، وقال: قم يا ممتحن يا مبتَدع، لا أدعو الله تنشق وتبتلعك، ما قعدنا على السجاجيد حتى أغنانا تحتي ساقية ذهب وساقية فضة أو كما قال. وأخبرني إسماعيل بن إبراهيم، عن أبي طالب النجّار، قال: أنكر الشيخ عبد الله صاحب بعلبك، وكان يسميه مجيد، فأرسل إليه الأمجد يقول: إن كانت بعلبك لم فأشتهي أن تُطلقها لي، فلم يبلّغه رسول الأمجد ذلك. قال: وأخبرني الإمام أبو الحسن الموصلي، قال: حضرت مجلس الشيخ الفقيه ببعلبكّ، وهو على المنبر، فسألوه أن يحكي شيئاً من كرامات الشيخ عبد الله، فقال بصوت جهير: كان الشيخ عبد الله عظيم، كنت عنده وقد ظهر من ناحية الجبل سحابة سوداء مظلمة، ظاهر منها العذاب، فلما قرُبت قام الشيخ وقال: إلى بلدي ارجعي، فرجعت السحابة. ولو لم أسمع هذه الحكاية من الفقيه ما صدّقت. حدثني الشيخ إسرائيل، أن الشيخ محمداً السكاكيني حدثه، وكان لا يكاد يفارق الشيخ، قال: دعاني وألحّ عليّ فأتيته، وخرجت في الليل من السور من عند عمود الراهب، وجئت إلى) الزاوية، فإذا الشيخ وهو يقول: يا مولاي، ترسل إلي الناس في حوائجهم من هو أنا اقضِها أنت لهم يا مولاي، إبراهيم النصراني من جبة بشرّي يا مولاي، ودعا له، فبهتّ لذلك، ونمت ثم قمت إلى الفجر، وبقيت يومئذ عنده. فلما كان الليل وأنا خارج الزاوية، إذا بشخص
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 341 فقلت: أيش تعمل هنا وإذا به إبراهيم النصراني، قلت: أيش جابك قال: أين الشيخ قلت: يكون في المغارة. قال: رأيت البارحة رسول الله صلى الله عليه وسلّم في النوم، وهو يقول: تروح إلى الشيخ عبد الله، وتسلّم على يده فقد ينتفع فيك. فأتينا الشيخ، وإذا به في المغارة، فقصّ على الشيخ الرؤيا فترغرغت عينا الشيخ بالدموع، وقال: سماني رسول الله صلى الله عليه وسلّم شويخ. فأسلم إبراهيم، وجاء منه رجلاً صالحاً. وأخبرني العماد أحمد بن محمد بن سعْد، قال: طلعنا جماعة إلى زيارة الشيخ الفقيه محمد، فقلت: يا سيّدي، حدثنا عن منام الشيخ عبد الله الثقة، فقال: أخبرني الشيخ عبد الله الثقة، قال: كنت قد رأيت من ثلاث عشرة سنة كأني في مكان واسع مضيء، وفيه جماعة فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فجئت إليه، وقلت: يا رسول الله خذ عليّ العهد، ومددت يدي إليه، فقال: بعد الشيخ عبد الله أعدتها عليه ثلاثاً ى وهو يقول: بعد الشيخ عبد الله. فلما كان البارحة جاء إليّ شخص، وقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلّم في النوم، وهو يقول لي: قل لعبد الله الثقة يخرج من المدينة وإلا يُمسَك. قلت: يا رسول الله، ما يُصدّقني قال: قل له بعلامة ما رآني وقال لي: خذ عليّ العهد، فقلت له: بعد الشيخ عبد الله. قال: ولو لم يرَ هذا المنام، ما أعلمت بمنامي أحداً. قال: فقلت: ما بعد هذا شيء، أخرج، قال: فمُسك بعد أيام. أو ما هذا معناه. أخبرني الشيخ إسرائيل، حدثني عبد الصمد. قال: والذي لا إله إلا هو مذ خدمت الشيخ عبد الله ما رأيته استند على شيء، ولا سعل، ولا تنحنح، ولا بصق. وقال الشيخ الفقيه: حضرت الشيخ عبد الله مرتين، وسأله ابن خاله حُميد بن بَرق، فقال: زوجتي حامل، إن جاءت بولد ما أسميه قال: سمِّ
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 342 الواحد: سليمان والآخر: داود، فولدت اثنين توأماً. وقال له ابنه محمد: امرأتي حامل إن جاءت بولد ما أسمّيه قال: سمِّ الأول: عبد الله، والثاني: عبد الرحمن. وعن سعيد المارديني، قال: جاء رجالٌ من بعلبكّ إلى الشيخ، فقالوا: جاءت الفرنج، قال: فمسك) لحيته وقال: هذا الشيخ النحس ما قعوده ها هنا فردت الفرنج. وقال أبو المظفر سِبط ابن الجوزي في ترجمة الشيخ عبد الله اليونيني: كان صاحب رياضات ومُجاهدات وكرامات وإشارات. لم يقم لأحدٍ تعظيماً لله وكان يقول: لا ينبغي القيام لغير الله. صحِبتُه مدة، وكان لا يدّخر شيئاً، ولا يمسّ ديناراً ولا دِرهماً، وما لبس طول عمره سوى الثوب الخام، وقَلَنْسُوة من جِلد ماعز تساوي نصف درهم، وفي الشتاء يبعث له بعض أصحابه فروة، فيلبسها، ثم يؤثر بها في البرد. قال لي يوماً ببعلبكّ: يا سيد أنا أبقى أياماً في هذه الزاوية ما آكل شيء. فقلت: أنت صاحب القبول كيف تجوع قال: لأنّ أهل بعلبكّ يتّكل بعضهم على بعض، فأجوع أنا. فحدّثني خادمه عبد الصمد قال: كان يأخذ ورق اللوز يفركه ويستفّه. وكان الأمجد يزوره، فكان الشيخ يهينه ويقول: يا مُجَيد أنت تظلم وتفعل، وهو يعتذر إليه. وأظهر العادل قراطيس سوداً، فقال الشيخ: يا مسلمون انظروا إلى هذا الفاعل الصّانع يفسد على الناس معاملاتهم. فبلغ العادل ذلك، فأبطلها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 343 سافرتُ إلى العراق سنة أربع وحججت، فصعدت على عرفات، وإذا بالشيخ عبد الله قاعدٌ مستقبل القبلة، فسلّمت عليه، فرحّب بي وسألني عن طريقي، وقعدت عنده إلى الغياب، ثم قلت: ما نقوم نمضي إلى المزدلفة فقال: اسبقني فلي رفاق. فأتيت مزدلفة ومِنى، فدخلت مسجد الخِيف فإذا بالشيخ توبة، فسلّم عليّ، فقلت: أين نزل الشيخ قال: أيّما شيخ قلت: عبد الله اليونيني. قال: خلّفته ببعلبكّ. فقطبتُ وقلت مبارك. ففهم وقبض على يدي وبكى، وقال: بالله حدثني، أيش معنى هذا قلت: رأيته البارحة على عرفات. ثم رجعت إلى بغداد ورجع توبة إلى دمشق، وحدّث الشيخ عبد الله، ثم حدّثني الشيخ توبة قال: قال لي ما هو صحيح منك، فلان فتى، والفتى لا يكون غمّازاً. فلما عدت إلى الشام عتَبَني الشيخ. وحدثني الجمال بن يعقوب قاضي كرْك البِقاع، قال: كنت عند الجسر الأبيض وإذا بالشيخ عبد الله قد جاء ونزل إلى ثورا، وإذا بنصراني عابر، ومعه بغل عليه حِمل خَمْر فعثر البغل ووقع، فصعد الشيخ وقال: يا فقيه، تعال. فعاونته حتى حمّلناه، فقلت في نفسي: أيش هذا الفعل ثم مشيت خلف البغل إلى العُقيبة فجاء إلى دّكان الخمّار، فحلّ الظرف وقلَبَه، وإذا به خَلّ، فقال له الخمّار. ويحك هذا خلّ، فبكى، وقال: والله ما كان إلا خمراً من ساعة، وإنما أنا أعرف العلة،) ثم ربط البغل في الخان، وردّ إلى الجبل، وكان الشيخ قد صلى الظُّهر عند الجسر في مسجدٍ، قال: فدخل عليه النصراني، وأسلم، وصار فقيراً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 344 قال أبو المظفّر: وكان الشيخ شجاعاً ما يبالي بالرجال قلّوا أو كثروا، وكان قوسه ثمانين رطلاً، وما فاتته غزاة في الشام قط، وكان يتمنى الشهادة ويُلقي نفسه في المهالك. حدّثني خادمه عبد الصمد قال: لما دخل العادل إلى بلاد الفرنج إلى صافيتا قال لي الشيخ ببعلبك: انزل إلى عبد الله الثقة، فاطلب لي بغلته. قال: فأتيته بها، فركبها، وخرجت معه فبِتنا في يونين، وقمنا نصف الليل، فجئنا المُحدثَة الفجَر، فقلت له: لا تتكلم فهذا مكمن الفرنج. فرفع صوته وقال: الله أكبر، فجاوبته الجبال، فيَبستُ من الفَزَع، ونزل فصلى الفجر، وركب، فطلعت الشمس، وإذا قد لاح من ناحية حِصن الأكراد طلب أبيض، فظنّهم الاستبار، فقال: الله أكبر، ما أبركك من يوم، اليوم أمضي إلى صاحبي. وساق إليهم وشهر سيفه، فقلت في نفسي: شيخ وتحته بغلة وبيده سيف يسوق إلى طلب فرنج. فلما كان بعد لحظة وقربوا، إذا هم بمائة حمير وحش، فجئنا إلى حِمص، فجاء الملك المجاهد أسد الدين، وقدّم له حصاناً، فركبه، ودخل معهم، وفعل عجائب. وكان الشيخ عبد الله يقول للفقيه محمد: فيّ وفيك نزلت: إن كثيراً من الأخبار والرُّهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل. وقال ابن العديم في تاريخ حلب: أخبرني الفقيه اليونيني أن الشيخ
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 345 عبد الله كان يصلي بعد العشاء الآخرة وِرداً إلى قريب ثلث الليل، فكان ليلة يعاتب ربه عزّ وجلّ ويقول: يا رب الناس ما يأتوني إلا لأجلك، وأنا قد سألتك في المرأة الفلانية والرجل الفلاني أن تقضي حاجته، وما قضيتَها، فهكذا يكون وكان يتمثّل بهذه الأبيات كثيراً ويبكي: (شفيعي إليكم طول شوقي إليكم .......... وكل كريمٍ للشفيع قُبول)
(وعُذري إليكم أنني في هواكم .......... أسيرٌ ومأسور الغرام ذليل)
(فإن تقبلوا عُذري فأهلاً ومرحباً .......... وإن لم تُجيبوا فالمُحبُّ حمول)
(سأصبر لا عنكم ولكن عليكم .......... عسى لي إلى ذاك الجَنابِ وصول) قال الصاحب أبو القاسم: وقد صحِبته ووهب لي قميصاً له أزرق، وقال لي يوماً ببيت المقدس: يا أبا القاسم، اعشق تفلح فاستحييت، وذلك في سنة ثلاث وستمائة، ثم بعده مدة سارّني بجامع دمشق، وقال: عشقت بعد فقلت: لا. قال: شُهْ عليك. واتفق أني تزوجت بعد ذاك بسنة، ومِلْتُ) إلى الزوجة ميلاً عظيماً، فما كنت أصبر عنها. قال ابن العزّ عمر: قرأت في تاريخ ابن العديم، بغير العديم، بغير خطه، قال سيدنا العلاّمة أبو عبد الله محمد بن أبي الحسين اليونيني: كنت عند الشيخ يوماً فجاءه رجلان من العرب، فقالا: نطلع إليك قال: لا، فذهب أحدهما وجلس الآخر، فقال الشيخ: فأما الزَّبَد فيذهب جُفاءً، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ثم قال له: اطلع. وطلع، فأقام عندنا أياماً، فقال له الشيخ: تحبّ أن أريك قبرك قال: نعم، فأتى به المقبرة، فقال: هذا قبرك. فأقام بعد ذلك اثني عشر يوماً أو أربعة عشر يوماً، ثم مات، فدُفن في ذلك المكان. وكان له زوجة ولها بنت، فطلبتُ أن يزوّجني بها، فتوقفت أمها، وقالت: هذا فقير ما له شيء. فقال: والله إني أرى داراً قد بُنيت له وفيها ماءٌ جارٍ وابنتك عنده في الإيوان، وله
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 346 كفاية على الدوام، فقالت: ترى هذا قال لها: نعم. فزوّجَتنيها، ورأت ذلك، وأقامت معي سنين، وذلك سنة محاصرة الملك العادل سِنجار. وكانت امرأة بعد موتها تطلب زواجي، وتشفّعت بزوجة الشيخ، فلما أكثرت عليّ، شكوتها إلى الشيخ، قال: طوّل روحك يومين، ثلاثة ما تعود تراها. قال: فقدِم ابن عمّها من مصر أميرٌ كبيرٌ بعد أيام، فتزوج بها، وما عدت رأيتها. وكراماته في هذا كثير. كتب الفقيه تحت هذا الكلام: صحيح ذلك، كتبه محمد بن أبي الحسين اليونيني. وقال أبو القاسم ابن العديم: توفي في عشْر ذي الحجة، وهو صائم، وقد جاوز الثمانين. فقال لي الفقيه محمد: كنت عند الشيخ، فالتفت إلى داود المؤذّن، فقال: وصيّتك بي غداً، فظنّ المؤذّن أنه يريد يوم القيامة. وكان ذلك يوم الجمعة، وهو صائم، فلما جاء وقت الإفطار قال لجاريته: يا درّاج أجد عطشاً، فسِقته لينوفر، فبات تلك الليلة، وأصبح وجلس على حجَر موضِع قبر مستقبل القِبلة، فمات وهو جالس، ولم يُعلم بموته، حتى حرّكوه، فوجدوه ميتاً، فجاء ذلك المؤذّن وغسّله، رحمه الله. قلت: وله أصحاب كبار منهم: ولده محمد، والشيخ الفقيه، والشيخ عبد الله بن عبد العزيز، والشيخ عيسى بن أحمد، والشيخ توبة، ومحمد بن سيف وأقدمهم الشيخ عبد الخالق اليونيني، توفي بيونين في هذه السنة أيضاً وكان صالحاً زاهداً، كبير القدر، صاحب كرامات، وهو عم الشيخ عيسى اليونيني.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 347 4 (عبد الرحمن بن أحمد بن هديّة.) أبو عمر البغدادي، الوراق، الدارقَزّي. آخر من حدّث عن الحافظ عبد الوهاب الأنماطي، سمع منه في سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة. روى عنه: الدُّبيثي، والزكي البِرزالي، والضياء، وجماعة. وكان شيخاً صالحاً. توفي في السادس والعشرين من ربيع الأول، وقد جاوز التسعين. 4 (عبد الرحيم ابن الحافظ أبي سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور بن محمد بن عبد) الجبار. الإمام فخر الدين أبو المظفّر ابن السمعاني، المروزي، الشافعي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 348 ولد في ذي القعدة سنة سبع وثلاثين وخمسمائة. واعتنى به أبوه أتمّ عناية، ورحل به وسمّعه الكثير، وأدرك الإسناد العالي، ووقع له عالياً من الكتب: صحيح البخاري، وسنُن أبي داود، و جامع الترمذي، و سُنن النسائي، و مسند أبي عَوانة، و تاريخ يعقوب الفسَوي. وسمع الكتب الكبار مثل الحِلية لأبي نُعيم، و مسند الهيثم بن كُليب، وأشياء كثيرة. فسمع من أبي تمّام أحمد بن محمد ابن المختار العباسي التاجر، حدثه عن أبي جعفر ابن الموفق الهَرَوي، ووجيه الشحّامي، وأبي الفتوح عبد الله بن علي الخَركُوشي، والحسين بن علي الشحّامي، والجُنيد بن محمد القايني، وأبي الوقت عبد الأول السِّجزي، وأبي الأسعد هبة الرحمن القُشيري، وأبي الخير جامع السقاء الصوفي، ومحمد بن إسماعيل بن أبي صالح المؤذّن، ومحمد بن منصور الحَرضي، وأبي طاهر محمد بن محمد السِّنجي الحافظ، وأبي الفتح محمد بن عبد الرحمن الكُشمِهَني آخر من روى البخاري عن ابن أبي عمران، وأبي طالب محمد بن عبد الرحمن بن محمد الكَنْجَروذي، ومحمد بن الحسن بن تميم الطائي، ومحمد بن إسماعيل الخُراجي المَروزي سمع البخاري من ابن أبي عِمران، وأبي الفتح محمد بن عبد الله بن أبي سعد الشيرازي الهَروي يروي عن بينى الهَرْثمية، وأبي سعد محمد بن إسماعيل الشاماتي، ومحمد بن عبد الواحد المَغازلي الإصبهاني، ومحمد بن المفضّل بن سيّار الدهّان، ومحمد بن جامع خيّاط الصوف، وأبي عبد الرحمن أحمد بن الحسن الكاتب، وأبي عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن العَصائدي، والحسن بن محمد السَّنجَبَسي وسعيد بن علي الشجاعي،) وعبد الله بن محمد ابن الفراوي، وعبد الملك بن عبد الواحد ابن القُشيري، وعبد
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 349 السلام بن أحمد الهَرَوي بكَبْرة، وأبي منصور عبد الخالق بن زاهر الشحّامي، وأبي عَروبة عبد الهادي بن عبد الخلاّق الهَرَوي، وعمر بن أحمد الصَّفار، وعثمان بن علي البيكَندي، وخلقٍ كثير لقيهم بمرو، ونيسابور، وهَراة، وبخارى، وسمرقند، ونواحي خُراسان. وخرّج له أبوه معجماً في ثمانية عشر جزءاً. وحجّ سنة ستّ وسبعين وخمسمائة. وحدّث ببغداد، وعاد إلى مرْو، وروى الكثير، ورحل الناس إليه. وسمِع منه الحافظ أبو بكر محمد بن موسى الحازمي، ومات قبله بدهرٍ. وحدث عنه: الأئمة أبو عمرو ابن الصَّلاح، والضياء أبو عبد الله، والزكي البِرزالي، والمحب ابن النجّار، والمحب عبد العزيز بن هِلالة، والشرف المُرسي، وأحمد بن عبد المحسن الغَرافي، وطائفةٌ سواهم. وسمعنا بإجازته من الشرف ابن عساكر، والتاج بن عَصرون. وآخر من روى عنه بالإجازة زينب بنت عمر البعلبكية. وكان فقيهاً، مُفتياً، عارفاً بالمذهب، وله أنس بالحديث خرّج لنفسه أربعين حديثاً، سمعناها. قال أبو عمرو ابن الصلاح: قرأت عليه في أربعين أبي البركات الفَراوي حديثاً ادّعى فيه كأنه سمعه هو أو شيخه من البخاري، فقال الشيخ أبو المظفّر: ليس لك بعالٍ ولكنه للبخاري نازل. قلت: أعجبني هذا القول من أب المظفّر. وانقطع بموته شيءٌ كثير من المَرويات. وعُدم في دخول التتار مَرْو في آخر هذه السنة، أو في أوائل السنة الآتية. وكان أخوه الصدر الرئيس أبو زيد محمد قد اختصّ بخدمة السلطان محمد بن تكش الخُوارزمي، وتقدّم عنده، ونفّذه رسولاً غير مرة إلى بغداد، فوعظ بها، وحدّث سنة إحدى وستمائة عن أبي الفتح محمد بن عبد الرحمن الحَمْدوبي حضوراً، وعن مسعود بن محمد المَرْوَزي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 350 روى عنه الحافظ الضياء. قرأت في تاريخ ابن النجّار: أن أبا المظفر توفي بمرو ما بين سنة أربع عشرة أو ست عشرة وستمائة.) قال ابن النجار: سماعاته بخطوط المعروفين صحيحة، فأما ما كان بخطّه فلا يُعتمد عليه كان يلحق اسمه في الطباق. 4 (عبد السلام بن الحسن بن عبد السلام بن أحمد.) القاضي المرتضى، أبو محمد الفِهري، القَيسراني، ثم المِصري الكاتب، المعروف بابن الطُّوير. سمع من السلفي في كبره. وخدم في دولة بني عُبيد المِصريين، ثم خدم في الدواوين في الدولة الصلاحية. وشهد ستين سنة. وجده من أهل العدالة والحديث والتقدم كتب عنه الحافظ السلفي. وأما أخوه هبة الله بن الحسن، فيروي عن أبي الحسن ابن الفرّاء، روى عنه الحافظ ابن المفضَّل، وغيره. وهذا فله شعر، وكتابة حسنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 351 روى عنه: الزكي المنذري، وغيره. توفي عن اثنتين وتسعين سنة وسبعة وعشرين يوماً، عن ذهن حاضر وكتابة جيّدة، وهو القائل: (بالله ربي ثقتي .......... دخلت عَشر المائة)
(تِسعون عاماً كمَلَت .......... في النصف من ذي الحجة)
(ممتعاً بناظري .......... ومسمعي وقوتي)
(وإنني أطمع أن .......... تغفِر لي خطيئتي)
4 (عبد العزيز ابن الأمير القائد أبي علي الحسين بن عبد العزيز بن هِلالة اللخمي الأندلسي.) الصالح الحافظ، أبو محمد محب الدين. ولد سنة سبع وسبعين وخمسمائة تقريباً. ورحل، فسمع بمكة من زاهر بن رستم، وببغداد من: أبي أحمد عبد الوهاب بن سُكينة، وعمر بن طَبرْزَد، والحسين بن أبي نصر بن أبي حنيفة، وطائفة، وبواسط من أبي الفتح ابن المَندائي. وبإصبهان من أسعد بن سعيد، وعين الشمس، وجماعة. وبخُراسان من المؤيد الطوسي، وأبي رَوْح، وزينب، وأصحاب الفُراوي، وهذه الطبقة. وخطّه مليح مغربي في غاية الدقة.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 352 وحدث. وكان كثير الأسفار، ديّناً، متصوناً، كبير القدر. قال الحافظ الضياء: توفي رفيقنا وصديقنا أبو محمد بن هِلالة بالبصرة في عاشر رمضان، وما رأينا من أهل المغرب مثله. ودُفن بجنب قبر سهل بن عبد الله التُّستَري. وقال ابن نُقطة: كان ثقة، فاضلاً، صاحب حديث وسُنّة، كريم الأخلاق. وقال مفضَّل القُرشي: كان كثير المروءة، غزير الإنسانية. وقال عمر ابن الحاجب: رأيته ولم أسمع منه، وهو من طَبيرة: بُلَيدة بالأندلس، من كبار أهلها، رأيته ولم أسمع منه. قال: وكان كيّس الأخلاق، محبوب الصورة، ليِّن الكلام، كريم النفس، حلو الشمائل، مُحسناً إلى أهل العلم بماله وجاهه. قيل: إنه أوصى بكتبه للشرف المرُسي. وممن روى عنه الكمال ابن العديم. قلت: آخر من روى عنه السيف عبد الرحمن بن محفوظ الرَّسعَني المُعدّل. 4 (عبد العظيم بن أبي البركات عبد اللطيف بن أبي نصر بن محمد بن سهل.) أبو المكارم الإصبهاني، المِلنجيّ، الشَّرابي، القزّاز، نزيل بغداد. وُلد بمحلة مِلَنجة من إصبهان سنة خمسين وخمسمائة. وسمع من: أبيه، وأبي مسعود عبد الجليل كُوتاه، وأبي الخير محمد بن أحمد الباغبان، ومسعود الثقفي، والرُّستُمي، وشاكر الأسواري، ومحمد بن محمود الفارفاني، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 353 وحدث بإصبهان، وبغداد. وسماعه من كُوتاه حُضور. وقد كتبت في إجازة أنه من عشيرة سلمان الفارسي. روى عنه: أبو عبد الله الدبيثي، والزكي البِرزالي، وجماعة. وآخر من روى عنه بالإجازة زينب بنت كِندي. ومات في السابع والعشرين من ذي الحجة ببغداد. أخبرتنا زينب الكِندية، أنبأنا عبد العظيم بن عبد اللطيف، أن ضوء النساء بنت عبد الرزاق بن محمد بن سَهل الشَّرابي، أخبرته، قالت: أخبرنا أبي، أخبرنا محمد بن عبد الله الهَرَوي، أخبرنا) ثابت بن محمد السعدي، أخبرنا أبي، حدثنا محمد بن إسحاق القُرشي، حدثنا عثمان بن سعيد الدَّارمي، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا أبو عوانة، عن مُغيرة، عن عاصم بن أبي النجود، قال: قالت أم سلمة: نِعم اليوم يوم ينزل فيه ربّ العِزّة إلى سماء الدنيا يوم عرفة. فيه انقطاع. 4 (عيد الكبير بن محمد بن عيسى بن محمد بن تقي.) أبو محمد، الغافقي المُرسي، نزيل إشبيلية. روى عن: أبيه، وأبي عبد الله بن سَعادة، وأبي عبد الله بن عبد الرحيم، وجماعة. وأجاز له أبو الحسن بن هُذيل، وغيره. قال الأبّار: كان فقيهاً حافظاً، حسن الهَدْي والسَّمت، مشاركاً في
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 354 الحديث، بصيراً بالشروط، متقدماً في الفُتيا. وله مختصر في الحديث، وصنّف تفسيراً نحا فيه الجمع بين تفسير ابن عطيّة وتفسير الزَّمخشري. وولي القضاء برُندة، وناب في الحكم عن القاضي أبي الوليد بن رُشد بقرطبة. وحدّث وأخذ الناس عنه. وتوفي في صفر، ومولده في سنة ست وثلاثين وخمسمائة. 4 (عبد اللطيف ابن قاضي القضاة أبي طالب علي بن علي بن هبة الله ابن البخاري.) القاضي أبو الفتوح البغدادي. ولي القضاء بالجانب الشرقي جميعه. وولي نظر المخزن المعمور. وهو من بيت القضاء والحِشمة. توفي في ربيع الآخر. 4 (عبد المجيد بن محمد بن محمد بن الحسن بن علي.) أبو المفضَّل الربعي، الكِركَنتي الأصل، الإسكندراني، المالكي العدْل. قال: إنه دخل هَمَذان مع أبيه: وسمع بها من الحافظ أبي العلاء العطّار. وقد سمع من أبي محمد العثماني. وتفرّد بالإجازة من القاضي أبي المظفر محمد بن علي بن الحسين الشيباني الطبري، وحدث بها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 355 وتوفي في رابع عشر ذي الحجة. 4 (عبد الوهاب بن عبد الله بن هبة الله بن عبد الله بن حسن.) أبو الحسن الأزجي، القصّار، الصوفي.) سمه من: أبي محمد ابن المادح، وأبي المعالي عُمر بن علي الصيرفي. وتوفي في رمضان. روى عنه: البِرزالي، والدُّبيثي، وغيرهما. 4 (علي بن محمد بن يوسف.) أبو الحسن الفهمي، اليابُري الضرير. نشأ بقرطبة، وأخذ القراءات سنة ثمان وستين بغَرناطة عن عبد المنعم بن الخلوف. وأخذ القراءات بإشبيلية عن أبي بكر بن خَير، ونجَبة بن يحيى وسمع منهم ومن أبي العباس بن مضاء، فأكثر عنه. وله إجازة من السِّلفي، وجماعة. قال الأبّار: وكان محقّقاً للقراءات، ذكياً. أدّب ولد السلطان بمرّاكش، ونال دُنيا عريضة. وحدّث. وتوفي سنة عشرة أو ثمان عشرة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 356 4 (علي بن محمد شاه.) الأمير الكبير بهاء الدين، صاحب كِرمان. توفي بدمشق في ذي الحجة، ودفن بمقبرة باب الصغير. وعلى قبره أبيات شعره. 4 (علي بن أبي المجد المبارك بن أحمد بن محمد ابن الظاهري.) الحَريمي، أبو الحسن. سمع من: أبي المعالي محمد ابن اللحّاس، وأبي الفتح ابن البطي، وجماعة. يقال: إنه من ولد الأمير طاهر بن الحسين الخُزاعي. توفي في ربيع الآخر. 4 (علي بن مسعود بن هيّاب.) أبو الحسن الواسطي، المقريء، الجَماجمي. كان يَعمل الجَماجم. قرأ القراءات على هبة الله بن قسّام الواسطي، وجماعة. وأقرأ وكان يحفظ المشهور والشواذ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 357 وتوفي في جمادى الأولى بواسط. قال ابن نُقطة: قرأت عليه، وكان متساهلاً في الأخذ جداً. 4 (علي بن مسعود بن أحمد ابن المقرئ.) ) الحاجب الجليل أبو القاسم البغدادي. سمع من عبد الملك بن إلكيا الهرّاسي. وحدّث. ومات في جمادى الآخرة. 4 (علي بن أبي بكر بن علي بن سُرور.) الإمام الفقيه مجد الدين أبو الحسن المقدسي، الجمّاعيلي، الحنبلي. سمع من ابن كُليب. ورحل إلى إصبهان، فسمع من جماعة. روى عنه الضياء المقدسي وقال: كان إماماً، ديّناً، فقيهاً، حصّل الفقه والحديث. وكان كثير الاجتهاد في نفع الناس من الإقراء والإشغال بالفقه والحديث. وتوفي في ثامن عشر رجب. 4 (عمر بن الحسن بن المبارك.) أبو القاسم ابن البوّاب، أمين القضاة بالحريم وما يليه. سمع من: أبي علي أحمد ابن الرحَبي، ودَهْبل بن كاره، وجماعة. وحدث. 4 (حرف الفاء)
4 (فاطمة بنت الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 358 العطّار. سمعَت من نصر بن المظفر البرمكي، ومن أبيها. روى عنها الضياء المقدسي، وغيره. وأجازت لشيوخنا. وتوفيت في الخامس والعشرين من ذي الحجة بهمذان. 4 (فَريدون بن كَشْوارة، الأجلّ الأمير، الدوني.) توفي بمصر. وحدث عن أبي طاهر السلفي. ومات في ربيع الآخر. 4 (حرف القاف)
4 (القاسم بن الحسين بن أحمد.) ) أبو الفضل الخوارزمي النحوي. من كبار أئمة العربية، صنّف شرحاً للمفضَّل في نحو ثلاث مجلدات، وغير ذلك.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 359 قتلته التتار بخُوارزم فيمن قتلوا في ثاني عشر ربيع الأول شهيداً، رحمه الله. 4 (قَتادة، صاحب مكة، الشريف أبو عزيز ابن الأمير الشريف أبي مالك إدريس بن مُطاعن) بن عبد الكريم بن عيسى بن حُسين بن سُليمان بن علي بن عبد الله بن محمد بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب. الهاشمي العلوي الحسَني. يقال: إنه بلغ التسعين سنة، وُلد بوداي ينبُع، وبه نشأ. وولي إمرة مكة مدة. قال الحافظ عبد العظيم: رأيته يطوف، ويدعو بتضرُّع وخُشوع كثير.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 360 وكان مَهيباً، قوي النفس، مِقداماً، فاضلاَ، وله شعر. وقدم مصر غير مرة. أملى علي نسبه أخوه الشريف عيسى فذكر ما تقدّم. وقال أبو شامة: كان قتادة شيخاً مهيباً، طُوالاً، وما كان يلتفت إلى أحدٍ لا خليفة ولا غيره. وكان تُحمل إليه من بغداد الخلع والذهب. وكان يقول: أنا أحقّ بالخلافة من الناصر لدين الله. وكان في زمانه يؤذن بالحرم ب حي على خير العمل على مذهب الزيدية وقد كتب إليه الخليفة قول: أنت ابن العم والصاحب، وقد بلغني شهامتك وحفظك للحجيج، وعدلك، وشرف نفسك، ونزاهتك، وأنا أحب أن أراك وأحسن إليك. فكتب إلى الناصر لدين الله: (ولي كف ضِرغام أدُلّ ببطشها .......... وأشري بها بين الورى وأبيع)
(وكل ملوك الأرض تلثم ظهرها .......... وفي بطنها للمجدبين ربيع)
(أأجعلها تحت الرحى ثم أبتغي .......... خلاصاً لها إني إذاً لرقيع)
(وما أنا إلا المسك في كل بُقعةٍ .......... يَضوع وأما عندكم فيَضيع) توفي بمكة في جمادى الأولى. وقال المنذري: توفي في أواخر جمادى الآخرة. وقال ابن واصل: وثب ابنه حسن بن قتادة على عمه فقتله، فتألم قتادة، وغضب على ابنه وتهدّده. فدخل حسن مكة وقصد دار أبيه فدخل، فلما رآه أبوه وهو شيخ كبير متمرّض شتمه وتهدّده، فوثب على أبيه فخنقه لوقته، ثم خرج وقال: قد اشتد مرض أبي، وقد أمركم أن) تحلفوا لي فحلفوا له وتأمر. ثم طلب
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 361 أخاه من قلعة ينبع، فلما حضر قتله أيضاً، فلم يمهله الله. وكان ظالماً، جباراً، عسّافاً. 4 (قيصر بن مظفّر بن يلدرك.) أبو محمد البغدادي. أديب فاضل، أخباري، مليح الخطّ. صحِب أبا الفوارس سعد بن محمد حَيص بَيص، وانقطع إليه، وسمع منه الكثير. توفي في جمادى الأولى، وله ثمان وثمانون سنة. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أحمد بن سليمان.) أبو عبد الله الزُّهري، الأندلسي، الإشبيلي. رحل، وحج، وسمع ببغداد من ابن كُليب، وذاكر بن كامل، ويحيى بن بَوش، وعبد الخالق ابن الصابوني، وطبقتهم. ورحل إلى إصبهان، فكتب بها عن أصحاب أبي علي الحدّاد. ثم سافر إلى الكَرج واستوطنها، وحدّث بها وبإربل. وكان عارفاً بالأدب، فاضلاً، نحْوياً. صنّف شرحاً لكتاب الإيضاح. وله شعر حسن.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 362 قال الزكي المُنذري: توفي ببُروجِرْد شهيداً بيد التتار، في رجب. 4 (محمد بن أحمد بن حسان القصّار.) سمع من: مسعود بن عبد الواحد بن الحُصين، والمبارك بن المبارك بن نصر السرّاج. روى عنه ابن النجار. وكان صالحاً. 4 (محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز.) أبو جعفر الرازي، الفقيه العلاّمة الحنَفي، نزيل المَوصل. درّس، وأفتى، وتفنّن في العلوم، وله شعر جيد، وصنّف في المذهب. وكان كبير القدر. توفي في رجب. 4 (محمد بن إسماعيل بن علي بن حمزة الموسوي.) الشريف أبو بكر الهَرَوي. سمع من: جده علي، وغيره.) ووُلد ثمانٍ وعشرين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 363 روى عنه: الضياء، وغيره. وكان حيّاً في هذه السنة. وأخبرنا ابن عساكر، أخبرنا محمد بن إسماعيل إجازة، أخبرنا جدي، فذكر حديثاً. 4 (محمد بن تِكش بن إيل أرسلان بن آتْسِز بن محمد بن نوشتِكين.) السلطان علاء الدين خُوارزم شاه. قد ذكرنا قطعة من أخباره في الحوادث. أباد ملوك العالم، ودانت له الممالك واستولى على الأقاليم. قال ابن واصل: نسب علاء الدين ينتهي إلى إيلتِكين أحد مماليك السلطان ألب أرسلان بن جغر بيك السلجوقي. قال الإمام عزّ الدين ابن الأثير: كان صَبوراً على التعب وإدمان السَّيْر، غير مُتَنَعِّم ولا مُقبل على اللذات إنما نَهْمته في المُلك وتدبيره، وحِفظه، وحفظ رعيته.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 364 قال: وكان فاضلاً، عالماً بالفقه والأصول، وغيرهما. وكان مكرِماً للعلماء محباً لهم، محسناً إليهم، يحب مناظرتهم بين يديه. ويُعظّم أهل الدين وبترّك بهم. فحكى لي بعض خدم حُجرة النبي صلى الله عليه وسلم لما عاد من خُراسان، قال: وصلت إلى خُوارزم ودخلتُ الحمّام، ثم قصدت باب السلطان، فلما أُدخلتُ عليه أجلسَني بعد أن قام لي، ومشى واعتنقني، قال لي: أنت تخدم حجرة النبي صلى الله عليه وسلم قلت: نعم. فأخذ بيدي وأمرّها على وجهه، وسألني عن حالنا وعيشنا، وصفة المدينة ومقدارها، وأطال الحديث معي، فلما عزمت، قال: لولا أننا على عزم السفر الساعة لما ودّعتك، وإنا نريد أن نعبر جَيحون إلى الخَطا، وهذا طريق مبارك حيث رأينا من يخدم الحُجرة الشريفة، ثم ودّعني وأرسل إليّ جملة من النفقة. وقال أبو المظفر ابن الجوزي: إنه توفي سنة خمس عشرة، فغلط، وقال: كان قد أفنى ملوك خُراسان، وما وراء النهر، وقتل صاحب سمرقند، وأخلى البلاد، من الملوك واستقلّ بها، فكان ذلك سبباً لهلاكه. ولما نزل همذان، كاتب الوزير مؤيد الدين محمد ابن القًمّي نائب الوزارة الإمامية عن الخليفة عساكر خُوارزم شاه، ووعدهم بالبلاد، فاتفقوا مه الخطا على قتله، وبعث القُمّي إليهم بالأموال والخيول سراً، فكان ذلك سبباً لوهنه وعلم بذلك، فسار من همذان إلى) خُراسان ونزل مَرْو، فصادف في طريقه الخيول والهدايا والكتب إلى الخَطا، وكان معه منهم سبعون ألفاً، فلم يمكنه الرجوع لفساد عسكره. وكان خاله من أمراء الخَطا، وقد حلّفوه أن لا يُطلع خُوارزم شاه على ما دبروا عليه، فجاء إليه في الليل، وكتب في يده صور الحال، ووقف بإزائه، فنظر إلى السطور وفهمها، وهو يقول: خذ لنفسك، فالساعة تُقتل، فقام وخرج من تحت ذيل الخيمة ومعه ولداه جلال الدين والآخر، فركب، وسار بهما، ثم دخل الخَطا والعساكر إلى خيمته، فلم يجدوه، فنهبوا الخزائن واليخول، فيقال: إنه كان في خزائنه عشرة آلاف ألف دينار وألف حِمل قماش أطلس وغيره. وكانت خيله عشرين ألف فرس وبغل، وله عشرة آلاف مملوك. فهرب وركب في مركب
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 365 صغير إلى جزيرة فيها قلعة ليتحصّن بها، فأدركه الأجل، فدُفن على ساحل البحر، وهرب ولداه، وتفرقت الممالك بعده، وأخذت التتار البلاد. قلت: وكانت سلطنة علاء الدين محمد بن تِكش في سنة ست وتسعين وخمسمائة عند موت والده السلطان علاء الدين تِكش. قال الموفق عبد اللطيف: كان تِكش أعور قميئاً كثير اللعب بالملاهي، استُدعي من الديوان العزيز لدفع أذى طُغريل السلجوقي صاحب همذان، فقتل طُغريل وسيّر برأسه، وتقدّم بطلب حقوق السلطنة، فتحركت أمة الخَطا إلى بلاده، أو حُرّكت، فألجأته الضرورة أن يرجع يعني إلى خُوارزم. وتولى بعده الأمر ولداه، فكان ابنه محمدٌ شجاعاً، شهماً، مِغواراً، مقداماً، سعد الوجهة، عزّاء، لا ينشف له لبد، ويقطع المسافات الشاسعة في زمان لا يتوهم العدو أنه يقطعها في أضعافه. وكان هجّاماً، فاتِكاً، غدّاراً، فأول ما فتك بأخيه، فأُحضر رأسه إليه وهو على الطعام، فلم يكترث. وكان قليل النوم، كثير اليقظة، طويل النصب، قصير الراحة. يخدم في الغارات أصحابه، ويهجعون وهو يحرسهم. وثيابه وعدة فرسه لا تبلغ ديناراً. لذّته في نَصَبه، وراحته في تعبه، كثير الغنائم والأنفال، سريع التفريق لها والإنفاق. وكان له معرفة ومشاركة للعلماء، وصحب الفخر الرازي قبل المُلك، فلما تملّك رعى له ذلك، فوسّع عليه الدنيا وبسط يده. لكن هذا المَلك أفسد رأيه العُجْب، والتيه، والثقة بالسلامة، وأوجب له ذلك أن يستبدّ برأيه، ويُنكّب عن ذكر العواقب جانباً، واستهان بالأعداء، ونسي عواقب الزمان فمن عُجبه كان يقول: محمد ينصر دين محمد ثم قطع خُطبة بني العباس من مملكته، وترك غزو الكفار،) وأخذ يتصدّى لعداوة قِبلة الإسلام وقلْب الشريعة بغداد، وعزم على قصد تفليس ليجعلها سرير مُلكه، ويحكم منها على بلاد الروم والأرمن والقفجق، وسائر بلاد العرب والعجم فأفسد الأمور
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 366 بإساءة التدبير، وقتل نفسه بشدة حرصه وحركته قبل وقته، وأراد أن يتشبه بالإسكندر، وأين الأعمى من المبصر وأين الوليّ من رجل تركي فإن الإسكندر مع فضله وعدله ولإظهاره كلمة التوحيد كان في صُحبته ثلاثمائة حكيم، يسمع منهم ويطيع، وكان معلمه أرسطوطاليس نائبه على بلاده، ولا يحل ولا يعقد إلا بمشورته ومراسلته في استخراج رأيه. كذا قال الموفق، وأخطأ في هذا كغيره، فليس إسكندر صاحب أرسطوطاليس هو الذي قص الله سبحانه قصته في القرآن، فالذي في القرآن رجل مؤمن، وأما الآخر فمشرك يعبد الوثن واسمه إسكندر بن فلبّس المقدونيّ، على دين الحكماء لا رعاهم الله ولم يملك الدنيا ولا طافها بل هو من جملة ملوك اليونان. قم قال الموفق: وقد عُلم بالتجربة والقياس أن كل ملِك لا يكون قصده إقامة وبسط العدل والعمارة فهو وشيك الزوال فأول ما صنع هذا أنه ظاهر أمة الخَطا، فنازلهم بأمة التتر حتى استأصلهم، ولم يُبق منهم إلا من دخل تحت طاعته، وصار من عسكره. واستخدم سبعة أمراء من أخواله وجعلهم من قلب عسكره وخواصه. ثم انتقل إلى أمه التتر فمحقهم بالسيف ولم منهم إلا مستسلم في زمرته. وكانت بلاد ما وراء النهر في طاعة الخَطا، وملوك بُخارى وسمرقند وغيرهما يؤدون الإتاوة إلى الخَطا، والخَطا يبسطون فيهم العدل. وكانت هذه الأمم سداً بين تُرك الصين وبيننا، ففتح هذا الملك بقلة معرفته هذا السد الوثيق. ثم أفسد تلك الممالك والأمصار، وأتى على إخراب البلاد وإفساد القلوب، وإبداعها أصناف الإحَنِ والعداوات، وظن أنه لم يُبق فيهم مَن يقاومه، فانتقل إلى خُراسان وسِجِتان وكِرمان ثم العراق وأذربيجان، وطمع في الشام ومصر، وحدّثته نفسه بجميع أقطار الأرض. وكان ذلك سهلاً عليه قد يسّره الله له لو ساعده التوفيق بحُسن التدبير وأصالة الرأي والرفق وعدم العَسف. وكان يستحضر التجّار ويكشف منهم أخبار الممالك النائية. وفي بعض الليالي قال لي ابن يَعلى وزير الملك الظاهر غازي: إن السلطان الليلة مهموم لِما اتصل به من أخبار خُوارزم شاه وطمعه في الشام.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 367 فقلت له: هذا سعادة للسلطان ولك ولي. قال: وكيف قلت: هذا مَلكٌ واسع الدائرة لا يقدر أن يقيم بالشام، وغرضه القهر والاستيلاء،) وسلطاننا فيه ملق وحُسن تودد ومداراة، فإذا قرب لاطفه وأتحفه، فإذا استولى على ممالك الشام لم يجد من يستنيبه عليه سواه. قال: وكيف عرفت هذا قلت: من التجار. فلما أصبح قص عليه ما جرى فسُرّي عنه، وأمر أن يُحقق ذلك، فاستدعى بتاجر خبير بغدادي، وحادثة، فزعم أنه حاضره وبايعه، وذكر من أحواله أنه يبقى أربعة أيام أو نحوها على ظهر فرسه ولا ينزل، وإنما ينتقل من فرس إلى فرس، ويتضمّر، ويطوي البلاد. وأنه ربما أتى البلد الذي يقصده في نفرٍ يسير فيهجمه ثم يُصبّحه من عسكره عشرة آلاف ويمسيه عشرون ألفاً، وفي كثير من الأوقات يأتي المدد، وقد قضى الحاجة بنفسه. وفي كثير من الأوقات يبعث البعوث ويأتي أخيراً وقد قُضيت الحاجة أولاً. وربما هجم البلد في نفر دون المائة فيقضي حاجته. وربما قتل ملك ذلك البلد أو أسره ثم تتدفق جموعه. وقال: إن سرجه ولجامه لا تبلغ قيمتها دانقاً، ولا تبلغ قيمة ثيابه دانقين. وحكى أنه في بعض غاراته نزل بأصحابه آخر الليل وكانوا نحو سبعين فارساً، فأمرهم بالهجعة، وأخذ خيلهم يسيّرها بعدما استقى من بئر وسقى الجميع، فلما علم أنهم قد أخذوا من النوم بنصيب أيقظ بعضهم وأمرهم بالحراسة، ثم هجع يسيراً ونهض كالعفاريت وهجموا على المدينة، وقتل ملكها. وسألني الوزير عنه مرة أخرى، فقلت: لا يمكنه أن يدخل الشام لأنه إن أتى بجمْع قليل لم ينل غرضاً مع شجاعة أهل الشام والفلاحون يكفونه، وإن أتى بجمْع كثير لم تحمله الشام لأن خيلهم تأكل الحشيش، ولا حشيش بالشام، وأما الشعير ففي كل مدينة كفاية دوابّها. ثم أخذتُ أحسب معه ما في حلب من الدوابّ فبلغتْ مع التكثير خمسين ألفاً، فإذا ورد سبعمائة ألف فرس، أخذوا عليق شهر في يوم أو يومين، ثم إنهم ليس لهم صناعة في الحرب سوى المهاجمة. وأخْذهم البلاد إنما هو بالرعب والهيبة لا بالعدل والمحبة، وهذه الحال لا تنفع مع شجاعة أهل الشام. وعُقيب موت الملك الظاهر غازي، وصل رسوله إلى حلب، فاحتفل
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 368 الناس، وخرجت الدولة للقائه، وإذا به رجل صوفي، وخلفه صوفي قد رفع عُكّازاً على رأسه، ومعه اثنان من عسكره، ورسول صاحب إربل، فصعِد القلعة، وقال بحضرة المراء: سُلطان السلاطين يسلم عليكم، ويعتب إذ لم تهنئوه بفتح العراق وأذربيجان، وإن عدد عسكره قد بلغ سبعمائة ألف فأحسنوا المعذرة بأن قالوا: نحن في حزن بموت ملكنا وضعف في نفوسنا وإذا بسطنا فنحن عبيده.) وكان كلامه وشكله بقلة عقل مرسله. ثم توجه إلى الملك العادل بدمشق، فقال: سلطان سلاطين يسلم عليك، وقال: تصل الخدمة، فقد ارتضيناك أن تكون مقدَّم الركاب. فقال: السمع والطاعة ولكن لنا شيخ هو كبيرنا نشاوره، فإذا أمر حضرنا، قال: ومن هو قال: أمير المؤمنين. فانصرف، والناس يهزؤون منه. قال: وسمعنا أنه جعل عز الدين كِيكاوس صاحب الروم أمير علَم له، والخليفة خطيباً، وكل ملك جعل له خدمة وأما الملوك الدين كانوا بحضرته، فكان يذلّهم ويهينهم أصنافاً من الإهانات فكان إذا ضُرب له النوبة يجعل طبول الذهب في أعناق الملوك وهم قيام يضربون، وهذا يدلّ على اغتراره بدنياه وقلة ثقته بالله تعالى. ثم إنه وصل همذان، وإصبهان، وبثّ عساكره إلى حُلوان وتُخوم إربل، وواصلَه مظفّر الدين بالمؤن والأزواد، خافه أهل بغداد فجمعوا وحشدوا واستعدوا للحصار واللقاء جميعاً، ثم إن الله أجراهم على جميل عادته في أن يدافع عنهم وذلك أنه اختلت عليه بلاد ما وراء النهر، فرجع على عقبيه، وقهقر، لا يدري ما خلفه مما بين يديه. وأيضاً فإنه لما وصل حُلوان نزل عليهم ثلج ونوء عظيم. فقال بعض خواصه: هذا من كرامات بيت النبوّة. ولما أباد أمتي الخَطا والتتر وهم أصحاب الجَند وتُركستان وتنْكُت ظهرت أمم أخر يسمون التتر أيضاً، وهو صنفان: صنف يسكنون طَمْغاج وما يليها، ويسمّون الإيوانية، وصنف يسكنون مما يلي الهند وصين الصين بجبلٍ يُسمّى سَنك سُلاخ وفيه حرق إلى الهند، ومنه دخل السلطان محمد هذا إلى الهند، فجاءهم
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 369 من حيث لا يحتسبون، فوقع بين طائفتي التتر، فانهزمت الإيوانية من الطَمْغاجية إلى أن خالطوا أطراف بُخارى وسمرقند، واتصل بهم: أن السلطان محمداً بنواحي بغداد، وأن المسافة بعيدة، فطمعوا في البلاد بخلوّها عنه، فأتاه الخبر وهو بهمذان، فارتد على عقبيه حتى قدم بُخارى، فجمع وحشد وعزم على لقائهم، وستّر ولده جلال الدين بخمسة عشر ألفاً وجعلهم كميناً، فنمّ الخبر إلى الطمغاجية، وملّكهم هو جنكرخان فوقعوا على الكمين فطحنوه. وهرب جلال الدين بعد جهد جهيد حتى اتصل بأبيه، فأجمع رأيه على أن يضرب معهم مصافّاً فثبتوا عند اللقاء أول يوم، فعجب من ذلك السلطان محمد إذ لم تجر له عادة أن يثبت بين يديه عدو، فلما ثبتوا اليوم الثاني والثالث ضعُفت منّته ومُنّة أصحابه،) وتغيّرت نياتهم، واستشعروا الخوف والخور، ثم وصلت الجواسيس تخبره بأن العدو على نصف عسكره في العدد، فخيّل إليه تعس الجد أن في أصحابه مُخامرين، فقبض على كُبرائهم، فازدادت النيات فساداً، وتوهّم أن عسكره قد صفا، فضرب معهم مصافّاً آخر فتطحطح ووصل بُخارى منهزماً، ونادى إلى الناس: استعدوا للحصار ثلاث سنين. فتخلوا عنه، فرأى من الرأي أن يرجع إلى نيسابور ويجمع بها الجيوش، ولم يظن أن الطمغاجية يتعدون جَيحزن. فأخذوا بخارى في ثمانية أيام وأبادوا أهلها، ثم هجموا خراسان. فأشار عليه وزيره عماد المُلك أن يلحق بهمذان، وضمن له أن يجمع له من العساكر والأموال مقدار حاجته، فما وصل الري إلا وطلائعهم على رأسه، فانهزم إلى قلعة بَرَجين وقد نَصَب، فأقام بها يومين، وإذا بهم عليه، فسحّب نفسه إلى دّرْبند قارون موضع في تُخوم بارس ومعه ثلاثمائة فارس عُراة، ليس فيهم رمق، فلما مضّهم الجوع استطعموا من أكرادٍ هناك، فلم يحتفلوا بهم، فقالوا: السلطان معنا، فقالوا: ما نعرف السلطان. فلما ألحفوا في المسألة أعطوهم شاتين وقصعتي لبن، فتوزعوها. ثم رجع إلى نهاوند، ومر على أطراف البلاد إلى همذان ثم إلى مازنْدران
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 370 وقعقعة رماحهم وسيوفهم قد ملأت مسامعه مناظره، فنزل ببحيرة هناك بموضع يعرف بآوكرم، فمرض بالإسهال الذريع، وطلب دواء فأعوزه الخبز، ومات هناك. وذُكر أمه حُمل في البحر إلى دهِستان. وذكر آخرون: أنه لما صار في السفينة لم يزل يضرب رأسه بجدرانها إلى أن مات. وأما ابنه جلال الدين فتقاذفت به البلاد فرمته بالهند، ثم ألقته الهند إلى كرمان، كما يأتي في ترجمته، إن شاء الله. وقال شمس الدين الجَزَري أبقاه الله في تاريخه: كان لخُوارزم شاه علاء الدين تُضرب النوبة في أوقات الصلوات الخمس كعادة الملوك السلجوقية، فلما قصد العرق في سنة أربع عشر وستمائة تركها تُضرب لأولاده جلال الدين وغيره، وجعل لنفسه نوبة ذي القرنين كانت تُضرب وقت المطلع والمغيب، فعملها سبعة وعشرين دبدبة من الذهب، ورصّعها بالجواهر. ونصّ يوم اختير لضربها على سبعة وعشرين ملكاً من أكابر الملوك وأولاد السلاطين، وقصد التجبّر والعظمة. ثم قصد العراق في أربعمائة ألف فوصل إلى همذان. وقيل: كان معه ستمائة جتْر، تحت كل جِتر ألف فارس. كان قد أباد الملوك واستحوذ على) الأقاليم. ثم قال: هذا ما نقله ابن الأثير وغيره. قال شمس الدين: وحكى لي تقي الدين أبو بكر بن علي بن كمجون الجَزَري السفّار، سنة نيّف وسبعين، قال: حدثني ابن عمي شمس الدين محمد
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 371 التاجر وكان صاحب الجزيرة يبعث معه إذا سافر إلى العجم هدايا إلى السلطان خُوارزم شاه، فكانوا يحترمون ما يبعث به لكونه من بقايا بني أتابك زنكي قال: فكنت في جيش الملك خوارزم شاه ومعه يومئذ مقدار ستمائة ألف راكب ومعهم أتباع تُقاربهم، وتلك البراري تموج بهم كالبحر، فبينما هو في بعض الليالي في المختم، وإذا بصوت ينادي: يا كفرة اقتلوا الَجَرة فتُتبُع ذلك الصوت فلم يُر أحدٌ إلا طيور طائرة، فلما كان ثاني ليلة سُمع ذلك الصوت بعينه ورأى الطيور، فلما كانت الليلة الثالثة سُمع ذلك الصوت بعينه، فما سكت إلا وقد دخل إليه خاله، فحذّره من الفتك به كما ذكرنا. قال: وحكى لي الصالح غرس الذين أبو بكر الإربِلي، قال: كان ابن خالتي من حُجّاب مظفّر صاحب إربل، فحدثني، قال: أرسلني مظفر الدين إلى خوارزم شاه رسولاً فأكرمني، وأجلسوني فوق رسول الخليفة، وفوق الملوك الذين هم في خدمته، فكان عدّة من التقينا من عسكره، وممن هو داخل غي طاعته ثلاثمائة ألف وخمسين ألفاً، وكنا كلما جئنا إلى مكانٍ يقولون: هذا رسول الفقير مظفّر الدين. فسألت بعض الوزراء: كم تكون عدة جيش السلطان قال: المدوّنة ثلاثون توماناً، التومان: عشرة آلاف. قلت: وكانت دولته إحدى وعشرين سنة. ثم رأيت سيرته وسيرة ولده لشهاب الدين محمد بن أحمد بن علي النسَوي في مُجلد، فذكر فيه سعة ممالكه وقهره البلاد والعباد، واستيلائه على خراسان، وخوارزم، وأطراف العراق، ومازَندان، وكِرمان، ومُكران، وكيش، وسِجِستان، والغور، وغزْنة، وباميان، وما وراء النهر والخَطا، وما يقارب أربعمائة مدينة. وذكر من عظمة أمة تركان الخَطائية، أموراً لم يُسمع بمثلها، من عظمتها ونفوذ أمرها، وقتلها النفوس، وجبروتها. وأن جنكزخان أسرها ورأت الذل والهوان والجوع.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 372 قال النسوي: ولما رحل من حافة جَيحون إلى نيسابور والناس يتسللون لم يقم بها ألا ساعة رعباً تمكن من صدره، وذعراً داخل صميم قلبه، فحكى لي الأمير تاج الدين عمر البِسطامي قال: وصل السلطان بسطام، فاستحضرني وأحضر عشرة صناديق، وقال: هذه كلها جوهر، وفي) هذين الصندوقين جوهر يساوي خراج الدنيا بأسرها، فأمرني بحملها إلى قلعة أردهن، ففعلتُ، وأخذت خط نتوليها بوصولها مختومة. فحاصر التتار القلعة إلى أن صالحهم نتوليها على تسليم الصناديق إليهم بختومها، فحملت إلى جنكزخان. ووصل السلطان إلى أعمال همذان في عشرين ألفاً، فلم ترعه إلا صيحة العدو، فقاتلهم بنفسه، وشمل القتل جل أصحابه، ونجا هو في نفرٍ يسير إلى مازندران ثم إلى حافة البحر، فأقام بقرية هناك يحضر المسجد، ويصلي مع إمام القرية، ويبكي، وينذر النذور إنْ سلِم، إلى أن كبسه التتار بها، فبادر إلى مرْكب، فوقعت فيه سهامهم، وخاض خلفه ناس فغرقوا. وحدثني غير واحدٍ ممن كانوا مع السلطان في المركب، قالوا: كنا نسوق الركب، وبالسلطان من علة ذات الجَنْب ما آيسه من الحياة، وهو يُظهر الاكتئاب ضَجَراً، ويقول: لم يبق لنا من ملكنا قدر ذراعين، تُحفر، فنُقبر، فما الدنيا لساكنها بدار. فلما وصل إلى الجزيرة سُر بذلك، وأقام بها فريداً طريداً والمرض يزداد. وكان في أهل مازِندران ناس يقرّبون إليه بالمأكول والمشروب وما يشتهيه، فقال في بعض الأيام: أشتهي أن يكون عندي فرس ترعى حول خيمتي. فلما سمع الملك حسن أهدى له فرساً. ومن قبل كان اختيار الدين أمير آخِر السلطان مقدَّماً على ثلاثين ألف فارس قول: لو شئت لجعلتُ أصحابي ستين ألفاً من غير كُلفة، وذلك أنني أستدعي من كل جُشار للسلطان في البلاد جوباناً فينيفون على ثلاثين ألفاً. فتأمل يا هذا بُعد ما بين الحالتين
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 373 ومَن حمل إليه في تلك الأيلم شيئاً من المأكول وغيره، كتب له توقيعاً بمنصب جليل، وربما كان الرجل يتولى كتابة توقيع نفسه لعدم موقّع، فأمضاها بعد ولده جلال الدين. ثم حلّ بن الحِمام، انقضت الأيام، فغسّله شمس الدين محمود الجاويش، مقرّب الدين الفرّاش، وما كان عنده كفن، ودُفن بالجزيرة. (أذلّ الملوك وصاد القُروم .......... وصيّر كل عزيزٍ ذليلا)
(وحفّ الملوك به خاضعين .......... وزُفّوا إليه رعيلاً رعيلا)
(فلما تمكن من أمره .......... وصارت له الأرض إلا قليلا)
(وأوهمه العز أن الزمان .......... إذا رامه ارتدّ عنه كَليلا)
(أتته المنية مُغَتاظة .......... وسلّت عليه حُساماً صقيلا) ) (كذلك يُفعل بالشامٍ تين .......... ويُفنيهم الدهر جيلاً فجيلا)
4 (محمد بن ثَروان بن محمد بن عبد الصمد بن عبد الباقي.) الزاهد، القدوة، أبو عبد الله القُضاعي، القيسي، التدمري. شيخ تدمر. توفي في رمضان من السنة، وله ثلاث وستون سنة. وقد صحِب والده الشيخ الكبير ثَروان، صاحب الشيخ أبي البيان القُرَشي الدمشقي، رحمهم الله. نقلته من تعاليق علَم الدين البِرزالي. 4 (محمد بن الحسن بن علي.) أبو الحسن المجار البغدادي الضرير، المقرئ. قرأ بالروايات الكثيرة على أبي الحسن بن المُرحّب البَطائِحي وسمع منه ومن شُهدة. وأقرأ، وحدّث. وعاش سبعين سنة، ومات في جمادى الأولى. 4 (محمد بن رَيحان بن عبد الله.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 374 مولى ثقة الدولة أبي الحسن زوج شُهدة الكاتبة، الشيخ أبو علي. سمع من: شُهده، يحيى بن ثابت، والمبارك بن المبارك السمّار. روى عنه: الدبيثي، وغيره. ومات في شعبان أو في صفر، وهو أصح. 4 (محمد بن عبد الله بن أحمد.) أبو بكر ابن العربي، الإشبيلي، من أقارب القاضي أبي بكر بن العربي. قرأ لنافع على قاسم بن محمد الزقاق صاحب شُريح. وحج، فسمع من السلفي، وغيره. ثم رحل بعد نيّف وعشرين سنة إلى الشام والعراق، وأخذ عم عبد الوهاب بن سُكينة وطبقته. ورجع فأخذوا عنه بقرطبة وإشبيلية. ثم سافر سنة اثنتي عشرة، وتصوّف، وتعبّد، وتوفي بالإسكندرية. 4 (محمد بن عبد السيد بن علي.) أبو نصر ابن الزيتوني، البغدادي.) عُني بطلب الحديث على كبر السنّ وسمع من: ابن شاتيل، والقزّاز، وعلي ابن الطرّاح، وابن بَوش. وأكثر على ابن الجوزي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 375 ونسخ الكتب الكبار كالمسند، و تاريخ الخطيب، و الطبقات لابن سعد، والتفاسير. وقرأ الكثير. وكان صدوقاً، صالحاً متودّداً، ذا مروءة. ولد سنة بضع وثلاثين، ومات في سادس وعشرين في ربيع الآخر. روى عنه: ابن النجّار، وغيره. 4 (محمد بن عبد الكريم بن محمد بن منصور.) الفقيه أبو زيد ابن الحافظ العلامة أبي سعد، السمعاني، المَرْوزي. روى عن: أبي الفتح محمد بن عبد الرحمن الحَمدويي، وجماعة سمع منهم قبل الستين وخمسمائة. وسمع من أبيه. وقدِم بغداد رسولاً ووعظ بها، وروى أحاديث في مجلس وعظه من حفظه. وكان مولده في سنة أربع وخمسين وانقطع خبره من هذا الوقت. أخبرنا ابن عساكر، أخبرنا أبو زيد إجازة فذكر حديثاً. 4 (محمد بن عثمان بن يوسف أبو عبد الله الأنصاري الخزرجي.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 376 الشافعي. سمع بمصر من: علي بن هبة الله الكاملي، والتاج المسعودي، وأبي المفاخر سعيد المأموني، وبدمشق من محمد بن أبي الصقر. وحدث. ومات في شوال بالقاهرة. 4 (محمد بن عثمان بن حسن.) أبو بكر السلماسي، ثم البغدادي. البزاز. ولد سنة تسع وأربعين. وسمع حضوراً من أبي الوقت.) وحدث. ومات في ربيع الآخر. 4 (محمد بن عمر بن علي بن محمد بن حمويه بن محمد.) شيخ الشيوخ، صدر الدين أبو الحسن ابن شيخ الشيوخ عماد الدين أبي الفتح، الجويني، البحير آباذي، الصوفي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 377 ولد بجُوين، وتفقه على أبي طالب محمود بن علي بن أبي طالب الإصبهاني، صاحب التعليقة المشهورة. وقدم الشام مع والده، وتفقه بدمشق على القطب مسعود بن محمد النيسابوري حتى برع في المذهب. وسمع من: أبيه، ويحيى الثقفي. وولي المناصب الكبار، وتخرج به جماعة. ودرّس وأفتى. وزوّجه القطب النيسابوري ابنته، فأولدها الإخوة الأربعة المراء الصدور: عماد الدين عمر، وفخر الدين يوسف، وكمال الدين أحمد، ومعين الدين حسن. ثم إنه عظُم في الدولة الكاملية، وارتفع قدره. وولي تدريس الشافعي، ومشهد الحسين، وغير ذلك. وسيّره الكامل رسولاً إلى الخليفة يستنجد به على الفرنج في نوبة دمياط، فمرض بالموصل، ومات بعلة الذرب في جمادى الآخرة، أو في جمادى الأولى. قال المنذري: سمعت منه، وخرّجت له عن المجيزين له كأبي علي الحسن بن أحد الموسياباذي، ونصر بن نصر العُكبَري، وأبي الوقت الشِّجزي، وجماعة ممن رحل إلى الغزالي وتفقه عنده وصحبه. وكانت داره مجمع الفضلاء. وكان جد أبيه علم الزهاد، وشيخ العارفين بحُوَين، له أحوال ومقامات. قلت: وكان صدر الدين حسن السمت، كثير الصمت، كبير القدر، غزير الفضل، صاحب أوراد، وورع، وحلم، وأناة. 4 (محمد السلطان الملك المنصور ابن السلطان الملك المظفّر تقي الدين عمر ابن الأمير نور) الدولة شاهنشاه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 378 ابن الأمير نجم الدين أيوب بن شاذي بن مروان، صاحب حَماه وابن صاحبها. سمع بالإسكندرية من الإمام أبي الطاهر بن عوف الزُّهري.) وجمع تاريخاً على السنين في عدة مجلدات، فيه فوائد. قال أبو شامة: كان شجاعاً، محباً للعلماء يقربهم ويعطيهم. قلت: وروى أيضاً عن أسامة بن منقِذ روى عنه القُوصي في معجمه وقال: قرأت عليه قطعة من كتابه مضمار الحقائق في سر الخلائق وهو كبير نفيس يدل على فضله، لم يُسبق إلى مثله. قلت: وتوفي والده المظفر في سنة سبع وثمانين كما تقدم، وتوفي جده في وقعة الفرنج شهيداً على باب دمشق سنة ثلاث وأربعين شاباً، رحمه الله، وخلّف ولدين: أحدهما: تقي الدين عمر، والآخر: فرّوخ شاه نائب دمشق. وكانت دولة الملك المنصور مدة ثلاثين سنة. وقد ذكرنا من أخباره في الحوادث، وأنه كسؤر الفرنج مرتين. وكان مزوّجاً بملكة ابنة السلطان الملك العادل، وهي أم أولاده، وماتت قبله، فتأسف عليها بحيث أنه لبس الحداد واعتم بعمامة زرقاء قال ذلك ابن واصل في تاريخه، وقال: ورد عليه السيف الآمدي، فبالغ في إكرامه، واشتغل عليه. قال: وصنّف كتاب طبقات الشعراء وكتاب مضمار الحقائق وهو نحوٌ
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 379 من عشرين مجلدة. وقد جمع في خزانته من الكتب ما لا مزيد عليه. وكان في خدمته ما يناهز مائتي معمّم من الفقهاء والأدباء والنحاة والمشتغلين بالعلوم الحكمية والمنجمين والكتّاب. وكان كثير المطالعة والبحث. بنى سور القلعة والمدينة بالحجر، وكانت القلعة قد بناها أبوه باللبن. وكان موكبه جليلاً تُجذب بين يديه السيوف الكثيرة، حتى كان موكبه يضاهي موكب عمه الملك العادل والملك الظاهر، وجُمعت أشعراه في ديوان. قلت: شعره جيد أورد منه ابن واصل قصائد مليحة. وتملك حَماة بعده ولده الملك الناصر قِلج رسلان، فأخذ منه السلطان الملك الكامل حَماة، وأعطاها لأخيه الملك المظفر ابن المنصور، وحبس الناصر بالجب بمصر، فمات على أسوأ حال. توفي المنصور في ذي القعدة. 4 (محمد بن الفضل بن بُختيار.) )
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 380 أبو عبد الله اليعقوبي الواعظ، المعروف بالحجة. توفي بدَقوقا في جمادى الأولى. سمع من: أبي الفتح بن شاتيل، وغيره. وذكر أنه سمع من أبي الوقت. وصنّف غريب الحديث. وولي خطابة بَعْقوبا. قال ابن النجار: سكن دّقوقا ووعظ بها، وروى بها عن أبي القوت، وعن جماعة مجاهيل، وظهر كذبه وتخليطه. 4 (محمد بن أبي الفتوح محمد بن أبي سعد محمد بن محمد بن عمروك.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 381 نجم الدين أبو عبد الله، والد صدر الدين، البكري، النيسابوري، الصوفي، الشافعي. ولد سنة خمسين وخمسمائة. وسمع من أبي طاهر السلفي، وبدمشق من: أبي البركات الخَضِر بن عبد، وأبي القاسم بن عساكر. وحدث. وكان مولده بحلب، وتوفي بدمشق. حدث عنه: الشهاب القوصي، وغيره. وتوفي في ثامن عشر شوال. 4 (محمد بن محمد بن يَبقى.) أبو بكر الأنصاري، الخزرجي، المُرسي. العدل، المعروف بابن جَبلة. سمع من السلفي، وبمكة من علي بن عمار. وسكن القاهرة، وأم بمسجد حارة الديلم مدة. روى عنه الزكي المنذري، وقال: توفي في العشرين من ذي القعدة. 4 (محمد بن المسلَّم بن مكي بن خلف.) أبو الفضل بن علاّن، القيسي، الدمشقي، العدل. أخو أسعد ومكي، ووالد شمس الدين أبي الغنائم المسلَّم. سمع من الحافظ ابن عساكر. وحدث روى عنه ابنه نُسخة أبي مُسهِر.) وتوفي في سادس رجب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 382 4 (محمد بن أبي طاهر المؤمَّل بن نصر بن المؤمّل.) أبو بكر البعقوبي. ولد سنة أربعين وخمسمائة ببعقوبا. ودخل بغداد مراراً وسمع بها من: أبي الوقت السنجزي، وغيره. وحدث. ويقال هل: القِباني: نسبة إلى قرية قِباب بقرب بَعقوبا. توفي في جمادى الأولى. روى عنه: ابن النجار، وغيره. 4 (محمد بن ناصر بن أبي القاسم سلمان بن ناصر.) أبو المعالي الأنصاري، النبيسابوري. سمع من: عبد الوهاب بن الحسن الكِرماني، وغيره. روى عنه: البِرزالي، والضياء. وسمعنا من الشرف ابن عساكر بإجازته منه. انقطع خبره في هذه السنة، وكان شيخاً معمَّراً من أبناء التسعين. 4 (محمود بن محمد بن قُرا رسلان بن أرتق.) السلطان الملك الصالح ناصر الدين صاحب آمِد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 383 قال الإمام أبو شامة: كان شُجاعاً، عاقلاً، سخياً، جواداً، محباً للعلماء. قام بعده ولده الملك المسعود وكان بخيلاً، فاسقاً وهو الذي أخذ منه الملك الكامل آمد، وحبسه بمصر، ثم أطقله، فمضى إلى التتار ومعه أمواله، فأُخذت منه. وقيل: توفي الصالح في العام الآتي. 4 (محمود بن واثق بن الحسين بن علي ابن السمّاك.) الحريمي، العطار. حدث عن: أبي الوقت، وجماعة. ومات في جمادى الأولى. روى عنه: ابن الدبيثي، وابن النجار.) 4 (الموفق بن عبد الرشيد بن المظفر.) أبو الفضل العبدوسي، النيسابوري، العطار. شيخ ثقة، سمع من أبي البركات عبد الله ابن الفُراوي. روى عنه الضياء المقدسي، وغيره. وأجاز للشرف ابن عساكر، والتاج بن عصرون، وزينب بنت كندي. وانقطع خبره في هذا العام. 4 (المؤيد بن عمر بن عبد الله.) النيسابوري، السكري. سمع من: ابن عبد الخالق بن زاهر، وغيره. روى عنه: الزكي البِرزالي. وحدثنا عنه بالإجازة الشرف ابن عساكر، وغيره. وانقطع خبره أيضاً. 4 (المؤيد بن محمد بن علي بن الحسن بن محمد بن أبي صالح.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 384 رضيّ الدين أبو الحسن الطوسي، ثم النيسابوري المقرئ، مسند خراسان في زمانه. ولد سنة أربع وعشرين وخمسمائة. وسمع صحيح مسلم في سنة ثلاثين من أبي عبد الله الفُراوي، و صحيح البخاري، من وجيه الشحّامي، وأبي المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي، وعبد الوهاب بن شاه، و الموطأ من هبد الله بن سهل السيدي، سوى الفوت العتيق، و تفسير الثعلبي من عبّاسة العصّاري، وأكثر الوسيط للواحدي في التفسير من عبد الجبار بن محمد الخُواري، و الغاية في القراءات لابن مهران من زاهر بن طاهر الشحّامي، و الأربعين للحسن بن سفيان من فاطمة بنت زَعبَل وتفرّد بالرواية عنها وعن هبة الله والفُراوي، وغيرهم. وطال عمره، ورحل الناس إليه من الأقطار، وكان ثقة، مقرئاً، جليلاً. روى عنه خلق كثير منهم: العلاّمة جمال الدين محمود الحصيري شيخ الحنفية، والإمام تقي الدين عثمان ابن الصلاح شيخ الشافعية، والقاضي شمس الدين أحمد بن الخليل الخُويي، وابن نُقطة، والبِرزالي، وابن النجار، والضياء، والمُرسي، والصريفيني، والكمال بن طلحة، والبَكري، والمجد محمد بن محمد الإسفرائيني، وأبو الحسن علي بن يوسف الصوري، والمجد) محمد بن سعد الهاشمي، ومحمد بن عمر بن الخوش الأسعردي، وإسحاق بن عبد المحسن الحنبلي، وشمس الدين زكي بن حسن البَيلقاني، ومفضَّل بن علي القرشي، والقاسم بن أبي بكر الإربلي، وغيرهم. وبالإجازة خلق منهم: شمس الدين
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 385 عبد الواسع الأبهري، وتاج الدين محمد بن أبي عَصرون، وشرف الدين أحمد بن عساكر، وزينب البعلبكية. وأجاز له القاضي أبو بكر الأنصاري، وأبو منصور عبد الرحمن بن محمد القزّاز، وجماعة. وتوفي ليلة الجمعة العشرين من شوّال، وأراحه الله من التتار خذلهم الله فإنهم بعد شهر أو أكثر أخذوا البلاد واستباحوها. حرب النون 4 (ناصر بن مهدي بن حمزة.) الوزير نصير الدين، أبو الحسن المازَندراني. قدم بغداد سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة، وقلّد وزارة أمير المؤمنين سنة اثنتين وستمائة. ثم قُبض عليه سنة أبع. ونشأ بالري. ومات في ثامن جُمادى الأولى.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 386 4 (حرف الهاء)
4 (هبة الله بن أبي العلاء وجيه بن هبة الله بن المبارك.) ابن السقطي، أبو البركات. ولد سنة تسع وأربعين وخمسمائة. وسمع من: أبيه، وأبي الفتح ابن البطي وغيرهما. وسكن أوَانا وبها مات في هذا العام. روى عنه: الدبيثي. 4 (هبة الله بن أبي فراس أحمد بن بركات.) ابن الزجّاج، السلمي، الحَرَاني، ثم البغدادي المدّب، أبو القاسم. روى عن: أبي بكر بن النقّور، وغيره. ولم يكن جدهم زجّاجاً، بل قيل: إنه كان يزجّ نفسه في الحرب، فلُقّب بذلك.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 387 4 (حرف الياء)
4 (يونس بن أبي بكر بن كرم الحافظ.) أبو محمد البغدادي. ويُعرف بالمفيد. سمع من: ابن طَبرزَد، وابن سُكينة، فمن بعدهما. وله إجازة من أبي الحُسين بن يوسف. وكان ثقة مُكثراً. مات كهلاً في ذي الحجة. 4 (وفيها ولد) الشيخ نجم الدين أحمد بن محسّن بن مكي. والكمال محمد بن أحمد ابن النجّار، وكيل بيت المال. وشمس الدين محمد بن سلمان ابن بنت غانم الموقّع. والبهاء أيوب بن أبي بكر ابن النحّاس، مدرس القَليجية. والعماد أحمد بن محمد بن سعد. والضياء دانيال بن منكلي الكركي. والشمس خضر بن أبي الحسين بن عبدان الأزْدي. والعماد محمد بن علي بن أحمد بن القسطة. والتاج كِندي بن عمر بن كِندي. والشيخ يونس بن أحمد المؤذن بجامع دمشق. وعمر بن أبي الفتح الصحراوي، نزيل مصر. وعلي بن أحمد بن عبد الدائم. وإدريس بن محمد بن عبد العزيز الإدريسي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 388 وسعد الخير بن أبي القاسم النابلسي السروطي. ونصر الله بن محمد بن عيّاش السكاكيني. وشيخنا حسن بن عبد الكريم، سِبط زيادة المقرئ، وعاش خمساً وتسعين سنة. والتقي أحمد بن مؤمن.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 389 4 (وفيات سنة ثمان عشرة وستمائة) ) 4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن صدقة بن نصر بن زُهير بن المقلَّد.) توفي فُجاءة في ربيع الآخر وله تسع وسبعون سنة. سمع من: أبي جعفر أحمد بن محمد العباسي، ومسعود بن الحُصين. روى عنه الدبيثي، وقال: مات في نصف ربيع الآخر. 4 (أحمد بن عبد الله بن محمد بن يحيى بن محمد بن محمد ابن سيد الناس.) أبو العباس اليَعمري الإشبيلي. أصله من أبّدة: عمل جيّان وما والاها، دار اليَعمريين. وهو سِبط أبي الحسين بن سليمان اللخمي روى عنه وعن أبي بكر بن خير، وأبي بكر بن الجد، وجماعة. قال الأبّار: كان معتنياً بالحديث، عارفاً بالقراءات. أدّب بعض بني الأمراء.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 390 روى عنه صاحبنا ابنه أبو بكر محمد بن أحمد. وتوفي في جمادى الأولى، وله سبع وخمسون سنة. قلت: أبو بكر هذا جد الحافظ فتح الدين، مفيد الديار المصرية. 4 (لأحمد بن علي بن الحسين.) أبو الفتح الغَزنوي الأصل، البغدادي، الواعظ. ولد سمة إحدى وثلاثين وخمسمائة. وسمّعه أبوه من: أبي السحن محمد بن أحمد بن صِرما، وأبي الفضل الأرموي، وأبي سعد أحمد بن محمد البغدادي الإصبهاني، وأبي إسحاق إبراهيم بن نبهان الغَنَوي، وأبي الفتح الكَرُوخي، وجماعة. وكان صحيح السَّماع، عالي الإسناد، لكنه ضعيف. قال الدبيثي: لنا بلغ أوان الرواية، واحتيج إليه لم يقم بالواجب، ولا أحب ذلك لميله إلى غيره وشَنْئه له، ولم يكن محمود الطريقة، وسمعنا منه على ما فيه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 391 قلت: وروى عنه ليث ابن الحافظ ابن نُقطة، وابن النجّار، وقال: كان فاسد العقيدة، يعظ وينال من الصحابة. شاخ، وافتقر، وهجرة الناس. وكان ضَجوراً، عَسِراً، مبغضاً لأهل الحديث. انفرد برواية جامع الترمذي، وب معرفة الصحابة. كان يأخذ أجرأ أجراً على التسميع، وسماعه صحيح.) قلت: لم يُنتفَع بعلوّ سنده، وانطوى ذِكره. وقد روى عنه جامع الترمذي الشيخ عبد الصمد بن أبي الجيش، ومحمد بن مسعود العجمي المَوصلي، وكان أبوه من أعيان الحنفية ورؤوسهم. وفي أثبات ابن خروف المَوصلي: قرأ جامع الترمذي على ابن مسعود المذكور، سنة إحدى وسبعين وستمائة. قال ابن نُقطة: سمع من ابن صِرما، والأرموي، وأبي سعد البغدادي. وسمع كتاب معرفة الصحابة، لابن مَندة، وكتاب الإيمان لرُستة. وما رُوي من تفسير وكيع من أبي سعْد البغدادي، وكتاب الأبواب لابن زياد النيسابوري من ابن صِرما. وهو مشهور بين العوامّ برذائل ونقائص من شُرب النبيذ والرفض وغير ذلك، سُئل وأنا أسمع عمن يقول بخلق القرآن، فقال: كافر، وعمن يسبّ الصحابة، فقال: كافر، وهمن يستحلّ شُرب الخمر، فقال: كافر. فقيل: إنهم يعنونك بذلك. فقال: كذبوا، أنا بريء من ذلك. وكتب خطّه بالبراءة. وقد سمعت عليه لأجل ابني أكثر ما عنده. وكان فيه كَرَم مع فقره. قلت: لم ينفرد الغَزْنوي بعلو الجامع فقد عاش بعده ابن البنّاء، سنوات. وسمع منه أبو زكريا يحيى ابن الصيرفي، أجزاء من تفسير وكيع. توفي في رمضان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 392 4 (أحمد بن علي بن النفيس بن بورنداز.) المحدَّث العالِم أبو نصر. سمعه أبوه من عبد الحق اليوسفي ثم طلب بنفسه، فسمع من ابن كليب، ومن ذاكر بن كامل، وطبقتهما. وتفقه على مذهب أحمد، ثم رحل إلى إصبهان فسمع من مسعود الجمّال، وخليل الرازني، واللبّان، والطائفة. ورحل إلى نيسابور بعد الستمائة فأكثر بها، وسكن بَلَخ، وتحوّل شافعياً، وأمّ بمسجد راعوم، وصار خازن الكتب به. وخرّج هناك، وأملى مجالس. وكان صدوقاً، حسن الطريقة. ترجمه ابن النجّار، وقال: عُدم في أخذ التتار البلاد سنة ثمان عشرة. 4 (أحمد بن عمر بن محمد الزاهد القدوة الشيخ نجم الدين الكُبرى.) أبو الجنّاب الخِيوقي الصوفي، شيخ خُوارزم.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 393 سمعت أبا العلاء الفَرَضي يقول: إنما هو نجم الكبراء، ثم خُفّف وغُيّر. وقيل: نجم الدين الكبرى. وهو من خِيوق، ويقال: خِوَق: وهي من قرى خُوارزم. قال عمر ابن الحاجب: طاف البلاد، وسمع بها الحديث، واستوطن خُوارزم، وصار شيخ تلك الناحية، وكان صاحب حديث وسُنة، وملجأ للغُرباء، عظيم الجاه لا يخاف في الله لومة لائم. سمع بالإسكندرية من أبي طاهر السلفي، وبهمذان من الحافظ أبي العلاء. ومحمد بن بُنَيمان، وبنيسابور من أبي المعالي الفُراوي. روى عنه: عبد العزيز بن هِلالة، وشَمْخ خطيب داريّاً، وناصر بن منصور العُرضي، وسيف الدين الباخَرزي تلميذه، وآخرون. وقال ابن نُقطة: هو شافعي المذهب، إمام في السُّنّة. وأثنى عليه. وقال ابن هِلالة: جلستُ عنده في الخلوة مراراً، فوجدت من بركته شيئاً عظيماً، وشاهدت في خلوتي عنده أموراً عجيبة. وسمعت من يخاطبني بأشياء حسنة. وقال آخر: كان النجم الكُبرى فقيهاً، شافعياً، زاهداً، عارفاً، فسّر القرآن العظيم في اثني عشرة مجلّدة. ودخل الشام ونزل بخانكاه القصر بحلب. قلت: وكان شيخنا عماد الدين الحزّامي يُعظّمه، ولكن في الآخر أراني له كلاماً فيه شيءٌ من لوازم الاتحاد وهو إن شاء الله سالم من ذلك، فإنه محدّث معروف بالسنة والتعبّد، كبير الشأن. ومن مناقبه أنه استشهد في سبيل الله، وذلك أن التتار لما نزلت على خُوارزم في ربيع الأول من السنة، خرج فيمن خرج ومعه جماعة من مُريديه، فقاتلوا على باب خُوارزم حتى قتلوا مُقبلين غير مدبرين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 394 ولقد اجتمع به الفخر الرازي صاحب التصانيف، وفقيه آخر، وقد تناظرا في معرفة الله، وتوحيده، فأطالا الجدال، فسألا الشيخ نجم الدين عن علم المعرفة، فقال: واردات ترد على النفوس تعجز النفوس عن ردّها. فسأله فخر الدين: كيف الوصول إلى إدراك ذلك قال: تترك ما أنت فيه من الرئاسة والحظوظ. أو كما قال هل، فقال: هذا ما أقدر عليه. وانصرف عنه. وأما رفيقه فإنه تزهّد، وتجرّد، وصحِب الشيخ ففُتح عليه. وهذه حكاية حكاها لنا الشيخ أبو الحسين اليونيني، ولا أحفظها جيداً. وممن أخذ عنه: أحمد بن علي النَّفري، وعبد العزيز بن هِلالة.) أخبرنا أبو عاصم نافع الهندي سنة أربع وتسعين، أخبرنا سعيد بن المطهَّر وستمائة، أخبرنا أبو العلاء الحافظ، بقراءتي. ح وأنبأنا أحمد بن سلامة، وغيره، عالياً عن ابن كُليب. قالا: أخبرنا علي بن أحمد، أخبرنا محمد بن محمد، أخبرنا الصفّار، حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا سلم بن سالم، عن نوح بن أبي مريم، عن ثابت، عن انس، قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن هذه الآية للذين أحسنوا الحُسنى وزيادة. قال: للذين أحسنوا العمل في الدنيا، الحسنى: وهي الجنة. والزيادة: النظر إلى وجه الله الكريم. هذا حدث منكر انفرد به سَلم بن سالم البلخي وهو ضعيف باتفاق عن نوح الجامع شيخ مرو، وليس بثقة، بل تركوه، وقد روى له الترمذي في جامعه. والله أعلم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 395 4 (أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين.) أبو جعفر السُّلمي الغَرناطي، القَصري، المعروف بابن خولة. ولد سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة بغَرناطة. ورحل، وسمع بالعراق، وفارس، وكِرمان. ودخل الهند، وبُخارى، وسكن هَراة غلة أن دخلتها التتار بالسيف، فاستُشهد. وكان شاعراً امتدح ملوكاً، ونال دنيا، وحسُنت حاله. وسمع الكثير، ورافق الحُفّاظ. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن الخضر بن الحسين بن سُمير.) أبو نصر التَّنوخي، الحمَوي، الشافعي، قطب الدين. سمع ببغداد من شُهدة، وجماعة. وحدّث بدمشق.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 396 ومات في منتصف شوّال بدمشق. 4 (أحمد بن مسعود بن شدّاد الموصلي، المقرئ، الصفّار.) ولد سنة خمسٍ وأربعين بالموصل. وسكن حلب، وبها مات. سمع من: أبي جعفر أحمد بن أحمد ابن القاصّ البغدادي المقرئ تلميذ ابن بدران الحُلواني. 4 (إبراهيم بن حُميد.) ) أبو إسحاق التَّفليسي، التاجر، الصوفي. روى عن السلفي، وعنه الزكي عبد العظيم، قال: مات في ذي القعدة، وأثنى عليه. 4 (إبراهيم بن علي بن محمد السُّلمي، والمغربي، الحكيم.) المعروف بالقطب المِصري. قدم خراسان وتعلّم بها على الفخر الرازي، وصار من كبار تلامذته. وصنّف كُتباً كثيرة في الطب والفلسفة، وشرح الكُلّيات بكمالها من كتاب القانون. وقُتل فيمن قُتل بنيسابور.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 397 أخذ عنه شمس الدين قاضي الشام شمس الدين الخوتي، والعلاّمة شمس الدين الشامي. 4 (الأنجب بن أبي العزّ.) أبو شجاع الدلاّل. شيخ بغدادي، سمع الكثير من أبي الوقت. روى عنه الدُّبيثي، وقال: مات في صفر. روى جزء أبي الجَهم. وروى عنه ابن النجّار. 4 (حرف الباء) بهية بنت الفقيه طَرخان بن أبي الحسن علي بن عبد الله السُّلمي، الدمشقي، الصالحي. أم عبد الرحمن. امرأة صالحة، عابدة، لها أوراد وتهجّد. روت بالإجازة عن سعد الخير الأنصاري. وتوفيت في صفر. 4 (حرف التاء)
4 (تمّام بن أبي تغلِب.) الشيخ الزاهد الصالح، تلميذ الشيخ أحمد ابن الرفاعي. توفي ببغداد في شعبان. قاله ابن النجّار.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 398 4 (حرف الحاء) ) 4 (الحسن بن علي بن الحسين بن قَنان.) أبو محمد الأنباري، ثم البغدادي، المخلَّصي. سمع من: أبي الفضل الأرموي. وحدث. والمخلَّصي: هو النُّقلي. روى عنه: الزكي البِرزالي، والدبيثي. وهو أخو الحسين الذي مرّ. توفي في الثامن والعشرين من ذي الحجة. ويُعرف بابن الرُّبّي. ذكره ابن نُقطة، فقال: حدّث بشيء كثير عن الأرْموي، وسماعه صحيح. وأبوه سمع من ابن الحُصين، وزاهر الشحّامي. 4 (حسن، الرئيس المُطاع، جلال الدين، حفيد الحسن بن الصبّاح.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 399 صاحب الألَموت، وملك الإسماعيلية. مات في هذا العام. وكان قد أظهر شعائر الإسلام من الأذان والصلاة. وولي بعده المر ولده الكبر علاء الدين محمد بن حسن، فامتدت أيامه إلى أن حاصرهم هولاكو. 4 (الحسين بن عبد الوهاب بن حسن بن بركات.) القاضي السديد، أبو علي المُهَلبي، الَهْنسي، الشافعي. درّس بجامع السرّاجين بالقاهرة، وناب في القضاء عن قاضي القضاة أبي القاسم عبد الرحمن بن عبد العلي مدة، ثم ترك ذلك. وكان عفيفاً، نزهاً، صالحاً، وقوراً، عابداً، كبير القدر. مات في شعبان بالقاهرة. 4 (حمود بن وشواش البوسي، الزاهد.) سمع: أحمد بن المسلَّم اللخمي. روى عنه: الزكي المُنذري.) توفي يف جمادى الآخرة، وقد ناهز الثمانين. وكان شيخاً، صالحاً زاهداً. 4 (حرف الخاء)
4 (خديجة بنت القاضي الأنجب أبي المكارك المفضَّل بن علي المقدسي.) أخت الحافظ أبي الحسن.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 400 ولدت بالإسكندرية سنة خمسين. وأجاز لها السلفي سنة خمسين. وكانت زاهدة، عابدة، قانتة، كثيرة البِر. أخرجت جميع ما بيدها في المعروف. روى عنها الزكي المنذري. وماتت في ربيع الآخر. 4 (حرف الدال)
4 (داود شاه بن بُندار بن إبراهيم.) الإمام معين الدين، أبو الخير، الجيلي، الشافعي، الفقيه. قدم بغداد في صباه، وتفقه بالنظامية على أبي المحاسن يوسف بن بُندار الدمشقي، وأعاد بها مدةً طويلة، ودرّس، وأفتى. وحدّث عن: أبي الوقت السِّجزي، وغيره. روى عنه: الدبيثي، وغيره. ومات في رجب، وقد نيّف على الثمانين. 4 (حرف الزاي)
4 (زُبيدة بنت عبد الرزاق بن محمد بن أبي نصر الطَّبَسي.) شيخة معمَّرة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 401 سمعها أبوها من: عبد المنعم ابن القُشيري، وغيره. قال: ابن نُقطة: سمع منها الرحالة بَطبَس. وبثيت إلى سنة ثماني عشرة وستمائة، وانقطع عنا خبرها. 4 (حرف السين) ) 4 (سلمان بن رجب بن مهاجر الراذاني، المقرئ، الضرير.) تفقه بالنظامية وسمع من شُهدة الكاتبة. وحدّث. ومات في ربيع الأول. 4 (سليمان بن الحكم بن محمد.) أبو الربيع الغافقي، القرطبي. روى عن: أبي عبد الله بن حفص، وأبي القاسم الشرّاط، وأبي جعفر بن يحيى. قال الأبّار: كان ثقة، ديّناً، شاعراً. له أرجوزة في الفقه على مذهب مالك يتتبع فيها كتاب الخصال الصغير للعَبدي. وكان شُروطياً. توفي في ربيع الآخر. وقد قارب الستين. 4 (حرف الشين)
4 (شُعيب بن الحسن بن عبد الباقي.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 402 أبو يحيى السَّقلاطوني الحَربي. سمع من: جده لأمه عمر بن عبد الله الحربي، وعلي بن محمد بن أبي عمر، جميع أمالي طِراد. وحدث. توفي في ربيع الآخر. 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن محمد.) العلاّمة أبو محمد ابن الكمّاد الإشبيلي. سمع أبا محمد بن حوط الله. وبرع في علم الكلام، وشارك في العلوم، وصنّف التصانيف. عاش نيّفاً وأربعين سنة. 4 (عبد الباقي بن عبد الواسع بن عبد الباقي بن عامر.) شيخ الدين أبو المجد الأزْدي، الهرَوي. سمع منه: الزكي البِرزالي، والضياء، المقدسي. وأجاز لشيخنا التاج بن عَصرون، والشرف ابن) عساكر. وكان من صوفية هَراة. ولد سنة ثمانٍ وأربعين. وعُدم في دخول التتار هَراة، في ربيع الأول. 4 (عبد الخالق بن عبد الرحمن بن محمد ابن الصيّاد.) أبو عبد الرحمن الحَربي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 403 وُلد سنة سبع وعشرين وخمسمائة وأدرك قاضي المرستان، ولم يسمع منه. سمع من: أحمد ابن الطَّلاية، وسعيد ابن البنّاء، وعمر بن عبد الله شيوخ الحربية. روى عنه: الدبيثي، والبِرزالي، وجماعة. وتوفي في السابع والعشرين من رمضان. وكان شيخاً صالحاً، معمَّراً. 4 (عبد الرحمن بن عبد السلام.) أبو القاسم الغسّاني الأندلسي الغَزْناطي النحوي. قال البّار: سمع أبا سليمان السعدي، وأبا عبد الله بن عُروس. وذكر بعض أصحابنا أنه سمع من أبي عبد الله النميري في صغره. وتصدّر ببلده للإقراء وتعليم العربية. وولي الخطابة. وحدث، وطال عمره. توفي في ربيع الأول. قلت: روى عنه أبو بكر بن مسدي، فقال: أخبرنا سنة خمس عشرة وستمائة بغرناطة، عن أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن النميري سماعاً سنة تسع وثلاثين وخمسمائة فذكر عبد الله حديثاً نازلاً عن أبي بكر بن العربي. قال ابن مَسدي: تلا بالسبع على أبي عبد الله عُروس. قرأت عليه السبع بغَرناطة. ثم قال: وتوفي في الثالث والعشرين من شعبان سنة تسع عشرة. 4 (عبد الرحمن بن عبد الواحد بن عبد الرحمن بن غلاّب.) القاضي المعمَّر، وجيه الدين البَلَوي الإسكندراني. مولده في رمضان سنة خمس عشرة وخمسمائة. وكان يمكنه السماع من أبي عبد الله الرازي صاحب السُّداسيّات فلم يسمع منه، بل ولا من السِّلفي في الكهولة إنما سمع من هاشم بن عبد الله بن عبد الله التونسي وحدث عنه.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 404 قال المنذري: ناب في القضاء بالإسكندرية في أيام المصريين، وفي الدولة الناصرية. وعُمِّر حتى جاوز المائة، ممتَّعاً بحواسّه، وقوّته. حاضر الذهن، يركب الخيل. ولنا منه إجازة. مات في رابع شوّال. 4 (عبد الرحمن بن عثمان بن موسى بن أبي نصر.) المفتي صلاح الدين أبو القاسم الكُردي، الشهرزوري، الشافعي. والد الشيخ تقي الدين ابن الصلاح. وُلد قبل الأربعين وخمسمائة. وتفقه على القاضي شرف الدين أبي سعد بن أبي عَصرون، وغيره. ودرّس، وأفاد، وسكن حلب بأخَرَةٍ، ودرّس بالمدرسة الأسدية. وتوفي بحلب في ذي القعدة. 4 (عبد الرحمن بن معالي بن أبي نصر ابن العُلّيق.) المعروف بابن الحمر، البغدادي. حدث عن يحيى بن ثابت. ومات في ربيع الأول. 4 (عبد الرحمن بن وسف بن عبد الرحمن البغدادي الظفري.) حدث عن يحيى بن ثابت أيضاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 405 ومات في شعبان. 4 (عبد الرحيم بن أبي جعفر النفيس بن هبة الله بن وَهبان.) الفقيه المحدِّث المفيد أبو نصر السُّلمي، الحديثي المولد، البغدادي. سمع: أبا الفتح بن شاتيل، وأبا السعادات القزّاز، وفارس بن أبي القاسم الحفار، ومن بعدهم. ورحل، فسمع بواسط من أبي الفتح المندائي، وبأربل من عمر بن طَبَرزد، وبنيسابور من المؤيَّد بن محمد، وبهَراة من رَوْح عبد المُعزّ، وبإصبهان من أصحاب أبي عبد الله الخلاّل، وبدمشق من الكندي، وبمصر، والإسكندرية. قال الحافظ عبد العظيم: سمعت منه من شعره. قال: وكان حادّ الخاطر، جيد القريحة، فقيهاً، أديباً شاعراً. وهو منسوب إلى حديثة النورة بقرب هِيت وهي جزيرة في وسط الفرات، وهي غير حديثة المَوصِل.) وقال ابن النجّار: كان حافظاً، ثقة، متقناً، ظريفاً، كيِّساً، متواضعاً، له النظْم والنثْر. اصطحبنا مدة وأفادني الكثير. وسكن خُوارزم إلى أن استولى عليها التتار وأحرقوها، وعُدم خبره. وقد كتبت عنه بمرو. ووُلد سنة سبعين وخمسمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 406 4 (عبد الصمد بن عبد الرحمن بن أبي رجاء.) أبو محمد البَلَوي. فيها، وسيأتي تسع عشرة. 4 (عبد العزيز بن عبد الملك بن تميم الشيباني، الدمشقي، المحدِّث.) الرحال.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 407 أسرَتْه التتار سنة ثمان عشرة. 4 (عبد الغني بن قاسم بن عبد الرزاق.) أبو القاسم المقدسي الأصل، المصري، الحنبلي، الفقيه. سمع من: البوصيري، والأرْتاحي، وجماعةٍ. ولنقطع إلى الحافظ عبد الغني ولازمه وأكثر عنه. وكان صالحاً، خيّراً، قانعاً باليسير، فقيراً، متجمّلاً. وقد حدّث. ومات في صفر. 4 (عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن أبي علي.) أبو علي الإصبهاني، ثم البغدادي، الحاجب، المعروف والده بالسيدي ولأنه خدم الأمير السيد أبا الحسن العلَوي. وُلد سنة ست وأربعين وخمسمائة. وسمع الكثير بأبيه وبنفسه من: أبي الفتح بن البطي، وأبي زُرعة، وأبي القاسم هبد الله الدقّاق، وأحمد بن المقرَّب، وأبي حَنيفة محمد بن عُبيد الله الخطيبي الإصبهاني، وجماعةٍ. وعُني بالسماع، وكانت له أصولٌ جيّدة. روى عنه: الدبيثي، والضياء المقدسي، وابنه أبو جعفر محمد، وآخرون. وتوفي في رمضان. 4 (عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل بن أحمد بن أسعد بن صاعد.) )
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 408 الشيخ المعمَّر، حافظ الدين أبو رَوْح الساعدي، البزّاز، الهَرَوي، الصوفي، مسند العصر بخُراسان. ولد في ذي العَقْدة سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة بهَراة. وقدِم عليهم في ذي القَعْدة سنة سبع وعشرين أبو القاسم زاهر الشحّامي، فاعتنى به جدّه لأمه الشيخ أبو نصر عبيد الله بن أبي عاصم الصوفي، وأسمعه منه جُملة صالحة، وسمع من جده هذا عن محمد بن أبي مسعود الفارسي. ومن: الزاهد يوسف بن أيوب الهمذاني، ومحمد بن إسماعيل بن الفُضيل الفُضيلي، وأبي القاسم تميم بن أبي سعيد الجُرجاني، وأبي الفتح محمد بن علي المُضَري، وعبد الرشيد بن أبي يَعلى ابن الشيخ أبي عمر عبد الواحد المليحي، وأبي علي خَلَف بن محمد بن أبي الحسن البوشَنْجي المحتسب، وأبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن الحُسين بن حمزة العلوي، وطائفة سواهم. وقد حضر وهو له ثلاث سنين على أبي الفتح محمد بن إسماعيل الفامي، وسمع صحيح البخاري من خَلَف بن عطاء الماوَردي، بسماعه من أبي عمر عبد الواحد المليحي، وسمع جامع الترمذي من جماعة. قال الحافظ أبو بكر بن نقطة: وسمع مسنَد أبي يعلى من تميم بن أبي سعيد الجُرجاني. قال لي أبو زكريا يحيى بن علي المالقيّ: كان لأبي رَوْح فوت فيه حتى قدم علينا أبو جعفر بن خَولة العَرناطي من الهند إلى هَراة، فأخرج إلينا المجلّدة التي فيها سماعة، فتم له الكتاب. قلت: ابن خولة هو المذكور في هذه السنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 409 قال: ويروي كتاب التقاسيم والأنواع لأبي حاتم بن حِبّان. قال: ونقلت من خطّه: مولدي في ثامن ذي القعدة سنة إحدى وعشرين. قلت: وكان أحد الصوفية بخانكاه شيخ الإسلام أبي إسماعيل الأنصاري، وعُمِّر ستاً وتسعين سنة. وصارت الرحلة إليه من الأقطار. وحدّث عنه جماعة في حياته بالبلاد النائية روى عنه: العماد علي بن القاسم بن عساكر، والزكي البِرزالي، والضياء المقدسي، والمحب ابن النجار، والشرف المرسي، والصدر البَكري، والمحب اللبلي، والزاهد نجم الدين عبد الله بن محمد الرازي الصوفي، وعبد الحق بن أبي منصور المَنْبحي، وإبراهيم بن محمد بن الأزهر الصريفيني، ومسعود بن عبد الله التَّكروري،) ومشهور بن منصور النيْربي. وروى عنه بالإجازة: الشمس عبد الواسع الأبهري، والنور محمود بن عبد الرحمن بن أبي عَصرون وابن عمهم التاج محمد بن عبد السلام الشافعي، والشرف أحمد بن هبة الله ابن تاج الأمناء، وزينب الكِندية، ومحمد بن هاشم العباسي، وآخرون. وقرأت بخط الضياء: أنه قتلته الترك في ربيع الأول سنة ثمان عشرة بِهَراة. 4 (عبد الملك بن أبي الفتْح عبد الله بن محاسن.) أبو شجاع الدارَقَزّي، الدلاّل، المعروف بابن البلاّع. سمع من: المبارك بن علي السَّمذي، وأحمد بن علي ابن الأشقر، والمبارك بن أحمد بن بركة، وهبة الله بن أحمد الشِّبْلي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 410 وكان من قدماء الرواة ببغداد روى عنه: الدبيثي، والبِرزالي، وجماعة. وتوفي في سابع شعبان. وروى عنه ابن النجار، وقال: لا بأس به. 4 (عبد الواحد ابن زين القضاة أب بكر عبد الرحمن بن سُلطان بن يحيى بن علي.) القاضي الرئيس ظهير الدين أبو المكارم القُرشي، الدمشقي، الشافعي. سمع من: عبد الرحمن بن أبي الحسن الداراني، وعلي بن أحمد الحَرَستاني، وأبي القاسم ابن عساكر. روى عنه: الضياء المقدسي، والزكي البِرزالي، والشهاب القُوصي. مولده سنة خمسين وخمسمائة. ومات في مستهل ربيع الأول. 4 (عبد الواحد بن علي بن عبد الواحد بن محمد بن علي ابن الصَّبّاغ.) العدل أبو القاسم ابن العدل الكبير أبي الحسن ابن العدل أبي المظفر، أبو القاسم البغدادي، الكَرْخي. ولد سنة إحدى وأربعين. وسمع حضوراً من سعيد بن أحمد ابن البنّاء، وسمع من ابن البطي. وحدث. وهو من بيت عدالة وفضيلة.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 411 روى عنه ابن النجّار. 4 (عبد الودود ابن العلاّمة الإمام مجير الدين أبي القاسم محمود بن المبارك.) البغدادي، الفقيه الرئيس أبو المظفّر، وكيل أمير المؤمنين. كان فقيهاً، مناظراً، مدرِّساً. حدّث بجزء ابن عرفة، عن ابن كُليب. توفي في جمادى الآخرة. 4 (عبيد الله بن عبد الرحمن بن أبي المُطرِّف.) أبو مروان القُرطبي. أخذ القراءات والعربية عن أبي بكر بن سَمحون. وسمع من ابن بُشْكُوال.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 412 4 (عتيق بن بَدَل بن هلال بن حَيدر.) أبو بكر الزَّنْجاني الأصل، المكي، العُمّري، كان يكتب العُمَر. وعاش نيّفاً وسبعين سنة. وسمع ببغداد من: أبي الفتح بن البطي، وأبي بكر بن النَّقُور، وجماعة. وبهمذان من الحافظ أبي العلاء العطار. وبزَنجان من عمر بن أحمد الخَطيبي. وحدث بمكة. 4 (علي بن عبد الوهّاب بن علي بن الخَضِر بن عبد الله.) أبو الحسن القُرشي، الأسدي الزُّبيري، الدمشقي، المعدَّل، أخو كريمة. ولد سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة. وسمع من: علي بن أحمد الحَرَستاني، وعبد الرحمن بن أبي الحسن الداراني، وحمزة ابن الحُبوبي، وغيرهم. وأجاز له جماعة. روى عنه: ابن خليل، والشهاب القوصي، والضياء الحنبلي. لقبه نجم الدين، ولقب أبيه نجيب الدين. توفي في سلخ صفر، وله تُربة بالجبل. 4 (علي بن عمر بن علي بن بقاء ابن النُّموذَج.) ) أبو الحسن السَّقلاطوني. حدث عن أبي علي أحمد بن أحمد الخرّاز. وهو من أولاد الشيوخ، مات بين العيدين. حدث عنه ابن النجّار.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 413 4 (علي بن محمد بن علي بن محمد بن المهنَّد.) أبو الحسن الحريمي، المقرئ، المعروف والده بالسَّقّاء. وُلد سنة ثلاث وثلاثين. وسمع من: المبارك بن أحمد الكِندي، وسعيد ابن البنّاء، وأبي الوقت، وغيرهم. وكان شيخاً صالحاً، ضواحي دُجيل بقرية حَربا، وكان يتردّد إلى بغداد. وتوفي بحَربا في خامس رمضان. روى عنه: الدُّبيثي، والزكي البِرزالي، والكمال محمد بن محمد ابن الدبّاب الواعظ، وأبو محمد عبد الله بن الوليد. سمع منه ابن الدبّاب كتاب: المحنة تأليف حنبل، بسماعه من أحمد بن علي بن عبد الواحد: أخبرنا أبو الغنائم بن أبي عثمان. وسمع منه كتاب التفكّر والاعتبار بسماعه من المبارك الكِندي. وسمع منه أيضاً كتاب قصر الأمل وكتاب الهم والحزن قال: أخبرنا عاصم بن الحسن العاصمي. 4 (علي بن أبي بكر محمد بن أبي زيد.) أبو الحسن النيسابوري، المستوفي. سمع: أبا الفتح محمد بن محمد بن عبد الرحمن الخشّاب، وغيره. روى عنه الزكي البِرزالي. وأجاز لشيوخنا: ابن عَصرون، وابن عساكر، وبنت كِندي. وعُدم فيمن عُدم من أمم لا يُحصيها إلا بارئها، أخبرنا أحمد بن عساكر، عن علي بن محمد، أخبرنا محمد بن محمد الخشّاب، أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذّن فذكر حديثاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 414 4 (علي بن محمد بن يوسف الفهمي.) ) أبو الحسن اليابُري، القرطبي، الضرير. أخذ القراءات بغَرناطة عن عبد المنعم بن يحيى بن الخلوف وبإشبيلية عن أبي بكر بن خيْر، ونَجَبة بن يحيى، وأكثر عن أبي العباس بن مَضاء. وأجاز له السِّلفي. وكان محققاً للقراءات جداً. ذكياً. أدّب ولد السلطان بمرّاكُش، ونال دنيا عرضة. مات فيها تقريباً. 4 (علي بن نابت بالنون بن طالب.) الفقيه أبو الحسن الأزَجي، الحنبلي، الوعظ. المعروف بابن الطالَباني. سمع من: أبي محمد صالح بن الرِّخْلة، وشُهدة، وخطيب المَوصل، وأبي الحسين عبد الحق، وغيرهم. روى عنه: الضياء، وابن أخيه الفخْر، والشيخ شمس الدين عبد الرحمن، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 415 وسكن رأس العين، وبها مات في تاسع عشر شعبان. لقبه موفَّق الدين. 4 (علي بن أبي الأزهر بن علي بن خليفة.) أبو الحسن الحَربي، العطّار. ولد بُعيد الأربعين. وسمع من: عمه عمر بن علي، وسعيد بن أحمد ابن البنّاء. وحدث. روى عنه: الدبيثي وقال: مات في ثامن عشر ربيع الأول وابن النجّار. 4 (عمر بن عيسى بن أبي الحسن.) أبو حفص البُزروي، البغدادي. سمع من: أبي المعالي ابن اللحّاس، وأبي محمد ابن الخشّاب، وجماعة. وحدث. وتوفي في شعبان.) ومات أخوه أبو الفَرَج عبد الرحمن الواعظ سنة أربعٍ وستمائة. 4 (عمر بن يوسف بن يحيى بن عمر.) موفق الدين المقدسي، الشافعي، خطيب بيت الأبّار. حدث عن أبي القاسم بن عساكر. وخطب بجامع دمشق نيابة عن الدَّوْلَعي. وكان رجلاً صالحاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 416 توفي في رجب. روى عنه القُوصي. 4 (حرف القاف)
4 (القاسم بن عبد الله بن عمر بن أحمد.) المُفتي العلاّمة أبو بكر النيسابوري، الصفّار. قرأت بخط الضياء تحت اسمه: قُتِل والله أعلم في صفر سنة ثمان عشرة في غارة الترك في صفر، أخبرني بذلك ابن النجار. كان فقيهاً إماماً، فاضلاً، عالي الإسناد في الحديث. سمع من: جده، ومن عن أبيه، ومن وجيه الشحّامي، وعبد الله ابن الفُراوي، وهبة الرحمن ابن القُشيري، ومحمد بن منصور الحُرْضي، وعبد الوهّاب بن إسماعيل الصيرفي، وإسماعيل بن عبد الرحمن العَصائدي، وجماعة. وتفقه على مذهب الشافعي. ووُلد في ربيع الآخر سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة. روى عنه: الزكي البِرزالي، وأبو إسحاق الصَّريفيني، والضياء المقدسي، والشرف المرْسي، والصدر البَكري، وآخرون. وروى عنه بالإجازة: أبو الفضل بن عساكر، والتاج محمد بن أبي عَصرون، وجماعة. قال ابن نُقطة: كان حياً إلى أن دخلت الترك نيسابور في سنة سبع عشرة أو ثمان عشرة. قلت: ومن مسموعاته مسند أبي عَوانة، سمعه من أبي الأسعد هبة الرحمن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 417 القُشيري: أخبرنا عبد الحميد البُحتري، عن أبي نُعيم الإسفرائيني، عنه. وسمع كتاب الزُّهريات من وجيه، قال: أخبرنا أبو حامد الأزهري بسنده إلى الذُّهلي. وسمع النسائي سوى كتاب الجهاد من إسماعيل العَصائدي، عن عبد الرحمن بن منصور بن رامش، وسمع كتاب الجهاد من عبد الصيرفي،) عن علي بن أحمد المؤذّن، قالا: أخبرنا بن فنجوَيه، أخبرنا ابن السُّنّي، أخبرنا النَّسائي. وقال محمد بن محمد الإسفرائيني ومن خَطه نقلتُ: أخبرنا الإمام مفتي خُراسان شهاب الدين أبو بكر القاسم بن أبي سعد، قال: أخبرتنا عمة والدي عائشة فذكر حديثاً. ثم قال: وشيخنا شهاب الدين ما رأينا في خُراسان من المشايخ مثله حلماً، وعلماً، ومعرفة بمذهب الشافعي، سمعت أنه درّس الوسيط للغزالي أربعين مرة، درس العامة، سوى درس الخاصة، ودَخَلَت التُّرك نيْسابور في سنة سبع عشرة، ولم يتمكنوا من دخولها، ورُمي مقدّمهم بسهم غَرْبٍ فقتله، فرجعوا عنها، ثم عادوا إليها في ستة ثمان عشرة، وأخذوها، وأخربوها، وقتلوا رجالها ونساءها إلا ما شاء الله، واستشهد شيخنا في استشهد. 4 (القاسم ابن الحافظ عماد الدين علي ابن الحافظ المحدِّث بهاء الدين القاسم ابن الحافظ الحُجة) ثقة الدين أبي القاسم ابن عساكر الدمشقي: أبو محمد. شاب طري من أبناء ثمان عشرة سنة. سمع من الكندي، وطبقته، ورحل به أبوه إلى خراسان، وسمَّعه الكثير، واخترمته المنيّة. ولو عمِّر ثمانين سنة أو دونها لكان مُسْند وقته. توفي في جمادى الأولى. وقيل أنه حدَّث.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 418 4 (حرف الميم)
4 (محمد ابن العلامة أبس طاهر أحمد بن هبة الله بن محمد بن عمر.) أبو عبد الله الهمذاني، الرُّوذَراوَريّ. توفي بهمذان في رجب بعد دخول التتار إليها بأيام. سمع الكثير من نصر بن المظفر البرمكي، وأبي الوقت السِّجْزيّ، وأبي زُرعة، وجماعة. وله إجازات كثيرة. وولد في سنة إحدى وأربعين، وحدّث بهمذان، وإربل. روي عنه الضياء، وقال: قتلته الترك بهمذان في جمادى الآخرة. والذي قدمناه هو قول الزكي) المنذري. ممد بن إبراهيم بن سعد بن عبد الله بن سعد. الناصح أبو عبد الله المقدسي، الحنبلي. سمع: أبا المعالي بن صابر، وأبا الفتح بن شاتيل، ونصر الله القزاز، وطبقتهم. وقيل: أنه لم يدرك ابن شاتيل، وسمع أيضاً أبا نصر عبد الرحيم بن عبد الخالق اليوسفي، وابن بُوْش، وسمع خلقاً كثيراً. قال الضياء: ولد في سنة أربع وستين وخمسمائة، واشتغل بالفقه ببغداد، وسمع، وعاد إلى وطنه. وهو كثير الخير، قاضي الحوائج. كريم النفس، متودّد إلى الناس، سليم الصدر، كثير الاحتقار لنفسه. وكان يصلي إماماً بالدير الشرقي بمسجد العطّافية إلى أن مات. وخلّف من الولد: عبد الوهاب وإبراهيم، وثلاث بنات. وتوفي في الثامن والعشرين من شوال. روي عنه: الضياء، وابن أخيه الفخر، وغيرهما.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 419 4 (محمد بن إسحاق بن عياش) العلامة أبو عبد الله الزناتي، شيخ المالكية بغرناطة، ويُعرف بالكمّاد وهو الدقّاق. كان قائماً على المُدوّنة تخرج به أئمة. قال ابن مسْدي: ناظرتُ عليه في المُدوّنة وبحث عليه في الموطأ. عاش نيّفاً وسبعين سنة. سمع من أبي خالد بن رفاعة، وعلي بن كوثر، وطبقتهما. 4 (محمد بن إسماعيل الإربِلي.) أبو الحس، يأتي في الكنية. 4 (محمد بن الحسن بن علي.) أبو عبد الله اللَّخمي الداني، ويُعرف بابن التُّجيبي. سمع من: الحافظ أبي القاسم بن حُبيش، وأبي عبد الله بن حَميد. وأجاز له أبو طاهر السِّلفي. وقرأ كتاب سيبويه على الذَّهبي النحوي. قال الأبّار: وكان أديباً، كاتباً، بليغاً. أقرأ العربية، وولي قضاء دانية. وسمعت منه. وتوفي في رمضان. 4 (محمد بن خَلَف بن راجح بن بلال بن هِلال بن عيسى بن موسى بن الفتح بن زُريق.) )
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 420 الإمام شهاب الدين أبو عبد الله المقدسي، الحنبلي. وُلد سنة خمسين وخمسمائة ظناً، بجَماعيل. ورحل مع الحافظ عبد الغني سنة ست وستين إلى الحافظ السِّلفي، فأكثر عنه ورجع فرحل إلى بغداد وسمع من أبي محمد ابن الخشّاب، وشُهدة، وأبي الحسين عبد الحق، وطبقتهم. وسمع بدمشق من أبي المكارم عبد الواحد بن هِلال، وأبي المعالي بن صابر. قال الضياء: اشتغل ببغداد بالخلاف على الإمام أبي الفتح بن المنّي، وصار أوحد زمانه في علم النظر. كان يناظر ويقطع الخصوم. وسمعته يقول: إن ابن الجوزي كان تركني عنده، وكان يكرمني ويخصّني بالأشياء لكوني عنده. قال الضياء: ولما عاد موفق الدين يقول: كان إذا لنا عند إنسان ببغداد شيء لا نقدر على تحصيله أرسلنا إليه الشهاب. ثم إنه مرض مرضاً شديداً، واصفرّ لونه، وكان بعض الناس يقول: إنه مسحور والله أعلم وهو كثير الخير والصلاة، سليم الصدر. ولقد رأيتهم بجَماعيل يعظّمونه تعظيماً كبيراً، ولا يشكّون في ولايته وكراماته، ولعمري لقد كان على خيرٍ كثير من الدين، والصَّلاح، والذكر، وسلامة الصدر. وسمعت الإمام أبا محمد عبد الرحمن بن محمد بن عبد الجبّار يقول: حدثني جماعة من جَماعيل فيهم: خالي عمر بن عَوَض قال: وقعتْ في جَماعيل فتنةٌ فخرج بعضهم إلى بعض بالسيوف، وكان الشهاب عندنا، قالوا: فسجد ودعا الله. قالوا: فضرب بعضهم بعضاً بالسيوف فما قطعت السيوف شيئاً. قال عمر: فلقد ضربتُ رجلاً بسيفي وكان سيفاً مشهوراً فما قطع شيئاً. وكانوا يرَون أن هذا ببركة دعائه. وقال عمر ابن الحاجب في معجمه: هو إمام محدِّث فقيه، عابد، دائم الذكر، لا تأخذه في الله لومة لائم، صاحب نوادر وحكايات، وعنده وسوسة زائدة في الطهارة. وكان يحدّث بعد الجُمُعة من حفظه، وكانت أعداؤه تشهد بفضله.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 421 وقال الزكي المنذري: كان كثير المحفوظات، متحرياً في العبادات حسن الأخلاق. قلت: روى عنه الضياء، والمنذري، والبِرزالي، وابن عبد الدائم، والقوصي، وشمس الدين عبد الرحمن، والفخر علي، والشمس ابن الكمال، وأبو بكر بن طَرْخان، والتقي ابن الواسطي، والشمس عبد الرحمن ابن الزين، ومحمد بن مؤمن، وإبراهيم بن حَمْد، وأبو بكر ابن الأنماطي.) وحدثنا عنه: العماد عبد الحافظ، والعز إسماعيل بن المُنادي، والعز أحمد بن العِماد، والشمس محمد ابن الواسطي، وعائشة بنت المجد عيسى. قرأت وفاته بخط الضياء: في التاسع والعشرين من صفر. 4 (محمد بن سلامة بن نصر بن مَقدام.) أبو عبد الله المقدسي، العطّار. سمع من: الخَضِر بن طاووس، وأبي المجد الفضل ابن البانياسي. 4 (محمد بن طلحة بن محمد بن عبد الملك بن حَزم.) أبو بكر الأموي، النحْوي، الإشبيلي. أخذ القراءات عن أبي بكر بن صاف، والعربية عن أبي إسحاق بن ملكون. وسمع من أبي بكر بن الجدّ كتاب سيبويه، وسمع من أبي زيد السُّهيلي بعض كتابه الروض الأنف. ولم يعتن بالحديث، بل غلب عليه القراءات والنحْو. قال الأبّار: وكان أستاذ حاضرة إشبيلية غير مُدافَع، وعليه قرأ ابن عبد
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 422 النور، وانتفع به أبو علي الشلوبيني، وكان من إجادة الإلقاء، وحُسن الإفادة، غلب ذلك عليه، فشدّ عليه الجمهور. رأيته بإشبيلية. وتوفي في صفر رحمه الله وولد ببابُرة في سنة خمسٍ وأربعين وخمسمائة. 4 (محمد بن عبد الله بن أحمد.) أبو العباس البغدادي، الضرير، المقرئ، المعروف بالرشيدي. وفي نسبه إلى هارون الرشيد طَعنٌ. قرأ القراءات على أبي الكرم المبارك بن الحسن الشَّهرَزوري، وعلى غيره وسمع منه ومن: أبي الوقت السِّجزي، وسعد ابن البنّاء، وأبي القاسم عبد الله بن أحمد ابن الخلاّل الوكيل. وحدّث، أقرأ بالروايات. وهو من آخر أصحاب أبي الكرم. روى عنه: الدُّبيثي، وابن النجار، وقال: كان شيخاً حسناً، صدوقاً، قال: ومات في شعبان. 4 (محمد بن عبد الرحمن بن أبي العز.) الشيخ أبو الفرَج الواسطي، المقرئ، التاجر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 423 صحب صدقة بن الحُسين الواعظ، وقدم معه إلى بغداد سنة ثلاث وخمسين، فسمع من: أبي) القوت، وأبي جعفر العبّاسي، وأبي المظفّر محمد بن أحمد ابن التُّرَيكي، وهبة الله ابن الشَّبلي، وجماعة. وحدث ببغداد، وإربِل، والموصل، وحَلب، ودمشق. وكان له اعتناءٌ بالحديث ويعرف سماعاته. واشتغل بالتجارة مدة. وكان قديم المولد، فإنه سمع من أبي الوقت وله ستٌّ وثلاثون سنة، وعاش مائة أو أزْيد. وسِنّه يحتمل السماع من ابن الحُصين، وطبقته والسماع رزقٌ. روى عنه: الدُّبيثي، وابن خليل، والشهاب القوصي، والزكي البِرزالي، والتاج عبد الوهاب ابن زين الأمناء، وآخرون. وروى صحيح البخاري، بالموصل. وتوفي في الخامس والعشرين من جمادى الآخرة وله مائة سنة وسنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 424 4 (محمد بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عياش.) أبو عبد الله التُّجيبي، الأندلسي، الكاتب، صاحب ديوان الإنشاء بالمغرب. قال الأبّار: أخذ عن أبي عبد الله بن حَميد شيئاً يسيراً، وعُني بالآداب. وكان رئيساً في صناعة الكتابة، خطيباً، مصْقعاً، بليغاً، مُفوّهاً، شاعراً. وكتب للسلطان، ونال دنيا عريضة. وله في المصحف العثماني، وقد أمر المنصور بتحليته: (ونُفّلته من كل قومٍ ذخيرةً .......... كأنهم كانوا برسم مكاسبهْ)
(فإن وَرَث الأملاك شرقاً ومغرباً .......... فكم قد أخلّوا جاهلين بواجبهْ)
(وألبسته الياقوت والدُّرّ حِلية .......... وغيرك قد روّاه من دم صاحبهْ) ولد أبو عبد الله بن عيّاش في سنة خمسين وخمسمائة، وتوفي في جُمادى الآخرة بمرّاكُش، رحمه الله. 4 (محمد بن عبد الكريم بن محمد بن أبي الفضل بن علي.) القاضي العالم الصالح، علاء الدين أبو عبد الله ابن أخي القاضي جمال الدين، الأنصاري الدمشقي، ابن الحَرَستاني. ولد سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة.) وسمع من أبي القاسم ابن عساكر الحافظ، وسمع بالموصل من خطيبها أبي الفضل عبد الله ابن الطوسي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 425 روى عنه الزكي البِرزالي في معجمه. وتوفي في سابع عشر رمضان. 4 (محمد بن عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن يحيى بن فَرَج ابن الجدّ.) أبو بكر الفِهري، الإشبيلي. سمع من جده الحافظ أبي بكر محمد. وكان ذا رئاسة عظيمة، ووجاهة عند الدولة إلى الغاية. قال الأبّار: وكان مع شرفه متواضعاً، جواداً، كريماً، كثير المعروف، والصدقات، رفيعاً. سمعتُ منه حكاية. وما أراه حدّث وكانت جِنازته مشهودة. 4 (محمد بن علي بن الحُسين.) أبو يَعلى الواسطي الجامدي، المعروف بابن القارئ. حدث بواسط بالإجازة عن القاضي محمد بن علي ابن الجُلاّبي. وسمع من جده لأمه أبي المفضَّل محمد بن محمد بن أبي زنبقة. ومات في جمادى الأولى. وثقّه ابن نقطة. 4 (محمد بن علي بن عمر.) النجيب أبو حامد السمرقندي، الطبيب، نزيل هَراة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 426 كان من علماء الزمان بالطب وله فيه تصانيف مفيدة منها: كتاب أغذية المرضى، ومنها كتاب الصناعة، وكتاب أقراباذين وغير ذلك. قُتل بهراة. 4 (محمد بن علي ابن الواعظ نصر بن نصر العُكبَري.) أبو الفرج الكاتب. اشتغل بالديوان. وحدث عن جده.) وتوفي بالحلّة في رمضان. وروى عنه: الدُّبيثي، وابن النجّار. 4 (محمد بن عمر بن عبد الغالب بن نصر بن عبد الله.) المُحدِّث أبو عبد الله القرَشي، الأموي، العثماني، الدمشقي. طوَّف، وسمع بنفسه الكثير، وكان حسن الطريقة، ذا دين، وورع وأمانة. وكتب كثيراً، وبورك له في مسموعاته وحدّث بأكثرها. وكان في الرحلة وحده فنجد أكثر طباقه ما معه كبير أحد. وكان له منامات عجيبة. سمع من: أبي الحسين أحمد ابن الموازيني، وعبد الرحمن بن علي ابن الخِرقي، وبركات الخُشوعي. ورحل، فسمع ببغداد من عبد المنعم ابن كُليب، وجماعة. وبإصبهان من خليل بن بدر الراراني، ومسعود بن أبي منصور الجمّال، وأبي المكارم اللبّان، وأبي جعفر الصيدلاني. وبنيسابور من أبي سعد عبد الله بن عمر ابن الصفّار، ومنصور بن عبد المنعم الفُراوي، وجماعة. وبمصر، والإسكندرية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 427 ومولده ببيت لِهيا في سنة تسع وستين وخمسمائة. روى عنه: الزين بن عبد الدائم، والزكي عبد العظيم، والقاضي أبو المجد بن العديم، والفخر علي ابن البخاري، والكمال أحمد بن محمد الحلبي، وجماعة. وحدّث بدمشق، وحرّان، وحلب، وحمص، ومصر. وتوفي إلى رحمة الله بالمدينة النبوية، في وسط المحرّم. 4 (محمد بن كرم بن بركة.) أبو علي الكاتب الأزَجي، ويُعرف بمعتوق الكيّال. سمع: ابن ناصر، وأبا الكرم الشهرَزوري. قال ابن النجّار: كتبت عنه. وكان شيخاً حسناً، لا بأس به. توفي في ربيع الأول وقد جاوز الثمانين. 4 (محمد بن أبي جعفر محمد بن محمد بن الحسين.) الشيخ أبو البركات الشَّهرستاني، ثم البغدادي النحْوي. ولد سنة تسع وأربعين وخمسمائة.) واشتغل على أبي محمد ابن الخشّاب، وعلي بن المبارك ابن الزاهدة. وتميّز في العربية وحدث بشيء من شعره.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 428 ومات في ربيع الآخر. 4 (محمد بن محمود بن إبراهيم بن الفرج.) المحدث المتقن، العالم الصالح، تقي الدين، أبو جعفر وأبو عبد الله الهمذاني، الواعظ، ويُعرف بابن الحمّامي. ولد في أول يوم من سنة ثمان وأربعين. وسمع ببلده من الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد العطّار. وسمع حُضوراً من أبي الوقت السجزي. وسمع أيضاً من محمد بن بُنَيمان الأديب، وجماعة ورحل إلى إصبهان فأدرك بها أبا رشيد عبد الله بن عمر صاحب أبي عبد الله الثقفي، فسمع منه ومن طبقته. وقدم بغداد، فسمع بها من الأسعد بن يَلْدرك، وأبي الفوارس سعيد بن محمد الحيص بيص، وجماعة. ثم قدمها بعد الستمائة، فسمع من أصحاب ابن الحُصين، وأبي غالب ابن البنّاء. وكان شيخ همذان ومُفيدها وكبيرها، كتب وطلب وسمع الكثير. قال المحب ابن النجار: حضرتُ مجلس إملائه، وكان يُملي في وعرفة الصحابة، ثم يُملي من غريب الحديث، ويتكلّم على الناس على طريق الوعظ. قال: وكان به القبول التامّ، والصيت الشائع، وأهل همذان مُقبلون عليه يتبرّكون به. وكان من أئمة الحديث وحُفّاظه له المعرفة بفقه الحديث ولغته، ومعرفة رجاله. وكان فصيحاً ذا عبارة حُلوة، وألفاظ منقّحة، مع دين وعبادة،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 429 وزُهد. وكان أمّاراً بالمعروف نهّاءً عن المنكر، ناصر السنة، قامع البِدعة، متواضعاً متودّداً، سمْحاً، جَواداً. وبالغ ابن النجار في الإطناب في وصفه، وقال: لما استولى التتار على همذان في أواخر جمادى الآخرة: خرج إلى قتالهم بابنه عُبيد الله، فقُتلا شهيدين مُقبلين، غير مدبرين، رضى الله عنه. قلت: روى عنه الزكي البِرزالي، والضياء، والعَماد علي بن عساكر، والمحب ابن النجار. وأجاز للشرف ابن عساكر، والتاج بن عَصرون. وقال الحافظ عبد العظيم: توفي في السادس والعشرين من جمّادى الآخرة.) أخبرنا أحمد بن هبة الله، أنبأنا محمد بن محمود الشهيد، أخبرنا محمد بن بُنَيمان بن يوسف، أخبرنا مكي بن منصور، أخبرنا أبو بكر الحِيري، أخبرنا حاجب بن أحمد، حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا محمد بن يوسف، عن سفيان، عن أبي يعفور، عن عبد الله بن أبي أوفى قال: غَزَونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم سبع غزوات نأكل الجراد. وقد تكلم فيه الرفيع الأبَرْقوهي وقال: لا يصحّ سماعه. 4 (محمد بن محمود بن أبي السحن الظَّفَر.) أبو الضوء الشذَياني الحاتمي الهَرَوي، ويلقب بشهاب. ولد سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة. وسمع من: أبي سعيد أحمد بن إسماعيل الحنفي، وأبي الوقت السجزي، وأبي سعد ابن السمعاني، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 430 روى عنه: الضياء الحنبلي، والزكي البِرزالي، والمحب اللبلي، وجماعة. وأجاز للتاج بن عَصرون، والشرف بن عساكر، وزينب بنت عمر، وجماعة. وعُدم في السنة. 4 (محمود بن محمد بن عبد الواسع ابن الموفّق السقطي، الهَرَوي.) أبو بكر، من ولد سَرِي السَّقطي. سمع من جده عبد الواسع حدثه عن شيخ الإسلام أبي إسماعيل. روى عنه: الزكي البِرزالي، وغيره. وأخبرنا ابن عساكر، أخبرنا محمود إجازة فذكر حديثاً. وهو ممن عُدم في دخول العدوّ هَراة. 4 (محمود بن محمد بن قُرا رسلان بن سقمان بن أرتُق.) الملك الصالح ناصر الدين الأرتُقي، صاحب آمِد وحِصن كِيفا. مات بالقولنج، وقام بعده ولده الملك المسعود الذي أخذ منه الكامل بلاده. 4 (مشرّف بن علي بن أبي جعفر بن كامل.) أبو العز الخالصي، المقرئ، الضرير. ولد تقريباً في سنة أربع وثلاثين. وقدم بغداد، فحفظ بها القرآن، وقرأ بشيءٍ من القراءات على أبي الكرم الشَّهْرَزوري. وتفقّه) بالنظامية على مذهب الشافعي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 431 وسمع من: أبي الكرم، وأبي الوقت، ومسعود بن الحُصين، وأحمد بن محمد أبي الدباس، وسلامة ابن الصدر. روى عنه: الدُّبيثي، والبِرزالي، وجماعة. وتوفي في الخامس والعشرين من ربيع الآخر. والخالص: اسم ناحية ونهر بشرقي بغداد. 4 (موسى ابن الشيخ عبد القادر بن أبي صالح.) أبو نصر الجيلي ثم البغدادي، ضياء الدين. وُلد في ربيع الأول سنة تسع وثلاثين، ويقال: سنة سبع وثلاثين. وسمع: أباه، وابن ناصر، وسعيد ابن البنّاء، وأبا الوقت، وابن البطي. واستوطن دمشق بالعُقَبية. روى عنه: البِرزالي، والضياء، وابن خليل، والسيف، ابن المجد، وعمر ابن الحاجب، والشهاب القوصي، والزكي المنذري، والفخر علي، والتقي ابن الواسطي، والشمس محمد ابن الكمال، وأبو بكر ابن النماطي، وأحمد بن علي سِبط عبد الحق، وإسماعيل بن نور اليهيتي، والصفي إسحاق الشقراوي، ويوسف الغسولي، والعز أحمد بن العماد، والعماد عبد الحافظ بن بدران، وطائفة سواهم. وقرأ عليه الأئمة والحُفّاظ. وقال ابن النجار: كتبت عنه بدمشق. وكان مطبوعاً، لا بأس به، إلا أنه كان خالياً من العلم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 432 وقال المنذري: دخل مصر ولم يحدّث بها. وقال عمر ابن الحاجب: كان ظريفاً، رقّ حاله واستولى عليه المرضى في آخر عمره، إلى أن توفي ليلة الجمعة مستهلّ جمادى الآخرة. وكان آخر أولاد أبيه وفاة. وكان يُرمى برذائل لا تليق بمثله. سألت أبا عبيد الله البِرزالي عنه، فقال: كان عنده دُعابة. 4 (منصور، الرئيس الكبير المجاهد، وأبو الفتح ابن الرئيس المجاهد محمد بن إسحاق.) الكِناني، الدمياطي. توفي في ذي الحجة بدمياط، حُمل إلى مصر فدُفن بها. وكان قد ولي رئاسة الغُزاة في البحر الأخضر. بعد والده مدة طويلة. قال الحافظ عبد العظيم: سمعته يقول: لي خمسٌ وأربعون سنة أجاهد على ظهر البحر. وكان) مشهوراً بالشجاعة، ميمون الحركة، محباً للفقراء. 4 (حرف النون)
4 (نجم الدين الكبرى.) اسمه أحمد. مرّ. 4 (النفيس بن أبي البركات بن معالي بن حُفنَى.) أبو الفضل الزعيمي، البغدادي، المستخدم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 433 سمع: أبا الحسن بن غَبرة، وأبا الفتح بن البطي. روى عنه: البِرزالي، والضياء، والشيخ عبد الصمد بن أبي الجيش، والدبيثي، وآخرون. وكان رجلاً صالحاً. وحُفنة: بضم الحاء المهملة وفتح النون. توفي في رابع عشر صفر. 4 (حرف الهاء)
4 (هبد الله بن الخَضر بن هبة الله بن أحمد بن عبد الله بن طاووس، الأمير سديد الدين.) أبو محمد بن أبي طالب، البغدادي الأصل، الدمشقي. من بيت العلم والرواية. سمع من: الفقيه نصر الله بن محمد المِصِّيصي، وناصر بن محمود القُرشي، وعلي بن سليمان المرادي، والخضِر بن عبدان الأزدي، ونصر بن أحمد بن مُقاتل، وأبا القاسم بن البنّ الأسدي. ورحل إلى الإسكندرية وسمع من السلفي. وكان عسراً في الرواية، ولا يُسمع إلا من أصل، ولم يكن ممن يفهم الحديث، لكنه كان مواظباً على تلاوة القرآن. وسئل عن مولده فكتب أنه في سبع وثلاثين في ربيع الأول. وسماعه من نصر الله في سنة إحدى وأربعين فيكون في الخامسة حضوراً، إلا على قول من يرى أن ذلك سماع.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 434 روى عنه: ابن خليل، وابن النجار، وأبو بكر محمد ابن النُّشْبي، والعماد محمد بن سالم صَصْرى، والشمس أبو الغنائم بن علاّن، والفخر علي ابن البخاري، والشهاب القوصي، وجماعة. وبالإجازة: أبو حفص ابن القوّاس، وغيره.) وتوفي في سابع جمادى الأولى. وقد سمع منه السراج بن شحاتة في رجب سنة سبع عشرة، ولعَسارته انقطع حديثه بوقت، وإلا فقد وقع لنا حديث أقرانه دونه. 4 (حرف الياء)
4 (ياقوت، عتيق الحافظ أبي المواهب بن صَصْرى.) سمع مع مولاه من علي بن أحمد الحرستاني ورحل معه إلى بغداد يخدمه ويخدم ولده أمين الدين، فسمع من أبي السعادات القزاز، وجماعة. وحدث. ومات في ذي القعدة. 4 (ياقوت، أمين الدين المَوصلي الكاتب الملكي.) نسبة إلى السلطان ملكشاه بن سلْجوق بن محمد بن مَلكشاه السلجوقي. قرأ العربية على الإمام أبي محمد سعيد بن المبارك ابن الدهّان وبرع فيها، وقرأ كتاب المقامات و ديوان المتنبي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 435 وكتب الخط المنسوب، ونسخ نسخاً عديدة لكتاب الصحاح للجوهري، كل نسخة في مجلّد واحدٍ، وهي متيسّرة الوجود عند الأعيان. وكانت النسخة تباع بمائة دينار. وكانت له سمعة كبيرة في زمانه. وكتب عليه خلق، ثم تغيّر خطه من الكبر. قال ابن خلّكان: توفي بالمَوصل في هذه السنة. وقال ابن الأثير: لم يكن في زمانه من يكتب ما يقاربه، ولا من يؤدي طريقة ابن البوّاب مثله. 4 (يحيى بن سعد الله بن الحسين بن أبي غالب محمد بن أبي تمام.) الشيخ أبو الفتوح التكريتي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 436 ولد سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة بتكريت. وسمع من أبيه وجماعة. وسمع ببغداد من: أبي المظفّر هبد الله ابن الشبلي، وابن البطي، والشيخ عبد القادر، والشيخ أبي النجيب، وجماعة. وحدث ببلده، وخرّج لنفسه أحاديث. وعمل بتكريت دار حديث. وأهل بلده يثنون عليه ويصفونه بالصلاح.) روى عنه: الدبيثي، والبِرزالي، والضياء، وآخرون. ومات في آخر المحرم. 4 (يوسف بن عبد الغني بن موسى.) الفقيه أبو الحجاج بن غنّوم، الجُذامي، الإسكندراني، المالكي، المعدَّل. سمع من السلفي. وحدث، ودرّس، وناب في الحكم. وكان صالحاً، خيّراً، على طريقة السلف. روى عنه: الزكي عبد العظيم، وغيره. ومات في ثامن عشر المحرم. 4 (يوسف بن عمر بن محمد بن عبد الله ابن الوزير نظام المُلك الطوسي.) أبو المحاسن البغدادي. ولد سنة خمس وثلاثين. وسمع من: نصر بن نصر العُكبري، وأبي الوقت، وأبي حامد محمد بن أبي الربيع الغرناطي. وحدث.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 437 ومات في شعبان. روى عنه الدبيثي، وقال: كان غير حميد الطريقة. 4 (الكنى)
4 (أبو بكر بن المظفر بن إبراهيم ابن البَرني.) نزل الموصل مع أخيه أبي إسحاق. وحدّث عن عتيق بن صيلا. توفي في الحجة بالموصل. 4 (أبو الحسن بن إسماعيل بن مسلَّم بن سلمان الإربلي، ثم البغدادي، الصوفي.) ولد سنة تسع وخمسين في أوائل السنة. وسمع حضوراً من أحمد بن المقرب، ويحيى بن ثابت. وسمع أيضاً شُهدة. وأجاز له مسعود الثقفي، وأبو عبد الله الرُّستمي، وجماعة. وكان مشهوراً بالخير والصلاح، ولي مشيخة الصوفية بأربل. وقيل: اسمه محمد، وقيل: علي، وهو معروف بكنيته.) وهو ابن عم الحسن في خامس ربيع الآخر. وحدث بإربل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 438 4 (أبو الطاهر بن أبي الفضل المقدسي، الحنبلي.) إمام جامع كفر بطنا. توفي بكفر بطنا في ربيع الآخر، وحُمل إلى جبل قاسيون فدُفن به. وهو والد الفقيه الصالح تقي الدين أحمد المتوفي سنة اثنتين وتسعين، وجد شيخنا أبي بكر بن أحمد بن أبي الطاهر المتوفي في سنة اثنتين وسبعمائة. وولي بعده الوين أحمد بن عبد الدائم، فأقام بها إلى إثناء سنة ست وعشرين، ثم انفصل عنها، ثم عاد إليها بعد الثلاثين، ثم تركها سنة الخوارزمية. 4 (أبو علي بن أبي زكري.) الأمير الكبير فخر الدين، أخو الأمير سيف الدين أبي بكر، والأمير شجاع الدين كُرّ، وعم زين الدين موسى بن جكو بن أبي زكري. توفي في ربيع الأول بالمخيم بالمنصورة، رحمه الله. 4 (وفيها ولد) العماد محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم بن ملهم الدمشقي الصائغ. والشمس عمر بن غلام الله الأشرفي. والشمس حسن بن المظفر المُنقِذي الشروطي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 439 والضياء محمد بن محمد بن عبد القاهر ابن النصيبي. والصدر أحمد بن عبد الرحمن القرشي الإسكندري، وعرف بابن حمزة، يروي عن ابن عماد. والرشيد محمد بن عبد الحق بن مكي ابن الرصاص. وأبو محمد عبد المعطي بن الرحمن ابن الأبياري الإسكندراني. وناصر الدين عمر بن أحمد ابن ألْطُنبا الناصري الحلبي. وجمال القضاة أبو بكر محمد بن عبد الرحمن ابن المغيري سمع الصفراوي
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 440 4 (وفيات سنة تسع عشرة وستمائة)
4 (حرف الألف) ) 4 (أحمد بن عبد الله بن الحسين بن عبد المجيد بن أحمد ابن محمد بن الحسن بن حديد بن) أحمد بن محمد بن صمْدون، القاضي المكين. أبو طالب ابن زين القضاة أبي الفضل، الكناني، الإسكندراني، المالكي، العدْل. ولد سنة إحدى وخمسين وخمسمائة. وسمع من: أبي طاهر السلفي، وأبي محمد العثماني، وأبي الطاهر بن عوف، وغيرهم: وأجاز له جماعة. وحدث بدمشق، ومصر روى عنه الزكي المنذري، وقال: كان له أنس
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 441 بالطريقة. وكان الحافظ السلفي يكرمه كثيراً لما لأسلافه عليه من الحقوق، ويقدمه للقراءة عليه مع صِغر سنه. وهو من بيت الرئاسة والمعروف، ولهم الأوقاف والأحباس. وهو من ولج سُراقة بن مالك بن جُعشم رضي الله عنه. وكان أبوه قاضي الإسكندرية وكذلك جده المكين أبو غلي. وذُكر أنه استُقصي من بيتهم بالإسكندرية سبعة قضاة، وكانوا يحكمون بمذهب أهل السنة في ذلك الوقت. قلت: يعني في الدولة العبيدية. وروى عنه أيضاً: الشهاب القوصي، والجلال عيسى بن الحسن القاهري وأخوه الرشيد عبد الله بن الحسن، وآخرون. وتوفي في سابع عشر جمادى الآخرة، بالإسكندرية. لم ألحق من أصحابه أحداً. 4 (أحمد بن عبد المؤمن بن موسى القيسي.) أبو العباس الشريشي، النحوي. روى عن: أبي الحسن بن لُبّال، وأبي عبد الله بن زَرقون، وغيرهما. وجلس لإقراء العربية. قال الأبّار: له تصانيف منها: شرح الإيضاح لأبي علي الفارسي، ومنها شرح مقامات الحريري صنّف لها ثلاثة شروح. سمعت منه، وأجاز لي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 442 4 (أحمد بن علي بن أحمد بن أبي الهيجاء.) الأمير الكبير عماد الدين ابن المشطوب، سيف الدين الهكّاري. كان عماد الدين من كبراء الدولة، شجاعاً، هُماماً، سمحاً، جواداً، مَهيباً، أقطعه السلطان صلاح الدين نابلس. وكان حدهم أبو الهيجاء صاحب العمادية، وعدة قلاع من بلاد الهكّارية. ولم يزل) العماد وافر الحرمة إلى أن انفصل عن الديار المصرية وعدّى الفرات، فأكرمه الأشرف. وقد ذكرنا في سنة سبع عشرة من أخباره وأنه مات في السجن بأسوأ حال. ومات في ربيع الآخر. وبنت له ابنته قبة برأس عين ونقلته من حرّان فدفنته بها. وعاش أربعاً وأربعين سنة ظناً. 4 (أحمد الملك المفضّل قطب الدين أبو العباس.) ابن السلطان الملك العادل سيف الدنيا والدين أبي بكر محمد بن أيوب. توفي بالفيوم في منتصف رجب، وحُمل إلى القاهرة، ودُفن خارج باب النصر. 4 (أحمد بن المبارك بن فوارس بن سُنبلة.) أبو المعالي البغدادي، الحريمي، السفّار التاجر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 443 شيخ مسند، روى عن: أبي الفرج عبد الخالق اليوسفي، وأبي علي أحمد بن أحمد الخرّاز. وكان مولده سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة، وتوفي في نصف ذي القَعدة. وهو أخو محمد، الذي سكن بسمرقند. روى عنه: الضياء، وابن النجار. وقد اختلط قبل موته بقليل، من سنة خمس عشرة وستمائة. 4 (أحمد بن مسعود بن أحمد بن محمد.) أبو العباس اليماني ابن ناصر، وأبي حكيم النهرواني. وكان إمام دَبْر الغساني. روى عنه الحافظ الضياء. قال المنذري: توفي في منتصف صفر الشيخ الصالح الزاهد أبو العباس اليماني الشافعي، بالأرض المقدسة. سمع ببغداد من الحافظ أبي الفضل محمد بن ناصر، وغيره. وحدث. وكان مشهوراً بالصلاح والخير. وكان قد سكن بأولاده وأهله في مغارة بجبل من جبال بيت المقدس. وقال الضياء: كان قد كبر حتى عن القيام والقُعود، رحمه الله. 4 (إسماعيل بن الحسين بن يعقوب.) أبو محمد اللُّبّادي، الحربي. حدث عن: ابن البطي، وغيره. ومات في ذي الحجة.) 4 (إسماعيل بن عبد الله بن عبد المحسن بن أبي بكر بن هبة الله بن الحسن.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 444 الحافظ البارع تقي الدين أبو الطاهر ابن الأنماطي، المصري، الشافعي. سمع: القاضي أبا عبد الله محمد بن عبد الرحمن الحَضرمي، وأبا القاسم هبة الله البوصيري، وأبا عبد الله محمد بن عبد المولى اللُّبني، وشجاع بن محمد المدلجي، وأبا عبد الله الأرتاحي، وجماعة كبيرة. ورحل إلى دمشق سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة فأكثر بها عن أبي طاهر الخُشوعي، وأبي محمد ابن عساكر، وطبقتهما. ورحل بعد الستمائة إلى العراق، فسمع من: حنبل، وابن سُكينة، وابن طَبَرزد، وأبي الفتح المندائي، وخلق سواهم. وكتب الكثير بخطه المليح السريع. وحصّل كتباً كثيرة. قال ابن النجار: اشتغل من صباه، وتفقه، وقرأ الأدب، وسمع الكثير. وقدم دمشق سنة ثلاث وتسعين، ثم حج سنة إحدى وستمائة، وقدم مع الركب. وكانت له همة وافرة، وحرص، وجد، واجتهاد، مع معرفة كاملة وحفظ وثقة وفصاحة وسرعة قلم، واقتدار على النظْم والنثر. ولقد كان بعيد الشبيه، معدوم النظير في وقته. كتب عنّي وكتبت عنه، وقال لي: ولدت سنة سبعين وخمسمائة في ذي القعدة. قال عمر ابن الحاجب: كان إماماً، ثقة، حافظاً، مبرّزاً، فصيحاً، واسع
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 445 الرواية، حصّل ما لم يحصّله غيره من الأجزاء والكتب. وكان سهل العاريّة يعير إلى البلاد. وعنده فقه، وأدب، ومعرفة بالشعر، وأخبار الناس. وكان يُنبَز بالشرّ. سألت الضياء محمد بن عبد الواحد، عنه، فقال: حافظ، ثقة، مفيد، إلا أنه كان كثير الدعابة مع المُرْد. قلت: وله مجاميع مفيدة، وآثار كثيرة. وكان أشعرياً له كلام في الحطّ على إمام الأئمة أبي بكر بن خُزَيمة. روى عنه: الشهاب القوصي، والزكي البِرزالي، والزكي المنذري، والكمال الضرير، والصدر البكري المحدث، وابنه أبو بكر محمد بن إسماعيل، وآخرون. ومات في الكهولة. ولم يروِ إلا القليل. قال الضياء: باب في عافية، فأصبح لا يقدر على الكلام أياماً، ثم مات يعني: مات بالسكتة في رجب.) 4 (حرف الباء)
4 (بدر التمام أخت الحافظ ابن الأخضر.) أم أولاد الأديب أبي المعالي الحَظِيري. سمعت المبارك بن أحمد الصيرفي. وعنها ابن أخيها علي روى ابن النجار عنه، عنها. توفيت في رمضان. 4 (حرف الثاء)
4 (ثابت بن مشرَّف بن أبي سعد ثابت.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 446 ويقال: أبو سعد محمد بن إبراهيم، أبو سعد البغدادي الأزَجي، البناء، المعمار، المعروف بابن شِستان. سمع من: سعيد ابن البنّاء، وابن ناصر، وأبي بكر ابن الزاغوني، وأبي الفتح الكروخي، وأبي الوقت، وأبي جعفر أحمد بن محمد العباسي، وأبي المظفر محمد بن أحمد التريكي، وأبي الفضل أحمد بن هبة الله ابن الواثق، وواثق بن تمام، ونصر بن نصر العُكبري، ومحمد بن عبيد الله الرطبي، ومحمد بن أحمد ابن المادح، وأحمد بن يحيى بن ناقة، وطائفة سمع منهم بإفادة أبيه وبنفسه. وأجاز له وجبة الشحّامي، وعبد الله ابن الفُرَاوي، وجماعة من نيسابور. وكان عمه علي بن أبي سعد الخباز من أعيان الطلبة. وشِستان: بكسر الشين. ورأيت بعضهم قد قيدها بالضم. روى عنه: الزكي البِرزالي، والضياء، والكمال ابن العديم وولده القاضي أبو المجد، والزين بن عبد الدائم، ومحمد بن أبي الفرج ابن الدباب، والكمال أحمد بن النصيبي، وجماعة. قال ابن نقطة: كان صعب الأخلاق، ظاهر العامية، سمعت عامة الطلبة يذمّونه. وقال المنذري: توفي في خامس ذي الحجة ببغداد، وقد بلغ الثمانين. قلت: وقدم حلب سنة ست عشرة، وسمعوا منه. وحدث أيضاً بدمشق. وأخته عزيزة، ماتت قبله بأيام. سمعت من عمها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 447 4 (حرف الحاء) ) الحسين بن أبي منصور بن أبي المعالي بن حرّاز. وجيه الدين أبو عبد الله الواسطي، الهمامي، الشاعر الأديب. توفي بالقاهرة كهلاً في جمادى الأولى. روى عنه من شعره الزكي المنذري. 4 (حرف الطاء)
4 (الطيب بن محمد بن الطيب بن الحسين بن هِرقل.) العُتقي، الكِناني، المرسي، أبو القاسم الأصولي. ذكره الأبّار، فقال: سمع من أبي القاسم بن حُبيش وأكثر عنه، ومن ابن حَميد. وتفقه بأبي بكر بن أبي جمرة. وكتب إليه أبو القاسم ابن بُشكُوال. والسهيلي، وكان من أهل المعرفة الكاملة والنباهة. نوظر عليه في كتب الرأي وأصول الفقه. وتقدم أهل بلده رئاسة ورجاحة. وأخذ عنه أصحابنا. وتوفي في سابع عشر جمادى الأولى، وله ثلاث وستون سنة. 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن أبي بكر عبد الله بن عبد الرحمن بن أحمد.) أبو محمد القُضاعي، الأبّار، الأندي، الأندلسي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 448 نزيل بَلَنسية. أخذ القراءات عن أبي جعفر الحصّار. وسمع من أبي عبد الله بن نوح الغافقي. وصحِب أبا محمد بن سالم الزاهد. وأجاز له أبو بكر بن أبي جمرة. قال ابنه: وكان رحمه الله، ولا أزكيه مقبلاً على ما يعنيه، شديد الانقباض، بعيداً عن التصنع، حريضاً على التخلص، كثير التلاوة والتهجد، فقيهاً، معدّلاً، ذاكراً للقراءات. قرأت عليه لنافع، وسمعت منه، وتوفي في ربيع الأول، وله ثمان وأربعون سنة. 4 (عبد الرحمن بن عبد السلام بن أحمد.) أبو القاسم، الحَسّاني أو الغسّاني. الغرناطي، ويلقب بالدَّدُوْ. روى عن أبي عبد الله بن عُروس، وأخذ القراءات عنه، و كتاب سيبويه، ولازمه كثيراً، وعن: داود بن يزيد السعدي، وعبد المنعم بن عبد الرحيم الحافظ.) وأقرأ القرآن والنحو. وكان فقيهاً، عفيفاً، متصوناً، كان يشهد. وقد سمع وهو صبي من أبي عبد الله الحجْري. ولد سنة أربع وثلاثين. ومات في ربيع الآخر سنة تسع عشرة وستمائة. 4 (عبد الرحمن بن القاسم بن يوسف.) أبو القاسم ابن السرّاج. المَغيلي الفاسي، نزيل غرناطة. عارف بالقراءات والعربية، معتنٍ بالرواية، مكثر عن أبي محمد بن عبيد الله الحجْري. أخذ العربية عن أبي الحسن نَجَبة. وأخذ القراءات عن أبي الحسن بن النقرات. وأجاز له جماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 449 4 (عبد الرحمن بن محمد بن بدر بن الحسن بن مفرّج.) رشيد الدين النابلسي الشاعر، الملقب بمدكويه. سمع مقامات الحريري من منوجِهر بن تُركانشاه عن المصنّف وحدث بها عنه. وكان شاعراً، محسناً، مليح القول. قيل: إنه أقلع عما كان عليه قبل موته، وصلُحت حاله. ومات في خامس محرم بدمشق. وقد مدح أمير المؤمنين الناصر لدين الله بالقصيدة الطنانة التي نطلعها: (حرم الخلافة والمحل الأعظم .......... فانظر لنفسك أي در تنظِم) ومدح السلطان صلاح الدين، وولده الملك الظاهر غازياً، ومدح الملك المعظّم. وهو عم الحافظ شرف الدين يوسف بن الحسن النابلسي. روى عنه الشهاب القوصي عدة قصائد. 4 (عبد الرحمن بن أبي البركات المبارك بن محمد بن أحمد.) أبو محمد ابن المشتري. ولد سنة خمس وثلاثين وخمسمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 450 وسمع من: أبي الفضل الأرْموي، وسعيد ابن البناّء، وابن ناصر، وأبي الوقت، وجماعة. وكان شيخاً فاضلاً، صحيح الأصول. روى عنه: الدبيثي، وجماعة.) وتوفي بإربل في شوال. 4 (عبد السلام بن علي بن منصور، قاضي القضاة.) تاج الدين أبو محمد الكِناني الدمياطي، الشافعي. المعروف بابن الخرّاط.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 451 قرأ القرآن بدمياط بالقراءات على المسند الكبير عبد السلام بن عبد الناصر بن عُديسة. ورحل إلى بغداد، وتفقه بالنظامية. وسمع من: ابن كُليب، وابن الجَوزي، وأبي طاهر المبارك بن المبارك ابن المَعطوش. ورحل إلى واسط فقرأ بها القراءات على أبي بكر ابن الباقِلاّني. وعاد إلى دمياط، وولي القضاء بها والتدريس مدة. ثم ولي قضاء القضاة بمصر وأعمالها من الجانب القِبلي. وحدث. قال الزكي المنذري: اقرأ، وحدّث بدمياط، ومصر. وخرّجت له جزءاً من حديثه. وسمعت منه. وولد سنة إحدى وسبعين. ثم صرف من مصر، وولي قضاء دمياط. 4 (عبد الصمد بن عبد الرحمن بن أبي رجاء.) الإمام أبو محمد البَلَوي الأندلسي الوادي آشي. ويعرف باللَّبَّسي وأصله منها، ويقال: لبّسه ولبّصه: من قرى الأندلس. روى عن: أبيه أبي القاسم، وأبي العباس الخروبي، وأبي بكر بن رزق، وأبي الحسن بن كوثر، وأبي القاسم بن حُبيش، وأبي عبد الله بن حَميد. وأخذ القراءات عن جماعة. وأجاز له أبو الحسن بن حُنين، وأبو طاهر السلفي، وجماعة. قال الأبّار: وكان راوية مكثراً، واعظاً، مذكّراً، يتحقق بالقراءات والتفاسير،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 452 ويشارك في الحديث والعربية. واعتمد في ذلك على أبيه، وأبي العباس الخَرّوبي، وأقرأ الناس ببلده، وتصدر به، وأخذ عنه جماعة. ووُلد في حدود سنة أربع وثلاثين وخمسمائة، وتوفي في رجب، وله خمسٌ وثمانون سنة. وقال ابن مَسْدي في معجمه: أبو محمد اللبصي، هو وأبوه في القراءات والحديث. فكان أبوه رأس المقرئين بالأندلس فيء زمانه، فاحتذى أبو محمد حذو أبيه، وتلقى القراءات منه، فكان آخر من حدّث عنه. وأكثر عن أحمد بن محمد بن سعيد الخروبي. وسمع بفاس من محمد بن) الرمامة، وأبي الحسن الكِناني. قرأت عليه القراءات بالروايات واستفدت منه كثيراً. قال: ومات في شعبان سنة ثمان عشرة. هكذا قال ابن مَسدي. وآخر من قرأ بالروايات على هذا الشيخ أحمد بن بشير القزاز، وبقي القزاز إلى سنة بضع وسبعين. 4 (عبد القادر بن داود بن محمد.) الفقيه أبو محمد الواسطي. قرأ القراءات على أبي بكر ابن الباقِلاّني، وسمع من أبي بكر محمد بن علي الكتّاني المُحتسب. وورد بغداد، ودرّس، وأفتى، وحدث. وقد تفقه بواسط على المُجير محمود بن المبارك البغدادي. ومات في ربيع الآخر. 4 (عبد الكريم ابن الفقيه نجم بن شرف الإسلام عبد الوهاب ابن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 453 الشيخ أبي الفرج، الأنصاري،) السعدي، العُبادي، الشيرازي، الأصل، الدمشقي. الفقيه شهاب الدين أبو الفضائل. ابن الحنبلي. رحل إلى بغداد وسمع من أبي السعادات نصر الله القزاز، وغيره، وبدمشق من أبي المعالي بن صابر. وحدث ودرّس بمدرستهم. روى عنه الشهاب القوصي، وعمر ابن الحاجب، وقال الشهاب: كان عارفاً بمذهبه، مطّلعاً على غوامضه. وقال ابن الحاجب: فقيه، عالم، عنده إقدام وشهامة، إلا أنه كان يُرمى بكثرة الشر، وبُطلان الحقوق، وكثرة الوقيعة في الناس. ولد سنة تسع وخمسين. وقال المنذري: توفي في عاشر ربيع الأول. وقال أبو شامة: هو أخو البهاء، والناصح، وهو أصغرهم، وكان أبرعهم في الفقه، والمناظرة، والدعاوى، والبيّنات. لكنه كان متعصّباً على شيخنا السخاوي وجرت بينهما أمور. رحم الله الجميع وإيانا. 4 (عبيد الله بن المبارك بن إبراهيم بن مختار بن تغلب.) ) أبو القاسم الأزجي، الدقّاق، العدْل، المعروف بابن السيبي. ولد سنة خمسين وخمسمائة. وسمع: من ابن البطي، وشُهدة، وعبد الحق، وخديجة بنت النهرواني، وجماعة. وطلب بنفسه، وكتب، وقرأ على الشيوخ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 454 وتوفي في رجب. 4 (عثمان بن هبة الله بن أبي الفتح أحمد بن عَقيل بن محمد.) الحكيم الرئيس جمال الدين، أبو عمرو القيسي، البعلبكي الأصل، الدمشقي، العدل، الطبيب، المعروف بابن أبي الحوافر، رئيس الأطباء بالديار المصرية. ولد سنة ست وأربعين وخمسمائة. وولي رئاسة الطب مدة بالقاهرة. وتوفي في الثالث والعشرين من رجب، بالقاهرة. وكان جد. أبو الفتح مقرئاً، فاضلاً، صالحاً، من أصحاب الفقيه نصر بن إبراهيم المقدسي. وكان عقيل فقيهاً يكرر على مختصر المُزني. 4 (علي بن حيدرة بن أبي جعفر محمد بن القاسم بن الميمون حمزة.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 455 الشريف أبو الحسن الحسيني، المصري، المعدَّل، نقيب الأشراف بالقاهرة. توفي في ربيع الأول. 4 (علي بن سيّدهم بن عمار.) العدل وجيه الدين ابن العتّال، الشروطي. كتب الحكم لقاضي القضاة أبي محمد عبد السلام بن علي الدمياطي، ورُزق حظاً في الوراقة. وكان كثير التلاوة. توفي بمصر. 4 (علي بن أبي الفرج محمد بن أبي المعالي ابن الدبّاب.) أبو الحسن البغدادي، البابَصري. سمع من أبي محمد محمد بن أحمد بن أحمد ابن المادح.) وحدث. وهو جد الواعظ المسند جمال الدين محمد بن محمد بن علي ابن الدبّاب المتوفى سنة خمس وثمانين وستمائة أحد شيوخ الفَرَضي. قال شيخنا أبو العلاء الفَرضي: إنما سُمي جدهم الدبّاب لأنه كان يمشي على التؤدة والسكون. قلت: توفي أبو الحسن في ذي القَعدة. روى عنه البِرزالي. 4 (علي بن أبي بكر محمد بن عبد الله بن إدريس.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 456 الرَّوْحاني البَعقوبي، الزاهد رحمه الله. صحب الشيخ عبد القادر وسمع منه، والشيخ علي ابن الهِيتي. وكان شيخاً صالحاً، زاهداً، عابداً، متألّهاً، كبير القدر من أعيان شيوخ العراق في زمانه. صحبه الشيخ يحيى الصرْصري، ثم روى عنه هو والكمال علي بن وضّاح، والبدر سُنقرشاه الناصري، والشيخ علي الخبّاز الزاهد، والواعظ أبو الفضل محمد بن أبي الفرج ابن الدبّاب، وآخرون. وذكر أبو إسحاق الصريفيني أنه سمع منه، قدم دمشق، وزار القدس، وكان الشيخ يحيى يبالغ في وصفه، وتبجيله، وأنه ما رأى مثله. وذكره ابن نُقطة، وكنّاه أبن محمد، وقال: كان شيخ وقته، صاحب دين، وأدب، وفضل، وإيثار. سمعتُ منه، وسماعه صحيح. ثم درج موته. توفي في سَلْخ ذي القعدة بالرَّوحاء، ودُفن برباطه، وقبره يُزار. كنيته أبو محمد، وأبو الحسن. 4 (علي بن محمد بن الحسن بن يوسف بن يحيى بن النبيه.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 457 الأديب البارع كمال الدين، أبو الحسن المصري الشاعر، صاحب الديوان المشهور. كان شاعراً محسناً، بديع القول، رائق النَّظم. توفي في الحادي والعشرين من جمادى الأولى، بنصيبين. وكان من مفاخر الشعراء، مدح بني أيوب. ثم اتصل بالأشرف وسكن نصيبين. 4 (علي بن يوسف بن محمد بن أحمد.) ) أبو الحسن ابن الشريك، الأنصاري، الداني، الضرير المقرئ. أخذ القراءات عن أبي إسحاق بن مُحارب والعربية عن أبي القاسم بن تمام. ورحل إلى مُرسية، فسكنها وسمع من أبي القاسم بن حُبيش، وأبي عبد الله بن حَميد. وأقرأ القراءات والعربية. وبلغ في التفهيم والذكاء الغاية. قال الأبّار: ويُقال: كان في صباه نجاراً، فلما أضر أقبل على العلم. واستفاد بتعليم العربية مالاً جليلاً. وتوفي في رجب، ومولده في سنة خمس وخمسين وخمسمائة. 4 (علي بن أبي الكرم ابن العمري.) البغدادي. حدث عن أبي الوقت. 4 (عمر بن عبد الله بن حِصن بن بزّان.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 458 الشيخ الصالح أبو حفص البغدادي، المقرئ الضرير، المعروف بالبقُّش. حدث عن أبي الوقت. وتوفي في عاشر جمادى الآخرة. وكان يروي الصحيح كله. 4 (عمر بن أبي السعادات عبد الله بن أبي الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن) صِرما. الشيخ الصالح أبو حفص البغدادي، الأزجي، الإسكاف الحذّاء. سمع من: ابن ناصر، وسعد الخيْر الأنصاري. وهو ابن عم أحمد بن يوسف. روى عنه: الزكي البِرزالي، والدبيثي، والجمال محمد بن أبي الفَرَج ابن الدبّاب. وتوفي في العشرين من ذي القَعدة عن بضعٍ وثمانين سنة. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أحمد بن عبد الله بن هشام.) أبو عبد الله الفِهري، الذهبي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 459 ويعرف بابن الشوّاش أيضاً من أهل المَرية: أحد مدائن الأندلس. سمع من: أبي عبد الله بن سعادة، وأبو بكر بن أبي ليلى، وأبي عبد الله ابن الفرس، وأبي القاسم) بن حُبيش، وجماعة. وأخذ العربية عن الأستاذ أبي موسى الجُزولي. وجلس للإقراء والتحديث. ودرّس النحْو واللغات. وحمل الناس عنه. وكان إماماً متواضعاً، بارع الخطّ. حدث بمُرسية والمَرية. ذكره الأبّار. 4 (محمد بن إسحاق بن أبي الحسن محمد بن أبي نصر إسحاق بن عز النعمة أبي الحسن بن) هلال بن المحسِّن ابن الصابيء. الشيخ الصالح أبو الحسين البغدادي، المَراتبي. سمع من: عبد الله بن منصور ابن المَوْصلي، وغيره. وكان يؤمّ بمسجد أبي إسحاق الشيرازي. وهو من بيت البلاغة، والكتابة، والآداب. ولعز النعمة تاريخ تمّم به تاريخ والده أبي الحسين، وله عدة مصنفات. وكان صاحب ديوان الإنشاء في أيام القائم بأمر الله. وأبوه أبو الحسن كان أديباً، أخبارياً، علاّمة، صائباً فأسلم وحسُن إسلامه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 460 وهو حفيد إبراهيم بن هلال الصابئ، صاحب الرسائل. 4 (محمد بن إسماعيل بن علي بن أبي الصيف.) الشيخ أبو عبد الله اليمني، الشافعي، نزيل مكة. تفقه، وأقام بمكة وسمع بها من: أبي نصر عبد الرحيم بن عبد الخالق، وأبي علي الحسن بن علي البَطَليوسي، وأبي محمد المبارك ابن الطبّاخ، وعبد المنعم ابن الفُراوي، وجماعة. وخرّج أربعين حديثاً عن أربعين شيخاً من أهل أربعين مدينة. وكان يسمع مع عُلوّ سنه. وكان مشهوراً بالدين والعلم والحديث. وحدث، ونفع، وأفاد، رحمه الله. ومات في ذي الحجة. روى عنه: الصدر البَكري، وغيره. 4 (محمد بن الحسين بن جمُعة.) أبو عبد الله السِّجِستاني، الشافعي العدْل.) سمع من السلفي. وولي الحِسبة بالقاهرة، وأمّ بمسجد البرقية مدة. روى عنه: الزكي المنذري، وغيره. ومات في ذي الحجة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 461 4 (محمد بن عبد الله بن محمد بن وقّاص.) المَلَطي، المَيورْقي، حج، وسمع من أبي الطاهر بن عوف الزهري، وبدمشق من الخُشوعي. وحدث عن أبي جعفر عبد الرحمن ابن القصير. وولي خطابة مَيورْقة. وكان فصيحاً، مفوَّهاً، بليغاً، جليلاً. قال الأبّار: توفي قريباً من سنة ثمان عشرة أو فيها. 4 (محمد بن عبد الرحمن بن عبد السلام.) أبو عبد الله الغسّاني، الغَرْناطي، الكاتب. مصنِّف شرح كتاب الشهاب. توفي بمُرسية في رمضان. 4 (محمد بن عبد الرحمن بن عيّاش.) أبو عبد الله الأندلسي، ثم المغربي. كاتب السر للدولة المؤمنية. كان حميد السيرة، حسن الطريقة، بارعاً في الأدب، علاّمة في فن الإنشاء. ينسج على منوال الصابئ، وابن العميد. وله شعر متوسط. أخذ عنه تاج الدين ابن حمُّوَيه، وغيره. 4 (محمد بن عبد السلام بن محمد، ابن الخطيب.) أبو البركات السنجاري، الفقيه الشافعي. كان له يد في الخلاف. ودرّس بإربلّ. وروى شيئاً من شعره. وولي قضاء مَلَطية إلى أن توفي بها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 462 وهو من بيت كبير بسنْجار. 4 (محمد بن عبد الواحد بن إبراهيم بن مفرّج المَلاّحي.) ) الحافظ الكبير الغافقي، الأندلسي، أبو القاسم. والملاّحة: من قُرى غَرناطة. ولد قبل الخمسين وخمسمائة. وكان من كِبار حُفّاظ زمانه. قال الأبّار: سمع من: والده، وأبي الحسن بن كوثر، وأبي خالد بن رفاعة، وعبد الحق بن بونة، وأبي القاسم بن سَمجون، وخلق. وأجاز له أبو عبد الله بن زرقون، وأبو زيد السُّهيلي، وطائفة. ومن المشرق أبو الطاهر بن عوف، وأبو طاهر الخُشوعي. وروى بالإجازة العامة عن السلفي، وأبي مروان بن قزمان. وكتب عن الكبار والصغار، وبالغ عمره في الاستكثار. وكان حافظاً للرواة، عارفاً بأخبارهم. ألّف تاريخاً في علماء إلبيرة، وألّف كتاب أنساب الأمم العرب والعجم، وسماه الشجرة، و الأربعين حديثاً بلغ فيه الغاية من الاحتفال. وشُهد له بحفظ أسماء الرجال فزاد على من تقدمه. وله استدراك على الحافظ ابن عبد البر في الصحابة. وكان مُكثراً عن أبي محمد بن الفرس. أخذ الناس عنه وكان أهلاً لذلك. وتوفي في شعبان، رحمه الله. 4 (محمد بن عبيد الله بن محمد بن علي.) أبو الفرج الواسطي، المقرئ الوكيل، المعروف بخَنْفر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 463 ولد بواسط سنة ثمان وأربعين. وقرأ على جماعة القراءات ومنهم: أبو بكر محمد بن خالد الرزّاز البغدادي. وسمع من أبي الحسين عبد الحق، ومَنوجِهر، وغيرهما. وكان مجموع الفضائل. توفي في السابع والعشرين من رجب. وكان وكيلاً بأبواب القضاة. 4 (محمد بن أبي علي بن محمد، ابن الشطرنجي.) الحريمي، الخبّاز. وحدث عن أبي الوقت. ومات في ربيع الآخر. وقيل: اسم أبيه الحسن. وأما ابن النجار فسمى أباه: المبارك، وقال: سمع أبا الوقت، ومقبل بن أحمد بن الصدر، وعلي بن حسّان العُلبي، كتبت عنه ثم روى عنه حديثاً، عن العلبي، عن) طِراد. 4 (محمد بن محمد بن أحمد بن أبي غالب.) أبو الحارث الوقاياتي، البابَصري. سمع أبا الوقت. وعنه ابن النجار، وقال: لا بأس به. توفي في خامس رمضان. 4 (المبارك بن محمد بن أبي الغنائم.) أبو السعادات الحريمي، الناصري، ويُعرف بابن زوتان. حدث عن أبي الفتح بن البطي. 4 (مختص الحبشي.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 464 سمع من: مولاه قاضي القضاة عبد الواحد بن أحمد الثقفي، وأبي العباس أحمد بن ناقة. روى عنه: الدبيثي، وابن النجار. وكان ديّناً. 4 (مِسمار بن عمر بن محمد بن عيسى.) أبو بكر، المعروف بابن العُويس، البغدادي، المقرئ النيّار، نزيل المَوصل ومسندها. ولد سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة. وسمع الكثير من: أبوي الفضل الأرمَوي، وابن ناصر، وواثق بن تمام، وسعيد ابن البنّاء، وأبي بكر ابن الزاغوني، وأبي الوقت، وابن ناقة، وغيرهم. وحدث بالكثير ببغداد، والمَوصل. وأقرأ القرآن. قيل: إن اسمه محمد، ولقّبه الوزير ابن هُبيرة بمسمار لأنه كان يراه يسمع وهو جالس ساكن فقال: كأنه مسمار. وكان شيخاً، متديناً، خيّراً، مشهوراً. روى عنه: الدبيثي، والبِرزالي، والضياء، والأمير ركن الدين أحمد بن قراطاي الإربلي، وأبو الفضل عباس بن بَزوان الموصلي، والصالح عبد الكريم بن منصور الأثري، وسيّدة بنت دِرباس، وطائفةٌ. وأجاز لعلي بن عبد الدائم القيِّم، وللعماد ابن سعد، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 465 وتوفي بالمَوصل في ثاني عشر شعبان. 4 (حرف النون) ) 4 (نصر الله بن محمد بن الحسين.) أبو منصور الكوفي، الحائري، الزيدي، المعروف بابن مدلل. ولد في حدود سنة سبع وعشرين وخمسمائة. وسمع بالكوفة من: أبي الحسن محمد بن غبرة، وابن ناقة، والحسين بن محمد الدواتي. وببغداد من أبي الفتح ابن البطي. وحدث بالكوفة. وهو زيدي النِّحْلة. والحائري: نسبة إلى الموضع الذي فيه مشهد الحسين عليه السلام. 4 (نصر بن عَقيل بن نصر عقيل.) الفقيه عز الدين أبو القاسم، وأبو المظفّر الإربلّي، الشافعي. ولد بإربل في سنة أربع وثلاثين وخمسمائة. وتفقه على عمه أبي العباس الخَضِر. ثم أتى بغداد، وأقام بالنظامية مدة. وسمع من أبي الفضل أحمد بن صالح الجيلي، وغيره. ورجع إلى بلده، وولي التدريس بها بالمدرستين اللتين كان عمه يُدرّس بهما بالقلعة والربض. فدرّس، وأفتى مدة. ثم قدم الموصل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 466 وتوفي في ثالث عشر ربيع الآخر. 4 (نصر بن أبي الفرج محمد بن علي بن أبي الفرج.) الحافظ المسنِد أبو الفتوح، برهان الدين البغدادي، الحنبلي، المقرئ، المعروف بابن الحُصري، نزيل مكة، وإمام الحطيم. قرأ بالروايات على أبي الكرم المبارك ابن الشهرزوري، وغيره وأقرأ بالروايات وكان إسناده فيها عالياً إلى الغاية. وسمع من: أبي بكر محمد ابن الزاغوني، وأبي الوقت، والشريف أبي طالب محمد بن محمد العلوي، ومحمد بن أحمد التريكي، وأبي محمد محمد بن أحمد ابن المادح، وهبة الله ابن الشبلي، وهبة الله بن هلال الدقّاق، وابن البطي، والشيخ عبد القادر الجيلي، وأبي زُرعة، وأبي بكر بن النَّقُور، وخلقٍ كثير. وعُني بهذا الشأن عناية تامة، وكتب الكثير. وكان يفهم ويدري، مع الثقة والأمانة.) ذكره المنذري فقال: قرأ بالقراءات على أبي الكرم، وأبي بكر محمد بن عبيد الله ابن الزاغوني، ومسعود بن عبد الواحد ابن الحُصين، وأبي المعالي
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 467 أحمد بن علي ابن السمين، وسعد الله ابن الدجاجي، وعلي بن أحمد اليَزْدي، وغيرهم. كذا ذكر ابن النجار: أنه قرأ بالروايات الكثيرة على جماعة كأبي بكر ابن الزاغوني، والشهرزوري، وابن الحُصين، وسعد الله ابن الدجاجي، وعلي بن علي بن نصر، وعلي بن أحمد بن محموية اليَزدي، وغيرهم. واشتغل بالأدب وحصّل منه طرفاً حسناً. وسمع من خلق كثير من البغداديين، والغرباء، ولم يزل يقرأ. ويسمع ويفنّد إلى أن علت سنه. وجاور بمكة زيادة على عشرين سنة. وحدث ببغداد ومكة. وكان كثير العبادة. ولم يزل مقيماً بمكة إلى أن خرج منها إلى اليمن فأدركه أجله بالمهجم في المحرم، وقيل في ربيع الآخر، من هذا العام، وقيل: في ذي القعدة سنة ثمان عشرة والله أعلم. ومولده في رمضان سنة ست وثلاثين وخمسمائة. وقال الدبيثي: كان ذا معرفةٍ بهذا الشأن. خرج إلى مكة سنة ثمانٍ وتسعين فاستوطنها. وأم الحنابلة. قرأت عليه، ونِعم الشيخ كان عبادةً، وثقة. وخرج عن مكة سنة ثمان عشرة، فبلغنا أنه توفي ببلد المهجم في ذي القَعدة من السنة. وقال الضياء: في المحرم من سنة تسع عشرة توفي شيخنا الحافظ الإمام أبو الفتوح إمام الحرم بالمَهجم. قلت: روى عنه الضياء، والبِرزالي، وابن خليل، وأحمد بن عبد الناصر اليمني، والمُفتي سليمان بن خليل العَسقلاني، وتاج الدين علي بن أحمد القَسطلاني، وشهاب الدين القوصي وقال: كان إماماً في القراءات والعربية، وله
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 468 عُلوّ إسناد ومحمد بن عبد الله بن مقبل المكي، ورضيّ الدين الحسن بن محمد الصَّغاني اللغوي، ونجيب الدين المقداد القيسي، وآخرون. وذكره ابن نقطة، فقال: أما شيخنا أبو الفتوح، فحافظٌ ثقةٌ، كثير السماع، ضابطٌ، متقِنٌ. ذكروا أن وفاته في ذي القعدة من سنة ثمان عشرة. وقال ابن النجار: كان حافظاً، حجة، نبيلاً، جَمّ العلم، كثير المحفوظ، من أعلام الدين وأئمة المسلمين، كثير العبادة والتهجُّد، والتلاوة، والصيام، رحمه الله. وقال ابن مَسْدي: كان أحد الأئمة الأثبات، مشاراً إليه بالحفظ والإتقان. قصد اليمن، فمات) بالمَهْجم في ربيع الآخر سنة تسع عشرة. وله شعر جيد في الزهديات. 4 (حرف الهاء)
4 (هبة الله بن أبي يَعلى محمد بن المبارك بن سعد الله ابن الجوّاني.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 469 الشريف أبو الغنائم العَلَوي الحسيني الواسطي. ولد سنة إحدى وأربعين وخمسمائة. وسمع من: عم أبيه صالح بن سعد الله، وعلي بن المبارك بن نَغوبا. وحدث ببغداد وواسط. توفي في جمادى الأولى بواسط، وحُمل إلى الكوفة. 4 (حرف الياء)
4 (يحيى بن زكريا بن علي بن يوسف.) أبو زكريا الأنصاري، البَلَنسي، المقرئ، المعروف بالجُعيدي. أخذ القراءات عن أبي عبد الله بن حَميد، وأبي عبد الله بن نوح. وسمع من: أبي العطاء بن نذير، وأبي عبد الله بن نَسَع، وجماعة. وتصدّر للإقراء في حياة الشيوخ. قال الأبّار: كان أحد العلماء بحقيقة الأداء مع الصلاح التام، والورع المحض، والخُشوع الصادق. أخذت عنه الكافي لابن شُريح، وسمعه منه بقراءتي جماعة. وسمعت بقراءته كثيراً على ابن نوح، وابن واجب. وكان صاحب والدي. توفي في جمادى الأولى، وله ثمان وأربعون سنة. 4 (يحيى بن محمد بن عبد الجبار بن أحمد بن محمد.) أبو الفَرَج ابن الجَهرَمي، البغدادي، الصوفي. ولد سنة تسع وثلاثين وخمسمائة. وسمع من: أبي الفضل الأرْموي، ونصر بن نصر العُكبري، وأبي الوقت. روى عنه: الدبيثي، والبِرزالي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 470 وهو من بيت حِشمة وتقدم. توفي في ربيع الأول.) وجَهرم: من بلاد فارس. 4 (يوسف بن أحمد بن علي.) أبو الحجاج الأندلسي، المُربَيْطري. سمع من: أبي القاسم بن حُبيش، وأجاز له أبو الطاهر بن عوف، وجماعة. وكان بارعاً في النحو، واقفاً على كتاب سيبويه. أقرأ الناس العربية. ثم عُني بالطب حتى رأسَ فيه، وخدم به الأمراء، ونال دنياً واسعة. ومات بمرّاكش. قاله الأبّار. 4 (يوسف بن يحيى بن عبد الله بن سليمان بن بقاء.) أبو الحجّاج اللخمي، مقرئ غَرناطة، الأندلسي، العطّار، المقرئ الأستاذ. أخذ القراءات عن أبي خالد بن رِفاعة، وأبي الحسن بن كوثر. وسمع من عبد المنعم بن محمد، وابن حَميد، وجماعة. وذكر: أن ابن هُذيل أجاز له. قال ابن مَسدي، قرأت عليه بالروايات، وكان فيه بعض تجوُّز في الرواية. مات في صفر عن أربع وستين سنة. وقال ابن الزبير: سمى في شيوخه داود ين يزيد، وابن هُذيل، فتُكُلِّم فيه من أجلهما.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 471 وقال ابن الملاّحي: جلس للإقراء بموضع شيخه ابن عروس. قال: وكان يزعم أنه قرأ على داود وابن هُذيل. ولا يصحّ ذلك بوجه. 4 (يونس بن يوسف بن مساعد الشيباني، المخارقي، المشرقي، القنبي.) والقنيّه: قرية من أعمال دارا من نواحي مارْدين. هذا شيخ الطائفة اليونُسية. أولي الزعارة والشطارة والشطح، وقلة العقل، أبعد الله شرّهم. كان شيخاً زاهداً، كبير الشأن، له الأحوال، والمقامات، والكشف. قال القاضي ابن خُلكان: سألت رجلاً من أصحاب الشيخ يونس: من كان شيخ الشيخ قال: لم يكن له شيخ بل كان مَجذوباً. قال القاضي: ويذكرون له كرامات: فأخبرني الشيخ محمد بن أحمد بن عُبيد، وكان قد رأى الشيخ يونس، وذكر أن والده أحمد من أصحابه، قال: كنا مسافرين ومعنا الشيخ يونس، فنزلنا في الطريق بين سِنجار وعانة، وكانت الطريق مخوفة فلم يقدر أحد منا ينام من الخوف، ونام) الشيخ، فلما انتبه. قلت: كيف
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 472 قدرت تنام قال: والله ما نمت حتى جاء إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليه السّلام وتدرك القُفل وقال: عزمتُ مرة على دخول نصيبين، فقال لي الشيخ: اشتري معك لأم مساعد كَفَناً وكانت في عافية وهي أم ولده فقلت: ما لها قال: ما يضرّ. فذكر أنه لما عاد وجدها قد ماتت قال: وأنشدني له: (أنا حميت الحمى وأنا سكنتو فيه .......... وأنا رميتُ الخلايق في بحار التّيه)
(من كان يبغي العطا مني أنا أعطيه .......... أنا فتى ما أداني من به تشبيه) قلت: وسمعت ابن تيمية ينشد ليونس: (موسى على الطور لما خرّ لي ناجى .......... واليثربي أنا جبتوه حتى جا) فقلت: هذا يحتمل أن يكون أنشده على لسان الربوبية، ويحتمل أن يكون وُضع على الشيخ يونس، فإن هذا البيت ظاهره شطح واتحاد. وفي الجملة لم يكن الشيخ يونس من أولي العلم، بل من أولي الحال والكشف، وكان عَرِياً من الفضيلة، وله أبيات منكَرة، كقوله: (موسى على الطور لما خرّ لي ناجى .......... واليثربي أنا جبتوه حتى جا) وكان شيخنا ابن تيمية يتوقف في أمره أولاً، ثم أطلق لسانه فيه وفي غيره من الكبار. والشأن في ثبوت ما يُنقَل عن الرجل، والله المطَّلع. وأما اليونسية: فهم شر الطوائف الفقراء، ولهم أعمال تدل على الاستهتار والانحلال قالاً وفعالاً، أستحي من الله ومن الناس من التفوّه بها، فنسأل الله المغفرة والتوفيق.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 473 وذاك البيت وأمثاله يُحتمل أن يكون قد نظمه على لسان الربوبية كما قُلنا فإنْ كان عنَى ذلك فالأمر قريب. وإنْ كان عنَى نفسه فهذه زندقة عظيمةٌ. نسأل الله العفو، فلا يغترّ المسلم بكشفٍ ولا بِحال فقد تواتر الكشف والبُرهان للكهان وللرهبان، وذلك من إلهام الشيطان. أما حال أولياء الله وكراماتهم فحق. وإخبار ابن صائد بالمغَيَّبات حال شيطاني. وفد سأله النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: من يأتيك يعني: من الجن، فقال: صادق وكاذب. قال: خُلِّط عليك الأمر. ولما أضمر له النبي صلى الله عليه وسلم وخبّأ له في نفسه، ثم قال: ما هو قال: الدُّخّ. قال له النبي عليه السّلام:: اخسأ فلن تعدو قدرك. فهذا حاله دجّالي، وعمر بن) الخطّاب، والعلاء بن الحضْرمي، ونحوهما حالهم رحماني ملكي. وكثيرٌ من المشايخ يُتوقَّف في أمرهم، فلم يتبرهن لنا من أي القسمين حالهم والله أعلم ومنه الهدى والتوفيق. 4 (الكنى)
4 (أبو بكر بن أحمد بن شكر.) القاضي جلال الدين ابن القاضي كمال الدين، المَصْري الشافعي. توفي في شوال. 4 (وفيها ولد) المجد عبد الوهاب بن أبي الفتح بن سَحنون الطبيب، خطيب النَّيرب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 474 والشهاب محمد بن أبي العز بن مشرّف. والبدر محمد بن سليمان بن معالي المغربي. والملك المنصور محمود ابن السلطان الملك الصالح إسماعيل ابن العادل. وعلاء الدين علي بن عبد الغني ابن الفخر ابن تيمية. والحاجّ أحمد بن إبراهيم بن نصر الرقوقي. والجلال عبد المنعم بن أبي بكر، قاضي القدس. والنور محمد بن عبد العزيز الأسْعَرِدي، الشاعر. والجمال عبد الصمد ابن الخطيب عماد الدين عبد الكريم ابن الحَرَستاني. والشيخ أحمد بن عبد الرحمن الشَّهرزوري، الناسخ، نزيل القاهرة. وعبد المعطي بن الباشق، بالإسكندرية. وشُهْدة بنت الصاحب كمال الدين، يوم عاشوراء
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 475 4 (وفيات سنة عشرين وستمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن ظفر ابن الوزير عون الدين يحيى بن محمد بن هُبيرة.) أبو الفتح، صاحب باب النوبي. كان أديباً، فاضلاً، رئيساً.) سمع من: أبي الوقت، وابن ناصر، وغيرهما. وله شعر جيد. روى عنه: الدبيثي، وغيره. ومات في المحرم. 4 (إبراهيم بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن خِيرة.) أبو إسحاق البَلَنسي. قال الأبّار: رحل مع أخيه أبي الحسن، فحجّا، وسمعا من: أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن الحَضْرمي، وغيره. وأخذتُ عنه. وكان شاهداً، معدَّلاً. توفي في المحرم، رحمه الله. 4 (إسماعيل بن محمد بن خمارتِكين.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 476 أبو الفتح البغدادي، الضرير. روى عن: أبي الوقت السجزي، ووالده. وكان خمارتكين مولى العلاّمة أبي زكريا التبريزي. مات في ربيع الأول. وولد سنة إحدى وأربعين وخمسمائة. 4 (أكْمل بن أبي الأزهر بن أبي دُلْف.) الشريف أبو محمد العلوي، الحسني، البغدادي، الكَرْخي. ولد قُبيل الأربعين وخمسمائة. وسمع من: سعيد ابن البنّاء فقط. روى عنه: الدبيثي، وابن النجار، وجماعة، آخرهم شيخنا أبو المعالي الأبَرقوهي. ومات في سادس رجب، ودُفن بمقابر قريش. وقع لي من طريقه: البعث لابن أبي داود. قال ابن النجار: لم يكن ممن يُفرَح به. 4 (أنس بن عبد العزيز بن عبد الله.) أبو القاسم التَّفْليسي، المغازلي، الصوفي، المعمَّر، وهو مشهود بكُنيته. سمع من هبة الله ابن الشِّبلي كتاب الذكر لابن أبي الدنيا. وسمع من أبي زرعة مسند الشافعي، وسمع من ابن البَطر. قال ابن النجار في تراجم مشايخ ابن المنذري: كان من عِباد الله الصالحين الوَرِعين. مات في) ربيع الأول، وقد قارب المائة. وروى عنه في تاريخه وقال: صحِب الشيخ أبا النجيب السُّهرَوَرَدي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 477 4 (حرف الباء)
4 (بَيْروم بن علي بن نُشتِكين الحَنَفي، الدمشقي.) روى عن: الصائن هبة الله بن عساكر. 4 (حرف الجيم)
4 (جعفر بن علي الجَوهري.) نزيل دمشق، يُعرف بابن الكباية. سمع أحمد بن المبارك المُرقّعاتي وعنه ابن النجار، وقال: مات في جمادى الأولى. 4 (حرف الحاء)
4 (الحسن بن زُهرة بن الحسن بن زُهرة بن علي بن محمد.) من أولاد إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين، الشريف الحسيب أبو علي الحسيني، الإسحاقي، الحلبي، الشيعي. نقيب مدينة حلب، ورئيسها، ووجهها، وعالمها، ورأس الشيعة وجاههم، ووالد النقيب السيد أبي الحسن علي ولد له علي هذا سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة، وولي النقابة في الأيام الظاهرية بحلب بعد سنة ستمائة. وكان أبو علي عارفاً بالقراءات، وفقه الشيعة، والحديث والآداب، والتواريخ. وله النظم والنثر. وكان صدراً محتشماً، وافر العقل، حسن الخلق والخلُق، وفصيحاً، مفوّهاً، صاحب ديانة وتعبد. ولي كتابة الإنشاء للملك الظاهر
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 478 غازي، ثم أنف من ذلك واستعفى، وأقبل على الاشتغال والتلاوة. ثم نُفّذ رسولاً إلى العراق، ومرة إلى سلطان الروم، ومرة إلى صاحب إربلّ. فلما توفي الظاهر طلب لوزارة ولده العزيز، فاستعفى. وحج في سنة تسع عشرة، ولقيته هدايا الملوك فنفّذ إليه الملك الأشرف موسى من الرقّة خِلعة له ولأولاده ودوّابّ، وأربعة آلاف درهم، ونفّذ إليه صاحب آمد هدية، وصاحب ماردين، وتلقاه صاحب الموصل لؤلؤ بنفسه، وحمل إليه الإقامات، وخلع عليه وعلى أولاده، واحتُرم في بغداد وتُلُقّي. ولما رجع من الحج مرض وتمادت به العلة، ثم لحقه ذَربٌ، ومات.) قال ابن أبي طي: فُجع بموته الصديق والعدو، والقريب والبعيد، وكان للناس به وبجاهه نفع عظيم. وكان كما قال الشاعر: (وما كان قيس هلك واحدٍ .......... ولكنّه بنيان قومٍ تهدّما) وغُلق البلد، وشيّعه الناس على طبقاتهم. ومات سنة عشرين وستمائة. وقد سمع من: أبي علي محمد بن أسعد الجوّاني النقيب، والافتخار أبي هاشم الهاشمي. وتفنّن في علوم شتىً. وله ولد آخر اسمه أبو المحاسن عبد الرحمن. توفي بعد مجيئه من الحج من جمادى الأولى، ودُفن بجبل جَوشن. 4 (الحسن بن أبي الفتح.) الأديب أبو محمد الواسطي. سمع ابن شاتيل، وتأدب بابن العصّار. وطلب الحديث وقتاً وشارك في العلوم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 479 روى عنه ابن النجار ما بين الحرمين. 4 (الحسين بن أبي الفخر يحيى بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي الردّاد.) أبو عبد الله المصري، ويُسمّى أيضاً محمداً. ولد سنة أربعين. وسمع من عبد الله بن رفاعة. روى عنه: الحافظ عبد العظيم، والمصريون، والفخْر علي. وكان رجلاً صالحاً. أقعِد بأخَرَةٍ، ولزم بيته. وحدث، وأملى وكان كاتباً فقيهاً. بصري الأصل، جاوز الثمانين. وتوفي في ذي القَعدة. وآخر من حدث عنه عبد الرحيم ابن الدميري. 4 (حرف الراء)
4 (رابعة بنت أحمد بن محمد بن قُدامة.) أم الحافظ عز الدين محمد بن عبد الغني. توفيت بعد أخيها الشيخ موفَّق الدين بشهر، وكانت أصغر منه بثلاث سنين توفيت في ذي) القعدة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 480 وقد روى عنها: الشيخ الضياء، والشيخ شمس الدين، والشيخ الفخر. روت بالإجازة من: ابن البطي، وأحمد بن المُقرّب. قال الضياء: كانت خيِّرة، حافظة لكتاب الله، ما تكاد تنام الليل إلا قليلاً، صائمة الدهر رضي الله عنها. 4 (رَوْح بن أحمد.) أبو زُرعة الجُذامي القرطبي. أخذ عن أبي القاسم ابن الشرّاط القراءات والعربية. وسمع من ابن بُشْكُوال كتاب الموطأ. وكان فاضلاً، كبيراً، عَدْلاً. 4 (حرف السين)
4 (سالم بن صالح.) أبو عمرو الهمذاني، المالقي. عن: أبي بكر الجد، والسهيلي، وطبقتهما. وكان محدّثاً، صالحاً، له شعر جيد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 481 مات في رمضان. 4 (سعيد بن عبد العزيز، العَقْري البَصري.) شيخ صالح، سمع من: عبد الله بن عمر بن سَليخ البَصري. والعَقْر: قرية من نواحي بغداد هو منها، لا من عَقْر المَوْصل. توفي في ذي القَعدة. 4 (سُنقُر الحلبي.) الأمير مبارز الدين الصلاحي. من كبار الدولة بحلب. كريم، شجاع. له مواقف مشهودة مع صلاح الدين وغيره. توفي بدمشق، وورثه ابنه الأمير ظهير الدين غازي. 4 (حرف الشين)
4 (شَيبان بن تغلِب بن حيدرة بن سيف بن طراد بن عقيل بن وثّاب بن شَيبان.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 482 أبو محمد الشيباني، المقدسي، ثم الصالحي المؤدِّب الحنبلي.) ولد بدمشق سنة أربع وخمسين تقريباً. وسمع من: يحيى الثقفي، وأبي المعالي بن صابر، والخَضِر بن طاووس، والبانياسي. وكان كثير التلاوة، فيه دين، وخير. وله شعر جيد. روى عنه: البِرزالي، وعمر ابن الحاجب، والضياء وقال: ولد تقديراً سنة ثلاث وستين. قلت: ولقبه نجم الدين. وهو والد المسند أحمد بن شيبان. فمن شعره: (أحببت ظبياً حسناً .......... شرّد عني الوَسَنا)
(خلّوا إذا مر بما.. .......... شيك يُحاجي الغُصُنا)
(مرمر عيش عاشق .......... به المعنَّى أفتتنا)
(دموعه منهالةٌ .......... وجسمه حِلف ضَنا) توفي في ثامن رجب. 4 (حرف الصاد)
4 (صالح بن القاسم بن يوسف بن علي.) أبو حامد البغدادي، النسّاج، المؤذّن، القزّاز، المعروف بابن كوِّر. شيخ صالح من أهل الحربية. روى عن سعيد ابن البنّاء وحده، وسماعه صحيح. روى عنه: الدبيثي، والبِرزالي، وذاكر الأبَرقوهي وأخوه أبو المعالي. وتوفي في السادس والعشرين من شوّال. أخبرنا أحمد بن إسحاق، أخبرنا صالح بن كَوِّر وهو لقب أبيه أخبرنا
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 483 سعيد بن أحمد، أخبرنا محمد بن علي الدقّاق، أخبرنا ابن رِزقويه، حدثنا مكرم بن أحمد، حدثنا يحيى بن أبي طالب، أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء، أخبرنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من صلى على جنازة فله قيراط، ومن تبعها حتى يُقضى قضاؤها فله قيراطان، أحدهما أو قال أصغرهما مثل أحُد. رواه الدبيثي في تاريخه عن صالح، فوقع موافقة بعُلُوّ. 4 (حرف الضاد) ) 4 (الضياء بن الزرّاد الدمشقي.) القارئ بالألحان وبالقراءات. قال أبو المظفر سِبط الجوزي: اجتمعت به بخِلاط، وكان يتردّد إلينا، ويقرأ طيّباً، ثم داخل الدولة جاءني يوماً يبكي، فقال: البارحة حضرت عند الأشرف، وناولني قدحاً. فامتنعت، وهو ساكت ينظر، فما زالوا بي حتى شربته، فعضّ الأشرف على إصبعه وقال: والَكْ فعلتهَا حطّيت الخمر على مائة وأربعة عشر سورة والله لو خُيّرت أن أحفظ القرآن كما تحفظه، وأدع مُلكي، لاخترت حفظ القرآن. ثم نزلت حُرمته فكان يدور البلاد على أصحاب القِلاع لرسوم له عليهم. فخرج من حرّان ومعه ثلاثة غِلمان مُرد، فنام في وادٍ، فقتلوه، وأخذوا ما معه، فظفر بهم الحاجب علي فقتلهم به. 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن أحمد بن محمد بن قُدامة بن مِقدام بن نصر.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 484 شيخ الإسلام، موفّق الدين، أبو محمد المقدسي، الجمّاعيلي، ثم الدمشقي، الصالحي، الحنبلي، صاحب التصانيف. ولد بقرية جمّاعيل في شعبان سنة إحدى وأربعين وخمسمائة. وهاجَر فيمن هاجر مع أبيه وأخيه، وله عشر سنين. وحفظ القرآن، واشتغل في صِغره، وسمع من أبيه سنة نيّف وخمسين. وارتحل إلى بغداد في أوائل سنة إحدى وستين في صُحبة ابن خالته الحافظ عبد الغني، فأدركا من حياة الشيخ عبد القادر خمسين يوماً، فنزلا في مدرسته، وشرعا يقرآن عليه في مختصر الخِرَقي وسمع منه ومن: هبة الله بن هِلال الدقّاق، وأبي الفتح ابن البطي، وأبي زُرعة المقدسي، واحمد بن المقرَّب، وأحمد بن محمد الرحبي، وأحمد بن عبد الغني الباجِسْراني، وأبي المناقب حيدرة بن عمر العلَوي، وخديجة النهروانية، وشُهدة الكاتبة، ونفيسة البزّازة، وسعد الله ابن الدجاجي، وعبد الله بن منصور المَوصلي، وأبي بكر بن النَّقور، وأبي محمد ابن الخشّاب، وعلي بن عبد الرحمن ابن تاج القُرّاء، ومَعْمر بن الفاخر، وعبد الواحد بن الحسين البارزي، وعمر بن بُنَيمان الدلاّل، ومحمد بن محمد بن السكن، والمبارك بن محمد الباذرائي، وأبي شجاع محمد بن الحسين المادرائي، المبارك بن المبارك السمسار، وأبي طالب المبارك بن خُضير، وأبي حنيفة محمد بن عبيد الله الخطيبي، وهبة الله) ابن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 485 المحدث عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبيد الله الخطيبي، وهبة الله ابن المحدث عبد الله بن أحمد ابن السمرقندي، ويحيى بن ثابت البقّال، وغيرهم. تفقه على أبي الفتح بن المنّي وقرأ عليه بقراءة أبي عَمرو، وقرأ على أبي الحسن البطائحي بقراءة نافع. وسمع بدمشق من: أبي المكارم عبد الواحد بن هِلال، وأبي تميم سلمان بن علي الرحبي، وأبي المعالي بن صابر، وطائفة. وبالمَوْصل من أبي الفضل الطوسي الخطيب. وبمكة من المبارك بن علي ابن الطبّاخ. روى عنه: البهاء عبد الرحمن، وابن نُقطة، والجمال أبو موسى، والضياء، وابن خليل، والبِرزالي، والمنذري، والجمال ابن الصيرفي، والشهاب أبو شامة، والمحب ابن النجار، والزين بن عبد الدائم، وشمس الدين بن أبي عمر، والعز إبراهيم بن عبد الله بن أبي عُمر، والفخر علي، والتقي ابن الواسطي، والشمس ابن الكمال، والتاج عبد الخالق، والعِماد عبد الحافظ بن بدران، والعز إسماعيل ابن الفُرّاء، والعز أحمد ابن العماد، وأبو الفهْم السلمي، ويوسف الغسولي، وإبراهيم ابن الفرّاء، وزينب بنت الواسطي، وخلقٌ كثيرٌ آخرهم موتاً التقي بن مؤمن، حضر عليه قطعةً من الموطأ. وكان إماماً، حجة، مفتياً، مصنِّفاً، متفنناّ، متبحّراً من العلوم، كبير القدر. أخبرنا عبد الحافظ بقراءتي، أخبرنا أبو محمد بن قُدامة، أخبرنا عبد الواحد بن الحسين، أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة، أخبرنا أبو القاسم الحسن بن الحسين بن المنذر، حدثنا عمر بن دينار إملاءً، حدثنا أبو يزيد يوسف بن يزيد بن كامل، حدثنا ابن أبي مريم، حدثنا عثمان بن مكتل، وأنس بن عِياض، قالا: حدثنا الحارث بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن مولى أبي هُريرة، عن أبي هُريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 486 قال ابن النجار كان يعني الشيخ موفق الدين: إمام الحنابلة بالجامع. وقد سمع منه ببغداد رفيقه عبد العزيز بن طاهر الخيّاط سنة ثمانٍ وستين وخمسمائة. وكان ثقة، حجة، نبيلاً، غزير الفضل، نزهاً، ورعاً، عابداً، على قانون السلف، على وجهه النور والوقار، ينتفع الرجل برؤيته قبل أن يسمع كلامه.) وقال فيه عمر ابن الحاجب: هو إمام الأئمة، ومفتي الأمة، خصه الله بالفَضل الوافر، والخاطر الماطر، والعلم الكامل، طنّت بذكره الأمصار، وضنّت بمثله الأعصار. قد أخذ بمجامع الحقائق النقلية والعقلية فأما الحديث فهو سابق فرسانه، وأما الفقه فهو فارس ميدانه أعرف الناس بالفُتيا، وله المؤلفات الغزيرة، وما أظن الزمان يسمح بمثله، متواضع عند الخاصة والعامة، حسن الاعتقاد، ذو أناة، وحِلم، ووقار. وكان مجلسه عامراً بالفقهاء، والمحدّثين، وأهل الخير. وصار في آخر عمره يقصده كل أحد. وكان كثير العبادة، دائم التهجّد، لم نر مثله، ولم يرَ مثل نفسه. وقال الضياء في سيرته: كان تام القامة، أبيض، مشرق الوجه، أدعج العينين. كأن النور يخرج من وجهه لحُسنه، واسع الجبين، طويل اللحية، قائم الأنف، مقرون الحاجبين، صغير الرأس، لطيف اليدين والقدمين، نحيف الجسم، متّعه الله بحواسّه حتى توفي. رحل هو والحافظ عبد الغني، فأقاما ببغداد نحواً من أربع سنين، ثم رجعا وقد حصلا الفقه والحديث والخلاف، أقاما خمسين ليلة عند الشيخ عبد القادر ومات. ثم أقاما عند أبي الفرج ابن الجوزي، ثم انتقلا إلى رباط الشيخ محمود النعّال، واشتغلا على ابن المنّي. ثم سافر هو ثانية إلى بغداد سنة سبع وستين، هو والشيخ العماد، فأقاما سنة. وكان لحقهما عبيد الله أخوه، وعبد الملك بن عثمان، فضيّقا عليهما، لكونهما حَدَثين، فرجع بهما إلى دمشق.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 487 ثم حج سنة ثلاث وسبعين ووالدي وعمرو بن عبد الله، وردّوا على درب العراق. ذكر تصانيفه: البرهان في القرآن جزءان، مسألة العُلوّ جزءان، الاعتقاد جزء، ذم التأويل جزء، كتاب القّدّر جزءان، كتاب فضائل الصحابة جزءان، كتاب المتحابّين جزءان، جزء فضل عاشوراء جزء، فضائل العشر، ذم الوسواس جزء، مشيخته جزء ضخم، وغير ذلك من الأجزاء. وصنّف: المغني في الفقه في عشر مجلّدات كبار، و الكافي في أربعة مجلّدات، و المُقنِع مجلد، و العُمدة مجلد لطيف، و التوابين مجلد صغير، و الرقة مجلد صغير، مختصر الهداية مجلد صغير، التبيّيين في نسب القرشيين مجلد صغر، الاستبصار في نسب الأنصار مجلد، كتاب في الغريب مجلد صغير، كتاب الروضة في أصول الفقه مجلد، كتاب مختصر العِلل للخلاّل، مجلد ضخم.) قال الضياء: رأيت الإمام أحمد بن حنبل في النوم، وألقى عليّ مسألة في الفقه، فقلت: هذه في الخِرَقي فقال: ما قصّر صاحبكم الموفق في شرح الخِرَقي. قال الضياء: وكان رحمه الله إماماً في القرآن وتفسيره، إماماً في علم الحديث مُشكلاته، إماماً في الفقه بل أوحد زمانه فيه، إماماً في علم الخِلاف، أوحد زمانه في الفرائض، إماماً في أصول الفقه، إماماً في النحو، إماماً في الحساب، إماماً في النجوم السيارة، والمنازل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 488 وسمعت الوجيه داود بن صالح المقرئ بمصر قال: كنت أتردّد إلى الشيخ أبي الفتح بن المنّي، فسمعته يقول وعنده الإمام موفق الدين إذا خرج هذا الفتى من بغداد، احتاجت إليه. وسمعت البهاء عبد الرحمن بن إبراهيم يقول: كان شيخنا أبو الفتح بن المنّي يقول للشيخ الموفق: اسكن هنا فإن بغداد مفتقرة إليك، وأنت تخرج من بغداد، ولا تخلف فيها مثلك. وكان الموفق يقول: إن لي أولاداً ولا يمكنني المُقام. وكان شيخنا العماد يعظّم الشيخ الموفق تعظيماً كبيراً، ويدعو له، ويقعد بين يديه كما يقعد المتعلم من العالم. وسمعت الإمام أبا عبد الله محمد بن محمود الإصبهاني يقول: ما رأى أحدٌ في زمانه مثل الشيخ الموفق. وسمعت الإمام المفتى أبا عبيد الله عثمان بن عبد الرحمن الشافعي يقول عن شيخنا موفق الدين: ما رأيت مثله، كان مؤيداً في فتاويه. شاهدت بخطّ شيخنا العماد إبراهيم بن عبد الواحد: وقفت على وَصية شيخنا وسيدنا الإمام العالم الأوحد الصدر شيخ الإسلام موفق الدين، الذي شهد بفضله وعلمه المؤالف والمخالف، الناصر السنّة المحمدية، والسالك الطريقة النبوية الأحمدية، القامع البِدعة المُردية الردية. وسمعت الإمام المفتي شيخنا أبا بكر محمد بن معالي بن غَنيمة ببغداد يقول: ما أعرف أحداً في زماننا أدرك درجة الاجتهاد إلا الموفق. وسمعت الإمام الحافظ الزاهد، أبا عبد الله اليونيني يقول وكتبه لي
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 489 قال: أما ما علمته من أحوال شيخنا وسيدنا موفق الدين، فإنني إلى الآن، ما أعتقد أن شخصاً ممن رأيته، حصل له من الكمال في العلوم والصفات الحميدة التي يحصل بها الكمال، سواه، فإنه رحمه الله كان كاملاً في صورته ومعناه، من حيث الحسن والإحسان، والحلم والسؤدد، والعلوم المختلفة،) والأخلاق الجميلة، والأمور التي ما رأيتها كملت في غيره. وقد رأيت من كرم أخلاقه، وحُسن عشرته، ووفور حلمه، وكثرة علمه، وغزير فطنته، وكمال مروءته، وكثرة حَيائه، ودوام بِشره، وعزوف نفسه عن الدنيا وأهلها، والمناصب وأربابها، ما قد عَجَزَ عنه كبار الأولياء فإن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: ما أنعم الله على عبد نعمةً أفضل من أن يُلهمه ذِكره، فقد ثبت بهذا أن إلهام الذكر أفضل من الكرامات، وأفضل الذكْر ما يتعدى نفعه إلى العباد، وهو تعليم العلم والسنّة، وأعظم من ذلك وأحسن ما كان جِبِلّة وطبعاً، كالحلم والكرم والعقل والحياء. وكان الله قد جَبله على خُلُق شريف، وأفرغ عليه المكارم إفراغاً، وأسبغ عليه النعم، ولطف به في كل حال. قال الضياء: وكان لا يكاد يناظر أحداً، إلا وهو يتبسّم. فسمعت بعض الناس يقول: هذا الشيخ يقتل خصمه بتبسّمه. وسمعت الفقيه أحمد بن فهْد العَلثي يقول: ناظر الموفّق لابن فَضلان يعني: يحيى بن محمد الشافعي، فقطعه الموفق. قلت: وكان ابن فضلان يُضرب به المثل في المناظرة. وأقام الموفَّق مدة يعمل حلقة يوم الجمعة بجامع دمشق، يناظر فيها بعد الصلاة، ويجتمع، إليها أصحابنا، وغيرهم، ثم ترك ذلك في آخر عمره. وكان يَشتغل عليه الناس من بُكرة إلى ارتفاع النهار، ثم يُقرأ عليه بعد الظهر إما الحديث وإما من تصانيفه، إلى المغرب. وربما قُرِئ عليه بعد المغرب، وهو يتعشّى. وكان لا يُرى لأحد ضَجراً،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 490 وربما تضرّر في نفسه ولا يقول لأحد شيئاً فحدّثني ولده أبو المجد، قال: جاء إلى والدي يوماً جماعة يقرأون عليه، فطوّلوا، ومن عادته أن لا يقول لأحد شيئاً، فجاء هذا القِطّ الذي لنا، فأخذ القلم الذي يُصلحون به بفمه، فكسرَه، فتعجّبوا من ذلك وقالوا: لعلّنا أطلْنا، وقاموا. واشتغل الناس عليه مدة ب الخِرَقي و الهداية ثم ب مختصر الهداية الذي جمعه، ثم بعد ذلك، اشتغل عليه الخَلْق بتصانيفه: المُقنِع و الكافي و العُمدة. وكان يقرأ عليه النحو، ويشرحه ولم يترك الأشغال إلا من عُذْر، وانتفع به غير واحد من البلدان، ورحلوا إليه. وكان لا يكاد يراه أحد إلا أحبه، حتى كان كثير من المخالفين يحبونه، ويصلّون خلفه ويمدحونه) مدحاً كثيراً. وكنت أعرف في عهد أولاده أنهم يتخاصمون عنده، ويتضاربون وهو لا يتكلم، وكنا نقرأ عليه، ويحضر مَنْ لا يفهم، فربما اعترض ذلك الرجل بما لا يكون في ذلك المعنى، فنغتاظ نحن يقول: ليس هذا من هذا، وجرى ذلك غير مرة، فما أعلم أنه قال له قط شيئاً، ولا أوجع قلبه. وكانت له جارية تؤذيه بخُلُقها فما كان يقول لها شيئاً، وكذلك غيرها من نسائه. وسمعت البهاء عبد الرحمن يقول: لم أر فيمن خالطت أجمل منه، ولا أكثر احتمالاً. وكان متواضعاً، يقعد إليه المساكين، ويسمع كلامهم، ويقضي حوائجهم، ويعطيهم. وكان حسَنَ الأخلاق، لا نكاد نراه إلا متبسماً، يحكي الحكايات لجُلَسائه، ويخدمهم، ويمزح، ولا يقول إلا حقاً. وسمعت البهاء عبد الرحمن يقول: قد صحِبناه، في الغزاة، فكان يمازحنا، وينبسط معنا، يقصد بذاك طيب قلوبنا، فما رأيت أكرم منه، ولا أحسن صُحبة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 491 وكان عندنا صِبيان يشتغلون عليه من حوران، وكانوا يلعبون بعض الأوقات إذا خلوا، فشكى بعض الجماعة إلى الشيخ أبي عمر. فقال: أخرجوهم من عندنا، ثم قال: هؤلاء أصحاب الموفق، فاذكروهم له، فقالوا له، فقال: وهل يصنعون إلا أنهم يلعبون هم صبيان لا بد لهم من اللعب إذا اجتمعوا، وإنكم كنتم مثلهم. وكان بعض الأوقات يرانا نلعب فلا ينكر علينا. ولقد شاورته في أشياء متعددة، فيشير عليّ بشيء، فأراه بعد كما قال. وكم قد جرى على أصحابنا من غمّ وضيق صدر من جهة السلاطين واختلافهم، فإذا وصل الكلام إليه أشار بالرأي السديد الذي يراه، فيكون في رأيه اليُمن والبركة. وكان أخوه الشيخ أبو عمر مع كونه الأكبر، لا يكاد يعمل أمراً حتى يشاوره. سمعت الإمام الزاهد أبا عبد الله محمد بن أبي الحسين اليونيني، قال: كنت بعض الأوقات ألازم القراءة وبعضها أتركها، فقال لي الموفق: يا فُلان، في صورة من يأتيك إبليس قلت: في صورة أويس القَرَني، قال: ما يقول لك قلت: يقول لي: ما أحب أن أكون محدّثاً ولا مفتياً ولا قاصّاً، في نفسي شغل عن الناس، فقال: والله مليح ما يقوله لك، أفيقول لك: هذه ليلة السجود فتسجد إلى الصباح، هذه ليلة البكاء فتبكي إلى الصباح قلت: لا. قال: هذا مقصوده أنك تُبطل العلم وتفوتك فضيلته، وما يحصل لك فعل أويس. فيعد ذلك، ما جاءني إبليس في هذا المعنى.) قال الضياء: وكان لا ينافس أهل الدنيا، ولا يكاد أحد يسمعه يشكو، وربما كان أكثر حاجة من غيره. وكان إذا حصل عنده شيءٌ من الدنيا فرّقه ولم يتركه. وسمعت البهاء عبد الرحمن يقول: كان فيه من الشجاعة، كان يتقدّم إلى العدوّ، ولقد أصابه على القُدس جُرح في كفه، ولقد رأيت أنا منه على قلعة
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 492 صَفَد، وكنا نُرامي الكفّار، فكان هو يجعل النشابة في القوس، ويرى الكافر أنه يرميه فيتَتَرسُ منه، يفعل ذلك غير مرّة، ولا يرمي حتى تمكنه فرصة، ولما مات ابنه أبو الفضل محمد بهمذان، جاءه خبره، فحدّثني بعض منْ حضره أنه استرجع، وقام يصلّي. قلت: كان فاضلاً، مشتغلاً، عاش نيّفاً وعشرين سنة. قال: ولما مات ابنه أبو المجد عيسى، وكنا عنده، صَبَر، واحتسب. وسمعت عنه أنه كان لا يطلب من أهل بيته أن يغسلوا ثيابه، ولا يطبخوا، ولا يكلّفهم شيئاً، بل هو عندهم مثل الضيف، إن جاءوا بشيء أكل، وإلا سكت. وكان يُصلي صلاة حسنة بخشوع، وحسن ركوع، وسجود، ولا يكاد يصلي سُنّة الفجر والمغرب والعشاء، إلا في بيته، اتّباعاً للسُنّة. وكان يصلي كل ليلة بين العشاءين رَكعتين ب الم تنزيل السجدة، و تبارك الذي بيده المُلك وركعتين ب ياسين و الدُّخان، لا يكاد يخلّ بهنّ. وكان يقوم بالليل سَحَراً يقرأ بالسُّبع، وربما رفع صوته بالقراءة، وكان حسن الصوت، رحمة الله عليه. سمعت الحافظ الزاهد أبا عبد الله اليونيني، قال: لما كنت أسمع شناعة الخلْق على الحنابلة بالتشبيه، عزمت على سؤال الشيخ الموفق عن هذه المسألة، وهل هي مجرّد شناعة عليهم أو قال بها بعضهم. أو هي مقالة لا تظهر من علمائهم إلا إلى من يوثق به وبقيت مدة شهور أريد أن أسأله، فما يتّفق لي خلوّ المكان، إلى أن سهّل الله مرة بخلوّ الطريق لي، وصعِدت معه إلى الجبل، فلما كنا عند الدرب المقابل لدار ابن محارب، وما اطّلع على ضميري سوى الله عز وجل، فقلت له: يا سيدي. فالتفت إليّ، وأنا خلفه، فقال لي: التشبيه مستحيل. وما نطقت أنا له بأكثر من قولي: يا سيدي. فلما قال ذلك تجلّدت، وقد أخبر بما أريد أن أسأله عنه، وكشف الله له الأمر، فقلت له: لِمَ قال: لأن من شرط
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 493 التشبيه أن نرى الشيء، ثم نشبّهه، من الذي رأى الله، ثم شبّهه لنا) وسمعت أبا عبد الله بن عمر بن محمد بن جعفر المقرئ يقول: جئت إلى الشيخ الموفق، وعنده جماعة، فسلمت، فردّ عليّ ردّاً ضعيفاً، فقعدت ساعة، فلما قام الجماعة، قال لي: اذهب فاغتسل. فبقيت متفكّراً، ثم قال لي: اذهب فاغتسل. فتفكرت، فإذا قد أصابتني جنابة من أول الليل ونسيتها. وسمعت الشريف أبا عبد الله محمد بن كبّاس الأعناكي يقول: كنت يوماً أتفكر في نفسي، ولو أن لي شيئاً من الدنيا لبنيت مدرسة للشيخ الموفق، وجعلت له كل يوم ألف درهم، ثم إنني قمت، فجئت إليه فسلّمت عليه، فنظر إليّ وتبسّم، وقال: إذا نوى الشخص نية خير كُتب له أجرها وقال أبو شامة: وذكر الشيخ الموفق فقال: كان إماماً من أئمة المسلمين، وعلماً من أعلام الدين غي العلم والعمل. صنّف كتباً كثيرة حِساناً في الفقه، وغيره. ولكن كلامه فيما يتعلق بالعقائد في مسائل الصفات على الطريقة المشهورة عن أهل مذهبه، فسبحان من لم يوضح له الأمر فيها على جلالته في العلم ومعرفته بمعاني الأخبار والآثار. سمعت منه مسند الشافعي بِفَوْت ورقتين، وكتاب النصيحة لابن شاهين. وقال غير واحد عن عز الدين بن عبد السلام، شيخ الشافعية: إنه سُئل: أيّما كان أعلم فخر الدين ابن عساكر، أم الشيخ الموفق فغضب، وقال: والله موفق الدين كان أعلم بمذهب الشافعي من ابن عساكر، فضلاً عن مذهبه. قال أبو شامة: ومن أظرف ما يُحكى عن الموفق أنه كان يجعل في
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 494 عمامته ورقة مصرورة فيها رمل يُرمّل به الفتاوى والإجازات، فخُطِفت عِمامته ليلاً، فقال لخاطفها: يا أخي خذ من العِمامة الورقة بما فيها، ورُدّ العِمامة أغطّي رأسي، وأنت في أوسع الحِلّ، فظن الخاطف أنها فضّة، ورآها ثقيلة فأخذها، ورمى العِمامة له. وكانت صغيرة عتيقة. قال: وكان الموفق بعد موت أخيه هو الذي يؤمّ بالجامع المظفّري ويخطب، فإن لم يحضر فعبد الله ابن أخيه يؤمّ ويخطب. ويصلي الموفق بمحراب الحنابلة إذا كان في البلد، وإلا صلى الشيخ العماد، ثم كان بعد موت الشيخ العماد يصلي فيه أبو سليمان ابن الحافظ عبد الغني. وكان الموفَّق إذا فرغ من صلاة العشاء والآخرة يمضي إلى بيته بالرصيف، ومض معه من فقراء الحلقة مَنْ قدّره الله، فيقدّم لهم ما تيسّر، يأكلونه معه. وقال الضياء: سمعت أختاي: زينب وآسية تقولان: لما جاء خالنا الموت هلّلنا، فهلّل، وجعل) يستعجل في التهليل، حتى توفي، رحمه الله. قال: وسمعت الإمام أبا محمد إسماعيل بن حمّاد الكاتب يقول: رأيت ليلة عبد الفطر كأني عند المقصورة، فرأيت كان مصحف عثمان قد عُرِّج به، وأنا قد لحِقني من ذلك غمٌّ شديد، وكأن الناس لا يكترثون لذلك، فلما كان الغد، قيل: مات الشيخ الموفق. وسمعت خالد بن عبد الله الحَبشي يقول: إنه رأى ليلة توفي الشيخ الموفق كأن القرآن قد رُفع من المصاحف. وسمعت الإمام عبد المحسن بن عبد الكريم المصري يقول: رأيت وقت مات الشيخ الموفق في النوم، كأن قد رُفعت قناديل الجامع كلها. وسمعت الشريف عبد الرحمن بن محمد العَلَوي يقول: رأينا ليلة الأحد في قريتنا مُردك وهي في جبل بني هلال على دمشق ضوءاً عظيماً جداً حتى أضاء
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 495 له جبل قاسيون، فقلنا قد احترقت دمشق، قال: وخرج أهل قريتنا الرجال والنساء يتفرّجون على الضوء، فلما جئنا إلى بعض الطريق سألنا: أيش الحريق الذي كان بدمشق فقالوا: ما كان بها حريق. فلما وصلنا إلى هنا قال لي ابني: إن الشيخ الموفق توفي. فقلت: ما كان هذا النور إلا لأجله. قال الضياء: وقد سمعنا نحو هذا من غير واحدٍ يُحدِّثه، أنه رأى ذلك بحوران، وبالطريق. وسمعت العدْل أبا عبد الله محمد بن نصر بن قوّام التاجر بعد موت الشيخ الموفق بأيام. قال: رأيت ليلة الجُمُعة في الثُّلث الأخير، الحق عز وجل، وكأنه عالٍ عليما بنحوٍ من قامة، يعني ليس هو على الأرض، وإلى جانبي رجل خطر في قلبي أنه الخَضِر عليه السّلام، فذُكر الشيخ الموفق، فقال الحق للخَضِر: هل تعرف أخته وابنته فقال: لا. قال: بلى اذهب، فعزّهما في الموفق. وخطر ببالي أنه تعالى يقول: فإني أعددت له ما لا عَيْنٌ رأيت، ولا أذُن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ثم انتبهت. وقد ساق الضياء منامات كثيرة في سيرة الشيخ الموفق، تركتُها خوف الإطالة. ثم قال: تزوّج ببنت عمّته مريم بنت أبي بكر عبد الله بن سعد، فولدت له أولاداً، عاش منهم حتى كبُر: أبو الفضل محمد، وأبو المجد عيسى، وأبو العز يحيى وصفيّة، وفاطمة. فمات بنوه في حياته، ولم يعقب منهم سوى عيسى. وتسرّى، بجارية، ثم ماتت هي وزوجته بعدها، ثم تسرّى بجارية، وجاءه منها بنت، ثم ماتت البنت، وروّح الجارية، ثم تزوّج عزية بنت) إسماعيل، وتوفيت قبله. ومن شعره: (أتغفل يا ابن أحمد والمنايا .......... شوارع يَخْتَرِمْنَكَ عن قريب)
(أغرّك أن تخطّتك الرزايا .......... فكمْ للموت من سهْمٍ مُصيب)
(كؤوسُ الموت دائرةٌ علينا .......... وما للمرء بُدٌّ من نصيبِ)
(إلى كم تجعل التسويف دأباً .......... أما يكفيك إنذار المشيب)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 496 (أما يكفيك أنك كل حينٍ .......... تمُرّ بقَبر خِلٍّ أو حبيبِ)
(كأنك قد لحقْت بهم قريباً .......... ولا يُغنيك إفراط النحيب) قال الضياء: توفي يوم السبت، يوم الفطر، ودُفن من الغد، وكان الخلْق لا يُحصي عددهم إلا الله عز وجل. وكنت فيمن غسَّله. توفي بمنزله بدمشق. 4 (عبد الله بن أحمد بن علي بن هبة الله.) الشريف أبو محمد ابن الزوال، الهاشمي، العباسي، البغدادي. ولد سنة ثمان وخمسمائة. وسمع من: يحيى بن ثابت، وأبي المعالي الباجِسرائي، وأبي محمد ابن الخشّاب. وهو من بيت حِشمة وتقدَّم. توفي في ليلة عاشوراء. وقد ناب في القضاء ببغداد، ثم عُزل من القضاء والعدالة بسبب تزوير. ولم يكن محمود الشهادة. 4 (عبد الله بن أحمد بن عبد الرحمن بن عثمان التميمي.) أبو محمد البَجائي المغربي، المعروف بابن الخطيب. سمع من الحافظ أبي محمد عبد الحق الإشبيلي. وأخذ عن أبي القاسم عبد الرحمن بن يحيى القرشي مختصرة في القراءات. وسمع صحيح مسلم من أبي عبد الله ابن الفخّار. وأجاز له أبو طاهر السلفي. ولي قضاء سَبتة، ثم قضاء بَلَنسية. وكان وجيهاً، ذا حشمة وثروة ولم يكن الحديث من شأنه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 497 حدث بيسير. ومات بتونس في ربيع الأول. قاله الأبّار.) 4 (عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله.) أبو القاسم التَّفليسي المغازلي الصوفي، نزيل بغداد. شيخ معمَّر. قدم بغداد واستوطنها، وصحب الشيخ أبا النجيب، وسمع معه من: هبة الله بن أحمد الشبلي، وابن البطي، وأبي زُرعة. وحدث. وقيل: إنه جاوز المائة. روى عنه: الدبيثي، والزين خالد، وجماعةٌ. وتوفي في سادس عشر ربيع الأول. 4 (عبد الله بن عُبيد الله بن عبد الله بن عبد الملك بن علي.) أبو محمد اللخمي، الباجي. أخذ قراءة نافع، وأبي عمرو، عن أبي محمد بن مّعاذ. وسمع من أبي عبد الله ابن المجاهد الزاهد وكان من كبار أصحابه. وأخذ العربية عن أبي إسحاق بن مَلْكون، وأبي القاسم بن حُبيش. وحدث بيسير. وعمِّر، وأسنَّ، وكُفّ بصره. وكان يُقرئ القرآن. وتوفي في شعبان، وله ثمان وثمانون سنةً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 498 4 (عبد الله بن عمر بن عبد الله.) القاضي جمال الدين أبو محمد الدمشقي الشافعي. قاضي اليَمن. ولد بدمشق في حدود ثلاثين وخمسمائة، وعاش تسعين سنة. وسمع بالإسكندرية من السلفي، وغيره. وتوجّه من دمشق صُحبة شمس الدولة تورانشاه بن أيّوب، إلى اليمن، وأمّ به، وتقدَّم عنده فولاّه قضاء اليمن. وحصّل أموالاً، وعاد إلى دمشق. وحدث روى عنه: الشهاب القوصي، وفَرَج الحَبشي، والزين خالد النابُلُسي، وعِدّة.) سمع من علي بن أحمد الحَرَستاني. ومات في ربيع الأول. 4 (عبد الله بن محمد بن خَلَف بن اليُسْر.) أبو محمد القُشيري، الغَزناطي. معتنٍ بالقراءات عريق فيها من أعمامه وأخواله. اختصّ بأبي خالد بن رِفاعة، ولزم أبا الحسن بن كوثر فأكثر عنه. وسمع من عبد الحق بونه، وجماعة. أخذ عنه ابن مسدي، وأرّخ موته بمرّاكش عن نيّف وستين سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 499 4 (عبد الحميد بن مَري بن ماضي بن نامي.) أبو أحمد الحسّاني المقدسي الحنبلي. نزيل بغداد وبها توفي في جمادى الآخرة. حدث عن: ابن كُليب، وأبي الفَرَج ابن الجوزي. روى عنه: الضياء، وغيره. 4 (عبد الرحمن بن إسماعيل بن محمد بن يحيى بن مسلِم.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 500 أبو محمد الزبيدي، ثم البغدادي. من بيت الحديث والفضل. كان فقيهاً، عالماً، مناظراً، فرَضياً. ولد سنة ثلاث وخمسين. وسمع من: أبي الفتح بن البطي، وأحمد بن عمر بن بُنَيمان، وجماعة. وولي مشيخة رباط الشونيزي. روى عنه، الدبيثي وقال: توفي في يوم الجمعة سلخ رمضان. 4 (عبد الرحمن بن أبي السعود الطيّب بن أحمد بن علي بن رزقون بتقديم الراء.) أبو القاسم القيسي، من أهل الجزيرة الخضراء. أخذ عن أبي محمد بن عُبيد الله. توفي بالجزيرة عام عشرين. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين.) ) الإمام المفتي فخر الدين، أبو منصور الدمشقي، الشافعي، ابن عساكر، شيخ الشافعية بالشام.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 501 ولد في سنة خمسين وخمسمائة. وسمع من عمّيه: الصائن هبة الله وأبي القاسم الحافظ، وعبد الرحمن ابن أبي الحسن الداراني، وحسان بن تميم الزيّات، وأبي المكارم عبد الواحد ابن هِلال، وداود بن محمد الخالدي، ومحمد بن أسعد العراقي، وأبي المعالي بن صابر، وجماعة. وتفقه على الشيخ قُطْب الدين النيسابوري، حتى برع في الفقه. وزوّجه القطب بابنته، فجاءه منها ولد سماه باسم جده قُطب الدين مسعود ومات شاباً، ولو عاش لخَلَف جده وأباه. وقد ولي فخر الدين تدريس الجاروخية، ثم تدريس الصلاحية بالقُدس، ثم بدمشق تدريس التقوية. فكان يقيم بالقدس أشهراً، وبدمشق أشهراً. وكان عنده بالتقوية فضلاء الوقت، حتى كانت تسمى نظامية الشام. وهو أول من درّس بالعَذْراوية، وذلك في سنة ثلاث وتسعين، ماتت الست عذراء بنت شاهنشاه بن أيوب، أخت عز الدين فرُخشاه، فدُفنت بدارها، وكانت أمرت بدارها لأمها فوقفتها الأم على الشافعية والحنفية. وكان لا يملّ الشخص من النظر إليه لحُسن سمته، واقتصاده في لباسه، ولُطفه، ونور وجهه، وكان لا يخلو لسانه من ذكر الله في قيامه وقعوده. وكان يُسمع الحديث تحت النسر وهو المكان الذي كان يُسمع فيه على الحافظ أبي القاسم عمّه. قال أبو شامة: سألته مسائل فقهية وكان الملك المعظّم قد أرسل إليه ليوليه القضاء، فأبى، فطلبه ليلاً، فأتاه، فتلقاه، وأجلسه إلى جانبه، فجلس مستوفزاً، فأحضر الطعام فلم يأكل منه شيئاً، فأمره وألحّ عليه أن يتولى القضاء، فقال: حتى أستخير الله تعالى. فأخبرني من كان معه قال: رجع إلى بيته، ووقف يصلي، ويتضرع، ويبكي إلى الفجْر، ثم صلى الصبح، ودخل بيته الصغير الذي
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 502 عند محراب الصحابة وكان أكثر النهار يتعبّد ويُفتي ويُطالع فيه، ويجدد الوضوء من طهارة المئذنة، وهذا البيت هو الذي كان يخرج منه خلفاء بني أمية قبل أن يغير الوليد الجامع قال: فلما طلعت الشمس أتاه من جهة السلطان جماعة، فأصر على الامتناع، وأشار بتولية ابن الحرستاني، فولي. وكان قد خاف أن يُكرَه على القضاء، فجهّز أهله للسفر وخرجت المحابر إلى ناحية حلب، فردّها الملك العادل وعز عليه ما جرى. قال: وكان يتورّع من المرور في رواق الحنابلة لئلا يأثموا بالوقيعة فيه، وذلك أن عوامهم) يُبغضون بني عساكر، لأنهم أعيان الشافعية الأشعرية. وعدل الملك المعظّم عن توليته المدرسة العادلية، لكونه أنكر عليه تضمين المُكوس والخُمور، ثم إنه لما حج أخذ منه التقوية، وأخِذت منه قبل ذلك الصلاحية التي بالقدس، وما بقي له إلا الجاروخية. وقال أبو المظفّر الجوزي: كان زاهداً، عابداً، ورِعاً، منقطعاً إلى العلم والعبادة، حَسَن الأخلاق، قليل الرغبة في الدنيا. توفي في عاشر رجب. ولم يتخلّف عن جِنازته إلا القليل. قال أبو شامة: أخبرني مَنْ حضر وفاته، قال: صلى الظهر، ثم جعل يسأل عن العصْر، فقيل له: لم يقرب وقتها، فتوضأ، ثم تشهّد وهو جالس، وقال: رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، ومحمد نبياً. لقنني الله حُجّتي، وأقالني عَثرتي، ورحِم غُربتي، ثم قال: وعليكم السلام. فعلِمنا أنه قد حضرت الملائكة. ثم انقلب على قفاه ميتاً. وغسّله الفخر ابن المالكي، والتاج ابن أخيه زين الأمناء. وكان مرضه بالإسهال وصلى عليه بالجامع أخوه زَين الأمناء، ومن الذي قدر على الوصول إلى سريره
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 503 وقال عمر ابن الحاجب: هو أحد الأئمة المبرزين، بل واحدهم فضلاً، وكبيرهم قدراً، شيخ الشافعية في وقته. وكان إماماً، زاهداً، ثقة، كثير التهجّد، غزير الدمعة، حسن الأخلاق، كثير التواضع، قليل التعصّب، سلك طريق أهل اليقين، وكان أكثر أوقاته في بيته في الجامع، ويزجي أكثر أوقاته في نشْر العلم. وكان مطَّرح التكلف. وعُرض عليه مناصب وولايات دينية فتركها. ولد في رجب سنة خمسين، وفي رجب توفي وكان الجمع لا يَنْحصر من الكَثرة. حدّث بمكة، ودمشق، والقدس. وصنّف في الفقه والحديث عدة مصنفات. وسمعنا منه. وقال الشهاب القوصي في معجمه: كان شيخنا فخر الدين كثير البكاء سريع الدموع، كثير الورع والخشوع، وافر التواضع، عظيم الدين كثير البكاء سريع الدموع، كثير الورع والخشوع، وافر التواضع، عظيم الخُضوع، كثير التهجّد، قليل الهُجوع. مبرّزاً في علمي الأصول والفروع. جُمعت له العلوم والزهادة. وعليه تفقّهت، وأحرزتُ الإفادة. لازم القطب النيسابوري حتى بَرَع. قرأت عليه من حفظي كتاب الخلاصة للغزالي. وسمعت منه الأربعين البلدية لعمّه. ودُفن جوار تربة شيخه القُطب. وروى عنه: الزكي البِرزالي، والضياء المقدسي، والتاج عبد الوهّاب ابن زَيْن الأمناء، والزين) خالد، والكمال العَديمي. وسمعنا بإجازته على عمر ابن القوّاس. وتفقّه عليه جماعة منهم: الشيخ عز الدين بن عبد السلام. 4 (عبد الرحمن بن مُقبِل، عفيف الدين المصري، الشرابي.) حدث عن أبي طاهر السلفي. روى عنه: الزكي المنذري، وغيره. ومات في ذي الحجة. 4 (عبد الرحمن اليَمَني الزاهد.) نزيل دمشق.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 504 ذكره أبو شامة فقال: المقيم بالمنارة الشرقية بالجامع. وكان قوّالاً بالحق، عابداً. ولما خرج الفرنج حضر هو والشيخ فخر الدين ابن عساكر، والشيخ جمال الدين ابن الحصيري، إلى الملك العادل وأنكروا عليه عدَم حِفظ الثغور. وكان هو أشدّهم كلاماً له. توفي في المحرم. 4 (عبد السلام بن المبارك بن أبي الغنائم عبد الجبار بن محمد بن عبد السلام.) أبو سعد، ابن البَرْدَغولي، البغدادي العَتّابي. شيخٌ صالحٌ متيقظ، عالي الرواية. ولد سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة. وحدّث هو، وأبوه، وعمّه الحسن، وهم من محلّة العتّابيين ببغداد. سمع من: واثق بن تمام الهاشمي، وأحمد ابن الطَّلاّية، وعبد الخالق اليوسفي، وابن البطّي. روى عنه: الدبيثي، والبِرزالي، وابن النجار. وآخر من حدّث عنه الجمال محمد بن أبي الفَرَج ابن الدبّاب سمع منه جزء ابن الطَّلاّية. وتوفي في المحرم. 4 (عبد الواحد بن المبارك بن أبي بكر بن المُستَعمل الحريمي.) أبو منصور. ولد سنة خمس، أو ستّ وأربعين وخمسمائة. سمع من: أبي الوقت، وأبي علي ابن الخرّاز، وأبي المعالي ابن اللحّاس.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 505 روى عنه: الدبيثي، والبِرزالي، وغيرهما.) وتوفي في جمادى الآخرة. 4 (عثمان بن محمد بن أبي علي.) القاضي، الإمام عماد الدين أبو عمرو، الكُردي، الحُميدي، الشافعي. تفقه بالمَوْصل على غير واحدٍ، ثم رحل إلى الإمام أبي سَعد بن أبي عَصرون، واشتغل عليه مدّة. وقدِم مصر، فولي قضاء دِمياط، ثم قدم وناب بالقاهرة عن قاضي القضاة أبي القاسم عبد الملك الماراني. ودرّس بالمدرسة السيفية، وبالجامع الأقمر، ثم حج، وجاور إلى أن مات في ربيع الأول. وكان فاضلاً، وقوراً، حسن السمْت. 4 (علي بن إبراهيم بن تُرَيْك بن عبد المحسن بن تُرَيْك.) أبو القاسم الأزجي، البيِّع. ولد سنة خمسين وخمسمائة. وسمع من عمّه أبي الفضل عبد المحسن. ومات في ذي القَعدة. 4 (علي بن أبي السعادات المبارك بن علي بن فارس.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 506 أبو الحسن ابن الوارث، البغدادي. ولد سنة تسع وأربعين. سمع من: يحيى بن ثابت بن بُنْدار، وسليمان بن فيروز العَيْشوني، وأبي محمد ابن الخشّاب، وعبد الله بن منصور ابن المَوصلي، وأحمد بن المبارك المُرقّعاتي، وأبي محمد ابن الخشّاب، وخلق كثير. وكتب الكثير من الكتب والأجزاء، ولازم السماع مدة طويلة. وكان محدّثاً صدوقاً. توفي في رمضان. 4 (حرف القاف)
4 (القاسم بن محمد بن عبد الرحمن بن دحمان.) أبو محمد الأنصاري، المالقي.) أخذ عن: عمه القاسم بن عبد الرحمن، وأبي مروان بن قَزْمان. بقي إلى حدود هذه السنة. 4 (قريش بن سُبيع بن مُهنا بن سُبيع.) الشريف أبو محمد العلَوي الحسيني المدني، نزيل بغداد. ولد بالمدينة في رأس الأربعين وخمسمائة. وقدم بغداد، وطلب، وسمع الكثير، وحصّل، وعُني بالحديث. وسمع من: أبي الفتح بن البطي، وأبي زُرعة، وأبي بكر ابن النَّقور، والمبارك بن خُضير، وطبقتهم. روى عنه: الدبيثي، وابن النجار، وأهل بغداد، وغيرهم. توفي في ذي الحجة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 507 4 (حرف الكاف)
4 (كاملية بنت محمد بن أحمد بن عمر العَلَوي.) سمّعها عنّها المحدِّث علي بن أحمد الزيدي من أبي الفتح بن البطي. وماتت في المحرّم. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الفوارس.) أبو عبد الله البغدادي المالكي، ويعرف بابن العُريِّسة. ولد سنة أربعين وخمسمائة. وسمع من: أبي الوقت، وأبي الفتح بن البطي. وأجاز له ابن ناصر. روى عنه: الدبيثي، وابن النجار، وغيرهما. وحدّث ب البخاري و الدارمي عن أبي الوقت. وكان شيخاً مَطبوعاً، متودّداً، حسن الأخلاق. من جُملة حُجّاب الخلافة. وجدّه محمد بن أبي الفوارس هو الملقّب بالعُريِّسة. توفي في سادس شعبان. ونسبته بالمالكي لأنه كان يذكر أنه من ولَد مالك بن أنس.) ويقال له: الحمَامي بالتخفيف كان يلعب بها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 508 4 (محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد البرّ.) أبو عبد الله الخَولاني، الأندلسي. سمع من: أبي القاسم بن بُشْكُوال، وأبي بكر بن خَيْر، وأبي القاسم بن غالب وأخذ عنه القراءات والعربية، ولازم ابن بُشْكُوال أعواماً. وحدث. قال الأبّار: كان فاضلاً، سُنّياً، معدَّلاً. توفي سنة عشرين، وقيل: في المحرم سنة إحدى. 4 (محمد بن إسماعيل الإخْميمي الفقيه.) ولد سنة خمسين وخمسمائة. وحدث عن السلفي. روى عنه الشهاب القوصي في معجمه. 4 (محمد بن الحسن بن أحمد بن يوسف.) أبو عبد الله المغربي، السَّبتي، التُّجيبي. سمع من: أبي القاسم بن حُبيش، وأبي عبد الله بن حَميد، وأكثر عن أبي محمد بن عُبيد الله الحَجَري. وكان بارعاً في الشروط. سكن إشبيلية، وحدّث بها. 4 (محمد بن سليمان بن قترمش.) أبو منصور السمرقندي، ثم البغدادي، حاجب الحُجّاب. كان من أولاد الأمراء، ولي الحجابة الكبرى سنة خمس عشرة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 509 وكان أديباً، فاضلاً، أخبارياً، علاّمة، لغوياً، متفنّناً، مليح الكتابة، إلا أنه كان قليل الدين لا يعتقد شيئاً. قاله ابن النجار، وقال: حُكي لي عنه أنه كان يُفطِر في رمضان، ولا يصلي، ويرتكب المحرَّمات، ويذهب مذهب الفلاسفة. كتبت عنه في شعره. وعاش سبعاً وسبعين سنة. 4 (محمد بن عبد الجليل.) الإمام تاج الدين الخُواري، الحنفي. له شعر متوسّط.) روى عنه القوصي، وقال: كان مناظراً، متفنّناً. توفي بدمشق. 4 (محمد بن عبيد الله بن غيّاث.) أبو عمرو الجُذامي، الشَّريشي، الأديب الشاعر. روى عن: ابن الجدّ، وابن بُشْكُوال. وعاش أربعاً وثمانين سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 510 4 (محمد بن عُروة.) شرف الدين المَوْصلي. المنسوب إليه مشهد ابن عُروة من جامع دمشق وإنما نُسب إليه لأنه كان مخزناً فيه آلات تتعلق بالجامع، فعزّله، وبيّضه، وعمل له المحراب والخِزانتين ووقف فيهما كتباً، وجعله دار حديث. قال أبو المظفّر الجوزي: كان ابن عُروة مقيماً بالقدس. وكان يداخل المعظَّم وأصحابه ويعاملهم، ويؤذي الفقراء خصوصاً الشيخ عبد الله الأرْمني فإنه انتقل عن القدس بسببه. فلما خرّب المعظّم انتقل إلى دمشق. 4 (محمد بن علي بن إبراهيم بن خَلَف.) أبو عبد الله الأسَدي، السبتي، شيخ القرّاء بغَرناطة. ظاهر الجلالة، بارز العدالة، وله الإسناد العالي. ولد قبل الثلاثين وخمسمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 511 وتلا بالسبْع على القاسم بن محمد بن ابن الزقاق، صاحب منصور بن الخيِّر، وتصدّر للإقراء. تلا عليه بالروايات أبو بكر ابن مَسدي، وأثنى عليه، وقال: مات سنة عشرين. 4 (محمد بن عيسى بن محمد بن أصبَغ.) الإمام أبو عبد الله، ابن المناصف، الأزدي القرطبي، نزيل إفريقية. تفقه على قاضي تونس أبي الحجّاج المخزومي وسمع بها من أبي عبد الله بن أبي دَرقة. قال الأبّار: كان عالماً، متقناً، مدققاً نظاراً، واقفاً على الاتفاق والاختلاف، معلِّلاً مُرْجِّحاً، مع الحظ الوافر من اللغة والآداب والشعر. سمعت منه كثيراً، ولم يكن له علم بالحديث. وألّف) كتاباً في الجهاد، وكتاباً في الأحكام، واستدرك على القاضي عبد الوهاب في التلقين باب السَّلَم لإغفاله ذلك. وولي قضاء بَلَنسية، ثم قضاء مُرسية. وكان ذا سيرة عادلة، وشارة جميلة، صُلباً، في الحق. وكانت فيه حدّةٌ مفرطة فصُرف لذلك، ثم لحق بمرّاكش. وتوفي في ربيع الآخر أو جمادى الأولى، وله سبع وخمسون سنة، رحمه الله تعالى. 4 (محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أحمد الغزّال.) أبو جعفر بن أبي بكر، الإصبهاني، المقرئ، أخو الحافظ أبي رشيد وكان أبو جعفر أكبر بسنتين. ولد في المحرم سنة سبع وستين وخمسمائة بإصبهان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 512 وسمع الكثير بإفادة والده ومؤدّبه. وقرأ القراءات، وصحب العلماء والأولياء، وانقبض عن الناس، ولزم منزله لا يخرج إلا الصلاة. وله مُلك يسير يكفيه، ولا يأخذ من أحد شيئاً. قدم بغداد سنة ثمان وتسعين، فحدّث بها. قال ابن النجار: سمعنا منه: وكان صدوقاً. أحد عباد الله الصالحين، حميد الأخلاق، كامل الوصاف، سخياً، نزهاً. روى لنا عن إسماعيل بن غانم بن خالد. وسمعت منه أيضاً بإصبهان. توفي في رمضان سنة عشرين. 4 (محمد بن مكي بن بكر بن كخينا.) أبو منصور الواسطي البزّاز. سكن دمشق، وسمع بها الكثير من: الخُشوعي، والقاسم بن عساكر، وطبقتهما. وكتب، وحصّل الأصول، وعُني بالرواية. ورحل إلى بغداد سنة سبع عشرة وستمائة، وحدث بها. وكان مولده سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة بسواد واسط تقريباً. قال ابن النجار: رأيته بدمشق، ولم أكتب عنه شيئاً. وكان صدوقاً. وتوفي بحلب سنة عشرين. قلت: هو الذي انفرد بنقل سماع كريمة الجزء الرافقي ولم يكن متقناً، رحمه الله. 4 (محمد بن أبي الحسن بن أبي نصر.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 513 الشيخ أبو الفضل المقرئ البغدادي الضرير، المعروف بالخطيب. قرأ بالروايات على أبي الحسن علي بن عساكر، وسعْد الله بن نصر ابن الدَّجاجي صاحب) الزاهد أبي منصور الخيّاط وسمع منهما ومن ابن البطي، وأبي زُرعة، وجماعة. وحدث. وأقرأ الناس، وكان عالي الإسناد في القراءات. روى عنه: الدبيثي، وغيره. وتوفي في سابع عشر المحرم. ولم يكن خطيباً، وإنما لُقّب به. 4 (محمد بن أبي المظفّر بن شُتّانة.) بمثنّاة لا بموحَّدة، يُكنى: أبا البركات. سمع: أبا الحسين عبد الحق، وابن شاتيل. كتب عنه بعض الطلبة. توفي في شعبان. 4 (محمد بن أبي المعالي بن محمد بن غَريب.) أبو جعفر البغدادي، أحد القُرّاء بتُرَب الخلفاء. روى عن أبي جعفر البطي. روى عنه ابن النجّار، وقال: صدوقٌ. توفي في ربيع الأول.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 514 4 (محمود بن كي رَسلان.) أبو الثناء المَوصلي التركي الجُندي. من أجناد صاحب المَوْصل نور الدين رَسلان شاه، وابنه مسعود. مات في صفر عن أربع وسبعين سنة. وكان رافضياً غالياً. له ديوان شعر. روى عنه المبارك ابن الشعّار، فمن شعره: (ألا ما لقلبي لا يُبك عليله .......... وما لفؤادي لا يُبلّ غليل)
(بروحي من أصبحت عبد جماله .......... فهذا الجميل الوجه أين جميله)
(يُحَمّلني عبثاً على القُرب والنوى .......... يَهُدُّ قُوى العُشّاق منه ثقيله)
4 (مسافر بن يَعمر بن مسافر.) ) أبو النائم المصري، الجِيزي، الحنبلي، المؤدِّب، الصوفي. الرجل الصالح. سمع من عَشير بن علي، وغيره. وصحب الصالحين، ولبس الخِرقة من عيسى ابن الشيخ عبد القادر. وكان خيّراً متعبّداً، عَمّالاً مبالغاً في الإيثار مع الإقتار. سمع منه الزكي المنذري، وقال: توفي في ربيع الأول. 4 (المظفر بن أسعد بن حمزة ابن القَلانِسي.) التميمي الدمشقي، الرئيس عز الدين. كان كيّساً، متواضعاً، مُحتشماً. لزم التاج الكِندي مدة وتأدّب به. سمع من أبي القاسم بن عساكر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 515 وتوفي في رمضان. 4 (منصور بن سيد الأهل بن ناصر.) أبو علي المصري، الكُتُبي، الواعظ، المعروف بالقَزويني لأنه كان يسلك في الوعظ طريقة الواعظ المشهور أبي القاسم محمود بن محمد القَزويني. سمع من السِّلفي. روى عنه: الزكي عبد العظيم، وغيره. ومات في ربيع الآخر. 4 (حرف الياء)
4 (يحيى بن سعيد بن أبي نصر محمد بن أبي تمام.) القاضي أبو المجد التَّكريتي، ثم المارِديني. تفقه ببغداد، وسمع شُهدة، وخطيب المَوصل أبي الفضل. وحدث بدمشق، وبغداد. وولي قضاء مارِدين. ومات في ذي القعدة. 4 (يحيى ابن الشيخ أبي الفتوح محمد بن علي بن المبارك ابن الجَلاجُلي.) أبو علي البغدادي.) توفي ببغداد كهلاً، وقد سمع من وفاء بن البَهيّ، وابن شاتيل. وله شعر جيد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 516 4 (يوسف بن أحمد بن طحلوس.) أبو الحجّاج الأندلسي، من جزيرة شَقْر. صحب أبا الوليد بن رُشد، وأخذ عنه من علومه. وسمع من: أبي عبد الله بن حَميد، وأبي القاسم بن وضّاح. وكان آخر الأطباء بشرق الأندلس، مع التصوّن، ولين الجانب، والتحقّق بالفلسفة، ومعرفة النحو، وغير ذلك. 4 (يوسف بن محمد بن يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن بن علي، السلطان المستنصر بالله.) الملقب بأمير المؤمنين أبي يعقوب، القَيسي المغربي، صاحب المغرب. لم يكن في بني عبد المؤمن أحسن منه صورة، ولا أبلغ خطاباً ولكنه كان مشغوفاً باللذات. ومات وهو شابٌ، في هذه السنة. ولم يخلف ولداً. فاتفق أهل دولته على تولية الأمر لأبي محمد عبد الواحد بن يوسف بن عبد المؤمن بن علي، فلم يُحسن التدبير ولا المُداراة. ولد يوسف في سنة أربع وتسعين وخمسمائة. وأمه أم ولد رومية اسمها قمر. وكان صافي السمرة، شديد الكُحل، يُشبّهونه كثيراً بجده. وكانت دولته عشر سنين وشهرين. وَزَر له أبو يحيى الهَزْرَجي، وحَجَبه مُبشِّر الخصيّ، ثم
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 517 فارج الخصِي. وقضى له قاضي أبيه أبو عمران موسى بن عيسى. وكتب له الإنشاء أبو عبد الله بن عيّاش كاتب أبيه وجده، ثم أبو الحسن بن عيّاش. ثم توفيا سنة بضع عشرة، فأحضر من مُرسية قاضيها أبا عبد الله محمد بن يَخْلَفتَن الغازازي، فولاّه الكتابة. وكان الذين قاموا ببيعته عن جده أبو موسى عيسى بن عبد المؤمن. وكان عيسى آخر أولاد عبد المؤمن وفاةً تأخر إلى حدود العشرين وستمائة، ويحيى بن عمر بن عبد المؤمن، وكانا قائمين على رأسه يوم البَيعة، يأذَنان للناس. قال عبد الواحد بن علي التميمي: حضرتُ يوم البيعة فبايعه القرابة، ثم أشياخ الموحّدين، وأبو عبد الله بن عيّاش قائم يقول للناس: تُبايعون أمير المؤمنين ابن أمراء المؤمنين على ما بايع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من السمع والطاعة في المَنْشَط والمَكْره واليُسر) والعُسر، والنصح له ولعامّة المسلمين، ولكم عليه أن لا يُجمّر بعوثكم، وأن لا يدّخر عنكم شيئاً مما تعمّكم مصلحته، وأن يُعجّل لكم العطاء. أعانكم الله على الوفاء، وأعانه على ما قلّده من أموركم. ولأربعة أشهر من ولايته قُبض على رجل خارجي يدّعي أنه من بني عُبيد، وأنه وَلَد العاضد لصُلبه اسمه عبد الرحمن. قدم البلاد في دولة أبي يوسف، وطلب الاجتماع به، فلم يأذَن له، فأقام بالبلاد مُطَّرحاً إلى أن حبسه أبو عبد الله في سنة ست وتسعين، فحبسه خمس سنين، ثم أطلقه بعد أن ضمنه يحيى بن أبي إبراهيم الهَزْرَجي، فنزح من مرّاكش إلى صُنهاجة، فاجتمع عليه طائفة وعظّموه، لأنه كان كثير الصمت والإطراق، حسن السمت، عليه سيماء الصالحين. رأيته مرتين. ثم قصد سِجِلْماسة في جمْعٍ كبير، فخرج إليه متولّيها
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 518 سليمان بن عمر بن عبد المؤمن، فهزمه العُبيدي. فرد سليمان إلى سِجِلْماسة بأسوأ عَوْد. ولم يزل العُبيدي ينتقل في قبائل البربر، ولا يتم له أمر لغُربة بلده ولسانه ولكونه عديم العشيرة. فقبض عليه متولّي فاس إبراهيم بن يوسف بن عبد المؤمن، ثم صلبه، ووجّه برأسه إلى مرّاكش، فهو معلّق هناك مع عدة أرؤس من الثوّار. وكان أبو يعقوب هذا شهماً، فَطِناً، لقيته وجلست بين يديه، فرأيت من حِدّة نفسه وسؤاله عن جُزئيات لا يعرفها أكثر السوقة، ما قضيت منه العجب. توفي في شوال أو ذي القعدة. فاضطرب الأمر، واشرأبّ الناس للخلاف بعده. 4 (الكنى)
4 (أبو الحسن الرّوزبهاري.) المدفون بالبُرج الذي عن يمين باب الفراديس، بالخانكاه الرُّوزبهارية. توفي في هذه السنة، رحمه الله. 4 (وفيها ولد) قاضي نابُلُس الجمال محمد بن محمد بن سالم بن صاعد. والمحيي عبد الله بن عبد الظاهر بن نَشوان، الموقّع. والمكين عبد الحميد بن أحمد بن محمد ابن الزجّاج البغدادي. والنجيب عمر بن الله بن عمر ابن خطيب بيت الأبّار.) والبدر عبد اللطيف بن محمد ابن المغَيْزِل، الخطيب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 519 وجبريل بن إسماعيل الصيدلاني الشارعي، بخُلفٍ فيه. والصاحب التقي توبة بن علي بن مهاجر التكريتي، يوم عرفة بعرفة. وسنج بن محمد بن سونج التركماني. والفقيه عبد الوليّ بن عبد الرحمن، خطيب يونين. وعلاء الدين محمد بن عبد القادر ابن الصائغ. والبُرهان إبراهيم بن عبد العزيز، خطيب أرْزونا. والكمال أحمد بن عبد الرحمن بن رافع الدّمراوي. والمفتي عَلَم الدين أحمد بن إبراهيم القمني. وأحمد بن عبد الله بن عزيز اليونيني. والشهاب أحمد ابن النصير الدقوقي، في رمضان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 520 1 (المتوفون على التقريب)
4 (حرف العين)
4 (الجمال عثمان بن هبة الله بن أحمد بن أبي الحوافز.) القيسي الدمشقي، رئيس الأطباء. ذكره ابن أبي أصَيبعة، فقال: أفضل الأطباء، وسيّد العلماء، وأوْحد العصر. أتقن الصناعة، وتميز في أقسامها العلمية والعملية. وله عناية بعلم الأدب وشعر كثير. وكان رئيساً، كريماً، تام المروءة. أخذ الطب عن المهذَّب ابن النقّاش. والرضي الرحبي. وخدم الملك العزيز عثمان بن صلاح الدين، وأقام معه بمصر، فولاّه رئاسة الطب، ثم خدم بعده الملك الكامل سنين إلى أن توفي بالقاهرة. واشتغل عليه جماعة وتميّزوا، أجلّهم عمي رشيد الدين عليّ. 4 (حرف الميم.)
4 (محمد بن عَلوان بن مهاجر.) الفقيه، الإمام العالم، أبو المظفر. سمع من الحسين بن المؤمَّل صاحب ابن وَدْعان، ومن محمد بن علي بن ياسر الجيّاني. وبرع في مذهب الشافعي، وكان من فضلاء المَواصلة، ومتميز بهم.) روى عنه: الزكي البِرزالي، والتقيّ اليلداني. وبالإجازة الشهاب القوصي. وهو ابن عم الصاحب كمال الدين محمد بن علي، نزيل دمشق.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والأربعون الصفحة 521 4 (محمد بن الفضل.) أبو عبد الرحمن الزَّنجاني، الشاعر. قال ابن النجار: أنشدني أبو البقاء، خالد بن يوسف النابُلُسي، بدمشق، أنشدنا أبو عبد الرحمن محمد بن الفضل ابن الزَّنجاني البغدادي، لنفسه، بالنظامية: (قسماً بأيام الصفا ووصالكم .......... والجمع في جَمْع وذاك المُلْتَزَم)
(ما اخترت بعدّكم بديلاً لا ولا .......... نادمتُ بعد فِراقكم إلا الندم)
4 (مسعود بن الحسين بن أبي زَيْد.) أبو الفتح المَوْصلي الشاعر، المعروف بالنقّاش. وهو غير النقاش الحَلَبي، سمّيه، فإن الحلبي مرّ في سنة ثلاث عشرة. ذكرهما ابن الشعّار، ولم يؤرّخ موت هذا، وقال فيه: كان مكثراً من الشعر في المديح، والهجاء، والغّزَل. مدح أصحاب الموصل وأمراءها. وقيل: إنه أدرك أيام الأتابك زنكي، والد نور الدين، وعاش إلى أيام القاهر مسعود بن أرسلان. وهو القائل في قصيدة: (يا مَنْ أودّ النوم أرْقُبُ طَيفَه .......... أنا ضَيفُه أفما لضيفكم قِرى)
(أنا كنتُ أوّل عاشقٍ لكنني .......... غَفَل الزمانُ بمولدي فتأخَّرا)
الجزء الخامس والأربعون
الجزء الخامس والأربعون
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 5 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)
5 (الطبقة الثالثة الستون حوادث)
1 (الأحداث من سنة إلى)
4 (سنة إحدى وعشرين وستّمائة)
4 (استرداد الأشرف خلاط) فيها استردّ الأشرف خلاط من أخيه شهاب الدّين غازي، وأبقى عليه ميّافارقين 4 (ظهور السلطان جلال الدين) وفيها ظهر السّلطان جلال الدّين ابن خوارزم شاه بعدما انفصل عن بلاد الهند وكرمان على أذربيجان، وحكم عليها، وراسله الملك المعظّم ليعينه على قتال أخيه الأشرف، وكتب المعظّم إلى صاحب إربل في هذا المعنى، وبعث ولده النّاصر داود إليه رهينةً. 4 (استيلاء لؤلؤ على الموصل) وفيها استولى بدر الدّين لؤلؤٌ على الموصل، وأظهر أنّ محمود ابن الملك القاهر قد توفّي، وكان قد أمر بخنقه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 6 4 (بناء الكاملية) وفيها بنيت دار الحديث الكامليّة بين القصرين، وجعل أبو الخطّاب ابن دحية شيخها. 4 (قدوم الأقسيس من اليمن) وفيها قدم الملك المسعود أقسيس على أبيه الكامل، من اليمن، طامعاً في أخذ الشام من عمّه المعظّم. وقدّم لأبيه أشياء عظيمة منها: ثلاثة فيلة، ومائتا خادم. 4 (عودة التتار من القفجاق) قال ابن الأثير: وفيها عادت التّتار من بلاد القفجاق، ووصلت إلى الرّيّ، وكان من سلم من أهله قد عمّروها، فلم يشعروا إلاّ بالتّتر بغتةً، فوضعوا فيهم السّيف، وسبوا، ونهبوا، وساروا إلى ساوة، ففعلوا بها كذلك، ثمّ ساروا إلى قمّ وقاشان، وكانت عامرةً، فأخذوها، ثمّ وصلوا إلى همذان فقتلوا أهلها، ثمّ ساروا إلى تبريز، فوقع بينهم وبين الخوارزميّة مصافٌّ. 4 (استيلاء غياث الدين على شيراز) وفيها سار غياث الدّين محمد ابن السّلطان علاء الدّين محمد خوارزم شاه إلى بلاد فارس، فلم يشعر صاحبها أتابك سعدٌ إلاّ بوصوله، فلم يتمكّن من الامتناع، واحتمى بقلعة إصطخر، فملك) غياث الدّين شيراز بلا تعب، وأقام بها، واستولى على أكثر بلاد فارس، وبقي لسعدٍ بعض الحصون،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 7 وتصالحا على ذلك. 4 (تملّك امرأة على الكرج) وفيها أو قبلها بيسير جرت واقعةٌ قبيحة، وهي أنّ الكرج لعنهم الله تعالى لم يبق فيهم من بيت الملك أحدٌ سوى امرأةٍ، فملّكوها عليهم. قال ابن الأثير: طلبوا لها رجلاً يتزوجها، وينوب عنها في الملك، ويكون من بيت مملكة. وكان صاحب أرزن الرّوم مغيث الدّين طغريل شاه ابن قليج أرسلان بن مسعود بن قليج أرسلان، وهو من الملوك السّلجوقية، وله ولد كبير، فأرسل إلى الكرج يخطب الملكة لولده، فامتنعوا، وقالوا: لا يملكنا مسلمٌ، فقال لهم: إنّ ابني يتنصّر ويتزوّجها، فأجابوه، فتنصّر، وتزوّج بها، وأقام عندها حاكماً في بلادهم، نعوذ بالله من الخذلان. وكانت تهوى مملوكاً لها، وكان هذا الزّوج يسمع عنها القبائح، ولا يمكنه الكلام لعجزه، فدخل يوماً، فرآها مع المملوك، فأنكر ذلك، فقالت: إن رضيت بهذا، وإلاّ أنت أخبر، ثمّ نقلته إلى بلد، ووكّلت به، وحجرت عليه. وأحضرت رجلين وصفا لها بحسن الصورة فتزوّجت أحدهما، وبقي معها يسيراً، ثمّ فارقته، وأحضرت آخر من كنجة وهو مسلم، فطلبت منه أن يتنصّر ليتزوّجها، فلم يفعل، فأرادت أن تتزوجه، فقام عليها الأمراء ومعهم إيواني مقدّمهم، فقالوا لها: فضحتنا بين الملوك بما تفعلين. قال: والأمر بينهم متردّد، والرجل الكنجيّ عندهم، وهي تهواه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 8 4 (سنة اثنتين وعشرين وستّمائة)
4 (إيقاع جلال الدّين بالكرج) في ربيع الأوّل وصل السّلطان جلال الدّين إلى دقوقا، فافتتحها بالسّيف، وسبى، ونهب، وفعل مثل ما تفعل الكفّار، وأحرق البلد، لكونهم شتموه، ولعنوه على الأسوار، ثمّ عزم على قصد بغداد، فانزعج الخليفة، ونصب المجانيق، وحصّن بغداد، وفرّق العدد والأهراء، وأنفق ألف ألف دينار. قال أبو المظفّر: قال لي الملك المعظّم: كتب إليّ جلال الدّين يقول: تحضر أنت ومن عاهدني واتّفق معي حتّى نقصد الخليفة، فإنّه كان السّبب في هلاك أبي، وفي مجيء الكفّار إلى البلاد، وجدنا كتبه إلى الخطا وتواقيعه لهم بالبلاد، والخلع، والخيل. قال المعظّم: فكتبت إليه، أنا معك) على كلّ حال، إلاّ على الخليفة، فإنّه إمام المسلمين. قال: فبينا هو على قصد بغداد وكان قد جهّز جيشاً إلى الكرج إلى تفليس فكتبوا إليه: أدركنا، فما لنا بالكرج طاقة، فسار إليهم، وخرج إليه الكرج، فعمل معهم مصافّاً، فظفر بهم، فقتل منهم سبعين ألفاً، قاله أبو شامة، وأخذ تفليس بالسّيف، وقتل بها ثلاثين ألفاً أيضاً، وذلك في سلخ ذي الحجّة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 9 4 (ملك جلال الدّين مراغة) وقال ابن الأثير: سار جلال الدّين من دقوقا فقصد مراغة فملكها، وأقام بها، وأعجبته، وشرع في عمارتها، فأتاه الخبر أن إيغان طائي، خال أخيه غياث الدّين، قد جمع عسكراً نحو خمسين ألفاً، ونهب بعض أذربيجان، وسار إلى البحر من بلاد أرّان فشتّى هناك، فلمّا عاد، نهب أذربيجان مرّة ثانية، وسار إلى همذان بمراسلة الخليفة، وإقطاعه إياها. فسمع جلال الدّين بذلك فسار جريدةً، ودهمه، فبيّته في اللّيل، وهو نازل في غنائم كثيرة، ومواشي أخذها من أذربيجان، فأحاط بالغنائم، وطلع الضّوء، فرأى جيش إيغان السّلطان جلال الدّين والجتر على رأسه، فسقط في أيديهم، وأرعبوا. فأرسل إيغان زوجته وهي أخت جلال الدّين تطلب لزوجها الأمان، فأمّنه، وحضر إليه، وانضاف عسكره إلى جلال الدّين، وبقي إيغان وحده، إلى أن أضاف إليه جلال الدّين عسكراً غير عسكره، وعاد إلى مراغة. 4 (ملك جلال الدّين تبريز) وكان أوزبك بن البهلوان صاحب أذربيجان قد سار من تبريز إلى كنجة
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 10 خوفاً من جلال الدّين، فأرسل جلال الدّين إلى الكبار بتبريز يطلب منهم أن يتردّد عسكره إليهم، ليمتاروا، فأجابوه إلى ذلك. فتردّد العسكر، وباعوا، واشتروا، ثمّ مدّوا أعينهم إلى أموال النّاس، فصاروا يأخذون الشّيء بأبخس ثمن، فأرسل جلال الدّين لذلك شحنة إلى تبريز. وكان زوجة أوزبك ابنة السّلطان طغرل بن أرسلان شاه بن محمد بن ملكشاه، مقيمةً بالبلد، وكانت الحاكمة في بلاد زوجها، وهو منهمكٌ في اللذّات والخمور، ثمّ شكى أهل تبريز من الشّحنة فأنصفهم جلال الدّين منه، ثمّ قدم تبريز، فلم يمكّنوه من دخولها، فحاصرها خمسة أيّام، وقاتله أهلها أشدّ قتال، ثمّ طلبوا الأمان، وكان جلال الدّين يذمّهم ويقول: هؤلاء قتلوا أصحابنا المسلمين، وبعثوا برؤوسهم إلى التّتار، فلهذا خافوا منه، فلمّا طلبوا الأمان، وذكر لهم فعلهم هذا، فاعتذروا بأنّه) إنّما فعل ذلك ملكهم، فقبل عذرهم، وآمنهم، وأخذ البلد، وآمن ابنة طغرل، وذلك في رجب. وبعث ابنة طغريل إلى خويّ مخفرةً محترمةً، وبثّ العدل في تبريز، ونزل يوم الجمعة إلى الجامع، فلمّا دعا الخطيب للخليفة، قام قائماً حتّى فرغ من الدّعاء. ثمّ سيّر جيشاً إلى بلاد الكرج لعنهم الله ثمّ سار هو وعمل معهم مصافّاً هائلاً. قال ابن الأثير: فالّذي تحقّقناه أنّه قتل من الكرج عشرون ألفاً، وانهزم مقدّمهم إيواني. وجّهز جلال الدّين عسكراً لحصار القلعة الّتي لجأ إليها إيواني، وفرّق باقي جيوشه في بلاد الكرج، يقتلون، ويسبون، مع أخيه غياث الدّين. ثمّ تزوّج جلال الدّين بابنة السّلطان طغريل، لأنّه ثبت عنده أنّ أزبك حلف بطلاقها على أمرٍ وفعله. وأقام بتبريز مدّة، وجهّز جيشاً إلى كنجة، فأخذوها، وتحصّن أزبك بقلعتها، ثمّ أرسل يخضع لجلال الدّين، ففتر عنه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 11 4 (وفاة الناصر لدين الله) وفي سلخ رمضان توفّي النّاصر لدين الله. 4 (بيعة الظاهر بأمر الله) قال أبو المظفّر سبط الجوزيّ: وفيها حججت راكباً في المحمل السّلطانيّ المعظّميّ، فجاءنا الخبر بموت الخليفة بعرفة، فلمّا دخلنا للطّواف، إذا الكعبة قد ألبست كسوة الخليفة، فوجدت اسم النّاصر في الطّراز في جانبين، واسم الخليفة الظّاهر في جانبين. وهو أبو نصر محمد، بويع بالخلافة وكان جميلاً، وأبيض مشرباً حمرة، حلو الشّمائل، شديد القوى، بويع وهو ابن اثنتين وخمسين سنة، فقيل له: ألا تتفسّح قال: قد لقس الزّرع، فقيل: يبارك الله في عمرك، قال: من فتح دكّاناً بعد العصر أيشٍ يكسب ثمّ إنّه أحسن إلى الرّعيّة، وأبطل المكوس، وأزال المظالم، وفرّق الأموال. وغسّل النّاصر محيي الدّين يوسف ابن الجوزيّ، وصلّى عليه ولده الظّاهر بأمر الله بعد أن بويع بالخلافة. قال ابن السّاعي: بايعه أولاً أهله وأقاربه من أولاد الخلفاء، ثمّ مؤيّد الدّين محمد بن محمد القمّيّ نائب الوزارة، وعضد الدّولة أبو نصر ابن الضّحّاك أستاذ الدّار، وقاضي القضاة محيي الدّين بن فضلان الشّافعيّ، والنّقيب الطّاهر قوام الدّين الحسن بن معدّ الموسويّ، ثمّ بويع يوم عيد الفطر البيعة العامّة، وجلس بثياب بيض، وعليه الطّرحة وعلى كتفه بردة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 12 شبّاك القبّة الّتي بالتّاج، فكان الوزير قائماً بين يدي الشّبّاك على منبر، وأستاذ) الدّار دونه بمرقاة، وهو الّذي يأخذ البيعة على النّاس، ولفظ المبايعة: أبايع سيّدنا ومولانا الإمام المفترض الطّاعة على جميع الأنام، أبا نصر محمّداً الظّاهر بأمر الله على كتاب الله، وسنّة نبيّه، واجتهاد أمير المؤمنين، وأن لا خليفة سواه. ولمّا أسبلت السّتارة، توجّه الوزير وأرباب الدّولة، وجلسوا للعزاء، ووعظ محيي الدّين ابن الجوزيّ، ثمّ دعا الخطيب أبو طالب الحسين ابن المهتدي بالله. 4 (قضاء القضاة ببغداد) وبعد أيّام عزل ابن فضلان عن قضاء القضاة، وولّي أبو صالح نصر بن عبد الرّزّاق ابن الشّيخ عبد القادر، وخلع عليه. اشتداد الغلاء بالموصل والجزيرة قال ابن الأثير: فيها اشتدّ الغلاء بالموصل والجزيرة جميعها، فأكل النّاس الميتة والسّنانير والكلاب، ففقد الكلاب والسّنانير. ولقد دخلت يوماً إلى داري، فرأيت الجوزي يقطّعن اللّحم، فرأيت حواليه اثني عشر سنّوراً، ورأيت اللّحم في هذا الغلاء في الدّار وليس عنده من يحفظه من السّنانير لعدمها، وليس بين المدّتين كثير. ومع هذا فكانت الأمطار متتابعة إلى آخر الربيع وكلما جاء المطر غلت الأسعار هذا ما لم يسمع بمثله. إلى أن قال: واشتدّ الوباء، وكثر الموتى والمرض، فكان يحمل على النّعش الواحد عدّةٌ من الموتى.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 13 4 (سنة ثلاث وعشرين وستّمائة) وصول الخلع من الظاهر بأمر الله إلى أولاد العادل بمصر فيها قدم محيي الدّين يوسف ابن الجوزيّ بالخلع والتقاليد من الظّاهر بأمر الله إلى المعظّم، والكامل، والأشرف. قال أبو المظفّر سبط الجوزيّ: قال لي المعظّم: قال لي خالك: المصلحة رجوعك عن هذا الخارجيّ يعني جلال الدّين إلى إخوتك، ونصلح بينكم. وكان المعظّم قد بعث مملوكه أيدكين إلى السّلطان جلال الدّين، فرحّله من تفليس وأنزله على خلاط، والأشرف حينئذٍ بحرّان، قال: فقلت لخالك: إذا رجعت عن جلال الدّين، وقصدني إخوتي تنجدوني قال: نعم. قلت: ما لكم عادة تنجدون أحداً، هذه كتب الخليفة عندنا ونحن على دمياط، ونحن نكتب إليه) نستصرخ به ونقول: أنجدونا، فيجيء الجواب بأن قد كتبنا إلى ملوك الجزيرة، ولم يفعلوا. وقد اتّفق إخوتي عليّ، وقد أنزلت الخوارزميّ على خلاط، إن قصدني الأشرف منعه الخوارزميّ، وإن قصدني الكامل كان فيّ له. تقديم الأشرف الطاعة للمعظّم وفيها قدم الأشرف دمشق، وأطاع المعظّم، وسأله أن يسأل جلال الدّين أن يرحل عن خلاط، وكان قد أقام عليها أربعين يوماً، فبعث المعظّم، فرحل
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 14 الخوارزميّ عن خلاط. وكان المعظّم يلبس خلعة الخوارزميّ، ويركب فرسه، وإذا حادث الأشرف، حلف برأس خوارزم شاه جلال الدّين، فيتألّم الأشرف. 4 (قضاء القضاة ببغداد) سفر خال ابن الجوزي إلى الكامل في مصر وتوجّه خالي إلى الملك الكامل. 4 (قضاء القضاة ببغداد) عصيان نائب كرمان على جلال الدّين وقال ابن الأثير: في جمادى الآخر جاء جلال الدّين الخبر أن نائبه بكرمان قد عصى عليه، وطمع في تملّك ناحيته لاشتغال السّلطان بحرب الكرج وبعده، فسار السّلطان جلال الدّين يطوي الأرض إلى كرمان، وقدّم بين يديه رسولاً إلى متولّي كرمان بالخلع ليطمّنه، فلمّا جاءه الرسول، علم أنّ ذلك مكيدةٌ لخبرته بجلال الدّين، فتحوّل إلى قلعةٍ منيعةٍ، وتحصّن، وأرسل يقول: أنا العبد المملوك، ولمّا سمعت بمسيرك إلى البلاد أخليتها لك، ولو علمت أنّك تبقي عليّ لحضرت إلى الخدمة. فلمّا عرف جلال الدّين، علم أنّه لا يمكنه أخذ ما بيده من الحصون، لأنّه يحتاج إلى تعبٍ وحصار، فنزل بقرب أصبهان، وأرسل إليه الخلع، وأقرّه على ولايته. فبينما هو كذلك، إذ وصل الخبر من تفليس بأنّ عسكر الأشرف الّذي بخلاط قد هزموا بعض عسكره فساق كعادته يطوي المراحل حتّى نازل مدينة منازكرد في آخر السّنة، ثمّ رحل من جمعته، فنازل خلاط، فقاتل أهلها قتالاً شديداً، ووصل عسكره إلى السور، وقتل خلق من الفريقين، ثمّ زحف ثانياً وثالثاً، وعظمت نكاية عسكره في أهل خلاط، ودخلوا الرّبض، وشرعوا في السّبي والنّهب، فلمّا رأى ذلك أهل خلاط تناخوا، وأخرجوهم، ثمّ أقام يحاصرها،) حتّى كثر البرد والثّلج، فرحل عندما بلغه إفساد التّركمان في بلاد أذربيجان، وجدّ في السّير، فلم
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 15 يرعهم إلاّ والجيوش قد أحاطت بهم، فأخذتهم السّيوف، وكثر فيهم النّهب، والسّبي. 4 (أخذ ملك الروم عدّة حصون لصاحب آمد) وفي شعبان سار علاء الدّين كيقباذ ملك الرّوم، فأخذ عدّة حصون للملك المسعود صاحب آمد. 4 (موت ملك الأرمن) وفيها جمع البرنس صاحب أنطاكية جموعه، وقصد الأرمن، فمات ملك الأرمن قبل وصوله، ولم يخلف ولداً ذكراً، فملّك الأرمن بنته عليهم، وزوّجوها بابن البرنس، وسكن عندهم، ثمّ ندمت الأرمن، وخافوا أن تستولي الفرنج على قلاعهم وبلادهم، فقبضوا على ابن البرنس وسجنوه، فسار أبوه لحربهم، فلم يحصل له غرضٌ فرجع. 4 (الأرنبة العجيبة) قال ابن الأثير: وفيها اصطاد صديقٌ لنا أرنباً ولها أنثيان وذكر، وله فرج أنثى، فلما شقّوا بطنه رأوا فيه جروين، سمعت هذا منه ومن جماعة
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 16 كانوا معه، وقالوا: ما زلنا نسمع أن الأرنب تكون سنةً ذكراً، وسنّة أنثى، ولا نصدق، فلمّا رأينا هذا، علمنا أنّه قد حمل وهو أنثى، وانقضت السنة فصار ذكراً، ويحتمل أن يكون خنثى. 4 (تحوّل بنت إلى رجل) قال ابن الأثير: وكنت بالجزيرة ولنا جارٌ له بنت، اسمها صفيّة، فبقيت كذلك نحو خمس عشرة سنة، وإذا قد طلع لها ذكر رجلٍ، ونبتت لحيته، فكان له فرج امرأة وذكر رجل. 4 (غنم مرّ) قال: وفيها ذبح إنسانٌ بالموصل رأس غنم، فإذا لحمه ورأسه ومعلاقه مرّ شديد المرارة، وهذا شيء لم يسمع بمثله. 4 (زلزلة الموصل وشهرزور) وفي ذي الحجّة زلزلت الموصل، وغيرها، وخرب أكثر شهرزور، ولا سيما القلعة، فإنّها أجحفت بها، وبقيت الزلزلة تتردّد عليهم نيفاً وثلاثين يوماً، وخرب أكثر قرى تلك الناحية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 17 4 (انخساف القمر) وفي هذه السّنة انخسف القمر مرّتين.) 4 (برد ماء عين القيّارة) وفيها برد ماء عين القيّارة حتّى كان السّابح يجد البرد، فتركوها، وهي معروفةٌ بحرارة الماء، بحيث إنّ السّابح فيها يجد الكرب. وكان بردها في هذه السّنة من العجائب. 4 (كثرة الحيوانات) وفيها كثرت الذّئاب، والخنازير، والحيّات، وقتل كثير منها. 4 (القحط والجراد بالموصل) وفيها كان قحطٌ وجراد كثير بالموصل. جاء بردٌ كبار أفسد الزّرع والمواشي، قيل: كان وزن البردة مائتي درهم، وقيل: رطلاً بالموصلي. 4 (وفاة الظاهر بأمر الله) وفي رجب توفي أمير المؤمنين الظاهر بأملا الله وكانت خلافته تسعة أشهر ونصفاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 18 4 (بيعة المستنصر بالله) وبويع ابنه الأكبر أبو جعفر المستنصر بالله، فبايعه جميع إخوته وبنو عمّه. قال ابن السّاعي: حضرت بيعته العامّة، فلمّا رفعت السّتارة، شاهدته وقد كمّل الله صورته ومعناه، وعمره إذ ذاك خمسٌ وثلاثون سنة، وكان أبيض مشرباً حمرة، وأزج الحاجبين، أدعج العينين، سهل الخدّين، أفننى، رحب الصدر، عليه قميص أبيض، وبقيار أبيض مسكّن، وعليه طرحة قصب بيضاء، ولم يزل جالساً إلى أن أذن الظهر ثم جلس كذلك يوم الأحد ويوم الإثنين، وأحضر بين يدي الشبّاك شمس الدّين أحمد ابن النّاقد، وقاضي القضاة أبو صالح الجيليّ، فرقيا المنبر، فقال الوزير مؤيّد الدّين القمّيّ لقاضي القضاة: أمير المؤمنين قد وكّل أبا الأزهر أحمد هذا وكالةً جامعة في كلّ ما يتجدّد من بيعٍ وإقرار وعتق وابتياع. فقال القاضي: أهكذا يا أمير المؤمنين فقال: نعم، فقال القاضي: ولّيتني يا أمير المؤمنين ما ولاّني والدك رحمة الله عليه فقال: نعم وليتك ما ولاّك والدي. فنزلا، وأثبت القاضي الوكالة بعلمه. 4 (رسليّة ابن الأثير) وفي شعبان قدم الصّاحب ضياء الدّين نصر الله ابن الأثير رسولاً عن صاحب الموصل بدر) الدّين، فأورد الرسالة وهذه نسختها: ما لّيل والنهار لا يعتذران وقد عظم حادثهما، وما للشمّس والقمر لا ينكسفان وقد فقد ثالثهما. (فيا وحشة الدّنيا وكانت أنيسةً .......... ووحدة من فيها لمصرع واحد) وهو سيّدنا، ومولانا، الإمام الظّاهر أمير المؤمنين، الّذي جعلت ولايته
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 19 رحمةً للعالمين، واختير من أرومة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم الّذي هو سيّد ولد آدم، ثمّ ذكر فصلاً. قال ابن السّاعي: وخلعت الخلع، فبلغني أنّ عدّتها ثلاثة آلاف خلعة وخمسمائة ونيّف وسبعون خلعة، وركب الخليفة ظاهراً لصلاة الجمعة بجامع القصر، وركب ظاهراً يوم الإثنين الآتي في دجلة بأبّهة الخلافة، ثمّ ركب والنّاس كافّةً مشاة، ووراءه الشّمسة، والألوية المذهّبة، والقصع تضرب وراء السّلاحيّة، فقصد السرادق الّذي ضرب له، ونزله به ساعة، ثمّ ركب وعاد في طريقه. 4 (كسر جلال الدّين للكرج) وفيها التقى جلال الدّين ملك الخوارزميّة الكرج، وكانوا في جمعٍ عظيم إلى الغاية، فكسرهم، وأمر عسكره، أن لا يبقوا على أحدٍ، فتتبّعوا المنهزمين، ولم يزالوا يستقصون في طلب الكرج إلى أن كادوا يفنونهم. ثمّ نازل تفليس وأخذها عنوةً وكانت دار ملك الكرج، وقد أخذوها من المسلمين من سنة خمس عشرة وخمسمائة، وخرّبوا البلاد، وقهروا العباد، فاستأصلهم الله في هذا الوقت، ولكلّ أجلٍ كتاب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 20 4 (سنة أربع وعشرين وستّمائة)
4 (الوقعة بين جلال الدّين والتتار) فيها جرت وقعة بين جلال الدّين الخوارزميّ وبين التتارن وكان بتوزير فجاءه الخبر أنّ التّتار قد قصدوا إصبهان، فجمع عسكره، وتهيّأ للملتقى لكون أولاده وحرمه فيها، فلمّا وصلها، وأزاح علل الجند بما احتاجوا، جرّد منهم أربعة آلاف صوب الريّ ودامغان يزكاً، فكانت الأخبار ترد من جهتهم وهم يتقهقرون، والتّتار يتقدّمون، إلى أن جاءه اليزك، وأخبروه بما في عسكر التّتار من الأبطال المذكورين مثل باجي نوين، وباقو نوين، وأسر طغان، ووصلت التّتار، فنزلوا شرقيّ إصبهان. وكان المنجّمون أشاروا على السلطان جلال الدين بمصابرتهم ثلاث أيام والتقائهم في الرابع فلزم على المكان مرتقب اليوم الموعود، وكان أمراؤه وجيشه قد) انزعجوا من التّتار، والسّلطان يتجلّد، ويظهر قوّة، ويشجّع أصحابه، ويسهل الخطب، ثمّ استحلفهم أن لا يهربوا، وحلف هو، وأحضر قاضي اصبهان ورئيسها وأمرهما بعرض الرّجّالة في السّلاح. فلمّا رأى التّتار تأخّر السّلطان عن الخروج إليهم، ظنّوا أنه امتلأ خوفاً، فجرّدوا ألفي فارس إلى الجبال يغارون ويجمعون ما
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 21 يقوتهم مدّة الحصار، فدخلوا الجبال وتوسّطوها، فجهّز السّلطان وراءهم ثلاثة آلاف فارس، فأخذوا عليهم المضايق والمسالك، وواقعوهم، وقتلوا فيهم وأسروا. ثمّ خرج في اليوم الموعود، وعبّى جيشه للمصافّ، فلمّا تراءى الجمعان، خذله أخوه غياث الدّين وفارقه بعسكره، فتبعه جهان بهلوان، لوحشةٍ حدثت له ذلك الوقت، وتغافل السّلطان عنه، ووقف التّتار كراديس متفرّقة مترادفة، فلمّا حاذاهم جلال الدّين أمر رجّالة إصبهان بالعود، ورأى عسكره كثيراً، وتباعد ما بين ميمنة السّلطان وميسرته حتّى لم تعرف الواحدة منهما ما حال الأخرى، فحملت ميمنته على ميسرة التّتار هزمتها، وفعلت ميسرته. فلمّا أمسى السّلطان، ورأى انهزام التّتار نزل، فأتاه أحد أمرائه وقال له: قد تمنّينا دهراً نرزق فيه يوماً نفرح فيه، فما حصل لنا مثل هذا اليوم وأنت جالسٌ، فلم يزل به حتّى ركب وعبر الجرف، وكان آخر النهار، فلمّا شاهد التّتار السّواد الأعظم، تجرّد جماعةٌ من شجعانهم، وكمنوا لهم، وخرجوا وقت المغرب على ميسرة السّلطان كالسّيل وحملوا حملةً واحدة، فزالت الأقدام، وانهزموا، وقتل من الأمراء ألب خان، وأرتق خان، وكوج خان، وبولق خان، وماج الفريقان، وحمي الوطيس واشتدّ القتال، وأسر علاء الدّولة آناخان صاحب يزد، ووقف السّلطان في القلب وقد تبدّد نظامه، وتفرّقت أعلامه، وأحاط به التّتار، وصار المخلص من شدّة الاختلاط أضيق من سمّ الخياط، ولم يبق معه إلاّ أربعة عشر نفساً من خواصّ مماليكه، فانهزم على حميّة، فطعن طعنة لولا الأجل، لهلك. ثمّ أفرج له الطريق، وخلص من المضيق، ثمّ إنّ القلب والميسرة تمزّقت في الأقطار، فمنهم من وقع إلى فارس، ومنهم من وصل كرمان، ومنهم من قصد تبريز. وعادت الميمنة بعد يومين، فلم نسمع بمثله مصافاً لانهزام كلا الفريقين، وذلك في الثّاني والعشرين من رمضان. ثمّ لجأ السّلطان إلى إصبهان، وتحصّن بها، فلم تصل التّتار إليه، وحاصروا إصبهان، وردّوا إلى خراسان.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 22 4 (إنتقام جلال الدّين من الإسماعيليّة) قال ابن الأثير: وفي هذه السّنة قتل الإسماعيليّة أميراً كان جلال الدّين خوارزم شاه قد أقطعه مدينة كنجة، وكان نعم الأمير ينكر على جلال الدّين ما يفعله عسكره من النّهب والشّر، فعظم قتله على جلال الدّين واشتدّ عليه، فسار بعساكره إلى بلاد الإسماعيليّة من حدود الألموت إلى كردكوه بخراسان، فخرّب الجميع، وقتل أهلها، وسبى، ونهب، واسترقّ الأولاد، وقتل الرجال وكان قد عظم شرّهم، وزاد ضررهم، فكفّ عاديتهم، ولقّاهم الله بما عملوا بالمسلمين. ثمّ يسار إلى التّتار وحاربهم وهزمهم، وقتل وأسر، ثمّ تجمّعوا له وقصدوه. 4 (فتح خويّ ومرند) وفيها سارت عساكر الملك الأشرف مع الحاجب حسام الدّين عليّ إلى خويّ بمكاتبةٍ من أهلها، فافتتحها، ثمّ افتتح مرند، وقويت شوكته. قال ابن الأثر: لو داموا لملكوا تلك النّاحية، إنّما عادوا إلى خلاط، واستصحبوا معهم زوجة جلال الدّين خوارزم شاه، وهي ابنة السّلطان طغريل بن أرسلان السّلجوقيّ، وكان قد تزوج بها بعد أزبك بن البهلوان، فأهملها، ولم يلتفت إليها، فخافته مع ما حرمته من الأمر والنّهي، وكاتبت الحسام عليّاً المذكور تطلبه لتسلّم إليه البلاد. 4 (القضاة بدمشق) وكان بدمشق في سنة أربع: أربع قضاةٍ. شافعيّان وحنفيّان: الخوييّ
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 23 قاضي القضاة، ونائبه نجم الدّين ابن خلف، وشرف الدّين عبد الوهّاب الحنفيّ، والعزيز ابن السنجاريّ. 4 (شنق ابن السقلاطوني) وشنق ابن السّقلاطونيّ العدل نفسه بسبب مالٍ عليه للدّولة، طولب به، وكان عدلاً من نيّف وأربعين سنة من شهود شرف الدّين بن عصرون. 4 (ترتيب مسند أحمد) وفيها أحضر البكريّ المحتسب، الجمال ابن الحافظ، والشّرف الإربلّيّ، والبرزاليّ، وقرّر معهم أن يرتّبوا مسند أحمد على الأبواب، وقرّر للجمال في الشّهر خمسين درهماً، وللآخرين ستّين درهماً، وبذل لهم الورق وأجرة النّسّاخ، فما أظنّه تمّ هذا. 4 (مرض المعظّم وموته) ) ومرض الملك المعظّم، فتصدّق وأخرج المسجونين، وأعطى الأشراف ألف غرارة، وفرّقوا على الفقهاء والصّوفيّة وغيرهم ثمانين ألفاً وخمسمائة غرارة. وحلف من بالحضرة لولده النّاصر. واشترى ابن زويزان حصاناً أصفر للمعظّم بألف دينار مصريّة، وأحضرها، فأمر بالتصدّق بها بالمصلّى، فازدحم الخلق لذلك، فمات ثمانية أنفس. ثمّ مات المعظّم في آخر ذي القعدة عن تسعٍ وأربعين سنة. وأوصى أن يغسّله الحصيريّ. مات قبل صلاة الجمعة. ورمى ابنه الكلوتة والمماليك، ولطموا في الأسواق، وقرأ النّجيب في العزاء: يا داود إنّا جعلناك خليفةً في الأرض فضجّ النّاس. 4 (قدوم رسول ملك الفرنج) وقال أبو شامة: فيها قدم رسول الأنبرور ملك الفرنج من البحر، على
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 24 المعظّم بعد اجتماعه بأخيه الكامل يطلب البلاد الّتي فتحها السّلطان صلاح الدّين، فأغلظ له وقال: قل لصاحبك ما أنا مثل الغير، ما له عندي إلاّ السّيف. 4 (الحجّ الشاميّ) وفيها حجّ بالشّاميّين شجاع الدّين عليّ ابن السّلاّر وهي آخر إمرته على الركّب، وانقطع بعدها ركب الشّام مدّةً بسبب الفتن. وكان قد جاء من ميّافارقين سلطانها شهاب الدّين غازي ابن العادل، ليحجّ أيضاً. قال أبو المظفر: كان ثقله على ستّمائة جمل، ومعه خمسون هجيناً عليها خمسون مملوكاً، وسار على الرّحبة وعانة وكبيسات إلى كربلاء إلى الكوفة. فبعث الخليفة له فرسين وبغلةً وألفي دينار، فلما عاد لم يصل الكوفة، بل صار غربيّ الطريق فكاد يهلك هو ومن معه عطشاً حتى وصل إلى حرّان. وتوفّي الملك المعظّم وقام بعده ابنه النّاصر داود.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 25 4 (سنة خمس وعشرين وستّمائة)
4 (المنشور بولاية الناصر) في صفر جاء منشور الولاية من الملك الكامل لابن أخيه الملك النّاصر داود. 4 (تحرّك الفرنج بالسواحل) وتحرّكت الفرنج وانبثّوا في السّواحل، لأنّ الهدنة فرغت.) 4 (غارة المسلمين على صور) وفيها أغار المسلمون على أعمال صور، وغنموا كثيراً من المواشي. 4 (نزول الملك العزيز على بعلبك) وفيها نزل الملك العزيز عثمان ابن العادل على بعلبك ليأخذها من الملك الأمجد، فأرسل إليه النّاصر داود يأمره بالرّحيل عنها، فرحل، وقد حقد على النّاصر، فقاوا: إنّه كاتب الملك الكامل، وحثّه على قصد دمشق، وإنّها في يده. فقدم الكامل وانضاف إليه العزيز، وجاءه الملك المجاهد أسد الدين شيركوه من حمص، وكانت عنده ضغينة على المعظّم، لكونه نازل حمص وشعث ظاهرها. فاستنجد الملك النّاصر بعمّه الملك الأشرف، فجاء وأكرمه
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 26 غاية الإكرام، ونزل بالنّيرب. وكان رسوله إلى الأشرف فخر الدّين ابن بصاقة. ولمّا وصل الكامل إلى الغور، بلغه قدوم الأشرف، فرجع إلى غزّة، وقال: أنا ما خرجت على أن أقاتل أخي. فبلغ ذلك الأشرف، فقال لابن أخيه النّاصر: إنّ أخي قد رجع حردان، والمصلحة أنّني ألحقه وأسترضيه. فنزل الكامل غزّة، وأرسل إليه ملك الفرنج يطلب منه القدس، وقال: أنا قد حضرت أنجدك بمقتضى مراسلتك، ومعي عساكر عظيمة، فكيف أرجع بلا شيء فأعطاه بعض القدس. وسار الأشرف إلى الكامل واجتمع به في القدس، فكان نجدة على النّاصر لا له. واتّفق الأخوان على أخذ البلاد من النّاصر، وأنّ دمشق تكون للأشرف، وانضاف إليهما من عسكر النّاصر أخوهما الملك الصّالح إسماعيل، وابن عمّ النّاصر شهاب الدّين محمود ابن المغيث، وعزّ الدّين أيدمر، وكريم الدّين الخلاطيّ. وجاء المظفّر شهاب الدّين غازي ابن العادل، فاجتمع الكلّ بفلسطين. وقد كان النّاصر خرج ليتلقّى عمّه الكامل، واعتقد أنّ الأشرف قد أصلح أمره عنده، فسار إلى الغور، فلمّا سمع باجتماع أعمامه عليه ليمسكوه رجع إلى دمشق فحصّنها، واستعدّ للحصار. 4 (المشيخة والحسبة بدمشق) وفيها عزل الصّدر البكري عن مشيخة الشيوخ وعن حسبة دمشق فولي المشيخة عماد الدّين ابن حمويه، والحسبة رشيد الدّين ابن الهادي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 27 4 (نزول جلال الدّين على خلاط ثانية) ) وفيها نزل جلال الدّين ابن خوارزم شاه مرّة ثانية على خلاط، ثمّ هجم عليه الشّتاء، فترحّل إلى أذربيجان. وخرج الحاجب عليٌّ من خلاط فاستولى على خويّ وسلماس وتلك النّاحية، وساق فأخذ خزائن جلال الدّين وعائلته وعاد إلى خلاط، فقيل له: أيشٍ فعلت تحرّشت به ليهلك البلاد فلم تفكر. 4 (جري الكويز الساعي) وفيها جرى الكويز السّاعي من واسط إلى بغداد في يوم وليلة، ووصل إلى باب سور البصليّة قبل الغروب بساعة، ورزق قبولاً عظيماً، وأعطي خلعاً وأموالاً من الدّولة والتّجّار. ومن جملة ما حصل له نيّف وعشرون فرساً، وقماش بألفٍ وسبعمائة دينار، ومن الذهب خمسة آلاف وأربعمائة دينار، واسمه معتوق الموصليّ. ولازم خدمة الشّرابيّ. ذكر هذا ابن السّاعي. 4 (تأسيس المستنصريّة) وفيها شرعوا في أساس المستنصريّة ببغداد، وكان مكانها إصطبلاتٌ وأبينةٌ، وتولّى عمارتها أستاذ دار الخلافة. 4 (موقعة الريّ بين جلال الدّين والتتار) وفيها وقيل: في التي قبلها كما تقدم بعبارةٍ أخرى عادت التّتار إلى
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 28 الريّ، وجرى بينهم وبين جلال الدّين حروبٌ. وكان هؤلاء التّتار قد سخط عليهم جنكزخان وأبعدهم، وطرد مقدّمهم، فقصد خراسان، فرآها خرباً، فقصد الريّ ليتغلّب على تلك النّواحي، فالتقى هو وجلال الدّين، فاقتتلوا قتالاً شديداً، ثمّ انهزم جلال الدّين، ثمّ عاود بمن انهزم، وقصد إصبهان، وأقام بينها وبين الريّ، وجمع جيشه، وأتاه ابن أتابك سعدٍ بعد وفاة والده. ثمّ عاد جلال الدّين، فضرب مع التّتار رأساً، فبينما هم مصطفّون انفرد غياث الدّين أخو السّلطان، وقصد ناحيةً، فظنّهم التّتار يريدون أن يأتوهم من ورائهم، فانهزموا، وتبعهم صاحب بلاد فارس. وأمّا جلال الدّين، فإنّه لمّا رأى مفارقة أخيه له، ظنّ أنّ التّتر قد رجعوا خديعةً ليستدرجوه، فانهزم أيضاً، ولم يجسر أن يدخل إصبهان خوفاً من الحصار، فمضى إلى شبرم. وأمّا صاحب فارس، فلمّا ساق وراء التّتار، وأبعد ولم ير جلال الدّين، خاف وردّ عن التّتار، ورأى التّتر أنّه لا يطلبهم أحدٌ فوقفوا، وردّوا إلى إصبهان وحاصروها، وظنّوا أنّ جلال الدّين قد عدم، فبينما هم كذلك، إذ وصل إليهم قاصدٌ من جلال الدّين يعرّفهم بأنّه سالم، وأنّه يجمع،) وينجد أهل إصبهان، ففرح أهل البلد، وقويت نفوسهم، وفيهم شجاعة طبعيّة، فقدم عليهم، ودخل إليهم، ثمّ خرج بهم، فالتقوا التّتار، فانهزم التّتار أقبح هزيمةٍ، فساق جلال الدّين وراءهم إلى الريّ قتلاً وأسراً، وأقام بالريّ، فأتته رسل ابن جنكزخان يقول: إنّ هؤلاء ليسوا من أصحابي، وإنّما نحن أبعدناهم، فاطمأن جلال الدّين من جانب ابن جنكزخان، وعاد إلى أذربيجان. وأمّا غياث الدّين أخوه، فقصد خوزستان، فلم يمكّنه نائب الخليفة من دخولها، فقصد بلاد الإسماعيليّة، والتجأ إليهم، واستجار بهم. فقصد جلال الدّين بلاد الإسماعيليّة لينهبها إن لم يسلموا إليه أخاه، فأرسل مقدّمهم يقول: لا يجوز لنا أن نسلّمه إليك، لكن نحن ننزله عندنا، ولا نمكّنه أن يقصد شيئاً من بلادك، والضّمان علينا. فأجابهم إلى ذلك، وعاد فنازل خلاط.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 29 4 (تملّك كيقباذ مدينة أرزن) وفيها تملّك علاء الدّين كيقباذ صاحب الروم مدينة أرزنكان، وكان صاحبها بهرام شاه قد طال ملكه لها، وجاز ستّين سنةً، فمات، ولم يزل في طاعة قلج أرسلان وأولاده، فملك بعده ولده علاء الدّين داود شاه، فأرسل إليه كيقباذ يطلب منه عسكراً ليسير معه إلى مدينة أرزن الروم، ليحاصرها، وأن يكون معهم، فأتاه في عسكره، فقبض عليه، وأخذ بلده. وكان له حصن كماخ، وله فيه والٍ، فتهدّده إن لم يسلّم الحصن أيضاً، فأرسل إلى نائبه، استنجد بالأمير حسام الدّين عليّ الحاجب نائب الملك الأشرف على خلاط. فسار الحسام ونجده، فردّ كيقباذ لذلك ولأنّ العدوّ أخدوا له حصن صمصون وهو مطلٌّ على البحر وعاصٍ، فأتاه واستعاده منهم، ثمّ أتى أنطاكية يشتّي بها. 4 (ظهور محضر للعناكيّين) وفيها ظهر محضر للعناكيّين أثبت على نجم الدّين مهنّا قاضي المدينة أنّ حكّام بن حكم بن يوسف بن جعفر بن إبراهيم بن محمد الممدوح بن عبد الله الجواد بن جعفر الطّيّار سكن بقريةٍ بالشّام تعرف بالأعناك، وأولد بها، وعقبه بها، وبالشّام، ومن نسله فلان، وساق نسبه إلى الأحكام. 4 (تدريس المسمارية) وتقرّر بالمسماريّة بنو المنجّا للتدريس بحكم أنّ نظرها إليهم.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 30 4 (تقييد الفتوى) وتقدم الخويّي إلى المفتين بأن لا يكتبوا فتوى إلاّ بإذنه. 4 (طلوع الفرنج إلى صيدا) وفيها طلع الفرنج من البحر وعكّا إلى صيدا وكانت مناصفةً لهم وللمسلمين، فاستولوا عليها وحصّنوها، وتمّ لهم ذلك، وقويت شوكتهم، وجاءهم الأنبرور ملك الألمان ومعناه: ملك الأمراء وكان قبيل مجيئه قد استولى على قبرص، وقدم عكّة، وارتاع المسلمون لذلك. وقدم الكامل كما مرّ من مصر، وأقام على تلّ العجول، ثمّ كاتب الأنبرور، واتّفق معه على النّاصر داود ابن المعظّم، ونشب الكامل بالكلام، ولم تكن عساكر الأنبرور وصلت إليه من البحر، وخافه المسلمون، وملوك الفرنج بالسّاحل، فكاتبوا الكامل إذا حصل مصافّ نمسك الأنبرور، فسيّر إلى الأنبرور كتبهم، وأوقفه عليها، فعرف الأنبرور ذلك للكامل، وأجابه إلى كلّ ما يريد، وقدمت رسله على الكامل يتشكّر لما أولاه، وتردّدت بينهم المراسلات. وسيّر الأنبرور إلى الكامل يتلطّف معه، ويقول: أنا عتيقك وأسيرك، وأنت تعلم أنّي أكبر ملوك البحر، وأنت كاتبتني بالمجيء، وقد علم البابا وسائر ملوك البحر باهتمامي وطلوعي، فإن أنا رجعت خائباً، انكسرت حرمتي بينهم، وهذه القدس فهي أصل اعتقادهم وحجّهم والمسلمون قد أخربوها، وليس لها دخلٌ طائل، فإن رأى السّلطان أعزّه الله أن ينعم عليّ بقصبة البلد، والزيادة تكون صدقة منه، وترتفع رأسي بين الملوك، وإن شاء السّلطان أن يكشف عن محصولها، وأحمل أنا مقداره إلى خزانته فعلت. فلما سمع الكامل ذلك، مالت نفسه وجاوبه أجوبةً مغلّظة، والمعنى فيها نعم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 31 4 (خلعة الزعامة) أنبأني ابن البزوريّ، قال: وفي المحرّم منها استدعي الأمير علاء الدّين الدّويدار الظاهريّ أبو شجاع ألطبرس، وخلعت عليه خلعة الزّعامة وهي: قباء أطلس نفطيّ، وشربوش كبير، وفرس بعدّة كاملة، وألحق بالزّعماء. 4 (رسول جلال الدّين) قال: وفيها وصل قاضي الرّيّ رسولاً من عند جلال الدّين منكوبريّ بن خوارزم شاه. 4 (العقد على ابنة صاحب الموصل) ) وفيها عقد عقد علاء الدّين الدّويدار المذكور على ابنة بدر الدّين صاحب الموصل، على صداقٍ مبلغه عشرون ألف دينار. 4 (قدوم الحجّاج إلى بغداد) وفيها قدم بغداد من الحجّاج أخت السلطان صلاح الدين يوسف، زوجة مظفّر الدّين صاحب إربل، وابن أخيها الملك المحسن أحمد، فخلع على المحسن. 4 (قدوم الحجّاج على الدّويدار) وفي رمضان خلع على علاء الدّين الدّويدار خلعة عظيمة، وأعطي تسعة أحمال كوسات. 4 (تغلّب ابن هود على الأندلس) وفيها تغلّب ابن هود على معظم الأندلس، فكان ملكه تسعة أعوام.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 32 4 (سنة ستّ وعشرين وستّمائة)
4 (دخول الفرنج بيت المقدس) في ربيع الأوّل أخلى الكامل البيت المقدّس من المسلمين، وسلّمه إلى الأنبرور، وصالحه على ذلك، وعلى تسليم جملةٍ من القرى فدخلته الفرنج مع الأنبرور. وكانت هذه من الوصمات الّتي دخلت على المسلمين، وتوغّرت القلوب على الكامل فإنّا لله وإنّا إليه راجعون. 4 (حصار الكامل دمشق) ثمّ أتبعها بحصار دمشق وأذّية المسلمين، فنزل جيشه على الجسورة، وقطعوا عن دمشق باناس والقنوات، ثمّ قطعوا يزيد وثورا، ونهبوا البساتين، وأحرقوا الجواسق. ثمّ جرت بين عسكر النّاصر داود، وبين عسكر عمّه الكامل وقعاتٌ، وقتل جماعةٌ وجرح جماعة، وأخربت حواضر البلد. فلمّا كان يوم رابع
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 33 جمادى الأولى وقعت بينهم وقعةٌ عظيمة. قال أبو شامة: قتل فيها خلق كثير، ونهب قصر حجّاج الشّاغور، وأطلق فيها النّيران، وتسلّموا حصن عزّتا صلحاً مع متولّيه. 4 (دخول الكامل دمشق) وفي تاسع جمادى الآخرة وصل الكامل، فنزل عند مسجد القدم، فأنفذ النّاصر إليه جماعة من الكبراء: الدّولعيّ، والقاضي، شمس الدّين الخويّيّ، والقاضي شمس الدّين ابن الشّيرازيّ، والشّيخ جمال الدّين الحصيريّ، نيابةً عنه في السّلامة والخدمة. ثمّ خرج من الغدّ عزّ الدّين) أيبك أستاذ الدّار باستدعاءٍ من الكامل فتحدّثا في الصّلح، فلمّا كان يوم منتصف الشهر، كان بينهم وقعةٌ تلقاء باب الحديد في الميدان، وانتصر الدّمشقيّون. ثمّ أصبح من الغد النّهب والحريق بظاهر باب توما، وبدّعوا في الغوطة، وخرّبوها، وغلت الأسعار، وصار اللّحم بستّة دراهم، والجبن بستّة دراهم أيضاً. واشتدّ الحصار، ثمّ إنّهم زحفوا على دمشق من عربيّها مراراً، وتكون الكرّة عليهم، واتّخذوا مسجد خاتون، ومسجد الشّيخ إسماعيل، وخانقاه الطّاحون، وجوسق الميدان، حصوناً وظهراً لهم. وأحرق النّاصر لأجل ذلك مدرسة أسد الدّين، وخانقاه خاتون، وخانقاه الطّواويس، وتلك الخانات. وجرت أمور. ثم زحفوا في تاسع رجب إلى أن قاربوا باب الحديد، ثمّ كان انتظام الصّلح في أوّل شعبان، وذلك أنّ الملك النّاصر داود خرج ليلة رابع عشر رجب إلى الكامل واجتمع به، ثمّ اجتمع به مرّات، وتقرّر الصّلح أنّ النّاصر رضي بالكرك ونابلس وبعض الغور والبلقاء. ثمّ دخل الملك الكامل القلعة، ونزل إلى قبّة والده، ووجّه العسكر، فنازلوا حماة، وحاصروها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 34 وفي أواخر شعبان سلّم الكامل دمشق لأخيه الملك الأشرف، وأعطاه الأشرف عوضها حرّان والرّها، ورأس عين والرّقة، ثمّ توجّه إلى الشّرق ليتسلّم هذه البلاد، فسار في تاسع رمضان فلمّا نزل على حماة، خرج إلى خدمته صاحبها صلاح الدّين قلج أرسلان ابن الملك المنصور محمد بن عمر، وسلّم إلى الكامل حماة، فأعطاها لأخي صاحبها لكونه أكبر سنّاً ولأنّ العهد من أبيه كان إليه. ثمّ سار إلى حرّان، ونزل عسكره على بعلبك وجاء إليها الأشرف من دمشق فحاصر الملك الأمجد ثمّ تسلّموا البلد، وبقي الحصار على القلعة، ورجع الأشرف. 4 (الاشتغال بعلوم الأوائل) قال أبو شامة: وكان في آخر دولة المعظّم قد كثر الاشتغال بعلوم الأوائل، فأخمده الله بدولة الملك الأشرف. 4 (خروج الأمجد من بعلبكّ) قال أبو المظفّر: بعث الأشرف أخاه الملك الصّالح إسماعيل، فحاصر بعلبكّ، وضربها بالمجانيق، وضايقها ثمّ توجّه إليها الأشرف، فدخل ابن مرزوق بينه وبين صاحبها الملك الأمجد، فأخذت منه، وجاء إلى دمشق، فأقام بداره. 4 (حصار جلال الدين خلاط) ) وفيها نازل جلال الدّين خلاط وضايقها بأوباشه، فأغاروا، ونهبوا، وهجموا حينة، وقتلوا أهلها قتلاً ذريعاً، والكامل على حرّان، فأقام اليزك على الطّرق خوفاً من هجمتهم، وتوجّهت طائفةٌ منهم إلى ميّافارقين، فالتقاهم
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 35 المظفّر غازي، فكسر وجرح، وهو أشجع أولاد العادل. ولم يزل جلال الدّين يجدّ في حصار خلاط حتّى افتتحها في آخر العام.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 36 4 (سنة سبع وعشرين وستّمائة)
4 (كسرة الخوارزمية أمام الأشرف) قال أبو شامة: أخذت بعلبكّ من الأمجد في ربيع الآخر، ورحل الأشرف إلى الشرق واستعمل على دمشق أخاه إسماعيل، فلمّا كان في شوّال جاءنا الخبر: بأنّ السّلطان الملك الأشرف التقى الخوارزميّ يعني جلال الدّين وأنّ الأشرف كسره في أواخر رمضان. وقد كان الخوارزميّ استولى على خلاط، وأخذها من نوّاب الأشرف بعد أن أكلوا الجيف والكلاب، وزاد فيهم الوباء، وثبتوا ثباتاً لم يسمع بمثله، لعلمهم بجور خوارزم شاه، ولم يقدر عليها إلاّ بمخامرة إسماعيل الإيوانيّ، تدنّى إليه، واستوثق منه، ثمّ أطلع الخوارزميّة بالجبال ليلاً، واستباحوها، فإنّا لله. فسار الأشرف لحربه، واتّفق هو وصاحب الرّوم على لقائه، فكسرا الخوارزميّة، وقع منهم خلقٌ في وادٍ، فهلكوا ونهبوا، وتتبّعوا أيّاماً، وضربت البشائر في البلاد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 37 4 (إنكسار الخوارزميّ في رواية سبط ابن الجوزيّ) وقال أبو المظفّر ابن الجوزيّ: أخذ خوارزم شاه جلال الدّين مدينة خلاط في جمادى الأولى بعد حصار عشرة أشهر، وكان فيها مجير الدّين ابن العادل وأخوه تقيّ الدّين وزوجة الأشرف بنت ملك الكرج، فأسرهم جلال الدّين. فأرسل صاحب الروم إلى الأشرف يأمره بالمسير، فإنّه ينجده، فشاور أخاه الملك الكامل فقال: نعم مصلحة، فجمع جيشه وسار إلى صاحب الروم، وكان معه أخواه شهاب الدّين غازي، والملك العزيز عثمان، وابن أخيه الملك الجواد. وجمع ملك الروم جيوشه أيضاً واجتمعا، والتقاهم الخوارزميّ فانكسر كسرةً عظيمة، وأخذ الأشرف خلاط، وأرسل إلى الخوارزميّ يطلب إخوته، فأرسلهم ولم يرسل المرأة. قال عبد اللّطيف بن يوسف: كسر الله الخوارزميّين بأخفّ مؤنة بأمرٍ لم يكن في الحساب، فسبحان من هدم ذاك الجبل الراسي في لمحة ناظرٍ. 4 (رجوع رسل الخليفة) ) وفيها رجعت رسل الخليفة من عند جلال الدّين منكوبريّ ملك الخوارزميّة، وخلع على رسوله الّذي قدم معهم. 4 (الخطبة للمستنصر بالله في المغرب) وفيها خرج الموكب الشّريف لتلقّي رسول الملك محمد بن يوسف بن هود المغربيّ صحبة رسول الملك الكامل زعيم مصر، فأخبر أنّ ابن هود استولى على أكثر بلاد المغرب التي بيد بني عبد المؤمن، وأنّه خطب بها للمستنصر بالله، فحمد فعله، وكتب له منشور متضمّنٌ شكر همّته العالية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 38 4 (تسيير ملابس الفتوّة للخوارزميّ) وفيها سيّر جلال الدّين الخوارزميّ إلى المستنصر، وطلب منه سراويل الفتوّة ليتشرّف بذلك فسيّره إليه مع تحفٍ ونعم لا تحصى، وفرس النّوبة، ففرح بذلك وسرّ وقبّل الأرض مرّات. 4 (الخطبة للمستنصر بالله في تلمسان) وفيها ملك المايرقي تلمسان، وخطب فيها للمستنصر بالله. 4 (رواية الموّفق البغدادي عن كسرة الخوارزميّة) وأمّا أمر الخوارزميّة وكسرتهم، قال الموفّق: فتح بعض الأمراء باب خلاط للخوارزميّة في جمادى الآخرة، لا ركوناً إلى دينهم ويمينهم، بل إيثاراً للموت على شدّة القحط، فدخلوا، وقتلوا، وسبوا، واستحلّوا سائر المحرّمات، ودخلوا نصف اللّيل فبقوا كذلك إلى آخر صبيحته، ثمّ رفعوا السّيف، وشرعوا في المصادرات والعذاب. وكانوا يتعمّدون الفقهاء والأخيار بالقتل والتّعذيب أكثر من غيرهم. وأمّا الكامل، فانصرف إلى مصر بغتةً، فضعف النّاس، وأيقنوا أنّ الخوارزميّ إنّ ملك الشّام والرّوم عفى آثارها وأباد سكانها. ثمّ اصطلح الأشرف وعلاء الدّين صاحب الرّوم صلحاً تامّاً بعد عداوةٍ أكيدة، وجيّشوا الجيوش، والقلوب مع ذلك مشحونةٌ خوفاً، ولم يزل على وجلٍ مفرط من التقاء الجيشين، حتّى أتاح الله كسرة الخوارزميّين بأهون مؤنة. فقرأت في كتاب بعض الأجناد: إنّا رحلنا من سيواس، وطلبنا منزلةً يقال لها ياصي جمان في طرف أعمال أرزنجان، إذ بها عشب ومياه فلمّا سمع العدوّ بمجيء العسكرين، ساق سوقاً) حثيثاً في ثلاثة أيّام، ونزل المرج المذكور وبه جماعة من عسكر، فكبسهم بكرة الرابع والعشرين من رمضان، وضرب
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 39 الأشرف المصافّ مع الخوارزميّ، وقامت الحرب على ساقٍ إلى قرب الظهر، ثمّ نصر الله، وكسر العدوّ شرّ كسرة. وكان معه خلق لا يحصون. والمصافّ في اليوم التّاسع والعشرين من رمضان. قال الموفّق: ثمّ تواصل النّاس ومعهم السّبي والأخايذ من المماليك والدّوابّ والأسلحة، والكلّ رديء، يباع الجوشن بثلاثة دراهم، والفرس هناك بخمسة دراهم، وفي حلب بعشرين درهماً وثلاثين في غاية الرداءة. وكذا قسيّهم وسائر أسلحتهم. ووصل منهم أسرى فيهم رجل، حكى لمن أنس به من الفقهاء العجم، قال: إنّ صاحبنا دهش وتحيّر لما شارف عسكر الشّام، فلمّا رأيناه كذلك، انقطعت قلوبنا، ولولا عسكر الشّام، أبدنا عسكر الروم، أنا بنفسي قتلت منهم خمسين فارساً. وحكى نسيب لنا جنديٌّ، قال: وصلنا إلى مرج ياصي جمان، ونحن متوجّهون إلى خلاط على أنّ العدوّ بها، فإذا بعسكر الخوارزميّ محيطٌ بنا، فوقع على طائفة من عسكر الرّوم، فقتل منهم مائتين، ونهب، وأسر. ثمّ من الغد وقع جيش الخوارزميّ على عسكر الروم ونحن نرى الغبرة، فأباد فيهم قتلاً وأسراً. وقد كثر القول بأنّهم قتلوا من عسكر الروم سبعة آلاف من خيارهم، وقيل: أكثر وأقلّ. وقال لي رجل من أهل أرزنجان: إنّ جميع عسكر الروم كان بها، وعدّتهم اثنا عشر ألفاً، فلم يخلص منهم إلاّ جريحٌ، أو هارب توقّل الجبل، وإنّ صاحب الرّوم بقي في ضعفة من أصحابه نحو خمسة آلاف، وأصبحنا يوم الخميس على تعبئة، ووقعت مناوشات. فكان أصحابنا أبداً يربحون عليهم، وعرفنا قتالهم، ونشّابهم، وضعف خيلهم، وقلّة فروسيتهم، فتبدّل خوفنا منهم بالطّمع، واحتقرناهم، وتعجّبنا كيف غلب هؤلاء أمماً كثيرين وبتنا ليلة الجمعة على تعبئة، وكان الرجل قد عزم على الهرب، ففرّ إليه مملوكان، فشجّعاه، فثبت لشقاوته. وأصبح النّاس، ففرّ من عنده اثنان إلى الملك الأشرف فسألهما عن عدّة أصحابهم، قالا: هم ثلاثون ألفاً. وبقي الأشرف
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 40 يجول بين الصّفوف، ويشجع النّاس، ويحقر العدوّ. وأصبح النّاس يوم السّبت على تعبئةٍ تامّةٍ، فسأل الأشرف المملوكين عن موضع الخوارزميّ، قالا: هو على ذلك التّلّ، وشعره في كيس أطلس، وعلى رأس كتفه برجمٌ صغير مخيّط بقبائه، فحمل طائفة من الخوارزميّة) على عسكر الرّوم فثبتوا، فتقدّم الأشرف إلى سابق الدّين ومعه من عسكر مصر ألف وخمسمائة فارس، وإلى عسكر حمص وحلب وحماة، فانتقى ألف فارس، وندب بعض أمراء العرب في ألف فارسٍ من العرب، فحملوا على التّلّ الّذي عليه الخوارزميّ، فلمّا عاين الموت الأحمر مقبلاً، انهزم، فلمّا رأى جيشه فراره انهزموا. وأمّا الّذين حملوا على عسكر الرّوم، فبقوا في الوسط، فلم يفلت منهم أحد. ثمّ إنّ الخوارزميّين لشدّة رعبهم لم يقدروا على الهرب، ولم يهتدوا سبيلاً، وأكثرهم نزلوا عن خيولهم، وانجحروا في بطون الأودية والبيوت الخربة، فتحكّم فيهم الفلاّحون والغلمان، وقتلهم أضعف النّاس. وانحرف منهم ثلاثة آلاف على بلاد جانيت، فخرج إليهم فلاّحو الرّوم والنّصارى فقتلوهم عن آخرهم. وفلّق الخوارزميّ عند هربه نحو مائتي حصان، ووصل خلاط في سبعة أنفس، فأخذ حرمه وما خفّ من الأموال، واجتاز على منازجرد وكانت محصورة بوزيره، ووصل جائعاً فأطعمه وزيره. ثمّ دخل أذربيجان بالخزي والصّغار، فصادر أهل خويّ، ومات منهم جماعة تحت العقوبة. وأمّا الأشرف فلو ساق بعسكره وءاهم لأتى عليهم قتلاً وأسراً. وتسلّم أرزن الرّوم، وسلّمها إلى علاء الدّين كيقباذ، فأخذ ملكاً خيراً من جميع مملكته. وأمّا صاحبها ابن مغيث الدّين ابن عمّ علاء الدّين فإنّه رمي بالخذلان، والتجأ إلى كهفٍ حتّى أخذوه أخذ النّساء. ثمّ نزل الأشرف على منازجرد، وصمّم على أن يدخل وراء الخوارزميّ، وأقام شهوراً، ثمّ تراسلا في الصّلح، فاصطلحا على ما يؤثر الملك الأشرف. فرجع وفرّق العسكر، وأمنت خلاط وشرعت تعمر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 41 وحكى أميرٌ قال: حملنا على الخوارزميّ فوقع عسكره في وادٍ وهلكوا، زحمناهم على سفح يفضي إلى وادٍ عميق، فتكردسوا بخيولهم، فتقطّعوا إرباً إرباً. وأشرفنا على الوادي ثاني يوم فرأيناه مملوءاً بالهلكى لو نجد فيهم حيّاً إلاّ خادم الخوارزميّ مكسور الرّجل، وأقمنا أيّاماً نقلّب القتلى لعلّ أن يكون فيهم جلال الدّين الخوارزميّ. وأسر خلق من خواصّه وأعلامه وسناجقه. وذكروا أنّ العرب أخذوا من خيمته باطية ذهبٍ وزنها خمسةٌ وعشرون رطلاً، فنفلهم إيّاها الملك الأشرف. والعجب أنّ هذه الوقعة لم يقتل فيها من عسكر الشّام أحد، ولا جرح فرس إلاّ رجل من عسكر حمص جرح بسهم. وزالت هيبة الخوارزميّة من القلوب، وزال سعدهم.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 42 4 (سنة ثمان وعشرين وستّمائة)
4 (ذكر أحدادث في المغرب) في رجب وصل رجل من المغرب وأخبر أنّ بعض بني عبد المؤمن صعد الجبل، وجمع من أمم البربر نحو مائتي ألف، ونزل بهم، وهاجم مرّاكش وقتل عمّه، وكان قد ولي الأمر دونه، وقتل من أصحابه نحواً من خمسة عشر ألفاً. وسيّر إلى الأندلس يهدّد ابن هود، فأطاعه بشرط أن لا يكون عنده أحد من الموحّدين إلاّ إذا احتاج إليهم للغزاة. 4 (إضمحلال أمر الخوارزميّ) وفي رجب وصل قزوينيّ إلى الشّام فأخبر أنّ التّتر خرجوا إلى الخوارزميّ، وأنّهم كسروه أقبح كسرة. وأنّ الكفّار الّذين كانوا في جملة عسكره غدروا به، وعادوا إلى أصحابهم، وأنّ المجمّعة كلّهم تفرّقوا عنه، وبقي في ضعفةٍ من أصحابه وهم قليلون لا سبدٌ لهم ولا لبد، وهكذا كلّ ملك يؤسّس على الظّلم يكون سريع الهدم. وقال ابن الأثر وهذه السّنة هي آخر كتابه قال: في أوّلها وصل التّتار من بلاد ما وراء النّهر، وقد كانوا يعبرون كلّ قليل، ينهبون ما يرونه، فالبلاد خاوية على عروشها. فلمّا انهزم جلال الدّين خوارزم شاه في العام الماضي أرسل مقدّم الإسماعيليّة يعرّف التّتار ضعف جلال الدّين، فبادرت
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 43 طائفة وقصدوا أذربيجان، فلم يقدم جلال الدّين على لقائهم، فملكوا مراغة وعاثوا بأذربيجان، فسار هو إلى آمد، وتفرّق جنده، فبيّته التّتار ليلةً، فنجا وتفرّق أصحابه في كلّ وجه. فقصد طائفةٌ منهم حرّان، فأوقع بهم الأمير صواب، مقدّم الملك الكامل بحرّان، وقصد طائفة منهم سنجار والموصل وغير ذلك. وتخطّفتهم الملوك والرّعيّة، وطمع فيهم كلّ أحدٍ حتّى الفلاّحون والأكراد، وانتقم الله منهم. ودخل التّتار ديار بكر في طلب جلال الدّين، لا يعلمون أين سلك فسبحان من بدّل عزّهم ذلاًّ، وكثرتهم قلّة، وأخذت التّتار أسعرد بالأمان، ثمّ غدروا بهم، وبذلوا فيهم السّيف. ثمّ ساروا إلى مدينة طنزة، ففعلوا فيها كذلك. ثمّ ساروا في البلاد يخرّبونها إلى أن وصلوا إلى ماردين، وإلى نصيبين، إلى أن قال: وخرجت هذه السّنة ولم يتحقّق لجلال الدّين خبر، ولا يعلم هل قتل أو اختفى والله أعلم. 4 (الاحتفال بقدوم صاحب إربل في بغداد) ) قلت: وفي المحرّم وصل الملك مظفّر الدّين صاحب إربل إلى بغداد، واحتفل بقدومه، وجلس المستنصر بالله له، وحضر أرباب الدولة كلّهم، ورفع السّتر عن الشّبّاك، فإذا المستنصر جالس، فقبّل الجميع الأرص. ورقي نائب الوزارة مؤيّد الدّين، وأستاذ الدّار مراقي من الكرسيّ المنصوب بين يدي الشّبّاك. واستدعي مظفّر الدّين، فطلع، وأشار بيده بالسّلام على المستنصر، ثمّ قرا: اليوم أكملت لكم دينكم الآية، فردّ المستنصر عليه السّلام، فقبّل الأرض عدّة مرار، فقال له: إنّك اليوم لدينا مكينٌ أمين، في كلام مضمونه: ثبت عندنا إخلاصك في العبوديّة. فقبّل الأرض، وأذن له في الانكفاء،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 44 وأسبلت الأستار، وأدخل حجرة، فخلع عليه فرجيّة ممزج، ومن تحتها قباء أطلس أسود، وعمامة قصب كحليّة بطرز ذهب وقلّد سيفين محلاّيين بالذّهب، وأمطي فرساً بسرج ذهبٍ، وكنبوش ومشدّة حرير، ورفع وراءه سنجقان مذهّبان. ثمّ اجتمع بالخليفة يوماً آخر، وخلع عليه أيضاً، وأعطي رايات وكوسات وستّين ألف دينار، وخلع على جماعة من أصحابه. 4 (إمام مشهد أبي بكر) وفيها جدّد لمشهد أبي بكر من جامع دمشق إمامٌ راتب. 4 (الغلاء بمصر) وفيها كان الغلاء بمصر لنقص النّيل. 4 (حبس الحريري) وفيها قدم الملك الأشرف دمشق، وحبس الحريريّ بقلعة عزّتا، وأفتى جماعةٌ بقتله وزندقته، فأحجم السّلطان عن القتل. 4 (الشروع ببناء الدار الأشرفية) وأمر السّلطان بشراء دار الأمير قمياز النّجميّ، لتعمل دار حديث، فهي الدّار الأشرفية، وأن يكون للشيخ سبعون درهماً، وهو الجمال أبو موسى ابن الحافظ، فمات أبو موسى قبل أن يكمل بناؤها. 4 (التدريس بالتقوية والشامية الجوّانية) وفيها درّس بالتّقويّة العماد الحرستانيّ، وبالشّاميّة الجوّانيّة ابن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 45 الصّلاح. وحضر الملك الصّالح الدّرس وتكلّموا في هذه المدرسة، وأرادوا إبطالها، وقالوا: هي وقف على الحنفيّة، وعملوا) محضراً أن سودكين المعروفة به أوّلاً وقفها على الحنفيّة، وشهد ثلاثة بذلك بالاستفاضة، فلم ينهض بذلك. 4 (صلب التكريتي الكحّال) وفيها صلب التّاج التّكريتيّ الكحّال لأنّه قتل جماعةً ختلاً في بيته، ودفنهم، ففاحت الرائحة، وعدمت امرأةٌ عنده، فصلب، وسمّروه. 4 (التدريس بالصاحبية) ودرّس بالصّاحبيّة مدرسة ربيعة خاتون النّاصح ابن الحنبليّ، وكان يوماً مشهوداً، حضرت الواقفة وراء السّتر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 46 4 (سنة تسع وعشرين وستّمائة)
4 (خروج العسكر للتصدّي للتّتار) فيها أنهي إلى الديوان العزيز أنّ التتر قصدوا أذربيجان وعاثوا بها، لأنّ صاحبها جلال الدّين ابن خوارزم شاه قتل قتله كرديّ بحربةٍ وكان قد انهزم من التّتار لمّا بيّتوه، وساقوا وراءه حتّى بقي وحده، وقتل فارسين من التّتار، وأفسدوا، ووصلوا إلى شهرزور. فبذل المستنصر بالله الأموال في الجيوش، وسأل مظفّر الدّين صاحب إربل إعانته بجيش بغداد ليلتقي التّتار، فجاءته العساكر مع جمال الدّين قشتمر النّاصريّ، وشمس الدّين قيران، وعلاء الدّين ألدكز، وفلك الدّين، وسار الكلّ نحو شهرزور. فبلغ ذلك التّتار، فهربوا. وتمرّض مظفّر الدّين، وعاد إلى بلده. 4 (القبض على نائب الوزارة القمّي) وفي شوّال تقدّم إلى أستاذ دار الخلافة شمس الدين أبي الأزهر أحمد بن محمد بن النّاقد، وإلى مؤيّد الدّين أبي طالب محمد بن أحمد بن العلقميّ مشرف دار التّشريفات، بالقبض على نائب الوزارة القمّيّ، وعلى ولده فخر الدّين أحمد، وعلى أخيه وأصحابه، فهيّئ جماعةٌ بسيوفٍ مجرّدةٍ، ودخلوا دار
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 47 الوزارة، وقبضوا على مؤيّد الدّين القمّيّ، ثمّ على ولده وأخيه، وحبسوا. وكانت مدّة ولايته الوزارة بصورة النّيابة لا الوزارة المحضة ثلاثاً وعشرين سنةً. ثمّ ولي نيابة الوزارة ابن النّاقد المذكور، ثمّ ولي الأستاذ داريّة مؤيّد الدّين ابن العلقميّ الرّافضيّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 48 4 (سنة ثلاثين وستّمائة) ) 4 (فتح الكامل مدينة آمد) فيها افتتح الملك الكامل ثغر آمد بعد أن ضربها بالمجانيق، فسلّمها صاحبها الملك المسعود مودود ابن الصّالح الأتابكيّ، وخرج وفي رقبته منديلٌ مرسوم عليه، واستولى على أمواله وقلاعه، وبقي حصن كيفا عاصياً، فسيّر أخويه الأشرف والمظفّر غازياً، ومعهما المسعود تحت الحوطة، فعذّبه الأشرف عذاباً عظيماً، لكونه لم يسلّم حصن كيفا، ولأنّه كان يبغضه. قال أبو المظفّر ابن الجوزيّ فقال لي الملك الأشرف: وجدنا في قصره خمسمائة حرّةٍ من بنات النّاس للفراش. ثمّ سلّمت القلعة في صفر، وعاد الأشرف إلى دمشق. قال أبو شامة: سمعت الصّاحب بدر الدّين جعفراً الآمديّ يحكي عن عظمة يوم دخول الكامل إلى آمد شيئاً ما نحسن نعبّر عنه، قال: وأخذ جميع رؤساء آمد إلى مصر، فكنت أنا وابن أختي الشّمس، وأخي الموفّق فيهم. فلمّا وصلنا الفرات قال أخي: اسمعوا منّي، لا شكّ أنا نعبر إلى بلادٍ ليس فيها
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 49 أحدٌ يعرفنا، ولا يعضدنا، ولا معنا مال نتّجر فيه، فعاهدوني على أداء الأمانة في خدمنا، فعاهدناه، فرزقنا الله بالأمانة أنّا خدمنا في أجلّ المناصب بمصر والشّام، ورأيت جماعةً ممّن كانوا أكبر منّا ببلدنا في مصر، يستعطون بالأوراق. وافتقر أهل آمد، وتمزّقوا. ونقل الصّلاح الإربلّيّ في أمر الملك المسعود أنّه كثرت عنه الأقاويل، واشتهر انّ عينه كانت ممتدةً إلى حرم رعيّته، فوكّل نساءً يطفن في آمد، ويكشفن عن كلّ مليحة، فإذا تحقّق ذلك سيّر من يحضرها قهراً، ويخلو بها الأيّام ويردّها. وكان ظالماً. ولمّا كلموه في تسليم بلاده، وأنّ الكامل يعطيه خبزاً جليلاً بمصر، قال: بشرط أن لا يحجر عليّ، فإنّي ما أصبر عن المغاني والنّساء. فلمّا أدّى الصّلاح الرسالة إلى الكامل، تضاحكوا. وعمل الصلاح وكان شاعراً: (ولمّا أخذنا آمداً بسيوفنا .......... ولم يبق للمخذول صاحبها حسّ)
(غدا طالباً منّا أماناً مؤكّداً .......... وقال مناي ما تطيب به النّفس)
(سلامة أيري ثمّ كسّ أنيكه .......... فقلنا له خذ ما تمنّيت يا نحس) ثمّ سلّم الكامل جميع ذلك لولده الصّالح نجم الدّين أيّوب. 4 (تقليد الخليفة بسلطنة الكامل) ) وتوجّه القاضي الأشرف أحمد ابن القاضي الفاضل رسولاً من الكامل، ثمّ مع رسول الخلافة الصّاحب محييّ الدّين ابن الجوزيّ إلى
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 50 الكامل، ومعه تقليدٌ من المستنصر بالله بسلطنة الكامل، من إنشاء الوزير أبي الأزهر أحمد ابن النّاقد، وبخطّ العدل ناصر بن رشيد، وفي أعلاه بخطّ الوزير: للآراء المقدّسة زادها الله جلالاً وتعظيماً مزيد شرفها في تتويجه. وتحت البسملة علامة المستنصر بخطّه: الله القاهر فوق عباده. وأوّله خطبة وإسراف في تعظيم الخليفة، وفيه: وآمره بتقوى الله، وبكذا، وبكذا. وفي أوائله: ولمّا وفّق الله تعالى نصير الدّين محمد بن سيف الدّين أبي بكر بن أيّوب من الطّاعة المشهورة، والخدم المشكورة، إلى أن قال: ووسمه يعني الخليفة بالملك الأجل، السيّد الكامل، المجاهد، المرابط، نصير الدّين، ركن الإسلام، أثير الإمام، جمال الأنام، سند الخلافة، تاج الملوك والسّلاطين، قامع الكفرة والمشركين، ألب غازي بن محمد بن أبي بكر، معين أمير المؤمنين، رعايةً لسوابق خدمه، وخدم أسلافه. 4 (الغلاء ببغداد) وفيها كان الغلاء ببغداد، وأبيع كرّ القمح بنيّفٍ وثمانين ديناراً. 4 (الواقعة بين صاحب ماردين وصاحب الروم والأشرف) وفيها وقع بين صاحب ماردين، وبين صاحب الروم، والملك الأشرف، فنزل صاحب ماردين، وجاءته عساكر الروم فحاصروا حرّان والرّها والرّقة،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 51 فاستولوا على الجزيرة. وفعلت الروم في هذه البلاد كما تفعل التّتار. 4 (دخول مكة) وفيها جمع راجح بن قتادة جمعاً، وقدم مكّة، فدخلها، وطرد عنها عسكر صاحب مصر الملك الكامل. 4 (رسليّة الجيليّ) وفي ربيع الأوّل نفّذ أبو صالح نصر بن عبد الرزّاق الجيليّ رسولاً إلى مظفّر الدّين صاحب إربل، وبدر الدّين صاحب الموصل. 4 (وفاة صاحب إربل) وفي رمضان توفّي صاحب إربل، فتقدّم إلى شرف الدّين إقبال الخاصّ الشّرابيّ بالتّوجّه إلى) إربل، فتوجّه بالعساكر، وجعل مقدّمها جمال الدّين قشتمر. وكان بقلعة إربل خادمان: بنقش وخالص، وفكاتبا عماد الدّين زنكي صهر مظفّر الدّين، يحثّانه على المجيء ليعطياه البلد. فلمّا وصل عسكر الخليفة، عصيا وتمرّدا. فشرعوا في محاصرتهم، وتفاقم الشّرّ، ثمّ زحف العسكر على البلد، وحمي القتال، ثمّ ظهروا على إربل، وألقوا النّار في أبوابها، ودخلوها، ونهب الأوباش بعض الدّور، وسلّمت القلعة، ورتّب بها نواب للخليفة، وضربت البشائر ببغداد. وأمّر على إربل شمس الدّين باتكين أمير البصرة فسار إليها ورتّب بها عارض الجيش تاج الدّين محمد بن صلايا العلويّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 52 4 (استيلاء عسكر الكامل على مكة) وفيها جاء من جهة الكامل عسكرٌ استولوا على مكّة، وهرب راجح بن قتادة. 4 (فراغ دار الحديث الأشرفية) وفيها فراغ دار الحديث الأشرفيّة، وفتحت ليلة نصف شعبان، وقرئ بها البخاريّ على ابن الزّبيديّ، وسمعه خلائق. وكانت أوّلاً تعرف بدار قايماز النّجميّ مولى نجم الدّين أيّوب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 53 5 (الطبقة الثالثة والستون وفيات)
4 (وفيات سنة إحدى وعشرين وستمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن عليّ بن أحمد. أبو العباس، البردانيّ، الضرير.) قدم بغداد، وحفظ القرآن، وقرأ بالروايات، ورحل، فقرأ بالعشرة على ابن الباقلاّني، وبرع في التّجويد، وحفظ الحروف. وكان يقرأ في التراويح بالشّواذّ رغبةً في الشّهرة. قال ابن النّجار: لم يكن في دينه بذاك سمعت قراءته وكانت في غاية الحسن، لم أسمع قارئاً أشدّ صوتاً منه. أنشدني أحمد بن عليّ، أنشدنا ابن المعلّم لنفسه بواسط: (وقفت أشكو اشتياقي والسّحاب به .......... فانهلّ دمعي وما انهلّت عزاليه)
(النار من زفراتي لا بوارقه .......... والماء من عبراتي لا عواديه)
(يوهي قوى جلدي من لا أبوح به .......... ويستحلّ دمي من لا أسمّيه)
(لم أدر حين بدا والكأس في يده .......... من ريقه الخمر أم عينيه أم فيه)
(فما المدامة إلا من ثنيّته .......... ولا التّظلّم إلاّ من تثنّيه) )
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 54 (حكت جواهره أيامه فصفت .......... وحدّثت عن لياليه لآليه)
(فيه من النّاس ما في الناس من حسن .......... وليس في الخلق معنىً من معانيه)
4 (أحمد بن محمد بن عليّ أبو العبّاس، القادسيّ، ثمّ البغداديّ، الضّرير، الحنبليّ، المقرئ،) والد المؤرخ الّذي ذيّل على المنتظم لابن الجوزيّ أبي عبد الله محمّد. ولد في حدود سنة ثمانٍ وأربعين وخمسمائة. وقرأ القرآن على عبد الله ابن أحمد الدّاهريّ. وسمع من: يحيى بن ثابت، وأبي الحسين عبد الحقّ، وغيرهما. وهو من أهل القادسيّة: قرية بين سامرّاء وبغداد، لا قادسية الكوفة المشهورة، ومن أعمال جزيرة ابن عمر قرية القادسية، ومن نواحي إربل، أخرى. توفّي في شوّال. وكان صالحاً خيّراً. 4 (أحمد بن محمد بن الحسين بن مفرّج بن حاتم بن الحسن بن جعفر. القاضي، أبو المعالي،) المقدسيّ، ثمّ الإسكندرانيّ، المنعوت بالصّفيّ ابن الواعظ. هو ابن عمّ الحافظ عليّ بن المفضّل. سمع من: السّلفيّ، وعبد الواحد بن عسكر، ومحمد بن عليّ ابن العريف. روى عنه الزّكيّ المنذريّ، وقال: توفّي في المحرّم. 4 (أحمد بن مطيع بن أحمد بن مطيع. أبو العبّاس، الباجسرائيّ.) صحب الشيخ عبد القادر، وقرأ عليه كتاب الغنية تصنيفه. وحدّث. وكان مقيماً بقرية باجسرا من نواحي بغداد، وبها مات في المحرّم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 55 روى لنا عنه بالإجازة الشّهاب الأبرقوهيّ، وبالسّماع أبو الفضل محمّد بن محمد بن الدّبّاب. 4 (أحمد بن يوسف ابن الشيخ أبي الحسن محمّد بن أحمد بن صرما. أبو العبّاس، ابن أبي) الفتح البغداديّ، الأزجيّ، المشتري. ولد ظنّاً في سنة ستّ وثلاثين. وسمع الكثير من: أبي الفضل الأرموي، وابن الطّلاّية، ابن ناصر، وعبد الخالق اليوسفيّ، وسعيد بن البنّاء، وأبي الوقت، وغيرهم. وقد تقدّم أخوه محمد. روى عنه: الدّبيثيّ، والضّياء، والفقيه أبو الحرم مكيّ بن بشر، وشهدة، وزينب، ومحمد أولاد القاضي أبي صالح الجيليّ، والكمال عبد الرحمن الفويره، والجمال محمد بن الدّبّاب البغاددة، والشهاب الأبرقوهيّ. ونقلت من خطّ أيب العلاء الفرضيّ أنّه سمع من الأرمويّ كتاب المصاحف لابن أبي داود،) والمهرونيّات الخمسة، وصفة المنافق، وجزء أبي بكر الصّيدلانيّ، والتّاسع من فضائل الصحابة للدّارقطنيّ، والأوّل من صحيح الدّارقطنيّ، والثالث من البرّ والصّلة لابن المبارك، وجزء ابن شاهي، والثالث من الحربيات وأنّ ذلك كلّه سمعه من ابن صرما الجمال ابن الدّبّاب. أخبرنا أحمد بن إسحاق، أخبرنا أحمد بن أبي الفتح، والفتح بن عبد الله، قالا: أخبرنا محمد بن عمر، أخبرنا ابن النّقور، أخبرنا عليّ بن عمر الحربيّ، حدّثنا أحمد بن الحسن الصوفيّ، حدّثنا يحيى بن معين في شعبان سنة سبعٍ وعشرين ومائتين، حدّثنا سعيد بن أبي مريم، عن يحيى بن أيّوب،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 56 عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: الميّت يبعث في ثيابه الّتي قبض فيها. هذا حديث صحيح غريب رواه أبو داود، عن الحسن بن عليّ، عن سعيد بن أبي مريم. توفّي ابن صرما في سادس عشر شعبان. 4 (إبراهيم بن عيسى بن أصبغ. الإمام، أبو إسحاق الأزديّ، القرطبيّ، المعروف بابن) المناصف. شيخ العربية، وأوحد زمانه بإفريقية. وكان جدّه أبو القاسم أصبغ من كبار المالكية بقرطبة. لأبي إسحاق تصانيف تشهد بالبراعة. قال ابن مسدي: أملى علينا بدانية على قول سيبويه: هذا باب من الكلم من العربية، نحو عشرين كرّاساً، بسط القول فيها في مائة وثلاثين وجهاً. مات على قضاء سجلماسة بعد سنة عشرين وستمائة. 4 (إبراهيم بن مجاهد بن محمد. أبو إسحاق، اللّخميّ، الأندلسيّ، المعروف بابن صاحب) الصّلاة، من أهل حصن ألماشة عمل شاطبة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 57 روى عن أبي الحسن بن هذيل، وغيره. وأقرأ القرآن، وحدّث. كان حيّاً في رمضان هذه السّنة. 4 (أمة الرحيم بنت عفيف بن المبارك بن حسين. سيّدة العلماء، البغداديّة، الأزجيّة. كان أبوها) حنبلياً، ناسخاً، فسمّعها من أبي الوقت السّجزيّ. وكانت صالحة خيّرة، روت المائة الشّريحيّة. وأجازت للكمال الفويره. وماتت في شوّال. روى عنها ابن النّجّار.) 4 (حرف الحاء)
4 (الحسن بن عريب بن عمران، الحرشي. من أمراء العرب بالعراق. كان شاعراً، سمحاً،) جواداً، كريماً، ربما وهب المائة من الإبل. ومن شعره، وأجاد: (صحا قلبه لا من ملام المؤنّب .......... ولا من سلوّ عن سليمى وزينب)
(سوى زاجرات الحلم إذ وضحت له .......... حواشي صبحٍ في دياجر غيهب)
(وطار غراب الجهل عن روض رأسه .......... وكّلت قلوص الرّاكب المتحوّب)
(وقضّيت أوطار الشّبيبة والصّبا .......... سوى رشفةٍ من بارد الظّلم أشنب)
4 (الحسن بن محمود. العدل، نبيه الدّين، أبو عليّ، القرشيّ، المصريّ، الشافعيّ، الشّروطيّ،) الكاتب. من كبار العدول، ولي العقود، والفروض، والحسبة بالقاهرة مدّةً، وولي الوكالة السّلطانية بالقاهرة ومصر. وسمع من يوسف بن الطّفيل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 58 4 (الحسن بن محمود بن علون البعقوبيّ، المعدّل. حدّث عن أبي المعالي محمد بن اللّحّاس.) ومات في رجب ببعقوبا. أخذ عنه عبد اللّطيف ابن بورنداز. 4 (حلل بنت الشيخ أبي المكارم محمود بن محمد بن محمد بن السّكن. البغداديّة، وتدعى ستّ) الملوك. روت بالإجازة عن أبي الوقت. 4 (حرف الخاء)
4 (خديجة بنت عليّ بن الحسن بن أبي الأسود ابن البلّ. روت أيضاً بالإجازة عن أبي الوقت.) وماتت في رجب، بعد حلل بشهرٍ. 4 (حرف الدال)
4 (داود بن سليمان بن داود بن عبد الرحمن بن سليمان بن عمر بن خلف بن عبد الله بن عبد) الرؤوف، بن حوط الله. المحدّث، أبو سليمان،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 59 الأنصاريّ، الحارثيّ، الأندي، وأندة: من عمل بلنسية. سكن مالقة، وأخذ عن أبيه، وأخيه أبي محمد عبد الله الحافظ، ورحل في نواحي الأندلس، فسمع ببلنسية من أبي عبد الله بن نوح، وأبي بكر بن مغاور بشاطبة، ومن أبي القاسم بن) حبيش، وأبي عبد الله بن حميد بمرسية، ومن أبي القاسم بن بشكوال بقرطبة وأكثر عنه، ومن أبي عبد الله بن زرقون بإشبيلية، ومن أبي عبد الله بن الفخّار بمالقة، ومن عبد الحقّ بن بونه بالمنكّب، ومن أبي عبد الله بن عروس بغرناطة، ومن أبي محمد بن عبيد الله بسبتة، ومن خلقٍ كثير. وأجاز له أبو الطّاهر بن عوف، وغيره من الإسكندرية. قال الأبّار: وشيوخه يزيدون على المائتين. وكانت الرواية أغلب عليه من الدّراية. وكان هو، وأخوه أوسع أهل الأندلس روايةً في وقتهما، مع الجلالة والعدالة. وكان أبو سليمان ورعاً، منقبضاً، ولي قضاء الجزيرة الخضراء، ثمّ قضاء بلنسية، وبها لقيته. وتوفّي على قضاء مالقة في سادس ربيع الآخر، وله تسعٌ وستّون سنة. وأخذ عنه ابن مسدي وقال: لم أر أكثر باكياً من جنازته، وحمل نعشه على الأكفّ. 4 (حرف الراء)
4 (رقيّة بنت الزّاهد أحمد بن محمّد بن قدامة، أخت الشيخ الموفّق، أمّ الحافظ الضّياء،) والمفتي شمس الدّين أحمد المعروف بالبخاريّ، وكان حيّاً في هذا العام. روت بالإجازة عن أبي الفتح بن البطّي، وأحمد بن المقرّب، وشهدة. روى عنها ابنها الضّياء، وحفيدها الفخر عليّ، وابن أخيها شمس الدّين عبد الرحمن بن أبي عمر. قال الضّياء: كانت امرأةً صالحةً، تنكر المنكر، يخافها الرجال والنّساء، وتفصل بين النّاس في القضايا. وكانت تاريخاً للمقادسة في المواليد والوفيات.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 60 وتوفّيت في شعبان، وولدت في حدود سنة ستٍّ وثلاثين. 4 (حرف الزاي)
4 (زيد بن أبي المعمّر يحيى بن أحمد بن عبيد الله. أبو بكر، الأزجيّ، البيّع. ولد في حدود) سنة سبعٍ وأربعين. وسمع من: أبي الوقت، وأبي بكر ابن الزاغونيّ، وهبة الله ابن الشّبليّ، وأحمد بن قفرجل، وابن البطّي. وعمّر، وتفرّد بأشياء. روى عنه: الدّبيثيّ، والبرزاليّ، والضّياء، والشهاب الأبرقوهيّ، وآخرون. وقرأت مولده بخطّ الضّياء في سنة إحدى وأربعين وخمسمائة. وقيل: إنّه سمّع لنفسه فيما لم يسمعه. وقرأت بخطّ ابن نقطة قال: سمع من أبي الوقت صحيح البخاريّ، ومسند الدّارميّ، ومنتخب) عبد. وسمع من أبي القاسم ابن قفرجل، وأبي القاسم ابن الشّبليّ، وسماعه صحيح كثيرٌ ممّن ذكرنا، وغيرهم. وألحق اسمه في نسخة محمد بن السّريّ التّمّار، في طبقة، عن ابن الزاغونيّ، وفي جزء لوين على فورجة، وما أعلم أنّه حدّث بشيءٍ من ذلك الملحق البتّة، ولا قرأه عليه أحدٌ. وتوفّي في نصف رمضان. وهو أخو أحمد، وعبد المنعم، ووالدهم يروي عن ابن الحصين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 61 وعمّهم يونس: هو والد الوزير جلال الدّين بن يونس. أخبرنا أبو المعالي الهمذانيّ، أخبرنا زيد بن يحيى، أخبرنا أحمد بن عبد الباقي، أخبرنا عاصم، أخبرنا أبو عمر بن مهديّ، فذكر أحاديث. 4 (حرف السين)
4 (سعيد بن أبي طاهر هاشم بن هاشم. الإمام، أميل الدّين، أبو البركات، الحلبيّ، الخطيب.) سمع من محمد بن عليّ بن ياسر الحنّائيّ. روى عنه: عبيد الله بن مريم، وشمس الدّين ابن خليل. توفّي في ربيع الأوّل. 4 (حرف الشين)
4 (شهاب بن محمد. أبو الحسين، الكلبي، الأندلسي.) أجاز له السّلفيّ. كان يقرئ، ويكتب المصاحف. وكان حيّاً في هذا العام. 4 (حرف الطاء)
4 (طالب بن أبي طاهر بن أبي الغنائم بن ميشا البغداديّ. النّجّار.) روى عن يحيى بن ثابت. ومات في ربيع الأوّل. 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن حامد. أبو محمد، المعافريّ.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 62 رئيس مرسية ومحتشمها. ذكره الأبّار، فقال: سمع، وصحب الأدباء. وكان أحد رجالات الأندلس وجاهةً وجلالةً مع التّحقيق بالكتابة والنّظم، وإليه كانت رئاسة بلده. 4 (عبد الله بن الحسن بن عبد الله. أبو الفتوح، ابن رئيس الرّؤساء في ديوان واسط.) وهو من بيت وزارة وحشمة. روى عن ابن البطّي، ويحيى بن ثابت. توفّي في جمادى الأولى، بواسط.) 4 (عبد الله بن حمّاد بن ثعلب أبو المحاسن، البغداديّ، الضّرير.) روى عن: شهدة، وعبد الحقّ اليوسفيّ. ومات في جمادى الآخرة. 4 (عبد الله بن عبد المحسن بن عبد الأحد، أبو محمد، ابن الرّبيب، الإسكندرانيّ، المقرئ.) سمع السّلفيّ، وعبد الواحد بن عسكر. روى عنه الحافظ عبد العظيم، وغيره. ومات في ربيع الآخر. وكان رجلاً صالحاً، خيّراً. 4 (عبد الله بن المبارك بن سعد الله بن وهب البغداديّ، الخبّاز.) روى عن شهدة، وغير واحد. ومات في سلخ محرّم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 63 4 (عبد الله بن أبي البركات بن هبة الله. أبو بكر، البغداديّ، المعروف بابن السّمين.) سمع من: عليّ بن عساكر، وعبد الحقّ اليوسفيّ. ومات في رمضان. 4 (عبد الخالق بن عليّ. أبو عليّ، القطيعيّ، ويعرف بابن البازبازيّ.) عمّر تسعين سنة. وروى بالإجازة عن أبي بكر ابن الزاغونيّ، وسعيد بن البنّاء، وجماعة. 4 (عبد الرحمن بن أبي سعد عبد الله بن محمد بن أبي عصرون.) القاضي، نجم الدّين، التّميميّ، ابن شيخ الشام شرف الدّين. مات بحماة في ثامن عشر رمضان. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن عبد السّميع بن أبي تمام عبد الله بن عبد السّميع. الإمام، أبو) طالب، القرشيّ، الهاشميّ، الواسطيّ، المقرئ، المعدّل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 64 ولد سنة ثمانٍ وثلاثين وخمسمائة. وقرأ القرآن على أبي السّعادات أحمد ابن عليّ بن خليفة، وأبي حميد عبد العزيز بن عليّ السّماتيّ قدم عليهم. وسمع من: جدّه، ومن محمّد بن محمد بن أبي زنبقة، وأبي يعلى حيدرة الرّشيديّ، وخلقٍ بواسط. وسمع ببغداد من أبي المظفّر هبة الله بن الشّبليّ، وسعد الله بن حمدي، وابن البطّي، وابن تاج القرّاء، والشيخ عبد القادر، وأبي بكر بن المقرّب، وطائفة. وكتب الكثير لنفسه، ولغيره، وصنّف أشياء حسنةً. وروى الكثير بواسط. وكان من أكابر اهل بلده وعلمائهم، ومن بيت العلم والدّين. وكان ثقةً، حسن النقل. روى عنه: الدّبيثيّ، وأبو الطاهر ابن الأنماطيّ، وجماعةٌ. وروى عنه بالإجازة أبو المعالي الأبرقوهيّ. ومات في سادس المحرّم.) 4 (عبد الرشيد بن محمد بن عبد الرشيد بن ناصر بن عليّ. أبو محمد، السّرخسيّ، الرّجائيّ.) ورجاء: من قرى سرخس. إمامٌ فاضلٌ، ديّن، واعظٌ، مذكّر، رزق القبول التّام بإصبهان. مولده في ذي القعدة سنة خمسين وخمسمائة. سافر به والده، وحجّ به، وأسمعه من هبة الله بن أحمد الشّبليّ، وهبة الله الدّقّاق، وابن البطّي، وبالكوفة من ابن ناقة. وسمع بإصبهان من محمود بن أبي القاسم، وأحمد بن التّرك، وطائفة. وحدّث ببغداد. ولمّا حجّ سنة سبعٍ وستمائة روى عنه الحافظان الضّياء، وابن النّجّار. وقد أجاز لمن أدرك حياته. وذكر ذلك أبو رشيد الغزّال في كتابه الجمع المبارك والنفع المشارك. مولده بإصبهان، وبها مات في ذي القعدة
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 65 من سنة إحدى. وذكر الشيخ أيضاً موته في سنة اثنتين، عندما بلغه. 4 (عبد العزيز بن عليّ. أبو الأصبغ، اللّخميّ، الإشبيليّ، الظّاهريّ، ويعرف بابن صاحب) الرّدّ. كان ممّن برع في فقه الظّاهريّة. ذكره ابن مسدي، فقال: كان ذاكراً لصحيح مسلم، متظاهراً بمذهب أهل الظّاهر، رافعاً راية تلك المظاهر، مع الثقة، والأصالة. سمع ابن الجدّ، وأبا عبد الله بن زرقون. سمعت منه. ومات في عاشر شعبان عن ثمانٍ وخمسين سنة. 4 (عبد الغنيّ بن أبي القاسم عبد العزيز بن أبي البقاء هبة الله بن القاسم بن منصور بن) البندار. أبو الفتح، البغداديّ، الحريميّ، العدل. ولد سنة أربعٍ وأربعين وخمسمائة. وسمع من أبي الوقت السّجزيّ، وأبي جعفر محمّد بن محمد الطّائي، وابن اللّحّاس. وهو من بيت الحديث. روى عنه: الدّبيثيّ، والبرزاليّ، والجمال محمد بن أبي الفرج ابن الدّبّاب، وغيرهم، ومات في صفر. 4 (عبد القويّ ابن القاضي الجليس أبي المعالي عبد العزيز بن الحسين بن عبد الله بن) الحسين. القاضي الأسعد، أبو البركات، ابن الجبّاب، التّميميّ، السّعديّ، الأغلبيّ، المصريّ، المالكيّ، المعدّل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 66 ولد سنة ستٍّ وثلاثين وخمسمائة. وسمع من الشريف أبي الفتوح الخطيب، وأبي محمد بن رفاعة، وابن العرقيّ، وأبي طاهر السّلفيّ، وأبي البقاء عمر ابن المقدسيّ.) روى عنه عمر ابن الحاجب، وأبو الطّاهر ابن الأنماطيّ، والزّكيّ المنذريّ، والفخر عليّ ابن البخاريّ، وشرف القضاة محمد بن أحمد بن محمد بن الجّباب، والنّجيب محمد بن أحمد بن محمد الهمذانيّ، والشهاب أحمد بن إسحاق الأبرقوهيّ، وأحمد بن عبد الكريم الأغلاقيّ، وطائفةٌ سواهم. ذكره ابن الحاجب في معجمه فقال: من بيت السّؤدد، والكرم، والفضل، والتّقدّم، ذو كياسة ورئاسة، وله من الوقار والهيبة ما لم يعرف لغيرة وكان ذا حلم وأناة وصمت ولي من أمور المملكة ولايات أبان فيها. عن أمانة ونزاهة، وكثير اللّطف بالقريب والغريب. وأصلهم من القيروان. وتفرّد بالسيرة عن ابن رفاعة. قال: وقد كنت سمعت بدمشق من بعض الطّلبة: أنّ في سماع شيخنا هذا كلاماً، فلمّا قدمت مصر، بحثت عن سماعه، فوجدت أصل سماعه عن ابن رفاعة، وكملت في المحرّم سنة ستٍّ وخمسين بقراءة يحيى بن عليّ القيسيّ. وتحت الطّبقة الأمر على ما ذكر ووصف، وكتب عبد الله بن رفاعة. وأوقفت بعض أصحابنا الطّلبة على هذه النسخة، ونقلها إليّ صاحبنا الرفيع إسحاق بن المؤيّد الهمذانيّ، والنسخة موجودةٌ الآن، وإنّما رأيتهم يقولون: ما وجد سماعه للغريبين إلاّ في بعض الأجزاء، وأنّه قال: جميع الكتاب سماعي، فكان الكلام في هذا دون غيره. وكان شيخنا هذا ثقةً ثبتاً، عارفاً بما سمع، لا ينسب في ذلك إلى غرض. قال: ورأيت خطّ تقيّ الدّين الأنماطيّ، وهو يثني على شيخنا هذا ثناءً جميلاً، ويذكر من جملة مسموعاته السيرة على ابن رفاعة. وكان قد صارت السيرة على ذكر الشيخ بمنزلة الفاتحة يسابق القارئ إلى قراءتها. وكان قيّماً بها وبمشكلها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 67 وهو أنبل شيخٍ وجدته بالدّيار المصرية، روايةً ودرايةً. وكان لا يقرأ عليه القارئ إلاّ وأصله بيده، ولا يدع القارئ يدغم. وكان أبوه جليساً لخليفة مصر. قال: وحضرته يوماً وقد أهدى له بعض السّامعين هديّةً، فردّها وأثابه عليها، وقال: ما ذا وقت هديةٍ، ذا وقت سماع. وكان طويل الروح على السّماع مع مرضٍ كان يجده. كنّا نسمع عليه من الصّبح إلى العصر، إلى أن قرأنا عليه السيرة وعدّة أجزاء في أيام.) ثمّ قال: أخبرنا الإمام الأوحد الأسعد صفيّ الملك أبو البركات أحسن الله إليه، وما رأيت في رحلتي شيخاً ابن خمس وثمانين سنة أحسن هدياً وسمتاً واستقامةً منه، ولا أحسن كلاماً، ولا أظرف إيراداً منه، رحمه الله، فلقد كان جمالاً للدّيار المصرية في صفر سنة إحدى وعشرين، قال: أخبرنا ابن رفاعة. وقال ابن الحاجب أيضاً: قال لي ابن نقطة: أبو البركات عبد القويّ ابن الجبّاب، حدّثنا عن السّلفيّ، وسمعت الحافظ عبد العظيم يتكلّم في سماعه للسيرة ويقول: إنّه بقراءة يحيى بن عليّ، إمام مسجد العيثم، وكان كذّاباّ. ثمّ قدمت دمشق فذكرت ذلك لأبي الطّاهر ابن الأنماطيّ، فرايته يثبّت سماعه ويصحّحه. قلت: قرأت السيرة بكمالها في ستّة أيام على الشهاب الأبرقوهيّ، بسماعه لجميعها من أبي البركات في صفر سنة إحدى وعشرين. ومات في سلخ شوّال من السنة. وقد روى كتاب العنوان عن الشريف الخطيب، حدّث به عن سنة نيّفٍ وثمانين الشيخ أبو. 4 (عبد الكريم بن عليّ بن الحسن بن الحسن بن أحمد بن الفرج.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 68 الرئيس الأثير، القاضي، أبو القاسم، اللّخميّ، البيسانيّ، ثمّ العسقلانيّ المولد، المصريّ الدّار، الشافعيّ، أخو القاضي الفاضل. ولد سنة سبعٍ وثلاثين وخمسمائة. وسمع بالإسكندرية من السّلفيّ، وأبي محمد العثماني، وأخيه أبي الطّاهر إسماعيل بن عبد الرحمن العثمانيّ. روى عنه الحافظ المنذريّ، وغير واحد من المصريّين. وكان كثير الرغبة في تحصيل الكتب، مبالغاً في ذلك إلى الغاية، وملك منها جملةً عظيمة، بحيث لم يبلغنا أن أحداً من الرؤساء جمع منها ما جمع هو، اللّهمّ إلاّ أن يكون ملكاً أو وزيراً. وقال الموفّق عبد اللّطيف: كان له هوسٌ مفرطٌ في تحصيل الكتب، وكان عنده زهاء مائتي ألف كتاب، من كلّ كتاب نسخ. وقال المنذريّ: توفّي في ثالث عشر المحرّم. 4 (عبد اللّطيف بن معمّر بن عسكر بن القاسم بن محمد. أبو محمد، الأزجيّ، المؤدّب،) المخرّميّ. ولد في المحرّم سنة ثلاثٍ وأربعين وخمسمائة. وسمع من: أبي الوقت، ومن أبيه، وأحمد بن المقرّب، وغيرهم. قال الدّبيثيّ وقد روى عنه في تاريخه: كان صاحب لهوٍ وخلاعةٍ.) وذكره أيضاً في الشيوخ الذين أجازوا له. وأخبرنا عنه الشّهاب الأبرقوهيّ. وتوفّي في ذي القعدة. 4 (عبد المحسن بن نصر الله بن كثير، الفقيه. زين الدّين، ابن البيّاع، الشّاميّ الأصل.) المصريّ، الشافعيّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 69 تفقّه على أبي القاسم عبد الرحمن بن سلامة. وكان طلق العبارة، جيّد القريحة، من أعيان الشافعية. خطب بقلعة الجبل، وناب في الحكم بأعمال مصر، وتقلّب في الخدم الدّيوانيّة. 4 (عبد الواحد بن عبد العزيز بن علوان. أبو محمد، الحربيّ، السّقلاطونيّ.) سمع من: هبة الله ابن الشّبليّ، وأبي الفتح بن البطّي، وأحمد بن عبد الله اليوسفيّ، وعبد الرحمن بن زيد الورّاق. روى عن ابن البطّي، جميع حلية الأولياء بسماعه من حمدٍ، عنه. ومات في ذي الحجّة. روى لنا عنه بالإجازة الأبرقوهيّ. 4 (عبد الواحد بن يوسف بن عبد المؤمن بن عليّ.) السلطان، أبو محمد، القيسيّ، صاحب المغرب. ولي الأمر في ذي القعدة سنة عشرين بعد أبيه يوسف بن محمد. وكان كبير السنّ، عاقلاً، لكن لم يدار الدّولة ولا أحسن التّدبير، فخلعوه وخنقوه في حدود شعبان. وكانت ولايته تسعة أشهر. ولمّا بويع كان بالأندلس ابن أخيه عبد الله بن يعقوب، فامتنع، ورأى أنه أحقّ بالأمر واستولى على الأندلس بلا كلفة، وتلقّب بالعادل. فلمّا خنق أبو محمد، ثارت الفرنج بالأندلس، فالتقاهم العادل، فانهزم جيشه، وطلب هو مرّاكش، وترك بإشبيلية أخاه إدريس، فأتى مرّاكش في أسوأ حالٍ، فقبضوا عليه، ثمّ بايعوا أبا زكرياء يحيى بن محمّد بن يعقوب بن يوسف، أخا يوسف، وهو لمّا بقل وجهه، فلم
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 70 يلبث أن جاءت الأخبار بأن إدريس ادّعى الخلافة بإشبيليّة، وبايعوه، ثمّ آل أمر يحيى إلى ان حصره العرب بمرّاكش حتّى ضجر أهل مراكش منه، وأخرجوه، فهرب إلى جبل درن، ثمّ تعصّب له طائفة، وعاد، وقتل من بمرّاكش من أعوان إدريس، وهرب إدريس من الأندلس، وقد توثّب عليه بها الأمير محمد بن يوسف بن هود الجذاميّ، ودعى إلى بني العباس، فمال إليه النّاس، وخرجوا على إدريس، فانتهى إلى مراكش بجيشه، فواقع يحيى، فانهزم يحيى إلى الجبل.) 4 (عبد الوهّاب بن أبي المظفّر بن عبد الوهّاب ابن السّبّاك.) توفّي ببغداد في ذي الحجّة. عنده جزء البانياسيّ، عن ابن البطّي. روى عنه ابن النّجّار. 4 (عزّ النّساء بنت أحمد بن أحمد بن كرم البندنيجيّ، أخت تميم.) سمعت من وجيه ابن السّقطيّ، وأبي الحسين عبد الحقّ. وتوفّيت في ذي الحجّة. 4 (عليّ بن عبد الله بن سلمان بن حسين.) قاضي الحلّة، أبو الحسن، الحنفيّ. قدم بغداد، وعظم شأنه، حتّى ولي قضاء القضاة في سنة ثمانٍ وتسعين. وكان قليل الفقه، فعزل بعد عامين لجهله وإرشائه، فرسم عليه، ونزح إلى بلده. توفّي في ذي الحجّة، وقد جاوز الثّمانين. 4 (عليّ بن عبد الرشيد بن عليّ بن بنيمان بن مكّيّ.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 71 القاضي، أبو الحسن، الهمذانيّ، الحدّاد، المقرئ. ولد سنة ثمانٍ وأربعين وخمسمائة. وقرأ القرآن ببعض الروايات على جدّه الحافظ أبي العلاء العطّار، وسمع منه ومن أبي الخير محمّد بن أحمد الباغبان. وحضر على أبي الوقت في الرابعة، وقدم بغداد، فتفقّه بها مدّة على أبي الخير القزوينيّ، واستملى عليه بالنّظاميّة. وخرج إلى الشام ومصر، ثمّ عاد إلى همذان، فولي قضاءها، ثمّ قدم بغداد، وولي قضاء الجانب الغربيّ، ثمّ ولي قضاء تستر، واستوطنها. وروى الكثير ببغداد، وسمع بها من: أبي الفرج محمد بن أحمد بن يحيى بن نبهان، وابن شاتيل. روى عنه: الدّبيثيّ، والنّجيب عبد اللّطيف، وجماعة. وقد ذكر ابن أنجب مولده في سنة تسعٍ وأربعين. توفّي بتستر في صفر. وكان يرتشي، قاله ابن النجّار. 4 (عليّ بن محمد ابن النّبيه، الأديب صاحب الدّيوان.) قيل: توفّي بها، وقد تقدّم في سنة تسع عشرة، مات بنصيبين. 4 (عليّ بن يوسف بن أبي الكرم. أبو القاسم، البغداديّ، الظّفريّ، الحمّامي، ابن أخت أبي) الكرم بن صبوخا. كان شيخاً فاضلاً، يرجع إلى تمييزٍ، ونباهةٍ، ومعرفةٍ، وجلالةٍ، وأخلاقٍ، جميلةٍ. وكان ثقة.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 72 سمع من: أبي الوقت، والوزير يحيى بن هبيرة، ويحيى بن ثابت، وأبي زرعة، وجماعة. روى عنه: ابن النّجّار، والدّبيثيّ، والأبرقوهيّ، وجماعة. ومولده في شوّال سنة ثمانٍ وأربعين، وتوفّي في السّادس والعشرين من رجب. أخبرنا أبو المعالي الأبرقوهيّ، أخبرنا عليّ بن يوسف ببغداد، ومحمد بن أبي القاسم الكسائيّ حضوراً بأبرقوه، قالا: أخبرنا أبو الوقت، أخربنا الدّاووديّ، أخبرنا ابن حمّويه، أخبرنا الفربريّ، حدّثنا محمد بن إسماعيل، حدّثنا عمر بن حفص، حدّثنا أبي، عن الأعمش، حدّثنا أبو صالح، عن أبي سعيد الخدريّ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يقول الله يوم القيامة: يا آدم، فيقول: لبّيك ربّنا وسعديك، فينادي بصوتٍ: إنّ الله يأمرك أن تخرج من ذرّيّتك بعثاً إلى النّار... الحديث. 4 (عليّ بن أبي سعد بن أحمد. أبو الحسن، ابن تميرة، الحربيّ.) ولد تقريباً في سنة ثلاثٍ وخمسين. وسمع من هبة الله بن أحمد الشّبليّ. وحدّث. وهو أخو عبد الرحمن. توفّي في رجب 4 (عليّ الفرنثي) الرجلّ الصالح، كبير القدر، صاحب كرامات، ورياضات، وسياحات، وله أصحابٌ مريدون. وله زاوية بسفح قاسيون.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 73 حكى الشيخ الضّياء في سيرة الشيخ أبي عمر، قال: سمعت الشيخ محمد بن حسن العراقي، خادم الشيخ علي الفرنثي، قال: جئت بالشيخ علي إلى قبر الشيخ أبي عمر، فقال: صاحب هذا القبر حيٌّ في قبره. وحكى الشيخ تقيّ الدين ابن الواسطي: أنّه حضر عند الشيخ علي في مكان على الشّرف الأعلى، فبينا هو قاعدٌ والناس حوله، إذ صفّق فخرج فقيرٌ، فإذا أناسٌ معهم نعاير لبن وغيرها، وكان إذا صفّق علموا أنّه قد جاء فتوح، أو ما هذا معناه. وذكر الشيخ محمد بن أبي الفضل، قال: شاهدت الشيخ عليّ الفرنثي، والحجر ينزل من المقطع، فيشير إليه: يا مبارك يمين، فينزل يميناً، ويقول: يا مبارك شمال، فينزل شمالاً. توفّي الشيخ عليٌّ، في شهر جمادى الآخرة بقاسيون، وبنوا على قبره قبّةً. 4 (عمر بن محمد بن عمر بن بركة بن سلامة بن أحمد بن أبي القاسم بن أبي الرّيان. أبو) ) حفص، بن أبي بكر، الدّاراقزّي، الكاغديّ. ولد سنة خمسٍ وأربعين، وقال مرّة: سنة سبعٍ وأربعين وخمسمائة. وسمع من أبي الوقت، وابن البطّي. وكان شيخاً فهماً، حسن الأخلاق. روى عنه الدّبيثيّ، وابن النّجار. وحدّثنا عنه الأبرقوهيّ. ومات في ذي الحجّة. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله. أبو عبد الله، الأنصاري
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 74 الأندلسي، المعروف بابن) اليتيم، وبابن البلنسي، وبالأندرشيّ، من أهل المريّة. سمع أباه، ولازم أبا محمد بن عبيد الله. ورحل إلى بلنسية، فسمع من أبي الحسن بن هذيل، وابن النعمة، وبمرسية من أبي القاسم بن حبيش، وغيره وبمالقة أبا إسحاق بن قرقول. وسمع بأشبونة من عمل قرطبة من أبي مروان بن قزمان سمع منه بعض الموطأ، وسمع بقرطبة من ابن بشكوال، وبغرناطة من أبي خالد بن رفاعة. ولقي بفاس أبا الحسن بن حنين. وحجّ فسمع ببجاية من الحافظ عبد الحق الإشبيلي، وسمع بالإسكندرية من أبي طاهر السّلفيّ، وأبي محمد العثمانيّ، وبالقاهرة من عثمان بن فرج، وببغداد من شهدة الكاتبة، وبالموصل من الخطيب أبي الفضل الطّوسيّ، وبدمشق من أبي القاسم بن عساكر الحافظ، وبمكّة من عمر الميانشيّ، وسمع من غيرهم ببلاد شتّى. وولي خطابة المريّة. قال ابن مسدي: لم يكن سليماً من التّركيب حتّى كثرت سقطاته، وقد تتبّع عثراته أبو الربيع بن سالم، وقد سمعت منه كثيراً. وقال أبو جعفر ابن الزبير: قد رأيت بخطّه إسناده صحيح البخاريّ، عن السّلفيّ، عن ابن البطر، عن ابن البيّع، عن المحامليّ عنه. قلت: ما عند هؤلاء عن المحامليّ سوى حديثٍ واهٍ في الدّعاء له. وقد وثّقه جماعةٌ لفضله، وحملوا عنه، وليس بمتقن. وقال الأبّار: كان مكثراً، رحّالةً. نسبه بعض شيوخنا إلى الاضطراب، ومع ذلك انتابه النّاس، ورحلوا إليه، وأخذ عنه أبو سليمان بن حوط الله، وأكابر أصحابنا. وأجاز لي. وولد سنة أربعٍ واربعين وخمسمائة، وأوّل رحلته في سنة اثنتين وستّين وخمسمائة، وتوفّي في الثامن والعشرين من ربيع الأول على ظهر البحر قاصداً مالقة، رحمه الله.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 75 وقال ابن الزّبير: سمع الموطأ من ابن حنين بفاس، عن ابن الكلاّع. 4 (محمّد بن أحمد بن محمد بن خميس. أبو عبد الله، المغربيّ الأصل، ثمّ الموصليّ، الحلبي.) ولد سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة. وسمع من أبي الفضل خطيب الموصل. روى عنه مجد الدّين العديميّ. وهو والد هدية بنت خميس. 4 (محمد بن عبدان بن عبد الواحد. الطّبيب، العلامة، البارع، المصنّف، شمس الدّين، ابن) اللّبوديّ، الدّمشقيّ. قال فيه ابن أبي أصيبعة: علاّمة وقته، وأفضل أهل زمانه في العلوم الحكميّة، وفي علم الطّبّ. سافر إلى العجم، واشتغل على النّجيب أسعد الهمذانيّ، وغيره. وكان له دلٌّ مفرطٌ، وحرصٌ بليغٌ. وكن له مجلس للإشغال. وخدم بحلب الملك الظّاهر، ثمّ بعد موته قدم إلى بلده، إلى أن توفّي في رابع ذي القعدة، وله إحدى وخمسون سنة. 4 (محمد بن عبد الرشيد بن عليّ بن بنيمان. أبو أحمد، الهمذانيّ، المقرئ، التّاجر، سبط أبي) العلاء العطّار، وأمّه هي عاتكة. روى عن أبي الخير الباغبان، وعن جدّه. وتوفّي في التّجارة بأقسرا من بلاد الروم في صفر. كما توفّي أخوه في صفر بتستر. ويقال: إنّ أبا العلاء أحضر أبا الخير من إصبهان بالقصد الأوّل لأجل محمد، هذا. وقيل: بل توفّي بقونية. وكان إماماً في القراءآت والحديث. 4 (محمد ابن الفقيه أبي المنصور فتح بن محمد بن خلف
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 76 السّعديّ، الفقيه. زين الدّين، أبو عبد) الله، الدّمياطيّ، الشافعيّ، الكاتب. سمّعه أبوه من: السّلفيّ، وبدرٍ الخداداذيّ، وإسماعيل بن قاسم الزّيّات، وأبي المفاخر سعيد المأمونّيّ، وجماعة. وكتب على فخر الكتّاب، وفاق الأقران في حسن الخطّ حتّى فضّلوه على أستاذه. وكتب في ديوان الإنشاء مدّة. وترسّل عن الكامل. وحدّث بدمشق أيضاً. وكان حسن الأخلاق، فيه دين وخيرٌ. ولد في أواخر سنة ستّ وستين وخمسمائة. ومات في رابع صفر. روى عنه: الزّكيّ المنذريّ، وابن الأنماطيّ، والزّكيّ البرزاليّ. 4 (محمد ابن الشيخ أبي عبد الله بن محمد بن سعيد بن أحمد بن زرقون. العلاّمة، أبو) الحسين، الأنصاريّ، الإشبيليّ.) قال الأبّار: سمع من أبيه، وأبي بكر من الجدّ، وتفقّه بهما، وسمع من أبي جعفر بن مضاء. وأجاز له السّلفيّ، وغيره. وكان فقيهاً، حافظاً لمذهب مالك، إماماً مبرزاً، متعصّباً للمذهب حتّى امتحن بالسّلطان من أجله، وحبس مدّة. ومن تصانيفه كتاب المعلّى في الرّدّ على المجلّى والمحلّى وله كتاب قطب الشريعة في الجمع بين الصّحيحين. وكان أهل بلده يعيبون مقاصده فيها، ويغضّون من أسجاعه في أثنائها. ولم يكن له بصرٌ بالحديث، وسمع النّاس منه. وتوفّي في شوّال، ودفن بداخل إشبيلية، وله ثلاثٌ وثمانون سنةً. تفقّه به جماعة. 4 (محمد بن محمد بن محمد.) الفقيه، أبو الفتوح، السّمرقنديّ، ثمّ البغداديّ، الحنفيّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 77 ولد سنة إحدى وأربعين. وسمع من أبي الفتح بن البطّي، وغيره. ومات في ربيع الآخر. روى عنه: ابن الدّبيثيّ، وابن النّجّار. 4 (محمد بن محمد بن أبي الفتح. أبو عبد الله، المقدسيّ.) حدّث بنسخة أبي مسهر. 4 (محمد بن هبة الله بن المكرّم بن عبد الله. أبوجعفر، البغداديّ، الصّوفيّ.) ولد في حدود سنة سبعٍ وثلاثين وخمسمائة. وسمع من: أبيه أبي نصر، وأبي الفضل الأرمويّ، وابن ناصر، وأبي الوقت، وأبي المعمّر بن أحمد الأنصاري، والمظفّر بن أردشير العباديّ، وغيرهم. وكان أبوه يروي عن نصر بن البطر. وأخوه المكرّم بن هبة الله، من شيوخ الضّياء، وابن عبد الدّائم. وهو فحدّث بصحيح البخاريّ، بإربل. روى عنه: الدّبيثيّ، وابن النّجّار، والبرزاليّ، والجمال محمد ابن الدّبّاب
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 78 الواعظ، والقاضي شمس الدّين ابن خلّكان وأخوه البهاء محمد قاضي بعلبكّ. وكان صوفيّاً، ديّناً. توفّي في خامس المحرّم ببغداد. 4 (محمد بن يحيى بن يحيى الأنصاريّ.) أبو عبد الله، الأندلسيّ، المقرئ المحقّق. أخذ القراءآت عن يحيى، وأخذ بعض السّبع عن ابن خيرٍ. وعاش نيّفاً وسبعين سنةً. أقرأ النّاس بسبتة. لقيه ابن مسدي. 4 (محمد بن يخلفتن بن أحمد بن تنفليت.) ) أبو عبد الله، اليجفثيّ البربريّ، الفازازيّ، التّلمسانيّ، الفقيه. قال الأبّار: سمع من أبي عبد الله التّجيبيّ. وكان فقيهاً، أديباً، مقدّماً في الكتابة والشّعر. ولي قضاء مرسية، ثمّ قضاء قرطبة. وكان حميد السيرة، جميل الهيئة، شديد الهيبة. حدّثت: أنه كان يحفظ صحيح البخاريّ، أو معظمه. وتوفّي بقرطبة. 4 (محمد بن أبي الفرج بن أبي المعالي معالي. الشيخ فخر الدّين،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 79 أبو المعالي، الموصليّ،) المقرئ، الشّافعي، معيد النّظاميّة. قرأ القراءآت على الإمام يحيى بن سعدون القرطبيّ، وسمع منه ومن خطيب الموصل أبي الفضل. وقدم بغداد سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة فتفقّه بها. وقرأ العربية على الكمال عبد الرحمن الأنباريّ. وأعاد بالنّظاميّة. وأقرأ القراءآت. وحدّث. وولد سنة تسعٍ وثلاثين وخمسمائة. قرأ عليه القراءآت الشيخ عبد الصّمد ابن أبي الجيش، والكمال عبد الرحمن المكبّر، وطائفة. قال ابن النّجّار: له معرفةٌ تامّة بوجوه القراءآت وعللها وطرقها، وله في ذلك مصنّفات. وكان فقيهاً، فاضلاً، حسن الكلام في مسائل الخلاف، ويعرف النّحو معرفةً حسنة. وكان كيّساً، متودّداً، متواضعاً، لطيف العشرة، صدوقاً. توفّي في سادس رمضان. 4 (المظفّر بن المبارك بن أحمد بن محمد.) القاضي، أبوالكرم، الحنفيّ، البغداديّ، العدل. عرف والده بحرّكها. ولد سنة ستّ وأربعين. وسمع من أبيه، ومن أبي الوقت، وابن البطّي. وولي الحسبة ببغداد، والقضاء بربع الثلاثاء. وكانت له حلقة إشغال بجامع القصر. وكان أبوه أبو السّعادات من كبار الحنفية. توفّي أبو الكرم في حادي عشر جمادى الآخرة. وروى المائة الشريحية أخذ عنه الطلبة 4 (المظفّر بن أبي الخير بن إسماعيل بن عليّ.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 80 الإمام، أمين الدّين، أبو الأسعد، التّبريزيّ، الوارانيّ، الشّافعيّ. تفقّه ببغداد على أبي القاسم بن فضلان، وغيره، وأعاد بالنّظامية مدّة. وتخرّج به جماعةٌ. وسمع من ابن كليب، ثمّ حجّ، وقدم مصر، ودرّس بها، بالمدرسة النّاصريّة المجاورة للجامع العتيق. ثمّ توجّه إلى العراق، ثمّ إلى شيراز، وأقام بها إلى حين وفاته. وحدّث بالبصرة) ومصر. روى عنه: الزّكيّ المنذريّ، وغيره. 4 (مقدامٌ الوزير فخر الدّين أبو الفوارس، ابن القاضي الأجلّ أبي العبّاس أحمد بن شكرٍ) المصريّ. ولد سنة إحدى وستين. وتفقّه على مذهب مالكٍ. وسمع من أبي يعقوب بن الطّفيل، وغيره. وكان في برٌّ وإيثارٌ. وهو عمّ الشيخ أبي الحسن علي بن شكرٍ المحدّث، الذي مات سنة ستّ عشرة. 4 (موسى بن عيسى بن خليفة. أبو عمران، اللّخميّ، القرطبيّ، ويعرف بابن الفخّار، النّاسخ،) المقرئ. أخذ القراءآت عن أبي إسحاق بن طلحة، وأبي القاسم الشّراط. وسمع من أبي القاسم بن بشكوال، وغيره. وصحب الصّالحين. وأقرأ القرآن. وكان يكتب المصاحف. قال الأبّار: توفّي في رجب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 81 4 (حرف الهاء)
4 (هارون بن أبي الحسن بن بركة الصّحراويّ.) سمع من: أبي الحسين عبد الحقّ اليوسفيّ. وحدّث. ودفن بمقبرة معروف. 4 (حرف الياء)
4 (يحيى بن أبي نصر عمر.) أبو زكريا، البغداديّ، المشا، المعروف بالصّحراوي. سمع من: أبي الفتح بن البطّي، وأبي القاسم بن هلال الدّقّاق، وأبي المعالي بن حنيفة. وحدّث. والمشا: بضمّ الميم وتخفيف الشّين. 4 (يوسف بن أحمد بن عيّاد. أبو الحكم، التّميميّ، المليانيّ.) تجوّل في الأقاليم، ولقي السّهرورديّ الفليسوف بملطية، وأخذ عنه. وسكن دانية، ونوظر عليه بها. قال الأبّار: أخذ عنه أبو إسحاق ابن المناصف، وأبو عبد الرحيم بن غالب. ورأيته مراراً. وكان شاعراً، مجوّداً غالياً في التشيّع. توفّي بدانية ليلة عاشورا. قلت: له عقيدة خبيثة، وفيه اتّحادٌ ظاهر.) 4 (الكنى)
4 (أبو طالب بن أبي طاهر بن أبي الغنائم النّجّار.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 82 سمع من يحيى بن ثابت جزءاً. مات في ربيع الأول. 4 (وفيها ولد) رضيّ الدّين جعفر بن القاسم الرّبعيّ، ابن دبوقا المقرئ، بحرّان. والعزّ عمر بن محمد ابن الأستاذ بحلب. وقاضي حماة الكمال عبد الوهّاب ابن المحيي حمزة البهرانيّ. والشمس محمد ابن المحدّث الشاهد ولد عزّ الدّين عبد الرزّاق الرّسعنيّ. والجمال محمد بن حسن ابن البونيّ، بالإسكندرية. والعماد إسماعيل بن عليّ ابن الطبّال، في صفر. والبهاء عمر بن محمد بن عبد العزيز بن باقا، روى عن جدّه. والركن يونس بن عليّ بن أفتكين. والعماد الموصليّ، صاحب التّجويد عليّ بن أبي زهران. وسليمان بن قايماز النّوريّ الحلبيّ. ويونس بن خليل الحمويّ الشاهد، نزيل مصر. والمؤيّد عليّ ابن خطيب عقربا إبراهيم بن يحيى. والتّقيّ أحمد بن عبد الرحمن ابن العنيقة العطّار. وشيخنا أبو الحسين عليّ ابن الفقيه اليونينيّ. والبدر أحمد بن عبد الله بن عبد الملك المقدسيّ. والنّفيس عبد الرحمن بن سليمان بن طرخان المشهديّ المصريّ. وفي حدودها ولد الشيخ المعمّر أبو العبّاس أحمد بن أبي طالب ابن الشّحنة الحجّار الصّالحيّ، أو بعدها بعام.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 83 4 (وفيات سنة اثنتين وعشرين وستّمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد أمير المؤمنين الإمام الناصر لدين الله. أبو العبّاس ابن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 84 الإمام المستضيء بأمر الله) ) أبي محمد الحسن ابن الإمام المستنجد بالله أبي المظفّر يوسف ابن الإمام المقتفي لأمر الله أبي عبد الله محمد ابن الإمام المستظهر بالله أحمد، ابن المقتدي بأمر الله أبي القاسم الهاشميّ، العباسيّ، البغداديّ. ولد يوم الاثنين عاشر رجب سنة ثلاثٍ وخمسين وخمسمائة. وبويع أوّل ذي القعدة سنة خمسٍ وسبعين. وكان أبيض اللّون، تركيّ الوجه، مليح العينين، أنور الجبهة، أقنى الأنف، خفيف العارضين، أشقر اللّحية، مليح المحاسن. نقش خاتمه رجائي من الله عفوه. أجاز له أبو الحسين عبد الحقّ اليوسفيّ، وأبو الحسن عليّ بن عساكر البطائحي، وشهدة، وجماعة. وأجاز هو لجماعةٍ من الكبار، فكانوا يحدّثون عنه في حياته، ويتنافسون في ذلك، وما غرضهم العلّو ولا الإسناد، بل غرضهم التّفاخر، وإقامة الشعار والوهم. ولم تكن الخلافة لأحد أطول مدّةً منه، إلاّ ما ذكر عن الخوارج العبيديّين، فإنّه بقي في الأمر بديار مصر المستنصر نحواً من ستين سنة. وكذا بقي الأمير عبد الرحمن صاحب الأندلس خمسين سنةً. وكان المستضيء أبوه قد تخوّف منه، فاعتقله، ومال إلى أخيه أبي منصور. وكان ابن العطّار، وأكثر الدّولة مع أبي منصور وحظيّة المستضيء بنفشا، والمجد ابن الصّاحب، ونفرٌ يسير مع أبي العبّاس. فلمّا بويع أبو العبّاس، قبض على ابن العطّار وسلّمه إلى المماليك. وكان قد أساء إليهم، فأخرج بعد أيّام ميتاً، وسحب في شوارع بغداد. وتمكّن المجد ابن الصّاحب فوق الحدّ وطغا، وآلت به الحال إلى أن قتل. قال الموفّق عبد اللّطيف: وكان النّاصر لدين الله، شاباً، مرحاً، عنده ميعة الشّباب. يشقّ الدّروب والأسواق أكثر اللّيل والناس يتهيّبون لقاءه. وظهر
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 85 التّشيّع بسبب ابن الصّاحب، ثمّ انطفى بهلاكه. وظهر التّسنّن المفرط ثمّ زال. وظهرت الفتوة والبندق والحمام الهادي، وتفنّن الناس في ذلك. ودخل فيه الأجلاّء ثمّ الملوك، فألبسوا الملك العادل وأولاده سراويل الفتوّة، وكذا ألبسوا شهاب الدّين الغوريّ ملك غزنة والهند، وصاحب كميش، وأتابك سعد صاحب شيراز، والملك الظّاهر صاحب حلب، وتخوّفوا من السّلطان طغريل. وجرت بينهم حروبٌ. وفي الآخر استدعوا تكش لحربه، وهو خوارزم شاه، فخرج في جحفلٍ لجبٍ، والتقى معه على الريّ، واحتزّ رأسه، وسيّره إلى بغداد. ثمّ تقدّم تكش نحو بغداد يلتمس رسوم السلطنة، فتحرّكت عليه أمّة الخطا، فرجع إلى خوارزم، وما لبث أن مات.) وكان النّاصر لدين الله قد خطب لولده الأكبر أبي نصر بولاية العهد، ثمّ ضيّق عليه لمّا استشعر منه، وعيّن أخاه، ثمّ ألزم أبا نصر بأن أشهد على نفسه أنّه لا يصلح، وأنّه قد نزل عن الأمر. وأكبر الأسباب في نفور الناصر من ولده هو الوزير نصير الدّين ابن مهديّ العلويّ، فإنّه خيّل إلى الخليفة فساد نيّة ولده بوجوهٍ كثيرة. وهذا الوزير أفسد على الخليفة قلوب الرعية والجند، وبغّضه إليهم وإلى ملوك الأطراف، وكاد يخلي بغداد عن أهلها، بالإرهاب تارةً وبالقتل أخرى، ولا يقدر أحد أن يكشف للخليفة حال الوزير، حتّى تمكّن الفساد وظهر، فقبض عليه برفق. وفي أثناء ذلك، ظهر بخراسان وما وراء النهر خوارزم شاه محمد بن تكش وتجبّر وطوى البلاد، واستعبد الملوك الكبار وفتك بكثيرٍ منهم، وأباد أمماً كثيرةً من التّرك، فأباد أمّة الخطا، وأمّة التّرك، وأساء إلى باقي الأمم الّذين لم يصل إليهم سيفه. ورهبه النّاس كلّهم. وقطع خطبة بني العبّاس من بلاده وصرّح بالوقيعة فيهم. وقصد بغداد فوصل إلى همذان وبوادره إلى حلوان فوقع عليهم ثلج عظيمٌ عشرين يوماً، فغطّاهم في غير إبّانه، فأشعره بعض خواصّه أنّ ذلك غضبٌ من الله، حيث نقصد بيت النّبوة. والخليفة مع ذلك قد جمع الجموع، وأنفق النفقات، واستعدّ بكلّ ما تصل المكنة إليه، لكنّ الله وقى شرّه وردّه على عقبه. وسمع أنّ أمم التّرك قد تألّبوا عليه وطمعوا في البلاد لبعده عنها، فقصدهم، فقصدوه، ثمّ كايدوه، وكاثروه إلى أن مزّقوه في كلّ وجهة،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 86 وبلبلوا لبّه، وشتّتوا شمله، وملكوا عليه أقطار الأرض، حتّى ضاقت عليه بما رحبت، وصار أين توجّه، وجد سيوفهم متحكّمة فيه، فتقاذفت به البلاد حتّى لم يجد موضعاً يحويه، ولا صديقاً يؤويه، فشرّق وغرّب، وأنجد وأسهل، وأصحر وأجبل، والرّعب قد ملك لبّه، فعند ذلك قضى نحبه. قال: وكان الشيخ شهاب الدّين لمّا جاء في الرسالة خاطبه بكلّ قولٍ ولاطفه، ولا يزداد إلاّ طغياناً وعتوّاً، ولم يزل الإمام النّاصر مدّة حياته في عزٍّ وجلالةٍ، وقمع للأعداء، واستظهارٍ على الملوك، لم يجد ضيماً، ولا خرج عليه خارجيّ إلاّ قمعه، ولا مخالفٌ إلاّ دمغه، وكلّ من أضمر له سوءاً رماه الله بالخذلان. وأباده. وكان مع سعادة جدّه شديد الاهتمام بمصالح الملك، لا يخفى عليه شيء من أحوال رعيّته كبارهم وصغارهم. وأصحاب أخباره في أقطار البلاد يوصلون إليه أحوال الملوك الظاهرة والباطنة حتّى يشاهد جميع البلاد دفعةً واحدة.) وكانت له حيلٌ لطيفة، ومكايد غامضة، وخدعٌ لا يفطن لها أحد. يوقع الصداقة بين ملوك متعادين وهم لا يشعرون، ويوقع العداوة بين ملوكٍ متّفقين وهم لا يفطنون. قال: ولو أخذنا في نوادر حكاياته، لاحتاجت إلى صحفٍ كثيرة. ولمّا دخل رسول صاحب مازندران بغداد، كانت تأتيه ورقةٌ كلّ صباح بما عمل في اللّيل، فصار يبالغ في التّكتّم، والورقة تأتيه، فاختلى ليلةً بامرأةٍ دخلت من باب السّرّ، فصبّحته الورقة بذلك، وفيها: كان عليكم دواجٌ فيه صورة الأفيلة. فتحيّر، وخرج من بغداد وهو لا يشك أنّ الخليفة يعلم الغيب لأنّ الإمامية يعتقدون أنّ الإمام المعصوم يعلم ما في بطن الحامل، وما وراء الجدار. وقيل: إنّ النّاصر كان مخدوماً من الجنّ. وأتى رسول خوارزم شاه برسالةٍ مخفيّة وكتابٍ مختوم، فقيل: ارجع، فقد عرفنا ما جئت به، فرجع وهو يظنّ أنّهم يعلمون الغيب. ووصل رسول آخر فقال: الرسالة معي مشافهة إلى الخليفة، فحبس،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 87 ونسي ثمانية أشهر، ثمّ أخرج وأعطي عشرة آلاف دينار، فذهب إلى خوارزم شاه، وصار صاحب خبرٍ لهم، وسيّر جاسوساً يطلعه على أخبار عسكر خوارزم شاه لمّا وجّه إلى بغداد، وكان لا يقدر أحدٌ أن يدخل بينهم إلاّ قتلوه، فابتدأ الجاسوس وشوّه خلقته وأظهر الجنون، وأنّه قد ضاع له حمار فأنسوا به، وضحكوا منه، وتردّد بينهم أربعين يوماً، ثمّ عاد إلى بغداد، فقال: هم مائة وتسعون ألفاً إلاّ أن يزيدوا ألفاً أو ينقصوا ألفاً. وكان النّاصر إذا أطعم، أشبع، وإذا ضرب، أوجع، وله مواطن يعطي فيها عطاء من لا يخاف الفقر. ووصل رجلٌ معه ببّغاء تقرأ قل هو الله أحدٌ تحفةً للخليفة من الهند، فأصبحت ميتةً، وأصبح حيران، فجاءه فرّاش يطلب منه البّبغاء، فبكى، وقال: اللّيلة ماتت، فقال: قد عرفنا هاتها ميتة، وقال: كم كان في ظنّك أن يعطيك الخليفة قال: خمسمائة دينار، فقال: هذه خمسمائة دينار خذها، فقد أرسلها إليك أمير المؤمنين، فإنّه علم بحالك مذ خرجت من الهند وكان صدر جهان قد صار إلى بغداد ومعه جمعٌ من الفقهاء، وواحد منهم لمّا خرج من داره من سمرقند على فرسٍ جميلة، فقال له أهله: لو تركتها عندنا لئلا تؤخذ منك في بغداد فقال: الخليفة لا يقدر أن يأخذها منّي، فأمر بعض الوقّادين أنّه حين يدخل بغداد يضربه، ويأخذ الفرس ويهرب في الزّحمة، ففعل، فجاء الفقيه يستغيث فلا يغاث، فلمّا رجعوا من الحجّ خلع) على صدر جهان وأصحابه سوى ذلك الفقيه، وبعد الفراغ منهم، خلع عليه، وأخرج إلى الباب وقدّمت له فرسه وعليها سرجٌ من ذهب وطوق، وقيل له: لم يأخذ فرسك الخليفة، إنّما أخذها أتونيٌّ، فخرّ مغشياً عليه، وأسجل بكراماتهم. قلت: يجوز أن يكون الخليفة أو لبعض خواصه رئي من الجنّ، فيخبره بأضعاف هذا، والخطب في هذا سهل، فقد رأينا أنموذج هذا في زماننا بل وأكثر منه. قال الموفق عبد اللّطيف: وفي وسط ولايته اشتغل برواية الحديث، واستناب نواباً في ذلك، وأجرى عليهم جراياتٍ، وكتب للملوك والعلماء
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 88 إجازات. وجمع كتاباً سبعين حديثاً ووصل على يد شهاب الدّين إلى حلب، وسمعه الملك الظّاهر وجماهير الدّولة، وشرحته شرحاً حسناً، وسيّرته صحبة شهاب الدّين. وسبب انعكافه على الحديث أنّ الشريف العباسيّ قاضي القضاة نسب إليه تزوير، فأحضر القاضي وثلاثة شهود، فعزّر القاضي بأنّ حرّكت عمامته فقط، وعزّر الثلاثة بأن أركبوا جمالاً وطيف بهم المدينة يضربون بالدّرّة، فمات واحد تلك اللّيلة، وآخر لبس الفسّاق ودخل بيوتهم، والثالث لزم بيته واختفى وهو البندنيجيّ المحدّث رفيقنا. فبعد مدّةٍ احتاج، وأراد بيع كتبه، ففتّش الجزاز، فوجد فيه إجازة للخليفة من مشايخ بغداد، فرفعها، فخلع عليه، وأعطي مائة دينار، وجعل وكيلاً عن أمير المؤمنين في الإجازة والتّسميع. قلت: أجاز الناصر لجماعة من الأعيان فحدثوا عنه منهم: أبو أحمد ابن سكينة، وأبو محمد ابن الأخضر، وقاضي القضاة أبو القاسم ابن الدامغاني، وولده الظاهر بأمر الله، والملك العادل، وبنوه المعظم والكامل والأشرف. قال ابن النجار: شرفني بالإجازة، فرويت عنه بالحرمين، وبيت المقدس، ودمشق، وحلب، وبغداد، واصبهان، ونيسابور، ومرو، وهمذان. ثم روى عنه حديثاً بالإجازة التي أذن له بخطه. وقال الموفق عبد اللطيف: وأقام سنين يراسل جلال الدين حسن صاحب الموت يراوده أن يعيد شعار الاسلام من الصلاة والصيام وغير ذلك مما رفعوه في زمان سنان، ويقول: إنكم إذا فعلتم ذلك كنا يداً واحدة، ولم يتغير عليكم من أحوالكم شيء، ومن يروم هذا من هؤلاء، فقد رام منال العيوق، واتفق أن رسول خوارزم شاه بن تكش ورد في أمر من الأمور، فزور على) لسانه كتب في حق الملاحدة تشتمل على الوعيد، وعز الايقاع بهم، وأنه سيخرب قلاعهم، ويطلب من الخليفة المعونة في ذلك، وأحضر رجل منهم كان قاطناً ببغداد، ووقف على الكتب، وأخرج بها وبكتب أخرى على وجه النصيحة نصف الليل على البريد، فلما وصل ألموت، أرهبهم، فما وجدوا مخلصاً إلا
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 89 التظاهر بالاسلام، واقامة شعاره. وسيروا إلى بغداد رسولاً ومعه مائتا شاب منهم، ودنانير كبار في مخانق، وعليها لا إله إلا الله محمد رسول الله، وطافوا بها في بغداد، وجميع من حولها يعلن بالشهادتين. وكان الناصر لدين اله قد ملأ القلوب هيبة وخيفة. فكان يرهبه أهل الهند ومصر كما يرهبه أهل بغداد، فأحيى هيبة الخلافة وكانت قد ماتت بموت المعتصم، ثم ماتت بموته. ولقد كنت بمصر والشام في خلوات الملوك والأكابر، فإذا ذكره، خفضوا أصواتهم هيبة وإجلالاً. وورد بغداد تاجرٌ معه متاع دمياط المذهب، فسألوه عنه، فأنكر، فأعطي علاماتٍ فيه من عدده وألوانه وأصنافه، فازداد إنكاره، فقيل له: من العلامات أنّك نقمت على مملوكك التّركيّ فلان، فأخذته إلى سيف بحر دمياط خلوةً، وقتلته ودفنته هناك، ولم يشعر بذلك أحد. قال ابن النجار في ترجمة النّاصر: دانت له السلاطين، ودخل تحت طاعته من كان من المخالفين، وذلّت له العتاة والطّغاة، وانقهرت بسيفه الجبابرة والبغاة، واندحض أضداده وأعداؤه، وكثر أنصاره وأولياؤه، وفتح البلاد العديدة، وملك من الممالك ما لم يملكه من تقدّمه من الخلفاء والملوك أحد، وخطب له ببلاد الأندلس وبلاد الصّين، وكان أسد بني العباس، تتصدّع لهيبته الجبال، وتذلّ لسطوته الأقيال. وكان حسن الخلق، لطيف الخلق، كامل الظّرف، فصيح اللّسان، بليغ البيان، له التّوقعات المسدّدة، والكلمات المؤيّدة، كان أيامه غرّةً في وجه الدّهر، ودرّةً في تاج الفخر. وقد حدّثني الحاجب أبو طالب عليّ بن محمد بن جعفر قال: برز توقيعٌ من الناصر لدين الله إلى جلال الدّين ابن يونس صدر المخزن: لا ينبغي لأرباب هذا المقام أن يقدموا على أمرٍ لم ينظروا إلى عاقبته، فإنّ النظر قبل الإقدام خيرٌ من الندم بعد الفوات، ولا يؤخذ البرآء بقول الأعداء، فلكلّ ناصح كاشح، ولا يطالب بالأموال من لم يخن في الأعمال، فإنّ المصادرة مكافأةً للظالمين، وليكن العفاف والتقى رقيبان عليك.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 90 قال الحاجب أبو طالب: وبز توقيعٌ آخر منه إلى ابن يونس: قد تكرر تقدّمنا إليك ممّا افترضه) الله علينا، ويلزمنا القيام به كيف يهمل حال الناس حتّى تمّ عليهم ما قد بيّن في باطنها، فتنصف الرجل، وتقابل العامل إن لم يفلج بحجّة شرعية. وقال القاضي ابن واصل: كان الناصر شهماً، شجاعاً، ذا فكرةٍ صائبةٍ وعقلٍ رصينٍ، ومكرٍ ودهاءٍ، وكانت هيبته عظيمة جدّاً، وله أصحاب أخبار في العراق وسائر الأطراف، يطالعونه بجزئيات الأمور، حتّى ذكر أنّ رجلاً ببغداد عمل دعوةً، وغسّل يده قبل أضيافه، فطالع صاحب الخبر الناصر بذلك. فكتب في جواب ذلك: سوء أدبٍ من صاحب الدّار، وفضولٍ من كاتب المطالعة. قال: وكان مع ذلك رديء السّيرة في الرعية، مائلاً إلى الظّلم والعسف، فخربت في أيامه العراق، وتفرّق أهلها في البلاد، وأخذ أموالهم وأملاكهم، وكان يفعل أفعالاً متضادّة، إلى أن قال: وكان يتشيّع، ويميل إلى مذهب الإمامية بخلاف آبائه، إلى أن قال: وبلغني أنّ شخصاً كان يرى صحّة خلافة يزيد، فأحضره الخليفة ليعاقبه، فقيل له: أتقول بصحّة خلافة يزيد فقال: أنا أقول: إن الإمام لا ينعزل بارتكاب الفسق، فأعرض النّاصر عنه، وأمر بإطلاقه، وخاف المحاققة. قال: وسئل ابن الجوزيّ والخليفة يسمع: من أفضل الناس بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: أفضلهم بعده من كانت ابنته تحته. وهذا جوابٌ محتمل لأبي بكر وعليّ رضي الله عنهما. وكتب إلى الناصر خادمٌ له اسمه يمن ورقة فيها يعتب، فوقع فيها: بمن يمنّ يمن، ثمن يمنٍ ثمن.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 91 وقال أبو المظفّر الجوزيّ: قلّ بصر الخليفة في الآخر، قيل: ذهب جملةً. وكان خادمه رشيقٌ قد استولى على الخلافة، وأقام مدّة يوقّع منه شدّةً وشقّ ذكره مراراً، وما زال يعتريه حتّى قتله. وغسّله خالي محيي الدّين يوسف. وقال الموفّق: أمّا مرض موته، فسهوٌ نسيان، بقي به ستّة أشهر ولم يشعر أحد من الرعية بكنه حاله، حتّى خفي على الوزير وأهل الدّار. وكان له جاريةٌ قد علّمها الخطّ نفسه، فكانت تكتب مثل خطّه، فتكتب على التّواقيع بمشورة قهرمانة الدّار. وفي أثناء ذلك نزل جلال الدّين محمد خوارزم شاه على ضواحي بغداد هارباً منفّضاً من المال والرجال والدّواب، فأفسد بقدر ما) كانت تصل يده إليه. وكانوا يدارونه ولا يمضون فيه أمراً لغيبة رأي الخليفة عنهم، إلى أن راح إلى أذربيجان، ونهب في ذهابه دقوقاً واستباحها. وكانت خلافته سبعاً وأربعين سنة. توفّي في سلخ رمضان، وبويع لولده أبي نصر ولقّب بالظّاهر بأمر الله فكانت خلافته تسعة أشهر. وذكر العدل شمس الدّين محمد بن إبراهيم بن أبي بكر الجزريّ قال: حدّثني والدي قال: سمعت الوزير مؤيّد الدّين ابن العلقميّ لمّا كان على الأستاذ داريّة، يقول: إنّ الماء الّذي يشربه الإمام النّاصر كانت تجيء به الدّواب من بغداد بسبعة فراسخ، ويغلى سبعة غلوات، كلّ يوم غلوة، ثمّ يحبس في الأوعية سبعة أيّام، ثمّ يشرب منه، وبعد هذا الاحتراز ما مات حتّى سقي المرقّد ثلاث مرار وشقّ ذكره وأخرج منه الحصى.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 92 وقال ابن الساعي: فأصبح الناس يوم الأحد يعني يوم الثلاثين من رمضان وقد أغلقت أبواب دار الخلافة، وتولّى غسله محيي الدّين ابن الجوزيّ، وصلّى عليه ولده الظاهر بأمر الله بعد أن بويع، بايعه أولاً أقاربه، ثم نائب الوزارة مؤيّد الدّين محمد القمي وولده فخر الدّين أحمد، والأستاذ دار عضد الدّولة أبو نصر ابن الضّحّاك، وقاضي القضاة محيي الدّين ابن فضلان الشافعيّ، والنقيب قوام الدّين أبو عليّ الموسويّ. ودفن بصحن الدّار، ثمّ نقل بعد شهرين إلى التّرب، ومشى الخلق بين يدي جنازته. وأمّا بيعة الظّاهر، فهي في سنة اثنتين في الحوادث. وقال ابن الأثير: بقي الناصر ثلاث سنين عاطلاً عن الحركة بالكلّية وقد ذهبت إحدى عينيه، توفي الآخر أصابه دوسنطاريا عشرين يوماً، ومات ولم يطلق في طول مرضه شيئاً ممّا كان أحدثه من المرسوم. وكان سيّء السّيرة خرب في أيّامه العراق، وتفرّق أهله في البلاد، وأخذ أموالهم وأملاكهم. قال: وكان يفعل الشيء وضدّه، جعل همّه في رمي البندق والطّيور المناسيب، وسراويلات الفتوّة. ونقل الظّهير الكازرونيّ في تاريخه وأجازه لي أنّ الناصر في وسط خلافته همّ بترك الخلافة، والانقطاع إلى التّعبد. وكتب عنه ابن الضّحّاك توقيعاً فقرئ على الأعيان، وبنى رباطاً للفقراء، واتخذ إلى جانب الرّباط داراً لنفسه كان يتردّد إليها، ويحادث الصوفية وعمل له ثياباً) كبيرةً بزيّ الصوفية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 93 قلت: ثمّ ترك ذلك، وملّ، الله تعالى يسامحه ويرحمه. 4 (أحمد بن عبد القادر بن أبي الجيش القطفتيّ. والد الشيخ عبد الصّمد المقريء.) مات في رجب. وقد روى عن أحمد بن طارق الكركيّ. 4 (أحمد بن محمد بن طغان بن بدر بن أبي الوفاء.) الفقيه، أبو العباس، المصريّ. سمع من: عبد الله برّي النّحويّ، وعبد الرحمن بن محمد السّبيي. وأمّ بمسجد سوق وردان مدّة. وتوفّي بمدينة سمنّود من الغربية في المحرّم. 4 (أحمد بن محمد بن إسماعيل.) أبو القاسم، الأمي الطّرسونيّ، ثمّ المرسيّ. سمع: أبا القاسم بن حبيش، وأبا عبد الله بن حميد. وأجاز له من مصر عبد الله بن برّي النّحويّ. قال الأبار: كان فقيهاً، مدرّساً. حدّث، واستشهد في وقعة بنوط من أعمال مرسية، مقبلاً غير مدبر، في رجب وله بضعٌ وستّون سنةً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 94 وقال ابن مسدي: كان بارعاً في فنونٍ نقليةٍ وعقليةٍ، وغلب عليه الفقه على طريقة السّلف فاجتهد وللقياس اعتمد، فكثيراً ما كان يميل إلى رأي الكوفيّين. وله يدٌ في الطّب، ومعرفةٌ بالحديث، ومجلس عامٌ للعامّة. وقال ابن فرتون: هو أديبٌ بارع، روى عن ابن هذيل، وابن النّعمة. قال: وأجاز لي. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رشد.) أبو القاسم، القرطبيّ. روى عن: جدّه أبي القاسم، وأبيه أبي الوليد، وأبي القاسم بن بشكوال. وتوفي في رمضان. 4 (أحمد ابن الشيخ كما الدّين أبي الفتح موسى ابن الشيخ رضيّ
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 95 الدّين أبي الفضل يونس بن) محمد بن منعة بن مالك بن محمد بن سعد بن سعيد بن عاصم. الإمام شرف الدّين، أبو الفضل، ابن يونس، الإربليّ الأصل، الموصلي، الفقيه الشافعيّ.) ولد سنة خمسٍ وسبعين وخمسمائة. وتفقّه على والده، وبرع في المذهب. وكان إماماً فقيهاً، مفتياً، مصنّفاً، عاقلاً، حسن السّمت. شرح كتاب التّنبيه فأجاد، واختصر كتاب الأحياء للغزاليّ مرّتين. وكان يلقي الإحياء دروساً من حفظه. قال ابن خلّكان: كان إماماً، كثير المحفوظات، غزير المادة، من بيت الرئاسة والفضل. نسج على منوال والده في التّفنّن في العلوم، وتخرّج عليه جماعةٌ كبيرة، وولي التّدريس بمدرسة الملك المعظّم مظفّر الدّين ابن صاحب إربل بإربل بعد والدي في سنة عشر بعد موت والدي، وكنت أحضر دروسه، وأنا صغير، وما سمعت أحداً يلقي الدّروس مثله. ثمّ حجّ وقدم، وأقام قليلاً، وانتقل إلى الموصل سنة سبع عشرة، وفوّضت إليه المدرسة القاهرية إلى أن توفّي في الرابع والعشرين من ربيع الآخر. ولقد كان من محاسن الوجود، وما أذكره إلاّ وتصغر الدّنيا في عيني، ولقد فكّرت فيه مرّةً فقلت: هذا الرجل عاش مدّة خلاف الإمام النّاصر لدين الله. قلت: شرحه للتّنبيه يدلّ على توسّطه في الفقه رحمه الله. 4 (أحمد بن يونس بن حسن. أبو العبّاس، المقدسيّ، المرداويّ.) هاجر من مردا إلى دمشق بأولاده. وسمع من: أبي المعالي بن صابر، وغيره. روى عنه الضّياء، وقال: كان ممّن يضرب به المثل في الأمانة، والخير،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 96 والمروءة، والدّين، والعقل، والصّلاح. تولّى عمارة الجامع بالجبل، فأحسن فيها. توفّي في سابع عشر ذي الحجّة. 4 (أحمد بن أبي المكارم.) الخطيب أبو العبّاس المقدسي المرداويّ وفي بمردا في شعبان. وقد رحل، وروى عن: أبي الفتح بن شاتيل، وغيره. 4 (إبراهيم بن إسماعيل بن خليفة الحربيّ.) روى عن يحيى بن ثابت، وغيره. ومات في رجب. روى عنه ابن النّجار، وقال: لا بأس به.) 4 (إبراهيم بن إسماعيل بن غازي.) أبو إسحاق، الحرّانيّ، الكحّال، الصّائغ، الشّاعر، المعروف بالنّقيب. له معرفةٌ حسنة بالطّبّ والكحل. وكان طريفاً، كيّساً، مطبوع العشرة. ذكره الصّاحب أبو القاسم في تاريخ حلب وقال: دخل حلب غير مرّةٍ، وروى عن أبيه يسيراً. روى لنا عنه أبو محمد بن شحانة الحرّانيّ، وسليمان بن بنيمان. وأنشدني أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن شحانة بحرّان، أنشدني إبراهيم النقيب لنفسه: (خيالٌ لسلمى زار وهناً فسلّما .......... فشفّ ولم يشف الغليل من الظّما)
(وما زارني إلا خداعاً وعاتباً .......... على نعسةٍ كانت للقياه سلّما)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 97 (وأعجب ما في الأمر أنّى اهتدى له .......... خيالٌ إلى مثل الخيال وأسقما)
(أظنّ أنيني دلّه أين مضجعي .......... ودلّهه حرّ الهوى فتضرّما)
(ولولا انطباق الجفن بالجفن لم يزر .......... ولكنّني وهّمته فتوهّما)
(أيا راكباً يطوي الفلا لشملّة .......... أمونٍ تباري الرّيح في أفق السّما)
(لك الله إن جزت العقيق وبابه .......... وشارفت أعلى الواديين مسلّما)
(فقف بربى نجدٍ لعلّك منجدي .......... ورم رامةً ثمّ الوها بلوى الحمى)
(وسلّم وسل لم حلّلوا قتل عاشقٍ .......... على جفنه أضحى الرّقاد محرّما)
(أيجمل أن أقضي ولم يقض لي شفا .......... وأظلم لا ظلماً رشفت ولا لما)
(لئن كان هذا في رضى الحبّ أو قضى .......... به الحبّ صبراً للقضاء ونعم ما) قال لي ابن شحانة: توفّي إبراهيم النقيب بحرّان في سنة إحدى وعشرين. وقرأت في تاريخ أبي المحاسن بن سلامة المكشوف: وفي سابع جمادى الآخرة مات الحكيم الأجلّ، الشّاعر، الكحّال، الصّائغ للذّهب والفضّة والكلام، أبو إسحاق إبراهيم ابن الحكيم إسماعيل بن غازي النقيب، وكان رجلاً كريماً، سخيّاً، شجاعاً ذكيّاً، طيّب الأخلاق، حسن العشرة، مليح الشمائل، له شعر رقيق يغنّى به. 4 (إبراهيم بن عبد الرحمن بن الحسين بن أبي ياسر. أبو إسحاق، القطيعيّ، المواقيتي،) الخيّاط، الأزجيّ. من أهل قطيعة العجم بباب الأزج.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 98 سمع: أبا الوقت السّجزيّ، وأبا المكارم الباذرائيّ، وغيرهما.) روى عنه: ابن نقطة، والدّبيثيّ، وابن النّجّار، ومحمد بن أبي الفرج ابن الدّبّاب، وأبو المعالي الأبرقوهيّ، وغيرهم. وكان ثقةً، صالحاً، فاضلاً، عارفاً بالمواقيت والمنازل. وحدّث بصحيح البخاريّ مرّاتٍ. ومات في خامس شعبان. سمعت من طريقه بالدّعاء للمحاملّيّ. 4 (إبراهيم بن عثمان بن عيسى بن درباس المارانيّ.) الفقيه، المحدّث، جلال الدّين، أبو إسحاق. ولد سنة إحدى وسبعين وخمسمائة. وأجاز له السّلفيّ. وتفقّه على مذهب الشّافعيّ، ثمّ أحبّ الحديث. وسمع فاطمة بنت سعد الخير، والأرتاحيّ، وطبقتهما. ورحل رحلةً كبيرةً فسمع بدمشق من ابن طبرزد، والكنديّ، والطّبقة. وسمع بنيسابور من المؤيّد، وزينب الشّعرية، وبهراة من أبي روح. وكتب الكثير. وله شعر حسن. روى عنه الزّكيّ المنذريّ، وغيره. وتوفّي في هذه السنة فيما بين الهند واليمن. وكان مائلاً إلى الآخرة، متقلّلاً من الدّنيا جدّاً، صالحاً، زاهداً رحمه الله.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 99 وكان أبوه من كبار الشافعية، وعمّه كان قاضي ديار مصر. 4 (إبراهيم بن المظفّر بن إبراهيم بن محمد بن عليّ، الواعظ.) الإمام، أبو إسحاق، ابن البرنيّ، البغداديّ الأصل، الموصليّ. ولد سنة ستّ وأربعين وخمسمائة. وتفقّه على مذهب أحمد ببغداد، وسمع من: ابن البطّي، وأبي عليّ بن الرّحبيّ، وشهدة، وأحمد بن عليّ العلويّ، وأبي بكر ابن النّقور. وأخذ الوعظ عن أبي الفرج ابن الجوزيّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 100 وحدّث بالموصل وسنجار. ووعظ. وولي مشيخة دار الحديث الّتي لابن مهاجر بالموصل. وكان صالحاً، فاضلاً. روى عنه: الدّبيثيّ، والزّين ابن عبد الدّائم، وإبراهيم بن عليّ العسقلاني، ومحمد بن منصور بن دبيس الموصليّ، والشيخ عبد الرحيم بن الرّجّاج فيما أرى. وروى لنا عنه بالإجازة أبو المعالي الأبرقوهيّ.) وتوفّي في غرّة المحرّم. وقد قرأ عليه بالروايات ركن الدّين إلياس بن علوان. قال ابن نقطة: كان فيه تساهلٌ في الرواية، يحدّث من غير أصوله، سمعت منه بالموصل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 101 4 (أسعد بن عليّ بن عليّ بن محمد بن صعلوك.) أبو القاسم، البغداديّ. ولد سنة سبعٍ وثلاثين وخمسمائة. وسمع من: أبي الوقت، وأبي الكرم المبارك بن الحسن الشّهرزوريّ، وابن البّطّي. روى عنه: الدّبيثيّ، وابن النّجّار، وغيرهما وأورداه في تاريخيهما. توفّي في المحرّم. 4 (أسعد بن يحيى بن موسى، الشيخ بهاء الدّين.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 102 أبو السّعادات السّلميّ، السّنجاريّ، الفقيه الشافعيّ، الشاعر. طوّف البلاد، ومدح الكبار والملوك، وأخذ جوائزهم، وطال عمره، وعاش بضعاً وثمانين سنة. ذكره العماد في الخريدة. ومن شعره: (وهواك ما خطر السّلوّ بباله .......... ولأنت أدرى في الغرام بحاله)
(وفتى وشى شخصٌ إليك بأنه .......... سالٍ هواك فذاك من عذّاله)
(أوليس للكلف المعنّى شاهدٌ .......... من حاله يغنيك عن تسآله)
(يا للعجائب من أسيرٍ دأبه .......... يفدي الطّليق بنفسه وبماله)
(ريّان من ماء الشّبيبة والصّبر .......... شرقت معاطفه بطيف زلاله) وقد تفقّه على المجير البغداديّ، ويحيى بن فضلان. قال ابن الساعي: توفّي في أول سنة أربعٍ وعشرين بسنجار. وقال آخر: توفّي سنة ثلاثٍ وعشرين في ربيع الآخر. وديوانه مجلّد كبير. وقد ولي قضاء دنيسر. وخدم تقيّ الدّين عمر صاحب حماة. وله مدح في السّلطان صلاح الدّين. 4 (حرف التاء)
4 (توبة بن أبي البركات التّكريتيّ، الزّاهد.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 103 صاحب الشيخ عبد الله اليونينيّ. فقير، صالحٌ، كبير القدر. حدّث عن ابن طبرزد. وتوفّي في) شوال. قال السيف ابن المجد: كان أحد من يشار إليه بالزّهد، صحب الشيخ عبد الله ولازمه، وكان يكرمه ويأنس به، وينزل إذا قدم ت في مغارته على جبل الصّوان بقاسيون. وقال ابن العزذ عمر الخطيب: حدّثتني فاطمة بنت أحمد بن يحيى بن أبي الحسين الزّاهد، حدّثتني أمّي ربيعة بنت الشيخ توبة أنّها كانت تقعد في اللّيل فتجد والدها قاعداً وهو يقول: يا سيّدي اغفر لعبيدك توبة. قالت: وكانت أمّي ربيعة ترجف. وقالت: كنت أحكي للنّاس كرامات الشيخ فرأيته في المنام وهو يقول: كم تهتكيني وسلّ عليّ سيفاً، فبقيت أرجف وما عدت أجسر أن أحكي عنه شيئاً. 4 (حرف الجيم)
4 (جعفر ابن شمس الخلافة، هو الأمير الكبير، مجد الملك، أبو الفضل، ابن شمس الخلافة) أبي عيد الله محمد بن مختار الأفضليّ، المصريّ، القوصيّ، الشاعر، الأديب. ولد في المحرّم سنة ثلاثٍ وأربعين وخمسمائة. ولقي الأدباء، وكتب الخطّ المنسوب. وكان من الأذكياء. وله تصانيف تدلّ على فضله. وحدّث بديوانه، وامتدح جماعةً من الأعيان. روى عنه: الزّكيّ المنذريّ، والشهاب القوصيّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 104 وذكره ابن الشعار في تاريخه فقال: هو جعفر بن إبراهيم بن عليّ، من كبراء بلده. خدم مع السلطان صلاح الدّين أميراً ومع ابنه العزيز، ثمّ قدم حلب، وخدم مع صاحبها غزي، ثمّ رجع إلى مصر. وكان شاعراً، وفاضلاً ذكيّاً، له هجوٌ مقذع في الملك العادل، وفي القاضي الفاضل. توفّي بمصر سنة عشر. قلت: غلط في وفاته وفي اسمه. قال المنذريّ في الوفّيات وفي معجمه: توفّي في ثاني عشر المحرّم. ومن شعره: (دع جاهلاً غرّه تمكّنه .......... وضنّ بالجود وهو مقتدر)
(فكم غنيّ للنّاس عنه غنى .......... وكم فقيرٍ إليه يفتقر)
4 (حرف الحاء) ) 4 (الحسن بن عليّ بن الحسن، محيي الدّين، الموصليّ، الخطيب، المعروف بابن عمّار.) شيخٌ واعظ، حلو الوعظ. له تصانيف، وشعرٌ جيّد، فمنه: (ما بين منعرج اللّوى والأبرق .......... ريمٌ رماني في الغرام الموثق)
(أسر الفؤاد المستهام بحسنه .......... ووقعت منه في العذاب المطلق)
(يصمي القلوب بطرفه السّاجي الّذي .......... يرنو به وإذا رمى لا يتّقي)
(بانت ضباباتي ببانات اللّوى .......... في حبّه ورثت لشجوي أينقي)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 105 (وأنا الّذي لا أستفيق من الهوى .......... طفلاً وها قد شاب فيه مفرقي) توفي في سادس جمادى الأولى بالموصل. 4 (الحسن بن المرتضى بن محمد بن زيد.) النقيب. السيّد بهاء الدذين، العلويّ، الحسينيّ، نقيب الموصل. كان من أكابر البلد رئاسةً، وديناً، وعقلاً، وكرماً، وأدباص. ومن شعره: (لو كنت شاهد عبرتي .......... وصبابتي عند التّلاقي)
(رحمتنا ممّا بنا .......... وعجبت من ضيق العناق)
4 (الحسين بن عمر بن نصر بن حسن بن سعد بن عبد الله بن باز.) أبو عبد الله، الموصلّيّ. ولد سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة. وسمع من خطيب الموصل أبي الفضل، وببغداد من شهدة، وأبي الحسين عبد الحق، ولا حق بن كاره، وعيسى الدّوشابيّ، وطائفةٍ. ودخل الشام ومصر ولم يسمع، وكأنّه قدم تاجراً. وحدّث بالموصل وإربل. وولي مشيخة دار الحديث المظفّرية بالموصل. وقد كتب بخطّه، وله فهم ومعرفةٌ ما.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 106 روى عنه: الدّبيثي، والرزاليّ، والضّياء، وآخرون. وحدّثنا عنه الأبرقوهيّ. ومات في ثاني ربيع الآخر، رحمه الله. 4 (حرف الراء)
4 (راجية الأرمنية. أمّ محمد، عتيقة عبد اللّطيف ابن الشيخ أبي النّجيب السّهرورديّ.) ) سمعت من: أبي الوقت، وابن البطّي، وجماعةٍ. وروت ببغداد وإربل. وكانت امرأةً صالحة. توفّيت بإربل في جمادى الأولى. 4 (حرف السين) سعادة بنت الإمام عبد الرزاق ابن الشيخ عبد القادر بن أبي صالح الجيليّ. روت عن: أبي الحسين عبد الحقّ، والحسن بن عليّ بن شيرويه. وتوفّيت في جمادى الآخرة، وصلّى عليها أخوها القاضي أبو صالح. 4 (حرف الشين)
4 (شاكر بن مكّي بن أبي البركات.) أبو البركات، البغداديّ، النّجّاد. ولد في حدود سنة خمسٍ وأربعين. وسمع من أبي زرعة المقدسيّ. وتوفّي في ذي الحجّة. روى لنا عنه الأبرقوهيّ بالإجازة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 107 4 (حرف الصاد)
4 (صدقة بن منصور بن صدقة القطيعيّ، البقّال.) سمع من أبي المكارم المبارك الباذرائيّ وحدّث. ومات في صفر. 4 (حرف الطاء)
4 (طغرل بن قلج أرسلان بن مسعود بن قلج أرسلان بن سليمان بن قتلمش السّلجوقيّ،) الرّوميّ، الملك مغيث الدّين. صاحب أرزن الروم. توفي في هذه السنة، وتملّك بعده ولده، وقد كان بعث ولده الآخر من سنتين إلى الكرج فتنصّر، وتزوّج بملكة الكرج. 4 (حرف الظاء)
4 (ظفر بن سالم بن عليّ بن سلامة ابن البيطار.) أبو القاسم، البغداديّ، الحريميّ، أخو شجاع وياسمين. سمّعه أبوه من: أبي الوقت، وابن البنّاء، وهبة الله ابن الشّبليّ. ومولده في حدود سنة ثمانٍ وأربعين.) روى عنه: الدّبيثيّ، والرفيع الهمذانيّ. وحدّثنا عنه الأبرقوهيّ. وتوفّي
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 108 في جمادى الآخرة. قال ابن النّجّار: لم يكن به بأسٌ. 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن عليّ.) الفقيه الصّالح، أبو محمد، الهمذانيّ، الخطيب. ولد بهمذان في سنة خمسٍ وأربعين. وسمع من: أبي الوقت، ومن أبي الفضل أحمد بن سعدٍ البيّع. وقدم بغداد، وتفقّه بالنّظاميّة على أبي الخير القزوينيّ، وأعاد بالنظاميّة للشيخ أبي طالب ابن الخلّ، وغيره. وحدّث. وكان فقيهاً، ورعاً، عفيفاً، إماماً، عارفاً بالمذهب والأصول والخلاف. قال الدّبيثيّ: أخبرنا أبو محمد، أخبرنا أحمد بن سعد، أخبرنا الإمام أبو إسحاق الشيرازيّ فذكر حديثاً. وقال ابن النجّار: قدم بغداد سنة سبعين وخمسمائة، فسكنها، وتفقّه علي أبي طالب ابن الكرخيّ، وأبي الخير القزوينيّ. وبرع في المذهب، وأفتى. وكان متقشفاً على منهاج السّلف. قلت: روى عن ابن النجّار، وعليّ ابن الأخضر، والجمال يحيى ابن الصّيرفيّ سمعوا منه جزء العبّادانيّ، وقد خطب بأعمال همذان. توفّي في حادي عشر شعبان. 4 (عبد الله بن باديس. أبو محمد، اليحصبيّ.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 109 سكن بلنسية، وتفقّه بأبي عبد الله بن بنوح. وتعلّم العربية، وتحقّق بالعلوم النظرية. ونوظر عليه في المستصفى للغزاليّ. وتعبّد في آخر عمره. توفّي في شعبان. 4 (عبد الله بن صدقة. أبو البركات، البغداديّ، البزّاز، ويعرف بابن أبي قربة: بكسر القاف) وسكون الراء ثمّ باء موحّدة. سمع من أبي الحسين عبد الحقّ وحدّث. ومات في شعبان. 4 (عبد الله بن عليّ بن الحسين بن عبد الخالق بن الحسين بن الحسن بن منصور. الصاحب) ) الوزير الكبير، صفيّ الدّين، أبو محمد، الشّيبيّ، المصريّ، الدّميريّ، المالكيّ، المعروف بابن شكر. ولد سنة ثمانٍ وأربعين وخمسمائة. وتفقّه على الفقيه أبي بكر عتيق البجائيّ وبه تخرّج. ورحل إلى الإسكندرية، وتفقّه بها على شمس الإسلام أبي القاسم مخلوف بن جارة، وسمع منه ومن السّلفيّ إنشاداً، وأجاز له. وسمع من أبي الطّاهر إسماعيل بن عوف، وأبي الطّيّب عبد المنعم بن يحيى بن الخلوف. وأجاز له أبو محمد بن بريّ، وأبو الحسين بن أحمد بن حمزة ابن الموازينيّ، وجماعة. وحدّث بدمشق ومصر، روى عنه الزّكيّ المنذريّ، والشهاب القوصيّ،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 110 وأثنيا عليه، فقال الزّكيّ: كان مؤثراً للعلماء والصّالحين، كثير البرّ بهم، والتفقّد لهم، لا يشغله ما هو فيه من كثرة الأشغال عن مجالستهم ومباحثتهم، وأنشأ مدرسة قبالة داره بالقاهرة. وقال أبو المظفّر الجوزيّ: كان الملك العادل قد نفاه، فلما مات قدم من آمد بطلبٍ من السّلطان الملك الكامل. قال أبو شامة: وكان خليقاً للوزارة لم يتولّها بعده مثله، وكان متواضعاً، يسلّم على النّاس وهو راكب، ويكرم العلماء ويدرّ عليهم، فمضى إلى مصر. وقال القوصيّ: هو الّذي كان السبب فيما وليته وأوليته في الدّولة الأيوبية من الإنعام، وهو الّذي أنشأني وأنساني الأوطان، ولقد أحسن إلى الفقهاء والعلماء مدّة ولايته، وبنى مصلّى العيد بدمشق، وبلّط الجامع، وأنشأ الفوّارة، وعمّر جامع المزّة وجامع حرستا. ومولده بالدّميرة سنة أربعين. وكذا قال ابن الجوزيّ في مولده، وقول المنذريّ أصحّ، فإنه قال: سمعته يقول: ولدت في تاسع صفر سنة ثمانٍ وأربعين. قال: وتوفّي بمصر في ثامن شعبان. وقال الموفّق عبد اللّطيف: هو رجل طوال، تامّ القصب فعمها، درّيّ اللّون، مشرب بحمرة، له طلاقة محيّا، وحلاوة لسان، وحسن هيئة، وصحة بنية، ذو دهاء في هوج، وخبثٌ في طيشٍ مع رعونةٍ مفرطةٍ، وحقد لا تخبوا ناره، ينتقم ويظنّ أنّه لم ينتقم، فيعود ينتقم، لا ينام عن عدوّه، ولا يقل منه معذرةً ولا إنابةً، ويجعل الرؤساء كلّهم أعداءه، ولا يرضى لعدوّه بدون الإهلاك، ولا تأخذه في نقماته رحمةٌ، ولا يتفكّر في آخره.) وهو من دميرة ضيعةٍ بديار مصر واستولى على العادل ظاهراً وباطناً،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 111 ولم يمكّن أحداً من الوصول إليه حتّى الطّبيب والحاجب والفرّاش، عليهم عيونٌ، فلا يتكلّم أحدٌ منهم فضل كلمة خوفاً منه، ولمّا عزل، دخل الطّبيب والوكيل وغيرهما، فانبسطوا، وحكوا، وضحكوا، فأعجب السّلطان بذلك وقال: ما منعكم أن تفعلوا هذا فيما مضى قالوا: خوفاً من ابن شكر، قال: فإذاً قد كنت في حبسٍ، وأنا لا أشعر. وكان غرضه إبادة أرباب البيوتات، ويقرّب الأراذل وشرار الفقهاء مثل الجمال المصريّ، الّذي صار قاضي دمشق، ومثل ابن كسا البلبيسيّ، والمجد البهنسيّ الّذي وزر للأشرف. وكان هؤلاء يجتمعون حوله، ويوهمونه أنّه أكتب من القاضي الفاضل، بل ومن ابن العميد الصّابي، وفي الفقه أضل من مالك، وفي الشعر أكمل من المتنبّي وأبي تمّام، ويحلفون على ذلك بالطّلاق وأغلظ الأيمان. وكان لا يأكل من الدّولة ولا فلساً، ويظهر أمانةً مفرطةً، فإذا لاح له مالٌ عظيم احتجنه، وعملت له قيسة العجلان، فأمر كاتبه أن يكتبها ويردّها وقال: لا نستحلّ أن نأخذ منك ورقاً. وكان له في كلّ بلدٍ من بلاد السلطان ضيعة أو أكثر في مصر والشام إلى خلاط، وبلغ مجموع ذلك مائة ألف دينار وعشرين ألف دينار يعني مغلّه. وكان يكثر الإدلال على العادل، ويسخط أولاده وخواصّه، والعادل يترضّاه بكلّ ما يقدر عليه، وتكررّ ذلك منه، إلى أن غضب منه على حرّان، فلمّا صار إلى مصر وغاضبه على عادته، فأقرّه العادل على الغضب، وأعرض عنه. ثمّ ظهر منه فسادٌ، وكثرة كلام، فأمر بنفيه عن مصر والشام، فسكن آمد، وأحسن إليه صاحبها، فلمّا مات العادل عاد إلى مصر، ووزر للكامل، واخذ في المصادرات، وكان قد عمي، ورأيت منه جلداً عظيماً أنّه كان لا يستكين للنوائب، ولا يخضع للنكبات، فمات أخوه ولم يتغيّر، ومات أولاده وهو على ذلك. وكان يحمّ حمّى قوية، ويأخذه النافض، وهو في
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 112 مجلس السلطان ينفّذ الأشغال، ولا يلقي جنبه إلى الأرض، وكان يقول: ما في قلبي حسرةٌ إلاّ أنّ ابن البيانيّ ما تمرّغ على عتباتي يعني القاضي الفاضل وكان يشتمه وابنه حاضر فلا يظهر منه تغيرٌ، وداراه أحسن مداراة، وبذلك له أموالاً جمّةً في السّرّ. وعرض له إسهالٌ دمويٌ وزحير، وأنهكه حتّى انقطع، ويئس منه الأطباء، فاستدعى من حبسه عشرةٌ من شيوخ الكتّاب، فقال: أنتم تشمتون بي، وركّب عليهم المعاصير وهو يزحر وهم) يصيحون إلى أن أصبح وقد خفّ ما به، وركب في ثالث يوم، وكان يقف الرؤساء والناس على بابه من نصف اللّيل، ومعهم المشاعل والشمع، ويركب عند الصّباح، فلا يراهم ولا يرونه، لأنّه إمّا أن يرفع رأسه إلى السماء تيهاً، وإمّا أن يعرّج على طريقٍ أخرى، والجنادرة تطرد النّاس. وكان له بوابٌ اسمه سالم يأخذ من الناس أموالاً عظيمة، ويهينهم إهانةً مفرطة، واقتنى عقاراً وقرى. 4 (عبد الله بن عليّ بن أحمد بن أبي الفرج ابن الزّيتوني البوازيجيّ.) سمع من: يحيى بن ثابت، ومعمر ابن الفاخر، وأبي عليّ ابن الرّحبيّ. وتوفّي في ربيع الآخر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 113 4 (عبد الله بن محمد بن عبد العزيز.) أبو محمد، ابن سعدون، الأزديّ، البلنسيّ. أخذ العربية عن الأستاذ عبدون، ومهر في فنون العربية. وأجاز له من الإسكندريّة أبو الطّاهر بن عوف، وغيره. وكان بديع الخطّ، أنيق الوراقة. ذكره الأبّار. 4 (عبد الله بن محمد بن محمد ابن اليازوريّ، البغداديّ.) حدّث عن عبد الحقّ اليوسفيّ. وتوفّي في رجب. 4 (عبد لاله بن نصر الله بن هبة الله بن عبد الله بن محمد. الشريف أبو جعفر، ابن أبي الفتح،) الهاشميّ، البغداديّ، المعروف بابن شريف الرّحبة. ولد سنة أربعين وخمسمائة. وسمع الصحيح من أبي الوقت، وسمع من شهدة. قال ابن النّجّار: كتبت عنه، ولم يكن مرضيّاً في سيرته، ولا محمود الطّريقة. وكان أبوه من ذوي الثروة الواسعة. ثم روى عنه، وقال: مات في رابع رمضان. قلت: روى لنا الأبرقوهيّ عنه من البخاريّ. 4 (عبد الحقّ بن الحسن ابن الشيخ سعد الله بن نصر ابن الدّجاجيّ.) ولد سنة سبعٍ وخمسين ظنّاً. وروى عن جدّه. روى عنه: ابن النّجّار، وأبو الفضل ابن الدّبّاب، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 114 توفّي في رجب.) 4 (عبد الحقّ ابن الفقيه الزّاهد أبي الغنائم عبد الرحمن بن جامع ابن غنيمة. أبو عبد الله،) البغداديّ. روى عن: عبد الحقّ اليوسفيّ، وغيره. عبد الحقّ بن محمد بن عليّ بن عبد الرحمن.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 115 أبو محمد الزّهريّ، الأنديّ، نزيل بلنسية. ولد سنة سبعٍ أو ثمانٍ وثلاثين، وحجّ عام اثنتين وسبعين. وسمع من السّلفيّ الأربعين والمحامليات. وكان عدلاً، تاجراً. قال الأبّار: سمعت منه الأربعين، وقد سمعها منه أبو محمد، وأبو سليمان ابنا ابن حوط الله. وعمّر، وأسنّ، حتّى ألحق الصّغار بالكبار. وتوفّي في ربيع الآخر. 4 (عبد الخالق بن أبي الفضل بن أبي المعالي المحوّلي.) سمع من عبد الرحمن بن زيد الورّاق. وأجاز له أبو الوقت. وتوفّي في جمادى الأولى. 4 (عبد الرحمن بن أحمد بن المبارك. أبو سعيد، ابن المرقّعاتيّ.) ولد في حدود سنة ثلاث وخمسين. وسمع من: أبيه، ويحيى بن ثابت، والمبارك بن خضير. وحدّث. ومات في جب. 4 (عبد الرحمن ابن العلاّمة أبي سعد عبد الله بن محمد بن أبي عصرون التّميميّ، قاضي) القضاة، نجم الدّين. أحد الأكابر والأعيان. حدّث عن والده. روى عنه الشهاب القوصيّ، وقال: توفّي بحماة في رمضان سنة اثنتين وعشرين. 4 (عبد السّلام بن يوسف بن محمد بن عبد السّلام.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 116 أبو محمد العبرتيّ، الكرخيّ، الضّرير، المقرئ، الخطيب. ولد في حدود الأربعين وخمسمائة. وقدم بغداد في شبيته، وسمع من: ابن ناصر، وأبي الكرم الشّهرزوريّ، وأبي بكر ابن الزّاغونيّ، وأبي المعالي ابن اللّحّاس، وابن البطّي. وتولّى الخطابة بعبرتا. وتوفّي بكرخ عبرتا في سابع المحرّم.) روى عنه: الدّبيثيّ، وابن النّجّار. 4 (عبد العزيز بن النّفيس بن هبة الله بن وهبان السّلميّ، ويعرف بشمس العرب، البغداديّ،) الأديب، الشاعر. نزيل دمشق، أخو المحدّث عبد الرحيم. كان مقيماً بالمدرسة العزيزية، ومدح جماعةً من ملوك بني أيّوب. وكان متجمّلاً، متعفّفاً، قنوعاً، يخضب شبيه. توفّي في حادي عشر ذي الحجّة. ومن شعره: (وقالوا لم تركت مديح قومٍ .......... أقمت على مديحهم سنينا)
(فقلت تغيّروا عمّا عهدنا .......... وصاروا كلّ عامٍ ينقصونا)
(وكانوا ينعمون بغير وعدٍ .......... فصاروا يوعدون ويمطلونا)
4 (عبد القادر بن إبراهيم بن شجاع بن عرفجة.) أبو محمد، البغداديّ، الحنفيّ. سمع: شهدة، وعبد الحقّ، وحضر يحيى بن ثابت. ومات في رجب. 4 (عبد القادر بن معالي بن غنيمة.) أبو محمد، البغدادي، الحلاوي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 117 سمع من أبي طالب بن خضير. ومات في شعبان. 4 (عبد القادر بن منصور بن مسعود ابن المشتري. القطيعيّ، الخياط.) سمع من: ابن البطّي، وأبي المكارم البادرائي. وكان شيخاً صالحاً. توفي في رجب. 4 (عبد المحسن ابن خطيب الموصل، أبي الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد. أبو القاسم، ابن) الطّوسيّ، الموصليّ. خطيب الجامع العتيق بالموصل هو، وأبوه، وجدّه أبو نصر. سمع: أباه، وعمّه عبد الرحمن، وأبا عبد الله الحسين بن نصر بن خميس. وببغداد أبا الكرم ابن الشّهرزوري، وجدّه. وولد في سنة ثمانٍ وثلاثين وخمسمائة بالموصل، وبها مات في ربيع الأول. وكان ذا دينٍ، وصلاحٍ، وأخلاقٍ حسنة.) روى عنه الدّبيثيّ، وقال: نعم الشّيخ كان والضياء المقدسيّ، والزّين عبد الله بن النّاصح. وأجاز لجماعة. وروى لنا عنه بالإجازة الشهاب الأبرقوهيّ، وقال: يغلب على ظنّي أنّني سمعت منه جزء ابن كرامة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 118 4 (عبد الملك بن عبد الملك بن يوسف بن محمد بن قدامة، ابن الفقيه. أبو محمد، المقدسيّ.) روى عن يحيى الثّقفيّ. ومات كهلاً في ذي القعدة. وهو والد المسند كمال الدّين عبد الرحيم. 4 (عبد المنعم بن عليّ بن عبد الغنيّ.) أبو محمد، القرشيّ، الصّقلّي، أخو الزّين عليّ الضّرير. قال أبو شامة: كان صالحاً، خيّراً، مقرئاً. قرأ على الكندي، وعلى شيخنا السّخاويّ. 4 (عبيد الله بن عليّ بن أبي السّعادات المبارك بن الحسين بن نغوبا. أبو المعالي، الواسطيّ،) الصّوفيّ. ولد سنة إحدى وأربعين وخمسمائة. وسمع من: أبيه، وأحمد بن عبيد الله الآمديّ، وصالح بن سعد الله بن الجوّانيّ، ومحمد بن محمد بن أبي زنبقة. وقدم بغداد مع والده، وسمع من هبة الله ابن الشّبليّ، وابن البطّي، والنّقيب أحمد بن عليّ، وشهدة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 119 وروى عنه الدّبيثيّ، والبرزاليّ، وجماعة. وتوفّي في العشرين من جمادى الأولى. وقد حدّث من بيته جماعةٌ: فجدّه من شيوخ الكنديّ، وأبوه من شيوخ الشيخ الموفّق، وله أخوان رويا وعبد الله، وعليّ مضيا قبله. وكان لا بأس به. عطاء الله بن منصور بن نصر. القاضي، الفقيه، أبو محمد، اللّكّيّ، الإسكندرانيّ، المالكيّ. ولد سنة ثلاثٍ وخمسين. وناب في الحكم ببلده مدّةً. وكان ديّناً، خيّراً، مقبلاً على شأنه. وجدّ نصر بالتّحريك. ولم يسمع من السّلفيّ إنّما روى عنه بالإجازة. 4 (عليّ ابن علم الدّين سليمان بن جندر، الأمير سيف الدّين.) من أمراء حلب الأعيان، بنى بحلب مدرستين، وبنى الخانات في الطّريق. وله المواقف) المشهورة، والصّدقات. مات بحلب في جمادى الأولى. 4 (عليّ بن محمد بن أحمد بن حريق.) أبو الحسن، المخزوميّ، البلنسيّ، الشّاعر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 120 قال الأبّار: شاعر بلنسية الفحل المستبحر في الآداب واللّغات. روى عن أبي عبد الله بن حميد. وكان عالماً بفنون الآداب، حافظاً لأشعار العرب وأيامها، شاعراً مفلقاً، اعترف له بالسّبق بلغاء وقته، ودوّن شعره في مجلّدتين. وله مقصورة كالدّريديّة سمعتها منه، وصحبته مدّة، وأخذ عنه أصحابنا. ولد سنة إحدى وخمسين. وتوفّي في ثامن عشر شعبان. قال ابن مسدي: كان إن نظم أعجز وأبدع، وإن نثر أوجز وأبلغ، سحب ذيل الفصاحة على سحبانها، ونبغ بإحسان على نابغتها وحسّانها. سمعت من تواليفه، فمن ذلك: (يا صاحبيّ وما البخيل بصاحبي .......... هذي الخيام فأين تلك الأدمع)
(أتمرّ بالعرصات لا تبكي بها .......... وهي المعاهد منهم والأربع)
(يا سعد ما لهذا المقام وقد نأوا .......... أتقيم من بعد القلوب الأضلع)
(وأبى الهوى إلاّ الحلول بلعلعٍ .......... ويح المطايا أين منها لعلع)
(لم أدر أين ثووا فلم أسأل بهم .......... ريحاً تهبّ ولا بريقاً يلمع) عليّ بن منصور بن عبد الله. أبو الحسن، اللّغويّ. كان علاّمةً في اللّغة، بصيراً بالعربيّة، إلاّ أنّه كان ضجوراً يأبى التّصدّر والتّصدير للإشغال، ولم يتأهّل قط. وكان مقيماً بالنّظاميّة، وكان أحد الأذكياء حفظ المجمل لابن فارس كلّ يوم كرّاساً، وحفظ إصلاح المنطق وأشياء كثيرة، وكان سريع الحفظ. وعاش بضعاً وسبعين سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 121 عليّ بن أبي الكرم نصر بن المبارك بن أبي السّيّد بن محمد. أبو الحسن، الواسطيّ، ثمّ البغداديّ، ثمّ المكّيّ، المولد والدّار، الخلاّل، المعروف بابن البنّاء. راوي جامع التّرمذيّ عن أبي الفتح الكروخيّ. حدّث بمكّة، والإسكندرية، ومصر، ودمياط، وقوص وسمع منه لهذا الكتاب خلقٌ كثير. وهو آخر من رواه عن الكروخيّ، وسماعه صحيح. قال ابن نقطة: ذكر لي أنّه وقع له نحواً من ثلثه بخطّ الكروخيّ. وهو شيخٌ فقير عامّيّ، سألته) أن أقرأ عليه، فقال: اقرأ ما شئت، وقد أجزت لك ولولدك لكن لا أكتب لك خطّي، فقرأت عليه في سنة خمس عشرة حديثاً
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 122 واحداً، ثمّ سمعت منه بعد ذلك بعض الجامع. روى عنه: ابن نقطة، والزّكيّ المنذريّ، ومحمد بن صالح التّنّيسيّ، ومحمد بن عبد العزيز الإسكندرانيّ، وزين الدّين محمد ابن الموفّق الإسكندرانيّ الخطيب، والضّياء محمد بن عمر التّوزريّ، ومحمد بن منصور ابن أحمد الحضرميّ الإسكندرانيّ، والحسن بن عثمان القابسيّ المحتسب، وعبد المحسن بن ظافر الحجريّ، وعبد المحسن بن يحيى البجائي، وإسحاق ابن إبراهيم بن قريش المخزوميّ، والقطب محمد بن أحمد ابن القسطلاّنيّ، ومحمد بن عبد الخالق بن طرخان الأمويّ، وعليّ بن صالح الحسينيّ، ويوسف بن إسحاق الطّبريّ المكّيّان، وآخر من روى عنه محمد بن ترجم بالقاهرة. توفّي في ربيع الأول، وقيل: في صفر بمكّة عن سنٍّ عاليةٍ. 4 (عليّ بن يوسف بن عبد الله بن بندار. قاضي القضاة بالدّيار المصرية، زين الدّين، أبو) الحسن، ابن العلاّمة أبي المحاسن، الدّمشقيّ، ثمّ البغداديّ. روى مسند الشّافعيّ عن أي زرعة المقدسيّ. وولد في سنة خمسين وخمسمائة ببغداد وتفقّه بها على والده، وسافر
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 123 عن بغداد في سنة سبعٍ وسبعين. وكان فقيهاً، إماماً، محتشماً، متواضعاً، خيّراً، حسن الأخلاق، محبّاً لأهل العلم. روى عن: البرزاليّ، والحافظ عبد العظيم، وابنه أبو العبّاس أحمد بن عليّ، وجماعة. وحدّثنا عنه الأبرقوهيّ. وتوفّي في ثالث عشر جمادى الآخرة بالقاهرة. 4 (عليّ بن يوسف بن أيّوب بن شاذي. السلطان، الملك الأفضل، نور الدّين، ابن السلطان) الملك النّاصر صلاح الدّين. ولد يوم عيد الفطر سنة خمسٍ وستّين بالقاهرة، وقيل: سنة ست وستّين. وسمع من عبد الله بن بري النّحويّ، وأبي الطّاهر إسماعيل بن عوف الزّهريّ، وأجاز له جماعة. وله شعرٌ حسنٌ، وترسّلٌ، وخطٌّ مليح. وكان أسنّ الإخوة، وإليه كانت ولاية عهد أبيه. ولمّا مات أبوه، كان معه بدمشق، فاستقلّ بسلطنتها، واستقلّ أخوه الملك العزيز بمصر، وأخوهما الظّاهر بحلب. ثمّ جرت للأفضل والعزيز فتنٌ وحروب، ثمّ اتّفق العزيز وعمّه الملك العادل على الأفضل،) وقصدا دمشق، وحاصراه، وأخذاها منه، فالتجأ إلى
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 124 صرخد، وأقام بها قليلاً. فمات العزيز بمصر، وقام ولده المنصور محمد وهو صبيٌّ، فطلبوا له الملك الأفضل ليكون أتابكه فقدم مصر، ومشى في ركاب الصّبيّ. ثمّ إنّ العادل عمل على الأفضل، وقدم مصر وأخذها، ودفع إلى الأفضل ثلاثة مدائن بالشرق، فسار إليها، فلم يحصل له سوى سميساط، فأقام بها مدّة. وما أحسن ما قال القاضي الفاضل: أمّا هذا البيت، فإنّ الآباء منه اتفقوا، فملكوا، والأبناء منه اختلفوا، فهلكوا. وقيل: كان فيه تشيّعٌ. ولمّا عمل عمّه العادل أبو بكر قال: (ذي سنٌّ بين الأنام قديمةٌ .......... أبداً أبو بكرٍ يجور على عليّ) وكتب إلى الخليفة: (مولاي إنّ أبا بكرٍ وصاحبه .......... عثمان قد غصبا بالسّيف حقّ علي)
(وهو الّذي كان قد ولاّه والده .......... عليهما واستقام الأمر حين ولي)
(فحالفاه وحلاّ عقد بيعته .......... والأمر بينهما والفصّ فيه جلي)
(فانظر إلى خطّ هذا الاسم كيف لقي .......... منه الأواخر ما لاقى من الأول) فجاءه في جواب النّاصر لدين الله: (وافى كتابك يا بن يوسف معلناً .......... بالودّ يخبر أنّ أصلك طاهر)
(غصبوا علياً حقّه إذ لم يكن .......... بعد النّبيّ له بطيبة ناصر)
(فابشر فإنّ غداً عليه حسابهم .......... واصبر فناصرك الإمام النّاصر) وقيل ولم يصح إنّه جرّد سبعين ألفاً لنصرته. فجاءه الخبر أنّ الأمر قد فات، فبطل التّجريد. قال ابن الأثير في تاريخه: ولم يملك الأفضل مملكة قطّ إلا وأخذها منه عمّه العادل فأوّل ذلك أنّ أباه أقطعه حرّان وميّافارقين سنة ستّ وثمانين وخمسمائة، فسار إليها، فأرسل إليه أبوه، وردّه من حلب، وأعطى
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 125 حرّان وميّافارقين لأخيه الملك العادل. ثمّ ملك الأفضل دمشق بعد والده، فأخذها منه عمّه العادل في شعبان سنة اثنتين وتسعين، ثمّ ملك مصر بعد أخيه العزيز، فأخذها منه. ثمّ ملك صرخد، فأخذها منه. قال: وكان من محاسن الدّنيا لم يكن في الملوك مثله. كان خيّراً، عادلاً، فاضلاً، حليماً، كريماً،) قلّ أن عاقب على ذنب. إلى أن قال: وبالجملة اجتمع فيه من الفضائل والمناقب ما تفرّق في كثير من الملوك. لا جرم حرم الملك والدّنيا، وعاداه الدّهر، ومات بموته كلّ خلقٍ جميل وفعلٍ حميد. ولمّا مات اختلف أولاده وعمّهم قطب الدّين. وقال صاحب كتاب جنى النخل: حضرت يوماً بسميساط، وصاحبها يومئذٍ الأفضل، فنظر إلى صبيّ تركيّ لابسٍ زرديّة، فقال على البديه: (وذي قلبٍ جليدٍ ليس يقوى .......... على هجرانه القلب الجليد)
(تدرّع للوغى درعاً فأضحى .......... وظاهره وباطنه حديد) ثمّ أنشدني لنفسه: (أما آن للحظّ الّذي أنا طالب .......... من الدّهر يوماً أن أرى وهو طالبي)
(وهل يرينّي الدّهر أيدي شيعتي .......... تحكم قهراً في نواصي النّواصب) وله: (يا من يسوّد شعره بخضابه .......... لعساه في أهل الشّبيبة يحصل)
(ها فاختضب بسواد خطّي مرّةً .......... ولك الأمان بأنّه لا ينصل) مات فجاءة في صفر بسميساط: وهي قلعةٌ على فالفرات بين قلعة الروم وملطية، ونقل إلى حلب، فدفن بتربة له بقرب مشهد الهرويّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 126 4 (عليّ بن أبي القاسم بن أبي بكر الحريميّ، الدّلاّل.) سمع من: يحيى بن ثابت، وأحمد بن بنيمان الحريميّ. ومات في ربيع الأول. 4 (عليّ المولّه الكرديّ، بدمشق.) وكان يكون بظاهر باب الجابية. وللعوامّ فيه اعتقاد، ويقولون: له كرامات. وكان لا يصوم ولا يصلّي، ويدوس النّجاسة. قاله أبو شامة. 4 (عمر بن بدر بن سعيد.) المحدّث، أبو حفص، الكرديّ، الموصليّ، الحنفيّ. له تصانيف ومجاميع، ولم يزل يسمع إلى أن مات. لقبه ضياء الدّين. سمع: ابن كليب، ومحمد بن المبارك ابن الحلاويّ، وابن الجوزيّ، وطبقتهم. وحدّث بحلب ودمشق.) روى عنه: مجد الدّين ابن العديم وأخته شهدة، والفخر عليّ ابن البخاريّ، وقبلهم الشّهاب القوصيّ، وغيره. وسماع الفخر منه بالقدس. وتوفّي في شوّال بدمشق بالبيمارستان النّوريّ، وله بضعٌ وستّون سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 127 4 (عمر بن القاسم بن مفرّج بن درع. أبو عبد الله، التّكريتيّ، الفقيه الشافعيّ، أخو القاضي) يحيى قاضي تكريت. مات في جمادى الآخرة عن اثنتين وثمانين سنة. إمامٌ، مفتٍ، حسن النظم. ذكر في قلائد الجمان. 4 (حرف الغين)
4 (غالب بن أبي سعد بن غالب بن أحمد.) أبو غالب، الحربيّ، الغزالّ. سمع من أبي الفتح بن البطّي. روى لنا عنه بالإجازة الشهاب الأبرقوهيّ. وتوفّي في ربيع الآخر. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الجبّار.) أبو الغنائم، الواسطيّ، الشاعر. توفّي في ذي القعدة، وله بضع وثمانون سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 128 ومن شعره: (أيا شجراتٍ بالمصلّى قديمةً .......... سلامٌ عليكنّ الغداة سلام)
(ويا بان كثبان الجنيبة هل لنا .......... بظلّك من بعد البعاد مقام)
4 (محمد بن أحمد بن مسعود الشاطبيّ.) سيأتي سنة خمس، ولكن ورّخه ابن مسدي في عام اثنتين، فالله أعلم. 4 (محمد بن إبراهيم بن أحمد بن طاهر. الشيخ فخر الدّين، أبو عبد الله، الفارسيّ، الشيرازيّ،) الخبريّ، الفيروز آباديّ، الصّوفيّ، الشافعيّ. قدم دمشق سنة ستٍّ وستّين وخمسمائة، وعمره سبع وثلاثون سنة، فسمع من الحافظ أبي القاسم بن عساكر، وسافر إلى الإسكندرية في شعبان، فسمع من السّلفيّ، وسمع من أبي الغنائم) المطهّر بن خلف بن عبد الكريم النّيسابوريّ، وأبي القاسم محمود بن محمد القزوينيّ، وجماعة من المتأخّرين. وعلى تقدير عمره كان يمكنه السماع من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاريّ، وطبقته.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 129 قال المنذريّ: صنّف في الطّريقة كتاباً مشهوراً، وحدّث بالكثير، وجاور بمكّة زماناً، وانقطع في آخر عمره بمعبد ذي النّون بالقرافة. قلت: روى عنه هو، والرشيد عبد الله والجلال عيسى ابنا حسنٍ القاهريّ، والضّياء عليّ ومحمد ابنا عيسى بن سليمان الطّائي، والشهاب الأبرقوهيّ، وطائفة. وأراني شيخاً العماد الحزّاميّ له خطبة كتاب، فيها أشياء منكرة تدلّ على انحرافه في تصوّفه، والله أعلم بحقيقة أمره. وقال للزّكيّ المنذريّ: نحن من خبر سروشين، وهي من أعمال شيراز. وتوفّي في سادس عشر ذي الحجّة. وقد مدحه عمر ابن الحاجب: بالحقيقة، والأحوال، والجلالة، وأنّه فصيح العبارة، كثير المحفوظ. ثمّ قال: إلاّ أنّه كان كثير الوقيعة في الناس لمن يعرف ولم لا يعرف، لا يفكّر في عاقبة ما يقول. وكان عنده دعابة في غالب الوقت، وكان صاحب أصول يحدّث منها، وعنده أنسةٌ بما يقرأ عليه. وقال ابن نقطة: قرأت عليه يوماً حكاية عن ابن معين، فسبّه ونال منه، فأنكرت عليه بلطف. قلت: أول كتابه برق النّقا شمس اللّقا: الحمد لله الّذي أودع الحدود والقدود الحسن، واللّمحات الحوريّة السّالبة بها إليها أرواح الأحرار المفتونة بأسرار الصّباحة، المكنونة في أرجاء سرحة العذار، والنّامية تحت أغطية السّبحانية، وخباء القيومية، المفتونة بغررها قلوب أولي الأيدي والأبصار بنشقة عبقة الخزام الفائحة عن أرجاء الدّار، وأكناف الدّيار، الدّالّة على الأشعّة الجمالية، الموجبة خلع العذار، وكشف الأستار بالبراقع المسبلة على سيماء الملاحة المذهبة بالعقول إلى بيع العقار على ذرى الجمال المصون وراء سحب الأوكار، المذهلة بلطافة الوصلة عن هبوب الرياح المثيرة نيران الاشتياق إلى ثورة الحسن المسحبة عليها أذيال العشق، والافتنان من سورة الإسكار، ومن لواعج الخمار، المزعجة أرواح الطّائفة، الطّائفة حول هالة المشاهدة، والكعبة
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 130 العيانية لاختلاس المكالمة، وطيب الدّلال في السرار. 4 (محمد بن إسماعيل بن محمود بن أحمد. القاضي، صفيّ الدّين أبو عبد الله، ابن الفقيه، أبي) ) الطّاهر، الأنصاريّ، الدّمشقيّ الأصل، المحلّيّ، الشافعيّ، الصّفيّ، الكاتب. تفقّه بمصر على الفقيه أبي إسحاق بن مزيبل ولازمه مدّة. وسمع من
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 131 أبيه، ومن عشير بن عليّ المزارع. وكتب في ديوان الإنشاء العادلي مدّة. ومات بحلب. وكان لأبيه قبولٌ تامّ بالمحلّة. 4 (محمد بن أبي الوليد إسماعيل بن محمد. أبو بكر، الحضرميّ.) إمام جامع مرسية. كان ينسخ تفسير أبي محمد بن عطيّة وله به عنايةٌ ورواية، كرّر نسخه إلى الممات ومنه كان يقتات. أخذ عن أبي بكر بن خير، وابن بشكوال. قال ابن مسدي: أكثرت عنه، وكان مولده سنة أربعٍ وخمسين وخمسمائة. 4 (محمد بن جعفر. أبو الخطّاب، الرّبعيّ.) شاعر مات بالرّقة شابّاً، فمن نظمه: (متى لاح دون الورد آس عذاره .......... فجنّته خفّت بأهوال ناره)
(غريرٌ جرى ماء النعيم بخدّه .......... فزاد اتّقاد النّار في جلّنار)
4 (محمد بن الحسين بن أبي المكارم أحمد بن الحسين بن بهرام. القاضي الصّالح، العالم مجد) الدّين، أبو المجد، القزوينيّ، الصّوفيّ. ولد في صفر سنة أربع وخمسين وخمسمائة بقزوين. وسمع: أباه، ومحمد بن أسعد حفدة العطاريّ، وأحمد بن ينال التّرك، وأبا الخير أحمد بن إسماعيل القزوينيّ، وعمر الميانشيّ، وابا الفرج ثابت بن محمد المدينيّ، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 132 وحدّث بأذربيجان، وبغداد، والموصل، ورأس العين، ودمشق، وبعلبكّ، والقاهرة. ونزل بخانقاه سعيد السعداء. قال المنذريّ: كان شيخاً صالحاً، حصل له بمصر قبولٌ. ووالده قدم مصر وحدّث وقد تقدّم. وقال ابن الحاجب: كان شيخاً بهيّ المنظر، كريم الأخلاق، طويل الروح، صاحب أصول. قلت: سمع منه شرح السّنّة ومعالم التّنزيل خلقٌ كثير. ونسخته وقفٌ بدار الحديث الأشرفية بدمشق. روى عنه: الضّياء المقدسيّ، والزّكيّ المنذريّ، وعزّ الدّين عبد الرّزاق ابن رزق الله) الرسعنيّ، والسيف عبد الرحمن بن محفوظ الرّسعنيّ، وعبد القاهر بن تيمية، وأبو الغنائم بن محاسن الكفرّايي، والتّاج عبد الخالق قاضي بعلبكّ، والبهاء عبد الله بن الحسن بن محبوب، والفقيه عباس بن عمر بن عبدان، وأمين الدّين عبد الصّمد بن عساكر، وابن عمّه الشرف أحمد ابن هبة الله، والنّجم أحمد ابن الشهاب القوصيّ وأبوه، والمحيي يحيى بن عليّ ابن القلانسيّ، وعليّ بن الحسن بن صبّاح المخزوميّ، والجمال عمر ابن العقيميّ، والكمال عبد الله بن قوام، والعزّ إسماعيل ابن الفرّاء، والعزّ أحمد ابن العماد، والشمس محمد ابن الكمال، والتّقيّ إبراهيم ابن الواسطيّ وأخوه محمد، والتّقيّ أحمد بن مؤمن، وإبراهيم بن أبي الحسن الفرّاء، ومحمد بن عليّ بن شمام الذّهبيّ، والعماد أحمد بن محمد بن سعد، والفخر عبد الرحمن ابن يوسف الحنبليّ، والشمس خضر بن عبدان الأزديّ، والشهاب الأبرقوهيّ، وأبو الفرج عبد الرحمن بن عبد الوهّاب السّلميّ خطيب بعلبكّ، وهو آخر من حدّث عنه بالسماع.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 133 توفّي بالموصل في ثالث عشر شعبان، وقيل: في الثالث والعشرين منه. 4 (محمد بن أبي القاسم الخضر بن محمد بن الخضر بن عليّ بن عبد الله. الإمام فخر الدّين،) أبو عبد الله، ابن تيمية، الحرّانيّ، الفقيه الحنبليّ، الواعظ، المفسّر، صاحب الخطب. شيخ حرّان وعالمها. ولد في شعبان سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة بحرّان. وتفقّه بحرّان على الفقيه أبي الفتح أحمد بن أبي الوفا، وأبي الفضل حامد بن أبي الحجر، وتفقّه ببغداد على الإمام أبي الفتح نصر بن المنّي، وأبي العباس أحمد بن بكروس. وسمع من أبي الفتح بن البطّي، ويحيى بن ثابت، وأبي بكر بن النّقور، وأبي طالب بن خضير، وسعد الله بن نصر الدّجاجيّ، وأبي منصور جعفر ابن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 134 الدّامغانيّ، وشهدة، وخلقٍ. وقرأ العربية على أبي محمد بن الخشّاب. وله مصنّف مختصر في مذهب أحمد، وشعرٌ حسن. حجّ جدّه وله امرأة حامل، فلما كان بتيماء، رأى طفلةً قد خرجت من خباء، فلمّا رجع إلى حرّان، وجد امرأته قد ولدت بنتاً، فلمّا رآها قال: يا تيميّة يا تيميّة فلقّب به. وأمّا ابن النّجّار فقال: ذكر لنا أنّ جدّه محمداً، كانت أمّه تسمّى تيميّة، وكانت واعظةً، فنسب إليها، وعرف بها. قلت: وكان فخر الدّين إماماً في التّفسير، إماماً في الفقه، إماماً في اللّغة.) ولي خطابة بلده، ودرّس، ووعظ، وأفتى. وقد سمع بحرّان من الشيخ أبي النجيب السّهرورديّ، قدم عليهم. قال الشهاب القوصيّ: قرأت عليه ديوان خطبه بحرّان. وروى عنه: الإمام مجد الدّين عبد السلام ابن أخيه، والجمال يحيى بن الصّيرفيّ، وعبد الله ابن أبي العزّ بن صدقة، والفقيه أبو بكر بن إلياس الرّسعنيّ نزيل القاهرة، والسيف عبد الرحمن بن محفوظ، والشهاب الأبرقوهيّ، والرشيد عمر بن إسماعيل الفارقيّ، سمع منه جزء البانياسيّ وإنّما ظهر بعد موته. مات في صفر. أخبرنا الأبرقوهي، أخبرنا أبو عبد الله ابن تيميّة، أخبرنا ابن البطّي، أخبرنا عليّ بن محمد الأنباريّ، أخبرنا أبو عمر بن مهديّ، أخبرنا محمد بن مخلد، حدّثنا أحمد بن منصور الرّماديّ، حدّثناعمرو بن حكّام، أخبرنا شعبة، عن مالك، عن عمرو بن مسلم، عن سعيد بن المسيّب، عن أمّ سلمة، عن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 135 النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: من رأى هلال ذي الحجّة، فأراد أن يضحّي، فلا يأخذ من شعره، ولا من أظفاره حتّى يضحّي. رواه مسلم. توفّي في حادي عشر صفر بحرّان. وقدم دمشق رسولاً سنة ستمائة، فحدّث بها. 4 (محمد بن صدقة.) أبو عليّ، الخطّاط، المعروف بالخفاجيّ، الشاعر. مدح النّاصر لدين الله، وغيره. وعاش إحدى وخمسين سنة. ومات في شوّال ببغداد. فمن شعره: (ضعف الشّقيّ بكم لقوّة دائه .......... وأذلّه في الحبّ عزّ دوائه)
(أضحى يعالج دون رملي عالج .......... حرقاً من الأشواق حشو حشائه)
(لم يقض من دنياه بعض ديونه .......... وغرامه في العذل من غرمائه)
(لم أنسه إذ زار زوراً والدّجى .......... متلفّتٌ والصّبح من رقبائه)
(رشأ إذا حاولت منه نظرةً .......... ودّع فؤادك قبل يوم لقائه)
(قسم الزّمان على البريّة حبّه .......... شطرين بين رجاله ونسائه)
(يا عاذل المشتاق كفّ ولا تلم .......... من باع فيه نعيمه بشقائه)
(فالصّبر يغدر بالمحبّ وشوقه .......... أبداً يقوم له بحسن وفائه) ) 4 (محمد بن ظافر بن عليّ بن فتوح بن حسين. أبو عبد الله، ابن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 136 رواج، الأزديّ،) الإسكندرانيّ، أخو المحدّث عبد الوهّاب. روى عن السّلفيّ روى عنه الزّكيّ المنذريّ، وغيره. 4 (محمد بن عبد الجليل بن عثمان.) أبو عبد الله، المينيّ، الصّوفيّ. روى عن حفدة العطّاريّ وعنه مجد الدّين العديميّ. وتوفّي بحلب في سلخ جمادى الأولى. 4 (محمد بن عليّ بن موسى.) أبو بكر، الأنصاريّ، الشّريشيّ، ويعرف بابن الغزال. أخذ القراءآت عن أبي الحسن بن ناصر القرطبيّ، وأبي الحسن بن لبال وسمع منهما ومن أبي بكر بن الجدّ. وأقرأ، ودرّس الفقه. وحدّث. وكان فقيهاً، إماماً مشاوراً، زاهداً. روى عنه: ابنه يوسف وأبو إسحاق بن الكمّاد. بقي إلى هذا العام، ولا أعلم وفاته. 4 (محمد بن معالي بن محمد البغداديّ.) سمع من أبي الفتح بن البطّي. ومات بواقصة راجعاً من الحجّ في المحرّم. وواقصة: قريبة من الكوفة. 4 (محمد بن يعقوب بن عبد الله المارستانيّ.) أبو بكر، أخو أحمد. سمع من: لاحق بن كاره، وغيره. وحدّث.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 137 4 (محمد بن أبي سعيد بن أبي طاهر.) أبو عبد الله، الحنبليّ، الإصبهانيّ. روى عن: عبد الله بن علي الطّامذيّ، وأبي المطهّر الصّيدلانيّ، وجماعة. روى عنه: البرزاليّ، والضّياء، وبالإجازة الشيخ شمس الدّين عبد الرحمن، وغيره. 4 (مخلد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أحمد.) أبو الحسين، أخو القاضي أبي القاسم أحمد بن بقيّ القرطبيّ.) سمع من: أبيه، ومن جدّه أبي الحسين عبد الرحمن، وأبي يحيى الجزائريّ الصّوفيّ. وأجاء له أبو مروان بن قزمان. وولي الأنكحة مدّة. وكان متصوّناً، منقبضاً. توفّي في المحرّم، وله سبعون إلاّ سنةّ. 4 (مظفّر بن القاسم بن المظفّر بن سابان.) أبو القاسم، الحربيّ، التّاجر. حدّث عن أبي الفتح بن البطّي. وتوفّي في ربيع الآخر. روى عن ابن النجّار. 4 (حرف النون)
4 (النّجيب بن هبة الله القوصيّ، التّاجر.) مات بمصر في ذي الحجّة. وكان من كبار المتموّلين، وله مدرسةٌ مشهورةٌ بقوص. 4 (النّفيس بن كرم بن جبارة.) أبو محمد، البغداديّ، المقرئ، المكاريّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 138 سمع من: أبي الوقت، وهبة الله بن أحمد الشّبليّ، وجعفر بن أحمد المحلّي. وكان شيخاً صالحاً، مقرئاً. روى عنه: الدّبيثيّ، وابن النجّار، وروى عنه الأبرقوهيّ جزء أبي الجّهم. ومكان من أبناء الثّمانين، توفّي في رابع جمادى الأولى. 4 (حرف الهاء)
4 (هاجر بنت إسماعيل بن محمد بن يحيى الزّبيديّ.) أمّ الخير، البغداديّة، الواعظة، العالمة. ختم عليها القرآن جماعةٌ. وكانت صالحة، عابدةً، من بيت علم ورواية. سمعت من أبي المكارم محمد بن أحمد الطّاهريّ الراوي عن أبي عبد الله ابن البسريّ، ومن أحمد ويحيى ابني موهوب بن السّدنك. وحدّثت. ومات أبوها شابّاً، وماتت في الحادي والعشرين من رجب. 4 (هبة الله ابن العدل أبي المكارم إسماعيل بن هبة الله.) عزّ القضاة، أبو القاسم، المليجيّ، ثمّ المصريّ. ولد سنة اثنتين وستّين وخمسمائة. وسمع من عبد الله بن برّي، وغيره.) وحدّث. ومليج: من أعمال الغربيّة. 4 (هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن رواحة.) زكيّ الدّين، الأنصاريّ، الحمويّ، التّاجر، المعدّل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 139 كان كثير الأموال، محتشماً، أنشأ مدرسةً بدمشق، وأخرى بحلب. حدّث عن أبي الفرج بن كليب. وإنّما قيل له: ابن رواحة، لأنّه ابن أخت أبي عبد الله الحسين بن عبد الله بن رواحة. توفّي في سابع رجب. وغلط من قال: إنّه مات في سنة ثلاث. وكان أوصى أن يدفن في مدرسته بدمشق في البيت القبو، فما مكّنهم المدرّس وهو الشيخ تقيّ الدّين ابن الصلاح. وشرط على الفقهاء والمدرّس شروطاً صعبةً لا يمكن القيام ببعضها وشرط أن لا يدخل مدرسته يهودياً ولا نصرانياً، ولا حنبلياً حشوياً. 4 (حرف الياء)
4 (ياقوت، مهذّب الدّين، الرّومي، ثمّ البغداديّ، الشاعر، مولى أبي نصر الجيليّ التّاجر.) كان مكثراً من الأدب، مليح القول، لطيف المعاني. وكان له بيت بالمدرسة النّظاميّة، فوجد فيه ميتاً في جمادى الأولى. ومن شعره: (إن غاض دمعك والأحباب قد بانوا .......... فكلّ ما تدّعي زورٌ وبهتان)
(وكيف تأنس أو تنسى خيالهم .......... وقد خلا منهم ربعٌ وأوطان)
(لا أوحش الله من قوم نأوا فنأى .......... عن النّواظر أقمارٌ وأغصان)
(ساروا فسار فؤادي إثر ظعنهم .......... وبان جيش اصطباري عندما بانوا)
(يا من تملّك رقي حسن بهجته .......... سلطان حسنك ما لي منه إحسان)
(كن كيف شئت فما لي عنك من بدلٍ .......... أنت الزّلال لقلبي وهو ظمآن)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 140 4 (يحيى بن أبي طاهر بن أبي العزّ بن حمدون الطيبي، الخيّاط.) روى عن أبي طالب بن خضير. ومات في شعبان. 4 (يعيش بن ريحان بن مالك، الفقيه.) أبو المكارم، الأنباريّ، ثمّ البغداديّ، الحنبليّ. ولد بعيد الأربعين وخمسمائة، وكان صالحاً. زاهداً، منقبضاً عن النّاس، من كبار الحنابلة. سمع من: أبي رزعة المقدسيّ، وأبي حامد محمد بن أبي الربيع الغرناطيّ، وسعد الله بن نصر) ابن الدّجاجيّ، وشهدة الكاتبة، وجماعة. روى عنه: الدّبيثيّ، والضّياء، والكمال عبد الرحمن شيخ المستنصرية، وآخرون. وتوفّي في منتصف ذي الحجّة. 4 (الكنى)
4 (أبو البركات بن مكّيّ النجّاد.) شيخٌ صالح. سمع من أبي زرعة بعض مسند الشافعيّ. مات في ذي الحجّة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 141 4 (أبو عبد الله بن عبد الكريم بن سعيد بن كليب الحرّانيّ الأصل، المصريّ، الحدّاد،) السّكاكينيّ. سمع من قريبه أبي الفرج عبد المنعم بن كليب ببغداد، وسمع بالإسكندرية من السّلفيّ. روى عنه الزّكيّ المنذريّ، وقال: مات في رمضان. 4 (وفيها ولد) القاضي شرف الدين أحمد بن أحمد المقدسيّ. والمحدّث تقيّ الدّين عبيد بن محمد الإسعرديّ. والجمال إبراهيم بن داود الفاضليّ. والنور أحمد بن إبراهيم بن مصعب. والعزّ محمد بن أحمد بن أبي الفهم ابن البقّال. والمحيي يحيى بن محمد ابن العدل الزّبدانيّ. وشريف بن مكتوم الزّرعيّ. والشمس محمد بن محمود بن سيما. والشهاب محمود بن محمد بن عبد الله القرشيّ الشاهد. والمعين محمد بن أحمد بن عبد العزيز ابن الصوّاف الإسكندرانيّ. ووجيهة بنت عمر الهواريّ. والخطيب موفّق الدّين محمد بن محمد بن حبيش الحمويّ الشافعيّ. وأبو الحسن عليّ بن نصر الله بن عمر، ابن الصوّاف، صاحب ابن باقا. ومريم بنت أحمد بن حاتم ببعلبكّ.) والسديد أحمد بن محمد بن فيل الكنانيّ بدمياط.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 142 والنّجم راجح بن عليّ الأزديّ بمصر. والملك القاهر عبد الملك ابن الملك المعظّم. والقاضي جمال الدّين أبو بكر بن عبد العظيم ابن السّقطيّ بمصر. وتاج العرب بنت المسلّم بن علاّن. والشرف أحمد بن عبد الكرم ابن الكبلج، سمع ابن رواج.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 143 4 (وفيات سنة ثلاث وعشرين وستمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن. الإمام فقيه المغرب، أبو العبّاس، الرّبعيّ،) التّونسيّ، المالكيّ، نزيل غرناطة. قال ابن مسدي: هو أحفظ من لقيت لمذهب مالك. تفقّه على أبيه أبي القاسم المعروف بالفقيه دمدم. وسمع من الحافظ عبد الحقّ، وجماعة. ولد في حدود سنة أربعين وخمسمائة. 4 (أحمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل ابن منصور. العلاّمة، شمس) الدّين، أبو العبذاس، المقدسيّ، المعروف بالبخاريّ. والد الفخر عليّ، وأخو الحافظ الضّياء. ولد في شوّال سنة أربعٍ وستّين. ورحل إلى بغداد وهو ابن بضع عشرة مع أقاربه، فسمع من: أبي الفتح ابن شاتيل، ونصر الله القزاز، وعبد المغيث بن زهير، وجماعة. وكان قد سمع
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 144 بدمشق من: أبي نصر عبد الرحيم اليوسفيّ، وأبي المعالي بن صابر، وأبي المجد البانياسيّ، وأبي الفهم بن أبي العجائز، والخضر بن هبة الله بن طاووس، وجماعة. ودخل نيسابور، فسمع من عبد المنعم بن عبد الله بن الفراويّ، وبهمذان من عليّ بن عبد الكريم الهمذانيّ، ودخل بخارى، فأقام بها مدّة، فلقّب بالبخاريّ وأخذ بها الخلاف عن الشرف أبي الخطّاب، واشتغل بالخلاف على الرضيّ النّيسابوريّ. روى عنه: أخوه، وابنه، وابن أخيه الشمس محمد ابن الكمال، وابن خاله شمس الدّين بن أبي عمر، والشهاب القوصيّ. وحدّثنا عنه العزّ ابن الفرّاء، والعزّ ابن العماد، والشمس محمد ابن الواسطيّ، وخديجة بنت الرضيّ.) وكان إماماً، عالماً، مفتياً، مناظراً، ذا سمت ووقار. وكان كثير المحفظ، كثير الخير، حجّةً، صدوقاً، كثير الاحتمال، تامّ المروءة، فصيحاً، مفوّهاً لم يكن في المقادسة، أفصح منه. اتّفقت الألسنة على شكره. وقد أدرك أبا الفتح بن المنّي وتفقّه عليه. قال عمر ابن الحاجب: سألت أخاه الضّياء عنه، فقال: كان فقيهاً، ورعاً، ثقة. وقرأت أنا بخطّ الضّياء: في ليلة الجمعة خامس عشر جمادى الآخرة توفّي أخي الإمام العالم أبو العباس رحمة الله عليه ورضوانه، وشهرته وفضله، وما كان عليه يغني عن الإطناب في ذكره. ودفن إلى جانب خاله الإمام موفّق الدّين. قلت: وقد أقام بحمص مدّة، وبها سمع عليه ولده، والحافظ ابن نقطة، وغيرهما. 4 (أحمد بن أبي المظفّر محمد بن عبد الله بن محمد، ابن المعمّر.) الرئيس أبو العزّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 145 حدّث عن أبي طالب بن خضير. وتوفّي في جمادى الآخرة. وولي أبوه ديوان الزّمام، وعمّه أبو الفضائل يحيى ناب في الوزارة. 4 (أحمد بن محمد بن يحيى.) أبو العباس، ابن الهمذانيّ، البغداديّ، المؤدّب. سمّعه أبوه من مسلم بن ثابت النّحّاس، وجماعة. روى عنه ابن النّجّار في تاريخه. 4 (أحمد بن محمود بن أحمد بن ناصر.) الفقيه، أبو العباس، الحريميّ، الحنبليّ، الإسكاف. تفقّه على والده الشيخ أبي البركات. وسمع من: أبي الفتح بن البطّي، ويحيى بن ثابت، وسعد الله ابن الدّجاجيّ. وحدّث. وعاش ثمانين سنة، ومات في رابع عشر جمادى الأولى. 4 (أحمد بن ناصر. الشيخ أبو العباس، الإسكاف، الحريميّ.) تفقّه على والده أبي البركات، وسمع من: ابن البطّي، ويحيى ابن ثابت. روى عنه ابن النجّار وقال: كان شيخاً حسناً، متيقّظاً. توفّي في جمادى الأولى. 4 (إبراهيم ابن الحافظ عز الدّين محمد ابن الحافظ عبد الغنيّ المقدسيّ.) )
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 146 حدّث في طريق الحجّ عن ابن طبرزد. وكان شاباً، ساكناً، فيه حياء. توفّي في شوال. 4 (إبراهيم بن موسى، الأمير مبارز الدّين العادليّ، المعروف بالمعتمد، والي دمشق.) ولد بالموصل، وقدم الشام، فخدم نائبها فرّخشاه بن شاهنشاه، وتقلّبت به الأحوال، ثمّ ولاّه الملك العادل شحنكية دمشق استقلالاً، فأحسن السيرة. قال أبو شامة: كان ديّناً، ورعاً، عفيفاً، نزهاً، اصطنع عالماً عظيماً، وكانت دمشق وأعمالها في ولايته لها حرمةٌ ظاهرة، وهي حرّة طاهرة. قال أبو المظفّر الجوزيّ: ومما جرى في ولايته، أنّ رجلاً خنق صبيّاً لحلقٍ في أذنيه، وأخرجه في قفّةٍ فدفنه، وكان جارهم، فاتّهمته أمّ الصبيّ به، فعذّبه المبارز، فلم يقرّ، فأطلقه وفي قلبها النار فطلّقت زوجها، وتزوّجت بالقاتل، وأقامت معه مدّة، فقالت يوماً وهي تداعبه وقد بلغها موت زوجها: راح الابن وأبوه، وكان منهما ما كان، أأنت قتلت الصبيّ قال: نعم، قالت: فأرني قبره، فخرج بها إلى مقابر باب الصّغير، وحفر القبر، فرأت ولدها، فلم تملك نفسها أن ضربت الرجل بسكّين معها شقّت بطنه، ودفعته فوقع في الحفرة. وجاءت إلى المبارز، فحدّثته، فقام وخرج معها إلى القبر، وقال لها: أحسنت والله ينبغي لنا كلّنا أن نشرب لك فتوّة. قال أبو المظفّر: وحكى لي المبارز قال: لمّا أبطل العادل الخمر، ركبت يوماً وإذا عند باب الفرج رجلٌ في رقبته طبلٌ، فقلت: شقّوا الطّبل فشقّوه، فإذا فيه زكرة خمر فبدّدتها، وضربته. فقلت: من أين علمت قال: رأيت رجليه وهي تلعب، فعلمت أنّه حاملٌ شيئاً ثقيلاً. وطالت ولايته.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 147 وكان في قلب المعظّم منه لأنّ الملك العادل كان يأمره أن يتتبّعه ويحفظه، فكان المعظّم وهو شابٌّ يدخل إلى دمشق في اللّيل، فيأمر المبارز غلمانه أن يتبعوه. فلمّا مات العادل، حبسه المعظّم مدّة، فلم يظهر عليه أنّه أخذ من أحدٍ شيئاً، فأنزله إلى داره، وحجر عليه، وبالغ في التّشديد عليه. ومات عن ثمانين سنة. ولم يؤخذ عليه شيء إلاّ أنّه كان يحبس وينسى، فعوقب بمثل فعله. 4 (إسحاق بن محمد بن المؤيّد بن عليّ بن إسماعيل. القاضي، المحدّث، رفيع الدّين، الهمذانيّ) الأصل، المصريّ، الوبريّ، الشافعيّ.) ولد تقديراً في سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة بمصر. وسمع من: أبيه، ومن الأرتاحيّ، وأبي الفضل الغزنويّ، وفاطمة بنت سعد الخير، وجماعة. ورحل سنة ثلاثٍ وستمائة، فسمع بدمشق من عمر بن طبرزد، وغيره. وببغداد من أصحاب قاضي المارستان، وباسط من أبي الفتح المندائي، وبإصبهان من عفيفة الفارقانيّة، وجماعة، وبشيراز، وهمذان، وجال في تلك الناحية. وتفقّه في مذهب الشّاعفيّ، وتزوّج. وولي قضاء أبرقوه مدّةً، ثمّ فارقها. ورحل بولديه محمد وشيخنا الشهاب، وسمّعهما بأبرقوه، وشيراز، وبغداد، والموصل، وحرّان، ودمشق، ومصر، وأماكن أخر، واستقرّ بالقاهرة. حدّثنا عنه ابنه الشّهاب. قال عمر ابن الحاجب في معجمه: هو أحد الرّحّالين، عارفٌ بما سمع، إمام مقرئ، حسن السيرة، له سمتٌ ووقار، على مذهب السّلف، كريم النفس، حسن القراءة. ولي قضاء بليدة اسمها أبرقوه، فلمّا جرى على البلاد من الكفّار يعني التّتر ما جرى، رجع إلى وطنه ومسقط رأسه. وكان
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 148 معروفاً بالإقراء. وكان والده يقال له: الوبريّ. قال المنذريّ: توفّي في ليلة سابع عشر جمادى الأولى. 4 (أسعد بن بقاء الأزجيّ، النجّار.) سمع من أبي طالب بن خضير. ومات في جمادى الأولى. روى عنه ابنا لنجّار، وقال: كان صالحاً، ملازماً لمجالس الحديث. 4 (إسماعيل بن ظافر بن عبد الله.) الإمام، أبو الطّاهر، العقيليّ، المقرئ، المالكيّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 149 قرأ القراءآت والعربية، ونظر في التفسير، ودرّس، وأفاد. وكان ورعاً، صالحاً، كثير الفضائل، يعيش من كسبه. ولد سنة أربعٍ وخمسين وخمسمائة. وسمع من: عليّ بن هبة الله الكامليّ، ومحمد بن عليّ الرّحبيّ، وعبد الله ابن برّي النّحويّ، وأبي المفاخر سعيد المأمونيّ، وطائفة. روى عنه الحافظ المنذريّ، وغيره. وتوفّي في رجب. وقد تصدّر بالجامع الظّافريّ بالقاهرة مدّةً.) 4 (حرف الجيم)
4 (جعفر بن الحسن بن إبراهيم.) الفقيه، تاج الدّين، أبو الفضل، الدّميريّ، المصريّ، الحنفيّ، المعدّل. قرأ القراءآت على أبي الجيوش عساكر بن عليّ. وتفقّه على الجمال عبد الله بن محمد بن سعد الله، والبدر عبد الوهّاب بن يوسف. وسمع من: عبد الله بن برّي، وأبي الفضل الغزنويّ، وجماعةً. ودرّس بمدرسة السّيوفيين مدّةً، ونسخ بخطّه المليح كثيراً، وكان حسن السمت، ومنجمعاً عن الناس. ولد في حدود سنة خمس وخمسين. روى عنه المنذريّ، وقال: توفّي في ذي القعدة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 150 4 (حرف الحاء)
4 (الحسن بن عليّ بن إبراهيم.) الفقيه، أبو عليّ، الكركنتيّ، الصّقلّيّ، الشافعيّ، الشّروطيّ، الشاهد. ولد سنة ستٍّ وثلاثين وخمسمائة. وسمع: أبا الفهم عبد الرحمن بن أبي العجائز، وعبد الرزّاق النّجّار، وذكر أنّه سمع من الصائن هبة الله بن عساكر. كتب عنه عمر ابن الحاجب، والطلبة. وحدّث عنه الزّكيّ البرزاليّ. ومات في شعبان. 4 (الحسين بن إبراهيم بن أبي بكر بن خلّكان.) الفقيه، ركن الدّين، أبو يحيى، الإربليّ، الشافعيّ. درّس بعدّة مدارس. وكان عارفاً بالمذهب، صالحاً، كثير التلاوة. سمع من يحيى الثقفيّ. وحدّث بإربل. ومات في ذي القعدة. 4 (الحسين بن أبي الوفاء صادق بن عبد الله بن نصر بن عليّ.) القاضي، الأنجب، أبو عبد الله، المقدسيّ، ثمّ المصريّ، الشافعيّ، المعروف بابن الأنجب. روى عن السّلفيّ روى عنه الزّكيّ المنذريّ، والمصريّون. وعاش ثمانين سنةً. ومات في سادس رمضان. 4 (الحسين بن عليّ بن محمد بن عليّ.) أبو عليّ، اللّيثيّ، الزّمانيّ بزاي مفتوحة وميم مخفّفة.) سمع من السّلفي. وحدّث. ومات في شوّال.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 151 4 (الحسين ابن القاضي المرتضى محمد ابن القاضي الجليس أبي المعالي عبد العزيز بن) الحسين ابن الجبّاب. التّميميّ، السّعديّ، المصريّ، عزّ القضاة، أبو عليّ. سمع من: أبيه، وأبي المفاخر المأمونيّ، وعثمان بن فرج العبدريّ. وكان أديباً، وشاعراً، فاضلاً، محتشماً. ولد سنة ثمانٍ وخمسين، ومات في سادس عشر ذي القعدة. روى عنه المنذريّ. 4 (الحسين بن يوسف بن الحسين ابن العبديّ، البغداديّ.) حدّث عن شهدة. ومات في ربيع الأول. 4 (حرف الخاء)
4 (خديجة بنت الحافظ أبي طاهر السّلفيّ.) سمعت من والدها وحدّثت. قال المنذريّ: وقدمت مصر بعد وفاة والدها، واحترمت احتراماً كثيراً، وبولغ في إكرامها، وعادت إلى الإسكندرية، ثمّ توفّيت في رمضان. 4 (خدريجة بنت حسّان بن ماجد الصّحراويّ أبوها من أهل جبل الصّالحية.) روت بالإجازة عن هبة الله بن يحيى ابن البوقيّ، وغيره. سمع منها الشيخ الضّياء، وعمر ابن الحاجب. وماتت في رجب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 152 4 (خزعل بن عسكر بن خليل. العلاّمة، تقيّ الدّين، أبو المجد، الشّنائيّ، المصريّ، المقرئ،) النّحويّ، اللّغويّ، نزيل دمشق. ذكر أنّه سمع من السّلفيّ، وأنّه دخل بغداد، وقرأ على الكمال عبد الرحمن الأنباريّ أكثر تصانيفه، وعند عوده أخذ في الطّريق، وراحت كتبه. أقرأ القرآن بالقدس مدّة، ثمّ سكن دمشق، وصار إمام مشهد عليّ. وكان يعقد الأنكحة، ويشغل في العزيزية. قال أبو شامة: قرأت عليه عروض النّاصح ابن الدّهّان، وأخبرني به عن مصنّفه. وكان يحثّني) على حفظ الحديث، والتّفقّه فيه خصوصاً صحيح مسلم. ويقول: إنّه أسهل من حفظ كتب الفقه وأنفع وصدق، ويحثّ على مسح جميع الرأس احتياطاً وقد بحث فيه، فأعجبني، واستقرّ في نفسي، فما أعلم أنّي تركته بعد. وكان لا يردّ سائلاً أصلاً، وربّما جاءه فيقول: اقعد، فما جاء، فهو لك. وكان عند الطّلاق لا يأخذ من أحد شيئاً. وكان ذا مروءةٍ تامّة، رحمه الله. وقال ابن الحاجب: أقعد في آخر عمره، وتمرّض، وازدحمت عليه الطّلبة. وقال لي: ولدت فيما أظنّ سنة سبعٍ وأربعين بالإسكندرية. وكان أعلم النّاس بكلام العرب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 153 4 (حرف السين)
4 (سليمان بن محمود، بن محفوظ ابن الصّيقل.) أبو السعود، القرشيّ، الأزجيّ. حدّث عن عيسى بن أحمد الدّوشابيّ. ومات في المحرّم. وله شعر. 4 (سليمان بن يونس البغداديّ، الفرّاش.) حدّث عن أبي طالب بن خضير. 4 (حرف الصاد)
4 (صدقة بن عبد العزيز بن هبة الله بن حديد الأزجيّ، الدّقّاق.) سمع من عليّ بن أبي سعد الخبّاز. وأجاز له الشيخ عبد القادر، وجماعة. وكان رجلاً صالحاً. مات في رجب. 4 (حرف الظاء)
4 (ظفر بن أحمد بن غنيمة بن احمد. أبو البدر، البغداديّ، الصّوفيّ، الخرّاط، الخيّاط،) المعروف بابن زعرورة. ولد سنة خمس وخمسين وخمسمائة. وسمع من: مسلم بن ثابت النخّاس، وعبد الله بن عبد الصّمد السّلميّ. وكان شيخاً صالحاً، مشتغلاً بالعبادة، ملازماً لمسجده.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 154 4 (حرف العين)
4 (عامر بن هشام. أبو القاسم، القرطبيّ، الأزديّ.) ) سمع من أبيه أبي الوليد، ومن أبي القاسم بن بشكوال. وقرأ الملخّص للقابسيّ على أبي محمد بن مغيث. وكان أديباً، كاتباً، شاعراً، مطبوعاً. صنّف شرحاً لغريب الملخّص. وصلحت حاله بأخرة، وأقبل على النّسك والعبادة، فحمل عنه الحديث. ورّخه الأبّار. 4 (عبد الله بن أحمد بن أبي بكر.) أبو بكر، البغداديّ، العجّان، الخبّاز. روى عن: شهدة، وعبد الحقّ اليوسفيّ، وأبي شاكر السّقلاطونيّ، وطبقتهم. وأكثر جدّاً عن أصحاب ابن الحصين حتّى عن أصحاب أبي الوقت. وجمع لنفسه مشيخة كبيرة، وقرأ القراءآت على أبي بكر ابن الباقلانيّ، وغيره. قال ابن النجّار: لا يعتمد عليه لكثرة وهمه وتسامحه. ومات في ربيع الأول. وكان صالحاً، متعفّفاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 155 4 (عبد الله بن عبد العظيم. أبو محمد، الزّهريّ، المالقيّ.) تلميذ أبي عبد الله ابن الفخّار مكثرٌ عنه. وأجاز له السّلفيّ، وجماعة. حدّث عنه أبو عبد الله بن عسكر. وكان ذا عنايةٍ بالحديث. وله كتابٌ في رجال الموطّأ. توفّي في شعبان. 4 (عبد الله بن يوسف بن عبد الرحمن بن عبد العزيز.) أبو محمد، التّميميّ، القابسيّ. نزيل الإسكندرية، قدمها وهو شابٌ، فسمع من السّلفيّ، وتفقّه لمالك، وجاور مديدةً، وكان شيخاً صالحاً، فاضلاً. توفّي بثغر الإسكندريّة في ذي الحجّة، وقد ناهز التّسعين. 4 (عبد الخالق بن تقى بن إبراهيم. الفقيه، أبو محمد الشّافعيّ.) تفقّه على أبي إسحاق بن مزيبل وتخرّج به. وسمع من أبي القبائل عشير بن عليّ، وجماعة. 4 (عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان بن عبد الله.) )
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 156 أبو محمد، الأسديّ، الحلبيّ، الزّاهد، المعروف بابن الأستاذ. ولد في ربيع الآخر سنة أربعٍ وثلاثين وخمسمائة. وسمع بحلب من: أبي محمد عبد الله بن محمد الأشيريّ، وأبي بكر بن ياسر الجيّانيّ، وأبي بكر عبد الله بن محمد بن أبي العبّاس النّوقانيّ، وأبي عليّ الحسن بن عليّ البطليوسيّ، وأبي حامد محمد بن عبد الرحيم الغرناطيّ، وأبي طالب عبد الرحمن بن الحسن ابن العجميّ، وأبي الأصبغ عبد العزيز بن عليّ السّماتيّ، ومحمد بن بركة الصّلحيّ، وجماعة. وسمع ببغداد من أبي جعفر أحمد بن محمد العبّاسيّ وهو أكبر شيخٍ له. وبدمشق من أبي المكارم بن هلال، وأبي القاسم بن عساكر، وأبي الغنائم هبة الله ابن صصرى. وأجاز له خلق من خراسان وإصبهان، ومصر. وكان له فهمٌ وعناية بالحديث، وفيه ديانة، وصلاح، وخير. تفقّه في مذهب الشّافعيّ، وسمّع أولاده. روى عنه: البرزاليّ، والضّياء، والسيف ابن المجد، والصّاحب كمال الدّين عمر ابن العديم وابنه مجد الدّين، والتّقيّ ابن الواسطيّ، والشمس ابن الزّين، والأمين ابن الأشتريّ، والكمال أحمد ابن النّصيبيّ، والشمس الخابوريّ، وطائفةٌ سواهم. وهو والد قاضي القضاة زين الدّين عبد الله ابن الأستاذ، وقاضي القضاة جمال الدّين محمد. توفّي في عاشر جمادى الآخرة، وله تسعون سنة. وإنّما سمع ببغداد اتّفاقاً لأنّه سار ليحجّ منها. 4 (عبد الرحمن بن أبي العزّ المبارك بن محمد بن أبي العزّ.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 157 أبو محمد، البغداديّ، المعروف بابن الخبّازة، المقرئ، الخيّاط، البزّاز، ويعرف أيضاً بابن الدّويك. شيخٌ صالح، قرأ القرآن على دلف بن كرم العكبريّ. وسمع من: أبي الوقت، وأبي القاسم بن قفرجل، وغيرهما. روى عنه: الدّبيثيّ، وابن النّجّار، وجماعةٌ. وأثنى عليه ابن النجّار. وقال ابن نقطة: سمع من أبي الوقت صحيح البخاريّ، وبعد، وسماعه صحيح. توفّي في المحرّم ببغداد.) 4 (عبد العزيز السّمائي في سنة أربعٍ وسيأتي.)
4 (عبد القويّ بن عبد الباقي بن أبي اليقظان.) أبو محمد، الكتبيّ، ضياء الدّين، المعرّي. حدّث عن السّلفيّ بدمشق، وبها مات في جمادى الأولى. 4 (عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم بن الفضل.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 158 العلاّمة، إمام الدّين، أبو القاسم، الرافعيّ، القزوينيّ، الشافعيّ. صاحب الشرح الكبير. ذكره الشيخ تقيّ الدّين ابن الصّلاح، فقال: أظن أنّي لم أر في بلاد العجم مثله. كان ذا فنون. حسن السّيرة، جميل الأمر. صنّف شرح الوجيز في بضعة عشر مجلّداً لم يشرح الوجيز بمثله. وقال الشيخ محيي الدّين النّواويّ: الرّافعيّ من الصالحين المتمكّنين، كانت له كراماتٌ كثيرةٌ ظاهرة. وقال أبو عبد الله محمد بن محمد الإسفريينيّ في الأربعين تأليفه: هو شيخنا، إمام الدّين وناصر السّنّة صدقاً. كان أوحد عصره في العلوم الدّينية، أصولاً وفروعاً، ومجتهد زمانه في المذهب، وفريد وقته في التّفسير. كان له مجلسٌ بقزوين للتّفسير، ولتسميع الحديث، صنّف شرحاً لمسند الشافعيّ وأسمعه سنة تسع عشرة وستّمائة، وصنّف شرحاً للوجيز، ثمّ صنّف أوجز منه. وكان زاهداً، ورعاً، متواضعاً. سمع الكثير، وتوفّي في حدود سنة ثلاثٍ وعشرين بقزوين. وقال ابن الصّلاح: كانت وفاته في أواخر سنة ثلاثٍ أو أوائل سنة أربع. قلت: وكان والده أبو الفضل قد سمع الكثير بنيسابور وقزوين، وروى عن ملكداذ بن عليّ القزوينيّ، وعبد الخالق الشّحّاميّ، وعمر بن أحمد الصّفّار، وطبقتهم. ومات بعد الثّمانين. قلت: وقد روى أبو القاسم عن أبي زرعة بالإجازة. لقيه الحافظ زكيّ
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 159 الدّين المنذريّ، في الحجّ وسمع منه بالمدينة. ويظهر عليه اعتناء قويّ بالحديث ومتونه في شرح المسند. وقيل: إنّه لم يجد وقتاً للمطالعة في قريةٍ بات بها فتألّم، ثمّ أضاء له عرق كرمة فجلس يطالع) ويكتب عليها. 4 (عبد اللّطيف بن المبارك بن أحمد النّرسيّ.) قد ذكرته في. قال ابن مسدي: سمع من أبي الوقت ورأيت ثبته وعليه خطّ أبي الوقت. وسمع من أبن البطّي وليس من الشيخ عبد القادر. قدم علينا غرناطة مراراً، ثمّ سمعت منه بستة، وأدخل البلاد كثيراً من تواليف ابن الجوزيّ. ومولده قبل الأربعين وخمسمائة. تحامل عليه ابن الرّوميّة. وليس لأبي محمد عبد اللّطيف في باب الرواية كبير عناية حتّى ينسب إليه تخليط، وإنّما كان كثير الحكايات يعني يجازف ومات بمرّاكش سنة. 4 (عبد المجيد بن هبة الله بن عبد الله.) الفقيه، أبو المجد، المصريّ، الشافعيّ، الخطيب. تفقّه على أبي العبّاس أحمد بن المظفّر الدّمشقيّ المعروف بابن زين التّجّار، وعلى التّاج محمد بن هبة الله الحمويّ. وصلّى، وخطب بالقرافة، وأعاد، وأفاد. ومات في شوّال. 4 (عبد المنعم بن عليّ بن صدقة بن عليّ.) أبو الفضل، الحرّانيّ، ثمّ الدّمشقيّ، العدل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 160 حدّث عن: أبي القاسم بن عساكر، وأبي الفهم عبد الرحمن بن أبي العجائز. ومات في عشر السبعين. روى عنه: الزّكيّ البرزاليّ، وغيره. 4 (عبيد الله بن أحمد بن أبي سعيد بن حمّويه.) أبو القاسم، الجوينيّ الأصل، المصريّ الدّار، الصّوفيّ. روى عن يحيى الثّقفيّ وعنه الزّكيّ المنذري، وغيره. وهو مشهور بكنيته ولهذا سمّاه بعضهم عليّاً، وبعضهم عبد الرحمن. 4 (عليّ بن إسماعيل بن مظفّر ابن السّواديّ، الحربيّ.) حدّث عن جده لأمّه عتيق بن عبد العزيز بن صيلا. ومات في ربيع الأوّل.) 4 (عليّ بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عليّ.) أبو الحسن، البلنسيّ، البلويّ، الفقيه. سمع: أبا بكر بن خير، وأبا عمرو بن عظيمة. وأخذ القراءآت عن أبي بكر بن صافٍ، وأبي عبد الله ابن المجاهد، وغيرهما. ولقي بإشبيلية القاسم بن بشكوال، وأبا زيد السّهيليّ وسمع منهما. وأجاز له السّلفيّ، وجماعة. قال الأبّار: في روايته سعةٌ، إلاّ أنّه كان يتحرّج فيها. وكان فرضيّاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 161 متقدّماً، فقيهاً، حافظاً. سمع منه بعض أصحابنا. وتوفّي في ربيع الآخر عن سبعين سنة. 4 (عليّ بن محمد بن ديسم. أبو الحسن، المرسي.) روى عن: أبي القاسم بن حبيش، وأبي عبد الله بن حميد. وأقرأ القرآن وعلّم العربية. وكان مرضيّ الجملة، يعيش من النّسخ، وخطّه فائق. مات فيها ظنّاً. 4 (عليّ بن محمد بن أبي نصر عبد الله بن الحسين ابن السّكن.) الحاجب الأجلّ، أبو الحسن، ابن المعوّج، البغداديّ. سمع من عمّ أبيه محمد بن محمد ابن السّكن. وتوفّي في ربيع الأول. 4 (عليّ بن أبي المظفّر محمد بن عبد الله بن محمد ابن المعمّر.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 162 الحاجب الأجلّ، أبو طالب، البغداديّ. سمع من: أبي الفتح بن البطّي، وأبي المعالي الباجسرائيّ، وأبي محمد ابن الخشّاب، وجماعة. وهو من بيت حشمة. توفّي في شوّال. 4 (عليّ بن النّفيس بن بورنداز بن حسام.) الحاجب، أبو الحسن، البغداديّ. ولد سنة ثمانٍ وثلاثين وخمسمائة. وسمع من: أبي الوقت، وأبي محمد ابن المادح، وأبي المظفّر بن التّريكيّ، وأبي المعالي ابن) اللّحّاس، والشيخ عبد القادر، ومحمود بن عبد الكريم فورجة، وعمر بن عليّ الصّيرفيّ، وابن البطّي. روى عنه: البرزاليّ، والسيف ابن المجد، وجماعةٌ، ومن المتأخّرين: التّقيّ ابن الواسطيّ، والشمس ابن الزّين، والشيخ عبد الرحيم ابن الزّجّاج، ومحمد بن المريخ النّجّار. وبالإجازة العزّ ابن الفرّاء، والشمس ابن الواسطيّ، والشهاب الأبرقوهيّ. وخرّج له ابنه المحدّث عبد اللّطيف مشيخة صغيرة. وتوفّي في السابع والعشرين من ذي القعدة. 4 (عمر بن عليّ بن محمد بن قشام. أبو حفص، الحلبيّ،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 163 الدّاراقطنيّ. من دار القطن: محلّة) بحلب. عاش ثمانين سنة. وحدّث عن أبي بكر محمد بن ياسر الجيّانيّ وحدّث، ودرّس، وأفاد ببلده. وكان من كبار الحنفية. وروى أيضاً عن عبد الله بن محمد الأشيريّ. وروى عنه كمال الدّين ابن العديم وابنه مجد الدّين، وغيرهما. ومات في جمادى الآخرة. تفقّه على الكاسانيّ، وأبي الفتح عبد الرحمن بن محمود الغزنويّ. وسمع من أبي محمد عبد الله بن محمدالأشيريّ، وأجاز له من إصبهان مسعود الثّقفيّ، ومحمود فورجة، وطائفة. ولي تدريس الجوردكية. وصنّف في الفقه تصانيف لم تكن بالمفيدة، قاله ابن العديم. وقال ياقوت في المتّفق له: رحل إلى إصبهان، وصنّف تصانيف في التّفسير والمذهب والكلام على غاية ما يكون من السّقط وعدم التّحصيل. وكان إذا سئل عن مختل كلام يفكّر، ثمّ يقول: لا أدري كذا نقلته من كتاب كذا، فإذا روجع الكتاب لم ير ما قاله.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 164 4 (حرف الكاف)
4 (كافور، الطواشيّ الكبير، شبل الدولة، الحساميّ.) خادم الأمير حسام الدّين محمد بن لاجين ولد الخاتون ستّ الشام، أخت السلطان الملك العادل. يقال: إنّه كان من خدّام القصر بالقاهرة. وكان ديّناً، صالحاً، وعاقلاً، مهيباً، ذا حرمةٍ وافرة،) ومنزلةٍ عند الملوك، وعليه اعتمدت مولاته في بناء الشاميّة البرّانية. وقد سمع من الخشوعيّ، والكنديّ. روى عنه البرزاليّ، وغيره. وحدّثنا عنه الأبرقوهيّ. قال أبو شامة: كان حنفياً، فبنى المدرسة، والخانقاه، والتربة الّتي دفن فيها عند جسر كحيل. وفتح للنّاس طريقاً إلى الجبل من عند المقبرة الّتي غربيّ الشامية تفضي إلى عين الكرش، ولم يكن لعين الكرش طريقٌ إلاّ من جهة مسجد الصّفى الّذي عند مخازن الفاكهة. توفّي في رجب. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أحمد بن إسماعيل بن يوسف. الإمام أبو المناقب،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 165 وأبو حامد ابن العلاّمة الواعظ) أبي الخير، القزوينيّ، الطالقاني، الشافعي. ولد بقزوين يوم عاشوراء سنة ثمان وأربعين، وبها نشأ وقدم بغداد مع والده وسكنها معه. وسمع منه ومن شهدة. وقدم الشام ومصر. وسمع منه الشهاب القوصيّ وغيره بدمشق. وحدّث عن أبي الوقت فتكلّموا فيه لذلك. قال المنذريّ: في هذه السنة أو في سنة اثنتين وعشرين، بدمشق. وقال ابن النّجّار: سمع وعاد إلى قزوين. وبعد موت أبيه تزهّد وتصوّف، وساح في البلاد، ودخل مصر والروم، ورزق القبول عند الملوك. وقدم بغداد فأخرج إلينا شيئاً سمعناه منه، ثمّ بان كذبه، وكان ادّعى أنّه سمع من أبي الوقت، ومن رجل من أصحاب أبي صالح المؤذّن فمزّقنا ما كتبنا عنه في صفر سنة عشرين. قلت: الرجل هو أبو عليّ الحسن بن أحمد الموسياباذيّ. قلت: كان زوكاريّاً نصّاباً على الأمراء ثمّ كسدت سوقه، وساءت عقائدهم فيه. وتوفّي أخوه محمد سنة أربع عشرة. 4 (محمد، أمير المؤمنين، الظاهر بأمر الله. أبو نصر، ابن أمير
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 166 المؤمنين النّاصر لدين الله) أحمد ابن المستضيء بأمر الله الحسن بن يوسف الهاشميّ، العباسيّ، البغداديّ. ولد سنة إحدى وسبعين وخمسمائة. وبايع له أبوه بولاية العهد في سنة خمس وثمانين، وخطب له على المنابر، ونثر عند ذكره الدّنانير وعليها اسمه. ولم يزل الأمر على ذلك حتى قطع ذلك أبوه في سنة إحدى وستمائة) وخلعه وأكرهه، وزوى الأمر عنه إلى ولده الآخر. فلمّا مات ذلك الولد، اضطرّ أبوه إلى إعادته، فبايع له وخطب له في شوّال سنة ثمان عشرة. واستخلف عند موت والده، فكانت خلافته تسعة أشهر ونصفاً. وقد روى عن والده بالإجازة قبل أن يستخلف. قال ابن النّجّار: تقدّم أبوه بجلوسه بالتّاج الشريففي كلّ جمعة، ويقعد في خدمته أستاذ الدّار، ليقرأ عليه مسند أحمد بن حنبل بإجازته من والده. ثمّ قال: أخبرنا أبو صالح الجيليّ، أخبرنا الظّاهر بأمر الله أبو نصر بقراءتي، وأنبأنا أبي، أنبأنا عبد الغيث بن زهير، وغيره، أخبرنا ابن الحصين، فذكر حديثاً بهذا السّند النّازل كما ترى. قال ابن الأثير في كامله: ولمّا ولي الظّاهر أظهر من العدل والإحسان ما أعاد به سنّة العمرين فإنّه لو قيل: ما ولي الخلافة بعد عمر بن عبد العزيز مثله لكان القائل صادقاً، فإنّه أعاد من الأموال المغصوبة، والأملاك
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 167 الموخوذة في أيام أبيه وقبلها وشيئاً كثيراً، وأطلق المكوس في البلاد جميعها، وأمر بإعادة الخراج القديم في جميع العراق، وبإسقاط جميع ما جدّده أبوه، وكان ذلك كثيراً لا يحصى فمن ذلك: بعقوبا، كان يحصل منها قديماً عشرة آلاف دينار، فلمّا استخلف النّاصر كان يؤخذ منها في السنة ثمانون ألف دينار، فاستغاث أهلها، وذكروا أنّ أملاكهم أخذت، فأعادها الظّاهر إلى الخراج الأوّل. ولمّا أعاد الخراج الأصليّ على البلاد حضر خلقٌ، وذكروا أنّ أملاكهم قد يبست أكثر أشجارها وخربت فأمر أن لا يؤخذ إلاّ من كلّ شجرةٍ سالمةٍ، وهذا عظيمٌ جداً. ومن عدله أنّ سنجة المخزن كانت راجحةً نصف قيراط في المثقال يقبضون بها، ويعطون بسنجة البلد، فخرج خطّه إلى الوزير وأوّله: ويلٌ للمطفّفين الآيات، وفيه: قد بلغنا كذا وكذا فتعاد سنجة الخزانة إلى ما يتعامل به النّاس. فكتبوا إليه: إنّ هذا فيه تفاوت كثير، وقد حسبناه في العام الماضي، فكان خمسةً وثلاثين ألف دينار. فأعاد الجواب ينكر على القائل ويقول: يبطل ولو أنّه ثلاثمائة ألف وخمسون ألف دينار. ومن عدله: أنّ صاحب الدّيوان قدم من واسط ومعه أزيد من مائة ألف دينار من ظلمٍ، فردّها على أربابها، وأخرج المحبّسين، وأرسل إلى القاضي عشرة آلاف دينار ليوفيها عمّن أعسر. وقيل له: في هذا الّذي تخرجه من الأموال لا تسمح نفسٌ ببعضها، فقال: أنا فتحت الدّكّان بعد) العصر، فاتركوني أفعل الخير، فكم بقيت أعيش قال: وتصدّق ليلة النّحر بشيءٍ كثير. قلت: ولم يأت عليه عيدٌ سواه، فإنّ عيد الفطر كان يوم مبايعته. قال: تصدّق وفرّق في العلماء والصلحاء مائة ألف دينار. وكان نعم الخليفة، جمع الخشوع مع الخضوع لربّه والعدل والإحسان إلى رعيّته، ولم يزل كلّ يوم يزداد من الخير والإحسان. وكان قبل موته قد اخرج توقيعاً بخطّه إلى الوزير ليقرأه على الأكابر، فقال رسوله: أمير المؤمنين
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 168 يقول: ليس غرضنا أن يقال: برز مرسومٌ أو نفذ مثال، ثمّ لا يبين له أثرٌ، بل أنتم إلى إمام فعّالٍ أحوج منكم إلى إمام قوّال، فقرأه الوزير، فإذا في أوّله: اعلموا أنّه ليس إمهالنا إهمالاً، ولا إغضاؤنا إغفالاً، ولكن لنبلوكم أيّكم أحسن أعمالاً، وقد عفونا لكم عمّا سلف من إخراب البلاد، وتشريد الرّعايا، وتقبيح السّمعة، وإظهار الباطل الجليّ في صورة الحقّ الخفيّ حيلةً ومكيدةً، وتسمية الاستئصال والاجتياح استيفاءً واستدراكاً لأغراض انتهزتم فرصتها مختلسة من براثن ليث باسلٍ وأنياب أسدٍ مهيب، تتّفقون بألفاظٍ مختلفة على معنىً واحدٍ وأنتم أمناؤه وثقاته، فتميلون رأيه إلى هواكم، فيطيعكم وأنتم له عاصون. والآن فقد بدّل الله بخوفكم أمناً، وبفقركم غنىً، وبباطلكم حقّاً، ورزقكم سلطاناً يقيل العثرة، ولا يؤاخذ إلاّ من أصرّ، ولا ينتقم إلاّ ممّن استمرّ، يأمركم بالعدل وهو يريده منكم، وينهاكم عن الجور ويكرهه لكم، يخاف الله ويخوّفكم مكره، ويرجو الله ويرغّبكم في طاعته. فإن سلكتم مسالك نواب خلفاء الله في أرضه وأمنائه على خلقه، وإلاّ هلكتم، والسلام. قال: ولمّا توفّي وجد في بيتٍ من داره ألوف رقاعٍ كلّها مختومة لم يفتحها فقيل له: لم لا تفتحها قال: لا حاجة لنا فيها، كلّها سعايات. وقال أبو شامة في تاريخه: وكان أمير المؤمنين أبو نصر، جميل الصورة، أبيض مشرباً حمرة، حلو الشّمائل، شديد القوى، بويع وهو ابن اثنتين وخمسين سنة. فقيل له: ألا تتفسّح قال: قد لقس الزّرع، فقيل: يبارك الله في عمرك، قال: من فتح دكّاناً بعد العصر أيشٍ يكسب ثمّ إنّه أحسن إلى النّاس، وفرّق الأموال، وأبطل المكوس، وأزال المظالم. وقال أبو المظفّر الجوزيّ: حكيّ لي عنه: أنه دخل إلى الخزائن،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 169 فقال له خادم: في أيامك تمتلئ، فقال: ما فعلت الخزائن لتملأ، بل لتفرغ، وتنفق في سبيل الله تعالى، فإنّ الجمع شغل) التّجّار وقال ابن واصل: أظهر العدل، وأزال المكس، وظهر للنّاس، وكان أبوه لا يظهر إلاّ نادراً. قلت: توفّي في ثالث عشر رجب، وبويع بعده ولده المستنصر بالله. 4 (محمد بن أبي عليّ الحسن بن إبراهيم بن منصور الفرغانيّ. ثمّ البغداديّ. أبو عبد الله، ابن) أشنانة. سمع من: شهدة، وعبد الحقّ اليوسفيّ، وغيرهما. روى عنه الكمال عبد الرحمن المكرّر، وغيره. وأبوه من أصحاب هبة الله ابن الحصين. توفّي محمد في ذي الحجّة. 4 (محمد بن أبي الفضل السّيد بن فارس بن سعد بن حمزة. أبو المحاسن، الأنصاريّ،) الدّمشقيّ، الصّفّار، النّحّاس، المعروف بابن أبي لقمة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 170 ولد في شعبان سنة تسع وعشرين وخمسمائة. وسمّعوه من: أبي الفتح نصر الله المصّيصيّ، وهبة الله بن طاووس، وعبدان بن زرّين الدّوينيّ، والقاضي المنتجب أبي المعالي محمد بن عليّ القرشيّ، وبهجة الملك عليّ بن عبد الرحمن الصّوري، وأبي القاسم الخضر ابن عبدان، ونصر بن مقاتل السّوسيّ. وتفرّد بالرواية عن جماعةٍ. وأجاز له سنة أربعين من بغداد: ابو عبد الله بن السّلاّل، وأحمد ابن الآبنوسيّ، وعليّ بن عبد السّيد ابن الصّبّاغ، وأبو محمد سبط الخيّاط، وأبو بكر أحمد بن الأشقر، وأبو الفتح كروخيّ، ومحمد بن أحمد الطّرائفيّ، وأبو الفضل الأرمويّ، وغيرهم. وكان أسند من بقي بالشام، روى عنه: البهاء عبد الرحمن، والضياء محمد، والبرزاليّ، والسيف ابن المجد، والتّاج ابن زين الأمناء، وأحمد بن يوسف الفاضليّ، وعبد الله بن محمد العامريّ، والشمس محمد ابن الكمال، والتّقيّ ابن الواسطيّ وأخوه محمد، والعزّ ابن الفرّاء، والعزّ ابن العماد، والتّقيّ ابن مؤمن، والشهاب الأبرقوهيّ، وآخرون. وظهر للخضر بن عبدان الكاتب سماعٌ منه بعد موته. وقال عمر ابن الحاجب: كان رجلاً صالحاً، كثير الخير، والتّلاوة. وكان لسانه رطباً بذكر الله، محبّاً للغرباء وطلبة العلم، كريم النّفس. عمّر حتى تفرّد عن جماعة، ممتّعاً بسمعه وبصره) وقوّته إلى أن توفّي قبله ولده بقليلٍ، فوجد عليه وجداً عظيماً، فانحطم لذلك، وأقعد في بيته، واستولت عليه زمانة، وثقل سمعه قبل موته بقليل، في الشتاء، وكان ينصلح في الصيف، ولم يسمع على قدر سنّه، وكانت سماعاته في أصول الناس، ومات في ثالث ربيع
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 171 الأول. وسمعوا عليه بالمزّة. 4 (محمد بن عبد الحقّ بن سليمان.) الشيخ أبو عبد الله، التّلمسانيّ. حدّث ببلده عن: أبيه، وأبي عليّ ابن الخرّاز. وأخذ بالعدوة عن: ابن الرّمّامة، وابن حبيش، وأبي عبد الله بن خليل القيسي، وأبي الحسن مجاهد. وحظي عند أهل الأندلس. وأجاز له ابن هذيل. وقيل: مات سنة. وكان من أهل التّقشّف والتّصنيف، فصيحاً، لسناً، وسيعاد. 4 (محمد ابن الإمام علم الدّين عليّ بن محمد السّخاويّ، شمس الدّين.) توفّي شاباً، وحزن عليه والده. 4 (محمد بن عمر بن عليّ بن خليفة ابن الطّيّب.) أبو الفضل، الواسطيّ، الحربيّ، الرّوبانيّ، العطّار. سمع من: أبيه، وأبي الوقت، وأبي المظفّر هبة الله الشّبليّ، وابن البطّي، وكمال بنت عبد الله ابن السّمرقنديّ، وغيرهم. وأجاز له ابن ناصر، وأبو بكر ابن الزّاغونيّ. روى عنه: الدّبيثيّ، وابن نقطة، وجماعةٌ. وحدّثنا عنه الشّهاب الأبرقوهيّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 172 ولد في جمادى الآخرة سنة سبعٍ وأربعين، وتوفّي في السابع والعشرين من جمادى الآخرة. وهو من واسط: قرية بدجيل. والرّوبانيّ: بضم الراء وبالباء الوحّدة والنّون. يشتبه بالرّويانيّ. وهو من روبا: قرية من قرى دجيل أيضاً. توفّي ببغداد. 4 (محمد بن المؤيّد بن عبد المؤمن بن عليّ.) ) أبو بكر، الهمذانيّ، التّاجر. رئيسٌ متموّل. سمع البخاري من أبي الوقت. كتب عنه: ابن الدّبيثيّ، وابن النجّار. وتوفّي في شعبان بهمذان. 4 (محمد بن أبي الفرج هبة الله بن أبي حامد عبد العزيز بن عليّ ابن محمد بن عمر بن) محمد بن حسين بن عمر بنإبراهيم بن سعيد بن إبراهيم بن محمد بن نجا بن موسى بن سعد بن أبي وقاص. أبو المحاسن، القرشيّ، الزّهريّ، السّعديّ، الدّينوريّ الأصل، ثمّ البغداديّ، المراتبيّ، المعروف بابن أبي حامد، البيّع. ولد سنة ثلاثين وخمسمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 173 وسمع من: عمّه أبي بكر محمد بن أبي حامد، ومحمد بن طراد الزّينبيّ، وعبد الخالق بن أحمد بن يوسف وانفرد بالرواية عنهم، وأبي الوقت السّجزيّ. روى عنه: الدّبيثيّ، وابن النّجّار، والتّقيّ ابن الواسطيّ، والشمس عبد الرحمن ابن الزّين، والشهاب الأبرقوهيّ، وجماعة. وكان شيخاً صالحاً مرضيّ الطّريقة، حسن الأخلاق، من بيت الرواية والثروة. وقد دخل دمشق غير مرّةٍ للتجارة، وأضرّ في أواخر عمره. وتوفّي في سادس عشر شوّال. وكان أبوه قد ولي الحجوبية. 4 (المبارك بن أبي الحسن عليّ بن أبي القاسم المبارك بن عليّ ابن أبي الجود. الشيخ) الصالح، أبو القاسم، البغداديّ، العتذابيّ، الورّاق. آخر من حدّث في الدّنيا عن أبي العباس ابن الطّلاّية. وهو من أهل محلّة العثّابيين. وقد مرّ جدّه في سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة. روى عنه: الدّبيثيّ، والجمال محمد بن أبي الفرج الدّبّاب، وجماعةٌ آخرهم موتاً شيخنا الأبرقوهيّ. وتوفّي في ليلة الجمعة سلخ المحرّم. وحدّث ببغداد، والموصل. أخبرنا أبوالمعالي الأبرقوهيّ، أخبرنا المبارك بن عليّ بقراءة أبي، أخبرنا أحمد بن أبي غالب، أخبرنا عبد العزيز بن عليّ، أخبرنا أبو طاهر المخلص،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 174 حدّثنا أبو بكر بن أبي داود إملاءً،) حدّثنا عمرو بن عليّ الصّيرفيّ، حدّثنا يزيد ابن زريع، وخالد بن الحارث، ويحيى بن سعيد، وابن أبي عديّ، قالوا: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة بن جندب، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: على اليد ما أخذت حتّى تؤدّيه رواه النّسائي عن الصّيرفيّ، عن خالد بن الحارث وحده، عن سعيد بن أبي عروبة. وفي الحديث: ثمّ نسي الحسن هذا، وقال: هو مؤتمنٌ لا ضمان عليه. 4 (مظفّر بن إبراهيم بن جماعة بن عليّ بن شاميّ بن أحمد بن ناهض. الأديب، موفّق الدّين،) العيلانيّ بالعين المهملة المصريّ، الحنبليّ، الشاعر، الأعمى، العروضيّ، من فحول الشعراء. وله مصنّفات في العروض، وشعرٌ كثير. مدح الملوك والأكابر. وسمع من: عبد الرحمن بن محمد السّبيي، ومحمود بن أحمد الصّابونيّ، والبوصيريّ، وجماعة. روى عنه: الزّكيّ المنذريّ، والشهاب القوصيّ، وطائفةٌ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 175 وتوفّي في المحرّم. وما أحسن قوله في الشّمعة: (جاءت بجسمٍ لسانه ذهبٌ .......... تبكي وتشكو الهوى وتلتهب)
(كأنّها في يمين حاملها .......... رمحٌ من العاج رأسه ذهب) وله الأبيات السائرة: (قالوا عشقت وأنت أعمى .......... أحوى كحيل الطّرف ألمى)
(وحلاه ما عاينتها .......... فتقول قد شغفتك وهما)
(وخياله بك في المنا .......... م فما أطاف ولا ألمّا)
(فأجبت أنّي موسوي .......... العشق إنصاتاً وفهما)
(أهوى بجارحتي السّما .......... ع ولا أرى ذات المسمّى)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 176 4 (مظفّر بن عبد القاهر بن الحسن بن عليّ بن القاسم. القاضي حجّة الدّين، أبو منصور، ابن) القاضي أبي عليّ، الشّهرزوريّ، الشّافعيّ، قاضي الموصل. كان رئيساً محتشماً، سرياً. ولد سنة ثمانٍ وخمسين وخمسمائة. وولي قضاء الموصل مدّةً، وسار رسولاً إلى الخليفة، وإلى الشام وكان الثناء عليه جميلاً.) سمع من أبي أحمد عبد الوهّاب بن سكينة، وابن الأخضر. وأصابه فالج، وأضرّ قبل موته. وتوفّي في رجب ببلده.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 177 4 (حرف الياء)
4 (يحيى بن عبد الله بن محمد بن حفص.) أبو الحسين، الأنصاريّ، الدّاني، الكاتب. سمع أبا القاسم بن حبيشٍ، وعبد المنعم بن الفرس. وكتب الإنشاء لأمراء الأندلس، وخطب بدانية، وكان جواداً، مضيافاً معتنياً بالآداب. لقيه الأبّار وسمع منه وقال: توفّي بدانية في شوّال، وله ستّون سنة. 4 (يحيى بن عبد الله بن يحيى. الإمام، أبو الحسين، الأنصاريّ، الشافعيّ، المصريّ، النّحويّ.) تلميذ العلاّمة عبد الله بن برّي، لزمه مدّة طويلة. وبرع في لسان العرب. وتصدّر بالجامع العتيق مدّة، وتخرّج به جماعةٌ. وكان مشهوراً بحسن التّعليم. روى عن ابن برّي. روى عنه الزّكيّ المنذريّ، وغيره. ومات في ذي الحجّة. 4 (يحيى بن أبي الحسن بن عبد الله. أبو الحسين، ابن ياقوت، الفقيه، الإسكندرانيّ، المالكيّ،) المعدّل، والد أبي الحسن محمد. ولد سنة أربعين وخمسمائة. وكان عدلاً، نبيلاً، صالحاً، عفيفاً، متحرّياً في الشّهادة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 178 وحدّث عن السّلفيّ. روى عنه المنذريّ، وقال: مات في ثامن عشر شوّال. 4 (يحيى بن أبي القاسم البغداديّ، الأزجيّ.) حدّث عن خزيفة بن الهاطر. 4 (يرنقش، أبو الحسن، الرّوميّ، الجهيريّ.) سمع من أحمد بن محمد بالعبّاسيّ المكّيّ. كتب عنه ابن النجّار، وقال: خيّرٌ لا بأس به. مات في رجب سنة. 4 (يونس بن بدران بن فيروز بن صاعد بن عالي بن محمد بن عليّ، قاضي القضاة بالشام.) ) جمال الدّين، أبو محمد وأبو الوليد وأبو الفضائل، وأبو الفرج، القرشيّ، الشّيبيّ، الحجازيّ الأصل، المليجيّ المولد، الشافعيّ، المشهور بالجمال المصريّ. ولد تقريباً سنة خمسين وخمسمائة. وسمع من: السّلفيّ، وعليّ بن هبة الله الكامليّ، وغيرهما. وترسّل إلى الدّيوان العزيز، وولي الوكالة بالشام مدّة، والتّدريس، ثمّ القضاء. ودرّس بالأمينية بعد التّقيّ الضرير، وترسّل عن الملك العادل إقامةً ونوّه باسمه الصاحب ابن شكر. وولي تدريس العادلية في دولة المعظّم فألقى
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 179 بها دروساً جميع تفسير القرآن. وقد اختصر كتاب الأمّ للشافعيّ. وصنّف في الفرائض. قال أبو شامة: كان في ولايته عفيفاً في نفسه نزهاً، مهيباً، ملازماً لمجلس الحكم بالجامع، وغيره. وكان ينقم عليه أنّه إذا ثبت عنده وراثة شخص وقد وضع بيت المال أيديهم عليها، يأمره بالمصالحة لبيت المال. ونقم عليه استنابته في القضاء لابنه التّاج محمد، ولم تكن طريقته مستقيمةً. قال: وكان يذكر أنّه قرشيّ شيبيٌّ، فتكلّم النّاس في ذلك، وولي بعده القضاء وتدريس العادلية شمس الدّين الخوييّ. ونقلت من خطّ الضّياء: توفّي القاضي يونس بن بدران المصريّ، بدمشق، وقليلٌ من الخلق من كان يترحّم عليه. قلت: روى عنه البرزاليّ، الشهاب القوصيّ، وعمر ابن الحاجب وقال: كان يشارك في علومٍ كثيرة، وصار وكيلاً ليت المال، فلم يحسن السيرة قبل القضاء. قال ابن واصل: كان شديد السّمرة، يلثغ بالقاف همزةً، صلّى ليلةً بالملك المعظّم فقرأ نبأ ابني آدم بالحقّ فضحك منه السّلطان، وقطع الصلاة. وقال القوصي: أنشدنا الجمال المصريّ، قال: أنشدنا السّلفيّ لنفسه: (قد كنت أخطو فصرت أعدو .......... وكنت أغدو فصرت أخطو)
(خان مشيبي يدي ورجلي .......... فليس خطوٌ وليس خطّ) توفّي في أواخر ربيع الأول، ودفن في مجلس بقاعته شرقيّ القليجية من قبليّ الخضراء.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 180 4 (الكنى)
4 (أبو بكر بن أحمد بن منخّل بن مشرّف. الشّاطبيّ، المقرئ، الصّالح، الزّاهد، المعمّر.) ) عاش ثمانياً وتسعين سنةً. سمع من إبراهيم بن خليفة في سنة خمسٍ وثلاثين وخمسمائة، كتاب التّفسير بسماعه من ابن الدّش، بسماعه من الدّاني. وسمع من عاشر بن محمد، وعليم بن عبد العزيز، وتفرّد عنهم. سمع منه ابن مسدي وورّخه. 4 (أبو القاسم بن حمّويه الجويني، اسمه عبيد الله، تقدّم.)
4 (وفيها ولد) شيخ المستنصرية الرشيد محمد بن أبي القاسم. والزّين إبراهيم بن أحمد ابن القوّاس. والرشيد إسماعيل بن عثمان ابن المعلّم، شيخ الحنفية. والفتح عبد الله بن محمد ابن القيسرانيّ. والشرف عبد الوهّاب بن فضل الله، صاحب ديوان الإنشاء. والصّدر إسماعيل بن مكتوم. والنّجم عبد العالي بن عبد الملك بن عبد الكافي الشّاهد. والتّقيّ إسحاق بن عبد الرحيم بن درباس المصريّ. وعبد الرحمن بن أحمد سبط أبي الوقت الركبدار. وحسّان بن سلطان اليونينيّ، خطيب زحلة. والحاج محمد بن رنطار الأشرفيّ. والتّاج عبد القادر بن محمد السّنجاريّ الحنفيّ. والشهاب سليمان بن إبراهيم الحنفيّ ابن الشّركسيّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 181 4 (وفيات سنة أربع وعشرين وستمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن إبراهيم بن فرقد.) أبو جعفر، القرشيّ، الأندلسيّ، نزيل إشبيلية. وحدّث عن أبيه، وعمّه. وولي قضاء غرناطة، وسلا، فلم تحمد سيرته.) روى عنه الأبّار، وقال: توفّي في ربيع الآخر عن ثمانٍ وسبعين سنة. 4 (أحمد بن سليمان بن طالب.) أبو الثناء، القرشيّ، الفاسيّ، الزّاهد. أحد الأعلام، ويعرف بابن ناهض. سمع وقرأ في الأصول، وصنّف في علم الكلام، والطّريق. قال ابن مسدي: وله كلامٌ على الخواطر وكشفٌ. بتّ عنده، وكاشفني بأشياء ما أخرمت. 4 (أحمد بن عبد المجيد بن سالم بن تمام.) أبو العبّاس، الحجريّ، المالقيّ، المعروف بابن الجيّار.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 182 أكثر عن أبي عبد الله ابن الفخّار، وأبي زيد السّهيليّ، وأبي القاسم ابن بشكوال. وأجاز له أبو مروان بن قزمان، والسّلفيّ، وجماعة. قال الأبّار: وكان ذا عناية بالرواية أخذت عنه، مع ورع وصلاح، وتوفّي في جمادى الآخرة، وقد خانق الثمانين. 4 (أحمد بن عليّ بن يوسف القرطبيّ. أبو العبّاس الأنصاريّ.) روى عن: أبي خالد بن رفاعة، وابن حميد. وولي خطابة لوشة. وقد أسر، ثم خلّصه الله، وسكن مالقة. مات في شهر ربيع الآخر. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد. أبو جعفر، ابن الأصلع، الأندلسيّ، العكّيّ، من أهل لوشة.) أخذ القراءآت عن أبي العباس بن اليتيم، ولقي بمالقة أبا بحر بن جامع، وأبا محمد بن دحمان، فأخذ عنهما كتاب سيبويه. وبرع في العربية وتصدّر لإقرائها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 183 وسمع من أبي القاسم بن بشكوال، والسّهيليّ. وأجاز له أبو الحسن ابن النّعمة، وجماعة. وأقرأ القراءآت، والنحو، وروى الحديث. وتوفّي في الأسر في آخر هذه السنة، وله ثمانون سنة. 4 (إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم. أبو إسحاق، النّقّاش، البغداديّ الأصل، الدمشقيّ) المولد، الصّوفيّ، الشّاعر. نشأ بدمشق ثمّ دخل بغداد بلد آبائه فاستوطنها.) وكان شيخاً حسناً ينقش في النّحاس. فمن شعره ورواه عنه ابن النّجّار: (وكم من هوى ليلى قتيل صبابةٍ .......... ومجنونها المضنى بها العلم الفرد)
(وما كلّ ما ذاق الهوى تاه صبوةً .......... ولا كلّ من رام اللّقا حثّه الوجد) توفّي يوم عرفه. 4 (أسعد بن يحيى بن موسى بن منصور بن عبد العزيز السّلميّ.) السّنجاريّ، الفقيه، شهاب الدّين. الشافعيّ، الشاعر. له ديوان مشهور. وتوفّي في أوائل المحرّم سنة أربعٍ، وفي موته خلاف. وقد مرّ في عام اثنتين وعشرين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 184 ومن شعره في مملوك: (أصبحت سلطان القلوب ملاحةً .......... وجمال وجهك في البريّة عسكر)
(طلعت طلائع عارضيك مغيرةً .......... بالنّصر يقدّمها لواءٌ أخضر)
(وتسربلت سرب القلوب وأقبلت .......... تبغي الإمام ومثل جيشك ينصر)
(فلأنت أعلى رتبةً من سنجرٍ .......... أبداً يدين لك الورى يا سنجر) وله: (لله أيّامي على رامةٍ .......... وطيب أوقاتي على حاجر)
(تكاد للسرعة في مرّها .......... أوّلها يعثر بالآخر) ويقال: بلغ تسعين سنة. ووزر لصاحب حماة. ونفذ رسولاً. 4 (إسماعيل بن إبراهيم بن محمد. أبو محمد، الشّهرستانيّ، ثمّ البغداديّ، الصوفيّ، المقرئ.) سمع من: أبي الفتح بن البطّي، ويحيى بن ثابت، وأبي بكر بن النّقور، وجماعة. وحدّث ببغداد والموصل وإربل. توفّي ليلة عاشوراء. وقد سمع منه الجمال محمد ابن الدّبّاب جزء أخبارٍ وحكاياتٍ للزّبير ابن بكار. أخبرنا يحيى بن ثابت، عن أبيه، عن ابن رزمة، عن السّيرافيّ، عن ابن أبي الأزهر، عنه. وسمع منه ابن الدّبّاب السابع من فوائد الخرقيّ، بسماعه من ابن البطّي، عن حمزة الزّبيريّ، عنه. 4 (إسماعيل بن الحسين. أبو منصور، الدّلاّل، ابن النّرسيّ.) ) روى عن جدّه عبد الله بن أحمد بن النّرسيّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 185 روى عنه ابن النّجّار. 4 (إسماعيل ابن قاضي القضاة أبي القاسم عبد الملك بن عيسى ابن درباس. القاضي، عماد) الدّين، المارانيّ، الشافعيّ. ولد بالقاهرة سنة سبعين وخمسمائة. وتفقّه مدّة، وسمع من البوصيريّ، وجماعةٍ. وحدّث. وناب عن والده في القضاء، ودرّس السّيفية، بالقاهرة. وأقبل على صحبة أهل الآخرة، ولزوم طريقتهم. وتوفّي في رمضان. 4 (حرف الجيم)
4 (جعفر بن أحمد بن عبد الرحيم بن تركي.) أبو الفضائل، الإسكندرانيّ، العدل. حدّث عن السّلفيّ، ومات في رجب. 4 (جعفر بن عبد الله بن محمد بن سيد بونه.) أبو أحمد، الخزاعيّ، الأندلسيّ، الزّاهد. من أهل قسطنطانية عمل دانية. ذكره الأبّار فقال: أخذ القراءآت عن أبي الحسن بن هذيل، وسمع منه ومن أبي الحسن بن النّعمة ببلنسية. وحجّ في حياة السّلفيّ، ورجع مائلاً إلى الزّهد والتّخلّي، وكان شيخ الصوفية في زمانه. علا ذكره وبعد صيته في
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 186 العبادة، إلاّ أنّه كانت فيه غفلةٌ، وقد رأيته. وتوفّي في ذي القعدة عن علوّ سن نحو المائة سنة، وقد شيّعه بشرٌ كثيرٌ، وانتاب الناس زيارة قبره. وقال ابن مسدي في معجمه: غلّق المائة إلاّ ما يسقط أو يزيد من شهر. وأخذ القراءآت عن خاله يحيى، وابن هذيل، وابن غادة، وابن النّعمة. وسمع بمكّة من عليّ بن عمّار وليس من ابن الرّفاعي، احتلت في السماع منه، فإنّه كان قد خرج عن هذا الفنّ. قلت: وقد سمع التّيسير من ابن هذيل في ذي القعدة سنة ستّين وخمسمائة بقراءة خاله الحسن بن أحمد بن سيد بونه الخزاعيّ. 4 (جنكزخان، طاغية التّتار وملكهم الأوّل.) الّذي خرب البلاد، وأباد العباد. وليس للتّتار ذكرٌ قبله، وإنّما كانوا ببادية الصّين، فملكوه) عليهم، وأطاعوه طاعةً أصحاب نبيّ لنبيّ، بل طاعة العباد المخلصين لربّ العالمين. وكان مبدأ ملكه في سنة تسعٍ وتسعين وخمسمائة، واستولى على بخارى وسمرقند في سنة ستّ عشرة، واستولى على مدن خراسان في سنة ثمان عشرة وآخر سنة سبع عشرة. ولمّا رجع من حرب السّلطان جلال الدّين خوارزم شاه على نهر السّند وصل إلى مدينة تنكت من بلاد الخطا، فمرض بها، ومات في رابع رمضان من سنة أربعٍ وعشرين. وكانت أيامه خمساً وعشرين سنة. وكان اسمه قبل أن يلي الملك تمرجين. ومات على دينهم وكفرهم. وبلغنا أنّه خلّف من الأولاد الّذين يصلحون للسلطنة ستةً، وفوض الأمر إلى أوكتابي أحدهم بعد ما استشار الخمسة الآخرين في ذلك، فأجابوه. فلمّا هلك جنكزخان، امتنع أوكتابي من الملك وقال: في إخوتي وأعمامي من هو
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 187 أكبر منّي، فلم يزالوا به نحواً من أربعين يوماً حتى تملّك، وحكم على الملوك، ولقّبوه قاآن الأعظم ومعناه: الخليفة فيما قيل وبثّ جيوشه، وفتح فتوحات، وطالت أيامه. وولي بعده الأمر مونكوكا وهو القاآن الّذي كان أخوه هولاوو من جملة مقدّميه ونوّابه على خراسان. وولي بعد مونكاكا أخوه قبلاي وقد طالت خلافة قبلاي، وبقي في الأمر نيّفاً وأربعين سنة كأخيه، وعاش إلى سنة ثلاثٍ وتسعين وستمائة، ومات سنة خمسٍ بمدينة خان بالق الّتي هي كرسيّ المملكة، وهي أمّ الخطا. وأمّا تنكت: فهو اسم جبلٍ بتلك الدّيار، وهو حدٌّ بين بلاد الهند وبين بلاد الخطا. فقبلاي هذا ومونكاكا وهولاوو إخوة، وهم أولاد تولي بن جنكزخان. وقد قتل تولي في مصافّ عظيم بينه وبين السلطان جلال الدّين خوارزمشاه سنة ثماني عشرة وستمائة بخراسان من ناحية غزنة. 4 (حرف الحاء)
4 (حسن ابن الوزير أبي العباس أحمد بن محمد بن موسى الأنصاريّ، البلنسيّ.) صحب وهب بن نذير، وتفقّه به، وأخذ القراءآت عن أبي عليّ بن زلال، وعالج الشّروط. عاش نيّفاً وسبعين سنة. 4 (حمّاد بن أحمد بن محمد بن صديق. أبو الثناء، الحرّانيّ.) سمع من أبي الفتح أحمد بن أبي الوفاء. وحدّث. وهو أخو حمد. مات في شوّال.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 188 4 (حرف الدّال)
4 (داود بن معمر بن عبد الواحد بن الفاخر.) أبو الفتوح، القرشيّ، الإصبهانيّ. ولد في رمضان سنة أربعٍ وثلاثين وخمسمائة. وسمع من: غانم خالد البيّع، وغانم بن أحمد الجلوديّ، وفاطمة بيت محمد بن أحمد البغداديّ، ونصر بنالمظفّر البرمكيّ، وإسماعيل بن علي الحماميّ، وأبي الخير محمد بن أحمد الباغبان، وأبي الحسن بن غبرة، وابن البطّي، وجماعة. قرأت بخطّ ابن نقطة، قال: ذكر لي غير واحدٍ من الطّلبة أنّه سمع صحيح البخاريّ من غانم الجلودي، وفاطمة بنت البغداديّ، قالا: أخبرنا سعيد بن أبي سعيد العيّار، ومن أبي الوقت عن أبي الحسن الداوديّ. وسمع بالكوفة من ابن غبرة كتاب الدّعاء لمحمد بن فضيل. سمعت منه بإصبهان، وحكى لي عن شيخه أبي محمد عبد القادي الجيليّ، وغيره. قال: وهو شيخ الناس بإصبهان، واسع الجاه، رفيع المنزلة، مكرمٌ لأهل العلم وغيرهم. بلغنا أنّه توفّي بإصبهان سنة أربعٍ وعشرين. قلت: وسمع منه الزّكّي البرزاليّ، والصدر البكريّ جزء البيتوتة، بسماعه من فاطمة بنت محمد البغداديّ، بسماعها من العيّار، وهو بسماع عليّ ابن المظفّر الكاتب من البكريّ، وسماعه من بنت البغداديّ حضور، فإنّه في سنة سبعٍ وثلاثين، لهذا الجزء وكذا روايته عنها للبخاريّ حضور، فإنّه في سنة ستّ وثلاثين. وسماعه من ابن غانم في الخامسة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 189 وروى عنه أيضاً الحافظ الضياء، وقال: توفّي في رجب أو شعبان. وكذا قال المنذريّ. وروى عنه ابن النجّار، وآخرون. 4 (حرف الصاد)
4 (صدقة بن عبد الله بن أبي بكر بن فتوح. أبو القاسم، اللّخميّ، الجريريّ، الحسينيّ. وبنو) حسين: بطن من بني جرير اللّخميّين، ويعرف هذا بابن الكيّال، الإسكندرانيّ. ولد سنة سبعٍ وثلاثين وخمسمائة. وسمع من: السّلفي، وأبي محمد العثمانيّ، وأبي طالب اللّخميّ. وحدّث. وله شعرٌ، وفضيلة، ومروءة.) توفّي في سلخ المحرّم. 4 (صفية بنت أبي طاهر عبد الجبّار بن أبي البقاء هبة الله بن القاسم ابن البندار الحريميّ. أمّ) الخير. سمعت من ابن البطّي، وكرم بن أحمد بن قنيّة. وكانت صالحةً قانتةً، عابدة. سمعوا منها مرّات وروى عنها الدّبيثيّ، وابن نقطة، وروى لنا عنها الأبرقوهيّ جزء البانياسيّ. وماتت في سابع صفر. وكرم: فمن طلبة الحديث، يروي عن أبي غالب ابن البنّاء. 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن أحمد بن أبي بكر. أبو القاسم. الهمذانيّ، ثمّ
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 190 البغداديّ، الظّفريّ، الخيّاط،) المقري. سمع من أبي الفتح بن البطّي. وحدّث. ومات في ذي الحجّة. عبد الله بن جميل بن أحمد بن محمد. أبو إبراهيم وأبو موسى، البردانيّ، الفيجيّ. مات بالفيجة. وحدّث عن أبي نصر عبد الرحيم اليوسفيّ بجزء ابن عرفة. وكان صالحاً، خيّراً. روى عنه الضّياء وأثنى عليه، وعمر ابن الحاجب. وحدّثنا عنه العزّ أحمد ابن العماد، والشمس محمد ابن الواسطيّ. قرأت وفاته بخطّ الضّياء: في ربيع الأول. وقال المنذري: في رابع جمادى الأولى. 4 (عبد الله بن عثمان بن يوسف المقدسيّ.) قال الضّياء: كان فيما علمنا من عباد الله الصّالحين، لم تعرف له صبوة ولا زلّةٌ. وكان صابراً على الفقر والقلّة متورّعاً، يقرأ القرآن قراءةً حسنةً، وقرأ عليه جماعة. وحدّثني إبراهيم بن أبي الفرج جاره قال: لم يترك القراءة إلاّ ليلةً واحدة، وكان يقرأ اللّيل والنّهار رضي الله عنه. مات في خامس عشر المحرّم بالجبل. عبد الله بن نصر بن أبي بكر بن محمد الحرّانيّ. قاضي حرّان، أبو بكر، الفقيه الحنبليّ، المقرئ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 191 دخل إلى بغداد وفقّه بها على غير واحدٍ.) وسمع من: شهدة الكاتبة، وعبد الحقّ اليوسفيّ، وعيسى بن أحمد الدّوشابيّ، وتجنّى الوهبانية. وانحدر إلى واسط، فقرأ بها القراءآت على أبي طالب الكتّانيّ، وأبي بكر الباقلاّنيّ، وابن قشام القاضي. وولي القضاء ببلده، وأقرأ القراءآت، وحمدت سيرته. وفي ذرّيته قضاةٌ وفضلاء. وقد صنّف في القراءآت، وسمع منه جماعةٌ. وولد سنة تسعٍ وأربعين وخمسمائة. روى عنه الضّياء، وابن الحاجب. وأخبرنا عنه سبطه أبو الغنائم بن محاسن، والشهاب الأبرقوهيّ. وقال الضّياء: أخبرني بعض أقاربه أنّه توفّي سنة أربع وعشرين. 4 (عبد الله بن يحيى بن أبي البركات.) أبو محمد، القرشيّ، المهدويّ، ثمّ الإسكندرانيّ. شيخٌ صالحٌ، عابدٌ. ولد بعد الأربعين. وقدم الإسكندرية، وسكنها، وسمع بها من السّلفيّ. ومات في صفر. 4 (عبد الله بن يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن.) السّلطان، أبو محمد، الملقّب بالعادل. بويع بالمغرب إثر خلع ابن عمّهم عبد الواحد سنة إحدى وعشرين. ولم يستقلّ بالمملكة، بل كان أخوه المأمون أبو العلى منازعاً له، ثمّ قوي المأمون ودخل قصر الإمارة بمرّاكش، وقبض على العادل في عام أربعة هذا وأحسبه قتل. فكانت دولته أقلّ من أربع سنين، آخرها في شوّال.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 192 4 (عبد البرّ ابن الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن الهمذانيّ، العطّار. أبو محمد.) سمع: أباه، وعليّ بن محمد المشكانيّ راوي التاريخ البخاريّ الصّغير، ونصر بن مظفر البرمكيّ، وأبا الخير الباغبان، وأبا الوقت السّجزيّ، وجماعة. روى عنه: الضّياء، والصّدر البكريّ، والزّكّي البرزاليّ، وسائر الرّحّالة. وقرأت بخطّ ابن نقطة: أنّه سمع من عليّ بن محمد المشكانيّ تاريخ البخاريّ الصّغير. قال: وذكر لي إسحاق بن محمد بن المؤيّد المصري: أنّ شيخنا عبد البرّ بن أبي العلاء تغيّر بعد سنة عشر وستمائة، وبلغنا أنّه ثاب إليه عقله قبل وفاته بقليل، وحدّث، وأنّه توفّي بروذروار) في شعبان من سنة أربعٍ وعشرين. قلت: وسمعنا بإجازته من الشّرف أحمد بن عساكر. 4 (عبد الجبّار بن عبد الغنيّ بن عليّ بن أبي الفضل بن عليّ بن عبد الواحد بن عبد الضّيف) الأنصاريّ. ابن الحرستانيّ، الشافعيّ، الفقيه، المفتي، كمال الدّين، أبو محمد. نقلت ذلك كلّه من خطّ ابن الدّخميسيّ. سمع: أبا القاسم الحافظ، وأبا سعد بن أبي عصرون. وأجاز له خطيب الموصل أبو الفضل، والحافظ أبو موسى المدينيّ. سمع منه: الزّكّي البرزاليّ، وخرّج له جزءاً، وأبو حامد ابن الصابونيّ، وابن الدّخميسيّ، والفخر محمد بن محمد ابن التّبني.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 193 وأخبرنا عنه أبو الفضل بن عساكر. توفّي في شعبان سنة أربعٍ وعشرين وستمائة. وقال ابن الحاجب: مولده سنة تسعٍ وأربعين وخمسمائة، ودرّس بالكلاّسة، والأكزيّة، وهو من بيت ابن طليس. 4 (عبد الرحمن بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور. الإمام، بهاء) الدين أبو محمد المقدسيّ، الحنبليّ. ولد بقرية السّاويا من الأرض المقدّسة في سنة خمسٍ أو ستٍّ وخمسين وخمسمائة ز وكان أبوه يؤمّ بأهلها، وهي من عمل نابلس. وأمّه ستّ النّظر بنت أبي المكارم. هاجر به أبوه نحو دمشق سراً وخفية من الفرنج والبلاد لهم، ثمّ سافر أبوه إلى مصر تاجراً، فماتت أمّه وكفلته عمّته فاطمة زوجة الشيخ أبي عمر. ولمّا قدم الحافظ عبد الغنيّ من الإسكندرية درّبه على الكتابة، وأعطاه رزقاً، وختم القرآن في نحو سنة سبعين. ثمّ رحل في سنة اثنتين وسبعين في حلبة الشيخ العماد، فسمع بحرّان من أحمد ابن أبي الوفاء، وكان بحرّان سليمان بن أبي عطاف، وغيره من المقادسة. وقال البهاء: فألفتهم وأشير عليّ بالمقام بها لأجوّد حفظ الختمة، فقعدت بها في دار ابن عبدوس فأحسن إليّ، وقرأت القرآن على جماعةٍ في ستّة أشهر، وصلّيت التّراويح بهم وكنت أستحي كثيراً فأفرغ وقد ابتلّ ثوبي من العرق في البرد، فجمعوا لي شيئاً من الفطرة من حيث) لا أعلم، واشترى لي ابن عبدوس دابّة وجهّزني، وسافرت مع حجّاج حرّان إلى بغداد، وقد سبقني
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 194 العماد ومعه ابن أخته عبد الله بن عمر بن أبي بكر، والشهاب محمد بن خلف، فسمعت بالموصل على خطيبها جزءاً. ثمّ دخلت بغداد وقد مات الشيخ عليّ البطائحيّ فحزنت كثيراُ، لأنّني كنت أريد أن أقرأ عليه الختمة. ثمّ سمعنا الحديث، فأوّل جزء كتبته جزء من حديث مالك على شهدة ولم ندرك أعلى سنداً منها، وسمعنا عليها معاني القرآن للزجّاج، ومصارع العشّاق للسّرّاج، وموطّأ القعنبيّ. وسمعت على عبد الحقّ بن يوسف كثيراً وكان من بيت الحديث فإنّه روى عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، وكان صالحاً فقيراً، وكان عسراً في السّماع جدّاً. وسمعنا عليه الإبانة للسّجزيّ بقراءة الحافظ عبد الغنيّ، ومرضت ففاتني مجلسٌ، وكان يمشي معي من بيته إلى مكّيّ الغرّاد فيعيد فوتي، ورزقت منه حظّاً، لأنّه كان يراني منكسراً مواظباً، وكان يعيرني الأجزاء، فأكتبها، وألهم في آخر عمره القرآن فكان يقرأ كلّ يوم عشرين جزءاً أو أكثر. وسمعت على أبي هاشم الدّوشابي، وكان هرّاساً يربّي الحمام، فقلت لرفيقي عبد الله بن عمر: أريد أفاتحه في الطّيور عسى يلتفت علينا، فنقرأ عليه هذين الجزءين فقال: لا تفعل. فقلت: لا بدّ من ذلك، فقلت: يا سيّدي إن كان عندك من الطّيور الجياد تعطينا وتفيدنا، فالتفت إليّ قال: يا بنيّ عندي الطّيرة الفلانية بنت الطّيرة الفلانية، ولي قنصٌ من فلان، وانبسط، فسمعنا عليه الجزءين ولم نعد إليه. وسمعنا على ابن صيلا، وأبي شاكر السّقلاطونيّ، وتجنّي، وابن يلدرك، ومنوهجر، وابن شاتيل وكان له ابنٌ شيخٌ إذا جلسنا تبيّن كأنّه الأب، وعمي على كبرٍ، وبقي سبعين يوماً أعمى، ثمّ برئ وعاد بصره يعني الابن فسألنا الشيخ عن السبب فذكر لنا: أنّه ذهب به إلى قبر الإمام أحمد وأنّه دعا وابتهل، وقلت: يا أمام أحمد أسألك إلاّ شفعت فيه إلى ربّك، يا ربّ شفّعه في ولدي، وولدي يؤمّن، ثمّ مضينا. فلمّا كان اللّيل استيقظ وقد أبصر. ثمّ أخذنا في سماع الدّرس على ناصح الإسلام أبي الفتح، وكنت قليل الفهم لضيق
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 195 صدري، وكنت أحبّ كتابة الحديث فلو كتبت النّهار كلّه لم أضجر، وربّما سهرت من أول اللّيل، فما أشعر إلاّ بالصّباح. وأشار عليّ الحافظ عبد الغنيّ بالسّفر معه إلى إصبهان، فاتّفق سفره وأنا مريض. ثمّ توفّي أبي سنة خمسٍ وسبعين. ثمّ اشتغلت في مسائل الخلاف على الشيخ أبي الفتح اشتغالاً) جيّداً، وكنت إذ ذاك فقيراً ليس لي بلغةٌ إلاّ من الشيخ أبي الفتح يعني ابن المنّي واتّفق غلاءٌ كثيرٌ فأحسن إليّ، ثمّ وقع المرض، فخاف عليّ فجهّزني وأعطاني، واتّفقت أنا، وعليّ ابن الطّالبانيّ، ويحيى ابن الطّبّاخ، فترافقنا إلى الموصل، ثمّ ذهبنا إلى مراغة في طلب علم الخلاف، فاكتريت إلى حرّان وصبر عليّ الجمّال بالأجرة إلى حرّان، وكنت أقترض من التّجار ما أتبلّغ به. ثمّ أقمت بحرّان نحو سنة أقرأ على شمس الدّين ابن عبدوس كتاب الهداية لأبي الخطّاب، ثمّ مضيت إلى دمشق، وتزوج ببنت عمّي زينب بنت عبد الواحد، وأنفق عليّ عمّي، وساعدني الشيخ أبو عمر، فكنت في أرغد عيشٍ إلى أن سافرت إلى بغداد سنة تسعٍ وسبعين ومعي أخي أبو بكر، وابن عمّي أحمد يعني: الشمس البخاريّ وصمنا رمضان، وسافرنا مع الحجّاج، وجهّزنا ابن عبدوس بالكري والنّفقة، ولم تكن لي همّةٌ إلاّ علم الخلاف. فشرعت في الاشتغال على الشيخ أبي الفتح، وكان معيده الفخر إسماعيل الرّقّاء، ثمّ سافرت سنة ثلاثٍ وثمانين، وخلّفت ببغداد أخي، وابن عمّي. فسافر ابن عمّي إلى بخارى، ولحقني أخي. نقلت هذا كلّه من خطّ السيف ابن المجد. وقد سمع البهاء بدمشق قبل أن يرحل من عبد الله بن الواحد المكنانيّ في سنة سبعٍ وستّين، ومن القاضي كمال الدّين محمد بن عبد الله الشّهرزوريّ، ومحمد بن بركة الصّلحيّ، وأبي الفهم عبد الرحمن بن أبي العجائز، وجماعة. وسمع ببغداد أيضاً من أحمد بن مسعود الهاشميّ، وأحمد ابن أحمد بن حمدي العدل، وأبي بكر أحمد ابن النّاعم، وأحمد بن الحسن بن سلامة المنبجيّ، والحسن بن عليّ بن شيرويه، وسعد الله ابن الوادي،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 196 وعبد المحسن بن تريك، وعبد المغيث بن زهير، ومحمد بن نسيم العيشونيّ، ونصر الله القزّاز، وأبي العزّ محمد بن محمد بن مواهب، وأبي الثناء محمد بن محمد الزّيتونيّ، مسعود بن عليّ بن النّادر، والمبارك بن المبارك بن الحكيم، وسمع من خلق بدمشق، وبغداد. وأجاز له طائفةٌ كبيرة، وروى الكثير. وكان ينفق حديثه، فحدّث بقطعةٍ كبيرةٍ منه ببعلبكّ، وبنابلس، وبجامع دمشق. وكان إماماً في الفقه، لا بأس به في الحديث. قال الضّياء في البهاء: كان إماماً فقيهاً، مناظراً، اشتغل على ابن المنّي، وسمع الكثير، وكتب) الكثير بخطّه، وأقام بنابلس سنين كثيرة بعد الفتوح يؤمّ بالجامع الغربيّ منها، وانتفع به خلقٌ كثيرٌ من أهل نابلس وأهل القرايا. وكان كريماً جواداً سخياً، حسن الأخلاف، متواضعاً. ورجع إلى دمشق قبل وفاته بيسير، واجتهد في كتابة الحديث وتسميعه، وشرح كتاب المقنّع وكتاب العمدة لشيخنا موفّق الدّين، ووقف من كتبه ما هو مسموع. وقال أبو الفتح عمر بن الحاجب: كان أكثر مقامه بنابلس، وكان مليح المنظر، مطرحاً للتّكلّف، كثير الفائدة، ذا دينٍ وخير، قوّالاً بالحقّ لا يخاف في الله لومة لائم، راغباً في التّحديث. كان يدخل من الجبل قاصداً لمن يسمع عليه، وربّما أتى بغدائه فيطعمه لمن يقرأ عليه. تفرّد بعدّة كتب وأجزاء، وانقطع بموته حديثٌ كثير يعني بدمشق. وأمّا رفقاؤه ببغداد، فتأخّروا، ثمّ قال: ولد سنة ستٍّ وخمسين، وتوفّي في سابع ذي الحجّة سنة أربع.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 197 قلت: روى عن الضّياء، والبرزاليّ، والسّيف، والشّرف ابن النابلسيّ، والجمال ابن الصّابونيّ، والشمس ابن الكمال، وخلقٌ كثير. وحدّثنا عنه ببعلبكّ: التّاج عبد الخالق، وعبد الكريم بن زيد، ومحمد بان بلغزا، وأبو الحسين شيخنا، وست الأهل بنت علوان، وداود بن محفوظ. وبدمشق: العزّ إسماعيل ابن الفرّاء، والعزّ ابن العماد، والشمس ابن الواسطيّ، والتّقيّ أحمد بن مؤمن، وأبو جعفر محمد ابن الموازينيّ، وإسحاق ابن سلطان. وبنابلس العماد عبد الحافظ، وغيره هؤلاء. وختم حديثه بموت ابن الموازينيّ، وبين موتهما أربعٌ وثمانون سنة. 4 (عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد.) أبو عمرو، الكتاميّ، الإشبيليّ، الفقيه. سمع أبا عبد الله بن زرقون، وتفقّه به، ولازمه، وأبا محمد بن جمهور، وأبا عبد الله ابن المجاهد الزّاهد. وتفقّه قديماً بأبي محمد بن موجوال، وأخذ القراءآت عن أبي بكر بن صاف. قال الأبّار: وكان حافظاً لمذهب مالك، بعيداً عن الانقياد للسماع منه. وتوفّي في شوّال وله ثلاثٌ وثمانون سنة. 4 (عبد الرحمن بن عبد العليّ بن عليّ. قاضي القضاة، عماد الدّين، أبو القاسم، المصريّ،) الشافعيّ، المعروف بابن السّكّري. جدّ شيخنا عماد الدّين عليّ بن عبد العزيز.) ولد سنة ثلاثٍ وخمسين وخمسمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 198 سمع: إبراهيم بن سماقا، وعليّ بن خلف بن معزوز. وصحب الصّالحين، وتفقّه على الشهاب محمد الطّوسي، وبرع في العلم وولي قضاء القاهرة وخطابتها. وحدّث، وأفتى، ودرّس. توفّي في ثامن عشر شوّال، وله إحدى وسبعون سنة. 4 (عبد الرحمن بن عمر بن سلمان.) أبو الفرج، الأزجيّ، المعروف بابن حديد. توفّي في جمادى الأولى عن نحوٍ من ثمانين سنة. وحدّث عن عليّ بن أبي سعد الخبّاز. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن حمدان.) الفقيه، صائن الدّين، أبو القاسم، الطيبيّ. مصنّف شرح التّنبيه، ومعيد النظاميّة. كان شديد الفتوى، متقناً، فرضيّاً، حاسباً، فاضلاً. 4 (عبد السّلام بن أبي بكر بن عبد الملك بن ثابت.) أبو محمد، البغداديّ، الجماجميّ، كان يعمل الجماجم. وهو رجل صالح. حدّث عن أبي طالب بن خضير. 4 (عبد الصّمد بن الحسن بن يوسف بن أحمد. أبو محمد،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 199 الأصبحيّ، المصريّ، الشافعيّ،) المعروف بالمقاماتيّ، لأنّه حفظ مقامات الحريريّ. ولد سنة أربعٍ وخمسين وخمسمائة. سمع من السّلفيّ أبيات شعرٍ وحدّث بها، وكتب الكثير بعد ذلك. وسمع من الرتاحيّ، وأبي يعقوب بن الطّفيل، وجماعةٍ. وكان أخبارياً كثير المحفوظ. توفّي في رمضان. روى عنه المنذريّ. 4 (عبد العزيز بن سحنون بن عليّ.) برهان الدّين، أبو محمد، الغماريّ، النّابيّ، النّحويّ، العدل. ولد سنة أربعٍ وخمسين. وقدم مصر سنة ثمانٍ وستّين، وحدّث عن السّلفيّ، وعبد الله بن برّي، وجماعةٍ بعدهما. وتصدّر لإقراء العربية بجامع مصر، وانتفع الناس به. روى عنه الزّكيّ المنذريّ، وغيره. وتوفّي في ثامن عشر ذي الحجّة.) 4 (عبد العزيز بن عليّ بن عبد العزيز بن زيدان.) أبو محمد وأبو بكر، السّماتيّ، القرطبيّ، نزيل فاس. روى عن أبي إسحاق بن قرقول، ونجبة بن يحيى، وأخذ بفاس عن أبي الحسن بن حنين، وهو أكبر شيوخه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 200 قال الأبّار: سمع منه الموطّأ في سنة خمس وستّين وخمسمائة، عن ابن الطّلاّع محمد، والشّهاب للقضاعيّ، عن أبي الحسن العبسيّ سماعاً. وأجاز له جماعةٌ. وكان من أهل الفقه، والحديث، والنّحو، واللّغة، والتّاريخ، والأخبار، وأسماء الرجال، متصرّفاً في فنونٍ كثيرةٍ، وأديباً، نحوياً، شاعراً، معلّماً بالعربية، متقدّماً في صناعتها. سمع منه جلّةٌ، وسماه التّجيبيّ في مشيخته وقال: سمعت منه وسمع عليّ. قال الأبّارك مولد ابن زيدان بقرطبة سنة تسعٍ وأربعين وخمسمائة، وتوفّي بفاس في خامس رجب سنة أربعٍ وعشرين. وقال ابن مسدي: أخبرني ابنه يحيى أنّه مات في سنة ثلاثٍ وعشرين في ثالث رجب. قال ابن مسدي: هو علاّمة زمانه، ورئيس أقرانه، كان آخر من حدّثبفاس عن الكنانيّ. وذكر لي أنّه سمع بعض كتاب الجنابة من الموطّأ من أبي عبد الله ابن الرّمّامة. خرّج لنفسه مشيخةً ولم يكن بفاس أنبل منه، قدمها وهو ابن ثماني سنين، وعاش أربعاً وسبعين سنة. قلت: هذا من أعيان الرّواة بالمغرب، ومن طبقة شيوخه سميّه عبد العزيز بن عليّ بن محمد السّماتي المقرئ من أهل إشبيلية. وقد مرّ. 4 (عبد المحسن بن أبي العميد بن خالد بن عبد الغفّار بن إسماعيل. الإمام، حجّة الدّين، أبو) طالب، الخفيفيّ، الأبهريّ، الشافعيّ، الصوفيّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 201 ولد في رجب سنة ستٍّ وخمسين وخمسمائة. وتفقّه بهمذان على أبي القاسم بن حيدر القزوينيّ، وعلّق التّعليقة عن الفخر النّوقانيّ. وسمع بإصبهان من الحافظ محمد بن عبد الجليل كوتاه، وأحمد بن ينال التّرك، وأبي موسى المدينيّ، وببغداد من أبي الفتح بن شاتيل، وأبي السّعادات، القزّاز، وبأبهر من أبي الفتوح عبد الكافي الخطيب، وبهمذان من أبي المحاسن عبد الرزّاق بن إسماعيل القومسانيّ، وعبدالمنعم الفروايّ. وبدمشق من عبد الرحمن بن عليّ اللّخميّ، وإسماعيل الجنزويّ، وبمصر من هبة) الله البوصيريّ، وبالإسكندرية من القاضي محمد بن عبد الرحمن الحضرميّ، وبمكّة من محمود بن عبد المنعم القلانسيّ الدّمشقيّ، وبواسط من أبي بكر ابن الباقلانيّ. وكان كثير الأسفار والحجّ، وصاحب صلاة، وتهجّد، وصيام، وعبادةٍ. وله قدمٌ في الفقه، والتّصوّف، وجاور مدّةً، وحضر حصار عكّا مع السلطان صلاح الدّين، ثمّ أقام ببغداد، وأمّ بالصوفية برباط الخليفة. وسمع الكثير بقراءته على بن كليب، ويحيى بن بوش، وطبقتهما. وكان يحجّ كلّ سنة على السّبيل الّذي للجهة. قال ابن النجّار: كان كثير المجاهدة، والعبادة، دائم الصّيام سفراً وحضراً، عارفاً بكلام المشايخ، وأحوال القوم. وكانت له معرفةٌ، وحفظٌ، وإتقانٌ. كتبنا عنه، وكان ثقةً صدوقاً، ثمّ حجّ، وجاور، وصار إمام المقام إلى أن توفّي في ثامن صفر. قلت: روى عنه ابن النجّار، والضّياء، وابن الحاجب، وأبو عبد الله الدّبيثيّ، وأبو الفرج بن أبي عمر، وقطب الدّين القسطلانيّ، وغيرهم. قرأت على أبي المعالي بمصر: حدّثكم أبو طالب عبد المحسن بن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 202 فرامرز الخفيفيّ، وأخبركم محمد بن الحسين قالا: أخبرنا أحمد بن ينال، أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدّثنا أبو بكر بن مردويه، حدّثنا أحمد بن محمد بن نصير، حدّثنا أحمد بن عصام، حدّثنا معاذ بن هشام، حدّثني أبي، عن قتادة، عن أنس، أنّ نبيّ الله قال: يخرج من النّار من قال لا إله إلاّ الله وكان في قلبه من الخير ما يزن ذرّةً. أخرجه مسلم عن محمد بن مثنّى، عن معاذ مثله. وأخبرنا أبو المجد العقيلي إجازةً، أخبرنا عبد المحسن الخفيفيّ بمنى، أخبرنا عبد المنعم فذكر حديثاً. 4 (عليّ بن عبد الوهّاب بن محمد بن أبي الفرج. الرئيس موفّق الدّين، أبو الحسن، الجذاميّ،) الإسكندرانيّ، المالكيّ. صدر الإسكندرية وعينها. ولد سنة سبعٍ وثلاثين وخمسمائة. وحدّث عن السّلفيّ، وعن أبي الفتوح نصر بن قلاقس الأزهريّ. توفّي في سادس ربيعٍ الآخر.) 4 (عليّ بن يونس بن أحمد بن عبيد الله.) الأجلّ، عماد الدّين، أبو الحسن، البغداديّ. حدّث عن أبي الفتح بن البطّي، وخديجة النّهروانيّة. ومات في شهر ذي الحجّة. وهو أخو الوزير عبيد الله بن يونس. 4 (عمر بن أبي الحارث أعزّ بن عمر بن محمد بن عمّويه.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 203 أبو حفص، القرشيّ، التّيميّ، السّهرورديّ، ثمّ البغداديّ، الصّوفيّ. ولد سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة. وسمع من أبي الوقت المائة الشّريحيّة. وهو أخو محمد وقد ذكر، وكذا أبوهما تقدّم يروي عن أبي عليّ بن نبهان. توفّي هذا، في ثالث عشر ربيع الأول. 4 (عيسى، السّلطان الملك المعظّم. شرف الدّين، ابن السّلطان الملك العادل سيف الدّين أبي) بكر محمد بن أيوب بن شاذي، صاحب دمشق، الفقيه الحنفيّ، الأديب. ولد بالقاهرة في سنة ستٍّ وسبعين وخمسمائة. ونشأ بالشام، وحفظ بالقرآن، وتفقّه وبرع في المذهب، واعتنى بالجامع الكبير فشرحه في عدّة مجلّدات معاونة غيره. ولازم تاج الدّين الكندي مدّةً،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 204 وكان ينزل إلى داره بدرب العجم من القلعة والكتاب تحت إبطه، فأخذ عنه كتاب سيبويه، وشرحه للسّيرافي، وأخذ عنه الحجّة في القراءآت لأبي عليّ الفارسيّ، والحماسة وغير ذلك من الكتب المطوّلة، وحفظ الإيضاح في النّحو، وسمع المسند من حنبل المكبّر، وسمع من عمر بن طبرزد، وغيره. وله ديوان شعر. قال القوصيّ: سمعت منه ديوانه، وصنّف في العروض ومع ذلك فما يقيم الوزن في بعض الأوقات. وكان محبّاً لمذهبه، متغالياً فيه، كثير الاشتغال مع كثرة الأشغال، وكان محبّاً للفضيلة، قد جعل لمن يعرض المفصّل للزمخشريّ مائة دينار، ولمن يحفظ الجامع الكبير مائتي دينارٍ، ولمن يحفظ الإيضاح ثلاثين ديناراً، سوى الخلع. وقد حجّ في أيام والده سنة إحدى عشرة وستمائة. وجدّد البرك والمصانع، وأحسن إلى الحجّاج كثيراً. وبنى سور دمشق، والطّارمة الّتي على باب الحديد، والخان الّذي على باب الجابية، وبنى بالقدس مدرسةً، وبنى عند جعفر الطّيّار رضي الله عنه مسجداً. وعمل بمعان دار مضيف وحمّامين. وكان قد عزم على تسهيل طريق الحاجّ وأن يبني في كلّ منزلة. وكان يتلكّم مع العلماء، ويناظر،) ويبحث. وكان ملكاً حازماً، وافر الحرمة، مشهوراً بالشّجاعة والإقدام، وفيه تواضع، وكرمٌ، وحياء، وقد ساق على فرس واحدٍ من دمشق إلى الإسكندرية في ثمانية أيام في حدود سنة سبعٍ وستمائة إلى أخيه الملك الكامل محمد، فلمّا التقيا، قال له الكامل بعد أن اعتنقه والتزمه: اطلع اركب، فقال: (وإذا المطيّ بنا بلغن محمّداً .......... فظهورهن على الرّكاب حرام) فطرب الكامل وأعجبه. وكان قد أعدّ الجواسيس والقصّاد، فإنّ الفرنج كانوا على كتفه، فلذلك كان يظلم، ويعسف، ويصادر. وأخرب القدس، لعجزه عن حفظه من الفرنج، وأدار الخمور، وكان يملك من العريش إلى حمص، والكرك، والشّوبك، وإلى العلى.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 205 وكان عديم الالتفات إلى ما يرغب فيه الملوك من الأبّهة والتّعظيم، وينهى نوابه عن مزاحمة الملوك في طلوع العلم على جبل عرفات. وكان يركب وحده مراراً عديدة، ثمّ يتبعه غلمانه يتطاردون خلفه. وكان مكرماً لأصحابه كأنّه واحدٌ منهم، ويصلّي الجمعة في تربة عمّه صلاح الدّين ويمشي منها إلى تربة أبيه. توفّي في سلخ ذي القعدة سنة أربعٍ، ودفن بالقلعة، ثمّ نقل إلى تربته ومدرسته بقاسيون، سامحه الله. ونقلت من خطّ الضّياء قال: كان شجاعاً، فقيهاً، وكان يشرب المسكر ويجوّز شربه، وكان ربّما أعطى العطاء الكثير لمن لا يشرب حتّى يشربه. وأسّس ظلماً كثيراً ببلاد الشام، وأمر بخراب بيت المقدس، وغيرها من الحصون. وقال ابن الأثير: كان عالماً بعدّة علوم، فاضلاً فيها، منها: الفقه، ومنها علم النّحو، وكذلك اللّغة. نفق العلم في سوقه وقصده العلماء من الآفاق فأكرمهم وأعطاهم، إلى أن قال: لم يسمع أحدٌ منه ممّن يصحبه كلمةً نزقة. وكان يقول كثيراً: اعتقادي في الأصول ما سطّره أبو جعفر الطّحاويّ. وأوصى أن يدفن في لحدٍ، وأن لا بنى عليه بناءٌ، بل يكون قبره تحت السماء، وكان يقول في مرضه: لي عند الله في أمر دمياط ما أرجو أن يرحمني به. وقال ابن واصل: كان جند المعظّم ثلاثة آلاف فارس لم يكن عند أحد من إخوته جند مثلهم في فرط تجمّلهم، وحسن زيّهم، فكان بهذا العسكر القليل يقاوم إخوته، فكان الكامل يخافه لما) يتوهّمه من ميل عسكر مصر إليه لما يعلمونه عن اعتنائه بأمر أجناده. وكان المعظّم يخطب لأخيه الكامل في بلاده، ويضرب السّكة باسمه، ولا يذكر اسمه مع الكامل. وكان مع شهامته، وعظم هيبته قليل التّكلّف جدّاً، لا يركب في السّناجق السلطانية في غالب
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 206 أوقاته، بل في جمع قليل وعلى رأسه كلوتة صفراء بلا شاش، ويتخرّق الطّرق، ولا يطرّق له أحد. ولقد رأيته بالبيت المقدّس في سنة ثلاثٍ وعشرين والرجال والنّساء يزاحمونه ولا يردّهم. ولمّا كثر هذا منه، ضرب به المثل، فمن فعل فعلاً لا تكلّف فيه قيل: فعل المعظّمي. وكان شيخه في الفقه جمال الدّين الحصيريّ، تردّد إليه وإلى الكندي كثيراً. وكان قد بحث كتاب سيبويه وطالعه مرّات. بلغني أنّ أباه قال له: كيف خالفت أهلك وصرت حنفياً قال: يا خوند ألا ترضون أن يكون منّا واحدٌ مسلم قاله على سبيل المداعبة. 4 (حرف الفاء)
4 (فاطمة بنت يونس.) وأخوها هو الوزير أبو المظفّر عبيد الله بن يونس. روت بالإجازة عن أبي الحسن بن غبرة. 4 (الفتح بن عبد الله بن محمد بن عليّ بن هبة الله بن عبد السّلام ابن يحيى. عميد الدّين، أبو) الفرج، بن أبي منصور بن أبي الفتح بن أبي الحسن، البغداديّ، الكاتب. ولد يوم عاشوراء سنة سبعٍ وثلاثين وخمسمائة. وسمع من: جدّه أبي الفتح، ومحمد بن أحمد الطّرائفيّ، ومحمد بن عمر الأرمويّ، وأبي غالب محمد بن عليّ ابن الدّاية، وأحمد بن طاهر
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 207 الميهنيّ، وقاضي القضاة عليّ بن الحسين الزّينبيّ، وهبة الله بن أبي شريك الحاسب، وأبي الكرم الشّهرزوريّ، وسعيد ابن البنّاء، وأبي الوقت، ونوشتكين الرّضوانيّ، وأبي بكر ابن الزّاغونيّ، وأحمد بن محمد ابن الإخوة المخلّطيّ، وجماعةٍ. روى عنه خلقٌ كثيرٌ منهم: البرزاليّ، وعمر ابن الحاجب، والسيف ابن المجد، والقاضي شمس الدّين ابن العماد، وتقيّ الدّين ابن الواسطيّ، والشمس ابن الزّين، والكمال عبد الرحمن المكبّر، والجمال محمد ابن الدّبّاب، والشهاب الأبرقوهيّ. وكان أسند من بقي بالعراق. قال المنذري: كان شيخاً حسناً، كاتباً، أديباً، له شعرٌ، تصرّف في الأعمال الدّيوانية، وأضرّ في) آخر عمره، وانفرد بأكثر شيوخه ومروياته. وهو من بيت الحديث، هو، وأبوه، وجدّه، وجدّ أبيه. قال ابن الحاجب: هو من محلّة الدّينارية بباب الأزج، وكان قديماً يسكن بمنزل أسلافه بدار الخلافة. وهو بقية بيته صارت الرّحلة إليه من البلاد وتكاثر عليه الطّلبة، واشتهر اسمه. وكان من ذوي المناصب والولايات، فهماً بصنعنه، ترك الخدمة وبقي قانعاً بالكفاف، وأضرّ بأخرةٍ وكان كثير المرض حتّى أقعد. وكان مجلسه مجلس هيبةٍ ووقار، لا يكاد يشذّ عنه حرف، محقّق لسماعاته إلاّ أنّه لم يكن يحبّ الرّواية لمرضه واشتغاله بنفسه. وكان كثير الذّكر ذا هيبةٍ ووقار، وكان يتوالى ولم يظهر لنا ما تنكره عليه، بل كان يترحم على الصّحابة، ويلعن من يسبّهم. وكان ينظم الشعر في الزّهد والنّدم على ما فات، وكان ثقةً صحيح السّماع، ولم يكن مكثراً، ولكنّه تفرّد بعدة أجزاء ثمّ سمّى الأجزاء الّتي تفرّد بها، وقال: توفّي في الرابع والعشرين من المحرّم. وروى عنه الدّبيثيّ وقال: هو من أهل بيت حديثٍ، وكلّهم ثقات. قلت: وآخر من روى عنه بالإجازة فاطمة بنت سليمان الأنصارية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 208 وأخبرنا أحمد بن إسحاق، أخبرنا الفتح بن عبد السّلام، أخبرنا محمد بن عليّ ابن الدّاية، ومحمد بن عمر القاضي. وأخبرنا حضوراً محمد بن أحمد الطّرائفيّ. وأنبأنا يحيى بن أبي منصور الحنبليّ، أخبرنا عمر بن محمد المؤدّب ببغداد، أخبرنا أبو غالب ابن البنّاء، ويحيى ابن الطّرّاح، وأبو منصور ابن خيرون، وعبد الخالق ابن البدن، قالوا سبعتهم: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة، أخبرنا عبيد الله بن عبد الرحمن، أخبرنا جعفر القريابيّ، حدّثنا محمد بن الحسن البلخيّ، أخبرنا عبد الله بن المبارك، أخبرنا سفيان الثّوريّ، قال: كان يقال إذا عرفت نفسك لم يضرّك ما قيل فيك. قال المبارك ابن الشعّار الموصليّ في قلائد الجمان: كان الفتح يرجع إلى أدب، وسلامة قريحة في الشعر. قال: وكان مشتهراً بالتّشيع والغلوّ فيه على مذهب الإمامية. كتب من قوله إلى النّاصر لدين الله: (مولاي عبدك قد أضرّ وقد غدا .......... في قعر منزله طريحاً كالحجر)
(لا يستطيع السّعي فيما نابه .......... لمصابه بالعين مع وهن الكبر) ) 4 (حرف القاف)
4 (قرّة العين بنت المقرئ يعقوب بن يوسف الحربيّ.) روت عن أبي بكر عتيق بن صيلا. وماتت في صفر. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن سلمون.) أبو الحسن، البلنسيّ. قرأ لورش على أبي الحسن بن هذيل، وسمع منه الموطّأ والبخاريّ والتّيسير.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 209 قال الأبّار: وكان عدلاً مرضياً. سمعت منه، وله دكّان بالعطّارين يجلس فيها، ولم يكن له علم بالحديث ولا بغيره. أخذ عنه أصحابنا. وتوفّي في ربيع الآخر، وولد سنة سبعٍ وأربعين وخمسمائة. قلت: وروى عنه رضيّ الدّين الشّاطبيّ اللّغويّ، وقاضي تونس أبو العبّاس بن الغماز، وابن مسدي وقال: سمع من ابن هذيل سنة. 4 (محمد بن حاتم بن متوكّل.) أبو بكر، التّميميّ، القرطبيّ، الأصل، الإشبيليّ. ولي القضاء. وحدّث عن: أبي عبد الله بن زرقون، وأبي بكر ابن الجدّ. قال الأبّار: توفّي في جمادى الأولى. 4 (محمد بن الحسين بن حرب.) أبو البركات، الدّارقزّيّ، المقرئ. قرأ القرآن على أبي الفضل أحمد بن محمد بن شنيف بالقراءآت. وأقرأ، وكان عالي الإسناد في القراءآت فإنّ شيخه من أصحاب أبي طاهر ابن سوار، وثابت بن نبدار. وسمع من ابن شنيف، ولاحق ودهبل ابني عليّ بن كاره. وحدّث. ومات في شوّال. 4 (محمد بن حمزة بن محمد بن أبي سلمة. أبو الوفاء، الحلبيّ.) سمع عبد الله بن محمد الأشيريّ، وعنه مجد الدّين ابن العديم.) 4 (محمد بن عبد الله بن أحمد بن عليّ ابن المعمّر.) أبو الفضل، العلويّ، الحسينيّ، النّقيب. ولي نقابة العلويّين بالعراق بعد وفاة أبيه سنة إحدى وثمانين وخمسمائة، ثمّ عزل سنة سبعٍ وثمانين، وجلس في بيته خاملاً إلى هذا الوقت.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 210 توفّي في سادس صفر. وأحسبه روى عن جدّه. 4 (محمد بن عبد المعيد ابن الشيخ عبد المغيث بن زهير.) سمع من جدّه، ومن فارس الحفّار. وحدّث. ومات كهلاً في ذي القعدة. 4 (محمد بن عليّ بن محمد بن يحيى بن يحيى.) الشيخ أبو عبد الله، الغافقيّ، المرسيّ، الشّارّيّ. وشارّة: من عمل مرسية. قال الأبّار: أخذ القراءآت عن أبي نصر فتح بن يوسف صاحب أبي داود المقرئ. وسكن سبتة. وقد سمع من أبي العباس بن إدريس، وتفقّه على أبي محمد بن عاشر. روى عنه ابنه أبو الحسن، وعاش نيّفاً وثمانين سنة. 4 (محمد بن القاسم بن هبة الله التّكريتيّ. الفقيه، أبو عبد الله.) فقيهٌ، إمام، مفتٍ، صالحٌ، أعاد بالنّظاميّة ببغداد، ثمّ درّس بالقيصرية ببغداد. وكان حمقاً، تيّاهاً، يحطّ رتبته بكثرة دعاويه، وقد أخرج مرةً من بغداد، وجرت له أمور.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 211 4 (محمد بن أبي الفتوح الليث بن شجاع بن سعود. أبو هريرة ابن الوسطانيّ، البغداديّ،) الأزجيّ، الدّيناريّ، اللبّان، الضّرير. سمع من: أبي الوقت السّجزيّ، وأبي القاسم أحمد بن قفرجل، وهبة الله ابن هلال الدّقاق، والشيخ عبد القادر، وأبي الفتح بن البطّي، وجماعةٍ. وهو من محلّة الدّيناريّة. روى عنه: الدّبيثيّ، وعمر ابن الحاجب، والتّقيّ ابن الواسطيّ. وأخبرنا عنه الأبرقوهيّ. وأضرّ بأخرة، ورقّ حاله. وتوفّي في التاسع والعشرين من ربيع الأوّل. أخبرني الأبرقوهيّ، أخبرنا أبو هريرة، وزيد بن يحيى، قالا: أخبرنا أحمد بن قفرجل، أخبرنا) عاصمٌ، أخبرنا ابن مهديّ، حدّثنا المحامليّ، حدّثنا أحمد بن إسماعيل، حدّثنا مالك، عن ربيعة، عن حنظلة بن قيس الزّرقي، أنذه سأل رافع بن خديج عن كراء الأرض فقالك نهى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن كراء الأرض. فقلت: أبالذّهب والورق قال: أمّا الذّهب والورق فلا بأس به. رواه مسلم. 4 (محمد ابن الإمام أبي الوليد المعروف بالحفيد محمد بن أحمد ابن الإمام محمد بن أحمد بن) أحمد بن رشد. القاضي، أبو الحسن، القرطبيّ. بقية بيته نبلاً وجلالاً. ناب في الحكم وما استقلّ. سمع من جدّه أبي القاسم، ومن ابن بشكوال. كتب عنه ابن مسدي، وأرّخ وفاته في رمضان هذا العام.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 212 4 (محمد بن موسى بن هشام المرسي.) سمع من أبي القاسم بن حبيش وطبقته. وولي قضاء بسطة. ورّخه الأبّار. 4 (محمد بن أبي البركات بن عليّ. أبو البذر، الأزجيّ، الدّقّاق.) حدّث بالإجازة عن الشيخ عبد القادر، وغيره. ومات في ربيع الآخر. 4 (مالك بن يدو المغربيّ، الزّاهد، نزيل الإسكندرية.) صالحٌ، قانتٌ، عابدٌ، صحب المشايخ، وانتفع به جماعةٌ. قال الزّكيّ المنذريّ: قيل: إنّه سأل الله تعالى أن يخمل ذكره، فلم تكن شهرته بحسب ما تقتضيه رتبته. 4 (مطّلب بن بدر بن المطّلب بن زهمان.) أبو محمد، الكرديّ، الجنديّ، البشيريّ، البغداديّ. ولد سنة سبعٍ وأربعين. وسمع من أبي الفتح بن البطّي، ومعمر ابن الفاخر. وحدّث. والبشيريّ: بفتح الباء نسبة إلى جدّهم بشير. توفّي في سادس ذي القعدة. 4 (حرف الياء)
4 (يعقوب، الملك المعزّ، ويقال: الملك الأعزّ، شرف الدّين،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 213 أبو يوسف، ابن السلطان صلاح) ) الدّين يوسف بن أيّوب. ولد سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة. وسمع من: عبد الله بن برّي النّحويّ، وابن أسعد الجوانيّ. وقرأ القرآن على الأرتاحيّ. وكان متواضعاً، كثير التّلاوة، ديّناً. حدّث بالحرمين، ودمشق، وكان صدوقاً. سمع منه: الزّكيّ البرزاليّ، وابن الحاجب، وعبد الله بن محمد بن حسّان الخطيب. وتوفّي بحلب. يعيش. سيأتي في. 4 (يوسف بن إبراهيم بن تريك بن عبد المحسن.) أبو المظفّر، البيّع. من بيت الحديث. سمع من عمّه عبد المحسن بن تريك. ومات في رجب. 4 (المهذّب يوسف بن أبي سعيد السّامريّ. الطّبيب، الصّاحب.) برع في الطّبّ، وقرأ على مهذّب الدّين ابن النقاش، وجماعة. وخدم الملك الأمجد صاحب بعلبك، وحظي لديه، ونال الأموال، ثمّ وزر له، واستحوذ عليه. وما أحلى ما قال فتيان الشّاغوريّ في الأمجد: (أصبح السّامريّ معتقداً .......... معتقد السّامريّ في العجل) ولم يزل أمره مستقيماً حتّى كثر الشكاوى من أقاربه ببعلبكّ، فإنّهم قصدوه من دمشق، واستخدمهم في الجهات، فنكبه الأمجد ونكبهم،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 214 واستصفى أموالهم، وسجنه، ثمّ أطلقه، فجاء إلى دمشق. ومات في صفر. وهو عمّ الموفّق أمين الدولة. 4 (يوسف بن المظفّر بن شجاع. أبو محمد، العاقوليّ، ثمّ البغداديّ، الأزجيّ، الصّفّار، الزاهد.) تلميذ الشيخ عبد القادر ومريده. سمع من: أحمد بن قفرجل، وابن البطّي، وأحمد بن المقرّب، وجماعة. وحدّث. وله كلام حسن في التّصوّف والحقيقة. كان صالحاً، زاهداً. عابداً، يبترّك به. وهو آخر من لبس الحرقة من الشيخ.) ولد في رجب سنة خمسٍ وثلاثين، وتوفّي في المحرّم. وأخذ عنه السّيف ابن المجد. وسمع منه الجمال محمد ابن الدّبّاب سمع منه الأوّل والثاني من حديث أبي عليّ بن خزيمة البغداديّ. وأجاز لفاطمة بنت سليمان. 4 (الكنى)
4 (أبو العبّاس ابن البقّال.) أحد الكبار المتكلّمين العالمين بالأصول بالمغرب. أخذ عنه أبو الحسن البصريّ. ورّخه ابن عمران السّبتيّ في هذا العام، سمعت ذلك منه. 4 (أبو عبد الله بن حمّاد العسقلانيّ، ثمّ الصّالحيّ.) روى عن يحيى الثقفيّ. وهو والد المسند إسماعيل بن أبي عبد الله. ورّخه الضّياء فقال: توفّي في صفر. وكان محافظاً على الجماعة وسألته عن مولده فقال: سنة أخذ عسقلان، وأخذ في سنة ثمانٍ وأربعين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 215 4 (وفيها ولد) الشيخ تاج الدّين عبد الرحمن بن إبراهيم الفزاريّ، شيخ الشافعية. والقاضي عماد الدّين عبد الرحمن بن سالم بن واصل الحمويّ. والمحيي أبو بكر بن عبد الله ابن خطيب الأبّار. والنّجم عبد الغفار بن محمد بن المغيزل الحمويّ. والزّين محمد بن عبد الوهّاب بن أحمد ابن الجبّاب السّعديّ. والعزّ أحمد ابن شمس الدّين المسلم بن علاّن. والشمس محمد بن يوسف الإربلّي الذّهبي. والبدر حسن بن أحمد بن عطاء الأذرعي، بحلب. والزّين محمد بن أحمد العقيليّ، ابن القلانسيّ والد الشيخ الجلال. والشرف إبراهيم بن أبي الحسن بن صدقة المخرّميّ. والتّقيّ عبد الملك بن أيبك المعرّي، الفقيه. والشمس محمد بن مكّي بن أبي الذّكر الصّقلّيّ. والشمس محمد بن أحمد بن نوال الرّصافيّ.) وأبو الحرم بن محمد الأبّار، نزيل عجلون. والفخر عثمان بن يوسف بن مكتوم. 4 (وفي حدودها ولد) الشيخ شعبان الإربليّ. والشيخ أبو الحسن عليّ بن أحمد ابن البقّال. والشيخة ستّ الوزراء بنت عمر ابن المنجّى. وشمس الدّين محمد بن إبراهيم بن العيش الأنصاريّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 216 4 (وفيات سنة خمس وعشرين وستمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن تميم بن هشام بن أحمد بن عبد الله بن حيّون.) المحدّث، محبّ الدّين، أبو العباس، البهرانيّ، اللّبليّ. ولد ببليدة لبلة: من الأندلس، في سنة ثلاثٍ وسبعين وخمسمائة. أحد الرحّالين إلى الآفاق في الحديث، سمع ببغداد من ابن طبرزد، وطبقته، وبمصر من أبي نزار ربيعة اليمنيّ، وغيره، وبخراسان: المؤيّد الطّوسيّ، وأبي روح الهرويّ، وزينب الشّعريّة، وعبد الرحيم بن أبي سعد السّمعاني. ذكره ابن الأبّار: روى عن أبيه، وابن الجدّ، وأبي عبد الله بن زرقون. وقال ابن نقطة: ثقةٌ، صالح. ذكره ابن الحاجب فقال: أحد الأئمّة المعروفين بطلب الحديث، حسن الخطّ، صحيح النّقل، ثقةٌ، شافعيّ المذهب وقيل: إنّه كان حزمياً كريم
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 217 النفس، حلو المفاكهة. وكان من وجوه أهل بلده وهي قريبة من إشبيلية. قلت: روى عنه مجد الدّين عبد الرحمن ابن العديم، والتّاج عبد الخالق البعلبكيّ، وغيرهما. وتوفّي في منتصف رجب بدمشق. 4 (أحمد بن الخضر بن هبة الله بن أحمد بن عبد الله بن طاووس. أبو المعالي، الدّمشقيّ،) الصّوفيّ، أخو هبة الله. ولد بعد الأربعين وخمسمائة. وسمع من أبيه، وحمزة بن كروّس، وأبي القاسم الحافظ. وهو) من بيت العلم والرّواية. وكان صوفياً، عامّياً، قليل الفضيلة. روى عنه: البرزاليّ، والضّياء، وابن العديم، والجمال محمد ابن الصابونيّ، والتّقيّ ابن الواسطيّ، والسيف عليّ ابن الرّضيّ، وابن المجاور، وسعد الخير النابلسيّ، والعماد عبد الحافظ. روى لنا عنه العماد الأربعين لنصر المقدسيّ. وتوفّي في رمضان. 4 (أحمد بن شيرويه بن شهردار بن شيرويه.) أبو مسلم، الدّيلميّ، الهمذانيّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 218 سمع من جدّه، ومن: نصر بن المظفّر البرمكيّ، وأبي الوقت السّجزيّ، وأبي الخير الباغبان، وأبي زرعة المقدسيّ، وسمع صحيح البخاري من أبي الوقت. قال ابن نقطة: وهو شيخ مكثر، وثقةٌ، صحيح السّماع، سمعت منه بهمذان. وبلغنا أنّه توفّي بها في ثاني عشر شعبان من سنة خمسّ وعشرين. قلت: وروى عنه أيضاً الزكيّ البرزاليّ، والضّياء المقدسيّ، وقال: هو ابن شيخنا، وولد في سنة ستٍّ وأربعين. قلت: وأجاز للفخر عليّ، وجماعة. 4 (أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن بن ربيع الأشعري. القرطبيّ، أبو جعفر.) روى عن: أبيه، وأبي القاسم بن بشكوال، وأبي محمد عبد المنعم بن الفرس، وأبي بكر ابن الجدّ، وغيرهم. وتولّى خطابة قرطبة إلى أن مات في جمادى الآخرة أو رجب من السنة. روى عنه ابن أخيه القاضي أبو الحسين محمد بن أبي عامر يحيى. 4 (أحمد بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أحمد بن عبد الواحد بن محمد) بن أحمد بن عثمان بن الحكم بن الوليد بن سليمان بن أبي الحديد السّلميّ. النّظّام، أبو العباس.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 219 ولد بدمشق في جمادى الآخرة سنة سبعين وخمسمائة. من بيتٍ مشهورٍ، روى منهم جماعةٌ الحديث، وفيهم علماء وخطباء. سمع: الكنديّ، والخشوعيّ، وابن طبرزد. وبمصر البوصيريّ، وابن ياسين، وببغداد أصحاب) ابن الحصين، وبإصبهان عين الشمس الثّقفية. وسكن حلب مدّةً في صباه، وكان مليحاً، ولمّا سافر عنها عمل المهذّب ماجد بن محمد بن نصر ابن القيسرانيّ فيه: (لا للصّفي صافى ولا للرّضي .......... راضى ولا رق لخطب الخطيب) وحصّل جملةً من الكتب النّفيسة، وخطوط الشيوخ، واتّصل بخدمة الملك الأشرف ابن العادل. وكان معه فردة نعل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ورثه عن آبائه، والأمر معروف فيه، فإنّ الحافظ ابن السّمعاني ذكر: أنه رأى هذا النّعل لمّا قدم دمشق عند الشيخ عبد الرحمن بن أبي الحديد في سنة ستّ وثلاثين وخمسمائة. وكان الأشرف يقرّبه لأجله، ويؤثر أن يشتريه منه، يقفه في مكان يزار فيه، فلم يسمح بذلك، ولعلّه سمح بأن يقطع له منه قطعةً، ففكّر الأشرف أنّ الباب ينفتح في ذلك فامتنع من ذلك. ثمّ رتّبه الملك الأشرف بمشهد الخليل المعروف بالذّهبانيّ بين حرّان والرّقة، وقرّر له معلوماً، فأقام هناك حتّى توفّي، وأوصى بالنّعل للأشرف، ففرح به، وأقرّه بدار الحديث بدمشق. توفّي بالمشهد المذكور في ربيع الأول سنة خمس وعشرين وستمائة. وكان دمث الأخلاق، لطيفاً، حسن المعاشرة. روى عنه ابن الدّبيثيّ، وابن النجّار أناشيد. 4 (أحمد بن يحيى بن أحمد بن عليّ. أبو منصور، ابن البرّاج،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 220 البغداديّ، الصّوفيّ، الوكيل.) شيخٌ صالحٌ، خيّر. سمع سنن النّسائي من أبي زرعة، وسمع من ابن البطّي جزء البانياسيّ، وسمع من أحمد بن المقرّب أخبار مكة للأزرقيّ. روى عنه ابن الحاجب فقال: رجلٌ صالح، كثير التّلاوة، كثير الصّمت، لا يكاد يتكلم إلاّ جواباً، سمعت عليه معظم النّسائي وهو كلّه بسماعه من أبي زرعة. قلت: روى عنه السيف ابن المجد، والتقيّ ابن الواسطيّ، والشّمس ابن الزّين، وأبو الفضل محمد ابن الدّبّاب. وروى لنا عنه بالإجازة فاطمة بنت سليمان. وتوفّي في رابع المحرّم. 4 (أحمد بن أبي الوليد يزيد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد ابن أحمد بن مخلد بن عبد) الرحمن بن أحمد ابن الإمام بقيّ بن مخلد. قاضي الجماعة، العلاّمة، أبو القاسم، الأمويّ،) القرطبيّ، البقويّ. سمع: أباه، وجدّه أبا الحسن، ومحمد بن عبد الحقّ الخزرجي، وأبوي القاسم ابن بشكوال والسّهيليّ. وأجاز له أبو الحسن شريح بن محمد، وعبد الملك بن مسرّة، وتفرّد
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 221 بالرواية عن جماعة. وهو آخر من حدّث في الدّنيا عن شريح، وآخر من روى الموطّأ عن ابن عبد الحقّ سمعه منه بسماعه من البن الطّلاّع. قال ابن مسدي: راس شيخنا هذا بالمغربين، وولي القضاء بالعدوتين. ولمّا أسنّ، استعفى ورجع إلى بلده، فأقام قاضياً بها إلى أن غلب عليه الكبر، فلزم منزله، وكان عارفاً بالإجماع والخلاف، مائلاً إلى التّرجيح والإنصاف. قلت: وحدّث هو، وجميع آبائه. ذكره الأبّار، فقال: هو من رجالات الأندلس جلالاً، وكمالاً، ولا نعلم بها بيتاً أعرق من بيته في العم والنّباهة إلاّ بيت بني مغيث بقرطبة، وبيت بني الباجي بإشبيلية، وله التّقدّم على هؤلاء. وولي قضاء الجماعة بمرّاكش مضافاً إلى خطّتي المظالم والكتابة العليا فحمدت سيرته، ولم تزده الرّفعة إلاّ تواضعاً. ثمّ صرف عن ذلك كلّه، وأقام بمراكش زماناً إلى أن قلّد قضاء بلده وذهب إليه، ثمّ صرف عنه قبل وفاته بيسير، فازدحم الطّلبة عليه، وكان أهلاً لذلك. وقال ابن الزّبير أو غيره: كان لأبي القاسم باعٌ مديد في علم النّحو، والأدب. تنافس الناس في الأخذ عنه. وقرأ جميع سيبويه على الإمام أبي العباس أحمد بن عبد الرحمن بن مضاء، وقرأ عليه المقامات. قلت: ومن المتأخّرين الّذين رووا عنه بالإجازة محمد بن عيّاش بن محمد الخزرجيّ، والخطيب أبو القاسم بن يوسف بن الأيسر الجذاميّ، وأبو الحكم مالك بن عبد الرحمن بن المرحّل المالقيّ، وأبو محمد عبد الله بن محمد بن هارون الطّائيّ الكاتب وقد سمع منه ابن هارون هذا الموطأ سنة عشرين وستمائة وحدّث به سنة سبعمائة، وفيها أجاز لنا مرويّاته ثمّ اختلط بعد ذلك، ووقع في الهرم. فكتب إلينا ابن هارون من تونس ومولده سنة ثلاثٍ وستمائة: أنّ أبا القاسم أحمد بن يزيد الحاكم أجاز لهم، وهو آخر من حدّث عنه، قال: أنبأنا
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 222 أبو الحسن شريخ بن محمد الرّعينيّ،) وهو آخر من حدّث عنه، عن الحافظ أبي محمد بن حزم وهو آخر من روى عنه، قال: أخبرنا يحيى بن عبد الرحمن، أخبرنا قاسم بن أصبغ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله العبسيّ، حدّثنا وكيع، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: الصّوم جنّةٌ. وكان أبو القاسم يغلب عليه النّزوع إلى مذهب أهل الحديث والظّاهر في أحكامه وأموره. وتوفّي إثر صلاة الجمعة الخامس عشر من رمضان. وكان مولده في سنة سبعٍ وثلاثين وخمسمائة، وتجاوز ثمانياً وثمانين سنة رحمه الله. وممّن تأخّر من أصحابه الإمام أبو الحسين بن أبي الرّبيع. وأجاز لمالك ابن المرحّل، وابن عيّاش المالقيّ، ومحمد بن محمد المومنائيّ الفاسي. 4 (أرسلان، أبو سعيد، السّيّديّ. مولى السيدة بنت أمير المؤمنين المقتفي.) عاش نيّفاً وتسعين سنة. وحدّث عن أبي العالي الباجسرائيّ. وتوفّي في ذي الحجّة ببغداد. 4 (إسحاق، الملك المعزّ.) أبو يعقوب، ابن السّلطان صلاح الدّين يوسف بن أيوب. سمع من عبد الله بن برّي النّحويّ. وحدّث. وكان فاضلاً، حسن المذاكرة. نزل بحلب عند أخيه في حرمةٍ وتجمّل. تقنطر به فرسه في الصّيد، فمات في ذي الحجّة، وله ستٌّ وخمسون سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 223 4 (أسعد بن حسن بن أسعد بن عبد الرحمن ابن العجميّ.) الحبيّ، العلاّمة، أبو المعالي. تفقّه على أبي الحسين عبد الملك بن نصر الله، وبالموصل على أبي حامد بن يونس. ودخل خراسان، فسكنها مدّةً، ثمّ عاد إلى حلب، ودرّس بالظّاهرية، وأفتى، وأفاد. توفّي بدمشق بعد قدومه من الحجّ في شهر ربيع الأوّل، وحمل فدفن بحلب، وعاش إحدى وستّين سنة. أنبأني بذلك أبو العلاء الفرضيّ. 4 (اسفنديار بن الموفّق بن محمد بن يحيى. أبو الفضل، البوشنجيّ الأصل، الواسطيّ المولد،) ) البغداديّ الدّار، الكاتب، الواعظ. قرأ القراءآت بواسط على أبي الفتح المبارك بن أحمد بن زريق، وغيره، وبالموصل على القرطبيّ، وقرأ العربية ببغداد بعد ذلك على أبي محمد ابن الخشّاب، والكمال الأنباريّ. وسمع من: أبي الفتح بن البطّي، وروح بن أحمد الحديثيّ، وعمر بن بنيمان، وأبي الأزهر محمد بن محمود. وكان وافر الفضل، ومليح الخطّ، جيّد النّظم، والنّثر، والإنشاء، ولي ديوان الرسائل، وكان شيعياً غالياً. روى عنه أبو عبد الله الدّبيثيّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 224 وهو حدّ الواعظ نجم الدّين عليّ بن عليّ بن إسنفديار. قال ابن النّجّار: ولد في سنة أربع وأربعين ببغداد، وجوّد القرآن، وأحكم التّفسير، وقرأ الفقه على مذهب الشافعيّ، والأدب، حتّى برع فيه. وصحب صدقة بن وزير الواعظ، ووعظ، ثمّ ترك ذلك واشتغل بالإنشاء والبلاغة. ثمّ رتّب بالدّيوان سنة أربعٍ وثمانين، ثمّ عزل بعد أشهر، فبطل مدّة، ثمّ رتّب شيخاً برباط، ثمّ عزل بعد مدّة. وكان يتشيّع. كتبت عنه، وكان ظريف الأخلاق، غزير الفضل، متواضعاً، عابداً، متهجّداً، كثير التّلاوة. وقال ابن الجوزيّ في درّة الإكليل: عزل اسفنديار الواعظ من كتابة الإنشاء. حكى عنه بعض عدول بغداد: أنّه حضر مجلسه بالكوفة، فقال: لمّا قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: من كنت مولاه فعلي مولاه تغيّر وصه أبي بكر وعمر، فنزلت هذه الآية: فلمّا رأوه زلفةً سيئت وجوه الّذي كفروا قال: ولمّا وليّ، لبس الحرير والذّهب توفّي في تاسع ربيع الأوّل وله سبعٌ وثمانون سنة وأشهر توفّي ببغداد. 4 (إسماعيل بن أحمد بن عبد الرحمن. أبو الوليد، ابن السّرّاج، الأنصاريّ، الإشبيليّ.) سمع من أبي عبد الله بن زرقون، وغيره. وأخذ القراءآت عن أبي عمرو ابن عظيمة، والعربية عن أبي إسحاق ابن ملكون. وكان عارفاً بالشّروط. ولي قضاء بعض الكور. قال ابن الأبّار: ما أظنّه حدّث. مات في حدود سنة خمسّ وعشرين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 225 4 (حرف الباء) ) 4 (بشارة بن طلائع. أبو الحسن، المكينيّ، المصريّ.) شيخٌ ديّنٌ. سمع من السّلفي وحدّث. 4 (البهاء، الشريف العبّاسيّ، الدّمشقيّ.) كاتب الحكم. فيها ذكره أبو شامة، واسمه عبد القاهر بن عقيل. كان رأساً في كتابة السّجلاّت، والشّروط. 4 (حرف الثاء)
4 (ثابت بن الحسن بن خليفة. أبو الحسن، النّحويّ.) ولد سنة ثلاثٍ وخمسين. وسمع من السّلفيّ. ومات في جمادى الأولى. 4 (حرف الحاء)
4 (حبش بن أبي محمد بن عمر ابن الطّبقيّ.) أبو عليّ، البغداديّ قطّاع الآجرّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 226 سمع أبا طالب بن خضير. ومات في ذي الحجّة. 4 (الحسن بن إسحاق بن موهوب بن أحمد بن محمد ابن الجواليقيّ. أبو عليّ، ابن أبي طاهر،) ابن العلاّمة أبي منصور. سمع: ابن ناصر، وأبا بكر ابن الزّاغونيّ، ونصر بن نصر، وأبا الوقت، والعون بن هبيرة، وابن البطّي، وأبا زرعة، وطائفةً سواهم. وولد سنة أربعٍ وأربعين وخمسمائة. وكان من أهل العلم والدّين، له سمتٌ، ووقار، وسماعه صحيح. تفرّد بالعاشر من المخلّصيات وبالثالث الصغير منها، والنّصف الأول من السادس منها وببغض الثاني. وبديوان المتنبّي. وسمع الصّحيح من أبي الوقت. قال ابن النّجّار: كتبت عنه. وكان مرضيّ الطّريقة، متديّناً. قلت: روى عنه البرزاليّ، والدّبيثيّ، وابن النّجّار، والسيف، وابن الحاجب، والتّقيّ ابن الواسطيّ، والشمس ابن الزّين، والشهاب الأبرقوهيّ، والمجد عبد العزيز ابن الخليليّ والد الوزير، وآخرون. وبالإجازة العزّ أحمد ابن العماد، والشمس محمد ابن الواسطيّ، وأبو) الحسين اليونينيّ، وفاطمة بنت سليمان وهي آخر من روى عنه. وتوفّي في ثامن شعبان ببغداد، ودفن بمقبرة باب حرب. 4 (الحسن بن عليّ بن أبي القاسم الحسين بن الحسن. الشيخ
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 227 نفيس الدّين، أبو محمد، ابن البنّ،) الأسديّ، الدّمشقيّ. ولد في حدود سنة سبعٍ وثلاثين. وسمع الكثير من جدّه أبي القاسم، وتفرّد عنه بأشياء. وصحب الأمير محمود بن نعمة الشيزريّ زماناً وتأدّب عليه، وسمع منه وله أصول يحدّث منها. قال ابن الحاجب: كان دائم السّكوت لا يكاد يتكلّم، وإذا نفر من شيء لا يعود إليه. وكان ثقةً، ثبتاً سألت العدل عليّ ابن الشّيرجيّ عنه فقال: كان على خيرٍ، كثير الصدقة والإحسان إلى النّاس. وقال الضّياء: هو شيخٌ حسن، قليل الكلام، موصوفٌ بالخير وقلّة الفضول. وقال ابن الحاجب: أجاز له أبو بكر ابن الزّاغونيّ، ونصر بن نصر العكبريّ. قلت: وكان يسكن بالكشك، وأحسبه كان خشّاباً. روى عنه: الضّياء، والبرزاليّ، ابن خليل، والشرف ابن النابلسيّ، والجمال محمد ابن الصّابونيّ، ومحمد بن داود بن الياس البعلبكيّ، ومحمد ابن سالم النابلسيّ، وبلدياه: سعد الخير ونصرٌ، والفخر ابن البخاريّ، والتّقيّ ابن الواسطيّ، والشمس ابن الكمال، والعزّ ابن الفرّاء، والشمس ابن الواسطيّ، والشهاب الأبرقوهيّ، والشمس بن عبدان، وجماعةٌ سواهم. توفّي في ثامن عشر شعبان، ودفن بباب الفراديس، وشيّعه ابن الصّلاح. 4 (حرف الدال)
4 (داود بن رستم بن محمد. أبو الفضل، الحرّانيّ، نزيل بغداد.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 228 روى عن: نصر الله القزّاز، والكمال الأنباريّ النّحويّ. كتب عنه ابن الحاجب وقال: مات في جمادى الآخرة ببغداد. 4 (درع بن فارس بن حيدرة. حصن الدّولة، أبو المنيع، العسقلانيّ، نزيل دمشق.) حدّث عن السّلفيّ. روى عنه: البرزاليّ، والقوصيّ، وجماعةٌ والرشيد العطّار، وفاطمة بنت عساكر، ومحمد بن) محمد بن مناقب المنقذيّ، وعبد الصّمد بن عساكر. توفّي في سادس المحرّم بدمشق. 4 (حرف الراء)
4 (رسن بن يحيى بن رسن. أبو إبراهيم، النّيليّ، ثمّ البغداديّ.) سمع: من ابن البطّي، وغيره. ومات في صفر. 4 (حرف الصاد)
4 (صاعد بن عليّ بن محمد بن عمر. الشيخ صدر الدّين، ابو المعالي، الواسطيّ، الواعظ،) نزيل إربل. سمع من: أبي الفتح بن البطّي، وشهدة الكاتبة، والحيص بيص الشاعر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 229 وقيل: إنّه سمع من أبي الوقت، ولم يصحّ. ولد سنة سبعٍ وثلاثين وخمسمائة. وكان حسن الوعظ، مليح الشّكل، وافر الحرمة عند صاحب إربل، رزق القبول التّامّ. وكان قد صحب صداقة بن وزير الواعظ وتخرّج به، وسكن إربل نحواً من خمسين سنة. روى عنه: الدّبيثيّ، والظّهير محمود بن عبيد الله الزّنجابيّ، وجماعة. وتوفّي في تاسع ربيع الآخر. 4 (صفوان بن مرتفع بن طغان. الشيخ أبو الوفاء، الأرسوفيّ، ثمّ المصريّ، المقرئ.) قرأ القراءآت على أبي الجيوش عساكر بن عليّ وسمع منه ومن غيره. وتفقّه. ومات في رابع عشر صفر، وقد قارب السبعين. 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن الحسن بن أبي عبد الله الحسين بن أبي السّنان.) أبو محمد، الموصليّ، الأديب، الشّروطيّ. ولد بالموصل سنة اثنتين وثلاثين. وروى عن: يحيى بن سعدون القرطبيّ، وغيره. ومات في رابع عشر ربيع الآخر. وكان بصيراً بكتابة الشّروط مشهوراً بها.) قال ابن النّجّار: سمع من أبي سعد عبد اللّطيف بن أحمد بن محمد البغداديّ، وعمّر طويلاً على أحسن طريقةٍ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 230 4 (عبد الرحمن بن إسماعيل بن عبد الرحمن.) أبو القاسم، الأزديّ، ابن الحدّاد، التونسيّ. شارح الشاطبية، وكان قد رحل وسمعها من النّاظم، وتلا عليه بالسّبع. وسمع من: ابن برّي النّحويّ، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 231 ودخل الأندلس وبها ليقيه ابن مسدي، وقال: مات في حدود سنة وولد بعد الخمسين. 4 (عبد الرحيم بن عليّ بن الحسين بن شيث. القاضي، الرئيس، جمال الدّين، الأمويّ،) القرشيّ، الإسناويّ، القوصيّ. ولد بإسنا في سنة سبعٍ وخمسين وخمسمائة. ونشأ بقوص، وتفنّن بها، وبرع في الآداب والعلم. وكان ديّناً، خيّراً، ورعاً، حسن النّظم، والنثر، منشئاً بليغاً. ولي الدّيوان بقوص، ثمّ بالإسكندرية ثمّ بالقدس، ثمّ ولي كتابة الإنشاء للمعظّم. وقال الشهاب القوصيّ: إنه ولي الوزارة للمعظّم. وقال الضّياء: كان يوصف بالمروءة، وقضاء حوائج الناس. توفّي في سابع المحرّم، ودفن في تربةٍ له بقاسيون. أنشدنا رشيد بن كامل الأديب، وأنشدنا أبو العرب القوصيّ، أنشدنا الوزير جمال الدّين أبو القاسم عبد الرحيم بن عليّ بن شيث لنفسه: (كن مع الدّهر كيف قلبّك الدّه .......... ر بقلبٍ راضٍ وصدرٍ رحيب)
(وتيقّن أنّ اللّيالي ستأتي .......... كلّ يومٍ وليلةٍ بعجيب) وله:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 232 (أنت كالبدر كلّما حلّ في أر .......... ضٍ أضاءت بنوره آفاقه)
(غاب قلبي وأنت فيه فما أع .......... ظم ما برّحت بنا أشواقه)
(فعسى القرب أن يباح وأن ين .......... حلّ من ربقة الغرام وثاقه)
4 (عليّ بن أبي هاشم أفضل بن أشرف. الشّريف، أبو القاسم، الهاشميّ، البغداديّ.) ) سمع من شهدة، وغير واحدٍ. وقتل رحمه الله بطريق مكّة. 4 (حرف اللام)
4 (لبابة بنت أحمد بن أبي الفضل بن أحمد بن مزروع.) أم الفضل، الحربيّة، بنت الثّلاحيّ. سمعت: عمر بن بنيمان، ودهبل بن كاره. كانت امرأةً صالحة. سمع منها الحافظ ابن نقطة، وغيره، وحدّثنا عنها الشّهاب الأبرقوهيّ. وماتت في ثاني ذي الحجّة. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أحمد بن مسعود بن عبد الرحمن. أبو عبد الله، الأزديّ، الشاطبيّ، المقرئ،) المعروف بابن صاحب الصّلاة. قرأ برواية نافع على أبي الحسن بن هذيل، وسمع منه كثيراً من تصانيف أبي عمرو الدّاني، وأجاز له في سنة ثلاثٍ وستّين. وكتب بخطّه علماّ كثيراً، واحتيج إليه، وعمّر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 233 قال الأبّار: لم آخذ عنه لتسمّحه في الإقراء والإسماع سمح الله له ولد بشاطبة سنة اثنتين وأربعين، وتوفّي ببلنسية. قلت: أنا رأيت خطّه لشخص أنّه قرأ عليه القرآن برواية نافع في يومّ وليلةٍ، وهو من بقايا أصحاب ابن هذيل، حدّث عنه بالتّيسير وغيره. قرأ عليه محمد بن محمد الفصّال نزيل منية بني خصيب، ورضيّ الدّين محمد بن عليّ الشاطبيّ اللّغويّ، والقاضي أبو العباس بن الغمّاز، وابن مسدي وقال فيه: المكتب، كان عاكفاً على التلاوة، واقفاً مع الصلاح، خلف أباه في الإقراء، قال لي: أنا الّذي لقّنت القرآن لأبي القاسم صاحب الشاطبية بين يدي والدي، وبي تدرّب، ومعي رحل إلى بلنسية فقرأنا معاً على ابن هذيل ورجعت قبله. قال ابن مسدي: هو آخر من تلا على ابن هذيل من الثّقات، وكان مقبلاً على تعليم القرآن، ونسخ بالأجرة كثيراً. وكانت له إجازةٌ من عليّ بن النقرات الفاسي.) 4 (محمد بن أحمد بن إسماعيل بن أبي عطاف.) أبو أحمد، المقدسيّ، الصّالحيّ. ولد سنة ستٍّ وأربعين وخمسمائة. وسمع من: محمد بن بركة الصّلحيّ، وابن صدقة الحرّانيّ. وكان من فقهاء الحنابلة وأعيانهم. روى عنه: الضّياء محمد، وغيره. وتوفّي في تاسع عشر رجب. 4 (محمد بن أحمد بن حمزة.) أبو الفضل، ابن البرفطيّ، الكاتب، الأديب. كان بارعاً في الكتابة والشعر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 234 توفّي في رجب. جوّد عليه خلقٌ بالعراق والشام. وبرفط: من قرى نهر الملك. 4 (محمد بن إسماعيل بن محمد.) أبو عبد الله الحضرميّ، المغربيّ، المتيجي. ومتيشة: من ناحية بجاية. دخل الأندلس، وسكن مرسية، وولي خطابتها. وكان مكثراً عن ابن بشكوالٍ، وأبي بكر بن خيرٍ. وكان مليح الخطّ والضّبط، مشاركاً في علم الحديث، فاضلاً، زاهداً، شاعراً. كتب علماً كثيراً، وحمل الناس عنه. وتوفّي في ربيع الأوّل عن نحو سبعين سنة. أكثر عنه ابن برطلة. 4 (محمد بن بركة بن محمد بن سنبلة.) أبو عبد الله، البغداديّ، السّدريّ. حدّث عن دهبل ولاحق ابني كاره. ومات في ذي الحجّة. 4 (محمد بن الحسين بن محمد بن يوسف. معين الدّين، أبو عبد الله بن الشيخ الصالح المجاور) أبي عليّ الشّيرازيّ، الفارسيّ، الصوفيّ. نسيب الوزير نجم الدّين.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 235 ولد سنة ستٍّ وأربعين وخمسمائة بدمشق، وسمع بها من الوزير أبي المظفّر الفلكيّ، وعليّ بن أحمد بن مقاتل، وأبي القاسم الحافظ. ودخل مصر في شبيبته وسمع من عبد الله بن برّي النّحويّ، والتّاج المسعوديّ. وحسنت في الآخر حاله، ولازم الصلوات. روى عنه: الزّكيّ المنذريّ، والشرف بن عساكر شيخنا. وبالإجازة الشخاب الأبرقوهيّ. 4 (محمد بن عبد الله بن المبارك بن كرم. أبو منصور، البندنيجيّ نسبة إلى البندنيجين:) بليدة من العراق البغداديّ، البيّع، أبو منصور، المعروف بابن عفيجة، الحماميّ. شيخ مسندٌ، معمّر، من بيت حديث، وعدالة. سمع: الحافظ ابن ناصر، أبا طالب بن خضير. وأجاز له في سنة ثمانٍ وثلاثين وخمسمائة جماعةٌ منهم: ابو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون، وأبو محمد عبد الله بن عليّ سبط الخيّاط، وأحمد بن عبد الله ابن الآبنوسيّ. وخرّج له ابن النّجّار جزءاً عنهم، وكذا خرّج له ابن الخيّر. ثقل سمعه في آخر عمر. وعفيجة: لقب أبيه عبد الله. ولد سنة سبعٍ وثلاثين تقريباً، وتوفّي في ثاني عشر ذي الحجّة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 236 كان قد رقّت حاله واحتاج، واستولت عليه الأمراض. قال ابن الحاجبّ: فكان يأوي إلى بعض أقاربه، وكنّا نقاسي مشقّةً في الوصول إليه ويمنعونا في أكثر الأوقات. قلت: ولم يكن عنده عن ابن ناصر إلاّ شيءٌ من حديث أبي نعيم الحافظ. روى عنه: الدّبيثيّ، وابن النّجّار، والسيف أحمد بن عيسى، والتّقيّ ابن الواسطيّ. وسمعنا بإجازته على شرف الدّين اليونينيّ، وفاطمة بنت سليمان. وكان العماد إسماعيل ابن الطّبّال شيخ المستنصرية حضر عليه في الرابعة مشيخته، وهو آخر من روى عنه. 4 (محمد بن عبد الحقّ بن سليمان الكوميّ.) أبو عبد الله، قاضي تلمسان. تفقّه على أبيه، وأخذ القراءآت، والفقه، والنّحو في سنة إحدى وخمسين عن أبي عليّ ابن الخرّاز النّحويّ.) وسمع من أبي الحسن بن حنين، وأبي عبد الله بن خليل. وأجاز له السّلفيّ، وابن هذيل. وكان معظّماً عند الخاصّة والعامّة، فاضلاً، كثير التّصانيف. نيّف على الثّمانين. وله تأليفٌ في غريب الموطّأ، وله كتاب المختار في الجمع بين المنتقى والاستذكار نحو ثلاثة آلاف ورقة. 4 (محمد بن أبي زيد عبد الرحمن بن عبد الله بن حسّان بن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 237 ثابت. أبو عبد الله، القيسيّ،) السّبتيّ، التّاجر، نزيل الإسكندرية. شيخٌ صالح، محتشمٌ، كثير المعروف والبرّ. دخل على السّلفيّ ورآه في سنة خمسٍ وستّين، ثم سمع بعد موته من عبد المجيد بن دليل. ودخل العراق، ورجع إلى المغرب، ثم قدم الإسكندرية وسكنها. ومات في ربيع الأوّل. روى عنه الزّكيّ المنذريّ. 4 (محمد بن أبي الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أحمد بن رشد. القاضي، أبو) الحسن، القرطبيّ، المالكيّ. نائب الحكم بقرطبة، وربّما استقلّ بالحكم بها. كان آخر أهل بيته جلالاً، وفضيلة. سمع من: جدّه أبي القاسم، وابن بشكوال. روى عنه ابن مسدي وقال: مات في رمضان. ولجدّه إجازة من ابن الطّلاّع. 4 (محمد بن محمد ابن أخت جميل، الأزجيّ، الزّاهد.) رجلٌ صالحٌ، عابدٌ، منقبضٌ عن الناس، كبير القدر، قانعٌ باليسير، مسدّدٌ في أقواله وأفعاله. ولمّا استخلف الظّاهر بالله، فرّق أموالاً عظيمة على الفقراء، فقيل: إنّه نفّذ إليه خمسمائة دينار، فلم يقبلها، فقيل له: فرّقها على من تعرف، قال: لا أعرف أحداً. فاشتهر، وقصده النّاس للتبرّك والزّيارة. فكان يتكلّم بكلام حسن. ولم يتغيّر عليه شيء من حاله ولا لباسه. توفّي في الخامس والعشرين من ذي القعدة، وازدحم الخلق عليه، وبنوا على قبره مشهداً. وقد ناطح السّبعين. 4 (محمد بن المبارك بن أبي بكر بن منصور بن المستعمل.) أبو بكر، الحريميّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 238 سمع: أبا الوقت، وأبا علي أحمد ابن الخزّاز، وأبا المعالي ابن اللّماس. وولد في سنة سبعٍ وأربعين وخمسمائة.) سمع منه: عمر ابن الحاجب، والرّفيع الهمذانيّ، وولداه: أحمد، ومحمد، وابن نقطة، وجماعة. ومات في ربيع الآخر، في أواخره. 4 (محمد بن أبي المعالي النّفيس بن محمد بن إسماعيل بن عطاء. أبو الفتح، البغداديّ،) الصّوفيّ. شيخٌ صالحٌ من أهل رباط المأمونية، مليح الشّكل. ولد سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة، وقيل: ولد سنة تسعٍ وثلاثين. ولبس الخرقة من الشيخ أبي الوقت وسمع منه الصحيح بقراءة ابن الأخضر. روى عنه: ابن الحاجب، وابن النّجّار، والسيف ابن المجد، وابن نقطة، والرفيع قاضي أبرقوه، وولداه. وتوفّي في رابع عشر ذي القعدة. أخبرني أحمد بن إسحاق القرافيّ، أخبرنا أبو الفتح محمد بن النّفيس، وعليّ بن يوسف الظّفريّ، ومحمد بن أحمد القطيعيّ ببغداد، ومحمد بن أبي القاسم حضوراً بأبرقوه في سنة سبع عشر وستمائة، قالوا: أخبرنا أبو الوقت، أخبرنا الدّاووديّ، أخبرنا ابن حمّويه، أخبرنا الفربريّ، حدّثنا البخاريّ، حدّثنا معلّى بن أسد، حدّثنا وهيبٌ، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس: أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم احتجم وهو محرمٌ واحتجم وهو صائم رواه النّسائي عن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 239 محمد بن حاتم، عن حبّان بن موسى، عن ابن المبارك، عن معمر، عن أيّوب، فوقع لنا عالياً. 4 (محاسن بن عمر بن رضوان.) أبو الوقت، الأزجيّ، الخزائنيّ غلام الخزانة. شيخً مسنٌّ، فقير. سمع من: أبي بكر ابن الزّاغونيّ، وأبي طالب بن خضير. قال ابن نقطة: سمعت منه، وسماعه صحيح. وقال ابن الحاجب: عرضت عليه قليلاً من الذّهب، فردّه، وامتنع مع حاجته. روى عنه: الشمس عبد الرحمن ابن الزّين، والكمال أحمد بن يوسف الفاضل، والتّقيّ ابن الواسطيّ، وبالإجازة الأبرقوهيّ، وفاطمة بن سليمان. وتوفّي في ربيع الأوّل. 4 (مسعود بن عبد الله بن سعد.) ) أبو يحيى، الطّبريّ، ثمّ البغداديّ، الخيّاط. ولد سنة سبعٍ وأربعين وخمسمائة. وسمع من عبد الملك بن عليّ الهمذانيّ. وحدّث. 4 (منصور بن عبد الرحمن بن أبي السّعادات.) أبو محمد، ابن اللّبّان، البغداديّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 240 روى عن أبي طالب ن خضير. ومات في رمضان. 4 (الموفق النّصرانيّ الطّبيب، يعقوب بن سقلاب القدسيّ.) أقام بالقدس مدّةً، ولازم بها راهباً، فيلسوفاً، بارعاً في الهيئة والنّجوم. واشتغل على أبي منصور النّصرانيّ الطّبيب. وكان الملعون عاقلاً، رزيناً، ساكناً، متقناً للّسان الرّوميّ، خبيراً بنقله إلى العربيّ، وكان من أعلم أهل زمانه بكتب جالينوس حتّى لعلّه يكاد يستحضرها كلّها. قرأ عليه الموفّق بن أبي أصيبعة، وغيره. وكان ماهراً بالعلاج. وكان الملك المعظّم يشكر طبّه، ويصفه، فأصاب الحكيم يعقوب نقرسٌ، فكان يحمل في محفّةٍ مع الملك المعظّم إذا سافر وقال له: يا حكيم ما لك لا تداوي مرضك فقال: يا مولانا الخشب إذا سوّس ما يبقى في إصلاحه حيلة. مات في ربيع الآخر. 4 (حرف النون)
4 (نصر ابن الأديب أبي عبد الله محمد بن نصر بن صغير.) أبو الفتح القيسرانيّ. توفّي بحلب في عشر التّسعين. وله شعر لا بأس به. 4 (نعمة بن عبد العزيز بن هبة الله.) أبو الفضل، العسقلانيّ، العدل، التّاجر. سمع بدمشق من أبي القاسم بن عساكر. وحدّث بمصر، وبغداد. وتوفّي في المحرّم، وله بضع وثمانون سنةً. روى عنه: الرشيد العطّار، والزّكيّ المنذريّ.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 241 4 (حرف الواو)
4 (وجه السبع، الأمير مظفّر الدّين سنقر، صاحب بلاد خوزستان.) كان أحد الشّجعان المذكورين. حجّ بالناس سنة اثنتين وستمائة. ففارق الرّكب، وقفز إلى صاحب الشام الملك العادل لمنافرةٍ جرت بينه وبين الخادم الّذي على سبيل الوزير ناصر بن مهديّ، وكان بينه وبين الوزير وحشةٌ أيضاً، فخاف منه، فالتقاه العادل، وأكرمه، وأقام عنده ستّ سنين. وكان من كبار الدّولة، فلمّا عزل الوزير، سار إلى العراق، وبقي إلى هذه السنة. 4 (حرف الهاء)
4 (هندولة بن خليفة. أبو القاسم، الزّنجانيّ، الصّوفيّ.) شيخ صالح، نزيل دمشق. وحدّث عن: أبي الفتح بن شاتيل، ويحيى الثّقفيّ. 4 (حرف الياء) يحيى بن المظفّر بن الحسن. أبو زكريا، البغداديّ، الحنفيّ. روى عن: أبي المظفّر بن التّريكيّ، وأبي المعاليّ ابن اللّحّاس. وكان مفتياً، مدرّساً، مناظراً. وقد صنّف في المذهب. سمع الناسخ والمنسوخ لهبة الدّين المفسّر، من التّريكيّ، وسلامة بن الصّدر معاً، عن رزق الله، عنه. وتوفّي في ثالث عشر ذي الحجّة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 242 قال ابن الحاجب: كان يرمى بالاعتزال. 4 (يوسف بن عمر بن أبي بكر بن سبيع.) أبو بكر، الباقلاّنيّ، الشّروطيّ. سمع من: عبد الحقّ اليوسفيّ، وشهدة. وكان فرضيّاً. توفّي في رجب. 4 (يوسف بن معزوز.) إمام النّحو، أبو الحجّاج، القيسيّ، المرسي. وصنّف كتاب شرح الإيضاح للفارسيّ. وله ردٌّ على الزّمخشريّ في مفصّله.) أخذ عن أبي إسحاق بن ملكون، والسّهيليّ. وتخرّج به أئمّةٌ. مات في حدود هذه السنة. 4 (وفيها ولد) العلاّمة تقيّ الدّين محمد بن عليّ ابن دقيق العيد. والعفيف عبد السلام بن محمد بن مزروع. والشرف عيسى بن أبي محمد المغاريّ. ورشيد بن كامل الرّقّيّ. والنّجم أحمد بن محمد بن حسن بن صصرى.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 243 وفاطمة بنت إبراهيم بن جوهر البعلبكّية، في رجب. والشرف عبد المنعم بن عبد اللّطيف ابن زين الأمناء. وقاضي حلب شمس الدّين محمد بن محمد بن بهرام الدّمشقيّ. والزّين محمد بن عبد الغنيّ بن عبد الكافي ابن الحرستانيّ الذّهبيّ، في رجب. والزّكيّ عبد المحسن بن زين الكنانيّ، يروي عن جعفر. وسيف الدّين بلاشو بن عيسى بن بلاشو. والشيخ عمر بن أبي القاسم السّلاويّ. والشرف شيرزاد بن ممدود بن شيرزاد. والغرس محمود بن عبد المنعم الحرّانيّ. والعزّ عبد العزيز بن محمد بن عبد الحقّ العدل، في شعبان. والمحبّ صدقة بن عليّ بن هلالة، بإشبيلية. ومحيي الدّين يحيى بن عليّ بن أبي طالب الموسويّ. والملك الظّاهر شاذي ابن الناصر داود. والأمين عبد الله بن إسماعيل الحلبيّ المسلمانيّ الكاتب، أسلم وله ثلاثون سنة، وطال عمره.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 244 4 (وفيات سنة ست وعشرين وستمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن حسّان بن حسّان. أبو القاسم، الكلبيّ، الإشبيليّ.) ) سمع من أبي بكر ابن الجدّ فأكثر، ومن أبي محمد بن بونه. وكان رئيساً، محتشماً، جواداً، أديباً، أخبارياً. قال الأبّار: سمعت منه، وتوفّي في ثالث عشر جمادى الأولى، وله أحد وستّون عاماً. 4 (أحمد بن الحسين بن محمد بن جميل.) أبو العبّاس، البندنيجيّ، الحفّار. روى عن: أبي الحسين عبد الحقّ. ومات في ربيع الأوّل. 4 (أحمد بن زكرياء بن مسعود.) أبو جعفر، الأنصاريّ، الأندلسيّ، القبذاقيّ، المقريء.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 245 أخذ القراءآت عن الحسن بن عبد الله السّعديّ، ومن أبي بكر بن أبي حمزة. أخذ عنه ابن مسدي، ورماه بالاختلاق، وقال: اجتمع طلبةٌ، فوضعوا لفظةً، وسمّوا بها كتاباً، وسألوه عنه، فقال: أدريه وأرويه. وكان يسقط من الأسانيد رجالاً ليوهم العلوّ. عاش بضعاً وستّين سنة. 4 (أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن بن ربيع الأشعريّ. أبو جعفر، القرطبيّ.) روى عن: أبيه أبي الحسين، وأبي بكر ابن الجدّ، وابن بشكوال، وجماعة. وولي خطابة قرطبة مدّة. مات في وسط العام. روى عنه ابن أخيه أبو الحسين محمد بن الأشعريّ. وهم بيت علمٍ ورواية. 4 (أحمد بن نجم ابن شرف الإسلام عبد الوهّاب ابن الحنبليّ.) بهاد الدّين، أبو العبّاس، أخو النّاصح.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 246 ولد سنة تسعٍ وأربعين. وسمع من القاضي كمال الدّين أبي الفضل الشّهرزوريّ. وحدّث. وسمع من أبي الفوارس الحيص بيص شعراً. ومات في ذي القعدة. وسمع من سلمان الرّحبيّ أيضاً. روى عنه: الضّياء، والشّهاب القوصيّ.) 4 (إسماعيل بن سيف الدّولة المبارك بن كامل بن مقلّد بن عليّ ابن منقذ، الأمير جمال الدّين.) أبو الطّاهر، الكنانيّ، المصريّ المولد. سمع السّلفيّ ووالده. وولي نيابة حرّان، وبها توفّي في رمضان. وله شعر، وفضائل. روى عنه الشهاب القوصيّ، والزّكي المنذريّ. 4 (أقسيس، يأتي في حرف الياء.)
4 (أمة الله بنت أحمد بن عبد الله بن عليّ ابن الآبنوسيّ.) شرف النساء، البغدادية. كانت آخر من روى عن أبيها أبي الحسن، وسمعت منه في سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة، وحضرت عليه في سنة أربعين. وتفرّدت بالرابع من المخلّصيات، وبجزء منتقى من السادس من المخلّصيات، وبالتّاسع من المحامليات، وبالمجلّد الأوّل وهو خمس الكامل لابن عديّ، ولها فيه فوت، بروايته عن إسماعيل بن مسعدة الإسماعيليّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 247 قال ابن الحاجب: هي من بيت فقه، وزهدٍ، كثيرة العبادة، لا يكاد لسانها يفتر من ذكر الله. قلت: روى عنها ابن الحاجب، والسيف ابن المجد، والدّبيثيّ، وآخرون. وسمعنا بإجازتها على فاطمة بنت سليمان. 4 (إلياس بن محمد بن عليّ. أبو البركات، الأنصاريّ.) أحد عدول دمشق. كان مطبوعاً، صاحب نوادر. قال: قرأ القرآءات السبع على يحيى بن سعدون القرطبيّ. كتب عنه ابن الحاجب وقال: توفّي في رجب. وكان يشهد تحت السّاعات. 4 (حرف الجيم)
4 (جبريل بن زطينا. الكاتب البغداديّ.) كان نصرانياً، فأسلم، وحسن إسلامه، وتزهّد. وله كلامٌ في الحقيقة ساق منه ابن النّجّار، وكان يتولّى كتابة ديوان المجلس. مات في شعبان، وله خمسٌ وسبعون سنة. روى عنه من شعره أبو طالب عليّ بن أنجب، وغيره.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 248 4 (حرف الحاء)
4 (الحسين بن أبي الغنائم هبة الله بن محفوظ بن الحسن بن محمد بن الحسن بن أحمد بن) الحسين بن صصرى. القاضي، شمس الدّين، أبو القاسم، ابن الشيخ الرئيس، التّغلبيّ، البلديّ الأصل، الدّمشقيّ، أخو الحافظ أبي المواهب. ولد قبل الأربعين وخمسمائة. وسمع: جدّه، وأباه، وجدّه لأمّه أبا المكارم عبد الواحد بن هلال، وعبدان بن زرّين، وأبا القاسم ابن البنّ، ونصر بن أحمد بن مقاتل، وأبا طالب عليّ بن حيدرة، وأبا يعلى حمزة ابن الحبوبيّ، وأبا يعلى حمزة بن كروّس، وعليّ بن أحمد الحرستانيّ، وعبد الرحمن بن أبي الحسن الدّارانيّ، وسعيد بن سهل الفلكيّ، والصّائن هبة الله بن عساكر، وحسّان بن تميم، وعبد الرحمن ابن أبي العجائز، وعليّ بن عساكر المقدسيّ لا البطائحيّ ولا الحافظ الدّمشقيّ، والقاضي الزكيّ عليّ بن محمد بن يحيى القرشيّ، وأبا النّجيب السّهرورديّ، وجمال الأئمّة عليّ بن الحسن الماسح، وعليّ بن أحمد بن مقاتل أخا نصر، وإبراهيم بن موهوب ابن المقصّص، وأبا يعلى حمزة بن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 249 أسد، والخضر بن شبل الحارثيّ، والمبارك بن عليّ بن عبد الباقي، واسعد بن حسين الشّهرستانيّ، والخضر بن عليّ السّمسار، وعبد الواحد بن إبراهيم بن قزّة، وإبراهيم بن الحسن الحصنيّ، وعليّ بن مهدي الهلاليّ، ووهب بن الزّنف الفقيه، وهؤلاء الثلاثون ذكرهم الحافظ أبو القاسم في تاريخ دمشق. وروى عنهم كلّهم سوى أبيه، والخضر. وقد سمع من خلق سواهم، وسمع بحلب من أبي طالب عبد الرحمن ابن العجمي، ويحيى بن إبراهيم السّلماسيّ. وبمكّة من محمد بن عبيد الله الخطيب الإصبهانيّ حدّثه عن أبي مطيع. وروى بالإجازة عن طائفةٍ تفرّد بالرواية عنهم، كما تفرّد بكثيرٍ ممّن سمع منهم. أجاز له: عليّ بن عبد السّيد ابن الصّبّاغ، ومحمد ابن السّلاّل، وأبو محمد سبط الخيّاط، وأحمد بن عبد الله ابن الآبنوسيّ، والخصيب بن المؤمّل، وإبراهيم بن محمد بن نبهان الغنويّ، ومحمد بن طراد الزّينبيّ، وعبد الخالق بن أحمد اليوسفيّ، ومحمد بن عمر الأرموي، وأبو الفتح نصر الله بن محمد المصّيصيّ الفقيه، ومسعود بن الحسن الثقفيّ، وغيرهم. وخرّج له البزاليّ مشيخةً في سبعة عشر جزءاً بالسّماع والإجازة. وروى عنه: هو، والضّياء، والقوصيّ، والمنذريّ، والشرف النابلسيّ، والجمال ابن الصّابونيّ،) والزّين خالد، وحفيده إسماعيل بن إسحاق بن صصرى، وسعد الخير النابلسيّ، وأخوه نصر، والشمس محمد ابن الكمال، وأبو بكر بن طرخان، وإبراهيم بن اللّمتونيّ، والشرف أحمد بن أحمد الفرضيّ، والكمال محمد بن أحمد ابن النّجّار، والجمال أحمد بن أبي محمد المغاريّ، والشمس محمد بن شمّام الذّهبيّ، والتّقيّ إبراهيم ابن الواسطيّ، وأخوه الشمس محمد، والعزّ إسماعيل ابن فرّاء، والشهاب الأبرقوهيّ، والشمس محمد بن حازم، ونصر الله بن عيّاش، والتّقيّ أحمد بن مؤمن، وعبد الحميد بن خولان، وخلقٌ آخرهم أبو جعفر ابن الموازينيّ. وكان عدلاً، جليلاً، فاضلاً، صحيح الرواية. قرأ شيئاً من الفقه على أبي سعد بن أبي عصرون. ورحل مع أخيه. ثمّ إنّه ردّ من حلب لأجل قلب والده. وكان خلياً من المعرفة بالحديث.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 250 قال الزّكيّ البرزاليّ: هو مسند الشام في زمانه. وقال: كان يسأل من غير حاجة. وقال أبو الفتح ابن الحاجب: ربّما كان يأخذ من آحاد الأغنياء الشيء على التّسميع. وقال محمد بن الحسن بن سلاّم: كان في شحٌّ بالتّسميع إلاّ بعرضٍ من الدّنيا. وهو من بيت حديث، وأمانة، وصيانة. وكان أخوه من علماء الحديث. وقرأت عليه علوم الحديث للحاكم في ميعادين. وكان متموّلاً له مال وأملاك، رزيء في ماله مرّات. وقال ابن الحاجب: كان صاحب أصولٍ، ليّن الجانب، بهيّاً، سهل الانقياد، مواظباً على أوقات الصلاة، متجنّباً لمخالطة النّاس. وهو ربعيٌّ: من ربيعة الفرس. توفّي في ثالث وعشرين المحرّم، وصلّى عليه الخطيب الدّولعيّ بالجامع، والقاضي شمس الدّين الخويّي بظاهر البلد، وتاج الدّين ابن أبي جعفر بمقبرته بقاسيون. 4 (حرف السين)
4 (سليمان بن الحسين بن سليمان.) أبو الربيع، الكتبيّ، المليجيّ، الإسكندرانيّ. ولد سنة تسعٍ وأربعين. وحدّث عن السّلفيّ. 4 (حرف الشين)
4 (شرف النّساء، اسمها أمة الله.)
4 (حرف العين) ) 4 (عائشة بنت عرفة بن علي ابن البقليّ البغداديّ. أمة الجبّار.) تروي عن أبيها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 251 ماتت في المحرّم. 4 (عباس بن بهرام بن محمد بن بختيار.) أبو الفضل، ابن السّلار، الأتابكيّ. حدّث هو، وأبوه، وأخوه. وأصلهم من حمص. سمع الحافظ عليّ بن عساكر، وغيره. روى عنه الجمال ابن الصّابونيّ، وغيره. وتوفّي في ذي الحجّة. 4 (عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن مسلمة. أبو جعفر،) القرطبيّ. سمع من أبيه، ومن أبن بشكوال. وأخذ القرآءات عن أبي الأصبغ عبد العزيز ابن الطّحّان. وولي خطابة قرطبة، وتمنّع من القضاء، واعتذر، وتغيّب أياماً فلم يقبل منه، فتولّى أشهراً مكرهاً. وتوفّي في رمضان، وقد جاوز السّبعين. قاله الأبّار. 4 (عبد الله بن عبد الوهّاب ابن الإمام صدر الإسلام أبي الطّاهر ابن عوف الزّهريّ.) الإسكندرانيّ، عماد الدّين، أبو البركات، المالكيّ. سمع من جدّه، ودرّس، وأفتى. وكان مولده في سنة خمسٍ وستّين وخمسمائة. وتوفّي في ثامن عشر رجب. 4 (عبد الرحمن بن عليّ بن أحمد بن عليّ. الفقيه، أبو محمد،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 252 البغداديّ، الحنبليّ، الواعظ،) المعروف بابن التانرايا. تفقّه على أبي الفتح بن المنذي. وسمع من: عبد الحقّ اليوسفيّ، وغيره. وناب في القضاء عن أبي صالح الجيليّ. وولي مشيخة رباط الزّوزنيّ.) وكتب عنه ابن النّجّار، وغيره. مات فجاءةً في جمادى الآخرة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 253 4 (عبد الرحمن بن أبي السعادات الحسن بن عليّ بن بصلا.) أبو الفرج، البندنيجيّ، الصّوفيّ. شيخٌ صالحٌ، سديد السّيرة. وولد سنة خمسٍ وأربعين وخمسمائة بالبندنيجين. وقدم بغداد فسمع من يحيى بن ثابت، وأحمد بن المقرّب. ومات في رابع عشر ذي الحجّة. روى عنه مجد الدّين ابن العديم، لقيه بحلب. 4 (عبد الصّمد بن أحمد بن محفوظ بن زقير.) أبو محمد، البزّاز. شيخٌ بغداديٌّ. روى عنه فوارس ابن الشباكية. وتوفّي في ذي الحجّة. 4 (عبد الكريم بن عبد الرحمن بن سعد الله بن عبد الله بن أبي القاسم. أبو محمد، الأنصاريّ،) الدّمشقيّ. والد الفقيه سليمان، وجدّ شيختنا فاطمة بنت سليمان. سمع: أبا القاسم بن عساكر، وأبا طاهر الخشوعيّ. وسمع من جماعة من الشّعراء.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 254 ودخل الدّيار المصرية، وله شعرٌ وفضيلة. كتب عنه: ابنه، والسّراج بن شحانة، والنّجيب ابن الشّقيشقة. توفّي في ثامن وعشرين رجب بدمشق. 4 (عبد المحسن بن إبراهيم بن عبد الله بن عليّ الخزرجيّ.) المصريّ الشافعيّ، الرجل الصالح. ولد سنة تسعٍ وأربعين وخمسمائة. وسمع بالثّغر من السّلفيّ، وبدرٍ الخداداذيّ. وبمصر من: عليّ بن هبة الله الكامليّ، وإسماعيل) بن قاسم الزّيات، وأبي المفاخر المأمونيّ، وجماعة. قال الزّكيّ المنذريّ وروى عنه: كان كثير الصلاة والصوم، مقبلاً على العلم مع رقّة حاله. توفّي فجاءةً في ثاني عشر شوّال رحمه الله. 4 (عبد المولى بن عبد الوهّاب بن يوسف. أبو محمد، القطيعيّ.) سمع: أبا الفتح بن البطّي، وأبا المكارم البادرائيّ. ومات في ربيع الأول. 4 (عبد الوهّاب بن عتيق بن هبة الله بن ميمون بن عتيق بن وردان. الحافظ، المحدّث المفيد،) والمقرئ المجيد، أبو الميمون، العامريّ، المصريّ، المالكيّ. قرأ القراءآت على جماعةٍ كثيرة. وسمع من: العلاّمة عبد الله بن برّي، وعبد الرحمن بن محمد السّبييّ، وقاسم بن إبراهيم المقدسيّ، ومنجب بن عبد الله المرشديّ والبوصيريّ، والأرتاحيّ، وطبقتهم ومن بعدهم فأكثر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 255 وكتب الكثير، واستنسخ، وأقرأ القراءآت. وحدّث، وأفاد. وولد في سنة أربعٍ وخمسين وخمسمائة. روى عنه الحفاظ المنذريّ وقال: كان كثير الإفادة جدّاً. وأنفق في التّحصيل جملةً. وكان بيته غالباً مجمع أصحاب الحديث رحمه الله. توفّي تاسع عشر جمادى الآخرة. قال ابن مسدي: ربّما غلط وأوهم، ولهذا لم يتعرّض لتجريحٍ. وقد كتب عمّن أقبل وأدبر حتّى كتب عن الشّبّان. لم أكثر عنه. 4 (عليّ بن بكمش، فخر الدّين.) أبو الحسن، التّركيّ، البغداديّ، النّحويّ. ولد سنة ثلاثٍ وستّين وخمسمائة. وسمع من: أبي الفتح بن شاتيل، وجماعة. وحدّث. وتوفّي بدمشق في شعبان. وكان من تلامذة التّاج الكنديّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 256 4 (عليّ بن حمّاد. الحاجب، الأمير، حسام الدّين، متولّي خلاط نيابةً للأشرف.) كان بطلاً، شجاعاً، خيّراً، سائساً. قال ابن الأثير: أرسل الأشرف مملوكه عزّ الدّين أيبك إلى خلاط وأمره بالقبض على الحاجب) عليّ، ولم نعلم سبباً يوجب القبض عليه، لأنّه كان مستقيماً عليه ناصحاً له، حسن السيرة. لقد وقف هذه المدّة الطويلة في وجه جلال الدّين خوارزم شاه، وحفظ خلاط حفظاً يعجز عنه غيره. وكان كثير الخير لا يمكّن أحداً من ظلم، وعمل كثيراً من أعمال البرّ: من الخانات، والمساجد، وبنى بخلاط جامعاً، وبيمارستاناً. قبض عليه أيبك، ثمّ قتله غيلةً، فلم يمهل الله أيبك، ونازله خوارزم شاه وأخذ خلاط، وأسر أيبك وغيره من الأمراء. فلمّا اتّفق هو والأشرف أطلق الجميع، وقيل: بل قتل أيبك. 4 (عليّ بن ثابت بن طاهر البغداديّ. أبو الحسن، النعّال.) سمع العزّلة للآجريّ من المبارك بن محمد البادرائيّ. وكان صالحاً، حافظاً للقرآن. مات في جمادى الأولى. 4 (عليّ بن صالح. أبو الحسن، المصريّ، المقرئ.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 257 صاحب أبي القاسم الشاطبيّ. كان من قرية بمصر اسمها قلين. ورّخه أبو شامة. 4 (عليّ بن محمد بن أبي العافية.) أبو الحسن، اللّخميّ، المرسيّ، القسطليّ. سمع من: أبي عبد الله بن سعادة، وأبي عبد الله بن عبد الرحيم، وصهره أبي القاسم عبد الرحمن بن حبيش. قال ابن مسدي: رأس بلده ورئيسها، ونفسها ونفيسها، قدّمته الأيام فقام بعينها، واستخرج الله بن مكنون خبئها. وكان عدلاً في أحكامه، عدلاً لأيامه، سديد القولة، شديد الصّولة قتل صبراً. قال الأبّار: ولي قضاء مرسية، وبلنسية، وشاطبة. وكان جزلاً مهيباً، وكان بالرؤساء أشبه منه بالقضاة والفقهاء، وأضرّ بأخرةٍ. وعلى ذلك فكان يتولّى الأعمال، يتعسّف الطّرق، وأثار فتنةً جرّت هلاكه، فقتل بمرسية في جمادى الأولى عن اثنتين وسبعين سنة. 4 (عليّ بن محمد بن عبد الرحمن.) القاضي، الأكمل، أبو المناقب، الأنصاريّ، الكاتب. من كبار الكتّاب بالدّيار المصرية. روى عن الخشوعيّ، وغيره.) وتوفّي في شعبان عن نحو ثمانين سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 258 4 (عليّ بن مظفّر بن عليّ بن نعيم. أبو الحسين، ابن الحبير، البغداديّ، التاجر، الرجل) الصالح. ولد سنة ستّ وأربعين. وحدّث عن أبي الفتح بن البطّي. ولي نظر الحرم الشريف. وتوفّي بمكّة في صفر. 4 (عليّ بن أبي بكر بن محمد.) أبو الحسن، التّجيبيّ، الشّاطبيّ، المقرئ. اشتغل بالقراءآت والعربية بالمغرب. وصحب بمصر أبا القاسم بن فيرّة الشّاطبيّ. وتوفّي بدمشق في رمضان. ذكره أبو شامة وقال: كان كثير التّغفّل. قلت: هو جدّ شيخنا عليّ بن يحيى، وشيخ الإمام أبي عبد الله الفاسي في سماع الرائية. وقد قرأ بالسبع على الشّاطبيّ. وكان يدري القراءآت والعربية. أثنى عليه الكنديّ، والمشايخ الكبار بدمشق، وكتبوا بكمال أهليته في محضر. وكان شيخ حلّة ابن طاووس. سمع منه ولده يحيى التّيسير في سنة ثمان عشرة وستمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 259 قال البرزاليّ: رأيت محضراً كبت للشيخ جمال الدّين فيه خطّ جماعة، فكتب له الكنديّ: هو حافظٌ، أديبٌ فاضلٌ، قاريء متقنٌ مجوّد، يضرب في هذين الفنّين بسهمٍ وافٍ، وحظٍّ وافر. 4 (حرف الفاء)
4 (فاضل بن نجا بن منصور. أبو المجد، المخيليّ.) ومخيل: بقرب برقة. روى عن السّلفيّ. ومات بالإسكندرية يوم عرفة. 4 (فرحة بنت سلطان بن مسلم. أم يونس، الحربيّة.) روت عن: عبد الرحمن بن زيد الورّاق. وماتت في رمضان.) روى عنها: ابن النّجّار. 4 (الفضل بن عقيل بن عثمان بن عبد القاهر بن الربيع.) الشريف، بهاء الدّين، أبو المحاسن، الهاشميّ، العبّاسيّ، الدّمشقيّ، الشّروطيّ، الفرضيّ، المعدّل. ولد سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة. وسمع من: حسّان بن تميم الزّيّات، وأبي القاسم بن عساكر. وكان بصيراً بكتابة السّجلاّت، مليح الخطّ، كثير المحفوظ، حلو الكلام. تفقّه على أبي الحسن عليّ ابن الماسح، وأبي سعد بن أبي عصرون. وكتب الكثير في الشّروط. وسمع منه جماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 260 أخبرنا محمد بن هاشم العبّاسيّ، أخبرنا جدّي لأمّي أبو المحاسن الفضل ابن عقيل، أخبرنا حسّان بن تميم، وأخبرنا نصر بن إبراهيم الفقيه، أخبرنا سليم ابن أيوب الفقيه، أخبرنا أحمد بن محمد بن القاسم، أخبرنا أبو علي الصّفّار، حدّثنا أحمد بن منصور، حدّثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمرٌ، عن الزّهري، أخبرني عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن حارثة بن النّعمان قال: مررت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومعه جبريل جالسٌ بالمقاعد، فسلّمت عليه، واجتزت، فلمّا رجعت، وانصرف النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال لي: هل رأيت الّذي كان معي قلت: نعم. قال: فإنّه جبريل، وقد ردّ عليك السّلام. توفّي البهاء في سادس ذي القعدة. 4 (حرف القاف)
4 (القاسم بن القاسم بن عمر بن منصور.) العلاّمة، أبو محمد، الواسطيّ. قرأ القراءآت على أبي بكر ابن الباقلاّنيّ. وسمع الكثير من كتب اللّغة، وبرع في علم اللّسان، وألّف كتباً مفيدةً في ذلك. وسكن حلب زماناً إلى أن توفّي في ربيع الأول سنة ستّ. ذكره الموقانيّ في تعاليقه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 261 4 (حرف اللام) ) 4 (لبابة بنت أحمد بن صالح بن شافع. أم الفضل، البغدادية.) من أولاد الشيوخ. روت عن المبارك بن المبارك بن الحكم. وماتت في ربيع الآخر. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن إبراهيم بن صلتان. أبو عبد الله، الأنصاريّ، الجيّانيّ، البلنسيّ، المقرئ.) سمع من ابن بشكوال. وقرأ بالسبع على ابن حميد بمرسية. وأخذ عنه ابن مسدي في سنة خمس وعشرين، ولم يذكر وفاته. ولد سنة. 4 (محمد بن إبراهيم بن معالي. أبو عبد الله، البغدادي، القزّاز، المعروف بابن المغازليّ.) سمع من: ابن البطّي. روى لنا عنه: الأبرقوهيّ جزء البانياسيّ. وروى عنه: الدّبيثيّ، وابن النّجّار. وكان شيخاً صالحاً. توفّي في منصف المحرّم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 262 4 (محمد بن إسماعيل بن أبي البقاء بن عبد القويّ بن عمّار.) عزّ القضاة، أبو البركات، القرشيّ، المصريّ، المعروف بابن الجميل. سمع من عبد الله بن محمد ابن المجلّي، وغيره. ونسخ كثيراً. وتوفّي في المحرّم. 4 (محمد بن الحسين بن موفّق. أبو عبد الله، الأندلسيّ.) ولي خطابة جزيرة ميورقة مديدةً. وروى الحديث. قال الأبّار: وكان فقيهاً مشارواً، ويعرف العربية. وله كتاب في القراءآت سمّاه الميسّر. وتوفّي في شعبان قبل الكائنة العظمى من قبل الروم على ميورقة بنحوٍ من ستّة أشهر. 4 (محمد بن عبد الله بن عليّ بن زهرة بن عليّ.) أبو حامد، العلويّ، الحسيني، الإسحاقيّ، الحلبيّ، الشّيعيّ. روى عن: عمّه أبي المكارم حمزة بن عليّ، وعنه مجد الدّين العديميّ وقال: مات في جمادى الأولى وله ستّون سنة.) وكان فقيهاً يعدّ من علمائهم. 4 (محمد بن محمد بن أبي حرب بن عبد الصّمد.) أبو الحسن، ابن النّرسيّ، البغداديّ، الكاتب، الشّاعر. ولد سنة أربعٍ وأربعين وخمسمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 263 وسمع: من أبي محمد ابن المادح، وأبي المظفّر هبة الله ابن الشّبليّ، وابن البطّي، وأحمد بن المقرّب، وغيرهم. وله ديوان شعر. وكان من ظرفاء بغداد. وله النظم والنّثر والنّوادر السائرة. ثمّ شاخ وأقعده الزمان، ومسّه الفقر، وكسد سوقه. روى عنه: الدّبيثيّ، والسيف ابن المجد، وابن الحاجب، والجمال يحيى ابن الصّيرفيّ، والتّقيّ ابن الواسطيّ، وآخرون. وسمعنا بإجازته على شرف الدّين اليونينيّ، وفاطمة بنت سليمان. ومن جملة ما عنده: الثاني من مسند ابن مسعود لابن صاعد، سمعه من ابن المادح، والأوّل من حديث ابن زنبور عن التّمّار، ومسند حميد عن أنس لأبي بكر الشافعيّ سمعه من ابن البطّي، وجزء البانياسيّ سمعه من ابن البطّي وسمع منه كتاب الاستيعاب لابن عبد البرّ بفوتٍ وأشياء. أنشدنا أبو الحسين اليونينيّ عن محمد بن محمد بن أبي حرب، لنفسه: (إن كان ميثاق عهدي بالصريم وهى .......... وحال من دونه يا ميّ أعذار)
(فهل حداة مطاياهم تخبّرني .......... أأنجدوا أم ترى من بعدنا غاروا)
(واحرّ قلباه منّي يوم بينهم .......... إذا خلت من أنسها الدّار)
(فلا تثنّى قضيب البان بعدهم .......... ولا تمتّع من قرب الحمى جار)
(ولا صبا قلب ذي وجدٍ بغنية .......... ولا تحرّك في المزموم أوتار)
(حتّى أبثّهم الشّكوى وتكنفنا .......... دارٌ بنجدٍ وعذّالٌ وسمّار) وتوفّي في تاسع عشر جمادى الآخرة. قال ابن النّجّار: كان ناظراً على عقار الخليفة مدّة، ثمّ عزل واعتقل مدّةً، ثمّ خدم في قلعة تكريت، ثمّ حبس مدّةً طويلةً ولم يستخدم بعدها لسوء عشيرته وظلمه وتعدّيه، وخبث طويّته. وكان يطلب من الناس، ويأخذ الصّدقة.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 264 4 (محمد بن أبي المعالي بن أبي الكرم.) أبو عبد الله، ابن البوريّ. شيخٌ بغداديّ. حدّث عن عبد الحقّ اليوسفي. ومات في شوّال. روى عنه ابن النّجّار بالإجازة. 4 (محمد بن أبي نصر بن جيلشير.) أبو عبد الله، الهمذانيّ، المقرئ. من كبار القرّاء وحذّاقهم. أقرأ، وحدّث عن أبي الفتح بن شاتيل. ومات في ذي القعدة. 4 (مسعود بن أحمد بن مسعود بن الحسين.) أبو المظفر، البغداديّ، ابن الحلّيّ. يروي عن ظاعن الزّبيري. توفّي في جمادى الآخرة. أجاز لفاطمة بنت سليمان. مسعود بن أبي بكر بن شكر بن علاّن المقدسيّ، الصّالحيّ. حدّث عن يحيى الثقفيّ. وتوفّي في ربيع الآخر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 265 روى عنه الشمس ابن الكمال. 4 (المهذّب بن عليّ بن أبي نصر هبة الله بن عبد الله. الشيخ الصالح، أبو نصر، الأزجيّ،) الخيّاط، المقرئ، المعروف بابن قنيدة. سمع: أبا الوقت، وابن البطّي، وأبا زرعة، وابن هبيرة الوزير. روى عنه: الدّبيثيّ، والسّيف، والتّقيّ ابن الواسطيّ، والشمس ابن الزّين. وآخر من روى عنه العماد إسماعيل ابن الطّبّال شيخ المستنصرية. وقرأت بخطّ ابن نقطة: أن ابن قنيدة سمع صحيح البخاريّ، ومسند الدّارميّ، ومنتخب عبد بن حميد، ومسند الشافعيّ. وكان سماعه صحيحاً. وتوفّي في الثالث والعشرين من شوّال، وقد جاوز الثمانين. 4 (موسى ابن الفقيه عليّ بن فيّاض بن عليّ.) ) الإمام أبو عمران، الأزديّ، الإسكندرانيّ، المالكيّ. درّس، وأفتى. وحدّث عن السّلفيّ. وكان أبوه من أصحاب أبي بكر الطّرطوشيّ. توفّي في الثامن والعشرين من جمادى الآخرة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 266 حرف الياء
4 (ياقوت بن عبد الله، شهاب الدّين، الرّوميّ. الحمويّ، البغداديّ.) ابتاعه وهو صغير عسكرٌ الحمويّ التّاجر ببغداد، وعلّمه الخطّ. فلما كبر قرأ النّحو واللّغة، وشغّله مولاه بالأسفار في التّجارة، ثمّ جرت بينه وبين مولاه أمور أوجبت عتقه، وإبعاده عنه. فاشتغل بالنّسخ بالأجرة، فحصل له اطّلاعٌ ومعرفة. وكان من الأذكياء. ثمّ أعطاه مولاه بضاعةً فسافر له إلى كيش. ثمّ مات مولاه، وحصل شيئاً كان يسافر به. وكان منحرفاً فإنّه طالع كتب الخوارج، فوقر في ذهنه شيء. ودخل دمشق سنة ثلاث عشرة، فتناظر هو وإنسان، فبدا منه تنقّصٌ لعليّ رضي الله عنه، فثار النّاس عليه وكادوا يقتلونه، فهرب إلى حلب ثمّ إلى الموصل وإربل ودخل خراسان، واستوطن مرو يتّجر، ثمّ دخل خوارزم، فصادفه خروج التّتار فانهزم بنفسه، وقاسى الشّدائد، وتوصّل إلى الموصل وهو فقير دائر، ثمّ قدم حلب فأقام في خان بظاهرها. وقد ذكره شرف الدّين أبو البركات ابن المستوفي فقال: صنّف كتاباً سمّاه إرشاد الألبّاء إلى معرفة الأدباء في أربع مجلّدات كبار، وكتاباً في أخبار الشعراء المتأخرين، وكتب معجم البلدان، وكتاب معجم الأدباء، وكتاب
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 267 معجم الشعراء، وكتاب المشترك وضعاً والمختلف صعقاً، وكتاب المبدأ والمآل في التّاريخ، وكتاب الدّول، وكتاب المقتضب في النّسب. وكان أديباً شاعراً، مؤرخاً، أخبارياً، متفنّناً. ذكره القاضي جمال الدّين عليّ بن يوسف القفطيّ الوزير في تاريخ المنّحاة له، وانّه كتب إليه رسالةً من الوصل شرحاً لما تمّ على خراسان منها. وقد كان المملوك لمّا فراق مولاه أراد استعتاب الدّهر الكافح، واستدرار خلف الزّمان الجامح، اغتراراً بأنّ في الحركة بركة، والاغتراب داعية الاكتساب، فامتطى غارب الأمل إلى الغربة، وركب ركوب يصحب له دهره الحرون، ولا رقّ له زمانه المفتون. (إنّ الليالي والأيّام لو سئلت .......... عن عتب أنفسها لم تكتم الخبرا) ) وهيهات مع حرفة الأدب، بلوغ وطرٍ أو ذاك أرب، ومع عبوس الحظ، ابتسام الدّهر الفظّ. ولم أزل مع الدّهر في تفنيدٍ وعتاب، حتّى
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 268 رضيت من الغنيمة بالإياب. وكان المقام بمرو الشّاهجان إلى أن حدث بخراسان ما حدث من الخراب، والويل المبير واليباب. وكانت لعمر الله بلاداً مونقة الأرجاء رائقة الأنحاء، ذات رياض أريضة، وأهوية صحيحة مريضة، قد تغنّت أطيارها، فتمايلت أشجارها، وبكت أنهارها، فتضاحكت أزهارها، وطاب روح نسيمها، فصحّ مزاج إقليمها. إلى أن قال: جملةٌ أمرها أنّها كانت أنموذج الجنّة لا مينٍ، فيها ما تشتهي الأنفس، وتلذّ العين. إلى أن قال في وصف أهلها: أطفاله رجال، وشبّانهم أبطال وشيوخهم أبدال. ومن العجب العجاب أنّ سلطانهم المالك، هان عليه ترك تلك الممالك، وقال: يا نفس الهوى لك، وإلاّ فأنت في الهوالك، فجاس خلال تلك الدّيار أهل الكفر والإلحاد، وتحكّم في تلك الأبشار أولو الزّيغ والعناد، فأصبحت تلك القصور، كالممحو من السّطور، وآضت تلك الأوطان، مأوى للأصداء والغربان يستوحش فيها الأنيس، ويرثي لمصابها الأوطان، مأوى للأصداء والغربان يستوحش فيها الأنيس، ويرثي لمصابها إبليس، ف إنّا لله وإنّا إليه راجعون من حادثةٍ تقصم الظّهر، وتهدم
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 269 العمر، وتوهي الجلد، وتضاعف الكمد، فحينئذٍ تقهقر المملوك على عقبه ناكساً، ومن الأوبئة إلى حيث تستقرّ في النفس أيساً بقلبٍ واجب، ودمع ساكب، ولبّ عازب وحلم غائب، وتوصّل، وما كاد حتّى استقرّ بالموصل بعد مقاساة أخطار، وابتلاءْ واصطبار، وتمحيص أوزار، وإشرافٍ غير مرةٍ على البوار والتبار، لأنّه مرّ بين سيوفٍ مسلولة، وعساكر مغلوبة، ونظام عقود محلولة ودماءٍ مسكوبةٍ مطلولة. وكان شعاره كلّما علا قتباً، أو قطع سبسباً لقد لقينا من سفرنا من هذا نصباً فالحمد لله الّذي أقدرنا على الحمد، وأولادنا نعماء تفوت الحرص والعدّ. ولولا فسحة الأجل لعزّ أن الحمد، وأولادنا نعماء تفوت الحصر والعد. ولولا فسحة الأجل لعزّ أن يقال: سلم البائس أو وصل ولصفّق عليه أهل الوداد صفقة المغبون، وألحق بألف ألف هالك بأيدي الكفار أو يزيدون. وبعد، فليس للمملوك ما سيلّي به خاطره، ويعد به قلبه وناظره إلاّ التّعليل بإزاحة العلل، إذا هو بالحضرة الشريفة مثل. ولد ياقوت سنة أربعٍ أو خمسٍ وسبعين وخمسمائة.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 270 ومات في العشرين من رمضان سنة ستّ هذه. وكان قد سمّى نفسه يعقوب. ووقف كتبه ببغداد على مشهد الزّيديّ. قال ابن النّجّار: أنشدني ياقوت الحمويّ لنفسه: (أقول لقلبي وهو في الغيّ جامحٌ .......... أما آن للجهل القديم يزول)
(أطعت مهاةً في الحذار خريدةً .......... وأنت على أسد الفلاة تصول)
(ولمّا رأيت الوصل قد حيل دونه .......... وأن لقاكم ما إليه وصول)
(لبست رداء الصّبر لا عن ملالةٍ .......... ولكنّي للضّيم فيك حمول)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 271 4 (يعقوب بن صابر بن بركات. الأديب، أبو يوسف، القرشيّ، الحرّانيّ، ثمّ البغداديّ،) المنجنيقيّ، الشاعر. له ديوان. وكان من فحول الشعراء بالعراق. ولد سنة أربعٍ وخمسين وخمسمائة. وسمع من هبة الله بن عبد الله ابن السمرقنديّ. وحدّث. كتب عنه ابن الحاجب، وغيره. ومن شعره: (شكوت منه إليه جوره فبكى .......... واحمرّ من خجلٍ واصفرّ من وجل)
(فالورد والياسمين الغضّ منغمسٌ .......... في الطّلّ بين البكا والعذر والعذل) توفّي في صفر. وكان مقدّم المنجنيقيّين ببغداد. وما زال مغرىً بآداب السيف والقلم وصناعة السلاح والرياضة. اشتهر بذلك فلم يلحقه أحدٌ في عصره، في درايته وفهمه، لذلك صنّف كتاباً سمّاه عمدة المسالك في سياسة الممالك يتضمّن أحوال الحروب وتعبئتها وفتح الثغور وبناء الحصون وأحوال الفروسية والهندسة إلى أشباه ذلك. وكان شيخاً لطيفاً، كثير التّواضع والتّودّد، شريف النّفس، طيّب المحاورة، بديع النّظم. وكان ذا منزلةٍ عظيمة عند الإمام النّاصر. روى عنه العفيف عليّ بن عدلان المترجم الموصليّ. وقد طوّل ابن خلّكان ترجمته في خمس ورقات وقال: لقبه نجم
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 272 الدّين بن صابر. ومن شعره) في جاريته السوداء. (وجاريةٍ من بنات الحبوس .......... بذات جفون صحاحٍ مراض)
(تعشّقتها للتّصابي فشبت .......... غراماً ولم أك بالشّيب راض)
(وكنت أعيّرها بالسّواد .......... فصارت تعيّرني بالبياض)
4 (يعيش بن عليّ بن يعيش بن مسعود بن القديم الأنصاري.) الشّبليّ، الأندلسيّ، أبو البقاء وأبو محمد وأبو الحسن. روى عنك أبي القاسم القنطريّ، وأبي الحسن عقيل، وموسى بن قاسم، وأبي عبد الله بن زرقون، وجماعة. وأجاز له أبو القاسم بن بشكوال، وأبو الحسن الزّهريّ. وفي مشايخه كثرة. وقد سمع بفاس من أبي عبد الله بن الرّمّامة، وعليّ ابن الحسين اللّواتيّ، وأبي عبد الله بن خليل الإشبيليّ. وكان من أهل المعرفة بالقراءآت، والإكثار من الحديث مع الضّبط والعدالة. وألف فضائل مالك، وكتاباً في القراءآت. حدّث عنه: أبو الحسن ابن القطّان، وأبو العباس النّباتيّ، وأبو بكر بن غلبون، وجماعة. ومن المكثرين عنه ابن فرتون، وقال: عاش سبعاً وتسعين سنة. وقال ابن مسدي: شيخنا أبو البقاء نزيل فاس، أعذب من لقينا بالقرآن لساناً، كتب بخطّه نيّفاً على خمسمائة مجلّد. أخذ القراءآت عن عقيل بن العقل الخولانيّ، وعن موسى بن القاسم. وسمع من جماعة، تفرّد عنهم، ولم يزل يسمع إلى حين وفاته.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 273 إلى أن قال ابن مسدي: ذكرت لشيخنا ابن القديم يوماً إجازة الفقيه أبي الوليد بن رشد لكلّ من شاء الرواية عنه، فقال: ذكّرتني، وأنا أحبّ الرواية عنه، إشهد عليّ أنّ قد قبلت هذه الإجازة. فقلت أنا: فافعل أنت مثله. فقال: واشهد عليّ أنّي قد أجزت لكلّ من أحب الرواية عن. وهذا في رمضان سنة وقد وقفت على إجازة له بالقراءآت في سنة. قرأت عليه بالعشر. وأخبرنا أنّ مولده سنة سبع عشرة وخمسمائة بشلب، ومات على ما بلغني سنة أربعٍ وعشرين وستمائة. وقال الأبّار: مات سنة.) 4 (يوسف بن أبي بكر بن محمد بن عليّ.) أبو يعقوب السّكّاكيّ، سراج الدّين، الخوارزميّ. إمامٌ في النّحو والتّصريف وعلمي المعاني والبيان، والاستدلال، والعروض، والشّعر. وله النّصيب الوافر في علم الكلام، وسائر فنون العلوم. من رأى مصنّفه، علم تبحّره ونبله وفضله. توفّي في هذه السنة بخوارزم. 4 (أبو يوسف، السّلطان الملك المسعود ويدعى آقسيس. ابن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 274 السلطان الملك الكامل محمد ابن) العادل. صاحب اليمن ومكّة. ملكها تسع عشرة سنة. وكان أبوه وجدّه قد جهّزا معه جيشاً، فدخل اليمن وتملّكها. وكان فارساً، شجاعاً، مهيباً، ذا سطوة، وزعارّة، وعسفٍ، وظلمٍ. لكنّه قمع الخوارج باليمن، وطرد الزّيدية عن مكّة، وأمّن الحاجّ بها. قال ابن المظفّر الجوزيّ: لمّا بلغ آقسيس موت عمّه الملك المعظّم تجهّز ليأخذ الشام، وكان ثقله في خمسمائة مركب، ومعه ألف خادم، ومائة قنطار عنبر وعود، ومائة ألف ثوب، ومائة صندوق أموال وجواهر. وسار إلى مكّة يعني من اليمن فدخلها وقد أصابه فالجٌ، ويبست يداه ورجلاه. ولمّا اسحتضر قال: والله ما أرضى من مالي كفناً. وبعث إلى فقيرٍ مغربيّ فقال: تصدّق عليّ بكفن، ودفن بالمعلى. وبلغني أنّ والده سرّ بموته، ولمّا جاءه موته مع خزنداره ما سأله: كيف مات بل قال له: كم معك من المال. وكان المسعود سيّء السيرة مع التّجّار، يرتكب المعاصي ولا يهاب مكّة، بل يشرب الخمر، ويرمي بالبندق، فربّما علا البندق على البيت.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 275 وقال ابن الأثير: سار الملك المسعود آتسز إلى مكّة وصاحبها حينئذٍ حسن بن قتادة بن إدريس العلويّ كان قد ملكها بعد أبيه، فأساء إلى الأشراف والعبيد، فلقيه آتسز فتقاتلا ببطن مكّة، فانهزم حسن وأصحابه، ونهب آتسز مكّة. فحدّثني بعض المجاورين أنّهم نهبوها حتّى أخذوا الثّياب عن النّاس وأفقروهم. وأمر آتسز أن ينبش قبر قتادة ويحرق. فظهر التّابوت، فلم يروا فيه شيئاً فعلموا حينئذٍ أنّ الحسن دفن أباه سرّاً. قلت: توفّي في جمادى الآخرة. وخلّف ابناً وهو الصالح يوسف بقي إلى سنة بضعٍ وأربعين.) 4 (وفيها ولد) شيخنا جمال الدّين أحمد ابن الظّاهريّ، في شوّال بحلب. والفخر محمد بن يحيى ابن الصّيرفيّ الحرّانيّ بها. والعماد يحيى بن أحمد الحسنيّ الشريف البصرويّ، بدمشق. وأبو عبد الله أحمد بن محمد بن الأنجب ابن الكسّار، ببغداد. والأمي أحمد بن أبي بكر بن رسلان البعلبكّيّ، بدمشق. وقاضي القضاة شهاب الدّين محمد بن أحمد بن الخليل ابن الخوييّ الشافعيّ، في شوّال. والنّجم أحمد بن أبي بكر بن حمزة الهمذانيّ ابن الحنيبليّ. والفخر محمد بن محمد بن الحسين بن عبد السّلام السّفاقسيّ، بالإسكندرية. والجمال إبراهيم بن عليّ ابن الحبوبيّ، بدمشق. وأبو بكر ابن الزّين بن عبد الدّائم، بكفربطنا. وإبراهيم بن عنبر الحبشيّ، قيّم الماردانية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 276 وعيسى بن عبد الرحمن المطعّم. وهديّة بنت عليّ بن عسكر الهرّاس. وفاطمة بنت عبد الرحمن أخت ابن الفرّاء. وأبو المحاسن بن أبي الحرم ابن الخرقيّ. وداود بن يحيى الفقير الحريريّ. والكمال عليّ بن محمد بن حسين الفرنثيّ. والعفيف عبد القويّ بن عبد الكريم أخي الحافظ زكيّ الدّين المنذريّ. وأحمد بن عبد الرحيم بن عازر اللّحّام الصالحيّ. والشيخ عليّ بن محمد بن هارون الثّعلبيّ، بدمشق. وكمال الدّين أحمد بن أبي الفتح ابن العطّار الكاتب، بدمشق. وقيل: بل ولد سنة سبع.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 277 4 (وفيات سنة سبع وعشرين وستمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن أبي الفتح أحمد بن موسى.) ) الشريف، أبو العباس، الجعفريّ، البغداديّ، النقيب. حدّث عن أبي طالب بن خضير، وغيره. وتوفّي في شوّال. قال ابن الحاجب: كان مغفّلاً، كنّا نقرأ عليه حكايات أشعب فيبكي. 4 (أحمد بن إبراهيم بن أبي العلاء بن أحمد بن حسّان.) أبو العباس، الأزديّ، الحمصيّ، ثم الدمشقيّ. سمع من: أبي سعد بن أبي عصرون، ويحيى الثّقفيّ، وجماعة. وسمع بمصر من البوصيريّ. وحدّث. ومات في المحرّم. روى عنه الأبرقوهيّ بالإجازة. 4 (أحمد بن إبراهيم بن عبد الملك بن مطرّف.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 278 أبو جعفر، التّميميّ، الأندلسيّ. رحل إلى المشرق أربع مرّات أولها سنة سبعين وخمسمائة. وسمع من الفقيه أبي الطّاهر بن عوف بالإسكندرية، ومن عمر الميانشيّ والمبارك ابن الطّبّاخ بمكّة. وكان رئيساً واصلاً عند ملوك المغرب، فجرت على يديه قربٌ كثيرة. وله بالحرمين أوقاف وبرٌّ. وتوفّي بسبتة في صفر. وقد حدّث. قاله الأبّار. وقال ابن مسدي عنه: دخلت الإسكندرية سنة تسعٍ وستّين، وفتحت له الدّنيا فصار يلبس الثياب الثّمينة، وعلى جلده جبّة مرقّعةٌ، ذكر: أنّ أبا مدين أعطاه إيّاها. وكان له أورادٌ. وكان كثير الحكايات لكنّه أغرب بأشياء، فأبهمت أمره، وأشكلت عرفه ونكره. ولد على رأس الأربعين، وقال لي: إنّه سمع من السّلفيّ، وببجاية من عبد الحقّ. 4 (أحمد بن أبي السعود بن حسّان.) أبو الفضل، البغداديّ، الرّصافيّ، الكاتب المجوّد. كان فائق الخطّ، كتب الكثير وجوّد عليه جماعةٌ ببغداد. وكان متديّناً، حسن الأخلاق، متودّداً، لديه فضلٌ، وأدبٌ. حجّ فأدركه الأجل بمكّة بعد قضاء) نسكه في ذي الحجّة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 279 روى عنه ابن النّجّار أبياتاً من شعره. 4 (أحمد بن فهد العلثيّ. أبو العبّاس الفقيه.) توفّي ببغداد في شعبان. 4 (أحمد بن محمد بن جابر. قاضي قضاة إفريقية، أبو العباس، الهواريّ، المالكيّ.) سمع من: محمد بن إبراهيم ابن الفخّار، ونجبة بن يحيى لمّا قدما تونس، ومن جماعة. وعاش سبعين سنة. أخذ عنه ابن مسدي. 4 (أحمد بن محمد بن عبد الله بن منتال.) أبو القاسم، الأزديّ، المرسيّ. سمع: أبا القاسم عبد الرحمن بن حبيش، وأبا عبد الله بن حميد. وحدّث. توفّي في ربيع الأوّل. 4 (إسماعيل بن أبي الفتوح محمد ابن البوّاب. أبو العزّ، البغداديّ، توفّي في شوّال.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 280 سمع مسلم بن ثابت. قال ابن النّجّار: كتب عنه، ولا بأس به. 4 (أفضل، واسمه محمد، بن أبي البركات المبارك بن عبد الجليل بن أبي تمام. الشريف، أبو) الفضل، الهاشميّ، الحريميّ، الخطيب، المعروف بابن الشّنكاتيّ. ولد سنة أربعين وخمسمائة. وسمع من: أبي المعالي محمد ابن اللّحّاس، وأحمد بن عليّ النّقيب، وأبي المكارم محمد بن أحمد الطّاهريّ، وعمر بن بنيمان، وشهدة، وطائفة. وشهد عند القضاة، وولي خطابة جامع المنصور، ثمّ خطابة جامع القصر. وحدّث. والشّنكاتيّ: بشين معجمة ونون وتاء مثنّاة. 4 (حرف الحاء)
4 (الحسن بن محمد بن الحسن بن تركي.) أبو عليّ، الإسكندرانيّ، العدل. ولد سنة خمسين وخمسمائة. وحدّث عن السّلفيّ. وهو من بيت عدالة وجلالة.) ومات في أول ذي الحجّة. 4 (الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 281 زين الأمناء، أبو البركات، ابن عساكر، الدّمشقيّ، الشّافعيّ. ولد في سلخ ربيعٍ الأول سنة أربعٍ وأربعين وخمسمائة. وسمع من: عبد الرحمن بن أبي الحسن الدّرانيّ، وأبي العشائر محمد ابن خليل، وأبي المظفّر سعيد الفلكيّ، وأبي المكارم بن هلال، وعمّيه الصّائن هبة الله، وأبي القاسم الحافظ، وأبي القاسم الحسن بن الحسين ابن البنّ، وعبد الواحد بن إبراهيم بن القزّة، والخضر بن شبل الحارثيّ، وإبراهيم بن الحسن الحصينيّ، ومحمد بن أسعد العراقيّ، وعليّ بن أحمد بن مقاتل السوسيّ، وأبي النّجيب عبد القاهر السّهرورديّ، وأبي محمد الحسن بن عليّ البطليوسيّ، ومحمد بن حمزة ابن الموازينيّ، وحسّان بن تميم الزّيّات، وعليّ ابن مهديّ الهلاليّ، والمبارك بن عليّ، ومحمد بن محمد الكشميهنيّ وأخيه محمود، وعبد الرشيد بن عبد الجبّار بن محمد الخواريّ، ومحمد بن بركة الصّلحيّ، وداود بن محمد الخالديّ، وطائفة. روى عنه: البرزاليّ، وعزّ الدّين عليّ بن محمد بن الأثير، والزّكيّ المنذريّ، والكمال ابن العديم، وابنه أبو المجد، والزّين خالد، والشرف النابلسيّ، والجمال ابن الصّابونيّ، والشهاب القوصيّ وقال: سمعت منه سنن الدّارقطنيّ والشمس محمد ابن الكمال، وسعد الخير بن أبي القاسم، وأخوه نصر الله، وحفيده أمين الدّين عبد الصمد بن عبد الوهّاب. وحدّثنا عنه: الشرف أحمد بن هبة الله، والعماد عبد الحافظ بن بدران، والشهاب الأبرقوهيّ، وغيرهم. وكان شيخاً جليلاً، نبيلاً، صالحاً، خيّراً، متعبّداً، حسن الهدي، والسّمت، مليح التّواضع، كيّس المحاضرة، من سروات البلد. تفقّه على جمال الأئمّة أبي القاسم عليّ بن الحسن ابن الماسح. وقرأ برواية ابن عامر على أبي القاسم العمريّ، وتأدّب على عليّ بن عثمان السّلميّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 282 وولي نظر الخزانة، ونظر الأوقات، ثمّ ترك ذلك، وأقبل على شأنه وعبادته، وكان كثير الصّلاة حتّى إنّه لقّب السّجّاد. ولقد بالغ في وصفه عمر ابن الحاجب بأشياء لم أكتبها، وقد ضرب على بعضها السّيف. وقال السيف: سمعنا منه إلاّ أنّه كان كثير الالتفات في الصلاة.) ويقال: إنّه كان يشاري في الصلاة، ويشير بيده لمن يبتاع منه وقال ابن الحاجب: حجّ شيخنا وزار القدس. وسألت عنه البرزاليّ فقال: ثقةٌ، نبيلٌ، كريمٌ، صيّنٌ. توفّي في سحر يوم الجمعة سادس عشر صفر. وكان الجمع كثيراً، ودفن بجنب أخيه المفتي فخر الدّين عبد الرحمن. ورأيت الألسنة مجتمعةً على شكره، ووصف محاسنه رحمه الله. وقال أبو شامة: كان شيخاً صالحاً، كثير الصّلاة، والذّكر. أقعد في آخر عمره، فكان يحمل في محفّةٍ إلى الجامع وإلى دار الحديث النّورية، ليسمع عليه، وحضره خلق كثيرٌ. وعاش ثلاثاً وثمانين سنة. قلت: آخر من روى عنه بالإجازة تاج العرب بنت أبي الغنائم بن علاّن. 4 (حرف الخاء)
4 (الخضر، الملك الظافر.) مظفر الدّين، أبو الدّوام. ويعرف بالمشمّر، ابن السلطان صلاح الدّين. وإنّما عرف بالمشمّر، لأنّ أباه لمّا قسم البلاد بين أولاده الكبار، قال هو: وأنا مشمّر. ولد بالقاهرة سنة ثمانٍ وستّين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 283 وهو شقيق الملك الأفضل. توفّي بحرّان عند ابن عمّه الملك الأشرف موسى في جمادى الأولى. والأشرف قد مرّ بها لحرب الخوارزمية. 4 (حرف الراء)
4 (راجح بن إسماعيل بن أبي القاسم.) أبو الوفاء، الأسديّ، الحلّيّ، الشاعر المشهور، شرف الدّين. صدرٌ نبيلٌ، مدح الملوك بالشام ومصر والجزيرة. وكان شاعراً أخبارياً. ولد سنة سبعين وخمسمائة بالحلّة. ومات في السابع والعشرين من شعبان. وروى شيئاً من نظمه بحلب وحرّان. وشعره كثير.) 4 (حرف الزاي)
4 (زكريا بن يحيى القطفتيّ.) حدّث عن: أبي نصر يحيى بن السّدنك. ومات في جمادى الأولى.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 284 4 (حرف السين)
4 (سلامة بن صدقة بن سلامة.) الفقيه البارع، أبو الخير، ابن الصّوليّ، الحرصانيّ. حدّث عن أبي السعادات نصر الله ابن القزّاز. والصّوليّ بالفتح: الإسكاف بلغة الحرّانيين. وأمّا محمد بن جعفر الصّوليّ، فمنسوب إلى صول: قرية بالصّعيد، سيأتي. 4 (سليمان بن أحمد بن إسماعيل بن أبي عطّاف. المقدسيّ، الفقيه الحنبليّ، نزيل حرّان.) روى عن أحمد بن أبي الوفاء الصّائغ جزء ابن عرفة، رواه لنا عنه ابنه ابن العباس أحمد. وحدّث عنه الشيخ الضّياء، وغيره. وولد تقديراً سنة اثنتين وخمسين. وكان من أعيان الحنابلة وعلمائهم. توفّي في جمادى الأولى.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 285 4 (حرف الطاء)
4 (طاهر بن عليّ بن طاهر. أبو الحسن، الطّاهريّ.) يقال: إنّه من ولد طاهر بن الحسين. توفّي في شوّال بحرّان. وحدّث عن أحمد بن أبي الوفاء. 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن معالي بن أحمد.) الفقيه، الإمام، أبو بكر، الرّيّانيّ، البغداديّ، الحنبليّ. تفقّه على أبي الفتح بن المنّي، وغيره. وسمع من شهدة. والرّيّان: محلة بشرقيّ بغداد. أمّا محمد بن أحمد الرّيّاني النّسائيّ، فنسبة إلى قرية من قرى) نسا، يروي عن أبي مصعب. توفّي أبو بكر في جمادى الأولى ببغداد. 4 (عبد الرحمن بن دحمان. أبو بكر، الأنصاريّ المالقيّ.) أخذ القراءآت عن عمّه القاسم بن عبد الرحمن، وسمع منه ومن السّهيليّ، وأبي عبد الله ابن الفخّار. وذكره الأبّار فقال: كان من أهل الإتقان للقراءآت والعربيّة. 4 (عبد الرحمن بن عبد الملك بن بقاء بن طنطة.) أبو محمد، الحريميّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 286 سمع من أحمد بن علي ابن المعمّر النّقيب. ومات في شوّال. 4 (عبد الرحمن بن أبي بكر عتيق بن عبد العزيز بن عليّ بن صيلا. أبو محمد، الحربيّ،) المؤدّب. ولد سنة ثلاثٍ وأربعين وخمسمائة. وروى عن: أبيه، وأبي الوقت، وعبد الرحمن بن زيد الورّاق. روى عنه: السّيف، والتّقيّ ابن الواسطيّ، والأبرقوهيّ، وجماعةٌ. وتوفّي في السادس والعشرين من ربيع الأول. سمع منه: ابن الواسطيّ، وابن الر... كتاب ذمّ الكلام. 4 (عبد الرحمن بن يخلفتن بن أحمد.) أبو زيد، الفازازيّ، القرطبيّ، نزيل تلمسان. روى عن: أبي القاسم السّهيلي، وأبي الوليد بن بقيّ، وابن الفخّار، وطبقتهم. وكان شاعراً محسناً، بليغاً، فقيهاً، متكلّماً، لغوياً، كاتباً، كتب للأمراء زماناً. ومال إلى التصوّف. وكان شديداً على المبتدعة. مات بمرّاكش في ذي القعدة رحمه الله. أخذ عنه ابن مسدي وذكر: أنّ مولده بعد الخمسين. وقال: أنشدني لنفسه:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 287 (علم الحديث لكلّ علم حجّةٌ .......... فاشدد يديك به على التّعيين) ) (وتوخّ أعدل طرقه واعمل بها .......... تعمل بعلم بصيرةٍ ويقين) في أبيات منها: (في كلّ عصرٍ للحديث أئمّةٌ .......... نابت عن القطّان وابن معين)
(خلفٌ عن السّلف الكرام ورايةٌ .......... موعودة البقيا ليوم الدّين)
4 (عبد الرّزاق بن حسن بن بالان.) أبو محمد، المصموديّ، المغربيّ، ثمّ الدّمشقيّ. عاش خمساً وثمانين سنة. حدّث عن أبي المعالي بن صابر. وتوفّي في ربيع الأول. 4 (عبد السلام بن عبد الرحمن بن أبي منصور عليّ بن عليّ بن عبيد الله. علاء الدّين، أبو) الحسين، البغداديّ، الصّوفيّ، ابن سكينة. من بيت مشيخة ورواية. ولد في صفر سنة ثمانٍ وأربعين. وسمع: أبا الوقت، وأبا المظفّر محمد بن أحمد التّريكيّ، ومحمود فورجة، وأحمد بن قفرجل، ويحيى بن عبد الرحمن ابن تاج القرّاء، والوزير الفلكيّ أبا المظفّر، وابن البطّي، وجماعةٌ. كتب عنه: ابن النجّار، وابن الحاجب، الدّبيثيّ، والسّيف، والشرف ابن النابلسيّ، والتّقيّ ابن الواسطيّ، وجماعةٌ. وسمع حضوراً من سعيد ابن البنّاء، ونصر العكبريّ. وتوفّي في الحادي والعشرين من صفر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 288 وآخر من روى عنه بالإجازة فاطمة بنت سليمان. وكان متواضعاً، نسخ الكثير. وروى عنه المجد عبد العزيز الخليليّ أيضاً، والشمس ابن الزّين. وكان عنده جزء لوين عن فورجة. وثّقه ابن النجّار. 4 (عبد السّلام بن عبد الرحمن ابن الشيخ العارف أبي الحكم عبد السّلام بن عبد الرحمن بن) أبي الرّجّال محمد بن عبد الرحمّن اللّخميّ، الإفريقيّ، المغربيّ. ثمّ الإشبيليّ، المعروف بابن برّجان، وهو مخفّف من ابن أبي الرّجّال. أخذ القراءآت عن: أبي الحسن سليمان بن أحمد، وأبي القاسم أحمد ابن محمد بن أبي هارون. وأخذ العربية واللّغة عن أبي إسحاق بن ملكون ولازمه كثيراً، وسمع منهم.) قال الأبّار: وكان من أحفظ أهل زمانه للّغة، مسلّماً ذلك له، ثقةً، صدوقاً. وله ردٌّ على أبي الحسن بن سيده. رأيته بإشبيلية. وأخذ عنه بعض أصحابنا. وكان رجلاً صالحاً منقبضاً عن الناس، مقبلاً على شأنه. توفّي في جمادى الأولى. 4 (عبد العزيز بن محمود بن عبد الرحمن.) الفقيه، أبو محمد، المالكيّ، المعروف بالعصّار. من فضلاء المصريّين. قال المنذريّ: تفقّه، واشتغل بعلم الحديث، وأقبل عليه إقبالاً كثيراً، وجاور بمكّة مدّة. وكان على طريقة حسنة، يؤثر الانفراد وترك ما لا يعنيه، ويصحب الصالحين. وكتب بخطّه كثيراً. واختصر الجمع بين الصحيحين للحميدي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 289 4 (عبد الغني بن محمد بن عبد الغني بن سلمة.) أبو محمد، الغرناطيّ، الصّيدلانيّ. سمع أبا محمد بن الفرس، ولازمه نحواً من عشرين سنة، وسمع: أبا زيد السّهيليّ، وأبا عبد الله بن زرقون. وأجاز له أبو طاهر السّلفيّ، وغيره. قال الأبّار: في روايته عن ابن بشكوال نظرٌ. ولي قضاء ميورقة بعناية بعض الكتّاب. وكان لا يحسن الأحكام، ولم يكن مرضيّ الجملة، ولا صادقاً. وتوفّي في المحرّم قبل دخول الروم لعنهم الله ميورقة عنوةً بأيام. 4 (عبد الملك بن عبد الله بن محمد. أبو مروان، الفحصبليّ، المغربيّ، البونيّ، الصّيّاد) السّمّاك، الزّاهد. رحل، وتفقّه بأبي الطّاهر بن عوف. ودرّس ببونة. أخذ عنه ابن مسدي وقال: مات في شعبان سنة سبع. 4 (عثمان بن عبد الرحمن بن حجاج.) القاضي، أبو عمرو، التّوّزريّ. حجّ، وسمع من السّلفيّ، وابن عوف. ذكره ابن مسدي وأرّخه. 4 (عليّ بن إبراهيم بن أحمد بن حسّان.) ) أبو الحسن، البغداديّ، البزّاز. حدّث عن أبي الفتح بن شاتيل. ومات في شعبان. 4 (عمر بن أحمد بن عمر. أبو حفص، البغداديّ، الصّحراويّ.) حدّث عن أبي الحسين عبد الحق. ومات في صفر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 290 4 (حرف القاف)
4 (القاسم بن عليّ بن شريف. القاضي، أبو المنصور، المصريّ، البلبيسيّ، الشافعيّ، شرف) الدّين، قاضي المحلّة. ولد سنة ستّ وستّين وخمسمائة بالقاهرة. وسمع من: الأرتاحيّ، والقاسم بن عساكر، والغزنويّ. وتفقّه على السّيف عليّ بن أبي عليّ الآمديّ لمّا كان بمصر، وهو من قدماء أصحابه. وأعاد بمدرسة الشافعيّ، وبالمدرسة الفاضلية. روى عنه الزّكيّ المنذريّ وقال: شريف: بالضّمّ. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أحمد بن صالح بن شافع بن صالح بن حاتم.) أبو المعالي، الجيليّ، ثمّ البغداديّ. ولد سنة أربعٍ وستّين وخمسمائة. سمّعه خاله: أبو بكر محمد بن مشّق من صالح ابن الرّخلة، وشهدة، وظفر بن محمد بن السّدنك، وعبد الحقّ اليوسفيّ، وأبي شار يحيى السّقلاطونيّ، وخلقٍ كثير. ثمّ طلب هو بنفسه وسمع الكثير، وعني بالحديث عنايةً جيّدة، وعدّ في أعيان الطّلبة. وكان ثقةً، مأموناً، كثير الإفادة، ديّناً، وقوراً، حسن السّمت، عارفاً بمذهب أحمد. من بيت العلم والدّيانة. أثنى عليه ابن نقطة، وابن النجّار، والدّبيثيّ. وأخذوا عنه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 291 وروى عنه من المتأخّرين: أبو إسحاق ابن الواسطيّ، وأبو المعالي الأبرقوهيّ. ومات في رابع رجب. وكان أبوه من كبار المحدّثين، وجدّه الفقيه أبو محمد شافع هو الّذي قدم من جيلان وسكن) بغداد إلى أن مات بها في سنة ثلاثٍ وأربعين، وروى عن أبي الحسن ابن الطّيوريّ. قال ابن نقطة: أبو المعالي سمع من خلق كثيرٍ، وهو ثقة مأمون، مكثر، حسن السمت. قال عليّ بن أنجب ابن الخازن: ختمت علي القرآن تلقيناً، وسمعت بقراءته على جماعة. وكان صالحاً، وقوراً، خيّراً، يحضر عنده خلقٌ كثير لميعاده. قرأت على الأبرقوهيّ: أخبركم أبو المعالي بن شافع سنة عشرين وستمائة أنّ شهدة الكابت ة أخبرتهم، أخبرنا أبو عبد الله بن طلحة، أخبرنا محمود بن عمر، حدّثنا عليّ بن الفرج، حدّثنا أبو بكر عبد الله بن محمد، حدّثنا أبو هشام، حدّثنا ابن فضيل، حدّثنا عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من سأل النّاس تكثّراً فإنّما يسأل جمراً، فإن شاء فليقلّ، وإن شاء فليكثر. أخرجه مسلم. 4 (محمد بن أحمد بن حبّون.) أبو بكر، المعافريّ، المرسيّ، الشّاعر. سمع: أبا القاسم بن حبيش، وأبا عبد الله بن حميد. قال الأبّار: أقرأ العربية. وكان له حظٌّ من قرض الشعر. وتوفّي في ذي الحجّة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 292 4 (محمد بن أحمد بن عبد الودود البكريّ.) أبو عبد الله، قاضي ميورقة. كان فقيهاً ذا فنونٍ. عدم في دخول الروم ميورقة في صفر. 4 (محمد بن أحمد بن عليّ بن الزّبير. أبو عبد الله، القضاعيّ، قاضي مدينة مربيطر.) نحويٌّ، شاعرٌ محسنٌ. يروي عن أبي الحسن بن النّعمة. وأجاز له السّلفيّ. 4 (محمد بن إبراهيم بن محمد، الفقيه.) أبو عبد الله، المراديّ، السّبتي، نزيل دمشق. اشتغل بفاس بعلم الأصول، وكان عارفاً به. ونسخ بخطّه شيئاً كثيراً. وكان يؤمّ بمسجد الجوزة. وكتب ممّا كتب مائة مجلّدة. ومات في شعبان. سمع بمرّاكش من: أبي محمد بن حوط الله، وأبي الحسن عليّ ابن الحصّار. وبمكّة من يونس الهاشميّ، وابن الحصريّ. وبمصر من ابن المفضّل الحافظ. وبدمشق من: الكنديّ، وابن) الحرستانيّ، وابن مندويه، وخلقٍ كثير. وعني بالحدي أتمّ عناية. وتوفّي في جمادى الأولى سنة سبعٍ وعشرين وستمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 293 4 (محمد بن بهرام بن محمود بن بختيار الأتابكيّ.) أبو عبد الله، ابن السّلار. من بيت إمرة وولاية. انقطع وترك الخدمة، ولازم الخمس في جماعةٍ. وكان كثير الصّمت. حدّث هو، وأبوه، وأخوه عبّاس. وولد بدمشق سنة ستّ أو سبعٍ وأربعين وخمسمائة. وسمع: عليّ بن أحمد الحرستانيّ، وأبا المظفّر الفلكيّ، والحافظ أبا القاسم، وعبد الخالق بن أسد الحنفيّ. واختلط ذهنه من سنة ستّ وعشرين من مرضٍ لحقه. قاله ابن الحاجب وخرّج عنه أحاديث من جزء الرّافقيّ في معجمه. وروى عنه الزّكيّ البرزاليّ. 4 (محمد بن الحسن بن عبد الجليل بن أبي تمّام. أبو عبد الله، الهاشميّ، البغداديّ، الخطيب،) ويعرف بابن الشّنكاتيّ. سمع: أبا المعالي ابن اللّحّاس، وأحمد بن محمد بن شنيف، وعمر بن بنيمان، وأحمد بن عليّ بن المعمّر النقيب، وطائفة. وكان شحيحاً، وسخاً، دنيئاً، يرابي ولا يزكّي. مات في ربيع الأوّل. قاله ابن النّجّار. 4 (محمد بن عامر بن فرقد بن خلف بن محمد بن فرقد.) أبو القاسم، القرشيّ، الفهريّ، الأندلسيّ، نزيل إشبيلية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 294 روى عن عمّ أبيه أبي إسحاق بن فرقد، وأبي بكر بن الجدّ، وأبي عبد الله بن زرقون. قال الأبار: كان ثقةً. توفّي في شوّال، وله خمسٌ وستّون سنة. 4 (محمد بن أبي الفهم عبد الوهّاب بن عبد الله بن عليّ بن أحمد. فخر الدين، أبو بكر،) الأنصاريّ، الدّمشقيّ، العدل، المعروف بابن الشّيرجيّ. ولد سنة تسع وأربعين وخمسمائة بدمشق، وسمع بها: من أبي القاسم ابن عساكر، وأبي عبد الله بن أبي الصّقر. وتفقّه قليلاً على الإمام أبي سعد ابن أبي عصرون.) ورحل، وسمع من أبي طاهر السّلفيّ، وأبي محمد العثمانيّ. وحصّل، سماعاته. روى عنه الزّكيّان: البرزاليّ والمنذريّ، والشّهابان: القوصيّ والأبرقوهيّ، والشّرف عمر بن خواجا إمام، والشرف بن عساكر، والشّرف ابن النابلسيّ، وآخرون. وكان عدلاً، رئيساً، جليلاً، من سروات الدّمشقيّين. وكبارهم. مليح الخلق والخلق، ظريفاً، حلو النّادرة، حفظةً للأخبار والتّواريخ، صدوقاً فيما ينقله، وجيهاً عند الدّولة، مليح الخطّ. حدّث بدمشق ومصر. وولي ولايات ثمّ تركها. وكان له مضاربون في التّجارة. توفّي يوم عيد النّحر، ودفن بمقبرة باب الصغير. 4 (محمد بن عليّ بن الزّبير القضاعيّ. أبو عبد الله، الأنديّ.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 295 سمع أبا الحسن بن النّعمة فأكثر. وأجاز له السّلفيّ، وأبو عبد الله بن سعيد الدّاني ابن غلام الفرس. روى عن الأبّار، والحافظ ابن مسدي. حدّث في هذه السّنة، ولا أعلم متى مات وكان في نيّفٍ وثمانين سنة. وقال ابن الغمّاز في مشيخته: الخطيب، الفقيه، والمحدّث، القضاعيّ المربيطريّ. أخذ عن جدّه لأمّه ابن النّعمة كثيراً، وقرأ عليه برنامجه. إلى أن قال: وولي الصّلاة، والخطبة ببلده. سمعت عليه بعض الموطّأ. وأجاز لي. ومات في سادس عشر جمادى الآخرة سنة سبعٍ وعشرين. قال: ومولده في جمادى الأولى سنة أربعٍ وأربعين وخمسمائة. 4 (محمد بن عليّ بن عبد الله.) أبو عبد الله، البغداديّ، الفوطيّ، المقرئ. شيخٌ صالح، خيّرٌ، مشهورٌ بالأمانة والدّين. حدّث عن: أبي الحسين عبد الحقّ، وابن شاتيل. وتوفّي في رمضان. 4 (محمد بن عمر بن إبراهيم.) أبو عبد الله، ابن الذّهبيّ، البغداديّ، التّاجر، الورّاق. ولد سنة خمسٍ وأربعين. وسمع من: أبي القاسم هبة الله الدّقّاق، وشهدة، وكان صالحاً، منقبضاً عن الناس. يسكن بمحلّة الظّفريّة.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 296 توفّي في صفر في الثامن والعشرين منه. ونسخ الكثير بالأجرة. روى عنه ابن النّجّار الغرباء للآجرّيّ. 4 (محمد بن عمر بن محمد بن عمر بن جعفر. الإمام، شرف الدين، أبو عبد الله، الأزديّ،) الغسّانيّ، المصريّ، المالكيّ، المعروف بابن اللّهيب. ولد سنة إحدى وسبعين وخمسمائة. وأخذ المذهب عن الإمام ظافر بن الحسين الأزديّ، وأبي البركات هبة الله ابن عبد المحسن. وناظر عند الظّهير الفارسيّ الحنفيّ. وسمع من أبي الجود المقريء، وجماعة. وتصدّر بالجماع العتيق. وكان بصيراً بالمذهب. ولي الوكالة السّلطانية ونظر دمياط. ثمّ درّس بالصاحبيّة بالقاهرة. وكان من الأذكياء الوصوفين. وله شعرٌ، وفضائل، وتفنّن. توفّي في ثامن عشر رجب. وفي بيته جماعةٌ فضلاء. 4 (محمد بن عطاء الله بن خلف بن محمد بن غنيّ.) أبو عبد الله، الكلابيّ، البدويّ، الزّاهد، نزيل سفح قاسيون. سمع من: أبي عبد الله بن صدقة، ويحيى الثّقفيّ، وأحمد ابن الموازينيّ. ولازم أبا الخير سلامة الحدّاد، وأكثر عنه. وصار ينوب في محراب الحنابلة. ولد في حدود سنة ستّ وخمسين وخمسمائة. وكان معدوداً من العبّاد الأخيار المسابقين إلى الطّاعات. وكان يكرّر على مختصر الخرقيّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 297 كتب عنه: ابن الحاجب، وابن سلاّم، وغيرهما. وتوفّي بدمشق في ربيع الأوّل، وحمل إلى الجبل، وشيّعه خلق. 4 (محمد بن مقبل بن قاسم. أبو عبد الله، الياسريّ، البغداديّ.) والياسرية: قرية منسوبة إلى ياسر مولى زبيدة. روى عن: أبي شاكر السّقلاطونيّ، ونصر الله القزّاز. ومات في جمادى الآخرة. 4 (محمد بن النفيس بن منجب بن أبي بكر، العدل، العالم، أبو عبد الله، البغداديّ، ابن الرّزّاز.) ) ولد سنة ستّ وستّين وخمسمائة. وسمع من: محمد بن المبارك الحلاوي، ويحيى بن بوش، وابن كليب، وذاكر بن كامل، وجماعة. وقرأ القراءآت، وتفقّه على مذهب أحمد على أبي إسحاق ابن الصّقّال. وتكلّم في مسائل، وناظر، وطلب الحديث، وقرأ، وحصّل الأصول. وكان ثقةً، نبيلاً. روى عنه ابن النجّار، وغيره. وبالإجازة أبو المعالي الأبرقوهيّ. قال ابن النّجّار: ما رأيت في الطّلبة أميز منه. كان ثقةً، ثبتاً. 4 (محمد بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن أحمد. القاضي، الزّاهد، أبو غانم، ابن القاضي) أبي المجد عبد الله بن محمد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 298 وتفقه على مذهب أبي حنيفة. وتعبّد وانقطع إلى الصّلاة والصّيام والتّلاوة والمسجد. وعرض عليه قضاء حلب، فامتنع. وهو عمّ الصاحب كمال الدّين عمر. روى عنه هو، وولده القاضي أبو المجد. وكتب عنه عمر ابن الحاجب الأميني، وجماعةٌ. وتوفّي في الخامس والعشرين من شوّال. وقال ابن الأثير في آخر الكامل: فلو قال قائل: إنّه لم يكن في زمانه أعبد منه، لكان صادقاً، رضي الله عنه وأرضاه، فإنّه من جملة شيوخنا، سمعنا عليه الحديث. وقال شيخنا ابن الظّاهريّ: لقبه عمرو الدّين. 4 (مسعود بن صدقة بن عليّ بن مسعود.) أبو المظفّر، الأنصاريّ، الأوسيّ، البغداديّ، الكاتب. حدّث عن شهدة. وتوفّي في رجب. 4 (حرف النون)
4 (نصر بن جرو بن عنان بن محفوظ.) أبو الفتح، السّعديّ، المصريّ، الفقيه الحنفيّ. ولد قبل الخمسين. وتفقّه على الجمال عبد الله بن محمد بن سعد الله ابن الوزّان.) وسمع بالإسكندريّة من: السّلفيّ، وأبي طاهر بن عوف، وأبي طالب أحمد بن المسلّم، وجماعة، وبمصر من: منجب المرشديّ، وإسماعيل الزّيّات، وأبي المفاخر المأمونيّ، وجماعةٍ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 299 وسكن طوخ مدّة. وقدم مصر في آخر عمره. وحدّث، روى عنه الزّكيّ المنذريّ، وغيره. وحدّثنا عنه أحمد بن عبد الكريم الأغلاقي، وكان شيخاً صالحاً، فاضلاً. 4 (نصر بن عبد الله بن عبد العزيز.) أبو عمرو، الغافقي، الفرغليطيّ، القيحاطيّ. سمع من جدّه لأمّه نصر بن عليّ بن أبي عليّ الصّدفيّ. وسمع بقرطبة من عبد الرحمن بن أحمد بن بقيّ، وابن بشكوال. وأجاز له ابن هذيل، والسّلفيّ. وتصدّر بقيحاطة للإقراء. وكان مجاب الدّعوة، معمّراً. ولد سنة خمسٍ وثلاثين وخمسمائة. وأجاز في هذا العام لابن فرقد. وأمّا ابن فرتون، فقال: توفّي سنة ثلاثٍ وثلاثين وستمائة، فسأعيده فيها إن شاء الله. 4 (حرف الهاء)
4 (هبة الله بن وجيه بن هبة الله بن المبارك.) أبو البركات، ابن السّقطيّ. شيخٌ حسن. سمع: ابن البطّي، ومحمد بن مسعود بن السّدنك. وعنه ابن النّجّار. 4 (حرف الياء)
4 (يحيى بن أحمد بن خليل.) أبو بكر، السّكونيّ، اللّبليّ، نزيل إشبيلية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 300 سمع: أباه، وأبا بكر بن الجدّ، وغيرهما. قال الأبّار: كان عالماً بأصول الفقه، وصناعة الكلام متقدّماً فيها. له النّظم والنّثر والبلاغة. ولي قضاء الجزيرة الخضراء، ثمّ ولي قضاء شريش، وأقبل على التّدريس، وأخذ عنه جماعةٌ. وغمزه بعضهم بعدم التنزّه في أحكامه. وتوفّي في ربيع الأوّل، وقد نيّف على السبعين. 4 (يعقوب، الملك الأعزّ، شرف الدّين. أبو يوسف، ابن السلطان الملك الناصر صلاح الدّين) يوسف بن أيوب.) ولد بمصر سنة اثنتين وسبعين. وسمع من العلاّمة عبد الله بن برّي. وأجاز له جماعة. وحدّث بعرفة وبدمشق. وكأنّه توفّي بحلب. وقد مرّ في سنة أربعٍ، فتحقّق السّنة. 4 (يونس بن أحمد بن غنيمة بن أحمد. أبو نصر، البغداديّ، البوّاب، الخرّاط، المعروف بابن) زعرورة. سمع من: عبد الله بن هبة الله ابن النّرسيّ، وعبد الله بن عبد الصمد السّلميّ، ووفاء الرّكيّ. 4 (الكنى)
4 (أبو الحسن المزاليّ، المغربيّ، الأصوليّ، المتكلّم، الزّاهد.) كان مع تقدّمه في الكلام تؤثر عنه كراماتٌ، وكان لا يأكل إلاّ من كسب يمينه، كان نسّاخاً، وكان يردّ جوائز الدّولة مع فقره. توفّي بمدينة فاس، وقبره يزار.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 301 أخذ عنه المتكلم أبو الحسن البصريّ. 4 (أبو زيد الفازازي، المغربيّ، الأديب.) صاحب العشرينيات النبوية. هو عبد الرحمن. توفّي فيها وهو في عشر السبعين بمراكش. 4 (أبو القاسم بن جعفر بن أحمد بن عليّ بن عمّارة، الحربيّ، النّجّار.) سمع من: يحيى بن ثابت، ولاحق بن كاره. وحدّث. وأجاز لأبي الفرج محمد ابن الدّبّاب، وغيره. ومات في ذي القعدة. 4 (وفيها ولد) شهاب الدّين عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية. وبهاء الدّين محمد بن إبراهيم بن النّحّاس النّحويّ. وشمس الدّين محمد بن أحمد بن نعمة، مدرّس الشامية. والفخر عثمان بن إبراهيم الحمصي النّسّاج.) وعليّ بن مكّيّ القلانسيّ، والد السّرّاج. والشهاب أحمد بن سليمان بن مروان ابن البعلبكّيّ. ومحمد بن درباس بن باساك الجاكي. ومحمد بن عليّ بن ساعد الحلبيّ. وأبو محمد ظافر بن أبي القاسم النابلسيّ. وأحمد بن أبي العزّ بن مشرّف الأنصاريّ. وأبو القاسم بن سليمان بن عزاز المؤدّب. والكمال محمد بن محمد بالمغاري، بالثغر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 302 4 (وفيات سنة ثمان وعشرين وستمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن الحسين بن عبد الله ابن الشيخ أبي نصر أحمد بن هبة الله بن محمد بن أحمد بن) محمد بن أحمد بن حسنون. أبو نصر، النّرسيّ، البغداديّ، البيّع. ولد ظنّاً سنة خمسٍ وأربعين وخمسمائة. وسمع من: جدّه أبي محمد بن عبد الله بن أحمد ابن النّرسيّ عن الطّريثيثيّ، وغيره، ومن أبي الوقت. وكان شيخاً صالحاً، منقطعاً في بيته. وهو من بيت الحديث والعدالة. أضرّ بأخرةٍ. روى عنه: الدّبيثيّ، وابن نقطة، وجماعةٌ، وتقيّ الدّين ابن الواسطيّ، وأبو عبد الله محمد بن أبي منصور بن معلّى الدّباهيّ. وروى عنه بالإجازة وأبو عبد الله محمد بن أبي القاسم شيخ المستنصرية، وفاطمة بنت سليمان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 303 والنّرس: نهر بين الحلّة والكوفة. وممّن ينسب إليه أيضاً أبيّ النّرسيّ، بخلاف العبّاس النّرسيّ فإنّه ينسب إلى جدّه. مات أبو نصر في ثالث رجب. 4 (أحمد بن عبد الغنيّ بن أحمد النّفيس اللّخميّ.) القطرسيّ، الأديب.) له ديوان مشهورٌ أجاد فيه. وذكره العماد في الخريدة. روى عنه الشهاب القوصيّ ووهم في وفاته قال: في سنة ثلاثٍ وستمائة. ومن شعره: (يا راحلاً وجميل الصّبر يتبعه .......... هل من سبيلٍ إلى رؤياك يتّفق)
(ما أنصفتك جفوني وهي داميةٌ .......... ولا وفى لك قلبي وهو يحترق) توفّي في شعبان بالقاهرة، وقد قارب الثمانين. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن عيّاش.) أبو جعفر، الكنانيّ، المرسيّ. سمع الموطّأ من أبي القاسم بن بشكوال. وحجّ وقدم دمشق فسمع المقامات الحريرية من الخشوعيّ. وسمع من عمر الميانشيّ بمكّة. وكان أديباً عارفاً بالتّعبير، وكفّ بصره بأخرةٍ. ذكره الأبّار.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 304 4 (أحمد بن هبة الله بن سعد الله بن سعيد. أبو القاسم، الطّائيّ، ابن الجبرانيّ، الحلبيّ،) المقرئ، النّحويّ، الحنفيّ. ولد سنة إحدى وستّين وخمسمائة. وروى عن: أبيه ويحيى الثّقفيّ. روى عنه: مجد الدّين عبد الرحمن العديميّ، وسنقر القضائيّ. وكان بصيراً باللّغة والعربية. والجبرانيّ: بفتح الجيم، وشكله بعضهم بضمّها. توفّي في سابع عشر رجب. وكانت له حلقة إشغال بحلب. وقد ذكره ابن نقطة. وذكره الفرضيّ فقال: هو تاج الدّين أحمد بن هبة الله بن سعد الله بن سعيد بن سعد بن مقلّد بن صالح بن مقلّد بن عليّ بن يحيى بن أبي جعفر أحمد بن عبيد أخي أبي عبادة الوليد بن عبيد البحتريّ، الشّاعر، النّحويّ، المقرئ. إمامٌ، شاعرٌ، له حلقة بجامع حلب يقرئ بها
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 305 العلم والقرآن. قرأ النّحو على فتيان الحلبيّ، وأبي الرجاء محمد بن حرب. وقرأ القرآن على الدّقّاق المغربيّ. 4 (أحمد بن أبي الفتح بن أبي غالب.) ) أبو حامد، القطيعيّ، المعروف بالمسدّي. حدّث عن: أبي شاكر يحيى السّقلاطونيّ. وحجّ وانقطع بالمدينة لمرضه، فتوفّي بعد أيّامٍ في صفر. 4 (اسفنديار بن سنقر. أبو محمد، المراتبيّ، ويدعى صهيباً الرّوميّ.) روى عن أبي طالب المبارك بن خضير. ومات في شعبان. 4 (حرف الباء)
4 (بهرام شاه بن فرّوخشاه بن شاهنشاه بن أيّوب بن شادي بن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 306 مروان. السلطان الملك) الأمجد، مجد الدّين، أبو المفظّر، صاحب بعلبكّ. ولي إمرة بعلبكّ خمسين سنةً بعد والده. وكان أديباً، فاضلاً، شاعراً، محسناً، جواداً ممدّحاً، له ديوان شعر. أخذت منه بعلبكّ في سنة سبعٍ وعشرين وتملّكها الملك الأشرف موسى، وسلّمها إلى أخيه الصالح، فقدم هو دمشق، وأقام بها قليلاً، وقتله مملوك له مليح، ودفن بتربة والده الّتي على الشرف الشماليّ في شهر شوّال. ومن شعره: (لكم في فؤآدي شاهدٌ ليس يكذب .......... ومن دمع عيني صامتٌ وهو معرب)
(ولي من شهود الوجد خدٌّ مخدّد .......... وقلبٌ على نار الغرام يقلّب)
(ولي بالرّسوم الخرس من بعد أهلها .......... غرامٌ عليه ما أزال أؤنّب)
(وإن عنّ ذكر الرّاحلين عن الحمى .......... وقفت فلا أدري إلى أين أذهب)
(فربعٌ أناجيه وقد ظلّ خالياً .......... ودمع أعانيه وقد بات يسكب) ومنها: (حنينٌ إذا جدّ الرّحيل رأيته .......... بنفسي في إثر الظّعائن يلعب)
(وشوقٌ إلى أهل الدّيار يحثّه .......... غرامٌ إلى العذريّ يعزى وينسب)
(وما مزنةٌ أرخت على الدّار وبلها .......... ففي كلّ أرضٍ جدولٌ منه يثعب)
(بأغزر من دمعي وقد أحفز السّرى .......... وأمست نياق الظّاعنين تقرّب) ) حصره الملك الأشرف، وأعانه عليه صاحب حمص أسد الدّين شيركوه، فأخذت منه بعلبكّ، فقدم إلى دمشق، واتّفق أنّه كان له غلام محبوس في خزانة في الدّار، فجلس ليلةً يلهو بالنّرد فولع الغلام برزّة الباب ففكّها، وهجم على الأمجد، فقتله ليلة ثاني عشر شوّال. ثمّ هرب الغلام، ورمى نفسه من السطح فمات.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 307 وقيل لحقه المماليك عند وقعته فقطّعوه. وقيل: إنّ الأمجد رآه بعض أصحابه في النوم، فقال له: ما فعل الله بك فقال: (كنت من ذنبي على وجلٍ .......... زال عنّي ذلك الوجل)
(أمنت نفسي بوائقها .......... عشت لما متّ يا رجل)
4 (حرف الثاء)
4 (ثابت بن محمد بن يوسف بن خيار. أبو الحسن، الكلاعيّ، الأندلسيّ، اللّبليّ الملقّب بأبي) رزين، نزيل غرناطة. أخذ القراءآت عن أبي العباس أحمد بن نوّار، وحمل عنه تصانيف أبي عمرو الدّاني. وسمع بقرطبة من ابن بشكوال، وأبي خالد بن رفاعة، وأبي بكر القشائشيّ، وجماعة. وقرأ كتاب سيبويه على أبي عبد الله بن مالك المرشانيّ. وحمل جامع التّرمذيّ عن أبي الحسن بن كوثر. وأخذ بوادي آش عن أبي تمّام العوفيّ. وأجاز له السّلفيّ، وغيره. وأقرأ القرآن والنّحو بجيّان وغرناطة. قال الأبّار: روى عنه أبو العباس النّباتيّ، وغيره. 4 (حرف الجيم)
4 (خوارزمشاه، السّلطان جلال الدّين منكوبري ابن السّلطان علاء
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 308 الدّين محمد بن تكش بن) أرسلان بن آتسز بن محمد بن نوشتكين، الخوارزميّ. لمّا قصد جنكزخان بجيوشه بلاد ما وراء النّهر لخلوّها من العساكر إذ هم مع السّلطان علاء الدّين بهمذان، رجع علاء الدّين مسرعاً وسيّر ولده جلال الدّين هذا في خمسة عشر ألفاً بين يديه، فتوغّل في البلاد، فأحاط به جنكزخان بجيوشه، فطحنوه، وتخلّص بعد الجهد، وتوصّل إلى أبيه. ولمّا زال ملك أبيه ومات غريباً تقاذفت بجلال الدّين البلاد، فرمته بالهند، ثمّ ألقته الهند إلى) كرمان، ثمّ إلى سواد العراق، وساقته المقادير إلى بلاد أذربيجان وأرّان، وغدر بأتابك أزبك، وأخرجه من بلاده، وأخذ زوجته بنت السلطان طغريل وتزوّج بها، وعمل مصافّاً مع الكرج، فكسرهم كسرةً لا انجبار معها، وقتل ملوكهم، وقوي أمره وكثرت جموعه، وافتتح تفليس، وتقلّبت به الأحوال. حكى الشهاب النّسويّ في سيرة خوارزم شاه قال: كان جلال الدّين أسمر قصيراً، تركيّ الجسارة والعبارة. وكان يتكلّم بالفارسية أيضاً. وأمّا شجاعته، فحسبك منها وأوردته من وقعاته، فكان أسداً ضرغاماً، أشجع فرسانه إقداماً. وكان حليماً لا غضوباً ولا شتّاماً، وقوراً، لا يضحك إلاّ تبسّماً، ولا يكثر كلاماً. وكان يختار العدل غير أنّه صادف أيام الفتنة فغلب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 309 وهذه السيرة في مجلّد فيها عجائب له من ارتفاع وانخفاض وفرط شجاعة. وفي الآخر تلاشى أمره، وكسبه التّتار في اللّيل، فنجا في نحو مائة فارس، ثمّ تفرّقوا عنه إلى أن بقيّ وحده وساق خلفه خمسة عشر من التّتار وألحّوا في طلبه، فثبت لهم، وقتل منهم اثنين، فوقفوا. وطلع إلى جبلٍ بنواحي آمد به أكراد، فأجاره رجلٌ كبيرٌ منهم، فعرّفه أنّه السلطان ووعده بكلّ جميل، ففرح الكرديّ، ومضى ليحضر خيله، ويعلم بني عمّه، وينهض بأمره، وتركه عند أمّه، فجاء كرديٌ جريء فقال: أيشٍ هذا الخوارزميّ تخلّونه عندكم فقيل له: اسكت، ذا هو السّلطان. فقال: إن كان هكذا، فذا قد قتل بخلاط أخي، ثمّ شدّ عليه بحربةٍ معه، فقتله في الحال. وقال الموفّق عبد اللّطيف: كان أسمر أصفر نحيفاً، سمجاً، لأنّ أمّه هندية. وكان يلبس طرطوراً فيه من شعر الخيل، مصبغاً بألوان. وكان أخوه غياث الدّين أجمل النّاس صورة وأرقّهم بشرة ولكنّه ظلومٌ غشوم وهو ابن تركية. قال: والزّنا فيهم يعني في الخوارزميّة فاش، واللّواط ليس بقبيحٍ ولا معذوقاً بشرط الكبر والصّغر. والغدر خلقٌ لا يزايلهم أخذوا قلعةً عند تفليس بالأمان، فلمّا نزل أهلها، وبعدوا يسيراً، عادوا عليهم، فقتلوا من كان يصلح للقتل، وسبوا من كان يصلح للسبيّ. ورد عليّ رجلٌ من تفليس كان يقرأ علي الطبّ، فذكر لي ذلك كلّه، وأنّه أقام بتفليس ستّ سنين، واكتسب مالاً جمّاً بالطّبّ. فلمّا قرب الخوارزميون جاء رسولهم إلى الملكة بكلام ليّن، فبينا هو في مجلسها وقد وصل قاصدٌ يخبر بأن القوم في أطراف البلاد يعيثون، فقالت للرسول: أهكذا) تكون الملوك يرسلون رسولاً بكلام، ويفعلون خلافه وأمرت بإخراجه. وبعد خمسة عشر يوماً وصلوا، فخرج إليهم جيش الكرج، فقال إيواني: نرتّب العسكر قلباً وميمنة وميسرة، فقال شلوه: هؤلاء أحقر من هذا، أنا أكفي أمرهم. فنزل في قدر سبعة آلاف أكثرهم تركمان بتهوّر، وكان في رأسه سكرٌ، فتقدّم فصار في وسطهم، وأحاطوا به، ووقع علمه. فقال إيواني: هذا شلوه قد كسر، ردّوا بنا، وأخذ في مضيقٍ، وتبعه المنهزمون، فتحطّموا في مضيقٍ عميق حتّى هلك أكثرهم، وتحصّن إيواني بمن معه في
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 310 القلاع. فبقي الخوارزميّون يعيثون، ويفسدون أيّ شيءٍ وجدوه، واعتصمت الملكة بقلاع في مضايق. ثمّ إنّ ابن السّديد التّفليسيّ قصد الإصلاح ظنّاً منه أنّهم يشبهون النّاس، وأنّ لهم قولاً وعهداً، فخرج يطلب الأمان لأهل المدينة أجمعين المسلمين والكرج واليهود، فأخذ خطّ جلال الدّين وأخيه غياث الدّين وحميّته وختومهم، ولوحاً من فضّة مكتوباً بالذّهب يسمّى بايزة، وتوثّق. فساعة دخلوا، نهبوا مماليك ابن السّديد ونعمته وندم، وعملوا بجميع الناس كذلك، وسمّوا المسلمين مرتدّين، واستحلّوا أموالهم وحريمهم، وصاروا لا يتركون زوجةً حسناء، ولا ولداً حسناً، ويهجم الواحد منهم على قوم، فيستدعي بطعام وشراب، ويؤآخي زوجة صاحب الدّار، ويطلبها للفراش ويقول: هكذا أخوّتنا، ثمّ يصبح، فإن وجد لهم ولداً يعجبه، أخذه معه، وإن كان عند أحدٍ سلعة فأراد بيعها، فنادى عليها بخمسين ديناراً، أخذها بخمسة دنانير، فإن تكلّم صاحبها ضربه بمقرعةٍ معه، رأسها مطرقة، فربّما مات، وربّما غشي عليه. قال: وعددهم لا يبلغ مائة ألف، ربّما كان ستّين ألفاً، كلّهم جياع، مجمّعة ليس لهم مدد، وكلّهم عليهم أقبية القطن، وسلاحهم النّشّاب القليل الصنعة يرمون على قسيّ ضعاف لا تؤثّر في الدّروع. وليس لهم ديوان ولا عطاء، إنّما لهم نهب ما وجدوه، ولا يمكنه أن يكفّهم عن شيء. قال لي: وجميع من جرّب التّتر يشهد أنّ سيرتهم خيرٌ من سيرة الخوارزميّين. ثمّ قال الموفّق: ولمّا توجّه جلال الدّين إلى غزنة والهند فارّاً من جنكزخان واستنجد بملكها، فأرسل معه جيشاً، فأقاموا في قتال التّتر أياماً كثيرة، ثمّ انهزم وحيداً فقيداً، وتوجّه نحو كرمان، وكان هناك ملكان كبيران، فأحسنا إليه، فلمّا قوي شيئاً، غدر بهما، وقتل أحدهما، وفرّ فأتى شيراز على بقر وحمير، وأكثر من معه رجاله، فدفع به صاحبها نحو بغداد، فأفسد في شهرابان وتلك النّواحي. وكان أخوه غياث الدّين قد انفرد في ثلاثين رجلاً هارباً، ومعه) صوفيّ يصلّي به، فلمّا نام توامر الجماعة على قتله، والتّقرّب برأسه إلى التّتر، فأحسّ بذلك الصّوفيّ، فتركهم حتّى ناموا وأيقظه وأعلمه، فعاجلهم فذبحهم، وترك منهم قوماً يشهدون بما عزموا عليه. ثمّ دخل إصبهان
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 311 فقيراً وحيداً، فأحسنوا إليه، واجتمع إليه شذّاذ عسكر أبيه، وجاءته خلعٌ من بغداد وتشريف، ووعد بالسلطنة، فسمع بوصول أخيه فقال: لا تصل إلاّ بأمر الدّيوان، فاستأذن، فأذن له، فلمّا وصل جلال الدّين خاف من أخيه، فاعتقله، وقيّده مدّة حتّى قويّ واستظهر، ثمّ أطلقه. وفي الآخر ضعف دست جلال الدّين، ومقته الناس لقبح سيرته، ولم يترك له صديقا من الملوك بل عادى الكلّ، ثمّ اختلف عليه جيشه لمّا فسد عقله بحبّ مملوكٍ، فمات المملوك فأسرف في الحزن عليه، وأمر أهل توريز بالنّوح واللّطم، وما دفنه، بل بقي يستصحبه، ويصرخ عليه، والويل لمن يقول: إنّه ميّت، فاستخفّ به الأمراء وأنفوا منه، وطمعت فيه التّتار لانهزامه من الأشرف واستولوا على مراغة وغيرها. قلت: وفي الحوادث على السنين قطعة من أخباره. ولقد كان سدّاً بين التّتر وبين المسلمين، والتقاهم غير مرّة. وقد ذهب إليه في الرّسليّة الصاحب محيي الدّين يوسف ابن الجوزيّ، فدخل إليه، فرآه يقرأ في المصحف ويبكي، واعتذر عمّا يفعله جنده لكثرتهم وعدم طاعتهم. وفي آخر أمره كسره الملك الأشرف، وصاحب الروم، فراح رواحاً بخساً، ثمّ بعد أيام اغتاله كرديّ، وطعنه بحربةٍ، فقتله في أوائل سنة تسعٍ وعشرين بأخٍ له كان قد قتل على يد الخوارزميّة. وتفرّق جيشه من بعده وذلّوا. قلت: لم يشتهر موته إلا في سنة تسع، وإنما كان في نصف شوّال سنة ثمانٍ. 4 (جلدك، الأمير الكبير، شجاع الدّين.) أبو المنصور، المظفّريّ، التّقويّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 312 سمع من السّلفيّ، وروى عنه وعن مولاه الملك تقيّ الدّين عمر بن شاهنشاه بشيءٍ من شعره. وولي نيابة الإسكندرية، ودمياط، وشدّ الدّيار المصرية. وكان فاضلاً، له أدب، وشعر جيّد وخطٌّ مليح. وذكر أنّه نسخ بيده أربعاً وعشرين ختمة. وكان سمحاً جواداً، مكرماً للعلماء، مساعداً لهم بماله وجاهه. وله غزواتٌ مشهودة ومواقف بالساحل، ومدح بالشعر. روى عنه: الشهاب القوصيّ، والزّكيّ بالمنذريّ، والرشيد العطّار، والجمال ابن الصّابونيّ. واستفك مائة وثلاثين أسيراً من المغاربة عند موته بمبلغ من الذّهب والله يرحمه ويغفر) له وبنى بحماة مدرسة. وتوفّي في الثامن والعشرين من شعبان. وللنفيس أحمد القطرسيّ فيه قصيدةٌ منها: (أحرقت يا ثغر الحبي .......... ب حشاي لما ذقت بردك)
(أتظنّ غصن البان يع .......... جبني وقد عاينت قدّك)
(أم خلت آس عذارك ال .......... منشوق يحمي منك وردك)
(يا قلب من لانت معا .......... طفه علينا ما أشدّك)
(أتظنّني جلد القوى .......... أو أنّ لي عزمات جلدك)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 313 4 (حرف الحاء)
4 (الحارث، القاضي الجليل، مجد الدّين. أبو الأشبال، ابن الرئيس العالم النّحويّ مهذّب الدّين) أبي المحاسن المهلّب بن حسن بن بركات ابن عليّ بن غياث المهلّبيّ، المصريّ، الشافعيّ، المجد البهنسيّ. اتّصل بالصاحب صفيّ الدّين ابن شكر، وسافر معه إلى الشام وغيرها، وترسّل إلى الدّيوان العزيز، وإلى ملوك النواحي. ووقف وقفاً بمصر على الزاوية الّتي كان والد يقرئ بها بالجامع العتيق. وقد تقدّم ذكر أخيه موفّق الدّين عقيل. وكان المجد ذا يد طولى في اللّغة، وله شعر حسن. توفّي بدمشق في صفر، وقد جاوز السبعين. كتب عنه القوصيّ، وغيره شعراً. وقد وزر بحرّان للأشرف، ثمّ نكبه وصادره وحبسه مدّةً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 314 4 (الحسين بن أحمد بن أبي الفرج بن حفاظ البغداديّ، اللّبّان.) شيخ ديّن، صالح. حدّث عن محمد بن نسيم العيشونيّ. ومات في ذي الحجّة. 4 (حرف الخاء)
4 (خاموش ابن الأتابك أزبك صاحب أذربيجان.) ولد هذا أصمّ أبكم، فكان يفهّمه ويفهم عنه رجلٌ ربّاه. ولمّا استولى خوارزم شاه على بلاد خاموش جاء خاموش إلى خدمته بكنجة خاضعاً، فقدّم تحفاً من جملتها حياصة كيكاوس ملك) الفرس في الزّمن القديم، فيها عدّة جواهر لا تقوّم منها قطعة بذخشانيّ ممسوح طولانيّ في قدر كفّ، أفخر ما يكون، قد نقر فيها اسم كيكاوس، فكان السلطان خوارزم شاه يشدّها في الأعياد إلى أن كسبه التتار بآمد، فظفروا بهذا الحياصة ونفذوها إلى القان جنكزخان. وأقام الملك خاموش مديدةً في الخدمة، فلم يحظ بعناية إلى أن رقّت حاله، ففارق خوارزم شاه، ودخل إلى حصن الألموت، فأدركه الموت بعد شهر. ذكر ذلك الشهاب النّسويّ في سيرة خوارزم شاه. 4 (خليل بن إسماعيل بن عليّ بن علوان بن زويزان. المولى جمال الدّولة، رئيس قصر) حجّاج، وإليه تنسب قطائع ابن زويزان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 315 مات في شهر ربيع الأوّل. وخلّف عقاراً وعيناً بما يزيد على مائتي ألف دينار، وتصدّق بثلث ماله، ووقف من ذلك على القرّاء والعلماء بتربته بميدان الحصى. والّذي ترك من الذّهب أحدٌ وعشرون ألف دينار. 4 (حرف الزاي)
4 (زبيدة بنت إسماعيل بن الحسن البغدادية.) أجاز لها أبو الوقت. 4 (الزّين الكرديّ، المقرئ المجوّد، نزيل دمشق، أبو عبد الله، محمد بن عمر بن حسين.) كان ممن أخذ القراءآت عن الشّاطبيّ، وتصدّر للإقراء بدمشق. وجلس في حلقته بعده بمعلومه أبو عمرو ابن الحاجب. 4 (حرف الصاد)
4 (صالح بن عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله بن محمد.) أبو البقاء، الأنصاريّ، الخزرجيّ، القليوبيّ، المصريّ، المالكيّ. ولد في حدود الخمسين وخمسمائة. وذكر أنّه سمع بدمشق من ابن عساكر. وحدّث عن أبي المفاخر المأمونيّ. وكان فقيهاً، عالماً، صالحاً، خيّراً، متعففاً، مقبلاً على ما يعنيه. روى عنه الزّكيّ المنذريّ وقال: مات في رابع عشر ذي الحجّة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 316 4 (حرف العين) ) 4 (عائشة بنت الإمام الحافظ عبد الرّزّاق ابن الشيخ عبد القادر الجيليّ. أمّ محمد.) روت عن أبي الحسين عبد الحقّ. وماتت في ربيع الأوّل. 4 (عبد الله بن ثابت بن عبد الخالق بن عبد الله بن رومي.) الخطيب، الشّاعر، الأديب، أبو ثابت، التّجيبيّ، الشّنهوريّ. خطيب شنهور بالمعجمة وهي بلدةٌ بقرب قوص، قيّده الحافظ عبد العظيم وقال: سمعت منه من شعره. وتوفّي في رمضان، وله بضعٌ وخمسون سنة. 4 (عبد الحقّ بن إسماعيل. أبو سونج، الفيّاليّ، الصّالحيّ.) روى عن: أبي نصر عبد الرحيم بن يوسف، وأبي الفتح عمر بن عليّ الجوينيّ. روى عنه: الزّكيّ البرزاليّ، والشمس ابن الكمال، والشمس محمد ابن الواسطيّ، وجماعةٌ. وتوفّي في صفر. 4 (عبد الخالق بن أبي عبد الله بن عليّ بن أحمد بن هلال القطفتيّ، البوّاب.) شيخٌ صالحٌ. حدّث عن أبي نصر يحيى بن السّدنك. ومات في أوّل رمضان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 317 4 (عبد الرحمن بن محمد بن بدر بن جامع.) الفقيه، أبو القاسم، الواسطيّ، البرجونيّ، الشافعيّ. ولد في حدود السّتين. وسمع من أبي طالب الكتّانيّ. وتفقّه بواسط على القاضي أبيّ على يحيى بن الرّبيع، وببغداد على أبي القاسم يحيى بن فضلان. وأعاد لأبي الحسن عليّ بن عليّ الفارقيّ، وغيره. ودرّس، وأفاد. وسمع من ابن شاتيل، وغيره. ويعرف بابن المعلّم. 4 (عبد الرحيم بن عليّ بن حامد. الشيخ مهذّب الدّين، الطّبيب، المعروف بالدّخوار.) شيخ الأطبّاء ورئيسهم بدمشق. وقف داره بالصّاغة العتيقة مدرسةً للطّبّ. وكان مولده في سنة خمسٍ وستّين وخمسمائة. وتوفّي في صفر، ودفن في تربة له بقاسيون فوق الميطور.) روى عنه الشهاب القوصيّ، وغيره شعراً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 318 وتخرّج به جماعةٌ كبيرة من الأطبّاء. وصنّف في الصّنعة كتباً، منها: كتاب الجنينة واختصار الحاوي لابن زكريّا الرّازيّ، ومقالة في الاستفراغ وغير ذلك. وقد أطنب ابن أبي أصيبعة في وصفه، وقال: كان أوحد عصره، وفريد دهره، وعلاّمة زمانه، وإليه رئاسة صناعة الطّبّ على ما ينبغي أتعب نفسه في الاشتغال حتّى فاق أهل زمانه، وحظي عند الملوك ونال المال والجاه. وكان أبوه كحّالاً مشهوراً، وكذلك أخوه حامد بن عليّ. وكان هو في أول أمره يكحّل. وقد نسخ كتباً كثيرة بخطّه المنسوب أكثر من مائة مجلّد في الطّبّ وغيره. وأخذ العربية عن الكنديّ، وقرأ على الرّضيّ الرّحبيّ، ثمّ لازم الموفّق ابن المطران مدّةً حتّى مهر، ثمّ أخذ عن الفخر الماردينيّ لمّا قدم دمشق في أيام صلاح الدّين. ثمّ خدم الملك العادل، ولازم خدمة صفيّ الدّين ابن شكر بعد الحكيم الموفّق عبد العزيز، ونزل على جامكيّة مائة دينارٍ في الشهر من الذّهب الصّوريّ. ثمّ حظي عند العادل بحيث إنه حصل له منه في مرضة صعبةٍ سنة عشر وستمائة سبعة آلاف دينار مصرية. ومرض الملك الكامل بمصر، فعالجه الدّخوار، فحصل له من جهته أموالٌ. قال ابن أصيبعة: فكان ملبغ ما وصل إليه من الذّهب نوبة الكامل نحو اثني عشر ألف دينار، وأربع عشرة بغلة بأطواق ذهب والخلع والأطلس وغيرها وذلك في سنة اثنتي عشرة وستمائة. قال: وولاّه السلطان الكبير في ذلك الوقت رئاسة الأطبّاء مصر والشام. وكان خبيراً بكلّ ما يقرأ عليه. وقرأت عليه مدّةً، وكان في كبره يلازم
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 319 الإشغال، ويجتمع كثيراً بالسّيف الآمدي، وحفظ شيئاً من كتبه وحصّل معظم مصنّفاته. ثمّ نظر في الهيئة والنّجوم، ثمّ طلبه الأشرف فتوجّه إليه سنة اثنتين وعشرين وستمائة. فذكر لي أنّه لحقه في هذه السفرة من شري بغلات وخيم ورخت عشرون ألف درهم، فأكرمه الأشرف، وأقطعه ما يغلّ في السنة نحو ألف وخمسمائة دينار. ثمّ عرض له ثقلٌ في لسانه واسترخاء، فجاء إلى دمشق لمّا ملكها الأشرف سنة ستٍّ وعشرين فولاّه رئاسة الطّبّ، وجعل له مجلساً لتدريس الصّنعة، ثمّ زاد به ثقل لسانه حتّى بقي لا يكاد يفهم كلامه، فكان الجماعة يبحثون قدّامه، ويجيب هو وربّما كتب لهم ما يشكل في اللّوح. واجتهد في علاج نفسه، واستفرغ بدنه مرّات، واستعمل المعاجين الحارّة) فعرضت له حمّى قويّة، فأضعفت قوّته، وتوالت عليه أمراضٌ كثيرة. وتوفّي في منتصف صفر، ولم يخلّف ولداً. قرأت بخطّ الناصح ابن الحنبليّ: وفاة الدّاخور بعدما أسكت أشهراً وظهر فيه عبرٌ من الأمراض، وسالت عينه، ودفن في الجبل. 4 (عبد السّلام ابن العالم الفاضل عبد الله أحمد بن بكران.) أبو الفضل، الدّاهريّ، الخفّاف، الخرّاز. كان يخرز في الخفاف بالحرير. ولد في حدود سنة ستٍّ وأربعين. وسمع من: أبي بكر بن الزّاغونيّ، ونصر بن نصرٍ العكبريّ، وأبي الوقت السّجزيّ، وأبي القاسم بن قفرجل، والعون بن هبيرة، وأحمد بن ناقة،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 320 وأبي المظفّر هبة الله ابن الشّبليّ، وهبة الله الدّقّاق، وابن البطّي، وجماعة. روى عنه: البرزاليّ، والدّبيثيّ، وابن نقطة، والسيف بن قدامة، وابن الحاجب، والشرف النابلسيّ، والشمس ابن الزّين، والتّقيّ ابن الواسطيّ، والمجد عبد العزيز الخليليّ، والعماد أحمد ابن العماد، والفخر ابن البخاريّ، ومحمد بن مؤمن الصّوريّ، ومحفوظ بن عمران الحامض. وكان شيخاً حسناً، أمّيّاً لا يكتب، سهل القياد، محبّاً للرواية. ومن مسموعاته: صحيح البخاريّ رواه مرّاتٍ، ومسند الدّارميّ، والمنتخب لعبد بن حميد، واللّمع للسّراج، وشمائل الزّهّاد سمع ذلك من أبي الوقت، والجزء الأول من المخلّصيات، وبعض الخامس والنصف الثاني من السادس من المخلّصيات، وبعض الخامس والنصف الثاني من السادس من المخلّصيات، وغير ذلك. وتوفّي في تاسع ربيع الأوّل، قرأته بخطّ عمر ابن الحاجب. وآخر من روى عنه بالإجازة فاطمة بنت سليمان. 4 (عبد العزيز بن عليّ بن عبد الله بن عليّ بن مفرّج. أبو محمد، القرشيّ، الأمويّ، النابلسيّ،) ثمّ المصريّ، المالكيّ، العطار. كان أبوه من الصّالحين فولد له هذا بمكّة في سنة ثمانٍ وخمسين. وأجاز له السّلفيّ، وأبو محمد العثمانيّ، وجماعةٌ. وسمع من البوصيريّ.) قال المنذري سمعت منه، وكان شيخاً صالحاً، مقبلاً على ما يعنيه، عفيفاً، وأقعد سنين. ومات في صفر. 4 (عتيق بن حسن بن رملي بن عبد الله بن عمر.) أبو بكر، الأنصاري، الإسكندرانيّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 321 سمع من: السّلفي، وأبي الطّاهر بن عوف، ومخلوف بن جارة. وحدّث بالإسكندرية بمصر. روى عنه الزّكيّ عبد العظيم. وكان مشهوراً بالأمانة محمود السيرة فيما يتولاّه. ولد سنة أربعٍ وخمسين. 4 (عثمان بن محمد بن أحمد بن الفرج.) أبو عبد الله، ابن الدّقّاق، البغداديّ. ولد سنة اثنتين وستّين. وسمع من: أبيه أبي منصور، وشهدة، وابن شاتيل. وهو من بيت حديثٍ ورواية. كتب عنه جماعةٌ. وأجاز لفاطمة بنت سليمان. ومات في سادس المحرّم. 4 (عليّ بن محمد بن عبد الملك بن يحيى بن إبراهيم الكتاميّ، الحميريّ، المغربيّ، الفاسيّ،) الحافظ، أبو الحسن، ابن القطّان. سمع: أبا عبد الله ابن الفخّار فأكثر عنه، وأبا الحسن بن النقرات، وأبا
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 322 جعفر بن يحيى الخطيب، وأبا ذر الخشنيّ، وطائفة. قال الأبّار: كان من أبصر الناس بصناعة الحديث، وأحفظهم لأسماء رجاله، وأشدّهم عنايةً بالرّواية، رأس طلبة العلم بمرّاكش، ونال بخدمة السّلطان دنيا عريضةً. وله تواليف. درّس، وحدّث. وقال ابن مسدي: معروفٌ بالحفظ والإتقان، إمامٌ من أئمّة هذا الشأن، مصريّ الأصل، مرّاكشيّ الدّار. كان شيخ شيوخ أهل العلم في الدّولة المؤمنية فتمكّن من الكتب، وبلغ غاية الأمنية. وولي قضاء الجماعة في أثناء تقلّب تلك الدّول، فنسخت أواخره الأول، ونقمت عليه أغراضٌ انتهكت فيها أعراض. سمع أبا عبد الله بن زرقون، وأبا بكر بن الجدّ، وخلقاً. عاقت الفتن المدلهمّة عن لقائه. وأجاز لي.) قلت: طالعت جميع كتابه الوهم والإيهام الّذي علمه على تبيّين ما وقع في ذلك لعبد الحقّ في الأحكام يدلّ على تبحّره في فنون الحديث، وسيلان ذهنه، لكنّه تعنّت وتكلّم في حال رجالٍ فما أنصف، بحيث إنّه زعم أنّ هشام بن عروة، وسهيل بن أبي صالح ممّن تغيّر واختلط. وهنا فاتته سكتة، ولكنّ محاسنه جمّة. وتوفّي في ربيع الأوّل، وهو على قضاء سجلماسة. 4 (عليّ بن محمد بن يحيى بن الحسين بن عليّ بن رحّال.) العدل، الأجلّ، نظام الدّين، أبو الحسن. ولد في رمضان سنة ستٍّ وأربعين وخمسمائة. وسمع من: السّلفيّ، وعليّ بن هبة الله الكامليّ، القاسم بن عساكر،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 323 وغيرهم. وكان أخوه أبو المفضّل عبد المجيد مدرّس القطبيّة، وسمع أيضاً من السّلفيّ، وتفقّه بالعراق. روى عن النّظّام: زكيّ الدّين المنذريّ، والشهاب الأبرقوهيّ، والجمال أبو حامد ابن الصّابونيّ. ولد بالإسكندرية، ومات بالقاهرة، ودفن عند أخيه في الخامس والعشرين من شوّال. ومن حديثه: أخبرنا الأبرقوهيّ، أخبرنا عليّ بن رحّال، أخبرنا السّلفيّ، أخبرنا أحمد بن عبد الغفّار، حدّثنا محمد بن عليّ، أخبرنا إبراهيم بن عليّ الهجيميّ، حدّثنا عبد الله بن زياد اليماميّ، حدّثنا عكرمة بن عمّار، حدّثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: نحن بنو عبد المطّلب سادة أهل الجنّة، أنا وعليّ وفاطمة والحسن والحسين. رواه ابن ماجه عن هديّة بن عبد الوهّاب، عن سعد نحوه، فوقع بدلاً عالياً. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أسد بن نصر الدّمشقيّ.) أبو طالب. عمّ والد الشرف بن أسيدة صاحبنا. يروي عن الحافظ ابن عساكر. توفّي في ذي القعدة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 324 4 (محمد بن أحمد بن أبي الفتح بن أبي غالب.) ) أبو أحمد، ابن القطيعي، ويعرف بالمسديّ. روى عن: أبي شاكر السّقلاطونيّ. مات بطريق مكّة، وقد قارب السبعين سنة. 4 (محمد بن علي بن حمادو بن عيسى.) أبو عبد الله، الصّنهاجيّ، القلعيّ، نزيل بجاية. من أهل قلعة حمّاد. روى عن: أبي الحسن عليّ بن محمد التّميميّ المعمّر، والحافظ عبد الحقّ بن عبد الرحمن الإشبيليّ، ومحمد بن عليّ بن مخلوف الجزائريّ. ودخل الأندلس، فسمع بها. وولي قضاء الجزيرة الخضراء، ثمّ صرف، وولي قضاء مدينة سلا. قال الأبّار مترسّلاً: وكان شاعراً، كاتباً مترسّلاً، وله ديوان شعر. وله كتاب الإعلام بفوائد الأحكام لعبد الحقّ، وله شرح مقصورة ابن دريد. وقد أخذوا عنه. قلت: روى عنه ابن مسدي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 325 4 (محمد بن عليّ بن موسى. الإمام، أبو بكر، الأنصاريّ، الشّريشيّ، المقرئ، المعروف) بالغزّال. من كبار القرّاء المعمّرين، عاش تسعين سنةً. وهو آخر من حدّث عن عليّ بن محمد بن ناصر المقرئ. وسمع من يحيى بن أزهر، وجماعةٍ، وانفرد بإجازة إبراهيم بن خلف ابن فرقد. قال ابن مسدي: سمعت منه بشريش، وقال لي: ولدت سنة ثمانٍ وثلاثين وخمسمائة. وبلغني موته في حدود سنة ثمانٍ وعشرين. أنشدنا لنفسه: (يا أيّها المدمن في غيّه .......... لا يرهب الموت ولا يرتدع)
(قد تخذ الشّهوة معبوده .......... فما سوى شهوته يتّبع)
(يجرّ في اللذات أذياله .......... وبات في خلوته ما متع)
(أنذرك الشّيب فلم تتّعظ .......... خاطبك القبر فلم تستمع)
(فتب إلى ربضك من قبل أن .......... تفجأك الصّرعة فيمن صرع)
4 (محمد بن عمر بن مالك.) ) أبو عبد الله، المعافريّ، المغربيّ، المقرئ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 326 روى عنه أبي عبد الله محمد بن عليّ ابن الرّمّامة. ومات في شعبان. 4 (محمد بن أبي الفتح المبارك بن عبد الرحمن بن عليّ بن عصيّة. أبو الرضا، الكندي،) البغداديّ، الحربيّ. ولد سنة خمسٍ وأربعين وخمسمائة. وحدّث عن: أبي الوقت، وعبد الرحمن بن زيد الورّاق. وكان شيخاً حسناً، متيقظاً. روى عنه: الدّبيثيّ في تاريخه، والسيف ابن المجد، والتّقيّ ابن الواسطيّ، والشهاب الأبرقوهيّ، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 327 وعصيّة: مختلفٌ فيه، وكان أبو الرضا يقول: إنّما هو بالضمّ. توفّي في الثالث والعشرين من المحرّم. وقال ابن نقطة: من قال: عصيّة بالضمّ أخطأ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 328 وعصيّة بالضمّ: محمد بن طالب بن عصيّة الفاروثيّ، مقدّم الباطنية. 4 (محمد بن محمد بن عبد الكريم بن الفضل. المحدّث، أبو الفضائل، الرّافعيّ، القزوينيّ،) نزيل بغداد. وأخو العلاّمة إمام الدّين عبد الكريم صاحب الشرح الكبير. ولد في حدود الستّين وخمسمائة. وأجاز له ابن البطّي. وسمع من أبيه. ورحل إلى إصبهان، والرّي، وأذربيجان، والعراق. وسمع من: أبي السعادات نصر الله القزّاز، ويحيى بن بوش، وابن الجوزيّ. وتفقّه على أبي القاسم بن فضلان. وولي مشارفة النّظامية وأوقافها، ونفّذ رسولاً من الدّيوان إلى بعض النّواحي. وقد كتب الكثير بخطّه من الفقه والحديث والتّفسير والأدب، وكان ضعيف الخطّ جدّاً. وكان صدوقاً، فاضلاً، ديّناً، متودّداً، طيّب الأخلاق. له معرفة حسنة بالحديث. قال ابن النّجار: كان يذاكرني بأشياء، وله فهم حسن ومعرفةٌ. توفّي في الثامن والعشرين من) جمادى الأولى، وقد قارب السبعين رحمه الله. 4 (محمد بن محمود بن أبي نصر بن فرج. الأمير، معين الدّين،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 329 أبو عبد الله، الدّوينيّ،) الجنديّ. ولد بالدّوين في سنة أربعٍ وأربعين وخمسمائة. وسمع من السّلفيّ بالثّغر، ومن محمد بن عبد الرحمن المسعوديّ، وجماعة بمصر. وقد نشأ بدمشق، ودخل مصر صحبة شمس الدّين تورانشاه بن أيوب في سنة أربعٍ وستّين. وكان من كبار الأجناد، وله غزوات عديدة. وانقطع في آخر عمره في بيته فكان لا يخرج إلاّ يوم الجمعة. روى عنه المنذريّ، وقال: توفّي في ذي القعدة. 4 (محمد بن أبي البركات بن أبي السعادات بن أبي القاسم.) أبو السعادات وأبي بكر، الحريميّ، الطّاريّ الصّيّاد، عرف بابن صعنين. سمع من: أبي الفتح بن البطّي، وأبي المعالي محمد ابن اللّحّاس، وأحمد بن عليّ النّقيب، ولاحق بن كاره. وكان شيخاً صالحاً، عابداً. روى عنه: الدّبيثيّ، ومحمد بن أبي الفرج ابن الدّبّاب، وأبو إسحاق ابن الواسطيّ، وجماعة. وتوفّي في سابع ذي الحجّة. وهو من بيت حديثٍ ورواية. وكان يتعفّف بصيد السمك. 4 (محمد بن أبي الحسن بن يمن. أبو عبد الله، الأنصاريّ،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 330 الموصليّ، ويعرف بابن الأردخل،) الشاعر. نديم صاحب ميّافارقين غازي. مات في رمضان عن إحدى وخمسين. وكان من فحول الشعراء، مدح الأشرف موسى، وغيره. 4 (محمود بن محمد بن إبراهيم بن محمد، الشريف.) أبو القاسم، العلويّ، الحسينيّ، الدّمشقيّ، نقيب الأشراف. ولد سنة أربعٍ وسبعين وخمسمائة. وسمع من: عبد الرّزّاق النّجّار، وأحمد ابن الموازينيّ، ويحيى الثّقفيّ، وغيرهم.) وتوفّي في ثامن عشر المحرّم. 4 (مظفّر بن عقيل بن حمزة بن عليّ. أبو العزّ، الشيبانيّ، الدّمشقيّ، الصفّار، والد المحدّث) نجيب الدّين ابن الشقيشقة. ولد سنة سبعٍ وخمسين وخمسمائة. وسمع من الحافظ أبي القاسم بن عساكر. روى عنه ابنه. 4 (موسى بن عبد الرحمن.) أبو عمران، الغرناطيّ، ابن السّخّان. روى عن: أبي القاسم بن بشكوال، وأبي القاسم بن حبيش، وطبقتهما. قال الأبّار: كان مقرئاً، نحويّاً، معلّماً بذلك. توفّي لعلّ في أواخر سنة ثمانٍ هذه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 331 وقال ابن مسدي: أخبرنا السّخّان سنة أربع عشرة وستمائة فذكر أحاديث. 4 (حرف الياء)
4 (يحيى بن عبد المعطي بن عبد النّور. الشيخ زين الدّين، أبو الحسين، الزّواويّ، المغربيّ،) النّحويّ، الفقيه، الحنفيّ. ولد سنة أربعٍ وستّين وخمسمائة. وسمع بدمشق من: القاسم بن عساكر، وغيره. وصنّف التّصانيف الأدبية كالفصول والألفية. وأقرأ النّحو بدمشق مدّة، ثمّ بمصر. وتصدّر بالجامع العتيق، وحمل الناس عنه. وكان إماماً مبرّزاً في علم اللّسان، شاعراً محسناً. وكان أحد الشهود بدمشق وما له ما يقوم بكفايته فحضر مع العلماء عند الملك الكامل، وكان الكامل على ذهنه مسائل من العربية، فسألهم فقال: زيد ذهب به يجوز في زيدٍ النصب فقالوا: لا، فقال ابن معط: يجوز النصب على أن يكون به
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 332 المرتفع يذهب المصدر الّذي دلّ عليه ذهب وهو الذّهاب. وعلى هذا فموضع الجار والمجرور الّذي هو به النّصب، فيجيء من باب: زيد مررت به إذ يجوز في زيد النصب وكذلك ها هنا. فاستحسن السلطان جوابه وأمره بالسفر إلى مصر، فسافر إليها، وقرّر له معلوماً جيداً، لكنّه لم تطل حياته بعد. قال القاضي ابن خلّكان: هو أحد أئمّة عصره في النّحو واللّغة. أقرأ بدمشق خلقاً كثيراً،) وصنّف. ثمّ أرغبه الملك الكامل فانتقل إلى مصر، وأشغل بها. وزواوة: قبيلة كبيرةٌ بظاهر بجاية من عمل إفريقية. قلت: وهو من أهل الجزائر. قرأ العربيّة على أبي موسى عيسى بن يللبخت الجزوليّ. وورد دمشق، وخدم في مواضع جليلة. وكانت له حلقة إشغال بالتّربة العادلية. ولمّا حضر الملك الكامل إلى دمشق تكلّم عنده، فأعجبه كلامه، وخلع عليه. وله مصنّف في علم العروض. ومن آخر من قرأ عليه العربيّة شيخنا رضيّ الدّين أبو بكر القسنطينيّ النّحويّ. وله قصيدة طنّانة في الملك الأمجد صاحب بعلبكّ، وهي طويلة منها: (ذهب الشّباب ورونق العمر الشّهي .......... وأتى المشيب ورونق النّور البهي)
(وجلا له ليل الذّؤابة فجره .......... وأتى بناهٍ من نهاه مموّه)
(وأطار نسر الشيب غربان الصّبا .......... فنعين في إثر الشّباب المنتهي)
(ووهت قوى الآمال منه وما وهت .......... هممٌ أبين على الحوادث أن تهي)
(ما أنس لا أنس اللّوى وتنعّمي .......... فيه بخرّده الحسان الأوجه) توفّي في سلخ من ذي القعدة، ودفن بالقرافة، وله أربعٌ وستّون سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 333 4 (يحيى بن أبي غالب بن حامد البغداديّ، الحمّاميّ.) سمع من عبد الحقّ اليوسفيّ. ومات في رجب. 4 (يونس بن محمد بن محمد بن محمد. الخطيب، العالم، بدر الدّين، أبو منصور، الفارقيّ، ثمّ) الدمشقيّ، وأصله من بخارى. وسمع من: أبي عليّ الحسن بن عليّ البطليوسيّ، والحافظ أبي القاسم الدّمشقيّ، والقاضي أبي سعد بن أبي عصرون، ومحمد بن أبي الصّقر، والسّلطان صلاح الدّين، ويحيى الثّقفيّ، وجماعة. وولي خطابة المزّة مدّة. وكان فقيهاً، فاضلاً، حسن الأخلاق، ديّناً. تفقّه على ابن أبي عصرون، واختص بصحبته.) وولد تقريباً بميّافارقين سنة ثلاثٍ وخمسين. روى عنه: البرزاليّ، والقوصيّ، وأبو المجد العديميّ، وسبطه الجمال ابن الصّابونيّ. وحدّثنا عنه الجمال عبد الصّمد ابن الحرستانيّ. ومات في ليلةٍ شريفةٍ ليلة السابع والعشرين من رمضان. 4 (وفيها ولد) القاضي تقيّ الدّين سليمان بن حمزة، في رجب. والشهاب أحمد بن عبد الرحمن النابلسي العابر، في شعبان. والزّين محمد بن محمد بن رشيق، قاضي الإسكندرية. والملك الأوحد يوسف ابن النّاصر داود ابن المعظّم. والعماد إبراهيم بن أحمد بن محمد الماسح. وداود بن أحمد بن سنقر المقدّمي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 334 وعزّ الدّين موسى بن عليّ بن أبي طالب الموسويّ. وناصر الدّين محمد بن عبد الرحمن بن نوح ابن المقدسيّ. ونجم الدّين أحمد بن يحيى بن طي البعلبكّيّ. وواقف النّفيسية النفيس إسماعيل بن محمد بن صدقة. ونجم الدّين عبد الله بن أبي السعادات، شيخ المستنصرية. وعلي بن عثمان بن عنان الطّيبيّ. والشيخ تاج الدّين موسى بن محمد المراغي، بها، ويعرف بالحيوان. والفخر يوسف بن أحمد بن عيسى المشهديّ، الصوفيّ. وتاج الدّين عليّ بن أحمد العلويّ الغرّافيّ، في أولها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 335 4 (وفيات سنة تسع وعشرين وستمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن أحمد بن أبي غالب. أبو القاسم بن أبي الفضل، البغداديّ، الكاتب، الدّقّاق، ابن) السّمّذيّ، ويعرف أيضاً بالشّاماتي. سمع جزء أبي الجهم من أبي الوقت. وولد سنة ثلاثٍ وأربعين وخمسمائة.) روى عنه الدّبيثيّ، وابن النجّار. وكان يطلع أميناً في البرّ. وأجاز للزّكيّ المنذريّ، وقال: توفّي في سلخ المحرّم. وهو معروف بكنيته. وقد سمّاه بعضهم علياّ، وبعضهم لاحقاً. وإنّما قيل له الشاماتي، لأنّه كان في وجهه شامة. وكان شيخاً متيقّظاً لا بأس به. روى لنا عنه بالإجازة فاطمة بنت سليمان. 4 (أحمد بن إسماعيل بن حمزة بن أبي البركات الأزجيّ، ابن الطّبّال، أبو العباس.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 336 ولد سنة خمسٍ أو ستٍّ وخمسين وخمسمائة. كان مقدّم الطّبّالين بدار الخلافة. وسمع وهو كبير من ابن شاتيل، ونصر الله القزّاز، وجماعة ويقال: إنّه سمع من أبي طالب بن خضير. وهو جدّ العماد إسماعيل بن عليّ شيخ المستنصرية. توفّي في الرابع والعشرين من شوّال. وروى لنا عنه بالإجازة فاطمة بنت سليمان. 4 (أحمد بن عليّ بن أبي محمد. الأديب، نجيب الدّين، الشّيبانيّ، النّحويّ، الكاتب.) خال النّجيب الصفّار. روى عنه القوصيّ، وقال: توفّي بدمشق. له شعر حسن. 4 (أحمد بن عمر بن أبي المعالي أحمد بن الحسن بن عليّ بن عليّ بن عمر بن أحمد بن) الهيثم بن بكرون. المعدّل، الرئيس، أبو المعالي، النّهروانيّ، ثم البغداديّ. إمام النّظامية. ولد في ربيع الآخر سنة اثنتين وستّين وخمسمائة. وسمّعه أبوه في صغره من: النقيب أحمد بن عليّ العلويّ، والمبارك بن محمد البادرائيّ، ويحيى بن ثابت، وأحمد بن المبارك المرقّعاتيّ، وشهدة، وتجنّي الوهبانية، وخلقٍ سواهم. وكان ثقةً، متحرّياً في الشّهادة والرّواية. روى عنه ابن النّجّار، وجماعة. توفّي في ذي القعدة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 337 4 (إبراهيم بن ريحان بن ربيع. أبو إسحاق، الدّيريّ، الرّقّيّ، الضّرير، المقرئ.) سمع الحافظ ابن عساكر. وعنه أبو المجد العديميّ. وتوفّي في شوّال بحلب، وقد قارب الثّمانين أو جاوزها. وكان يلقّن بجامع حلب.) وسمع أيضاً من أبي سعد بن أبي عصرون. 4 (إبراهيم بن محمد بن إبراهيم، أبو إسحاق. الحربيّ، النّسّاج، ويعرف جدّه ببرهان.) سمع من: عبد الرحمن بن زيد الورّاق، وغيره. وتوفّي في سلخ جمادى الأولى. روى عنه ابن النجّار في تاريخه وقال: دفن بباب حرب، وقد جاوز السّبعين. 4 (إدريس بن يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن بن عليّ.) صاحب المغرب، المأمون، أبو العلى. لم يخلص إليّ من أخباره. مات في سلخ هذه السنة. وتملّك أعواماً، وبويع بعده ابنه عبد الواحد ولقّب بالرشيد مع خلاف ابن عمّه يحيى له. وكان أبو العلى قد عصى عليه أهل سبتة مع أبي العباس الينشتيّ وأخذوا منه طنجة وقصر عبد الكريم، فجاء بجيشه، ونازل سبتة وبالغ في حصرها. فخرج أهل سبتة قبله فبيّتوا الجيش فهزموهم. وركب بعضهم الأوباش مركباً في
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 338 البحر، وساروا إلى أن حاذوا الملك أبو العلى، فصيّحوا به، فوقف لهم، فقالوا: يا أمير المؤمنين أصبح أهل سبة فيك فرقتين، فلمّا سمع هذا، أنصت ورجا خيراً، فقال: ما يقولون قالوا: قوم يقولون أمير المؤمنين أقرع، وقومٌ يقولون أصلع، فبالله أعلمنا حتّى نخبرهم، فغضب وتبرّم من هذا. ومات بعد يسير. كان بطلاً شجاعاً، ذا رأي ودهاء وسعادة. كان بالأندلس مع أخيه العادل عبد الله، فلمّا ثارت الفرنج عليه كما ذكرنا في ترجمة عبد الواحد المتوفّى سنة إحدى وعشرين نزح من الأندلس واستخلف على إشبيلية أبا العلى هذا، وجرت أمور. ثمّ إنّ أبا العلى ادّعى الخلافة بالأندلس كما قدّمنا ثمّ جاء وملك مرّاكش، وانتزع المغرب من الملك يحيى بن محمد وهو نسيبه وحاربه مراراً، ويهزم يحيى فاستجار يحيى بقومٍ في حصن بنواحي تلمسان فقتل غيلة. واستقلّ المأمون بالأمر. وكان صارماً، سفّاكاً للدّماء. مات في الغزو في هذه السنة. وكان قد أزال ذكر ابن تومرت من خطبة الجمعة. وتملّك بعده ابنه عبد الواحد الرشيد عشرة أعوام.) 4 (إسماعيل بن إبراهيم بن أحمد، القاضي. شرف الدين، أبو
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 339 الفضل، ابن الموصليّ،) الشّيبانيّ، الدّمشقيّ، الفقيه، الحنفيّ. كان شيخاً، ديّناً، خيّراً، لطيفاً، ولد سنة أربعٍ وأربعين وخمسمائة. وكان ينوب في الحكم بدمشق بالمدرسة الطّرخانية بجيرون. وحدّث عن: يوسف بن معالي البزّاز، وهبة الله بن محمد ابن الشّيرازيّ. روى عنه: الزّكيّ البرزاليّ، والشهاب القوصيّ، والمجد ابن الحلوانية، وجماعةٌ سواهم. وكان مولده ببصرى، وتوفّي بدمشق في ثامن جمادى الأولى. وكان جدّه شيرازيّاً، سكن الموصل مدّةً، وولي قضاء الرّها، وقدم أبوه القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم، وولي قضاء دمشق نيابةً، وطلع أبو الفضل هذا من أعيان الحنفية. درّس بالطّرخانية مدّة، ثم ترك القضاء والتّدريس، ولزم بيته مع حاجته، وذلك لأنّ المعظّم بعث إليه يأمره بإظهار إباحة الأنبذة، فأبى وقال: لا أفتح على أبي حنيفة رحمه الله هذا الباب، وأنا على مذهب محمد في تحريمها، وقد صحّ عنه أنّه ما شربها قطّ، وحديث ابن مسعود لا يصحّ، وما روي فيه عن عمر لا يثبت. فغضب عليه المعظّم، وأخرجه من الطّرخانية، فأقام في بيته، واقبل على التّحديث والفتوى الإفادة. وأجاز لتاج العرب بنت علاّن، وهي آخر من روى عنه. 4 (إسماعيل بن حسن بن أحمد بن أحمد بن الحسن بن عبد الكريم. أبو السعود، النّهروانيّ،) ويعرف بابن الغبيريّ. ولد سنة احدى وخمسين. وحدّث عن عمّة أبيه خديجة النّهرواني. وهو من بيت رئاسة ببغداد. توفّي في حادي عشر شعبان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 340 4 (أكمل بن مسعود بن عمر بن عمّار.) الشريف، أبو هاشم، الهاشميّ، البغداديّ. حدّث بشيءٍ من كلام الشيخ عبد القادر عليه السلام. 4 (حرف الحاء)
4 (حسام بن غزّي بن يونس. الفقيه، عماد الدّين، أبو المناقب، المصريّ، المحلّيّ، الشّافعيّ) الأديب.) تفقّه على الإمام شهاب الدّين محمد بن محمود الطّوسيّ. وسمع من: البوصيريّ، وغيره. وأقام بدمشق مدّة، بها توفّي في ربيع الأوّل. وكان ذا فضلٍ، ودين، وتفنّن، وفضائل. روى عنه: الشهاب القوصيّ، وغيره. ومن شعره: (قيل لي من تحبّه عبث الشّع .......... ر بخدّيه قلت ما ذاك عاره)
(جمر خدّيه أحرقت عنبر ال .......... خال فمن ذلك الدّخان عذاره)
4 (الحسن بن الحسين بن محمد بن المفرّج. سديد الدّين، أبو
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 341 محمد، القيسرانيّ، ثمّ المصريّ،) المعروف بابن الذّهبيّ. كان فاضلاً، شاعراً، مليح الخطّ. وجمع لنفسه مجموعاً هائلاً ذكر أنّه يكون خمسين مجلّداً. روى عنه الزّكيّ المنذريّ شعراّ. وتوفّي في صفر، وله ثمانون سنة. 4 (الحسن بن عليّ ابن العلاّمة أبي الفرج ابن الجوزيّ. أبو عليّ.) حدّث عن أبي الفتح بن شاتيل. ومات قبل أبيه. توفّي في سادس ذي الحجّة. 4 (الحسن بن أبي المبارك بن محمد بن يحيى بن عليّ بن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 342 المسلّم. الفقيه الصالح. أبو عليّ،) ابن الزّبيديّ، البغداديّ، الحنفيّ. أخو سراج الدّين الحسين. ولد سنة ثلاثٍ وأربعين وقيل: سنة اثنتين وأربعين. وسمع من: أبي الوقت السّجزيّ، وأبي عليّ أحمد ابن الخرّاز، وأبي جعفر الطّائيّ، وأبي زرعة، ومعمر ابن الفاخر، وجماعة. وحدّث ببغداد ومكّة. وكان حنبلياً، ثمّ تحوّل شافعياً، ثمّ استقرّ حنفياً. وكان فقيهاً جليلاً، نبيلاً، غزير الفضل، ذا دينٍ وورع. وله معرفةٌ تامّة بالعربية. سمع صحيح البخاري قبل أخيه من أبي الوقت.) روى عنه: الدّبيثيّ، والسيف ابن المجد، وعبد الله بن محمد العامريّ، وعبد العزيز بن الحسين الخليليّ، والضّياء عليّ ابن البالسيّ، والعزّ أحمد بن إبراهيم الفاروثيّ، والشهاب الأبرقوهيّ، وآخرون. وأجاز لفاطمة بنت سليمان. وتوفّي في سلخ ربيع الأوّل. وقد ترجمه ابن الحاجب وكتب: رأيتهم يرمونه بالاعتزال. وقد كتب السّيف تحته: قصّر يعني ابن الحاجب في وصف شيخنا هذا فإنّه كان إماماً عالماً لم نر في المشايخ إلاّ يسيراً مثله.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 343 وقال ابن النّجّار: كان عالماً، متديّناً، حسن الطّريقة، وله معرفة بالنّحو. كتب كثيراً من التّفاسير والحديث والتّواريخ. كانت أوقاته محفوظة. 4 (الحسن بن يوسف بن السحن بن عبد الحقّ.) أبو محمد الصّنهاجيّ، الشّاطبيّ. أخو الحسين وأخو عبد الله بن عبد الجبّار العثمانيّ لأمّه. ولد بالإسكندرية في المحرّم سنة إحدى وستّين وخمسمائة. وروى عن السّلفيّ. روى عنه. وتوفّي في السنة. 4 (حرف الذال)
4 (ذاكر بن مكّي بن أبي البركات. أبو القاسم، النّجّاد.) شيخٌ صالحٌ. حدّث عن أبي الحسين عبد الحقّ، وغيره. ومات في المحرّم. 4 (حرف الراء)
4 (رافع بن عليّ بن رافع.) أبو البدر، الحسينيّ، الموسويّ، البغداديّ. شيخٌ صالحٌ، له شعر.) وحدّث عن أبي عليّ الرّحبيّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 344 روى لنا عنه أبو المعالي الأبرقوهيّ بالإجازة في معجمه. والدّبيثيّ في تاريخه وقال: مات في شعبان، وقد جاوز المائة. 4 (حرف الزاي)
4 (زيادة بن عمران بن زيادة، الفقيه، أبو النما، المصريّ، المالكيّ، المقرئ، الضرير.) قرأ بالروايات على أبي الجود. وتفقّه على أبي المنصور ظافر بن الحسين، وأبي محمد عبد الله بن شاس. قرأ العربية على أبي محمد عبد الله ابن عبد العزيز العطّار، وسمع من الأرتاحيّ، وغيره. وتصدّر للإقراء بالجامع العتيق، وبالمدرسة الفاضلية، وتخرّج به جماعة. قرأ عليه من شيوخنا سبطه أبو محمد الحسن بن عبد الكريم، والنّظام محمد التّبريزيّ. وتوفّي في مستهلّ شعبان. 4 (حرف الطاء)
4 (طاهر بن سلّوم بن طاهر بن أحمد بن طاهر الأزجيّ، البيّع، ابن الشّيرجيّ.) روى عن وجيه بن هبة الله السّقطيّ. ومات في صفر، وقد شاخ. 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن عبد الرحمن بن طلحة.) أبو العلاء، البصريّ، المالكيّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 345 سمع من عبد الله بن عمر بن سليخ. روى عنه بالإجازة أبو المعالي الأبرقوهيّ. وتوفّي بالبصرة في شوّال. 4 (عبد الله بن عبد الغنيّ بن عبد الواحد بن عليّ بن سرور. الحافظ، المحدّث، جمال الدّين،) أوب موسى، ابن الحافظ الأوحد أبي محمد، المقدسيّ، ثمّ الدّمشقيّ، الصّالحيّ، الحنبليّ. ولد في شوّال سنة إحدى وثمانين وخمسمائة. وسمع من: عبد الرحمن بن عليّ ابن الخرقيّ، وإسماعيل الجنزويّ، والخشوعيّ. ورحل به أخوه عزّ الدّين محمد، فسمع ببغداد من ابن كليب، والمبارك ابن المعطوش، وابن الجوزي، وطائفة من أصحاب ابن الحصين. وسمع المسند من عبد الله بن أبي المجد بالحربية. ورحلا) إلى إصبهان فسمعا سنة أربع وتسعين من: مسعود الجمّال، وخليل بن أبي الرجاء، وأبي جعفر الطّرسوسيّ، وأبي المكارم اللّبّان، وأبي جعفر الصّيدلانيّ، وطائفة. فلمّا رجعا رحلا إلى مصر، وسمع عند والده من فاطمة بنت سعد الخير، وأبي عبد الله الأرتاحي، وابن نجا، وجماعة. ثمّ ارتحل مرّةً ثانية إلى العراق، فدخل إلى واسط، وسمع من أبي الفتح المندائي، ورحل إلى نيسابور فسمع من منصور الفراوي، والمؤيّد الطّوسيّ، وجماعة. وسمع بالحجاز، والموصل، وإربل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 346 وعني بالحديث، وكتب الكثير بخطه، وخرّج، وأفاد. وقرأ القرآن على عمّه الشيخ العماد. وتفقّه على الشيخ الموفّق. وقرأ العربية ببغداد على الشيخ أبي البقاء. قال ابن الحاجب: سألت عنه الحافظ الضّياء، فقال: حافظٌ، متقنٌ، ديّنٌ، ثقةٌ. وسألت عن الزّكيّ البرزاليّ، فقال: حافظ، ديّن، متميّز. وقال الضياء: كانت قراءته سريعةٌ صحيحة مليحة. وقال عمر ابن الحاجب: لم يكن في عصره مثله في الحفظ والمعرفة والأمانة. قال: وكان كثير الفضل، وافر العقل، متواضعاً، مهيباً، وقوراً، جواداً، سخيّاً. له القبول التّامّ مع العبادة والورع والمجاهدة. ونقلت من خطّ الضياء: كان رحمه الله اشتغل بالفقه والحديث وصار علماً في وقته. ورحل إلى إصبهان ثانياً، ومشى على رجليه كثيراً. وصار قدوةً، وانتفع الناس بمجالسه الّتي لم يسبق إلى مثلها. وكان جواداً كريماً، واسع النّفس، وعوّد الناس شيئاً لم نره من أحد من أصحابنا، وذلك أنّ أصحابنا من الجبل والبلد كلّ من احتاج إلى قرض أو شراء غلّة أو ثوب أو غير ذلك يمضي إليه، فيحتال له حتّى يحصل له ما يطلب، حتّى كنت يضيق صدري عليه ممّا يصير عليه من الدّيون، وكثيرٌ من الناس لا يرجع يوفّيه حتّى سمعته مرّةً يقول: عليّ نحو ثلاثة ألف درهم. سمعت الحافظ أبا إسحاق الصّريفينيّ قال: مضيت إلى الحافظ أبي موسى فذكرت له مرض ابني، وأننا في شدّةٍ من مرضه فقال لي: هذه اللّيلة تخلّيه الحمّى. قال: فخلته الحمّى تلك اللّيلة. سمعت الإمام أبا إبراهيم حسن ابن عبد الله يقول: رأيت والدي بعد موته بأيام وهو في حالٍ) حسنة فقلت: ما لقيت من ربك فقال: لقيت خيراً. فقلت: فكيف الناس قال: متفاوتون على قدر أعمالهم. وسمعت الإمام أبا عمر أحمد بن عمر بن أبي بكر، قال: رأيت الجمال عبد الله فقلت: أيشٍ عمل معك ربّك قال: أسكنني على بركة الرضوان. سمعت الفقيه عبد العزيز بن عبد الملك بن عثمان المقدسيّ أنّ يوسف بن عثمان القريريّ حدّثه قال: رأيت الجمال عبد الله في النوم في سطح جامع دمشق، ووجهه مثل القمر، وعليه ثيابٌ ما رأيت مثلها فقلت: يا جمال
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 347 الدّين ما هذه الثياب ما رأيتك تلبس مثل هذه فقال: هذه ثياب الرضا. فقلت: ما فعل الله بك قال: نظر إليّ وتفضّل عليّ، أو ما هذا معناه. سمعت الملك الصالح إسماعيل ابن العادل يقول: قال: رجل من أصحابي اسمه أحمد البرد دار وفيه خير، وكان يتردّد إلى الجمال رحمه الله وكان يكتب له أحاديث، فرأى الجمال في النوم فقال: أوصيك بالدّعاء الّذي حفّظتك إياه، فقال: ما بقيت أحفظه، فقال: هو مكتوب على الورقة التي كتبتها لك، وسلّم على فلان يعنيني وقل له: يحفظ هذا الدّعاء، فما نفعني مثله، وهو: اللهم أنت ربّي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك... الحديث. قلت: روى عنه الضياء، والشيخ شمس الدّين عبد الرحمن، والفخر عليٌّ، ونصر الله بن عيّاش، والشمس محمد بن حازم، ونصر الله بن أبي الفرج النابلسيّ، والشمس محمد ابن الواسطيّ، وآخرون. وتفرّد القاضي تقيّ الدّين بإجازته من سنوات. وقرأت بخطّ الضّياء: قال الإمام أبو عبد الله يوسف بن عبد المنعم بن نعمة يرثي الحافظ أبا موسى: (لهفي على ميّتٍ مات السّرور به .......... لو كان حيّاً لأحيى الدّين والسّننا)
(فلو كنت أعطى به الدّنيا معاوضةً .......... إذاً لما كانت الدّنيا له ثمنا)
(يا سيّدي ومكان الرّوح من جسدي .......... هلاّ دنا الموت مني حين منك دنا) وقال فيه الإمام أبو محمد عبد الرحمن بن عبد المنعم بن نعمة المقدسيّ أخو المذكور: (هذا المصاب قديماً المحذور .......... قد شاط منه أضلعٌ وصدور)
(وتقلّبت منه القلوب حرارةً .......... والدّمع منه ساجمٌ موفور)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 348 (حمداً فكم بلوى بفقد أحبّةٍ .......... كادت لفقدهم السّماء تمور)
(كانوا نجوماً يهتدي السّاري بهم .......... بل هم على مرّ الزّمان بدور) ) (فقدت جمال الدّين سنّة أحمدٍ .......... ومساجدٌ ومجالسٌ وصدور)
(من ذا يقوم بوعظه في قلب من .......... غطّى عليه غفلةٌ وغرور)
(حتّى تلين قلوبهم من بعد ما .......... حاكى قساوتها صفاً وصخور)
(من للحديث وأهله يا خير من .......... قرأ الأحاديث الّتي هي نور)
(من لليتامى والأرامل من لذي ال .......... حاجات إن ضاقت عليه أمور)
(أمّا القبور فلا تزال أنيسةً .......... بمكان قبرك والدّيار قبور)
(جلّت صنائعه فعمّ مصابه .......... فالنّاس فيه كلّهم مأجور) في أبيات أخر. وقرأت بخطّ محمد بن سلاّم في ترجمة الجمال أبي موسى قال: وعقد مجلس التّذكير وقراءة الجمع، ورغب الناس في حضوره. وكان جمّ الفوائد. كان يطرّز مجلسه بالخشوع والبكاء، وإظهار الجزع. قال: وسمعت أبا الفتح ابن الحاجب يقول: لو اشتغل أبو موسى حقّ الاشتغال ما سبقه أحد، ولكنّه تارك. قال: وسمعت أبا الفرج بن أبي العلاء الحنبليّ الفقيه يقول: الجمال كثير الميل إليهم يعني السلاطين. وسمعت أبا عبد الله الحافظ مذاكرةً يصف ما قاسى أبو موسى من الشدائد والجوع والعري في رحلته إلى إصبهان وإلى نيسابور. وقال أبو المظفّر الجوزيّ: كان الجمال ابن الحافظ، أحواله مستقيمة حتّى خالط الصالح إسماعيل وأبناء الدنيا، فتغيّرت أحواله، وآل أمره إلى أن مرض في بستان الصالح على ثورا ومات فيه، فكفّنه الصالح وصلّى عليه. وقال غيره: وقف الملك الأشرف دار الحديث بدمشق، وجعل للجمال أبي موسى وذرّيته رزقاً معلوماً، ومسكناً بعلوّ دار الحديث.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 349 وقال الضياء: توفي يوم الجمعة خامس رمضان. 4 (عبد الله بن قيصر. أبو بكر، الموصلائيّ، الحاجب.) روى عن: أبي الفتح بن شاتيل. ومات في رجب. 4 (عبد الرحمن بن عبد الخالق. أبو القاسم، الكنانيّ، الفاسيّ.) قال ابن مسدي في معجمه: ولد قبل الخمسين وخمسمائة. سمع من القاضي أبي القاسم بن) عيسى الفاسيّ، وعليّ بن الحسين اللّواتيّ، وجماعة. وبمصر البوصيريّ. لقيته بفاس. مات بعيذاب في أول السنة. 4 (عبد الرحمن بن عبد المحسن ابن الخطيب أبي الفضل عبد الله ابن أحمد الطّوسيّ. ثمّ) الموصليّ، تاج الدّين. خطيب الموصل وابن خطبائها. ولد في رمضان سنة ثلاثٍ وسبعين. وسمع من جدّه، وتفقّه. وكان ورعاً، صالحاً، متواضعاً، شاعراً. وله: (ما لاح بارق مقلتي .......... ه لناظر إلاّ وشامه)
(للصّبح يشبه والظّلا .......... م إذا بدا خدّاً وشامه)
(فاقت محاسنه الحسا .......... ن عراقه فينا وشامه)
(يا ليته مثلي يقو .......... ل لمن إليه بي وشى مه)
4 (عبد الرحمن بن عليّ بن أبي مطر. أبو القاسم، العسقلانيّ، السّكريّ، المعروف بابن) المحتسب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 350 ولد سنة ست وثلاثين وخمسمائة. وكان شيخاً صالحاً، مقبلاً على شأنه. سمع ببغداد في الكهولة. وحدّث بمصر عن ذاكر بن كامل الخفّاف. وتوفّي في ربيع الآخر. 4 (عبد الرحمن بن محمد ابن الفقيه أبي محمد بن رسلان بن عبد الله بن شعبان. أبو القاسم،) المقرئ، الفقيه، الشافعيّ، الشّارعيّ. قرأ القراءآت وسمع من القاسم بن إبراهيم المقدسيّ، ومحمد بن عمر ابن جامع البنّاء، وجماعة. وأمّ بالمسجد المعروف بأبيه وجدّه بالشارع بظاهر القاهرة. وكان مشهوراً بالخير والعفاف والسّعي في قضاء حوائج النّاس ومساعدتهم. وعاش ستّاً وخمسين سنة. 4 (عبد السلام بن عب الرحمن بن طليس.) أبو محمد، الحرستانيّ.) توفّي بحرستا في ذي القعدة. روى عن أبي القاسم الحافظ. 4 (عبد الصّمد بن داود بن محمد بن يوسف.) أبو محمد، الأنصاريّ، المصريّ، الغضاريّ، المقرئ الجنائزيّ. ولد بمصر في سنة أربعٍ وستّين. ورحل به، فسمع من: السّلفيّ، ومحمد بن عبد الرحمن الحضرميّ. وبمصر من: محمد بن عليّ الرّحبيّ، وإسماعيل بن قاسم الزّيّات، وعبد الله
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 351 ابن برّي، وسعيد بن الحسين المأمونيّ، وعبد الرحمن بن محمد السّبيي، وجماعةٍ كثيرة. وروى عنه: الزّكيّ المنذريّ، ويحيى بن عبد الرحيم بن مسلمة، وعمر ابن الحاجب، والجمال محمد ابن الصّابونيّ، وجماعة. وتوفّي في عاشر شعبان، ودفن بقرب كافور الإخشيد. 4 (عبد الغفّار بن أبي الفوارس شجاع بن عبد الله بن نوشتيكن.) أبو محمد، التّركمانيّ، الدنوشريّ، المحلّي. استوطن المحلّة، وكان عدلاً، شروطياً. سمع: السّلفيّ، والفقيه أبا الطّاهر بن عوف، ومحمد بن محمد الكركنتي. ولد بدنوشر: قريةٍ بقرب المحلّة، في سنة ثلاثٍ وخمسين. ومات في السادس والعشرين من شوّال. روى عنه: الزّكيّ المنذريّ، وجماعةٌ. وحدّثنا عنه: عيسى بن شهاب المؤدّب، وأبو العباس أحمد ابن الأغلاقيّ. 4 (عبد الغنيّ بن عبد الكريم بن نعمة.) أبو القاسم، الثّوريّ، السّفيانيّ. كان يذكر أنّه من ولد سفيان. وكان أديباً، فاضلاً، له شعرٌ، وفضيلةٌ. سمع من عبد الله بن برّي، وعن الزّكيّ المنذريّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 352 ومات في عشر السبعين في ذي القعدة. 4 (عبد الغنيّ بن المبارك بن المبارك بن أبي السعادت بن عبيد الله. أبو القاسم، البغداديّ.) ) من بيت عدالةٍ ورواية. سمع من: تجنّي الوهبانيّة، وعبيد الله بن شاتيل، وغيرهما. ومات في شعبان. 4 (عبد الكريم بن عليّ بن شمخ. العدل، عفيف الدّين، الشافعيّ.) أمين الحكم لقاضي القضاة أبي القاسم عبد الرحمن ابن السّكريّ. كان ديّناً، كثير التلاوة. مات في ذي الحجّة. 4 (عبد اللطيف بن أبي جعفر عبد الوهّاب بن محمد بن عبد الغني. أبو محمد، الطّبريّ،) البغداديّ. سمّعه أبوه من: أبي المظفر ابن الشّبليّ، وأبي محمد ابن المادح، وأبي الفتح بن البطّي، وأبي بكر بن النّقّور. وولد في سنة إحدى وخمسين تقريباً. روى عنه: الدّبيثيّ، والبرزاليّ، وعمر ابن الحاجب، والسّيف ابن المجد، والشّرف ابن النابلسيّ، وجماعة. وأجاز لفاطمة بنت سليمان. وكان يقرأ بالألحان، ويؤذّن بالحجرة الشّريفة. وتوفّي في رابع شعبان. سمع ما روى الزّينبيّ عن المخلّص من الأوّل الكبير على هبة الله
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 353 الشّبلي. وسمع من ابن البطّي جميع مسند الطّيالسيّ. 4 (عبد اللّطيف ابن الفقيه أبي العزّ يوسف بن محمد بن عليّ بن أبي سعد. العلاّمة، موفّق) الدّين، أبو محمد، الموصليّ الأصل، البغداديّ، الفقيه، الشافعيّ، النّحويّ، اللّغويّ، المتكلّم، الطّبيب، الفيلسوف، المعروف قديماً بابن اللّبّاد. ولد ببغداد في أحد الربيعين سنة سبعٍ وخمسين وخمسمائة. وسمّعه أبوه من ابن البطّي، وأبي زرعة المقدسيّ، وأبي عليّ الحسن ابن عليّ البطليوسيّ، ويحيى بن ثابت، وشهدة، وأبي الحسين عبد الحق، وجماعةٍ كثيرة. روى عنه الزّكيّان: البرزاليّ والمنذريّ، والضّياء، وابن النجّار، والشهاب القوصيّ، والتّاج عبد الوهّاب ابن زين الأمناء، والكمال العديميّ، وابنه أبو المجد الحاكم، والأمين أحمد ابن الأشتريّ، والكمال أحمد بن النّصيبيّ، والجمال ابن الصّابونيّ، والعزّ عمر بن محمد ابن) الأستاذ، وخطلب وسنقر القضائيان، وعليّ ابن السيف بن تيميّة، ويعقوب بن فضائل، وستّ الدّار بنت المجد بن تيميّة، وخلقٌ سواهم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 354 وحدّث بدمشق، ومصر، والقدس، وحرّان، وبغداد. وصنّف تصانيف كثيرة في اللّغة، والطبّ، والتاريخ، وغير ذلك. وكان أحد الأذكياء المتضلّعين من الآداب والطبّ وعلم الأوائل، إلاّ أنّ دعاويه أكثر من علومه. ذكره الوزير جمال الدّين عليّ القفطي في تاريخ النّحاة فقال: الموفّق النّحويّ الطّبيب الملقّب بالمطحن. كان يدّعي معرفة النّحو، واللّغة، وعلم الكلام، والعلوم القديمة، والطبّ. ودخل مصر وادّعى ما ادّعاه فمشى إليه الطّلبة، فقصّر فيما ادّعاه فجفوه. ثمّ نفق على شابّين بعيدي الخاطر يعرفان بولديّ إسماعيل بن أبي الحجّاج المقدسيّ الكاتب، ونقلاه إليهما، وأخذا عنه. وكان دميم الخلقة نحيلها، قليل لحم الوجه. ولمّا رآه التاج الكندي لقّبه بالمطحن. قلت: وبالغ القفطيّ في الحطّ عليه، ويظهر على كلامه فيه الهوى، حتّى قال: ومن أسوأ أوصافه قلة الغيرة. وقال الدّبيثيّ: غلب عليه علم الطبّ والأدب وبرع فيهما. وقال ابن نقطة: كان حسن الخلق، جميل الأمر، عالماً بالنّحو والغريبين، وله يدٌ في الطّبّ. سمع سنن ابن ماجة، ومسند الشافعيّ من أبي زرعة. وسمع صحيح الإسماعيلي جميعه، والمدخل إليه من يحيى بن ثابت بسماعه من أبيه. وسمع الكثير من ابن البطّي، وأبي بكر بن النّقور، وانتقل إلى الشام ومصر. وكان يتنقّل من دمشق إلى حلب. ومرّة سكن بأرزنكان وغيرها. وقال الموفّق: سمعت الكثير، وكنت في أثناء ذلك أتعلّم الخطّ، وأتحفّظ القرآن، والفصيح، والمقامات، وديوان المتنبيّ، ومختصراً في
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 355 الفقه، ومختصراً في النحو. فلمّا ترعرعت حملني والدي إلى كمال الدّين عبد الرحمن الأنباريّ وكان يومئذٍ شيخ بغداد، وله بوالدي صحبةٌ قديمة أيام التّفقّه بالنّظامية، فقرأت عليه خطبة الفصيح، فهذّ كلاماً كثيراً لم أفهمه، لكنّ التلاميذ حوله يعجبون منه. ثمّ قال: أنا أجفوا عن تعليم الصّبيان احمله إلى تلميذي الوجيه الواسطيّ يقرأ عليه، فإذا توسّطت حاله قرأ عليّ. وكان الوجيه عند بعض أولاد رئيس الرؤساء، وكان) رجلاً أعمى من أهل الثّروة والمروءة، فأخذني بكلتا يديه، وجعل يعلّمني من أوّل النّهار إلى آخره بوجوهٍ كثيرة من التّلطّف. وكنت أحفّظه من كتبه، وأحفظ معه، وأحضر معه حلقة كمال الدّين إلى أن صرت أسبقه في الحفظ والفهم، وأصرف أكثر اللّيل في التّكرار، وأقمنا على ذلك برهة. وحفظت اللّمع في ثمانية أشهر، وكنت أطالع شرح الثّمانينيّ، وشرح الشريف عمر بن حمزة، وشرح ابن برهان، وأشرح لتلامذة يختصّون بي إلى أن صرت أتكلّم على كلّ باب كراريس، ولا ينفذ ما عندي. ثمّ حفظت أدب الكاتب لابن قتيبة حفظاً متقناً، ثمّ حفظت مشكل القرآن له، وغريب القرآن له، وكلّ ذلك في مدّةٍ يسيرة. ثمّ انتقلت إلى الإيضاح لأبي عليّ الفارسيّ، فحفظته في شهورٍ كثيرة، ولازمت مطالعة شروحه وتتبّعته التتبّع التّامّ حتّى تبحّرت فيه. وأمّا التّكملة فحفظتها في أيامٍ يسيرة كلّ يوم كرّاساً. وطالعت الكتب المبسوطة، وفي أثناء ذلك لا أغفل سماع الحديث والتّفقّه على شيخنا ابن فضلان. ومن كلام الموفّق عبد اللّطيف وكان فصيحاً، مفوّهاً: ينبغي أن تحاسب نفسك كلّ ليلة إذا أويت إلى منامك، وتنظر ما اكتسبت في يومك من حسنة فتشكر الله عليها، وما اكتسبت من سيئةٍ، فتستغفر الله منها، وتقلع عنها. وترتّب في نفسك ما تعمله في غدك من الحسنات، وتسأل الله الإعانة على ذلك. وقال: ينبغي أن تكون سيرتك سيرة الصّدر الأوّل، فقرأ سيرة النبي صلّى الله عليه وسلّم، وتتبّع أفعاله وأحواله، واقتف آثاره، وتشبّه به ما أمكنك، وإذا وقفت على سيرته في مطعمه ومشربه وملبسه ومنامه ويقظته وتمرّضه وتطبّه وتمتّعه وتطيّبه، ومعاملته مع ربّه، ومع أزواجه وأصحابه وأعدائه، وفعلت اليسير من ذلك، فأنت السعيد كلّ السعيد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 356 وقال: ومن لم يحتمل ألم التّعلّم، لم يذق لذّة العلم، ومن لم يكدح لم يفلح، وإذا خلوت من التّعلّم والتّفكّر، فحرّك لسانك بذكر الله وتسبيحه وخاصّةً عند النوم. وإذا حدث لك فرحٌ بالدّنيا، فاذكر الموت وسرعة الزّوال، وأصناف المنغّصات، وإذا حزبك أمرٌ، فاسترجع، وإذا اعترتك غفلةٌ فاستغفر، واجعل الموت نصب عينك، والعلم والتّقى زادك إلى الآخرة، وإذا أردت أن تعصي الله، فاطلب مكاناً لا يراك فيه، وعليك أن تجعل باطنك خيراً من ظاهرك فإنّ الناس عيون الله على العبد يريهم خيره وإن أخفاه، وشرّه وإن ستره، فباطنه مكشوفٌ لله، والله يكشفه لعباده. واعلم أنّ للدّين عبقةً وعرفاً ينادي على صاحبه ونوراً وضياءٌ يشرق عليه ويدّل عليه،) وكتاجر المسك لا يخفى مكانه. ثمّ قال: اللّهم أعذنا من شموس الطبيعة، وجموح النّفس الرّديّة، وسلّس لنا مقاد التّوفيق، وخذ بنا في سواء الطّريق، يا هادي العمي يا مرشد الضّلاّل يا محيي القلوب الميّتة بالإيمان خذ بأيدينا من مهواة الهلكة، ونجّنا من ردغة الطبيعة وطهرنا من درن الدنيا الدنية بالاخلاص لك والتقوى إنك مالك الدنيا والآخرة. سبحان من عمّ بحكمته الوجود، واستحق بكلّ وجه أن يكون هو المعبود، تلألأت بنور جلالك الآفاق، وأشرقت شمس معرفتك على النفوس إشراقاً وأيّ إشراق. ومن تصانيفه: غريب الحديث، والمجرّد منه، الواضحة في إعراب الفاتحة، كتاب ربّ، كتاب الألف واللاّم، شرح بانت سعاد، ذيل الفصيح، خمس مسائل نحويّة، شرح مقدّمة بابشاد، شرح الخطب النّباتية، شرح سبعين حديثاً، شرح أربعين حديثاً طبّية، الرّد على الفخر الرازيّ في تفسير سورة الإخلاص، شرح نقد الشعر لقدامة، كتاب قوانين البلاغة، لإنصاف بين ابن برّي وابن الخشّاب في كلامهما على المقامات، مسألة أنت طالق في شهر قبل ما بعد قبله رمضان، كتاب قبسة العجلان في النحو، اختصار العمدة لابن رشيق، مقدّمة حساب، اختصار كتاب النّبات، كتاب الفصول في الحكمة، شرح فصول بقراط، شرح التّقدمة له، اختصار كتاب الحيوان لأرسطو طاليس. واختصر كتباً كثيرةً في الطّبّ. كتاب أخبار مصر الكبير، كتاب الإفادة في أخبار مصر، كتاب تاريخ
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 357 يتضمّن سيرته، مقالة في الجوهر والعرض، مقالة في النّفس مقالة في العطش، مقالة في السّقنقور، مقالة في الردّ على اليهود والنصارى، كتاب الحكمة في العلم الإلهي. وأشياء أكثر ممّا ذكرنا. قلت: سافر الموفّق من حلب ليحجّ من الدّرب العراقيّ، فدخل حرّان وحدّث بها، وسافر، فمرض ودخل بغداد مريضاً، فتعوّق عن الحجّ. ثم مات ببغداد في ثاني عشر المحرّم وصلّى عليه شهاب الدّين السّهروريّ، ودفن بالوردية. وقد ذكره الموفّق أحمد بن أبي أصيبعة فقال بعد أن وصفه: كان يتردّد إليه جماعةٌ من التّلاميذ وغيرهم من الأطبّاء للقراءة عليه، وكان كثير الاشتغال لا يخلي وقتاً من أوقاته من النظر في الكتب والتّصنيف. والّذي رأيته من خطه أشياء كثيرة جدّاً. وكان بينه وبين جدّي صحبةٌ أكيدة بمصر. وكان أبي وعمّي يشتغلان عليه. واشتغل عليه عمّي بكتب أرسطو) طاليس. وكان قلمه أجود من لفظه. وكان يتنقّص بالفضلاء الّذين في زمانه وكثيرٍ من المتقدّمين وخصوصاً الرئيس ابن سينا. ثمّ ساق من سيرته ما ذكرته أنا، ثمّ قال: وقال موفق الدّين: إنّ من مشايخه ولد أمين الدّولة ابن التلميذ وبالغ في وصفه وكرمه. وهذا تعصّب، وإلاّ فولد أمين الدّولة لم يكن بهذه المثابة، ولا قريباً منها. ثمّ قال الموفّق: دخلت الموصل، فأقمت بها سنةً في اشتغال متواصل ليلاً ونهاراً، وزعم أهلها أنّهم لم يروا من أحدٍ قبلي ما رأوا منّي من سعة المحفوظ، وسرعة الخاطر، وسكون الطائر. وسمعت الناس يهرجون في حديث السّهرورديّ المتفلسف، ويعتقدون أنّه قد فاق الأوّلين والآخرين، فطلبت من الكمال ابن يونس شيئاً من تصانيفه وكان يعتقد فيها فوقعت على التلويحات واللّمحة والمعارج فصادفت فيها ما يدلّ على جهل أهل الزّمان، ووجدت لي تعاليق لا أرتضيها هي خيرٌ من كلام هذا الأنوك. وفي أثناء كلامه يثبت حروفاً مقطّعة يوهم بها أنها أسرارٌ إلهية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 358 قال: وعملت بدمشق تصانيف جمّة منها: غريب الحديث الكبير الّذي جمعت فيه غريب أبي عبيد، وغريب ابن قتيبة، وغريب الخطّابي. ثمّ عملت له مختصراً سمّيته المجرّد. وأعربت الفاتحة في نحو عشرين كرّاساً. قتل: وله كتاب الجامع الكبير في المنطق والطّبيعي والإلهي زهاء عشرة مجلّدات بقي يصنّف فيه مدّةً طويلة. 4 (عبد الواحد بن إسماعيل بن صدقة، نفيس الدّين.) أبو محمد، الحرّانيّ، ثمّ الدّمشقيّ، التّاجر. حدّث عن: أبي الحسين أحمد ابن الموازينيّ، ونسيبه محمد بن عليّ بن صدقة. ومات فجاءةً بدمشق في ربيع الآخر. كتب عنه ابن الحاجب، وغيره. 4 (عبد الوهّاب بن أزهر بن عبد الوهّاب بن أحمد ابن السّبّاك.) أبو البركات، البغداديّ. من أهل نهر القلاّئين. ولد سنة سبعٍ وخمسين وخمسمائة. وسمّعه أبوه من: أبي الفتح بن البطّي، وأبي عليّ ابن الرّحبيّ، ويحيى ابن ثابت، وغيرهم. وكان من وكلاء القضاة، له خبرة بالشّروط والدّعاوى. ثمّ ارتفع عن الوكالة، ولقّب بنجم) الإسلام، وخدم في مناصب، وكان محمود السّيرة. سمع منه عمر ابن الحاجب، وابن نقطة. وهو أخو عبد العزيز، وأحمد. وتوفّي في ربيع الآخر. وروى عنه ابن النّجّار في تاريخه وقال: عزل عن المناصب، ونفي، حبس بواسط.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 359 4 (عتيق بن حسن بن رملي، أبو بكر، الأنصاريّ، الإسكندرانيّ.) سمع من السّلفيّ، وابن وعوفٍ. أخذ عنه ابن مسدي وأرّخه. 4 (عثمان بن قزل، الأمير الكبير.) فخر الدّين، أبو الفتح، الكامليّ. ولد بحلب سنة إحدى وستين وخمسمائة. وكان من كبار أمراء الكامل. وقف المدرسة المشهورة بالقاهرة، والمسجد المقابل لها، وكتّاب السّبيل، والرّباط بمكة، والرباط بسفح المقطّم. وكان مبسوط اليد بالمعروف والصدقات في حياته وبعد وفاته رحمه الله. توفي في ثامن عشر ذي الحجّة بحرّان، ودفن بظاهرها. 4 (عليّ بن أحمد بن إبراهيم. أبو الحسن، الهاشميّ، الواسطيّ، عرف بابن العطّار، الشاعر،) نزيل بغداد. من أعيان الشعراء. مات في آخر سنّ الكهولة في شهر ربيع الآخر. ومن شعره: (أتراه بعد قطيعةٍ يتعطّف .......... بدرٌ يميل به قوامٌ أهيف)
(أنت البريء من الإساءة كلّها .......... يا عاذلي وأنا المحبّ المدنف)
(لا تلحني في حبّه فتتيّمي .......... طبعٌ وصبري عن هواه تكلّف)
(جهلوا الذي ألقاه في حمل الهوى .......... فيه ولذّة عشقه لم يعرفوا)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 360 وله: (يا من غدا في حبّه هدراً دمي .......... ما لذّ لي إلاّ عليك تتيّمي)
(وهواك أني في الصّبابة واحدٌ .......... وإليّ أهل العشق فيها ينتمي)
(وعلى مرارات الصّدود وصدّه .......... ما باح بالشّكوى إلى بشرٍ فمي) ) (يا من إذا ما حاولت أفكارنا .......... إدراك سرّ جماله لم تفهم)
(لك عزّة المعشوق ذي الحسنى ولي .......... إطراق ذي ندمٍ وذلّة مجرم)
4 (عليّ بن بكربسان بن جاولي الملكيّ الأفضليّ. الأمير شمس الدّين. من أمراء دمشق.) قال القوصيّ: كان من أكابر حجّاب الدولة الأفضلية، ومن سادات الأمراء والفضلاء، توفّي بظاهر دمشق في جمادى الأولى، وله خمسٌ وستّون سنة. قلت: روى عنه شعراً. 4 (علي بن خطّاب بن مقلّد، الفقيه. المقرئ، أبو الحسن، الواسطي، المحدّثيّ. الشافعيّ،) الضّرير. والمحدث، من قرى واسط، ولد بها في سنة إحدى وستّين، وحفظ بها القرآن، وقدم واسطاً، فقرأ بها القراءآت على أبي بكر ابن الباقلاّنيّ، وسمع من أبي طالب الكتّانّي. ثم قدم بغداد، وتفقّه على أبي القاسم يحيى فضلان، وغيره. وسمع من أبي الفتح بن شاتيل، وجماعةٍ. وكان بارعاً في المذهب، والخلاف. درّس، وأعاد، وأفاد، وأفتى.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 361 ومات في ثامن شعبان. وكان يقرأ في رمضان تسعين ختمةً، وفي باقي السنة في كلّ يومين ختمة. وكن قيّماً بعلم العربية. أقبلت عليه الدّنيا في آخر عمره. وجالس الإمام المستنصر بالله. 4 (عليّ بن عبد الله بن يوسف بن خطّاب.) أبو الحسن، المعافريّ، الإشبيليّ، المقرئ. أخذ القراءآت عن أبي الحسن نجبة صاحب شريحٍ. وسمع من: أبي عبد الله بن زرقون، وعبد الرحمن بن مسلمة الخطيب، وجماعة. ذكره الأبّار فقال: كان فقيهاً، محدّثاّ، يميل إلى الظاهر. وله النظم والنّثر. وعاش ثمانين سنة. 4 (عليّ بن عبد الرحيم بن يعقوب. الفقيه، أبو الحسن، البكريّ، الببانيّ بموحدتين مفتوحتين) . وببا: من أعمال البهنسا، المالكيّ، المعدّل. شهد عند قاضي القضاة أبي المكارم محمد بن عين الدّولة.) وسمع من الحافظ ابن المفضّل. وكان من أهل الدّين والصّلاح، والأمر بالمعروف، والتواضع. قال المنذريّ: كان مجتهداً في الأمر المعروف، والنّهي عن المنكر، وكتب بخطّه كثيراً. وتوفّي بالقاهرة في سابع عشر رجب. 4 (عليّ بن عثمان بن مجلّي. الواعظ، نظام الدّين، الجزريّ،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 362 المعروف بابن دنينة، الشاعر.) كثير التطواف والأسفار، مدح الأمراء والأكابر. وقرأ الوعظ على أبي الفرج ابن الجوزيّ، وتفقّه على أبي طالب بن الخلّ، وسمع من أبي الفتح المندائيّ. وكان طريفاً، خفيف الرّوح، حلو المزاح. وتوفّي بين قارة والنّبك. 4 (عليّ بن المقرّب بن منصور بن المقرّب بن الحسن. الأديب، أبو الحسن، الرّبعيّ،) العيونيّ، البحرانيّ، الأحسائيّ، الشّاعر. ولد بالأحساء من بلاد بالبحرين في سنة اثنتين وسبعين. وحدّث ببغداد بشيءٍ من شعره. ودخل الموصل، ومدح صاحبها. وكان شاعراً محسناً، بديع الشعر. توفّي في رجب. 4 (عليّ بن يحيى بن يوسف بن أحمد. نجم الدّين، أبو الحسن، الموصليّ، ثمّ الدّمشقيّ،) المزّي، ابن خطيب المزّة، الشافعيّ، الشّروطيّ، الشّاهد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 363 ولد قبيل الستين وخمسمائة بمسجد الدّيلمي تحت الرّبوة، وكان أبوه إذ ذاك مقيماً به. وسمع من أبي القاسم بن عساكر. وحدّث. سمع منه: عليّ القسطار، ونصر الله بن أبي العزّ الصفّار، ويحيى بن مسلمة، والجمال ابن الصّابونيّ. ومات في ربيع الآخر. وهو ابن أخي المعمّر عبد الرحيم صاحب ابن طبرزد. 4 (عمر بن عبد الملك، أبو محمد، الدّينوريّ، الزّاهد، نزيل سفح قاسيون.) كان شيخاً زاهداً، عابداً، قانتاً، مخبتاً، منقطعاً إلى عبادة الله تعالى، صاحب أحوالٍ ومجاهدات. له زاويةٌ وأصحاب. قال الضياء: اجتمعت به بالبلاد، وزرت شيخه، وبدلالتي قدم إلى الشام وسكن بالجبل. قلت: وهو والد الخطيب جمال الدّين محمد إمام كفربطنا.) توفّي في ليلة الحادي والعشرين من شعبان. 4 (عمر بن أبي المجد كرم بن أبي الحسن عليّ بن عمر.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 364 أبو حفص، الدّينوريّ، ثمّ البغداديّ، الحمّاميّ. ولد سنة تسع وثلاثين وخمسمائة. وسمع من جدّه لأمّه أبي الفتح عبد الوهّاب بن محمد الصّابونيّ، ومن نصر بن نصر العكبريّ، وأبي الوقت السّجزيّ، والمبارك بن المبارك ابن التّعاويذي السّرّاج، وفاطمة بنت سعد الله الميهنيّ، وغيرهم. وأجاز له أبو الفتح الكروخي، وأبو حفص عمر بن أحمد الصفّار الفقيه، وأبو الفرج عبد الخالق اليوسفيّ، وأبي المعالي أحمد بن محمد بن المذاريّ، وجماعة. وتفرّد بالإجازة من أكثر هؤلاء. وحدّث بالكثير. وكان شيخاً مباركاً، صحيح السماع والإجازة. روى صحيح البخاريّ، والدّارميّ، وعبد، وجماعة أجزاءٍ تفرّد بها عن أبي الوقت. وروى الجامع للترمذيّ بالإجازة من أبي الفتح. روى عنه: ابن نقطة، والدّبيثيّ، والبرزاليّ، والسيف بن قدامة، وأبو المظفّر ابن النابلسيّ، والفخر ابن البخاريّ، والشهاب الأبرقوهيّ، والتقيّ ابن الواسطيّ، والعزّ أحمد ابن الفاروثيّ، والشمس عبد الرحمن ابن الزّين، والرشيد محمد بن أبي القاسم، والمجد عبد العزيز الخليليّ والعماد إسماعيل ابن الطبّال وسمعا منه جامع الترمذيّ. وروى عنه بالإجازة: وروى عنه بالإجازة: زاهدة أخت الأبرقوهيّ، وفاطمة بنت سليمان، وأبو الحسين اليونينيّ، والعماد إبراهيم الماسح، وطائفة آخرهم بقاء القاضي تقيّ الدين سليمان. وتوفّي في سادس رجب. ويقال له: الجعفري، لأنّه من محلّة الجعفرية. وقال الأبرقوهيّ في معجمه: كان من أهل العبادة والعفاف، منقطعاً
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 365 عن الناس، خاشعاً عند قراءة الحديث. 4 (عمر بن أبي بكر بن عمر ابن الصياد. أبو محمد، الحربيّ.) سمع من: أبي جعفر أحمد بن عبد الله بن أحمد اليوسفيّ، وفارس الحفّار. ومات في صفر.) 4 (عيسى ابن المحدّث أبي محمد عبد العزيز بن عيسى بن عبد الواحد بن سليمان اللّخميّ،) الأندلسيّ. الشّريشيّ، ثم الإسكندرانيّ، المقرئ، أبو القاسم. سمّعه أبوه من السّلفيّ أجزاءً فيها كثيرةً، وكان له بها أصولٌ. وكان مقرئاً بصيراً بالقراءآت المشهورة والشواذ. تصدّر للإقراء ببلده مدةً، وقرأ عليه الشيخ زين الدّين عبد السلام الزّواوي، ورشيد الدّين أبو بكر بن أبي الدّر، والتّقيّ يعقوب بن بدران الجرائديّ. وحدّث عنه: الحافظ عبد العظيم، والكمال العبّاسيّ الضرير، والحافظ محبّ الدّين ابن النجار، وإسحاق بن أسد، وجماعة من المحدّثين والقرأة، وحدّثنا عنه أبو محمد الحسن سبط زيادة. ولد سنة خمسين وخمسمائة ظناً. وأقرأ بمصر أيضاً. وكان غير ثقة ولا صادقٍ مع جلالته وفضائله. قرأت بخطّ عمر ابن الحاجب قال: كان لو رأى ما رأى قال: هذا
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 366 سماعي، أو لي من هذا الشيخ إجازة. قال: وكان يقول: جمعت كتاباً في القراءآت فيه أربعة آلاف رواية. ولم يكن أهل بلده يثنون عليه. وكان فاضلاً، مقرئاً، كيّس الأخلاق، مكرماً لأهل العلم. قلت: وكان قد قرأ القراءآت السبع على أبي الطيّب عبد المنعم بن يحيى بن الخلوف الغرناطيّ نزيل الإسكندرية سنة بضعٍ وسبعين، ومات سنة ستّ وثمانين. وكان قد أخذ القراءآت عن والده ابن الخلوف وشريح. واسند القراءآت والتّيسير عنه في إجازته للزّواوي في سنة ستّ عشرة وستمائة. ولم يذكر له شيخاً سوى أبي الطّيب، وإنما ذكر وكثر في أواخر عمره نسأل الله السلامة، ولو كان قرأ على أبي القاسم بن خلف الله صاحب ابن الفحّام لكان له إسنادٌ عالٍ كصاحبيه أبي الفضل الهمدانيّ، وجمال الدّين الصّفراويّ وما جسر ومع وجودهما أن يزعم أنه قرأ على شيخهما. لكنّي بأخرةٍ قرأت بخطّ ابن مسدي: سمع من عبد الرحمن بن خلف الله، وقرأ عليه بالروايات، وعلى ابن سعادة الدّاني. وابن سعادة هذا من أصحاب ابن هذيل وطبقته فأغرب عنه بالتيسير عن عبد القدوس، عن أبي عمرو الدّاني. وكتب إليه مخبراً أبو الفتوح الخطيب، وأبو الحسن الأرتاحيّ، وأبو سعد السّمعانيّ. وقفت على أثباته ودستور إجازاته وما ذكرته فمن ذلك، إلى أن قال: وله كتاب الجامع الأكبر والبحر الأزخر في اختلاف القرّاء، يحتوي على سبعة آلاف رواية وطريق. ومن هذا الكتاب وقع) الناس فيه، والله أعلم بما يخفيه. جمعت عليه ختمةً بالسبع من طريق التّجريد، وسمعت منه كثيراً. قال: وولد سنةً أربع وخمسين وخمسمائة. وفي أسانيده تخليطٌ كثير، وأنواع من التّركيب والشّره. في كلامٍ نحو هذا لابن مسدي. وقد سألت عنه العلاّمة أبا حيّان الأندلسي أبقاه الله فكتب إليّ فيما كتب: كان له اعتناءٌ كثير بالقراءآت، وتصانيف عدّة. وكان أبوه قد اعنتى به في صغره. وكان فقيهاً، مفتياً. قرأ عليه النّاس وأخذوا عنه، وتكلّم بعضهم فيه. وقفت على إجازته لأبي يوسف يعقوب بن بدران الجرائديّ وقد قرأ عليه بالسبع، وقراءة يعقوب، وابن القعقاع، وابن محيصن، وأشهد على نفسه له بها في صفر سنة سبعٍ وعشرين، وأسند فيها عن أبي طاهر السّلفيّ. وذكر أنه أجازه أبو الفتوح ناصر بن الحسن الخطيب. وأسند في هذا الإجازة عن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 367 رجلين، أحدهما: أبو محمد عبد الله بن محمد بن خلف بن سعادة الأصبحيّ الدّاني وسيأتي ذكره وأنه قرأ عليه أربعةً وثلاثين كتاباً، وتلا عليه بكلّهنّ، منها كتاب التّيسير ثم ساق أسماءها جميعاً. ثمّ سمّى بعدها خمسة عشر كتاباً ذكر أنّه تلا بهنّ كلّهنّ على عبد الله هذا. وذكر الشيوخ الّذين روى عنهم القرآن والكتب المذكورة، وأسندها عنهم شيخه عبد الله بن محمد بن خلف فذكر منهم: أبا مروان عبد الملك بن عبد القدّوس وأنه قرأ على أبي عمرو الدّاني وأبا الحسن شريح بن محمد، وسلميان بن عبد الله بن سليمان الأنصاريّ، عن أبي معشر الطّبريّ، وذكر أبا سعيد رحمة بن موسى القرطبيّ، عن مكيّ بن أبي طالب، وأبي عليّ الأهوازي، وغيرهما، وأبا عبد الله محمد بن جامع الأندلسيّ، عن يعقوب بن حامد، عن أبي عبد الله بن سفيان مؤلّف الهادي، وأبا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن المقرئ، وأبا الحجّاج يوسف بن علي بن حمدان، وأبا عبد الله الخولاني، وأبا محمد عبد الله بن محمد بن السّيد البطليوسيّ. وأما عبد الملك، ورحمة، وسليمان، وابن جامع، وابن حمدان، فمجاهيل أو لم يكونوا موجودين في الدّنيا، بل هي أسماءٌ موضوعة لغير موجود وأما محمد بن عبد الرحمن، فإنه توفّي بعد الخمسمائة. وذكر له شيخنا أبو حيّان ترجمة، ثمّ قال: ثم الّذين أرّخوا في علماء أهل الأندلس ذكروا أبا محمد هذا شيخ ابن عيسى فلم يذكروا في شيوخه أحداً من هؤلاء، هذا مع علمهم، واطّلاعهم على أحوال أهل بلادهم. ثم قال: أخبرنا الخطيب أبو عبد الله بن صالح الكنانيّ الشاطبيّ إجازةً، وغيره عن الحافظ أبو) عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعيّ عرف بالأبّار صاحب كتاب التكملة، قال: عبد الله بن محمد بن خلف بن سعادة الأصبحي من أهل دانية يكنى أبا محمد، سمع أبا بكر بن نمارة، ولازم ببلنسية أبا الحسن سعد الخير، ثمّ رحل إلى المشرق، فسمع بالإسكندرية من أبوي الطّاهر السّلفيّ وابن عوف، وغيرهما. حدّث عنه أبو القاسم عيسى ابن الوجيه أبي محمد عبد العزيز الشّريشيّ وحمّله الرواية عن قومٍ لم يرهم ولا أدركهم وبعضهم لا يعرف، وذلك من أوهام هذا الشيخ عيسى واضطّرابه في روايته، وسمع أيضاً من أبي عبد الله الحضرميّ، وأبي القاسم عليّ بن مهديّ
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 368 الإسكندرانيّ، وأكثر عنهم. إلى أن قال شيخنا أبو حيّان: وأبو عبد الله الأبّار متى عرض له في تاريخه ذكر أبي القاسم بن عيسى يحذّر منه حتى إنّه يذكره في موضع وقال: إنما أكرّر الكلام عليه ليحذر منه، أو قريباً من هذا المعنى أو نحوه. وذكره أيضاً أنه نسب دواوين شعر لناسٍ ما نظموا حرفاً قطّ ولا علم ذلك منهم. ثمّ قال أبو حيّان: فانظر إلى ابن عيسى كيف ادّعى أنه قرأ على ابن سعادة القرآن بنحوٍ من خمسين كتاباً وأنه قرأ منها أربعة وثلاثين كتاباً ونسبته إلى الرواية عن هؤلاء المشايخ الذين ما ذكر أحدٌ أنه روى عن واحدٍ منهم، بل أكثر ما ذكر له الأبّار رجلان من أهل الأندلس ابن نمارة، وابن سعد الخير نعوذ بالله من الكذب والخذلان وآخر من روى القراءآت تلاوةً عن واحد عن أبي عمرو الدّاني فيما علمنا أبو الحسن بن هذيل، وتوفّي سنة أربعٍ وستين وخمسمائة، فكيف يكون ابن سعادة يحدّث بالتّلاوة عن واحدٍ عن أبي عمرو وكان حيّاً في سنة ثلاثٍ وسبعين وربما عاش بعد ذلك سنين. قال: وأما الرجل الآخر الذي روى عنه أبو القاسم بن عيسى القراءآت، فهو أبو الحسن مقاتل بن عبد العزيز بن يعقوب، قال: قرأت عليه التّجريد لابن الفحّام وبما تضمّنه، حدّثني به عن مؤلّفه. وبهذا السند قرأت عليه مفرداته العشر، وقرأت عليه كتاب تلخيص العبارات لابن بلّمية، وتلوت عليه بما تضمّنه، حدّثني به عن مؤلّفه، وتلوت عليه بكتاب العنوان، حدّثني به عن الحسن بن خلف، عن مؤلّفه، وعن ابن مؤلّفه، عن أبيه. قال ابن عيسى: وتلوت عله وعلى غيره من المقرئين بكتبٍ كثيرة لا تسع هذه الإجازة، وهي مذكورة في كتبا التّبيين في ذكر من قرأ عليه ابن عيسى من المقرئين. ومن هذه الكتب والكتب التي بقيت ولم نذكرها) التي تلوت بها على بقية شيوخي هي التي خرّجت منها سبعة آلاف رواية التي تلوت بها. قال أبو حيّان: ومقاتل بن عبد العزيز هذا الذي ذكره أنه روى عن ابن الفحّام، وابن بلّمية لا نعلمه إلاّ من جهة ابن عيسى فينبغي أن يبحث عن مقاتل أكان موجوداً وليس ذلك. لأن يصحّ إسناد ابن عيسى عنه، فإنّ إسناداً فيه ابن عيسى لن يصحّ أبداً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 369 قلت: أقطع بأنّ رجلاً اسمه مقاتل منعوتٌ بأخذ القراءآت عن الأربعة المذكورين والحالة هذه لم يوجد أبداً ولا خلق قطّ. وقد طال الخطاب في كشف حال الرّجل. وبدون ما ذكرنا يترك الشخص، أما خاف من الله إذ زعم أنه صنّف كتاباً فيه سبعة آلاف رواية فوالله إنّ القرّاء كلهم من الصّحابة إلى زمانه أعني الذين سمّوا من أهل الأداء في المشارق والمغارب ودوّنوا في التّواريخ لا يبلغون سبعة آلاف بل ولا أربعة آلاف وأنا متردّدٌ في الثلاثة آلاف هل يصلون إليها أم لا هذا أبو القاسم الهذليّ الذي لم يرحل أحدٌ في القراءآت ولا في الحديث مثله، وله مائة شيخ قرأ عليهم القرآن، جمع في كتابه الغثّ والسّمين، والمشهور والشاذّ، والعالي والنازل، وما تحلّ القراءة به وما من خمسين رواية من ألف طريق، وقد يكون الطريق مثل أن يروي مسلم الحديث عن قتيبة، عن الليث، وعن عبد الملك بن شعيب بن اللّيث، عن أبيه، عن الليث، فيسمّي ذلك طريقين. وقد تفرّد القاضي تقيّ الدين سليمان بالإجازة منه. وتوفّي في سابع جمادى الآخرة. وما أنا ممّن يتّهم بالحطّ على ابن عيسى، فلو كنت مداهناً أحداً لداهنت في أمره، لأنّني قرأت التّيسير في مجلس على سبط زيادة بأصل سماعه منه. قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن خلف، أخبرنا ابن عبد القدّوس عن مؤلّفه، فوددت لو ثبت لي هذا الإسناد العالي، ولكنّه شيء لا يصحّ. وأمّا إجازته من الشريف الخطيب، فصحيحة إن شاء الله قد سمع بها الحافظ ابن النّجّار، وغيره. وقرأت كتاب العنوان في القراءآت على سبط زيادة، بسماعه من ابن عيسى، بإجازته من الخطيب. أخبرنا أبو الحسين الخشّاب، أخبرنا المصنّف. 4 (حرف الغين)
4 (غالب بن محمد بن غالب بن حبيش فتح الحاء وشين معجمة. وأبو عمرو، اللّخميّ،) ) الأندلسيّ، المقرئ، نزيل دمشق.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 370 روى عن أبي القاسم عبد الرحمن بن حبيش، وعن: الخشوعيّ، والقاسم بن عساكر، والقاضي محيي الدّين محمد ابن الزّكي. وتصدّر للإقراء بجامع دمشق. وكان رجلاً صالحاً. توفي في ذي الحجّة. 4 (حرف الفاء)
4 (فرحة بنت أبي سعد بن أحمد بن تميرة.) أمّ عليّ، البغدادية. قال ابن النّجّار: امرأةٌ صالحةٌ، سمعت من هبة الله ابن الشّبليّ. توفّيت في ثامن ربيع الأوّل. قلت: روى عنها ابن النجّار، وإبراهيم بن مسعود الحويزيّ. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أحمد بن محمد بن يوسف بن عليّ.) منتجب الدّين، أبو عبد الله، الماكسانيّ، ثم الدّمشقيّ. روى عن: أبي القاسم بن عساكر. وسمع منه: عمر ابن الحاجب، وقال: كان لا بأس به. وحدّثنا عنه الشّرف بن عساكر. ومات في سابع جمادى الآخرة. 4 (محمد بن أبي البركات بن أبي السعادات بن صعنين.) أبو بكر، الحريميّ، الصيّاد. سمع: أبا المعالي الجبّان، وابن البطّي، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 371 وقال ابن النجّار: كتبت عنه. وكان ديّناً، فقيراً، يأكل من كسب يده. مات في ذي الحجّة سنة. 4 (محمد ابن قاضي القضاة أبي القاسم عبد الرحمن بن عبد العليّ، الفقيه. شرف الدّين،) الشافعيّ، المصريّ. أحد أئمّة الحديث ببغداد. ولد سن نيّفٍ وسبعين وخمسمائة.) وكان أبوه من مشايخ بغداد وصلحائها، فعني أبو بكر بطلب الحديث. وسمع من يحيى بن بوشٍ وهو أكبر شيخٍ له. وفاته ابن كليب وأضرابه. ثمّ سمع سنة ستمائة أو بعدها من: عبد الوهّاب بن سكينة، وعمر بن طبرزد، وأحمد بن الحسن العاقوليّ، وأبي الفتح المندائيّ، وابن الأخضر، والحافظ عبد الزّاق بن عبد القادر، ومحمد بن عليّ القبّيطيّ، وعليّ بن المبارك بن جابر، وجماعة. ورحل إلى إصبهان فسمع بإصبهان من عفيفة الفارقانيّة، وزاهر بن أحمد الثّقفيّ، والمؤيد ابن الإخوة، وأبي الفخر أسعد بن سعيد بن روحٍ، ومحمود بن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 372 أحمد المضريّ، وعائشة بنت معمر، وطائفة. وسمع بنيسابور من: منصور الفراوي، والمؤيّد الطّوسيّ، وزينب الشّعرية، وبحرّان من عبد القادر الرّهاويّ، وبدمشق من أبي اليمن الكنديّ، وأبي القاسم ابن الحرستانيّ. وبحلب من الافتخار الهاشميّ، وبمصر من الحسين بن أبي الفخر الكاتب، وعبد القويّ ابن الجبّاب. وبالإسكندرية من محمد بن عماد، وجماعة. وبدمنهور، ودنيسر، ومكّة، وغير ذلك. ونسخ، وحصل الأصول، وصنّف، خرّج. وكان إماماً ضابطاً، متقناً، صدوقاً، ثقةً، حسن القراءة، مليح الكتابة، متثبتاً فيما ينقله. له سمتٌ ووقار، وورعٌ وصلاحٌ. وكان قانعاً باليسير، قفا أثر أبيه في الزهد والتّقشف. سئل عنه الضياء، فقال: حافظٌ، ديّنٌ، ثقةٌ، صاحب مروءة وكرم. وقال في البرزاليّ: ثقةٌ، ديّنٌ، مفيدٌ. قلت: سمع منه السيف ابن المجد، والزكيّ المنذريّ، وعبد الكريم بن منصور الأثريّ، والشرف حسين بن إبراهيم الإربليّ الأديب، وأبو الفتح عمر ابن الحاجب، وأخوه عثمان، وأبو الفرج عبد الرحمن بن محمد ابن الحافظ عبد الغنيّ. وحدّث عنه: ابنه أبو موسى اللّيث، وعزّ الدّين أحمد بن إبراهيم الفاروثي. وأجاز لجماعة من شيوخنا آخرهم فاطمة بنت سليمان. وهو مؤلّف كتاب التقييد في معرفة رواة الكتب والمسانيد وهو مجلّد مفيد. وصنّف المستدرك على إكمال ابن ماكولا في مجلّدين دلّ على براعته وحفظه. وقال الأمير في الإكمال: هو سليمان بن داود، فأخطأ وأظنّ أنه نقله من تاريخ الخطيب، فإنّ الخطيب ذكره في تاريخه على الوهم أيضاً. وقد ذكره على الصّواب في ترجمة أبي شهاب عبد ربّه الحنّاط.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 373 وقال أبو أحمد الحاكم في الكنى: أبو داود المباركيّ: هو سليمان بن محمد، كنّاه وسمّاه لنا أبو بكر عبد الله بن محمد الإسفرايينيّ، سمع أبا شهاب عبد ربّه بن نافع. ثمّ قال ابن نقطة: روى عن المباركيّ جماعة، فسمّوا أباه محمداً منهم: خلف البزّاز وهو من أقرانه، وعبد الله بن أحمد، وموسى بن هارون، والحسن بن عليّ المعمري، وإسحاق بن موسى الأنصاريّ، وأبو يعلى الموصليّ، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبّار. وقد أوردنا لكلّ رجل منهم حديثاً في كتابنا الموسوم بالملتقط ممّا في كتب الخطيب وغيره من الوهم والغلط. قلت: وسئل عن نقطة فقال: هي جارية عرفنا بها ربّت لجدّ أبي. توفّي في الثاني والعشرين من صفر ببغداد وهو في سنّ الكهولة. 4 (محمد بن عليّ بن عطّاف. أبو عبد الله، البغداديّ، الحدّاد.) يروي عن: عبد الحقّ اليوسفيّ. مات في جمادى الأولى. ويعرف بسهوة. 4 (محمد بن عليّ بن محمد ابن الجارود. القاضي، أبو عبد الله، المارانيّ، الكفرعزيّ. قاضي) إربل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 374 كان فقيهاً، عالماً، متصوّناً، عفيفاً. وتوفّي في جمادى الآخرة، وقد جاوز الثمانين. وله شعر جيّد فمنه: (لا تكثر اللّوم في عذلي وفي فندي .......... وقل عنّي فما أصغي إلى أحد)
(هلاّ نهضت إلى عذلي وما قدحت .......... نار الصّبابة بالأشواق في كبدي)
(أيّام أغدو خليّ القلب في دعةٍ .......... من الغرام وحكمي في الهوى بيدي)
4 (محمد بن عليّ بن خليد. أبو الفرج، الكاتب.) شيخٌ أديبٌ، أخباريٌ، عالمٌ. اختصر كتاب الأغاني. وخدم ببغداد في عدّة جهات. وصنّف في علم الدّيوان والحساب مصنّفاً وذكر فهي جماعة من الكتّاب، وجعل الأمثلة ثلاثة وثلاثين مثالاً. وكان ابن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 375 حمدون قد وضع الأمثلة تسعةً وثمانين مثالاً، فلم يخلّ ابن خليد بشيء منها ممّا يحتاج إليه، فذكر صناعة التعديلات، والصياغات، الاستعمالات ثمّ ذكر الفلاحات، وعلاج الغلاّت، وكيفية الشذور وغير ذلك.) توفّي في شوّال. 4 (محمد بن عليّ بن منصور البغداديّ.) القاضي، أبو عبد الله، الحنفيّ. ناب في القضاء ببغداد عن ابن مقبلٍ، ودرّس، وأفاد. أنشد لبعضهم: (وكلّ أخٍ يشكون إليّ خصاصةً .......... فهل من أخٍ أشكو إليه خصاصتي)
(ومن كان يشكو ما مضى من زمانه .......... فشكواي من حالٍ وآتٍ وفائت)
4 (محمد بن عليّ بن رمضان، الفقيه. أبو عبد الله، الكرديّ، الزّرازريّ، الشافعيّ، نزيل) حلب. شيخٌ معمّرٌ. ولد بدمشق في سنة سبعٍ وأربعين وخمسمائة. وحدّث عن يحيى الثّقفيّ. روى عنه مجد الدّن ابن العديم، وسنقر القضائي، وغيرهما. وتوفّي يوم عيد النحر. وقال ابن الظّاهريّ: توفّي في حدود الأربعين وستمائة. 4 (محمد بن عمر بن أحمد بن عليّ بن عمارة.) أبو عبد الله وأبو عمر، الحربيّ، النجّار. سمع من يحيى بن ثابت. وحدّث. روى عنه ابن النجار، وغيره. وتوفّي في نصف شعبان. 4 (محمد بن غازي الموصليّ، ويعرف بالفقاعيّ.) شربدار الست ربيعة خاتون أخت الملك العادل. له شعرٌ حسن.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 376 4 (محمد بن محمد بن يوسف بن أحمد بن جهورٍ.) أبو بكر، الأزديّ، المرسيّ، الأديب. سمع: أبا القاسم بن الجنيد، وأبا عبد الله بن حميد. وأجاز له السّلفيّ. ورحل إلى قرطبة، فصحب أبا الوليد بن رشدٍ المتكلّم وناظر عليه. ولقي أبا بكر بن الجدّ، وأبا زيد السّهيلي. وكان شاعراً مترسّلاً.) 4 (محمد بن محمد بن جعفر بن عليّ. القاضي، العالم، الزّاهد، أبو السعود، البصريّ.) ولد سنة ثمانس وأربعين وخمسمائة. وسمع من: عبد الله بن عمر بن سليخ، وأبي جعفر المبارك بن محمد المواقيتي. وتفقّه على أبي القاسم يحيى ب ن فضلان. وناظر وتكلّم في مسائل الخلاف. وسمع ببغداد من شهدة، وجماعةٍ. وبواسط من أبي جعفر هبة الله بن البوقي، وأبي طالب الكتّانيّ. وحدّث بالبصرة، ودرّس بها، وناب في القضاء مدة ثمّ تركه. وكان ورعاً، وصالحاً، محمود السيرة، أثنى عليه غير واحد. وروى عنه: القاضي شمس الدين محمد بن عليّ بن عتيق البصريّ المعروف بابن الزاهد شيخٌ للفرضيّ. وروى عنه بالإجازة أبو المعالي الأبرقوهيّ. ومات في سادس جمادى الآخرة. 4 (محمد بن محمد بن عبد الكريم.) أبو الفضائل، القزوينيّ، ثم البغداديّ. تفقّه ببغداد في مذهب الشافعيّ، وسمع من أبي السعادات القزّاز. وحدّث.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 377 قال ابن النجّار: أبو الفضائل الشافعيّ، من بيتٍ مشهور بقزوين سمع أباه أبا الفضل، وسافر إلى إصبهان، والريّ، زنجان، وأذربيجان. وتفقّه على ابن فضلان. ونفذ رسولاً من الدّيوان إلى بعض النّواحيّ. وكان فاضلاً، ديّناً، له معرفةٌ بالحديث. مات في جمادى الأولى. 4 (محمد بن منصور بن عبد الله بن منصور بن عبد المحسن الأنصاريّ. شمس الدّين، أبو) عبد الله، النابلسيّ، الكاتب، ويعرف بصدر الباز. سمع من أسعد بن حمزة ابن القلانسيّ. وكان موصوفاً بسلامة الصّدر. زعم أنه سمع أيضاً من أبي القاسم بن عساكر. مات في ذي الحجّة. وقد روى عنه بالإجازة شيخنا قاسم بن عساكر. 4 (محمد بن أبي جعفر منصور بن فارس بن أحمد بن هبة الله بن محمد. الشريف الصالح،) أبو الفضل، ابن المهتدي بالله، الهاشمي، الصّوفيّ. ولد سنة سبعٍ وخمسين.) وسمع: من يحيى بن ثابت، وأحمد بن المقرّب، وأبي بكر بن النقور، وغيرهم. وحدّث. ويعرف بابن الخطيف وهو لقب لجدّهم. توفّي في حادي عشر رجب. روى عنه ابن النّجّار وقال: كان شيخاً صالحاً، منقطعاً برباط بهروز. قلت: أجاز لجماعةٍ منهم: تاج الدّين إسماعيل بن قريش، وفاطمة بنت سليمان. 4 (محمد ابن الشريف الخطيب أبي الفتوح ناصر بن الحسن.) عزّ القضاة، أبو عبد الله، الحسينيّ، الزّيديّ، المصريّ. سمع من والده. ومات في جمادى الأولى، وله ثمان وثمانون سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 378 قال الحافظ عبد العظيم: ما علمت أحداً سمع منه لما كان عليه. 4 (محمد بن يوسف بن حسّان بن الحسن الكنديّ.) ولد بحمص في سنة أربع وخمسين وخمسمائة. وحدّث بالمزّة ظاهر دمشق عن الأديب أبي الفرج عبد الله بن أسعد ابن الدّهان النحوي بشيءٍ من شعره. ومات بالمزّة. 4 (مسعود ب عثمان بن الخضر. رفيع الدّين، أبو عبد الله، الشراهي، الجنداذيّ، الصّوفيّ.) سمع من: خليل الرّارانيّ، وأبي المكارم اللبّان، والكرّانيّ، وغيرهم بإصبهان. وحدّث بحلب. روى عنه: مجد الدّين ابن العديم، والأمين أحمد ابن الأشتري، والكمال أحمد ابن النّصيبيّ، وأخوه محمد. وتوفّي بمنبج. 4 (مضر بن أبي المفاخر أحمد بن ناصر بن عبد الله.) الشريف، أبو الفضائل، الهاشميّ، البغداديّ. حدّث عن أبي طالب بن خضير. وتوفّي في المحرّم. 4 (مكّي بن خالد. أبو الحرم، المصريّ، الكاتب المجوّد الملقّب بفخر الكتّاب.) جوّد عليه بمصر جماعةٌ. وكان مليح الخط، جيّد التّوقيف. وحدّث بشيءٍ من شعره. وطال عمره، وعاش سبعاً وثمانين سنة. وما في صفر. 4 (حرف النون) ) 4 (نصر الله وهبة الله. أبو الفتح بن صالح بن عبد الله المصريّ، الغضاريّ، أعزّ الدّين، ابن) أخي نقّاش السّكة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 379 روى عن السّلفي. روى عنه: الزّكيّ المنذريّ، وعمر ابن الحاجب. توفّي في ربيع الآخر. 4 (نهاية بنت صدقة بن عليّ بن مسعود، الواعظة، العالمة.) أمة العزيز، بنت الشيخ أبي المواهب الضرير، المقرئ المعروف بابن الأوسيّ. سمعت من شهدة الكاتبة. وتوفّيت في ذي القعدة. 4 (الكنى)
4 (أبو بكر بن يوسف بن يحيى بن عمر بن كامل.) عفيف الدّين، المقدسيّ، الكاتب. أخو عمر خطيب بيت الأبّار. كان يتعانى الكتابة. وروى عن يحيى الثّقفيّ. روى... وتوفّي في ربيع الآخر. 4 (أبو القاسم بن أحمد السمّذيّ. مرّ في الألف.)
4 (أبو القاسم بن إبراهيم بن...، علم الدّين، ابن النحّاس، الدّمشقي.) شابٌّ، ديّن، فاضل، مشتغل. سمع الكثير من طبقة ابن البن، وابن أبي لقمة. ودفن بالجبل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 380 4 (وفيها ولد) البدر حسن بن عليّ ابن الخلال. والفخر إسماعيل بن نصر الله بن عساكر. وابن عمّه البهاء أبو محمد القاسم بن محمود. ثلاثتهم في صفر بدمشق. وأبو جعفر عبد الرحمن بن عبد الله ابن المقيّر ببغداد. والشمس أبو نصر محمد بن محمد بن محمد ابن الشّيرازيّ، في شوّال. والنّجم إسماعيل بن إبراهيم ابن الخبّاز. والمجد سالم بن أبي الهيجاء، قاضي نابلس.) والعلم محمدبن نصير ابن الأصفر. والمجد عبد الله بن محمد بن محمد الطّبريّ، إمام الصّخرة. وفخر الدّين عثمان بن عليّ ابن بنت أبي سعد المصريّ. والزّين عليّ بن محمد بن منصور بن المنيّر الإسكندراني، أخو ناصر الدّين. والشيخ أحمد بن زكري بن أبي العشائر الماردينيّ، سمع ابن مسلمة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 381 4 (وفيات سنة ثلاثين وستمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن أبي الحسن بن أحمد بن حنظلة.) أبو العباس، البغداديّ، الكتبيّ. سمع أبا الحسين عبد الحقّ. وعنه ابن النجّار وقال: لا بأس به. توفّي في رجب. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن بشير. الأستاذ، أبو جعفر، الجيّاني، المقرئ، خطيب جيّان.) أخذ القراءآت عن أبي عليّ الحسن بن عبد الله السّعديّ صاحب أبي جعفر ابن الباذش. وسمع منه الموطّأ. أخذ عنه ابن مسدي. عاش ستاً وستين سنة. 4 (إبراهيم بن أبي اليسر شاكر بن عبد الله بن محمد بن عبيد الله بن سليمان. القاضي الجليل،) بهاء الدين، أبو إسحاق، التّنوخيّ، المعرّيّ، ثم
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 382 الدمشقيّ، الفقيه، الشافعيّ، الخطيب. ولد بدمشق سنة خمسٍ وستّين وخمسمائة. وسمع من أبيه، ومن: ابن صدقة الحرّانيّ، والخشوعيّ. ومع ولده تقيّ الدين إسماعيل من جماع. ودرّس، وحدّث. وتفقّه على الخطيب ضياء الدّين الدّولعيّ. وله إجازة من شهدة. وكان صدراً فاضلاً، محتشماً، أديباً، كاتباً مترسّلاً، شاعراً، كثير المحفوظ، مليح الإنشاء، مداخلاً للدولة. روى عنه: الزكيّ البرزاليّ، والمجد ابن الصاحب العديميّ، والشهاب القوصيّ. وقال القوصي: كان فاضلاً مكمّلاً، وصدراً مجمّلاً، ترسّل عن الملك العادل، وحصّل العلوم،) واجتهد في طلبها، وحصّل الفقه في صدر عمره، مع ما تحلّى به من حسن الكتابة والبلاغة. أنشدني لنفسه وكان قد ولي فضاء المعرّة وهو ابن خمسٍ وعشرين سنة، فأقام في القضاء خمس سنين. (وليت الحكم خمساً هنّ خمسٌ .......... لعمري والصّبا في العنفون)
(فلم تضع الأعادي قدر شاني .......... ولا قالوا فلانٌ قد رشاني) وقال ابن الحاجب بعد مدحه: ترك الفقه والحديث، واشتغل بالولاية والتّصرف. ولم يكن محمود السيرة. وكان عنده بذاذة وفحشٌ. ومات في منتصف المحرّم. قلت: آخر من روى عنه بالإجازة تاج العرب بنت علاّن. 4 (إبراهيم بن نصر بن إبراهيم بن محمد.) الأمير الأجل، نجم الدّين، ابن الحمصيّ. ولد سنة سبعٍ وخمسين. وسمع من أبي القاسم عليّ بن الحسن الحافظ. وحدّث بدمشق، ثم سكن مصر، وولي شدّ الدّواوين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 383 وتوفّي بآمد في نصف المحرّم أيضاً. 4 (أسماء بنت إبراهيم بن سفيان بن مندة.) أخت أبي الوفاء محمود. ماتت في شوّال بإصبهان. 4 (إسماعيل بن سليمان بن أيداش. الشيخ الأجلّ، شمس الدّين، أبو طاهر، الدّمشقيّ، الحنفيّ،) ابن السّلار. حدّث عن: الصائن هبة الله بن عساكر، وأبي محمد عبد الخالق بن أسد. ولد في رجب سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة. وأصله من حمص، وكان يعرف بالرصّاص. وكان من بيت إمرةٍ وتقدّم. ثم ترك الخدمة، ولازم الجماعات. وكان محبّاً لفعل الخير والفقراء، كثير البرّ. ترجمه ابن الحاجب وكتب عنه. وروى عنه: أبو حامد ابن الصّابونيّ، وأبو الفضل بن عساكر، وغيرهما. ومات في رابع ذي القعدة. 4 (حرف الباء) ) 4 (بلد بن سنجار بن بلد. أبو نصر، الضّرير، المقرئ، شيخ بغداد.) حدّث عن المبارك بن علي الحلاوي. ومات في ذي القعدة. 4 (بكر بن إبراهيم بن مجاهد. أبو عامر، الإشبيليّ، الظّاهريّ.) سمع: ابن الجدّ، وأبا عبد الله بن زرقون. أخذ عنه ابن مسدي، وقال: مات في ذي الحجّة عن بضعٍ وثمانين سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 384 4 (حرف الحاء)
4 (حسّان بن رافع بن سمير العامريّ. أبو النّدى، الدّمشقيّ.) إمام مسجد قصر حجّاج. حدّث عن أبي الحسين أحمد ابن الموازينيّ. وكان رجلاً صالحاً، خيّراً. وهو والد خطيب المصلّى. مات في ثالث رجب، وشيّعه خلقٌ كثير إلى الجبل. 4 (الحسن بن أحمد بن يوسف.) الزّاهد، القدوة، أبو علي، الإوقيّ. منسوب إلى أوه، قاله: عبد القادر الرّهاويّ، وهي من أعمال العجم. سمع الكثير من السّلفيّ، وسمع من عبد الواحد بن عسكر، والمفضّل ابن عليّ المقدسيّ، ومحمد بن عليّ بن محمد الرّحبيّ، والمشرف بن المؤيّد الهمذانيّ. وأقام بالقدس أربعين سنةً. وكان زاهداً، عابداً، قانتاً، كثير المجاهدة. من أصحاب الأحوال والمقامات، ما له شغلٌ إلا التلاوة والانقطاع بالمسجد الأقصى.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 385 قال عمر ابن الحاجب: سألت أبا عبد الله البرزاليّ عنه فقال: زاهد أهل زمانه، كثير التلاوة والعبادة والاجتهاد، معرضٌ عن الدنيا، صليبٌ في دينه. قلت: وكان له أجزاء يحدّث منها. روى عنه: الضياء، والكمال ابن الدّخميسي، والكمال العديميّ وابنه أبو المجد، والقاضي محمد بن محمد بن صاعد، والرضي أبو بكر القسنطيني، وأبو المعالي الأبرقوهيّ، وغيرهم. توفّي الإوقيّ بكسر الهمزة في عاشر صفر. 4 (الحسن بن عبد الله بن محمد بن أحمد.) ) أبو المعالي، الأنباريّ، العدل، المعروف بابن الخلاّل. سمع من: عبيد الله بن اشاتيل، ونصر الله القزّاز. وكان شيخاً صالحاً، عابداً، متنسّكاً، صحب الصّالحين. توفّي في رمضان. 4 (الحسن ابن الأمير السيّد أبي الحسن علي ابن المرتضى أبي الحسين بن عليّ. الأمير، أبو) محمد، العلويّ، الحسينيّ، البغداديّ. روى عن الحافظ محمد بن ناصر كاتب الذّرية الطاهرة للدّولابيّ. وهو آخر من سمع من ابن ناصر، وسمع من هبة الله الدّقّاق. وعاش ستاً وثمانين سنة، وتوفّي في الخامس والعشرين من شعبان. وكان شريفاً، سرياً، محتشماً، كبير القدر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 386 روى عنه: أبو نصر محمد بن المبارك المخرّمي شيخٌ للفرضيّ، وأبو العباس الفاروثيّ، والعماد إسماعيل ابن الطبّال وهو آخر من روى عنه بالسّماع، والرشيد محمد بن أبي القاسم. وروى لنا عنه بالإجازة جماعةٌ من آخرهم القاضي تقيّ الدّين. وسماعه من ابن ناصر في السنة الخامسة من عمره. وهو من ذرّية جعفر بن الحسن بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب. وكان يسكن بالجوسق، ويجيء أحياناً إلى بغداد. 4 (الحسن بن عليّ بن ألفكون. أبو علي، القسنطينيّ.) رئيس الكتّاب، وعلم الآداب. قال ابن مسدي: انقاد العلم إلى بنانه، وسلّم قسٌّ إلى بيانه، فبذّ أهل زمانه نظماً ونثراً، ونفث في الأسماع سحراً. لقيته ببجاية، ومات على رأس الثلاثين، وله نيّف وستون سنة. 4 (الحسنة، أمّ الكمال، بنت القاضي عليّ بن عثمان القرشيّ المخزوميّ.) توفّيت في المرحّم عن خمسٍ وستّين سنة. وروت بالإجازة عن شهدة، وعبد الحقّ، وغيرهما. وتوفّيت بالقاهرة. 4 (الحسين بن أبي البركات محمد بن أبي الفتوح عبد القاهر بن محمد بن عبد الله بن يحيى) ) ابن الوكيل. العدل، المحتسب، أبو عبد الله، الكرخيّ، الشّطويّ. سمع حضوراً من جدّه، وسمع من: أبيه، وأبي الفرج محمد بن أحمد ابن نبهان. وهو من بيت حديثٍ وتقدّم ببغداد. مات في شعبان. روى عنه ابن النّجّار وقال: كان أديباً، جم تاريخاً ذيّل به على ابن جرير. وطلب بنفسه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 387 4 (حميراء بنت إبراهيم بن سفيان بن إبراهيم بن عبد الوهّاب ابن الحافظ ابن مندة،) الإصبهانيّة. أخت أبي الوفاء محمود، كانت أكبر من أخيها. سمعت حضوراً من أبي الوقت، وسماعاً من غيره. وتوفّيت في جمادى الأولى بإصبهان. روى عنها بالإجازة أبو الفضل بن عساكر، والقاضي تقيّ الدّين سليمان، وغيرهما. 4 (حرف الخاء)
4 (خلف بن محمد بن شمدون.) أبو سعيد، الأنصاريّ، خطيب توزر. كان من العبّاد والعلماء. رحل إلى البلاد، وسمع. وكان سريع القلم جداً. كتب تاريخ ابن جرير مرّات، وتاريخ ابن عساكر. سمع من السّلفيّ يسيراً، ومن ابن الجوزيّ، ومن العماد الكاتب تواليفه. أخذ عنه ابن مسدي وأرّخه. 4 (حرف الراء)
4 (رضوان بن عبد الحق بن عبد الواحد.) أبو النّعيم، الأنصاريّ، الحنبليّ. سمع: ابن صدقة الحرّانيّ. وأجاز له التّرك. كتب عنه ابن الحاجب. وأجاز للبهاء بن عساكر عامّاً. توفّي في ربيع الأوّل عن ستٍّ وسبعين سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 388 4 (حرف السين)
4 (سليمان بن محمود بن أبي غالب.) ) القاضي الأجلّ، فخر الدّين، الدّمشقيّ، الكاتب. كان أديباً منشئاً، وقوراً، حسن السّمت، وافر العقل. كتب في الديوان العادليّ والدّيوان الكامليّ كتابة الإنشاء مدّة. وله شعر حسن. وتوفّي بظاهر حرّان في ربيع الأوّل. 4 (حرف الشين)
4 (شريفة بنت إبراهيم بن سفيان بن مندة.) ماتت في ذي القعدة بعد أختيها أسماء وحميراء. 4 (حرف الصاد)
4 (صالح بن بدر بن عبد الله.) الفقيه، تقيّ الدّين، المصريّ، الزّفتاويّ، الشافعيّ. تفقّه على الشهاب محمد بن محمود الطّوسيّ. ودخل الثّغر وسمع من: أبي الطاهر إسماعيل بن عوف، وعبد المجيد بن دليل، وبمصر من البوصيريّ. وأفاد، وأعاد، وناب في القضاء، ودرّس. وزفتا: بليدةٌ من بحريّ الفسطاط. توفّي في ذي القعدة، وهو من أبناء السبعين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 389 4 (حرف العين)
4 (عبد الخالق بن عبدي الله بن أحمد بن هبة الله المنصوريّ.) سمع من ابن كليب. وحدّث. 4 (عبد الرحمن بن سلامة بن نصر بن مقدام.) أبو محمد، المقدسيّ، المقرئ، الصّالحيّ. شيخٌ صالحٌ، ديّن. ولد سنة ثلاثٍ وخمسين. وسمع من: أبي المعالي بن صابر، والفضل ابن البانياسيّ، ومحمد بن حمزة القرشيّ. روى عن الضياء، والزكيّ البرزاليّ. توفّي في العشرين من المحرّم.) 4 (عبد الرحمن بن أبي المجد فاضل بن عليّ.) الفقيه، أبو القاسم، الإسكندرانيّ، المعروف بابن السّيوري. رحل إلى بغداد، وقرأ بواسط القراءآت. وسمع ببغداد من أحمد بن علي الغزنويّ، وأبي الحسن عليّ بن محمد ابن السقّاء، وجماعة، وبدمشق من زين الأمناء أبي البركات. وحدّث بمصر والإسكندرية. وكان بصيراً بالقراءآت واختلافها. مات في صفر. 4 (عبد الرحمن بن محفوظ بن أبي بكر بن أبي غالب بن البزن. أبو بكر، البغداديّ، الحنبليّ،) المقرئ، الرجل الصّالح. سمع من شهدة، وعبد الحقّ، ويحيى بن يوسف السّقلاطوني. وحدّث.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 390 توفّي في رجب. روى لنا عنه بالإجازة القاضي تقيّ الدين سليمان. 4 (عبد العزيز بن أبي الفتح أحمد بن عمر بن سالم بن محمد بن باقا. العدر، صفيّ الدين، أبو) بكر، البغداديّ، الحنبلي، التّاجر، السّيبيّ الأصل. ولد في رمضان سنة خمسٍ وخمسين وخمسمائة. وسمع من: أبي زرعة، ويحيى بن ثابت، وأبي بكر بن النّقور، وعليّ بن عساكر البطائحيّ، وعليّ بن أبي سعد الخبّاز، وأبي الحسين عبد الحقّ، وأحمد بن محمد بن بكروس، وأخيه عليّ بن محمد. وسكن مصر وشهد عند قاضي القضاة عبد الملك بن درباس، وغيره. وكان شيخاً حسناً، كثير التلاوة. حدّث بالكثير. روى عنه: ابن نقطة، والزكيّ المنذريّ، ومحمد بن عثمان الشّارعيّ، والرشيد عمر الفارقيّ، وداود بن عبد القويّ، ومحمد بن إبراهيم الميدوميّ، ومحمد بن عبد المنعم ابن الخيميّ الشاعر، وأخوه إسماعيل، والنّجيب محمد بن أحمد الهمذانيّ، والنّور عليّ بن نصر الله ابن الصوّاف الخطيب، ومحمد بن عبد المنعم بن شهاب. وحدّثنا عنه: الشهاب الأبرقوهيّ، ومحمد بن عبد القويّ بن عزّون، وجعفر بن محمد الإدريسيّ، وجبريل بن الخطّاب، ومحمد بن صالح الجهنيّ، وغازي بن أيوب المشطوبيّ، والزّين وهبان بن عليّ المؤذّن، وإسحاق بن درباس المارانيّ، وأحمد بن عبد الكريم الواسطيّ،) وعيسى بن عبد المنعم المؤدّب، وأبو الحسن عليّ بن عيسى ابن القيّم الكاتب. وتفرّد القاضي
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 391 الحنبليّ بإجازته الآن. وذكر ابن نقطة: أنّه سمع أيضاً من أبي المعالي أحمد بن عبد الغنيّ بن حنيفة، وقال: سمعت منه بمصر أحاديث من مسند الشافعيّ بروايته عن أبي زرعة. وسمع منه أيضاً سنن ابن ماجة القزوينيّ سوى الجزء الأول، والجزء العاشر، وأوّل المسموع أول أبواب الطهارة، وهو أول الثاني، وأول العاشر: من أعتق عبداً اشترط خدمته: آخر فضل الرّباط في سبيل الله. وقال المنذريّ: توفّي في سحر التاسع عشر من رمضان. وقرئ عليه الحديث في ليلة وفاته إلى قريبٍ من نصف الليل، وفارقهم. وتوفّي في أواخر اللّيلة. قلت: سمع من أبي زرعة مسند الشافعيّ، وسنن ابن ماجة بفوتٍ، وسنن النّسائيّ بفوتٍ أيضاً، وكتاب صوفة التصوّف لابن طاهر، وكتاب فضائل القرآن لأبي عبيد. وعاش خمساً وسبعين سنة. وذكره ابن النجّار مختصراً وقال: قرأت عليه سنن ابن ماجة، وكتبتها بخطّي عنه. وكان صدوقاً، جليلاً. قرأ في الفقه على أبي الفتح بن المنّي. 4 (عبد القادر بن محمد بن سعيد بن جحدر.) القاضي، أبو محمد، الأنصاريّ، الجزري، الشافعيّ، الصوفيّ. سمع ببغداد من محمود بن نصر ابن الشّعار. وشهد بالقاهرة، وولي القضاء بنواحي الصّعيد. روى عنه الزكيّ المنذريّ وقال: توفّي في ثاني المحرّم، وولد بجزيرة ابن عمر في سنة إحدى وخمسين وخمسمائة. 4 (عبد الواحد بن المسلّم بن الحسين. العدرل، تاج الدّين، ابن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 392 أبي الخوف، الحارثيّ،) الدّمشقيّ. من بيت عدالةٍ وذكر. حدّث عن المحدّث أبي الفوارس الحسن بن شافع. كتب ابن الحاجب عنه، وعن أخيه محمد. 4 (عبدي الله بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الملك بن عمرو بن عبد العزيز بن محمد بن جعفر) بن هارون بن محمد بن أحمد بن محبوب بن الوليد بن عبادة بن الصامت رضي الله عنه الأنصاريّ، العبّاديّ، المحبوبيّ، النجاري. العلاّمة، جمال الدّين، أبو الفضل.) كان محدّثاً، مدرّساً، عارفاً بمذهب أبي حنيفة، وكان ذا هيبةٍ وعبادةٍ، وإليه انتهت رئاسة الحنفية بما وراء النهر. أخذ المذهب عن عماد بن أبي العلاء عمر بن بكر بن محمد الزّرنجريّ البخاريّ، عن أبيه شمس الأئمة، وبرهان الأئمّة عبد العزيز بن محمد بن مازة البخاريّ، كليهما، عن شمس الأئمّة أبي بكر محمد بن أبي سهل السّرخسيّ، عن شمس الأئمة عبد العزيز الحلوائيّ البخاريّ، عن القاضي أبي بكر البخاريّ، عن الأستاذ أبي محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب الحارثيّ البخاريّ السّدمونيّ، عن أبي عبد الله بن أبي حفص أحمد بن حفص البخاريّ، عن أبيه، عن محمد بن الحسن الشيبانيّ، عن أبي حنيفة. وتفقّه أيضاً على القاضي فخر الدّين بن أبي المحاسن الحسن بن منصور بن محمود الأوزجنديّ المعروف بقاضي خان. وسمع الحديث منهما ومن أبي المظفّر عبد الرحيم ابن السّمعانيّ، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 393 تفقّه عليه خلقٌ، وسمعوا منه، منهم: سيف الدّين سعيد بن المطهّر الباخرزيّ، والقاضي شرف الدّين محمد بن محمد بن محمد بن عمر العدويّ. وقال لنا أبو العلاء الفرضيّ: روى لنا عنه جمال الدين محمد بن محمد بن إبراهيم الحسينيّ البخاريّ، الإمام شهاب الدّين أبو منصور محمد بن أبي بكر بن أبي اللّيث، والإمام معزّ الدّين محمد بن محمد الدّيزقيّ، والعلاّمة حافظ الدّين أبو الفضل محمد بن محمد بن نصرٍ البخاريّ. ولد في جمادى الأولى سنة ستٍّ وأربعين وخمسمائة. وتوفّي في جمادى الأولى أيضاً سنة ثلاثين وستمائة، وصلّى عليه ابنه شمس الدّين أحمد بكلاباذ محلّتنا. أنبأني بذلك الفرضيّ. 4 (عثمان، الملك العزيز، ابن العادل.) كان شقيق الملك المعظّم، وهو الذي بنى قلعة الصبيبة، وكانت له هي وبانياس وتبنين وهونين. وكان عاقلاً، قليل الكلام تبعاً لأخيه المعظّم. عامل بعد موت أخيه على قلعة بعلبك، وأخذها من الأمجد. وكتب إليه ولد الأمجد: قد نشرت لك باب السّر، فأت إلينا سحراً، فساق من الصبيبة في أول اللّيل وفي المسافة بعدٌ، فجاء بعلبك وقد أسفر وفات المقصود، فنزل مقابل قلعة بعلبك، فبعث صاحبها يستنجد بالسلطان الملك النّاصر داود، فأرسل الغرس خليل إلى العزيز يقول:) ارحل من كلّ بدّ فإن أبى، فارم الخيمة عليه. وعلم العزيز بذلك، فردّ إلى بلاده. فلمّا قصد الكامل دمشق، كان العزيز معه إلباً على الناصر، وعلم الأمجد بما فعل ولده معه، فيقال: إنّه أهلكه. توفّي العزيز ببستانه المعروف بالنّاعمة ببيت لهيا في عاشر رمضان، ودفن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 394 بالتّربة المعظّميّة بقاسيون. 4 (عليّ بن بركات بن إبراهيم بن طاهر.) أبو الحسن، ابن الخشوعيّ، الدّمشقيّ. حدّث: عن أبيه، ويحيى بن محمود الثّقفي. ومات في المحرّم كهلاً. 4 (عليّ بن عبد الله بن عبد الرحمن بن لحسن بن علّوش.) أبو الحسن، الصّنهاجي، الفاسيّ، المغربيّ، الخطيب بمسجد الخليل. ولد بفاس في رجب سنة ثمانٍ وخمسين. وسمع بالمغرب من جماعة، وبدمشق من الخشوعيّ، والبهاء بن عساكر، وببغداد من الحافظ ابن الجوزيّ. كتب عنه ابن الحاجب، والزكيّ عبد العظيم. وكان إمام بلد الخليل وخطيبه. ومات في جمادى الأولى. 4 (عليّ ابن العلاّمة الحافظ جمال الدّين أبي الفرج عبد الرحمن بن عليّ بن محمد بن عليّ.) بدر الدّين، أبو الحسن، ابن الجوزي، البغداديّ، الناسخ. ولد سنة إحدى وخمسين وخمسمائة في شوّال أو رمضان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 395 وسمع من: أبي الفتح بن البطّي، وأبي زرعة، وأبي بكر بن المقرّب، ويحيى بن ثابت، وشهدة، وجماعة. وتكلّم في الوعظ في شبيبته، ثمّ تركه. وكان كثير المحفوظ، حلو الدّعابة، لزم اللّعب والعشرة، والبطالة مدّة، ثم في الآخر لزم النّسخ، وكان منه عيشته. وكان مطّرح التّكلف، يخدم نفسه. وكان يتكلّم في أبيه. كتب عنه الحفّاظ. وقال ابن نقطة ومن خطّه نقلت: سمعت منه، وهو صحيح السّماع، ثقةٌ، كثير المحفوظ،) حسن الإيراد. سمع صحيح الإسماعيليّ من يحيى بن ثابت، ومسند الشافعيّ من أبي زرعة. قلت: روى عنه السّيف، والعزّ عبد الرحمن بن محمد بن عبد الغنيّ، والشمس عبد الرحمن ابن الزّين، والتّقيّ ابن الواسطيّ، والكمال عليّ بن وضّاح، والشمس محمد بن يحيى بن هبية نزيل بلبيس، والفاروثيّ، وجماعة. وبالإجازة الخفر إسماعيل بن عساكر، والقاضي الحنبلي، وأبو نصر ابن الشيرازيّ. مات في سلخ رمضان. 4 (عليّ بن محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد.) العلاّمة، عز الدين، أبو الحسن، ابن الأثير أبي الكرم، الشّيبانيّ، الجزريّ، المؤرّخ، الحافظ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 396 أخو اللّغوي مجد الدّين صاحب النّهاية وجامع الأصول. والوزير ضياء الدّين نصر الله. ولد بالجزيرة العمريّة سنة خمسٍ وخمسين وخمسمائة، ونشأ بها، ثمّ تحوّل بهم والدهم إلى الموصل، فسمعوا بها، واشتغلوا. سمع من: خطيب الموصل أبي الفضل، ويحيى الثّقفيّ، ومسلم بن عليّ الشّيحي، وغيرهم. وسمع ببغداد لمّا سار إليها رسولاً من عبد المنعم بن كليب، ويعيش بن صدقة الفقيه، وعبد الوهّاب بن سكينة. وكان إماماً، نسّابةً، مؤرّخاً أخبارياً، أديباً، نبيلاً، محتشماً. وكان بيته مأوى الطّلبة. وأقبل في أواخر عمره على الحديث، وسمع العالي والنّازل حتّى سمع لمّا قدم دمشق من أبي القاسم بن صصرى، وزين الأمناء. وصنّف التاريخ المشهور المسمّى بالكامل على الحوادث والسنين في عشر مجلّدات، واختصر الأنساب لأبي سعد السّمعانيّ، وهذّبه، وأفاد فيه أشياء، وهو في مقدار النّصف وأقلّ. وصنّف كتاباً حافلاً في معرفة
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 397 الصّحابة جمع فيه بين كتاب ابن منده، وكتاب أبي نعيم، وكتاب ابن عبد البرّ، وكتاب أبي موسى في ذلك، وزاد وأفاد. وشرع في تاريخٍ للموصل، وقدم الشام رسولاً. وحدّث بحلب ودمشق. روى عنه: الدّبيثيّ، والشّهاب القوصيّ، والمجد بن أبي جرادة، ووالده أبو القاسم في تاريخه، وآخرون من أهل الشام والجزيرة. وحدّثنا عنه الشرف بن عساكر، وسنقرٌ القضائي. وقال ابن خلّكان: كان بيته بالموصل مجمع الفضلاء، اجتمعت به بحلب، فوجدته مكمّلاً في) الفضائل والتّواضع، وكرم الأخلاق، فترددت إليه. وكان طغريل الخادم أتابك الملك العزيز قد أكرمه وأقبل عليه. فصل في نسبته إلى جزيرة ابن عمر: نسبة إلى عبد العزيز بن عمر البرقعيديّ هو الّذي بناها، فنسبت إليه، قاله ابن خلّكان وقال: رأيت في تاريخ ابن المستوفي في ترجمة أبي السعادات المبارك ابن الأثير أنه من جزيرة أوس كامل ابني عمر بن أوس التّغلبي، قال: وقيل: إنها منسوبة إلى يوسف بن عمر الثقفي أمير العراق، فالله أعلم. فصل في نسبه: كان يكتب بخطّه: عليّ بن محمد بن عبد الكريم الجزريّ. وكذا ذكره الحافظ المنذريّ، والقوصيّ في معجمه، وابن الظاهريّ في تخريجه للصاحب مجد الدّين العقيليّ، وأبو الفتح ابن الحاجب
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 398 في معجمه وغيرهم. وهو على سبيل الاختصار. وله أشباه ونظائر، وإنما هو: عليّ بن محمد بن محمد بلا ريب، كما هو في تسمية أخويه، وابن أخيه شرف الدّين. وكذا ذكره القاضي ابن خلّكان، وأبو المظفّر ابن الجوزيّ، وابن السّاعي، وغيرهم. ويوضّحه أنّ المنذري ذكر أخويه فقال: محمد بن محمد مرّتين. فصل في وفاته: رأيت تصحيحه على طبقةٍ تاريخها في نصف شعبان سنة ثلاثين. ثمّ رأيت وفاته في رمضان من السنة بخطّ أبي العباس أحمد ابن الجوهريّ. وأمّا المنذريّ، وابن خلّكان، وابن الساعي، وأبو المظفّر الجوزيّ، وشيخنا ابن الظّاهريّ فقالوا: توفّي في شعبان ولم يعيّنوا اليوم. وأمّا القاضي سعد الدّين الحارثيّ، فقال: توفّي في الخامس والعشرين من شعبان. 4 (عليّ بن أبي الفتح محمد بن أحمد بن بختيار بن عليّ بن محمد. أبو جعفر، ابن المندائيّ،) الواسطيّ. ولد سنة تسعٍ وخمسين وخمسمائة. وسمع من: جده لأمّه هبة الله بن نصر الله بن الجلخت، وأبي محمد الحسن بن عليّ ابن السّوادي، وأبي طالب بن عليّ الكتّاني، وجماعة. وحدّث ببغداد. وهو أخو أحمد. توفّي ليلة عرفة. 4 (عليّ بن محمد بن إبراهيم بن أبي العافية.) أبو الحسن، السّبتيّ، التّاجر الأمين.) حجّ مرّات. وتلا بالسبع على أبي محمد بن عبيد الله، ثمّ على محمد بن إبراهيم الزّنجانيّ وغيره. قال ابن مسدي: سمعت منه. مولده في حدود الستّين وخمسمائة. وعاش نحواً من سبعين سنةً. قال: ومات بسبتة قريباً من سنة ثلاثين وستمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 399 4 (عليّ بن محمد بن يبقى بن جبلة.) أبو الحسن، الأنصاريّ، الأندلسيّ، خطيب أوريولة. شيخٌ عالم، حجّ سنة ثلاثٍ وسبعين وخمسمائة، وسمع من: السّلفيّ، وأحمد بن المسلّم اللّخمي، وأبي الطاهر بن عوف، وجماعة. قال الأبّار: وكان صالحاً، حسن السّمت. توفّي بأوريولة سنة ثلاثين. وقال ابن مسدي: كان من أهل الخير والصّلاح، والبرّ والسّماح. حجّ مع أخيه في صغره، فسمع من: السّلفيّ، وعليّ بن هبة الله الكامليّ، وعليّ بن عمار. ولم يحصّل من سماعاته شيئاً، تركها مع أخيه، فسكن أخوه مصر، وبعث إليه ببعضها. قرأت عليه صحيح البخاري بسماعه من ابن عمّار. مات وقد قارب الثمانين. 4 (عليّ ابن الإمام أبي القاسم بن فيرّه بن خلف الرّعينيّ.) الشاطبيّ، ثم المصريّ، الشافعيّ، العدل، ضياء الدّين. سمع من: أبيه، وأبي القاسم البوصيريّ، والأرتاحيّ. وكان على طريقةٍ حسنة. توفّي جمادى الآخرة. 4 (عمر بن محمد بن منصور. الحافظ، المفيد، عزّ الدين، أبو حفص وأبو الفتح، ابن) الحاجب، الأمينيّ، الدّمشقيّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 400 عني بالحديث أتمّ عناية، وأوّل سماعه سنة ستّ عشرة بعد موت ابن ملاعب فسمع من: هبة الله بن الخضر بن طاووس وهو أقدم شيخٍ له، وموسى بن عبد القادر، والشيخ الموفّق، وابن أبي لقمة، وابن البنّ، وطبقتهم بدمشق. والفتح بن عبد السّلام، وطبقته ببغداد. وعبد القويّ ابن الجبّاب، وطبقته بمصر. وسمع بإربل، والموصل، والإسكندرية، والحجاز. وعمل معجم البقاع والبلدان التي سمع بها، ومعجم شيوخه وهم ألف ومائة وبضعة وثمانون نفساً. قال الحافظ زكيّ الدّين المنذريّ: يقال إنّه لم يبلغ الأربعين. وكان فهماً، متيقّظاً، محصّلاً. جمع) مجاميع. وكانت له همّة. وشرع في تصنيف تاريخ لدمشق مذيّلاً على الحافظ أبي القاسم. وقرأت بخطّ السيف ابن المجد، قال: خرّجه خالي الحافظ، ثمّ طلب وسافر، وسمع منه الزكيّ البرزاليّ، وأبو موسى الرّعينيّ، والجمال ابن الصّابونيّ، وغيرهم، وخرذج له وللمشايخ تخاريج كثيرة. وقد كتب ابن الكريم على معجمه بالبقاع: (هذا كتابٌ حوى فضلاً مؤلّفه .......... الحافظ الخير عزّ الدّين ذو الفطن)
(من فضله شاع في شامٍ وسار إلى .......... أرض العراق إلى مصرٍ إلى عدن) قال السيف: وسمعت غير واحد يحكي أنّ جماعةً منهم البزاليّ سمعوا أجزاء على شيخ، ثمّ تقاسموا أنّهم لا يظهرون ذلك زادني عبد الرحمن بن هارون أنّ الشيخ كان عبد الرحمن بن عمر النسّاج فسهّل الله ظهور عمر ابن الحاجب عليه من غير جهتهم، فجمع جماعةً، وجاء فسمعه عليه، واشتهر، وحجّ معادلاً للتقيّ أحمد ابن العزّ، فكان يمشي كثيراً لطلب السماع في الأماكن من أقوامٍ في الرّكب، وكان التقيّ يتأذّى بركوبه وسط الجمل. ورأيته حين قدم بغداد صام أوّل يوم قدومها، إذ قيل: إنّ الفتح بن عبد السلام في الأحياء. وكان يصوم كثيراً يستعين بذلك على طلب الحديث. وأقام ببغداد مدّة اشتهر، فما ونى ولا فتر، كان يسمع المحدّثون ببغداد يتعجّبون
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 401 منه ومن كثرة طلبه. وقال الضياء: توفّي في ثامن وعشرين شعبان صاحبنا الشاب الحافظ أبو حفص ابن الحاجب بدمشق ولم يبلغ أربعين سنة. وكان ديّناً، وخيّراً، ثبتاً، متيقّظاً، قد فهم وجمع. قلت: وسمع منه الحافظ أبو إسحاق الصّريفينيّ، وأبو الحسن ابن البالسيّ أيضاً. وكان جده منصور بن مسرور حاجباً لأمين الدّولة صاحب بصرى. وأنبأنا الجمال أبو حامد، أخبرنا ابن الحاجب، أخبرنا عبد السلام بن عبد الرحمن بن سكينة، أخبرنا فورجة، فذكر حديثاً. ثمّ قرأت مولد ابن الحاجب بخطّه سنة ثلاثٍ وتسعين وخمسمائة. 4 (حرف الكاف)
4 (كامروا بن أبي بكر بن عليّ بن محمد بن سعد الأنصاريّ، الأنسيّ، الصّوفيّ.) شيخٌ صالحٌ، معمّرٌ.) حدّث بالإجازة العامّة عن سعيد بن أبي الرجاء الصّيرفيّ، وغيره. قال المنذري: ذكر أنّ مولده سنة ستٍّ وعشرين. رأيته غير مرّةٍ. وعرف أيضاً بالأثريّ: لأنه كان يذكر أنّ معه أثراً من أثر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكان له قبولٌ من الناس، وكن يذكر عنه على علوّ سنّه قوةٌ على الحركة والتّصرّف والمأكل. مات في شعبان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 402 4 (كوكبوري بن عليّ بن بكتكين بن محمد، السّلطان الملك المعظّم، مظفّر الدين، أبو سعيد،) ابن صاحب إربل الأمير زين الدّن أبي الحسن عليّ كوجك التّركمانيّ. وكوجك: لفظ أعجميّ معناه لطيف القدّ. كان شجاعاً، شهماً، ملك بلاداً كثيرة أعني عليّ كوجك ثمّ فرّقها على أولاد الملك قطب الدين مودود صاحب الموصل. وكان موصوفاً بالقوّة المفرطة، وطال عمره، وحجّ هو والأمير أسد الدّين شركوه بن شاذي في سنة خمسٍ وخمسين وخمسمائة، ومات في آخر سنة ثلاثٍ وستين بإربل، وله مدرسةٌ بالموصل وأوقاف. فلمّا مات ولي إربل مظفّر الدين هذا وهو ابن أربع عشرة سنة. وكان أتابكه مجاهد الدّين قايماز، ثمّ تعصّب عليه مجاهد الدّين وكتب محضراً أنّه لا يصلح واعتقله، وشاور الخليفة في أمره. وأقام موضعه أخاه زين الدّين يوسف بن عليّ، وطرد مظفّر الدّين عن البلاد فتوجّه إلى بغداد، فلم يلتفتوا عليه، فقدم الموصل، وبها الملك سيف الدّين غازي بن مودود، فأقطعه حرّان، فأقام بها مدّة، ثمّ اتّصل بخدمة السّلطان صلاح الدّين، ونفق عليه، وتمكّن منه، وزاد في إقطاعه الرّها سنة ثمانٍ وسبعين، وزوّجه بأخته ربيعة خاتون وكانت قبله عند سعد الدّين مسعود ابن الأمير معين الدّين أنر الذي ينسب إليه قصير معين الدّين. وتوفّي سعد الدّين في سنة إحدى وثمانين وخمسمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 403 وشهد مظفّر الدّين مع السّلطان صلاح الدّين مواقف كثيرةً أبان فيها عن نجدةٍ وقوّةٍ، وثبت يوم حطّين، وبيّن. ثمّ وفد أخوه زين الدّين يوسف على صلاح الدّين نجدة، وخدمةً من إربل، فمرض في العسكر على عكّا وتوفّي في رمضان سنة ستٍّ وثمانين. فاستنزل صلاح الدّين مظفّر الدّين عن حرّان والرّها ففعل، وأعطاه إربل وشهرزور فسار إليها وقدمها في آخر السنة. ذكره القاضي شمس الدّين وأثنى عليه، وقال: لم يكن شيء أحبّ إليه من الصّدقة، وكان له كلّ) يوم قناطير مقنطرة من الخبز يفرّقها، ويكسو في السنة خلقاً ويعطيهم الدّينار والدّينارين. وبنى أربع خوانك للزّمنى والعميان، وملأها بهم، وكان يأتيهم بنفسه كلّ خميس واثنين، ويدخل إلى كلّ واحد في بيته، ويسأله عن حاله، ويتفقّده بشيءٍ، وينتقل إلى الآخر حتّى يدور على جميعهم، وهو يباسطهم يمزح معهم. وبنى داراً للنّساء الأرامل، وداراً للضعفاء الأيتام، وداراً للملاقيط رتّب بها جماعة من المراضع. وكان يدخل البيمارستان. ويقف على كل مريض ويسأله عن حاله. وكان له دارٌ مضيف يدخل إليها كلّ قادم من فقيرٍ أو فقيهٍ فيها الغداء والعشاء، وإذا عزم على السفر، أعطوه ما يليق به. وبنى مدرسة للشافعية والحنفية وكن يأتيها كلّ وقتٍ، ويعمل بها سماطاً ثمّ يعمل سماعاً فإذا طاب، وخلع من ثيابه سيّر للجماعة شيئاً من الأنعام، ولم تكن له لذّةٌ سوى السّماع، فإنّه كان لا يتعاطى المنكر، ولا يمكن من إدخاله البلد. وبنى للصّوفية خانقاتين، فيهما خلقٌ كثير، ولهما أوقافٌ كثيرة، وكان ينزل إليهم ويعمل عندهم السّماعات. وكان يبعث أمناءه في العام مرتين بمبلغ يفتكّ به الأسرى، فإذا وصلوا إليه أعطى كلّ واحد شيئاً. ويقيم في كلّ سنة سبيلاً للحجّ، ويبعث في العام بخمسة آلاف دينارٍ للمجاورين. وهو أول من أجرى الماء إلى عرفات، وعمل آباراً بالحجاز، وبنى له هناك تربة. قال: وأمّا احتفاله بالمولد، فإنّ الوصف يقصر عن الإحاطة به، كان الناس يقصدونه من الموصل، وبغداد، وسنجار، والجزيرة، وغيرها خلائق من
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 404 الفقهاء والصّوفية والوعّاظ والشعراء، ولا يزالون يتواصلون من المحرّم إلى أوائل ربيع الأوّل ثمّ تنصب قباب خشب نحو العشرين، منها واحدة له، والباقي لأعيان دولته، وكلّ قبة أربع خمس طبقات ثمّ تزيّن في أوّل صفر، ويقعد فيها جوق المغاني والملاهي وأرباب الخيال، ويبطل معاش الناس للفرجة. وكان ينزل كلّ يومٍ العصر، ويقف على قبّة قبة، ويسمع غناءهم، ويتفرّج على خيالاتهم، ويبيت في الخانقاه يعمل السّماع، يركب عقيب الصبّح يتصيّد، ثم يرجع إلى القلعة قبل الظّهر، هكذا يفعل كل يوم إلى ليلة المولد، وكان يعمله سنةً في ثامن الشهر وسنة في ثاني عشرة للاختلاف، فيخرج من الإبل والبقر والغنم شيئاً زائداً عن الوصف مزفوفة بالطّبول والمغاني إلى الميدان، ثمّ تنحر وتطبخ الألوان المختلفة، ثمّ ينزل وبين يديه الشّموع الكبيرة وفي جملتها شمعتان أو أربع أشكّ من الشموع الموكبية التي تحمل كلّ واحدةٍ على بغلٍ يسندها رجل، حتّى إذا أتى الخانقاه نزل. وإذا كان صبيحة يوم المولد أنزل الخلع من القلعة على أيدي) الصّوفية في البقج، فينزل شيءٌ كثير، ويجتمع الرؤساء والأعيان وغيرهم، ويتكلّم الوعاظ، وقد نصب له برج خشب له شبابيك إلى النّاس وإلى الميدان وهو ميدان عظيم يعرض الجند فيه يومئذٍ ينظر إليهم تارةً وإلى الوعّاظ تارةً، فإذا فرغ العرض، مدّ السّماط في الميدان للصّعاليك وفيه من الطّعام شيء لا يحدٌ ولا يوصف، ويمدّ سماطاً ثانياً في الخانقاه للناس المجتمعين عند الكرسي، ولا يزالون في الأكل ولبس الخلع وغير ذلك إلى العصر، ثمّ يبيت تلك الليلة هناك، فيعمل السّماعات إلى بكرة. وقد جمع له أبو الخطّابابن دحية أخبار المولد، فأعطاه ألف دينار. وكان كريم الأخلاق، كثير التّواضع، مائلاً إلى أهل السّنّة والجماعة، لا ينفق عنده سوى الفقهاء والمحدّثين، وكان قليل الإقبال على الشّعر وأهله. ولم ينقل أنّه انكسر في مصافّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 405 ثمّ قال: وقد طوّلت ترجمته لما له علينا من الحقوق التي لا نقدر على القيام بشكره، ولم أذكر عنه شيئاً على سبيل المبالغة، بل كلّ ذلك مشاهدة وعيان. ولد بقلعة إربل في المحرّم سنة تسعٍ وأربعين وخمسمائة. وقال ابن السّاعي: طالت على مظفّر الدّين مراعاة أولاد العادل ولم يجد منهم إعانةً على نوائبه كما كان هو لهم في حروبهم. فأخذ مفاتيح إربل وقلاعها وسار إلى بغداد وسلّم ذلك إلى المستنصر بالله في أول سنة ثمانٍ وعشرين فاحتفلوا له، وجلس له الخليفة، ورفع له السّتر عن الشّبّاك فقبّل الكلّ الأرض ثمّ طلع إلى كرسيّ نصب له وسلّم وقرأ: اليوم أكملت لكم دينكم... الآية. فردّ عليه المستنصر السلام، فقبّل الأرض مراراً. فقال المستنصر: إنّك اليوم لدينا مكينٌ أمينٌ. وقال ما معناه: ثبت عندنا إخلاصك في العبودية. ثمّ أسبلت السّتارة، ثمّ خلعوا على مظفّر الدّين وقلّد سيفين، رفع وراءه سنجقان مذهّبة. ثم اجتمع بالخليفة يوماً آخر، وخلع أيضاً عليه، ثمّ أعطي راياتٍ وكوساتٍ، وستّين ألف دينار، وخلعوا على خواصّه. قلت: وأمّا أبو المظفّر الجوزيّ فقال في مرآة الزمان والعهدة عليه، فإنّه خسّاف مجازف لا يتوّع في مقاله: كان مظفّر الدّين ابن صاحب إربل ينفق في كلّ سنة على المولد ثلاثمائة ألف دينار، وعلى الخانقاه مائتي ألف، وعلى دار المضيف مائة ألف، وعلى الأسارى مائتي ألف دينار، وفي الحرمين والسبيل ثلاثين ألف دينار. وقال: قال من حضر المولد مرّةً: عددت على السّماط مائة فرس قشلمش، وخمسة آلاف رأسٍ) شوي، وعشرة آلاف دجاجة، ومائة ألف زبديّة، وثلاثين ألف صحن حلواء.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 406 ثمّ قال ابن الجوزيّ، وأبو شامة: توفّي سنة ثلاثين. وقال الحافظ زكيّ الدّين: توفي في هذه السنة بإربل. سمع من حنبل الرصافي، وغيره. وحدّث. وقال ابن خلّكان: توفّي ليلة الجمعة رابع عشر رمضان سنة ثلاثين. ثمّ حمل وقت الحجّ بوصيّته إلى مكّة، فاتّفق أنّ الحاجّ رجعوا تلك السنة لعدم الماء، وقاسوا شدّةً فدفن بالكوفة. وكوكبريّ: كلمة تركية معناها: ذئب أزرق. 4 (كوكبوريّ بن قتربا بن عبد الله.) أبو الطّلائع، الجنديّ، المستنجديّ. سمع من أحمد بن المبارك المرقّعاتيّ، وعبيد الله بن شاتيل. وحدّث. ومات في سابع عشر المحرّم. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن إبراهيم بن عيسى بن صلتان. أبو عبد الله، الأنصاريّ، البلنسيّ، نزيل جيّان.) روى عن: أبي القاسم بن بشكوال، وأبي القاسم بن حبيش، وأبي محمد بن الفرس. قال الأبّار: عدلٌ، مرضيّ. كان يحترف بالتّجارة. توفّي سنة ثلاثين أو بعدها بيسير.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 407 4 (محمد بن الحسن بن سالم بن سلاّم، المحدّث، المفيد، الشابّ، أبو عبد الله، الدّمشقيّ.) سمع الكثير، وعني بهذا الشأن أتمّ عناية، ونسخ، وحصّل، وخرّج، وكان ذكياً، نبيهاً، له حفظٌ واتقان، وفيه ديانة وافرة وصلاح على صغره. سمع من: داود بن ملاعب، وأبي محمد بن البنّ، وأبي القاسم بن صصرى، وطائفة كبيرة. وأجزاؤه، موقوفة بالضّيائية، وعدم أكثرها في نوبة غازان. رأيت الضياء ابن البالسيّ قد سمع حديثاً من عمر ابن الحاجب، أخبرنا ابن سلاّم، أخبرنا داود بن ملاعب. وأثنى عليه ابن الحاجب وقال: حفظ علوم الحديث لأبي عبد الله الحاكم. وكان قد حجّ، وزرا البيت المقدّس، وقدم مريضاً، فتوفّي إلى رحمة الله في الرابع والعشرين من صفر. وولد في سنة تسعٍ وستمائة. وفجع به والده وأصحابه. 4 (محمد بن عمر بن نصر.) ) أبو عبد الله، الفزاريّ، السّلاويّ، المغربيّ. قدم الشام، وسمع من: الخشوعيّ، والقاسم بن عساكر. وحجّ، وعاد إلى بلاده. قال الأبّار: حدّث عنه عبيد الله بن عاصم خطيب رندة، وأجاز له في شعبان سنة ثلاثين. 4 (محمد بن عمر بن محمد الطّوابيقيّ.) سمع وفاء بن البهيّ التّركيّ. وعنه ابن النّجّار وقال: مات في العشرين من ذي الحجّة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 408 4 (محمد بن عمر بن أبي بكر بن عبد الله.) أبو بكر، ابن النخّال، البغداديّ، المقريء، الخيّاط. شيخٌ صالحٌ، صاحب زهدٍ وعبادةٍ. ولد سنة ثلاثٍ وخمسين. وسمع من: أبي الفتح بن البطّي، وأحمد بن سعود العبّاسيّ. كتب عنه السّيف ابن المجد، وغيره. وروى لنا عنه بالإجازة الفخر بن عساكر، وفاطمة بنت سليمان، والقاضي سليمان، وأبو نصر ابن الشيرازيّ. ومات في الرابع والعشرين من ذي القعدة. وهو أخو عبد الله الرّاوي عن شهدة. 4 (محمد بن محمد بن عبد الكريم بن برز.) الوزير، مؤيّد الدّين، القميّ، أبو الحسن، الكاتب البليغ. قال ابن النّجّار: قدم بغداد في صحبة الوزير ابن القصّاب وكان خصّيصاً به، فلمّا توفّي، قدم القمّي بغداد، وقد سبقت له معرفةٌ بالدّيوان. ويقال: إنّ ابن القصّاب وصفه للنّاصر لدين الله، فحصلت له مكانةٌ بذلك. ولمّا رتّب ابن مهدي في نيابة الوزارة، ونقابة الطّالبيّين، اختصّ به، وتقدّم عنده، وكانا جارين في قمّ، ومتصاحبين هناك. ولمّا مات أبو طالب بن زبادة كاتب الإنشاء، رتّب القمّي مكانه في سنة أربعة وتسعين وخمسمائة، ولم يغيّر هيئة القميص والشربوش على قاعدة العجم. ثمّ ناب أبو البدر بن أمسينا في الوزارة وعزل
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 409 في سنة ستّ وستمائة، فردّت النّيابة وأمور الدّيوان إلى القمّي، ونقل إلى دار الوزارة، وحضر عنده الدّولة، ولم يزل في علوّ من شأنه، وقربٍ وارتفاع حتّى إنّ الناصر لدين الله كتب بخطّه ما قرئ في مجلس عام: محمد بن محمد القمّي نائبنا في البلاد والعباد، فمن أطاعه، فقد أطاعنا، ومن أطاعنا، فقد أطاع الله ومن عصاه فقد عصانا، ومن عصانا فقد عصى الله. ولم يزل إلى أن) ولي الظاهر بأمر الله، فأقرّه على ولايته، وزاد في مرتبته، وكذلك المستنصر بالله قرّبه ورفع قدره وحكّمه في العباد. ولم يزل في ارتقاء إلى أن كبا به جواد سعده، فعزل، وسجن بدار الخلافة وخبت ناره، وذهبت آثاره، وانقطعت عن الخلق أخباره. قال: وكان كاتباً سديداً بليغاً وحيداً، فاضلاً، أديباً، عاقلاً، لبيياً، كامل المعرفة بالإنشاء، مقتدراً على الارتجال، متصرّفاً في الكلام، متمكّناً من أدوات الكتابة، حلو الألفاظ، متين العبارة، يكتب بالعربيّ والعجميّ كيف أراد، ويحلّ التّراجم المغلقة. وكان متمكّناً من السياسة وتدبير الممالك، مهيباً، وقوراً، شديد الوطأة تخافه الملوك وترهبه الجبابرة. وكان ظريفاً لطيفاً، حسن الأخلاق، حلو الكلام، مليح الوجه، محبّاً للفضلاء، وله يد باسطة في النّحو واللّغة، ومداخلةٌ في جميع العلوم. إلى أن قال: أنشدني عبد العظيم بن عبد القويّ المنذري، أخبرنا عليّ بن ظافر الأزديّ، أنشدني الوزير مؤيّد الدّين القمّي النائب في الوزارة الناصرية، أنشدني جمال الدّين النّحويّ لنفسه في قينة: (سمّيتها شجراً صدقت لأنّها .......... كم أثمرت طرباً لقلب الواجد)
(يا حسن زهرتها وطيب ثمارها .......... لو أنّها تسقى بماءٍ واحد) وبه قال: وأنشدنا لنفسه: (يشتهي الإنسان في الصّيف والشّتا .......... فإذا ما جاءه أنكره)
(فهو لا يرضى بعيشٍ واحدٍ .......... قتل الإنسان ما أكفره) ولد مؤيّد الدّين القمّي في سنة سبعٍ وخمسين وخمسمائة. وقبض عليه في شوّال سنة تسع وعشرين، وعلى ولده أحمد، وسجنا
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 410 بدار الخلافة، فهلك الابن أوّلاً، ومات أبوه بعده سنة ثلاثين. 4 (محمد بن محمود بن عون بن فريح بن جريّ.) أبو عبد الله، موفّق الدّين، الرّقيّ. سمع ببغداد من: منوجهر بن تركانشاه، وعبيد الله بن شاتيل، والكمال عبد الرحمن الأنباريّ النحويّ، ونصر الله القزّاز. وبدمشق من يحيى الثّقفيّ. وحدّث بحلب ودمشق. حدّثنا عنه: العزّ أحمد ابن العماد، وسنقرٌ القضائيّ.) وولد سنة ثلاثٍ وخمسين وخمسمائة. وكان يتعانى التّجارة. وروى عنه مجد الدّين العديمي في مشيخته، وقال: فقد في رجب بدمشق، وظهر مقتولاً بعد سنة. وقد دفن في درب الفواخير، فأظهرت عظامه وظهر أنّه قتله أربعة فواخرة وأخذوا له نحو أربعين ألف درهم. قال ابن النجّار: دخل بغداد، وقرأ بها العربية على الكمال عبد الرحمن، وقرأ بواسط القراءآت على أبي بكر ابن الباقلاّنيّ. وتفقّه ببغداد على ابن فضلان. وكان شديد الإمساك على نفسه، مقتّراً عليها، ظاهره الفقر. أتيته بالرقّة فرأيت منزله صغيراً وسخاً، وثيابه وأثاث بيته في غاية من الضّر، فساءني ما هو فيه، فأخرج لي عدّة أجزاء، فقرأت عليه ثمّ أخرجت شيئاً من الفضّة ودفعته إليه فأبى وقال: أنا في غنى ولي دنيا، فظننته يتعفّف. ثمّ إنّه قدم علينا بغداد، واستعمل ثياباً بنحو ثلاثة آلاف دينارٍ أو أكثر، وإذا رأيته حسبته فقيراً. ثمّ ذكر باقي ترجمته. 4 (محمد بن محمود بن محمد بن محمد بن محمد بن الحسين ابن السّكن. الشيخ أبو غالب،) البغداديّ، الحاجب، ويعرف بابن المعوّج.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 411 ولد سنة خمسٍ وخمسين وخمسمائة. وسمع من: محمد بن محمد بن السّكن. كتب عنه ابن الحاجب، وغيره. ومات في ربيع الآخر. وحدّث عنه ابن النّجار. 4 (محمد بن نصر الله بن مكارم بن الحسن بن عنين. الأديب، الرئيس، شرف الدين. أبو) المحاسن، الأنصاريّ، الكوفيّ الأصل، الزرعيّ المنشأ، الدّمشقيّ، الشاعر. صاحب الديوان المشهور. ولد بدمشق في سنة تسعٍ وأربعين وخمسمائة. وسمع من الحافظ أبي القاسم بن عساكر. وكان شاعراً محسناً، رقيق الشّعر، بديع الهجو. ولم يكن في عصره آخر مثله بالشام. طوّف وجال في العراق، وخراسان وما وراء النّهر، والهند، ومصر في التجّارة. ومدح الملوك والوزراء، وهجا الصّدور والكبراء، وكان
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 412 غزير المادّة من الأدب، مطّلعاً على أشعار العرب، ومن نظمه: (وصلت منك رقعةٌ أسأمتني .......... وثنت صبري الجميل ملولا)
(كنهار المصيف ثقلاً وكرباً .......... وليالي الشّتاء برداً وطولا) ) وله: (وما حيوانٌ يتّقي النّاس بطشه .......... على أنّه واهي القوى واهن البطش)
(إذا ضعّفوا نصف اسمه كان طائراً .......... وإن كرّروا ما فيه كان من الوحش) يعني: العقرب. وله: (وصاحبٍ قال في معاتبتي .......... وظنّ أنّ الملال من قبلي)
(قلبك قد كان شافعي أبداً .......... يا مالكي كيف صرت معتزلي)
(فقلت إذ لجّ في معاتبتي .......... ظلماً وضاقت عن عذره حيلي)
(خدّك ذا الأشعري حنّفني .......... فقال ذا أحمد الحوادث لي) قال ابن خلّكان: بلغني أنّه كان يستحضر الجمهرة لابن دريد. وله قصيدة طويلةٌ هجا فيها خلقاً من رؤساء دمشق وسمّاها مقراض الأعراض ونفاه صلاح الدّين على ذلك. فقال: (فعلام أبعدتم أخا ثقةٍ .......... ولم يجترم ذنباً ولا سرقا)
(انفوا المؤذّن من بلادكم .......... إن كان ينفى كلّ من صدقا) ودخل اليمن، ومدح صاحبها سيف الإسلام طغتكن أخا الملك صلاح الدّين. ثمّ قدم مصر. ورأيته بإربل، وقدمها رسولاً من الملك المعظّم عيسى. وكان وافر الحرمة، ظريفاً، من أخفّ النّاس روحاً. ولي الوزارة في آخر دولة المعظّم ومدّة سلطنة ولده الناصر بدمشق. ولمّا تملّك الملك العادل، بعث إليه بقصيدة يستأذنه في الدخول إلى دمشق ويستعطفه، وهي: (ماذا على طيف الأحبّة لو سرى .......... وعليهم لو سامحوني بالكرى)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 413 (جنحوا إلى قول الوشاة وأعرضوا .......... والله يعلم أنّ ذلك مفترى)
(يا معرضاً عنّي بغير جنايةٍ .......... إلاّ لما اختلق الحسود وزوّرا) منها: (فارقها لا عن رضاً وهجرتها .......... لا عن قلى ورحلت لا متخيّرا)
(أشكو إليك نوىً تمادى عمرها .......... حتّى حسبت اليوم منها أشهرا)
(ومن العجائب أن يقيل بظلّكم .......... كلّ الورى ونبذت وحدي بالعرا)
(لا عيشتي تصفو ولا رسم الهوى .......... يعفو ولا جفني يصافحه الكرا) ) وله: (مالٌ ابن مازة دونه لعفاته .......... خرط القتادة وامتطاء الفرقد)
(مال لزوم الجمع يمنع صرفه .......... في راحة مثل المنادى المفرد) وقال أبو حفص ابن الحاجب: اشتغل بطرفٍ من الفقه على القطب النّيسابوريّ، والكمال الشّهرزوريّ. وقرأ الأدب على أبي الثّناء محمود بن رسلان، وذكر أنّه سمع ببغداد من منوجهر بن تركانشاه راوي لمقامات. واشتغل بالرّي على ابن الخطيب. وكانت أدواته في الأدب كاملةً. ذو نوادر للخاصّة والعامة، وله الشعر الرّائق، كان أوحد عصره في نظمه ونثره، يخرج جدّه معرض المزح، وقّاد الخاطر على كبر السنّ. أقامه الملك المعظّم مقام نفسه في ديوانه، وكان محمود الولاية، كثير النّصفة، مكفوف اليد عن أموال الناس مع عظم الهيبة، إلاّ أنّه في الآخر ظهر منه سوء اعتقادٍ، وطعنٌ على السّلف، واستهتارٌ بالشّريعة، وكثر عسفه وظلمه، وترك الصلاة، وسبّ الأنبياء، ولم يزل يتناول الخمر إلى قبل وفاته بقليل. توفّي في العشرين من ربيع الأول سنة ثلاثين. قلت: وله ترجمةٌ في تاريخ ابن النجّار وقال: نظر في الدّيوان بدمشق مدّةً ولم تحمد سيرته، فعزل ولزم بيته عاجزاً عن الحركة لعلوّ سنّه. وهو من أملح أهل زمانه شعراً، وأحلاهم قولاً وأرشقهم رصفاً، ظريف
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 414 العشرة، ضحوك السّنّ، طيّب الأخلاق، مقبول الشخص، من محاسن الزمان. 4 (محمد بن أبي القاسم هبة الله بن عليّ بن سعود بن ثابت.) أبو عبد الله، البوصيريّ، ثمّ المصريّ. سمع من أبيه. وذكر أنه سمع من السّلفيّ. روى عنه الزّكيّ المنذريّ، وغيره. وولد سنة تسعٍ وخمسين، وتوفّي في ربيع الآخر. 4 (مبارك بن أحمد بن وفاء. أبو المعالي، البغداديّ، الدقّاق. المعروف بابن الشّيرجيّ.) روى عن عبد الله بن أحمد بن حمتيس. ومات في جمادى الآخرة. 4 (مبارك بن يحيى بن قاسم الحبّال.) شيخٌ بغداديّ يعرف بالدّويك. حدّث عن أبي الحسين عبد الحقّ. ومات في ربيع الآخر.) 4 (مسعودٌ الأثيريّ، الشافعيّ، الصّوفيّ. أبو العزّ.) سمع من التّاج المسعوديّ. وذكر أنّه سمع من السّلفيّ. روى عنه الزّكيّ المنذريّ وقال: هو منسوب إلى الأثير الهمذانيّ. وعاش خمساً وثمانين سنة. توفّي في رجب. 4 (مظفّر بن إسماعيل البغداديّ، عرف بابن السّوادي.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 415 حدّث عن أبي بكر عتيق بن صيلا. ومات في جمادة الأولى. 4 (المعافى بن إسماعيل بن الحسين بن أبي السّنان، الفقيه، أبو محمد، ابن الحدوس،) الموصليّ، الشافعيّ. سمع من أبي الربيع سليمان بن خميس، ومسلم بن عليّ الشّيحيّ. وولد سنة إحدى وخمسين وخمسمائة. وألّف كتاب الموجز في الذّكر، وكتاب أنس المنقطعين. وكان فاضلاً، ديّناً، عارفاً بالمذهب. درّس، وأفتى، وناظر. وكان مليح الشكل والبزّة. روى عنه الزّكيّ البرزاليّ، والمجد ابن العديم، والخضر بن عبدان الكاتب، وهو آخر من حدّث عنه. توفّي في رمضان أو في شعبان بالموصل. 4 (معافى بن أبي السعادات بن أبي محمد، القاضي، سديد الدّين، أبو الفضل.) سمع من محمد بن المؤيّد الهمذانيّ. وكان يورق بالقاهرة مدّةً. ثمّ دخل اليمن وولي قضاء القضاة بها مدّة، ثمّ عاد إلى مصر، وشهد عند قاضي القضاة أبي المكارم محمد بن عين الدّولة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 416 4 (موسى ابن الأمير الكبير شمس الخلافة محمد ابن الأمير شمس الخلافة مختار، الأمير،) فخر الدّين، أبو محمد، المصريّ. من بيت الإمرة والحشمة. ولي شدّ الدّواوين بمصر مدّة. وعاش تسعاً وثمانين سنةً. وتوفّي في الثاني والعشرين من جمادى الآخرة. 4 (حرف النون)
4 (نجا بن أنجب بن نجا الفرّاش.) ) شيخٌ بغداديٌّ. روى عنه ابن النجّار، وقال: صحيح السّماع، سمع الكثير من أحمد بن عليّ بن المعمّر، ويحيى بن ثابت، وابن الخشّاب. توفّي في صفر. 4 (نصر بن أبي نصر محمد بن المظفّر بن عبد الله بن محمد بن أبي الفنون. الأديب، جمال) الدّين، أبو الفتوح، الموصليّ الأصل، البغداديّ، النّحويّ، اللّغويّ. سمع من أبي الفتح بن البطّي. وذكر أنّه قرأ الأدب على أبي محمد ابن الخشّاب، والمهذّب عليّ ابن العصّار، و الكمال عبد الرحمن الأنباريّ. وقدم مصر، وسمع بها من أبي المفاخر سعسد المأمونيّ، والبوصيريّ. وغيرهما. وتصدّر بالجامع الأزهر بالقاهرة مدّةً. ومدح جماعةً من الملوك والوزراء. وأقرأ، وحدذث. وولد سنة خمسين وخمسمائة. روى عنه: الزكيّ المنذريّ، والعزّ ابن الحاجب، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 417 وله رسالة في الضّاد والظّاء بديعة. توفّي في مستهلّ المحرّم بمصر. 4 (النّفيس بن خطّاب بن محسن.) أبو محمد، البغداديّ، الحريميّ. روى عن أبي المعالي ابن اللحّاس جزءاً. قال ابن النّجار: سمعت منه. وكان صالحاً، معمّراً. وروى لنا عنه بالإجازة القاضي تقيّ الدّين سليمان. وتوفّي في ذي القعدة، وقد قارب المائة. 4 (حرف الهاء)
4 (همام بن راجي الله بن سرايا بن ناصر بن داود. الفقيه، العالم، جلال الدّين، أبو العزائم،) المصريّ، الشافعيّ، الأصوليّ. إمام الجامع الصّالحيّ الذي بظاهر القاهرة وخطيبه هو، وأولاده. ولد بونا من الصّعيد في ذي القعدة، أو ذي الحجّة سنة تسعٍ وخمسين وخمسمائة. وقدم القاهرة، وقرأ العربية على العلاّمة ابن برّي. وارتحل إلى العراق فسمع بها من أبي سعد عبد الواحد بن عليّ بن حمويه، وعبد المنعم بن كليب. وتفقّه على الإمامين المجير محمود بن المبارك الواسطيّ، وأبي القاسم يحيى بن فضلان. وقرأ بمصر الأصول على أبي المنصور) ظافر بن الحسين. وصنّف، ودرّس، وأفتى، وقال الشعر الجيّد، وأمّ بالجامع المذكور إلى حين وفاته. وله كتبٌ في الأصول، والخلاف، والمذهب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 418 روى عنه: المحبّ ابن النجّار، والزكيّ المنذريّ، والرفيع الأبرقوهيّ، وابنه أبو المعالي شيخنا. توفّي بالشارع بظاهر القاهرة في السادس والعشرين من ربيع الأول. وهمام: بالضمّ. 4 (الهيثم بن أحمد بن جعفر بن أبي غالب.) أبو المتوكّل، السّكونيّ، الإشبيليّ، الشّاعر. ذكره الأبّار فقال: هو أحد فحول الشّعراء المجوّدين بديهةً ورويّةً. وكان عالماً بالآداب وضروبها، أخبارياص، علاّمة. سمعت منه كثيراً من شعره، وفقد في طريق غرناطة، وله بضعٌ وستّون سنة. 4 (حرف الياء)
4 (يحيى بن جعفر بن عبد الله ابن قاضي القضاة أبي عبد الله محمد بن علي. القاضي الأجلّ،) ظهير الدّين، أبو جعفر، ابن أبي منصور، ابن الدّامغانيّ، البغداديّ، الحنفيّ، الصوفيّ. ولد سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة. وسمع من: أبيه، وعمّته تركناز. وقدم حلب وسكنها مدة. وكان شيخاً حسناً. روى عنه: أبو القاسم ابن العديم، وابنه أبو المجد، وعمر بن محمد ابن الأستاذ، وأحمد بن عبد الله ابن الأشتريّ، وسنقرٌ القضائيّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 419 ومات بحلب في ربيع الآخر. 4 (يحيى بن شبيب. أبو زكريا، قاضي الملّوحة.) والملّوحة: من نقرة بني أسد. حدّث عن يحيى الثّقفي. ومات في صفر. وعنه مجد الدّين العديمي. 4 (يحيى بن عبد الله بن عبد المحسن. أبو زكريا.) أخو الحافظ أبي الطّاهر إسماعيل ابن الأنماطيّ.) توفّي في المحرّم بمصر. حدّث عن البوصيريّ. 4 (يونس بن سعيد بن مسافر بن جميل.) أبو محمد، البغداديّ، المقرئ، القطّان، الحلاّج. ولد في أول سنة اثنتين وستّين. وسمع من: شهدة، وعبد الحقّ، وأبي هاشم الدّوشابيّ، وابن شاتيل، وتجنّي الوهبانية. قال ابن نقطة: سمعت منه وسماعه صحيح. وكان حسن التلاوة للقرآن. وقال عمر ابن الحاجب: كان إمام مسجد البصليّة. وهو عالم، زاهد، خيّر. قلت: روى عنه: التّقيّ ابن الواسطيّ، والعماد إسماعيل ابن الطبّال، وجماعة. وسمعنا بإجازته من القاضي الحنبليّ، وفاطمة بنت سليمان، وإسماعيل بن عساكر. وتوفّي في الحادي والعشرين من ذي القعدة. وهو أخو يوسف. وقد ختم عليه خلق كثير. وسمع منه الفاروثيّ كتاب الشمس المنيرة في التّسعة الشهيرة بسماعه من عوض بن إبراهيم البردانيّ، والمبارك بن عبد الله البغداديّ، بسماعهما من المؤلّف.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 420 4 (وفيها ولد) الخطيب شرف الدّين أحمد بن إبراهيم بن الفزاريّ النّحويّ، في رمضان. وفخر الدّين عليّ بن عبد الرحمن النابلسيّ الحنبليّ. والزاهد فخر الدّين إسماعيل ابن عزّ القضاة عليّ بن محمد. ووجيه الدّين محمد بن عثمان بن المنجى. والمحدّث فخر الدّين عثمان بن محمد التّوزريّ. وشمس الدّين محمد بن عبد القويّ النّحويّ. والمحيي محمد بن يوسف ابن المصريّ النّحويّ. والمحيي أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن عقبة الحنفيّ. والجمال محمد بن مكرم المصريّ الموقّع. والضياء عبد الرحمن بن عبد الكافي الرّبعيّ، كاتب الحكم. والنّبيه حسن بن حسين الأنصاريّ المصريّ.) والشهاب أحمد ابن الجمال ابن الصّابونيّ. والشرف عبد الأحد بن تيميّة. وفاطمة بنت شهاب الدّين أبي شامة. والقطب حسن ابن الفلك المسيريّ. والشيخ عليّ بن إلياس الغرادي. ورئيس المؤذّنين الشهاب أحمد بن محمد الإصبهاني. والحاج محمد بن أيوب الكتبي ابن الأطروش. والإمام أبو محمد عبد الله بن عبد الحقّ الدّلاصيّ المقرئ. وقاضي نابلس فخر الدين عثمان بن أحمد بن عمرو الزّرعي. وستّ الأجناس موفّقيّة بنت أحمد بن وردان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 421 4 (ذكر من توفّي بعد العشرين وستمائة)
4 (يحيى بن أبي طي النجّار بن ظافر بن عليّ بن عبد الله بن أبي الحسن ابن الأمير محمد) بن حسن الغسّانيّ، الحلبيّ، الشيعيّ، الرافضيّ. مصنّف تاريخ الشيعة وهو مسودّةٌ في عدّة مجلّدات، ونقلت منه كثيراً. ومات في آخر الكهولة. فينظر في التّاريخ العديميّ إن كان له ذكر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 422 4 (صدقة السّامريّ، الطّبيب.) أحد الكبار في الطّبّ والفلسفة. درّس صناعة الطّبّ. وخدم الملك الأشرف، وبقي معه سنين عديدة بالشّرق. وكان الأشرف يكرمه، ويبالغ. ومات بحرّان سنة نيّفٍ وعشرين. وخلّف أموالاً، ولم يخلف ولداً. ومن كلامه لا رحمه الله وأجاد: كلّ الطاعات ترى إلاّ الصوم لا يراه إلاّ الله، وهو ثلاث درجات: صوم العموم وهو كفّ البطن والفرج عن الشهوات، وصوم الخصوص: وهو كفّ السّمع والبصر والجوارح عن الآثام، وصوم خصوص الخصوص: وهو صوم القلب عن الهمم الدّنيّة، والأفكار الدّنياوية، وكفّه عمّا سوى الله تعالى.) قال ابن أبي أصيبعة: له من الكتب شرح التّوراة، كتاب النفس، تعاليق في الطبّ، مقالة في التّوحيد، كتاب الاعتقاد. محمد بن عمر بن يوسف بن محمد بن بيروز كذا هذه
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 423 الكلمة في تاريخي ابن الدّبيثي، وابن النجّار. الفقيه، أبو بكر، ابن الشيخ أبي حفص، البغداديّ، الشافعيّ، المقرئ، الخيّاط، سبط المحدث محمود بن نصر الشعّار. سمع حضوراً من صالح ابن الرّخلة، ومن جدّه محمود. وسمع من شهدة، وعبد الحقّ، وجماعة. وولد سنة ستّ وستين تقريباً. روى عنه ابن النجّار لقيه بحماة وقال: كان هنا مدرّساص وخطيباً بقلعتها، وهو صدوقٌ متديّن. ذكر لي أنّه تفقّه على أبي طالب غلام ابن الخلّ وحفظ عنه تعليقته، وقرأ عليه المهذّب وتعليقة الشريف. ثمّ تفقّه على عليّ بن عليّ الفارقيّ شيخنا. وخرج من بغداد سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة فوصل إلى حمص، ثمّ عاد إلى المعرّة فأقام بها عشرين سنة يدرّس، ثمّ تحوّل إلى حماة ودرّس بها. وقال أبو محمد البرزاليّ: هو ا، هرّور براءين. 4 (محمد، الشيخ جمال الدّين، السّاوجيّ، الزّاهد.) شخي الطائفة القلندريّة. قدم دمشق، وقرأ القرآن والعلم، وسكن بجبل قاسيون بزاوية الشيخ عثمان الرّوميّ، وصلّى بالشيخ عثمان مدّة. ثمّ حصل له زهدٌ وفراغٌ عن الدّنيا، فترك الزّواية وانملس وأقام بمقبرة باب الصغير بقرب موضع القبّة التي بنيت لأصحابه، وبقي مديدةً في قبّة زينب بنت زين العابدين، فاجتمع في بالجلال الدّركزينيّ، والشيخ عثمان كوهي الفارسيّ الذي دفن بالقنوات بمكان القلندرية. ثمّ إنّ السّاوجيّ حلق وجهه ورأسه، فانطلى على أولئك حاله
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والأربعون الصفحة 424 الشيطانيّ فوافقوه وحلقوا. ثمّ فتّش أصحاب الشيخ عثمان الرّوميّ على السّاوجيّ فوجدوه بالقبّة فسبّوه وقبّحوا فعله، فلم ينطق، ولا ردّ عليهم. ثمّ اشتهر وتبعه جماعةٌ، وحلقوا وذلك في حدود العشرين وستمائة فيما أظنّ. ثمّ لبس دلق شعر وسافر إلى دمياط، فأنكروا حاله وزيّه المنافي للشرع فريّق بينهم ساعةً، ثمّ رفع رأسه، وإذا هو بشبيبة فيما قيل كبيرة بيضاء. فاعتقدوا فيه، وضلّوا به حتى قيل: إنّ قاضي دمياط وأولاده وجماعةً حلقوا لحاهم وصحبوه) والله أعلم بصحّة ذلك. وتوفّي بدمياط، وقبره بها مشهور، وله هناك أتباع. وذكر الأجلّ شمس الدّين الجزريّ في تاريخه: أنه رأى كراريس من تفسير القرآن العظيم للشيخ جمال الدّين السّاوجيّ وبخطّه. وجلس في المشيخة بعده بمقبرة باب الصّغير جلال الدّين الدّركزينيّ وبعده الشيخ محمد البلخيّ وهو أعني البلخيّ من مشاهير القوم، وهو الذي شرع لهم الجولق الثقيل، وأقام الزاوية، وأنشأها، وكثر أصحابه. وكان للملك الظاهر من مال الجامع. وكان إذا قدم يعطيهم ألف درهم وشقتين من البسط ورتّب لهم ثلاثين عرارة قمحٍ في السنة وعشرة دراهم في اليوم. وكان السّويداويّ منهم يحضر سماط السّلطان الملك الظّاهر ويمازح السّلطان. ولمّا أنكروا في دولة الشرف موسى على عليّ الحريريّ أنكروا على القلندرية وتفسيرها بالعربيّ المحلّقين ونفوهم إلى قصر الجنيد. وذكر ابن إسرائيل الشاعر: أنّ هذه الطائفة ظهرت بدمشق سنة نيّف عشرة وستمائة. ثمّ أخذ يحسّن حالهم الملعون، وطريقتهم الخارجة عن الدّين. وفلا حول ولا قوّة إلاّ بالله.
الجزء السادس و الأربعون
الجزء السادس والأربعون
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 5 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)
5 (الطبقة الرابعة والستون حوادث)
1 (الأحداث من سنة إلى)
4 (سنة إحدى وثلاثين وستمائة)
4 (خروج الكامل إلى الروم ورجوعه خائباً) فيها جاء الكامل، واجتمع بإخوته وبصاحب حمص الملك المجاهد شيركوه، وساروا ليدخلوا الروم من عند النهر الأزرق، فوجدوا عساكر الروم قد حفظوا الدربند ووقفوا على رؤوس الجبال، وسدوا الطرق بالحجارة. وكان الأشرف ضيق الصدر من جهة الكامل لأنه طلب منه الرقة، فقال الكامل: ما يكفيه كرسي بني أمية فاجتمع شيركوه بالأشرف، وقال: إن حكم الكامل على الروم أخذ جميع ما بأيدينا، فوقع التقاعد منهما. فلما رأى الكامل ذلك عبر الفرات ونزل السويداء، وجاءه صاحب خرت برت الأرتقي، فقال: عندنا طريق سهلة تدخل منها فجهز الكامل بين يديه ابنه الملك الصالح، وابن أخيه الملك الناصر داود، وصواباً الخادم، فلم يرعهم إلا وعلاء الدين صاحب الروم بالعساكر، وكان صوابٌ في خمسة آلاف، فاقتتلوا، وأسر صوابٌ، وطائفةٌ، منهم الملك المظفر صاحب حماة، وقتل طائفة وهرب الباقون. فتقهقر الكامل ودخل آمد، ثم أطلق علاء الدين صواباً والمظفر والأمراء، مكرمين. وأعطى الكامل إذ
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 6 ذاك ولده الصالح حصن كيفا، واستناب صواباً بآمد، ورجع إلى الشام خائباً. 4 (تسلطن صاحب الموصل) وفيها تسمى لؤلؤ صاحب الموصل بالسلطنة، وضرب السكة باسمه. قاله أبو الحسن علي بن أنجب ابن الساعي. 4 (اكتمال بناء المستنصرية) قال: وفيها تكامل بناء المدرسة المستنصرية ببغداد، ونقل إليها الكتب وهي مائة وستون حملاً، وعدة فقهائها مائتان وثمانية وأربعون فقيهاً من المذاهب الأربعة، وأربعةٌ مدرسون، وشيخ حديث، وشيخ نحو، وشيخ طب، وشيخ فرائض. فرتب شيخ الحديث أبو الحسن ابن القطيعي.) ورتب فيها الخبز والطبيخ والحلاوة والفاكهة. فأنبأني محفوظ ابن البزوري، قال: تكامل بناء المستنصرية وجاءت في غاية الحسن ونهايته، وخلع على أستاذ الدار العزيزة متولي عمارتها وعلى أخيه علم الدين أبي جعفر ابن العلقمي، وعلى حاجبه، وعلى المعمار، وعلى مقدم الصناع. ونقل إلى خزانة الكتب كثيرٌ من الكتب النفيسة، فبلغني أنه حمل إليها ما نقله مائة وستون حمالاً، سوى ما نقل إليها فيما بعد، وأوقفت، وجعل الشيخ عبد العزيز شيخ الصوفية برباط الحريم، وخازن كتب دار الخلافة، هو وولده ضياء الدين أحمد ينظران في ترتيبها، فرتبا الكتب
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 7 أحسن ترتيب. وفي بعض الأيام اتفق حضور أمير المؤمنين عندها لينظر، فسلم عليه عبد العزيز وتلا قوله تعالى: تبارك الذي إن شاء جعل لك خيراً من ذلك جناتٍ تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصوراً فخشع المستنصر بالله أمير المؤمنين، ورد عليه السلام، وكلمه، وجبر قلبه. وشرط لكل مدرسٍ أربعة معيدين، واثنان وستون فقيهاً، وأن يكون بالدار المتصلة بالمدرسة ثلاثون يتيماً يتلقنون. 4 (وقفية المستنصرية) قلت: رأيت نسخة كتاب وقفها في خمسة كراريس، والوقف عليها عدة رباع وحوانيت ببغداد، وعدة قرى كبار وصغار ما قيمته تسعمائة ألف دينار فيما يخال إلي، ولا أعلم وقفاً في الدنيا يقارب وقفها أصلاً سوى أوقاف جامع دمشق وقد يكون وقفها أوسع. فمن وقفها بمعاملة دجيل: قصر سميكة، وهي ثلاثة آلاف وسبعمائة جريب وجميد وضياعة كلها ومساحته ستة آلاف وأربعمائة جريب، والأجمة كلها، وهي خمسة آلاف جريب وخمسون، ومن نهر الملك برفطا كلها، وهي خمسة آلاف وخمسمائة جريب، وناحية البدو، وهي ثلاثة آلاف وتسعمائة وتسعون جريباً، وقوسنيثا، وهي ثلاثة آلاف جريب ونيف، وقرية يزيد كلها، وهي أربعة آلاف جريب ومائة وثمانون جريباً، ومن ذلك ناحية
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 8 طبسنى، ومساحتها ثمانية آلاف ومائة جريب، ومن ذلك سستا، وهي ثلاثة آلاف جريبٍ وزيادة، وناحية الأرحاء، وهي أربعة آلاف جريب، ومن ذلك ناحية البسطامية، وهي أربعة آلاف جريب، والفراشة، ألف جريب، وقرية حد النهرين، وهي ألف جريب ومائتا جريب، والخطابية، وهي أربعة) آلافٍ وثمانمائة جريب، وناحية بزندي، وهي ستة آلاف وخمسمائة جريب، ومن ذلك الشدادية ومبلغها عشرون ألف جريب ومائتان وخمسون جريباً، وحصن بقية، وهو أربعة آلاف جريب وثمانمائة، ومن ذلك فرهاطياً، ستة آلاف جريب، ومن ذلك حصن خراسان، وهي خمسة آلاف جريب وتسعمائة جريب، وما أضيف إلى ذلك، وهو سبعة آلاف جريب ومائتا جريب. ومن أعمال نهر عيسى قرية الجديدة، وهي ألفا جريب وستمائة جريب، والقطنية، وهي ستة آلاف وأربعمائة جريب، وقرية المنسل، وهي خمسة آلاف وخمسمائة جريب، وميثا، وهي ألفان وخمسمائة جريب، وقرية الدينارية، وهي أربعة آلافٍ وستمائة جريب، والناصرية كلها، وهي تسعة عشر ألف جريب. فالمرتزقة من أوقاف هذه المدرسة على ما بلغني نحوٌ من خمسمائة نفس المدرسون فمن دونهم، وبلغني أن تبن الوقف يكفي الجماعة ويبقى مغل هذه القرى مع كري الرباع فضلةً، فكذا فليكن البر وإلا فلا. وحدثني الثقة أن ارتفاع وقفها بلغ في بعض السنين وجاء نيفاً وسبعين ألف مثقال ذهبٍ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 9 وفي خامس رجب يوم الخميس فتحت، وحضر سائر الدولة والقضاة والمدرسون والأعيان، وكان يوماً مشهوداً. 4 (عودة ركب العراق) وفيها سار ركب العراق، فبلغهم أن العرب قد طموا المياه، وعزموا على أخذ الركب، فرد بالناس قيران الظاهري أميرهم، ووصل أوائلهم في ذي الحجة إلى بغداد، وماتت الجمال والناس. وكانت سنةً عجيبةً. وكان معهم تابوت مظفر الدين صاحب إربل ليدفن بمكة، فعادوا به ودفنوه بمشهد علي رضي الله عنه. 4 (إقامة الجمعة بمسجد جراح) وفيها أقيمت بمسجد جراح الجمعة بالشاغور. 4 (تعليق حبل بباب جامع دمشق) وفيها أمر وزير دمشق، وابن جرير أن يعلق بباب الجامع حبلٌ، فمن دخل من أصحاب) الحريري، علق فيه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 10 4 (سنة اثنتين وثلاثين وستمائة)
4 (الشروع في بناء جامع العقيبة) فيها شرع الملك الأشرف في بناء جامع العقيبة، وكان قبل ذلك خاناً يقال له: خان الزنجاري، فيه الخمور والخواطئ، فأنفق عليه أموالاً كثيرةً. 4 (وصول رسول من اليمن) وفيها في صفر وصل إلى الديوان العزيز رسولٌ من الأمير عمر بن رسول أنه استولى على بلاد اليمن، وأرسل تقادم وتحفاً. 4 (ختم المستعصم للقرآن) وفيها ختم القرآن عبد الله ابن المستنصر بالله، وهو المستعصم الذي قتلته التتار، ختم على مؤدبه أبي المظفر علي ابن النيار، فعملت دعوةٌ هائلة غرم عليها عشرة آلاف دينار، وأعطى ابن النيار شيئاً كثيراً، من ذلك: ألف دينار، وخلعٌ عديدة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 11 4 (ضرب دراهم بأمر المستنصر بالله) وفيها جلس الوزير نصير الدين بن الناقد، واستحضر الولاة والتجار والصيارف، ثم فرشت الأنطاع، وأفرغ عليها الدراهم التي ضربت بأمر المستنصر بالله، فقام الوزير والدولة خدمةً لرؤيتها، ثم قال: قد رسم مولانا أمير المؤمنين بمعاملتكم بهذه الدراهم عوضاً عن قراضة الذهب، رفقاً بكم، وإنقاذاً لكم من التعامل بالحرام من الصرف الربوي، فأعلنوا بالدعاء والطاعة. ثم سعرت كل عشرة بدينارٍ إمامي، وأديرت بالعراق، فقال الموفق أبو المعالي القاسم بن أبي الحديد: (لا عدمنا جميل رأيك فينا .......... أنت باعدتنا عن التطفيف)
(ورسمت اللجين حتى ألفنا .......... ه، وما كان قبل بالمألوف)
(ليس للجمع كان منعك للصر .......... ف، ولكن للعدل والتعريف)
4 (وقعة أهل سبتة مع الفرنج) وفي ربيع الأول كانت وقعة أهل سبتة مع الفرنج، وذلك أن متوليها الينشتي كان قد بالغ في) تألفهم، فكانوا يأتون بالتجارات، فكثروا إلى الغاية بسبتة بحيث إنهم صاروا بها أكثر من أهلها، فطمعت الفرنج وراموا تملك البلد وأعملوا الحيلة. وكان لأبي العباس الينشتي ابنان: أحدهما قائد البحر، والآخر قائد البر. فخرج قائد البر نوبةً بجيشه لأخذ الخراج من القبائل، فعزم الملاعين على أمرهم، ولبسوا أسلحتهم وخرجوا، فطلبوا من سقاءٍ ماءً، فأبى، فقتلوه، وشرعوا في القتال. وثار المسلمون إليهم، والتحم الحرب، فقتلوا من أهل
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 12 الربض خلقاً، وسد أهل البلد الباب في وجوههم، ورموهم بالنشاب من المرامي، وأسرع الصريخ إلى قائد البر فكر بالجيش ركضاً، والإفرنج قد ملكوا الربض، وسدوا بابه الواحد، وهم على أن يغلقوا الثاني، فحمل الجيش عليهم حملةً صادقة، فدخلوا عليه فلم يفلت منهم إلا الشريد، ففروا إلى البحر هاربين، وغنم المسلمون من الأموال من ما لا يوصف. فذهب المنهزمون واستنجدوا بالفرنج، ثم أقبلوا في هيئةٍ ضخمة من الرجال والمراكب وآلات الحصار والمجانيق، ونازلوا سبتة، واشتد الأمر، فطلب المسلمون المصالحة، فقالوا: لا نرد حتى يغرموا لنا جميع ما أخذ لنا في العام الماضي. فأعطوا جميع ذلك التزم الينشتي لهم بذلك، وعجز عن البعض، فشرع في مصادرة العامة، فتوغلت صدورهم عليه، وقال له الأعيان: الرأي يا أبا العباس أن نصالح صاحب المغرب، فكأنه أحس منهم القيام عليه، فأجاب على كرهٍ، فكاتبوا الرشيد عبد الواحد فبعث جيشاً مع وزيره، وفتح أهل سبتة له البلد، وأسر الينشتي هو وابنه الواحد ثم قتلا بالسم بمراكش، وهرب ابنه الآخر في البحر، فما استقر إلا بعدن. وأما الفرنج فنازلوا على إثر ذلك بلنسية، فأخذوها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 13 4 (سنة ثلاث وثلاثين وستمائة)
4 (دخول الناصر داود بغداد) في المحرم دخل بغداد الناصر داود بن المعظم، وتلقاه الموكب وخلع عليه قباءٌ أطلس وشربوش، وأعطي فرساً بسرج ذهب، وأقيمت له الإقامات. ولما مر بالحلة عمل له زعيمها سماطاً عظيماً، فقيل: إنه غرم على الدعوة اثني عشر ألف دينار، ولما أراد التوجه، خلع عليه قباءٌ أسود، وفرجية ممزج، وعمامة قصبٍ كحليةٌ مذهبةٌ،) وأعطي فرساً بمشدة حريرٍ، يعني الحزام الرقبة، وأعطي علماً، وخفتاتين، وخيماً، وكراعاً، وآلاتٍ، وعدة أرؤس من الخيل، وبقج قماشٍ، وخمسةً وعشرين ألف دينار، وذلك بعد الصلح بينه وبين عميه الكامل والأشرف. وأرسل في حقه رسولٌ إلى الكامل، وسافر في رمضان. 4 (خروج التتار إلى إربل والموصل) وفي ربيع الأول جاء فرقةٌ من التتار إلى إربل فواقعوا عسكرها، فقتل جماعةٌ من التتار، وقتل من الأرابلة نفرٌ يسير. ثم إن التتار ساقوا إلى الموصل ونهبوا وقتلوا، فاهتم المستنصر بالله وفرق الأموال والسلاح. فرجع التتار ودخلوا الدربند، ورد عسكر بغداد وكان عليهم جمال الدين قشتمر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 14 4 (قضاء القضاة والتدريس بالمستنصرية) وفيها عزل أبو المعالي بن مقبل عن قضاء القضاة، وتدريس المستنصرية. وولي التدريس أبو المناقب محمود بن أحمد الزنجاني الشافعي. ثم ولي قضاءالقضاة أبو الفضل عبد الرحمن بن اللمغاني. 4 (تدريس المالكية بالمستنصرية) وفيها وصل سراج الدين عبد الله بن عبد الرحمن الشرمساحي المالكي إلى بغداد بأهله، فولي تدريس المالكية بالمستنصرية، وبانت فضائله. 4 (التدريس الحنفي بالمستنصرية) وفيها وصل إلى بغداد أيضاً شهاب الدين أحمد بن يوسف ابن الأنصاري الحلبي الحنفي، وولي تدريس المستنصرية. 4 (تعدية الكامل والأشراف إلى الشرق وعودتهما) وفيها عدى الكامل والأشرف الفرات إلى الشرق، واستعاد الكامل حران والرها من صاحب الروم، فأخرب قلعة الرها. ثم نزل على دنيسر فأخربها. فجاءه كتاب صاحب الموصل أن التتار قد قطعوا دجلة في مائة طلبٍ، ووصلوا إلى سنجار، فخرج إليهم معين الدين ابن كمال الدين بن مهاجر فقتلوه. فرد الكامل والأشرف إلى الشام. فأتت عساكر الروم والخوارزمية إلى ماردين فنزل إليهم صاحبها، وأتوا إلى نصيبين، فأخربوها، وبدعوا، وعملوا فيها أعظم مما فعل الكامل درينسر، فلا حول ولا قوة إلا بالله.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 15 قال سعد الدين ابن شيخ الشيوخ وأجازه لنا: فيها وصلت الأخبار من مصر بأن فيها وباءً عظيماً، بحيث إنه مات في شهر نيف وثلاثون ألف إنسان. ثم ساق كيفية حصار الكامل لحران. وقتل عليها عددٌ من المسلمين. وزحف عليها الكامل والأشرف مرات، وجرح خلقٌ كثيرٌ. ثم أخذها بالأمان من نواب صاحب الروم وأخذهم في القيود، وجرت أمورٌ قبيحةٌ جداً. 4 (آمرية مائة فارس بدمشق) وفي رمضان كان الملك الكامل بدمشق نازلاً في دار صاحب بعلبك التي داخل باب الفراديس، فأعطى آمرية مائة فارس للصاحب عماد الدين عمر ابن الشيخ. 4 (منازلة صاحب الروم حران وآمد) وفي آخر السنة حشد صاحب الروم وجمع ونازل حران وآمد، وتعثرت الرعية بينه وبين أولاد العادل، نسأل الله اللطف. ثم جرت أمورٌ. 4 (أخذ الفرنج قرطبة) وفيها أخذت الفرنج لعنهم الله قرطبة بالسيف، واستباحوها، فقال لنا أبو حيان: توفي ابن الربيع بإشبيلية بعد استيلاء النصارى على شرقي قرطبة سنة ثلاثٍ وثلاثين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 16 وقال ابن الأبار: استولت الروم على قرطبة في شوال سنة ثلاث وثلاثين. قلت: هي أكبر مدائن الأندلس وما زالت دار إسلام من زمن الوليد بن الملك إلى أن استولت النصارى الآن عليها بالأمان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 17 4 (سنة أربع وثلاثين وستمائة)
4 (انخساف مشرفة بجماعة) في المحرم قصد جماعةٌ عيادة مريضٍ ببغداد، فطلعوا وجلسوا عنده على مشرفةٍ، فانخسفت بهم، فماتوا جميعاً سوى المريض، وكانوا سبعةً. 4 (مصرع طير لابن صاحب الموصل) وفيها صرع الطير الأمير ركن الدين إسماعيل ابن صاحب الموصل، فادعي لشرف الدين إقبال الشرابي، وبعث بالطير إلى بغداد، فقبله، وعلق ببغداد، ونثر عليه ألف دينار فالتقطها رماة البندق.) 4 (امتناع الحج من العراق) ولم يحج أحد هذا العام من العراق. 4 (نكبة ركب الشام) وجرى على ركب الشام نكبةٌ شديدةٌ من العطش قبل ثجر وهي على درب خيبر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 18 4 (مصالحة الكامل وصاحب الروم) وفيها وقع الصلح بأمر الخليفة بين الكامل وبين صاحب الروم في شهر محرم. 4 (السيل العرم بدمشق) وفيها جاء بدمشق سيل عرم قدر قامةٍ وبسطة، خرب الخانات، والدور التي بالعقيبة من شمالي باب الفرج، وذهب للناس شيءٌ كثيرٌ. 4 (وفاة صاحب حلب) وفيها مات صاحب حلب الملك العزيز. 4 (وفاة صاحب الروم) وصاحب الروم علاء الدين. 4 (عرس بنت صاحب الموصل) وفيها كان عرس مجاهد الدين أيبك الدويدار الصغير على بنت بدر الدين صاحب الموصل. وكان عرساً ما شهد مثله. وخلع عليه الخليفة، وأعطاه، ونوه باسمه، ومشى في ركابه الأمراء، ووراء ألوية الملك. وأعطي أنواعاً كثيرةً وتحفاً، واستمر دخوله إلى دار الخلافة في كل يوم. 4 (نزول التتار على إربل) وفيها نزل التتار على إربل وحاصروها، ونقبوا السور وأخذوها عنوةً، وقتلوا
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 19 وسبوا، وجافت إربل بالقتلى. وكان باتكين نائب البلد بالقلعة فقاتلهم. ثم إن التتار نقبوا القلعة، وجعلوا تحتها سرباً وطرقاً، وقلت المياه على أهل القلعة، ومات بعضهم من العطش، ولم يبق إلا أخذ القلعة، ثم لطف الله بمن بقي بالقلعة، ورحلت التتار بمكاسب لا تحصى. 4 (الخلاف بين الكامل والأشرف) وفيها وقع بين الكامل والأشرف، لأن الأشرف طلب من أخيه الرقة فامتنع، وأرسل إليه عشرة) آلاف دينار عوضها، فردها. فغضب الكامل وقال: يكفيه عشرته للمغاني، فتنمر الأشرف، وبعث إلى حلب والشرق، فاتفقوا معه. وأما الكامل فإنه خاف ومضى إلى مصر، فلما دخل باس الأرض شكراً، وقال: رأيت روحي في قلعتي، أنبأني بذلك سعد الدين: أن ابن عمه فخر الدين حكى له ذلك. 4 (الاحتياط على ديوان الكامل) وفي ذي القعدة احتاط الأشرف على ديوان الكامل الذي بدمشق، وأمر بنفي نوابه. وختم على الحواصل من غير أن يتصرف فيها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 20 4 (سنة خمس وثلاثين وستمائة)
4 (اختلاف الخوارزمية على الصالح أيوب) فيها اختلفت العساكر الخوارزمية الذين من جيش الصالح نجم الدين أيوب عليه، وهموا بالقبض عليه، فهرب إلى سنجار، وترك خزائنه فنهبتها الخوارزمية. فلما صار في سنجار، سار إليه بدر الدين صاحب الموصل وحاصره. فطلب منه الصلح فأبى. فبعث الملك الصالح قاضي سنجار بدر الدين وحلق لحيته ودلاه من السور، فاجتمع بالخوارزمية وشرط لهم كل ما أرادوا. فساقوا من حران بسرعة فكبسوا بدر الدين، فهرب على فرس النوبة، وانتهبوا خزائنه وثقله، واستغنوا. 4 (أخذ صاحب حمص عانة) وفيها أخذ أسد الدين صاحب حمص عانة من صاحبها صلحاً، واحتوى عليها، وجعل له والياً من البلد. 4 (دخول عساكر الأمراء بغداد) وفيها وصل إبراهيم بن الأمير خضر بن السلطان صلاح الدين إلى بغداد في
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 21 ستمائة فارس، لأن الخليفة كان قد سير إلى الشام مالاً يستخدم به جيشاً لحرب التتار، فدخلها في شوال، ودخل بعده الملك المظفر عمر والملك السعيد غازي ابنا الملك الأمجد صاحب بعلبك، ومعهما عساكر نفذهم الكامل. 4 (الصواعق ببغداد) وفيها كثرت الصواعق ببغداد في تشرين الأول، فوقعت صاعقةٌ على راكب بغل ظاهر السور) فأهلكتهما وأخرى في بيت يهودي، وأخرى على نخلة بالمحول، وأخرى في ساحة المستنصرية، الكل في ساعة. 4 (رسول ملكة الهند) وفيها قدم بغداد الرسول من ملكة الهند بنت السلطان شمس الدين ايتامش مملوك السلطان شهاب الدين الغوري. وسبب ملكها أن أخاها ركن الدين تملك في السنة الماضية بعد والده، فلم ينهض بتدبير الرعية، وتفرقت عليه عساكره. فقبضت على أخته هذه، وملكت، وأطاعها الأمراء، ولقبت رضية الدنيا والدين. 4 (قضاء دمشق) وفيها ولي قضاء دمشق شمس الدين أحمد الخويي، وهو أول قاض رتب مراكز الشهود بالبلد. وكان قبل ذلك يذهب الناس إلى بيوت العدول يشهدونهم. 4 (امتناع الحج العراقي) ولم يحج أحدٌ أيضاً في العام من العراق بسبب كسرة التتار لعسكر الخليفة، وأخذ إربل في السنة الماضية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 22 4 (موت الأشرف الكامل) ومات السلطانان الأخوان الأشرف والكامل. 4 (سلطنة الصالح إسماعيل) ولما انقضى عزاء الأشرف تسلطن أخوه الصالح إسماعيل أبو الخيش، وركب، وعن يمينه صاحب حمص الملك المجاهد أسد الدين، وحمل الغاشية عز الدين أيبك المعظمي. 4 (وصول التتار إلى دقوقا) وفيها وصلت التتار إلى دقوقا، وقلق الناس، خصوصاً أهل العراق. 4 (مصادرة الرؤساء بدمشق) وأخذ أبو الخيش في مصادرة الرؤساء بدمشق، فصادر العلم تعاسيف، وأولاد ابن مزهر، وابن عريف البدوي. وأخذ أموالهم وحبسهم. وأخرج الحريري من قلعة عزتا، لكنه منعه من دخول دمشق.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 23 4 (حصار دمشق) ) ثم جاء عسكر الكامل صاحب مصر إلى قريب دمشق، فحصنها أبو الخيش، وقسم الأبرجة على الأمراء. وجاء عز الدين أيبك من صرخد، فأمر بفتح الأبواب. وجاء لأجل الكامل الناصر داود صاحب الكرك فنزل المزة، ونزل مجير الدين، وتقي الدين ابنا العادل بالقابون، وقدم الكامل، فنزل عند مسجد القدم، وقطعت المياه عن المدينة، ووقع الحصار، وغلت الأسعار، وسد أكثر أبواب البلد. ورد الكامل ماء بردى إلى ثورى وغيره. وأحرق أبو الخيش العقيبة والطواحين لئلا يحتمي المصريون. وزحف الناصر داود إلى باب توماء، ووصلت النقوب، ولم يبق إلا فتح البلد. ثم تأخر الناصر إلى وطاة برزة، جاءه أمر الكامل بذلك لئلا يفتح البلد على يده، وأحرق قصر حجاج والشاغور، وتعثر الناس وتمت قبائح. ثم آل الأمر إلى أن أعطي الصالح إسماعيل بعلبك وبصرى، وأخذت منه دمشق. ودخل الكامل القلعة في نصف جمادى الأولى وما هنأه الله بها، بل مات بعد شهرين بدمشق. فبهت الخلق ولم يتحزنوا عليه لجبروته. 4 (الوقعة بين الناصرولجواد) وفيها كانت الوقعة بين الناصر صاحب الكرك والجواد صاحب دمشق ثم اجتمع عز الدين أيبك، وسيف الدين علي بن قليج، وعماد الدين وفخر الدين ابنا شيخ الشيوخ، والركن الهكاري، وتشاوروا، فانفصلوا على غير شيء. وكان الناصر داود بدار سامة، فجاءه الركن الهكاري فبين له
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 24 الطريق، ونفذ إليه عز الدين أيبك يقول: أخرج الأموال، وأنفق في مماليك أبيك، والعوام معك، وتملك البلاد، ويبقوا محصورين في القلعة، فلم يصر حالٌ، فأصبحوا واجتمعوا في القلعة، وذكروا الناصر وذكروا الجواد، فكان أضر ما على الناصر عماد الدين ابن الشيخ، لأنه كان يتم في مجالس الكامل مباحثاتٍ، فيخطئه الناصر ويستجهله، فحقد عليه، وكان أخوه فخر الدين يميل إلى الناصر، فأشار عماد الدين بالجواد فوافقه الباقون، وأرسلوا أميراً إلى الناصر داود في الحال، فقال: أيش قعودك في بلد القوم فقام وركب وازدحم الناس من بابه إلى القلعة، وما شكوا أنه تسلطن، وساق، فلما تعدى مدرسة العماد الكاتب، وخرج من باب الزقاق، انعطف إلى باب الفرج، فصاحت الناس: لا، لا، لا، وانقلب البلد، فذهب إلى القابون، ووقع بعض الأمراء في الناس بالدبابيس، فهربوا، وسلطنوا الجواد، وفتح الخزائن وبذل الأموال.) قال المظفر ابن الجوزي: فبلغني أنه فرق ستمائة ألف دينار، وخلع خمسة آلاف خلعةً. 4 (افتقار الناصر داود) وقال سعد الدين بن حمويه: بلغت النفقة تسعمائة ألف دينار وضيعوا الخزائن، وأساءوا التدبير، وكانت النفقة في الطواشي عشرين ديناراً، وثلاثين ديناراً، وللأمير نصف ما لأجناده. وبطلت الخمور والقحاب و المكوس، وهموا
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 25 بالقبض على الناصر، فراح من القابون، ووصل إلى عجلون، ثم نزل غزة، واستولى على الساحل، فخرج إليه الجواد في عسكر مصر والشام، وقال للأشرفية: كاتبوه وطمعوه. ففعلوا، فاغتر، وساق إلى نابلس بخزائنه ومعه سبعمائة فارس، فأحاطت بهم الجيوش، فانهزم جريدةً، وحازوا خزائنه وجنائبه وذخائره، وكانت خزائنه على سبعمائة جملٍ، واستغنوا غناءً للأبد، وافتقر هو. قال أبو المظفر: فبلغني أن عماد الدين ابن الشيخ وقع بسفط جوهر وفصوص، فاستوهبه من الجواد فأعطاه إياه. وتوجه فخر الدين ابن الشيخ، وعدة أمراء إلى مصر. 4 (سلطنة العادل) وفيها سلطن بمصر الملك العادل ولد الملك الكامل، وانضم إليه حاشية أبيه. 4 (وقعة التتار والأمير بكلك) وفي ذي العقدة كانت الوقعة بين التتار وبين الأمير جمال الدين بكلك، وعدة جيشه سبعة آلاف فارس. وعدة العدو عشرة آلاف، فانكسر المسلمون من بعد أن أنكوا وقتلوا خلقاً من التتار وكادوا ينتصرون عليهم، ووصل
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 26 المنهزمون إلى بغداد، وهلك الأكثر، وعدم في الوقعة مقدمهم بكلك. ويقال: إنه قتل في الوقعة قريبٌ من خمسين أميراً فإنا لله وإنا إليه راجعون وكانت التتار يعيثون في الشرق، والأمر شديدٌ بهم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 27 4 (سنة ست وثلاثين وستمائة)
4 (حبس الوزير ابن مرزوق) في أولها قبض الملك الجواد صاحب دمشق على الوزير صفي الدين بن مرزوق، وأخذ منه أربعمائة ألف درهم، وسجن بقلعة حمص، فبقي ثلاث سنين لا يرى الضوء. وقيل: حبس) اثنتي عشر سنة، ولكن أسد الدين شيركوه أظهر موته. 4 (ضعف سلطنة الجواد بدمشق) وفيها تمهن الجواد وضعف عن سلطنة دمشق، وقايض الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الكامل بدمشق سنجار وعانة. وكان الجواد قد سلط على أهل دمشق خادماً يقال له: الناصح، فصادرهم، وضرب، وعلق.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 28 وأما عماد الدين ابن الشيخ، فإنه سار إلى مصر، فلامه الملك العادل ابن الكامل، وتوعده، لكونه قام في سلطنة الجواد، فقال: أنا أمضي إلى دمشق، وأنزل بالقلعة، وأبعث إليك بالجواد. فقدم دمشق، ونزل بالقلعة، فأمر ونهى وقال: أنا نائب السلطان، وقال للجواد: تسير إلى مصر. فاتفق الجلاد والمجاهد شيركوه على قتل عماد الدين. قال أبو المظفر ابن الجوزي: ذكر لي سعد الدين مسعود بن تاج الدين شيخ الشيوخ قال: خرجنا من القاهرة في ربيع الأول، فودع عماد الدين إخوته فقال له أخوه فخر الدين: ما أرى رواحك رأياً، وربما آذاك الجواد. فقال: أنا ملكته دمشق فكيف يخالفني قال: صدقت، أنت فارقته أميراً، وتعود وقد صار سلطاناً، فكيف يسمح بالنزول عن السلطنة وأما إذا أبيت، فانزل على طبرية وكاتبه، فإن أجاب، وإلا فتقيم مكانك، وتعرف العادل. فلم يلتفت إلى قول فخر الدين، وسار. قال سعد الدين: فنزلنا المصلى، وجاء الجواد فتلقانا وسار معنا، وأنزل عماد الدين في القلعة. وقدم أسد الدين شيركوه من حمص، وبعث الملك الجواد لعماد الدين الذهب و الخلع، فما وصلني من رشاشها مطرٌ مع
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 29 ملازمتي لعماد الدين في مرضه، فإنه ما خرج من القاهرة إلا في محفةٍ. ثم إن الجواد رسم عليه في الباطن ومنعه الركوب، واجتمع به وقال: إذا أخذتم مني دمشق وأعطيتموني الإسكندرية، فلابد لكم من نائب بدمشق فاحسبوني ذلك النائب، وإلا فقد نفذت إلى الصالح نجم الدين أسلم إليه دمشق، وأذهب إلى سنجار. فقال: إذا فعلت هذا أصلحت بين الصالح وأخيه العادل، وتبقى أنت بغير شيءٍ. فقام مغضباً، وقص على أسد الدين ما جرى، فقال له: والله لئن اتفق الصالح والعادل ليتركونا نشحذ في المخالي. فجاء أسد الدين إلى عماد الدين وقال: مصلحةٌ أن تكتب إلى العادل تستنزله عن هذا الأمر. فقال: حتى أروح إلى مقام) برزة وأصلي صلاة الاستخارة. فقال: تروح إلى برزة وتهرب إلى بعلبك فغضب من هذا. ثم اتفق شيركوه والجواد على قتله. وسافر شيركوه إلى حمص، ثم بعث الجواد يقول: إن شئت أن تركب وتتنزه، فاركب، فاعتقد أن ذلك عن رضى، فلبس فرجية وبعث إليه بحصان، فلما خرج من باب الدار، وقابله النصراني بيده قصةٌ فاستغاث، فأراد حاجبه أن يأخذها، فقال: لا، لي مع الصاحب شغلٌ. فقال عماد الدين: دعوه، فتقدم إليه وناوله القصة، ثم ضربه بسكينٍ على خاصرته بدد مصارينه، ووثب آخر يضربه على ظهره بسكين، فرد إلى الدار ميتاً. وأخذ الجواد جميع تركته، وعمل محضراً يتضمن أنه ما مالأ على قتله، وبعث إلى أبي، فقال: اطلع، فجهز ابن أخيك، فجهزناه، وأخرجناه. وكانت له جنازةٌ عظيمةٌ، ودفناه بقاسيون في زاوية الشيخ سعد الدين ابن حمويه. وعاش ستا وخمسين سنة. وقد كتب مرة على تقويم: (إذا كان حكم النجم لا شكَّ واقعاً .......... فما سعينا في دفعه بنجيح)
(وإن كان بالتدبير يمكن رده .......... علمنا بأن الكل غير صحيح)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 30 قال أبو المظفر: وحبس النصراني أياماً و أطلق. 4 (خروج الجواد من دمشق) وخرج الجواد عن دمشق فتسلمها الملك الصالح، وعبر في أول جمادى الآخرة، والملك الجواد والملك المظفر الحموي بين يديه يحملان الغاشية بالنوبة، فنزل بالقلعة. ثم ندم الجواد حيث لا ينفعه الندم، وطلب الأمراء وحلف جماعةً، فعلم الملك الصالح فهم أن يحرق داره، فدخل ابن جرير في الصلح. وخرج الجواد إلى النيرب، ووقف الناس على باب النصر يدعون عليه ويسمعونه لكونه صادرهم وأساء إليهم. فأرسل إليه الصالح ليرد إلى الناس أموالهم، فما التفت، وسافر. 4 (وزارة ابن جرير ووفاته) واستوزر الصالح جمال الدين علي بن جرير، وزير الأشرف، فمات بعد أيام. 4 (وزارة الإربلي) قلت: ثم ولي الوزارة بعده على ما ذكر سعد الدين فيجريدته تاج الدين ابن الوليد الإربلي.) 4 (الغلاء بدمشق) وحصل بدمشق الغلاء، وأبيعت الغرارة بمائتين وعشرين درهماً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 31 4 (توجه الصالح إلى مصر) وتوجه الملك الصالح قاصداً ديار مصر، وكاتب عمه عماد الدين إسماعيل صاحب بعلبك ليسير إليه، فسار الصالح نجم الدين إلى نابلس، واستولى على بلاد الناصر داود في شوال، فسار الناصر إلى مصر، وأقام الصالح ينتظر قدوم عمه الصالح إسماعيل. وكان ولد أبو الخيش وعسكره عند الملك الصالح، وعمه في باطن الأمر قد كاتب ولده ناصر الدين ابن يغمور ليحلفا له الجند، والأموال تفرق بدمشق بدار النجم بن سلام، ولم يكن أحدٌ يجسر أن يعرف الملك الصالح لهيبته. وجبوا أسواق البلد لأجل سوقية العسكر، من كل دكان عشرة دراهم. 4 (سرقة النعل) وفي شوال سرق النعل الذي بدار الحديث، فشدد أولو الأمر على القوام وأهل الدار، فرموه في تراب. 4 (استيلاء الفرنج على قرطبة) وحدثني أبو القاسم بن عمران عن غير واحد من مشايخ سبتة: أن الفرنج استولوا على جميع قرطبة سنة ست هذه. وذكر أن استيلاءهم على شرقيها كان في سنة ثلاث وثلاثين كما ذكرنا. قال الأبار: وفي صفر سنة ستٍ أخذت الفرنج بلنسية بعد حصار خمسة أشهر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 32 4 (سنة سبع وثلاثين وستمائة)
4 (حصار الصالح دمشق) في صفر خرج الملك الصالح عماد الدين إسماعيل من بعلبك وقد تهيأت له الأمور كما يريد، وذلك بترتيب وزيره الأمين الطبيب السامري، بعث إلى دمشق الأموال والخلع ففرقت. ثم خرج من بعلبك بالفارس والراجل على أنه متوجه إلى نجدة ابن أخيه نجم الدين أيوب، إلى نابلس من طريق بانياس، فبات بالمجدل. وسرح بطاقةً إلى نجم الدين بأنه واصلٌ إليه، وساق بسحرٍ وقصد دمشق، فوصل إلى عقبة دمر، ووقف. فجاءه صاحب حمص أسد الدين من جهة) منين، وقصدوا باب الفراديس وهجموا البلد. فنزل الصالح في داره بدرب الشعارين، ونزل أسد الدين بداره تجاه العزيزة. ثم أصبحوا من الغد يوم الأربعاء فزحفوا على القلعة، ونقبوها من عند باب الفرج وكان بها الملك المغيث عمر ابن الملك الصالح نجم الدين وكان الصالح عماد الدين يكاتب ابن أخيه ويعده المجيء، وسير إليه يطلب منه ولده ليصل إلى بعلبك كي يقيم عوضه في بعلبك، فبعث به إليه. وكان عز الدين أيبك صاحب صرخد قد كاتب الصالح عماد الدين واتفق معه. ثم إن الصالح عماد الدين ملك القلعة بالأمان، ثم نكث وقبض على المغيث عمر، وحبسه في برجٍ. وخربت لذلك دار الحديث الأشرفية ودورٌ وحوانيت من شأن الحصار، ونصب على القلعة سبعة مجانيق، وأخذوا في النقوب، ثم أخذت الأمان. وبلغ نجم الدين ما جرى، فسير عميه مجير الدين، وتقي الدين، وأيدكين، وألتميش وأنفق فيهم وقال: سوقوا إلى دمشق قبل أن تؤخذ القلعة، فساقوا، فبلغهم أخذ القلعة، فمالوا عن نجم الدين
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 33 خوفاً على أهليهم وأسبابهم، وانضموا إلى الصالح عماد الدين، وتم له الدست. وبقي الصالح نجم الدين في مماليكه وجاريته أم خليل، فطمع فيه أهل الغور والقبائل. واتفق عود الملك الناصر من مصر عن غير رضى، فأخبروه بما تم، فأرسل عسكره، فأحاطوا بالملك الصالح نجم الدين وحملوه على بلغة بلا مهماز، وأحضروه إلى الناصر، فاعتقله مكرماً بالكرك سبعة أشهرٍ. فطلب الملك العادل أخاه نجم الدين من الملك الناصر، وبذل فيه مائة ألف دينار. وطلبه أيضاً عمه الملك الصالح وصاحب حمص، فما أجابهم الناصر. واتفق معه على أيمانٍ وعهود، ثم خرج به، وقصد مصر. فلما بلغ الملوك إخراجه تألموا من الناصر وعادوه. واختلفت على الملك العادل ولد الكامل عساكره، وكاتبوا الملك الصالح أخاه يسألونه الإسراع، فوصل إلى بلبيس في أواخر ذي القعدة، وبها منصوبٌ مخيم الملك العادل، فنزل به. وذكر أبو عبد الله الجزري وغيره، قصة نجم الدين أيوب، قال: بقي في غلمانه وطمع فيه أهل الغور والعشران، وكان مقدمهم شيخٌ جاهل يقال له: تبل البيساني، فما زالوا وراءه وهو يحمل فيهم، وأخذوا بعض ثقله، ثم نزل على سبسطية. وكان الوزيري قد عاد إلى نابلس، فأرسل إليه يقول: قد مضى ما مضى وما زالت الملوك كذا، وقد جئت مستجيراً بابن عمي. ونزل في الدار التي للناصر بنابلس. ثم كتب الوزيري إلى الناصر يخبره الخبر. فبعث الناصر عماد) الدين ابن موسك، والظهير ابن سنقر الحلبي في ثلاثمائة فارس، فركب الصالح نجم الدين فتلقاهم، فقالوا: طيب قلبك، إلى بيتك جئت. فقال: لا ينظر ابن عمي إلى ما فعلت وقد استجرت به. فقالوا: قد جارك وما عليك بأسٌ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 34 وأقاموا أياماً نازلين حوله، فلما كان في بعض الليالي صرخ بوق النفير، وقيل: جاءت الفرنج. فركب الناس والعساكر ومماليك الصالح وساقوا إلى سبسطية. ثم جاء ابن موسك وابن سنقر إليه، فدخل ابن سنقر إليه، وقال: تطلع إلى الكرك إلى ابن عمك، وأخذ سيفه. قال أبو المظفر الجوزي: فبلغني أن جاريته كانت حاملاً فأسقطت، وأخذوه إلى الكرك، فحدثني بالقاهرة سنة تسعٍ وثلاثين قال: أخذوني على بغلةٍ بلا مهمازٍ ولا مقرعةٍ، وساروا بي ثلاثة أيام، والله ما كلمت أحداً منهم كلمةً، وأقمت بالكرك أشهراً، ورسموا على الباب ثمانين رجلاً. وحكى لي أشياء من هذه الواقعة. ثم أن الوزيري أطلع خزائنه وخيله وحواصله إلى الصلت، وبقيت حاشيته بنابلس. ووصل علاء الدين ابن النابلسي من مصر من عند الملك العادل إلى الناصر يطلب الصلح، ويعطيه مائة ألف دينار، فما أجاب. فلما طال مقامه، استشار عماد الدين ابن موسك وابن قليج، ثم أخرجه، وتحالفا واتفقا في عيد الفطر. فحدثني الصالح قال: حلفني الناصر على أشياء ما يقدر عليها ملوك الأرض، وهو أن آخذ له دمشق، وحمص، وحماة، وحلب، أو الجزيرة، والموصل وديار بكرٍ، ونصف ديار مضر، وأعطيه نصف ما في الخزائن من المال والجواهر والخيل والثياب، فحلفت له من تحت القهر والسيف.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 35 قال: وبرز العادل إلى بلبيس يقصد الشام، فاختلف عليه العسكر وقبضوه، وأرسلوا إلى الصالح نجم الدين يعرفونه ويحثونه على المجيء، فسار ومعه الناصر وابن موسك وجماعة أمراء فقدموا بلبيس، فنزل الصالح في مخيم أخيه، أخوه معتقلٌ في خركاه من المخيم. وكان محيي الدين يوسف ابن الجوزي بمصر وقد خلع على الملك العادل، وعلى الوزير الفلك المسيري من جهة الخليفة. وحدثني الصالح نجم الدين قال: والله ما قصدت مجيء الملك الناصر معي إلا خفت أن تكون معمولة علي، ومنذ فارقنا غزة، تغير علي، ولا شك، إلا أن بعض أعدائي أطمعه في الملك، فذكر لي جماعة من مماليكي أنه تحدث معهم في قتلي، ولما أفرج عني، ندم وهم بحبسي) ثانياً، فرميت روحي على ابن قليج، فقال: ما كان قصده إلا أن نتوجه أولاً إلى دمشق فنأخذها، فإذا أخذناها عدنا إلى مصر. قال: فلما أتينا بلبيس، شرب الناصر تلك الليلة، وشطح إلى خركاه العادل، فخرج من الخركاه، وقبل الأرض بين يديه فقال له: كيف رأيت ما أشرت عليك ولم تقبل مني فقال: يا خوند التوبة. فقال: طيب قلبك، الساعة أطلقك. ثم جاء فدخل على الخيمة ووقف، فقلت: بسم الله اجلس. قال: ما أجلس حتى تطلق العادل. فقلت: اقعد وهو يكرر الحديث فسكت. ولو أطلقته لضربت رقابنا كلنا. قال: فنام، فما صدقت بنومه، وقمت باقي الليل، فأخذت العادل في محفة ودخلت به القاهرة. ثم بعثت إلى الناصر بعشرين ألف دينار، فردها. وذكر لي الصالح نجم الدين قول الناصر له: بس يدي ورجلي يعني ليلة بلبيس فقلت: ما أظن هذا يبدو منه، هو رجلٌ عاقل. فأقسم بالله أن هذا وقع.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 36 4 (الخطبة للعادل بدمشق) وأما الصالح إسماعيل، فلما استقر بقلعة دمشق خطب للعادل ابن الكامل صاحب مصر، ثم لنفسه. وقدم عليه عز الدين أيبك من صرخد. 4 (مرض صاحب حمص) ثم قوي المرض بصاحب حمص فسافر إليها. 4 (حبس الشهاب القوسي والوزير الإربلي) وفي ربيع الأول رفع الشهاب القوصي إلى الصالح أنه يستخلص الأموال من أهل دمشق، فصفعه الصالح وحبسه، وحبس الوزير تاج الدين ابن الولي الإربلي، وزير الصالح أيوب. 4 (أخذ سنجار من الملك الجواد) وفيها أخذ صاحب الموصل بدر الدين لؤلؤ سنجار من الملك الجواد بموافقةٍ من أهلها، لسوء سيرة الجواد فيها، فإنه صادرهم. وخرج يتصيد ويحج في البرية، فبعثوا إلى بدر الدين، فجاء وفتحوا له، فمضى الجواد إلى عانة ولم يبق له سواها، ثم باعها للخليفة. 4 (التدريس بالشامية البرانية) وفيها درس الرفيع عبد العزيز الجيلي بالشامية البرانية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 37 4 (إنزال الكامل في تربته) ) وفيها أنزل الملك الكامل من القلعة في تابوته إلى تربته التي عملت له، وفتح شباكها إلى الجامع الأموي. 4 (خطابة العز بن عبد السلام بدمشق) وفي ربيع الآخر ولي خطابة دمشق الشيخ عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام، فخطب خطبة عريةً من البدع، وأزال الأعلام المذهبة، وأقام عوضها سوداً بأبيض، ولم يؤذن قدامه سوى مؤذنٍ واحدٍ. وعزل الذي قبله وهو أصيل الدين الإسعردي. 4 (الخطبة لصاحب الروم بدمشق) وفيها أمر الملك الصالح إسماعيل خطباء دمشق أن يخطبوا لصاحب الروم معه. 4 (زيادة الأسعار والسيل المخرب) وفيها كانت الزيادة في أيام المشمش، جاء سيلٌ عرم هدم وخرب. 4 (ولاية قضاء دمشق) وفيها ولي قضاء دمشق بعد تدريسه بالشامية القاضي الرفيع، وكان قاضي بعلبك في أيام الصالح بها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 38 4 (مقاتلة أبي الكرم للتتار) وفيها جاء الخبر إلى بغداد أن رجلاً ببخارى يعرف بأبي الكرم له أتباع، قال لأصحابه: إني قادرٌ على كسر التتار بمن يتبعني بقوة الله تعالى من غير سلاح، فتبعه طائفةٌ، ونهضوا على شحنة البلد ومن معه فهربوا، وقوي أمره، وتبعه الخلق. فبلغ ذلك جرماغون ملك التتار يومئذٍ، فنفذ جيشاً وشحنه. فخرج لحربهم أبو الكرم في ألوفٍ كثيرةٍ بلا سلاح، وتقدم أمامهم فأحجم عنهم التتار إلا واحداً، فأقدم ليجرب، وحمل على أبي الكرم، فقتله، وشد التتار على الناس قتلاً. ويقال: إن عدة الناس كانوا ستين ألفاً. 4 (الاحتفال بالعيد في بغداد) وقال ابن الساعي: فيها رفل الخلائق ببغداد في الخلع في العيد بحيث حزر المخلوع عليهم بأكثر من ثلاثة عشر ألفاً. 4 (امتناع الحج العراقي) ولم يحج ركبٌ من العراق.) 4 (حبس الحريري) وفي المحرم حبسوا الحريري بعزتا لأجل صبي من قرائب القيمري، حلق رأسه وصحبه. 4 (قدوم رسول ملك اليمن) وفيها قدم رسول الأمير الذي ملك اليمن نور الدين عمر بن علي بن رسول التركماني، إلى الديوان العزيز. وهذا ولد باليمن وخدم مع صاحبها الملك المسعود أقسيس ابن الكامل، فلما مات أقسيس علت همة هذا، واستولى على
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 39 البلاد وملكها، وقطع خطبة الملك الكامل وطرد نوابه، وخطب لنفسه، وأرسل يطلب من المستنصر بالله تقليداً بسلطنة اليمن. وبقي الملك في بنيه باليمن إلى اليوم. 4 (موت جماعة من أمراء الكاملية) وفي ذي القعدة كان الصالح عماد الدين إسماعيل قد قبض على جماعة من أمراء الكاملية، فحبسهم وضيق عليهم فماتوا، وهم: أيبك قضيب البان، وبلبان الدنيسري، وأيبك الكردي، وبلبان المجاهدي رحمهم الله. 4 (امتناع الحج العراقي) ولم يحج ركب العراق في هذه السنين للاهتمام بأمر التتار.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 40 4 (سنة ثمانٍ وثلاثين وستمائة)
4 (تسليم قلعة الشقيف للفرنج) فيها سلم الملك الصالح أبو الخيش إسماعيل قلعة الشقيف إلى الفرنج، فتملكها صاحب صيدا، فأنكر على الصالح الشيخان: عز الدين بن عبد السلام، وأبو عمرو ابن الحاجب، فعزل عز الدين عن الخطابة، وحبسهما بالقلعة. وولي الخطابة وتدريس الغزالية الخطيب العماد داود بن عمر المقدسي خطيب بيت الآبار. ثم أطلقهما بعد مدة، وأمرهما بلزوم بيتهما. 4 (كتاب ملك التتار إلى صاحب ميافارقين) وفيها قال أبو المظفر ابن الجوزي: قدم رسول ملك التتار ومعه كتابٌ إلى صاحب ميافارقين شهاب الدين غازي ابن العادل، وإلى الملوك، عنوان الكتاب: من نائب رب السماء، ماسح وجه الأرض، ملك الشرق والغرب، ويأمرهم أعني ملوك الإسلام بالدخول في طاعة القاآن الأعظم. وقال لشهاب الدين: قد جعلك سلحداره، وأمرك أن تخرب أسوار بلادك. فقال:) أنا من جملة الملوك الذين أرسل إليهم، فمهما فعلوا فعلت. ثم قال أبو المظفر: وكان هذا الرسول شيخاً لطيفاً، مسلماً، إصبهانياً، حكى لشهاب الدين عجائب منها، قال: بالقرب من بلاد قاقان، قريباً من يأجوج ومأجوج على البحر المحيط، أقوامٌ ليس لهم رؤوس، وأعينهم في مناكبهم،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 41 وأفواههم في الرقبة، وإذا رأوا الناس هربوا، قال: وعيشهم من السمك. وهناك طائفةٌ تزرع في الأرض بزراً يتولد منه غنمٌ كما يتولد الدود، ولا يعيش الخروف أكثر من شهرين أو ثلاثةٍ، مثل بقاء النبات. وإن هذه الغنم لا تتناسل. وأخبر أن عندهم آدمي بريٌ، وعلى جسمه شعرٌ كثير. وخيل بريدٍ لا تلحق. 4 (قدوم ولد ملك الخوارزمية إلى بغداد) وفي ذي الحجة قدم بغداد شمس الدين بن بركات خان بن دولة شاه، ولد ملك الخوارزمية، وله عشر سنين، فتلقاه الموكب الشريف، وخلع عليه بشربوش، وأركب فرساً بسرج ذهبٍ. ثم قدم بعده ابن كشلي خان أحد أمراء الخوارزمية، فخلع عليه. 4 (امتناع الحج من بغداد) ولم بحج أحدٌ في هذا العام من بغداد. 4 (كسرة الناصر داود للفرنج) وفي أولها وصل الناصر داود من مصر إلى غزة، فكان بينه وبين الفرنج وقعةٌ، كسرهم فيها. 4 (نهب الركب الشامي) وفيها وصل الركب الشامي منهوبين، أخذتهم العرب بين تيماء وخيبر. 4 (القبض على أمراء للصالح) وفيها قبض الصالح على خمسة أمراء من أمراء دولة أبيه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 42 4 (انكسار الخوارزمية أمام الحلبيين) وفيها سار جيش حلب ومعهم الملك المنصور إبراهيم صاحب حمص إلى حران، فعملوا مع الخوارزمية مصافاً، فانكسرت الخوارزمية، وقتلوا، وأسروا. وأخذ المنصور حران، وعصت عليه القلعة. 4 (هياج الأمراء بمصر) وفيها هاجت الأمراء بمصر واختلفوا، فمسك منهم الملك الصالح عدةً، فسكن الوقت.) 4 (تسلم الروم آمد) وفيها تسلم عسكر الروم آمد بعد حصارٍ طويل. وقيل: إنهم اشتروها بثلاثين ألف دينار. 4 (ظهور البابا التركماني) وفيها ظهر بالروم البابا التركماني، وادعى النبوة، وكان يقول: لا إله إلا الله، البابا ولي الله، واجتمع عليه خلقٌ عظيم. فجهز صاحب الروم جيشاً لقتاله، فالتقوا، وقتل في الوقعة أربعة آلافٍ، وقتل البابا لا رحمه الله.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 43 4 (كسرة عسكر حلب) وفيها جاء الملك الجواد والصالح بن شيركوه صاحب حمص ومعهم جيش من الخوارزمية، وقصدوا حلب، فنازلوا بزاعة في خمسة آلاف فارس، فخرج إليهم عسكر حلب في ألفٍ وخمسمائة فارس، فكسروا عسكر حلب، وقتلوا، وأسروا، وقربوا إلى حيلان وقطعوا الماء عن حلب. ثم ردوا فنهبوا منبج، وقتلوا أهلها، ولهذا عمل المصاف على حران.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 44 4 (سنة تسعٍ وثلاثين وستمائة)
4 (التوسع التتاري) استهلت والتتار في هذه السنين بأيديهم من الخطا إلى قريب العراق وإربل، وغاراتهم تبدع كل وقتٍ، والناس منهم في رعبٍ، وراسلهم إلى الآن المستنصر بالله ثلاث مرات. 4 (زوال دولة الخوارزمية) وأما الخوارزمية فزالت دولتهم، وتمزقوا، وقطشت أذنابهم، وبقوا حرامية، يقتلون ويسبون الحريم، ويفعلون كل قبيحٍ. 4 (التجاء الملك الجواد إلى الناصر بالكرك) وفيها قدم الملك الجواد ملتجئاً إلى السلطان الملك الصالح أيوب، فخاف منه الصالح، ونوى أن يمسكه، فرد الجواد من الرمل والتجأ إلى الملك الناصر بالكرك. 4 (حبس الجواد) وفيها قدم كمال الدين ابن شيخ الشيوخ في جيشٍ من المصريين، فنزل غزة. فجهز الناصر عسكره مع الجواد، فالتقوا، فكسرهم الجواد وأخذ كمال الدين ابن الشيخ أسيراً، وأحضر إلى بين يدي الناصر داود، فوبخه، فقال الجواد: لا توبخه. ثم بعد قليلٍ تحيل الناصر من الجواد) فأمسكه، وبعث به إلى بغداد
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 45 تحت الحوطة، فلما نزل بنواحي الأزرق عرفه بطنٌ من العرب فأطلقوه، فالتجأ إلى الملك الصالح صاحب دمشق، ثم لم يثبت، وقصد الفرنج، وبقي معهم مدة. ثم رجع إلى دمشق فحبسه الصالح بحصن عزتا، وهلك في سنة إحدى وأربعين. 4 (تعمير وتخريب في مصر) وفيها شرع الصالح صاحب مصر في عمارة المدرسة بين القصرين، وفي عمارة قلعة الجزيرة، وأخذ أملاك الناس، وخرب نيفاً وثلاثين مسجداً، وقطع ألف نخلةٍ، وغرم على هذه القلعة دخل مصر عدة سنين. ثم أخربها غلمانه في سنة إحدى وخمسين وستمائة. 4 (تخلص الوزير ابن مرزوق من الحبس) وفيها تخلص الوزير صفي الدين إبراهيم بن مرزوق من حبس حمص بعد أن بقي به عدة سنين. وكان الملك الجواد وصاحب حمص قد تعصبا عليه، وأخذا منه أموالاً عظيمة، فيقال: أخذا أربعمائة ألف درهمٍ. 4 (دخول العز بن عبد السلام مصر) وفيها دخل الشيخ عز الدين بن عبد السلام الشافعي إلى ديار مصر، وأقبل عليه السلطان إقبالاً عظيماً، وولاه الخطابة والقضاء، فعزل نفسه من القضاء مرتين وانقطع.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 46 4 (هرب السلطان غياث الدين من التتار) وفيها دخل بايجوا وطائفةٌ من التتار في بلاد الروم فعاثوا، وسفكوا، وهرب منهم السلطان غياث الدين وضعف عن الملتقى. 4 (تدريس النظامية) وفيها ولي تدريس النظامية نجم الدين عبد الله ابن البادرائي مدرس مدرسة الإمام الناصر، وخلع عليه بطرحةٍ. 4 (صلح المظفر غازي والخوارزمية) وفيها أغارت الخوارزمية ونهبت وسبت نصيبين ورأس عين ودنيسر، وقتلوا عدداً كبيراً من المسلمين. ثم طلبوا الصلح مع المظفر غازي، فحلف لهم وحلفوا له، ومقدمهم الكبير هو بركة خان، وهم نحو خمسة آلاف فارس. ودون بركة خان في الرتبة اختيار الدين بردي خان، وقد كان أمير حاجب السلطان جلال الدين، وهو شيخٌ داهيةٌ، له رأيٌ ورواءٌ، ودونه صاروا خان،) شحنة الجمال التي لجلال الدين خوارزم شاه، وهو شيخٌ بطينٌ أبله، ثم كشلوخان تربية جلال الدين، شابٌ عاقلٌ، وابن أخت جلال الدين، وبهادر، وبكجري، وتبلو، وغيرهم من الأمراء. وهذا بركة خان، شابٌ مليح، أول ما طر شاربه. فتزوج الملك المظفر بابنة عم بركة خان، وتسلطت الخوارزمية على بلاد الجزيرة، وبالغوا في العيث والفساد، وخربوا أعمال الموصل حتى أبيع الثور بأربعة دراهم، وقنطار الحديد بدرهمين ثلاثة، والحمار بثلاثة دراهم، لكثرة الشيء ولكونه حراماً. قال سعد الدين هذا كله، وقال: في رمضان نفوا الحريرية من ميافارقين وأنا بها لكثرة إفسادهم أولاد الناس.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 47 4 (سنة أربعين وستمائة)
4 (تجهيز جيش مصر لقصد الشام) فيها عزم الصالح صاحب مصر على قصد الشام، فقيل له: البلاد مختلفةٌ، فجهز الجيش وأقام. 4 (الواقعة بين صاحب ميافارقين وعسكر حلب) وفيها كانت وقعةٌ هائلةٌ بين صاحب ميافارقين شهاب الدين وبين عسكر حلب. كانت الخوارزمية قد خربوا بلاد الموصل وقراها وماردين. وحلفوا لصاحب ميافارقين وحلف لهم، ووافقهم صاحب ماردين. فجمع صاحب ميافارقين الخانات، وهم مقدمو الخوارزمية وشاورهم، فقال: لا بد من تخريب بلد الموصل، وقالوا هم: لا بد من اللقاء. فلما كان في المحرم ركبوا وطلبوا من جبل ماردين إلى الخابور. وساقوا إلى المجدل، ووقف الخانات ميمنةً وميسرةً، وغازي صاحب ميافارقين في القلب. وأقبل عسكر حلب فصدموا صدمة رجل واحد، فانهزمت الخوارزمية، وركب الحلبيون أقفيتهم أسراً وقتلاً، ونهبوا أثقال غازي وعساكره، وأغنام التركمان ونساءهم. وكانوا خلقاً، وأبيع الفرس بخمسة دراهم، والشاة بدرهمٍ، ونهبت نصيبين وسبي أهلها. وقد نهبت قبلها مراراً من المواصلة والخوارزمية. ثم فعلوا كذلك برأس العين والخابور. وجرت قبائح.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 48 4 (ملك خلاط) وفيها ملك شهاب الدين غازي مدينة خلاط 4 (تملك الفرنج مرسية) وفي شوال قدم أحمد بن محمد بن هود مرسية بجماعةٍ من وجوه الفرنج، فملكهم مرسية) صلحاً. 4 (الوباء ببغداد) وفيها كان الوباء ببغداد، وزادت الأمراض. 4 (وفاة المستنصر بالله) وتوفي المستنصر بالله. 4 (بيعة المستعصم بالله) وبويع المستعصم بالله أبو أحمد عبد الله بن منصور، الذي استشهد على يد التتار. 4 (موت كمال الدين ابن الشيخ) وفيها سار من مصر الجيش لمحاصرة الصالح إسماعيل، وعليهم كمال الدين ابن الشيخ، فمات بغزة، فقيل: إنه سقي السم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 49 4 (أخذ عدة مدن ونهبها) قال سعد الدين الجويني: وفي المحرم أخذت التتار أرزن الروم، وقتلوا كل من فيها. وانجفل أهل خلاط، وتفرقوا خوفاً من التتار. ثم حكى كسرة الحلبيين للمظفر وللخوارزمية. ثم قال: حكى شخصٌ من أهل نصيبين قال: نهبت نصيبين في هذه السنة سبع عشرة مرة: من المواصلة والماردانية والفارقية، ولولا بساتيننا هجينا في البلاد، فما شاء الله كان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 50 5 (الطبقة الرابعة والستون وفيات)
4 (وفيات سنة إحدى وثلاثين وستمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن أحمد بن إبراهيم بن أسد، المنتجب.) أبو العباس الدمشقي سمع: أبا القاسم الحافظ، وأبا سعد بن عصرون. وسمع بعد ذلك بمصر من البوصيري. وهو جد صاحبنا شرف الدين أحمد بن نصر الله بن أسيدة. كتب عنه جماعةٌ. وروى عنه بالإجازة فاطمة بنت سليمان، والفخر إسماعيل بن عساكر، وعلي بن هارون الثعلبي. وتوفي في رابع عشر ذي الحجة. وأصله من صور. 4 (أحمد بن إبراهيم بن نصر.) أبو العباس، ابن المركب. القيسي، الطبيب. حدث عن: عبد الرحمن بن علي اللخمي، والقاسم بن عساكر. ومات في شعبان. 4 (أحمد بن أبي بكر جعفر بن أحمد بن علي بن عبد الله.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 51 أبو العباس، الحربي، المعروف بابن عمارة. سمع من: عمر بن بنيمان المستعمل، وعبد المغيث بن زهير. وحدث. وللفخر ابن عساكر، ولمحمد بن يوسف الإربلي، ومحمد ابن الشيرازي. منه إجازةٌ. وتوفي في المحرم. وعمارة: بالتشديد، قيده المنذري. 4 (أحمد بن عبد السيد بن شعبان بن محمد بن جابر بن قحطان.) الأمير الكبير، صلاح الدين الإربلي. ولد ونشأ بإربل، وقدم مصر. وكان حاجب الملك مظفر الدين صاحب إربل، فتغير عليه،) وسجنه مدةً، ثم أطلقه، فقصد الشام صحبة الملك القاهر أيوب ابن العادل. فخدم الملك المغيث محمود ابن العادل. فلما توفي المغيث، دخل مصر، وخدم السلطان الملك العادل، وعظم عنده، وأحبه. وكان فقيهاً، وعالماً، أديباً، شاعراً مجوداً، ظريفاً، فصيحاً. ثم إن الكامل تغير عليه وحبسه سنة ثمان عشرة، فبقي في الحبس خمس سنين، وعمل: (ما أمر تجنّيك على الصّبّ خفي .......... أفنيت زماني بالأسى والأسف)
(ماذا غضبٌ بقدر ذنبي فلقد .......... بالغت وما أردت إلاّ تلفي) ثم أوصلهما لبعض القيان، فغنت به للملك الكامل فأعجبه وقال: لمن هذا قيل: للصلاح الإربلي. فأطلقه، وعاد إلى منزلته.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 52 وله ديوان ودوبيت كثيرٌ. وله: (يوم القيامة فيه ما سمعت به .......... من كلّ هولٍ فكن منه على حذر)
(يكفيك من هوله أن لست تبلغه .......... إلاّ إذا ذقت طعم الهول بالسّفر) وكان في خدمة الكامل حين قصد الروم، فمرض بالمعسكر وحمل إلى الرها فمات قبل دخولها، ودفن بظاهرها في ذي الحجة. وعاش ستين سنةً. ثم نقله ابنه بعد أعوام إلى مصر ودفنه بتربته. وكان الصاحب محيي الدين ابن الجوزي قد توجه رسولاً إلى مصر، فانتظروه فتأخر أياماً، فعمل الصلاح الإربلي: (قالوا الرسول أتى وقالوا إنّه .......... ما رام يوماً عن دمشق نزوحاً)
(ذهب الزّمان وما ظفرت بمسلمٍ .......... يروي الحديث عن الرسول صحيحا)
4 (أحمد بن علي بن ثبات.) الإمام، أبو العباس، الواسطي، الشافعي، الفرضي، الحاسب. ولد في حدود سنة خمس وخمسين وخمسمائة. وسمع ببغداد من أبي طالب المبارك صاحب ابن الخل. وكان بصيراً بالفرائض، والحساب، وصنف فيه. وانتفع به جماعةٌ. توفي في رجب.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 53 4 (أحمد ابن الموفق محمد بن أبي الفتح محمود بن أحمد بن علي بن أحمد بن عثمان.) الشرف، أبو العباس، ابن الصابوي، المحمودي، الشافعي. حدث بدمشق ومصر عن السلفي، وأبي الفتح بن شاتيل. روى عنه: ابن عمه الجمال محمد ابن الصابوني، والمحيي محمد ابن الحرستاني الخطيب، وأخوه عبد الصمد، وسعد الخير بن أبي القاسم النابلسي، وأخوه أبو الفرج نصرٌ، وإبراهيم بن عثمان اللمتوني، وأخوه عليٌ، وأبو الحسين علي بن محمد اليونيني، وجماعةٌ. قال الحافظ المنذري: سمعت منه، وتوفي في ثالث رمضان بمصر، وسألته عن مولده: فذكر ما يدل تقريباً أنه في سنة تسعٍ وستين وخمسمائة. قلت: وكان كريم النفس، دائم البشر. 4 (أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد.) الشريف، أبو هاشم، الهاشمي، العباسي، الحلبي، الشاعر، بدر الدين. من ذرية صالح بن علي الهاشمي الأمير عم المنصور، ولم يزل آباؤه بحلب منذ وليها صالحٌ، ولهم وقفٌ عليهم. وكان شاعراً مجوداً. توفي في رمضان. 4 (أحمد بن مسلم بن أبي البدر بن عبد الرزاق.) أبو العباس، الراذاني، بغداديٌ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 54 سمع من أبي المكارم المبارك بن محمد الباذرائي. وتوفي في ربيع الأول. 4 (أحمد بن منظور بن ياسين.) أبو العباس العسقلاني، ثم المصري، الحريري، التاجر، كهلٌ. سمع مع زكي الدين عبد العظيم من جعفر بن آموسان. وكتب عنه زكي الدين وقال: مات في رجب. 4 (أحمد بن يوسف بن علي.) أبو العباس الكردي، الهكاري، الجندي. حدث عن السلفي) روى عنه الزكي المنذري وسأله عن مولده: فقال: بدمشق في سنة أربع وخمسين. وله غزواتٌ ورباط. ومات في الثاني والعشرين من ربيع الآخر. وروى عنه الجمال محمد بن الصابوني، وغيره. 4 (إسماعيل بن أبي جعفر أحمد بن علي بن أبي بكر.) أبو الحسين، القرطبي، ثم الدمشقي. ولد بدمشق سنة تسع وسبعين وخمسمائة. وسمع من: يحيى الثقفي، وعبد الرحمن بن الخرقي، وإسماعيل الجنزوري، وجماعةٍ. كتب عنه ابن الحاجب، وغيره. وروى عنه: الزكي البرزالي، والمجد ابن الحلوانية، وغيرهما. وبالإجازة الفخر بن عساكر، وفاطمة بنت سليمان، والقاضي تقي الدين، وابن الشيرازي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 55 وكان صالحاً، زاهداً، ورعاً، تقيا، منقبضاً عن الناس. وكان مقرئاً فصيحاً، أم بالكلاسة مدةً. وكان كثير الوسواس في الطهارة. قال أبو شامة: وفي منتصف شوال توفي البرهان إسماعيل بن أبي جعفر إمام الكلاسة، وكانت له جنازةٌ عظيمةٌ. وكان منقطعاً بالمنارة الشرقية. 4 (إسماعيل بن علي بن إسماعيل بن باتكين.) أبو محمدٍِ، الجوهري. شيخٌ صالحٌ بغدادي، مسندٌ. ولد سنة إحدى وخمسين وخمسمائة. وسمع من: هبة الله بن هلال الدقاق، وأبي المعالي عمر بن علي الصيرفي، وابن البطي، وأبي زرعة، ويحيى بن ثابت، والقاضي أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن البيضاوي، وأحمد بن المقرب، وعبد الله بن سعد خريفة، وشهدة، وجماعةٍ. روى عنه: أحمد ابن الجوهري، وعمر ابن الحاجب، وعز الدين أحمد الفاروثي، والمحب ابن النجار، وابن نقطة. وأجاز للفخر ابن عساكر، وفاطمة بنت سليمان، والقاضي الحنبلي، وغيرهم. ومن مسموعه كتاب المغازي لعبد الرزاق، سمعه من ابن البطي، أخبرنا جعفرٌ الحكاك،) أخبرنا محمد بن الحسين الصنعاني، عن النقوي، عن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 56 الدبري، عنه. وسمع كتاب المغازي لموسى بن عقبة، من ابن المقرب: أخبرنا أبو طاهر ابن الباقلاني. وسمع كتاب مسند الطيالسي، من ابن البطي: أخبرنا حمد الحداد. سمع الكتب الثلاثة منه أبو العباس ابن الجوهري. قال ابن نقطة: سمعت منه، وسماعه صحيح. وقال غيره: شيخٌ صالح، ثقة، مسندٌ. توفي في الرابع والعشرين من ذي القعدة. وقد تفرد بإجازته أبو نصر ابن الشيرازي. 4 (إسماعيل بن أبي طالب المبارك بن عبد الخالق.) أبو أحمد، ابن الغضائري، البغدادي. ولد سنة ستين وخمسمائة. وحدث عن شهدة. وكان تاجراً. روى لنا عنه بالإجازة إسماعيل بن عساكر، وابن عمه البهاء. مات في ربيع الأول. 4 (آمنة بنت الزاهد أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة.) الصالحة، العابدة، أم أحمد، المقرئة. كان البنات بالدير يقرأن عليها. وكانت حافظةً لكتاب الله. روت بالإجازة عن أبي الفتح بن البطي، وابن المقرب، وسعد الله بن الدجاجي. روى عنها: أخوها الشيخ شمس الدين، والفخر عليٌ، والشمس محمد ابن الكمال.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 57 قال ابن الحاجب: قرأت القرآن على والدها. وقال لي الحافظ الضياء: ما أعلم رأيت امرأةً ولا رجلاً في الخير مثلها. وسافرت معها إلى مكة. وما أظن كاتبيها كتبا عليا خطيئةً، ولا أعرف لها سيئةً، وكانت كثيرة الصدقة. ولدت سنة خمسٍ وخمسين بجبل قاسيون، وتوفيت في سلخ رمضان. قلت: آخر من روى عنها بالإجازة القاضي تقي الدين سليمان، وهي عمة جده. وتوفيت أختها خديجة بعد جمعة. 4 (حرف الباء) ) 4 (بسام بن أحمد بن حبيش بن عمر بن عبد الله بن شاكر.) أبو الرضى، الغافقي، الجياني، نزيل مالقة. سمع من: أبيه، وأبي عبد الله بن الفخار، وأبي جعفر بن مضاءٍ، ويحيى بن نجبة بن يحيى، وأبي القاسم بن بشكوال. وروى أيضاً عن أبي زيد السهيلي، وأبي محمد بن عبيد الله، وجماعةٍ. قال الأبار: وكان من أهل الفضل، والورع، والعناية بالحديث. وله حظٌ من العربية والشعر وولي القضاء بالمنكب وغيرها وحدث وتوفي في عاشر شعبان بمالقة. وولد سنة سبع وخمسين وخمسمائة. 4 (حرف الثاء)
4 (ثابت بن تاوان بن أحمد.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 58 الإمام، نجم الدين، أبو البقاء، التفليسي، الصوفي. حدث عن أبي الفرج ابن الجوزي، وغيره. وكان صوفياً جليلاً، معظماً، نبيلاً، له معرفة بالفقه، والأصول، والعربية، والأخبار، والشعر، والسلوك. وكان صاحب رياضيات ومجاهدات. وكان من كبار أصحاب الشيخ شهاب الدين السهروردي وأذن له أن يصلح ما رأى في تصانيفه من الخلل. قدم دمشق وكان شيخ الأسدية، وشيخ المنيبع، وله كلام في التصوف، وشعرٌ حسن. قال أبو شامة: كان كبير المحل، حسن الأخلاق، مشتغلاً بعملي الشريعة والحقيقة. وقال المنذري: قدم مصر رسولاً من الديوان العزيز، ولم يتفق لي الاجتماع به. قلت: وهو مليح الكتابة، نسخ الأجزاء، وعني بالرواية سنة نيفٍ وعشرين، وسمع ولده. وولده سنة خمسٍ وسبعين وخمسمائة. وتوفي في سابع جمادى الأولى. روى عنه الجمال ابن الصابوني، وبالإذن البهاء ابن عساكر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 59 4 (ثعلب بن عبد الله بن عبد الواحد، القاضي، رضي الدين.) أبو العباس، المصري، الشافعي، الفقيه، الخطيب، العدل. تفقه على أبي الحسن بن حمويه الجويني شيخ الشيوخ، وشهد عند قاضي القضاة أبي القاسم عبد الرحمن ابن السكري، ومن بعده.) وولي القضاء بالجيزة، والخطابة بالجامع المجاور لضريح الشافعي. وتوفي في ذي الحجة. 4 (حرف الحاء)
4 (الحسن بن أبي طالب صفي الدين.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 60 البغدادي، الأديب. جاور بالمدينة، وكتب لصاحب المدينة، ثم وزر له، واشتد على قمع المفسدين، فوثب عليه جماعةٌ على باب المسجد النبوي فضربوه بأسيافهم وقتلوه داخل المسجد في آخر سنة إحدى وثلاثين. 4 (الحسن بن محمد بن سكن.) أبو علي الموصلي. شيخٌ، رئيسٌ، أديبٌ، شاعرٌ. توفي في ذي الحجة، وهو في عشر التسعين. 4 (الحسين بن أبي بكرٍ المبارك بن محمد بن يحيى بن مسلم. الشيخ سراج الدين.) أبو عبد الله، الربعي، الزبيدي الأصل، البغدادي، الفقيه الحنبلي، البابصري، الفرسي نسبة إلى ربيعة الفرس. ولد سنة ستٍ وأربعين وخمسمائة تقريباً، وقيل: سنة خمسٍ وأربعين. وسمع من: جده، وأبي الوقت السجزي، وأبي الفتوح الطائي، وأبي زرعة المقدسي، وأبي حامد الغرناطي، وأبي زيد جعفر بن زيد الحموي، وغيرهم. وأجاز له أبو علي الخزاز، وغيره. وحدث ببغداد، ودمشق، وحلب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 61 وكان فقيهاً، فاضلاً، ديناً، خيراً، حسن الأخلاق، متواضعاً، درس بمدرسة الوزير عون الدين يحيى بن هبيرة. وحدث عنه خلقٌ لا يحصون، منهم: أبو عبد الله الدبيثي، والضياء، والبرزالي، وابن أبي عمر، وسالم بن ركاب، وعمر بن محمود الرقي، ونصر بن عبيدٍ السوادي، والشهاب أحمد بن محمد الخرزي، والشيخ إبراهيم بن عبد الله الأرموي، والتقي عمر بن يعقوب الإربلي، والمنصور محمود ابن الملك الصالح إسماعيل، والحافظ محمد بن السعيد شاهنشاه ابن الأمجد،) والمفتي تاج الدين عبد الرحمن، والخطيبان: محيي الدين محمد ابن الحرستاني، وجمال الدين عبد الكافي، ومجد الدين يوسف ابن المهتار، ومحيي الدين يحيى ابن القلانسي، ومجد الدين محمد بن أحمد بن آبي طالب الأنصاري، ومحيي الدين يحيى بن علي الموسوي الحسيني، وسعد الخير ونصرٌ ابنا النابلسي، وعلاء الدين علي بن محمد المراكشي، والكمال محمد بن عبد الواحد بن أبي بكر الحموي، والرشيد عثمان بن أبي الفضل بن المحبر الحنبلي، والبدر يوسف بن إبراهيم الزراد سبط ابن الحنبلي، والحاج عبد الرحمن بن عباس الخباز، والمحيي يحيى بن أحمد بن المعلم، والفخر عمر بن يحيى الكرجي، والعماد عبد الله بن محمد بن حسان الخطيب، وبدرٌ الأتابكي، والمعمر العماد أبو بكر بن هلال بن عياد الحنفي، والصفي إسحاق بن إبراهيم الشقراوي، والكمال علي بن محمد الفرنثي. وأخبرنا عنه: أبو الحسين اليونيني، والكمال عبد الله بن قوام، والشمس محمد بن هاشم العباسي، والنجم أبو تغلب الفاروتي، والعماد يوسف ابن الشقاري، والشرف أحمد بن عساكر، والأمين أحمد بن رسلان، والعماد أحمد بن محمد بن سعد، والعز إسماعيل ابن الفراء، وعلي بن عثمان اللمتوني، وعليٌ، وعمر، وأبو بكرٍ بنو ابن عبد الدائم، ومحمد بن نوال الرصافي، وأبو بكر بن عجرمة الحجار، والشمس محمد بن حازم، وعلي بن بقاءٍ الزاهد، والبدر يوسف بن عطاء، والعز أحمد ابن العماد، ونصر الله بن عياش، وأحمد بن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 62 إبراهيم الرقوقي، وعمر بن أبي الفتوح الصحراوي، ومحمد بن أبي الذكر الصقلي، والعماد عبد الحافظ بن بدران، ويحيى ابن العدل، وأحمد ابن المجاهد، وأحمد بن عزيز اليونيني، ومحمد بن قايماز الطحان، ومحمد بن علي ابن الواسطي، ومحمد بن أبي بكر المقبري، وسونج التركماني، وعبد الصمد ابن الحرستاني، وعبد الحميد بن خولان، وأحمد بن أبي بكر الهمذاني، ومحمد بن يوسف الذهبي، ونصر ابن أبي الضوء الفامي الزبداني، وعبد الدائم بن أحمد القباني، وأحمد بن زيد الجمال، وعيسى بن أبي محمد المغاري، وعلي بن محمد الثعلبي، والتقي أحمد بن مؤمن، وسنقر القضائي الحلبي، والشرف عمر بن محمد الفارسي، والقاضي علي بن أحمد الحنفي، والشهاب محمد بن مشرف التاجر، والمفتي رشيد الدين إسماعيل ابن المعلم، والبدر حسن بن أحمد بن عطاء، وعيسى المطعم، والقاضي تقي الدين سليمان بن قدامة، وعثمان بن إبراهيم الحمصي، وأحمد بن أبي طالب الحجار، وخديجة بنت سعد، وهدية بنت عبد الحميد، وخديجة) بنت الرضي، وفاطمة بنت الآمدي، وخديجة بنت المراتبي، وفاطمة بنت البطائحي، وزينب بنت الإسعردي، وست الوزراء بنت المنجى، وهدية بنت عسكر، وفاطمة بنت الفراء. قرأت بخط السيف ابن المجد قال: بقي في نفسي عند سفري من بغداد سنة ثلاثين أنني أقدم بلا شيخ يروي البخاري. ثم ذكر قصة ابن روزيه، وأنه سفره في سنة ست وعشرين وأعطوه خمسين ديناراً من عند الصالح العادل، فلما وصل إلى رأس عينٍ، أرغبوه، فقعد وسمعوا منه البخاري. ثم سار فأرغبوه في حران وسمعوا منه الكتاب، ثم فعل به أهل حلب كذلك وحرصوا أن لا يصل إلى دمشق، وخوفوه من حصار دمشق، فرجع إلى بغداد. قال السيف: فمضيت إليه وقد ذاق الكسب، فإنه حصل له أكثر من مائة دينار فاشتط علينا، واشترط جملة ومن يخدمه، ونفقةً عند أهله وتردد مع ذلك، فكلمنا أبا الحسن ابن القطيعي فاشترط مثل ذلك. فمضيت إلى أبي عبد الله ابن الزبيدي، وأنا لا أطمع به فقال: نستخير الله، ثم قال: لا تعلم أحداً وحرضه على التوجه ابنه عمر، وكان على الشيخ دينٌ نحو سبعين ديناراً، فلأجله ذكر أنه يسافر، فرافقناه. فكان خفيف المؤنة، كثير الاحتمال، حسن الصحبة، كثير الذكر، فنعم الصاحب كان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 63 قلت: ولما قدم، فرح السلطان الأشرف بقدومه وذلك في أثناء رمضان، فأخذه إلى القلعة ولازمه وسمع منه الصحيح في أيام يسيرةٍ. ثم نزل إلى دار الحديث الأشرفية وقد فتحت من نحو شهر، فحشد الناس له وتزاحموا عليه وفرغوا عليه الصحيح في شوال. ثم حدث بالكتاب وبمسند الشافعي بالجبل، واشتهر اسمه وبعد صيته. ثم سافر في الحال إلى بلده، فدخل بغداد متمرضاً، وتوفي إلى رحمة الله في الثالث والعشرين من صفرٍ، ودفن بمقبرة جامع المنصور. وقد حدث من بيته جماعةٌ. 4 (حرف الخاء)
4 (خديجة بنت محمد بن عبد الله بن العباس الحراني.) سمعت من والدها جزء الحفار. كتب عنها ابن الجوهري، وغيره. وروى عنها بالإجازة القاضي تقي الدين سليمان، وسعد الدين، والبهاء ابن عساكر، وغيرهم. ولا أعلم متى توفيت، إنما كتبتها على التخمين هنا.) 4 (الخضر بن بدران بن بغرا.) الأديب، أبو العباس، التركي، الشاعر. من أولاد الأمراء المصريين. وله شعرٌ كثير.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 64 وكان شيخاً كبيراً. عاش ثمانياً وثمانين سنة. كتب عنه الزكي المنذري، وغيره. ومات في ربيع الأول. 4 (حرف الزاي)
4 (زكريا بن علي بن أبي القاسم حسان بن علي بن حسين.) أبو يحيى، السقلاطوني، الحريمي، الصوفي، المعروف بابن العلبي. ولد في أول سنة ثمانٍ وأربعين وخمسمائة. وسمع من: أبيه، ومن أبي الوقت، وأبي المعالي ابن اللحاس. روى عنه: ابن النجار، والسيف ابن المجد، والشرف ابن النابلسي، والمجد عبد العزيز ابن الخليلي، والتقي ابن الواسطي، والشمس عبد الرحمن ابن الزين، والشهاب الأبرقوهي، والعماد إسماعيل ابن الطبال شيخ المستنصرية، وبالإجازة الفخر إسماعيل ابن عساكر، وفاطمة بنت سليمان، وأبو نصرٍ محمد بن محمد ابن الشيرازي، والقاضي تقي الدين. وكان من صوفية رباط أبي النجيب السهروردي، وكان ساكناً لا يكاد يتكلم إلا جواباً. وقرأت بخط السيف قال: رأيت اسمه قد ألحق في طبقه مسند عبد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 65 وقد كان في الآخر يطلب على السماع أجراً، ويصرح به. فسمع عليه جماعةٌ كتاب الدارمي وكتاب ذم الكلام وعند إنهائه قالوا: قد بقي منه شيء إلى غدٍ أو نعطيك شيئاً ثم لم يعودوا إليه، فكان يشتمهم وينال منهم. قلت: مات في أول ربيع الأول. 4 (حرف السين)
4 (سعيد بن أبي المظفر، البندنيجي.) عرف بابن عفيجة. سمع من عبد الحق.) ومات في جمادى الأولى. 4 (سليمان بن المظفر بن غنائم.) الإمام رضي الدين، أبو داود، الجيلي، الشافعي. تفقه ببغداد بالنظامية، ودرس، وأفتى، وصنف، وبرع في المذهب. وحدث بالإجازة عن الإمام الناصر لدين الله. وتفقه عليه جماعةٌ كثيرة، وندب إلى مشيخة الرباط الكبير فامتنع. وطلب للقضاء فامتنع. قال القاضي شمس الدين ابن خلكان: كان من أكابر فضلاء عصره. وصنف كتاباً في الفقه يدخل في خمس عشرة مجلدة. وعرضت عليه المناصب،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 66 فلم يفعل. وكان ديناً، نيف على الستين. وتوفي في ثاني ربيع الأول. وكان ملازماً لبيته، حافظاً لوقته. 4 (السيف الآمدي.) اسمه علي بن أبي علي. 4 (حرف الشين)
4 (شهريار بن أبي بكر بن أبي الكرم.) أبو أحمد، البغدادي، النساج، الفقير. رجلٌ صالحٌ. حدث عن: محمد بن بركة الحلاج، وعلي بن يحيى ابن الطراح. كتب عنه ابن الحاجب، وغيره. ورخه المنذري بالسنة. 4 (حرف الصاد)
4 (صهيب بن عبد المهيمن.) أبو يحيى، المراكشي. سمع الموطأ من أبي بكر ابن الجد، وأبي عبد الله بن زرقون. سمع منه ابن فرتون بفاس. وقال الأبار: توفي في رمضان. 4 (حرف الطاء) ) 4 (طالب بن شمائل بن أحمد الغساني.) المعروف بابن الدندان الداراني. سمع الحافظ ابن عساكر. وحدث عنه الزكي البرزالي، وغيره. وأجاز لجماعةٍ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 67 توفي في المحرم عن اثنتين وثمانين سنة. 4 (طغريل، الأمير الكبير شهاب الدين.) أتابك السلطان الملك العزيز صاحب حلب، ومدبر دولته. كان خادماً، رئيساً، من كبار الأمراء الظاهرية. لما توفي أستاذه، قام بأمر ولده الملك العزيز أتم قيام. وحفظ عليه البلاد، واستمال الملك الأشرف حتى أعانهم ودافع عنهم. وكان طغريل صالحاً، ديناً، صاحب ليلٍ وبكاءٍ. وكان كثير الصدقات، وافر الخيرات. كان الملك الأشرف يقول: إن كان لله في الأرض وليٌ، فهو هذا الخادم. ولما استعاد الأشرف تل باشرٍ، دفعها له، وقال: هذه تكون برسم صدقاتك، فإنك لا تتصرف في أموال الصغير. وكان قد طهر حلب من الفسق والخمور والمكوس والفجور، قاله أبو المظفر الجوزي. توفي بحلب في حادي عشر المحرم، ودفن بباب أربعين. وقد حدث عن الصالح أبي الحسن علي بن محمد الفاسي. 4 (طيٌ المصري.) الفقير الصالح، مريد الشيخ محمد القروي. قدم الشام وانقطع إلى العبادة بزاويته بدمشق بناحية عقبة الكتان. وكان كيساً، لطيفاً، ذا مروءةٍ، صحبه جماعةٌ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 68 قال ابن الجوزي: كانت مجالسي تطيب بحضوره. قلت: دفن بزاويته. ونسبه بعضهم إلى الزوكرة والمحال. ولما مرض، نزل الملك الأشرف فعاده. فلما توفي أوصى السلطان على أولاده، وقرر ابنه في المشيخة. وكان الحريرية ينالون من طيٍ ويؤذونه. قال العز النسابة: مات شاباً، وحضره خلقٌ، وخلف جملةً. 4 (حرف العين) ) 4 (العباس، الأمير.) أبو عبد الله أخو الإمام الخليفة المستنصر بالله. توفي في المحرم، وغسله عبد العزيز بن دلف. وعملت فيه المراثي. 4 (عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد الواعظ.) أبو محمد، ابن الكمال الأنباري صاحب العربية. ولد سنة إحدى وستين وخمسمائة. وسمع من أبيه، وعبيد الله بن شاتيل. وحدث. ومات في صفر. 4 (عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عفير.) أبو محمد، الأموي، مولاهم، البلنسي، المحدث. سمع أبا محمد بن حوط الله، وحج فسمع من يونس بن يحيى الهاشمي،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 69 وزاهر بن رستم. ودخل العراق وخراسان والشام. وسمع من عبد الوهاب بن سكينة، وعمر بن طبرزد، والمؤيد الطوسي، والتاج الكندي، سمع منه تاريخ بغداد. وسمع الموطأ، وصحيح مسلم من المؤيد. ثم قتل إلى المغرب. وحدث بتونس. وتوفي بعد الثلاثين وستمائة. قاله الأبار. 4 (عبد الله بن عبد الودود بن محمد.) أبو السعود، البصري، المعروف بابن الدباس. سمع من عبد الله بن عمر بن سليخ. ومات في ربيع الأول. 4 (عبد الله بن محمد بن حسين.) أبو محمد، العبدري، الغرناطي، الكواب. روى عن: أبي الحسن بن كوثر، وأبي خالد بن رفاعة. وتصدر لإقراء القرآن. وكان ورعاً، صالحاً، خطيباً ببلده.) توفي عن خمسٍ وسبعين سنة. ومن الطلبة من سماه: عبد الله بن الحسين بن مجاهد. وقد قرأ بالسبع على الخطيب محمد بن عروس الغرناطي، صاحب يحيى بن المخلوف. قرأ عليه بالروايات عددٌ كبير، منهم: محمد بن إبراهيم الطائي النحوي، وأبو علي الحسن بن أبي الأحوص، وأبو جعفر أحمد ابن الطباع، وقرأ أيضاً على أبي خالدٍ يزيد بن رفاعة تلميذ أبي الحسن ابن الباذش.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 70 قال ابن مسدي: لم ألق مثله إنفاقاً وتجويداً. وكان يعمل في شبيبته الأكواب. وكان خطيب غرناطة. 4 (عبد الله بن يونس الأرمني.) الشيخ الزاهد القدوة، نزيل سفح قاسيون. وهو من أرمينية الروم، وقيل من قونية. جال في البلاد، ولقي الصلحاء والزهاد. وكان صاحب أحوالٍ ومجاهداتٍ. وكان سمحاً، لطيفاً، متعففاً، لازماً لشأنه، مطرح التكلف. ساح مدةً وبقي يتقنع بالمباحات. وكان متواضعاً، سيداً، كبير القدر، له أصحاب ومريدون. ولا يكاد يمشي إلا وحده، ويشتري الحاجة بنفسه ويحملها. وكانت له جنازةٌ مشهودةٌ. وكان قد حفظ القرآن، وكتاب القدوري، فوقع برجلٍ من الأولياء، فدله على الطريق إلى الله. وقد طول أبو المظفر الجوزي، ترجمته رحمه الله تعالى. وتوفي في التاسع والعشرين من شوال. وزاويته مطلةٌ على مقبرة الشيخ الموفق. 4 (عبد الحق بن عبد الله بن عبد الحق.) أبو محمد الأنصاري، المغربي، المهدوي، قاضي الجماعة بمراكش وبإشبيلية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 71 ولي أولاً قضاء غرناطة، ثم ولي سنة تسع عشرة وستمائة مراكش وقتاً، وامتحن فيها بالفتنة المتفاقمة حينئذٍ. قال الأبار: وكان من العلماء المتفننين، فقيهاً مالكياً، حافظاً للمذهب، نظاراً، بصيراً بالأحكام، صليباً في الحق، مهيباً، معظماً. وله كتابٌ في الرد على أبي محمد بن حزم، دل على فضله علمه، وأفاد بوضعه، ولا أعلم له روايةً. وذكر وفاته.) 4 (عبد الحميد بن أبي المكارم عرفة بن علي بن الحسن.) أبو سعد، ابن بصلا، البندنيجي. ولد سنة نيفٍ وستين. وسمع من: عبد الحق اليوسفي، وشهدة. وكان شيخاً صالحاً، عابداً. مات في ذي القعدة. 4 (عبد الرحيم بن محمد بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين، القاضي.) أبو نصرٍ، الدمشقي، ابن عساكر. أخو تاج الأمناء، وفخر الدين. كان ناقص الفضيلة. سمع الكثير من: عميه الصائن، والحافظ، وعبد الرحمن بن أبي العجائز،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 72 وأبي بكر عبد الله بن محمد النوقاني، وأبي نصرٍ عبد الرحيم اليوسفي، وأبي المعالي بن صابر، وأبي المفاخر علي بن محمد بن الحسن البيهقي، وغيرهم. روى عنه: الزكي البرزالي، والشهاب القوصي، والمجد ابن الحلوانية. وحدثنا عنه الشرف أحمد بن عساكر، وأبو الفضل محمد بن يوسف الذهبي، وأبو إسحاق إبراهيم ابن المخرمي. وبالحضور الفخر إسماعيل بن عساكر، والبهاء قاسم بن عساكر. وأجاز للقاضي تقي الدين سليمان، ولجماعةٍ. وكان يلقب بالقاضي. قرأت بخط عمر ابن الحاجب في ترجمة هذا قال: لم يكن عنده مما عند بيته لا قليل ولا كثير. وكان يرمى برذائل لا تليق بأهل العلم. وكان الغالب عليه البله والخواثة. وسألت أبا عبد الله البرزالي عنه فقال: ليس بثقةٍ. قال المنذري: توفي في الثاني والعشرين من شعبان. وقد أجاز لي. 4 (عبد السلام بن يوسف بن علي البرزي.) من قرية برزة. حدث عن أبي الفتح عمر بن علي بن حمويه. وتوفي في ربيع الأول. روى عنه الزكي الرزالي، وغيره. وأجاز لطائفةٍ.) وكان أميناً في القرى. وقد صحب الحافظ عبد الغني مديدةً. 4 (عبد العزيز بن عبد الله بن علي بن عبد الباقي.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 73 أبو محمد، ابن الصواف الإسكندري. شيخٌ صالحٌ، معتبرٌ، مؤدبٌ ببلده. ولد في سنة خمسينٍ وخمسين. وحدث عنه السلفي. كتب عنه ابن الحاجب، وغيره. وحدثني عنه حفيداه: الشرف يحيى، وأبو المعالي محمد ابنا أحمد بن الصواف. وتوفي في رابع ذي القعدة. 4 (عبد المجير بن محمد بن عشائر.) أبو محمد، كمال الدين، القبيصي، العدل. شيخٌ معمر، فاضلٌ. قرأ القراءآت بالموصل على يحيى بن سعدون القرطبي، وسمع منه ومن خطيب الموصل. قال الزكي المنذري: كان من القراء المجودين، وأعيان الفقهاء. توفي في جمادى الأولى. قلت: سمع منه القاضي مجد الدين العديمي، وغيره. وكان عالي الإسناد في القراءآت. ولا أعلم أحداً ممن قرأ عليه. وقد روى عنه القراءآت بالإجازة عبد الصمد بن أبي الجيش. 4 (عبد الواحد بن محمد ن عبد الواحد بن شنيف.) أبو الفرج، الدارقزي. حدث عن مسعود بن محمد بن شنيف. ومات في جمادى الآخرة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 74 4 (علي بن حسان بن محمد.) أبو الحسن، الكتبي. الحنفي. حدث عن: أحمد بن حمزة ابن الموازيني، والخشوعي. وكان فقيهاً، فاضلاً. لقبه موفق الدين. انتقى له زكي الدين البرزالي جزءاً.) روى عنه: أمين الدين عبد الصمد بن عساكر، والمجد ابن الحلوانية، ومحمد بن عربشاه. توفي في رابع عشر شعبان. 4 (علي بن أبي علي بن محمد بن سالم التغلبي.) العلامة، المتكلم، سيف الدين، الآمدي، الحنبلي، ثم الشافعي. ولد بعد الخمسين وخمسمائة بيسيرٍ بآمد، وقرأ بها القراءآت على الشيخ محمدٍ الصفار، وعمارٍ الآمدي. وحفظ الهداية في مذهب أحمد. وقرأ القراءآت أيضاً ببغداد على ابن عبيدة. وقدم بغداد وهو شابٌ فتفقه بها على أبي الفتح بن المني الحنبلي،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 75 وسمع من أبي الفتح بن شاتيل. ثم انتقل شافعياً وصحب أبا القاسم بن فضلان، واشتغل عليه في الخلاف، وبرع فيه. وحفظ طريقة الشريف، ونظر في طريقة اسعد الميهني، وغيره. وتفنن في علم النظر، والفلسفة وأكثر من ذلك. وكان من أذكياء العالم. ثم دخل الديار المصرية وتصدر بها لإقراء العقليات بالجامع الظافري. وأعاد بمدرسة الشافعي. وتخرج به جماعةٌ. وصنف تصانيف عديدة. ثم قاموا عليه، ونسبوه إلى فساد العقيدة، والانحلال، والتعطيل، والفلسفة. وكتبوا محضراً بذلك. قال القاضي ابن خلكان: وضعوا خطوطهم بما يستباح به الدم، فخرج مستخفياً إلى الشام فاستوطن حماة. وصنف في الأصلين، والمنطق، والحكمة، والخلاف، وكل ذلك مفيد، فمنه: كتاب أبكار الأفكار في علم الكلام، ومنتهى السول في علم الأصول. وله طريقة في الخلاف. وشرح جدل الشريف. وله نحوٌ من عشرين تصنيفاً. ثم تحول إلى دمشق، ودرس بالعزيزية مدةً، ثم عزل عنها لسببٍ اتهم فيه. وأقام بطالاً في بيته. ومات في رابع صفر، وله ثمانون سنة. وقال أبو المظفر الجوزي: لم يكن في زمانه من يجاريه في الأصلين، وعلم الكلام. وكان يظهر منه رقة قلب، وسرعة دمعة. وأقام بحماة، ثم انتقل إلى دمشق. قال: ومن عجيب ما يحكى عنه، أنه ماتت له قطةٌ بحماة فدفنها، فلما سكن دمشق، أرسل، ونقل عظامها في كيسٍ، ودفنها في تربة بقاسيون. وكان أولاد الملك العادل كلهم يكرهونه لما اشتهر عنه من الاشتغال بالمنطق، وعلم الأوائل. وكان يدخل على المعظم والمجلس غاصٌ بأهله فلم يتحرك له،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 76 فقلت له: قم له عوضاً عني فقال: ما يقبله قلبي. ومع ذلك ولاه تدريس) العزيزية. فلما مات المعظم، أخرجه منها الأشرف، ونادى في المدارس: من ذكر غير التفسير والفقه، أو تعرض لكلام الفلاسفة، نفيته. فأقام السيف خاملاً في بيته قد طفئ أمره إلى أن مات، ودفن بقاسيون بتربته. وقال أبو محمد المنذري: توفي في ثالث صفر. قلت: وصنف أبكار الأفكار في أصول الدين، خمس مجلدات، ثم اختصره في مجلد. وصنف الإحكام في أصول الأحكام، أربع مجلدات. ومن تلامذته القاضي صدر الدين ابن سني الدولة، والقاضي محيي الدين ابن الزكي، وغيرهما. وقدم إلى الشام سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة. وكان شيخنا القاضي تقي الدين سليمان يحكي عن الشيخ شمس الدين بن أبي عمر رحمه الله قال: كنا نتردد إلى السيف الآمدي، فشككنا فيه هل يصلي فتركناه وقد نام، فعلمناه على رجله بالحبر، فبقيت العلامة نحو يومين مكانها. فعرفنا أنه ما كان يتوضأ نسأل الله السلامة. وقد حدث ب غريب الحديث لأبي عبيدٍ، عن ابن شاتيل. 4 (حرف الغين)
4 (غنائم بن أبي القاسم بن علي الخشاب، الدمشقي.) يعرف بابن المنجنيقي. روى عن أبي المعالي بن صابر. روى عنه الزكي البرزالي، وغيره.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 77 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن إسماعيل بن جوهر بن مطر.) أبو الحسن، الدمشقي، الفراء. سمع من الحافظ أبي القاسم بن عساكر. روى عنه الزكي البرزالي، وغير واحد من الطلبة. وبالإجازة إبراهيم ابن أبي الحسن المخرمي، وفاطمة بنت سليمان، وجماعةٌ. وتوفي في تاسع عشر صفر.) وكان صالحاً، متعبداً. 4 (محمد بن خالد بن كرم بن سالم.) أبو خالدٍ، الحربي، المؤذن، البقال. ولد في شعبان سنة تسعٍ وخمسين. وسمع من: يحيى بن ثابت، ولاحقٍ، ودهبل ابن كاره، وغيرهم. روى عنه بالإجازة القاضيان شهاب الدين الخويي، وتقي الدين المقدسي، وغيرهما. توفي في أول صفر. 4 (محمد بن عبد الله بن الحسين بن رواحة أبو عبد الله، الحموي، التاجر، ابن عم عز الدين) عبد الله بن الحسين. ولد سنة ستٍ وخمسين بحماة. ورحل فسمع من السلفي. روى عنه مجد الدين ابن العديم، وغيره. ومات بحلب في صفرٍ. 4 (محمد بن عبد الله بن محمود بن حبيش.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 78 أبو عبد الله، الحسيني، العدل، الإسكندري، المالكي، الأديب، صاحب التصانيف. سمع من ابن موقا، وعدة. صحب أبا الخطاب بن دحية، ولقي الكندي. له النظم، والنثر، وله ديوان. توفي في جمادى الأولى سنة إحدى وثلاثين. وله خمسون سنة. ذكره ابن العمادية في تاريخه: بفتح الحاء وتثقيل الموحدة، وشين معجمة. 4 (محمد بن عبد اللطيف بن يحيى بن علي بن خطاب.) الدينوري، الخيمي، أبو الفضل. شيخٌ بغداديٌ. حدث عن عبيد الله بن شاتيل. وأجاز لشيوخنا. 4 (محمد بن علي بن أبي بكر بن سالم.) أبو عليٍ، الأزجي، الحداد. سمع من: أبي الحسين عبد الحق، وأبي هاشم الدوشابي.) روى عنه القاضي شهاب الدين الخويي، وغيره بالإجازة. ومات في ربيع الآخر. 4 (محمد ابن الحافظ أبي الحسن علي بن المفضل بن علي بن مفرجٌ.) أبو الطاهر اللخمي، المقدسي، ثم الإسكندراني، الفقيه المالكي. ولد سنة خمسٍ وستين وخمسمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 79 وسمع من: جده أبي المكارم، وأبي طاهرٍ السلفي، وبدر الخداداذي، وأبي القاسم محمد بن علي بن العريف، وجماعةٍ كثيرة. وناب عن والده في تدريس الصاحبية بالقاهرة. روى عنه: الزكي المنذري، والزكي البرزالي، وغيرهما. وتوفي في العشرين من جمادى الآخرة. 4 (محمد بن عمر بن يوسف.) الإمام، أبو عبد الله، الأنصاري القرطبي، المقرئ، المالكي، الزاهد، المعروف بالأندلس بابن مغايظ. انتقل به أبوه إلى فاس فنشأ بها. ثم حج وسمع بمكة من أبي المعالي عبد المنعم بن عبد الله ابن الفراوي. وسمع بالإسكندرية من القاضي محمد بن عبد الرحمن الحضرمي، وعبد الرحمن بن موقا. وبمصر من الأستاذ أبي القاسم بن فيرة الشاطبي، ولزمه مدة وقرأ عليه القراءآت. وسمع من: أبي القاسم البوصيري، وعلي بن أحمد الحديثي، ومحمد بن حمد الأرتاحي، والمشرف ابن المؤيد الهمذاني. وكان إماماً صالحاً، زاهداً، مجوداً للقراءآت، عارفاً بوجوهها، بصيراً بمذهب مالك، حاذقاً بفنون العربية. وله يدٌ طولى في التفسير. تخرج به جماعةٌ. وجلس بعد موت الشاطبي في مكانه للإقراء.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 80 قال أبو عبد الله الأبار: حدث بالقاهرة. وأخذ عنه القرآن والحديث، والعربية. ونوظر عليه في كتاب سيبويه. ثم جاور بالمدينة. وشهر بالفضل والصلاح والورع. وأم بمسجد النبي صلى الله عليه وسلم. وقال ابن الطيلسان: توفي بمصر ودفن بقرافتها، كذا قال، وإنما مات بالمدينة. وقال المنذري: توفي في مستهل صفر. وقرأ القراءآت على الشاطبي. وسمع، وحدث، وأقرأ،) وانتفع به جماعةٌ. وحج مراتٍ. وأكثر المجاورة عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم. وبرع في التفسير والأدب. وكان له القبول التام من الخاصة والعامة، مثابراً على قضاء حوائج الناس. سمعته يذكر ما يدل على أن مولده سنة ثمانٍ أو سبعٍ وخمسين وخمسمائة. قلت: روى عنه الزكي المنذري، والشهاب القوصي، والمجد ابن العديم، وعبد الصمد بن أبي الجيش، وأبو محمد الحسن سبط زيادة، وهو آخر من روى عنه. 4 (محمد بن محمد بن سعيد.) أبو عبد الله، اليحصبي الجياني، اللوشي. روى عن: أبي بكر بن الجد، وأبي عبد الله بن زرقون. وحج فسمع بالإسكندرية محمد بن عبد الرحمن الحضرمي، وغيره. وولي القضاء والخطابة ببلده مدةً، ثم خطابة قرطبة. وأسمع الناس. ومات في رمضان. 4 (محمد بن أبي بكر محمد بن أبي القاسم عبد الله بن محمد.) الحافظ، المفيد، أبو الرشيد، الغزال، الإصبهاني.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 81 ولد سنة تسعٍ وستين وخمسمائة. وسمع من: أبي الفتح الخرقي، وخليلٍ الداراني، ومسعود الجمال، وأبي المكارم اللبان، وأبي جعفرٍ الصيدلاني، وجماعةٍ من أصحاب الحداد، وفاطمة الجوزدانية. وعني بالحديث، وكتب، وحصل الأصول. وكان محمود الصحبة، حسن الطريقة، متديناً. دخل خوارزم، فأثرى بها، وكثر ماله. ثم عاد إلى إصبهان، وجمع شيئاً كثيراً من الكتب. ثم عاد إلى خراسان، وعبر النهر. وسكن بخارى مدةً إلى أن دخلها العدو واستباحوها، فأحرقت كتبه، وراحت أمواله، وهرب إلى الجبال والشعاب. فلما جعلوا بها شحنةً، عاد أبو رشيد إليها، وبقي يشتري من كتب النهب بأيسر ثمنٍ. وكان يحفظ ويفهم مع ثقةٍ، ودينٍ ومروءةٍ. توفي ببخارى في شوال في هذه السنة. روى عنه سيف الدين الباخرزي، وحافظ الدين محمد بن محمد البخاري شيخ بخارى، وابن النجار، وقال: قدم علينا بغداد في آخر سنة ستٍ وتسعين وخمسمائة، فسمع من أصحاب ابن الحصين. وكنا نصطحب كثيراً. وسمع بقراءتي، وسمعت بقراءته. وكان محمود الصحبة،) متديناً. ثم رحل إلى خراسان وسمع بها الكثير، وبما وراء النهر، وأقام بمرو يقرأ على شيخنا أبي المظفر ابن السمعاني، ويكتب عنه فلعله سمع أكثر ما كان عنده. ثم قدم علينا هراة وكنت بها سنة إحدى عشرة، فأقام نحواً من سنة يكتب ويسمع ويحصل بهمةٍ وافرةٍ وجدٍ واجتهادٍ شديدٍ، ويكتب العالي والنازل. إلى أن قال: وكان يرجع إلى فضلٍ، وحفظٍ، ومعرفةٍ، وإتقانٍ، وصدقٍ، ومروءةٍ ظاهرةٍ، وديانةٍ، وصلاحٍ. حدثنا أبو رشيدٍ ببغداد، أخبرنا إسماعيل بن غانم، أخبرنا أبو سعدٍ المطرز فذكر حديثاً. 4 (محمد بن محمد بن أبي بكر.) أبو سعد الشهرستاني الصوفي. توفي بدمشق في ذي الحجة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 82 يروي عن: أبي سعد عبد الله بن عمر الصفار، ومحمد بن فضل الله السالاري. وكان صالحاً، عارفاً، معروفاً بتربية الأصحاب والمريدين. وهو من أعيان صوفية السميساطية. لقبه: منصف الدين. سمع منه ابن الحاجب، وغيره. 4 (محمد بن المبارك بن أبي المظفر هبة الله بن محمد ابن الوزير أبي طالب محمد بن أيوب.) أبو الحسن، البغدادي، الحاجب. ولد سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة. وسمع من: محمد بن محمد بن السكن، ومحمد بن إسحاق ابن الصابئ، وغيرهما. وكان يسمي نفسه علياً، وهو مشهورٌ بالكنية. وجدهم وزيرٌ للقائم بأمر الله. روى عنه بالإجازة القاضيان ابن الخويي، والتقي سليمان، وابن الشيرازي، وفاطمة بنت سليمان، وجماعةٌ. وكان صالحاً ن ديناً، متعبداً. توفي فجاءةً في الخامس والعشرين من صفر. وحدث عنه الفاروثي. 4 (محمد بن نصر بن قوام بن وهب بن مسلم.) ) العدل، شمس الدين، وأبو عبد الله، الرصافي، التاجر، الشاهد. ولد سنة سبعٍ وسبعين وخمسمائة بالرصافة. ودخل إصبهان مع أخيه للتجارة، وسمعا مع يوسف بن خليل وكانا يحسنان إليه وأنزلاه عندهم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 83 روى عن خليلٍ الراراني، وغيره. حدثنا عنه محمد بن قايماز الدقيقي. قال عمر ابن الحاجب: هو من ذوي اليسار، له دينٌ، وكرمٌ، وتودد. وقال الضياء: كان خيراً، ذا مروءة. توفي في شوال. قلت: وهو والد شيخنا الكمال عبد الله. 4 (محمد بن يحيى بن علي بن الفضل بن هبة الله، قاضي القضاة، محيي الدين.) أبو عبد الله، ابن فضلان، البغدادي، الفقيه الشافعي، مدرس المستنصرية. وقد ولي قضاء القضاة للإمام الناصر في آخر دولته. وكان مولده في سنة ثمانٍ وستين وخمسمائة. تفقه على والده العلامة أبي القاسم يحيى ابن فضلان. وبرع في المذهب. ورحل إلى خراسان وناظر علماءها. وكان علامةً في المذهب، والخلاف، والأصول، والمنطق، موصوفاً بحسن المناظرة، سمحاً، جواداً، نبيلاً. لا يكاد يدخر شيئاً. ولما عزل من القضاء، انقطع في داره يكابد فقراً، ويتعفف ويكتم حاله. وولي تدريس النظامية ببغداد. وتفقه عليه جماعةٌ. وقد سمع من أصحاب أبي القاسم بن بيان الرزاز، وأبي طالب الزينبي. وولي قضاء القضاة في سنة تسع عشرة وستمائة، ثم عزله الخليفة الظاهر بعد شهر من بيعته، ولزم بيته ثمانية أشهر، ثم ولي نظر المارستان، فبقي ستة أشهر، وعزل. وولي نظر ديوان الجوالي، ثم ولي تدريس مدرسة أم الناصر لدين
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 84 الله. وذهب رسولاً إلى الروم. ثم ولي تدريس المستنصرية في رجب من سنة وفاته، فأدركه الموت. توفي العلامة محيي الدين ابن فضلان في سلخ شوال. وكان قوالاً بالحق، متديناً، ازدحموا على نعشه رحمه الله تعالى فلقد كان من خيار الحكام.) قال علي بن أنجب عنه: إنه كتب إلى الناصر في شأن أهل الذمة: يقبل الأرض، وينهي أن الأنعام تحمله على النهوض بمحامد الذكر، فالمأخوذ من أهل الذمة في العام أجرةٌ عن سكناهم في دار السلام، فلا يؤخذ منهم أقل من دينار، ويجوز أن يؤخذ منهم ما زاد إلى المائة حسب امتداد اليد عليهم. فإن رأى من الغبطة الملاحظة لبيت المال أن يضاعف على الشخص منهم ما يؤخذ في السنة فللآراء الشريفة علوها وساق فصلاً طويلاً في ترقي الملاعين على رقاب المسلمين. 4 (محمد بن أبي بكر بن عثمان بن إبراهيم.) أبو عبد الله، السمرقندي، القارئ بالألحان. توفي في صفر عن ستين سنة. وروى عن أحمد بن علي بن هبة الله بن المأمون. 4 (محمد بن أبي بكر بن علي.) العلامة، نجم الدين ابن الخباز، الموصلي، الشافعي، الفقيه. كان من كبار العلماء.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 85 ولد سنة سبعٍ وخمسين وخمسمائة. قدم مصر، وأقام بها مدةً. وتفقه عليه جماعة. وكان كيساً، لطيفاً، متواضعاً، بصيراً بالمذهب. 4 (محمود بن همام بن محمود.) الفقيه، الإمام، الزاهد، المحدث، عفيف الدين، أبو الثناء، الأنصاري، الدمشقي، المقرئ، الضرير. روى عن: يحيى الثقفي، وإسماعيل الجنزوي، وبركاتٍ الخشوعي، وعبد الرحمن ابن الخرقي، والقاسم بن عساكر، وابن طبرزد، وجماعة. ولازم الحافظ عبد الغني كثيراً، وأخذ عنه السنة. قرأت بخط الضياء المقدسي: وفي يوم الأحد ثالث عشر ربيع الآخر توفي الشيخ الإمام العالم الزاهد أبو الثناء محمود بن همام، ودفن من يومه بالجبل. وكان الخلق في جنازته كثيراً جداً. وما رأينا من أئمة الشافعية مثله. ما كان يداهن أحداً في الحق، ويتكلم عند من حضره بالحق من أميرٍ، أو قاضٍ، أو فقيهٍ. ولأهل السنة كان مجداً وناصراً، فرحمة الله عليه ورضوانه.) وقرأت في ترجمته بخط محمد بن سلام: جمع الله فيه كل خلةٍ مليحة، واحتوى على كل فضيلة مع دماثة الأخلاق، وطيب الأعراق. وكان فقيهاً، محققاً، مدققاً، حسن الأداء للقرآن. وانتفع بع عالمٌ عظيم. وقرأوا عليه القرآن. وكان طويل الروح على التلقين. وكان قد جمع مع هذا الزهد العظيم، والورع الغزير، كان صائم الدهر، ملازماً للجامع، ما كان يخرج منه إلا بعد العشاء ليفطر، ويعود إليه سحراً. قلت: روى عنه الضياء حكاياتٍ. وحدثنا عنه الشرف ابن عساكر. وأجاز للشيخ علي القارئ، وفاطمة بنت سليمان، وإبراهيم بن أبي الحسن المخرمي، وغيرهم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 86 4 (المسلم بن أحمد بن علي بن أحمد.) أبو الغنائم، المازني، النصيبي، ثم الدمشقي، ويعرف بخطيب الكتان. شيخٌ معمرٌ، عالي الرواية. ولد سنة ثمانٍ وثلاثين وخمسمائة. وسمع من: عبد الرحمن بن أبي الحسن الداراني، وأبي القاسم علي بن الحسن الحافظ، وأخيه الصائن هبة الله. وذكر أنه دخل الإسكندرية، وسمع من أبي طاهر السلفي. وكان يخدم في الضمان والمكس، ثم ترك ذلك، وحسنت حاله، ولزم بيته والجامع. وافتقر وباع ملكه. وروى الكثير، روى عنه: البرزالي، والقوصي، والمجد ابن الحلوانية، والحافظ ضياء الدين، والشرف ابن النابلسي، وابن الصابوني، وعلي بن هارون بمصر. وحدثنا عنه: أبو الفضل بن عساكر، وأبو الفضل محمد بن يوسف الذهبي، والخضر بن عبدان الأزدي، وفاطمة بنت سليمان. وبالإجازة القاضي تقي الدين الحنبلي، وابن الشيرازي، وتاج العرب بنت علان، والفخر إسماعيل ابن عساكر. وتوفي في الثامن والعشرين من ربيع الأول. 4 (مقبل بن عمر بن مهنا الأزجي، النجار.) سمع من عيسى الدوشابي. ومات في ذي الحجة. 4 (مكرم بن مسعود بن حماد بن عبد الغفار بن سعادة بن معقل بن عبد
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 87 الحميد بن أحمد بن) محمد ابن قاضي القضاة أحمد بن أبي داود الإيادي.) ولد سنة ستٍ وخمسين وخمسمائة. وولي القضاء ببلاد الروم. وقدم مصر وحدث عن عبد المنعم ابن الفراوي. روى عنه الزكي المنذري. ومكرمٌ: مخففٌ. توفي بأبهر زنجان في السنة. 4 (منصور بن زكي بن منصور بن مسعود الغزال.) شيخٌ بغدادي. ولد سنة ستٍ وخمسين. وسمع من: عبد الله بن منصور الموصلي، وعبد الله بن أحمد ابن النرسي، وعبد الحق اليوسفي. روى عنه ابن النجار، وقال: لا بأس به. ومات في ربيع الأول. أجاز لابن الشيرازي. ويقال له: أبو منصورٍ. 4 (منكورس الفلكي، الأمير الكبير.) ركن الدين، العادلي. ناب في الديار المصرية للملك العادل، وفي دمشق مرة. وكان محتشماً، عفيفاً، ديناً، خيراً، كثير الصدقات. يجيء المؤذن إلى الجامع وحده وبيده طوافة. وله بجبل قاسيون تربةٌ ومدرسةٌ وقف عليهما أوقافاً كثيرةً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 88 4 (موسى، الملك المفضل، قطب الدين.) ابن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب بن شاذي. أجاز له العلامة أبو محمد عبد الله بن بري، ومحمد بن صدقة الحراني. وتوفي في ذي الحجة. 4 (حرف النون)
4 (ناصر بن عبد العزيز بن ناصر بن عبد الله بن يحيى.) أبو الفتوح، الأغماتي الأصل، الإسكندراني، ويعرف بابن السقطي.) ولد سنة ستين وخمسمائة. وحدث عن: السلفي، وأبي الطاهر بن عوف، وغيرهما. وكان رجلاً مباركاً، صالحاً. مات في رابع ذي العقدة. وحدثنا عنه عبد المعطي الهمداني. 4 (نصر الله بن حسان بن أبي الزهر.) أبو الفتح، الدمشقي، الشروطي، الدلال. روى عن: الخشوعي، وغيره. ومات في سادس صفرٍ. 4 (حرف الياء)
4 (يحيى بن حسن بن حسين، الشريف.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 89 أبو الفضائل، العلوي، الجواني، الواسطي. توفي في رمضان عن ستٍ وثمانين سنة، بواسط. يروي عن أبي طالب بن علي الكتاني. 4 (يحيى بن سلمان بن أبي البركات بن ثابت.) أبو البركات، البغدادي، المأموني، الصواف. ولد سنة تسعٍ وأربعين. وسمع من أبي الفتح بن البطي. روى عنه بالإجازة القاضي شهاب الدين الخويي، وغيره. وبالسماع عز الدين الفاروتي، وقبله محب الدين ابن النجار وقال: كان لا يأس به، توفي في سادس ربيع الأول. 4 (يحيى بن منصور بن يحيى بن الحسن.) الفقيه، أبو الحسين، السليماني، اليماني، المقرئ، الشافعي. من أعيان شيوخ القاهرة. قرأ القراءآت على أبي الجود. وتفقه على الشهاب محمد بن محمود الطوسي. وقرأ علم الكلام بالثغر على أبي الحسن البخاري. ولازم الحافظ علي بن المفضل مدةً.) ودرس بمدرسة قاضي قوص بالقاهرة، وأم بمسجدٍ. وتوفي في جمادى الآخرة. 4 (يوسف بن حيدرة بن حسن، العلامة.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 90 رضي الدين، أبو الحجاج، الرحبي. شيخ الطب بالشام. له القدم والاشتهار عند الخاص والعام. ولم يزل مبجلاً عند الملوك. وكان كبير النفس، عالي الهمة، كثير التحقيق، حسن السيرة، محباً للخير، عديم الأذية. كان أبوه من الرحبة كحالاً، فولد له رضي الدين بجزيرة ابن عمر، أقام بنصيبين مدةً، وبالرحبة. وقدم بعد ذلك دمشق مع أبيه في سنة خمسٍ وخمسين وخمسمائة. ثم بعد مدةٍ توفي أبوه بدمشق، وأقبل رضي الدين على الاشتغال. والنسخ، ومعالجة المرضى. واشتغل على مهذب الدين ابن النقاش ولازمه، فنوه بذكره وقدمه. ثم اتصل بالسلطان صلاح الدين، فحسن موقعه عنده، أطلق له في كل شهر ثلاثين ديناراً، وان يكون ملازماً للقلعة والبيمارستان. ولم تزل عليه إلى أيام المعظم، فنقصه النصف، ولم يزل متردداً إلى المارستان إلى أن مات. وقد اشتغل عليه خلقٌ كثيرٌ، وطالت أيامه، وبقي أطباء الشام تلامذته. ومن جملة من قرأ عليه أولاً مهذب الدين عبد الرحيم. قال ابن أبي أصيبعة: حدثني رضي الدين الرحبي قال: جميع من قرأ علي سعدوا، وانتفع الناس بهم ثم سمى كثيراً منهم قد تميزوا وكان لا يقرئ أحداً من أهل الذمة، ولم يقرئ في سائر عمره منهم سوى اثنين، وكلٌ منهما نبغ، وتميز، وكتب. قد قرأت عليه في سنة اثنتين وثلاثٍ وعشرين وستمائة كتباً في الطب، وانتفعت به. وكان محباً للتجارة مغرىً بها. وكان يراعي مزاجه، ويعتني بنفسه، ويحفظ صحته. وكان لا يصعد في سلم، وإذا طلب لمريضٍ، سأل عن ذلك أولاً. ويطلع إلى بستانه يوم السبت يتنزه. وكان الصاحب صفي الدين ابن شكر يلزم أكل الدجاج، فشحب لونه، فقال له رضي الدين يوماً: الزم لحم الضأن وقد ظهر لونك، ألا ترى إلى لون هذا اللحم ولون هذا اللحم قال: فلزمه،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 91 فصلح لونه واعتدل مزاجه، لأن لحم الضأن يتولد منه دمٌ متينٌ بخلاف الدجاج. ولد رضي الدين الرحبي في جمادى الأولى سنة أربعٍ وثلاثين، وعاش سبعاً وتسعين سنةً. ومات يوم عاشوراء المحرم. وكان مرضه شهراً ولم يتبين تغير شيءٍ من سمعه ولا بصره،) وإنما كان في الآخر يعتريه نسيانٌ لأشياء القريبة العهد المتجددة. وخلف ولدين: شرف الدين علياً، وجمال الدين عثمان، وكلاهما طبيبٌ فاضلٌ. 4 (يونس ابن الخطيب أبي عبد الله محمد بن أبي الفضل بن زيد الدولعي.) أبو المظفر. حدث عن: جده لأمه الخطيب عبد الملك بن زيد الدولعي، وعبد اللطيف ابن شيخ الشيوخ. ومات في ذي القعدة، قبل أبيه. 4 (الكنى)
4 (أبو الفرج المالكي.) أحد العلماء، وصاحب كتاب الحاوي. قال لي أبو عبد الله الوادياشي: إنه تفي سنة. 4 (وفيها ولد) الإمام محيي الدين النواوي. والقاضي حسام الدين الرومي الحنفي: الحسن بن أحمد الرازي، باقسرا. والقاضي عز الدين عمر بن عبدالله بن عمر بن عوض الحنبلي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 92 وزين الدين المنجى بن عثمان، شيخ الحنابلة. وشمس الدين محمد بن حمزة، أخو القاضي تقي الدين. وسعد الدين يحيى بن محمد بن سعد، في ربيع الأول. والبهاء أبو بكر بن عبد الله بن عمر ابن العجمي، في رجبٍ. والشمس محمد بن عثمان بن مشرق، في رمضان. والأديب أبو عبد الله محمد بن أحمد بن مفرج الإشبيلي. والبدر احمد بن محمد بن حسن الصواف. والنجم أحمد بن إسماعيل ابن التبلي الحلبي. والقاضي أحمد بن محمد بن أحمد البشع. والشيخ علي بن جعفر، مؤذن القلعة. والزاهد إبراهيم بن أحمد بن حاتم، ببعلبك.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 93 4 (وفيات سنة اثنتين وثلاثين وستمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن عمر، ابن الأمير السلار، بختيار الأتابكي، الدمشقي.) الأمير، الأديب، زين الدين، أبو العباس. من بيت إمرةٍ وتقدمٍ. وله شعرٌ بديعٌ. روى عنه شهاب الدين القوصي، وغيره. توفي في المحرم. أنشدنا له نسيبه الأديب ناصر الدين أبوبكر ابن السلار: (أحنّ إلى الوادي الّذي تسكنونه .......... حنين محبٍّ زال عنه قرينه)
(وأشتاقكم شوق العليل لبرئه .......... وقد أميل آسيه وقل معينه)
(ولولا رضاكم بالعباد لزرتكم .......... زيارة من دنياه أنتم ودينه)
(وأرغمت أنف البين في جمع شملنا .......... ولكن بجهدي في رضاكم أعينه)
4 (أحمد بن علي بن عبد العزيز، العفيف.) أبو العباس، القرشي، المصري، الشافعي، المقرئ، المعروف بابن الصيرفي. قرأ القراءآت على أبي الجود. وسمع من أبي الحسن علي بن نجا. أجاز له الأثير أبو الطاهر الأنباري، وجماعةٌ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 94 وأم بمسجد الشارع، وأدب فيه. ومات في سادس عشر شوال، وجاوز السبعين. 4 (أحمد بن محمد بن الحسين.) أبو بكر ابن الخرساني، الخطاط. سمع أبا الحسن عبد الحق. روى عنه ابن النجار، وقال: كان متديناً، صالحاً، على طريقة السلف، توفي في ربيعٍ الآخر، وله سبعون سنة. وأجاز لشيخنا أبي نصر ابن الشيرازي. 4 (أحمد بن ناصر بن محمود.) ) أبو إسماعيل الخزرجي، الكفرسوسي، المعمر. سمع في سنة خمسٍ وخمسمائة من أبي القاسم الحافظ. وحدث في هذا العام ببيت رأس. سمع منه ابن الحلوانية، وجماعةٌ، أجاز للبهاء ابن عساكر. 4 (حرف الجيم)
4 (جعفر بن الأسعد بن أبي القاسم بن سعد.) أبو القاسم، الصوفي، الخياط. ولد سنة سبعٍ وأربعين وخمسمائة. وطلب الحديث في الكبر بعد الثمانين، وسمع من: عبيد الله بن شاتيل، ونصر الله القزاز، وأبي الخير القزويني، وجماعةٍ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 95 وروى الكثير بمكة، وحصل الأصول والأجزاء. وكان صواماً، قواماً، تالياً للقرآن، حجاجاً. وكان يعرف بابن الشيعية. أم بمسجد الظفرية مدةً. وكتب عنه طلبة بغداد. حدث عنه عز الدين الفاروثي. وأجاز للفخر إسماعيل بن عساكر، وفاطمة بنت سليمان، وأبي نصرٍ محمد ابن الشيرازي، وتقي الدين سليمان الحاكم. وتوفي في ثامن جمادى الأولى. قال ابن النجار: حصل الأصول، ونسخ الكثير مع ضعف يده ورداءة خطه. وكان صالحاً، ورعاً، عفيفاً، حافظاً للقرآن، كثير التلاوة والتعبد، صدوقاً. 4 (حرف الحاء)
4 (الحسن بن يحيى بن صباح بن الحسين بن علي.) أبو صادق، القرشي، المخزومي، المصري، الكاتب، نشء الملك. قال: ولدت في العاشر من جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين بمصر في زقاق بني جمح. سمع من الفقيه عبد الله بن رفاعة، وأجاز له وهو آخر أصحابه. وكان عدلاً، ديناً، صالحاً. روى عنه: الضياء، وابن خليلٍ، والبرزالي، وجماعةٌ من الحفاظ، وابنه عليٌ، وسليمان بن إبراهيم ابن القائد، ومحيي الدين ابن الحرستاني الخطيب، وأمين الدين عبد الصمد بن عساكر،) وابن عمه الشرف أحمد، ونصرٌ وسعد الخير
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 96 ابنا النابلسي، والشرف يوسف ابن النابلسي، والجمال محمد ابن الصابوني، والعلامة الجمال محمد بن مالكٍ النحوي، وأبو الحسين بن محمد اليونيني، والعز إسماعيل ابن الفراء، والعز أحمد ابن العماد، والشهاب محمد بن أبي العز الأنصاري، وهو آخر من حدث عنه سماعاً، ومحمد بن قايماز الطحان، والتقي ابن مؤمن، والعماد أحمد بن سعد، وعبد الحميد بن خولان، ومحمد بن مكي القرشي، وأبو الحرم بن محمد الأبار، وعلي بن الزين بن عبد الدائم، وأحمد بن المجاهد، ومحمد بن حازمٍ، وعلي بن بقاء الملقن، وعبد الدائم بن احمد الوزان، ومحمد بن علي الواسطي، وعبد الصمد ابن الحرستاني، ومحمد بن سلطان الحنفي، وخلقٌ سواهم. قال ابن الحاجب: هو شيخٌ ثقةٌ، وقورٌ، مكرمٌ لأهل الحديث، كثير التواضع. قال لي: إنه يبقى ستة أشهرٍ لا يشرب الماء، قلت: فتركته لمعنىً قال: لا أشتهيه. وقرأت بخط الضياء: توفي شيخنا أبو صادق بدمشق، وحمل من يومه إلى الجبل فدفن به. وكان خيراً قل من رأيت إلا ويشكره ويثني عليه. وهو آخر من روى عن ابن رفاعة فيما علمت. توفي في يوم الجمعة سادس عشر رجب. قلت: استوطن دمشق من بعد السبعين وخمسمائة، وشهد بها، أظنه كان من شهود الخزانة بدمشق. 4 (الحسين بن إبراهيم بن هبة الله بن مسلمة.) أبو القاسم، التنوخي، الدمشقي. سمع من: أبي المكارم عبد الواحد بن هلال، وأبي القاسم بن عساكر، وأبي المجد ابن البانياسي. وتوفي في شعبان. روى عنه: الزكي البرزالي، والمجد ابن الحلوانية، والجمال ابن الصابوني، وعلي بن محمدٍ المراكشي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 97 4 (الحسين ابن الإمام الفقيه عتيق بن الحسين بن عتيق بن الحسين بن رشيق بن عبد الله.) الفقيه، العالم، جمال الدين، أبو علي الربعي، المصري، المالكي. شهد عند قاضي القضاة صدر الدين عبد الملك بن درباس، فمن بعده. وسمع بالإسكندرية من) أبي الطاهر بن عوفٍ، وبمصر من أبيه. ودرس بالمسجد المعروف به بالفسطاط مدةً، وأفتى، وصنف في المذهب. وتفقه به جماعةٌ، وكان ديناً، ورعاً. قال: ولدت بالإسكندرية في ثالث شعبان سنة تسعٍ وأربعين وخمسمائة. روى عنه الزكي المنذري وقال: توفي في ثالث وعشرين ربيع الآخر. وسيأتي غير واحد من بيته. وتوفي أبوه في سنة ثلاثٍ وسبعين وخمسمائة. 4 (وتوفي ابنه الفقيه عبد الحميد بن الحسين بعده في شعبان من السنة كهلاً، ولم يحدث.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 98 4 (حمزة بن أحمد بن عم ابن الزاهد القدوة أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة.) أبو عبد الله، المقدسي، الحنبلي. والد قاضي القضاة تقي الدين الحنبلي. سمع الكثير، ولم يحدث لأنه مات قبل أوان الرواية بقرية جماعيل، في جمادى الآخرة في حياة والده الجمال أبي حمزة، وربيت أولاده اليتامى، وجاء منهم مثل: قاضي القضاة، وأخيه المقرئ ناصر الدين داود، والفقيه شمس الدين محمد. 4 (حرف الخاء)
4 (خلف بن أبي المجد.) موفق الدين الأنصاري، المصري، الشافعي، الفقيه. عاش بضعاً وثمانين سنةً. وتصدر بالجامع الأقمر بالتبانين بالقاهرة مدةً. وسمع من أبي الجيوش عساكر بن علي، وغيره. ومات في جمادى الأولى. 4 (حرف الدال)
4 (داود، الملك الزاهر ابن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب بن شاذي.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 99 أبو سليمان، صاحب إلبيرة. ولد بمصر. وأجاز له عبد الله بن بري النحوي، وأحمد بن حمزة ابن الموازيني، والبويصري. وكان فاضلاً، شاعراً. ملك إلبيرة مدةً طويلةً. مولده بالقاهرة في سنة ثلاثٍ وسبعين وخمسمائة. وتوفي بإلبيرة في تاسع صفرٍ، فتملك إلبيرة صاحب حلب ابن شقيقٍ له.) 4 (حرف الراء)
4 (رتن الهندي.) الذي زعموا أنه صحابيٌ. ذكر النجيب عبد الوهاب الفارسي الصوفي: أنه توفي في حدود سنة اثنتين وثلاثين. وذكر النجيب: أنه سمع من الشيخ محمود ولد بابارتن، وأنه بقي إلى سنة تسع وسبعمائة. وأنه قدم عليهم شيراز، فذكر: أنه ابن مائة وستة وسبعين عاماً، وأنه تأهل ورزق أولاداً. قلت: من صدق بهذه الأعجوبة وآمن ببقاء رتن، فما لنا فيه طبٌ، فليعلم أنني أول من كذب بذلك، وأنني عاجزٌ منقطعٌ معه في المناظرة. وما أبعد أن يكن جنيٌ تبدى بأرض الهند، وادعى ما ادعى، فصدقوه، لأن هذا شيخٌ مفترٍ كذابٌ كذب كذبةً ضخمةً لكي تنصلح خابية الضياع وأتى بفضيحةٍ كبيرةٍ، فوالذي يحلف به إن رتن لكذابٌ قاتله الله أنى يؤفك. وقد أفردت جزءاً فيه أخبار هذا الضال وسميته: كسر وثن رتن.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 100 4 (حرف الزاي)
4 (زهرة بنت عبد العزيز ابن الشيخ عبد القادر الجيلي.) قال أبو محمد المنذري: توفيت في جمادى الآخرة. وروت بالإجازة عن أبي الحسين عبد الحق. 4 (زهرة بنت الحافظ عبد القادر الرهاوي.) روت عن أبيها. قاله المنذري. 4 (حرف السين)
4 (ست العز بنت الرئيس أبي الغنائم هبة الله بن محفوظ بن صصرى التغلبي.) أم منعمٍ. أجاز لها عبد الجليل بن أبي سعد الهروي الراوي عن بيبى الهرثمية، ومحمد بن أسعد حفدة العطاري. وسمع منها الطلبة. وتوفيت في رمضان، ودفنت بسفح قاسيون. وهي أخت الحافظ. 4 (سيدة الرؤساء بنت محمد بنت شجاع الحاجي البغدادي.) ) سمعت من تجني الوهبانية. وماتت في صفر. روى عنها بالإجازة أبو نصرٍ ابن الشيرازي، وغيره.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 101 4 (حرف الشين)
4 (شرف الدين ابن الفارض.) هو عمر بن علي. سيأتي إن شاء الله. 4 (حرف الصاد)
4 (صوابٌ، الطواشي الكبير، شمس الدين.) العادلي، الخادم. مقدم الجيوش العادلية، وأحد الأبطال المذكورين، ومن أمراء الدولتين، فكان إذا حمل، يقول: أين أصحاب الخصى أسره ملك الروم، ثم خلص. وقيل: إنه كان له مائة مملوكٍ خدامٌ، وطلع منهم جماعةٌ أمراء، منهم: الأمير بدرٌ الصوابي، والأمير شبل الدولة الخزندار، والطواشي السهيلي خزندار الكرك. وكان له برٌ وصدقةٌ. وتوفي بحران في أواخر رمضان، وكان مقيماً بها، وهي مضافةٌ إليه مع ديار بكرٍ وما والاها. 4 (حرف الظاء)
4 (ظافر بن تمام بن ظافر.) أبو العباس الدمشقي، الطحان. حدث عن أبي المعالي بن صابرٍ، روى عنه المجد ابن الحلوانية، وغيره.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 102 وتوفي في شعبان. وأجاز للشيخ علي بن هارون، وإبراهيم بن أبي الحسن المخرمي، ولفاطمة بنت سليمان، والقاضي تقي الدين الحنبلي. وخرج عنه البهاء ابن عساكر. 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن أيدغمش بن أحمد.) أبو محمد، الدمشقي، الزاهد، المعروف بالمارديني.) صحب المشايخ، وتزهد، وانقطع إليه جماعةٌ، ورزق القبول خصوصاً من الأمراء. وكان كثير الإقدام عليهم والإغلاظ لهم. وسمع من: الحافظ عبد الغني، وغيره. ثم جاور بمكة وبها مات في المحرم. 4 (عبد الله ابن الأمير علي ابن الوزير أبي منصور الحسين ابن الوزير أبي شجاع محمد بن) الحسين الروذراوري. ثم البغدادي. ولد بإصبهان سنة خمسٍ وخمسين. وسمع من: محمد بن تميم بن محمد اليزدي. أجاز للفخر إسماعيل بن عساكر، وفاطمة بنت سليمان، وابن الشيرازي. وتوفي في جمادى الأولى. كنيته أبو منصور. 4 (عبد الخالق بن طرخان بن الحسين.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 103 أبو محمد القرشي، الأموي، الإسكندراني، الحريري. حدث عن عبد الرحمن بن موقا. ومات في ربيع الأول. وهو والد الشرف محمد، الراوي عن ابن المفضل المقدسي. 4 (عبد السلام ابن المطهر ابن قاضي القضاة أبي سعد عبد الله ابن أبي السري محمد ابن هبة) الله ابن المطهر بن علي بن أبي عصرون. الفقيه، شهاب الدين، أبو العباس، التميمي، الدمشقي، الشافعي. سمع من: جده أبي سعد، ومن يحيى الثقفي، وأحمد ابن الموازيني، وجماعةٍ. وكان فقيهاً، جليل القدر، وافر الديانة. ترسل من حلب إلى بغداد وإلى الأطراف. وانقطع في الآخر بمكانه بالجبل عند حمام النحاس. وكان منهمكاً في التمتع. كان له أكثر من عشرين سرية حتى يبست أعضاؤه وتولدت عله أمراضٌ. روى عنه: البرزالي، والقوصي، والمجد ابن الحلوانية، والمجد ابن أبي جرادة الحاكم،) وجماعةٌ. وحدثنا عنه ابنه تاج الدين محمد. وتوفي في الثامن والعشرين من المحرم. 4 (عبد الكريم بن عمر ابن شيخ الشيوخ صدر الدين عبد الرحيم ابن إسماعيل بن أبي سعد) النيسابوري.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 104 ثم البغدادي، الصوفي، أبو سعدٍ. ولد سنة خمس وسبعين. وحدث عن عبيد الله بن شاتيل. وتوفي ذي القعدة. 4 (عبد اللطيف بن أبي المظفر البغدادي.) أبو طالبٍ، ابن عفيجة. حدث عن أبي الحسين عبد الحق اليوسفي. ومات في ربيع الآخر. روى عنه ابن الشيرازي. 4 (عبد المولى بن عبد السيد بن إبراهيم، بدر الدين.) القرشي، الدمشقي، الوكيل بمجلس الحكم. حدث عن يحيى الثقفي. روى عنه الشهاب القوصي وقال: مات في المحرم. 4 (عبد الوهاب بن محمود بن الحسن بن علي.) أبو محمدٍ، الجوهري، التاجر، البغدادي، المعروف بابن الأهوازي. سمع من: يحيى بن ثابت، وأحمد بن المقرب، وأحمد بن محمد بن بكروس. وتوفي في سابع جمادى الأولى، وقد قارب الثمانين. قاله المنذري. قلت: أجاز لكمال الدين أحمد ابن العطار، وللفخر إسماعيل بن عساكر،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 105 ولزينب بنت الإسعردي، ولمحمد بن يوسف الذهبي، وابن الشيرازي، وفاطمة بنت سليمان. وكتب عنه ابن النجار، وغيره. 4 (علي بن إبراهيم بن علي. القاضي، الإمام، الحافظ.) ) المتقن أبو الحسن، الجذامي، الغرناطي، ابن القفاص. روى عنه: أبي عبد الله بن زرقون، وعبد الحق بن بونه، وأبي زيدٍ السهيلي، وأبي القاسم بن حبيش، وعدةٍ، واعتنى، وقيد، وكتب الكثير. قال ابن الزبيري: كان ضابطاً، فقيهاً، حافظاً جليلاً. اختصر كتاب الاستذكار لابن عبد البر. روى عنه أبو علي بن أبي الأحوص، مات في ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين عن سبع وسبعين سنة. 4 (علي بن إسماعيل بن إبراهيم بن جبارة، القاضي.) الرئيس، شرف الدين، أبو الحسن، الكندي، التجيبي، السخاوي المولد، المحلي الدار، النحوي، المالكي، العدل. ولد في أول سنة أربع وخمسين. وحدث عن السلفي. وتوفي في القاهرة في خامس ذي الحجة، قاله الحافظ المنذري، وروى عنه هو، وشيخنا التاج العراقي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 106 وكان من أئمة العلم. أضر بأخرةٍ. نظر في الديوان، وخدم الدولة بالمحلة. وله ديوان شعرٍ كبير. وكان يقرئ النحو. قرأت على علي بن أحمد الهاشمي: أخبرك الأديب شرف الدين علي بن إسماعيل بالقاهرة، أخبرنا أبو طاهرٍ السلفي، أخبرنا أبو الحسين الصيرفي، أخبرنا محمد بن علي الصوري، أخبرنا ابن النحاس، أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد الحراني، حدثنا هاشم بن مرثد، حدثنا المعافى، حدثنا موسى بن أعين، عن عبد الله، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تجوزوا في الصلاة، فإن خلفكم الضعيف، والكبير، وذا الحاجة. 4 (علي بن الحسن بن أحمد بن رشيد.) أبو الحسن، الرشيدي، البزاز، الضرير. شيخٌ بغداديٌ. سمع من: عبد الواحد بن الحسين البارزي، ويحيى بن ثابت البقال. وتوفي في ثامن عشر ربيع الأول.) أجاز للفخر ابن عساكر، ولفاطمة بنت سليمان، ولأبي نصرٍ محمد بن محمد المزي. وقد سمع منه ابن الجوهري، وعلي ابن الأخضر، وجماعةٌ بقراءة الحافظ محمد ابن النجار.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 107 وكتب له ابن النجار: الشيخ الصالح. قرأت على محمد بن محمد، عن علي بن أبي محمد الرشيدي، أن عبد الواحد بن حسين أخبرهم، أخبرنا الحسين بن طلحة، أخبرنا ابن بشران، أخبرنا إسماعيل الصفار، حدثنا عمر بن مدرك، حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن سالمٍ، عن ابن عمر، قال: كل استثناءٍ غير موصولٍ فصاحبه حانثٌ. 4 (علي بن علي بن محمد بن نصر بن غنيمة.) أبو الحسن، الواسطي، البزاز عرف بابن قطب. ولد بواسط سنة خمسٍ وستين. وسمع من أبي طالبٍ محمد بن علي الكتاني. وتوفي في رجبٍ. 4 (علي بن أبي الفتح المبارك بن الحسن بن أحمد بن إبراهيم.) أبو الحسن، الواسطي، البرجوني، الفقيه، المقرىء، تقي الدين، ابن باسويه، وهو لقبٌ لأحمد. حفظ القرآن على أحمد بن سالم البرجوني، وقرأ بالعشر على أبي الحسن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 108 علي بن المظفر الخطيب، وأبي بكرٍ بن منصورٍ الباقلاني. وسمع من أبي طالبٍ الكتاني، ومسعود بن علي بن صدقة، وقدم بغداد، فسمع بها من عبيد الله بن شاتيل، ونصر الله القزاز، وعبد المنعم بن عبد الله الفراوي، والحافظ أبي بكر محمد بن عثمان الحازمي، وابن بوش، وابن كليب، وجماعةٍ. وقدم دمشق وسكنها، وأقرأ بها، وحدث. وكان جيد الأداء، حسن الأخلاق، ثقةً، فاضلاً. وقد تفقه علي أبي طالب صاحب ابن الخل، ويعيش بن صدقة. سمع منه: الزكي البرزالي، والضياء، والسيف، وابن الحاجب، والقوصي، وابن الحلوانية، وجماعةٌ. وقرأ عليه القراءآت علم الدين القاسم بن أحمد الأندلسي، والتقي يعقوب الجرائدي، والرشيد بن أبي الدر، وغيرهم. وحدثنا عنه أبو القاسم عبد الصمد ابن الحرستاني، ومحمد بن قايماز الطحان، والشهاب بن) مشرف. وبالإجازة القاضي تقي الدين سليمان، والفخر إسماعيل بن عساكر. وتوفي في ثامن شعبان، وله ست وسبعون سنةً، ودفن بمقبرة باب الصغير. ولسعدٍ، والمطعم منه إجازة. 4 (عمر بن أحمد بن أحمد بن أبي سعد.) الإمام، أبو حفصٍ، شعرانة، الإصبهاني، المستملي، الحافظ. سمع الكثير، وكتب، وانتخب، وهو الذي رتب مسند الإمام أحمد على أبواب الفقه. وصنف كتاباً في ثمانية أسفارٍ سماه روضة المذكرين وبهجة المحدثين وما أحسبه رحل في الحديث.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 109 سمع: أبا جعفر الصيدلاني، وعفيفة، وأبا الفضائل العبدكوي، ومحمود بن أحمد الثقفي، ومسعود بن إسماعيل الجنداني، وأبا القاسم الخوارزمي الخطيب، وأبا الماجد محمد بن حامد المصري، وخلقاً سواهم. كأنه عدم بإصبهان في هذا العام رحمه اللهفي الكهولة. روى عنه بالإجازة جماعةٌ من شيوخنا من آخرهم ابن الشيرازي، وابن عساكر الطبيب. 4 (عمر بن علي بن مرشد بن علي.) الأديب البليغ، شرف الدين، أبو القاسم، الحموي الأصل، المصري المولد والدار، ابن الشيخ أبي الحسن الفارض. سيد شعراء العصر، وشيخ الاتحادية. ولد في رابع ذي القعدة سنة ست وسبعين وخمسمائة بالقاهرة. وسمع بها من بهاء الدين القاسم بن عساكر شيئاً قليلاً. وذكره الحافظ زكي الدين عبد العظيم في معجمه وقال: سمعت منه من شعره.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 110 وقال في الوفيات: كان قد جمع في شعره بين الجزالة والحلاوة. قلت: وديوان شعره مشهورٌ، وهو في غاية الحسن، واللطافة، والبراعة، والبلاغة، لولا ما شانه بالتصريح بالاتحاد الملعون في ألذ عبارة وأرق استعارةٍ كالفالوذج سمه سم الأفاعي، وهاأنا أذكر لك منه أبياتاً لتشهد بصدق دعواي، فإنه قالتعالى الله عما يقول: (وكل الجهات السِّتِّ نحوي مشيرةٌ .......... بما تم من نسكٍ وحجٍّ وعمرة)
(لها صلواتي بالمقام أقيمها .......... وأشهد فيها أنَّها لي صلَّت) ) (كلانا مصلٍّ واحدٌ ساجدٌ إلى .......... حقيقته بالجمع في كلّ سجدة)
(إلى كم أواخي السِّتر ها قد هتكته .......... وحلُّ أواخي الحجب في عقد بيعتي)
(وها أنا أبدي في اتِّحادي مبدئي .......... وأنهي انتهائي فيتواضع رفعتي)
(فإن لم يجوِّز رؤية اثنين واحداً .......... حجاك ولم يثبت لبعد تثبُّت)
(فبي موقفي، لا بل إليَّ توجُّهي .......... ولكن صلاتي لي، ومنِّي كعبتي)
(فلا تك مفتوناً بحسِّك معجباً .......... بنفسك موقوفاً على لبس غرَّة)
(وفارق ضلال الفرق فالجمع منتجٌ .......... هدى فرقةٍ بالاتّحاد تحدَّت)
(وصرِّح بإطلاق الجمال ولا تقل .......... بتقييده ميلاً لزخرف زينة)
(فكلُّ مليحٍ حسنه من جمالها .......... معارٌ له أو حسن كلِّ مليحة)
(بها قيس لبنى هام بل عاشقٍ .......... كمجنون ليلى أو كثيِّر عزَّة)
(وما ذاك إلاَّ أن بدت بمظاهرٍ .......... فظُّنوا سواها وهي فيهم تجلَّت)
(وما زلت إيَّاها، وإيَّاي لم تزل .......... ولا فرق بل ذاتي لذاتي أحبَّت)
(وليس معي في الملك شيءٌ سواي وال .......... معيَّة لم تخطر على ألمعيَّتي)
(وها دحيةٌ وافى الأمين نبيَّنا .......... بصورته في بدء وحي النُّبوَّة)
(أجبريل قل لي كان إذ بدا .......... لمهدي الهدى في صورةٍ بشريَّة) ومنها:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 111 (ولا تك ممّن طيّشته دروسه .......... بحيث استقلّت عقله فاستقرّت)
(فثمّ وراء النّقل علمٌ يدقّ عن .......... مدارك غايات العقول السّليمة)
(تلقّيته عنّي ومنّي أخذته .......... ونفسي كانت من عطائي ممدّتي)
(ولا تك باللاهي عن اللّهو جملةً .......... فهزل الملاهي جدّ نفسٍ مجدّة)
(تنزّهت في آثار صنعي منزّهاً .......... عن الشّرك بالأغيار جمعي وألفتي)
(فبي مجلس الأذكار سمع مطالعٍ .......... ولي حانة الخمّار عين طليعتي)
(وما عقد الزنّار حكماً سوى يدي .......... وإن حلّ بالإقرار بي فهي حلّت)
(وإن خرّ للأحجار في البدّ عاكفٌ .......... فلا تعد بالإنكار بالعصبيّة)
(قد عبد الدينار معنى منزهٌ .......... عن العار بالإشراك بالوثنية) ) (وما زاغت الأبصار من كلّ ملّةٍ .......... وما زاغت الأفكار في كلّ نحلة)
(وما حار من للشّمس عن غرّة صبا .......... وإشراقها من نور إسفار غرّتي)
(وإن عبد النّار المجوس وما انطفت .......... كما جاء في الأخبار في ألف حجّة)
(فما قصدوا غيري وإن كان قصدهم .......... سواي وإن لم يظهروا عقد نيّة)
(رأوا ضوء نوري مرّةً فتوهمو .......... ه ناراً فضلّوا في الهدى بالأشعّة) توفي ابن الفارض في جمادى الأولى، ثاني يوم منه بمصر. وقد جاور بمكة زماناً. وأنشدنا غير واحد له أنه قال عند الموت هذين البيتين لما انكشف له الغطاء: (إن كان منزلتي في الحبّ عندكم .......... ما قد لقيت فقد ضيّعت أيّامي)
(أمنيّةٌ وثقت نفسي بها زمناً .......... واليوم أحسبها أضغاث أحلام)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 112 4 (عمر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمويه.) الشيخ شهاب الدين، أبو حفص وأبو عبد الله، القرشي، التيمي، البكري، الصوفي، السهروردي، الزاهد، العارف، شيخ العراقرضي الله عنه. ولد في رجب سنة تسع وثلاثين وخمسمائة بسهرورد. وقدم بغدادوهو أمردفصحب عمه الشيخ أبا النجيب عبد القاهر، وأخذ عنه التصوف والوعظ. وصحب أيضاً الشيخ عبد القادر. وصحب بالبصرة الشيخ أبا محمد بن عبد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 113 وسمع من: عمه، وأبي المظفر هبة الله ابن الشبلي، وأبي الفتح بن البطي، ومعمر بن الفاخر، وأبي زرعة المقدسي، وأحمد بن المقرب، وأبي الفتوح الطائي، وسلامة بن أحمد ابن الصدر، ويحيى بن ثابت، وخزيفة ابن الهاطرا، وغيرهم. ومشيختهجزءٌ لطيفٌ اتصل لنا. روى عنه: ابن الدبيثي، وابن نقطة، والضياء، والبرزالي، وابن النجار، والقوصي، والشرف ابن النابلسي، والظهير محمود بن عبيد الله الزنجاني، والشمس أبو الغنائم بن علان، والتقي ابن الواسطي، والعز أحمد بن إبراهيم الفاروثي الخطيب، والشمس عبد الرحمن ابن الزين، والرشيد محمد بن أبي القاسم، والشهاب الأبرقوهي، وآخرون. وبالإجازة البدر حسن بن الخلال، والكمال أحمد ابن العطار، والفخر إسماعيل ابن عساكر، والشمس محمد بن محمد ابن الشيرازي، والتقي سليمان القاضي، وجماعةٌ.) وكناه بعضهم أبا نصر، وبعضهم أبا القاسم. قال الدبيثي: قدم بغداد مع عمه أبا النجيب. وكان له في الطريقة قدمٌ ثابتٌ، ولسانٌ ناطق. وولي عدة ربط للصوفية، ونفذ رسولاً إلى عدة جهات. وقال ابن النجار: كان أبوه أبو جعفر قد قدم بغداد وتفقه على أسعد الميهني. وكان فقيهاً واعظاً، قال لي ابنه: قتل بسهرورد وعمري ستة أشهر. كان ببلدنا شحنة ظالم فاغتاله جماعةٌ، وادعوا أن أبي أمرهم بذلك، فجاء غلمان المقتول وفتكوا بأبي، فمضى العوام إلى الغلمان فقتلوهم، وثارت الفتنة، فأخذ السلطان أربعة منهم وصلبهم حتى سكنت الفتنة. فكبر قتلهم على عمي أبي النجيب، ولبس القباء وقال: لا أريد التصوف. حتى استرضي من جهة الدولة. ثم قال ابن النجار في الشيخ شهاب الدين: كان شيخ وقته في علم الحقيقة، وانتهت إليه الرئاسة في تربية المريدين، ودعاء الخلق إلى الله، وتسليك
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 114 طريق العبادة والزهد. صحب عمه، وسلك طريق الرياضات والمجاهدات. وقرأ الفقه، والخلاف، والعربية، وسمع الحديث، ثم انقطع ولازم الخلوة، وداوم الصوم، والذكر، والعبادة، إلى أن خطر له عند علو سنه أن يظهر للناس ويتكلم عليهم، فعقد مجلس الوعظ بمدرسة عمه على دجلة، فكان يتكلم بكلامٍ مفيد من غير تزويق ولا تنميق. وحضر عنده خلقٌ عظيمٌ. وظهر له قبولٌ عظيمٌ من الخاص والعام، واشتهر اسمه، وقصد من الأقطار، وظهرت بركات أنفاسه على خلقٍ من العصاة فتابوا. ووصل به خلقٌ إلى الله، وصار له أصحابٌ كالنجوم. ونفذ رسولاً إلى الشام مرات، وإلى السلطان خوارزم شاه. ورأى من الجاه والحرمة عند الملوك ما لم يره أحدٌ. ثم رتب شيخاً بالرباط الناصري، وبرباط البسطامي، ورباط المأمونية. ثم إنه أضر في آخر عمره وأقعد. ومع هذا فما أخل بالأوراد، ودوام الذكر وحضور الجمع في محفة، والمضي إلى الحج، إلى أن دخل في عشر المائة، وضعف، فانقطع في منزله. قال: وكان تام المروءة، كبير النفس، ليس للمال عنده قدرٌ، لقد حصل له ألوفٌ كثيرة، فلم يدخر شيئاً، ومات ولم يخلف كفناً. وكان مليح الخلق والخلق. متواضعاً، كامل الأوصاف الجميلة. قرأت عليه كثيراً وصحبته مدةً، وكان صدوقاً، نبيلاً. صنف في التصوف كتاباً شرح فيه أحوال القوم، وحدث به مراراً يعنيعوارف المعارف. قال: وأملى في أخر عمره كتاباً في الرد على الفلاسفة، وذكر أنه دخل بغداد بعد وفاة أبي) الوقت المحدث. وقال ابن نقطة: كان شيخ العراق في وقته، صاحب مجاهدة وإيثارٍ، وطريقةٍ حميدةٍ، ومروءةٍ تامةٍ، وأورادٍ على كبر سنه. وقال يوسف الدمشقي: سمعت وعظ أبي جعفروالد السهرورديببغداد في جامع القصر، وفي المدرسة النظامية، وتولى قضاء سهرورد، وقتل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 115 وقال ابن الحاجب: يلتقي هو والإمام أبو الفرج ابن الجوزي في النسب، في القاسم بن النضر بن القاسم بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد ابن الصديق أبي بكر رضي الله عنهوقال: هو عمر بن محمد بن عبد الله عمويه بن سعد بن الحسين بن القاسم بن النضر. قلت: وقد ذكرنا نسب ابن الجوزي في ترجمته، أنبأني مسعود بن حمويه: أن قاضي القضاة بدر الدين يوسف السنجاري حكى عن الملك الأشرف موسى أن السهروردي جاءه رسولاً، فقال في بعض حديثه: يا مولانا تطلبت كتا بالشفاءلابن سينا من خزائن الكتب ببغداد، وغسلت جميع النسخ. ثم في أثناء الحديث قال: كان السنة ببغداد مرضٌ عظيم وموتٌ. فقلت: كيف لا يكون وأنت قد غسلت الشفاءمنها. قلت: وقد لبست الخرقة بالقاهرة من الشيخ ضياء الدين عيسى بن يحيى الأنصاري السبتي وقال: ألبسنيها الشيخ شهاب الدين بمكة في سنة سبعٍ وعشرين وستمائة. توفي الشيخ في أول ليلة من السنة ببغداد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 116 4 (عمر بن محمد بن عمر بن محمد بن أبي نصر.) العلامة، أبو حفص، الفرغاني، الحنفي. مدرس الطائفة الحنفية بالمستنصرية. قدم بغداد واستوطنها. ودرس، واشتغل، وأفتى. وكان مع تفننه بالعلوم صاحب عبادةٍ، وصلاحٍ، ونسكٍ. وله النظم والنثر. توفي في هذا العام. وقد درس قبل بسنجار، وحدث عن الحافظ أبي بكر الحازمي، وغيره. 4 (عيسى بن سليمان بن عبد الله بن عبد الملك.) أبو موسى، الرعيني، الأندلسي، المالقي، المعروف بالرندي، لأنه نشأ برندة. وقد كنى نفسه) أخيراً: أبا محمد. سمع ببلده من أبي محمد ابن القرطبي، وأبي العباس ابن الجيار، وبحصن اصطبة من إبراهيم بن علي الخولاني. وحج وتوسع في الرحلة، وقدم دمشق وسمع بها الكثير من أبي محمد ابن البن، والموجودين على رأس العشرين وستمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 117 قال الأبار: كان ضابطاً، متقناً. كتب الكثير لكنه امتحن في صدره بأسر العدو فذهب أكثر ما جلب. وولي خطابة مالقة. وأجاز لي. وتوفي في ربيع الأول، وله إحدى وخمسون سنةً. وقال ابن الحاجب: ولد سنة إحدى وثمانين وخمسمائة. وكان محدثاً، حافظاً، متقناً، أديباً، نبيلاً، ساكناً، وقوراً، نزهاً، وافر العقل، ثقةً، محتاطاً في نقله، يفتش عن المشكل. سألت عنه الحافظ الضياء، فقال: خيرٌ عالمٌ متيقظٌ، ما في طلبة زمانه مثله. وسألت الزكي البرزالي عنه، فقال: ثقةٌ، ثبتٌ، محصلٌ، حدثنا من حفظه أنه قرأ على الإمام أبي إسحاق إبراهيم بن علي، أخبرنا أبو مروان عبد الرحمن بن محمد بن قزمان، حدثنا محمد بن فرج الطلاع، فذكر حديثاً منالموطأ. قلت: مات ابن قزمان سنة أربعٍ وستين وخمسمائة، وإبراهيم سنة ست عشرة. 4 (عيسى بن سنجر بن بهرام بن خمارتكين.) حسام الدين، الإربلي، الجندي، الشاعر المفلق، المعروف بالحاجري. وديوانه مشهورٌ. حبس مرةً بقلعة إربل، ثم خلص، ولبس زي الصوفية، واتصل بخدمة صاحب إربل. ثم وثب عليه شخصٌ قتله في شوال، وله خمسون سنة. وغلب عليه الحاجري لكثرة ذكره الحاجر في شعره. وكان ذا نوادر، ومفاكهة، ونحوه قليلٌ، لكن شعره في الذروة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 118 4 (حرف الغين)
4 (غانم بن علي بن إبراهيم بن عساكر بن حسين.) الشيخ، القدوة، الزاهد، أبو علي، الأنصاري، السعدي، المقدسي، النابلسي. أحد مشايخ الطرق. ولد بقرية بورين من عمل نابلس سنة اثنتين وستين وخمسمائة. وسكن القدس عام أنقذه السلطان من الفرنج سنة ثلاثٍ وثمانين، وساح بالشام، ورأى الصالحين. وكان) زاهداً، عابداً، مخبتاً، قانتاً لله، مؤثراً للخمول والانقباض، صاحب أحوالٍ وكراماتٍ. حكى ابنه الشيخ عبد الله: أن أباه أخبره أن رجلاً من الصديقيين اجتمع به ساعة قال: فلما وقعت يدي في يده انتزعت الدنيا من قلبي، ولما نهضت قال لي: وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى. فجعلت هذه الآية قدوتي إلى الله، وسلكت بها في طريقي، وجعلتها نصب عيني لكل شيءٍ قالته لي نفسي. فإن قالت لي: كل، أجوع، وإن قالت: نم، سهرت، وإن قالت: استرح، أتعبتها. قال ابنه عبد الله: انقطع رحمه الله تحت الصخرة في الأقباء السليمانية سنة ستين، وصحب الشيخ عبد الله الأرموي بقية عمره وعاشا جميعاً مصطحبين. قال: وحج ثلاث مرات محرماً من القدس، فقال: رجعت من الحج وأنا مريض لا أستطيع الكلام، فانطرحت في البرية، فجاءني مغربيٌ فسلم، فأومأت له، فقال: قم. فأقامني وجعل يده تحت جناحي، ثم سار بي يحدثني بما أنا فيه وبما يكون مني، لا أشك أني سائر في الهواء غير أني قريبٌ من الأرض مقدار ساعةٍ، ثم قال: اجلس ونم فنمت ونام معي فاستيقظت، فلم أجده، ووجدت نفسي قريباً من الشام وأنا طيبٌ، ولم أحتج بعد ذلك إلى طعامٍ ولا شرابٍ حتى دخلت بيت المقدس.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 119 ثم أخذ ولده عبد الله يصف توكله وفناءه ومحبته ورضاه ومقاماته، وأن أخلاقه كريمةٌ وهيبته عظيمةٌ، وأنه بقي عشرين سنة بقميصٍ واحد وطاقيةٍ على رأسه، ثم سأله الفقراء أن يلبس جبةً، فلبس، وأنه ما لقي أحداً إلا ابتسم له. قال: ورأيت ابن شير المغربي، وحج سنةً، ثم قدم وحضر عند الفقراء، فقال: كيف كان وصول الشيخ قالوا: الشيخ ما حج. فقال: والله لقد سلمت عليه على الجبل وصافحته، ثم أتى إليه وسلم عليه، وقال: يا شيخ غانم أما سلمت عليك بالجبل فتبسم وقال: يا شمس الدين هذا يكون بحسن نظرك والسكوت أصلح. وحكى الشيخ القدوة إبراهيم بن عبد الله الأرموي قال: حضرت مع والدي سماعاً حضره الشيخ غانم والشيخ طيٌ والشيخ عليٌ الحريري، فلما تكلم الحادي حصل للشيخ غانم حالٌ، فحملني وقام بي، ودار مراراً، فنظرت، فإذا بي في غير ذلك الموضع، ورأيت بلاداً عجيبةً، وأشجاراً غير المعهودة، وناساً موشحين بوزراتٍ، حتى رأيت شخصاً خارجاً من باب حديقةٍ) وهو يسوق بقرةً، فهالني ذلك. فلما جلس بي الشيخ، قال له الشيخ طيٌ أو غيره: أيش كانت وظيفة ولد الشيخ عليك في هذه القومة فلم ينطق. فقال والدي: الشيخ عبد الله فرج ولدي في إقليم الهند وجاء، فسكت الشيخ غانم. هذه الحكاية يرويها قاضي القضاة أبو العباس بن صصرى، والشيخ علاء الدين علي ابن شيخنا شمس الدين محمد سبط الشيخ غانم. وقد أفرد سيرة الشيخ غانم في جزء مليحٍ حفيد شيخنا شمس الدين المذكور المولى الأمام أبو عبد الله محمد ابن الشيخ علاء الدين أبقاهما الله ورحمهما وقال: توفي في غرة شعبان سنة اثنتين وثلاثين، ودفن في الحضرة التي بها صاحبه ورفيقه الشيخ عبد الله الأرموي بسفح قاسيون. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الملك.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 120 أبو عبد الله، ابن مشليون، الأنصاري، الفقيه الأندلسي. روى عن أبي بكر بن نمارة، وغيره. أخذ عنه الأبار وقال: توفي في ربيع الأول، وله تسعون سنة. 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن علي.) أبو عبد الله، القادسي، الكتبي، صاحب التاريخ. حدث عن عبيد الله بن شاتيل الدباس، وغيره. وكان رجلاً فاضلاً، ذا اعتناء بالتواريخ والحوادث. أجاز لتاج الدين إسماعيل بن إبراهيم بن قريش المخزومي، ولفاطمة بنت سليمان الأنصاري، وجماعةٍ. وتوفي في التاسع عشر من جمادى الآخرة ببغداد. وهو منسوبٌ إلى القادسية التي بين سامراء وبغداد، لا قادسية الكوفة التي كانت بها الوقعة المشهورة. وقد ذكرنا والده من سنواتٍ. 4 (ابن القاضي أبي محمد جامع بن عبد الباقي بن عبد الله بن علي، علاء الدين.) أبو المعالي، التميمي، الأندلسي، ثم الدمشقي.) سمعه أبوه من: بركاتٍ الخشوعي، وعبد اللطيف بن أبي سعد، والقاسم بن عساكر، وعمر بن طبرزد، وجماعةٍ. وبمصر من عبد الله بن محمد بن مجلي، وجماعة. وبحران من عبد القادر الرهاوي الحافظ. وبحماة، وحلب. وحدث.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 121 ووالده: 4 (جامع بن باقي من أصحاب السلفي.) روى عنه ابن خليل في معجمه وغيره. روى عن محمد زكي الدين البرزالي، ومجد الدين ابن الحلوانية. وتوفي في ذي الحجة بدمشق. 4 (محمد بن جعفر بن أحمد، أبو عبد الرحمن.) المخزومي، الشقري. سمع أباه، وحج، فأخذ عن العلامة أبي محمد عبد الحق الإشبيلي نزيل بجاية كتاب التهجد له. ولم يكن له معرفةٌ بالحديث، بل له حظ مبرور من منظوم ومنثور. وتوفي في شوال. 4 (محمد بن حسن بن محمد.) أبو عبد الله، الأنصاري. من أهل قرطاجنة عمل مرسية. روى عن: خاله أبي الحسن بن أبي العافية، وأبي بكر بن أبي جمرة. وولي قضاء موضعه أربعين سنة. وكان له حظٌ من الفقه والأدب. توفي في شوال، وله ثمان وسبعون سنة. 4 (محمد بن دلف بن كرم بن فارس.) أبو الكرم، العكبري، القصار. ولد سنة إحدى وستين. وسمعه أبوه من: عبد الله بن أحمد ابن النرسي، ويحيى بن ثابت، ومسلم بن ثابت ابن النخاس. وحدث، ومات في صفر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 122 4 (محمد بن أبي غالب زهير بن محمد.) ) وجيه الدين، الأصبهاني، الزاهد، يعرف بشعرانة. سمعصحيح البخاري من أبي الوقت بإصبهان. وطال عمره. وحدث مدةً. وأجاز في سنة ثلاثين وسنة إحدى وثلاثين لأهل الشام. وكان شيخاً صالحاً، عابداً. أجاز لمحمد بن أبي العز بن مشرف، وإبراهيم بن علي بن الحبوبي، وفاطمة بنت سليمان، وإبراهيم بن أبي الحسن المخرمي، وللقاضي تقي الدين سليمان، وجماعةٍ. وحدث عنه القاضي كتابةً بصحيحالبخاري. 4 (محمد بن عبد الواحد بن أبي سعد.) أبو عبد الله المديني، الشافعي، الواعظ. ولد في ذي الحجة سنة ثلاثٍ وأربعين وخمسمائة بمدينة جي. وسمع من: أبي القاسم إسماعيل بن علي الحمامي، وأبي الوقت السجزي، وأبي الخير محمد بن أحمد الباغبان، وغيرهم. روى عنه الضياء المقدسي، وابن النجار. وسمعنا بإجازته على الشرف أحمد بن عساكر، وفاطمة بنت سليمان، والأمين أحمد بن رسلان، والقاضي تقي الدين سليمان، وغيرهم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 123 قال ابن النجار: هو واعظٌ، مفتٍ، شافعيٌ. له معرفةٌ بالحديث وله قبولٌ عند أهل بلده. وحدثني عن أبي الوقت بجزء بيبى، وفيه ضعف. وبلغنا أنه قتل بإصبهان شهيداً على يد التتار في أواخر رمضان سنة اثنتين. قلت: أخذت التتار إصبهان في هذا العام، وسلمت منهم إلى هذا الوقت وقتلوا بها خلقاً لا يحصون. 4 (محمد بن عبد الرشيد بن محمد بن عبد الرشيد بن ناصر.) أبو الفضل، الإصبهاني. من بيت العلم، والزهد. وولد سنة ثلاثٍ وسبعين وخمسمائة. وسمع من أحمد بن ينال الترك. وصحب الصوفية. وكان يعظ في القرى.) كتب عنه ابن النجار، وغيره. وقال ابن النجار بلغنا أنه قتل بإصبهان في شوال. قلت: هذا لم أره فيمن أجاز للقاضي تقي الدين. 4 (محمد بن عماد بن محمد بن الحسين بن عبد الله بن أبي يعلى.) أبو عبد الله، الجزري، الحراني، الحنبلي، التاجر. ولد بحران يوم الأضحى سنة اثنين وأربعين وخمسمائة. وقدم ديار مصر وهو مراهقٌ، فسمع الخلعيات من عبد الله بن رفاعة
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 124 الفرضي. وسمع بالإسكندرية من السلفي. وببغداد من: أبي الفتح ابن البطي، ويحيى بن ثابت، وأبي حنيفة محمد بن عبيد الله الخطيبي، وأبي محمد ابن الخشاب، وعبد الله بن منصور الموصلي، وسعد الله ابن الدجاجي، وأبي بكر بن النقور، وشهدة، وأحمد بن المقرب، والأبله الشاعر، وغيرهم. وروى بالإجازة عن هبة الله بن أبي شريك، وأبي القاسم ابن البناء، وأبي الوقت. وسمع بمصر أيضاً من علي بن نصر الأرتاحي، عن أبي علي بن نبهان. روى عنه: ابن النجار، والزكي المنذري، ومحمد بن عبد الخالق بن طرخان الكندي، وعطية بن ماجد، وعلي بن عبد الله المنبجي، وجمال الدين محمد بن أحمد الشريشي الفقيه، وعبد المنعم ابن النجيب عبد اللطيف الحراني، وأبي محمد بن غلام الله ابن الشمعة، والتاج عبد الغني الجذامي، ومحمد بن عثمان الإربلي، وأبو العز بن محاسن، وكافور الصواف، وطائفةٌ. وحدثنا عنه محمد بن الحسين الفوي، وعلي بن أحمد العلوي، ويحيى بن أحمد الصواف، وآخر من روى عنه هو بالسماع، والقاضي تقي الدين سليمان بالإجازة. وكان ثقةً، صدوقاً، صالحاً. ذكره عمر ابن الحاجب فقال: شيخٌ عالمٌ، فقيهٌ، صالحٌ، كثير المحفوظ، ثقةً، حسن الإنصات، كثير السماع. سمع الكثير بإفادة خاله. وأصوله بأيدي المحدثين، وطال عمره. وسكن الإسكندرية، ورحل إليه. وتوفي في عاشر صفر بالإسكندرية. 4 (محمد بن غسان بن غافل بن نجاد بن غسان بن غافل بن نجاد بن ثامر الحنفي، الأمير،) الأنصاري.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 125 الخزرجي، الحمصي، سيف الدولة، أبو عبد الله.) ولد بحمص في سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة. وقدم دمشقوهو صبيفسمع من الصائن هبة الله، والحافظ علي ابني الحسن بن هبة الله، وأبي المظفر سعيد بن سهل الفلكي، وأبي المكارم عبد الله بن هلال، وعلي بن أحمد الحرستاني، وعبد الخالق بن أسد الحنفي، وغيرهم. روى عنه: الضياء، ابن خليل، والجمال ابن الصابوني، وسعد الخير النابلسي، وأخوه نصرٌ، وعلي بن عثمان اللمتوني، وسليمان بن داود بن كسا، والمؤيد علي بن إبراهيم الكاتب، والشرف أحمد بن عساكر، وأحمد بن عبد الرحمن المنقذي، ومحمد بن حازم، والعز أحمد ابن العماد، والشمس محمد ابن الواسطي، وآخرون. وآخر من روى عنه حضوراً البهاء قاسم بن عساكر. وكان يعيش من ملكه، ويواظب على الصلاة في جماعة. توفي في ثالث عشر شعبان. 4 (محمود بن إبراهيم بن سفيان بن إبراهيم بن عبد الوهاب ابن الحافظ أبي عبد الله محمد بن) إسحاق بن مندة. أبو الوفاء، العبدي، الإصبهاني. من بيت الحديث والرواية، حدث من بيته طائفةٌ كبيرةٌ. وسمع من: أبي رشيد أحمد بن محمد الفيج، ومسعود بن الحسن الثقفي، وأبي الخير محمد بن أحمد الباغبان، والحسن الثقفي، وأبي الخير محمد بن أحمد الباغبان، والحسن بن العباس الرستمي، وعبد المنعم بن محمد بن سعدويه، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 126 قال ابن النجار: سمع كتاب المحتضرين لابن أبي الدنيا، وكتاب حلم معاوية، وكتابالرقة والبكاء، وكتابالموت، وكتابالتهجد، لابن أبي الدنيا، وكتا بالإيمانلابن مندة في مجلدة، سمعه من الرستمي، عن عبد الوهاب بن مندة، عن أبيه. فأما التهجدفسمعه من مسعود الثقفي. وأماالرقة والمحتضرينفسمعه من أبي الخير الباغبان. وأماذكر الموتوحلم معاوية فسمعه من أبي عبد الله الرستمي بسندهم. روى عنه: ابن النجار، والضياء، وعبد الصمد بن أبي الجيش، والكمال عبد الرحمن المكبر شيخ المستنصرية، وآخرون. وبالإجازة القاضيان شهاب الدين ابن الخويي، وتقي الدين) سليمان، والشرف ابن عساكر، وأبو الحسين علي ابن اليونيني، والعماد إسماعيل ابن الطبال، وإبراهيم بن علي ابن الحبوبي، وفاطمة بنت سليمان، والشيخ علي بن هارون القارىء، ومحمد بن مشرف، والأمين أحمد بن أبي بكر ابن البعلبكي، وإبراهيم بن أبي الحسن المخرمي، ومحمد بن يوسف الذهبي، وعزية بنت محمد الكفر بطنانية، وغيرهم. وكان مولده في سنة خمسين أو اثنتين وخمسين وخمسمائة، وسمع الكثير، فمن ذلك، قال: من مسموعاتي كتبمعرفة الصحابة للإمام أبي عبد الله جدي، سمعته من أبي الخير الباغبان سنة ست وخمسين وخمسمائة. قلت: وأكثر سماعاته وهو في الخامسة، فإنه كتب: وولادتي في سنة اثنتين وخمسين. وعدم في أخذ إصبهان هو، ومحمد بن عبد الواحد المدينيوقد مر، ومحمد بن زهير شعرانة وقد مر. 4 (وأبو بكر بن أحمد بن محمد ابن الحافظ أبي حامد بن كوتاه.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 127 الإصبهاني صاحب أحمد بن ينال. 4 (وأبو الفتوح محمد بن محمد بن أبي المعالي الوثابي الإصبهاني.) الراويمسند الشافعي عن رجاء بن حامد المعداني، عن مكي السلار. وسمع من جده أبي المعالي كتاب الذكر لابن أبي الدنيا، بسماعه من طراد الزينبي، وسمع جامع الترمذي من شاكر الأسواري: أخبرنا أبو الفتح الحداد، أخبرنا إسماعيل بن ينال، إجازة، أخبرنا ابن محبوب، أخبرنا الترمذي. وكان مولد في سنة أربعٍ وخمسين. 4 (وابنه أبو علي محمد بن محمد.) وله سماعات كثيرة من عين الشمس الثقفية، وطبقتها. 4 (ومحمد بن أبي سعيد بن أبي الرجاء بدر بن أبي الفتح الراراني.) أبو عبد الله. سمع شيئاً كثيراً بعد الستين وخمسمائة. 4 (والفقيه الحافظ المحدث ظهير الدين أبو محمد عبد الأعلى ابن العلامة عبد الله محمد بن) أبي القاسم ابن القطان الرستمي الإصبهاني.) مكثرٌ عن الترك وأبي موسى المديني، وبنيمان بن أبي الفوارس، وأبي رشيد إسماعيل بن غانم. وسمع حضوراً مسندالشافعي من أبي بكر محمد بن أحمد بن ماشاذة. ومعجمهذكر أنه خمسمائة وخمسون نفساً. وقد ذكر أنه سمع كتباً كباراً كدلائل النبوة، وحلية الأولياءلأبي نعيم، ومعالم السنن للخطابي، وغير ذلك. وولد سنة ثمانٍ وستين وخمسمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 128 4 (والزاهد صائن الدين أبو القاسم جامع بن إسماعيل بن غانم الإصبهاني المقرىء الصوفي) المعروف بيالة. راويجزءلوين، عن أبي بكر محمد بن أبي القاسم بن محمد الصالحاني. 4 (والشيخ عماد الدين أبو العباس أحمد بن أحمد بن عبد الغفار ابن أميركا.) الذين يروي عن أبي جعفر محمد بن الحسن الصيدلاني. 4 (والشيخ جمال الدين أبو محمد أسعد بن أحمد بن محمد بن معدان الإصبهاني السمسار.) الذي يروي عن القاسم بن الفضل الصيدلاني. 4 (وأبو عبد الله محمد ابن النجيب أحمد بن نصر بن طاهر الإصبهاني.) الذي يروي عن إسماعيل بن غانم. 4 (وابن عمه محمد بن سعيد بن أحمد بن أبي طاهر الأسواري.) وأحسبه ابن عم محمدالذي قبله. يروي أيضاً إسماعيل بن غانم. 4 (والإمام أبو نجيح محمد بن معاوية بن محمد بن أحمد الإصبهاني المقرىء.) مقرىء أهل إصبهان. له روايةٌ عن الحافظ أبي موسى المديني. 4 (وأبو إسحاق إبراهيم بن إبراهيم الإصبهاني، المقرىء، المستملي.) سمع أحمد بن ينال الترك. وكان شيخاً صالحاً. 4 (والمحدث الواعظ أبو الماجد محمد بن صالح بن أحمد ابن المصلح أبي عبد الله بن أحمد) بن علي الإصبهاني، الحنبلي.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 129 سمع من جد أبيه المصلح جميع الحلية: أخبرنا الحداد، أخبرنا المصنف أبو نعيمٍ. وسمع صحيح مسلم من جده. 4 (والإمام المحدث أبو حفص عمر بن أحمد بن أحمد بن أبي سعد الإصبهاني، المستملي) شعرانة، الشيخ السلفي. سمع وخرج وكتب الكثير وصنف ورتب مسندالإمام أحمد على أبواب الفقه والأحكام. وصنف كتاباً آخر في ثمان مجلداتٍ سماهروضة المذكرين وبهجة المحدثين. وسمع عن أبي جعفر محمد بن أحمد الصيدلاني، وأبي الفضائل العبد كوي، ومحمد بن أحمد الثقفي، وطبقتهم. وقد تفرد القاضي تقي الدين سليمان بالراوية بحكم الإجازة المحققة عن هؤلاء المذكورين، وعن خلق سواهم أذنوا له ولغيره في الرواية، وكاتبوه من إصبهان. واستشهد سائرهم بسيف التتار الكفرة في هذا العام. ومن سلم منهم أضمرته البلاد وانقطع خبره. فسبحان وارث الأرض ومن عليها ومعيد من خلق منه إليها. ولقد كانت إصبهان تكاد أن تضاهي بغداد في علو الإسناد في زمان أبي محمد بن فارس، والطبراني، وأبي الشيخ. ثم كان بعدهم طبقةٌ أخرى في العلو وهم: أبو بكر ابن المقرىء، وغيره. ثم طبقة أبي عبد الله بن مندة العبدي، وأبي إسحاق بن خرشند قوله، وأبي جعفر ابن المرزبان الأبهري، ثم طبقة أبي بكر بن مردويه، وأبي نعيم. ثم طبقة ابن ريذدة، وأبي طاهر بن عبد الرحيم، ورواة أبي الشيخ. ثم طبقة أصحاب ابن المقرىء. ثم أصحاب ابن مندة. ثم طبقة من بعدهم هكذا إلى أن سلط الله عليهم بذنوبهم العدو الكافر ليكفر عنهم ويعوضهم بالآخرة الباقية. فنسأل الله العفو والعافية. وأبو الوفاء محمود ابن منده، هو آخر من روى الحديثفيما علمتمن أهل بيته، وكان يلقب بجمال الدين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 130 4 (محمود بن عبد الله بن محمد بن يوسف.) أبو الثناء، المغربي الأصل. الرومي المولد، المصري الدار المؤذن، الحنفي، ابن الملثم، المعروف بالعجمي. قدم مصر في حدود السبعين وخمسمائة. وسمع من: علي بن هبة الله الكاملي، وهبة الله بن علي الأنصاري، وجماعة.) وأجاز له السلفي. وحصل أصولاً، وكتباً كثيرة، وأنفق على المحدثين جملةً. روى عنه الزكي المنذري، وعمر ابن الحاجب ووصفه بالصلاح. مولده بأقصرا سنة خمس وأربعين وخمسمائة. ومات في خامس ربيع الأول. وقد أذن للسلطان مدةً طويلةً. 4 (محمود بن علي بن محمود بن قرقين، الأمير الفاضل.) شمس الدين، أبو الثناء الجندي المقرىء. ولد بدمشق سنة أربعٍ وستين وخمسمائة. وسمع من أبي سعد من أبي عصرون. وسكن بعلبك واختص بملكها الملك الأمجد. وكان أديباً، منشئاً، شاعراً، يرجع إلى ديانةٍ وخيرٍ. روى عنه: تاج الدين محمد بن أبي عصرون، ومجد الدين ابن العديم، ومحمد بن يوسف الذهبي، وقبلهم البرزالي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 131 وكانت وفاته في شوال بمدينة بصرى. 4 (المهذب بن الحسين بن أبي غانم محمد بن الحسين بن الحسن بن زينة.) أبو غانم، الإصبهاني، الحافظ. ولد في حدود السبعين وخمسمائة. وسمع من: أبي الفتح الخرقي، وأحمد بن ينال الترك، وأبي موسى الحافظ، ووالده أبي ثابت، وطبقتهم. وأكثر عن أصحاب أبي علي الحداد كأبي جعفر الطرسوسي، وغيره. وسمع منه الزكي البرزالي، وغيره. قال ابن نقطة: دخلت إصبهان وهو بقرية، فلم يقدر لي لقيه، وهو حافظٌ، ثقةٌ، وقيد زينة بالكسر. ولا أدري متى مات، لكنه أجاز للقاضي تقي الدين سليمان في سنة ثلاثين وستمائة. 4 (مهلهل بن عبد الله بن مهلهل.) ) أبو السعادات، القطيعي. سمع من أبي المكارم المبارك بن محمد البادرائي. وحدث. توفي في منتصف جمادى الآخرة. 4 (حرف النون)
4 (ناصر بن سعد بن رشيد.) أبو محمد، العراقي، الحربوي، الكاتب المجود. تنقل في الخدم. وكتب بين يدي الوزير ابن الناقد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 132 4 (حرف الواو)
4 (وائلة بن بقاء بن أبي نصر بن عبد السلام.) أبو الحسن البغدادي، الحريمي، الملاح، المعروف بابن كراز. سمع من أبي علي أحمد ابن الرحبي رابع المحامليات. كتب عنه عبد اللطيف بن بورنداز، وعمر ابن الحاجب، والطلبة. وروى عنه التقي ابن الواسطي، والشمس ابن الزين، والشهاب الأبرقوهي. وبالإجازة الفخر بن عساكر، وغيره. وتوفي في السابع والعشرين من رجب. وكان صالحاً، خيراً. أخبرنا أبو المعالي الأبرقوهي، أخبرنا وائلة بن كراز بقراءة ابن نقطة الحافظ، أخبرنا أبو علي أحمد بن محمدحوأخبرنا أبو المعالي، أخبرنا نصر بن عبد الرزاق الفقيهحوأخبرنا أحمد ابن العماد، ومحمد بن بطيخ، وعبد الحميد بن خولان، وأحمد بن مؤمن، قالوا: أخبرنا عبد الرحمن بن نجم الواعظح. وأخبرتنا خديجة بنت عبد الرحمن، أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم حضوراً في الرابعة، قالوا: أخبرتنا شهدة الكاتبة. قالا: أخبرنا الحسين بن طلحة ح. وأخبرنا أحمد بن إسحاق، أخبرنا محمد بن هبة الله بن عبد العزيز، أخبرنا عمي محمد بن العزيز الدينوري، أخبرنا عاصم بن الحسن، قالا: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد، حدثنا الحسين بن إسماعيل القاضي، حدثنا القاسم بن محمد المروزي، حدثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن مطرفٍ، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد، جافى بطنه عن فخذيه.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 133 4 (حرف الياء)
4 (يحيى بن إبراهيم بن عبد الأعلى.) أبو الفتح، الواسطي، الخطيب. حدث عن هبة الله بن نصر الله بن الجلخت. وتوفي في صفر. 4 (يحيى بن مظفر بن موسى.) الإمام، أبو زكريا، الهاشمي، الواسطي. المعروف بابن الصابوني، الواعظ، الفقيه، الشاعر. سمع الحديث، وقال الشعر. 4 (يوسف بن رافع بن تميم بن عتبة بن محمد بن عتاب.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 134 قاضي القضاة، بهاء الدين، أبو المحاسن وأبو العز، الأسدي، الحلبي الأصل، الموصلي المولد والمنشأ، الشافعي، الفقيه، المعروف بابن شداد. ولد في رمضان سنة تسع وثلاثين وخمسمائة. وحفظ القرآن. ولزم أبا بكر يحيى بن سعدون القرطبي فقرأ عليه القراءآت والعربية، وسمع منه ومن أسعد حفدة العطاري، وابن ياسر الجياني، وأبي الفضل خطيب الموصل، وأخيه عبد الرحمن بن أحمد، والقاضي أبي الرضا سعيد بن عبد الله بن القاسم الشهرزوري، وأبي البركات عبد الله بن الخضر ابن الشيرجي الفقيه، ويحيى الثقفي. وببغداد من شهدة الكاتبة، وأبي الخير أحمد بن إسماعيل القزويني. وتفقه، وتفنن، وبرع في العلم. وحدث بمصر، ودمشق، وحلب. روى عنه: أبو عبد الله الفاسي المقرىء، والزكي المنذري، والكمال العديمي، وابنه المجد، والجمال ابن الصابوني، والشهاب القوصي، ونصر الله وسعد الخير ابنا النابلسي، والشهاب الأبرقوهي، وأبو صادق محمد بن الرشيد العطار، وسنقر القضائي، وجماعةٌ. وبالإجازة قاضي القضاة تقي الدين سليمان، وأبو نصر محمد بن محمد ابن الشيرازي، وجماعةٌ. وكانكما قال عمر ابن الحاجب: ثقةً، حجةً، عارفاً بأمور الدين، اشتهر اسمه، وسار ذكره. وكان ذا صلاحٍ وعبادةٍ. وكان في زمانه كالقاضي أبي يوسف في زمانه. دبر أمور الملك) بحلب، واجتمعت الألسن على مدحه. وأنشأ
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 135 دار حديثٍ بحلب. وصنف كتابدلائل الأحكامفي أربع مجلدات. وحكى القاضي ابن خلكان، أن بعض أصحابه حدثه قال: سمعت القاضي بهاء الدين يقول: كنا في النظامية فاتفق أربعةٌ من فقهائها أو خمسةٌ على شرب البلاذر، واشتروا قدراً قال لهم الطبيبواستعملوه في مكانٍ، فجنوا، ونفروا إلى بعد أيامٍ وإذا واحدٌ منهم قد جاء إلى المدرسة عرياناً بادي العورة، وعليه بقيار كبيرٍ بعذبة إلى كعبه، وهو ساكتٌ مصممٌ، فقام إليه فقيهٌ، وسأله عن الحال، فقال: اجتمعنا وشربنا البلاذر فجن أصحابي وسلمت أنا وحدي، وصار يظهر العقل العظيم، وهم يضحكون وهو لا يدري. وقال القاضي شمس الدين ابن خلكان: انحدر إلى بغداد، وأعاد بها، ثم مضى إلى الموصل، فدرس بالمدرسة التي أنشأها القاضي كمال الدين ابن الشهرزوري. وانتفع به جماعةٌ. ثم حج سنة ثلاثٍ وثمانين وزار الشام، فاستحضره السلطان صلاح الدين، وأكرمه، وسأله عن جزء حديث ليسمع منه، فأخرج لهجزءاً فيه أذكار منالبخاريفقرأه عليه بنفسه. ثم جمع كتاباً مجلداً في فضائل الجهاد وقدمه للسلطان، ولازمه فولاه قضاء العسكر المنصور وقضاء القدس. وكان حاضراً موت صلاح الدين. ثم خدم بعده ولده الملك الظاهر، فولاه قضاء مملكته، ونظر أوقافها سنة نيفٍ وتسعين. ولم يرزق ولداً، ولا كان له أقارب. وتفق أن الملك الظاهر أقطعه إقطاعاً يحصل له منها جملةٌ كثيرةٌ، فتصمد له مالٌ كثيرٌ، فعمر منه مدرسةً سنة إحدى وستمائة، ثم عمر في جوارها دار حديث وبينهما تربة له. قصده الطلبة واشتغلوا عليه للعلم والدنيا. وصار المشار إليه في تدبير الدولة بحلب إلى أن كبر، واستولت عليه البرودات والضعف، فكان يتمثل بهذا: (من يتمنّ العمر فليدّرع .......... صبراً على فقد أحبابه)
(ومن يعمّر يلق في نفسه .......... ما يتمنّاه لأعدائه)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 136 وقال شيخنا ابن الظاهري: ابن شداد هو جد قاضي القضاة بهاء الدين هذا لأمه، فنسب إليه. وقال الأبرقوهي: قدم مصر رسولاً غير مرة آخرها القدمة التي سمعت منه فيها. وقال ابن خلكان: كان يكنى أولاً أبا العز فغيرها بأبي المحاسن. وقال: قال في بعض تواليفه: أول من أخذت عنه شيخي صائن الدين القرطبي، فإني لازمت) الراءة عليه إحدى عشرة سنةً، وقرأت عليه معظم ما رواه من كتب القراءآت، والحديث وشروحه، والتفسير، وكتب لي خطه بأنه ما قرأ عليه أحدٌ أكثر مما قرأت عليه. إلى أن قال: ومن شيوخي سراج الدين محمد بن علي الجياني قرأت عليهصحيحمسلم كله بالموصل، والوسيط للواحدي، وأجاز له سنة تسعٍ وخمسين. ومنهم: فخر الدين أبو الرضا أسعد ابن الشهرزوري سمعت عليه مسند أبي يعلى، ومسند الشافعي، وسننأبي داود، وجامع الترمذي. وسمعت من جماعة، منهم: شهدة ببغداد. قال ابن خلكان: أعاد بالنظامية ببغداد في حدود السبعين. وحج سنة ثلاثٍ وثمانين. وقدم زائراً بيت المقدس، فبالغ في إكرامه صلاح الدين، فصنف له مصنفاً في الجهاد وفضله. وكان شيخنا وأخذت عنه كثيراً. وكتب صاحب إربل في حقي وحق أخي كتاباً إليه يقول: أنت تعلم ما يلزم من أمر هذين الوالدين وأنهما ولدا أخي، وولدا أخيك، ولا حاجة مع هذا إلى تأكيدٍ. فتفضل القاضي وتلقانا بالقبول والإكرام وأحسن حسب الإمكان، وكان بيده حل الأمور وعقدها، ولم يكن لأحد معه كلامٌ. ولا يعمل الطواشي شهاب الدين طغريل شيئاً إلا بمشورته، وكان للفقهاء به حرمةٌ تامةٌ وافرةٌ، وطال عمره. وأثر الهرم فيه حتى
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 137 صار كالفرخ وضعفت حركته. ثم طول ترجمته وهي ثمان ورقات منها، قال: وكان القاضي يسلك طريق البغاددة في أوضاعهم، ويلبس زيهم، والرؤساء ينزلون عن دوابهم إليه على قدر أقدارهم. ثم سار إلى مصر لإحضار ابنة الكامل لزوجها العزيز، فقدم وقد استقل العزيز بنفسه ورفعوا عنه الحجر ونزل طغرل إلى البلد. واستولى على العزيز جماعة شبابٍ يعاشرونه فاشتغل بهم، ولم ير القاضي وجهاً يرتضيه، فلازم داره إلى أن مات وهو باقٍ على القضاء. ولم يبق له حديثٌ في الدولة، فصار يفتح بابه لإسماع الحديث كل يوم، وظهر عليه الخرف بحيث أنه صار إذا جاءه إنسان، لا يعرفه، وإذا عاد إليه، لا يعرفه، ويسأل عنه، واستمر على هذا الحال مديدةً. ثم مرض أياماً قلائل، ومات يوم الأربعاء رابع عشر صفر بحلب. وقد صنف كتابملجأ الحكامفي مجلدين، وكتابسيرة صلاح الدينفجودها. 4 (يوسف ابن الوزير الجليل أبي محمد عبد الله ابن القاضي أبي الحسن علي بن الحسين) الشيبي. الدميري، المصري، الوزير العالم تاج الدين، أبو إسحاق، المعروف بابن شكر.) ولد سنة إحدى وثمانين وخمسمائة بمصر. وتفقه، وبرع، وقرأ الأدب، ودرس بمدرسة الصاحب والده. وأخذ بدمشق عن تاج الدين أبي اليمن الكندي. وناب عن والده بالشام ومصر مدةً. وولي وزارة الجزيرة وديار بكرٍ مدة. توفي في حادي عشر رجب بحران. روى عنه القوصي في معجمه شعراً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 138 4 (الكنى)
4 (أبو بكر بن أبي زكري الكردي.) الأمير الكبير، سيف الدين، من كبار الدولة الكاملية. وله مواقف مشهودةٌ. ذكره المنذري فيالوفياتفق ال: توفي ليلة ثالث عشر محرم ودفن قريباً من قبر ذي النون المصريرضي الله عنه. قال: وكان شجاعاً، وكريماً، عزيز النفس، عالي الهمة. وهو أحد الأمراء المشهورين. 4 (وفيها ولد) المفتي علاء الدين علي بن محمد بن خطاب الباجي الشافعي بدمشق. والفقيه عماد الدين عبد الرحمن بن محمد بن علي المكي. ونجم الدين عمر بن أبي القاسم بن أبي الطيب، الوكيل بالبلاد الشامية. وشمس الدين محمد بن منصور بن موسى الحاضري المقرىء. والزين أحمد بن شمخ بن ثابت العرضي، وأخوه محمدٌ توأماً. وخطيب جماعيل أيوب بن يوسف بن محمد الحنبلي. وعمر بن أبي طالب بن محمد ابن القطان. ويحيى بن محمد بن الحسين السفاقسي الإسكندري. والأمين عبد القادر بن محمد الصعبي. والبهاء عبد المحسن بن محمد بن أحمد ابن العديم العقيلي الصوفي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 139 4 (وفيات سنة ثلاثٍ وثلاثين وستمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن عمر ابن الزاهد الكبير أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة.) ) جمال الدين، أبو حمزة وأبو طاهرٍ، المقدسي، الحنبلي. ولد في رجب سنة تسع وستين. رحل إلى بغدادوهو صبيٌ مع بعض أقاربه وسمع من: نصر الله القزاز، وعبيد الله بن شاتيل، وابن كليب، وعبد الخالق بن عبد الوهاب، وأبي الفرج ابن الجوزي. وبدمشق من: الخضر بن طاوس، وأبي المعالي ابن صابر، وأبي المجد ابن البانياسي، وابن صدقة الحراني. واشتغل اشتغالاً يسيراً، ثم اشتغل بالخدمة، وتعانى ركوب الخيل والفروسية. وحضر مرة مع الغيارة، فحمل وقتل إفرنجياً، وفرسه، فهابه الأجناد، وصار له بذلك عندهم منزلةٌ. وتولى على قرية جماعيل مدة. روى عنه: عمه الشيخ شمس الدين، والحافظ الضياء، والشمس محمد ابن الكمال، والعز أحمد ابن العماد والتقي أحمد بن مؤمن، وعبد الحميد ابن خولان، وطائفةٌ آخرهم حفيده القاضي تقي الدينأبقاه الله. توفي الجمال أبو حمزة في خامس ربيع الأول، ودفن عند جده الشيخ أبي عمر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 140 4 (أحمد بن أبي عبد الله محمد بن أبي عبد الله محمد بن عبد العزيز بن إسماعيل.) أبو الحسين، الأنصاري، الخزرجي، التلمساني، ثم المصري، الشيخ موفق الدين. ولد بمصر في سنة ثلاثٍ وخمسين وخمسمائة، وأدرك ابن رفاعة، وكان يمكنه السماع منه، لكن كانت السنة غامرةً ميتةً بدولة بني عبيد أصحاب مصر، فلما أزال السلطان صلاح الدين دولتهم ولله الحمد أظهر السنة والرواية والآثار وهلم جراً. وإنما سمع هذا من البوصيري، وبحران من عبد القادر الرهاوي. روى عنه الزكي المنذري، وغيره، قال: توفي في ربيع الآخر. انقطع في آخر عمره بالرباط المجاور للجامع العتيق وجمع مجاميع في التصوف بعبارةٍ حسنةٍ، وله شعر. قلت: في تصوفه انحرافٌ. وقد أخذ عنه ابن مسدي الحافظ، فقال: غلب عليه الكلام في معنى الباطن، حتى ظهر عليه من ذلك كل باطنٍ، وربما تصدر عنه نفثاتٌ أولى بها لأن تكون سكتاتٍ. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن حرب.) أبو العباس. قاضي المحول، البغدادي، المقرئ.) ذكره ابن النجار، فقال: ذكر أنه قرأ في عمره أربعاً وعشرين ألف ختمةٍ. ذكر لي عبد الصمد بن أبي الجيش المقرئ أنه قرأ عليه القرآن وأثنى عليه خيراً. وقال: قرأ على عبد الوهاب بن شحانة، عن عبد الوهاب الصابوني. توفي في رمضان عن خمسٍ وسبعين سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 141 4 (أحمد بن محمد بن أحمد اللخمي الفقيه.) المحدث، الرئيس، أبو العباس، ابن الخطيب أبي عبد الله، اللخمي، السبتي، المعروف بالعزفي. سمع الكثير من أبي محمد بن عبيد الله الحجري. وأجاز له ابن بشكوال، وطائفةٌ. وله تواليف حسنةٌ. وكان ذا فضلٍ، وصلاحٍ، وجلالةٍ، وإتقانٍ. أجاز له: أبو القاسم بن حبيش، وأبو محمد بن فيره الشاطبي، وعبد الحق مصنف الأحكام، وعبد الجليل القصري. وهو والد صاحب سبتة. قال لي أبو القاسم بن عمران: أخبرني عنه الوزير أبو عبد الله محمد ابن أبي عامر الأشعري المالقي، وأبو بكر محمد بن محمدٍ المومنائي، وأبو الحسين بن أبي الربيع، وغيرهم. قلت: صنف كتاباً في مولد النبي صلى الله عليه وسلم وجوده. وكان إماماً ذا فنونٍ. وقد ذكره ابن مسدي في معجمه وأوضح اسمه، فقال: أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن سليمان بن أبي عزفة، مكين المكانة في العلم والديانة، له عنايةٌ بالحديث، معلنٌ في فتياه مذهب مالكٍ، وربما خالفه. وكان معتمد بلده بفقهه وسنده. له الجاه والمال. سمع من ابن غاز، ومن أبي عبد الله بن زرقون لما ولي قضاء سبتة، ومن السهيلي، وجماعة لما وفدوا إلى مراكش. وكان فصيحاً لسناً، وعلى الرواية مؤتمناً. قال لي: إنه ولد سنة تسعٍ وخمسين، أخبرنا أبو العباس، اخبرنا أبي أبو عبد الله بن أبي عزفة، أخبرنا القاضي عياضٌ فذكر حديثاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 142 قلت: روى عنه جماعةٌ. مات في رمضان، وله ستٌ وسبعون سنة. 4 (إبراهيم بن مرتفع بن نصر. أبو إسحاق، الحمزي، الشارعي.) الشافعي، وبعرف بصفي الدين ابن البطوني.) سمع من: القاسم بن عساكر، وإسماعيل بن ياسين، وجماعةٍ. روى عنه الزكي المنذري وقال: كان من أهل العفاف والخير. ولأهل الشارع به نفعٌ كثيرٌ. ولد سنة ستين وخمسمائة، وتوفي في جمادى الآخرة. 4 (إدريس بن الخضر بن إدريس بن محمد.) أبو البهاء، الهروي الأصل، السقباني. سمع بسقبا من الحافظ أبي القاسم الدمشقي. روى عنه: الزكي البرزالي، والمجد ابن الحلوانية، وأظن ابن الصابوني. وقال المنذري توفي في هذا السنة. 4 (إسماعيل بن عمر بن إبراهيم بن سليمان.) أبو الفضل، اللرستاني، الصوفي، نزيل دمشق. شيخٌ صالح. روى عن الخشوعي، والقاسم. روى عنه ابن الحلوانية. وتوفي في رمضان. 4 (آسية بنت الشهاب محمد بن خلف بن راجح.) زوجة الحافظ الضياء.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 143 نقلت من خطه: كانت دينةً خيرةً، حافظةً لكتاب الله. وكانت عندي أربعين سنة وثلاثة أشهرٍ. لم تدخل حماماً ولا دخلت المدينة، وكنت أخذتها بذلك فأطاعتني. وكانت تؤثرني على نفسها. وقد سمع عليها بالإجازة عن جماعة. قلت: منهم أبو السعادات القزاز. روى عنها الشمس ابن الكمال وغيره. وبالإجازة القاضي تقي الدين. وتوفيت في المحرم. 4 (آمنة بنت الحافظ عبد العزيز بن الأخضر.) أمة الرحيم. روت عن: شهدة، وعبد الحق اليوسفي. وتوفيت في عاشر صفر. روى عنها أخوها عليٌ. 4 (إياز، الأمير الكبير، فخر الدين المعروف بالبانياسي.) ) كان من أمراء الدولتين العادلية والكاملية. وكان مشهوراً بالقوة في بدنه ولا سيما في شبيبته. وكان فيه خيرٌ، وله صدقاتٌ. توفي في ربيع الأول ببلاد الجزيرة. 4 (حرف الباء)
4 (بدر بن أبي الفرج.) أبو القاسم، البغدادي، المقرئ، التاجر. سمع من ابن كليب، وجماعةٍ. وتوفي في ربيع الآخر. روى عنه إجازة أبو نصر ابن الشيرازي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 144 4 (بقي بن محمد بن تقي.) أبو علي الجذامي، المالقي. من العلماء الأذكياء. ورخه ابن فرتون، وقيد جده بتاء مثناة. أخذ عن أبي علي الرندي. 4 (حرف الجيم)
4 (جودي بن عبد الرحمن بن جودي بن موسى بن وهب بن عدنان.) أبو الكرم الأندلسي من أهل مدينة وادي آش. روى عن: أبي القاسم السهيلي، وأبي جعفر بن الحكم، ويعقوب بن طلحة، وأبي بكر بن أبي جمرة، وجماعة. قال الأبار: كان راوياً مكثراً، معتنياً بالحديث. أدب بالقرآن، وعلم بالعربية. أخذ عنه أصحابنا. دخلت وادي آش ولم أره. وتوفي بعد خدرٍ أصابه واختلالٍ أعطبه سنة ثلاثٍ وثلاثين أو نحوها. 4 (حرف الحاء)
4 (الحسن بن عبد الرحمن.) أبو علي، الكتاني المرسي، الرفاء، المقرئ. قال الأبار: أخذ القراءآت عن أبي محمد الشمنتي. وسمع من أبي عبد الله بن حميد، وغيره. وكان صاحب فضائل.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 145 4 (الحسن بن محمد بن إسماعيل.) الأديب، أبو علي، القيلولي، المؤرخ. حدث عن الأبله الشاعر، وعن عمر بن طبرزد. وعاش سبعين سنة. وهو من قيلوية: بفتح القاف، وضم اللام، وسكون الواو، ثم ياء مفتوحة، وتاء تأنيث، قريةٌ بأرض بابل. ولنا قيلوية بنهر الملك. وكان أديباً، تاجراً في الكتب، سفاراً بها، متودداً، ظريفاً، جيد المذاكرة، مليح الشعر. روى عنه: الشهاب القوصي، والزكي المنذري. وكان يلقب بالقاضي، وبعز الدين. توفي في ثاني ذي القعدة بدمشق. وله تاريخ كبير عمله على الشهور. وهو صعب الكشف. قال ابنه عليٌ: كان في فن التاريخ أوحد العصر، وفي فن الأدب. وكتب الكثير، من ذلك الصحاح في اللغة ست نسخ. وقد سألته: كم مقدار ما كتبت قال: ألفي مجلدة ما بين صغيرة وكبير. قال: وكان مليح المحاضرة، ديناً، خيراً، سليم الباطن. ولد بالنيل من أعمال بغداد سنة أربعٍ وستين وخمسمائة. 4 (حرف الخاء)
4 (الغرز خليل.) من أمراء دمشق، وإليه تنسب الدار التي هي اليوم لبلبان التتري وحمام الغرز.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 146 توفي في شعبان. 4 (حرف الراء)
4 (ربيع بن عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن بن ربيع.) القاضي، أبو سليمان الأشعري، القرطبي، قاضي قرطبة. سمع من: أبي القاسم الشراط، وأبي القاسم أحمد بن بقي. وأجاز له والده، وأبو القاسم بن بشكوال. قال الأبار: كان صالحاً، عدلاً في أحكامه، نبيه القدر والبيت. حدث بشيء يسير. ونزح عن قرطبة لما استولى الروم لعنهم الله عليها في شوال فنزل إشبيلية، وتوفي على إثر ذلك) عن بضعٍ وستين سنة. قلت: وكان بارعاً في اللغة، عارفاً بالحديث والأدب. وهو أخو أبي عامر يحيى، وأبي جعفر أحمد، رحمهم الله. مر أحمد سنة ستٍ وعشرين. وسيأتي أبو عامر. 4 (ربيعة بنت عليٍ بن محمد بن محفوظ بن صصرى، التغلبية.) زوجة أمين الدين سالم ابن الحافظ أبي المواهب بن صصرى. روت عن أبي الحسين أحمد ابن الموازيني. كتب عنها ابن الحاجب، وغيره. وروى عنها المجد ابن الحلوانية. توفيت في ذي العقدة. 4 (حرف الزاي)
4 (زهرة بنت محمد بن أحمد بن حاضر.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 147 أم الحياء، الأنبارية، ثم البغدادية. سمعت من: أبي الفتح بن البطي، ويحيى بن ثابتٍ، وأحمد بن المبارك المرقعاتي. قال ابن النجار: كانت امرأةً صالحةً منقطعةً في رباطٍ. ولدت في رمضان سنة أربع وخمسين. وزهرة: بالضم. كتب عنها ابن النجار، وابن الجوهري. وروى عنها محمد بن مكي بن أبي القاسم، وعزالدين الفاروثي. وبالإجازة فاطمة بنت سليمان، والقاضي سليمان، وإسماعيل بن عساكر. وتوفيت في حادي عشر جمادى الأولى. وأجازت أيضاً لابن الشيرازي، وسعد، وابن الشحنة، وغيرهم. قال ابن النجار: سمعت مسند مسدد في مجلدة من يحيى بن ثابت، عن أبيه، عن أبي العلاء الواسطي، وسمعت كتاب التاريخ والرجال لأحمد بن عبد الله العجلي من يحيى بن ثابت، عن أبيه، عن الحسين بن جعفر السلماسي، عن الوليد بن بكر. 4 (زينب، فخر النساء، ابنة الوزير أبي الفرج محمد بن عبد الله بن هبة الله ابن المظفر ابن) الوزير رئيس الرؤساء أبي القاسم علي بن المسلمة.) سمعت من تجني الوهبانية. لأبي نصر ابن الشيرازي منها إجازة. روى عنها ابن النجار، وقال: ماتت في جمادى الآخرة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 148 4 (حرف السين)
4 (سليمان بن أحمد بن علي بن أحمد.) أبو الربيع، السعدي، الشارعي، الشافعي، المقرئ، المعروف بابن المغربل. قرأ القرآن على الفقيه رسلان بن عبد الله. وقال ابن مسدي: أخذ القرآن بالروايات عن محمد بن إبراهيم الكيزاني، فهذا آخر من روى عنه في الدنيا. وسمعت منه من شعره. قلت: وسمع بمكة من أبي الحسن عليٍ بن حميد بن عمار، وبالشارع من قاسم بن إبراهيم المقدسي. وذكر أنه سمع من أبي العباس أحمد بن الحطيئة، والسلفي. وولد بالشارع في سنة أربعٍ وأربعين وخمسمائة. روى عنه الزكي المنذري، وجماعةٌ من المصريين. ولم يدرك أحداً سمع منه. وروى عنه بالإجازة سعدٌ، والقاضيان ابن الخويي، وابن حمزة الحنبلي، وغيرهم. وهو آخر من حدث بمصر عن ابن عمار. توفي في التاسع والعشرين من ذي الحجة. 4 (سليمان بن داود بن علي بن درع.) أبو الربيع، الحربي، النساج. ولد في حدود الخمسين وخمسمائة. وسمع من علي بن المبارك بن نغوبا. روى عنه بالإجازة: القاضي ابن الخويي، وأبو النصر ابن الشيرازي وسعدٌ، والمطعم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 149 4 (حرف الصاد)
4 (صالح ابن الأمير المكرم أبي الطاهر إسماعيل بن أحمد بن حسن ابن اللمطي.) الأمير، أبو التقى. سمع من: عبد الوهاب بن سكينة، وعمر بن طبرزد، ومحمد بن هبة الله الوكيل، ومنصورٍ) الفراوي، والمؤيد الطوسي، وأبي روح عبد المعز الهروي، وأبي المظفر ابن السمعاني، وأبي الفضل عبد الرحمن بن المعزم الهمذاني، وأبي القاسم عبد الصمد ابن الحرستاني. وعبر نهر جيحون وطوف البلاد. ولم يحصل من مسموعاته إلا اليسير. وحدث. دفن بتربته بالقرافة، وقد قارب الستين. 4 (حرف الطاء)
4 (طاهر بن الحسين المحلي، الخطيب، الزاهد، ويعرف بالجابري، خطيب جامع القصر.) ذكره القوصي في معجمه وأنه مات في هذه السنة، وله ثمانون سنة. 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن أبي بكر عتيق بن علي بن إبراهيم.) أبو محمد، المالكي، العدل، المعروف بابن الزيات. ولد بمصر في حدود سنة ستٍ وأربعين وخمسمائة. وولي عقد الأنكحة بمصر، وحسبتها مدة. وكان كثير التحري.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 150 سمع من: أبي العباس أحمد بن الحطيئة، والشريف عبد الله العثماني. وكان يتمنع من التحديث. وتوفي في رابع عشر ربيع الآخر. سماه المنذري في معجمه. 4 (عبد الخالق بن إسماعيل بن الحسن بن أحمد بن محمد بن عتيق.) الفقيه، وجيه الدين أبو محمد، التنيسي المولد، الإسكندراني الدار. تفقه، وسمع، وحدث عن السلفي، والعثماني، والفقيه إسماعيل بن عوف. ثم تقلب في الخدم الديوانية. ولد سبعٍ وخمسين وخمسمائة. قال الزكي المنذري: كان من أهل الأمانة، والتحري، والصلاح، والخير. مضى على سدادٍ، وأمرٍ جميل. وتوفي في ثالث عشر ربيع الأول. قلت: روى عنه هو، وشيخنا الشرف ابن الصواف. وبالإجازة القاضي تقي الدين سليمان، وأبو نصر محمد بن محمد المزي، وسعدٌ، والمطعم، وغيرهم.) 4 (عبد الخالق بن أبي المعالي بن محمد بن عبد الواحد.) الإمام بهاء الدين، أبو المكارم، الأراني، الفقيه، الشافعي، الزاهد. درس بخلاط مدةً. ثم سكن دمشق. وكان صالحاً، ورعاً، منقبضاً عن الناس، خبيراً بالمذهب. توفي في نصف شوال، ودفن بقاسيون، وشيعه خلقٌ كثير. وأران: إقليمٌ صغيرٌ بين أذربيجان، وأرمينية. ومن مدنه بيلقان وجنزة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 151 4 (عبد الرحمن بن عبد العزيز بن مكي بن أبي العرب.) أبو القاسم، المغربي الأصل، البغدادي، التاجر. سمع: الأسعد بن يلدرك، ومحمد بن جعفر بن عقيل، ونصر الله القزاز. وكان تاجراً سفاراً. روى عنه الزكي المنذري، وقال: قتله الكفار خذلهم الله بطريق سنجار، فجاء الخبر إلى بغداد في ربيع الأول. 4 (عبد الرحمن بن عمر بن عبد الرحمن بن أبي منصور النساج.) أبو محمد. شيخٌ معمر، دمشقيٌ، صالحٌ، خير. كان يسكن بدرب الوزير. سمع من: أبي تميم سلمان بن علي الخباز، والحافظ ابن عساكر. روى عنه: الزكي البرزالي عن ابن عساكر، والعز ابن الحاجب، والجمال محمد ابن الصابوني، وجماعةٌ. وأخبرنا عنه الشمس محمد ابن الواسطي. وكمل تسعين سنة، وتوفي في سابع صفر. 4 (عبد الكريم بن خلف بن نبهان بن سلطان بن أحمد الأنصاري.) السماكي. خطيب زملكا، ولد بها في المحرم سنة إحدى وستين وخمسمائة. وهو من ذرية أبي دجانة سماك بن خرشة رضي الله عنه. حدث عن: الحافظ أبي القاسم الدمشقي، وأبي بكر عبد الله بن محمد النوقاني.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 152 روى عنه الزكي البرزالي، وغيره. وبالإجازة القاضي تقي الدين سليمان، ومحمد بن محمد) ابن الشيرازي. وكان خيراً صالحاً، ابتلي بالمرض مدة. توفي في الثاني والعشرين من ذي الحجة. 4 (عبد المحسن بن أبي عبد الله بن علي بن عيسى.) أبو محمد، العشيشي الشامي، ثم المصري، الفامي، السطحي. قيم سطح الجامع العتيق، وصاحب الواعظ أبي الحسن بن نجا، صحبه مدةً، وسمع منه، ومن أبي طاهرٍ السلفي. ولد سنة تسعٍ وخمسين وخمسمائة. روى عنه زكي الدين المنذري، وابن الجوهري، وأهل القاهرة. وبالإجازة تقي الدين سليمان. وما أظنه روى غير جزء الذهلي. وكان رجلاً صالحاً، ديناً. توفي في الثالث والعشرين من ربيع الأول. وأجاز أيضاً لعيسى الشجري، وسعد السكاكري. 4 (عبد المنعم بن صالح بن أحمد بن محمد.) أبو محمدٍ، المصري، المسكي، النحوي. المعروف بالإسكندراني لسكناه بها يعلم العربية مدةً. ولد في شعبان سنة سبعٍ وأربعين وخمسمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 153 وأخذ النحو عن العلامة أبي محمد عبد الله بن بري، وانقطع إليه مدةً حتى أحكم الفن. وسمع من حماد الحراني، وروى شيئاً من شعره. وكان مليح الخط. كتب عنه الزكي المنذري وقال: توفي في الثالث والعشرين من ربيعٍ الآخر. وروى عنه ابن مسدي الحافظ في معجمه فقال: ومسكة: من أعمال الإسكندرية. وكان علامة ديار مصر أدباً، ونحواً، وشيخ مجونها لعباً ولهواً. له النوادر الغريبة والأبد العجيبة. أكثر عن ابن بري. وكان يذكر أنه سمع من السلفي، ومن العثماني. روى لنا ديوان محمد بن هانئ الأندلسي بإسنادٍ غريب. قال لي: إنه ولد في سنة تسعٍ وأربعين. 4 (عبد المولى بن القاسم بن عبد الجبار.) ) أبو محمد، القطيعي. سمع من: أبي الحسين عبد الحق، ومحمد بن جعفر بن عقيل. ومات في جمادى الأولى. 4 (علي بن احمد بن محمود، الشيخ عماد الدين.) ابن الغزنوي، الحنفي، الفقيه، نزيل مصر، ومدرس مدرسة السيوفيين. توفي في جمادى الأولى. 4 (علي بن سليمان بن إيداش بن السلار، أمير الحاج.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 154 شجاع الدين، أبو الحسن. رجلٌ صالحٌ، كثير العبادة والأوراد. حج بالناس من الشام نيفاً وعشرين حجةً. وكان الملك المعظم يحترمه، ثم كان في خدمة ابنه الملك الناصر بالكرك، فبلغه عنه شيءٌ، فكلمه كلاماً خشناً، فتركه وقدم دمشق. قال ابن الجوزي: حكى لي ذلك، فقلت: هو ولدك، فقال: والله ما قلت عنه إلا أنه يقرأ المنطق، فقلت: الفقه أولى به كما كان والده. توفي في جمادى الآخرة. 4 (علي بن عبد الصمد بن محمد بن مفرج.) الشيخ عفيف الدين، ابن الرماح، المصري، المقرئ، النحوي، الشافعي، المعدل. ولد سنة سبعٍ وخمسين بالقاهرة. وسمع من السلفي. وقرأ القراءآت على أبي الجيوش عساكر بن علي، والإمام أبي الجود. وأخذ العربية عن أبي الحسين يحيى بن عبد الله. وتصدر للإقراء، والعربية بالمدرسة السيفية، والمدرسة الفاضلية مدةً. وحمل عنه جماعةٌ وشهد عند قاضي القضاة عبد الرحمن ابن السكري فمن بعده. وكان من محاسن الشيوخ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 155 روى عنه الزكي المنذري وقال: كان حسن السمت، مؤثراً للانفراد، مقبلاً على خويصته، منتصباً للإفادة، راغباً في الإقراء. اتصل بخدمة السلطان مدةً ولم يتغير عن طريقته وعادته. قلت: قرأت القرآن كله على النظام محمد بن عبد الكريم التبريزي، وأخبرني: أنه قرأ على ابن) الرماح. ولم يحدثني أحدٌ عنه. وآخر من روى عنه بالإجازة القاضي تقي الدين سليمان. توفي في الثاني والعشرين من جمادى الأولى. بل إجازته باقية لابن الشيرازي وسعد. 4 (علي بن محمد بن عبد الودود الأندلسي.) خطيب مريبط. أخذ القراءآت عن أبي عبد الله محمد بن واجب. وسمع من جماعةٍ. وأجاز له أبو الطاهر إسماعيل بن عوفٍ من الإسكندرية. وكان رجلاً صالحاً. روى عنه أبو عبد الله الأبار وقال: توفي في ذي الحجة. 4 (علي بن أبي بكر بن روزبة بن عبد الله.) أبو الحسن، البغدادي، القلانسي، الصوفي، العطار. سمع صحيح البخاري من أبي الوقت، وسمع جزء ابن العالي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 156 وحدث ببغداد، وحران، وحلب، ورأس عين بالصحيح مرات، وازدحموا عليه، ووصله بجملةٍ جيدةٍ من الذهب. وكان عازماً على المجيء من حلب إلى دمشق، فخوفوه من حصار دمشق فرد إلى بغداد فطالبوه بما كانوا أعطوه ليذهب إلى دمشق، فأعطى البعض وماطل بما بقي، ثم أضر في أواخر عمره. وكان لا يحقق مولده ولكنه بلغ التسعين. روى عنه: عز الدين عبد الرزاق الرسعني، والشريف أبو المظفر ابن النابلسي، والجمال يحيى ابن الصيرفي، وابنه الفخر محمد، والقاضي شمس الدين محمد ابن العماد الحنبلي، والزين نصر الله بن عبد المنعم بن حواري الحنفي، والمجد عبد الرحمن العديمي، والعز أحمد بن الفاروثي، والجمال أبو بكر محمد بن أحمد الشريشي، والأمين أحمد ابن الأشتري، والسيف عبد الرحمن بن محفوظ، والشمس عبد الواسع الأبهري، والشمس حمد بن عبد الله الخابوري، والضياء محمد بن أبي بكر الجعفري، والتاج علي بن أحمد الغرافي، والرشيد محمد بن أبي القاسم، وأبو الغنائم بن محاسن الكفرابي، والجمال عمر بن إبراهيم العقيمي، ويعقوب بن) فضائل، وأحمد ابن السيف سليمان المقدسي، وأبو الحسن علي بن عبد الغني بن تيمية، ومحمد بم مؤمن الصوري، والتاج محمد بن عبد السلام بن أبي عصرون، وابن عمه الشرف محمد بن يوسف بن عبد الرحمن، وسنقر القضائي الزيني، وخلقٌ سواهم. وكان شيخاً حسناً، مليح الشيبة والهيئة، حلو الكلام، قوي النفس على كبر السن. من ساكني رباط الخلاطية. سمع الصحيح بقراءة يوسف بن مقلد الدمشقي، وكان معه به ثبتٌ صحيحٌ عليه خط أبي الوقت. قال الحافظ عبد العظيم: توفي فجاءةً في ليلة الخامس من ربيع الآخر، وقد جاوز التسعين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 157 وأجاز لابن الشيرازي، وابن عساكر، وسعدٍ والمطعم، وأحمد ابن الشحنة، وغيرهم. 4 (عمر بن حسن بن علي بن محمد الجميل بن فرح بن خلف بن قومس بن مزلال بن ملال) بن أحمد بن بدر بن دحية بن خليفة كذا نسب نفسه. العلامة، أبو الخطاب، ابن دحية. الداني الأصلٍ، السبتي. كان يكتب لنفسه: ذو النسبيين بين دحية والحسين. قال أبو عبد الله الأبار: كان يذكر أنه من ولد دحية الكلبي، وأنه سبط
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 158 أبي البسام الحسيني الفاطمي. وكان يكنى أبا الفضل، ثم كنى نفسه أبا الخطاب. قال: وسمع بالأندلس أبا عبد الله ابن المجاهد، وأبا القاسم بن بشكوال، وأبا بكر بن الجد، وأبا عبد الله بن زرقون، وأبا بكر بن خير، وأبا القاسم بن حبيش، وأبا محمد بن عبيد الله، وأبا العباس بن مضاء، وأبا محمد بن بونه، وجماعةً. قال: وحدث بتونس بصحيح مسلم عن طائفةٍ من هؤلاء. وروى عن آخرين، منهم: أبو عبد الله بن المناصف، وأبو القاسم بن دحمان، وصالح بن عبد الملك، وأبو إسحاق بن قرقول، وأبو العباس بن سيد، وأبو عبد الله بن عميرة، وأبو خالد بن رفاعة، وأبو القاسم بن رشد الوراق، وأبو عبد الله القباعي، وأبو بكر بن مغاور. وكان بصيراً بالحديث معتنياً بتقييده، مكباً على سماعه، حسن الحظ معروفاً بالضبط، له حظٌ وافرٌ من اللغة، ومشاركةٌ في العربية وغيرها. ولي قضاء دانية مرتين، ثم صرف عن ذلك لسيرة نعتت عليه، فرحل منها، ولقي بتلمسان) قاضيها أبا الحسن بن أبي حيون فحمل عنه. وحدث بتونس أيضاً سنة خمسٍ وتسعين. وحج، وكتب بالمشرق عن جماعة بإصبهان ونيسابور من أصحاب أبي علي الحداد، وأبي عبد الله الفراوي وغيرهما. وعاد إلى مصر، فاستأدبه الملك العادل لابنه الكامل ولي عهده وأسكنه القاهرة، فنال بذلك دنيا عريضةً. وكان يسمع ويدرس، وله تواليف منها: كتاب إعلام النص المبين في المفاضلة بين أهل صفين. وكتب إلي بالإجازة سنة ثلاث عشرة. قلت: رحل وهو كهلٌ فحج، وسمع بمصر من أبي القاسم البويصيري، وغيره، وببغداد من جماعةٍ. وبواسط من أبي الفتح المندائي، سمع منه مسند أحمد. وسمع بإصبهان معجم الطبراني الكبير من أبي جعفر الصيدلاني. وسمع بنيسابور صحيح مسلم بعلو بعد أن حدث به بالمغرب بالإسناد الأندلسي النازل، ثم صار إلى دمشق وحدث بها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 159 روى عنه الدبيثي وقال: كان له معرفةٌ حسنةٌ بالنحو واللغة، وأنسةٌ بالحديث، فقيهاً على مذهب مالك، وكان يقول: إنه حفظ صحيح مسلمٍ جميعه، وأنه قرأه على بعض شيوخ المغرب من حفظه، ويدعي أشياء كثيرة. قلت: كان صاحب فنونٍ، وله يدٌ طولى في اللغة، ومعرفةٌ جيدة بالحديث على ضعفٍ فيه. قرأت بخط الضياء الحافظ: وفي ليلة الثلاثاء رابع عشر ربيع الأول توفي أبو الخطاب عمر بن دحية. وكان يتسمى بذي النسبين بين دحية والحسين. لقيته بإصبهان، ولم أسمع منه شيئاً، ولم يعجبني حاله. وكان كثير الوقيعة في الأئمة. وأخرني إبراهيم السنهوري بإصبهان: أنه دخل المغرب، وأن مشايخ المغرب كتبوا له جرحه وتضعيفه. وقد رأيت منه أنا غير شيء مما يدل على ذلك. قلت: بسببه بنى السلطان الملك الكامل دار الحديث بالقاهرة، وجعله شيخها. وقد سمع منه الإمام أبو عمرو ابن الصلاح الموطأ سنة نيفٍ وستمائة، وأخبر به عن جماعة منهم: أبو عبد الله بن زرقون بإجازته من أحمد بن محمد الخولاني، وهو إسنادٌ مليحٌ عالٍ. ولكن قد أسنده الضياء أعلى من هذا والعهدة عليه. فقرأت بخط الحافظ علم الدين أنه قرأ بخط ابن الصلاح رحمه الله قال: سمعت الموطأ على الحافظ ابن دحية، وحدثنا به بأسانيد كثيرةٍ جداً، وأقربها ما حدثه به الشيخان الفقيهان: أبو الحسن علي بن حنين الكناني، والمحدث) أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن خليل القيسي قالا: حدثنا أبو عبد الله محمد بن فرج الطلاع، وأبو بكرٍ خازم بن محمد بن خازم، قالا: حدثنا يونس بن عبد الله بن مغيث بسنده. قال الذهبي: أما القيسي فحدث بفاس ومراكش، واستوطن بلاد العدوة
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 160 فكيف لقيه ابن دحية فلعله أجار له. وكذلك ابن حنين فإنه خرج عن الأندلس ولم يرجع بل نزل مدينة فاسٍ ومات سنة تسعٍ وستين. فبالجهد أن يكون لابن دحية منه إجازة. وقوله: حدثني، فهذا مذهبٌ رديءٌ يستعمله بعض المغاربة في الإجازة، فهو تدليسٌ قبيحٌ. وقرأت بخط أبي عبد الله محمد بن عبد الملك القرطبي وقد كتبه ثمانٍ وثمانين وخمسمائة وتحته تصحيح ابن دحية: حدثني القاضي أبو الخطاب ابن الكلبي بكتاب الموطأ عن أبي الحسن علي بن الحسين اللواتي، وابن زرقون قالا: حدثنا الثقة أحمد بن محمد الخولاني، حدثنا أبو عمرو القيشطالي سماعاً، حدثنا يحيى بن عبيد الله، عن عم أبيه عبيد الله، عن أبيه يحيى بن يحيى، عن مالكٍ. قال ابن واصل: وكان أبو الخطاب مع فرط معرفته الحديث وحفظه الكثير له، متهماً بالمجازفة في النقل، وبلغ ذلك الملك الكامل، فأمره يعلق شيئاً على الشهاب، فعلق كتاباً تكلم فيه على أحاديثه وأسانيده، فلما وقف الكامل على ذلك، قال له بعد أيام: قد ضاع مني ذلك الكتاب فعلق لي مثله، ففعل، فجاء في الثاني مناقضة للأول. فعلم السلطان صحة ما قيل عنه. فنزلت مرتبته عنده وعزله من دار الحديث آخراً وولى أخاه أبا عمرو الذي نذكره في العام الآتي. قال ابن نقطة: كان موصوفاً بالمعرفة والفضل، ولم أره. إلا أنه كان يدعي أشياء لا حقيقة لها. ذكر لي أبو القاسم بن عبد السلام ثقةٌ قال: نزل عندنا ابن دحية، فكان يقول: أحفظ صحيح مسلم، والترمذي قال: فأخذت خمسة أحاديث من الترمذي، وخمسة من المسند وخمسةً من الموضوعات فجعلتها في جزءٍ، ثم عرضت عليه حديثاً من الترمذي فقال: ليس بصحيحٍ، وآخر فقال: لا أعرفه. ولم يعرف منها شيئاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 161 قلت: ما أحسن الصدق، ولقد أفسد هذا المرء نفسه. وقال ابن خلكان: عند وصول ابن دحية إلى إربل صنف لسلطانها المظفر كتاب المولد وفي آخره قصيدةٌ طويلة مدحه بها، أولها:) (لولا الوشاة وهم .......... أعداؤنا ما وهموا) ثم ظهرت القصيدة بعينها للأسعد بن مماتي في ديوانه. قلت: وكذلك نسبه شيءٌ لا حقيقة. قرأت بخط ابن مسدي: كان أبوه تاجراً يعرف بالكلبي بين الباء والفاء وهو اسم موضع بدانية. وكان أبو الخطاب أولاً يكتب الكلبي معاً إشارة إلى البلد والنسب، وإنما كان يعرف بابن الجميل تصغير جمل. وكان أبو الخطاب علامة زمانه، وقد ولي أولاً قضاء دانية. وقال التقي عبيد الإسعردي: أبو الخطاب ذو النسبين، صاحب الفنون والرحلة الواسعة. له المصنفات الفائقة والمعاني الرائفة. وكان معظماً عند الخاص والعام. سئل عن مولده فقال: سنة ستٍ وأربعين وخمسمائة. وحكي عنه في مولده غير ذلك. حدث عنه جماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 162 4 (عمر بن يحيى بن شافع بن جمعة.) أبو عبد الغني، النابلسي، المؤذن. شيخٌ معمر. سمع من الحسن بن مكي المرندي سنة تسعٍ وخمسين وخمسمائة بدمشق جزءاً من حديث الجلابي. روى عنه: التقي ابن الواسطي، وأخوه محمدٌ، وأحمد بن محمد بن أبي الفتح، والعز أحمد ابن العماد، والشمس محمد ابن الكمال، وغيرهم. وقد سمع منه الحافظ الضياء. وخطيب كفربطنا الجمال محمد الدينوري. توفي بنابلس في هذه السنة. 4 (عوض بن محمود بن صافٍ بن علي بن إسماعيل.) أبو الوفاء، الحميري، البوشي، المالكي. سمع من أبي المفاخر سعيد المأموني.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 163 روى عنه الزكي المنذري، وغيره، قال المنذري: جاور بعبد ي النون، وصحب جماعة من المشايخ. وكان أحد مشايخ الفقراء المشهورين والصلحاء المذكورين، مقبلاً على خويصته وعبادته، وله القبول التام من العامة والخاصة. وأم بالمسجد الذي بجزيرة مصر مدةً. وبوش:) بلدةٌ مشهورةٌ بالصعيد الأدنى. وذكر لي ما يدل على انه ولد سنة خمسٍ وخمسين. وتوفي في سلخ ربيعٍ الآخر. وقد أجاز لأبي نصر ابن الشيرازي وغيره. 4 (حرف الكاف)
4 (كرم بن أحمد بن كرم.) أبو محمد. الحربي، الذهبي. حدث عن أبي الحسين عبد الحق اليوسفي. وكان لا بأس به. توفي في شوال. روى عنه بالإجازة القاضي ابن الخويي، والفخر إسماعيله بن عساكر، وفاطمة بنت سليمان، وأبو نصر محمد بن محمد ابن الشيرازي. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن إبراهيم بن مسلم.) الفخر، أبو عبد الله، الإربلي، الصوفي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 164 ولد سنة تسعٍ وخمسين، وقال مرةً أخرى: في المحرم سنة ستين. وروى عنه: يحيى بن ثابت، وأبي بكر بن النقور، وعلي ابن عساكر البطائحي، وشهدة الكاتبة، والحسن بن علي البطليوسي، وهبة الله بن يحيى الوكيل، وخمرتاش مولى أبي الفرج ابن رئيس الرؤساء، وتجني الوهبانية، وغيرهم. روى عنه: الجمال ابن الصابوني، والجمال الدينوري خطيب كفربطنا، والعماد يوسف ابن الشقاري، والشرف أبو الحسن اليونيني، والجمال أحمد ابن الظاهري، والشرف أحمد ابن عساكر، وعلي بن بقاء المقرئ، والعماد بن سعدٍ، وعليٌ وعم وأبو بكر بنو ابن عبد الدائم، وعمر بن طرخان المعري، والتقي بن مؤمن، والشمس محمد بن يوسف الذهبي، وعيسى بن أبي محمد المغاري، والمحيي أبو بكر بن عبد الله ابن خطيب بيت الآبار، ومحمد بن مكي الصقلي، وعبد المنعم بن عساكر، وخلقٌ. وخرج له الزكي البرزالي مشيخة في جزء.) تفرد به بمصر موسى بن علي الموسوي، حضره في الرابعة. وبقي بدمشق في سنة أربع عشرة. من الرواة عنه بالحضور: أبو بكر بن عبد الدائم المذكور، وعيسى المطعم، والقاضي تقي الدين سليمان، وبهاء الدين القاسم بن عساكر. قال شيخنا ابن الظاهري: توفي بإربل في رمضان أو شوال. ووجدت بخط السيف ابن المجد: رأيت أصحابنا ومشايخنا يتكلمون فيه بسبب قلة الدين والمروءة. وكان سماعه صحيحاً. وقال لي شمس الدين ابن سامة: عن لقبه قنور. وقرأت بخط ابن مسدي، إنه يعرف بالقور. قال: وكان لا يتحقق مولده،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 165 وذكر ما يدل على انه بعد الخمسين وخمسمائة، وقال مرةً: ولدت بعد ذلك. فلهذا امتنعوا من الأخذ عنه بإجازات، فإنه يذكر ما يدل على أن مولده بعد تاريخها. 4 (محمد بن الحسين بن عبد الرحمن.) الإمام، أبو الطاهر، الأنصاري، الجابري، الشافعي، المحلي. خطيب جامع مصر. قدم من المحلة إلى مصر، وتفقه على التاج محمد بن هبة الله الحموي، وغيره. وصحب الشيخ أبا عبد الله القرشي الزاهد مدةً، وكان من أعيان أصحابه. وسمع من الفقيه إبراهيم بن عمر الإسعردي، وغيره. ودرس، وأفاد، وخطب. وكان مولده ظناً في سنة أربعٍ وخمسين وخمسمائة. قال الزكي المنذري: كتبت عنه فوائد. وكان من أهل الدين والورع التام على طريقةٍ صالحة، ذا جدٍ في جميع أموره، قاضياً لحقوق معارفه، ساعياً في أفعال البر، كثير الإجهاد في العبادة. حصل كتباً كثيرةٌ وكان لا يمنعها، وربما لأعارها لمن لا يعرفه. توفي في سابع ذي القعدة رحمه الله تعالى.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 166 4 (محمد بن رجب بن علي) أبو بكر، الحارثي، الفقيه، الحنبلي. من أهل قرية الحارثية من أعمال نهر عيسى. سكن بغداد وتفقه وسمع من عبد الحق اليوسفي، وأبي العز بن مواهب الخراساني.) روى عنه ابن النجار، وقال: كان متيقظاً، حسن الطريقة، توفي في شعبان، وله إحدى وثمانون سنة. 4 (محمد بن علي بن محمد بن أحمد، الشريف.) أبو شجاعٍ، فخر الدين، الأموي، العثماني، البغدادي، الكاتب. ولد ببغداد في سنة خمسٍ وستين، وسكن الديار المصرية. وحدث عن عبد الرحمن بن موقا. روى عنه الزكي المنذري، وقال: كان حسن السمت، كثير التصون جداً، من أعيان الطائفة العثمانية، رق حاله، وانقطع للعبادة. وتوفي في خامس شعبان. 4 (محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي زاهر.) أبو حامد، البلنسي، المؤدب. أخذ القراءآت عن أبيه. وسمع من أبي العطاء بن نذير، وأبي عبد الله ابن نسع، فأكثر. وأدب بالقرآن. قال الأبار: هو معلمي، وعنه أخذت قراءة نافع، وسمعت منه، وسمع
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 167 مني كتاب معدن اللجين في مراثي الحسين من تأليفي. وكان امرأ صدقٍ ناشئاٍ في الصلاح، متواضعاً، بارع الخط، يكتب المصاحف، ويؤم بمسجد. وأخذ عنه صاحبنا أبو الحجاج بن عبد الرحمن، وسافر ليحج فتوفي في آخر سنة ثلاثٍ هذه. 4 (محمد بن محمد بن المطهر بن سالم بن شجاع.) أبو الفوارس، الكلبي، الفقيه الحنفي. شيخٌ دمشقي متميزٌ. روى عن: يحيى الثففي، وعبد الرحمن الخرقي، وإسماعيل الجنزوي. روى عنه: الزكي البرزالي، والمجد ابن الحلوانية، وغيرهما. وكان عارفاً بالحساب وكتابة الديوان. توفي في صفر. 4 (محمد بن محمد بن أبي المفاخر سعيد بن الحسين.) الشريف، أبو بكر، العباسي، المأموني، النيسابوري الأصل، المصري المولد، المقرئ على) الجنائز. سمعه أبوه من السلفي، وإسماعيل بن قاسم الزيات، وجده. روى عنه الزكي المنذري، وجماعةٌ من الطلبة. وحدثنا عنه ابنه محمدٌ، والشهاب الأبرقوهي. ولد في أول سنة سبعين وخمسمائة. وتوفي في الرابع والعشرين من ربيع الآخر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 168 أخبرنا محمد بن محمد المأموني، وأبو المعالي الأبرقوهي، قالا: أخبرنا أبو بكر المأموي، أخبرنا السلفي، أخبرنا الثقفي، أخبرنا الجرجاني، أخبرنا محمد بن الحسين القطان، حدثنا علي بن عيسى الهلالي، حدثنا عبد المجيد بن أبي رواد، حدثنا ابن جريح، عن أبي الزبير، عن جابرٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تستبطئوا الرزق واتقوا الله أيها الناس، وأجملوا في الطلب، خذوا ما حل ودعوا ما حرم. 4 (محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله المقرئ.) الزاهد، أبو عبد الله، القرطبي، المعروف بابن الفريشي بتشديد الراء. كان معروفاً بإجابة الدعوة. أخذ عنه ابن مسدي وقال: تلا بالسبع على أبي القاسم بن غالب. وسمع من ابن بشكوال، وحج. وسمع من يونس بمكة. استشهد في شوال وقت أخذ قرطبة. 4 (محمد بن هندي بن يوسف بن يحيى بن علي بن حسين بن هندي القاضي.) زين الدين، أبو الفضل، المازني، الحمصي، قاضي حمص. صدرٌ جليلٌ، فاضلٌ. سمع بدمشق من: أبي الحسين أحمد ابن الموازيني، وأبي القاسم عبد الملك الدولعي، وأبي اليسر شاكر التنوخي، وغيرهم. روى عنه: المجد ابن الحلوانية، ونصرٌ وسعد الخير ابنا أبي القاسم النابلسي. وله مشيخة في جزء خرجها البرزالي. توفي في تاسع عشر ذي القعدة، وله نيفٌ وثمانون سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 169 4 (محمد بن يحيى بن أبي المكارم.) الشيخ شمس الدين، الطائي، الواسطي، الواعظ. لقي جماعة من الفضلاء والوعاظ، وبرع في الوعظ. وقدم مصر بعد التسعين وخمسمائة) وسمع من البوصيري، وجماعةٍ. وحدث، ووعظ، وتقدم على أقرانه بالديار المصرية. وحصل له قبولٌ زائد من العامة. توفي في ربيع الآخر، وله نيفٌ وستون سنة. 4 (محمد بن يحيى بن أحمد، القاضي.) وجيه الدين، الأنصاري، المصري، الكاتب، المعروف بابن السدار. مشارف الأوقاف. ولد سنة ثمان وخمسين وخمسمائة. ورحل إلى الإسكندرية، وسمع من السلفي. روى عنه الزكي المنذري وقال: توفي في مستهل ذي القعدة. وأجاز لسعدٍ، والمطعم. ومن مسموعه العاشر من الثقفيات. 4 (محمد بن يوسف بن همام.) أبو الفتح المقدسي، ثم الدمشقي، الحنبلي، نزيل بغداد. ولد سنة بضعٍ وخمسين وخمسمائة. ودخل بغداد سنة إحدى وثمانين، فسمع الحديث من أبي السعادات القزاز وطبقته. وتفقه على أبي الفتح ابن المني. ثم تحول شافعياً. وولي خزن الكتب بالنظامية. وكان متودداً، مطبوعاً، ديناً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 170 أثنى عليه ابن النجار، وروى عنه. وتوفي في شعبان. 4 (المأمون بن أحمد بن العباس بن محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن يعقوب بن) حسين ابن الخليفة المأمون بن هارون الرشيد، الشريف. أبو محمدٍ، الهاشمي، المأموني، البغدادي، الواعظ،. كان يتكلم في الأعزية. وله حظٌ من الأدب، وصوته طيب. سمع من: أبي الحسين عبد الحق، ومحمد بن نسيم العيشوني. وعاش ثلاثاً وسبعين سنة. وأجاز: للفخر إسماعيل بن عساكر، ومحمد بن يوسف الذهبي، وفاطمة بنت سليمان، وسعد الدين بن سعد، وعيسى المطعم، وأحمد ابن الشحنة، وجماعة.) وتوفي في رابع عشر ذي القعدة فجاءةً. 4 (محمود بن خليل بن محمود.) أبو الثناء، التبريزي، ثم البغدادي، السقلاطوني. أمين الحكم كأبيه. لعب في أموال الأيتام، فحبس مدةً، ثم اخرج، وافتقر. وجد له سماع كتاب المصحفين للدارقطني من يحيى بن ثابت، فرواه مراتٍ. مات في ذي القعدة سنة، وله إحدى وثمانون سنة. وقد روى عنه ابن النجار. وأجاز لشيخنا أحمد ابن الشحنة. 4 (محمود بن أبي العز بن مواهب ابن الشطيطي.) الموصلي، الحداد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 171 روى جزء الأصم عن خطيب الموصل. حدث عن القاضي شمس الدين ابن العماد. مات في جمادى الأولى سنة ثلاث. 4 (مريم بنت خلف بن راجح. أم أحمد، المقدسية.) امرأةٌ صالحة، كثيرة العبادة والإيثار. روت بالإجازة عن الحافظ أبي موسى المديني. وتوفيت في صفر. كتب عنها العز ابن الحاجب، وغيره. 4 (مشهور بن منصور بن محمد.) أبو أحمد القيسي، الحوراني، الفلاح بالنيرب. سافر في خدمة المحدث عماد الدين علي بن القاسم بن عساكر إلى خراسان، فسمع من المؤيد الطوسي، وأبي روح، وزينب الشعرية. روى عنه الشرف أحمد بن عساكر، وغيره. وتفرد بالحضور عنه البهاء ابن عساكر. توفي في ثالث عشر ذي الحجة، ودفن بالنيرب. 4 (حرف النون)
4 (نصر الله بن عبد الرحمن بن أبي المكارم بن فتيان.) أبو الفتح، الأنصاري، الدمشقي.) ابن أخي الفقيه البهاء.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 172 روى عن: أبي القاسم بن عساكر، وأبي سعد بن أبي عصرون، وأبي نصر عبد الرحيم اليوسفي، والأمير أسامة بن منقذٍ. ويعرف بابن الحكيم، وبابن النحاس. روى عنه: الزكي البرزالي، والمجد ابن الحلوانية، والشرف بن عساكر، وجماعةٌ. ولد سنة ستٍ وخمسين وخمسمائة. وتوفي في سابع ذي الحجة. 4 (نصر الدين بن عبد الله بن عبد العزيز بن بشير، القدوة.) أبو عمرو، الغافقي، الأندلسي، الفرغليطي، نزيل قيجاطة، ويعرف بالشقوري. قال الأبار: سمع من جده لأمه نصر بن علي، وعبد الله بن سهلٍ الكفيف. وبقرطبة من عبد الرحمن بن أحمد بن بقي، وأبي القاسم بن بشكوال. وبمرسية من أبي عبد الله بن عبد الرحيم. وأجاز له أبو الحسن ابن هذيل، وأبو طاهرٍ السلفي. وتصدر بقيشاطة للإقراء، فأخذ عنه وسمع منه. وكان من أهل الزهد والفضل، يشار إليه بإجابة الدعوة. عمر وأسن وأسر عند تغلب الروم على قيشاطة في سنة إحدى وعشرين. ثم تخلص بعد ذلك. وقدم قرطبة فأخذ عنه أبو القاسم ابن الطيلسان، وقال: توفي بلورقة عام ثلاثةٍ وعشرين وستمائة، ومولده سنة خمسٍ وثلاثين وخمسمائة. قال: وقال ابن فرقد: كتب أبو عمرو الغافقي لي ولابني محمدٍ وأحمد في جمادى الأولى سنة سبعٍ وعشرين وستمائة. وقال ابن فرتون: توفي سنة ثلاثٍ وثلاثين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 173 قلت: هذا أصح من قول ابن الطيلسان. 4 (نصر بن عبد الرزاق ابن الشيخ عبد القادر بن أبي صالح بن جنكي دوست، قاضي) القضاة. عماد الدين، أبو صالح، ابن الحافظ الزاهد الإمام أبي بكر، الجيلي، ثم البغدادي، الأزجي، الفقيه، الحنبلي. ولد في ربيع الآخر سنة أربع وستين وخمسمائة.) وأجاز له وهو ابن شهر أبو الفتح ابن البطي، وأبو محمد ابن الخشاب، والمبارك بن محمد الباذرائي، وغيرهم. وسمع من: أبيه، وعلي بن عساكر البطائحي، وخديجة بنت أحمد الهوزاني، وشهدة بنت الإبري، وعبد الحق اليوسفي، ومسلم بن ثابتٍ النحاس، وأحمد بن المبارك المرقعاتي، وسعيد بن صافي الجمال، وعيسى الدوشابي، ومحمد بن بدر الشيحي، وفاطمة بنت أبي غالب محمد بن الحسن الماوردي، وأبي شاكر السقلاطوني، وجماعة. وتفقه على والده، وأبي الفتح بن المني. ودرس، وأفتى، وناظر، وبرع في المذهب. روى عنه: الدبيثي، وابن النجار، والشرف ابن النابلسي، والشمس محمد بن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 174 هامل، والعز الفاروثي، والتاج الغرافي، والجمال محمد ابن الدباب، والجمال محمد البكري، والعلاء ابن بلبان الناصري، والشهاب الأبرقوهي، وآخرون. وجمع لنفسه أربعين حديثاً سمعناها من الأبرقوهي. ودرس بمدرسة جده.، وبالمدرسة الشاطئية. وتكلم في الوعظ. وألف في التصوف. وولي القضاء للظاهر بأمر الله وأوائل دولة المستنصر بالله ثم صرف. سئل الضياء عنه فقال: فقيهٌ، خير، كريم النفس، ونالته محنةٌ، فإن سنة أربع وعشرين صاموا ببغداد رمضان بشهادة اثنين، ثم ثاني ليلة رقب الهلال فلم ير، ولاح خطأ الشهود، وأفطر قومٌ من أصحاب أبي صالح، فأمسكوا ستة من أعيانهم، فاعترفوا، فعززوا بالدرة وحبسوا. ثم أخذ الذين شهدوا، فحبسوا وضرب كل واحد خمسين، ثم إن قاضي المحول أفطر بعد الثلاثين على حساب ما شهدوا، فضرب، وطيف به. واحتمى أبو صالح بالرصافة في بيت حائكٍ، واجتمع عنده خلقٌ من باب الأزج، فمنعوا من الدخول إليه، ثم أطلق بعد انسلاخ شوال. نعم. وذكره ابن النجار، فقال: قرأ الخلاف على أبي محمد بن أبي علي النوقاني الشافعي. ودرس بمدرسة جده. وبنيت له دكةٌ بجامع القصر للمناظرة، وجلس للوعظ. وكان له قبولٌ تام، ويحضره خلقٌ كثير. وأذن له في الدخول على الأمير أبي نصر محمد ابن الإمام الناصر في كل جمعة لسماع مسند الإمام أحمد منه بإجازته من أبيه الناصر، فحصل له به أنسٌ. فلما استخلف، قلده القضاء في ذي القعدة سنة اثنتين وعشرين، فسار السيرة الحسنة، وسلك الطريقة المستقيمة، وأقام ناموس الشرع، ولم يحاب أحداً في دين الله. وكان لا يمكن أحداً من الصياح) بين يديه. ويمضي إلى الجمعة ماشياً. ويكتب الشهود من دواته في مجلسه. فلما أفضت الخلافة إلى المستنصر أقره أشهراً، ثم عزله. روى الكثير. وكان ثقةً متحرياً، له في المذهب اليد الطولي. وكان لطيفاً، متواضعاً، مزاحاً، كيساً. وكان مقداماً رجلاً من الرجال، سمعته يقول: كنت في دار الوزير القمي وهناك جماعةٌ، إذ دخل رجلٌ ذو هيئةٍ، فقاموا له وخدموه، فقمت، وظننته بعض الفقهاء، فقيل: هذا ابن كرم اليهودي عامل دار الضرب، فقلت له: تعال إلى
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 175 هنا، فجاء ووقف بين يدي، فلت له: ويلك، توهمتك فقيهاً، فقمت إكراماً لذلك، ولست ويلك عندي بهذه الصفة، ثم كررت ذلك عليه. وهو قائم يقول: الله يحفظك، الله يبقيك، ثم قلت: اخسأ هناك بعيداً عنا. فذهب. قال: وحدثني أنه رسم له برزقٍ من الخليفة، وأنه زار يومئذٍ قبر الإمام أحمد، فقيل لي: دفع رسمك إلى ابن توما النصراني، فامض إليه فخذه، فقلت: والله لا أمضي ولا أطلبه، فبقي ذلك الذهب عنده إلى أن قتل لعنه الله في السنة الأخرى، وأخذ الذهب من داره فنفذ إلي. توفي في سادس عشر شوال، ودفن في الدكة التي لقبر الإمام أحمد بن حنبل. وقيل: دفن معه في قبره، تولى ذلك الرعاع والعوام، فقبض على من فعل ذلك وعوقب وحبس. ثم نبش أبو صالح ليلاً بعد أيام، ولم يعلم أين دفن رحمه الله. قلت: وأجاز لإبراهيم بن حاتم البعلبكي، وإسماعيل بن عساكر، وفاطمة بنت سليمان، والبدر حسن ابن الخلال، والقاضي الحنبلي، وعيسى المطعم، وأحمد ابن الشحنة، وسعد بن محمد بن سعد، وأبي بكر بن عبد الدائم، وأبي نصر بن مميل، وغيرهم. 4 (حرف الياء)
4 (يحيى بن إسحاق بن حمو بن علي، الأمير الجليل.) أبو زكريا، الصنهاجي، الميورقي الذي خرج على بني عبد المؤمن ويعرف بابن غانية. توفي في أواخر شوال بالبرية بنواحي تلمسان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 176 ذكره الحافظ زكي الدين عبد العظيم فقال: يقال: إن خروجه كان من ميورقة في شعبان سنة ثمانين وخمس مائة، واستولى على بلاد كثيرة. وكان مشهوراً بالشجاعة والإقدام. قلت: وقد أقام في بلاده الدعوة والخطبة لبني العباس، وقدم رسوله إلى العراق يطلب تقليداً بالسلطنة، فنفذت إليه الخلع واللواء. وقد ذكرنا ذلك في الحوادث.) 4 (يحيى ابن الخليفة الناصر محمد ابن المنصور المؤمني.) المغربي، أبو زكريا. تملك المغرب بعد العادل عبد الله سنة أربع وعشرين، فكانت دولته ثلاثة أعوامٍ ونصفاً، وفي بعضها كان معه على جملة من الممالك ابن عمه. مات يحيى في ذي القعدة أو شوال. 4 (يعقوب بن علي بن يوسف.) أبو عيسى، الموصلي، الحكاك، الجوهري. سمع من خطيب الموصل أبي الفضل الطوسي. وببغداد من: عبيد الله بن شاتيل، وعبد المغيث بن زهير، ونصر الله القزاز، وجماعةٍ. وجاور بمكة، وحدث بها، وبالمدينة ومصر. روى عنه: الزكي المنذري، والشرف ابن الجوهري، وعثمان بن موسى إمام الحطيم، وغيرهم. قال المنذري: توفي في الرابع والعشرين من صفر ببغداد بالبيمارستان العضدي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 177 قلت: وقيل: إنه توفي بالمدينة سنة أربعٍ. 4 (يوسف بن جبريل بن جميل بن محبوب.) أبو الحجاج، القيسي، اللواتي، الحنفي، البزاز. ولد في حدود سنة سبعٍ وستين وخمسمائة. وسمعه أبوه الإمام أبو الأمانة من السلفي، وبدر الخداداذي، وأحمد بن عبد الرحمن الحضرمي. وقدم دمشق ولم يرو بها. روى عنه: ابن النجار، والزكي عبد العظيم، والشهاب الأبرقوهي. وتوفي في أواخر شعبان. 4 (وفيها ولد) شيخنا زين الدين عبد الله بن مروان الفارقي، في المحرم. وعز الدين عبد العزيز بن محمد ابن العديم الحنفي، قاضي حماة، في رمضان.) وبدر الدين محمد بن مسعود ابن التوزي. والشمس محمد بن إسحاق بن محمد بن صقر: اللبيون، بحلب. الشيخ يوسف بن قيس بن أبي بكر ابن الشيخ حياة بن قيس. والبهاء أبو القاسم بن يحيى بن زياد، خطيب بيت لهيا. والأمين عبد الله بن عبد الأحد بن شقير: الحرانيون، بها. والصفي أحمد بن محمد بن إبراهيم الطبري، بمكة. والبدر حسن بن علي بن يوسف بن هود المرسي، بها. وشيخ تدمر عيسى بن ثروان. وشيخ الحرم الظهير محمد بن عبد الله بن منعة البغدادي. وناصر الدين محمد بن نوح ابن المقدسي، وله حضورٌ في الأولى على ابن اللتي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 178 4 (وفيات سنة أربعٍ وثلاثين وستمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن أكمل بن أحمد بن مسعود بن عبد الواحد بن مطر بن أحمد بن محمد.) الشريف، أبو العباس، الهاشمي، العباسي، البغدادي، الحنبلي، الخطيب، العدل. ولد سنة سبعين وخمسمائة. وسمع من: أبي الفتح بن شاتيل، ووفاء بن أسعد، وأبي العلاء محمد بن جعفر بن عقيل. وحدث من بيته غير واحد. توفي في ربيع الأول. 4 (أحمد بن الخضر.) الأمير، شهاب الدين، الكاملي. توفي في جمادى الأولى بالقاهرة. وكان من كبار الدولة. 4 (أحمد بن سليمان بن كسا المصري.) الشاعر المشهور.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 179 كان محتشماً، ذا ثروةٍ وله غلمان ترك. توفي في صفر بالقاهرة. والأصح وفاته في السنة الآتية. 4 (أحمد بن يوسف بن أيوب بن شاذي.) ) الملك المحسن، يمين الدين، أبو العباس، ابن سلطان صلاح الدين. ولد سنة سبع وسبعين. وسمع بدمشق من: أبي عبد الله بن صدقة الحراني، وحنبلٍ، وابن طبرزد، وبمصر من أبي القاسم البوصيري، وغير واحد. وعني بالحديث وطلبه. وكتب، واستنسخ. وقرأ على الشيوخ. وكان مليح الكتابة، جيد النقل، متواضعاً متزهداً، حسن الأخلاق، مفضلاً على أصحاب الحديث وعلى الشيوخ. وحصل الكتب النفيسة والأصول المليحة، ووجد المحدثون به راحةً عظيمةً، وجاهاً ووجاهةً. وهو الذي كان السبب في مجيء حنبل وابن طبرزد. وكان كثير التحري في القراءة. وسمع بمكة من أبي الفتوح ابن الحصري، وببغداد من عبد السلام الداهري. سئل عنه الضياء فقال: سمع وحصل الكثير، وانتفع الخلق بإفادته، وطلب الحديث على وجهه. ووجدت بخط السيف ابن المجد أنه ينبز بميل إلى التشيع.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 180 قلت: روى عنه القاضي شمس الدين أبو نصر الشيرازي وهو أكبر منه، والقاضي مجد الدين العديمي، وسنقر القضائي. وبالإجازة: أبو نصر محمد بن محمدٍ المزي. وتوفي بحلب في الرابع والعشرين من المحرم، وحمل إلى الرقة، فدفن بها بقرب قبر عمار بن ياسر. 4 (أحمد بن أبي الذر بن معالي بن أبي البقاء.) أبو العباس، القطفتي، المقرئ، والضرير. ولد سنة ثلاثٍ أو أربعٍ وخمسين. وسمع من: يحيى بن موهوب بن السدنك. ومات في جمادى الأولى. أجاز لفاطمة بنت سليمان، وعيسى المطعم، وجماعة. 4 (أحمد بن أبي الغنائم بن صدقة بن أحمد بن الخضر.) أبو الفتح القرشي، الواسطي، الزاهد، نزيل الإسكندرية. لقي جماعةً من المشايخ بالعراق. وقدم مصر وانتفع به طائفةٌ. وكان له القبول التام من العالم. توفي في شوال.) 4 (إبراهيم بن عبد الرحمن بن الحسين بن عبد الله.) أبو إسحاق، ابن الجباب، التميمي، السعدي، الأغلبي، المصري، الزاهد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 181 ولد سنة إحدى وخمسين وخمسمائة في نصف رجب بمكة. وسمع بالإسكندرية من السلفي. كتب عنه عمر ابن الحاجب، والزكي المنذري. وروى لنا بالإجازة أبو المعالي الأبرقوهي. وتوفي في خامس ذي القعدة. وكان أبوه سنياً له مع بني عبيد مواقف وأمورٌ. 4 (إبراهيم بن علي بن محمد بن الحسن بن تميم بن الحسين.) أبو إسحاق، التميمي، الصقلي، المحلي المولد والمنشأ، العدل، أمين الحكم بالمحلة. ولد سنة خمسٍ وخمسين. وسمع من السلفي. روى عنه الزكي المنذري، وغيره من المصريين. وحدثنا عنه عبد القوي بن عبد الكريم المنذري. توفي في جمادى الآخرة. 4 (إسحاق بن أحمد بن غانم.) أبو محمد، العلثي، الحنبلي، الزاهد. سمع ببغداد من عبيد الله بن شاتيل، وغيره. وحدث بالعلث. وكان صالحاً، زاهداً فقيهاً، عابداً، قوالاً بالحق، أماراً بالمعروف، لا تأخذه في الله لومة لائمٍ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 182 توفي بالعلث في ربيع الأول. ذكره الحافظ عبد العظيم فقال: قيل إنه لم يكن في زمانه أكثر إنكاراً للمنكر منه، وحبس على ذلك مدةً. وهو ابن عم المحدث الزاهد طلحة بن مظفر العلثي الذي مر في سنة. والعلث: من قرى بغداد. وقد سمع الشيخ إسحاق أيضاً من عبد الرزاق الجيلي، وابن الأخضر، وجماعةٍ.) روى عنه العماد إسماعيل بن علي الطبال. وقيل: إنه مات في صفر، ذكره الفرضي. ورأيت له رسالةً في ورقات كتبها إلى ابن الجوزي ينكر عليه خوضه التأويل، وينكر عليه ما خاطب به الملائكة على طريق الوعظ، فما اقصر، وأبان عن فضيلةٍ وورعٍ رحمه الله. 4 (أسعد بن عبد الرحمن بن الخضر بن هبة الله بن حبيش.) وجيه الدين، أبو التمام، التنوخي، الدمشقي. روى عن إسماعيل الجنزوري. روى عنه: الزكي البرزالي، والمجد ابن الحلوانية. وأجاز للقاضي تقي الدين الحنبلي، وإبراهيم بن أبي الحسن المخرمي، وجماعة. وتوفي في ثالث صفر. وكان رئيساً فاضلاً، وشاعراً محسناً. 4 (إقبال بن أبي محمدٍ.) أبو علي، الحريمي المشتري.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 183 سمع من يحيى بن السدنك. ومات في جمادى الأولى. 4 (أنجب بن محمد بن أبي القاسم بن أبي الحسن بن صيلا.) أبو محمدٍ، الحربي، الحمامي. سمع من قرابته أبي بكر عتيق بن صيلا في سنة اثنتين وستين وخمسمائة. روى عنه بالإجازة: القاضيان شهاب الدين الخويي، وتقي الدين الحنبلي، والفخر إسماعيل بن عساكر، وأبو نصر ابن الشيرازي. وتوفي في رمضان. 4 (حرف الباء)
4 (بركات بن ظافر بن عساكر بن عبد الله بن أحمد.) المحدث، وجيه الدين، أبو اليمن، الأنصاري، الخزرجي، المصري، الصبان. سمع الكثير من: أبي القاسم البوصيري، وأبي عبد الله الأرتاحي، وأحمد بن طارق الكركي،) وفاطمة بنت سعد الخير، وأبي نزارٍ ربيعة اليمني، وابن المفضل، وخلقٍ كثير. حتى إنه سمع ممن هو أصغر منه. وكتب الكثير. وحدث. وعني بفن الرواية. ولم يزل يسمع إلى أن مات. روى عنه الزكي المنذري، وبالإجازة غير واحد. وله نظمٌ ونثر، ومعرفةٌ بالطب والهندسة. ولد سنة ستين. وتوفي في أول ربيع الآخر. وذكره ابن مسدي في معجمه فقال: كان يستفيد ولا يفيد، ويستعير ولا
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 184 يعيد. وكان ينظم ويهجو ويستميح من يرجو. سمع مني وسمعت منه. مات، فرأيته غير مرة، ويقول: لقيت شدةً وما نظر لي في شيءٍ. ثم رأيته وقد حسن زيه وقال: رحمني ربي بصلاتي على النبي صلى الله عليه وسلم. 4 (بركة بن أبي بكر بن عمر بن ربيع.) أبو محمدٍ، البغدادي، العلاف. حدث عن أبي الحسين عبد الحق. ومات في ربيع الأول عن نيفٍ وسبعين سنة. روى عنه ابن النجار. 4 (حرف الثاء)
4 (ثامر بن أبي افتح مسعود بن مطلق بن نصر الله بن محرز.) أبو المظفر، الربعي، الفرسي، الأزجي، الطحان، البواب. ولد سنة ثمانٍ وخمسين وخمسمائة. وسمع من أبي الفتح بن البطي. وكان اسمه قديماً يحيى، ثم اشتهر بثامر. روى عنه أبو القاسم علي بن بلبان جزء البانياسي. وأجاز له الفخر ابن عساكر، وسعد الدين بن سعد، وأحمد بن أبي طالب الشحنة، وعيسى المطعم، وأبي نصرٍ محمد بن محمد ابن الشيرازي. وتوفي في أواخر المحرم.) 4 (حرف الحاء)
4 (حسين بن مسعود بن بركة.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 185 أبو عبد الله، البغدادي، البيع. سمع من: مسلم بن ثابت النخاس، وأبي الخير القزويني. وأجاز للقاضي شهاب الدين الخويي، وللكمال أحمد ابن العطار، وفاطمة بنت سليمان. وتوفي في رابع عشر رمضان. وقد تفرد بإجازته أبو النصر ابن الشيرازي. 4 (حمد بن أحمد بن محمد بن بركة بن أحمد بن صديق بن صروف، الفقيه.) موفق الدين، أبو عبد الله، الحراني، الحنبلي، ولد سنة ثلاثٍ أو أربع وخمسين. رحل إلى بغداد، وتفقه على ناصح الإسلام أبي الفتح بن المني، وأبي الفرج ابن الجوزي. وسمع من: عبد الحق اليوسفي، وأبي هاشم عيسى الدوشابي، وتجني الوهبانية، وأبي الفتح بن شاتيل، وعبد المغيث بن زهيرٍ، وغيرهم. وسمع بحران من أحمد بن أبي الوفاء الصائغ، وعبد الوهاب بن أبي حبة. وأعاد بمدرسة حران مدةً، وحدث بها، وبدمشق. وكان ثقةً، فقيهاً، صحيح السماع.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 186 روى عنه: الزكي المنذري، والشرف ابن النابلسي، والمجد ابن الحلوانية، والشهاب الأبرقوهي، والبدر أبو علي ابن الخلال، ومحمد بن أبي الذكر، وآخرون. توفي ابن صديق في سادس عشر صفر بدمشق، ودفن بسفح قاسيون. 4 (حمزة ويسمى عبد الرحمن بن الحسين بن أبي الحسين أحمد بن حمزة بن علي بن) الحسن بن الحسين. أبو طاهرٍ، ابن الموازيني، السلمي، الدمشقي، العطار. حدث عن: جده، وأبي سعد بن أبي عصرون، ويحيى الثقفي. روى عنه: الزكي البرزالي، والمجد ابن الحلوانية، وجماعةٌ. ولم ألق أحداً من أصحابه. توفي في جمادى الآخرة.) وقد أجاز للفخر ابن عساكر، والشرف المخرمي، وجماعةٍ. 4 (حيدر بن محمد بن زيد بن محمد، السيد.) أبو الفتوح، الحسيني، نقيب الأشراف بالموصل. كان صدراً جليلاً، محتشماً. له مصنف في صفات سيد البشر، وله شعر متوسط. 4 (حرف الخاء)
4 (خديجة بنت أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن العباس بن عبد الحميد الحراني.) أم محمد. امرأةٌ صالحةٌ مسنة. سمعت من أبيها جزء الحفار. كتب عنها جماعةٌ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 187 وأجازت للفخر ابن عساكر، وللقاضي شهاب الدين الخويي، وفاطمة بنت سليمان، وعيسى المطعم، وأبي بكر بن عبد الدائم. وأحمد ابن الشحنة، وجماعةٍ. وتوفيت في سادس عشر ذي الحجة. قال ابن النجار: جاوزت الثمانين. 4 (الخليل بن أحمد بن علي بن خليل بن إبراهيم بن خليل بن وشاح.) أبو طاهرٍ، الجوسقي الصرصري، الخطيب بها. ولد سنة ثمانٍ وأربعين وخمسمائة. وقرأ القراءآت على جماعة. وسمع من: والده الشيخ أبي العباس، وأبي الفتح بن البطي، وعبد الله بن عبد الصمد السلمي، وشهدة، وصدقةً بن الحسين الناسخ، والأسعد ابن يلدرك. وخطب بجامع صرصر الدير بعد والده. وكان صالحاً، عالماً، خيراً. روى عنه: أبو الفرج أيوب بن محمود ابن البعلبكي، وأبو القاسم علي بن بلبان، ومحمد بن مؤمن، والجمال أبو بكر الشريشي، ومحمد بن مكي بن حامد الإصبهاني، ثم الدمشقي، وأحمد بن محمد الطيبي التاجر، ومحفوظ بن الحامض. وأجاز للقاضيين ابن الخويي والحنبلي، وسعد الدين بن سعد، وأبي بكر بن عبد الدائم، وأبي نصرٍ محمد بن محمد ابن الشيرازي، وجماعةٍ.) وتوفي في العشرين من ربيعٍ الأول.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 188 4 (خليل بن إبراهيم بن خليل.) أبو الصفاء، العقيسي، الدمشقي. شيخٌ معمر. سمع في كبره من: أحمد بن وهب بن الزنف، وإلياس بن أحمد المقرئ. روى عنه: الزكي البزالي، والمجد ابن الحلوانية، وغيرهما. وتوفي في صفر. وكان يقرئ بالجامع. 4 (حرف الراء)
4 (رضوان بن عمر بن علي بن خميس.) أبو الجنان، الديباجي، الدمشقي، الكاغدي، الحلاوي، الشاعر. قدم مصر بعد الستمائة، ومدح جماعةً، وله شعرٌ جيدٌ، روى عنه منه زكي الدين عبد العظيم. ومات في نصف ربيع الأول. 4 (حرف السين)
4 (سرخاب بن زرير بن سرخاب بن أبي الفوارس.) الشريف، أبو المناقب، الحسيني، الدينوري، الصوفي، الحنبلي، نزيل دمشق. حدث عن النسابة أبي علي بن محمد بن أسعد الجواني، والخشوعي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 189 روى عنه المجد ابن الحلوانية، وغيره. وبالإجازة القاضي تقي الدين سليمان، وإبراهيم بن أبي الحسن المخرمي، وجماعةٌ. توفي في السادس والعشرين من المحرم بدمشق. 4 (سعيد بن محمد بن ياسين بن عبد الملك بن مفرج.) أبو منصور، بن أبي نصر، البغدادي، البزاز، السفار. فذكر أبو طالب بن أنجب في تاريخه: أنه حج تسعاً وأربعين حجةً. قلت: كان يحج تاجراً. سمع من: أبي الفتح بن البطي، وجعفرٍ وتركناز ابني عبد الله بن محمد الدامغاني. روى عنه: عز الدين أحمد الفاروثي، وأبو القاسم بن بلبان، وغيرهما. وبالإجازة القاضيان ابن) الخويي، وتقي الدين سليمان، والفخر إسماعيل بن عساكر، وأبو نصرٍ محمد بن محمد المزي، والقاسم بن عساكر. توفي في خامس صفر. قال ابن النجار: أسقطت شهادته لسوء طريقته وظلمه. 4 (سعيد بن محمد بن سعيد الظهيري.) روى عن: أبي منصور بن عبد السلام، وابن كليب. وكان سيخاً مهيباً، جليلاً. أجاز لأبي نصر ابن الشيرازي، وسعدٍ، والمطعم، وغيرهم. 4 (سليمان بن مسعود الطوسي.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 190 ثم الحلبي، الشاعر. توفي بحلب في صفر. ومن شعره. (وذي هيفٍ فيه يقوم لعاذلي .......... بعذرى إذا ما لام لام عذاره)
(فلا بدر إلاّ مابدا من جيوبه .......... ولا غصن إلا ما انثنى في إزاره)
4 (سليمان بن موسى بن سالم بن حسان الحميري.) الكلاعي، الأندلسي، البلنسي. هو الحافظ الكبير، أبو الربيع ابن سالم. ولد في رمضان سنة خمسٍ وستين وخمسمائة. وكان بقية أعلام الحديث ببلنسية. ذكره أبو عبد الله الأبار، فقال: سمع ببلده أبا العطاء بن نذير، وأبا الحجاج بن أيوب. ورحل، فسمع أبا القاسم بن حبيش، وأبا بكر بن الجد، وأبا عبد الله بن زرقون، وأبا عبد الله ابن الفخار، وأبا محمد بن عبيد الله، وأبا
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 191 محمد بن بونه، وأبا الوليد بن جمهور، ونجبة بن يحيى، وخلقاً سواهم. وأجاز له أبو العباس بن مضاء، وأبو محمد عبد الحق صاحب الأحكام وآخرون. وعني أتم عنايةٍ بالتقييد والرواية. وكان إماماً في صناعة الحديث، بصيراً به، حافظاً، حافلاً، عارفاً بالجرح والتعديل، ذاكراً للمواليد والوفيات، يتقدم أهل زمانه في ذلك،) وفي حفظ أسماء الرجال، خصوصاً من تأخر زمانه وعاصره. وكتب الكثير، وكان الخط الذي يكتبه لا نظير له في الإتقان والضبط، مع الاستبحار في الأدب والاشتهار بالبلاغة، فرداً في إنشاء الرسائل، مجيداً في النظم، خطيباً، فصيحاً، مفوهاً، مدركاً، حسن السرد والمساق لما يقوله، مع الشارة الأنيقة والزي الحسن. وهو كان المتكلم عن الملوك في مجالسهم والمبين عنهم لما يريدونه على المنبر في المحافل. ولي خطابة بلنسية في أوقاتٍ. وله تصانيف مفيدة في عدة فنون، ألف كتاب الاكتفاء في مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم والثلاثة الخلفاء، وهو في أربعة مجلداتٍ، وله كتابٌ حافلٌ في معرفة الصحابة والتابعين لم يكمله، وكتاب مصباح الظلم يشبه الشهاب، وكتاب في أخبار الإمام أبي عبد الله البخاري وسيرته، وكتاب الأربعين، وتصانيف سوى ذلك كثيرةٌ في الحديث، والأدب، والخطب. وإليه كانت الرحلة في عصره للأخذ عنه. أخذت عنه كثيراً، وانتفعت به في الحديث كل الانتفاع، وحضني على هذا التاريخ يعني تكملة الصلة. قال: وأمدني من تقييداته وطرفه بما شحنته به. واستشهد بكائنة أنيشة على ثلاثة فراسخ من بلنسية، مقبلاً غير مدبرٍ، في العشرين من ذي الحجة سنة أربع وثلاثين. وكان أبداً يحدثنا أن السبعين منتهى عمره لرؤيا رآها. وهو آخر الحفاظ والبلغاء المترسلين بالأندلس. قلت: وقد روى أبو العباس ابن الغماز قاضي تونس عدة دواوين. قال ابن الغماز: أنشدنا أبو الربيع لنفسه:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 192 (قبائح آثارٍ شغلن ظنوني .......... وخوقن أفكاري لقاء منون)
(وكيف اعتذاري عن ذنوبي وقبحها .......... ويأبى لي العذر الجميل حقيني)
(على أن لي من حسن ظنّي بخالقي .......... معاذاً بحصنٍ في المعاد حصين)
(فإن أوبقتني سلفاتٌ تقدمت .......... فحسن يقيني بالإله يقيني) قال ابن مسدي: لم ألق مثله جلالةً، ونبلاً، ورياسةً وفضلاً. وكان غماماً مبرزاً في فنونٍ من منقولٍ ومعقولٍ، ومنشورٍ وموزونٍ، جامعاً للفضائل. وبرع في علوم القرآن والتجويد والأدب، فكان ابن بجدته، وهو ختام الحفاظ، ندب لديوان الإنشاء فاستعفى. أخذ القراءآت عن أصحاب ابن هذيل. رحل واختص بأبي القاسم بن حبيش بمرسية. أكثرت عنه رحمه الله. وقال أبو العباس ابن الغماز: وله كتاب الأربعين عن أربعين شيخاً، وكتاب الموافقات) العوالي، وجزء المسلسلات. وقال أبو محمد المنذري: في العشرين من ذي الحجة توفي الحافظ أبو الربيع الكلاعي الخطيب الكاتب شهيداً بيد العدو خذله الله بظاهر بلنسية. ومولده بظاهر مرسية في مستهل رمضان سنة خمسٍ وستين. سمع ببلنسية من محمد بن جعفر النحوي، وأبي الحجاج يوسف بن عبد الله، وأبي بكر أحمد بن أبي المطرف، وبمرسية من أبي القاسم عبد الرحمن بن حبيش، بإشبيلية، وشاطبة، وغرناطة، وسبته، ومالقة، ودانية. وجمع مجاميع مفيدة تدل على غزارة علمه وكثيرة حفظه ومعرفته بهذا الشأن. وكتب إلينا بالإجازة من بلنسية سنة أربع عشرة وستمائة. 4 (حرف الضاد)
4 (الضحاك بن أبي بكر بن أبي الفرج.) أبو الفرج، القطيعي، النجار، المعروف بابن الأطروش.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 193 ولد سنة أربعٍ وخمسين وخمسمائة ظناً. وسمع من أبي المكارم المبارك الباذرائي. وتوفي في تاسع شعبان. وكان صالحاً، خيراً. سمع منه الكمال ابن الدخميسي، والسيف ابن المجد. وحدثنا عنه بالإجازة: أبو المعالي الأبرقوهي، وفاطمة بنت سليمان، والقاضي تقي الدين الحنبلي، والفخر إسماعيل بن عساكر، ومحمد بن محمد ابن الشيرازي، والمطعم وسعدٌ، وابن الشحنة. 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن إسماعيل بن الحسين.) الواعظ، أبو طالبٍ، ابن الفخر، غلام ابن المني. تنقل في البلاد، ووعظ بالقاهرة مدةً. وما أقام ببلدةٍ مدة إلا أزعج منها لسوء سيرته. سمع من ابن كليب جزء ابن عرفة. مات في شعبان كهلاً.) 4 (عبد الله ابن القاضي أبي الطاهر إسماعيل بن رمضان بن عبد السميع.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 194 القاضي، الرئيس، أبو الفضل، الإسكندراني، المالكي، ناظر الإسكندرية. سمع من السلفي. وحضر أبا محمد العثماني، وأخاه أبا الطاهر إسماعيل بن عبد الرحمن العثماني. وولي النظر مدةً وغير ذلك من الخدم. روى عنه الزكي المنذري، وسأله عن مولده فقال: في شعبان سنة ستٍ وستين. وتوفي في الرابع عشر من جمادى الآخرة. قال: وكان محباً لأهل الصلاح والخير ساعياً في حوائجهم، مؤثراً للاجتماع بهم والانقطاع إليهم. قلت: أجاز لأبي الفضل محمد بن محمد ابن الشيرازي، والفخر إسماعيل بن عساكر، وفاطمة بنت سليمان. 4 (عبد الله بن صالح بن عيسى بن عبد الملك.) الفقيه، أبو محمد، المصري، المالكي. تفقه على: أبي محمد بن اللهيب، وأبي المنصور ظافر الأزدي، وأبي البركات هبة الله بن ثعلب. ودخل الإسكندرية ورأى الإمام أبا طاهر السلفي، وحكى عنه، وعن أبي الطاهر بن عوف. روى عنه الزكي المنذري، وقال: كان على طريقة أهل العلم والصلاح، مقبلاً على ما يعنيه. مضى على سدادٍ وأمرٍ جميلٍ. ولد سنة سبع وأربعين وخمسمائة. وتوفي بالفرعونية من أعمال الغريبة في العشرين من جمادى الأولى. 4 (عبد الله بن معالي بن أبي بكر.) أبو بكر الديناري، الخياط. توفي ببعقوبا في جمادى الآخرة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 195 سمع من شهدة، وعبد الحق. لا أعرفه. 4 (عبد الرحمن بن إبراهيم بن محفوظ.) أبو علي، البغدادي، القطان. سمع من عبد الحق. وتوفي في أول رجب.) ولا أعرفه أيضاً. فإن كان ابن البزازة فقد أجاز لأبي نصر ابن الشيرازي. 4 (عبد الرحمن بن حمدان بن أحمد، القاضي.) أبو محمد، الكناني، التكريتي، قاضي الكرك. سمع بالموصل من أبي ياسرٍ عبد الوهاب بن أبي حبة، وبدمشق من إسماعيل الجنزوي، وجماعة. وسمع الكثير. وكتب بخطه مع الدين والفضل. وناب في القضاء بدمشق. روى عنه المجد ابن الحلوانية، وغيره. وتوفي في جمادى الآخرة. 4 (عبد الرحمن ابن العلامة أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن مهران.) الفقيه، صدر الدين، أبو القاسم، القرميسيني، ثم الإسكندراني، الشافعي، العدل، الحاكم. له أدبٌ وشعرٌ جيدٌ، وفضائل. وولي الحكم بالغربية مدةً. وخدم في الديوان، ودرس بمصر بزاوية المجد البهنسي مدة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 196 كتب عنه الزكي المنذري وقال: كان عالي الهمة، حاد القريحة. توفي في صفر. 4 (عبد الرحمن بن محمود بن أبي منصور.) الشيخ الصالح أبو منصورٍ، الدمشقي الحنفي، النصولي. سمع من: القاضي أبي سعد عبد الله بن أبي عصرون، وابن صدقة الحراني. وببغداد من: ذاكر بن كامل، وابن بوش، وابن كليب. وبمصر من: أبي القاسم البوصيري، وغيرهم. روى عنه: المجد ابن الحلوانية، والمؤيد علي ابن خطيب عقرباء، وجماعةٌ. وأجاز لغير واحد. وتوفي في ثامن ربيع الآخر. 4 (عبد الرحمن بن نجم ابن شرف الإسلام أبي البركات عبد الوهاب ابن الشيخ الإمام أبي) الفرج عبد الواحد بن محمد بن علي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 197 الإمام، ناصح الدين، أبو الفرج، ابن الحنبلي، الأنصاري، السعدي، العبادي، الشيرازي الأصل، الدمشقي، الحنبلي، الواعظ. ولد في شوال سنة أربعٍ وخمسين وخمسمائة. واشتغل بالوعظ وبرز فيه. ورحل وسمع من: شهدة، وأبي الحسين عبد الحق، ومسلم بن ثابت، وأبي شاكرٍ يحيى) السقلاطوني، وتجني الوهبانية، ونعمة بنت القاضي أبي خازم محمد ابن الفراء، وجماعةٍ ببغداد. والحافظ أبي موسى المديني، وأحمد بن أبي منصور الترك بإصبهان. وبهمذان من عبد الغني بن أبي العلاء. وحدث. ووعظ بمصر ودمشق. وكان له قبولٌ زائد. وصنف، ودرس، وأفتى، وله خطبٌ ومقاماتٌ. وكتاب تاريخ الوعاظ وأشياء في الوعظ. وكان حلو الكلام، جيد الإيراد، شهماً، مهيباً، صارماً. وكان رئيس المذهب في زمانه بالشام. وهو من بيت العلم والجلالة والسؤدد. روى عنه: الدبيثي، والضياء، والبرزالي، والزكي المنذري، والجمال ابن الصابوني، والشمس ابن الكمال، والشمس ابن خازم، والعز ابن العماد، والتقي بن مؤمن، ونصر الله بن عياش، ومحمد بن أبي بكر بن بطيخ، وأحمد بن إبراهيم الرقوقي، وعبد الحميد بن خولان، وعلي بن بقاءٍ المقرئ، ومحمد بن علي الطواسي، والشهاب محمد بن مشرف، وطائفةٌ سواهم. وقد تفرد بالرواية عنه حضوراً أبو بكر بن عبد الدائم. وروى بالإجازة القاضيان ابن الخويي، وتقي الدين بن أبي عمر. أخبرنا محمد بن علي بقراءتي، اخبرنا عبد الرحمن بن نجم الواعظ، أخبرنا أبو موسى الحافظ، أخبرنا أبو علي المقرئ، أخبرنا أبو نعيم، حدثنا إسحاق بن حمزة، حدثنا عبدان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 198 قال أبو نعيم: وحدثنا الحسين بن محمد بن رزين الخياط، حدثنا الباغندي. قالا: حدثنا هشام بن عمار، حدثنا صدقة بن خالد، حدثنا عبد الرحمن بن جابر، حدثنا عطية بن قيس، عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري، أخبرني أبو عامر أو أبو مالك الأشعري والله ما كذبني أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ليكونن في أمتي أقوامٌ يستحلون الحرير والخمر والمعازف، ولينزلن أقوامٌ إلى جنب علمٍ يروح عليهم بسارحةٍ فيأتيهم رجلٌ لحاجةٍ، فيقولون له: ارجع إلينا غداً. فيبيتهم الله تعالى، ويضع العلم عليهم، ويمسخ آخرون قردةً وخنازير. أخرجه البخاري تعليقاً عن هشام، ورواه الدبيثي في تاريخه عن الناصح. توفي في ثالث المحرم بدمشق، ودفن بسفح قاسيون بتربتهم. 4 (عبد الرحمن ابن الشيخ أبي البقاء العكبري.) أبو محمدٍ.) سمع أكثر مصنفات والده أبي البقاء عبد الله بن الحسين، وسمع من ابن كليب. وتوفي كهلاً. 4 (عبد السلام بن جعفر.) أبو الغنائم التكريتي، العدل. سمع ابن شاتيل. 4 (عبد العزيز بن عبد الملك بن عثمان المقدسي.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 199 الحنبلي، الفقيه، العز. من كبار العلماء. تفقه على الشيخ الموفق، ورحل إلى إصبهان، وسمع من: أبي الفخر أسعد بن سعيد، وغيره. روى عنه: المجد ابن الحلوانية، والشيخ شمس الدين بن أبي عمر. وأجاز للشيخ علي بن هارون، وللشهاب محمد بن مشرف، وللشرف إبراهيم ابن المخرمي، وغيره. قرأت بخط الضياء: وفي يوم الاثنين حادي عشر ذي القعدة توفي الفقيه الإمام العالم أبو محمد عبد العزيز بن عبد الملك رحمة الله عليه ورضوانه. وكان إماماً عالماً فطناً ذكياً. وفقد ألقى الدرس مدةً بمدرسة شيخنا أبي عمر. وكان ديناً خيراً. دفن في تربة خال أمه الشيخ موفق الدين. 4 (عبد العزيز بن محمد بن علي بن حمزة بن فارس.) أبو البركات ابن القبيطي. سمع مع أخيه عبد اللطيف من: شهدة، وأبي نصرٍ عبد الرحيم اليوسفي، وابن شاتيل، ومحمد بن نسيم. وكان من أعيان قراء بغداد، جيد الأداء، طيب الصوت. قرأ القراءآت على عمه أبي يعلى حمزة. وأم بمسجدهم على باب البدرية. وكان فقيهاً، ديناً، شافعياً، حسن السمت. ولد سنة ثلاثٍ وستين. وتوفي في رابع عشر ربيع الأول. روى عنه أبو القاسم بن بلبان. وأجاز للبهاء ابن عساكر. قال ابن النجار: قرأت عليه كتاب التذكار لابن شيطا بسماعه من أبي نصرٍ عبد الرحيم بن) يوسف، عن الباقرحي، عنه. وكان صدوقاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 200 4 (عبد العزيز بن نصر بن هبة الله بن سلامة بن معالي.) أبو محمد الحراني، الحنبلي، الصفار، العدل، المعروف بابن أبي الربع. سمع من: أبي الفتح أحمد بن أبي الوفاء. وأجاز له أبو الفتح عبد الله بن أحمد الخرقي، وتجني الوهبانية، وجماعةٍ. روى عنه: الحافظ عبد العظيم، وعمر ابن الحاجب، وغيرهما. وقد سمع بدمشق من الشيخ الموفق. 4 (عبد القادر بن عبد القاهر بن أبي الفرج عبد المنعم بن أبي الفهم، الفقيه.) الإمام، ناصح الدين، أبو الفرج، الحراني، الحنبلي. تفقه بحران وسمع بها من ابن طبرزد، وببغداد من يحيى بن بوش، وابن كليب، وبدمشق من ابن صدقة الحراني، ويحيى الثقفي، وعبد الرحمن بن علي الخرقي. وأقرأ، وحدث، وأفاد، ودرس، وأفتى. كتب عنه عمر ابن الحاجب وقال: عرض عليه قضاء حران، فامتنع، وكان مفتياً، صالحاً، لم يكن ببلده مثله. ولد سنة ثلاثٍ وستين وخمسمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 201 وروى عنه: الزكي المنذري، والنجم أحمد بن حمدان الفقيه. وبالإجازة أبو المعالي الأبرقوهي، وأظن أن ابن حمدان تفقه عليه. توفي في حادي عشر ربيع الأول بحران. رأيت شيخنا ابن تيمية يبالغ في تعظيم شأنه ومعرفته بالمذهب. 4 (عبد القادر بن عبد الله ابن الفقيه القدوة الشيخ عبد القادر الجيلي.) أبو محمد. سمع من أبي الحسين عبد الحق. وحدث. ومات بسواد بغداد في ربيع الآخر. 4 (عبد القادر بن أبي عبد الله محمد بن الحسن.) ) الإمام، شرف الدين، أبو محمدٍ، ابن البغدادي، المصري، الشافعي. رحل من الشام في الصبى وسكن القاهرة، وتفقه بها على الشهاب محمد بن محمود الطوسي. ودرس بجامع السراجين، ثم بالمدرسة القطبية إلى حين وفاته. وكان قد تفقه بدمشق على القطب مسعود بن محمد النيسابوري، وسمع من الحافظ ابن عساكر بعض مجالسه. وولد في سنة ثلاثٍ وخمسين. روى عنه الزكي المنذري وقال: كان فقيهاً حسناً، من أهل الدين والعفاف، طارحاً للتكلف مقبلاً على ما يعينه. توفي في الثاني والعشرين من شعبان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 202 قلت: روى لنا عنه أحمد بن عبد الكريم الواسطي. وأجاز للقاضي شهاب الدين ابن الخويي، ولأحمد بن أبي الغنائم بن علان، وجماعةٍ. وقال ابن مسدي: ولد بدمشق، وكان رأساً في الفتوى، مشاراً إليه بالبر والتقوى. سكن القاهرة. 4 (عبد اللطيف ابن الأديب البارع أبي الفتح محمد بن عبيد الله ابن التعاويذي.) أبو القاسم، البغدادي، الحاجب. ولد سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة. وسمع من: شهدة الكاتبة، وأبي الحسين عبد الحق. وسمع من والده ديوانه. روى عنه: السيف ابن المجد، وعبد اللطيف بن بورنداز، وجمال الدين أبو بكر الشريشي، وأبو القاسم علي بن بلبان، وأبو عبد الله محمد ابن المجير الكتبي، وغيرهم. وبالإجازة: الفخر إسماعيل بن عساكر، وأبو نصر محمد بن محمد الشيرازي، وفاطمة بنت سليمان، ويحيى بن محمد بن سعد، وعيسى المطعم، وآخرون. توفي في الثاني والعشرين من صفر. 4 (عبد المنعم بن جماعة بن ناصر، صائن الدين.) أبو محمد، الحمزي، الشارعي. شيخٌ صالحٌ، خيرٌ. صحب المشايخ، وسمع من فاطمة بنت سعد الخير وزوجها ابن نجا الواعظ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 203 حدثنا عنه أبو المعالي الأبرقوهي. وتوفي في تاسع جمادى الأولى.) 4 (عبد الواحد بن نزار بن عبد الواحد البغدادي.) أبو نزار، التستري. ابن الجمال، الرجل الصالح. شيخٌ دين، معمر. كان يمكنه السماع من ابن الطلاية، والأرموي، لأنه ولد في رمضان سنة ثمانٍ وثلاثين. سمع من علي بن محمد بن أبي عمر البزاز، وعمر الحربي، سمع منها مجلساً من أمالي طراد، تفرد في الدنيا به، وبإجازة المبارك بن أحمد الكندي. كتب عنه عمر ابن الحاجب، والقدماء. وحدث عنه: أبو القاسم بن بلبان، وأبو بكر محمد بن أحمد البكري الأصولي. وبالإجازة: الفخر إسماعيل بن عساكر، والقاضيان ابن الخويي وتقي الدين سلمان، وسعد الدين بن سعد، وعيسى بن عبد الرحمن المطعم، وأحمد بن أبي طالب الحجار، وجماعةٌ. وقال ابن النجار: سمعنا منه قديماً. وهو شيخٌ متيقظٌ لا بأس به. توفي في عاشر شعبان. وأخوه بركة سمع من هبة الله ابن الطبر، وقد مر سنة ستمائة. 4 (عبيد الله بن بيرم بن يوسف بن خمرتكين، شمس الدين.) أبو محمد، الصوري، ثم الحلبي، المحدث. ولد سنة أربعٍ وسبعين، وعاش ستين سنة. طلب، وكتب، وتعب، وأفاد، وحصل الأصول.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 204 وروى عن الافتخار الهاشمي فمن بعده. 4 (عثمان بن حسن بن علي بن الجميل محمد بن فرح.) أبو عمرو، الكلبي، السبتي، اللغوي. أخو أبي الخطاب ابن دحية. سمع مع أخيه، ووحده من جماعةٍ كثيرةٍ منهم: أبو القاسم خلف بن بشكوال، وأبو بكر بن الجد، وأبو عبد الله بن زرقون، وأبو الحسن الشقوري، وأبو بكر بن خيرٍ، وأبو الحسين بن ربيعٍ، وأبو محمد بن عبيد الله، وأبو القاسم السهيلي. قال الأبار: لكنه كان لا يحدث عن السهيلي ويقع فيه. ومن شيوخه الذين سمع منهم: أبو محمد بن بونه، وأبو محمد عبد المنعم بن الخلوف. وحج، وحدث بإفريقية، ونزل القاهرة عند أخيه) وفي كنفه. ورأس. قلت: ودرس بعده بالكاملية. وكان مولعاً بالتقعير في كلامه ورسائله لهجاً بذلك. ورخه أبو شامة فيها: ولم يذكره المنذري. وقال الأبار: توفي سنة خمسٍ أو ستٍ وثلاثين. ثم ظفرت بوفاته، ذكرها ابن واصلٍ في ثالث عشر جمادى الأولى سنة أربعٍ وثلاثين. وكان من كبار الأئمة، لكنه يتمقت بما يستعمله من اللغة في رسائله.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 205 سمع الملخص للقابسي منه أبو محمد الجزائري. وقد ذكره ابن نقطة فقال: رأيته بالإسكندرية لما قدم والناس مجتمعون عليه بالجامع يوم الجمعة يسمعهم الترمذي، فقلت لرجل: أمن أصلٍ فقال: قد قال الشيخ لا أحتاج إلى أصل، اقرؤوه من أي نسخةٍ شئتم، فإني أحفظه. ثم ظهر منه كلامٌ قبيحٌ في ذم مالك والشافعي، وغيرهما. فتركت الاجتماع به لذلك. قلت: نعم كان يسيء الأدب في درسه على العلماء. قال ابن مسدي: أربى أبو عمرو على أخيه بكثرة السماع كما أربى عليه أخوه بالفطنة، وكرم الطباع. وكان متزهداً، لم يكن له أصولٌ. وكان شيخه ابن الجد يصله ويعظمه. ولما بلغه حالٌ أخيه بمصر، نهد إليه، ونزل عليه إلى أن خرف أخوه فيما أنهي إلى الكامل فجعله عوضه بالكاملية. وكان متساهلاً يحدث من غير أصلٍ. وألف منتخباً في الأحكام. مات في جمادى الأولى عن ثمانٍ وثمانين سنة. 4 (عزيزة بنت عبد الملك الهاشمية.) أم أبي العباس. المرأة الصالحة، الزاهدة. ولدت بمرسية، ونشأت بقرطبة، وعمرت بضعاً وثمانين سنة. وقدمت ديار مصر وصحبت الشيخ الزاهد أبا إسحاق إبراهيم بن طريف مدةً وخدمته، وحجت. وكان الشيخ عتيقٌ وأبو العباس الرأس يثنون عليها كثيراً. علق عنها الحافظ عبد العظيم. وتوفيت في رجب.) 4 (علي بن أحمد بن عبد الله بن محمد.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 206 أبو الحسن، ابن خيرة، البلنسي، المقرئ. خطيب بلنسية. قال الأبار: أخذ عن أبي جعفر طارق بن موسى قراءة ورشٍ. وأخذ القراءآت عن شيخنا أبي جعفر بن عون الله. وسمع من أبي العطاء بن نذير، وغيره. وأجاز له أبو عبد الله بن حميد، وأبو محمد بن عبيد الله، وحج سنة ثمانٍ وسبعين، وجاوز وسمع من: أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن الحضرمي، وحمادٍ الحراني، وعبد المجيد بن دليل، سمع منه سنن أبي داود عن أبي بكر الطرطوشي في سنة تسع وخمسمائة، وسمع من الإمام عبد الحق بن عبد الرحمن الإشبيلي ببجاية، ومن أبي حفص عمر الميانشي بمكة. وانصرف إلى بلده وأقام على حاله من الانقباض وحسن السمت إلى أن قلد الصلاة، فتولاها أربعين سنة لم يحفظ عنه سهوٌ فيها إلا في النادر. وأقرأ القرآن وقتاً. وحدث. وأخذ الناس عنه. وكان عدلاً راجح العقل. وفي مشيخته كثرة. تلوث عليه بالقراءآت السبع، وسمعت منه جل ما عنده. واختلط قبل موته بأزيد من عام، وأخر عن الصلاة في رجب سنة ثلاثٍ وثلاثين وستمائة لاختلالٍ ظهر في كلامه. ولم يسمع منه بعد ذلك شيءٌ. وتوفي في أواخر رجب سنة أربع، وكانت جنازته مشهودة حضرها السلطان، ونزل في قبره أبو الربيع بن سالم. وولد سنة خمسين أو إحدى وخمسين وخمسمائة. قلت: لقيه ابن الغماز فقال: سمعت منه سنن أبي داود، وسمعت منه كتاب الشهاب للقضاعي، بسماعه من الحضرمي، بسماعه من الرازي، عنه. 4 (علي بن سليمان بن إيداش بن السلار، الأمير، شجاع الدين.) أبو الحسن، الدمشقي، الحنفي، أمير الحاج. ورخه أبو المظفر ابن الجوزي في سنة ثلاث كما ذكرنا وإنما توفي
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 207 في الثالث والعشرين من جمادى الآخرة سنة أربعٍ. كما ورخه المنذري قال: وحدث عن محمد بن حمزة بن أبي الصقر، والخشوعي. وكان منقطعاً عن الناس، محباً للفقراء، تاركاً للإقبال على الدنيا. وحج بالناس مراراً رحمه الله. 4 (علي بن محمد بن جعفر بن معالي.) أبو الحسن ابن أبي الفرج، البصري، ثم البغدادي، التاجر المؤدب، المعروف بابن كبة.) كان يؤدب الصبيان. وولد سنة خمسٍ وخمسين. وسمع من أبي الفتح بن البطي. روى عنه: ابن الدبيثي، وعز الدين أحمد الفاروثي، وعلاء الدين علي بن بلبان، وجمال الدين محمد الشريشي، وجماعة. وأجاز للقاضي تقي الدين، ولعيسى المطعم، وسعدٍ، وفاطمة بنت جوهر، واحمد ابن الشحنة، وأبي بكر بن عبد الدائم. وتوفي في نصف رجب. 4 (علي بن أبي الفتح بن يحيى الحكيم.) كمال الدين، أبو الحسن، ابن الكناري، الموصلي، الطبيب، الصفار.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 208 روى عن خطيب الموصل أبي الفضل. ولد في حدود سنة خمسٍ وخمسين وخمسمائة. وتوفي بحلب في المحرم. روى عنه: مجد الدين ابن العديم، وشهاب الدين ابن تيمية، وعلاء الدين سنقر القضائي. أخبرنا سنقر، أخبرنا أبو الحسن الكناري، أخبرنا أبو الفضل الطوسي، أخبرنا منصور بن بكر، أخبرنا محمد بن علي، حدثنا الأصم، حدثنا ابن المنادي، حدثنا روح بن عبادة، حدثنا أشعث، عن الحسن، عن جابر قال: كنا نسافر مع النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا صعدنا كبرنا، وإذا هبطنا سبحنا. 4 (علي بن أبي الفرج بن أبي منصور بنعلي.) أبو القاسم، ابن البعقوبي. ولد سنة خمسٍ وأربعين. وأجاز له الشيخ عبد القادر، وابن البطي. وسمع في الكهولة من عبد المنعم بن كليب، وجماعةٍ. توفي بالموصل في جمادى الأولى. 4 (عمر بن أبي البركات بن هبة الله.) أبو حفص، ابن السمين. شيخٌ بغداديٌ.) سمع من: عبد الحق اليوسفي، وعبيد الله الشاتيلي، وغيرهما. توفي في سابع عشر ربيع الأول. 4 (حرف الفاء)
4 (فتوح بن نوح بن عيسى بن نوح.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 209 العدل، خطير الدين، أبو نصرٍ، الساماني، الخويي، نزيل دمشق. كان مختصاً بخدمة العماد الكاتب، فسمع منه ومن بركات الخشوعي، وبواسط من أبي الفتح ابن المندائي، وبمصر والإسكندرية. روى عنه: مجد الدين ابن الحلوانية، وغيره. وحدثنا عنه محمد بن يوسف الذهبي، وزينب بنت القاضي محيي الدين. توفي في العشرين من ذي القعدة. 4 (فضائل بن علي بن عبد الله بن شبيل بن حسن.) الفقيه، أبو الوفاء، القرشي، المخزومي، الأرسوفي، ثم المصري، الشافعي، الجلاجلي، المواقيتي. ولد تقديراً في سنة اثنتين وستين. وتفقه على أبي القاسم عبد الرحمن ابن الوراق، وقبله أيضاً على جماعة. وسمع من: أبي عبد الله الأرتاحي، وفاطمة بنت سعد الخير، والحافظ عبد الغني، وانقطع إليه مدةً. واشتغل بالمواقيت وبرع فيها، وولي رئاسة المؤذنين بجامع القاهرة إلى أن توفي. روى عنه الزكي المنذري وقال: توفي في الرابع والعشرين من رجب. 4 (حرف الكاف)
4 (كتائب بن أحمد بن مهدي بن محمد بن علي.) أبو أحمد، البانياسي، ثم الصالحي. من أهل جبل الصالحين. حدث عن: أبي المعالي بن صابر، وأبي نصرٍ عبد الرحيم بن عبد الخالق.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 210 وكان رجلاً خيراً، ديناً.) روى عنه: الزكي البرزالي، والضياء بن عبد الواحد، والمجد ابن الحلوانية، والشمس ابن الكمال، والعز أحمد ابن العماد، وغيرهم. أنبأنا أبو عبد الله ابن الكمال، أخبرنا الضياء الحافظ: سمعت العفيف كتائب بن مهدي بعد موت الشيخ الموفق بأيام وهو عندنا عدلٌ مأمونٌ ثقةٌ ما عرفنا له زلةً قط يقول: رأيت الشيخ الموفق على حافة النهر شرقي المدرسة من الناحية القبلية يتوضأ، فوقفت بجانب المدرسة، وقلت: لا أنزل أتوضأ حتى يفرغ، فلما توضأ أخذ قبقابه ومشى على الماء إلى الجانب الآخر ثم لبس القبقاب، وصعد المدرسة. ثم حلف لي بالله لقد رأيته وما لي في الكذب من حاجةٍ، وكتمت ذلك في حياته. فقلت هل رآك قال: لا ولم يكن ثم أحدٌ وذلك وقت الظهر، فقلت: هل كانت رجلاه تغوص قال: لا إلا كأنه يمشي على وطاء. توفي كتائب في رجب. 4 (كيقباذ بن كيخسرو بن قلج أرسلان.) سلطان الروم، الملك علاء الدين. توفي في شوال في اليوم السابع منه. وكان ملكاً، مهيباً، شجاعاً، راجح العقل، سعيداً. كسر خوارزم شاه وعسكر الملك الكامل. واستولى على عدة بلادٍ تجاوره. وزوجه السلطان الملك العادل بابنته، وولد له منها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 211 وكان قد تملك الروم قبله أخوه كيكاوس فحبس أخاه كيقباذ هذا فلما نزل به الموت أحضره وفك قيده، وعهد إليه بالملك، وأوصى إليه بأطفاله. فطالت أيامه واتسعت ممالكه. وكان يرجع إلى عدلٍ ونصفةٍ فيما بلغنا. وهو كيقباذ بن كيخسرو بن قليج أرسلان بن مسعود بن قليج أرسلان بن سليمان بن قتلمش بن سلجوق السلجوقي. وتملك بعده ولده السلطان غياث الدين كيخسرو. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن احمد بن عمر بن حسين بن خلف.) الحافظ، المفيد، أبو الحسن، البغدادي، القطيعي. ولد في رجب سنة ستٍ وأربعين.) وسمعه أبوه الفقيه أبو العباس من: أبي بكر ابن الزاغوني، وأبي القاسم نصر بن نصر العكبري، وأبي جعفرٍ أحمد بن محمد العباسي، وأبي الوقت السجزي، وسلمان الشحام، وأبي الحسن ابن الخل، وجماعةٍ. ثم سمع بنفسه على طبقةٍ بعد هؤلاء. وعني بالحديث ورحل فيه، وكتب، وحصل. فقرأ بالموصل في رحلته
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 212 على يحيى بن سعدون القرطبي، وسمع منه ومن خطيب الموصل. وسمع بدمشق من أبي المعالي بن صابر، ومحمد بن أبي الصقر. ثم لزم الشيخ أبا الفرج ابن الجوزي وأخذ عنه الوعظ، وقرا عليه كثيراً من كتبه، وناب لولده الصاحب محيي الدين في الحسبة بباب الأزج. وخدم في أماكن. وجمع تاريخاً لبغداد ذيل به على تاريخ ابن السمعاني الذي ذيل تاريخ الخطيب، ولم يتممه. وخدم في بعض الجهات، وفتر عن الحديث بل تركه، ثم طال عمره، وعلا سنده، وتفرد في زمانه. وهو أول شيخ ولي دار الحديث بالمستنصرية. وكان يخصب بالسواد ثم تركه. وهو آخر من حدث بالبخاري كاملاً بالسماع عن أبي الوقت. وتفرد بأجزاء عديدة. قال ابن نقطة: هوشيخٌ صحيح السماع. صنف لبغداد تاريخاً إلا أنه ما أظهره. قلت: وكان عنده أصولٌ له يحدث منها، وكان عسراً في الرواية. روى عنه: الدبيثي، وابن النجار، والسيف ابن محمد ابن الكسار، وأبو القاسم بن بلبان، والفقيه أبو العز سعيدبن أحمد الطيبي الشافعي، والمجد عبد العزيز بن الحسين الخليلي، والتاج علي بن احمد العلوي الغرافي، والشهاب الأبرقوهي. وبالإجازة القاضيان ابن الخويي وتقي الدين سليمان، وأبو علي ابن الخلال، والفخر إسماعيل ابن عساكر، والبهاء ابن عمه، وعيسى المطعم، وسعد الدين بن سعد، وأحمد ابن الشحنة، وأبو بكر بن عبد الدائم، وفاطمة بنت جوهر، وأبو نصر محمد بن محمد ابن الشيرازي، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 213 وقال ابن النجار: جمع تاريخاً ولم يكن محققاً فيما ينقله ويقوله عفا الله عنه وانفرد بالرواية في وقته عن ابن الزاغواني، والعباس ابن الخل، ونصر، والشحام. توفي في رابع أو خامس ربيع الآخر. وأذهب كل عمره في التاريخ الذي عمله، طالعته، فرأيت كثيراً من الغلط والتصحيف، فأوقفته على وجه الصواب فيه، فلم يفهم. وقد نقلت عنه منه أشياء لا يطمئن قلبي إليها، والعهدة عليه. سمعت عبد العزيز بن دلف يقول: سمعت الوزير أبا المظفر بن يونس) يقول لأبي الحسن ابن القطيعي: ويلك عمرك تقرأ الحديث، ولا تحسن تقرأ حديثاً واحداً صحيحاً. قال ابن النجار: وكان لحنةً، قليل المعرفة بأسماء الرجال. أسن وعزل عن الشهادة ولزم منزله. 4 (محمد بن إدريس بن علي.) أبو عبد الله الأندلسي الشقري، الشاعر المشهور المعروف بمرج الكحل. قال الأبار: شاعرٌ مفلقٌ، بديع التوليد. وقد حمل عنه ديوان شعره. وسمعت منه. كتب عنه الحافظ أبو الربيع بن سالم، وأبو عبد الله ابن أبي البقاء. وتوفي في ربيع الأول. ومن شعره: (مثل الرّزق الذي تطلبه .......... مثل الظّلّ الذي يمشي معك)
(أنت لا تدركه متبعاً .......... وإذا ولّيت عنه تبعك.) قال: وأنشدني أبو محمد بن برطلة، أنشدني ابن مرج الكحل لنفسه: (لك الخير يا مولاي ما العبد بامرئٍ .......... لديه حسامٌ، بل لديه يراع)
(وهل أنا إلا مثل حسّان شيمةً .......... جبانٌ وفي النظم النفيس شجاع)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 214 4 (محمد بن الحسن بن المبارك سعد الله.) أبو بكر ابن البواب المقرئ الحريمي. ولد سنة أربعٍ وخمسين تقريباً. وسمع من: أبي علي ابن الرحبي، وأحمد بن علي العلوي، وعبد الحق اليوسفي، ولاحقٍ ودهبل ابني علي بن كارة. وأجاز له ابن البطي، وأبو المعالي ابن اللحاس. كتب عنه جماعةٌ. وأجاز للفخر إسماعيل ابن عساكر، وفاطمة بنت سليمان، وأبي نصر ابن الشيرازي، وجماعةٍ. وتفي في المحرم. 4 (محمد بن سلامة بن عبد الله بن علي.) أبو محمد الحراني العطار. ولد سنة اثنتين وستين وخمسمائة. وسمع من أحمد بن أبي الوفاء.) وتوفي في منتصف ذي العقدة. 4 (محمد بن علي بن أبي المعالي بن عبد الواحد البغدادي الصائغ.) ويعرف بابن غبلان. سمع من أبي الحسيس عبد الحق. ومات في صفر. 4 (محمد بن علي بن مهاجر.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 215 الصاحب، كمال الدين أبو الكلام الموصلي. قدم دمشق وسكنها. وسمع من يحيى الثقفي بالموصل، ومن ابن طبرزد بدمشق. روى عنه: الزكي البرزالي، وغيره. وحدثنا عنه أبو علي ابن الخلال. قال نجم الدين ابن السابق: قدم ابن مهاجر دمشق وسكن بعقبة الكتان في دار ابن البانياسي، وشرع في الصدقات وشراء الأملاك ليوقفها. وكان قد اتفق مع والدي على عمل رصيف عقبة الكتان، وقال: تجيء غداً وتأخذ دراهم لعمله. فلما أمسى، بعث إليه الملك الأشرف خرزة بنفسجٍ وقال: هذه بركة السنة. فأخذها وشمها فكانت القاضية، فأصبح ميتاً، فورثه السلطان، وأعطوا من تركته ألف درهمٍ، فاشتروا له بها تربة في سوق الصالحية. قلت: فلما كان بعد ذلك بنى الصاحب تقي الدين توبة بن علي بن مهاجر التكريتي في حيطان البرية خمسة دكاكين وادعى أنه ابن عمه. وقال أبو المظفر الجوزي: بلغ قيمة ما خلف الصاحب كمال الدين ثلاثمائة ألف دينارٍ. وأراني الملك الأشرف مسبحةً فيها مائة حبةٍ، مثل بيض الحمام يعني: من التركة. توفي في مستهل جمادى الآخرة. قلت: وروى عنه القوصي في معجمه فقال: الوزير كمال الدين ابن الشهيد معين الدين. كان من سادات الكرام في زمانه، مستعيناً بأمواله عن أموال السلطان، باذلاً إنعامه للإخوان، مديماً لهم مد الخوان. توفي في يوم الجمعة وهو ساجدٌ في صلاة الصبح. 4 (محمدٌ، السلطان، الملك، العزيز، غياث الدين.) )
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 216 ابن السلطان الملك الظاهر غازي ابن السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب، صاحب حلب. ولي بعده والده وله أربع سنين أو نحوها. وجعل أتابكه الطواشي طغريل، وأقر الملك العادل ذلك، وأمضاه لأجل الصاحبة والدة العزيز لأنها بنت العادل، وكانت هي الكل إلى أن اشتد. وكان فيه عدلٌ، وشفقةٌ، وتوددٌ، وميلٌ إلى الدين. قال ابن واصل: يكفيه من المناقب له رده لكمال الدين عمر ابن العجمي لما طلب قضاء حلب بعد موت ابن شداد، وبذل نحو ستين ألف درهم في القضاء فما التفت إليه ولا ولاه. توفي في ربيعٍ الأول شاباً طرياً، وله نيفٌ وعشرون سنة. وخلف ولده الملك الناصر يوسف صغيراً، فأقاموه في الملك بعده، نعوذ بالله من إمرة الأطفال. 4 (محمد بن قراطاي الإربلي.) الأمير، أبو العباس. كان مليح الصورة، مهيباً، من أمراء صاحب إربل، فلما مات صاحب إربل قدم هذا حلب فأكرمه الملك العزيز وأقطعه خبزاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 217 وله شعرٌ حسن كأخيه، فمنه: (أقدّك هذا أم هو الغصن الرطب .......... وطرفك ذا أم هو الصّارم العضب)
(أيا بدر تمٍّ فيك للعين نزهةٌ .......... والقلب تعذيبٌ ولكنّه عذب)
(خف الله في قتل الكئيب وعده بال .......... وصال عسى نارٌ بمهجته تخبو) توفي في رجبٍ بحلب شاباً، وله ثمانٍ وعشرون سنةً إلا شهرين. 4 (محمد بن محمد بن وضاح.) أبو بكر، اللخمي، الأندلسي. خطيب مدينة شقر. روى عن أبيه أبي القاسم، وأخذ عنه القراءآت. وسمع أبا إسحاق بن فتحون. وحج سنة ثمانين وخمسمائة، وسمع من الشطاطبي قصيدته حرز الأماني. وسمع ببجاية من الحافظ عبد الحق بن عبد الرحمن. وأجاز له الإمام أبو الحسن بن هذيل، وحماعةٌ. وتصدر بلده للإقراء. وحدث بيسير.) قال الأبار: وكان رجلاً صالحاً، لقيته مراراً. ولد سنة تسعٍ وخمسين. وتوفي في سادس شهر صفر. وقال ابن مسدي: حكى لي أن ابن هذيل اشترى له شيئاً وألبسه إياه. قال: ففرحت به، فقال لأبي: هذا تذكرة العهد إذا كبر. وسمع من ابن هذيل التيسير بعضه أو كله في سنة أربع وستين. ثم خرج ابن مسدي عنه من ذلك سند الكبير. وسمع منه التيسير ابن أبي الأحوص شيخ أبي حيان النحوي. 4 (محمد بن يحيى بن قائدٍ بالقاف.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 218 أبو عبد الله، الأموي العثماني المعروف بالزواوي. أحد الصلحاء المشهورين بمصر. كان زاهداً خيراً منقطعاً عن الناس لازماً للعزلة. كان يسكن القرافة. قال المنذري كتبت عنه فوائد. 4 (محمد بن يوسف بن محفوظ بن محمد بن عبد المنعم.) أبو الحسن، ابن الوراق، البغدادي، الوكيل. شيخٌ مباركٌ، حسن السمت. روى عن جده محفوظٍ، عن أبي الحسين ابن الطيوري. كتب عنه ابن الحاجب، وغيره. ولد في سنة إحدى وخمسين، وتوفي في ذي الحجة. وروى عنه بالإجازة القاضي الحنبلي. 4 (محمود بن سالم بن سلامة، أبو القاسم.) التكريتي، الشاهد. أحد عدول تكريت وعلمائها. له معرفةً بالأدب، وشعرٌ حسنٌ كثيرٌ. ويلقب بالناصح. سمع من عبد الله بن علي بن سويدة. روى عنه بالإجازة بهاء الدين ابن عساكر. توفي في أواخر ذي القعدة. أرخه ابن النجار.) 4 (محمود بن عبد اللطيف بن محمد بن سيما بن عامر.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 219 أبو الثناء، السلمي، الدمشقي، المحتسب، فخر الدين، ابن المحتسب أبي محمد. روى عن: أبي سعد بن عصرون، وابن صدقة الحراني، وطغدي الأميري، والبهاء ابن عساكر. روى عنه: الزكي البرزالي، والمجد ابن الحلوانية. وآخر من روى عنه ابنه عليٌ حضوراً. وأجاز لغير واحدٍ. وتوفي في الثامن والعشرين من شوال. 4 (محفوظ بن المبارك بن المبارك بن هبة الله بن بكري.) أبو الوفاء، الحريمي، المستعمل. سمع من: أحمد بن موهوب بن السدنك، ولاحق بن كارة. ومات في صفر. أجاز لابن الشيرازي. 4 (مرتضى بن أبي الجود حاتم بن المسلم بن أبي العرب.) أبو الحسن، ابن العفيف، الحارثي، المصري، الحوفي. ولد سنة تسع وأربعين تقريباً بالحوف. وقرأ القراءآت، وسمع بالإسكندرية من السلفي، والقاضي الحضرمي. وبمصر من: عبد الله بن بري، وإسماعيل بن قاسمٍ الزيات، وسلامة بن عبد الباقي الأنباري، وغيرهم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 220 روى عنه: الزكي المنذري، وابن النجار، وأبو طاهرٍ أحمد بن عبد الكريم المنذري، وحفيده أبو الجود حاتم بن الحسين بن مرتضى، والشهاب أحمد الأبرقوهي، والغرافي. وآخر من روى عنه بالحضور أبو عبد الله محمد بن مكرم، وجماعةٌ بالإجازة. وكان من الأئمة العاملين. قال الزكي عبد العظيم: كان على طريقةٍ حسنة، كثير التلاوة للقرآن في الليل النهار. ووالده العفيف أحد المنقطعين المشهورين بالخير والصلاح، وله القبول من الناس. قات: حدث مرتضى بدمشق أيضاً. وكان عنده فقهٌ، ومعرفةٌ، ونباهةٌ. وكتب بخطه كثيراً. وقال التقي عبيد الحافظ: كان فقيراً، صبوراً، له قبولٌ. ويختم كل يوم وليلة ختمةً، وله في) رمضان ستون ختمةً. وتوفي بالشارع في ليلة التاسع والعشرين من شوال. وكان شافعي المذهب. ولم يذكر المنذري على من قرأ القراءآت. 4 (مرهف بن صارم بن فلاح بن راشد.) أبو المهند الجذامي، المنظوري، السفطي، الشافعي، الزاهد. صحب الشيخ أبا عبد الله القرشي زماناً، وغيره من الصالحين. وأم بالمسجد بزقاق الطباخ بمصر، ثم انقطع بالمسجد الملقب بالأندلس الذي بالقرافة. وكان يزار ويتبرك بلقائه. وله شعرٌ حسنٌ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 221 روى عنه الزكي المنذري وقال: كان متواضعاً، حسن المحاضرة، منبسط الوجه، أحد المشهورين بالصلاح والخير. ذكر ما يدل على أن مولده في سنة ثمانٍ وأربعين. ومنظور: فخذٌ من جذام. وسفط: قريةٌ مشهورةٌ تعرف بسفط نهيا بجيزة الفسطاط. وبديار مصر سبعة عشر موضعاً تسمى سفط. 4 (مسعود بن يرنقش.) الأمير، بدر الدين، النجمي. حدث عن أبي الحسن علي بن محمد ابن الساعاتي الشاعر. روى عنه زكي الدين عبد العظيم وقال: ولد بتكريت سنة تسعٍ وأربعين وخمسمائة، ومات في ربيع الأول بالشوبك. 4 (مظفر بن عبد الله بن مظفر بن أبي البركات.) أبو المنصور، الهاشمي، العباسي، الإربلي، الواعظ ويعرف بالشريف العباسي. تفقه بإربل على مذهب الشافعي. واشتغل بالوعظ. وسمع من: الفقيه عمر بن محمد العاقلي، وذاكر بن كامل. وحدث بمصر ودمشق. ووعظ بجامع مصر. وتوفي بإربل في شوال.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 222 كتب عنه الزكي المنذري، عمر ابن الحاجب. وروى عنه بالإجازة البهاء بن عساكر. 4 (مكي بن عمر بن نعمة بن يوسف بن سيف بن عساكر.) الفقيه، أبو المحرم، ابن الزاهد المقرئ أبي حفص، الرؤبي، المقدسي، ثم المصري، الحنبلي، البناء. أحد العالمين بمذهب الإمام أحمد. سمع من: والده، والعلامة عبد الله بن بري، وأبي الفتح محمود الصابوني، والبوصيري، وخلقٍ كثير. وبمكة من محمد بن الحسين الهروي، ويونس الهاشمي، وجماعةٍ. وله مجاميع في الفقه، وغيره. وتخرج به جماعةٌ. وأم بالمسجد المعروف به بدرب البقالين بمصر. وكان يبني ويأكل من كسب يده. والرؤبي: نسبة إلى رؤبة جدهم. روى عنه: ابن النجار، والزكي المنذري، وغيرهما. وتوفي في العشرين من جمادى الآخرة. وأبوه من الرواة عن أبي الفتح الكروخي. وكان مولد مكي في رمضان سنة ثمانٍ وأربعين. 4 (موفق بن محمد بن حسين، القاضي.) أبو المؤيد الخوارزمي، الحنفي، الأصولي، الصوفي. كان فقيهاً، عارفاً بالنظر والجدل، قيماً بالمناظرة، مليح النظم والنثر. ولي القضاء للسلطان جلال الدين خوارزم شاه ثم استعفى، وقدم بغداد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 223 توفي بمصر في سنتنا هذه. ذكره أبو عبد الله ابن الجزري. 4 (المؤمل ابن الكامل أبي الفوارس شجاع ابن أمير الجيوش شاور.) القاضي، العدل، أوحد الدين، أبو المكارم، السعدي، الشافعي. شهد عند القاضي أبي القاسم عبد الرحمن ابن السكري فمن بعده. ومولده في حدود سنة خمسٍ وخمسين وخمسمائة، وأدرك دولة جده. قال المنذري: كان من أهل الدين والخير، مقبلاً على ما يعنيه على طريقةٍ حسنةٍ. 4 (حرف النون.) ) 4 (ناصر بن أبي المفاخر بن ناصر الهاشمي.) البغدادي، النقاش، أبو المنيع. حدث عن عيسى بن أحمد الدوشابي. ومات في ربيع الأول. 4 (ناصر بن عبد الله بن عبد الرحمن.) أبو علي المصري، العطار، نزيل مكة. شيخٌ صالح مسنٌ. قال المنذري: بلغنا أنه وقف ستين وقفةً. حدث عن الفقيه محمد بن علي القلعي، وعلي بن حميد الطرابلسي المقرئ. ولنا منه إجازةٌ. حججت ولم يتفق لي السماع منه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 224 4 (ناصر بن عبد الله بن عبد الرحمن.) المصري، العطار، الزاهد المجاور، أبو أحمد. ذكره القطب ابن السقطلاني في شيوخه الصوفية. وقال: ذكر لي أنه حج ستين حجةً، وسمع البخاري من علي بن عمار، وعمر ستاً وتسعين سنة. قال: قرأت عليه، وسمعت منه، وكان مشغولا بما يعينه. مات بمكة في أوائل سنة أربعٍ وثلاثين رحمه الله. سمع منه الرشيد العطار. 4 (نجم بن أبي الفرج بن سالم.) الفقيه، أبو الثريا، الكناني، المصري، الشافعي. سمع من: عبد الله بن بري، وعشير بن علي المزارع، وفارس بن تركي الضرير. وتصدر بالجامع العتيق، وأعاد بالمدرسة السيفية، وصنف في الفقه. وكان فقيهاً حسناً من أهل الخير والصيانة. روى عنه الزكي المنذري. وولد في حدود سنة تسعٍ وخمسين. وتوفي في ثامن ربيع الأول. 4 (نصر بن محمد بن علي.) أبو الفتوح، ابن القبيطي.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 225 أخو عبد العزيز المذكور آنفاً، وعبد اللطيف الذي في سنة إحدى وأربعين. ولد سنة ستٍ وستين. وسمع من: شهدة، وعبيد الله بن شاتيل، ونصر الله القزاز. روى عنه: محمد بن أبي الفرج ابن الدباب، وغيره. وسمع منه: العز عمر ابن الحاجب، والشرف أحمد ابن الجوهري. وروى عنه بالإجازة: القاضي شهاب الدين ابن الخويي، وفاطمة بنت سليمان، وأبو علي ابن الخلال، والبهاء ابن عساكر، ومحمد ابن الشيرازي. وكان يتعانى الكتابة. توفي في نصف ربيع الأول. ومن مسموعاته عوالي طراد على شهدة الكاتبة. 4 (حرف الهاء)
4 (هبة الله بن الحسن.) أبو القاسم، البغدادي، المقرئ، المعروف بالأشقر. إمام مسجد ابن حمدي. كان من أعيان القراء بالروايات. ورتب خازناً بالديوان العزيز. 4 (هبة الله بن عمر بن الحسن.) أبو بكر، الحربي، القطان، ويعرف بابن كمال الحلاج. سمع من: هبة الله بن أحمد الشبلي، وكمال بنت الحافظ أبي محمد ابن السمرقندي وهو آخر من حدث عنهما، وأبي المعالي محمد ابن اللحاس.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 226 روى عنه: أبو القاسم بن بلبان، وغيره. وبالإجازة القاضيان ابن الخويي وتقي الدين سليمان، وأبو المعالي الأبرقوهي، والفخر إسماعيل ابن عساكر، والبهاء ابن عساكر، وابن الشحنة، وابن سعد، والمطعم، وفاطمة بنت سليمان، وأبو نصر محمد بن محمد المزي. وكتب عنه السيف المقدسي، والكمال ابن الدخميسي. وكان فيه دينٌ، صلاحٌ، وخشوع. توفي في العشرين من جمادى الأولى عن نيفٍ وثمانين سنة. 4 (حرف الياء) ) 4 (ياسمين بنت سالم بن علي بن سلامة ابن البيطار.) أم عبد الله، الحريمية. سمعت من أبي المظفر هبة الله ابن الشبلي وهي آخر من روى عنه وهي أخت ظفر. روى عنها: علاء الدين علي بن بلبان، وجمال الدين أبو بكر الشريشي، وتقي الدين إبراهيم ابن الواسطي، وشمس الدين عبد الرحمن ابن الزين. ومن القدماء أبو عبد الله ابن الدبيثي، وغيره. وبالإجازة القاضي تقي الدين سليمان، وسعد الدين بن سعد، وعيسى المطعم، والفخر إسماعيل ابن عساكر، وابن عمه بهاء الدين قاسم، وأحمد بن أبي طالب، وأبو بكر بن عبد الدائم، وجماعة. وتوفيت يوم عاشوراء. 4 (يحيى بن أحمد بن محمد الأنصاري.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 227 السعدي، الأمير أبو الحسين، الداني. سمع من: صهره أبي بكر بن أبي حمزة، وأبي الخطاب بن واجب، وخلقٍ. وعني بالحديث مع حظٍ من البلاغة والأدب والشعر. ولي شاطبة من قبل محمد بن يوسف بن هود. ومات في شعبان عن خمسٍ وخمسين سنة. 4 (يوسف بن أحمد بن علي بن حسين.) أبو المظفر، الحلاوي، البغدادي، الحنبلي، الفقيه، الصالح. روى عن أبي الفتح بن شاتيل. روى عنه بالإجازة: الفخر إسماعيل بن عساكر، وفاطمة بنت سليمان، وأبو نصر محمد ابن الشيرازي، وسعد الدين بن سعد، وعيسى المطعم، وجماعةٌ. توفي في العشرين من ربيع الأول، وقد بلغ الستين. 4 (الكنى) أبو الفرج القطيعي. يسمى الضحاك، وقد تقدم. 4 (وفيها ولد) ) القاضي زين الدين علي بن مخلوق المالكي. وعز الدين محفوظ بن معتوق ابن البزوري، التاجر، المؤرخ. وبدر الدين محمد بن فضل الله الكاتب. والشهاب أبو بكر أحمد بن محمد الدشتي، بحلب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 228 والزين إبراهيم بن عبد الرحمن ابن الشيرازي، في أول المحرم. والقطب محمود بن مسعود الشيرازي، صاحب التصانيف، في صفر بكازون. والشهاب أحمد بن أبي بكر القرافي الصوفي. والزين محمد بن سليمان بن طرخان المشهدي. وأبو محمد عبد الله بن عمر ابن الإمام بهاء الدين ابن الجميزي. ويوسف بن محمد بن مزيبل المخزومي الشاهد. ونخوة بنت محمد بن عبد القاهر ابن النصيبي. وعبيد الجمل، وهو: عبد الرحمن بن عبد الواحد المقدسي الفقير. وعبد الحميد بن سليمان بن معالي المغربي المعدل، بحلب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 229 4 (وفيات سنة خمس وثلاثين وستمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن إبراهيم بن علي بن محمد) أبو العباس، الحريمي، الواعظ، عرف بابن الزبال. ولد سنة ستين وخمسمائة. وحدث عن النقيب أحمد بن علي العلوي. كتب عنه السيف ابن المجد، والكمال الدخميسي. وأجاز للقاضي تقي الدين سليمان بن حمزة، وفاطمة بنت سليمان، وابن سعد، وأبي بكر بن عبد الدائم، وعيسى المطعم، وأحمد ابن الشحنة، وغيرهم. وكان كثير الصمت، قليل المخالطة للناس. والزبال: بباءٍ موحدة. توفي في التاسع والعشرين من رجب.) 4 (أحمد بن سليمان بن حميد بن إبراهيم بن مهلهل.) أبو العباس، القرشي، المخزومي، البلبيسي، الشافعي، الأديب، الشاعر المعروف بابن كسا. ولد سنة سبعٍ وستين وخمسمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 230 وتفقه، وقال الشعر الجيد. وسافر الكثير. واشتغل بدمشق. وذكر بدمشق. وذكر أنه اجتمع بالفخر الرزاي صاحب التصانيف بخوارزم. وكان له أنسٌ بالنظريات والخلافيات. وتفي في ربيع الآخر. وحدث بشيءٍ من شعره. 4 (أحمد بن علي بن أحمد. أبو عبد الله، الأواني.) شاعرٌ محسنٌ، توفي فيها. فمن شعره: (سلوا من كسا جسمي نحافة خصره .......... وكلّفني في الحبّ طاعة أمره)
(يبدّل نكر الوصل منه بعرفه .......... لديّ وعرف الهجر منه بنكره)
(فما تنعم اللذّات إلاّ بوصله .......... ولا تعظم الآفات إلا بهجره)
(فأقسم بالمحمرّ من ورد خدّه .......... يميناً وبالمبيض من درّ ثغره)
(لقد كدت لولا ضوء صبح جبينه .......... أتيه ضلالاً في دياجي شعره)
4 (أحمد بن علي بن أبي جعفر أحمد بن أبي الحسن بن الباذش.) أبو جعفر، الأنصاري، الغرناطي، المقرئ. قرأ بالروايات على أبي الحسن بن كوثر. عرض عليه الختمة ابن مسدي وقال: مات سنة بضعٍ وثلاثين. ولم يعقب. وجده هو مؤلف الإقناع في القراءآت. 4 (أحمد بن محمد بن أبي الفهم عبد الوهاب ابن الشيرجي.) شرف الدين، أبو الفتح، ابن فخر الدين، الأنصاري، الدمشقي. حدث عن الخشوعي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 231 ومات في شعبان. 4 (أحمد بن محمد بن محمد.) الشيخ أبو حجة. القرطبي، القيسي.) أخذ القراءآت عن عبد الرحمن ابن الشراط. وكان من العباد، بلي بالأسر. ومات في هذا الحدود عن نيفٍ وسبعين سنة. 4 (أحمد بن يوسف بن محمد.) أبو جعفرٍ الدلال. نزيل بلنسية. سمع: أبا العطاء بن نذيرٍ، وأبا عبد الله بن نوح الغافقي، وأبا زكريا الدمشقي، وجماعةً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 232 قال الأبار: وكان ثبتاً، ورعاً، بصيراً بالفرائض والشروط. توفي في جمادى الآخرة، وله سبعٌ وستون سنة. وبعد وفاته في رمضان نازل الفرنج لعنهم الله بلنسية وأخذوها صلحاً بعد حصار خمس أشهرٍ ملكوها في صفر سنة ستٍ. 4 (إبراهيم بن ترجم بن حازم.) أبو إسحاق، المازني، المصري، الضرير، المقرئ، الشافعي. قرأ القراءآت على أبي الجود. وسمع من: إسماعيل بن ياسين، والبوصيري. صحب أبا عبد الله القرشي الزاهد. وتفقه، وتصدر بالجامع العتيق، وأم بالمدرسة الفاضلية. وكان ذا مروءةٍ وخيرٍ. روى عنه الزكي المنذري. وتوفي في السابع والعشرين من جمادى الأولى. 4 (إبراهيم بن محمد بن غالب.) أبو إسحاق، الأنصاري، المرسي، نزيل المرية. أخذ عن أبي موسى الجزولي إملاءه على الجمل المترجم بالقانون. وصحب أبا عبد الله بن عماد. وأقرأ القرآن والنحو. وروى الحديث. وكان صالحاً. ورعاً، منقبضاً. لم يدخل الحمام أربعين سنة. 4 (الأسعد، الطبيب المشهور بالديار المصرية.) اسمه عبد العزيز. 4 (إسماعيل بن إبراهيم بن أبي غالب.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 233 أبو عبد الله، الأزجي.) ظهر سماعه بعد موته من أبي الحسين عبد الحق. وأجاز له أحمد بن علي بن المعمر، وجماعةٌ. ومات في أول رجبٍ. 4 (إسماعيل بن علي بن يوسف.) سراج الدين، أبو الطاهر، الحميري، المهدوي، الكاتب. قدم مصر، واشتغل، ولقي أبا الخير سلامة بن عبد الباقي النحوي، والنسابة أبا علي محمد بن أسعد الجواني. ورحل إلى بغداد وكتب على ابن البرفطي مدةً. وكتب عنه ابن الدبيثي أناشيد. وعاد إلى مصر وانقطع بالقرافة. كتبت عنه من شعره، قاله المنذري. وتوفي في ذي القعدة. 4 (الأنجب بن أبي السعادات بن محمد بن عبد الرحمن.) أبو حمد البغدادي، الحمامي، ويسمى أيضاً محمداً. قال ابن النجار: حدث بالكثير، وقصده الغرباء. وكان سماعه صحيحاً. وكان شيخاً لا بأس به، حسن الأخلاق، عزيز النفس مع فقره، يلقى المحدثين بوجهٍ طلقٍ، ويصبر على طول قراءتهم وإبرامهم. قلت: ولد في المحرم سنة أربعٍ وخمسين وخمسمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 234 وسمع من: أبي الفتح بن البطي، وأبي المعالي ابن اللحاس، وأبي زرعة، وأحمد بن المقرب، ويحيى بن ثابت، وسعد الله ابن الدجاجي. وأجاز له مسعودٌ الثقفي، والحسن بن العباس الرستمي. وكان شيخاً حسناً، محباً للرواية، حسن الأخلاق. سمع منه أبو العباس ابن الجوهري المنتقى من سبعة أجزاء المخلص بسماعه من ابن اللحاس عن كتابة ابن البسري عن المخلص، وسمع منه جميع سنن ابن ماجة بسماعه من أبي زرعة. وقال ابن نقطة: سمع سنن ابن ماجة من أبي زرعة، ومسند الحميدي من سعد الله ابن الدجاجي، وكان سماعه صحيحاً. قلت: وروى عنه ابن النجار، وعز الدين الفاروثي، وجمال الدين أبو بكر الشريشي، وجمال الدين محمد ابن الدباب، وعلاء الدين بن بلبان، وتقي الدين إبراهيم ابن الواسطي، والشمس) عبد الرحمن ابن الزين، والمجد عبد العزيز ابن الخليلي، ومحمد بن مكي الإصبهاني، والشهاب الأبرقوهي، وسنقر القضائي، وعبد الله بن أبي السعادات، وطائفةً آخرهم ابن ابن عمه الشيخ أحمد بن أبي طالب بن أبي طالب بن أبي بكر بن محمد بن عبد الرحمن الحمامي. وروى عنه بالإجازة الفخر إسماعيل بن عساكر، والقاضيان ابن الخويي، وتقي الدين الحنبلي، وعيسى المطعم، ويحيى بن سعد، وأحمد بن أبي طالب الحجار، وأبو بكر بن عبد الدائم، وأبو نصر المزي، وجماعةٌ. وقال التقي عبيدٌ: حدث الأنجب بالكثير من ذلك: حلية الأولياء لأبي نعيم بسماعه من ابن البطي. وقال المنذري: توفي بالمارستان العضدي في تاسع عشر ربيع الآخر رحمه الله.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 235 4 (الأوحد الكرماني.) أبو حامدٍ، ابن أبي الفخار. من مشايخ الصوفية وأعيانهم، له أتباعٌ ومريدون. عاش خمساً وسبعين سنة. وتوفي ببغداد في شعبان رحمه الله. 4 (حرف التاء)
4 (تورانشاه ابن الأمير عباسٍ الحلبي.) المعروف بالشيخ شمس الدين، الزاهد. كان من أحسن الناس صورةً، فزهد في صباه، وصحب الشيخ عبد الله اليونيني، ولزم العبادة فبنى له أبوه الزاوية المعروفة بظاهر حلب. وكان صاحب أحوالٍ ورياضياتٍ وجدٍ. وكان يسمى عروس الشام. وبلغنا أنه عمل خلوةً أربعين يوماً بوقية تمرٍ فخرج ومعه ثلاث تمرات. وقال الشيخ سليمان الجعبري: ما رأيت شيخاً اصبر على حمل الأذى من الشيخ شمس الدين بن عباس. وقال الشيخ خضر ابن الأكحل: ما رأيت شيخاً أكرم أخلاقاً من الشيخ شمس الدين بن عباسٍ، كان يطعم الفقراء، ويخضع لهم، ويباسطهم، وكان صاحب حلب يجيء إلى عنده، فما كان يلتفت عليه وما يصدق متى يفارقه. وكان يمد للفقراء الأطعمة والحلاوات. توفي في رجب.) 4 (حرف الحاء) الحسن بن عبد العزيز بن إسماعيل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 236 أبو عليٍ، التجيبي، الأندلسي، القشتلوني، البلنسي. وقشتليونة: من عمل بلنسية. ولد سنة ثمانٍ وأربعين وخمسمائة. ذكره أبو عبد الله الأبار، فقال: أخذ القراءآت عن أبي الحسن بن هذيل، وأجاز له إجازةٌ عامة في جمادى الآخرة سنة ثلاثٍ وستين. وكان يكتب المصاحف. وسكن تونس وأقرأ بها القرآن. ورأيت الآخذ عنه في سلخ شعبان سنة خمسٍ وثلاثين وعلى أثر ذلك توفي بتونس لأني قدمتها رسولاً من قبل والي بلنسية في منتصف السنة التي بعدها، فلم أجده. 4 (الحسن بن محمد بن الحسن بن فاتح.) أبو علي البلنسي، الشعار. لقي أبا الحسن ابن النعمة، وأخذ عنه القراءآت السبع، وأجاز له، وأخذها أيضاً عن أيوب بن غالب صاحب ابن هذيل. وسمع من وهب بن نذير صحيح البخاري، ومن ابن نوح الغافقي. وحج. وتعانى التجارة. وجلس أخيراً للإقراء. روى عنه أبو عبد الله الأبار، وقال: توفي يوم الأضحى، وله أربع وثمانون سنة. 4 (حسن بن عبد الله الدجيلي.) الشيخ الصالح المعروف بشليل. من مشايخ الفقراء بالعراق، له زاويةٌ ومريدون. وكان ساذجاً سليم الصدر، كثير الصلاة، وللناس فيه اعتقادٌ. وكان يمد الكسرة ويحضر سماع الفقراء. ولا يدخر شيئاً. وقد جاوز السبعين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 237 وتوفي في شوال، وشيعه خلائق. 4 (الحسين بن علي بن الحسين بن هبة الله ابن رئيس الرؤساء أبي القاسم علي بن الحسن بن) المسلمة. أبو محمدٍ البغدادي، الصوفي.) شيخٌ محتشم، أصيلٌ، دينٌ، صالحٌ. ينسخ ويأكل من كسبه. ولد في شعبان سنة إحدى وخمسين وخمسمائة. وسمع من: أبي الفتح بن البطي، وأبي بكر بن المقرب. روى عنه: أبو القاسم بن بلبان، وعز الدين أحمد الفاروثي، وغيرهما. وبالإجازة فاطمة بنت سليمان، وأبو علي ابن الخلال، وأبو نصر ابن الشيرازي، وجماعةٌ. وتوفي في ثالث رجب. 4 (حرف الخاء)
4 (خطلبا، الأمير، صارم الدين التبنيني.) كان غازياً مجاهداً، ديناً، كثير الرباط والصدقات. توفي بدمشق في شعبان، ودفن بتربة جهاركس بالجبل، وهو الذي أنشأها ووقف عليها من ماله رحمه الله. 4 (حرف الزاي)
4 (زينب بنت محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الزهرية.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 238 البلنسية، المدعوة عزيزة بنت ابن محرز. ولدت سنة نيفٍ وخمسين. قال الأبار: سمعت من جدها لأمها أبي الحسن بن هذيل كتاب التقصي لابن عبد البر. وكانت امرأةٌ صالحةً. وقد أخذ عنها يسيراً. وكان خطها ضعيفاً. عمرت وبلغت الثمانين. وتوفيت في نصف جمادى الأولى. 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن إبراهيم بن علي بن مواهب.) أبو محمد، الأنصاري، البغدادي، الصوفي الصالح، المعروف بابن الزراد. قدم مصر غير مرة وسمع بها من إسماعيل بن ياسين، وفاطمة بنت سعد الخير، وببغداد من أبي محمد ابن الأخضر. وذكر أنه سمع من والده أبي إسحاق، وهو شيوخ الحافظ الكبير أبي سعد ابن المعاني حدثه عن أبي النرسي. ولد عبد الله ببغداد سنة ستٍ وستين، وتوفي بها في ثالث ذي القعدة.) 4 (عبد الله بن أحمد بن عبد الرحمن.) أبو محمدٍ، الثقفي، الأندلسي، البياسي، المالكي، الفقيه، الكاتب، نزيل القاهرة. ولد ببياسة سنة خمسٍ وخمسين وخمسمائة. لقي أبا القاسم السهيلي، وجماعةً من الفضلاء، وقدم مصر وتولى بها ولاياتٍ. وكان أديباً فاضلاً، إخبارياً. له شعرٌ حسن.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 239 كتب عنه الحافظ عبد العظيم، وغيره، وقال: توفي في جمادى الأولى. 4 (عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان بن عبد الله بن علوان بن رافع.) قاضي حلب، زين الدين، أبو محمدٍ، ابن الأستاذ، الأسدي أسد خزيمة، الشافعي. ولد بحلب في ربيع الأول سنة ثمانٍ وسبعين. وسمع من يحيى الثقفي. وتفقه. وناب في القضاء عن ابن شداد، ثم ولي بعده قضاء القضاة، والتدريس، وترسل إلى الديوان العزيز. وكان صدراً معظماً جامعاً للفضائل. له عنايةٌ بالحديث والسماع. حدث ببغداد، وحلب، ودمشق، ومصر. وقد اختصر ابن النجار ترجمته وأبلغ، فقال: كان كامل الأوصاف، له أيادٍ يعجز عن حصرها قلمي، ويقصر عن شرحها كلمي. كان ثقةً. وما رأيت عيناي أكمل منه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 240 قلت: روى عنه القاضي مجد الدين ابن العديم، وعلاء الدين سنقر الزيني، مولاه، وغيرهما. وتوفي في سادس عشر شعبان بحلب، وكانت جنازته مشهودةً. 4 (عبد الله بن عمر بن علي بن عمر بن زيد.) الشيخ، أبو المنجى، ابن اللتي، البغدادي، الحريمي، الطاهري، القزاز. ولد بشارع دار الرقيق في العشرين من ذي العقدة سنة خمسٍ وأربعين وخمسمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 241 وسمع بإفادة عمه محمد بن علي ابن اللتي من سعيد بن أحمد ابن البناء في الخامسة، ومن: أبي الوقت السجزي، وأبي الفتوح الطائي، وأبي المعالي محمد ابن اللحاس، وعمر بن عبد الله الحربي، والحسن بن جعفر المتوكلي، وأبي الفتح بن البطي، وأحمد بن المقرب، ومقبل بن أحمد بن الصدر، وعمر بن بنيمان، وأخيه أحمد، والمفتي أبي عبد الله الرستمي، وأبي القاسم فورجة، وإسماعيل بن شهريار، وعلي بن أحمد اللباد، وأبي جعفر محمد بن الحسن) الصيدلاني، وأبي عاصم قيس بن محمد السويقي من إصبهان. وفاتته إجازة أبي الفضل الأرموي وطبقته. قال ابن نقطة: سماعه صحيحٌ. وله أخٌ قد زور لعبد الله إجازاتٍ من ابن ناصر، وغيره، وإلى الآن ما علمته روى بها شيئاً وهي باطلةٌ. فأما الشيخ فشيخ صالح لا يدري هذا الشأن البتة. قلت: وكان قد سمع كتاب ذم الكلام لشيخ الإسلام من أبي الوقت بفوت كراس. ولا أعلمه حدث إلا بمنتقى ابن النابلسي له وهو جزء ضخم. وأنا أتعجب كيف فوت ابن الجوهري والطلبة ذلك عليه. وروى الكثير ببغداد، وحلب ودمشق، والكرك. واشتهر اسمه وعلا سنده، وتفرد في الدنيا. قال ابن النجار: وبه ختم حديث أبي القاسم البغوي بعلوٍ. قال: وكان سماعه صحيحاً. قلت: أقدمه الشام معه المفيد أبو العباس ابن الجوهري، قدم في ذي القعدة من سنة ثلاثٍ وثلاثين فنزل به ببستانهم بجديا. وسمع عليه قبل كل أحدٍ
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 242 أبا علي ابن الخلال وإخوته. ثم حدث بالكثير بالصالحية وبالبلد غير مرة. وذهب إلى الكرك، طلبه الملك الناصر فسمع عليه أولاده وأهل الكرك، وأنعم عليه، وأقام بالكرك مدةً. ثم رجع إلى دمشق، وحدث بخان الصارم بظاهر دمشق. وذهب إلى حلب، فحدث بها في ذي القعدة وذي الحجة من سنة أربعٍ. وسافر إلى بغداد. وقد حصل جملةً صالحةً من صلات الناصر وأهل حلب. ازدحم عليه الطلبة، وجلس بين يديه الحفاظ والأئمة. حدث عنه: ابن النجار، وأبو عبد الله الدبيثي، والضياء، والأشرف ابن النابلسي، والشمس محمد بن هامل، والجمال محمد ابن الصابوني، والضياء علي ابن البالسي، والنجم محمد بن محمد السبتي، والشمس محمد بن عبد الوهاب الحنبلي، والشهاب أحمد بن الخزري، والجمال أحمد ابن الظاهري، والشريف أبو الحسين اليونيني، وأبو القاسم بن بلبان، والمجد يوسف ابن المهتار، والبهاء محمد بن إبراهيم النحوي، والعز بن عبد الحق، وأبو حامدٍ المكبر، وعيسى المغاري، وعيسى المعلم وعيسى المطعم، وأحمد بن عبد الرحمن المنقذي، وعلي بن هارون القارئ، وخطيب بعلبك عبد الرحمن بن عبد الوهاب السلمي، والفخر إسماعيل بن عساكر، ومحمد بن قايماز الدقيقي، والزين محمد بن عبد الغني الذهبي، وإبراهيم بن علي ابن الحبوبي، وعمر بن إبراهيم الجندي، والصدر بن مكتومٍ، وعبد الأحد ابن تيمية، وزينب الإسعردي،) وهدية بنت الهراس، وزينب بنت شكرٍ، وأحمد بن أبي طالب الحجار، والقاسم بن عساكر، وخلقٌ كثير. وتوفي ببغداد في رابع عشر جمادى الأولى. وكان شيخاً صالحاً، مباركاً، خالياً من العلم. 4 (عبد الله بن عمر بن يوسف، خطيب بيت الآبار.) نجيب الدين، أبو حامدٍ، ابن خطيب بيت الآبار، المقدسي، العدل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 243 كان مشهوراً بالخير والأمانة. ولد سنة خمسٍ وسبعين وخمسمائة. وحدث عن: القاضي أي سعد بن عصرون، ويحيى الثقفي، وعبد الرحمن بن علي الخرقي، وإسماعيل الجنزوي، وجماعةٍ. روى عنه المجد ابن الحلوانية، وجماعةٌ. وأجاز لأبي نصر ابن الشيرازي. وأخبرنا عنه ست الفقهاء بنت أخيه. توفي في ربيع الآخر. 4 (عبد الله بن محمد بن يوسف.) أبو محمد، التجيبي، الأندلسي. ولد بعد الخمسين وخمسمائة. وذكر أنه سمع من أبي عبد الله ابن عبد الفخار، وأنه رأى أبا زيدٍ السهيلي. وقدم مصر وسكنها. وأدب الصبيان بالشارع. وكان فيه دينٌ، وخيرٌ، ونزاهة نفسٍ، وله سمتٌ حسن. وقد قدم مصر بعد الثمانين، ثم عاد إلى المغرب، ثم قدم. كتب عنه الزكي المنذري، وغيره. توفي في ربيع الآخر. 4 (عبد الله بن أبي الفخر محمد بن أبي الطاهر عبد الوارث ابن قاضي القضاة أبي الفضائل) هبة الله بن عبد الله بن الحسين. الشيخ، أبو الحسين، الأنصاري، المصري، الشافعي، الصوفي، المعروف بابن الأزرق. ولد بالقاهرة سنة أربعٍ وستين وخمسمائة.) وسمع من: محمد بن أبي الضوء التونسي، والفقيه أبي القاسم محمود ابن محمد القزويني. وصحب الصوفية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 244 وحدث. وتوفي في شوال. 4 (عبد الله بن مسعود بن مطر.) الشيخ المعمر، الصالح، أبو محمد، الرومي، الصوفي. ولد في ذي العقدة سنة أربعين وخمسمائة. وصحب ببغداد الشيخ أبا النجيب السهروردي ولعله آخر أصحابه. كتب عنه الزكي المنذري وقال: توفي في صفر بمصر. 4 (عبد الله بن المظفر ابن الوزير أبي القاسم علي بن طراد بن محمد بن علي.) أبو طالب، الهاشمي، الزينبي، البغدادي. ولد في شعبان سنة تسع وخمسين. وسمع من: أبي الفتح ابن البطي، ومحمد بن محمد السكن، ويحيى بن ثابت، وأبي بكر بن النقور، وشهدة. وهو من بيت شرفٍ، ووزارةٍ، ونقابةٍ. روى عنه: علاء الدين بن بلبان، وجمال الدين أبو بكر الشريشي، وعز الدين أحمد الفاروثي، وآخرون. وبالإجازة: القاضيان أبو عبد الله ابن الخويي، وأبو الربيع المقدسي، والفخر بن عساكر، وفاطمة بنت سليمان، وأبو نصرٍ محمد بن محمد المزي، والسعد بن سعد، وعيسى المطعم، وأحمد ابن الشحنة، وجماعةٌ. وتوفي في سادس عشر رمضان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 245 4 (عبد الله بن منصور بن أبي طالب.) أبو الفتح ابن السياف، البغدادي، الإسكاف. ولد سنة إحدى وخمسين. وسمع وهو كبير من: أبي ياسر عبد الوهاب بن أبي حبة، والمبارك بن علي ابن أخي الحريص، وعلي بن محمد بن علي المقرئ. توفي في شعبان.) روى عنه بالإجازة: القاضيان ابن الخويي، وتقي الدين الحنبلي، وسعد الدين بن سعد، وجماعةٌ. وكتب الحديث. وكان رجلاً خيراً. 4 (عبد الرحمن بن أحمد بن إبراهيم البغدادي.) الصوفي، المطرز. حدث عن عبيد الله بن شاتيل. وتوفي في صفر. 4 (عبد الرحمن بن عمر بن أبي بكر محمد بن أحمد بن الحسن ابن جابر.) أبو بكر، الدينوري، ثم البغدادي. سمع من: وفاء بن البهي، وعبيد الله بن أحمد السراج بن حمتيش بشين معجمة. وتوفي في صفر. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن عبد الجبار.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 246 الإمام، رضي الدين، أبو محمد، المقدسي، الحنبلي، المقرئ، والد السيف ابن الرضي. شيخٌ صالح، تالٍ لكتاب الله، كثير الخير والعبادة، يلقن بالجبل احتساباً لله تعالى من نحو أربعين سنة. ختم عليه القرآن خلقٌ كثير. وحدث عن: يحيى الثقفي، وأبي الحسين أحمد ابن الموازيني، وابن صدقة الحراني، وجماعةٍ من الشاميين، وهبة الله البوصيري، وإسماعيل بن ياسين، وجماعةٍ من المصريين. قال عز الدين ابن الحاجب: كان رفيقي إلى مكة. وكتب كثيراً. أراه يتلو القرآن، وفي أكثر ليله يدعو الله تعالى ويتهجد، سألت عنه الضياء فقال: إمامٌ دين، يقرئ الناس احتساباً. قلت: روى عنه لنا بنته خديجة، والشمس محمد ابن الواسطي، والعز أحمد ابن العماد، والتقي سليمان الحاكم، وغيرهم. قال الضياء: توفي في ليلة الخميس ثاني صفر. وكان يلقن القرآن احتساباً. حدثني ولده أبو العباس أحمد قال: كنا عنده قبل موته، فإذا هو كأنه ينظر إلى أحد ويبش إليه كأنه يريد القيام له، فقلنا له في ذلك، فقال: جاءني رجلٌ حسن الوجه، ووصفه، فقال: أنا أونسك في قبرك قال: وكان قبل ذلك قد صار لفمه رائحة، فطابت رائحة فمه، ولما وضعناه في قبره وجدنا له رائحةً) طيبةً، أو كما قال. 4 (عبد الرحمن بن أبي القاسم بن غنائم بن يوسف.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 247 الأديب، بدر الدين، الكناني، العسقلاني، ابن المسجف، الشاعر. ولد سنة ثلاثٍ وثمانين وخمسمائة. وتوفي في الرابع والعشرين من ذي الحجة، ودفن عند والده بالمزة. وكان أديباً، شاعراً، ظريفاً، خليعاً، عفا الله عنه. قال سعد الدين بن حمويه: توفي فجاءةً. وظهر له خمسمائة ألف درهم، فأخذها ابن ممدود يعني الجواد صاحب دمشق وله أختٌ عمياء فقيرةٌ منعها حقها. وكان ابن المسجف يتجر، وله رسوم على الملوك. وأكثر شعره في الهجو، سلك طريق الشرف بن عنين. 4 (عبد الرحيم بن علي بن احمد بن أبي مسعود.) الرئيس، أبو جعفر، ابن الناقد، البغدادي. ولد سنة ثمانٍ وأربعين وخمسمائة. وحدث بالإجازة عن أبي الحسن محمد بن محمد بن غبرة، وابن البطي. ومات في صفر، وله سبعٌ وثمانون سنة. 4 (عبد الرزاق بن عبد الوهاب بن علي بن علي بن عبيد الله.) شيخ الشيوخ، صدر الدين، أبو الفضائل، ابن الإمام أبي أحمد بن سكينة، البغدادي، الصوفي. ولد في جمادى الآخرة سنة تسعٍ وخمسين. وسمع من أبي الفتح بن البطي حضوراً، ومن: شهدة، وجده لأمه أبي
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 248 القاسم عبد الرحيم بن إسماعيل بن أبي سعد. وحدث ببغداد ودمشق. وكان شيخاً جليلاً، له رواءٌ ومنظرٌ. وهو من بيت رواية ومشيخةٍ. كتب عنه البكار. وحدث عنه: البرزالي، وعلاء الدين بن بلبان، وسعد الخير ونصر الله ابنا أبي الفرج النابلسي، والشرف أحمد بن عساكر، وجماعةٌ. وولي مشيخة رباط جده أبي القاسم. وروسل به إلى الأطراف. وروى عنه بالإجازة: الفخر إسماعيل بن عساكر، وأبو نصر محمد بن محمد.) وتوفي في الثاني والعشرين من جمادى الأولى. 4 (عبد العزيز بن علي بن المظفر بن أبي المعالي.) أبو محمدٍ، البغدادي، الصوفي، النعال، ويعرف بابن المنقي. روى عن: محمد بن جعفر بن عقيل، وعبيد الله بن شاتيل، والقزاز. توفي في رجب. أجاز لأبي نصر ابن الشيرازي، وغيره. 4 (عبد العزيز بن أبي الحسن.) الحكيم، أسعد الدين، أبو محمد، المصري، رئيس الأطباء بالديار المصرية. سمع من القاسم بن عساكر. وشهد على القضاة. وتوفي في سابع ذي القعدة بالقاهرة. وأخذ الطب عن أبي زكريا البياسي. وخدم الملك المسعود أقسيس مدةً باليمن. وحصل أموالاً. وعاش خمساً وستين سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 249 وكان أبوه طبيباً أيضاً. وللأسعد كتاب نوادر الألباء في امتحان الأطباء. 4 (عبد القادر بن أب الفضل عبيد الله بن أحمد بن هبة الله.) الشريف، الخطيب، أبو طالب، ابن المنصوري، الهاشمي، البغدادي. سمع ابن شاتيل. وتوفي في ذي القعدة. 4 (عبد الكافي بن أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن.) الصالح، أبو محمد، السلاوي، المالكي. ولد بمكة، ونشأ بالإسكندرية وسمع من السلفي. روى عنه الزكي المنذري وقال: توفي في ربيع الأول. وروى عنه بالإجازة جماعة. قال ابن مسدي: منعه الأشرف ابن البيساني من الإسماع لغيره، وأغلق عليه. فسمعنا من خلف الباب. 4 (عبد الكريم بن خلف بن نبهان.) ) الخطيب، الصالح، أبو محمد، الأنصاري، السماكي، الخرشي، خطيب زملكا. روى عن: أبي القاسم بن عساكر، ومحمد بن أبي العباس النوقاني. روى عنه: زكي الدين البرزالي، وغير واحد. وبالإجازة القاضي تقي الدين الحنبلي، وإبراهيم ابن المخرمي، وغيرهما. مرض مدةً، وتوفي في هذه السنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 250 ورخه أبو شامة هكذا. وقد مر في سنة ثلاثٍ. 4 (عبد الواحد بن محمد بن الحسين بن الخضر بن عبدان.) أبو الفضل، الأزدي، الدمشقي. سمع من محمد بن حمزة بن أبي الصقر. وتوفي في جمادى الآخرة. روى عنه الزكي البرزالي. 4 (علي بن أبي بكر محمد بن عمر بن بركة بن أبي الريان.) المؤدب، البغدادي، الوراق. أخو عمر شيخ الأبرقوهي. ولد بعد الخمسين وخمسمائة. وسمع من: أبي الفضل أحمد بن محمد بن شنيف المقرئ، ودهبل ابن كارة. وتوفي في ثالث عشر جمادى الأولى. قال المحب ابن النجار: كان شيخاً لا بأس به. قلت: روى عنه بالإجازة القاضي شهاب الدين ابن الخويي، وأبو نصر محمد بن محمد ابن الشيرازي، وغيرهما. 4 (علي بن المبارك بن علي بن محمد بن غنيمة بن فائق.) أبو الحسن، البغدادي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 251 الوكيل، المدير يعني مدير الإسجالات على شهود الحكم كان وكيلاً، شروطياً بارعاً في الحكومات.) ولد سنة ثمانٍ وخمسين. وسمع من: يحيى بن ثابت بن بندار، وعبد الحق اليوسفي. وأجاز لفاطمة بنت سليمان، وكمال الدين أحمد ابن العطار، وأبي علي ابن الخلال، والقاضي تقي الدين سليمان، وغيرهم. ومات في مستهل جمادى الأولى. 4 (علي بن نصر الله ابن جمال الأئمة أبي القاسم علي بن أبي الفضائل الحسن بن الحسن بن) أحمد. الفقيه، الرئيس، عز الدين، أبو الحسن، الكلابي، الدمشقي، الشافعي، المعروف بابن الماسح والماسح: هو أبو الفضائل. وولي العز الوكالة السلطانية بحران. وانقطع إلى شيخ الشيوخ صدر الدين أبي الحسن بن حمويه مدةً. وولي التدريس بالجامع الظافري بالقاهرة إلى أن توفي بالقاهرة في تاسع جمادى الأولى. 4 (حرف الغين) غضيبة بنت عنان بن حميد. أم الحسن، السعدية، المصرية، وتدعى عزية وعزيزة. زوجة مرتضى ابن العفيف حاتم. سمعها زوجها من: منجب بن عبد الله المرشدي، وأبي القاسم عبد الرحمن بن محمد السبتي، وغيرهما.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 252 روى عنها الحفظ عبد العظيم، وقال: توفيت في ثالث عشر المحرم. وهي بضم الغين، وفتح الضاد، المعجمتين. 4 (حرف الفاء)
4 (فخر النساء بنت علي بن ثابت بن علي الباجسرائي.) روت عن جدها أبي المظفر يحيى ابن الخيمي. سمع منها ابن النجار. روى لنا عنها بالإجازة: الفخر إسماعيل بن عساكر، والقاضي تقي الدين سليمان، وابن) الشحنة، والمطعم، وابن عبد الدائم، وسعد. توفيت في صفر. 4 (حرف القاف)
4 (قلج رسلان بن محمد بن عمر بن شاهنشاه بن أيوب.) الملك الناصر ابن المنصور، صاحب حماة. ملك بعد أبيه وبقي في الأمر سنواتٍ تسعاً. ثم أخذ أخوه الملك المظفر منه حماة بإعانة الملك الكامل. ثم بقيت له قلعة بعرين، ثم أخذت منه. فسافر إلى مصر، فأعطي بها خبز مائتي فارس، ثم بدا منه كلامٌ فجٌ فحبسه الكامل بقلعة الجبل إلى أن مات قبل وفاة الكامل بأيام قليلة. 4 (حرف الميم)
4 (محاسن بن إسماعيل بن عليٍ، الأديب المشهور.) شهاب الدين، الحلبي، الشواء.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 253 كوفي الأصل. بديع النظم. مات بحلب في صفر سنة خمسٍ وقد كمل السبعين. 4 (محمد بن أحمد بن عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الملك ابن أحمد بن عبد الله ابن) الباجي. القاضي، أبو مروان، اللخمي، الإشبيلي، الأندلسي. قاضي الجماعة بإشبيلية. سمع الكثير من أبي بكر بن الجهد الفهري، وغيره. وأجاز له والده أبو عمر، وأبو القاسم السهيلي، وجماعة. وولي قضاء إشبيلية وخطابتها مدةً طويلة. قال الأبار: لم يكن من أهل العناية بالرواية. امتحن في الفتنة عند مقتل ابن أخيه متولي إشبيلية أبي مروان أحمد بن محمد بن أحمد على يدي أبي عبد الله بن الأحمر في سنة إحدى وثلاثين وستمائة. ورحل للحج في سنة أربع وثلاثين، فدخل دمشق من مرسى عكا، وسمع من أبي نصر الشيرازي. وحج وعاد إلى مصر، فتوفي بها في ربيعٍ الآخر. قال المنذري: في الثامن والعشرين منه. وكان من أعيان أهل الأندلس، مشهوراً بالصلاح) والدين، مقبلاً على أمر آخرته، فاراً بدينه من الفتن، راغباً عن صحبة أهل الدنيا. وقال أبو شامة: في سنة أربع قدم القاضي أبو مروان محمد بن أحمد بن عبد الملك اللخمي الإشبيلي، من بيتٍ كبيرٍ يعرف ببيت الباجي، قدم في البحر
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 254 إلى عكا. وجدهم أبو عبد الملك أحمد بن عبد الله من شيوخ أبي عمر بن عبد البر. قلت: أجاز لشيخنا أبي نصر ابن الشيرازي. 4 (محمد بن رشيد بن محمود بن أبي القاسم.) رشيد الدين، أبو عبد الله، النيسابوري، العطار، الصوفي، الكاتب المجود. كتب الناس عليه بجامع دمشق. وحدث عن المؤيد الطوسي، وزينب الشعرية. أجاز للفخر إسماعيل بن عساكر، وللشيخ علي بن هارون، ولإبراهيم ابن أبي الحسن المخرمي، وفاطمة بنت سليمان، وجماعة. وتوفي في تاسع ربيع الآخر. 4 (محمد بن عبد الكافي بن عبد الرحمن.) تاج الدين، أبو عبد الله، الحنفي، المصري. حدث عن البوصيري، وغيره. وتوفي في شعبان. 4 (محمد بن محمد بن شيب بن سالم.) أبو عبد الله، القزاز، الحلبي. سمع من شهدة. وعنه مجد الدين ابن العديم. وتوفي بحلب في ربيع الأول. 4 (محمدٌ السلطان الملك الكامل ناصر الدين، أبو المعالي.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 255 وأبو المظفر، ابن السلطان الملك العادل سيف الدين أبي بكر محمد بن أيوب ابن شاذي، صاحب مصر. ولد بمصر سنة ستٍ وسبعين وخمسمائة.) وأجاز له العلامة عبد الله بن بري، وأبو عبد الله بن صدقة الحراني، وعبد الله الرحمن ابن الخرقي. قرأت بخط ابن مسدي في معجمه: كان الكامل محباً في الحديث وأهله، حريصاً على حفظه ونقله، وللعلم عنده سوقٌ قائمةٌ على سوق. خرج له أبو القاسم ابن الصفراوي أربعين حديثاً وسمعها جماعة. وحكى عنه ابن مكرم الكاتب أن أباه العادل استجاز له السلفي قبل موت السلفي بأيامٍ. قال ابن مسدي: ثم وقفت أنا على ذلك. وأجاز لي ولابني. قلت: وتملك الديار المصرية أربعين سنة، شطرها في أيام والده. وقيل: بل ولد في ذي القعدة سنة خمسٍ وسبعين. قال المنذري: أنشأ دار الحديث بالقاهرة وعمر القبة على ضريح الشافعي، وجر الماء من بركة الحبش إلى حوض السبيل والسقاية، وهما على باب القبة المذكورة. ووقف غير ذلك من الوقوف على أنواعٍ من أعمال البر بمصر
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 256 وغيرهما. وله المواقف المشهودة في الجهاد بدمياط المدة الطويلة، وأنفق الأموال الكثيرة. قلت: وأنشأ بالغرب مدينةً كبيرةً جداً، وجعلها دار ملكه، وأسكنها جيشه. ومن شعره كتبه من دمياط: (يا مسعفي إن كنت حقّاً مسعفي .......... فارحل بغير تقيّدٍ وتوقّف)
(واطو المنازل والديار ولا تنخ .......... إلا على باب المليك الأشرف)
(قبّل يديه لا عدمت وقل له .......... عنّي بحسن تعطّفٍ وتلطّف)
(إن تأت صنوك عن قريبٍ تلقه .......... ما بين حدّ مهنّدٍ ومثقّف)
(أو تبط عن إنجاده فلقاؤه .......... يوم القيامة في عراص الموقف) وكافح العدو المخذول براً وبحراً ليلاً ونهاراً، يعرف ذلك من شاهده. ولم يزل على ذلك حتى أعز الله الإسلام وأهله وخذل الكفر وأهله. وكان معظماً للسنة النبوية راغباً في نشرها والتمسك بها، مؤثراً للاجتماع مع العلماء والكلام معهم حضراً وسفراً. وقال غيره: كان الملك الكامل فاضلاً عادلاً، شهماً، مهيباً، عاقلاً، محباً للعلماء يباحثهم ويفهم أشياء. وله شعرٌ حسن، واشتغالٌ في العلم.) وقيل: إنه شكا إليه ركبدارٌ أستاذه بأنه استخدمه ستة أشهرٍ بلا جامكية، فأنزل أستاذه من فرسه، وألبسه ثياب الركبدار، وألبس الركبدار ثيابه، وأمره بخدمة الركبدر، وحمل مداسه ستة أشهر. وكانت الطرق آمنة في زمانه. وقد بعث ابنه الملك المسعود إقسيس، فافتتح اليمن والحجاز ومات قبله، وورث منه أموالاً عظيمةً. وكانت رايته صفراء.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 257 وفيه يقول البهاء زهيرٌ: (بك اهتزّ عطف الدين في حلل النّصر .......... وردّت على أعقابها ملّة الكفر) يقول فيها: (وأقسم إن ذاقت بنو الأصفر الكرى .......... لما حملت إلاّ بأعلامك الصّفر)
(ثلاثة أعوامٍ أقمت وأشهراً .......... تجاهد فيهم لا بزيدٍ ولا عمرو)
(وليلة نفرٍ للعدوّ رأيتها .......... بكثرة من أرديته ليلة النّحر)
(فيا ليلةً قد شرّف الله قدرها .......... فلا غرو إن سمّيتها ليلة القدر) وهي من غرر القصائد. ولما بلغته وفاة أخيه الأشرف سار إلى دمشق وقد تملكها أخوه الصالح فحاصره وأخذها منه وملكها واستقر بقلعتها في جمادى الأولى من السنة، فلم يمتع بها، وعاجلته المنية، ومات بعد شهرين بالقلعة في بيتٍ صغير، ولم يشعر أحدٌ بموته، ولا حضره أحدٌ من شدة هيبته. مرض بالسعال والإسهال نيفاً وعشرين يوماً، وكان في رجله نقرسٌ ولم يتحزن الناس عليه، ولحقتهم بهتةٌ لما سمعوا بموته. وكان فيه جبروتٌ. ومن عدله الممزوج بالعسف أنه شنق جماعةً من الأجناد على آمد في أكيال شعير أخذوه، وكذا لما نزل دمشق، بعث صاحب حمص رجاله نجدةً لإسماعيل، عدتهم خمسون نفساً، فأخذهم وشنقهم كلهم. ذكر شمس الدين محمد بنإبراهيم الجزري: أن عماد الدين يحيى البصراوي الشريف قال: حكى لي الخادم الذي للكامل قال: طلب مني الكامل طستاً حتى يتقيأ، فأحضرته. وكان الملك الناصر داود على الباب ليعود عمه، فقلت: داود على الباب. فقال: ينتظر موتي وانزعج، فخرجت، وقلت: ماذا وقتك، السلطان منزعج. فنزل إلى دار سامة، وكان نازلاً بها، ودخلت إلى السلطان، فرأيته قد قضى والطست بين يديه وهو مكبوبٌ على المخدة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 258 قال ابن واصل: حكى لي طبيبه قال: أصابه لما دخل قلعة دمشق زكامٌ، فدخل الحمام، وصب) على رأسه ماءً شديد الحرارة اتباعاً لقول محمد بن زكريا الرازي في كتابٍ سماه طب ساعة قال: من أصابه زكامٌ، فصب على رأسه ماءً شديد الحرارة، انحل زكامه لوقته. وهذا لا ينبغي أن يعمل على إطلاقه. قال: فانصب من دماغه مادةٌ إلى فم معدته فتورمت، وعرضت له حمى شديدة، وأراد القيء، فنهاه الأطباء وقالوا: إن تقيأ هلك، فخالفهم وتقيأ فهلك لوقته. قال ابن واصل: وحكى لي الحكيم رضي الدين قال: عرضت له خوانيق فانفقأت، وتقيأ دماً كثيراً ومدةً، وأراد القيء أيضاً، فنهاه أبي موفق الدين إبراهيم وأشار به بعض الأطباء، فتقيأ، فانصبت بقية المادة إلى قصبة الرئة، وسدتها فمات. قال ابن واصل: استوزر في أول ملكه وزير ابنه صفي الدين ابن شكر، فلما مات لم يستوزر أحداً، بل كان يباشر الأمور بنفسه. وكان ملكاً جليلاً، مهيباً، حازماً سديد الآراء حسن التدبير لممالكه، عفيفاً، حليماً، عمرت في أيامه ديار مصر عمارةً كبيرةً. وكانت عنده مسائل غريبةٌ من الفقه والنحو يوردها، فمن أجاب، حظي عنده. قال المنذري: توفي بدمشق في الحادي والعشرين من رجب. قلت: دفن بالقلعة في تابوت، ثم نقل سنة سبعٍ وثلاثين إلى تربة بنيت له إلى جانب السميساطة، وفتح لها شباكٌ وبابٌ إلى الجامع الأموي. وخلف ولدين: الملك العادل أبا بكر والملك الصالح أيوب، والصاحبة. 4 (محمد بن محمود بن يحيى، أبو علي، البغدادي.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 259 الحمامي. ولد سنة ثمانٍ وخمسين. وحدث عن أبي محمد عبد الله بن أحمد ابن النرسي. روى عنه أبو عبد الله ابن النجار، وغيره. وأضر في آخر عمره. وتوفيت في أول صفر. 4 (محمد بن مسعود بن بهروز.) الطبيب، المعمر، أبو بكر البغدادي. حدث أن جده قدم من العجم إلى بغداد في طلب علم الطب.) وسمع هو بإفادة خاله يحيى ابن الصدر من أبي الوقت مسند عبد، والدرامي، وكتاب ذم الكلام. وسمع من: أبي الفتح بن البطي وأبي زرعة، وأحمد بن علي ابن المعمر الحسيني. وتفرد بالسماع ببغداد من أبي الوقت. روى عنه: أبو المظفر ابن النابلسي، وأبو القاسم بن بلبان، وأبو بكر الشريشي، والرشيد أبو عبد الله بن أبي القاسم، وأبو الحسن علي بن أحمد الغرافي، وأخوه محمد، وأبو العباس أحمد بن إبراهيم الفاروثي، والمجد محمد بن خالد بن حمدون، والعماد أحمد بن عبد الرحمن الأشقر خطيب الحرم، وأبو الحسن محمد بن علي بن علي بن أبي البدر، وأخته ست الملوك،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 260 وعبد الله بن أبي السعادات، ويوسف بن صعنين، وطائفةٌ. وأجاز للقاضيين: أبي عبد الله ابن الخويي، وأبي الربيع سليمان بن حمزة، والفخر إسماعيل بن عساكر، وللشيخ علي بن هارون، وفاطمة بنت سليمان، وسعد بن محمد بن سعد، وعيسى بن عبد الرحمن المطعم، وأبي بكر بن عبد الدائم، وابن الشيرازي، وفاطمة بنت جوهر البعلبكية، وأحمد بن أبي طالب ابن الشحنة. توفي في مستهل رمضان، وقد جاوز التسعين. 4 (محمد بن موسى بن مهيا بن عيسى بن أبي الفرج.) أبو عبد الله، اللخمي، الإسكندراني. سمع من أبي الطاهر السلفي. وحدث. ومهيا: بالياء. قال المنذري: توفي في هذه السنة، ولنا منه إجازة. ومهنا بالنون كثيرٌ. 4 (محمد بن نصر بن عبد الرحمن بن محمد بن محفوظ بن أحمد بن الحسين.) الشرف أبو عبد الله، القرشي، الدمشقي، الفقيه. ابن ابن أخي الشيخ أبي البيان. ولد سنة أربعٍ وخمسين وخمسمائة. وسمع من الحافظ ابن عساكر. وحدث.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 261 وكان فاضلاً، أديباً، شاعراً، صالحاً، منقطعاً عن الناس.) روى عنه: ناصر الدين محمد بن عربشاه، وأمين الدين عبد الصمد بن عساكر، وابن عنه الشرف أحمد بن هبة الله، والمجد ابن الحلوانية، وسعد الخير النابلسي، وأخوه نصر الله، ومحمد بن يوسف الذهبي، وجماعةٌ. وتوفي في ثالث عشر رجب. وروى عنه من القدماء الزكيان البرزالي والمنذري. وذكره ابن الحاجب فقال: إمامٌ زاهدٌ، ورعٌ، كثير الذكر، له مؤلفاتٌ على لسان القوم في الطريقة. وكان شيخ رباط عمه. 4 (محمد بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن يحيى بن بندار بن مميل.) القاضي، شمس الدين، أبو نصرٍ، ابن الشيرازي، الدمشقي، الشافعي. ولد في ذي القعدة سنة تسعٍ وأربعين وخمسمائة. وأجاز له: أبو الوقت السجزي، ونصر بن سيار الهروي، وجماعةٌ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 262 وسمع من: أبي يعلى ابن الحبوبي، والخطيب أبي البركات الخضر بن شبل الحارثي، وأبي طاهر إبراهيم ابن الحصني، والصائن هبة الله ابن عساكر، وأخيه الحافظ أبي القاسم، فأكثر عنه، وعلي بن مهدي الهلالي، وأبي المكارم عبد الواحد بن هلال، وأبي المعالي محمد بن حمزة ابن الموازيني، ومحمد بن بركة الصلحي، وداود بن محمد الخالدي، وأبي علي الحسن بن علي البطليوسي، وأبي المظفر محمد بن أسعد ابن الحكيم العراقي، وجماعةٍ. وحدث بمصر والقدس ودمشق. وطال عمره، وتفرد عن أقرانه. روى عنه البرزالي، وابن خليل، والمنذري وقال: ولي الحكم بالبيت المقدس، وغيره. ودرس، وأفتى. وهو آخر من حدث عن الفقيه أبي البركات الحارثي، والصائن، وأبي طاهرٍ الحصني. وانفرد برواية أكثر من مائتي جزء من تاريخ دمشق. ومميل بالفارسية: محمد. وذكره ابن الحاجب فقال: أحد قضاة الشام استقلالاً بعد نيابة. قلت: استقل بالقضاء مع مشاركة غيره مديدةً. ثم لما استقل بالقضاء القاضيان الشمسان ابن سني الدولة، والخويي، عرضت عليه النيابة، فامتنع. ثم عزل في سنة تسعٍ وعشرين بالعماد ابن الحرستاني، ثم عزل العماد في سنة إحدى وثلاثين، وولي ابن سني الدولة.) وكان ابن الشيرازي يدرس بمدرسة العماد الكاتب ثم تركها، ثم درس بالشامية الكبرى. وكان رئيساً، نبيلاً، ماضي الأحكام، عديم المحاباة، يستوي عنده الخصمان في النظر والإقبال عليهم. وكان ساكناً، وقوراً، مليح الشيبة، حلو الشكل، يزجى غالب زمانه في نشر العلم وإلقاء الدرس على أصحابه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 263 أخذ الفقه عن القطب النيسابوري، وأبي سعد بن أبي عصرون فيما أرى. روى عنه: الشرف ابن النابلسي، والجمال ابن الصابوني، وأبو الحسين ابن اليونيني، ومحمد بن أبي الذكر الصقلي، وخديجة بنت يوسف الحمامي، والشرف عبد المنعم بن عساكر، والشرف أحمد بن عساكر، والشهاب محمد بن مشرف، وأبو محمد ظافر النابلسي، ومحمد بن علي ابن الواسطي، وأحمد ابن العماد عبد الحميد، ومحمد بن يوسف الذهبي، وطائفةٌ سواهم. وتفرد بالحضور عنه حفيده أبو نصر محمد بن محمد، وأبو محمدٍ القاسم بن عساكر. وتوفي في ثاني جمادى الآخرة. 4 (محمد بن أبي الفتح بن حسين.) أبو عبد لله، الحريمي، الباقلاني. سمع من: دهبل بن كاره، وأخيه لاحق، وعبد المغيث بن زهير، وغيرهم. وتوفي في رجب. 4 (محمد بن أبي الفضل بن زيد بن ياسين بن زيد. الخطيب، الإمام، جمال الدين.) أبو عبد الله، التغلبي، الأرقمي، الدولعي، الشافعي، خطيب دمشق.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 264 ولد بقرية الدولعية من قرى الموصل في سنة خمسٍ وخمسين ظناً. وقدم دمشق شاباً، وتفقه على عمه خطيب دمشق ضياء الدين عبد الملك الدولعي وسمع منه، ومن: أبي عبد الله محمد بن علي بن صدقة، وشيخ الشيوخ صدر الدين عبد الرحيم بن إسماعيل، والخشوعي. وولي الخطابة من بعد عمه وطالت مدته. روى عنه: المجد ابن الحلوانية، والجمال ابن الصابوني، وغيرهما. وحدثنا عنه خادمه الجمال سليمان بن أبي الحسن الشاهد. وتوفي في رابع عشر جمادى الأولى، ودفن بمدرسته التي بجيرون رحمه الله.) قال أبو شامة: وكان المعظم قد منعه من الفتوى مدةً. ولم يحج لحرصه على المنصب. وولي بعده الخطابة أخٌ له جاهلٌ. وقال غيره: كان ذا سمتٍ وناموسٍ. وكان يفخم كلامه. وكان شديداً على الرافضة. درس مدةً بالغزالية. 4 (المبارك بن علي بن الحسين.) أبو علي ابن المطرز، الحريمي، القزاز. سمع من: النقيب أحمد بن علي الحسيني، وأبي الفتح محمد ابن البطي، ودهبل بن كاره، وأخيه لاحقٍ. روى عنه: الشمس عبد الرحمن ابن الزين، والتقي ابن الواسطي، وغيرهما. وبالإجازة القاضيان ابن الخويي، وتقي الدين بن أبي عمر، وسعد الدين بن سعد، وعيسى السمسار، وأحمد ابن الشحنة، وجماعةٌ. وتوفي في رابع عشر ربيع الأول. 4 (محمود بن عمر بن محمد بن إبراهيم بن شجاع، الشيباني.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 265 الحانوي، الحكيم، سديد الدين، أبو الثناء، ابن زقيقة، الطبيب. والد المحدث أبي العباس أحمد. كان من رؤوس علماء الطب، ومن كبار الشعراء. نظم عدة كتب في الطب رجزاً في غاية السهولة والجزالة. ولازم الفخر المارديني، وهو محمد بن عبد السلام، وتخرج عليه في الطب والفلسفة. وكان لسديد الدين يدٌ في الكحل والجراح، ويدٌ في التنجيم. وقد روى عنه الموفق بن أبي أصيبعة الكثير من النثر والنظم، وصحبه مدةً، وأثنى عليه وعلى علومه، وقال: أخبرنا سديد الدين من لفظه، حدثني الفخر المارديني، حدثنا موهوب ابن الجواليقي، حدثنا أبو زكريا التبريزي، فذكر حديثاً. ولد بمدينة حيني ونشأ بها، وعاش إحدى وسبعين سنة. وأقام بخلاط مدةً وبميافارقين، وقدم دمشق سنة اثنتين وثلاثين وستمائة، فأنعم عليه الأشرف، ورتب له جامكية إلى أن مات في هذه السنة. 4 (المسلم بن عبد الوهاب بن مناقب بن أحمد بن علي بن أحمد بن الحسن بن علي بن أحمد) ) بن الحسين بن محمد بن إسماعيل المنقذي بن جعفر الصادق. الشريف، أبو الغنائم، العلوي، الحسيني، المنقي، الدمشقي، الشروطي. سمع من: ابن صدقة الحراني، وأبي يعلى حمزة بن الحسن الأزدي، وإسماعيل الجنزوي، وأبي الفوارس الحسن بن عبد الله بن شافع. روى عنه: المجد ابن الحلوانية، والفخر إسماعيل بن عساكر، وابن عمه بهاء الدين القاسم. توفي في حادي عشر رجب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 266 4 (مكتوم بن احمد بن محمد بن سليم بن مجلي.) أبو السر، القيسي، السويدي، الحوراني، الشافعي. روى عن: ابن صدقة الحراني، وإسماعيل الجنزوي، وجماعةٍ. وسمع أولاده يوسف وعبد الله. وكان مولده في ذي الحجة سنة خمسٍ وخمسين وخمسمائة بالسويداء من قرى حوران، لا السويداء التي على مرحلتين من طيبة، ولا التي بقرب حران. قدم دمشق في شبيبته وسكنها، وتفقه على الخطيب عبد الملك الدولعي. وقرأ القرآن وأتقنه، ولقن بجامع دمشق مدةً. وكان صالحاً، متودداً. وسمع أيضاً من: أبي اليسر شاكر بن عبد الله، وأبي المظفر أسامة بن منقذ. وكان من جملة الفقهاء الشافعية. وهو جد المعمر صدر الدين إسماعيل. روى عنه حفيده هذا، والفخر إسماعيل بن عساكر، وابن عمه البهاء قاسمٌ، وغيرهم. وأجاز لجماعةٍ من شيوخنا. توفي في رجب. 4 (مكرم بن محمد بن حمزة بن محمد بن أحمد بن سلامة بن أبي جميل، الشيخ نجم الدين.) أبو المفضل، ابن الإمام المحدث أبي عبد الله بن أبي يعلى بن أبي عبد الله
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 267 القرشي، الدمشقي، التاجر، السفار، المعروف بابن أبي الصقر. ولد بدمشق في رجب سنة ثمانٍ وأربعين. وسمع من: حسان بن تميم الزيات، وحمزة بن أحمد بن كروس، وعبد الرحمن بن أبي الحسن) الداراني، والوزير سعيد بن سهل الفلكي، وأبي يعلى حمزة ابن الحبوبي، والصائن هبة الله بن عساكر، وعلي بن أحمد بن مقاتل، وعلي بن أحمد الحرستاني، وأبي المعالي بن صابر. وحدث في تجارته إلى بغداد وحلب ومصر بهن. قال أبو محمدٍ المنذري: كان يقدم مصر كثيراً للتجارة. وقال عمر ابن الحاجب: كان يواظب على الخمس في جماعةٍ، ويشتغل بالتجارة. وكان كثير المجون مع أصحابه. ولم يكن مكرماً لأهل الحديث بل يتعاسر عليهم. قلت: روى عنه ابن خليل، والبرزالي، والمنذري، والضياء، وخلقٌ من المتقدمين والمتأخرين، وأبو حامد ابن الصابوني، وأبو المظفر ابن النابلسي، وأبو عبد الله بن هامل، وأبو المجد ابن العديم الحاكم، وأبو علي ابن الخلال، وعبد المنعم بن عساكر، وابن عمه الفخر إسماعيل، وابن عمه الشرف أحمد، والمؤيد علي ابن الخطيب، وعلي بن عثمان اللمتوني، ومحمد بن مكي القرشي، وأبو الحسين اليونيني، ومحمد بن يوسف الذهبي، وسنقر القضائي، والبهاء أيوب بن أبي بكر الحنفي، والشهاب محمد بن مشرف البزاز، وموسى بن علي الموسوي الشاهد. وأما الصدر إسماعيل بن يوسف بن مكتوم، فإنه سمع منه الموطأ لكن خبط في اسمه كاتب الأسماء، فصحف يوسف بيونس، فبقي في النفس شيءٌ، وهو إن شاء الله هو. توفي مكرمٌ في ثاني رجب بدمشق ودفن على والده بمقبرة باب الصغير.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 268 4 (موسى، السلطان الملك الأشرف، مظفر الدين.) أبو الفتح، شاه أرمن، ابن الملك العادل أبي بكر محمد بن أيوب. ولد بالقصر بالقاهرة سنة ستٍ وسبعين وخمسمائة. وسمع من عمر بن طبرزد. وسمع صحيح البخاري من أبي عبد الله ابن الزبيدي. روى عنه الشهاب القوصي، وغيره. وحدثنا عنه أبو الحسين اليونيني بأربعين حديثاً خرجت له. أعطاه أبوه أول شيء القدس، ثم أعطاه حران والرها. وجهزه أخوه الملك المعظم بالخيل والمماليك. وسار وتنقلت به الأحوال، وجرت له أمورٌ أشرنا إلى أخبارها في الحادث. وكسر المواصلة، وكسر الخوارزمية والروم. ولقب شاه أرمن لتملكه مدينة الخلاط، وهي قصبة أرمينية. وتملك دمشق سنة ستٍ وعشرين وأخذها من الناصر داود ابن المعظم، فأحسن إلى) أهلها وعدل فيهم وأزال عنهم بعض الجور وأحبوه. وكان فيه دينٌ، وخشيةٌ، وعفةٌ في الجملة، وسخاءٌ مفرط حتى لقد قال ابن واصل: كان يطلق الأموال الجليلة ولم يسمع أن أحداً من
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 269 الملوك والعظماء بعد آل البرمك فعل فعله في العطاء. ومن سعادته أنه عاد أخوه الأوحد بخلاط، فتماثل ودخل الحمام، فأراد الأشرف الرجوع إلى حران، فقال له طبيب الأوحد: اصبر، فإن الأوحد ميتٌ. فأقام ليلةً ومات الأوحد، فاستولى على مملكة خلاط جميعها. قلت: إلا أنه كان منهمكاً في الخمر والملاهي. وكان مليح الشكل، حلو الشمائل، وافر الشجاعة، يقال: إنه لم تكسر له رايةٌ قط. وكان يحب الفقراء والصالحين، ويتواضع لهم، ويزورهم ويصلهم، ويجيز الشعراء. وكان في رمضان لا يغلق باب القلعة، ويخرج منها صحون الحلواء إلى أماكن الفقراء. وكان ذكياً، فطناً، يشارك في الصنائع، ومحاسنه كثيرةٌ، الله يسامحه. قال أبو المظفر: وكان يحضر الملك الأشرف مجالسي بخلاط وحران ودمشق، وكان عفيفاً. ولما كنت عنده بخلاط قال لي: والله ما مددت عيني إلى حريم أحدٍ لا ذكرٍ ولا أنثى. ولقد جاءتني عجوزٌ من عند بيت شاه أرمن صاحب خلاط بورقةٍ، فذكرت أن الحاجب علياً قد أخذ ضيعتها، فكتبت بإطلاقها، فقالت العجوز: هي تسأل الحضور بين يديك، فعندها سرٌ، فقلت: بسم الله، فقامت وغابت ساعةً ثم جاءت بها، فإذا هي امرأةٌ ما رأيت أحسن من قدها، ولا أظرف من شكلها، كأن الشمس تحت نقابها، فخدمت، ووقفت، فقمت لها، وقلت: أنت في هذا البلد وما أعلم بك فسفرت عن وجهٍ أضاءت منه المنظرة، فقلت: استتري، فقالت: مات أبي صاحب هذه المدينة، واستولى بكتمر على البلاد، وكان لي ضيعة أعيش منها أخذها الحاجب عليٌ، وما أعيش إلا من عمل النقش وأنا في دور الكراء. فبكيت وأمرت لها بقماش، وأن يصلح دار لسكناها، وقلت: بسم الله. فقالت العجوز: يا خوند ما جاءت إلى خدمتك إلا حتى تحظى بك الليلة. فساعة سمعت كلامها، أوقع الله في قلبي تغير الزمان، وأن يملك خلاط غيري وتحتاج بنتي إلى أن تقعد مثل هذه القعدة فقلت: معاذ الله، والله ما
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 270 هو من شيمتي، ولا خلوت بغير محارمي، فخذيها وانصرفي كريمةً. فقامت باكيةً وهي تقول: صان الله عاقبتك كما صنتني. وحدثني قال: مات مملوكٌ بالرها، وخلف ولداً لم يكن في زمانه أحسن منه، وكان من لا يدري) يتهمني به، وكنت أحبه، وهو عندي أعز من الولد، وبلغ عشرين سنة، فضرب غلاماً له فمات، فاستغاث أولياؤه وأثبتوا أنه قتله وجاؤوا يطلبون الثأر، فاجتمع عليهم مماليكي وقالوا: نحن نعطيكم عشر دياتٍ، فأبوا، فطردوهم فوقفوا لي، فقلت: سلموه إليهم، فسلموه فقتلوه. خفت الله أن أمنعهم حقهم لغرض نفسي. قال أبو المظفر: وقضيته بحران مشهورةٌ مع أصحاب الشيخ حياة لما بددوا المسكر من بين يديه، وكان يقول: بها نصرت. قال أبو المظفر: لما فارقت دمشق وطلعت إلى الكرك، أقمت عند الناصر، فكنت أتردد إلى القدس من سنة ستٍ وعشرين إلى سنة ثلاثٍ وثلاثين. ثم جرت أسبابٌ أوجبت قدومي دمشق، فسر بقدومي وزارني وخلع علي، فامتنعت من لبسها، فقال: لا بالله البسها ولو ساعةً، ليعلم الناس انك قد رضيت وزالت الوحشة. وبعث لي بغله الخاص وعشرة آلاف درهم، وأقمت بدمشق إلى أن توفي في أرغد عيشٍ معه. وحدثني الفقيه محمدٌ اليونيني قال: حكى لي فقيرٌ صالح قال: لما مات الأشرف رأيته في المنام وعليه ثيابٌ خضرٌ وهو يطير مع الأولياء، فقلت: أيش تعمل مع هؤلاء وأنت كنت تفعل وتصنع فتبسم وقال: الجسد الذي كان يفعل تلك الأفاعيل عندكم والروح التي كانت تحب هؤلاء قد صارت معهم. قال: وقيل: إن هذه الأبيات من نظمه كتب بها إلى الإمام الناصر: (العبد موسى طوره لمّا غدا .......... بغداد آنس عندها نار الهدى)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 271 (عبدٌ أعدّ لدى الإله وسيلةً .......... ديناً ودنيا أحمداً ومحمّدا)
(هذا يقوم بنصره في هذه .......... عند الخطوب وذاك شافعه غدا) ومما أنشده الملك الأشرف: (لولا هيف القدّ وغنج المقل .......... ما كنت تجرّعت كؤوس العذل)
(في حبّ مقرطقٍ من الترك يلي .......... أمري وأنا له وإن أصبح لي) وقال أبو المظفر: كنت أغشى الأشرف في مرضه لما أحس بوفاته فقلت له: استعد للقاء الله فما يضرك قال: لا، والله، ل ينفعني. ففرق البلاد، وأعتق مائتي نفسٍ من مملوك وجارية، وقف دار فرخشاه التي يقال لها: دار السعادة، وبستان النيرب على ابنته، وأوصى لها بجميع) الجواهر. وقال سعد الدين بن مسعود بن حمويه في تاريخه: وقف دار السعادة على ابنته، وبستانه بالنيرب، وأوصى لها بجميع الجواهر، وأعتق مائتي مملوك ومائتي جارية. وفي آخر ذي الحجة غشي عليه حتى ظنوا أنه قد مات، فجاؤوا به إلى القلعة من النيرب وقد أفاق. قال ابن واصل: خلف بنتاً واحدة تزوجها ابن عمها الملك الجواد يونس لما تملك دمشق، فلما ملك عمه الصالح إسماعيل دمشق ثانياً، فسخ نكاحها منه، لأنه حلف بطلاقها في أمرٍ وفعله، ثم تزوجها ثانية الملك المنصور وهي معه إلى الآن. قلت: وقد أنشأ جامع العقيبة وكان حانةً. قال أبو المظفر الجوزي: جلست فيه لما فرغ، فحضر وبكى، وأعتق كثيراً من المماليك. وأنشأ بالقلعة مسجد أبي الدرداء، وأنشأ مسجد باب النصر، ومسجد القصب، ومسجد جراح، وجامع بيت الآبار، ودار الحديث، وأخرى
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 272 بالجبل. ولم يخلف ولداً ذكراً. وأنشأ دار السعادة، وبالنيرب الدهشة، وصفة بقراط. ومن حسنات الأشرف قال ابن واصل في تاريخه: وقعت بدمشق فتنةٌ بين الشافعية والحنابلة بسبب العقائد، وتعصب الشيخ عز الدين ابن عبد السلام على الحنابلة، وجرى بذلك خبطٌ طويل حتى كتب عز الدين إلى الأشرف يقع في الحنابلة، وذكر الناصح ابن الحنبلي وعرض بأنه ساعد على فتح باب السلامة لعسكر الملك الأفضل والملك الظاهر لما حاصرا العادل بدمشق. فكتب الأشرف بخطه وقد رأيته: يا عز الدين الفتنة ساكنةٌ، فلعن الله مثيرها. وأما حديث باب السلامة فكما قال الشاعر: (وجرمٌ جرّه سفهاء قومٍ .......... فحلّ بغير جانيه العذاب) قال: وقد تاب الأشرف في مرضه، وأظهر الابتهال والاستغفار والذكر إلى أن توفي تائباً، وختم له بخير. وقال ابن الجوزي: مرض الملك الأشرف في رجب سنة أربع وثلاثين وستمائة مرضين مختلفين في أعلاه وأسفله، فكان الجرائحي يخرج العظام من رأسه وهو يسبح الله تعالى ويحمده، واشتد به ألمه، فلما يئس من نفسه، قال لوزيره ابن جرير: في أي شيء تكفنوني فما بقي في قوةٌ تحملني أكثر من غدٍ فقال: عندنا في الخزانة نصافي فقال: حاش الله أن أكفن من) الخزانة. ثم نظر إلى ابن موسك الأمير فقال: قم وأحضر وديعتي. فقام وعاد وعلى رأسه مئزر صوفٍ، ففتحه فإذا فيه خرقٌ من آثار الفقراء. وطاقيات قومٍ صالحين مثل الشيخ مسعود الرهاوي، والشيخ يونس البيطار، وفي ذلك إزارٌ عتيق يساوي نصف درهم أو نحوه فقال: هذا يكون على جسدي أتقي به حر جهنم، فإن صاحبه كان من الأبدال، كان حبشياً أقام بجبل الرها مدةً يزرع قطعة أرضٍ زعفراناً، ويتقوت منها
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 273 وكنت أزوره فأعرض عليه المال فيمتنع، فهو وهبني هذا الإزار وقال لي: أحرمت فيه عشرين حجةً. قلت: وأما تعظيمه للفقيه محمد اليونيني فأمرٌ زائدٌ، كان عنده بالقلعة وهو في سماع البخاري، فتوضأ الفقيه مرةً، فقام ونفض تخفيفته وقدمها إلى يديه ليتنشف بها أو ليطأ عليها أنا أشك حدثني بذلك شيخنا أبو الحسين ابن اليونيني. وقد سار مرةً إلى بعلبك، فبدأ قبل كل شيء، فأتى دار الفقيه، ونزل فدق الباب، فقيل: من ذا فقال: موسى. قال أبو المظفر ابن الجوزي: مات في يوم الخميس رابع المحرم ودفن بالقلعة. وقال: وكان آخر كلامه لا إله إلا الله، ونقل إلى تربته بعد أربعة أشهر. وقال سعد الدين في تاريخه: كان مرضه دمامل في رأسه ومخرجه. تنسر جرحه، ودود، ووقع منه لحم. وأظهر الناس عليه حزناً عظيماً. ولبس أجناده وحاشيته البلاسات والحصر، وجاءه نساؤهم إلى باب القلعة يندبن ويبكين. وغلقت الأسواق. 4 (حرف النون)
4 (ناص بن نصر بن قوام بن وهب.) العدل، الأجل، أمين الدين، الرصافي، التاجر. ولد سنة سبعٍ وستين وخمسمائة. وسمع بإصبهان من خليلٍ الراراني بإفادة شمس الدين ابن خليل. روى عنه: زكي الدين البرزالي، وشهاب الدين القوصي، ومجد الدين ابن الحلوانية، وغيرهم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 274 وتوفي في رجب بدمشق. 4 (حرف الهاء)
4 (هبة الله بن عبد الله بن أحمد بن هبة الله بن عبد القادر.) الخطيب، الشريف أبو القاسم، الهاشمي، العباسي، البغدادي، المعروف بابن المنصوري، نقيب) بني هاشم، وخطيب جامع المهدي. أجاز له الشيخ عبد القادر الجيلي، وابن البطي. وسمع في كبره من: يحيى بن بوش، وابن كليب. وتوفي في جمادى الآخرة. كتب عنه عمر ابن الحاجب. وأجاز لغير واحدٍ من المتأخرين منهم القاسم بن عساكر. 4 (هبة الله بن علي بن جراح بن الحسين.) القاضي، الرئيس، أبو القاسم، المصري، الكاتب. ولد في ذي الحجة سنة إحدى وخمسين وخمسمائة. وسمع من السلفي. وحدث. روى عنه الزكي عبد العظيم وقال: تقلب في الخدم الديوانية بمصر، وغيرها. ومات بقلعة الشوبك في الثالث والعشرين من ذي الحجة، وحمل بعد دفنه ونقل إلى القاهرة. 4 (حرف الياء)
4 (يحيى بن المظفر بن عمار.) أبو القاسم، البزاز. روى عن أبي زرعة. وبالإجازة من أبي الكرم الشهرزوري، لكن زور ذلك له ولده.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 275 قاله ابن النجار، قال: ولمت ابنه فما نفع. وما أظن سمع منه غير ابنه. 4 (يحيى بن هبة الله بن الحسن بن يحيى بن محمد بن علي ابن صدقة.) قاضي القضاة، شمس الدين، أبو البركات، ابن سني الدولة، الدمشقي، الشافعي. والد قاضي القضاة صدر الدين أحمد، ويعرف بيتهم بأولاد الخياط الشاعر المشهور. ولد سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة. وتفقه على القاضي أبي سعد بن أبي عصرون، واشتغل بالخلاف على القطب النيسابوري، والشرف ابن الشهرزوري. وسمع من: أبي الحسين أحمد ابن الموازيني، ويحيى الثقفي، وابن صدقة الحراني، وعبد الرحمن بن علي الخرقي، والخشوعي. وسمع ولده من الخشوعي معه. وولي قضاء الشام وحمدت سيرته. وكان إماماً فاضلاً، مهيباً جليلاً.) حدث بمكة، والقدس، ودمشق، وحمص. روى عنه: المجد ابن الحلوانية، والشرف ابن عساكر، وابن عمه الفخر إسماعيل، وجماعة. وتوفي في خامس ذي القعدة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 276 4 (يوسف بن إسماعيل بن علي.) الأديب البارع، شهاب الدين، أبو المحاسن، ابن الشواء، الكوفي الأصل، الحلبي، الشاعر المشهور. ديوانه في أربع مجلدات، وتقع له معانٍ بديعة. توفي في المحرم وله ثلاثٌ وسبعون سنة. ومن شعره في صبيٍ مليح وقد ختن: (أمعذّبي كيف استطعت على الأذى .......... جلداً وأجزع ما يكون الرّيم)
(لولم تكن هذي الطهارة سنّةً .......... قد سنّها من قبل إبراهيم)
(لفتكت جهدي بالمزيّن إذ غدا .......... في كفّه موسى وأنت كليم) وله: (بنفسي وعيني رأس عينٍ ومن فيها .......... وبيض السّواقي حول زرق سواقيها)
(إذا راقني منها جواري عيونها .......... أراق دمي منها عيون جواريها)
4 (يوسف بن محمد بن علي بن خليفة.) أبو الحجاج، القضاعي، الأندي، نزيل بلنسية. سمع: أبا محمد بن عبيد الله، وأبا الحسن بن النقرات، وجماعة. وأخذ العربية عن أبي ذرٍ الخشني، وأبي بكر بن زيدان. وبرع في النحو، وجلس لإقرائه عامة عمره. وكان ديناً، خيراً، مقبلاً على شأنه، يؤثر العزلة. قال الأبار: أخذت عنه جملةً من كتب النحو واللغة. وأجاز لي. وتوفي
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 277 وبلنسية محاصرةٌ في شهر ذي القعدة سنة خمس، وعمره ثمانٍ وسبعون سنة. 4 (الكنى)
4 (أبو بكر حديد بن طاهر البغدادي، الزوري.) ) الصوفي. عاش نيفاً وسبعين سنة. وروى عن نصر الله القزاز، وغيره. 4 (أبو بكر بن هشام بن عبد الله بن هشام بن سعيد.) أبو يحيى، الأزدي، القرطبي، الأديب. روى عن أبيه أبي الوليد. وأجاز له ابن بشكوال. ورخه الأبار وقال: كان كاتباً بليغاً، وشاعراً مجوداً. 4 (وفيها ولد) سعد الدين سعد الله بن مروان الفارقي الموقع. وضياء الدين إسماعيل بن عمر ابن الحموي الكاتب. والمحيي أبو بكر بن عباس بن جعوان. والشمس عبيد الله بن محمد بن أحمد بن عبيد الله الحنبلي. والكمال عمر بن محمد بن عمر بن هلال. وأبو بكر بن محمد بن منيع الشطاري. وشيخ الشيعة الشيخ محمد بن أبي بكر الهمذاني السكاكيني، في رجب. والشمس عبد القادر بن يوسف ابن الحظيري الكاتب، في صفر. والجمال عبد الغني بن منصور الحراني المؤذن. والمحيي يحيى بن مكي بن عبد الرزاق.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 278 والشيخ علي بن محمد بن عطاف النشار. والعز إبراهيم ابن الملك الحافظ. والشيخ علي بن عمر الواني، يروي عن ابن رواج. وشهاب الدين إبراهيم بن محمد بن باجوك، في ذي القعدة. والمجد عبد الرحمن بن محمد بن محمد الأسفراييني. والقاضي شمس الدين أحمد بن علي بن الزبير الجيلي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 279 4 (وفيات سنة ست وثلاثين وستمائة) ) 4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن صدقة بن المظفر.) أبو المظفر، البغدادي، الصوفي، عرف بابن الطاهري نسبة إلى طاهر بن الحسين الخزاعي. حدث عن عبد المنعم بن كليب. أجاز للقاسم بن عساكر، وأقرانه. 4 (أحمد بن عبد القوي بن أبي الحسن بن ياسين القيسراني.) أبو الرضا، ابن المحدث المفيد الفاضل أبي محمد، المصري، الكتبي، الجلد. سمعه أبوه من: إسماعيل بن قاسم الزيات، والعلامة عبد الله بن بري، وعشير بن علي بن المزارع، وأبي الجيوش عساكر المقرئ، وجماعةٍ. روى عنه الزكي المنذري، وقال: ولد سنة سبعين، وتوفي في الخامس والعشرين من رجب، والجمال ابن الصابوني، وولده أحمد، وسليمان بن أبي الهكاري. ولم ألق من يروي عنه فيما علمت. 4 (أحمد بن علي بن محمد بن الحسن.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 280 الشيخ، أبو العباس، القسطلاني، ثم المصري، الفقيه، المالكي، الزاهد. تلميذ الشيخ أبي عبد الله محمد بن أحمد القرشي، صحبه دهراً، وجمع من كلامه كتاباً حسناً. وسمع من العلامة عبد الله بن بري. وأجاز له أبو طاهرٍ السلفي، وغيره. وولي التدريس بمدرسة المالكية بمصر. ثم توجه إلى مكة وجاور بها، وحدث بها وبمصر. وولد في سنة تسعٍ وخمسين وخمسمائة. روى عنه الزكي المنذري وقال: كان قد جمع بين الفقه والزهد وكثرة الإيثار مع الإقتار والانقطاع التام عن مخالطة الناس. توفي بمكة في مستهل جمادى الآخرة. وروى عنه: مجد الدين ابن العديم وولداه تاج الدين وقطب الدين أبو بكر، وغيرهم. 4 (إبراهيم بن أحمد بن أبي الكرم بن علي.) أبو إسحاق، البغدادي، الخياط، الصوفي، سبط يحيى بن بوش. سمع من جده، ومن عبد المنعم بن كليب. وتوفي في سلخ ربيع الآخر.) سمعنا بإجازته من القاضي تقي الدين، وغيره. 4 (إبراهيم بن شعيب ابن الشيخ أبي العباس أحمد بن إبراهيم بن أبي الفتح.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 281 أبو إسحاق، العريشي الأصل، الرشيدي المولد، الإسكندراني الدار، المالكي. حدث عن جده، وأبيه بأناشيد. كتب عنه زكي الدين المنذري، وغيره، وقال: كان جده من أصحاب الفقيه أبي بكر الطرطوشي، فسكن ثغر رشيد. ولد إبراهيم في سنة ثمانٍ وأربعين وخمسمائة، وعاش ثمانيةً وثمانين عاماً. 4 (إبراهيم بن عبد الله بن محمد.) أبو إسحاق، الكلبي، البلنسي، المعروف باليابري. قال الأبار: كان ثقةً، تاجراً. حج وسمع الموطأ سنة ثمانين من أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن الحضرمي. وحدث. 4 (إبراهيم بن علي بن حامد بن قنبر بضم القاف والباء بن هندي.) أبو إسحاق، البغدادي، الحنبلي. سمع من: نصر الله القزاز، وعبد المغيث بن زهير، وجماعة كثيرة. وتوفي في شعبان. وأجاز لابن الشيرازي، والمطعم، وسعدٍ. 4 (أرتق ابن الملك أرسلان بن ألبيبن تمرتاش بن أيل غازي، الأرتقي.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 282 التركماني، صاحب ماردين، الملك المنصور، ناصر الدين. ولي ماردين بعد أخيه حسام الدين أيل غازي وهو دون البلوغ. وكان أتابكه مملوك أخيه وزوج أمه، فلما تمكن قتلهما سنة ستمائة واستقام أمره. وكان عادلاً، حسن السيرة، يصوم الخميس والاثنين، ويترك الخمر في الثلاثة أشهر. فقتله مماليكه بمواطأةٍ من ولد ولده ألبي غازي بن نجم الدين غازي بن أرتق. وكان شديد المحبة لهذا إلا أنه كان قد أبعد والده بحيث أنه حلق رأسه وتفقر، فغضب أبوه عليه وحبسه. فلما قتل، أخرجه ابنه وحلف له وقام بأمر سلطنته. ذكر ذلك ابن الجوزي وغيره. وكان قتله في وسط ذي الحجة، فلما تمكن الملك السعيد غازي قبض على ولده وحبسه إلى أن مات.) 4 (أسعد بن أبي الغنائم المسلم بن مكي بن خلف بن المسلم بن أحمد بن محمد بن علان.) أبو المعالي، ابن الرئيس الأمين، القيسي، الدمشقي. سمع: أباه، وأبا القاسم بن عساكر، وعلي بن هبة الله بن خلدون الواعظ، وأبا الفهم بن أبي العجائز، والفضل بن الحسين البانياسي، وأبا المفاخر علي بن محمد البيهقي، وجماعةً. وكان عدلاً متميزاً، يشهد تحت الساعات. وهو أكبر من أخيه السديد. روى عنه: الشهاب القوصي، والمجد ابن الحلوانية، والبدر ابن الخلال، وتاج العرب بنت ابن أخيه المسلم، وغيرهم. وبالإجازة القاضي شهاب الدين
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 283 الخويي، ومحمد بن عثمان بن مشرق. لقبه تاج الدين. توفي في رجبٍ، وله ستٌ وسبعون سنة. وقد حدث بمصر، وبها سمع منه الحافظ عبد العظيم. 4 (حرف الباء)
4 (بدل بن أبي المعمر بن إسماعيل بن أبي نصر.) أبو الخير، التبريزي، المحدث، المفيد. ولد سنة اثنتين وخمسين ظناً. وقدم دمشق وهو شابٌ فسمع بها من: الإمام أبي سعد بن عصرون، ويحيى الثقفي، وأحمد بن حمزة ابن الموازيني. ولازم بهاء الدين القاسم بن عساكر وسمع منه بدمشق وبمصر فأكثر عنه. ثم رحل إلى إصبهان فسمع من أبي المكارم اللبان، ومحمد بن أبي زيد الكراني، وأبي جعفر الصيدلاني، وجماعةٍ. ووصل إلى نيسابور، فسمع من أبي سعد الصفار، وعبد الرحيم ابن الشعري وأخته زينب. ورحل إلى مصر، فسمع من البوصيري، وغيره. وعني بالحديث، وكتب الكثير، وخطه رديءٌ، وكان من أهل الفضل والدين. سكن إربل وولي مشيخة دار الحديث بها. وخرج مجاميع وفوائد. فلما
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 284 أخذت الكفرة التتار إربل، نزح إلى حلب وأقام بها إلى حين وفاته. روى عنه: محيي الدين بن سراقة، وشهاب الدين القوصي، ومجد الدين ابن العديم، وظهير الدين محمودٌ الزنجاني. وبالإجازة القاضي تقي الدين الحنبلي، والفخر بن عساكر، وأبو نصر ابن الشيرازي.) توفي بدلٌ في خامس جمادى الأولى. وكان مع كثرة طلبه مزجى البضاعة. 4 (حرف الجيم)
4 (جعفر بن علي بن أبي البركات هبة الله بن جعفر بن يحيى بن أبي الحسن بن منير بن أبي) الفتح. أبو الفضل، الهمذاني، الإسكندراني، المقرئ، المجود، المحدث الفقيه، المالكي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 285 ولد في عاشر صفر سنة ستٍ وأربعين وخمسمائة. وقرأ الفقه، وقرأ بالروايات للسبعة، ويعقوب على الإمام الصالح أبي القاسم عبد الرحمن بن خلف الله بن عطية القرشي الإسكندراني المؤذن صاحب ابن الفحام. ثم سمع الحديث وله أربعٌ وعشرون سنة من السلفي. ونسخ، وقابل، وحصل الفوائد. وسمع من: أبي محمد العثماني، وأحمد بن جعفر الغافقي، وأبي يحيى اليسع بن عيسى بن حزم الغافقي، وأبي الطاهر بن عوف الزهري، وعبد الواحد بن عسكر، وابن عطية شيخه، والقاضي محمد بن عبد الرحمن الحضرمي، وغيرهم. وأجاز له جماعةٌ كثيرة من الأندلس، وإصبهان، وهمذان. وأم بمسجد النخلة، وأقرأ به مدةً. وحدث ببلده، وبمصر، ودمشق. وكتب الكثير ورواه. روى عنه: أبو عبد الله ابن النجار، وأبو بكر بن نقطة، والسيف بن قدامة، وابن الحلوانية، والكمال أحمد ابن الدخميسي. وأخذ عنه القراءآت الشيخ عليٌ الدهان، وغيره. وحدثنا عنه: أبو الحسين ابن اليونيني، وأبو المعالي الأبرقوهي، وإبراهيم بن عبد الرحمن المتيجي النجار، والعز أحمد ابن العماد، والقاضي أبو الربيع سليمان بن حمزة، وأخواه محمدٌ وداود، والقاضي أبو حفص عمر بن عبد الله بن عمر بن عوض، ومحمد بن علي ابن الواسطي، وأحمد بن مؤمن، ونصر الله بن عياش، وأبو القاسم بن عمر الهواري، وأبو علي ابن الخلال، ومحمد بن يوسف الذهبي، وأبو بكر بن عبد الدائم الأصم، وزينب بنت شكر، وهدية بنت عسكر، وعبد الرحمن بن جماعة الإسكندراني وهو آخر من بقي بها من أصحابه والفخر إسماعيل بن عساكر، وعيسى المطعم، وطائفةٌ سواهم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 286 قال المنذري: أقرأ، وانتفع به جماعةٌ. وكان بعث إليها ليحضر إلى مصر، فتوجه من بلده إلى) مصر، ومعه جملة من مسموعاته، وأقام بالقاهرة مدة، وحدث بها. قلت: سمع منه بها الكثير: سعد الدين عبد الرحمن بن علي ابن القاضي الأشرف. قال: ثم توجه إلى دمشق، وأقام بها، وحدث بها الكثير، ولم يزل بها إلى حين وفاته. قلت: روى الكثير بالبلد، وبالصالحة، والقابون، وأقام بها تسعة أشهر أو نحوها أقدمه الشرف أحمد ابن الجوهري إلى دمشق، وقام بواجب حقه. قال ابن نقطة: سمعت منه. وكان ثقةً صالحاً، من أهل القرآن. وقال المنذري: توفي ليلة السادس والعشرين من صفر بدمشق، ودفن بمقابر الصوفية. قلت: لو كان له من يعتني به، لأخذ له إجازة القاضي أبي الفضل الأرموي، وطبقته. 4 (حرف الحاء)
4 (حامد بن أبي العميد بن أميري بن ورشي بن عمر.) أبو الرضا، القزويني، المفتي، الفقيه، الشافعي، شمس الدين، ويكنى أيضاً أبا المظفر. ولد بقزوين سنة ثمانٍ وأربعين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 287 تفقه، وقرأ شيئاً من الخلاف على القطب النيسابوري. وكان إماماً، فقيهاً بارعاً، رئيساً. سمع من: شهدة بنت الإبري، وخطيب الموصل، ويحيى الثقفي. روى عنه: مجد الدين ابن العديم وأبوه. وبالإجازة القاضي تقي الدين سليمان، وغيرهما. ومات بحلب. وأبو نصر محمد بن المز. وروى عنه أيضاً سماعاً شهاب الدين عبد الحليم بن تيمية. وقيل: ولد سنة ستٍ وأربعين. وقدم الشام سنة ستٍ وسبعين مع القطب النيسابوري. وولي قضاء حمص، ثم درس بحلب. وكان من كبار الأئمة بحلب. وكان ابنه عماد الدين مدرساً. 4 (حسان بن أبي القاسم عبد الرحمن بن حسان بن محمد بن عبد الواحد.) الفقيه، أبو علي، الجهني، المهدوي، المغربي، ثم الإسكندراني، المالكي، الطبيب. حدث عن السلفي. وقرأ الأصول، والطب وبرع في ذلك. سمعنا بإجازته من شمس الدين عبد القادر ابن الحظيري. توفي في أواخر رجب. وروى عنه: المجد ابن الحلوانية، وابن العمادية، وغير واحد.) 4 (الحسين بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن حسون.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 288 عماد الدين، أبو عبد الله، القرشي، الفوي، الشافعي، خطيب فوة. ولد سنة أربع وستين وخمسمائة ببلد سخا. وولي القضاء ببعض الأعمال. وأرسل ولده محمداً شيخنا إلى الإسكندرية فسمع الخلعيات من ابن العماد. حدث عن الفقيه أبي القاسم عبد الرحمن بن سلامة. روى عنه الحافظ زكي الدين شيئاً من شعره وقال: توفي في سادس صفر. وخرج عنه ابن مسدي، وقال: سمع من البوصيري، وحمادٍ الحراني. وكان متصدراً بجامع مصر. 4 (حرف الخاء)
4 (خالد بن مسعود بن أبي نصر.) أبو بكرٍ، الأزجي، البقال، المعروف بابن المشهدية. ولد سنة ثمانٍ وستين وخمسمائة. وسمع من أبي الحسين عبد الحق اليوسفي. ومات ببعقوبا في صفر. 4 (حرف الذال)
4 (ذاكر بن عبد الوهاب بن عبد الكريم بن المتوج.) أبو الفضل، الأنصاري، السقباني. سمع من الحافظ أبي القاسم بن عساكر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 289 ومات بسقبا في جمادى الأولى. روى عنه: الزكي البرزالي، والمجد ابن الحلوانية، والطلبة. وكتب عنه ابن الحاجب وقال: شيخٌ أميٌ، لا يكاد يعرف ما الناس فيه، ذاكرته فيما كنت أسمع به من الوقائع التي بين أهل كفربطنا وسقبا وقت فرط الجوز، وما يجري من السب واللعن لعداوة المذهب، فإن أهل كفربطنا حنابلةٌ، وأهل سقبا أشاعرةٌ، فقلت: ماذا الذي يتم بينكم وبين أهل كفربطنا من اللعنة، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا يكون المؤمن لعاناً أنا أحدثك،) هؤلاء يدعونا إلى سب أبي الحسن وهو ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم كما علمت وزوج بنته، فكيف يجوز لنا لعنته وإلا ما ثم شيء آخر، ولذا نلعنهم. قلت: أفلا يكون لأبي الحسن الأشعري لتعصبكم فيه فقال: ومن هو أبو الحسن الأشعري فعرفت أنه جاهل بما يقول. 4 (حرف السين)
4 (سونج بن صيرم.) الأمير جمال الدين. من كبار أمراء الدولة الكاملية. له مدرسةٌ بقرب الجامع الكبير بالقاهرة. توفي في صفر. وأعتق عند موته الأرقاء وتصدق. 4 (حرف الطاء)
4 (طغريل التركي، الشبلي، الحسامي.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 290 أبو سعيد. روى عن الخشوعي. وتوفي في ربيع الآخر، ودفن بقاسيون. روى عنه ابن الحلوانية، وغيره. 4 (حرف العين.)
4 (عبد الله بن إبراهيم بن عيسى بن مغنين.) أبو محمد، العجيسي، المتيجي. ولد في آخر سنة إحدى وخمسين ظناً. وقدم الإسكندرية في حياة السلفي، وسمع من: عبد المجيد بن دليل، والقاضي أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن الحضرمي، وجماعةٍ. وعجيسة: قبيلة بالمغرب. ومتيجة: ناحيةٌ وولاية بالمغرب. توفي في ثامن شعبان. سمعت من حفيده إبراهيم بن عبد الرحمن.) 4 (عبد الله بن عبد الوهاب بن محمد بن عبد الغني.) أبو القاسم، الطبري، ثم البغدادي، المقرئ. سمعه أبوه من: أبي السعادات نصر الله القزاز، وأبي الخير القزويني. وتوفي في صفر. روى عنه بالإجازة: أبو نصر ابن الشيرازي، وسعد الدين والمطعم. 4 (عبد الله بن أبي غالبٍ هبة الله بن أبي الفتح عبد الله السامري.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 291 أبو الفتح، المؤدب. سمع من خمرتاش الرؤسائي. وأجاز له عبد الحق، وشهدة. روى عنه البهاء في معجمه، وابن النجار في تاريخه. توفي في شعبان. 4 (عبد الرحمن بن أبي طاهر إسحاق ابن العلامة أبي منصور موهوب بن أحمد ابن) الجواليقي. أبو بكرٍ، البغدادي، المقرئ. شيخ صالح، خيرٌ. ولد سنة نيف وستين. وسمع بنفسه من عبيد الله بن شاتيل، ومحمد بن المطهر العلوي. وحدث. وقد تقدم أخوه أبو علي الحسن. روى عنه أبو القاسم بن بلبان، وغيره. وبالإجازة: القاضي شهاب الدين الخويي، وفاطمة بنت سليمان، والمطعم، وأبو نصر محمد بن محمد ابن الشيرازي، وجماعة. وتوفي في ثاني عشر ذي الحجة. 4 (عبد الرحمن بن عبد المجيد بن إسماعيل بن عثمان بن يوسف بن الحسين بن حفص.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 292 الإمام، جمال الدين، أبو القاسم، ابن الصفراوي، الإسكندراني، المالكي، المقرئ، المفتي. ولد بالإسكندرية في أول يومٍ من سنة أربع وأربعين وخمسمائة. وقرأ القراءآت على أبي القاسم عبد الرحمن بن خلف الله بن محمد بن عطية القرشي، وعلى أبي العباس أحمد بن جعفر الغافقي، وأبي يحيى اليسع بن عيسى بن حزم، وأبي الطيب عبد) المنعم بن الخلوف. وتفقه على العلامة أبي طالب صالح بن إسماعيل بن بنت معافى. وسمع: السلفي، وأبا الطاهر إسماعيل بن عوف، وأبا محمد العثماني، وجماعةً. وكان من الأئمة الأعلام انتهت إليه رئاسة الإقراء والفتوى ببلده، ونزل الناس بموته في القراءآت درجةً. وهو آخر من قرأ على الأربعة المذكورين. حدث ببلده، وبمصر، والمنصورة. قرأ عليه: الرشيد أبو بكر بن أبي الدر، والمكين عبد الله بن منصور الأسمر، والشرف يحيى بن أحمد ابن الصواف، وأبو القاسم عبد الرحمن بن عمران الدكالي، وجماعةٌ. وممن قرأ عليه بعض القراءآت: أبو الفضل يوسف بن حسن القابسي، وأبو العباس أحمد بن هبة الله بن عطية، والنظام محمد بن عبد الكريم التبريزي. قرأت القرآن على النظام، والدكالي، وحدثاني أنهما قرآ عليه. وأخبرنا عنه القابسي، وابن عطية، وأبو الهدى عيسى بن يحيى السبتي، وأبو الحسين ابن الصواف. وممن روى عنه: أبو بكر محمد بن منصورٍ المالكي الوراق، والمفتي أبو محمد عبد القادر بن عبد العزيز الحجري الحاكم، وأبو محمد عبد المعطي بن عبد النصير الأنصاري، وعمر بن علي بن الكدوف، وجماعة. وسمعنا بإجازته على أبي الحسن علي بن سيما، ومحمد بن عثمان بن مشرق، وابن الحظيري.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 293 وقد درس، وأفتى، وتخرج عليه جماعةٌ نبلاء في القراءآت، والفقه. وخرج لنفسه مشيخة. وكان صاحب ديانةٍ، وعدالةٍ، وجلالةٍ. وعاش اثنتين وتسعين سنة وأشهراً. توفي في الخامس والعشرين من ربيع الآخر. 4 (عبد العزيز بن إبراهيم بن عبد الله.) أبو محمد، المصري، الأبزاري، التمار، المعروف بالحكمة. ولد سنة ستين أو إحدى وستين وخمسمائة. وسمع من أبي القاسم البوصيري وطبقته، فأكثر. وحصل كتباً حسنة. وكان يؤثر الطلب والسماع على معاشه. وكان على طريقةٍ حسنة.) روى عنه: الزكي المنذري، والمجد ابن الحلوانية، وغيرهما. وتوفي في سابع جمادى الآخرة. 4 (عبد العظيم بن عبد القوي بن فريج.) أبو محمدٍ، المصري، الخراز بخاء معجمة وراء ثم زاي. سمع الأرتاحي، وعمر بن طبرزد. وحدث. ومات بدمشق. 4 (عبد القادر بن عثمان بن أبي البركات بن علي بن رزق الله بن عبد الوهاب التميمي.) أبو محمد، البغدادي. شيخٌ صالحٌ، معمر، من بيت مشيخة وعلمٍ. ولد في رابع صفر سنة خمسٍ وثلاثين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 294 ولو سمعه أبوه لصار مسند الدنيا، فإنه أدرك إجازة القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وأبي القاسم ابن السمرقندي، وأدرك السماع من أصحاب أبي جعفر بن المسلمة، وابن هزار مرد الصريفيني. ولكن ذهب تعميره ضياعاً. وقد صحب الشيخ عبد القادر الجيلي، وذكر أنه سمع منه. ومات في رمضان رحمه الله. 4 (عبد الواحد بن إبراهيم بن الحسن بن نصر الله بن عبد الواحد.) أبو منصور. ابن الحصين، الشباني، البغدادي، ثم الموصلي. ولد بالموصل في سنة إحدى وستين وخمسمائة. وسمع حضوراً من أبي الفضل خطيب الموصل. وحدث ببغداد. وهو من بيت رئاسةٍ وفضيلةٍ. وكان أديباً، كاتباً، بديع الخط، مليح الشعر. كتب الكثير بخطه. ويعرف بابن الفقيه. روى عنه ابن النجار. 4 (عبد الواحد بن بركات بن إبراهيم الخشوعي.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 295 الدمشقي. روى عن أبيه أبي طاهر.) سمع منه بعض الطلبة. ومات في صفر. 4 (عثمان بن سليمان بن أحمد. أبو عمرو، البغدادي.) المطرز، الزاهد، شيخ رباط رئيس الرؤوساء بالقصر، ويقال له: عثمان القصر. صحب عبد الغني بن نقطة الزاهد. وسمع من: ذاكر بن كامل، وعمر بن أبي بكر التبان، وعبد المنعم بن كليب. وكان الناس يعتقدون فيه ويرجون بركته. قال ابن النجار: كان ساكناً، حسن الخلاق، متواضعاً. صار له أتباعٌ ومريدون، فاتخذ زاويةً بالحريم، وخدمه أبناء الدنيا، وجاءته العطايا والصلات ففرقها على أصحابه، فكثر أتباعه، وعمر موضعاً كبيراً أضافه إلى زاويته. واستغنى جماعةٌ من أتباعه، وصاروا ينفذون التجارات للتكسب. وهو مع هذا يعطيهم من الصدقات ولم يدخر لنفسه شيئاً. وكان مديماً لصلاة والصيام ويلبس الخشن الوسخ. وما أظنه تزوج قط. كان ربما يطعم أبناء الدنيا الشيء اللطيف، ويطعم الفقراء دونه. سمع الحديث منه آحاد الطلبة. توفي في السادس والعشرين من جمادى الأولى وقد ناطح السبعين رحمه الله. قلت: أجاز للقاضي الحنبلي، وابن عبد الدائم، وابن سعد، والمطعم، وأحمد ابن الشحنة، وجماعة. 4 (عثمان بن أبي نصر بن منصور بن هلال.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 296 أبو الفرج وأبو الفتوح، المسعودي، المعروف بابن الوتار، الواعظ، الحنبلي. ولد في حدود الخمسين وخمسمائة. وتفقه على الإمام أبي الفتح بن فتيان بن المني، وسمع منه ومن: عيسى الدوشابي، وعبد الله بن عبد الرزاق السلمي، ومسلم بن ثابت النخاس، وشهدة الكاتبة، وخديجة النهروانية. وتكلم في مسائل الخلاف. وناظر، ودرس، وأفتى، ووعظ. وكان مطبوعاً، حسن الخلاق. روى عنه ابن النجار، والشريشي، وغيرهما. وبالإجازة: القاضيان ابن الخويي، وتقي الدين سليمان، والفخر بن عساكر وعيسى المطعم، وسعد الدين بن سعد، وأحمد ابن الشحنة، وأبو بكر بن أحمد بن عبد الدائم، وجماعة.) وهو من أهل المسعودة وهي محلةٌ بشرقي بغداد. توفي في السابع والعشرين من جمادى الأولى. وروى لنا عنه تاج الدين الغرافي. 4 (عزيز بن عبد الملك بن محمد بن خطاب.) أبو بكر، رئيس مرسية. ذكره أبو عبد الله القضاعي الأبار، فقال: أخذ عن أبي محمد بن حوط الله، وغيره. وأجاز له أبو القاسم بن سمجون، وجماعةٌ. ونظر في العلوم على
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 297 تفاريقها، وتحقق بكثير منها، مع بلاغةٍ في النظم والنثر. وكان من رجالات الأندلس وأهل الكمال. زهد في أول أمره، وأقبل على الآخرة، ثم مالت به الدنيا وقدم لولاية مرسية، فلم تحمد سيرته، فعزل عنها، ثم صارت إليه رئاستها آخراً فدبرها ودعا لنفسه. قتل بعد صلاة التراويح في رمضان، وعاش سبعاً وستين سنة. 4 (عسكر بن عبد الرحيم بن عسكر بن أسامة بن جامع بن مسلم.) أبو عبد الرحيم، العدوي، النصيبي. شيخ أهل نصيبين، ولد بها في سنة خمسٍ وستين وخمسمائة. وهو من بيت مشيخةٍ وصلاح. وكان جده عسكرٌ من أهل الدين والحديث. وهذا ذكره ابن الحاجب، فقال: شيخ زاهدٌ، عابدٌ، يقصده القراء من البلاد، وله برٌ ومعروف، وفيه صلاحٌ وجهاد، ومعرفةٌ بكلام القوم. رحل وسمع من: عبد العزيز بن منينا، وسليمان الموصلي، وإسماعيل بن سعد الله بن حمدي. وسمع بهمذان من عبد البر بن أبي العلاء الهمذاني، وبمصر من أصحاب عبد الله بن رفاعة، وبالموصل وحران. وسمع معنا. وكان يطوف ويكتب بنفسه. وهو حريصٌ على الحديث. وله إجازة من الحافظين أبي بكر الحازمي وأبي الفرج ابن الجوزي. وكان كثير التواضع، جواداً على الإضافة. وقال المنذري: حدث ببغداد ونصيبين ودمشق. وجمع مجاميع. ولنا فيه إجازةٌ. وتوفي في المحرم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 298 4 (علي بن جرير، الصاحب، الوزير الأجل.) جمال الدين، الرقي.) وزر للأشرف في آخر أيامه، ووزر للصالح إسماعيل شهراً. ومرض يومين، ومات في أواخر جمادى الآخرة، ودفن بمقابر الصوفية. 4 (علي بن عبد الوهاب بن علي بن أحمد.) أبو الحسن، الدووي، الصوفي. سمع من شهدة، وجماعةٍ. والدووي بواوين: نسبة إلى حمل الدواة. توفي في الثامن والعشرين من شوال. روى عنه ابن النجار وقال: لا بأس به. 4 (علي بن علي بن عبد الله بن ياسين بن نجم. أبو الحسن، الكناني.) العسقلاني الأصل، التنيسي المولد، المصري المنشأ، المقرئ، المعروف بابن البلان. ولد سنة بضعٍ وخمسين وخمسمائة. وقرأ القراءآت على أبي الجود، وقرأ العربية على عبد الله بن بري، ولزمه مدةً، وسمع منه ومن المشرف بن علي الأنماطي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 299 وتصدر بالجامع العتيق بمصر. وأم بمسجد سوق وردان. ودخل بغداد ودمشق. وكان ثقةً، متحرياً، صالحاً، ديناً، كثير التلاوة. والبلان: هو قيم الحمام. توفي في ثامن عشر ذي القعدة. 4 (علي بن أبي غالب بن أحمد بن حميدان.) أبو البدر، الأزجي، الدقاق. روى عن شهدة. روى عنه: العلامة أبو بكر الشريشي، والفقيه أبو الحسن الغرافي. وأجاز لأبي علي ابن الخلال، وأبي نصر محمد بن محمد ابن الشيرازي، وجماعةٍ. وتوفي في جمادى الآخرة. 4 (عمر، الرئيس، الصاحب، شيخ الشيوخ.) عماد الدين، أبو الفتح ابن العلامة شيخ الشيوخ صدر الدين أبي الحسن محمد ابن شيخ الشيوخ) عماد الدين أبي الفتح عمر بن علي ابن الزاهد الكبير أبي عبد الله محمد بن حمويه، الحموئي، الجويني الأصل، الدمشقي المولد والوفاة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 300 ولد في شعبان سنة إحدى وثمانين وخمسمائة. ونشأ بمصر، وسمع بها من الأثير أبي الطاهر محمد بن بنان، وأبي الفضل الغزنوي. ولقب بعد وفاة أبيه بشيخ الشيوخ، وولي مناصب والده: التدريس بمدرسة الشافعي، وبمشهد الحسين، وخانقاه سعيد السعداء. وحدث بدمشق، والقاهرة. كان صدراً معظماً، نبيلاً. قام بسلطنة الملك الجواد بدمشق عند موت الملك الكامل. قال الإمام أبو شامة: وفي السادس والعشرين من جمادى الأولى قفز ثلاثةٌ على عماد الدين عمر ابن شيخ الشيوخ داخل قلعة دمشق، فقتله أحدهم. وكان من بيت التصوف والإمرة. من أعيان المتعصبين لمذهب الأشعري. وقال سعد الدين في الجريدة: نزل عماد الدين من المحفة في المصلى ليركب فرساً، وكنت أفتح شاش علم عماد الدين، فأخذه الملك الجواد مني وقال: هذا يلزمني خدمة المولى عماد الدين لأنه جعلني من اليأس، وكان السبب في ملكي لدمشق. وقال أبو المظفر الجوزي: كان عماد الدين هو السبب في إعطاء دمشق للجواد، فلما مضى لامه الملك العادل ابن الكامل، فقال: أنا أمضي إلى دمشق وأبعث بالجواد إليك، وإن امتنع أقمت نائباً عنك. فقدم دمشق، ونزل بالقلعة، وأمر ونهى، وقال: أنا نائب السلطان، وقال للجواد: تسير إلى مصر. فتألم الجواد، وأراد قتله. وكان العماد منذ خرج من مصر مريضاً في محفةٍ، فتلقاه الجواد إلى المصلى وأرسل إليه بالأموال والخلع. وقال له فيما قال: اجعلوني نائباً لكم بدمشق، وإلا فأنا أسلم دمشق إلى الملك الصالح أيوب بن الكامل، وآخذ منه سنجار. فقال: إذا فعلت ذلك نصلح نحن بين الأخوين، وتبقى أنت بلا شيءٍ. فغضب، وجهز عليه فداوية. فذكر لي سعد الدين مسعود
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 301 ابن شيخ الشيوخ تاج الدين، قال: خرجنا من القاهرة في ربيع الأول، فودع عماد الدين إخوته، وقال له أخوه فخر الدين: ما أرى رواحك مصلحةً. وربما آذاك الجواد، فقال: أنا ملكته دمشق فكيف يخالفني فقال: صدقت، أنت فارقته أميراً وتعود إليه وقد صار سلطاناً فكيف يسمح لنفسه بالنزول عن السلطنة وإذا أتيت فانزل على طبرية وكاتبه، فإن أجاب، وإلا فتقيم مكانك وتعرف العادل. فلم يقبل، وسار فنزلنا بالمصلى،) وجاء الجواد للقائنا وسار معنا، وأنزل عماد الدين في القلعة. وعاد أسد الدين من حمص إلى دمشق. وبعث الجواد لعماد الدين الذهب والخلع، وما وصلني من رشاشها مطرٌ مع ملازمتي له في مرضه، فأنه ما خرج من القاهرة إلا في محفةٍ. ثم إن الجواد رسم عليه ومنعه في المخالي، فجاء أسد الدين إلى ابن الشيخ وقال: المصلحة أن تكتب إلى العادل تستنزله عن هذا. فقال: فقال: حتى أروح إلى برزة وأصلي صلاة الاستخارة فقال: تروح إلى برزة، وتهرب إلى بعلبك. فغضب وانفصلا على هذا ثم اتفقوا على قتله. وسافر أسد الدين إلى حمص ثم بعث إلى الجواد يقول: إن شئت أن تركب وتتنزه، فاركب. فاعتقد أن ذلك عن رضا، فلبس فرجية كان خلعها عليه، وبعث إليه بحصانٍ، فلما خرج من باب الدار، إذا شخصٌ بيده قصةٌ، واستغاث، فأراد حاجبه أن يأخذها منه، فقال: لي مع الصاحب شغلٌ. فقال عماد الدين: دعوه فتقدم وناوله القصة وضربه بسكينٍ في خاصرته بدد مصارينه، وجاء آخر فضربه بسكين على ظهره، فرد إلى الدار ميتاً. وأخذ الجواد جميع تركته، وعمل محضراً أنه ما مالأ على قتله، وبعث إلى أبي فقال: اطلع، فجهز ابن أخيك. فجهزناه وأخرجناه وخيطنا جراحاته ودفناه في زاوية الشيخ سعد الدين ابن حمويه بقاسيون. وكانت له جنازةٌ عظيمة. ومن شعره: (ولمّا حضرنا والنفوس كأنّها .......... لفرط اتحادٍ بيننا جوهرٌ فردٌ)
(وقام لنا ساقٍ يدير مع الدّجى .......... كؤوس اقترابٍ ما لشاربها حدّ)
(فيا ربّ لا تجعل حراماً حلالها .......... فيصبح حدّاً من تناوله البعد)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 302 4 (عمر بن محمد بن عيسى بن محمد ن عيسى بن أحمد.) الأمير، مجد الدين، أبو حفصٍ، الكردي، أخو الفقيه عيسى الهكاري. سمع من عساكر بن علي بمصر، ومن ابن موقى بالإسكندرية. وحدث عن السلفي بإنشادٍ. وكان من كبار الدولة وله مواقف مشهورةٌ. ولد سنة ستين وخمسمائة، وتوفي في الثالث والعشرين من ذي الحجة. روى عنه الزكي المنذري، والمصريون. وكان مشهوراً بأخي الفقيه عيسى. أجاز لمحمد بن مشرق الخشاب، وغيره.) 4 (حرف الفاء)
4 (فاطمة بنت أبي بكر بن مواهب بن عبد الملك بن زنكي.) سمعت من الحسن علي بن شيرويه. وتوفيت في رمضان ببغداد. 4 (فضلان بن طالب بن مفلح.) أبو نصرٍ. الأزجي، الوزان. سمع أبا الحسين عبد الحق، وغيره. وتوفي في صفر. 4 (حرف الميم)
4 (محمد ابن الإمام القدوة أبي إسحاق إبراهيم بن عيسى بن روبيل الفقيه.) الحافظ، القاضي، المحدث، المقرئ، أبو عبد الله، الأنصاري، البلنسي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 303 ذكره أبو العباس الغماز في مشيخته، وأنه أخذ عن أبي عبد الله بن نوح، ومحمد بن سعيد المرادي، وأبي الخطاب بن واجب، وابن اليتيم الأندرشي، وسمى عدةً. ولي قضاء دانيةً وخطابتها. تلوث عليه بروايات. وأخذت عنه كثيراً. مات في المحرم عام ستة. 4 (محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الجليل بن غالب.) أبو عبد الرحمن، الخزرجي، الأندلسي، الألشي. وألش: بليدةٌ من عمل مرسية. قال الأبار: سمع من أبي بكر بن أبي جمرة، وأبي يحيى بن إدريس، وأبي محمد بن غلبون، وخلقٍ سواهم. وأجاز له جماعةٌ. وكان من أهل المعرفة والدراية والمناظرة، بصيراً بالحديث. ولي قضاء المرية، فحمدت سيرته. وتوفي بغرناطة وقد طلب للقضاء بها في صفر. وعاش إحدى وخمسين سنة. 4 (محمد بن إسماعيل بن محمد بن خلفون.) أبو بكر، الحافظ الأزدي، الأندلسي، الأونبي، نزيل إشبيلية. قال الأبار: ولد سنة خمس وخمسين. وسمع من أبي بكر بن الجد، وأبي عبد الله بن زرقون. وأبي بكر النيار، وجماعةٍ. وكان بصيراً بصناعة الحديث، حافظاً للرجال، متقناً. وله كتابٌ سماه المنتقى في رجال الحديث في خمسة أسفارٍ، وله كتاب المفهم في شيوخ البخاري) ومسلم، وكتابٌ في علوم الحديث، وغير ذلك. وولي القضاء ببعض النواحي، فشكر في قضائه. أخذ عنه جماعةٌ، وكان أهلاً للأخذ عنه. توفي في ذي القعدة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 304 4 (محمد بن الحسن بن أبي الفائز محمد بن أبي يعلى يحيى بن عبد المتكبر ابن المهتدي بالله.) الشريف، أبو المنجي، الهاشمي، خطيب جامع المنصور. سمع من عثمان بن محمد بن قديره. وتوفي يوم عرفة. 4 (محمد بن علي بن يوسف بن مطرف.) أبو بكر، الأموي، المالقي. روى عن: أبي إسحاق بن قرقول، والقاسم بن حمكان، وأبي عبد الله ابن الفخار، وجماعةٍ. قال الأبار: ولي خطة الشورى ببلده، فحمدت سيرته. وحدث وتوفي في ربيع الآخر عن أربعٍ ثمانين سنة. 4 (محمد بن علي بن خضر بن هارون.) أبو عبد الله، الغساني، المالقي، المعروف بابن عساكر. سمع من: أبي الحجاج ابن الشيخ، وأبي القاسم بن سمجون، وجماعةٍ بعدهما. قال الأبار: ولي قضاء مالقة مرتين. وكان فقيهاً مجيداً، حافظاً للغة، أديباً بليغاً، له مصنفاتٌ مفيدةٌ منها: أربعون حديثاً التزم فيها موافقة اسم شيخه اسم الصحابي وما أراه سبق إلى ذلك. توفي في جمادى الآخرة وله نيفٌ وستون سنة. 4 (محمد بن علي بن سليمان بن رفاعة.) أبو بكر، الشريشي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 305 روى عن: أبي بكر بن زهر، وأبي محمد بن عبيد الله. وكان عدلاً، حسن السمت. يشارك في الطب والأدب. 4 (محمد بن محمد بن أحمد.) أبو القاسم الأنصاري، الشاطبي، المعروف بالولي. سمع: أباه، وأبا عبد الله بن سعادة وأخذ عنهما القراءآت، وأبا الخطاب بن واجب، وجماعةً. وتصدر للإقراء، وأخذ عنه.) 4 (محمد بن محمد بن الحسن.) أبو الفضل ابن السباك، البغدادي، الوكيل عند القضاة. ولد سنة نيفٍ وخمسين وخمسمائة. وسمع من: أبي الفتح بن البطي، وأبي المعالي محمد ابن اللحاس، وعمر بن بنيمان. ومن مسموعه المنتقى من سبعة أجزاء المخلص سمعه من ابن اللحاس. روى عنه: أبو القاسم بن بلبان، وأبو العباس أحمد بن إبراهيم الفاروثي، وأبو بكر محمد بن أحمد الشريشي، وسنقر القضائي الحلبي، وآخرون. وأجاز للفخر بن عساكر، والقاضي تقي الدين سليمان، وفاطمة بنت سليمان، وعيسى المطعم، وابن سعد، وأبي بكر بن عبد الدائم، وابن الشحنة، وفاطمة بنت البطائحي، ومحمد بن محمد ابن الشيرازي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 306 قال ابن النجار: كان لا بأس به. وقال ابن الحاجب: كان منسوباً إلى الدهاء وكثرة الشر في الحكومات. وكان ربيب أزهر ابن السباك وهو الذي سمعه. قلت: مات في سابع عشر ربيع الآخر. 4 (محمد بن المبارك بن هبة الله.) أبو البقاء، بن بكري، الحريمي، الصوفي. روى عنه أبي شاكر يحيى القسطلاني. وتوفي في ذي الحجة. أجاز للبهاء ابن عساكر. 4 (محمد بن محمود بن حسين.) أبو عبد الله، ابن العلاف، الأزجي. سمع ابن بوش، وابن كليب، وحدث. روى عنه بالإجازة محمد ابن الشيرازي. 4 (محمد بن يحيى بن إبراهيم.) أبو عبد الله، الخزرجي الأنصاري، الغرناطي، ويعرف بابن الحلاء. قرأ على جماعةٍ. وسمع من أبي خالد بن جماعةٍ.) وتصدر للإقراء. وولي الخطابة. وعاش سبعاً وخمسين سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 307 4 (محمد بن يوسف بن محمد بن أبي يداس.) الحافظ، الرحال، زكي الدين، أبو عبد الله، البرزالي، الإشبيلي. ذكر أن مولده تقريباً في سنة سبعٍ وسبعين وخمسمائة. وقدم الثغر سنة اثنتين وستمائة، فحبب إليه سماع العلم وكتابته، فسمع الحافظ ابن المفضل، وعبد الله بن عبد الجبر العثماني. وبمصر من عبد الله بن محمد بن مجلي القاضي، وجماعةٍ. وحج فسمع من زاهر بن رستم، ويونس الهاشمي. وجاوز سنة أربعٍ. وقدم دمشق سنة خمسٍ وستمائة، فسمع بها من التاج الكندي، والخضر بن كاملٍ. ثم رجع إلى مصر، ثم رد إلى دمشق، ورحل إلى خراسان وبلاد الجبل، وسمع بإصبهان من عين الشمس الثقفية، ومحمد بن محمد بن محمد بن الجنيد، ومحمد بن أبي طاهر بن غانم بن خالد، وطائفةٍ. وبنيسابور منصور بن عبد الله الفراوي، والمؤيد بن محمد الطوسي، وزينب الشعرية. وجماعةً. وبمرو من أبي المظفر عبد الرحيم ابن السمعاني وجماعةٍ. وبهراة من أبي روح عبد المعز، وجماعةٍ. وبهمذان من عبد البر بن أبي العلاء، وجماعة. وببغداد من أبي محمد بن الأخضر، وأحمد بن الدبيقي، وعبد العزيز بن منينا، وطائفةٍ. وبالري، والموصل، وتكريت، وإربل، وحلب، وحران. وعاد
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 308 إلى دمشق بعد خمسين سنين، فاستوطنها واكثر بها، وكتب عمن دب ودرج بخطه المليح، ونسخ شيئاً كثيراً لنفسه وللناس. وخرج لعددٍ كثير من شيوخ دمشق. وأم بمسجد فلوس بطرف ميدان الحصا، وسكنه. وكان مطبوعاً، حسن الأخلاق، متواضعاً، سهل العارية، كثير الاحتمال. ولي مشيخة مشهد عروة. وحدث بالكثير. ولم يفتر عن السماع، وسمع ولده يوسف شيئاً كثيراً سنة بضع وعشرين وبعدها. قال الزكي المنذري: وفي ليلة الرابع عشر من رمضان توفي الحافظ أبو عبد الله البرزالي بمدينة حماة ودفن بها، وهو في سن الكهولة. قال: وكتب الكثير، وخرج على جماعة من الشيوخ. وكان يحفظ ويذاكر مذاكرةً حسنةً. وصحبنا مدةً عند شيخنا الحافظ أبي الحسن) المقدسي بالقاهرة. وسمعت منه وسمع مني. قلت: روى عنه الجمال محمد ابن الصابوني، وعمر بن يعقوب الإربلي، والقاضي أبو المجد ابن العديم، والجمال محمد بن واصل، والشرف بن عساكر، ومحمد بن يوسف الذهبي، وأبو علي ابن الخلال، وجماعةٌ. وبرزالة: قبيلةٌ بالمغرب. 4 (محمود بن أحمد بن عبد السيد بن عثمان، العلامة.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 309 جمال الدين، أبو المحامد، البخاري، الحصيري، التاجري. شيخ الحنفية. ولد سنة ستٍ وأربعين وخمسمائة. وتفقه ببخارى على جماعة. ولو سمع في صغره لصار مسند أهل الشام في زمانه، وإنما سمع وهو كهلٌ لما مر بنيسابور من أبي سعد عبد الله ابن الصفار، ومن منصور بن عبد الله الفراوي، والقاضي أبي الفضائل إبراهيم بن علي بن حمك المغيثي، والمؤيد بن محمد الطوسي، وغيرهم. وحدث. ودرس، وأفتى، وناظر، وتفقه به طائفةٌ كبيرة. وكان مع براعته في المذهب ديناً، صالحاً متواضعاً، جامعاً للعلم والعمل، كبير القدر، وافر الحرمة. ولي تدريس المدرسة النورية سنة إحدى عشرة وستمائة وإلى أن مات. ونسبته بالحصيري إلى محلة ببخارى ينسج فيها الحصر. روى عنه الزكي البرزالي، ومجد ابن الحلوانية، ومجد الدين ابن العديم، وجمال الدين ابن الصابوني. وبالإجازة القاضيان ابن الخويي وتقي الدين سليمان. وأخبرنا عنه فاطمة بنت إبراهيم البطائحي وهي آخر من روى عنه سمعت منه صحيح مسلم. توفي في ثامن صفر ودفن بمقابر الصوفية، وازدحم الخلق على جنازته وحمله الفقهاء على الأصابع رحمه الله. وابن حمك روى عن هبة الله السيدي الموطأ. 4 (موسى بن يوسف بن ريس، أبو عمران. الشارعي. العطار.) ) روى عن القاسم بن إبراهيم المقدسي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 310 روى عنه الحافظ عبد العظيم، وقال: توفي في سابع عشر جمادى الأولى. 4 (حرف النون)
4 (ناصر بن الأفضل بن أبي الحارث بن محمد بن عبد الله.) أبو هشم، الهاشمي، العباسي، الدوباشي. من ولد محمدٍ الملقب بدوشاب بن علي بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي البغدادي الصوفي. عاش اثنتين وثمانين سنة. وحدث عن عبد الحق، وعبيد الله بن شاتيل. ومات في ربيع الأول. روى عنه القاضي تقي الدين كتابةً، ثم البهاء ابن عساكر، وعيسى السمسار، وابن سعد. 4 (نذير بن وهب بن لب بن عبد الملك.) أبو عامر، الفهري، البلنسي، المقرئ. أخذ القراءآت عن أبيه، وسمع منه ومن أبي القاسم بن حبيش، وأبي عبد الله بن حميد. وأجاز له أبو الحسن بن هذيل. وتفقه على أبي بكر بن أبي حمزة. قال الأبار: عني بعقد الشروط، فلم يكن أحدٌ يدانيه فيها. وكان قائماً على كتاب الكامل للمبرد. وولي قضاء بعض الكور، ثم قضاء دانية. وسمعت منه كثيراً. وتوفي بدانية في شعبان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 311 4 (حرف الهاء)
4 (هارون بن العباس بن حيدرة بن بدر.) أبو جعفر، الهاشمي، الرشيدي، الواسطي، العدل. روى عن أبي طالبٍ محمد بن علي الكتاني، وجماعة. وقدم، فسمع من ابن كليب. وسكن بغداد وخطب بها ببعض الجوامع. وكان ديناً، متواضعاً، حسن الطريقة. توفي في رمضان. وللبهاء ابن عساكر منه إجازةٌ.) 4 (حرف الياء)
4 (ياسمين بنت عبد الرحيم بن أبي خازم محمد بن أبي يعلى محمد بن الحسين ابن الفراء.) أمة الرحيم. سبطة أبي الفتح بن شاتيل، روت عنه. وتوفيت في رابع صفر. 4 (يحيى بن عبد الله بن هاشم بن الحسن.) أبو الفضل، العباسي، الحلبي. سمع يحيى الثقفي. وعنه أبو المجد ابن العديم. ومات في ذي العقدة. 4 (يوسف بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 312 أبو الحجاج بن أبي الفتح، البلنسي، المعروف بابن المزينة. قال الأبار: سمع معنا من أبي عبد الله بن نوح، وأبي عبد الله بن سعادة، وأبي الخطاب بن واجب، وأبي سليمان بن حوط الله، وأبي عبد الله بن زلال. وانفرد بلقي جماعةٍ، منهم: أبو القاسم الطرسوني، وأبو الحسن بن يبقى. ومهر في علم العربية، وجلس لإقرائها نحو عشرين سنة. وكان معتنياً بالرواية، مشاركاً في الفقه، مع الصلاح والذكاء. وولي قضاء بلنسية سنة ثلاثٍ وثلاثين. وسمعت منه. وتوفي بشاطبة في جمادى الآخرة. 4 (يوسف بن عبد الوهاب بن زيد.) أبو الحجاج، الثعلبي بثاء مثلثةٍ الدمشقي. روى عن أحمد بن حمزة ابن الموازيني. ومات في ربيع الآخر. 4 (يوسف بن عمر بن أبي بكر.) أبو يعقوب، ابن صقير، الواسطي، الصوفي، المحدث. سمع الكثير من: هبة الكريم بن سليمان الزاهد، وهبة الله بن علي بن قسام، وسليمان بن محمد العكبري الزاهد، وأبي طالب المحتسب، وهبة الله بن الجلخت، وأبي هاشم الدوشابي، وأبي) الحسين عبد الحق، وتجني الوهبانية، وخلقٍ. قال ابن النجار: كان حافظاً لحديثه، عارفاً بأحوال شيوخه، صدوقاً،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 313 فاضلاً، متديناً. ولد تقريباً سنة خمسٍ وخمسين وخمسمائة، ومات في تاسع عشر ربيع الآخر من السنة بواسط. 4 (الكنى)
4 (أبو القاسم بن محمد بن أبي القاسم بن صيلا الحمامي، الحربي.) سمع عتيق بن عبد العزيز بن صيلا. وتوفي في ثاني رجب. أجاز للفخر بن عساكر، وفاطمة بنت سليمان، وسعد بن محمد بن سعد، وعيسى المطعم، وأحمد ابن الشحنة، ومحمد بن محمد المزي، وجماعةٍ. 4 (وفيها ولد) الرضي إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطبري، إمام المقام. والشرف يحيى بن محمد بن علي المكي. والحافظ عز الدين أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الحسيني، بمصر في شوال. والجمال علي بن يحيى ابن الشاطبي. ومحمد بن أحمد الكركرية، كلاهما في رجب بدمشق. والشمس عمر بن عباس بن جعوان. والشرف عبد الله بن عمر بن غمش الحلبي. والشرف حسن ابن الكمال علي بن شجاع العباسي. والشمس محمد بن أحمد بن أبي بكر، أخو المحب. والشهاب أحمد ابن العفيف محمد بن عمر الحنفي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 314 والشرف عبد العزيز بن عبد الرحمن بن هلال. وعلي بن إبراهيم المعري، تربية الشاطبي. والشمس محمد بن إسحاق ابن قاضي اليمن، المجلد. والتاج أحمد بن علي بن دقيق العيد. والشمس موسى بن عبد العزيز بن جعفر البعلبكي.) والموفق عبد السلام ابن التاج عبد الخالق البعلبكي، في رجب. وأبو السعود محمد بن عبد الكريم بن عبد القوي المنذري. والشرف محمد بن علي بن محمد بن سعيد ابن القلانسي. والسراج عبد اللطف بن رشيد التكريتي، بها. 4 (وفيها ظناً) شمس الدين محمد بن أحمد ابن الدباهي. والشمس محمد بن علي بن أحمد بن محمد المعافري المالقي، ثم الكركي، تقريباً. والنور محمود بن أحمد بن محمد بن أبي الرضا البعلبكي، الشاهد، ببعلبك في أواخر السنة. وشيخٌ المقرئين بمصر تقي الدين محمد بن أحمد الصائغ، في جمادى الآخرة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 315 4 (وفيات سنة سبع وثلاثين وستمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن الخليل بن سعادة بن جعفر بن عيسى.) قاضي القضاة بالشام، شمس الدين، أبو العباس، الخويي، الشافعي. ولد في شوال سنة ثلاثٍ وثمانين وخمسمائة. ودخل خراسان وقرأ بها الأصول والكلام على فخر الدين ابن الخطيب، والفقه على الرافعي. وقرأ علم الجدل على علاء الدين الطاووسي. وسمع من المؤيد الطوسي، وبدمشق من ابن الزبيدي، وابن صباح. وكان فقيهاً، إماماً، مناظراً، خبيراً بعلم الكلام، أستاذاً في الطب والحكمة ديناً، كثير الصلاة والصيام. وله كتابٌ في النحو، وكتابٌ في الأصول، وكتابٌ فيه رموز حكمية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 316 قال الموفق أحمد بن أبي أصيبعة: قرأت عليه كتاب التبصرة لابن سهلان. وقال الرشيد الفارقي: أنشدني القاضي شمس الدين الخويي لنفسه في قاضي خوي: (وقاضٍ لنا ما مضى حكمه .......... وأحكام زوجته ماضيه)
(فيا ليته لم يكن قاضياً .......... ويا ليتها كانت القاضيه) وله كتابٌ في العروض، وفيه يقول الإمام أبو شامة: (أحمد بن الخليل أرشده الله .......... لما أرشد الخليل بن أحمد)
(ذاك مستخرج العروض وهذا .......... مظهر السّر منه والعود أحمد) ) سمع منه: تاج الدين بن أبي جعفر مع تقدمه، والعز عمر ابن الحاجب، والمعين إبراهيم القرشي، والجمال محمد ابن الصابوني. وروى عنه ولده قاضي القضاة شهاب الدين محمد. وخوي: من مدن أذربيجان. توفي في سابع شعبان، ودفن بسفح قاسيون. ومات بحمى الدق. 4 (أحمد بن أبي اليسر شاكر بن عبد الله بن محمد بن سليمان التنوخي، المعري.) القاضي الأجل، صفي الدين، أبو العلاء. سمع من أبي القاسم بن عساكر الحافظ في سنة خمسٍ وستين. وأجاز له أحمد بن المقرب. وجماعة. روى عنه: المجد ابن الحلوانية، ومحمد بن يوسف الإربلي الذهبي، وغيرهما.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 317 حدث بدمشق وبالمعرة. وهو عم الشيخ تقي الدين بن أبي اليسر. حدث في هذا العام، ولا أعلم متى توفي. 4 (أحمد بن محمد بن عمر.) الإمام، أبو جعفر، المالقي، النباتي. حدث عن: ابن الجد، وأبي عبد الله ابن الفخار، وطائفةٍ. ورحل، فحج، وسمع. وكان عارفاً بالنبات، خيراً، مؤثراً، معلماً للخير. قال ابن فرتون: اجتمعت به في سنة خمسٍ وثلاثين وستمائة وهو في عشر الثمانين. 4 (أحمد بن محمد بن عمر بن محمد بن واجب.) أبو الحسن، القيسي، البلنسي. سمع من ابن عمه أبي الخطاب بن واجب، وأبي العطاء بن نذير. وأجاز له السلفي. ومولده سنة سبعين وخمسمائة. وولي قضاء بلده وخطابته، وكان من أطيب الناس صوتاً بالقرآن. قال الأبار: سمعت منه جل ما عنده. توفي بسبتة في ربيع الآخر. 4 (أحمد بن محمد بن مفرج.) )
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 318 الحافظ، أبو العباس، الأندلسي، الإشبيلي، الأموي، الحزمي الظاهري، ويعرف بابن الرومية، النباتي، العشاب، الزهري. ولد سنة إحدى وستين وخمسمائة. وسمع من: أبي عبد الله بن زرقون، وأبي بكر بن الجد الفهري، وأبي محمد أحمد بن جمهور، ومحمد بن علي التجيبي، وأبي ذرٍ الخشني. ثم حج، ورحل إلى العراق وغيرها، وسمع من أصحاب الفراوي، وأبي الوقت. قال الأبار: كان ظاهرياً متعصباً لابن حزم بعد أن كان مالكياً. وكان بصيراً بالحديث ورجاله، وله مجلدٌ مفيدٌ فيه استلحاق على الكامل لأبي أحمد بن عدي. وكانت له بالنبات والحشائش معرفةٌ فاق أهل العصر فيها، وقعد في دكان لبيعها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 319 وسمع منه جل أصحابنا. وتوفي في ربيع الآخر. وقال الحافظ عبد العظيم: سمع ببغداد. ولقيته بمصر بعد عوده. وحدث بأحاديث من حفظه بمصر، ولم يتفق لي السماع منه. وجمع مجاميع. قلت: له كتاب التذكرة في معرفة مشيخته، واختصر كامل ابن عدي، وألف كتاب المعلم بما زاد البخاري على مسلم. قال أحمد بن فرتون في تاريخه قال: وأفرد بعض أصحابه له سيرةً. ثم ذكر أنه توفي فجاءة في سلخ ربيعٍ الأول، ورثاه ناسٌ من تلامذته. وروى عنه: أبو بكر المؤمنائي، وأبو إسحاق البلفيقي. وكتب عنه ابن نقطة وقال: كان ثقةً، حافظاً، صالحاً. والزهري: بفتح أوله. 4 (إبراهيم بن عثمان بن علي بن عبد الله.) ركن الدين، أبو إسحاق، الحموي، ثم الدمشقي، الفقه، الحنفي. شيخ دين، فاضلٌ، زاهدٌ، خيرٌ. سمع من أبي سعد بن أبي عصرون. وأقام بحلب مدةً. روى عنه الصاحب أبو القاسم ابن العديم وأولاده: أبو المجد، وشهدة، وخديجة، وسنقر القضائي، وغيرهم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 320 وتوفي في شوال وله سبعٌ وستون سنة رحمه الله.) وكان أبوه زكي الدين أبو عمرو فقيهاً، فاضلاً. وقد سمع الركن أيضاً بالقاهرة من البوصيري، والأرتاحي. وسكن بجبل قاسيون مدةً. قال ابن الحاجب: وكان عنده تقشفٌ زائد. 4 (إبراهيم بن محمد بن إبراهيم.) أبو إسحاق، البطليوسي، المعروف بالأعلم، النحوي، نزيل إشبيلية. روى عن أبيه، وأبي الحسن بن سليمان المقرئ واختص به، وعن أبي عبد الله بن زرقون، وأبي محمد بن عبيد الله. وأقرأ القرآن والنحو. وله شروحٌ في الإيضاح، والجمل، والأمالي. قال الأبار: توفي سنة سبعٍ وثلاثين أو نحوها. ولم يكن بالضابط. 4 (أرتق، ناصر الدين.) صاحب ماردين. توفي هذه السنة. وأخته هي زوجة الملك المعظم التي بنت المدرسة عند الجسر الأبيض، ولم تدفن بها، لأنها رجعت بعد موت المعظم إلى ماردين. مات أرتق بماردين، خنقه ابنه وهو سكران. وقد مر في العام الماضي، فتحرر السنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 321 4 (أسعد بن محمد بن الحسين بن الخضر بن عبدان.) زين الأمناء، أبو المعالي، الأزدي، الدمشقي، الكاتب. حدث عن والده. وتوفي بالمحلة من ديار مصر في أول جمادى الأولى. 4 (إسماعيل بن إبراهيم بن عثمان.) عفيف الدين، الصبري، الزفتاوي، الشافعي. سمع من البوصيري. وأدب الصبيان مدةً. وكان مقرئاً بقبة الشافعي. روى شيئاً من شعره. وتوفي في جمادى الأولى وله ستٌ وثمانون سنة.) 4 (إسماعيل بن إبراهيم بن غازي بن علي.) الفقيه، أبو أحمد، النميري، المارديني، الحنفي، المعروف بابن فلوس. كان ذا بصرٍ بالكلام، والمنطق، والطب، والنحو. ودرس بمصر ثم درس بدمشق بالعزية التي على الشرف الشمالي. وتوفي في صفر. وابنه أحمد محدثٌ معروفٌ. 4 (إسماعيل بن أبي الحسن محمد بن يحيى بن علي.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 322 أبو البقاء، البغدادي، المقرئ، المؤدب. شيخٌ صالح، دينٌ، ثقةٌ، مشهور. سمع من: أبي الفوارس سعد بن محمد الحيص بيص، وأبي الخير أحمد بن إسماعيل القزويني. وحدث بمسند إسحاق بن راهويه عن القزويني. روى عنه: جمال الدين ابن الشريشي، وابن بلبان، ومحمد بن أبي بكر القزويني الفقيه، والرشيد محمد بن أبي القاسم، والعماد ابن الطبال. ومات في عاش المحرم. 4 (حرف الثاء)
4 (ثابت بن محمد بن أبي بكر أحمد بن محمد ابن الخجندي.) ثم الإصبهاني، الصدر، الإمام، علاء الدين، أبو سعد. ولد سنة ثمانٍ وأربعين وخمسمائة. وسمع صحيح البخاري حضوراً من أبي الوقت السجزي في سنة إحدى وخمسين، وسمع من أبي الفضل محمود بن محمد بن أبي بكر الشحام. وهو آخر من حضر مجلس أبي الوقت. وكان بإصبهان إلى أن دخلها التتار بالسيف في سنة اثنتين وثلاثين وستمائة، فسلم وذهب إلى شيراز، فأقام بها إلى أن مات في هذا العام. كذا ذكره الحافظ أبو محمد المنذري.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 323 روى عنه بالإجازة القاضي تقي الدين الحنبلي، وجماعةٌ. 4 (حرف الجيم) ) 4 (جوهرة بنت وهبٍ الكبريتي.) توفيت ببغداد في صفر. وحدثت عن أبي نصرٍ محمد بن المبارك بن جابر الراوي، عن أبي علي بن نبهان. 4 (حرف الحاء)
4 (الحسن بن معالي بن مسعود.) أبو علي، الحلي، النحوي، شيخ العربة في وقته ببغداد. قرأ عليه جماعةٌ. ونفذ صحبة المؤيد أبي عبد الله الحسين ابن الأمير علي ابن الخليفة الناصر إلى تستر حين صير ملكها، ليعلمه النحو. وقد نسخ بخطه كتباً نفيسةً. توفي في جمادى الأولى وله سبعون سنة. وكان ذا تفننٍ في العلوم، قاله ابن البزوري. وقال ابن النجار: أبو علي الباقلاني الحل اشتغل على يوسف بن إسماعيل اللغماني، والمجيز محمودٍ البغدادي، وأبي البقاء العكبري، وبرع في عدة
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 324 علوم، وحاز قصب السبق. سمع من مسعود ابن النادر، وابن كليب. وكان متواضعاً، صدوقاً، خارق الذكاء. 4 (الحسن بن سيف بن علي بن عبد الله بن أبي الفتح بن مكثر بن يعلى بن عبد الله بن محمد.) أبو علي، المنذري، الأندلسي الأصل، المصري، الوراق، المقرئ. قرأ القراءآت على أبي الجيوش عساكر بن علي، وسمع منه، وبمكة من عمر الميانشي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 325 وحج مراتٍ. وورق بالقاهرة مدةً طويلةً للناس، وبها ولد في سنة خمس وخمسين وخمسمائة. وتوفي في الحادي والعشرين من شعبان. روى عنه: الزكي المنذري، والشهاب الأبرقوهي، وغيرهما. 4 (الحسين بن أبي السعادات أحمد بن الحسين بن شاكر.) أبو محمدٍ، الواسطي، النهرباني. سمع من أبي طالب الكتاني، وحدث ببغداد. ومات في شوال. أجاز لقاسم بن عساكر، والمطعم، وجماعةٍ. الحسين بن يوسف بن الحسن بن عبد الحق.) أبو علي، الصنهاجي، الشاطبي، ثم الإسكندراني، الكتبي، الناسخ. ولد بالإسكندرية في المحرم سنة إحدى وستين وخمسمائة. وسمع من: السلفي، وأبي الطاهر بن عوفٍ الفقيه، وأبي القاسم مخلوف بن جارة، وأبي الطيب عبد المنعم بن الخلوف، وغيرهم. وحدث بالإسكندرية، ومصر. وكان فاضلاً، متيقظاً، كتب الكثير بخطه. وهو أخو المحدث أبي محمدٍ عبد الله بن عبد الجبار العثماني لأمه. روى عنه: الزكي المنذري، والتاج الغرافي، والمجد ابن الحلوانية. وأجاز لابن مشرق، وابن الشيرازي. توفي في الخامس والعشرين من ذي القعدة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 326 وكان يلقب بالنظام. وهو أقدم شيخٍ للدمياطي موتاً. 4 (حرف الخاء)
4 (الخضر بن عبد الرحمن بن الخضر بن عبد الرحمن بن علي بن الحسن.) العدل، فخر الأمناء، أبو عبد الله، ابن الدواتي، الدمشقي، الأديب. ولد سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة. وسمع من: الحافظ أبي القاسم بن عساكر، وأبي طاهرٍ الخشوعي، وجماعةٍ. روى عنه: الزكي البرزالي، والمجد الحلواني، وغيرهما. وتوفي في رمضان بدمشق. أجاز للقاضي تقي الدين سليمان، ولعلي بن هارون القارئ، ومحمد بن محمد المزي، ولإبراهيم بن أبي الحسن المخرمي، وجماعة. 4 (الخياط العجمي ببغداد.) كان أعرج، قصيراً، له حدبةٌ. وكان أستاذاً في الخياطة. عمل أشياء عجيبةٍ بديعةً. وأقفل عليه صندوقٌ وعنده تفصيله، ثم أصبح وقد خاطه قباءً وطواه. وكان مذموم السيرة، فجرح جاراً له، فمات، فأخذ وصلب في سنة. 4 (حرف السين)
4 (سالم ابن الحافظ أبي المواهب الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن الحسن بن محمد.) )
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 327 الرئيس، أمين الدين، أبو الغنائم، ابن صصرى، التغلبي، البلدي الأصل، الدمشقي، الشافعي، المعدل. شهد على القضاة وله عشرون سنةً، ورحل به والده وله خمس سنين، فأسمعه من: أبي الفتح بن شاتيل، ونصر الله القزاز، وأبي العلاء محمد بن جعفر بن عقيل، وأبي الفرج محمد بن أحمد بن نبهان، وأحمد بن المبارك بن درك، وشيخ الشيوخ عبد الرحيم بن إسماعيل، وابن بوش، وطائفةٍ. وسمع بدمشق من: أبي طالبٍ الخضر بن طاووس، والأمير أسامة بن منقذٍ، وعبد الرزاق النجار، ويحيى الثقفي، والفضل بن الحسين البانياسي، وغيرهم. وحفظ القرآن، وتفقه، وقرأ في الأدب شيئاً. روى عنه الزكي البرزالي في حياته، والشهاب القوصي، والمجد ابن الحلوانية، وسعد الخير بن أبي الفرج النابلسي، وطائفة. وحدثنا عنه الشرف أحمد بن عساكر، وابن عمه الفخر إسماعيل، ومحمد بن يوسف الذهبي، وأبو علي ابن الخلال، وأبو بكر بن عبد الدائم وهو آخر من حدث عنه. قال القوصي في معجمه: أخبرنا القاضي الرئيس العدل أبو الغنائم بمنزله المجاور لي بدرب زكري. وكان جميل الصحبة والمعاشرة، فكه المحاضرة، حسن المحاورة والمجاورة. حمدت سيرته فيما تولاه من المارستانات والمواريث. قلت: توفي في ثالث جمادى الآخرة عن ستين سنة، ودفن بتربته بسفح قاسيون. 4 (حرف الشين)
4 (شيركوه، السلطان، الملك المجاهد، أسد الدين.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 328 أبو الحارث، صاحب حمص، ولد الأمير ناصر الدين محمد ابن السلطان الملك المنصور أسد الدين شيركوه بن شاذي بن مروان بن يعقوب. ولد بمصر سنة تسعٍ وستين وخمسمائة. وأعطى السلطان صلاح الدين حمص بعد موت والده في سنة إحدى وثمانين، فملكها ستاً وخمسين سنة. وسمع بدمشق من أبي الفضل بن الحسين ابن البانياسي. وأجاز له العلامة عبد الله بن بري، وجماعةٌ.) وحدث بدمشق وحمص. وشهد غزاة دمياط، ورابط عليها. وسكن المنصورة إلى انقضاء الغزاة، واستنقاذ دمياط. وكان شهماً، مهيباً، بطلاً، شجاعاً، مقداماً، معروفاً بالشجاعة. قرر الحمام في نواحي بلاده لنقل الأخبار. وكانت بلاده طاهرةً من الخمر والمكوس. ومنع النساء من الخروج من أبواب حمص مدة إمرته عليها خوفاً أن يأخذ أهل حمص أهاليهم وينزحون عنها لفسقه وجوره. وله أخبارٌ في الظلم والتعذيب والاعتقال. إلا أنه كان لا يشرب الخمر أبداً، ويلازم الصلاة في أوقاتها، ولا يقبل على اللهو، بل همته في مصالح ملكه. وكان ذي رأيٍ ودهاء. وكان الملك الكامل قد استوحش منه واتهمه بأنه أوقع بينه وبين الأشرف، فلما
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 329 مات الأشرف وتملك الكامل دمشق تلك الشهرين، طلب من شيركوه مالاً عظيماً، فبعث إليه نساءه يشفعن فيه، فما أجاب وقال: لا بد من المال، فأيس وهيأ الأموال، ولم يبق إلا تسييرها فأتته بطاقةٌ بموت الكامل، فجاء وجلس عند ق الكامل وتصرف في أمواله وخيله. مات بها بحمص في تاسع عشر رجب. وشيركوه: لفظةٌ أعجميةٌ تعني أسد الجبل، فإن شير أسد، وكوه جبل. ولما مرض أعطى حمص لولده الملك المنصور إبراهيم، وفرق باقي بلاده وأمواله على أولاده. وكان له بكل بلدٍ تجارةٌ. ولما مات قبض ابنه المنصور أخيه الملك المسعود صاحب الرحبة. 4 (حرف الصاد)
4 (صالح بن شافع بن صالح بن حاتم.) الشيخ، أبو المعالي، الجيلي، ثم البغدادي الدار. سمع من والده. وأجاز له أبو الفتح بن البطي، وأبو بكر بن النقور. من بيت الفقه والحديث. توفي في جمادى الأولى. 4 (صفية بنت أبي القاسم عبد العزيز بن هبة الله.) أم عثمان، الأزجية، الواعظة. روت عن الشيخ عبد القادر، وابن الطي بالإجازة. وسمعت من عبد المنعم بن كليب.) 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن إقبال الخزيمي.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 330 4 (عبد الله بن صدقة بن محمد بن يوسف.) أبو محمد، الأنصاري، الخزرجي. حدث بدمشق عن أبي القاسم البوصيري، وبها مات بالمارستان. وكان من المقرئين المجودين. روى عنه أبو المجد ابن الحلوانية، وبالإجازة البهاء ابن عساكر. 4 (عبد الله بن محمد بن عبد الله بن العربي المعافري.) الإشبيلي، أبو محمد. روى عن: أبيه، وأبي الحسن نجبة بن يحيى. وسما بنفسه وببيته وتلبس بالدنيا. ولم يكن يعرف الحديث. وتوفي بمراكش. أخذ عنه أبو إسحاق ابن الكماد. 4 (عبد الحميد بن عبد الرشيد بن عل بن بنيمان.) القاضي، أبو بكرٍ، الهمذاني، الشافعي، الحداد، سبط الحافظ أبي العلاء الهمذاني. ولد سنة أربعٍ وستين وخمسمائة. وسمع من جده وله أربع سنين سنن أبي مسلم الكجي بروايته عن أبي
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 331 علي الحداد، وجامع معمر، وهو جزآن بروايته عن الحداد، وغانم البرجي، قالا: أخبرنا أبو نعيم. وسمع ببغداد من شهدة اختيار خلف بن هشام، وسمع من: عبيد الله بن شاتيل، وعبد المغيث بن زهير، وجماعةٍ. وهو ابن عاتكة بنت الحافظ أبي العلاء. وتفقه ببغداد، وأعاد بالنظامية، وناب في القضاء بالجانب الغربي عن أخيه أبي الحسن علي بن عبد الرشيد. وكان صالحاً، ورعاً ديناً، زاهداً على طريقة السلف. وكان كثير المحفوظ. قدم دمشق، وحدث بها في سنة إحدى وعشرين وستمائة، ونزل بالغزالية بالجامع. ثم رجع إلى بغداد، وولي) قضاء الجانب الشرقي، وكان محمود الولاية. روى عنه: عز الدين أحمد الفاروثي، وعلاء الدين ابن بلبان، وجمال الدين أبو بكر الشريشي، والخطيب عبد الحق بن عبد الله بن شمائل، وغيرهم. وأجاز لأبي علي بن الخلال، وابن الشيرازي، وفاطمة بنت سليمان، والقاضي شهاب الدين ابن الخويي. وتوفي في سابع شوال. وفي هذا العام أجاز لابن سعد، والبجدي، وبنت مؤمن، وست الفقهاء بنت الواسطي. وممن سمع عليه: إسماعيل ابن الطبال، وعبد الله بن أبي السعادات شيخا المستنصرية. 4 (عبد الرحمن بن أبي السعود محمد بن محمد بن جعفر.) أبو القاسم، البصري. ولد سنة سبعين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 332 وسمع بالبصرة من أبي الحسين المبارك بن عبد الله، وغيره. وأجازت له شهدة. ومات في جمادى الأولى. 4 (عبد الرحيم ابن المحدث يوسف بن هبة الله بن محمود بن الطفيل.) أبو القاسم، الدمشقي، ثم المصري، الصوفي، ويعرف بابن المكبس. سمع أو أجازه بدمشق من: الوزير أبي المظفر سعيد بن سهل الفلكي، وأبي المكارم عبد الواحد بن هلال، وأبي البركات الخضر بن شبل الخطيب، وأبي المعالي محمد بن حمزة ابن الموازيني، وأبي بكر محمد بن بركة الصلحي، وجماعة، وبالإسكندرية من السلفي، وأبي الطاهر بن عوف، وجماعةٍ. وبمصر من: علي بن هبة الله الكاملي، ومحمد بن علي الرحبي، وعثمان بن فرجٍ العبدري، وعبد الله بن بري النحوي، وإسماعيل بن قاسم الزيات، وجماعةٍ. وولد بدمشق في عاشر صفر سنة خمسٍ وخمسين وخمسمائة. ومن مسموعاته من السلفي معجم أبي بكر الذكواني، وجزء علي بن حرب رواية العباداني، وغير ذلك. روى عنه: الزكي المنذري، والمجد ابن الحلوانية، والعلاء ابن بلبان، والجمال محمد ابن) الصابوني، وابنه أحمد، والتاج الغرافي، والشهاب الأبرقوهي، والضياء عيسى السبتي، ويوسف بن كوركيك. وأجاز لابن الشيرازي، والمطعم، وسعدٍ، وغيرهم. وسمع منه ابن مسدي وقال: لم تكن حالة مرضيةً، لكن سماعه صحيحٌ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 333 وهو آخر من حدث عن الفلكي وسماعه منه في ربيع الآخر سنة ستين وخمسمائة. طلق زوجته، ولزم بيته. فأكثرت عنه، واستوعبت لولدي عليه. توفي في رابع ذي الحجة. 4 (عبد السيد بن عبد الرحمن بن عبد السيد بن صدقة.) أبو العز، البغدادي، الحربي. عرف بابن البوراني وهو نسبة إلى عمل البواري. ولد سنة ثمانين. وسمع من: أبي منصور بن عبد السلام، وفارس بن أبي القاسم الحفار. وحدث. 4 (عبد العزيز بن بركات بن إبراهيم بن طاهر.) أبو محمد الخشوعي، الدمشقي، الحنفي. إمام الربوة. حدث عن: أبي القاسم بن عساكر، وأبي الفرج يحيى الثقفي، وغيرهما. روى عنه: المجد ابن الحلوانية، والمجد ابن العديم، والشرف أحمد بن عساكر، وابن عمه الفخر إسماعيل، والبدر حسن ابن الخلال، والشمس محمد بن يوسف الإربلي. وأجاز لابن الشيرازي، ولبهاء الدين ابن عساكر. وتوفي في ثامن ربيعٍ الآخر. 4 (عبد العزيز بن دلف بن أبي طالب.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 334 أبو محمد، البغدادي، المقرئ، الناسخ، الخازن. ولد في حدود الخمسين وخمسمائة. وقرأ بالروايات على أبي الحسن علي بن عساكر البطائحي وهو من آخر أصحابه أو آخرهم، وعلى أبي الحارث أحمد بن سعيد العسكري، ويعقوب بن يوسف الحربي، وأحمد بن أحمد ابن) القاص، وسمع منهم ومن أبي علي أحمد بن محمد الرحبي، وخديجة بنت النهرواني، وشهدة الكاتبة، ولاحق بن كاره، وعبيد الله بن شاتيل، وجماعةٍ كثيرة. وكان عدلاً، ثقةً، فاضلاً، صالحاً، كثير التلاوة والصوم والخير والسعي في مصالح الناس والشفاعة لهم. وكان له صورة كبيرة ببغداد. روى عنه ابن النجار في تاريخه وقال: كان كثير العبادة، دائم الصلاة والصوم، سعاءً في مصالح الناس. لم تر العيون مثله. وروى عنه الرشيد بن أبي القاسم، وغيره. وبالإجازة أبو المعالي الأبرقوهي، وفاطمة بنت سليمان، ويحيى بن سعد، والقاضي تقي الدين سليمان، وجماعةٌ. ومن مسموعه كتاب الموطأ من طريق القعنبي، سمعه من شهدة، وجزء الغرباء للآجري، سمعه من أبي الحسين عبد الحق، وست مجالس أبي جعفر
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 335 ابن البختري سمعها من شهدة، ومحاسبة النفس لابن أبي الدنيا، عنها، وغير ذلك. وولي خزانة الكتب المستنصرية، وغيرها. توفي في السادس والعشرين من صفر. وقرأ عليه بالروايات الشيخ عبد الصمد. 4 (عبد العزيز ابن الشيخ أبي طاهر المبارك بن المبارك ابن المعطوش.) أبو القاسم. ولد سنة ثمانٍ وخمسين. وسمع: أباه، ولاحق بن كاره، وعبد الخالق بن البندار، وجماعةً متأخرين. مات في المحرم، وقل ما روى. 4 (عبد الواحد بن محمد بن بقي بموحدة بن محمد بن تقي بمثناة الجذامي.) أبو عمرو. روى عن عتيق بن خلفٍ، وأبي الرندي، وغيره. ومات بمراكش. وهو خال الشيخ أبي عبد الله الطنجالي. 4 (علي بن إبراهيم بن عبد الله بن خلف بن وهب، الفقيه.) )
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 336 جمال الدين، أبو الحسن، القرشي، المخزومي، المصري، البوشي، المالك، العدل. سمع بالإسكندرية من: أبي الطاهر بن عوف، والقاضي أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن الحضرمي، وأخيه أبي الفضل. وبمصر من البوصيري. وتفقه ببغداد على أبي علي يحيى بن الربيع. وحدث ببغداد. وعاد إلى مصر، وتصدر بالجامع العتيق، وشهد على القضاة. وبوش: من الصعيد الأدنى. روى عنه: الزكي المنذري، والجمال ابن الصابوني، وغيرهما. وكان فقيهاً، مناظراً، عارفاً بمذهب مالك. 4 (علي بن أحمد بن الحسن بن إبراهيم التجيبي.) الإمام، أبو الحسن، الحرالي الأندلسي. وحرالة: قريةٌ من أعمال مرسية. ولد بمراكش. وأخذ العربية من أبي الحسن بن خروف، وأبي الحجاج بن نمرٍ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 337 وحج، ولقي العلماء، وجال في البلاد، وتغرب. وشارك في فنون عديدة. ومال إلى النظريات وعلم الكلام. وأقام بحماة، ومات بها. وله تفسيرٌ فيه أشياء عجيبة الأسلوب. ولم أتحقق بعد ما كان ينطوي عليه من العقد. غير أنه تكلم في علم الحروف والأعداد وزعم أنه استخرج علم وقت خروج الدجال، ووقت طلوع الشمس من مغربها، ويأجوج ومأجوج. وتكلم ووعظ بحماة. وصنف في المنطق، وفي الأسماء الحسنى، وغير ذلك. وله عبارةٌ حلوة إلى الغاية وفصاحةٌ وبيان. ورأيت شيخنا المجد التونسي يتغالى في تفسيره، ورأيت غير واحدٍ معظماً له، وجماعةً يتكلمون في عقيدته. وكان من أحلم الناس بحيث يضرب به المثل. وكان نازلاً عند قاضي حماة ابن البارزي رحمه الله. حكى لنا القاضي شرف الدين ابن البارزي: أنه تزوج بحماة، قال: وكانت زوجته تؤذيه وتشتمه وهو يبتسم ويدعو لها. وأن رجلاً راهن جماعةً على أن يحرجه، فقالوا: لا تقدر، فأتاه وهو يعظ وصاح، وقال: أنت كان أبوك يهودياً وأسلم فنزل من الكرسي إليه، فاعتقد الرجل أنه غضب وأنه تم له ما رامه حتى وصل إليه، فقلع فرجيةً عليه وأعطاه إياها، وقال: بشرك الله بالخير الذي شهدت لأبي بأنه مات مسلماً.) وكان شيخنا ابن تيمية، وغيره يحط على كلامه ويقول: تصوفه على طريقة الفلاسفة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 338 4 (علي بن حازم البغدادي، المقرئ.) هو الشيخ علي الأبله. كان آيةً في حفظ القرآن وجودة أدائه. وكان من تمكنه من حفظ القرآن يقرأ السورة معكوسةً للآيات كأسرع ما يكون. وكان فيه بلةٌ في حديثه وحركاته. كان يقرأ عليه إنسان فحركه فوجده ميتاً. 4 (علي بن معالي، العلامة، شيخ النحو.) ابن الباقلاني، الحلي، المتكلم، الحنفي، ثم الشافعي. من فضلاء زمانه ببغداد. وله نظمٌ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 339 كبر وشاخ. توفي سنة سبعٍ. 4 (حرف القاف)
4 (قشتمر، الأمير، جمال الدين.) الناصري، المستنصري. مقدم الجيوش الأمامية. كان أميراً، جليل القدر، مهيباً، وقوراً، كثير الصدقات والمعروف. توفي في ذي القعدة، وكان يوماً مشهوداً، غسله الأمام نجم الدين عبد الله الباذائي الشافعي وساعده على غسله المقرئ عبد الصمد بن أبي الجيش. وشيعه الكافة. ودفن بتربته. وكان أكبر الدولة المستنصرية، كان حوله من الغلمان والخدم المحللين الشعور نحو خمسمائة نفس. 4 (حرف اللام)
4 (ليث بن علي بن محمود بن أبي نصر بن خليل.) أبو الفرج، ابن السقاء، البغدادي، البوقي، السمسار. كان يصنع البوق. سمع من: أحمد بن المبارك بن درك، وعبيد الله بن شاتيل، ونصر الله القزاز. أبو الفرج. توفي في ثامن ربيع الأول.) ويقال له: سبط خليل السقاء.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 340 وقد أجاز للفخر ابن عساكر، وفاطمة بنت سليمان، وأبي نصر بن محمد بن محمد ابن الشيرازي، وعيسى بن معالي، وأبي بكر بن عبد الدائم، وابن سعد، والقاضي تقي الدين سليمان، وأحمد بن أبي طالب الحجار، وجماعةٍ. وروى عنه أبو القاسم علي بن بلبان، وغيره. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أحمد بن عدي بن حسن بن أبي العلاء.) زين الدين، أبو عبد الله، السلماني، ثم الدمشقي، الصالحي، الوكيل، الفقيه. كان مختصاً بخدمة بني سني الدولة. وحدث عن يحيى الثقفي، وغيره. وحدث عن البهاء ابن عساكر كتابةً. وتوفي في غرة رجبٍ. ذكره ابن الحاجب في معجمه. 4 (محمد بن أحمد، أبو عبد الله، اللخمي.) السلاوي، الفقيه. أخذ بمدينة سلا عن أبي محمد عبد الله بن سليمان بن حوط الله الحافظ. وتفقه بالقاهرة على التاج محمد بن الحسين الأرموي. وتوفي بالقاهرة في صفر. 4 (محمد بن جبريل بن المغيرة بن سلطان بن نعمة.) القاضي، عماد الدين، أبو عبد الله، المعروف بابن لأخي العلم، المصري، الشافعي، الكاتب، العدل. قال المنذري: ولد سنة ثمانٍ وخمسين وخمسمائة. وسمع من أبي
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 341 المفاخر سعيدٍ المأموني، وعساكرٍ المقرئ. وتقلب في الدواوين. وكان مشهوراً بالأمانة. توفي في خامس شعبان. روى عنه المجد ابن الحلوانية. 4 (محمد بن الحسن بن محمد بن علي بن إبراهيم، الأديب.) ) العالم، شمس الدين، أبو عبد الله، ابن الكريم، البغدادي، الكاتب، الماسح، الحاسب، المحدث. قال مولدي في صفر سنة تسعٍ وسعين. وحفظت القرآن على السراج عبد الرحمن بن البزن. وتفقهت في مذهب الشافعي على الزين أبي بكر الهمذاني، ثم في الخلاف على الرضي محمد بن ياسين. وسمعت ببغداد على جدي محمد بن علي، والحافظ يوسف بن أحمد الشيرازي وهو ابن عم جدي المذكور وعلى أبي الفرج ابن الجوزي، ويحيى بن بوش، وعبد المنعم بن كليب. ثم سمى جماعة. واشتغلت بالعربية والحساب على أبي البقاء، وسمعت عليه معظم مصنفاته. ثم بالحساب والمساحة على والدي أبي منصور، والصاحب كمال الدين داود بن يونس. وخدمت بالأعمال السلطانية ببغداد إلى آخر سنة تسع وستمائة. ثم قدمت دمشق، وخدمت الملك المعظم في سنة تسع عشرة في المساحة والكشف. ولي من المؤلفات أنس المسافر مجلد، كتابٌ في صناعة الطبيخ، كتاب نهج الوضاحة في المساحة، كتابٌ في الحساب. وغير ذلك. قلت: وكتب الكثير من الأجزاء. وله شعر جيدٌ. روى عنه: الشهاب محمد بن مشرف، القاضي تقي الدين سليمان، والبهاء قاسمٌ الطبيب، والمجد ابن الحلوانية، وآخرون.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 342 مات في رجب. 4 (محمد بن أبي المعالي سعيد بن يحيى بن علي بن الحجاج ابن محمد، الحافظ الكبير،) المؤرخ. أبو عبد الله، الدبيثي، ثم الواسطي، الشافعي، العدل. ولد في رجب سنة ثمانٍ وخمسين وخمسمائة. وسمع بواسط من: أبي طالب محمد بن علي الكتاني، وهبة الله بن علي بن قسام، وهبة الله بن نصر الله بن الجلخت، وعلي بن المبارك الآمدي، وطبقتهم. وقرأ القراءآت بها على أصحاب أبي العز القلانسي كأبي بكر ابن الباقلاني، وأبي الحسن علي بن المظفر خطيب شافيا. وقرأ الفقه والعربية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 343 ثم رحل إلى بغداد في حدود الثمانين، وسمع من: أبي الفتح عبيد الله ابن شاتيل، ونصر الله القزاز، وأبي العلاء محمد بن جعفر بن عقيل، وأبي الفرج محمد بن أحمد بن نبهان، وعبد) المنعم بن عبد الله ابن الفراوي، وأبي العز محمد بن محمد ابن الخراساني، وعبد الجبار ابن الأعرابي، والحافظ أبي بكر محمد بن موسى الحازمي، وعبد الله بن أحمد بن حمتيس السراج، وعبد المغيث بن زهير، وخلقٍ كثيرٍ بعدهم ببغداد، والحجاز، ومصر، والموصل. وقرأ ببغداد القراءآت على جماعةٍ. وقرأ الفقه على أبي الحسين بن هبة الله ابن البوقي. وعلق الأصول والخلاف. وعني بالحديث ورجاله. وصنف تاريخاً كبيراً لواسط، وصنف تاريخاً ذيل به على الذيل لأبي سعد السمعاني. وله شعر جيد. وكان من المعدلين الأعيان ببغداد، وعزل من العدالة، والعدالة ببغداد منصبٌ كالقضاء والفتيا. فذكر ابن النجار في ترجمته: أنه ولي الإشراف على الوقف العام مدةً، ثم إنه استعفى من الشهادة ضجراً، فأجيب، فانقطع في منزله منعكفاً على إقراء القرآن ورواية الحديث. سل عنه الحافظ الضياء، فقال: هو حافظ. وقال ابن نقطة: له معرفةٌ وحفظٌ. وقال ابن النجار: سكن بغداد، وحدث ب تاريخ واسط وبتذييل تاريخ بغداد له، وبمعجمه. وقل أن يجمع شيئاً إلا وأكثره على ذهنه. وله معرفةٌ تامةٌ بالأدب والشعر. وهو سخيٌ بكتبه وأصوله. صحبته عدة سنين، فما رأيت منه إلا الجميل والديانة وحسن الطريقة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 344 قال: هو أحد الحفاظ المكثرين ما رأت عيناي مثله في حفظ التواريخ والسير وأيام الناس رحمه الله. قلت: روى عنه هو، والشرف أحمد ابن الجوهري، وابن نقطة، والزكي الرزالي، وأبو الحسن علي بن محمد الكازروني ثم البغدادي، وعز الدين الفاروثي، وجمال الدين أبو بكر الشريشي، وتاج الدين أبو الحسن الغرافي، وجماعةٌ سواهم. وسمع منه من شيوخه أحمد بن طارق الكركي، وأبو طالب بن عبد السميع. وأجاز للقاضي تقي الدين سليمان، وغيره. وقد وجدت سماعه من القزاز في سنة ستٍ وسبعين وخمسمائة في ربيع الأول بجزء الآدمي وما معه من حديث الفتون. ولابن الدبيثي مما رواه عنه ابن النجار في تاريخه وانقطعت إجازته اليوم. قال:) (إذا اختار كلّ الناس في الدين مذهباً .......... وصوّبه رأياً ودقّقه فعلا)
(فإنّي أرى علم الحديث وأهله .......... أحقّ اتّباعاً بل أسدّهم سبلا)
(لتركهم فيه القياس وكونهم .......... يؤمّون ما قال الرسول وما أملى) أنشدني أبو الحسن علي بن أحمد الحسيني، أنشدنا أبو عبد الله الدبيثي لنفسه: (علم الحديث فضيلةٌ تحصيلها .......... بالسّعي والتّطواف في الأمصار)
(فإذا أردن حصولها بإجازةٍ .......... فقد استعضت الصّفر بالدينار) قال ابن النجار: أضر ابن الدبيثي بأخرةٍ. وتوفي في ثامن ربيع الآخر ببغداد، ولقد مات عديم النظير في فنه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 345 4 (محمد بن طرخان بن أبي الحسن علي بن عبد الله.) تقي الدين، أبو عبد الله، السلمي، الدمشقي، الصالحي، الحنبلي. ولد بجبل قاسيون في سنة إحدى وستين وخمسمائة. وسمع من: أبي المعالي بن صابرٍ، وأبي المجد ابن البانياسي، ويحيى الثقفي، وابن صدقة الحراني، وأبي الحسين ابن الموازيني، والخشوعي، وطائفةٍ. وخرج له الشيخ الضياء أربعين حديثاً، وخرج هو لنفسه مشيخة كبيرة. وكان شيخاً فاضلاً، فقيهاً، حسن الطريقة، متودداً إلى الناس. روى عنه: الضياء المقدسي، والمجد ابن الحلوانية، والفخر ابن البخاري، وأبو علي ابن الخلال، والعز أحمد ابن العماد، والشرف أحمد ابن عساكر، وابن عمه الفخر إسماعيل، والتقي أحمد بن مؤمن، والشمس محمد بن علي ابن الواسطي، وجماعةٌ. وتوفي في تاسع المحرم بسفح قاسيون. وقد سمع بالحجاز واليمن من غير واحد. وسمع ولده أبا بكر. 4 (محمد بن أبي المعالي عبد الله بن عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن صابر.) أبو طالبٍ، السلمي، الدمشقي، الزاهد، ويعرف بابن سيدة. سمع: أباه، وأبا طاهر الخشوعي بدمشق. وإسماعيل بن ياسين، وغيره بمصر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 346 وهو من بيت الحديث والرواية، كان جده أبو القاسم محدث الشام في وقته، سمع ما لا يوصف كثرةً وأخذ عنه السلفي، وابن عساكر. وكان أبوه عبد الله من بقايا المسندين بدمشق روى عنه) الحافظ أبو سعد السمعاني مع تقدمه وذكره في تاريخ بغداد. وكان أبو طالب مشهوراً بالصلاح، والدين، والفضيلة على طريقة الصوفية. وله كلامٌ في الطريق، وكان مليح الشكل، كريم النفس، مطرحاً للتكلف، يخضب بالحناء. وكان كثير الأسفار، ثم صار شيخاً للحدث بالعزية التي على الشرف. روى عنه ابن الحلوانية فقال: أخبرنا الشيخ العابد الورع شيخ الطائفة، ثم ذكر حديثاً. وسعد الخير بن أبي الفرج النابلسي، وأبو علي ابن الخلال، والشرف أحمد بن عساكر، وابن عمه الفخر، وأبو الفضل محمدٌ الذهبي، وأبو المحاسن ابن الخرقي، والجمال عبد الله الجزائري، والعلاء ابن البقال، وجماعةٌ. توفي في سابع المحرم بدمشق. وكانت له دنيا وثروةٌ وتزهد، وجاور مدةً. ثم لما قدم أبو حفص السهروردي دمشق، لبس منه وصحبه إلى بغداد وسمع بها من أبي أحمد عبد الوهاب بن سكينة. قال ابن النجار: لم أر إنساناً كاملاً غيره، اجتمعت به كثيراً ببغداد ودمشق وبيت المقدس. وهو زاهدٌ عابد، ورعٌ، تقيٌ، كثير الصلاة والصيام، كتب بخطه الكثير. 4 (محمد بن عبد الكريم بن يحيى بن شجاع بن عياش.) رشيد الدين، أبو الفضل، القيسي، الدمشقي، المحتسب، المعروف بابن الهادي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 347 سمع: أباه، وأبا القاسم علي بن الحسين الحافظ، وأبا المعالي بن صابر. وكان عارفاً بأمور الحسبة. وله هيبة ووقار، ويه عفة وكرم. ترك الحسبة مدةً، ثم وليها في دولة الناصر داود. روى عنه: الزكي البرزالي، والمجد ابن الحلوانية، وسعد الخير النابلسي، وأبو علي ابن الخلال، وأمير الحاج أبو المحاسن يوسف ابن الشقاري، وجماعةٌ. ولد في صفر سنة تسعٍ وأربعين وخمسمائة. وتوفي في سادس جمادى الآخرة. أنبأني سعد الدين ابن حمويه: أن الرشيد حكى له أنه كان يدور يوماً في البلد أيام الملك العادل، فوقف على إنسانٍ ونهاه عن البخس في الوزن، قال: فقام إي بسكين، وقال: أنا غلام دار الدعوة تهددني فشمرت أكمامي، ونزلت عن البغلة، ولكمته في رأسه رميته وأخذت السكين من يده وكتفته وحبسته. قال: ولم يخرج إلا بعد شفاعة ألا يقيم في المدينة.) 4 (محمد ابن الأمير عثمان ابن الأمير علكان.) الأمير أبو عبد الله، الكردي. كان شاباً، دينا،ً خيراً. قتل بظاهر غزة مقبلاً غير مدبر في وقعةٍ بين الملوك. وعاش ثلاثين سنة. وهو ابن بنت الأمير سيف الدين يازكوج الأسدي. 4 (محمد بن محمد بن أبي علي بن أبي نصر.) فخر الدين، أبو عبد الله، النوقاني.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 348 سمع ببغداد من: شهدة الكتبة، وعبد المنعم الفراوي، وأبي القاسم عبد الرحيم بن أبي سعد الصوفي شيخ الشيوخ، وأبي الثناء محمد بن محمد الزيتوني، وجماعة. وسمع من عمر بن أحمد الخطيبي. وقدم مصر، وسكن بمدرسة الشافعي. روى عنه الزكي المنذري وقال: سألته عن مولده فقال: في تاسع ذي القعدة سنة تسعٍ وأربعين بطوس. قال: وكان شيخاً صالحاً، حسن السمت، مشتغلاً بنفسه. وأبوه الإمام أبو المفاخر النوقاني أحد الفضلاء المذكورين. ونوقان: من قرى نيسابور. وروى عنه أيضاً المجد ابن الحلوانية. وأجاز لمحمد بن مشرق. وتوفي في سادس ربيع الآخر. 4 (محمد بن منير بن البطريق.) فصيح الدين، العجلي، البغدادي، الجزري، الشاعر، الأديب. سمع منه الزكي المنذري شعراً له بالقاهرة، وكناه أبا بكر. توفي بدمشق في سادس جمادى الآخرة. 4 (ممد بن هبة الله بن أحمد بن هبة الله بن قرناص.) أبو عبد الله، الخزاعي، الطاهري، الحموي. ولد سنة ستٍ وخمسين بحماه. وروى عن عبد العزيز بن عبد الواحد ابن القشيري، عن هبة الرحمن.) روى عنه مجد الدين العديمي وقال: توفي في رجب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 349 وروى عنه ابن مسدي فقال: كبير بلده، وصدر محتده. سمع من أبي هاشم بن ظفر. 4 (محمد بن ياقوت بن عبد الله.) أبو بكر، الرومي، البغدادي، الصوفي. عتيق أبي الحسن الجازري من جازرة: قريةٌ من قرى النهروان. سمع: أبا الفتح بن البطي، وأبا منصورٍ عبد الوهاب بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر الطوسي، وأبا الحسين عبد الحق اليوسفي. أجاز للفخر إسماعيل بن عساكر، وفاطمة بنت سليمان، وسعد الدين بن عبد القاهر الطوسي، وأبي بكر بن عبد الدائم، والقاضي تقي الدين الحنبلي، وعيسى المطعم، وأحمد ابن الشحنة، وجماعة. وتوفي في العشرين من رمضان. ورخه ابن النجار، وروى عنه حديثاً. 4 (محمد بن يوسف ابن الفقيه سعيد الدولة عبد المعطي بن منصور.) الفقيه، تاج الدين، ابن المخيلي، الإسكندراني، المالكي. توجه رسولاً إلى حمص، فأدركه أجله في ربيع الآخر في حياة والده. تفقه على الحافظ أبي الحسن علي بن المفضل. وتصدر بالإسكندرية، ودرس، وأفتى. وتقلب في الخدم الديوانية. وعاش خمسين سنة. كتب عنه الزكي المنذري، وغيره.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 350 4 (محمد بن أبي بكر بن علي بن سلمان.) الفقيه، رشيد الدين، النيسابوري، الحنفي. تفقه على مذهب أبي حنيفة. وسمع من: أبي الجيوش عساكر بن علي، وأبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن المسعودي، والبوصيري، وجماعةٍ. وبدمشق من الخشوعي. ودرس بها. وحدث. وذكر أنه ولد بنيسابور في سنة تسعٍ وخمسين.) وكان من كبار الحنفية. روى عنه: المجد ابن الحلوانية، ومحمد بن يوسف الذهبي، وسبطه موسى بن علي الحسيني. توفي في خامس ذي القعدة. وأجاز للقاسم بن عساكر. وقد ولي قضاء الكرك، والشوبك. ثم درس بالمعينية. وقد تفقه بخراسان على الركن المغيثي. وبمكة على محمد بن مكرم الكرماني. وبمصر على الفقيه ندى بن عبد الغني. وبدمشق على البرهان مسعودٍ الحنفي. وروى عنه بالإجازة القاضيان ابن الخويي وتقي الدين سليمان، وإبراهيم بن أبي الحسن المخرمي. 4 (محمد الزيلعي، الأسود.) أبو عبد الله، الزاهد. إمام المدرسة النظامية. كان صالحاً، عابداً، خاشعاً، قانتاً، قليل النوم، لين الكلمة، متواضعاً. توفي في صفر، وحمل على الرؤوس وازدحموا على نعشه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 351 4 (المبارك بن أحمد بن أبي البركات المبارك بن موهوب بن غنيمة بن علي، الصاحب) الرئيس. شرف الدين، أبو البركات، ابن المستوفي، اللخمي، الإربلي، الكاتب. ولد بإربل في سنة أربعٍ وستين وخمسمائة. قرأ القرآن والأدب على أبي عبد الله محمد بن يوسف البحراني، وأبي الحرم مكي بن ريان الماكسيني. وسمع من: عبد الوهاب بن أبي حبة، والمبارك بن طاهر الخزاعي، وحنبل بن عبد الله، وعمر بن طبرزد، وعبد اللطيف بن أبي النجيب السهروردي، وأبي المعالي نصر الله بن سلامة الهيتي، وخلقٍ كثيرٍ من القادمين إلى إربل. وأجاز له جماع. وكتب العالي والنازل. وعني بالتاريخ والأخبار وأيام الناس. وجمع لإربل تاريخاً حسناً في خمس مجلدات. وكان بيته مجمع الفضلاء بإربل. وكان كثير المحفوظ، مليح الخط، حسن الإيراد، جيد النظم والنثر. وله إجازةٌ من أبي حعفرٍ الصيدلاني، وقد أجاز لشيخنا ابن الشيرازي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 352 ولي نظر الديوان بإربل، ونزح عنها بعد استيلاء التتار عليها إلى الموصل فأقام بها. وولي) والده أبو الفتح الاستيفاء بإربل مدةً، وكذا والدهم أبو البركات كان مستوفياً بها. وقال ابن خلكان رحمه الله: كان شرف الدين رئيساً، جليل القدر، متواضعاً، واسع الكرم، مبادراً إلى رفادة من يقدم البلد، ومتقرباً إلى قلبه بكل ما يقدر عليه. وكان جم الفضائل، عارفاً بعدة فنون منها: الحديث وفنونه وأسماؤه وما يتعلق به. وكان ماهراً في فنون الأدب من النحو، واللغة، والبيان، والشعر، والعروض، وأيام العرب. وكان بارعاً في علم الديوان وحسابه وقوانينه. صنف كتاب المحصل في نسبة أبيات المفضل في مجلدين. سمعت منه كثيراً، وسمعت بقراءته على المشايخ الواردين شيئاً كثيراً. قال ابن الشعار في كتاب قلائد الجمان بعد أن بالغ في وصف الصاحب أبي البركات وفضائله ومكارمه: وكان محافظاً على عمل الخير والصلاح، مواظباً على الصلاة والعبادة، كثير الصوم، دائم الذكر، متتابع الصدقات. وله ديوان شعر أجاد فيه. خرج من مسجده ليلاً إلى داره، فوثب عليه شخصٌ فضربه بسكينٍ في عضده، فأحضر مزيناً وقمطها بلفائف وسلم. وكتب إلى مظفر الدين صاحب إربل: (يا أيّها الملك الذي سطواته .......... من فعلها يتعجّب المرّيخ)
(آيات جودك محكمٌ تنزيلها .......... لا ناسخٌ فيها ولا منسوخ)
(أشكو إليك وما بليت بمثلها .......... شنعاء ذكر حديثها تاريخ)
(هي ليلةٌ فيها ولدت وشاهدي .......... فيما ادّعيت القمط والتمريخ) خرجت من إربل سنة ستٍ وعشرين وشرف الدين في رتبةٍ دون الوزارة، ثم
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 353 وليها في أول سنة تسعٍ وعشرين. فلما صارت إربل للخليفة، لزم بيته. ولما أخذت إربل سلم هو بالقلعة، ثم سكن الموصل، وأقام بها في حرمة وافرة، واقتنى من الكتب النفيسة شيئاً كثيراً. ومات في خامس المحرم. قلت: ومن شعره وهو عذبٌ رائقٌ: (ومخنّث الأعطاف مياس الخطا .......... حلو الصّبا متناسب التركيب)
(عاتبته فتورّدت وجناته .......... من حرّ أنفاسي ونار لهيب)
(وشكوت ما ألقى فأعرض مغضباً .......... فرجعت عنه بذلّة المكروب)
(يا من تبيت قريرةً أجفانه .......... حاشاك من قلقي وطول نحيبي) ) (أتنام عن سهري وأنت معلّلي .......... وتملّ من سقمي وأنت طبيبي)
(وأقلّ ما ألقاه من ألم الهوى .......... أنّي أموت وأنت لا تدري بي) وله: (رعى الله ليلاتٍ تقضّت بقربكم .......... قصاراً وحيّاها الحيا وسقاها)
(فما قلت إيهٍ بعدها لمسامرٍ .......... من الناس إلاّ قال قلبي آها)
4 (محمود بن عمر بن محمد بن إبراهيم بن شجاع، الحكيم، الأستاذ البارع، سديد الدين،) الشيباني، المعروف بابن زقيقة. والد المحدث أحمد. كان مع تقدمه في الطب أديباً، شاعراً متميزاً. توفي في جمادى الآخرة بدمشق، وله ثلاثٌ وسبعون سنة. روى عنه: الموفق أحمد بن أبي أصيبعة، والشهاب القوصي. ومر في العام الماضي. 4 (حرف النون)
4 (نصر الله بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 354 الصاحب، ضياء الدين، أبو الفتح، ابن الأثير، الشيباني، الجزري، الكاتب، مصنف المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر. ولد بجزيرة ابن عمر في سنة ثمانٍ وخمسين. وانتقل منها مع أبيه وإخوته إلى الموصل، فنشأ بها، وحفظ القرآن، وسمع الحديث، وأقبل على العربية واللغات والشعر حتى برع في الأدبيات، فإنه قال في أول كتاب الوشي المرقوم له: حفظت من الأشعار القديمة والمحدثة ما لا أحصيه كثرةً، ثم اقتصرت بعد ذلك على شعر أبي تمام والبحتري والمتنبي، فحفظت هذه الدواوين الثلاثة، وكنت اكرر عليها حتى تمكنت من صوغ المعاني، وصار الإدمان لي خلقاً وطبعاً. ذكره القاضي ابن خلكان وقال: ثم إنه قصد السلطان صلاح الدين سنة سبعٍ وثمانين، فوصله القاضي الفاضل بخدمة صلاح الدين، فأقام عنده أشهراً، ثم بعثه إلى ولده الملك الأفضل ليكون عنده مكرماً، فاستوزره. فلما توفي صلاح الدين واستقل الأفضل بدمشق، رد الأمور إلى) ضياء الدين، فأساء في الناس العشرة وهموا بقتله فأخرجه الحاجب محاسن مستخفياً في صندوق وسار معه إلى مصر. ولما قصد الملك العادل مصر، وأخذها من ابن أخيه، وخرج من مصر، لم يخرج ابن الأثير في خدمته، لأنه خاف على نفسه، فخرج متنكراً. ولما أخذت دمشق من الأفضل، واستقر بسميساط، راح إليه ابن الأثير وأقام عنده، ثم فارقه
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 355 في سنة سبعٍ وستمائة، واتصل بالملك الظاهر صاحب حلب، فلم ينتظر أمره، فذهب مغاضباً إلى الموصل، واستقر بها، وكتب الإنشاء لصاحبها ناصر الدين محمود ابن عز الدين مسعود، ولأتابكه بدر الدين لؤلؤ. وله يدٌ طولى في الترسل، وكان يعارض القاضي الفاضل في رسائله، فإذا أنشأ رسالة، أنشأ مثلها وكانت بينهما مكاتباتٌ ومحارباتٌ. وأنشأ في العصا: هذه لمبتدأ ضعفي خبر ولقوس ظهري وتر وإن كان إلقاؤها دليلاً على الإقامة، فإن حملها دليلٌ على السفر. وقال ابن النجار: حاز قصب السبق في الإنشاء. وكان ذا رأيٍ ولسانٍ وعارضة وبيان. قدم بغداد رسولاً غير مرة، وروى بها كتاب المثل السائر له. ومرض بها أياماً ومات في ربيع الآخر. وقال غيره: كان بينه وبين أخيه عز الدين علي مجانبةٌ شديدة ومقاطعة. 4 (نصر الله بن أبي المعالي نصر الله بن أبي الفتح سلامة بن سالم.) أبو الفتح، الهيتي، معين الدين، الشافعي، الشاعر، نزيل مصر. ولد يوم عاشوراء سنة خمسٍ وسبعين وخمسمائة. ومدح الملوك والوزراء. توفي في نصف شوال. وأبوه محدثٌ فاضل معروف. 4 (حرف الياء)
4 (ياقوت الرومي، الأتابكي، الموصلي.) شاعرٌ محسن، رشيق القول. توفي بالموصل في جمادى الآخرة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 356 4 (يحيى بن المبارك بن علي ابن شيخ الحنابلة المبارك بن علي بن الحسين بن بندار) المخرمي. الرئيس، عز الدين، البغدادي، والد صاحب الديوان فخر الدين.) كان كاتباً في أعمال السواد، وناظراً كيساً، حميد السيرة. مات فجاءةً في رمضان عن نيفٍ وثمانين سنة. 4 (يوسف بن أحمد بن نجم بن عبد الوهاب ابن الحنبلي.) أبو المظفر، الأنصاري، الدمشقي. سمع: يحيى الثقفي، وعبد الرحمن ابن الخرقي، وعبد المنعم بن كليب. وعاش خمساً وستين سنة. ومات بالغور في شعبان وحمل إلى جبل قاسيون فدفن بتربتهم. 4 (يوسف بن إسماعيل ابن القاضي الأكرم أبي محمد عبد الجبار بن شبل بن علي.) القاضي، الرئيس، جمال الدين، أبو الحجاج، الجذامي، الصويتي، المقدسي الأصل، ثم المصري، الكاتب. سمع من القاسم بن عساكر. وولي ديوان الجيوش المنصورة مدةً. وتوجه إلى اليمن، فأقام بها مدةً وعاد. وحدث. كتب عنه من شعره الحافظ عبد العظيم وقال: ولد سنة إحدى وسبعين وخمسمائة. وهو أخو الضياء محمدٍ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 357 4 (الكنى)
4 (أبو الكرم العجمي، الصوفي.) مارقٌ، نصابٌ، متحيلٌ، بالشعوذة. ظهر ببخارى وأراهم الخوارق، فكان يأمر من يرميه بسهمٍ فتثقل يده ويعجز، فكثر جمعه، واستباح اليهود، واستفحل شأنه، وقال: أنا قادرٌ على قتل المغل بنفسي بقدرة الله بلا سلاح. وشد على شحنة بخارى فقتله في عدة من المغل، فعظم على جرماغون، وجهز لحربه، فبرز أبو الكرم في ألوفٍ من الناس بلا سلاح، فالتقى الجمعان، فأحجمت عنه المغل، فقال مقدمٌ: أنا أريد أن أجرب، ثم شد على أبي الكرم طير رأسه، وحملت المغل فحصدوهم، فيقال: قتلوا ستين ألفاً، وذلك في سنة سبعٍ وثلاثين وستمائة. 4 (وولد فيها) شمس الدين محمد بن إسماعيل بن التيبتي الآمدي، بمصر في المحرم.) وناصر الدين محمد بن يوسف ابن المهتار، في رجب بدمشق. والشمس أحمد بن محمد بن عبد الرحمن ابن العجمي، بحلب. والشمس محمد ابن الخطيب جمال الدين عبد الكافي الربعي. والبدر محمد بن داود بن محمد بن أبي القاسم الهكاري، بحلب. والجمال يوسف بن محمد الإعزازي المنشد. والأمين إسماعيل بن إبراهيم بن نصر الرقي الشاهد، بجبل قاسيون. وعيسى بن عبد الرحمن بن أحمد المعري، ببعلبك. والعماد أحمد ابن الشيخ شمس الدين ابن العماد الحنبلي، ببغداد. والنجم عبد الرحيم بن علي ابن الحبال البعلبكي. والمعين محمد بن محمد بن محمد بن عبد الحميد الشاهد. والشيح عبيد الرحمن بن عبد الواحد الصالحي الجمل في رمضان. وقيل: سنة أربع.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 358 4 (وفيات سنة ثمان وثلاثين وستمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن فارس بن عبد العزيز، القاضي، الوزير.) نجيب الدين، أبو العباس، التميمي، السعدي، الأهتمي، الصفواني، الخالدي، الإسكندراني، المالكي. تفقه على: أبي القاسم مخلوف بن جارة، وأبي الفضل أحمد بن عبد الرحمن الحضرمي، وابن المفضل الحافظ. وسمع من عبد المجيد بن دليل، وجماعةٍ. وحدث. وتقلب في الخدم الديوانية بمصر، ودمشق، والجزيرة، وولي نظر الديوان بدمشق. روى عنه الحافظ عبد العظيم وقال: وسألته عن مولده فقال: ولدت في سنة ستٍ وستين وخمسمائة بالإسكندرية، وبها توفي في الحادي والعشرين من ربيع الأول. وهو والد الكمال إبراهيم بن فارس الكاتب المقرئ، وأخيه عبد الله، ولهما سماعٌ من الكندي. 4 (أحمد بن صالح بن أحمد بن طاهر.) أبو العباس، السجستاني.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 359 روى بالإجازة عن السلفي، وأبي الطاهر بن عوف، سمع أبوه منهما واستجاز له. وحدث بدمشق وحران. روى عنه: محمد بن يوسف الذهبي، وأبو إسحاق الفاضلي، وعبد الله بن يحيى الجزائري. وبالإجازة أبو المعالي الأبرقوهي، والعماد محمد ابن البالسي. وتوفي بدمشق في ثالث جمادى الأولى. 4 (أحمد بن محمد بن طلحة بن الحسن بن طلحة.) أبو بكر، البغدادي. سمع: يحيى بن بوش، وعبد المنعم بن كليب، وطائفة. وقدم مصر وحدث بها. روى عنه: الزكي المنذري، وابن النجار، وغيرهما. ومات ببغداد في ثالث ربيع الآخر عن بضعٍ وستين سنة. وأجاز للقاضي سليمان. قال ابن النجار: كتب بخطه كثيراً بهمةٍ وجدٍ واجتهاد، وقرأ الفقه على مذهب أحمد. وكلم في مسائل الخلاف. وحصل طرفاً صالحاً من الأدب. ثم صار حاجباً لمحيي الدين ابن الجوزي. وقد خرج لنفسه السباعيات ومعجماً لشيوخه. وهو ثقةٌ، نزةٌ، محبوبٌ إلى الناس. ولد سنة ثلاثٍ وسبعين وخمسمائة. 4 (أحمد بن محمد بن محمود بن المعز بن إسحاق.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 360 أبو علي، الحراني، ثم البغدادي، الصوفي، ابن القاضي أبي الفتح. سمعه أبوه من: أبي الفتح محمد بن البطي، وأحمد بن المقرب، ومحمد بن محمد بن السكن، ويحيى بن ثابت، وأبي طالب بن خضير، وأبي المكارم الباذرائي، وغيرهم. وكان من صوفية رباط شهدة. وقد سافر وأقام بالموصل مدةً. روى عنه: ابن النجار، وأبو القاسم بن بلبان، وجمال الدين الشريشي، ومجد الدين ابن الحلوانية، وعز الدين الفاروثي، وجماعةٌ. وبالإجازة القاضيان ابن الخويي وتقي الدين الحنبلي، والفخر بن عساكر، وفاطمة بنت سليمان. وولي أبوه قضاء باب الأزج. توفي أبو علي في سلخ المحرم.) قال ابن النجار: شيخٌ حسن الهيئة، متوددٌ، لطيف الأخلاق. 4 (أحمد ابن الشهاب محمد بن خلف بن راجح بن بلال بن هلال بن عيسى.) القاضي، العلامة، نجم الدين، أبو العباس، المقدسي، الحنبلي، ثم الشافعي. ولد ليلة نصف شعبانٍ سنة ثمانٍ وسبعين. وسمع من يحيى الثقفي، وابن صدقة الحراني في الخامسة، ومن: عبد
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 361 الرحمن بن علي الخرقي، وإسماعيل الجنزوي، وغيرهم. واشتغل أولاً على الشمس أحمد بن عبد الواحد المقدسي البخاري. ثم سافر إلى بغداد مع الضياء وله سبع عشرة سنة، فسمع من ابن الجوزي، وغيره. وسافر إلى همذان إلى الركن الطاوسي الأصولي فلازمه مدةً حتى صار معيده، وسمع بها من أبي العز عبد الباقي بن عثمان الهمذاني، وغيره. ثم سافر هو وأخوه إبراهيم إلى بخارى واشتغلا بها مدةً. وبرع هو في علم الخلاف وصار له صيتٌ بتلك الديار ومنزلةٌ رفيعة. وتفقه في المذهب الشافعي وأتقنه. ومن جملة محفوظاته: كتاب الجمع بين الصحيحين للحميدي. قال زكي الدين المنذري: تقدم في الخلاف، وناظر. وكان له اعتناءٌ بحفظ الجمع بين الصحيحين. وقال الضياء: من وقت قدومه إلى دمشق لم يزل يشغل الناس، ويذكر الدروس في التفسير، والحديث، والخلاف، وغير ذلك. وحفظ الصحيحين. وكان لا يكاد يقعد بلا اشتغال. وهو ممن يقوم الليل، ويداوم على صلاة الضحى صلاة حسنة طويلة. قال: وسمعت أنه يقرأ كل ليلة ثلث القرآن. وسمعت عمر بن صومع يذكر أنه رأى الحق في النوم، فسأله عن النجم، فقال: هو من المقربين. فذكرت التعصب عليه لما أثبت رؤية الهلال فقال: ما يضره وهذا ما يقضي إلا بالحق أو ما معناه. وقال العز ابن الحاجب: كان إماماً ورعاً، معظماً لفضله وبيته، عديم النظير في فنه، بالغ في طلب العلم. وكان وافر الحظ من الخلاف. وكان سليم الباطن، ذا سمتٍ، ووقار، وتعبدٍ. كثرت التشانيع على وكلاء مجلسه وما يعلمونه في المحاضر، وأشرفت بعض الحقوق على الضياع من فتح أبواب الرشا، فصرف عن القضاء، وربما اطلع على بعض ذلك وسامح. قلت: غاب عن دمشق ثلاث عشرة سنة. وأخذ عن نجم الدين الكبرى
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 362 الزاهد. وذكر أنه رأى) الحق تعالى عشرة مرةً ورأى النبي صلى الله عليه وسلم بضعاً وأربعين مرة. وقد ساق ذلك كله الضياء في ترجمته فمنها: قال: رأيت كأني أسمع كلامه سبحانه يقول: إن سهامنا ستصيب من أرادك بسوءٍ. قال: ورأيت كأنه تعالى يقول: ادن مني مرحباً بالحاكم الفاضل، أوصيك بالقاضي الخويي. ورأيت في سنة ثمانٍ وعشرين كأني أسمع من الحق تعالى: أنا عنك راضٍ، فهل أنت عني راضٍ وقال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وإذا هو يقول: تعالوا فانظروا ماذا أمرني به ربي فدنوت منه، فإذا بيده لوحٌ فيه خطٌ بالكوفي: يا محمد، إنك لن تطيعني حتى تتبع رضاي في سخطك. وقال: ورأيته صلى الله عليه وسلم بخوارزم فقلت: يا رسول الله، لماذا أنزل الله في التوراة والإنجيل والقرآن وسائر الكتب: إن الله في السماء وأرى الناس ينكرون ذلك قال: ومن ينكر ذلك الأمر كذلك. قال: ورأيته فسمعته عليه السلام يقول: ليس أحدٌ أقرب إلي من مؤمن آل فرعون، فحكيته للشيخ نجم الدين الكبرى، فقال: المراد بمؤمن آل فرعون الذي يقول الحق، ويظهره عند غلبة الباطل وظهور الكفر كما فعل مؤمن آل فرعون. وقال: رأيته صلى الله عليه وسلم بدهستان، فقال لي: من لم يرو عني حديثاً عذب. فقلت: كيف يروي عنك، يراك هكذا فيسمع منك قال: لا، بل يقول: حدثنا فلان قال: حدثنا فلان، وذكر إسناداً فيه إجازة، ثم ذكر متنه خطبةً لم أحفظها. قال الضياء: ولما تولى المدرسة العذراوية رأى القاضي صدر الدين سليمان الحنفي رحمه الله في النوم كأن الإمام أحمد يدرس فيها، فيفسر به.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 363 وذكر درساً في مدرسة الشيخ أبي عمر وهو حنبليٌ. وقرأ على شيخنا موفق الدين كتاب المقنع، وكتب له خطه عليه ما لم يكتبه لغيره في سنة ثلاث عشرة. قال: ثم درس بالعذراوية، ودرس بالصارمية التي بحارة الغرباء، ودرس بمدرسة أم الصالح إسماعيل، وبالشامية البرانية. ومات وهو يدرس بالعذراوية، بها. قلت: وناب في القضاء عن القاضي جمال الدين المصري، والقاضي شمس الدين الخويي،) والقاضي عماد الدين عبد الكريم ابن الحرستاني الخطيب، والقاضي شمس الدين ابن سني الدولة، والرفيع الجيلي ناب عنه إلى أن مات. قال أبو شامة: كان يعرف بالحنبلي. وكان فاضلاً، ديناً، بارعاً في علم الخلاف، وفقه الطريقة، حافظاً للجمع بين الصحيحين للحميدي. وقرأت وفاته بخط الضياء في يوم الجمعة خامس شوال ودفن ليومه بالجبل، وكان الجمع في جنازته كثيراً. قال: وكان أوحد عصره في علم الخلاف. وكان مجتهداً في الخير لا سيما في آخر عمره. قلت: وصنف طريقته في الخلاف وهي مجلدان، وكتاب الفصول والفروق، وكتاب الفروق، وكتاب الدلائل الأنيقة وغير ذلك. روى عنه الحافظ الضياء حديثاً واحداً، والمجد ابن الحلوانية، والشرف ابن عساكر، وابن عمه الفخر إسماعيل، والبدر حسن ابن الخلال، والشمس محمد ابن الكمال، ومحمد بن يوسف الذهبي، والعماد بن بدران. وانفرد بإجازته القاسم بن عساكر الطبيب. 4 (إسماعيل بن أحمد بن الحسن.) الأمير الأجل، مكرم الدين، ابن اللمطي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 364 من بيتٍ مشهور. ولد في حدود سنة خمسٍ وأربعين. وسمع من الفقيه أبي العباس أحمد بن الحطيئة. وولي عدة ولايات بالوجه القبلي، والوجه البحري. روى عنه الحافظ عبد العظيم وقال: توفي بالصعيد في السابع والعشرين من ربيع الأول. 4 (حرف الجيم)
4 (جبريل بن عبد الله، الزاهد.) مريد الشيخ عبيد الله الإخميمي الزاهد. من شيوخ الصعيد، له أحوالٌ ومقامات. وانتفع بصحبته جماعةٌ من الصالحين. توفي بمنية بني خصيب في رابع جمادى الأولى رحمه الله.) 4 (جمهة بنت المفرج بن علي بن المفرج بن عمرو بن مسلمة.) أم الفتيان، أخت الرشيد أحمد. ولدت في سنة ثمانٍ وأربعين أو نحو ذلك. وأجاز لها أبو الوقت السجزي، ومسعود بن عبد الواحد بن الحصين، وجماعة. روى عنها: المجد ابن الحلوانية، ونصر الله وسعد الخير ابنا النابلسي. ولشيخنا البهاء ابن عساكر إجازةٌ منها. وتوفيت في ثالث عشر صفر. 4 (حرف الحاء)
4 (الحسين بن محمد بن علي بن وزير.) زين الدين، أبو المعالي، الصوفي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 365 من أهل واسط. كان يلقن. سمع من ابن بوش، وغيره في الكبر. توفي في رمضان. ذكره ابن النجار. وروى عنه بالإجازة البهاء ابن عساكر. 4 (حرف الخاء)
4 (خليفة بن سليمان بن خليفة بن محمد، الفقيه.) أبو السرايا، القرشي، الشروطي، الحنفي. ولد سنة ستٍ وستين. وحدث بحلب عن ابن صدقة الحراني. روى عنه القاضي مجد الدين العقيلي. توفي رحمه الله في شوال. وذكره الصاحب في تاريخ حلب. وأنه تفقه بالعجم. وكتب الحكم بين يدي والدي، ثم بين يدي ابن شداد. ثم درس بمدرسة الجاولي، ثم بمدرسة الأتابك طغرك. وكان لا يحرر مولده. 4 (حرف السين)
4 (سعد بن أبي منصور سعيد بن محمد ابن العلامة أبي منصور ابن الرزاز البغدادي.) أبو محمد.) سمع حضوراً من عبيد الله بن شاتيل. وحدث. وتوفي في جمادى الأولى. 4 (سعيد بن علي بن أبي الفتح المبارك بن أحمد بن محمد بن علي بن بكري.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 366 أبو الرضا، الحريمي، الصوفي. ولد سنة ثلاثٍ وخمسين. وسمع من: أبي الفتح البطي، وأبي المكارم محمد بن أحمد الطاهري، وأبي علي أحمد بن محمد الرحبي، وأبي شجاعٍ أحمد، ويحيى ابني موهوب بن السدنك، وغيرهم. ذكره المنذري وقال: توفي في حادي عشر شوال. ولنا منه إجازةٌ. قلت: لم أعرفه بعد. 4 (سعيد بن محمد بن سعيد بن جحدر، القاضي.) بهاء الدين، أبو منصور، الأنصاري، الخزرجي، الجزري، الصوفي، الشافعي، الحاكم. ولد بجزيرة ابن عمر في سنة تسعٍ وأربعين. وسمع في كبره من محمود بن نصر ابن الشعار. ونزل بخانقاه سعيد السعداء مدةً، وولي القضاء ببعض بلاد الصعيد. روى عنه: الزكي المنذري، والمجد ابن الحلوانية، وغيرهما. وبالإجازة القاضي شهاب الدين ابن الخويي، والفخر إسماعيل بن عساكر، وأبو نصر محمد ابن الشيرازي، وسعدٌ، والمطعم. وتوفي إلى رحمة الله ليلة السابع والعشرين من رمضان. 4 (سليمان بن أبي بكر بن أميرك، العلامة، علم الدين.) أبو الربيع، النيسابوري الأصل، الحموي المولد، المصري الديار، الحنفي. كان مدرساً بالقاهرة بمدرسة يازكوج الأسدي، ومدرسة حارة الديلم، ومسجد الشهاب الغزنوي. وحدث عن: أبي عبد الله الأرتاحي، والعماد الكاتب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 367 وكان ديناً، خيراً، عارفاً بالمذهب. توفي في ذي القعدة. 4 (حرف الشين) ) 4 (سمخ بن ثابت بن عنان بن وافد بالفاء.) أبو علي العرضي، السنبسي، خطيب داريا. فقيهٌ شافعي، فصيحٌ، قادرٌ على صوغ الخطب. سمع بخراسان من: محمد بن فضل الله السالاري، ومحمد بن أحمد البخاري الخوارزمي. روى عنه: ابنه الخطيب، والمجد ابن الحلوانية، وأبو علي ابن الخلال، وغيرهم. وبالإجازة العماد محمد ابن البالسي، وإبراهيم بن أبي الحسن المحرمي. قرأت وفاته بخط الضياء في عاشر رمضان. 4 (شمس الدين بن برق.) أحمد أمراء دمشق. وكان والي البر. ذكروا أنه كاتب صاحب مصر، وأن كمال الدين ابن شيخ الشيوخ لما وصل إلى دمشق اعتنقه وسلم عليه وبالغ، فقبض عليه الصالح إسماعيل ونفذه إلى بعلبك، فشنق بها في جمادى الأولى من السنة. نقله تاج الدين عبد الوهاب. 4 (حرف الصاد)
4 (صالح بن خلف بن أحمد بن علي بن أحمد.) الفقيه، أبو التقي الجهني، المصري، الشافعي، المقرئ، والد شيخنا أبي عبد الله محمد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 368 قرأ القرآن على أبي الجواد. وتفقه وسمع من المتأخرين. وأسمع ولده من ابن باقا. وتصدر بالجامع الظافري مدةً. وكان شيخاً صالحاً، فاضلاً. توفي في شوال ببلبيس. 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن رافع بن ترجم بن رافع.) أبو محمد، الشارعي، الشافعي. شيخٌ صالح، خيرٌ، مشهور بزيارة قبور الصاحين ومعرفة مواضعها له نهمةٌ في ذلك، وقصد صالح. روى عن أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد السبيي.) روى عنه الحافظ عبد العظيم وقال: توفي في ثالث عشر شعبان. ولقبه الشيخ عابد بباء موحدة، عاش بضعاً وسبعين سنة. وأجاز للفخر إسماعيل بن عساكر، وأبي نصرٍ محمد ابن الشيرازي. 4 (عبد الله بن محمد بن علي بن محمد.) الأديب، أبو محمد، ابن الهروي، البغدادي. ذكره ابن النجار فقال: من أولاد المحدثين. قرأ الأدب، وقال الشعر وغلب عليه المجون والخلاعة والفحش والسخف. وجمع مقاماتٍ في الهزل. وكان متهتكاً. سيئ الطريقة. مات في جمادى الأولى، وله إحدى وسبعون سنة. روى عنه ابن النجار شعراً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 369 4 (عبد الله بن يوسف بن أحمد.) أبو حمد، البلنسي، المقرئ. سمع من: أبي عبد الله بن نوح الغافقي. وأخذ القراءآت عن: أبي جعفر ابن الحصار، وأبي عبد الله بن سعادة، وأبي علي بن زلال. وتفقه، ونوظر عليه في كتب الرأي. وولي خطابة بلنسية مدةً إلى أن أخذتها الفرنج صلحاً في سنة ستٍ وثلاثين، فنزح إلى دانية وولي خطابتها، ثم انتقل إلى مرسية وبها توفي. ذكره الأبار. 4 (عبد الحميد بن الحسن بن يحيى بن علي.) القاضي، رشيد الدين، أبو المكارم، التميمي، المصري، المعدل. حدث بدمشق عن البوصيري. وأدركه الأجل بقطنا في أول شعبان. روى عنه المجد ابن الحلوانية. 4 (عبد الرحمن بن عبد المؤمن بن عبد الله بن أبي طالب.) أبو علي، السلمي، الموازيني، الطرائفي، العطار، المعروف بزريق الصيدلاني. حدث عن: أبي القاسم بن عساكر المؤرخ، وأبي المواهب بن صصرى. روى عنه: الزكيان البرزالي والمنذري، والمجد ابن الحلوانية، والبدر ابن الخلال، وجماعةٌ.) وكان عطاراً في سوق الكبير.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 370 وتوفي في رابع عشر جمادى الأولى. أخبرنا أبو علي القلانسي، أخبرنا عبد الرحمن بن عبد المؤمن، أخبرنا علي بن الحسن، أخبرنا الفراوي وزاهرٌ قالا: أخبرنا أبو سعدٍ الكنجروذي، أخبرنا الحسين بن علي التميمي، أخبرنا البغوي، حدثني جدي، وشجاع، ومحمود قالوا: حدثنا ابن علية، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لايتمن أحدكم الموت لضر نزل به ولكن ليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي أخرجناه من حديث ابن علية. 4 (عبد الرحيم ابن الفقيه أبي الحجاج يوسف بن محمد ابن الشيخ.) أبو محمد، البلوي، المالقي. أخذ عن: أبيه، وأبي محمد القرطبي، وعبد الحق بن محمد. وأجاز له: عبد الوهاب بن علي، وأبو العباس بن مقدام الرعيني. مولده سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة. ولي خطابة مالقة. أخذ عنه ابن فرتون وورخه. 4 (عبد المعطي بن محمود بن عبد المعطي بن عبد الخالق.) أبو محمد، الإسكندراني، اللخمي، المالكي، الضرير، الرجل الصالح. سمع من عبد المجيد بن دليل. وعاش خمساً وسبعين سنة. وكان له بالإسكندرية رباطٌ مشهور وانتفع بصحبته جماعةٌ. وله فوائد ومجاميع.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 371 وتوفي بمكة في أواخر ذي الحجة رحمه الله. 4 (عفيفة بنت أبي منصور محمد بن أحمد بن الفرج الدقاق.) أم سارة، البغدادية. أجاز لها: أبو زرعة، ومعمر بن الفاخر، وأحمد بن المقرب، وجماعة. وتوفيت بالمحرم.) 4 (علي بن أحمد بن محمد بن العالي بن جوشن.) أبو الحسن، القرشي، الشارعي، المقرئ، الشافعي، الجباس بجيم وباء موحدة. قرأ القراءآت على فارس بن تركي الضرير وصحبه مدة. وكان كثير التلاوة يختم في كل ليلة جمعةٍ بالقرافة ختمةً، وفي كل ليلة ثلاثاء بمشهد نفيسة رحمها الله ختمةً وبمشهد زيد كل ليلة سبتٍ ختمةً، أقام على هذا مدةً. وكان له قبولٌ تامٌ من الناس، وانتفع به جماعةٌ في حفظ القرآن. وعاش نيفاً وثمانين سنة. ومات في ثاني ربيع الأول. 4 (علي بن مختار بن نصر بن طغان.) جمال الملك، أبو الحسن، العامري، المحلي المولد، الإسكندراني، المعروف بابن الجمل. ولد في أول سنة ثمانٍ وأربعين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 372 وسمع من: السلفي، والشريف أبي محمد العثماني. وحدث غير مرة، روى عنه: الزكي المنذري، والمجد ابن الحلوانية، وشيخنا الشرف الدمياطي، وخديجة بنت غنيمة البغدادية، والزين محمد بن عبد الوهاب ابن الجباب الكاتب، وأبو القاسم عبد الرحمن بن عمران الدكالي حنون، وأبو القاسم عبد الرحمن بن مخلوف بن جماعةٍ، وشرف القضاة أبو الفتح محمد ابن الشيخ أبي الفضل أحمد بن محمد ابن الجباب، وأبو صادقٍ محمد ابن الرشيد العطار، وآخرون. وبالإجازة شمس الدين عبد القادر ابن الحظيري، وسعد الدين بن سعد، والقاضي تقي الدين سليمان، والقاضي شهاب الدين الخويي. وهو من أولاد أمراء الدولة العبيدية. سمع قطعةً صالحة من السلفي. وتوفي في ثامن عشر شعبان. 4 (عمر ابن الملك الأمجد بهرام شاه بن فروخشاه.) الملك المظفر، تقي الدين. توفي في ربيع الأول بدمشق. وله شعرٌ جيدٌ. 4 (عمر بن مظفر بن سعيد، القاضي.) ) رشيد الدين، أبو حفص، الفهري، الفوي، المصري، الشاعر، الكاتب. تقلب في الخدم الديوانية. وكان شاعراً محسنا، مدح الملوك والوزراء. وكان كثير المحفوظ، حلو النادرة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 373 روى عنه الزكي المنذري، وغيره. وعاش خمساً وسبعين سنة. توفي في سابع جمادى الأولى. 4 (عوض بن فخير بن رمضان.) أبو القاسم القرشي، الفهري، الفوي، ثم المصري، الأديب، الشاعر، ويعرف بالأديب القطان. صحب الأديب إسماعيل العطار. روى عنه من شعره الزكي المنذري وقال: كان محباً للفضيلة، كثير الشغف بعرفة التواريخ، والوفيات، والوقائع. توفي في العشرين من رمضان عن أربعٍ وثمانين سنة. 4 (حرف اللام)
4 (لب بن عمر بن جراح.) أبو عيسى الأنصاري، المراكشي. أخذ كتابي النجم والكواكب للإقليشي عن ابن كوثر. وتلا بالسبع بسبتة على أبي زكريا الهورني. توفي في شوال. قاله ابن فرتون. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن احمد بن يعلى.) أبو عبد الله، الهاشمي، المالقي، المعمر، المالكي، الضرير، نزيل الإسكندرية، ويعرف بالغزال. ذكر أنه ولد بمالقة سنة أربع وثلاثين وخمسمائة. وأنه سمع الأحكام
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 374 الكبرى من عبد الحق ببجاية، وأنه سمع من السلفي بالإسكندرية. كتب عنه الزكي عبد العظيم، وذكره في معجمه. وتوفي في جمادى الآخرة. 4 (محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله. الشيخ، محيي
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 375 الدين، أبو بكر، الطائي،) ) الحاتمي، الأندلسي، المرسي، المعروف بابن العربي. ويعرف أيضاً بالقشيري لتصوفه، صاحب المصنفات، وقدوة أهل الوحدة. ولد في رمضان سنة ستين وخمسمائة برسية. وذكر أنه سمع بمرسية، وأنه سمع بقرطبة من أبي القاسم خلف بن بشكوال، وبإشبيلية من أبي بكر محمد بن خلف بن صاف. وقد سمع بمكة من زاهر بن رستم كتاب الترمذي، وسمع بدمشق من أبي القاسم عبد الصمد ابن الحرستاني القاضي، وبالموصل، وبغداد، وسكن الروم مدةً. قرأت بخط ابن مسدي يقول عن ابن العربي: ولقد خاض في بحر الإشارات، وتحقق بمجال العبارات، وتكون في تلك الأطوار حتى قضى ما شاء من لباناتٍ وأوطارٍ، فضربت عليه العلمية رواقها، وطبق ذكره الدنيا وآفاقها، فجال بمجالها، ولقي رجالها. وكان جميل الجملة والتفصيل، محصلاً للفنون أحصن تحصيل، وله في الأدب الشأو الذي لا يلحق. سمع ابن الجد، وابن زرقون، ونجبة بن يحيى. وذكر أنه لقي ببجاية عبد الحق وفي ذلك نظرٌ وأن السلفي أجاز له وأحسبها العامة وذكر أنه سمع من أبي الخير أحمد بن إسماعيل الطالقاني. قلت: هذا إفكٌ بينٌ ما لحقه أبداً. قال ابن مسدي: وله تواليف تشهد له بالتقدم والإقدام ومواقف النهايات في مزالق الإقدام. وكان مقتدراً على الكلام، ولعله ما سلم من الكلام، وعندي من أخباره عجائب. وكان ظاهري المذهب في العبادات، باطني النظر في الاعتقادات، ولهذا ما ارتبت في أمره والله أعلم بسره.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 376 ذكره أبو عبد الله الدبيثي فقال: أخذ عن مشيخة بلده، ومال إلى الآداب، وكتب لبعض الولاة، ثم حج ولم يرجع، وسمع بتلك الديار. وروى عن السلفي بالإجازة العامة. وبرع في علم التصوف وله فيه مصنفات كثيرة. ولقيه جماعةٌ من العلماء والمتعبدين وأخذوا عنه. وقال ابن نقطة: سكن قونية وملطية مدةً. وله كلامٌ وشعرٌ غير أنه لا يعجبني شعره. قلت: كأنه يشير إلى ما في شعره من الاتحاد وذكر الخمر والكنائس والملاح، كما أنشدنا أبو المعالي محمد بن علي عن ابن العربي لنفسه: (بذي سلم والدّير من حاضر الحمى .......... ظباءٌ تريك الشمس في صورة الدّمى) ) (فأرقب أفلاكاً وأخدم بيعةً .......... وأحرس روضاً بالربيع منمنما)
(فوقتاً أسمّى راعي الظبي بالفلا .......... ووقتاً أسمّى راهباً ومنجّما)
(تثلّث محبوبي وقد كان واحداً .......... كما صيّروا الأقنام بالذات أقنما)
(فلا تنكرن يا صاح قولي غزالةٌ .......... تضيء لغزلانٍ يطفن على الدّما)
(فللظّبي أجياداً وللشمس أوجهاً .......... وللدّمية البيضاء صدراً ومعصما)
(كما قد أعرت للغصون ملابساً .......... وللروض أخلاقاً وللبرق مبسما) ومن شعره في الحق تعالى: (ما ثمّ سترٌ ولا حجابٌ .......... بل كلّه ظاهرٌ مبيّن) وله: (فما ثمّ إلا الله ليس سواه .......... فكلّ بصيرٍ بالوجد يراه) وله: (لقد صار قلبي قابلاً كلّ صورةٍ .......... فمرعىً لغزلانٍ وديرٌ لرهبان)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 377 (وبيتٌ لأوثان وكعبة طائفٍ .......... وألواح توراةٍ ومصحف قرآن)
(أدين بدين الحبّ أين توجّهت .......... ركائبه فالحبّ ديني وإيماني) وله من قصيدة: (عقد الخلائق في الإله عقائداً .......... وأنا اعتقدت جميع ما اعتقدوه) هذا الرجل كان قد تصوف، وانعزل، وجاع، وسهر، وفتح عليه بأشياء امتزجت بعالم الخيال، والخطرات، والفكرة، فاستحكم به ذلك حتى شاهد بقوة الخيال أشياء ظنها موجودةً في الخارج. وسمع من طيش دماغه خطاباً اعتقده من الله ولا وجود لذلك أبداً في الخارج، حتى إنه قال: لم يكن الحق أوقفني على ما سطره لي في توقيع ولايتي أمور العالم، حتى أعلمني بأني خاتم الولاية المحمدية بمدينة فاس سنة خمسٍ وتسعين. فلما كانت ليلة الخميس في سنة ثلاثين وستمائة أوقفني الحق على التوقيع في ورقةٍ بيضاء، فرسمته بنصه: هذا توقيع إلهي كريم من الرؤوف الرحيم إلى فلان، وقد أجزل له رفده وما خبينا قصده، فلينهض إلى ما فوض إليه، ولا تشغله الولاية عن المثول بين أيدينا شهراً بشهرٍ إلى انقضاء العمر. ومن كلامه في كتاب فصوص الحكم قال: أعلم أن التنزه عند أهل الحقائق في الجناب الإلهي) عين التحديد والتقييد، فالمنزه، إما جاهلٌ وإما صاحب سوء أدب، ولكن إذا أطلقاه، وقالا به، فالقائل الشرائع المؤمن إذا نزه ووقف عند التنزيه، ولم ير غير ذلك، فقد أساء الأدب، وأكذب الحق والرسل وهو لا يشعر، وهو كمن آمن ببعضٍ وكفر ببعض، ولا سيما وقد علم أن ألسنة الشرائع الإلهية إذا
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 378 نطقت في الحق تعالى بما نطقت به إنما جاءت به في العموم على المفهوم الأول وعلى الخصوص على كل مفهوم يفهم من وجوه ذلك اللفظ بأي لسان كان في موضع ذلك اللسان، فإن للحق في كل خلقٍ ظهوراً، فهو الظاهر في كل مفهوم، وهو الباطن عن كل فهم، إلا عن فهم من قال: إن العالم صورته وهويته وهو الاسم الظاهر، كما أنه بالمعنى روح ما ظهر فهو الباطن، فنسبته لما ظهر عن صور العالم نسبة الروح المدبرة للصورة، فتوجد في حد الإنسان مثلاً باطنة وظاهرة، وكذلك كلٌ محدود، فالحق محدودٌ بكل حدٍ، وصور العالم لا تنضبط، ولا يحاط بها، ولا يعلم حدود كل سورة منها إلا على قدر ما حصل لكل عالم من صوره، ولذلك يجهل حد الحق، فإنه لا يعلم حده إلا بعلم حد كل صورة وهذا محال. وكذلك من شبهه وما نزهه، فقد قيده وحدده وما عرفه. ومن جمع في معرفته بين التنزيه والتشبه، وصفه بالوصفين على الإجمال، لأنه يستحيل ذلك على التفصيل، كما عرف نفسه مجملاً لا على التفصيل. ولذلك ربط النبي صلى الله عليه وسلم معرفة الحق بمعرفة النفس، فقال: من عرف نفسه عرف ربه. وقال تعالى: سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم وهو عينك حتى يتبين لهم أي للناظرين أنه الحق من حيث إنك صورته، وهو روحك، فأنت له كالصورة الجسمية لك، وهو لك كالروح المدبر لصورة جسدك، فإن الصورة الباقية إذا زال عنها الروح المدبر لها لم تبق إنساناً ولكن يقال فيها: إنها صورةٌ تشبه صورة الإنسان، فلا فرق بينها وبين صورةٍ من خشب أو حجارة ولا ينطق عليها اسم إنسان إلا بالمجاز لا بالحقيقة. وصورة العالم لا يتمكن زوال الحق عنها أصلاً، فحد الألوهية له بالحقيقة لا بالمجاز كما هو حد الإنسان. إلى أن قال في قوله تعالى: وقالوا لا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 379 ويعوق ونسراً قال: فإنهم إذا تركوهم جهلوا من الحق على قدر ما تركوا من هؤلاء فإن للحق في كل معبود وجهاً يعرفه من يعرفه، ويجهله من يجهله من المحمديين وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه أي: حكم، فالعالم يعلم من عبد، وفي أي صورة ظهر حتى عبد، وإن التفريق والكثرة كالأعضاء) في الصورة المحسوسة، وكالقوى المعنوية في الصورة الروحانية، فما عبد غير الله في كل معبود. إلى أن قال: مما خطيئاتهم فهي التي خطت بهم فغرقوا في بحار العلم بالله، وهو الحيرة فادخلوا ناراً في عين الماء في المحمديين وإذا البحار سجرت سجرت التنور: إذا أوقدته فلم يجدوا من دون الله أنصاراً فكان الله عين أنصارهم، فهلكوا فيه إلى الأبد فلو أخرجهم إلى السيف سيف الطبيعة لنزل بهم عن هذه الدرجة الرفيعة، وإن كان الكل لله وبالله، بل هو الله. وقال في قوله: يا أبت افعل ما تؤمر فالوالد عين أبيه، فما رأى يذبح سوى نفسه، وفداه بذبحٍ عظيمٍ، فظهر بصورة كبش من ظهر بصورة إنسان، لا بل بحكم ولد من هو عين الوالد، وخلق منها زوجها فما نكح سوى نفسه فمنه الصاحبة والولد والأمر واحد في العدد. وفيه: (فيحمدني وأحمده .......... ويعبدني وأعبده)
(ففي حالٍ أقرّ به .......... وفي الأعيان أجحده)
(فيعرفني وأنكره .......... وأعرفه فأشهده) وقال: ثم تممها محمد صلى الله عليه وسلم بما اخبرنا به عن الحق تعالى بأنه عين السمع
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 380 والبصر واليد والرجل واللسان، أي: هو عين الحواس. والقوى الروحانية أقرب من الحواس، فاكتفى بالأبعد المحدود عن الأقرب المجهول الحد. إلى أن قال: وما رأينا قط من عبد الله في حقه تعالى في آية أنزلها أو إخبار عنه أوصله إلينا فيما نرجع إليه إلا بالتحديد، تنزيهاً كان أو غير تنزيه، أوله العماء الذي ما فوقه هواء وما تحته هواء فكان الحق فيه قبل أن يخلق الخلق. ثم ذكر أنه استوى على العرش فهذا أيضاً تحديد، ثم ذكر أنه ينزل إلى السماء الدنيا فهذا تحديد، ثم ذكر أنه في السماء وأنه في الأرض وأنه معنا أينما كنا إلى أن أخبرنا أنه عيننا ونحن محدودون فما وصف نفسه إلا بالحد. وقوله: ليس كمثله شيء حدٌ أيضاً إن أخذنا الكاف زائدةً لغير الصفة، وإن جعلنا الكاف للصفة قد حددناه. وإن أخذنا ليس كمثله شيء على نفي المثل تحققنا بالمفهوم، وبالخبر الصحيح أنه عين الأشياء، والأشياء محدودة، وإن اختلفت حدودها، فهو محدود بحد كل محدود، فما تحد شيئاً إلا وهو حدٌ للحق، فهو الساري في مسمى المخلوقات والمبدعات، ولو لم يكن الأمر كذلك ما صح الوجود، فهو عين الوجود. وذكر فصلاً من هذا النمط. تعالى الله عما يقول علواً) كبيراً. أستغفر الله، وحاكي الكفر ليس بكافرٍ. قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام في ابن العربي هذا: شيخ سوءٍ، كذاب، يقول بقدم العالم ولا يحرم فرجاً. هكذا حدثني شيخنا ابن تيمية الحراني به عن جماعةٍ حدثوه عن شيخنا ابن دقيق العيد أنه سمع الشيخ عز الدين يقول ذلك. وحدثني بذلك المقاتلي، ونقلته من خط أبي الفتح بن سيد الناس أنه سمعه من ابن دقيق العيد. قلت: ولو رأى كلامه هذا لحكم بكفره، إلا أن يكون ابن العربي رجع عن هذا الكلام، وراجع دين الإسلام، فعليه من الله السلام. وقد توفي في الثاني والعشرين من ربيع الآخر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 381 ولابن العربي توسع في الكلام، وذكاءٌ، وقوةٌ حافظةٌ، وتدقيقٌ في التصوف، وتواليف جمةٌ في العرفان. ولولا شطحاتٌ في كلامه وشعره لكان كلمة إجماع، ولعل ذلك وقع منه في حال سكره وغيبته، فنرجو له الخير. 4 (محمد بن جعفر بن أحمد بن علي.) أبو عبد الله، الأنصاري، الصولي، المالكي. ولد بصول قبل الستين وخمسمائة. وصول: من الصعيد الأدنى. وسمع من أبي البركات هبة الله بن عبد المحسن. روى عنه الزكي المنذري شعراً وقال: توفي في ثاني عشر المحرم. 4 (محمد بن سعيد بن محمد بن سعيد ابن الرزاز.) أبو سعد، البغدادي. حضر في الرابعة عند عبيد الله بن شاتيل. وصار عدلاً، وولي وكالة أولاد الخليفة. وحدث. وتوفي في جمادى الأولى، ودفن عند أبيه وأجداده. 4 (محمد ابن القاضي عبد الله ابن القاضي السعيد علي بن عثمان، القاضي شرف الدين.) أبو الحسن، المخزومي، الشافعي، العدل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 382 سمع من البوصيري، وإسماعيل بن ياسين، والأرتاحي، وجماعةٍ كثيرة. وشهد على القضاة، وتقلب في الخدم.) وحدث بمصر والشام. وعاش خمسين سنة. وتوفي في ذي القعدة بغزة. 4 (محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان بن عبد الله بن علوان بن رافع، قاضي) القضاة. جمال الدين، أبو عبد الله، ابن الأستاذ، الأسدي، الحلبي، الشافعي. ولد بحلب في سنة أربعٍ وستين وخمسمائة. وسمع من: جده لأمه عبد الصمد لن ظفر، ويحيى الثقفي، وأبي الفتح عمر بن علي الجويني، وغيرهم. وحدث بمصر وحلب. وناب عن أخيه القاضي زين الدين عبد الله، فلما توفي ولي القضاء. وكان من النبلاء العلماء يرجع إلى فضلٍ، ودينٍ وسؤددٍ. روى عنه: الجمال محمد ابن الصابوني، والمجد ابن العديم الحاكم، والشهاب الأبرقوهي، وجماعة. وقد سمع في سنة تسعٍ وستين بقراءة الحافظ عبد القادر الرهاوي على جده المهذب عبد الصمد الخامس عشر من الأفراد للدارقطني: أخبرنا طاهر بن عبد الرحمن ابن العجمي سنة عشرون وخمسمائة، أخبرنا أبو طاهر محمد بن الحسين بن سعدون الموصلي بحلب سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة، أخبرنا الدارقطني.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 383 توفي جمال الدين في صفر بحلب. وقد روى سعد الخير النابلسي، عنه عن القطب مسعود بن محمد. 4 (محمد بن عبد الرحمن بن مسعود بن الحسين ابن الحلي.) أبو عبد الله، البغدادي. سمع من: أبي السعادات القزاز، وطاعنٍ الزبيري. وكان كاتباً متصرفاً، متميزاً، حسن الطريقة. توفي في جمادى الآخرة. أجاز للقاضي شهاب الدين ابن الخويي، والبدر حسن ابن الخلال، وزينب بنت الإسعردي،) ومحمد ابن الشيرازي، والبهاء بن عساكر. 4 (محمد بن عبد الملك بن يوسف بن محمد بن قدامة.) الإمام، أبو يوسف، الجماعيلي. روى عن يحيى الثقفي. روى لبا عنه العماد عبد الحافظ بن بدران. قال الحافظ الضياء: توفي في المحرم بجماعيل. قال: وقال لي بشارة عتيق أبي حمزة: توفي في ذي الحجة سنة سبع، والله أعلم. 4 (محمد بن علي بن عبد الوهاب بن خليف بن عبد القوي.) الشيخ الجليل، أبو البركات، الجذامي، السعدي، الإسكندراني. من بيت حشمة وتقدم. ولد سنة خمسٍ وستين وخمسمائة. وحدث عن السلفي ببلده وبمصر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 384 روى عنه الحافظ عبد العظيم وقال: توفي في التاسع والعشرين من جمادى الآخرة. وروى عنه الجمال ابن الصابوني وقال: سقط عليه جدارٌ فقتله. 4 (محمد بن علي بن محفوظ بن تميم بن إسماعيل.) الشيخ الجليل، أبو البركات، الأنصاري، الإسكندراني، المعروف بابن تاجر عينة. ولد سنة تسعٍ وأربعين. وحدث عن: السلفي، وعبد العزيز بن فارس الشيباني. روى عنه: المجد ابن الحلوانية، والتاج الغرافي، وجماعة. وقد توفي في شعبان. 4 (محمد بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي العجائز.) أبو عبد الله، الأزدي، الدمشقي. من بيتٍ كبر قديم. رق حاله وافتقر، وصار يخدم القضاة، ويقف بين أيديهم. حدث عن: أبي القاسم بن عساكر الحافظ، وأبي بكرٍ عبد الله بن محمد النوقاني. روى عنه الزكي المنذري وقال: كان شيخاً صالحاً، حدث من أهل بيته جماعةٌ.) قلت: وقد حدث الحافظ أبو القاسم عن جده أبي الفهم عبد الرحمن.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 385 وممن روى عن محمد: المجد ابن الحلوانية، والبدر ابن الخلال. وأجاز لأبي المعالي ابن البالسي، وتقي الدين سليمان الحاكم، وإبراهيم بن أبي الحسن المخرمي، والشيخ علي القارئ. وتوفي في رابع شوال. 4 (محمد بن لؤي.) أبو منصور البغدادي، الأديب. من شعراء الديوان العزيز. وكان مسناً، عاش تسعين سنة. وتوفي في جمادى الأولى. وله من قصيدة: (لا نفع في عذلي وعندي منهم .......... خوف التّفرّق مقعدٌ ومقيم)
(ولقد أراني ذا اشتياقٍ بعدهم .......... إن هبّ من أرض الغوير نسيم)
(هل عندكم ترياق من هو في الهوى .......... بلحاظ آرام الخدور سليم)
4 (محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي عبد الله ابن الحاج.) أبو القاسم، التجيبي، القرطبي. سمع من: نجبة بن يحيى، وابن غالب. وتوفي بإشبيلية في عشر السبعين في صفر. 4 (محمد بن أبي المظفر محمد بن علي بن عبد الله.) المعروف الصدر، ابن الهروي. بغداديٌ، شاعرٌ، وخليعٌ ماجنٌ، له يدٌ طولى في النظم والنثر، والجد
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 386 والهزل. وسلك في شعره أسلوب ابن حجاجٍ في الفحش في بعض الأوقات. وله مقامات مليحة. توفي في تاسع جمادى الآخر. 4 (محمد بن أبي بكر بن عبد الواسع الهروي.) الإسكاف، نزيل جبل قاسيون. حدث عن أحمد بن حمزة الموازيني. كتب عنه عمر ابن الحاجب. وحدث عنه ابن الحلوانية، وغيره.) وتوفي بعد الحج بخيبر في المحرم. 4 (مظفر بن أبي القاسم عبيد الله بن المبارك بن إبراهيم بن مختار.) العدل، الرئيس، أبو نصر، ابن السيبي، البغدادي، الأزجي، الدقاق. أسمعه أبوه من: نصر الله القزاز، وذاكر بن كامل، وجماعة. وحضر ابن شاتل. وهو من بيت حديثٍ وعدالةٍ. قال ابن النجار: لم يكن محمود الطريقة. توفي في ثامن عشر ربيع الأول. أجاز لسعد الدين، وللبجدي، وبنت مؤمن. 4 (ممدود بم عبد الله الربابي، القوال، البغدادي.) كان أستاذاً في الطرب وعلم الموسيقى. ولم يكن في وقته مثله. وكان طيب الصوت، بعيد الصيت، ظريفاً، خفيفاً، لطيفاً، له حشمةٌ ودنيا. توفي في ذي القعدة، وله سبعون سنة، ودفن بداره. 4 (مواهب بن أبي الرضا محمد بن المبارك بن عد الرحمن بن عصية بالضم، والأصح) بالفتح.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 387 أبو بكر، البغدادي. سمع من عبد المغيث بن زهير. مات في ربيع الآخر. 4 (حرف الهاء)
4 (هبة الله بن أحمد بن أبي الفتح ابن الدخني.) بغدادي. روى عن فارسٍ الحفار. 4 (هبة الله بن علي بن أبي البركات هبة الله.) أبو البركات أخو الإمام أبي الفضل جعفر الهمذاني. روى عن السلفي بالإجازة. 4 (حرف الياء)
4 (يوسف ن سلمان بن قاسم.) ) أبو الحجاج، القلوسني، الصعيدي، الزاهد، مريد الشيخ أبي عبد الله القرشي. كان أحد من يشار إله بقلوسنا بالصلاح والكرامات، وله أتباعٌ. وكان من أبناء الثمانين. توفي في جمادى الآخرة. 4 (يوسف بن عبد المنعم بن نعمة بن سلطان بن سرور بن رافع بن حسن.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 388 الفقيه، تقي الدين، أبو عبد الله، المقدسي، ثم النابلسي، الحنبلي. ولد ببيت المقدس تقديراً في سنة ستٍ وثمانين. وقدم دمشق وسمع بها من: عمر بن طبرزد، وأبي اليمن الكندي، وأبي القاسم ابن الحرستاني، وست الكتبة بنت الطراح، وطائفةٍ. وتفقه على الشيخ الموفق. وكتب الخط المنسوب. وكان إمام الجامع الغربي بنابلس. وفيه دينٌ، وعبادةٌ، وخيرٌ. كتب عنه عمر ابن الحاجب، وغيره. وتوفي في عاشر ذي القعدة. 4 (وفيها ولد) العماد محمد بن علي ابن البالسي العدل، في صفر. والبهاء محمد بن يوسف ابن البرزالي العدل، في رجب. وأبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد ابن الحاج القرطبي المالكي. والعماد علي بن عبد العزيز ابن السكري، الخطيب المصري. والفتح محمد ابن محيي الدين عبد الله بن عبد الظاهر الموقع. والعفيف محمد بن عبد المحسن ابن الدواليبي الواعظ، شيخ المستنصرية. والعفيف عبد الخالق بن أبي علي ابن الفارع الحموي، في رجب. وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الحسيني الناسخ، أخو التاج الغرافي، بالإسكندرية. والنجم عبد اللطيف بن عبد العزيز بن تيمية. والصلاح صالح بن أحمد القواس البعلبكي الشاعر. وإسماعيل بن صالح بن هاشم ابن العجمي الحلبي الفقيه. والشيخ محمد بن أحمد بن منعة الصالحي. والمجد محمد بن عمر بن محمد ابن العماد الكاتب، في جمادى الأولى.) والفتح عبد الوهاب بن محمد بن محمد بن محمد ابن البلخي الحنفي، بحلب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 389 4 (وفيات سنة تسع وثلاثين وستمائة.)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن أسفنديار بن الموفق.) أبو العباس، البوشنجي، الواعظ، شيخ رباط الأرجوانية. كان أديباً، شاعراً، مفوهاً. توفي فجاءةً في ذي القعدة. 4 (أحمد بن الحسين بن أحمد بن معالي بن منصور.) العلامة شمس الدين، أبو عبد الله، ابن الخباز، الإربلي الأصل، الموصلي، النحوي، الضرير، صاحب التصانيف. كان أستاذا بارعا في النحو واللغة والعروض والفرائض. وله شعر رائق. توفي في رجب في عاشره بالموصل، وله خمسون سنة. وله:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 390 (سقت الغضون الرّاح من حركاتها .......... وتعلّم الملكان من لحظاتها)
(سمراء تحمى بالملاحة، طرفها .......... كسنانها، وقوامها كقناتها)
(يا من غرسن لها المودة في الحشى .......... وسقتها من أدمعي لنباتها)
(لا تحسبي طول النّوى ينسي الهوى .......... حتّى تردّ النفس عن صبواتها)
4 (أحمد ابن تاج الدولة عبد الله ابن الوزير أبي الفرج محمد بن عبد الله بن هبة الله بن) المظفر ابن رئيس الرؤساء الوزير أبي القاسم ابن المسلمة. أبو الفضل، البغدادي. كان عاشر الفقراء ويسلك منهجهم. وكان يقرأ بصوتٍ طيبٍ. توفي في رجب. 4 (أحمد بن يعقوب بن عبد الله بن عبد الواحد.) أبو العباس، البغدادي، المارستاني، الصوفي، قم جامع المنصور. ولد في حدود سنة خمسٍ وأربعين وخمسمائة.) وسمع: أبا المعالي محمد بن محمد ابن اللحاس، وعمر بن بنيمان البقال، وأبا علي أحمد بن محمد الرحبي، ومحمد بن أسعد العطاري حفدة، وخديجة بنت النهرواني، وشهدة بنت الإبري، وأبا الفرج محمد بن أحمد الدقاق، وغيرهم. وكان شيخاً صالحاً، معمراً، عالي الإسناد. روى عنه: المجد ابن الحلوانية، والفاروثي، وأبو القاسم بن بلبان، وأبو الفضل محمد بن أبي الفرج ابن الدباب، وأبو بكر محمد بن أحمد الشريشي، وعبد الله بن أبي السعادات، وأبو الحسن علي بن أحمد الحسيني الغراف، وجماعةٌ. وبالإجازة القاضيان ابن الخويي، وتقي الدين سليمان، والفخر إسماعيل بن عساكر، وفاطمة بنت سليمان، وابن سعد، وعيسى المطعم، وأحمد بن الشحنة، وآخرون.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 391 قال ابن نقطة: هو ابن الحبيق. سمعت منه، وسماعه صحيح. وكان رجلاً صالحاً. توفي في الثالث والعشرين من ذي الحجة. قلت: ومن مسموعه كتاب التقوى لابن أبي الدنيا على ابن اللحاس بإجازته من أبي القاسم ابن البسري. وسمع منه ابن الجوهري نسخة الكجي عن القعنبي، بسماعه من جعفر ابن الدامغاني، عن ابن سوار، وابن المقير، وعن محمد بن الحسين الحراني، عن ابن ماسي، عنه. وسمع منه الجزء الثاني عشر من مسند الحارث بن أبي أسامة، بسماعه من عمر بن بنيمان في سنة ستٍ وخمسين وخمسمائة: أخبرنا الطريثيثي، أخبرنا الحسين بن شجاع، عن ابن خلاد، عنه. قرأت على أبي الحسن العلوي أن أحمد بن يعقوب أخبرهم: أخبرنا محمد بن محمد، أخبرنا علي بن أحمد كتابة، أخبرنا عبيد الله ن أبي مسلم، حدثنا أبو بكر الصولي، حدثنا أبو بكر أحمد بن عمرو البزار، حدثنا عباد بن يعقوب، حدثنا علي بن هاشم بن البريد، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده، عن أي ذر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي بن أبي طالب: أنت أول من آمن بي، وأنت أول من يصافحني يوم القيامة، وأنت الصديق الأكبر، وأنت الفاروق تفرق بين الحق والباطل، وأنت يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الكافرين. محمد بن عبيد الله ليس بشيءٍ.) 4 (أرسلان شاه بن أبي بكر بن أيوب بن شاذي السلطان.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 392 الملك الحافظ نور الدين ابن السلطان الكبير الملك العادل الأيوبي صاحب جعبر. ملك قلعة جعبر دهراً طويلاً، وكان بها خزائن عظيمة من المال لوالده، فلما تولى أخوه أخذها منه، فلما كان في أواخر أمره وخاف من الخوارزمية لأنهم شعثوا بلاده، وخاف من ابنه أن يسلم إليهم القلعة، فأرسل إلى أخته صاحبة حلب ليسلم إليها قلعة جعبر وبالس، وأن تعوضه بمدينة عزاز، ففعل ذلك وتسلم نوابه بلد عزاز وقلعتها، فسمعت الخوارزمية وأغاروا على جعبر وبالس، وعثروا على أهلها ثم إنه سكن عزاز، فتوفي بها وحمل تابوته إلى حلب ودفن بالفردوس. 4 (إسحاق بن طرخان بن ماضي بن جوشن.) الفقيه، تقي الدين، أبو الفداء، ابن الفقيه العالم أبي محمد، اليمني الأصل، الدمشقي، الشاغوري، الشافعي. سمع والده في سنة أربع وخمسين من أبي يعلى حمزة بن أحمد ابن كورس الثلث الأخير من كتاب البسملة لسليم الفقيه وأجاز له الباقي. وحدث بهذا الكتاب مراتٍ عديدة. وكان شيخاً فاضلاً، حسن الطريقة، يؤم بمسجد بالشاغور. روى عنه: الشرف أبو المظفر ابن النابلسي، والمجد ابن الحلوانية، والشهاب القوصي، والشهاب أحمد بن محمد ابن الخرزي، والشرف ابن عساكر، والبدر
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 393 ابن الخلال، والشرف عبد المنعم بن عساكر. وبالحضور العماد محمد ابن البالسي. وآخر من روى عنه الشرف محمد بن داود ابن خطيب بيت الآبار. توفي بالشاغور في عاشر رمضان. وهو آخر من روى عن ابن كروس. 4 (إسحاق بن يعقوب بن عثمان.) الفقيه، جمال الدين، المراغي، الشافعي. تفقه بمراغة على والده. وبالموصل على ابن يونس مدةً. وصحب الشيخ صدر الدين أبا الحسن بن حمويه بمصر وأعاد له مدة. وولي تدريس جامع الإسكندرية.) وكان إماماً فاضلاً. له تعليقٌ في الخلاف. توفي في حادي عشر جمادى الأولى بالقاهرة، وقد نيف على السبعين رحمه الله تعالى. 4 (أسعد ابن القاضي عبد الغني بن أسعد بن عبد الغني بن أسعد.) القاضي الجليل، نفيس الدين، أبو الكرم، ابن قادوس، العدوي، المصري. شيخٌ معمر. ولد بمصر في رجب سنة ثلاثٍ وأربعين. وسمع من: الشريف أبي الفتوح الخطيب، وأبي العباس أحمد بن الحطيئة وهو آخر أصحابهما، وأبي الحسن علي بن عبد الرحيم ابن العصار، وعبد الله بن بري، ومحمد بن علي الرحبي، وغيرهم. وبالإسكندرية من: عبد المجيد بن دليل، والقاضي محمد بن عبد الرحمن الحضرمي، وأبي طاهر السلفي، لكن لم يظهر سماعه منه إلا قبيل موته ولم يحدث عنه. سمع الأول من الثقفيات.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 394 وكان كثير التلاوة للقرآن. روى عنه: الزكي المنذري، والمجد ابن الحلوانية، وابن مسدي، وأثنى عليه في معجمه. وبالإجازة القاضي شهاب الدين ابن الخويي، وغيره. ولم أسمع على أحدٍ من أصحابه لا بالسماع ولا بالإجازة. توفي في التاسع والعشرين من ذي الحجة بالإسكندرية. 4 (إسماعيل بن سعد السعود بن أحمد بن هشام.) أبو أمية الأموي، الأندلسي، اللبلي، نزيل إشبيلية. روى عن أبي الوليد والده، وعن أبي بكر محمد بن خلف بن صاف، وأخذ عنه القراءآت، وسمع منه صحيح البخاري. وسمع صحيح مسلم بقرطبة من أبي بكر بن خير. وكان مولده في سنة ثمانٍ وخمسين. ومات ابن صاف سنة خمسٍ وثمانين، وهو من كبار أصحاب أبي الحسن شريح. ولي أبو أمية قضاء مراكش في الفتنة. ثم انصرف إلى إشبيلية. قال الأبار: أخذ عنه أصحابنا. وتوفي سنة تسبع. قلت: كتابتها تحتمل العامين فالله أعلم.) 4 (إسماعيل بن ظفر بن أحمد بن إبراهيم بن مفرج بن منصور ابن ثعلب بن عنيبة ثانيه) نون
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 395 . الرجل الصالح، أبو الطاهر، المنذري، النابلسي، ثم الدمشقي، الحنبلي، المحدث. من ولد النعمان بن المنذر ملك عرب الشام. ولد بدمشق في سنة أربع وسبعين وخمسمائة. وسمع بمصر من: أبي القاسم البوصيري، وأبي عبد الله الأرتاحي، وإسماعيل بن ياسين، وجماعة. ورحل إلى العراق، فسمع من: المبارك بن المعطوش، وأبي الفرج ابن الجوزي، وعبد الله بن أبي المجد. ودخل إصبهان، فسمع من: أبي المكارم اللبان، ومحمد بن أبي زيد الكراني، وأبي جعفر الصيدلاني، وطائفةٍ. ورحل إلى خراسان وأدرك أبا سعد عبد الله بن عمر الصفار، وسمع منه ومن منصور الفراوي، والمؤيد. وبحران: عبد القادر الحافظ، وانقطع إليه مدةً وأكثر عنه. وجاور سنة بمكة لأجل ابن الحصري. وكان كثير الأسفار، فقيراً، قانعاً، ديناً، صالحاً، له كرامات. قال عمر ابن الحاجب: كان عبداً صالحاً، ذا مروءة، مع فقر مدقع، صاحب كرامات. قلت: حدث بدمشق، وحران، وبغداد. وعني بالحديث، وكتب بخطه الكثير وهو خط رديء فيه سقم. قال الحافظ الضياء: وهو رجل دين، خير، اعتنى بطلب الحديث وجمعه. قلت: روى عنه هو، والزكيان البرزالي، والمنذري، والمجد ابن الحلونية، والعماد إبراهيم بن الماسح، والحسام عبد الحميد اليونيني، والبدر حسن ابن الخلال، والعماد إسماعيل ابن الطبال، والنجم موسى الشقراوي، والشمس محمد ابن الواسطي، والعز أحمد ابن العماد، والفخر إسماعيل بن عساكر، والقاضي تقي الدين سليمان. وبالحضور العماد محمد ابن البالسي. ومات بجبل قاسيون في رابع شوال.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 396 4 (حرف الجيم)
4 (جعفر بن محمد بن هبة الله.) أبو الفضل، الخلدي، البغدادي، الصوفي، ساكن الديار مصر. قال ابن مسدي: لقيته، فذكر لي أنه سمع البخاري من أبي الوقت، وأن له سماعات كثيرة من) أبي زرعة، وغيره. ورحل إلى السلفي، وأن أثباته مودعة، وأنه ولد سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة فقرأت عليه بالإجازة العامة من أبي الوقت. مات بقوص سنة تسع وثلاثين. 4 (جعفر بن مكي بن علي بن سعيد.) الحاجب، الرئيس، أبو محمد، فخر الدين، البغدادي، المقرئ، الشافعي، الشاعر. قرأ القراءآت، وتفقه، وقرأ الأصلين، والخلاف، والعربية. وله شعر كثير مدون في مجلدتين. وكان خازن كتب النظامية، ثم صار حاجباً بباب المراتب، ثم عزل ثم أعيد،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 397 ثم عزل، ثم صار من حجاب المناطق، وقدم على سائر الشعراء الديوان العزيز. وتوفي في ثاني صفر. وقد حدث عن عمر بن بكرون. وعاش سبعاً وستين سنة. ومن شعره: (كم سامني أبرق الوادي وأجرعه .......... شوقاً ظللت غداة البين أجرعه)
(وكم يسمّعني فيه العذول على .......... حبّي ظالماً ما لست أسمعه)
(بان الحبيب ولمّا يقض لي وطرٌ .......... فبان عنّي لمّا بان موضعه)
(نخّلف الجسم عنه يوم كاظمةٍ .......... لكنّ قلبي المعنّى سار تبعه)
4 (حرف الحاء)
4 (حرمي بن محمود بن عبد الله بن زيد بن نعمة.) الصالح، أبو الحرم، الرؤبي، ورؤبة: بالضم، قرية بالشام المصري المولد والدار، الطحان. ولد قبل الستين وخمسمائة. وسمع من عبد الله بن عبد الرحمن البلنسي بمصر، ومن الشريف أبي الفضل عباس بن الحسين العباسي الطبري بمكة. روى عنه زكي الدين المنذري وقال: توفي في العشرين من صفر. 4 (الحسن بن إبراهيم بن هبة الله بن دينار.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 398 أبو علي، المصري، السمسار، الصائغ. ولد سنة خمسين.) وسمع من السلفي. روى عنه: الزكي المنذري، والكمال ابن العديم الصاحب، وابنه أبو المجد الحاكم، والمجد ابن الحلوانية، والجمال محمد ابن الصابوني، وولده الشهاب أحمد، والعلاء بن بلبان، والضياء عيسى السبتي، وموفقية المصرية، وجماعة. وبالإجازة أبو نصر محمد ابن الشيرازي، والشمس عبد القادر ابن الحظيري، وغيرهما. ومات في ثامن عشر جمادى الآخرة. 4 (الحسن بن علي بن أبي السعود.) الأديب، أبو محمد، الكوفي، نزيل القاهرة. له قصيدة نونية في القراءآت رواها عنه الدمياطي أبو محمد وقال: توفي في جمادى الآخرة بالقاهرة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 399 4 (الحسين بن أحمد بن الخضر.) أبو عبد الله، الحربي، البزاز. شيخ صالح. حدث عن عبد المغيث بن زهير. ومات في ربيع الآخر. 4 (حرف الراء)
4 (ربيعة بن أبي الجواد حاتم بن سنان بن بشر.) أبو محمد، الرملي، ثم المصري، الجلد، الكتبي. سمع من: قاسم بن إبراهيم المقدسي، وأبي القاسم هبة الله البوصيري. وأم بمسجد عبد الله بمصر. روى عنه: الزكي المنذري، والمجد ابن الحلوانية، وجماعة. توفي في ذي القعدة. 4 (رشيد الدين ابن الصوري.) الطبيب، أبو منصور، ابن أبي الفضل بن علي. ولد سنة ثلاثٍ وسبعين بصور، ونشأ بها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 400 واشتغل على موفق الدين عبد العزيز، والموفق عبد اللطيف بن يوسف.) وطب بالقدس مدة. وخدم الملك العادل، ثم عظم عند المعظم، وتمكن منه ومن ابنه الناصر، وفوض إليه ابنه رئاسة الأطباء. وكان له حلقة إشغال. توفي بدمشق في أول رجب. 4 (حرف السين)
4 (سليمان بن إبراهيم بن هبة الله بن رحمة.) الفقيه، المحدث، الزاهد، أبو الربيع، الإسعردي، خطيب بيت لهيا. ولد بإسعرد في سنة سبع وستين وخمسمائة. وطلب الحديث بدمشق لما قدمها، وتخرج بالحافظ عبد الغني، وسمع منه ومن الخشوعي، وجماعة. وبمصر من: البوصيري، وابن ياسين، وفاطمة بنت سعد الخير، والأرتاحي. وبالإسكندرية من عبد الرحمن بن موقى. وكتب الكثير بخطه وهو طريقة معروفة فيها تكويف. وكان صالحاً، ثقة، خيراً. أسمع بنته زينب الكثير، وهي أحد من روى صحيح البخاري بالقاهرة عالياً. روى عنه الشهاب القوصي، والمجد ابن الحلوانية، والشرف أبو الحسين اليونيني، والبدر حسن ابن الخلال، وأبو إسحاق إبراهيم بن حاتم، وأبو العباس أحمد بن طي، وجماعة. وبالإجازة: العماد ابن البالسي، ومحمد بن مشرق، وغيرهما. ومات في الثاني والعشرين من ربيع الآخر ببيت لهيا.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 401 4 (حرف الشين)
4 (شمس الدين ابن الخباز النحوي.) أحمد، تقدم. 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن المبارك بن أحمد بن أحمد.) أبو محمد البقال، البغدادي. حدث عن المنعم بن كليب.) وعاش ثمانين سنة. وتوفي في نصف ربيع الأول. 4 (عبد الله بن معد بن عبد العزيز بن عبد الكريم.) الفقيه، جمال الدين، أبو محمد، ابن البوري، الدمياطي، الشافعي، المدرس بالإسكندرية بمدرسة السلفي. ولد سنة أرع وستين وخمسمائة ظناً. وتفقه، ودرس، وتقلب في الخدم الديوانية. وحدث بدمشق عن أبي القاسم عبد الرحمن بن موقى. روى عنه: المجد ابن الحلوانية، والبدر ابن الخلال، وغيرهما. وولي التدريس بالإسكنرية إلى أن توفي. مات بالقاهرة في عاشر جمادى الآخرة. 4 (عبد الحميد بن محمد بن أبي بكر بن ماضي بن وحيش بن علي، الفقيه.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 402 أبو محمدٍ، المقدسي، الحنبلي. حدث عن يحيى الثقفي. وجلس لإقراء القرآن، وانتفع به خلق بالجبل. وكان من أهل الدين والصلاح. روى عنه: المجد ابن الحلوانية، وأبو علي ابن الخلال، والعماد الحافظ، ومحمد بن علي الواسطي، وغيرهم. توفي في الثاني والعشرين من جمادى الآخرة. 4 (عبد الرحمن بن مقبل بن الحسين بن علي، العلامة.) قاضي القضاة، عماد الدين، أبو المعلي، الواسطي، الشافعي. ولد بواسط سنة سبعين، وتفقه بها. وقرأ القرآن وجوده فتفقه على ابن البوقي، وعلى: المجير البغدادي، وأبي القاسم بن فضلان، وابن الربيع. وبرع في المذهب، وأعاد وأفتى، ودرس، وناب في القضاء عن أبي صالح الجيلي، ثم ولي بعده قضاء القضاة في سنة أربع وعشرين. وولي تدريس مذهبه بالمستنصرية إحدى وثلاثين.) ثم عزل من الكل في شعبان ثلاث وثلاثين، ولزم بيته، ونسك، وتعبد، ثم ولي مشيخة رباط الموزبانية في سنة خمس وثلاثين إلى أن مات. وحدث عن عبد المنعم بن كليب. مات في الحادي والعشرين من ذي القعدة عن سبعين سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 403 وكان من عقلاء العلماء. 4 (عبد الرحيم بن أبي أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي بن سكينة.) عون الدين، أبو محمد. شيخ رباط العميد، وناظر وقفه. وكان له اتصال بالدولة. وولي وكالة شرف الدين إقبال الشرابي وكان مقصداً في قضاء الحوائج، ذا مروءة وتودد، وحسن عشرة. توفي في شعبان كهلاً. 4 (عبد السيد بن أحمد بن عبد السيد بن أبي سعد بن محمد.) أبو محمد، الضبي، البعقوبي، خطيب بعقوبا. سمع من: يحيى بن ثابت، وأحمد بن المبارك المرقعاتي، وغيرهما. روى عنه: أبو المعالي الإبرقوهي، وغيره. وبالإجازة القاضيان ابن الخويي وتقي الدين سليمان، والفخر بن عساكر، وأبو بكر بن عبد الدائم، وعيسى المطعم، وسعد الدين بن سعد، والشهاب أحمد بن أبي طالب، وغيرهم. توفي ببعقوبا في ثاني عشر صفر وله تسع وسبعون سنة. 4 (عبد العظيم بن عبد المنعم بن يحيى بن الحسن بن موسى.) أبو محمد، التيمي، الكري. ذكر أنه من ولد نوح بن طلحة بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 404 ولد بعد السبعين وخمسمائة بالصعيد. وصحب الصالحين، ودخل المغرب وذكر أنه سمع من أبي عبد الله محمد ابن القطان بمنكاسة. كتب عنه الزكي المنذري فوائد وقال: كان صالحاً، حسن الطريقة، له قبول تام بدهر يوط، وبها مات في المحرم.) 4 (عبد الغني ابن شيخ حران وخطيبها فخر الدين أبي عبد الله محمد بن الخضر بن محمد بن) الخضر بن علي بن تيمية. الخطيب، سيف الدين، أبو محمدٍ، والد شيخنا العدل أبي الحسن علي. سمع من والده، ومن عبد القادر الرهاوي. وولي الخطابة بعد أبيه. ولد سنة إحدى وثمانين، وتوفي في سابع عشر المحرم. 4 (عبد اللطيف بن أحمد بن مكي بن رجاء.) أبو طالب، التيمي، البغدادي، الخياط. حدث عن أبي السعادات نصر الله القزاز. ومات في صفر. 4 (عبد المجيد ابن تاج الدين الحسن بن أبي الفتوح عبد الله بن هبة الله بن المظفر ابن رئيس) الرؤساء. ابن أخي الوزير أبي الفرج. ولد سنة ست وستين ببغداد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 405 وسمع من أبي الخير أحمد بن إسماعيل القزويني. وأجاز له أبو الحسين عبد الحق، وشهدة. وهو من بيت حشمة ووزارة. أجاز للقاضي تقي الدين سليمان، وعيسى المطعم، وأحمد ابن الشحنة، وسعد الدين، وجماعة. وتوفي في رمضان. عبد المنعم بن رضوان بن سيدهم بن مناد. زين الدين، أبو محمد، الكتامي، المصري، الشارعي، الشافعي، المقرئ. ولد ظناً في سنة ثمان وخمسين وخمسمائة. وقرأ بالروايات على الشيوخ. وسمع من: علي بن هبة الله الكاملي، وعثمان بن فرج العبدري، وإسماعيل بن ياسين، وجماعة. وأجاز له أبو القاسم بن حبيش الحافظ، وأبو زيد السهيلي من المغرب. وكان إمام مسجد فندق مسرور.) روى عنه: الزكي المنذري، والمجد ابن الحلوانية، والشهاب الأبرقوهي، والشرف الدمياطي، وجماعة. وكان صالحاً، خيراً كوالده. توفي في ثاني عشر جمادى الآخرة. 4 (عبد الواحد الدمشقي.) الزاهد رحمه الله تعالى. قال الإمام أبو شامة: أقام قساً راهباً بكنيسة مريم سبعين سنة، ثم أسلم
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 406 قبل موته بأيام، وأخذته الصوفة إلى السميساطية وأقام بها أياماً، ومات وكانت له جنازة حافلة. 4 (عثمان بن سعيد بن كثير.) الإمام شمس الدين، أبو عمرو، الصنهاجي، الفاسي. قدم مصر في صباه وسكنها. وسمع من: عشير بن علي المزارع، وهبة الله البوصيري، وغيرهما. وتفقه على الشهاب محمد بن محمود الطوسي، ومهر في مذهب الشافعي. وولي قضاء قوص، وتصدر بالجامع العتيق بمصر، وولي وكالة القاهرة ومصر مدةً، ودرس بالجامع الأقمر. ولد بفاس في سنة خمس وستين وخمسمائة ظناً. وتوفي بالقاهرة في جمادى الأولى. 4 (علي بن حيدرة بن محمد بن القاسم بن ميمون بن حمزة بن الحسين، الشريف، العدل.) أبو الحسن، الحسيني، المصري، ويعرف بابن سكر. سمع من: الشريف يونس بن يحيى الهاشمي، وغيره. وشهد عند أبي القاسم عبد الملك بن درباس ومن بعده. وهو من بيت جلالة ونبل. وسكر: بسين مهملة، وكاف مثقلة. توفي في جمادى الآخرة. 4 (علي بن عبد الصمد بن عبد الجليل بن عبد الملك.) )
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 407 الفقيه، بدر الدين، أبو الحسن، الرازي، ثم الدمشقي، الأديب، المؤدب. ذكر أنه ولد في سنة أربع وستين وخمسمائة. وسمع ثمانين حديثاً للآجري من السلفي. وكان يؤدب بمكتب جاروخ جوار العادلية. وله سعر لا بأس به. روى عنه: أبو عبد الله البرزالي، وأبو العباس ابن الحلوانية، وأبو علي ابن الخلال، وأبو المحاسن ابن الخرقي، وأبو بكر عبد الله بن الصائن العامري، وغيرهم. وروى عنه بالحضور: العماد محمد ابن البالسي، ومحمد بن أحمد ابن الكركرية. وأجاز لجماعة. وتوفي في ربيع الآخر. وحضور الاثنين منه في حادي عشر هذا الشهر ومات على إثر ذلك. ورخ وفاته الإمام أبو شامة. 4 (علي بن أبي بكر بن محمد بن محمود.) أبو الحسن، الصنهاجي، الإسكندراني، العابر، ويعرف بابن الطبيبة. ولد سنة سبع وخمسين. وسمع من أبي طالب أحمد بن المسلم بن رجاء. وله شعر حسن، ومعرفة بالتعبير. وفيه خير وصلاح. أضر بأخرة. ومات في سادس عشر شوال. 4 (عمر بن وفاء بن يوسف بن غنيمة.) أبو الوفاء، الحربي. شيخ لا بأس به.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 408 سمع محمد بن المبارك ابن الحلاوي قال: أخبرنا محمد بن عبد السلام الأنصاري إجازة. 4 (عياش بن محمد بن أحمد بن خلف بن عياش.) أبو بكر، القرطبي، الأنصاري، ويعرف بالشنتيالي المقرئ. أخذ القراءآت عن أبيه، وعن جده لأمه أبي القاسم بن غالب. وسمع من أبي العباس ابن الحاج. وولي خطابة قرطبة.) مات بمالقة هو والشيخ أبو عامر يحيى بن الربيع في يوم واحد، في ربيع الأول. 4 (حرف الغين)
4 (غياث بن أفضل بن الأشرف بن أبي المظفر بن أبي المكارم.) الشريف، أبو المظفر، العباسي، المتوكلي، الحريمي. سمع من: أبي شاكر يحيى السقلاطوني، ولاحق بن كاره، وعبد المغيث بن زهير. وهو بكنيته أشهر. وقيل: إن المحدثين سموه وسمعوا منه. أجاز للفخر إسماعيل بن عساكر، والبدر ابن الخلال، وفاطمة بنت سليمان، وجماعة. 4 (حرف القاف)
4 (قاسم بن عبد الله أحمد بن جمهور.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 409 أبو عبيد، القيسي، الأندلسي. سمع: أباه، وأبا بكر بن الجد. وعالج الشروط. وبقي إلى قبل الأربعين وستمائة. 4 (قايماز، الأمير، مجاهد الدين.) أبو المظفر، المعظمي، الشمسي، أبو فصيد. مولى الملك المعظم شمس الدولة تورانشاه بن أيوب بن شاذي بن مروان. كان والي البحيرة، وغيرها. وحمدت سيرته وعفته. كان موصوفاً بالشجاعة والإقدام. له حرمة وقدم. ولد في حدود سنة خمس وخمسين وخمسمائة. وسمع من أبي طاهر السلفي. وحدث بدمشق ومصر. روى عنه: الزكي المنذري، والمجد ابن الحلوانية، والعلاء بن بلبان، وطائفة سواهم. وبالإجازة العماد محمد ابن البالسي. وتوفي في سلخ شوال. 4 (حرف الميم) ) 4 (محمد بن عبيد الله بن عمر بن علي.) أبو عبد الله، الأنصاري، الأوسي، القرطبي، الضرير، المعروف بابن الصفار.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 410 قال الأبار: سمع أبا القاسم بن بشكوال، وأبا بكر بن الجد، وأبا عبد الله بن زرقون، وأبا محمد بن عبيد الله الحجري، وجماعة. وسكن مراكش، وأخذ القراءآت عن أبي القاسم ابن الشراط، وغيره. وأقرأ. وتجول كثيراً في الفتنة، ثم استقر بتونس، وبها لقيته وصحبته طويلاً وسمعت منه. وإدعى الإكثار عن شيوخه، فاستربت. وكان يقرىء العربية، ويسمع الحديث، وله مشاركة في النظم. توف في جمادى الآخرة وقد نيف على السبعين. 4 (محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن قسوم.) أبو بكر، الإشبيلي. مصنف كتاب مجالس الأبرار في معاملة الجبار ويشتمل على أخبار صلحاء إشبيلية. روى عنه الحافظ أبو بكر ابن سيد الناس. توفي في ذي الحجة. 4 (محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد المجيد.) أبو عبد الله، البغدادي، الصوفي، المعروف بالمصري. ولد سنة ثمانين. وسمع من: أبي منصور عبد الله بن عبد السلام، وذاكر بن كامل، وابن كليب، وطائفة. وكان إماماً فاضلاً متفنناً، عارفاً بالفقه، والخلاف، والنحو، صاحب أدب وشعر، ولطف ونوادر، وفيه مروءة وأخلاق. طلب بنفسه، وأكثر عن أصحاب ابن الحصين، وقاضي المارستان. وكان ثقة متقناً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 411 روى عنه ابن النجار في تاريخه، وجمال الدين أبو بكر الشريشي. وبالإجازة القاضي شهاب الدين الخويي، والعماد ابن البالسي، وغيرهما. توفي في ثالث ذي العقدة، وقيل: في خامسه. وأظن المحب أدركه. 4 (محمد بن عبد الله بن علي بن الحسين بن عبد الخالق.) القاضي، الرئيس، عز الدين، أبو عبد الله، ابن الصاحب صفي الدين، ابن شكر، الشيبي،) المالكي. سمع من: الحافظ ابن المفضل. وأجاز له الخشوعي، وجماعة. توفي في المحرم. 4 (محمد بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي القاسم بن صدقة بن حفص.) قاضي القضاة، شرف الدين، أبو المكارم، ابن القاضي الرشيد أبي الحسن،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 412 ابن القاضي أبي المجد، ابن الصفراوي، الإسكندراني، ثم المصري، الشافعي، المعروف بابن عين الدولة. ولد بالإسكندرية في سنة إحدى وخمسين وخمسمائة. وقدم القاهرة في سنة ثلاثٍ وسبعين، فكتب لقاضي القضاة صدر الدين عبد الملك بن درباس، ثم ناب عنه في القضاء سنة أربعٍ وثمانين وخمسمائة. وقد حكم بالإسكندرية من أعمامه وأخواله ثمانية أنفسٍ. وناب في القضاء أيضاً عن قاضي القضاة ابن أبي عصرون، وعن زيد الدين علي بن يوسف الدمشقي، وعن عماد الدين عبد الرحمن ابن السكري. ثم استقل بالقضاء بالقاهرة في سنة ثلاث عشر وستمائة. وولي قضاء الديار المصرية وبعض الشامية في سنة سبع عشرة. قال ذلك الحافظ زكي الدين وقال: كان عارفا بالأحكام، مطلعاً على غوامضها. وكتب الخط الجيد. وله نظم ونثر. وكان يحفظ من شعر المتقدمين والمتأخرين جملة. وتوفي في تاسع عشر ذي القعدة. قلت: وروى عنه حكايةً في معجمه وقال: سمع من والده، ومن أبي الطاهر محمد بن محمد بن بنان شعراً، وسمع من قاضي القضاة ابن درباس. وقد ذكره القاضي جمال الدين ابن واصل وقال: عزل عن قضاء مصر بالقاضي بدر الدين السنجاري في سنة ثمانٍ وثلاثين. وبقي شرف الدين ابن عين الدولة قاضياً بالقاهرة وبالوجه البحري. قلت: ثم عاش بعد ذلك أشهراً ومات. قال: وكان فاضلاً في الفقه، والأدب، والشروط، عفيفاً، نزيهاً. وكان يحفظ كثيراً من علم الأدب. ونقل المصريون عنه كثيراً من النوادر والزوائد، وكان يقولها يسكون وناموس. ومن شعره:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 413 (وليت القضاء وليت القضا .......... ء لم يك شيئاً توليته)
(فأوقعني في القضاء القضا .......... وما كنت قدماً تمنيته)
4 (محمد بن عبد العزيز بن يحيى بن أحمد بن علي.) أبو عبد الله، ابن أبي بكر، البغدادي، الخراز بخاء معجمة ثم راء. سيخٌ صالح، مسنٌ جاوز الثمانين. وحدث عن: أحمد بن علي بن المعمر العلوي، وأبي علي أحمد بن محمد الرحبي، وعبد الحق. وحدث من بيته جماعةٌ. وتوفي في نصف ذي القعدة، قاله المنذري. وروى عنه ابن النجار. وبالإجازة ابن عساكر، وابن الشيرازي، وسعدٌ، والمطعم، وطائفة. 4 (محمد بن علي بن أبي العز سلطان بن سالم.) أبو عبد الله، الشيباني، الصوفي، الواعظ. حدث عن ابن كليب. ومات في ثاني عشر ربيع الأول. 4 (محمد بن علي بن سعيد بن أبي نصر.) الأستاذ، أبو عبد الله، الحصيني، البغدادي، النحوي، الضرير. من أئمة العربية، أخذ عن أبي البقاء. وسمع من: عبد الوهاب بن سكينة، وابن الأخضر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 414 ودرس النحو بالمستنصرية، وانتفع به جماعةٌ. ومات في شوال. وحصين: من قرى نهر عيسى بالعراق. 4 (محمد بن عيسى بن معتصر.) أبو عبد الله، المغربي. روى عن: أبي ذر الخشني، وأبي موسى الجزولي. وكان يشارك في فنون. قتل بمراكش.) 4 (محمد بن محمد بن عيسى، الأديب.) أبو عبد الله، الفاسي، المالكي. ولي القضاء بأماكن من المغرب. وحدث عن: أبي بكر بن أبي جمرة، ونجبة بن يحيى، وطائفة. وعاش سبعين سنة. 4 (محمد بن يحيى بن مظفر بن علي بن نعيم.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 415 القاضي، العالم، أبو بكر، البغدادي، الشافعي، المعروف بابن الحبير بضم الحاء المهملة. ولد سنة تسعٍ وخمسين. وسمع من: شهدة، وعبد الله بن عبد الصمد السلمي، ومحمد بن نسيم العيشوني، وأبي الفتح بن المني. وحدث، روى عنه لنا أبو الحسن الغرافي. كان إماماً عارفاً بالمذهب بصيراً بدقائقه، ديناً، خيراً، كثير التلاوة والحج، صاحب ليل وتهجد. وكانت له يد طولى في الجدل والمناظرة. تفقه على أبي الفتح بن المني الحنبلي، وعلى المجير أبي القاسم محمود بن المبارك البغدادي، وأبي المفاخر النوقاني. وتأدب على أبي الحسن بن العصار، وغيره. وكان حنبلياً في أوئل أمره ثم تحول شافعياً. وناب في القضاء عن أبي عبد الله بن فضلان. ثم ولي تدريس النظامية في سنة ستً وعشرين وستمائة. أخبرنا علي بن أحمد العلوي، أخبرنا أبو بكر محمد بن يحيى الفقيه، أخبرتنا شهدة، أخبرنا طراد، أخبرنا هلال، أخبرنا ابن عياش القطان، أخبرنا أبو الأشعث، حدثنا حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن جابر: أن رجلاً أتى المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أصليت يافلان قال: لا قال: قم فاركع. توفي في سابع شوال. قاله ابن النجار وقد روى عنه، ووصفه بالعلم والعمل، فأطنب. أجاز للبهاء ابن عساكر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 416 4 (محمد بن يوسف.) أبو عبد الله، المنبجي الصوفي.) توفي بعد ذي النون المصري. وحدث عن البوصيري. مات في رمضان. 4 (مكي بن أحمد بن علي.) أبو الجرم، المكناسي الوراق. روى عن: عبد المجيد بن محمد الكركنتي، وغيره. 4 (مكي بن داود بن هلال.) أبو الحرم السعدي، الجزري، نبيه الدين، المالكي. مدرس المالكية بمصر. فقيهٌ، إمامٌ. له شعرٌ وأدب. وقد سمع من الحافظ ابن المفضل. وهو منسوب إلى جزيرة الفسطاط. توفي في تاسع ربيع الأول. 4 (منصور بن حباسة.) القاضي وجيه الدين الإسكندراني، التاجر، العدل. من أعيان التجار وذوي الثروة. له ببلده مدرسة معروفة، ورباط. توفي في ثاني ذي القعدة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 417 4 (موسى بن يونس بن محمد بن منعة بن مالك.) العلامة، كمال الدين، أبو الفتح، الموصلي، الشافعي. أحد الأعلام. ولد في صفر سنة إحدى وخمسين وخمسمائة بالموصل. وتفقه على والده. ثم توجه إلى بغداد، فتفقه بالنظامية على معيدها السديد السلماسي بالخلاف والأصول. وقرأ العربية بالموصل على الإمام يحيى بن سعدون، وببغداد على الكمال عبد الرحمن) الأنباري. وتميز، وبرع في العلم. ورجع إلى الموصل، وأقبل على الدروس والاشتغال والاستبحار من العلوم حتى اشتهر اسمه وبعد صيته، ورحل إليه الطلبة، وتزاحموا عليه. قال القاضي شمس الدين ابن خلكان وهو من بعض تلامذته: انثال عليه الفقهاء، وجمع من العلوم ما لم يجمعه أحد، وتفرد بعلم الرياضي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 418 قال: وقيل: إنه كان يتقن أربعة عشر فناً من العلوم. وكان الحنيفية يقرأون عليه مذهبهم، ويحل مسائل الجامع الكبير أحسن حلٍ. وكذلك أهل الذمة يقرأون عليه التوراة والإنجيل، ويشرحها لهم شرحاً يعترفون أنهم لا يجدون من يوضحها لهم مثله. وكذلك في كل فنٍ متى أخذ معه يوهم أنه لا يعرف سواه لجودة معرفته به. وبالجملة فأخبار فضله في جميع العلوم مشهورةٌ حتى إن الأثير مفضل بن عمر الأبهري على جلالة قدره في العلم وما له من التصانيف كالتعليقة في الخلاف والزيج يجلس بين يديه، ويقرأ عليه والناس يوم ذاك يشتغلون في تصانيف الأثير. وسئل الشيخ كمال الدين عن الأثير ومنزلته في العلوم، فقال: ما أعلم فقيل: وكيف وهو في خدمتك منذ سنين عديدة واشتغل عليك فقال: لأني مهما قلت له تلقاه بالقبول وما جاذبني في مبحثٍ قط حتى أعلم حقيقة فضله. ولما حج الشيخ قال الأثير لما بلغه انهم لم ينصفوه من دار الخلافة: ولله ما دخل بغداد مثل أبي حامدٍ الغزالي، وولله ما بينه وبين الشيخ نسبة. قال ابن خلكان: وكان الشيخ يعرف الفقه، والأصلين، والخلاف، والمنطق، والطبيعي، والإلهي، والمجسطي، وإقليدس، والهيئة، والحساب، والجبر، والمقابلة، والمساحة، والموسيقى معرفةً لا يشاركه فيها غيره. وكان يقرأ كتاب سيبويه، المفصل للزمخشري. وكان له في التفسير، والحديث، وأسماء الرجال يد جيدة. وكان يحفظ من التاريخ والأخبار شيئاً كثيراً. وله شعر حسن. وكان الأثير يقرأ عليه في المجسطي، وهي لفظة يونانية، أي: الترتيب. وكان شيخنا تقي الدين ابن الصلاح يبالغ في الثناء عليه، ويعظمه، فقيل له يوماً: من شيخه فقال: هذا الرجل خلقه الله عالماً، لا يقال على من اشتغل فإنه أكبر من هذا.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 419 وطول ابن خلكان ترجمته، ثم قال: ومن وقف على هذه الترجمة فلا ينسبني إلى المغالاة فمن كان فاضلاً وعرف ما كان عليه الشيخ، عرف أني ما أعرته وصفاً ونعوذ بالله من الغلو.) ثم إن القاضي رحمه الله أنصف، وقال: كان سامحه الله يتهم في دينه لكون العلوم العقلية غالبةً عليه. وعمل فيه العماد المغربي وهو عمر بن عبد النور الصنهاجي النحوي: (أجدّك أن قد جاء بعد التعبس .......... غزالٌ بوصل لي وأصبح مؤنسي)
(وعاطيته صهباء من فيه مزجها .......... كرقة شعري أو كدين ابن يونس) وللعماد هذا فيه وقد حضر درس الشيخ جماعةٌ بالطيالسة: (كما كمال الدين للعلم والعلى .......... فهيهات ساعٍ في معاليك يطمع)
(إذا اجتمع النّظّار في كلّ موطنٍ .......... فغاية كلٍّ أن تقول ويسمعوا)
(فلا تحسبوهم من عنادٍ تطيلسوا .......... ولكن حياءً واعترافاً تقنّعوا) وقال الموفق أحمد بن أبي أصيبعة في تاريخ الأطباء له في ترجمة كمال الدين: وهو علامة زمانه، وأوحد أوانه، وقدوة العلماء، وسيد الحكماء، أتقن حكمة يعني الفلسفة وتميز في سائر العلوم، كان يقرئ العلوم بأسرها، وله مصنفاتٌ في نهاية الجودة، ولم يزل مقيماً بالموصل. وقيل: إنه كان يعرف علم السيمياء وله كتاب تفسير القرآن، وكتاب شرح التنبيه وكتاب مفردات ألفاظ القانون وكتاب في الأصول، وكتاب عيون المنطق، وكتاب لغز في الحكمة، وكتاب في النجوم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 420 قال ابن خلكان: توفي بالموصل في رابع عشر شعبان. ولما ترددت إليه، وقع في نفسي أن جاءني ابنٌ سميته باسمه، فرزقت ولدي الأكبر في صفر سنة إحدى وخمسين بالقاهرة يعني كمال الدين موسى خطيب كفربطنا قال: وعجبت من موافقته له في تاريخ المولد فبينهما مائة سنة كاملة. قال الموفق عبد اللطيف: ولما كان سنة خمس وثمانين وخمسمائة حيث لم يبق ببغداد من يملأ عيني، ويحل ما يشكل علي، دخلت الموصل فلم أجد فيها بغيتي، لكن وجدت الكمال بن يونس جيداً في الرياضيات والفقه متطرفاً من باقي أجزاء الحكمة ولقد استغرق عقله ووقته حب الكيمياء، وعملها حتى صار يستخف بكل ما عداها. وقال أبو شامة: توفي في نصف شعبان. 4 (حرف النون)
4 (نصر بن علي بن عبد الله بن المبارك بن نغوبا.) ) أبو القاسم، الواسطي. ولد سنة سبع وخمسين وخمسمائة. وتوفي في هذه السنة. وله إجازة أبي الفتح بن البطي، ولقد حدث عنه بها. قلت: سمع شيخنا سنقر القضائي ببغداد سنة أربع وثلاثين جزء البانياسي على خمسة مجتمعين أحدهم ابن نغوبا. ولم يسم في الطبقة، بل كتبوه ابن نغوبا فقط، والظاهر أنه هذا، لأنا لم نعرف أحداً كان حياً في سنة أربعٍ وثلاثين من أولاد ابن نغوبا له سماع أو إجازة إلا هو.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 421 4 (حرف الهاء)
4 (هواش بن رزين بن نمير.) أبو قايماز، الفرمي، الطيني، المعمر. شيخٌ صالح طاعنٌ في السن. توفي في صفر بدمياط. قال الحافظ زكي الدين: علقت عنه بالطينة على بحيرة تنيس فوائد في سنة أربع وثلاثين، فحدثني أن له من العمر مائة وست سنين، وأن مولده بالفرما، وأن له بالطينة سبعين إلا سنة. قال: ولم تزل الفرما عامرةً حتى خربها شاور، فرأيت الفرما أنا في سنة أربع ثلاثين خاليةً وعليها سورٌ وأبراجٌ. 4 (حرف الياء)
4 (يحيى بن عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن بن ربيع بن أحمد بن ربيع.) أبو عامر، الأشعري، القرطبي. كان من أجل أهل بيته وأعلمهم. روى عن: أبيه، وخلفة بن بشكوال، وأبي بكر بن الجد، وأبي عبد الله بن زرقون، وطائفة. له مصنفات كلامية. ولي قضاء قرطبة، وخرج منها سنة ثلاث وثلاثين حين تغلب عليها العدو، وكان قيماً بعلم الكلام يقرئه، ويقرئ الفقه وأصوله. ولد سنة ثلاثٍ وستين، ومات في ثامن عشر ربيع الأول.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 422 روى عنه: ابنه أبو الحسين محمد، وأبو علي ابن الأحوص، وأبو جعفر ابن الطباع. توفي بمالقة. 4 (يسار بن خلف بن سراج، الفقيه.) عفيف الدين، أبو عبد الله، القيسي، الدمشقي، الشاغوري، الشافعي. ولد بحوران، وقدم دمشق، فتفقه، وجود المذهب. وسمع من: يحيى الثقفي، والخشوعي، وجماعةٍ. وروى عنه: الشهاب القوصي، والمجد ابن الحلوانية، وجماعةٌ. وتوفي في تاسع صفر. وكان يشهد ويحضر المدارس. 4 (يوسف بن يحيى بن البركات.) أبو المظفر، البغدادي، البزاز. ولد سنة ثلاثٍ وستين. وسمع من تجني الوهبانية. أجاز لابن سعد، وللبجدي، وبنت مؤمن، وجماعة. 4 (الكنى)
4 (أبو بكر بن أحمد بن معبد الكريدي.) الحربي. سمع من أبي الفتح بن البطي. وولد في حدود الخمسين وخمسمائة. وكان شيخاً صالحاً، خيراً. سماه الطلبة تماماً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 423 وتوفي في خامس جمادى الآخرة. 4 (أبو بكر بن جعفر بن حسنٍ الباهي وباها: قريبةٌ من القاهرة.) المالكي، العابر، الرجل الصالح. كان إماماً في تعبير الرؤيا مقدماً فيها. توفي بباها وحمل، فدفن بقرب قبر الليث رحمه الله في صفر.) 4 (أبو غالب بن خضر بن نحرير الصالحي.) الشاوي. حدث عن أبي الحسين أحمد ابن الموازيني. ومنهم من يسميه غالباً. سمع من: التاج بن أبي جعفر، والمجد ابن الحلوانية، وغيرهما. وأجاز للقاضي تقي الدين الحنبلي. ومات في شعبان. 4 (وفيها ولد) شيخنا القاضي بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة الكناني، في ربيعٍ الآخر. والقاضي شرف الدين حسن بن عبد الله ابن الشيخ أبي عمر الحنبلي. والقاضي بهاء الدين يوسف بن محمد بن محمد ابن الأستاذ الحلبي. والنور علي بن عبد العظيم بن سلمان العلوي الرسي، بمصر. سمع ابن رواج. ووكيل بيت المال بمصر مجد الدين عيسى بن عمر ابن الخشاب. والعماد أبو بكر بن مكي بن أبي الخوف، بدمشق، قاضي سرمين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 424 وشهاب الدين غازي ابن الملك الناصر داود ابن المعظم. وزين الدين عبد الرحمن بن نصر بن عبيد الله الحنفي. والعماد محمد ابن التقي يعقوب ابن الجرائدي. والبدر محمد بن عتيق الأنصاري الشاهد. وأحمد بن عمر النصيبي، الموقت بالقدس. والكمال محمد بن نصر الله بن إسماعيل ابن النحاس، بقاسيون. والشرف إسماعيل ابن الخطيب محيي الدين محمد ابن الحرستاني. والبدر محمد بن علي بن الزبير الجيلي الأصم. والركن عمر بن محمد بن يحيى العتبي الإسكندري. والبهاء إبراهيم بن عبد الرحمن بن نوح المقدسي الكاتب. والعفيف محمد بن عبد المحسن ابن الخراط، شيخ المستنصرية.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 425 4 (وفيات سنة أربعين وستمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن ثناء بن أحمد.) أبو العباس، ابن القرطبان، الحربي. سمع: محمد بن المبارك ابن الحلاوي. وعنه ابن النجار وقال: مات في المحرم وقد بلغ الثمانين. قلت: أظن للقاضي تقي الدين سليمان بن حمزة منه إجازة. وأجاز لابن الشيرازي، والمطعم، وسعدٍ، وابن الشحنة. وهو أحمد بن أبي حامد ثناء. 4 (أحمد بن عبد الملك بن عثمان بن عبد الله بن سعد.) الشيخ، زين الدين، أبو العباس، المقدسي، الحنبلي، الناسخ، الشروطي، المحدث. سمع: يحيى الثقفي، وابن صدقة الحراني، وعبد الرحمن بن علي اللخمي، وإسماعيل الجنزوي، وجماعةً بدمشق. والبوصيري، وإسماعيل ابن ياسين، وجماعة بمصر. وأبا الفرج ابن الجوزي، والمبارك بن المعطوش، وعبد الله بن أبي المجد، وجماعةً ببغداد. وكان مليح الخط، فاضلاً، فقيهاً. سئل عنه الضياء فقال: ما عرفنا منه إلا الخير.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 426 روى عنه: المجد ابن الحلوانية، والتاج عبد الرحمن شيخ الشافعية، وأخوه الشرف خطيب دمشق، والبدر ابن الخلال، والشمس محمد ابن الواسطي، والعز أحمد ابن العماد، وجماعةٌ. وبالحضور ابن البالسي. وتوفي في تاسع عشر رمضان، وله ثلاثٌ وستون سنة. وهو والد الشمس عبد الرحمن. 4 (أحمد بن علي بن محمد بن علي بن شكر.) أبو العباس، الأندلس، المقرئ. قال الأبار: رحل، وأخذ القراءآت عن أبي الفضل جعفر الهمذاني، وسمع من أبي القاسم بن عيسى. وسكن الفيوم، واختصر التيسير، وصنف شرحاً للشاطبية. وتوفي في حدود الأربعين وستمائة.) 4 (أحمد بن المبارك بن المبارك بن هبة الله بن بكري.) أبو بكر بن أبي المعالي، الحريمي. سمع من أبي شاكر السقلاطوني. كتب عنه ابن النجار وقال: لا بأس به. توفي في المحرم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 427 قلت: ومن مسموعه السابع من حديث ابن السماك على أبي شاكر. أجاز لابن الشيرازي وروى عنه بالإجازة. 4 (أحمد بن محمد بن عمر بن علي بن محمد بن حمويه.) الصاحب الجليل، مقدم الجيوش الصالحية، كمال الدين، أبو العباس، ابن الشيخ الإمام صدر الدين أبي الحسن، الجويني، ثم الدمشقي، الصوفي، الشافعي. ولد بدمشق سنة أربع وثمانين. وأجاز له: الخشوعي، وأبو الفرج ابن الجوزي. وسمع من جماعة. وحدث. ودرس بمدرسة الشافعي، وبالناصرية المجاورة للجامع العتيق، ومشيخة الشيوخ، وغير ذلك. ودخل في أمور الدولة، وكان نافذ الأمر، مطاع الكلمة هو وإخوته. وكان أخوه معين الدين هو وزير الصالح حينئذٍ. وفي العام الماضي جرد الصالح نجم الدين عسكراً عليهم كمال الدين لحرب الناصر داود، فالتقاه بجبل القدس. واقتتلوا أشد قتالٍ، فانكسر المصريون، وأسر الناصر جماعةً منهم مقدم الجيش كمال الدين فمن الناصر عليهم وأطلقهم. قلت: ثم إن كمال الدين خرج من الديار المصرية بالعساكر لحصار الصالح إسماعيل بدمشق فأدركه أجله بغزة، ودفن بها في ثاني عشر صفر. 4 (أحمد بن محمد ابن القاضي أبي العباس أحمد.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 428 الفقيه، الإمام، تاج الدين، أبو العباس، البكري، الشريشي، الصوفي، المالكي، الأصولي. له مصنفات في الأصول والنظر ويدٌ في الطب والشعر. وقد دخل بغداد، ولقي بها الشيخ شهاب الدين السهروردي. قال المنذري: توفي بالفيوم في عاشر ربيع الآخر. 4 (أحمد بن نجم بن أحمد بن أبي بكر.) أبو العباس، البغدادي، الخياط.) رجلٌ صالحٌ. سمعه أبوه كثيراً من المتأخرين. وحدث عن عبد المغيث بن زهير.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 429 أجاز للقاسم بن عساكر، وسعد الدين، والبجدي، وطائفةٍ. توفي في شهر ربيع الآخر. 4 (أحمد بن أبي القاسم بن عنان.) الفقيه الصالح، أبو العباس، الميدومي، المالكي. كان من أعيان أصحاب أبي القاسم عبد الرحمن بن سلامة المالكي. واشتغل بعلوم النظر، وتصدر بالجامع الأزهر، وأخذ عنه طائفةٌ. وولي خطابة منية الشيرج بظاهر القاهرة، وأم بمسجد الصاغة بالقاهرة، وكان على طريقة السلف، مطرح التكلف، حسن التفهيم. ولد بميدوم من كورة بوش. ومات بالقاهرة في سابع ذي الحجة، ودفن بسفح المقطم بقرب قبر كافور الأخشيدي. قال المنذري: كتبت عنه فوائد. وروى عنه الدمياطي وبحث عليه المنخول للغزالي. 4 (إبراهيم بن بركات بن إبراهيم بن طاهر بن بركات بن إبراهيم بن علي.) أبو إسحاق، الخشوعي، الدمشقي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 430 ولد سنة ثمانٍ وخمسين وخمسمائة. وسمع من: أبيه أبي طاهر، وأبي المكارم عبد الواحد بن محمد بن هلال وهو آخر من سمع منه، وأبي القاسم بن عساكر الحافظ، وأبي الفهم بن أبي العجائز، وأبي المعالي بن صابر، والخضر بن طاوس، وعبد الرزاق النجار، ويحيى الثقفي، وغيرهم. وكان مكثراً عن الحافظ أبي القاسم لعله سمع منه أكثر أماليه وكثيراً من مصنفاته. وخرج له أبو عبد الله البرزالي مشيخة. روى عنه: الحافظ الضياء وقال: ما علمت فيه إلا الخير وابن الحلوانية، والشيخ تاج الدين الفزاري، ومحمد بن محمد الكنجي، وأبو علي ابن الخلال، وأبو الفضل الذهبي، وأبو الفداء بن عساكر، ويوسف بن عبادة البقال، وأبو الحسن علي بن أحمد ابن البقال، وخلقٌ) سواهم. وحضر عليه العماد محمد ابن البالسي. وأجاز لجماعةٍ تأخروا. عاش اثنين وثمانين سنة، وتوفي في سلخ رجب بدمشق. وله جماعة إخوة. ولقبه زكي الدين. 4 (إبراهيم بن عمر بن أحمد بن عمر بن سالم.) أبو إسحاق، الحربي، المعروف بابن الدردانة. ولد سنة اثنتين وخمسمائة. وسمع بنفسه من: أبي منصور بن عبد السلام، وفارس بن أبي القاسم الحفار، وأبي الفرج ابن الجوزي، وطبقتهم. وأجاز له أبو الفتح بن البطي، وأبو بكر بن النقور، وجماعةٌ. سمعنا بإجازته من العماد محمد ابن البالسي، وجماعةٍ. وروى عنه ابن النجار في تاريخه وقال: عزل عن الشهادة لجهله. توفي في ربيع الآخر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 431 4 (آسية بنت عبد الواحد المقدسية.) أم أحمد، أخت الحافظ الحجة ضياء الدين. نقلت وفاتها من خط أخيها في السادس والعشرين من رجب، وقال: كانت دينةً، خيرةً، كثيرة الصلاة والصيام، حافظةً لكتاب الله، وكانت تلقن النساء. قلت: روت بالإجازة عن أبي الفتح بن شاتيل، وأبي السعادات القزاز. وولدت سنة سبعٍ وسبعين. وهي والدة الحافظ الزاهد سيف الدين أحمد ابن المجد. وقرأت بخط ابن الحاجب قال: قال الضياء: توصف بالدين والخير وما في زمانها مثلها، لا تكاد تخلي قيام الليل. قلت: روى عنها الشمس ابن الكمال، وعائشة بنت المجد وهي أمها وبالإجازة القاضي تقي الدين سليمان، وغيره. 4 (حرف الباء) ) 4 (باتكين، الأمير.) أبو الفضل الخليفتي الناصري. قدم بغداد صبياً في سنة أربع وسبعين وخمسمائة. وتأدب، وأحب الفضيلة، وتنقلت به الأحوال إلى أن أمر وأقطع البصرة في الأيام الناصرية فأثر بها الآثار الجميلة، وبنى بها المدارس، وجدد جامعها، وبنى المارستان والرباط، ووقف على ذلك الأوقاف، وبنى قبةً على قبر طلحة رضي الله عنه وبنى سوراً على البصرة وحصنها، وعدل في الرعية، واشتهر ذكره. ثم طلب وولي سلطنة
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 432 إربل، فتوجه إليها، وعدل في أهلها. وكان يرجع إلى دين وخير. وآثاره جميلةٌ كثيرة الله يرحمه فلما أخذت التتار إربل، قدم بغداد ولزم منزله إلى أن توفي في الثالث والعشرين من شوال. أنبأني بأمره ابن البزوري. 4 (بدران بن شبل بن طرخان.) أبو محمد، المقدسي، الحنبلي، الشيخ الصالح. سمع بدمشق من: الخشوعي، وعمر بن طبرزد. وولد في حدود سنة سبعين بقرية زيتا من أعمال قيسارية. وحدث. وهو والد شيخنا عبد الحافظ. قتل في جملة من قتل بنابلس إذ دخلها الفرنج واستباحوها وقتلوا بها خلقاً كثيراً، والأمر لله. 4 (حرف التاء)
4 (تركان خاتون، الجهة الأتابكية.) بنت السلطان عز الدين مسعود ابن قطب الدين مودود بن زنكي بن آقسنقر، زوجة الملك الأشرف مظفر الدين موسى. توفيت في ربيع الأول ودفنت بتربتها. 4 (حرف الجيم.) جمال النساء بنت أبي بكر أحمد بن أبي سعد ابن الغراف.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 433 أم الخير، البغدادية.) سمعها أبوها من: أبي الفتح بن البطي، وأبي المظفر أحمد بن محمد الكاغدي، وشجاع بن خليفة الحربي، وغيرهم. وكانت امرأةً صالحةً من أهل الحربية. حجت غير مرة. وروت. وكان أبوها يروي عن هبة الله بن الحصين. أجازت للفخر إسماعيل بن عساكر، وفاطمة بنت سليمان، والقاضيين ابن الخويي وتقي الدين سليمان، وأبي بكر بن عبد الدائم، وابن سعد، وابن الشحنة، والبجدي، وجماعةٍ. وتوفيت في التاسع والعشرين من جمادى الأولى. والغراف: بغين معجمة. وسمع منها ابن النجار. 4 (حرف الحاء)
4 (حسام بن مرهف بن إسماعيل.) الفقيه، أبو المهند، الفزاري، المصري، الشافعي. قال المنذري: قرأ القراءآت، وسمع معنا من جماعة. وتصدر بالجامع الظافري، وأم بالمدرسة الفاضلية. توفي في ذي الحجة. 4 (حمد بن شكر، بهاء الدين.) أبو الثناء، الزفتاوي، المصري، العدل. شهد على القضاة، وتفقه. ومات في ذي الحجة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 434 4 (حرف الذال)
4 (ذاكر بن هبة الله بن عبد الوهاب بن أبي حبة.) أبو البدر، الدقاق. سمع من: جده، وأحمد بن السدنك. وعنه ابن النجار. مات في عشر الثمانين. 4 (حرف السين)
4 (ست العجم بنت إبراهيم بن أبي طاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر الخشوعي.) ) سمعت من جدها. وحدثت بالربوة. سمع منها: العز ابن الحاجب، والمجد ابن الحلوانية. وحضر عليها العماد ابن البالسي. وتوفيت في شوال. 4 (ستهم بنت بركات بن إبراهيم الخشوعي.) عمة ست العجم. تروي عن والدها. وتوفيت أيضاً في هذه السنة. 4 (سعيدة بنت عبد الملك بن يوسف بن قدامة.) أم أحمد، المقدسية، أخت محمد، وقد تقدم. امرأةٌ خيرةٌ مباركة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 435 روت بالإجازة عن أبي محمد العثماني الديباجي. روى لنا عنها أبو علي ابن الخلال، وغيره. وأجازت للعماد محمد ابن البالسي، وغيره. وتوفيت في رجب بقاسيون. 4 (سهل بن محمد بن سهل بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن مالك.) أبو الحسن، الأزدي، الغرناطي. سمع من: خاله أبي عبد الله بن عروس، وأبي بكر بن يحيى بن محمد بن عروس خال والدته، وأبي الحسن بن كوثر، وأبي خالد بن رفاعة، وأبي محمد بن الفرس. ورحل إلى مرسية، وسمع من أبي القاسم عبد الرحمن بن حبيش، وأبي عبد الله بن حميد. ولقي بمالقة أبا القاسم السهيلي، وأبا عبد الله ابن الفخار. وسمع أيضاً من أبي بكر بن الجد، وأبي العباس بن مضاء، وجماعةٍ. قال الأبار: وكان من جلة العلماء الأدباء والأئمة البلغاء الخطباء مع التفنن في العلوم. وكان رئيساً في بلده جواداً محسناً معظماً. نالته في الفتنة محنةٌ، وغرب عن غرناطة إلى مرسية، وأسكنها مدةً إلى أن هلك محمد بن يوسف بن هود سنة خمس وثلاثين بالمرية، فسرح أبو الحسن إلى بلده. رأيته بإشبيلية سنة سبع عشرة. وأجاز لي مروياته وتواليفه. وتوفي عن) إحدى وثمانين سنة. وممن روى عنه ابن مسدي المهلبي وعظمه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 436 4 (سيدة بنت عبد الرحيم بن أبي النجيب عبد القاهر بن عبد الله السهروردي.) زوجة الشيخ شهاب الدين السهروردي. ولدت في سنة ثلاثٍ وستين. وسمعت من تجني الوهبانية. وحدثت. وأجازت للقاضي تقي الدين، ولسعد الدين، وأبي بكر بن عبد الدائم، وعيسى بن معالي، وأحمد ابن الشحنة، والبجدي، وبنت الواسطي، وجماعةٍ. وكان فيها صلاحٌ، وخيرٌ، وتعبدٌ. توفيت في سادس عشر رجب. 4 (حرف الشين)
4 (شعبة ابن الحافظ أبي عبد الله محمد بن سعيد بن يحيى.) أبو المعالي، ابن الدبيثي، الواسطي، ثم البغدادي. سمعه أبوه من: يحيى بن بوش، وعبد المنعم بن كليب، وجماعةٍ. وتوفي في سادس عشر جمادى الأولى. 4 (شيرين الهندية، مولاة أبي بكرٍ محمد بن تميم البندنيجي.) توفيت في ذي الحجة. سمع منها: الرفيع الهمذاني، وولداه وأحمد، وغيرهم ببغداد. أخبرنا أحمد، أخبرنا أبو بكر محمد بن تميم وفتاته شيرين وغيرهما، قالوا: أخبرنا ابن كليب، أخبرنا ابن بيان، أخبرنا محمد بن مخلد، حدثنا الصفار، حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا جريرٌ، عن مغيرة، عن إبراهيم، قال: أول من أسلم أبو بكر رضي الله عنه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 437 4 (حرف الضاد)
4 (الصاحبة ضيفة خاتون بنت السلطان الملك العادل.) زوجة الملك الظاهر صاحب حلب، وأم العزيز صاحب حلب، وجدة الناصر سلطان الشام. كانت ملكةً جليلةً عاقلةً.) توفيت في جمادى الأولى بحلب، وبها ولدت في سنة إحدى وثمانين وخمسمائة حين كانت لوالده العادل. وقد تزج الطاهر قبلها بأختها غازية، فولدت منه ابناً مات صغيراً، ثم ماتت فزوجه العادل بهذه. ولما مات ولدها العزيز، تصرفت تصرف السلاطين ونهضت بالملك أتم نهوض بعدلٍ، وشفقةٍ، وبذلٍ، وصدقةٍ، وعملٍ، وحذلقة. قال ابن واصل: أزالت المظالم والمكوس في جميع بلاد حلب. وكانت تؤثر الفقراء والعلماء، وتحمل إليهم الصدقات الكثيرة، وما قصدها أحدٌ إلا رجع بخيرٍ محبوراً. ولما توفيت غلقت أبواب حلب ثلاثة أيام، ثم أشهد الناصر صلاح الدين على نفسه بالبلوغ وله يومئذٍ ثلاث عشر سنة، وأمر ونهى، وجلس في دار العدل. والإشارة والرأي إلى جمال الدولة إقبال، والوزير القفطي. 4 (حرف العين)
4 (عائشة بنت الإمام المستنجد بالله يوسف ابن المقتفي.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 438 السيدة المكرمة المدعوة بالفيروزجية. مسنة معمرة، ذات دين وصلاح. أدركت خلافة أبيها، وأخيها، وابن أخيها الناصر، وابن ابن أخيها الظاهر، وابن هذا المستنصر بالله، وحفيده المستعصم، وماتت في ذي الحجة. وشيعها كافة الدولة. وتكلم الوعاظ. وعمرت نحواً من ثمانين سنة رحمها الله وبنت ببغداد رباطاً. 4 (عبد الله بن ريحان بن تيكان بن موسك.) أبو محمد، الحربي. سمع من: أبي الحسين عبد الحق، وغيره. ومات في جمادى الآخرة. أجاز للبجدي ورفاقه. 4 (عبد الله بن عبد الملك بن مظفر بن غالب.) أبو محمد، الحربي. سمعه أبوه من: أبي الفتح بن شاتيل، وأبي المنصور بن عبد السلام، وجماعةٍ. ثم سمع هو) الكثير بنفسه. وكان رجلاً صالحاً، من أولاد المحدثين. ولد سنة أربع وسبعين وخمسمائة. وتوفي في رجب. روى عنه بالإجازة: بهاء الدين محمد ابن البرزالي، وعماد الدين محمد ابن البالسي، وسعد، والبجدي، وهدية بنت عبد الله بن مؤمن. سمع الشكر من ابن شاتيل. 4 (عبد الحميد بن محمد بن سعد.) أبو محمدٍ، المرداوي، الطيان، الصالحي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 439 حدث عن يحيى الثقفي. وسئل عنه الضياء، فقال: ثقةٌ أمينٌ. روى عنه: ابن الحلوانية، والشيخ تاج الدين، وأخوه الخطيب شرف الدين، وأبو عبد الله محمد بن علي الواسطي. وبالحضور العماد ابن البالسي. وأجاز لجماعة. وتوفي في رجبٍ. 4 (عبد الدائم ابن العلامة عبد الله بن بري بن عبد الجبار.) أبو القاسم، المقدسي الأصل، المصري، الكاتب بديوان الزكاة. ولد في سنة ثمانٍ وستين وخمسمائة تقديراً. وسمع من: أبيه، والشريف أبي المفاخر المأموني. روى عنه: الحافظ عبد العظيم، والحافظ أبو محمد الدمياطي، وغيرهما. وتوفي في حادي عشر رمضان. 4 (عبد الرحمن بن إسماعيل الأزدي.) أبو القاسم، ابن الحداد، التونسي. قال الأبار: أخذ عن أبي محمد بن أبي القاسم المؤدي، وعلي بن اليسع، وعبد الولي بن المناصف. ولقي بمكة أبا حفص الميانشي، وبمصر أبا القاسم بن جارة، وأبا القاسم بن فيره الشاطبي، وبالإسكندرية أبا الطاهر ابن عوف، فسمع منهم. وسكن إشبيلية وقتاً وتصدر لإقراء العربية. توفي بمراكش في حدود الأربعين وستمائة، وقد عمر.) 4 (عبد الرحمن بن يحيى بن أبي الحسن بن ياقوت.) أبو القاسم، الإسكندراني، الصوفي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 440 حدث عن عبد الرحمن بن موقى. 4 (عبد الرزاق بن أبي القاسم بن علي بن دادا.) أبو بكر، البغدادي، النصري، الخباز. سمع من عبد الحق بن يوسف. كتب عنه ابن النجار. وعاش ثلاثاً وثمانين سنة. مات في جمادى الآخرة سنة أربعين. 4 (عبد العزيز بن أبي القاسم عبد المنعم بن إبراهيم بن يحيى.) الأجل، عماد الدين، أبو محمد، ابن النقار، المصري، الشافعي، الكاتب، أخو الرشيد عبد المحسن. كان على ديوان الحشرية بمصر إلى أن مات. ولد في سنة خمسٍ وخمسين وخمسمائة. وسمع من السلفي. روى عنه: الزكي المنذري، والعلاء بن بلبان، والشرف الدمياطي، والمجد ابن الحلوانية، والقاضي أبو المجد ابن العديم، وموفقية بنت وردان. توفي في التاسع والعشرين من رمضان. 4 (عبد العزيز بن محمد بن الحسن بن عبد الله بن أبي الحرم.) أبو محمدٍ، الصالحي، المعروف بابن الدجاجية، وبابن أبيه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 441 ولد سنة أربعٍ وستين. وسمع من الحافظ ابن عساكر. وكان شيخاً حسناً ملازماً لحلق الذكر والصلاة. روى عنه: أبو علي ابن الخلال، والشريف حسن بن المظفر المنقذي، والفخر إسماعيل بن عساكر، والنجم أحمد بن صصرى الكاتب، وأبو محمد ظافر النابلسي. وبالحضور العماد ابن) البالسي، والبهاء ابن عساكر. وتوفي في الخامس والعشرين من المحرم. 4 (عبد العزيز بن مكي بن أبي منصور سلمان بن طراد بن كرسا.) أبو محمدٍ، البغدادي، الحريري. شيخٌ طاعنٌ في السن، مسندٌ. سمع من: أبي الفتح بن البطي، وأحمد بن علي العلوي، وأحمد بن بنيمان، ولاحق بن كاره، وأبي الحسين عبد الحق، وغيرهم. وتوفي في ربيع الآخر. حدثنا عنه: القاضي تقي الدين سليمان، وأبو نصر ابن الشيرازي، وسعدٌ، والمطعم، وهدية بنت عبد الله بن مؤمن. وآخرون بالإجازة. قال ابن النجار: كتبت عنه، ولا بأس به. جاوز الثمانين. 4 (عبد القادر بن ذاكر بن كامل.) أبو بكر، الخفاف، الأعرج. شيخٌ بغداديٌ يؤم بمسجدٍ، ويلقن القرآن. وطال عمره. لم يعتن به أبوه في السماع، فإنه ولد في سنة ستٍ وخمسين، وأدرك الكبار وأكثر ما عنده إجازة يحيى بن ثابت. وسمع من أبيه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 442 توفي في ثالث عشر شعبان. أجاز لسعدٍ، وهدية بنت مؤمن، وستيت بنت الواسطي، وغيرهم. 4 (عبد القادر بن المطهر بن أبي علي الحسن بن عبد القاهر بن شجاع.) العدل، زين الدين، أبو محمد، ابن ثمامة، الكلبي، الدمشقي، الشروطي، الأديب. ولد سنة ستٍ وخمسين وخمسمائة. وتفقه على القطب النيسابوري، والفخر الأرموي. وأخذ الأدب عن فتيان الشاغوري. وقال الشعر الوسط. وسمع من يحيى الثقفي. روى عنه: الشهاب القوصي، والمجد ابن الحلوانية، والبدر ابن الخلال، وجماعةٌ. ولي في صدر عمره ديوان زرع، وما سلم من آفات الخدم. ثم كتب الشروط بباب الجامع. روى عنه بالإجازة أبو نصر ابن الشيرازي.) 4 (عبد القوي بن أبي العز عزون بن داود بن عزون بن الليث.) أبو محمد، الأنصاري، المصري، المقرئ، الشافعي، والد إسماعيل وشيخنا محمد. ولد سنة سبعٍ وستين وخمسمائة. وسمع بنفسه من: هبة الله البوصيري، وإسماعيل بن ياسين، والغزنوي، والقاسم بن عساكر، وطائفة. ورحل، فسمع بالثغر من حماد الحراني، وغيره. وبدمشق من الخشوعي، وغيره. وبحلب، والموصل. وتفقه وقرأ القراءآت على أبي الجود اللخمي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 443 وأم بمسجد جهاركس. وكان فاضلاً، عالماً، ديناً، متصوناً، متحرياً. روى عنه: الحافظان المنذري والدمياطي، وأبو المعالي الأبرقوهي، وغيرهم. وما أظن إجازته إلا قد انقطعت. توفي هو والعلم ابن الصابوني في يومٍ واحد في رابع عشر شوال. 4 (عبد الكريم بن غازي بن أحمد.) الفقيه، تاج الدين، أبو نصر، ابن الأغلافي، الواسطي المولد، المصري الدار، الشافعي، المقرئ، الضرير. والد شيخنا أحمد. قرأ القراءآت على أبي الجود. وسمع من البوصيري. وتفقه على مذهب الشافعي. وحدث. وتصدر بالجامع الظافري. وأعاد، وأفاد. وكان فاضلاً، ديناً، حاد القريحة. توفي في نصف رجب. 4 (عبد الملك ابن الشيخ الزاهد ذيال.) استشهد على يد الفرنج لعنهم الله دير أبي القرطام من الأرض المقدسة في ربيع الآخر. حكى عنه الحافظ الضياء حكايات. 4 (عبد الواحد بن أبي العلى إدريس بن يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن بن علي.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 444 صاحب المغرب وأمير المؤمنين به، الملقب بالرشيد، ابن المأمون. ولي الأمر سنة ثلاثين بعد أبيه. وكان أبوه قد قطع خطبة المهدي ابن تومرت، فأعاد ذكرها الرشيد، واستمال بها قلوب جماعةٍ. وبقي إلى أن توفي غريقاً في صهريج بستانٍ له بمراكش) وكتموا موته شهراً. وولي بعده أخوه السعيد علي بن إدريس، فقيل: إنه صنع له مركبٌ في قصره، فكان ينزل فيه هو وإماؤه، فقدمن بالمركب فانقلب بهن، فغرقوا. 4 (علي بن إبراهيم البغدادي البزوري.) شيخٌ صالح، معتبرٌ، كثير البر والصدقة والمروءة، راغبٌ في الخيرات، له حجاتٌ عديدة. وفوض إليه سبيل أمير المؤمنين المستنصر بالله، فحمدت فيه سيرته. ولما حضره الموت تصدق بثلث ماله. أنبأني بذلك نسيبه أبو بكر ابن البزوري وقال: توفي في المحرم، وصلى عليه الخلق العظيم. 4 (علي بن محمد بن إلياس بن عبد الرحمن.) العدل، بهاء الدين، أبو الحسن، ابن الشيرجي، الأنصاري، الدمشقي. حدث عن الخشوعي. وتوفي في ربيع الأول. كتب عنه: الزكي البرزالي، والعز ابن الحاجب. وحدثنا عنه محمد بن يوسف الذهبي. 4 (علي بن محمود بن أحمد بن علي بن أحمد بن عثمان.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 445 علم الدين، أبو الحسن، ابن العارف الزاهد أبي الفتح، ابن الصابوني، المحمودي، الجويثي، الصوفي. ولد سنة ستٍ وخمسين وخمسمائة بالجويث وهي حاضرٌ كبيرٌ بظاهر البصرة بينهما دجلة. واستجاز له والده جماعةٌ من الكبار، وتفرد بالرواية عن بعضهم، أجاز له أبو الحسن علي بن إبراهيم بن بنت أبي سعد المصري، وأبو المطهر القاسم بن الفضل الصيدلاني، وأبو جعفر محمد بن الحسن الصيدلاني، وأبو طاهر الخضر بن الفضل المعروف برجل، ومعمر بن الفاخر، وأبو مسعودٍ عبد الرحيم الحاجي، وأبو الفتح بن البطي. وأسمعه أبوه من السلفي، ومنه. روى عنه: ابنه الجمال محمد، وحفيده الشهاب أحمد بن محمد، والضياء محمد، والزكي عبد العظيم، والشرف عبد المؤمن، والضياء السبتي، والتقي بن مؤمن، والتاج بن أبي عصرون، والشرف بن عساكر، وعلي بن بقاء المقرئ الوزان، والشمس محمد ابن الواسطي، وعبد) الرحمن ومحمد ابنا سليمان المشهدي، وسنقر القضائي، والجمال محمد ابن السقطي، وآخرون. وإجازته موجودةٌ لجماعة. وولي مشيخة الصوفية ببعض الربط. وكان عادلاً، جليلاً، متواضعاً، كيساً واسع الرواية. حدث بمصر، ودمشق، وحلب. وأم بالسلطان الملك الأفضل علي بالشام مدةً. وولي مشيخة جامع الفيلة، وبالرباط الخاتوني. وله سفراتٌ عديدة من الشام إلى مصر، ثم سكنها إلى أن توفي بها بالرباط المجاور للست نفيسة في ثالث عشر شوال. وقد انفرد بالسماع منه شمس الدين ابن الشيرازي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 446 4 (علي بن النفيس بن أبي منصور.) أبو الحسن، البغدادي، المعروف بابن المقدسي، الإجازاتي، ويعرف أيضاً بابن المكبر. سمع ببغداد، ومصر، ودمشق. وحدث. وعني بالسماع وسعى في حمل الإجازات سنين وسافر بها فعرف بالإجازاتي. توفي بالقاهرة في المحرم. 4 (علي بن أبي طالب بن علي.) كمال الدين، ابن الشواء، الكاتب المجود صاحب الخط المنسوب. توفي في هذا العام. 4 (عمر بن عبد العزيز بن أبي الرضا أحمد بن مسعود ابن الناقد.) أبو الفضل، البغدادي. أمين القاضي، ويعرف أيضاً بابن الجصاص. ولد سنة سبعٍ وستين وخمسمائة. وسمع من: تجني الوهبانية، وعبيد الله بن شاتيل، وغيرهما. وكان رجلاً جيداً، مشكوراً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 447 كتب عنه محب الدين عبد الله المقدسي، وغيره.) وأجاز للعماد محمد ابن البالسي، وأقرانه. وتوفي في عاشر شوال. وهو من بيت حديث. وللقاضي، وابن سعد، وابن الشحنة، والمطعم، والبجدي، وبنت الواسطي، وابن العماد الكاتب، منه إجازةٌ. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أحمد بن عبد الرحيم.) الإمام، سيف الدين، أبو المحامد، الزنجاني. شيخٌ جليلٌ. حدث بإكرام الضيف للحربي، عن أبي جعفر الصيدلاني بحلب في رمضان سنة أربعين. سمع منه: عبد الله بن أحمد التاذفي، وعباس بن بزوان، وفتح الدين ابن القيسراني. ومات بعد السماع بأسبوع في رابع شوال، وله سبعٌ وسبعون سنة. 4 (محمد بن عبد الله بن محمد بن خلف.) أبو عبد الله الأنصاري، البلنسي. سمع من: أبي العطاء بن نذير، وأبي عبد الله بن نوح، وأخذ عنهما القراءآت والعربية. وسمع أيضاً من أبي الخطاب بن واجب. ثم زهد وأقبل على العلم، وبرع في التفسير، وجلس لذلك بجامع بلنسية وقتاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 448 وأخذ عنه القراءآت جماعةٌ. وصنف كتاب نسيم الصبا في الوعظ على طريقة البغاددة، وكتاباً في الخطب. قال أبو عبد الله الأبار: كتبت عنه، وصحبته طويلاً. أقام بشاطبة حال حصار بلنسية، لأنه كان وجه إلى مرسية لاستمداد أهلها. وتوفي بأوريولة في رجب، وازدحم الخلق على نعشه حتى كسروه. وولد سنة أربعٍ وسبعين وخمسمائة. 4 (محمد بن عبد الله بن محمد بن محمد بن محمد.) ابن المهتدي بالله، الشريف، أبو الحسن، الهاشمي، العباسي، البغدادي، العدل. ولد سنة سبعٍ وخمسين وخمسمائة. وسمع من: محمد بن نسيم العيشوني، وأبي العز محمد بن محمد بن مواهب.) وهو من بيت خطابةٍ وجلالةٍ. كتب عنه أبو الفتح ابن الحاجب، وغيره. وله شعر. وكان متودداً، كريماً، متواضعاً، رئيساً. روى لنا عنه بالإجازة: أبو المعلي ابن البالسي، ومحمد البجدي، وبنت الواسطي، وغير واحد. وتوفي في الحادي والعشرين من صفر. قال ابن النجار: خدم في الأعمال، وعزل من الشهادة مراراً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 449 4 (محمد بن أبي الفرج عبد الرحمن بن محمد ابن الشيخ أبي طالب عبد القادر بن محمد بن) يوسف. أبو الحسن، اليوسفي، البغدادي. ولد سنة تسعٍ وستين وخمسمائة في ذي الحجة. وسمع حضوراً من: شهدة، وأبي الحسين عبد الحق. كتب عنه الضياء علي ابن البالسي بمكة، وغيره. وأجاز للفخر إسماعيل بن عساكر، وفاطمة بنت سليمان، والبدر ابن الخلال، والبجدي، وبنت مؤمن، وجماعة. توفي في ذي الحجة. 4 (محمد بن عبد الواحد بن احمد بن أحمد بن عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن عبد الله) محمد بن أبي عيسى ابن المتوكل على الله جعفر ابن المعتصم ابن الرشيد. الشريف، المسند، أبو الكرم، المتوكلي، البغدادي، المعروف بابن شفنين. ولد سنة تسعٍ وأربعين وخمسمائة. وسمع من: عمه أبي تمام عبد الكريم بن أحمد الهاشمي، وأبي نصر يحيى بن السدنك. وأجاز له: أبو بكر ابن الزاغواني، وأبو القاسم نصر بن نصر العكبري، وأبو الوقت، وأبو المظفر محمد بن أحمد ابن الريكي، ومحمد بن عبيد الله الرطبي، وأحمد بن محمد بن عبد العزيز العباسي، وجماعةٌ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 450 وكان شيخاً جليلاً، سرياً. حسن الطريقة، جيد الفضيلة، عالي الإسناد. روى عنه: ابن النجار في تاريخه وأثنى عليه، وجمال الدين الشريشي، ومجد الدين ابن العديم.) وسمع منه: ابن الحاجب، وابن المجد، والطلبة. وبالإجازة: القاضيان ابن الخويي وتقي الدين الحنبلي، وبهاء الدين البرزالي، والعماد ابن البالسي، وعيسى المطعم، وابن سعد، وأحمد ابن الشحنة. والبجدي، وبنت الرضي، وبنت مؤمن، وآخرون. توفي في رابع رجب. شفنين: لقب عبيد الله. 4 (محمد بن علي بن خطلخ.) أبو عبد الله، البغدادي، الصوفي، الخياط. سمع حضوراً من تجني، وعبد الحق. وسمع من عبيد الله بن شاتيل. روى عنه جمال الدين الشريشي، وغيره. وبالإجازة إسماعيل بن عساكر، وابن سعد، وأحمد ابن الشحنة، وعيسى السمسار، والعماد ابن البالسي، وجماعة. توفي في مستهل جمادى الأولى. وتوفي سميه ابن خطلخ في سنة عشرة وستمائة. 4 (محمد بن معن بن سلطان.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 451 أبو عبد الله، الدمشقي، الصيدلاني، والفقيه، الشافعي. حدث عن الحافظ أبي المواهب الحسن بن صصرى. ودرس بالمدرسة الظاهرية التي بظاهر دمشق. أخبرنا عنه شرف الدين الفزاري، والفخر ابن عساكر. 4 (معالي بن أبي الخير سلامة بن عبد الله بن علي بن صدقة.) أبو الفضل، الحراني، العطار، الحنبلي، العدل، التاجر، المعروف بابن سويطلة. ولد سنة ستٍ وستين وخمسمائة تقريباً بحران. وسمع بإصبهان من: أبي الفتح عبد الله بن أحمد الخرقي، وأحمد بن ينال الترك. وأجاز له: أبو سعد محمد بن عبد الواحد الصائغ، وأبو موسى المديني، وأبو الفتح بن شاتيل، وجماعةٌ. وكان من كبار التجار بحران. روى عنه: الزكي عبد العظيم، وأثنى عليه، والنجم بن حمدان الفقيه، وعبد المنعم ابن النجيب عبد اللطيف، وعلي ابن السيف بن تيمية، والتقي إبراهيم ابن الواسطي، وعبد الملك ابن) العتيقة. وتوفي في شعبان. ومات أخوه حمد قبله. 4 (مكي بن أبي طاهر بن أبي العز بن حمدون.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 452 أبو الحرم، الطيبي، الكتبي، الأديب. ولد سنة ستين وخمسمائة. وسمع من: أبي الحسين عبد الحق، وعبيد الله بن شاتيل، وجماعةٍ. وتوفي في سادس عشر رجب. روى عنه ابن النجار، وأجاز لابن الشيرازي، وجماعةٍ. 4 (منصور المستنصر بالله أمير المؤمنين، أبو حعفرٍ.) ابن الظاهر بأمر الله أمير المؤمنين محمد ابن الناصر لدين الله أبي العباس أحمد ابن المستضيء بأمر الله الحسن ابن المستنجد يوسف ابن المقتفي الهاشمي، العباسي، البغدادي. ولد سنة ثمانٍ وثمانين وخمسمائة. وأمه جاريةٌ تركيةٌ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 453 بويع بعد موت أبيه في رجب سنة ثلاثٍ وعشرين. قال ابن النجار: فنشر العدل في الرعايا، وبذل الإنصاف في القضايا، وقرب أهل العلم والدين، وبنى المساجد والربط والمدارس والمارستانات، وأقام منار الدين، وقمع المتمردة، ونشر السنن، وكف الفتن وحمل الناس على أقوم سنن، وقام بأمر الجهاد احسن قيام، وجمع الجيوش لنصرة الإسلام، وحفظ الثغور، وافتتح الحصون. إلى أن قال: وكان أبيض، أشقر الشعر، ضخماً، قصيراً وخطه الشيب، فخضب بالحناء، ثم ترك الخضاب. وقال الموفق عبد اللطيف: بويع أبو جعفر، وسار السيرة الجميلة، وعمر طرق المعروف الداثرة، وأقام شعائر الدين ومنار الإسلام، وعمر بسخائه وبذله. واجتمعت القلوب على حبه والألسنة على مدحه. ولم يجد أحد من المتعنتة فيه معاباً وقد أطبقوا عليه. وكان جده الناصر يقربه ويحبه ويسميه القاضي لعقله وهديه وإنكاره ما يجد من المنكر. والناس معه اليوم في بلهنية هنيةٍ، وعيشةٍ مرضيةٍ. وسير إليه خوارزم شاه يلتمس منه سراويل الفتوة، فسيره إليه مع أموال جمة وتحف، وفيما سير إليه فرس النوبة، فسر بذلك وابتهج، وقبل الأرض مراتٍ) شكراً لله على هذه المنزلة التي رزقها وحرمها أبوه، ثم إنه أذعن بالعبودية والطاعة. وقال ابن واصل: بنى المستنصر على دجلة من الجانب الشرقي مما يلي دار الخلافة مدرسة ما بني على وجه الأرض أحسن منها ولا أكثر وقفاً، وهي بأربعة مدرسين على المذاهب الأربعة، وعمل فيها بيمارستاناً كبيراً ورتب فيها مطبخاً للفقهاء، ومزملة للماء البارد، ورتب لبيوت الفقهاء الحصر، والبسط، والفحم، والأطعمة، والورق، والحبر، والزيت، وغير ذلك. وللفقيه بعد ذلك في الشهر ديناران، ورتب لهم حماماً، ورتب لهم بالحمام قومةً. وهذا ما سبق إليه. وللمدرسة شبابيك على دجلة. وللخليفة منظرةٌ مطلةٌ على المدرسة يحضر فيها الخليفة، ويسمع الدرس إلى أن قال: واستخدم عساكر عظيمةً لم يستخدم
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 454 مثلها أبوه لا جده، وكانت تزيد على مائة ألف وعشرين ألف فارسٍ، وأكثر من ذلك، كذا قال ابن واصل وكان ذا همة عاليةٍ، وشجاعةٍ وإقدامٍ عظيمٍ، قصدت التتار البلاد فلقيهم عسكره فهزموا التتار هزيمةً عظيمةً. وكان له أخٌ له يقال له الخفاجي فيه شهامةٌ زائدةٌ، كان يقول: إن وليت لأعبرن بالعساكر نهر جيحون، وأخذ البلاد من أيدي التتار استأصلهم. فلما مات المستنصر لم يرى الدويدار ولا الشرابي تقليد الخفاجي خوفاً منه، وأقاما أبا أحمد للينه وضعف رأيه، ليكون لهما الأمر لينفذ الله أمره في عباده. وقد رثاه الناصر داود بقصيدة فائقةٍ مطلعها: (أيا رنّة الناعي عبثت بمسمعي .......... وأجّجت نار الحزن ما بين أضلعي)
(وأخرست منّي مقولاً ذا براعةٍ .......... يصوغ أفانين القريب الموشّع)
(نعيت إليّ البأس والجود والحجى .......... فأوقفت أمالي وأجريت أدمعي) وقال الحافظ عبد العظيم: مولده في صفر سنة ثمانٍ وثمانين، وتوفي في العشرين من جمادى الأولى. قال: وكان راغباً في فعل الخير، مجتهداً في تكثير أعمال البر وله في ذلك آثار جميلةٌ كثيرة، وأنشأ المدرسة المعروفة به، ورتب فيها من الأمور الدالة على تفقده لأحوال أهل العلم وكثرة فكرته فيما يقضي براحتهم وإزاحة عللهم ما هو معروفٌ لمن شاهده وسمع به. وأنبأني ابن البزوري أنه توفي يوم الجمعة عاشر جمادى الآخرة، وكذا قال ابن النجار في تاريخه، وغيره. وهو الصحيح. وقول المنذري وهم.) قال ابن البزوري: توفي بكرةً عن إحدى وخمسين سنة وأربعة أشهر وسبعة
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 455 أيام. وكتم يومئذٍ موته فخطبوا له يومئذٍ، فحضر شرف الدين إقبال الشرابي ومعه جمعٌ من الخدم إلى التاج الشريف، وحضروا بين يدي ولده أبي أحمد عبد الله، فسلم عليه إقبال بإمرة المؤمنين، واستدعاه إلى سدة الخلافة، ثم عرف الوزير، وأستاذ الدار ذلك، واستكتماه إلى الليل. ثم استدعي الوزير، فجاء من باب السر الذي بدار الأمير علاء الدين الدويدار المقابل لداره، واستدعي وهو عاجزٌ في محفةٍ، وأحضر أيضاً مؤيد الدين محمد ابن العلقمي أستاذ دار، فمثلا بين يدي السدة فقبلا الأرض وهناه بالخلافة، وعزياه بالمستنصر وبايعاه. وأحضر جماعة من الأسرة الشريفة من أعمامه وأولاد الخلفاء، ثم خرج الوزير وسلم إلى الزعماء والولاة محال بغداد، وأمر أن لا يركب أحد من الأمراء من داره. وفي بكرة السبت رأى الناس أبواب الخلافة مغلقةً، وجلس عبد اللطيف بن عبد الوهاب الواعظ وأخبر بوفاة الخليفة وجلوس ولده المستعصم بالله ومولده سنة تسعٍ وستمائة ثم لما ارتفع النهار، استدعي الأعيان للبيعة وجلس الوزير لعجزه، ودونه بمرقاة أستاذ الدار، وكان يأخذ البيعة على الناس، وصورتها. أبايع سيدنا ومولانا أمير المؤمنين على كتاب الله وسنة رسوله واجتهاد رأيه الشريف وأن لا خليفة للمسلمين سواه. فبايع الناس على درجاتهم. ثم أسلبت الستارة وبايع من الغد الأمراء الصغار والمماليك الميامين، ثم بايع في اليوم الثالث من تبقى من الأمراء التجار وبياض الناس. ثم جلس الملأ للعزاء بالمستنصر، وتكلم المحتسب جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن ابن محيي الدين يوسف ابن الإمام أبي الفرج ابن الجوزي، وتكلم الشعراء فأول من أورد مقدمهم صفي الدين عبد الله بن جميل حاجب المخزن بقصيدته التي يقول فيها: (عزّ العزاء وأعوز الإلمام .......... واسترجعت ما أعطت الأيّام)
(فدع العيون تسحّ بعد فراقهم .......... عوض الدّموع دماً فليس تلام)
(بانوا فلا قلبي يقرّ قراره .......... أسفاً ولا جفني القريح ينام)
(فعلى الذين فقدتهم وعدمتهم .......... منّي تحية موجعٍ وسلام)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 456 ثم أنشد الشعراء وعزوا بالمستنصر، وهنأوا بالمستعصم. ثم برزت مطالعةٌ على يد إقبالٍ) الشرابي في كيسٍ، وبسمل الخدم بين يديها، فقرأها الوزير، ثم قرأها أستاذ الدار على الناس قائماً خلاصتها التأسي والتسلي والوعد بالعدل والإحسان. قلت: بلغ ارتفاع وقوف المستنصرية في بعض الأعوام نيفاً وسبعين ألف مثقال، وتليها في الكبر وكثرة الريع المنصورية بالقاهرة وبها ضريح السلطان في قبةٍ عظيمة، وبها دار جملة القرى الموقوفة على المدرسة المستنصرية ما مساحته مائة ألف جريب، وخمسون ألف جريب سوى الخانات والرباع، وغير ذلك. ويقرب من وقفها وقوف جامع دمشق وهي أكثر منه وقوفاً. لكن اليوم ما يدخل المستنصرية عشر ذلك، بل أقل بكثير. 4 (منصور بن عبد الله بن جامع بن مقلد.) الشيخ شرف الدين، أبو علي، الأنصاري، الدهشوري، المصري، المقرئ، الضرير. قرأ القراءآت على أبي الجود، وعلى أبي عبد الله محمد بن عمر القرطبي صاحب الشاطبي وقرأ بدمشق بكتاب المبهج على أبي اليمن الكندي. وسمع من عمر بن طبرزد، وغيره. وتصدر للإقراء بالفيوم مدةً. وقرأ عليه جماعةٌ منهم الرشيد بن أبي الدر. توفي في هذا العام أو في الذي بعده. قال المنذري. ودهشور: من أعمال جيزة الفسطاط.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 457 4 (موسى، العلامة، كمال الدين.) ابن يونس، الموصلي. ذكر المنذري وفاته في رابع شعبان من هذه السنة. وقد ذكرناه في سنة تسعٍ. قال: وقرأ شيئاً من الأدب على أبي بكر يحيى بن سعدون القرطبي. وبرع في فنونٍ من العمل، ودرس في عدة مدارس بالموصل. وحدث عن والده. 4 (حرف الهاء)
4 (هاشمٌ، الشريف، علاء الدين.) أبو نضلة، العلوي، البغدادي. رسول الخلافة المعظمة.) قال المنذري: توفي بالقاهرة في عاشر ربيع الآخر. 4 (هبة الله بن أبي بكر بن شنيف بن نجم.) أبو الفضل، البغدادي، دلال الكتب. حدث عن عبيد الله بن شاتيل. وعاش تسعاً وستين سنة. كان قبيح السيرة. وقد حدث. ولابن الشيرازي، وقاسم بن عساكر منه إجازةٌ. 4 (حرف لام ألف.) أبو بكر لافظ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 458 ابن أحمد بن بدر الحربي، ابن الكريدي. قال ابن النجار: شيخٌ مسنٌ. سمع أجزاء من حلية الأولياء من ابن البطي، قرأت عليه منها. ولعله جاوز التسعين. مات في جمادى الآخرة. 4 (حرف الياء)
4 (يحيى بن عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن بن ربيع.) القاضي، أبو عامرٍ، الأشعري، القرطبي. سمع: أباه أبا الحسين، وأبا القاسم بن بشكوال. وأجاز له أبو عبد الله بن زرقون، وأبو بكر بن الجد. قال الأبار: كان إماماً في علم الكلام وأصول الفقه ماهراً، نوظر عليه في كتب أبي المعالي الجويني كتاب الشامل وكتاب الإرشاد وغير ذلك. وله تواليف في ذلك. وكان يقرأ عليه صحيح البخاري، وغيره تفهماً. وولي قضاء قرطبة إلى أن أخذتها الروم في سنة ثلاثٍ وثلاثين، فنزح عنها، فولي قضاء غرناطة. وتوفي بمالقة معزولاً من فالجٍ أصابه وأقعده. وعاش سبعاً وسبعين سنة. وكان أجل أهل بيته. وأما شيخنا أبو حيان فقال: توفي في ربيع الأول سنة تسعٍ وثلاثين. روى عنه ابنه القاضي أبو الحسن محمد، وأبو علي بن أبي الأحوص، وأبو جعفر ابن الطباع. 4 (يحيى بن علي بن أحمد بن غالب.) ) زين الدين، أبو زكريا، الحضرمي، الأندلسي، المالقي، النحوي، الأديب. ولد سنة سبعٍ أو ثمانٍ وسبعين بمالقة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 459 وسمع من: الحافظ أبي محمد، وأبي سلمان ابني حوط الله. وبمصر من ابن المفضل الحافظ. وبنيسابور من: المؤيد الطوسي، والقاسم بن عبد الله الصفار. وبدمشق من التاج الكندي، وجماعةٍ. وقرأ على الشيوخ. وأقرأ الناس القراءآت والعربية. وله شعرٌ جيد. روى عنه: الشيخ زين الدين الفارقي، والشيخ تاج الدين الفزاري، وأخوه الخطيب شرف الدين، والفخر ابن عساكر، وجماعةٌ. وبالحضور أبو المعالي ابن البالسي. وأدركه أجله في وسط جمادى الأولى. وحدث بصحيح مسلم. 4 (الكنى) أبو بكر ابن الشيخ أبي المعالي المبارك بن المبارك بن هبة الله بن محمد بن بكري البغدادي. شيخٌ صالح. حدث عن أبي شاكر يحيى بن يوسف السقلاطوني. وتوفي في المحرم. ولأبيه روايةٌ عن أبي بكر بن الأشقر. هذا اسمه أحمد وقد ذكر. 4 (أبو بكر بن وردة الحربي.) الحلاوي. مات في المحرم. سمع من محمد بن المبارك الحلاوي سنة ثلاثٍ وثمانين وخمسمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 460 أجاز للبجدي، وابن سعد، وبنت مؤمن. 4 (أبو القاسم بن محمد بن أبي القاسم بن محمد بن القير الحريمي.) البواب. سمع من: أبي علي أحمد بن محمد الرحبي. روى لنا عنه بالإجازة سليمان بن حمزة الحاكم، وغيره.) توفي في حادي عشر جمادى الأولى. 4 (أبو القاسم بن أبي الحسن بن أبي القاسم الحربي.) الحاجي، المالحاني. سمع من أبي بكر عتيق بن صيلا. والمالحاني: هو الذي يبيع السمك المالح. روى عنه: القاضيان ابن الخويي، وتقي الدين سليمان، وغيرهما. وقال ابن النجار: لا بأس به. توفي في عاشر صفر وقد قارب الثمانين. أجاز للبجدي، ورفاقه. 4 (وفيها ولد من المشاهير) القاضي بهاء الدين يوسف ابن القاضي محيي الدين يحيى ابن محيي الدين محمد ابن الزكي القرشي، بدمشق. وقطب الدين موسى ابن الشيخ الفقيه ببعلبك. والشرف عبد الله ابن الشيخ شمس الدين عبد الرحمن بن أبي عمر، بخلف فيه. وتاج الدين محمد ابن فخر الدين محمد بن علي المصري، ابن جني. ومحمد بن علي بن عبد الله الحلبي العجوي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 461 والمنتجب علي بن علي الزكوي. والحسن بن أحمد بن مظفر الحظيري، بكنبايت. ومحمود بن احمد بن يوسف البعلبكي، بدمشق. ومحمد بن عثمان بن عبد الملك المصري النجار.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 462 4 (المتوفون بعد الثلاثين)
4 (محمد بن علي بن أبي بكر بن سالم.) أبو عبد الله، الحداد. سمع من أبي هاشم الدوشابي جزء الترقفي أو بعضه. روى عنه بالإجازة أبو نصر ابن الشيرازي. 4 (المبارك بن محمد بن عبد الله بن عفيجة.) ) أبو البركات، البندنيجي. من أولاد الشيوخ. سمع أبا الحسين بن يوسف. أجاز لابن الشيرازي، وعيسى المطعم، وأحمد ابن الشحنة، وسعد. 4 (أبو بكرٍ بن مسعود بن أبي نصر البغدادي.) ابن المشهدية. سمع من عبد الحق بن يوسف. أجاز لابن الشيرازي. 4 (أبو بكر بن حديد بن طاهر البزوري.) وسموه واثقاً. سمع من نصر الله القزاز. أجاز لابن الشيرازي. 4 (محمد بن جابر بن علي.) أبو بكر، الأنصاري، الإشبيلي، السقطي. روى عن: نجبة بن يحيى، وأبي ذر الخشني، وجماعة. وكان محدثاً، مفسراً، مقرئا، نحوياً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 463 توفي سنة نيفٍ وثلاثين وستمائة. 4 (محمد بن محمد بن إبراهيم بن الحسن.) أبو عبد الله، ابن الحصني، الحموي، الصوفي. سمع عبد الرزاق بن نصر النجار، وغيره. وحدث بدمشق، ومصر. وكان من صوفية الخانقاه السعيدية. روى عنه: الشرف ابن عساكر، والحافظ الدمياطي، وغيرهما. وأجاز للعماد ابن البالسي، وغيره. بقي إلى قريب الأربعين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 464 4 (وممن كان بعد الثلاثين وستمائة حياً)
4 (السديد بن أبي البيان اليهودي.) ) المصري، الطبيب. اسمه داود بن سليمان بن إسرائيل بن أبي الطيب. ولد سنة تٍ وخمسين وخمسمائة. وكان محققاً للطب ماهراً فيه، بارعاً في الأدوية المفردة والمركبة. قال الموفق بن أبي أصيبعة: لقد شاهدت منه حيث كنا نعالج المرضى بالبيمارستان الناصري بالقاهرة من حسن تأتيه لمعرفة الأمراض وتحقيقها، وذكر مداواتها، والاطلاع على ما ذكره جالينوس فيها ما يعجز عنه الوصف. وكان أقدر الناس على تركيب الأدوية ومعرفة مقاديرها. أخذ الطب عن الرئيس هبة الله بن جميع اليهودي، وأبي الفضائل ابن الناقد. وخدم السلطان الملك العادل. وعاش فوق الثمانين. وله كتاب الاقراباذين في غاية الحسن. 4 (فتح الدين ابن الجمال عثمان بن أبي الحوافر الدمشقي.) ثم المصري، الطبيب. من كبار الأطباء يقرب من والده. خدم الملك الكامل بعده ابنه الصالح نجم الدين أيوب، وتوفي في دولته. وهو والد شهاب الدين طبيب السلطان الملك الظاهر ورئيس الأطباء في الدولة الظاهرية. 4 (عمر بن الخضر بن اللمش بن ألدزمش بن إسرائيل.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 465 الحافظ، العالم، الحكيم، كمال الدين، أبو حفص، التركي، ثم الدنيسري، الشافعي. سمع: عبد المنعم بن كليب، وأبا الفرج ابن الجوزي، والمبارك بن المعطوش، وطبقتهم ببغداد. وأبا حفص بن طبرزد بإربل. وجعفر بن محمد العباسي بدنيسر. وكان مولده في سنة أربع وسبعين وخمسمائة. سمع منه جماعةٌ كثيرة بدنيسر وماردين. روى عنه ابنه أبو محمد عبد الرحمن بن عمر. وكان عارفاً بالطب. مجموع الفضائل. جمع تاريخاً لدنيسر. 4 (عبد الكافي بن حسين بن محمد.) أبو محمد، القرشي، الصقلي، ثم الدمشقي، المقرئ. سمع: أبا القاسم الحافظ، وأبا الحسين أحمد ابن الموازيني، والمفضل بن حيدرة، وعبد الله بن عبد الواحد بن شواش، والخشوعي، وطائفةً.) وخرج له الزكي البرزالي مشيخة. حدث عنه: ابن الحلوانية، وابن عربشاه، وأبو علي ابن الخلال. وأجاز لابن البالسي. 4 (عبد العزيز بن علي بن المظفر ابن المنقى.) شيخٌ بغداديٌ. سمع بعض مشيخة الفسوي من أبي السعادات القزاز. أجاز للبهاء ابن عساكر، والشمس ابن الشيرازي. 4 (عبد الرزاق بن أبي القاسم بن علي دادا.) أبو بكر الخباز.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 466 من محلة النصرية ببغداد. ولد سنة سبعٍ وخمسين. وسمع من أبي الحسين اليوسفي. أجاز لابن الشيرازي، والقاسم بن عساكر، وجماعة. 4 (علي بن الأنجب بن ما شاء الله حسن.) أبو الحسن، الجصاص، الحنبلي، الفقيه. كان رأساً في معرفة مسائل الخلاف. سمع من شهدة، وعبد الحق. وانحدر، فقرأ بواسط على ابن الباقلاني. كتب عنه ابن الشيرازي. 4 (محمد بن أبي بكر بن عبد الواحد البغدادي.) أبو بكر. سمع عبد الحق اليوسفي. أجاز لابن الشيرازي. 4 (محمد بن بزغش.) مولى أنوشتكين الجوهري. قال: أخبرنا علي بن أنوشتكين الجوهري، أخبرنا أبيٌ النرسي. أجاز لابن الشيرازي.) 4 (مغيث بن أحمد بن أبي بكر بن محمد بن يوسف بن محمد بن يونس بن مغيثٍ.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والأربعون الصفحة 467 القاضي، أبو يونس، القرطبي. من بيت العلم والخلافة بقرطبة. روى عن أبيه، وأبي الوليد بن رشد وهو جده لأمه وعن أبي جعفر بن يحيى الحميري، وطائفةٍ. لقيه ابن فرتون بسبتة في سنة خمسٍ وثلاثين وستمائة، ولم يذكر له وفاةً. 4 (أبو بكر بن عمر بن علي بن مقلد الدمشقي.) الفقاعي. سمع من السلفي، ومن: المسعودي، وابن ياسين. مولده في رجب سنة ستٍ وخمسين. وأجاز في إجازة ابن الحاجب سنة ثلاثين في مشيخة البهاء عنه.